المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 19 حزيران/لسنة 2025

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

في أسفل رابط النشرة

                http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2025/arabic.june19.25.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

عناوين النشرة

عنوان الزوادة الإيمانية

قالَ الربُّ يَسوعُ لِتَلاميذِهِ: «إِنْ تُحِبُّونِي تَحْفَظُوا وَصَايَاي. وأَنَا أَسْأَلُ الآبَ فَيُعْطِيكُم بَرَقلِيطًا آخَرَ مُؤَيِّدًا يَكُونُ مَعَكُم إِلى الأَبَد

 

عناوين مقالات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/حكّام لبنان والطقم السياسي والنيابي، وغالبية رجال الدين وأصحاب شركات الأحزاب ما إلُن عازة

الياس بجاني/نص وفيديو: سقوط نظام الملالي الشيطاني وشيكًا: إسرائيل تُنقذ العالم من أخطر نظام عرفه التاريخ بعد هتلر

الياس بجاني/مبروك تعيين فرح نبيه بري: سفيرة للبنان في بريطانيا.. ويلا قوموا نهني الإستيذ

 

عناوين الأخبار اللبنانية

رابط فيديو تقرير/عاجل ايران : الحزب في لبنان قد يتدخل في الحرب ضد اسرائيل

رابط فيديو مقابلة مع المهندس طوم حرب من موقع السياسة/ تأيي لمقدمة  وليد عبّود وتأكييعلى أن أحمد الشرع في البقاع والخامنئي إلى روسيا وهذا ما في جعبة طوم بارّاك

رابط فيديو تعليق للدكتور أحمد ياسين من موقع/اانقلاب الداخلي في إيران بدأ معارك ضارية على الأرض الإيرانية والأحواز العربية تبدأ بالتمرّد

رابط فيديو مقابلة من موقع المشهد مع الإعلامي وليد عبود/في أول تعليق له مقدمة "حلوا عنا" لإيران و"حزب الله".. أنا على حق وغير نادم

رابط فيديو تعليق للإعلامي والمؤرخ إبراهيم عيسى من موقع حديث القاهرة/هل يمكن الوقوف على الحياد في حرب إسرائيل وإيران ؟

رابط فيديو تعليق وبحث للإعلامي والمؤرخ إبراهيم عيسى من موقع حديث القاهرة/قراءة لأبرز تطورات الحرب الإسرائيلية الإيرانية

رابط فيديو تعليق للصحافي أسعد بشارة من موقع ترنسبيرنسي/الممانعة تعطل ملف المخيمات وتتهم رام الله زوراً

رابط فيديو مقابلة مع حسين عبد الحسين من موقع البديل/ترامب يتحضّر للمشاركة بالحرب...والمشروع النووي الايراني انتهى

رابط فيديو مقابلة مع د. هادي مراد من موقع ترانسبيرنسي/التعيينات مُخيفة .. عادل نصّار "أتيس" من يوسف رجي!

مسؤول إيراني رفيع: أي تدخل أميركي يعني دخول حزب الله على خط المعركة

استهداف دموي إسرائيلي لدراجة نارية في كفرجوز جنوب لبنان

توم براك في لبنان غداً.. وتصميم لبناني بالنأي عن الحرب

للمرة الثانية قرار إلغاء "وثائق الاتصال" حبر على ورق...وعلى عين الدولة!/جوانا فرحات/المركزية

وهج الاندفاعة الدولية لمساعدة لبنان خفت...هل ضاعت الفرصة؟/يوسف فارس/المركزية

خلال أسابيع.. تعديلات مرتقبة على قانون الانتخاب/كبريال مراد/نداء الوطن

أبو أرز- اتيان صقر: إنقلاب المعادلة… السمكة الصغيرة تأكل الكبيرة.

لبنان معلَّق على مسار الحرب ونتائجها ...إيران تلوِّح بالطلب من "حزب الله" التدخل إذا...

إحياء مطار القليعات: التلزيم مطلع العام المقبل

خطط النفوذ "ما بعد إيران": تلزيم لبنان لسوريا؟

سيناريوهات إيران بين حربي العراق ولبنان

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

حرب إسرائيل وإيران... معلومات دقيقة ونتائج وخيمة ونهاية تبدو بعيدة

مفاجآت تبرز «خللاً كبيراً» في المضادات واختراقاً واسعاً للاستخبارات

«الحرس الثوري»: استخدمنا صاروخ «فتّاح» الـ«فرط صوتي» ضد إسرائيل

المواجهة تحتدم على وقع «إنذار أميركي أخير»

تل أبيب وطهران تتبادلان الهجمات وموسكو تعرض الوساطة > خامنئي يرفض الاستسلام وترمب يترك الباب مفتوحاً لضرب إيران

عراقجي: إيران ترد حتى الآن على إسرائيل فقط وليس على من يساعدونها

طهران تنفي إرسال وفد تفاوضي إلى سلطنة عمان

ترامب: قلت لنتنياهو "استمر".. والإيرانيون عرضوا المجيء للبيت الأبيض

صحيفة: ترمب وافق على خطط الهجوم على إيران... لكنه ينتظر

"وول ستريت جورنال": ترامب وافق على خطط ضرب إيران

نتنياهو يشكر «الصديق العظيم» ترمب لدفاعه عن أجواء إسرائيل

ترامب يلوّح بضربة: أميركا وحدها القادرة على تدمير "فوردو"

خامنئي: إسرائيل ارتكبت خطأً فادحاً.. وإيران لن تغفر لها

الحرب الإسرائيلية على إيران: مواجهة طويلة والأيام المقبلة حاسمة

إسرائيل: ضرب الأهداف بإيران سيستمر لأسبوع بينها منشأة فوردو

حاملة طائرات أميركية ثالثة قرب إيران

منظومة "إيجيس" الأميركية تشارك باعتراض الصواريخ الإيرانية

موجة غارات بمحيط طهران..قصف جامعة لـ"الحرس الثوري" ومنشأة صواريخ

إيران: سنرد بحزم إذا انخرطت واشنطن بالحرب مباشرة

غروسي: لا دليل على جهد إيراني لتطوير سلاح نووي

الجيش الإسرائيلي: 60 مقاتلة هاجمت أكثر من 20 هدفاً في طهران

إيران حضّرت لضرب القواعد الأميركية إذا تدخلت واشنطن بالحرب

لماذا تحجب واشنطن قاذفة "بي-52" عن إسرائيل؟

واشنطن بدأت عصراً جديداً في العلاقات مع دمشق

إعلام أميركي ينشر "بروفايل" خامنئي: هل يُتوقّع اغتياله؟

نتنياهو يعيد إحياة "تهجير غزة": المخطط لا يزال قائماً

مجلس الشعب السوري: انتخابات غير تقليدية بقانون انتخابي مؤقت

إسرائيل تواصل مجازرها في غزة..أكثر من 100 شهيد الثلاثاء

غزة: الإبادة مستمرة.. وإسرائيل تربط حرب إيران باستعادة الأسرى

بيان من حزب توده حول حرب إسرائيل على ايران

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

"مجد" نتنياهو يمرّ في طهران/مروان الأمين/نداء الوطن

بطريرك الاستقلال ومفتي الممانعة/عماد موسى/نداء الوطن

خياران أمام إيران… وخيار واحد أمام لبنان/خيرالله خيرالله/أساس ميديا

الشرق الأوسط والحروب المصيريَّة؟/د. نبيل خليفة/نداء الوطن

لماذا استهداف إيران مصلحة لبنانية؟/شارل جبور/نداء الوطن

لبنان يبدأ بإعادة اللاجئين السّوريّين: اختبار سياديّ وإنسانيّ حاسم/بتول يزبك/المدن

الأسد الصاعد/شادي لويس/المدن

سلاح المخيمات: تأجيل فلسطيني "لأسباب تقنية"!/إبراهيم الرز/المدن

تداعيات المعركة بين إسرائيل وإيران.. على الحرب بغزة/ماجد عزام/المدن

وجيه قانصو يكتب لـ«جنوبية»: النظام الإيراني أمام نموذجي الشرع أو طالبان/وجيه قانصو/جنوبية

إنه اليوم السادس على واحدة من أخطر الحروب الكبرى التي تعيشها المنطقة./حنا صالح/فايسبوك

الاهداف غير المعلنة للهجوم الاسرائيلي على ايران/مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات..حسان القطب

هذا مختصرٌ لتحليلات الإعلام الغربي بشأن الحرب بين إيران وإسرائيل/سامي كليب/فايسبوك

الحكم المسيحي ينقذ لبنان (الجزء الثالث)/ايلي عون

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

لاكروا يجول على المسؤولين.. عون: لبنان يتمسّك ببقاء "اليونيفيل" في الجنوب وتطبيق الـ1701

سوريون ولبنانيون منهكون من الحرب يراقبون الصواريخ تتطاير في الصراع الإسرائيلي - الإيراني

استياء سوري من التدخل الإيراني العنيف لدعم الرئيس السابق... لكن أيضاً من توغلات إسرائيل وضرباتها الجوية

تحذير لانه فترة السماح صارت مسألة ايام/ندين بركات/موقع أكس

ظام متوحش/طوني بولس/موقع أكس

عدوي.. وابن بلدي/حسن أحمد خليل/موقع أكس

من ينقذ كسروان؟/بيتر جرمانوس/موقع أكس

رسالة مفتوحة من هنري زكريا إلى إلى غبطة البطريرك الماروني/موقع أكس

 

تغريدات مختارة من موقع أكس

تغريدات مختارة لليوم 18 حزيران/2025

 

تفاصيل النشرة الكاملة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

قالَ الربُّ يَسوعُ لِتَلاميذِهِ: «إِنْ تُحِبُّونِي تَحْفَظُوا وَصَايَاي. وأَنَا أَسْأَلُ الآبَ فَيُعْطِيكُم بَرَقلِيطًا آخَرَ مُؤَيِّدًا يَكُونُ مَعَكُم إِلى الأَبَد

إنجيل القدّيس يوحنّا14/من15حتى20/:”قالَ الربُّ يَسوعُ لِتَلاميذِهِ: «إِنْ تُحِبُّونِي تَحْفَظُوا وَصَايَاي. وأَنَا أَسْأَلُ الآبَ فَيُعْطِيكُم بَرَقلِيطًا آخَرَ مُؤَيِّدًا يَكُونُ مَعَكُم إِلى الأَبَد. هُوَ رُوحُ ٱلحَقِّ الَّذي لا يَقْدِرُ العَالَمُ أَنْ يَقْبَلَهُ، لأَنَّهُ لا يَرَاه، ولا يَعْرِفُهُ. أَمَّا أَنْتُم فَتَعْرِفُونَهُ، لأَنَّهُ مُقيمٌ عِنْدَكُم، وهُوَ فِيكُم. لَنْ أَتْرُكَكُم يَتَامَى. إِنِّي آتِي إِلَيْكُم. عَمَّا قَلِيلٍ لَنْ يَرانِيَ العَالَم، أَمَّا أَنْتُم فَتَرَونَنِي، لأَنِّي أَنَا حَيٌّ وأَنْتُم سَتَحْيَون. في ذلِكَ اليَومِ تَعْرِفُونَ أَنِّي أَنَا في أَبِي، وأَنْتُم فِيَّ، وأَنَا فيكُم.

 

تفاصيل مقالات وتغريدات الياس بجاني

حكّام لبنان والطقم السياسي والنيابي، وغالبية رجال الدين وأصحاب شركات الأحزاب ما إلُن عازة

الياس بجاني/18 حزيران 2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/06/144365/

للأسف، جوزيف عون ليس أكثر من مزهرية وصورة مملّة في قصر بعبدا، لا يحكم ولا يقرّر. أمّا بطريرك بكركي ما غيره، فهو شارد وغريب ومُغرَّب عن دوره، وتحوّل إلى شاهد زور، ورجال الدين الكبار في غالبيتهم يعبدون يهوذا العصر. من المحزن أن الحقيقة المُرّة في وطن الأرز هي أن من يحكمه فعليًا وحتّى هذه اللحظة هو نبيه بري وحزب الله. أمّا الأحزاب السياسية “التعتير” وأصحابها الفاسدون والطماعون، فما هم إلا ذمّيّون، نرجسيّون، خانعون ومنزوعو الإرادة والكرامة… إنّه فعلًا زمن محلّ وبؤس ويَهوَديّة إسخريوتيّة.

 

الياس بجاني/نص وفيديو: سقوط نظام الملالي الشيطاني وشيكًا: إسرائيل تُنقذ العالم من أخطر نظام عرفه التاريخ بعد هتلر

الياس بجاني/18 حزيران 2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/06/144340/

بعد أكثر من أربعة عقود من التوحّش والإرهاب المنظّم، تتهاوى اليوم إمبراطورية الملالي الإيرانية الشيطانية تحت وطأة الضربات الإسرائيلية الحاسمة، والمواقف الأميركية الصلبة بقيادة الرئيس دونالد ترامب. هذا النظام، الذي لم يعرف يوماً حدودواً لجرائمه، يعيش الآن لحظاته الأخيرة بعدما نشر الدمار والخراب والفوضى في كل مكان وصل إليه، متستّراً بالقضية الفلسطينية وتحرير القدس، وقناع  ديني طائفي كاذب لا يمتّ بصلة لا إلى الإسلام ولا إلى الإنسانية.

منذ عام 1979، وإيران الملالي تُشعل الحروب بالوكالة، تغتال القادة، تفكّك الدول، تدمر المجتمعات، وتُنشئ الميليشيات الطائفية من لبنان إلى اليمن، ومن العراق إلى البحرين والسعودية وسوريا. لقد مثّل هذا النظام تهديداً وجودياً ليس لإسرائيل فقط، بل لدول الخليج العربي والعالم العربي بأسره، وللنظام العالمي برمّته.

أمس، أعلن الرئيس دونالد ترامب بوضوح لا لبس فيه: "على نظام الملالي أن يستسلم دون قيد أو شرط."

لقد انتهى زمن المجاملات والصفقات الرمادية. لا مكان بعد اليوم لتواطؤ أوروبي مخزٍ، ولا لمفاوضات عبثية مع نظام لا يحترم الاتفاقات ولا القيم.

لقد حانت ساعة الحقيقة: هذا النظام لا يمكن إصلاحه، بل يجب اقتلاعه من جذوره وتحرير الشعب الإيراني والعالم من شروره وأخطاره.

الفضل الأكبر في هذا التحوّل التاريخي يعود لإسرائيل، الدولة الوحيدة التي لم تنم على ضلال الملالي ولم تصدق أو تساير أكاذيبهم. بعمليات نوعية ودقيقة، قتلت إسرائيل كبار قادة النظام، دمّرت منظوماته الدفاعية، شلّت مفاعلاته النووية، وسيطرت بالكامل على أجواء إيران، تضرب ما تشاء وأينما تشاء، بينما تقف طهران عاجزة مشلولة غير قادرة حتى على الرد، حيث ميزان القوة مائل بنسبة 100% لصالح دولة إسرائيل.

ومن المهم هنا التأكيد أن إسرائيل لم تنخدع كما انخدعت معظم الدول  العربية والغربية بشعارات "السلام" و"المقاومة" و"الصلاة في القدس"، تلك الشعارات الكاذبة التي تُستعمل لتضليل الشعوب وتبرير مشروع ملالي طهران القائم على الموت والخراب.

منذ البداية، قرأت إسرائيل الوجه الحقيقي لهذا النظام: طائفي، دموي، دكتاتوري، منافق، توسعي، لا إنساني، ويعاني من هلوسات وأوهام تاريخية. فبنت استراتيجيتها على أساس المواجهة، لا المساومة. واليوم، يجني العالم كله ثمار هذا الثبات الإسرائيلي.

من أخطر ما زرعه نظام الملالي في الشرق الأوسط هو ثقافة "الوليّ الفقيه"، وهي عقيدة شيطانية لا تعترف لا بالدولة ولا بالحدود، بل تعتبر أن كل شيعي في أي دولة يجب أن يقدّم ولاءه المطلق للفقيه الحاكم في طهران فوق ولائه لوطنه وشعبه ودولته.

لقد دمّرت هذه العقيدة المجتمعات الشيعية الوطنية، وجرّتها إلى مستنقعات العمالة والخيانة، كما حصل في لبنان، حيث مثّل "حزب الله" النموذج الأوضح لهذا الانحراف الشيطاني، فخطف الطائفة الشيعية اللبنانية وأخذها رهينة وجند شبابها عسكر في حروب الملالي وعمليات ارهابهم، واحتل مؤسسات الدولة اللبنانية، وهيمن على القرار السياسي، وأجبر بيئته على الخضوع لفرمانات "التكليف الشرعي" وهرطقة "المقاومة"، ودمّر الوطن المقدس، وطن الأرز والحرية والسلام.

العالم الحر، وخاصة العالم العربي، مدين لإسرائيل، لأنها لم تساير ولم تتواطأ ولم تتوهّم. بل خططت، وانتظرت، وضربت، وأنقذت المنطقة من كابوس نووي طائفي كان سيبتلع الشرق الأوسط ويهدد الأمن العالمي برمّته.

إن دور إسرائيل في تحطيم هذا النظام الإرهابي يجب أن يُسجَّل في كتب التاريخ، لا كدفاع عن النفس فقط، بل كمبادرة شجاعة نيابة عن الإنسانية بأسرها. فلولا إسرائيل، لكانت المنطقة اليوم سجينة نظام يملك سلاحاً نووياً وعقيدة موت وتكفير.

لقد حان وقت الحقيقة: نظام الملالي أكثر خطراً على البشرية من هتلر بملايين المرات. إنه عدو للسلام، عدو للتنوع، عدو للدولة، عدو للمرأة، عدو للحرية، عدو للشعوب، وعدو للحياة نفسها.

إنسقوطه القريب ليس فقط ضرورة إقليمية، بل مسؤولية أخلاقية وتاريخية وإنسانية.

لقد انتهت لعبة الخداع والتقية. وسيسجّل التاريخ على أن هذا النظام لم يكن يوماً جزءاً من الحضارة الإنسانية، بل وصمة عار في جبينها.

أما العدّ التنازلي لزواله، فهو ليس فقط بداية النهاية لمرحلة مظلمة من الإرهاب الشيعي الملالوي المنظم، بل هو بداية عصر جديد من السلام والتحرّر والكرامة، والأهم هو خلاص للشعب الإيراني المظلوم والمقهور منذ 40 سنة.

*الياس بجاني/فيديو: سقوط نظام الملالي الشيطاني وشيكًا: إسرائيل تُنقذ العالم من أخطر نظام عرفه التاريخ بعد هتلر

https://www.youtube.com/watch?v=rJQLsoWpPbY&t=74s

https://www.youtube.com/watch?v=zdxG7mYHLe0&t=53s

18 حزيران 2025

***الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

https://eliasbejjaninews.com

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

مبروك تعيين فرح نبيه بري: سفيرة للبنان في بريطانيا.. ويلا قوموا نهني الإستيذ

إلياس بجاني/16 حزيران/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/06/144293

هلّلوا وافرحوا، وأقيموا حفلات التبريك! هذه فرصتكم أيها السادة، وأكيد لن تضيّعوها. هيا قوموا لنهنئ وننفخ بريش "الأستاذ" ولننشر فذلكات أرانبه والبرانيط.

فقد أُعلِن اليوم أن مجلس الوزراء قد عيّن السيدة فرح بري، ابنة "الرئيس نبيه بري"، سفيرة للبنان في بريطانيا، لتحلّ مكان السفيرة إنعام عسيران. هذا التعيين يأتي في سياق ما يُعرف بـ"صفقة المحاصصة" وتوزيع المغانم في التعيينات الدبلوماسية، مما يؤكد أن حكومة "سلام" والعهد المنسوب إلى "جوزيف عون" ليسا سوى أدوات طيّعة بيد "الأستاذ نبيه النبيه" صاحب مقولة "مادي إجرها من الشباك".

لا شك أن وجود السيدة فرح بري في موقع كهذا ببريطانيا سيكون داعمًا لوالدها، "الأستيذ" الذي يبرع في مساعيه "الخيرة" في الفساد والإفساد والسمسرات والهيمنة. الهيمنة المطلقة على أهل الحكم عمومًا، وتحديدًا السيطرة على قرار ومواقع الطائفة الشيعية، التي باتت مخطوفة ورهينة بيد الملالي ومرتزقتهم المحليين، من خلال وكلائهم: "نبيه بري" و"حزب الله".

يلا، قوموا هنئوا وباركوا وزغردوا وارقصوا واهتفوا "عاش عهد جوزيف عون" الذي أمسى عبئًا ثقيلًا على لبنان واللبنانيين، وحجر عثرة يمنع استعادة السيادة والاستقلال وتنفيذ القرارات الدولية. وها هو تاريخ اليوم الذي كان مقررًا أن يبدأ نزع السلاح الفلسطيني من مخيمات بيروت وضواحيها مر مرور الكرام، ولا شيء تم غير سيل التبريرات الواهية.

نعم وللأسف، فقد عهد جوزيف عون هالته ومصداقية، وأصبح بوضعية الرؤساء الذين سبقوه: إميل لحود وميشال عون وإلياس الهراوي.

وحتى لا ننسى، راجعوا أسماء وخلفيات ونوعية الحبال التي تلف رقاب معظم المستشارين الذين اختارهم "جوزيف عون" لتتأكدوا أننا نعيش في عهد هذا الرجل في زمن محلّ وبؤس... و"صب عمي صب".

***الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

https://eliasbejjaninews.com

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل أهم الأخبار اللبنانية

رابط فيديو تقرير/عاجل ايران : الحزب في لبنان قد يتدخل في الحرب ضد اسرائيل

https://www.youtube.com/watch?v=-X12TlX925k

 

رابط فيديو مقابلة مع المهندس طوم حرب من موقع السياسة/ تأيي لمقدمة  وليد عبّود وتأكييعلى أن أحمد الشرع في البقاع والخامنئي إلى روسيا وهذا ما في جعبة طوم بارّاك

https://www.youtube.com/watch?v=5wL-03mrrLQ

 

رابط فيديو تعليق للدكتور أحمد ياسين من موقع/اانقلاب الداخلي في إيران بدأ معارك ضارية على الأرض الإيرانية والأحواز العربية تبدأ بالتمرّد

https://www.youtube.com/watch?v=Uk7rkcLBREA

 

رابط فيديو مقابلة من موقع المشهد مع الإعلامي وليد عبود/في أول تعليق له مقدمة "حلوا عنا" لإيران و"حزب الله".. أنا على حق وغير نادم

https://www.youtube.com/watch?v=8etbLg910fk

 

رابط فيديو تعليق للإعلامي والمؤرخ إبراهيم عيسى من موقع حديث القاهرة/هل يمكن الوقوف على الحياد في حرب إسرائيل وإيران ؟

https://www.youtube.com/watch?v=AIdPq5r7qyU

 

رابط فيديو تعليق وبحث للإعلامي والمؤرخ إبراهيم عيسى من موقع حديث القاهرة/قراءة لأبرز تطورات الحرب الإسرائيلية الإيرانية

https://www.youtube.com/watch?v=hFYQy3KCllk

 

رابط فيديو تعليق للصحافي أسعد بشارة من موقع ترنسبيرنسي/الممانعة تعطل ملف المخيمات وتتهم رام الله زوراً

https://www.youtube.com/watch?v=EW1oynkVG40

 

رابط فيديو مقابلة مع حسين عبد الحسين من موقع البديل/ترامب يتحضّر للمشاركة بالحرب...والمشروع النووي الايراني انتهى

https://www.youtube.com/watch?v=6k1nWBbK6ys

 

رابط فيديو مقابلة مع د. هادي مراد من موقع ترانسبيرنسي/التعيينات مُخيفة .. عادل نصّار "أتيس" من يوسف رجي!

https://www.youtube.com/watch?v=cb07rmLX9r8

 

مسؤول إيراني رفيع: أي تدخل أميركي يعني دخول حزب الله على خط المعركة

المكزية/18 حزيران/2025

حذر مسؤول إيراني رفيع، في تصريحات خاصة لقناة "الجزيرة"، من أن أي تدخل مباشر من قبل الولايات المتحدة في المواجهة القائمة مع إسرائيل سيؤدي إلى تصعيد غير مسبوق يشمل دخول "حزب الله" على خط المعركة.وقال المسؤول: "دخول أميركا على خط المواجهة مع الكيان الصهيوني يعني أن حزب الله سيتحرك"، مشيرًا إلى أن طهران تنظر إلى مثل هذا التدخل باعتباره تجاوزًا للخطوط الحمراء. حذر مسؤول إيراني رفيع، في تصريحات خاصة لقناة "الجزيرة"، من أن أي تدخل مباشر من قبل الولايات المتحدة في المواجهة القائمة مع إسرائيل سيؤدي إلى تصعيد غير مسبوق يشمل دخول "حزب الله" على خط المعركة. وقال المسؤول: "دخول أميركا على خط المواجهة مع الكيان الصهيوني يعني أن حزب الله سيتحرك"، مشيرًا إلى أن طهران تنظر إلى مثل هذا التدخل باعتباره تجاوزًا للخطوط الحمراء. وأضاف: "أي تدخل عسكري أميركي مباشر سيقابَل برد غير مسبوق، خصوصًا على مستوى التهديد للأهداف البحرية وسفن الأعداء في المنطقة". وأكد أن "تحرك إيران لاستهداف الأهداف البحرية وتموضع القوات المعادية سيكون خياراً مطروحاً بقوة إذا ما قررت الولايات المتحدة الانخراط عسكريًا في المواجهة".وتأتي هذه التصريحات وسط تصاعد التوتر الإقليمي، في ظل استمرار المواجهات بين إسرائيل وقوى مدعومة من إيران في أكثر من ساحة. وحذّر رئيس الحكومة نواف سلام من إقدام حزب الله على أي مغامرة قد تجرّ لبنان إلى مواجهة مفتوحة، مشدداً على ضرورة تجنّب الانزلاق إلى صراع إقليمي قد تكون كلفته باهظة على اللبنانيين كافة.

 

استهداف دموي إسرائيلي لدراجة نارية في كفرجوز جنوب لبنان

جنوبية/19 حزيران/2025

نفّذت طائرة مسيّرة إسرائيلية، بعد منتصف ليل الأربعاء، غارة جوية استهدفت دراجة نارية في منطقة كفرجوز التابعة لمحافظة النبطية جنوب لبنان، ما أدى إلى سقوط شهيدين وجرحى عدة. ووفق قناة «الميادين»، وفي حصيلة محدثة فجر الخميس، سقط «شهيدان وعدد من الإصابات في إثر الغارة». وأظهرت مقاطع فيديو متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي اندلاع حريق هائل في مكان الاستهداف. وتجمّع عدد من الأهالي بالقرب من موقع الغارة وسط محاولات لإخماد النيران، وهُرعت سيارات الإسعاف إلى المكان.وبعدما تكثفت وتيرة الاغتيالات في جنوب لبنان منذ مطلع العام الحالي، انخفض الاستهداف منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على إيران في 13 حزيران الجاري. ومع ذلك، لم تنته عمليات الاغتيال الاسرائيلية على أرض الجنوب، وآخرها محاولة اغتيال فاشلة لمرتين اليوم في منطقة باريش.

 

استهداف مزدوج في باريش الجنوبية: نجا صباحاً وأُصيب مساءً

جنوبية/19 حزيران/2025

استهدفت مسيّرة دراجة نارية في بلدة باريش – جنوب لبنان، في غارة أولى نجا منها المستهدف صباحاً، ليعود ويتعرض لإصابة في غارة ثانية لاحقاً. مصادر ميدانية أفادت بأن الهجومين نُفِّذا بطائرات استطلاع إسرائيلية، واستهدفا الشخص ذاته في منطقتين مختلفتين من البلدة.

 

توم براك في لبنان غداً.. وتصميم لبناني بالنأي عن الحرب

جنوبية/19 حزيران/2025

يتابع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون التطورات الراهنة في ضوء استمرار الحرب الإسرائيلية- الإيرانية، واطلع على تقارير حول مسارها والاتصالات الإقليمّية والدولية الجارية لوقفها، وذلك في ضوء اتصالات تلقّاها من قادة بعض الدول حول الجهود المبذولة في هذا الصدد. في الوقت الذي ظل على تواصل مع القيادات الأمنية لمتابعة الوضع ميدانياً، وفق ما اتُفق عليه خلال الاجتماع الأمني الأخير في بعبدا.وفي اليوم الخامس على اندلاع الحرب يسجّل للبنان الرسمي والحزبي والسياسي انصياعه لموجبات السلامة الوطنية والمصلحة العليا للبلاد بالنأي عن الحرب.

تأثير الحرب على قضية سلاح المخيمات

وبينما ترخي الحرب الإيرانية – الإسرائيلية بظلالها الثقيلة على لبنان والمنطقة نقلت صحيفة “اللواء” عن مصادر سياسية ان الرزنامة اللبنانية لجهة جمع الاسلحة غير الشرعية، بدءاً من السلاح في المخيمات الى وضع خطة اعادة النازحين السوريين الى ديارهم في سوريا على سكة التنفيذ، فضلاً عن ملفات اخرى، تأثرت بالمواقف العسكرية المستجدة، ولو كان لبنان اعلن انه يعمل بكل جدية لابعاد لهيب النار عن ارضه ومناطقه واستقراره. ولفتت “اللواء” أن لبنان ما زال ينتظر انفراج وضع الاقليم المتفجر ويتابع عبر اتصالات الرؤساء ووزارة الخارجية التطورات اولاً بأول لا سيما لجهة منع انعكاسات الحرب الايرانية –الاسرائيلية سلباً عليه، بعد ما أعلنته إسرائيل عن «رصدها تحركات لاستعدادات حزب الله للتدخل»، والتي اعتبرها  عضو المجلس السياسي في «حزب الله»، محمود قماطي مجرد ذرائع كاذبة لتبرر عدوانها المستمر على لبنان، مشددا على تعاون الحزب مع الدولة لمنع أي أحد من تخريب الوضع اللبناني والتوافق اللبناني سواءٌ على الحدود أو على أي شيء. واكد قماطي التزام «حزب الله» ببيانه بعدم الانخراط في الحرب الدائرة بين إيران إسرائيل. وبالسياق نفسه نقلت صحيفة “الجمهورية” عن أوساط سياسية مواكِبة للحرب، إنّ لبنان نجح حتى الآن في حماية نفسه وتفادي العاصفة التي تهبّ على المنطقة، بعدما كان قد اعتاد على أن يكون في عينها وأن يدفع أثمانها، كما تدل التجارب السابقة. وأملت هذه الأوساط في أن يتمكن لبنان من الاستمرار في تحييد نفسه وإمرار هذه المرحلة بسلام، لافتةً إلى انّ المخاطر اللاحقة قد تكون أكبر، خصوصاً إذا توسعت الحرب وانخرطت الولايات المتحدة فيها، وفق ما توحي المؤشرات المتزايدة التي يطلقها الرئيس الأميركي، الأمر الذي يستدعي التنبّه والاستعداد لكل الاحتمالات على قاعدة تعزيز المناعة الذاتية قدر الإمكان. كما عبرت مصادر سياسية لـ”الجمهورية” عن ارتياحها إلى المسار الذي يسلكه الوضع اللبنانيّ في خضم المواجهة الكبرى الواقعة بين إيران وإسرائيل. فللمرّة الأولى، يبدو لبنان محيّداً فعلاً عن المغامرات، بحيث إنه لن يتأثر بسلبيات هذه المواجهة، ولو استمرت لفترة طويلة، كما يتوقع البعض.

توم براك في لبنان غدًا

وبحسب مصادر ديبلوماسية لـ”نداء الوطن”، فإن موفد الرئيس الأميركي، اللبناني الأصل توم براك يصل غدًا إلى بيروت. براك هو المسؤول الأميركي الأرفع الذي يصل إلى بيروت بعد الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس، وتأتي زيارة براك في ظل أجواء أميركية تحث الدولة اللبنانية على التعاطي بحزم أكبر مع الملفات المطروحة وفي طليعتها سلاح «حزب الله» والوضع في الجنوب. وترجح أوساط معنية لـ”النهار” أن تتّسم مهمة بارّاك في بيروت، ولو أن برنامج تحرّكه ولقاءاته لم يعرف بعد، بأهمية عالية نظراً إلى سببين: الأول اتّضاح الرؤية الأميركية حيال لبنان وما إذا كان تولي المبعوث الأميركي ملفي سوريا ولبنان فيما هو سفير بلاده في تركيا، يعكس تصوراً أميركياً لترابط ما بين الساحات، وكيف سيترجم هذا الترابط. والثاني، أن الموفد الأميركي سيبلغ إلى بيروت بوضوح تام موقف إدارته من المسار اللبناني في مسائل نزع سلاح “حزب الله” واتفاق وقف النار مع إسرائيل والاتجاهات التي تنوي الإدارة الأميركية التزام تنفيذها بعد الحرب الإسرائيلية- الإيرانية لدعم لبنان في ملف السلاح والإعمار. وستكون زيارة الموفد الأميركي أول خطوة من شأنها كسر جمود المرحلة الراهنة، كما ستشكل أول مقاربة أميركية لبنانية للحرب الإسرائيلية- الإيرانية الجارية وتداعياتها على المنطقة، باعتبار أن بارّاك هو أول موفد ديبلوماسي أميركي يزور بيروت منذ اندلاع هذه الحرب.

 

للمرة الثانية قرار إلغاء "وثائق الاتصال" حبر على ورق...وعلى عين الدولة!

جوانا فرحات/المكزية/18 حزيران/2025

المركزية- في مذكرة رسمية، صدرت بتاريخ 5 حزيران الجاري، طلب رئيس الحكومة نواف سلام من الأجهزة الأمنية والعسكرية إلغاء وثائق الاتصال ولوائح الاخضاع بشكل فوري والاستعاضة عنها بمراجعة القضاء المختص احتراماً للحرية الشخصية وحفاظاً على الكرامات وضماناً لعدم المس بحقوق المواطنين من اي توقيفات اعتباطية او تعسفية. وأشار في المذكرة إلى ضرورة تعميم القرار على الأجهزة الأمنية والعسكرية كافة لشطب البرقيات المنقولة المعروفة برقم 303، التي ما زالت سيفًا مسلطًا على المئات من المواطنين اللبنانيين في الخارج، والموجودة على المعابر الحدودية البرية والبحرية والجوية كافة، والتي يتم تجديدها تلقائيًا وفق ما كان سائدًا في زمن الوصاية السورية. لكن ومنذ صدور المذكرة تم توقيف 4 أشخاص بناء على وثائق الإتصال و"الخير لقدام ". القرار الصادر عن رئيس الحكومة جاء استنادًا إلى قانون أصول المحاكمات الجزائية رقم 328، والقانون رقم 359 المعدّل، ورأي الهيئة العامة لمحكمة التمييز الصادر بتاريخ 26 أيار 2014، ومبدأ احترام الحريات والكرامة الإنسانية. وقد شدّد القرار على أن الوثائق الصادرة عن الأجهزة الأمنية لا تملك أي صفة قانونية تخوّلها المسّ بحرية الأفراد، ولا يمكن التعويل عليها كمستند لتوقيف أو استدعاء أو ملاحقة أي مواطن. اليوم تلقى هذه المذكرة نفس مصير المذكرة التي أصدرها رئيس الحكومة الأسبق تمام سلام والسؤال البديهي، لماذا ترفض الأجهزة الأمنية أن تلتزم بقرارات رئيس الحكومة وما المطلوب من رئيس الحكومة الحالي كي يُلزم الأجهزة الأمنية تطبيق القرار الحكومي حتى لا يكون مصيره على غرار مصير السلف الذي أصدرة سلام؟

"المسألة لا تحتمل "المونة" ولا المماطلة يقول مدير برنامج الدعم القانوني في مركز سيدار للدراسات القانونية، المحامي محمد صبلوح" ويكشف لـ"المركزية" أن بعد لقائه رئيس الحكومة نواف سلام تعهد الأخير بإلغاء الوثائق، فسأله صبلوح هل من ضمانات بعدم تكرار مصير قرار الإلغاء الصادر عن رئيس الحكومة الأسبق تمام سلام؟ فأجابه إذا حصلت مخالفة فأنا المرجع الوحيد". وانطلاقا من تبني سلام مسؤولية تطبيق القرار، يسأل صبلوح" من يغطي الأجهزة الأمنية التي تصر على ضرب القرار عرض الحائط ومن يرغمها على مخالفة القانون وتنفيذ قرارات السلطة التنفيذية؟".

حتى الآن لا جواب على رغم مراجعة سلام بمخالفة الأجهزة الأمنية قرار إلغاء وثائق الإتصال، من هنا يؤكد صبلوح "وجوب محاسبة كل عنصر أمني لا ينفذ هذه الوثيقة . فالكل تحت سلطة القانون وإما أن نبني دولة مؤسسات أو نكمل في دولة عميقة تمارس الأفلام الهوليودية على الشعب اللبناني".

في العودة إلى تاريخ وثائق الاتصال ولوائح الاخضاع بشكل فوري، يقول صبلوح أنها أبصرت النور عام 1991 ومن حينه يتم توقيف عدد كبير من اللبنانيين بناء على هذه الوثائق ويتم إخضاعهم للتحقيق وصولا إلى "تركيب" ملفات وإصدار أحكام بحقهم ومنعهم من السفر وإصدار جوازات سفر. ويلفت إلى أن عملية "القوطبة" على القانون شرّع الباب أمام السمسرة وإجبار ذوي المتهم زورا بوثيقة اتصال للضابط أو العسكري دفع مبالغ مالية تراوح بين 2000 و5000 دولار لإلغائها علما أن هناك مذكرة قانونية صادرة عن رئاسة الحكومة بضرورة إلغائها. فما هي وثائق الإتصال؟

وثائق الاتصال ولوائح الإخضاع" ، هي نوع من المذكرات أو القرارات الصادرة عن الأجهزة الأمنية والعسكرية في لبنان، تُستخدم لمراقبة أو توقيف أفراد من دون المرورعبر القضاء أو إصدار مذكرة توقيف قضائية. وتصدر الوثيقة بناء على شبهات أو معلومات أمنية من دون وجود أدلة كافية أحياناً، وتُعمَّم على الحواجز الأمنية والمعابر الحدودية". ويلفت صبلوح إلى أن الشخص المدوّن اسمه في هذه الوثيقة يُمنع من السفر، أو يُستدعى، أو يُحتجز فورًا عند عبوره أي حاجز أو معبر، حتى من دون أمر قضائي، وقد اشتهرت خلال وصاية النظام السوري على لبنان،واكتشف البعض أن إسمه وارد على هذه الوثائق فقط عند محاولته دخول لبنان، "من هنا أهمية إلغائها لرد الإعتبار للقضاء المُخَول وحده البت في مصير الناس، وإيقاف عجلة الممارسات الأمنية التي كانت تستخدم أحيانًا لأسباب سياسية أو شخصية، وتعزيزسيادة القانون وحماية الحريات العامة".

مسألة مخالفة قرار رئيس الحكومة في ملف رسائل الإتصال أثارته لجنة الدفاع الوطني والداخلية والبلديات بعد اجتماعها أمس برئاسة النائب جهاد الصمد، في موضوع "تمرّد"بعض الأجهزة الأمنية على أوامر السلطة التنفيذية. وقد أثار الصمد القضية باعتبار أن وثائق الاتصال ولوائح الإخضاع "بدعة لا أساس قانونياً لها، وأصبحت مع الوقت عرفاً وتكرّست بحكم الأمر الواقع، وهذا من شأنه المسّ بالحرية الشخصية للمواطنين والتعدي على حقوقهم القانونية". وعلى رغم تأييده المطلق لمضمون المذكرة الصادرة عن الرئيس نواف سلام، واستمرار الأجهزة الأمنية والعسكرية بإصدار تلك الوثائق على رغم صدور قرار إلغائها حتى يومنا هذا، يخشى صبلوح أن تستمر تلك الأجهزة عينها في تجاهل قرارات السلطة التنفيذية والقضائية، حتى بعد صدور هذه المذكرة عام 2025، ما يعرّض المواطنين لملاحقات تعسفية واستنسابية وغير قانونية تتعلق بحريتهم الفردية والشخصية".  ويختم مؤكدا أن الصمت لن يكون سيد الموقف هذه المرة"وسيصدر بيان عن مجموعة محامين في اليومين المقبلين نعلن فيه أننا سندّعي على أي عنصر أمني أو عسكري وأيا كانت رتبته أمام مدعي عام التمييز بجرم مخالفة قرارات السلطة التنفيذية وارتكاب جريمة الخطف والاختفاء القسري".

 

وهج الاندفاعة الدولية لمساعدة لبنان خفت...هل ضاعت الفرصة؟

يوسف فارس/المركزية/18 حزيران/2025

المركزية – لم تكن المواقف التي خلصت اليها زيارة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان للبنان مشجعة على التوقعات المتفائلة، اذ بدا واضحا ان موقف باريس في العمق كما سائر العواصم العربية والغربية لا يختلف عن معادلة دولية باتت تتحدث عن لبنان بلغة واحدة هي أولوية نزع سلاح حزب الله والإصلاح كشرطين لازمين لأي دعم خارجي . وافادت المعلومات هنا ان لودريان كرر في لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين كما سائر الموفدين النصح والتحذير من ان الوقت لا يلعب لمصلحة لبنان لكن لا تزال هناك فرصة وامل . واعرب عن ضرورة قيام الدولة اللبنانية بواجباتها في ما يتعلق بالملفين السيادي والاصلاحي، والا سيتعذر امكان قيام مؤتمر الدعم للبنان في الخريف المقبل . ونقل عنه ان على لبنان الرسمي حسم مواقفه والعمل على تطبيقهما سريعاً، اذ ان المجتمع الغربي بدأ يلمس محاولات محلية لابطاء ملف تسليم السلاح او التغاضي عنه راهنا بانتظار جلاء غبار الحرب الإسرائيلية - الايرانية.

