المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 26 تموز /لسنة 2025

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

في أسفل رابط النشرة

                http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2025/arabic.july26.25.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

عناوين النشرة

عنوان الزوادة الإيمانية

مَرْتا، مَرْتا، إِنَّكِ تَهْتَمِّينَ بِأُمُورٍ كَثِيرَة، وَتَضْطَرِبِين إِنَّمَا ٱلمَطْلُوبُ وَاحِد! فَمَرْيَمُ ٱخْتَارَتِ ٱلنَّصِيبَ ٱلأَفْضَل، وَلَنْ يُنْزَعَ مِنْهَا

 

عناوين مقالات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/جورج عبدالله مجرم وقاتل وليس مناضلاً ولا مقاوماً. كفى هبل وضياع اخلاقي وتقديس الإرهاب والإرهابيين.. خلصونا من زجلياتكم المقززة

الياس بجاني/نص وفيديو: في سوريا تغيّر الحاكم وبقي النظام... وحلّت تركيا مكان الإيراني

الياس بجاني/أردوغان الجهادي والعثماني يسيطر على الجولاني، ويمثل تهديدًا للعرب ولدولهم وحكامهم.

الياس بجاني/لا وجود لدولة وجيش في سوريا بل حاكم مجرم ولنظام جهادي وعصابات تكفيرية

الياس بجاني/الدواعش والنصرة وهيئة تحرير الشام وتجمع العشائر العربية وحتى باكو حرام منبعهم واحد

 

عناوين الأخبار اللبنانية

سؤال: "ماذا يحدث في يوم الدينونة؟"

رابط فيديو تعليق ودراسة للإعلامي ابراهيم عيسى يتناول من خلالهما سخافة وهزالة تقرير حكم الجولاني في سوريا بما يتعلق بالمجزر الإبادية التي ارتكبها بحق العلويين..ودراسة وشرح يتناولان مفاهيم وعقائد المذهب العلوي وتاريخ نشأته

إبراهيم عيسى مختلف عليه.. الجولاني قاتل يتقصي عن نفسه..هنا كل ما تريد أن تعرفه عن العلويين

رابط فيديو تعليق للناشط مجدي خليل تحت عنوان/رعاة أحمد الشرع وتبرير جرائمه من الساحل إلى السويداء !!

رابط فيديو تعليق للإعلامي إبراهيم عيسى من موقعه ع اليوتيوب/ حماس .. هي عايزة إيه من مصر ؟

رابط فيديو تعليق للصحافي علي حمادة على موقع الخاص ع اليوتيوب/حزام امني منزوع من السلاح من جنوب لبنان الى جنوب سوريا! ما القصة؟

رابط فيديو تعليق للصحافي أسعد بشارة من موقع "ترانسبيرنسي": لبنان في الانتظار القاتل

رابط فيدي تعليق للصحافي علي حمادة من موقع "جريدة النهار"/علي حمادة: لبنان غير قادر و غير راغب في حصر السلاح بيد الدولة

غارات إسرائيلية تستهدف عناصر من حزب الله وتوقع قتيلا وجريحاً في برعشيت والضهيرة

جورج عبدالله في بيروت بعد 40 عاما من السجن: المقاومة يجب ان تستمر

حزب الله غير معني بالورقة الاميركية...شهيد وجريح جنوباً وعيتا الشعب تتوعد

اتفاق سوري- فرنسي- اميركي حول السويداء وقسد وتهديدات الجوار

مقدمات نشرات الأخبار المسائية

قوى لبنانية مستاءة من إحياء «الترويكا» في مفاوضات «حصرية السلاح»...اتهامات بتهميش الحكومة ومجلس النواب وحصرها بالرؤساء

خلال لقائه ماكرون... سلام يؤكد الالتزام بالإصلاحات وبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها

الأمم المتحدة تحذّر من تفاقم الأزمة المستمرة في لبنان نتيجة الحرب

توغل إسرائيلي وسقوط قتيل نتيجة غارة على الجنوب

الرئيس اللبناني يتحدث عن «تقدم بطيء» في مفاوضاته حول السلاح مع «حزب الله»

حزب الله يردّ على زيارة براك: معنيون بتطبيق 1701 وليس بالورقة الأميركية

السلطات اللبنانية تكتشف مخيّم تدريب لـ«حماس» و«الجماعة الإسلامية» في عاليه

شبح خلايا «داعش» الفردية يظهر في التوقيفات الأخيرة

المخيمات السرية والخلايا النائمة.. هل يعود شبح التفجيرات إلى لبنان مجددا؟

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

إيران: المحادثات النووية مع الأوروبيين انتهت بدون نتائج ملموسة

220 نائباً بريطانياً يدعون للاعتراف رسمياً بدولة فلسطين

قطر ومصر تؤكدان استمرار وساطتهما.. بهدف وقف حرب غزة

تمدد إسرائيلي مقلق بالقنيطرة: قواعد عسكرية واختراقات

تظاهرات بسخنين: لوقف التجويع وإنهاء حرب الإبادة بغزة

سوريا: مقتل قيادي في"داعش" واثنين من أبنائه بعملية أميركية

محكمة فرنسية تلغي مذكرة توقيف بشار الأسد

ترامب: "حماس" لا ترغب باتفاق.. تريد أن تموت

بيان للشيباني وبارو وباراك: دعم مسار الانتقال السياسي بسوريا

الأمم المتحدة تحذّر من سوء التغذية: ثلث سكان غزة بلا طعام

السعودية تتصدّر العالم في السلامة المائية بخفض الوفيات 17 %...وزارة الصحة: حماية الأرواح أولوية وطنية

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

من زمن السيوف إلى زمن الحروف/عبد الرحمن شلقم/الشرق الأوسط

الثنائي الخالد/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

إذَا انْصَرفتْ نفسِي عَنِ الشَّيء!/تركي الدخيل/الشرق الأوسط

مَا يخيفُ نتنياهو في غزة؟/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

هل قـوّةُ لبنان بسلاحِه ...؟/الوزير السابق جوزف الهاشم/عن جريدة الجمهورية

ويتكوف غاضب.. لحسم سقف التفاوض؟/أدهم مناصرة/المدن

بعد حرب لم تشهد غزة لها مثيلاً.. ماذا تريد "حماس"؟/أدهم جابر/المدن

لا نرى هيكلاً شفافاً للجيش السوري/إلهام أحمد/المدن

عن لجنة التحقيق بأحداث الساحل.. سوريا لا تحتاج لتقارير فقط/مها غزال/المدن

الصراع على سوريا/ناصر زيدان/المدن

بين سحب السلاح واستمرار العدوان: حوار بطيء مع "الحزب"/غادة حلاوي/المدن

السياحة اللبنانية المستنسخة: بين التجميل القبيح والمَحو/شهيد نكد/المدن

المخيّلة السياسية اللبنانية/أحمد جابر/المدن

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

لائحة التشكيلات القضائية أنجزت..والاثنين الموعد المبدئي لتوقيعها

جورج عبدالله حرّ: "رفاق النضال" يستقبلونه.. وخوف من اغتياله/نغم ربيع/المدن

42 دعوى ضد البيطار لم يُبتّ بها: متاهة "المرفأ" الجهنمية

إعمار الجنوب: ممنوع حتى إشعار سياسي

وصول أقدم سجين من فرنسا إلى بيروت بعد 40 عاماً من الاحتجاز

جورج عبد الله يؤكد تمسكه بـ«المقاومة من أجل فلسطين»

نستنكر بأشد العبارات الجريمة النكراء التي وقعت في منطقة المعاملتين

الخوري طوني بو عسّاف/فايسبوك

مظلوم عبدي/نُثمن جهود الجنرال كيفن ليهي خلال قيادته لقوة المهام المشتركة – عملية العزم الصلب

القيادة المركزية الأميركية/قوات القيادة المركزية الأمريكية تقوم بتحييد قيادياً بارزاً في تنظيم داعش في مدينة الباب، سوريا

كل التقدير والاحترام لسماحة الشيخ موفق طريف

 

تغريدات مختارة من موقع أكس

تغريدات مختارة لليوم 25 تموز/2025

 

تفاصيل النشرة الكاملة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

مَرْتا، مَرْتا، إِنَّكِ تَهْتَمِّينَ بِأُمُورٍ كَثِيرَة، وَتَضْطَرِبِين إِنَّمَا ٱلمَطْلُوبُ وَاحِد! فَمَرْيَمُ ٱخْتَارَتِ ٱلنَّصِيبَ ٱلأَفْضَل، وَلَنْ يُنْزَعَ مِنْهَا

إنجيل القدّيس لوقا10/من38حتى42/«"فيمَا (كَانَ يَسوعُ وتلاميذهُ) سَائِرين، دَخَلَ يَسُوعُ إِحْدَى ٱلقُرَى، فٱسْتَقْبَلَتْهُ في بَيتِهَا ٱمْرَأَةٌ ٱسْمُها مَرْتا. وَكانَ لِمَرْتَا أُخْتٌ تُدْعَى مَرْيَم. فَجَلَسَتْ عِنْدَ قَدَمَي ٱلرَّبِّ تَسْمَعُ كَلامَهُ. أَمَّا مَرْتَا فَكانَتْ مُنْهَمِكَةً بِكَثْرَةِ ٱلخِدْمَة، فَجَاءَتْ وَقَالَتْ: «يَا رَبّ، أَمَا تُبَالي بِأَنَّ أُخْتِي تَرَكَتْنِي أَخْدُمُ وَحْدِي؟ فَقُلْ لَهَا أَنْ تُسَاعِدَنِي!».فَأَجَابَ ٱلرَّبُّ وَقَالَ لَهَا: «مَرْتا، مَرْتا، إِنَّكِ تَهْتَمِّينَ بِأُمُورٍ كَثِيرَة، وَتَضْطَرِبِين! إِنَّمَا ٱلمَطْلُوبُ وَاحِد! فَمَرْيَمُ ٱخْتَارَتِ ٱلنَّصِيبَ ٱلأَفْضَل، وَلَنْ يُنْزَعَ مِنْهَا».

 

تفاصيل مقالات وتغريدات الياس بجاني

استقبال المجرم والإرهابي والقاتي جورج عطالله الرسمي في لبنان المُحتل هو جريمة يحد ذاتها

الياس بجاني/25 تموز/2025

جورج عبدالله مجرم وقاتل وليس مناضلاً ولا مقاوماً. كفى هبل وضياع اخلاقي وتقديس الإرهاب والإرهابيين.. خلصونا من زجلياتكم المقززة

 

الياس بجاني/نص وفيديو: في سوريا تغيّر الحاكم وبقي النظام... وحلّت تركيا مكان الإيراني

الياس بجاني/24 تموز 2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/07/145618/

مقدمة

تغيّر الرأس، وبقي الجسد على حاله... هكذا يمكن اختصار ما جرى في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد البراميلي والكيماوي. فالديكتاتورية لم تُكسر، بل غيّرت وجهها. والعصابة التي حكمت البلاد لم تختفِ، بل استُبدلت بأخرى أكثر تطرّفًا، يديرها الإرهابي أحمد الشرع المعروف بـ"الجولاني"، زعيم تنظيم "هيئة تحرير الشام" (النصرة سابقًا). ومع سقوط الأسد، لم تسقط البنية السلطوية ولا أسلوب الحكم الأمني – بل فقط تغيّر المشغّل، من إيران الملالي إلى تركيا أردوغان، عرّاب جماعات الإخوان المسلمين الجهاديين، ومن نظام الأسد ومحور كذبة المقاومة إلى مشروع أردوغان الإخواني العابر للحدود.

ديكتاتورية الجولاني: الوجه الجديد للقمع باسم الدين

الجولاني، الذي قاد الجهاديين في إدلب، لم يلبث أن تحوّل إلى "رئيس" لسوريا الجديدة، بغطاء إقليمي تركي وتواطؤ دولي، لا سيّما من قِبَل الغرب وإسرائيل وبعض دول الخليج التي يبدو أنها قرّرت التخلّي عن معركة تغيير النظام الحقيقي في سوريا مقابل صفقة "استقرار مصطنع".

لكن هذا "الاستقرار" الوهمي يقوم على ثقافة كل ما هو إسلام سياسي جهادي وإرهابي وسلفي، هدفه تصفية الخصوم وقمع الأقليات وإعادة إنتاج الديكتاتورية بشكل مذهبي. فالجولاني يحاول بالقوة فرض الشريعة الإسلامية بمفهومها الإخونجي (الإخوان المسلمين) على المناطق المسيحية، ويدعو المسيحيين إلى "دخول الإسلام وإلا...". وقد تعرّضت كنيسة مار إلياس في دمشق لهجوم إرهابي دموي عندما فجّر أحد أتباع الجولاني نفسه داخلها، موقِعًا عشرات القتلى والجرحى. كما ارتكب الجولاني مجازر رهيبة ضد العلويين في اللاذقية، قتل خلالها أكثر من عشرة آلاف شخص، في انتقام طائفي واضح.

أما الأكراد، الذين دخلوا في تفاهمات مع الجولاني بدايةً، فقد انقلب عليهم أيضًا. فهو يريدهم أن يسلموا سلاحهم دون أي ضمانات ولا مشاركة سياسية، في تكرار واضح لنموذج "الغدر الإخواني" الذي يتبناه أردوغان.

السويداء... الجرح المفتوح

إن ما يحدث في السويداء مع الدروز لا يزال مستمرًا. فالشرع الدموي والحاقد والمؤدلج لم يكتفِ بالمجازر السابقة التي ارتكبها بحق الدروز في محيط دمشق، بل يواصل الآن سياسة الترهيب والتصفية في الجنوب السوري، عبر فرق موت جهادية، وجماعات من البدو هو سلّحها وموّلها وتخفّى وراءها، مدعومة تركيًا، متذرّعًا تارةً بتهمة "التمرد"، وتارةً بتعاونهم مع إسرائيل وطلب الحماية الدولية.

إعادة هيكلة الاقتصاد... بلصوصية مشروعة

وكشف تقرير استقصائي خطير نشرته وكالة "رويترز" بتاريخ 24 تموز 2025، كيف يقود شقيق الرئيس، حازم الشرع، عملية إعادة هيكلة الاقتصاد السوري بسرّية تامة، بمساعدة تاجر إرهابي أسترالي من أصول لبنانية يُدعى إبراهيم سكريّة (أبو مريم)، المدرج على لائحة العقوبات بتهم تمويل الإرهاب.

يستولي هذا "الثنائي الظلّي" على مليارات الدولارات من أموال السوريين تحت غطاء "إصلاحات اقتصادية"، ويعيدان توزيعها على رجال أعمال فاسدين كانوا من ركائز حكم الأسد، مقابل حمايتهم من المحاسبة. والنتيجة؟ فساد مقنّن، ومصادرة مقوننة، واستمرار هيمنة الأجهزة الأمنية، ولكن بزيٍّ جديد ورايات إسلاموية.

وبحسب التقرير، فإن أكثر من 1.6 مليار دولار تمّت مصادرتها من ثلاث شخصيات مرتبطة بالنظام السابق، بينما يسيطر حازم الشرع وشركاؤه على أهم شركات الاتصالات والنفط والطيران. وتحوّلت "شام وينغز" إلى "فلاي شام" في صفقة مشبوهة، كما تم إطلاق صندوق سيادي باسم الرئاسة يتولى حازم إدارته، فيما لا يُسمح للشعب السوري حتى بالاطلاع على كيفية إدارة ثرواته.

من النصرة إلى القصر الرئاسي: الشرع الجديد... والخلافة القادمة؟

كان الجولاني يُعرف سابقًا بـ"أبو محمد الجولاني"، أمير جبهة النصرة. واليوم صار يُلقّب بـ"الرئيس أحمد الشرع"، بينما تتغلغل ميليشياته تحت مسمّى "اللجان الاقتصادية" داخل مؤسسات الدولة. لا دستور، ولا انتخابات، ولا تعددية. لا مكان للمعارضين، ولا للأقليات، ولا لحقوق الإنسان. فقط "حكم الشيوخ"، أو "الدولة الإسلامية بثوب مدني"، بإدارة أردوغانية، وبضوء أخضر دولي.

الدور الأردوغاني في إشعال الفتن وتعطيل السلام العربي-الإسرائيلي

في المشهد السوري المعقّد، لا يمكن تجاهل الدور التخريبي الذي يلعبه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والذي يسير على خُطى النظام الإيراني، مستخدمًا أدوات مشابهة لتحقيق ذات الأهداف: إشعال الحروب، إضعاف الدول، ومنع السلام.

فمن خلال تحريك أدواته الجهادية في إدلب وشمال سوريا، يشعل أردوغان الفتن بين السوريين أنفسهم، وبينهم وبين الأقليات من دروز وعلويين ومسيحيين وأكراد، كما هو حاصل اليوم في السويداء، تمامًا كما حصل في محطات سابقة في حمص، وعفرين، وسري كانيه (رأس العين). هذه الاستراتيجية ليست عشوائية، بل ممنهجة ومدروسة بهدف ضرب وحدة المجتمعات المحلية وتحويل سوريا إلى ساحة تصفية حسابات تخدم أجندته التوسعية.

لكن الأخطر من ذلك، هو أن هذه الحروب والاضطرابات تخدم غرضًا إقليميًا يتعدى حدود سوريا: تعطيل مسار السلام بين إسرائيل والدول العربية، وتحديدًا إفشال انضمام المملكة العربية السعودية إلى الاتفاقيات الإبراهيمية.

كما أن أردوغان الديكتاتور هذا يستنسخ في حروب السوريين مع عصابات الشرع دور الإيرانيين الإرهابي والتخريبي، من خلال عملية "طوفان الأقصى" التي نفّذتها حماس خدمةً للأجندة الإيرانية الهادفة إلى تعطيل السلام بين إسرائيل والدول العربية، وتحديدًا السعودية.

أردوغان، ولنفس الهدف الإيراني، يسعى إلى توظيف "هيئة تحرير الشام" وميليشيات أخرى لتحقيق الهدف ذاته: الإبقاء على المنطقة في حالة توتر دائم تمنع أي تقارب عربي-إسرائيلي.

إن حقد أردوغان على العرب لا يُخفى، ومشروعه العثماني الجديد قائم على فكرة منع العرب من تقرير مصيرهم أو بناء سلامهم بمعزل عن الهيمنة التركية. وهو، كما الإيراني، يتاجر بقضية فلسطين نفاقًا ودجلاً، لا نصرةً للحقوق ولا دفاعًا عن المقدسات، بل استغلالًا سياسيًا مكشوفًا لتحقيق مكاسب نفوذ على حساب أمن واستقرار العرب.

أردوغان الجهادي والعثماني يسيطر على الجولاني، ويمثّل تهديدًا للعرب ولدولهم وحكامهم

لقد بات من المؤكد، حتى لدى العميان والجهلة، أن أردوغان العثماني هو الراعي والمهيمن على الجولاني الجهادي، وعرّاب جماعات الإخوان المسلمين وحاضنهم... وخلاصة القول إن كل المجازر التي تُرتكب في سوريا بحق السوريين المسيحيين والدروز والعلويين والمسلمين والأكراد والسوريين الأحرار كافة، هي من هندسة أردوغان، وتهدف في جوهرها إلى تمكين تركيا العثمانية والإخونجية والجهادية من السيطرة على دول المنطقة.

نهاية الأسد... وبقاء النظام

ما يجب أن يُقال بوضوح هو أن الأسد سقط، لكن نظامه بقي – بل تم تجديده وتطعيمه بإسلاموية أكثر تطرّفًا. القمع باقٍ، الطائفية باقية، الاقتصاد المُسيّس باقٍ، ولكن بوجوه جديدة ورايات جديدة.

لم تنتصر الثورة، بل أُجهضت. ولم تتحرر سوريا، بل أُعيد احتلالها، لا من إيران هذه المرّة، بل من تركيا. والفرق الوحيد هو أن الجولاني يتحدث باسم "الاعتدال الإسلامي"، لا "الممانعة".

خاتمة: سوريا بين فكّين – والعدّ العكسي بدأ

سوريا اليوم ليست دولة، بل مزرعة يديرها جهادي سابق باسم الشرع. والخطر الأكبر أن هذا النظام، الذي يجمع بين فساد الأسد، وتطرّف القاعدة، ودهاء الإخوان، قد يكون مقدمة لانفجار قادم... فالدروز ينزفون، والمسيحيون يُهدَّدون، والعلويون يُذبحون، والأكراد يُستهدفون، بينما يتفرّج العالم تحت عنوان "الفرصة التاريخية للإعمار".إنها مهزلة العصر، وسوريا الضحية الأولى.

**الياس بجاني/فيديو: في سوريا تغيّر الأسد البراميلي وبقي النظام وحلّت تركيا أردوغان الإخونجي مكان إيران الملالي

https://www.youtube.com/watch?v=KKu6wjcGKjM&t=217s

https://www.youtube.com/watch?v=Gole3iFLI2U&t=7s

24 تموز 2025

***الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الإلكتروني

https://eliasbejjaninews.com

عنوان الكاتب الإلكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

أردوغان الجهادي والعثماني يسيطر على الجولاني، ويمثل تهديدًا للعرب ولدولهم وحكامهم.

الياس بجاني/23 تموز/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/07/145583/

لقد بات من المؤكد، حتى لدى العميان والجهلة، أن أردوغان العثماني هو الراعي والمهيمن على الجولاني الجهادي، وعراب جماعات الإخوان المسلمين وحاضنهم... وخلاصة القول إن كل المجازر التي تُرتكب في سوريا بحق السوريين المسيحيين والدروز والعلويين والمسلمين والأكراد والسوريين الأحرار كافة هي من هندسة اردوغان وتهدف في جوهرها إلى تمكين تركيا العثمانية والإخونجية والجهادية من السيطرة على دول المنطقة.

 

لا وجود لدولة وجيش في سوريا بل حاكم مجرم ولنظام جهادي وعصابات تكفيرية

الياس بجاني/20 تموز/2025

سقط الأسد وبقي نظامه الذي ورثه الإرهابي الجولاني. نظام سوريا أخونجي اردوغاني وجهادي. جيشه مكون من غزاة تكفيريين وعصابات سبي ونهب

 

الدواعش والنصرة وهيئة تحرير الشام وتجمع العشائر العربية وحتى باكو حرام منبعهم واحد

الياس بجاني/20 تموز/2025

المؤكد أن تجمع العشائر الذي يقوم بغزوات جهادية ضد دروز السويدا هو مستنسخ 100% عن فقاسات وحاضنات من هم أسياد الدواعش بكافة تلويناتهم وفروعهم الإخونجية والعثمانية. تمويل وإدارة قطر وتركيا وإيران ومخابرات دولية وإقليمية وينفذون رغباتهم.

 

تفاصيل أهم الأخبار اللبنانية

سؤال: "ماذا يحدث في يوم الدينونة؟"

نقلا عن موقع كوت كوستشنز/25 تموز/2025

الجواب: أول ما يجب فهمه بشأن يوم الدينونة هو أنه لا مفر منه. بغض النظر عن تفسيرنا للنبوءات المتعلقة بآخر الزمان، "وُضِعَ للناس أن يموتوا مرةً، ثم بعد ذلك الدينونة" (عبرانيين ٩: ٢٧). جميعنا لدينا موعد إلهي مع خالقنا. دوّن الرسول يوحنا بعض تفاصيل يوم الدينونة:

ثم رأيتُ عرشًا أبيض عظيمًا، والجالس عليه. هربت الأرض والسماوات من أمامه، ولم يكن لهما موضع. ورأيتُ الأموات، كبارًا وصغارًا، واقفين أمام العرش، وانفتحت أسفار. وانفتح سفر آخر، وهو سفر الحياة. دُين الأموات حسب أعمالهم المسجلة في الأسفار. سلّم البحر الأموات الذين فيه، وسلّمت الموت والهاوية الأموات الذين فيهما، ودُين كل إنسان حسب أعماله. ثم أُلقي الموت والهاوية في بحيرة النار. بحيرة النار هي الموت الثاني. كل من لم يُكتب اسمه في سفر الحياة أُلقي في بحيرة النار. (رؤيا 20: 11-15).

يصف هذا المقطع الرائع الدينونة الأخيرة - نهاية التاريخ وبداية الحياة الأبدية. لنكن على يقين من هذا: لن تُرتكب أي أخطاء في مسامعنا، لأن الدينونة صادرة عن الله الكامل العليم (متى 5: 48؛ 1 يوحنا 1: 5). سيكون الله عادلاً ومنصفاً تماماً (أعمال الرسل 10: 34؛ غلاطية 3: 28). لا يمكن خداع الله أو تضليله (غلاطية 6: 7). الله غير قابل للفساد ولا يمكن التأثير عليه بأي تحيزات أو أعذار أو أكاذيب (لوقا 14: 16-24).

بصفته الله الابن، سيكون يسوع المسيح هو القاضي في الدينونة الأخيرة (يوحنا 5: 22). سيقف جميع غير المؤمنين أمام المسيح عند العرش الأبيض العظيم، وسيُعاقَبون حسب أعمالهم. يقول الكتاب المقدس إن غير المؤمنين يُكدّسون غضبًا على أنفسهم (رومية ٢: ٥) وأن "الله سيُجازي كل واحد حسب عمله" (رومية ٢: ٦). (سيُحاكم المؤمنون على حدة أمام عرش المسيح، دينونة امتحان ومكافأة). عند العرش الأبيض العظيم، سيكون مصير غير المُخلَّصين في يد الله العليم الذي سيُدين كل شخص حسب حالة روحه وأعماله في الجسد.

أما الآن، فمصيرنا بين أيدينا. ستكون نهاية رحلة روحنا إما في جنة أبدية أو في جحيم أبدي (متى ٢٥: ٤٦). علينا أن نختار مصيرنا إما بقبول أو رفض ذبيحة المسيح عنا. علاوة على ذلك، علينا أن نتخذ هذا القرار قبل أن تنتهي حياتنا الجسدية. بعد وفاتنا، لا يعود أمامنا خيار. كل من عاش سيواجه الله يومًا ما. "ليس شيء في الخليقة خفيًا عن الله، بل كل شيء مكشوف ومكشوف أمام عيني من سيُحاسبنا" (عبرانيين ٤: ١٣).

 

رابط فيديو تعليق ودراسة للإعلامي ابراهيم عيسى يتناول من خلالهما سخافة وهزالة تقرير حكم الجولاني في سوريا بما يتعلق بالمجزر الإبادية التي ارتكبها بحق العلويين..ودراسة وشرح يتناولان مفاهيم وعقائد المذهب العلوي وتاريخ نشأته

إبراهيم عيسى مختلف عليه.. الجولاني قاتل يتقصي عن نفسه..هنا كل ما تريد أن تعرفه عن العلويين

https://www.youtube.com/watch?v=xY-Hwo6B4j0

25 تموز/2025

الياس بجاني/الجولاني هو مجرم وفعلاً يحقق في جرائمه..هل من عاقل يتوهم بأن الجولاني هو بشري ويشارك البشر عواطفهم وقيمهم وانسانيتهم؟ هذا المجرم جاء به سيده اردوغان عراب الإخوان المسلمين وهو مجرد أداة اجرامية لا أكير ولا أقل. لتحل اللعنة على كل من هم خامة وطينة هذا الإرهابي الوقح والفاجر.

 

رابط فيديو تعليق للناشط مجدي خليل تحت عنوان/رعاة أحمد الشرع وتبرير جرائمه من الساحل إلى السويداء !!

https://www.youtube.com/watch?v=8kxKS57___8

 

رابط فيديو تعليق للإعلامي إبراهيم عيسى من موقعه ع اليوتيوب/ حماس .. هي عايزة إيه من مصر ؟

https://www.youtube.com/watch?v=dEuUCwDY-Us

الياس بجاني/حماس لا تريد لمصر غير ما تريده لشعبها آلا وهو الدمار والخراب والقتل والفوضى والجهادية العميار..حماس كباقي منظمات وعصابات الإسلام السياسي المتخصصة  بجر الشعوب إلى أزمنة ما قبل الحجرية

 

رابط فيديو تعليق للصحافي علي حمادة على موقع الخاص ع اليوتيوب/حزام امني منزوع من السلاح من جنوب لبنان الى جنوب سوريا! ما القصة؟

https://www.youtube.com/watch?v=swO7ZxXF0_0

 

رابط فيديو تعليق للصحافي أسعد بشارة من موقع "ترانسبيرنسي": لبنان في الانتظار القاتل

https://www.youtube.com/watch?v=VJSTpR8U8Sw

 

رابط فيدي تعليق للصحافي علي حمادة من موقع "جريدة النهار"/علي حمادة: لبنان غير قادر و غير راغب في حصر السلاح بيد الدولة

https://www.youtube.com/watch?v=O2Uxof4WVTk

 

غارات إسرائيلية تستهدف عناصر من حزب الله وتوقع قتيلا وجريحاً في برعشيت والضهيرة

المركزية/25 تموز/2025

استهدفت غارة اسرائيلية سيّارة من نوع رابيد في برعشيت، أدّت الى سقوط قتيل هو عضو في حزب الله.

وأشار إعلام إسرائيلي الى ان طائرة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي اغتالت عنصرا مسلحا في حزب الله ببلدة تبنين جنوبي لبنان. وصدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة بيان، أعلن أن الغارة الإسرائيلية على سيارة في بلدة برعشيت أدت إلى سقوط شهيد".

الى ذلك، نقل عضو بلدية الضهيرة بسام سويد الى المستشفى اللبناني - الايطالي في صور، مصاباً بطلقين ناريين بعدما أطلق العدو عليه النار، بينما كان في طريقه الى بلدته الضهيرة الحدودية في قضاء صور، ووصفت إصابته بالخطيرة.

 وصدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة بيان، أعلن أن "مواطنا أصيب بجروح في بلدة الضهيرة قضاء صور، بعدما أطلق العدو الإسرائيلي النار في اتجاهه". وأعلن المتحدث بإسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، أن “جيش الدفاع هاجم في وقت سابق اليوم الجمعة في جنوب لبنان وقضى على المدعو علي محمد حسن قصان مسؤول القوة البشرية لقطاع بنت جبيل في حزب الله الإرهابي”. وأضاف أدرعي: “كان المدعو قصان عمل اخيرًا على محاولات اعادة اعمار قوة حزب الله في منطقة بنت جبيل وعمل لتجنيد عناصر اخرى لصفوفه خلال الحرب”. وتابع: “شكلت أنشطة العنصر الإرهابي انتهاكًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان حيث سيواصل جيش الدفاع العمل لإزالة اي تهديد على دولة إسرائيل”. كما ألقت مسيّرة إسرائيلية قنبلة صوتية في أجواء حي الدباكة في ميس الجبل، من دون وقوع اصابات.وحلقت مسيرات إسرائيلية على علو منخفض فوق بلدتي النميرية وتفاحتا، وفوق الضاحية الجنوبية لبيروت.

 

جورج عبدالله في بيروت بعد 40 عاما من السجن: المقاومة يجب ان تستمر

حزب الله غير معني بالورقة الاميركية...شهيد وجريح جنوباً وعيتا الشعب تتوعد

اتفاق سوري- فرنسي- اميركي حول السويداء وقسد وتهديدات الجوار

المركزية/25 تموز/2025

 بقي الوضع اللبناني الداخلي متأثراً بحصيلة لقاءات باريس الموزعة بين نتائج زيارة رئيس الحكومة نواف سلام لباريس واجتماعه مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، وبين لقاءات يجريها هناك المبعوث الاميركي توم برّاك مع مسؤولين فرنسيين يتابعون ملف لبنان اذ يجتمع اليوم مع الموفد جان ايف لودريان للتشاور في ما توصلت اليه محادثاته في بيروت وردها على الورقة الاميركية اضافة الى استحقاق التجديد لقوات "اليونيفل".

وبين المتابعات السياسية والهم الامني، حدث لا بدّ من التوقف عنده، نسبة لما يختزن من عوامل انسانية ووطنية. فقد عاد الى بيروت المناضل اللبناني المؤيّد للقضية الفلسطينية جورج إبراهيم عبدالله بعدما خرج فجرا من السجن في فرنسا، حيث امضى أكثر من 40 عاماً لإدانته بتهمة التواطؤ على اغتيال دبلوماسيين إسرائيلي وأميركي في ثمانينيات القرن الماضي. واستقبله محبوه ومؤيدوه في المطار ومحطات اخرى وصولا الى بلدته القبيات حيث اعدت له الاحتفالات.

عبدالله في بيروت: وفي المطار قال عبدالله لدى وصوله: "المناضل داخل الأسر يصمد بقدر ما يحتل رفاقه الموقع الأساسيّ في المواجهة وإسرائيل تعيش الفصل الأخير في وجودها وأنا خرجت بفضل تحرك الجميع". وأكد ان "إسرائيل تعيش آخر فصول نفوذها ويجب على المقاومة وفلسطين الإستمرار".

ماغرو في كليمنصو: ووسط ترقب لما ستؤول اليه الحركة اللبنانية- الاميركية في الاتجاه الفرنسي، سجلت زيارة للسفير الفرنسي في لبنان هيرفي ماغرو الى كليمنصو مساء ، حيث استقبله الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وجرى البحث في التطورات السياسية في لبنان والمنطقة.

