المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 19 تموز /لسنة 2025

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

في أسفل رابط النشرة

                http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2025/arabic.july19.25.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

عناوين النشرة

عنوان الزوادة الإيمانية

منْ يُؤْمِنُ بِٱلٱبْنِ يَنَالُ حَيَاةً أَبَدِيَّة، ومَنْ لا يُطِيعُ الٱبْنَ لَنْ يَرَى حَيَاةً، بَلْ غَضَبُ اللهِ يَسْتَقِرُّ عَلَيْه

 

عناوين مقالات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/إجرام وغزوات الجولاني ودواعشه في السويداء، وكذلك التأييد العربي الرسمي والإعلامي له محزن ومستنكر

الياس بجاني/عمى بصر وتعصب عربي معيب بدعم الجولاني والتعامى عن وحشيته بحق الدروز 

الياس بجاني/القدّيسة مارينا المارونيّة: راهبة قنّوبين وشفيعة الإيمان الخفي

 

عناوين الأخبار اللبنانية

رابط فيديو مقابلة من “محطة أم تي في” تغوص في التاريخ وفي اتفاقية 17 أيار مع الوزير السابق البروفسور إيلي سالم إعداد وحوار الإعلامي أنطوان سعد.

رابط فيديو مقابلة من موقع "بيروت 24" مع الكاتب والمخرج يوسف ي. الخوري

رابط فيديو مقابلة من “محطة أم تي في” تغوص في التاريخ مع الوزير السابق البروفسور إيلي سالم إعداد وحوار الإعلامي أنطوان سعد

قوة إسرائيلية تتوغل في ميس الجبل وبالصورة.. مناشير فوق الناقورة

برّاك في بيروت الثلاثاء حاملاً ورقة "حصر السلاح" وتحذيرات من التصعيد وحزب الله يرفض

تشكيك بقدرة لبنان على إحراز تقدم لجهة نزع السلاح

مصادر أميركية: برّاك "سيفرض" الالتزام بجدول زمني...أمل شموني

لا مساعدات للجيش ولبنان ما لم تمسك الدولة بالقرار/يوسف فارس/المركزية

الفصل بين الـ1701 واتفاق وقف النار.. موقف لا يخدم الدولة اللبنانية/لارا يزبك/المركزية

لا اتفاقية بين لبنان وصندوق النقد... و"نقطة عَ السطر"/ميريام بلعة/المركزية

مصانع وشركات إنترنت واتصالات غير شرعية تتجاوز المُرخّص لها/باتريسيا جلاد/نداء الوطن

"الحزب" بنسخته التكفيرية: "فئة مختارة" تستخدم الفرق الشيعية دروعًا بشرية/سامر زريق/نداء الوطن

عن طرابلس والتعصب المذهبي...هل تبقى بمنأى عن أحداث سوريا؟/يولا هاشم/المركزية

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

دول أوروبية تهدد إيران: اتفاق نووي أو عودة العقوبات

اشتباكات الدروز والعشائر مستمرّة

عن العلاقة بين الاجتماع السوري – الاسرائيلي ومواجهات السويداء/يولا هاشم/المركزية

بدعم أميركي وإقليمي: الشرع يقارع نتنياهو لمنع "انسلاخ" السويداء؟

أردوغان يتصل ببوتين: اشتباكات السويداء تهدد استقرار المنطقة

السويداء: الاشتباكات مستمرة بين البدو والدروز ودعوة أممية للتحقيق بأعمال العنف

تصاعد القتال بالسويداء.. وواشنطن تدعو رعاياها لمغادرة سوريا

الرئاسة السورية تدعو لضبط النفس: سنرسل قوات متخصصة للسويداء

اعتصام مدني في دمشق يطالب بوقف العنف بعد أيام دامية في السويداء

الإحتقان الطائفي السوري يتمدد أفقياً: فتّشوا عن التعبئة الرقمية/مصطفى الدباس/المدن

"حماس": لا خيار أمام إسرائيل سوى صفقة بشروط المقاومة

أبو عبيدة يتوعّد الاحتلال بـ"مقتلة": عمليات من المسافة صفر

ضباط إسرائيليون يُناقضون المستوى السياسي: "حماس" لم تُهزم

"الموساد" يطلب دعم واشنطن لتهجير الغزاويين إلى ثلاث دول

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

بين لبنان وبلاد الشام/الوزير السابق جوزف الهاشم/عن جريدة الجمهورية

لبنان في مرآة إعلامه: بلد بلا اتجاه، بلا مرجعية، بلا أفق بلا بوصلة/د.منى فياض

السياسة بدل السلاح… في تركيا ولبنان/خيرالله خيرالله/العرب

ثمن على لبنان دفعه/خيرالله خيرالله/العرب

الورقة الأميركية أمام الثنائي الشيعي: رفض ضمني ومفاوضات مفتوحة/جاسنت عنتر/المدن

هجمات الطائرات المسيرة في العراق: حرب السياسة والاقتصاد/وليد إبراهيم/المدن

حتى نستفيد من درس السويداء قبل فوات الأوان/محمود الحسيني/السبت /المدن

لُعبة أمم دامية على الساحة السورية/ناصر زيدان/المدن

مسؤولية الأكثريّة في سوريا: حماية الوطن لا احتكاره/مها غزال/المدن

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

طوم حرب ممثلاً للمجلس العالمي لثورة الأرز وجون حجار ممثلاً للاتحاد الأميركي الشرق أوسطي للديمقراطية من الأمم المتحدة بعد لقاء مورغان أورتيغوس: مطالبة بدور فعّال لليونيفيل على كل الأراضي اللبنانية

جدعون ساعر: اوعزتُ بنقل مساعدات إنسانية إلى الدروز في السويداء

هناك طائفةٌ بأكملها، بمشايخها ونسائها وأطفالها، كان بالإمكان أن تتعرّض للإبادة على أيدي مجرمين إرهابيين تكفيريين، لا لون لهم ولا دين/طلال ارسلان/فايسبوك

بيان عاجل صادر عن عشائر الجنوب بقيادة الشيخ نواف البشير بشأن الأوضاع الراهنة في محافظة السويداء

كل شيء سيتغير... قريباً..نهاية عاقل/بيتر جرمانوس/فايسبوك

سوبلان/دستور الإدارة الذاتية في جبل الدروز/فايسبوك/

اجتماع وزاريّ وأمنيّ في بعبدا لبحث الاكتظاظ في السجون.. وعون يتلقى دعوة الى القمة العربية الروسية

عون يعرض مع بري الأوضاع العامة والتطورات الإقليمية ويستقبل وزير الدفاع اليوناني ويبحث في دعم الجيش اللبناني

سلام: ليس المطلوب من الحزب تسليم السلاح إلى اسرائيل وسألتقي بري لمناقشة ورقة برّاك

شيخ العقل ومفتي الجمهورية: لا للخطاب التحريضي

قاسم: برّاك يحرّض الجيش اللبناني على نزع سلاح المقاومة بالقوة ..لن نتخلى عن قوتنا وإسرائيل لن تستلم السلاح منّا

أبي المنى لـ"المدن": قلق الأقليّة يحتاج إلى عدالة الأكثريّة

 

تغريدات مختارة من موقع أكس

تغريدات مختارة لليوم 18 تموز/2025

 

تفاصيل النشرة الكاملة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

منْ يُؤْمِنُ بِٱلٱبْنِ يَنَالُ حَيَاةً أَبَدِيَّة، ومَنْ لا يُطِيعُ الٱبْنَ لَنْ يَرَى حَيَاةً، بَلْ غَضَبُ اللهِ يَسْتَقِرُّ عَلَيْه

إنجيل القدّيس يوحنّا03/من31حتى36/”أَلآتِي مِنْ فَوْقُ هُوَ فَوقَ الجَمِيع. مَنْ كَانَ مِنَ الأَرْضِ أَرْضِيٌّ هُوَ، ولُغَةَ الأَرْضِ يَتَكَلَّم. أَلآتي مِنَ السَّمَاءِ هُوَ فَوْقَ الجَمِيع، وهُوَ يَشْهَدُ بِمَا رَأَى وسَمِعَ، ولا أَحَدَ يَقْبَلُ شَهَادَتَهُ. مَنْ قَبِلَ شَهَادَتَهُ فَقَدْ خَتَمَ عَلى أَنَّ اللهَ صَادِق. فَمَنْ أَرْسَلَهُ اللهُ يَنْطِقُ بِكَلامِ الله، وهوَ يُعْطي الرُّوحَ بِغَيْرِ حِسَاب. أَلآبُ يُحِبُّ الٱبْنَ وقَدْ جَعَلَ في يَدِهِ كُلَّ شَيء. مَنْ يُؤْمِنُ بِٱلٱبْنِ يَنَالُ حَيَاةً أَبَدِيَّة، ومَنْ لا يُطِيعُ الٱبْنَ لَنْ يَرَى حَيَاةً، بَلْ غَضَبُ اللهِ يَسْتَقِرُّ عَلَيْه.”

 

تفاصيل مقالات وتغريدات الياس بجاني

إجرام وغزوات الجولاني ودواعشه في السويداء، وكذلك التأييد العربي الرسمي والإعلامي له محزن ومستنكر

الياس بجاني/18 تموز/ 2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/07/145329/

إنّ الإجرام في محافظة السويداء السورية مرفوض، والإبادة مرفوضة، وكذلك إهانة رجال الدين الدروز، وحلق شواربهم، وقتل المدنيين والعزل منهم، والتلويح بالسيوف في الشوارع، وحرق الكنيسة، والغزوات الجهادية وسائر الأعمال الوحشية.

كلّ هذه الممارسات بربرية، ومرتكبوها هم دواعش الجولاني، أتباع الشرع الممولين والمحتضنين من أردوغان وقطر، وسائر فروع الإسلام السياسي، السني والشيعي على حدّ سواء.علماً إنه ومهما تبدّلت وتغيّرت الأسماء والوجوه… فجميعهم من خامة واحدة، منبعها فكر وثقافة وإرهاب جماعات الإخوان المسلمين والملالي الفرس. عملياً، لا علاقة للدين بما يفعلونه في السويداء السورية، فهؤلاء البرابرة لا يعرفون من الدين شيئًا، بل هم يشوّهون صورته. كما أن ما تقوم به إسرائيل أو غيرها، تحت أي عنوان ولأيّ سبب محق أو غير محق، لا يبرّر الأعمال البربرية التي ترتكبها جماعات الإسلام السياسي. في كل دول الشرق الأوسط وفي مقدمها حالياً السويداء. أما المؤسف والمخزي في آنٍ معًا، هو الانحياز الأعمى لمعظم وسائل الإعلام العربية الرئيسية وفي مقدمها الخليجية إلى صف الشرع ودواعشه، على خلفية مذهبية تعامت عن أبسط حقوق الدروز في محافظة السويداء في مشهد فجّ من التعصّب المذهبي الذي يفضح حجم الانحدار الأخلاقي والإنساني لهذه المنصات. أما بيانات الدول العربية وفي مقدمها لبنان الذي لا زالت  إيران تحتله عن طريق حزبها الحهادي المسمى كفراً حزب الله، فقد جاءت بمعظمها لتدين ما سمّته “التدخل الإسرائيلي” ببغائية وشعبوية مقزّزة، مكرّرة عبارات انشائية بالية مستهلكة فُصّلت على قياس مخططات محور المقاومة المزعومة، فيما لم تأتِ على ذكر ما يتعرّض له دروز السويداء من محاولات إبادة وتهجير وتدمير وإرهاب ممنهج. وكأن دمهم مستباح، وحقوقهم لا تستحق حتى التضامن اللفظي.

باختصار، إن نظام الجولاني الجهادي أثبت أنه “داعشي الجذور” بكل ما في المصلح من معاني، كما أنه ورغم كلّ الدعم العربي والدولي وحتى الإسرائيلي له فقد فشل وتعرى رغم كل محاولات التجميل لأحمد الشرع، الجولاني وتقصير اللحية، وارتداء البدلات، والتزيّن بربطات العنق الفرنسية، وانتعال الأحذية الإيطالية…. ويبقى أن من شبّ على شيء، شاب عليه.

***الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الإلكتروني

https://eliasbejjaninews.com

عنوان الكاتب الإلكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

عمى بصر وتعصب عربي معيب بدعم الجولاني والتعامى عن وحشيته بحق الدروز 

الياس بجاني/18 تموز/2025

همروجة بيانات عون وسلام والدول العربية تعامت بذمية فاقعة عن محاولات ابادة دروز السويداء البربرية  واستنكرت تدخل إسرائيل ضد دواعش الجولاني ببغائية مقززة ع خلفية الشعبوية والتعصب الأعمى

 

القدّيسة مارينا المارونيّة: راهبة قنّوبين وشفيعة الإيمان الخفي

الياس بجاني/17 تموز/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/07/145291/

تحتفل اليوم كنيستنا المارونية في لبنان والانتشار كافة بالذكرى السنوية للقديسة مارينا، ومع عطر قداستها نرفع الصلاة من أجل أن يظلّ لبنان أرضًا للقديسين، وملاذًا للحرية، وشاهدًا حيًّا على قداسة أبنائه الموارنة، الذين ما توانوا يومًا عن السير خلف الربّ، ولو كلّفهم ذلك، كما مارينا، التخلّي عن كل شيء وتقديم أنفسهم قرابين على مذبح المحبة والعطاء… فمن هي مارينا، وما هي قصتها المجبولة بالإيمان والتعبّد والقداسة؟

سيرة قداسة وتجرّد

في طيّات تاريخ الموارنة المضيء بالقداسة والتفاني، تبرز سيرة القدّيسة مارينا، التي اختارت أن تُخفي أنوثتها لتُكمل دعوتها الإلهية، فكانت مثالًا نادرًا للبطولة الروحية والتجرّد الكامل من الذات في سبيل الإيمان. وُلدت مارينا عام 715م في بلدة القلمون في شمال لبنان، وتُعدّ هذه البلدة مهدًا ونقطة انطلاق مسيرتها الروحية التي قادتها لاحقًا إلى دير قنوبين، حيث عاشت حياة النسك والتقوى حتى وفاتها. البلدة اليوم تفتخر بأنها أنجبت إحدى أعظم قدّيسات الكنيسة المارونية، وتُعتبر محطة مهمة في مسار الحجّ الروحي إلى مواقع القداسة في وادي قاديشا.

التحوّل إلى الحياة الرهبانية

عند وفاة والدة مارينا، قرّر والدها التفرغ لحياة الرهبنة، لكنّه وجد نفسه ممزقًا بين دعوته وحبّه لابنته الوحيدة. فكانت المفاجأة أن الصبية مارينا رفضت فكرة الزواج، وعبّرت عن رغبتها بأن ترافق والدها إلى الدير، طالبةً منه ألّا يُحرمها من الحياة مع الله. وبقلبٍ مفعم بالإيمان، قصّت شعرها وارتدت زيّ الرجال، وأخذت اسم “مارينوس”، لتلتحق بدير قنوبين في وادي قاديشا، قلب المارونية النابض في لبنان.

حياة نسكية وصمت بطولي

سنوات طويلة قضتها مارينا في الدير، صامتة، متأملة، متفانية في أعمال الطاعة والخدمة. لم يعرف أحد أنها أنثى، فقد عاشت حياة تقشّف وزهد، صامتة عن حقيقتها، ناطقة فقط بإيمانها، وملتزمة بأعمق أشكال النسك.

الاختبار القاسي والانكشاف بعد الوفاة

إلّا أنّ درب قداستها لم يكن خاليًا من التجارب. فقد اتُّهمت ظلمًا بارتكاب الخطيئة بعدما وُلد طفل غير شرعي ونُسب زورًا إليها. قبلت التهمة بصمت، ولم تدافع عن نفسها، بل اعتبرت أنّ ذلك جزء من صليبها الذي تحمله حبًّا بالمسيح. طُردت من الدير، وفُرض عليها أن تعتني بالطفل، فربّته بكل محبة وصبر، دون أن تبوح بسرّها. لم تُكتشف حقيقتها إلا بعد وفاتها، حين كُشف جسدها أثناء تحضيرها للدفن، وتبيّن أنها أنثى. عمّ الذهول والندم وجوه الرهبان، فبكوا قداسة ظلموها وجهلوا جوهرها. ومنذ ذلك الحين، أصبحت مارينا أيقونة للتجرّد والإيمان العميق، ورمزًا لكل من يختار الله فوق كل شيء.

شهادة الأب وتكريم الكنيسة

والدها، الذي ترهّب باسم “أوغسطين”، بقي هو الآخر شاهدًا على دعوة مارينا الاستثنائية، التي وُلدت من الألم والتضحية.

تحتفل الكنيسة المارونية بعيد القديسة مارينا في السابع عشر من تموز من كل عام، وتكرّمها كراهبة قديسة، وشفيعة لدير قنوبين التاريخي، الذي احتضن قداستها وظلّ شاهدًا على سرّها حتى اليوم.

مارينا أيقونة الإيمان الماروني

هذه القديسة ليست فقط مثالًا للقداسة الفردية، بل تجسيدًا حيًّا لهوية الموارنة، الذين عبر التاريخ حافظوا على إيمانهم رغم الاضطهاد، واحتضنوا وطنهم لبنان، فأسسوا كيانه، وجعلوا منه ملاذًا للمضطهدين، تمامًا كما كان وادي قاديشا، وتمامًا كما كانت مارينا: ملجأً للحقّ في وجه الظلم، وصوتًا للصمت المتقدّس في زمن الضجيج.

إيمان لا يتزعزع

إنّ إيمان القديسة مارينا هو إيمان الموارنة في كل الأزمنة: إيمان لا يهاب الاتهام، لا ينكسر تحت الاضطهاد، ولا يبحث عن مجد أرضي، بل يسعى إلى وجه الله وحده. ومن بين هؤلاء الموارنة برز قديسون عظام أمثال مار شربل، والقديسة رفقا، والقديس نعمة الله الحرديني، وغيرهم كثر، ممن جعلوا من لبنان منارة قداسة، وعلامة رجاء لكل من يسير في درب الخلاص.

الخاتمة: لبنان وطن مقدّس لا يُقهر

في الخلاصة، إنّ لبنان القداسة والقديسين، الذي أنجب القديسة مارينا وغيرها كثير من القديسات والقديسين والأبرار، هو وطن “وُقف”، أي ملك لله، أبدي وأزلي. ولهذا، ومهما اشتدت على أهله المؤمنين والأحرار الصعاب والتضحيات، لن ينكسر، وبمعونة الله دائمًا، وكطائر الفينيق، يخرج من الرماد إلى الحياة والنبوغ والعطاءات.

***الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الإلكتروني

https://eliasbejjaninews.com

عنوان الكاتب الإلكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

إجرام وإرهاب الجولاني ودواعشه مرفوض ومستكر

الياس بجاني/17 تموز/2025

إن الإجرام مرفوض والإبادة مرفوضة وكذلك واهانة رجال الدين الدروز وحلق شواربهم وقتل المدنيين منهم وحرق كنيسة في السويداء واعمال وحشية كثيرة هذه كل بربرية والمرتكب هم الدواعش التابعين للشرع واردوغان وقطر وكل فروع الإسلام السياسي السني والشيعي على حد سواء ومهما تغريت وتبدلت الأسماء والوجوه...جميعم من خامة واحدة منبعها الإخوان المسلمين والملالي الفرس...لا دخل هنا للدين لأن هؤلاء البرابرة لا يعرفون الدين وهم من يشوه صورته. ..كما أن ما تقوم به إسرائيل أو غيرها تحت أي عنوان ولأي سبب كان لا يبر الأعمال البريرية لجماعات الإسلام السياسي.. باختصار نظام الجولاني اثبت أنه فعلاً جولالي رغم كل الدعم العربي والدولي والإسرائيلي...ورغم كل محاولات التجميل وتقصير اللحية وارتداء البدلات والتزين بربطات العنق الفرنسي وانتعال الأحذية الإيطالية. ويبقى أن من شب على شيء يشيب عليه.

 

تعليق من السيدة فاديا طوم الحاج تعليق من السيدة فاديا طوم الحاج/صحيح الإجرام اللي حاصل بالسويداء شي كتير بشع وهمجي...

فايسبوك/18 تموز/2025

بس كيف منعرف هالمليشيا مين وراها؟ أكيد الجولاني-الشرع؟ يللي هوي نفسه تنزّل على سوريا parachuté (كأداة مدرَّبة لدور معيّن ولفترة مؤقتة)، من مُخطِّطين على الأرجح israelo-américains، تمامآ متل صناعتهن سابقآ لداعش وبن لادن وحماس (وهالحكي إجا على لسانن، مش من إختراعي) والآتي من هذا الغرب "المتحضر" قد يكون أعظم!

لكن... شو السر إنه الياس بجاني يدين الجميع (حتى رؤساءنا الحاليين والسابقين بلبنان)إلا إدانته لإجرام إسرائيل السبّاقة بكل انواع الإجرام والتعدّيات العسكرية.... إسرائيل يللي حاليآ عم توسّع حدودها على أكتاف الدروز وجبل العرب بحجة حمايتهن وحماية أمنها القومي لكن هدفها الحقيقي هوي الإحتلال... هالكيان المغتصب، حضرتك حاضر دايمآ تعطيه أعذار تخفيفية، مع إنه سياسة عقيدته التوسعيّة بتشكل "أذية" مباشرة لكل بلاد الشرق الأوسط.

.خطر هالكيان علينا، متل خطر كل اللي بيأيدوه وبيبيضوله صفحته على صفحاتهن

 

رد الياس بجاني على تعليق السيدة فاديا طوم الحاج

فايسبوك/18 تموز/2025

يا عزيزتي فاديا..مصيبة اليساريين والقومجيي والعروبيين من قوميين سوريين وبعث وكل أطياف الإسلام السياسي السني والشيعي ومعهم الذميين المسيحيين وما أكثرهم وما أغباهم أنهم يلصقون أي يسقطون كل اوساخهم وقصورهم وعقدهم وحقدهم وفشلهم ع إسرائيل، فيما هم ودولهم في الحضيض، وشعوبهم تعاني الفقر والجهل والأمراض والعوز، في حين أن وسرائيل تحلق بكل شيء، وتهزمهم كلهم مجتمعين وتلحق بهم الذل وتعري نفاقهم وشعوبيتهم الجوفاء. إسرائيل يا سيدة فاديا هبت لنجدتنا نحن المسيحيين في لبنان يوم كنا مهددين بالذبح على ايدي المنظمات الفلسطينية واليسار ومرتزقة الداخل، كما هي الآن هبت لنجدة الدروز في السويداء بوجه الدواعش الذين يتعرضون للإبادة. باختصار إسرائيل ليست العدو  وعن قناعة أقولها، ببل عدو شعوب الشرق الأوسط هو جهلهم وتعصبهم وهمجيتهم ومرض اسقاط ما فيهم ع إسرائيل وأوهامهم وهلوساتهم وعدم الإعتراف بغبائهم وبهزائمهم.. الف تحية لإسرائيل وآخر.. همي كل من يعيش عُقد الحقد. وعمى البصر والبصيرة....ولك تحياتي

 

تفاصيل أهم الأخبار اللبنانية

رابط فيديو مقابلة من “محطة أم تي في” تغوص في التاريخ وفي اتفاقية 17 أيار مع الوزير السابق البروفسور إيلي سالم إعداد وحوار الإعلامي أنطوان سعد.

18 تموز/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/07/145337/

إيلي سالم يستعرض مساره الفكري الذي صقله بعد دراساته في لبنان والولايات المتّحدة.

في الحلقة الأولى، يستعرض إيلي سالم مساره الفكري الذي صقله بعد دراساته في لبنان والولايات المتّحدة، ولقاءاته مع أنطون سعادة وميشال عفلق وجورج حبش وشارل مالك وجون فوستر دالاس وجمال عبد الناصر.

الياس بجاني/مقابلة رائعة مثل كل المقابلات والبرامج التي يُعدّها ويُقدّمها الإعلامي المميز أنطوان سعد… الضيف كان رائعاً.

 

رابط فيديو مقابلة من موقع "بيروت 24" مع الكاتب والمخرج يوسف ي. الخوري

18 تموز/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/07/145322/

لبنان محتل والإنتداب هو الحل

الطبقة السياسية أي المنظومة متحالفة مع حزب الله

عبر الكاتب والمخرج يوسف الخوري عن استيائه من وضع لبنان المحتلّ مشيراً انّ الحل الأنسب هو بالعودة الى عهد المتصرفية والإنتداب الأجنبي.

الإحتلالات الأربعة التي تدمر لبنان هي: الإعلام البوقي  والمأجور، حزب الله العصابة، المنظومة الحاكمة المستسلمة لحزب الله والجهلة المنادين بالفيدرالية (بظل إحتلال حزب الله والتنازل له عن قطعة من لبنان)

وزير الإعلام غريبب ومغرب عن مفاهيم الحرية 

الإنتخابت البلدية الأخيرة كرست احتلال وسلاح حزب الله في مناطقه

مواجهة الجيش لحزب الله العصابة لا تعتبر حرب أهلية 

إسرائيل انجزت 80% من مهمة اقتلاع سلاح حزب الله والمتروك للدولة المتقاعسة عن دورها 20%

 

رابط فيديو مقابلة من “محطة أم تي في” تغوص في التاريخ مع الوزير السابق البروفسور إيلي سالم إعداد وحوار الإعلامي أنطوان سعد.

18 تموز/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/07/145337/

إيلي سالم يستعرض مساره الفكري الذي صقله بعد دراساته في لبنان والولايات المتّحدة.

في الحلقة الأولى، يستعرض إيلي سالم مساره الفكري الذي صقله بعد دراساته في لبنان والولايات المتّحدة، ولقاءاته مع أنطون سعادة وميشال عفلق وجورج حبش وشارل مالك وجون فوستر دالاس وجمال عبد الناصر.

الياس بجاني/مقابلة رائعة مثل كل المقابلات والبرامج التي يُعدّها ويُقدّمها الإعلامي المميز أنطوان سعد… الضيف كان رائعاً.

 

قوة إسرائيلية تتوغل في ميس الجبل وبالصورة.. مناشير فوق الناقورة

المركزية/18 تموز/2025

توغلت قوة إسرائيلية فجرا، في وسط بلدة ميس الجبل، حيث تجوّلت آليات عسكرية ودراجات نارية (ATV) بين المنازل المأهولة بالسكان، وأقدمت على تفجير جرافتين كانتا تعملان على رفع أنقاض المنازل المدمرة نتيجة العدوان، قبل أن تنسحب في اتجاه منطقة الجدار الفاصل. وألقت محلقة إسرائيلية مناشير فوق بلدة الناقورة بالتزامن مع تشييع الشهيد علي فوزي عطوي. واندلع حريق كبير، عصر اليوم، في سهل مرجعيون، مقابل مستعمرة المطلة، في منطقة تعرف بـ"المطار والدهشات"، بعد رشقات نارية أطلقها الجيش الإسرائيلي المتمركز على تلة حمامص، خلال عملية تمشيط واسعة في المنطقة الحدودية. وتسبب الرصاص في اشتعال النيران في الأحراج والأعشاب اليابسة، مما تسبب بامتداد الحريق نحو مناطق زراعية في السهل. وبعد سلسلة اتصالات أجرتها الجهات المعنية مع قوات "اليونيفيل"، سمح لعناصر الدفاع المدني اللبناني، بمؤازرة الجيش اللبناني، بالوصول إلى الموقع وبدء عملية الإطفاء. وتبذل جهود مكثفة للسيطرة على النيران ومنع امتدادها إلى مناطق سكنية أو زراعية إضافية. ومساء أطلق الجيش الإسرائيلي قذيفة هاون في اتجاه منطقة السدانة عند أطراف منطقة كفرشوبا في جنوب لبنان. وفي الهرمل حلقت مسيرة من دون صوت في أجواء المدينة، كما حلقت في النبطية مسيرة إسرائيلية على علو متوسط، في أجواء زوطر الشرقية باتجاه ميفدون.

 

برّاك في بيروت الثلاثاء حاملاً ورقة "حصر السلاح" وتحذيرات من التصعيد وحزب الله يرفض

المركزية/18 تموز/2025

كشفت مصادر مطّلعة على مسار المفاوضات الأميركية-اللبنانية أن امبعوث الأميركي توم باراك سيعود إلى بيروت يوم الثلاثاء المقبل في زيارة توصف بـ"المفصلية"، وسط تصاعد الضغوط المرتبطة بتنفيذ بنود ما يُعرف بـ"الورقة الأميركية". وتشير المصادر إلى أن الورقة تنص على بدء عملية حصر السلاح تدريجيًا، بدءًا من السلاح الثقيل والصواريخ الباليستية، مرورًا بـالمسيّرات والأسلحة المتوسطة، وصولًا إلى تحقيق ضبط كامل في سياق استراتيجية أمنية وطنية. وتؤكد المصادر أن باراك سينقل رسالة مباشرة من واشنطن إلى المسؤولين اللبنانيين، تشدد على ضرورة الالتزام بتنفيذ ما ورد في النسخة الأولى من الورقة، مع تحذيرات واضحة من ترك لبنان مكشوفًا أمام التصعيد الإسرائيلي في حال لم يتم التجاوب مع المطالب الأميركية. في المقابل، أفادت مصادر مقربة من حزب الله أن الحزب يرفض الورقة الأميركية رفضًا قاطعًا، معتبرًا أنها تمسّ بالسيادة الوطنية وتستهدف دور المقاومة في حماية لبنان. ودعت المصادر إلى "التفاهم الداخلي" على استراتيجية وطنية شاملة للسلاح تُبنى على حوار لبناني–لبناني، لا على إملاءات خارجية.

 

تشكيك بقدرة لبنان على إحراز تقدم لجهة نزع السلاح

مصادر أميركية: برّاك "سيفرض" الالتزام بجدول زمني...أمل شموني

نداء الوطن/19 تموز/2025

واشنطن وجهت للمسؤولين اللبنانيين إنذارًا نهائيًا بضرورة نزع سلاح "حزب الله"

دخل الحوار الأميركي اللبناني حول نزع سلاح "حزب الله" مرحلة محورية، بدأت تتسم بمزيج من الإلحاح الأميركي والإسرائيلي والتشكيك في القدرات اللبنانية وصولًا إلى التعقيدات الإقليمية. وتشير المصادر الأميركية إلى أن الإقتراح المقدم من واشنطن كرد على رد الجانب اللبناني، يقترح جدولًا زمنيًا لا يتعدى أربعة أشهر لنزع سلاح "الحزب"، ويترافق مع خطوات متبادلة تسعى إلى التوافق ووقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل. لكن مع تطور هذه الأحداث، أصبحت التحديات الكامنة في هذا المسعى الدبلوماسي أكثر وضوحاً، وأبرزها معادلة نزع سلاح "حزب الله" وكل السلاح غير الشرعي على كامل الأراضي اللبنانية مقابل التصعيد العسكري واهتزاز الاستقرار في لبنان. وتواجه الولايات المتحدة وضعًا صعبًا في محاولاتها لدفع لبنان للمبادرة العملية لنزع السلاح. وقد أعرب مسؤولون أميركيون عن رغبتهم في إحراز تقدم، مُصرّين على جدول زمني مُنظّم يُلزم "الحزب" بالتخلي عن الأسلحة الثقيلة. لكن مصادر البيت الأبيض بدأت تشعر بنفاد الصبر من وتيرة المفاوضات التي تعكس مبدأ "راوح مكانك"، وتلفت إلى أن السفير الأميركي توم برّاك سيقوم بمحاولة جديدة "يفرض" خلالها على الجانب اللبناني الالتزام بالجدول الزمني المحدد. وهنا بيت القصيد، بحسب ما قالت كبيرة الباحثين في معهد واشنطن حنين غدار لـ "نداء الوطن"، فالفارق الرئيسي بين ما تطالب به واشنطن وما تطلبه بيروت هو الالتزام بالجدول الزمني مقابل غيابه أو تمييعه وإيجاد أسباب لعدم تنفيذه. "فوجود جدول زمني يعني سياسة فعلية قائمة على المواجهة مقابل الرغبة في عدم المواجهة". وكانت المعلومات قد أشارت إلى أن الولايات المتحدة قد وضعت مع الجانب اللبناني خطة عملانية من ثلاث مراحل لنزع سلاح "الحزب" والسلاح الفلسطيني، تهدف في البداية إلى سحب الأسلحة من المناطق الواقعة شمال وجنوب نهر الليطاني، يليها نزع السلاح في بيروت وسهل البقاع. إلا أن الحكومة اللبنانية أبدت تحفظاتها بشأن الالتزام بمواعيد نهائية صارمة، حيث أبرز رد الرئيس جوزاف عون، المؤلف من سبع صفحات، التعقيدات الداخلية في لبنان. وأشارت غدار إلى أن رد الجانب اللبناني أبدى رغبة في تنفيذ نزع السلاح غير الشرعي، لكنه أشار إلى "أننا سنفعل ذلك بطريقتنا الخاصة وفي الوقت الذي يتناسب معنا من دون ضغوط". في هذا الإطار، أكدت غدار أن "حزب الله يعتقد أنه إذا تخلى عن سلاحه سيخسر الانتخابات، وهو يفاوض الحكومة اللبنانية على الاحتفاظ بسلاحه حتى ما بعد الانتخابات. وهو ما لا تقبل به واشنطن وتعتبره انحرافًا كبيرًا عن أولويات الولايات المتحدة، التي تهدف إلى نزع سلاح "الحزب" الآن من أجل انتخابات برلمانية أكثر حرية".

