المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 24 تموز /لسنة 2025

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

في أسفل رابط النشرة

                http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2025/arabic.july24.25.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

عناوين النشرة

عنوان الزوادة الإيمانية

ليس لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا، وهُوَ أَنْ يَبْذُلَ الإِنْسَانُ نَفْسَهُ في سَبِيلِ أَحِبَّائِهِ. أَنْتُم أَحِبَّائِي إِنْ تَعْمَلُوا بِمَا أُوصِيكُم بِهِ

 

عناوين مقالات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/أردوغان الجهادي والعثماني يسيطر على الجولاني، ويمثل تهديدًا للعرب ولدولهم وحكامهم.

الياس بجاني/لا وجود لدولة وجيش في سوريا بل حاكم مجرم ولنظام جهادي وعصابات تكفيرية

الياس بجاني/الدواعش والنصرة وهيئة تحرير الشام وتجمع العشائر العربية وحتى باكو حرام منبعهم واحد

 

عناوين الأخبار اللبنانية

رابط فيديو مقابلة مع حسين عبد الحسين الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات من موقع “البديل”

رابط فيديو مقابلة مع د. شارل شرتوني من موقع "دي أن أي

رابط فيديو تعليق للإعلامي إبراهيم عيسى من موقعه ع اليوتيوب/بماسبة ذكرى 13 تموز…. عبدالناصر رجل لا يريد أن يموت

إتيان صقر – أبو_أرز/أحداث سوريا وانعكاساتها الخطيرة على لبنان

الحزب» يردّ وينفي نيته «التصادم مع الدولة»: أخبار مفبركة!

«الحزب» يرفع السقف: لبنان رهينة السلاح.. وإيران ترسم حدود الاشتباك

خصوم «الثنائي الشيعي» يخططون لتقليص نفوذه في البرلمان اللبناني

إنجاز الانتخابات النيابية في لبنان مرتبط بالوضع في الجنوب والخلاف حول اقتراع المغتربين

برَّاك: هناك فرصة أمام لبنان... ومهلة السلاح إسرائيلية وليست أميركية

براك وجَّه نصيحة إلى «حزب الله» بصفقة مع تل أبيب... ولمس استعداداً لـ«التطبيع»

تسعون يومًا لتسليم السلاح

فرسان ثلاثة أمام محكمة "ساحة النجمة" و"فارس" رابع يسقط عن ..."حصانته"

مخاوف لبنانية من تغييرات ديموغرافية بالجنوب نتيجة الانتهاكات الإسرائيلية

3920 خرقاً وآخرها استجواب ميداني للبنانيين وسوريين بقرية حدودية

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

«الحرس الثوري» يعلن الجاهزية الكاملة بعد تلويح إسرائيلي بتجدد الضربات

إيران: حذَّرنا مدمرة أميركية للابتعاد عن مياهنا في خليج عُمان

إيران: وافقنا على زيارة فريق فني من «الذرية الدولية» خلال أسابيع

ما المقابل الإيراني لامتناع الأوروبيين عن تفعيل آلية «سناب باك»؟..اجتماع إسطنبول يواجه مطالب «الترويكا»

وزير الإعلام السوري: سنوقّع اتفاقيات مع السعودية بقيمة 6 مليارات دولار

مصدر مصري مطلع لـ«الشرق الأوسط»: اتفاق «هدنة غزة» في مراحله الأخيرة..أكد أن «الصفقة» قد تُعلن خلال «أيام قليلة»

حماس» تسلم ردها على مقترح وقف إطلاق النار

إسرائيل: لا مجاعة في غزة... و«حماس» تفتعل أزمة غذاء

واشنطن توافق على بيع أوكرانيا أسلحة بقيمة 322 مليون دولار

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لماذا يصر العثمانيون الجدد على استعمال الدروز في معركتهم مع العرب/الكولونيل شربل بركات

العالم يدين إسرائيل لمنعها إبادة الدروز من قّبل منظمة القاعدة الإرهابية والجهادية/دانيال جرينفيلد/معهد غايتستون

برّاك: نفِّذوا ما عليكم تُنقذوا لبنان!/حنا صالح/الشرق الأوسط

الدروز/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

انسحاب القوات الأميركية من المنطقة غير وارد/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

سوريا... إعادة الوطن إلى مساره/زيد بن كمي/الشرق الأوسط

عن الأقليات... الوجود والمصير/فهد سليمان الشقيران/الشرق الأوسط

عندما يُصبح درزيّ السويداء عميلًا… ويُصبح التطبيع بطولة!”/اسامه اللحام/مواقع ألكترونية

مرافعة وجدانية أمام محكمة الضمير الإنساني/د. جاد طعمه/جريدة الحرة

نواف سلام: رئيس حكومة عاجز بين رئاستين/مايز عبيد/نداء الوطن

في الذكرى الـ 33 لرحيل الرئيس فرنجية: مواقف وشهادات للتاريخ/نبيل يوسف/نداء الوطن

براك محبط ... والوقت بيد جيران لبنان/كريستل شقير /نداء الوطن

في صبيحة اليوم ال2017 على بدء ثورة الكرامة/حنا صالح/فايسبوك

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

في صبيحة اليوم ال2017 على بدء ثورة الكرامة/حنا صالح/فايسبوك

وقت منقول  اللبنانيين المقيمين خارج لبنان  لازم يصوتوا لل ١٢٨ نائب يعني وفق دوائرهم الإنتخابية./بسام أبو زيد/فايسبوك

النائب فؤاد مخزومي يستقبل السيفير براك في منزله بحضور شخصيات ونواب

بيان من مكتب عضو الكونغرس الأمريكي من اصل سوري ابراهام حمادة البيان

توافق بين جعجع وجنبلاط على ملفات متصلة بلبنان وسوريا في مقدمتها قانون الانتخابات وحصرية السلاح

لقاء قمة بين الرئيس اللبناني وملك البحرين يدعم الاستقرار والتعاون الاقتصادي..شددا على التنسيق ومكافحة التنظيمات الإرهابية ومنع تمويلها

البحرين تعلن رسمياً فتح سفارتها في بيروت

بيان مشترك بعد اجتماع الملك حمد والرئيس عون يؤكد على حصرية السلاح

لبنان: رفع الحصانة النيابية عن وزير الصناعة السابق بتهم فساد... و«تحقيق» برلماني مع 3 وزراء اتصالات سابقين

وفاة وزير الخارجية السابق عبدالله بو حبيب عن 84 عامًا

 

تغريدات مختارة من موقع أكس

تغريدات مختارة لليوم 23 تموز/2025

 

تفاصيل النشرة الكاملة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

ليس لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا، وهُوَ أَنْ يَبْذُلَ الإِنْسَانُ نَفْسَهُ في سَبِيلِ أَحِبَّائِهِ. أَنْتُم أَحِبَّائِي إِنْ تَعْمَلُوا بِمَا أُوصِيكُم بِهِ

إنجيل القدّيس يوحنّا15/من09حتى14/:”قالَ الرَبُّ يَسُوعُ لِتَلاميذِهِ :«كَمَا أَحَبَّنِي الآب، كَذلِكَ أَنَا أَحْبَبْتُكُم. أُثْبُتُوا في مَحَبَّتِي. إِنْ تَحْفَظُوا وصَايَايَ تَثْبُتُوا في مَحَبَّتِي، كَمَا حَفِظْتُ وَصَايَا أَبِي وأَنَا ثَابِتٌ في مَحَبَّتِهِ. كَلَّمْتُكُم بِهذَا لِيَكُونَ فَرَحِي فِيكُم، فَيَكْتَمِلَ فَرَحُكُم. هذِهِ هِيَ وَصِيَّتِي أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُم بَعْضًا كَمَا أَنَا أَحْبَبْتُكُم. لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا، وهُوَ أَنْ يَبْذُلَ الإِنْسَانُ نَفْسَهُ في سَبِيلِ أَحِبَّائِهِ. أَنْتُم أَحِبَّائِي إِنْ تَعْمَلُوا بِمَا أُوصِيكُم بِهِ”.

 

تفاصيل مقالات وتغريدات الياس بجاني

أردوغان الجهادي والعثماني يسيطر على الجولاني، ويمثل تهديدًا للعرب ولدولهم وحكامهم.

الياس بجاني/23 تموز/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/07/145583/

لقد بات من المؤكد، حتى لدى العميان والجهلة، أن أردوغان العثماني هو الراعي والمهيمن على الجولاني الجهادي، وعراب جماعات الإخوان المسلمين وحاضنهم... وخلاصة القول إن كل المجازر التي تُرتكب في سوريا بحق السوريين المسيحيين والدروز والعلويين والمسلمين والأكراد والسوريين الأحرار كافة هي من هندسة اردوغان وتهدف في جوهرها إلى تمكين تركيا العثمانية والإخونجية والجهادية من السيطرة على دول المنطقة.

 

لا وجود لدولة وجيش في سوريا بل حاكم مجرم ولنظام جهادي وعصابات تكفيرية

الياس بجاني/20 تموز/2025

سقط الأسد وبقي نظامه الذي ورثه الإرهابي الجولاني. نظام سوريا أخونجي اردوغاني وجهادي. جيشه مكون من غزاة تكفيريين وعصابات سبي ونهب

 

الدواعش والنصرة وهيئة تحرير الشام وتجمع العشائر العربية وحتى باكو حرام منبعهم واحد

الياس بجاني/20 تموز/2025

المؤكد أن تجمع العشائر الذي يقوم بغزوات جهادية ضد دروز السويدا هو مستنسخ 100% عن فقاسات وحاضنات من هم أسياد الدواعش بكافة تلويناتهم وفروعهم الإخونجية والعثمانية. تمويل وإدارة قطر وتركيا وإيران ومخابرات دولية وإقليمية وينفذون رغباتهم.

 

تفاصيل أهم الأخبار اللبنانية

رابط فيديو مقابلة مع حسين عبد الحسين الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات من موقع “البديل

https://eliasbejjaninews.com/2025/07/145556/

”/تعرية كاملة وموثقة لممارسات نظام الشرع الجهادي والأردوغاني والداعشي ولمسؤوليته المطلقة عن غزوات السويداء/شرح لجهل توماس براك لوقائع المنطقة/وهم الشرع اخضاع الدروز ليصير حاكم سوريا المطلق وإحتمال تركيا قد تقتله لو تمرّد/الحرب في السويداء لم تنتهِ بعد/الشرع يُعيد، إنتاج هيمنة ودكتاتورية حافظ الأسد، ولكن بجهل وغباء ووحشية أشد، تتمثّل في العودة إلى ممارسات النحر الجاهلي الدموية

23 تموز/2025

 

رابط فيديو مقابلة مع د. شارل شرتوني من موقع "دي أن أي

https://eliasbejjaninews.com/2025/07/145564/

مطلوب من حكام لبنان إن يلزموا حزب الله الإرهابي بالخضوع والإستسلام أو أن إسرائيل ستتولى المهمة عسكرياً ...انتهت سعدنات الإلتباس ومعه التشاطر الغبي/عون وسلام فشاطين ورهائن عند الحزب وشو اجو يعملو.

 

رابط فيديو تعليق للإعلامي إبراهيم عيسى من موقعه ع اليوتيوب/بماسبة ذكرى 13 تموز…. عبدالناصر رجل لا يريد أن يموت

قراءة نقدية في كل الممارسات والمواقف والنكسات والهرطقات التي تسبب بها عبد الناصر ولا زالت تستنسخ

https://eliasbejjaninews.com/2025/07/145574/

التاريخ: 23 تموز 2025

رابط فيديو لتعليق الإعلامي إبراهيم عيسى على قناته في يوتيوب

المناسبة: ذكرى 13 تموز

العنوان: "جمال عبد الناصر – رجل يرفض أن يموت"

التاريخ: 23 تموز 2025

في هذا التعليق الحاد والعميق، يعيد الإعلامي المصري البارز إبراهيم عيسى قراءة إرث الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بمناسبة ذكرى 13 تموز. يتناول عيسى كيف أن عبد الناصر، كرمز وكعقيدة، لا يزال يُلقي بظلاله الثقيلة على العالم العربي، رغم مرور عقود على انتهاء حكمه.

يقدم عيسى نقداً شاملاً لسياسات عبد الناصر وقراراته وسلسلة الإخفاقات المتكررة التي وسمت عهده—سواء كانت عسكرية أو سياسية أو أيديولوجية. ويشير إلى أن الأساطير والأوهام والهرطقات السياسية التي وُلدت في زمن ناصر ما زالت تُعاد وتُستنسخ اليوم، مما يعوق التقدم ويُبقي المجتمعات أسيرة ذهنية استبدادية بالية.

يقول عيسى: "عبد الناصر رجل يرفض أن يموت، لا لأن إنجازاته تستحق الإحياء، بل لأن الأنظمة والجماهير التي أتت بعده ترفض دفن الأوهام التي تركها خلفه."

هذا التعليق دعوة جريئة إلى مواجهة التاريخ بصدق، والتوقف عن تمجيد إرثٍ بُني على القمع والحروب الكارثية والوعود الزائفة.

رابط فيديو تعليق للإعلامي إبراهيم عيسة من موقعه ع اليوتيوب/ بمناسبة يوليو..عبدالناصر رجل لا يريد أن يموت

 

إتيان صقر – أبو_أرز/أحداث سوريا وانعكاساتها الخطيرة على لبنان

23 تموز/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/07/145588/

بيان صادر عن حزب حراس الأرز – حركة القومية اللبنانية

تابعنا بقلق بالغ وأسف شديد، الأحداث المؤلمة والدامية التي شهدتها محافظة السويداء السورية الأسبوع الفائت، والتي أسفرت عن سقوط عدد كبير من الضحايا الأبرياء، إضافة إلى دمار واسع طال الممتلكات الخاصة والعامة.

لقد هالنا حجم الوحشية التي ارتُكبت بها هذه الجرائم، وخصوصًا تلك التي طاولت المدنيين من أطفال ونساء ومسنّين، وذكّرتنا بفظائع النظام الأسدي البائد وتنظيم داعش”، من حيث الأسلوب الدموي وانعدام أي شعور إنساني أو وطني في التنفيذ، وكأنّ القتلة تحرّكهم غرائز لا صلة لها بالقيم، ولا بالأخلاق، ولا حتى بأدنى مشاعر الرحمة.

إن قلقنا على سوريا ينبع أيضًا من قلقنا على لبنان، إذ إن هشاشة الوضع اللبناني اليوم تجعل أي ارتجاج أمني أو طائفي في الإقليم، وتحديدًا في سوريا، يترك بصماته السلبية على الداخل اللبناني. فحدودنا مع سوريا تمتد لأكثر من ٣٧٥ كيلومتراً شرقاً وشمالاً، وتُعدّ بمثابة شريان تفاعل وتأثر مباشر بين الشعبين. كما أن التركيبة الطائفية المتداخلة بين البلدين تُضاعف من خطر انتقال الفتنة إلى الداخل اللبناني، لا سمح الله، إذا لم يتم تدارك الأمر وقطع الطريق على عبور الفتن والمؤامرات إلى ديارنا.

لقد رحّبت نصف شعوب الكرة الأرضية على الأقل باقتلاع نظام الطاغية بشار الأسد في ٦ كانون الأول ٢٠٢٤، باعتباره واحدًا من أكثر الأنظمة دموية واستبداداً ووحشيةً في العصر الحديث. إلا أن المجازر التي حصلت مؤخرًا في الساحل السوري ثم في السويداء، وما رافقها من فظائع مرعبة، أضعفت الثقة بمصداقية الثورة السورية، وطرحت علامات استفهام كبيرة حول قدرة النظام الجديد على بناء دولة مدنية حديثة تليق بتضحيات الثورة والثوار، وطموحات الشعب السوري.

وبحسب ما أفادت به بعض المصادر الإعلامية، فإن تعثّر الانتقال من الثورة إلى الدولة يعود إلى عدّة أسباب، أبرزها:

ضيق الوقت بين سقوط النظام القديم وبداية الحكم الجديد،

ضعف خبرة المستشارين،

تغلغل المقاتلين الأجانب من ذوي الخلفيات “الجهادية” في الأجهزة الأمنية والعسكرية،

تنامي النفوذ التركي في كواليس السياسة السورية.

إننا، في حزب حراس الأرز، إذ نندّد بشدّة بهذه الجرائم المقزّزة، ونعرب عن تضامننا الكامل مع أهالي الضحايا الأبرياء، نهيب بكافة مكونات الشعب السوري أن ترتقي فوق الجراح، وتضع حدّاً لهذا الصراع العبثي، وتُجنّب بلادهم المزيد من الدماء والدموع والخراب والانهيار.

كما ندعو القيادات اللبنانية، على اختلاف مواقعها، إلى أخذ الحيطة والحذر من تداعيات هذه الأحداث السورية الخطيرة، والعمل فوراً على تعزيز أمن الحدود، وضبط المعابر، ومنع تسلّل الفتن والمؤامرات إلى الداخل، لأن “من لا يُحسن تحصين بيته، لا يلومنّ الريح حين تقتحمه”.

وأخيرًا، نتمنى للشعب السوري، بجميع طوائفه ومكوّناته، كل الخير والأمن والسلام، تبعًا للمثل القائل:

إذا كان جارك بخير، فأنت بخير. لبيك لبنان

 

الحزب» يردّ وينفي نيته «التصادم مع الدولة»: أخبار مفبركة!

جنوبية/23 تموز/2025

أصدرت العلاقات الإعلامية في حزب الله بيانًا نفت فيه “بشكل قاطع” ما ورد على قناتي “العربية” و”الحدث” حول جهوزية الحزب للتصادم مع الدولة اللبنانية. وأكد البيان أن ما نُسب إلى الحزب هو “عارٍ من الصحة جملةً وتفصيلًا”، واصفًا إياه بـ”الافتراءات المختلقة لخدمة أجندات مشبوهة تهدف إلى زعزعة الاستقرار”. ودعا البيان وسائل الإعلام إلى “تجاهل الأخبار المفبركة”، مطالبًا بمراجعة الجهات المختصة في الحزب للحصول على المواقف الرسمية، خصوصًا في ظل الظروف الدقيقة التي يمر بها لبنان. وكانت قد افادت مصادر “الحدث” أن ردّ حزب الله على المبعوث الأميركي توم برّاك جاء سلبيًا، حيث ربط الحزب مسألة سلاحه بـ”ما حصل مؤخرًا في السويداء”، مؤكداً تمسكه به لغياب الضمانات الكافية. وأضافت المصادر أن برّاك أبلغ المسؤولين اللبنانيين بأن “الوقت ينفد”، مشيرًا إلى أن واشنطن طالبت بـ”جدول زمني لتسليم سلاح الحزب على مراحل”، مع تحديد شهر تشرين الأول كحد أقصى لإنهاء هذه العملية. وتأتي هذه التطورات في ظل تصعيد التوتر الإقليمي، وضغوط دولية متزايدة على لبنان للالتزام بقرارات الشرعية الدولية.

 

«الحزب» يرفع السقف: لبنان رهينة السلاح.. وإيران ترسم حدود الاشتباك

جنوبية/23 تموز/2025

في تطوّر دراماتيكي ارخى مسحة تشاؤمية على الحراك الاميركي الذي يقوده السفير توم براك على شكل زيارات مكوكية بين واشنطن وبيروت وسوريا، كشفت مصادر لمحطة “الحدث” السعودية، أنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري أبلغ الموفد الأميركي توم برّاك بأنه لا يعد بحصر السلاح شمال الليطاني قبل نهاية العام حتى لو انسحبت اسرائيل. وأشار المصدر الى غضب داخل الدولة اللبنانية تجاه إصرار حزب الله على إضاعة الفرصة. ولفت الى أنّ حزب الله أكد انه لن يسلم السلاح حتى لو انسحبت إسرائيل، مشيرًا الى انّ الجناح العسكري لحزب الله أبلغ بري أنه لن يسلم السلاح، وأنّه لن يمضي في أي قرار حتى لو تعهد به أي أحد وانه غير مهتم بمؤتمر اقتصادي أو إعمار. وشدّد المصدر على أنّ حزب الله يقول إن لا أحد في الحزب قادر على اتخاذ قرار تسليم السلاح مؤكدا إنه جاهز إذا أرادت الدولة اللبنانية التصادم. وإذا صحّ ما نُقل عن الجناح العسكري في الحزب اعلاه للرئيس بري، أنه “لن يسلّم السلاح حتى لو انسحبت إسرائيل” وأنه “جاهز للاصطدام مع الدولة اللبنانية”، فإن لبنان يدخل رسميًا مرحلة كسر العظم الداخلي والخارجي، حيث تُسحب أوراق القرار من أيدي المؤسسات الدستورية، وتُسلَّم عمليًا إلى قرار إقليمي يتجاوز حتى القيادة السياسية للحزب.

وفي ضوء هذه التطورات، يمكن مقاربة الخبر على 3 مستويات مترابطة:

أولًا: بين بري وبرّاك انهيار الوساطة أم كشف الحدود؟

يبدو أن الرئيس بري، الذي حاول تقديم ورقة وسطية تنص على انسحاب إسرائيلي جزئي يقابله حصر للسلاح جنوب الليطاني قبل نهاية العام، اصطدم هذه المرة بجدار الحزب نفسه. فالرسالة الصريحة التي نقلتها مصادر الحدث والعربية تفيد بأن الحزب لم يعُد يكتفي بالرفض الدبلوماسي، بل بات يعلن جهوزيته لـ”التصادم مع الدولة” إن تجرأت على الالتزام علنًا بخطوة نزع السلاح، حتى في إطار زمني طويل الأمد. هذا الموقف وضع بري في مأزق مزدوج:

داخليًا، بات عاجزًا عن تأمين الحد الأدنى من الغطاء الحزبي لأي تعهد رسمي تجاه الأميركيين. خارجيًا، خسر هامش المناورة أمام برّاك، الذي قد يعود إلى واشنطن بملف يُظهر أن لا جهة لبنانية قادرة على ترجمة التزاماتها. وفي الوقت نفسه، كشف اللقاء عن انقسام فعلي بين “الدولة” و”الحزب”، كما أظهرت الرسائل الآتية من الرئاستين الأولى والثالثة، والتي تفيد بنيّة لبنان الرسمي المضي في إعلان الالتزام بحصر السلاح، ولو منفردًا، في خطوة سيكون لها ما بعدها. الرئيس بري، الذي حاول تقديم ورقة وسطية تنص على انسحاب إسرائيلي جزئي يقابله حصر للسلاح جنوب الليطاني قبل نهاية العام، اصطدم هذه المرة بجدار الحزب نفسه.

ثانيًا: البعد الإيراني.. من بيروت إلى فوردو

ما يرفض الحزب الإفصاح عنه علنًا بات واضحًا ضمنيًا: القرار النهائي في ما يخصّ سلاحه لن يُتخذ في بيروت، بل في طهران. ومع اتساع الهوة بين إيران والولايات المتحدة، لا سيما بعد انضمام واشنطن الميداني إلى جانب إسرائيل في الحرب الأخيرة التي استهدفت منشآت نووية إيرانية (خصوصًا “فوردو”) خلال 12 يومًا من الضربات المركّزة، فإن من الطبيعي أن يتمسك “حزب الله” بورقة السلاح كمكوّن من مكوّنات الردع الاستراتيجي لطهران. بكلام آخر، بات سلاح الحزب “خطًا أحمر” إيرانيًا قبل أن يكون لبنانيًا. وفي الوقت الذي تعلن فيه بيروت نيتها إرسال رسالة دولية مفادها أن لبنان لا يريد أن يكون رهينة محور إقليمي، يأتي موقف الحزب ليُفرغ هذه المبادرة من مضمونها، ويكشف أن إيران لا تزال تمسك بخيوط اللعبة عبر ممثلها الأوثق في الساحة اللبنانية.

ثالثًا: لبنان “سنارة تفاوض”؟

في هذا السياق، يكتسب الاجتماع المرتقب يوم الجمعة في إسطنبول بين إيران والدول الأوروبية (بغياب الولايات المتحدة) أهمية استثنائية. فمن غير المستبعد أن يكون لبنان أحد المواضيع المطروحة ضمن جدول الأعمال غير المعلن، خصوصًا إذا اعتُبر أن “العقدة اللبنانية” قد تصلح كـسنّارة” تعيد الإيرانيين والأميركيين إلى طاولة المفاوضات غير المباشرة. فواشنطن، التي تدرك حجم نفوذ “حزب الله”، قد تفسّر التصعيد الحالي بأنه “رسالة إيرانية مشفّرة”، مفادها أن أي تقدم في ملفات نزع السلاح أو وقف العمليات جنوبًا يمرّ عبر طهران لا بيروت، وأن انفلات الوضع في لبنان قد يكون الورقة الأهم لإعادة ضبط الإيقاع التفاوضي بين الطرفين، خصوصًا بعد أن تعثرت قنوات الحوار النووي وبلغ التصعيد مرحلة خطرة. وبما أن الأوروبيين لا يزالون يحرصون على منع الانفجار الكامل في لبنان، فإن الملف اللبناني قد يُطرح كبند تفاوضي مرن يُراهن عليه كجسر عودة بين طهران وواشنطن، خصوصًا إذا تمّ التوافق على هدنة إقليمية تسبق الانتخابات الأميركية المقبلة. واشنطن، التي تدرك حجم نفوذ “حزب الله”، قد تفسّر التصعيد الحالي بأنه “رسالة إيرانية مشفّرة”، مفادها أن أي تقدم في ملفات نزع السلاح أو وقف العمليات جنوبًا يمرّ عبر طهران لا بيروت.

الخلاصة هي اننا أمام لحظة مفصلية، وهي ان”حزب الله” لا يفاوض ولا يتنازل، بل يرسل إنذارًا أخيرًا بأنه لن يسمح للدولة بالتفاوض نيابة عنه، والدولة اللبنانية تقترب من نقطة القرار، وقد تجد نفسها مضطرة للذهاب إلى التزام علني، يُحرج الحزب ويكشف محدودية قراره المحلي. والنقطة الثانية هي ان إيران تحاول الامساك بخيوط اللعبة، وتراها فرصة ذهبية لخلط الأوراق مجددًا، وإذا لم يُحسن اللاعبون الإقليميون التقاط هذه اللحظة، فقد لا تكون “العقدة اللبنانية” مجرد سنارة تفاوضية، بل فتيلًا قابلًا للاشتعال في عمق ساحات الشرق الأوسط كلها.

 

خصوم «الثنائي الشيعي» يخططون لتقليص نفوذه في البرلمان اللبناني

إنجاز الانتخابات النيابية في لبنان مرتبط بالوضع في الجنوب والخلاف حول اقتراع المغتربين

بيروت: محمد شقير/الشرق الأوسط/24 تموز/2025

تشكل المادة 112 من قانون الانتخاب محور الخلاف بين «الثنائي الشيعي» أي «حزب الله» وحركة «أمل»، الذي يطالب مع «التيار الوطني الحر» بوقف العمل بتعليقها على نحو يسمح باستحداث 6 مقاعد نيابية لتمثيل الاغتراب اللبناني توزّع مناصفة بين المسلمين والمسيحيين، في مقابل إصرار الأحزاب المسيحية ومعها نواب «اللقاء الديمقراطي» و«قوى التغيير» و«التجدد الديمقراطي» و«الاعتدال الوطني» على إلغائها واستبدالها بإعطاء الحق للمغتربين بالاقتراع من مقر إقامتهم في الدوائر الانتخابية، بحسب قيودهم فيها.

ومع تصاعد الخلاف بين المطالبين بإلغاء المادة 112، بانضمام البطريرك الماروني بشارة الراعي للفريق المؤيد لشطبها نهائياً من القانون، وبين من يصرون على تعويمها، فإن إجراء الانتخابات النيابية في موعدها في ربيع 2026 ليس محسوماً، بخلاف إصرار الكتل النيابية على إنجازها بلا أي تأخير. ويتوقف، كما تقول مصادر سياسية لـ«الشرق الأوسط»، على الجهود التي يقوم بها الوسيط الأميركي توم برّاك، وتحديداً مع بري، لتهيئة الأجواء المواتية لتطبيق اتفاق وقف النار.

فتعذّر تنفيذ الاتفاق يتيح لإسرائيل الضغط على لبنان بالنار بتوسيع اعتداءاتها وخروقها، وهذا ما يحول دون عودة النازحين إلى قراهم، ويؤخر البدء بإعمار ما دُمّر منها لتأليب الجنوبيين على «حزب الله» بتخلفه عن تعهده بإعادة إعمارها، كما وعدهم أمينه العام السابق حسن نصر الله في الأسابيع الأولى لإسناده لغزة.

وبرغم أن برّاك تحدث في لقاءاته المقفلة عن إمكانية البدء بتطبيق الاتفاق على مراحل، تنفّذ الأولى منها في أغسطس (آب) المقبل، كما تقول المصادر السياسية، فإن ما يعطّل تنفيذها امتناع برّاك عن الضغط على إسرائيل لتوفير الضمانات التي يطالب بها لبنان، في مقابل عدم التزام «حزب الله» بخريطة الطريق التي أعدها لتطبيق الاتفاق، بذريعة أنه ليس مقروناً بالضمانات، مع أنه أضاف إلى «الممنوعات» التي يطالب بها الوسيط الأميركي لائحة بأصناف جديدة يستثني منها السلاح الفردي، بعد أن ألحق بها القنابل اليدوية والرشاشات المتوسطة وصواريخ الكاتيوشا وقاذفات من نوع «بي 7».

ولفتت إلى أن حظوظ إجراء الانتخابات لا تزال تتأرجح مناصفةً بين إنجازها وبين التمديد للبرلمان الحالي، مع أن رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون باقٍ على تعهده بإنجازها في موعدها، وليس في وارد ترحيلها، وهو يتحرك في كل الاتجاهات دولياً وعربياً لإلزام إسرائيل بالانسحاب كشرط لتهيئة الأجواء لإتمامها، كونه لا يتحمل تأجيلها مع انقضاء عام ونيف على ولايته الرئاسية.

