المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 03 حزيران/لسنة 2025

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

في أسفل رابط النشرة

                http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2025/arabic.june03.25.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

عناوين النشرة

عنوان الزوادة الإيمانية

مَنْ يَخْدُمْنِي فَلْيَتْبَعْنِي. وحَيْثُ أَكُونُ أَنَا، فَهُنَاكَ يَكُونُ أَيْضًا خَادِمِي

عناوين مقالات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/مداهمة منزل الكاتب والصحافي اللبناني وسام سعادة ومصادرة هاتفه: عمل إرهابي مرفوض ومستنكر

 

عناوين أهم الأخبار اللبنانية

رسالة أبوية من الأخ ادمون الشدياق وزجته إلى ابنتهما في يوم زواجها: إلى ابنتنا الحبيبة سابين

رابط فيديو مقابلة من الضروري مشاهدتها (من موقع البديل) مع الباحثة والأكاديمية المميزة د. زينة منصور

أهم المواضيع التي تناولتها د. زينة منصور خلال مقابلتها مع موقع البديل

تحذير روبيو بشأن حرب أهلية سورية محتملة يضع لبنان على الحافة

عراقجي في بيروت... زيارة أبعد من مناسبة توقيع كتاب/مصدر رسمي: الزيارة غير منسقة مسبقاً وتحمل أهدافاً سياسية

لبنان يترقب حسم الموقف الأميركي بإعفاء أورتاغوس من مهامها/«الثنائي» يخشى ترحيل الإعمار لما بعد الانتخابات النيابية

وفد فلسطيني في بيروت لوضع آلية تسليم السلاح داخل المخيمات

شدّ حبال بين الفصائل الفلسطينية... وإصرار لبناني على إطلاق العملية

الممثلة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان تزور إسرائيل

سوريا تعيد فتح معبر العريضة الحدودي مع لبنان

تقرير: اعتقال عنصر من حزب الله في الجنوب بتهمة التجسس لصالح إسرائيل

خطة "منطقة بمنطقة" قد تُعتمد لنزع سلاح حزب الله

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

مصادر: زخم المفاوضات بين أميركا وإيران «يقترب من الانهيار»

مسؤول إيراني قال إن مُقترح الاتفاق الجديد الذي قُدّم إلى طهران «مفكك وغير واقعي

واشنطن تعرض على طهران «تخصيباً محدوداً» مقابل تعطيل المنشآت

تفكيك البنية التحتية الحيوية الخاصة بتحويل ومعالجة اليورانيوم

إيران ترفض عرض واشنطن النووي وتهاجم تقرير الطاقة الذرية

لقاء في القاهرة يجمع غروسي وعراقجي وسط تصاعد التوترات النووية

جولة مفاوضات روسية - أوكرانية ثانية في إسطنبول «تحت النار» دون نتائج مؤثرة/اتفاق على تبادل أوسع للأسرى... واقتراحان بوقف جزئي للقتال وعقد اجتماعات جديدة

إسرائيل تلوّح باغتيال 4 شخصيات جديدة من «حماس»القائمة ضمت حمدان والحداد وأبو زهري والحية

الوسطاء يبحثون "مخرجاً".. لمنع إفشال اتفاق غزة

إعلام عبري: مقتل 3 جنود بكمين لـ"القسام" في جباليا

إسرائيل لن ترسل وفداً للدوحة..و"الأمم" تدعو للتحقيق بمجزرة رفح

دمج "قسد" داخل الجيش السوري.. أعقد مما يبدو

انسحاب أمريكي مفاجئ من قاعدتين استراتيجيتين شرق دير الزور

أميركا تعطي الضوء الأخضر لضم مقاتلين أجانب إلى الجيش السوري

انقسام العلويين في سوريا: هيئة تشاورية جديدة وأزمة تمثيل

بورصة دمشق انطلقت..من يمنع رجال النظام من تبييض الأموال؟

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

إضرابات وتحرّكات مرتقبة بالشارع... هل نقترب من انفجار اجتماعي؟/عزة الحاج حسن/المدن

"معمودية حلم" سمير قصير...هل فاتنا قطار رؤيته في اليقظة؟/روزيت فاضل/المدن

رصاصتان/عقل العويط/فايسبوك

الحملة على سلام تتراجع: تضارب داخل الحزب؟/راغب ملي/المدن

الرهان الخاسر لترامب على بوتين/خيرالله خيرالله/العرب

إلى سمير قصير/عقل العويط/فايسبوك

مرّ 20 سنة على الثاني من حزيران يوم إغتيل سمير قصير وكان في ال45 من العمر /حنا صالح/فايسبوك

 التشابكات القاتلة للنظام الإيراني/د. شارل شرتوني/هذا بيروت

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

سلام بعد لقائه برّي: "أهلا وسهلا بمحمد رعد وبالحزب"

سوريا تنطلق ولبنان يتعثّر: من يطوّق حكومة سلام؟

الجيش يزيل علم غولاني ويعزّز انتشاره جنوبًا

إطلاق «لقاء اللبنانيين الشيعة»: مشروع سياسي مستقل لكسر الإحتكار

السيد محمد علي الأمين بيان «لقاء اللبنانيين الشيعة»، الذي أعاد التأكيد على أن الشيعة في لبنان هم شركاء في الوطن، وهويتهم وطنية أولاً، لا تُختزل بأي مشروع عابر للدولة.

المدن": 12 عضواً بلدياً في طرابلس يودعون استقالاتهم رسميًا

“أبو سليم” في بعبدا… عون: قطار بناء الدولة انطلق

من هو جويل رايبورن خليفة اورتاغس

ياسين_جابر وزير المالية، يطلب في كل مقابلة من اللبنانيين الذين يحتفظون بأموالهم في منازلهم أن يودعوها في النظام المصرفي.

 

تغريدات مختارة من موقع أكس

تغريدات مختارة لليوم 02 حزيران/2025

 

تفاصيل النشرة الكاملة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

مَنْ يَخْدُمْنِي فَلْيَتْبَعْنِي. وحَيْثُ أَكُونُ أَنَا، فَهُنَاكَ يَكُونُ أَيْضًا خَادِمِي

إنجيل القدّيس يوحنّا12/من26حتى30/:”قالَ الَرَبُّ يَسُوع : «مَنْ يَخْدُمْنِي فَلْيَتْبَعْنِي. وحَيْثُ أَكُونُ أَنَا، فَهُنَاكَ يَكُونُ أَيْضًا خَادِمِي. مَنْ يَخْدُمْنِي يُكَرِّمْهُ الآب. نَفْسِي الآنَ مُضْطَرِبَة، فَمَاذَا أَقُول؟ يَا أَبَتِ، نَجِّنِي مِنْ هذِهِ السَّاعَة؟ ولكِنْ مِنْ أَجْلِ هذَا بَلَغْتُ إِلى هذِهِ السَّاعَة! يَا أَبَتِ، مَجِّدِ ٱسْمَكَ». فَجَاءَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ يَقُول: «قَدْ مَجَّدْتُ، وسَأُمَجِّد».وسَمِعَ الجَمْعُ الحَاضِرُ فَقَالُوا: «إِنَّهُ رَعد». وقَالَ آخَرُون: «إِنَّ مَلاكًا خَاطَبَهُ». أَجَابَ يَسُوعُ وقَال: «مَا كَانَ هذَا الصَّوْتُ مِنْ أَجْلِي، بَلْ مِنْ أَجْلِكُم”.

 

تفاصيل مقالات وتغريدات الياس بجاني

مداهمة منزل الكاتب والصحافي اللبناني وسام سعادة ومصادرة هاتفه: عمل إرهابي مرفوض ومستنكر

الياس بجاني/29 أيار/ 2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/05/143756/

أفادت العديد من مواقع التواصل الاجتماعي اليوم بأنه تمّت مداهمة منزل الكاتب والصحافي اللبناني وسام سعادة من قبل الأجهزة الأمنية، ومصادرة هاتفه المحمول، تنفيذًا لقرار صادر عن القاضي فادي عقيقي.

نؤكّد بأنّ هذا الإجراء مرفوض ومستنكر، ويمثّل مسًّا مباشرًا بحرية الرأي والتعبير والعمل الصحافي في لبنان.

إنّ هذا التصرف إرهابي بكل المعايير، ويُشكّل انتهاكًا صارخًا للحقوق الأساسية التي كفلها الدستور اللبناني، وفي طليعتها حرية الصحافة والتعبير التي تُعدّ من الثوابت المقدّسة في أي نظام ديمقراطي سليم.

إنّ ملاحقة الصحافيين وأصحاب الرأي الحر، بدلًا من مساءلة الفاسدين والمجرمين والمتورطين في تقويض أسس الدولة، يُعبّر عن انحدار مقلق في سلّم الأولويات القضائية والأمنية، علمًا أن وسام سعادة يُعدّ من الكتّاب اللبنانيين المعروفين بثقافتهم، ونزاهتهم، وفكرهم النقدي البنّاء. وبالتالي، فإنّ هذا الاعتداء القضائي السافر عليه ليس فقط اعتداءً على شخصه، بل رسالة تهديد لكل صوت حر يجرؤ على قول الحقيقة في زمن بداية أفول الإرهاب والإجرام الإيراني المتمثل بعصابة حزب الله التابعة كليًا للحرس الثوري الإيراني.

إحقاقًا للحق وصيانةً للحريات، نطالب وزير العدل بوضع حد لممارسات القاضي فادي عقيقي، بل وبمحاكمته على الكثير من الافتراءات التي مارسها ولا يزال بحق كُتّاب وصحافيين وناشطين ومواطنين، دون وجه حق أو مسوّغ قانوني.

نؤكّد أن حرية الصحافة ليست وجهة نظر، بل ركن أساسي من أركان الحياة الوطنية والديمقراطية، وأن الاستمرار في هذا النهج القمعي الذي يمثّله القاضي عقيقي ومن يقف وراءه، لن يرهب السياديين وأصحاب الرأي الحر، ولن يُسكت الحقيقة، بل يُعرّي أكثر فأكثر محاولات إخضاع وطن الأرز لمنطق الترهيب وكمّ الأفواه.

نطالب بوقفٍ فوريٍ لهذه الممارسات، ومحاسبة كل من يسيء استخدام سلطته القضائية أو الأمنية، ونُعلن تضامننا الكامل مع الكاتب والصحافي وسام سعادة، ومع كل الأقلام الحرة التي ترفض الخضوع لمنطق وأدوات القمع والإرهاب والتطاول على مبدأ الحريات.

يبقى أن حرية الكلمة خط أحمر، ولبنان لا يُبنى إلا على الحرية والكرامة والعدالة.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

https://eliasbejjaninews.com

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل أهم الأخبار اللبنانية

رسالة أبوية من الأخ ادمون الشدياق وزجته إلى ابنتهما في يوم زواجها: إلى ابنتنا الحبيبة سابين

02 حزيران/2025

A Fatherly Message from Dear Edmond El-Chidiac and His Wife to Their Daughter on Her Wedding Day: To Our Beloved Daughter Sabine

https://eliasbejjaninews.com/2025/06/143844/

في عشية زفافك، يا ابنتنا العزيزة، تغمر قلوبنا مشاعر جياشة ونحن نسترجع الرحلة الرائعة التي أوصلتكِ إلى هذا اليوم.

منذ اللحظة الأولى التي احتضناكِ فيها، علمت أمك وأنا أن حياتنا قد تغيّرت إلى الأبد — لقد جلبتِ لنا الفرح، والضحك، ونورًا لم يخفت يومًا.

مشاهدتك تكبرين وتتحولين إلى المرأة الرائعة التي أنتِ عليها اليوم كانت أعظم هدية في حياتنا.

لقد ألهمتنا دائمًا بقوتك، وطيبة قلبك، ورقيك، والآن، وأنت تستعدين لبدء فصل جديد مع الرجل الذي امتلك قلبك، نقف أمامك بإعجاب وفخر.

غدًا ستسيرين معه يدًا بيد، ولكن لا تنسي أبدًا أنكِ ستبقين دائمًا ابنتنا الصغيرة — محبوبة إلى الأبد، ومقدّرة بلا حدود، ومحل فخرنا وإعجابنا العميق.

رسالة أبوية من الأخ ادمون الشدياق وزجته إلى ابنتهما في يوم زواجها: إلى ابنتنا الحبيبة سابين

 

رابط فيديو مقابلة من الضروري مشاهدتها (من موقع البديل) مع الباحثة والأكاديمية المميزة د. زينة منصور

02 حزيران/2025

أهم المواضيع التي تناولتها د. زينة منصور خلال مقابلتها مع موقع البديل

(تفريغ ونص وصياغة وترجمة إلياس بجاني بحرية تامة)

https://eliasbejjaninews.com/2025/06/143848/

1-تعرية بالوقائع والإثباتات لتردد وخوف وفشل الرئيسين عون وسلام في المهمة التي جيء بهما للقيام بها.

2-حقيقة كون جوزيف عون ابن ثلاثية جيش شعب مقاومة.

3-خطيئة عون وسلام في لعبهما المكشوف على شراء الوقت، وتعويمهما لمعادلة "جيش، شعب، حزب الله" المدمرة.

4-عمل سلام وعون تحت سلطة نبيه بري، الحاكم الفعلي للبنان، والمعطّل لقيام الدولة منذ 40 سنة.

5-حقيقة دور بري السلبطي والمهيمن والمذهبي والديكتاتوري.

6-فشل حكومة سلام غير المتجانسة حيث الغلبة فيها للثنائي الشيعي المحالف مع اليسار الغوغائي.

7-احتمالية عودة الحرب الإسرائيلية لإكمال إنهاء حزب الله عسكريًا جراء فشل الحكم في تنفيذ القرارات الدولية.

8-اتفاق الطائف "الإسلامي" الذي دمّر لبنان، وهجّر الدروز والمسيحيين وهمّشهم وضرب المكونات اللبنانية.

9-الغربة الكاملة بين قادة الدروز العاملين تحت سلطة بري وحزب الله ووجدان طائفتهم الشعبي.

10-ضرورة قيام كونفدرالية أو فيدرالية بعد فشل النظام اللبناني وعدمية اتفاق الطائف.

11-كذب وإنشائية البيانات الوزارية وخطابات القسم التي لا يصدقها اللبناني الوطني والسيادي.

12-واقع الانتخابات البلدية والاختيارية الأخيرة التي قاطعها 60% من اللبنانيين والتي أعادت وعوّمت الطبقة السياسية المحكومة من قبل الثنائية الشيعية.

الدور الخلفي للرئيس السنيورة في توجيه الرئيس سلام على خلفية الخوف من فتح ملفاته المالية.

13-مواقف غازي العريضي الخشبية والببغائية.

14-حقيقة تعيين حزب الله لغالبية النواب والرسميين والحكام من كل المذاهب تحت مسمى ووظيفة "ودائع".

 

رابط فيديو مقابلة من "موقع الهوية" مع الباحثة والأكادمية زينا منصور؟ تتحدى الجميع : لبنان الكبير خطا كبير والدروز اكثرية مبادة واحمد الشرع باع سوريا.

02 حزيران/2025

https://www.youtube.com/watch?v=4HhU_JjqQ-I

 

تقرير لليونفيل حول تنفيذ القرار 1701 بالتعاون مع الجيش

المدن/02 حزيران/2025

أعلنت قوّة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) اليوم الإثنين أنّها تواصل دعمها الفعّال لإعادة انتشار الجيش اللبنانيّ في منطقة عملياتها بجنوب لبنان، وذلك في إطار التعاون الوثيق والتنسيق المستمر بين الجانبين، بهدف تعزيز الاستقرار وخلق بيئة آمنة ومحميّة (Safe and Secure Environment-SASE) لكلٍّ من عناصر حفظ السّلام والسكّان المدنيين المقيمين شمال الخطّ الأزرق وعلى امتداده. وفي هذا السّياق، نفّذ القطاع الغربيّ في "اليونيفيل"، خلال الأسبوع الماضي وبالتعاون المباشر مع الجيش اللّبنانيّ، سلسلة عمليات ميدانيّة شملت مساعدات لوجستيّة وزراعيّة وخدمات إعادة إعمار، كان لها أثر مباشر في حياة السكّان المتضرّرين.

- طير حرفا: إزالة أنقاض منزلين مدمَّرين بمساندة لوجستيّة من "اليونيفيل".

-عيتا الشعب: نقل معدات من مزرعة دواجن إلى صور، ما سمح بإعادة إطلاق الإنتاج.

-يارون: تنظيف موقع تابع لمزرعة مواشٍ دعمًا للحركة الاقتصادية المحليّة.

-صلحا وراميّا: دوريات مشتركة حرثت وزرعت أراضٍ زراعية، ما أتاح للمزارعين العمل بأمان.

- ريشا: تركيب أنبوب مياه يربط خزان منزل مدمَّر ببركة عسكرية لتحسين خدمة المياه للسكان.

-بستان: الكتيبة الغانية أشرفت على تأمين سلامة المدنيين خلال تنفيذ مشروع بناء.

-أم التوت: إزالة أنقاض وحفر حفرة صحية لتحسين الواقع الصحي بدعم من دوريات اليونيفيل.

-عيتا الشعب: توثيق أضرار مدرسة مدمَّرة وسط حماية أمنية قدّمتها اليونيفيل خلال عمليات التفتيش.

-طير حرفا (مجدّدًا): الكتيبة الإيطالية رافقت الجيش اللبناني في أعمال تنظيف وتأمين الموقع.

وفضلاً عن ذلك، وفّرت اليونيفيل حماية للمزارعين في صلحا وراميّا أثناء عملهم في الحقول، وقد وجّه أحد أصحاب المشاريع الزراعية الصغيرة شكره علناً لليونيفيل على الدعم الحيوي الذي تلقّاه.

تعكس هذه الأنشطة التزام اليونيفيل والجيش اللبناني المستمر بتنفيذ القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدوليّ، وتعزيز الثقة بين القوات الأمنية والسكان المحليين. ويبرُز هذا التعاون الميداني كركيزة أساسية لضمان استقرار دائم وظروف معيشية أفضل في جنوب لبنان.

 

تحذير روبيو بشأن حرب أهلية سورية محتملة يضع لبنان على الحافة

هذا بيروت/02 أيار/2025

لم يمر تحذير وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو الأخير بشأن احتمال انزلاق سوريا إلى "حرب أهلية شاملة ذات أبعاد ملحمية" دون أن يلاحظه أحد. وقد دق هذا التحذير أجراس الإنذار ليس فقط داخل حدود سوريا ولكن أيضًا في لبنان المجاور، الذي لا يزال متوازنًا بشكل محفوف بالمخاطر على حبل اجتماعي سياسي هش. وجاء تحذير روبيو في أعقاب إعلان الرئيس دونالد ترامب الهام برفع عقوبات أمريكية كبيرة على سوريا، مما يمثل تحولًا زلزاليًا في السياسة الخارجية الأمريكية مع تداعيات يمكن أن تقلب اقتصاد لبنان المتعثر بالفعل ووضعه الإقليمي الهش. ومع تعليق القيود الرئيسية بموجب قانون قيصر والضوء الأخضر للكيانات الأمريكية والأجنبية للانخراط في معاملات مالية مع سوريا، يواجه لبنان الآن سيفًا ذا حدين: المناورة تفتح إمكانيات ومزالق يمكن أن يتردد صداها في كل جانب من جوانب مجتمعه. لقد خلق الوضع الهش للحكومة الانتقالية السورية، وخاصة بعد الإطاحة ببشار الأسد، بيئة غير متوقعة ذات عواقب تمتد إلى ما وراء حدود سوريا. ويعرب محللون في واشنطن عن قلق عميق من أن تجدد العنف سيؤدي إلى تفاقم التوترات القائمة عبر الأطر الأمنية والإنسانية والاقتصادية في لبنان.

التحديات التي تواجه الجيش اللبناني

عند دراسة الآثار المترتبة، يجب على المرء أن يدرك أن تصاعد العنف في سوريا من المرجح أن يؤدي إلى زيادة المناوشات عبر الحدود، لا سيما في سهل البقاع، حيث يحتفظ حزب الله بقاعدة نفوذ كبيرة. وقد تزعزع توقعات روبيو بشأن تصاعد المواجهات بين وحدات الجيش السوري وموالين للأسد استقرار الحدود اللبنانية، مما يزيد من الضغوط على نسيجه الاجتماعي الهش. وإذ يجد الجيش اللبناني نفسه عالقًا في هذا الاضطراب المتصاعد، فإنه يواجه مأزقًا صعبًا. وقد أكد مصدر مطلع على الجيش اللبناني أن أي تداعيات ناجمة عن عدم الاستقرار في سوريا قد تعيق عملياته بشدة، لا سيما في سعيه لتأمين الحدود الجنوبية والشرقية. ويعاني الجيش اللبناني من قيود على الموارد في سعيه للحفاظ على أمن حدودي فعال. كما أن الحدود الوعرة وغير المرسومة جيدًا بين لبنان وسوريا تزيد من تعقيد هذه التحديات، مما يجعل حماية المدنيين والتنسيق العسكري مهمة شاقة. ويضيف الدور المحتمل لحزب الله في هذه الرواية طبقة أخرى من التعقيد. ويحذر المحللون من التقليل من شأن نفوذ حزب الله، لا سيما بعد أن اتهمت وزارة الدفاع السورية الجماعة بتنفيذ هجمات عبر الحدود – وهي ادعاءات نفاها حزب الله. وعلى الرغم من التوترات الحالية، فإن حزب الله على استعداد لاستغلال الوضع لتأكيد قوته العسكرية، كما ذكرت حنين غدار، الزميلة البارزة في معهد واشنطن، "على الرغم من أن حزب الله ضعيف حاليًا، إلا أنه لم يُهزم، ويحتفظ بـ 53 مقعدًا في البرلمان اللبناني".

 

عراقجي في بيروت... زيارة أبعد من مناسبة توقيع كتاب/مصدر رسمي: الزيارة غير منسقة مسبقاً وتحمل أهدافاً سياسية

بيروت: يوسف دياب/الشرق الأوسط/02 حزيران/2025

يترقّب لبنان ما يحمله وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في زيارته المفاجئة إلى بيروت، خصوصاً أن القيادات اللبنانية غير مطلعة مسبقاً على ما يحمله رئيس الدبلوماسية الإيرانية. وفيما تفيد معلومات غير رسمية بأن الهدف الرئيسي للزيارة هو إقامة عراقجي حفل توقيع كتابه في بيروت، إلّا أنها تكتسب بعداً سياسياً؛ خصوصاً أن المسؤول الإيراني طلب مواعيد للقاء كلّ من رئيس الجمهورية جوزيف عون، ورئيس مجلس النواب نبيه برّي، ورئيس الحكومة نواف سلام، وستكون له لقاءات مع قيادة «حزب الله»، وربما قادة الفصائل الفلسطينية الحليفة لطهران.

كذلك تأتي الزيارة بالتزامن مع ما يحكى عن عراقيل تواجه الجولة الجديدة من المفاوضات الأميركية - الإيرانية، وإصرار طهران على المضي بتخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية، وارتفاع منسوب التهديدات الإسرائيلية بتوجيه ضربات عسكرية إلى إيران، حيث اعتبر مصدر رسمي لبناني، أن زيارة عراقجي «أبعد بكثير من مناسبة توقيع كتابه في بيروت، بل تنطوي على أهداف سياسية». وأوضح المصدر لـ«الشرق الأوسط»، أن الوزير الإيراني «هو من طلب الزيارة ولم تكن منسّقة مسبقاً مع الدولة اللبنانية، ويعتزم عقد لقاءات مع المسؤولين اللبنانيين للبحث في جميع الملفات التي تهمّ بلاده، ولبنان معني بها بشكل مباشر أو غير مباشر، سواء بما يخص قرار الدولة بحصرية السلاح بيدها، بما فيه سلاح (حزب الله)، أو بالقرار الذي اتخذه لبنان بالعودة النهائية والثابتة إلى الأسرة العربية وأخذ دوره مجدداً ضمن الأسرة الدولية». وبانتظار ما سيكشفه الضيف الإيراني عن أهداف زيارته، قال مصدر حكومي لبناني لـ«الشرق الأوسط»، إنه «لا معلومات عن فحوى زيارة عراقجي إلى بيروت، والقيادات اللبنانية لم تطلع مسبقاً على ما ينوي بحثه». وعمّا إذا كان ذلك مرتبطاً بقرار الدولة اللبنانية بحصر السلاح بيدها، أفاد المصدر بأن «هذه المسألة تعدّ شأناً سيادياً لبنانياً، خصوصاً أن لبنان اتفق مع الرئيس محمود عباس خلال زيارته للبنان على تسليم السلاح الفلسطيني ووضع أمن المخيمات بعهدة الدولة اللبنانية»، مشيراً إلى أن «موضوع سلاح (حزب الله) أمر يخص الدولة اللبنانية والحزب جزء من الحكومة التي اتخذت هذا القرار وعبّرت عنه بوضوح في بيانها الوزاري». وفي حين من المتوقع أن تكون تطورات المفاوضات الإيرانية الأميركية في صلب المحادثات، لا سيما نتائج نجاحها أو تداعيات فشلها على لبنان، أكد المصدر الحكومي أن المسؤولين اللبنانيين «لن يفاتحوا عراقجي بهذا الموضوع إلّا إذا أراد الأخير بحثه مع الجانب اللبناني». وأضاف: «لبنان يتمنّى أن تنجح المفاوضات وأن تؤسس لمرحلة طويلة جداً من الاستقرار في المنطقة، وفي حال فشلها، لا سمح الله، نأمل ألّا تكون لها انعكاسات سلبية على لبنان، الذي خرج حديثاً من حرب مدمرة ويسعى لمعالجة أسبابها ونتائجها».

من جهته، اعتبر سفير لبنان السابق في واشنطن أنطوان شديد، أن «الهدف الأول للزيارة هو إثبات نفوذ إيران في لبنان، رغم الخسائر التي تكبدتها والضربات التي تلقاها (حزب الله) وسقوط نظام بشار الأسد». وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط»، عبّر شديد عن اعتقاده بأن «القيادات اللبنانية ستبلغ عراقجي رسالة واضحة بأن الأمور تغيرت، وأن لبنان ملتزم بتنفيذ القرارات الدولية، لا سيما القرار 1701، ومسألة حصرية السلاح بيد الدولة»، لافتاً إلى أن «الدولة مصرّة على إنهاء التأثير الإيراني على الداخل، انطلاقاً من علاقتها بـ(حزب الله) وسلاحه، الذي يعارض الحزب تسليمه حتى الآن»، مذكراً بأن لبنان «بات تحت المجهر الدولي، وإيران تدرك هذه المسألة، ولا يمكنها الوقوف أمام إرادة اللبنانيين في تحرير قرارهم من التأثيرات الخارجية». وفيما تأتي زيارة المسؤول الإيراني إلى بيروت في ظل التطورات الإقليمية والدولية المتصلة بالمفاوضات الأميركية الإيرانية حول البرنامج النووي الإيراني، ومنها ما يتصل بالتهديدات الإسرائيلية بتوجيه ضربات عسكرية إلى طهران، فهي تأتي أيضاً غداة التطورات الداخلية اللبنانية، خصوصاً القرار الذي اتخذته حكومة الرئيس نوّاف سلام، بتنفيذ ما اتفق عليه بين الرئيسين اللبناني جوزيف عون والفلسطيني محمود عبّاس، لجهة نزع السلاح الفلسطيني داخل المخيمات، اعتباراً من 16 يونيو (حزيران) الحالي، وبعد أيام قليلة من الموقف الذي أطلقه سلام من أبوظبي، ودعا فيه إلى «إنهاء تصدير الثورة الإيرانية».

 

لبنان يترقب حسم الموقف الأميركي بإعفاء أورتاغوس من مهامها/«الثنائي» يخشى ترحيل الإعمار لما بعد الانتخابات النيابية

بيروت: محمد شقير/الشرق الأوسط/02 حزيران/2025

إعادة إعمار المناطق التي دمّرتها إسرائيل وربط الملف بسحب سلاح «حزب الله» وحصريته بيد الدولة، يُقلق الثنائي الشيعي الذي يتخوف من وجود قرار دولي بتأجيل البحث في الإعمار وترحيل المسألة إلى ما بعد الانتخابات النيابية في ربيع 2026. ويخشى الثنائي أن يكون الهدف تحريض السواد الأعظم من المتضررين الشيعة وتأليبهم على الحزب، الذي استطاع بتحالفه مع «أمل» في الانتخابات البلدية تجديد شعبيته، فيما يترقب موقف واشنطن النهائي حيال ما يتردد لبنانياً على نطاق واسع، بأن البيت الأبيض يميل إلى تعيين خلف لنائبة المبعوث الخاص للرئيس الأميركي للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس المكلفة بملف الجنوب، مبدياً ارتياحه إذا تقرر إعفاؤها من مهامها كونها، من وجهة نظره، تخلت عن وساطتها لتطبيق اتفاق النار بانحيازها لإسرائيل التي تعيق التنفيذ.