الحزب غير معني: في المواقف، قال عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب ايهاب حمادة، :" نحن في حزب الله غير معنيين بالورقة الأميركية، بل بتنفيذ القرار 1701 بكل مندرجاته، والرئيس بري يمثل موقف "حزب الله" على المستويين الديبلوماسي والسياسي. وردّ الدولة اللبنانية يرتكز على حقوق اللبنانيين".  وقال "أن ما يجري هو "أسلوب من أساليب السياسة الأميركية الحديثة، التي تجمع بين الطمأنة وتمرير الرسائل"، مشددا في حديث عبر اذاعة "سبوتنيك" على أن "حزب الله لا ينظر إلى الأميركي كوسيط أو طرف محايد، بل يعتبره صاحب مشروع حقيقي في المنطقة، حيث إن الكيان الإسرائيلي يشكل الذراع الممتدة له". وأشار إلى أن "المشروع الأميركي الثابت والوحيد يتمثل في نزع نقطة القوة في المنطقة، وفي لبنان، من خلال اعتماد سياسة العصا والجزرة". وقال  وأكد حمادة أن "ما قدمه فخامة الرئيس جوزاف عون باسم الدولة اللبنانية واضح، ويبدأ بمندرجات القرار 1701، وفي مقدمها الانسحاب الإسرائيلي، وموقف الرئيس بري متقدم في هذا السياق، ونحن غير معنيين بأي كلام آخر، وهو غير موجود بالنسبة لنا". وفي ما يتعلق بحصرية السلاح، قال حمادة: "نحن غير مختلفين على المبدأ، لكن الإشكالية تكمن في تمكين الدولة، وفي صياغة استراتيجية خارجية تنتج استراتيجية دفاعية قادرة على حماية لبنان واللبنانيين. وأضاف:"سنواجه إذا فرضت علينا الحرب، فالأعزل لا يستطيع الدفاع عن نفسه.الإسرائيلي يسعى للقضاء على كل مفردات القوة في لبنان، وقد عبرنا عن جهوزيتنا ولن نسلم له". وختم :" إيران لا تتخذ القرار عن لبنان، ولسنا أدوات. البعد العقائدي هو ما يجمع بين "حزب الله" وإيران، لكن من يقرر في لبنان هم اللبنانيون". واكد ان "المواجهة مع الجيش اللبناني هي ضرب من المحال، ومن يدعو إلى نزع سلاح المقاومة بالقوة إنما يدعو إلى حرب أهلية في لبنان".

مستعدون للحوار: من جهته، أكد عضو المجلس السياسي في "حزب الله"  محمود قماطي أننا "مستعدون للحوار حول الاستراتيجية الدفاعية، وكيف تكون المقاومة ركنا أساسيا من سياسة الدفاع عن لبنان إلى جانب الجيش اللبناني، ولن ننخدع بشعار حصرية السلاح الذي لا يعني المقاومة التي تدافع عن لبنان مع الجيش اللبناني، لأن حصرية السلاح، هي لحماية الأمن الداخلي اللبناني من السلاح المتفلت ومن المافيات والأفراح والأتراح، ومن السلاح الذي بيد الأحزاب التي لا تقاتل دفاعا عن لبنان، ولم تلعب يوما دور مقاومة للدفاع عن لبنان ضد عدو خارجي".

شهيد وجريح: امنياً، نقل عضو بلدية الضهيرة بسام سويد الى المستشفى اللبناني - الايطالي في صور، مصاباً بطلقين ناريين بعدما أطلق العدو عليه النار، بينما كان في طريقه الى بلدته الضهيرة الحدودية في قضاء صور، ووصفت إصابته بالخطيرة. وصدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة بيان، أعلن أن "مواطنا أصيب بجروح في بلدة الضهيرة قضاء صور، بعدما أطلق العدو الإسرائيلي النار في اتجاهه". كما ألقت مسيّرة إسرائيلية قنبلة صوتية في أجواء حي الدباكة في ميس الجبل، من دون وقوع اصابات. ولاحقا، استهدف الطيران المسير الإسرائيلي سيارة من نوع رابيد عند اطراف بلدة برعشيت في قضاء بنت جبيل بغارتين ما ادى الى سقوط شهيد. وافاد إعلام إسرائيلي أن طائرة تابعة لسلاح الجو اغتالت عنصرا مسلحا في حزب الله في بلدة تبنين جنوبي لبنان. وظهرا، حلّقت مُسيّرة على علو منخفض جدا في اجواء العاصمة بيروت والمحيط.

استنكار التجاهل: وفي السياق، أشار أهالي بلدة عيتا الشعب الى ان "لا تمر فترة زمنية إلا ويكون أحد شباب بلدتنا هدفًا لاستهداف مباشر من قبل العدو الإسرائيلي وآخرهم الشهيد مصطفى حاريسي، في انتهاك صارخ لكل الأعراف والمواثيق الدولية، وفي ظل صمت رسمي يكاد يرقى إلى التواطؤ بالإهمال. نحن أبناء بلدة عيتا الشعب، تلك البلدة اللبنانية الصامدة على حدود فلسطين المحتلة، نرفع صوتنا عاليًا، مستنكرين وشاجبين هذا التجاهل المعيب لأمننا وسلامتنا. إن الاستهداف المتكرر لشبابنا، وأرزاقنا، ومنازلنا، لم يعد مجرد خرق أمني عابر، بل هو نتيجة مباشرة لغياب الحد الأدنى من الحماية والرعاية من الدولة اللبنانية".وأضاف الاهالي في بيان: "إلى فخامة رئيس الجمهورية، ودولة رئيس الحكومة، ودولة رئيس مجلس النواب وقيادة الجيش اللبناني، وكل من يعنيهم الأمر: نحن لبنانيون ولسنا على الهامش. دماء أبنائنا ليست أرخص من دماء أي لبناني آخر". وتابع: "نطالب بتحمّل المسؤوليات الكاملة تجاهنا، وباتخاذ خطوات جدية لحماية أهلنا في الجنوب، كما نحمّل الدولة تبعات هذا الإهمال المزمن".وختم البيان: "إننا، في ظل هذا الإهمال المتكرر، نُعلن بوضوح أننا ندرس اتخاذ خطوات مستقبلية لحماية أنفسنا وأرضنا، بما يضمن كرامتنا وأمننا وحقّنا بالحياة. أمننا ليس ترفًا… بل حق. الرحمة لشهدائنا، والشفاء لجرحانا، والحرية لكل أرض تُقاوم".

زيارة وفاء: من جهة ثانية، خصص رئيس الجمهورية جوزاف عون البلدة التي ترعرع ونشأ فيها بزيارة وفاء كان لها الاثر الطيب في نفوس السكان. فقد زار سن الفيل يرافقه نجله خليل وشقيقه رفيق وصهره العميد المتقاعد اندره رحال، حيث كان في استقباله رئيس البلدية نبيل كحالة الذي فوجئ بوصول رئيس الجمهورية الى مبنى البلدية.  وبعد كلمات  وصورة تذكارية، غادر الرئيس عون القصر البلدي ومشى في عدد من شوارع سن الفيل التي اعتاد خلال اقامته في البلدة السير فيها، والتقى الأهالي الذين فوجئوا بوجوده في البلدة، وصولا الى مطعم "جوزف" قبالة كنيسة السيدة، الذي اعتاد زيارته وتناول الشاورما والفلافل مع رفاقه وأصدقائه، حيث استقبله صاحب المطعم جوزف أبو خليل مرحبا ومستعيدا ذكريات قال انها لم تغب عن باله. وجلس الرئيس عون ونجله خليل وشقيقه رفيق وصهره على الطاولة التي اعتاد الجلوس عليها، وتناول "ترويقة فلافل" وسط ترحيب رواد المطعم والمارة الذين لاحظوا وجود رئيس الجمهورية. وما ان انتشر خبر "زيارة الوفاء والامتنان" لسن الفيل حتى قرعت أجراس كنيسة السيدة، كما حضر كاهن الرعية الاب ميشال بركات مرحبا بالرئيس عون ومعربا عن سعادته لوجود رئيس الجمهورية "في البلدة التي ولد فيها واحبها وامضى فيها فترة شبابه".وبعد انتهاء "الترويقة" غادر الرئيس عون المطعم عائدا الى قصر بعبدا.

منسى في تركيا: الى ذلك، لبّى وزير الدفاع ميشال منسى دعوة نظيره التركي يشار غولر إلى مدينة إسطنبول، حيث عُقِد لقاء ثنائي جرى خلاله التباحث في سبل تعزيز التعاون العسكري بين البلدين، والتأكيد على أهمية تبادل الخبرات وتطوير العلاقات الدفاعية بما يخدم المصالح المشتركة. وتشكّل زيارة منسى إلى تركيا محطة مهمة في سياق الانفتاح على التجارب الدولية وتطوير قدرات الجيش اللبناني، كما تعكس حرص وزارة الدفاع الوطني على المتابعة المستمرة للخبرات والتحديثات العالمية في المجال العسكري، لا سيما في ظل التحديات الأمنية التي تشهدها المنطقة.

اتفاق حول سوريا: في المقلب الاقليمي، اتفقت سوريا وفرنسا والولايات المتحدة، اليوم على الحاجة إلى التعاون الوثيق لتعزيز الاستقرار ودعم مسار الانتقال السياسي في سوريا وعدم تشكيل دول الجوار لأي تهديد لاستقرار سوريا، وفي المقابل تأكيد التزام سوريا بعدم تشكيلها تهديداً لأمن جيرانها. جاء ذلك في بيان مشترك صدر عن الأطراف الثلاثة، عقب محادثات في باريس جمعت وزير الخارجية والمغتربين السوري أسعد حسن الشيباني، ونظيره الفرنسي جان نويل بارو، وسفير الولايات المتحدة لدى تركيا والمبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توماس براك. وقال البيان إن الاجتماع عُقد "في لحظة فارقة تمر بها الجمهورية العربية السورية"، وفي أجواء سادتها "الحوار والحرص الكبير على خفض التصعيد". وتوافقت الأطراف على "الحاجة إلى الانخراط السريع في الجهود الجوهرية لإنجاح مسار الانتقال في سوريا، بما يضمن وحدة البلاد واستقرارها وسيادتها على كامل أراضيها".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية

المركزية/25 تموز/2025

* مقدمة نشرة أخبار الـ "أن بي أن"

عاد جورج عبدالله إلى أرضه ومنزله وأهله بعد أكثر من اربعة عقود قضاها في زنزانته الفرنسية.

عاد الى لبنان المناضل الذي لم تغير سنين السجن مواقفه المؤيدة للقضية الفلسطينية.

عاد جورج عبدالله بعمر 75 عاما الى وطنهليؤكد موقفه الراسخ : طالما هناك مقاومة... هناك عودة للوطن.

ومن لبنان غادر الموفد الرئاسي الأميركي توم براك الى باريسولم تغادر الطائرات والمسيرات الإسرائيلية المعادية السماء اللبنانية ضمن عدوان متواصلاستهدف اليوم سيارة في بلدة برعشيت بغارتين أسفرتا عن وقوع شهيد وجريح فيما أصيب مواطن بجروح في بلدة الضهيرة بعدما أطلق العدو الإسرائيلي النار في اتجاهه اما جرمه فهو ترميم منزله

ومن مفاوضات غزة خرج ترامب معلنا إنسحاب الولايات المتحدة منها ومطلقا تهديدات ضد حركة حماس تبدأ بأنها تريد الموت وتصل إلى إعتقاده بأنه سيكون هناك قتال وقضاء على حماس ولا بد من القضاء عليها  كما قال.

وكانت حركة حماس قد استغرابت في وقت سابق تصريحات المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف رغم "موقفها الإيجابي والبناء" الذي قوبل بترحيب من الوسطاءوأكدت حرصها على استكمال المفاوضات

في المقابل كشف بنيامين نتنياهو عن درس خيارات بديلة لإعادة الاسرى بالتعاون مع الحلفاء الأميركيين كما قال.

إلى ذلك اعلن المبعوث الأمريكي لسوريا توم براك رعايته لاجتماع غير مسبوق بين وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر في العاصمة الفرنسية باريس.

وفي منشور على منصة إكس قال براك إن "هدفنا كان الحوار وتهدئة الأوضاع وهذا بالضبط ما حققناه لقد جددت كل الأطراف التزامها مواصلة هذه الجهود"، في إشارة إلى الاشتباكات الطائفية الدامية التي وقعت أخيرا في جنوب سوريا.

وفي إسطنبول تتواصل الجولة  الثانية للمفاوضات بين إيران والترويكا الاوروبية على مستوى نواب وزراء الخارجية.

وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قد استبق الاجتماع بالتأكيد أن على العالم أن يعلم أننا سنواصل الدفاع بحزم وثبات عن حقوق الشعب الإيراني في مجال الطاقة النووية السلمية وخاصة في ما يتعلق بعملية التخصيب.

* مقدمة الـ "أم تي في"

الغيوم السود تتجمع في سماء المنطقة. ففرص التوصل الى اتفاق في غزة  تتضاءل، فيما  الجوع يفتك بأهالي  القطاع  الذين يتساقطون على الطرقات وفي الخيام.

وقد ترافقت حملة التجويع  مع تصعيد اميركي ديبلوماسي.  اذ اكد الرئيس الاميركي دونالد ترامب ان حماس لا تريد الاتفاق، لذلك  سيتعين على اسرائيل انهاء المهمة والقضاء على حماس. في لبنان الوضع على حاله.

فلا زيارة توم براك الى بيروت، ولا زيارة نواف سلام  الى باريس غيرتا في المشهد. فالمواقف على حالها. وحزب الله مصر على التصعيد وعلى التمترس وراء مطالبه. عضو كتلة الوفاء للمقاومة ايهاب حمادة اعتبر ان من يدعو الى  نزع سلاح المقاومة بالقوة انما يدعو الى  حرب اهلية في لبنان.

الا يتماهى موقف حمادة مع موقف السلطات اللبنانية،  التي تتردد في اتخاذ تدابير عملية لحصر السلاح بحجة تجنب نشوب حرب اهلية؟ وكيف يمكن تفسير هذا التماهي؟

على اي حال حزب الله يواصل سياسة التذاكي والالتفاف على قرارات الدولة. اذ اعتبر عضو المجلس السياسي في حزب الله محمود قماطي ان نظرية حصرية السلاح هي فقط لتخليص لبنان من سلاح الاحزاب التي لم تقاتل يوما دفاعا عن لبنان ولم  تقاوم للدفاع عن الوطن من عدو خارجي.

الا يعني هذا ان الحزب اتخذ قراره بأن  يلتف على قرار الدولة بحصر السلاح رهانا على متغيرات قد تحصل؟ فماذا تنتظر الدولة،  والحالة هذه،  لتحسم امرها وتتخذ القرار التاريخي المفروض ان تتخذه؟

ولكن قبل الملفات السياسية، البداية من طريق المطار التي يعاد تأهيلها بمعاير عالمية بقرار من الحكومة وبتمويل من شركة طيران الشرق الاوسط.

* مقدمة "المنار"

عاد إلى أرضه لأن المقاومة مستمرة فيها ولا يمكن اقتلاعها، قال المناضل الأممي، الذي حيا الشهداء على طريق فلسطين، والوصية في اول ايام الحرية: لا خيار سوى الالتفاف حول المقاومة التي ستبقى قوة طالما ان قادتها شهداء.

لم يغب الوطن عن استقبال المناضل العائد بعد طول صبر وجهاد، وان غابت الدولة برموزها وحضرت المقاومة باحزابها ورجالاتها واهلها وكل مؤمن بخيار النضال الطويل حتى تحقيق ما نراه قريبا ويرونه مستحيلا، وهو سقوط اسرائيل.

من مطار الشهيد رفيق الحريري الى ضاحية الشهيد السيد حسن نصر الله مشى جورج عبد الله بين جموع المستقبلين، مؤكدا ان قبلته ما زالت فلسطين وان التضحيات لا بد ان تثمر انتصارات وان الامة التي سقطت بامتحان الانسانية لا بد ان يتدارك اهلها قبل فوات الاوان.

وفيما كان لبنان يحتفي بجورج عبد الله العائد من القبضة الاميركية الصهيونية في السجون الفرنسية من الضاحية الجنوبية الى بلدة القبيات الشمالية، كان الدم المسفوك غيلة بالجنوب على يد العدو الصهيوني يثبت اقوال ومبادئ جورج عبد الله،حيث اغار العدو الصهيوني على سيارة في برعشيت ما ادى الى ارتقاء شهيد.

وأما اصوات المجوعين من أطفال غزة وعموم اهلها فكانت صنوان صوت جورج عبد الله الذي اخترق صمت اهل القبور، وكان صداه يتردد بالكولومبية عبر الرئيس “غوستافو بيترو” الذي امر باعتراض أي سفينة تحمل فحما وتتجه نحو إسرائيل لكي لا نتواطأ بلاده مع الإبادة الجماعية التي تمارس بحق الفلسطينيين في غزة كما قال. وأما الامة المتفحمة فعلى دين دونالد ترامب الذي يبيد غزة ويحمل اهلها المسؤولية.

* مقدمة الـ "أو تي في"

عدا متابعة عودة جورج عبدالله الى لبنان، لا جديد اليوم على المستوى السياسي المحلي، الا المزيد من “الفرجة” والانتظار، فيما يحاول البعض ملء الوقت الضائع بتصريح نافر من هنا، او محاولة خلق “تريند” على مواقع التواصل من هناك، في وقت تتعثر الحلول ويتبدد الأمل، ولاسيما في الملفين الاساسيين اللذين أنشأت السلطة الجديدة، ولاسيما الحكومة، على أساسهما، اي تطبيق القرار 1701 لناحية ازالة الاحتلال ومقاربة اشكالية السلاح، وحل أزمة المودعين وما يرتبط بها من نهوض مالي واقتصادي.

اما في المواقف السياسية، فالجديد البارز الوحيد اعلان الرئيس جوزاف عون عن قيامه شخصيا باتصالات مع حزب الله لحل مسألة السلاح، معتبرا أن هناك تجاوبا حول الأفكار المطروحة في هذا المجال، ولكن مشيرا في الوقت نفسه الى أن المفاوضات تتقدم ولو ببطء.

وفي غضون ذلك، يزداد المشهد الاقليمي غموضا: فالمفاوضات الاميركية-الايرانية الموعودة لم تنطلق رسميا بعد، والتفاوض لوقف النار في غزة انهار من جديد، لتحل محله اتهامات متبادلة بين واشنطن وتل ابيب وحماس.

غير ان الحيز الاكبر من الاهتمام في لبنان اليوم انصب على عودة جورج عبدالله الى بلاده بعد اكثر من اربعة عقود امضاها في السجون، معلنا من مطار بيروت الدولي أن على المقاومة أن تستمر، ومعتبرا أن هناك عربا لا يتحركون في وجه ما يحصل في غزة، ومؤكدا انحناءه أمام شهداء المقاومة غير الضعيفة لأن قادتها شهداء لا خونة.

وشدد عبدالله على ان المناضل يصمد داخل الاسر بقدر ما يحتل رفاقه الموقع الاساسي في المواجهة، مشددا على ان إسرائيل تعيش الفصل الأخير في وجودها ومرددا: أنا خرجت بفضل تحرك الجميع لتحريري.

* مقدمة الـ "أل بي سي"

خارطة السويداء على طاولة المحادثات الاسرائيلية - السورية، برعاية أميركية، في باريس.

على وقع حرب السويداء، والتهديد الإسرائيلي، والتأييد الأميركي للرئيس الشرع، جرى تقاسم النفوذ، إذا صح التعبير، في محافظة السويداء.

الإدارة من داخل المحافظة، وبموافقة النظام، وتواصل بين دروز إسرائيل ودروز المحافظة.

حققت إسرائيل نصف انتصار، فهي لم تنجح في أن تنفصل السويداء عن سوريا.

وحقق النظام السوري نصف انتصار، بقيت السويداء محافظة سورية، لكن بإدارة ذاتية.

الأهم من كل ذلك أن استمرار الإستقرار في السويداء سيحتاج دائما إلى هدنة ثابتة بين سوريا وإسرائيل، وعند اختلالها ربما تختل تسوية السويداء.

وكان  وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني أجرى محادثات وصفت بال "صريحة والمثمرة" مع الولايات المتحدة وفرنسا، أكدوا خلالها أهمية ضمان نجاح عملية الانتقال السياسي في سوريا ووحدتها وسلامة أراضيها.

والتقى الشيباني ووزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو والمبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توماس باراك في باريس، وذلك بعد أيام من وقف إطلاق النار في السويداء.

في ملف دولي آخر، أزمة جديدة بين واشنطن وباريس، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قلل من أهمية اعتزام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاعتراف بدولة فلسطينية في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول. وقال ترامب للصحافيين في البيت الأبيض: "ما يقوله ماكرون  لا يهم... إنه رجل جيد جدا.. يعجبني، ولكن هذا التصريح ليس له أي أهمية".

بالعودة إلى لبنان، جورج ابراهيم عبدالله عاد إلى لبنان بعدما أفرجت عنه محكمة فرنسية شرط  أن يغادر فرنسا وألا يعود إليها. وكان عبدالله أمضى واحدا وأربعين عاما في السجن.

أقيم لعبدالله، الذي اعتمر الكوفية الفلسطينية والعلم الفلسطيني، استقبال حاشد في مطار بيروت وفي مقدم مستقبليه في صالون الشرف نواب من حزب الله وآخرين.

* مقدمة "الجديد"

كما لو أنك لم تغادر منطقة النضال الحرة, كما لو أن أربعة عقود ما مضت كما لو أن الزمن ما توقف بك عند الحد الفاصل ما بين الحرية والأسر, كما لو أنك وأنت الحر أخرجتنا جميعا من الأسر.

جورج العربي المشرقي الماروني من صلب إبراهيم وتتمته عبدالله حرا على أرض بيروت، العاصمة التي استعادت لحظة استقباله مجدها المقاوم كأول مدينة عربية تحتل وتطرد المحتل بقميصه الأحمر وفلسطين الشال والقضية وقبضة مرفوعة كسارية العلم. 

لوح للحشود التي انتظرته وعاد بطلا نظر إليها جورج بعينين دامعتين فرحا ورأى فيها سنين أول العمر وآخر القهر وأمام من هم من نسل جورج ألقى عظة الحرية فصمود الأسرى في سجونهم مستمد من صمود رفاقهم في الخارج وعندما يكلف الأسير داخل السجن أكثر من خروجه يتم الإفراج عنه.

وجه التحية للضاحية والشكر لكل من حمل راية الحرية خاطب الشعوب لا الأنظمة لأن تكون بمستوى الهياكل العظمية التي تتحرك في غزة ودعا الجماهير العربية الى العمل لوقف الإبادة والمجاعة في القطاع المحاصر لأنهم قادرون على ذلك, ومن المعيب للتاريخ أن يتفرج العرب على معاناة أهل فلسطين وغزة وبعدة الوعي السياسي قرأ أن إسرائيل تعيش آخر فصول نفوذها.

من بيروت توجه جورج عبدالله إلى القبيات مسقط الرأس وهناك سيجد زمنا غير زمانه وهو يعلم علم اليقين بالتحولات والمتغيرات، كما نقل عنه محاميه الفرنسي إدراكه أنه يعود إلى منطقة شرق أوسط عصيبة جدا للبنانيين والفلسطينيين, ويعلم جورج عبد الله جيدا الانقسام العمودي حول الوسيلة في الدفاع والتي دفع ثمنها أربعين عاما في الاعتقال بين من يقول نحن سلاح الوطن وندافع عن الوطن وبين رأي اختصره الوزير الأسبق جوزف الهاشم مستعينا بمقولة للامام موسى الصدر من  أن لا حل في لبنان إلا بإقامة الشرعية ولا شرعية إلا بتذويب الدويلات أيا كانت صيغتها.

وكما من داخل زنزانته سيتابع جورج من السجن الكبير "ويلات وطن" يقع بين ناري الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة والضغوط الخارجية لحصر السلاح بيد الدولة بمقترحات وأوراق لا تزال تخضع للتحليل والتعديل وآخرها بحسب مصادر دبلوماسية للجديد توقف عند الطرح اللبناني أمام المبعوث الاميركي توم براك وما سمعه من رئيس مجلس النواب نبيه بري بالعودة لاتفاق وقف إطلاق النار من دون العودة إلى أفكار براك عن المهل والمراحل.

وهذا الطرح اصطدم بمعارضة دولية وهو ما يفسر تغريدة براك على منصة إكس بأن حزب الله يمثل تحديا لا يمكن معالجته إلا داخل الحكومة مبديا استعداد واشنطن لمساعدة لبنان شرط أن تكون القوات المسلحة اللبنانية هي الجهة الوحيدة المخولة دستوريا بالعمل داخل حدود البلاد.

وكما في السلاح كذلك في الإصلاحات التي اشترطها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمام رئيس الحكومة نواف سلام  للتحضير لمؤتمر دعم لبنان  فأهلا وسهلا بك يا جورج عبدالله حرا في بلد القيود.

 

قوى لبنانية مستاءة من إحياء «الترويكا» في مفاوضات «حصرية السلاح»...اتهامات بتهميش الحكومة ومجلس النواب وحصرها بالرؤساء

بيروت: بولا أسطيح/الشرق الأوسط/25 تموز/2025

يتصدر حزب «القوات اللبنانية»، الشريك الأساسي في الحكومة، صفوفَ المعترضين على حصر المفاوضات الحاصلة بملف حصرية السلاح مع الجانب الأميركي، برئيس الجمهورية جوزيف عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام، مستهجناً ما سماه عودة «بدعة الترويكا»، بإشارة إلى تسيير شؤون الدولة بقرارات يتخذها المسؤولون الثلاثة من دون العودة إلى المؤسسات، على رأسها مجلسا الوزراء والنواب. وشاع استخدام مصطلح «الترويكا» في تسعينات القرن الماضي خلال عهد رئيس الجمهورية الراحل إلياس الهراوي حين كان ورئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري، ورئيس البرلمان نبيه بري، يتخذون القرارات الأساسية ويسيرون شؤون الدولة بالتعاون والتنسيق في ما بينهم. ولاحقاً، أصبحت «الترويكا» تُنتقد بوصفها نوعاً من التحاصص الطائفي والسياسي، وسبباً في ضعف المؤسسات الرسمية.

حالياً يحصر الرؤساء الـ3 المفاوضات الحاصلة مع المبعوث الأميركي توم براك بهم وبعدد محدود جداً من مستشاريهم حتى أن وزير الخارجية يوسف رجي ليس شريكاً أو مطلعاً على المباحثات والأوراق التي يتم تبادلها بين الطرفين اللبناني والأميركي ولم يلتقه براك إلا مرة واحدة خلال الزيارات الـ3 التي قام بها إلى بيروت.وعدَّ رئيس حزب «القوات» سمير جعجع أن ما يحصل في هذا المجال «ضرب للدستور والمؤسسات اللبنانية بعرض الحائط، فلا شيء في الدستور اسمه الرؤساء الثلاثة»، مشدداً على أن «مركز القرار التنفيذي في الدستور هو في الحكومة، والمركز التشريعي هو في المجلس النيابي». ومع ارتفاع الأصوات القواتية المعترضة، بدأت التساؤلات ما إذا كانت قيادة «القوات» بصدد اتخاذ قرار الانسحاب من الحكومة، إلا أن مصادر قيادية في «القوات» قالت لـ«الشرق الأوسط»: «ما نقوم به راهناً هو وضع النقاط على الحروف، أما الخطوات التنفيذية فيكون لها وقتها المناسب»، وأضاف: «نحن لسنا في وارد الخروج من الحكومة، فوجودنا في مجلسي الوزراء والنواب يعطي القوة لموقفنا السياسي. ما كنا ولا نزال نطالب به هو عرض خطة براك على الحكومة على أن تحال بعدها إلى المجلس الأعلى للدفاع للتنفيذ». لا ينحصر الاستياء الحاصل بـ«القوات اللبنانية»، إذ يشدد عضو كتلة «الكتائب اللبنانية» الدكتور سليم الصايغ على أن رئيس الجمهورية وحده مخول التفاوض باسم لبنان، ولا أحد آخر، سواء رئيس الحكومة أو رئيس حركة «أمل»، مشدداً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» على أن الرئيس نبيه بري لا يفاوض بصفته رئيساً لمجلس النواب وناطقاً باسمهم إنما باسم «الثنائي الشيعي».ويعدُّ الصايغ أن «على الأميركيين أن يقووا موقع الرئاسة الأولى فلا ينتهكون الدستور والمؤسسات ومبدأ فصل السلطات بالتفاوض مع الرؤساء الـ3»، لافتاً إلى أنه «وبعد إنجاز أي تفاهم يحيل رئيس الجمهورية الأمر للحكومة لاتخاذ الإجراءات اللازمة»، ويضيف: «كما على رئيس الجمهورية في خضم المفاوضات الحاصلة توسيع مروحة مشاوراته مع القوى المعنية وتلك السيادية، فلا يكون البحث بمصير لبنان وكأنه من أسرار الآلهة». من جهته، ينبّه عضو كتلة «تحالف التغيير» النائب ميشال دويهي لأن «اختزال المؤسسات السياسيّة بأشخاص ليس فقط غلطة سياسية في هذه الأوقات المصيرية، بل هي أيضاً تلامس الخطيئة الدستورية ومبدأ فصل السلطات»، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «ما يحصل خطير لأننا لسنا بصدد اتفاقية تجارية أو اتفاقية عادية ولتقوية وحماية أي قرار أو تفاهم يحصل يفترض أن يُتخذ داخل المؤسسات، وهنا بالتحديد نتحدث عن مجلس الوزراء».

يشرح الخبير الدستوري الدكتور عادل يمين المسار الدستوري للموضوع، لافتاً إلى أن «التفاوض في عقد المعاهدات الدولية يخضع، وفقاً لأحكام المادة 52 من الدستور اللبناني، للصلاحية المنفردة لرئيس الجمهورية، إذ يتولى هو شخصياً مهمة التفاوض. أما الإبرام فيتم باتفاق مشترك بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، بينما الإبرام الإجرائي فيحصل في الحكومة بموافقة ثلثي عدد الوزراء».ويوضح يمين في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «الإبرام البرلماني الذي يتطلب مصادقة المجلس النيابي، فيكون عند المعاهدات التي تتجدد سنوياً أو تتضمّن أعباء مالية على الدولة أو ذات طابع تجاري»، ويضيف: «أما في ما يخص التفاوض الحاصل راهناً، فهو عملية قد تُفضي إلى تفاهم مباشر أو غير مباشر مع هذا الطرف أو ذاك. وبموجب المادة 52 من الدستور، إضافةً إلى الأعراف السائدة، فإن رئيس الجمهورية هو الجهة التي تتولى التفاوض في المعاهدات والاتفاقات الدولية. ويجوز لرئيس الجمهورية أن يُفوض شخصاً آخر للتفاوض تحت إشرافه وتوجيهاته المباشرة. كما يحق له، إن شاء، أن يستشير من يرغب خلال عملية التفاوض، كأن يتشاور مع رئيس الحكومة، أو رئيس مجلس النواب، أو غيرهما من دون أن يكون مُلزَماً بإجراء هذا التشاور أو بنتيجته». ويلفت يمين إلى أنه «إذا جرى التعامل مع التفاوض وكأنه قرار تتخذه الرئاسات الثلاث مجتمعة، فذلك يُشكّل مخالفة دستورية واضحة لأن الدستور اللبناني يتحدث عن رئيس واحد للدولة، وهو رئيس الجمهورية، أما سائر الرؤساء، فهم رؤساء مؤسسات، لا رؤساء للدولة. بالتالي، لا يجوز الخلط بين دور رئيس الجمهورية ودور هؤلاء».

 

خلال لقائه ماكرون... سلام يؤكد الالتزام بالإصلاحات وبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها

بيروت/الشرق الأوسط/25 تموز/2025

أكد رئيس وزراء لبنان نواف سلام أثناء لقائه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قصر الإليزيه التزام الحكومة «بمواصلة العمل الجاد لتنفيذ الإصلاحات المطلوبة، واستعادة الثقة المحلية والدولية، وبسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية».وقال مجلس الوزراء اللبناني في بيان إن ماكرون أكد لسلام مجدداً دعم فرنسا الثابت لسيادة لبنان واستقراره، ولجهود السلطات اللبنانية في إنعاش الاقتصاد وإصلاح المؤسسات.وأشار ماكرون إلى أن بلاده تستعد لتنظيم مؤتمر دولي لدعم لبنان في باريس، بالتوازي مع الوصول إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي، وذلك بعد إقرار القوانين الإصلاحية الأساسية، لا سيما في القطاعين المصرفي والقضائي.وأوضح بيان مجلس الوزراء اللبناني أن ماكرون وسلام أكدا ضرورة تجديد ولاية قوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان (يونيفيل) وتعزيز آلية مراقبة وقف إطلاق النار. كما أكد الجانبان ضرورة انسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي اللبنانية ووقف جميع الانتهاكات، وشدّدا على دعم قدرات الجيش اللبناني «بما يعزّز دوره الحصري في امتلاك السلاح وبسط سلطة الدولة».