وكشفت المصادر نفسها بأن الثنائي الشيعي يتمسك بتطبيق المادة 112، ويقاتل سياسياً لمنع شطبها من القانون لقطع الطريق، وتحديداً على خصومه المسيحيين، الذين يتوخون من شطبها إحداث خلل في ميزان القوى الحالي في البرلمان على نحو يسمح لهم بخوض المعركة المقبلة لرئاسة المجلس، بما يهدد التجديد لبري لولاية جديدة، خصوصاً أن عدم موافقته (أي الثنائي) على اقتراع المغتربين في دوائر قيدهم من شأنه أن يحد من قدرتهم في السيطرة على غالبية المقاعد في البرلمان المنتخب، ويحسم من حصة «قوى التغيير» في المقاعد النيابية، ويمنع تسجيل خروقات شيعية وسنية تصبّ لمصلحتهم، برغم أنه لا يصنّف «اللقاء الديمقراطي» على خانة خصومه، ويتعامل معه على أن نوابه أقرب إلى بري من أي منافس شيعي في حال كُتِب لخصومه إحداث خرق يطول عدداً، ولو رمزياً، من المقاعد الشيعية كشرط لتأمين منافس لبري على الرئاسة الثانية.

ورأت أن تمسك الثنائي بموقفه يعود إلى تقديره، وقد يكون في محله، بأن اقتراع المغتربين في دوائر قيدهم سيؤدي إلى ترجيح كفة القوى المعارضة للثنائي وحلفائه، على غرار ما حصل في الانتخابات الأخيرة.

وفي هذ السياق، لم يستبعد مصدر في الثنائي الشيعي أن يبادر نوابه، في ردهم على مطالبة الفريق المسيحي المناوئ له بإلغاء المادة 112، إلى قلب الطاولة بتوسيع رزمة طروحاتهم لتعديل قانون الانتخاب، وألا تقتصر على اعتماد لبنان دائرة انتخابية واحدة فقط، وإنما يدعون للمباشرة بوضع آلية لإلغاء الطائفية بدءاً بانتخاب برلمان من خارج القيد الطائفي والإعداد لانتخاب مجلس شيوخ طائفي استكمالاً لتطبيق ما نص عليه اتفاق الطائف في هذا الخصوص. وقال المصدر نفسه لـ«الشرق الأوسط» إن المحاولات، التي يقوم بها فريق مسيحي معين - في إشارة إلى حزب «القوات اللبنانية»، لمحاصرة الشيعة والتعامل معهم بلا تمييز بين «حزب الله» وحركة «أمل»، على أنهم خرجوا مهزومين في حربهم مع إسرائيل، ما يستدعي إملاء الشروط عليهم لإعادة تركيب البلد - لن ترى النور لافتقاد هذا الفريق لمن يناصره في موقفه، خصوصاً أن بري تمايز عن حليفه «حزب الله» بمواقفه، ولم يكن طرفاً في إسناده لغزة، ويؤيد اتفاق وقف النار وحصرية السلاح بيد الدولة، في مقابل توفير الضمانات لإلزام إسرائيل بالانسحاب لطمأنة «حزب الله» بأن لا عودة للحرب، وأن تذرعه بالاحتفاظ بسلاحه ليس في محله.

لذلك، فإن الصوت الراجح لإلغاء المادة 112 يبقى بعهدة معظم النواب السنّة و«اللقاء الديمقراطي» وعدد من المستقلين، ومن غير الجائز تصنيف هؤلاء في عداد الاصطفاف السياسي المناوئ لبري للإخلال بالتوازن الطائفي، مع أنه من غير الجائز تحييد الاستحقاق النيابي عما سيؤول إليه الوضع في الجنوب، والتعامل مع نتائجه، في حال حصول تطورات عسكرية من العيار الثقيل ترخي بظلالها على تحديد الموعد النهائي لإتمامه، برغم أن الانتخابات الأخيرة وإن سجلت تقدماً ملحوظاً لمعارضي بري، فإنها بقيت دون التجديد له لولاية جديدة، خصوصاً أن معظم معارضيه يقرون بأن لا غنى عنه كمحاور يمكن التفاهم معه، في ظل استمرار القطيعة مع «حزب الله».

 

برَّاك: هناك فرصة أمام لبنان... ومهلة السلاح إسرائيلية وليست أميركية

براك وجَّه نصيحة إلى «حزب الله» بصفقة مع تل أبيب... ولمس استعداداً لـ«التطبيع»

بيروت: ثائر عباس/الشرق الأوسط/24 تموز/2025

اختتم الموفد الرئاسي الأميركي توم برَّاك زيارته الجديدة لبيروت بإعادة رسم الثوابت الأميركية من موضوع نزع سلاح «حزب الله» الذي هو مسؤولية الحكومة اللبنانية الواجب عليها تنفيذ القانون الذي ينص على حصرية السلاح بيدها، محذراً من أن عدم قيامها بخطوات ملموسة في هذا المجال يعني استمرار الوضع الحالي الذي يتضمن غارات في الجنوب وطائرات مسيَّرة فوق بيروت. وخلص برَّاك إلى أنه لا توجد مهلة مفتوحة لذلك، معتبراً أن من يقرر مدة هذه الفترة «هي إسرائيل وليست الولايات المتحدة».

وفي لقاء مع مجموعة صغيرة من الإعلاميين شاركت فيه «الشرق الأوسط»، كرر برَّاك أنه «متفائل بشأن كل هذا». وقال: «بالمناسبة، لقد أُعجبتُ كثيراً بالطريقة التي تصرفوا بها في خضم هذا الوضع... أعتقد أن الدعم الذي قدمناه يُجبر الجميع على القول: يا إلهي، علينا التغيير وإلا سنشهد كارثة».

وإذ رأى أنه «حان الوقت لتحمل الحكومة اللبنانية مسؤولية الاتفاقات التي أبرمتها في الماضي». قال: «وافقت الحكومة على مجموعة من الظروف التي ربما تكونون غير راضين عنها أو راضين عنها». وأضاف: «نصف من أتحدث إليهم يقولون إن الوضع الراهن جيد ولن يتغير أبداً. لذا دَعُوا (حزب الله) وإسرائيل يتقاتلان في الأسفل. هذا شأنهم. بيروت بخير». ورأى أن الناس يريدون التغيير، ولهذا عليهم أن يحددوا ما يتطلبه التغيير. وأضاف: «هناك مسار بدأ في لبنان؛ لقد انتخبتم رئيساً جديداً، ولديكم رئيس وزراء جديد، ورئيس برلمان كفء. لديكم مجموعة جديدة من الوزراء يتميزون بكفاءتهم. رجال ونساء متميزون. حاسبوهم. إذا كان هناك قانون، فعلى أحدهم تطبيقه. إذا كان قاسياً على شريحة من السكان، فعليكم أن تقولوا لهم: لستم بمنأى عن سيادة القانون. سبب نجاح لبنان في السابق هو أن الجميع يعمل خارج نطاق النظام. لقد تعلمتم مع مرور الوقت من السبعينات؛ أن اللون الرمادي يُفلح وأنَّ لكل شخص تفسيره الخاص حول ما ينص عليه القانون (...) الشجاعة تكمن في تطبيق القانون. إذا لم تطبقوا القوانين، فمن المرجح أن الذي ترونه على الحدود الإسرائيلية والطائرات المسيَّرة التي تحلق فوق رؤوسكم لن يتوقف. الأمر بهذه البساطة».

وفي تعبير مفاجئ آخر قال برَّاك بوضوح إنه «لمس في اجتماعاته استعداداً لبنانياً للتطبيع مع إسرائيل». لكنَّ هذا الكلام لم يسمعه من المسؤولين؛ «فموقف الحكومة سيكون دائماً أننا لا نتحدث حتى مع إسرائيل». وفي المقابل أكد أنه لا أطماع إسرائيلية في لبنان، قائلاً: «هل من غبي بما يكفي ليصدق ذلك حقاً؟ لو كانت لدى إسرائيل الرغبة في ابتلاع لبنان، لفعلت ذلك في لمح البصر. الجميع يعلم ذلك. حكومتكم تعلم ذلك، وهذه ليست رغبة إسرائيل. (...) أتيحت لي فرصة الجلوس مع وزرائكم. أنا معجبٌ جداً. إنه ذكاءٌ رائع، وكذلك كبار المسؤولين. لذا أعتقد أن الجميع، في أعماقهم، يقولون، بالطبع، إننا بحاجة إلى الوصول إلى حلٍّ للصراع في منطقتنا». وسئل برَّاك: «هل هناك جدول زمني... للبنان لتفكيك سلاح (حزب الله)؟»، فأجاب مباشرة: «نعم... وأعتقد أن جيرانكم (إسرائيل) هم من يحددون الجدول الزمني، وليست الولايات المتحدة».

ويخلص برَّاك مجدداً إلى القول بأن لبنان «أمام فرصة». وقال: «نعتقد أن لدينا فرصة. نعتقد أننا نستطيع المساعدة. أن نكون حلقة وصل مع جميع جيراننا عندما نكون في وضع جيد. ونعتقد أننا نستطيع، مع أصدقائنا الخليجيين ومع أصدقائنا الغربيين، ومع فرنسا، التأثير حقاً على المسار. لكن الرسالة هي نفسها: عليكم تطبيق قوانينكم. إنْ لم تطبقوها فلا يهم ما تفعلونه. لن تحصلوا على سنت واحد من رأس المال الخارجي».

دعاية «حزب الله»

وسخر برَّاك من «الدعاية» التي يبثها «(حزب الله) عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي تقول إنه لا يقبل بنزع سلاحه لحماية اللبنانيين من (السوريين الأشرار)». قائلاً: «السوريون الأشرار لا يستطيعون حتى الخروج من دمشق». وأضاف متوجهاً إلى اللبنانيين: «لا تقلقوا بشأن إيران، ولا بشأن إسرائيل، ولا بشأن سوريا. اقلقوا بشأن قتل أنفسكم داخلياً. إذا تماسكتم فستسيطرون على هذه المنطقة. حتى مع إسرائيل، إنها فرصة لعقد صفقة بين (حزب الله) وإسرائيل الآن. ولو استطعتُ التحدث مع (حزب الله)، لقلتُ لهم ذلك». وأضاف: «أعتقد أن احتمالات عدم إبرام إيران صفقة مع أميركا ضئيلة جداً. لذا، فكّروا في متطلبات هذه الصفقة فيما يتعلق بـ(حزب الله) و(حماس) والحوثيين». وأشاد برَّاك بالخطوات اللبنانية في الإصلاحات، معتبراً أن الأزمة المصرفية قابلة للحل بعد تحديد من يتحمل الخسائر، كما حصل في الولايات المتحدة في عام 1989، وكما حدث في أماكن أخرى من العالم». وقال: «في السابق كانت لديكم مجموعة من النخبويين الذين يمتلكون البنوك وينظمون البنوك والبلاد، وهم المستفيدون من كل الأموال التي تأتي وتذهب. وبصراحة تامة، يستفيدون من ذلك شخصياً. لذا لم يرغب أحد في اتخاذ القرار. أعتقد أن لديكم الآن الكثير من الأشخاص المستعدين لفعل ذلك».

وقدم برَّاك في معظم مفاصل كلامه دعماً واضحاً للقيادة السورية الجديدة، سائلاً «المشككين» عن البديل. وقال: «في نظرة سوريا إلى لبنان، لم يكن هناك أي عداء على الإطلاق. لم يفكروا أبداً في: يا إلهي، هذه فرصة على الحدود، سنستولي على مزيد من الأراضي... هم بالكاد يتعاملون مع ما يجري في دمشق». في المقابل رأى أن أمام لبنان فرصة. لذا، بالنظر إلى العقول اللبنانية والمكانة اللبنانية، ستكون هناك فرصة للتنمية في سوريا بأموال الخليج. وسأل: «لماذا كانت أموال الخليج تتدفق إلى سوريا في هذا النظام الجديد ولا تتدفق إلى لبنان؟ لأنه كان يبدأ من الصفر. على الرغم من أن الجولاني أو الشرع كانت لهما سمعة سيئة في البداية. كانت هذه هي الفرصة للمضيّ قدماً. ربما سيكون هناك فساد في المستقبل، لكن الفساد ليس موجوداً الآن. في المقابل كان لبنان (بالنسبة إلى العرب) معقَّداً للغاية. لقد كانوا جميعاً هنا. قالوا: حسناً، سوريا هي المكان الذي سنستثمر فيه، وسننشئ معاً هذا الكيان الجديد. سيكون لبنان المستفيد الأكبر، لأن السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة ستنقل الأموال إلى سوريا. لكنَّ اللبنانيين، كالعادة، هم من سيقررون ما يجب فعله، تماماً كما فعلوا في دول عربية أخرى».

وأوضح برَّاك رداً على سؤال أن المقصود بالعلاقة مع سوريا في الورقة الأميركية هو ترسيم الحدود وتحديداً في مزارع شبعا. وأردف ساخراً: «بالمناسبة، ذهبتُ إلى مزارع شبعا. بصراحة، ظننت أنها مزرعة خيول أصيلة من كنتاكي. وأنها أجمل قطعة أرض رآها أحد على الإطلاق. على ماذا يتقاتلون؟ لم أفهم الأمر. ما زلتُ لا أفهمه تماماً، إنه أمرٌ يتعلق بالحدود. أقول: رائع، لنتبادل بعض الأراضي المحيطة بها. الأمر يتعلق بالأرض. هذه أرضٌ لا قيمة لها».وتابع متحدثاً عن العلاقة بين لبنان وسوريا، معتبراً أن الأمر كله يتعلق بعدم الثقة. وقال: «إن التوافق بين سوريا ولبنان، إذا تجاوزنا كل هذا، أمر بالغ الأهمية. من جانبهم، لا يوجد عداء ولا يوجد أثر للماضي. إنهم ليسوا جزءاً مما شهدتموه من قبل مع نظام الأسد».

البطريرك الراعي

كان برَّاك قد التقى صباح الأربعاء، البطريرك الماروني بشارة الراعي، الذي قال لزائره الأميركي إن اللبنانيين ينتظرون ما ستكون عليه نتائج مهمته، فأجاب برّاك: «لا أعلم ماذا ستكون النهاية، لكننا نواصل العمل للوصول إلى الاستقرار». وقال برَّاك: «زيارتي حملت أملاً وهذا ما يجب التركيز عليه بدل التركيز على ما يقوله الأطراف، وأتيت إلى الراعي لينصحني». وأضاف: «يمكن أن نقدم الأمل والمال والدعم لأن الخليج والعالم معنا»، مشيراً إلى أن حصرية السلاح نصّ عليها القانون ويجب تطبيقها. وقال: «ما نقوم به هو عملية متواصلة وليس حدثاً، والجميع يفعلون ما في وسعهم ويبذلون كل ما بإمكانهم لتسوية الأمور في لبنان إلا أن الأمور معقّدة بالنسبة للقادة اللبنانيين كما للجميع، وآمل أن يستمر التواصل، وأتفهم الصعوبات». ورداً على سؤال، قال: «بالطبع سأعود إلى لبنان كلّما تطلبت الحاجة إلى ذلك، والحكومة عليها أن تقرر ما يجب فعله، وليست أميركا فقط من يريد مساعدة لبنان، إنما أيضاً الخليج ودول الجوار، لكن من أجل المساعدة على اللبنانيين تحقيق الاستقرار، وبري يفعل ما بوسعه رغم تعقيد الأمور».

 

تسعون يومًا لتسليم السلاح

فرسان ثلاثة أمام محكمة "ساحة النجمة" و"فارس" رابع يسقط عن ..."حصانته"

نداء الوطن/24 تموز/2025

مشهد جديد في ساحة النجمة لم يشهده البرلمان في المجلس الحالي ولا في أكثر من مجلس سابق. ومن شأن ما حدث أمس أن يعيد الروح إلى أحد الأدوار التي هي من صلب مسؤوليات السلطة التشريعية.

الحدث الأول تمثل في رفع الحصانة عن وزير الصناعة السابق النائب جورج بوشيكيان، المتواري في قبرص، وتم ذلك بتصويت تسعة وتسعين نائبًا على رفع الحصانة. الحدث الثاني تمثل في التصويت بثمانية وثمانين نائبًا على قرار إحالة وزراء الاتصالات السابقين نقولا صحناوي وبطرس حرب وجمال الجراح إلى لجنة تحقيق نيابية في مخالفات في قطاع الاتصالات، من خلال رعاية نشاطات ونفقات مشبوهة، منها منح ساعات عمل إضافية وهمية لمدير عام أوجيرو، التعاقد مع شركة GDS لتمديد شبكة الألياف الضوئية، ما تسبب بخسائر بمليارات الليرات، استئجار مبنى في سوليدير بكلفة مرتفعة، استئجار مبنى كسابيان بمبالغ طائلة من دون إشغاله لسنوات، استئجار مبنى في منطقة الباشورة بكلفة مرتفعة، كان من الممكن بدلًا منها شراء المبنى. وعقب التصويت، انتخب المجلس أعضاء اللجنة في جلسة سرية، وهم بالأصالة، النواب الياس بو صعب، غادة أيوب وابراهيم الموسوي. أما النواب الردفاء فهم ياسين ياسين، فريد البستاني وبلال عبدالله.

برّاك قال كلمته ومشى

وأمس أنهى الموفد الأميركي توم براك زيارته الثالثة للبنان بلقاءات أبرزها مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وقال بعد اللقاء: "المشكلة معقدة جدًا، وجئت إلى الصرح للاستماع إلى نصائح البطريرك حول ما يريد المسؤولون اللبنانيون فعله حقًا". وتابع: "المطلوب قرار من الحكومة لحصر السلاح ووقف الاعتداءات والمطلوب الصبر ليستمر الحوار من دون خسائر. الكرة الآن في ملعب الحكومة، فهي التي عليها أن تقرر ما يجب فعله. وليست الولايات المتحدة وحدها من تريد مساعدة لبنان، بل أيضا دول الخليج ودول الجوار. ولكن، من أجل أن تأتي المساعدة، على اللبنانيين أولا تحقيق الاستقرار". وعن إمكانية عودته إلى بيروت، قال: "طبعا سأعود إلى بيروت".

براك، وقبيل مغادرته بيروت، التقى إلى طاولة مستديرة في المطار مجموعة ضيقة من الصحافيين بينهم "نداء الوطن"، وردًا على سؤال حول تبعات ما سيحصل إذا لم يلتزم لبنان الورقة الأميركية وعن الجدول الزمني، اكتفى بالقول: "الوقت يحدده جيرانكم".

مضمون الورقة الأميركية

تزامنًا، كشفت مصادر واسعة الاطلاع لـ "نداء الوطن" أن "الورقة الأميركية" المقدمة إلى لبنان تتضمن بنوداً شديدة التفصيل، خصوصًا في ما يتعلق بتسليم السلاح إلى الجيش اللبناني. وتشير الورقة إلى ضرورة تسليم جميع أنواع الأسلحة، بما في ذلك الأسلحة الخفيفة والقنابل اليدوية، إلى المؤسسة العسكرية الرسمية. ويبدو أن هذا الشرط يشكّل جوهر المقترح الأميركي لحل أزمة السلاح غير الشرعي في لبنان.من حيث الجدول الزمني، تشير الورقة إلى أنه تم تقسيم الاتفاق المقترح إلى مرحلتين أساسيتين: الأولى مدتها 90 يومًا تخصص لعملية تسليم السلاح بشكل كامل ومنظم، فيما المرحلة الثانية تستغرق 30 يومًا، يتم خلالها وضع لبنان على "سكة الحلول"، أي إدماجه في المسار الدولي الداعم لاستقراره، وضمان استيعاب الوضع الجديد من قبل المجتمع الدولي.

لقاء أميركي إسرائيلي - سوري اليوم

براك الذي أنهى زيارته لبيروت، يترأس اليوم لقاء يضم إسرائيل وسوريا، من دون أن يتحدد نهائيًا مكان اللقاء المرجَّح بين اسطنبول وباكو. وتقول معلومات "نداء الوطن" إن التفاهمات الأمنية هي محور اللقاء المرتقب.

جعجع في كليمنصو ولقاء مع جنبلاط

في المشهد الداخلي، زيارة لافتة في توقيتها ومضمونها قام بها رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع لرئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" السابق وليد جنبلاط في كليمنصو. اللقاء الذي حضره النائبان محلم رياشي ووائل أبو فاعور ودام ساعتين وتخللته دعوة جنبلاط لجعجع إلى الغداء، تطرق بحسب معلومات "نداء الوطن" إلى معظم الملفات المطروحة ومنها حصرية السلاح بيد الدولة وملف الانتخابات النيابية والعلاقات بين "القوات" و"التقدمي الاشتراكي" والعلاقة مع الطائفة الشيعية، كذلك تم البحث في ملف أحداث السويداء، وتضيف المعلومات أن هناك تطابقًا في وجهات النظر في مختلف الملفات المطروحة، وأن الجو كان ممتازًا، وهذا ما عكسه التصريح المقتضب للدكتور جعجع بعد اللقاء حيث قال: "كانت جلسة مثمرة ومفيدة من النواحي كافة، والله يقدم اللّي فيه خير خصوصًا في المرحلة التي وصل إليها البلد".

بيان لبناني - بحريني

أنهى الرئيس جوزاف عون زيارته للبحرين، البيان المشترك بعد القمة ركز على عزم البلدين على مواصلة التعاون والتنسيق في كل ما من شأنه تجنيب المنطقة الأنشطة المزعزعة للأمن والاستقرار، بما في ذلك مكافحة التنظيمات الإرهابية ومنع تمويلها. وبحسب البيان "أكد جلالة الملك موقف البحرين الثابت والداعم لسيادة الجمهورية اللبنانية واستقرارها ووحدة أراضيها، ورفض أي تدخل خارجي في شؤونها الداخلية، وأهمية احترام الخصوصية التاريخية والتنوع الديني وقيم التعايش الحضاري التي تميز المجتمع اللبناني، ومساندة المملكة لجهود الرئيس العماد عون والحكومة اللبنانية للمضي في الإصلاح السياسي والاقتصادي وتعزيز الوحدة الوطنية لما فيه خير وصالح الشعب اللبناني. وأشاد الجانبان بالجهود الحثيثة التي تبذلها الإدارة الأميركية في الظروف الراهنة لتعزيز الأمن والاستقرار في لبنان، وأكدا ضرورة استمرار التواصل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتعزيز الثقة وتأمين الدعم اللازم للبنان في مواجهته التحديات الراهنة ودخوله مرحلة إعادة الإعمار. وأكد الجانبان دعمهما لجهود تحقيق السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الأوسط، سعيًا إلى حل نهائي للقضية الفلسطينية يحفظ حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، ومبادرة السلام العربية التي أقرتها قمة بيروت عام 2002".

 

مخاوف لبنانية من تغييرات ديموغرافية بالجنوب نتيجة الانتهاكات الإسرائيلية

3920 خرقاً وآخرها استجواب ميداني للبنانيين وسوريين بقرية حدودية

بيروت/الشرق الأوسط/24 تموز/2025

تفعّلت الاتصالات الدبلوماسية في الساعات الماضية لاحتواء التصعيد الإسرائيلي الميداني جنوب لبنان، في ظل استمرار الخروقات الإسرائيلية لوقف إطلاق النار، التي بلغت 3920 خرقاً منذ الإعلان عن وقف الأعمال العدائية في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024. وتتسع دائرة الانتهاكات يومياً، وكان آخرها توغل بري للجيش الإسرائيلي قرب بلدة العباسية، تخلّله استجواب ميداني لمواطنين لبنانيين وعمّال سوريين. وفي ظل الخروقات المتواصلة، وصفت مصادر محلية في الجنوب ما يجري بأنه «حرب استنزاف ممنهجة» تهدف إلى تفريغ القرى من سكانها، وتعطيل دورة الحياة الاقتصادية والاجتماعية، محذرة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» من أن الاستمرار في تجاهل هذه الكارثة قد يؤدي إلى تغيّرات ديموغرافية ومجتمعية يصعب تداركها لاحقاً.

حراك دبلوماسي

وأعلن مكتب المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، جينين هينيس - بلاسخارت، أنها بدأت الأربعاء زيارة إلى إسرائيل، للقاء كبار المسؤولين بشأن تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وقرار مجلس الأمن الدولي «1701» في جنوب لبنان. وأكد في بيان، أن بلاسخارت «تواصل دعوة الأطراف إلى الالتزام الكامل بتعهداتهم ضمن إطار وقف الأعمال العدائية، وتعزيز تنفيذ قرار (1701) في ظل الاضطرابات الإقليمية». وشددت على أن الاتفاق «لا يزال يشكّل حجر الأساس للأمن والاستقرار الدائمين على طول الخط الأزرق» الحدودي بين لبنان وإسرائيل.

توغل بري واستجواب ميداني

ونفذت قوة مشاة إسرائيلية قوامها نحو 20 جندياً توغلاً برياً صباح الأربعاء من محيط بلدة العباسية باتجاه منطقة ريحانة بري في سهل الماري بجنوب لبنان. وأفادت وسائل إعلام لبنانية بأن القوة فتّشت منازل مأهولة ومهجورة، واستجوبت لبنانيين وعمّالاً سوريين، قبل أن تنسحب بعدما اقتادت اثنين منهم، وأفرجت عنهما لاحقاً قرب الحدود. وأدان النائب في البرلمان قاسم هاشم التوغّل، عادّاً أنه «يؤكد استمرار العدوان الإسرائيلي وتجاهله التام للقرارات الدولية ووساطات التهدئة»، داعياً القوى السياسية اللبنانية إلى التعامل مع الملف انطلاقاً من المصلحة الوطنية العليا.

في موازاة التصعيد الميداني، صعّدت إسرائيل من وتيرة تحليق طائراتها المسيّرة فوق جنوب لبنان وفوق العاصمة اللبنانية وضاحيتها الجنوبية.

3920 خرقاً إسرائيلياً

ونفّذت إسرائيل منذ وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 حتى يوم الثلاثاء، 3920 خرقاً، أسفرت عن مقتل 223 مواطناً وجرح 495 آخرين، حسبما يقول الباحث في «الدولية للمعلومات» محمد شمس الدين. ويشير شمس الدين، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «ضعف وتيرة عودة الأهالي إلى القرى الجنوبية المدمّرة يعود إلى عوامل مترابطة، أبرزها حجم الدمار الهائل، وغياب الأمان، وعدم قدرة السكان على الترميم الذاتي». وقال لـ«الشرق الأوسط»، «إن تكلفة ترميم الوحدة السكنية الواحدة تتجاوز 75 ألف دولار، في ظل الانهيار الاقتصادي وغياب خطة رسمية لإعادة الإعمار، ما يجعل العودة شبه مستحيلة من دون تدخل خارجي مباشر».

22 بلدة مدمّرة بالكامل

وأوضح شمس الدين أن الشريط الحدودي الممتد من الناقورة (غرباً) إلى شبعا (شرقاً) يضم 29 بلدة، دُمّرت منها 22 بشكل شبه كامل، من بينها ميس الجبل، وعيتا الشعب، وكفركلا، والعديسة، ومركبا، وحولا، ورب الثلاثين. وأشار إلى «تدمير 53 ألف وحدة سكنية كلياً، وتضرر 127 ألفاً بشكل كبير، و317 ألفاً جزئياً، في حين تراوحت تكلفة الإعمار بين 8 و11 مليار دولار». أما البنى التحتية، بحسب شمس الدين، «فقد قدّرت أضرارها بـ750 مليون دولار، بينما تبلغ تكلفة إزالة الأنقاض وحدها 35 مليوناً». وأضاف شمس الدين أن «نحو 100 ألف نازح من أبناء القرى الحدودية لا يزالون مشتتين في مناطق مختلفة من لبنان، عاجزين عن العودة وسط استمرار المخاطر اليومية».

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

«الحرس الثوري» يعلن الجاهزية الكاملة بعد تلويح إسرائيلي بتجدد الضربات

لندن-طهران/الشرق الأوسط/24 تموز/2025

أكد قائد الوحدة الصاروخية في «الحرس الثوري» الإيراني الجنرال مجيد موسوي ضرورة الاستعداد لجميع السيناريوهات، وذلك بعدما أشار مسؤولون وقادة عسكريون إسرائيليون إلى احتمال توجيه ضربات جديدة لإيران. ونقل التلفزيون الرسمي، الأربعاء، عن موسوي قوله إن «علينا أن نكون مستعدين لأي ظرف قد نواجهه»، لكنه اعتبر الأهم من ذلك «الإدراك الصحيح لمسؤوليتنا في هذا الميدان». وقال موسوي في أول ظهور تلفزيوني بعد توليه قيادة الوحدة الصاروخية، الشهر الماضي، إن «الشعب الإيراني أثبت مراراً كيف يقف بصلابة وغيرة للدفاع عن كيان البلاد والوطن والنظام». وأضاف: «يجب أن نرى البلاد كساحة كربلاء وعاشوراء متجددة قد تتكرر مرة أخرى»، في إشارة ضمنية إلى احتمال تجدد المواجهات مع إسرائيل. وتابع في هذا الصدد: «نحن ننظر إلى الثورة التي تمهد لظهور المهدي المنتظر من منظور حضاري ومن منظور نهاية الزمان (التاريخ)». وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الثلاثاء، إن هناك احتمالاً لتجدد الحملة على إيران. وجاءت تصريحاته خلال تقييم شامل للوضع مع عدد من كبار المسؤولين العسكريين الإسرائيليين، بمَن فيهم رئيس الأركان الفريق إيال زامير. وشدد كاتس، في بيان صادر عن مكتبه، على ضرورة إعداد خطة فعّالة للمستقبل لضمان عدم استئناف إيران برنامجها النووي وكذلك برنامج الصواريخ الباليستية. وأشار كاتس إلى أن «جبهتين لا تزالان مفتوحتين: غزة واليمن. وأكد على ضرورة اتخاذ إجراءات لحسم هاتين الجبهتين بما يتماشى مع سياسة إسرائيل الهجومية الصارمة، التي أثبتت نجاحها في مواجهة التهديدات القادمة من إيران ولبنان وسوريا».