النائب ياسين ياسين يقول لـ"المركزية"، ان الاندفاعة الدولية التي رافقت انتخاب رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ومن ثم تشكيل الحكومة قد خفت وهجها نتيجة عدم ترجمة العهد بعد للوعود التي قطعها في خطاب القسم ولاحقا في البيان الوزاري .السلاح غير الشرعي لم يتم نزعه بعد . الإصلاحات لم تجد ترجمة لها واقعا .المواطن ما زال يشتكي من عمل المؤسسات والدوائر الرسمية التي تحكمها الرشاوى والمحسوبيات . لبنان الرسمي لم يستعد بعد الثقة المحلية والخارجية به . كلمتان يحملهما الموفدون العرب والأجانب للبنان السلاح والإصلاح .الى اليوم الموضوعان محكومان بالمراوحة كما سائر الملفات الأخرى التي ارجئ البحث فيها لما بعد انتهاء الحرب الدائرة في المنطقة . الدولة العميقة او ما يعرف بالمنظومة لا تزال متجذرة في السلطة على رغم التعيينات التي عرفتها العديد من الادارات ومواقع الفئة الاولى . في الخلاصة، لامساعدات عربية ودولية للبنان قبل نزع السلاح والقيام بالإصلاحات المطلوبة . صحيح انه تم إقرار بعضها لكنه غير كاف في نظر المجتمع الدولي . عدم انسحاب إسرائيل من الجنوب ومن النقاط الخمس التي تحتلها ولا قيمة عسكرية واستراتيجية لها في ظل ما تمتلكه من تكنولوجيات ووسائل استطلاع واستخبار يعرقل من دون شك مسيرة نهوض الدولة . حزب الله يطالب بسحب إسرائيل للبدء بتسيلم سلاحه فيما هي تصر على انهاء دوره العسكري لتفكر بالانسحاب من لبنان . بتنا امام مقولة ايهما أولا البيضة ام الدجاجة . الراعي الأميركي لوقف الاعمال العدائية وتنفيذ القرار 1701 منحاز الى جانب تل ابيب . الراعي الاخر الفرنسي المشكور على اهتمامه، لا قدرة لديه على مواجهة إسرائيل والضغط عليها لالزامها بما تعهدت به . على الدبلوماسية اللبنانية ولبنان بأسره التحرك لدى الاسرة الدولية والدول الفاعلة من اجل تفعيل دور اللجنة الخماسية المشرفة على تنفيذ القرار 1701 المدخل الأساس لنهوض لبنان من الأزمات التي يتخبط بها وعدم انتظار انتهاء الحرب التي قد تتوسع من إقليمية الى دولية .

 

خلال أسابيع.. تعديلات مرتقبة على قانون الانتخاب

كبريال مراد/نداء الوطن/19 حزيران/2025

لم يحسم حتى اللحظة الكباش الدائر على طاولة اللجنة الفرعية لقانون الانتخاب، بين من يريد انطلاق النقاش بقانون جديد للانتخاب، وبين من يرغب بالحفاظ على القانون الحالي الذي طبّق في دورتَي 2018 و2022، مع إدخال التعديلات اللازمة عليه لجهة الميغاسنتر والبطاقة الممغنطة واقتراع المغتربين. علمًا أن الحسم كان مفترضًا في الجلسة السابقة، إلاّ أن منح مزيد من الوقت يعود إلى أن التعديلات المطلوبة على القانون الحالي لم تحوّل بعد من الحكومة من جهة، ولرغبة “بعدم الكسر مع ثنائي “أمل” و”حزب الله” من جهة أخرى. أمس، انعقدت اللجنة برئاسة نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب وحضور وزير الداخلية أحمد الحجار ووزير الخارجية يوسف رجي والأعضاء. وكانت أسئلة حول بعض المتطلبات التحضيرية واللوجيستية المرتبطة بالانتخابات والمتعلّقة بالوزارتين، إن لناحية البطاقة الممغنطة أو اقتراع المغتربين. وقد طلبت اللجنة من وزير الداخلية العودة إليها بإجابات في شأن جاهزية الحكومة لإجراء الانتخابات النيابية وفق القانون الحالي بانتظار تعديله أو إقرار قانون آخر من القوانين الموجودة على جدول أعمال اللجان المشتركة. علماً أن معلومات “نداء الوطن” تشير إلى أن الحكومة تعمل على القانون الحالي وكيفية تطبيقه، وأن وزير الداخلية كان واضحًا مع وزير الخارجية لناحية تأكيد أن الحكومة لن تقدّم مشروع قانون جديداً، بل تريد القانون الحالي مع تعديلاته. ولكن مجلس النواب يتعامل وفق الأصول مع ما يرده بصيغة مشروع قانون. لذلك، يفترض بالحكومة أن تبحث في مجلس الوزراء وتقر التعديلات على قانون الانتخاب، وتحيلها بصيغة مشروع قانون إلى مجلس النواب، ليناقشها بدوره ويقرّها. وبينما حددت اللجنة الفرعية النيابية مهلة أسبوعين للحكومة لتعود بجواب واضح في شأن مقاربتها لقانون الانتخاب، إلّا أن المعطيات تشير إلى حاجة الحكومة إلى حوالى الشهر. لكن مجلس النواب يحاول وضع الحكومة أمام مسؤولياتها “حتى ما تاخد وقتها وتكتّر في مسألة أساسية” على حد قول أحد النواب المشاركين في اللجنة الفرعية. حتى ذلك الحين، يتعامل مجلس النواب مع الاقتراحات المحالة إليه والموضوعة على طاولة اللجنة الفرعية. وقد سأل بو صعب مقدمي الاقتراحات إذا ما كانوا يريدون الإبقاء على اقتراحاتهم أو سحبها في انتظار ما سيأتي من الحكومة. فبدا أن كل الذين تقدموا باقتراحات قوانين لتعديل قانون الانتخابات تمسكوا أكثر من ذي قبل باقتراحاتهم وهي لبنان دائرة واحدة مع النسبية، إنشاء مجلس للشيوخ، القانون الأرثوذكسي (كل طائفة تنتخب نوابها). عملياً، لا جلسة للجنة الفرعية الأسبوع المقبل، بل الأسبوع الذي يليه. والأمل في أن يأتي مشروع تعديلات الحكومة على القانون الحالي لناحية الميغاسنتر والمغتربين في أقرب فرصة ممكنة، وإلّا فاللجنة ستكون أمام مراوحة، بين انتظار الحكومة، وتصلّب كل طرف من الأطراف النيابية بموقفه. وبالتالي، سنكون أمام جلسات من النقاشات، بلا قرارات. في حين يؤكد المعنيون بالنقاشات الانتخابية أن الحسم يجب أن يكون مطلع الخريف، أي قبل أشهر قليلة من الانتخابات النيابية، ليعرف الناخبون في لبنان وبلدان الانتشار، كيفية انتخابهم في الاستحقاق المقبل، لأن تجاوز النقاشات هذا الموعد، سيرفع نسبة الرضوخ لابقاء الوضع على ما هو عليه تحت عامل الوقت. في الانتظار، تأكيد نيابي خلال جلسة الأمس عبّر عنه النائب ألان عون وأيّده النواب: لا مسّ بموعد الانتخابات النيابية. وبالتالي، لا تمديد للمجلس الحالي، بل انتخابات يحدد فيها الناخبون توجهاتهم في صناديق الاقتراع.

 

أبو أرز- اتيان صقر: إنقلاب المعادلة… السمكة الصغيرة تأكل الكبيرة.

بيان صادر عن حزب حراس الأرز – حركة القومية اللبنانية

18 حزيران/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/06/144382/

في خضمّ الحرب الدائرة حاليًا بين إسرائيل والنظام الإيراني، تبرز حقيقة لا يمكن إغفالها: نحن أمام حرب وجودية للطرفين.

بالنسبة لإيران، فهزيمة هذا النظام تعني انهياره التام، وسقوط مشروعه التوسعي في المنطقة، وزوال أذرعه العسكرية الموزّعة في لبنان وبلدان المنطقة.

أما بالنسبة لإسرائيل، فالهزيمة تعني تهديدًا مباشرًا لكيانها، ما يجعلها مضطرة إلى الإنتصار تحت طائلة الزوال، ويمنعها من وقف القتال قبل تحقيق أهدافها كاملة.

ومن يتابع سير المعركة وتطوراتها الميدانية، يتبيّن له أن إسرائيل تخوض هذه المواجهة بلا تراجع، وبحزم غير مسبوق، ما يُرجّح كفّتها بالحسم والإنتصار.

لقد علّمتنا حروب إسرائيل، منذ نشأتها إلى اليوم، دروسًا كثيرة، لعلّ أبرزها:

إنّ الدول الصغيرة لا يُكتب لها البقاء ما لم تكن قوية، حيث لا مكان للضعفاء في هذا العالم المتوحش. وعلى الأمم الصغيرة أن تبني قواها الذاتية بنفسها، لا فقط في المجال العسكري والأمني، بل في كافة المجالات، لا سيما في العلوم والتكنولوجيا، التي أصبحت عنوان التقدّم والإنتصار في هذا القرن.

كما علّمتنا أن التهاون مع الأعداء، والقبول بأنصاف الحلول، لا يؤديان إلا إلى المزيد من الانكسار والانهيار. تمامًا كما هو الحال مع النظام الإيراني، الذي يماطل منذ عقود في مفاوضات عبثية مع الغرب بشأن برنامجه النووي، ويستغل كل فرصة ليزرع الفوضى والإرهاب والفساد في لبنان ودول المنطقة، ورغم ذلك ما زلنا حتى اليوم نسمع أصواتًا من عواصم الغرب تُنادي بإمكانية احتواء هذا النظام وتدجينه، بدلاً من إسقاطه واجتثاثه. وها نحن اليوم نعيش كابوسًا إقليميًا حقيقيًا، أصبحت فيه بلداننا مرتهنة لهذا المشروع التوسّعي الارهابي.

لقد قالوا يومًا: “السمكة الكبيرة تأكل الصغيرة”…لكن ما يجري اليوم على أرض الواقع أثبت العكس:

السمكة الصغيرة قرّرت أن تأكل الكبيرة، وتتحدّى قانون الغاب، وتثبت أن الأحجام الكبيرة ليست هي الفيصل، بل الإرادة والقدرة والتصميم.

واليوم، وبينما طائرات ال ف ٣٥ تعربد في سماء طهران وتتحدّى المستحيل، وترسم خرائط الشرق الأوسط الجديد، نرى حكامنا يتخبّطون في مستنقعٍ من الضحالة والجبانة واللاقرار، وشعبُنا غارقٌ في بحرٍ من اليأس والقنوط والقلق على المصير.

نحن اليوم أمام لحظةٍ تاريخية مفصلية، إمّا أن نستفيق فنُقدم، وإما أن ننام فنندثر.

لبيك لبنان

 

لبنان معلَّق على مسار الحرب ونتائجها ...إيران تلوِّح بالطلب من "حزب الله" التدخل إذا...

نداء الوطن/19 حزيران/2025

بعد مضي ستة أيام على اندلاع الحرب الإسرائيلية – الإيرانية، ينتظر العالم يوميًا ما يقوله الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي أصبحت مواقفه شبه يومية حيال ما يجري في المنطقة.

ترامب رفع وتيرة لهجته، وفي أحدث موقف له سجَّل ما يلي: "إن الإيرانيين تواصلوا لكن تأخر جدًا وقت الحديث. هناك فرق كبير بين الآن وقبل أسبوع. لا أحد يعلم ما سأفعله". في المقابل رد مرشد الجمهورية الإسلامية علي الخامنئي على ترامب، فقال: إن "العقلاء الذين يعرفون إيران وشعبها وتاريخها لا يتحدثون البتة بلغة التهديد إلى هذا الشعب، لأن الشعب الإيراني لن يستسلم".

هل سيتدخّل "حزب الله"؟

والسؤال الذي يُطرَح منذ بدء الحرب يوم الجمعة الفائت، هو: هل يدخل "حزب الله" هذه الحرب؟

مسؤول إيراني رفيع قال لقناة "الجزيرة" إن "دخول أميركا على خط المواجهة مع الكيان الصهيوني يعني أن حزب الله سيتحرك" ولم يصدر عن "حزب الله" أي تعليق على هذا الموقف، لكن مصادر سياسية سألت: هل تريد إيران توريط لبنان؟ وهل لبنان قادر على تحمل تبعات حرب لا ناقة له فيها ولا جمل.

بيان كتلة "الوفاء للمقاومة"

وكان لافتًا الموقف المستجد لـ "حزب الله" من تطورات الحرب، وتلميحه إلى موقف ما من هذه الحرب، إذ اعتبر أن قيام الولايات المتحدة الأميركية بالانخراط العسكري المباشر في الحرب، سيؤدي حكمًا إلى تغيير سياق المواجهة كما سيدفع المنطقة برمّتها نحو الانفجار الشامل. السؤال الذي طرحه المراقبون هو: ماذا يقصد "حزب الله" عندما يتحدث عن "تغيير سياق المواجهة"؟

خروج من إسرائيل

في ظل هذه الأجواء العالية التوتر، أعلن السفير الأميركي في إسرائيل عن خطة لإجلاء الأميركيين من الدولة العبرية. ولم يقتصر هذا الإجراء على الولايات المتحدة الأميركية بل إن دولًا أوروبية عمدت إلى اتخاذ الإجراء ذاته، الناطق باسم وزارة الخارجية الألمانية، كريستيان فاغنر، أعلن أنه من المتوقع أن تنقل ألمانيا نحو 200 شخص عبر رحلة تجارية مستأجرة من الأردن. وفي روما، قال وزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاياني، إن روما وفرت رحلات جوية للمواطنين الإيطاليين الراغبين في مغادرة إسرائيل.

توم براك اليوم في بيروت

لبنان الرسمي في حال ترقب للنتائج المرتقبة لهذه الحرب، وفي الأثناء يستمر التحرك السياسي والدبلوماسي بوتيرة عادية. في هذا السياق، تأتي زيارة الموفد الرئاسي الأميركي توم براك إلى بيروت، وقد علمت "نداء الوطن" أن المسؤولين أعدّوا ورقة موحّدة ونسّّقوا مواقفهم لبحثها مع براك على غرار ما كانوا يفعلون عندما كانت تزورهم مورغان أورتاغوس. وسيلتقي براك صباحًا رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون قبل أن يجول على بقية المسؤولين، وسيحصر لقاءاته بالمسؤولين الرسميين دون أي قيادات أخرى. وسيكرّر رئيس الجمهورية موقفه بإدانة الحرب الأخيرة بين إسرائيل وإيران وسيشدّد في الوقت نفسه على موقف لبنان بالنأي بالنفس عن الحرب. ومن جهة ثانية، هناك تأكيد لبناني على الالتزام بالقرار 1701 واتفاق الهدنة وجمع السلاح الفلسطيني، كذلك السلاح اللبناني والمطالبة بانسحاب إسرائيل من النقاط المحتلة وتحرير الأسرى لتسهيل عملية سحب السلاح غير الشرعي، واعتماد الحوار سبيلًا لكل الأهداف. ومن جهة ثانية سيستمع المسؤولون من براك إلى الطروحات التي سيحملها، وسيطلعون على نظرة الولايات المتحدة إلى تطوّر الأمور خصوصًا أن واشنطن هي راعية الاتفاق بين لبنان وإسرائيل.

برّاك سيبلغ الدولة اللبنانية أن بلاده تعتبر نزع سلاح "الحزب" ضرورة قصوى لتفادي عودة النار والدمار إلى لبنان، وسيقول للمسؤولين إن بلاده لا يهمها كيف يتم نزع هذا السلاح، بالحوار أو غير الحوار، فالمهمّ أن يُنزع، وإلا فإنها لا تضمن ما يمكن أن يحصل في المرحلة المقبلة.

وتقول المعلومات إن تجفيف منابع وشبكات تمويل "حزب الله" سيكون ايضًا حاضرًا في نقاشات براك من زاوية ضرورة إنهاء ظاهرة "القرض الحسن"، وتلفت المصادر إلى أن برّاك سينصح أيضًا الدولة اللبنانية بتجريد كل الفصائل الفلسطينية سيما المقربة من "الحزب" و"حماس"، من سلاحها، لأنها أيضًا أهداف لإسرائيل.

مجلس وزراء غدًا الجمعة

مجلس الوزراء يعقد جلسة عادية غدًا في السراي الحكومي بجدول أعمال عادي من خمسة عشر بندًا، من أبرزها "الإجازة للحكومة تصميم وإنشاء وتأهيل وتطوير وتشغيل مطار رينيه معوض بطريقة الـ BOT أو DBOT.

إلغاء وثائق الاتصال حبر على ورق

في مذكرة رسمية، صدرت بتاريخ 5 حزيران الجاري، طلب رئيس الحكومة نواف سلام من الأجهزة الأمنية والعسكرية إلغاء وثائق الاتصال ولوائح الإخضاع بشكل فوري والاستعاضة عنها بمراجعة القضاء المختص احترامًا للحرية الشخصية، اليوم تلقى هذه المذكرة نفس مصير المذكرة التي أصدرها رئيس الحكومة الأسبق تمام سلام. حتى الآن لا جواب على رغم مراجعة سلام بمخالفة الأجهزة الأمنية قرار إلغاء وثائق الاتصال.

مصرف لبنان يرفع سقف السحوبات

أعلن مصرف لبنان تمديد العمل بالتعميمَيْن رقم 158 و166، ورفع سقف السحوبات النقدية الشهرية الخاصّة بالتعميم رقم 158 من 500 دولار أميركيّ إلى 800 دولار أميركيّ نقدًا، والسحوبات النقدية الشهرية المرتبطة بالتعميم رقم 166 من 250 دولارًا أميركيًّا إلى 400 دولارٍ أميركيّ نقدًا، وذلك لمدّة سنة قابلة للتجديد ابتداءً من 1 تموز 2025 ولغاية 1 تموز 2026.

 

إحياء مطار القليعات: التلزيم مطلع العام المقبل

المدن/19 حزيران/2025

أكد وزير الأشغال فايز رسامني جهوزية الدراسة التمهيدية والمخطط التنفيذي الكامل لإعادة تأهيل وتشغيل مطار القليعات متوقعاً إطلاق مرحلة التلزيم مطلع العام المقبل. وأكد رسامني خلال اجتماع عقد في السراي الحكومي مع رئيس مجلس الوزراء نواف سلام أن مطار القليعات لا يُعد بديلًا عن مطار رفيق الحريري الدولي، بل مكمّلًا له، كما أنه يشكل رافعة اقتصادية حيوية لمحافظة عكار والمناطق المجاورة". وقد حضر الاجتماع الذي عقد في إطار متابعة مشروع إعادة تأهيل وتشغيل مطار القليعات، فريق الاستشاريين من شركة "دار الهندسة- شاعر ومشاركوه" برئاسة المهندس مروان قبرصلي، حيث قدّم الفريق عرضًا للمخطط التوجيهي الأوّلي الذي أُنجز في إطار منحة قدّمتها الشركة للدولة اللبنانية.

دفتر الشروط

وعقب الاجتماع، أكّد ارسامني أن "المشروع يشهد تقدّمًا ملموسًا على مختلف المستويات"، مشيرًا إلى أن "الوزارة تسلّمت رسميًا الدراسة التمهيدية والمخطط التنفيذي الكامل اللذين أعدّتهما الشركة، وجرى تقديمهما إلى رئيس الحكومة مرفقَين بجميع الإجراءات القانونية والإدارية الواجب اتخاذها، إضافة إلى جدول زمني تفصيلي لمراحل التنفيذ". وأوضح أن "دفتر الشروط قيد الإنجاز، وقد تم التباحث في ملاحظاته وآلية استكماله"، وقال: "ما يهمّنا اليوم ليس تحديد موعد الافتتاح، بل اعتماد آلية واضحة تضمن الوصول إلى هذا الهدف. ومن المقرر طرح الملف خلال جلسة مجلس الوزراء يوم الجمعة، تمهيدًا لإحالته إلى المجلس النيابي، على أن نكون قد دخلنا مرحلة الالتزام بالمشروع مطلع العام المقبل". واعتبر رسامني أن "مشروع مطار القليعات يُعد من المشاريع الوطنية الاستراتيجية، وكلما تعمّقنا في تفاصيل الدراسة وأرقامها، ازددنا قناعة بضرورة المضي قدمًا نحو التنفيذ"، مشددًا على أن "المطار لا يُعد بديلًا عن مطار رفيق الحريري الدولي، بل مكمّلًا له، كما أنه يشكل رافعة اقتصادية حيوية لمحافظة عكار والمناطق المجاورة".

تمويل مطار القليعات

وفي ما يتعلق بالتمويل، أشار رسامني الى أن "المشروع سيُنفّذ من قبل مستثمرين، عبر مزايدة عامة تتيح اختيار العرض الأنسب من حيث الإيرادات والاستثمار". وأضاف: "نعمل على إعداد دفتر شروط شفاف وتنافسي، ونتوقع إطلاق مرحلة التلزيم مطلع العام المقبل. وقد لمسنا اهتمامًا كبيرًا من مستثمرين بارزين أبدوا رغبة واضحة بالمشاركة، ما يدفعنا إلى التحرك بسرعة على المستويين الحكومي والتشريعي لإنجاز هذا المشروع الحيوي". وختم مؤكّدًا "التزام الوزارة الكامل بإطلاق المشروع في أسرع وقت ممكن، انطلاقًا من كونه فرصة تنموية واعدة ومطلبًا اقتصاديًا ملحًّا للبنان".

 

خطط النفوذ "ما بعد إيران": تلزيم لبنان لسوريا؟

مانشيت/المدن/19 حزيران/2025

يقع لبنان بين نارين. النار الإسرائيلية المستمرة بالضربات والاستهدافات والشروط السياسية. والنار السورية، في ظل التقدم السياسي الذي تحققه سوريا والتقارب المستمر مع الولايات المتحدة الأميركية ومع الدول العربية، وخصوصاً السعودية. منذ شن إسرائيل ضرباتها ضد إيران لم يصدر أي موقف سوري يدين الاعتداءات. كان ذلك مؤشراً واضحاً على طبيعة الموقف السياسي لدمشق، التي تتقارب مع واشنطن إلى حدود بعيدة، وسط إصرار أميركي على انتاج تفاهمات أو اتفاقات سورية- إسرائيلية. كل ذلك يوحي بأن الولايات المتحدة الأميركية تريد لسوريا أن تلعب دوراً مشابهاً لما كان عليه دورها سابقاً، في فترات التفاهم بين هنري كيسنجر وحافظ الأسد.

"اتفاقية الخطّ الأحمر"

بعد حرب العام 1973 ولدت اتفاقية سرية بين وزير خارجية أميركا هنري كيسنجر والرئيس السوري حينها حافظ الأسد، سُمّيت "اتفاقية الخطّ الأحمر". والمقصود بها أن الرجلين وضعا خريطة للبنان أمامهما، فخطّ كيسنجر خطاً أحمر للنفوذ الإسرائيلي الذي يصل إلى حدود نهر الأولي، ويمنع سوريا من تجاوزه، بينما وضع حافظ الأسد خطاً أحمر لجهة البقاع والشمال، بمعنى أن هذه المنطقة ستكون خاضعة للنفوذ السوري. وبناء على هذه الاتفاقية جاء تدخل سوريا في لبنان في العام 1976 ضد منظمة التحرير الفلسطينية والحركة الوطنية. فيما اجتاحت إسرائيل جنوب لبنان في العام 1978.

ما بعد هذه السنوات، تولى النظام السوري ضرب منظمة التحرير الفلسطينية حيث يعجز الإسرائيليون. فمثلاً بعد اجتياح العام 1982 وإخراج منظمة التحرير من لبنان، وعودة ياسر عرفات إلى طرابلس، تولى حافظ الأسد شن حرب ضده في المدينة حتى أخرجه منها ومن لبنان نهائياً. كان التفاهم الأميركي السوري حينها ينطلق من خلفية مواجهة "مشروع عبد الناصر" أو القومية العربية، بوصفه مشروعاً عدائياً ضد إسرائيل وهدفه استمرار المواجهة العسكرية ومواصلة العمل العسكري المسلح ضد إسرائيل. استكمل الأسد مشروعه بتفكيك الحركة الوطنية وإبعاد حلفاء منظمة التحرير الفلسطينية عنها، كما فعل مع الحزب التقدمي الإشتراكي، وحركة أمل التي خاضت حرب المخيمات، بالإضافة إلى خوض معركة ساحقة ضد المرابطون في بيروت.

الدور السوري

بناء على هذه المعارك، ورثت "سوريا الأسد" كل الأدوار في لبنان، أي دور عبد الناصر ودور منظمة التحرير الفلسطينية، وبقيت هي القوة المقررة. الأمر الذي عادت وعززته إثر اندلاع حرب الخليج واجتياح صدام حسين للكويت وتشكيل التحالف الدولي ضده، يومها انخرط الأسد إلى جانب دول الخليج والأميركيين ضد صدام. وعلى إثرها نتج تفاهم أميركي سعودي سوري حول وقف الحرب في لبنان وتلزيمه لسوريا. اليوم يبدو الوضع مشابهاً في ظل الحرب الإسرائيلية الإيرانية. سوريا تقف إلى جانب الأميركيين ودول الخليج، أما لبنان فعلى الرغم من التقدم الذي تحقق بانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة بمعايير أميركية سعودية، يبدو أنه لا يزال يتعثر ويتأخر عن مسار دمشق، وهذا ما يدفع الأميركيين والسعوديين إلى ممارسة المزيد من الضغوط لسحب سلاح حزب الله والدخول في المسار الذي يريدونه. في هذا السياق، هناك تنامٍ لدور سوريا، خصوصاً في ضوء الحرب الإسرائيلية الإيرانية. إذ أن دمشق التي تميل إلى الموقف الأميركي، يبدو أنها ستضطلع بدور الإسهام في إضعاف المحور الإيراني وتفكيكه. وهو ما بدأه أحمد الشرع منذ دخوله إلى دمشق، من خلال وقف كل عمليات تهريب الأسلحة أو الأموال لحزب الله. مواقف أحمد الشرع واضحة في مواجهة إيران وحزب الله. وهذا ما يشير إلى أن دمشق قد تلعب دوراً في تقويض نفوذ إيران وحلفائها، خصوصاً أن موقع سوريا استراتيجي وأساسي بالنسبة إلى المشروع الإيراني. فمنذ بدء الحرب الإيرانية الإسرائيلية، أرسلت دمشق تعزيزات عسكرية إلى الحدود مع العراق ومع لبنان. غاية هذه الحشود إبقاء الاستنفار والتحسب لأي تحركات قد يقدم عليها حلفاء إيران باتجاه سوريا، أو من خلال استخدام أراضيها. الهدف الآخر، إبقاء حزب الله أو حلفاء إيران في العراق بحالة تحسب لما قد تقدم عليه القوات السورية. وهذا يعني إبقاء الحزب في حالة انشغال، ومنعه من الانخراط في هذه الحرب بين تل أبيب وطهران.

الحشود العسكرية

لا يمكن فصل هذه التطورات عن مسار التقارب بين دمشق وواشنطن، إلى جانب علاقة سوريا الجيدة بكل من السعودية وتركيا. واللافت أنه بعيد اندلاع الحرب الإسرائيلية الإيرانية، أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اتصالاً بالرئيس الأميركي دونالد ترامب وأبلغه بأنه يجب التحسب لعدم حصول أي تطورات غير محسوبة في سوريا. وما كان يقصده أردوغان نقطتين، الأولى عدم تحرك حلفاء إيران في سوريا أو باتجاهها، والثانية عدم اندفاع إسرائيل للدخول أكثر إلى سوريا وتوسيع مناطق سيطرتها. بعدها حصل اتصال من قبل أردوغان بأحمد الشرع، وأبلغه بفحوى الحديث مع ترامب، وجرى التنسيق حول زيادة الحشود على الحدود مع لبنان، وخصوصاً في ريف دمشق وريف حمص، بالإضافة إلى زيادة الحشود العسكرية على الحدود مع العراق. كل ما يجري يشير إلى أن القوى الإقليمية والدولية، تسعى إلى إعادة رسم خرائط النفوذ والأدوار. وتتعاطى هذه الدول مع الواقع وكأن دور إيران سيتغير كلياً في المنطقة بعد الحرب، فيما تسعى تركيا إلى توسيع دورها سواء في سوريا أو في شرق آسيا. كما أن السعودية ستكون صاحبة دور أكبر في سوريا بالتفاهم مع الأميركيين والأتراك. وهو ما يظهر من خلال اللقاءات والاجتماعات التي عقدت بين مسؤولين سعوديين والسفير الأميركي في تركيا توم باراك، وهو نفسه المبعوث الأميركي إلى سوريا الذي سيتولى الملف اللبناني في المرحلة المقبلة. وهذا ما يؤكد أن ملف لبنان ومساره سيكون مرتبطاً بالوضع في سوريا.

النصيحة الأميركية

في هذا السياق، ينتظر لبنان زيارة سيجريها باراك إلى بيروت للقاء المسؤولين وسيبحث فيها عناوين عديدة وواضحة، أولها نصيحة تتصل بضرورة مراقبة المسار السوري والتشبه به، لجهة حصر السلاح وسحبه من يد حزب الله، وإنهاء حالة الصراع مع إسرائيل من خلال إنجاز الترتيبات الحدودية اللازمة. وهذه تقتضي إيجاد حل نهائي لمزارع شبعا لسحب أي ذريعة من حزب الله لتعليله التمسك بسلاحه أو بمعادلة تحرير الأرض. علماً أن حسم ملف مزارع شبعا سيكون مرتبطاً بشكل مباشر مع سوريا. في حال لم ينجح لبنان بمواكبة هذا المسار، فإن الضغوط الأميركية ستتزايد، بالإضافة إلى مواصلة إسرائيل لعملياتها العسكرية وتكثيفها. أما مع سوريا، فالمسألة مرشحة لاهتزازات أمنية ومناوشات في حال عدم حسم مسألة ضبط الحدود ومعالجة الكثير من الملفات العالقة.

 

سيناريوهات إيران بين حربي العراق ولبنان

مانشيت/المدن/18 حزيران/2025

حتى اللحظة الأخيرة، ما قبل بدء إسرائيل حربها على إيران، كانت الرهانات قائمة على احتمالية نجاح المفاوضات الديبلوماسية بين طهران وواشنطن. كان الظن كبيراً في أن إيران لن تسمح باستدراجها إلى حرب. لكن في المقابل، كان من الواضح أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ينتظر هذه الفرصة منذ زمن بعيد ويحضّر لها. هو الذي يكرر دوماً عبارة "صناعة شرق أوسط جديد"، وهو ما لا يمكن تحقيقه من دون إحداث تغيير كبير في الوجهة السياسية الإيرانية أو الحرب. إسرائيل والولايات المتحدة تريدان من طهران الاستسلام، والتخلي عن المشروع النووي وعن التخصيب وعن الصواريخ البالستية. كما أن التسريبات الإسرائيلية بدأت بعد اندلاع الحرب تتحدث عن اشتراط إنهاء الوضعية العسكرية لكل حلفاء إيران في المنطقة، أي إنهاء نفوذها بالكامل. علماً أن طهران لم توافق من قبل على التفاوض حول وضع المنطقة أو الصواريخ البالستية. أمام هذه الحرب خرج مرشد الجمهورية الإسلامية الإيرانية علي خامنئي مؤكداً رفض إيران الاستسلام، ومعلناً الاستعداد لخوض الحرب.

بين حقبتين

عملياً، تعيش إيران اليوم بين حقبتين. إما حقبة العراق في العام 1991 أو حقبة العراق في العام 2003. أي إما أنها تشبه عراق ما بعد حرب الكويت، عندما وقع العراق على اتفاق وبقي خاضعاً للعقوبات، مع فتح مسار إضعاف النظام من الداخل وتقوية المعارضات، تحضيراً لإسقاطه، أو ما بعد اجتياح العراق. أي أن الهدف المباشر هو إسقاط النظام. حسب المعطيات، فإن الولايات المتحدة الأميركية لا تريد تكرار سيناريو العراق 2003 في إيران، لأن ذلك سيؤدي إلى فوضى وتشظيات كبرى تنعكس على كل المنطقة. بينما تل أبيب تفضل ذلك الخيار. هناك احتمالان آخران أمام إيران، وهو تكرار سيناريو حرب تموز عام 2006، أو سيناريو حرب أيلول 2024. في حرب تموز كانت إسرائيل تنوي الإجهاز على حزب الله واغتيال الأمين العام السيد حسن نصرالله، لكنها لم تنجح بذلك. ولم تتمكن تل أبيب من تحقيق كل أهدافها، لا بل خرج حزب الله وأعلن الانتصار. أما في حرب أيلول 2024 والتي كانت إسرائيل قد استعدت لها بشكل كامل وتواصلها إلى اليوم، فعملت فيها على تصفية قيادات الحزب، من نصرالله إلى السيد هاشم صفي الدين والشيخ نبيل قاووق ومعظم القادة والمسؤولين العسكريين. وهي لا تريد ترك أي مجال للحزب حتى يعلن الانتصار، أو حتى أن يعلن القدرة على الصمود. لذلك تواصل عملياتها وضغوطها لـ"إنهاء" وضعية الحزب العسكرية وإضعافه سياسياً بالكامل. وهو ما تسعى إلى تكراره في إيران أيضاً. وهو ما يتضح من خلال مسار المعارك وعمليات الاغتيال والمفاوضات التي تجري عبر وسطاء وبطريقة غير مباشرة.

حرب إقليمية؟

في مقابل المفاوضات التي كانت تخوضها الولايات المتحدة مع إيران، واصلت إسرائيل كل المحاولات لعرقلتها وتفجير الوضع. فوضعت واشنطن طهران أمام خيار إبرام اتفاق، من خلال تقديم تنازلات كبرى والإعلان عن نية الدخول في مفاوضات نهائية، للوصول إلى اتفاق تنهي فيه عمليات التخصيب ومشروعها لتطوير الصواريخ البالستية. أما الخيار الآخر، فهو إعلان القتال حتى النهاية. وهذا قد يستدعي من كل مواليها ومناصريها الانخراط في هذا القتال، ما يعني توسيع الحرب لتصبح حرباً إقليمياً غير قابلة للانضباط. كل المنطقة تترقب مآلات هذه الحرب ونتائجها، ولا سيما لبنان الذي يشهد تزاحماً دولياً وديبلوماسياً، يتصل في البحث بكيفية تحييده عن هذا الصراع، والتحضير للمرحلة المقبلة، من خلال معالجة الوضع الحدودي والتجديد لقوات الطوارئ الدولية، والانتقال إلى مرحلة سياسية جديدة. هناك قناعة ثابتة أنه في لحظة انتهاء الحرب الإسرائيلية على إيران، لن يكون هناك أي موضوع في لبنان إلا سحب سلاح حزب الله، وتفكيك كل بنيته العسكرية وقواعده. وفي حال لم يتحقق ذلك على يد الدولة اللبنانية وبالتفاهم بينها وبين الحزب، فإن لبنان سيكون هدفاً مباشراً. لا يمكن للإسرائيليين أن يقبلوا ببقاء السلاح. إذ أن كل المعلومات الديبلوماسية تفيد بشكل واضح بأن تل أبيب لم تقدم على كل هذه الخطوات لتسمح ببقاء سلاح الحزب. وفي حال لم تتحرك الدولة اللبنانية فإن كل لبنان سيكون هدفاً

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

حرب إسرائيل وإيران... معلومات دقيقة ونتائج وخيمة ونهاية تبدو بعيدة

مفاجآت تبرز «خللاً كبيراً» في المضادات واختراقاً واسعاً للاستخبارات

تل أبيب: نظير مجلي/الشرق الأوسط/18 حزيران/2025

برز عنصر «المفاجأة» جلياً في الحرب الجارية بين إسرائيل وإيران، سواءً على مستوى الأهداف، أو من جهة إلحاق كل طرف قدراً كبيراً من الضرر والأذى بالآخر؛ فبنك أهداف تل أبيب جاء كبيراً وموجعاً، كما أن اطلاع طهران على المواقع الإسرائيلية الحساسة لم يكن متوقعاً. وبات التدمير سباقاً أشبه بالماراثون، تُبذَل فيه الطاقات ويبدأ قوياً بغرض اتخاذ موقع متقدم، مع تجميع القوى بين الفينة والأخرى، والعين على المنافس، ثم تُشحَذ الهمم باتجاه خط النهاية، الذي يبدو حالياً بعيداً. ويبدو أن الطرفين أجريا استعدادات سابقة كثيرة، فلكل منهما قائمة أهداف فتاكة ومحسوبة. وعلى الرغم من أنهما يحاولان إخفاء حقيقة الأضرار، فما من شك في أنها كبيرة ومؤلمة. ربما لا تكون متناسبة، فضربات إسرائيل في إيران أكبر وأضخم وتُستخدم فيها أسلحة عديدة متطورة، لكن الموقف لا يخلو من مفاجآت إيرانية في المواقع التي تستهدفها.

الضربات الإسرائيلية

فاجأت إسرائيل، إيران، ليس فقط في المبادرة إلى الهجوم المباغت وما رافقه من عمليات تضليل ناجحة، بل أيضاً في بنك الأهداف. فقد بدأت بسلسلة اغتيالات طالت قادة الجيش والحرس الثوري وعلماء الذرة، وبدا منها أن القيادة الإيرانية لم تتعلم من درس «حزب الله» اللبناني، ولم تتوقع إصابة قادتها الذين اصطادتهم إسرائيل بسهولة مذهلة. أصيب قادة سلاح الجو وهم متجهون للاجتماع في مكان يُفترض أنه سري، وقُتل عدد من القادة وهم في بيوتهم القائمة في أحياء سكنية مدنية، ودُمر عدد من مصانع الصواريخ، واستُهدفت منصات إطلاق بغرض تقليص المخزون ومنع الهجمات، وقُصفت منشآت لإنتاج البترول أو تكريره، وضُربت محطات للطاقة الكهربائية. وبدا أن تقديرات إسرائيل بأن هناك خللاً كبيراً في المضادات الإيرانية يكاد يصل «درجة الشلل» كانت تقديرات صحيحة، فطائراتها عادت إلى مواقعها بسلام، في حين تتحدث إيران عن إسقاط طائرتين وأسر طيارة، وهو ما تتجنب إسرائيل التطرق إليه تماماً. واتضح خلال الحرب أن الاختراق الإسرائيلي لإيران، الذي أتاح لها اغتيال زعيم حركة «حماس» إسماعيل هنية في مقر إقامته في طهران العام الماضي ما هو إلا نموذج صغير لاختراق كبير مكَّنها من تنفيذ تلك العمليات على الأراضي الإيرانية. وحسب ما تنشر وسائل الإعلام الإسرائيلية والأميركية، فإن جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) يقيم فرعاً في طهران، ينفّذ من خلاله عمليات نوعية على الأراضي الإيرانية، بما في ذلك صنع أو تركيب طائرات مُسيَّرة فتاكة، ويستخدم شاحنات محلية لإطلاق المُسيَّرات. وحتى المنشآت النووية لم تسلم من العمليات الحربية الإسرائيلية. وعلى الرغم من أن إنجازات إسرائيل على هذه الساحة محدودة حتى الآن، فقد تمكنت من إلحاق قدر من الأذى بها. واليوم، نشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، رسالةً باللغتين العربية والفارسية ينذر فيها سكاناً وعاملين في العاصمة الإيرانية بإخلاء مواقعهم حفاظاً على سلامتهم. وجاء في الرسالة: «إنذار عاجل للسكان والعاملين والموجودين في مربع 3 في طهران، في المنطقة التي يجري عرضها في الخريطة المرفقة. في الساعات المقبلة سيعمل جيش الدفاع في المنطقة وفق ما عمل في الأيام الأخيرة في أنحاء طهران لمهاجمة بنى عسكرية تابعة للنظام الإيراني». ومن بين ضربات إسرائيل الموجعة، تلك التي وجَّهتها لمقر هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، اليوم الاثنين، وتسببت في قطع البث المباشر فوراً ومقتل عدد من الموظفين حسبما ذكرت وسائل إعلام في إيران قالت إن الهجوم استُخدمت فيه «أثقل قنبلة ممكنة».