إعفاء أورتاغوس

أخذ الحديث عن إعفاء أورتاغوس يتردد داخل الأروقة الرئاسية، كما تقول مصادر شبه رسمية لـ«الشرق الأوسط»، مع أن لبنان لم يُبلَّغ رسمياً بعد بقرار استبدالها، والموقف نفسه ينسحب على السفارة الأميركية في بيروت. وعلى الرغم من أن زيارتها المقررة للبنان في نهاية عطلة عيد الأضحى، لا تزال قائمة بلا أي تعديل، لكن لم يُعرف بعد إن كانت زيارة وداعية أم تأتي للرد على كل ما يشاع بأن الملف اللبناني سُحب منها. واستبعدت المصادر أن يشارك فيها، كما يتردد، السفير الأميركي لدى تركيا، اللبناني الأصل توماس برّاك المكلّف، في الوقت نفسه، بمتابعة الملف السوري، وبالتالي يستبعد أن يخلفها كونه يصعب عليه القيام بكل هذه المهام مجتمعة. وقالت مصادر نيابية إن أورتاغوس كانت موضع انتقاد بسبب إملائها الشروط الإسرائيلية على لبنان وحصر لقاءاتها غير الرسمية برئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، إلى جانب الرؤساء الثلاثة، على الرغم من أن السفيرة الأميركية لدى لبنان ليزا جونسون أوحت للذين التقتهم، على هامش عشاء أقامه النائب فؤاد مخزومي على شرف أورتاغوس، بأن ضيق الوقت حال دون توسيع مروحة الاتصالات. وقالت المصادر بأن السفيرة الأميركية وعدت، في حينها، بأن أورتاغوس - وعلى مسمع منها - ستلتقي في زيارتها المقبلة عدداً من القيادات غير الرسمية، وخصت بالذكر الرئيس السابق للحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، لكن الأجواء بينهما سرعان ما توترت على خلفية انتقادها له واضطراره الرد عليها، قبل أن تتحرك الوساطات. لذلك فإن عدم التزام إسرائيل باتفاق وقف النار يبقى عالقاً، بخلاف تنفيذه من الجانب اللبناني وتجاوب «حزب الله» بتسهيل مهمة انتشار الجيش اللبناني بمؤازرة قوات الطوارئ الدولية المؤقتة «يونيفيل» في المناطق التي انسحبت منها، وتعاونه معه في منطقة انتشاره في جنوب الليطاني، باعتراف هيئة الرقابة الدولية المشرفة على وقف النار. وهذا ما يضع من يخلف أورتاغوس، إذا تقرر استبدالها، أمام مسؤولية استكمال تطبيق الاتفاق الذي رعته الولايات المتحدة وفرنسا، برغم أن مصادر الثنائي الشيعي لا تخفي ارتياحها لاستبدالها بتحميلها مسؤولية تخلفها عن دور الوسيط، وعدم ملاحقتها إسرائيل من خلال لجنة الرقابة الدولية لإلزامها باتفاق وقف النار، وانسحابها من الجنوب تمهيداً لتطبيق القرار 1701. ومع أن الثنائي، بحسب مصادره، يراهن على إمكانية تبدُّل الموقف الأميركي بالضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها، فإنه في المقابل يتخوف من قيامها بتوسيع استهدافها لمناطق جديدة تحت عنوان ملاحقتها لمقاتلي «حزب الله» وتدميرها لمنشآته وبنيته العسكرية الواقعة خارج جنوب الليطاني امتداداً إلى البقاع، ما يؤدي إلى ارتفاع منسوب المخاوف لديه حيال لجوئها إلى تعكير موسم الصيف بتهديد الاستقرار في الجنوب، ما يعيق تحريك العجلة الاقتصادية في الموسم السياحي الواعد. وتتساءل المصادر: لماذا لا تضغط واشنطن على تل أبيب لإلزامها بوقف خروقها أسوة بالضغط الذي تمارسه عليها؛ لمنعها من القيام بأي عمل عسكري يستهدف إيران لتوفير الحماية الأميركية لاستمرار المفاوضات مع إيران، في ظل رهان الإدارة الأميركية على أنها ستبلغ في نهاية المطاف الأهداف المرجوة منها؟ وإلى حين التأكد رسمياً من أن ملف الجنوب سيُسحب من أورتاغوس ويُعبّد الطريق، وسط توقعات لبنانية، أمام ضرورة تبدُّل الموقف الأميركي وعدم إطلاق يد إسرائيل في الجنوب، فإن «حزب الله» يربط استعداده للبحث في مصير سلاحه من ضمن استراتيجية دفاع وطني للبنان، بإلزام إسرائيل بالانسحاب من الجنوب ووقف اعتداءاتها وإطلاق الأسرى اللبنانيين لديها ووضع خطة تتعلق بإعادة إعمار المناطق المدمرة. وتصدّرت خطة إعادة الإعمار تواصل رئيس المجلس النيابي نبيه بري برئيسي الجمهورية العماد جوزيف عون والحكومة نواف سلام، بالتلازم مع استحضارها في لقاء عون بوفد «حزب الله». لكن ربط ملف الإعمار بسحب سلاح «حزب الله» وحصريته بيد الدولة لن يمنع الانصراف لإعادة تأهيل البنى التحتية؛ لأنه من دونها لا يمكن الشروع بإعمار البلدات المدمرة.

وزير المال في واشنطن

وعلمت «الشرق الأوسط» أن زيارة وزير المال ياسين جابر، برفقة زميله وزير الاقتصاد عامر البساط إلى واشنطن، تمحورت حول تأهيل البنى التحتية بالإفادة من القرض الميسّر من البنك الدولي للبنان وقيمته 250 مليون دولار، وحظيت بتأييده لأن القرض مخصص لهذا الغرض. واستعداداً لتكليف مجلس الإنماء والإعمار، بعد أن أُعيد تشكيل إدارته، بإعداد خطة لتأهيل البنى التحتية، فإن سلام يستعد لاستضافة طاولة مستديرة تُعقد الثلاثاء المقبل في السراي الحكومي، بمشاركة جابر وحضور أكبر حشد من السفراء العرب والأجانب وممثلين للمؤسسات المالية الدولية والهيئات المانحة، تخصص لجمع الهبات للشروع في تأهيلها على أن تصل إلى حدود 750 مليون دولار، تضاف إلى القرض الدولي ليبلغ المجموع مليار دولار لتغطية التكلفة المالية المترتبة على تأهيلها. ويُفترض أن يُستكمل لقاء بيروت بآخر يُعقد مع البنك الدولي في واشنطن بين جابر وإدارة البنك، بمشاركة مجلس الإنماء والإعمار، لإطلاق الضوء الأخضر الدولي للمباشرة بتأهيل البنى التحتية، مع استعداد البنك لزيادة القرض في حال أن الهبات المالية في هذا الخصوص لم تصل إلى المبلغ المقرر، على أن توضع في صندوق خاص يُخصص حصراً لتأهيل البنى التحتية. وبذلك يكون لبنان قد استعد للانتقال من مرحلة التأهيل إلى إعادة الإعمار، ريثما تسمح الظروف المؤدية لحصر السلاح بيد الدولة على قاعدة تطوير التواصل بين عون و«حزب الله»، وصولاً لتزخيم الحوار لبلوغه خواتيمه بتسليم الحزب سلاحه، وأن لا موانع تحول دون البدء بالكشف على الأضرار لإشعار المتضررين عموماً، والجنوبيين خصوصاً، بأن الدولة تولي اهتماماً بإعمار بلداتهم وتتعامل معه، كما يقول بري، على أنه من أولى الأولويات ومن غير الجائز ربطه بالسلاح.

 

وفد فلسطيني في بيروت لوضع آلية تسليم السلاح داخل المخيمات

شدّ حبال بين الفصائل الفلسطينية... وإصرار لبناني على إطلاق العملية

بيروت: بولا أسطيح/الشرق الأوسط/02 حزيران/2025

بدأ العمل على وضع آلية لترجمة التفاهمات التي تم التوافق عليها بين الرئيسين اللبناني جوزيف عون والفلسطيني محمود عباس، لجهة حصر السلاح بيد الدولة ونزع السلاح الفلسطيني، وذلك في لقاءات يعقدها عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» عزام الأحمد، الذي وصل إلى بيروت مساء الأحد على رأس وفد.

وفي حين يصرّ الأحمد على إبقاء لقاءاته بعيداً من الأضواء، تحدثت مصادر فلسطينية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» عن «ثلاث مهام يقوم بها، وهي أولاً، التأكد من وضع حد للتوترات التي حصلت داخل (فتح) في الآونة الأخيرة نتيجة تباين وجهات النظر حول ملف تسليم السلاح. ثانياً، محاولة توحيد الموقف الفلسطيني حول هذا الملف من خلال اجتماعات يعقدها مع قادة الفصائل غير المنضوية بإطار منظمة التحرير، وثالثاً التفاهم مع السلطات اللبنانية على آليات تنفيذية لعملية التسليم».

إصرار رسمي لبناني على إطلاق العملية

ولا تنفي مصادر حكومية لبنانية وجود «شد حبال بين الفصائل حول عملية التسليم، لكن في المقابل هناك إصرار من الحكومة اللبنانية على إطلاق هذه العملية كما هو متفق عليه في 16 يونيو (حزيران) الحالي في مخيمات بيروت»، كاشفة لـ«الشرق الأوسط» أن «اجتماعاً سيُعقد الخميس المقبل بين هيئة العمل الفلسطيني المشترك التي تضم فصائل منظمة التحرير والفصائل الأخرى غير المنضوية في المنظمة مع لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني التي يرأسها السفير رامز دمشقية؛ لاستكمال وضع الآليات التنفيذية لعملية التسليم».

موقف «فتح» الرسمي

ويجزم الدكتور سرحان سرحان، نائب أمين سر حركة «فتح» في لبنان، بعدم وجود انقسام في صفوف الحركة، مشدداً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» على أن «(فتح) تحت قيادة موحدة، والكل فيها موافق على ما تضمنه البيان الرئاسي المشترك الذي صدر عن الرئيسين عون وعباس وكل ما يُحكى خلاف ذلك لا يمتّ للحقيقة بصلة». ويلفت سرحان إلى أن زيارة الأحمد إلى بيروت «هدفها وضع آلية تطبيقية لما تم الاتفاق عليه»، موضحاً أن «كل الفصائل الفلسطينية سواء المنضوية في منظمة التحرير أم لا، أعلنت موافقتها على أن تكون تحت سقف الدولة اللبنانية وقوانينها، وبالتالي على بسط الجيش اللبناني سيطرته على كامل الأراضي اللبنانية»، مضيفاً: «طبعاً نحن لا نتحدث هنا عن الإسلاميين المتطرفين وعن الخارجين عن القانون من تجار مخدرات وغيرهم الذين نحن جاهزون للتعامل معهم وتسليمهم في حال توافر الغطاء القضائي - السياسي - الأمني اللازم».

وشدد سرحان على أن «الفصائل في لبنان ستنفذ ما هو مطلوب منها بالكامل، ولن نكون خنجراً في خاصرة لبنان، ولن نسمح بأي فتنة فلسطينية - فلسطينية أو فلسطينية - لبنانية تحت أي ظروف». وكانت قيادة «فتح» أصدرت بياناً قبل أيام رداً على ما يحكى عن انقسام داخل الحركة، أكدت فيه التزامها الكامل بمضمون البيان الرئاسي الصادر عن القمة التي جمعت الرئيسين عباس وعون، مشددة على أن «أي موقف أو بيان خارج هذا الإطار لا يمثل موقف (فتح) في لبنان، وهو مدان ومستنكر».

ترميم الشرخ داخل «فتح»

وقالت مصادر قريبة من «حماس» إن «زيارة عزام ليست لتوحيد الموقف الفلسطيني، إنما لترميم الشرخ الذي نشأ داخل (فتح) نفسها»، عادَّةً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنه «حتى الساعة لم تتم مقاربة ملف السلاح داخل المخيمات بشكل جدي ومعمق، بل بشكل سطحي باعتبار أن من تحدث باسم الفصائل في لبنان أشخاص يعيشون في رام الله ولا يعرفون شيئاً عن تعقيدات وحساسيات المخيمات في لبنان»، عادَّةً أن «موضوعاً بهذه الدقة يفترض أن يُحل من خلال نقاش معمّق من خلال لحنة الحوار الوطني اللبناني - الفلسطيني». وعلى الرغم من أن البيان المشترك الذي صدر عن لقاء الرئيسين اللبناني والفلسطيني الشهر الماضي في بيروت أكد بوضوح التزامهما «مبدأ حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية، وإيمانهما بأن زمن السلاح الخارج عن سلطة الدولة اللبنانية قد انتهى»، إلا أن المصادر الفلسطينية تشير إلى أنه «لم يُحسم بعد ما إذا كنا سنكون بصدد تسليم كامل السلاح أو تسليم حصراً المتوسط والثقيل وتنظيم السلاح الفردي ليكون تحت سيطرة لجان أمنية فلسطينية تتولى أمن المخيمات بالتعاون والتنسيق مع أجهزة الدولة اللبنانية». وكان رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع نبّه الأسبوع الماضي إلى أن «مسؤولي الممانعة يحرّضون بعض الفصائل الفلسطينية على عدم القبول بأي شكل من الأشكال بتسليم سلاحهم، ويجولون على بعض المسؤولين في الدولة اللبنانية من سياسيين وأمنيين بهدف الضغط عليهم وتحذيرهم من مغبة البدء بسحب السلاح الفلسطيني».

 

الممثلة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان تزور إسرائيل

نهارنت//02 أيار/2025

أعلن مكتب الممثلة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، جينين هينيس-بلاسخارت، أنها بدأت يوم الاثنين زيارة إلى إسرائيل، حيث من المقرر أن تلتقي بكبار المسؤولين. وقال المكتب في بيان إن الزيارة تأتي في إطار "مشاورات الممثلة الخاصة المنتظمة بشأن خطوات تعزيز التقدم المحرز منذ دخول تفاهم وقف الأعمال العدائية في نوفمبر 2024 حيز التنفيذ، ودفع تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 1701 (2006)". وأضاف البيان أن الممثلة الخاصة "تواصل دعوة جميع الأطراف إلى الالتزام بتعهداتهم وتهيئة الظروف اللازمة لتحقيق أمن واستقرار دائمين على جانبي الخط الأزرق".

 

سوريا تعيد فتح معبر العريضة الحدودي مع لبنان

هذا بيروت/02 أيار/2025

أعلنت الهيئة العامة للموانئ البرية والبحرية في سوريا يوم الاثنين عن إعادة فتح معبر العريضة الحدودي مع لبنان، الواقع في ريف طرطوس، أمام حركة المسافرين اعتبارًا من صباح الثلاثاء الموافق 3 يونيو 2025. وفي بيان رسمي، قالت الهيئة: "نعلم المسافرين بأنه سيتم فتح معبر العريضة الحدودي مع لبنان أمام حركة المسافرين صباح يوم الثلاثاء الموافق 03-06-2025". وتأتي إعادة الفتح كإجراء لتسهيل سفر المواطنين خلال عطلة عيد الأضحى. وأوضحت الهيئة أن القرار اتخذ على الرغم من أعمال الترميم والصيانة الجارية في المعبر. ويهدف هذا الإجراء إلى استيعاب الطلب المتزايد على السفر خلال فترة الأعياد، وتسهيل الحركة السلسة بين البلدين الجارين. وتجدر الإشارة إلى أن معبر العريضة الحدودي بين سوريا ولبنان كان قد أغلق سابقًا في أعقاب غارة جوية إسرائيلية في 27 نوفمبر 2024، خلال الحرب بين إسرائيل وحزب الله.

 

تقرير: اعتقال عنصر من حزب الله في الجنوب بتهمة التجسس لصالح إسرائيل

نهارنت/02 أيار/2025

أفادت مصادر لقناة العربية الحدث يوم الاثنين أن قوات الأمن اللبنانية اعتقلت عنصرًا من حزب الله يدعى محمود أيوب في بلدة حاروف بقضاء النبطية بتهمة التعاون مع أجهزة المخابرات الإسرائيلية. وقالت المصادر إن أيوب هو "المدير المالي لمستشفى راغب حرب (التابع لحزب الله)" في قضاء النبطية. وأضافت المصادر أن "فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي بالتنسيق مع حزب الله اعتقل محمود أيوب".

 

خطة "منطقة بمنطقة" قد تُعتمد لنزع سلاح حزب الله

نهارنت/02 أيار/2025

ذكر تقرير إعلامي يوم الاثنين أنه قد يُقترح مشروع "منطقة بمنطقة" لنزع سلاح حزب الله عندما ينطلق "حوار جدي" بين الرئيس جوزيف عون وحزب الله. وقالت صحيفة "نداء الوطن" إنه بموجب هذه الخطة، سيتم تسليم الأسلحة "وفقًا للترتيب والأهمية الإقليمية". وأضاف التقرير أن الأولوية ستكون لمنطقة جنوب الليطاني، حيث دمرت إسرائيل تقريبًا جميع مستودعات أسلحة حزب الله وقواعده العسكرية وحيث قام الجيش اللبناني بتطهير 80% من المنطقة. وأشار التقرير إلى أن المنطقة التالية ستكون منطقة شمال الليطاني، حيث لم يستول الجيش إلا على سبع قواعد ومستودعات لحزب الله، مضيفًا أن المنطقة الثالثة ستكون الضاحية الجنوبية لبيروت والأحياء المجاورة، حيث تتمركز القيادة العسكرية والسياسية لحزب الله. وذكر التقرير أن آخر منطقة لنزع السلاح ستكون البقاع، مشيرًا إلى أن مثل هذه الخطة ستكون أفضل من تسليم الأسلحة وفقًا للعيار - العيار الثقيل ثم العيار المتوسط ثم العيار الخفيف.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

مصادر: زخم المفاوضات بين أميركا وإيران «يقترب من الانهيار»

مسؤول إيراني قال إن مُقترح الاتفاق الجديد الذي قُدّم إلى طهران «مفكك وغير واقعي»

الشرق الأوسط/02 حزيران/2025

نقلت شبكة تلفزيون «سي إن إن» الأميركية عن مسؤول إيراني كبير قوله، الاثنين، إن مقترح الاتفاق النووي الجديد الذي قُدّم إلى طهران مؤخراً عبر الوسطاء «مفكك وغير واقعي». وقال المسؤول إن النص الذي تسلمته إيران «يتعارض بوضوح مع الاتفاق الأخير الذي تم التوصل إليه خلال الجولة الخامسة من المفاوضات»، مشدداً على موقف طهران الثابت من قضية التخصيب، باعتبارها خطاً أحمر. ونقلت «سي إن إن» عن مصادر مطلعة قولها إن الزخم الذي اكتسبته المفاوضات غير المباشرة بين أميركا وإيران في الجولات الأولى والتي تستهدف التوصل إلى اتفاق نووي جديد «يقترب من الانهيار». وأجرت إيران والولايات المتحدة خمس جولات من المفاوضات بوساطة عُمانية على مدار الأسابيع القليلة الماضية.

 

واشنطن تعرض على طهران «تخصيباً محدوداً» مقابل تعطيل المنشآت

تفكيك البنية التحتية الحيوية الخاصة بتحويل ومعالجة اليورانيوم

لندن - طهران: «الشرق الأوسط»/02 حزيران/2025

أفاد موقع «أكسيوس» بأن الاقتراح الذي أرسلته إدارة دونالد ترمب إلى إيران، السبت الماضي، يتضمّن بنداً يسمح لطهران بمواصلة تخصيب اليورانيوم داخل أراضيها بنسبة منخفضة ولمدة زمنية يجري الاتفاق عليها لاحقاً.ويتناقض هذا الطرح مع التصريحات العلنية الصادرة عن كبار المسؤولين الأميركيين، بشأن منع إيران من تخصيب اليورانيوم على أراضيها. ويشير العرض السري إلى مرونة جديدة في الموقف الأميركي ما قد يشكل اختراقاً في المفاوضات، وفقاً لموقع «أكسيوس». وأفادت مصادر مطلعة بأن العرض الأميركي يتضمن حزمة من البنود الأساسية، أبرزها: حظر إنشاء منشآت تخصيب جديدة على الأراضي الإيرانية. وكذلك تفكيك البنية التحتية الحيوية الخاصة بتحويل ومعالجة اليورانيوم. وتشمل أيضاً وقف أي تطوير إضافي لأجهزة الطرد المركزي المتقدمة، فضلاً عن خفض نسبة التخصيب إلى 3 في المائة بشكل مؤقت، ضمن إطار زمني يُتفق عليه في وقت لاحق. وتعطيل المنشآت النووية تحت الأرض لفترة محددة، مع السماح باستخدام المنشآت فوق الأرض لتغطية الاحتياجات المدنية فقط، وفقاً لمعايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وتفعيل البروتوكول الإضافي الملحق بمعاهدة حظر الانتشار النووي، بشكل فوري، بما يضمن رقابة صارمة وشفافة. وأوقفت طهران العمل بالبروتوكول الإضافي في فبراير (شباط) 2021، بعد أسابيع من تولي الرئيس الأميركي السابق جو بايدن. وقصلت بموجبه التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وأفاد موقع «أكسيوس» بأن العرض الأميركي يتضمن تأسيس تحالف إقليمي للتخصيب النووي يضم إيران ودولاً خليجية والولايات المتحدة، ويخضع لإشراف دولي. وربط العرض الأميركي أي تخفيف للعقوبات الإيرانية بإثبات التزام إيران العملي بالاتفاق، على أن يُقيَّم هذا الالتزام من قبل واشنطن والوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقدم وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي لإيران يوم السبت الماضي المقترح الأميركي لاتفاق نووي جديد خلال زيارة قصيرة لطهران، بينما كان يضطلع بدور وساطة في المحادثات النووية بين طهران وواشنطن. لكن لا تزال العديد من القضايا عالقة بعد خمس جولات من المحادثات بين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ومبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف لحل الأزمة النووية. ومن بين الخطوط الحمراء التي يختلف الطرفان بشأنها رفض إيران مطلب الولايات المتحدة بالتزام طهران بوقف تخصيب اليورانيوم الذي يُنظر إليه على أنه مسار محتمل لتطوير قنابل نووية.

وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي من القاهرة، حيث التقى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي: «إذا كان الهدف هو حرمان إيران من أنشطتها السلمية فبالتأكيد لن يكون هناك أي اتفاق». ولم ينف البيت الأبيض تفاصيل المقترح. وقالت المتحدثة كارولين ليفيف إن «الرئيس ترمب أكد أن إيران لن تمتلك سلاحاً نووياً. وقد قدم المبعوث ويتكوف مقترحاً مفصلاً ومنصفاً للنظام الإيراني، ونعتقد أنه يصب في مصلحة الجميع. حرصاً على سرية المفاوضات، لن ندلي بتفاصيل إضافية للإعلام».

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي إن العرض الأميركي لا يقدّم ضمانات واضحة حول كيفية وتوقيت رفع العقوبات، مؤكداً أن طهران لا تزال تراجع المقترح، ورافضاً الادعاءات الأميركية بأن العرض «مقبول» من جانبها. ورجح موقع «أكسيوس» أن يُقابل العرض الأميركي بانتقادات من حلفاء واشنطن، لا سيما إسرائيل. ويقود رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حملة ضغوط على البيت الأبيض للمطالبة باتفاق أكثر تشدداً، وسبق أن هدد باللجوء إلى الخيار العسكري في حال فشل المحادثات. وتخشى واشنطن أن يُقدم نتنياهو على عمل أحادي الجانب دون التنسيق معها.

في وقت سابق، الاثنين، أفادت وكالة «رويترز» نقلاً عن دبلوماسي إيراني كبير بأن طهران تعتزم رفض الاقتراح الأميركي ووصفه بأنه «غير قابل للتنفيذ»، ولا يراعي مصالحها ولا يتضمن أي تغيير في موقف واشنطن بشأن تخصيب اليورانيوم. وقال الدبلوماسي إن «إيران تُعد رداً سلبياً على المقترح الأميركي، وهو ما يمكن تفسيره على أنه رفض للعرض الأميركي».

وقال الدبلوماسي الإيراني، الذي طلب عدم كشف هويته لحساسية الأمر: «بموجب هذا المقترح، يبقى موقف الولايات المتحدة من التخصيب على الأراضي الإيرانية من دون تغيير، ولا يوجد بيان واضح بشأن رفع العقوبات».وقال الدبلوماسي إن التقييم الذي أجرته «لجنة المفاوضات النووية الإيرانية»، تحت إشراف المرشد الإيراني علي خامنئي، وجد أن الاقتراح الأميركي «منحاز تماماً» ولا يخدم مصالح طهران. وأضاف الدبلوماسي الإيراني أنه لذلك تعدُّ طهران هذا المقترح «غير قابل للتنفيذ»، وتعتقد أنه يحاول الانفراد بفرض «اتفاق سيئ» على إيران من خلال مطالب مبالغ فيها. على خلاف التقييم الذي نشرته وكالة «رويترز»، قال عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، النائب أبو الفضل ظهره وند، إن العرض الذي قُدّم لإيران عبر الوسيط العُماني يعكس مؤشرات على أن الرئيس الأميركي «قد خفف من حدة التصعيد، وسحب فتيل التوتر». وأشار ظهره وند، عبر برنامج على «القناة الإخبارية الإيرانية» بث مساء الاثنين، إلى أن محتوى العرض الأميركي المرسل عبر عمان يُظهر توجهاً نحو تقليص حدة المواجهة، عادّاً أن «واشنطن - وعلى وجه التحديد ترمب - تسعى إلى التهدئة بعد مرحلة من التصعيد الحاد». وقال ترمب، الأربعاء الماضي، إن الولايات المتحدة وإيران قريبتان من إبرام اتفاق، مؤكداً أنه نبه حليفه المقرب، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من أن ضرب إيران لن يكون «ملائماً» في غمرة المباحثات مع طهران حول برنامجها النووي. وتابع: «أبلغته أن هذا لن يكون مناسباً الآن لأننا قريبون جداً من الحل. أعتقد أنهم يريدون إبرام صفقة، وإذا تمكنا من إبرام صفقة، فسننقذ أرواحاً كثيرة».

وأكد أنه يسعى إلى «اتفاق قوي جداً»، لافتاً إلى أن المفاوضات تتضمن مناقشات حول تعزيز صلاحيات التفتيش الدولي داخل إيران، إضافة إلى تفكيك جزء من بنيتها النووية. وقال: «أريدها صفقة صارمة تُخوّل لنا إدخال المفتشين، وأخذ ما نحتاج إليه، وتفجير ما ينبغي تفجيره، ولكن دون أي خسائر بشرية. يمكننا تفجير مختبر فارغ بدلاً من تدميره وفيه أشخاص». ومن المتوقع تحديد موعد الجولة السادسة من المحادثات النووية خلال الأيام المقبلة، في ظل استمرار التوترات وتضارب المواقف بين العلن وما يجري خلف الكواليس.

 

إيران ترفض عرض واشنطن النووي وتهاجم تقرير الطاقة الذرية

المدن/02 حزيران/2025

كشف دبلوماسي إيراني، عن رفض إيران للاقتراح الأميركي الجديد بشأن إحياء الاتفاق النووي، واصفاً العرض بأنه "غير قابل للتنفيذ" و"أحادي الجانب"، ولا يلبي المصالح الإيرانية، خصوصاً بما يتعلق بحق إيران في تخصيب اليورانيوم ورفع العقوبات الاقتصادية. ونقلت وكالة "رويترز" عن دبلوماسي إيراني رفيع، أن "إيران تعدّ حالياً رداً سلبياً على الاقتراح الأميركي، وهو ما قد يُفهم على أنه رفض رسمي". وأوضح أن الموقف الأميركي من التخصيب "لم يتغير"، كما أن العرض "لا يتضمن أي تفسير واضح بشأن العقوبات"، وهو ما تعتبره طهران شرطاً أساسياً لأي اتفاق. وبحسب مصادر دبلوماسية إيرانية، فإن المحادثات غير المباشرة بين الطرفين، التي جرت على خمس جولات بين وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي ومبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ستيف ويتكوف، لم تحقق اختراقاً ملموساً، بسبب استمرار الخلاف حول ملف تخصيب اليورانيوم. وترفض طهران بشكل قاطع المطلب الأميركي بوقف التخصيب، وتعتبره "خطاً أحمر"، مؤكدة أن برنامجها النووي لأغراض سلمية، ويرى المفاوضون الإيرانيون أن العرض الأميركي يسعى لفرض "صفقة سيئة" عبر شروط أحادية. من جهته، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، في مؤتمر صحافي: "نريد ضمانات بشأن رفع العقوبات، وحتى الآن لم يبدِ الطرف الأميركي رغبة حقيقية في توضيح هذه المسألة". وترى إيران أن العقوبات الأميركية التي فُرضت منذ عام 2018 – واستهدفت مؤسسات رئيسية مثل البنك المركزي وشركة النفط الوطنية – تشكّل عقبة جوهرية، مطالبة برفعها فوراً، فيما تفضّل واشنطن رفعاً تدريجياً مشروطاً بسلوك إيران النووي. ونقلت وكالة "إيسنا" عن مصدر إيراني مطلع شارك في المفاوضات، أن الوثيقة الأميركية الأخيرة "بعيدة عن الواقع" ولا تعكس روح المحادثات السابقة، مضيفاً أنها "خيالية وأحادية الجانب"، كما هاجمت صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد الإيراني الاقتراح الأميركي، واصفةً إياه بـ"الفخ المكشوف" لتفكيك البرنامج النووي السلمي.