وتشير أوساط أميركية إلى أن واشنطن وجهت للمسؤولين اللبنانيين إنذارًا نهائيًا بضرورة نزع سلاح "حزب الله" وتنفيذ الإصلاحات المالية، وقال الدبلوماسي الأميركي ديفيد شنكر، إن هذا التلكؤ محبط وأن أنظار واشنطن ودول الخليج بدأت تتحول بشكل متزايد نحو أولويات إقليمية أخرى.

ورغم أن قيادة "حزب الله" لا تزال تشكل عاملًا مهمًا في هذه المناقشات، وهي تؤكد بلسان رئيس مجلس النواب نبيه بري أن أي نزع للسلاح يجب أن يكون مشروطًا بوقف الاعتداءات الإسرائيلية وانسحاب شامل للقوات الإسرائيلية. إلا أن واشنطن تشدد على أن زيارة برّاك المقبلة ستكون "نقطة تحوّل" بحسب مصادر قريبة من البيت الأبيض.

في موازاة ذلك، تتطور النقاشات حول دعم الجيش اللبناني في الكونغرس، فقد سلّط عضوا الكونغرس من أصل لبناني دارين لحود وداريل عيسى الضوء هذا الأسبوع على أهمية هذا الدعم في مواجهة "حزب الله". ففي معرض معارضته للتعديل المطروح في الكونغرس والذي يسعى إلى وقف تقديم المساعدة للجيش اللبناني، قال لحود: "إن دعم الجيش اللبناني مهم ليس فقط لأمن لبنان، بل أيضًا لاستقرار الدول المجاورة ولمصالح الولايات المتحدة... إن إلغاء التمويل العسكري عن الجيش اللبناني الآن لن يؤدي إلا إلى زيادة قدرات حزب الله". بدوره، أكد عيسى بأن التعديل "مُضلّل"، مشددًا على "أهمية التزام الولايات المتحدة بدعم الجيش اللبناني لضمان الاستقرار ومواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة". ويزداد الوضع تعقيدًا مع تأكيدات الجانب اللبناني أن "حزب الله" قد تم نزع سلاحه جنوب نهر الليطاني، وهو تصريحٌ "غير دقيق" بحسب غدار، "إذ لا يزال موجودًا في الجنوب"، مضيفة أنه "من وجهة النظر الأميركية، يجب أن يشمل نزع السلاح جميع أنحاء لبنان، وليس منطقةً محددةً فقط". ويشير عدد من المراقبين بأن زيارة برّاك المتوقعة إلى بيروت، ستكون حاسمةً في تحديد المسار المستقبلي لهذه النقاشات، بينما يُعرب الجانب اللبناني عن رغبته تذليل إشكالية السلاح بالحوار. إلا أن درجة الالتزام بإيجاد حل لا تزال غير مؤكدة، بحسب واشنطن. وتشير غدار إلى أن "المشكلة الرئيسية تكمن في انعدام الثقة بالجانب اللبناني"، وهو ما يخلق تداعيات كبيرة. وتؤكد غدار أنه إذا تخلت واشنطن عن ملف لبنان لا يعني بالضرورة أن اللبنانيين سيكونون أحرارًا في حلّ معضلة السلاح حسب ما يرونه مناسبًا. في هذا الإطار، بدأت تتعالى أصوات في واشنطن داعية إلى اتخاذ إجراءات ملموسة لمعالجة الاختلاف بين الاستراتيجيات الأميركية واللبنانية في ما يتعلق بنزع سلاح "حزب الله". وفيما يؤكد لحود وعيسى أن الحفاظ على دعم الجيش اللبناني أمر بالغ الأهمية، دعا آخرون إلى تفعيل موضوع العقوبات ضد الشخصيات اللبنانية التي تعمل على عرقلة الإصلاح وجهود نزع السلاح.

 

لا مساعدات للجيش ولبنان ما لم تمسك الدولة بالقرار

يوسف فارس/المركزية/18 تموز/2025

 انشغل لبنان الرسمي في الأيام الأخيرة في الوقوف على المرامي الحقيقية لكلام الموفد الأميركي توم برّاك من مآل الأوضاع ومصير الوطن برمته . وبمعزل عما اذا كان براك قد تراجع عما ادلى به حول تهديد وجودي يحدق بلبنان او عن تحذيره من عودته الى بلاد الشام دقيقا او مجتزءا من مقابلة صحفية فإن الأخطر في كلامه والذي تؤشر اليه مصادر دبلوماسية قد تناول الجيش اللبناني وموقف دول الخليج المعارض للطلب المقدم من الرئيس دونالد ترامب الى الخليجيين للتريث راهنا بدعم لبنان وتقديم الدعم المالي للقوى المسلحة . وتشير المصادر نفسها الى ازمة كبرى يواجهها لبنان في هذه المرحلة تتمثل بالتردد من قبل أي جهة خارجية وخصوصا من دول الخليج لتقديم أي أموال الى الدولة اللبنانية والسبب هو انغماس الطبقة السياسية اللبنانية بالفساد . ولا يأتي التردد الخليجي والعربي من فراغ بحسب المصادر، باعتبار ان دول الخليج قد دعمت لبنان في السابق بمبالغ كبيرة ذهبت كلها الى جيوب وحساب المسؤولين الفاسدين .

لكن تبقى الاولوية وفق برّاك هي تكريس مناخ الاستقرار في لبنان من خلال دعم الجيش انما ستكون هذه المهمة بالغة الصعوبة بسبب ضعف قدرات الجيش، لذا ستعود واشنطن لتعمل مع دول الخليج من جهة ومع قوات اليونيفيل بعد تعديل مهامها على تأمين الدعم للجيش لينتشر على كل الأراضي اللبنانية ويخفف من قبضة حزب الله على لبنان . عضو تكتل الجمهورية القوية النائب رازي الحاج يقول لـ "المركزية" في السياق :  طالما لبنان لم يأخد القرار بحصرية السلاح بيد الأجهزة الأمنية وحدها على ما لحظها القرار 1701، وبالتالي لا يمتلك الامرة في السلم والحرب ويبسط سلطته على كامل التراب اللبناني سيبقى على هذه الحال من التراجع على كل المستويات الإدارية والرسمية . المطلوب من الدولة وتحديدا الحكومة اتخاذ الخطوات العاجلة لتكون في لبنان دولة تحظى بالمكانة اللازمة على الخارطة العالمية والدعم المطلوب من الأسرتين العربية والغربية . ويتابع : الفرصة ما تزال سانحة امام لبنان شريطة تنفيذ القرارات الدولية واخرها الـ 1701 الرامي الى انهاء النزاع ما بين الجوار ودول المنطقة التي تتجه الى الانخراط في المسيرة الجديدة التي ترتسم معالها . هذه المشهدية في حال الانضواء اليها من شأنها تحرير ما تبقى من الأراضي محتلاً وتثبيت الحدود الجنوبية والشرقية الشمالية مع سوريا . ما يجعل الاعتداء على الأرض اللبنانية من أي جهة كانت من مسؤولية الدولة وحدها لا الأحزاب والتنظيمات كما الحال راهنا . ويكون بالتالي على لبنان اتخاذ القرار وإيجاد السبل الكفيلة برد العدوان سواء عبر التصدي العسكري او اللجوء الى المحافل الدولية والدول الشقيقة والصديقة . ويختم لافتا الى ان المساعدات العسكرية الأميركية والخليجية للجيش اللبناني والقوى الأمنية التقليدية لا تزال قائمة لكنها مع تنامي الدور المطلوب منها وفي ظل التفلت القائم باتت غير كافية خصوصا انها تفتقر للتكنولوجيات والمعدات الحديثة.

 

الفصل بين الـ1701 واتفاق وقف النار.. موقف لا يخدم الدولة اللبنانية

لارا يزبك/المركزية/18 تموز/2025

عقد مجلس الأمن الدولي اليوم جلسة مشاورات مغلقة حول تنفيذ القرار 1701، الذي دعا في العام 2006 إلى وقف الأعمال العدائية بين "حزب الله" وإسرائيل. وقدم الأمين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريش تقريره حول تنفيذ القرار 1701 الذي صدر قبل أيام ويغطي الفترة من 21 شباط إلى 20 حزيران. كما قدمت الإحاطات كلٌ من المنسقة الخاصة للبنان جانين هينيس-بلاسخارت التي جالت الاربعاء في الجنوب، ومساعد الأمين العام لشؤون الشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ في إدارة الشؤون السياسية وبناء السلام وإدارة عمليات السلام، محمد خالد خياري. تأتي هذه الجلسة على مسافة اسابيع من استحقاق التجديد للقوات الدولية العاملة في جنوب لبنان في ٣١ آب المقبل وقد طلب لبنان الرسمي التمديد سنة إضافية لليونيفيل. حزب الله يعتبر انه طبق القرار ١٧٠١. هذا ما اعلنه مرارا امينه العام الشيخ نعيم قاسم وهذا ما اكده مجددا من ساحة النجمة الثلثاء عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض حيث قال: هل يريدنا البعض أن نقف في العراء رغم التزامنا بما التزمت به الحكومة وتطبيقنا قرار وقف إطلاق النار الذي داس عليه الإسرائيلي وتراجع عنه الأميركي؟ وأضاف: يريدون اتفاقاً جديداً ويتكلمون عن جنوب النهر. كل ما يتجاوز جنوب النهر هو شأن سيادي نعالجه نحن والحكومة... هذا الضغط المستمر على الحكومة والعهد للاصطدام مع مكوّن لبناني وبيئة معينة لن يمر. لم تصطدم الدولة مع جزء من اللبنانيين إلا ودفعت الدولة الثمن، فهل يريدون دفع الدولة نحو الاهتراء؟ غير ان الحزب يتناسى، بحسب ما تقول مصادر سيادية لـ"المركزية" ان القرار ١٧٠١ (الذي يُذكّر بالقرار ١٥٥٩) بات جزءاً لا يتجزأ من اتفاق وقف النار الذي أعلن في تشرين الثاني 2024، وانه لم يعد قرارا بحد ذاته يمكن تطبيقه بمعزل عن اتفاق وقف النار، وان الاخير بات عمليا، يعلو على القرار ١٧٠١. انطلاقا من هنا، تخشى المصادر الا يكون التجديد لليونيفيل سهلاً ومرضياً للدولة اللبنانية او الحزب، الذي يعتدي مناصروه دوريا على القوات الدولية، خاصة اذا بقيت الضاحية تصر على ان حدود الـ١٧٠١ واتفاق وقف النار، هي جنوب الليطاني. فتسليم الارض والسلاح للشرعية يجب ان يشمل الـ١٠٤٥٢ كلم٢ كلها، من دون شبر ناقص، والا سيبقى امن لبنان معرّضاً للخضات، ولن تقوم دولة فعلية، وسيبقى لبنان يعاني في علاقاته الدولية وفي المحافل الاممية، ليس فقط في استحقاق تجديد اليونيفيل، بل في كل الملفات التي يحتاج فيها الى الدعم الخارجي، وما أكثرها، تختم المصادر.

 

لا اتفاقية بين لبنان وصندوق النقد... و"نقطة عَ السطر"

ميريام بلعة/المركزية/18 تموز/2025

 يعيش لبنان ذو الإنفة، وضعاً حرِجاً يوقع به حائراً أمام الخيارات المتعددة التي عليه سلوك أحدها... إما المضي بكِياسة في قرار حصر السلاح بيد الدولة وحدها وبالتالي تسليم سلاح "حزب الله" كشرط دولي للإنقاذ المالي وإعادة الإعمار... وإما البقاء من دون أن "ينبس ببنت شفة" للضغط في هذا الاتجاه، وبالتالي تموضعه بعيداً من الدعم الدولي والخليجي في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيش. في ظل هذا التخبّط الرسمي، يعود البحث عن مصير المفاوضات بين الحكومة اللبنانية وصندوق النقد الدولي التي همدت من دون معرفة ما آلت إليه النتائج بعدما عوّل عليها المسؤولون للخروج من الأزمة المالية القاتمة!

أين أصبح توقيع الاتفاقية مع صندوق النقد؟ هل ينتظر صدور قانون الفجوة المالية؟ المستشار السابق في صندوق النقد الدولي الخبير الاقتصادي منير راشد يقول لـ"المركزية": منذ حكومة الرئيس السابق نجيب ميقاتي، يطالب صندوق النقد بقانون السريّة المصرفية، وقانون إصلاح المصارف، وقانون إعادة التوازن المالي أو ما يسمّى بقانون الفجوة المالية... ذلك مع بقاء الصندوق متمسكاً بمبدأ شطب الودائع أقله وفق ما أعلن في تقريره الأخير. لذلك، وفق راشد، "لن يتم التوقيع على أي اتفاقية مع صندوق النقد لأن هناك إجماعاً في لبنان على رفض شطب الودائع كما يشترط الصندوق حتى اليوم. وفي حال قررت الدولة ذلك، لأي سبب كان، فذلك يعني نهاية لبنان والقطاع المصرفي برمّته، وبالتالي لن يعود أحد يثق بكليهما. فأي قرار بشطب الودائع هو غير دستوري وغير شرعي، علماً أنه لم يحظَ بموافقة مجلس شورى الدولة.... كما أنها جريمة مالية من الناحية الأخلاقية والإنسانية! فهل من عاقل يعمل على توقيع اتفاقية للحصول على 3 مليارات دولار من صندوق النقد لشطب 73 مليار دولار من الودائع؟! ويُضيف: أما إذا كان هدف لبنان من توقيع الاتفاقية مع صندوق النقد، هو نيل ثقة المجتمع الدولي، فمن المؤكد أن القطاع الخاص العالمي لن ينجذب إلى الاستثمار في دولة لديها برامج مع صندوق النقد، لاعتباره أن الدولة بذلك تدلّ على أنها غير قادرة على إدارة نفسها بنفسها... وجلّ ما في الأمر، إن توقيع أي دولة اتفاقية مع الصندوق سيؤمِّن الثقة للحكومات فقط وليس للقطاع الخاص. ويعتبر أن "كل ما يحصل الآن من اجتماعات بين الدولة وصندوق النقد هو مضيعة للوقت... ليس إلا. ولو كان هناك من احتمال توقيع أي اتفاق، لكان تم ذلك على مدار السنوات الخمس التي استغرقتها المفاوضات بين الطرفين، وذلك بفعل غياب القاعدة التي يجب أن ترتكز عليها الاتفاقية المرجوّة. فالمديرون التنفيذيون في صندوق النقد والذين يملكون القرار الفصل في هذا المجال، يُقرّون بأنهم لا يُقرِضون أي دولة لديها دَين يوازي أربعة أضعاف الناتج المحلي الإجمالي، يقيناً منهم أنها ستعجز عن إيفاء قيمة القرض للصندوق".... "من هنا، لا مجال إطلاقاً لتوقيع اتفاقية بين الحكومة اللبنانية وصندوق النقد... ونقطة على السطر" يجزم راشد.

الدور اللبناني المهمَّش..

ليس بعيداً، يأسف راشد لغياب أي تصوّر أو خطة لدى الحكومة اللبنانية لحل الأزمة القائمة ولا حتى هناك أي رؤية مستقبلية للاقتصاد الوطني! لا في مجال الكهرباء ولا الاتصالات أو المطار والمرفأ... أو حتى أزمة النفايات"، ويقول: يتغنّون بالعلاقات الجيّدة مع دول الخارج، فيما المملكة العربية السعودية لا تزال تحظّر مجيء رعاياها إلى لبنان وتقفل أسواقها أمام المنتجات اللبنانية! فأي علاقات جيّدة يتحدثون عنها؟! وعن الفرص الاقتصادية والمالية التي يفوّتها لبنان بسبب عدم تطبيق القرار الدولي بحصر السلاح بيد الدولة وحدها، يعلّق راشد بالقول: الضياع يسيطر على القرار الرسمي اللبناني وتحديداً في ملف تسليم سلاح "حزب الله" للدولة! في حين، إذا حصل التطبيع بين سوريا وإسرائيل ومضى الجانبان في مشاريع اقتصادية مستقبلية تنعش اقتصاد البلدين، سيوضع لبنان على هامش خريطة الشرق الأوسط، ويغيب دوره الإقليمي حتماً.. للأسف.

 

مصانع وشركات إنترنت واتصالات غير شرعية تتجاوز المُرخّص لها

باتريسيا جلاد/نداء الوطن/19 تموز/2025

الاقتصاد الأسود ينمو 4.6 مليار دولار خارج الرقابة

مقابل 300 صرّاف مرخّص في لبنان كان هناك بعد استفحال الأزمة 3000 صرّاف غير مرخّص، بالإضافة إلى عدم التزام بعض شركات تحويل الأموال ببنود الرخص وفقًا للقوانين. وفي الشقّ التجاري تبرز المصانع وشركات الإنترنت والاتصالات غير المرخّصة التي يفوق عددها الشرعية منها. وغيرها من أعمال التهريب عبر الحدود والتهرّب من تسديد الرسوم الجمركية والضرائب بمليارات الدولارات. كلّ تلك المخالفات تشكّل محور ما يسمّى اقتصاد الظلّ الذي بلغ حجمه 4.6 مليارات دولار، وأدّى إلى إدراج لبنان على اللائحة الرمادية. كيف يؤثّر ذلك سلبًا على مالية الدولة والاقتصاد الكلّي؟

يحتلّ اقتصاد الظلّ أو ما يسمى الاقتصاد الموازي أو غير الشرعي الذي تمدّد في لبنان منذ انطلاق شرارة الأزمة المالية مساحة متقدّمة من الاقتصاد الكلّي في لبنان. فهو شهد توسّعًا متسارعًا منذ العام 2019 لدرجة جعلت من لبنان يتفوّق بأشواط على دول عالمية. استنادًا إلى المسح العالمي للعام 2025 الذي أجرته شركة «إرنست أند يانغ»، سجّل حجم اقتصاد الظلّ في لبنان نسبة 19.6 % من الناتج المحلي الإجمالي للعام 2023 مقارنة بالمعدّل العالمي البالغ 11.8 % ، مرتفعًا بنسبة 1.9 % من الناتج بين 2019 و2023. كيف تترجم تداعيات هذا التقدّم السلبي على الاقتصاد وعلى مداخيل الدولة؟

حجم الاقتصاد غير الشرعي

من حيث القيمة الاسمية، بلغ حجم اقتصاد الظلّ في لبنان، أو كما يسمّيه البعض الاقتصاد الموازي أو غير الشرعي، ما قيمته 4.6 مليار دولار استنادًا إلى الناتج المحلي الإجمالي الإسمي البالغ 23.6 مليار دولار في العام 2023 وفقًا لتقديرات صندوق النقد الدولي. وفي هذا الإطار عرّفت شركة الاستشارت والتدقيق الدولية EY في التقرير الصادر عنها ويشمل131 دولة في العالم اقتصاد الظلّ بأنه الاقتصاد غير المرصود أو غير المسجّل، والذي يشمل النشاط الاقتصادي غير المبلّغ عنه للكيانات الاقتصادية المسجّلة وغير المسجّلة. تلك المعاملات أو العمليات التجارية تتم من دون فواتير أو إيصالات مالية، فتبقى غير موثّقة وغير خاضعة للضرائب ما يفوّت على الدولة عائدات كبيرة هي اليوم في أمسّ الحاجة إليها في ظلّ النفقات المتزايدة والتي تسعى لتوفير إيراداتها عبر قروض وزيادة في الضرائب على المواطنين وعلى الاقتصاد الشرعي. وفي هذا السياق، يقول الباحث الاقتصادي والخبير المالي نسيب غبريل لـ «نداء الوطن» إن «اقتصاد الظلّ هو سبب وضع لبنان على اللائحة الرمادية من مجموعة العمل المالية في تشرين الأول 2024، بعد تقصيره في مكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب. وهو سبب أيضًا في إدراج الاتحاد الأوروبي لبنان على لائحة الدول المرتفعة المخاطر مع 9 دول أخرى في 10 حزيران 2025 مرتكزًا على مجموعة العمل المالي «فاتف» وتقييمه الخاص المستقل ومنهجيته الخاصة».

تحسّن في التزام لبنان 

ولكن بعد الاتفاق بين السلطات اللبنانية ومجموعة FATF حول الإجراءات العشرة لسد الثغرات في مكافحة لبنان تبييض الأموال وتمويل الإرهاب، تحسّن التزام لبنان بمكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب. ومن بين تلك الإجراءات يبرز بند الحدّ من الاقتصاد غير الشرعي عن معالجة موضوع الجمعيات غير الحكومية عالية المخاطر، إنشاء نظام للشركات لمكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب، إجراء تحقيقات وإصدار أحكام قضائية، مصادرة أصول مشتبه في مصدرها، مصادرة العملات والأحجار الكريمة المهربة عبر الحدود... وفي الشقّ التجاري ضبط المصانع وشركات الإنترنت والاتصالات غير المرخّصة التي يفوق عددها الشرعية منها.

تداعيات اقتصاد الظلّ

اقتصاد الظلّ كما جاء في تقرير «ارنست أند يانغ» يساهم في الفجوة الضريبية، وهي الفرق بين إجمالي الضرائب المستحقة على الأفراد والشركات لخزينة الدولة وما يتم دفعه بالفعل من قبل الملتزمين بالقوانين الضريبية. فالتأثير السلبي لاقتصاد الظلّ يمتدّ إلى ما هو أبعد من الفجوة الضريبية، نظرًا لتأثيراته السلبية طويلة الأجل، مثل انخفاض إيرادات الحكومة، وتداعياته على المالية العامة، وتراجع جودة وكمية الخدمات العامة، وتشوه المنافسة، وردع الاستثمار والنمو الاقتصادي، فضلاً عن تدهور وضع المؤسسات الاقتصادية التي تلتزم بالقوانين، وتراجع الوعي الاجتماعي. وأشار التقرير أيضًا إلى أن نقص البيانات، وضعف تطبيق القانون، وانخفاض مستوى الحوكمة في القطاع العام، وارتفاع الأعباء الضريبية، والصعوبات الاقتصادية تساهم في ارتفاع حجم اقتصاد الظلّ. وقد غطى المسح 97.2 % من الناتج المحلي الإجمالي العالمي و95.6 % من سكان العالم.

الإجراءات الوقائية 

تشمل الأدوات اللازمة للحدّ من حجم اقتصاد الظلّ تعزيز ثقة دافعي الضرائب في الإدارة العامة والنظام الضريبي، مواجهة تحدّيات الأعمال غير المرخّصة وغير المشروعة، الاستفادة المثلى من التكنولوجيا المتاحة، الاستفادة من المصادر الخارجية للبيانات لتحقيق فوائد استراتيجية، تعزيز الاستراتيجيات الحكومية الشاملة، والتعاون الدولي.

فمنذ تشكيل الحكومة، يوضح غبريل، «تمّ وضع خريطة طريق قوامها تشكيل لجان من قبل بعض الوزارات لتنفيذ الإجراءات المطلوبة والمذكورة آنفًا لرفع لبنان عن اللائحة الرمادية، لجنة وزارة العدل انتهت من تقريرها ولكن لا نعلم ماذا حصل في مسألة  تطبيق الخطة التي قدمتها اللجنة» . إلى ذلك يُذكر من خلال الإعلام إجراء مصادرات لمبالغ مالية ضخمة ترد عبر المعابر بطريقة مشبوهة وكان آخرها عبر مطار بيروت. فضلاً عن إقدام القوى الأمنية على إقفال معابر غير شرعية على الحدود اللبنانية السورية وإقفال مصانع كبتاغون وضبط ممنوعات معدّة للتصدير، كلها إجراءات تضع لبنان في المسار الصحيح. وتلك الإجراءات المحدودة لا بدّ من أن تواكبها إصلاحات كاملة وشاملة بشكل أسرع ما يعجّل دورة الاقتصاد، كما يوضح غبريل، الذي شدّد في المقابل على «ضرورة التأكيد على هوية الاقتصاد اللبناني، باعتباره اقتصادًا حرًّا  ليبراليًا منفتحًا على العالم خصوصًا العربي، عموده الفقري القطاع الخاص الذي يخلق فرص عمل ويؤسس لمشاريع، يكمله قطاع عام منتج مهمته تطبيق القوانين والحفاظ على المنافسة ورفع مستوى تنافسية الاقتصاد اللبناني وخلق بيئة استثمارية ومكافحة تبييض الأموال واقتصاد الظلّ، وإعادة انخراط الاقتصاد والقطاع المصرفي اللبناني في النظام المالي العالمي.

إذًا، بما أن وضعنا الأمني والسياسي حاليًا أفضل بكثير من العام 2024 (عام الحرب الإسرائيلية على «حزب الله»)، أمامنا فرصة كما قال غبريل «عابرة للأجيال، لن تتكرّر يجب قطفها من المسؤولين وتلقّفها خصوصًا أن الموفد الأميركي توم براك ذكّرنا بها خلال زيارته الأسبوع المنصرم واختصر  المشهدية بالقول: إن المنطقة تتحرك بسرعة الصوت، إذا لم يواكب لبنان هذا التحرّك ستنساه الدول الأوروبية والدول الأخرى».

 

"الحزب" بنسخته التكفيرية: "فئة مختارة" تستخدم الفرق الشيعية دروعًا بشرية

سامر زريق/نداء الوطن/19 تموز/2025

في العام الثالث للهجرة، وبينما كان الإسلام كقوة سياسية لا يزال طري العود، دارت رحى معركة بين جيش المسلمين بقيادة النبي، وبين قبيلة قريش القوية، عرفت بـ "غزوة أُحُد"، بعدما اتخذ النبي من جبل يحمل الاسم نفسه على تخوم المدينة المنورة ساترًا دفاعيًا.

تحتل هذه المعركة موقعًا مركزيًا في الموروث الإسلامي لما فيها من عِبَر، منها حرص النبي على أن يكون القتال خارج المجتمع المديني، والتي يحاجج بها المسلون ضد حماس وتهورها، وفيها خسر المسلمون انتصارًا كان في يدهم، وتعرضوا لمحنة شديدة، بلغت حد إصابة النبي. في تلك اللحظة العصيبة، دعا النبي قائلًا: "اللهم لا يعلون عليك، لا قوة لنا إلا بك"، فنزل قول الله تعالى في سورة "آل عمران" "ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون".

الشاهد أن هذا الدعاء وهذه الآية يتم استحضارهما بشكل مكثف في زماننا على وقع تراكم المحن والخيبات عند المسلمين سنة وشيعة، ولا سيما مؤخراً. من الزلزال الذي نزل بـ "حزب الله" و"شيعته" وصولاً إلى إيران، الدولة المركزية الشيعية، إلى انفلاش الصراعات في سوريا، وتمدد آثارها إلى لبنان، والتي تتجاوز فكرة الوجود الديموغرافي، لتتصل بالتأثير السياسي وقيمه المتغيرة ضمن قواعد لعبة يعاد تشكيلها بالدم. تتخذ هذه الصراعات طابعًا مذهبيًا شديد الكثافة والتركيز، ضمن لوحة كبرى عنوانها الصراع التاريخي السني – الشيعي بكافة أشكاله وقيمه وتحولاته حسب موازين القوى الدولية و"الجماعاتية"، حيث تشحن الغرائز وتستحضر الرمزيات.

ذلك أن الموحدين المعروفين بـ "الدروز"، هم في الأصل جماعة ولدت من رحم "الإسماعيلية" ودولتها القوية "الفاطمية"، المنسوبة إلى فاطمة الزهراء ابنة النبي، والتي لها مكانة مميزة في الموروث الشيعي. والإسماعيليون، كما العلويون وجماعات أخرى، ينتسبون إلى الشيعة، وكانوا أكثر قوة وانتشارًا خلال بعض الحقب التاريخية، من "الإماميين" أو "الإثنا عشرية"، التي يلتصق بها مصطلح الشيعة في التاريخ المعاصر، نتيجة توسع انتشارهم وتنامي قوتهم السياسية.

بيد أن المثير في حمأة توهج الصراعات هو موقف "حزب الله" كجماعة راديكالية شديدة الغلو، ليس تجاه السنة فحسب، بل كذلك إزاء الموحدين والعلويين، وما يتسم به من استعلاء ممزوج بعوامل تكفيرية، يتمأسس حول مفهوم "الجماعة الناجية" الشديد التماهي مع "شعب الله المختار"، فيما تندرج الفرق الشيعية الأخرى ضمن "الفئات الباغية".

وإذا كان هذا الموقف يحضر في السخرية من مصاب الموحدين، بمفعول انتقامي رجعي يتدثر بحادثة "شويا"، ويتصل بكيفية التعامل معهم إبان "غزوة 7 أيار" وإعمال القتل فيهم، إلا أنه يبرز بصلافة أكبر في التعامل مع العلويين، واعتبارهم "جماعة مارقة"، حتى أيام نظام بشار الأسد، مع الإصرار على نشر التشيع الإثنا عشري بنسخته الأكثر تطرفاً في مناطق الثقل العلوي في سوريا، بالحديد والنار، واستسهال الاعتداء على نسائهم، عن تناول اللحم في مطاعمهم لعدّه حرامًا! والأمر نفسه إنما بنسخة مخففة يحدث في بعض القرى في عكار وطرابلس.

ذروة سنام هذا الموقف تتبدى في تحويل العلويين إلى دروع بشرية، مع احتضان بعض القيادات العسكرية والميليشيوية، مثل مقداد فتيحة وغيره، بغية إعادة استخدامهم كأداة انتقامية من النظام الناشئ، وتقويض عملية ترميم النسيج الاجتماعي في سوريا، رغم إدراكه المسبق بمآلات هذا السلوك، الذي رام توظيف الجرح العلوي للطعن في مشروعية الرئيس أحمد الشرع ووضعه تحت ضغط دولي. وحينما وقعت الواقعة، امتنع "الحزب" عن تقديم يد العون إلى الجماعات العلوية النازحة، ولم يستغل نفوذه داخل الدولة لممارسة ضغط جدي في الإحاطة بمآسيهم، بينما أنشأ مخيمًا من البيوت الجاهزة في الهرمل لإيواء شيعته وتكفل بتأمين احتياجاتهم.

يعبر هذا النهج عن خبث يرتدي قناع المظلومية، يعتمد شعار "اللهم لا يعلون عليك" ويعني مشروعه، يتفنن في استخدام الدروع البشرية من الجماعات الشيعية الأخرى، ويواسي جمهوره ومنهم أبناء المخيم إياه بالآية السالفة الذكر، ويمعن في توظيف مشاعر الخوف من فقدان الحظوة السياسية الممزوجة بترويج "توحّش السنة"، في محاولة لمنح بعض الأوكسيجين لهلال شيعي تكفيري كلما اقتربت نهايته زادت وتيرة سفك الدماء.