الضربات الإيرانية

الرد الإيراني على الحرب الإسرائيلية كان ذا تأثير أقل، وإن كان موجعاً ومفاجئاً لمعظم الإسرائيليين. ويتضح من الأخبار المسموح بنشرها أن إيران توجّه صواريخها إلى أهداف محددة تدل على أنها تعرف الكثير من المواقع الحساسة، مثل مكان سكن الوزراء وقادة الأجهزة الأمنية، ومعاهد البحوث التكنولوجية التي يجري فيها تطوير الكثير من الأسلحة والعتاد، ومصانع تكرير البترول وإنتاج المواد الكيميائية، ومحطات الكهرباء. في إسرائيل يقولون إنهم يتمكنون من إحباط أكثر من 90 في المائة من الصواريخ والمُسيَّرات الإيرانية، وإن العشرة في المائة الباقية تخترق مضادات إسرائيل وتدخل أجواءها؛ نصفها يقع في مناطق مفتوحة ولا يوجد ما يستدعي اعتراضها، والنصف الآخر يصيب الأهداف المحددة، أو مناطق قريبة منها. فالصاروخ الذي سقط في بلدة طمرة ذات الغالبية العربية، وقتل أُماً وابنتيها وقريبة لهن، كان متجهاً صوب مصانع تكرير البترول في حيفا، لكنه انحرف عن مساره. بيد أن صاروخاً آخر أصاب هذه المصانع. والصواريخ التي سقطت في حيفا استهدفت الميناء ومعهد البحوث التطبيقية (التخنيون) ومحطة لتوليد الكهرباء، وكانت كلها إصابات دقيقة نسبياً. والصواريخ التي سقطت على رحوفوت استهدفت معهد وايزمان، أحد أهم مؤسسات البحوث العلمية في إسرائيل، وأصابت مختبراته. والعديد من الصواريخ التي سقطت في أحياء سكنية اتضح أن مسؤولين كباراً يعيشون فيها. وهناك ضربة إيرانية لا يجري الحديث عنها كثيراً، إذ سقط صاروخ أو شظايا صاروخية على مقربة من مقر السفارة الأميركية في تل أبيب مما تسبب في تحطم زجاج إحدى واجهاته. وحرِص السفير مايك هاكابي، صديق الرئيس دونالد ترمب، على قول إن السفارة غير مستهدفة، ربما حتى لا يطالب الإسرائيليون برد أميركي على طهران. وفي حين أن الاغتيالات التي خططت إيران أن تكون رداً على عمليات القتل الإسرائيلية لم تتحقق، فإنها كانت قاب قوسين أو أدنى من الهدف، وحققت دماراً شديداً، وأسقطت قتلى ومصابين. وهناك أضرار أخرى تحظر إسرائيل النشر عنها تتعلق بالأضرار التي لحقت بالمواقع العسكرية. ومثلما تفعل إسرائيل، دعا «الحرس الثوري» الإيراني سكان تل أبيب، اليوم الاثنين، إلى إخلاء المنطقة في أسرع وقت ممكن، حسب وسائل إعلام رسمية في إيران، نقلت أيضاً عن القوات المسلحة قولها إنها بدأت مرحلة عسكرية جديدة في الصراع مع إسرائيل، دون أن توضح طبيعة تلك المرحلة.

الأثر أسفرت الهجمات والهجمات المضادة عن سقوط أكثر من 220 قتيلاً في إيران حتى الآن، وعن مقتل أكثر من 25 في إسرائيل. ويشير المسؤولون في إسرائيل إلى أن عملياتهم تحبط الإيرانيين، وتجعلهم يغادرون أماكنهم، وأنهم يوجهون فيها نداءات بالإخلاء كتلك الموجهة لسكان غزة والضفة الغربية ولبنان، ويقولون إن الحرب تحقق أهدافها وربما تنتهي بسقوط النظام، ويستبعدون إجراء مفاوضات لوقف إطلاق النار في القريب.وفي إيران، يشير المسؤولون إلى أن القصف يؤدي إلى شلل الاقتصاد الإسرائيلي، ويقود لحرب استنزاف طويلة، إضافة إلى ما يلحقه من هلع بالسكان الذين يهرعون بالملايين إلى الملاجئ، وعندما يخرجون يجد العديد منهم بيوتهم مدمرة. وفي الطرفين، تمتنع القيادات عن التوجه لمفاوضات تهدئة؛ بل إن إسرائيل تحث الولايات المتحدة على الانضمام للحرب باعتبارها «فرصة نادرة لتدمير المشروع النووي». وكلاهما يرى أن الثمن الذي يدفعه الشعب ما زال «متحمَّلاً».

 

«الحرس الثوري»: استخدمنا صاروخ «فتّاح» الـ«فرط صوتي» ضد إسرائيل

الشرق الأوسط/18 حزيران/2025

قال «الحرس الثوري» الإيراني، الأربعاء، إن صواريخَ تفوق سرعتها سرعة الصوت استُخدمت خلال الهجوم الأخير على إسرائيل، مع دخول المواجهة بين البلدين يومها السادس. وأوضح «الحرس الثوري»، في بيان بثه التلفزيون الرسمي، أنه جرى تنفيذ «الموجة الحادية عشرة من عملية (الوعد الصادق3) باستخدام صواريخ (فتّاح1)»، مؤكداً أن القوات الإيرانية اكتسبت «سيطرة كاملة على أجواء الأراضي المحتلة». وأفاد البيان بأن صواريخ «فتّاح» أوصلت رسالة «اقتدار إيران» إلى حليف تل أبيب المحرّض على الحرب. في إشارة إلى الولايات المتحدة وهذه ثاني مرة يعلن فيها «الحرس الثوري» استخدام صاروخ «فتّاح» بعد الهجوم الإسرائيلي المباشر في مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وأزاح «الحرس الثوري» الستار عن صاروخ «فتّاح» في يونيو (حزيران) 2023. وعادة يستغرق الأمر 3 سنوات لدخول الصواريخ الخدمة، بعد تدشين خطها الإنتاجي. ويعمل صاروخ «فتّاح» بالوقود الصلب، وتتراوح سرعته بين 13 و15 ماخاً، أو ما يصل إلى 1400 كيلومتر. وقالت طهران إن هذا الصاروخ يمكنه اختراق أنظمة الدفاع الجوي لأي دولة في المنطقة. ويعدّ صاروخ «فتّاح» أول صاروخ فرط صوتي إيراني، ويعتقد أنه يستخدم تكنولوجيا مستوردة من الصين. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، قال «الحرس الثوري» إنه ينوي إنتاج صاروخ «فتّاح2». وجاء الإعلان خلال زيارة أجراها المرشد الإيراني، علي خامنئي، إلى المعرض الدائم لـ«برنامج الصواريخ والطائرات المسيرة» التابع لـ«الحرس الثوري» قرب مطار مهر آباد في غرب طهران. ولم تكشف إيران عن مواصفات صاروخ «فتّاح2» في نوفمبر الماضي، لكن صحيفة «همشهري» ذكرت في تقريرها أن مداه يصل إلى 1400 كيلومتر. ومن الواضح أن صاروخ «فتّاح2» لا يزال في طور الإنتاج، ولم يجرَّب بعد، وقد يستغرق سنوات لدخوله الخدمة. وذكرت وكالة «تسنيم»، التابعة لدائرة الإعلام في «الحرس الثوري»، أن «الهجوم الصاروخي أثبت الليلة (الماضية) أن لدينا سيطرة كاملة على أجواء الأراضي المحتلة، وأن سكّانها أصبحوا بلا أي حماية أمام ضربات الصواريخ الإيرانية». وفي الأيام الماضية، أشار «الحرس الثوري» إلى صواريخ باليستية من طراز «عماد» و«خيبر شكن» و«قدر»، بوصفها تشكل أساس الصواريخ الإيرانية القادرة على ضرب الأراضي الإسرائيلية.

 

المواجهة تحتدم على وقع «إنذار أميركي أخير»

تل أبيب وطهران تتبادلان الهجمات وموسكو تعرض الوساطة > خامنئي يرفض الاستسلام وترمب يترك الباب مفتوحاً لضرب إيران

الشرق الأوسط/18 حزيران/2025

احتدمت المواجهات العسكرية بين إيران وإسرائيل، أمس (الأربعاء)، على وقع «إنذار أخير» وجهّه الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى طهران من أجل تلبية مطالبه السابقة بـ«الاستسلام غير المشروط». واتّسعت هجمات سلاح الجو الإسرائيلي، في اليوم السادس للحرب، أمس، لتستهدف قلب البنية الصاروخية والنووية الإيرانية، فيما بدأ «الحرس الثوري» الإيراني معركة إطلاق صواريخ فرط صوتية أصابت مناطق عدة من تل أبيب وحيفا. وطالت الهجمات الإسرائيلية منشآت خُجير وبارشين للبرنامج الصاروخي شرق العاصمة الإيرانية، ومفاعل طهران النووي للأبحاث ومنشأة لتصنيع أجهزة الطرد المركزي. وأعلن الجيش الإسرائيلي تدمير «المقر العام للأمن الداخلي» في طهران، مشيراً إلى مشاركة 50 مقاتلة في الغارات. وفي المقابل، أطلقت إيران صواريخ ومسيّرات، مُوقِعةً قتلى وجرحى داخل إسرائيل. وتزامناً مع ذلك، سُجّلت اشتباكات بالأسلحة الخفيفة في مدينة ري جنوب طهران بين قوات الأمن ومسلحين «يُشتبه بارتباطهم بجهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (الموساد)». وقالت وكالة «مهر» الحكومية إن المشتبه بهم خطّطوا لشنّ عملياتٍ داخل العاصمة. وفي تطوّر هو الأول من نوعه منذ بدء التصعيد، أعلن الجيش الإسرائيلي فقدان مسيّرة أسقطت بصاروخ أرض - جو فوق أصفهان، عرضت إيران صورَ حطامها على التلفزيون.

وظهر المرشد الإيراني علي خامنئي في تسجيلٍ قصيرٍ هو الثاني له منذ يوم الجمعة، جالساً أمام علم إيران وصورة الخميني، ومُعلناً رفضه دعوة الرئيس ترمب لـ«الاستسلام غير المشروط». وسخر خامنئي من تهديدات ترمب، قائلاً إن «الأمة الإيرانية ستصمد أمام حربٍ مفروضةٍ، كما ستقاوم سلاماً مفروضاً»، قبل أن يحذر بأن «أي تدخل عسكري أميركي سيلحق بواشنطن ضرراً لا يمكن إصلاحه». وفي واشنطن، قال الرئيس ترمب إنّه وجّه إلى إيران «إنذاراً أخيراً»، بينما تدرس إدارته خيار التدخل العسكري دعماً لإسرائيل. وأكّد في تصريحات من البيت الأبيض، أمس، أنّ «صبر الولايات المتحدة نفد». ورغم ازدياد التكهنات بانخراط أميركي مباشر، أبقى ترمب الباب مفتوحاً بقوله: «قد نتدخل، وقد لا نفعل؛ لا أحد يعلم ما سأقرره». وكشف ترمب أن مسؤولين إيرانيين عرضوا زيارة البيت الأبيض للتفاوض على برنامجهم النووي في محاولة لوقف الغارات الإسرائيلية المتواصلة منذ الجمعة، غير أنّه وصف المبادرة بأنها «متأخرة جداً». من جانبها، جددت روسيا عرضها التوسّط بين إيران وإسرائيل، ودعت الولايات المتحدة إلى تجنّب الانخراط العسكري في هذا التصعيد، غير أن ترمب لمح إلى رفض مبادرة نظيره الروسي فلاديمير بوتين. ميدانياً، يعزّز البنتاغون وجوده في منطقة الشرق الأوسط؛ إذ جرى إرسال مقاتلات «إف - 16» و«إف - 22» و«إف - 35» إضافية إلى قواعد متقدمة، فيما تتمركز قاذفات «بي - 52» في قاعدة دييغو غارسيا بالمحيط الهندي. ومن المقرّر أن تصل حاملة الطائرات «يو إس إس جيرالد فورد» إلى شرق البحر المتوسط، الأسبوع المقبل، لتصبح ثالث حاملة أميركية في المنطقة.

 

عراقجي: إيران ترد حتى الآن على إسرائيل فقط وليس على من يساعدونها

الشرق الأوسط/18 حزيران/2025

قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي مساء اليوم الأربعاء إن إيران تتصرف دفاعا عن النفس وترد حتى الآن على إسرائيل فقط وليس على من يساعدونها. وأضاف على منصة «إكس» أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اختلق هذه الحرب لتدمير الدبلوماسية، وأن على العالم أن «يشعر بقلق بالغ إزاء تزايد محاولات النظام الإسرائيلي الفاشل لدفع الآخرين لإنقاذه وتوسيع دائرة الصراع إلى المنطقة وخارجها». وتابع قائلا إن إيران «لم ولن تسعى أبدا لامتلاك أسلحة نووية»، وستواصل ممارسة حقها في الدفاع عن النفس. وأضاف الوزير الإيراني أن بلاده ما زالت ملتزمة بالدبلوماسية باستثناء مع «النظام الإسرائيلي».

 

طهران تنفي إرسال وفد تفاوضي إلى سلطنة عمان

المدن/18 حزيران/2025

نفت إيران بشكل قاطع التقارير التي تحدثت عن إرسال وفد تفاوضي إلى سلطنة عمان لاستئناف المحادثات النووية. وقال وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي، إنه لم يغادر طهران، مضيفاً "لم نرسل وفداً تفاوضياً إلى مسقط وهذه المعلومات غير صحيحة تماماً". وأكد عراقجي أن "طبيعة النظام الصهيوني التحريضية على الحروب هي مصدر انعدام الأمن في المنطقة". من جهتها، شددت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة في بيان نُشر على منصة "اكس"، على أن "إيران لا تفاوض تحت الإكراه، ولن تقبل السلام تحت الإكراه، وبالتأكيد ليس مع من يُشعل الحروب"، في إشارة إلى التصعيد الأميركي الإسرائيلي الأخير.وأضافت "لم يطلب أي مسؤول إيراني قط الزحف على أبواب البيت الأبيض"، ووصفت تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بـ"القضاء على المرشد الأعلى الإيراني" بأنه "أكذوبة حقيرة وتهديد جبان".

أردوغان

في المقابل، دافع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن إيران، معتبراً أن لها "الحق المشروع في الدفاع عن نفسها ضد إرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل"، وأكد أن الضربات الإسرائيلية الأخيرة تسببت في مقتل مئات المدنيين، واستهدفت طواقم طبية ومناطق سكنية ووكالات أنباء.

وأشار أردوغان إلى أن "هذه الهجمات تم تنظيمها في الوقت الذي كانت تجري فيه المفاوضات النووية الإيرانية"، مضيفاً أن "إسرائيل التي تمتلك السلاح النووي ولا تعترف بأي قواعد دولية، لم تنتظر انتهاء المفاوضات بل نفذت عملاً إرهابياً دون انتظار النتيجة".

موسكو تحذر من الكارثة

وحذرت روسيا من تداعيات الضربات الإسرائيلية المتكررة على إيران، ووصفتها بأنها تمهّد لكارثة نووية تهدد الاستقرار العالمي. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن "المنشآت النووية تتعرض للقصف"، وإن وكالة الطاقة الذرية لاحظت بالفعل أضراراً محددة، وتساءلت: "أين دعاة حماية البيئة؟ فليقرأوا ما حدث في فوكوشيما"، في إشارة إلى كارثة 2011 النووية في اليابان. من جهته، قال نائب وزير الخارجية الروسية سيرغي ريابكوف، إن موسكو دعت واشنطن إلى عدم الانخراط في أي ضربة عسكرية ضد إيران، محذراً من أن "مثل هذه الخيارات ستزعزع استقرار الشرق الأوسط جذرياً". وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد اقترح على نظيره الأميركي دونالد ترامب التوسط في الأزمة، في إطار اتفاقية الشراكة الاستراتيجية التي وقعتها موسكو وطهران، غير أن ترامب طالب إيران بـ"الاستسلام غير المشروط"، بحسب مصادر أميركية. في المقابل، قال ترامب إن "إيران تواصلت وتريد التفاوض"، مؤكداً أن بلاده لم تحسم بعد قرارها بشأن المشاركة في ضربات جوية ضد إيران إلى جانب إسرائيل، بينما يستمر فريقه في دراسة "خيارات متنوعة" للتدخل.

 

ترامب: قلت لنتنياهو "استمر".. والإيرانيون عرضوا المجيء للبيت الأبيض

المدن/18 حزيران/2025

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إن إيران "تواجه مشكلات كبيرة" وإن الأسبوع المقبل "سيكون كبيراً، وربما قبل نهاية هذا الأسبوع"، في إشارة إلى احتمال تصعيد عسكري. وأضاف أمام الصحافيين في حديقة البيت الأبيض، "قد أفعل ذلك، وقد لا أفعله، لا أحد يعلم ما سأفعله"، وذلك رداً على سؤال حول احتمال توجيه ضربة أميركية لإيران. وأكد ترامب أن طهران تواصلت مع إدارته وأبدت رغبتها بالتفاوض، لكنه عبّر عن أسفه لعدم التفاوض في وقت أبكر، قائلاً: "لماذا لم تتفاوضوا معي قبل كل هذا الموت والدمار؟ لماذا لم تتفاوضوا؟ قلت للشعب: كان بإمكانكم أن تنجحوا، لكان لديكم بلد". ورداً على سؤال بشأن ما إذا كان الوقت قد فات للتفاوض، أجاب ترامب: "لا، لا شيء فات الآن"، كما أشار إلى أن إيران "عاجزة تماماً"، وأن إسرائيل "تسيطر على الأجواء فوق إيران وتبلي بلاءً حسناً"، مضيفاً أن الإيرانيين اقترحوا زيارة البيت الأبيض، لكنه طالب بـ"الاستسلام غير المشروط"، قائلاً: "يعني أنني اكتفيت، لا مزيد من ذلك، يعني أن ندمر كل الأسلحة النووية". وفي تعليق ساخر عن المرشد الإيراني علي خامنئي، قال ترامب: "حظاً سعيداً"، مؤكداً مرة جديدة أنه يعرف مكان اختبائه. وكرر ترامب أن صبره قد نفذ قائلاً: "لقد نفد صبرنا. لهذا السبب نقوم بما نقوم به". وقال ترامب أيضاً إنه تحدث إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يومياً، وأشاد بنظيره، وشجّعه على مواصلة حملته في إيران. وأضاف "قلت (لنتنياهو): استمر". وتابع: "أتحدث معه (نتنياهو) بشكل يومي.. هو رجل جيد، يقوم بالكثير من العمل".

لسنا بحاجة لحرب جديدة

في مقابل التصعيد الرئاسي، برزت أصوات داخل الكونغرس تطالب بضبط النفس، على رأسها النائب الجمهوري عن ولاية تينيسي تيم بورشيت، الذي حذّر من التورط الأميركي في صراع لا نهاية له. وقال بورشيت لشبكة "سي إن إن": "لسنا بحاجة إلى حرب أخرى في الشرق الأوسط، كبار السن يتخذون القرارات، بينما يموت الشباب، وهذا هو تاريخ الحروب". ودعا إلى "تدخل أميركي ضئيل للغاية"، مضيفاً "نمنح إسرائيل حوالي 4 مليارات دولار سنوياً، بالإضافة إلى موارد عسكرية أخرى، أعتقد أنه ينبغي لنا السماح لهم بمحاربة هذا الأمر، علينا أن نفعل الصواب، لا ما تُمليه علينا محافظنا المالية". وتباين موقفه مع موقف السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، الذي يعتبر أن منشأة "فوردو" تمثل تهديداً مباشراً لأمن الولايات المتحدة، لكن بورشيت رفض هذه المقاربة قائلاً: "أنا واثق من أن إيران تمتلك قدرات حرب نووية، لكنها لا تستطيع الوصول إلينا. لا يمكنهم تجاوز اليونان بصواريخهم، ولو استطاعوا لفعلوا ذلك".وختم بالقول: "نحتاج إلى أن نأخذ نفساً عميقاً ونُبطئ هذا الأمر ونترك الإسرائيليين يقومون بعملهم، لسنا بحاجة إلى حرب على ثلاث جبهات في حياتنا".

 

صحيفة: ترمب وافق على خطط الهجوم على إيران... لكنه ينتظر

الشرق الأوسط/18 حزيران/2025

أفادت صحيفة وول ستريت جورنال اليوم الأربعاء، نقلا عن ثلاثة أشخاص مطلعين، بأن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أبلغ كبار مساعديه في وقت متأخر من أمس الثلاثاء بأنه وافق على خطط الهجوم على إيران لكنه أحجم عن إصدار أمر نهائي لمعرفة ما إذا كانت طهران ستتخلى عن برنامجها النووي.

من جهتها ذكرت صحيفة نيويورك تايمز نقلا عن مسؤول إيراني كبير أن إيران ستقبل عرض ترمب لعقد اجتماع قريبا. وأضافت الصحيفة، نقلا عن المسؤول، أن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي سيقبل بمثل هذا الاجتماع لمناقشة وقف إطلاق النار مع إسرائيل.

 

"وول ستريت جورنال": ترامب وافق على خطط ضرب إيران

المدن/18 حزيران/2025

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمساعديه الكبار، في وقت متأخر من ليل الأربعاء/الخميس، إنه وافق على خطط للهجوم على إيران، لكنه كان يرجئ إصدار القرار النهائي، منتظراً ما إذا كانت طهران ستتخلى عن برنامجها النووي، وفق ما أفاد به ثلاثة أشخاص مطلعون على المداولات الجارية في البيت الأبيض، لصحيفة "وول ستريت جورنال". ومنذ تعليماته الخاصة في غرفة العمليات للجيش، لم يخفِ ترامب خيار الهجوم، بل أعلنه صراحة خلال حديثه للصحفيين، قائلاً: "لدي أفكار حول ما يجب فعله، ولكنني لم أتخذ قراراً نهائياً بعد، أحب أن أتخذ القرار قبل ثانية واحدة من موعده"، وأضاف أن "الأسبوع المقبل سيكون كبيراً جداً، وربما أقل من أسبوع". وأكدت مصادر مطلعة،  أن ترامب يأمل في أن يُجبر تهديده بالانضمام إلى الحملة العسكرية الإسرائيلية، التي دخلت يومها السادس، إيران على القبول بمطالبه، وعلى رأسها التخلي غير المشروط عن برنامجها النووي، إلا أن الرئيس الأميركي لم يستبعد العدول عن الخيار العسكري، قائلاً: "قد أفعل ذلك، وقد لا أفعله".

طهران توافق على لقاء مبعوث ترامب

وعلى الرغم من المواقف المتشددة علناً، أبدى مسؤول إيراني رفيع في وزارة الخارجية، استعداد طهران لعقد لقاء مباشر مع مبعوث الرئيس الأميركي، ستيف ويتكوف، أو حتى نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس، لبحث وقف إطلاق النار واستئناف المفاوضات حول البرنامج النووي. وكشف المسؤول أن وزير الخارجية عباس عراقجي، مستعد للمشاركة في هذا اللقاء، إذا توقفت الهجمات الإسرائيلية. وأشار عراقجي في تصريحاته هذا الأسبوع، إلى أن "مكالمة هاتفية واحدة من ترامب إلى نتنياهو يمكن أن تفرض نهاية للصراع"، مجدداً تأكيد التزام إيران بالمسار الدبلوماسي.

اجتماع أوروبي-إيراني في جنيف

في موازاة ذلك، أعلن دبلوماسيون أوروبيون أن اجتماعاً مهماً سيُعقد يوم الجمعة في جنيف، يضم وزير الخارجية الإيرانية ونظراءه من فرنسا وبريطانيا وألمانيا، إضافة إلى منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، وتهدف المحادثات إلى "حث إيران على العودة إلى طاولة المفاوضات"، بحسب ما نقلته وكالة "أسوشيتد برس".وعقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اجتماعاً طارئاً لمجلس الأمن القومي، في باريس، كلف بعده وزير خارجيته بطرح "حل تفاوضي متطلب"، فيما دعا إلى وقف التصعيد العسكري واستئناف المسار السياسي.

روسيا تدخل على الخط

من جانبها، حذرت وزارة الخارجية الروسية، الولايات المتحدة من الإقدام على أي عمل عسكري ضد إيران، مشيرة إلى أن التصعيد "يهدد الاستقرار الإقليمي والدولي". وأجرى وزير الخارجية سيرغي لافروف اتصالات مع مسؤولين عمانيين دعوا إلى "إنهاء الأعمال العدائية في أسرع وقت ممكن"، وأكدت روسيا أنها تسعى للتوسط في اتفاق يراعي مصالح طهران وتل أبيب، خاصة في ظل وجود عمال روس في منشأة بوشهر النووية. وطلبت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي، ومن المتوقع أن تُعقد صباح الجمعة، لمناقشة التصعيد المتسارع. من جانبه، أعلن السيناتور تشاك شومر أنه طلب إحاطة سرية لكافة أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي حول تطورات الملف الإيراني، يُتوقع عقدها مطلع الأسبوع المقبل.

إسرائيل تضرب العمق الإيراني

يأتي هذا التطور في وقت تواصل فيه إسرائيل غاراتها المكثفة على أهداف داخل إيران، ضمن ما أسمته "عملية الأسد الصاعد"، التي بدأت الأسبوع الماضي، مستهدفة البنية التحتية النووية والقيادة العسكرية. وقالت مصادر إسرائيلية إن أكثر من 1100 هدف تم قصفها حتى مساء الأربعاء، بينها ثماني طائرات هليكوبتر هجومية في قاعدة عسكرية، و40 موقعاً صاروخياً في غرب إيران. وصرح مسؤول كبير في البيت الأبيض، أن "عدة خيارات لا تزال مطروحة على الطاولة"، وأن ترامب يراقب عن كثب الأداء الإسرائيلي ونتائج العمليات العسكرية الجارية، قبل اتخاذ القرار الأميركي النهائي.

البنتاغون يدرس خيارات الهجوم

في وزارة الدفاع الأميركية، أكد مسؤولون أن الإدارة تدرس عدة خيارات لشن هجوم على إيران، لكن لم يُتخذ بعد أي قرار نهائي، وقالوا إن الدور الأميركي اقتصر حتى الآن على دعم الدفاعات الإسرائيلية ضد الصواريخ والطائرات المسيّرة الإيرانية. وحضر وزير الدفاع بيت هيجسيث، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال دان كين، اجتماعاً في البيت الأبيض بعد ظهر الأربعاء، عقب الإدلاء بشهادتيهما في الكونغرس، ورغم التقدم في التخطيط العسكري، تشير مصادر إلى أن ترامب ما زال يفضل حل الأزمة عبر الدبلوماسية إذا توفرت الظروف. وفي شهادته أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، أكد هيجسيث أن "أي قرار بشأن العمل العسكري سيتخذ على المستوى الرئاسي"، مضيفاً أن وزارة الدفاع تعمل على "ضمان أقصى درجات الحماية للقوات الأميركية في حال حدوث أي طارئ"، خصوصاً في ظل تصاعد احتمالات تعرض القواعد الأميركية في الشرق الأوسط لهجمات إيرانية انتقامية. وفي هذا السياق، واصلت الولايات المتحدة إرسال تعزيزات عسكرية إلى أوروبا والمنطقة، من بينها طائرات تزويد بالوقود، وسفن قادرة على اعتراض الصواريخ الباليستية، ومجموعة حاملة طائرات، وطائرات شبح متطورة من طراز F-22، التي وصلت الأربعاء إلى قاعدة بريطانية. وبحسب مصادر عسكرية أميركية، فإن منشأة فوردو النووية الإيرانية، المحصنة تحت جبل، تُعد من أبرز الأهداف المحتملة للهجوم الأميركي، نظراً لأهميتها الاستراتيجية وصعوبة تدميرها، ولم تستهدفها إسرائيل حتى الآن، بسبب تحصينها الشديد الذي يجعلها بمنأى عن جميع القنابل التقليدية، باستثناء أقواها.

مصير الأزمة يقترب من الحسم

رغم تصاعد الضربات والتهديدات، لم تُغلق بعد نافذة الحل السياسي، وبين ضغوط عسكرية تقودها إسرائيل، وخطط أميركية جاهزة للهجوم، واستعداد إيراني مشروط للجلوس إلى الطاولة، تتحرك الجهود الأوروبية والروسية على أمل احتواء الانفجار قبل اتساع رقعته، أما القرار الأميركي النهائي، فلا يزال ينتظر "اللحظة الأخيرة"، كما قال ترامب نفسه.

 

نتنياهو يشكر «الصديق العظيم» ترمب لدفاعه عن أجواء إسرائيل

باريس: «الشرق الأوسط»/18 حزيران/2025

شكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأربعاء، الرئيس الأميركي دونالد ترمب على «دعمه في الدفاع عن أجواء إسرائيل»، في حين تتواصل الضربات المتبادلة بين إسرائيل وإيران لليوم السادس. وجاء في بيان متلفز لنتنياهو: «أود أن أشكر الرئيس ترمب، الصديق العظيم لإسرائيل». وتابع: «أشكره على وقوفه إلى جانبنا، وأشكره على دعم الولايات المتحدة في الدفاع عن أجواء إسرائيل». وأشار نتنياهو إلى أن إسرائيل تضرب إيران «بقوة هائلة» مع إقرار الدولة العبرية بتكبّد «خسائر مؤلمة» في الحرب.وقال: «نحن نضرب نظام آية الله بقوة هائلة»، وتابع: «نضرب برنامجهم النووي، وصواريخهم، ومقارهم العسكرية، ورموز قوتهم». وأضاف: «نحن نتكبّد خسائر عديدة، خسائر مؤلمة. لكن الجبهة الداخلية قوية، والشعب قوي، ودولة إسرائيل أقوى من أي وقت مضى». منذ الجمعة، قُتل 24 شخصاً على الأقل في إسرائيل وأصيب مئات، وفق مكتب نتنياهو. وفي حين لم يعلن الجيش الإسرائيلي حصيلة الخسائر المتصلة بالهجوم على إيران، أقر بإسقاط الإيرانيين مسيّرة اليوم.تخضع وسائل الإعلام الإسرائيلية لقيود رقابية صارمة يفرضها الجيش على التقارير المتّصلة بالضربات الجوية الإيرانية. وأعلنت إيران الأحد أن القصف الإسرائيلي أسفر منذ الجمعة عن مقتل 224 شخصاً على الأقل، بينهم قادة عسكريون وعلماء نوويون.

 

ترامب يلوّح بضربة: أميركا وحدها القادرة على تدمير "فوردو"

المدن/18 حزيران/2025

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إنه لم يتخذ بعد قراراً نهائياً بشأن كيفية التعامل مع إيران، مضيفاً "لدي أفكار بشأن ما سأفعله، لكنني أتخذ قراراتي في اللحظات الأخيرة، الأمور تتغير، خاصة مع الحرب". وأشار في تصريحات من المكتب البيضاوي، إلى أنه سيعقد اجتماعاً عاجلاً في غرفة العمليات بالبيت الأبيض لمناقشة التصعيد الأخير، بما في ذلك إجلاء المواطنين الأميركيين من إسرائيل. وأضاف ترامب أن "إيران تريد الاجتماع معنا وقد نفعل ذلك"، مشدداً على أن إيران كانت "على بُعد أسابيع قليلة من امتلاك سلاح نووي"، وأنها "كانت قريبة من إبرام اتفاق نووي جيد"، لكنها "قررت عدم توقيعه وتتمنى الآن لو فعلت"، وأردف: "لم أغلق الباب أمام المفاوضات مع إيران". وتابع ترامب: "إسرائيل تحقق الانتصار وتُبلي بلاء حسناً في الحرب ضد إيران"، مشيراً إلى أنه ناقش الملف الإيراني مع قائد الجيش الباكستاني، وأن رئيس هيئة الأركان الأميركية يتابع التطورات ويتفق معه في الرؤية. وفيما لوح بخيارات عسكرية، قال ترامب إن الولايات المتحدة "هي الدولة الوحيدة القادرة على تدمير موقع فوردو النووي الإيراني"، لكنه أضاف "هذا لا يعني أنني سأفعل ذلك". وأوضح أن الخيار ينحصر بين "القتال أو حصول إيران على سلاح نووي"، مؤكدا أنه يفضل عدم الدخول في حرب.

طائرات إيرانية في مسقط

في المقابل، نفت إيران بشكل قاطع صحة التقارير التي تحدثت عن إرسال وفد تفاوضي إلى سلطنة عُمان لاستئناف المحادثات النووية. وعلى الرغم من النفي الرسمي، أظهرت بيانات من موقع "FlightRadar24" المتخصص بتتبع الرحلات الجوية، أن ثلاث طائرات إيرانية - اثنتان تابعتان للحكومة وأخرى تابعة لشركة "معراج" - هبطت في العاصمة العُمانية مسقط مساء االيوم الأربعاء، ما أعاد الجدل بشأن احتمال وجود تحركات دبلوماسية خلف الكواليس، خصوصاً أن عُمان تلعب دور الوسيط التقليدي بين طهران وواشنطن. من جانبه، شدد نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي، في مقابلة مع شبكة "سي إن إن"، على أن إيران "لم تتواصل مع الولايات المتحدة أو إسرائيل لاستئناف المفاوضات"، مؤكداً أن "الهجوم الإسرائيلي نسف الثقة تماماً"، وأن بلاده "تدافع عن نفسها ولا تتوسل أحداً". وقال: "لا يمكن التفاوض بينما يتعرض شعبنا للقصف يومياً"، وأضاف أن بلاده سترد عسكرياً "إذا قررت الولايات المتحدة التدخل إلى جانب إسرائيل"، مشيراً إلى أن هناك "تماسكاً شعبياً قوياً داخل إيران لمقاومة العدوان". كما اتهم روانجي الأميركيين بـ"خيانة الدبلوماسية" من خلال السماح لإسرائيل بشن هجمات قبل استئناف المحادثات، معتبراً أن ما جرى "تواطؤ منسق وعدوان مدعوم من دولة عضو دائم في مجلس الأمن".

تنسيق إسرائيلي–أميركي مكثف

وفي خضم التصعيد المستمر، شكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الرئيس الأميركي دونالد ترامب، على "دعمه في الدفاع عن أجواء إسرائيل"، في ظل استمرار الضربات المتبادلة مع إيران لليوم السادس على التوالي. وقال نتنياهو في بيان متلفز: "أود أن أشكر الرئيس ترامب، الصديق العظيم لإسرائيل، على وقوفه إلى جانبنا، وعلى دعم الولايات المتحدة في الدفاع عن أجواء إسرائيل". وأكد أن إسرائيل "تضرب نظام آية الله بقوة هائلة"، مستهدفة البرنامج النووي الإيراني، والصواريخ، والمقار العسكرية، ورموز القوة في طهران، رغم تكبّدها "خسائر مؤلمة". في الأثناء، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية، أن إسرائيل تُنسّق بشكل مكثف مع القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) ووزارة الدفاع الأميركية، تحضيراً لانضمام محتمل للولايات المتحدة إلى الحرب ضد إيران. ووفقاً للتقرير، قدّم ضباط كبار في الجيش وسلاح الجو الإسرائيلي إحاطة موسعة لمسؤولين أميركيين بشأن نتائج الغارات على إيران، وبنك الأهداف، والدروس العسكرية المستخلصة حتى الآن. ونقلت القناة عن نتنياهو قوله في محادثات مغلقة، إنه يتوقع "توسع الدعم الأميركي خلال الأيام المقبلة"، مطالباً المسؤولين الإسرائيليين بالتعامل "بحذر واحترام" مع ترامب في التصريحات العلنية. كما كشفت عن ضغوط إسرائيلية متواصلة على واشنطن لحثها على شن ضربة نوعية تستهدف منشأة فوردو النووية قرب مدينة قم، في ظل قناعة إسرائيلية بأن مثل هذه الضربة "قد تسرع في إنهاء الحرب وتقويض البرنامج النووي الإيراني"، رغم احتمال تسببها بـ"أيام من التصعيد"، وفق ما نقلته القناة عن مسؤول إسرائيلي مطلع. وبحسب التقرير، يشمل التنسيق العسكري مع واشنطن تبادلاً استخباراتياً بشأن المشروع النووي الإيراني، واستعداداً عملياتياً يسمح للأميركيين بالتحرك الفوري "دون الحاجة لفترة تجهيز إضافية"، في حال اتخاذ ترامب قراراً بالتدخل، وقال مسؤول عسكري إسرائيلي: "لقد نقلنا إليهم كل ما لدينا من معلومات، وفتحنا لهم الطريق نحو طهران".

البنتاغون: لدينا خطط لكل شيء

من جهته، أكد وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، أن الجيش الأميركي لديه "خطط لكل شيء"، بما في ذلك سيناريوهات اليوم التالي لتوجيه ضربة عسكرية لإيران. وأضاف أن وزارة الدفاع "جاهزة بكامل الخيارات"، مشيراً إلى أن طهران "كانت لديها فرصة لإبرام صفقة، لكنها أضاعت تلك الفرصة".ورفض هيغسيث الكشف عن تفاصيل الخطط العسكرية المحتملة، مؤكداً أن طهران كان أمامها "60 يوماً" لقبول الاتفاق، وأنهم يدركون "تماماً ما يقوله الرئيس".

دعوات للعودة إلى التفاوض

ومن المقرر أن يلتقي وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، مع ممثلين إيرانيين في جنيف يوم الجمعة المقبل، في محاولة أوروبية لإنقاذ الاتفاق النووي من حافة الانهيار. وفي السياق ذاته، قال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية، إن تغيير النظام في إيران "سيكون خطأ استراتيجياً"، مؤكداً أن "الحل لا يمكن أن يكون عسكرياً"، داعياً إسرائيل إلى الالتزام بالمسار الدبلوماسي. من جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في بيان إن التصعيد بين إيران وإسرائيل "يجب أن يتوقف فوراً"، داعياً إلى خفض التوتر والعودة إلى طاولة المفاوضات، وأكد أن "أي تدخلات عسكرية إضافية قد تكون لها عواقب وخيمة على المنطقة والسلام العالمي".

نتنياهو يشكر ترامب

وفي خضم التصعيد المستمر، شكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الرئيس الأميركي على "دعمه في الدفاع عن أجواء إسرائيل"، في ظل استمرار الضربات المتبادلة مع إيران لليوم السادس على التوالي. وقال نتنياهو في بيان متلفز: "أود أن أشكر الرئيس ترامب، الصديق العظيم لإسرائيل، على وقوفه إلى جانبنا، وعلى دعم الولايات المتحدة في الدفاع عن أجواء إسرائيل". وأكد أن إسرائيل "تضرب نظام آية الله بقوة هائلة"، مستهدفة البرنامج النووي الإيراني، والصواريخ، والمقار العسكرية، ورموز القوة في طهران، وعلى الرغم من إقراره بأن إسرائيل "تكبّدت خسائر مؤلمة"، أشار إلى أن "الجبهة الداخلية قوية، والشعب قوي، ودولة إسرائيل أقوى من أي وقت مضى".

 

خامنئي: إسرائيل ارتكبت خطأً فادحاً.. وإيران لن تغفر لها

المدن/18 حزيران/2025

قال المرشد الإيراني علي خامنئي، إن إسرائيل ارتكبت خطأً فادحاً وستلقى جزاء عملها، مشيراً إلى أن بلاده لن تغفر لها انتهاك الأجواء الإيرانية، فيما قال إن طهران لن تستسلم وهدد واشنطن بعواقب وخيمة في حال هاجمت بلاده. وأضاف خامنئي في كلمة متلفزة، أن "قواتنا المسلحة جاهزة للدفاع عن الوطن ومدعومة من المسؤولين وكل أبناء الشعب". وتطرق إلى احتمالية انضمام واشنطن إلى الحرب ضد إيران، قائلاً: "على الأميركيين أن يعلموا أن أي تدخل عسكري سيؤدي إلى أضرار لا يمكن إصلاحها".

رفض التهديد

وتابع خامنئي تعليقاً على تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أن "العقلاء الذين يعرفون إيران وشعبها وتاريخها لن يتحدثوا معها بلغة التهديد"، مشيراً إلى أن على واشنطن أن تعلم أننا لن نستسلم وأن أي هجوم أميركي ستكون عواقبه وخيمة لا يمكن إصلاحها. وأضاف أن "الشعب الإيراني يقف بقوة أمام الحرب المفروضة ولن يستسلم أمام أحد". وقال إن "شجاعة الشعب الإيراني في مواجهة العدوان الخبيث والأحمق إسرائيل، دليل على نضجه وعقلانيته". ولفت خامنئي إلى أن "شعبنا لن يخضع لأي إملاءات من أي جهة كانت ولن يرضخ أيضا للسلام المفروض".

هجمات بلا اعتبارات

من جهته ذكر مسؤول إيراني، أن "عملياتنا العسكرية تجري وفق مخطط متدرج مرحلي بعيداً عن انفعالات مضرة، ولم نستخدم حتى الآن سوى جزء من قدراتنا العسكرية وهناك مفاجئات ثقيلة قادمة تدريجيا"؛ حسبما نقل عنه موقع "العربي الجديد" اليوم الأربعاء. وأضاف أنه "بعد إصدار إنذارات إسرائيلية بإخلاء مناطق في طهران وجهنا إنذارات بإخلاء تل أبيب وحيفا، وهجماتنا ستطاول المناطق السكنية في تل أبيب من دون أي اعتبارات حال استهداف أحياء سكنية". وتابع المسؤول الإيراني: "وجهنا رسائل عسكرية قوية لجهات غربية وإقليمية بأن ردودنا لا تزال تقتصر على أهداف عسكرية، وتلقينا رسائل أميركية خلال اليومين الماضيين فيما تمارس جهات إقليمية تحركات دبلوماسية مكثفة لضبط الأمور ومنع وقوع مواجهة شاملة في المنطقة". وأشار إلى أن "هذه التحركات الدبلوماسية لم تحقق بعد اختراقا في الضغط على الجانب الأميركي لكبح جماح إسرائيل، وقد أكدنا رفضنا لأي مفاوضات قبل وقف العدوان الإٍسرائيلي وحذرنا بشدة من أي تدخل أميركي مباشر في العدوان".