عراقجي في القاهرة

في موازاة الرد الإيراني المرتقب، وصل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، مساء الأحد، إلى العاصمة المصرية القاهرة في زيارة رسمية تهدف إلى تعزيز التشاور السياسي ومناقشة التطورات الإقليمية. والتقى عراقجي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، حيث نقل له تحيات نظيره الإيراني مسعود بيزشكيان، وناقش الطرفان آفاق تطوير العلاقات الثنائية، وضرورة احتواء التصعيد في الإقليم، خصوصاً في مضيق باب المندب، بالإضافة إلى الأزمتين الليبية والسودانية. ووفق بيان رئاسة الجمهورية المصرية، شدد السيسي على "رفض مصر لتوسيع دائرة الصراع الإقليمي"، وأكد على "أهمية وقف التصعيد لتفادي حرب شاملة في المنطقة"، مجدداً دعم القاهرة لمسار التهدئة والمفاوضات النووية. وتأتي الزيارة بعد لقاء سابق جمع السيسي والرئيس الإيراني العام الماضي على هامش قمة "الدول الثماني النامية"، في خطوة تُشير إلى بداية انفتاح تدريجي في العلاقات بين البلدين بعد عقود من القطيعة الدبلوماسية.

لقاء مع الوكالة

وفي إطار زيارته للقاهرة، عقد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اجتماعاً ثلاثياً مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، ووزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، وذلك بعد ساعات فقط من صدور تقرير غير منشور للوكالة، كشف عن تسارع إنتاج إيران لليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وهي نسبة تقترب من العتبة العسكرية البالغة 90%. وبحسب التقرير، الذي حصلت عليه وكالة "فرانس برس"، بلغ إجمالي كمية اليورانيوم المخصب لدى إيران 9247.6 كيلوغرام، أي ما يعادل 45 ضعف الحد المسموح به في اتفاق 2015، ما أثار "مخاوف كبرى" لدى الوكالة وعدد من العواصم الغربية. وناقش عراقجي مع غروسي سبل تهدئة التوتر المتصاعد بين إيران والدول الغربية، وشدد على ضرورة "تفادي التسييس" في عمل الوكالة. وأفاد بيان صادر عن وزارة الخارجية الإيرانية، أن عراقجي دعا غروسي إلى "عدم إتاحة الفرصة لبعض الأطراف لاستغلال تقرير الوكالة لأغراض سياسية"، في إشارة واضحة إلى تحذيرات صدرت عن بريطانيا وفرنسا وألمانيا، التي لوحت بإعادة فرض العقوبات على إيران. وفي اتصال هاتفي سبق اللقاء، شدد عراقجي على أهمية "المهنية والحياد" في عمل الوكالة، محذراً من استغلال التقارير التقنية لأغراض سياسية من قبل دول معادية، كما اتهمت إيران الوكالة بـ"الاعتماد على معلومات مضللة مصدرها الكيان الصهيوني"، مؤكدة أن التعاون الفني لا يمكن استخدامه كوسيلة ضغط.

 

لقاء في القاهرة يجمع غروسي وعراقجي وسط تصاعد التوترات النووية

لندن - القاهرة - طهران/الشرق الأوسط/02 حزيران/2025

حض مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، إيران، على مزيد من الشفافية بشأن برنامجها النووي، مشدداً على أهمية «عنصر التحقق»، وأن «الثقة ليست كافية»، فيما شدد وزير الخارجية عباس عراقجي، على أن بلاده لن توافق على أي اتفاق نووي يمنعها من مواصلة تخصيب اليورانيوم.

وأكد غروسي في مؤتمر صحافي في القاهرة مع وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، دعم الوكالة التابعة للأمم المتحدة، للمفاوضات الإيرانية - الأميركية، مشيراً إلى أهمية الحوار المستمر «وتنامي دائرة النوايا الحسنة». وأفاد غروسي قبل اجتماعه مع عراقجي: «هناك حاجة إلى مزيد من الشفافية في إيران، وهذا أمر واضح جداً. ولا شيء سيمنحنا هذه الثقة (سوى) التفسيرات الكاملة لعدد من الأنشطة». وأضاف أن بعض استنتاجات التقرير «قد تكون غير مريحة بالنسبة إلى البعض، ونحن معتادون على التعرّض للانتقادات». والتقى غروسي في القاهرة كذلك الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وتزامنت زيارته إلى القاهرة مع زيارة وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي. وجاء لقاء غروسي وعراقجي في القاهرة، في وقت تواصل فيه طهران توجيه انتقادات حادة لتقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأخير، الذي أشار إلى غياب أي تقدم في التحقيقات المفتوحة بشأن أنشطة نووية في مواقع غير معلنة بإيران، كما أكد التقرير تسريع طهران وتيرة إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة، وهي نسبة تقترب من مستوى الاستخدام العسكري.

دعم مصري

من جهته، أكد عبد العاطي، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع غروسي، أن المفاوضات الجارية بين طهران وواشنطن «تمثل فرصة مهمة لتفادي تفجر الأوضاع في المنطقة»، مشدداً على «أهمية التوصل إلى حل سلمي، لأن التصعيد العسكري لا يخدم الاستقرار ولا مصلحة شعوب المنطقة»، لافتاً إلى أن «المنطقة تعاني بالفعل من أزمات وتحديات أمنية كافية». وقال: «نحن نرفض تماماً أي تصعيد أو تحريض على الخيار العسكري، تجنباً للانزلاق نحو فوضى لا يمكن لأحد النجاة منها». وفي وقت لاحق، أشار عبد العاطي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإيراني، إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أجرى حواراً موسعاً مع كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجي، تم خلاله بحث الملف النووي الإيراني، مؤكداً «الحرص المصري على منع التصعيد في المنطقة، والعمل على تجنّب أي حالة من عدم الاستقرار أو الفوضى». من جهته، قال عراقجي إنه أطلع الرئيس المصري ووزير الخارجية على تفاصيل المحادثات الجارية مع الولايات المتحدة حول الملف النووي، مثمناً دعم القاهرة للمسار التفاوضي، ومبدياً استعداد بلاده لمواصلة المشاورات مع دول المنطقة بشأن هذه المفاوضات. وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة المصرية السفير محمد الشناوي، إن الرئيس المصري أكد للوزير الإيراني أن «مصر كانت دوماً في طليعة الدول الداعمة لمنظومة نزع السلاح وعدم الانتشار النووي (...) وإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط». وكان عبد العاطي قد تناول المفاوضات النووية، في اتصال هاتفي مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف الأحد. وأفاد بيان لـ«الخارجية» المصرية بأن عبد العاطي اطلع على تقدير المبعوث الأميركي، معرباً عن دعم القاهرة للمسار التفاوضي الذي تديره سلطنة عمان منذ 12 أبريل (نيسان) الماضي.

تمسك بالتخصيب والمفاوضات

من جانبه، توقف عراقجي مطولاً في المؤتمر الصحافي مع نظيره المصري، عند المفاوضات النووية، قائلاً إن برنامج إيران النووي «سلمي بالكامل»، مضيفاً: «نحن واثقون من الطابع السلمي لبرنامجنا، ومستعدون لطمأنة أي طرف كان، فلا يوجد لدينا ما نخفيه». كما شدد على أن تخصيب اليورانيوم يتم لأغراض سلمية، واصفاً التقدم في هذا المجال بأنه «إنجاز علمي تحقق بتضحيات جسيمة قدمها الشعب الإيراني». وعدّ عراقجي تخصيب اليورانيوم «حقاً طبيعياً» لإيران بموجب معاهدة حظر الانتشار والقوانين الدولية، مشيراً إلى رفض بلاده التسلح النووي و«عدم تنازلها عن حقوقها المشروعة». وأوضح أن إيران مستعدة لاتخاذ خطوات إضافية لإثبات سلمية برنامجها النووي، كما فعلت قبل اتفاق 2015، مشيراً إلى التزام إيران بالاتفاق رغم انسحاب الطرف الآخر. وقال إن «التوصل إلى اتفاق ممكن إذا كان الهدف ضمان عدم سعي إيران للسلاح النووي»، لكنه رفض «حرمانها من حقوقها النووية السلمية». وتحدث عن استمرار إيران في المفاوضات لـ«الدفاع عن حقوق شعبها». وقال عراقجي إن إيران لن تقبل بأي مطالب تتعارض مع مصالح شعبها، مؤكداً التزامها بـ«فتوى المرشد (علي خامنئي) التي تحرم السلاح النووي». واتهم الغرب بازدواجية المعايير، بتجاهل الترسانة النووية الإسرائيلية مقابل الضغط على إيران، محذراً من استغلال الوكالة الدولية للطاقة الذرية لـ«أغراض سياسية». وشدد على أن الحل الوحيد هو الدبلوماسية، مشيراً إلى استعداد بلاده لتقديم ضمانات حول سلمية البرنامج النووي، مقابل رفع العقوبات فوراً. وأضاف عراقجي: «الدبلوماسية ليست الخيار الأفضل فحسب؛ بل الخيار الوحيد. لا يوجد حل آخر سوى التفاهم القائم على مبدأ الربح المتبادل». وقال عراقجي إنه أجرى مباحثات مع غروسي بشأن آخر تطورات الملف النووي الإيرانية، لافتاً إلى أنه نبه مدير «الذرية الدولية» إلى «الضغوط الغربية وضرورة الحفاظ على طبيعتها التقنية والمستقلة».وقال عراقجي: «بعض الدول تحاول استغلال الوكالة لتمهيد الطريق نحو التصعيد مع إيران. ونأمل في ألا تقع الوكالة بهذا الفخ».وفي وقت لاحق، قالت «الخارجية» في بيان، إن عراقجي التقى غروسي بطلب من الأخير، وقالت: «شدد وزير الخارجية على أهمية أداء الوكالة لمهامها المهنية وانتقد الادعاءات غير المبررة في تقريرها الأخير»، مؤكداً ضرورة عدم استغلال سمعة الوكالة لأغراض وضغوط سياسية.

انتقادات إيرانية

وجاء لقاء غروسي وعراقجي في محطة القاهرة، بينما رفضت طهران نتائج التقرير، واتهمت في بيان الوكالة الذرية، بـ«الاستناد إلى مصادر معلومات مضللة، وتفتقر إلى المصداقية التي قدمها النظام الصهيوني»، في إشارة إلى التحقيق المفتوح بشأن المواقع السرية، التي علمت الوكالة الدولية بوجودها، بعدما حصلت إسرائيل في عملية معقدة مطلع 2018، على الأرشيف النووي الإيراني. وكان قد حذر عراقجي الأحد، من أن بلاده سترد إذا «استغلت» الدول الأوروبية التقرير لأهداف «سياسية». ودعا عراقجي غروسي في مكالمة هاتفية الأحد، إلى عدم إتاحة الفرصة «لبعض الأطراف» لإساءة استخدام التقرير «لتحقيق أهدافها السياسية» ضد إيران، وفقاً لبيان لـ«الخارجية» الإيرانية. ومن المقرر أن يراجع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، نشاط إيران النووي في اجتماعه المقرر عقده بفيينا في 9 يونيو (حزيران). وأعاد المتحدث باسم «الخارجية» الإيرانية، إسماعيل بقائي في مؤتمر صحافي أسبوعي، الانتقادات، قائلاً إن تقرير غروسي «مبالغ فيه ويهدف إلى زيادة الضغط على إيران»، مضيفاً أن «هذه الأساليب فشلت سابقاً، وتكرارها خطأ واضح». وأصر على أن «التقرير أُعد تحت ضغوط بعض الدول الأوروبية»، معرباً عن أسفه لـ«تورط هذه القوى في الإساءة لسمعة الوكالة الذرية». وأوضح أن «إيران تتابع من كثب تصرفات الأطراف الغربية عبر الوكالة، وسترد بما يلزم». وقال بقائي إن «إيران تتعاون بالكامل مع الوكالة الذرية»، مشيراً إلى أن «تضخيم مسألة إلغاء اعتماد عدد من المفتشين تجاهل استمرار عمل عشرات آخرين، وهو ما يعكس انحيازاً سياسياً». وأضاف أن «طهران لا ترغب في تراجع التعاون، لكنها قد ترد على الضغوط بتحركات مناسبة». ويتزامن تقرير الوكالة مع مفاوضات إيرانية - أميركية بشأن البرنامج النووي الإيراني، بوساطة عُمانية، بعدما كانت واشنطن انسحبت من الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015. وحض بقائي الولايات المتحدة، الاثنين، على تقديم «ضمانات» بشأن رفع العقوبات التي تخنق اقتصاد البلاد. وقال إنه «لا تفاهم مع الولايات المتحدة ما لم يتم رفع العقوبات بطريقة واضحة وفعالة»، مضيفاً: «حتى الآن، لم يرغب الطرف الأميركي في توضيح هذه المسألة». وفيما يخص المفاوضات، قال بقائي إن «الموقف الإيراني واضح، وإذا كان الهدف هو التحقق من عدم وجود برنامج للأسلحة النووية، فإن هذا أمر ممكن ومتاح للتحقق الفعلي».ولفت بقائي إلى أن بلاده ترصد أي «تحركات معادية» من القوى الأوروبية، بشأن احتمال تحريك آلية «سناب باك» للعودة التلقائية إلى العقوبات الأممية. وقال: «أعددنا سيناريوهات للتعامل مع أي تطور من هذا النوع».وأضاف: «في حال اتخاذ أي إجراءات غير بناءة من قِبل هذه الأطراف، فإن الجمهورية الإسلامية تمتلك خيارات متناسبة ومتبادلة للرد، وسنتصرف وفق ما تقتضيه المصلحة الوطنية ومبدأ المعاملة بالمثل». وهاجمت إيران التقرير بشدة الأحد، وحذّرت من أنها سترد إذا «استغلته» القوى الأوروبية التي هددت بإعادة فرض عقوبات على خلفية البرنامج النووي. وقال عراقجي الأحد، في بيان، إنه أبلغ في مكالمة هاتفية غروسي، بأن «إيران سترد بشكل مناسب على أي تحرك غير مناسب من جانب الأطراف الأوروبية»، في إشارة إلى بريطانيا وفرنسا وألمانيا. ودعا عراقجي غروسي في المكالمة التي جرت السبت، إلى عدم إتاحة الفرصة «لبعض الأطراف»، لإساءة استخدام التقرير «لتحقيق أهدافها السياسية» ضد إيران، بحسب البيان. ووصف بقائي مساعي الكونغرس لفرض عقوبات جديدة، بأنها «تناقض صارخ في السياسة الأميركية» مع دعوات التفاهم، ومؤشر على «غياب الجدية الأميركية في رفع العقوبات ودفع المفاوضات إلى الأمام».

تعليق فرض عقوبات جديدة

وأمرت السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض، كارولين ليفيت، بتجميد جميع الأنشطة المتعلقة بفرض عقوبات جديدة على إيران، في خطوة تعكس تحولاً ملحوظاً في سياسة «الضغط الأقصى» التي أعاد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، العمل بها، بعد أسابيع من عودته للبيت الأبيض في يناير (كانون الثاني) الماضي. ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال» الأحد، فإن التوجيه صدر الأسبوع الماضي، وتم توزيعه على كبار المسؤولين في مجلس الأمن القومي ووزارة الخزانة، ولاحقاً إلى وزارة الخارجية، مع إشراك المعنيين بملفات الشرق الأوسط. ويأتي القرار في وقت تتداخل فيه العقوبات المفروضة على إيران مع السياسة الأميركية تجاه عدد من الدول، أبرزها الصين التي تستورد أكثر من 90 في المائة من صادرات النفط الإيرانية، إضافة إلى اليابان، وأوروبا، والهند، وجنوب شرقي آسيا. وأثار صدور التوجيه من مكتب السكرتيرة الصحافية، بدلاً من مجلس الأمن القومي أو وزارة الخزانة، تساؤلات بشأن آليات اتخاذ القرار داخل الإدارة الأميركية. وكشفت الصحيفة أن مجلس الأمن القومي يعاني من حالة من الفوضى الإدارية، بعد أن تم وضع أكثر من 100 موظف في إجازة، كما لم يتم حتى الآن الانتهاء من توزيع الصلاحيات بين وزارة الخارجية ومكتب نائب الرئيس، في حين تحدثت شبكة «CBS» عن تفكك فريق الاتصال التابع لمجلس الأمن القومي. ورفض البيت الأبيض نفي قرار التجميد، واكتفى بتصريح صادر عن نائبة السكرتيرة الصحافية، آنا كيلي، قالت فيه: «سيتم الإعلان عن أي قرارات جديدة تتعلق بالعقوبات من قبل البيت الأبيض، أو الجهات المعنية داخل الإدارة». لكن المتحدث باسم «الخارجية» الإيراني شكك في صحة التقرير، وخاطب الصحافيين قائلاً: «هل تصدقون مثل هذا الكلام؟»، مؤكداً أن رفع العقوبات هو الركن الأساسي لأي اتفاق محتمل. وأضاف: «حتى الآن، لا خطوات جدية، بل مزيد من العقوبات مع كل جولة تفاوض، ما يقوّض الثقة»، مشدداً على أن «الواقع العملي لا يُظهر أي تغيير حقيقي في نهج الإدارة الأميركية».

 

جولة مفاوضات روسية - أوكرانية ثانية في إسطنبول «تحت النار» دون نتائج مؤثرة/اتفاق على تبادل أوسع للأسرى... واقتراحان بوقف جزئي للقتال وعقد اجتماعات جديدة

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/02 حزيران/2025

انفضت الجولة الثانية من المفاوضات المباشرة الرامية إلى التوصل لوقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا، التي عُقدت في إسطنبول، وسط هجمات واسعة وعنيفة بين الطرفين المتحاربين، من دون الإعلان عن نتائج مؤثرة أو اتفاق على وقف لإطلاق النار. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية التركية إن المفاوضات بين الوفدين الروسي والأوكراني، بوساطة تركية، استمرت لأكثر من ساعة بقليل، و«لم ينته الاجتماع بصورة سلبية». وقال رئيس الوفد الأوكراني وزير الدفاع، رستم عمروف، في تصريحات للصحافيين عقب انتهاء المفاوضات، إن بلاده وروسيا وافقتا، خلال هذه الجولة، على تبادل جثث 6 آلاف جندي من كل جانب. وكان الجانبان نفذا عقب الجولة الأولى، التي عقدت في إسطنبول يوم 16 مايو (أيار) الماضي، عملية تبادل واسعة للأسرى شملت ألف أسير من كل جانب. وأضاف عمروف: «اقترحنا على الجانب الروسي عقد اجتماع بين 20 و30 يونيو» الحالي، مضيفاً: «هذا ضروري لدفع عملية التفاوض قدماً».

تبادل جديد للأسرى

وقال رئيس الوفد الروسي في المفاوضات، فلاديمير ميدينسكي، إن موسكو وكييف اتفقتا على تبادل جميع الأسرى العسكريين الذين تقل أعمارهم عن 25 عاماً، كما اقترحت بلاده على أوكرانيا وقفاً جزئياً لإطلاق النار «ليومين أو ثلاثة» في مناطق معينة من الجبهة، لكن كييف تصر على هدنة كاملة وغير مشروطة.

وقال ميدينسكي، في مؤتمر صحافي عقب المفاوضات: «قدمنا اقتراحاً عاماً إلى حد ما؛ وقف إطلاق نار ملموس ليومين أو ثلاثة في مناطق معينة من الجبهة». وأعلن رئيس الإدارة الرئاسية الأوكرانية، آندريه يرماك، أن المفاوضين الأوكرانيين سلموا مسؤولين روساً لائحة أطفال «رُحّلوا بشكل غير قانوني» من جانب موسكو، وطالبوا بإعادتهم. وقال يرماك في حسابه على «إكس»: «خلال مفاوضات إسطنبول، سلّم الجانب الأوكراني رسمياً الجانب الروسي لائحة الأطفال الأوكرانيين المطلوبة إعادتهم»، مضيفاً: «نحن نتحدث عن مئات الأطفال الذين رحّلتهم روسيا بشكل غير قانوني، أو نقلتهم قسراً، أو احتجزتهم في أراضٍ محتلة مؤقتاً».

ويقول المسؤولون الأوكرانيون إن هناك مئات من الأطفال الذين نقلتهم القوات الروسية قسراً من الأراضي الأوكرانية، وتريد كييف إعادتهم ضمن اتفاق سلام، وتقول موسكو إنها نقلت الأطفال لحمايتهم من القتال.

وكان من المتوقع أن يناقش الجانبان تصوراتهما لصيغة لوقف إطلاق النار بالكامل، ولمسار طويل الأمد لإحلال السلام، وسط ضغوط من الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، الذي قال إن الولايات المتحدة قد تتوقف عن لعب دور الوسيط إذا لم يُحرَز أي تقدم.

حوار من أجل السلام... وأهداف

وكان وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، قال للوفدين الروسي والأوكراني، في افتتاح جولة المفاوضات، إن «أنظار العالم بأسره منصبّة على التواصل هنا». وعدّت تركيا، التي ترعى المفاوضات التي عُقدت جولتها الأولى في إسطنبول يوم 16 مايو الماضي، أن استمرار الحوار بين روسيا وأوكرانيا يمكن أن يقلل الخلافات ويقربهما أكثر من السلام، لافتة إلى أن عزم الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، على تحقيق السلام فتح نافذة لفرصة إنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من 3 سنوات. وقال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، في مستهل المفاوضات التي عُقدت هذه المرة في قصر «تشيراغان سراي» التاريخي الفخم على ضفاف البسفور في إسطنبول، إن الحوار يمكن أن يقلل الخلافات بين الجانبين ويقربهما أكثر من السلام. وأكد فيدان، الذي كان يتحدث وإلى جواره رئيس المخابرات التركية، إبراهيم كالين، ومسؤولون عسكريون ومدنيون أتراك آخرون، بينما جلس الوفدان الروسي والأوكراني إلى طاولتين متقابلتين، استعداد بلاده لاتخاذ جميع الخطوات اللازمة لتيسير هذه العملية. وقال فيدان إن «هدفنا هو أن يواصل البلدان تقييم الظروف ووجهات النظر بشأن إطلاق النار، وفي الوقت نفسه، نهدف إلى المضي قدماً في عملية تبادل أسرى الحرب مع مراعاة الحسابات الإنسانية، كما نعتزم مناقشة التحضيرات اللازمة لاجتماع القادة».

وأضاف فيدان أن «الاجتماعات الدورية تكتسب أهمية وقيمة من حيث بناء الثقة بين الطرفين، ونتوقع، بشكل أساسي، أن تكون الاجتماعات مثمرة، وأن يُحرَز تقدم ملموس في أقصر وقت ممكن، وأن يتم التوصل إلى النتيجة المرجوة». ونوه وزير الخارجية التركي بالدور الأميركي لدفع الطرفين المتحاربين نحو خوض مفاوضات السلام، قائلاً: «نرى أن إيمان الولايات المتحدة ودعمها هذه الاجتماعات أمر بالغ الأهمية. لقد فتح عزم الرئيس (الأميركي) دونالد ترمب على إحلال السلام نافذة جديدة من الفرص». وأضاف فيدان، الذي زار روسيا وأوكرانيا قبل انطلاق مفاوضات إسطنبول التي دعت إليها موسكو: «ما يهم حقاً هو ضمان سلام مستدام، وهذه الطريقة ستساهم في حل كثير من القضايا التي نواجهها على الساحة العالمية، مثل أمن الطاقة، والغذاء، والنقل. ونحن في تركيا، على استعداد لاتخاذ أي خطوة لتسهيل هذه العملية».

لقاءات تحضيرية

وفي الجولة الأولى، التي عُقدت يوم 16 مايو الماضي في المكتب الرئاسي بقصر «دولمه بهشه» في إسطنبول، الذي سبق أن استضاف أول مفاوضات مباشرة بين وفدين روسي وأوكراني في مارس (آذار) 2022 بعد أقل من شهر على اندلاع الحرب، جرى الاتفاق على أوسع عملية تبادل للأسرى بواقع ألف أسير من كل جانب، وإعلان التزامهما مواصلة الحوار لتهدئة الصراع والتوصل إلى وقف إطلاق النار. وانضم 3 مسؤولين جدد إلى الوفد الأوكراني المؤلف من 14 شخصاً برئاسة وزير الدفاع رستم عمروف، هم: رئيس قسم القانون الدولي في هيئة الأركان العامة، آندريه فومين، وممثل مفوض حقوق الإنسان في البرلمان، يوري كوفباسا، ونائب رئيس هيئة الأركان العامة، يفغيني أوستيانسكي، بينما خرج من الوفد رئيس قسم القانون الدولي والعمليات في هيئة الأركان العامة، أليكسي مالوفاتسكي، الذي شارك في الجولة الأولى من المفاوضات. وضم الوفد الروسي، برئاسة فلاديمير ميدينسكي مستشار الرئيس فلاديمير بوتين، كلاً من: نائب وزير الخارجية، ميخائيل غالوزين، ونائب وزير الدفاع، ألكسندر فومين، ورئيس مديرية المخابرات العامة، إيغور كوستيوكوف. وشارك الوفد التركي برئاسة وزير الخارجية، هاكان فيدان، في المفاوضات على الرغم من إعلان الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، سابقاً، أنهم، وعلى عكس الجولة الأولى من المفاوضات، يريدون هذه المرة الاجتماع مع أوكرانيا دون وسطاء. وقبل انطلاق المفاوضات، التقى أعضاءُ الوفد الأوكراني، في إسطنبول، ممثلين عن إيطاليا وألمانيا والمملكة المتحدة. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأوكرانية، غورغي تيخيي، عبر «إكس»، إن «النائب الأول لوزير الخارجية سيرغي كيسليتسيا، وعضو الوفد الأوكراني أولكسندر بيفز، التقيا ممثلي شركاء أوكرانيا الأوروبيين؛ ألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة، ونسقت الأطراف مواقفها قبل الاجتماع». وعشية انطلاق الجولة الثانية من المفاوضات، قال ميدينسكي إن روسيا تسلمت مسودة مذكرة أوكرانيا بشأن التسوية السلمية. وبحث وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الأحد، مع نظيره الأميركي، ماركو روبيو، احتمالات تسوية الصراع في أوكرانيا والمفاوضات الروسية - الأوكرانية في إسطنبول.

انفتاح أوكراني

وقبل وقت قصير جداً من انطلاق الجولة الثانية من المفاوضات، قال الوفد الأوكراني في بيان: «نحن مستعدون لاتخاذ خطوات كبيرة من أجل السلام، ونأمل ألا يكرر الجانب الروسي الاشتراطات السابقة ذاتها». من جهته، أعلن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أنّ بلاده مستعدّة «لاتخاذ الخطوات الضرورية من أجل تحقيق السلام. نحن على استعداد لاتخاذ الخطوات الضرورية من أجل تحقيق السلام»، مطالباً بفرض عقوبات جديدة على روسيا إذا «قوّضت روسيا مفاوضات إسطنبول ولم تسفر عن نتيجة». وذكر زيلينسكي، في كلمة مصورة عبر حسابه على «إكس» الأحد، أنه على الرغم من عدم تسليم روسيا مذكرة وقف إطلاق النار إليهم أو إلى الولايات المتحدة أو تركيا، فإنهم سيعملون على إحراز «بعض التقدم» نحو تحقيق السلام في مفاوضات إسطنبول. وأضاف أنهم سيواصلون عرض القضايا التي يمكن أن تضمن وقف إطلاق نار كاملاً وغير مشروط، وسلاماً دائماً وموثوقاً به، على الجانب الروسي في المفاوضات. وخيم هجوم أوكراني كبير بطائرات مسيّرة على قاذفات استراتيجية روسية قادرة على حمل رؤوس نووية على الجولة الثانية من المفاوضات في إسطنبول. وتبادل الطرفان هجمات بالمسيّرات، ليل الأحد - الاثنين، قبل ساعات قليلة من انعقادها.