وإذا كان التعويل على حنكة وليد جنبلاط لاحتواء أبواق تؤجج الفتن عند الموحدين، فإن العلويين في لبنان يبدون أقل تأثرًا بالمناخات السائدة، بعدما نجحت الجهود المبذولة من بعض النخب السنية ودار الفتوى، وتلاقت مع جهود تبذلها نخب علوية للتأكيد على مرجعية الدولة وحدها كضمانة لأمنهم الاجتماعي.

ثمة توجه يتفاعل منذ مدة في الأوساط العلوية للخروج من إسار "الحزب" وطي صفحة الأسد، يتوكأ على مواقف النائب حيدر ناصر العالية السقف ضد "الحزب"، في موازاة تشجيعه العلويين على التقارب مع السنة، وتفعيل آليات اندماج واقعية مع الدولة عبر قنواتها الشرعية من رئاسة الجمهورية إلى الحكومة لتحصيل الحقوق، لإبعادهم عن القنوات الاستعلائية التي لم تعطهم سوى رموز ميليشيوية تستثمر في دمائهم. بالتوازي مع جهود يبذلها في عكار النائب أحمد رستم من خلال تحالفه مع النائب وليد البعريني تصب في الإطار نفسه. لا يزال هذا المسار في بداياته لكنه نجح في مراكمة مجموعة من الخطوات الجدية التي يمكن تطويرها لتخفيف حدة الشعور بالمظلومية.

مقابل مظلومية سنية تجددت على وقع صعود نجم أحمد الشرع وما يتمتع به نظامه من عصبية سنية بارزة، ترى في ما يجبهه من تحديات وصراعات حربًا دينية، فتلهج في الدعاء "اللهم لا يعلون عليك". هذه المظلومية يسهم النهج المتبع من مؤسسات الدولة في رفع منسوبها وما تتسم به من طابع انفعالي انفصالي، نتيجة رؤيتهم حرية بعض الأبواق في التعرض لرموزهم وترويج الفتنة، فيما سيف الاضطهاد الأمني والقضائي ماثل فوق رؤوسهم، مع ارتفاع وتيرة الاعتقالات والاستدعاءات الأمنية ضدهم وحدهم

 

عن طرابلس والتعصب المذهبي...هل تبقى بمنأى عن أحداث سوريا؟

يولا هاشم/المركزية/18 تموز/2025

احتجاجًا على الاعتداءات الاسرائيلية التي طاولت العاصمة السورية دمشق واستهدفت عدة مقار تابعة للنظام ، تجمع العشرات من الشبان في ساحة عبد الحميد كرامي "النور" أمس،  ورفعوا  الاعلام السورية الجديدة ورايات التوحيد ورددوا صيحات التكبير وهتافات مؤيدة للدولة السورية وشرعيتها، وللرئيس الانتقالي أحمد الشرع وحكومته.  ليست هذه المرة الاولى التي يتحرك فيها الطرابلسيون دعمًا لسوريا، خصوصًا السنّة منهم، فلطالما تأثرت عاصمة الشمال بما يجري في سوريا بحكم الجغرافيا والتاريخ المشترك. في  بدايات الثورة السورية عام 2011 تظاهر أيضًا أهالي طرابلس دعمًا للحراك الشعبي السوري وتضامنًا معهم في مواجهة النظام. واليوم، مع الأحداث الأمنية والطائفية التي تشهدها محافظة السويداء السورية، هل ستبقى طرابلس بمنأى عنها؟ وهل في خوف من تمدد النزاع السوري الى لبنان وطرابلس تحديدا؟ النائب السابق علي درويش يؤكد لـ"المركزية" ان "طرابلس تعبّر دائمًا بصيغة متنوعة، إنما الجو العام  فيها يرغب بالاستقرار، لا بالتصعيد كائنًا ما كانت خلفيته أكانت سياسية أم غير سياسية في طرابلس. بالإضافة الى ان الدولة اللبنانية في المرحلة الأخيرة قامت بحركة عبّرت من خلالها عن أن أي تفلت أو خروج عن القانون سيكون الجيش اللبناني او القوى الامنية، له بالمرصاد.  نعم هناك تنوّع في طرابلس وآراء عدّة وتعددية في التعبير عما يحدث في المنطقة، وما يحصل كبير جدًا، لكن أعتقد ان بوجود رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون والصيغة التي يتبعها اي الاستقرار الداخلي اللبناني أساس، هذه الإشارة يتبعها كافة الافرقاء السياسيين، أكان في طرابلس او غيرها، ان كل جهة أو فريق يمكنه أن يعبّر عن رأيه، إنما بالممارسة يجب ان تكون تحت سقف القانون وألا تسبب أي خلل على المستوى الأمني، . نعم هناك حركة في طرابلس تعبّر عن خلفيات البعض، إنما لا اعتقد ان تتصاعد لدرجة أكبر، قد يكون التعبير بمظاهرات او حتى لقاءات إنما في المحصلة تبقى تحت سقف القانون وبصيغة منضبطة".

وعن مشاركة بعض المتشددين بالأحداث في سوريا، يجيب درويش: " اولا ليس ثمة حاجة لذلك، وثانيا لبنان له خصوصيته ويحترم سوريا ويرغب في استقرارها وعدم سفك الدماء فيها، لأنها بلد مركزي عربي واستقرارها هو استقرار للبلدان المحيطة بها. وكل لبناني عاقل يرغب بهذا. ما يحصل في سوريا سببه عدم الاستقرار على مستوى المنطقة. لذلك، نتمنى ان تمرّ المرحلة بأسرع وقت، كي نشهد استقرارا يستفيد منه لبنان. في المحصلة، الداخل اللبناني مضبوط ضمن التركيبة الداخلية اللبنانية والتي نشهدها في عدة اوجه، وقد شهدناها أمس في مجلس النواب في التعددية في الآراء، كما نشهدها في الاراء حول السلاح من عدمه وكيفية تطبيق نزع السلاح. كل العناوين المطروحة وهي خلافية موجودة، إنما ضمن اطار معين.  ثمة دولة لبنانية يفترض ان يخضع كل اللبنانيين لقوانينها، ويحاسَب  كل من يُخل بها".عن الخوف من تمدد النزاع في سوريا الى لبنان، يجيب درويش: " لا مصلحة لأحد بأن يتمدد لأنه سيفجر منطقة الشرق الاوسط بأكملها، ولن يكون العراق او الاردن او حتى بلدان أخرى بمنأى في حال انزلقت الامور الى صراعات أكبر. بالاضافة الى أن رئيس الجمهورية يحظى بدعم اقليمي من الدول الفاعلة كالسعودية وتركيا ومصر، ودوليا أكان على المستوى الاميركي او الاوروبي وخاصة فرنسا والولايات المتحدة الاميركية. حتى اللحظة يبدو   لبنان محصناً أكان بمظلة دولية اقليمية او بحركة الاجهزة الامنية الفاعلة، علمًا أننا شهدنا الكثير من الاعتقالات في المرحلة الأخيرة، تشير الى ان الدولة حاضرة وتعطي إشارة انها جاهزة للردع وبأن التفلت سيكون مدفوع الثمن. ويضيف درويش: خلال اليومين الماضيين اجريت اتصالات بمسؤولين أمنيين في منطقة الشمال، وكانت النتيجة أن لا مؤشرات عن شبكات، بل تفلت على مستوى أفراد أو شخصيات ومجموعات قليلة، بالاضافة الى ان الاجهزة الامنية تعتمد صيغة العمليات الاستباقية وشهدنا في المرحلة الاخيرة تحركات وتوقيفات في طرابلس تدل على ان الدولة حاضرة رغم ان الموضوع كان جنائيًا بحتا وليس له أي خلفية تطرف أو غيره. مجمل هذه العوامل تؤكد ان الامور مضبوطة،  بوتيرة اقليمية ودولية ومحلية أيضًا من خلال أجهزة الدولة. ويختم: "المطلوب تغليب الخطاب الوطني وليس الطائفي او المذهبي او الفئوي، فشدّ العصب في هذه المرحلة غير مجدٍ".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

دول أوروبية تهدد إيران: اتفاق نووي أو عودة العقوبات

المدن/18 تموز/2025

أبلغت فرنسا وبريطانيا وألمانيا، يوم الخميس، إيران بضرورة استئناف الجهود الدبلوماسية على الفور بشأن برنامجها النووي، محذّرة من أنها ستعيد فرض عقوبات الأمم المتحدة إذا لم تتخذ طهران خطوات ملموسة بحلول نهاية الصيف. جاء ذلك خلال أول اتصال هاتفي لوزراء خارجية الدول الأوروبية الثلاث، إلى جانب مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، منذ الغارات الجوية التي شنتها إسرائيل والولايات المتحدة في منتصف يونيو/ حزيران ضد منشآت مرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني. وقال مصدر دبلوماسي فرنسي عقب الاتصال إن الوزراء دعوا إيران إلى التوصل لاتفاق نووي "قابل للتحقق ومستدام"، مشدداً على ضرورة استئناف الجهود الدبلوماسية فوراً. وتعد الدول الأوروبية الثلاث، إلى جانب الصين وروسيا، الأطراف المتبقية في الاتفاق النووي لعام 2015، الذي رفعت بموجبه العقوبات عن إيران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي. وينتهي القرار الأممي الذي يكرّس الاتفاق في 18 تشرين الأول/أكتوبر المقبل، ما يتيح إعادة فرض العقوبات السابقة خلال نحو 30 يوماً بموجب آلية محددة. وحذّر الأوروبيون مراراً من أنهم سيطلقون ما يُعرف بـ"آلية إعادة فرض العقوبات" إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق جديد، والتي ستعيد جميع عقوبات الأمم المتحدة السابقة على إيران حال ثبوت انتهاكها لبنود الاتفاق. وقال المصدر الدبلوماسي: "أكد الوزراء عزمهم على استخدام آلية إعادة فرض العقوبات في حال عدم إحراز تقدم ملموس بحلول نهاية الصيف"، دون توضيح ماهية هذا التقدم المطلوب. ومنذ الغارات الجوية الأخيرة، غادر مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأراضي الإيرانية، ورغم إشارات طهران إلى استعدادها للانخراط في الجهود الدبلوماسية، لا توجد مؤشرات على قرب استئناف جولة سادسة من المحادثات النووية بين واشنطن وطهران. ويرى دبلوماسيون أوروبيون أن التوصل إلى اتفاق شامل قبل نهاية آب/أغسطس، وهو الموعد النهائي الذي حدده الأوروبيون، يبدو غير واقعي، لا سيما في ظل غياب مفتشي الوكالة عن الميدان لتقييم البرنامج النووي الإيراني. وأكد دبلوماسيان أوروبيان أنهما يأملان في تنسيق الاستراتيجية مع الولايات المتحدة خلال الأيام المقبلة، تمهيدًا لإجراء محادثات محتملة مع إيران قريباً.

 

اشتباكات الدروز والعشائر مستمرّة

المركزية/18 تموز/2025

افادت وسائل اعلام سورية عن انّ هناك اشتباكات عند المدخل الغربي لمدينة السويداء بين مسلحين من العشائر والفصائل الدرزية. وصدر عن الشيخ سلطان البلعوس قائد فصيل “رجال الكرامة” في السويداء البيان التالي: “إلى أهلنا الكرام، وإلى كل من يهمّه أمر هذا الوطن: نؤكد نحن الدروز الوطنيين في جبل العرب أن العشائر الشريفة جاءت إلى السويداء بطلب منا شخصياً، لا لقتال طائفة ولا لمواجهة مكون، بل للتصدي لعصابة الهجري العميل وشبيحته، الذين خانوا الجبل وتحالفوا مع أعداء الوطن.رجاءً، لا تُقال عبارة “جيناكم يا دروز”، لأن القضية ليست مع الدروز ككل، بل مع الهجري فقط، ومن التفّ حوله من الفاسدين والمأجورين.أنتم فزعتم لنا، ووقفتم في صفنا، لحمايتنا من بطش هذه العصابة التي عاثت بالأرض فساداً، وهذا موقف مشرف لا يُنسى.

 

عن العلاقة بين الاجتماع السوري – الاسرائيلي ومواجهات السويداء!

يولا هاشم/المركزية/18 تموز/2025

المركزية - تعيش محافظة السويداء السورية، ذات الغالبية الدرزية، منذ أيام، تصعيدا غير مسبوق، حيث دخلت الأوضاع في الجنوب السوري منعطفا حادا يُعيد تسليط الضوء على تعقيدات المشهد الأمني والاجتماعي، وتحديدا ما يتعلق بملف الأقليات. فقد اندلعت مواجهات دامية بين أطراف بدوية ودرزية في المحافظة، تدخلت على إثرها القوات الحكومية لإعادة الاستقرار. وتحت ذريعة "حماية الدروز" استغلت إسرائيل تلك الأوضاع وصعدت عدوانها على سوريا، وشنت غارات مكثفة على 4 محافظات، وقصفت مقر هيئة الأركان ومحيط القصر الرئاسي في دمشق.

في المقابل، شهدت المحافظة تحركا واسعا للقوات الحكومية، في إطار محاولة السلطة تعزيز نفوذها في المدينة التي كانت حتى الآن تخضع لسيطرة مجموعات محلية مسلحة. وعلى وقع هذه التطورات، تكثر التساؤلات حول مستقبل الفصائل الدرزية ودور إسرائيل في المشهد الراهن، والأسباب التي دفعت بهذا الاتجاه. رئيس "لقاء سيدة الجبل" النائب السابق فارس سعيد يقول لـ"المركزية": "كلبناني، أتمنى للشعب السوري الاستقرار والسلام وأعمل برجاء وأمل ألا تنعكس هذه الأحداث على الداخل اللبناني، كما حصل ليل الثلاثاء - الاربعاء بين ضهر البيدر وقرية المرج في البقاع الغربي، حيث شهدت المناطق اللبنانية بعض التوترات الدرزية – السنّية، ما قد يؤدي الى ضرب الاستقرار الداخلي في لبنان. هذا ما لا نتمناه ولا نريده بأي شكل من الأشكال، واعتقد ان ما يقوم به الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وأركان الطائفة الدرزية وشيخ العقل، خاصة الاجتماع المهم الذي قد يُعقد الليلة في دار الطائفة في بيروت من أجل ضبط الاوضاع". ويشير سعيد الى ان "ما لفت انتباهي في أحداث سوريا هو قصف اسرائيل للمباني الحكومية في الشام، لأنه لا يحمي الدروز. فما حصل في هذا القصف وما الرسالة التي أرادت اسرائيل ايصالها الى النظام الجديد في سوريا؟ علينا ان نعود الى واقع ان عندما التقى الرئيس الاميركي دونالد ترامب بالرئيس السوري أحمد الشرع في المملكة العربية السعودية، واتُخذ القرار برفع العقوبات عن سوريا، كان يجب أن يتزامن هذا القرار، وهكذا حصل، مع بداية حوار سوري – اسرائيلي لوضع أسس اتفاق بين البلدين. وحصل اجتماع في أذربيجان جمع مسؤولين سوريين واسرائيليين، وبعدها مباشرة تم قصف الشام. فما الذي حصل في هذا الاجتماع حتى تستحق الشام هذا القصف؟ من الممكن ان تكون بعض الامور قد تعثرت في مسار تنظيم العلاقات السورية – الاسرائيلية، أدّى الى قصف الشام من قبل اسرائيل. لأن هذا القصف لا علاقة له بحماية الدروز بل بمسار متعثر في العلاقات بين السوريين والاسرائيليين، والذي كان يجب أن يأخذ مساره بعد لقاء ترامب – الشرع". ويختم سعيد: "لا أتصور ان الامور ستذهب في السويداء الى أبعد من ذلك. لكن من المؤسف جدا ما حصل من كل الاتجاهات. كلبناني تعرفت على السبت الاسود قبلهم، وعلى السيارات المفخخة، واقتطعت رقعًا جغرافية ظنًّا مني أنني إذا مكثت فيها خوفًا من الآخر أحمي نفسي منهم، واستقويت بالخارج على الداخل.. ولم تؤدِ إلى أي نتيجة إلا العودة الى العيش المشترك والدولة. ما أتمناه للشعب السوري ان يتجنبوا كل هذه الدروس وان يقووا مبدأ قيام الدولة الوطنية التي تحمي جميع السوريين".

 

بدعم أميركي وإقليمي: الشرع يقارع نتنياهو لمنع "انسلاخ" السويداء؟

المدن/19 تموز/2025

في كلمته التي وجهها بعد الدخول الإسرائيلي على خطّ المواجهات التي شهدتها السويداء، واستهداف مبنى هيئة الأركان في دمشق، قال الرئيس السوري أحمد الشرع: "امتلاك القوة العظيمة لا يعني بالضرورة تحقيق النصر، كما أن الانتصار في ساحة معينة لا يضمن النجاح في ساحة أخرى". حملت هذه العبارة أبعاداً كثيرة، ففتحت الباب أمام تحليلات وتأويلات لما يقصده الشرع. هناك من وضع سياق هذه العبارة في خانة الردّ على عبارة مبطّنة أو ملغومة استخدمها الإسرائيليون في المباحثات الأمنية التي جرت في أذربيجان. إذ، وحسب المعلومات، حصل خلاف على نقاط متعددة، من بينها تمسك سوريا بدخول قواتها العسكرية إلى السويداء والجنوب السوري، فقال الإسرائيليون "ليفعل ما يشاء". احتملت هذه العبارة تأويلات كثيرة، فبقي التصميم على الدخول إلى السويداء. الأمر الذي رفضته تل أبيب، فتدخلت بقوتها.

العودة إلى الاتفاق

بالنسبة إلى سوريا لا مجال لأي إدارة ذاتية، ولا أي كيان انفصالي. وبحسب المعلومات أيضاً، فإن اتفاقاً كان قد أنجز قبل أسابيع حول السويداء، وقد وافق عليه الشيخ الهجري. ويقضي بتفعيل عمل مؤسسات الدولة ووزارة الداخلية والأمن العام في المحافظة مع ضم العديد من أبناء السويداء إلى المؤسسات الأمنية والعسكرية التابعة للدولة السورية. ولكن في حينها حصل الاعتداء على المحافظ ومبنى المحافظة ما أخّر تطبيق الاتفاق. وفق ما يؤكد مسؤولون سوريون، فإن إسرائيل هي التي عملت على تغذية الإشكالات ومنع تطبيق الاتفاق، لأن لديها أهدافاً استراتيجية تريد تحقيقها. أحد الخلافات الأساسية يتصل بمحاولة فرض منطقة عازلة ومنزوعة السلاح في الجنوب السوري، من درعا إلى السويداء والقنيطرة. وهو أمر ترفضه الدولة السورية. خلاف آخر يتصل بالنقاط الإستراتيجية التي تتمركز فيها إسرائيل، كموقع تل الحارة في درعا، وهو موقع استراتيجي يطل على كل سهل حوران وعلى دمشق. وموقع "مرصد جبل الشيخ" الذي يكشف دمشق من الجهة الغربية. طالبت سوريا بالانسحاب الإسرائيلي من هذه النقاط، لكن تل أبيب رفضت ولا تزال. كما تحاول الضغط على سوريا أمنياً وعسكرياً، في سبيل الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان. وهو أمر يرفضه الشرع.

ضغوط أميركية

وقعت المواجهات التي دخلت إسرائيل على خطها سريعاً، وعبّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن أهدافه، عندما أشار إلى خلق منطقة منزوعة السلاح في كل الجنوب السوري. في المقابل، تسارعت الاتصالات الإقليمية والدولية لوقف التصعيد الإسرائيلي ضد سوريا. اتصالات عديدة أجريت مع الشرع للتعبير عن التضامن مع دمشق. كما أن اتصالات أجريت بين الولايات المتحدة الأميركية، المملكة العربية السعودية، دولة قطر، وتركيا من أجل الوصول إلى وقف المواجهات وتهدئة الأوضاع. كل الاتصالات التي أجريت مع الشرع عبّرت عن دعمه واستمراريته. كثف الأميركيون من ضغوطهم على تل أبيب.

حصيلة الاتصالات التي أجريت مع الشرع، والمواقف التي أُبلغ بها، هي التي دفعته إلى البقاء على موقفه على الرغم من سحب قوات وزارة الدفاع السورية، ووزارة الداخلية والأمن العام من السويداء. علماً أنه خلال التواصل مع الأميركيين تم التعبير لهم عن مخاوف من حصول جرائم بحق البدو، كرد فعل على ما جرى في السويداء بحق الدروز. وجرت محاولات لمنع حصول أي مواجهات تؤدي إلى تأجيج الصراع، إلا أنها لم تنجح، ما أوصل الأمور إلى حافة الحرب الأهلية، خصوصاً بعد الاستنفار العشائري الذي شهدته سوريا كلها.

التسريب الإسرائيلي

حصلت الهجمة "العشائرية" المضادة باتجاه قرى الدروز، بالتزامن مع تفعيل الاتصالات للوصول إلى تهدئة الأوضاع. وتم اقتراح تجديد الاتفاق القديم. أي دخول قوات الأمن العام إلى السويداء، وإعادة تفعيل عمل الضابطة العدلية من قبل أبناء الدروز ومن عناصر آخرين من محافظات أو طوائف أخرى على أن تقوم الأجهزة الأمنية في وقف الاشتباكات بين الدروز والعشائر. وافقت مرجعيات السويداء على هذا الأمر ومن بينهم الشيخ حكمت الهجري، بينما كان هناك شرط من قبل القيادة السورية يقضي بأن يكون الاتفاق شاملاً، أي دخول الأمن العام على أن لا تدخل هذه القوات بمفردها كي لا تتعرض لأي أعمال عنف أو أعمال انتقامية بل ترافقها قوات عسكرية لوزارة الدفاع، بالإضافة إلى اندماج عناصر من الطائفة الدرزية بها، بالإضافة إلى اندماج مقاتلي الفصائل بالمؤسسات التابعة لوزارة الدفاع. بقيت القيادة السورية مصرة على تحقيق الاتفاق القديم، وعدم الافساح في المجال أمام أي إدارة مستقلة أو ذاتية لأي محافظة، لأنه لو حصل ذلك في السويداء سيتكرر في محافظات أخرى، لا سيما في شمال شرق سوريا، وفي الساحل. كان لافتاً التسريب الإسرائيلي عن دخول قوات الأمن العام إلى السويداء خلال 48 ساعة. فهذا يشير إلى الدخول الأميركي على الخط، وسط قناعة سورية بأن واشنطن تدعم الشرع، ولا تريد إضعافه أو خسارة تجربته. وهذا ما دفع الشرع إلى التمسك بمطالبه، خصوصاً أنه لاقى إلى جانب الدعم الأميركي دعماً إقليمياً وعربياً كبيراً من خلال الاتصالات التي تلقاها والبيانات التي صدرت. هذه القراءة لدى الشرع هي التي دفعته أن يطلق عبارته التي شغلت كثيرين، بأن الانتصار في ساحة معينة لا يضمن النجاح في ساحة أخرى. ولكن في المقابل هناك قناعة أخرى بأن إسرائيل لن تتخلى عن أهدافها ولن تقبل التراجع، خصوصاً أن نتنياهو يصر على فرض كل ما يريده بالقوة، وصولاً الى استخدامه عبارة "فرض السلام بالقوة".

 

أردوغان يتصل ببوتين: اشتباكات السويداء تهدد استقرار المنطقة

المدن/18 تموز/2025

أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الجمعة، اتصالاً هاتفياً مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، تناول العلاقات الثنائية والتطورات المتسارعة في سوريا، في ضوء اشتداد العنف جنوب البلاد، والغارات الإسرائيلية التي طاولت مواقع مدنية في دمشق والسويداء ودرعا. وبحسب بيان للرئاسة التركية، شدد أردوغان على أن الاشتباكات التي أعقبت انسحاب قوات الأمن السورية من محافظة السويداء "تشكل تهديداً خطيراً لاستقرار المنطقة بأكملها"، داعياً إلى وقف الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة للسيادة السورية، مؤكداً أن أنقرة تواصل جهودها لضمان الأمن والاستقرار في سوريا وتسريع عملية تعافيها. من جهته، أعرب بوتين عن "قلقه البالغ" إزاء التصعيد الأخير، ودعا إلى "تعزيز الحوار الوطني في سوريا وتحقيق توافق شامل يحفظ وحدة البلاد وحقوق جميع مكوناتها"، وفق بيان صادر عن الكرملين. كما أجرى أردوغان اتصالاً هاتفياً بنظيره السوري أحمد الشرع، أكد خلاله أن "الهجمات الإسرائيلية على سوريا غير مقبولة"، وأن "استقرار سوريا هو مفتاح استقرار المنطقة بأكملها"، بحسب ما نقلت وكالة الأناضول التركية. وأضاف أردوغان أن تركيا ستواصل دعمها لحكومة دمشق الانتقالية، وأنها "تسعى للحفاظ على وحدة الأراضي السورية وهويتها متعددة الثقافات"، مجدداً دعوته لوقف التدخلات الأجنبية في سوريا، لا سيما الغارات الإسرائيلية التي "تزيد الأوضاع تعقيداً". وتزامن الاتصال التركي-الروسي مع تزايد ردود الفعل الدولية على التطورات في الجنوب السوري، إذ أعرب مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا غير بيدرسون، عن "قلقه الشديد" من استمرار العنف واستهداف المدنيين، داعياً إلى تهدئة شاملة وحوار حقيقي بين السلطات في دمشق والجهات الفاعلة في السويداء. وشدد بيدرسون على أن "تحقيق الأمن والاستقرار في سوريا لا يمكن فصله عن عملية انتقال سياسي موثوقة وشاملة"، مؤكداً أن الشرعية في نهاية المطاف "يمنحها الشعب السوري لا الأطراف الخارجية"، وأن تطبيق مبدأ السيادة بمعزل عن خصوصية المرحلة الانتقالية "مقاربة خاطئة". كما طالب بيدرسون إسرائيل بوقف ما وصفه بـ"الانتهاكات الاستفزازية في سوريا". وفي السياق ذاته، أدانت نائبة المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفاني تريمبلاي، "العنف والانتهاكات التي يتعرض لها المدنيون من البدو في محافظة السويداء على يد مجموعات خارجة عن القانون"، ودعت إلى مساءلة المسؤولين عن الإعدامات والانتهاكات التي قد تؤجج التوترات الطائفية.و شددت تريمبلاي على أن الانتقام والثأر "ليس الحل"، وأن اتخاذ خطوات فورية لتفادي تجدّد العنف "أمر حيوي". أما مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، فقد أعرب عن قلقه من الغارات الإسرائيلية الأخيرة، قائلاً إن "الهجمات التي استهدفت دمشق تمثل خطراً جسيماً على المدنيين ويجب أن تتوقف فوراً"، مضيفاً أن تقارير موثوقة تشير إلى انتهاكات واسعة تشمل القتل خارج القانون وخطف وتدمير ممتلكات خاصة. وفي خطوة لافتة، أجرى وزيرا خارجية ألمانيا وفرنسا اتصالاً مشتركاً مع وزير الخارجية السورية أسعد الشيباني، شددا فيه على ضرورة التحقيق في الانتهاكات التي طاولت المدنيين في السويداء، ودعوا الحكومة السورية إلى إطلاق عملية انتقال سياسي "سلمية وشاملة" تضمن تمثيل جميع فئات الشعب السوري.

 

السويداء: الاشتباكات مستمرة بين البدو والدروز ودعوة أممية للتحقيق بأعمال العنف

المدن/18 تموز/2025

تدور مواجهات الجمعة بين مقاتلين من العشائر والبدو وبين مجموعات درزية في محيط السويداء التي انسحبت منها القوات الحكومية.وطلبت الأمم المتحدة فتح تحقيقات "مستقلة وسريعة وشفافة" في أعمال العنف التي أسفرت عن مقتل نحو 600 شخص، داعية إلى وقف "سفك الدماء". وتقوّض أعمال العنف هذه التي تدخلت فيها إسرائيل عبر استهداف القوات الحكومية ومقرات رسمية في دمشق، جهود السلطات الانتقالية في بسط سلطتها على كامل التراب السوري. وسحبت السلطات السورية قواتها من محافظة السويداء الخميس، مع إعلان الرئيس الانتقالي أحمد الشرع أنه يريد تجنّب "حرب واسعة" مع اسرائيل. ودخل وقف إطلاق نار حيّز التنفيذ لكن الرئاسة السورية اتهمت ليل الخميس المقاتلين الدروز بخرقه. وتجدّدت الاشتباكات الجمعة في محيط مدينة السويداء بين المقاتلين من العشائر والمقاتلين الدروز، كما أكد مقاتلون من الجانبين والمرصد السوري لحقوق الإنسان. ولا تزال مدينة السويداء محرومة من كهرباء الكهرباء والماء، وسط ضعف في شبكة الاتصالات، بحسب ما أفاد رئيس تحرير موقع السويداء 24 المحلي ريان معروف وكالة "فرانس برس". وأضاف "الوضع الإنساني كارثي، لا يوجد حتى حليب للأطفال". وأعلنت إسرائيل الجمعة أنها بصدد إرسال مساعدات إنسانية إلى السويداء تبلغ قيمتها نحو 600 ألف دولار وتشمل حصصاً غذائية وامدادات طبية، بحسب بيان لوزارة الخارجية.وفي جنيف، قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الانسان فولكر تورك "يجب أن يتوقف سفك الدماء والعنف، وحماية كل الأشخاص يجب أن تكون الأولوية المطلقة". وأضاف "يجب أن تُجرى تحقيقات مستقلة، سريعة وشفافة في كل أعمال العنف، وأن تتم محاسبة المسؤولين" عن الانتهاكات. ونفت اسرائيل الجمعة أنباء نقلتها وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، عن تنفيذها مزيداً من الضربات الجوية قرب السويداء ليل الخميس.وقال متحدث عسكري لـ"فرانس برس": "ليس لدى الجيش الإسرائيلي علم بضربات جوية خلال الليل في سوريا". وكانت اسرائيل هدّدت الأربعاء بمزيد من التصعيد ضدّ القوات الحكومية ما لم تنسحب من محافظة السويداء بعدما قصفت مواقع عدة أبرزها مجمّع هيئة الأركان العامة ومحيط القصر الرئاسي في دمشق. وكانت الولايات المتحدة، حليفة إسرائيل والداعمة للسلطات السورية الجديدة، أعلنت الخميس بأنها لم تساند الغارات الاسرائيلية على سوريا.  وأفاد ثلاثة مراسلين لـ"فرانس برس" في السويداء بأن مقاتلين من العشائر السنية توافدوا من مختلف المناطق السورية دعماً للبدو وتجمّعوا صباح الجمعة في قرى محيطة بالمدينة. وقال شيخ إحدى العشائر علي العناد لمراسل "فرانس برس" قرب قرية ولغا في ريف السويداء إن رجاله جاؤوا من منطقة حماة وسط سوريا بعدما "استنجد بنا أبناء البدو وجئنا لدعمهم". وبحسب المرصد السوري فإن "انتشار المسلحين من العشائر في محافظة السويداء جاء بتسهيل من القوات الحكومية غير القادرة على الانتشار هناك بسبب التهديدات الاسرائيلية". ويقدّر تعداد الدروز في سوريا بنحو 700 ألف يعيش معظمهم في جنوب البلاد في محافظة السويداء خصوصاً. ويتوزّع الدروز كذلك بين لبنان واسرائيل.