الرد بلا سقوف

وتطرق المسؤول الإيراني إلى احتمالية انضمام واشنطن للحرب، بالقول إنه "أبلغنا الوسطاء أن ردودنا على أي مشاركة أميركية مباشرة في العدوان ستكون بلا أي قيود أو سقف، وقد تلقينا تأكيدات مطمئنة من دول في المنطقة بعدم السماح لواشنطن باستخدام قواعدها على أراضيها في أي عدوان ضدنا". وأوضح "أبلغنا هذه الدول أن تلك القواعد ستصبح هدفا مشروعا لقواتنا المسلحة إذا ما تعرضنا لأي عدوان أميركي منها". وأضاف أن "المواجهة الحالية ما زالت تحت السيطرة لكن المشاركة الأميركية فيها ستخرجها عن السيطرة وتشعل المنطقة بكاملها. خططنا لخطوات أخرى لن نكشف عنها حاليا وستدخل حيز التنفيذ حال تطورت المواجهة إلى حرب شاملة بمشاركة أميركية، وخطط إغلاق مضيق هرمز ومنع تدفق النفط منه جاهزة".ولفت المسؤول الإيراني إلى أن المنشآت النووية لم تتعرض لأضرار كبيرة رغم تعرضها لهجمات، فيما أن منشأة "فوردو" تعمل.

الحرب الإسرائيلية على إيران: مواجهة طويلة والأيام المقبلة حاسمة

المدن/18 حزيران/2025

قال مسؤول سياسي إسرائيلي، مساء اليوم الأربعاء، إن "الأيام المقبلة حاسمة"، مضيفاً أن التقديرات في تل أبيب تشير إلى أن "الأميركيين سينضمون قريباً إلى الهجوم الواسع على إيران"، بحسب ما أوردت صحيفة "إسرائيل اليوم". ويُعقد مساء اليوم، في تمام الساعة العاشرة، اجتماع للكابينت السياسي والأمني الإسرائيلي، يُقدَّم خلاله للوزراء استعراض لمسار العمليات العسكرية في إطار الحرب على إيران، بما يشمل مدى التقدم في تحقيق الأهداف والتقديرات المتعلقة بمواصلة الحرب. وبحسب المصدر، فإن إسرائيل تسعى إلى إنهاء الحرب سريعاً، دون الانجرار إلى حرب استنزاف ومواجهة تمتد لعدة أشهر مع إيران، وسط مؤشرات متزايدة خلال الساعات الأخيرة على اقتراب انضمام الولايات المتحدة إلى الحرب.

حملة جوية مرهقة

وفي تقرير أعده المحلل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية يوآف زيتون، قال إن إسرائيل لا تزال تعوِّل على قنابل الاختراق الأميركية الثقيلة، من طراز "جي بي 28" القادرة على تدمير المنشآت النووية الإيرانية المحصنة، مثل منشأة "فوردو" الواقعة داخل جبل، أو عبر حملة جوية مرهقة من الطائرات الإسرائيلية، وهو خيار مكلف ومحفوف بالمخاطر. وقال زيتون إن "هذه القنابل لا تمتلكها سوى الولايات المتحدة، واستخدامها سيكون بمثابة المحطة النهائية للعملية العسكرية ضد البرنامج النووي الإيراني". واستدرك قائلاً: "إن لم تشارك الولايات المتحدة بالقصف، فإن إسرائيل ستضطر إلى تنفيذ ضربات متكررة، تعتمد على تقشير طبقات الدفاع التي تحيط بالمنشآت النووية الإيرانية، وهي عملية معقدة وطويلة الأمد، وقد تتدحرج إلى حرب استنزاف طويلة، كما يخشى العسكريون في تل أبيب".

تفوق جوي

وأكد زيتون في تقريره، "أن الإيرانيين عمدوا إلى توزيع منشآتهم النووية على مناطق عدة داخل البلاد، بما في ذلك العاصمة طهران، وهو ما يعقِّد مهمة التدمير الكامل للبرنامج النووي". ويعتبر المحلل الإسرائيلي أن الإنجاز العسكري الأبرز حتى الآن، تفكيك الدفاعات الجوية الإيرانية وتحييدها، ما سمح للطيران الإسرائيلي بالتحليق في العمق دون اعتراض. ويؤكد أن هذا التفوق الجوي سيتيح لإسرائيل تنفيذ هجمات مستقبلية كما تفعل في بيروت أو دمشق، في إشارة إلى استراتيجية "المعركة بين الحروب". ولكن التقرير يشير أيضاً إلى أن هناك "ما بين 5 آلاف إلى 10 آلاف هدف إيراني مرتبط مباشرة بالبرنامج النووي والبنية الأمنية والعسكرية لا يزال ينتظر الهجوم". وتتنوع هذه الأهداف بين منصات إطلاق الصواريخ، وأنظمة القيادة والسيطرة، ومقرات الحرس الثوري، وغيرها من البنى التحتية.

صواريخ لم تستخدم بعد

وحسب التقرير، فإن الإيرانيين لا يزالون يمتلكون قدرات صاروخية لم يُستخدم بعضها بعد، رغم الهجمات الإسرائيلية، وقدَّر أن إيران أطلقت نحو 300 صاروخ باليستي على إسرائيل في الأيام الأولى من الحرب. ويذكر التقرير أيضاً أن هناك "نوعين رئيسيين من هذه الصواريخ لم يُستخدَما بعد، وهما: الصواريخ الثقيلة من طراز (خورمشهر) التي تحمل رؤوسًا حربية تزن طنًا أو أكثر، وصواريخ كروز فائقة السرعة، التي يصعب على الرادارات اكتشافها واعتراضها". وفي ما يتعلق بالمسيّرات الإيرانية، قال التقرير إن إيران تراجعت عن استراتيجية الأسراب التي استخدمتها في البداية، وتحوَّلت إلى سياسة "القطرات"، أي إرسال المسيَّرات واحدة تلو الأخرى، لكن الجيش الإسرائيلي، بحسب زيتون، نجح في اعتراض معظمها، بما في ذلك عبر مطاردات جوية تنفذها مروحيات قتالية.

مخاوف إسرائيلية

ويشير التقرير إلى "التخوف الإسرائيلي" من نفاد مخزون صواريخ "ثاد" الأميركية التي تعمل بالتوازي مع منظومة "آرو" (حيتس) الإسرائيلية في مطاردة الصواريخ الإيرانية. ويخلص التقرير إلى أن طهران تمتلك نحو ألف صاروخ باليستي عشية اندلاع الحرب، لكنها باتت تستخدمها باعتدال، في ضوء التآكل السريع في ترسانتها، مقابل فعالية الدفاعات الجوية الإسرائيلية، والدعم الأميركي الحاسم. في الختام، يرى مراقبون أن المشهد الحالي ينذر بانزلاق خطير نحو مواجهة إقليمية مفتوحة، خصوصاً في ظل تصريحات لمسؤولين إيرانيين تؤكد أن العملية لن تتوقف إلا بعد "تأديب إسرائيل" وردعها عن تكرار هذا الاعتداء.

 

إسرائيل: ضرب الأهداف بإيران سيستمر لأسبوع بينها منشأة فوردو

المدن/18 حزيران/2025

قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، في تقرير، إلى أن الجيش الإسرائيلي يقدّر أنه من الممكن إنهاء مهاجمة كل الأهداف التي حُددت في إيران خلال أسبوع، ويشيرون في الجيش إلى أن منشأة "فوردو" النووية من ضمن هذه الأهداف. وبحسبهم، قد يكون هناك حاجة إلى أسبوع آخر من أجل تحقيق أهداف الحرب كلها، لكنهم يشددون على أنه يجب عدم الانجرار إلى حرب استنزاف. وفي تقدير الجيش، دُمّر 35% من منصات إطلاق الصواريخ في إيران، وتعطى الأولوية لضرب منصات إطلاق الصواريخ، وليس تدمير الصواريخ بحد ذاتها. ويقولون في الجيش إنه على الرغم من أن إيران تمثل التهديد الأكبر لأمن البلد طوال العقدين الماضيَين، فإن إسرائيل لم تستعد لخوض حرب مباشرة ضدها، ومن المؤكد ليس لفترة طويلة.

قرار تغيير وجهة الحرب

واستناداً إلى مصادر في الجيش، فإن النظرية التي كانت سائدة فترة طويلة فيما يتعلق بالمواجهة مع إيران تركزت على الدفع بعمليات سرية لشعبة الاستخبارات والوحدات الخاصة والموساد، بمساعدة سلاح الجو. لكن في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، وبعد مؤتمر شارك فيه عناصر من شعبة الاستخبارات وسلاح الجو، توصل المشاركون إلى خلاصة، وهي ضرورة تحقيق تفوُّق جوي في الأجواء الإيرانية من أجل إنجاح الهجوم وتنفيذ خططه كلها. ويضيفون في الجيش أنه تم عرض الأهداف التي يمكن أن تهاجَم من الجو في إيران ضمن إطار الحرب، في مؤتمر عُقد لاحقاً، وشارك فيه 120 ضابطاً من رتب متعددة. وعلى مدار عشر ساعات، جرى اختيار الأهداف التي تُعتبر مركز ثقل الهجوم، بما فيها منشآت نووية ومهندسون ومراكز علمية، ومنظومة صواريخ أرض - أرض، وخصوصاً منصات الإطلاق والأهداف التابعة للحكم وقواعد عسكرية.

خرق مخابراتي

في شباط/فبراير، وصلت معلومات تفيد بإمكان تحقيق اختراق. فشكّل الجيش فريقاً آخر كانت وظيفته الوحيدة وضع بنك أهداف مُستحدَث يتضمن عشرات الأهداف المتاحة. وتم تقسيم الفريق إلى طواقم، طاقم يهتم بالقادة الإيرانيين، وآخر بالبنية التحتية لصواريخ أرض - أرض، وثالث لمعالجة الأهداف النووية، وبهذه الطريقة، جرى بناء بنك الأهداف في شعبة الاستخبارات. ويضيفون في الجيش أن هذه الاستعدادات هي التي دفعت الجيش الإسرائيلي إلى اتخاذ قراره بشأن مهاجمة إيران. لقد اتُّخذ قرار العمل عسكرياً ضد هدف يقع على مسافة آلاف الكيلومترات عن الحدود الإسرائيلية، على خلفية الإدراك أن إيران تعرف كيف ترمّم قدراتها بسرعة، بحسب المعلومات التي حصلت عليها أجهزة الاستخبارات، بعد هجوم إسرائيل على إيران في تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

 

حاملة طائرات أميركية ثالثة قرب إيران

المدن/18 حزيران/2025

دخلت الولايات المتحدة فعلياً خط الاشتباك الإسرائيلي–الإيراني، مع تحرك حاملة الطائرات الأميركية "فورد" نحو شرق المتوسط، لتصبح ثالث مجموعة بحرية أميركية تتمركز قرب مسرح العمليات، وسط استعدادات عسكرية واسعة النطاق وتحذيرات إيرانية غير مسبوقة من رد كارثي على أي تدخل أميركي مباشر. ونقلت شبكة "سي إن إن"، عن مسؤولين أميركيين، إن حاملة الطائرات "فورد"، التي كان من المقرر نشرها في نطاق القيادة الأوروبية منذ نهاية العام الماضي، تتجه حالياً إلى شرق المتوسط قرب إسرائيل، على خلفية التصعيد المتسارع مع إيران، وفي الوقت ذاته، يجري الدفع بحاملة طائرات أخرى إلى الشرق الأوسط إما لتعزيز التواجد العسكري أو لتحل محل "كارل فينسون"، المتمركزة حالياً في المنطقة.

ترامب يلوّح بالتصعيد

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في تصريحات مثيرة للجدل، إنه قد يشارك في العمليات الجوية الإسرائيلية ضد البرنامج النووي الإيراني، هذا التلويح أثار موجة تحذيرات، كان أبرزها من المرشد الإيراني علي خامنئي، الذي قال إن "أي تدخل عسكري أميركي سيقابل بأضرار لا يمكن إصلاحها"، وفق وسائل إعلام رسمية. وقد يضع أي تدخل أميركي عشرات الآلاف من الجنود الأميركيين المنتشرين في الشرق الأوسط على خط النار، في قواعد تمتد من العراق إلى الخليج وسوريا والأردن. وتنتشر القوات الأميركية بكثافة في الشرق الأوسط، وتشمل أبرز تمركزاتها:

العراق: نحو 2500 جندي ومتعاقد عسكري، مع نشاطات مكثفة لفصائل شيعية موالية لطهران تستهدف القواعد الأميركية.

سوريا: يتمركز ما بين 900 و1000 جندي أميركي في شمال شرق البلاد ومنطقة التنف الحدودية، في إطار دعم عمليات مكافحة الإرهاب والتحكم بالمعابر.

الأردن: تستضيف عدة قواعد عسكرية أميركية غير معلنة رسمياً، ويقدّر عدد الجنود هناك بالمئات، خصوصًا في قاعدة "الزرقاء" ومواقع حدودية.

عُمان: توجد منشآت أميركية لوجستية واستخبارية، وتُستخدم كممر آمن للعمليات الجوية والبحرية، مع وجود عسكري محدود لا يتجاوز بضع مئات.

البحرين: مقر الأسطول الخامس الأميركي في المنامة يضم نحو 9000 عنصر. ويقع ضمن نطاق تهديد مباشر في حال قررت إيران إغلاق مضيق هرمز أو زرع ألغام بحرية.

الكويت: قاعدة انطلاق تقليدية للعمليات الأميركية، تضم 13500 جندي في خمس قواعد.

قطر: قاعدة "العديد" الجوية، مقر القيادة المركزية الأميركية، وتضم نحو 10 ألاف جندي.

الإمارات: 3500 جندي في قاعدة الظفرة قرب أبو ظبي، تستخدم لمهام استطلاعية وضربات جوية.

وقالت دانا سترول، المسؤولة السابقة في وزارة الدفاع الأميركية، إن الجيش الأميركي "هيّأ المسرح" لمواجهة أي هجمات إيرانية، سواء عبر الصواريخ الباليستية أو عبر تنشيط ميليشياتها في العراق وسوريا واليمن ولبنان.

دييغو غارسيا والخيارات المفتوحة

على جانب متصل، يبحث المسؤولون البريطانيون حالياً، وفق تقارير صحافية، إمكانية السماح للولايات المتحدة باستخدام قاعدة دييغو غارسيا – وهي قاعدة مشتركة في المحيط الهندي – كنقطة انطلاق لشن ضربات ضد إيران، في حال قرر ترامب المضي في هذا الخيار، ومن المرجح أن يؤدي ذلك إلى اعتبار بريطانيا طرفاً مباشراً في الحرب، ما سيعرض مصالحها وسفاراتها وقواعدها العسكرية للخطر. كما تجري مناقشة سيناريوهات دعم عسكري بريطاني أوسع في حال تطلب الأمر ذلك، فيما تتجه الأنظار إلى قاعدة "أكروتيري" الجوية البريطانية في قبرص، وهي من أبرز المواقع الحساسة المحتملة، حيث تنشر بريطانيا مقاتلات "تايفون"، ويمكن أن تتحول إلى هدف مباشر في حال اندلاع الحرب. كما عبرت مصادر استخباراتية بريطانية عن قلقها من استهداف السفن البريطانية المبحرة في مضيق هرمز، إذا قررت إيران الرد عبر البحر.

المخاوف الدولية تتزايد

ونقلت القناة (12) عن مصادر إسرائيلية، أن انضمام الولايات المتحدة إلى الحرب مع إيران هو مسألة وقت فقط، في ظل تطور الموقف العسكري واتساع رقعة الاستهدافات المتبادلة. ويؤكد مسؤولون في الإدارة الأميركية والبنتاغون، أن قرار التدخل الأميركي الكامل لم يُتخذ بعد، لكنه "مطروح على الطاولة"، كما عبّر وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث، الذي قال إن وزارته "مستعدة لتنفيذ أوامر الحرب المحتملة من الرئيس". في المقابل، تتهم طهران الولايات المتحدة بـ"التواطؤ الكامل" مع إسرائيل، بعد تدمير مواقع إيرانية حساسة داخل أراضيها، بينها منشآت نووية ومراكز أبحاث عسكرية، ويؤكد المرشد خامنئي أن الرد الإيراني "سيكون موجعاً، ولن ترحم طهران إسرائيل". وحذر المبعوث الدولي السابق مارتن غريفيث، من أن ما نشهده ليس مجرد تبادل للتهديدات، بل "نفق مظلم" يقود إلى حرب كبرى.وأضاف أن فرص الوساطة تتضاءل، "لأن لا واشنطن ولا تل أبيب تبديان أي رغبة في احتواء التصعيد"، مشيراً إلى أن "ترامب يتغير، لكنه في هذه اللحظة يقود الجميع نحو المواجهة".

 

منظومة "إيجيس" الأميركية تشارك باعتراض الصواريخ الإيرانية

المدن/18 حزيران/2025

ذكرت "القناة 12" العبرية أن منظومة "إيجيس" الدفاعية التابعة لسلاح البحرية الأميركي، شاركت في اعتراض هجمات صاروخية إيرانية استهدفت مواقع في إسرائيل.

"إيجيس" في عرض البحر

وقالت القناة مساء أمس الثلاثاء، إنه إلى جانب منظومتَي "ثاد" الأميركيتين المشاركتين في مهام الاعتراض بالتنسيق الكامل مع منظومة "حيتس" الإسرائيلية، نشرت الولايات المتحدة سفينة حربية مزوّدة بمنظومة "إيجيس" في عرض البحر قبالة السواحل الإسرائيلية. وأوضحت القناة أن منظومة "إيجيس" التي طورتها شركة "لوكهيد مارتن" للبحرية الأميركية، شاركت أمس، للمرة الأولى في عمليات اعتراض وجهود التصدي للهجمات الصاروخية الإيرانية على إسرائيل. وتعد منظومة "إيجيس" من أبرز أنظمة الدفاع الجوي والبحري المتقدمة عالمياً، وتُشكّل عنصراً محورياً في شبكة الدفاع الإستراتيجية للولايات المتحدة وحلفائها. وقد أُطلق عليها هذا الاسم تيمّناً بدرع "زيوس" في الأساطير اليونانية. وأفادت "القناة 12"، في نشرتها المسائية، بأن جنوداً أميركيين مسؤولين عن تشغيل منظومات "ثاد" للدفاع الجوي يتواجدون داخل إسرائيل، ويشاركون بشكل فعّال ويلعبون دوراً مركزياً في عملية اعتراض الصواريخ.

قيادة أميركية- إسرائيلية مشتركة

وأشارت القناة إلى وجود قيادة مشتركة أميركية–إسرائيلية تدير هذه العمليات في مقر قيادة داخل إسرائيل، وتنسّق بشكل مباشر ومتكامل عملية تشغيل منظومات الاعتراض. وكان ثلاثة مسؤولين أميركيين، قالوا إن الجيش الأميركي دفع بالمزيد من الطائرات المقاتلة إلى الشرق الأوسط، ووسّع نطاق نشر طائرات حربية أخرى، في خطوة تهدف إلى تعزيز الوجود العسكري الأميركي في المنطقة، في ظل تصاعد الحرب الإسرائيلية على إيران، بحسب وكالة "رويترز". وأوضح أحد المسؤولين أن عمليات النشر تشمل طائرات مقاتلة من طراز F-16 وF-22 وF-35، بينما شدد مسؤولان آخران على أن هذه التعزيزات "ذات طابع دفاعي"، وتُستخدم لاعتراض الطائرات المسيّرة والمقذوفات. وأشار المسؤولان إلى أن حاملة الطائرات الأميركية "نيميتز" في طريقها إلى الشرق الأوسط، رغم أن قرار إرسالها تم اتخاذه مسبقاً. وتستوعب "نيميتز" أكثر من 5000 فرد، ويمكنها حمل ما يزيد عن 60 طائرة، بينها طائرات مقاتلة. وكانت وكالة "رويترز" قد كشفت، الإثنين، عن نقل عدد كبير من طائرات التزويد بالوقود إلى أوروبا، بالإضافة إلى نشر حاملة الطائرات، بما يمنح ترامب خيارات عسكرية أوسع مع تصاعد التوتر في المنطقة.

 

موجة غارات بمحيط طهران..قصف جامعة لـ"الحرس الثوري" ومنشأة صواريخ

المدن/18 حزيران/2025

صعّدت إسرائيل من هجماتها على إيران، وأعلن الجيش الإسرائيل أن سلاح الجو بدأ فجر اليوم، تنفيذ "موجة غارات" في محيط العاصمة الإيرانية طهران، من دون أن يورد المزيد من التفاصيل. استهداف جامعة لـ"الحرس الثوري"وأعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الأربعاء، استهداف موقع لإنتاج أجهزة الطرد المركزي وعدة مواقع لتصنيع الأسلحة ضمن سلسلة غارات نفذها على محيط طهران خلال الساعات الماضية. وقال في بيان: "تم استهداف موقع لإنتاج أجهزة الطرد المركزي في طهران، والتي يستخدمها النظام الإيراني لتوسيع نطاق وسرعة تخصيب اليورانيوم بهدف تطوير سلاح نووي" فضلاً عن "عدة مواقع لإنتاج الأسلحة، من بينها منشآت لإنتاج المواد الخام والمركّبات الخاصة بتجميع الصواريخ الباليستية التي أطلقها النظام الإيراني ولا يزال يطلقها باتجاه دولة إسرائيل". ومن بين الأهداف أيضا "مواقع لإنتاج أنظمة وقطع صواريخ أرض–جو المصممة لمهاجمة الطائرات". وبدأت الهجمات بعد أن كان الجيش الإسرائيلي طالب مساء أمس، السكان والعاملين في  "المربع 18" جنوب طهران بإخلاء المنطقة فوراً، مهدداً بشن هجوم على مواقع عسكرية تابعة للنظام الإيراني خلال الساعات المقبلة. من جهتها، قالت وسائل إعلام إيرانية إن غارة إسرائيلية استهدفت فجر اليوم، جامعة تابعة لـ"الحرس الثوري" شرق طهران، فيما أفادت وكالة "رويترز"، بتعرض جامعة "الإمام الحسين" شرق العاصمة لغارة إسرائيلية. وأفادت مصادر إيرانية بسماع دوي انفجار، في أطراف حيي حكيمية وتهرانبارس شرقي طهران، مشيرة إلى أن طائرات إسرائيلية قصفت، فجر اليوم، منشأة لإنتاج الصواريخ في منطقة خُجير قرب العاصمة، وهي المنشأة ذاتها التي تعرضت لهجوم إسرائيلي سابق في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي. كما أشارت تقارير إعلامية محلية، إلى تفعيل المضادات الجوية في مدينتي برند ورباط كريم جنوب غربي طهران.

"الحرس الثوري" يحذّر

في المقابل، أفادت وكالات أنباء إيرانية، فجر اليوم، بأن الحرس الثوري أصدر تحذيراً يطالب فيه بإخلاء منطقة "نفيه تسيديك" في مدينة تل أبيب.وتعليقاً على الهجمات الصاروخية التي شنها في وقت متأخر من مساء أمس وفجر اليوم، أكد "الحرس الثوري"، استخدام صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت خلال الهجوم الأخير على إسرائيل، مع دخول المواجهة بين البلدين يومها السادس. وأوضح "الحرس" في بيان، بثه التلفزيون الرسمي أنه تم تنفيذ "الموجة الحادية عشرة من عملية الوعد الصادق 3 باستخدام صواريخ فتاح 1"، مؤكداً أن القوات الإيرانية اكتسبت "سيطرة كاملة على أجواء الأراضي المحتلة".

هجوم إيراني

وكانت طهران بدأت مساء أمس، عملية إطلاق صواريخ استمرت حتى ما بعد منتصف الليل باتجاه تل أبيب وحيفا في إسرائيل، وقد فشلت القبة الحديدة في اعتراض العديد من الصواريخ ما أدى إلى تحقيق إصابات مباشرة لم تعرف تفاصيلها في ظل سياسة التكتم والرقابة العسكرية الصارمة التي تفرضها إسرائيل على نشر تفاصيل الخسائر التي تتعرض لها من جراء الهجمات الإيرانية. وجاء هجوم الأمس على دفعات، وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن التقديرات تشير إلى أن إيران شنّت هجوماً بنحو 20 صاروخاً في البداية، فيما تحدثت الإذاعة الإسرائيلية لاحقاً عن سقوط 30 صاروخاً على دفعتين خلال 20 دقيقة بعد منتصف الليل في وسط البلاد.وسُمعت انفجارات ضخمة في تل أبيب الكبرى والقدس، فيما أُطلقت صفارات الإنذار في أنحاء وسط إسرائيل مع محاولة الدفاعات الجوية اعتراض صواريخ فوق تل أبيب. وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية وقوع إصابة مباشرة لأحد المباني في وسط البلاد، وسقوط شظايا صواريخ اعتراضية في مناطق عدة بجنوب ووسط إسرائيل، ما تسبب في اندلاع حرائق واسعة. وأعلنت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا"، نقلاً عن "الحرس الثوري" الإيراني، أن الهجمات الصاروخية استهدفت قواعد جوية إسرائيلية، قال إن الهجمات على إيران تنطلق منها. وأضاف الحرس الثوري في بيانه: "هذه الضربات تأتي رداً على الهجمات الوقحة للنظام الإسرائيلي على الأراضي المقدسة لإيران الإسلامية، نعلن أن هذه العمليات ستستمر بشكل مستدام، ومعقد، ومتعدد الطبقات، وتدريجي".

بوادر توسع الحرب

وبدأت منذ مساء أمس، بوادر توسع الحرب تلوح في الأفق مع تصعيد من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي لمح إلى القدرة على اغتيال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي. وفي السياق، نقل موقع "أكسيوس" أمس، عن مصادر مطلعة، أن ترامب يدرس تنفيذ ضربات تستهدف المنشآت النووية الإيرانية، وعلى رأسها منشأة "فوردو" لتخصيب اليورانيوم، ما قد يشكّل نقطة تحول حاسمة في مجريات الحرب. فيما رأى مسؤولون إسرائيليون أن انخراط واشنطن بات قريباً، وهو ما تُراهن عليه حكومة بنيامين نتنياهو في سعيها لتوسيع العمليات ضد إيران. في موازاة ذلك، أعلنت الخارجية الأميركية إقفال السفارة الأميركية في القدس حتى يوم الجمعة، المقبل بسبب الوضع الراهن، فيما كشفت صحيفة نيويورك تايمز أن الولايات المتحدة رفعت حالة التأهب في مختلف قواعدها في منطقة الشرق الأوسط.

 

إيران: سنرد بحزم إذا انخرطت واشنطن بالحرب مباشرة

المدن/18 حزيران/2025

قال السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة في جنيف علي بحريني، لمجلس حقوق الإنسان، اليوم الأربعاء، إن بلاده أبلغت الولايات المتحدة بأنها سترد عليها بحزم إذا انخرطت بشكل مباشر في الهجوم الإسرائيلي ضدها، معرباً عن اعتقاده أن الولايات المتحدة "متواطئة في ما تفعله إسرائيل". يأتي ذلك في وقت يسود فيه ترقب لقرار الرئيس دونالد ترامب بشأن مشاركة مرجحة في الهجمات التي تشنها إسرائيل على إيران منذ فجر الجمعة.

حرب على الإنسانية

وقال بحريني للصحافيين، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز"، إن الهجمات الإسرائيلية تمثل "حرباً على الإنسانية"، وانتقد الدول التي لا تندد بالأفعال التي قال إنها تعرض الناس لإشعاعات خطيرة. وأضاف "الاستهداف المتعمد للمنشآت النووية الإيرانية لا يشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة فحسب، ولكنه يخاطر أيضاً بتعريض جميع الأشخاص في منطقتنا لتسرب خطير محتمل. هذا ليس عملاً حربياً ضد بلدنا، بل هو حرب ضد الإنسانية". وانتقد تقاعس الدول في التنديد بالهجمات الإسرائيلية، وقال: "لا نسمع أي شيء تقريباً من هؤلاء الذين أعلنوا أنفسهم أنصارا لحقوق الإنسان".

حصانة لإسرائيل

واستطرد قائلاً إن أميركا منحت إسرائيل الحصانة، مشيراً إلى أن الدول الأوروبية تحاول تبرير العدوان بادعاءات لا أساس لها، كما قال إن بلاده سترد على الضربات الإسرائيلية "بقوة... ودون ضبط للنفس". وأضاف "لن نظهر أي تردد في الدفاع عن شعبنا وأمننا وأرضنا. سنرد بجدية وقوة ودون ضبط للنفس".

وكان وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي قد قال، الأحد الماضي، إن  ما لدى إيران من وثائق تؤكد دعم القواعد الأميركية في المنطقة للهجمات الإسرائيلية على إيران، مضيفاً أن "أميركا شريكة في هذه الهجمات وعليها أن تتقبل هذه المسؤولية". يأتي ذلك في وقت يسود فيه ترقب لإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قراره بالمشاركة في توجيه ضربات لإيران، وذلك بحسب كثير من المؤشرات والتصريحات التي ارتفعت حدتها في اليومين الماضيين. وفي هذا السياق، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين في الإدارة الأميركية أن الرئيس دونالد ترامب يدرس مجموعة من الخيارات، من بينها توجيه ضربة محتملة لإيران، وقد التقى بكبار مستشاريه في غرفة العمليات بالبيت الأبيض أمس الثلاثاء لهذا الغرض. وكان موقع "أكسيوس" قد نقل عن مسؤولين قولهم إن ترامب يدرس بجدية الانضمام إلى الحرب عبر تنفيذ ضربة أميركية تستهدف المنشآت النووية الإيرانية، وعلى رأسها منشأة تخصيب اليورانيوم تحت الأرض في "فوردو" التي لا تمتلك إسرائيل القنابل الخارقة للتحصينات اللازمة لتدميرها.

 

غروسي: لا دليل على جهد إيراني لتطوير سلاح نووي

المدن/18 حزيران/2025

أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافييل غروسي، اليوم الأربعاء، أنه "لا يوجد دليل على وجود جهد ممنهج لتطوير سلاح نووي في إيران"، فيما أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إسرائيل دمّرت مبنيين لإنتاج أجهزة الطرد المركزي في كرج قرب طهران. وقالت الوكالة في منشور على منصة "إكس"، إنّ الضربات الإسرائيلية طالت أيضاً مبنى تابعاً لمركز طهران للأبحاث يُنتج أجزاء لهذه المعدّات المستخدمة في تخصيب اليورانيوم.

لعدم استهداف المنشآت النووية

وشدد غروسي، في تصريحات لشبكة "سي إن إن" الأميركية، على ضرورة عدم استهداف المنشآت النووية لأنها قد تؤدي إلى عواقب وخيمة على الأمان النووي والسلامة الإقليمية والدولية. ودعا غروسي جميع الأطراف إلى "ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنب المزيد من التصعيد الذي قد يؤدي إلى عواقب إشعاعية وخيمة ويعوق الحلول الديبلوماسية"، مشيراً إلى أن مجلس المحافظين "تبنى الأسبوع الماضي قراراً مهماً حول التزامات إيران بضمانات الوكالة". وشدد غروسي، على أن "الحلول يجب أن تبقى ديبلوماسية، وأنا مستعد للسفر الفوري إلى إيران أو أي مكان آخر بهدف تأمين المنشآت النووية وضمان الاستخدام السلمي للطاقة النووية، اذ إن الوكالة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذا النوع من النزاعات التي تهدد الأمان النووي كما فعلت سابقاً في النزاع بين روسيا وأوكرانيا". وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت تعرض منشأة نطنز النووية لأضرار مباشرة في قاعات التخصيب تحت الأرض جراء الضربات الإسرائيلية التي وقعت أخيراً، مع الإشارة إلى عدم وجود تغييرات تذكر في منشأتي أصفهان وفوردو النوويتين. كما أبلغت السلطات الإيرانية الوكالة بعدم وجود مستويات إشعاع مرتفعة خارج مواقع القصف، رغم تسجيل تلوث داخل موقع نطنز فقط، مع تأكيد عدم وجود أضرار جسيمة في منشأة فوردو رغم تعرضها لأضرار محدودة.

انتهاك للقانون الدولي

وشددت الوكالة على أن الهجمات المسلحة على المرافق النووية تمثل انتهاكاً للقانون الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، ودعت جميع الأطراف إلى التحلي بضبط النفس لتجنب المزيد من التصعيد، محذرة من أن أي عمل عسكري يخل بأمان المرافق النووية قد يؤدي إلى عواقب وخيمة تؤثر على الشعب الإيراني والمنطقة والعالم. وكان غروسي أعلن الاثنين الماضي، أن الهجمات الأخيرة التي استهدفت منشآت نووية في إيران لم تلحق أضرارا إضافية بموقعي نطنز وفوردو، وهما من أبرز مواقع التخصيب النووي في إيران.وقال أمام مجلس إدارة الوكالة في فيينا، في أعقاب التصعيد العسكري الذي شهدته إيران أخيراً، إن المفتشين الدوليين "يواصلون مراقبة التطورات عن كثب"، مشدداً على أن "الوكالة كانت وستظل موجودة في إيران".وأوضح أن عمليات التفتيش ستُستأنف بشكل كامل فور تحسّن الظروف الميدانية، في إطار التزامات إيران بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.

 

الجيش الإسرائيلي: 60 مقاتلة هاجمت أكثر من 20 هدفاً في طهران

تل أبيب: «الشرق الأوسط»/18 حزيران/2025

قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، مساء اليوم الأربعاء، إن 60 طائرة مقاتلة نفذت خلال الساعات الأخيرة غارات استهدفت أكثر من 20 هدفاً عسكرياً في منطقة طهران.وأوضح عبر منصة «إكس» أن الغارات استهدفت «مواقع لإنتاج وسائل قتالية، ومواقع لإنتاج أجهزة الطرد المركزي، بالإضافة إلى مواقع أبحاث وتطوير ضمن مشروع السلاح النووي التابع للنظام الإيراني». وأضاف أن الغارات ضربت أيضاً «مصانع لإنتاج المواد الخام والمكونات الخاصة بتركيب الصواريخ، وكذلك مواقع لإنتاج أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية». وأشار إلى أن «النظام الإيراني يقوم بتخصيب اليورانيوم، بما يتجاوز بكثير الكميات المطلوبة للاستخدام المدني، مع التركيز على التخصيب إلى مستويات عالية»، مضيفاً: «استغلّ النظام الإيراني المساحة الجغرافية الواسعة لإيران ونشر بشكل واسع مواقع إنتاج السلاح النووي في البلاد، بهدف الحفاظ على استمرارية عمل صناعة تطوير الأسلحة النووية».

 

إيران حضّرت لضرب القواعد الأميركية إذا تدخلت واشنطن بالحرب

المدن/18 حزيران/2025

كشفت صحيفة " نيويورك تايمز"، أن إيران أعدت صواريخ ومعدات عسكرية لضرب القواعد الأميركية المنتشرة في الشرق الأوسط، إذا انضمت الولايات المتحدة إلى الهجمات الإسرائيلية الجارية ضدها. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين، أن التقارير الاستخباراتية تشير إلى أن طهران وضعت خططاً متقدمة للرد على أي تصعيد، تشمل مهاجمة القواعد في العراق والخليج، وربما زرع ألغام بحرية في مضيق هرمز، ما من شأنه تهديد الملاحة الدولية وشل حركة الأسطول الأميركي في الخليج. وتأتي هذه التطورات في وقت تتزايد فيه الضغوط الإسرائيلية على البيت الأبيض للتدخل في الحرب، وسط تصعيد عسكري غير مسبوق تشهده المنطقة، وإطلاق إيران موجات صاروخية على إسرائيل رداً على الضربات الإسرائيلية.

خطة هجومية متعددة الجبهات

ووفق ما ذكرته الصحيفة الأميركية، فإن الولايات المتحدة رفعت حالة التأهب القصوى في قواعدها العسكرية المنتشرة في الشرق الأوسط، بما في ذلك في الإمارات والأردن والسعودية، تحسباً لأي رد إيراني محتمل. وتمتلك واشنطن أكثر من 40 ألف جندي في المنطقة، في حين تؤكد الاستخبارات الأميركية أن إيران لا تحتاج لتحضيرات طويلة لتنفيذ هجماتها، نظراً لامتلاكها منصات إطلاق صواريخ قريبة من أهداف أميركية رئيسية في البحرين وقطر والإمارات. وفي حال تطور النزاع، يتوقع مسؤولون أن تُفعّل إيران حلفاءها الإقليميين، بدءاً من الحوثيين الذين قد يستأنفون استهداف السفن في البحر الأحمر، وصولاً إلى الميليشيات المسلحة الموالية لطهران في العراق، والتي قد تهاجم القواعد الأميركية مباشرة. كما تشير تقديرات استخباراتية إلى احتمال لجوء طهران إلى استخدام تكتيك زرع الألغام في مضيق هرمز لتهديد خطوط الملاحة والطاقة العالمية، وهو سيناريو يتكرر في حال اندلاع مواجهة مباشرة مع واشنطن.

فوردو في مرمى النيران

وباتت منشأة فوردو النووية الإيرانية في صلب النقاشات العسكرية الأميركية، حيث يرى مسؤولون أن إسرائيل لا تستطيع تدميرها دون مساعدة أميركية مباشرة. وتشير المصادر إلى احتمال استخدام قاذفات الشبح الأميركية من طراز "بي-2" المزودة بقنابل خارقة للتحصينات لاستهداف فوردو، المحصنة داخل جبل تحت الأرض.لكن مسؤولين أميركيين شككوا في قدرة أي ضربة، حتى المشتركة، على إنهاء البرنامج النووي الإيراني، الذي بات جزءاً من استراتيجية ردع محتملة. وأضافت الصحيفة أن إيران أخفت كميات كبيرة من اليورانيوم المخصب في مواقع محصنة، وقد تغير حساباتها تحت الضغط، مما يزيد احتمالات سعيها لتطوير سلاح نووي. وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إن "الهجمات لن تُخضع الشعب الإيراني"، محملًا إسرائيل وداعميها الغربيين مسؤولية إشعال الحرب. وفي واشنطن، حذر محللون من أن انخراط الولايات المتحدة في الحرب سيجعل من الصعب التراجع، وعلقت روزماري كيلانيك من مؤسسة أولويات الدفاع قائلة: "الضربة الإسرائيلية منحت إيران حافزاً لتطوير سلاح نووي، لكن هذا الحافز سيتضاعف إذا دخلت الولايات المتحدة الحرب".

 

لماذا تحجب واشنطن قاذفة "بي-52" عن إسرائيل؟

أدهم مناصرة/المدن/18 حزيران/2025

أثارت وسائل إعلام عبرية في خضم ترقب احتمالية دخول الولايات المتحدة على خط الهجوم على إيران، تساؤلات قديمة وجديدة بشأن أسباب حجب الولايات المتحدة أسلحة استراتيجية، كقاذفة القنابل الضخمة "بي-52"، عن حليفتها إسرائيل.

4 أسباب.. واعتبارات

ونوهت إفادات عسكرية إسرائيلية، بأن واشنطن لا تمنح القذائف الاستراتيجية الضخمة وطائرات "بي-52" لإسرائيل؛ خشية تسرب هذه التكنولوجيا العسكرية إلى دول أخرى كالصين وغيرها، على نحو يغير موازين القوى العالمية.وذكرت هذه الإفادات أن واشنطن ترفض أيضاً منح تل أبيب أسلحة استراتيجية أخرى ومعدات عسكرية محددة، لجعل حصرية التفوق للجيش الأميركي فقط. وأضافت مواقع عسكرية إسرائيلية متخصصة أسباباً أخرى، أبرزها حساسية نقل أي أسلحة نووية أو قاذفات استراتيجية، خصوصاً أن قاذفات "بي-52" مصممة أساسا لمهام استراتيجية بعيدة المدى، ويمكنها حمل أسلحة نووية وتنفيذ ضربات حاسمة، ما يجعل نقلها لأطراف أخرى من المحرّمات الأميركية. وأما السبب الثالث، فهو أن هذا السلاح الاستراتيجي يُستخدم كـ"أداة ردع وضغط حصرية"، تحرص الولايات المتحدة عبرها إعطاء إشارة بشأن قدرتها على التدخل السريع والقوي عند الحاجة. بينما يكمن السبب الرابع، في أن ما تمتلكه إسرائيل من قدرات دفاعية وهجومية، تكفي لتنفيذ مهام استراتيجية، ومن دون الحاجة إلى قاذفات ثقيلة مثل "بي-52" التي يصعب إخفاؤها وتتطلب بنية تحتية خاصة.