 

إسرائيل تلوّح باغتيال 4 شخصيات جديدة من «حماس»القائمة ضمت حمدان والحداد وأبو زهري والحية

تل أبيب: «الشرق الأوسط»/02 حزيران/2025

بعد سلسلة اغتيالات لقيادات بارزة في «حركة حماس»، وبعد تهديدات علنية أطلقها وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس باستهداف اثنين آخرين، هما القائد العسكري عز الدين الحداد، والقائد السياسي خليل الحية، كشفت مصادر أمنية إسرائيلية أن قائمة الاستهدافات تشمل أسماء أخرى، مثل أسامة حمدان، وسامي أبو زهري. وتحت عنوان «هؤلاء هم كبار قادة (حماس) وهم في مرمى الجيش الإسرائيلي»، قالت صحيفة «معاريف» إنه بعد مسلسل الاغتيالات الذي شمل رئيسي المكتب السياسي للحركة، إسماعيل هنية ويحيى السنوار، فإن «المقبلين بالدور» أربعة قياديين هم: حمدان الموجود في لبنان، وأبو زهري الموجود في الجزائر، والحداد، وحتى الحية الذي يدير المفاوضات. وكان الجيش وجهاز الأمن العام (الشاباك) قد نشرا بياناً في مطلع الأسبوع هددا فيه باغتيال الحية وكذلك الحداد، القيادي في كتائب القسام، جناح الحركة العسكري. وقال كاتس في بيان أعلنه مكتبه السبت الماضي: «عز الدين الحداد في غزة، وخليل الحية في الخارج... أنتما المقبلان في الدور»، في تلميح إلى مصير قادة «حماس» الذين اغتالتهم إسرائيل: إسماعيل هنية، ومحمد الضيف، ويحيى ومحمد السنوار. ونشرت «معاريف» نبأ قالت فيه إنه بعد التيقن من أن العملية التي نُفّذت قبل ثلاثة أسابيع وأُلقيت فيها ثمانية أطنان من المتفجرات على نفق تحت المستشفى الأوروبي في خان يونس قضت على محمد السنوار، الذي تولى قيادة الجناح العسكري في غزة بعد اغتيال شقيقه يحيى، وقضت على مرافقه محمد شبانة قائد لواء رفح، وعلى مهدي كوارع قائد كتيبة جنوب خان يونس، فإن السهام موجهة نحو الحداد الذي نجا من ذلك الهجوم. وأصبح يُطلق على الحداد لقب «الشبح» بسبب فشل محاولات اغتياله المتعددة، التي كان آخرها في فبراير (شباط) الماضي. ونشر الجيش والشاباك صورة له وقد وُضعت عليها علامة الموت، وكُتب باللغة العربية: «الحداد سيلتقي رفاقه هنية والضيف والسنوار». وقالت «معاريف» إن الهدف المقبل هو أسامة حمدان، الذي يشرف على المفاوضات، وكان يتولى رئاسة التنظيم في لبنان، وأصبح الناطق بلسان «حماس» منذ الحرب، ويمضي جل وقته في قطر، يليه سامي أبو زهري، الذي يقيم حالياً في الجزائر ويكثر من الظهور في الإعلام؛ ثم خليل الحية، الذي يتولى عملياً رئاسة التنظيم إلى حين انتخاب رئيس بعد الحرب. وبعد إعلان الجيش الإسرائيلي والشاباك عن مقتل محمد السنوار ومحمد شبانة ومهدي كوارع، وجَّه كاتس مساء السبت تهديداً كتب فيه: «عز الدين الحداد في غزة، وخليل الحية في الخارج - أنتما المقبلان في القائمة». وقال في بيان: «يد إسرائيل الطويلة ستصل إلى كل المسؤولين عن جرائم القتل والفظائع في 7 أكتوبر (تشرين الأول) في كل مكان قريباً كان أو بعيداً». ويُلقَّب الحداد بـ(أبو صهيب)، وهو قائد لواء مدينة غزة في الجناح العسكري وأحد قدامى محاربيه، ويُعد خلال الحرب المسؤول الفعلي عن شمال قطاع غزة. ويُقدّر الجيش الإسرائيلي أنه بعد اغتيال كبار القادة العسكريين، أصبح هو المسؤول عن قطاع غزة من قِبل «حماس». واللافت أن التهديد شمل الحية (أبو أسامة)، رئيس المكتب السياسي لـ(حماس) في غزة وعضو مجلس قيادة الحركة ونائب رئيسها. فهو يُعد قائداً سياسياً ويقيم حالياً في العاصمة القطرية الدوحة، والتهديد باغتياله يعد تعدياً على سيادة الدولة التي تتوسط بين إسرائيل و«حماس».

 

الوسطاء يبحثون "مخرجاً".. لمنع إفشال اتفاق غزة

أدهم مناصرة/المدن/02 حزيران/2025

قالت مصادر مطلعة على سير مفاوضات غزة، إن القاهرة صعّدت محاولاتها منذ صباح الأحد، لإقناع حركة "حماس" بقبول مقترح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف بصيغته الأخيرة، ولكن مع تعديل بشأن المساعدات، بحيث تكون بنفس آلية اتفاق التهدئة السابق. وأشارت مصادر "المدن"، إلى اقتراح الوسطاء على "حماس" بجعل مطلب إنهاء الحرب مؤجلاً، بهدف قطع الطريق على محاولات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إفشال فرصة الاتفاق، وضمان تمرير هدنة لستين يوماً مبدئياً، بما يوقف الكارثة بغزة على ضوء توسيع الاحتلال عمليته العسكرية وسط أوضاع إنسانية خطيرة وضيق الخيارات أمام الناس، كما وعد الوسطاء بالعمل خلال الهدنة على مفاوضات تقضي بإنهاء الحرب.

الوسطاء يبحثون عن "مخرج"

بدوره، قال مصدر من "حماس" لـ"المدن"، إن الوسيطين القطري والمصري بذلا جهداً مكثفاً خلال الساعات الماضية، في محاولة للبحث عن "مخرج"، لكن المصدر لم يؤكد أو ينفِ صحة العرض المتعلق بتعديل بند المساعدات، إلا أنه ألمح لإمكانية قبول الحركة بهدنة الستين يوماً بشكل مبدئي، طالما أن الوسطاء يضمنون هذه المدة، لأن السقف الزمني لعرض ويتكوف ووزير الشؤون الاجتماعية الإسرائيلية رون ديرمر المقدم أخيراً، كان أقل من ذلك بكثير. ودلً بيان "حماس" الليلة الماضية، على وجود مساعٍ لإبرام اتفاق، حيث أكدت الحركة استعدادها للبدء فوراً بمفاوضات غير مباشرة للتوصل إلى اتفاق يقضي بإنهاء الحرب، بموازاة بيان قطري-مصري شدد على مواصلة الجهود المكثفة لتقريب الفجوات وتذليل النقاط الخلافية لإنجاز اتفاق بموجب مقترح ويتكوف. بينما أشار موقع "أكسيوس" الأميركي إلى بوادر تحول بموقف "حماس" قد يؤدي إلى اتفاق.

"ألغام" المقترح.. هندسها ديرمر؟!

وتأتي المساعي الأخيرة بعد إفشال إسرائيل محاولة ويتكوف تمرير نص توافقي لمقترحه، وفق إفادات مصادر مطلعة على سير المفاوضات، لـ"المدن". وأوضحت المصادر أنه فور توافق "حماس" والجانب الأميركي على ورقة خلال اجتماع قيادة الحركة مع رجل الأعمال الأميركي- الفلسطيني بشارة بحبح في الدوحة، قبل أسبوعين، وبإيعاز من ويتكوف، فإن الأخير فشل بتمريرها على ديرمر عندما التقيا في واشنطن، ووضع الأخير ملاحظات إسرائيلية عليها وعدّل صياغتها، ثم تبناها ويتكوف وقدمها لـ"حماس" كورقة أميركية. وأوضحت مصادر "المدن" أن التعديلات والمصطلحات الواردة في نسخة المقترح، شكلت "ألغاماً ومكائد"، وهو ما جعل الورقة إسرائيلية لا أميركية.

5 أسباب.. للتراجع الأميركي

وبشأن تراجع واشنطن عن نسخة بحبح التي منحت ضمانة بوقف الحرب، أوضحت مصادر "المدن" أن هناك عدة أسباب، أولها أن ديرمر قايض الأمر بملف إيران النووي الذي بحثه أيضاً مع المسؤولين الأميركيين، ما اضطر إدارة ترمب إلى "مفاضلة الضغط"، بحيث شددته على إسرائيل بخصوص ملف إيران ومواضيع إقليمية أخرى في مقابل تخفيضه بملف غزة، بذريعة "تجنب زيادة حِمل الضغوط على حكومة نتنياهو دفعة واحدة". أما السبب الثاني، فهو رفض إسرائيل إعطاء ضمانة بوقف الحرب دون تحقيق أهدافها الثلاثة التي تبنتها أميركا عبر إدارتها السابقة، مدعية أن الأهداف العسكرية لم تنفد بعد لـ"حسم أمر غزة". ويكمن السبب الثالث في مزاعم نتنياهو بأن "حماس" في أصعب أوضاعها في القطاع، وأنه لا يمكن إعطاؤها "طوق نجاة". كما أن تل أبيب تطرح ملف غزة خلال حوارها مع الإدارة الأميركية، على أساس أنه "شأن أمني إسرائيلي"، وهو ما يجعل مساحة الضغط الأميركي بالموضوع أقل، مقارنة بملفات إيران ولبنان وسوريا وغيرها. بينما رأت تقارير عبرية أن مساعي ويتكوف لوضع "معادلة توافقية بكل ثمن"، يزيد من شك الأطراف بمصداقية أميركا، ما يكشف شكوكاً إسرائيلية إزاء وساطة واشنطن، فيما يشدد نتنياهو على قبوله باتفاق هدنة مرحلي يتضمن الإفراج عن محتجزين إضافيين لا إنهاء الحرب.

ضغط نفسي وإنساني.. وعسكري

وصعّدت إسرائيل ضغطها النفسي والعسكري على قطاع غزة بعد رد حماس الأخير على مقترح ويتكوف، حيث أوعز رئيس الأركان إيال زامير، بتوسيع العملية البرية إلى مناطق إضافية في جنوب وشمال غزة، بحجة "تهيئة الظروف لإعادة المخطوفين وإخضاع حماس عسكرياً وسلطوياً". كما سارعت إسرائيل إلى تأكيد اغتيال قائد القسام محمد السنوار رفقة قيادات أخرى، ضمن رسالة تهديد مفادها أنه "تمت تصفية معظم قيادات حماس وسيُلاحق مَن تبقى على رأسهم عز الدين الحداد، خليفة محمد السنوار لقيادة القسام"، وفق مزاعم الاحتلال. وكثف الاحتلال بالساعات الماضية استهداف البنايات السكنية، خصوصاً في مدينة غزة، وسط موجات نزوح من جباليا والتفاح والزيتون والشجاعية، ولوّح الاحتلال بتركز عمليته على شمال القطاع وخانيونس التي تشهد بلداتها الشرقية عمليات نسف كبيرة؛ لمنع الحياة فيها مستقبلاً. في حين، تبرز المساعدات كورقة ضغط للاحتلال هي الأصعب على سكان غزة، لدرجة أن بعضهم يقولون لـ"المدن"، إن تجويعهم ونزوحهم أشد وطأة من قنابل آلة الحرب الإسرائيلية!

 

إعلام عبري: مقتل 3 جنود بكمين لـ"القسام" في جباليا

المدن/02 حزيران/2025

سقط عدد من الجنود الإسرائيليين بين قتيل وجريح في كمين نفذته المقاومة الفلسطينية قرب مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، بحسب ما ذكرت تقارير إخبارية عبرية، فيما أعلنت "كتائب القسام" أنها قتلت عدداً من جنود الاحتلال وجرحت آخرين في اشتباكات عنيفة من المسافة صفر شرقي مخيم جباليا. جاء ذلك، فيما أفادت هيئة البث العام الإسرائيلية "كان 11"، نقلاً عن مصادر إسرائيلية، أن المفاوضات حول التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في قطاع غزة مستمرة، وذلك على الرغم من قرار تل أبيب عدم إرسال وفدها إلى الدوحة.

كمين لـ"القسام" ومقتل 3 جنود

وعلى صعيد الاشتباكات، قالت وسائل إعلام عبرية إن الجيش لم يصدر إعلاناً رسمياً حول ما وصفته بـ"الحدث الأمني الصعب"، بسبب الحظر المفروض على نشر كل ما يتعلق من أخبار بمثل هذه الأحداث، في حين تحدثت بعض المواقع الإخبارية الإسرائيلية عن تعرض مركبة عسكرية لصاروخ مضاد للدروع أطلقته المقاومة، ما أدى إلى مقتل ثلاثة جنود وإصابة اثنين آخرين في حصيلة أولية. ووفقاً لما تناقلته وسائل الإعلام العبرية، فإن جهود إخلاء الجنود الجرحى، واجهت صعوبة بسبب ضراوة المعارك في محيط الكمين، مضيفة أن مروحية عسكرية فشلت في محاولة أولى للهبوط في مكان الكمين شرق مخيم جباليا. فيما أشارت وسائل إعلام فلسطينية إلى أن طيران الاحتلال شنّ سلسلة غارات عنيفة في محيط الكمين. وقالت المواقع الإسرائيلية إن الجنود القتلى يتبعون للواء غولاني الأكثر شهرة في جيش الاحتلال. وفي وقت سابق اليوم، أعلنت "كتائب القسام"، أنها استهدفت تجمعاً لقوات إسرائيلية وموقعاً لجيش الاحتلال وآلية عسكرية في قطاع غزة بقذائف هاون وصواريخ.

المفاوضات مستمرة

وعلى صعيد المفاوضات، نقلت هيئة البث العام الإسرائيلية "كان 11" عن مصادر في تل أبيب، قولها إن "المفاوضات مع حماس مستمرة" على مقترح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، وأضافت أن واشنطن والدوحة والقاهرة، تجري محادثات مع "حماس" في محاولة لتقريب وجهات النظر بينها وبين إسرائيل.

وقال مصدر مطّلع على المفاوضات للقناة، إن "المحادثات لم تنهار بعد، لكن مواقف الطرفين لا تزال متباعدة، خصوصاً في ما يتعلق بإنهاء الحرب. ومع ذلك، لا يزال من الممكن التوصل إلى اتفاق".

تصعيد الهجمات

ميدانياً، صعد جيش الاحتلال من وتيرة هجماته على القطاع، بعدما أوعز رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير، خلال جولة ميدانية أجراها الأحد في القطاع، بتوسيع نطاق "المناورة العسكرية" لتشمل مناطق إضافية شمالاً وجنوباً، معتبراً أن إسرائيل دخلت "مرحلة حاسمة من القتال".  وأسفرت الهجمات الإسرائيلي عن عشرات الشهداء والجرحى، وقد أعلنت وزارة الصحة عن سقوط 52 شهيداً و503 إصابات خلال الـ24 ساعة الماضية، مشيرة إلى ارتفاع حصيلة ضحايا مجزرة رفح قرب مركز توزيع للمساعدات إلى 75 شهيداً.

كارثة إنسانية

وفي سياق المعاناة الصحية والإنسانية، أكدت "حماس"، في بيان، أن "نسف الاحتلال الإسرائيلي لمركز (نورة الكعبي) لغسيل الكلى في شمال غزة، هو جريمة جديدة من جرائم الاستهداف الممنهج للقطاع الطبي وتدميره"، ولفتت إلى أن "عشرات الآلاف من المرضى من نساء وأطفال وكبار في السن، لا يجدون اليوم أي رعاية طبية أو مراكز للتعامل مع الأمراض المزمنة والعضال، خصوصاً أمراض الفشل الكلوي والسرطان وغيرها، بفعل الكارثة الإنسانية التي صنعها الاحتلال". ودعت الحركة المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومؤسّساتها وفي مقدمتها مجلس الأمن الدولي، إلى "العمل لإعادة الاعتبار للقيم الإنسانية والقانون الدولي والإنساني، واتخاذ موقف يكفل وقف الإبادة المستمرة، ومحاسبة مجرمي الحرب من قادة الاحتلال على جرائمهم".

 

إسرائيل لن ترسل وفداً للدوحة..و"الأمم" تدعو للتحقيق بمجزرة رفح

المدن/02 حزيران/2025

قررت إسرائيل عدم إرسال وفد تفاوضي إلى العاصمة القطرية الدوحة، بسبب ما وصفته بـ"المطالب الجديدة التي قدمتها حركة حماس"، فيما دعت الأمم المتحدة اليوم الإثنين، إلى تحقيق مستقل في استشهاد عدد من الفلسطينيين قرب مركز توزيع مساعدات غذائية في قطاع غزة.

إسرائيل لن ترسل وفدها إلى الدوحة

ونقل موقع "واينت" عن مصادر إسرائيلية قولها إن "مطالب حماس مخالفة كلياً لمقترح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، وموقفها لم يتغير فعلياً رغم كل البيانات (الصادرة عن الحركة)، والفجوات الجوهرية لا تزال قائمة"، وقال أحد المصادر للموقع إن "إسرائيل وافقت على مقترح ويتكوف بالصيغة التي عُرض بها"، زاعماً أن "رد حماس لم يتطرّق لهذا المقترح". ووفقاً للمصادر، فإنه لا "تطورات جوهرية" في موقف الحركة، معتبرة أن "استعداد حماس للمفاوضات هو مجرد مناورة تكتيكية لتحسين صورتها ونفي اتهامها بالتعنت".

ورأت المصادر أنه لم "تُسجَّل تطورات مهمة"، خلال المفاوضات، ونقل "واينت" عن جهات وصفها بـ"المهنية" في أوساط طواقم المفاوضات الإسرائيلية، أن الفجوات "لا تزال كبيرة جداً"، وربما حتى "أكبر من اللازم" في إشارة إلى صعوبة "جسرها". جاء ذلك في أعقاب البيان الذي أصدرته "حماس" مساء أمس الأحد، وشددت من خلاله على استعدادها للدخول في جولة مفاوضات غير مباشرة جديدة، وذلك في إطار المساعي القطرية والمصرية للتوصل إلى اتفاق يوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وأكدت الحركة استعدادها لـ"الشروع الفوري في جولة مفاوضات غير مباشرة، للوصول إلى اتفاق حول نقاط الخلاف"، مؤكدة ضرورة "تأمين إغاثة شعبنا وإنهاء المأساة الإنسانية، وصولًا إلى وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب كامل لقوات الاحتلال" من قطاع غزة.

غوتيريش يدعو للتحقيق بمجزرة رفح

في غضون ذلك، دعت الأمم المتحدة اليوم، إلى فتح تحقيق مستقل في مجزرة رفح التي جرت قرب أحد مراكز توزيع المساعدات في رفح. وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم الإثنين، في بيان: "روّعت إزاء التقارير التي تفيد عن مقتل وإصابة فلسطينيين أثناء سعيهم للحصول على مساعدات في غزة (...) من غير المقبول أن يخاطر الفلسطينيون بحياتهم من أجل الغذاء"، مضيفاً "أدعو إلى تحقيق فوري ومستقل في هذه الأحداث ومحاسبة الجناة".واليوم، أعلنت وزارة الصحة في غزة، ارتفاع ضحايا تلك المجزرة إلى 75 شهيداً و400 مصاب، بعد استشهاد 35 فلسطينياً أمس الأحد، بنيران قوات الاحتلال في مواقع توزيع المساعدات.

توسيع "المناورة العسكرية"

ميدانياً، أوعز رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير، خلال جولة ميدانية أجراها أمس الأحد، في القطاع، بتوسيع نطاق "المناورة العسكرية" لتشمل مناطق إضافية شمالاً وجنوباً، معتبراً أن إسرائيل دخلت "مرحلة حاسمة من القتال".  بدوره، أعلن الناطق باسم الجيش، إيفي ديفرين، أن قوات الاحتلال "وسّعت التوغل البري خلال الساعات الأخيرة، وقتلت عناصر مسلحة، ودمّرت مخازن أسلحة وبُنى تحتية فوق وتحت الأرض". وعلى الأثر وسع جيش الاحتلال عملياته ضد القطاع، وأسفرت الهجمات عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى في الغارات التي استهدفت مناطق متفرقة من قطاع غزة.  وأشارت وزارة الصحة في غزة في بيان، إلى سقوط 52 شهيداً و503 إصابات خلال الـ24 ساعة الماضية، لترتفع حصيلة العدوان المستمر منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، إلى 54 ألفاً و470 شهيداً و124 ألفاً و693 جريحاً. وأضافت أن قوات الاحتلال الإسرائيلي نسفت مركز "نورة الكعبي" لغسيل الكلى، الواقع في شمال قطاع غزة، ما يهدّد حياة مئات المرضى ويُفاقم الكارثة الصحية المتصاعدة في المنطقة. وقالت الوزارة، في بيان صحافي، إن المركز كان يقدم خدمات الغسيل الكلوي لمرضى الكلى في شمال القطاع، وإن تدميره "يضع الحالة الصحية لمرضى الفشل الكلوي أمام كارثة لا يمكن توقع نتائجها".

عملية لـ"القسام"

في المقابل، أعلنت "كتائب القسام"، اليوم الإثنين، أنها استهدفت تجمعاً لقوات إسرائيلية وموقعاً لجيش الاحتلال وآلية عسكرية في قطاع غزة بقذائف هاون وصواريخ. وقالت "الكتائب"، في بيان: "بعد عودتهم من خطوط القتال، أكد مجاهدو القسام استهداف تجمع لقوات العدو شرق بلدة القرارة شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع بـ 13 قذيفة هاون عيار 120ملم و60 ملم". وأضافت أنه جرى أيضاً "استهداف موقع العين الثالثة شرق المدينة بـ3 صواريخ رجوم قصيرة المدى بتاريخ 31-05-2025". وفي بيان ثانٍ، قالت "القسام" إن عناصرها استهدفوا "جرافة عسكرية من نوع (D9) بقذيفة الياسين 105، يوم أمس الأحد، في منطقة قيزان النجار جنوب مدينة خانيونس جنوب القطاع".

 

دمج "قسد" داخل الجيش السوري.. أعقد مما يبدو

مصطفى محمد/المدن/02 حزيران/2025

لا يبدو أن التفاهمات بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) ستُنجز قريباً، رغم أن كل التصريحات الصادرة عن الجانبين تؤكد التزامهما باتفاق آذار/مارس الماضي، الذي يقضي باندماج القوات التي يقودها الأكراد في الجيش السوري.

رفض الحلول السريعة

وفي تصريح وصف بـ"المفاجئ"، قال قائد "قسد" مظلوم عبدي إن "عملية دمج قواته في المؤسسة العسكرية السورية قد تستغرق سنوات"، مضيفاً: "نرفض الحلول السريعة أو الشكلية التي لا تعالج جوهر القضية الكردية".وقال عبدي" "نبحث عن صيغة تضمن بقاء قواتنا كقوة منظمة ضمن هيكل وطني متفق عليه"، وأضاف أن "دمج قسد يجب أن يتم ضمن اتفاق سياسي شامل يقر باللامركزية وحقوق مكونات شمال وشرق سوريا، ونتمسك بمكتسباتنا ولن نقبل بأي ترتيبات تُعيدنا إلى نقطة الصفر". والواضح من إشارة عبدي إلى أن دمج "قسد" بالجيش السوري يحتاج سنوات، أن العملية لا زالت تواجه تحديات، وذلك بسبب مجموعة من التعقيدات، أبرزها غياب "الثقة"، كما يؤكد الباحث المختص بالشأن الكردي بدر ملا رشيد لـ"المدن".

هيكلة وطنية كبرى

ويقول إن "موضوع الدمج لا يتعلق فقط بضم عناصر قسد إلى المؤسسة العسكرية، بل بأسباب متعددة منها، هوية الدولة السورية ما بعد الحرب، التي لم تتوضح حتى الآن، وعقيدة الجيش السوري، إلى جانب مواضيع تتعلق باللامركزية والمركزية، والتي تحدث ضمن توازنات واختلالات أمنية اقليمية وعالمية مؤثرة في المشهد السوري، وبذلك فإن مشروع دمج القوات هو مشروع إعادة هيكلة وطنية كبرى، وليس فقط دمجاً وظيفياً". ويضيف ملا رشيد، أنه يمكن تحديد موانع الدمج بقصر المدة اللازمة لبناء الثقة بين الطرفين، فيما يتعلق بالعصب الرئيسي للحكومة السورية الحالية المتمثل في كتلة وارثة لهيئة تحرير الشام، والتي رغم إنه لم تكن هناك مواجهة بينها و"قسد"، إلا أنهما لم يتعاونا بشكل مباشر أيضاً. كذلك يشير الباحث إلى وجود فصائل ضمن الجيش السوري الجديد كانت حتى قبل أسابيع قليلة منخرطة في مواجهات ومعارك قوية مع "قسد" (فصائل الجيش الوطني سابقاً).

أمر معقد

وكان لافتاً في حديث عبدي عن وقت طويل يلزم عملية دمج "قسد" بالجيش السوري، أنه جاء استباقياً لوصول الوفد الكردي المكلف بالتفاوض مع الحكومة السورية إلى دمشق، ما أعطى مؤشراً على صعوبة المفاوضات. ومن هنا، يصف الباحث في مركز "جسور للدراسات" وائل علوان، دمج "قسد" ومؤسساتها بالدولة السورية بـ"الأمر المعقد"، نظراً لوجود تيارات وأجنحة وقوى داخل "قسد"، ليست متفقة على رأي واحد، أو توجه واحد. وقال إن أهم ما يمنع تنفيذ اتفاق دمج "قسد" بالجيش السوري، هو وجود مجموعات من "قسد" مرتبطة بحزب "العمال" الكردستاني، لا زالت تمتلك القوة رغم تأثرها بقرار حل الحزب، ومجموعات أخرى مرتبطة بإيران. وأضاف علوان، أن هذا التشتت والتقسيم الداخلي في "قسد"، يجعل المهمة معقدة، علماً أن "قسد" لن تخسر من الاندماج بالدولة الجديدة، ويكفيها مكسب "الشرعية" المحلية.

مصالح جزئية

في السياق ذاته، أكد مصدر مطلع على خفايا "قسد"، أن غالبية أصحاب القرار فيها لا زالوا يبحثون عن مصالح جزئية (كردية)، مشيراً في حديثه لـ"المدن" إلى "اشتراط قسد الاندماج كتلة واحدة".وقال: "لا تزال نظرة قسد إلى الحوار مع دمشق تقوم على المصالح الفئوية، رغم أن المعطيات تغيرت، وخاصة بعد تغير التعاطي الأميركي الجديد مع الدولة السورية". وعن الحسابات التي تدفع "قسد" إلى التردد في الاندماج مع الجيش السوري، لفت المصدر إلى المخاوف من خسارة ما تعتبره "إنجازاً" لها في شمال شرقي سوريا، لجهة السلاح والحكم المحلي.

 

انسحاب أمريكي مفاجئ من قاعدتين استراتيجيتين شرق دير الزور

المدن/02 حزيران/2025

تحدث السفير الأميركي في أنقرة والمبعوث الخاص إلى سوريا، توم باراك، عن ملامح السياسة الأميركية المستقبلية في سوريا، مؤكداً أن بلاده تتجه نحو نهج جديد يختلف جذرياً عما كان متبعاً في العقود الماضية. وقال باراك في مقابلة مع قناة "NTV" التركية: "سياساتنا الحالية تجاه سوريا لن تشبه السياسات خلال المئة عام الماضية، لأن تلك السياسات لم تنجح". وأكد باراك أن الولايات المتحدة ما زالت تعتبر "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) حليفاً رئيسياً، وقال: "قسد هي حليف بالنسبة لنا، والدعم المقدم لهم هو دعم لحليف، وهذا أمر مهم جداً بالنسبة للكونغرس الأميركي"، لكنه شدد في الوقت ذاته على ضرورة توجيه هذا الدعم نحو دمجهم في جيش سوريا المستقبلي، مضيفاً "يجب أن تكون توقعات الجميع واقعية، ونعمل على دمج وحدات حماية الشعب الكردية ضمن البنية العسكرية الجديدة في سوريا". وكشف المبعوث الأميركي عن توجه بلاده لتقليص وجودها العسكري في سوريا، قائلاً: "من 8 قواعد، سينتهي الأمر بقاعدة واحدة فقط"، في إشارة إلى نية واشنطن إعادة تموضع قواتها، مع الحفاظ على دعمها لحلفائها المحليين وتنسيقها مع شركائها الإقليميين. كما أشاد باراك بجهود الرئيسين دونالد ترامب ورجب طيب أردوغان في الملف السوري، مشيراً إلى أن "الرئيس ترامب والرئيس أردوغان قاما بعمل مذهل، وقال ترامب إنه سيمنح الحكومة السورية الجديدة فرصة، ولم يكن أحد يتوقع ذلك".

تحرك مفاجئ أميركي

وتأتي تصريحات باراك، بالتزامن مع انسحاب ميداني مفاجئ نفذته القوات الأميركية خلال الساعات الماضية، من قاعدتين عسكريتين بارزتين في ريف دير الزور الشرقي، هما قاعدة حقل العمر النفطي ومعمل كونيكو للغاز، الواقعتين ضمن مناطق تسيطر عليها "قسد". وبحسب "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، فقد بدأت عملية الانسحاب بشكل تدريجي منذ 18 أيار/مايو، قبل أن تتسارع في الأيام الأخيرة، وسط تحليق مكثف لطيران "التحالف الدولي". ويُعد حقل العمر أكبر قاعدة أميركية في سوريا، وكان قد تعرّض مع كونيكو لاستهدافات متكررة من ميليشيات موالية لإيران خلال العامين الماضيين.

قسد تملأ الفراغ

وسارعت وحدات "الكوماندوس" التابعة لـ"قسد"، إلى التمركز في المواقع التي أُخليت، في إطار تنسيق أمني مع التحالف الدولي. وأكدت مصادر محلية، أن العمليات العسكرية المشتركة ضد خلايا تنظيم "داعش" ستتواصل انطلاقاً من قاعدة الشدادي في ريف الحسكة الجنوبي، والتي لا تزال تحتضن وجوداً أميركياً نشطاً. ويُعتقد أن إعادة تموضع القوات تأتي ضمن خطة لتقليص الوجود العسكري وتحويله إلى دعم لوجستي واستخباراتي محدد، مع الحفاظ على فعالية مواجهة التنظيمات المتطرفة.

فراغ أمني محتمل

ويثير الانسحاب الأخير مخاوف من احتمال حدوث فراغ أمني خطير في المنطقة، في ظل هشاشة الوضع الأمني وتنامي نشاط خلايا "داعش" في البادية السورية ومحيط دير الزور. كما تخشى مصادر محلية من أن تستغل الميليشيات الموالية لإيران الفرصة لتعزيز انتشارها في محيط نهر الفرات، ما قد يغير من توازنات السيطرة في الشرق السوري، سيما أن الانسحاب الأميركي يأتي في وقت حساس، إذ تلوح في الأفق مؤشرات على اتصالات بين "قسد" والحكومة السورية، لبحث ترتيبات أمنية وإدارية محتملة في حال تراجع الدور الأميركي أكثر.