 

تصاعد القتال بالسويداء.. وواشنطن تدعو رعاياها لمغادرة سوريا

المدن/18 تموز/2025

أعلن محافظ درعا أنور الزعبي، عن تشكيل لجنة طوارئ مخصصة لخدمة المهجرين من محافظة السويداء المجاورة، على خلفية الاشتباكات الدامية المستمرة بين فصائل درزية وعشائر بدوية، والتي أدّت إلى موجات نزوح كبيرة من الريف الشرقي والغربي للمحافظة. جاء ذلك، فيما دعت واشنطن رعاياها لمغادرة سوريا فوراً، وأدان مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فولكر تورك، عمليات القتل والانتهاكات التي تشهدها السويداء. وأوضح الزعبي في تصريح لوكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) أن اللجنة تضم ممثلين عن الدفاع المدني ومديريات الصحة والتربية ومديري المناطق، وتهدف إلى "تأمين المأوى والغذاء والرعاية الصحية والنفسية لكل من تعرض للتهجير والضغط النفسي من قبل المجموعات الخارجة عن القانون"، بحسب وصفه. وأكد الزعبي أن مجلس محافظة درعا في حالة "استنفار كامل"، وأنه "يقدّم الخدمات لكل المهجّرين من دون تمييز". ويأتي هذا الإعلان بعد تصاعد القتال في السويداء، لا سيما في قرى الصورة الصغيرة، المجدل، وولغا، وسط استخدام للراجمات وقذائف الهاون، ومشاهد لدمار واسع في المناطق السكنية، بحسب مراسلين ميدانيين. وفي تقرير حقوقي حديث، وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 321 سورياً منذ اندلاع الأحداث في 13 تموز/ يوليو الحالي، بينهم 6 أطفال و9 سيدات، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 436 آخرين، معظمهم مدنيون. وشملت الانتهاكات الموثقة عمليات قتل خارج القانون، بالإضافة إلى قصف عشوائي، وإعدامات ميدانية. وأشارت الشبكة إلى أن فصائل مسلحة محلية نفذت عمليات تهجير قسري لعشائر البدو، مع استمرار الغموض حول عدد المفقودين ونطاق الجرائم.

ورجحت تقارير محلية ودولية أن يكون ثلث سكان البدو في ريف السويداء قد نزحوا بالفعل نحو درعا، أو باتجاه البادية، بسبب ما وصفته منظمات حقوقية بأنه "تطهير طائفي ممنهج".

وتزامن إعلان لجنة الطوارئ مع تحذير أميركي من "المستوى الرابع" للسفر إلى سوريا، وهو الأعلى على الإطلاق، داعياً المواطنين الأميركيين إلى مغادرتها فوراً. كما أدان مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فولكر تورك، في بيان اليوم الجمعة، عمليات القتل والانتهاكات التي تشهدها السويداء، مطالباً بـ"وقف العنف وضمان المحاسبة". في السياق ذاته، أعربت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن قلقها العميق من محدودية قدرتها على إيصال المساعدات، في ظل استمرار الاشتباكات. وقال المتحدث باسمها وليام سبيندلر، إن "الوضع الميداني يجعل من الصعب جداً تنفيذ عمليات الإغاثة، ولا بد من فتح ممرات آمنة".

في موازاة ذلك، شدد وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، خلال اتصال مع نظيره الأميركي ماركو روبيو، على ضرورة "وقف الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا"، التي تصاعدت بذريعة "حماية الدروز" بحسب تصريحات مسؤولين إسرائيليين. وكانت إسرائيل قد شنت قبل يومين غارات استهدفت دمشق والسويداء، طاول بعضها مقار حساسة في محيط القصر الرئاسي ومبنى هيئة الأركان، مما فاقم التوترات.

وفي خطوة غريبة، أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية عن تخصيص مساعدات إنسانية بقيمة مليوني شيكل (نحو 600 ألف دولار) لإرسالها إلى السويداء، رغم نفي تل أبيب تنفيذ أي غارات جديدة ليلة الخميس.

ورغم حديث "القناة 12" العبرية عن موافقة تل أبيب على دخول مؤقت لقوات الأمن السورية إلى السويداء، نفى المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية، نور الدين البابا، هذه المعلومات، مؤكداً عدم صدور أي قرار رسمي بتحريك القوات داخل المحافظة، مشدداً على أن "الجاهزية في مستوى طبيعي دون تحركات على الأرض". وكانت القوات الحكومية قد انسحبت من السويداء مساء الأربعاء، بموجب اتفاق رعته وساطة عربية–أميركية، قضى بتسليم الأمن إلى الفصائل المحلية. غير أن الاتفاق سرعان ما انهار، مع توجه مجموعات تابعة للزعيم الديني حكمت الهجري لشنّ هجمات على القرى البدوية، ما دفع العشائر إلى إعلان النفير العام وإرسال أرتال مسلحة إلى المنطقة. وسط هذه الفوضى، أصدرت رابطة الكتاب السوريين بياناً أدانت فيه ما وصفته بـ"الانزلاق نحو حرب أهلية"، داعية إلى وقف سفك الدماء والاحتكام إلى الحوار. وشدد البيان على أن "من يشعل نار الحرب الأهلية لا ينتمي إلى المستقبل، بل إلى كهوف الحقد والتدمير الذاتي". كما طالب اتحاد الكتاب العرب السلطات السورية بتحمل مسؤولياتها، ومواجهة ما وصفه بـ"العدوان الإسرائيلي المتكرر".

 

الرئاسة السورية تدعو لضبط النفس: سنرسل قوات متخصصة للسويداء

المدن/18 تموز/2025

دعت الرئاسة السورية جميع الأطراف في محافظة السويداء إلى ضبط النفس وتغليب صوت العقل، مشيرة إلى أنها ستقوم بإرسال قوات متخصصة لفض الاشتباكات وإعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة. وذكر بيان صدر عن الرئاسة السورية مساء اليوم الجمعة، أن "الجمهورية العربية السورية، تابعت بقلق بالغ وأسف عميق، ما جرى ويجري من أحداث دامية في الجنوب السوري، والتي جاءت نتيجة تمدد مجموعات مسلحة خارجة عن القانون، اتخذت من السلاح وسيلة لفرض الأمر الواقع، وعرضت حياة المدنيين - من أطفال ونساء وشيوخ - للخطر المباشر". وأكد البيان، أن "الهجوم على العوائل الآمنة، وترويع الأطفال، والتعدي على كرامات الناس في بيوتهم، هو أمر مدان ومرفوض بكل المقاييس الأخلاقية والقانونية والإنسانية، ولن يُقبل تحت أي ذريعة أو تبرير"، لافتةً إلى أن "احترام المدنيين وضمان أمنهم هو واجب وطني لا نقاش فيه، وأي انتهاك لهذه القيم هو طعن في جوهر المجتمع وتهديد لوحدة البلاد".وشددت الرئاسة على أن الجمهورية العربية السورية "تنطلق في موقفها من هذه الأحداث، من مبدأ راسخ، وهو: الحرص على السلم الأهلي، لا منطق الانتقام، فهي لا تقابل الفوضى بالفوضى، بل تحمي القانون بالقانون، وترد على التعدي بالعدالة، لا بالثأر". وأوضح البيان، أن "الجمهورية العربية السورية، تثبت مرة تلو أخرى أنها دولة لكل أبنائها، بمختلف انتماءاتهم ومكوناتهم، من الطائفة الدرزية وقبائل البدو على حد سواء، وليست لطائفة أو جماعة بعينها، فالمسؤولية الوطنية تقتضي أن يكون الجميع تحت سقف واحد هو الوطن، وتحت مرجعية واحدة هي القانون". وحثت الرئاسة السورية "جميع الأطراف إلى ضبط النفس وتغليب صوت العقل"، مؤكدة أنها "تبذل جهودا حثيثة لإيقاف الاقتتال، وضبط الانتهاكات التي تهدد أمن المواطنين وسلامة المجتمع". وأعلنت الرئاسة السورية أنه وفي هذا السياق، "تعمل الجهات المختصة على إرسال قوة متخصصة لفض الاشتباكات وحل النزاع ميدانيا، بالتوازي مع إجراءات سياسية وأمنية تهدف إلى تثبيت الاستقرار وضمان عودة الهدوء إلى المحافظة في أسرع وقت". وختم البيان، بدعوة "لجميع أبناء الوطن، من أهل الحكمة والمسؤولية، إلى التكاتف من أجل تجاوز هذه المحنة، ونبذ دعوات التصعيد، والعمل سوياً لحماية النسيج الاجتماعي المتنوع الذي ميز سوريا عبر القرون".

 

اعتصام مدني في دمشق يطالب بوقف العنف بعد أيام دامية في السويداء

واصل حميدة/المدن/18 تموز/2025

مساء الخميس، وبينما كانت الأنظار تتجه جنوباً إلى محافظة السويداء التي تعيش على وقع التصعيد العسكري الأخطر منذ سنوات، قرر عشرات السوريين في دمشق الخروج عن صمتهم. عند مدخل مجلس الشعب، افترشوا الأرض، حاملين لافتات بسيطة كتبوا عليها: "نريد وقف إطلاق النار"، "الحوار الجامع هو الحل"، و"دم السوري على السوري حرام".الاعتصام، الذي لم تنظمه جهة سياسية بعينها، جاء كصرخة مدنية ضد العنف المستمر، في وقت تحوّلت فيه محافظة السويداء إلى ساحة صراع مفتوحة، راح ضحيتها المئات من القتلى والجرحى، جلّهم من المدنيين، سواء من أبناء المدينة أو من العشائر البدوية المنتشرة في محيطها. في الأيام الماضية، عاشت محافظة السويداء مشاهد دامية أعادت إلى الأذهان سنوات الحرب الأولى. الاشتباكات التي اندلعت بين مجموعات مسلحة محلية وقوات حكومية تصاعدت بوتيرة متسارعة، ليتحول التوتر إلى معارك عنيفة استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة، وتوسعت رقعتها من قلب المدينة إلى القرى المجاورة. فجر الخميس، جاء الانسحاب المفاجئ للقوات الحكومية من مدينة السويداء ليزيد المشهد تعقيداً. ترك هذا الانسحاب فراغاً أمنياً واسعاً، سرعان ما ملأته الفصائل المسلحة المرتبطة بالشيخ حكمت الهجري، التي سيطرت على مفاصل المدينة ومحيطها.

المدنيون كانوا الضحية الأكبر لهذا التصعيد، فإلى جانب الانتهاكات التي تعرض لها أهالي السويداء، والتي وثقتها مقاطع مصورة انتشرت بكثافة على وسائل التواصل الاجتماعي، دخل أبناء العشائر البدوية المنتشرة في محيط المحافظة في دائرة الدم. عمليات انتقامية نفذتها مجموعات مسلحة محسوبة على المجلس العسكري التابع للهجري، طالت قرى البدو وأقعت مزيداً من الضحايا المدنيين، ما وسّع من رقعة المأساة. حتى الآن، لا توجد إحصائيات دقيقة حول أعداد الضحايا، لكن المؤشرات جميعها تنذر بكارثة مجتمعية تتجاوز حدود المعركة المسلحة، وتهدد بإشعال فتنة مفتوحة يصعب احتواؤها.

عمر ملص، أحد منسقي الاعتصام أمام مجلس الشعب، قال إن تحركهم جاء لأن السوريين باتوا يشعرون أن العنف لم يعد حدثاً عابراً، بل أصبح واقعاً يومياً.  "الناس تعبت من دفن أبنائها"، يقول ملص وهو يشير إلى الشعارات المكتوبة على الورق المقوى، "ما يجري في السويداء اليوم هو جزء من دوامة دم لا تتوقف عند حدود جغرافية. الدرس الذي يجب أن نتعلمه جميعاً هو أن العنف، حين يبدأ، يتوسع ككرة الثلج".يستحضر ملص مشاهد الأيام الماضية في الجنوب، حيث سقط المئات بين قتيل وجريح، ويتوقف عند النقطة الأخطر برأيه: "الضحايا ليسوا فقط من طرف واحد. الدم المسفوك هو دم أبناء السويداء والبدو على حد سواء، وكأننا نعود إلى أسوأ ما في ذاكرتنا". الناشطة وفا علي مصطفى، التي جلست على الرصيف إلى جانب العشرات من زملائها، عبّرت عن قلقها من تحوّل الصراع إلى حرب أهلية مصغرة في الجنوب. تقول إن ما جرى خلال الأيام الماضية ليس مجرد مواجهة بين مجموعات مسلحة، بل هو تذكير خطير بأن العنف الطائفي حين ينفجر، لا يرحم أحداً. "ما يحدث في السويداء لا يمكن عزله عن الحالة السورية العامة"، تقول وفا. "نحن هنا اليوم لأننا خائفون من أن تتحول بلادنا إلى ساحة اقتتال أهلي دائم. الحل العسكري جرّبناه جميعاً، وكانت النتيجة معروفة: الخاسر دائماً هو المدني".وتضيف: "السويداء تنزف، وأبناء العشائر في محيطها يدفعون ثمن هذا النزاع. الكرة تكبر، ولا أحد يوقفها". في الاعتصام، كان من بين الحاضرين الدكتور زياد ونوس، الذي رأى في هذا التحرك فعلاً رمزياً لكنه ضروري. تحدث عن ابنه الذي ولد قبل أيام فقط، وأشار إلى أن ما يدفعه للخروج إلى الشارع ليس فقط رفضه للعنف، بل رغبته في تغيير المسار من أجل الأجيال القادمة. "لا أريد لابني أن يكبر في بلد يحكمه السلاح"، قال ونوس وهو يتابع أخبار السويداء على هاتفه المحمول. "هذا التصعيد لن يتوقف إذا لم يجد السوريون طريقة يجتمعون بها حول طاولة واحدة". برأيه، المشكلة الأساسية اليوم أن السوريين لم ينجحوا، رغم كل هذه السنوات من الحرب، في الوصول إلى صيغة جامعة تقود البلاد إلى مرحلة سياسية جديدة.

"الناس بحاجة إلى مسار سياسي، لا إلى مزيد من السلاح"، يقول وهو يلوّح بيده نحو البرلمان المغلق. التصعيد في الجنوب السوري تزامن مع تطورات إقليمية خطيرة. مساء الأربعاء، تعرض مبنى هيئة الأركان في دمشق لقصف إسرائيلي هو الأوسع منذ أشهر. الضربة أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى بين العسكريين والمدنيين. ورغم تصاعد التهديدات الإسرائيلية الأخيرة، حرص المشاركون في الاعتصام الدمشقي على التأكيد أن الاحتلال الإسرائيلي يبقى العدو المشترك لجميع السوريين، بكل طوائفهم ومكوناتهم. اللافتات التي رُفعت في الساحة كانت واضحة: "يسقط الاحتلال الإسرائيلي"، و"يسقط العدوان الإسرائيلي على الأراضي السورية كافة"، في رسالة تعكس موقفاً ثابتاً بأن الذرائع التي يسوقها الاحتلال للتدخل في الجنوب السوري لا تنفصل عن تاريخه الطويل من الاعتداءات على الفلسطينيين والعرب، ولا عن المشهد الدموي المستمر حتى اليوم، حيث لا تزال رائحة موت الأطفال تفوح من غزة. هذا التأكيد، بالنسبة للمشاركين، لم يكن محاولة للدخول في سجالات جانبية، بل موقف مبدئي يرافق مطلبهم الأساسي: وقف القتل بين السوريين أولاً، وفتح باب الحوار الوطني الشامل كطريق وحيد للإنقاذ.

غياب الحوار

بحسب المعتصمين، ما يحدث اليوم ليس نتيجة مفاجئة، بل حصيلة شهور طويلة من الجمود السياسي. منذ إعلان "انتهاء النظام البائد" مطلع هذا العام، لم تستطع الحكومة الجديدة، رغم الدعوات المتكررة، أن تضع جميع الأطراف على طاولة حوار جدي، لا تزال مناطق واسعة من البلاد تعيش حالة من الانفصال الفعلي عن القرار السياسي المركزي.

"لو كان هناك حوار وطني حقيقي، لم نكن لنصل إلى هنا"، تقول زينة شهلا، الصحفية المشاركة في الاعتصام. "لكن بدل الحوار، تركت الأمور لتتفاقم. واليوم نشهد النتيجة: دائرة الدم تتوسع، ولا أحد يوقفها".

في ختام الاعتصام، بقيت اللافتات معلقة على سور مجلس الشعب، بينما غادر النشطاء المكان ببطء، وكأنهم يتركون أصواتهم خلفهم شاهدة على لحظة فارقة في مسار الأزمة السورية، مجددين الدعوة إلى الاعتصام في نهار اليوم التالي. رسائلهم لم تكن صاخبة كدوي الانفجارات في الجنوب، لكنها حملت مضموناً لا يقل أهمية: سوريا لم تعد تحتمل جولة جديدة من العنف. بالتزامن مع هذا التحرك المدني، أصدر طلاب الجامعات السورية بياناً صريحاً يرفض الانجرار إلى الخطابات الطائفية، ويدعو إلى حماية الفضاءات التعليمية من التمييز والتحريض، في خطوة تحاول كبح تمدد العنف إلى الحياة اليومية للمدنيين. وفي السياق ذاته، تقدم أعضاء من مؤتمر الحوار الوطني بمبادرة لإنشاء هيئة إنقاذ وطني، تسعى إلى بلورة مسار سياسي جديد يُشرك جميع الأطراف في صياغة مستقبل البلاد، على قاعدة التشاركية في القرار والسلطة، بعيداً عن منطق الغلبة والاستئثار.

لكن الصورة تبدو أكثر تعقيداً من مجرد بيانات ومبادرات. ما يجري في الجنوب السوري اليوم هو نتيجة إهمال الملفات العالقة، وغياب الحلول السياسية الشاملة. دوامة العنف لا تتوقف عند حدود محافظة أو طائفة، بل تتسع ككرة الثلج، ومع كل يوم تتأخر فيه فرص التفاهم الوطني، تتضاعف مخاطر الانفجار المجتمعي الذي قد يعصف بما تبقى من تماسك السوريين. وحده حوار حقيقي وجاد يمكن أن يوقف هذا المسار، قبل أن يصبح الوقت متأخراً جداً.

 

الإحتقان الطائفي السوري يتمدد أفقياً: فتّشوا عن التعبئة الرقمية

مصطفى الدباس/المدن/18 تموز/2025

مع اتساع رقعة الاشتباكات في محافظة السويداء بين الفصائل الدرزية المتمثلة بحكمت الهجري والعشائر البدوية، لم تعد هذه الصدامات مجرد خلاف محلي على طريق أو ثأر عشائري تقليدي، بل تحوّلت إلى تهديد مباشر للسلم الأهلي في سوريا ما بعد الحرب.

في الأيام الماضية، تم تصدير هذا التوتر إلى مناطق بعيدة عن خطوط النار،  الى حلب وصحنايا بريف دمشق، وغيرها. هذه الحوادث ليست معزولة عن الحدث، بقدر ما تعكس مناخاً عاماً من التشنج الطائفي يخيّم على البلاد، وينذر بانتقال الاشتباك من الجغرافيا إلى الهويات.

ما يحدث اليوم هو أن المواجهات المسلحة في الجنوب تُنتج توتراً أفقياً يتنقل عبر الانتماءات، لا عبر المسافات. فكل حي مختلط، وكل سكن جامعي، وكل بلدة تشهد تداخلاً مذهبياً باتت مهددة بأن تصبح بؤرة صراع.

وإذا كان نزاع السويداء قد انطلق من حادثة اختطاف وردّ فعل مسلح، فإن انتشاره في مناطق أخرى يتم عبر مشاعر القلق والتحريض  وردود الأفعال الغريزية التي تنمو على وقع الصور والفيديوهات والبيانات المتداولة.

لكن السؤال المُلحّ: هل يمكن احتواء هذا التمدد الطائفي، أم أن البلاد تتجه فعلاً نحو حرب أهلية مؤجلة؟

ما زالت هناك أصوات مدنية عاقلة في سوريا، حيث رفعت مبادرات محلية عدة شعار "لن نكون وقود الفتنة"، وخرج ناشطون إلى ساحة الحجاز في دمشق رافعين لافتات كتب عليها: "إما أن نعيش معاً كأخوة أو نموت معاً كالحمقى". كما انتشرت بيانات لمبادرات مدنية، أبرزها بيان "مبادرة إنقاذ وطني" الذي يدعو إلى نزع السلاح المحلي، وتفعيل سلطات المجتمع المدني، ووقف التحريض الإعلامي والطائفي، وإنشاء لجان أمان محلية مستقلة تشرف عليها شخصيات موثوقة من جميع الطوائف. كما نُشرت تسجيلات مصورة لشيوخ من الطائفة الدرزية وأخرى من زعماء عشائر بدوية يدعون فيها إلى التهدئة، وينددون بالتجييش الطائفي والانتقام. كما أصدرت الحكومة الانتقالية بيانات تحذر من التورط في الحرب.الفتنة لا تواجه بالتصريحات، بل بإجراءات ملموسة تعيد بناء الثقة. أولاً، يجب أن يُفتح تحقيق محايد وشفاف، يحاسب من ارتكب جرائم قتل أو تحريض أو انتقام، سواء من الدروز أو البدو أو عناصر الجيش. ثانياً، لا بد من تفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني في التهدئة المحلية، وتمكينها من مراقبة أي خروقات على الأرض.

كما أن الساحة الإعلامية بحاجة إلى إعادة ضبط فورية. ما يُبث في المنصات الرقمية أصبح أداة تعبئة، لا مساحة نقاش. ويمكن القول إن جزءاً كبيرًا من توسّع التوترات سببه روايات مجتزأة، ومقاطع محمولة على خطاب الكراهية، سواء باسم الدين أو الضحية. لذلك، لا بد من إنشاء غرف طوارئ إعلامية، تضم خبراء وصحافيين مستقلين، للتدقيق في المحتوى المتداول وتصحيحه قبل أن يتحوّل إلى سلاح.

على الدولة أن تذهب أبعد من ضبط الأمن الميداني، المطلوب الآن هو استعادة ثقة المكوّن الدرزي، الذي لا يزال يعتبر الحكومة الحالية غير شرعية، ويرى أن تدخّل الجيش في السويداء لم يكن لحمايته بل لتأديبه. هذا الشعور لا يمكن تجاهله أو تحييده، ولا يمكن فرض الولاء بالخطابات. وحدها العدالة المتساوية، والتمثيل الحقيقي، والتعاطي الصادق مع مطالب الناس، يمكن أن تبني جسور الثقة، وإن لم تتحرّك الحكومة سريعاً، فإن الفراغ الذي تتركه ستملؤه أصوات الفتنة.

في هذا السياق، يأتي تحذير الزعيم اللبناني وليد جنبلاط إن "استدراج دروز سوريا إلى مواجهة مع المكوّن السنّي سيكون كارثة على الجميع". المقلق اليوم هو ما تشهده شوارع سورية من تظاهرات تطالب بالتجنيد الإجباري والذهاب إلى السويداء "للانتقام" من الدروز، فهذا النوع من التعبئة، الذي تغذّيه وسائل إعلامية ومواقع متطرفة، هو طريق مباشر إلى المجازر، وهنا يأتي دور المؤثرين والناشطين: لا بصفتهم صنّاع رأي فحسب، بل بصفتهم حائط الصد الأول في وجه ثقافة الكراهية. على هؤلاء أن يستخدموا منابرهم لكسر الصور النمطية، لعرض روايات الضحايا من كل الأطراف، وللتحذير من التورط في حرب لا أحد يربحها، كما على الدولة أن تقف بحزم ضد هذه الدعوات التي لن تجلب إلا مزيداً من الدم.

كما أن الإعلام السوري، الرسمي والمستقل، مطالب بمغادرة الاصطفاف والعودة إلى مهنته الأساسية: تقديم الوقائع، لا الشحن. فالحرب الأهلية لا تبدأ بالبندقية، بل بالكلمة. والكلمة اليوم إمّا أن تكون جسراً للإنقاذ، أو عتبة للدم. ما يحدث في السويداء ليس جديدًا في الجغرافيا العربية، بل هو مشهد مكرّر في دول انهارت فيها الثقة بين المكوّنات، وتحوّلت الحساسيات الطائفية فيها إلى بنادق. ففي لبنان، لم تبدأ الحرب الأهلية العام 1975 بقرار مركزي، بل بانفجار تراكمي للخطاب التحريضي، واستقطاب سياسي طائفي، وعجز الحكومة عن الاستجابة للمخاوف. تظاهرات، ثم اشتباكات متفرقة، ثم اغتيالات، ثم حرب شاملة.

الأمر نفسه حصل في العراق بعد العام 2003، فالاحتلال الأميركي أزاح نظامًا ديكتاتورياً، لكن الدولة الجديدة فشلت في إنتاج عقد وطني عادل. فبدأت عمليات الاغتيال الطائفي، ثم الانفجارات في المساجد والأسواق، ثم الحرب المذهبية التي مزقت بغداد، وأفرزت خطوط تماس مذهبية لا تزال قائمة.

اليوم، سوريا تقف أمام مفترق مشابه، الاحتقان الطائفي يتمدد أفقياً والاشتباكات في السويداء تحوّلت إلى حالة استقطاب في حلب وريف دمشق. بيانات الشارع تطالب بـ"الثأر".  الفارق أن سوريا خارجة لتوّها من حرب دموية طويلة، وبالتالي فإن نسيجها الاجتماعي هش، واقتصادها منهار، وثقتها في المؤسسات شبه معدومة. وهذا يجعل احتمالات الانزلاق نحو سيناريو لبناني–عراقي أسرع وأخطر. الخطر الحقيقي لا يكمن فقط في السلاح، بل في تفكك سردية العيش المشترك، وفي انهيار ما تبقى من ثقة بين المكوّنات. لذلك، لا يجب التعامل مع ما يحدث كأزمة عابرة، بل كجرس إنذار لضرورة إعادة إنتاج عقد اجتماعي سوري جديد، يعترف بالاختلاف، ويكرّس المساواة، ويضمن الحماية، ويمنع الاحتكام إلى الهويات في السياسة والحرب. المعركة اليوم ليست بين البدو والدروز، بل بين مَن يريد سوريا مدنية يعيش فيها الجميع، ومَن يدفع بها نحو الاقتتال والانقسام. وعلينا، كسوريين، أن نختار، وبسرعة، قبل أن يصبح العيش معاً حلماً من الماضي. الآن هو وقت الحكمة، لا الثأر، وقت القانون، لا السلاح. وقت الإنقاذ، لا الاصطفاف.

 

"حماس": لا خيار أمام إسرائيل سوى صفقة بشروط المقاومة

المدن/18 تموز/2025

قالت حركة "حماس"، إن فشل الجيش الإسرائيلي في تحرير أسراه بالقوّة، يؤكد أن "لا خيار أمامه سوى المضيّ في صفقة تبادل وفق شروط المقاومة وإرادتها"، ودعت إلى حراك شعبي ورسمي عاجل لإنقاذ المجوّعين بغزة. وأضافت الحركة في بيان، أنه "بعد فشل الاحتلال في تحرير الأسرى بالقوّة، لم يبقَ أمامه سوى طريق الصفقة مع المقاومة، وفق شروطها وإرادتها، وبما يضمن كامل الحقوق الوطنية والإنسانية العادلة، وعلى رأسها رفع الحصار وإنهاء سياسة التجويع الجماعي". وتجري في الدوحة مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل و"حماس" بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.وأكدت "حماس" أن "الاحتلال يراكم الإخفاقات في غزة، وحربه ليست سوى انعكاس لفشله على كل الأصعدة، في معركة تاريخية ستبقى محفورة في ذاكرة الصراع، كمنعطف إستراتيجي يكشف هشاشة هذا الكيان المتصاعدة، ويفضح جرائمه في القتل والتجويع والإبادة الجماعية". وشدّدت على أن "المقاومة، بثباتها وتنوع تكتيكاتها، تُربك حسابات العدو، وتنتزع منه زمام المبادرة، وتفاجئه يوميا بتكتيكات جديدة يعجز عن فهمها أو التصدي لها، رغم محاولاته تركيع الشعب بالتجويع والحصار". كما أكدت أن المجاعة التي تفرضها إسرائيل في غزة "تمثل جريمة متعمدة ضد الإنسانية، يستخدم فيها الطعام كسلاح حرب لإخضاع شعب صامد". ودعت الحركة إلى حراك شعبي ورسمي عاجل "لوقف هذه الجريمة البشعة، وإنقاذ مئات الآلاف من الجائعين المحاصرين".جاء ذلك، فيما أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، اليوم الجمعة، ارتفاع عدد الشهداء والمفقودين منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، إلى 67 ألفا و880 فلسطينياً، في حين تجاوز حجم الدمار العام 88 في المئة من مساحة القطاع البالغة نحو 360 كيلومترا مربعاً.

وأشار المكتب في بيان إحصائي باليوم 650 للحرب، إلى أن الحرب الإسرائيلية على غزة خلّفت أكثر من 198 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين، لافتاً إلى أن 2613 عائلة أبيدت ومسحت من السجل المدني.

واوضح أن إسرائيل "ألقت 125 ألف طن متفجرات على غزة، ودمّرت أكثر من 88 في المئة من القطاع، وسيطرت على 77 في المئة من مساحته، مخلّفة خسائر تفوق 62 مليار دولار، فيما هجرت مليوني مدني".

وأشار المكتب الإعلامي الحكومي إلى أن "إجمالي الشهداء بلغوا أكثر من 19 ألف طفل، و12 ألفا و500 سيدة، بينهم 8 آلاف و150 أمّاً، و953 رضيعاً". ووفق البيان، قتل الجيش الإسرائيلي، 1590 من الطواقم الطبية، و228 صحافياً، و777 من عناصر تأمين المساعدات. وقال إن نحو 9 آلاف و500 فلسطيني "ما زالوا تحت الأنقاض ومصيرهم مجهول". وأفاد المكتب في بيانه الإحصائي، بأن الجيش الإسرائيلي سرق "ألفين و420 جثماناً من الأموات والشهداء من المقابر، وأقام 7 مقابر جماعية داخل المستشفيات خلال حربه المستمرة على القطاع".

وفي القطاع الصحي، أوضح البيان أن إسرائيل دمرت 38 مستشفى و96 مركز رعاية، إضافة إلى استهداف 144 سيارة إسعاف. كما شمل التدمير 156 مؤسسة تعليمية كلياً و382 جزئيا، و833 مسجدا و3 كنائس و40 مقبرة، بحسب البيان. وفي ما يتعلق بسياسة التجويع الإسرائيلية، قال المكتب إن "الاحتلال قتل 877 مدنياً وأصاب 5 آلاف و666 آخرين خلال استهدافه لمراكز توزيع المساعدات الأميركية، فيما لا يزال يمنع دخول عشرات آلاف الشاحنات الإغاثية منذ أكثر من 139 يوما". واليوم واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على غزة، فشنّ غارات جوية استهدفت مناطق متفرقة من القطاع. وأسفرت الهجمات عن سقوط أكثر من 35 شهيداً، منذ فجر اليوم، بينهم 10 من طالبي المساعدات. في غضون ذلك، حذّرت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم، من احتمالية تعرض مئات المجوعين الفلسطينيين للموت عقب تدفق أعداد غير مسبوقة إلى المستشفيات بحالتي إعياء وإجهاد شديدين.

وقالت الوزارة في بيان، إن "أعداد غير مسبوقة من المواطنين المجوعين من كافة الأعمار تصل إلى أقسام الطوارئ في حالة إجهاد ووإعياء شديدين". كما حذرت الوزارة من أن "المئات من الذين نحلت أجسادهم سيكونون للموت المحتم، نتيجة الجوع وتخطي قدرة أجسادهم على الصمود".وأفادت مصادر محلية اليوم، باستشهاد طفلة عمرها عام ونصف العام، بسبب سوء التغذية في دير البلح، وسط قطاع غزة.