 

الأمم المتحدة تحذّر من تفاقم الأزمة المستمرة في لبنان نتيجة الحرب

توغل إسرائيلي وسقوط قتيل نتيجة غارة على الجنوب

بيروت/الشرق الأوسط/25 تموز/2025

حذّرت الأمم المتحدة من «تفاقم الأزمة المستمرة في لبنان الذي يعاني أصلاً آثار الحرب وأزمات أخرى»، داعية إلى «تحرّك عاجل ومنسّق لإطلاق جهود التعافي فيه»، في وقت تستمر فيه الانتهاكات الإسرائيلية في جنوب لبنان، حيث سُجّل، الخميس، توغل من الجيش الإسرائيلي، واستهدفت غارات عدداً من البلدات.

وسُجل، صباح الخميس، توغّل داخل الأراضي اللبنانية في بلدة حولا، حيث تم اختراق الحدود بمسافة تقدّر بنحو 800 متر، وخلال العملية نفّذت القوة الإسرائيلية تفجيراً أدى إلى تدمير غرفة تستعمل للمواشي قبالة موقع العباد، بحسب ما أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام». كما نفذت مسيّرة إسرائيلية غارة بصاروخ موجه على منطقة حرجية في أطراف بلدة بيت ليف في قضاء بنت جبيل مما أدى إلى اشتعال حريق كبير في المنطقة، لتعود بعدها وتطلق صاروخاً ثانياً بعد نصف ساعة تقريباً من الاستهداف الأول، وذلك لمنع فرق الإطفاء من السيطرة على النيران، وفق «الوطنية». وأطلقت أيضاً القوات الإسرائيلية في تلة الحمامص الرصاص باتجاه محيط رعاة الماشية في منطقة العمرة - الوزاني، ومن ثم قنابل فوق عين عرب والوزاني. وبعد الظهر، نفذت مسيّرة إسرائيلية غارة على سيارة نقل صغيرة في بلدة عيتا الشعب، ما أدى إلى مقتل سائقها. في غضون ذلك، قال الجيش اللبناني إن «وحدة عسكرية مختصة عثرت على جهاز تجسس مموه ومزود بآلة تصوير كان قد وضعه العدو الإسرائيلي في مزرعة بسطرة - حاصبيا، كما عملت الوحدة على تفكيكه». ودعا بيان صادر عن قيادة الجيش المواطنين إلى الابتعاد عن الأجسام المشبوهة وعدم لمسها، والتبليغ عنها لدى أقرب مركز عسكري، حفاظاً على سلامتهم.

الأمم المتحدة: 1.2 مليون نازح و64 ألف مبنى مدمّر ومتضرّر

ومع استمرار تداعيات الحرب الإسرائيلية على لبنان دعت الأمم المتحدة إلى «تحرّك عاجل ومنسّق لإطلاق جهود التعافي في لبنان»، محذّرة من «تفاقم الأزمة المستمرة في بلد يعاني أصلاً آثار الحرب وأزمات أخرى». جاء ذلك في تقرير جديد بعنوان: «الآثار الاجتماعية والاقتصادية لحرب 2024 على لبنان» الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا)، بالتعاون مع منظمة «اليونيسيف»، ومنظمة العمل الدولية، وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية. وسلّط التقرير الضوء على الآثار المدمّرة للحرب الإسرائيلية، لافتاً إلى أن النزاع تسبب بتهجير أكثر من 1.2 مليون شخص، وتعرّض نحو 64 ألف مبنى للدمار أو الضرر، وتوقّف التعليم لمئات الآلاف من الطلاب. وكانت المؤسسات المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة، التي تشكّل 90 في المائة من الاقتصاد اللبناني، من بين الأكثر تضرراً، وفي المناطق الأكثر تضرراً من القصف، أُجبر 70 في المائة من المؤسسات على الإغلاق التام. من هنا، يلفت التقرير إلى أن الأثر الاقتصادي كان عميقاً، إذ انكمش الاقتصاد اللبناني بنسبة 38 في المائة بين عامي 2019 و2024. ويوصي التقرير بإعطاء الأولوية لقطاعات حيوية قادرة على الدفع بعجلة النمو، أبرزها الزراعة والبناء والسياحة والصناعة.في هذا السياق، أكدت الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في لبنان بليرتا أليكو أن «لبنان عند مفترق طرق. وقد أُعدّ هذا التقييم لدعم الحكومة اللبنانية في تحديد الأولويات وصياغة خطة تعافٍ وطنية. ولكي تكون هذه العملية مستدامة وشاملة، لا بدّ لمؤسسات الدولة أن تكون قوية ومجهزة لتقديم الخدمات». وشدّد التقرير على أن «مسار التعافي في لبنان يستوجب تحرّكاً عاجلاً ومنسّقاً بين الحكومة، والجهات المانحة، ووكالات الأمم المتحدة، والمنظمات غير الحكومية». وأكد أن تلبية حجم الحاجات تتطلب تمويلاً كبيراً من مصادر مختلفة، تشمل الموارد المحلية، واستثمارات القطاع الخاص، والمساعدات الإنمائية الدولية، والاستثمار الأجنبي المباشر، مشيراً إلى أنه «من دون تدخل فوري، سيستغرق الانتعاش الاقتصادي وقتاً أطول، وسيتفاقم الفقر، وتضعف المؤسسات الحكومية أكثر، ما سيهدد الاستقرار الاجتماعي في البلاد».

 

الرئيس اللبناني يتحدث عن «تقدم بطيء» في مفاوضاته حول السلاح مع «حزب الله»

حزب الله يردّ على زيارة براك: معنيون بتطبيق 1701 وليس بالورقة الأميركية

بيروت/الشرق الأوسط/25 تموز/2025

تحدث الرئيس اللبناني جوزيف عون عن اتصالات يجريها مع (حزب الله) لحل مسألة السلاح، معتبراً أن «المفاوضات تتقدم ولو ببطء»، فيما أعلن «حزب الله» أنه غير معنيّ بالورقة الأميركية التي حملها الموفد الأميركي توماس براك إلى بيروت، مشيراً إلى أنه معني فقط بتنفيذ القرار 1701، وذلك في أول رد على المطالب الأميركية، ووسط تصعيد إسرائيلي بالقصف والاغتيالات، ونقمة في القرى الحدودية دفعت إحداها للتلويح بـ«خطوات مستقبلية لحماية أنفسنا وأرضنا». واستغرب عون الكلام عن وجود لجنة أمنية بين الجيش والحزب، مشيراً إلى قيامه شخصياً باتصالات مع الحزب لحل مسألة السلاح، «وأنه يمكن القول إن هذه المفاوضات تتقدم ولو ببطء، وإن هناك تجاوباً حول الأفكار المطروحة في هذا المجال. وشدّد على أن أحداً لا يرغب في الحرب، ولا أحد لديه القدرة على تحمل نتائجها وتداعياتها، ويجب التعامل بموضوعية وروية مع هذا الملف». أما عن الوضع في الجنوب وانتشار الجيش، فأكد الرئيس عون أن الجيش بات منتشراً في كل المناطق اللبنانية، ما عدا الأماكن التي لا تزال إسرائيل تحتلها في الجنوب والتي تعيق استكمال هذا الانتشار. أما ما يحكى عن الخوف والقلق من عودة الحرب، فاعتبر أنها أخبار مضللة هدفها ضرب العهد من أجل كسب بعض النقاط السياسية، فقط لا غير». وتطرق عون إلى مستجدات المطالب اللبنانية المقدمة إلى السفير توماس براك، فقال: «ما زلنا ننتظر نتائج تحركات السفير براك، والرد على الورقة اللبنانية المقدمة له. المطلب اللبناني واضح جداً، نريد التزام إسرائيل باتفاقية وقف إطلاق النار كما التزم لبنان بها، وانسحابها من التلال الخمس». واختتم براك، الأربعاء، زيارة إلى العاصمة اللبنانية، التقى فيها المسؤولين اللبنانيين، وناقش معهم ورقة المطالب الأميركية التي يتصدرها بند تنفيذ «حصرية السلاح» بالأجهزة الأمنية والقوى الرسمية اللبنانية. وأعاد في تغريدة ليل الخميس، تأكيد موقف الولايات المتحدة، قائلاً إنه خلال زيارته الأخيرة إلى بيروت، صرّح بأن «سلاح (حزب الله) هو مسألة يجب أن يحسمها اللبنانيون أنفسهم، في تأكيد على موقف الولايات المتحدة الثابت منذ سنوات، وهو أن (حزب الله) يُشكّل تحدياً لا يمكن معالجته إلا من قبل الدولة اللبنانية».

وقال برّاك إن الولايات المتحدة «لا تزال مستعدة لدعم لبنان إذا ما التزمت الحكومة بفرض حصرية السلاح بيد الدولة، على أن تكون القوات المسلحة اللبنانية هي الجهة الوحيدة ذات الصلاحية الدستورية للعمل داخل حدود البلاد». وذكر بتصريح وزير الخارجية ماركو روبيو القائل: «إن هدفنا في لبنان هو دولة لبنانية قوية قادرة على مواجهة (حزب الله) ونزع سلاحه». وأكد براك أن الولايات المتحدة «لا تميّز بين الجناحين السياسي والعسكري لـ(حزب الله)، بل تعتبر التنظيم بكل أوجهه منظمة إرهابية أجنبية». وأشار براك إلى أنه في المقابل، «تعترف الولايات المتحدة بالقوات المسلحة اللبنانية كمؤسسة عسكرية وطنية شرعية وحيدة، وركيزة من ركائز السيادة اللبنانية، والمفتاح نحو مستقبل مستقر ومزدهر». وقال: «الكرة الآن في ملعب القيادة السياسية اللبنانية، وكذلك في ملعب الجيش اللبناني، لإظهار العزم والإرادة السياسية من أجل، كما قال الرئيس ترمب، (اغتنام فرصة جديدة لمستقبل خالٍ من قبضة إرهابيي حزب الله)»، مشيراً إلى أن «على هذا الطريق، ستقف الولايات المتحدة جنباً إلى جنب مع شعب لبنان».

وفي أول رد على زيارة براك، قال عضو كتلة «حزب الله» البرلمانية (الوفاء للمقاومة) النائب إيهاب حمادة: «إننا في (حزب الله) غير معنيين بالورقة الأميركية، بل بتنفيذ القرار 1701 بكل مندرجاته، والرئيس بري يمثل موقف الحزب على المستويين الدبلوماسي والسياسي. وردّ الدولة اللبنانية يرتكز على حقوق اللبنانيين». وأكد حمادة في تصريح إذاعي أن «ما قدمه الرئيس جوزيف عون باسم الدولة اللبنانية واضح، ويبدأ بمندرجات القرار 1701، وفي مقدمها الانسحاب الإسرائيلي، وموقف الرئيس بري متقدم في هذا السياق، ونحن غير معنيين بأي كلام آخر، وهو غير موجود بالنسبة لنا». وفيما يتعلق بحصرية السلاح، قال حمادة: «نحن غير مختلفين على المبدأ، لكن الإشكالية تكمن في تمكين الدولة، وفي صياغة استراتيجية خارجية تنتج استراتيجية دفاعية قادرة على حماية لبنان واللبنانيين». وأضاف: «الكرة اليوم في الملعب الإسرائيلي، ويجب وقف الاعتداءات قبل الحديث عن حصرية السلاح. فالسلاح بات يساوي الوجود والأولوية هي للضمانات». ولم توقف إسرائيل استهدافاتها وخروقاتها لاتفاق وقف إطلاق النار، خلال زيارة براك، وسرعان ما ذهبت إلى التصعيد، الخميس، حين نفذت غارات جوية استهدفت عدة مناطق في الجنوب، وقالت إنها استهدفت بنية تحتية ومخازن أسلحة ومنصات صواريخ لـ«حزب الله». والجمعة، استهدفت غارة إسرائيلية سيّارة نقل صغيرة في برعشيت، أدّت إلى سقوط قتيل. وأفاد إعلام إسرائيلي بأن طائرة تابعة لسلاح الجو «اغتالت عنصراً مسلحاً في (حزب الله)». إلى ذلك، نقل عضو بلدية الضهيرة بسام سويد إلى المستشفى اللبناني - الإيطالي في صور، مصاباً بطلقين ناريين بعدما أطلق الجيش الإسرائيلي عليه النار، بينما كان في طريقه إلى بلدته الضهيرة الحدودية في قضاء صور، ووصفت إصابته بالخطيرة. كما ألقت مسيّرة إسرائيلية قنبلة صوتية في أجواء حي الدباكة في ميس الجبل.

وأثارت الخروقات الإسرائيلية والاستهدافات المتكررة، احتقاناً في قرى الجنوب، وهو ما عبّر عنه بيان موقع باسم «أهالي عيتا الشعب» الحدودية، قالوا فيه: «لا تمر فترة زمنية إلا ويكون أحد شباب بلدتنا هدفاً لاستهداف مباشر من قبل العدو الإسرائيلي وآخرهم الشهيد مصطفى حاريصي، في انتهاك صارخ لكل الأعراف والمواثيق الدولية، وفي ظل صمت رسمي يكاد يرقى إلى التواطؤ بالإهمال». وأضافوا في البيان: «نرفع صوتنا عالياً، مستنكرين وشاجبين هذا التجاهل المعيب لأمننا وسلامتنا. إن الاستهداف المتكرر لشبابنا، وأرزاقنا، ومنازلنا، لم يعد مجرد خرق أمني عابر، بل هو نتيجة مباشرة لغياب الحد الأدنى من الحماية والرعاية من الدولة اللبنانية». وإذ طالبوا الدولة «باتخاذ خطوات جدية لحماية أهلنا في الجنوب»، قالوا في البيان: «إننا، في ظل هذا الإهمال المتكرر، نُعلن بوضوح أننا ندرس اتخاذ خطوات مستقبلية لحماية أنفسنا وأرضنا، بما يضمن كرامتنا وأمننا وحقّنا بالحياة. أمننا ليس ترفاً... بل حق».

 

السلطات اللبنانية تكتشف مخيّم تدريب لـ«حماس» و«الجماعة الإسلامية» في عاليه

شبح خلايا «داعش» الفردية يظهر في التوقيفات الأخيرة

بيروت: يوسف دياب/الشرق الأوسط/25 تموز/2025

لا يمرّ أسبوع على لبنان من دون الإعلان عن توقيف شبكة تابعة لتنظيم «داعش»، وتخطيطها لتنفيذ تفجيرات تستهدف دور عبادة وتجمعات شعبيّة، آخره ما أعلنه الجيش اللبناني عن «توقيف خليّة كانت تخطط لأعمال إرهابية ضدّ المؤسسة العسكرية»، في حين كشف مصدر قضائي لبناني لـ«الشرق الأوسط» عن تفكيك مخيم تدريبي لحركة «حماس» و«الجماعة الإسلامية» في منطقة عالية. ومع مرور ثلاثة أسابيع على توقيف مجموعة مسلّحة في أطراف بلدة تبيات في قضاء عاليه (جبل لبنان)، لم يتخذ القضاء العسكري قراراً بالادعاء على أفرادها حتى الآن. ودعا المصدر القضائي إلى «مراقبة التطورات المرتبطة بهذا الحدث». وكشف عن أن الجيش اللبناني «تمكّن من تفكيك مخيّم مخصص ومجّهز بالعتاد والسلاح لتدريب مسلحين لبنانيين ومن جنسيات أخرى»، موضحاً أن هذا «المعسكر التدريبي يضمّ مسلحين من حركة (حماس) الفلسطينية و(قوات الفجر) الجناح العسكري لـ(الجماعة الإسلامية) في لبنان، ما يدلّ على مثابرتهم في النهج العسكري والمضي في بناء قدراتهم القتالية من جديد»، مشيراً إلى أن «الموقوفين الذين يزيد عددهم على 10 أشخاص أغلبهم من أبناء بيروت، بالإضافة إلى رفاقهم من التابعية الأردنية». ووصف الموقوفين بأنهم «عناصر يتسمون بالأهمية؛ خصوصاً أن آباء عدد منهم كانوا يقاتلون في جبهة الجنوب واغتالتهم إسرائيل في الحرب الأخيرة». وأفاد بيان صادر عن مديرية التوجيه في قيادة الجيش بأنه «ضمن إطار الرصد والملاحقة الأمنية للتنظيمات الإرهابية، نفذت مديرية المخابرات سلسلة عمليات أمنية، وأوقفت بنتيجتها ثلاثة مواطنين لتأليفهم خلية تؤيد تنظيم داعش الإرهابي». وأشار البيان إلى أنه «خلال التحقيقات الأولية، تبيّن أن الخلية تخطط للقيام بأعمال أمنية ضد الجيش بتوجيهات من قياديين في التنظيم خارج البلاد، وتجري المتابعة لتوقيف بقية أفراد الخلية، وقد بوشر التحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص».

وعادت المخاوف بقوّة إلى الشارع اللبناني من تسلل مجموعات متطرفة إلى الداخل، خصوصاً بعد الأحداث التي شهدتها سوريا مؤخراً، إلّا أن مصدراً قضائياً مطلعاً قلل من هذه المخاوف، ومن أبعاد ما سرّبته بعض وسائل الإعلام عن توقيف جهاز الأمن العام اللبناني شبكة إرهابية كان أحد أفرادها يخطط لعملية انتحارية في ضاحية بيروت الجنوبية، في استعادة لكابوس التفجيرات الذي عاشه لبنان خصوصاً الضاحية ما بين 2013 و2015. وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن «الأجهزة القضائية والأمنية اللبنانية نفسها في حال استنفار دائم وسباق مع الخلايا الأمنية، سواء النائمة أو المتوثّبة على الأرض، وآخر هذه المعطيات ما تم كشفه عن توقيف شابين من التابعية السورية، هما خالد الزعبي ومحمد العجلوني، اللذان دخلا لبنان خلسة إثر سقوط نظام بشار الأسد، وأقاما عند قريب لهما في مدينة صيدا (جنوب لبنان)، وانصرفا للتحضير لعمليات أمنية أبرزها تفجير دراجة نارية بجموع بشرية في الضاحية». ولم يخفِ أن «أغلب الذين يتم توقيفهم لديهم ميول متطرفة، إلّا أنه لا يوجد لديهم مخطط لعمل أمني في لبنان، ولا تتوفّر لهم الإمكانات»، مشيراً إلى أن «الخبرات التي راكمها الأمن اللبناني خلال تعقب ومطاردة خلايا إرهابية في السنوات الماضية، بيّنت أن تنظيم داعش لا يجنّد أشخاصاً أو مجموعات ما لم يحدد لها بنك الأهداف، ويزودها بالأسلحة والمتفجرات لهذه المهام». وأكد المصدر أن «المعلومات التي يجري الترويج لها في الآونة الأخيرة مبالغ فيها بهدف استثمارها واستخدامها في هذه المرحلة؛ خصوصاً بعد الأحداث التي شهدتها محافظة السويداء السورية». وكانت الأجهزة الأمنية قد أوقفت قبل أسابيع مجموعتين من السوريين في منطقة برج البراجنة في الضاحية الجنوبية، وبلدة شمسطار في البقاع، وبثّت صوراً لهم أثناء اعتقالهم من قبل أشخاص محسوبين على «حزب الله»، بتهمة «انتمائهم إلى تنظيم داعش والاشتباه بتحركاتهم التي ترافقت مع المجالس العاشورائية في الثلث الأول من شهر محرم الفائت»، إلّا أن مصدراً أمنياً جزم بأنه «لا علاقة لهؤلاء الأشخاص بـ(داعش) أو أي تنظيم إرهابي»، لافتاً إلى أن موقوفي برج البراجنة عبارة عن مجموعة ناشطة في تهريب سوريين إلى لبنان من أجل العمل، كما أن خلية شمسطار المزعومة، ليس لها أي نشاط أمني بل مجرّد عمال جرى الاشتباه بهم لعدم حيازتهم على أوراق ثبوتية. ولفت المصدر الأمني إلى أن «الحذر مفهوم ومبرر في هذه المرحلة، لكن يجب ألا يتخذ منه وسيلة لتخويف الناس».

 

المخيمات السرية والخلايا النائمة.. هل يعود شبح التفجيرات إلى لبنان مجددا؟

جنوبية/25 تموز/2025

المعسكر كان مجهزًا بالسلاح والعتاد، وضمّ مسلحين لبنانيين وآخرين من جنسيات عربية، بينهم أردنيون. لا يكاد يمرّ أسبوع في لبنان من دون إعلان الأجهزة الأمنية عن توقيف خلايا إرهابية، معظمها مرتبطة بتنظيم «داعش»، وسط تحذيرات متجددة من مخاطر تسلل التطرف المسلح إلى الداخل اللبناني، بالتزامن مع تطورات أمنية في الإقليم، أبرزها ما يجري في سوريا. في آخر التطورات، أعلن الجيش اللبناني عن إحباط مخطط إرهابي خطير كان يستهدف وحداته، بعد تفكيك خلية كانت تنوي تنفيذ عمليات ضد المؤسسة العسكرية. وفي بيان صادر عن مديرية التوجيه في قيادة الجيش، أفيد بأن مديرية المخابرات نفذت سلسلة عمليات أمنية أسفرت عن توقيف ثلاثة مواطنين شكلوا خلية على ارتباط بتنظيم «داعش»، وكانت على تواصل مع قياديين في الخارج لتوجيههم نحو أهداف عسكرية داخل لبنان. في تطور لافت، كشف مصدر قضائي لبناني رفيع المستوى لصحيفة «الشرق الأوسط» عن تفكيك مخيم تدريبي مشترك بين حركة «حماس» الفلسطينية و«قوات الفجر» التابعة لـ«الجماعة الإسلامية»، وذلك في منطقة تابعة لقضاء عاليه (جبل لبنان). وأكد المصدر أن المعسكر كان مجهزًا بالسلاح والعتاد، وضمّ مسلحين لبنانيين وآخرين من جنسيات عربية، بينهم أردنيون. ولفت إلى أن عدد الموقوفين تجاوز العشرة، غالبيتهم من أبناء بيروت، وبعضهم ينتمي إلى عائلات فقدت أبناءها خلال مواجهات مع إسرائيل في الجنوب. ورغم مرور ثلاثة أسابيع على توقيف المجموعة المسلحة، لم يُتخذ أي إجراء قضائي حاسم بحقهم حتى الآن، ما أثار تساؤلات بشأن خلفيات هذا الملف وحساسيته السياسية والأمنية.

مع تكرار إعلان توقيف خلايا مرتبطة بـ«داعش»، عاد القلق الشعبي من إمكانية عودة التفجيرات إلى الشارع اللبناني، لا سيما في مناطق حساسة كضاحية بيروت الجنوبية، التي شهدت بين 2013 و2015 سلسلة هجمات دامية. ورغم هذه المخاوف، أكّد مصدر قضائي مطّلع أن الخطر لا يزال تحت السيطرة، مشيرًا إلى أن «غالبية الموقوفين لديهم ميول متطرفة، لكنهم لا يملكون مخططات تنفيذية فعلية ولا إمكانات لوجستية كافية».وشدد المصدر على أن تنظيم «داعش» لا يحرّك خلاياه النائمة إلا بعد تحديد “بنك أهداف” وتزويد العناصر بالأموال والأسلحة، ما لا يتوفر حاليًا داخل لبنان، بحسب تعبيره.

أحد أبرز الملفات الأمنية مؤخرًا، تمثّل في توقيف شخصين سوريين في مدينة صيدا، هما خالد الزعبي ومحمد العجلوني، دخلا إلى لبنان بطريقة غير شرعية بعد أحداث سوريا، وكانا يتحضّران لتفجير دراجة نارية وسط تجمعات بشرية في الضاحية الجنوبية. المصدر القضائي أكد أن هذه العملية تُظهر يقظة الأجهزة الأمنية اللبنانية التي تعمل بحالة استنفار دائم، وتتابع تحركات الخلايا النائمة بشكل استباقي. من جانب آخر، أثارت عمليات توقيف مجموعات سورية في الضاحية الجنوبية وشمسطار (البقاع) جدلاً، خاصة بعد نشر صور للموقوفين من قبل عناصر محسوبين على «حزب الله»، بتهمة الانتماء إلى «داعش». إقرأ أيضا: الجيش الإسرائيلي يزعم اغتيال مسؤول القوة البشرية لقطاع بنت جبيل في «الحزب» لكن مصادر أمنية أكدت لاحقًا أن هؤلاء لا علاقة لهم بأي تنظيم إرهابي، بل يعملون في التهريب أو دخلوا البلاد دون أوراق رسمية. وأكد المصدر الأمني على ضرورة عدم توظيف هذه الحالات لبث الذعر بين المواطنين، رغم تفهّمه للحذر في هذه المرحلة الحرجة. ويعيش لبنان حالة من الترقّب الأمني المتصاعد، بفعل تحركات خلايا متطرفة واستمرار التوتر في سوريا، وف يهذا الوقت أثبتت أجهزة الأمن قدرة عالية على الرصد والاختراق والتوقيف الاستباقي، إلا أن خطر عودة التفجيرات لا يزال قائمًا.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

إيران: المحادثات النووية مع الأوروبيين انتهت بدون نتائج ملموسة

جنوبية/25 تموز/2025

قالت مصادر إيرانية، الجمعة، إن المحادثات النووية بين طهران والترويكا الأوروبية (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) بمبنى القنصلية الإيرانية في إسطنبول انتهت بدون تحقيق نتائج ملموسة. ونقلت وكالة “أسوشييتد برس” عن المفاوض الإيراني ونائب وزير الخارجية كاظم غريب آبادي قوله إن الاجتماع “الجدي والصريح والمفصل” ركز على المسألة النووية ووضع العقوبات، مع الاتفاق على مواصلة إجراء مزيد من المناقشات. والتقى دبلوماسيون إيرانيون وأوروبيون، الجمعة، في إسطنبول لبدء أحدث الجهود لكسر الجمود بشأن البرنامج النووي لطهران. والتقى ممثلون من الدول الثلاث لإجراء أول محادثات منذ الحرب التي استمرت 12 يوماً بين إيران وإسرائيل في يونيو (حزيران)، وشاركت فيها قاذفات أميركية ضربت منشآت لها علاقة بالأسلحة النووية. وتعد هذه أول مفاوضات منذ وقف إطلاق النار الذي أعقب الحرب الأخيرة بين إسرائيل وإيران. ويهدف الدبلوماسيون الأوروبيون إلى تكثيف الضغط على طهران لإعادة الانخراط في محادثات نووية جادة. إقرأ أيضا: أزمة مياه غير مسبوقة ومخاوف من جفاف مستدام.. الصحف الإيرانية: قلق من تجدد الحرب مع إسرائيل ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا” عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، قوله إن زيارة نائب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى طهران مُخطط لها في غضون “الأسابيع المقبلة” لبحث إطار التعاون بين الجانبين. ولا تشمل الزيارة فحص المنشآت النووية المتضررة خلال الحرب. من جهته قال أحد الدبلوماسيين لوكالة “أسوشييتد برس” إن “الوقت ينفد”، محذراً من أنه بدون إحراز تقدم، قد تطلق الدول الثلاث “آلية الزناد” لإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران. وعلى الرغم من أن اتفاق فيينا لعام 2015 معطل إلى حد كبير، إلا أنه ينتهي رسمياً في منتصف أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وتشمل المطالب الأوروبية الرئيسية تجديد وصول مفتشي الأمم المتحدة النوويين إلى المواقع النووية الإيرانية، وتوضيح مصير 400 كيلوغرام من اليورانيوم عالي التخصيب، والتي لا يعرف مكانها منذ الهجوم الأميركي على المنشآت النووية الإيرانية. وأجرت إيران في الآونة الأخيرة محادثات غير مباشرة مع الولايات المتحدة على مدار شهرين، وتصر على أن برنامجها النووي لأغراض سلمية. وتسعى طهران للحصول على تخفيف من العقوبات الدولية التي شلت اقتصادها. وتوقفت المحادثات الأميركية الإيرانية عقب هجمات شنتها واشنطن على ثلاثة مواقع نووية إيرانية الشهر الماضي. وتطالب الولايات المتحدة بتوقف إيران الكامل عن تخصيب اليورانيوم غير أن طهران ترفض ذلك.

 

220 نائباً بريطانياً يدعون للاعتراف رسمياً بدولة فلسطين

25 تموز/2025 المدن

طالب أكثر من 220 نائباً في البرلمان البريطاني، ينتمي عشرات منهم إلى حزب العمال الحاكم، اليوم الجمعة الحكومة بالاعتراف رسمياً بدولة فلسطين، وهو الأمر الذي يزيد الضغوط على رئيس الوزراء كير ستارمر.

وجاءت الدعوة في رسالة وقعها نواب من تسعة أحزاب سياسية بعد أقل من 24 ساعة من إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده ستعترف رسمياً بدولة فلسطين خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر.

وستكون فرنسا أول دولة من مجموعة السبع، وأقوى دولة أوروبية حتى الآن، تتخذ هذه الخطوة، وهو ما أثار إدانة من إسرائيل والولايات المتحدة. ويتعرض ستارمر لضغوط محلية ودولية متزايدة في شأن الاعتراف بدولة فلسطين، مع تصاعد المعارضة للحرب المستمرة في غزة وسط مخاوف من مجاعة جماعية في القطاع المحاصر. وكتب 220 نائباً بريطانياً في الرسالة المشتركة "نحضكم على الاعتراف رسمياً بدولة فلسطين في المؤتمر الأسبوع المقبل"، في إشارة إلى مؤتمر الأمم المتحدة الذي يعقد يومي 28 و29 تموز/يوليو برئاسة مشتركة من فرنسا والسعودية في نيويورك. وأضاف النواب: "في حين أننا ندرك أن المملكة المتحدة لا تمتلك القدرة على تحقيق فلسطين حرة ومستقلة، فإن اعتراف المملكة المتحدة سيكون له تأثير كبير". وأشار الموقعون من أحزاب بينها حزب المحافظين من يمين الوسط والديموقراطيين الليبراليين الوسطيين، فضلاً عن أحزاب إقليمية في اسكتلندا وويلز، إلى "الروابط التاريخية لبريطانيا وعضويتنا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة". كما أشاروا إلى دور بريطانيا في قيام دولة إسرائيل عبر وعد بلفور عام 1917. وأضافوا: "منذ العام 1980، أيدنا حل الدولتين. ومن شأن هذا الاعتراف أن يعزّز هذا الموقف، والارتقاء إلى مستوى مسؤوليتنا التاريخية تجاه الشعب الفلسطيني". وفي مواجهة الضغوط المتزايدة بشأن هذه القضية، حافظت الحكومة البريطانية على موقفها الثابت المتمثل في دعم حل الدولتين للصراع في الشرق الأوسط. لكنها شدّدت على أن الظروف غير مؤاتية حالياً للاعتراف الرسمي بدولة فلسطين.

وفي بيان صدر اليوم الجمعة، عقب مكالمة هاتفية في شأن غزة مع نظيريه في فرنسا وألمانيا، قال ستارمر إنه "يعمل على إيجاد طريق للسلام في المنطقة". وأضاف أن "الاعتراف بدولة فلسطين يجب أن يكون إحدى هذه الخطوات. لا لبس في هذا الشأن. لكن يجب أن يكون جزءاً من خطة أوسع". وهناك عدد من العوامل التي قد تمنع كير ستارمر من اتخاذ هذه الخطوة، من بينها الرغبة في تجنب إثارة غضب الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وسبق أن دعا نحو 60 نائباً من حزب العمال وزير الخارجية ديفيد لامي إلى الاعتراف بدولة فلسطين في رسالة خاصة في وقت سابق من تموز/يوليو، وفق تقارير. كما أثار ماكرون المسألة خلال زيارته الرسمية للمملكة المتحدة هذا الشهر، وحض لندن علناً على العمل مع باريس بشأن الإعلان الرسمي عن الاعتراف بدولة فلسطين.