ساعات حاسمة؟

وبخصوص فرص التدخل الأميركي في قصف مفاعل "فوردو" النووي، رأت قراءات عسكرية إسرائيلية أن المشاركة الأميركية حتمية في ظل الوصول إلى مرحلة "كسر العظم" مع إيران، لكن السؤال "متى ستتدخل أميركا.. وكيف؟". وكشفت هيئة البث العبرية عن حديث أميركي وراء الكواليس، لتخيير طهران بين تفكيك البرنامج النووي وبين انضمامها للهجوم. ووفق الإذاعة العبرية الرسمية، فإن الساعات والأيام المقبلة حاسمة بالنسبة لمسار الحرب، سواء بطولها أو قصرها، وحتى مآلاتها وكيفية انتهائها. بينما نقل المراسل العسكري لتلفزيون "مكان" عن جهات عسكرية، بأن سرعة تنفيذ خطة الجيش الإسرائيلي بخصوص إيران، تزيد بنحو 3 أضعاف عن السرعة المتوقعة قبل التنفيذ.  تركيز على مفاعلين! ووفق مواقع عسكرية إسرائيلية، فإن هناك مفاعلان إيرانيان "مقلقان"، أولهما مفاعل نطنز  في أصفهان، والذي تدّعي تل أبيب أنها أحدثت فيه ضررا كبيراً جراء هجماتها الأخيرة، وأيضاً مفاعل "فوردو" في قلب جبال مدينة قم، وهو مفاعل لا يمكن للأسلحة التقليدية التعامل معه، لكونه يقع في عمق 80 إلى 90 متراً تحت الأرض، ومحمي بطبقات صخور صلبة وخرسانة مسلحة، ما يجعله شديد التحصين ضد الهجمات الجوية التقليدية. ووفق تلفزيون "مكان" العبري، فإن التدخل الأميركي المقصود هو استهداف مفاعل فوردو، وأما بقية الأمور فيمكن لإسرائيل التعامل معها، وأن لديها الخطة الخاصة بذلك.

تباينات استخباراتية أميركية!

لكن مراسلين عسكريين إسرائيليين أقروا بوجود تباينات داخل مجتمع المخابرات الأميركي نفسه، وليس فقط مع إسرائيل، بشأن النسبة الحقيقية التي وصلتها إيران في تخصيب اليورانيوم، موضحين أن استخبارات القيادة المركزية الأميركية في المنطقة "سنتكوم"، تتوافق تماماً مع التقديرات الإسرائيلية، بينما تعتقد وكالة المخابرات المركزية "سي آي إيه" وجهات استخباراتية أميركية أخرى، أن نسبة التخصيب الإيراني أقل مما تعتقده تل أبيب و"سنتكوم". وبحسب المعطيات، فإن قائد "سنتكوم" الجنرال الأميركي مايكل كوريلا، هو الأكثر حماسة في التدخل بالهجوم على إيران، وأدى جهداً كبيرا في إقناع دوائر صنع القرار بواشنطن؛ لاتخاذ قرار المشاركة العاجلة.

"نقطة التغيير الاستراتيجي"

وتقول أميركا وإسرائيل إن الإشكالية ليس فقط ببرنامج إيران النووي، بل أيضاً الصاروخي، عدا عن قرار أميركي وغربي بضرورة تحييد نهائي للجمهورية الإسلامية عسكرياً وسياسياً. فيما نقل المراسل العسكري لتلفزيون "مكان" العبري عن قائد عسكري إسرائيلي، أن هدف الحرب الأوسع هو الوصول إلى "نقطة التغيير الاستراتيجي" بالمنطقة.  وفي يوميات الحرب، يركز الجيش الإسرائيلي الآن على تدمير منصات الصواريخ أكثر من مخازن الصواريخ نفسها؛ لأن الأخيرة تفقد قيمتها بانعدام المنصات، وسط تقديرات إسرائيلية بامتلاك طهران مئات المنصات، وتدمير 200 منها تقريباً. لكن التحدي الأكبر بحسب محللين عسكريين إسرائيليين، هو أن الجيش الإسرائيلي بإمكانه اكتشاف المنصات المتحركة واستهدافها، لكنه يجد صعوبة في الرصد المبكر للمنصات الثابتة داخل أنفاق وباطن الجبال، حيث تُرصد بشكل متأخر عبر الأقمار الاصطناعية.

الخسائر الإسرائيلية

وبشأن الخسائر، تدعي إسرائيل أنه رغم الدمار الكبير بفعل الصواريخ الإيرانية، إلا أن الخسائر ما زالت في "حدود الاستيعاب"، طالما لم تستهدف الأمونيا ومفاعل ديمونا وشركة كهرباء الخضيرة التي تولد التيار الكهربائي لنصف إسرائيل. وأضافت أن عدد القتلى ما زال أيضاً أقل مما توقعته المؤسسة العسكرية، حيث وصل إلى 25 قتيلا حتى الآن، وهو أقل بكثير من العدد الذي قدّرته بين 800 و 4 آلاف قتيل. وفي ظل تقارير أميركية عن مواجهة إسرائيل نقصا بعدد صواريخ منظومة "آرو" الاعتراضية (حيتس)، ذكرت أقلام عبرية أن الجيش يتبع "المفاضلة" بعملية التصدي، حيث تواجه منظومة القبة الحديدية الصواريخ الأقل ضرراً، فيما تتصدى "آرو" للصواريخ الأخطر. مع العلم، أن تكلفة صاروخ "آرو" الاعتراضي تُقدر بمليونين ونصف دولار، وأما صاروخ القبة الحديدية، فيبلغ 50 ألف دولار. وليس مُستبعداً أن تكون إثارة النقص بالصواريخ الاعتراضية "خدعة استخباراتية"، تهدف إلى استسهال الإيرانيين اقتراف "خطأ" يفيد إسرائيل عسكرياً ومعلوماتياً، فهي لم تبدأ الحرب إلا بعد ملء مخزون دفاعاتها الجوية.

 

واشنطن بدأت عصراً جديداً في العلاقات مع دمشق

المدن/18 حزيران/2025

أكدت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة دوروثي شيا، أن واشنطن بدأت "عصراً جديدة" في علاقاتها مع سوريا، بعد لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنظيره السوري أحمد الشرع.

إنهاء العقوبات

وقالت شيا في كلمة أمام أعضاء مجلس الأمن، إن الولايات المتحدة تعمل على إنهاء العقوبات المفروضة على سوريا، مضيفةً أن واشنطن بدأت "عصراً جديداً" في العلاقات مع دمشق، بعد "اللقاء التاريخي" بين ترامب والشرع. ولفتت إلى أن وزير الخارجية الأميركية ماركو روبيو، أصدر في 23 أيار/مايو الماضي، إعفاءً من عقوبات قيصر لمدة 180 يوماً، بينما منحت وزارة الخزانة الرخصة 25، والتي تجيز إجراء طيف واسع من المعاملات والاستثمارات داخل سوريا. وأكدت السفيرة الأميركية، أن هذه الإجراءات "بدأت تؤتي ثمارها"، إذ تم توقيع اتفاقية استثمارية بقيمة 7 مليارات دولار بين شركات أميركية- قطرية-تركية لتنفيذ مشاريع في قطاع الكهرباء داخل سوريا. وقالت إن المبعوث الأميركي إلى سوريا توم باراك وصف رفع العلم في العاصمة دمشق، بأنه "بداية لتأثير إيجابي واسع على عملية إعادة الإعمار والاستثمار في البلاد". كما أكدت أن رفع العقوبات الأميركية "يمنح سوريا فرصة حقيقية للنجاح"، داعية باقي الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، إلى اتخاذ خطوات مماثلة في تخفيف العقوبات، ودعم جهود التعافي وإعادة الإعمار. يأتي حديث شيا، بعد أيام على تقدّم مشرعين أميركيين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، بمشروع قانون يهدف إلى رفع العقوبات المفروضة على سوريا بشكل كامل، بما في ذلك قانون "قيصر".

"التجارة بدل الفوضى"

في غضون ذلك، التقى باراك مع فريق من شركة "Tecore Networks" الأميركية المتخصصة في حلول بنية الشبكات اللاسلكية المتطورة.وقال المبعوث الأميركي بعد اللقاء، إن إعادة بناء البنية التحتية لقطاع الاتصالات في سوريا، هو أمر حاسم لمساعدة جميع السوريين على الاستفادة من عملية النهوض وتجديد ثقافتهم التاريخية، مشدداً على شعار "التجارة بدل الفوضى". وأكد باراك في تغريدة على منصة "إكس"، أن عودة الشركات السورية الأميركية إلى سوريا، بعد رفع العقوبات عنها، تمثل تطوراً مهماً في إعادة بناء بنية الاتصالات في سوريا. وقبل أسبوع، أكد باراك أن واشنطن تنوي تمديد الإعفاء من العقوبات حتى يلغي الكونغرس "قانون قيصر" بالكامل. وقال إن عودة الشركات العالمية إلى سوريا، ممكنة الآن بعد رفع العقوبات، لتوفير علامات مرئية على إعادة الإعمار، في بلد يعيش فيه 90% من السكان تحت خط الفقر. ومثّل لقاء ترامب والشرع في العاصمة السعودية الرياض، في أيار/مايو الماضي، نقطة تحوّل في العلاقات الأميركية-السورية، بعد عقود من علاقات متوترة وصلت إلى حد القطيعة الكامل فيما مضى.

 

إعلام أميركي ينشر "بروفايل" خامنئي: هل يُتوقّع اغتياله؟

المدن/18 حزيران/2025

في واحدة من مقابلات الأمين العام السابق لـ"حزب الله" حسن نصر الله التلفزيونية، فال إنه حذّر الجنرال السابق في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني من أن هناك نوايا أميركية لاغتياله. إستند نصر الله، حسبما قال في المقابلة، إلى أن الولايات المتحدة وإسرائيل حين يقرران اغتيال شخص، يضيئان على دوره إعلامياً، ويضاعفان النشر حوله تحضيراً للرأي العام، وحتى يكون لهما مبرر لاغتياله، مشيراً الى أن هذه الاستراتيجية تم اتباعها في اغتيالات كثيرة. هذا التصريح، يُستعاد اليوم إثر نشر "نيويورك تايمز" الأميركية، سيرة ذاتية للمرشد الايراني علي الخامنئي في صفحاتها، وقالت إنه "بدأ سريعاً في العام 1989 عقب وفاة الخميني، في تعزيز سلطته بالسيطرة على مفاصل الدولة السياسية والعسكرية والأمنية، وسحق المعارضة لضمان موقعه كصاحب القرار الأول في البلاد".

محور السلطة الإيرانية

ينطلق "البروفايل" الذي تصدّر صفحات الجريدة الأميركية المؤثرة، من إثارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، احتمال اغتيال خامنئي. وقالت الصحيفة: "لطالما ظل آية الله علي خامنئي، بعيداً من الأضواء رغم تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل. ورغم تصاعد الأصوات الداعية لاستهدافه، ما زال خامنئي يحتفظ بموقعه كمحور السلطة الإيرانية من دون أن يظهر علناً". في السيرة الذاتية المنشورة، يقول مُعدّ التقرير إيوان ورد، مراسل الجريدة في بيروت، إن المرشد الايراني الأعلى "يتمتع بسلطات تفوق جميع مؤسسات الدولة. فهو يعين رؤساء القضاء، وهيئات الإعلام الرسمية، والوكالات الأمنية الرئيسية، وله الكلمة الفصل في تحديد من يمكنه الترشح للرئاسة".

سياسة خارجية وحرس ثوري

ويمسك كذلك، حسب الصحيفة، "بزمام السياسة الخارجية والعسكرية، مشرفاً على "الحرس الثوري" الذي يحمي النظام الإسلامي، وقوة "القدس" التي تدير عمليات إيران الخارجية، لا سيما في الشرق الأوسط. كما يمتد نفوذه إلى الملف النووي، ما يجعله محور المواجهة الحالية مع إسرائيل".

وتابعت "نيويوك تايمز": "على مدى عقود، قاد خامنئي سياسة خارجية متشددة، ساعياً إلى جعل إيران قوة موازنة للنفوذ الأميركي والإسرائيلي والسعودي في المنطقة. وبقيادته، دعمت إيران عدداً من الجماعات المسلحة والميليشيات من لبنان إلى اليمن، لتوسيع نفوذها من دون خوض حرب مباشرة على أراضيها".

خامنئي

في الظل

ونقلت الصحيفة عن خبراء قولهم: "يُعرف عن خامنئي حذره الشديد، ونادراً ما تُعرف تحركاته أو أماكن تواجده. ويتولى وحدة خاصة من "الحرس الثوري" حمايته الشخصية، وتتبع هذه الوحدة مباشرة مكتبه". وتفيد تقارير بأنه نُقل مؤخراً إلى موقع سري لضمان استمراره في التواصل مع القيادات العسكرية، في خطوة شبيهة بما جرى العام الماضي عقب اغتيال نصرالله، حيث قيل إن المرشد نُقل إلى ملجأ آمن حينها. وختمت "نيويورك تايمز" تقريرها بالقول: "خلال الأيام القليلة الماضية، اغتالت إسرائيل عدداً من كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين الإيرانيين، مما صعّد حدة المواجهة. غير أن استهداف خامنئي بشكل مباشر سيمثل تصعيداً غير مسبوق، قد يُشعل المنطقة بأسرها ويدفع بالصراع إلى مستويات غير متوقعة".

 

نتنياهو يعيد إحياة "تهجير غزة": المخطط لا يزال قائماً

المدن/18 حزيران/2025

أعاد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إحياء مخطط تهجير قطاع غزة، فيما لا تزال مفاوضات تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار تراوح مكانها، في ظل استمرار جيش الاحتلال بارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين والتي ذهب ضحيتها عشرات الشهداء والمصابين غالبيتهم من طالبي المساعدات.

تهجير غزة

وفي تصريح مثير للجدل، قال نتنياهو، إن "مخطط تهجير سكان غزة لا يزال قائماً"، مضيفاً أن "حركة حماس ستتأثر سلباً حين تُضرب إيران بقوة". من جهته، هدد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إيفي دفرين، "حماس"، قائلاً إن "الخيار الوحيد المتبقي أمامها هو إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين وإلقاء السلاح". وفي سياق متصل بالمفاوضات، نقلت "القناة 12" الإسرائيلية عن رئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي، أنه "لا يوجد أي تقدم في المفاوضات مع حركة حماس في شأن صفقة تبادل أسرى".

مجازر وشهداء

في الأثناء، واصل الجيش الإسرائيلي شن حربه المدمرة على قطاع غزة، للشهر العشرين على التوالي، وسط تصاعد المجازر بحق المدنيين، وتحديداً النساء والأطفال، في ظل ظروف إنسانية كارثية تتفاقم يوماً بعد يوم، والتي أدت إلى استشهاد 30 فلسطينياً منذ فجر اليوم، بحسب الدفاع المدني في غزة.

واستشهد 11 فلسطينياً وأصيب نحو 100 آخرين، في مجزرة جديدة ارتكبها الجيش الإسرائيلي فجر اليوم الأربعاء، باستهدافه جموع الفلسطينيين المنتظرين للمساعدات الإنسانية في شارع صلاح الدين، وسط قطاع غزة، بحسب ما أفاد جهاز الدفاع المدني. وفي مجزرة أخرى، قصف الاحتلال منزلاً في مخيم المغازي، ما أسفر عن استشهاد 6 فلسطينيين وسقوط عدد من الجرحى، في ظل استمرار الغارات العنيفة على مناطق متفرقة من وسط وجنوب القطاع. كما استهدف القصف الإسرائيلي خيام نازحين في منطقة العطار بمواصي خانيونس جنوبي القطاع، ما أدى إلى وقوع شهداء وجرحى، من دون أن تتوفر بعد حصيلة دقيقة بسبب صعوبة عمليات الإجلاء والإنقاذ تحت القصف. من جهتها، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، عن ارتفاع حصيلة الشهداء منذ بداية العدوان في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى 55 ألفاً و493 شهيداً، فيما تجاوز عدد المصابين 129 ألفاً و320 مصاباً. ومنذ 18 آذار/مارس، ارتقى 5194 شهيداً وأصيب 17279 آخرين، في موجات القصف المستمرة.

 

مجلس الشعب السوري: انتخابات غير تقليدية بقانون انتخابي مؤقت

المدن/18 حزيران/2025

قال رئيس اللجنة العليا لانتخاب مجلس الشعب السوري، محمد طه الأحمد، إن الانتخابات سوف تسلك مساراً فرضه واقع المرحلة الانتقالية، مؤكداً أن اختيار أعضاء المجلس، سوف يخضع لمعايير معينة مع التركيز على الكفاءات.

مسودة نظام انتخابي

وقال الأحمد في مؤتمر صحافي، مساء اليوم الأربعاء، إن اللجنة تعمل على إعداد مسودة نظام انتخابي مؤقت، يضمن التمثيل دون إقصاء، ويوازن بين الكفاءة وتمثيل المجتمع، موضحاً أن الكفاءات ستشكّل 70 في المئة من أعضاء مجلس الشعب، بينما الوجهاء والأعيان 30 في المئة. وأضاف أن المرسوم الرئاسي حدد توزيع المقاعد على المحافظات، وسيتم لاحقاً توزيعها على المناطق داخل كل محافظة وفق التمثيل السكاني، لافتاً إلى أن اللجنة تعمل على إصدار نظام انتخابي مؤقت، وبرنامج زمني، مع تحديد الشروط والمعايير اللازمة لأعضاء المجلس. وذكر أن اللجنة ستلتقي السلطات المحلية وممثلي المجتمع ورموز المنطقة ووجهائها لاستطلاع رأي هذه الشرائح، وأن لجنة الانتخابات تجهز النسخة النهائية من نظام الانتخابات المؤقت، والجدول الزمني لإجرائها.

باب الترشح

وقال إن فتح الترشح لمجلس الشعب، سيليه حملات انتخابية ثم الانتخابات فالنتائج الأولية، مع فترة 3 أيام لتقديم الطعون، مضيفاً أن الطعون على أسماء أعضاء الهيئات الناخبة في النتائج الأولية، تدرسها لجنة الطعون قبل رفع القائمة النهائية للاعتماد. وأكد أن شعار اللجنة هو الوصول إلى إلى مجلس شعب يمثل سوريا بكل مكوناتها، بعيداً عن التقسيم الطائفي والمذهبي، لافتاً إلى أن الهيئات الناخبة ستُحدد على مستوى المناطق وكذلك الدوائر الانتخابية ستكون بحسب المستوى نفسه. كما أوضح الأحمد أن الجلسة الأولى لمجلس الشعب الجديد، يترأسها رئيس اللجنة العليا للانتخابات، ثم أكبر الأعضاء سناً. وفيما يتعلق بتمثيل الأكراد، قال: "نسعى لمجلس يشمل جميع السوريين والكرد جزء من مكونات المجتمع السوري وتحديد تمثيلهم يعود للجان الفرعية للانتخابات". وأشار إلى أن الدعم الإيجابي لوسائل الإعلام، يساهم في نجاح المهمة، وأن اللجنة حريصة على العمل بشفافية كاملة.

اللجنة العليا

ويأتي المؤتمر الصحافي للجنة، بعد أيام على اصدار الرئيس السوري أحمد الشرع، مرسوماً يقضي بتشكيلها، وهي التي ستشرف على تنظيم انتخابات مجلس الشعب المقبلة، استناداً إلى أحكام الإعلان الدستوري. وحدّد الشرع في المرسوم، عدد أعضاء مجلس الشعب بـ150 عضواً موزعين على المحافظات بحسب التعداد السكاني، ووفق ما تقرره اللجنة العليا للانتخابات، وأوضح المرسوم أن نصف الأعضاء يتم تعيينهم من قبل رئيس الجمهورية، فيما يُنتخب النصف الآخر عبر لجان انتخابية مختصة. ضمّن المرسوم جدولاً يحدّد توزيع مقاعد مجلس الشعب على المحافظات السورية وفقاً للتعداد السكاني، حيث نالت محافظة حلب الحصة الأكبر بـ20 مقعداً، تلتها دمشق بـ11 مقعداً، ثم ريف دمشق بـ10، وحمص بـ9، وحماة بـ8 وإدلب بـ7، كما خُصص لكل من اللاذقية ودير الزور والحسكة 6 مقاعد، في حين نالت طرطوس 5، والرقة ودرعا 4 مقاعد لكل منهما، أما محافظة السويداء فقد خُصص لها 3 مقاعد، والقنيطرة مقعدان فقط، وينص المرسوم على نشره في الجريدة الرسمية واعتباره نافذاً من تاريخ صدوره.

 

إسرائيل تواصل مجازرها في غزة..أكثر من 100 شهيد الثلاثاء

المدن/18 حزيران/2025

تواصل إسرائيل، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، حربها الدموية على قطاع غزة، عبر مجازر متواصلة وعمليات تدمير ممنهج للمنازل والتجمعات السكنية، بالتزامن مع تشديد الحصار ومنع دخول المساعدات، ما أدى إلى تفاقم المجاعة في القطاع المنكوب. وقد استشهد عدد من الفلسطينيين وأصيب آخرون، فجر الأربعاء، في قصف إسرائيلي استهدف مواطنين كانوا ينتظرون المساعدات الإنسانية في شارع صلاح الدين وسط قطاع غزة. وتواصل طائرات الاحتلال عمليات القصف على مدار الساعة خيام نازحين ومنازل في شتى أنحاء القطاع، موقعة عشرات الشهداء والجرحى يومياً. كما يواصل جيش الاحتلال استهداف تجمعات منتظري المساعدات في وسط القطاع وجنوبه، مخلفاً العديد من الشهداء والجرحى. وفيما تحدثت مصادر طبية في قطاع غزة عن سقوط أكثر من 100 شهيد يوم الثلاثاء بينهم 63 من طالبي المساعدات. وبذلك يرتفع إجمالي شهداء المساعدات، ممن وصلوا إلى المستشفيات من المناطق المخصصة لتوزيع المساعدات، إلى 397 شهيداً وأكثر من 3,031 إصابة. وفي اليوم الـ92 من استئناف العدوان الإسرائيلي على غزة، واليوم الـ619 منذ اندلاع الحرب، أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أنها نفذت كمينا محكما ضد قوة إسرائيلية تحصنت داخل منزل في منطقة السطر الغربي شمال خانيونس، وأوقعت في صفوفها قتلى وجرحى. من جهته، أقر الجيش الإسرائيلي بمقتل ضابط برتبة نائب قائد سرية في كتيبة الهندسة التابعة للواء "غولاني"، إضافة إلى إصابة عدد من الجنود، في عملية تفجير واشتباك مسلح جنوب القطاع عصر الإثنين. وفي تصعيد جديد للمجازر ضد المدنيين، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أن الجيش الإسرائيلي ارتكب مجزرة جديدة في خانيونس استهدفت عشرات المدنيين خلال انتظارهم لتلقي المساعدات الإنسانية، ما أدى إلى استشهاد 36 شخصا من المنتظرين، من أصل 51 شهيدًا خلال الـ24 ساعة الماضية. وأكدت الوزارة أن قوات الاحتلال تواصل قصف مواقع توزيع المساعدات في مختلف أنحاء القطاع، بالتزامن مع منع دخول الغذاء والدواء، ما يؤدي إلى تفاقم المجاعة في أوساط مئات آلاف المدنيين. ووفق آخر تحديث رسمي، بلغ إجمالي عدد الشهداء منذ بدء العدوان في 7 أكتوبر 2023، نحو 55,432 شهيدا، إضافة إلى 128,923 مصابا، بينهم آلاف في حالات خطرة.

أما منذ خرق الاحتلال لاتفاق وقف إطلاق النار في 18 آذار/مارس 2025، فسقط 5139 شهيدا و16882 مصابا. وفي ما يتعلق بضحايا المساعدات الإنسانية، ارتفع عدد الشهداء الذين قضوا أثناء انتظارهم لتلقي المساعدات أو بسبب استهدافهم في أماكن التوزيع إلى 338 شهيدا، إلى جانب 2831 مصابا. وتتزايد التحذيرات من وقوع كارثة إنسانية شاملة، وسط استمرار الهجمات وغياب الضغط الدولي الفاعل لوقف الحرب وفتح الممرات الإنسانية. في السياق نقل موقع واينت الإسرائيلي، صباح اليوم الثلاثاء، عن مسؤولين في المنطقة، لم يسمّهم، قولهم إنّ هناك "تقدماً كبيراً" نحو إبرام صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل وحركة حماس، والتوصّل إلى اتفاق بشأن قطاع غزة وإنهاء حرب الإبادة. وقال أحدهم: "كلا الطرفين قدّما تنازلات، لكنهما يخشيان من تداعيات المواجهة مع إيران".

 

غزة: الإبادة مستمرة.. وإسرائيل تربط حرب إيران باستعادة الأسرى

المدن/18 حزيران/2025

استشهد 69 شخصاً من أهالي قطاع غزة، اليوم الأربعاء، بينهم 29 من منتظري المساعدات، إثر قصف وغارات إسرائيلية متواصلة، استهدفت مناطق متفرّقة بالقطاع. وقالت حركة "حماس" في بيان، إن "الاحتلال يستهدف الجوعى قرب مصائد الموت الأميركية الصهيونية للتحكم في المساعدات". واعتبرت أن "تصعيد المجازر والإخلاء القسري وتقليص المناطق الآمنة جرائم حرب ضمن حرب إبادة مستمرة". وأضافت أن "ما يجري في مواصي خانيونس نموذج جديد للإبادة الجماعية والتطهير العرقي"، مطالبو الدول العربية والإسلامية والأمم المتحدة بكسر الصمت والتحرك العاجل لوقف العدوان.وارتفعت حصيلة حرب الإبادة المستمرة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، إلى 55 ألفاً و637 شهيداً، و129 ألفاً و880 إصابة؛ وفق الحصيلة التي أعلنت عنها وزارة الصحة في القطاع، اليوم. وقال الجيش الإسرائيلي إنه هاجم أكثر من 75 هدفاً في غزة خلال الـ24 ساعة الماضية، مشيراً إلى أن "4 فرق عسكرية تعمل بقوة" في القطاع.

مقتل جندي إسرائيلي

فيما أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل جندي في معارك جنوبي قطاع غزة. وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأنه قُتل برصاصة قنّاص في خانيونس. كذلك أعلن جيش الاحتلال إصابة جندي بجراح خطيرة في معارك جنوبي قطاع غزة.

الحرب على إيران

يأتي ذلك في وقت ادعى رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير، أن الحرب الإسرائيلية على إيران، ستؤثر إيجاباً بشروط استعادة الأسرى من قطاع غزة. جاء ذلك خلال تقييم للوضع في مقر القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي، وفق بيان للأخير ووسائل إعلام عبرية، بينها صحيفة "يديعوت أحرونوت" وإذاعة الجيش. وقال زامير: "نحن في خضم عملية تهدف إلى إزالة تهديد وجودي لإسرائيل، هذا هو أكبر تهديد وجودي لنا". وادعى أن "إيران هي التي تسلح حماس وتدعمها وتمولها، ولذلك فإن العملية التي ننفذها هناك (العدوان على إيران) تؤثر في النهاية أيضاً على ما يحدث هنا". وزعم زامير "وجود خط يربط بين إيران وكل المحور. ضرب إيران يعني ضرب هذا المحور، من اليمن (جماعة الحوثي) وحتى باقي المحاور التي تعرفونها، وفي النهاية كل ذلك يصل إلى هنا إلى حماس".وتابع: "تعلمنا درساً مهماً ومباشراً من أحداث 7 أكتوبر. نحن لا ننتظر، بل نمنع التهديدات قبل أن تتفاقم، ونقلص التهديد في مواجهة البرنامجين النووي والصاروخي (الإيرانيين)". وقال: "لا ننسى للحظة مهمتنا هنا، وهي استعادة مختطفينا، وحسم المعركة ضد حماس". وقال: "أعتقد أن العملية التي نقوم بها هناك (الحرب على إيران) سيكون لها في النهاية تأثير إيجابي أيضاً على قدرتنا على الوصول إلى شروط أفضل لإعادة مختطفينا" من غزة. ومراراً، أعلنت حماس استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين "دفعة واحدة"، مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين. لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، يتهرب بطرح شروط جديدة، بينها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، ويصر حالياً على إعادة احتلال غزة.

 

بيان من حزب توده حول حرب إسرائيل على ايران

وكالات/18 حزيران/2025

في ظل الهجمات الواسعة التي تشنها الحكومة الإسرائيلية على إيران، وتهديد الجمهورية الإسلامية بالرد، الذي توعد به علي خامنئي، نواجه اليوم مخاطر جسيمة تهدد المصالح الوطنية لوطننا. إن جرّ إيران إلى صراعات عسكرية مدمرة وكبيرة  -وباعتبار الدول الإمبريالية، وعلى رأسها الإمبريالية الأمريكية، ستدخل الميدان دفاعًا عن الحكومة الإسرائيلية المجرمة والتعاون معها- لن يُسفر عن أي نتائج تُذكر لإيران سوى عواقب وخيمة. يُدين حزب توده الإيراني بشدة العدوان العسكري والعمل الإرهابي الإسرائيلي، الذي يُعدّ انتهاكًا للسيادة الوطنية للبلاد، ويؤكد التزامه بحماية المصالح الوطنية الإيرانية، ويعتبر أي تدخل عسكري أو عدوان أجنبي هو ضد إرادة الشعب الإيراني ورغباته وحقوقه، فلا يستفيد من التوتر والحرب إلا الإمبريالية والقوى الرجعية التابعة والاستبداد الحاكم. يدعو حزب جماهير إيران (توده) جميع قوى التقدم والحرية في إيران والعالم إلى التوحد وإدانة هذا الانتهاك العنيف والصارخ للقانون الدولي بصوت واحد، وتركيز جهودهم على منع صراع عسكري واسع النطاق ومدمر، وإحلال السلام في الشرق الأوسط. ولا يكتفينَّ الرأيُ العام العالمي بدعوة الأمين العام للأمم المتحدة للتعبير عن قلقه إزاء هجوم إسرائيل على إيران، بل يجب استخدام جميع الأدوات الدولية المتاحة في الأمم المتحدة ومجلس الأمن لمنع نشوب صراعات عسكرية واسعة النطاق في المنطقة. ويؤمن حزب جماهير إيران (توده) بأنه لا يمكن إنهاء الأزمة الخطيرة الراهنة في الشرق الأوسط إلا من خلال إرساء السلام والدفاع عنه.

اللجنة المركزية لحزب الجماهير الإيراني (توده)

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

"مجد" نتنياهو يمرّ في طهران

مروان الأمين/نداء الوطن/19 حزيران/2025

في اللحظة التي قرّرت فيها القيادة الإسرائيلية القيام بحرب عسكرية ضد إيران، بدا واضحًا أن لهذه الحرب سقفين استراتيجيين: الحد الأدنى يتمثل في تدمير المشروع النووي الإيراني، بينما يتمثل الحد الأقصى في الإطاحة بنظام الملالي. إن مثل هذا القرار لا يمكن أن يُتخذ من جانب إسرائيل من دون ضوء أخضر أميركي. ويعزز هذا الاعتقاد موعد انطلاق الحرب بعد يومٍ واحد فقط من انقضاء مهلة الستين يومًا التي حدّدها ترامب للإيرانيين للوصول إلى اتفاق نووي. ما يشير إلى ارتباط وثيق بين التصعيد العسكري والأجندة "الترامبية"، سواء اعترفت واشنطن بذلك أم لا.

تحييد الإدارة الأميركية نفسها عن الدخول المباشر في الحرب قد يكون جزءًا من استراتيجية مدروسة تقوم على الجمع بين الضغط والاحتواء، أو ما يُعرف بسياسة "العصا والجزرة". فقد منحت إدارة ترامب إسرائيل هامش التحرك العسكري أي "العصا"، بينما احتفظت لنفسها بخيار التفاوض والدبلوماسية أي "الجزرة".

وهذا ما يُفسر السلوك الأميركي خلال الأيام الأولى من الحرب، إذ ركزت التصريحات الأميركية على دعوة إيران إلى الإسراع في قبول تسوية نووية تقضي بنقل اليورانيوم المخصب إلى الخارج، مع طرح روسيا كإحدى الجهات لنقله إليها. وربما في هذا الإطار جاء الاتصال الذي أجراه الرئيس ترامب مع الرئيس بوتين، وما خرج إلى العلن من أن بوتين نقل رسالة أميركية واضحة للإيرانيّين، مختصرها: القبول بالاتفاق أو مصير النظام سيكون على المحك. كل يوم تتأخر فيه إيران عن التفاعل الإيجابي مع هذا العرض، يقرّب واشنطن أكثر من التخلي عن "الجزرة" واللجوء إلى "العصا"، و"العصا" الأميركية غليظة. عندها، تكون المرحلة الأولى من الحرب قد سقطت، وانتقلت إلى المرحلة الثانية، بحيث لن يكون الحديث عن إنهاء مشروع النووي فقط، بل عن مصير النظام الإيراني برمّته.

من الواضح أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يطمح إلى تجاوز حدود إنهاء المشروع النووي، وصولًا إلى الهدف الأكبر: إسقاط النظام الإيراني. وقد نضج هذا الخيار في العقل الجماعي السياسي والعسكري الإسرائيلي بشكلٍ كاملٍ بعد عملية 7 أكتوبر. حتى أشد المعارضين لنتنياهو يقفون خلفه في هذه الحرب. مع التأكيد أن إسرائيل مدركة تماماً أن الكلمة الأخيرة في قرار إسقاط النظام تعود لواشنطن وحدها. يرى نتنياهو أنه أمام فرصة تاريخية نادرة لتحقيق إنجاز استراتيجي يتمثل في الإطاحة بالنظام في طهران، بعد أن تمكن من قطع أذرعه وتحجيم نفوذه في كل من غزة ولبنان. وهو يرى أن إسقاط النظام الإيراني سيكون بمثابة نقطة تحول مفصلية لإسرائيل، إذ من شأنه أن يُخرجها من حالة الحرب الدائمة التي رافقتها منذ تأسيسها، إلى مرحلة جديدة عنوانها "السلام الدائم". فالمواجهة الحالية تحمل في طياتها أبعادًا استراتيجية تتجاوز سياسة الإحتواء والردع التي سادت عقودًا، وتمضي نحو إعادة تشكيل التوازنات الإقليمية وإعادة تعريف النظام الإقليمي نفسه. إن الشرق الأوسط يشهد لحظة مفصلية ستعيد رسم ملامحه، كما ستعيد صياغة العلاقات بين دوله وشعوبه بشكل مختلف تمامًا عمّا عرفناه منذ عام 1948. وبالنسبة لنتنياهو، لا يقتصر الأمر على تحقيق أهداف استراتيجية، بل هي أيضًا فرصة لصناعة مجد شخصي. إذ يطمح إلى تخليد اسمه في الذاكرة السياسية الإسرائيلية، وأن يضع نفسه في مصاف الشخصيات الاستثنائية في تاريخ إسرائيل، إلى جانب مؤسسيها وقادتها الكبار. وقد قطع شوطًا كبيرًا في هذا المضمار.

 

بطريرك الاستقلال ومفتي الممانعة

عماد موسى/نداء الوطن/19 حزيران/2025

لو كان الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير حيًّا، لدعا في عظة الأحد المجتمع الدولي للعمل سريعًا على وقف دورة العنف بين إسرائيل وإيران وحل المسائل العالقة بالحسنى، ولتمنى على "حزب الله" عدم جرّ البلاد والعباد إلى مغامرة جديدة يدفع لبنان ثمنها من حياة أبنائه.

في المقابل سارع المفتي أحمد قبلان إلى حقنة مقويات مصحوبة بجرعة معنويات وحبوب فقال تعقيباً على التقاصف غير المتكافئ "إيران بهذا العمل تقدّم للعرب والدول الإسلامية فرصة تاريخية لا تتكرر، كما أنها تعيد وضع العرب والدول الإسلامية في قلب المعادلة التاريخية".

يدعو سماحة المفتي، في بيانه، بطريقة واضحة وملحة العرب والدول الإسلامية إلى الانخراط في هذه الحرب في حين أن البطريرك ما كان إلا من دعاة حقن الدماء واعتماد الحوار سبيلًا.

الأول شخصية سيادية بامتياز استقبلته الدول كما تستقبل الرؤساء.

الثاني شخصية ممانعة استُقبلت بياناته "التعبوية" عمومًا و"التحريضية" أحيانًا باستنكار شديد اللهجة.

نطق "البطرك" باسم لبنان الحر السيد المستقل، بغالبية مسيحييه ومسلميه.

وينطق صاحب السماحة باسم "الثنائي الشيعي" حصراً. والثنائي كان ولم يزل يراهن على نظام الخامنئي لتسوية دولة إسرائيل بالأرض. جاءت الفرصة فهل نفوّتها ونترك الجمهورية الإسلامية لوحدها؟ باطل هذا الحكي. ما كان ينقص "الوحدة الوطنية" الواقفة عالـ "واحدة ونص" إلّا هذه الحرب الكونية التي تنادينا وتشد على أيادينا، فانقسم المغرّدون على منصة أكس بين محتفين بإنجازات التكنولوجيا العسكرية الإيرانية وبين منبهرين من تحول إيران بيئة حاضنة للموساد، كما انقسموا معسكرين الأول يهوّل "انتظروا مفاجآت طهران أيها الأنجاس الناكيك" والثاني يرفع الدعاء "ربي وإلهي ما يسلم منهم مخبّر" وانقسم الشارع بين "ضيافة بقلاوة" على شرف صاروخ أصاب مقتلًا في حيفا وبين فتح شمبانيا احتفاء باختفاء قيادة الحرس الثوري عن وجه البسيطة، بمعزل عمن محاهم. كانت الفرحة لتكون عارمة أيضاً لو قضى قادة النظام في إيران بواسطة مسيّرات سويسرية!

وفي هذا الجو الوحدوي أطل الصِحافي والمفكر العربي فهمي هويدي بـ "سلوغان" يحاكي تطلعات المفتي قبلان: "اليوم انصهرت المذاهب ولم يبقَ لنا سوى مذهبين فإما أن تكون مقاوماً أو تكون صهيونياً؟

لم يترك الفهيم فهمي الفرصة للبنانيين المتشدّقين بالوحدة أن يختاروا بين معسكر رضا بهلوي المنتظر ومعسكر الولي الفقيه. في هذه اللحظة الملحمية لا بد من سؤال وجودي "بول مرقص وين؟" that is the question.

 

خياران أمام إيران… وخيار واحد أمام لبنان

خيرالله خيرالله/أساس ميديا/19 حزيران/2025

أمام إيران خياران. أمام لبنان، الذي استطاع أخيراً التخلّص من التبعيّة لـ”الجمهوريّة الإسلاميّة”، خيار واحد. فما هي الخيارات المطروحة؟ وكيف سيتمّ التعاطي معها؟

تجد “الجمهوريّة الإسلاميّة” في إيران نفسها أمام الاستحقاق الكبير المتمثّل في مستقبل النظام. الخياران الإيرانيّان واضحان. إمّا الاستسلام للشروط الأميركية، وهي شروط إسرائيلية بطبيعة الحال، في محاولة لإنقاذ النظام، أو الذهاب إلى مواجهة. ستخرج “الجمهوريّة الإسلاميّة” خاسرة في الحالين، علماً أنّ الخيار الأوّل يُبقي على أمل إنقاذ ما بقي من النظام… هذا إذا كان لا يزال هناك ما يمكن إنقاذه. يبدو الخيار اللبناني أكثر وضوحاً. خلاصته حماية البلد. يكون ذلك بالوقوف موقف المتفرّج من الحرب الإيرانيّة – الإسرائيلية بدل اعتماد المشاركة في حرب معروفة نتائجها سلفاً. أمام لبنان فرصة التفرّج على حرب لم يكن له، منذ بدايتها، لا ناقة ولا جمل فيها.الخياران الإيرانيّان واضحان. إمّا الاستسلام للشروط الأميركية، وهي شروط إسرائيلية بطبيعة الحال، في محاولة لإنقاذ النظام، أو الذهاب إلى مواجهة

دفع الثّمن

يبدو أنّ النظام الإيراني ليس مستعدّاً بعد، أقلّه ظاهراً، لدفع ثمن رهاناته الخاسرة، بما في ذلك رهانه على استغلال “طوفان الأقصى”، كي يثبت للعالم، خصوصاً للولايات المتّحدة، أنّه اللاعب الأهمّ في المنطقة، أي في الخليج وفي الشرق الأوسط. في المقابل، يظهر أنّه آن أوان اعتراف “الحزب” في لبنان بأن لا مجال للانضمام إلى الجولة الجديدة من الحرب الإيرانيّة – الإسرائيلية، التي بدأت عمليّاً مع “طوفان الأقصى”. الأكيد أنّ “الحزب” لم يعد قادراً على خوض مثل هذه المغامرة… حتّى لو كان في داخله جناح معيّن يمتلك رغبة في ذلك. لا يستطيع “الحزب”، على الرغم من احتمال وجود ضغوط إيرانية، السير في اتّجاه معاكس لما تريده الأكثريّة الشيعيّة في لبنان والأكثرية اللبنانية أيضاً. تدلّ كلّ التصرّفات الإيرانيّة، منذ “طوفان الأقصى”، وهو الهجوم الذي شنّته “حماس” بقيادة الراحل يحيى السنوار، في السابع من أكتوبر (تشرين الأوّل) 2023، على أنّ إيران أرادت أن تظهر لأميركا أنّها تمتلك مفتاح توسيع  حرب غزّة. من هذا المنطلق، يمكن فهم دفعها لـ”الحزب” إلى فتح جبهة جنوب لبنان، وهو قرار تبيّن أنّه أدّى إلى تدمير شبه كامل لـ”الحزب” ولمناطق في جنوب لبنان. لم يعد معروفاً هل يستطيع “الحزب” إعادة بناء نفسه في ضوء المعطيات الإقليمية المستجدّة. الأمر الوحيد المعروف أنّ “الحزب” بات مستعدّاً للاعتراف بالواقع المتمثّل في عجزه عن أن يكون أداة إيرانيّة لا أكثر. من مصلحة إيران الاستفادة من تجربة حرب لبنان بدل الاستمرار في الاعتقاد أنّ لديها ورقة في غاية الأهمّيّة في هذا البلد. لقد خسرت إيران ورقتها اللبنانية في اليوم الذي سقط فيه النظام العلويّ في سوريا في الثامن من كانون الأوّل 2024. خسرت إيران جسرها إلى لبنان الذي بات، شئنا أم أبينا، تحت شبه وصاية دولية تعبّر عنها اللجنة العسكرية التي تضمّ ضابطاً أميركيّاً وآخر فرنسيّاً والتي تشكّلت نتيجة اتّفاق وقف النار مع إسرائيل في السابع والعشرين من تشرين الثاني الماضي. شيئاً فشيئاً، يستوعب “الحزب” معنى قبوله اتّفاق وقف النار مع إسرائيل ومغزى هذا الاتّفاق وأهمّية فحواه الذي يعكس توازن القوى على الأرض. يبدو الخيار اللبناني أكثر وضوحاً. خلاصته حماية البلد. يكون ذلك بالوقوف موقف المتفرّج من الحرب الإيرانيّة – الإسرائيلية بدل اعتماد المشاركة في حرب معروفة نتائجها سلفاً

تجرّع السّمّ

في نهاية المطاف، تخوض “الجمهوريّة الإسلاميّة” حرباً أرادت في كلّ وقت تفاديها من منطلق أنّ الدفاع عن النظام يكون من خارج إيران. يبدو الخارج خطّ الدفاع الأوّل عن النظام في حين يستطيع “الحرس الثوري” والقوى الأمنيّة قمع المواطن متى تدعو الحاجة إلى ذلك. حصل ذلك في مرّات عدّة، أكان لدى قمع “الثورة الخضراء” في عام 2009  أو “ثورة الحجاب” في عام 2022، وهي ثورة تسبّب بها قتل شرطة الأخلاق للفتاة مهسا أميني التي ارتكبت جريمة عدم ارتداء الحجاب بالطريقة التي يريدها رجال الدين الإيرانيون. انتقلت حرب غزّة شيئاً فشيئاً إلى طهران بعدما توقّفت عند محطّات عدّة أبرزها محطّة غزّة نفسها ثمّ محطّة لبنان ومحطّة سوريا. كلّما أسرعت “الجمهوريّة الإسلاميّة” في تجرّع كأس السمّ، على غرار ما فعله آية الله الخميني في عام 1988، كان ذلك أفضل. لم يتردّد الخميني في إعلان اضطراره إلى وقف الحرب مع العراق في مرحلة معيّنة في ضوء اكتشافه أنّ مزيداً من الأضرار ستلحق بإيران. كان إسقاط المدمّرة الأميركية “فينسينز”، بواسطة صاروخ أطلقته عن طريق الخطأ أو ربّما عمداً، طائرة ركّاب إيرانية في منطقة الخليج، إشارة إلى أنّ أميركا ليست على الحياد تماماً في الحرب العراقيّة – الإيرانيّة. الثابت أنّ الخميني استطاع، عبر تجرّع كأس السمّ، إنقاذ النظام الإيراني القائم على نظريّة الوليّ الفقيه. ما ليس ثابتاً في الوقت الراهن: هل يكفي تناول “المرشد” علي خامنئي الكميّة الكافية من السمّ الإسرائيلي، بالنكهة الأميركيّة، كي يحول دون سقوط النظام؟ لا شكّ أنّ الحرب الإيرانيّة – الإسرائيلية مختلفة عن الحرب العراقيّة – الإيرانيّة، خصوصاً إذا أخذنا في الاعتبار حجم قوّة النار الإسرائيلية من جهة، وحجم المعلومات التي تمتلكها الدولة العبريّة عن الداخل الإيراني، وهي معلومات، تشبه إلى حدّ كبير من ناحية الحجم، ما كانت تمتلكه إسرائيل عن “الحزب” في لبنان من جهة أخرى. ستكون هذه الحرب مختلفة أيضاً في ضوء أنّ تجرّع “المرشد” لكأس السمّ لن يكون كافياً هذه المرّة لضمان بقاء النظام.