 

أبو عبيدة يتوعّد الاحتلال بـ"مقتلة": عمليات من المسافة صفر

المدن/18 تموز/2025

أكد الناطق العسكري باسم "كتائب القسام"، أبو عبيدة،  أن المقاومة حاولت خلال الأيام الأخيرة أسر جنود إسرائيليين، متوعداً الاحتلال بـ"مقتلة" في جنوده، وتنفيذ عمليات نوعية مركزة من مسافة الصفر، والسعي لتنفيذ عمليات أسر. وفي ما يتعلق بالمفاوضات، قال أبو عبيدة، إن "المقاومة كانت قد عرضت عقد صفقة شاملة تسلم فيها كل أسرى العدو دفعة واحدة، لكن مجرم الحرب (رئيس حكومة الاحتلال بنيامين) نتنياهو ووزراءه من الحركة النازية رفضوا هذا العرض". وقال أبو عبيدة في كلمة مصورة، اليوم الجمعة: "4 شهور مضت منذ استئناف الاحتلال عداونه على قطاع غزة بعد أن غدر ونقض العهود وانقلب على الاتفاق المبرم مع المقاومة في يناير (كانون الثاني) من هذا العام، وبعد أن كذب على الوسطاء وعلى العالم وعاد ليبحث عن نصره المزعوم". وأضاف: "4 شهور والاحتلال يكمل ساديته ضد المدنيين والأطفال، ويمارس هواية عصاباته في التدمير الممنهج للأحياء والمدن والتجمعات السكنية المدنية، ليمضي في هذه المعركة وهذه الحرب الغاشمة ضد شعبنا". وتابع "كان العدو قد أعلن في هذه الأشهر الأخيرة عن عملية سماها (عربات جدعون)، محاولات إسقاط خرافات توراتية يضفي بها قداسة مزيفة على معركته العنصرية النازية التي لا تشبه سوى أفعال الشياطين وممارسات العصابات القذرة الجبانة".

وقال: "واجهنا عمليات (عربات جدعون) ولا نزال بسلسلة عمليات (حجارة داوود)، ونخوض مع فصائل المقاومة خصوصاً سرايا القدس، مواجهة غير متكافئة، وقد أوقعنا خلال هذه الأشهر المئات من جنود العدو بين قتيل وجريح، والآلاف من المصابين بالأمراض النفسية والصدمات. وهي أعداد جنود العدو المنتحرين تتزايد لهول ما يمارسون من أفعال قذرة دموية، ولعظم ما يواجهون من مقاومة محفوفة بمعية الله وجنده". وأشار أبو عبيدة، إلى أن المقاتلين "يفاجئون العدو بتكتيكات وأساليب جديدة ومتنوعة، بعد استخلاصهم للعبر من أطول حرب ومواجهة في تاريخ شعبنا، فنفذوا عمليات نوعية بطولية فريدة، ولا يزالون يستهدفون الآليات بالقذائف والعبوات، ويلتحمون مباشرة مع هذا العدو، ويقنصون جنوده وضباطه، ويفجرون المباني وفتحات الأنفاق والكمائن المركبة، ويغيرون على قوات العدو". وكشف أن مقاتلي المقاومة "حاولوا في الأسابيع الأخيرة تنفيذ عدة عمليات أسر للجنود، كاد بعضها أن ينجح لولا إرادة الله أولاً، ثم بسبب استخدام العدو لأسلوب القتل الجماعي لجنوده المشكوك في تعرضهم لمحاولات أسر. وقد انتشرت عملياتنا من أقصى شمال وشرق بيت حانون وجباليا شمالي القطاع، مروراً بحي التفاح والشجاعية والزيتون في غزة، وصولا إلى خانيونس ورفح، لتصبح مقاومة غزة أعظم مدرسة عسكرية لمقاومة شعب في مواجهة محتليه في التاريخ المعاصر". وشدد أبو عبيدة على أن "فصائل المقاومة في جهوزية تامة لمواصلة معركة استنزاف طويلة ضد قوات الاحتلال، مهما كان شكل عدوانه وخططه العدوانية، فقتالنا هو أمر مبدئي وحق لا جدال فيه، وواجب ديني ووطني مقدس ولا خيار لنا سوى القتال بكل قوة وإصرار وبأس شديد".

وأوضح أن "استراتيجية وقرار قيادة القسام في هذه المرحلة هو تأكيد إيقاع مقتلة في جنود العدو، وتنفيذ عمليات نوعية مركزة من مسافة الصفر، والسعي لتنفيذ عمليات أسر لجنود. إذا اختارت حكومة الاحتلال استمرار حرب الإبادة فإنها تقرر في ذات الوقت استمرار استقبال جنائز الجنود والضباط، فلن تمنع دباباتهم ولن تحمبهم من حمم الموت". وخاطب الدول العربية والإسلامية، قائلاً: "إننا نقوم للتاريخ وبكل مرارة وألم وأمام كل أبناء أمتنا: يا قادة هذه الأمة الإسلامية والعربية ويا نخبها وأحزابها الكبيرة ويا علماءها، أنتم خصومنا أمام الله، أنتم خصوم كل طفل يتيم، وكل ثكلى، وكل نازح ومشرد ومكلوم وجريح ومجوع. إن رقابكم مثقلة بدماء عشرات الآلاف من الأبرياء الذين خذلوا بصمتكم. إن هذا العدو لم يكن ليرتكب هذه الإبادة على مسمعكم ومرآكم إلا وقد أمن العقوبة وضمن الصمت واشترى الخذلان. لا نعفي أحدا من مسؤولية هذا الدم النازف، ولا نستثني أحدا ممن يملك التحرك، كل بحسب قدرته وتأثيره". وأضاف: "أما تستطيع أمة كبيرة عظيمة ومجيدة أن تدخل طعاماً وماء ودواء للمجوعين والمحاصرين في شعب غزة، وأن توقف شلال دمائهم الذين يهدر إرهاباً لأمتنا وطمعاً في كسرها، من أجل إقامة إمبراطورية صهيونية على أرض العروبة والإسلام، عاصمتها قبلتكم الأولى ومسرى نبيكم".

وتطرق أبو عبيدة إلى المفاوضات الجارية في العاصمة القطرية الدوحة، بالقول: "إننا ندعم بكل قوة موقف الوفد التفاوضي للمقاومة الفلسطينية في المفاوضات غير المباشرة مع العدو، وإننا عرضنا مراراً خلال الأشهر الأخيرة عقد صفقة شاملة نسلم فيها كل أسرى العدو دفعة واحدة، لكن مجرم الحرب (رئيس حكومة الاحتلال بنيامين) نتنياهو ووزراءه من الحركة النازية رفضوا هذا العرض".

وقال: "نحن نراقب عن كثب ما يجري من مفاوضات ونأمل أن تسفر عن اتفاق وصفقة تضمن وقف الحرب على شعبنا وانسحاب قوات الاحتلال وإغاثة أهلنا، ولكن إذا تعنت العدو وتنصل من هذه الجولة كما فعل في كل مرة، فإننا لا نضمن العودة مجددا بصيغة الصفقات الجزئية ولا لمقترح الأسرى العشرة".

وتحدث عن ميلشيات الاحتلال في غزة، بالقول إن "محاولات توظيف مرتزقة وعملاء للاحتلال بأسماء عربية هي دلالة على الفشل، ووصفة مضمونة للهزيمة، ولن يكون هؤلاء العملاء سوى ورقة محروقة في محيط وعي شعبنا وكرامته ورفضه للخيانة، وسيكون ما ينفقه العدو عليهم حسرة ووبالا وخسرانا مبينا للاحتلال ولعملائه". ودعا أبو عبيدة "هؤلاء العملاء إلى التوبة فوراً، والرجوع إلى أحضان شعبهم قبل فوات الأوان حين لا ينفع الندم، وإلا فستكون نهايتهم مأساوية وعبرة لكل خائن وجبان. ولا ننسى أن نعبر عن عظيم الشكر والفخر بمواقف عائلات وعشائر شعبنا التي تبرأت من هذه الشرذمة من العملاء المعزولين الذين لا يمثلون إلا أنفسهم".

 

ضباط إسرائيليون يُناقضون المستوى السياسي: "حماس" لم تُهزم

المدن/18 تموز/2025

تناقض شهادات الضباط الإسرائيليين بشكل صارخ التصريحات التي يروّج لها المستوى السياسي في إسرائيل بخصوص "السيطرة" و"الإنجازات". إذ تشير التقديرات العسكرية إلى أن القتال مرشح للاستمرار لسنوات، وأن حركة "حماس" لا تزال تحتفظ بقدراتها الأساسية ولم تُهزم بعد وأن الحسم ليس وشيكاً.

ووفقاً لتقرير صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، عبر موقعها الإلكتروني (واينت)، اليوم الجمعة، تظهر معطيات وزارة الأمن الإسرائيلية أن عملية "مركبات جدعون"، لم تكن ضمن خطط العام، حيث وُعد جنود الاحتياط بعدم استدعائهم لجولات جديدة بعد خدمة متواصلة استمرت أكثر من عام منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، لكن تم استدعاؤهم مجدداً خلافاً للخطط. وأشار التقرير إلى أن رئيس الأركان إيال زامير، أقر في خطابه الأول عند توليه منصبه بداية آذار/ مارس الماضي، بأن الجيش فشل في تحقيق أحد هدفي الحرب الرئيسيين، وهو "حسم حركة حماس"، رغم أن التصريحات السياسية لا تزال تُقدّم الحرب على أنها في طريقها إلى الانتصار. وأشار التقرير إلى أنه رغم الهجمات المتكررة، لم تصل القوات إلى المعاقل الأساسية لـ"حماس"، مثل الشجاعية والرمال والشاطئ وسط مدينة غزة، ولا إلى النصيرات ودير البلح وسط القطاع، حيث يُعتقد أن بعض الأسرى الإسرائيليين لا يزالون محتجزين.وقال ضابطان من المستويات الميدانية والقيادية إن الجيش "يتقدّم ببطء وبشكل مكشوف ومعقّد"، مشيرَين إلى أن "حماس" عادت للتمركز في مناطق انسحب منها الجيش أخيراً، مثل العطاطرة شمال غزة قرب "زيكيم"، بعد تحويل القوات إلى جبهات أخرى. وبحسب شهادات ميدانية، تتركز المهام القتالية بشكل متزايد في مرافقة وحدات الهندسة لتدمير المباني، أكثر من مواجهة مباشرة مع مقاتلي المقاومة الفلسطينية، الذين يعتمدون على كمائن صغيرة وعمليات قنص وكمائن متحركة.

وقال قائد سرية في إحدى الفرق القتالية: "نادراً ما نرى مقاتلي حماس بالعين المجردة، حتى في المعلومات الاستخبارية، ونقضي معظم الوقت في تسوية أحياء بأكملها بالأرض، كما جرى في رفح، وإذا اكتُشف وجود مقاومين، فنعتمد على سلاح الجو لاستهدافهم".ولفت التقرير إلى أن من مظاهر التناقض، تصدر بيانات متكررة عن الجيش الإسرائيلي بشأن "السيطرة على 60% أو 75% من قطاع غزة"، من دون توضيح عملي لمعنى هذه السيطرة، ما يعيد إلى الأذهان تصريحات مشابهة في جولات سابقة عن استهداف "عشرات مواقع الإرهاب". ورغم تلك الإعلانات، يشير التقرير إلى أنه لا وجود فعلي لمعظم قوات الجيش في أغلب مناطق القطاع، وأن حماس ما زالت تسيطر جزئيًا على الأرض وتقدم خدمات مدنية، "ما يعني أن إسرائيل لا تُعد قانونيًا قوة احتلال كاملة في غزة".مع ذلك، يواصل مسؤولون سياسيون الترويج لعبارات مثل "الجيش الإسرائيلي يحتل"، رغم ابتعاد هذه الادعاءات عن الواقع العملياتي، الأمر الذي اعتبره التقرير "مخاطبة لآذان اليمين"، أكثر مما هو توصيف دقيق للوضع.وحذّر التقرير من أن انسحاب الجيش من "محور موراغ"، كما يتم تداوله في إطار مفاوضات تبادل الأسرى مع "حماس"، سيُعيد الحركة ومئات الآلاف من النازحين إلى رفح، وسيمسّ بالخطة التي وضعتها الحكومة لإقامة "مدينة إنسانية" تُدار تحت إشراف دولي.

وأقرّ أحد القادة العسكريين بأن التراجع عن السيطرة على محور "موراغ"، "سيقوّض كل ما تحقق"، وأنه في حال العودة، "سيتوجب علينا القتال مجدداً في الأحياء نفسها، ما يُفرغ المكاسب من معناها ويجعل أي إنجاز مؤقتاً وهشاً".ويُجمع القادة الميدانيون على أن انتهاء الحرب خلال الأشهر المقبلة، إن حصل، لن يعني انهيار "حماس"، التي لا تزال تحتفظ بأكثر من 10 آلاف عنصر على أقل تقدير، وتستفيد من الثغرات في الانتشار الإسرائيلي على الأرض. وأشار أحد قادة النخبة في سلاح المشاة إلى أن الواقع في قطاع غزة لا يختلف كثيراً عمّا كان قبل أشهر، مشدداً على أن "القضاء على حماس يتطلب سنوات، وما يُقال عن حسم وشيك أو نصر قريب ليس سوى أوهام تُباع للجمهور". وأضاف: "نتحدث هنا عن مشروع طويل الأمد، قد يمتد لعقد كامل، فحماس بنت بُناها التحتية العسكرية على مدار سنوات، في جميع مناطق القطاع، وتفكيكها يتطلب وقتًا وموارد ضخمة، ووجودًا مستمراً". وقال أحد القادة الميدانيين في الجيش الإسرائيلي إن الجنود في قطاع غزة لا يعيرون اهتماماً كبيراً لـ"التسميات التي تُمنح للعملية أو للخلافات السياسية التي تتسلل إلى الميدان". وأضاف: "القتال مستمر لأن لدى حماس بنى تحتية ضخمة، بغض النظر عن عدد مقاتليها، فضلاً عن دافعها وقدرتها على التخطيط لمهاجمة القوات". وشدد على أن "هذه معركة سنضطر إلى مواصلتها بعد عام، وحتى بعد خمس سنوات، في نفس المناطق، من أجل الحفاظ على ما تحقق من إنجازات، سواء بقي اسم العدو حماس أو تغيّر إلى الجهاد أو أي تنظيم آخر".

واعتبر أن "من المؤسف أن يُسوّق للجمهور انطباع مضلل بأن الحرب على وشك الانتهاء وأن العدو سيُهزم في وقت قريب"، مضيفًا أن "الواقع أشبه بحرب استنزاف مستمرة، تمامًا كما هو الحال في الضفة الغربية". كما أظهرت شهادات ميدانية أن الجنود "أُجبروا" على إطلاق النار في محيط مراكز التوزيع التي أنشأتها إسرائيل لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"، في استهداف للمدنيين الجوعى، ما أدى إلى سقوط مئات الضحايا من المدنيين، في مشاهد وثّقها العالم خلال الأسابيع الأخيرة. وبحسب مصدر أمني رفيع، باتت مهمة "توزيع الطعام على الفلسطينيين" تستهلك مئات الجنود يوميًا، رغم أنها ليست من صلب مهام الجيش، بل تسندها فعلياً جهات أميركية وفلسطينية (في إشارة إلى ميليشيات محلية تتعاون مع الاحتلال) في الميدان، لكن حماية الممرات ومحيطها تبقى مسؤولية الجيش.

 

"الموساد" يطلب دعم واشنطن لتهجير الغزاويين إلى ثلاث دول

المدن/18 تموز/2025

نقل موقع "أكسيوس" الأميركي، عن مصدرين مطلعين، أن رئيس "الموساد" دافيد برنياع، زار واشنطن هذا الأسبوع لطلب مساعدتها في إقناع دول بمخطط تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إليها. ووفقاً للموقع، أبلغ برنياع خلال لقائه مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، بأن إسرائيل تجري محادثات خاصة مع إثيوبيا وإندونيسيا وليبيا في هذا الشأن. وقال المصدران المطلعان على اللقاء، إن برنياع أبلغ ويتكوف بأن الدول الثلاث أبدت استعداداً مبدئياً لتوطين أعداد كبيرة من الفلسطينيين من غزة، فيما اقترح أن تقدم الولايات المتحدة حوافز لتلك الدول وتساعد إسرائيل في إقناعها.

وبحسب أحد المصدرين، فإن ويتكوف لم يبدِ التزاماً بذلك، وليس واضحاً ما إذا كانت واشنطن ستتدخل فعلياً في هذا الشأن. وفي شباط/ فبراير 2025 اقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مخططاً لتهجير أهالي غزة من القطاع، لكن البيت الأبيض تراجع عن الفكرة بعد تلقيه اعتراضات كبيرة من دول عربية، بحسب مسؤولين أميركيين.

ترامب: على نتنياهو إيجاد الوجهة

ونقل "أكسيوس" عن مسؤولين إسرائيليين، قولهم إن إدارة ترامب أبلغتهم أنه إذا أراد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، المضي قدماً في هذا المخطط، فعليه إيجاد دول توافق على توطين الفلسطينيين من غزة. وفي أعقاب ذلك كلف نتنياهو جهاز "الموساد" بالبحث عن دول مستعدة لتوطين أعداد كبيرة من الفلسطينيين ليتم تهجيرهم من القطاع. في الأثناء، تعمل إسرائيل على مخطط لجمع أهالي غزة البالغ عددهم نحو مليوني شخص، إلى منطقة أسمتها بـ"المدينة الإنسانية" جنوبي القطاع وقرب الحدود مع مصر، وقد أثار هذا المخطط قلقاً في مصر والعديد من الدول الغربية وسط مخاوف من أن إسرائيل تعد لتهجير جماعي للفلسطينيين من غزة، وهو هدف طالما سعى إليه شركاء نتنياهو من اليمين المتطرف. وأفاد "أكسيوس" بأنه على الرغم من أن الحكومة الإسرائيلية تدّعي أن أي تهجير سيكون "طوعياً"، فإن هذا الوصف يكاد يكون بلا معنى في ظل الظروف الراهنة. وخلال زيارة نتنياهو الأخيرة إلى واشنطن، سُئل ترامب عن هذه القضية فأحال السؤال إلى الأول، الذي قال إن إسرائيل تعمل "بشكل وثيق جداً" مع الولايات المتحدة لإيجاد دول توافق على توطين فلسطينيين من غزة، مضيفاً: "نحن نقترب من التوصل إلى اتفاق مع عدة دول"، بحسب "أكسيوس". وأضاف نتنياهو: "أعتقد أن لدى ترامب رؤية ذكية. إنها تسمى حرية الاختيار، إذا أراد الناس البقاء يمكنهم البقاء، لكن إذا أرادوا المغادرة يجب أن يكون بإمكانهم ذلك. لا ينبغي أن يكون ذلك سجناً". وذكر مسؤول إسرائيلي بعد اللقاء بين ترامب ونتنياهو، أن الرئيس الأميركي أبدى اهتماماً بمواصلة الدفع باتجاه "ترحيل" الفلسطينيين من غزة. في موازاة ذلك، قال مسؤول إسرائيلي يشارك في المفاوضات غير المباشرة مع "حماس" الجارية بالعاصمة القطرية الدوحة، إنه "لن نعود إلى خطوط مارس (آذار) أو يناير (كانون الثاني)، وما تتناوله التقارير المختلفة لا أساس لها من الصحة ولا يوجد ما يستند إليه ذلك"، في إشارة إلى خطوط انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة خلال اتفاق وقف إطلاق النار في حينه الذي تنصلت منه إسرائيل واستأنفت حربها على غزة في 18 آذار/ مارس 2025. وأوردت هيئة البث الإسرائيلية "كان 11" مساء اليوم الجمعة، أن إسرائيل تدرس إرسال وفد آخر رفيع المستوى إلى الدوحة من أجل دفع المفاوضات والتقدم نحو إبرام صفقة. وتطرق المسؤول الإسرائيلي إلى الانسحاب من محور "موراغ" بالقول: "جئنا إلى هنا بتفويض ومساحة عمل من رئيس الحكومة. ديرمر (الذي يرأس الفريق المفاوض) ونتنياهو على تواصل يومي معنا. الموقف والمرونة الإسرائيلية تجاه المفاوضات جيدة، وقد أحرزنا تقدماً في بعض القضايا، بخلاف قضايا أخرى في ظل وجود قدر كبير من التعنت من جانب حماس". واعتبر أن "الفريق الإسرائيلي قطع شوطاً كبيراً في سبيل التوصل إلى اتفاق، إذ لا تزال المفاوضات تواجه صعوبات كثيرة، وإسرائيل مستعدة لاستنفاد سبل التفاوض، لكن في ظل تعنت حماس بدأت الشكوك تتسرب بشأن نيتها وتتزايد علامات الاستفهام حول مستقبل المفاوضات". وقال المسؤول: "نعمل منذ أسبوعين في القاهرة على فتح مسار يتناول الشؤون الإنسانية، وهناك انخراط نشط من قبل الوسطاء"، مشيراً إلى أن "الوسطاء قدموا بالأمس مقترحاً يجري مراجعته من قبل الطرفين. وفي يوم الأحد نكون قد أمضينا أسبوعين هنا".وزعم أن "حماس تضع عقبة أمام المفاوضات بمسألة مفاتيح الأسرى، وتؤخر التوصل إلى وقف لإطلاق النار وتصر على عدم الدخول في مناقشة هذه المسألة. نحن نرى أن هذه القضية تعيق وقف إطلاق النار وتضر بالسكان في غزة".وقال: "في اللحظة التي تفتح فيها حماس الباب في هذه القضية، يمكننا تحقيق تقدم في قضايا أخرى: الإنسانية وإعادة تموضع الجيش وغيرها. وفي هذه المرحلة فإن الفريق المفاوض باق في الدوحة في محاولة لاستنفاد المفاوضات".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

بين لبنان وبلاد الشام

الوزير السابق جوزف الهاشم/عن جريدة الجمهورية/18 تموز/2025

وهكذا ... وبفضلِ مَنْ توالى على لبنان مِنْ أشباهِ رجالٍ وحكّامٍ أقزام ، أصبح هناك من يحذّرنا من ضـمّ لبنان إلى بلاد الشام ، وهناك من يعتبر أنّ لبنان شاطيءٌ سوري ، وهناك من يطالبنا بضمّ طرابلس إلى سوريا .

وماذا عن الجنوب والبقاع والأقضية الأربعة ، وكأنّما لبنان صبيٌّ يتيمٌ يحاول كلُّ عابرِ سبيلٍ أنْ يسجّلَهُ على إسمه ، وكأنما أرضُ لبنان رزقٌ سائبٌ يعلّم الناس الحرام .

ولكن ، أين كانت بلاد الشام يوم كان لبنان يقرعُ أبواب العالمية ...؟

يوم كانت بلاد الشام أرضاً مُنخفِضَة كان لبنان جبلاً ، وقبل أن ترتفع المطالبة بضم طرابلس إلى الشام ، كان سلطان فخر الدين يمتدّ من حلب إلى فلسطين .

وحين كان حكمٌ في الشام قبل مئة عام ، كان فارس الخوري اللبناني من بلدة الكفير رئيساً للوزراء في سوريا ، "وكان مدير الأمن العام فيها اللبناني جبرائيل حداد من طرابلس ، وكان وزير الداخلية اللبناني "رضا الصلح" ، ووزير العدلية اسكندر عمّون من دير القمر ، ووزير المالية سعيد شقير من الشويفات ، ووزير الصحة سليم موصلّي من بلدة "عبيـه" ، وكان في محكمة الإستئناف العليا فايز الخوري من الكفير ونجيب الأفيوني من حاصبيا(1) .

وحين عُـيّن فارس الخوري أيضاً وزيراً للأوقاف الإسلامية في سوريا ، راح نائب الكتلة الإسلامية في المجلس السوري عبد الحميد طبّاع ، يتصدَّى للمعترضين بالقول : "إننا نؤمِّن فارس الخوري المسيحي على أوقافنا أكثر مـمّا نؤمّن أنفَسنا."

أمّا على الصعيد الداخلي فقد مررْنا بلحظةِ تخلٍّ تاريخي تـمَّ استدراكُها بلحظة وعـيٍ وطني ، وداوينا الداءَ بالداء ، والساحلَ بالساحل .

في مؤتمر الساحل الأول 1936 كان هناك إتجاهٌ لبناني يجنح نحو الإنضمام إلى سوريا ، وجاء مؤتمر الساحل الثاني يصوّبُ الإتجاه حين طرح فيهِ كاظم الصلح وتقي الدين الصلح بإيحاء من رياض الصلح معادلةً بعنوان : "الإنفصال والإتّصال" أي الإنفصال عن الضمّ والإتصال الأخوي بالعالم العربي .

ولقد تكلَّلت هذه المعادلة بالبيان الوزاري الأول للرئيس رياض الصلح : لا للشرق ولا للغرب .

وماذا بعد ، هل كلّما هبَّتْ علينا ريـحٌ من شرق ومن غرب ـ تتعرض أركان الكيان للإختلال ، ويتعرض الإستقلال للإحتلال ...؟

الإستقلال بالمعنى القانوني والميثاق الأممي يعني سيادة الدولة المطلقة على أرضها والولاء المطلق لها والإنتماء المطلق إليها .

فليس هناك إستقلالان وسيادتان في دولة واحدة ، أن تكون سيادتان في دولة واحدة فهذا يعني أن الدولة دولتان ، وأن تكون دولتان في دولة واحدة فهذا يعني التقسيم .

السيادة في القاموس معناها : الشرف والمجد والرفعة ، فَمَنْ يفقُـد سيادته يفقد مجـدَهْ وشرفَـهُ ورفعتَهُ .

وكلمة سيادة بما تعني من سموّ ترتقي إلى مستوى النبوّة ، من هنا كانت كلمة السيد لقباً للمسيح ، والسيد عند المسلمين مَـنْ كان مِـنْ سلالة النبوّة .

بعد خمسة عشر عاماً من استقلال 1943 ، لأننا لم نفهم معنى السيادة إنقسمنا على أنفسنا في ثورة 1958 ، وقبل انقضاء خمسة عشر عاماً كانت الإنتهاكات الفلسطينية 1963 ـ 1969 فكان اتفاق القاهرة ، وبعد أقل من عشر سينين 1975 سيطرت المنظمات الفلسطينية على أجزاء واسعة من لبنان فكانت الحرب وكان اتفاق الطائف .

وبعد دخول الثورة الإيرانية على خط المواجهة كان طوفان الأقصى بما خّلف من تدمير واغتيال واحتلال ، فصحّ فينا ما قاله الرئيس التونسي "الحبيب بورقيبة" للرئيس جمال عبد الناصر بعد هزيمة 1967 : "ذهب عبد الناصر لتحرير فلسطين فأخذوا منه سيناء ."

ومع انتظار مفاعيل القرار 1701 ، ماذا ننتظر بعد ، لنفتح صفحةً من القاموس كي نعرف ماذا تعني كلمة سيادة ، حتى لا نظلّ كلّ بضعِ سنين نضبط ساعاتنا على توقيت حروب الآخرين وتوقيت غروب الشمس وظهور القمر .

1 ـ صقر أبو فخر : جريدة الشرق / 10/11/2022 .

 

لبنان في مرآة إعلامه: بلد بلا اتجاه، بلا مرجعية، بلا أفق بلا بوصلة

د.منى فياض/18 تموز/2025

إذا أراد مراقب خارجي أن يفهم ما الذي يحدث في لبنان، وفتح على مدى أيام وسائل الإعلام اللبنانية: الصحف، القنوات، البرامج الحوارية، المقالات، تغريدات الكتّاب والسياسيين، وأيضاً مواقع التواصل الاجتماعي التي يُفترض أنها تعبّر عن الرأي العام... فالأرجح أنه سيخرج بانطباع ثقيل ومحزن:

لبنان لم يَعُد بلداً طبيعياً، بل مساحة مشوشة تتنازعها السرديات المتضاربة، ويتبادل فيها الجميع اللوم، ويتقلص فيها أي اتفاق على الحد الأدنى الضروري.

المراقب سيُصدم من بلد لا يملك رواية جامعة لأي حدث، حتى في أكثر لحظاته فظاعة ومصيرية.

فأمام انفجار مرفأ بيروت في 2020؟ الجريمة الأعنف، ليس فقط في تاريخ البلاد، بل في العالم، نجد ان كل طرف لديه رواية، كل وسيلة إعلام تلمّح إلى طرف مختلف، والقضاء لم يحسم الأمر حتى الآن.

بمواجهة حرب إسرائيل الأعنف، ضد حزب الله وكل لبنان، ظل لكل محور لغته: مقاومة، عدوان، تصعيد، ابتزاز، تصفية حسابات، إلهاء داخلي، معركة حدود، حرب - إسرائيلية - إيرانية على الأرض اللبنانية.. وينطبق هذا الأمر على قانون الانتخاب الذي تحوّل الى مسرح للاتهامات، وصراع على الأصوات الانتخابية لحسابات مصلحية صافية، في غياب البرامج.

وأمام انهيار الاقتصاد، وكل الذي تسبب به، يختلف الجواب من وسيلة الى اخرى أو طرف ونقيضه.

لا يوجد سردية وطنية جامعة، بل فقط فسيفساء مذهبية حزبية إعلامية، تعكس أن لبنان تحوّل إلى أرخبيل من "الحقيقة المنفصلة عن الواقع"، وليس بلدا له صورة موحدة.

يسود الإعلام الحزبي كما الاعلام المستقل وحتى النخب الثقافية، إما الخطاب التبريري الدائم (ليحمي الزعيم أو الحزب أو السلاح)، أو خطاب عدمي عبثي (يكتفي بالتندّر على الخراب).

وأكثر الخطابات أقلوية وتهميشاً، هي تلك التي تضع الخطاب الوطني المستقل ومصلحة الدولة والمجتمع فوق مصلحة الفرقاء، والتي تحاكم الوقائع بلغة وطنية جامعة، أو تستعمل أدوات تحليل سياسي منهجي غير مؤدلج.

المراقب سيجد صعوبة في إيجاد إعلام يطرح الأسئلة الجذرية، بدلاً عن ذلك سيجد من يتفنن في تطبيع القبح، أو تأطير الكارثة وإدخالها داخل لعبة المحاور.

في أي أزمة، يسأل المتابع الخارجي حتى الآن: من يقرر في لبنان؟ ولا يجد جواباً. هل المسؤولين المنتخبين؟ ام حزب مسلح يفرض قراراته فوق الدولة ولا يخضع لمساءلة؟ او برلمان، برئيسه الأزلي، يماطل ويعطل ثم يلوم الآخرين. او القضاء الخاضع لتجاذبات لا زال يُكسر ويُدجّن حين يقترب من الحقيقة.

الخلاصة: لا أحد مسؤول، لا أحد يُحاسب، الكل يُعلّق الفشل على الآخرين.

أمام كل ذلك يبدو لبنان كبلد عاجز استسلم للخراب ويتم التعامل مع هذا الخراب كـ"طبيعة ثانية".

عند متابعة برامج التوك شو والحوارات السياسية: سنجد النائب المتهم بالفساد يجلس بأريحية ليُحلّل الوضع الاقتصادي.  ومن دعم الميليشيات أو الاحتلال يُدلي بدروس في السيادة. شخصيات أُدينت شعبياً في الانهيار المالي تعود للظهور كما لو أنهم مخلّصين. أما الجمهور فيضحك، يشتم أحياناً، ثم ييأس ويصمت بإحباط.

لا محاسبة، لا ذاكرة، لا إحساس بالحدّ الأدنى من الحرج.

وهذا ليس فقط انحطاطاً في الخطاب، بل أخطر من ذلك، انه تعبير عن قبول واسع بانعدام المعايير.

 وكأن لبنان فقد شيئاً يشبه "البوصلة الأخلاقية المشتركة". بل فقد لغته الأخلاقية الجمعية. لا حدود للخطاب العنفي، التخويني، التحقيري. ولا موانع أخلاقية تحكم السجال العام. كل شيء قابل للبيع أو التوظيف، من الشهادة إلى السيادة، من المعاناة إلى الدين.