في سياق متصل، قال عبد الله حاجي صادقي، ممثل المرشد الإيراني، إن إسرائيل حاولت «تحقيق كافة أهدافها» خلال الـ48 ساعة الأولى من الحرب. وقال: «ظنوا أن الضغوط الاقتصادية أنهكت الشعب الإيراني وأنه تخلى عن مبادئ الثورة وأن يد الجمهورية الإسلامية في المنطقة قد قُطعت وتدهورت العلاقة بين الأمة والولاية تراجعت والقيادة فقدت هيبتها». وأضاف: «كانوا ينتظرون تحركاً داخلياً بعد العملية، وقد خططوا لضرب مركزين للقوة، البرنامج النووي والمنظومة الصاروخية، بل سعت المؤامرة لاستهداف المرشد وحتى تصفية مَن قد يشارك مستقبلاً في اختيار المرشد». وأضاف: «المخطط فشل فشلاً ذريعاً». ورأى حاجي صادقي أن «العصر الراهن لم يشهد له التاريخ مثيلاً من حيث التكامل بين الدبلوماسية وساحة الميدان (الحرس الثوري)»، مضيفاً: «لم يسبق أن عملت الحكومة والشعب بهذا القدر من الانسجام تحت راية الولاية كما هو الحال اليوم»، مشيراً إلى أنه قال لوزير الخارجية عباس عراقجي: «أحييك بوصفك مقاتلاً في جبهة الدبلوماسية». وكشف رئيس السلطة القضائية الإيرانية غلام حسين محسني إجئي عن تفاصيل جديدة بشأن استهداف اجتماع المجلس الأعلى للأمن القومي في رابع أيام الحرب مع إسرائيل. وقال إجئي، مساء الثلاثاء للتلفزيون الرسمي: «في لحظة ما، انقطع التيار الكهربائي وغرق المكان في الظلام التام». وأشار إجئي إلى اعتقال نحو ألفي شخص خلال الحرب للاشتباه بالتجسس لإسرائيل. وقال: «تم إطلاق سراح عدد كبير من هؤلاء بعد استكمال التحقيقات والتأكد من أنهم ليسوا جواسيس ولم يتعاونوا مع إسرائيل». وأشار إلى أن «الأشخاص الذين ثبت تعاونهم مع إسرائيل لا يزالون قيد الاحتجاز لحين الانتهاء من استخراج المعلومات منهم وكشف شركائهم»، موضحاً أن هذا الإجراء «قد يستغرق بعض الوقت».

 

إيران: حذَّرنا مدمرة أميركية للابتعاد عن مياهنا في خليج عُمان

لندن - طهران/الشرق الأوسط/24 تموز/2025

قالت طهران إن القوة البحرية في الجيش الإيراني وجَّهت تحذيراً إلى مدمرة أميركية، الأربعاء، طالبة منها تغيير مسارها بعد أن اقتربت من مياهنا الإقليمية في بحر عُمان؛ ما دفع السفينة الأميركية إلى الابتعاد.

ولم يدلِ سلاح الجو الأميركي ولا القيادة المركزية الأميركية، التي تشرف على قوات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، بأي تعليق بعد على التقرير. وتأتي الواقعة المذكورة بعد ضربات أميركية الشهر الماضي على منشآت نووية إيرانية تقول واشنطن إنها جزء من برنامج موجه لتطوير أسلحة نووية. وتؤكد طهران أن برنامجها النووي مخصص لأغراض مدنية بحتة. ونقلت «رويترز» عن التلفزيون الرسمي الإيراني: «حاولت المدمرة الأميركية (فيتسغيرالد) الاقتراب من المياه الخاضعة لرقابة إيرانية في خطوة استفزازية»، مضيفاً أن طائرة هليكوبتر تابعة للبحرية اقتربت بسرعة من المدمرة وأصدرت تحذيراً شديد اللهجة، طالبة منها مغادرة المنطقة. وذكر التلفزيون الرسمي أن المدمرة الأميركية هدَّدت الهليكوبتر الإيرانية، لكنها غادرت المنطقة بعد التحذير المستمر. وحدَّدت وسائل الإعلام الإيرانية السفينة المعنية باسم «دي دي جي فيتسغيرالد»، مضيفة أن الجيش الإيراني اتصل بالسفينة، مؤكداً أن الهليكوبتر تحت حمايته، وطلب من السفينة تغيير اتجاهها إلى الجنوب. من جهتها، قالت وكالة «تسنيم» إن المروحية تابعة للقوة البحرية في الجيش الإيراني، مشيرة إلى أن السفينة الأميركية حاولت الاقتراب من المياه الإقليمية الإيرانية في بحر عُمان. وذكرت الوكالة أن الحادث وقع صباح الأربعاء، نحو الساعة العاشرة. وأوضحت أن مروحية من وحدة الطيران البحري التابعة للمنطقة البحرية الثالثة أقلعت فوراً، وحلّقت فوق القطعة البحرية الأجنبية، ووجّهت إليها تحذيراً مباشراً بالابتعاد عن المنطقة. وأضافت الوكالة أن المدمرة الأميركية ردت على التحذير بتهديد باستهداف المروحية الإيرانية، وطالبتها بمغادرة الموقع، إلا أن الطيار الإيراني واصل مهمته بثبات، وجدَّد تحذيره بعدم الاقتراب من المياه الإيرانية. وأشارت «تسنيم» إلى أن منظومة الدفاع الجوي التابعة للجيش الإيراني تدخلت عقب التهديد المتكرر، وأصدرت بياناً حاسماً أكدت فيه أن المروحية البحرية الإيرانية تخضع لحماية كاملة من الدفاع الجوي، مطالبة المدمرة الأميركية بتغيير مسارها فوراً نحو الجنوب. وقالت الوكالة إن السفينة الأميركية «رغم ما تتمتع به من تجهيزات متقدمة، اضطرت إلى التراجع عن المنطقة نتيجة إصرار الطاقم الجوي الإيراني والدعم الحازم من وحدات الدفاع الجوي».

 

إيران: وافقنا على زيارة فريق فني من «الذرية الدولية» خلال أسابيع

واشنطن/الشرق الأوسط/24 تموز/2025

قال نائب وزير الخارجية الإيراني كاظم غريب آبادي، الأربعاء، إن إيران وافقت على السماح لفريق فني من الوكالة الدولية للطاقة الذرية بزيارتها خلال الأسابيع المقبلة لمناقشة «آلية جديدة» للعلاقات بين الوكالة وطهران. وأضاف للصحافيين خلال زيارة لنيويورك: «سيأتي الوفد إلى إيران لمناقشة الآلية، وليس لزيارة المواقع (النووية)»، حسبما أوردت «رويترز». ولم تصدر الوكالة تعليقاً محدداً على تصريحات المسؤول الإيراني، لكنها قالت إن مديرها العام رافائيل غروسي «يتواصل بشكل فعال مع جميع الأطراف المعنية بالقضية النووية الإيرانية». ونادت الوكالة بضرورة تمكينها من استئناف عمليات التفتيش في إيران في أعقاب الغارات الجوية التي شنتها إسرائيل والولايات المتحدة الشهر الماضي بهدف تدمير البرنامج النووي الإيراني في محاولة لمنع طهران من تصنيع سلاح نووي. وتنفي طهران سعيها إلى امتلاك سلاح من هذا النوع، وتقول إن برنامجها النووي مخصص للأغراض المدنية فقط. وقال غريب آبادي: «في الواقع، تقيّم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية، ونحن في انتظار الحصول على تقريرها. وفي هذا الصدد، إنه عمل خطير للغاية. لا نعرف ما الذي حدث هناك... بسبب مخاطر الإشعاع». وأثار دبلوماسيون على وجه الخصوص مخاوف إزاء مصير نحو 400 كيلوغرام من مخزونات اليورانيوم عالي التخصيب، والتي لم تطلع إيران وكالة الطاقة الذرية عليها. وقال غريب آبادي إن الوكالة الدولية لم تسأل رسمياً عن مصير تلك المخزونات، وإن طهران «لا تستطيع أن تقول أي شيء الآن؛ لأننا لا نملك أي تقرير صحيح وموثوق من منظمة الطاقة الذرية (الإيرانية)». وستتطلب أي مفاوضات بخصوص برنامج إيران النووي المستقبلي تعاون إيران مع وكالة الطاقة الذرية، التي أغضبت إيران في يونيو (حزيران) بإعلانها عشية الهجمات الإسرائيلية أن طهران تنتهك التزامات معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية. وقال غريب آبادي إنه سيتوجه إلى إسطنبول للاجتماع مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا، المعروفة باسم الترويكا الأوروبية، يوم الجمعة. وهذه الدول، إلى جانب الصين وروسيا، هي الأطراف المتبقية في الاتفاق النووي لعام 2015 الذي انسحبت منه الولايات المتحدة في 2018. وحظيت إيران بموجب الاتفاق بتخفيف العقوبات المفروضة عليها مقابل فرض قيود على برنامجها النووي. وعلى نحو منفصل، عقدت طهران وواشنطن هذا العام خمس جولات من المحادثات النووية بوساطة من سلطنة عمان. وقال غريب آبادي إن هذه المحادثات تركز على التفاوض على إجراءات الشفافية من جانب إيران فيما يتعلق ببرنامجها النووي ورفع العقوبات الأميركية.

 

ما المقابل الإيراني لامتناع الأوروبيين عن تفعيل آلية «سناب باك»؟..اجتماع إسطنبول يواجه مطالب «الترويكا»

باريس: ميشال أبونجم/الشرق الأوسط/24 تموز/2025

رغم خلافاتهما العميقة، فإن ما يجمع إيران والترويكا الأوروبية «فرنسا وبريطانيا وألمانيا» هو الرغبة المشتركة في إيجاد حل سياسي ــ دبلوماسي للملف النووي الإيراني، يجنب الشرق الأوسط وأوروبا والعالم العودة إلى حرب الـ12 يوماً، التي اندلعت الشهر الماضي بمبادرة إسرائيلية، ولاحقاً بمشاركة أميركية.

ولأن عودة المفاوضات بين طهران وواشنطن ليست قريبة، ولأن الأولى تضع شروطاً لاستئنافها، فإن من الأسهل على الجانب الإيراني أن يحاور الأوروبيين، خصوصاً أن هؤلاء يمسكون بأيديهم سلاحاً ضارباً وورقة ضغط قوية على إيران، اسمها آلية «سناب باك» التي تعني إعادة تلقائية لتفعيل 6 مجموعات من العقوبات الدولية، بموجب منطوق القرار الدولي 2231، الذي ينتهي مفعوله في 18 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وكان العمل بهذه العقوبات «عُلق ولم يلغَ» في عام 2015 بعد توقيع الاتفاق النووي صيف ذلك العام. يتعين، من الناحية العملية، التذكير بأمرين: الأول، تقليص المدة (حتى نهاية أغسطس/آب) التي تستطيع أطراف الترويكا، ضمنها، طلب تفعيل آلية «سناب باك»، فالموقعون على اتفاق 2015 (الثلاثي الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا والصين) مؤهلون لطلب إعادة تفعيل هذه الآلية، باستثناء الطرف الأميركي الذي خرج منه في عام 2018، فيما يستبعَد أن تعمد موسكو وبكين (حليفتا طهران) إلى تقديم طلب من هذا النوع. لذا، فإنّ لإيران مصلحة أساسية في التواصل مع «الترويكا»، الأمر الذي يفسر الاجتماع المرتقب يوم الجمعة المقبل في إسطنبول، وفق تصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، الاثنين.

وبالتوازي، تُفعّل طهران دبلوماسيتها ساعيةً لتعبئة موسكو وبكين من أجل دعمها في مجلس الأمن الدولي، رغم الإحباط الذي تستشعره إزاء هاتين العاصمتين بسبب ضعف تضامنهما معها خلال حرب الـ12 يوماً. من هنا أيضاً، يمكن أن نفهم خلفية الاجتماع الثلاثي الذي سيجمع ممثلين عن العواصم الثلاث يوم الثلاثاء، وهو ما أعلنه أيضاً بقائي.

إيران ما بين الترغيب والترهيب

إذا كانت ثمة حاجة للتأكيد على القلق الإيراني من «الضغط على الزناد»، فتكفي الإشارة إلى أن اتصالات طهران الدبلوماسية وتصريحات أركان النظام تتركز في غالبيتها على هذه المسألة. لذا، فإن وزير الخارجية عباس عراقجي دأب منذ أسابيع على تنبيه الأوروبيين من الإقدام على هذه الخطوة، وقال يوم 12 الحالي: «إنهم بذلك سيخسرون أي إمكانية للعب أي دور» في الملف النووي الإيراني. وزاد يوم الجمعة، في تغريدة على منصة «إكس»، عقب اتصال بنظرائه الأوروبيين الثلاثة وبمسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، أن الأوروبيين «فقدوا أي أساس أخلاقي أو قانوني» لإعادة تفعيل العقوبات الأممية، مضيفاً أنه إذا أرادوا المحافظة على دور لهم «فعليهم التصرف بمسؤولية والتخلي عن استخدام التهديدات والضغوط». وشدّد عراقجي، الأحد، في رسالة موجهة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، على هذا الجانب، وجاء بحجة إضافية مفادها أن موقفهم من الضربات الإسرائيلية والأميركية التي لم ينددوا بها، أفقدهم «صفة الطرف» في الاتفاق النووي الذي ترتبط به آلية «سناب باك». تريد أطراف «الترويكا» استخدام ورقة «سناب باك» للضغط على إيران لدفعها نحو انتهاج الليونة. وأفادت وزارة الخارجية الفرنسية بأن الأوروبيين أبلغوا عراقجي «تصميمهم على استخدام آلية (سناب باك) في حال عدم إحراز تقدم ملموس» نحو اتفاق جديد حول البرنامج النووي «بحلول نهاية الصيف». ووفق مصدر ألماني، فإنهم يريدون اتفاقاً «قوياً يمكن التحقق منه ويمنع إيران من الحصول على سلاح نووي». لا تكتفي إيران بتوجيه اللوم الأخلاقي أو القانوني. ذلك أن نواباً ومسؤولين هددوا بالانسحاب من معاهدة منع انتشار السلاح النووي أو بطرد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ونُقل الاثنين عن النائب عباس مقتدائي، عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، قوله: «إن لدينا العديد من الأدوات تحت تصرفنا: يمكننا الامتناع عن تنفيذ التزامنا بالأمن في المنطقة، والخليج (...)، ومضيق هرمز، وكذلك في مناطق بحرية أخرى»، في إشارة واضحة إلى البحر الأحمر الاستراتيجي. ولمزيد من الإيضاح، قال مقتدائي في مقابلة مع وكالة «برنا» شبه الرسمية: «أوروبا ليست في وضع يسمح لها بتعريض نفسها للخطر في... مضيق هرمز، في وقت تعاني فيه من صراعات سياسية واقتصادية وثقافية مع روسيا والصين وحتى الولايات المتحدة». وسبق لإيران كذلك أن لوّحت بوضع حد لجهودها في محاربة المخدرات المتجهة لأوروبا.

حظوظ النجاح أو الفشل

ويمثل التحاق الأوروبيين بالموقف الأميركي ــ الإسرائيلي الرافض جذرياً لتمكين إيران من الحفاظ على إمكانية تخصيب اليورانيوم على أراضيها، الصعوبة الرئيسية في اجتماع إسطنبول المقبل. وبرزت هذه الصعوبة في اجتماع جنيف الشهر الماضي، الذي لم يفضِ إلى أي نتيجة. والحال أن السلطات الإيرانية جعلت من التخصيب مسألة حياة أو موت، وكان السبب الأول في فشل 5 جولات من المفاوضات «غير المباشرة» بين طهران وواشنطن. وتفيد مصادر أوروبية في باريس بأن القراءة الغربية تركز على أن «إيران ما بعد الضربات الإسرائيلية والأميركية غير إيران ما قبلها»، بمعنى أن الضغوط على طهران يمكن أن تدفعها، من أجل تجنب استهدافها عسكرياً مجدداً، إلى الرضوخ للمطالب الغربية والقبول بأحد المخارج المتداولة من هذه المشكلة، كتشكيل «كونسورتيوم» للتخصيب تكون طهران جزءاً منه، مع احتمال لحظ دور لروسيا. بيد أن النووي ليس العقبة الوحيدة التي تحول دون إحراز تقدم، رغم كونه العقبة المركزية. فالأوروبيون يريدون كذلك طرح ملف البرنامج الصاروخي ــ الباليستي الإيراني، وسياسة طهران «المزعزعة لاستقرار الإقليم» وفق التوصيف الغربي، بسبب دعمها «لأذرعها» المتعددة في المنطقة ومعاودتها تسليحها. فضلاً عن ذلك، يرى كثير من المراقبين أن الأوروبيين حريصون بالدرجة الأولى على تجنب المواجهة مع إدارة الرئيس دونالد ترمب، بسبب حربها التجارية عليهم من جهة، وبسبب حرب أوكرانيا من جهة ثانية، التي لا يريدون أن تقع كامل أعبائها العسكرية والمالية على كاهلهم. وفي كل الأحوال، فإن المصادر المشار إليها ترى أن إيران اليوم هي «الطرف الأضعف»، وبالتالي «يتوجب عليها أن تدفع الثمن» حتى يقتنع الأوروبيون بعدم نقل ملفها مجدداً إلى مجلس الأمن. من هنا، أهمية النظر فيما يمكن لطهران أن تقدمه مقابل ذلك.

محدودية الدور الروسي ــ الصيني

تسعى طهران إلى استنهاض روسيا والصين حتى لا تكون «عارية» في مواجهة الغربيين، وإيجاد السبل لمنع هؤلاء من تنفيذ تهديداتهم. والحال أن القراءة القانونية للقرار 2231 بخصوص آلية «سناب باك» تُبين أن موسكو وبكين غير قادرتين على حماية إيران، لأن البت بها سيكون من خلال التصويت على مشروع قرار ينص على مواصلة العمل بـ«تعليق» أو «تجميد» العقوبات الدولية. لذا، يكفي أن تصوّت إحدى الدول المتمتعة بحق النقض (الفيتو) ضد المشروع حتى يُعاد العمل بها، ما يوضّح الحديث عن «تلقائيتها». من هنا، ثمة أنباء متداولة، إيرانياً، تفيد بأن طهران قد تسعى لإقناع روسيا والصين بالانسحاب من اتفاق عام 2015، ما يجعله منتهي الصلاحية، وبالتالي يُجهِض جهود الغربيين. بيد أن حصول أمر كهذا دونه حسابات سياسية روسية ــ صينية معقدة، وقد لا ترى الدولتان أن مصلحتهما تكمن في الاستجابة لمطلب طهران. من هنا، فإن الأمور مفتوحة على عدة احتمالات ومخارج.

 

وزير الإعلام السوري: سنوقّع اتفاقيات مع السعودية بقيمة 6 مليارات دولار

دمشق/الشرق الأوسط/24 تموز/2025

أعلن وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى، أنه سيتم، الخميس، توقيع 44 اتفاقية اقتصادية ومذكرة تفاهم مع السعودية بقيمة 6 مليارات دولار، شاكراً المملكة لدورها في دعم سوريا. وبإيعاز من الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، توجّه الأربعاء، وفد رفيع المستوى إلى دمشق برئاسة وزير الاستثمار المهندس خالد الفالح، وبمشاركة عدد من المسؤولين في القطاعين العام والخاص بأكثر من 120 مستثمراً، لاستكشاف الفرص الاستثمارية وتسهيل التفاهمات الثنائية وإزالة العقبات أمام المستثمرين بما يخدم مصالح البلدين والشركات المشاركة. وقال المصطفى في مؤتمر صحافي عشية انعقاد المنتدى الاستثماري السوري - السعودي في دمشق: «سنوقّع اتفاقيات مع السعودية بقيمة 6 مليارات دولار»، موضحاً أن الاتفاقيات ستوفر 50 ألف فرصة عمل مباشرة. وأوضح المصطفى أن سوريا تنتظر استكمال رفع العقوبات عنها.

 

مصدر مصري مطلع لـ«الشرق الأوسط»: اتفاق «هدنة غزة» في مراحله الأخيرة..أكد أن «الصفقة» قد تُعلن خلال «أيام قليلة»

القاهرة/الشرق الأوسط/24 تموز/2025

أفاد مصدر مصري مطلع، الأربعاء، بأن اتفاق «هدنة غزة» في «مراحله الأخيرة وقد يعلن خلال أيام قليلة»، لافتاً إلى أن حركة «حماس» وافقت على المقترح بشكل مبدئي، وهناك مناقشات بشأن الرد. وقال المصدر المطلع على مسار المفاوضات: «وصل الاتفاق للمرحلة الأخيرة لتوقيعه، وقبل الطرفان (حماس وإسرائيل) بالخرائط الأمنية؛ ولم يتبق إلا بحث الإجراءات الفنية الأخيرة لتنفيذ الاتفاق والإعلان عنه». وأضاف لـ«الشرق الأوسط»، أن «المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف سيصل المنطقة عقب زيارة روما، لإتمام الاتفاق وسيشهد المراحل الأخيرة بشأن آليات التنفيذ وإجراءات التدابير وإدخال المساعدات».

ونبه المصدر ذاته إلى أن «ملف المساعدات بات حالياً على طاولة المفاوضات رقم واحد، وهناك نقاشات أخيرة لدخولها عبر منافذها الطبيعية بعد تجاوز تعنت إسرائيل بشأن عمل الوكلاء الأممين، وتم الاتفاق على التوزيع من خلالها، وكذلك منصة إغاثة غزة وجار الاتفاق على المناطق والمنافذ».

وقال المصدر المصري إن «الرئيس الأميركي دونالد ترمب وويتكوف سيعلنان الاتفاق إلى جانب الوسيطين المصري والقطري»، اللذين يعملان حالياً على «تحصين الاتفاق من أي خروقات متوقعة». وأشار إلى أنه «وارد بعد بدء الاتفاق، حدوث خروقات خصوصاً في المراحل الأولى، لا سيما من إسرائيل، وإزاء ذلك سيتابع الوسيطان المصري والأميركي آليات التنفيذ بجانب مشاركة قطرية في متابعة دخول المساعدات مع بدء تنفيذ الاتفاق»، مؤكداً أن «هناك تخوفات على الطاولة من خروقات كبيرة من جانب إسرائيل في الأيام الأولى من تنفيذ الاتفاق وجار البحث في تلافي ذلك». وتحدث المصدر المطلع عن أن «(حماس) وافقت على المقترح بشكل مبدئي، وأبلغت الوسطاء، وهناك مناقشات بشأنه، والتقديرات أن يعلن الاتفاق خلال أيام قليلة، وسط ترجيحات أن يكون مع بداية الأسبوع المقبل»، مشيراً إلى أن «تأخير الاتفاق عن ذلك سيكون مرتبطاً بتحصين الصفقة من أي خروقات محتملة؛ لكن هناك موافقة إسرائيلية على المضي فيه». وأفاد موقع «أكسيوس» بأن من المتوقع أن يلتقي ويتكوف في روما الخميس وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، ومبعوث قطري رفيع المستوى. وأضاف الموقع، نقلاً عن مصدر أميركي وآخر إسرائيلي، أنه في حال تحقيق تقدم كافٍ، سيسافر ويتكوف من روما إلى الدوحة مع نهاية الأسبوع، للتوصل إلى اتفاق. وقالت الناطقة باسم الخارجية، تامي بروس، للصحافيين، إن ويتكوف سيتوجّه إلى المنطقة «وأمله كبير بأن نطرح وقفاً جديداً لإطلاق النار، وممراً إنسانياً لدخول المساعدات، وهو أمر - في الواقع - وافق عليه الطرفان». وأوضحت أنها تلقّت المعلومات في محادثة مع وزير الخارجية ماركو روبيو قبيل مؤتمرها الصحافي. ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدرين فلسطينيين مطلعين على سير المفاوضات، الأربعاء، أن حركة «(حماس) سلّمت الوسطاء ردّها على مقترح الهدنة في قطاع غزة، وقد تضمّن تعديلات تشمل ضمانات لوقف إطلاق نار دائم مع إسرائيل». وقال أحد المصدرين: «سلّمت (حماس) وفصائل المقاومة للوسطاء الردّ على المقترح المقدّم لها من الوسطاء مع تضمينه تعديلات للوصول إلى وقف إطلاق نار دائم». وأضاف أن ردّ «حماس»، «عالج بشكل رئيسي ملف دخول المساعدات إلى قطاع غزة وخرائط الانسحاب العسكري الإسرائيلي من قطاع غزة وضمانات الوصول إلى وقف الحرب بشكل دائم». وأكد مسؤول فلسطيني مطلع على المفاوضات أن ردّ «حماس»، «إيجابي»، مؤكداً مضمون كلام المصدر الأول. وأوضح، أن ردّ «حماس»، «يتضمّن أيضاً المطالبة بتعديلات على خرائط الانسحاب الإسرائيلي». وطالبت الحركة بأن «تنسحب القوات الإسرائيلية من التجمعات السكنية وطريق صلاح الدين (الواصل بين شمال وجنوب القطاع)، مع بقاء قوات عسكرية كحد أقصى بعمق 800 متر في كافة المناطق الحدودية الشرقية والشمالية الحدودية للقطاع». وذكر أن «(حماس) طالبت (...) بزيادة عدد المفرج عنهم من الأسرى الفلسطينيين من ذوي المحكوميات المؤبدة والعالية مقابل كل جندي إسرائيلي حي». ونوّه بأن المفاوضات «ستتواصل حتى الوصول إلى اتفاق نهائي». وللأسبوع الثالث على التوالي، واصل وفدان من «حماس» وإسرائيل مفاوضات غير مباشرة في الدوحة بهدف الوصول لاتفاق لوقف إطلاق النار بعد 21 شهراً من حرب مدمّرة اندلعت في السابع من أكتوبر (تشرين الأول).

 

حماس» تسلم ردها على مقترح وقف إطلاق النار

الشرق الأوسط/24 تموز/2025

أعلنت حركة حماس فجر الخميس أنّها سلّمت الوسطاء ردّها على مقترح إسرائيلي لوقف إطلاق النار في قطاع غزة لمدة 60 يوما، وذلك في إطار المفاوضات غير المباشرة الجارية بين الطرفين في قطر.وقالت الحركة في بيان على قناتها في تطبيق تلغرام إنّ «حركة حماس سلّمت قبل قليل، للإخوة الوسطاء، ردّها وردّ الفصائل الفلسطينية على مقترح وقف إطلاق النار». وكان مصدر مصري مطلع أفاد، الأربعاء، بأن اتفاق «هدنة غزة» في «مراحله الأخيرة وقد يعلن خلال أيام قليلة»، لافتاً إلى أن حركة «حماس» وافقت على المقترح بشكل مبدئي، وهناك مناقشات بشأن الرد. وقال المصدر المطلع على مسار المفاوضات: «وصل الاتفاق للمرحلة الأخيرة لتوقيعه، وقبل الطرفان (حماس وإسرائيل) بالخرائط الأمنية؛ ولم يتبق إلا بحث الإجراءات الفنية الأخيرة لتنفيذ الاتفاق والإعلان عنه». وأضاف لـ«الشرق الأوسط»، أن «المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف سيصل المنطقة عقب زيارة روما، لإتمام الاتفاق وسيشهد المراحل الأخيرة بشأن آليات التنفيذ وإجراءات التدابير وإدخال المساعدات». ونبه المصدر ذاته إلى أن «ملف المساعدات بات حالياً على طاولة المفاوضات رقم واحد، وهناك نقاشات أخيرة لدخولها عبر منافذها الطبيعية بعد تجاوز تعنت إسرائيل بشأن عمل الوكلاء الأممين، وتم الاتفاق على التوزيع من خلالها، وكذلك منصة إغاثة غزة وجار الاتفاق على المناطق والمنافذ».وقال المصدر المصري إن «الرئيس الأميركي دونالد ترمب وويتكوف سيعلنان الاتفاق إلى جانب الوسيطين المصري والقطري»، اللذين يعملان حالياً على «تحصين الاتفاق من أي خروقات متوقعة». وأشار إلى أنه «وارد بعد بدء الاتفاق، حدوث خروقات خصوصاً في المراحل الأولى، لا سيما من إسرائيل، وإزاء ذلك سيتابع الوسيطان المصري والأميركي آليات التنفيذ بجانب مشاركة قطرية في متابعة دخول المساعدات مع بدء تنفيذ الاتفاق»، مؤكداً أن «هناك تخوفات على الطاولة من خروقات كبيرة من جانب إسرائيل في الأيام الأولى من تنفيذ الاتفاق وجار البحث في تلافي ذلك».وتحدث المصدر المطلع عن أن «(حماس) وافقت على المقترح بشكل مبدئي، وأبلغت الوسطاء، وهناك مناقشات بشأنه، والتقديرات أن يعلن الاتفاق خلال أيام قليلة، وسط ترجيحات أن يكون مع بداية الأسبوع المقبل»، مشيراً إلى أن «تأخير الاتفاق عن ذلك سيكون مرتبطاً بتحصين الصفقة من أي خروقات محتملة؛ لكن هناك موافقة إسرائيلية على المضي فيه».

 

إسرائيل: لا مجاعة في غزة... و«حماس» تفتعل أزمة غذاء

تل أبيب/الشرق الأوسط/24 تموز/2025

قالت الحكومة الإسرائيلية، الأربعاء، إنها غير مسؤولة عن نقص الغذاء في غزة، متهمة بالمقابل «حركة حماس» بأنها تفتعل أزمة بالقطاع المحاصر. وقال المتحدث باسم الحكومة ديفيد مينسر للصحافيين: «لا توجد في غزة مجاعة تسببت بها إسرائيل»، بل «نقص مفتعل من (حماس)»، متهماً عناصر الحركة بمنع توزيع الغذاء ونهب المساعدات. وأكد الرئيس الإسرائيلي، اليوم، أن بلاده تعمل «وفقاً للقانون الدولي» في قطاع غزة الذي يشهد وضعاً إنسانياً متدهوراً. وقال هرتسوغ: «نحن نعمل هنا وفقاً للقانون الدولي، نحن نقدم المساعدات الإنسانية»، وذلك أثناء تفقده قوات بلاده داخل القطاع الفلسطيني للمرة الأولى منذ بداية الحرب في أكتوبر (تشرين الأول) 2023. ورأى أن «الذين يحاولون تعطيل هذه المساعدات هم «حماس» وأفرادها. مستعدون لفعل أي شيء لمنع قواتنا من تفكيك البنية التحتية التي قد تضرّ بنا وبمواطنينا».