 

قطر ومصر تؤكدان استمرار وساطتهما.. بهدف وقف حرب غزة

المدن/25 تموز/2025

أكدت قطر ومصر في بيان مشترك، مساء اليوم الجمعة، تواصل جهودهما في ملف الوساطة بقطاع غزة، من أجل الوصول إلى اتفاق يضع حداً للحرب، وينهي المعاناة الإنسانية في القطاع، ويضمن حماية المدنيين وتبادل المحتجزين والأسرى. وأشارتا إلى إحراز بعض التقدم في جولة المفاوضات المكثفة الأخيرة التي استمرت لمدة 3 أسابيع، وأكدتا أن تعليق المفاوضات لعقد المشاورات قبل استئناف الحوار مرة أخرى يعد أمراً طبيعياً في سياق هذه المفاوضات المعقدة. ودعا البيان، إلى عدم الانسياق وراء تسريبات تتداولها بعض وسائل الإعلام، في محاولات للتقليل من هذه الجهود والتأثير على مسار العمل التفاوضي، مشدداً على أن هذه التسريبات لا تعكس الواقع وتصدر عن جهات غير مطلعة على سير المفاوضات. كما دعا البيان، وسائل الإعلام الدولية إلى التحلي بالمسؤولية وأخلاقيات مهنة الصحافة، وتسليط الضوء على ما يجري في القطاع من معاناة غير مسبوقة، لا أن تلعب دوراً في تقويض الجهود التي تسعى لإنهاء الحرب على القطاع. وأكدت الدولتان بالشراكة مع الولايات المتحدة الأميركية، التزامهما باستكمال الجهود وصولا إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار في القطاع، بحسب البيان المشترك. من جهتها، دعت فرنسا وبريطانيا وألمانيا، في بيان مشترك، اليوم، إلى "إنهاء الكارثة الإنسانية التي نشهدها في غزة فوراً". ودعت العواصم الأوروبية الثلاث، في بيان مشترك، "الحكومة الإسرائيلية إلى رفع القيود المفروضة على تسليم المساعدات فوراً، والسماح بشكل عاجل للأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية بالقيام بعملها لمكافحة المجاعة"، مذكرة إسرائيل بأن عليها "احترام التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي". من جهته، قال وزير الخارجية الإيطالية أنتونيو تاياني في روما، اليوم: "لم يعد بإمكاننا القبول بالمجازر والمجاعة"، في قطاع غزة، لكنه رفض في الوقت نفسه الاعتراف بدولة فلسطين في هذه المرحلة، كما ستفعل فرنسا. وأوضح تاياني أن "الاعتراف بدولة فلسطين يجب أن يتم في الوقت نفسه الذي يعترفون فيه بدولة إسرائيل"، مثيراً انتقادات من المعارضة.

 

تمدد إسرائيلي مقلق بالقنيطرة: قواعد عسكرية واختراقات

المدن/25 تموز/2025

منذ سقوط نظام الأسد في سوريا، تسارعت التحركات العسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي في محافظة القنيطرة، مستغلًا حالة الفراغ الأمني لتثبيت وجوده العسكري من خلال السيطرة على مواقع استراتيجية حساسة، بعضها يقع ضمن المنطقة المنزوعة السلاح بحسب اتفاقية فض الاشتباك.

سيطر جيش الاحتلال على جبل الشيخ، الذي يُعد من أبرز النقاط الاستراتيجية في المنطقة، نظراً إلى إشرافه على مناطق واسعة تشمل ريف دمشق الغربي، العاصمة دمشق، والجنوب السوري، كما أنه يربط بين لبنان وسوريا، ما يجعله عقدة جغرافية وأمنية بالغة الأهمية.

أنشأ الاحتلال عدة قواعد عسكرية داخل محافظة القنيطرة، بعضها في مناطق تُصنف بأنها منزوعة السلاح. من أبرز هذه القواعد:

تلول الحمر الشمالية: موقع حيوي يربط ريف دمشق الغربي بمحافظة القنيطرة.

قاعدة قرص النقل: تستخدم كنقطة مراقبة وانطلاق وتمركز في ريف القنيطرة الشمالي.

حرش جباثا الخشب: أنشئ فيها مهبط للطيران المروحي، تنطلق منه دوريات إسرائيلية نحو القرى والبلدات المجاورة.

قاعدة الحميدية: تقع قرب مدينة السلام وتُستخدم لرصد المدينة وبلدات خان أرنبة والحرية، كما تنطلق منها دوريات أمنية متكررة.

العدنانية: ترصد الريف الأوسط والسدود المائية الكبرى في المنطقة مثل سد المنطرة وسد رويحينة، مع نقطة مراقبة مباشرة على سد المنطرة.

تل الأحمر الغربي في بلدة كودنة: يكشف مناطق واسعة من ريفي القنيطرة ودرعا، ويُعد من أعلى التلال العسكرية المسيطر عليها إسرائيلياً.

جميع القواعد مزودة بآليات عسكرية، من دبابات ومدفعية، إضافة إلى أجهزة اتصالات متطورة، ومتصلة بطريق لوجستي يؤدي إلى الجولان المحتل، مع تجهيزها بإضاءة كاملة لتأمين الحركة الليلية.

طريق "سوفا 53": تغيير ديموغرافي وتخريب ممنهج

في 10 أيلول/سبتمبر 2022، بدأ الاحتلال الإسرائيلي بشق طريق عسكري يُعرف باسم "سوفا 53"، يمتد من بلدة حضر شمال القنيطرة إلى بلدة العشة جنوباً. هذا الطريق ترافق مع حفر خنادق، ورفع سواتر ترابية، وتشييد تحصينات، ضمن خطة عسكرية يُنظر إليها كخط دفاع متقدم. لكن في الواقع، يمثل "سوفا 53" عملية قضم للأراضي الزراعية وتخريب لممتلكات السكان المحليين في القنيطرة، وسط صمت دولي مريب. تثير هذه التحركات الإسرائيلية في محافظة القنيطرة مخاوف جدية من إعادة ترسيم وقائع جديدة على الأرض، في انتهاك صارخ للقوانين الدولية واتفاقية فك الاشتباك الموقعة عام 1974. استمرار هذا التمدد ينذر بتغيرات جذرية في الجغرافيا الأمنية والسياسية للجنوب السوري، ما يستدعي موقفاً دولياً واضحاً لوقف هذا التوسع غير المشروع

 

تظاهرات بسخنين: لوقف التجويع وإنهاء حرب الإبادة بغزة

المدن/25 تموز/2025

شارك عشرات الآلاف في مظاهرة قطرية انطلقت من أمام مسجد النور في شارع الشهداء في مدينة سخنين، تنديداً بالتجويع في غزة وللمطالبة بإنهاء حرب الإبادة المتواصلة على القطاع. فيما واصل جيش الاحتلال عدوانه على غزة مرتكباً المزيد من المجازر التي أسفرت عن استشهاد وإصابة العشرات.

ويأتي ذلك، فيما شارك عشرات الآلاف في مظاهرة قطرية انطلقت من أمام مسجد النور في شارع الشهداء في مدينة سخنين، تنديداً بالتجويع في غزة وللمطالبة بإنهاء حرب الإبادة المتواصلة على القطاع منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، في وقت جرى تنظيم وقفات احتجاجية في بلدات عربية من بينها يافا والطيرة وكابول. وجابت المسيرة شوارع سخنين وصولاً إلى ساحة البلدية، حيث عقد مهرجان خطابي تحدث خلاله رئيس لجنة المتابعة العليا محمد بركة ورئيس بلدية سخنين مازن غنايم والعديد من النشطاء. وطالب رئيس بلدية سخنين مازن غنايم، بوقف الحرب والتجويع في غزة، مضيفاً: "نقولها بوضوح نحن وشعبنا في غزة شعب واحد، ونطالب بمساواة وحقوق مدنية لا المزيد من الأسلحة". بدوره، قال رئيس لجنة المتابعة العليا محمد بركة، في كلمته: "نحن هنا لنقول كلمة واضحة ضد الإبادة والتطهير والعرقي والتجويع، ولماذا تجند الشرطة كل هذه الأعداد من عناصرها في مظاهرة عادية قمنا بها على مدار عقود، لن ترهبوننا ولن تمنعوننا عن التعبير عن انتمائنا وهويتنا". وأضاف: "نحن جزء لا يتجزأ ولا ينفصل عن الشعب الفلسطيني، ولن نتنازل تحت أي ظرف وأي إرهاب عن هويتنا، ونرفض أن يكون التفريط بالهوية مقابل المواطنة. مواطنتنا أصلها من وطننا ونرسل تحية حب للأطفال الذين يكابدون الموت من الجوع. فقط هؤلاء المجرمين من يحاولون للحصول على رغيف صراع سياسي، هذا لم يحدث إلا في النازية، مثل هذا الإجرام لن نرى، لم ولن يعمر طاغية على هذه الأرض". وتابع بركة: "رغم فداحة الثمن إلا أننا على يقين أن غزة ستنتصر، كانت تسمى فلسطين وصارت تسمى فلسطين. إن فرض الضم والسيادة في الضفة، ورداً على هذا القانون نطالب بالإعلان عن فلسطين دولة ذات سيادة تحت الاحتلال، وهذه أرض فلسطينية في الضفة والقدس وغزة ويجب أن ينصرف الاحتلال عنها. نتابع الملاحقات ضد أبناء شعبنا ونقول لقد عبرنا النكبة ويوم الأرض وهبة القدس والأقصى وهبة الكرامة، وسنعبر هذه أيضاً". ودفعت الشرطة بقوات معززة إلى سخنين واتخذت من ساحة البلدية مقراً لهاً، عدا عن الحواجز التي نصبتها عند المفرق الرئيسي للمدينة في محاولة لعرقلة الوصول إلى المظاهرة. من بين المشاركين في المظاهرة قيادات لجنة المتابعة العليا ورؤساء الأحزاب، فيما رفع المتظاهرون صورا لشهداء التجويع في غزة وأطفال تحت الأنقاض.

وتأتي هذه المظاهرة في ظل حملة قمعية ممنهجة تمارسها الشرطة الإسرائيلية ضد الحقوق الأساسية للمواطنين العرب، وهي تشكل كسراً لحاجز الخوف والقمع الذي فرضته الشرطة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، إذ فرضت السلطات الإسرائيلية قيوداً تعسفية على تنظيم المظاهرات والاحتجاجات واعتقلت العشرات من النشطاء بذرائع أمنية واهية حظيت بتغطية قضائية. في حين سمحت للمواطنين اليهود بالتظاهر بحرية بما ذلك المطالبة بوقف الحرب، ولا تزال القيود الأمنية المشددة مفروضة على أي محاولة للتعبير عن الرأي في انتهاك صارخ للمواثيق الدولية لحقوق الإنسان. في موازاة ذلك، تصاعدت حملة الاعتقالات التعسفية، إذ صدرت عشرات أوامر الاعتقال الإداري بحق نشطاء وقيادات في المجتمع العربي لمجرد منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، في سابقة خطيرة تكرس سياسة التمييز والقمع. وتأتي المظاهرة بدعوة من لجنة المتابعة العليا، واللجان المنبثقة عنها؛ إذ كان اللجنة قد دعت إلى "أوسع مشاركة جماهيرية، في مظاهرة سخنين، ضد حرب الإبادة والتجويع، التي ستجرى عند الساعة الرابعة والنصف، من مركز المدينة، والتي دعت لها قوى سياسية فاعلة في مجتمعنا العربي، وقوى سلامية تقدمية، مناهضة للاحتلال والحرب".

وفي مدينة يافا، تظاهر الأهالي ضدّ استمرار الحرب على غزة، مطالبين بإغاثة القطاع، وإدخال المساعدات إليه. كما تظاهر أهال في بلدة كابول في وقفة احتجاجية ضدّ الحرب.

وشارك العشرات، اليوم الجمعة، في وقفة احتجاجية على دوّار البلدية في مدينة الطيرة، وذلك ضد الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة، وسياسة التجويع الإسرائيلية التي تفرضها على القطاع. ورفع المشاركون في الوقفة اللافتات التي تطالب بوقف الحرب، وصور الأطفال ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع.

استشهد وأُصيب عشرات الفلسطينيين في غزة، بينهم من منتظري المساعدات، اليوم الجمعة، جرّاء غارات إسرائيلية متفرقة على القطاع، في ظلّ تواصل الظروف الإنسانية الكارثية والمجاعة.  واستهدفت الغارات التي شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال الساعات الأخيرة، شققاً سكنية ومنازل، وخيام نازحين وتجمعات مدنيين، وفق ما أفادت مصادر طبية وشهود عيان. وأفادت مصادر طبية، باستشهاد أكثر من 30 فلسطينياً بينهم 6 من طالبي المساعدات بنيران الاحتلال منذ فجر اليوم الجمعة.

 

سوريا: مقتل قيادي في"داعش" واثنين من أبنائه بعملية أميركية

المدن/25 تموز/2025

نفّذت قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، عملية إنزال جوي دقيقة استهدفت قيادياً بارزاً في تنظيم "داعش" في مدينة الباب بريف حلب الشرقي، أسفرت عن مقتله مع اثنين من أبنائه المنتمين إلى التنظيم. وأكدت القيادة المركزية الأميركية (سينتكوم) في بيان رسمي، نُشر على منصتها عبر "إكس"، أن العملية أسفرت عن مقتل القيادي العراقي ضياء زوبع مصلح الحرداني، ونجليه عبد الله ضياء الحرداني، وعبد الرحمن ضياء زوبع الحرداني. ووفق البيان، فقد كان الحرداني وولداه ينشطون في تنسيق خلايا نائمة تابعة للتنظيم في شمال سوريا، وكانوا يشكلون "تهديداً مباشراً على قوات التحالف وشركائه المحليين وعلى المدنيين"، وأضاف البيان أن العملية جرت بدقة عالية لتجنب إصابة النساء والأطفال، حيث كان الموقع المستهدف يضم ثلاث نساء وثلاثة أطفال لم يُصب أي منهم بأذىً. وشهدت مدينة الباب، تحليقاً مكثفاً لطائرات مروحية أميركية عند الساعة الثالثة فجراً، أعقبه إنزال جوي محدود استهدف منزلاً على أطراف الحي الغربي للمدينة. وأفادت مصادر محلية لـ"المدن"، بحدوث اشتباكات استمرت حوالي 20 دقيقة، تخللها قصف أدى إلى مقتل العناصر الثلاثة المستهدفين. ولفتت المصادر إلى أن العملية جرت بالتنسيق الاستخباراتي مع شركاء محليين، مشيرة إلى أن هذه هي أول عملية إنزال من نوعها ينفذها التحالف هذا العام في مناطق الشمال الغربي السوري. وشغل ضياء زوبع الحرداني، منصب "والي الفرات" في تنظيم "داعش" في العراق عام 2016، ونُقل لاحقاً إلى سوريا بعد إصابته في غارة جوية. واستقر في ريف حلب منذ عام 2023، حيث عمل على إعادة تنظيم خلايا داعشية وتسهيل عمليات تمويل وتهريب وتجنيد، وبوجه خاص في مناطق الباب والراعي وجرابلس. ونقلت تقارير استخباراتية أن الحرداني لعب دوراً في تنشيط شبكات الاتصال بين خلايا التنظيم عبر الحدود السورية–العراقية، وكان من بين المطلوبين البارزين للتحالف الدولي. في تعليقه على العملية، قال قائد القيادة المركزية الأميركية، الجنرال مايكل إريك كوريلا: "سنواصل ملاحقة إرهابيي داعش بلا هوادة، سواء في سوريا أو في أي مكان. هؤلاء الإرهابيون لن يجدوا مأوىً آمنًا حيث ينامون أو يخططون أو يختبئون". وأكد أن التحالف ملتزم بمواصلة عملياته ضد أي تهديد إرهابي في المنطقة، وأنه يعمل بشكل وثيق مع الشركاء المحليين لضمان الاستقرار ومنع عودة التنظيم. وتشكل عملية الباب رسالة مزدوجة من التحالف الدولي: من جهة أولى، تأكيد استمرار ملاحقة فلول "داعش" حتى في مناطق تعد تحت نفوذ دول حليفة مثل تركيا، ومن جهة ثانية، تسليط الضوء على هشاشة الوضع الأمني في بعض المناطق السورية، واحتمال وجود ثغرات أمنية سمحت بقيام قيادي بارز بالتنظيم بإعادة بناء شبكاته هناك.

 

محكمة فرنسية تلغي مذكرة توقيف بشار الأسد

المدن/25 تموز/2025

ألغت محكمة التمييز الفرنسية اليوم الجمعة، مذكرة التوقيف الصادرة بحق الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد. واعتبرت محكمة التمييز أن لا استثناء يمكن أن يرفع حصانة رئيس دولة، لاغيةً بذلك مذكرة توقيف أصدرها قضاة تحقيق في باريس بحق الرئيس السوري المخلوع، بتهمة شنّ هجمات كيماوية في العام 2013 خلال الحرب في سوريا. لكن رئيس أعلى هيئة قضائية في فرنسا كريستوف سولارـ رأى في ختام جلسة علنية نقلت بصورة غير مسبوقة عبر الإنترنت، أنه بما أن الأسد لم يعد رئيساً بعد إطاحته في كانون الأول/ديسمبر 2024، "فمن الممكن أن تكون مذكرات توقيف جديدة صدرت أو ستصدر بحقه في قضايا جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وبالتالي فمن الممكن مواصلة التحقيق القضائي بحقه". وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2023، أصدر القضاء الفرنسي مذكرة توقيف بحق الأسد، بتهمة التواطؤ في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، على خلفية هجمات كيماوية منسوبة إلى القوات السورية أثناء حكمه.

ووقعت الهجمات في 4 و5 آب/أغسطس 2013، في عدرا ودوما قرب دمشق، حيث أسفرت عن إصابة 450 شخصاً، كما طالت هجمات مماثلة في 21 من الشهر نفسه، الغوطة الشرقية ومعضمية الشام (الغوطة الغربية) قرب دمشق، موقعة أكثر من ألف قتيل، وفق ما أحصت واشنطن وناشطون آنذاك.

والأسد متهم بالتواطؤ في جرائم حرب وجرائم بحق الإنسانية في هذه القضية. وتناول القضاء الفرنسي القضية عملاً بمبدأ “الاختصاص العالمي” الذي يتيح الملاحقة القضائية عن جرائم خطيرة بغض النظر عن مكان ارتكابها.

 

ترامب: "حماس" لا ترغب باتفاق.. تريد أن تموت

المدن/25 تموز/2025

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمعة إن حماس "لا تريد اتفاقاً (...) وتريد أن تموت"، في حين شددت الحركة في المقابل على أن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، "خالف السياق الذي جرت فيه جولة المفاوضات الأخيرة تماماً".

وبعد تعثر محادثات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، قال الرئيس الأميركي إن "حماس لم تكن ترغب حقاً في إبرام اتفاق. أعتقد أنهم يريدون أن يموتوا. وهذا أمر خطير للغاية".وتابع ترامب أمام صحافيين قبيل مغادرته إلى اسكتلندا "لقد وصلنا الآن إلى آخر الرهائن، وهم يعلمون ما سيحدث بعد استعادة آخر الرهائن. ولهذا السبب تحديداً، لم يرغبوا في عقد أي اتفاق". وفي ما يتعلق بتصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول الدولة الفلسطينية، قال ترامب إن قرار الأخير "لا معنى له". وأشار إلى أنه (ماكرون) "رجل جيد، أنا أحبه، لكن هذا التصريح لا وزن له".

في المقابل، اتهم عضو المكتب السياسي لـ"حماس" اليوم، المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف بـِ"مخالفة السياق الذي جرت فيه جولة المفاوضات الأخيرة" بعد أن أشار إلى تعثر المفاوضات غير المباشرة بين الحركة وإسرائيل للتوصل إلى هدنة في غزة. وقال نعيم في مقابلة مع وكالة "فرانس برس": "تصريحات المبعوث الأميركي ويتكوف السلبية، تخالف السياق الذي جرت فيه جولة المفاوضات الأخيرة تماماً، وهو يعلم ذلك تماماً، ولكنها تأتي في سياق خدمة الموقف الإسرائيلي". وأقر المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف الخميس، بتعثر المحادثات التي عقدت في الدوحة بوساطة قطرية وأميركية ومصرية، وأعلن استدعاء الفريق الأميركي للتشاور. واتهم نعيم، ويتكوف بأنه غير رأيه، موضحاً أن المبعوث الأميركي كان قد قدر "قبل أيام فقط" أن التبادلات كانت إيجابية. وأضاف: "تلقى الوسطاء رد حركة حماس تلقياً إيجابياً جداً، وعدّوه رداً بناء يوصل إلى اتفاق ويقترب كثيراً مما عرضه الوسطاء على الطرفين". وقال إن المحادثات الأخيرة ركّزت على تفاصيل انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة. حتى أنه أعلن عن التوصل إلى "اتفاق مبدئي" بشأن "صيغة" لتبادل الرهائن الإسرائيليين وأسرى فلسطينيين.ودعا نعيم المبعوث الأميركي إلى الضغط على الحكومة الإسرائيلية "لإنجاز اتفاق في أسرع وقت".

من جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الجمعة، إن حركة "حماس" تعرقل التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في قطاع غزة. وأضاف: "حماس هي العقبة أمام اتفاق لإطلاق سراح الرهائن". وتابع قائلاً: "ندرس مع حلفائنا الأميركيين الآن، خيارات بديلة لإعادة رهائننا وإنهاء حكم حماس الإرهابي، وتحقيق سلام دائم لإسرائيل ومنطقتنا".

 

بيان للشيباني وبارو وباراك: دعم مسار الانتقال السياسي بسوريا

المدن/25 تموز/2025

أعلنت وزارات الخارجية السورية والفرنسية والأميركية عن عقد اجتماع ثلاثي مغلق في العاصمة الفرنسية باريس، شارك فيه وزير الخارجية السورية أسعد حسن الشيباني، ونظيره الفرنسي جان نوبل بارو، والمبعوث الأميركي توماس براك. ويأتي هذا الاجتماع ضمن إطار التعاون الوثيق بين الأطراف المشاركة، وبدعوة فرنسية، بهدف البحث في سبل خفض التصعيد ودعم مسار الاستقرار في سوريا، في لحظة سياسية فارقة تمر بها البلاد، لا سيما في شمال شرق سوريا ومحافظة السويداء. وأكد البيان المشترك توافق الرؤى بين العواصم الثلاث بشأن أولويات المرحلة المقبلة، مشدداً على الانخراط السريع في إنجاح مسار الانتقال في سوريا، بما يضمن وحدة البلاد واستقرارها وسيادتها على كامل أراضيها، والالتزام بالتعاون في مكافحة الإرهاب بجميع أشكاله. وأشار البيان إلى ضرورة ودعم قدرات الدولة السورية ومؤسساتها لمواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية، ودعم الحكومة السورية في مسار الانتقال السياسي الذي تقوده، بما يهدف إلى تحقيق المصلحة الوطنية وتعزيز التماسك المجتمعي، وبوجه خاص في مناطق شمال شرق سوريا ومحافظة السويداء. وأعلن البيان التوافق على إطلاق جولة جديدة من المفاوضات بين الحكومة السورية وقوى المعارضة في باريس، تهدف إلى استكمال اتفاق الانتقال الديمقراطي استكمالاً كاملاً، مع إدانة أي أعمال عنف أو تهريب تهدد هذا المسار. كما شدد البيان على أهمية التوصل إلى تسويات محلية تدعم التهدئة، ولا سيما في المناطق المتأثرة بالصراعات الأخيرة، وفي مقدمتها السويداء، والتنسيق الأمني لمواجهة التوتر في الساحل السوري، والالتزام الجماعي بمنع تشكيل أي تهديد إقليمي لاستقرار سوريا والمنطقة، وضمان احترام سيادتها الوطنية. واختُتم البيان بتأكيد مواصلة العمل المشترك بين الأطراف الثلاثة، للحفاظ على وحدة سوريا ودعم استقرارها السياسي والأمني.

 

الأمم المتحدة تحذّر من سوء التغذية: ثلث سكان غزة بلا طعام

المدن/25 تموز/2025

استنكر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، انتفاء "الإنسانية" و"التعاطف" مع الفلسطينيين في قطاع غزة، في حين أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أن حوالي ثلث سكان قطاع غزة لا يأكلون لأيام، محذراً من أن سوء التغذية في تزايد حادّ.

ورأى غوتيريش أن قطاع غزة لا يعاني من أزمة إنسانية فحسب، بل "أزمة أخلاقية تشكل تحدياً للضمير العالمي". وقال في كلمة له عبر الفيديو لمنظمة العفو الدولية: "لا أستطيع تفسير مدى عدم المبالاة والتقاعس الذي نراه من كثيرين في المجتمع الدولي. انعدام التعاطف. انعدام الحقيقة. انعدام الإنسانية".

وأضاف: "هذه ليست مجرد أزمة إنسانية، بل هي أزمة أخلاقية تشكّل تحدياً للضمير العالمي. سنواصل رفع الصوت في كل فرصة".ولفت غوتيريش إلى أنه "منذ البداية، أدنت بشكل متكرر الهجوم الرهيب" الذي شنته "حماس" في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 على إسرائيل، والذي أشعل فتيل الحرب لكن "لا شيء يمكن أن يبرر ارتفاع عدد الوفيات والدمار منذ ذلك الحين ... حجمهما ونطاقهما يتجاوز أي شيء رأيناه في عصرنا الحديث". وتابع: "يتحدث الأطفال عن رغبتهم في الذهاب إلى الجنة لأنهم يقولون إنه يوجد طعام هناك على الأقل. نجري مكالمات فيديو مع عاملينا الذين يتضورون جوعاً أمام أعيننا ... لكن الكلمات لا تُشبع الأطفال الجائعين". وأدان غوتيريش أيضاً "مقتل" أكثر من ألف فلسطيني أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات غذائية منذ 27 أيار/مايو، عندما بدأت مؤسسة غزة عملياتها. وقال: "نحن نحتاج إلى أن نتحرك: وقف إطلاق نار فوري ودائم، والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن، ووصول الإغاثة على نحو فوري ومن دون عوائق". وأضاف أن الأمم المتحدة مستعدة "لزيادة العمليات الإنسانية بشكل كبير" في غزة إذا توصلت إسرائيل و"حماس" إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. بدوره، أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة اليوم الجمعة، أن حوالي ثلث سكان قطاع غزة لا يأكلون لأيام، محذراً من أن سوء التغذية في تزايد حادّ. وأفاد البرنامج في بيان ورد وكالة "فرانس برس" أن "الأزمة الغذائية في غزة بلغت مستويات من اليأس غير مسبوقة. حوالي شخص من أصل ثلاثة لا يأكل لأيام. سوء التغذية في تزايد حاد حيث إن تسعين ألف امرأة وطفل بحاجة عاجلة إلى العلاج". من جهته،، قال وزير الخارجية الإيطالية أنتونيو تاياني في روما اليوم: "لم يعد بإمكاننا القبول بالمجازر والمجاعة"، في قطاع غزة، لكنه رفض في الوقت نفسه الاعتراف بدولة فلسطين في هذه المرحلة، كما ستفعل فرنسا. وأوضح تاياني أن "الاعتراف بدولة فلسطين يجب أن يتم في الوقت نفسه الذي يعترفون فيه بدولة إسرائيل"، مثيراً انتقادات من المعارضة.

في غضون ذلك، لم يجد تحليل داخلي للحكومة الأميركية أي دليل على قيام "حماس" بسرقة ممنهجة للإمدادات الإنسانية الممولة من الولايات المتحدة، وهو الأمر الذي يشكك في الأساس المنطقي الرئيس الذي تقدمه إسرائيل والولايات المتحدة لدعم عملية مساعدات خاصة مسلحة جديدة. أُجري هذا التحليل، الذي لم يُنشر سابقاً، بواسطة مكتب تابع للوكالة الأميركية للتنمية الدولية، واكتمل في أواخر حزيران/يونيو. ودرس التحليل 156 حادثة سرقة أو فقدان لإمدادات ممولة من الولايات المتحدة، أبلغت عنها منظمات شريكة أميركية للمساعدات، بين تشرين الأول/أكتوبر 2023 وأيار/مايو من هذا العام. ولم يجد التقرير "أي تقارير تزعم أن حماس" استفادت من الإمدادات الممولة من الولايات المتحدة، وذلك وفق عرض شرائح للنتائج اطلعت عليه "رويترز". وخلص التحليل إلى أن ما لا يقل عن 44 من أصل 156 حادثة أُبلغ فيها عن سرقة أو فقدان إمدادات المساعدات كانت "بشكل مباشر أو غير مباشر" بسبب الإجراءات العسكرية الإسرائيلية، وفقاً للشرائح الموجزة. وأشارت الدراسة إلى وجود قيد: بما أن الفلسطينيين الذين يتلقون المساعدات لا يمكن التحقق منهم، فقد يكون من الممكن أن تذهب الإمدادات الممولة من الولايات المتحدة إلى المسؤولين الإداريين في "حماس".

وحذر مصدر مطلع على الدراسة أيضاً من أن "غياب التقارير عن تحويل المساعدات على نطاق واسع من جانب حماس لا يعني أن التحويل لم يحدث". في المقابل، نفى متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية صحة هذه النتائج، مؤكداً وجود أدلة مصورة على نهب "حماس" للمساعدات، لكنه لم يقدم أي فيديوهات من هذا القبيل.  وشككت المتحدثة باسم البيت الأبيض آنا كيلي في وجود هذا التحليل، قائلة إن أي مسؤول في وزارة الخارجية لم يطلع عليه، في حين قال مصدران مطلعان على الأمر إن تبادلاً للنتائج قد أُجري مع مكتب المفتش العام للوكالة الأميركية للتنمية الدولية ومسؤولي وزارة الخارجية المعنيين بسياسة الشرق الأوسط، في الوقت الذي يتفاقم فيه النقص الحاد في الغذاء في القطاع المدمر. وتشير تقديرات الأمم المتحدة أيضاً إلى أن القوات الإسرائيلية قتلت أكثر من ألف شخص كانوا يسعون للحصول على إمدادات غذائية، أغلبهم بالقرب من مواقع التوزيع العسكرية لمؤسسة غزة الإنسانية، وهي منظمة مساعدات خاصة جديدة تستخدم شركة لوجستية أميركية ربحية يديرها ضابط سابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ومحاربون قدامى مسلحون في الجيش الأميركي.

 

السعودية تتصدّر العالم في السلامة المائية بخفض الوفيات 17 %...وزارة الصحة: حماية الأرواح أولوية وطنية

جدة: سعيد الأبيض/الشرق الأوسط/25 تموز/2025

في يوم يحتفي فيه العالم بجهود حماية الأرواح من الغرق، تثبت السعودية ريادتها ووجودها الدائم في المقدمة على جميع المستويات، مع تصدرها المرتبة الأولى عالمياً في استيفاء معايير السلامة المائية والإنقاذ من الغرق، حسب تصنيف منظمة الصحة العالمية. وهذه المرتبة التي حصلت عليها السعودية لم تأتِ مصادفة، بل هي ثمرة عمل مؤسسي وتكامل وطني بمشاركة جميع القطاعات، نتج من خلاله خفض حالات الوفاة المرتبطة بالغرق بأكثر من 17 في المائة، وتفادي عبء اقتصادي يتخطى 800 مليون ريال (212 مليون دولار)، عبر تقليل الإصابات، وتخفيف الضغط على النظام الصحي، وهو ما جعلها تتقدم بذلك على كثير من الدول حول العالم، وتسجل حضورها اللافت في الحفاظ على الإنسان. ويصادف 25 يوليو (تموز) من كل عام «اليوم العالمي للوقاية من الغرق»، الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2021؛ بهدف لفت الأنظار إلى واحدة من أكثر الكوارث الصامتة فتكاً، وفق وصف منظمة الصحة العالمية التي تدعو إلى أهمية تكثيف الجهود في جميع الدول، للحد من حالات الغرق عبر تنفيذ حزمة من البرامج.

وفي هذا السياق، أكد وزير الصحة السعودي، فهد الجلاجل، أن «الوقاية من الغرق تمثّل ركيزة استراتيجية في المنظومة الصحية» لبلاده، وتعبيراً صادقاً عن التزامها العميق بحماية الأرواح، انسجاماً مع مستهدفات «رؤية 2030»، التي تسعى من خلال تحول القطاع الصحي إلى الوقاية، ورفع متوسط العمر المتوقع للمواطن. وأضاف الوزير أن «السعودية رسّخت السياسات الوقائية، حتى باتت في الصدارة عالمياً في مكافحة الغرق»، مشيراً إلى انخفاض الوفيات بنسبة 17 في المائة، «مما يعكس أثر العمل المؤسسي، وتكامل الجهود الوطنية في حماية الإنسان».

ويأتي هذا الاحتفاء امتداداً لنهج المملكة في بناء سياسات وقائية متكاملة، بدءاً من تبني السياسة الوطنية للوقاية من الغرق عام 2021، بإشراف لجنة دائمة تضم 12 جهة حكومية بقيادة هيئة الصحة العامة «وقاية»، وتنفيذ 12 مبادرة وطنية، أسهمت بشكل ملموس في تقليل الإصابات والوفيات، مع توسيع برامج التوعية المجتمعية، وتعزيز التعليم الوقائي في المدارس والمناطق الساحلية. من جهته قال الرئيس التنفيذي للهيئة، الدكتور عبد الله القويزاني، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن تبنّي مجلس الوزراء «اليوم العالمي للوقاية من الغرق» يُجسّد اهتمام القيادة السعودية بحماية الأرواح، ويعكس التزام المملكة بتعزيز الوقاية ضمن منهج الصحة في كل السياسات.