 

الشرق الأوسط والحروب المصيريَّة؟

د. نبيل خليفة/نداء الوطن/19 حزيران/2025

يشهد الشرق الأوسط حالياً «شظايا الحرب الإسرائيلية – الإيرانية». وهذا الأمر ليس بجديد أو غير عادي على هذه المنطقة التي صنّفها علماء (الجيوبوليتيك) «بأنها بؤرة تفجير العالم». ويعود ذلك إلى أربعة أسباب رئيسية:

أولها، موقع المنطقة على خريطة العالم. وهذا الموقع الذي هو أهم مكونات الأهميّة الاستراتيجيّة للدولة كل دولة، والموقع في نظر فریدریش راتزل مؤسس الفکر الجيو-سياسي هو أهم مميّزات الوجود الجغرافي، خاصة وأنه يمتلك ميزات جغرافية هي ذات قيَم ثابتة ومستمرّة عبر التاريخ.

فالشرق الأوسط هو المنطقة الجغرافية الوحيدة على الكرة الأرضية التي كانت ولا زالت طوال التاریخ، منذ فجر الانسانيّة إلى الآن لديها أهمية بارزة في تاريخ الانسانية: من زمن الأحرف الهجائية الفينيقية إلى زمن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان!

ثانيها، الطاقة، ذلك أنه بحسب إحصاءات علماء الطاقة فإن الشرق الأوسط يحتوي علی نحو ثلثي 3/2 رصيد الطاقة في العالم.

ثالثها، الدين: إذ إن الأديان الثلاثة التوحيدية نشأت في هذه المنطقة من اليهودية إلى المسيحية إلى الإسلام، وغير خافٍ مدى تأثير البعد الروحاني في حياة الإنسان: تفكيره ودوره وخياراته المستقبلية.

رابعها، هو كما وصفه رئيس وزراء إيطاليا «ملتقى استراتيجيات العالم» وذلك أن كل الشعوب والأمم ترنو وتأمل في أن يكون لديها نفوذ أو هيمنة في هذا الجزء من العالم. ولقد اختصر هنري كيسنجر هذا الأمر بالقول: «إن من يسيطر على قارة الوسط يسيطر على العالم».

في تصنيف الدولتين: إيران وإسرائيل

1- إيران قوّة إقليميّة إذ تشكّل مساحتها 1,648 مليون كيلومتر مربع أي 75 مرّة مساحة إسرائيل وهي 22 ألف كيلومتر مربع. وثلاث مرات مساحة فرنسا (555 ألف كلم مربع) وعدد سكانها 89 مليونًا أي عشر مرات عدد سكان إسرائيل (9 ملايين).

2- اعتنقت إيران المذهب الشيعي في الإسلام وهو يساوي 15 % من المسلمين في حين يساوي أهل السنة 85 %، لكن وجود أقليات شيعية في دول المشرق العربي أفسح في المجال لإيران كي تكون لها أذرع في هذه المنطقة تدعمها وتستند اليها، لتحقيق أهدافها السياسية وهو ما مثله "حزب الله" في لبنان وبقية الحركات في كل من العراق وسوريا وفلسطين، انطلاقًا من الانتماء إلى الثورة الإيرانية تمهيدًا لقيام الجمهورية الإسلامية الإيرانية بطبيعتها الفارسية.

3- كان لدى الإيرانيين تجاه العرب ثلاثة مركبات: مركب استعلاء ومركبا نقص:

- أما الاستعلاء فهو الإشادة بدور الفرس في التاريخ كشعب متقدم وحضاري وأن العرب أهل بداوة وصحارٍ.

- وأما النقص ففي فارق العدد والمساحة بما لا يعطي الشيعة والفرس دورهم ومركزهم في الديانة الإسلامية.

ولذا، شاء الإيرانيون أن يعوّضوا عن ذلك بأمرين أساسيين:

أ‌- التسلح لتأكيد مركزهم ودورهم السياسي.

ب‌- الالتزام بالقضية الفلسطينية كي يثبّتوا موقفهم ودورهم في الدفاع عن قضايا العرب والمسلمين.

...وهكذا ما إن أسقط صدام حسين في العراق عام 2003 حتى انهار السد السني في وجه الشيعة، فاندفعوا بقوة إلى بلدان المشرق العربي مدعومين بالثورة الإيرانية. وكان الإمام الخميني قد غادر منفاه في ضاحية باريس (نوفل لي شاتو) وعاد إلى إيران، وقال جملته الشهيرة التي يرددها الإيرانيون اليوم «إن الهدف هو محو إسرائيل عن خريطة العالم».

يومها رد عليه رئيس وزراء إسرائيل قائلاً: «قبل أن تشرع في محو إسرائيل عن خريطة العالم نكون قد جعلنا إيران نتفًا مبعثرة في زوايا العالم الأربع».

وهو يشير بذلك إلى ضربها بالقنابل النووية.

4- تعاني إسرائيل أيضًا من مركبات ضعف وقوة.

أما الضعف فلحجمها الصغير في عالم إسلامي مترامي الأطراف بفرعيه السني والشيعي. ولهذا فإن أخشى ما يخشاه الإسرائيليون هو بطون النساء الحوامل المسلمات، حيث نسبة الولادة لدى الإسرائيليين هي في حدود 3 % في حين تصل هذه النسبة إلى معدل 7 % لدى النساء المسلمات: وبهذا تصبح إسرائيل معرّضة لابتلاعها من الديمغرافيا الإسلاميّة: السنيّة والشيعيّة. لذا تحاول إسرائيل أن تعوّض عن هذا العجز بالقوتَين: المعنوية والمادية أي بسلاحَين: تماسك المجتمع وتفوّق التسلّح.

5 - في هذا الإطار رفض اليهود حتى الآن جميع المشاريع التي طرحت لحل القضية الفلسطينية، بما فيها حل الدولة الثنائية أي اليهودية والإسلامية من خلال التعايش اليهودي الإسلامي على الطريقة اللبنانية. وكذلك حلّ الدولتَين الذي أقرّته القمة العربية في بيروت عام 2002 بطرح من المملكة العربية السعودية، ويقترح الاعتراف بوجود دولتَين في فلسطين: واحدة عربية وثانية يهودية. وهو ما شرعت مؤخرًا عدّة جهات عربية ودولية في إعادة طرحه كحل وحيد وممكن للقضية الفلسطينية مع إصرار يهودي على رفض هذا الطرح.

6- سعت إسرائيل منذ نشوئها إلى امتلاك أكثر الأسلحة حداثةً وفتكًا في آن. وربما يكون المسؤولون الإسرائيليون وفي مقدمهم مناحيم بيغن قد قرأوا في الجغرافيا السياسية الألمانية، أن دولة إسرائيل هي دولة حاضنة للبنان كدولة حاجز بين إسرائيل وسوريا. ولكنه يصنّف إسرائيل انها دولة - حاجز بين مصر وسوريا. وتضيف الأطروحة الألمانية لتصنيف الدول، ومنها إسرائيل، أن مصير الدولة الحاجز إما أن يرعاه الحياد الدولي بطلب من شعب الدولة، كما هو وضع سويسرا حيث يكون الحياد، وإما بفرض الحياد عليها من الأسرة الدولية (مجلس الأمن) لمنعها من أن تكون سببًا لحرب عالمية، كما هو وضع النمسا، وهذا هو التحييد بقرار من مجلس الأمن الدولي.

7- إن الحل الآخر لبقاء الدولة الحاجز على قيد الحياة، إذا لم يكن الحياد أو التحييد متاحين لها، هو في نظر الجغرافيا السياسية التسلّح بأسلحة الدمار الشامل وهي هنا الأسلحة النووية.

وهذا ما قرأه وفهمه القادة اليهود التاريخيون، فشرعوا منذ قيام دولة إسرائيل، أي منذ بداية الخمسينات في القرن الماضي، في العمل للحصول على السلاح النووي. ولذا سعت إسرائيل للحصول على المفاعل النووي الفرنسي «ديمونا» (DIMONA) وهو الذي تقول الدراسات إنه سمح لإسرائيل بإنتاج ما بين مئة إلى مئتي سلاح نووي لإسرائيل. (راجع الصورة).

هذا التحوّل المهم والخطير في سياسة التسلّح الإسرائيلية، جعل من الدولة العبرية إحدى القوى النووية في العالم. والبعض يصنّفها الدولة الخامسة نوويًا بعد روسيا وأميركا وفرنسا والصين لامتلاكها ما بين 200 إلى 250 رأسًا نوويًا. ويرى البعض أن ذهاب ناتنياهو إلى الحدود القصوى في صراعه مع إيران، يمتد على قاعدة ثابتة وخطيرة تغيّر في وجه ليس الشرق الأوسط فقط، بل وفي وجه العالم.

8- إن ما يمكن أن تفعله الولايات المتحدة هو إقناع أو إجبار إيران بوقف مشروع تخصيب اليورانيوم بنسب عالية، على أن يجري تزويدها بالحجم المناسب من الوكالة الذرية للطاقة، فإن توقفت عن التخصيب وقبلت بمشروع الرئيس ترامب الساعي إلى إيجاد حل يمنع إيران من الحصول على قنبلة نووية من جهة، ويرضي بعض طموحها وكبريائها من جهة ثانية، ووقف التخصيب الذاتي نهائيًا من جهة ثانية، أمكن القول بالوصول إلى حل سلمي وهو أمر صعب إذا لم يكن مستحيلًا!

.... إن ما يجري الآن في الحرب الإسرائيلية – الإيرانية هو بكل أسف انتظار وقوع خطأ كبير من جانب إيران، يسمح عندئذٍ لإسرائيل باستخدام سلاحها النووي.

وقَّى الله لبنان والشرق الأوسط والعالم من الوقوع في هذا الجحيم!!

 

لماذا استهداف إيران مصلحة لبنانية؟

شارل جبور/نداء الوطن/19 حزيران/2025

لم تستفد الدولة من التطوّر الأول المتمثِّل بتوقيع "حزب الله" على تفكيك بنيته العسكرية في 27 تشرين الثاني الماضي، وذلك من أجل إنهاء ازدواجية السلاح التي بدأت مع الانقلاب على اتفاق الطائف في العام 1991، ولم تستفد أيضًا من التطوّر الثاني المتعلِّق بسقوط نظام الأسد في 8 كانون الأول، أي الحليف الاستراتيجي لـ "الحزب" وطريق إمداده الحيوي للسلاح، فهل تستفيد من إنهاء الدور الإيراني، الذي ولِد منه "الحزب"، من أجل استكمال بسط سيادة الدولة؟ تلقى "حزب الله" في أقل من سنة ثلاث ضربات من طبيعة استراتيجية: ضربة عسكرية قضت على معظم قيادته وقوته العسكرية وأجبرته على التوقيع على إنهاء مشروعه المسلّح؛ قيام نظام سوري جديد معاد لإيران ويُقفل طريقها إلى لبنان وغزة، وتلقي إيران ضربة غير مسبوقة منذ قيام نظام الخميني وقد تعيدها إلى ما قبل العام 1979، وبالتالي هل يجوز بعد ذلك كله عدم حسم الدولة مسألة السلاح غير الشرعي؟ وماذا يمكن أن تنتظر الدولة أكثر من ذلك؟

وإذا كانت الضربة الأولى أدّت إلى تدمير قوة "الحزب" العسكرية، والضربة الثانية إلى محاصرته بقطع المدّ الجغرافي الحيوي أمامه، فإن الضربة الثالثة ثابتة وقاضية كونها ترتبط برأس المحور الذي يتفرّع منه وولِد من رحمه، وما هو غير معروف بعد ما إذا كانت الحرب على إيران ستؤدي إلى سقوط النظام أم ستقتصر على استسلامه وتسليمه بإنهاء النووي والباليستي والدور، وفي الحالتين لن يكون من السهل إطلاقًا إعادة التأسيس لوضعه في ظل المعطيات الجغرافية والرقابة الدولية المشددة، ولكن الأكيد أن سقوط النظام أفضل بكثير، لأن نظامًا من هذا القبيل غير قابل للتطور ولا الاندماج مع العصر ولا التفاعل مع محيطه ومع الوضع العالمي. ولا يجب على أحد ان يتوهّم بأن هذه الحرب ستكون نسخة جديدة من الحرب بين روسيا وأوكرانيا، أو بين إيران والعراق، بمعنى أن تطول وتكون مفتوحة زمنيًا، لأنها ستحسم سريعًا بإعلان طهران استسلامها بعد أن تكون تلقّت الضربة العسكرية القاضية، وستُفرض عليها شروط الهزيمة، والسيناريو المطروح بين الاستسلام وسقوط النظام هو استمرار النظام بقيادة جديدة بعد أن تكون القيادة الحالية قد لقيت حتفها. ويفترض أن تدفع هزيمة إيران حزبها في لبنان إلى مراجعة حساباته جديًا ولمرّة نهائية، خصوصًا انه لن يبقى أمامه أي خيار انتظاري بعدما انتهى مشروعه من أساسه، أي من الدولة المصدرة لهذا المشروع، وقد لا يكون مهيأ ذهنيًا ونفسيًا لفكرة أن الثورة الإيرانية انتهت، أو على قاب قوسين أو أدنى من الانتهاء، ولكن هذه مشكلته وليست مشكلة اللبنانيين، ويفترض أن يسارع وأن يبادر إلى إعلان انتهاء مشروعه المسلّح، أو على الدولة أن تبسط سيادتها وان تُعلن مثلًا أن اكتشاف مخازن للسلاح سيعرِّض أصحابها للتوقيف والمحاكمة. وهناك من يحاول دائمًا تبسيط الأمور من قبيل أن عدم إعلان "حزب الله" حرب إسناد دفاعًا عن الدولة التي أنجبته يعني أن سلاحه انتهى، وهذا غير صحيح، والصحيح أنه عاجز اليوم، ولكن قد يصبح قادرًا غدًا، ولا يجوز بأي شكل من الأشكال التعامل مع السلاح بأنه انتهى مع انتهاء ظروفه، لأن عدم إعلان أصحابه انتهاء مشروعهم يعني إصرارهم على مواصلة الانقلاب على الدستور وتحيُّن الظرف لإحياء هذا المشروع، فيما على هذا الفريق الانقلابي ان يُعلن أن ما يسمى مقاومة عسكرية انتهت إلى غير رجعة، ولا يجوز استمرار الانقسام بين من هو ضد ما يسمى المقاومة التي دمرّت لبنان، ومن هو معها، خصوصًا بعد انتهاء هذا المشروع من أساسه، إنما الحسم مطلوب وبسرعة من الدولة. وهناك خشية موجودة من أن تنتهي الثورة الإيرانية من جذورها ومن البلد المنشأ وأن يبقى فرعها في لبنان، لأن الأحزاب العقائدية لا تتراجع عن عقيدتها بسهولة، ولكن هذا لا يهمّ اليوم، وما يهم هو إنهاء قدرتها على توسُّل العنف أولًا، ووضع حد نهائي لسرديتها المسلحة ثانيًا، فالكلام عن ما يسمى المقاومة يجب ان يُحظّر من التداول.

 

لبنان يبدأ بإعادة اللاجئين السّوريّين: اختبار سياديّ وإنسانيّ حاسم

بتول يزبك/المدن/19 حزيران/2025

منذ لحظة إعلان الحكومة اللّبنانيّة خطّتها لإعادة ما بين مئتي ألف وثلاثمئة ألف لاجئ سوريّ قبل بداية السنة الدراسيّة المقبلة، بدا أنّ ملفًّا شائكًا رافق البلد أكثر من اثني عشر عامًا ينتقل أخيرًا من خانة المزايدات السّياسيّة إلى خانة القرار التنفيذيّ، الذي ستُقاس عليه مكانة الدولة في ميزان القانون الدوليّ لحقوق الإنسان. إذن، هي المرّة الأولى الّتي يتعاطى فيها لبنان الرسميّ، أو بالأحرى أوّل حكومة لبنانيّة، تقارب ملفّ اللجوء السوريّ من دون العنصريّة الشعبويّة، إنما مقاربة إنسانيّة وسياديّة فعليّة، وإن جاء هذا الطرح متأخّرًا بعد سنواتٍ من مراكمة لبنان النقاط السّوداء في سجّلِه الحقوقيّ.

وإن كانت الحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل قد علّقت الملفات السّياسيّة الداخليّة السّاخنة، فإنّ ملفّ اللاجئين، وسائر شجون لبنان الكثيرة، لا يزال يعتمل في الكواليس السّياسيّة، وخصوصًا في ظلّ ترقب زيارة وزير الخارجيّة السوري أسعد الشيباني إلى بيروت، في أواخر الشهر الحالي.

سقوط النظام السوريّ وتبدّل المعادلات الدوليّة

منذ ربيع 2012، لحظة عبور أولى حافلات الناجين من قمع النظام السوريّ إلى عكّار والبقاع، تعامل لبنان الرسميّ مع اللجوء بترحيبٍ اضطراريّ وارتباكٍ استراتيجيّ. ومع ملامسة الأعداد عتبة المليون وسبعمئة ألف، تحوّل الوجود السوريّ إلى مادّة خطابٍ شعبويٍّ رابحةٍ غذّاها الوزير الأسبق جبران باسيل بشعاراتٍ عن "الطاقة الاستيعابيّة" و"أولويّة اليد العاملة اللبنانيّة". لم يبقَ الخطاب في منابر التلفزة؛ إذ صدرت قرارات بلديّة بطرد عمّالٍ ليلًا، وتعليمات شفهيّة للأمن العام بتشديد إجراءات الإقامة، وحملات إلكترونيّة تُجرِّم اللاجئ بوصفه مسؤولًا عن انهيار الليرة، فاستقرّت العنصريّة في صلب السياسة العامّة، إلى أن صارت الدولة نفسها أسيرة سرديّة "التخلّص من اللجوء بأيّ ثمن". بَيدَ أنّ سقوط النظام المخلوع أواخر 2024 قلب المشهد الإقليميّ، إذ خرج إعلان واشنطن برفع العقوبات الأساسيّة عن دمشق من رحم إعادة هندسةٍ إقليميّةٍ آخذةٍ في التشكّل؛ خطوةٌ واكبها الاتّحاد الأوروبيّ بمسارٍ موازٍ لتليين قبضته الماليّة والتجاريّة، لتبدو سوريا فجأةً على أعتاب "تعويمٍ" دوليّ يفتح لها، ولو جزئيًّا، صنابير التمويل والاستثمار، ويلوّح بعودةٍ تدريجيّةٍ للاجئين المنتشرين في شتات العالم. الأمر الذي أوحى لبيروت بفرصةِ تنفّسٍ مزدوجة: تحرير جزء من كتلة الدعم الدوليّ المحتجَزة في جيوب المنظّمات، وخفض الضغط عن خدماتٍ مترهّلة تعجز عن تلبية الحدّ الأدنى من حقوق المواطنين واللاجئين معًا.

الركائز الثلاث للخطة اللبنانيّة للعودة

هنا وُلدت الخطّة اللّبنانيّة على ركائز ثلاث: الأولى "الطوعيّة" المُعلَنة في كلّ بند، والثانية "التنظيم" عبر تسيير قوافل مُسجَّلة وباصاتٍ مُرقَّمة تخرج من المخيّمات تحت إشراف الأمن العام إلى معابر المصنع، والعريضة، والعبّودية، والثالثة "الحافز الماليّ" المتمثّل في منحة مئة دولار لكلّ مغادر وإعفائه من غرامات الإقامة المنتهية، شرط توقيعه تعهّدًا بعدم العودة إلّا وفق مسارٍ قانونيّ جديد. ويؤكّد متري أنّ المرحلة الأولى ستُنجَز قبل أيلول، على أن يليها مسار "عودة غير منظَّمة" يسمح للفرد بمغادرةٍ ذاتيّة بعد تسجيل اسمه على منصّة إلكترونيّة ومن دون مرافقة أمنيّة مركزيّة. الأرقام الّتي أوردها تقرير "الاتجاهات العالميّة 2024" للمفوضيّة السامية لشؤون اللاجئين منحت الخطّة غطاءً إحصائيًّا: أربعمئة ألف سوريّ في لبنان يبدون استعدادًا مبدئيًّا للعودة خلال اثني عشر شهرًا، مقابل أربعين ألفًا فقط قبل عام. المفوّض السامي فيليبو غراندي شدّد على أنّ المزاج الجديد نتاج سقوط النظام وتقلّص المساعدات معًا، محذّرًا من أنّ "العودة لن تكون مستدامة بلا دعمٍ حقيقيّ يعيد بناء الحياة". دعا التقرير إلى تمويل مباشر لمشاريع إعادة الإعمار في القلمون وحوران والجزيرة، وشدّد على ضرورة استمرار حماية اللاجئين الذين لم تتسنَّ لهم العودة بعد، ولا سيّما في الأردن وتركيا ولبنان.

الهواجس الحقوقيّة أمام شعار "الطوعيّة"

لكنّ المنظّمات الحقوقيّة لا ترى في شعار "الطوعيّة" ضمانةً كافية. ففي جلسة مغلقة مع لجنة الشؤون الخارجيّة النيابيّة، قدّمت هيومن رايتس ووتش والعفو الدوليّة توثيقًا لحالات استدعاء أمنيّ للاجئين أعلنوا سابقًا عدم رغبتهم في العودة، ليُطلَب إليهم "إعادة النظر" تحت طائلة إلغاء الإقامة. الحكومة نفت أيّ ضغطٍ ممنهج، لكنّ المنظّمات تخشى أن يتحوّل خفض مساعدات الغذاء والتعليم الأمميّة واللبنانيّة من حافزٍ إلى سلاحٍ صامت يدفع الناس نحو خيارٍ واحد لا غير. وفيما أعلنت "الهيئة العامّة للمنافذ البرّية والبحريّة" في سوريا استقبالها أكثر من 400 ألف عائد منذ كانون الثاني 2025، متعهّدةً بـ"خدمات لوجستيّة وأمنيّة" لاستيعاب القادمين. غير أنّ مسحًا أجراه "مجلس الشرق الأوسط" في أيّار أظهر أنّ 55٪ من اللاجئين ما زالوا يرفضون العودة راهنًا بسبب الخوف من غياب الخدمات الأساسيّة وانعدام الثقة باستقرار المنظومة السياسيّة الجديدة.

اتفاق ثلاثيّ وضمانات مستدامة

في هذا السّياق، تبدو الخطة اللّبنانيّة، على طموحها، أشبه بعربةٍ تسبق حصان الضمانات. فلكي تتحوّل العودة إلى مسارٍ مستدام، تحتاج أوّلًا إلى إطار اتفاقٍ ثلاثيّ واضح: بيروت تلتزم مبادئ عدم الإعادة القسريّة ورقابة القضاء المدنيّ على أي إجراء أمنيّ؛ دمشق تؤمّن عفوًا عامًاوتحقيقًا لمطلب العدالة الانتقاليّة كما وضبط الفصائل المسلّحة المحليّة؛ أمّا الأمم المتحدة وشركاؤها فيربطون تمويل إعادة الإعمار بتقارير مراقبة دوريّة حول سلامة العائدين وتوفّر الخدمات. كذلك، يُفترض أنّ يتزامن فتح صناديق الإعمار مع مشاريع تنمويّة داخل لبنان للبلدات الأكثر تأثّرًا بنزوح اليد العاملة السوريّة، منعًا لفراغ اقتصاديّ يُحوّل العودة إلى أزمة مضاعفة على جانبَي الحدود. ماليًّا، تبدو الخطة رهينة توازنٍ دقيق بين سخاء دوليّ محدود وتقشّف داخليّ قاسٍ. فالمئة دولار تُغطَّى من رصيد برامج النقد مقابل الغذاء الّتي خُفِّضت أصلًا، فيما يتحمّل الأمن العام كلفة إصدار إخراجات قيد وجوازات مرورٍ مجانيّة. وقد تعهّدت ألمانيا وهولندا بتقديم باصاتٍ مكيَّفة، بينما أبدت قطر استعدادًا لتمويل أربع عياداتٍ متنقّلة ترافق القوافل حتّى الحدود. في المقابل، يلوّح المانحون بربط أي دفعة تمويل إضافيّة بمؤشّرات شفافيّة تُثبت أنّ العودة فعلًا طوعيّة، وأنّ حوادث الاعتقال أو التعذيب (كما تنصّ اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة) في سوريا لم تتخطَّ "حدودًا مقبولة". أما اقتصاديًّا، يراوح النقاش بين مخاوف أصحاب العمل من فقدان يدٍ عاملةٍ متدنّية الأجر وبين حجج نقابات العمّال الّتي ترى في العودة فرصةً لضبط سوقٍ تجتاحه المنافسة غير العادلة. وتوثّق تقارير وزارة العمل انخفاضًا حادًّا في الحدّ الأدنى للأجور الفعليّة في قطاعَي البناء والزراعة بسبب العرض السوري الزائد. إلّا أنّ عودةً متسرّعة بلا خطّة تعويضٍ في سوق العمل قد ترفع التكاليف على المقاولين وتُبطئ ورش الإعمار الداخلي، فتزيد البطالة بين اللبنانيّين أنفسهم إذا تعطّلت المشاريع جرّاء ارتفاع كلفة اليد العاملة.

المستوى الإقليميّ

على المستوى الإقليميّ، يعمل الأردنّ وتركيا وفق مقاربةٍ متوازية؛ فقد أعلنت عمّان استعدادها لتسهيل عودة مئتي ألفٍ من أصل 1.3 مليون لاجئٍ يقيمون على أراضيها، في حين حدّدت أنقرة هدفًا بسبعمئة ألف عائدٍ قبل نهاية عام 2026، مع ربط العودة بمشاريع إسكانٍ في تلّ رفعت ومنبج. يعزّز هذا التزامن، نظريًا، فرضيّة عودةٍ جماعيّةٍ آمنةٍ إذا توافرت بنى استقبالٍ سوريّة ملائمة، ويساهم في تخفيف الضغط عن لبنان. غير أنّ السيناريو الأكثر تشاؤمًا، وفق خبراء الاقتصاد، يتوقّع انكماشًا إضافيًّا في تحويلات السوريّين داخل لبنان، ما يهدّد دورة سيولةٍ نقديّةٍ صغيرةٍ اعتمد عليها تجّار الأحياء الشعبيّة منذ بداية الأزمة.

الإطار القانونيّ

من الناحية القانونيّة، قد يُذكَّر بأنّ لبنان ليس دولةً موقِّعة على اتفاقيّة عام 1951، لكنّه ملتزمٌ بمبدأ عدم الإعادة القسريّة بوصفه عرفًا دوليًّا. وقد استند القضاء الإداري اللبناني سابقًا إلى هذا المبدأ لإبطال قرارات ترحيلٍ فرديّة. غير أنّ الثغرة تكمن في غياب إطارٍ تشريعيّ وطنيّ شاملٍ للجوء، ما يتيح للسلطات التحرّك في مساحةٍ رماديّةٍ بين القانون الداخلي والتعهّدات الأخلاقيّة. هنا تتخوّف المنظّمات من تحوّل الرمادي إلى أسود إذا لم تُنشأ آليّة مراقبةٍ مستقلّة تُشرِف على كل خطوةٍ من خطوات الخطة.

سيناريوهات العودة

اليوم، تتراوح السيناريوهات المحتملة بين أفضلها، حيث تنجح العودة بالتزامن مع إطلاق مشاريع إعادة إعمارٍ ضخمة داخل سوريا فتُعيد توزيع اليد العاملة وتخفّف الضغط الماليّ عن بيروت، وأسوأها الذي يرى في فشل التمويل أو تجدُّد التوتّر الأمنيّ على الحدود بذور كارثةٍ إنسانيّةٍ جديدة قد تدفع موجة نزوحٍ معاكسةً هذه المرّة من لبنان نحو سوريا الأكثر هدوءًا. وبين هذين الحدَّين، يقف واقعٌ مكابرٌ مفاده أنّ أيّ خللٍ أمنيّ في جنوب لبنان جرّاء الاشتباك الإيرانيّ–الإسرائيليّ المستمرّ قد ينسف الخطة من أساسها ويعيد المعادلة إلى نقطة الصفر. على الجهة السوريّة، تحاول الحكومة الانتقاليّة برئاسة أحمد الشرع استباق العودة الجماعيّة بإصدار "قانون استرداد الأملاك" الذي يتيح للعائدين استعادة عقاراتهم خلال ستين يومًا. وتَعِدُ بحوافز ضريبيّة للمشاريع الصغيرة والمتوسّطة في قطاعات الزراعة وورش البناء، كما تعمل مع الوكالة الألمانيّة للتعاون الدولي على إنشاء أربعة مراكز استقبالٍ مؤقّتةٍ مجهّزة بعياداتٍ ومولّدات. ومع ذلك، يُظهر مسح أجرته جمعيّة "سوا للتنمية" في خمسة مخيّماتٍ لبنانيّة أنّ 42 % من اللاجئين لا يملكون مأوى صالحًا في مناطقهم الأصليّة، و37 % يخشون التجنيد أو الثأر العائلي، ما يضع الكرة في ملعب الجهات المانحة لتوفير مساكن جاهزة وحلول حمايةٍ قانونيّةٍ داخل سوريا. وبذلك، يقف لبنان اليوم بين مسارين: إمّا الاكتفاء بسياسة "تفريغ الضائقة" عبر إجراءاتٍ قصيرة الأجل تعيد إنتاج اللجوء في دورةٍ جديدة، وإمّا الاستثمار في اللحظة الإقليميّة النادرة لتحويل ملف اللجوء إلى منصّة إصلاحٍ حقوقيٍّ واقتصادي تُعيد ترتيب علاقته مع العالم ومع مواطنيه، لبنانيّين كانوا أم سوريّين. الطريق إلى الاختبار قصير؛ وحده التقيُّد الصارم بالمعايير الدوليّة والمساءلة الشفّافة لأي خرقٍ يمكن أن ينقل الخطة من خانة "التخلّص من عبء" إلى مقام "إدارة تنقّلٍ إنسانيٍّ محترم".

 

الأسد الصاعد

شادي لويس/المدن/19 حزيران/2025

يقفز ترامب بعد الليلة الأولى من الغارات الإسرائيلية على إيران، لينسب لنفسه الفضل في الهجمات التي كان يعارضها علناً، قبلها بيوم واحد. ثمة ما يبرر اتهام الولايات المتحدة بالمشاركة في تضليل طهران، عبر شغلها بالمفاوضات والترويج لخلاف بين البيت الأبيض ونتنياهو، بينما التجهيزات تتم على قدم وساق للعمل العسكري. لكن الحقيقة أيضاً، هي أن واشنطن أعلنت عن سحب أسر دبلوماسييها وموظفيها من السفارات الأميركية في المنطقة. وكانت تلك إشارة واضحة، إلا أن الإيرانيين أفرطوا في تأويلها، وبدلاً من فهمها على وجها المباشر والتحوط بناء على ذلك، فسروها باعتبارها خدعة، غرضها الضغط عليهم في جولة مقبلة من المفاوضات النووية. البريطانيون الذين لم تعلمهم تل أبيب بالهجمات مسبقاً، كونهم "شريك غير موثوق به"، يبادرون بلا دعوة إلى الإعلان عن استعدادهم للدفاع عن إسرائيل. وفي خضم الحماسة البريطانية، تتناسى لندن أنها فرضت عقوبات على وزيرين في الحكومة الإسرائيلية قبل أيام قليلة. وبالمثل، تؤجل فرنسا المؤتمر الدولي لحل الدولتين، وتؤكد هي الأخرى عن جاهزيتها للتصدي وحماية الدولة اليهودية. تُنسى غزة، ويتواصل التجويع والمذابح بوتيرة أسرع، وفي الخلفية يتابع العالم حفلات الألعاب النارية القاتلة في سماوات المنطقة. بصوت موحد، تكرر مجموعة السبع تعويذة "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها". أما الرئيس الأميركي فيرفض بياناً عن المجموعة يدعو الطرفين إلى خفض التصعيد. الأميركيون والأوروبيون يضعون خلافاتهم المتفاقمة جانباً، للتوحد خلف ضرب إيران. ليست الغريزة الاستعمارية القديمة وحدها ما يحرك العواصم الأوروبية، بل حسابات أن كل ضربة لإيران هي ضربة لروسيا في أوكرانيا.

استوعبت تل أبيب جملة دروس منذ السابع من أكتوبر، أولها أنه لم يعد هناك مكان في العقيدة الأمنية الإسرائيلية لاستراتيجيات تبريد الجبهات أو المحافظة على التوازنات الدقيقة. الدرس الثاني والأهم، أن لا حدود لما يمكن أن ترتكبه إسرائيل، بعد أن منحتها الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون صكاً مفتوحاً للعمل العسكري ضد جيرانها وخصومها القريبين والبعيدين على السواء. بإيمان مسيحاني، يتصدى نتنياهو لمهمته الإلهية، أي لتحطيم كل أعداء إسرائيل. عملية "الأسد الصاعد" ذات الاسم التوراتي هي الحلقة الأخيرة لتلك المهمة: تضرب إسرائيل والحديد ساخن. خسرت إيران ذراعها الطويلة في لبنان، مع هزيمة حزب الله وتحييد حدود إسرائيل الشمالية خارج الحرب، وقطعت يد إيران في سوريا مع فرار بشار الأسد. وفي جولات القصف المتبادل السابقة بين إسرائيل ولبنان، بدا واضحاً هشاشة طهران الدفاعية. هكذا توفرت الظروف الملائمة للهجوم على إيران، لكن بأي هدف؟

تبدو الأهداف الإسرائيلية ضبابية أوبالأحرى فضفاضة عمداً. تدمير المشروع النووي الإيراني ليس بمقدور إسرائيل وحدها. يمكن للضربات الإسرائيلية أن تعطله أو تؤخر تقدمه، لكن محوه بالكامل يتطلب دخول الولايات المتحدة إلى الحرب. هناك تعويل إسرائيلي على جر ترامب إلى العمل العسكري. تنفي واشنطن نيتها الانخراط في الحرب لكن ليس هناك ما يضمن النوايا الأميركية. لا يتوقف الأمر عند التابوه النووي، إذ يوسع نتنياهو في تصريحاته التلفزيونية من دائرة أهدافه لتشمل ترسانة الصواريخ الباليستية.ثمة حديث عن إسقاط نظام الملالي أيضاً، ليس على شاكلة العراق لكن ربما وفق النموذج السوري. وهناك أحاديث متكررة عن نية استهداف المرشد الأعلى، أي تصفية النظام بشكل مباشر. يدرك الجميع أن حشر الإيرانيين في الزاوية قد يدفعهم إلى ردود أفعال عنيفة، تتجاوز إلحاق الأذى بإسرائيل، لتشمل تهديداً لمصادر الطاقة في منطقة الخليج وكذلك الملاحة الدولية. لا يبدو أن هناك نية للوصول إلى تلك الحافة الصفرية حتى الآن. يعرض الأميركيون التوقيع على الاتفاق النووي الذي تم اقتراحه في السابق ورفضته إيران. يصرح المسؤولون الإيرانيون بأن لا مفاوضات تحت القصف، ثم يعودون ليقولوا إن الحرب لا يجب أن توقف الدبلوماسية. ويضيف الإسرائيليون لا وقف لإطلاق النار إلا بشروطهم.

 

سلاح المخيمات: تأجيل فلسطيني "لأسباب تقنية"!

إبراهيم الرز/المدن/19 حزيران/2025

في خطوة عكست استمرار التنسيق الرسمي بين لبنان ودولة فلسطين بشأن ملف المخيمات الفلسطينية، صدرت تصريحات متزامنة عن كل من رام الله وبيروت، تؤكد الالتزام المشترك بمخرجات قمة الرئيسين جوزاف عون ومحمود عباس في 21 أيار الماضي، وخصوصًا في ما يتعلق بحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية. وفي هذا السياق، يؤكد مصدر مطلع على الملف لـ"المدن" تمسّك الدولة اللبنانية بثوابتها، وخصوصًا فيما يتعلّق بإنهاء جميع المظاهر المسلحة الفلسطينية على الأراضي اللبنانية. ومن رام الله، أعلن رئيس اللجنة العليا لمتابعة الشأن الفلسطيني في الساحة اللبنانية، في بيان رسمي، أن دولة فلسطين تؤكد دعمها الكامل لما اتُّفق عليه خلال القمة، وتجدد استعدادها للتعاون مع السلطات اللبنانية لتنفيذ ما تم التوافق عليه، بما يشمل ضبط الوضع الأمني داخل المخيمات، وتحسين الظروف المعيشية للاجئين الفلسطينيين. وفي هذا السياق يقول المصدر المطلع فيما يخصّ الحقوق المدنية والاجتماعية للفلسطينيين، إن العمل مستمر من جانب الجهات اللبنانية، لا سيما لجنة الحوار اللبناني-الفلسطيني، منذ عام 2005، من أجل اتخاذ مختلف الإجراءات، ومواصلة الحوار مع الجهات المختصة، لضمان تحسين ظروف وشروط حياة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان. ويتم هذا الحوار من منظور إنساني واجتماعي واقتصادي، بما لا يتعارض مع السيادة اللبنانية والقوانين النافذة، وبما يتيح إمكانية إعادة النظر في بعض الأوضاع القانونية، لا سيما في مجالات العمل، والتسجيل، والصحة، والتعليم.