ارتفاع «قاتل» في سوء التغذية بغزة

من جانبها، قالت «منظمة الصحة العالمية»، اليوم، إنها تشهد ارتفاعاً قاتلاً في سوء التغذية بقطاع غزة مما تسبب في وفاة 21 طفلاً دون سن الخامسة خلال عام 2025. وأضافت المنظمة أن مراكز معالجة سوء التغذية ممتلئة عن آخرها دون إمدادات كافية للتغذية الطارئة، وتتفاقم أزمة الجوع بسبب انهيار قنوات توصيل المساعدات والقيود المفروضة على الوصول إلى القطاع. وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس إن المنظمة لم تتمكن من إيصال أي مواد غذائية لمدة 80 يوماً تقريباً بين مارس (آذار) ومايو (أيار)، مضيفاً أن استئناف عمليات التسليم لا يزال أقل بكثير من المطلوب. وأضاف: «يواجه 2.1 مليون شخص في منطقة الحرب في غزة قاتلا آخر يضاف إلى القنابل والرصاص، وهو الجوع؛ فنشهد الآن ارتفاعاً شديداً في الأمراض المرتبطة بسوء التغذية».

رفض إسرائيلي للمجاعة

توازياً، قال السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون لمجلس الأمن، اليوم، إن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية لم يعد محايداً، وإن إسرائيل ستمنح تأشيرات لمدة شهر واحد فقط لموظفيه الدوليين. ورفضت إسرائيل البيان الصادر عن أكثر من 100 منظمة إغاثة وجماعة حقوق إنسان، الذي حذّر من انتشار «مجاعة جماعية» في القطاع، وفقاً لبيان صادر عن وزارة الخارجية. وأضافت الوزارة في بيان صادر باللغة الإنجليزية: «هذه المنظمات تخدم دعاية (حماس)، مستخدمةً أعدادها، ومُبرّرةً أهوالها، وبدلاً من تحدي المنظمة الإرهابية، تتبناها كأنها تابعة لها». وأضافت: «في هذا الوقت الحرج من المفاوضات، تُردد هذه المنظمات دعاية (حماس)، وتُقوّض فرص وقف إطلاق النار، ونحثّ جميع المنظمات على الكفّ عن استخدام حجج (حماس)». وأشارت وزارة الخارجية إلى أن ما يقرب من 4500 شاحنة دخلت غزة منذ 19 مايو (أيار)، بما في ذلك 2500 طن من أغذية الأطفال عالية السعرات الحرارية. وأضافت أن هناك أكثر من 700 شاحنة محملة بالمساعدات داخل غزة تنتظر توزيعها من الأمم المتحدة. وأوضحت وزارة الخارجية: «هذا الاختناق هو العائق الرئيس أمام استمرار تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، فاهتمامهم بإسرائيل أهم بالنسبة لهم من مساعدة سكان غزة».

تحذيرات من «مجاعة جماعية» بغزة

وحذّرت أكثر من 100 منظمة غير حكومية في بيان مشترك اليوم من خطر تفشّي «مجاعة جماعية» في غزة، فيما أعلنت الولايات المتحدة أن المبعوث ستيف ويتكوف سيتوجّه إلى أوروبا لعقد محادثات تهدف إلى وضع اللمسات الأخيرة على «ممر» للمساعدات الإنسانية إلى القطاع. وأكد مدير مجمع الشفاء الطبي الطبيب محمد أبو سلمية، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، صباح اليوم، أن 21 شخصاً توفوا في الساعات الـ24 الأخيرة جراء «سوء التغذية والمجاعة» التي تتوسع دائرتها. وأكد أبو سلمية أن القطاع الصحي يشهد تسجيل «عشرات الحالات المرضية والهُزال من المجوعين الذين يصلون إلى المستشفيات من الفئات كافة»، مشيراً إلى أن ذلك يحدث في وقت «تعجز فيه طواقمنا الطبية عن التعامل مع الأعداد الزائدة، والطواقم الطبية أيضاً يعانون من قلة الطعام والجوع، والهزال والتعب والإعياء الشديد». وكان أبو سلمية أفاد الثلاثاء بوفاة 21 طفلاً في الساعات الـ72 الماضية «بسبب سوء التغذية والمجاعة»، مع بلوغ الكارثة الإنسانية التي يعانيها سكان القطاع مستويات غير مسبوقة. وتواجه إسرائيل ضغوطاً دولية زائدة بسبب الوضع الإنساني المروّع في القطاع المحاصر والمدمّر جراء الحرب المتواصلة فيه منذ أكثر من 21 شهراً.

 

واشنطن توافق على بيع أوكرانيا أسلحة بقيمة 322 مليون دولار

واشنطن/الشرق الأوسط/24 تموز/2025

أعلنت الولايات المتحدة الأربعاء أنها وافقت على بيع أسلحة لأوكرانيا بقيمة 322 مليون دولار لتعزيز دفاعاتها الجوية وأسطولها من المركبات المدرّعة. ويأتي هذا الإعلان بعدما أوقفت واشنطن مؤقتا في يوليو (تمّوز) الجاري إمداد كييف ببعض الأسلحة على الرغم من تعرّض أوكرانيا لهجمات روسية عنيفة بصواريخ ومسيّرات. وقالت وكالة التعاون الأمني الدفاعي الأميركية إن الصفقة وهي من شقّين تتضمن بيع معدات لأنظمة هوك الدفاعية الجوية وصيانتها بقيمة 172 مليون دولار، وبيع مركبات قتالية مدرّعة من طراز برادلي وصيانتها بقيمة 150 مليون دولار. وأضافت أنّ صفقة بيع معدات هوك المقترحة «ستسهم في تحسين قدرة أوكرانيا على مواجهة التهديدات الحالية والمستقبلية من خلال تجهيزها على نحو أفضل لأداء مهام الدفاع الذاتي والأمن الإقليمي بقدرة دفاعية جوية أقوى». كما ستسهم صفقة بيع معدات برادلي وصيانتها في تلبية «احتياجات أوكرانية طارئة لتعزيز قدرات الصيانة المحلية للحفاظ على معدلات تشغيل عالية للمركبات وأنظمة الأسلحة التي قدّمتها الولايات المتحدة»، وفق الوكالة. وأعطت وزارة الخارجية الأميركية موافقتها على هذه الصفقة التي قدّمت وكالة التعاون الأمني الدفاعي الوثائق اللازمة بشأنها إلى الكونغرس الذي يتعيّن عليه تمريرها. وتأتي أحدث صفقة عسكرية مقترحة لأوكرانيا في أعقاب صفقة أُعلن عنها في مطلع مايو (أيار) وكانت بقيمة نحو 311 مليون دولار دولار لتوفير التدريب وقطع الغيار لمقاتلات أف-16. والرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي أمر قواته بغزو واسع النطاق لأوكرانيا في العام 2022، لا يبدي استعدادا جديا لإنهاء النزاع على الرغم من الضغوط الأميركية. وفي عهد الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، تعهّدت واشنطن توفير مساعدات عسكرية لأوكرانيا بأكثر من 65 مليار دولار. لكنّ الرئيس دونالد ترمب اتّبع نهجا مغايرا، ولم يعلن عن أي حزمة مساعدات عسكرية جديدة لكييف منذ عودته إلى سدة الرئاسة في يناير (كانون الثاني).

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لماذا يصر العثمانيون الجدد على استعمال الدروز في معركتهم مع العرب

الكولونيل شربل بركات/24 تموز/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/07/145591/

يوم ضعف وضع الإيرانيين في سوريا بسبب الحرب التي أعلنوها على اسرائيل، بواسطة ذراعهم المهم استراتيجيا، أي منظمة حماس الفلسطينية الارهابية، ومشاركة الذراع الأفضل لديهم والأكثر فعالية وهو حزب الله اللبناني، في ما سمي بحرب المساندة، والتي أدت بعد الخسائر التي مني بها الحزب، إلى خضوعه لمطالب اسرائيل وتوقيعه على وقف اطلاق النار المذل، قامت ميليشيات حلفاء اردوغان بالهجوم على مناطق سيطرة الأسد وقلب نظامه والقبض بسرعة على كامل سوريا وبدون قتال تقريبا. يومها قيل بأن اسرائيل سمحت بالتخلص من الأسد كونه يشكل حلقة مهمة في اعادة تسليح حزب الله وغيره من الأذرع الإيرانية وبالتالي خطرا مستقبليا عليها. ولكنها قامت أيضا بتدمير كل الأسلحة الثقيلة التابعة لجيش الأسد لمنع قوات الشرع من السيطرة عليها خوفا، ربما، من استعمالها ضدها. وقد سارت الأمور في سوريا بعد الأسد باتجاه مقبول نوعا ما لاعادة بناء دولة تشارك فيها كافة مركبات المجتمع السوري، ومن هنا اعادة صياغة دستور جديد للبلاد يلغي مفاعيل الديكتاتورية التي شكّلت عبئا على السوريين وانتهت بحرب أهلية هجّرت الملايين وقتلت مئات الألوف من كافة الفئات ودمرت المدن والقرى بدون رحمة. ولكن الأهم أنها قسمت المجتمع السوري الذي كان يدّعي التقدمية ونوع من العلمانية إلى فرق مذهبية متناحرة بحسب التخطيط الإيراني. وقد كان الحرس الثوري، ولضمان سيطرته على الطريق بين طهران والبحر المتوسط، حاول تغيير الديمغرافيا بأن استقدم فرق الفاطميين والأفغان وغيرهم لاسكانهم في سوريا. ولكن ومع احتلال جماعة الشرع لكامل الأراضي التي كانت تحت سيطرة الأسد، انسحبت المجموعات الغريبة تلك وحتى المقربين من حزب الله، وكادت مشاكل سوريا أن تنتهي وينطلق قطار اعادة الاعمار واستعادة هيبة الدولة العادلة.

ولكن "الرياح لم تجرِ بما تشتهي السفن" لأن أكثرية القوى المواكبة لحركة الشرع لها مشاريع أكبر من اعادة اعمار سوريا وتثبيت النظام فيها، كونها تتألف بمعظمها من مسلحين غير سوريين (يقال بأن أعدادهم تقارب الثلاثين ألفا) استقدموا من دول أواسط آسيا وحتى من أيغور الصين، ليحاربوا في جيش السلطان العثماني الجديد ويفرضوا سلطته في ظل الطرح الأخواني الذي ينادي به، ولا يهمهم سوريا أو غيرها من دول العرب. وقد بدأت خطتهم لاخضاع المجموعات السورية الأساسية بتجربة المواجهة مع الأكراد. ولكن قادتهم ومرشديهم أدركوا سريعا بأنها لعبة خطرة لوجود قوات التحالف الغربي في المنطقة والتي تنسق عملها منذ زمن مع "قسد" لذا حاولوا مهادنتهم لكسب الوقت وتحوّلوا صوب مناطق الساحل، وحجتهم قد تكون مقبولة كون العلويين ساندوا بشكل أو بآخر نظام الأسد ويسهل الصاق أي تهمة بهم، ولكن عندما وصل عدد القتلى إلى ما يفوق العشرة آلاف بينهم الكثير من المدنيين تحول الوضع إلى ما لا يمكن هضمه أو السكوت عنه. ومن هنا توجههم الجديد صوب الدروز في جبل العرب والذين يشكلون الطرف الثالث من ألوان المجتمع السوري.

كانت الدول العربية، خاصة الخليجية منها والتي لم تقبل بتصرفات الأسد من جهة وتعتبر من جهة أخرى طرح الأخوان المسلمين خطرا على أمن المنطقة بأكملها، لا بل على الدول الاسلامية المعتدلة التي ترفض العنف، وخاصة الذي يتاجر بالدين من أجل فرض سياسات الهيمنة التي سترتد على المسلمين أنفسهم ظلما في داخل مجتمعاتهم. وقد كانت التجربة المصرية مع مرسي أكبر برهان. هذه الدول كانت تنظر إلى الوضع في سوريا على أنه انتقالي يلزمه سرعة الاستيعاب لمنع قيام نظام عنف جديد. ومن هنا تراكضها نحو نظام الشرع وتسابقها في تقديم المساعدات له لدرجة أن يطلب الأمير محمد بن سلمان من الرئيس ترامب مقابلة الشرع الذي كانت الولايات المتحدة قد وضعت جائزة مالية بقيمة عشرة ملايين دولار على رأسه، وقد أظهر الرئيس ترامب احتراما للأمير وقبل، ليس فقط بمصافحة الرئيس الشرع، وانما أيضا بالبدء برفع العقوبات عن سوريا. وكانت هذه قمة المساعدة الممكنة من قبل العرب والعالم للنظام الجديد عله يتفهّم الأوضاع في المنطقة ويحاول الانضمام إلى قطار التقدم والتعاون والتهدئة.

ولكن على ما يبدو هناك استحالة على الشرع للحاق بالمشروع العربي، لأن الراعي الأساسي لقواته والقابض على كل المفاصل لا يزال يحلم بالخلافة، وبالتالي السيطرة على الكل، خاصة بعد انسحاب أحد اللاعبين الأساسيين من المواجهة أي نظام الملالي. ومن هنا بدأت التحركات باتجاه آخر هو جبل العرب حيث يسكن الدروز، وهم كانوا وقفوا ضد الأسد في السنوات الأخيرة وقاوموا مشاريعه بدون أن يطالبوا بالخروج عن وحدة السوريين التي يعتبرون أنفسهم ساهموا بصنعها عبر التاريخ. الدروز هؤلاء لا يشكلون عائقا لمشاريع الهيمنة الأمبراطورية ولا عقبة بوجهها ولكن لماذا اختيارهم ومهاجمتهم مرتين متتاليتين؟

يعرف الكل العلاقة بين دروز جبل العرب اي منطقة السويداء ودروز الجولان السوري الذين شكلوا دوما وجها مختلفا من سكان جنوب سوريا. وبعد احتلال الجولان السوري من قبل اسرائيل بقي الكثير من هؤلاء الدروز في أرضهم داخل المناطق المحتلة، ولم يتخلوا عن هويتهم السورية ولو أن لهم علاقات طيبة مع اخوتهم في اسرائيل ولبنان وجبل العرب على السواء وحتى مع جيرانهم اليهود. وبالتالي طالب بعض زعماء الدروز في اسرائيل ألا يتعرض اخوتهم في سوريا لما تعرض له العلويون في الساحل كونهم لا يتحملون الخسائر البشرية الكبيرة من جهة، ولا مطالب انفصالية لهم من جهة أخرى، وجل ما في الأمر مطالبتهم باحترام حقهم بالحياة والحرية والمشاركة بشؤون الوطن ضمن التركيبة الجديدة، ومن هنا محاولتهم التنسيق مع الحكم الجديد وتقديم شبابهم للمساهمة بضبط الأمن في المنطقة كبادرة حسن نية.

ولكن على ما يبدو فإن الرد على تحرك بن سلمان وغيره من دول الاعتدال العربي كان في اختيار الدروز وتعريضهم للخطر كي يقوم دروز اسرائيل ويطالبوا بحمايتهم فيتحول الشارع العربي، المعبأ ضد اسرائيل دوما وبدون تفكير، إلى مواجهة كل من يعارض خطط الحكم في سوريا، وبالتالي أسياده العثمانيون، كما فعلت إيران مع حماس في عملية الأقصى. ومن هنا نفهم تجييش ما سموه بالعشائر واستعمالهم للهجوم على الدروز، وكأن هناك حربا شعواء بين العرب البدو والدروز السوريين، وهو ما لم نسمع به قبلا خاصة في جبل العرب حيث تعيش بالقرب من القرى الدرزية الكثير من العشائر البدوية منذ أجيال وبدون مشاكل تذكر.

جنبلاط المتعمق بسياسات المنطقة فهم اللعبة باكرا وحاول تجنبها بفتح باب حوار مع الشرع، ولكنه لا يشكل ثقل أساسي في اللعبة الكبرى الجارية، وبالتالي لن يكون له اي دور باحتواء الأزمة، فهي أكبر من دروز لبنان وسوريا، وتستهدف عرب الخليج ودولهم خاصة السعودية والأمارات. والهدف الدخول إلى هذه الدول والتأثير على قراراتها وابتزازها بالتهديد بخلق مشاكل داخلية في تلك المجتمعات التي لم تتنقى بعد من رواسب التطرف الأخواني والسلفي وغيره من التيارات التعصبية، ولو كان زعماؤها يتمتعون برؤية بعيدة واثقة.

الدروز يجب أن يصمدوا والعلويون كذلك والأكراد ايضا وحتى المسيحيون ولو لم يتسلحوا. ويجب أن يساعدهم العالم الحر ودول الاعتدال العربي، لا لتقسيم سوريا كما يحاول البعض الادعاء، انما بالعكس لتوحيدها من ضمن قواعد مشتركة وقوانين عادلة ودستور واضح يعطي الحق لكل مكونات المجتمع ويسعى لجمع شمل أهلها وابعاد التطرف ومنع الطارئين والمصطادين بالمياه العكرة الذين لا يعرفون عن حياة الناس وتداخل تقاليدهم وعاداتهم واحترامهم لقيم بعضهم شيئا. هؤلاء يعتقدون بأن الدين اخضاع للآخر بالقوة والقهر، وهي مقولة لا تمت حتى للاسلام بأي صلة ولا تعرف عن قواعد العيش في المجتمعات المركبة وقوانينها أي شيء. فهل نصحو على قيامة جديدة لسوريا تكون مثالا لدول المنطقة بعد كل المعاناة؟ أم أننا سنشهد المزيد من التطورات العنيفة والتي قد تقود إلى أخطار بنيوية تطال دولا ومجتمعات بعيدة عن الفوضى والعنف حتى الآن ولا تعرف شعوبها بعد معاني الاقتتال أو القهر؟ وهل يتنبه السلطان العثماني إلى أن الزمن لن يعود إلى الوراء والأفضل أن يتعاون مع جيرانه لا أن يسعى للسيطرة عليهم واستغلالهم؟

أخطار كثيرة تحيط بمنطقة الشرق الأوسط ولكننا لا نزال نحلم بأنه المخاض العسير الذي لا بد منه والذي سيقود إلى رفع رايات السلام والاحتفال بوصوله راكبا على حصان أبيض ومزينا بالخير والبركات ناشرا من حوله الاستقرار والازدهار وتلك الصور الجميلة عن التطور الممكن نتيجة التعاون الصادق...

 

العالم يدين إسرائيل لمنعها إبادة الدروز من قّبل منظمة القاعدة الإرهابية والجهادية

دانيال جرينفيلد/معهد غايتستون/23 تموز 2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/07/145569/

(ترجمة من الإنكليزية بتصرف بواسطة الياس بجاني بالإستعانة بمواقع ترجمة ألكترونية)

استولت القاعدة/داعش مؤخرًا على سوريا. قوبل هذا التطور بترحيب من قادة العالم الذين كانوا يعملون لتحقيق هذا الهدف بالذات منذ أيام الربيع العربي. لقد أكدوا لنا حينها أن سوريا ستصبح جنة ديمقراطية تزخر بحقوق الإنسان.

ثلاثة دروس هنا:

السماح لتركيا بتمكين القاعدة في سوريا كان فكرة سيئة.

هذا هو المعيار الإسلامي. وأينما استولوا على السلطة، فهذا ما سيحدث لغير المسلمين. دعونا لا نسمح بذلك أن يحدث لنا.

عندما تمنع إسرائيل إبادة جماعية، تُتهم هي بالإبادة الجماعية.

استولت القاعدة/داعش مؤخرًا على سوريا. قوبل هذا التطور بترحيب من قادة العالم الذين كانوا يعملون لتحقيق هذا الهدف بالذات منذ أيام الربيع العربي. لقد أكدوا لنا حينها أن سوريا ستصبح جنة ديمقراطية تزخر بحقوق الإنسان.

قام الجولاني، القائد الجهادي السابق، بجولته العالمية بينما بدأ الجهاديون في سوريا في ذبح السكان الدروز. الدروز هم مجموعة أقلية يعتبرها الإسلاميون غير شرعية. يوجد في إسرائيل عدد كبير من السكان الدروز الذين احتجوا في الشوارع. وهاجمت الطائرات الإسرائيلية أهدافًا حكومية لتنظيم القاعدة في سوريا. وأدان العالم إسرائيل. هناك "وقف إطلاق نار" رسمي مع نظام القاعدة في دمشق، ولا تزال مقاطع الفيديو تتوالى عن مذابح الجهاديين للدروز.

ثلاثة دروس هنا:

السماح لتركيا بتمكين القاعدة في سوريا كان فكرة سيئة.

هذا هو المعيار الإسلامي. وأينما استولوا على السلطة، فهذا ما سيحدث لغير المسلمين. دعونا لا نسمح بذلك أن يحدث لنا.

عندما تمنع إسرائيل إبادة جماعية، تُتهم هي بالإبادة الجماعية.

** دانيال جرينفيلد هو زميل شيلين للصحافة في مركز ديفيد هورويتز للحرية. أعيد طبعه بإذن كريم من مجلة Front Page التابعة للمركز.

** تابع دانيال جرينفيلد على X (تويتر سابقًا) وفيسبوك.

© 2025 معهد غايتستون. جميع الحقوق محفوظة. 

 

برّاك: نفِّذوا ما عليكم تُنقذوا لبنان!

حنا صالح/الشرق الأوسط/24 تموز/2025

الفشل هو العنوان الذي يلخص نتائج الزيارة الثالثة للموفد الرئاسي الأميركي توم براك. والفشل هنا لبناني بالتأكيد وليس أميركياً، والتعبير عنه اتخذ أكثر من شكل؛ إنْ بالمباحثات المقتضبة مع الرسميين أو في ملامح الإحباط التي رافقت إطلالته من السراي الحكومي: «نحن هنا لمحاولة التأثير وحل الأمور لكي يتم التوصل إلى النموذج الذي تريدون رؤيته لحياتكم ولأطفالكم وللسلام. نشعر بخيبة أمل»! لم يُسمَع جديد يُنهي الأشهر الطويلة من الاستعصاء المتصل بنزع سلاح «حزب الله»؛ لا في لقاء القصر الجمهوري مع الرئيس جوزيف عون، ولا في لقاء السراي مع رئيس الحكومة نواف سلام. فحملت المذكرة التي تسلمها عناوين مكررة، غاب عنها جوهر الموضوع: برنامج زمني لجمع السلاح من كل لبنان، والالتزام بمُهل للتنفيذ. قبل اللقاءات الرسمية كانت لديه الصورة الكاملة: «حزب الله» متعنِّت، يضغط لتغييب فكرة نزع السلاح عن أي نقاش. والصفحات الخمس التي صاغها الفريق الاستشاري، بعيداً عن أي دور لمجلس الوزراء، الجهة المرجعية في القرار، فصَّلت المتعلق بجنوب الليطاني لجعله منطقة منزوعة السلاح، إلاّ من سلاح الدولة و«يونيفيل». أما في شمال الليطاني وكل لبنان، فالسلاح والبنى العسكرية سيخضعان لحوار داخلي(..) يقول «الحزب» إنه ينبغي تنفيذ إسرائيل انسحابها من النقاط الخمس، ووقف الاعتداءات وتسليم الأسرى، ثم يكون الحوار حول استراتيجية دفاعية تحمي لبنان!

وإلى طروحات عادت إلى المربع الأول ويُراد منها نسف اتفاق وقف النار، بتحريف مضمونه الذي وضع كل لبنان تحت أعين الرقابة الأميركية والدولية والإسرائيلية أيضاً، فإن ما زاد الطين بلّة، إحاطة برّاك علماً بأن جواب المذكرة الأميركية عند رئيس المجلس بري الذي يحمل موقف «حزب الله». أمر طرح السؤال المهم عمَّا إذا كانت السلطة تتحدث بلغة واحدة، وألا يعني تمايز موقف بري إضعافاً للموقف الرسمي؟ وألا يفتح ذلك باب تدخل ممانع إيراني يهمِّش دور السلطة؟ وهنا كان لافتاً أن برّاك وضع النقاط على حروف «الحزب»: «إنه منظمة إرهابية لا نتفاوض معها... لا ضمانات... ولا نرغم إسرائيل بأي شيء»!

في زيارته السابقة، رغم اللياقة الدبلوماسية قال برّاك: «السلاح مشكلتكم أنتم. ومن دون أمن واستقرار لن يحصل لبنان على أي دعم لانتشاله... ولن نكون هنا في العام القادم لنقاش القضايا نفسها». وفي الزيارة الأخيرة، عندما لم يعثر على أكثر من تلميح للجوهر، جدد الموقف الأميركي من سحب السلاح اللاشرعي غير القابل للمساومة: «إنه مسؤوليتكم، وإلّا فإن الولايات المتحدة ستسحب يدها من الملف اللبناني، وستعد هذا الأمر شأناً داخلياً، فتدبَّروا أموركم. وعندما تم تذكيره بمواقف أميركية سابقة حملت الحرص على لبنان، فاجأ محاوريه بإبلاغهم بأنه «ليس لدى الولايات المتحدة ما يجبرها على مساعدة لبنان في حال تخلفت السلطة عن القيام بالمطلوب منها»!

في زيارة السفير برّاك تأكد المؤكد: لا هدايا أميركية أو إسرائيلية لـ«حزب الله» مقابل التخلي عن السلاح. على السلطة أن تكون مبادرة ومقدامة في اختيارها استعادة السيادة كاملةً وعدم ترك مصير لبنان للآخرين. فبموازاة تمسك «الحزب» بالسلاح و«المقاومة» وخطر وضع البلد أمام مجهول يجدد نكبة الجنوب والكارثة التي يلوِّح بها العدو، آن أوان الانتقال من مرحلة الكلام المكرر والنيات الحسنة إلى الأفعال، لأن الفرصة ليست مفتوحة، وخطير جداً دفع واشنطن للتخلي عن دور الوسيط مع انعدام البدائل كليَّةً!

عند التبصر بالنتائج المتأتية عن السلاح اللاشرعي، يتأكد أن «حزب الله» مسؤول عن أخطار مميتة طالت كل لبنان، وعن كارثة تعاني منها البيئة الشيعية بزعم حمايتها. وهنا يكفي التوقف عند ما آل إليه هرم الأعمار في كل الجنوب مع الاختلال الكبير في أعداد الفئات الشابة. لذا تبدو عبثية المزاعم التي تروَّج بأن «السلاح صار ضرورة لمواجهة الخطر الوجودي، ومصدر طمأنينة» كما ادعى الشيخ نعيم قاسم، متجاهلاً أن سلاح «حزبه» استدرج الاحتلال مجدداً، وجعل البلد مستباحاً، وبات جنوب الليطاني غير قابل للعيش. وبالطبع تستند هذه المزاعم إلى التطورات الخطيرة التي شهدتها السويداء وجنوب سوريا بعد أحداث الساحل وجرمانيا. هنا نفتح مزدوجين لكي نشير إلى أنه إثر انهيار النظام السوري، تم ملء الفراغ بالقوة الأكثر جاهزية التي اتخذت مبادرات أصابت وأخطأت، والعمل مطلوب بإلحاح لولوج زمن قيام دولة كل السوريين. أما في لبنان فالأمر مغاير بعد الخروج من الشغور الرئاسي ولإنهاء الفراغ في السلطة. هناك مؤسسات مقبولة يُستكمل ترميمها، والأكثرية الساحقة تحتضن القوى العسكرية التي يعوَّل عليها لبسط السيادة من دون شريك. وبوسع هذه الدولة التي أعلنت التزام الدستور وقرارات الشرعية الدولية حماية شعبها ودرء الأخطار عن وجودها ووجود كل الشرائح التي تكوِّن الاجتماع اللبناني. وعندها ستكون محتضَنة من أشقائها والأصدقاء في العالم... والشرط الشارط مغادرة حال المراوحة والتردد، لأن ذلك يهدد بعزل البلد، ودخول مرحلة تصريف أعمال جديدة، والبقاء في حلقة مفرغة.

 

الدروز

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/24 تموز/2025

كلما تعرضت المنطقة إلى زلزال كالذي تعيشه اليوم، برزت في واجهة الصراع قضايا الأقليات، وأهمها وأعمقها الدروز. الاسم الرسمي «الموحدون الدروز». لا يعرف الآخرون الكثير عن المذهب الدرزي، لكن سلوك أهله وتقاليدهم وتعاملهم مع سائر الناس، يبيّن أنهم يحرصون لأنفسهم على صورتين. الأولى، تقدير وتقبّل الأفكار والمعتقدات، وخصوصاً الفلسفات اليونانية الأولى، والجوانب التسامحية في العقائد. والأخرى، صورة الكرامة وأهل العزم، وسيلةً لحماية الجماعة وإبعادها عن أخطار الضعف والتجارب. لم يكن سهلاً الحفاظ على الصورتين، ولم يكن من بديل. وسعى كمال جنبلاط إلى الخروج من تصنيف الأقلية بأن تبنى الفلسفات الإنسانية الشاملة، وسرعان ما أصبح زعيم «الحركة الوطنية»، رغم الحجم العددي، وزعيم «الاشتراكية الإنسانية»، وهو المحسوب على الإقطاع. هكذا، أصبح كمال جنبلاط، ومن بعده وليد جنبلاط، حجر الزاوية في البناء اللبناني السريع العطب، وحاول الأب، ومن بعده الابن، أن يذهبا بالدروز إلى أبعد من الجبل. وتجلّى هذا المسعى في أهم لحظاته في أيام القلق الأخيرة، عندما رأينا وليد جنبلاط، أول زعيم عربي، يعبر الحدود إلى سوريا للقاء الرئيس السوري الجديد، ولم يكن يعرفه أحد من العرب بعد.