وأوضح القويزاني أن السعودية، من خلال «سياسة الوقاية من الغرق»، أرست أول منظومة وطنية تكاملية للسلامة المائية والإنقاذ، تقودها الهيئة عبر لجنة دائمة تضم 12 جهة حكومية، وتُفعّل من خلالها تدخلات وقائية مبنية على البراهين العلمية، تستند إلى نظام موحّد لرصد حالات الغرق. وأشار إلى أن هذه الجهود أثمرت خفض معدلات الوفيات الناتجة عن الغرق بأكثر من 17 في المائة، وتفادي عبء اقتصادي يُقدّر بنحو 800 مليون ريال سعودي، بالإضافة إلى تصدر السعودية عالمياً في استيفاء معايير السلامة المائية والإنقاذ، حسب تقرير منظمة الصحة العالمية.

وشدَّد على أن ما تحقق هو ثمرة تكامل الجهود الوطنية، واستشعار الجهات المعنية مسؤوليتها في حماية الأرواح، إلى جانب الدور المحوري للوعي المجتمعي، باعتباره خط الدفاع الأول، مؤكداً استمرار الهيئة في تنفيذ برامج توعوية شاملة تستهدف مختلف فئات المجتمع، لترسيخ ثقافة السلامة المائية، وجعل الوقاية سلوكاً وممارسة يومية تشاركية. وبالعودة إلى اليوم العالمي، تشير التقارير الصادرة عن منظمة الصحة العالمية إلى أن ما يقارب 236 ألفاً إلى 300 ألف شخص يفقدون حياتهم سنوياً بسبب الغرق، بمعدل أكثر من 30 وفاة في الساعة الواحدة، ويقع أكثر من 90 في المائة من هذه الحالات في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل، فيما يُعد الأطفال دون سن الخامسة من الفئات الأكثر عرضة، حيث يشكّلون نحو ربع الوفيات السنوية. وتُظهر التقارير أن الغرق يُعد السبب الرابع للوفاة بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 1 و4 سنوات، والثالث للفئة العمرية من 5 إلى 14 سنة، مما يعكس خطورته على الفئات العمرية الصغيرة. وعلى الرغم من خطورة الأرقام، تشير المنظمة إلى انخفاض معدل الغرق عالمياً بنسبة 38 في المائة منذ عام 2000، نتيجة ازدياد الوعي وتطبيق التدابير الوقائية. ودعت المنظمة، في تقريرها الصادر بمناسبة هذا اليوم، إلى تبني استراتيجيات فعّالة للوقاية، تشمل تعليم الأطفال السباحة، وتوفير الحواجز الآمنة حول مصادر المياه، وزيادة التوعية المجتمعية، لافتة إلى أن الغرق «قضية يمكن تفاديها تماماً إذا توافرت الإرادة والإجراءات الصحيحة». هذه الاستراتيجيات الفعّالة تبنّتها السعودية من وقت مبكر، مما نتج عنها هذا الاحتفاء بالمنجز الكبير الذي لا يقتصر على الرمزية، بل يتجلى في أرقام حقيقية وإجراءات فاعلة، تؤكد أن حياة الإنسان تظل أولوية، وأن السياسات الذكية والتخطيط المبكر قادران على الحد من الكوارث الصامتة قبل وقوعها.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

من زمن السيوف إلى زمن الحروف

عبد الرحمن شلقم/الشرق الأوسط/25 تموز/2025

سنة 1440م اخترع يوهان غوتنبرغ آلة الطباعة في ألمانيا. مباشرةً أصدر السلطان العثماني بايزيد الثاني فرماناً يحرّم فيه على المسلمين استخدام المطبعة في كامل الإمبراطورية العثمانية، مبرراً المنع بالخوف من استخدام هذا الاختراع النصراني، في تزوير النصوص الدينية الإسلامية المقدسة. نشط رجال الدين والخطَّاطون والنسَّاخ في دعم الفرمان السلطاني، وهناك عامل آخر كرَّس عداء الباب العالي للاختراع الجديد، وهو الخوف من انتشار المعلومات، ووصولها إلى العامة في أرجاء الإمبراطورية الواسعة. القرن الخامس عشر كان بداية ارتفاع فنارات التعليم والتنوير في أوروبا. بدأت المواجهة بين رجال العلم والفلسفة، ورجال الدين المسيحي تتحرك بسرعة وبقوة، لمصلحة الأولين وتراجعت سطوة الكنيسة وهيمنتها على العلم والفكر والثقافة والتعليم. بدأت المدارس النظامية والجامعات تنتشر في أوروبا، وتراجعت الأمية، وتنقل المفكرون والأساتذة بين الجامعات الأوروبية، واتسع نشاط الترجمة في جميع المجالات الفكرية والعلمية، واتسعت كتابة الكتب ونشرها في القارة الأوروبية. المطبعة كانت آلة تأسيس الزمن الأوروبي الجديد، بضوئه الذي أشعل الأنوار، وحوَّل المعرفة وجبة يومية للعقل. سنة 1517م أطلق القس الألماني مارتن لوثر ثورته ضد كنيسة الفاتيكان، وترجم الإنجيل إلى اللغة الألمانية. كانت آلة الطباعة سلاحه السحري، الذي قصف به أركان الاستبداد الديني الذي باع صكوك الغفران للفقراء الأميين. لم تعد النصوص الدينية المكتوبة باللغة اللاتينية الطلاسم المقدسة التي يغمض البسطاء في حضرتها عيونهم، ويغلقون عقولهم. مثَّلت حركة مارتن لوثر الاحتجاجية الاندفاعة الأوروبية الثانية، بعد حركة النهضة التي قادتها أسرة آل ميدتشي في فلورنسا الإيطالية.

آلة الطباعة كانت المفتاح العلمي، الذي شرَّع باب العصر الإنساني الجديد. تحرك كل شيء في أوروبا، العقول والحواس وطاقات الناس. صارت الدنيا غير الدنيا بمن فيها وما فيها.

في حين استمر تحريم آلة الطباعة في جميع أنحاء الإمبراطورية العثمانية إلى سنة 1725م، حين سُمح باستخدامها في طباعة الكتب الدينية المسيحية واليهودية فقط. على مدى قرون ثلاثة، حُرم المسلمون بمن فيهم العرب من رؤية ضوء الزمن الجديد، الذي أشعلته المطبعة. كانت الإمبراطورية العثمانية، حتى القرن الخامس عشر، القوة العسكرية العالمية الضاربة التي لا تقهر. قوة عسكرية بها مئات الآلاف من المقاتلين الأشداء، ضمت إنكشارية من مختلف الأعراق. البلقانيون والألبان والعرب والأتراك، يستخدمون البنادق والمدافع والخيالة السباهية والمشاة.

سنة كانت المواجهة الفاصلة الحاسمة بين عصرين، عصر السيوف وعصر الحروف. معركة زنتا الكبرى في صربيا سنة 1697م، حيث اصطدم عصران، أحدهما قادم وآخر يغادر. لم تكن الموقعة التاريخية مجرد حرب بين قوتين، بل كانت مخاضاً نارياً عنيفاً في أحشاء زمن يتخلق فيه زمن جديد. معركة شكَّلت بداية تهاوي الإمبراطورية العثمانية عسكرياً وسياسياً وحضارياً. في نهاية القرن السابع عشر، كانت أوروبا تشهد تحولاً عميقاً، لم يقتصر على المجال السياسي والعسكري فحسب، بل شمل العلم والفكر والفلسفة والاقتصاد والبناء المجتمعي. أعادت أوروبا بناء كل شيء على أسس عقلانية، أنتجتها أفكار عصر التنوير المبكر. في حين ظلّت الإمبراطورية العثمانية، حبيسة قفص الموروث التقليدي، وفقدت فاعليتها في الداخل والخارج. منذ بداية النصف الثاني من القرن السابع عشر، بدأت أعراض الوهن والترهل، تبرز على كامل جسد الإمبراطورية العثمانية. وبدأت تفقد تدريجياً سيطرتها على أطرافها الأوروبية، وانخفضت قدرات الجيش الإنكشاري الذي كان يوماً رمز الرعب في القارة الأوروبية. عمَّ الفساد مفاصل الإمبراطورية، وتحولت المؤسسات حلباتِ صراعٍ على المصالح بين النخب الفاسدة، وتفشت الرشى والمحسوبية، وتحكمت القرابة في سلم الوظائف. في الجهة المقابلة، كانت أوروبا تشهد صعوداً شاملاً بسرعة، شكَّلت قوتها الجديدة بعقل جديد. بدأت أسرة آل الهابسبرغ في النمسا تجني ثمار العصر الأوروبي الحديث. تنظيم عسكري حديث صارم، وإدارة بيروقراطية فاعلة منضبطة، ساعد كل ذلك على بناء تحالف عسكري أوروبي فاعل. الهدف الأوروبي الاستراتيجي، هو تحرير أوروبا من الوجود العثماني.

كانت الدولة العثمانية تتصرف كأنها لا تزال في كامل قوتها العسكرية، ولم تدرك حجم التطور الذي شهدته أوروبا. ففي الوقت الذي كانت فيه المدفعية الأوروبية، تدار بأنظمة دقيقة، مع مناورات يجرى التخطيط التفصيلي لها. في معركة زنتا بين الجيش العثماني والجيش النمساوي، كان السلطان مصطفى الثاني يقود الجيش العثماني المكون من ثمانين ألف مقاتل، والأمير أوجين يقود الجيش النمساوي المكون من ثلاثين ألفاً. جيش عثماني عرمرم بعقل وسلاح أكله الصدأ، يقابله جيش محدود العدد يقاتل بعقل وعلم وتخطيط وليد الحداثة. كانت معركة بين زمنين، هُزم الجيش العثماني وقتل وأُسر وغرق وهرب منه الآلاف.

لقد دفع عقل التحريم الثمن وهو الهزيمة. عندما أصدر السلطان بايزيد الثاني فرمان تحريم استعمال المطبعة، حرم شعب بكامله من الدخول إلى زمن جديد لم تشهده الدنيا من قبل. المطبعة جعلت من الحروف سرباً للعقول الزاجلة، التي تتحرك في فضاءات عالمية مستطرقة، تهب نور العلم والفكر لكل الإنسانية. معركة زنتا كانت الخط الذي فصل بين عصرين، عصر صدئت فيه السيوف، وتوهجت فيه الحروف.

 

الثنائي الخالد

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/25 تموز/2025

يولد المشرقي العربي تحت لوحة حجرية كتب عليها «سايكس - بيكو». الأكثرية الساحقة لا تعرف ما هي، لكنها تعيش العمر وهي تحمّل البريطاني اللعين والفرنسي الملعون مسؤولية كل حرب في حياتنا، ومسؤولية الريّ والجفاف، والتدهور والتخلّف، والصراعات الطائفية، والنزعات القبلية والعشائرية، وسهولة انفجار العنف، وانتشار العداء، وبوار موسم الزيتون. حاول للحظة أن تحسب كم مرة مرت أمامك عبارة «سايكس-بيكو» في الأسابيع الماضية. سوف تكتشف أن العالم العربي كان قبلها جنة السكون والترقي، جنة العلوم والتقدم، ساحة الانسجام والتواصل. ثم فجأة، قرر اللعين والملعون أن يفسدا كل شيء. قال سايكس لبيكو: عليك بالجانب الأيسر من الأمة، وقال بيكو لسايكس: عليك، اذهب وفَرِّق وحدة الصحراء، وأَوْقِع بينهم الخلاف، واقطع الرؤوس. ووزع فيديوهات عن العادات الدموية التي تحدث تحت شعار الأخوة والشهامة.

في الماضي كان مفكرونا ومحللونا هم مَن يطلعون علينا، مع كل شارقة وغاربة، بدراسة أو تعليق أو تحليل عن مسؤولية الثنائي، وعما حل ويحل بنا منذ 1916، حرب 1947، حرب 1967، زلزال 1956، كامب ديفيد، دارفور، أورفكان، كارلوس في الخرطوم. دائماً يقفز إلى الذاكرة الحادة سايكس وبيكو إخوان، وابنا عم. هل انتبهت إلى عدد المرات التي أحلنا بها كل ما حدث أخيراً إلى بيكو وسايكس. هات يا ولد، اعطنا ثلاثة سايكس وأربعة بيكو. لكن ماذا عن أثر الحربين العالميتين؟ ماذا عن خروج بريطانيا وفرنسا من المنطقة؟ ودخول أميركا وروسيا؟ ماذا عن تهاوي وتلاشي نفوذ أوروبا، وأي أثر لسايكس أو بيكو اليوم في تفلت زوايا المنطقة حجارة وركاماً. الحقيقة أن سايكس بيكو أصبحت بالنسبة إليَّ مسألة شخصية. فقد أتقنت مع الوقت أن أتحاشى ذكرها، باعتبارها عادة سقيمة. لكن كيف يمكن تجنب قراءتها. هي، ولاءات الخرطوم، ونكسات يونيو، وربيع العرب، وقرارات مجلس الأمن تحت البند السابع. والعزة للعرب.

 

إذَا انْصَرفتْ نفسِي عَنِ الشَّيء!

تركي الدخيل/الشرق الأوسط/25 تموز/2025

وَمَعْنُ بنُ أَوْسٍ المُزَنِيِّ (ت64هـ = 683م)، شَاعِرٌ مِنْ فُحُولِ الشُّعَرَاءِ العَرَبِ. قَالَ عَنْهُ أبُو الفَرَجِ الأَصْفَهَانِيّ فِي «الأَغَانِي»: شَاعِرٌ مُجيدٌ، فَحْلٌ، مِنْ مُخَضْرَمِي الجَاهِلِيَّةِ وَالإِسْلَامِ، فإَنَّهُ مَدَحَ عبدَ اللهِ بنَ جَحْشٍ، وَغَيْرَهُ، وَوَفَدَ عَلَى عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ مُسْتَعِيناً بِهِ عَلَى أَمْرِهِ، وَخَاطَبَهُ شِعْراً، وَعُمِّرَ بعدَ ذلكَ إلَى زَمَانِ عبدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ. وَذَكَرَ ابنُ حجَرٍ فِي «الإِصَابَة»: أنَّ مَعنَ بنَ أَوْسٍ قَصَدَ عَبدَ اللهِ بنَ الزُّبَيْرِ، بِمَكَّةَ يَومَ كَانَ أَمِيراً، فَسَألَهُ، فحَرَمَهُ وَلَمْ يُعطِهِ.

فَقَالَ مَعْنُ: لَعَنَ اللهُ ناقةً حَمَلَتْنِي إِلَيْكَ!

فَقَالَ ابنُ الزُّبَيْرِ: إنَّ وَرَاكِبَها! أي: أَجَلْ.

وَذَكَرَ القِصَّةَ الخَلِيلُ بنُ أحْمَدَ الفَرَاهِيدِيّ فِي «العَيْن»، دَلِيلاً عَلَى اسْتِخْدَامِهِمْ (إنَّ) فِي مَوضِعِ (أَجَلْ)، لَكِنْ عَنْ أعرَابِي مَعَ ابنِ الزُّبَيرِ. وَيَبْدُو أنَّ القِصَّةَ الَّتِي فِيهَا قَوْلُهُ: لَعَنَ اللهُ نَاقةً حَمَلَتْنِي إِليْكَ، لَيْسَتْ لِمَعْنٍ بلْ هِيَ لِعَبْدِ اللهِ بنِ الزّبير الأسدِيّ، الشَّاعِرِ، مَعَ عَبدِ اللهِ بنِ الزُّبَيرِ بنِ العَوَّامِ، كَمَا فِي «أمَالِي بن المَزرع»، وَقيلَ هِيَ لفَضَالةَ بنِ شَريكٍ الكَاهليّ الأسدِيّ، مِنْ أسَدِ بَنِي خُزيْمَةَ، معَ ابن الزُبير، وفقاً للمُعَافَى بنِ زَكَرِيَّا، فِي «الجَليس الصالح الكافي والأنيس الصالح الشافي». لكِنَّ مَعْنَ بنَ أَوْسٍ، قَدِمَ مكةَ علَى ابنِ الزُّبَير، فَأنْزَلَهُ دَارَ الضّيفَانِ، وَكَانَ يَنزلُهَا الغُرَبَاءُ وَأبْنَاءُ السَّبِيل، فَأقَامَ يَومَهُ لَمْ يُطعَمْ شيئاً؛ حَتَّى إذَا كَانَ اللَّيلُ جَاءَهُمْ ابنُ الزُّبَيْر بتَيْسٍ هَرِمٍ هَزِيلٍ، فَقَالَ: كُلُوا مِنْ هَذَا، وَهُمْ نَيِّفٌ وَسَبْعُونَ رَجُلاً؛ فَغَضِبَ مَعْنٌ وَخَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ، فَأتَى عُبَيْدَ اللهِ بنَ العَبَّاسِ، فَقَرَاهُ وحَمَلَهُ وَكَسَاهُ، ثُمَّ أتَى عَبْدَ اللهِ بنَ جَعفرَ وَحدَّثَه حَدِيثَه، فَأعْطَاهُ حَتَّى أَرْضَاهُ، وَأَقَامَ عِندَهُ ثَلَاثاً، ثمَّ رَحَلَ. فَقَالَ قَصِيدَةً هَجَا بِهَا ابنَ الزُّبَيرِ، وَمَدَحَ ابنَ جَعفَرَ وَابنَ عبَّاسٍ رَضِي اللهُ تَعَالَى عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ، ذَكَرَهَا صَاحِبُ «الأغاني» وَغَيْرُهُ. وَمِنْ مَعَالمِ تَحَضُّرِ مَعْنِ بنِ أَوْسٍ، أَنَّهُ كَانَ مِئناثاً، وَالمِئْنَاثُ هُوَ مَنْ يَلِدُ الإنَاثَ رَجُلاً كَانَ أو امْرَأة، فَكَانَ يُحسِنُ صُحبَةَ بنَاتِهِ وعِشْرَتَهُنَّ وَتَربِيَتَهُنَّ؛ وَوُلِدَ لِرَجُلٍ مِنْ عَشِيرَتِهِ بِنتٌ فَكَرِهَهَا وَأظْهَرَ جَزَعاً مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ مَعْنٌ:

رَأَيتُ رِجَالاً يَكْرَهُونَ بَنَاتِهِمْ

وَفِيهِنَّ، لَا تُكْذَبْ، نِسَاءٌ صَوَالِحُ

وَفِيْهِنَّ، وَالأَيَّـــامُ تَعْثُرُ بِالفَتـي

نَـوَادِبُ لَا يَمْلَلْنَــــــهُ وَنَـوائِـحُ

وَلِمَعْنٍ بَيتُ شِعْرٍ، مِنْ أشْهَرِ أَبْيَاتِهِ، وَجَعَلَهُ الثَّعَالِبِيّ فِي «لباب الآداب» أَمِيرَ شِعْرِه، لَكِنَّهُ رَغْمَ شُهْرَتِهِ وَجَمَالِهِ، فِيهِ شَيْءٌ مِنَ التَّقْلِيدِيَّةِ، وَهُوَ قَوْلُهُ:

إِذَا انصَرَفَتْ نَفْسِي عَنِ الشَّيْءِ لَمْ تَكُن

إِلَيْهِ بِوَجْـهٍ آخَـرَ الدَّهْـرِ تُـقْـبِـلُ

وَذلكَ أنَّ مُعظَمَ الخَلقِ، إذَا تَحَقَّقَ لَهُمْ انْصِرَافُ نُفُوسِهِمْ عَنْ شَيءٍ مَا، فَإنَّ مِنْ مُقْتَضَيَاتِ هَذَا الانْصِرَافِ، عَدَمَ الإقبالِ عَليْهِ مَرَّةً أُخْرَى! وَيبدُو أنَّ شَاعرَنَا الكَبيرَ أرَادَ أن يُبيِّنَ إعْراضَ نَفسِهِ عَمَّا لَا يَتَهَيَّأُ لَهَا، مِنْ بَابِ التَّرَفُّعِ وَعِزَّةِ النَّفسِ، فَقَالَ: إذَا انصرَفتْ نَفْسِي عَنِ الشَّيء لَمْ تَكُنْ لِتُقْبِلَ عَلَيهِ بَعدَ ذَلِكَ، وَأَحْسَبُ أنَّ هذَا هُوَ مَا يَحدثُ لِغَالبيَّةِ النَّاسِ، إذَا انْصَرَفَتْ نُفُوسُهُم، أَمَّا إِذَا لمْ تَنصَرِفْ عَنِ الشَّيْءِ النُّفُوسُ، فإِنَّ قلةً مِنَ النَّاسِ مَنْ يَصْرِفُهَا عَنْهُ جَبْراً، حَتَّى لَا تَضْطَرُّهُ نَفسُهُ إلَى مَا لَا يَلِيقُ. وَهَذَا عَيْنُ مَا تَحدَّثَ عَنْهُ أبو ذُؤَيبٍ، فِي بَيْتِهِ الَّذِي قَالَ عَنْهُ الأَصْمَعِيُّ: «هُوَ أَبْرعُ بَيْتٍ قَالَتْهُ العَرَبُ»، وَهُوَ قولُ الهُذَلِيِّ:

وَالنَّـفْـسُ رَاغِـبَـةٌ إِذَا رَغَّـبْـتَـهَا  وَإِذَا تُـــرَدُّ إِلَـى قَـلِـيـلٍ تَـقْـنَـعُ

 

مَا يخيفُ نتنياهو في غزة؟

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/25 تموز/2025

حربُ غزةَ بفظائعها تقتربُ من إكمال عامِها الثاني، لتسجّل بذلك أطولَ المواجهات وأكثرَها دمويةً في تاريخ الصراع الفلسطيني والعربي - الإسرائيلي.

لماذا دامت كل هذا الوقت؟

هناكَ من يعتقد أنَّ إسرائيلَ تخشى على من تبقَّى من الرهائن. وآخرون يظنّون أنَّ إسرائيل تتجنّب المزيد من الخسائر بين صفوفها. والبعض يرَى أنَّها عاجزة عن القضاء على ما تبقَّى من قوة «حماس».

رَأيي أنَّ إسرائيل لا تريد حسمهَا إلا وفق نهاية تكتبها هي، بمنع عودة السلطة الفلسطينية لحكم القطاع. وستستخدم لإطالة الأزمة ما تبقَّى لها من أسلحة من التّجويع إلى الـتّهجير. باختصار، نتنياهو لا يخاف إلا من قيام الدولة الفلسطينية. لوقفِ الحرب لدى واشنطن حلّ عملي، «حماس» تغادر غزةَ وإسرائيل توقف الحرب. إنَّما لا «حماس» ولا إسرائيل تقبلان بذلك! إسرائيل تحديداً، كونها الطرف الأقوى، لا تريد إخراج «حماس» إن كان الثمن عودة السلطة الفلسطينية. نتنياهو وفريقه مقتنعون بأنَّ السلطة الفلسطينية أكثر خطراً على إسرائيل من «حماس». فـ«حماس» لا شرعية دولية لها، وتمثّل كلَّ مَا يخيف معظمَ دولِ العالم، حتى العَربية، فهيَ جماعةٌ جهادية مؤدلجة مسلحة. في حين أنَّ السلطة هي الممثل الشرعي للفلسطينيين، وفق الأمم المتحدة، وإذا بسطت سلطتَها على غزة فسيعني ذلك أنَّه الطريق إلى دولة فلسطينية. حركة «حماس» رغم ما تفعله، بما فيه هجماتها في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، تظلّ في نظر إسرائيل مجرد «جماعة إرهابية» ستتعامل معها كمَا تفعل بقيةُ دول العالم مع مثيلاتها.نتنياهو يرَى أنَّ من الحماقةِ أن يقضي على «حماس» ويكافئ السلطة الفلسطينية بحكم غزة، لتصبح هي الكاسبَ من كل هذه الحروب، وتكون هناك دولة أمر واقع فلسطينية. فقد سعى نتنياهو شخصياً لمنع هذا السيناريو في علاقة تكافليةٍ مع «حماس» منذ بدايات حكمه، عندما قام بتمكينِ الحركة من إدارة القطاع. نتنياهو مرتشٍ وانتهازيّ لكنَّه ليس بالأحمق، يدرك أنَّ تسليمَ رام الله مفتاحَ غزة تلقائياً سيعني بدء العد التنازلي لقيام الدولة الفلسطينية. بعد انتصاراته السريعة والباهرة على «حزب الله» والأسد وإيران، يواجه نتنياهو استحقاقاً مشابهاً لما بعد حرب تحرير الكويت في 1991. فالتحالف الخليجي الأميركي دحرَ صدام وحرَّر الكويت وقضى على مصدر تهديد لإسرائيل، وطالبها بثمن لذلك... حل للقضية الفلسطينية. في السَّنة ذاتها التي انتصر فيها التحالف على صدام عُقد مؤتمر مدريد رغم تمنّع رئيس الوزراء الإسرائيلي شامير. قبل مضطراً، ليمهد «مدريد» لـ«اتفاق أوسلو» لاحقاً، الذي أعاد الفلسطينيين من الشتات لأول مرة في تاريخِ الصراع. نتنياهو يعرفُ التَّاريخ، ويخشى أن «تنحرف» انتصاراته نحو قيام دولة فلسطينية ما. عملياً، بمقدور إسرائيل التي دمَّرت «حزب الله» ووصلت إلى زعيمه حسن نصر الله تحت الأرض، فعل الشيء نفسه مع «حماس». وهي كمَا نشهد، لا تبالِي بالخسائر بين جنودِها، ورهائنها ليسوا على رأس اعتباراتها، وبالتأكيد لا يهمّها كم يباد من الفلسطينيين. لم يبقَ من المخطوفين الـ251، في الأسر سوى نحو 23 شخصاً حياً. اليوم وصلت مفاوضات المبعوث الأميركي مرحلة متقدمة لإنهاء مأساة شعب غزة، وإطلاق سراح من تبقَّى، نحو خمسين إسرائيلياً حياً وميتاً، ونزع سلاح «حماس». لكن يظلّ هاجس نتنياهو عودة السلطة الفلسطينية لحكم غزة. حتى دون حلّ من المبعوث ويتكوف، نتنياهو يستطيع أن يوقع نهاية الحرب بالقضاء على ما تبقّى من قوة «حماس»، وسيتحمّل المزيد من الخسائر البشرية كما فعل في الحروب الموازية. فقد خاطر بسلامة شعبه عندما فتح جبهات مع «حزب الله» وإيران والحوثي، ومستعد للمخاطرة والخسائر في مواجهة أخيرة مع «حماس».

إذاً لماذا لا يفعلها نتنياهو؟

مع اقتراب الحسم خلال الشهرين المقبلين، أعتقد أنَّ معضلته هي البحث عن ترتيب يمنع ما قد يؤدي لقيام دولة فلسطينية. فما يعوقه لحسم حرب غزة شأن مختلف عن الخسائر الإضافية بين جنوده، وخسارته رئاسة الحكومة، خاصة أنَّ ترمب يقوم بجهد علني لمنحه الحصانة من المحاسبة ويدعمه ليبقى رئيس وزراء. القضية من منظور استراتيجي هي أبعد من الأحداث الوقتية، إسرائيل لا تريد للسلطة الفلسطينية أن تعود لغزة وضمّها لرام الله، حتى لو اضطرها ذلك لإعادة «حماس» أو تسليمها للعرجاني ليديرها.

 

هل قـوّةُ لبنان بسلاحِه ...؟

الوزير السابق جوزف الهاشم/عن جريدة الجمهورية/25 تموز/2025

لم يكنْ من الضروري أن نقدّمَ الحلوى ضيافةً للموفد الأميركي :"توم بارّاك"، لعلّ العينَ تستحي وتغضُّ النظرَ عن السلاح ، لأن لبنان ليست قوّتُـه بسلاح المسيّرات بل بسلاح الحضارات . ثمَّ ، لو أنّ السلاح هو الذي يحمي الدول من الخطر الوجودي ، لكان وجود ما يزيد على مئتي دولة في العالم مهدّداً بالخطر ، ولكان في مقدور بعض الدول الكبرى أنْ تحتلّ سائر دول الأرض وتزيلها من الوجود .يقولون : "هناك ثلاثة أخطار حقيقية على لبنان : الخطر الإسرائيلي ، والطغيان الأميركي ، والأدوات الداعشية ..."ولكن ، من أجل إزالة الخطر الإسرائيلي الوجودي يقتضي إزالة إسرائيل من الوجود ، ولا بـدّ كذلك من مواجهة الطغيان الأميركي بالطغيان اللبناني ، ولو أنّـنا نملك هذه القوة النارية الطاغية ، لما وافقنا على وقف النار ، لوقف طغيان التدمير والتهجير والإغتيالات فوق الأرض وتحت الأرض .أمّـا خطر "الأدوات الداعشية" فإنّـه أكثر ما يستهدف المسيحيين كمثل تفجير كنيسة مار الياس في دمشق ... وهل هذا يعني أنّ على المسيحيين أنْ يمتلكوا السلاح من أجل الدفاع عن وجودهم من الداعشية ...؟

هذا مع العلم ، أنّ أيَّ خطرٍ وجودي على طائفة في لبنان هو خطرٌ على كلّ لبنان وعلى كيانه الوجودي .

إذا كان من شأن كلّ طائفة أنْ تدافع عن نفسها بسلاحها ، فيحلّ سلاحُها محلّ السلاح الشرعي للدولة ، فقد تتحوّل الدولة إلى مجموعات عشائرية متضاربة، وعلى المجلس النيابي إذْ ذاك أن يعدّل الدستور ، وعلى رئيس الجمهورية أنْ يعدّل خطاب القسم ، وعلى الحكومة أن تتخلّى عن بيانها الوزاري ، ليصبح الخطر الوجودي لكلّ طائفة يترنّح بين الوجود والعدم .في كتابـهِ : "الوجود والعدم "يرى الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر" : "أن الوجود هو وجود إنساني قبل كل شيء ، يتحّرك فيه الإنسان عبر إمكاناتٍ تجعل الأفعال ممكنةً ، فلا جبْـرَ ولا إكراه ولا وجود لإرادتين بل لمشيئةٍ واحدة ..."

القول : إنَّ قـوةَ لبنان في ضعفـهِ لا يعني الإستسلام والتخلّي عن سلاحه المقاوم ، بل هو يمتلك السلاح الأمضى لمبارزة إسرائيل بتفوّق ، إنّـه السلاح الحضاري والسياسي والسياحي والتجاري والخدماتي والثقافي والإعلامي والديمقراطي والإنفتاح على العالم بصيغة مثالية تسفّهُ العنصرية الصهيونية .

إنـه سلاح اللّوبي اللبناني في المغتربات الذي بات يحتلّ مركزاً مرموقاً مؤثِّـراً في قرارات الأمم بما ينافس اللّوبي الصهيوني ويخلع الستائر التي تغطّي به إسرائيل جرائمها الوحشية ضـد إنسانية الإنسان .

أليس أنّ المغترب اللبناني "توم بارّاك" : هو الذي يتولّى المفاوضات في سوريا ولبنان باسم أميركا ...؟

والمغترب اللبناني مسعد بولس مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب للشؤون العربية والشرق الأوسط وإفريقيا ، مكلفٌ معالجةَ الأوضاع القائمة فيها ، ومن أمثالهما هناك في المغتربات ألوف من اللبنانيين البارزين . في الملمَّات الكبائر لا بـدّ من إيقاظِ العقل عندما يكون راقداً على فراش الموت السريري .

وفي ملمّات حرب 1975 وجّـه الإمام موسى الصدر نـداءً إلى العقل "وشنَّ حملةً على السلاح الذي يستعمله المواطن بصورة وحشية ضـدّ مواطنيه ، والذي يعرّض الأمـة والوطن للإنفجار ..." مجلة الحوادث : 11/7/1975 . وعن الشرعية قال الإمام : لا حـلّ في لبنان إلاّ بإقامة الشرعية ، ولا شرعية إلا بتذويب الدويلات أياً كانت صيغتُها ..." 30/7/1978 .ثم راح الإمام الصدر يـؤنّب اللبنانيين الذين يتخلّون عن الوطن ويعرِّضونه للخطر فقال : "تركتم الوطن الفريد من نوعه والذي لا نملك غيره ... هذه الأرض التي تعكس السماء ، وهذه الجغرافيا التي تمثلّ التاريخ وامتدّت إلى العالم كلّه فتبَلْورَ العالم منها ..." 7/1/1976 .

لعلّ أبـرز المحن التي حلّتْ بلبنان ، هو هذا الهبوط في مستوى كبار الرجال أمثال الإمام موسى الصدر ، الذي كان إماماً لكل اللبنانيين ، وإماماً للبنان الوطن ... أولئك الرجال الذين أنقذوا لبنان من خطر الفتوحات ، وحقّقوا وجوداً لبنانياً ضارباً في العالم ، ووجوداً حضارياً في التاريخ .

 

ويتكوف غاضب.. لحسم سقف التفاوض؟

أدهم مناصرة/المدن/25 تموز/2025

يبدو أن مضمون وأسلوب وتوقيت التصريحات الحادة التي أدلى بها المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف ضد حركة "حماس"، في أعقاب تسلم الوسطاء ردها على المقترح المحدث لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، يشير إلى أن المفاوضات قد دخلت مرحلة حاسمة جديدة، وليس انهيارها بالضرورة.