تأجيل سحب السلاح

لكن البيان لفت إلى أن تنفيذ خطة جمع السلاح قد تأجّل لأسباب تقنية، بسبب الظروف الراهنة، مع تأكيد أن العمل سينطلق "حين تسنح الظروف" وبالتنسيق الكامل مع الأجهزة الأمنية اللبنانية. ترى المصادر أن اللجوء إلى تأجيل تقني يهدف إلى إعادة ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي، سواء على مستوى الداخل اللبناني أو ضمن الظروف الاجتماعية القائمة، والتي تستدعي بدورها خطوات متأنية ومدروسة، بالإضافة إلى الأوضاع الأمنية الإقليمية المستجدة بسبب الحرب بين إسرائيل وإيران. بموازاة ذلك، رحّب رئيس لجنة الحوار اللبناني–الفلسطيني السفير رامز دمشقية بالموقف الصادر من رام الله، واعتبر أنه يأتي في سياق الالتزامات السابقة، ولا سيما تلك التي شدّد عليها الاجتماع المشترك الذي انعقد في السرايا الحكومية في 25 أيار، برئاسة رئيس الحكومة نواف سلام. وأكد دمشقية أن لبنان يتوقّع خطوات تنفيذية واضحة، تبدأ بضبط السلاح وتُستكمل بتحسين ظروف اللاجئين، مع احترام القوانين اللبنانية والسيادة الوطنية، مثمّنًا "الخطوة العملية الأولى" عبر إرسال وفد أمني فلسطيني إلى بيروت للتنسيق مع الجهات اللبنانية المعنية.

مأسسة عمل المؤسسات

وفي موازاة الجانب الأمني، شدّد البيان الصادر من رام الله على مُضي منظمة التحرير الفلسطينية في مأسسة عمل مؤسساتها داخل لبنان، وترسيخ نهج الشفافية الإدارية والمالية. وأشارت اللجنة العليا إلى أن هذا التوجه يهدف إلى حماية حقوق العاملين في مختلف القطاعات، من خلال آليات واضحة تضمن الترقيات والرتب والرواتب وفق الأصول، وبالتعاون مع المؤسسات المالية المعتمدة من الدولة اللبنانية، بما في ذلك البنوك الرسمية. ويأتي هذا التوجه في إطار سياسة أشمل لإعادة تنظيم البُنى الإدارية للمنظمة على الساحة اللبنانية، بما يعزز حضورها كمؤسسة شرعية ومسؤولة أمام جمهورها، ويقطع تلك الممارسات التي راكمت أزمات في السابق، سواء على مستوى التوظيف أو الرواتب أو العقود غير المنتظمة.

 

تداعيات المعركة بين إسرائيل وإيران.. على الحرب بغزة

ماجد عزام/المدن/18 حزيران/2025

ثمة تداعيات أكيدة للمعركة الإسرائيلية-الإيرانية على الحرب في غزة، وحتى المنطقة برمتها. وببساطة، فهي ارتبطت ولو بشكل غير مباشر بالحرب، وانتهاؤها خلال أيام أو أسابيع قليلة وفق مجرياتها الحالية سيعنى مباشرة إنهاء الحرب في غزة، علماً أن ذلك بات مسألة وقت وسؤال متى لا هل، بعدما استنفذت أغراضها وإثر الضغوط الداخلية والخارجية على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإنهاء الحرب العبثية والانسحاب من غزة وفتح الباب جدياً أمام سيناريوهات واقعية لليوم التالي فيها، بعيداً عن أوهام وخطط التهجير والفوضى والحرب الأهلية.

بداية، لسنا بالتأكيد أمام حرب إسرائيلية-إيرانية ولو كان الأمر مغرياً وجذاباً للتوصيف.  فإسرائيل أسمتها عملية "الأسد الناهض"، وردت إيران بتسمية "الوعد الصادق 3"، دون الوصول إلى إعلان الحرب رسمياً رغم ضراوة وإهانة الضربة الاسرائيلية الأولى. وعليه، وأمام القصف المتبادل لكن غير المتكافئ، ليس بإمكاننا الحديث عن حرب –لم تسميها أطرافها نفسها كذلك- كما إن العمليات لن تتوسع إقليمياً، مع تحييد الأذرع الإيرانية، خصوصاً في لبنان وإسقاط الشعب السوري نظام بشار الأسد، وهو ما نجد برهاناً ساطعاً عليه في طلب حكومة بغداد من إيران عدم استهداف قواعد أميركية في العراق، على افتراض أنها تريد وتخطط لذلك فعلاً. لا شك أن معركة تبادل الضربات الراهنة، ناتجة بشكل عام عن حالة عدم الاستقرار الناتجة عن الحرب الإسرائيلية ضد غزة، لكنها ليست مرتبط مباشرة بها، وكانت ستقع بكل الأحوال، على الرغم من أنها للمفارقة ستكتب الفصل الأخير في الحرب ضد غزة.

المشهد مركب ومعقد بالتأكيد، ولكن تفكيكه يسهّل فهمه حيث استعدت إسرائيل لمواجهة  ومعركة ضد إيران بذريعة ملفها النووي منذ سنوات طويلة، وحاول نتنياهو ذلك كما أقر  شخصياً منذ أيام، قبل 15عام تقريباً، لكنه تلقى رفضاً قاطعاً من البيت الداخلي ورؤساء الأجهزة الأمنية الثلاث – الجيش والشابك والموساد- الذين حرّضوا ضده الرئيس آنذاك شيمون بيريز، ثم تخلى عنه شريكه ومعلمه وزير الدفاع  الجنرال إيهود باراك أمام ممانعة قاطعة من البيت الأبيض بقيادة الرئيس باراك أوباما، الذى وضع "فيتو" على العملية كما التدخل والتأثير الإسرائيلي بالمفاوضات النووية مع طهران.

يجب الانتباه كذلك إلى إزاحة الخيار العسكري إعلاميا عن جدول الأعمال، لكن مع خوض معركة سياسية وإعلامية ضد طهران لإبقائها تحت الضوء وإزاحة القضية الفلسطينية عن دائرة الضوء والاهتمام، مع أفكار مثل السلام الاقتصادي وإدارة الصراع، ثم  وصلت الغطرسة إلى محاولة حسمه أولاً مع صفقة القرن، ثم استغلال حرب غزة لتدميرها وتصعيد خطط الاستيطان والتهويد والضم في الضفة الغربية ولو بشكل صامت وبعيد عن الأعين.

بالتوازي وبعيداً عن العلن، كان السعي الإسرائيلي الجدي للمواجهة مع إيران قد انطلق بالعمل على تحييد الذراع الإقليمي لها المتمثل بحزب الله، باعتباره خط الدفاع الأول عن طهران من وجهة النظر الإسرائيلية وحتى الإيرانية، مع التذكير بتصريح بنفس المعنى لرئيس الاركان الإيراني السابق فيروز نجف أبادى باكرا. وبدا السعي الإسرائيلي العملي  بعد حرب تموز/يونيو 2006 مباشرة، وفى 2012، وبعد اكتمال اختراق الحزب، قال  قادة الموساد لنتنياهو –كما نقل موقع "واللا"- إن الطريق باتت ممهدة أمامه لضرب ايران اذا أراد دون القلق من الذراع الذى بات بالإمكان تحييده وكسره بسهولة ودون أثمان كبيرة، وهو ما حصل فعلاً في الحرب الأخيرة التي أخرجت الحزب من دائرة الصراع، ولكن للأسف بأثمان باهظة على لبنان.

 بالتوازي وخلال العقد الماضي، جرت مياه كثيرة في جداول المنطقة مع اندلاع الثورات العربية واتفاق أوباما النووي مع طهران وتدخلها الفاضح في الدول العربية، وعليه، لم يكن بإمكان تل أبيب التفكير بوضع الخيار العسكري ضد إيران علنياً على الطاولة، ناهيك عن تنفيذه.

نظرياً، جاءت الخطوة الأولى لإعادة الاعتبار للخيار العسكري، مع إقناع  نتنياهو للرئيس الأميركي دونالد ترامب في ولايته الأولى بالانسحاب من الاتفاق النووي، لكن مع إبقاء التفاوض كخيار على الطاولة تحت التهديد بسيف العقوبات القصوى. وبنظرة الى الوراء  أيضاً، فتح اغتيال ترامب بتشجيع إسرائيلي، لقائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني، الطريق للمعركة والمواجهة الإسرائيلية المباشرة مع إيران، ثم جاءت حرب غزة وتدميرها واعتبارها جبهة ثانوية – آب/أغسطس الماضي - والانتقال لتحييد حزب الله – أيلول/سبتمبر- واعتبار الطريق مفتوحاً سياسياً وميدانياً إلى طهران وبالتالي وضع الخيار العسكري جدياً على الطاولة هذه المرة. جرى التجريب للمواجهة المنتظرة مرتين وأيضاً للمفارقة بأجواء حرب غزة أولاً، في نيسان/أبريل 2024، ثم تشرين الأول/أكتوبر من العام نفسه، بسيناريو ليس منفصلاً عما نراه الآن لجهة الضربات المتبادلة ولكن غير المتكافئة مع اختراق إسرائيلي كبير وفاضح ومهين للعمق الايراني، بينما لا يتناسب أداء طهران ابدا مع تصوير نفسها كقوة إقليمية عظمى وادعاء القدرة على تدمير إسرائيل خلال دقائق في حال ارتكابها أي خطا أو مغامرة. بالعموم، لن تستمر المواجهة طويلاً، ربما أيام كثيرة أو أسابيع قليلة، وستتمكن إسرائيل من القضاء، أو بالحد الأدنى تفكيك وإضعاف مكامن القوة الإيرانية الأربعة - البشرية والنووية والصاروخية والمسيرة - مع  خسائر بشرية يمكن تحملها من وجهة تل أبيب. وسيزعم نتنياهو دخوله التاريخ كأسلافه المؤسسين للمشروع الصهيوني، مع سعي لمحو عار 7 أكتوبر، وإنهاء الحرب والانسحاب، وستكون انتخابات مبكرة قد لا يشارك فيها مع سعيه للخروج من الحياة السياسية بصفقة مع النيابة تجنبه السجن ولا تحول دون دخوله التاريخ كمن قضى أو أجهض وفكك المشروع النووي الإيراني. وعليه ستكون صفقة لتبادل الأسرى وطي ملفهم وفق اقتراح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، مع تعديل وتحديث ما يضمن وقف النار نهائياً والانسحاب الإسرائيلي والخوض جدياً في سيناريو اليوم التالي بغزة، بعيداً عن جنون وهوس الحرب الأهلية والتهجير ونموذج ياسر أبو شباب غير القابل للحياة والنجاح، مع جدول زمني مرن فيما يخص إدارة غزة وإعادة الإعمار واليقين أن الاستقرار لن يعمّ المنطقة بغياب حلّ أو على الأقل شق مسار جدى لا رجعة عنه لحل القضية الفلسطينية العادلة وفق ما يرتضيه أهلها وداعميهم وهم كثر عربياً وإقليمياً ودولياً.

 

وجيه قانصو يكتب لـ«جنوبية»: النظام الإيراني أمام نموذجي الشرع أو طالبان

وجيه قانصو/جنوبية/17 حزيران/2025

وصل الملف النووي إلى الطريق المسدود، ولم يعد بإمكان جولات التفاوض الأمريكية – الإيرانية أن تستمر في ظل إصرار عنيد من الطرفين. طرف إيراني يعتبر أن التخصيب شأن سيادي حتى لو وصل إلى مستويات متقدمة تقترب من عتبة التسلح النووي، وطرف أمريكي ومعه المنظومة الغربية يشكك بنوايا النظام الإيراني ومسعاه المبطن لكسب الوقت في حيازة السلاح النووي، الأمر الذي يحدث خللاً في موازين القوى الإقليمية، ويولد هاجس بقاء وجودي فعلي لإسرائيل، ومخاوف غربية من زعزعة الاستقرار الإقليمي وربما الدولي.

انهيار المسار الدبلوماسي والذهاب نحو المواجهة

انسداد أفق التفاوض مع تفاقم المخاوف وانعدام الثقة المتبادلة، يعني بعد انعطاب العمل الدبلوماسي أن خيارات المواجهة باتت حتمية لخلق معادلات جديدة وموازين قوى مباينة للراهن. فالنظام الإيراني هو المستفيد الوحيد من الوقت الضائع الذي يُبقي الأمور في حالة اللاحسم واللايقين، لغرض امتصاص الاندفاع الغربي في لجم شهية التوسع الإيراني والتضييق على نشاطه النووي. أما الغرب فبات متوجساً من مباغتة النظام الإيراني للعالم بامتلاكه القوة النووية التي توفر غطاء ردعياً للنظام وتغريه برفع سقف تطلعاته الأيديولوجية العابرة لحدوده. المعني الأساسي بالملف النووي هي دولة إسرائيل، التي ترى فيه خطراً وجودياً لها. فازدياد نسبة التخصيب يرفع منسوب الخوف ويصعد القلق وربما الارتعاب الإسرائيلي، بحكم أن وصول النظام الإيراني إلى عتبة التسلح النووي يمثل نقطة لا عودة، تفرض إيران كدولة ذات تسلح نووي أمراً واقعياً، وبمثابة شبح رعب وتهديد دائمين مسلطين على إسرائيل وشعبها. ما يجعل عبء إزالة مخاطر التخصيب النووي ملقياً على إسرائيل، بل يجعلها بحكم جهوزيتها وتفوقها التكنو-عسكري الأكثر أهلية للقيام بهذه المهمة. لا يمكن تصور أداء إسرائيلي في حربها الحالية ضد إيران، بهذا العمق والسعة والخطورة، من دون الشريك الأمريكي. قد يختلفان في تفاصيل الأداء لكنهما متطابقان في الاستراتيجيا والرغبة المشتركة في خلق معطيات جديدة بعد فشل مفاوضات الملف النووي. فالإسرائيلي معني بتوفير شروط أمن لشعبه، والولايات المتحدة مسؤولة عن منطقة شرق أوسط مستقرة وهي مرجعية حصرية في دوزنة إيقاع دول المنطقة ووضع الأطر الناظمة لها. ما يجعل مهمة ضرب المشروع النووي واحدة عن الطرفين، ويفرض حلفاً وتنسيقاً كاملين بينهما في إدارة الحرب لإحداث تحولات نوعية ترغم الإيراني إما التخلي عن برنامجه أو القبول بشروط رقابة قاسية وتحكم مذل في استخداماته النووية. مسار الحرب الجارية بين إسرائيل وإيران تصاعدي، لا يبدو حتى الآن أنه متجه نحو إسقاط النظام الإيراني، بقدر ما يتجه إلى شل قدراته وإرغامه تحت وطأة الضربات النوعية والاستراتيجية على القبول والتسليم بالشرط الأمريكي – الإسرائيلي. فإسرائيل باتت منذ إطلاق الحرب شريكاً في مفاوضات الملف النووي الإيراني وصانعاً لأجندتها، ليس بالضرورة بنحو مباشر، وإنما مشاركة الأمريكي في وضع الشروط والقيود على النظام الإيراني التي تزيل شبح التهديد النووي لوجودها وبقائها. بحيث لا تقتصر الشروط لاحقاً على النشاط النووي لإيران، وإنما على نظام صواريخها وطريقة أدائها وتطلعاتها الإمبراطورية. المعني الأساسي بالملف النووي هي دولة إسرائيل، التي ترى فيه خطراً وجودياً لها. فازدياد نسبة التخصيب يرفع منسوب الخوف ويصعد القلق وربما الارتعاب الإسرائيلي،

انكشاف إيران وتآكل الردع الخارجي

النظام الإيراني الآن يعمل على استيعاب الضربة الإسرائيلية الخاطفة والمفاجئة، ويراهن على قدرة صمود طويلة الأمد مهما كانت خسائره المادية والبشرية، ليثبت للخصم والعالم عجز الخصم الإسرائيلي – الأمريكي عن كسر إرادته وإخضاعه. فالصمود المدعم بمحفزات عقائدية وتعبئة دينية، إضافة إلى عدم إلقاء كامل قدراته الصاروخية وطاقته العسكرية في المعركة، يضمن لنفسه قدرة صمود صلبة وطويلة الأمد. بيد أن هذا الرهان مجرد ادعاء إعلامي وتهويلي لا تؤيده معطيات الصمود الموضوعية. فالحرب طويلة الأمد تعرض مخزون النظام الإيراني للنفاذ، ما يضعف قدراته على الرد المؤذي لإسرائيل. أما إسرائيل فالجسر الجوي المفتوح بينها وبين الولايات المتحدة، وربما بريطانيا وفرنسا لاحقاً، يبقيها في كامل قدراتها وجهوزيتها وفعاليتها. كما إن انضمام الولايات المتحدة إلى الحرب الدائرة لتسريع وتيرة الحرب وحسمها يبقى وارداً بنسبة احتمال عالية. أضف إلى ذلك، أن إيران تحارب من دون حلفاء، فالروسي يعرض نفسه وسيطاً، والصين خارج المشهد وغير معنية بما يحصل، ما يجعل النظام مكشوف الظهر، ويفرض عليه الإيراني عزلة خانقة تقطع خطوط الدعم والإسناد الخارجيين، وتحول دون تشكل جبهة دولية داعمة أو مؤيدة أو مدافعة عنه. ويمكن القول، إن مصدر قوة النظام الإيراني كانت في تمدده عبر أذرعه خارج حدود إيران، ما وفر له مادة قوة وعناصر ضغط يمكن توظيفها في أية عملية تفاوضية أو مواجهة ضد خصومه. وقد وصل زخم هذا النفوذ إلى ذروته في حملة طوفان الأقصى، ثم أخذ هذا النفوذ يتراجع وينحسر بفعل الحسابات الخاطئة التي تسببت بانتكاسات متلاحقة لحماس وحزب الله والحوثيين ثم سقوط النظام السوري، ليفقد النظام الكثير من قدراته وعناصر قوته وردعه، ويتقلص مداه الاستراتيجي إلى حدوده الطبيعية، وينتقل من صانع رئيسي للمشهد الإقليمي إلى مدافع عن وجوده وبقائه. بحيث باتت سماء إيران، التي فقد النظام سيطرته عليها، وأرضها الشاسعة التي يتلهى الطيران الإسرائيلي في ضرب أهم مرافقها، هي أرض المعركة وساحة الحرب الفعلية.

أمام هذا التحول الخطير، ومع استمرار الحرب بهذه الضراوة، لا يعود الملف النووي نقطة الرصد الوحيدة، بل يصبح مصير النظام الإيراني على المحك، مع انكشافه دولياً وغياب سند فعلي له، وبعد التآكل التدريجي لقدراته والتدمير الممنهج والممدمر لمفاصل قوته. فإسرائيل ماضية، بتأييد ودعم أمريكي لا سقف له، ولا يبدو أنها ملتزمة بأية خطوط حمراء في تصعيدها ضد إيران، بما فيها سلامة قائد ومرشد النظام الإيراني نفسه.

مع استمرار الحرب بهذه الضراوة، لا يعود الملف النووي نقطة الرصد الوحيدة، بل يصبح مصير النظام الإيراني على المحك، مع انكشافه دولياً وغياب سند فعلي له هذا يضع النظام الإيراني أمام خيارين: إما مصير يشبه نظام الأسد، فيما لو قرر الاستمرار في المواجهة حتى النفس الأخير، ليتم البحث جدياً عن بديل فاعل للنظام يحاكي نموذج أحمد الشرع في سوريا، وإما التسليم الطوعي بالشروط الجديدة التي لا تقتصر على البرنامج النووي، وإنما التخلي الكامل عن طوباوية الفكر الثوري الذي ظل يداعب مخيلته ويوجه سياساته منذ استلامه السلطة، أي حكم مدجن يحاكي النسخة المعدلة والمحدثة لحكم طالبان الجديد. في كلتي الحالتين، نشهد نهاية مأساوية لمشروع حالم دام أكثر من خمسين سنة، تكسرت وعوده وادعاءاته وتصدعت يقينياته عند أول اختبار فعلي للقوة.

 

إنه اليوم السادس على واحدة من أخطر الحروب الكبرى التي تعيشها المنطقة.

حنا صالح/فايسبوك/18 حزيران/2025

حرب إسرائيلية –إيرانية تتم بين بلدين تفصل بينهما مسافات بعيدة، نتائجها الكارثية كبيرة وعميقة ولو لم يتم الإنزلاق إلى حربٍ نووية فإن التلوث الإشعاعي قد يكون أقرب مما نتصور!

حرب، أياً كانت النتائج التي ستسفر عنها كمواجهة عسكرية فإنها ستضاعف من حجم نكبات بلدان الشرق الأوسط كما العالم. يكفي هنا الإشارة إلى أن وكالة بلومبرغ توقعت وصول سعر برميل النفط إلى 150 دولاراً ما سيعني خسائر فلكية ستصيب الإقتصاد العالمي وستضرب سلاسل الإمداد ويأكل التضخم الكثير من الرواتب والمدخرات والسؤال من سيعيد الإعمار من السودان إلى إيران وما بينهما؟

حدثان لافتان برزا في الساعات الأخيرة الأول إندفاعة أميركية بتحضير المسرح العسكري للتدخل الواسع وعدم الإكتفاء بالمشاركة في الدفاع عن دولة إسرائيل! والحدث الثاني تمثل في البيان الصادر عن 20 دولة عربية وإسلامية، بمبادرة من مصر وبينها السعودية والإمارات وبقية دول الخليج العربي والجزائر تشجب العدوان الإسرائيلي على إيران وتدعو لإخلاء كل الشرق الأوسط، بما فيها إسرائيل، من الخطر النووي.

يطمح نتنياهو لأن يصبح البلطجي الأول في الشرق الأوسط برعاية أميركية ودعم أطلسي ويردد معطيات عن رغبة تل أبيب بإعادة رسم خرائط المنطقة بما يعزز نفوذ الدولة العبرية.. والحرب التي بدأتها تل أبيب يبدو هدفها الإستراتيجي إسقاط النظام الإيراني كحدٍ أعلى وكسره وإضعافه كحد أدنى، وأبرز الأهداف العسكرية تدمير البرنامج النووي وتحطيم البرنامج الباليستي. ولقد أظهرت الحرب بعداً إستخباراتياً واسعاً إذ كشفت عن تغلغل الموساد منذ عقود في بنى النظام الإيراني ما سهل تنفيذ ضربات من الداخل في عمليات قطع الرأس العسكري والعلمي النووي كما تدمير دفاعات أساسية. وهذا الموضوع ليس جديداً ولم يبدأ بإغتيال هنية، فقد سبق للرئيس أحمدي نجاد( تردد أنه قتل يوم أمس) أن قال أنهم قبل أكثر من 10 سنوات  شكلوا وحدة لمكافحة التجسس إكتشفوا لاحقاً أنهم أسندوا رئاستها إلى أحد عملاء الموساد!

في هذا الوقت تقول أميركا بلسان ترمب أنها لن تقبل اي تخصيب وليس فقط التخلي عن البرنامج النووي، وتضع طهران أمام خيار وحيد وهو التراجع عن فكر تصدير الثورة والإنكفاء الكامل. ولأول مرة يقول ترمب "نحن" نسيطر على الأجواء الإيرانية ونعرف أن أين يختبيء الخامنئي لكن لا قرار بقتله الأن(..) وتقول واشنطن ليس لديكم سوى التسليم الكامل غير المشروط. أي أن كأس السم المعروض على الخامنئي أفدح من ذاك الذي تجرعه الخميني في نهاية الحرب العراقية الإيرانية. توازياً يوزع الخامنئي رداً فورياً على منصة "آكس" يقول فيه: الحرب بدأت الان، ويبدو أن هناك إعادة ترتيب أوراق في إيران بتسليم المرشد سلطة القرار لقيادة الحرس الثوري .. ما يعني أن المرحلة المقبلة قد تكون مرحلة إستنزاف طويل بعدما رشحت بعض المؤشرات عن وجود مفاعل نووية غير "نطنز" و"أصفهان" و"فوردو" وأن مراكز إنتاج الأسلحة موزعة في طول البلا وعرضها.. والحديث عن حجم المخزون الإيراني لا يبدو دقيقاً!

وفي هذا التوقيت الدقيق سؤال بيروت ماذا تفعل السلطة وكيف يكون تحييد البلد وحماية الأرواح؟

إنه زمن إعادة ترسيخ نظام المحاصصة بين من تحاصص البلد والجهات المسؤولة عن كل هذا الإنهيار! لا شيء بشأن جمع السلاح اللاشرعي، سلاح حزب الله وسلاح المنظمات الفلسطينية أم عن الإصلاح فتخبزوا بالأفراح! مستشارة رئيس الحكومة لميا مبيض البساط إنتقدت بقسوة ما يتردد عن تحديد رواتب المعينين الجدد في بعض المناصب القيادية بما يتراوح بين 7 و9 آلاف دولار أميركي، ونددت بشدة بتهميش دور ومخصصات قادة إداريين صمدوا في أحلك الظروف ودعت لإحترام التضحيات والحفاظ على كرامة الموظف العام ، عاملاً ومتقاعداً. ورأت أن هذا المنحى لا يقنع الناس أن المستقبل يحمل تغييراً منشوداً! وحذّرت من أن هذه الفجوة ستعمق شعور اللامبالاة والسعي إلى مكاسب فردية ما يجذر الفساد. ما كتبته لميا مبيض حمل عنوان: حين تنسى التضحيات يغدو التعافي عسيراً!

وبعد، مفيد لمن بيدهم القرار إلقاء نظرة على ما بات يردده الناس على صفحات التواصل الإجتماعي، منه على سبيل المثال ما كتبته: "أم عادية في بلد منهوب" فقالت: "ليش حاسي ما عنا رئيس جمهورية؟ ليش حاسي ما عنا رئيس حكومة؟" لتضيف : "ضيعان المعاشات والمصاريف اللي عم ندفعها عليكن"! لقد فات هذه "الأم العادية" أبعاد ذاك السيل من رحلات العلاقات العامة؟

وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن.

 

الاهداف غير المعلنة للهجوم الاسرائيلي على ايران....

مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات..حسان القطب/18 حزيران/2025

الهجوم الاسرائيلي على الجمهورية الايرانية الذي بدأ فجر يوم الجمعة 13/6/2025، كان تحت عنوان ضرب القدرات النووية والعسكرية الايرانية، قبل اكتمال جهوزيتها، وخاصةً النووية منها حتى لا تشكبل تهديدا وجودياً للكيان الاسرائيلي، واستبقت اسرائيل بهجومها موعد الجلسة التفاوضية بين الولايات المتحدة وايران والتي كانت مقررة يوم الاحد 15/6/2025.. مما ادى الى الغائها..

بدايةً كان القصف الاسرائيلي، يستهدف القيادة العسكرية للجيش والحرس الثوري الايراني، وعلماء الطاقة النووية وقادة الاجهزة العسكرية، في مختلف القطاعات.. خاصةً الدفاعات الجوية، وتحدثت اسرائيل عن خروقات امنية استطاعت تسجيلها من خلال نشر مجموعات من عناصر الموساد داخل ايران كان لها دور اساسي في استهداف المنشآت النووية والعسكرية الايرانية مع بداية الهجوم الجوي الاسرائيلي..

الاهداف الاسرائيلية المعلنة للهجوم على ايران..

ضرب القدرات العسكرية الايرانية

ضرب المشروع النووي الايراني وتعطيله

اغتيال اكبر عدد ممكن من الخبراء النووين الايرانيين

ضرب صناعة المسيرات الايرانية

ضرب صناعة الصواريخ الباليستية، وكذلك مخزون ايران من هذه الصواريخ..

دفع ايران للتفاوض على ممستقبل مشروعها النووي والصاروخي ودورها الاقليمي من موقع الضعف والهزيمة..

لكن مع بداية اليوم الثاني للهجوم الاسرائيلي، بدا لكل مراقب ان خرائط العمليات العسكرية والقصف الجوي الذي تقوم به اسرائيل يشير بوضوح الى استهداف مناطق غرب ايران بشكل اكثر كثافة ودقة.. والعمل على تدمير كافة القدرات العسكرية الايرانية في تلك المنطقة..

ماذا يعني غرب ايران..واهمية التركيز هناك..

منطقة غرب ايران تضم محافظة اذربيجان الغربية، وعاصمتها تبريز..ويتكلمون التركية..ومحافظة كردستان..عاصمتها سنندج..يتكلمون الكردية، ومحافظة كرمنشاه، وعاصمتها كرمنشاه، ومعظم سكانها من الاكراد..

كما يعلم الجميع ايران دولة متعددة القوميات والاثنيات والاعراق والاديان والمذاهب، واصرار قادة ايران الدينيين على تكريس هيمنة المذهب الجعفري الاثني عشري واللغة الفارسية على كامل الاراضي الايرانية وعلى كافة القوميات والاعراق التي تعيش ضمن الجمهورية الايرانية.. شجع على قيام عمليات تمرد بهدف الحصول على اعتراف بالووجود والدور واحترام الثقافات واللغات والاديان والمذاهب المتعددة.. (ثورة جيش العدل البلوشي) في منطقة بلوشستان..

الاذريين، ارتفعت اصواتهم بقوة مع انتصار اذربيجان على ارمينيا، والاعلان عن التحالف التركي- الاذري، كما اعلنوا عن استيائهم من تأييد ايران لجمهورية ارمينيا.. مما اعاد المشاعر القومية الى البروز بقوة ضمن الجمهور الاذري في محافظة اذربيجان الغربية، وتتم المطالبة من قبل هذا الجمهور بالانضمام للدولة الام (اذربيجان) وعاصمتها باكو..

كما ان الاكراد في محافظة كردستان وفي كرمنشاه، يطالبون منذ سنوات طويلة بالحكم الذاتي، وشجعهم على هذا المطلب مشهد  كردستان العراق التي تحظى بحكم ذاتي ونمو اقتصادي وحضور سياسي وعسكري وازن، ولكن ضمن دولة العراق الفيدرالية..

لذا يبدو ان اسرائيل تركز هجماتها على هذه المحافظات مستهدفة القدرات العسكرية، للنظام الايراني، مما قد يساعد حركات التحرر والانفصال في هذه المحافظات على التخلص من هيمنة الدولة الايرانية المركزية في طهران، وبالتالي اما الانفصال او ترسيخ وفرض الحكم الذاتي..

ويجب الاشارة ايضاً الى ان محافظة اذربيجان الغربية، تمتلك الكثير من الثروات الطبيعية من النفط والغاز، وتقع على بحر قزوين حيث الثروة السمكية ايضاً.(الكافيار).. وفي حال نجحت محاولة الانفصال او حتى الانتفاض، فهذا يعني ان نظام طهران سوف يخسر جزء اساسي من ثروة البلاد.. التي يستخدمها او يستفيد منها في تطوير قدراته العسكرية والنووية..

التحرك الانفصالي في هذه المحافظات قد يشجع قوميات واثنيات واعراق اخرى على التحرك، وخاصةً في منطقة عرب الاحواز الواقعة على الخليج العربي، حيث يقع الجزء الاخر من ثروة الغاز والنفط الايرانية.. والتي بفقدانها او العجز عن استثمارها في انهيار الدولة الايرانية الحالية مالياً وسياسياً ونووياً بالتالي تشظيها.. وتفكك الدولة الايرانية الى دويلات مما يلغي المشروعات التسليحية والنووية الايرانية مع انهيار الدولة المركزية..بشكل كلي..

ولا يمكن للكيان الاسرائيلي الانخراط في هذا المشروع الخطير دون رعاية ودعم او حتى غض طرف اميركي..

يبقى ان علينا انتظار تطور الاحداث والعمليات العسكرية ووضوح صورة او حقيقة المجموعات التي ارسلتها اسرائيل الى داخل ايران.. والى اي قوميات ينتمون..؟؟؟؟

 

هذا مختصرٌ لتحليلات الإعلام الغربي بشأن الحرب بين إيران وإسرائيل :

سامي كليب/فايسبوك/18 حزيران/2025

* الحرب طويلة بين  إسرائيل وايران ونتنياهو بحاجة لتدخل أميركي لضرب البرنامج النووي (خصوصا مفاعل فوردو)، لكن ضربه لن يؤدي الى انهاء البرنامج بل تأخيره سنوات.

* هدف نتنياهو بات الآن اسقاط النظام، وترامب لا يمانع بذلك وهو اختلف مع ماكرون وقادة غربيين حول هذا الأمر.

*يعتقد نتنياهو وترامب أن المزيد من الضربات سيؤدي الى تحلل الوضع الداخلي في إيران، يقينا منهما بأن عددا كبيرا من المسؤولين العسكريين والسياسيين مكروهون من قبل قطاعات من الشعب حمّلتهم مسؤولية قمع المتظاهرين سابقا، وان الشعب لن يتحمل مزيدا من التدهور الاقتصادي وويلات الحرب، لكن بعض الاعلام الأميركي يقول إن العكس قد يكون صحيحا لان الإيرانيين قد يلتفون حول القيادة انطلاقا من شعور قومي ضد إسرائيل في وقت الشدة. رغبة الانقلاب على النظام هي التي دفعت نتنياهو الى استخدام شعار "الأسد الناهض" للعملية العسكرية وذلك في إشارة إلى علم إيران ما قبل الثورة، اضافة الى البعد التوراتي للأسد.

* سينتقل نتنياهو ، وكما فعل في لبنان، الى اغتيال القيادات السياسية بعد العسكرية، واما التردد في اغتيال المُرشد فنابع من القلق من ردة فعل شيعية واسعة نظرا للمكانة الدينية للسيد خامنئي. لكن الأمر مطروح بشدة وهناك محاولات لذلك.

* ترامب يبقي باب التفاوض مفتوحا، فقط لاعلان إيران التخلي الكامل عن البرنامج النووي، او ما وصفه بالاستسلام، ولذلك فإن طهران سترفع مستوى الرد العسكري في الأيام المقبلة لإدراكها بان هذه الحرب وجودية بالنسبة لها وخسارتها تعني انتهاء النظام.

* اسئلة كثيرة تُطرح حول محدودية الدعم الروسي والصيني، خصوصا ان إيران لم  تستطع اسقاط الطائرات، وهي كانت قادرة على ذلك لو ساعدتها روسيا التي تجاهد لإيجال حل سياسي وتولي اخراج النووي. فهل روسيا ذات العلاقة الجيدة مع إسرائيل تماما كالصين، لا تريد ازعاج ترامب الذي سايرها كثيرا في اوكرانيا، أم ان من مصلحتها ايضا القضاء على البرنامج النووي الايراني؟

* تدرك الصين وروسيا أن سقوط النظام الإيراني يعني سقوط واحد من آخر السدود قبل نقل المعركة الى الصين نفسها، لذلك فإن صمود النظام الإيراني وإطالة أمد القتال، يزيد تورط الأطلسي ويريد بكين وموسكو.

* إذا كانت إسرائيل قد سيطرت على أجواء إيران عسكريًا بطائراتها، فإن طهران قد تكشف في الأيام المقبلة عن أنواع جديدة من الصواريخ تفضل عدم استخدامها الآن كي لا تكشفها، وكي لا تسرّع تورط ترامب الحرب.

* عاجلا أم آجلا، والأرجح عاجلا، سيدخل ترامب في الحرب على نحو تصاعدي وليس مرة واحدة . ولكن التدخل الجوي لن يحسم المعركة والتدخل البري شديد الصعوبة نظرا لوعورة الجغرافيا الإيرانية، والمثال الحوثي حاضرًا بقوة في أذهان الاميركيين.

* الدول العربية والاسلامية، تعارض الحرب ليس فقط لانها  تمثل اعتداءًا صارخًا على إيران ، بل لادراكها بان انتصار نتنياهو-ترامب فيها، سيجعل اسرائيل سيدة الشرق الأوسط بلا منازع لزمن طويل، ما يضعف كل الموقف العربي، ويلغي أي تفكير باقامة دولة فلسطينية، فنتنياهو يريد اخضاع المنطقة لخرائطه الجديدة من فلسطين ولبنان الى سوريا فالعراق والأدرن، وسيشكل خطرًا لاحقا على مصر نفسها، ويرفع مستوى الضغوط الى اقصاها لدفع السعودية الى التطبيع الذي تربطه الرياض بشرط اقامة دولة فلسطينية.

 

الحكم المسيحي ينقذ لبنان (الجزء الثالث)

ايلي عون/18 حزيران/2025

(مترجم من الإنجليزية إلى العربية بواسطة جوجل)

https://eliasbejjaninews.com/2025/06/144361/

لطالما أفلت الحل الحقيقي من القوى العظمى والإقليمية. فعقليتهم السائدة كانت دائمًا السعي وراء الحروب والدبلوماسية القائمة على "المصالح". لو كانت هذه الاستراتيجية مجدية في الماضي، لكانت المشاكل الإقليمية قد حُلّت الآن، ولما كانت هناك حاجة للحروب أو الدبلوماسية.

إن استمرار الفوضى الإقليمية مؤشر على أن عقلية المصالح غير فعّالة، ويجب استبدالها بـ"المبادئ". تعكس المبادئ السبعة التالية العقلية الصحيحة اللازمة لاستعادة الجمهورية اللبنانية، وتمهيدًا للسلام الإقليمي.

يستند المبدأان الأولان إلى القانون العام: (1) نفّذ كل ما اتفقت عليه؛ و(2) لا تتعدَّ على الآخرين أو ممتلكاتهم.

يُعدّ المبدأان الثانيان دليلاً للعلاقات الخارجية: (1) لا تتعدَّ على الدول الأخرى - سياسياً أو عسكرياً؛ واحرص على إقامة علاقات اقتصادية أو تجارية معها فقط؛ و(2) لا تسمح باستخدام الأراضي اللبنانية كقاعدة للوجود العسكري الأجنبي أو للقيام بأعمال تتعارض مع حقوق لبنان أو جيرانه.

تنبع الغالبية العظمى من مشاكل لبنان من انتهاك المبادئ الأربعة المذكورة أعلاه. فمنذ سبعينيات القرن الماضي على الأقل، فشل حكام لبنان (1) في تنفيذ ما اتُفق عليه، مثل عدم منع الجماعات المسلحة من انتهاك اتفاقية الهدنة لعام 1949؛ (2) وفشلوا في التنفيذ الكامل لاتفاقيات نزع سلاح الجماعات المسلحة؛ (3) وفشلوا في منع الجماعات المسلحة من الاعتداء على المواطنين اللبنانيين والدول المجاورة؛ و(4) وسمحوا للأراضي اللبنانية بأن تكون قاعدةً للوجود العسكري الأجنبي (منظمة التحرير الفلسطينية، سوريا، إيران، إلخ).

ومن الأخطاء الرئيسية ممارسة السياسة اللبنانية دون مبادئ. إن السياسيين الذين يزعمون أن تحالفاتهم "سياسية" وليست أيديولوجية، والزعماء الدينيين الذين يدعون إلى "التعايش" أو "الشراكة" على حساب المبادئ، والذين يدعون إلى الحوار مع الأحزاب التي لا تلتزم بالمبادئ الأربعة المذكورة أعلاه، والمواطنين الذين يدعمون ويصوتون لهذه الأحزاب أو القيادات، هم (عن علم أو بغير علم) أعداء أنفسهم ويساهمون في تدمير البلاد.

كما أن هناك جدول ضرب واحد ينطبق على جميع أشكال المحاسبة من الصين إلى الولايات المتحدة، كذلك يجب أن يكون هناك "جدول مبادئ" واحد ينطبق على جميع اللبنانيين. وإلا، تصبح الممارسة السياسية استنزافًا للوقت والموارد لا طائل منه، بدلًا من أن تكون وسيلةً لرفع مستوى رفاهية الشعب. يجب منع كل من لا يرغب في الالتزام بالمبادئ الأربعة المذكورة أعلاه من ممارسة السياسة أو أي شكل من أشكال الوجود السياسي على الأراضي اللبنانية.

يتعلق المبدأان الثالثان بالدين. قبل ذكرهما، تجدر الإشارة إلى أنه يجب مواجهة المفاهيم الدينية الهدامة بالتعاليم الدينية الصحيحة - وليس بالمناقشات السياسية وحدها.

بحسب آية الله الخميني، "يقول الإسلام: ما من خير إلا بالسيف وفي ظل السيف! لا يُطاع الناس إلا بالسيف! السيف مفتاح الجنة، لا يُفتح إلا للمجاهدين! هناك مئات من المزامير والأحاديث النبوية الأخرى التي تحث المسلمين على تقدير الحرب والقتال. فهل يعني هذا أن الإسلام دينٌ يمنع الناس من الحرب؟ أبصق على هؤلاء السفهاء الذين يدّعون ذلك".

لعلّ أفضل إجابة على "الإسلاميين السياسيين" ومنطق الخميني تكمن في تعاليم بعض المسيحيين الأوائل المعروفين باسم "الكاثار". فعلى عكس الاعتقاد السائد لدى معظم اليهود والمسيحيين والمسلمين بـ"إله واحد"، آمن الكاثار المسيحيون بإلهين، أو خالقين، أو مبدأين: أحدهما خير، قدوس، وخالق كامل. والآخر خالق شرير، مصدر كل شر وسببه.

اعتقد الكاثار أنه في أسفار الخروج، والتثنية، والعدد (من العهد القديم)، كان إله الشر (وليس الإله الحقيقي) هو الذي تسبب في القتال ونهب خيرات الآخرين بالقوة. وبمحاكاة تحليل الكاثار هذا، يمكن قول الشيء نفسه عن أي إشارات قرآنية ووصايا للقتال، أو القتل، أو الخداع، أو الاضطهاد. فهذه الأفعال غير المقدسة لا يمكن أن تكون أوامر من الإله الحقيقي، بل من الشرير - إذ لا يمكن أن يُؤمر بفعل الشر من إله حقيقي رحيم. «لم يأمر أحدًا بفعل الشر، ولم يُعطِ أحدًا رخصةً للخطيئة» (سفر سيراخ). «لأن الله لم يصنع الموت، ولا يُسرّ بهلاك الأحياء». (سفر الحكمة ١: ١٣)

إن مبدأي الكاثاريين مهمان اليوم، فلو بيّنتهما الكنائس والمساجد لأتباعها، لتوقفت العديد من الاضطهادات والمجازر الدينية التي يرتكبها المسلمون المتطرفون ضد المسيحيين (كما في أفريقيا وباكستان وغيرهما) عندما يدرك "المسلم المتطرف" أن أي أوامر باضطهاد أي شخص أو إلحاق الأذى به ليست أوامر الإله الحق، بل أوامر الإله الشرير. إن أوامر الإله الحق تتعلق بالخير، لا بالشر.