في هذه الفوضى العارمة، تصرف وليد جنبلاط كرجل دولة بكل المعاني والمفاهيم. ونأى بنفسه وبالدروز إلى أقصى حد عن بلبلة الساعة، واضطراب المشاعر. وفي حين هاجت الغرائز، وغشيت الأبصار، خاطب هو الامتداد الروحي الدرزي. على أنهم وطن واحد لا مذهب واحد.

هكذا نظر الدروز إليه أيضاً. إنها أيام صعبة على الجميع، خصوصاً، على أهل الحكمة والرويّة. العلاقة بين الدروز والأرض، علاقة وجود واحد منذ قرون. الباقي محن عابرة، مرت بها المنطقة الحبلى أبداً بسوء المحن، وعشوائية التجارب.

 

انسحاب القوات الأميركية من المنطقة غير وارد

هدى الحسيني/الشرق الأوسط/24 تموز/2025

وسط التحولات العاصفة التي تشهدها المنطقة، يعود الجدل مجدداً بشأن جدوى بقاء القوات الأميركية المنتشرة في الشرق الأوسط، التي يقدَّر عددها بنحو 40 ألف جندي، موزعين بين قواعد جوية وبحرية ممتدة من سوريا حتى مياه الخليج. هذا الجدل عاد للواجهة بعد الضربات الأميركية الأخيرة التي استهدفت منشآت نووية إيرانية، وما رافقها من مخاوف بشأن رد إيراني محتمل قد يعرّض القوات الأميركية لخطر أكبر، لكن أصواتاً وازنة من داخل المؤسسة العسكرية والاستخباراتية في واشنطن ما زالت ترى أن الانسحاب المتسرع من هذه المنطقة سيضر بالمصالح الأميركية الجوهرية، ويمهد لمزيد من الفراغات التي قد تعمد إلى مَلئها قوى معادية أو جماعات إرهابية. ولعل تحريك حاملة الطائرات الأميركية «كارل فينسن» من مياه المنطقة قبل أيام - بينما بقيت حاملة الطائرات «نيميتز» - يكشف عن إعادة تموضع محسوبة، لا عن نية للانسحاب الكامل. فوفق تصريحات الأدميرال براد كوبر، الذي تسلم مؤخراً قيادة «القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم)»، فإنه لا توجد خطة حالية لسحب القوات بشكل جذري، بل إن الأمر يخضع لتقييم مستمر وفق الظروف الميدانية. كوبر أكد أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ أن «النهج اليوم هو التقييم المستند إلى الظروف»، موضحاً أنه ملتزمٌ خلال ولايته إعادةَ النظر المستمرة في حجم القوات وتوزيعها في ضوء التطورات. ومن هذه العبارة يمكن استنتاج أن الجيش الأميركي يرى في قواعده وقدراته البرية والجوية والبحرية المنتشرة عنصراً رئيسياً في سرعة الرد على أي طارئ.

التاريخ القريب يؤكد أن الأزمات في الشرق الأوسط تتكرر بتواتر يصعب تجاهله؛ من التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران، مروراً بتهديدات الحوثيين للملاحة في البحر الأحمر، والتهديدات لمضيق هرمز، وصولاً إلى التحديات المستمرة في العراق وسوريا. ووفق الجنرال فرنك ماكينزي، القائد السابق للقوات الأميركية في المنطقة بين عامي 2019 و2022، فإن «الإبقاء على وجود عسكري مدروس يخدم مصالح الولايات المتحدة، كما يمنح دول المنطقة عنصر استقرار إضافياً في مواجهة التهديدات». كلام ماكينزي ينطوي على تقدير مبني على خبرة ميدانية واسعة؛ إذ يرى أن أي انسحاب متسرع سيضر بقدرة واشنطن على الردع ويضعف شبكات التعاون الأمني مع الحلفاء. ولا يقتصر الأمر على الدفاع فقط. فالقوات الأميركية في المنطقة تضطلع بمهام حماية الملاحة البحرية، لا سيما عبر نقاط الاختناق الاستراتيجية مثل مضيق هرمز، وتأمين تدفق الطاقة إلى الأسواق العالمية. كما أنها تلعب دوراً أساسياً في عمليات مكافحة الإرهاب، خصوصاً في ظل مؤشرات على عودة نشاط خلايا «داعش» في بعض المناطق. هذه النقطة أكدها ماكينزي صراحةً حين قال إن «الحرب ضد (داعش) لم تنتهِ بعد»، مشيراً إلى أن القوات الأميركية لا تخوض القتال بنفسها، لكنها تمثل دعماً حاسماً لشركاء محليين ينفذون عمليات ميدانية لمنع عودة التنظيم. وهنا تبرز أهمية البقاء العسكري بوصفه عنصرَي «ردع» و«استقرار» معاً.

من جانبه، قدّم السيناتور أنغوس كينغ، من ولاية ماين، الذي عاد مؤخراً من زيارة للعراق، شهادة ميدانية أخرى تعكس تقدير الحلفاء المحليين أهمية الوجود الأميركي. فقد نقل عن مسؤولين عراقيين رغبتهم الواضحة في بقاء القوات الأميركية بوصفها عاملَ توازن ضد شراسة الجماعات المسلحة الموالية لإيران، خصوصاً في ظل التحضير لانتخابات مرتقبة قد تفرز مزيداً من التوترات الداخلية. وأشار كينغ إلى أن «القوات الأميركية يُنظر إليها على أنها قوة استقرار في هذا التوقيت الدقيق».

ورغم الأصوات الداعية إلى خفض الوجود العسكري بحجة التكلفة العالية (بعض المصادر العسكرية يشير إلى أن تكلفة الإبقاء على القواعد والجنود في المنطقة تتجاوز 20 مليار دولار سنوياً)، فإن كثيرين يرون أن تلك النفقات تبقى أقل من تكلفة فراغ أمني قد يفتح المجال أمام دول أو جماعات إرهابية لملئه.

مصادر عسكرية عدة تؤكد أن دولاً - مثل قطر والكويت والبحرين - تتمسك بشراكاتها الدفاعية مع واشنطن، وتعدّ القوات الأميركية الضمانة العملية ضد أي مغامرة أو تهديد مفاجئ. أما فكرة التعويل فقط على القدرات الجوية والبحرية المتحركة، من دون قواعد ثابتة، فتبدو مغرية نظرياً، لكنها تصطدم بواقع أن سرعة الاستجابة والعمليات المشتركة تقتضيان نقاط ارتكاز جاهزة. في المقابل، يرى قادة عسكريون أن عدد القواعد يمكن مراجعته، وربما إعادة توزيع القوات، لكن من الخطأ الاعتقاد أن المنطقة باتت أقل حاجة إلى هذه القوات. ولا يمكن أيضاً إغفال البعد الجيوسياسي الأوسع: فواشنطن، وفق مصادر أمنية مطلعة، تدرك أن إعادة توزيع ثقلها العسكري لتلبية التحديات في آسيا لا يعني غلق الباب أمام الشرق الأوسط الذي بقي لسنوات مسرحاً لتنافس القوى. وكل انسحاب من دون بديل مدروس قد يترجَم إلى توسيع نفوذ روسيا أو الصين أو إيران. وما دامت الأزمات في هذه البقعة من العالم تتكرر بتسارع يصعب ضبطه، فإن منطق الإبقاء على حضورٍ عسكري أميركي مرنٍ وفعالٍ يبدو أقرب إلى الواقعية من الدعوات الطوباوية إلى الانسحاب الكامل. هكذا تكشف النقاشات الحالية عن أن القاعدة الأهم التي استقرّت لدى كبار القادة العسكريين والأمنيين الأميركيين هي أن «الأمن لا يتحقق بالفراغ»، وأن الوجود المدروس أفضل بكثير من مغامرة الانسحاب ثم العودة لاحقاً بتكلفة أعلى.

 

سوريا... إعادة الوطن إلى مساره

زيد بن كمي/الشرق الأوسط/24 تموز/2025

في ربيع عام 1977، كانَ لبنانُ علَى شفَا حربٍ أهليَّة، إثرَ اغتيالِ الزَّعيمِ الدُّرزيِّ كمال جنبلاط في كمينٍ نُصِبَ له في أثناءَ تَوجُّهِه إلى بلدةِ بعقلين في منطقة الشوف قادماً من بيروت. اندلع حينَها الاضطرابُ والتوترُ بين الدُّروز والمَوارنة، وكادَ الجبلُ يشتعل بحربٍ لا يستطيعُ أحدٌ أن يتخيَّلَ نهايتَها، قبلَ أن تنكشفَ خيوطُ الجريمةِ لاحقاً، وأنَّ المتهمَ في تلك الجريمةِ لم يكن أسَاساً من لبنانَ، بل كانَ حافظَ الأسد، الرَّئيسَ السُّوري الأسبقَ الذي قرَّر اغتيال جنبلاط، لأنَّه وقفَ في وجهِ مشروع الوصايةِ السورية. تلكَ الصُّورة، بكلّ ما فيها من رَمزيةٍ للانفجار الطَّائفي، عادتْ اليوم لتُخيّمَ على الجنوب السوري، مع تصاعدِ الأحداثِ في محافظة السويداء، معقل الدروز فيها، فمَا يجري هناك منذ أسابيعَ لا يشبه خلافاً محليّاً، ولا يُقرأ على أنه حراكٌ احتجاجيٌّ تقليدي، بل يَشي بفتنةٍ تتشكَّلُ على مهل، خرجتْ من تحتِ الرَّماد، وتتمدَّد الآنَ تحتَ عناوينَ مختلفة، لأنَّ هناك مَن يودُّ تسعيرَهَا، ليضعَ سوريا على تخومِ الانقسامِ الأهلي.

السويداءُ ليست هامشاً جغرافيّاً، بل ركيزةٌ وطنيةٌ لطالمَا مثّلت ضمانةً بأنَّ صوتَ العقلِ لا يزال ممكناً في قلبِ العواصف، وكانتِ المدينةُ بطبيعتها الاجتماعيةِ والتاريخية، ترفعُ الكلمةَ فوقَ البندقية، وتتمسَّكُ بالحوار فوقَ التهديد، لكنَّ الواقعَ اليوم يبدو مختلفاً، إذ تُستدرج من بعضِ أصحابِ المصالحِ الضّيقة والمدعومةِ خارجيّاً إلى نزاعٍ دمويّ فوضويّ، تُحرَّكُ فيه العصبياتُ، وتُستفزُّ فيه الهُويات، ويُراد له أن يتجاوزَ الخلافاتِ المحلية ليصلَ إلى إعادةِ تعريف التَّعايشِ السُّوري نفِسه، في محاولةٍ لبناءِ معاقلَ مسلحةٍ خارج سلطةِ الدولة، ومفاقَمةِ الأحداثِ لتحظَى بتغطيةٍ إعلاميةٍ دولية وتحالفات إقليمية، لتقويضِ سيادةِ الدولة وتهديدِ الإطارِ الوطنيّ الشاملِ لجميع الطوائفِ من دون استثناء. ما يجري اليومَ في سوريا يتجاوز البعدَ الأمنيَّ إلى أبعادٍ أكثرَ تعقيداً، ترتبطُ بمستقبلِ التركيبةِ السكانية، والخريطة الاجتماعية، وهُوية الدولة، فالنزاع الديموغرافيُّ في السويداء ليس مجرد تحوّل محليّ، بل ورقة خطرة، وإذا ما جرى استخدامُها، فإنَّ نتائجَها لن تخدم أبناء سوريا، بل ستخدم فقط القوى الإقليمية التي تسعى لتفكيك البلد، وإعادةِ تشكيله على قاعدةِ الطوائف والمناطقِ والولاءات العابرةِ للوطن.

لذا، فإنَّ تأكيد 11 دولةً عربيةً وإسلامية، دعمَ أمنِ سوريا ووحدتَها واستقرارَها وسيادتها، ورفضَ كلّ التَّدخلات الخارجية في شؤونها، كانَ بمثابةِ رسالةٍ بأنَّه لا مكانَ للفتنة في سوريا، وأنَّ تلك الدولَ تدعم دمشقَ في فرضِ سيادتِهَا على كاملِ ترابِهَا. ويقودُ كلُّ هذا إلى محاسبةِ كلّ المسؤولين عن التَّجاوزاتِ ضدَّ المواطنين السوريين في السويداء، ودعمِ كلّ جهودِ بسط الأمنِ وسيادة الدولة والقانونِ على كلّ شِبر من الأرض السورية، ونبذِ العنفِ والطائفية ومحاولاتِ بث الفتنة والتحريضِ والكراهية. في ظلّ هذا المناخ المتوتر، باتتِ الحكومةُ السورية مطالَبةً أكثرَ من أيّ وقتٍ مضَى بإعادة النَّظر في طريقة تعاطِيها مع الملفاتِ الداخلية ذاتِ الحساسيَّة التاريخية، خصوصاً تلك التي تمسُّ المكوناتِ الاجتماعيةَ.مراجعة الأداء لا تعني ضعفاً أو تنازُلاً، بل تعكس شجاعةً سياسيةً، والمبادرة إلى استيعابِ الأصواتِ القلقة، والانفتاح على مختلف المكوّنات، لم تعد رفاهيةً سياسية، بل ضرورة وطنية ملحَّة.

الدَّولةُ التي تَسعَى إلى المستقبلِ لا تخشَى التَّهدئة، ولا ترَى في الحِوار ضعفاً، بل تعده أداةً لإعادةِ بناءِ الثّقة، ومتَى ما شَعرتِ الأقلياتُ بأنَّها مصونةٌ، والأكثرياتُ بأنَّها مسؤولة، عادَ الوطن إلى مساره، وهدأتِ الأصواتُ العالية لصالحِ المشروع الجامع. سوريا اليوم لا تحتملُ فتناً جديدةً، بل تحتاجُ إلى مشروعٍ وطنيّ يتجاوزُ الهوياتِ الضيقة، ويراهنُ على جمعِ السُّوريين لا فرزهم، فالتَّاريخُ لا يرحمُ الدولَ التي لم تتعلَّمْ من دروسِها، والوطنُ الذي لا يتَّسعُ لأبنائِه... سيكون وطناً فارغاً هشّاً وهامشيّاً.

 

عن الأقليات... الوجود والمصير

فهد سليمان الشقيران/الشرق الأوسط/24 تموز/2025

لم تكن الأقليّات مطمئنة عبر تاريخها. تحديات الوجود وصراعات البقاء تطارد كل الطوائف. بعضها انقرض وانتهى بسبب الحروب الدينية، وبعضها الآخر تم القضاء عليه بفعلٍ سياسي. إن انقراض الأقليّات ليس حتميةً تاريخية ولا اجتماعية، ولكن معظم الطوائف التي انتهت مردّها إلى ممارساتٍ معيّنة ذات طابعٍ إثني، والطائفة التي عاصرنا ما يشبه انتهاؤها هي الطائفة «الإيزيدية» التي تعرضّت لجرمٍ بشع يعبّر عن بربرية آيديولوجية غير مسبوقة في تاريخنا الحديث. مع احتدام الأحداث تصاعد الحديث عن مصير الوجود لدى الأقليات كلها، حتى الطائفة الشيعية على امتدادها الشاسع ثمة من يتساءل عن الواقع والمصير. وما كانت الأحداث الأخيرة إلا جرس إنذارٍ للعالم لئلا تتكرر الكوارث التي حدثت منذ سنواتٍ في العراق، لقد كانت أحداثاً دمويّة وكارثية دفع ثمنها الآلاف. هذا كلّه يذكّرنا بالقلق الأقلّوي الذي ضارع ما بعد أحداث «الربيع العربي»، وهو قلق له تبريره؛ آنذاك أصدر مركز المسبار للدراسات والبحوث كتاباً بعنوان: «الأقليات الدينية والإثنية» فيه تناول موضوع الأقليّات الدّينية والإثنية في الدّول التي تحكمها الأحزاب الإسلامية. في الكتاب لفتتني دراسة الأكاديمية اللبنانية الدكتورة ريتا فرج، بعنوان: «الأكثرية والأقلية في الإسلام المعاصر جدلية الفقه الحركي والواقع»، عالجت فيها ثلاثة محاور أساسية، الأول عن الجذور التاريخية لأزمة الأقليّات في العالم العربي وخريطة انتشارها، وقدمت فيه تعريفاً لمفهوم الأقلية والأكثرية ومتعلقاتها في الوعي الغربي. المحور الثاني كان حول الرؤية الفقهية الإسلامية للآخر، وعالجت فيه «رؤية الإسلام الفقهي - الأكثري - للآخر الأقلوي» عبر مفاهيم دار الحرب، ودار الإسلام، وأهل الذمة، مبيّنة أن «الأقلية والأكثرية لم تستعملهما الأدبيات الإسلامية بشكلها الحرفي». أما المحور الثالث فتناولت فيه رؤية الفقه الحركي للآخر الديني. في بحثٍ آخر تم تناول موضوع المسيحيين والصابئة والمندائيين في ظل حكم حزب الدعوة، في العراق. البحث لعبد الحسين شعبان أستاذ مادة اللاعنف وحقوق الإنسان في جامعة أونور. يشير شعبان إلى أن الإسلاميين قطفوا ثمار غيرهم، وقرر أن صعودهم أثار السؤال عن مدى احترامهم لحقوق الأقليات، كما عرض تاريخ الأقليات في العراق، مشيراً إلى أن إشكاليتها تفاقمت باحتدام الوضع السياسي وظروف الحرب والحصار، حيث هاجر ما يقارب ثلثي عدد المسيحيين خلال ثلاث فترات؛ الأولى فترة الحرب العراقية - الإيرانية، والثانية فترة الحصار الدولي، أما الثالثة فهي الأوسع والأشمل؛ فقد كانت بعد الاحتلال الأميركي للعراق في عام 2003، ولا شك في أن النسبة الكبرى كانت خلال اندلاع موجة التطهير والقتل، وعلى الخصوص في عام 2006 - 2007. يقول شعبان: «أرى أن الأمر يجب ألا يكتفي بإدانة ما يحصل، بل يتطلب اتّخاذ مبادرة وطنية على مستوى الحكومة والبرلمان والشعب، تشارك فيها جميع التيارات الفكرية والسياسية والاجتماعية والمؤسسات الدينية الإسلامية وغير الإسلامية، وكذلك منظمات المجتمع المدني، لدعم الوجود المسيحي والمندائي والعمل على ملاحقة مرتكبي الجرائم وتقديمهم إلى العدالة».

الخلاصة؛ إن كل حدثٍ كبير تتصاعد معه تلقائياً نوازع البقاء لدى الأقليات، وهذا مبررٌ ومفهوم، غير أن سبيل نزع القلق أو تخفيفه لا يتحقق إلا عبر تشريع قوانين صارمة تحرس مستقبل الطوائف كلها، وتحترم طقوسها وعقائدها ضمن مجتمعٍ مدني ودولةٍ قوية، ومؤسسات عادلة، من دون ذلك فإن الصراع سيستمر طويلاً، ولهذا تكلفةٌ إنسانية واجتماعية كبيرة.

 

عندما يُصبح درزيّ السويداء عميلًا… ويُصبح التطبيع بطولة!”

اسامه اللحام/مواقع ألكترونية/23 تموز/2025

في المشهد العربي الحديث، تتكرّس ازدواجية المعايير أكثر من أي وقتٍ مضى، خصوصًا حين يتعلّق الأمر بـ”أبناء امّة التوحيد” من دروز جبل العرب، الذين واجهوا مؤخّرًا حملة إعلامية وتحرّشات عسكرية من بعض العشائر والميليشيات، بحجّة أنّ أفراداً منهم تعاونوا مع الكيان الصهيوني. وكأنّ التواصل مع إسرائيل حرامٌ على الدروز، حلالٌ على غيرهم.

دعوني اُنعش ذاكرتكم:

 • اتفاقية كامب ديفيد (1978): أول اعتراف رسمي بإسرائيل من قِبل دولة عربية اسلاميه كبرى – مصر – بقيادة أنور السادات، وتبعها انسحاب إسرائيلي من سيناء.

 اتفاق وادي عربة (1994): صُفّق للأردن عند توقيع اتفاقية سلام كاملة مع إسرائيل، مع علاقات دبلوماسية وتجارية قائمة حتى اليوم.

 • اتفاقات أبراهام (2020): الإمارات، البحرين، المغرب، السودان انضمت إلى ركب التطبيع العلني الكامل، بما في ذلك زيارات علنية، تبادل السفراء، واستثمارات مشتركة بمليارات الدولارات.

  حافظ الأسد جلس مع الإسرائيليين في مفاوضات مباشرة، وعُرض عليه الجولان مقابل سلام شامل.

 بشار الأسد، اجرى وساطات مع إسرائيل عبر تركيا، وكان الحديث عن مقايضة الجولان بجنوب لبنان.

  حتى المعارضة السورية في مراحل عديدة لم تمانع التنسيق غير المباشر مع إسرائيل عبر الجولان، لإدخال الجرحى أو السلاح.

وكذلك لقاءات غير مباشرة في باكو (أذربيجان) بين مسؤولين من الحكومة السورية الجديدة ووفود إسرائيلية، تم الترتيب لها بدعم من الولايات المتحدة،

أين كانت أصوات العشائر والفتاوى وقتها؟

هل خرجت جموعكم تُكفّر زعماء هذه الدول أو تهاجم عواصمهم؟

كلا، بل عمّ الصمت، لأن الحُكم هنا لا يصدر حسب “الحق”، بل حسب “من قاله”.

وهنا يظهر التناقض السافر: حين تتحالف الأنظمة العربية مع إسرائيل تحت مسمّى “السلام”، يُصفّق لهم الجميع. ، لكن حين يفعل الدرزي ما فعله هؤلاء – ولو جزئياً بتواصل فرد أو فصيل درزي – تحت تهديد الإبادة – مع إسرائيل لحماية أرضه وأهله – يُذبح في الميادين وتُشهر السكاكين الطائفية يُصبح “عميلًا” يستحق الذبح!

نعم في سوريا، لم يسبق أن أعلن أبناء السويداء ولاءهم لإسرائيل. بالعكس، عُرفوا بتمسّكهم باستقلالهم ورفضهم الانخراط في الصراع الطائفي. لكن حين تخلّى النظام عنهم، وهاجمتهم عصابات مسلحة (أحيانًا بغطاء من جماعات تدّعي الإسلام)، بدأ البعض يطلب “الحماية الدولية”. فهل يُلام الضحية إذا استنجد حين يُحاصر؟

في آب 2023، بدأت مظاهرات سلمية في السويداء ضد الفساد والسلطة. لكن فجأة تحرّكت بعض العشائر في درعا شرقاً ودير الزور غرباً، متذرّعة بوجود “عملاء” في الجبل. جُيّشت الفتاوى، رُفعت شعارات “الله أكبر” فوق سلاح الفتنة، واعتُبر كل درزيّ “إسرائيليًّا بالنيّة”.

والمفارقه الصارخه ان هؤلاء الذين لم يتظاهروا يومًا لنصرة الشيخ جراح، ولا خرجوا لإدانة قصف غزة وقتل اطفالها وشيبها وتجويعها ، بل وللاسف  توحّدوا تحت راية محاربة “العملاء الدروز”.

فهل هم ضد إسرائيل؟

أم ضد الدروز؟

أين كانت غيرتكم حين قصفت إسرائيل غزّة لأسابيع، وأبادت عائلات كاملة ولم تزل مستمرّه حتى هذه اللحظه؟

أين كان توحّدكم حين أُغلقت أبواب المسجد الأقصى؟

أين كانت نخوتكم حين صمت زعماؤكم عن صفقة القرن؟

لماذا لم تتوحّد عشائركم للدفاع عن القدس كما توحّدت ضد السويداء؟

هل لأن دم الدرزي الموحِد في نظركم “أقل قيمة” من دماء غيره؟

أم لأن من يذبح الدروزحسب منطقكم – “يدخل الجنة”؟

نقولها بوضوح: نحن لسنا عملاء.

نحن لسنا خونة.

نحن أبناء أرض، وأبناء حق، ندافع عن وجودنا حين تخلّى الجميع عنّا.

الوصمة ليست علينا … فنحن لم نساوم يوماً على كرامتنا ولا ارضنا، بل وصمة العار على من خان قضيته ورضي بالتطبيع، ثم ارتدى عباءة الدين ليغطي عورته. فهذا ليس حاملاً لقضية، بل حاملاً لحقد يصبّه على من وُلد مختلفاً عنه في الطائفة.

 لا أحد يُنكر أنّ هناك من أخطأ، من أي طائفة. لكن الخطأ لا يُواجه بالإبادة، ولا بالتحريض الطائفي.

من السهل أن ترفع شعار القدس، ومن السهل أن تتهم الآخرين بالعمالة.

لكن من الصعب أن تنظر في المرآة وتُقرّ أنّك سكتّ عن ظلم غزّة، وفرحت بموت السويداء.

 

مرافعة وجدانية أمام محكمة الضمير الإنساني

د. جاد طعمه/جريدة الحرة/23 تموز/2025

أن يغيب العدد الأسبوعي لـ”الحرة” هو قرار مفهوم نحاول استيعابه بمختلف أبعاده وأسبابه، بروحية الطبيب الذي يعلم أنه، في نهاية المطاف، لا بد أن يدخل غرفة العمليات، ويستعمل المشرط، ويتآلف مع مشهد الدماء، لأنه يدرك أنه يؤدي رسالة سامية.

حين عبّرت مديرة تحرير “الحرة” ـــ وهي، بالنسبة إليّ، من الخامة النادرة في عالم الصحافة المليء بالمغريات الناعمة والخشنة، وبالتهديدات الناعمة والخشنة أيضاً ـــ وجدتُ نفسي متطوعًا، من دون تردّد، للوقوف إلى جانبها. لا سيما حين صرّحت بأنها تحاول بناء تجربة فريدة، بإطلاق عدد أسبوعي بنكهة لبنانية أصيلة، تحاكي تجارب الكبار الذين رحلوا وتركوا فينا أثرًا وبصمة، من أمثال غسان تويني، وميشال أبو جودة، وأنسي الحاج، وسمير قصير، وجبران تويني… ومنهم من دفع حياته ثمناً للكلمة الحرة، وكانوا جميعهم على استعداد لتقديم أنفسهم قرابين لقيامة لبنان الذي نحلم به. وحين تلقّت اتصالًا في أحد أيام حزيران، وطلبت مني ــ كصديقة صادقة وصدوقة ــ المؤازرة القانونية، في وجه انتهاك صارخ لحرية الرأي والتعبير، وهي التي طالما حاضرت بشأنها نظريًا كما يفعل كثيرون، وجدتُ نفسي أمام امتحان من نوعٍ آخر: امتحان المواءمة بين ما نقوله نظريًا وما نمارسه فعليًا.

هذا الامتحان أعادني بالذاكرة إلى جلساتي مع نقيب المحامين الراحل، فقيدنا الكبير عصام كرم، الذي لطالما علّمني أننا يجب أن نقف حيث ينبغي الوقوف، ولو كنا قلّة، لنقول كلمة الحق بحكمة، ولكن من دون مراوغة ولا نفاق، لأننا في النهاية لن نعيش إلا مع ضميرنا.

وطبعًا، لم أتردّد في أن أطبّق ما كنّا نقوله نظريًا على أرض الواقع. وذلك لم يكن ممكنًا لولا كلمات قالتها مديرة تحرير “الحرة”، حفرت في وجداني: “أثق بك وبمشورتك… وأنا ثابتة على الحق، ورقبتي بين يديك”.

هنا بدأ درب الجلجلة… في وطنٍ اعتاد قضاته على محامين من نوعٍ آخر، ومن قماشةٍ أخرى. فالمحامون، غالبًا، ومن أجل تحقيق مصالحهم الاستراتيجية على المدى الطويل، يلجأون إلى الأسلوب الناعم في أي مواجهة، لأن التكتيك يفترض وجود معركة قانونية آنية، لكن المصلحة بعيدة المدى تقتضي عدم استفزاز من هم في مواقع اتخاذ القرار.

وخاصة إنْ كان من في المقابل إنسانًا قرّر طوعًا أن يحمل في يدٍ ميزان العدالة، الذي يُفترض أن يُغلّب كفة الرحمة، وفي اليد الأخرى سيفها، ليكون حازمًا في إحقاق الحق، بعينين مغمضتين توخّيًا للحياد المطلوب.

هذا هو الشقّ النظري والفلسفي لمفهوم العدالة. أما في الجانب الواقعي، فثمّة قاضٍ يمتلك مشاعر الغضب، وقد يمتلك السلطة، وقد ينتفض للدفاع عمّا يعتبره مسًّا بكرامة الرسالة القضائية.

ويُفترض بمن ينتفض دفاعًا عن الهيبة، أن يرفض كل أداء فيه ظلم أو جور، وألا يكون ناعمًا في ردات فعله متى لحق الظلم بسواه؛ لا أن يطالب الآخرين بالصبر بينما يسعى هو لتحطيم كلّ من يظلمه، وإنْ عن غير قصد، لأن كرامته، بحسب منطقه، فوق كل الكرامات. وفي هذا التفصيل، كثيرٌ من الطامّات الكبرى.

هيبة القضاء تتحقّق حين يتجسّد مفهوم العدالة ببُعده الأخلاقي والفلسفي، وحين يكون الإنسان متجرّدًا من مشاعره الذاتية، لأنه يسعى إلى تحقيق العدالة على الأرض والحكم بين الناس. أما دون ذلك، فثمّة، بلا شك، جنوحٌ واستغلال نفوذ، وانتفاضةٌ بائسة في غير محلّها.

فالهيبة تُصان بمحاسبة الفاسدين، لا بممالأتهم. بعدم الردّ على اتصالاتهم، لا بالخضوع لضغوطهم. بعدم إبرام التسويات مع المجرمين، وبمراقبة أداء كل جهاز يضرب بسيف العدالة باسم صاحب السلطة، وبإغلاق الأبواب في وجه السماسرة الرسميين وشبه الرسميين، والخبراء، والوكلاء، والوسطاء، وكثير من أولئك الذين يحملون صفات أخرى… بعضهم نعرفه، وكثيرون ما زلنا عنهم غافلين.