 

أميركا تعطي الضوء الأخضر لضم مقاتلين أجانب إلى الجيش السوري

دمشق/الشرق الأوسط/02 حزيران/2025

قال توماس براك، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى سوريا، إن الولايات المتحدة وافقت على خطة طرحتها القيادة السورية الجديدة للسماح لآلاف من المقاتلين الأجانب، الذين كانوا في السابق ضمن المعارضة، بالانضمام إلى الجيش الوطني، شريطة أن يحدث ذلك بشفافية.

وذكر 3 مسؤولين دفاعيين سوريين أن الخطة تنص على انضمام نحو 3500 مقاتل أجنبي، معظمهم من الإيغور من الصين والدول المجاورة، إلى وحدة مشكلة حديثاً، وهي «الفرقة 84» من الجيش السوري، والتي ستضم سوريين أيضاً. ورداً على سؤال من «رويترز» في دمشق عما إذا كانت واشنطن وافقت على دمج المقاتلين الأجانب في الجيش السوري الجديد، قال براك، الذي يشغل أيضاً منصب السفير الأميركي لدى تركيا: «أعتقد أن هناك تفاهماً وشفافية». وأضاف أنه من الأفضل إبقاء هؤلاء المتشددين ضمن مشروع للدولة بدلاً من إقصائهم، ووصف كثيرين منهم بأنهم «مخلصون للغاية» للإدارة السورية الجديدة. وكان مصير الأجانب، الذين انضموا إلى «هيئة تحرير الشام» خلال الحرب التي استمرت 13 عاماً بين المعارضة والرئيس السابق بشار الأسد، من أكبر القضايا الشائكة التي تعوق التقارب مع الغرب منذ أطاحت «الهيئة»، وهي فرع سابق لتنظيم «القاعدة»، بالأسد، واستولت على السلطة العام الماضي. وكانت الولايات المتحدة حتى مطلع مايو (أيار) الماضي على الأقل تطالب القيادة الجديدة باستبعاد المقاتلين الأجانب من قوات الأمن.

لكن نهج واشنطن تجاه سوريا شهد تغيراً كبيراً منذ جولة ترمب في الشرق الأوسط الشهر الماضي. ووافق ترمب خلال هذه الجولة على رفع العقوبات المفروضة على سوريا منذ عهد الأسد، والتقى الرئيس السوري أحمد الشرع في الرياض، وعيّن براك مبعوثاً خاصاً له. وقال مصدران مقربان من وزارة الدفاع السورية لـ«رويترز» إن الشرع والمقربين منه حاولوا إقناع محاورين غربيين بأن ضم المقاتلين الأجانب إلى الجيش سيكون أقل خطورة على الأمن من التخلي عنهم، الأمر الذي قد يدفع بهم إلى الانضمام مجدداً إلى تنظيمَي «القاعدة» أو «داعش». وانضم آلاف الأجانب لجماعات معارضة سورية مسلحة منذ مرحلة مبكرة في الحرب الأهلية التي دارت على مدى 13 عاماً بهدف القتال ضد الأسد الذي تلقى بدوره مساعدة من جماعات مسلحة مدعومة من إيران. وشكل بعض المقاتلين جماعاتهم الخاصة، بينما انضم آخرون لجماعات قائمة بالفعل مثل تنظيم «داعش». وأعلن ذلك التنظيم قيام دولة «خلافة» على مساحات شاسعة من سوريا والعراق من قبل لفترة قبل أن تلحق به الهزيمة قوات تدعمها الولايات المتحدة، وأخرى تدعمها إيران. واكتسب المقاتلون الأجانب داخل «هيئة تحرير الشام» سمعة باتسامهم بالولاء والانضباط والخبرة العسكرية، وشكلوا العمود الفقري لوحدات النخبة في الجماعة. وحاربوا ضد تنظيم «داعش»، وضد فروع من تنظيم «القاعدة» اعتباراً من 2016 عندما نأت الجماعة بنفسها عن تنظيم «القاعدة» الذي أسسه أسامة بن لادن. والمقاتلون الإيغور من الصين ووسط آسيا هم أعضاء في «الحزب الإسلامي التركستاني» وهو جماعة تصنفها بكين على أنها إرهابية. وقال مسؤول سوري ودبلوماسي أجنبي إن الصين سعت لتحجيم نفوذ تلك الجماعة في سوريا. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية: «الصين تأمل في أن سوريا ستعارض كل أشكال قوى الإرهاب والتطرف استجابة لمخاوف المجتمع الدولي». وقال عثمان بوغرا وهو مسؤول سياسي في «الحزب الإسلامي التركستاني» لـ«رويترز» في بيان مكتوب إن الجماعة حلت نفسها رسمياً، واندمجت في الجيش السوري. وقال إن الجماعة تعمل حالياً بالكامل تحت سلطة وزارة الدفاع، وتلتزم بالسياسة المتبعة في البلاد، وتحافظ على عدم الارتباط بأي كيانات أو جماعات خارجية. وفي ديسمبر (كانون الأول)، تسبب تعيين عدد قليل من المتشددين الأجانب السابقين، الذين كانوا من أبرز قيادات «هيئة تحرير الشام»، في مناصب عسكرية بارزة في إثارة قلق حكومات غربية، مما زاد من المخاوف المتعلقة بتوجهات القيادة الجديدة لسوريا. وظلت مسألة المطالبة بتجميد تلك التعيينات وطرد المقاتلين الأجانب من النقاط الأساسية الحساسة مع واشنطن ودول غربية أخرى لحين الاجتماع المهم الذي جمع بين ترمب والشرع. وقال الشرع إن المقاتلين الأجانب وأسرهم قد يحصلون على الجنسية السورية لدورهم في محاربة الأسد. وقال عباس شريفة، وهو خبير في الجماعات المتشددة من مقره في دمشق، إن المقاتلين الذين جرى ضمهم للجيش أظهروا الولاء لقيادة سوريا، وخضعوا لما وصفه بتنقيح أيديولوجي. لكنه تابع قائلاً إنهم قد يصبحون فريسة سهلة لتنظيم «داعش» وجماعات متطرفة أخرى في حال التخلي عنهم.

 

انقسام العلويين في سوريا: هيئة تشاورية جديدة وأزمة تمثيل

المدن/02 حزيران/2025

في مشهد يعكس حجم التحولات السياسية والدينية داخل الطائفة العلوية في سوريا بعد سقوط نظام الأسد، شهدت مدينة حمص، الأحد، لقاءً تشاورياً موسعاً للمجالس العلوية في محافظات دمشق وحماة وحمص واللاذقية، نتج عنه الإعلان عن تشكيل "هيئة تشاورية للطائفة العلوية"، في خطوة وصفت من قبل المنظمين بأنها تهدف إلى ضمان مشاركة الطائفة في الحوار الوطني، والعمل على إنهاء الانقسام وتعزيز المصالحة المجتمعية.

هيئة تشاورية جديدة

وحسب البيان الختامي للقاء، فإن الهيئة التمثيلية الجديدة تضم ممثلين عن المجالس الدينية العلوية في المحافظات الأربع، وتناط بها مهمات تتعلق بالتشاور مع الحكومة السورية، ودعم السلم الأهلي، وتحقيق العدالة الانتقالية، والمطالبة بالإفراج عن المعتقلين، وتعويض المتضررين، وتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة.

البيان الذي حمل توقيع كل من الشيخ صبحي الدين السلوم (رئيس مجلس حمص)، والشيخ حسين العباس (حماة)، والدكتور علي أحمد أحمد (اللاذقية)، والشيخ علي شعبان ضرير (دمشق)، أكد أن الهيئة لا تدّعي التمثيل المطلق، بل تنطلق من إرادة داخلية لمعالجة القضايا الراهنة، مشدداً على أهمية فتح قنوات الحوار بين جميع الأطراف.

بيان "الشباب العلوي": رفض قاطع للهيئة الجديدة

ولم تمضِ ساعات على صدور البيان حتى ظهر ردّ علني تحت عنوان "بيان الشباب العلوي"، نشر عبر صفحة "الحقيقة السورية" في فايسبوك، عبّر فيه موقّعوه عن رفضهم الكامل لتشكيل الهيئة الجديدة، معتبرين أنها تمثل محاولة "لتفتيت الصف العلوي"، وتجاهُل المجلس العلوي القائم الذي يترأسه الشيخ غزال غزال، واصفين الهيئة الجديدة بأنها "تفتقر للإجماع وتهدد وحدة الطائفة". وأكد البيان أن المطالب المطروحة في بيان الهيئة، كإطلاق المعتقلين وتحقيق العدالة "ليست جديدة"، بل كانت جزءاً من الخطاب العام للمجلس العلوي القائم، معبراً عن خشية من "محاولات موازية لخلق جسم بديل يهدد وحدة الصف".

غزال غزال يرد ويعزل المشايخ

التصعيد لم يتوقف عند هذا الحد، إذ تداول ناشطون بياناً رسمياً جديداً عن المرجعية الروحية العليا للطائفة العلوية، الشيخ غزال غزال، مكتوباً بخط اليد، أعلن فيه عزل رؤساء المجالس الدينية الأربعة المشاركين في اللقاء، واعتبر أن ما جرى "انحراف عن المسار"، واتهم بعض القائمين على المجالس الفرعية بـ"بيع القضية والتنكر لدماء الشهداء والمعتقلين". وأشار غزال في بيانه إلى تشكيل "لجنة استشارية دينية جديدة" تمثل المحافظات كافة وتكون مسؤولة أمامه مباشرة، مؤكداً: "لا يُعترف بأي مجلس أو لجنة تدعي تمثيل الطائفة من دون إجماع علني وصريح من المكوّن العلوي".

ردود أفعال متباينة

بيان غزال غزال وما تبعه من حملات دعم، أثار أيضاً ردود أفعال حادة في وسائل التواصل الاجتماعي، حيث انقسم العلويون بين مؤيدين يعتبرون غزال "المرجعية الوحيدة للطائفة"، وبين رافضين وصفوه بـ"رجل المرحلة الماضية". وفي منشورات تداولها نشطاء مؤيدون لغزال، تم التحذير من "مؤامرة لتشكيل مجلس علوي بديل"، متهمين مشايخ اللقاء التشاوري بـ"تنفيذ أجندات تهدف إلى تخدير الطائفة وإقناعها بالتخلي عن حقوقها".

في المقابل، رد معارضون لهذا الخطاب، قائلين إن غزال غزال "نصّب نفسه مرجعية روحية من دون شرعية أو إجماع"، متهمينه بأنه "من بقايا النظام السابق"، وأن "مجلسه الجديد لا يمثل الطائفة بل يمثل منطق الهيمنة الدينية الفوقية". وكتب أحد المنتقدين: "هذا غزال غزال ومجلسه المزعوم لا يمثلنا، ولم يكن له وجود قبل سقوط النظام، وهو يحاول اليوم توظيف خطاب الطائفة لمصالحه الشخصية".

أزمة تمثيل أم بداية نقاش علوي مفتوح؟

الجدل المتصاعد بين مؤيدي الهيئة التشاورية، وداعمي غزال غزال، ورافضي الطرفين، يكشف أزمة تمثيل فعلية داخل الطائفة العلوية في لحظة مفصلية تمر بها البلاد، وسط غياب مرجعية واضحة قادرة على تمثيل مطالب الطائفة في السياق الوطني من دون الوقوع في فخ التوظيف السياسي أو الاصطفاف الفئوي.

 

بورصة دمشق انطلقت..من يمنع رجال النظام من تبييض الأموال؟

محمد الشيخ/المدن/02 حزيران/2025

أعادت وزارة المالية افتتاح سوق دمشق للأوراق المالية أو ما تعرف بـ"بورصة دمشق"، وذلك خلال احتفالية رسمية أقيمت في دمشق بمشاركة وزير المالية محمد يسر برنية وشخصيات اقتصادية وحكومية رفيعة المستوى، إلى جانب عدد من المستثمرين والتجار، انطلق التداول بسوق دمشق للأوراق المالية، اليوم الاثنين.

وقال برنية إن إعادة افتتاح سوق دمشق للأوراق المالية تُعد رسالة واضحة على بدء تحرّك الاقتصاد السوري نحو التعافي والانتعاش"، مؤكداً أن السوق ستكون "مركزاً حقيقياً لتطوير الاقتصاد".  وأضاف أن بورصة دمشق، ستتحول إلى شركة خاصة، "تُشكّل مركزاً حقيقياً لتطوير الاقتصاد الوطني"، كما أن الحكومة تسعى إلى مواكبة التطورات الرقمية وتحديث بنية السوق بما يتناسب مع المرحلة الراهنة. وأكد أن الرؤية الاقتصادية للمرحلة المقبلة "تقوم على العدالة والإنصاف، وتعزيز دور القطاع الخاص، وتهيئة مناخ جاذب للاستثمار، ومكافحة الفقر، وخلق فرص العمل"، مضيفاً أن هناك فرصاً استثمارية واعدة، وأن الوزارة ستعمل على تيسير إجراءات العمل الاقتصادي وتوفير بيئة مناسبة للنمو. من جهته، قال المدير التنفيذي لسوق دمشق للأوراق المالية باسل أسعد، إن افتتاح بورصة دمشق هو "يوم تاريخي مهم لسوريا"، مضيفاً "أنهم متأهبون للعودة وممارسة دورهم خلال الفترة المقبلة، حيث ستكون الاستثمارات "أكبر وأوسع في سوريا الجديدة".وأكد أنه على الرغم من محدودية الإمكانيات، "تمكّنا من تنفيذ المطلوب منا بشفافية وحفظ حقوق المستثمرين، وسنكون قادرين على مواكبة التطورات القادمة".

إجراءات مطلوبة

وانطلقت بورصة دمشق رسمياً في العام 2009، وتُعتبر البنوك الخاصة وشركات التأمين أبرز المتداولين فيها، فيما تضم شركتين صناعيتين ومثلهما للخدمات، إلى جانب شركتي "إم تي ن" و "سيرتيل" للاتصالات الخلوية. وعلى الرغم من التاريخ الطويل لإنشائها، إلا أن حجم متوسط التداول في بورصة دمشق، لم يتجاوز الـ100 ألف دولار أميركي، أي أن فاعليتها كانت محدودة الأثر، ووظيفتها المفترضة في دعم الاقتصاد السوري، كانت منخفضة للغاية، حتى تاريخ إغلاقها قبل 6 أشهر. وأمام هذا الحال، يرى الباحث والخبير الاقتصادي يحيى السيد عمر، أنه حتى تقوم سوق دمشق للأوراق المالية بوظيفتها، وتُقدم قيمة مضافة للاقتصاد، "لا بد أن تقترن بحرية مالية واسعة، ووجود تشريعات مالية حديثة، وتشجيع الاستثمار، وضمان مؤشرات الشفافية والحوكمة والإفصاح المالي"، مؤكداً أنه بدون هذه الإجراءات "ستكون فاعليتها منخفضة، ولن تحقق الهدف المتوقع منها". ويؤكد السيد عمر لـ"المدن"، أن البورصات تُعدّ أدوات هامة في السوق المالية، ولها دور هام في الاقتصاد، كما تُعد قنوات هامة للاستثمار، من خلال الاكتتاب على أسهم الشركات الجديدة، أو تداول أسهم الشركات القائمة.

من يحارب غسيل الأموال؟

وفي حديث سابق، أكد برنية أن وزارة المالية اتخذت الإجراءات اللازمة ‏للتأكد ‏من سلامة الامتثال لمواجهة عمليات غسل الأموال واستغلال المجرمين ‏للسوق المالية، مؤكداً نيّة الوزارة العمل على مراجعة ‏شاملة ‏للتشريعات المالية القائمة وتحديثها لتنسجم مع الاتجاهات الحديثة ‏والمعايير ‏العالمية والممارسات العالمية السليمة. إلا أن الوزير لم يوضح كيف ستتم مكافحة غسيل الأموال مع وجود شركات مازلت خاضعة للعقوبات الدولية مثل "سيرتيل"، كما أن عدداً من الشركات لا تزال مملوكة لرجالات النظام المخلوع السابقين، ولم يشملهم قرار رفع العقوبات الدولية، وبالتالي مؤشرات إمكانية ممارسة نفس المهمة كما كان الحال عليه على زمن النظام، تبقى مرتفعة، كما أن امتثالهم للقوانين الناظمة الجديد للبورصة، محل شكٍ كبير. ويتساءل مدير منصة "اقتصادي" يونس الكريم، عن طريقة امتثال هذه الشركات لمكافحة غسيل الأموال، وما زال مالكوها المقربون من النظام، مشمولين بقانون "قيصر"، ويمتلكون حصصاً في أسهم هذه الشركات.  ويشكّك الكريم في حديث لـ"المدن"، بإمكانية امتثال هذه الشركات لقوانين مكافحة غسيل الأموال، مع عدم وجود عدالة انتقالية في سوريا، إلى جانب عدم وجود انضباط اقتصادي حقيقي للشركات، والتلاعب الموجود بالاقتصاد على مستوى العملة والمواد. من جانبه، يرى السيد عمر أن حل قضية ارتباط الشركات برجالات النظام السابقين، يتم عبر القضاء، لاسيما في حال وجود تُهَم صريحة لهذه الشركات أو لمسؤوليها. ويؤكد على دور سوق دمشق في علاج هذه القضية، إلى جانب دورها في معالجة شبهة تبييض الأموال بالتعاون بينها وبين القضاء، وذلك من خلال الرقابة والتفتيش وتدقيق القوائم المالية ومتابعة سجل الأنشطة التجارية والمالية لهذه الشركات.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

إضرابات وتحرّكات مرتقبة بالشارع... هل نقترب من انفجار اجتماعي؟

عزة الحاج حسن/المدن/02 حزيران/2025

تنذر تحركات العاملين في القطاعين العام والخاص وإلى جانبهم المتقاعدين والمزارعين بانفجار اجتماعي ليس ببعيد. ففي وقت تعالت فيه أصوات العاملين في القطاع الخاص الذين تعرّضوا لخداع أرباب العمل بزيادات هزيلة أمام أعين وزارة العمل وعجز الاتحاد العمالي العام، تلقى موظفو الإدارات العامة "صفعة" بتحييدهم من قرار الزيادات التي أقرت لصالح القوى العسكرية ومتقاعديها الذين اعترضوا بدورهم على تدني قيمتها. أمام تصاعد وتيرة اعتراض القطاعات، ووسط توجّه عام للنزول إلى الشارع، يأتي قرار رفع الضريبة على المحروقات الذي سينعكس حكماً على مستوى أسعار الاستهلاك بكافة مراحله ومستويات التضخم المتراكمة. ما سرّع من وتيرة الاحتجاجات، فانضمّ إلى العاملين بالقطاعين العام والخاص قطاعات أخرى على رأسها المتقاعدين والمزارعين الذين أعربوا بدورهم عن توجه للنزول إلى الشارع. وليست الأزمة المعيشية وليدة اليوم كما لن تكون حلولها بين ليلة وضحاها، إنما تراكم الأزمات على مرّ السنوات الأخيرة وسياسة المماطلة والتسويف التي عانى منها العاملون وعموم اللبنانيين على مر الحكومات السابقة قد تجعل من الحلول الظرفية والمساعدات المؤقتة اليوم فتيلاً لنيران الشارع.

القطاع العام إلى الشارع

يطلق موظفو الإدارة العامة اليوم إضراباً تحذيرياً، ليس رفضاً لزيادة طفيفة على الرواتب أو حرمان من حوافز معيّنة إنما "لعدم اكتراث الحكومة بمطالبهم وعدم الإنصات للعاملين بالقطاع العام" على ما يقول رئيس رابطة موظفي الإدارة العامة وليد جعجع لـ"المدن" لا نطالب سوى بأن يرونا، سمعنا بالعمل على انتظام القطاع العام لكننا لم نر شيئاً حتى اليوم لا على المستوى المادي ولا المعنوي. ويضيف جعجع نحن كعاملين في القطاع العام أثبتنا جدّيتنا بالعمل إن خلال الحرب أو خلال الانتخابات البلدية رغم أننا نعمل باللحم الحي لكن في المقابل لم نتمكّن من الحصول على موعد مع الحكومة للتعبير عن مطالبنا وحاجاننا. ويؤكد جعجع أنه ما لم يتم التجاوب مع العاملين بالإدارة العامة وإنصافهم "فالتحركات لن تقتصر على الإضراب التحذيري ولا الإضراب المفتوح إنما ستصل إلى التحرّك بالشارع" ولنضع حدّاً لهذا الجحيم المعيشي والظلم الاجتماعي، يقول جعجع. ويأسف رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الاسمر الذي يدعم تحرك العاملين بالإدارة العامة، للظلم الذي يتعرّض له موظف القطاع العام "المستهدف بشكل أو بآخر ويتعرض لقرارات عشوائية كما حصل بالدوائر العقارية سابقاً والنافعة حين تم سحب الموظفين المشتبه بهم بالفساد إلى القضاء ولم تصدر بحقهم أحكاماً قضائية ثم تمت إعادتهم"، هذا بالإضافة إلى الرواتب المتدنية التي يتقاضونها.

وثمة من يتقاضى في القطاع العام اليوم بين 3 و4 ملايين ليرة فقط بالإضافة إلى بعض المنح والمساعدات لاسيما منهم من يعمل في وزارة الشؤون الاجتماعية والنافعة وغيرهم ممن يتبع قانون الضمان ولا يتبع قانون العمل وهؤلاء صلب الأزمة في القطاع. وليست الرواتب المتدنية أسوأ ما يعانيه العاملون في القطاع العام، فمن يخرج من الإدارة العامة اليوم أو من المؤسسات العسكرية لا يزال يتقاضى تعويضه على أساس ما قبل العام 2019. كما أن كل الزيادات تدرج تحت خانة المساعدات الاجتماعية وليس في صلب الراتب، ما يعني أن الموظف اليوم يخرج من القطاع العام مُعدم.

تواطؤ على العمال!

قد لا تقتصر تحركات الشارع على موظفي القطاع العام، إذ أن ملف أجور العاملين في القطاع الخاص لم يغلق بعد، ولا يزال مرسوم زيادة الحد الأدنى للأجور إلى 28 مليون ليرة أمام مجلس شورى الدولة. فالمرسوم الذي أصر وزير العمل على إصداره رغم رفض الاتحاد العمالي العام له بسبب العبء الذي يحمّله للعمال، لا يزال على طاولة مجلس شورى الدولة ينتظر إبداء الرأي قبل دخوله حيز التنفيذ، على أمل إحقاق العدالة للعاملين ومراعاة التراتبية الوظيفية. ويسترجع الأسمر في حديثه لـ"المدن" ما حصل بملف الأجور ليشير إلى انحياز لجانب أرباب العمل "فوزارة العمل وعدت بإعادة النظر بطرح مسألة الشطور قبل نهاية العام علماً انه دائماً كانت تصدر زيادة الحد الادنى للأجور مع غلاء المعيشة، إذاً لماذا لا نطرحها الآن وما ضماناتنا لطرحها لاحقاً قبل نهاية العام" ويقول:"إن وزير العمل إيجابي بالتعاطي بملف العمال إنما الهيئات الاقتصادية غير مستعدة للتعاون والبحث بالشطور ولا اي تقديمات أخرى". وأخطر ما لمسه الاتحاد العمالي في ملف الأجور، على ما يقول الأسمر، هو "وجود تعاون خفي بين بعض أعضاء الحكومة وأصحاب العمل" وينتقد ما حصل مؤخراً بعد زيادة الضريبة على المحروقات "حين خرجت أصوات حكومية مباشرة تقول أنه يجب إعفاء الصناعيين من تلك الزيادات، ونحن نقول أنه يجب إعفاء كافة المواطنين من تلك الزيادات".

ويشدّد الأسمر على "امتداد التحالف بين أصحاب العمل وبعض أعضاء الحكومة إلى كل القطاعات والمجالات" ويقول "لذلك نحن متّجهون إلى الشارع". وبين القطاعين العام والخاص المتّجهين إلى الشارع لرفع مطالب معيشية ارتفعت أصوات المزارعين بالأمس الذين اعترضوا على ضريبة المازوت بالقول أنها "ترهق كاهل القطاعات الإنتاجية وفي مقدمها القطاع الزراعي الذي يعتمد بشكل أساسي على المازوت في إنتاجه خصوصاً في أيام الري حالياً". ولوّح تجمع المزارعين بالنزول إلى الشارع ما لم يتم التراجع عن ضريبة المحروقات. وقبل المزارعين أعرب المتقاعدون العسكريون عن رفضهم للزيادات التي أقرت مرخراً كمنح بقيمة 12 مليون ليرة وأعلنوا عن تنظيم تحركات اعتراضية في الشارع قريباً. كما أعلنت اتحادات ونقابات قطاع النقل البري عن توجّهها لتحركات تصعيدية في مواجهة ضريبة المحروقات. وليس مستبعداً ان تنسحب الاعتراضات وتحركات الشوارع على قطاعات أخرى في الأيام المقبلة، ما ينذر بانفجار اجتماعي وشيك، لاسيما أن المحروقات تدخل في كافة مناحي الاقتصاد وتقع في نهاية دورة الإنتاج على عاتق المواطن الذي بدوره سيتحمّل عبء التضخّم المتراكم. 

 

"معمودية حلم" سمير قصير...هل فاتنا قطار رؤيته في اليقظة؟

روزيت فاضل/المدن/02 حزيران/2025

إذا توجهتم اليوم إلى ساحة سمير قصير، ستشعرون للأسف أن شيئاً لم يتغير في لبنان وبيروت المنكوبة وناسها منذ 2 حزيران 2005 الى هذه الساعة، سوى أن سمير قصير بات "الغائب الأكبر" بعد مرور 20 عاماً على إستشهاده، مع معلومة ليست بجديدة ودوّنها سمير نفسه في كتابه "تاريخ بيروت": أن كوابيس بيروت ساحة للحروب، "كانت المدينة ولا تزال، بسكانها الوافدين من كل مكان، بنسائها ورجالها وأدبائها وفنانيها وعمرانها، تربة خصبة للأوهام المتضاربة". تلبية لدعوة مؤسسة سمير قصير، مساء أمسِ الأحد، لافتتاح مهرجان ربيع بيروت في دورته السابعة عشرة ونشاطاتها كتحية لسمير نفسه وجيزيل خوري والياس خوري. قصد الساحة رئيس الحكومة نواف سلام، وهو رفيق سمير، ترافقه زوجته سحر بعاصيري مع وزراء الثقافة غسان سلامة، والسياحة لورا لحود، والعدل عادل نصار وبعض النواب التغيريين، مثل حليمة قعقور وميشال الدويهي ومارك ضو ومحافظ بيروت القاضي مروان عبود ورفاق حلم سمير قصير، مع تسجيل غياب لافت لكل من وزير الإعلام بول مرقص ونقيبَي الصحافة والمحررين أو أي ممثل عنهم في إطلاق تجهيز فني متاح للعامة حتى 8 حزيران الجاري ضمناً، من العاشرة صباحاً إلى الثامنة مساء، وهو مستوحى من مقال سمير قصير "بيان الحلم" في جريدة "النهار". ونفّذ التجهيز الفنّان روي ديب، وهو مؤلَّف من أقسام عديدة، منها قراءة قسم من البيان المذكور بصوت الكاتب والصحافي الراحل إلياس خوري. قبل بدء الإطلاق نفسه، ينتابك شوق كبير للإعلامية الراحلة جيزيل خوري، التي تركت أثراً منقوشاً بحروف كبيرة في الصحافة العربية، لتسمع صوتها عند مدخل الساحة "عاشقة لبيروت" تمدح خصوصية مدينة لا تشبه غيرها. أو وقفة أخرى مع نبرة صوت سمير قصير، كأنها محاولة لاستنهاض الذاكرة الفردية والجماعية لكي لا نبقى "خارج النص" في الالتزام الأخلاقي والمهني والوطني للبنان وإعلامه ونضاله المستمر بالحبر والكلمة. باتت البِركة المغمورة بالماء، وهي مقصد الصغار للعب في العادة، "معمودية" لبيان الحلم هذا، الذي أراده الفنان روي ديب من خلال ما ذكره في كلمته بأقسام عديدة، منها بشاشة عُلّق فيها عنوان لافت "كان الحلم جميلاً"، وهو ما تابعه الرئيس سلام شخصياً بغصة واضحة على ملامح وجهه من خلال رؤيته يتمعن بمجموعة صور ترد تباعاً وهي تجمعه مع سمير قصير، وصورة ثالثة تجمعهما مع الصحافي والمحلل السياسي في جريدة "النهار" علي حماده، وصورة رابعة لسمير قصير وزياد ماجد كلها تدور في "ميدان" التأليف والتفكير والثورة. توقف سلام عند كل مكوّن من مكوّنات التجهيز برفقة ابنة جيزيل خوري، رنا خوري، وهي أيضاً عضو في مؤسسة سمير قصير. وتأمل شاشة مقسمة إلى جزأين، جزء لصور شباب ثورة الأرز يتحركون من نفق فؤاد شهاب إلى الساحة على اليسار، وبعضهم الآخر إلى اليمين بدينامية شبابية، لترتبط الجهتان بمساحة فارغة بينهما تُبرز تمثال سمير قصير وسط الساحة.