وهذا ما يدفع إلى الاستنتاج بأن الأيام المقبلة ستكون فاصلة لمصير مفاوضات وقف إطلاق النار، فإما تنتهي بصفقة، وإما تؤول إلى الانهيار.

وقال مصدر سياسي مطلع على سير مفاوضات الدوحة، لـ"المدن"، إن ويتكوف أطلق تصريحاته التي أربكت "حماس" وفاجأت الوسطاء، بعد مشاورات مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية رون ديرمر، وحاول فيها أن يقطع الطريق على نهج "الأخذ والرد" بشأن الملفات الخلافية، خصوصاً خرائط الانسحاب والمساعدات، وذلك بفرضه سقف إطار للتفاوض، بحيث تكون حدوده القصوى ما قبلته إسرائيل مؤخراً، وأن المطلوب "تنازل" حماس وليس تل أبيب، بدعوى أن الولايات المتحدة لا تريد مفاوضات طويلة، وإنما "حاسمة وسريعة".

في حين رصدت "المدن" تحليلات عبرية، أشارت إلى أن موقف ويتكوف نابع من توافق أميركي وإسرائيلي على رفض شروط "حماس"، إضافة إلى أن الظروف السياسية في إسرائيل لا تترك أي إمكانية لقبول تلك الشروط وتقديم تنازلات أكبر. وبينت تلك القراءات العبرية أنه دون ذلك، فإن تل أبيب تسعى إلى استغلال أي فرصة لإبرام صفقة تكون فيها "المكاسب" الإسرائيلية أكثر من الخسائر.

لكن مصدراً من "حماس"، أكد لـ"المدن"، أن السقف المقبول من الحركة، هو واضح، وذلك بتشديدها على أن العمق الذي يمكن لقوات الاحتلال الاحتفاظ به مؤقتاً خلال هدنة الستين يوماً، يجب أن يتراوح بين 800 متر وكيلومتر، إلى جانب مطالبتها بإلغاء آلية المساعدات الأميركية (مؤسسة غزة الإنسانية)، وأن يتم إدخال شاحنات المساعدات عبر أكثر من معبر بري، ثم تفريغها في مخازن وكالة "غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، على أن تتولى الوكالة ومنظمات أممية أخرى عملية التوزيع.

وفي رده على سؤال "المدن" بشأن السقف النهائي الذي يمكن لـ"حماس" قبوله بشأن الملفات الخلافية، قال المصدر إن هذا الأمر يتعلق بما يُمكن عرضه على الحركة، وضمن منطق "خذ وهات" والمقايضات بين ملف وآخر، مشيراً إلى أنه في المفاوضات "كل شيء متوقع بشأن سقوف القبول والرفض". وبين أنه على الرغم من أن رد الحركة الأخير كان أكثر مرونة من سابقه، إلا أن ويتكوف أراد أن يسلب آلية "العرض والطلب" بالمفاوضات.

وكشف المصدر أن رد ويتكوف القاسي، جاء بعد اشتداد الضغوط الأميركية على "حماس" في الأسبوع الأخير، مشيراً إلى أن الحركة أبدت مرونة نسبية بخصوص نقاط تواجد الجيش الإسرائيلي خلال الهدنة، ولكن مقابل إنجازات في نقاط أخرى، بموازاة طلبها ضمانات أميركية مكتوبة تقضي بإلزامية انسحابه لاحقاً، وأن يكون تواجده فيها مؤقتاً، وهو ما يعني أن الحركة طلبت ضمانات بخصوص الانسحاب، وليس فقط ضمانات بعدم استئناف الحرب إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي خلال هدنة الشهرين، وهو أمر لم تنجح "حماس" في تحقيقه حتى اللحظة، ولم يرُق لواشنطن أيضاً.

والحال أن المصدر الحمساوي أقر في حديثه ل"المدن"، أن النهج التفاوضي للحركة يعطي أولوية لملفي الانسحاب والمساعدات بشكل أكبر من الملفات الأخرى، لأسباب متعددة، يتصدرها البُعد العسكري، إذ أن الاحتلال يعتبر أن تثبيت نقاط تمركز عميقة في القطاع، يضمن المحافظة الدائمة على ما حققته العملية العسكرية من ناحية التهيئة اللوجستية و"تطهير" مناطق محددة، لتكون منطلقاً لاستئناف الحرب في أي لحظة بعد انتهاء الهدنة المحتملة، بينما تدرك "حماس" أن الإصرار على تراجع الاحتلال إلى نقاط تمركز أبعد، سيوفر إمكانية للمقاومة كي تعيد تموضعها وتضع عبوات ناسفة ومعيقات لوجستية، ما يعني أن جيش الاحتلال سيضطر إلى بدء جهد عملياتي بري من جديد ومن الصفر إذا ما أراد استئناف القتال، وبذلك تكون مسألة الانسحاب مرتبطة باستئناف الحرب بطريقة أو بأخرى. كما تشدد "حماس" على تحديد نقاط انسحاب تجعل من نقاط توزيع المساعدات الأميركية، لا قيمة لها، لأن الأخيرة موجودة في مناطق سيطرة الجيش الإسرائيلي، وعند انسحابه منها، يصبح لا معنى لبقائها، ما سيعزز العودة إلى الآلية السابقة للمساعدات كأمر واقع. في المحصلة، يرى الاحتلال أن أي هدنة جزئية أو دائمة في غزة، لا تعني العودة إلى ما قبل 7 تشرين أول/أكتوبر 2023، إذ يريد مواصلة التوغلات البرية وعمليات القصف الجوي "عند الحاجة"، حتى إذا انتهت الحرب، أي أنه يرغب بفرض معنىً جديد للهدنة، وهو جوهر الخلاف الخفي بالمفاوضات، وما دون ذلك يبقى مجرّد تفاصيل للخلاف التفاوضي بين "حماس" وإسرائيل.

 

بعد حرب لم تشهد غزة لها مثيلاً.. ماذا تريد "حماس

أدهم جابر/المدن/26 تموز/2025

طغت الاتهامات المتبادلة بين حركة "حماس" من جهة، والولايات المتحدة وإسرائيل من جهة أخرى، على مشهد الجولة الأخيرة لمفاوضات الدوحة، والتي باتت بحكم شبه المتوقفة مع مغادرة الوفدين الأميركي والإسرائيلي للعاصمة القطرية، ليرمي الرئيس الأميركي لاحقاً المسؤولية على الحركة في عرقلة الاتفاق متهماً إياها بالرغبة في "الانتحار"، فيما تناغم رئيس الوزراء الإسرائيلي مع ترامب ليقول بدوره، إن الحركة تعرقل التوصل إلى اتفاق، متحدثاً عن خيارات بديلة مشتركة مع الأميركيين "لإعادة الرهائن وإنهاء حكم حماس الإرهابي، وتحقيق سلام دائم لإسرائيل ومنطقتنا"، على حد زعمه.

لكن في المقابل، لا تزال "حماس" تصر على موقفها باعتبارها الطرف الذي يعمل بجهد من أجل "إنهاء معاناة شعبنا في غزة"، وهو الموقف الذي لطالما رددته الحركة خلال الأيام الأخيرة، كدليل واضح على أنها تبذل كل ما في وسعها من أجل وضع حد لحرب الإبادة المستمرة منذ أكثر من 21 شهراً على القطاع.

إذن، ما الذي تريده "حماس" فعلياً، وهل ترغب بالانتحار بحسب ادعاء الرئيس الأميركي، أم تريد اتفاقاً يضمن لها ما تعتبره حد أدنى من الحقوق بعد حرب إبادة قضت على كل مقومات الحياة في القطاع؟ ربما لم تكن "حماس" تتوقع حجم الرد الإسرائيلي بعد هجمات السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، خصوصاً أن العملية انتهت باعتقال عدد كبير من الإسرائيليين بينهم ضباط، وتاريخياً لطالما تعاملت إسرائيل بحذر خلال مباشرة اعتداءاتها على خلفية هذا النوع من العمليات بالأخذ بالاعتبار أسراها الذين في قبضة فصائل المقاومة، فكانت تمارس عدوانها لأيام ثم تلجأ إلى المفاوضات لاستعادة الأسرى، لكن بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر، أظهرت إسرائيل "شراسة" فريدة من نوعها لتتجاوز أهداف الحرب المعلنة إلى ما هو أبعد من القضاء على "حماس"، واستعادة الأسرى، وإنما القضاء على الوجود الفلسطيني في القطاع، وهو ما ظهر في حجم الدمار والقضاء على مظاهر الحياة في القطاع الفلسطيني الذي تحوّل إلى رقعة غير قابلة للحياة، مع ما رافق ذلك من حصار منع الغذاء والدواء عن الفلسطينيين لإجبارهم على الهجرة، محاولة إظهار ذلك بأنه "خجرة طوعية" لا "قسرية" وهذا ينافي واقع الأمر ويناقضه.

وطبيعي أنه مع هذا التحوّل في أهداف الحرب، والذهنية الإسرائيلية المتبدلة، أن يكون للمقاومة الفلسطينية، ردّ فعل يتناسب مع هذه المتغيرات، وأن تتمسك بمجموعة من الثوابت التي لم يعد بمقدور المقاومة خصوصاً "حماس" التراجع عنها بعد كل الخسائر في الأرواح والممتلكات التي تعرض لها القطاع والمتمثلة في:

أولاً: في البداية تريد "حماس" أن تكون "الهدنة" جسراً للوصول إلى اتفاق دائم لإطلاق لا مجرد هدنة محصورة تعود إسرائيل فور انتهائها إلى استئناف حربها الهمجية.

ثانياً: لن تقبل الحركة بخرائط الإنتشار كما تريدها إسرائيل، كما لن ترضى بتحول الاحتلال لأجزاء من القطاع إلى أمر واقع دائم لأنها ستعتبر أن ذلك يمنحها الحق المشروع في مقاومته لإخراجه من المناطق، وبالتالي ستعود الحرب مجدداً وستبدأ رحلة جديدة من البحث عن الحلول.

ثالثاً: تحظى مسألة المساعدات بأهمية خاصة لدى الحركة لأنها تخفف من الاقتراب "المجاعةالجماعية" والمعاناة التي يعيشها سكّان القطاع، وبالتالي هي لا تريد مساعدات بـ"القطّارة" بل ممراً آمناً وبإشراف منظمات الأمم المتحدة بالمقام الأول كي لا تظل المساعدات أداة ضغط إسرائيلية- أميركية، خصوصاً إذا ما استمرت عبر مؤسسة غزة الإنسانية.

رابعاً: على صعيد تبادل الأسرى، فإن الحركة تدرك جيداً أن هذه الورقة هي آخر أوراق الضط لديها، فمجرد تسليم كل الأسرى من دون توقف الحرب نهائياً أو على الأقل الحصول على تعهد بذلك، فإن هذا يعني أنها ستنتظر عدواناً جديداً وهذه المرة أكثر بطشاً، فهي لا تثق بالضمانات الأميركية خصوصاً أن واشنطن لم تظهر حتى الآن أنها طرف نزيه بل تقف مع حكومة نتنياهو حتى آخر نفس. وهكذا فكما لإسرائيل أهداف، لـ"حماس" أهدافها، التي لا تتعلق بعملية "انتحار" كما يدعي ترامب، ولا بـ"عرقلة" كما يزعم نتنياهو، بل بخلاف ذلك تماماً، وعليه هي ربما تقبل بتنازلات تخص اليوم التالي للحرب مثل مشاركة حكم القطاع مع جهات فلسيطينة أخرى على رأسها السلطة الفلسطينية، لكنها لن تتراجع قيد أنملة عن الثوابت التي حددتها وذلك حتى تترجم ما تعتبره "إنجازات ميدانية"  إلى واقع ملموس يمكن أن تصرفه في السياسة خصوصاً أن ما ينتظرها هو تقديم الكثير من التوضيحات للغزيين الذين عاشوا حرباً لم يشهدوا مثلاً لها منذ سنوات طويلة.

 

لا نرى هيكلاً شفافاً للجيش السوري

إلهام أحمد/المدن/25 تموز/2025 المدن

كشفت الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، إلهام أحمد، عن ملامح مقاربة الإدارة الذاتية للعلاقة مع دمشق وملفات إقليمية شائكة، وقالت إن تصور الإدارة لمستقبل سوريا يقوم على التفاهم والاعتراف المتبادل، مؤكدة أن وحدة البلاد "أمر محسوم"، في حين يبقى مطلب اللامركزية "ضرورة أساسية لمعالجة الأزمات المتراكمة". وشددت أحمد في تصريحات لـجريدة "النهار" اللبنانية، على أن تنفيذ البنود الثمانية لاتفاق 10 آذار/مارس بين الإدارة ودمشق مرهون بـ"تحقيق فهم حقيقي لمسألة اندماج قوات سوريا الديمقراطية في الجيش السوري"، مضيفة: "نحن لا نتحدث عن تسليم السلاح، بل عن دمج قسد ضمن هيكلية الجيش، لكننا لا نرى حالياً هيكلاً شفافاً لهذا الجيش". وتطرقت أحمد إلى التطورات الميدانية في الجنوب السوري، واصفة ما جرى هناك بأنه "كارثة إنسانية"، مشيرة إلى تحول الصراع إلى طابع طائفي بفعل "خطاب الكراهية والتحريض" ، وأكدت أن الدولة السورية "مسؤولة عن كشف تفاصيل ما حدث ومحاسبة الفاعلين"، مشددة على ضرورة إنشاء محاكم مستقلة لملاحقة مرتكبي الانتهاكات في الساحل والسويداء.

وفي تحول لافت في الخطاب السياسي، أكدت أحمد أهمية التفاهم مع تركيا كدولة جارة، معتبرة أن التنسيق الأمني والسياسي معها "ليس خطأ"، إذا ما جاء ضمن رؤية واضحة عن مستقبل سوريا. وأضافت: "نرغب في تطوير العلاقة مع تركيا عبر تفاهمات جدية، تخدم الاستقرار الإقليمي وتضع حداً للعداء المستمر". من جهة أخرى، شددت أحمد على أن العلاقة مع الولايات المتحدة "ليست آنية أو فردية"، بل تقوم على شراكة طويلة في إطار مكافحة الإرهاب، معتبرة أن دخول واشنطن على خط الحل السياسي "تطور مهم". ورحّبت بتكرار زيارات المبعوث الأميركي توم باراك، قائلة إن ذلك يساعد في "تشكيل فهم دقيق للواقع السوري، وبوجه خاص في المرحلة الانتقالية الراهنة". وختمت أحمد حديثها بالقول إن الهوية السورية الجامعة لا يمكن أن تُبنى من دون الاعتراف بالهويات المحلية ضمن إطار وطني شامل، محذرة من استخدام مصطلح "الهوية الوطنية" بشكل تجريدي من دون آليات تطبيق واضحة، وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى "إعاقة بناء وطن جامع بالفعل لا بالشعارات".وخلال الشهر الأخير، شهد شمال شرق سوريا حالة من الترقب الحذر وسط تصاعد التوترات الأمنية، لا سيما في محيط الحسكة ومنبج، كما برزت مؤشرات على إعادة تنشيط التفاهمات الأمنية بين الإدارة الذاتية والحكومة السورية، تمثلت بتسليم بعض المواقع المشتركة وإعادة توضُّع القوات النظامية قرب خطوط التماس. وتزامنت هذه التطورات الميدانية مع صدور بيان ثلاثي عن دمشق وباريس وواشنطن، أكّد ضرورة تثبيت الاستقرار في شمال شرق سوريا كجزء من العملية الانتقالية، ودعا إلى استئناف المشاورات بين الطرفين بهدف تنفيذ اتفاق 10 آذار، لا سيما في ملف دمج "قسد" ومأسسة العلاقة بين المركز والمناطق ذات الحكم الذاتي.

 

عن لجنة التحقيق بأحداث الساحل.. سوريا لا تحتاج لتقارير فقط

مها غزال/المدن/25 تموز/2025

في زمن تتأرجح فيه الدول الخارجة من الاستبداد بين استحقاق العدالة وشهوة النسيان، لا يكون فتح تحقيق في مجازر وانتهاكات أمنية حدثت تحت ظل سلطة قائمة مجرد إجراء إداري أو تقنية قانونية، بل فعلاً سياسياً محملاً بالدلالات، وإعلاناً نادراً بأن الحقيقة لم تُقتل بعد. من هذا المنظور، لا يمكن النظر إلى تقرير لجنة تقصي الحقائق في أحداث الساحل السوري بوصفه وثيقة بيروقراطية، بل بوصفه لحظة اختبار جوهري لقدرة الدولة السورية الوليدة على مواجهة مشاكلها، وتحديد شكل علاقتها مع الحقيقة، والعدالة، والسلطة. إن مجرد تشكيل لجنة تقصي الحقائق مستقلة، والإعلان العلني عن نتائجها، يمثل حدثاً غير مألوف في السياق السوري الذي طالما اتّسم بنفي الجرائم، وإنكار الضحايا، واحتكار الرواية الرسمية. لكن الاعتراف، حين لا يقترن بالمساءلة، وحين يُصاغ بلغة تقنية مترددة، يتحول إلى اعتراف ناقص، والاعتراف الناقص أكثر خطورة من الصمت، لأنه يُعطي إيحاءً بالانفتاح، بينما يُعيد إنتاج جدران الإنكار بطرق أكثر نُعومة.

فاللجنة، رغم توثيقها الميداني لعدد كبير من الضحايا، وتحديدها لأماكن القتل والمقابر، وتثبيتها لوقائع انتهاكات واسعة ضد المدنيين، امتنعت عن توصيف هذه الانتهاكات بوصفها جرائم ممنهجة، وتجنبت تقديم توصيف قانوني صارم لمسؤولية الدولة. اختارت اللجنة أن تبني استنتاجاتها "على الشبهة" لا على البرهان، معتبرة أن الدليل القاطع مكانه المحكمة، وأن وظيفتها لا تتجاوز الإحالة. لكنها بذلك جردت عملها من قوته القانونية والسياسية، وكرست الفجوة البنيوية بين كشف الحقيقة والمطالبة بالعدالة، لأن التقرير الذي لا يسمي الفاعلين، ولا يفكك بنيات الانتهاك، ولا يوضح درجات المسؤولية، إنما يكتفي بوصف العنف دون مساءلته، فيغدو أقرب إلى تقرير حالة منه إلى أداة محاسبة. واللافت أن التقرير لجأ مراراً إلى تبرير غياب الفعل الحكومي الحاسم بالإشارة إلى "هشاشة الحكومة" و"الفراغ المؤسساتي" و"الظروف الانتقالية"، معتبراً أن الدولة خلال تلك المرحلة لم تكن تملك السيطرة الكاملة على الأجهزة العسكرية أو الفصائل المسلحة. لكن هذا التوصيف، وإن صحّ من حيث توصيف الواقع، لا يعفي الحكومة من المسؤولية السياسية والقانونية، بل يضاعفها، إذ أن إحدى وظائف الدولة المركزية هي بالضبط الحد من انتهاكات من يعمل باسمها أو تحت مظلتها. إن الاعتراف بالهشاشة لا يُبرئ، بل يُلزم. فالهشاشة لا تعني الحياد، ولا الإعفاء من الواجبات، بل تستدعي أعلى درجات الشفافية والمحاسبة، لأن السلطة التي لا تراقب أدوات عنفها، تُعيد إنتاج منطق الدولة الأمنية ولو بوجوه جديدة.

يُحسب للجنة أنها تواصلت مع جهات دولية وحقوقية، واستأنست بتجارب لجان تحقيق دولية، ووسعت من نطاق المقابلات، وزارت 33 موقعاً، واستجوبت المئات، وحددت أكثر من 1400 ضحية بالاسم. لكن ما لا يُحسب لها هو غياب الجرأة في بناء سردية قانونية متماسكة تفضح البنية العميقة للانتهاك، لا مجرد سلوك الأفراد. فبدل أن تُسمي الفصائل المتورطة، وأن تشير إلى طبيعة العلاقة بينها وبين أجهزة الدولة، اكتفت بعبارات عائمة مثل "اندفاع الفزعات الشعبية" أو "خروج بعض المجاميع عن الانضباط"، كما لو أن الجرائم كانت عرضاً جانبياً لحدث طبيعي، لا نتيجة لفشل أو تواطؤ أو تغاضٍ أو تسيب.

الأكثر خطورة أن التقرير لم يوصِ بآلية مستقلة لتنفيذ التوصيات، بل أحالها إلى القضاء الوطني، دون أن يقرن ذلك بمراقبة تنفيذية مستقلة، لقد كان يمكن لهذا التقرير أن يكون لحظة تأسيسية لعدالة انتقالية سورية، تُعيد الاعتبار للضحايا، وتؤسس لعرف قانوني جديد يُنهي زمن الإفلات من العقاب. لكنه جاء خطوة مترددة، لا ترقى إلى أن تكون قطيعة مع الماضي، ولا تشكل أرضية صلبة للمستقبل. هو بمثابة خطاب تبريري أكثر منه لحظة مكاشفة. ومكمن الخلل ليس في الجهد المبذول، بل في الحدود التي وُضع لها منذ البداية، وفي الإطار السياسي الذي قيّده.

لقد أدركت لجان الحقيقة والمصالحة حول العالم، من جنوب أفريقيا إلى كولومبيا، أن الاعتراف لا يكون حقيقياً ما لم يُقترن بالفعل السياسي–القانوني، وأن الحقيقة ليست مفاوضة بين الضحية والجلاد، بل التزامٌ قاطع تجاه المجتمع. أما حين يُقدَّم التقرير وكأنه "قابل للتداول"، في انتظار أن تبت الرئاسة في ما يجب كشفه وما يجب طمسه، فإننا لا نكون إزاء "حق في الحقيقة"، بل إزاء إدارةٍ خفية للحقيقة، في تكرار ممل لتقاليد الدول الأمنية. ما لم يتم الإفصاح العلني عن هوية المرتكبين، وما لم يتم توسيع نطاق التحقيق ليشمل كامل الجرائم التي وقعت في سوريا منذ عام 2011، وما لم تُنشأ هيئة مستقلة لمتابعة تنفيذ التوصيات، فإن هذه اللجنة ستُطوى في الذاكرة السورية لا بوصفها علامة على التحول، بل كدليل إضافي على صعوبة التحول ذاته. العدالة، في نهاية المطاف، ليست تقنية قانونية. هي فعل أخلاقي–سياسي لا يكتمل إلا حين يجرؤ المجتمع على أن يسمي الجريمة والجاني باسمهما، ويصوغ ميثاقاً جديداً يؤسس للمواطنة على أنقاض الطغيان، لا على أنقاض الذاكرة. سوريا اليوم لا تحتاج فقط إلى تقارير، بل إلى جرأة قول الحقيقة كاملة. لا العدالة تقبل التأجيل، ولا الدم يقبل النسيان.

 

الصراع على سوريا

ناصر زيدان/المدن/25 تموز/2025

في استعادة لعنوان كتاب الصحفي والمؤرخ البريطاني الشهير باتريك سيل "الصراع على سوريا"، الذي صدر في العام 1986، يمكن الاستدلال بوضوح أكثر على ما يجري حالياً حول سوريا، وفيها، حيث التجاذبات الإقليمية والدولية في أوجها، والاقتتال الدامي يأخذ أشكال بالغة الخطورة، وبين الوضعية الأولى التي تؤشر لتنافس حامي بين تركيا وإسرائيل على وجه التحديد، والوضعية الثانية التي لا تبعث على الاطمئنان؛ تُبذَل جهود عربية كبيرة لإنقاذ الشقيقة المُتميزة، لما لها من مكانة جيوسياسية وتاريخية وديمغرافية لا تتمتع بمثلها كثير من الدول. وإذا كان باتريك سيل قد سلَّط الضوء تحديداً على ما حصل بين العام 1945 والعام 1958، أي خلال مرحلة ما بعد الاستقلال في سوريا وبدء تبلور الثنائية القطبية العالمية ووثوب الفكرة القومية العربية (أو الناصرية) إلى واجهة الميدان الشرق أوسطي، وما كان لسوريا من أهمية إبان نكبة اغتصاب فلسطين وإعلان "دولة إسرائيل" عام 1948، وكذلك في مشاريع الاستقطاب العالمية بين "حلف بغداد" الأميركي و"التمدُّد الشيوعي" السوفياتي، وبين المحورين العربيين الصاعدين والمتنافسين آنذاك؛ فإن الصراع الحديث على سوريا، لا يقلّ أهمية، بل ربما يفوق بأهميته تلك الأحداث الغابرة، وقد يطغى على الخصائص الوازنة لدورها خلال توترات السنوات الثلاثين المُنصرمة، لا سيما على الساحتين اللبنانية والفلسطينية.

يتصدر دور تركيا في سوريا المشهد، ولا يمكن إنكار تأثيرها خلال مرحلة اسقاط نظام بشار الأسد حتى اليوم. بينما لإسرائيل أطماع لا تخفيها في البلد الجريح، وهي تتطلع لشرذمته، ومنعه من أخذ أي دور قد يُهددها أو يكبح جماح عدوانها في المستقبل. بينما الجانب العربي أشهَرَ الدعم القوي للإدارة الدمشقية الجديدة، وأغدق عليها المساندة والمساعدة بعاطفةٍ قلَّ نظيرها، آخرها إبرام اتفاقات استثمارية سعودية فيها بقيمة تصل إلى 6.4 مليار دولار، ومن الواضح أن النوايا العربية تهدف لإخراج سوريا من بين "أنياب" المتصارعين عليها، وإعادتها إلى الحضيرة العربية التي افتقدت لها خلال ما يقارب 15 عاماً مضت.

لكن يبدو أن الإدارة الجديدة في سوريا، لم تتعامل حتى الآن بالمستوى المُلائم مع الأخطار المُحدِقة، ولا هي تصرفت بما يتناسب مع أهمية البلاد التي كانت عبر التاريخ حاضنة للتنوُّع والانفتاح، ولم يسبق أن انغمست في التعصُّب الديني أو العرقي الذي يلفها اليوم، والمكونات السورية كافة تبنَّت شعار الثورة الكبرى التي قادها سلطان باشا الأطرش مع زعامات أخرى ضد الاستعمار الفرنسي عام 1925 "الدين لله والوطن للجميع"، والتجربة البعثية التي دامت ما يقارب 60 عاماً، أخفت التناحر الطائفي إلى حدٍ ما، وتحوَّل التنافس فيها إلى صراع بين القيادات العسكرية النافذة، برغم الموبقات التي حصلت خلال هذه الحقبة أيام حكم حافظ وبشار الأسد، حيث مورس الاستبداد الشخصي أو المذهبي بقوالب علمانية، ولو كان بالشكل فقط.

لا يمكن اعتبار تجربة الإدارة السورية الجديدة مثالية حتى الآن، فلا هي أسست لثقة دامغة مع المكونات المجتمعية السورية المختلفة، ولا أرست قواعد حُكم شفافة يمكن الركون إليها لسدّ الثغرات الكبيرة التي برزت في مجالات الأمن والعدل والتعليم والسياحة على وجه التحديد، فهي ما زالت تستثمر بحالة العداء الكبير من قبل السوريين للنظام البائد، وتستخدم مناصريها من "ميليشيات هيئة تحرير الشام" كفزاعة لضمان عدم استهدافها من أي جهة داخلية، بينما "صوفة" هذه الميليشيات حمراء قاتمة عند غالبية السوريين، لناحية نمطية عقيدتهم المُتشدِّدة، والتي تتبنى التعصُّب الديني، وتُهمل الجوانب العلمية والمدنية السمحاء للإسلام، ولم يُسجِّل لهذه الميليشيات أية إيجابية حتى الآن، سوى مساهمتها الوازنة في إسقاط نظام الأسد.

تتحمَّل الإدارة الجديدة المسؤولية الكبرى عن خروج الصراع الداخلي إلى المستنقع الدامي بعد سقوط النظام، ولم يكُن هناك أي مُبرر للإقتتال، ولا لممارسة الأعمال الشنيعة بمناسبة القضاء على الفلول، أو في الطريق إلى ضبضبت الوحدة المنشودة التي أصابها بعض التشرذم، ولا يكفِ شيطنة شخصيات معارضة للهروب من المسؤولية الوطنية، حتى ولو كان عدد من هؤلاء ارتكبوا معاصٍ مستنكرة، أو طلب البعض الآخر حماية خارجية بمبررات الخوف من ممارسات بعض الأجهزة أو خشيةً من المتفلتين، بينما يتم "تدليل" مكونات أخرى (مثل قسد على سبيل المثال) بحوار ندي، وبإقامة مراسم بروتوكولية بمناسبة توقيع اتفاقيات معهم، لأنهم مدعومين من الولايات المتحدة، وتحتاج تركيا لإسكاتهم ومحاصرة حراكهم، وقسد تطالب علناً بالفيدرالية التي لا تستسيغها الإدارة الجديدة، بينما نشطاء السويداء يطالبون بدولة عادلة تحفظ الأمن وحرية التعبير والتنمية المتوازنة وليس فيها تذويب ولا طغيان.

الصراع المُعاصر على سوريا أشدُّ قسوةً من الصراع القديم عليها، والدماء التي سقطت من الفئات التي نجت من ارتكابات النظام السابق – لا سيما في السويداء والساحل – كانت وبالاً على الإدارة الجديدة، بقدر ما كانت كارثة فعلية على الضحايا. فالدولة "أم الصبي" ولا يجوز أن تستهتر بدماء أبنائها، وهي مطالبة بأن تصرُف الدعم العربي والدولي المُرحب به في المكان الصحيح، وتأمين ظروف مناسبة لتدعيم الوحدة الوطنية من خلال الحوار والمصالحة، وليس من خلال تحشيد المكونات على بعضها البعض، واستدراج العصبيات والغرائز اللعينة التي تحوَّل كل المواطنين إلى مشاريع ضحايا أو إلى قَتَلة مُحتملين بدافع حفظ النفس.

 

بين سحب السلاح واستمرار العدوان: حوار بطيء مع "الحزب"

غادة حلاوي/المدن/26 تموز/2025

ينتظر لبنان زيارة الموفد الأميركي توم باراك إلى إسرائيل، ليحمل جواباً حول المقترحات التي تسلّمها من الجانب اللبناني. ولا توجد توقعات إيجابية. فالمعلومات الأولية تشير إلى أن إسرائيل لن تقبل بما عُرض عليها، أي بنود الورقة التي سلّمها رئيس الجمهورية إلى الموفد الأميركي، والمستقاة من روحية اتفاق وقف إطلاق النار، والتي تتضمّن أساساً طلب ضمانات أميركية لأي اتفاق مع لبنان. وقد أضاف إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري اقتراحاً بوقف الاعتداءات لستة أشهر، تُفتح خلالها قناة حوار جدّي مع حزب الله حول سلاحه.

تسود الجواب المنتظر إشكاليتان: ماذا لو وافقت إسرائيل على فترة الستة أشهر؟ وهل سيكون حزب الله جاهزاً لفتح حوار جدّي أو اتخاذ خطوات فعلية تجاه هذا الأمر؟ وماذا لو رفضت إسرائيل، وبقي حزب الله مُصراً على أن تكون الخطوة الأولى من جانبها، مع ضمانات حيال تنفيذ أي اتفاق، مع رفضه المطلق لأي خطوة استباقية ما لم تتعهد إسرائيل بالانسحاب ووقف الاعتداءات على لبنان؟

دولة بين رفضين

وفي ظل الرفض الأميركي للضغط على إسرائيل أو أن تكون جهة ضامنة لأي اتفاق، ورفض حزب الله تقديم أي خطوات تتعلّق بسحب السلاح أمام المجتمع الدولي، تجد الدولة اللبنانية نفسها أسيرة هذا الواقع.

خلال اجتماعه برئيس كتلة الوفاء للمقاومة، النائب محمد رعد، طلب الرئيس عون من حزب الله تسليم السلاح الثقيل الذي لا تحتاجه المقاومة في عملياتها. وقد طلب رعد مهلة للرد، ولغاية اليوم لم يتسلّم الرئيس جواباً على هذا المقترح، علماً أن الحوار مع الحزب لم يتوقف، لكنه يسير ببطء ولا يرقى إلى مستوى الضغوط المفروضة على لبنان. وبينما المطلوب حوار مباشر مع أصحاب القرار الفعليين في الحزب، فإن حواراً كهذا لا يبدو ممكناً حالياً، ربما لأسباب أمنية بحسب تبريرات الحزب. ويربط حزب الله بحث ملف السلاح بالاستراتيجية الدفاعية، في حين ترغب الرئاسة الأولى بحوار ثنائي ريثما يتم الاتفاق على الآلية التي سيُعلن عنها لاحقاً.