أسوأ ما يمكن أن يصيب صاحب السلطة هو أن يعتقد أن التهديد والترهيب مجرّد إجراء عابر يمكن التغاضي عن التجاوزات التي ترافقه. لأن بعض الكلمات، وإنْ جاءت عرضًا، تترك أثرًا بالغًا في النفس والوجدان، وقد ترقى إلى مرتبة الجريمة.

فلا أقسى من العطف الجرمي، أو الفبركة، التي قد تطال شخصية حرصت على بناء سمعة مهنية مستقيمة، لتتعرّض للتهديد من فئةٍ يُفترض بها أن تزأر في وجه من يستحقّ الزئير، لا أن تستقوي على من يجب حمايتهم. هذه الفئة، التي يُفترض بها صون المواطن الصالح والثناء على أدائه الوطني والأخلاقي، تحتاج إلى علمٍ خاص: علمٍ يحيط بتأثير الكلمة على النفوس الكريمة، السهلة الانكسار، لا لهشاشتها، بل لأنها أمضت عمرًا في التعالي عن الإغراءات، كي لا تسمع كلمة جارحة أو ظالمة.

هذه النفوس تبني صومعتها الخاصة، وبعض الاقتحامات الكلامية إليها تُعدّ تدنيسًا لحرمة الوجدان، الذي يشبه الأماكن المقدّسة. وهذا التدنيس الظالم، المفضي إلى الخوف أو إلى انهمار الدموع، هو حجّة على صاحب السلطة في محكمة العدل الإلهية، أما أصحاب السلطة، فهم في غفلتهم يلهون.

خلال مسيرة حمل الصليب دفاعًا عن مديرة تحرير جريدة “الحرة”، كان، منذ اللحظات الأولى، فوجٌ من أصحاب النصح الأبوي، أو من أصدقاء بدافع المحبة، يكرّرون مقولة مفادها وجوب التخلي عن “النظريات” المكتوبة في الكتب حول حرية الرأي والتعبير، ومجاراة الواقع بواقعيته التي تفترض الرضوخ والمحاباة وتقديم الولاء للسلطة، حتى وإنْ تعسّفت.

فصاحب السلطة، بحسب هذا المنطق، فرعونٌ من فراعنة هذا الزمان، لا بدّ من الركوع أمامه.

لكن هذا المنطق لم يجد طريقه لا إلى مديرة تحرير “الحرة”، ابنة مدرسة سمير قصير الذي قدّم دمه فداءً لرسالة الصحافة، ولا إلى من شرّفته بتولّي مهمة الدفاع عنها، وهو ابن مدرسة النقيب الراحل عصام كرم، في المحاماة التي تتبنّى نظرية المواجهة بالكلمة القاسية… لكن الموزونة، وبكل احترام.

خلال هذا المسار، وجدنا جموعًا غفيرة متعاطفة ومتضامنة، ومستعدة للمؤازرة. ومن عمل بصمت، من دون استعراضات، أي بصدقٍ وإيمان دفاعًا عن الحق، كان تضامنه مقدّرًا ومحمودًا.

وهناك فئة كبيرة كانت مستعدّة لاتخاذ خطوات تصعيدية، غير أن مديرة تحرير “الحرة”، وبعد مشورة وكيلها القانوني، رأت أن البلد الذي نحلم به يمرّ بفترةٍ صعبة، وأن علينا تجنيبه خضّات إضافية يمكن الاستغناء عنها، من باب الزهد بالظهور والاستعراضات، التي همس كثيرون في أذنها أن وكيلها القانوني يسعى إليها، ويستثمر فيها كل طاقاته. لكن حسابات حقولهم لم تتطابق مع جردات بيادرنا في هذا الصدد.

اعتقدت مديرة تحرير “الحرة”، في الوهلة الأولى، أن أسوأ ما يمكن أن يحصل معها قد حصل… لكن درب الجلجلة لا يُسمّى كذلك لولا اكتشاف الخونة، وأصحاب الخناجر المسمومة التي تطعن التجارب من الخلف، وأولئك الذين يحملون مشاريع جانبية، يسعون للاستثمار في كل تجربة يُراد لها أن تكون نزيهة ومُنزهة.

ولكي تنجح الاستثمارات، لا بد من توافر فئةٍ من تجّار القضايا السامية، ممن يُتقنون العرض والطلب في سوق النخاسة، مقابل تعهدات بارتهان الكلمة لمن يفتحون صالات المقامرة بالمبادئ.

كل أوراق التوت كانت تسقط تباعًا، والمشاهد كانت فظيعة، لا بل مدمّرة. لأن زرع الألغام في الطريق لم يأتِ بمبادرات من العدو المفترض، بل كان تفخيخ الدرب والعبوات التي نجت منها مديرة تحرير “الحرة” بنيران صديقة.

وهناك الكثير ممّا سيُقال، في ساعة الصفر التي تحدّدها كارين عبد النور وحدها.

في افتتاحية العدد الأسبوعي رقم 14، أعادت مديرة تحرير “الحرة” تقديم مكاشفةٍ للجمهور، كشفت فيها الكثير من الحقائق بلغتها الراقية. أما الافتتاحية الثانية، فتضمّنت إعلانًا عن احتجاب العدد الأسبوعي لفترة، على أمل العودة لاحقًا، بعد تقديم تجربةٍ فريدة من نوعها.

بعد هذه الافتتاحية اليوم، هناك دعوةٌ منّي أنا شخصيًّا، لكل من نطق باسم تجربة “الحرة” في المجالس الخاصة، زاعمًا أنه يملك زمام الأمر والقرار، ولكل من أساء الفهم وتسبّب بهذا الكم من الأضرار، التي أراها قد ارتدّت علينا بأمور نافعة.

هنيئًا لكم هذا الإنجاز الكبير!

أطالبكم، بمحبة، أن ترفعوا أيديكم وتتأملوها. فلعلّكم تجدون عليها بقعًا من دماء جريمتكم… الجريمة التي قتلت تجربة صحافية ناشئة، كانت تعطينا هواءً نقيًّا مرة كل أسبوع، وكنت أراها حلمًا واعدًا، يوازي حلم الشباب اللبناني الصادق في انتفاضة 17 تشرين.

وهنيئًا لكم تحقيق أهداف من أزعجتهم أقلام الحق، التي سيبقى صداها يتردّد في لحظات صحوات ضمائركم، الغائبة عن الوعي الوطني.

أما معركتنا القانونية، فستنتصر حتمًا أمام محكمة الضمير، التي لا بد أن تصدر قرارها بعودة الهواء النقي، وستبقى أقلام كتّاب “الحرة” سيوفًا مسلّطة… ولها عودة.

https://hura7.com/?p=62018

 

نواف سلام: رئيس حكومة عاجز بين رئاستين

مايز عبيد/نداء الوطن/24 تموز/2025

حكومة سلام قابلة للانفجار الداخلي في أي لحظة

في بلدٍ كلبنان وأمام رئيسين كجوزاف عون ونبيه بري، لا يمكن لأي رئيس ثالث أن يكون بلا مخالب.

كان واضحًا من جلسة تعيين حاكم مصرف لبنان كريم سعيد أنها لم تكن تفصيلًا عاديًا في سجلّ الحكومة، بل لحظة كاشفة لموازين القوى داخل مجلس الوزراء. ففيها، تمّ التصويت على كريم سعيد حاكمًا للمصرف المركزي، بعكس إرادة رئيس الحكومة نواف سلام، ما شكّل انتصارًا سياسيًا واضحًا لرئيس الجمهورية جوزاف عون، الذي كان يحاول اختصار كل العهد بشخصه. لاحقًا، تظهّر الدعم السعودي لسلام بزيارة رسمية إلى المملكة، اتّخذت مشهدًا رمزيًا لافتًا عبر أداء الصلاة إلى جانب ولي العهد محمد بن سلمان. غير أن هذه الجرعة المعنوية لم تترجم إلى خطوات داخلية أو إنجازات سياسية، وظلّ رئيس الحكومة بلا تأثير حقيقي في موازين الحكم.

ما يحمي أي رئيس حكومة في المعادلة السياسية اللبنانية، شرطٌ من اثنين: قاعدة شعبية وسياسية صلبة تُترجم بكتلة نيابية داعمة، أو قدرة تنفيذية على تطبيق القوانين وتحقيق مشاريع ملموسة لصالح الدولة والشعب. وحده رفيق الحريري جمع بين الأمرين. أما نواف سلام، فيبدو أنه لا يراهن على أكثر من طارق متري وريما كرامي وحنين السيد، في وقتٍ يحتاج فيه البلد إلى أداء سياسي حاسم، يحمي الموقع والصيغة معًا.

بعد أشهر قليلة على تشكيل حكومته، بدأ اللبنانيون يفقدون الأمل بسلام وحكومته، التي بقيت حكومة أسيرة الروتين، عاجزة عن تقديم أي إنجاز ملموس، ففقدت ثقة الناس سريعًا، كما فقدها عهد الرئيس جوزاف عون نفسه، الذي بدا عاجزًا هو الآخر عن فرض مسار إصلاحي واضح. وكأنّنا لسنا في بلد خارج من حرب مدمّرة للتو، وكأن ليس في البلد انهيار اقتصادي قاتل. يتصرّف الوزراء عكس الواقع، بينما أخذها رئيس الجمهورية من قصيرها، فركّب (ديل) مع رئيس المجلس و"صار كل شي يمشي متل ما بدن"، وهو ما عجز ميشال عون عن فعله.

يشتكي المواطنون من غياب تام للوزراء عن هموم الناس. لا مراجعات تُستقبل، ولا هواتف تُجاوب، وكأنهم في عزلة تامة عن واقع البلاد، وهو ما يعمّق الفجوة بين السلطة والشارع، ويضيف إلى ضعف الحكومة مزيدًا من العزلة.

حاول ويحاول سلام، تشكيل فريق وزاري ونيابي وإعلامي من مشارب متعددة. لكن الواقع يُظهر أنه عاجز حتى اللحظة عن المبادرة والتجميع، وأنه محاط بحلقة ضيّقة لا تملك أدوات التأثير في الساحة، وقد بدأت تجربته الحكومية تأكل من رصيده القضائي الذي بناه لسنوات.

أصبحت أيام حكومة سلام أشبه بفترة مستقطعة تعدّها الأوساط السياسية والشعبية بالأيام والأسابيع حتى موعد الانتخابات القادمة، حيث يتوق الجميع إلى تغيير يعيد للحكومة دورها وحضورها الفاعل. وللأسف، بات بعض اللبنانيين يترحّمون على زمن حكومات سابقة، التي رغم مساوئها الكثيرة، كان وزراؤها أكثر حضورًا وتعاطيًا مع الناس ومشاكلهم، وأكثر قدرة على التعاطي مع الملفات رغم الصعوبات.

ومن المفارقة أن حكومة سلام قابلة للانفجار الداخلي في أي لحظة. فهي عاجزة أمام "الثنائي" عن تطبيق قرار حصر السلاح بيد الدولة. فبمجرد طرح هذه الفكرة في المجلس سيخرج وزراؤه من الحكومة ويطيّرها بحجة الميثاقية. كما أنه، ما الذي سيجبر أحزاباً كـ "القوات اللبنانية" والكتائب، على البقاء في الحكومة من هنا حتى موعد الانتخابات وهي لا تتخذ قرارًا واضحًا بحصر السلاح؟

في النهاية، لا يمنح الرأي العام  ثقته إلا لمن يملك قرارًا ويقدّم إنجازًا. وبين الرئاستين الأولى والثانية، يبدو أن رئاسة الحكومة بدأت تتلاشى في الظل، ما يطرح سؤالًا أكبر: هل دخلنا مرحلة الشغور المقنّع في السراي؟

 

في الذكرى الـ 33 لرحيل الرئيس فرنجية: مواقف وشهادات للتاريخ

نبيل يوسف/نداء الوطن/24 تموز/2025

تحلّ الذكرى 33 لرحيل الرئيس سليمان فرنجية، الذي تسلّم كرة النار سنة 1970 ورغم كل ما تعرض له، لم يترك موقع الرئاسة حتى آخر يوم من عهده. لم يأخذ الرئيس فرنجية حقه، وهو الذي كانت له مواقف تاريخية ستبقى تذكر، ومن بينها هذه الأحداث غير المعروفة لدى شريحة واسعة من اللبنانيين.

معالجة حادثة الفياضية

في شباط 1978 وقعت اشتباكات بين الجيشين اللبناني والسوري أمام ثكنة الفياضية وعبثًا حاولت الوحدات السورية اقتحام الثكنة من دون جدوى، لا بل أصيبت بخسائر فادحة.

لم يتجرأ مسؤول لبناني على التواصل مع السوريين خوفًا من ردات الفعل، لكن وصلت بعد أيام للمقدم (اللواء) سامي الخطيب الذي كان يقود "قوات الردع العربية" إشارات من دمشق بضرورة زيارة مبعوث لبناني إلى دمشق لمعالجة الوضع. وبناء لنصيحة الشيخ قبلان عيسى الخوري، طلب الرئيس الياس سركيس من الرئيس فرنجية زيارة دمشق موفدًا من قبله مع كامل الصلاحيات. قبل أن يترك فرنجية قصر بعبدا، حذّره سركيس من أنه سيلاقي صعوبات في مهمته، فالجيش السوري أصيب بنكسة كبيرة. رفض فرنجية زيارة دمشق قبل تحديد موعد مع حافظ الأسد، فهو لا يلتقي في سوريا إلا رئيس الجمهورية. يقول الأمير فاروق أبي اللمع وكان وقتها مديرًا للأمن العام ورافق فرنجية في زيارته: بعد تحديد الموعد انطلق الوفد إلى دمشق وكان يرافق الرئيس فرنجية وزير الخارجية فؤاد بطرس والمقدم سامي الخطيب، ولا أخفي سرًّا أننا كنا خائفين من لحظة اللقاء مع القيادة السورية، لكننا لم نفاتح فرنجية بمخاوفنا.

وما زاد من حيرتنا أنه طوال الطريق كان فرنجية مرتاحًا. كان يتحدث عن الطقس العاصف، مستذكرًا ما كانت تعانيه إهدن وجوارها زمن العواصف. وصل الوفد إلى دمشق والتقى فورًا حافظ الأسد: كان اللقاء بين الرئيسين حارًّا وسرعان ما بدأ الحديث عن سبب الزيارة.

كان الوفد اللبناني يتوقع أن يبدأ الرئيس فرنجية حديثه بالتخفيف من وقع ما جرى، لكنه عكس ذلك، كان صلبًا في حديثه. جلس قبالة الأسد رافعًا رأسه متحدثًا بلهجة قوية: "سيادة الرئيس الجميع متورطون بما حصل والكل أخطأوا ونحن هنا لمعالجة الأخطاء والتي يتحمل مسؤوليتها الجميع. كرامة الجيش السوري من كرامتنا وكرامة الجيش اللبناني غالية أيضًا علينا وعليكم، وهذا الجيش هو أمل بلدنا. المسيحيون يدعمون الجيش اللبناني ظالمًا كان أم مظلومًا، فهل تستطيع سوريا تحمّل انتفاضة مسيحية شاملة على امتداد الأراضي اللبنانية دعمًا للجيش اللبناني؟ ألا تنهي هذه الانتفاضة المبادرة السورية في لبنان المدعومة من الجبهة اللبنانية؟". صعق كلامه الجميع وفاجأ المسؤولين السوريين، لكن يبدو أنه فعل فعله، فسأل الأسد فرنجية عن الحل الذي يقترحه؟ انتهى الاجتماع وأصر فرنجية على العودة إلى بيروت على أن يتكفل الوفد المرافق بوضع تفاصيل الحل. وهكذا وُضعت أسس الحل بناء لاقتراحات فرنجية".

يختم أبي اللمع: "أجزم أن القيادة السورية أدركت وقتها أن بقاء "الجبهة اللبنانية" بهذه القوة سينهي دورها في لبنان. من هنا أقرأ تسارع الأحداث بعد هذا الاجتماع حين بدأ الانقسام المسيحي وكل بيت ينقسم على ذاته يخرب".

انتخاب بشير وأمين الجميل

يخبر المثلث الرحمات المطران بولس إميل سعاده أنه قبل 10 أيام من استشهاد الشيخ بشير، استدعاه البطريرك خريش إلى بكركي وكان وقتها خادمًا لرعية إهدن - زغرتا. خلال اللقاء أبلغه البطريرك أن الرئيس المنتخب يريد إنهاء ملف الشمال ومصالحة فرنجية ويرغب بأن يتم ذلك قبل تسلمه سلطاته الدستورية. أضاف خريش: تلقيت نصيحة من الشيخ قبلان عيسى الخوري ورئيس الرابطة المارونية شاكر أبو سليمان بركوب طائرة هليكوبتر برفقة الرئيس بشير الجميل تحط بنا في قصر إهدن والرئيس فرنجية لا يمكن إلا أن يقوم بالواجب حسب ما تقتضي الأصول لدى حضور بطريرك الموارنة ورئيس الجمهورية: أطلب منك معرفة أجواء الرئيس فرنجية. عاد المونسنيور (المطران) سعاده إلى إهدن وزار فرنجية، لكنه لم يفاتحه بالموضوع: ما كانت الأجواء تسمح بذلك، إذ كان فرنجية متوترًا جدًا وخائفًا على البلد في ظل الاحتلال الاسرائيلي. توجه سعاده بعد أيام إلى بكركي وأطلع البطريرك على أجواء فرنجية مقترحًا تأجيل الموضوع لبعض الوقت، علّ الأيام القادمة تحلحل الأوضاع. وهذا كان رأي المطران (البطريرك) نصر الله صفير المشارك في اللقاء. ختم المطران سعاده: لم تمض أيام معدودة حتى اغتيل الرئيس المنتخب فتوقف كل شيء".

بعد اغتيال بشير الجميل، رشح "الكتائب" الشيخ أمين الجميل لرئاسة الجمهورية وقرر المكتب السياسي تشكيل لجنة للاتصال بجميع القيادات لتأمين أوسع تأييد وطني. طلب الدكتور جورج سعاده تفويضه التواصل مع الرئيسين سليمان فرنجية ورشيد كرامي، وعن طريق جورج ضو تحدد موعد لموفد من قبل سعاده مع فرنجية. خلال اللقاء كان الأخير مفجوعًا من أخبار مجزرة صبرا وشاتيلا. لكن يمكن تلخيص موقفه كالتالي:

يجب ألا يمر 23 أيلول من دون انتخاب رئيس جديد.

وحدة الجميع في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

لا علاقة للشيخ أمين بما جرى في إهدن ولم يُسجّل عليه أي تعامل مع إسرائيل.

لن تتمكن الكتلة من المشاركة في جلسة الانتخاب، وسيكون لنا موقف داعم للعهد فور انتخابه.

قبل أن يغادر الوفد إهدن، طلب فرنجية إيصال رسالة للجبهة اللبنانية خصوصاً للرئيس كميل شمعون وللرهبنة اللبنانية بضرورة العمل فورًا على انسحاب "القوات اللبنانية" من الجبل، وتفويت الفرصة على إسرائيل التي تريد تهجير المسيحيين وضرب فكرة التعايش الدرزي – المسيحي. كان أول كلام صريح عن تهجير المسيحيين.

هدم المساكن الشعبية

باشرت الدولة بناء مساكن شعبية لذوي الدخل المحدود بين القبة ومجدليا على الحدود الفاصلة بين طرابلس وزغرتا، لكن اندلاع الحرب أوقف البناء وأصبحت المحلة خطوط تماس بين المقاتلين الزغرتاويين والفلسطينيين خلال حرب السنتين. صيف 1982 ومع مباشرة الفلسطينيين انسحابهم من بيروت وصلت إلى فرنجية معلومات من مخابرات الجيش من أن بعض المسؤولين الفلسطينيين بدأوا يظهرون عند هذه المساكن، وهناك تخوّف من أن تصبح مخيمًا فلسطينيًا جديدًا لمن سيخرج من بيروت، وكان قرار الرئيس فرنجية فوريًّا. خلال ساعات قليلة، تم جمع الجرافات في منطقة زغرتا – الزاوية وبدأت أكبر وأسرع عملية جرف بحماية "المرده"، وأشرف روبير فرنجية مباشرة على العمل. لم يمض وقت حتى كانت المساكن سويت بالأرض، ولما لم يظهر أي اعتراض طرابلسي تأكد للرئيس فرنجية أن الإنفلاش الفلسطيني ما عاد مقبولاً لدى أي طرف لبناني.

زيارة منزل آل ضو في البترون

لم يغادر فرنجية قصره في زغرتا أو أهدن بعد 13 حزيران 1978 إلا في زيارات خاطفة وسريعة، لكنه زار منزل آل ضو في البترون حلفاء آل فرنجية التاريخيين أكثر من مرة وعقد فيه عدة اجتماعات مع الرئيس أمين الجميل والسفير الأميركي، وكان يقول: لم نشأ أن نكبّد ضيوفنا مشقة الانتقال إلى زغرتا ولما كان لنا منزل في البترون أحببنا أن نلتقي بهم فيه. صباح 15 كانون الثاني 1986 تواردت الأخبار عما يجري من معارك في المنطقة الشرقية بين وحدات "القوات اللبنانية" الموالية للدكتور سمير جعجع وتلك التابعة لرئيس جهاز الأمن إيلي حبيقة.

عند الظهر، بدأت تصل إلى ساحل البترون مجموعات سورية وأخرى تابعة لأحزاب حليفة لدمشق قادمة من الشمال تمركزت في تحوم وكفرعبيدا، عبدللي وتولا وكور وكفيفان، وراحت الأخبار تنتشر عن نية القوات السورية باقتحام ساحل جبيل وجرد البترون. تواصلت بعض فاعليات منطقة البترون الساحلية مع جورج ضو القريب من الرئيس فرنجية ومع مسؤولي "المرده" في البترون، وكانت الأجوبة: كونوا حذرين الوضع دقيق جدًا، ولكن هناك اتصالات على أعلى المستويات لمنع أي عمل عسكري. بعد الظهر، ازدادت الضغوط على "المرده" للتحرّك باتجاه ساحل البترون، فتقدمت مجموعات عسكرية وتوقفت عند جسر مستشفى البترون، فيما تمركزت مجموعات أخرى قرب جسر المدفون وفي عبرين. عصراً، ازدادت الضغوط على "المرده"، وحصل أكثر من سوء تفاهم بين الضباط السوريين المصرّين على فتح المعركة، ومسؤولي "المرده" المصرّين على تلقي الأوامر من فرنجية.

مع مغيب الشمس وصل روبير فرنجية إلى منزل آل ضو وكان وجهه متجهّّمًا واختلى مع جورج ضو والعقيد سامي ريحانا قائد ثكنة الجيش اللبناني في المدينة الكشفية، وباشر سلسلة اتصالات.

قرابة الـ 6 مساءً تقدمت مجموعة عسكرية تابعة لـ"المرده" إلى جسر المدفون، وهناك قُتل قائد المجموعة سمير يمّين.

كيف قُتل وماذا حصل قبل مقتله؟

سرّ ما زال حتى اليوم غير معروف بشكل واضح، ولكن ما يمكن تأكيده أن أكثر من سجال حصل بين يمّين وبعض الضباط السوريين المصرّين على اقتحام المنطقة الشرقية، وكان رد يمّين أن من في مواجهتهم هم جنود الجيش اللبناني الذين يتبعون ثكنة المدينة الكشفية التي تدين بالولاء للرئيس فرنجية. أما عناصر "القوات اللبنانية" فهم عند حاجز البربارة على بعد يقارب الـ  5 كيلومترات، وطلب بعض الوقت من أجل التقدم سلميًّا إلى حاجز الجيش اللبناني ومن هناك فتح معركة مع "القوات".

تردد وقتها أن سمير يمّين قُتل بشظايا قذيفة سقطت عند جسر المدفون: كيف يُقتل يمّين وحده؟

يجزم عدد من المتابعين لتلك المرحلة أن السوريين قتلوه لأنه كان يرفض فتح الجبهة. في المحصّلة: سمير يمّين شهيد حَجَبَ الدم المسيحي واللبناني. وسط البترون، شكّل السوريون غرفة عمليات في عبدللي، والهدف اقتحام صغار ومنها إلى عين كفاع والاطباق نزولاً إلى عمشيت للالتقاء بالوحدات المتقدمة من جسر المدفون.

حوالى الساعة 7 مساءً، بدأ تساقط القذائف المنطلقة من الكورة باتجاه ساحل جبيل، لكنها وقعت جميعها في ساحل البترون لا سيما في بلدة تحوم، حيث أصيب أكثر من 7 منازل، كما زرعت الحقول بعشرات القذائف التي أكد ضباط الجيش اللبناني أن مصدرها الشمال.

كما باشرت القوات السورية وحلفاؤها هجومها باتجاه صغار ومن محور آخر باتجاه زان، فلقيت مقاومة شرسة من الأهالي و"القوات" المتمركزة هناك، ما دفعها بعد ساعات لوقف الهجوم. وقد تفاجأ السوريون بالقوة النارية التي واجهتهم. عند 9 ليلاً، وصل فجأة الرئيس فرنجية إلى منزل آل ضو في البترون. يتذكر المحامي حنا البيطار المتواجد تلك الليلة في منزل آل ضو أن الرئيس فرنجية كان متوتراً جداً، ولم يتكلم كثيراً، بل كان غالباً ما يدخل إلى مكتب جورج ضو لاجراء اتصال هاتفي، ويخرج منتظراً قدوم أحد ما فيختلي به. لم يتجرّأ أحد أن يحدّث الرئيس فرنجية، ولكن أحد الموجودين سأله: فخامة الرئيس الوضع خطير؟ ردّ فرنجية بعد أن تأمل السائل: "يا ابني لو ما الوضع خطير شايفني هلق بها الوقت هون؟". ومع الفجر عاد فرنجية إلى زغرتا، بعد تأكده من توقف الهجوم على الشرقية، وبدء انسحاب جميع المجموعات المسلحة.

 

براك محبط ... والوقت بيد جيران لبنان

كريستل شقير /نداء الوطن/24 تموز/2025

الطريق من بكركي إلى مطار رفيق الحريري الدولي لم يكن سهلًا على الموفد الأميركي توم براك. رحلة طويلة من الازدحام المروري، بدت وكأنها تحتاج إلى شفة قهوة محلية، فطلب "إسبريسو" قبل أن يبدأ لقاء مغلقًا مع مجموعة من الصحافيين. بعيدًا من عدسات الكاميرا، roundtable على طاولة شبه مستديرة ضمّت خمسة صحافيين فقط من وسائل إعلام محلية وعربية ودولية بينهم "نداء الوطن"، جلس الموفد الأميركي مترئسًا الجلسة الحوارية وعن يساره السفيرة الأميركية ليزا جونسون، التي حرصت على الحفاظ على ابتسامة دبلوماسية طيلة الجلسة، كانت تعكسها كلما أرادت التعبير عن تقديرها لمواقف براك.

حوالى 50 دقيقة، استمرت الجلسة في أجواء هادئة، لكن مشحونة بالمضمون، انطلق النقاش من عمق الأزمة السورية وأحداث السويداء، حيث وصف براك الوضع بـ "غير المفهوم" ويصل حد الفوضى، محملًا الحكومة السورية المسؤولية وداعيًا إلى تحرك لاحتواء التوتر، في ظل مفاوضات مستمرة تهدف إلى تهدئة الأوضاع. وفي حديثه لم يتردد في تقديمه دعماً واضحاً للقيادة السورية الجديدة. في ما يتعلق بإسرائيل، أكد براك أن تل أبيب تسعى لحماية حدودها، معترفًا بأن هذا لا يتوافق والقانون الدولي، لكنه أشار إلى وجود تفاهم مرحلي على هذا الأمر. كما شدد على ضرورة أن تكون المنطقة جنوب دمشق منزوعة السلاح بالنسبة لإسرائيل. وعندما يأتي النقاش إلى لبنان وراء ابتسامة ترتسم على وجهه بين الحين والآخر، إحباط لم يتردد براك في البوح به قائلا: "هل أنا محبط؟ نعم، لكن المبادرة اليوم في يد الحكومة اللبنانية وهناك فرصة لا يجب على لبنان تفويتها"، لافتًا إلى أن هناك اهتمامًا خليجيًا ودوليًا لدعم لبنان ماليًا لكن ذلك لن يتحقق بوجود سلاح "الحزب". وعن البنود الأساسية للورقة الاميركية فالبند الأول، يتعلق بسحب سلاح "حزب الله". البند الثاني، يتعلق بالإصلاحات المالية والاقتصادية. والبند الثالث، يتعلق بالعلاقة مع سوريا وتطويرها، وأوضح رداً على سؤال أن المقصود بالعلاقة مع سوريا في الورقة الأميركية هو ترسيم الحدود وتحديداً في مزارع شبعا. وتابع: «بالمناسبة، ذهبت إلى مزارع شبعا ظننت أنها مزرعة خيول أصيلة وأنها أجمل قطعة أرض رآها أحد على الإطلاق، على ماذا يتقاتلون؟ لم أفهم الأمر.

وفي سياق حديثه، يقول براك: "أتيحت لي فرصة الجلوس مع وزرائكم... أنا معجب جداً وكذلك كبار المسؤولين لذلك أعتقد أن الجميع في داخلهم يقولون: نحتاج للوصول إلى حلٍّ للصراع في منطقتنا".

وكرر براك ما سبق وشدد عليه في خلال لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين أن سلاح "حزب الله" أولوية والمسار مسؤولية الحكومة اللبنانية الواجب عليها تنفيذ ما اتفق عليه وعدم قيامها بخطوات ملموسة يعني استمرار الوضع على ما هو عليه قائلاً: "الشجاعة تكمن في تطبيق القانون إذا لم تطبقوا القوانين، فمن المرجح أن الذي ترونه على الحدود والطائرات المسيَّرة التي تحلق لن يتوقف." وردًّا على سؤال عما إذا كان هنالك من جدول زمني لهذا المسار؟ أجاب براك: "لا توجد مهلة مفتوحة لذلك وجيرانكم هم من يحددون الجدول الزمني وليست الولايات المتحدة". قال هذه العبارة براك ومشى.