 هي محاولة لربط الماضي بالحاضر، أو تجسيد جملة لسمير قصير محفورة في الباطون المحيط بالبِركة: "معمودية الحلم" وفيه "عودوا إلى الشارع، أيها الرفاق، تعودوا إلى الوضوح". في المحيط أيضاً، مراجيح موزعة في الساحة، بعضها صالح للاستعمال. وفي الأجواء، صوت الياس خوري قارئاً مقال سمير، وفيه ما تحقق مثل انسحاب القوات السورية من لبنان، أو سيتحقق ربما كاستقلالية القضاء، دولة ديموقراطية واستكمال حل الميليشيات المسلحة وجمع الأسلحة منها، تسليم أسلحة المخيمات الفلسطينية بعد جمعها على يد منظمة التحرير الفلسطيني، والتفاوض مع الهيئات الاوروبية والدولية لتحسين شروط عيش اللاجئين في انتظار الحل، الذي يتيح لهم الانضمام إلى الدولة الفلسطينية الملحوظة في خريطة الطريق، استئناف سياسة الترشيد المالي". توالى على الكلام في المناسبة كل من رنا خوري بإسم مؤسسة سمير قصير، جان بيار بيران والوزير غسان سلامة. تحاول خوري أن تخلق من خلال حضور والدتها الفذ في السلطة الرابعة، فسحة من التمرد من خلال كلمة شددت فيها على دور جيزيل خوري وجرأة سمير قصير في كتاباته "الحالمة -الموجب إسكاتها في قاموس من اغتالوه"، معتبرة أننا بعد 20 عاماً، ما زلنا واقفين على عتبة حلم، وصعوبة تحقيقه في زمن مجازر غزة وصمت العالم عليها.

أما بيران فتحدث عن إنكبابه على إكمال كتاب بالفرنسية –ستتم ترجمته إلى العربية- أوصته به جزيل خوري، لا سيما عن مسيرة حياتها المتشعبة مع سمير قصير، قصتهما الخاصة والعامة أي الواقع السياسي والمهني والحياتي في تلك المدّة. إضافة إلى فصل خاص عن سمير قصير الناشط الاجتماعي والسياسي، والصحافي الفذ "وكل شيء" عن سمير قصير، وصولاً إلى عجز السلطات الفرنسية عن إيجاد أي خيط في مسار التحقيق في اغتيال المواطن الفرنسي وضبابية مسار التحقيقات لمعرفة قتلة سمير قصير أو حتى كل قتلة رفيق الحريري والشهداء الآخرون. توقف بيران عند التحقيق معه، لا سيما عن أسباب تأجيل موعد لقائه مع سمير قصير قبل 10 دقائق من اغتياله، معتبراً أن هذا الأمر شكل إرباكاً له.

أما وزير الثقافة غسان سلامة، فخاطب سمير قصير كأنه يجالسه في الساحة، مثنياً على وطنيته وتمسكه بالدفاع عن لبنان من دون أن ينسى قول الحق في واقع المشهدين السوري والفلسطيني، الذين ينتمي إليهما سمير قصير بدمه وروحه. وأعلنت مديرة مهرجان ربيع بيروت في مؤسسة سمير قصير رندا الأسمر، في كلمتها برنامج نشاطات المهرجان، ومنها في 3 حزيران إعلان نتائج جائزة سمير قصير في قصر سرسق/كوكرن، مسرحية "جرة غاز سبيسيال" الثامنة مساء من 10 حزيران إلى 29 منه في مسرح "مونو"، والعمل بدعم من الاتحاد الأوروبي، كتابة وإخراج كريم شبلي وساره عبدو، وتمثيل سنتيا كرم وجوزف زيتوني. وتتناول المسرحية "أثر الصّدمة الجماعيّة ومسار التّعافي في سياق الاضطرابات السّياسيّة في لبنان وسوريا. يمزج العمل بين الضّحك والدّموع، الألم والأمل، ليقدّم صورة إنسانيّة عن القوّة والصّبر مع تقاطع الماضي والحاضر"، وصولاً إلى جولة في 15 حزيران في بيروت التي عشقها بجنون كل من سمير قصير وجزيل خوري والياس خوري. غادرنا الساحة حيث "معمودية الحلم" وصوت إلياس خوري أربكنا وهو يقرأ بعضاً مما جاء في هذا البيان ومما رصدته ذاكرتنا الحالمة بوطن:

"ما نحلم به، دولة تكون ملك المواطنين جميعاً، والمواطنين وحدهم، محصّنة بقضاء مستقل، وبتمثيل شعبي لا يرقى إليه الشك. دولة لا تحبسها الطائفية ولا المحسوبيات. ما نحلم به، مجتمع لا تقيد حركته ولاءات مفروضة، ولا يحرس انقساماته عسس المخابرات. مجتمع يضمن تكافؤ الفرص حريته. ما نحلم به، ثقافة ديموقراطية تستعيد زخمها لتساهم في تجديد الديموقراطية العربية، ثقافة تنحاز لتحرر فلسطين ولا تخشى حرية سوريا و لا العراق". هذا هو حلم سمير قصير وحلمنا جميعاً. فهل فاتنا قطار العمر لنرى شيئاً منه في اليقظة؟

 

رصاصتان

عقل العويط/فايسبوك/02 حزيران/2025

هل يجب على المرء أنْ يخجل من نفسه لأنّه، في لحظةٍ ما، كلحظة الهول الأمميّ هذه، يجد نفسه بلا معنى، وبلا فائدة، حيال المواضيع التي تقضّ الهواجس الفرديّة والجمعيّة، كموضوع المصير الذي يواجه بلداننا من لبنان إلى فلسطين إلى سوريا والعراق واليمن والسودان وهلمّ؟

لا. ليس ثمّة ما يدعو الفرد إلى الخجل لأنّ التوازن الاستراتيجيّ مفقود، وموازين القوى ليست في جانب الحقّ والعدل والحرّيّة والأنسنة، أو لأنه لا يملك أدوات الانتفاض على العجز، وهو ينمعس تحت أنياب الشرط الكونيّ الأرعن.

أذهب إلى أبعد من ذلك فأقول إنّه لا ينبغي للمناضل، والثائر، والحرّ مطلقًا، أنْ يشعر بالخجل، لأنّه عاجز، مثلًا، أمام ترامب، أمام نتنياهو، أمام خامنئي، والرفيق السابق بوتين، والرفيق كيم جونغ أون، والرفيق شي جين بينغ.

أمام الوحوش، المرء هل يجب أنْ يخجل لأنّه، وبلاده، والأحرار، ودعاة التغيير، بين الأنياب، ولا يستطيعون أنْ يواجهوا وحشًا، ولا أنْ يكونوا وحوشًا؟!

ذلك يستدعي التفكّر في تجنّب الانتحار (والنحر) الفرديّ والجماعيّ، وتلمّس السبل العقلانيّة والموضوعيّة التي تمكّن العاجز، أكان فردًا أم جماعةً أم حركةً ثوريّة أم دولةً، من أنْ لا يعود ضحيّة، أو رقمًا تافهًا بين الأرقام.

كلّ مَن يأتي عملًا مناقضًا لهذا المنطق، يكون يدمّر ذاته وشعبه (وبلاده) ويؤدّي خدمةً مجّانيّة للوحش.

في العلاقات الغراميّة، مثلًا، تختلف المقاربة. ميلان كونديرا يقول إنّ كلّ علاقةٍ غراميّة تقوم على اتّفاقٍ غير مدوَّن يبرمه عاشقان في الأسابيع الأولى من علاقتهما، فيعيشان خلال الأسابيع هذه، في ما يشبه الحلم، لكنّهما في الآن نفسه، ومن دون وعيٍ منهما، يكونان في صدد كتابة الشروط التفصيليّة.

"المنطق" يقول بذلك. لكنْ أنا ضدّ. أنا ضدّ.

كمثل ذلك الحبيب (أو الحبيبة) الذي يريد فقط أنْ ينغمس. أنْ يتورّط. وأنْ يغرق. وصولًا إلى القعر. إلى القاع.

يقول إنّه لا يؤمن بـ"منطق" الاتّفاقات والشروط. لا يطالب بشيء، ولا يفكّر في شيء. يستسلم فقط. يوافق على بياض، بدون قيد أو شرط. أيًّا تكن النتائج المترتّبة على ذلك.

يقول: فلأسلّم أنّ الحبّ لا يدوم إلّا أسابيع، أسابيع فحسب. فلأعش هذه الأسابيع الأولى باعتبارها حلمًا. ولتكن خارج المنطق. خارج الوقت. خارج المكان. وليكن، بعدها، ما يكون.

خذوا منّي كلّ شيء، يقول، مقابل أسابيع أولى. فقط أسابيع أولى، ولا شيء سوى ذلك. ولتذهب الشروط والاتّفاقات إلى الجحيم.

في رأيه أنّ العلاقات الغراميّة تنتهي من اللحظة التي يفكّر فيها أحد الطرفين (أو الإثنان) بحقوقٍ وشروطٍ وهلمّ.

الحبّ، والقول لكونديرا أيضًا، إن لم يجرّدكَ من كلّ ثقلٍ، فهو ثقلٌ إضافيّ في حياتكَ لا يُعَوَّل عليه.

الاتّفاق منطق. الشرط ثقل. بزنس. رصاصة عاقلة وواعية تصيب الحلم (والحبّ) في مقتل. أوعا.

هذا في العلاقات الغراميّة، حيث لا منطق في العلاقات الغراميّة. أمّا في مصائر الشعوب والبلدان (أحوالنا مثلًا)، فوحده المنطق، وحدها الحكمة، وحسابات الربح والخسارة، وموازين القوى، ترسم الطريق.

بخلاف ذلك، رصاصة قاتلة، وعلى الشعوب والبلدان السلام. أوعا.

 

الحملة على سلام تتراجع: تضارب داخل الحزب؟

راغب ملي/المدن/02 حزيران/2025

بردت حملة جمهور "حزب الله" على الرئيس نواف سلام. كانت تحتاج الى لقاء، مثل الذي حصل اليوم في عين التينة، لتبديد الاحتقان والافتعالات والتصورات المسبقة التي اجتاحت مواقع التواصل خلال الأيام الماضية.. وكان تحتاج الى تصريح، كمثل الذي خرج به النائب محمد رعد مساء، عبر قناة "المنار"، قائلاً: " شكرا لودّ دولة رئيس الحكومة، وسنلاقيه في أقرب وقت وندلي برأينا في ما نراه مصلحةً لشعبنا وبلدنا". لكن تبديد الاحتقان، لا يعني أن ما شهده الفضاء الرقمي، خلال الأيام الماضية، يمكن تبريره. وصلت الحملة على الرئيس سلام إلى مستوى غير مسبوق من التحريض الشخصي والسياسي. تكررت عبر عشرات الحسابات والمنابر الإعلامية عبارات تتهمه بأنه "يمثل المشروع الإسرائيلي في لبنان"، متجاوزة بذلك أطر النقد السياسي المشروع إلى مساحات أخطر، تتقاطع مع التحريض المباشر على الشخصية والموقع والدور. ومع أن الدستور اللبناني يكفل حق النقد، لكن حين تتحوّل هذه المعارضة إلى وصم علني بالعمالة، أو إلى توصيفات تمس الانتماء الوطني لشخصية رسمية تقود السلطة التنفيذية، فذلك يتجاوز نطاق الاختلاف السياسي، ويندرج ضمن اطار "التهديد المعنوي". ويتطلب إيجاد آلية واضحة للتعامل السياسي مع الملفات، ضمن توجيهات داخلية في الحزب أو سواه، منعاً لاقتياد البلد الى انقسامات خطيرة.

والحملة التي شُنّت على نواف سلام، لا يمكن فصلها عن النقاش المتجدد حول مسألة "حصرية السلاح" في يد الدولة، وهي قضية أعادها سلام إلى الواجهة بشكل واضح ومباشر في تصريحاته الأخيرة، سواء على المنابر اللبنانية أو في مقابلاته الدولية. لكن المفارقة أن خطاب سلام، لا يبدو خارجاً عن الإطار الذي رسمته قيادة حزب الله نفسها، وتحديدًا الشيخ نعيم قاسم، الأمين العام لحزب الله، الذي عبّر في أكثر من مناسبة عن استعداد الحزب لمناقشة موضوع السلاح في سياق شروط محددة تتعلق بوقف الاعتداءات الإسرائيلية والانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة.

وإذا تمت مقارنة هذه المداولات بمطالب رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، فإن المطالب التي يُفترض أنها شروط للتفاوض حول السلاح، ليست موضع خلاف مبدئي، بل هي القاسم المشترك بين رئاسة الدولة وقيادة الحزب، مما يطرح علامات استفهام إضافية حول خلفية التصعيد ضد رئيس الحكومة تحديداً. في مواقع التواصل، رأى البعض أن ما جرى، يشير إلى وجود تباين داخل الحزب نفسه، بين من يقول إن مناقشة هذا الملف (ولو بشروط)، هو تطور طبيعي في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية، وبين من يعتبر مجرد طرح هذا الملف علناً "خيانة لنهج الحزب، ولدماء قادته وشهدائه، ولمنطق المقاومة الإسلامية التي تشكّلت بعد الاجتياح الإسرائيلي في 1982".

ويذهب تحليل ثالث إلى اعتبار هذه الحملة، "منظمة"، وهدفها "خلق حالة من الترهيب السياسي لمنع أي صوت رسمي أو سياسي من الاقتراب الجدي من ملف السلاح"، وذلك عبر رفع السقف في الهجوم على نواف سلام كمثال وعبرة. ووفق هذا المنطق، فإن المطلوب، حسب هؤلاء، هو إرسال رسالة ضمنية بأن النقاش في هذا الموضوع هو مسار تفجيري، وقد يؤدي إلى فتنة داخلية أو حتى حرب أهلية، مما يستدعي تجميده ووضعه في "البراد السياسي" حتى إشعار آخر.  تتصارع التصورات الثلاثة ضمن بيئة الحزب نفسه، وما لبث أن حسمها الجناح السياسي في الحزب الذي يمثله الشيخ نعيم قاسم والنائب محمد رعد، وهو جناح يرى أن الصوت الأعلى والأكثر إلحاحاً هو الموجّه إلى الحزب نفسه: لماذا لا يُخاض هذا النقاش ضمن مؤسسات الدولة، طالما أن الحزب جزء من الحكومة الحالية، وبعض نوابه الذين تحدثوا في هذا الموضوع من المفترض أن يكونوا ناطقين باسمه، لا مجرد مغرّدين أو معلّقين إعلاميين! تتشابك الأسباب والنقاشات في داخل الحزب نفسه، وتنعكس على مغرديه وجمهوره، وهو أمر يتكرر، مما يزيد الحاجة الى خطاب جديد، وأدبيات مختلفة، لحماية الصورة والدور وتعزيز التضامن الوطني في هذه المرحلة.

 

الرهان الخاسر لترامب على بوتين…

خيرالله خيرالله/العرب/02 حزيران/2025

ترامب لا يدرك أن بوتين عاجز عن التعاطي مع الواقع بدل العيش في أوهام الحنين إلى أيام الاتحاد السوفياتي والأمجاد التي لا وجود لها سوى لدى أصحاب مخيلة خصبة ومريضة في آن.

كيف يمكن لترامب الوثوق بشخص مثل بوتين

خيّب فلاديمير بوتين آمال دونالد ترامب. كان رهانا خاسرا. كلّ ما في الأمر أنّ الرئيس الأميركي الجديد – القديم رجل متسرّع. لا يعرف ترامب الرئيس الروسي جيدا كما كان يعرفه وليم بيرنز المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية (سي.آي.إي) الذي توقع، في عهد جو بايدن، غزو روسيا لأوكرانيا وحدّد يوم بداية الغزو. لا يعرف ترامب، خصوصا، مدى تمسّك فلاديمير بوتين بالحرب الأوكرانية التي خسرها منذ اليوم الأوّل الذي بدأت فيه. سيكون على دونالد ترامب إعادة اكتشاف فلاديمير بوتين الحقيقي على الرغم من العلاقة القديمة التي تربطه به. جعلته هذه العلاقة يظنّ أن الرئيس الروسي سيكون مستعدا لوقف الحرب الأوكرانية بمجرّد أن يطلب منه ذلك وبمجرّد أنّه وبّخ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في اللقاء الذي انعقد بينهما في البيت الأبيض.

تبيّن، مع مرور الوقت، أنّ ما فعله ترامب بمشاركة نائبه جي. دي. فانس أظهر أنّه لا يعرف الكثير عن أوكرانيا وعن شخص فلاديمير بوتين الذي ربط مستقبله السياسي بحرب يريد من خلالها استعادة أمجاد وهميّة للأمّة الروسية وللاتحاد السوفياتي، السعيد الذكر. في الواقع، لا يزال فلاديمير بوتين، الضابط السابق في جهاز المخابرات، يعاني من انهيار ما كان في الماضي القوّة العظمى الثانية في العالم. لا يدرك ترامب أنّ بوتين عاجز عن التعاطي مع الواقع بدل العيش في أوهام الحنين إلى أيّام الاتحاد السوفياتي والأمجاد التي لا وجود لها سوى لدى أصحاب مخيلة خصبة ومريضة في آن.

تعكس الحرب الأوكرانيّة، أوّل ما تعكس، قصر نظر فلاديمير بوتين من جهة وجهله بأوكرانيا والعالم من جهة أخرى. أكثر من ذلك، تعكس الحرب الأوكرانيّة جهل فلاديمير بوتين بالقدرات العسكريّة لروسيا التي انكشف جيشها منذ الأسبوع الأوّل لبدء الهجوم على أوكرانيا في 24 شباط – فبراير 2022. لم ينكشف الجيش الروسي فحسب، بل انكشف تخلّف السلاح الذي تنتجه روسيا والذي لا يصلح في واقع الحال سوى لقمع أنظمة دكتاتورية لشعوب مسالمة لا حول لها ولا قوّة. عندما استطاع الجيش الأوكراني صدّ الهجوم الروسي على كييف في الأسبوع الأوّل من الحرب، ظهر بوضوح أن الجيش الروسي يعيش في عالم خاص به في غياب المعلومات الدقيقة التي تسمح له بدخول العاصمة الأوكرانيّة. وقتذاك، كان الجنرالات الروس يلمّعون الميداليات والأوسمة التي على صدورهم في الطريق إلى كييف للمشاركة في عرض عسكري بمناسبة تحقيق انتصار عسكري على أوكرانيا!

عندما استطاع الجيش الأوكراني صد الهجوم الروسي على كييف ظهر بوضوح أن الجيش الروسي يعيش في عالم خاص به في غياب المعلومات الدقيقة التي تسمح له بدخول العاصمة الأوكرانية

لم تستسلم أوكرانيا بعد على الرغم من احتلال روسيا لمساحات كبيرة من أراضيها. استطاع زيلينسكي استيعاب الرئيس الأميركي والحملة التي شنّها عليه منذ اليوم الأوّل لعودته إلى البيت الأبيض. سجّل الرئيس الأوكراني، في ضوء اعتماده الصبر في تعاطيه مع دونالد ترامب، نقاطا سياسيّة مهمّة في الأشهر القليلة الماضية. انتقل الرئيس الأميركي من توجيه اللوم إلى أوكرانيا إلى بدء مهاجمة الرئيس الروسي بالاسم.

من الواضح أنّ فلاديمير بوتين عاجز عن وقف الحرب التي يشنّها على أوكرانيا. يشبه الرئيس الروسي إلى حدّ كبير رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يبحث في كلّ ساعة عن أعذار بغية متابعة الحرب على غزّة.

ليس لدى بوتين ما يقوله للشعب الروسي في حال توقفت الحرب… حتّى لو استطاع ضمّ أراض أوكرانيّة لروسيا الاتحادية. ليس لدى نتنياهو ما يبرّر به للإسرائيليين استمرار حرب غزّة حتى لو بقي مقاتل واحد من “حماس” حيّا يرزق يطلق الرصاص من نفق لجأ إليه. وضع بوتين هدفا مستحيلا يتمثل في إسقاط زيلينسكي. وضع نتنياهو هدفا مستحيلا آخر يتمثل في القضاء نهائيا على “حماس”. تزداد صعوبة مهمّة رئيس الوزراء الإسرائيلي في وقت لا يهمّ “حماس” هل يبقى مواطن غزّاوي واحد على قيد الحياة. أهل غزّة آخر همّ لدى “حماس”، كذلك الدمار الذي لحق بالقطاع والذي ستظهر الأيام الآتية حجمه الذي يفوق كلّ تصوّر!

وجد ترامب نفسه في وضع لا يحسد عليه. الأهمّ من فشله في جعل فلاديمير بوتين يتجاوب مع رغبته في وقف الحرب الأوكرانيّة، أنّه بات يجد نفسه مضطرا إلى الاعتراف بأن كلّ المخاوف الأوروبيّة من شخص بوتين كانت في محلّها. ليست حرب أوكرانيا مجرّد حرب مثلها مثل أي حرب تدور في هذه المنطقة من العالم أو تلك. في النهاية، إنّ حرب أوكرانيا الدائرة منذ ما يزيد عن ثلاث سنوات، تهديد لأوروبا كلّها. ليس في أوروبا دولة واحدة لا تشعر بأنّ فلاديمير بوتين، الذي يريد العودة إلى ما قبل سقوط جدران برلين في العام 1989، يشكل تهديدا لها.

يتجاوز فشل ترامب في أوكرانيا حدود هذا البلد المهمّ الذي يلعب دورا على صعيد تزويد دول عدّة بمنتوجاته الزراعيّة. إنّه فشل للرئيس الأميركي في فهم ما يدور في هذا العالم، بما في ذلك أهمّية الأمن الأوروبي. توجد أسئلة عدّة لا أجوبة عنها. من بين هذه الأسئلة: كيف يمكن لدونالد ترامب الوثوق بشخص مثل فلاديمير بوتين خاض إلى جانب بشّار الأسد الحرب التي شنّها على الشعب السوري طوال ما يزيد عن ثلاثة عشر عاما، بين 2011 وآخر 2024؟ منذ خريف العام 2015، تحوّل سلاح الجو الروسي إلى لاعب أساسي في المعادلة السوريّة إلى جانب النظام العلوي الذي كان يحكم ذلك البلد. كان كافيا طلب “الجمهوريّة الإسلاميّة” من موسكو الانضمام إلى الحرب، من أجل إنقاذ بشّار، كي يرسل بوتين عددا لا بأس به من القاذفات الروسيّة إلى قاعدة حميميم قرب اللاذقية تمهيدا لارتكاب المجزرة تلو الأخرى في حق الشعب السوري. هل يتعلّم دونالد ترامب شيئا من تجربة تعاطيه مع فلاديمير بوتين ويكتشف حقيقة الرئيس الروسي… أم يستمرّ في ارتكاب الأخطاء السياسية التي جعلت الرئيس الروسي يتلاعب به ويستخدمه لكسب الوقت في أوكرانيا ليس إلّا؟

 

إلى سمير قصير

عقل العويط/فايسبوك/02 حزيران/2025

هي لكّ هذه الأرض

في مثل هذا اليوم قتلوك.

خدعوا أنفسهم بسيّارةٍ مفخخةٍ، كان لا بدّ أن تأخذكَ إلى النوم، مثلما فعلوا بسواكَ من الأحرار.

لكنْ، مَن يستطيع أن يحذف أحلامكَ من عقلي؟!

مَن يستطيع أن يمنعني من رؤيتكَ كلّ يوم، ومن الجلوس معكَ كلّ يوم، ومن كتابة المقالات معكَ كلّ يوم؟!

ومن يستطيع أن يسرق حريةً هي في الهواء، وهي حيث حتى لا يصل هواء؟!

وهل الليل الذي تركوه لنا، وديعةً، هل يستطيع هذا الليل الوطنيّ المعيب، أن يطفئ نجمةً واحدةً، نجمةً واحدةً فحسب، من أحلامكَ التي ترعى عشب الحرية، حيث لا تصل يدُ غاشمٍ ولا جزمة محتلّ؟!

ما أجملكَ يا سمير، وأنتَ تؤنّبنا من بعيد.

ما أجملكَ، وأنتَ تؤنّبنا من قريب.

ما أجملكَ وأنتَ تدخّن. وتشرب القهوة. وتسخر من الطغاة.

قلائل نحن، أو كُثُر، أحلامنا، مثلكَ، غفيرة، ولا تُحصى.

كلما شاخ حلمٌ، فرّخ على كعبه جيلٌ من الأحلام، وراء جيل.

لن يتمكنوا منا.

كلّما قتلوا غيمةً، أو هشّلوها، نزف منها مطرٌ عميمٍ يكفي لمئة عام. لألف عام.

بعد قليل، بعد كثير، لن يكون ثمة مكانٌ يتسع للطغاة في هذه الأرض.

هذه الأرض، مهما فعلوا، لن تكون لهم.

هي لكَ، يا سمير. وللذين مثلكَ، يزهّرون، وينجبون الغضب والتمرّد والرفض، في كلّ صباحٍ ومساء.

هي لكَ هذه الأرض.

هي لكَ. وللحرية!

* نشرت في ٢ حزيران ٢٠١٨

 

مرّ 20 سنة على الثاني من حزيران يوم إغتيل سمير قصير وكان في ال45 من العمر

حنا صالح/فايسبوك/02 حزيران/2025

في صبيحة اليوم ال2055 على بدء ثورة الكرامة

مرّ 20 سنة على الثاني من حزيران يوم إغتيل سمير قصير وكان في ال45 من العمر، لكنه ترك بصمات لا تزول. هو الساخر دوماً من فائض قوة الأجهزة والعسس الذين إعتبروا سخريته خطراً عليهم تعادل كونه قاريء رؤيوي ومنظم للجهود وعناصر القوة.

إعتدت التوجه إليك سنوياً، وقد إلتقينا فبل نحو من 10 سنوات على إغتيالك، وتشاركنا ورفاق آخرين مساراً أفضى إلى تأسيس "حركة اليسار الديموقراطي"، التي كانت من المنبر الديموقراطي إلى لقاء البريستول في قلب "إنتفاضة الإستقلال" وأنت أبرز صُنّاع تلك المرحلة. واليوم بعد 5 سنوات ونيف عل ثورة "17 تشرين"، تبدو الصعوبات التي تعترض مسار التغيير كبيرة وكبيرة جداً، ما يؤكد أن إغتيالك، كما إغتيال جورج بعد أقل من 3 أسابيع على إغتيالك، هو إستهداف للدور اللاحق الذي كان بوسعك النهوض به، كما كان كذلك بوسع جورج القيام به.

قلت مرة أن اللقاء مع قوى الإعتراض "هو العمل لإسقاط النظام الأمني اللبناني السوري".. وأنه "بعد ذلك نحن على خلافٍ على كل شيء". كان هاجسك بلورة حضور القوى الجديدة، لقيام البديل القادر على إحداث التغيير. وفي تلك اللقاءات القليلة التي سبقت إغتيالك، عبّرت عن هواجس عديدة أمام نخبة كان يجمع بينها دعوة صادقة لإصلاح حقيقي يستعيد الدولة. وبالتأكيد يذكر نواف سلام، رئيس الحكومة اليوم، وكان يومها بين أبرز المشاركين في تلك اللقاءات، بأن القصير رسم الحد الفاصل بين ما هو مطلوب لقيامة لبنان وما تريده  قيادات قوى 14 آذار الرافضة بلورة البرنامج السياسي السياسي الإنقاذي.

بعد عقدين على رحيلك ساهمت قوى التغيير التشرينية بقوة في قلب الطاولة على منظومة الفساد عندما نجحت في إبعاد نجيب ميقاتي عن السراي ومنع إستبداله بالمخزومي ممهدة الطريق لوصول نواف سلام إلى الكرسي الثالثة، إلى رئاسة مجلس الوزراء حيث مركز القرار الفعلي في البلد. لكن ما حصل بعد ذلك، ونحن بعد في الشهر الرابع على تأليف الحكومة لكن لا يملك البلد ترف الوقت، كان أقل بكثير من المأمول. أكيد البلد اليوم في مكانٍ آخر، لاسيما بعد حرب حزب الله ل"مشاغلة" العدو و"إسناد" غزة التي إنتهت بإستدراج الإحتلال مجدداً وإتفاق ذلٍ فاوض عليه "الثنائي المذهبي" وبات ملزماً للبلد.. لكن هذا المكان الآخر أقل بكثير من المأمول. لو توقفنا عند المواقف السياسية الهامة لرئيس الحكومة فإننا لا نجد ترجمة جدية لها.

بدأت القصة مع التاليف على قاعدة محاصصة طائفية وهي تنسحب اليوم على التعيينات ومن يسأل عمن يحاصر نواف سلام، مطالب بأن يسأل نواف قبل سواه لأنه يعرف الجواب: لقد إختار هذا المنحى في التأليف ولم يحاول سواه، وتخلى من أول الطريق عن القوى التي ساهمت بوصوله وهم أبرز عناصر قوته، لذا ما يجري يحمل الكثير من سمات إعادة إستنساخ نظام المحاصصة الطائفي الغنائمي.