وكأننا أمام بلدٍ يعيش في اللا– ضمير الجماعي، حيث الصوت الأعلى هو الذي يربح.

ماذا يستنتج المراقب الخارجي؟

ستتكوّن لديه صورة قاسية، ليس عن الشعب اللبناني كأفراد، بل عن النظام ككل: لبنان ليس مجرد "دولة فاشلة"، بل دولة في طور التفكك. هل هناك رابط بين اللبنانيين ببعضهم اليوم، سوى الخوف والمصلحة والعجز!

لبنان يخضع لحرب استنزاف ومهدد بحرب اسرائيلية جديدة، ويقول انا عاجز عن اتخاذ القرار!!

لبنان اليوم هو بلد حيّ جسدياً، لكنه في حالة "موت مدني معلَّق" – يتنفس، لكنه لا يعيش؛ يتكلم، لكنه لا يتفاهم؛ يعاني، لكنه لا يثور؛ يتذكر، لكنه لا يتعلّم.

وسنرى الآن ما إذا كان تصريح توم برّاك عن العودة الى بلاد الشام، الذي فاجأهم وأدخل الرعب الى قلوبهم، سيوقظهم من سباتهم ويجعلهم يتوقفون عن تضييع الوقت، ويتصرفون كسلطة مسؤولة ام لا!!

 

السياسة بدل السلاح… في تركيا ولبنان!

خيرالله خيرالله/العرب/18 تموز/2025

في أحيان كثيرة، تعطي الصورة المأخوذة للحدث بعده السياسي. تشير إلى ذلك تلك الصورة التي يظهر فيها مقاتلو حزب العمال الكردستاني يلقون سلاحهم. تعطي الصورة فكرة عن أهمية القرار الشجاع الذي اتخذه زعيم الحزب عبدالله أوجلان بالتخلي عن السلاح. إذا كانت تلك الصورة، التي التقطت في كردستان – العراق (قرب السليمانية) ويظهر فيها المقاتلون التابعون للحزب التركي يرمون سلاحهم في النار توكّد شيئا، فهي تؤكّد أن القرار المتخذ في 12 أيار – مايو الماضي بحل الحزب والتخلي عن النضال المسلّح الذي استمر أربعة عقود، قرار نهائي وجدّي. قالت الصورة إنّ السلاح ألقي في النار كي يحرق وكي يكون هناك مكان للسياسة في بلد تجري فيه انتخابات حرّة، لكنّه يعاني في الوقت ذاته من رغبة رجب طيب أردوغان في جعل تركيا بلدا يحكمه الإخوان المسلمون وفكرهم المتخلّف إلى أبد الآبدين.

أثبتت تجارب السنوات الأخيرة أن ليس في استطاعة أردوغان فرض إرادته على الشعب التركي. قد يكون ذلك ما جعل شخصا مثل عبدالله أوجلان يقدم على الخطوة التي أقدم عليها. خلاصة ما قام به أنّ السياسة تستطيع الحلول مكان السلاح الذي لا فائدة منه في نهاية المطاف. على العكس من ذلك، لا بد من حرق السلاح بدل تمجيده.

العالم تغيّر منذ خسر الاتحاد السوفياتي الحرب الباردة والمنطقة تغيّرت مع سقوط المشروع التوسعي الإيراني وانتقال الحروب إلى داخل "الجمهوريّة الإسلاميّة" فهل تفهم إيران معنى التغييرين الكبيرين وأبعادهما؟

بالنسبة إلى أوجلان، الذي يناديه مناصروه بلقب “آبو”، لا عودة إلى ممارسات الماضي التي لم تؤد سوى إلى سلسلة من المآسي توجت في العام 1999 بتخلي النظام السوري عنه. اكتشف الرجل، الذي سلّمه النظام السوري السابق بطريقة غير مباشرة إلى تركيا، أنّه لم يكن سوى ورقة في لعبة تتجاوزه. ما لبثت السلطات في تركيا أن أودعته في أحد سجونها. لا يزال نزيل السجن إلى يومنا هذا. لم يمنعه ذلك من التحرّك سياسيا آخذا في الاعتبار ما شهدته تركيا والمنطقة من متغيّرات تسمح للأكراد بطرق أبواب أخرى بعيدا عن العنف والسلاح… والشعارات التي لا طائل منها.

تغيّر عبدالله أوجلان وهو في السجن. استوعب، في ما يبدو، أنه لم يكن في مرحلة معيّنة سوى أداة استخدمها حافظ الأسد في المواجهة التي خاضها مع تركيا، وهي مواجهة خاسرة سلفا. كانت النتيجة خضوع الأسد الأب، في مرحلة معيّنة، للقرار التركي في وقت كان يعدّ لتوريث سوريا لابنه بشّار. بالنسبة إلى حافظ الأسد كانت سوريا مزرعة عائلية اسمها “سوريا الأسد”… وكان عبدالله أوجلان مجرّد أداة في خدمة النظام العلوي الذي لم تكن لديه سياسة يعتمدها مع دول الجوار غير سياسة ممارسة الابتزاز. هل هناك من يريد أن يتذكّر أن الأمر وصل بحافظ الأسد إلى استخدام مجموعة سمّيت “الجيش الأرمني السرّي” في لعبة ممارسة الضغط على تركيا؟

توجد أبعاد عدّة لقرار أوجلان الذي لقي ترحيبا من الرئيس رجب طيب أردوغان الذي يواجه صعوبات داخلية كبيرة اضطرته إلى سجن رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، بموجب تهم مزعومة. يُعتبر رئيس بلدية إسطنبول أبرز الخصوم السياسيين لأردوغان.

على الصعيد الداخلي التركي، يعني  تخلي حزب العمال الكردستاني عن السلاح انخراطا في اللعبة السياسية التركية في وقت شارف فيه عهد أردوغان على نهايته بسبب تقدّمه في السنّ أوّلا. ثمة رهان، لدى أوجلان، على دور سياسي للأكراد في رسم مستقبل تركيا خصوصا أنّهم يشكلون نسبة تتراوح بين 15 و20 في المئة من السكان في بلد يزيد عدد مواطنيه على 87 مليونا. ثمّة خلافات في تقدير النسبة الحقيقية للأكراد في تركيا، لكن الثابت أنّ عددهم يزداد سنويا نسبة لبقية الإثنيات التركية نظرا إلى ارتفاع معدل الإنجاب لدى العائلات الكرديّة.

يظلّ البعد الإقليمي البعد الأهمّ لقرار حزب العمال الكردي القاضي بالتخلي عن سلاحه. إنّه طي لصفحة السلاح الذي تؤمن به “الجمهوريّة الإسلاميّة” في إيران والذي سبق للاتحاد السوفياتي أن استخدمه إبان الحرب الباردة.

 تجارب السنوات الأخيرة أثبتت أن ليس في استطاعة أردوغان فرض إرادته على الشعب التركي. قد يكون ذلك ما جعل شخصا مثل عبدالله أوجلان يقدم على الخطوة التي أقدم عليها

من الواضح أنّ إيران، بإصرارها على استخدام ميليشياتها المذهبية في المنطقة لم تستوعب معنى رسالة أوجلان التي جاءت متأخرة أربعين عاما، لكنها جاءت أخيرا. هل من مجال لاستيعاب “الجمهوريّة الإسلاميّة” المعادلة الإقليمية الجديدة التي تقوم على أن لا سلاح متفلتا في المنطقة في خدمة المشروع التوسعي الإيراني؟

ما دام المشروع التوسعي نفسه انتهى، خصوصا في ضوء هزيمة “حزب الله” في لبنان والتحول الكبير في سوريا، ماذا بقي للسلاح من وظيفة؟ هل بقاء لبنان رهينة لسلاح “حزب الله”، بما يحول دون أيّ إعادة إعمار للقرى المدمرة في جنوبه، وظيفة؟ هل إبقاء العراق تحت رحمة ميليشيات “الحشد الشعبي”، التي تكرّس غياب مؤسسات الدولة، وظيفة؟ هل جرّ اليمن إلى المزيد من الخراب والدمار يبدو مقبلا عليهما، في ضوء ممارسات الحوثيين في البحر الأحمر، وظيفة؟

ثمة أسئلة تفرض نفسها بعدما اتخذ عبدالله أوجلان قراره بالتخلي عن السلاح. يظل السؤال الأهم: أيّ دور للأكراد في رسم مستقبل تركيا؟

بين الأسئلة الأخرى تلك المتعلقة بعالم تغيّر ومنطقة تغيّرت. العالم تغيّر منذ خسر الاتحاد السوفياتي الحرب الباردة. المنطقة تغيّرت مع سقوط المشروع التوسعي الإيراني وانتقال الحروب إلى داخل “الجمهوريّة الإسلاميّة” نفسها. كلّ ما في الأمر هل تفهم إيران معنى التغييرين الكبيرين وأبعادهما؟

يظلّ السؤال على الصعيد اللبناني والعربي عموما هل يغني السلاح عن السياسة؟ لا يغني السلاح عن السياسة لا في تركيا ولا في لبنان. تبقى السياسة أهمّ من السلاح.

يُفترض في “حزب الله”، هذا إذا كان يمتلك قراره التخلي عن سلاحه. يخدم بذلك نفسه ويخدم لبنان. لكن مشكلة الحزب تكمن في أنّه عاجز عن الإقدام على خطوة من هذا النوع نظرا إلى أنّ لا مكان له على صعيد الخارطة السياسية اللبنانيّة من دون السلاح، أي من دون الخراب والدمار…

 

ثمن على لبنان دفعه…

خيرالله خيرالله/العرب/18 تموز/2025

لا مستقبل للبنان ما دام سلاح "حزب الله" موجودا، لم يساهم هذا السلاح في تدمير لبنان فحسب، كان أيضا جزءا لا يتجزّأ من الحرب التي تعرّض لها الشعب السوري منذ العام 2011.

ليس في استطاعة لبنان ركوب قطار التطورات المتسارعة في المنطقة، كما يقترح المبعوث الأميركي توم برّاك الذي ركّز، غير مرّة في أثناء وجوده في بيروت، على أهمّية ما تشهده سوريا. كان يشير بوضوح إلى العلاقة التي تتحسن بين سوريا وإسرائيل وإلى الاتصالات المباشرة بين الجانبين.

في الوقت ذاته ليس في استطاعة لبنان، بوضعه الحالي، البقاء خارج القطار، أي خارج مسيرة رسم التاريخ الجديد للمنطقة، وهي مسيرة بدأت مع “طوفان الأقصى” في السابع من تشرين الأوّل – أكتوبر 2023. يعطي هذا العجز عن ركوب القطار والعجز الآخر الذي يتمثل في عدم القدرة على البقاء خارجه، فكرة عن المأزق اللبناني. أدى هذا المأزق إلى تراجع أهمّية لبنان أميركيا وجعله ملحقا بسوريا. لم يعد للبنان مبعوث أميركي خاص به، كما كانت الحال مع مورغان أورتيغوس. يتولّى توم برّاك الملفين السوري واللبناني في آن. من الواضح أن الأولوية لديه للملفّ السوري في حين يدعو اللبنانيين إلى حل مشكلة “حزب الله” داخليّا، كما لو أن الحزب هبط على لبنان من السماء وليس من خيرات “الجمهوريّة الإسلاميّة” على البلد!

مع هجوم “طوفان الأقصى” الذي شنته “حماس” وردّ الفعل الإسرائيلي عليه، تغيّر الشرق الأوسط جذريا، خصوصا مع سقوط المشروع التوسعي الإيراني وانتقال الحرب إلى داخل “الجمهوريّة الإسلاميّة” حيث يدافع “المرشد الأعلى” علي خامنئي عن النظام عبر رفع شعارات ذات طابع إيراني بحت بعيدا عن شعارات “الثورة الإسلاميّة” والرغبة في تصدير الثورة إلى دول الجوار.

ليس كافيا الكلام عن "حصرية السلاح". الكلام، عن كيف يمكن تجاوز هذه المشكلة التي ستؤدي في حال استمرارها إلى تعميق المأزق السياسي وتهديد وجود الدولة اللبنانية

من المفارقات أنّ “الجمهوريّة الإسلاميّة” باتت، في ضوء الضربات الإسرائيليّة والأميركيّة، تستنجد بجيرانها العرب، في مقدّمهم المملكة العربيّة السعوديّة، بغية حماية نظامها من جهة وإظهار حسن سلكوها في منطقة الخليج من جهة أخرى. ليست زيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي للمملكة حيث التقى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان سوى تعبير عن بداية استعادة إيران لوعيها من جهة ولضرورة مواجهة الواقع الإقليمي الجديد من جهة أخرى. في الأمس القريب، كان بين هموم إيران كيفية طرد أي وجود عربي، من أي نوع، من لبنان. كم بعيدة الأيّام التي كانت فيها “الجمهوريّة الإسلاميّة” تستغل موسم الحج للتحريض على المملكة أو تستغل شخصا من نوع الراحل حسن نصرالله لشن حملات عدائية تستهدف دول الخليج العربي. كم بعيدة أيضا تلك الأيام التي كان فيها لبنان موقع تآمر على دول مسالمة مثل مملكة البحرين؟

لا يدرك لبنان حجم التغيير الذي حصل في المنطقة وهو تغيير يحتاج إلى الارتقاء إلى مستواه، خصوصا مع سقوط النظام العلوي في سوريا. مثل هذا السقوط يعني أول ما يعنيه سقوط حلف الأقليات الذي دفع حافظ الأسد إلى قيامه بسبب حقده العميق على أهل السنّة في سوريا ولبنان… والعراق أيضا.

ماذا يعني ذلك كلّه؟ مطلوب بكلّ بساطة، قبل أي شيء آخر، دور قيادي على مستوى الرئاسات الثلاث في لبنان بعيدا عن الرغبة في تسجيل رئيس لنقاط على الرئيس الآخر. بقي نواف سلام رئيسا للحكومة أم لم يبق، الحاجة إلى تفاهم على سياسة عامة للدولة اللبنانية، تفاهم يأخذ في الاعتبار أن لبنان لا يمكن أن يكون في معزل عن التغييرات الإقليميّة.

توجد تجارب عدّة يمكن للبنان الاستفادة منها في هذا المجال. قد تكون التجربة الأولى تلك التي مرّ بها البلد في عهد سليمان فرنجية الجدّ بين العامين 1970 و1976. وقتذاك لم يستوعب سليمان الجدّ أبعاد التغييرات التي تشهدها المنطقة بدءا بتدفق المسلحين الفلسطينيين على لبنان وموت جمال عبدالناصر وسيطرة حافظ الأسد على سوريا. لم يكن الموضوع موضوع الحس الوطني لسليمان الجد مقدار ما كان موضوع ثقافة سياسية ومعرفة بشؤون المنطقة والعالم تتجاوز السياسات الداخليّة. لم يفهم رئيس الجمهورية وقتذاك، وكان يمتلك صلاحيات مختلفة عن رئيس الجمهورية الحالي بموجب دستور ما بعد الطائف، مغزى اضطراره إلى استقبال وزير الخارجية الأميركي هنري كيسنجر في مطار رياق العسكري في البقاع. انعكس ذلك لاحقا على لبنان بعدما فهم كيسنجر أن البلد في حاجة إلى وصيّ خارجي… وقد أتى بالوصي السوري لاحقا بطلبه من حافظ الأسد إدخال جيشه إلى لبنان.

 مع هجوم "طوفان الأقصى" الذي شنته "حماس" وردّ الفعل الإسرائيلي عليه تغيّر الشرق الأوسط جذريا، خصوصا مع سقوط المشروع التوسعي الإيراني وانتقال الحرب إلى داخل "الجمهوريّة الإسلاميّة"

يفترض بلبنان في الوقت الحاضر التصرّف كبلد يمتلك فيه الرؤساء الثلاثة صفات قيادية تستند إلى فهم لواقع مرحلة ما بعد “طوفان الأقصى”. ليس كافيا الكلام عن “حصرية السلاح”. الكلام، عن كيف يمكن تجاوز هذه المشكلة التي ستؤدي في حال استمرارها إلى تعميق المأزق السياسي وتهديد وجود الدولة اللبنانية.

باختصار شديد، لا مستقبل للبنان ما دام سلاح “حزب الله” موجودا على أي بقعة من الأرض اللبنانية. لم يساهم هذا السلاح في تدمير لبنان فحسب، كان أيضا جزءا لا يتجزّأ من الحرب التي تعرّض لها الشعب السوري منذ العام 2011 حتّى نهاية 2024.

آن أوان الإجابة لبنانيّا عن الأسئلة الحقيقية بدل السقوط في لعبة الحسابات الشخصية، خصوصا أن الوقت ليس في خدمة البلد. يبدأ طرح الأسئلة الحقيقية من الاعتراف بواقع أن لبنان خسر حربه مع إسرائيل. كانت حربا لا علاقة له بها من قريب ولا ناقة له فيها ولا جمل. كانت حربا شنّها “حزب الله” وسماها “حرب إسناد غزّة” بناء على طلب إيراني.

على لبنان بكلّ بساطة الاعتراف أيضا بأن هناك ثمنا لا بد من دفعه نتيجة خسارة الحرب. أكثر من ذلك، لا مفرّ من الانتهاء من سلاح “حزب الله” في حال كان مطلوبا إعادة إعمار الجنوب والتخلّص من الاحتلال الإسرائيلي الذي تسببت به “حرب إسناد غزّة”.

ما العمل؟ الحاجة إلى مواصفات قيادية وخطوات جريئة من كل الرئاسات، جرأة يبدو البلد في حاجة إليها أكثر من أي وقت… في حال كان مطلوبا الخروج من أزمة تلوح في الأفق

 

الورقة الأميركية أمام الثنائي الشيعي: رفض ضمني ومفاوضات مفتوحة

جاسنت عنتر/المدن/18 تموز/2025

لم يكن صوت الطفلة التي تنادي: "الله يخليكم تعوا ساعدوني... بابا وماما عم بيموتوا..." في بلدة قبريخا جنوب لبنان، كفيلاً بتغيير أي موقف في البلاد. لا الدولة اللبنانية تتحرك فعليًا وتعلّي الصوت، ولا حتى حزب الله يعيد حساباته في محاولة لحماية بيئته وشعبه الذي يتعرض يوميًا للقصف الإسرائيلي غير المبرر.

إسرائيل لم تلتزم باتفاق وقف إطلاق النار المبرم في تشرين الثاني 2024، بحجة أن سلاح حزب الله يشكل خطراً على أمن وسلامة شعبها، فيما يعتبر الحزب أن مسألة السلاح "شأن داخلي". في المقابل، تحاول الولايات المتحدة الأميركية، بصفتها "الوسيط الأهم"، إنقاذ المنطقة من خلال اتفاقات وإجراءات تعتبرها ضرورية لإعادة الأمن والاستقرار. وقد أرسلت عبر الموفد الأميركي توم باراك "ورقة" تتضمن نقاطًا عدّة على لبنان الالتزام بها.

كواليس "الثنائي الشيعي"

جاء الرد اللبناني على "الورقة" مطلع الأسبوع الفائت، بعد مشاورات ولقاءات واتصالات بين الرؤساء الثلاثة: رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة نواف سلام، إلى جانب مستشاريهم. وتولى بري التفاوض مع حزب الله بشأن الرد الذي صيغ ببصمة "الثنائي".

لكن موقف الحزب بعد اجتماع كتلته النيابية الدوري بدا متباينًا. فما الذي تغيّر؟ بالعودة إلى الـ48 ساعة التي سبقت وصول الموفد الأميركي إلى بيروت وتسلّمه الرد اللبناني، أفادت مصادر في "الثنائي الشيعي" لـ"المدن" أن سلسلة لقاءات عُقدت بين حزب الله وحركة أمل -قد تكون أعادت إلى الواجهة ثنائي "الخليلين": النائب علي حسن خليل والحاج حسين الخليل- وتُوجت باجتماع بين بري وحسين الخليل، تم خلاله الاتفاق على عدم القبول بورقة باراك "كما هي"، وأن الأفضل أن يكون هناك "رد لبناني" بصياغة لبنانية، منفصل عن الإجابة المباشرة على الورقة الأميركية.

تؤكد المصادر أنه تم الاتفاق مع عون وسلام على الصيغة التي ارتكزت على عدّة أمور، أبرزها ضرورة العودة إلى اتفاق وقف إطلاق النار الأخير، والانسحاب الإسرائيلي، وصولًا إلى استعداد لبناني لتطبيق مسار يؤدي إلى "تحقيق الاستقرار الدائم في لبنان". الجملة الأخيرة لم تكن عادية. وعند سؤال المصدر عن المقصود ، وهل تعني تسليم السلاح؟ أجاب: "إنه شأن لبناني، ولكن كل شيء بوقته حلو". تُظهر هذه المعلومات أن حزب الله راضٍ عن الرد اللبناني على ورقة باراك، ويؤيد المفاوضات، كما أنّ موقفه يتناغم -ولو جزئيًا- مع موقف الدولة من الرد، وهو ما شدد عليه نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم في خطابه الأخير.

موقف الكتلة المستجد

في موازاة ذلك، قالت كتلة "الوفاء للمقاومة" في بيانها: "إن ورقة الاقتراحات الأميركية التي قدّمها الموفد الأميركي توم باراك، هي مشروع اتفاق جديد، في حين أنّ هناك اتفاقاً منذ 27 تشرين الثاني 2024 التزم لبنان بتطبيقه كاملًا، ولم ينفذ العدو الإسرائيلي أي بند منه. لذلك فإنَّ المطلوب أولاً هو إلزام العدو بتطبيق مندرجات ورقة الإجراءات التنفيذية للقرار 1701، قبل الانتقال للحديث أو البحث في أي إجراء آخر". قد تفسر هذه العبارة كتراجع، أو تباين في المواقف، أو حتى إعادة تموضع. إلا أن مصادر مقرّبة من حزب الله توضح لـ"المدن" أن الحزب شعر بوجود "اتفاق جديد يُحاك في الأفق"، وهو لن يقبل بذلك. وتضيف المصادر: "فلتُطبّق إسرائيل اتفاق تشرين، ومن ثم نبحث في اتفاقات أخرى"، وتتابع: "نكرر... تسليم السلاح شأن داخلي نبحثه مع الرئيس عون". وهذا ما عبّر عنه بيان الكتلة بوضوح، حيث جاء فيه: وعلى هذا الأساس تجدّد الكتلة استعدادها لمناقشة هذه المسائل مع كل الجهات اللبنانية الجادّة، بعيدًا عن الضغوط الخارجية، وصولًا إلى استراتيجية وطنية للأمن والدفاع عن لبنان وسيادته". وعند السؤال عن التنسيق مع رئيس الجمهورية حول هذا الموقف المستجد -خصوصاً وأن هناك قنوات مفتوحة بين الحزب وبعبدا- أجابت المصادر: "البيان منشور، والذي يريد الاطلاع عليه يمكنه ذلك".

الحزب وبري: بين العسل والمرّ

لا يخفى البعض الحديث عن "تحفظ" بري حيال مواقف الحزب ذات السقوف العالية، التي قد تعرقل أحيانًا المفاوضات التي يديرها بحنكة وذكاء. إلا أنه، وكعادته، يسعى لاحتواء الأزمة والتمسك بوحدة "الثنائي". وتؤكد مصادر عين التينة لـ"المدن" أن المفاوضات "سالكة"، وأن الرد على ورقة باراك تمّ بالتنسيق الكامل مع حزب الله. ولا ترى في بيان كتلة الوفاء الأخير تبايناً، إنما تعتبر أن بعض الملاحظات على الورقة الأميركية "مشروعة" وتستحق النقاش.وبينما يحرص "الثنائي" على إظهار وحدة الموقف، لا يمكن تجاهل "بعد نظر" بري، الذي لا يخفى انزعاجه من بعض التصريحات التي قد تكون سبباً في تعكير الأجواء في بعض الأحيان، خصوصاً تلك التي قد تعرقل مهامه التفاوضية. هي المرحلة ذاتها يعيشها بري في دور "الوسيط الداخلي" مع "الوسيط الخارجي" للعبور الى بر الاتفاق.

 

هجمات الطائرات المسيرة في العراق: حرب السياسة والاقتصاد

وليد إبراهيم/المدن/19 تموز/2025

فجأة ومن دون سابق إنذار عادت هجمات الطائرات المسيرة إلى الواجهة بشكل متصاعد مستهدفة حقول إنتاج النفط في إقليم كردستان التي تديرها شركات نفط أجنبية وأميركية. جاءت هذه الهجمات بعد فترة من الهدوء النسبي من عمليات مماثلة سابقة طالت مواقع اقتصادية وعسكرية تتواجد فيها قوات للتحالف الدولي، في الإقليم وبالذات في مناطق نفوذ الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه الزعيم الكردي مسعود بارزاني.

تطور غامض

وإذا كانت فصائل عراقية مسلحة قد أعلنت مسؤوليتها عن بعض تلك الهجمات التي وقعت في فترات سابقة، إلا أن أحداً لم يعلن عن مسؤوليته عمّا يحدث حالياً، وهو تطور أثار الكثير من الغموض حول حقيقة ما يجري وتوقيته ومآلاته، حيث تشهد العلاقة بين بغداد وأربيل الكثير من التشنج والتأزيم. ورغم أن هذه الهجمات لم تسفر حتى الآن عن خسائر بشرية، لكنها لم تكن كذلك على الجانب المادي، إذ أعلنت مصادر في الإقليم عن توقف إنتاج النفط ببعض هذه المواقع التي تمثل عصباً إقتصادياً مهماً في الإقليم ومرتكزاً من مرتكزات القوة السياسية فيه.

وقالت مصادر في الإقليم إن هذه الهجمات طالت حتى الآن خمسة حقول لإنتاج النفط، من بينها اثنان تديرهما شركات نفط أميركية، وأنها تسببت بتوقف الإنتاج لما يقارب 200 ألف برميل يومياً، وهو ما يزيد عن نصف ما ينتج الإقليم حالياً.  لم تتأخر حكومتا بغداد وأربيل كثيراً بالإعلان عن الهجمات. وقالت حكومة بغداد في بيان إنها ستحقق بالأمر لمعرفة من يقف وراءها، وتوعدت باتخاذ "الإجراءات الحازمة لمحاسبة المتورطين".

ورغم مرور أكثر من أسبوع على بدء هذه الهجمات، إلا أن حكومة بغداد لم تعلن عن نتائج الحقيقات، والأهم من يقف وراء هذه الهجمات.

الموقف الكردي

لم تتهم أربيل رسمياً أي جهة بمسؤوليتها عن هذه الهجمات. لكن رئيس وزراء الإقليم مسرور بارزاني وصفها بأنها "اعتداءات إرهابية"، وطالب بغداد بـ"وجوب وضع حد لها، والتعاون في الكشف عن المخربين واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضدهم". هذا البيان وصفه مراقبون بأنه لتجنب تصعيد الموقف مع بغداد. وأكد هؤلاء أن السلطات في أربيل على دراية بالجهات التي تقف وراء هذه الهجمات، لكنها فضلت عدم إحراج بغداد ووضعها في موقف صعب، خصوصاً أن سلطات الإقليم كانت قد اتهمت قبل أيام من بدء هذه الهجمات "جماعة مرتبطة بالحشد الشعبي" قالت إنها نفذت هجوماً بطائرة مسيرة في أربيل، مركز إقليم كردستان. ونقلت تقارير آنذاك أن الهجوم "استهدف موقعاً تابعاً لإسرائيل في أربيل"، وهو مانفته السلطات في الإقليم بشدة.

موقف السلطات الكردية إزاء هذه الهجمات جاء في خضم تأزم العلاقة بين بغداد وأربيل على خلفية توقف بغداد عن دفع رواتب موظفي الإقليم لمدة قاربت الثلاثة أشهر. ورغم أن هذه الأزمة انفرجت أخيراً، إلا أن العلاقة بين الطرفين لا تزال تشهد تأزماً، خصوصاً مع تصاعد وتيرة هذه الهجمات في الأيام الماضية واستمرار الخلاف في شان ملفات اُخرى عديدة.  وإذا كانت السلطات في أربيل قد اتخذت مسار الدبلوماسية الهادئة في التعاطي مع هذا الملف وامتنعت عن توجيه أصابع الاتهام بشكل رسمي إلى الأطراف التي تقف وراء هذه الهجمات، إلا قيادات سياسية كردية وازنة اتخذت موقفاً ومساراً مختلفاً. واتهم هوشيار زيباري وزير الخارجية العراقية الأسبق والقيادي البارز في الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه الزعيم الكردي مسعود بارزاني، صراحة في تغريدة له من وصفها الفصائل الولائية بالوقوف وراء ما حدث. وقال زيباري إن هذه الفصائل لم تستهدف المواقع النفطية فحسب بل ايضاً مطاري السليمانية وأربيل، واصفاً الأمر بأنه "عدوان صارخ (ضد الإقليم) من قبل قوى اللادولة"، في إشارة إلى الفصائل العراقية المسلحة المقربة من إيران. وكانت السلطات في أربيل قد أعلنت قبل أيام عن تمكنها من إسقاط مسيرة قرب مطار أربيل. موقف زيباري واتهاماته للفصائل العراقية المسلحة، عززه نائب رئيس ديوان إقليم كردستان عزيز أحمد الذي اتهم في تغريدة من وصفهم "مليشيات إجرامية تتقاضى رواتبها من الحكومة العراقية" بالوقوف وراء ما حدث. ووصف أحمد في تغريدته ما حدث بأنه "حملة مدروسة هدفها خنق الاقتصاد في الإقليم" من خلال استهداف الحقول النفطية التي تديرها شركات أميركية. وقال إن الإقليم بحاجة إلى الطرف الأميركي "لمساعدتنا في الدفاع عن أنفسنا، فنحن نعرف تماماً من يقف وراء هذه الهجمات ومن أين تنطلق".

ورغم هذه الاتهامات الواضحة والصريحة، بقيت بغداد على موقفها بعدم الرد، واكتفت في بيانها الذي أصدرته أول الأمر وقالت إنها تحقق بالأمر لمعرفة من يقف وراء هذه الهجمات، التي شغلت كثيراً الراي العام العراقي وأصبحت حديث كواليس السياسة فيه.

الموقف الأميركي

وفي تطور غير متوقع، أدانت الخارجية الاميركية الهجمات، وقالت في بيان إن هذه "الهجمات تهدد استقرار العراق ومستقبله الاقتصادي لأنها تستهدف شركات دولية تعمل مع العراق من أجل الاستثمار في مستقبله".

وأضافت: "تقع على عاتق حكومة العراق مسؤولية حماية أراضيها وجميع مواطنيها، وأن الولايات المتحدة تبقى ملتزمة بشركائنا في جميع أنحاء العراق الذين يعملون على بناء دولة مستقرة وفدرالية وذات سيادة".

لم يكن هذا الموقف هو الوحيد إزاء ما يحدث. فقد تحدثت أطراف أميركية بشيء من الغضب تجاه هكذا هجمات خصوصاً وأنها طاولت مصالح شركات أميركية. ومن هؤلاء، عضو مجلس النواب الأميركي عن الحزب الجمهوري جو ويسلون، وهو المعروف بمواقفه وتصريحاته المتشددة من إيران وكل الأطراف التي تعمل معها من ضمنها فصائل مسلحة عراقية، والذي اتهم  من وصفها بـ"المليشيات العراقية" بالوقوف وراء ماحدث. وقال ويلسون الذي يتمتع بعلاقات جيدة مع شخصيات سياسية كردية مهمة، إن "هذه الهجمات لن يتم التساهل معها، وإن على رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني اتخاذ إجراءات حاسمة، وإلا فانه سيواجه عواقب وخيمة".   