 

في صبيحة اليوم ال2017 على بدء ثورة الكرامة

حنا صالح/فايسبوك/23 تموز/2025

وحده الفشل، وهو فشل لبناني وليس أميركياً بالتأكيد، الصفة التي يمكن إطلاقها على الزيارة الثالثة للموفد الرئاسي الأميركي توم برّاك الذي لم ينجح في إحداث أي خرق في الموضوع المحوري: سحب سلاح حزب الله، الثقيل والخفيف، وكل سلاحٍ لا شرعي ومن ضمنه سلاح المخيمات والمنظمات الفلسطينية..

مباحثات برّاك أظهرت حجم التباين في قراءة أبعاد التطورات العاصفة، وإنكشف هزال التذاكي الرسمي في التعاطي مع الرؤية التي تضمنتها الورقة الأميركية. من البداية عبّر براك عن الإستياء من عدم طرح الورقة الأميركية على مجلس الوزراء، وكانت واشنطن إشترطت أن يقر مجلس الوزراء الموقف اللبناني لجهة سحب السلاح. وإتسعت الهوة في نقاشاته عندما وجد أن لا إشارة لبنانية لبرنامج زمني ملزم لجمع السلاح. وعندما سأل رئيس المجلس نبيه بري الموفد الأميركي عن "إمكانية تقديم خطوة ما تشجع حزب الله على الإنخراط في الإتفاق" جاء الرد حازماً: "لا يمكننا أن نعطيكم شيئاً ما لم تعطونا إلتزاماً واضحاً من قبل الدولة بسحب سلاح حزب الله وبوضع جدولٍ زمني واضح مع تواريخ محددة". وهنا كان لافت للإنتباه أن الورقة الأميركية صنفت كل الأسلحة المطلوب سحبها لجهة الأسماء والنوعية، كما ركزت على موضوع الترتيبات مع سوريا التي يجب أن يسير بها لبنان.

لقاء بري برّاك والذي روِّج له بأنه اللقاء المنتظر، مع العلم أنه مسار يظهر أن الدولة لا تتحدث بلغة واحدة، توج فشل الزيارة لأن بري لم ينجح في أخذ أي شيء من حزب الله المتمسك بالسلاح والذي لا يريد أن يدرك أن لبنان( كما المنطقة) ليس عشية طوفان الأقصى بل بعد المآسي التي جرّها الطوفان وجرتها حرب المشاغلة والإسناد. يتجاهل أنه الجهة التي تسببت بوجود عشرات ألوف الأسر بدون مساكن ويتجاهل أنه في الظرف الراهن لا إعادة إعمار ولا إمكانية لإنتشال البلد.. ويتجاهل واقع جنوب الليطاني المدمر والذي يتحول يوماً بعد آخر إلى منطقة غير قابلة للعيش.. فيطرح الشروط ويتحدث عن حوار حول إستراتيجية دفاعية تحفظ له سلاحه!

في الزيارة الثالثة للموفد الأميركي، والتي لا يُعلم متى يمكن أن يقوم بزيارة رابعة، أعاد التشديد على أن حزب الله منظمة إرهابية لا تتحاور معها واشنطن، والحزب وسلاحه مسؤولية داخلية لبنانية، وقطع الطريق على ترويجات وإيحاءات تحدثت عن سيناريوهات بإمكانية تفاوض ما بين الحزب وبرّاك الذي أراد توجيه رسالة حاسمة بأن لا هدايا لحزب الله مقابل تسليم السلاح، وهذا الإستحقاق لا يمكن للبنان الرسمي، الذي ظهر في موقف تبني طروحات الحزب، الإلتفاف عليه لأنه سيرتب على لبنان واللبنانيين الأثمان الكبيرة.

يبقى أن قول الموفد الأميركي بأنه لا يرى حرباً إسرائيلية جديدة ضد لبنان، فهذا قول لا ينبغي أن يطمئن أحد. فالعدو الإسرائيلي لم يوقف الحرب بل حوّلها إلى عمليات يومية يصطاد من خلالها عناصر حزب الله وكادراته، ويدمر ما يدعي أنه مخازن أسلحة وأماكن عسكرية ويعمم الخراب، والأهم أنه عبر هذا المنحى الإجرامي يحرم لبنان من الأمن والإستقرار ومن الحد المقبول لإستعادة دورة الحياة.

كرة النار في حضن السلطة التنفيذية رئاسة وحكومة، المطالبة بتنفيذ أجندة إتفاق وقف النار علها تستعيد ثقة أشقاء لبنان وأصدقائه، لتكون في موقع مواجهة سياسية مع الغطرسة الإسرائيلية لتحرير الأرض وتأمين شروط العودة المستدامة للمهجرين ووضع البلد على سكة التعافي. يستحق هذا الجانب بعض الإهتمام ولا أحد يطلب لا الإمتناع عن التمتع بمهرجانات الصيف ولا المهام الخارجية!

وكلن يعني كلن وما تنسى حدن منن.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

يستمر حزب ايران في غيٍه رافضا الانتظام في كينونة الدولة اللبنانية

عبد الله الخوري/فايسبوك/23 تموز/2025

فرض حزب ايران والبيئة المتعاطفة مع طروحاته العقائدية على سائر المكونات اللبنانية جميع انماط الهيمنة والاستقواء، وتغطية جميع أساليب الشفط المنظم لمالية الجمهورية اللبنانية، ناهيك عن احكام التشرنق ضمن مصالح ايران التوسعية في المنطقة وما استوجبته من نتا ئج كارثية على استقرار لبنان وإقصائه عنوة عن بيئته الإقليمية الطبيعية. يستمر حزب ايران في غيٍه رافضا الانتظام في كينونة الدولة اللبنانية بإعلانه صراحة عن رفضه التخلي عن زيادات في مكتسباته المفروضة بفعل فائض القوة مثل السلاح غير الشرعي والتسليم بالشرعية اللبنانية،والادهى من ذلك أبلغ الرئيس برّي انه غير معني بالمقابل باي مؤتمر للدعم على مستوى المال والاستثمار بمؤازرة الدول المعناة بشأننا،وبإسفاف مطلق يطالبون الدولة بإعادة اعمار ما تهدم والذي يحمل بصمات مغامراتهم غير المحسوبة ودون ادنى تشاور مع المعنيين في  وطننا. وصلت الامور مع هؤلاء الشركاء المزعومين الى حدود الاستحالة بالمضي في وطن واحد لا يرون فيه سوى البقرة الحلوب وقد جففوا ضرعها وأساؤوا مداورة بالاعتداء والتطاول على سائر الاتنيات.لا يمكننا بعد اليوم إقتباس  النعامة طمرا لرؤوسنا في الرمال والتعامي عن شراكة لا تتوازن فيها الحقوق والواجبات،ولا تقيم وزنا للرأي الآخر ما يدفع بنا الى المصائب المتعاقبة والغرق في تعجرف هؤلاء  الذين جروا الويلات والدمار على وطننا.

 

وقت منقول  اللبنانيين المقيمين خارج لبنان  لازم يصوتوا لل ١٢٨ نائب يعني وفق دوائرهم الإنتخابية.

بسام أبو زيد/فايسبوك/23 تموز/2025

أكيد ما في ولا لبناني مقيم بالخارج مفكر أنو في يقترع ل ١٢٨ نائب وما في ولا لبناني مقيم بلبنان مفكر كمان أنو في يقترع ل ١٢٨ نائب،ولكن البعض مفكر انو اللبنانيين غير مثقفين إنتخابيا و ما بيعرفوا هالشي ومش قاطع علين انتخابات أو ما في حدن يقلن شو لازم يعملوا.

اللبنانيين المنتشرين والمقيمين بيعرفوا كتير منيح أنو الإنتخابات بتصير وفق الدوائر الإنتخابية يلي بينتميوا لألها،واستخدام عبارة التصويت ل ١٢٨ نائب مقصود فيها أنو هالمنتشرين عندن تأثير بل ١٢٨ نائب كل وفق دائرته الإنتخابية وكل هدف البعض حرمانن ما هذا التأثير لغاية في نفس "حطوا الأسم يلي بدكن ياه بدل يعقوب"

يلي مش صحيح بهالقصة أنو اللبناني المنتشر عندو خيارين

يصوت لنائب من ٦ نواب بالكرة الأرضية

أو يصوت وفق دائرتو الإنتخابية

بس يلي ما لا يقوله البعض أنو اللبناني المقيم خارج لبنان إذا بدو يصوت وفق الدائرة الإنتخابية لازم يجي على لبنان،وإذا عن جد يلي عم تحكوه صح وبدكم تعطوا المغترب خيارين بالتصويت لازم هالخيارين يكونوا متاحين للمغترب من مكان إقامتو يعني:

يصوت من مكان إقامتو لانتخاب نائب يمثله في القارة التي هو مقيم فيها

او يصوت من مكان إقامتو لانتخاب نائب وفق دائرته الإنتخابية في لبنان.

يلي حريص على انتخاب اللبنانيين المنتشرين وحفظ تمثيلن يتفضل يطرح التساوي بالتصويت من مكان الإقامة وساعتها رح نشوف كيف رح يصوتوا اللبنانيين المقيمين بالخارج.

 

النائب فؤاد مخزومي يستقبل السيفير براك في منزله بحضور شخصيات ونواب

موقع أكس/23 تموز/2025

مُستَقبِلًا المبعوث الأميركي السفير توم باراك إلى مأدبة عشاء في دارتي، بحضور عدد من النواب والوزراء، حيث أكدت ما يلي:

نجتمع معًا لنُكرّم ونُعرب عن امتناننا لضيفٍ مميز، ورجل دولة حكيم وصديقٍ ثابت للبنان، تأتي زيارته في لحظة حاسمة يقف فيها لبنان على مفترق طرق مصيري، وفي رسالة واضحة وحازمة من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي: يجب على لبنان أن يفي بكامل التزاماته - سياسياً وعسكرياً واقتصادياً - من أجل حماية سيادته، واستقراره، ومستقبله، لا بالأقوال بل بالأفعال.

لم يعد بإمكاننا نحن اللبنانيين تجاهل مبدأ وضع جميع الأسلحة تحت السلطة الحصرية للدولة اللبنانية بما في ذلك نزع سلاح حزب الله بالكامل، وسحب جميع الأسلحة من الفصائل الفلسطينية داخل وخارج المخيمات، وحلّ جميع الميليشيات اللبنانية والأجنبية دون استثناء.

هذا التزام ملزم قطعه لبنان على نفسه من خلال اتفاق الطائف الذي نص بوضوح على حلّ جميع الميليشيات، ومن خلال قرارات مجلس الأمن الدولي رقم 1559 و1680 و1701 التي تطالب ببسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية ونزع سلاح جميع الجهات غير الرسمية، ومن خلال اتفاق وقف الأعمال العدائية الموقّع بين لبنان وإسرائيل في 27 تشرين الثاني 2024.

على الحكومة اللبنانية أن تعتمد وتنشر جدولاً زمنياً وطنياً لنزع السلاح بالتشاور مع مؤسساتها. علمًا أن نزع السلاح وحده لا يكفي لإنقاذ لبنان بل يجب أن نتحرك على جبهتين إضافيتين بالقدر ذاته من الإلحاح:

1-ترسيم كامل لكافة حدودنا البرية والبحرية مع جيراننا

2-وإصلاح بنيوي عميق يشمل:

إعادة هيكلة شاملة للقطاع المصرفي، قائمة على الشفافية والعدالة وحماية المودعين؛

القضاء على الاقتصاد النقدي وغير الرسمي الذي يغذي الفساد والتهرب الضريبي،

تفكيك المؤسسات المالية غير الشرعية فورًا، وعلى رأسها جمعية القرض الحسن التي تعمل خارج الإطار الرقابي الرسمي وتُموّل أنشطة تُهدد الاستقرار

إصلاح القضاء بشكل جذري لضمان استقلاليته ونزاهته وفعالية المحاكم في لبنان.

يجب أن تُتوَّج هذه الإصلاحات جميعها باتفاق شامل مع صندوق النقد الدولي، يُوجّه رسالة واضحة للعالم بأن لبنان جاهز ليكون شريكًا كاملاً في المنطقة، ومنفتحًا على الاستثمار والنمو.

أُعبّر عن خالص امتناني للسفيرة ليزا جونسون وفريقها على دعمهم المتواصل والتزامهم الثابت بمسار الإصلاح والتعافي في لبنان.

أُعرب عن عميق امتناني لحكومة الولايات المتحدة - ليس فقط لدورها الدبلوماسي - بل أيضًا لدعمها المستمر للشعب اللبناني، خصوصًا من خلال المساعدات للجيش اللبناني، ولقطاع التعليم، والبرامج الإنسانية والإنمائية العديدة. لقد أحدثت هذه المساهمات فرقًا ملموسًا في حياة آلاف العائلات اللبنانية، وهي تجسّد صداقة مبنية على القيم المشتركة والشراكة طويلة الأمد.

 

بيان من مكتب عضو الكونغرس الأمريكي من اصل سوري ابراهام حمادة البيان

الكونغرس الأمريكي

موقع أكس/23 تموز/2025

النائب أبراهام ج. حمادة

 يجب أن يتوقف العنف الهمجي ضد الطائفة الدرزية في سوريا فوراً. تحت القيادة الجريئة للرئيس دونالد ج. ترامب، والوزير روبيو، والسفير باراك، اتخذت الولايات المتحدة خطوات غير مسبوقة لتخفيف العقوبات ومد يد النية الحسنة إلى الحكومة السورية وشعبها، على أمل رؤية إصلاحات حقيقية.

الآن هو الوقت المناسب للحكومة السورية لتحويل أقوالها إلى أفعال حقيقية — إذا كانت تريد الحفاظ على شرعيتها: إعادة النظام، وحماية جميع المواطنين، وإظهار التزام حقيقي بالسلام والاستقرار على المدى الطويل. السبيل الوحيد هو بناء سوريا جديدة تعكس تنوعها الديني والإثني. الولايات المتحدة تريد لسوريا أن تنجح، لكن سفك الدماء، والعنف الأعمى، والانقسام ليس هو الطريق نحو المستقبل."

 

توافق بين جعجع وجنبلاط على ملفات متصلة بلبنان وسوريا في مقدمتها قانون الانتخابات وحصرية السلاح

بيروت/الشرق الأوسط/24 تموز/2025

أثمر لقاء رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، والرئيس السابق لـ«الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، تطابقاً في وجهات النظر حيال ملفات لبنانية بحثاها بعد ظهر الأربعاء، وفي مقدمتها ملف الانتخابات النيابية، وملف حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية. وزار جعجع، جنبلاط، في منزله في بيروت، حيث عقدا لقاء امتد لساعتين، تخلله غداء، وشارك به النائب في كتلة «القوات» ملحم الرياشي، والنائب في كتلة «الاشتراكي» وائل أبو فاعور. وقالت مصادر مواكبة للاجتماع إنه تناول التطورات في السويداء، لكن البحث الأساسي تركز على الملفات اللبنانية، وفي مقدمتها ملف حصرية السلاح، وملف الانتخابات النيابية المقبلة. وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، إنه كان هناك توافق تام بين الجانبين في تلك الملفات. وأفاد موقع «الأنباء» الناطق باسم الحزب «الاشتراكي» بأن جنبلاط وجعجع «بحثا في آخر التطورات السياسية في لبنان والمنطقة». وبعد اللقاء قال جعجع: «كانت جلسة مثمرة ومفيدة من النواحي كافة»، مضيفاً: «الله يقدّم اللّي فيه الخير، خصوصاً في المرحلة التي وصل إليها البلد». وتؤيد «القوات اللبنانية» إلغاء المادة 112 من قانون الانتخاب الحالي الذي يعطي للمغتربين اللبنانيين الحق في انتخاب ممثليهم في البرلمان، مما يزيد عدد أعضاء المجلس النيابي من 128 إلى 134 نائباً في البرلمان. وترى «القوات» أن إلغاء المادة «يهدف إلى تصحيح مسار يتعلّق بحق مئات آلاف اللبنانيين المنتشرين حول العالم»، كما «يكرس أبسط الحقوق الديمقراطية، وهو حقّ كل لبناني مغترب في أن يصوّت في بلدته الأم التي ينتمي إليها وجدانيّاً واجتماعيّاً».

 

لقاء قمة بين الرئيس اللبناني وملك البحرين يدعم الاستقرار والتعاون الاقتصادي..شددا على التنسيق ومكافحة التنظيمات الإرهابية ومنع تمويلها

بيروت/الشرق الأوسط/24 تموز/2025

أكدت مملكة البحرين ثباتها في دعم سيادة واستقرار ووحدة لبنان ورفض أي تدخل في شؤونه، معربة عن دعمها لجهود الرئيس اللبناني جوزيف عون والحكومة للمضي في الإصلاح السياسي، وذلك اجتماع القمة الذي عقد بين عون وعاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة في المنامة الأربعاء.

واختتم عون الأربعاء زيارة بدأها الثلاثاء إلى المنامة، وتوّجها بلقاء الملك حمد بن عيسى، وأشار خلالها إلى طموح لبنان «باستئناف التبادل التجاري الكامل بيننا، كما تعاوننا في شتى المجالات، لما فيه خيرُ شعبينا ومصالح بلدينا». وعلى مدى الأشهر الماضية، نفذ عون زيارات إلى عدة دول عربية، بدأها من المملكة العربية السعودية، وشملت قطر والكويت والإمارات ومصر والعراق والأردن، وأخيراً البحرين، ضمن خطة تصحيح علاقات لبنان مع العالم العربي، وأثمرت استئناف التمثيل الدبلوماسي الخليجي الذي انقطع قبل سنوات في العاصمة اللبنانية، والتأكيد على رفض لبنان أي تآمر على الدول العربية وسيادتها، وعودة شركات الطيران الخليجية والعربية إلى مطار بيروت، وتنشيط السياحة العربية إلى لبنان. وشملت تلك الزيارات محادثات وتطمينات سياسية وأمنية تؤكد عودة لبنان إلى عمقه العربي، وسعي بيروت لبناء أفضل الشراكات الاستراتيجية مع دول الخليج، وتعزيز التنسيق والتعاون معها.

بيان مشترك

وزار الرئيس عون المنامة «في إطار العلاقات الأخوية التاريخية الوثيقة التي تربط بين مملكة البحرين والجمهورية اللبنانية، والحرص المتبادل على تعزيز التعاون الثنائي على كافة المستويات»، حسبما أفادت «وكالة الأنباء البحرينية». وأفاد بيان مشترك لبناني-بحريني بأن جلسة المباحثات الرسمية تم خلالها بحث «مسار العلاقات الأخوية التاريخية المتميزة التي تربط بين البلدين الشقيقين، وسبل تنميتها وتعزيزها في كافة المجالات خدمة للمصالح المشتركة، وبما يعود بالخير والنفع على الشعبين الشقيقين». وشملت المباحثات أوجه التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والاجتماعية، وفرص تطويرها، والارتقاء بها إلى آفاق أشمل، عبر تعزيز دور القطاع الخاص، وزيادة التبادل التجاري، وتكثيف الزيارات المتبادلة للوفود الاقتصادية والتجارية، وتفعيل الاتفاقات ومذكرات التفاهم المبرمة بين البلدين، والتنسيق والتشاور المشترك على كافة المستويات بما يخدم مصالحهما المتبادلة، إضافة إلى توسيع آفاق التعاون في المجالات الثقافية والتعليمية والسياحية والصحية. وأفاد البيان بأن الملك بحث مع الرئيس عون «مستجدات الأوضاع الإقليمية الراهنة، وتداعياتها على الأمن والاستقرار الإقليميين، والجهود الإقليمية والدولية الهادفة إلى تسوية الصراعات، وحل الأزمات عبر الحوار والطرق الدبلوماسية، وإرساء دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، وأكدا عزم البلدين على مواصلة التعاون والتنسيق في كل ما من شأنه تجنيب المنطقة الأنشطة المزعزعة للأمن والاستقرار، بما في ذلك مكافحة التنظيمات الإرهابية ومنع تمويلها». وشدد الجانبان على ضرورة احترام سيادة الدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، والالتزام بالمبادئ الواردة في ميثاق الأمم المتحدة، ومبادئ حسن الجوار.

دعم سيادة لبنان

وأكد الملك «موقف البحرين الثابت والداعم لسيادة الجمهورية اللبنانية واستقرارها ووحدة أراضيها، ورفض أي تدخل خارجي في شؤونها الداخلية، وأهمية احترام الخصوصية التاريخية والتنوع الديني وقيم التعايش الحضاري التي تميز المجتمع اللبناني، ومساندة المملكة لجهود الرئيس عون والحكومة اللبنانية للمضي في الإصلاح السياسي والاقتصادي وتعزيز الوحدة الوطنية لما فيه خير وصالح الشعب اللبناني». وأشاد الجانبان، حسب البيان، «بالجهود الحثيثة التي تبذلها الإدارة الأميركية في الظروف الراهنة لتعزيز الأمن والاستقرار في لبنان»، وأكدا على ضرورة استمرار التواصل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتعزيز الثقة وتأمين الدعم اللازم للبنان في مواجهته للتحديات الراهنة، ودخوله مرحلة إعادة الإعمار.

دعم البحرين للبنان

وأكد الملك دعم مملكة البحرين لجهود لبنان «الرامية إلى الحفاظ على وقف إطلاق النار مع إسرائيل وخفض حدة التصعيد، والانسحاب الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية المحتلة، وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701، والتمسك باتفاق الطائف، وحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، وبسط سيطرة الحكومة اللبنانية على جميع الأراضي اللبنانية بقواها الذاتية حصراً»، كما أشار إلى «ضرورة دعم الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، لتعزيز دورهما في الحفاظ على أمن لبنان واستقراره، وتعزيز دور قوات (اليونيفيل) في لبنان، ومساندة المملكة لاستعادة لبنان دوره الحيوي غير القابل للتبدّل ولا للاستبدال، في محيطه العربي والإقليمي».

تنامي العلاقات اللبنانية-الخليجية

وأعرب الرئيس عون عن «التقدير والامتنان لمواقف الملك الداعمة للبنان»، مشيداً بتنامي العلاقات اللبنانية الخليجية، ودعم مجلس التعاون لدول الخليج العربية لسيادة لبنان واستقراره وسلامة أراضيه ووحدته الوطنية، متمنياً لمملكة البحرين التوفيق والنجاح في استضافة أعمال القمة الخليجية المقبلة، منوهاً بفوز مملكة البحرين بالعضوية غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي للفترة من 2026-2027.

شراكات مستدامة

وقبل لقائه بملك البحرين، أكد عون خلال زيارة قام بها إلى مجلس التنمية الاقتصادية في البحرين أن لبنان «لا يطلب مساعدة ظرفية، بل يسعى إلى شراكات مستدامة مع أشقائه، مبنية على تبادل المصالح والثقة المتبادلة، وإيمان مشترك بأن تعافيه واستقراره يصبان في مصلحة المنطقة بأسرها». وشدد على أن لبنان يرى في البحرين «شريكاً صادقاً يمكن أن نؤسس معه لمرحلة جديدة من التعاون الفعلي، على المستوى الحكومي والقطاع الخاص». وقال: «ما نحتاجه اليوم ليس مجرد دعم، بل شراكات استثمارية مبنية على الثقة المتبادلة، وإيمان مشترك بأن تعافي لبنان واستقراره يصبان في مصلحة المنطقة بأسرها. نتابع باهتمام تجربة البحرين الملهمة في تنويع الاقتصاد، وتطوير البنية التحتية، وتعزيز بيئة الابتكار». ورأى أن «التحركات البحرينية الأخيرة على الساحة الدولية، تؤكد أن البحرين لاعب اقتصادي طموح وفعّال على مستوى العالم».

 

البحرين تعلن رسمياً فتح سفارتها في بيروت

بيان مشترك بعد اجتماع الملك حمد والرئيس عون يؤكد على حصرية السلاح

المنامة/الشرق الأوسط/24 تموز/2025

أعلنت البحرين، الأربعاء، عن إقامة بعثة دبلوماسية دائمة في بيروت، بعد انقطاع استمر لأكثر من أربع سنوات.

وأعرب العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة خلال استقباله الرئيس اللبناني جوزيف عون، على هامش زيارته الرسمية لمملكة البحرين، عن سعادته لتزامن الزيارة مع الذكرى الثالثة والخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، واستئناف التمثيل الدبلوماسي للبحرين في لبنان. وعقد الطرفان جلسة مباحثات ثنائية واستعرضا مسار العلاقات الأخوية الوثيقة، وسبل تعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات، بما يحقق تطلعات البلدين ويخدم مصالحهما المتبادلة، وأكدا الحرص المستمر على تنمية العلاقات البحرينية اللبنانية، والتطلع إلى دفعها للأمام بما يعود بالخير والنماء على البلدين والشعبين. كما بحث الجانبان مجريات الأحداث في المنطقة والتطورات الإقليمية والدولية موضع الاهتمام المشترك، وتبادلا وجهات النظر بشأنها، كما جرى بحث المستجدات على الساحة اللبنانية والجهود المبذولة تجاهها. وأغلقت البحرين سفارتها في بيروت في أكتوبر (تشرين الأول) 2021 عقب تصريحات لوزير الإعلام اللبناني السابق جورج قرداحي، وصفتها دول مجلس التعاون الخليجي بالمسيئة. وكان سفير البحرين الجديد لدى لبنان، وحيد مبارك سيار، المقيم حالياً في سوريا أبلغ رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام، بداية الشهر الحالي استعداد بلاده لإعادة فتح سفارتها في بيروت.

وقالت «وكالة الأنباء البحرينية» إن الملك حمد والرئيس عون استعرضا خلال اجتماعهما في قصر القضيبية اليوم «مسار العلاقات الأخوية الوثيقة، وسبل تعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات، بما يحقق تطلعات البلدين ويخدم مصالحهما المتبادلة، وأكدا الحرص المستمر على تنمية العلاقات البحرينية اللبنانية، والتطلع إلى دفعها للأمام بما يعود بالخير والنماء على البلدين والشعبين». وأكد الملك حمد عمق العلاقات التاريخية الوطيدة التي تجمع بين مملكة البحرين والجمهورية اللبنانية، والتي تشهد تطوراً ملحوظاً، ونمواً مستمراً على المستويات كافة.

وبحث الجانبان مجريات الأحداث في المنطقة والتطورات الإقليمية والدولية موضع الاهتمام المشترك، وتبادلا وجهات النظر بشأنها، كما جرى بحث المستجدات على الساحة اللبنانية والجهود المبذولة تجاهها.

وقالت «الوكالة البحرينية» إن الرئيس اللبناني ثمّن مواقف البحرين تجاه لبنان وشعبه وحرصها على وحدة لبنان وضمان أمنه واستقراره، مؤكداً تطلع بلاده لتوثيق علاقات التعاون الطيبة مع المملكة لما فيه خير وصالح شعبيهما.

وفي كلمته في الاجتماع قال الملك حمد آل خليفة للرئيس اللبناني: «يسرّنا أن تتزامن زيارتكم الكريمة مع الذكرى الثالثة والخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين بلدينا الشقيقين، واستئناف التمثيل الدبلوماسي لمملكة البحرين في لبنان».وأضاف: «وبهذه المناسبة، نُعلن بكل اعتزاز عن قرارنا بإقامة بعثة دبلوماسية بحرينية دائمة في بيروت، متطلعين إلى أن تكون هذه المباحثات محطة جديدة لتعاون ثنائي مثمر في شتى المجالات ذات الاهتمام المشترك».

وأكمل قائلاً: «وفي هذا السياق، نؤكد على أهمية تفعيل اللجنة البحرينية - اللبنانية المشتركة لتنفيذ مذكرات التفاهم والاتفاقات المبرمة، واستكشاف المزيد من الفرص الواعدة التي تخدم مصالح البلدين الشقيقين وتعود عليهما بالخير والنفع. وهو أمر نحرص عليه دائماً على صعيد العلاقات الثنائية». من جانبه، قال الرئيس اللبناني جوزيف عون: «نطمح ونطمع من إخوتكم، في استئناف التبادل التجاري الكامل بيننا، كما تعاونِنا في شتى المجالات، لما فيه خير شعبينا ومصالح بلدينا».

بيان مشترك

وقال بيان مشترك، أعلن في ختام زيارة الرئيس اللبناني إلى البحرين، إن الملك حمد والرئيس عون بحثا «مستجدات الأوضاع الإقليمية الراهنة، وتداعياتها على الأمن والاستقرار الإقليميين، والجهود الإقليمية والدولية الهادفة إلى تسوية الصراعات، وحل الأزمات عبر الحوار والطرق الدبلوماسية، وإرساء دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة». وأكد البلدان عزمهما على «مواصلة التعاون والتنسيق في كل ما من شأنه تجنيب المنطقة الأنشطة المزعزعة للأمن والاستقرار، بما في ذلك مكافحة التنظيمات الإرهابية ومنع تمويلها».وشدد الجانبان على ضرورة احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، والالتزام بالمبادئ الواردة في ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ حسن الجوار. في حين أكد الملك حمد موقف البحرين الثابت والداعم لسيادة لبنان واستقرارها ووحدة أراضيها، ورفض أي تدخل خارجي في شؤونها الداخلية، وأهمية احترام الخصوصية التاريخية والتنوع الديني وقيم التعايش الحضاري التي تميز المجتمع اللبناني، ومساندة جهود الرئيس عون والحكومة اللبنانية للمضي في الإصلاح السياسي والاقتصادي وتعزيز الوحدة الوطنية لما فيه خير وصالح الشعب اللبناني. وأشاد الجانبان «بالجهود الحثيثة التي تبذلها الإدارة الأمريكية في الظروف الراهنة لتعزيز الأمن والاستقرار في لبنان، وأكدا ضرورة استمرار التواصل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتعزيز الثقة وتأمين الدعم اللازم للبنان في مواجهته للتحديات الراهنة ودخوله مرحلة إعادة الإعمار». وأكد العاهل البحريني دعم بلاده «لجهود لبنان الرامية إلى الحفاظ على وقف إطلاق النار مع إسرائيل وخفض حدة التصعيد، والانسحاب الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية المحتلة، وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701، والتمسك باتفاق الطائف، وحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، وبسط سيطرة الحكومة اللبنانية على جميع الأراضي اللبنانية بقواها الذاتية حصراً، مع ضرورة دعم الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، لتعزيز دورهما في الحفاظ على أمن لبنان واستقراره، وتعزيز دور قوات اليونيفيل في لبنان، ومساندة المملكة لاستعادة لبنان دوره الحيوي غير القابل للتبدّل ولا للاستبدال، في محيطه العربي والإقليمي». ومن جانبه، أشاد الرئيس جوزيف عون «بتنامي العلاقات اللبنانية الخليجية، ودعم مجلس التعاون لدول الخليج العربية لسيادة لبنان واستقراره وسلامة أراضيه ووحدته الوطنية»، متمنياً لمملكة البحرين التوفيق والنجاح في استضافة أعمال القمة الخليجية المقبلة، منوهاً بفوز مملكة البحرين بالعضوية غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي للفترة من 2026 - 2027.