كنت تقول أنه "لا يمكن بناء الدولة إذا ظلّ حزب من الأحزاب يتحكم بالدولة كما يفعل حزب الله". واليوم رغم الزلزال الذي أصاب لبنان والمنطقة، ورغم إنكسار الهلال الفارسي وخروج سوريا من موقع مركز تمدد الهيمنة الإيرانية، وما يجري من تفاوض بين طهران وواشنطن نتائجه شبه معروفة وهي حتمية إنكفاء نظام الملالي داخل إيران، وهو ثمن بقاء هذا النظام..هناك مؤشرات عندنا تفيد، بأن قوى المنهبة تستعيد الكثير من قدراتها الإستبدادية. هناك إلى اليوم تراجع في قدرة حزب الله على التحكم بالبلد، وتقدم في أدوار القوى المافياوية الميليشياوية، ما قد يضيع على لبنان فرصة كبرى للمحاسبة والمساءلة وإنهاء زمن ميلشة الدولة وزمن الإفلات من العقاب.. وبناء الدولة التي تحمي الناس وتصون الحقوق وتضمن الحريات.

لا يتحمل نواف سلام وحده المسؤولية، وقد يكون هذا هو خياره. هناك مسؤولية مضاعفة على قوى التغيير التي تخلفت عن بناء حالة(أو حالات) تنظيمية حزبية رسمت برنامجها ثورة تشرين والكارثة التي أوصل إليها حزب البلد. البعض راح يناقش أهلية الشعار: "التغيير"، والبعض يسأل عما إذا كان عنوان بلورة "البديل" صائباً، ولطالما شكك البعض بجدوى التمسك بالشعار الأثير للثورة: "كلن يعني كلن".. ونحن كلنا لم نعتاد أن ننطلق من جواب يحمل ماذا فعلنا وأين أخطأنا وأين أصبنا.

"كلن يعني كلن" بعدما إلتقوا بلدياً في العاصمة في لقاء يشرع السلاح اللاشرعي الذي أهان بيروت، إلتقوا يوم أمس في تحالف إنتخابي في نقابة الأطباء. كل أوركسترا نظام المحاصصة تمكنوا من الفوز ب 870 صوتاً من أصل 13 ألف يحق لهم التصويت! عن هذا الغياب لا يوجه السؤال إلى أطباء لبنان، بل إلى القوى التي تأخرت في السعي لبلورة البديل الموحي بالثقة لأنه عندها كان بالإمكان قلب الطاولة على هذه الأوركسترا!

وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن.

 

 التشابكات القاتلة للنظام الإيراني

 د. شارل شرتوني/هذا بيروت/02 حزيران/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/06/143857/

(ترجمة من الإنكليزية بواسطة الياس بجاني بحرية بالإستعانة بمواقع ترجمة ألكترونية)

يشهد الشرق الأوسط تعقيدات متزايدًا، حيث تقترب قضاياه من الاستعصاء في حين أن التوترات المتصاعدة فيه هي بطبيعتها أبعد ما تكون عرضية؛ بل هي جزء من سياسات إيران التخريبية. لقد كان الإيرانيون دائمًا مراوغين عند التفاوض على اتفاقياتهم النووية، وعرقلة حزب الله تعيق التطبيع في لبنان، بينما تواصل حماس سياسة حافة الهاوية، ويتفاقم الوضع المأساوي في غزة يومًا بعد يوم، ويتحمل السكان المدنيون التكاليف الباهظة للمواجهة العسكرية. وقد توقف تقدم المفاوضات الأمريكية الإيرانية، وتتركز الجهود حالياً على معالجة قضية واحدة في وقت تتصاعد فيه الخلافات علنًا بين الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية. كما أن التطبيع الإقليمي الشامل الذي كان يلوح في الأفق أصبح معرضًا للخطر، ولا يزال الوكلاء الإيرانيون، على الرغم من ضعفهم الكبير، يتحركون بنشاط.

تقتصر المفاوضات الأمريكية الإيرانية على قضية تخصيب اليورانيوم، ويتجاهل الإيرانيون عمدًا سياساتهم العامة المزعزعة للاستقرار ويواصلونها بإصرار، وتتحفظ الإدارة الأمريكية على أي انهيار أمني وغير قادرة على توسيع نطاق المفاوضات الجارية. وكلما حاول الإيرانيون فرض أجندتهم، قل احتمال انضمام إسرائيل والمشاركة في العملية الجارية. ومن غير المرجح أن تتلاقى مقدمات السيناريوهين، وقد تسود على الأرجح التكتيكات التخريبية من كلا الجانبين. إن تكتيكات المماطلة الإيرانية، والنطاق الضيق للمفاوضات، والتخريب المستمر، كلها عوامل تؤدي إلى فشل العملية وإعادة ترتيب الأولويات العسكرية.

يجب على النظام الإيراني أن يتخلى عن غطرسته وأن يعيد الانخراط في العملية بلا اعتذار إذا كان يريد إجراء تحول استراتيجي كبير، وهو ما لا يبدو مرجحًا. ولا تزال الشرعية المتداعية لهذا النظام محصورة في معضلتي التطبيع والانفتاح وتأثيرهما على بقاء النظام. ولم يتمكن النظام قط من التوفيق بين هذه الشروط من وجهة نظر أيديولوجية، وهو غير مستعد للمخاطرة بالمصالح الراسخة للديكتاتورية الدينية وحلفائها، ويراهن المفاوض الإيراني على عدم ميل الولايات المتحدة للحرب وتطلع الرئيس ترامب إلى أن يُخلد كصانع سلام ويُمنح جائزة نوبل للسلام.

هذه المناورة قصيرة النظر ولا تؤدي إلى أي مكان. أما بالنسبة للحكومة الإسرائيلية، فإن مسار سياستها يقع على امتداد الديناميكية الجيوسياسية المستجدة التي أدت إلى تدمير “المنصات التشغيلية المتكاملة” للنظام الإيراني. ولم تستثن هذه العمليات الملاجئ النووية الإيرانية التي تستهدفها إسرائيل في هذه المرحلة. وقد لا تُحل الخلافات بين الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية، ويصر نتنياهو على متابعة استراتيجيته الاحتوائية سواء تم التوصل إلى اتفاق نهائي أم لا. والوقت يضيق، والقضايا المطروحة حاسمة بما يكفي للدعوة إلى تفكير متأن قبل فوات الأوان ولهذا يجب على الإيرانيين التخلي عن تكتيكاتهم المراوغة في حين لا يمكن للإدارة الأمريكية أن تتغاضى عن إطالة أمد غير مبررة للمفاوضان، وإسرائيل ملزمة بمواجهة تحدياتها المتعددة.

ينبغي معالجة الوضع المأساوي في غزة على الفور من خلال وساطات دبلوماسية قوية تربط بين القضايا الإنسانية الملحة وحل سياسي يعالج كلا الأمرين. يجب أن تتناول الخطة الدبلوماسية الإفراج الفوري عن الرهائن المتبقين، أحياء وأمواتًا؛ وينبغي على حماس مغادرة غزة تحت رعاية دولية؛ وتشكيل حكومة انتقالية مؤقتة تضم إسرائيل والسلطة الفلسطينية وتحالفًا من الأمم المتحدة، وتوكل إليها مهمة إدارة المنطقة. وينبغي تناول القضايا السياسية الأوسع المتعلقة بالأمن القومي الإسرائيلي وإنهاء عملية السلام بين دولة إسرائيل والسلطة الفلسطينية بشكل منفصل ضمن إطار محدد.

في هذا السياق الإشكالي والمتوتر يتعين على لبنان معالجة مشاكله المستمرة المتمثلة في السيادة المنقوصة، والتأثيرات الخارجية الآكلة، والعجز عن إعادة بناء حكم فعال، والتحرر من التأثير المدمر لسياسات القوى الإقليمية. إن النفوذ الخارجي لحزب الله يعرض للخطر أسس الدولة والأمة ويؤدي عجز الحكومة التنفيذية الجديدة عن إنفاذ قرارات مجلس الأمن الدولي الملزمة المتعلقة بالأمن القومي (1701، 1680، 1559) بشكل متزايد إلى تفكك الدولة اللبنانية، ويدفع البلاد نحو الحرب الأهلية، ويزيد من الفراغات الاستراتيجية المتزايدة على المستوى الإقليمي.، علماً إن تناقضات المسار السياسي الحالي غير مستدامة وتتجاوزها إسقاطات قوة تخريبية لا تتفق تمامًا مع ضرورات السلم الأهلي وإعادة الإعمار بعد الحرب والاستقرار الإقليمي.

في الخلاصة، لا يمكن أن تستمر حالة عدم اليقين؛ ولهذا يجب على الأطراف الرئيسية تحديد خياراتها وتجنب سوء التقدير، حيث تغيرت قواعد اللعبة، وظهور سيناريوهات جديدة لسياسات القوة وتكوينات سياسية ليس مجرد افتراضات. يجب على إيران أن تنعى مشاريعها الإمبراطورية المهزومة؛ وعلى الولايات المتحدة أن تشرف على عملية الاستقرار؛ وعلى الفلسطينيين أن يعيدوا الانخراط مع إسرائيل بشروط أكثر واقعية وأن يضعوا حدًا لوهم إبادة دولة إسرائيل؛ وإسرائيل ملزمة بإعادة بناء إجماعها حول حل قابل للتطبيق للقضية الفلسطينية. وإلا، فإن التدهور الإضافي للنظام الإقليمي سيستمر دون عائق.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

سلام بعد لقائه برّي: "أهلا وسهلا بمحمد رعد وبالحزب"

المدن/02 حزيران/2025

أكّد رئيس الحكومة نواف سلام، بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه برّي في عين التينة، أنّ اللقاء كان إيجابيًّا. سلام أراد التأكيد ردًّا على أسئلة الصحافيين أنّ "برّي لا يحمل أي هواجس في ما يخص الإصلاحات"، وأردف معلقًا حول ما تمّ تداوله بموضوع السّلام مع إسرائيل، بالقول "نحن مع السّلام المبني على مبادرة السلام العربية.. هذا اسمها ولا يمكننا أن نغيّره لها".من جهته، ردّ رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد على تصريح رئيس الحكومة نواف سلام من عين التينة، وقال: " شكرًا لودّ دولة رئيس الحكومة". وتابع في تصريحٍ صحافيّ: "سنلاقيه في أقرب وقت وندلي برأينا فيما نراه مصلحةً لشعبنا وبلدنا"

وكان قد استقبل رئيس مجلس النواب نبيه برّي، في مقرّ الرئاسة الثانية بعين التينة، رئيس الحكومة نواف سلام، حيث تناول اللقاء تطوّرات الأوضاع العامة والمستجدّات السّياسيّة والميدانيّة وملفّ إعادة الإعمار.

سلام: الرئيس برّي متفهّم

أمّا اللقاء الذي استمرّ ساعةً، فتكلّم بعده الرئيس نواف سلام قائلًا: "الموضوع لا "تبريد" ولا "تسخين"، الموضوع هو ما التزمناه في البيان الوزاري حرفيًّا؛ أنا لم أخرج بكلمةٍ عنه، ولا أقبل كلمةً زيادةً ولا كلمةً ناقصةً منه. وهذا ما أعلنته قبل أسبوع وأسبوعين وثلاثة وأربعة وخمسة، وأردّده. والرئيس برّي أكثر من متفهّمٍ لهذا الأمر، ويَعرف أنّني لم أَقل كلمةً خارجَ ما نحن متفِقون عليه في البيان الوزاري، وهذا ما صوّت عليه النوّاب، وكلّنا ملتزمون به". وأضاف سلام: "من جهةٍ ثانية، بحثنا مع دولة الرئيس موضوعَ إعادة الإعمار في الجنوب، وقد ذكّرني بأنني قلت إنني ملتزمٌ بالإعمار، وأكّدت له مرّةً ثانيةً أنني ملتزمٌ بإعادة الإعمار. وأصلًا، في اليوم الأوّل الذي نالت فيه الحكومة الثقة، كنت في اليوم التالي في الجنوب. لماذا ذهبت إلى الجنوب؟ هل للسياحة؟ أبدًا، بل لتأكيد التزامنا، أوّلًا، بالانسحاب الإسرائيليّ الكامل، وثانيًا، التزامنا بالإعمار. ونواصل الجهدَ، سواءً مع البنك الدوليّ أو مع الدول المانحة، من أجل حشد الدعم المطلوب لإعادة الإعمار، ونحن مستمرّون في هذا الأمر، وإن شاء الله قريبًا ترَون، من الأموال القليلة الّتي استطعنا حشدها حتى اليوم، كيف سنحرّك عمليةَ إعادة الإعمار في الجنوب".

هواجس برّي

وحول ما إذا كان للرئيس برّي هواجس من أداء الحكومة، ولا سيّما في الموضوع الإصلاحيّ وإعادة الإعمار، قال سلام: "في الموضوع الإصلاحيّ لم أرَ لدى الرئيس برّي أيّةَ هواجس. لقد نقل إليه كلامٌ مجتزأٌ حول ما قلته عن السلام أو كلامٍ من هذا النوع. أنا كلّ ما قلته أني أكيدٌ مع السلام المبنيّ على المبادرة العربية. ومبادرة السلام العربية ماذا تقول؟ تقول بحلّ الدولتين، وتوضّح أنّ عاصمتَه القدس الشريف، وأيضًا عودة اللاجئين إلى ديارهم وفقًا للقرار الدوليّ رقم 194. هذا ما نحن ملتزمون به". وعن حجم الأموال المطلوبة لإعادة الإعمار، وما إذا كانت العملية مرتبطةً بنزع السلاح، أضاف: "أولًا، نحن بحاجةٍ إلى أكثر من سبعة مليارات دولار. التقديرات الأوليّة للبنك الدوليّ تقدّر الأضرار بأربعة عشر مليارًا. هل نحن قادرون على جمع أربعة عشر مليارًا في شهر أو سنة؟ أكيد لا. لكن كان طموحنا، خلال الاجتماع الذي عقد في واشنطن قبل نحو شهر، أن نحصل على 250 مليون دولار من البنك الدوليّ، وقد حصلنا عليها، وعلى 75 مليونًا من الفرنسيين. ونسعى إلى لقاءٍ نقدر من خلاله جمعَ مليار دولار قريبًا. وخلال زيارة الرئيس ماكرون للبنان، وهو صاحب فكرة مؤتمر إعادة الإعمار، لم يكن هناك ربطٌ بعملية سحب السلاح. وأيضًا عندما أقرّ البنك الدولي مبلغَ الـ250 مليون دولار، لم أرَ ربطًا بموضوع السلاح. مسألة السلاح موجودةٌ في البيان الوزاري الذي يذكر بوضوح حصرَ السلاح، وأعتقد أننا جميعًا ملتزمون بها، كما أننا جميعًا ملتزمون باتفاق الطائف الذي ينصّ على بسطِ سلطة الدولة على كامل أراضيها بقواها الذاتية".

العلاقة مع الحزب

وحول العلاقة مع حزب الله، وإمكانِ حصول لقاء مع كتلة الوفاء للمقاومة وتصريح النائب محمد رعد، قال سلام: "أنا أيضًا أترك مجالًا للودّ مع الحاج محمد رعد، وسنقابل الودَّ بالودّ. أهلًا وسهلًا بالحاج محمد وبالحزب، في الوقت الذي يريدونه، سواء في المنزل أو في السراي، وفي الوقت الذي يختارونه".

وعن موضوع استبدال أورتاغوس، ختم سلام: "لم نتبلّغ. أنا قرأت على منصة X أنّها ستتسلّم منصبًا جديدًا في الإدارة".

 

سوريا تنطلق ولبنان يتعثّر: من يطوّق حكومة سلام؟

المدن/02 حزيران/2025

لا يمكن للبنان أن ينظر بعين تبسيطية للزيارة التي أجراها وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إلى دمشق، والإعلان السعودي القطري المشترك عن دعم سوريا بمجالات مختلفة، ولا سيما لموظفي الإدارة العامة، إلى جانب الكثير من الاستثمارات التي تضطلع بها الدولتان مع اندفاعة أميركية كبيرة تجاه سوريا. فواشنطن التي تنظر إلى المنطقة بعين التحالف أو التشارك مع تركيا والسعودية، سلّمت الملف السوري إلى سفيرها في أنقرة توم باراك، وهو اللبناني الأصل. يأتي ذلك على وقع مفاجأة أميركية تتصل بإزاحة الموفدة الأميركية إلى لبنان مورغان أورتاغوس، والاستعداد لتعيين شخصية بديلة عنها، وسط معلومات تفيد بإمكانية توسيع دور توم باراك.

"نهضة" سوريا

في سوريا، تسير التطورات بشكل متسارع. تتقدم دول الخليج، ولا سيما السعودية وقطر بالكثير من المشاريع في المجالات المختلفة: النفط، الاتصالات، الكهرباء، الزراعة، الصناعة، وفي البنى التحتية والاستثمارات السياحية. هذا من شأنه أن يضع سوريا على طريق نهضة سريعة. هذه النهضة لا تنفصل عن المسار السياسي الذي اختاره الرئيس السوري أحمد الشرع. في المقابل، فإن لبنان لا يزال يغرق في تفاصيل التفاصيل، وغير قادر على تحديد وجهته السياسية، ويسير ببطء في طريق إنجاز الإصلاحات المطلوبة. تتدفق المساعدات والاستثمارات باتجاه سوريا، بينما تغيب عن لبنان، الذي لا تزال الشروط هي التي تتصدر ساحته، من دون إغفال بروز المزيد من الأزمات الداخلية. هنا تختلف المقاربة اللبنانية عن المقاربة السورية. ففي سوريا رجل واحد وقرار واحد. أما في لبنان فإن التوزانات السياسية وتعدد مراكز القرار وتصارعها، هي التي تحول دون وضع تصور واضح والعمل على إنجازه، خصوصاً في ظل تضارب كبير بالمصالح السياسية بين القوى المختلفة.

حكومة لبنان المطوَّقة

هذا التضارب بدأ ينعكس على أكثر من صعيد، سياسياً، اقتصادياً، ومعيشياً، لتبدو وكأن هناك محاولات كثيرة لتطويق الحكومة وتعطيل مسار الإصلاح الذي تصرّ على تنفيذه.  وقد بدأت مؤشرات تطويق الحكومة تبرز على أكثر من خط: أولها، الانقسام حول ملف قانون إصلاح المصارف وربطه بقانون الفجوة المالية، علماً أن جهات دولية أوصلت رسائل واضحة إلى لبنان، بأن المدخل لأي اتفاق مع صندوق النقد الدولي هو إصلاح القطاع المصرفي بغض النظر عن تحديد الفجوة المالية. ثانيها، افتعال إشكالية حول صلاحيات لجنة الرقابة على المصارف، وصولاً إلى الاختلاف على وجهة تعيين نواب حاكم مصرف لبنان ورئيس لجنة الرقابة على المصارف. ثالثها، التصعيد السياسي الذي اضطلع به حزب الله ضد رئيس الحكومة نواف سلام، علماً أن الأخير لم يقل شيئاً جديداً أو خارجاً عن نطاق البيان الوزاري أو خطاب القسم، مع الإشارة إلى محاولات حزب الله لتكريس صورة اختلاف في المقاربات بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، والاستثمار بذلك. رابعها، الهجوم على الحكومة في مسألة التعيينات أو التشكيلات وبعض التأخر الذي يحصل بسبب اعتماد آلية التعيينات الإدارية إلى جانب الهجوم على هذه الآلية.  خامسها، التلويح بتحركات واحتجاجات شعبية من قبل روابط الموظفين والنقابات العمالية والسائقين العموميين، والتحضير لتنفيذ تظاهرات أو تحركات تصعيدية، إما لمطالبة الحكومة بالتراجع عن إعادة سعر المحروقات إلى ما كانت عليه في شهر شباط الفائت، على أن يحتسب الفارق من الموزعين والشركات، بينما تتجه هذه الشركات إلى تحميل المواطنين هذا العبء. وإما من خلال المطالبة برفع الرواتب أو تقديم منح مالية شهرية لكل القطاعات، إسوة بالعسكريين.

سياسة واقتصاد

تتجمع كل هذه التحديات في محاولة لتطويق عمل الحكومة، أو لتعطيل المسار الذي تسعى إلى سلوكه، وذلك من خلال تقاطع مصالح بين قوى عديدة ومتناقضة، تجتمع على أهداف سياسية واقتصادية مشتركة، وأبرز ما تجتمع حوله هو رفض الوصول إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي، لا سيما أن هذه القوى تسعى منذ سنوات إلى إعاقة الوصول إلى أي اتفاق مع الصندوق. هنا أيضاً لا بد من العودة إلى تصريح سابق أطلقته أورتاغوس عندما اعتبرت أن لبنان لا يحتاج إلى اتفاق مع الصندوق، بل يمكنه الرهان على الاستثمارات. هذا الموقف أدى إلى عاصفة داخل الولايات المتحدة الأميركية، ما دفع بأورتاغوس لإعادة تصحيحه، وربما ذلك من بين الأسباب التي دفعت إلى إزاحتها.

 

الجيش يزيل علم غولاني ويعزّز انتشاره جنوبًا

المدن/02 حزيران/2025

بدأت اليوم المنسّقة الخاصّة للأمم المتّحدة في لبنان، جينين هينيس-بلاسخارت، زيارةً لإسرائيل، حيث من المقرَّر أن تلتقي كبارَ المسؤولين الإسرائيليين. وأفاد بيانٌ صادرٌ عن مكتبها بأنّ "الزيارة تشكّل جزءًا من المشاورات الدّوريّة التي تجريها المنسّقة الخاصّة حول الخطوات الرامية إلى تعزيز التقدّم المُحرَز منذ دخول تفاهم وقف الأعمال العدائية حيّز التنفيذ في تشرين الثاني 2024، وتعزيز تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 (2006)".وأضاف البيان أنّ "المنسّقة الخاصّة تواصل دعوة جميع الأطراف إلى التقيد بالتزاماتها وتهيئة الظروف اللازمة من أجل تحقيق الأمن والاستقرار الدائمَيْن على طول الخط الأزرق".

ميدانيًّا، ألقت طائرةٌ مسيّرةٌ إسرائيليّة قنبلةً صوتيةً على بلدة عيتا الشعب، تزامنًا مع إلقاء طائرةٍ مسيّرةٍ أخرى قنبلةً مماثلةً على بلدة رامية، من دون وقوع إصابات.كما وقام جنود الجيش الإسرائيليّ في موقع الرادار باطلاق رشقات رشاشة في اتجاه أطراف بلدة شبعا. وأفادت تقارير الميدانيّة، أنّ الجيش اللّبنانيّ يُزيل علم لواء غولاني الإسرائيليّ من موقعه في تلّة رويسات الحدب في أطراف عيتا الشعب ويزيل السّواتر الترابيّة والألغام الّتي استحدثها في المنطقة ويعزّز انتشاره في خلّة وردة.

 

إطلاق «لقاء اللبنانيين الشيعة»: مشروع سياسي مستقل لكسر الإحتكار

السيد محمد علي الأمين بيان «لقاء اللبنانيين الشيعة»، الذي أعاد التأكيد على أن الشيعة في لبنان هم شركاء في الوطن، وهويتهم وطنية أولاً، لا تُختزل بأي مشروع عابر للدولة.

جنوبية/01 حزيران/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/06/143840/

لقاء اللبنانيين الشيعة

في خطوة لافتة على صعيد الحراك السياسي الشيعي المستقل في لبنان، عقد «لقاء اللبنانيين الشيعة» مؤتمره الأول في قاعة 900 بـ«سي سايد أرينا»/ واجهة بيروت البحرية، بمشاركة قرابة 100 شخصية من مثقفين وناشطين وعاملين في الشأن العام، وبدعم من مؤسسة «أمم للتوثيق والأبحاث».

الأخوي: مبادرة «نحو 2030»

افتُتح المؤتمر بكلمة لرئيس «ائتلاف الديموقراطيين اللبنانيين»، الأستاذ جاد الأخوي، خاطب فيها الحضور قائلاً إن «حضوركم اليوم هي تعبير عن وعيٍ عميق، وإرادة صلبة، وإيمانٍ راسخ بأن التغيير ممكن، بل واجب». مضيفًا أن «هذا اللقاء ليس حدثًا عابرًا، بل بداية لمسار حواري مفتوح لإعادة إنتاج رؤية سياسية مستقلة تنبع من داخل الطائفة الشيعية نفسها». وأعلن الأخوي عن انطلاق مبادرة «نحو 2030»، التي وصفها بأنها «ليست حزباً مغلقاً، ولا حركة نخبوية. إنها مشروع وطني تشاركي، تشاوري، مفتوح لكل من يؤمن بأن لبنان يستحق الأفضل». وشدد على أن هدف المبادرة هو إعادة تصويب البوصلة نحو شراكة وطنية حقيقية وعدالة تمثيلية، مشيرًا إلى أنه آن الأوان أن «يُسمَع الصوت المستقل، الإصلاحي، الحر، وأن يُكسَر احتكار التمثيل الذي جثم على صدر الطائفة الشيعية لعقود، فأقصى التنوع، وهمّش الكفاءة، وعطّل المساءلة، وجرّ الطائفة إلى تحالفات لا تعبّر عنها، ولا تخدم مصلحتها الوطني».

وأكد أن المبادرة تستند إلى اتفاق الطائف «من باب الإيمان بقدرته على حماية لبنان»، والسعي «نحو دولة مدنية حديثة، دولة السيادة وحصرية السلاح، دولة العدالة الاجتماعية، ودولة القضاء المستقل».

محمد الأمين: الطائفة الشيعية ليست ملكا لأحد

ثم ألقى السيد محمد علي الأمين بيان «لقاء اللبنانيين الشيعة»، الذي أعاد التأكيد على أن الشيعة في لبنان هم شركاء في الوطن، وهويتهم وطنية أولاً، لا تُختزل بأي مشروع عابر للدولة. وقال: «إنّ السلاح الذي وُضع في بيئة الطائفة الشيعية، بدلاً من أن يكون ضمانة لأبنائها، تحوّل إلى عبء سياسي واجتماعي، أثقل كاهلها وأضعف دورها الوطني، وزجّها في صراعات ومحاور لا تخدم مصلحة لبنان وشعبه». وشدّد الأمين على أن الطائفة الشيعية «ليست حكراً على أيّ ثنائي سياسي أو فئة حزبية، وليست ملكاً خاصاً لأحد يحدّد باسمها مواقع الدولة ومراكزها، أو يحتكر تمثيلها، أو يحجب عنها تنوّعها وطاقاتها وكفاءاتها». وخلال المؤتمر، تمّ الإعلان رسميًا عن وثيقة «نحو 2030»، التي تشكل خريطة طريق لحراك سياسي بديل يسعى إلى بناء دولة مدنية عادلة ومؤسساتية. الوثيقة، التي وُصفت بأنها «مبدئية وقابلة للنقاش»، عرضت أسباب انطلاق المبادرة، بدءًا من الاحتكار السياسي، مرورًا بتهميش الطاقات، ووصولًا إلى الحاجة لاستعادة الصوت المستقل. ومن أبرز أهداف الوثيقة: تعزيز المشاركة الشيعية الوطنية في الشأن العام، كسر احتكار التمثيل، تفعيل العمل المدني والمؤسساتي داخل البيئة الشيعية، إطلاق شراكات مع قوى لبنانية تؤمن بالدولة والدستور، التمسك بمبادئ السيادة التي لا تكون من دون حصرية السلاح بيد الشرعية، الاستقلالية المستندة إلى حاجة وطنية خالصة لتصويب الخلل السياسي، الالتزام بثقافة المحاسبة، واحترام الدستور. وأشارت الوثيقة إلى أن «نحو 2030» ليست «مبادرة انتخابية فقط، بل مشروع سياسي اجتماعي طويل الأمد، يسعى إلى إعادة بناء الثقة بالدولة، وترميم العلاقة بين المواطن ومؤسسات الحكم، وفتح المجال أمام الأجيال الجديدة للمشاركة في قيادة البلاد نحو مستقبل أفضل». كما دعت الوثيقة إلى تشكيل «هيئة متابعة وتنسيق، تعمل على إعداد برنامج عملي، وتقيّم الاحتياجات، وتبحث في سبل الدعم، على أن تصدر خطة عمل خلال خمسة عشر يومًا»، على أن تُستكمل الأنشطة خلال الشهر المقبل بندوات وورش متخصصة. وشدّدت الوثيقة على ضرورة نسج «تحالفات واسعة مع قوى المجتمع المدني، والتجمعات الإصلاحية، والمبادرات المناطقية، وكل من يتقاطع معها في الرؤية الوطنية». و«اعتبرت أن التغيير لا يمكن أن يتم في العزلة أو التقوقع، بل عبر الانخراط في حوار دائم مع الآخرين، والبحث عن نقاط التقاء تؤسس لمشروع سياسي عابر للطوائف والمناطق». وفي ختام المؤتمر، دار نقاش موسّع بين المشاركين، تمحور حول أولويات أي حراك سياسي الشيعي وخيارات استعادة الديمقراطية والتمثيل السياسي، وأكد المشاركون أن الوقت قد حان لإطلاق حوار عميق حول المستقبل السياسي للطائفة الشيعية ضمن مشروع الدولة.