الموقف العراقي

عراقياً، تسبب الموقف الرسمي تجاه ما يحدث وعدم الإعلان صراحة عما جرى ومن يقف وراء هذه الهجمات، بالكثير من الغموض.  وإذا كان هناك اختلاف بشأن الجهات التي تقف وراء هذه الهجمات، فإن الاعتقاد السائد هو أن كل الطائرات المسيرة التي تم استخدامها بالهجمات انطلقت من أراضٍ عراقية وإنها لم تأتِ من خلف الحدود، وهو اعتقاد يزيد كثيراً من حالة الجدل بشأن من يقف وراء هذه الهجمات وماهي الغاية من ورائها، خصوصاً في هذا التوقيت الحرج الذي يمر به الداخل العراقي وهو ينتظر استحقاقاً سياسياً مهماً متمثلاً بالانتخابات البرلمانية التي بدأ العد التنازلي لها، وهو تطور يتفق الجميع أنه يحتاج إلى التهدئة وعدم التصعيد.  إضافة إلى هذا، فإن الداخل العراقي لا يزال يعيش حالة ترقب ممزوجة بكثير من القلق نتيجة ما يجري خلف الحدود وتصاعد التوترات عند حدوده الشرقية في إيران، أو الغربية وما يجري في سوريا، والخوف من أن تنعكس هذه التطورات على الداخل العراقي.

ثنائية الاقتصاد والسياسة في المشهد العراقي

وبعيداً عن مآلات ما يحدث، يجزم كثيرون أن هذه الهجمات هي "رسائل سياسية بامتياز وإن كانت ساخنة جداً". ويذهب هذا الطرف إلى القول إن ما يجري لا يمكن النظر إليه بمعزل عما تشهده المنطقة من تطورات وأن أربيل تدفع ثمن مواقفها القريبة من أميركا والبعيدة عن إيران، وأن هذه الهجمات جاءت لتؤكد أنها لن تكون محصنة بسبب هذا الموقف وأن المصالح الأميركية فيها لن تكون بمأمن طالما بقيت إيران مهددة من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل باستئناف الضربات الجوية ضدها بسبب ملفها النووي.

ويضيف هؤلاء أن ثنائية الإقتصاد والسياسة خصوصاً موضوع النفط، هي جزء من عملية صراع الإرادات وما يتعلق منه بالنفوذ والهيمنة التي تجري في الداخل العراقي، وهذا المعطى لا يمكن النظر إليه بمعزل عن تقاطع وتهديد المصالح لأطراف داخلية متنفذة تمارس دوراً مهماً وفعالاً في عمليات واسعة من تهريب النفط العراقي إلى الخارج، قسم منها كان يجري عبر أراضي الإقليم. وفي هذا الإطار، أكد مطلعون أن هذا الوضع المعقد والشائك من المصالح المتقاطعة المحلية وارتباطاته الإقليمية، يفسر الموقف الحكومي لبغداد بعدم الحديث صراحةً عما يجري، وأن خيار السكوت يبقى الأفضل إذا ما قورن بتداعايات ما قد يحصل من نتائج عكسية على الداخل العراقي وقد تجد حكومة بغداد نفسها، إذا قررت الحديث صراحة، بمواجهة مع جميع الجهات المتورطة داخلياً وخارجياً.

في المقابل، يرى آخرون أن توجيه الاتهام لفصائل مسلحة عراقية مقربة من إيران، هو مجرد اتهام لا تدعمه أي أدلة ملموسة. ويعتقد هؤلاء أن هذه الفصائل تعي جيداً حراجة الموقف وما يمكن أن تتسبب به هكذا ممارسات من ردود أفعال داخلية وخارجية، ستكون قاسية عليها إذا ثبت تورطها، خصوصاً في هذا الوقت حيث لا يزال الجدل يتصاعد بقوة بشان استمرار بقاء هذه الفصائل واستمرار امتلاكها للسلاح خارج سيطرة الدولة، وهو موقف لا تزال بغداد تواجه انتقادات عدة بشأنه لعدم اتخاذها خطوات ملموسة على الأرض تكفل إنهاء هذا الوضع، كما تعهدت في أوقات سابقة.

 

حتى نستفيد من درس السويداء قبل فوات الأوان!!

محمود الحسيني/السبت /المدن/19 تموز/2025

بعد أربعة عشر عاماً من النزاع المسلح الذي شنه النظام السوري وميليشياته الطائفية على الشعب السوري، وانتصار الثورة السورية وولادة حكومة جديدة، لا تزال سوريا تواجه تحديات جسيمة ومعقدة، تستوجب معالجة جادة وعميقة لقضايا جوهرية تمهيداً لبناء مستقبل مستقر وسلام مستدام. ولعلّ الدرس الأهم المستخلص من أدبيات ما بعد النزاع هو أن الدول الخارجة لتوّها من صراعات مسلحة تكون بيئات هشّة وعُرضة لانفجارات أمنية مفاجئة، وتدهور داخلي قد يصل حدّ التدويل. ومن هذا المنطلق، بات من الضروري على جميع الأطراف في المشهد السوري — من حكومة، ومجتمع مدني، ونخب سياسية وحقوقية، ومواطنين — أن تدرك حجم التحديات التي تعترض طريق التعافي، وأن توحّد جهودها من أجل تجاوزها، وصولاً إلى دولة تكفل حقوق جميع أبنائها وتصون كرامتهم دون تمييز. لقد كشفت أحداث السويداء الأخيرة حجم الهشاشة التي تعانيها البلاد. فالتصعيد العسكري، ودخول قوات الأمن والجيش إلى المحافظة، وما تبعه من اشتباكات داخل المدينة مع مليشيات تابعة لحكمت الهجري، ثمّ الدعوات الصادرة عنه إلى تدخل الاحتلال الإسرائيلي، والذي تجسّد فعلياً في قصف عدة مدن سورية كدمشق وريفها، والسويداء، ودرعا، والقنيطرة، وما نتج عن ذلك من سقوط ضحايا وإصابات بين المدنيين والعسكريين؛ كل ذلك زاد من تعقيد المشهد، وأدى في نهاية المطاف إلى انسحاب القوات التابعة للحكومة السورية وبالتالي سيطرة مليشيات حكمت الهجري مجدداً على محافظة السويداء وما تبعه ذلك من ارتكاب مجازر طائفية بحق البدو والعشائر من أبناء محافظة السويداء، مما يُنذر بتفجر الوضع في ظل الهشاشة الأمنية التي تعاني منها سوريا على طول البلاد وعرضها. ومن أجل تفادي هذا النوع من العنف والانتقام الطائفي، ومن أجل المضي نحو سلام حقيقي ومستقر، يجب أن تكون حادثة السويداء جرس إنذار ودرساً بالغ الأهمية لجميع السوريين، وعلى رأسهم الحكومة الحالية.

ولذلك، فإن الأولوية في المرحلة المقبلة يجب أن تتركّز على أربع مسارات متكاملة.

أولاً: تفعيل المشاركة السياسية

في قلب أي عملية تحول سياسي ناجحة، تكمن ضرورة فتح الحيز السياسي وعدم مصادرته. لا يمكن أن تبنى دولة دون إشراك جميع مكوناتها من الأعلى إلى الأسفل ومن القاعدة إلى القمة. فالمشاركة السياسية لا تعني فقط إصدار البيانات السياسية وتشكيل اللجان والمجالس والتركيز على القضايا الشكلية. بل تتطلب تمكيناً حقيقياً للمواطنين والمجتمع المدني في صياغة السياسات، وبل وأخذ هذه التفاصيل على محمل الجد. إن إغلاق الحيز السياسي وعدم السماح بإنشاء الأحزاب السياسية وعدم إشراك الأطراف الفاعلة والتي لديها رغبة حقيقة في بناء الدولة ومؤسساتها، سوف يؤدي ذلك إلى حالة من الانغلاق في المشهد السياسي، وبالتالي تراكم الأسباب رويداً رويداً التي سوف تؤدي إلى تفجر المشهد عندما تسنح لها الظروف بذلك. إن السماح بعمل الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني، وعدم التدخل في حياة الناس أو التضييق على حرياتهم، هو الأساس لأي تعافٍ مجتمعي أو سياسي، بل سيمهد الطريق نحو عملية الاستقرار والتعافي التي يأملها الجميع.

ثانياً: ضبط الحالة الفصائلية

بعد قرار حل الفصائل وإعلان ضمها واندماجها داخل مؤسسة الجيش، لم تنصهر هذه الفصائل بشكل كامل، مما جعل حالة الانضباط لدى البعض منها وتضارب ولاءاتها أمراً يُنذرُ بنتائج سلبية على الحكومة. وقد سُجّلت عدد من حالات القتل والانتهاكات الممنهجة بحق المدنيين خلال الفترة الماضية كمجازر الساحل، والأكثر من ذلك هو تصوير الأمر والتفاخر به، الأمر الذي يخالف القانون الدولي لحقوق الإنسان على اعتبار إنه يُطبق في أوقات السلم والحرب. ولذلك لا بدّ من احترام كرامة المواطنين وعدم التعدي عليهم. والتعامل بشكل لائق يحفظ هيبة الدولة التي يطمح لها جميع السوريين، ولا ينبغي التهاون بذلك، لأن لذلك تبعات كارثية. عندما يشعر البعض أن عناصر الدولة تتقصد إهانة مواطنيها وامتهان كرامتهم، مع عدم تفعيل مفهوم المحاسبة ووضع قواعد صارمة تجّرم هذه التصرفات ومن يرتكبها فأن ذلك سوف يؤدي إلى مزيد من الاحتقان وبالتالي انفجار المشهد في لحظة ما. ولذلك لا بد من وجود إرادة حقيقية جادة لضبط هذه التصرفات وضمان عدم تكرارها حتى تقف الدولة على مسافة واحدة أمام جميع مواطنيها. مع ضرورة الاستفادة من الضباط المنشقين سابقاً عن نظام الأسد الذين لديهم خبرة كبيرة في العمل العسكري المؤسساتي.

ثالثاً: العدالة الانتقالية

إن العدالة الانتقالية ليست ترفاً أو خياراً أخلاقياً فقط، بل ضرورة سياسية واجتماعية لتفكيك إرث العنف والطائفية. بعد أكثر من عقد من المجازر التي طالت السوريين، ولا سيما العرب السنة منهم، بطرقٍ مختلفة عبر البراميل المتفجرة إلى السلاح الكيماوي، ومن الحصار إلى الإخفاء القسري في صيدنايا وغيرها من السجون سيئة الصيت— فإن تجاهل هذه الجرائم سيؤدي إلى إنتاج دورة جديدة من الانتقام والدم. وفقاً لتقرير صادر عن مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان في العام 2023، فإن "غياب العدالة يزيد من هشاشة مرحلة ما بعد النزاع، ويهدد الاستقرار السياسي والاجتماعي". إن تطبيق العدالة الانتقالية حاجة مُلحة لإعادة بناء تماسك مجتمعي حقيقي في المجتمعات الخارجة من النزاع. وعليه فأن العدالة الانتقالية لا تعني الانتقام، ولا تعني التسامح غير المشروط، بل تعني الاعتراف بالضحايا وجبر ضررهم، ومحاسبة الجناة وفق القانون، وتقديم ضمانات بعدم التكرار. أما سياسة "اذهبوا فأنتم الطلقاء"، فستزرع بذور الحرب القادمة، خاصة في ظل الجراح المفتوحة والانتهاكات الموثقة.

رابعاً: الحوار الوطني الجاد

في أي عملية انتقال سياسي ناجح، يعد الحوار الوطني الشامل والجاد قاعدة أساسية لا يمكن تجاوزها أو استبدالها بالمقاربات الأمنية أو الحلول الآنية والشكلية. وفي السياق السوري، تبرز أهمية هذا الحوار أكثر من أي وقت مضى، بالنظر إلى الاستقطاب والانقسام العميق الذي يعانيه المجتمع، والانهيار الكامل في منظومة الدولة، ووجود سلطة ناشئة تحاول ترتيب المشهد الداخلي وفق مسارٍ واحد من الأعلى إلى الأسفل.

الحوار الوطني الحقيقي هو ذلك الذي يُبنى على أسس الشراكة الفعلية بين جميع المكونات السياسية والمجتمعية، دون إقصاء أو تهميش. فلا يمكن الحديث عن عقد اجتماعي جديد في سوريا دون أن يشارك فيه الجميع على قدم المساواة، بما في ذلك الأصوات التي تُظهر موقفاً معارضاً للحكومة، والمجتمع المدني، وجميع المكونات ولا سيما المتأثرة بشكل كبير من الحرب، كالنازحين واللاجئين وذوي الضحايا من المجازر الطائفية على زمن النظام البائد.

الحوار الحقيقي لا يمنع فقط تكرار الحرب، بل يفتح الباب أمام بناء دولة تعاقدية حديثة، حيث تُستبدل الولاءات الطائفية والعرقية بولاء مدني ووطني جامع. إنه الطريق الوحيد لتجديد العقد الاجتماعي السوري، وإعادة الثقة بين المواطن والدولة، وطيّ صفحة الاستبداد والإقصاء والتهميش.

وقد شدد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في تقريره الصادر عام 2020 "دعم القدرات المحلية لمنع النزاعات“ على أن الحوار الوطني الجاد "يشكل حجر الأساس لأي سلام مستدام، خاصة في المجتمعات المنقسمة عرقياً وطائفياً، حيث تسهم المشاركة الجامعة في تبديد المخاوف وتعزيز الأمن المجتمعي.

وفي الختام فأن الحالة السورية معقدة، والمرحلة الحالية حرجة جداً. فالبلاد خرجت من رحم نظام استبدادي دموي، وشهدت حرب إبادة على أساس طائفي استمرت لأكثر من عقد من الزمن، ولم تصل لمرحلة الاستقرار بعد. وفق أدبيات النزاع، فإن مرحلة ما بعد الحرب تكون غير مستقرة وهشة، والمجتمع فيها مهدد بانزلاقات يُصبح فيها خط العودة أمراً بالغ الصعوبة. والتاريخ مليء بالعبر، ولنا في بعض الدول المحيطة أمثلة حية وكما قالت العرب سابقاً: "السعيدُ من اتعظ بغيره"، فهل نستطيع الاستفادة من دروس الآخرين قبل فوات الأوان؟

 

لُعبة أمم دامية على الساحة السورية

ناصر زيدان/المدن/19 تموز/2025

لم يكُن ينقص سوريا المزيد من التضحيات والدماء، ولا مراكمة آلام جديدة، وما حصل في الأسبوع المُنصرم فاق كل التوقعات، ودفع الأبرياء في السويداء ثمناً غالياً، بينما خسرت الحكومة كثيراً من رصيدها ومن رجالها، وطال الحريق زوايا البلاد المُنهكة، وانغمست المجموعات المعنية بدافع القربى في تفاصيل الحدث، وتبين للجميع أن ما جرى ليس عملية فرض للنظام من قبل الحكومة على منطقة "متمرِّدة" بل تصفية حسابات إقليمية ودولية على الساحة السورية، شارك فيها عدد كبير من المؤثرين الخارجيين، وساهم في إشعال نارها متحمسين في الإدارة الجديدة، يفتقدون لأي خبرة استراتيجية، ومعهم بعض النافذين في المحافظة.

الإدارة الجديدة أخطأت في تشخيص الوضع، كما أخطأت في طريقة استطلاع رأي الأطراف المعنية، أو المؤثرة. وما تمَّ تسريبه من معلومات حول حصول هذه الإدارة على موافقة أميركية وإسرائيلية وعربية وتركية للقيام بعملية أمنية في محافظة السويداء، أساء للموقف، ولم يكُن في صالح الحكومة. وبعض الموافقات فيها شيء من الاستدراج، وقد تبين أن إسرائيل تحديداً انتظرت لكي تتورَّط القوات الحكومية ومن يسير تحت ظلها من المنحرفين بارتكاب تجاوزات وعمليات قتل شنيعة، لكي تستخدم ذلك ذريعة للعدوان على سوريا وضرب مواقع هامة فيها ليس لها علاقة بما يجري في السويداء (باعتراف صحيفة يديعوت أحرنوت 18/7/2025) بحجة حماية الموحدين الدروز، بينما هدفها تقويض الانطلاقة السورية الجديدة، وإنشاء منطقة منزوعة السلاح في جنوب سوريا، وتنفيذ مشروع تفتيتي للمنطقة التي تحيط بها، مستفيدة من الأخطاء التي حصلت. وما يؤكد ذلك عدم تحرُّك إسرائيل قبل العمليات لمنع ارتكاب التجاوزات التي طالت أبناء السويداء، وهي كانت قادرة على ذلك، باعتراف بعض المتعاملين معها من داخل الكيان ومن خارجه.

ملف الموحدين الدروز حساس وشائك منذ القِدم في سوريا وخارج سوريا، برغم أن عدد هؤلاء لا يتجاوز 1.5 مليون شخص في المنطقة برمتها، ولكن تأثيرهم السياسي والعسكري كان أكبر من حجمهم العددي في محطات هامة عبر التاريخ، لا سيما في مشاركتهم الفاعلة في معركة حطين ضد الصليبيين، وفي مقاومة حملة التمرُّد التي قام بها محمد علي باشا ضد الدولة العثمانية قبيل منتصف القرن التاسع عشر، وفي الثورة السورية الكبرى التي قادها أبن جلدتهم سلطان باشا الأطرش عام 1925 ضد الإنتداب الفرنسي. والرئيس السوري الأسبق أديب الشيشكلي قال عام 1954 "إن القضاء على أفعى المعارضين" لا بد أن يبدأ من قطع رأسها في السويداء، وهو قام بحملة شنيعة على المحافظة، ساهمت فيما بعد بإسقاط حكمه، وهروبه الى البرازيل، لكن أحد مواطني السويداء (نواف غزالة) تابعه الى هناك وقتله انتقاماً، وبعض الماكينة الإعلامية، أو التشويشية المحسوبة على حكومة الرئيس أحمد الشرع كشفت مثل هذا التوجه ضد السويداء قبل حصول الأحداث الأخيرة، واعتبرت أن القضاء على "التمرُّد" فيها، يضرب كل أشكال الاعتراض والتمرُّد في سوريا، بما فيها حالة القوى الكردية والمجموعات العلوية والحراك الديمقراطي المدني في المُدن ذات الغالبية السنية.

لكن الدروز بغالبيتهم الساحقة مؤيدون لوحدة سوريا، وغير معارضين للإدارة الجديدة، لكنهم يطالبون  بدستور عصري وإنشاء دولة مدنية تحفظ حقوق وأمن كل المكونات بالتساوي، وهؤلاء لا يثقون بتركيبة القوى الأمنية المحسوبة على هيئة تحرير الشام ذات التوجه المُتشدِّد، وبعض هذه القوى دخل في لعبة تشجيع عناصر من جيرانهم البدو ضدهم، ويعتبرون عقيدة الجيش غير واضحة حتى الآن، والأخطاء التي حصلت في الساحل، لاسيما مجازر شهر آذار/مارس 2025، أثارت خشية كبيرة عند الدروز، وتأكد وجود عناصر متفلّتة داخل صفوف هذا الجيش، تُشبه بممارساتها عناصر تنظيم "داعش"، والواضح أن عدد من المعارضين للتوجهات الأوتوقراطية عند الإدارة الجديدة؛ يفضلون خيارات أخرى. واستهداف المطاعم والمراكز الثقافية، وتفاقُم الخطر الأمني، والخشية على السلامة الشخصية عند هؤلاء، جعل عدد منهم يراهنون على حمايات ذاتية او خارجية.  

هناك تقاطع مصالح دولية وإقليمية حول ما يجري في سوريا، وهناك تعارضات مُقلقة أيضاً. وقيل أن المبعوث الأميركي طوم باراك هو الذي أعطى إشارة الموافقة على فرض الخيارات العسكرية لتأمين وحدة الأراضي السورية، وإسرائيل وافقت ربما بغرض استدراج الحكومة إلى  المستنقع المؤلِم، ثم استغلَّت الأحداث لفرض منطقة أمان لها في الجنوب، وزيادة الشرخ في صفوف المكونات المجتمعية السورية، بينما تركيا ودول عربية تريد مساعدة الشرع على تثبيت سلطته لتتجنَّب العودة الى الفوضى، وإلى عدم استخدام الأراضي السورية في عملية صناعة وتهريب الممنوعات.

حكومة الرئيس الشرع فشلت في معالجة التحديات الداخلية حتى الآن، وهي ما زالت تستثمر في مخزون الكراهية الداخلية والخارجية للنظام البائد، وتستغل الدعم العربي والدولي لترسيخ نفوذها، ولم تُقدِم على توفير أي مقومات معيشية للمناطق البعيدة عن العاصمة، ولا سيما السويداء، وأبناؤها يعانون من فقرٍ مُدقِع، ومن فقدان للكهرباء وللمياه وللطبابة، ورواتب موظفي الدولة السابقين والمتقاعدين لا تُدفع في أوقاتها.

حرب السويداء الضروس، كانت كونية كما وصفها لنا أحد مواطني المحافظة الذي فقد أفراد من عائلته، في "لعبة أُمم" لا ذنب لهم فيها، ولا إمكانية لهم في التأثير على مجراها. لكن المفاجأة كانت في قدرة المُتعبين من أهالي السويداء على المقاومة والقتال الفردي الجسور، عندما وصل الأمر إلى حد النكث بالتعهدات التي أدت إلى توافق على دخول سلمي لقوات الحكومة، وحصلت الاعتداءات على كرامة الشيوخ والنساء والأطفال، وتبين أن شعار "فوق الأرض بكرامة او تحت الأرض بكرامة" واقعي وليس خيالي، ولا تنطبق في التعامل معه معادلة الربح والخسارة.

ما حصل في الحرب على أراضي السويداء؛ قد يكون عبرة مؤلمة للإدارة الجديدة في دمشق، ولبعض المراهنين على حمايات خارجية في آنٍ واحد. فمهما كبُرت التضحيات؛ لا خيار أمام الفريقين إلا الحوار والمصارحة والتسامح وصولاً إلى المصالحة الكبرى، لا سيما بين الجيران الأصدقاء والأخوة الألداء في المحافظة، وهي وحدها تحمي سوريا والسوريين. 

 

مسؤولية الأكثريّة في سوريا: حماية الوطن لا احتكاره

مها غزال/المدن/19 تموز/2025

في سوريا ما بعد سقوط الأسد، تواجه البلاد سؤالاً وجودياً يتجاوز من يحكم ومن يعارض. إنه سؤال الهوية: من نحن؟ وكيف نعيد تركيب الاجتماع الوطني من دون أن نعيد إنتاج الكارثة ذاتها؟ وفي قلب هذا السؤال، تقف الأكثرية السنية أمام مرآة الذات: ليس لتتحقق من حضورها، بل لتتأمل في معنى هذا الحضور، وفي الطريقة التي ينبغي أن تكون فيها أمة لا طائفة، وأكثرية لا سلطة.

بعد عقود من الاستبداد الطائفي، حيث اختُزِلت الدولة في فئة، واختُزل الوطن في حكم العائلة، جاء انتقال الرئاسة إلى أحمد الشرع لا ليكون حدثاً سياسياً فحسب، بل لحظة تأسيسية في الوعي العام. الشرع، القادم من مناطق المعارضة، السنيّ الهُوية، يجد نفسه أمام إرث ثقيل من القطيعة، ومن خوف الأقليات، ومن تشوه العلاقة بين الهوية والدولة. وهنا، لا تكفي النوايا ولا تكفي الشعارات؛ بل يُطلب من الأكثرية السنية أن تبرهن – مرة أخرى – أنها ليست طائفة غاضبة، بل أمة راشدة.

الطوائف، بطبيعتها، تَتَعرف على نفسها من موقع القلق. تبني سرديتها حول مظلومية متخيلة أو واقعية، وتُسَوِّر وجودها بخوف دائم من الذوبان أو الإقصاء. أما السنّة، فليسوا كذلك. لم يعرفوا أنفسهم كطائفة، بل كجذر أصيل في نسيج الأمة. لم يحتكموا إلى "الاستثناء الطائفي"، بل إلى "الامتداد الطبيعي". ولهذا، فإن غياب خطاب المظلومية عن خطابهم لم يكن غفلةً، بل وعياً بأن الشرعية لا تُنتزع بالشكوى، بل تُؤسس بالثقة.

في سوريا، لطالما تم التعامل مع السنّة بوصفهم الأمة. لم يُطالِبوا بـ"حصّة"، بل بوطن. لم يطلبوا اعترافاً، بل عدالة. ولهذا، حين سُلبوا من السياسة، لم يلجؤوا إلى الخنادق الطائفية كما فعل غيرهم، بل ظلوا حتى في لحظات الانكسار، يتطلعون إلى سوريا جامعة، لا إلى "سوريا السنية".

لكن في لحظة ما بعد الأسد، تبدو مسؤولية الأكثرية أعظم من أي وقت مضى. فالأكثرية، خلافاً لما يُظَن، ليست حالة قوة بل حالة اختبار. أن تكون أكثرية يعني أنك الطرف الوحيد القادر على حماية الجميع، لا لأنك الأقوى، بل لأنك الأوسع صدراً. حين تخاف الأقليات، تبحث عن حماية طائفية. أما حين تخاف الأكثريّة، فإنها تهدد الدولة بأكملها. ولهذا، فإن الخوف ليس رفاهية متاحة لها.

الأكثريّة السنية في سوريا ما بعد النظام مطالبة بأن تعيد تعريف موقعها: لا بوصفها المنتصر، بل بوصفها الضامن. هي التي تحمي المسيحي، والعلوي، والدرزي، والإسماعيلي، والكردي، والشيعي، لا لأنها تملك الحق في الهيمنة، بل لأنها تملك الشرعية الأخلاقية في البناء. هذه ليست دعوة للتنازل، بل دعوة للفهم: وحدها الأكثريّة التي تتراجع خطوة إلى الوراء، تُمكّن البلاد من التقدّم خطوة إلى الأمام.

في لحظة ما بعد الطغيان، يسهل على الأكثريات أن تنزلق إلى منطق الانتقام: أن ترد على الإقصاء بإقصاء مضاد، وعلى الاستبداد باستبداد معاكس. لكن ما لا تدركه هذه اللحظة أن الأقليات حين تُقصى، تتحصن. أما حين تُقصي الأكثرية ذاتها، فإنها تفكك الدولة وتفتح الباب لتحالف الأقليات ضدها، تحالف لا يقوم على انسجام سياسي، بل على خوف مشترك من الغالب. سوريا الجديدة لا تحتمل نسخة سنّية من نظام الأسد. لا تحتمل ثأراً طائفياً، ولا خطاباً طائفياً مقلوباً. ما تحتاجه، هو انتقال وعي الأكثرية من موقع "النجاة من الاستبداد" إلى موقع "الرعاية الوطنية". من خطاب الردّ إلى خطاب التأسيس. من الشعور بالتهميش إلى تبني فكرة الدولة التي لا تهمّش أحداً.

الرئيس الجديد، أحمد الشرع، لا يواجه فقط مهمة ترميم المؤسسات، بل مهمة أخطر: ترميم الوعي العام. إعادة بناء الثقة بين مكونات المجتمع السوري، على أساس أن الدولة ليست مكافأة لطرف، بل بيتاً مشتركاً للجميع. ولا يمكن له أن ينجح في هذه المهمة إن لم تتحول الأكثرية من جمهور يطالب إلى ضامن يَمنَح. من كُتلة عددية إلى سندٍ أخلاقي للجميع. هذه ليست رومانسية سياسية، بل شرط بقاء. لا بقاء لسوريا ما لم يشعر الجميع أنهم فيها شركاء لا ضيوفاً، مواطنون لا "أقليات مهددة". وهذا الإحساس لا يصنعه خطاب دبلوماسي أو قانون توافقي، بل تصنعه روح الأكثرية إن عرفت موقعها الحقيقي.

ليست الأمة من يطلب الحماية، بل من يمنحها. وليست الأكثريّة من يخاف، بل من يُؤمِّن. في سوريا ما بعد الأسد، لا يمكن للسنّة أن يتصرفوا كطائفة، ولا يمكن أن يختزلوا أنفسهم في خطاب مظلومية. ذلك سيكون خيانة لتاريخهم، ولقيمهم، ولنموذج الدولة الذي لطالما حلموا به.

إنهم مدعوون اليوم لأن يكونوا أكثر من أغلبية: أن يكونوا وعياً وطنياً شاملاً، عماداً لوطن لا يتحرك بثارات الماضي بل بآمال المستقبل. فحين تُدرك الأكثريّة أنها مسؤولة لا لأنها الأقوى، بل لأنها الأكثر انتماءً، فإنها بذلك تكتب دستوراً غير مكتوب لسوريا الجديدة: سوريا التي لا تُبنى إلا بالأمم، لا بالطوائف.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

طوم حرب ممثلاً للمجلس العالمي لثورة الأرز وجون حجار ممثلاً للاتحاد الأميركي الشرق أوسطي للديمقراطية من الأمم المتحدة بعد لقاء مورغان أورتيغوس: مطالبة بدور فعّال لليونيفيل على كل الأراضي اللبنانية

المركزية/18 تموز/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/07/145343/

المركزية/18 تموز/2025

قام وفد يمثل المجلس العالمي لثورة الأرز بالاشتراك مع الاتحاد الأميركي الشرق أوسطي للديمقراطية طوم حرب وجون حجار بزيارة للبعثة الأميركية في الأمم المتحدة حيث التقى السيدة مورغان أورتيغوس والتي كانت عملت مؤخرا على الملف اللبناني وتعرف كافة تفاصيله. وقد تطرّق الوفد لعملية التجديد لقوات حفظ السلام في لبنان (اليونيفيل) حيث بحث بشكل موسع دور هذه القوات في تنفيذ القرارات الدولية خاصة 1701 و1559 وامكانية مساهمة بعض وحداتها بدعم الجيش اللبناني في الداخل وعلى الحدود مع سوريا، ما تنص عليه المادة 12 من القرار المذكور. خاصة وأن الولايات المتحدة غير متحمسة للتجديد لهذه القوات بينما يهم اللبنانيين بقاءها والاستفادة من وجودها في نشر الاستقرار ودعم قوى الدولة حول كل لبنان وليس في الجنوب فقط. ومن هنا تم استعراض النقاط التالية:

نشر وحدات من اليونيفيل في مناطق استراتيجية مثل بعض النقاط على مرتفعات السلسلة الغربية ما يسهم بضبط التحركات العسكرية الغير شرعية في الداخل ويساعد الجيش وقوى الدولة على السيطرة على الوضع بشكل أكثر فعالية.

نشر بعض الوحدات في نقاط محددة على الحدود الشرقية والشمالية ما يضيف استقرارا وهيبة للدولة ويساعدها على مسك الأرض وتنفيذ القوانين.

استمرار هذه القوات ببعض مهماتها في الجنوب لن يتأثر حيث أن الجيش اللبناني ينتشر بشكل كبير في المنطقة خاصة بعد توقيع اتفاق وقف اطلاق النار بين لبنان واسرائيل بينما تتعرقل في أحيان كثيرة مهماتها بسبب رفض بعض من يسمون "الأهالي" تسهيل تنقلاتها بسبب تعليمات من حزب الله على ما يبدو.

إن حزب الله لن يسلم سلاحه طوعا ولذا يجب على العالم أدراك ذلك ودفع الدولة اللبنانية للقيام بواجباتها لتنفيذ القرارات الدولية المطلوبة واستعادة سيادتها وذلك بوضع خطة عملية تتبع جدولا زمنيا محددا يتم خلاله التنفيذ بمساعدة دولية ولو شكلية.

إن من واجبات الأمم المتحدة ودول العالم خاصة الولايات المتحدة التزام انهاء حالة الساحة المفتوحة والاعتداءات على الجيران ومنهم عبر الحدود اللبنانية ومنع اي تجاوزات. ومن هنا أهمية تنفيذ قرار جمع الأسلحة وضبط الأمور والعودة إلى اتفاقيات الهدنة كمقدمة للوصول إلى السلام والاستقرار الذين يتمناهما كل اللبنانيون.