 

لبنان: رفع الحصانة النيابية عن وزير الصناعة السابق بتهم فساد... و«تحقيق» برلماني مع 3 وزراء اتصالات سابقين

بيروت: يوسف دياب/الشرق الأوسط/24 تموز/2025

أطلق البرلمان اللبناني يد القضاء لملاحقة وزير الاقتصاد السابق النائب جورج بوشكيان بتهم متصلة بالفساد، برفع الحصانة عنه، حيث صوّت 99 نائباً على تجريده من حصانته، من أصل 101 نائب حضروا الجلسة، مقابل نائب واحد رفض هذا القرار هو رئيس لجنة الأشغال العام، النائب سجيع عطية، فيما امتنع النائب جميل السيد عن إبداء رأيه لكونه عضواً في المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء. وفي الجلسة نفسها صوّت 88 نائباً على تشكيل لجنة برلمانية للتحقيق مع وزراء الاتصالات السابقين: بطرس حرب وجمال الجرّاح ونقولا صحناوي، مقابل 9 نواب رفضوا ذلك، وهم نواب «تكتل لبنان القوي» الذي يرأسه النائب جبران باسيل، لكون صحناوي عضواً في التكتل. وتألفت لجنة التحقيق البرلمانية من نائب رئيس مجلس النواب إلياس بوصعب، والنائبين غادة أيوب وإبراهيم الموسوي.

اختلاس وقبض رشى

ومع قرار رفع الحصانة عن بوشكيان، يكون المجلس النيابي أطلق يد القضاء للشروع بملاحقته بجرائم «اختلاس أموال عامة وقبض رشى مالية وابتزاز مالي لمصانع لقاء منحها تراخيص عمل في لبنان». وأثنى النائب العام التمييزي القاضي جمال الحجار على قرار مجلس النواب، وأكد لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذا الإجراء يؤكد صوابية التحقيقات القضائية في ملفّ وزارة الصناعة التي أفضت إلى توقيف 4 موظفين وبيّنت دور بوشكيان في الارتكابات التي حصلت في الوزارة طيلة ولايته». وقال الحجار: «ننتظر أن نتبلّغ رسمياً وخطياً قرار رفع الحصانة عن بوشكيان، وبعدها سنستدعيه إلى التحقيق لاستجوابه مشتبهاً به، وبعدها يصار إلى الادعاء عليه، ومن ثمّ إحالته على قاضي التحقيق الذي يستجوبه ويتخذ الإجراء المناسب».

سفر إلى كندا

وحول المعلومات التي تفيد بأن وزير الاقتصاد السابق غادر لبنان إلى كندا منذ أسبوعين تقريباً، أوضح الحجار أنه «سيتحقق من هذا الأمر، وفي حال صحّة هذه المعلومات قد تصدر مذكرة توقيف غيابية بحقه عن قاضي التحقيق، وهذه المذكرة ستعمم عبر الإنتربول الدولي لتوقيفه». وإذ لفت النائب العام التمييزي إلى عدم وجود اتفاقية قضائية بين لبنان وكندا تسمح بتسليمه إلى لبنان، توقّع «عدم تعاون السلطات الكندية مع طلب تسليمه إلى لبنان لكونه يحمل الجنسية الكندية»، لكنه أشار إلى أن بوشكيان «سيتحوّل إلى ملاحق دولياً يجري توقيفه في أي دولة يسافر إليها»، متمنياً أن يكون هذا القرار «درساً وعبرة لكلّ من يتبوّأ منصباً عاماً، ويعرف أن المال العام ليس مستباحاً يمكن الاستيلاء عليه متى يشاء وأن حقوق الناس مقدسة».

مسار قضائي

وكان بوشكيان نفى فراره من الملاحقة، وأفاد في بيان بأنه «غادر الأراضي اللبنانية بتاريخ 7 يوليو (تموز) 2025، في إطار سفر عائلي تم التخطيط له منذ أشهر، ولم يكن في حينه قد صدر أي قرار بالملاحقة أو حتى أي طلب رسمي برفع الحصانة». وأشار إلى أن «القرار الصادر عن النائب العام التمييزي بطلب الملاحقة ورفع الحصانة صدر في 9 يوليو 2025، أي بعد مغادرتي البلاد بأيام، ما يُسقط كلياً أي رواية تزعم التفلت أو التهرب من أي مساءلة»، مبدياً استعداده «للتعاون مع أي مرجع مختص في المكان والزمان المناسبين، التزاماً بالمؤسسات الدستورية وتمسكاً بمبدأ الشفافية وخضوع الجميع للمساءلة ضمن الأصول القانونية». واستباقاً لطلب رفع الحصانة عن وزير الصناعة السابق، أمر القاضي جمال الحجار بتوقيف 4 موظفين في الوزارة بتهمة الفساد وأحيلوا موقوفين على قاضي التحقيق الأول في جبل لبنان، حيث صدرت مذكرات توقيف وجاهية بحقهم، كما صدرت مذكرة توقيف غيابية بحق ليون كروميان مدير مكتب بوشكيان، الذي فرّ إلى الخارج قبل 4 أشهر، إثر تقديم الإخبار القضائي حول المخالفات التي حصلت في الوزارة ولعب كروميان دور العرّاب فيها». كما أن الحجار استمع إلى بوشكيان بصفته شاهداً، بعدها سارع إلى الطلب من البرلمان رفع الحصانة عنه.

وزراء الاتصالات

وفي الجلسة نفسها، وافق مجلس النواب بأغلبية النواب على إحالة 3 وزراء اتصالات سابقين إلى لجنة تحقيق برلمانية، هم الوزراء السابقون بطرس حرب ونقولا صحناوي وجمال الجراح. وتخلل التصويت في البرلمان على تشكيل لجنة تحقيق نيابية للتحقيق مع الوزراء الثلاثة، سجالاً بين عدد من النواب ورئيس «التيار الوطني الحرّ» النائب جبران باسيل، إذ اعتبر الأخير أنّ «هناك عملية تسييس جارية في ملف الاتصالات». وقال في مداخلة له على أثر تشكيل لجنة التحقيق البرلمانية: «نتحدث في ملفّات هدر تبلغ قيمتها 9 ملايين (في وزارة الاتصالات)، في حين هناك ملفّات تفوق قيمتها المليارات، وقد تقدّمتُ بدعوى أمام ديوان المحاسبة حول وجود اختلاس أموال تتجاوز قيمتها مليار دولار، وقد أرفقتُ الدعوى بالمستندات اللازمة من عقود وتقارير». وأعلن أنه رفع دعوى قضائية (عندما كان وزيراً للاتصالات) في ملف واضح، والاختلاس فيه جليّ وتقدّمتُ بالادعاء رسمياً ولم يتحرّك القضاء بشأنه». وجرى انتخاب رئيس اللجنة البرلمانية والعضوين بالاقتراع السرّي، كما فاز بالتزكية كل من رئيس لجنة الاقتصاد والصناعة والتجارة النائب فريد البستاني، ورئيس لجنة الصحة النيابية النائب بلال عبد الله، وعضو لجنة الاتصالات النيابية ياسين ياسين كأعضاء رديفين، وأدى أعضاء اللجنة اليمين الدستورية أمام الهيئة العامة لمجلس النواب.

 

وفاة وزير الخارجية السابق عبدالله بو حبيب عن 84 عامًا

جنوبية/24 تموز/2025

توفّي الثلاثاء وزير الخارجية السابق عبدالله بو حبيب عن عمر 84 عامًا، وهو واحد من الشخصيات اللبنانية الفاعلة التي جمعت بين الفكر الأكاديمي العميق، والخبرة الاقتصادية العالمية، والممارسة الدبلوماسية الواقعية.

وقالت صحيفة «النهار» أن الوفاة جاءت «بعد تعرضه لأزمة قلبية نُقل على إثرها إلى أحد المستشفيات حيث فارق الحياة».من مسيرته المتكاملة من التعليم إلى المناصب العليا، مرورًا بتجربته في البنك الدولي والسفارة اللبنانية في واشنطن، وانتهاءً بوزارة الخارجية، من هو عبدالله بو حبيب؟

من هو عبدالله بو حبيب؟

وُلد عبد الله رشيد بو حبيب في 21 تشرين الثاني 1941 في بلدة روميه، الواقعة في قضاء المتن بمحافظة جبل لبنان. نشأ في بيئة تؤمن بالعلم والانفتاح، فأكمل دراسته الثانوية في مدرسة برمانا العالية المعروفة برصانتها التربوية.

في مطلع الستينيات، التحق بالجامعة الأميركية في بيروت، حيث حصل على بكالوريوس في الاقتصاد عام 1967، ثم أكمل الماجستير في نفس التخصص في عام 1970. وبحكم طموحه العلمي، انتقل إلى الولايات المتحدة الأميركية، وهناك نال درجة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة فاندربيلت عام 1975. وقد كانت أطروحته حول «الإمدادات طويلة الأجل للنفط الخام في الولايات المتحدة»، مما عكس اهتمامه المبكر بقضايا الطاقة والاقتصاد العالمي.

من الاقتصاد إلى البنك الدولي

بعد عمل أكاديمي قصير في جامعة فاندربيلت في ناشفيل بولاية تينيسي الأميركية، انضم بو حبيب إلى البنك الدولي في عام 1976. هناك، تدرج في المناصب، بداية من خبير اقتصادي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ليصبح لاحقًا كبير مسؤولي القروض. وقد شغل هذه المناصب حتى عام 1983، حيث أتيح له الإشراف على مشاريع تنموية وتمويلية مهمة، والتفاعل مع حكومات المنطقة حول سياسات الإصلاح الاقتصادي.

في وقت لاحق، عاد مجددًا إلى البنك الدولي بين عامي 1992 و2001، حيث تولّى منصب المستشار الأول لنائب رئيس البنك لمنطقة الشرق الأوسط، كما ترأس وحدة الاتصال الإقليمي. في هذه المرحلة، كان له دور في صياغة السياسات الإنمائية والتواصل الاستراتيجي في منطقة تتسم بتقلباتها السياسية.

سفير لبنان في واشنطن (1983 – 1990)

عيّن عبد الله بو حبيب سفيرًا للبنان في الولايات المتحدة الأميركية عام 1983، في ذروة الحرب الأهلية اللبنانية. لم تكن مهمته سهلة، بل كانت مليئة بالتحديات، في ظل صراع إقليمي محتدم وتدخلات دولية معقدة. وعلى الرغم من ذلك، نجح في ترسيخ الحضور اللبناني في العاصمة الأميركية، وكان من أوائل الأصوات التي عملت على إيصال رواية لبنان الحقيقية إلى صناع القرار في واشنطن.

ساهم بو حبيب في شرح تعقيدات الواقع اللبناني، مدافعًا عن وحدة الدولة ومؤسساتها، وساعيًا لحشد دعم المجتمع الدولي لإعادة الإعمار والتهدئة. وقد انعكست هذه التجربة لاحقًا في كتابه «بصمات أميركا على لبنان»، حيث قدّم شهادة من موقع المعايشة لا التحليل فقط.

المستشار والمفكر

بعد عودته من واشنطن، شغل منصب المستشار الأول لنائب رئيس الوزراء اللبناني عصام فارس بين عامي 2001 و2005، وهو موقع استشاري ساهم فيه برسم بعض التوجهات الاستراتيجية للحكومة.

وفي عام 2007، أسّس بو حبيب مركز عصام فارس للشؤون اللبنانية والإقليمية والدولية، وهو مركز أبحاث مستقل سعى إلى تقديم تحليلات معمقة للسياسات العامة في لبنان والمنطقة، بعيداً عن الاصطفافات الحزبية. وبقي مديراً للمركز حتى عام 2015، واضعًا خبراته في خدمة الحوار الوطني والسياسات الإصلاحية.

كما عمل أستاذًا جامعيًا في جامعة نوتردام في الولايات المتحدة، وجامعة الحكمة في بيروت، حيث درّس مواد الاقتصاد والسياسات الدولية.

العودة إلى الدولة: وزير الخارجية

في 10 أيلول 2021، عُيّن عبد الله بو حبيب وزيرًا للخارجية والمغتربين في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، في فترة شهدت أخطر أزمة مالية واقتصادية عرفها لبنان منذ الاستقلال، بالإضافة إلى توترات إقليمية متصاعدة.

تميّزت مواقفه في الوزارة بـالهدوء والانفتاح والحكمة. كان حريصًا على تفعيل علاقات لبنان مع العالم العربي والدولي، وسعى إلى تحسين التواصل مع دول الخليج. كما لعب دورًا بارزًا في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، مشددًا على حقوق لبنان السيادية. كذلك، أدان بو حبيب علنًا الغزو الروسي لأوكرانيا، مؤكدًا التزام لبنان بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، في خطوة فسّرت على أنها رسالة واضحة عن تموضع لبنان الدبلوماسي ضمن المجتمع الدولي.

المؤلفات والمقالات

كتب بو حبيب العديد من المقالات والدراسات، ونشر مؤلفات أبرزها:

“بصمات أميركا على لبنان” (1991): شهادة سياسية ودبلوماسية عن تجربته كسفير

“قِيَم أميركا ومصالحها” (2019): دراسة نقدية في السياسة الخارجية الأميركية في الشرق الأوسط

بالإضافة إلى أبحاث أكاديمية حول الاقتصاد وسياسات الطاقة.

 

تغريدات مختارة من موقع أكس

تغريدات مختارة لليوم 23 تموز/2025

إسحاق هرتسوغ

التقيتُ هذا المساء بالشيخ موفق طريف، الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل، وفريقه. ناقشنا المجزرة المروعة والاعتداءات الدنيئة على الدروز في منطقة السويداء بسوريا. الدروز جزء لا يتجزأ من دولة إسرائيل والمجتمع الإسرائيلي. علينا أن نقف إلى جانبهم ونحمي أبنائهم وبناتهم وأقاربهم وأحبائهم. أدعو الجميع إلى بذل كل ما في وسعهم لمنع المزيد من التصعيد.

 

السويداء 24

https://x.com/i/status/1947807386955079710

"باقون معاً في هذا الجبل".. تعليقاً على التضليل الإعلامي الممنهج الذي زعم "تهجير المسيحيين" من السويداء، الأب نقولا وقاص خوري مدينة السويداء ينفي تلك المزاعم ويوضح الحقيقة..

 

داني عبد الخالق

الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ

التقيت هذا المساء بسماحة الشيخ موفق طريف، الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل، مع فريقه. ناقشنا المجزرة المروعة والهجمات البشعة التي يتعرض لها الدروز في منطقة السويداء في سوريا.

الطائفة الدرزية هي جزء لا يتجزأ من دولة إسرائيل ومن نسيج المجتمع الإسرائيلي.

 يجب علينا الوقوف إلى جانبهم، وحماية أبنائهم وبناتهم، وأقاربهم وأحبائهم.

أدعو الجميع إلى بذل كل جهد ممكن لمنع المزيد من التصعيد.

 

المرصد الديموقراطي السوري

https://x.com/i/status/1948024378018443429

مجزرة بحق عائلة آل شهيب | السويداء بتاريخ 20 تموز/يوليو

الثعلة | السويداء: ارتكبت عناصر تنظيم هيئة تحرير الشام الإرهابي التي تعمل تحت اسم "وزارة الدفاع" وميلشيات "الأمن العام" الإرهابية التابعة لنظام الجولاني الجهادي، بمشاركة ميليشيات عشائرية موالية لها، مجزرة مروعة على طريق الثعلة، أسفرت عن استشهاد سبعة مدنيين من عائلة واحدة.

🔹أسماء الشهداء:

 • أيمن محمود شهيب

 • أمجد محمود شهيب

 • أيهم شهيب (طفل – ابن أمجد)

 • أنس شهيب (طفل – ابن أمجد)

 • أيمن شهيب (ابن أيمن)

 • عمر شهيب (ابن أيمن)

 • حسام شهيب (ابن أيمن)

كما تم العثور على جثة مجهولة الهوية في موقع المجزرة.

 

 المرصد الديموقراطي السوري

https://x.com/i/status/1947966720112767377

 تقرير قناة "الحرة" الأميركية عن مجازر السويداء

تدمير قرى درزية ومسيحية بأكملها، تدمير البنية التحتية من خطوط الكهرباء والهاتف والابار الإرتوازية، حرق البيوت والمحال والكنائس، من قبل ميلشيات نظام الجولاني.

 

المرصد الديموقراطي السوري

https://x.com/i/status/1947904387235352868

 اختطاف أطفال دروز على يد عناصر من الأمن العام وعشيرة العقيدات

أقدمت عناصر من ميلشيات "الأمن العام" الإرهابية، بمشاركة أفراد من ميليشيا عشيرة العقيدات الموالية لها، على اختطاف عدد من الأطفال الدروز واقتيادهم كأسرى إلى جهة مجهولة، ويسمع بالفيديو الإرهابي يقول : "بحماية الأمن العام والعقيدات"

 

المرصد الديموقراطي السوري

https://x.com/i/status/1947690104476029410

 بالنسبة لي هذا تقرير مجازر الساحل الوحيد الذي اعتمد عليه، وهو الشهادة التي يجب أن توديهم جميعاً إلى المحكمة الجنائية الدولية

 

المرصد السوري لحقوق الإنسان

المرصد_السوري لحقوق الإنسان يحذر: تصريحات توماس باراك تفتح الباب أمام مجازر جديدة بحق مكونات سورية أخرى.. وينبّه: عليك أن تكون وسيطاً لا محامي دفاع عن سلطة مؤقتة

 

المرصد الديموقراطي السوري

https://x.com/i/status/1948001610547728732

 مشاركة إرهابيين أجانب من التركستان متنكرين بملابس العشائر في الهجوم على السويداء

-خلال مجازر الساحل، كان النظام الإرهابي وأبواقه ينكرون وقوع الجرائم أو يتهمون الفلول بقتلهم، وذلك بسبب نشوة الدعم الغربي لهم بوقتها.

أما الآن فهم يعترفون بالجرائم ويترحمون على الضحية، ويتنصلون منها بالإدعاء أن العشائر قتلوهم.

- العشائر أصبحت شماعة مكشوفة للجميع في الداخل والخارج، والجميع يعلم أن مقاتليكم والأجانب يشاركون بشكل فعلي ومنظم في المجازر تحت غطاء العشائر.

 

ماهر فرغلي

قوات سوريا الديمقراطية (قسد) تبلغ الشرع بشكل رسمي رفضها الاندماج إلا بكتلة واحدة، وبعد ٣ سنوات، وترفض الانسحاب من المناطق الجديدة التي احتلتها في دير الزور والرقة والطبقة، والصدام الدموي بدوافع تركية مقبل بكل تأكيد.

 

ماهر فرغلي

التنظيم الإرهابي دا.. يهدد بموجة اغتيالات كبيرة ستطال شخصيات من العلويين والدروز بسوريا

 

السويداء 24

https://x.com/i/status/1947668101136584969

"لم يرحموا أحد".. عائلات نازحة تقيم في سيارة متنقلة بريف السويداء، بعد تهجير وتشريد سكان أكثر 30 قرية في السويداء، نتيجة اقتحامات عسكرية متتالية من قوات "الحكومة الانتقالية"، والميليشيات الموالية لها.  لقاء مع عائلة من قرية لبين في ريف السويداء، تقيم في هذه السيارة. تحدثت العائلة عن انتهاكات مروعة ارتُكبت في قريتهم، ما دفعهم للنزوح بعيداً، بحثاً عن مكان آمن..

 

ماهر شرف الدين

آلاف البيوت تم تعفيشها، ثم حرقها. أكثر من 30 قرية محروقة وخاوية على عروشها.

إعدامات ميدانية موثّقة ومنشورة من هواتف المجرمين.

قائمة بأسماء حوالى 80 امرأة خطفها دواعش "الأمن العام"…

مع ذلك، لم نسمع من "شركاء الوطن" كلمة إدانة واحدة!

يا لعاركم وخيبتنا!

 

 ريما نعيسه

المقاطع المصورة الموثقة التي بدأت تنتشر من مقتلة #السويداء لا توثق وحشية المهاجمين الذين اجتاحوا المدينة وأهلها، بل تؤكد النية المبيتة للقتل والاستباحة، ولا علاقة لها بفرض هيبة الدولة.

حين يقتل الانسان لأنه علوي، أو درزي أو مسيحي أو سنيأو كردي أو  تقتل لأنك عربي في سنغافورة.. فهذه ليست حرباً بل تطهير عرقي، وهذا غير قابل للتفاوض، ولا تُبنى فوقها جسور حسن النوايا.

هكذا ترسم خطوط التقسيم.. بالدم..

 

غازي المصري

https://x.com/i/status/1947599589705420888

انها البداية

من برلين من امام السفارة الامريكية ...

تظاهرة الدروز والكورد والعلويين  ليعبروا عن رفضهم لسلطة الارهاب وغزوات فصايل التكفير ...

 

وسيم كاد فري

نعم الاديان منبع التطرف عندما تستعمل بالسياسة التكفيرية و التعصب و المعارك و الفكر الإرهابي التبشيري اوروبا ١٥٠ سنة في قرن ١٦٠٠ من المعارك المسيحية الدينية الحل السجون و المحاكمات حتى للفكر الداعشي او ال

 

محمد هويدي

تم التصويت على تمديد قانون قيصر لعامين إضافيين.

 

محمد هويدي

بعد كل مجزرة ومذبحة تُرتكب، تسارع بعض الجهات الدولية والإقليمية إلى محاولة إنعاش السلطة الانتقالية، وكأنها تُسابق الزمن لإنقاذها من الانهيار. لكن الواقع يقول إن كل تلك العلاجات لا تتجاوز كونها مسكنات مؤقتة لجسد منهك، فقد قدرته على النهوض، ودخل غرفة الإنعاش ولن يخرج منها قريبا، إن خرج أصلاً.

 

روي أرض الأرز

بعدك عم تقرا غلط! وغلط بعدك عم تقرا!

بعمرك ما رح تفهم وليد جنبلاط!

مش ظابطة معك!

فيك تشتغل معو عالقطعة بس مش عالقطعة الكبيرة يللي مفكر فيا اكيد!

لا تغمس برا الصحن!

 

روي أرض الأرز

الهجري يطرد المسيحيين من السويداء!

أي عاقل قد يصدق تفاهاتكم الاعلامية الصفراء!

تحاولون الفصل بين الدروز والمسيحيين

المسيحيون صامدون في أرضهم مع إخوتهم الدروز!

كفاكم سخافة!

 

بشارة شربل

استضعفوك فوصفوك...

الأرجح ان النائب بوشكيان متورط بالفساد. لكن بعض الذين رفعوا الحصانة عنه يجب ان يكونوا في السجن او مثله قيد التحقيق. حصاناتهم انتهاك للعدالة وحقوق المواطنين.

 

نبيل بومنصف

التعبير والمفهوم المتصلان بما يحلو للإعلام اللبناني ان يصفه دوما ب"الفرصة الأخيرة" هو فضلا عن كونه مبالغة جوفاء ، ينم عن تجاهل او جهل او سذاجة مفرطة لجيل لا يراجع تاريخ لبنان مع عشرات التجارب لوسطاء وموفدين تناوبوا على رحلات الذهاب والإياب في أزمان الحرب والسلم إلى لبنان

 

 فادي شهوان

بحسب " الحدث " #حزب_الله ابلغ الرئيس #بري انه لن يسلم السلاح حتى لو انسحبت #اسرائيل وأنه مستعد للتصادم مع الدولة إذا ارادت الدولة ذلك. أوضح من هيك ما في !

 

فيصل نصولي

من يظنّ أن “العوني السابق” أفضل من “العوني الحالي” واهمٌ أو مخدوع. فكلاهما من المدرسة ذاتها. الفارق الوحيد أن الأول غاضب من جبران، لا من مشروع التيار.

للأذكياء فقط

 

فيصل نصولي

دولة تعجز عن توقيف وئام وهاب ومحاكمته على تحريضه الطائفي وإساءته العلنية لرئيس سوريا أحمد الشرع وللمملكة العربية السعودية، وتعجز أيضًا عن توقيف الشيخ فيصل شكر رغم تحريضه الصريح على قتل شريحة واسعة من اللبنانيين… ليست بدولة، بل كيان فاقد لأبسط مقوّمات الدولة وسيادة القانون.

فلتسقط!

 

غادة عيد

 محاكمة الوزراء والنواب في محكمة "دولة الرئيس" مهزلة ما بعدها مهزلة....مَن سيحاكم مَن وكيف. الأجدر اقرار قانون استقلالية القضاء،واحالة ملفات الفساد والهدر على القضاء العدلي.

 

نبيل بومنصف

ماذا تراهم فاعلين الرؤساء الثلاثة ، جوزف عون ونبيه بري ونواف سلام ، امام النعي المتدفق للمفاوضات الثلاثية مع براك ؟ وكيف لنا ان ننفي استحضار "الترويكا  والأدهى مع إضافة مميزة هذه المرة بتفرد رئيس المجلس وحركة "أمل" العابر للزمن والصلاحيات والسطوة بخصوصية "التفاوض الشيعي"

 

ارنست حداد

بعد توقيف الصحافية

#Hajar_Knio على مطار بيروت من قبل #فادي_عقيقي الطفل المدلل لعلي بابا #نبيه_بري  #وفيق_صفا عن دخولها #لبنان .

أبلغت السلطات الأمريكية عبر محام لبناني عن الحادثه والتي تمت تحت رعاية ارهابية من #حزب_الله لتخويف وقمع الحريات في لبنان وتلفيق اتهامات غير مبررة وبعد إبلاغ مكتب السنتور #كروز عما جرى سوف تعقد لجنة خاصة في الكونغرس لي احالة هذه الحادثه وأضافتها على قانون معجل  #HR 9646 قبل العطلة الصيفيّة للكونغرس  وزيادة الأسماء التالية

#فادي_عقيقي#منير_شحاده  فيصبحون على لائحة العقوبات الأمريكية لتعاونهم مع

 

رجب طيب أردوغان

لقد تجاوز نتنياهو وشبكته الإجرامية هتلر في الوحشية.

حيث لم تظهر مشاهد غير إنسانية مثل تلك التي تحدث في غزة، حتى أثناء المحرقة في أوروبا.

لا يمكن لمن لديه ذرة كرامة واحدة من الإنسانية أن يقبل بهذه القسوة التي يموت فيها عشرات الأبرياء كل يوم لعدم عثورهم على لقمة خبز أو رشفة ماء، ولا يمكنه أن يظل صامتا حيال هذا الأمر، ولا يمكنه أن يوافق على حالة الجنون هذه. إن من يصمت إزاء الإبادة الجماعية في غزة هو شريك في الجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها إسرائيل. لا أحد منا يمكنه البقاء صامتا في الوقت الذي تموت فيه الإنسانية في غزة ويموت فيه الأطفال جوعا ويموت فيه الناس أثناء محاولتهم الحصول على كيس دقيق، لن نصمت حيال ذلك. لا أحد منا يمكنه أن ينسى الرؤوس والأيدي والأرجل المقطوعة للأطفال الأبرياء، والجثث غير المدفونة التي بدأت الكلاب نهشها من شدة الجوع، ولا المجاعة ولا صرخات الأمهات التي تمزق القلوب، لن ننسى ذلك.

أدعو المجتمع الدولي إلى الوحدة على جبهة الإنسانية، في هذه الأيام المظلمة التي بدأت فيها حالات الوفاة الجماعية بسبب الجوع. تعالوا نبدي موقفا متحدا ضد هذا الإجرام.

تعالوا لنقل كفى لهذا الظلم وهذه الوحشية. تعالوا لنمنع حفنة من أعداء الإنسانية أعماهم الجشع في السلطة، من تشويه اسم الإنسانية أكثر من ذلك.

 

******************************************

في أسفل رابط نشرة الأخبار اليومية ليومي 23-24 تموز/2025/

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 23 تموز/2025

/جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/2025/07/145544/

ليوم 23 تموز/2025/

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For July 23/2025/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/2025/07/145547/

 For July 23/2025

**********************
حسابي ع التويتر/ لمن يرغب بمتابعتي الرابط في أسفل

https://x.com/EliasYouss60156

My Twitter account/ For those who want to follow me the link is below

https://x.com/EliasYouss60156

****

رابط موقعي الألكتروني، المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

https://eliasbejjaninews.com

Link for My LCCC web site

https://eliasbejjaninews.com

****

Click On The Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

*****

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا الرابط  https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

*****

حسابي ع التويتر/ لمن يرغب بمتابعتي الرابط في أسفل

https://x.com/EliasYouss60156

My Twitter account/ For those who want to follow me the link is below

https://x.com/EliasYouss60156

@followers

@highlight