 

"المدن": 12 عضواً بلدياً في طرابلس يودعون استقالاتهم رسميًا

جنى الدهيبي/المدن/02 حزيران/2025

كشفت مصادر خاصة لـ "المدن" أن 12 عضوًا من بلدية طرابلس، وهم أعضاء لائحة "نسيج طرابلس"، أودعوا استقالتهم لدى الكاتب العدل، في تصعيد كبير ضد أعضاء لائحة "رؤية طرابلس". وهذه الخطوة الأخيرة التي تسبق الاستقالة الرسمية، من شأنها أن تؤدي إلى انحلال بلدية طرابلس، ثاني أكبر بلدية في لبنان، بعد نحو ثلاثة أسابيع على الانتخابات البلدية في الشمال. لكن معلومات خاصة لـ "المدن"، تفيد أن خطوة "نسيج طرابلس"، لا تزال ضمن إطار المفاوضات تحت الضغط والتصعيد. وتربط تراجعها عن الاستقالة، بالتصويت لانتخاب رئيس لائحة "نسيج" وائل زمرلي، رئيساً لاتحاد بلديات الفيحاء (طرابلس والميناء والبداوي والقلمون)، والحصول على رئاسة لجان معينة في بلدية طرابلس. لكن هذا المطلب ترفضه "رؤية طرابلس"، المدعومة من النائب فيصل كرامي وحلفائه في اللائحة النائبين أشرف ريفي وكريم كبارة وجمعية المشاريع (الأحباش).

خلاف على الرئاسة

ويأتي هذا التصعيد بعد انتخاب عبد الحميد كريمة، رئيس لائحة "رؤية"، رئيسًا لبلدية طرابلس، في حين كانت لائحة "نسيج"، المدعومة من النائب إيهاب مطر، ترجّح فوز رئيسها وائل زمرلي، في حال تعادله مع كريمة، لكونه الأكبر سنًا، ما يمنحه الأفضلية وفقًا للقوانين المعتمدة. لكن كريمة نال 13 صوتًا، مقابل 11 صوتًا لزمرلي، ما يعني أن أحد أعضاء "نسيج طرابلس" قد خالف الاتفاق وصوّت لصالح كريمة. وتفيد مصادر "المدن" في "رؤية طرابلس" أنهم تمكنوا، قبل جلسة انتخاب الرئيس، من إقناع أحد الأعضاء البارزين في لائحة "نسيج" بالتصويت لصالح كريمة، وذلك ردًا على محاولات "نسيج" السابقة لإقناع عدد من أعضاء "رؤية" بالتصويت لصالح زمرلي وترك اللائحة. ما يعني أن العضو في "نسيج" الذي صوّت سرًا لصالح كريمة، هو من بين الذين أودعوا استقالاتهم لدى كاتب العدل، خوفاً من انكشاف هويته. وبحسب المعلومات نفسها، فإن لائحة "رؤية" تعهدت بعدم الكشف عن هوية العضو الذي صوّت لصالحها من لائحة "نسيج"، ولا تزال ملتزمة بهذا العهد، خصوصاً بعد حملة التخوين الكبيرة التي شُنت ضد من وُصف بـ"الخائن" لـ"نسيج"، وهو مجهول الهوية، بعد الحديث عن إلزام "نسيج" لأعضائها بأداء قسم بالتصويت لصالح زمرلي. وتحدثت مصادر "المدن" في تقرير سابق أن أصابع الاتهام داخل "نسيج" تُوجَّه إلى شخصيتين، إما باسم عساف أو جلال الست. وتشير معلومات "المدن" إلى أنه، قبل انفجار العلاقة بين الطرفين، كان هناك نوع من الاتفاق الضمني على أن من تؤول إليه رئاسة البلدية، يحصل في المقابل على رئاسة الاتحاد، والعكس أيضًا.

أزمة سياسية غير بلدية

لكن الأزمة الراهنة أصبحت سياسية بامتياز، حتى إن القرار لم يعد بيد "رؤية طرابلس"، بل بيد النائب فيصل كرامي. وتفيد معطيات خاصة بأن كرامي، الذي بات يروّج لنفسه كشخصية مدعومة سعوديًا، يرفض بشكل قاطع منح رئاسة اتحاد بلديات الفيحاء لرئيس مجموعة "نسيج"، وائل زمرلي، إذ يعتبر أن ما تعرض له من حملة تخوين وتشويه من قبل "نسيج" — عبر اتهامه بالوصولية ونعته بأنه أحد "الأزلام السابقين" للنظام السوري — لا يسمح بالتسوية. ويرى كرامي أن فوزه في المعركة البلدية، عبر نجاح جميع اللوائح التي دعمها في بلديات الفيحاء، يمنحه الحق في أن تكون رئاسة الاتحاد من حصته. وطوال السنوات الماضية، تولى رئيس بلدية البداوي، حسن غمراوي، رئاسة اتحاد بلديات الفيحاء. أما اليوم، فتشير معلومات "المدن" إلى أن لائحة "رؤية"، وبدعم مباشر من كرامي، تطرح اسم عضو بلدية طرابلس الطبيب كريم المبيض لرئاسة الاتحاد، وهو ما ترفضه "نسيج طرابلس". وتدور المعركة السياسية حاليًا، وفق المعلومات، تحت غطاء الملف البلدي، بين النائب فيصل كرامي ورئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي، عبر النائب إيهاب مطر، حليف ميقاتي. وبعد المكاسب الكبيرة التي حققها كرامي في الانتخابات البلدية، يفتح باب المواجهة باكرًا للانتخابات البرلمانية المقررة العام المقبل. ويعتقد كرامي أن إعادة تموضعه السياسي إلى جانب المملكة العربية السعودية، في ظل غياب تيار المستقبل وتراجع حضور نجيب ميقاتي، تتيح له ترميم زعامة عائلته السياسية والطائفية، وسدّ الفراغ القيادي شمالًا، وفقًا لرؤيته.

ميقاتي وكبح طوحات كرامي

وبحسب المعلومات، فإن ما يسعى إليه ميقاتي هو كبح طموحات كرامي، من خلال اللعب على الخلافات داخل المجلس البلدي الواحد، والإيحاء للأعضاء بأنه يدعم "الخيار المدني" بدلًا من خيار كرامي السياسي. أما في حال أصرّ كرامي على منع بلديات الفيحاء من انتخاب وائل زمرلي رئيسًا للاتحاد، فإن لائحة "نسيج طرابلس" ستعلن رسميًا استقالتها، ما يعني حلّ المجلس البلدي، خاصة أنها تشكّل نصف أعضائه. وتشير المعلومات إلى أن المفاوضات الأخيرة أسفرت عن توافق جزئي يمنح "نسيج" بعض مطالبها، وتحديدًا رئاسة بعض اللجان داخل البلدية. إلا أن مصير بلدية طرابلس لا يزال معلّقًا بمصير رئاسة اتحاد بلديات الفيحاء، وسط أنباء عن استمرار المباحثات داخل "نسيج"، وبين أعضائها وأعضاء بلدية "رؤية". وتجدر الإشارة إلى أن رئيس البلدية عبد الحميد كريمة يعقد لقاءات شبه دورية مع وائل زمرلي، في محاولة لإيجاد حلّ ينقذ بلدية طرابلس من خطر الانحلال أو الغرق في فوضى الخلافات الشخصية.

 

“أبو سليم” في بعبدا… عون: قطار بناء الدولة انطلق

اي أم ليبانون/02 حزيران/2025

رئيس مهرجان “الزمن الجميل” الدكتور هراتش ساغبزاريان، مع وفد من أعضاء اللجنة المنظمة ضم الفنانين والإعلاميين زار قصر بعبدا استقبل رئيس الجمهورية العماد جوزف عون في قصر بعبدا بعد ظهر اليوم، رئيس مهرجان “الزمن الجميل” الدكتور هراتش ساغبزاريان، مع وفد من أعضاء اللجنة المنظمة ضم الفنانين والإعلاميين: صلاح تيزاني (أبو سليم)، وفاء طربيه، أحمد العشي، سعاد قاروط العشي، مي متى، جاندارك أبو زيد فياض، زاهي وهبي، طوني أبي كرم، خالد السيد والفيرا يونس. ووجه ساغبزاريان دعوة إلى الرئيس عون واللبنانية الأولى السيدة نعمت عون لحضور الاحتفال الذي سيقام الأحد في 29 الحالي في كازينو لبنان، لتكريم دفعة جديدة من الفنانين والممثلين الذين اختارتهم اللجنة المنظمة تقديراً لعطاءاتهم الفنية، مشيراً إلى أن هذا التكريم هو “فعل تقدير لفنانين كبار أعطوا للفن اللبناني والعربي قيمة كبيرة، وكانت حياتهم الفنية حافلة بالنجاحات”. ولفت إلى أن “هذا التقليد السنوي لم يتوقف على رغم الظروف الصعبة التي مرّ بها لبنان، وصار معلماً من المعالم السياحية والفنية في لبنان، وموعداً مع الفرح والسعادة والوفاء”. وشرح للرئيس عون عمل اللجنة والمعايير التي تعتمدها لاختيار المكرمين، شاكراً الدعم الذي يقدمه رئيس الجمهورية للفنانين والفنانات، لا سيما منهم من تقدموا في العمر.  وتحدث عدد من أعضاء اللجنة مشيدين بمواقف الرئيس عون الوطنية ورعايته لأهل الفن والثقافة، منوهين بالجهد الذي يبذله سنوياً رئيس مهرجان “الزمن الجميل” لإبراز هذا الحدث الفني المميز. ورحب الرئيس عون بأعضاء الوفد، منوهاً بـ”تكريم عمالقة الفن في لبنان الذين من المفترض أن تكرمهم الدولة وتهتم بهم”، لافتاً إلى أن “هذه الوجوه التي انطبعت في أذهان اللبنانيين والعرب، لا يمكن أن ينساها أحد”. وطمأن الرئيس عون أعضاء الوفد إلى أن “قطار بناء الدولة انطلق ولن يتمكن أحد من إيقافه”، مشيداً بجهود رئيس المهرجان وبمبادراته المميزة.

 

من هو جويل رايبورن خليفة اورتاغس

ارنست حداد/موقع أكس/02 حزيران/2025

جويل  رايبورن ضابط متقاعد في الجيش الأمريكي، ودبلوماسي سابق، ومؤرخ. وهو المؤسس المشارك ومدير المركز الأمريكي لدراسات بلاد الشام. خلال مسيرته المهنية التي امتدت لأكثر من ثلاثة عقود في الخدمة العامة، جمع بين الأدوار العسكرية والأكاديمية والدبلوماسية في مجموعة متنوعة من المهام المتعلقة بشكل رئيسي بالشرق الأوسط وجنوب آسيا. ومؤخرًا، شغل منصب مستشار خاص لشؤون الشرق الأوسط للسيناتور بيل هاجرتي (جمهوري، ولاية تينيسي)، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، من يناير إلى يوليو 2021. ومن يوليو 2018 إلى يناير 2021، كان رايبورن المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، حيث أشرف على الأنشطة الدبلوماسية الأمريكية المتعلقة بسوريا، وأشرف على أكثر من 100 دبلوماسي وموظف حكومي في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأوروبا. وحتى نوفمبر 2020، شغل رايبورن أيضًا منصب نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون بلاد الشام، مسؤولاً عن تنفيذ السياسة الأمريكية المتعلقة بسوريا والأردن ولبنان. قبل انضمامه إلى وزارة الخارجية، خدم رايبورن لمدة 26 عامًا كضابط في الجيش الأمريكي، وكانت مهمته الأخيرة كمدير أول لشؤون إيران والعراق وسوريا ولبنان في مجلس الأمن القومي في الفترة 2017-2018. بتكليف من ويست بوينت في عام 1992، خدم رايبورن في مهام الجيش في أوروبا والشرق الأوسط وجنوب آسيا والولايات المتحدة، بما في ذلك العديد من المهام في العراق وأفغانستان والبوسنة. بدأ رايبورن مسيرته المهنية كضابط مدفعية ميداني، وخدم في الفرقة المدرعة الأولى من عام 1993 إلى عام 1996، حيث تم نشره في الكويت كجزء من عملية العمل الجوهري وإلى البوسنة والهرسك كجزء من قوة تنفيذ اتفاق السلام التابعة لحلف شمال الأطلسي. بعد نقله إلى فيلق الاستخبارات العسكرية في عام 1997، خدم رايبورن في فورت هواتشوكا بولاية أريزونا وفي فرقة المشاة الرابعة في فورت هود بولاية تكساس. كما عمل محللاً استخباراتياً لشؤون البلقان في مركز التحليل المشترك التابع للقيادة الأوروبية الأمريكية، في قاعدة مولسورث الجوية الملكية، بين عامي 1999 و2000. ثم درّس رايبورن التاريخ في أكاديمية ويست بوينت العسكرية بين عامي 2002 و2005، ثم عمل مستشاراً للجنرال جون أبي زيد في القيادة المركزية الأمريكية بين عامي 2005 و2007. وفي ربيع عام 2007، خدم في فريق التقييم الاستراتيجي المشترك الذي شكله الجنرال ديفيد بترايوس والسفير رايان كروكر في بغداد. ومن عام 2007 إلى عام 2011، كان مستشاراً استخباراتياً استراتيجياً للجنرال بترايوس في العراق، والقيادة المركزية (تامبا)، وأفغانستان. ومن عامي 2011 و2012، كان رايبورن زميلاً عسكرياً أقدم في معهد الدراسات الاستراتيجية الوطنية.

ومن عامي 2013 و2016، أدار رايبورن مجموعة دراسة عملية تحرير العراق التابعة للجيش، والتي قادت كتابة تاريخ عملياتي لتجربة الجيش في حرب العراق، وجمعت الدروس العملياتية المستفادة من الصراع. في عام ٢٠١٨، نُشر عمل المجموعة في دراسة من مجلدين بعنوان "الجيش الأمريكي في حرب العراق"، والتي شارك رايبورن في تأليفها وتحريرها. في عام ٢٠١٤، نشر رايبورن دراسة سياسية عن الحرب الأهلية العراقية بعنوان "العراق بعد أمريكا: رجال أقوياء، طائفيون، مقاومة".

حصل رايبورن على ماجستير في التاريخ من جامعة تكساس إيه آند إم (٢٠٠٢) وماجستير في الدراسات الاستراتيجية من الكلية الحربية الوطنية (٢٠١٣). ينحدر من كريسنت، أوكلاهوما، ويعيش مع عائلته في واشنطن العاصمة. يغرّد على تويتر عبر

 

ياسين_جابر وزير المالية، يطلب في كل مقابلة من اللبنانيين الذين يحتفظون بأموالهم في منازلهم أن يودعوها في النظام المصرفي.

جمعية صرخة المودعين/موقع أكس/02 حزيران/2025

ياسين_جابر وزير المالية، يطلب في كل مقابلة من اللبنانيين الذين يحتفظون بأموالهم في منازلهم أن يودعوها في النظام المصرفي.

لا نعلم على اي كوكب يعيش  #ياسين_جابر ، وهل يظن أن الشعب اللبناني ساذج إلى هذه الدرجة ليعود ويثق بالمصارف اللبنانية، وبدولة لا تعترف بحقوق مواطنيها ولا تفي بديونها، بل تفعل المستحيل للتهرب من المسؤولية؟

كيف يمكن أن تعود الثقة، يا حضرة الوزير، وأنتم في وزارة المالية لا تثقون حتى بالمصرف المركزي للدولة اللبنانية؟

لقد طلبنا من وزارة المالية أن تقبض الضرائب والجمارك بشيكات مصرفية مسحوبة على

مصرف_لبنان ، لكن الوزير رفض، لأنه لا يثق بشيك مسحوب على المصرف المركزي!

فكيف تطلبون من الشعب اللبناني أن يثق بدولة كهذه؟! احترموا عقولنا.

اليوم، بات مشروع وزير المالية ياسين_جابر واضحًا، وهو البحث عن خطة تُشبه الخدعة، مبنية على خطة #سعادة_الشامي ، المعروفة بـ”خطة المئة ألف”.

يقولون للمودعين: “هذه أول مئة ألف”، ثم يخدعونهم ويُطوى ملف المودعين، وتُرتكب بذلك أكبر سرقة في التاريخ.

وزارة المالية اليوم تدار عبر مستشارين من تنظيم #كلنا_ارادة على رأسهم المدعوة #لمياء_مبيض

يبدو أن ياسين_جابر سيتفوق على الوزير غازي وزني  في سوء إدارة وزارة المالية وتسليم الوزارة إلى المستشارين .

ما قاله في هذه المقابلة لا يُبشّر بالخير، بل يُنذر بخطر كبير على أموال_المودعين .

لذلك، ندعو المودعين إلى الاستعداد للتحرك، سواء أمام وزارة المالية أو أمام منزل الوزير ياسين_جابر .

لن نقبل بشطب أموال_المودعين  عبر هذه الخدعة المسماة “خطة المئة ألف”.

يجب أن تسقط هذه الخطة، يا ياسين_جابر

كفى خدع وهروب من المسؤولية عبر المراوغة بخطط تشطب اموال المودعين

 

تغريدات مختارة من موقع أكس

تغريدات مختارة لليوم 02  حزيران/2025

بشارة شربل

سيخسر العهد والحكومة معركة مكافحة الفساد اذا استسلما لارادة الرئيس بري في تعيين مرشحه لمنصب المدعي العام المالي. اذا اصر بري فيتوجب على سلام طرح المسألة على التصويت ليتبين اي وزير مع الاصلاح وأي وزير يتابع نهج المنظومة.

 

غسّان شربل

منذ شهور يستمتع بوتين باذلال زيلينسكي. الدهر يومان.

 

شارل شرتوني

حيثما تنوجد المافيات يكون نبيه بري: ٥٠ مليون دولار سرقة أدوية السرطان منذ زمن تولي علي حسن خليل وزارة الصحة: الإخراج ماريا فواز وزينب شرف الدين. البناؤون

 

هاجر كنيعو

https://www.youtube.com/watch?v=WDsKxSU9dw4

من بيروت إلى الشيشان.. #حزب_الله يتقدم بطلب لجامعة القوات الخاصة الروسية لإعادة تأهيل عناصره!

 

علي حماده

فيديو -

https://x.com/i/status/1929211821350953149

مورغان اورتاغوس تغادر منصبها

ياسين جابر يهز العصا بوجه شركات تحويل الاموال المخالفة

 ١- نائبة المبعوث الاميركي الى الشرق الاوسط، تنتقل الى منصب  آخر. تقديرات ان المبعوث الى سوريا السفير طوم بارّاك سيكون له دور اكبر في المرحلة المقبلة.

٢- في ظل تقصير لجنة الرقابة على المصارف، وزير المالية ياسين جابر يشدد  القيود على الشركات المالية المخالفة. لكنه لا يضع غرامات رادعة كفاية ، ولا يحدد سحب الرخص عقابا على  تكرار المخالفات المتعمدة( و هو يعرف انها متعمدة)

 

روي. لبنان أرض الأرز

عناصر أساسية أدت الى استعادة حزب اللا قوته وهيمنته السياسية

سياسة اللين التي اعتمدها العهد تجاه نزع سلاحه

انعدام المواجهة الحقة والفعلية لحزب اللا خاصة من قبل الأحزاب التي سمت نفسها زورا سيادية وأسمت نفسها معارضة

تعويم حزب اللا من خلال إشراكه في الحكم

غياب معارضة فعلية

 

منشق عن حزب الله

سؤال: ما الذي جناه فقراء الشيعة والعلويين من حكم حافظ وبشار الأسد في #سوريا و من سيطرة #حزب_الله على #لبنان  هل تحسنت أوضاعهم !!  او انهم مجرد أرقام و حطب تموت  فدا صرماية خامنئي ؟؟؟

 

منشق عن حزب الله

حبل الكذب قصير

إعلام حزب_الله يروّج كذبًا أن  السيستاني رفض استقبال الرئيس جوزيف عون بدعوى أنه "عميل #لأمريكا و #السعودية" ولأنه يسعى لنزع سلاح الحزب.  الحقيقة: ان الرئيس عون لم يطلب لقاء السيستاني أصلًا، ولم يكن اللقاء مدرجًا في جدول زيارته للعراق.

 

وليد جنبلاط

هل البشرية تتجه إلى الغرق من جديد في غمار الحروب والفوضى في كل مكان وهل ان أبواب الحوار أُقفلت  إلى غير رجعة  ولم يعد للعقل مكان لتنظيم العلاقات البشرية والدولية وهل من الضروري العودة إلى الطوفان #نوح

 

ليال الاختيار

يقول فاروق الشرع: "كان الرئيس الغارق في حب الذات لا يستطيع سماع سوى كلمات المديح، وكانت لديه بعض الميول السيكوباتية، وهي حالة نفسية يفتقد أصحابها كليا للمشاعر، فلا خوف من العواقب، ولا شعور بالندم تجاه الخطأ، ولا تفاعل مع آلام الناس أو حتى هموم المحيطين به. قد تبدو هذه الصفات، أول وهلة، صلابة أو جسارة، لكنها جسارة تفتقد بشدة للحكمة". من مذكرات فاروق الشرع نائب الرئيس السوري ووزير الخارجية الاسبق والقيادي البعثي في الجزء الثاني من "الرواية المفقودة" التي صدرت مؤخرا عن عهد بشار الأسد. وهي أول مذكرات لمسؤول سوري تصدر منذ سقوط النظام.  الشرع الذي عمل في اصعب المراحل السياسية والامنية والاقتصادية لسوريا كان من أبرز من عارضوا المسار الذي قرّره النظام السابق في تعامله مع خصومه الداخليين، إثر اندلاع الأزمة عام 2011.

 

خالد ممتاز

هذا الوضع لا يمكن ان يستمر على هذا النحو ..على حزب الله ان يقاتل او يسلم سلاحه ... لكن لا يمكن ان يبقى المواطن الأعزل الذي يمر على الطرقات في خطر دائم بسبب تنقل عناصر الحزب او حتى بسبب أخطاء متعمدة من قبل اسرائيل.

 

شارل جبور

إذا كان وزير الخارجية، وفقا للوزير ياسين جابر، لا يعبِّر عن سياسة الحكومة، فهل رئيس الحكومة التي تمّت صهينته من قبل شيعة إيران يعبِّر عن سياسة الحكومة؟

مشكلة هذا الفريق انه لم يتعوّد على لغة الدستور، وأتحدى جابر ان يظهِّر لنا المواقف التي قال انها تعبِّر عن شخص الوزير لا الحكومة؟

 

يوسف سلامة

يُضحكني بعض النواب المعيّنين من قبل رؤساء أحزابهم عندما يتبارزون ويتوعّدون ويهددون بعضهم بعضًا،

‏المطلوب قانون انتخاب يحرّر الطوائف من أمرائها وينقل لبنان من ثقافة الطوائف إلى ثقافة الوطن،

‏هل مَن يجرؤ على تحرير لبنان من قبضة المنظومة؟

‏"مشروع لقاء الهوية والسيادة هو الحل"

 

 مجدى خليل

دعوة عامة لجميع المقيمين فى أمريكا وكندا

ندعوكم لحضور جلسة المناقشة فى الكونجرس ، التى ترعاها كوبتك سوليدرتي بحضور بعض أعضاء الكونجرس ولجنة الحريات الدينية الأمريكية ،عن استهداف القبطيات فى مصر، والمؤتمر الصحفى الذى يلى ذلك يوم ١١ يونيه الحالى.

ثم حضور مؤتمر كوبتك سوليدرتي فى الكونجرس يوم ١٢ يونيه.

آخر يوم غدا لحجز الفندق بالسعر الخاص بينا إذا لم تكن قد حجزت بعد.

تعالى ومعك آخرين لتظهر التضامن مع أقباط مصر المضطهدين.

تجد التفاصيل فى هذا اللينك

 

 علي حماده

فيديو

من واشنطن: هل يخلف السفير طوم برّاك مورغان اورتاغوس للملف اللبناني ؟

https://x.com/i/status/1929525146621976675

١- زيارة مورغان اورتاغوس للبنان لا تزال قائمة.

٢- نواف سلام عند نبيه بري: غسل قلوب لحماية الحكومة؟

٣- سوريا كل يوم استثمارات جديدة في قطاعات مختلف. وفي لبنان السلاح يؤخر الاستثمارات واعادة الاعمار.

 

جويل رايبورن خليفة اورتاغس

ارنست حداد/موقع أكس/02 حزيران/2025

جويل  رايبورن ضابط متقاعد في الجيش الأمريكي، ودبلوماسي سابق، ومؤرخ. وهو المؤسس المشارك ومدير المركز الأمريكي لدراسات بلاد الشام. خلال مسيرته المهنية التي امتدت لأكثر من ثلاثة عقود في الخدمة العامة، جمع بين الأدوار العسكرية والأكاديمية والدبلوماسية في مجموعة متنوعة من المهام المتعلقة بشكل رئيسي بالشرق الأوسط وجنوب آسيا. ومؤخرًا، شغل منصب مستشار خاص لشؤون الشرق الأوسط للسيناتور بيل هاجرتي (جمهوري، ولاية تينيسي)، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، من يناير إلى يوليو 2021. ومن يوليو 2018 إلى يناير 2021، كان رايبورن المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، حيث أشرف على الأنشطة الدبلوماسية الأمريكية المتعلقة بسوريا، وأشرف على أكثر من 100 دبلوماسي وموظف حكومي في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأوروبا. وحتى نوفمبر 2020، شغل رايبورن أيضًا منصب نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون بلاد الشام، مسؤولاً عن تنفيذ السياسة الأمريكية المتعلقة بسوريا والأردن ولبنان. قبل انضمامه إلى وزارة الخارجية، خدم رايبورن لمدة 26 عامًا كضابط في الجيش الأمريكي، وكانت مهمته الأخيرة كمدير أول لشؤون إيران والعراق وسوريا ولبنان في مجلس الأمن القومي في الفترة 2017-2018. بتكليف من ويست بوينت في عام 1992، خدم رايبورن في مهام الجيش في أوروبا والشرق الأوسط وجنوب آسيا والولايات المتحدة، بما في ذلك العديد من المهام في العراق وأفغانستان والبوسنة. بدأ رايبورن مسيرته المهنية كضابط مدفعية ميداني، وخدم في الفرقة المدرعة الأولى من عام 1993 إلى عام 1996، حيث تم نشره في الكويت كجزء من عملية العمل الجوهري وإلى البوسنة والهرسك كجزء من قوة تنفيذ اتفاق السلام التابعة لحلف شمال الأطلسي. بعد نقله إلى فيلق الاستخبارات العسكرية في عام 1997، خدم رايبورن في فورت هواتشوكا بولاية أريزونا وفي فرقة المشاة الرابعة في فورت هود بولاية تكساس. كما عمل محللاً استخباراتياً لشؤون البلقان في مركز التحليل المشترك التابع للقيادة الأوروبية الأمريكية، في قاعدة مولسورث الجوية الملكية، بين عامي 1999 و2000. ثم درّس رايبورن التاريخ في أكاديمية ويست بوينت العسكرية بين عامي 2002 و2005، ثم عمل مستشاراً للجنرال جون أبي زيد في القيادة المركزية الأمريكية بين عامي 2005 و2007. وفي ربيع عام 2007، خدم في فريق التقييم الاستراتيجي المشترك الذي شكله الجنرال ديفيد بترايوس والسفير رايان كروكر في بغداد. ومن عام 2007 إلى عام 2011، كان مستشاراً استخباراتياً استراتيجياً للجنرال بترايوس في العراق، والقيادة المركزية (تامبا)، وأفغانستان. ومن عامي 2011 و2012، كان رايبورن زميلاً عسكرياً أقدم في معهد الدراسات الاستراتيجية الوطنية.

ومن عامي 2013 و2016، أدار رايبورن مجموعة دراسة عملية تحرير العراق التابعة للجيش، والتي قادت كتابة تاريخ عملياتي لتجربة الجيش في حرب العراق، وجمعت الدروس العملياتية المستفادة من الصراع. في عام ٢٠١٨، نُشر عمل المجموعة في دراسة من مجلدين بعنوان "الجيش الأمريكي في حرب العراق"، والتي شارك رايبورن في تأليفها وتحريرها. في عام ٢٠١٤، نشر رايبورن دراسة سياسية عن الحرب الأهلية العراقية بعنوان "العراق بعد أمريكا: رجال أقوياء، طائفيون، مقاومة".

حصل رايبورن على ماجستير في التاريخ من جامعة تكساس إيه آند إم (٢٠٠٢) وماجستير في الدراسات الاستراتيجية من الكلية الحربية الوطنية (٢٠١٣). ينحدر من كريسنت، أوكلاهوما، ويعيش مع عائلته في واشنطن العاصمة. يغرّد على تويتر عبر

 

******************************************

في أسفل رابط نشرة الأخبار اليومية ليومي 02-03 حزيران/2025/

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 02 حزيران/2025

/جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/2025/06/143834/

ليوم 02 حزيران/2025/

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For June 02/2025/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/2025/06/143837/

For June 02/2025

**********************
حسابي ع التويتر/ لمن يرغب بمتابعتي الرابط في أسفل

https://x.com/EliasYouss60156

My Twitter account/ For those who want to follow me the link is below

https://x.com/EliasYouss60156

****

رابط موقعي الألكتروني، المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

https://eliasbejjaninews.com

Link for My LCCC web site

https://eliasbejjaninews.com

****

Click On The Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

*****

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا الرابط  https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

*****

حسابي ع التويتر/ لمن يرغب بمتابعتي الرابط في أسفل

https://x.com/EliasYouss60156

My Twitter account/ For those who want to follow me the link is below

https://x.com/EliasYouss60156

@followers

@highlight