في هذا الوقت، تواصل إسرائيل عدوانها واستهدافها لمخازن أسلحة حزب الله أينما وُجدت، ما يطرح السؤال: لماذا لا يسلم الحزب سلاحه للجيش، طالما أن النتيجة واحدة، وهي تدمير هذا السلاح؟

من وجهة نظر رسمية، فإن الحوار حول السلاح قد بدأ مع حزب الله، ويتسم بالإيجابية وإن كان بطيئاً. لكن لبنان في سباق مع الوقت، بين الضغوط الدولية لسحب السلاح، والتهديدات الإسرائيلية المتواصلة. ومع وجود بنيامين نتنياهو على رأس الحكومة الإسرائيلية، تبقى التطورات مفتوحة على كل الاحتمالات.

يتعامل حزب الله بإيجابية مع رئيس الجمهورية ويُقدّر تفهّمه، لكنه لم يقدّم له ورقة تدعم موقفه أمام المجتمع الدولي. في المقابل، ترفض الولايات المتحدة أن تكون جهة ضامنة لإسرائيل لحثها على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار أو لتشجيعها على اتخاذ خطوة تدعم موقف عون تجاه حزب الله.

رويّة عون والمعالجة

ومع ذلك، يُصرّ رئيس الجمهورية على معالجة الملف بهدوء وتروٍ، وبعيداً عن المزايدات. ويبدو كمن يقبض على الجمر في ظل الاستحقاقات الداهمة، والتي كان آخرها تطورات الوضع في سوريا وتأثيراتها المحتملة على لبنان. يثق الرئيس بالجيش ثقة عمياء، وهو مطمئن إلى الوضع الداخلي والتفاف اللبنانيين حول رئاسة الجمهورية. كما يسود تناغم تام بينه وبين رئيس مجلس النواب نبيه بري، خصوصاً في ملف سلاح حزب الله، حيث يتولى بري نقل ما لا يقوله الرئيس مباشرة للحزب، وبطريقته الخاصة.

يوجد توافق كامل بين الرئيسين حول موضوع السلاح والمقاومة. ولم يسلم بري ورقة جديدة للموفد الأميركي، بل تحدث معه عن اتفاق وقف إطلاق النار القائم وضرورة تنفيذه، وهو ما ترفضه إسرائيل.

يحمل رئيس الجمهورية العديد من الملفات الشائكة، أبرزها موضوع السلاح، كمدخل لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على لبنان. وهو يرغب بتسريع الخطوات، لكن الأمر يتطلب وقتاً. لذلك، رفض بري الالتزام أمام باراك بمهلة زمنية، كما رفض اقتراحه القاضي بأن تعمل الدولة على سحب السلاح في مهلة أقصاها نهاية العام الجاري.

وتضمنت ورقة باراك ما هو أبعد من موضوع السلاح، حيث اقترح أن تتولى لجنة أمنية دبلوماسية لبنانية-إسرائيلية، من دون أي وسيط، مهمة التفاوض على تنفيذ أي اتفاق مستقبلي. كما شملت الورقة مهلًا زمنية تفصيلية لمراحل تنفيذ الاتفاق، وهي مراحل معقدة، في وقت لم يحصل فيه لبنان بعد على أي برنامج زمني من حزب الله بشأن السلاح، ولا حتى تصور يتعدى النقاش في إطار استراتيجية دفاع وطني. التعهد الوحيد من الحزب هو أنه لا يريد حرباً، حتى وإن رفع من لهجته التهديدية، فخيار الحرب ليس مطروحاً لديه. يتعرض لبنان لضغوط شديدة في ملف السلاح، وثمة من يدفع خلف الكواليس الولايات المتحدة إلى تشديد الخناق على حزب الله سياسياً وعسكرياً، لدفعه إلى تسليم سلاحه. ويعوّل حزب الله على حكمة عون في إدارة الحوار. لكن، ماذا عن احتمالية ترجمة هذه الضغوط بعدوان إسرائيلي كردّ على المماطلة في سحب السلاح؟ الجواب لدى الجهات المطلعة هو: كل شيء وارد.

 

السياحة اللبنانية المستنسخة: بين التجميل القبيح والمَحو

شهيد نكد/المدن/26 تموز/2025

حتى منتصف ستينيات القرن الماضي، كانت تمتلك بيروت شبكة ترامواي تربط أحياءها ببعضها البعض. لم يكن ذلك رفاهية، بل انعكاسًا لرؤية عمرانية أورثها العثمانيون ووسّعها الفرنسيون، وتهدف إلى جعل المدينة قابلة للحياة والتنقّل والتنظيم. توقّف هذا المشروع لا لسبب تقني أو لحاجة، بل نتيجة لسياسات بدأت تفكّك مفهوم النقل المشترك، وتفكّر بالمدينة من منظور السوق لا من منطق العيش المشترك. هذا التغيير، الذي سبق الحرب، تضاعف بعدها. فمع إعادة إعمار بيروت، تغيّر وجه المدينة، وبدأ يمتدّ إلى سائر المناطق. غير أن ما تمدّد لم يكن رؤية عمرانية متكاملة، بل منطق السوق والاستهلاك: مشروعات عقارية عوضاً عن بنى تحتية، ومنطق ربح سريع عوضاً عن عدالة مكانية. في هذا السياق، أصبحت السياحة واجهة لهذا التحوّل، تُعيد إنتاج المشهد نفسه من بيروت إلى الجبل، ومن الساحل إلى الضيعة، حيث تسود صورة سطحية مكرّرة لا تعبّر عن تنوّع المكان.

تغيّر أيضًا نمط الزوّار. فقبل الحرب، كان معظم السيّاح من غير اللبنانيين، من دول أوروبا أو الخليج في مواسم محدّدة. أما اليوم، فغالبيتهم من اللبنانيين المقيمين في الخارج، ممّن يزورون بلدهم خلال فصل الصيف (تشكّل نسبتهم نحو 70% من إجمالي السياح). هذا التحوّل في نوعية السائح ترافق مع تغيّر أعمق في شكل البلد، حيث محا التوسّع العشوائي والعقاري ملامح الأحياء وذاكرة المكان.

سياحة مصنّعة

لم يكن هذا التحوّل محصورًا بلبنان، بل هو جزء من موجة عالمية تعزّزت مع صعود النيوليبرالية، حيث أصبحت المدن والطبيعة معرّضة للتسليع والاستهلاك السريع.  لكن المشكلة في لبنان لا تقتصر على تأثير هذه الموجة، بل في غياب أي رؤية وطنية متماسكة لما يجب أن تكون عليه السياحة. أي انعدام وجود مشروع ثقافي واقتصادي يحدّد هوية البلد ويربطه بميزات تفاضلية.Nation Branding  لا سردية وطنية تُروى، ولا سياسة ثقافية–سياحية تُرعى. والنتيجة: سياحة تمثّل صورة مُصنّعة عن لبنان، بدل أن تكون بابًا لاكتشافه. السائح اللبناني ليس غريبًا عن الأرض التي يزورها. في معظم الأحيان، هو ابنها الذي هاجر، أو حفيدها الذي وُلد في الخارج. لكن هذه الألفة الظاهرية تخفي مفارقة عميقة: فالزيارة لا تُبنى على رغبة في إعادة بناء العلاقة مع المكان، بل تُختصر باستعراض اجتماعي وحنين مفرغ من المعنى. فالمغترب، المعتاد على أنماط عيش مختلف -سواء في دول ذات أنظمة صارمة أو أخرى تقوم على استعراض الثراء-ينجذب أحيانًا إلى ما يعتبره "حرية" في لبنان: عفوية الحياة، ضعف الضوابط، وإمكان التحرّر من القواعد. وهذا جزء من الطابع المتوسّطي الذي نحتفي به، لكنه قد يتحوّل إلى سلوك استهلاكي إذا لم يُرافقه احترام للمكان وخصوصيّته. والاحترام لا يعني فقط الامتناع عن التعدّي أو الازعاج، بل الاعتراف بأن للمكان تاريخه وسكّانه وسياقه الاجتماعي، وبأن زيارته تتطلّب نوعاً من التواضع والانخراط.

علاقة استهلاكية بالمكان

لكن لا يمكن تحميل المغترب مسؤولية هذا النمط من التعامل مع المكان. اللبناني المقيم أيضًا -نتيجة لأزمة اقتصادية طويلة وثقافة ربح سريع وانعدام التخطيط-يشارك في تسليع الأرض والمكان، ويسعى لتحويل كل ما هو عام أو طبيعي إلى مصدر دخل. ما نشهده ليس مجرّد سلوك فردي، بل مناخ عام يختزل المكان إلى سلعة، ويتعامل معه كفرصة مؤقتة، لا كحيّز يجب حمايته وتنميته.  في هذا السياق، لا يعود مستغربًا أن يُدمّر جسر أثري لتوسيع طريق، أو يُمحى حقل تراثي لبناء منتجع. فـ"التطوير" هنا يعني المحو، لا تحسين الموجود. هذه الرغبة بالمحو ليست بريئة، بل تعبّر عن علاقة استهلاكية بالمكان: علاقة لا تعترف بالذاكرة، ولا تثمّن التاريخ أو الخصوصية، بل تختزل المكان بالمنظر والربح.  في السنوات الأخيرة، بدأت تظهر عالميًا ملامح تململ من ظاهرة تُعرف بـ"السياحة الاصطناعية" Touristification، حيث يُعاد تشكيل المكان ليتناسب مع الصورة التي يريدها الزائر لا مع حقيقته. من برشلونة التي فرضت قيودًا على الشقق السكنية السياحية، إلى البندقية التي شهدت احتجاجات ضد السفن السياحية، مرورًا بأمستردام التي حدّت من ترويجها كمقصد للترفيه الرخيص، تظهر ملامح أزمة: حين تصبح السياحة عبئًا على المكان بدل أن تكون فرصة له. هذا التململ لم يصدر فقط عن النخب الثقافية، بل جاء من سكّان تلك المدن الذين وجدوا أنفسهم مهمّشين داخل أماكنهم، حيث ارتفعت الأسعار، وتغيّر نسيج الحياة اليومية، وفقد المكان خصوصيّته. السياحة هنا لم تعد فعل تعارف، بل تحوّلت إلى عملية استهلاك سريعة تفرض على المكان أن "يجمّل نفسه" ليناسب التوقّعات.

استنساخ التجارب

في لبنان، نشهد نمطًا مشابهًا في الاستنساخ. تمرّ عندنا هذه التحوّلات بصمت، ومن دون نقاش عام جدّي. لا أحد يسأل: هل تُناسب هذه المشاريع فعلاً طابع المكان؟ وهل تلبّي حاجات سكّانه أم فقط توقّعات الزائر الموسمي؟ في غياب هذا النقاش، تصبح السياحة الاصطناعية عملية محو ناعم للهوية المحلية، تغطّيها عبارات مثل "الانماء" و"التطوير". الخطورة لا تقتصر على الحاضر. فالجيل الحالي من المغتربين، رغم ابتعاده، لا يزال يحتفظ بعلاقة عاطفية مع البلد، يُغذّيها الحنين والعائلة والذكريات. لكن الجيل القادم، المولود في الخارج، لن يرث هذه العلاقة تلقائيًا. نحن نعيش في زمن تتعزّز فيه الفردانية وتنتشر ظواهر اللاانتماء، ما يجعل بناء علاقة مستدامة مع الوطن أكثر صعوبة. وإذا استمرّت السياحة في اختزال العلاقة بلبنان إلى استهلاك موسمي وسياحة اصطناعية يمكن إيجادها في أي دولة بالعالم، فمن غير المرجّح أن تُنشئ هذه الأجيال صلة شعورية أو فكرية بالبلد، خصوصًا إذا غاب عنه المعنى والقصة والانتماء.

وهذا ما يقود إلى النقطة الجوهرية: ما هي السياحة؟ ما يُسمّى اليوم “القطاع السياحي” في لبنان هو في الواقع نتيجة عرضية لاختلال أعمق في وظيفة الدولة ومفهوم التنمية. فالسياحة، في مفهومها الأصيل، ليست مجرّد ترفيه موسمي أو وسيلة لجذب الأموال، بل هي فعل معرفة وتفاعل، ومسار لبناء علاقة أعمق مع الأرض والناس والتاريخ. في كثير من دول العالم، يتمّ الاستثمار في السياحة بوصفها وسيلة لإبراز الهوية الثقافية، وتثبيت المجتمعات في أراضيها، وخلق فرص تنمية متوازنة.

حلقة مفرغة

أما في لبنان، فالسياحة تُركت، مثل سائر القطاعات، لقدَر السوق وذَوق اللحظة، من دون أي رؤية وطنية تُحدّد دورها ومردودها الحقيقي. غياب النقل المشترك، مثلًا، لا يُظهر فقط فشلًا إداريًا، بل يؤشّر إلى انعدام إرادة سياسية لتنظيم الحركة وربط المناطق ببعضها، ما يعني فعليًا منع إمكانية سياحة عادلة وموزّعة. كما أنّ انعدام التخطيط، وإهمال الذاكرة، وتجاهل الهوية، جعل من السياحة نشاطًا مفكّكًا، يستهلك المكان بدل أن يبنيه، ويستفيد منه قِلّة بدل أن يخدم الناس.  لهذا، فإن السؤال ليس فقط عن السياحة، بل عن المشروع الوطني الغائب. ما لم تتمّ إعادة تعريف السياحة كمسار ثقافي–اقتصادي متكامل، يربط الداخل بالخارج، والحاضر بالماضي، والناس بالأرض، فسنظلّ ندور في حلقة مفرغة من التجميل القبيح والاستهلاك. نحن بحاجة إلى مشروع سياحي يحترم المكان، ويستثمر في الناس، ويمنح الأجيال القادمة سببًا للعودة والتعلّق والانتماء، لا مجرّد صورة صيفية تُشارك على إنستغرام وتُنسى مع نهاية الموسم.

هل نريد وطناً مسرحاً مؤقّتاً، أم فضاءً دائماً للانتماء؟

 

المخيّلة السياسية اللبنانية

أحمد جابر/المدن/26 تموز/2025

تتجول المخيّلة السياسية اللبنانية بين المواضيع، وتتنقل بين الأقطار، فتقول في كل مقام مقال، وتدلي بما يقال وبما لا يقال. حال اللبنانية السياسية حال السيولة الناطقة التي تصير صدَى ما إن يقفل الواقع الحقيقي على الناشز من الأصوات. في سوريا حالة اختلاط، لا تتورّع المخيّلة السياسية اللبنانية عن المبادرة إلى غربلة الحالة، وإلى تحديد مكوناتها، وإلى الإشارة إلى أهدافها وارتباطاتها ومخاطرها ومحاسنها... في الوقت ذاته. نسأل، والوقت العربي الحالي وقت مساءلة عن كل شيء: ما شأن اللبناني "الحريص" برئيس سوريا أحمد الشرع؟ ومن أين له أن يثابر على ذكره باسم "الجولاني"؟ ومن أين للحصيف اللبناني هذه المعلومات الوفيرة، وشبه اليقينية، عن الخطة الإسرائيلية الممتدة من أعماق التوراة إلى مرتفعات الجولان إلى أعالي معاقل كردستان؟ وكيف للبناني الناقد أن ينظر بعين الريبة الواحدة إلى الخطر الذي تشكله التشكيلة الجديدة على سوريا، وأن يغمض اللبناني، إياه، العين عن "فضائل" النظام السابق، الذي أوصل سوريا إلى ما وصلت إليه؟ على هذا الصعيد السوري، لا تنفع المخيلة السياسية قشرتها الديمقراطية، ولا تستر عُريها سيرة القومية العربية السابقة، ولا سيرة "المقاومة" اللاحقة، ذلك أن الحقيقة التي يجب أن تلقى في وجه اللبناني المتحدّث سوريّاً، هي حقيقة انحيازه إلى عهود نظامية سورية سابقة، وانحيازه إلى تحالفات لبنانية- سورية، وجَدَ فيها وما زال، حبل النجاة "لأمة عربيّة وإسلامية"، أضاعت البوصلة "الاستراتيجية"، عندما تخلفت عن اتباع "اتجاه التاريخ"... أي تاريخ؟ هو ذاك المتمدّد بين النص الفئوي والنصّ الفئوي، وهو الواقع على خط الدفاع الأول عن "رسالية" النصّين... في موازاة ذلك، وإذا ما توخّت المخيّلة اللبنانية الدقّة والوضوح، وَجَبَ عليها إجراء نقد ذاتي للسلوك اللبناني حيال سوريا، وفي سوريا. النقد هو الاعتذار عن سنوات تدخّل أقدم عليها لبنانيون دعماً لفريق السلطة ضد شعبها، فكان ذلك سبباً في مآسي وفي خراب وفي خسائر جسيمة أصابت العمران السوري، مثلما أصابت معظم جوانب البنية التكوينية الداخلية.

هل يسأل السياسي اللبناني، ذو المخيّلة الجوّالة، لماذا حصل ذلك؟ وهل يسأل في خدمة أي مشروع ديمقراطي أو عربي أو شعبي؟ هذه أسئلة طُرِحَت سابقاً، وجرى تزوير الردّ عليها، مثلما جرت إزاحة الأنظار عن عناوين النقاش الحقيقية. لذلك، ما القول في كل ذلك استرجاعيّاً، وفي سياق النقد الذاتي اللبناني، ليكون في ذلك مقدّمة صادقة للنقد الذي يمكن اليوم الإدلاء به، في المواضيع السورية العامة، وخصوصاً تلك التي قد يكون لها انعكاسات، سلبية أو إيجابية، على الأوضاع اللبنانية.

وكما في سوريا، كذلك في لبنان، اشتباك العناوين حادّ، وإدارة الملفّات معقّدة، والخوض السياسي في المعروض على اللبنانيين، ما زال خوضاً فئوياً، بل لعلّه صار بالغ الفئوية، وهو ينذر بحالات اصطفاف واستقطاب طائفية ومذهبية، مما يضع "المصير الوطني" عموماً على عتبة انفكاكات لها أسماء معلنة، ولها "طموحات" قديمة- جديدة مضمرة، تنتسب إلى إشكاليّات التكوين الكياني اللبناني، وتغرف حججها من مسار التعثر المديد للسيرة الكيانيّة. إذن، وفي سياق المساءلة، كيف يدير السياسي اللبناني واقعه المادي المباشر، بمقاربة سياسية هي أقرب إلى الخيال؟ في ترجمة ذلك، كيف يُفسّر المعقّد التكويني الداخلي، بجواب سهل ومستسهل، يبدو مفارقاً للنص التكويني المراد تفسيره؟ وكيف يواجه الخطر الخارجي على لبنان، بخطاب الفرز الداخلي؟ ومن أين تأتي الحصانة الوطنية وأسباب القوة، إذا كان "القوم" مقيمين على ما يشبه التناحر؟

ندخل في الموضوع الأساسي الذي يفترق اللبنانيون حوله اليوم، وهو موضوع سلاح المقاومة اللبنانية، عموماً، أو سلاح المقاومة الإسلامية اللبنانية تحديداً، ونقترح على المخيّلة السياسية الدخول من باب فرط عنوان السلاح العام، على عناوين فرعية عديدة، هذا فرط لخطاب "المقاومة" عن سلاحها، من دون التسليم بالأسباب "السلاحية" الخاصة، ومن دون رفضِ منطقها رفضاً كاملاً. على صعيد التفريع ماذا نقرأ؟ نقرأ مطالبة بانسحاب العدو الإسرائيلي من أرض لبنانية محتلة، وإطلاق سراح الأسرى، ووقف الاعتداءات اليومية، وإعادة إعمار ما دمّره العدوان، وتقديم ضمانات دولية تلزم العدو بعدم استئناف الحرب على لبنان. السؤال المباشر: هل يختلف اللبنانيون حول هذه المطالب؟ لا سبب يدعو للجواب بالإيجاب، فالعكس هو الصحيح، أي أن لا سبب يدعو اللبنانيين لرفض هذه المطالب، أو للإحجام عن دعمها وعن التأكيد عليها.بالانتقال إلى الباب الثاني من أبواب فرط العنوان، تقع المخيلة السياسية على الشرح الذي تقدمه المقاومة لأسبابها، وتقع على الخلاصة التي ترتبها المقاومة على قراءتها السببية. الخلاصة هي مدار الخلاف، لأن عنوانها حصري وهو: رفض الانخراط في عملية استقامة الحياة الوطنية، وفقاً لسياسات الدولة الرسمية، ووفقاً لخططها التنفيذية المؤسساتية. الافتراق على باب الرفض الذي تتمسك به المقاومة، هو موضوع المساءلة الصريحة ذات الوجهة النقدية المسؤولة.

يتناول السؤال الأسباب المؤسسة، أي التذكير بأن المقاومة هي المسؤولة، واقعياً، عن الفصل السياسي الأخير الذي أوصل لبنان إلى حالته الراهنة، لذلك عليها أن تكون الطرف- الشريك المسارع إلى تعبيد السُبل أمام استعادة مقومات الدولة اللبنانية، لجهة حصرية المرجعية في كل الشؤون الوطنية. تذكير المقاومة بمسؤوليتها، هو تذكير بواجباتها، وهذا الأخير دعوة لشراكتها وليس لاستفرادها أو لاستبعادها، والدعوة هذه هي اعتراف بالحقيقي مما تقوله المقاومة، وتأسيس لعمل وطني جامع، يعالج أسباب المخاوف، ويحشد أسباب الاطمئنان، من الحدود الجغرافية، إلى الحدود البينية الداخلية، إلى أسئلة المصير وأسئلة الوجود.

تشكل استجابة المقاومة الإسلامية لمطلب مرجعية الدولة، مراجعة نقدية ذاتية، تجريها المقاومة "لنفسها"، مراجعة تطال سلوكها الداخلي بعد التحرير سنة 2000، وتطال سلوكها الخارجي، خصوصاً في سوريا، وفي عدد من البلدان العربية. لنا أن نضيف المراجعة- النقد، إلى الانضواء في سيرة الوطن الرسمية، لنجعل من البندين رسالة مصالحة لبنانية- لبنانية في الداخل، ورسالة مصالحة ممهورة بتوافق اللبنانيين على سياسة عدم تدخل في شؤون الخارج، ولنا أن نرى في الرسالتين دعامتين أساسيتين لا غنى عنهما من بين دعائم الحصانة الوطنية اللبنانية. الانسحاب من "الحيّ" الطائفي أو المذهبي، والانسحاب من التدخل الخارجي، لا يعفي اللبنانيين جميعاً من مراجعة العلاقات مع كل بلد خارجي، فالأمر هنا لا يستوي بين بلد عربي وآخر، ولا تستوي المقاربة بين بلد عربي وآخر أجنبي... نقد العلاقة مع كل "خارج" فيه الإيجابي وما يحرص عليه، وفيه السلبي، وما يجب التخلّص منه. هنا أيضاً على المخيّلة السياسية اللبنانيّة أن لا تصاب بعمى "القبيلة"، ولا أن تُبتلى بمتلازمة الانبهار... ويبقى الواقع مرجعاً لكل ما هو رصين.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

لائحة التشكيلات القضائية أنجزت..والاثنين الموعد المبدئي لتوقيعها

فرح منصور/المدن/26 تموز/2025

أنهى مجلس القضاء الأعلى المسودة النهائية للتشكيلات القضائية. وقد حُسمت كل الأسماء في الاجتماع الأخير الذي عُقد يوم أمس، الخميس 24 تموز.

المسودة الأخيرة

وبحسب معلومات "المدن" فإن مجلس القضاء الأعلى، سيوقّع لائحة التشكيلات يوم الإثنين المقبل، لتُرفع بعدها وتُصدر رسميًا، وذلك بعد شهرٍ من الاجتماعات والمشاورات داخل المجلس. وقد شملت المسودة الأخيرة نحو 470 قاضيًا.

وأفادت مصادر قضائيّة لـ"المدن" أن تبدلاً في المراكز طال غالبية القضاة، بعد مرور عدة سنوات على تعطيل التشكيلات القضائية السابقة لأسباب سياسيّة. واعتمدت معايير محددة في تصنيف القضاة أهمها الكفاءة والدرجة والنزاهة.

توزيع القضاة

وتؤكد المصادر أن التشكيلات وفقاً للائحة النهائية ستكون على الشكل التالي: القاضي سامي صادر مدعيًا عامًا في جبل لبنان، ويحظى بدعمٍ من رئيس الجهورية جوزاف عون ووزير العدل عادل نصار. أما القاضي سامر ليشع، فيحظى بدعمٍ من رئيس مجلس القضاء الأعلى سهيل عبود.

 القاضي رجا حاموش نائبًا عامًا استئنافيًا في بيروت. القاضي كلود غانم مفوضًا للحكومة في المحكمة العسكرية.

القاضي هاني حلمي الحجار مدعيًا عامًا في الشمال.

القاضي كمال نصار رئيسًا للهيئة الاتهامية في بيروت.

القاضي زاهر حمادة مدعيًا عامًا في الجنوب.

القاضية نجاة أبو شقرا نائبة عامة استئنافية في النبطية.

 القاضية رولا عثمان قاضية تحقيق أولى في بيروت.

القاضي فادي عقيقي رئيس استئناف جنح بيروت.

ومن المرجح أن يبقى القاضي طارق البيطار رئيسًا لمحكمة الجنايات في بيروت. 

 أما في النيابة العامة التمييزية، فمن المرجح أن يتولى مجموعة من القضاة منصب المحامي العام التمييزي ومن ضمنهم: القاضية سمرندا نصار، القاضية دورا الخازن، القاضي رهيف رمضان. على أن تبقى القاضية إميلي ميرنا كلاس في المركز نفسه في النيابة العامة التمييزية.

وفي المحكمة العسكرية ستتولى مجموعة من القضاة منصب محام عام عسكري ومن ضمنهم: القاضي أسعد بيرم، والقاضي نضال الشاعر.

وتفيد المعلومات إلى أنه بعد إصدار لائحة التشكيلات رسميًا، سيباشر القضاة مهامهم في مراكزهم الجديدة عقب انتهاء العطلة القضائية، أي في السادس عشر من أيلول المقبل.

 

جورج عبدالله حرّ: "رفاق النضال" يستقبلونه.. وخوف من اغتياله

نغم ربيع/المدن/26 تموز/2025

في نهار رمزي لا يشبه غيره، وفي توقيت يكاد يتقاطع فيه وجع غزة مع كل أوجاع بيروت والجنوب، حطّت قدما جورج إبراهيم عبدالله على أرض مطار رفيق الحريري الدولي، بعدما اقتطع من عمره واحداً وأربعين عاماً في السجون الفرنسية. هو ليس مجرد سجين عاد إلى وطنه، بل مناضل صلب أُفرج عنه بشروط جائرة، بعد أن تحوّل إلى أيقونة أممية للحرية، وواحد من آخر رموز الكفاح المسلّح العابر للحدود والقضبان. جورج عبد الله ليس وجهاً مستعاراً في سجل القضايا الكبرى. بل هو من تلك الأسماء القليلة التي بات يُختصر بها المسار النضالي الأممي، والعناد الأيديولوجي الذي لا تكسّره التسويات ولا يُرغمه النفي ولا السجن. منذ لحظة دخوله قاعة الشرف في المطار، وقف الرجل السبعيني بهيئته الهادئة، يحني رأسه أمام دماء الشهداء، ويقول "صمود الأسرى في السجون يعتمد على صمود رفاقهم في الخارج". جملة واحدة اختصرت فيها 41 سنة من الاعتقال، و27 منها كانت تعسفية، خارجة عن منطق القانون وحتى خارج سقف القضاء الفرنسي نفسه.

شروط إطلاق سراحه

ما جرى منذ العام 1998 ليس مجرّد تأخير قضائي، بل فضيحة موثّقة في دفاتر العدالة الفرنسية. ففي ذلك العام، صدر الحكم القانوني بالإفراج عن جورج إبراهيم عبد الله. القرار كان واضحاً، لا لُبس فيه، ولا استئناف. سُجّل الحكم، لكن الباب الحديدي بقي مغلقًا، والمفتاح لم يكن بيد القضاة بل في جيب السفارة الأميركية. منذ تلك اللحظة، لم يعد السجن سجناً قانونياً، بل صار معتقلاً سياسياً بقرار إسرائيلي - أميركي، وبتنفيذ فرنسي. وهذا ما كان يزعج دوما قضاة العدالة الفرنسية الذين كانوا يروون في ذلك تسييساً للقضاء الفرنسي. وبقي جورج في الزنزانة فترة إضافية تتخطى 27 سنة . قضى جورج عبد الله 27 سنة إضافية خلف القضبان بعد نهاية محكوميته. سبعة وعشرون عامًا من السجن العبثي، العدائي، السياسي، الذي لطالما أثار انزعاج قضاة فرنسا. فالقرار لم يكن يوماً بيد القضاء، بل في دهاليز الاستخبارات، عند تقاطع الإليزيه مع البنتاغون، وداخل الغرف السوداء لمكاتب الموساد.

لكن جورج لم ينكسر. لم ينحنِ. في زنزانته ظلّ يكتب، يقرأ، يراسل، يصوغ الموقف بصلابة أسير لا يفاوض على قضيته. كان يوقّع برسالة واحدة لا تتغيّر: "مني ندمان، ما رح ساوم، وباقي مقاوم". اليوم، خرج جورج عبد الله أخيرًا. لا لأن العدالة انتصرت، بل لأن الضغط الشعبي صار أثقل من الغدر الرسمي. لكن خروجه لم يكن حرية كاملة، بل مشروط:. ممنوع بشكل رسمي السماح باستقبال شعبي لجورج ابراهيم عبدالله. وممنوع عليه أن يبقى في بيروت. وممنوع عليه أن يدلي بأي تصريح. وممنوع عليه ان يهاجم فرنسا التي سجنته 41 سنة، منها 27 سنة تخطت الحكم القضائي.

ومع ذلك، خرج رافعًا رأسه، وقال بهدوء المقاومين: "كنتُ مقتنعاً أنني عائد إلى بلدي، وأنحني أمام دماء الشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن الأرض". جورج الآن مرآة كاملة لهذا العصر...

خوف ودموع..

بالرغم من التعمية المقصودة، وتغيير توقيت وصول الطائرة في اللحظات الأخيرة، كجزء من محاولة لتقليص عدد المستقبلين وتفكيك التجمّع، لم تنفع الخدعة. ففي الدقيقة الأخيرة، تبلّغ الناس، وتحرّكوا، وتدفّقوا. عشرات الرجال والنساء، كبار وصغار، طلاب ونقابيون، عائدون من المهجر، ومقيمون في الضواحي، فلسطينيون، لبنانيون، وعرب من جنسيات مختلفة، أتوا لا لمجرّد الاستقبال، بل ليشهدوا لحظة تاريخية، ويكتبوا حضورهم فيها. لا تسأل عن التنظيم، فالمسيرة كانت بنت اللحظة، لكن الولاء الذي جمعهم كان قديمًا: صورة جورج عبد الله على الصدر. في البداية، بدا أن هناك تأييدًا مشروطًا: لا أعلام، لا يافطات، لا مكبّرات صوت، لا مشهد. استقبال بلا احتفال، وبلا مظاهر، كما اقتضت الشروط السياسية- الأمنية المتّفق عليها مع السلطات الفرنسية. فُرض الصمت، وفُرض التبسيط، في محاولة لعزل لحظة الإفراج عن سياقها، وتفريغها من معناها العميق. لكن الحضور الشعبي لم يقبل بهذا "الإذلال" الرمزي. ضاق المكان، وتعالت التململات. هنا، اجتمع الغضب مع الحشود، ومع بعض الفوضى والإرباك، لم يعد بالإمكان كبح الموقف. أذعن الأمن، لا بقرار سياسي بل بواقع الأمر الواقع. فُتح المجال لرفع أول يافطة: قماشة حمراء طويلة كُتب عليها "جورج عبد الله حرّ"، هي نفسها التي أزالها الأمن في البداية. وبعدها توالت الرموز: علم فلسطين، علم لبنان، أعلام الحزب الشيوعي، الحزب القومي، وصورة السيد حسن نصر الله. ظهرت الصور، توزّعت الشعارات، وانطلقت الهتافات. لم يعد المشهد خاضعًا للرقابة، ولا ممكنًا إيقافه. وسط هذه الجموع، كان الخوف حاضرًا كصدى داخلي. خوف على جورج، وخوف من لحظة تُفسد. الناس يتلفّتون، يتهامسون، يسألون عن السيارة، عن الخطة الأمنية، عن احتمال استهدافه. وكأنّ الحرية، بعد 41 عامًا من السجن، ما زالت غير مضمونة. حنا غريب، أمين عام الحزب الشيوعي اللبناني، عبّر عن هذا القلق. قال: "هذا يوم وطني بامتياز، ليس فقط للبنانيين، بل لكل المقاومين العرب"، وأضاف: "نحن نطلب من الحكومة اللبنانية حماية جورج من العدوان الإسرائيلي، لأن اغتياله ليس احتمالاً نظريًا، بل خطر داهم، وحمايته مسؤولية". ثم، فجأة، فُتح الباب الحديدي. لحظة خاطفة، لكن كثيفة. ظهر جورج، واقفًا، بثيابه العادية، يلوّح بهدوء، بتحية مقتضبة. رجل خرج من الزنزانة، لكنه لم يغادر المعركة. وفي اللحظة ذاتها، دوّت الزغاريد، انهمرت الدموع، وانفجرت الهتافات، وكأنّ الصبر الذي احتُبس لأربعة عقود خرج دفعة واحدة.