استنتج الكاثاريون أن السبب يُعرف بنتائجه. فإذا كان هناك مبدأ أول واحد فقط، لكان الإله الحق نفسه هو السبب الوحيد لجميع الأسباب، ولا يمكن فعل أي شيء يتعارض مع إرادته. وإذا كان الأمر كذلك، فإن الإله الحق نفسه (الصالح، القدوس، العادل، الحكيم، البار) سيكون السبب والأصل لكل شر.

بما أن الإله الحق ليس لديه استعداد للشر، وبما أن " لاَ تَقْدِرُ شَجَرَةٌ جَيِّدَةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَاراً رَدِيَّةً" (متى 7: 17-18)، فلا يمكن أن يأتي الشر من مخلوقٍ صالحٍ من مخلوقات الله، إلا إذا كان هناك سببٌ للشر: كما في "جَاءَ عَدُّوُهُ وَزَرَعَ زَوَاناً فِي وَسَطِ الْحِنْطَةِ " (متى 13: 25). ويترتب على ذلك أن هناك مبدأً آخر، مبدأ الشر، وهو مصدر وسبب كل كبرياء وشر، وكل شرور أخرى. إله الشر ليس ملاكًا ساقطًا (كما يقال به عادةً). الإله الحق، الذي يعلم تمامًا ومنذ الأزل بمصير جميع مخلوقاته، لن يخلق ملائكة تتحول إلى شياطين.

كُتب "كتاب المبدأين" للكاثاريين في منتصف القرن الثالث عشر الميلادي، ونُشر عام 1939 بعد أكثر من 600 عام من الإخفاء. ربما يكون أحد الأسباب التي أدت إلى قمع مثل هذه التعاليم هو أنها ستجعل العديد من الناس يتوقفون عن القتال.

المبدأ السابع هو "اعرف نفسك"، كما علّمنا العديد من الفلاسفة. تتضمن معرفة الذات فحصًا صادقًا لقناعاتنا، وأوجه قصورنا، وما يمكننا تعلمه. بهذا السعي، نكتسب حكمة أكبر، ونصبح أفرادًا أفضل، ونؤسس جمهورية أفضل.

من منظور مسيحي، معرفة أنفسنا هي إدراك أن ملكوت السماوات في داخلك (لوقا ١٧: ٢١). روح الله يسكن فيك (كورنثوس الأولى ٣: ١٦). أليس مكتوبًا في ناموسكم: "انا قلتُ إنكم آلهة"؟ (يوحنا ١٠: ٣٤؛ مزمور ٨٢: ٦). أيًا كان معنى "أنكم آلهة"، فهو على الأقل يعكس أننا أكثر تأثيرًا مما نعتقد. ولسد الفجوة بين ما نحن عليه وما نحن عليه حقًا، يجب أن نخطو الخطوة الأولى - ثم خطوة أخرى، إلخ.

بدلاً من المساهمة في الصحوة الشخصية، تُركز المؤسسات الدينية على الطاعة والإدانة والخوف من الآخرة. وبدلاً من التعاليم الصحيحة، تُشيّد المؤسسات الدينية تماثيل ليركع لها الناس، ومكعبًا أسود ليدور حوله الناس - كما لو أن إلهًا حقيقيًا موجودًا في تمثال أو مكعب. التعاليم الدينية الحقيقية تدور حول الوعي، لا العبادة.

نتيجة التلقين الديني الكاذب هي الفساد في كل مكان - دينيًا وسياسيًا وماليًا، إلخ. لو وُجدت تعاليم دينية حقيقية، لما وُجد أي فساد، لأن الأفراد الواعيين ليسوا فاسدين.

هذه المؤسسات

أن "مؤسسات السيطرة" (الدينية والسياسية والجمعيات السرية، إلخ) تريد أتباعًا، لا أفرادًا مُحرّرين. أكبر تهديد لها هو الأفراد المُدركون لذواتهم والمستقلون والواعون الذين لا يحتاجون إلى اتباع مؤسساتهم الدينية أو أحزابهم السياسية. لهذا السبب، دأبت هذه المؤسسات على مر التاريخ على اضطهاد حرية الضمير، ولا تزال تفعل ذلك حتى اليوم.

يُقال: هلك شعبي من قلة المعرفة (هوشع ٤: ٦). لذا، اطلبوا المعرفة بأنفسكم. أعظم عدو هو الجهل، وأعظم أنواع الجهل هو العبودية للمؤسسات الدينية والسياسية التي تستغلنا لمالها وسيطرتها. إنهم لا يكترثون لسلامتنا. لو كانوا كذلك، لما فرضوا علينا أكاذيبهم وحروبهم التي لا تنتهي وسلبياتهم التي تستنزف مواردنا وتشغلنا عما يهم حقًا.

إن الأساس لإنقاذ لبنان هو وجود مواطنين وقيادات ذات شخصية جيدة، ملتزمين بالقانون العام، ومطبقين للمبادئ الصحيحة.

إن المؤسسات الدينية والسياسية (على الرغم من خطاباتها) لن تحقق هذه الأهداف أبدًا. لذلك، نأخذ زمام المبادرة بأنفسنا، دون الاعتماد على غيرنا ودون انتظار "الوقت المناسب". نجعل كل يوم "الوقت المناسب" للعمل واستخدام القوة التي وهبها الله لنا لتنفيذ ما هو مطلوب. "إن أخرجت ما في داخلك، فالذي تخرجه يخلصك". (كتاب توما)

نستعيد لبنان بالصدق والشجاعة، لا باللطف. يجب أن يُقاد "العيش المشترك" و"المصالح" بالوعي والمبادئ، حفاظًا على أمن الجمهورية ورفاهية جميع اللبنانيين. إن المبادئ الصحيحة التي نرفضها أو نُقلل من شأنها، والشخصيات ذات الأخلاق الحميدة، هي أساس "تطهير" بلدنا من الفساد والفوضى.

لم يعد "إصلاح" لبنان كافيًا. البلد بحاجة إلى نهضة.

أحيِنا، وأحيِ لبنان يا رب!

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

لاكروا يجول على المسؤولين.. عون: لبنان يتمسّك ببقاء "اليونيفيل" في الجنوب وتطبيق الـ1701

المركزية/18 حزيران/2025

يقوم مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لإدارة عمليات السلام، جان بيير لاكروا، بزيارة إلى بيروت تستمر نحو أسبوع، قبل نحو شهرين من موعد التجديد لقوات "اليونيفل" العاملة في الجنوب، يلتقي خلالها المسؤولين اللبنانيين. بعدبا: وابلغ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، لاكروا خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، مع وفد ضم قائد "اليونيفيل" في الجنوب الجنرال ارولدو لازارو، ان لبنان متمسك ببقاء "اليونيفيل" في جنوب لبنان لتطبيق القرار 1701 بالتعاون مع الجيش اللبناني الذي سيواصل انتشاره في الجنوب وتنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل اليه في تشرين الثاني الماضي بكافة مندرجاته. وأشار الرئيس عون الى ان المحافظة على الاستقرار في الجنوب امر حيوي ليس للبنان فحسب بل لدول المنطقة كلها، ودور "اليونيفيل" أساسي في المحافظة على هذا الاستقرار، لافتا الى ان التعاون بين الجيش اللبناني والقوات الدولية ممتاز، معربا عن امله في ان تتمكن الدول الممولة لمهمات السلام الدولية من ان توفر التمويل اللازم لعمل "اليونيفيل" كي لا تتأثر سلبا القوات الدولية العاملة في الجنوب، لافتا الى ان لبنان سيجري اتصالات مع الدول الشقيقة والصديقة في هذا الاتجاه. وشدد الرئيس عون على ان لبنان يقوم بكل ما التزم به في ما خص تطبيق القرار 1701 ومتمماته، لكن استكمال انتشار الجيش حتى الحدود يتطلب انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي التي تحتلها وإعادة الاسرى اللبنانيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية، إضافة الى وقف الاعمال العدائية التي تستهدف الأراضي اللبنانية بشكل دائم. من جهته، اكد لاكروا ان "اليونيفيل" مستمرة في أداء مهامها على رغم الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة، لافتا الى ان طلب الحكومة اللبنانية بالتمديد للقوة الدولية هو موضع درس من الأمم المتحدة والدول الأعضاء في مجلس الامن وثمة وجهات نظر مختلفة في ما خص دور "اليونيفيل" ومهامها يجري العمل على التقريب في ما بينها للتوصل الى اتفاق في هذا الصدد قبل حلول موعد التمديد نهاية شهر اب المقبل.

وشدد لاكروا على ان الأمم المتحدة تدعم لبنان في المطالبة باستمرار عمل "اليونيفيل" لا سيما وان التنسيق بينها وبين الجيش اللبناني يجري بانتظام. وفي نهاية الاجتماع، منح الرئيس عون قائد "اليونيفيل" الجنرال لازارو وسام الأرز الوطني من رتبة كوموندور تقديرا للدور الذي لعبه خلال توليه قيادة القوات الدولية العاملة في الجنوب، وذلك لمناسبة انتهاء مهامه وقرب مغادرته لبنان. وقال الرئيس عون للجنرال لازارو خلال تعليق الوسام: "ان لبنان رئيسا وشعبا يقدر كل ما بذلته خلال قيادتك لليونيفيل على رغم الظروف الصعبة التي مر بها لبنان عموما وجنوبه خصوصا. لقد واجهتم كل الصعاب وكل الحروب وكنتم دائما الى جانب الجيش اللبناني." ورد الجنرال لازارو شاكرا للرئيس عون مبادرته وقال:" كنت سعيدا في عملي مع لبنان، وكانت تجربة مهمة وناجحة، واحفظ للبنانيين كل المودة والصداقة". عين التينة: كما استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، لاكروا والوفد المرافق بحضور لاثارو ومستشار رئيس المجلس النيابي علي حمدان، حيث تناول اللقاء تطورات الأوضاع العامة في لبنان ومهام قوات اليونيفل والتمديد لها لولاية جديدة.

 الرئيس بري توجه في مستهل اللقاء بالشكر والتقدير للواء لاثارو على الجهود التي بذلها طيلة توليه مهامه كقائد لقوات الطوارئ الدولية لتنفيذ القرار الأممي 1701 ، وتعزيز أواصر التعاون والصداقة بين جنود اليونيفل وأبناء الجنوب ، متمنياً له التوفيق والنجاح في مهامه الجديدة.

وأكد الرئيس بري تمسك لبنان بالشرعية الدولية من خلال إستمرار قوات اليونيفل العاملة في جنوب لبنان وأهمية دورها في مستقبل لبنان وأمنه وإستقراره وإستقرار المنطقة ، ودور هذه القوات في رعاية إتفاق الإطار المتصل بالحدود البحرية كما إتفاق وقف النار الأخير الذي تواصل اسرائيل خرقه يومياً وتستمر بإحتلالها لأجزاء من الاراضي اللبنانية في الجنوب.  وشدد الرئيس بري أمام لاكروا على أن لبنان متمسك بأن يبادر المجتمع الدولي ومجلس الأمن الى التمديد لهذه القوات لولاية جديدة.

الخارجية: الى ذلك، استقبل وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي لاكروا ولاثارو، والوفد المرافق، وجرى عرضٌ للأوضاع في جنوب لبنان وعمل اليونيفيل ومسألة تمديد ولايتها المرتقب في شهر آب المقبل. وأكد الوزير رجّي تمسك لبنان ببقاء اليونيفيل وبدورها المهمّ في تحقيق الاستقرار وتثبيت الهدوء في الجنوب، وشدد على أهمية التمديد لها من دون إدخال أي تعديلات على ولايتها. كما أكد إدانة لبنان أي اعتداء اسرائيلي يستهدف القوات الدولية، ورفضه أي تعرّض لعناصرها من قبل لبنانيين وهو أمرٌ قيد المتابعة من السلطات اللبنانية لمحاسبة المعتدين وسوقهم الى العدالة.

وأعرب الوزير رجّي كذلك عن شكر لبنان وتقديره للجنرال لاثارو على الدور الكبير والجهد الذي قام بها لصالح لبنان خلال فترة توليه قيادة اليونيفيل. فيما شكر الجنرال لاثارو لبنان وحكومته ووزارة الخارجية والمغتربين على الدعم الذي قدّموه له ليتمكن من تأدية مهمته.

من جهته، أكد لاكروا أهمية التمديد لقوات اليونيفيل واستمرار تمويل قوات حفظ السلام، وأشاد بالتعاون والتنسيق الكبيرين بين القوات الدولية والجيش اللبناني في جنوب لبنان في سبيل تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701، وبالدور المهم الذي يقوم به الجيش اللبناني لتعزيز انتشاره في الجنوب وحصر السلاح بيده.

في السراي: من جهته، استقبل رئيس مجلس الوزراء، القاضي نواف سلام، اليوم في السراي الحكومي،  لاكروا، يرافقه  لازارو. وأشار الرئيس سلام إلى أن وجود اليونيفيل يشكل عاملًا أساسيًا في دعم الاستقرار في لبنان عمومًا، وفي الجنوب خصوصًا، معربًا عن أمله في أن يتم تجديد مهمتها في أقرب وقت ممكن، لافتًا إلى أن الدولة اللبنانية بصدد تقديم طلب رسمي للأمم المتحدة بهذا الشأن. كما أكد رئيس الحكومة أهمية المحافظة على الاستقرار في ظل الظروف الراهنة، مكرراً ضرورة منع زج لبنان أو توريطه في المواجهة الإقليمية الدائرة، ومشيرًا إلى أن الجيش اللبناني مستمر في توسيع انتشاره في مناطق الجنوب، التزامًا ببسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها، وتنفيذ القرار ١٧٠١. من جهته أكد لاكروا أن الأمم المتحدة تدعم مطالبة لبنان باستمرار عمل اليونيفيل وأن التواصل مستمر مع الجهات المعنية للوصول الى اتفاق بشأن تمديد ولايتها.

 

سوريون ولبنانيون منهكون من الحرب يراقبون الصواريخ تتطاير في الصراع الإسرائيلي - الإيراني

استياء سوري من التدخل الإيراني العنيف لدعم الرئيس السابق... لكن أيضاً من توغلات إسرائيل وضرباتها الجوية

دمشق: «الشرق الأوسط»/18 حزيران/2025

في حديقة مطلة على دمشق، أمضى خلدون حلاق، البالغ من العمر 25 عاماً، الأمسيات القليلة الماضية مع أصدقائه، يشربون المتة، ويتناولون المكسرات، ويدخنون النرجيلة، ويراقبون السماء بحثاً عن الصواريخ وهي تحلّق فوق رؤوسهم. قال حلاق لوكالة «أسوشييتد برس»: «لقد مررنا بـ14 عاماً من الحرب، وهذه هي المرة الأولى التي لا علاقة لسوريا بها، ونحن مجرد متفرجين». ومنذ أن شنت إسرائيل وابلاً من الضربات على إيران الأسبوع الماضي، وردت إيران بهجمات صاروخية وطائرات مسيَّرة ضد إسرائيل، كانت الدول المجاورة في مسار هذه الضربات. خارج نطاق هذه الضربات، سقطت صواريخ وطائرات مسيَّرة في سوريا ولبنان والعراق؛ ما أدى إلى إتلاف منازل وتسبب في حرائق، وأسفر عن مقتل امرأة في سوريا. لكن هذه الدول لم تُجرّ حتى الآن مباشرةً إلى الصراع - الذي أودى بحياة 224 شخصاً على الأقل في إيران و24 في إسرائيل حتى يوم الثلاثاء - ويأمل الكثيرون من شعوبهم المنهكة من الحرب أن يبقى الأمر على هذا النحو.

في لبنان، الذي لا يزال يعاني آثار حرب العام الماضي بين إسرائيل وجماعة «حزب الله» المسلحة، أظهرت مقاطع فيديو انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي محتفلين يرقصون ويشربون على أسطح المنازل، بينما تومض المقذوفات في السماء في الخلفية. كان فراس مقصد، المدير الإداري لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة «أوراسيا»، وهي منظمة استشارية للمخاطر مقرّها نيويورك، يزور لبنان عندما اندلع الصراع، وكان يحضر حفل زفاف عندما بدأ موكب من الصواريخ يضيء السماء بينما كان منسق الموسيقى يعزف أغنية الديسكو الشهيرة «أعطني! أعطني! أعطني! (رجلاً بعد منتصف الليل)» لفرقة «آبا». نشر مقطع فيديو للمشهد انتشر على نطاق واسع. وقال مقصد: «بالتأكيد، يشعر معظم الناس في لبنان وسوريا أيضاً بالرضا الشديد لكونهم خارج نطاق هذا». لم يعد الأمر محط الأنظار، بل شعور بالراحة. بالنسبة للبعض في المنطقة، هناك أيضاً قدر من الشماتة عند مشاهدة الجانبين يتبادلان الضربات.

مثل سوري

هناك تعبير سوري يُترجم حرفياً إلى «ناب كلب في جلد خنزير». ويعني ذلك أن شخصين يُنظر إليهما على أنهما حقيران يتقاتلان. وقد ظهرت هذه العبارة بشكل متكرر على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث عبّر السوريون عن مشاعرهم تجاه الصراع الإسرائيلي - الإيراني. وكان السوريون قد استاءوا من التدخل الإيراني العنيف لدعم الرئيس السابق بشار الأسد خلال الحرب في البلاد، لكنهم غاضبون أيضاً من توغلات إسرائيل وضرباتها الجوية في سوريا منذ سقوط الأسد. كما يتعاطف السكان السوريون ذوو الأغلبية السنية على نطاق واسع مع الفلسطينيين، خاصة مع المدنيين الذين قُتلوا ونزحوا بسبب الحرب المستمرة في غزة. قال أحمد الحسين (18 عاماً)، من دمشق، والذي كان يجلس في حديقة مع أصدقائه ينتظرون رؤية الصواريخ تمر فوق رؤوسهم ليلة الاثنين: «الله يهدي الظالمين لبعضهم بعضاً. أتمنى أن يستمر هذا. لقد تضررنا من كليهما». وأكد حلاق هذا الشعور. وقال: «في كل مرة نرى فيها صاروخاً ينطلق، نقول: الله يصبّ البنزين على هذا الصراع». «إذا أصيب أحد الجانبين، فسنكون سعداء، وإذا أصيب الجانب الآخر، فسنكون سعداء أيضاً. لن نغضب إلا إذا كان هناك مصالحة بينهما». في لبنان، حيث أسفرت حرب إسرائيل و«حزب الله» العام الماضي عن مقتل أكثر من 4000 شخص، بينهم مئات المدنيين، وخلفت دماراً في مساحات واسعة من جنوب وشرق البلاد وفي الضاحية الجنوبية لبيروت، يرى البعض الانتقام في لقطات المباني المدمرة في تل أبيب. «حزب الله» لا يزال هادئاً إلى حد كبير. أنهى اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة في آخر حرب بين إسرائيل والحزب نوفمبر (تشرين الثاني). ظلت الجماعة المسلحة اللبنانية - التي فقدت الكثير من قياداتها العليا وترسانتها في الصراع - هادئة إلى حد كبير منذ ذلك الحين، ولم تُبدِ أي إشارة إلى نيتها الانضمام إلى المعركة بين إسرائيل وإيران.

محور إيران

قال حسين الوليد (34 عاماً)، وهو عامل لحام في مدينة صيدا الساحلية الجنوبية: «بالطبع أنا ضد الاحتلال الإسرائيلي، وإيران دولة إسلامية تقف في وجهه».وعلى الرغم من المشاهد الدرامية للمباني التي تحولت أنقاضاً في إسرائيل، فقد تعرضت طهران ومدن إيرانية أخرى لقصف أشد - ولا يزال من الممكن جر دول إقليمية أخرى، بما في ذلك لبنان، إلى الصراع.قالت كارولين روز، مديرة معهد «نيو لاينز» للأبحاث ومقره واشنطن، إنه بينما يبدو «واضحاً أن الوكلاء المدعومين من إيران في جميع أنحاء المنطقة - وخاصة (حزب الله) - لا يملكون القدرة» على دخول المعركة، فإن إسرائيل قد تقرر توسيع نطاق هجومها إلى ما هو أبعد من إيران. كان أحد الأهداف التي أعلن عنها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، هو القضاء على «محور الإرهاب» الإيراني - وهو تحالف الجماعات المسلحة المدعومة من طهران في جميع أنحاء المنطقة والمعروف باسم «محور المقاومة»

 

تحذير لانه فترة السماح صارت مسألة ايام:

ندين بركات/موقع أكس/18 حزيران/2025

تعيين بنت نبيه_برّي سفيرة بلندن بعد ما كانت بقطر مش كارثة عالشعب اللبناني. لكن اياكم والتالي:

تعيين القذر زاهر_حمادة مدعي عام مالي.

تجديد ل #وسيم_منصوري نائب حاكم مصرف لبنان

سيطرة فؤاد_السنيورة الحرامي على لجنة الرقابة عالمصارف

جنبلاط والحرامي وجدي بو حمزة بيسمّوا نايب حاكم درزي؟ ليش؟ كمان ملفه موجود.

السنيورة بدو يلاقي مطرح لمازن سويد، ليش؟

@BankDuLiban

 مش ملك عصابة الحراميي بقى!

كل شي عم ينطبخ تحت الطاولة معروف، التذاكي بلاه.

تفرّجوا على ايران وتعلّموا …

زاهر_حمادة ادّعى على شارل شرتوني وطيّره من البلد لانه مؤيّد للسلام.

دخلكم نبيه برّي شو عم يعمل بموضوع السلام؟

شارل_شرتوني مش مبطوح بواشنطن ليمشّي السلام متل نبيه برّي.

مشّونا وخلونا ساكتين. 

 

 نظام متوحش

طوني بولس/موقع أكس/18 حزيران/2025

 تحت ذريعة "العمالة لإسرائيل"، تُنفّذ إيران يوميًا إعدامات جماعية بحق العشرات من أبنائها، دون محاكمات عادلة، ودون احترام لأبسط قواعد حقوق الانسان بالدفاع.  لا قضاء مستقل، لا محامين، لا شفافية… فقط مشانق وأحكام مسبقة تنفذها سلطة أمنية متوحشة تريد إسكات أي صوت معارض.

 هذه ليست دولة، بل آلة قمع شمولية توتاليتارية لا تعترف بالتعددية ولا بالرأي الحر. نظام يخاف حتى من همسة اعتراض أو فكرة مغايرة.  ما يُسمّى نطام "الثورة الإسلامية" لا يمتّ للإسلام بصلة. الإسلام الحقيقي دين رحمة وعدل وإنصاف، لا دين مشانق وسجون وتعذيب.  هذا النظام هو عدو لكل الشعوب، لكل الأديان، لكل إنسان حر… إنه نظام إجرامي قائم على الدم والكراهية وترويع البشر.

 

عدوي.. وابن بلدي..

حسن أحمد خليل/موقع أكس/18 حزيران/2025

انا اعرف عدوي وافهم عداوته لي.. واتعايش مع العداوة.. واحاربها..  لكنني لا أفهم، ولن اتأقلم مع ابن بلدي، الذي سامحته مرات ومرات على جهله وانانيته، والذي بات اليوم يتمنى لي  الترحيل أو القتل والموت على يد عدوي.. وعدوه.. ولم يكتشف يوما ما، لا ماضيا ولا حاضرا، ولا مستقبلا، انه قد يلقى نفس ما يتمنى لي، لأنه غبي.. والغبي لا يتعلم..  بات هذا الحقير الخسيس السافل السافه السفيه التافه النذل الرذيل المجرم، يخرج علنا في الاعلام يعبر عن عنصريته وكراهيته وحقده ونرجسيته..

عدوي.. عدوي..  لكني لن اسامح ابدا  ابن بلدي.. ولن تسامحه عظامي في لحدي..  لعنة الله والسماوات والانبياء عليك الى يوم القيامة..

 

من ينقذ كسروان؟

بيتر جرمانوس/موقع أكس/18 حزيران/2025

لم تعد كسروان تشبه نفسها. تلك المنطقة التي كانت تُلقّب بـ"قلب لبنان" أصبحت اليوم ضحية الإهمال، وساحة فوضى عمرانية وإجتماعية ومعيشية. إذا أراد ابن غزير الوصول إلى الكسليك، فعليه أن يخصّص ساعة على الأقل لهذا "العبور"، كأننا نتحدث عن طريق دولي بين قارتين لا عن طريق ساحلي يربط بلدات متجاورة. الشريان الحيوي الذي يربط بيروت بالشمال بات عائقاً أمام حركة أبناء كسروان أنفسهم، في ظل غياب أي رؤية جدية لحل أزمة السير المستفحلة. أما جونية، لؤلؤة الساحل اللبناني، فقد تحوّلت إلى ضحية محاريب إسمنتية ومجارير تُرمى بلا رحمة في أجمل خلجان المتوسط، تشوّه البحر والمنظر وتقتل ما تبقى من طموح سياحي أو بيئي. وفي المعاملتين، باتت العائلات الكسروانية تعيش تحت وطأة الفوضى. "بيع الهوى المتفلّت" من الملهى إلى الشارع، حوّلت المنطقة إلى شبه غابة، تسودها الفوضى وتغيب عنها الدولة، فيما يزداد نزوح العائلات منها يوماً بعد يوم. كازينو لبنان، الذي كان يوماً أفخم كازينو في الشرق، أصبح مرآة لفشل الدولة. لم يعد وجهة للنخبة، بل مرتعاً لسائقي الأجرة والحالمين بالثراء السريع، كثيرون منهم ينتهون ضحايا للإدمان على القمار. من ينقذ كسروان من هذا الموت البطيء؟ من يعيد إليها الحياة الكريمة بعدما كانت رمزاً للجمال والازدهار والثقافة؟

كسروان لا تحتاج إلى شعارات. تحتاج إلى خطة. إلى قرار. إلى رجال دولة. فهل من مجيب؟

 

رسالة مفتوحة من هنري زكريا إلى إلى غبطة البطريرك الماروني

موقع أكس/18 حزيران/2025

إلى غبطة البطريرك الماروني، رئيس جبل لبنان، الجالس على كرسي أنطاكيا البطرسي، سلامٌ من القلب، سلام ابنٍ لا يكتب من رغبة في المواجهة، بل من وجع الصمت. من حبٍّ للأمة، لا من كرهٍ لرجالها. من وفاءٍ لجبل لبنان، لا من عداءٍ لبكركي.

غبطة السيد، كنتم، تاريخيًا، أكثر من رأس كنيسة. كنتم زعماء أمة. البطريرك الماروني كان حارس الإيمان والأرض والكرامة. أسلافكم ماتوا شهداء، لم يُشتروا ولم يُساوموا. عاشوا بين الناس، لا بينهم وبينهم. حملوا صليب شعبهم ولم يضعوه أبدًا.

أولئك البطاركة أعطوا الأرض لمن فلحها، فتحوا الأديرة للفقراء، ونظّموا شؤون الأمة بالعدالة والمحبّة. كانوا مع الشعب، لا مع زوّار البلاط. أما أنتم اليوم، فقد سلّمتم صرح بكركي لوافدين إلى المارونية لم يُولدوا من ترابها ولا من دمها. استبدلتم صوت زخيا، وحنا، والياس، بأسماء وافدة كفرنجية، والخازن، وضو، وغيرهم من تجار الهوية الذين لم يحملوا يومًا وجع الأمة، بل حملوا مفاتيح المكاتب والصفقات والولاءات.

غبطة البطريرك، حين تقيمون مهرجانات التمجيد لهؤلاء، وتستقبلون الوفود الرسمية وتتجاهلون الجياع، فإنكم تمسحون بيدكم ذاكرة كنيسة شهدت على الاستشهاد والمقاومة والصلاة في قلب الجوع.

هل تعلمون أن أكثر من نصف موارنة لبنان اليوم يعانون من الجوع؟ هل تعلمون أن آلاف الشباب هاجروا دون أن يعرفوا أين سينامون؟ هل تعلمون أن بعضهم اضطر أن ينام في محطات القطارات، وفي زوايا المطارات، وعلى أرصفة الغربة؟

هل تعلمون أن بعض أبناء أمتنا عاشوا لسنوات على المساعدات الاجتماعية في البلاد التي هاجروا اليها؟ ثم تقولون أنكم “سعيدون لأن هناك من يستقبلهم”. نحن لا نطلب منكم أن تفتحوا لنا الأبواب في الخارج، بل أن تحموا لنا البيت في الداخل.

غبطة السيد، أنتم لم تعودوا تسمعون صوت الأمة، ولا أنين أهلها، ولا بكاء أمّهاتها. بل اخترتم أن تُحاطوا بغلمان قصور العرب، أولئك الذين يهمّهم أن تُدار بكركي كقصر ضيافة لا كقلعة صمود.

اسمعني جيدًا يا سيدنا، لن أسمح بسقوط أمتي، لأن راعيها قرّر أن يُسلّم صرحها لمن لا يفقهون معنى وجعها.لن أقف مكتوف اليدين. ولن أكمم صوتي. ولن أقول بعد اليوم: “معليش، هيدا البطريرك”. من الآن وصاعدًا، قررت أن أقول ما يجب أن يُقال، مهما كلّف.

لن أقبل أن يُمحى وجه أمّتي، ولن أقبل أن يتحوّل البطريرك إلى شاهد زور على ذلّنا. غبطة البطريرك، الأمة التي مات رجالاتها كي تبقى، لن تسقط لأن راعيها غفا في حضن البلاط.

سلام، من ابنٍ لم يبع هويته، ولن يبيع أمّته.

 

تغريدات مختارة من موقع أكس

تغريدات مختارة لليوم 18 حزيران/2025

افيخاي ادرعي

https://x.com/i/status/1935293992846967120

خلافًا لكل الشائعات الكاذبة التي يروّج لها الذباب الإيراني: ها أنا هنا، حيٌّ أُرزق...

ولكل من روّج، أشاع، وتمنّى العكس، أقول: ارتاحوا – لست ممن يُهزم بشائعة، ولا ممن ينكسر بأمنية.

وللرد على هؤلاء، استخدمت نفس أسلوب إحدى المشعوذات… طارحًا سؤلًا عن مستقبل "محور الشر" – وكان

 

 جوزف زخور

وزير الاقتصاد عامر البساط لم يعد حتى الان احياء مجلس الضمان التحكيمي، وهو محكمة مجانية تفصل في شكاوى المتضررين ضد شركات التأمين على السيارات و الاستشفاء دون رسوم قضائية او محاماة

كما ان لجنة الشكاوى ضد الشركات الملحقة بلجنة مراقبة هيئات الضمان معطلة عن العمل منذ ٥ سنوات

 

 فادي شهوان

على ايران الاستسلام ، هل كلام الرئيس #ترامب يعني ان باب التفاوض قد اقفل ؟ الساعات المقبلة ستحمل الكثير من المفاجآت والتطورات. #الحرب_الإسرائيلية_الإيرانية

 

شارل جبور

نكرِّر مع الأستاذ وليد عبود: "حلّوا عنّا" وحلّوا عن سما هيدا البلد الذي دمرتموه بحروبكم الإيرانية ومشاريعكم الظلامية. كل التضامن مع الأستاذ وليد، والهدف من هذه الحملة محاولة ترهيب وزير الإعلام الذي، وفقا لمعرفتي، لا يخضع للترهيب. كلمة وليد تمثِّل صورة لبنان وحلم شعبه بأمن وسلام.

 

علي الامين

مسؤول ايراني يقول إن حزب الله سيتدخل اذا شاركت اميركا في الحرب. على الحكومة ان تسارع الى استدعاء السفير الإيراني لابلاغه برفض لبنان هذه التصريحات. اما الحزب الذي دفع لبنان الى كارثة الحرب،  مستعد بنظر طهران تدمير ما تبقى من لبنان في سبيل ايران

 

روي. أرض الأرز

وليد_عبود...بسببن كتم صوتك! بسبب شعاراتن وادعاءاتن وسياساتن الغبية كتم صوتك! بسبب تعويمن للحزب كتم صوتك! بسبب جبنن انت قلت يللي ما بيتجرأ قائد وزعيم يقولو، كرمال هيك دايما كلمتنا كبش المحرقة. بس يا وليد الحرية اقوى من نفاقكن. لا تصدق قايد او مسؤول او زعيم بيتضامن

معك! كلمتنا الأقوى

 

نانسي اللقيس

اغتيال الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد لم يكن حادثاً عرضياً، بل قراراً متعمداً من نظام ولاية الفقيه. الرجل خرج عن طوعهم، وفضح فسادهم، وهدد المنظومة من داخلها، فكان مصيره الرصاص. هكذا يتعامل النظام مع كل من يتمرّد على قدسيته المزيفة.

 

 نانسي اللقيس

https://x.com/i/status/1935173335140225527

***كلام الإعلامي المخضرم #وليد_عبود يُمثلني ويمثل كل لبناني حر:

حلّوا عنّا أنتم، ومسيراتكم، وصواريخكم، ومرشدكم، وإيرانكم.

نعم أيها الأحرار، نريد وطناً حرّاً، لا وصاية فيه، ولا سلاح فوق سلطة الدولة.

شكراً وليد عبود، شكراً لوطنيتك، شكراً لهذا الحضور الراقي والنبيل.

*** كما قلت سابقًا، هذا وقت سلام الشعوب، لا سلام الحكومات.

الشعوب تريد أن تعيش، لا أن تُدفن مع مشاريع السلاح.

تريد أن تُحب، تبني، تسافر، تحلم... لا أن تُختزل في معركة لا تشبهها.

نريد السلام للبنان، لأننا لسنا مجبرين على حمل قضايا الكوكب، ولا على دفع ثمن الصراعات التي لا نملك فيها لا رأيًا ولا خيارًا.

 

روي. لبنان أرض الأرز

طبول الحرب العالمية تقرع في العالم

وطبول الانتصارات البلدية تقرع في لبنان

اي لعنة مني بها لبنان

أي عار فرض على المسيحيين في هذا الوطن! أي خزي وخيبة

اقرعوا طبولكم لجريمة تزوير ادوية سرطان هزت أصدقاءنا في العالم ولم يرف لكم فيها جفن!

انتم عار

 

غسّان شربل

***ترمب رجل أعمال يخفي جنرالا تحت ثيابه.

*** يحذر خامنئي اميركا من التدخل العسكري. يعرف انها الوحيدة القادرة على كسر التوازن وحسم نتيجة الحرب.

***بماذا يشعر خامنئي حين يقرأ تصريحا لترمب يطالب فيه ايران ب”استسلام غير مشروط"؟

 

منشق عن حزب الله

لن يهدأ غضبنا تجاه إيران إلا بهزيمة النظام وتغييره، وتدمير الحرس الثوري الإيراني، وقطع رأس الأفعى #خامنئي ولمن يزعم أن النظام في إيران إسلامي، نقول: نشك في إسلامك أنت، لأنك تعلم جرائم هذا النظام وتصدير ثورة الخميني التي أذاقت المسلمين ويلات الإجرام .

 

مازن غريب

على قدر ما استطاع البابا فرنسيس أن يغيّر كلمة واحدة في العقيدة والثوابت والتقليد والتعاليم، سيتمكن البطريرك الراعي من تغيير حرف واحد من انتمائنا وهويتنا.

نأسف ان يتحول من بطريرك نظام الحياد واللامركزية الموسعة، إلى راعٍ لموائد الشوربة... ومؤتمرات العَوْرَبَة. على كل حال، لكل زمنٍ بطريركه...وهذا الزمن إلى أفول.

 

 علي حماده

https://x.com/i/status/1935022324840796261

فيديو - تحديث اليوم الخامس

ترامب لايران: ليس امامكم سوى الاستسلام غير المشروط

١- انهيار الدفاعات الايرانية

٢- ترامب يقول : لدينا (اميركا واسرائيل) سيطرة كاملة و شاملة على سماء ايران

٣- واشنطن : ايران امام خياري تدمير البرنامج النووي و تفكيك الفصائل في المنطقة او مواجهة حرب

 

 علي حماده

https://x.com/i/status/1935184681047064824

فيديو- اسرائيل-ايران :اليوم ٦

تحديث صباحي ماذا حصل ليلا؟

 ١- بعد اجتماع مجلس الامن القومي الرئيس ترامب لم يتخذ قرارا بالمشاركة. 

٢- شبكة "آي بي سي " الاميركية : ٢٤ /٤٨ ساعة حاسمة للحرب

٣- ايران نجحت لليوم الثاني في ابقاء ملايين الاسرائيليين في الملاجئ . صاروخ "فتاح" الثقيل يتجاوز طبقات الدفاع الجويّ

٤- ترامب يلمح الى ان سلامة المرشد الايراني بيده. و يقول ان السيطرة الكاملة الشاملة  على سماء ايران.

 

فارس سعيد

***كشفت حرب ايران-إسرائيل "المستور" في لبنان

١-شلل سلاح حزب الله و كأنه غير موجود

٢-بين ايران و إسرائيل غالبيّة السنّة مع "اللعب الحلو"

٣-نكران مسيحي مقصود للحرب و استمرار "حروب "البلديات و الاتحادات البلديّة كأنّ ما يجري لا يعنيهم

٤-موقف "جوهرجي" للسلطة التي تتجنبّ استفزاز حزب الله

*** لم يلحظ الاتفاق الروسي-الإيراني كانون الثاني ٢٠٢٥ التدخل فوراً ضدّ البلد الذي يعتدي على ايران او روسيا…فقط عدم مساعدة الدولة المعتدية ايران متروكة لوحدها حتى الساعة

***امامنا مرحلة صعبة

١-لن يرضخ الثنائي الشيعي بسهولة إلى الدولة وًسيحاول فرض شروطه في كل مجالات بناء الدولة

٢-لا تتبلور حتى الآن معالم حالة سياسية سنيّة لبنانيّة وازنة تتولى الدفاع عن "لبنان اولاً"

٣-يعيش المسيحيون في محليّة قاتلة و سيسبقهم القطار لا محال

الامل في وعي السلطة

 

رياض قهوجي

مؤشرات قوية لقرب التدخل العسكري الأمريكي بمهمة محددة وهي تدمير موقعي نطنز وفوردو النووين، مما سينهي البرنامج النووي.

تراجع كبير بعدد الصواريخ البالستية بالموجات التي تطلقها ايران على إسرائيل مما يؤشر لتراجع قدرات طهران نتيجة السيطرة الجوية الاسرائيلية التي تقلص مخزون ايران من الصواريخ نتيجة قصف منصات الإطلاق ومخازن الصواريخ

المرجح انتهاء الحرب بسرعة اكبر مما كان متوقع.

 

د. أحمد ياسين

الخامنئي مقتول وخطابه المركب اليوم أكّد ذلك!

الكلمة التي طال انتظارها للمرشد الإيراني #خامنئي تبيّن أنها كلمة صوتية مع صورة جامدة له فقط!

فلماذا لم يخرج بكلمة متلفزة؟ ولماذا نزعت صلاحياته لصالح قيادة الحرس الثوري لإدارة المعركة يوم أمس؟إحتمالان لا ثالث لهما، إما أنه مقتول ويريدون إخفاء ذلك عبر خطاب صوري مقلّد بصوته كي لا تنهار الدولة والحرس هو من يدير الآن.. وإما أنه حيّ وهارب والنظام انهار لدرجة أنه لا يستطيع حماية قائده فأصبح يطلق تسجيلات صوتية كما كان يفعل زعماء القاعدة سابقاً..

وفي الحالتين لا يمكن القول إلا أن النظام الإيراني في سقوط حرّ ومسألة إعلان الإستسلام هي مسألة وقت لا أكثر..

 

فيصل نصولي

أهذا هو المشروع الكارثي الذي أراده ميشال عون لمسيحيي لبنان؟

أراد جرّهم إلى أحضان محور كرتوني،

وقطعهم عن تاريخهم، عن عمقهم العربي، عن العالم،

ليحوّلهم إلى رهائن في خدمة ملالي طهران ومغامرات حزبٍ دمّر لبنان؟

******************************************

في أسفل رابط نشرة الأخبار اليومية ليومي 18-19 حزيران/2025/

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 18 حزيران/2025

/جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/2025/06/144355/

ليوم 18 حزيران/2025

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For June 18/2025/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/2025/06/144358/

For June 18/2025/

**********************
حسابي ع التويتر/ لمن يرغب بمتابعتي الرابط في أسفل

https://x.com/EliasYouss60156

My Twitter account/ For those who want to follow me the link is below

https://x.com/EliasYouss60156

****

رابط موقعي الألكتروني، المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

https://eliasbejjaninews.com

Link for My LCCC web site

https://eliasbejjaninews.com

****

Click On The Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

*****

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا الرابط  https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

*****

حسابي ع التويتر/ لمن يرغب بمتابعتي الرابط في أسفل

https://x.com/EliasYouss60156

My Twitter account/ For those who want to follow me the link is below

https://x.com/EliasYouss60156

@followers

@highlight