 

42 دعوى ضد البيطار لم يُبتّ بها: متاهة "المرفأ" الجهنمية

فرح منصور/المدن/26 تموز/2025

في كلّ مرة نظنّ فيها أن قضية المرفأ وصلت إلى خواتيمها المرجوة، نصطدم بواقع تأجيلٍ أو ثغرةٍ واحدة، تُطيح بكل هذا الرجاء. اليوم وعلى بعد أيامٍ قليلة من ذكرى تفجير المرفأ الخامسة، بات من المؤكد أنّ لا قرار اتهاميًّا سيصدر في المدى القريب، رغم كلّ الآمال الّتي تم التداول بها. وهذا مرده طبعًا للعقبات المتراكمة، فضلًا عن عدم البت بالدعاوى المرفوعة ضد المحقق العدلي في القضية، القاضي طارق البيطار، ما قد يُعتبر الثغرة الأكبر والأخطر في حال وصل الملف إلى المجلس العدلي، ما قد يُتيح للمدعى عليهم من الساسة والأمنيين استغلالها، لعرقلة محاكمتهم في القضية.

تأخر البت بالدعاوى

ظاهريًا، يبدو لأي مُتابع بأن المسار القضائي لقضية المرفأ يسير بوتيرة سريعة. فالنيابة العامة التمييزية عاودت التعاون مع البيطار، والمُدعى عليهم حضروا جلسات استجوابهم، وغالبية المطلوبين إلى التحقيق مثلوا أمام البيطار. فجأة، حُرّك الملف وسلك طريقه السليم بعد سنوات من العرقلة. لكن، يبقى السؤال الأهم اليوم. لماذا لم يتم البت بعد بالدعاوى المرفوعة ضد البيطار وتحديدًا دعوى اغتصاب السلطة؟ خصوصًا أن الجميع بات على علمٍ أن البيطار يتجهز لإصدار قراره الاتهاميّ. في الواقع، يواجه البيطار أكثر من 42 دعوى ردّ ومخاصمة وارتياب مشروع ضدّه. إضافة إلى دعوى اغتصاب السلطة المرفوعة ضده من المدعي العام التمييزي السابق غسان عويدات. لكن المُستغرب، أن الهيئة الاتهاميّة التي شُكلت منذ نيسان الماضي للبت في الاستئناف المُقدّم من عويدات حين طُلب منه تصحيح الادعاء (دعوى اغتصاب السلطة) المقدم ضد البيطار، لم يُحوّل إليها الملف بعد. مع العلم أن قرار هذه الهيئة له أهمية كُبرى في مسار التحقيقات.

إضافة إلى أن الهيئة العامة لمحكمة التمييز الناظرة بدعاوى المخاصمة، ومحاكم التمييز الموكل إليها البت بدعاوى الرد والنقل، لم تبت بأي دعوى أيضًا، وهنا يجب أن نذكر أنه مضى على هذه التشكيلات أسابيع قليلة فقط. لكن الهيئة الاتهامية شُكلت منذ أكثر من ثلاثة أشهر ولم يُحوّل إليها الملف بعد.

وللتوضيح أكثر، فإن البيطار تمكن خلال الأسابيع الأخيرة من انهاء كل جلسات الاستجواب وكان من المفترض أن يصدر قراره الاتهامي قبل نهاية هذا العام. لكن ثمة عواقب عديدة منعته من ذلك، وأهمها أنه حوّل 6 استنابات قضائية لعدة بلدان طلب منهم الحصول على بعض المعلومات، والحصول على إجابات رسمية  يستغرق بعض الوقت. وبعدها، سيحتاج إلى مُطالعة النيابة العامة التمييزية قبل أن يختم تحقيقاته. والمُتوقع أن المُطالعة قد تستغرق ما لا يقل عن شهرين بسبب ضخامة الملف الذي يضم أكثر من ثلاثة آلاف صفحة، وفي الخطوة الأخيرة، يتخذ البيطار الإجراءات القانونيّة بحق المُدعى عليهم ويُحوّل الملف للمجلس العدلي لبدء المحاكمة. هذا يعني أن القرار قد يحتاج لأشهر عديدة وقد تمتد هذه الفترة للعام 2026 في حال لم يتم البت بالدعاوى المرفوعة ضده.

ثغرة قانونية؟

المجلس العدلي مُعطّل حاليًا، بسبب عدم تعيين قضاة فيه. والبت بكل الدعاوى يعتبر عاملًا أساسيًا في هذا الملف، لأنه قد يصب في مصلحة البيطار فُيعطيه كامل الصلاحية. وعليه، يصبح قراره الاتهامي مُدعومًا ومتينًا فور وصوله للمجلس العدلي. وإما قد يكون ضد البيطار، فيُسحب الملف منه وتلقائيًا يُمنع استكمال تحقيقاته، إلى حين اختيار محقق عدلي آخر ليبدأ من نقطة الصفر وفي هذه الحالة قد يستغرق الأمر سنوات طويلة لتحقيق العدالة في هذه القضية. ولذا، فإن وصول الملف للمجلس العدلي قبل البت بكل هذه الدعاوى، سيكون"ثغرة" قانونيّة ستستغلها السلطة السياسية وجميع المدعى عليهم. وبامكانهم أن يطلبوا حينها من قضاة المجلس العدلي، توقيف المحاكمة لحين البت بالدعاوى المرفوعة ضد البيطار، فيُصاب المجلس العدلي بشللٍ كامل، ولا تُنفّذ أي من الإجراءات القانونية التي قد يتخذها البيطار بحق المدعى عليهم، فلا يتم إلقاء القبض على أي أحدٍ.

فهل سيتم البت بالدعاوى قبل إصدار القرار الاتهاميّ؟ وهل ستُحقق العدالة أم ستُدفن هذه القضية؟ 

 

إعمار الجنوب: ممنوع حتى إشعار سياسي

حسن فقيه/المدن/26 تموز/2025

تشكل إعادة إعمار ما دمرته إسرائيل هاجساً رئيسياً لدى المستويين الرسمي والشعبي، إذ إن الجزء الأكبر من هذا الدمار يقع في الجنوب، وتحديدًا في ما يُعرف بجنوب الليطاني. لا يختلف اثنان على أن إعادة الإعمار مرتبطة بالحلّ السياسي والمفاوضات الدائرة بين لبنان وإسرائيل بوساطة أميركية، وبالشقّ المتعلق بسلاح حزب الله تحديدًا. فالأموال اللازمة لإعادة الإعمار لن تأتي من فراغ، بل من الدول الصديقة للبنان، وخصوصًا دول الخليج التي تشترط التوصل إلى حلّ سياسي وترسيخ التفاهمات الدولية. كما أن هناك تشديدًا واضحًا على منع إيران من المساعدة في هذا الأمر. ولا يخفى على أحد أن إعمار الجنوب لا تستطيع دولة واحدة القيام به، بل يستوجب تعاونًا وغطاءً عربيًا ودوليًا. فماذا تمّ إنجازه حتى اللحظة؟

في الشق المتعلق بالأرقام، هناك جهتان أساسيتان: مجلس الجنوب وحزب الله. وقد فصّلت مصادر حزب الله الرسمية لـ"المدن" ما قدّمه الحزب حتى الآن، وفي كل منطقة على حدة. فعدد الوحدات السكنية المتضررة مع أثاثها بلغ في جنوب نهر الليطاني: 153,712، وفي شمال النهر: 89,954، وفي بيروت والضاحية وجبل لبنان: 90,485، وفي البقاع: 41,693، وفي الشمال: 72، ليكون العدد الكلي: 375,916 وحدة. وبالطبع، فإن هذه الوحدات ليست مدمَّرة بشكل كامل ولا تحتاج إلى هدم، بل إلى ترميم وإصلاح واستبدال للأثاث. وقد دفع الحزب، بحسب أرقامه الرسمية التي حصلنا عليها، لـ247,000 وحدة سكنية من أصل 375,916، أي ما يعادل 65.7%.

أما البيوت المدمَّرة كليًا، أي تلك التي تحتاج إلى الهدم أو تعاني أضرارًا كبيرة جدًا، فقد قام الحزب بدفع بدل إيواء وأثاث ريثما تتبلور عملية إعادة الإعمار. وقد بلغ عدد هذه الوحدات، بحسب الحزب وكشفه، في منطقة جنوب النهر: 37,268، وفي شمال النهر: 5,465، وفي الضاحية وبيروت ومناطق جبل لبنان: 12,353، وفي البقاع: 3,893، وفي الشمال: 14، ليصبح العدد الكلي: 58,993. والمدفوع لهم بدل إيواء وأثاث يبلغ عددهم 49,274، أي ما يعادل 83.5%. وهنا تجدر الإشارة إلى أن حزب الله يقدم هذا الدعم لمن دُمّر بيته الأساسي، وليس الثانوي. أي إن كانت عائلة تسكن في بيروت ودُمّر بيتها في الجنوب، فإن الحزب لا يقدم بدل إيواء.

ولا تتوقف مصادر الحزب الرسمية عند هذا الحد، بل تشير إلى أنها عاينت أيضًا الأقسام المشتركة في المباني، كالمصاعد والدرج وغيرها. وقد بلغ عدد المباني المتضررة: 910 في جنوبي الليطاني، و229 شمال الليطاني، و3,410 في الضاحية. أما لناحية الترميم الإنشائي، أي تضرر أو احتراق جزء من المبنى، فإن ما أحصاه حزب الله هو: 7,870 وحدة سكنية في جنوب النهر، و709 في شماله، و1,979 في بيروت والضاحية، و565 في البقاع، و1 في الشمال. والعدد الكلي: 11,124 وحدة.

هذه الأرقام الرسمية سُجلت من قبل المعنيين في حزب الله، الذين أشاروا في حديثهم إلى "المدن" إلى أنهم أنهوا المسح الميداني في كل لبنان، لكن صرف الأموال متوقف منذ نيسان الماضي بسبب مشاكل في السيولة، ويُعمل على حلها بسرعة. ويتضح من الأرقام أنه لم يتم التعويض على جميع المتضررين، بل على جزء منهم فقط، وذلك نتيجة العبء الكبير والحاجة إلى أموال طائلة، في وقت يعاني فيه حزب الله من صعوبات في الحصول على المال وسط حملة تضييق تطال نقل الأموال من إيران -مصدر تمويل الحزب- إلى لبنان.

وردًا على سؤال "المدن" حول قرب انتهاء مدة الإيواء التي تم دفعها، أجابت مصادر حزب الله: "سيتم التجديد"، لكن الأمر الآن مرهون بتأمين السيولة، والعمل جارٍ لإيجاد الحلول المناسبة. فهل سينجح الحزب في الدفع مجددًا للعائلات التي تحتاج إلى إيواء عند انتهاء مدة العام، أي في آخر العام الحالي؟

تضيف مصادر الحزب أن جميع ما ذُكر أعلاه منفصل عن ملف إعادة إعمار المباني المهدمة كليًا، خصوصًا في الجنوب، وتعلّق بالقول: "هذا أمر كبير جدًا"، وهو خاضع أيضًا للحل السياسي والتزام الحكومة به، كما أعلنت فور تشكيلها. وفي هذا الإطار، تقول المصادر إن الحكومة حتى الآن لم تقم سوى برفع الركام، من دون أي تعويض أو خطوة جدية في إطار عملية الإعمار وإصلاح ما تهدم.

مصادر سياسية في حزب الله تقول لـ"المدن" إن الحزب يقوم بما عليه في هذا الملف ويتحمّل مسؤولية كبرى، بالرغم من أن دولًا تعجز أمام ما يتحمله. لكنها تحمّل الحكومة المسؤولية أيضًا، وتدعوها للوقوف إلى جانب أبناء الجنوب والبقاع والضاحية، كما تعهدت، من دون إخضاع هذا الملف للبازار السياسي وربطه بالمفاوضات والسلاح، لأن هذا الأمر مرفوض وبشكل قاطع من قبل حزب الله.

مجلس الجنوب، بدوره، أكد عبر المسؤولين عن ملف الإعمار لـ"المدن" أن فرقه قامت بمعاينة الأضرار وسجلت الإحصاءات التالية: 42,110 مبانٍ مهدمة كليًا، و181,128 مبنى يحتاج إلى ترميم، ليصبح عدد الوحدات: 223,238. مع الإشارة إلى أنه لم يُدفع أي مبلغ حتى الآن، لأن الدولة لم ترصد أي أموال لهذا الملف، والموضوع بانتظار الحل السياسي لتأمين التمويل. وعندها، سيكون المجلس في المقدمة لإصلاح ما دمرته إسرائيل، لكن الأمر متوقف -وبشكل كبير- على "تأمين المال". وردًا على سؤال حول التنسيق مع حزب الله في هذا الشأن، أجاب المسؤولون بأن كل طرف يقوم بدوره، ولا علاقة لمجلس الجنوب بما دفعه حزب الله للمتضررين.

وفي إطار متابعة الملف بشكل دقيق، والوقوف على حيثياته كافة، سألت "المدن" مصادر مقربة من الحكومة عن موضوع "إعادة الإعمار"، وما تعهد به رئيس الحكومة نواف سلام فور تشكيل حكومته من قصر بعبدا، بأن الإعمار التزام حكومي. فكان الجواب أن الأمر مرتبط بالحل الذي سيصل إليه لبنان مع المبعوث الأميركي، إذ لا قدرة للدولة اللبنانية على تحمّل هذه الأعباء، ولا مال لديها، وهي بحاجة إلى دعم أشقائها العرب، الذين ينتظرون حلاً شاملاً للأزمة، وخصوصًا بشأن سلاح حزب الله، الذي لا يمكن إبعاده عن المعادلة. وتؤكد المصادر أن الحكومة، وجميع من فيها، تدرك أن الشعبوية لن تؤثر، وأن الحل السياسي هو المدماك الأساسي. كما أن إلزام إسرائيل بالانسحاب ووقف خروقاتها، والوصول إلى تسوية مع حزب الله بشأن السلاح، وإعادة ثقة المجتمع الدولي والدول الخليجية بلبنان، هي عوامل مساعدة ورئيسية في إعادة الإعمار. فالكلفة تصل إلى 12 مليار دولار، إذا ما أُضيفت الخسائر الاقتصادية، وهو رقم يحتاج إلى تضافر جهود الدول الصديقة ودعمها للبنان. وهذا لن يحصل قبل الوصول إلى نهاية موضوعية للأزمة. في ظل كل هذه الأوضاع، تراقب إسرائيل المجريات في جنوب لبنان، وتقوم بقصف البيوت الجاهزة وتعطيل عملية الإعمار في المنطقة الحدودية، بمبادرات فردية، لتُظهر أن الإعمار ممنوع قبل تسليم السلاح الثقيل المتبقي مع حزب الله، وأن هذه المنطقة ستبقى منطقة عازلة بانتظار إزالة أي تهديد مستقبلي من قبل الحزب. فكيف ستتمكن الدولة اللبنانية من التوفيق بين مطالب حزب الله ومطالب المجتمع الدولي، للوصول إلى صيغة تضمن من خلالها إعادة الإعمار؟ لأن صبر الجنوبيين قد لا يطول.

 

وصول أقدم سجين من فرنسا إلى بيروت بعد 40 عاماً من الاحتجاز

جورج عبد الله يؤكد تمسكه بـ«المقاومة من أجل فلسطين»

بيروت/الشرق الأوسط/25 تموز/2025

أكد الناشط اللبناني المؤيد للفلسطينيين جورج إبراهيم عبد الله الذي أدين بالتواطؤ في اغتيال دبلوماسيّين أميركي وإسرائيلي في ثمانينات القرن الماضي، تمسكه «بالمقاومة من أجل فلسطين»، في أول تصريح فور وصوله إلى مطار بيروت آتياً من فرنسا. وأمضى عبد الله، المدرّس السابق والبالغ 74 سنة، أربعين عاماً في سجون فرنسا التي حكمت عليه بالسجن مدى الحياة. وكان مؤهلاً للإفراج المشروط منذ 25 عاماً، لكن 12 طلباً لإطلاق سراحه رُفضت كلها. وبات قبل الإفراج عنه، أقدم سجين في فرنسا. وعلى الرغم من عدم تنظيم أي حدث رسمي بمناسبة عودته، تجمع حشد من المؤيدين، من بينهم عدد من ممثلي «حزب الله» و«حركة أمل» في البرلمان، إضافة إلى الأمين العام لـ«الحزب الشيوعي»، في مطار بيروت بانتظاره في غياب أي حضور رسمي. وخارج المطار، قرع بعضهم الطبول ورفعوا أعلاماً للحزب الشيوعي الفلسطيني واللبناني ولافتة كتب عليها: «جورج عبد الله حر - مناضل لبناني وفلسطيني ودولي من أجل الحرية على طريق تحرير فلسطين». وقال عبد الله الذي وضع وشاحاً بألوان الكوفية الفلسطينية لصحافيين في قاعة الشرف في المطار: «المقاومة (من أجل فلسطين) يجب أن تستمر وتتصاعد، وتكون بمستوى الهياكل العظمية لأطفال غزة». وقال عبد الله، بينما وقف إلى جانبه النائبان عن «حزب الله» إبراهيم الموسوي، و«حركة أمل» قبلان قبلان: «انتصرت مواجهة العدو... والاستمرار في مواجهة العدو إلى الأبد حتى دحره»، عادّاً «إسرائيل تعيش آخر فصول وجودها». وهبطت الطائرة التابعة لخطوط شركة «إير فرانس» التي أقلت عبد الله عند الثانية والنصف بعد الظهر (11.30 ت.غ) في مطار رفيق الحريري الدولي، بعد إقلاعها صباحاً من مطار رواسي. ولم يصدر أي تعليق من السلطات اللبنانية بعد. وتجمع العشرات أمام قاعة الوصول في المطار، ورفع بعضهم العلم الفلسطيني وآخرون رايات الحزب الشيوعي والحزب السوري القومي الاجتماعي، قبل أن يبعدهم الجيش اللبناني، انطلاقاً من منع المظاهر الحزبية في المطار.

وكان من المقرر الإفراج عن عبد الله، السبت، لكن جرى إطلاق سراحه الجمعة، بعدما أصدرت محكمة الاستئناف في باريس الأسبوع الماضي قرارها بالإفراج عنه، شرط أن يغادر فرنسا وألا يعود إليها. وقال القائم بالأعمال في سفارة لبنان في باريس زياد تيان الذي التقى عبد الله في مطار رواسي قبيل مغادرته: «بدا في صحة جيدة وسعيداً جداً بالعودة إلى لبنان وإلى عائلته وباستعادة حريته بعد أكثر من 40 عاماً». وجاء إطلاق سراحه، الجمعة، بعدما أعلنت النيابة العامة في باريس، الاثنين، التقدّم بطعن أمام محكمة التمييز في قرار محكمة الاستئناف. لكن الطعن الذي يستغرق البتّ به أسابيع عدة، لا يعلق تنفيذ الحكم أو يعوق عودة عبد الله إلى لبنان. وقال محاميه جان - لوي شالانسيه الذي التقاه للمرة الأخيرة في السجن الخميس: «بدا سعيداً جداً بالإفراج الوشيك عنه مع أنه يدرك أنه يعود إلى منطقة شرق أوسط عصيبة جداً للبنانيين والفلسطينيين». في الأيام الأخيرة، عمد عبد الله إلى إفراغ زنزانته المزينة بعلم أحمر يحمل صورة تشي غيفارا وفيها الكثير من الصحف والكتب التي سلمها إلى لجنة الدعم الخاصة به. وأعطى غالبية ملابسه إلى سجناء معه وخرج «بحقيبة صغيرة»، وفق محاميه. ومن بيروت، توجه عبد الله إلى مسقط رأسه في بلدة القبيات بشمال البلاد.

 

نستنكر بأشد العبارات الجريمة النكراء التي وقعت في منطقة المعاملتين

الخوري طوني بو عسّاف/فايسبوك/25 تموز/2025

نستنكر بأشد العبارات الجريمة النكراء التي وقعت في منطقة المعاملتين، والتي شكّلت صدمةً وطنية وهزّة ضميرية عميقة في وجدان كل لبناني شريف. إنّ ما جرى ليس مجرّد حادث فردي، بل هو نتيجة مباشرة لانهيار منظومة العدالة وتفكّك الردع، وتهاون الدولة في فرض سلطتها وهيبتها.

نرفع الصوت عاليًا: إلى متى يبقى الدم اللبناني مستباحًا؟ إلى متى يبقى القاتل متجولًا حرًّا، والمواطن رهينة الفوضى والسلاح المتفلّت؟!

نطالب الدولة اللبنانية، بجميع أجهزتها القضائية والأمنية، بتحمّل مسؤولياتها كاملة، وبفرض هيبة القانون، لا بالكلام والبيانات، بل بالفعل والحزم. المطلوب اليوم ليس فقط إلقاء القبض على الجناة، بل إعادة الثقة بالقضاء وبالأمن، من خلال محاكمات عادلة وسريعة، وتنفيذ أقسى العقوبات دون تهاون أو رحمة، وصولًا إلى تعليق المشانق إن لزم الأمر، ليكون القاتل عبرة لغيره، ولتعود الطمأنينة إلى قلوب الناس.

إن السكوت عن الجريمة تواطؤ، والتساهل معها مشاركة، والتأخير في القصاص خيانة لأرواح الشهداء الأبرياء.

فلتعلّق المشانق، ولتسقط الحصانات. كفى تهاونًا، كفى فوضى، كفى موتًا مجانيًا.

الرحمة لروح الضحيتين، والعزاء للعائلة المفجوعة، والعار لكل متقاعس عن حماية الناس وبسط العدل.

 

مظلوم عبدي

نُثمن جهود الجنرال كيفن ليهي خلال قيادته لقوة المهام المشتركة – عملية العزم الصلب

@CJTFOIR  ، ونشكره على دوره الفاعل في تجاوز التحديات المشتركة وتعزيز الشراكة. كما نُرحب بتولي الجنرال كيفن لامبرت هذه المسؤولية في مرحلة حساسة تتطلب المزيد من التنسيق والعمل المشترك. نؤكد في قوات سوريا الديمقراطية التزامنا الثابت بالشراكة مع التحالف الدولي في مكافحة الإرهاب وترسيخ الاستقرار في عموم سوريا.

 

القيادة المركزية الأميركية

U.S. Central Command

قوات القيادة المركزية الأمريكية تقوم بتحييد قيادياً بارزاً في تنظيم داعش في مدينة الباب، سوريا

في ساعة مبكرة من صباح اليوم، نفذت قوات القيادة المركزية الأمريكية غارة في مدينة الباب، محافظة حلب، سوريا، أسفرت عن مقتل القيادي البارز في داعش، ضياء زوبع مصلح الحرداني، وابنيه عبد الله ضياء الحرداني وعبد الرحمن ضياء زوبع الحرداني. شكل هؤلاء العناصر من داعش تهديداً للقوات الأمريكية وقوات التحالف، وكذلك للحكومة السورية الجديدة. ثلاث نساء وثلاثة أطفال كانوا ضمن الموقع الذي تم استهدافه، ولم يُصب أحد منهم بأذى.

صرح الجنرال مايكل إريك كوريلا، قائد القيادة المركزية الأمريكية، قائلاً: "سنواصل ملاحقة إرهابيي داعش بلا هوادة أينما كانوا. إرهابيو داعش ليسوا بأمان في اماكن نومهم وعملهم، وحيث يختبئون. وإلى جانب شركائنا وحلفائنا، تلتزم القيادة المركزية الأمريكية بالقضاء نهائياً على إرهابيي داعش الذين يهددون المنطقة وحلفائنا ووطننا".

 

كل التقدير والاحترام لسماحة الشيخ موفق طريف

الوكيل البطريركي لطائفة الروم الاورتودوكس المطران رومانوس ، يتشكر سماحة الشيخ موفق طريف ، لتبرعه بمبلغ عشرة آلاف دولار لاعادة اعمار كنيسة مار الياس الدويلعة في دمشق بعد الانفجار الذي وقع فيها وادى الى سقوط العديد من الشهداء وتدمير الكنيسة من الداخل .

تحية اكبار وتقدير لسماحة الشيخ موفق طريف على بادرته هذه ، وهذا ليس بغريب عن اخلاق وشهامة اخوتنا الموحدين الدروز ، فالدم واحد والمصير واحد .

كل التحيات والاحترام لشيخنا الجليل حامي الاقليات في منطقة الشرق الاوسط .

 

تغريدات مختارة من موقع أكس

تغريدات مختارة لليوم 25 تموز/2025

يوسف سلامة

"جورج عبدالله" خرج من السجن في فرنسا بصحة جيدة، يناقش بثقة وعناد،

تخيّلوا وضع سجين يخرج من سجنٍ  في دولة من دول المشرق العربي،

‏الفرق واضح،

‏الشرقي، يستثمر في الدين ويمارس الارهاب،

الغربي، علماني يحترم حقوق الإنسان،

‏أيها المشرقيون، لا تدعوا دينكم يخطف إنسانيتكم.

**‏السلطة مرتهنة لم تتدارك دقّة المرحلة ولم تعالج أزمات لبنان بحكمة وجرأة وشفافية،

‏المسؤولون تائهون في عواصم القرار يتسوّلون ظروفًا تحمي تخاذلهم،

‏اللبنانيون يتحصّنون بزعمائهم،‏بالمقابل،

العالم يوقّع على فشل اتفاقية سايكس-بيكو وانهيار دولها ودولة لبنان الكبير،

 

د. ريدان حرب

في ظلّ الأوضاع الخطيرة التي تتعرض لها طائفتنا المعروفية التوحيدية في #السويداء، تباركنا اليوم بزيارة سيّدنا الشيخ ابو يوسف امين الصايغ والشيخ ابو صالح محمد العنداري  وكانت فرصة مباركة للنقاش والاستفادة من توجيهاتهم وارشاداتهم التوحيدية القيّمة، وذلك برفقة أخي الشيخ مدحت حرب.

نسأل الله أن تمرّ هذه الأزمة على خير، وأن يعمّ الاستقرار وسيادة القرار، ويُرفع الظّلم عن أهلنا في السويداء..

أهل الحق والكرامة في وجه الإرهاب والإجرام.

 

ماهر فرغلي

سوريا تم تقسيمها عمليا.. إعلان تأسيس الإدارة الذاتية للدروز، وفي دمشق تم تأسيس جبهة الإنقاذ

 

ماهر فرغلي

تم قتل الرجل الثاني بتنظيم داعش الإرهابي، والمتحدث الرسمي باسمه: ضياء زوبع مصلح الحرداني، عراقي الجنسية، الملقب بأبو حذيفة، وذلك بمدينة إدلب بسوريا.

 

 المرصد الديموقراطي السوري

 بيان صادر عن المرجعية الروحية العليا للطائفة العلوية العلامة الشيخ غزال غزال

رئيس المجلس الإسلامي العلوي الأعلى في سوريا والمهجر

 

نتالي نقولا طراد

https://x.com/i/status/1948833392260190628

النائب جيمي جبور عم بستقبل #جورج_عبدلله بالمطار

حضرتو طمعان بكم صوت قبياتي زيادة يستفيد منن بالانتخابات

يا ريت يفيدنا شو عمل هوي ورئيسو  للمعتقلين بالسجون السورية؟

القبيات بريئة من اشكالكن!

 

ميشلين أبي سلوم

الآن، وقد أنهى توم باراك زيارته محمّلًا برسائل لا التباس فيها، على أن يعود في وقت لاحق،

هل تجرؤ حكومة نواف سلام على اتخاذ الموقف المنتظر منها؟ هل تمتلك الشجاعة لعقد جلسة لمجلس الوزراء، تضع فيها “ورقة باراك” على الطاولة، وتناقشها بجدية،

 

 محمد بركات

https://x.com/i/status/1948794666293276681

كيف يعني 4 أو 5 أشخاص غير مُنتخبين ولا صفة سياسية وطنية جامعة لهم... اجتمعوا بغرفة في #الضاحية وقرّروا ياخدوا 6 ملايين لبناني على #الحرب في #جنوب_لبنان وبقية البلاد، بما فيهم #الشيعة وغير الشيعة؟

وإذا اعترضنا منطلع نحن غير وطنيين؟

 

بيتر جرمانوس

https://x.com/i/status/1948740778601202086

«إسرائيل تعيش آخر فصول حياتها»… إذا لم يفعل الشيخ بيار الجميّل والزعيم كميل شمعون شيئًا، فيكفي أنهما حَمَيا المنطقة الشرقية ثلاثة عشر عامًا من اجتياح جحافل الأسد واليسار القومي وأزلامهم. هذه معجزة بحد ذاتها.

يا له من مشهد سريالي! جميعهم عادوا على متن طائرات شركة "إير فرانس".

 

 الأم ماغي خزام

لم أشاهد في حرب غزة اسرائيلي حلق شوارب فلسطيني أو طلب منه أن يعوي ليذله .. ولم أسمع عن عصابات اسرائيلية خطفت بنات فلسطينيات وأرسلن فيديوهات لهن عراة مضروبين لطلب فدية من أهلهن .. و لم أرى اسرائيلي يجول بالتوراة داعياً الناس ان يؤمنوا أو يموتوا ثم فجر نفسه.

ستكتشفون أن العدو الحقيقي هو المسلمين في أي وطن كانوا بمجرد أصبحوا أغلبية أو استلموا سلطة . وستكتشفون أن الله هو الشيطان وخدع الشعوب طيلة 1400 سنة لينادوه  يا الله و يهلكوا وتستطيعون معرفة ماهيته من بهائمية الحياة في الدول التي يرتفع فيها اسمه واسم رسوله.

 نديم الجميّل

حداً يخبّر "المناضل"، الدنيا تغيّرت…صارت المقاومة تهدّد الأمن الداخلي،

والالتفاف حول غزّة كلّف لبنان غلاء، حصار، انهيار… ودم.

كنا نتمنّى بدل هالخطابات، يسأل جورج عبدالله ببساطة: “شو صار بلبنان؟

 

خالد ممتاز

يا ريت فرنسا ما تتبادل رسائل مع اسرائيل عبر لبنان

لسنا صندوق بريد و يلي فينا مكفينا

العلاقات الإسرائيلية الفرنسية في اسوء حالاتها و اذ تقرر فرنسا اطلاق سراح جورج عبد الله و ارساله الى لبنان....

مسكين انت يا لبنان وين ما بتحبل بتخلف بين ايداك ... الله يقويك يا لبنان على كل اعداءك و على من يدعي انهم اصدقائك.

 

روي أرض الأرز

الأموال تتدفق الى سوريا تحت غطاء استثمارات!

لا تنخدعوا فلا استثمار في سوريا خاصة في ظل التمديد لقانون قيصر!

للأموال وجهة أخرى!

التركي يعرف ذلك

الاسرائيلي يضمن ذلك

الاميركي تحصيل حاصل

كما شمال الليطاني في جنوب لبنان كذلك شرق الفرات وغدا...

 

أبو أرز

منذ متى تستقبل الدولة اللبنانية القتلة و المجرمين و تفتح لهم صالون الشرف في المطار ؟

حقيرٌ من اتخذ هذا القرار !

 

شارل سركيس

الوكيل البطريركي لطائفة الروم الاورتودوكس المطران رومانوس ، يتشكر سماحة الشيخ موفق طريف ، لتبرعه بمبلغ عشرة آلاف دولار لاعادة اعمار كنيسة مار الياس الدويلعة في دمشق بعد الانفجار الذي وقع فيها وادى الى سقوط العديد من الشهداء وتدمير الكنيسة من الداخل .

تحية اكبار وتقدير لسماحة الشيخ موفق طريف على بادرته هذه ، وهذا ليس بغريب عن اخلاق وشهامة اخوتنا الموحدين الدروز ، فالدم واحد والمصير واحد . كل التحيات والاحترام لشيخنا الجليل حامي الاقليات في منطقة الشرق الاوسط .

 

******************************************

في أسفل رابط نشرة الأخبار اليومية ليومي 24-25 تموز/2025/

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 25 تموز/2025

/جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/2025/07/145644/

ليوم 25 تموز/2025/

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For July 25/2025/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/2025/07/145647/

For July 25/2025

**********************
حسابي ع التويتر/ لمن يرغب بمتابعتي الرابط في أسفل

https://x.com/EliasYouss60156

My Twitter account/ For those who want to follow me the link is below

https://x.com/EliasYouss60156

****

رابط موقعي الألكتروني، المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

https://eliasbejjaninews.com

Link for My LCCC web site

https://eliasbejjaninews.com

****

Click On The Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

*****

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا الرابط  https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

*****

حسابي ع التويتر/ لمن يرغب بمتابعتي الرابط في أسفل

https://x.com/EliasYouss60156

My Twitter account/ For those who want to follow me the link is below

https://x.com/EliasYouss60156

@followers

@highlight