 

جدعون ساعر: اوعزتُ بنقل مساعدات إنسانية إلى الدروز في السويداء

موقع أكس/18 تموز/2025

اوعزتُ بنقل مساعدات إنسانية إلى الدروز في السويداء

على خلفية الهجمات الأخيرة ضد الدروز في السويداء والوضع الإنساني الخطير في المنطقة، ووفقًا للاحتياجات على الأرض - أوعزتُ بنقل عاجل للمساعدات الإنسانية إلى الدروز في السويداء. وتشمل حزمة المساعدات، بقيمة 2 مليون شيكل - ضمنا - حزمًا غذائية واجهزة طبية وأدوات إسعافات أولية وأدوية. وسيتم تقديم المساعدة من ميزانية وزارة الخارجية. وسيتم توجيه المساعدات بشكلٍ خاص إلى المناطق الدرزية في محافظة السويداء التي تضررت بشكلٍ مباشر من الهجمات العنيفة ضد الدروز. تُضاف هذه المساعدات إلى حزمة مساعدات سابقة نقلتها وزارة الخارجية إلى الدروز في سوريا في شهر مارس الماضي.

 

هناك طائفةٌ بأكملها، بمشايخها ونسائها وأطفالها، كان بالإمكان أن تتعرّض للإبادة على أيدي مجرمين إرهابيين تكفيريين، لا لون لهم ولا دين.

طلال ارسلان/فايسبوك/18 تموز/2025

هناك طائفةٌ بأكملها، بمشايخها ونسائها وأطفالها، كان بالإمكان أن تتعرّض للإبادة على أيدي مجرمين إرهابيين تكفيريين، لا لون لهم ولا دين.

طائفةٌ يعرف القاصي والداني عمقها العروبي والإسلامي والقومي والوطني، ويتغنّى الجميع بتاريخها ومواقفها وبطولة أبنائها.

كلّ هذا يحصل وسط الصمت العربي تجاهنا… لا أحد يفهم معنى أن يُترك شعبٌ بأكمله. نحن أصحاب الأرض والتاريخ، وكما وُلدنا وتربّينا، سنبقى.

إمّا أن نعيش بكرامة فوق الأرض، أو نموت بكرامة تحتها… من تخلّى عنّا اليوم، سيتخلّى عنه التاريخ… وفي المستقبل القريب!

من يُراهن على تصوير الإشكال وكأنه بين الدروز والسنّة، سيفشل في رهانه وسينفضح. من قام بهذه الأعمال في السويداء، ومن يقبل بالتعرّض لرجال دينٍ ونساءٍ وأطفالٍ، هو إرهابيّ، بريء من كل دين، ومن كل خلق.

وبالمناسبة، أشكر مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان والتيار الوطني الحرّ والنائب في القوّات بيار بو عاصي على موقفهما، وأشكر كل من وقف إلى جانبنا، تماماً كما أشكر كلّ من التزم الصمت حيال هذا الأمر، وتجاهل التعزية بالشهداء أو إبداء رأي أو موقف… أيضًا، التاريخ سيسجّل!

 

بيان عاجل صادر عن عشائر الجنوب بقيادة الشيخ نواف البشير بشأن الأوضاع الراهنة في محافظة السويداء

فايسبوك/18 تموز/2025

بسم الله الرحمن الرحيم

انطلاقًا من مسؤوليتنا الوطنية، وحرصًا على وأد الفتنة وحقن الدماء بين أبناء الوطن الواحد، فإننا في عشائر الجنوب، بقيادة الشيخ نواف البشير، نُصدر هذا البيان العاجل:

أولاً: نأمر بالانسحاب العاجل لجميع أبنائنا من محافظة السويداء، انسحابًا تامًا وفوريًا، دون أي احتكاك أو مواجهة، حفظًا للدماء ودرءًا للفتنة. ثانيًا: نُؤكد على الاحترام الكامل لأهلنا في محافظة السويداء، ونثمّن مواقفهم الوطنية، وندعو إلى التهدئة والحفاظ على السلم الأهلي.ثالثًا: إن هذا القرار ملزم لجميع أبناء العشائر، وأي مخالفة تُعتبر خروجًا عن إرادة العشائر الجامعة ومسارها الوطني.رابعًا: نهيب بجميع السوريين، من مختلف الأطياف، تغليب صوت الحكمة والعقل، والعودة إلى طاولة الحوار، فالوطن يتسع للجميع، ولا منتصر في الفتنة.

حفظ الله سوريا، وصان دماء أبنائها، وكتب السلام لأرضها وشعبها.

صادر عن: عشائر الجنوب

الشيخ نواف البشير

 

كل شيء سيتغير... قريباً..نهاية عاقل

بيتر جرمانوس/فايسبوك/18 تموز/2025

مع إعلان إيلون ماسك عن إطلاق Grok 4، يبدو أن البشرية قد خطت خطوة حاسمة نحو تحقيق الذكاء الاصطناعي العام (AGI)، وهو الذكاء القادر على التفكير والتعلم والفهم في شتى المجالات مثل الإنسان — بل وربما بتفوّق عليه. توقّعات الخبراء تشير إلى أننا سنصل إلى AGI بحلول عام 2027. وهذا يعني أننا نعيش الآن آخر السنوات "الطبيعية"، قبل أن تبدأ الأمور بالتحوّل الجذري، سواء في الاقتصاد أو السياسة أو المعرفة أو حتى معنى "الإنسان" نفسه. Grok 4 ليس مجرّد روبوت دردشة ذكي، بل تفوّق على دكاترة في الطب، والهندسة، والقانون، والرياضيات، والفيزياء… في وقت واحد. نحن أمام كائن رقمي يفهم، يستنتج، ويبدع لقد أُطلق المارد من القمقم. ولم يعد بالإمكان إعادته. كل ما عرفناه عن التقدّم البشري أصبح قديماً. أمامنا الآن ثورة قد تغيّر طبيعة الوظائف، أنظمة التعليم، أنظمة الحكم، وحتى قواعد الأخلاق.

من الآن وحتى عام 2027، سنرى تسارعًا جنونيًا في قدرات الذكاء الاصطناعي. وبعدها؟ قد لا نعود نفس البشر نعيش كما كنا من قبل.

 

سوبلانSobalaan

دستور الإدارة الذاتية في جبل الدروز/فايسبوك/18 تموز/2025

 النفس البشرية أمانة من الله، فلا يجوز التفريط بها أو إهدارها.

 كرامة الإنسان ثمينة ونفيسة، لا يجوز الاستهانة بها تحت أي ظرف.

 المتهم بريء حتى تثبت إدانته بحكم عادل.

حرية المعتقد مكفولة لجميع الأديان، ويُضمن حق بناء المعابد والكنائس دون تمييز. وحق في المأكل و المشرب بحسب إعتبارات كل طائفة.

 يُعامل الأسير في الحرب كضيف كريم إن كان رجلًا بالغًا، ولا يُؤسر طفل، أو امرأة، أو شيخ، أو مريض.

 لا نبدأ بالعدوان، ولا نقبل أن يُعتدى علينا.

 حرية الرأي والمعارضة تشمل حتى الآراء المزعجة والناقدة، بما في ذلك تلك التي تمس الدين أو القومية.

 نمنح خصوصية وحماية للأقليات المضطهدة، وتُفتح بيوتنا لاستقبال كل علوي، ومسيحي، ويزيدي، ومرشدي، وغيرهم ممن يطلب اللجوء والأمان.

 الفزعة واجب دائم، والاستجابة لنداء المحتاج فرض أخلاقي، والمضافات مفتوحة لجميع أبناء المجتمع دون تفرقة.

 إكرام البدو و الحفاظ على خصوصياتهم مع توفير مساعدات لهم ولكل الرعاة و المزارعين.

الدولة الإسرائيلية دولة صديقة، والشعب اليهودي إخواننا وأهلنا.

الدولة الكوردية دولة شقيقة، والشعب الكوردي إخواننا وأعزّاؤنا.

 

اجتماع وزاريّ وأمنيّ في بعبدا لبحث الاكتظاظ في السجون.. وعون يتلقى دعوة الى القمة العربية الروسية

المركزية/18 تموز/2025

رأس رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون قبل ظهر اليوم اجتماعا وزاريا وأمنيا في قصر بعبدا، في حضور وزراء الدفاع الوطني اللواء ميشال منسى، الداخلية والبلديات العميد احمد الحجار والعدل عادل نصار، قائد الجيش العماد رودولف هيكل، المدير العام للامن العام اللواء حسن شقير، المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء رائد عبد الله، المدعي العام التمييزي القاضي جمال الحجار، وقائد الدرك العميد جان عواد، مدير المخابرات في الجيش العميد طوني قهوجي، رئيس شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي العميد محمود قبرصلي، رئيس مكتب المعلومات في الامن العام العميد جوني الصيصا، المشرف على مديرية السجون في وزارة العدل القاضي رجا ابي نادر والمستشار الامني والعسكري لرئيس الجمهورية العميد انطوان منصور. في مستهل الاجتماع تم عرض للوضع الامني في البلاد في ضوء التطورات الاخيرة، ثم خصص البحث لدرس مسألة الاكتظاظ في السجون اللبنانية نتيجة ارتفاع عدد السجناء بمن فيهم السجناء السوريين، والاجراءات الواجب اتخاذها لمعالجة هذا الامر ووضع الاطر القانونية كافة التي تسمع بتسريع المعالجة. روداكوف: واستقبل الرئيس عون سفير روسيا الاتحادية الكسندر روداكوف، يرافقه القائم بالاعمال الروسي مكسيم رومانوف وعلي الموسوي من السفارة الروسية. وتطرق البحث الى العلاقات اللبنانية - الروسية وسبل تطويرها والتعاون القائم بين البلدين في مجالات عدة، وتم عرض للاوضاع العامة في لبنان والمنطقة في ضوء التطورات الراهنة. وأوضح السفير روداكوف ان البحث تناول ايضا "الدعوة التي وجهها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى الرئيس عون لحضور القمة العربية - الروسية الاولى التي ستعقد في موسكو في 15 تشرين الاول المقبل والتي تهدف الى المساهمة في زيادة تعزيز التعاون المشترك المتعدد الوجوه. تعزية: على صعيد آخر، ابرق الرئيس عون الى نظيره العراقي الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد ورئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني معزيا بضحايا الحريق الذي اندلع في المركز التجاري في مدينة الكوت في محافظة واسط العراقية، مؤكدا "تضامن لبنان رئيسا وشعبا مع هذه المحنة ووقوف الشعب اللبناني الى جانب اشقائه العراقيين، مع استعداد لبنان لتقديم كل ما يمكن من دعم ومساندة لمواجهة تداعيات هذه الكارثة المؤسفة".

 

عون يعرض مع بري الأوضاع العامة والتطورات الإقليمية ويستقبل وزير الدفاع اليوناني ويبحث في دعم الجيش اللبناني

المركزية/18 تموز/2025

إستقبل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، في الأولى والنصف بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا، رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري في إطار اللقاءات الدورية بين الرئيسين.  وقد تناول البحث الأوضاع العامة في البلاد من مختلف وجوهها، والتطورات الإقليمية الراهنة.

وغادر الرئيس بري قصر بعبدا من دون ان يدلي بأي تصريح. وأشارت مصادر الحدث الى ان عون وبري وضعا اللمسات الأخيرة على الردّ الأميركي بشأن حصر السلاح.واستقبل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في الرابعة من بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا، في حضور وزير الدفاع الوطني اللواء ميشال منسى، وزير الدفاع اليوناني السيد Nicolas Dendias على رأس وفد ضم سفيرة اليونان في لبنان السيدة Despina Koukoulopoulou، ومدير الشؤون الدينية في وزارة التربية اليونانية السيد Georgios Kalantiz، ومدير الشؤون السياسية في مكتب وزير الدفاع السيد Georgious Arnaoutis، والقنصل العام في السفارة اليونانية السيد Ignatios Panteleimon Papadimitriou، والملحق العسكري في السفارة اليونانية العقيد Nikolaos Salpingidis. في مستهل اللقاء، نقل الوزير Dendias الى الرئيس عون تحيات رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس وتمنياته للبنان وشعبه بالخير والرخاء، ثم اطلعه على رغبته في تقديم مساعدات للجيش اللبناني من آليات عسكرية وطائرات هليكوبتر وشاحنات وقطع غيار، مساهمة من اليونان في دعم المؤسسة العسكرية التي تقوم بدور مهم في حماية الاستقرار والامن في المناطق اللبنانية، ولا سيما في الجنوب. كذلك اعرب الوزير اليوناني عن ترحيبه بتدريب ضباط لبنانيين وتنظيم دورات لهذه الغاية في الكلية الحربية اليونانية. واكد الوزير على وقوف بلاده الى جانب لبنان، ودعمها له في المحافل الإقليمية والدولية، مجدداً الدعوة لرئيس الجمهورية لزيارة اليونان. ورحب الرئيس عون بالوزير اليوناني شاكراً له المساعدات التي تنوي بلاده تقديمها للجيش اللبناني، مقدراً المواقف اليونانية الداعمة للبنان في كل المجالات، لافتا الى وجود قواسم مشتركة تجمع بين لبنان واليونان والشعبين الصديقين. ثم عرض الرئيس عون للوضع الراهن في الجنوب والتنسيق القائم بين الجيش اللبناني والقوات الدولية العاملة في الجنوب (اليونيفيل) في سبيل تطبيق القرار 1701 وبسط سلطة الدولة اللبنانية حتى الحدود الدولية. كما تطرق البحث الى الوضع في سوريا في ضوء التطورات الأخيرة.

وزيرة البيئة

الى ذلك استقبل الرئيس عون وزيرة البيئة السيدة تمارا الزين التي عرضت خطة عمل الوزارة، وتحديدا في المحاور المتعلقة بالإصلاحات البنيوية والقطاعية.

 

سلام: ليس المطلوب من الحزب تسليم السلاح إلى اسرائيل وسألتقي بري لمناقشة ورقة برّاك

المركزية/18 تموز/2025

أكد رئيس الحكومة نواف سلام في مقابلة مع قناة "الجديد"، ثقته بوعي اللبنانيين وحكمة الجيش في الحفاظ على أمن واستقرار لبنان، مشددًا على ضرورة عدم الانجرار نحو أي مغامرات جديدة قد تهدد البلاد. وأكد أيضًا أهمية الاستقرار في سوريا، قائلاً: "نحن نراهن على وعي اللبنانيين ونحرص على استقرار سوريا".

وعن الورقة التي قدمها الموفد الأميركي توم باراك، وصفها سلام بأنها "مجموعة أفكار تهدف إلى ترتيب وتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار"، معلنًا عن نيته لقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري خلال الأيام المقبلة لمناقشة هذه الورقة والرد عليها بشكل مشترك. وأكد أن مجلس الوزراء سيعقد جلسة فور نضوج الأفكار المتعلقة بخطة حصر السلاح، مضيفًا أن أفكار باراك تشمل آليات تهدف إلى الانسحاب الكامل لإسرائيل من الأراضي اللبنانية، وهو ما يتوافق مع البيان الوزاري الذي يؤكد ضرورة انسحاب إسرائيل ووقف الأعمال العدائية، مع تحديد الجهات المسموح لها بحمل السلاح. ورداً على تصريح نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، شدد سلام على أن السلاح الذي سيتم حصره وتسليمه سيكون فقط للدولة اللبنانية، وليس لإسرائيل. وبخصوص ملف إعادة الإعمار، أشار رئيس الحكومة إلى أن الأموال التي تم الحصول عليها حتى الآن "ضئيلة مقارنة بالاحتياجات"، موضحًا أن كلفة إعادة الإعمار تقدر بالمليارات، بينما ما تم الحصول عليه هو نحو 250 مليون دولار من البنك الدولي، و350 مليون دولار من وكالات أممية، و75 مليون دولار وعدت بها فرنسا، و20 مليون دولار من العراق. واختتم سلام بالتأكيد على أن هناك دائمًا مخاوف من تصعيد إسرائيلي، لكنه يرى في الوقت ذاته "فرصة للعمل الجاد والانخراط الإيجابي في الأفكار التي قدمها باراك، بهدف وقف الأعمال العدائية الإسرائيلية".

 

شيخ العقل ومفتي الجمهورية: لا للخطاب التحريضي

المركزية/18 تموز/2025

صدر عن المكتب الإعلامي في مشيخة العقل لطائفة الموحدين الدروز البيان التالي: "تلقى شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي ابي المنى اتصالا هاتفيا اليوم من مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، للتأكيد في رسالة مشتركة على "الأخوّة الإسلامية والوطنية التي تجمع ما بين الطائفتين الكريمتين السنيّة والدرزية، من علاقات ودّ واحترام وتاريخ طويل من المصير المشترك، وإعتبار الأسى والحزن العميق إزاء ما يحصل في مدينة السويداء من نزف للدماء الزكية بين اخوة في الوطن الواحد ألماً واحداً يصيب الجميع".  واشار شيخ العقل إلى أنه وسماحة المفتي دريان أكدا خلال الاتصال، "رفضهما التام الانجرار وراء اية خطابات تحريضية، وتغطية أية أعمال استفزازية من شأنها ان تؤجج التوتر المذهبي وان تعطي صورة غير حقيقية عن علاقة الطائفتين بعضهما ببعض". ودعوا الى "تفادي الوقوع في فخ الفتنة التي يريدها أعداء الإنسانية، في ظل مرحلة عصيبة جدا يغذّي سلبياتها بعض الإعلام بمعلومات خاطئة ومضللة احيانا كثيرة، الأمر الذي يحتاج من الجميع تغليب صوت العقل والحكمة والصبر والتحلّي بروح المسؤولية، لدرء خطر الفتنة وحقنا للدماء".  كما شددا على "رفض أية تدخلات خارجية واعتداءات تسهم في زعزعة تلك الوحدة، التي لطالما حكمت العلاقة التاريخية بين الطائفتين".  واهابا "بجميع المعنيين، بدءا من الدولة السورية التي تقع عليها المسؤولية الاولى، ومن مشايخ العقل في جبل العرب والمراجع والفاعليات الدينية والعشائر، العمل الجدّي والمجدي من اجل وقف فوري للعنف الدائر، وعدم الاستمرار في القتال بين الأخوة، وطرد المتطرّفين من بين أظهرهم، الذين يعملون على تأجيج الأزمة وتقويض الاستقرار ويساهمون عن قصد او غير قصد في تنفيذ المخططات المشبوهة".

 

قاسم: برّاك يحرّض الجيش اللبناني على نزع سلاح المقاومة بالقوة ..لن نتخلى عن قوتنا وإسرائيل لن تستلم السلاح منّا

المركزية/18 تموز/2025

 أبّن "حزب الله"، "القائد الجهادي"... الشهيد علي عبد المنعم كركي (الحاج أبو الفضل)، الذي استُشهد مع السيد حسن نصر الله في 27 أيلول 2024، "ولم يتيسر أن يكون له تأبين خاص ولا مراسم خاصة"، على مال قال في المناسبة الأمين العام لـ "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم.

وسأل قالم في المناسبة: "ما هي فعالية المقاومة واستمرارها في لبنان؟ وما الذي يجب أن نفعله مع المطالب الدولية والإسرائيلية التي تركز على سحب سلاح المقاومة؟ وما الذي يجب أن نواجهه من أجل أن نرفع من قدرة لبنان ومكانة لبنان، وأن نعيد إعماره، وأن نجعله مستقرًا في محيط فيه الكثير من الأخطار والارتكابات؟".

وأجاب: "أولًا، هذه المقاومة التي يُناقش البعض جدواها والعمل الذي قامت به، يبدو أنه نسي بأن هذه المقاومة التي أسسها الإمام الصدر، وأسسها الإمام الخميني... وساهم في قوتها وعزيمتها الشهداء والأبرار والقادة، وكان في الطليعة الأمين العام الأسبق السيد عباس الموسوي... ومن ثم العمل الكبير التأسيسي الذي قام به ... السيد حسن نصر الله... على مدى 32 عامًا مع الصفي الهاشمي... وهذه المقاومة قدّمت إنجازات خلال 42 سنة، من سنة 1982 إلى سنة 2024: هي أنجزت تحرير لبنان سنة 2000. هي منعت إسرائيل من أن تحتل سنة 2006. هي أدّت إلى استقرار لبنان من سنة 2006 إلى 2023، ولم تتمكن إسرائيل من القيام بعدوان على لبنان طيلة 17 سنة. هذه إنجازات". واستطرد: "الأهم أن المقاومة عطّلت الدولة الإسرائيلية الاستيطانية في جنوب لبنان، عبر سعد حداد ولحد عندما سقطت هذه الدويلة وحلّ محلها التحرير. وهذه المقاومة منعت خلال معركة أُولي البأس من وصول إسرائيل إلى بيروت، بل منعتها من أن تتقدم مع 75 ألف جندي وضابط إسرائيلي على الخط الحدودي في جنوب لبنان. وهذه إنجازات للمقاومة، إنجازات عنوانها الأساسي التحرير، عنوانها الأساسي حماية لبنان من الاحتلال، عنوانها الأساسي منع إسرائيل من الاستيطان، عنوانها الأساسي أيضًا منع الكيان الإسرائيلي من أن يسيطر على خيرات لبنان ومستقبل لبنان. هذه إنجازات".

وقال قاسم: "يقول البعض: ولكن كانت هناك خسائر كبيرة، ولم تستطع أن تردع إسرائيل بمنعها من الاستمرار في العدوان بعد معركة أُولي البأس. ونقول: هذا صحيح، لم نستطع أن نمنع إسرائيل من الاستمرار في العدوان، ولكن استطعنا أن نوقفها عند حد بالاتفاق الذي عقدته الدولة اللبنانية مع الكيان الإسرائيلي، وأصبح لزامًا على إسرائيل أن تنسحب من الأراضي اللبنانية وأن توقف عدوانها. وهذا اتفاق أصبح تحت مسؤولية وعهدة الدولة اللبنانية. يعني نحن سلّمنا إلى هذه المرحلة الدولة اللبنانية، لأنها هي المسؤولة بالأصل، وإنما تصدّت المقاومة عندما لم تكن الدولة حاضرة".

أضاف: "عندما أعلنت أنها حاضرة، وأصبحت الظروف مؤاتية من جهتنا ومن جهة الدولة في أن تقوم بهذا العمل، استلمت الدولة هذه المسؤولية. وحزب الله نفّذ الاتفاق، اتفاق وقف إطلاق النار بالكامل في جنوب نهر الليطاني. الدولة اللبنانية نشرت الجيش اللبناني حيث استطاعت في جنوب لبنان، لأن بعض الأماكن لم تسمح إسرائيل للبنان بأن يتقدم، وللجيش اللبناني أن يتقدم. إذًا، نفذنا كدولة لبنانية، كحزب الله ومقاومة، مع كل المقاومين، كل ما علينا في الاتفاق، بينما إسرائيل لم تنفذ شيئًا. والآن، من 7-11-2024 إلى الآن، مرّ 8 أشهر. خلال 8 أشهر، العدوان مستمر، حتى الستين يومًا التي كانت بعد 27-11، على قاعدة أن هذه الستين يومًا هي فترة الانسحاب، لم تلتزم إسرائيل بفترة الانسحاب، وبقيت في خمس نقاط، واستمر العدوان".

وجزم: "كل الدنيا تقول إن إسرائيل خرقت 3800 خرقًا، كل العالم يشير إلى أن إسرائيل لم تلتزم، وأيضًا كل العالم يقول إن الحزب التزم، ولبنان التزم، وهذا معروف، طبعًا باستثناء أمريكا وإسرائيل. ما الذي جعل إسرائيل تستمر في عدوانها؟ وما الذي جعل أمريكا تعمل الآن من أجل اتفاق جديد؟".

وتابع: "سأكون شفافًا، اكتشفوا أن الاتفاق الذي انعقد فيه مصلحة للبنان واستمرار مقاومته، ولذلك اعتبروا أن المطلوب هو تعديل الاتفاق وتغييره. ذهبوا إلى الضغط الميداني، لعلّه يؤدي إلى تعديلات، كل هذا الضغط الميداني الذي قاموا به، وكل هذا العدوان خلال 8 أشهر، لم يعدّل في نتيجة الاتفاق. أي الآن إذا انسحبت إسرائيل وأوقفت عدوانها فطبعًا هذه مصلحة كبيرة للبنان. واليوم أميركا تطرح اتفاقًا جديدًا، تعرفون ماذا يعني اتفاق جديد؟ يعني أن كل الإساءات والمخالفات، وعدم تطبيق الاتفاق من قبل العدو الإسرائيلي خلال 8 أشهر، كأنها لم تكن، لأنه سيقول لك ما دمنا أمام اتفاق جديد، فلماذا تطالبني بالموضوع القديم؟ لا أحد يطالب بالموضوع القديم وصار لدينا اتفاق جديد". وقال قاسم: "إذًا، الاتفاق الجديد يبرئ إسرائيل من كل فترة العدوان السابقة. والأمر الثاني، في الاتفاق الجديد، النصوص والطريقة التي تريدها أمريكا، بحيث أننا نبدأ مجددًا بالمطالبة بنزع السلاح في مقابل بعض الانسحابات الجزئية وفي أوقات متفاوتة، أي أيضًا مطلوب منّا أن نقدم الإضافة، وإسرائيل هي ستقرر متى تقدّم. وفي النص الذي أُرسل، النص الثاني للمذكرة قال هناك عواقب على الخرق! ما هي العواقب على إسرائيل؟ قال: إدانة من مجلس الأمن ومراجعات لفضّ النزاع العسكري. على من تضحكون؟ هي أمريكا بطولها وعرضها مع هوكشتاين ضمِنوا الاتفاق وضمن اللجنة الخماسية والآن يتنصلون، بعد 8 أشهر يقولون نحن لم نضمن الاتفاق، كاذبون، أنتم ضمِنتم الاتفاق، وإلا على ماذا أمريكا راعية؟ وعلى ماذا أمريكا رئيسة اللجنة؟ ونحن كنا مطّلعين على كل الالتزامات السابقة، كان هناك ضمانة حقيقية، لكن لم تُترجم على الأرض، لأنهم اكتشفوا أن هذا الاتفاق ليس على خاطرهم، ولا يحقق الأهداف التي يريدونها".

وسأل: "ما هو المبرر الآن لعدم إيقاف العدوان، وللحديث عن اتفاق جديد؟ المبرر الوحيد نزع سلاح حزب الله في كل لبنان. والسؤال، لماذا تريدون نزع سلاح حزب الله؟ قال حتى تطمئن إسرائيل لأن هذا مطلب إسرائيلي. أي ضعوها في بالكم، نزع سلاح حزب الله هو مطلب إسرائيلي، التأخر بأي إجراء من قبل إسرائيل واستمرار العدوان، لأنهم يريدون إسقاط السلاح الذي منعهم من الدخول إلى بيروت ومنعهم من احتلال لبنان ومنعهم من أن يحققوا أهدافهم. إذًا، مشروع نزع السلاح الآن، في هذه المرحلة، في كل الأطروحات، هو من أجل إسرائيل. وإلا، بغير هذه الطريقة، كيف ممكن أن تنسحب إسرائيل؟".

واستدرك: "نحن نعتبر أن الاتفاق هو الذي يجب أن يُلزمها بالانسحاب. لأن بعضهم يقول: طيب، إذا لم يُنزع السلاح لن تنسحب إسرائيل. ما هي معتدية! ليس لها حق إسرائيل أن تتدخل! دعوني أكون واضحًا معكم، إسرائيل يمكن أن تقول أنا عندي مشكلة اسمها المستوطنات، وهكذا كانت تقول. طيب، الآن 8 أشهر، أمن المستوطنات موجود، 8 أشهر لم تحصل ولا طلقة، خلال 8 أشهر حصل انسحاب من جنوب نهر الليطاني، واستلم الجيش اللبناني، وصارت بيد الدولة اللبنانية. إذًا، انتهى، المطلب الإسرائيلي تحقق، مطلوب أن يتحقق المطلب اللبناني، وهو إيقاف العدوان والانسحاب الإسرائيلي، لأقول لكم شيئًا، نحن لا ننظر إلى إسرائيل على أنها قامت بعدوان وستتراجع غدًا إذا قمنا بإجراء معيّن، لا، يا جماعة إسرائيل توسعية، حتى التطبيع الذي يُعمل عليه الآن مع بعض الدول العربية، والذي تم مع بعض الدول العربية، تمهّلوا قليلاً، ستكتشفون أن هذا التطبيع خطوة من خطوات ضم المنطقة إلى إسرائيل".

أضاف: "اليوم لاحظوا ماذا فعلت إسرائيل في الوضع في سوريا؟ دمّرت كل القدرة السورية من أولها إلى آخرها، احتلت ستمائة كيلومتر مربع في منطقة الجولان والقنيطرة. القصف الذي قامت به في الفترة الأخيرة، بحجة حماية الدروز - وهي كاذبة في ذلك - وصل إلى القصف داخل دمشق بأكثر من 200 غارة. لماذا تقوم إسرائيل بهذا العمل في سوريا في وقت أين هو التهديد الموجود من سوريا بالنسبة إليها؟ أين التهديد؟ قيل: هناك تهديد قد يحصل من الآن إلى بعد ألف سنة! قيل: مطلوب أن تكون سوريا مجردة تمامًا من السلاح، ومطلوب أن تكون سوريا تحت الأوامر الإسرائيلية. أي هذا القصف الذي حصل مؤخرًا لتقول إسرائيل افعلوا هذا ولا تفعلوا ذاك، أي إدارة إسرائيلية لسوريا. هل يمكن أن نقبل بهذا الأمر في لبنان؟ ألم نرَ ما يحصل في غزة؟ إبادة، إبادة شعبية، إبادة جماعية، إبادة للفلسطينيين بإشراف أمريكي مباشر، تحت أي عنوان؟ قيل: هذه الإبادة تُحقّق أمن إسرائيل. تحت عنوان أمن إسرائيل لا يبقى مخلوق في المنطقة يستطيع أن يرفع رأسه. تحت عنوان أمن إسرائيل لا تبقى زاوية إلا ويطالبون بتفتيشها ونريد أن نقصفها. تحت عنوان أمن إسرائيل ممنوع على أحد أن يقول "لا" لإسرائيل".

ورأى أن "الغرب وصلوا إلى مكان يُعاقب فيه على العداء للسامية، حتى الكلمة ضد إسرائيل ممنوعة في الغرب، الكلمة يُسجن عليها الإنسان، وتُسحب منه جنسيته إلى آخره. نحن ليس فقط مطلوب منا سحب السلاح ووقف الأخطار كما يقولون، بل يريدون أن يُعدِموا أي قدرة على أي حركة، على أي كلمة، على أي نفس يمكن أن يصدر في منطقتنا، من أجل أن تتحكم إسرائيل بالكامل وتتوسع. وحسنًا، لماذا قصفت إيران؟ تحت عنوان أنه يوجد نووي سلمي، وهذا النووي السلمي يعتقدون أنه سيتحوّل إلى عسكري ويشكّل خطرًا على إسرائيل. كل المفتشين أثبتوا أن هذا نووي سلمي، ولكن إسرائيل تضع عنوانًا كمبرر، لكن الهدف في الحقيقة هو ضرب إيران لإسقاطها، لإسقاط هذه القدرة".

أضاف: "الحمد لله، استطاعت إيران أن تقف بقوة، من القيادة إلى الشعب، إلى الحرس، إلى القوى الأمنية، واستطاعت أن تلجم هذا الاجتياح الإسرائيلي الذي يريد أن يصل إلى تلك الأماكن. وأنا أريد أن أؤكد وجهة نظري التي تقول إن إسرائيل توسعية وهي خطر حقيقي. الرئيس ترامب ماذا قال عن فلسطين وعن غزة؟ اعتبر أن إسرائيل دولة صغيرة المساحة، هذه صغيرة المساحة كيف تكبر مساحتها؟ تريد أن تحتل، أن تأخذ غيرها. أول طرح له كان أن تتحوّل غزة إلى "ريفيرا". عندما تقاتل إسرائيل وتقتل وتعتدي في سوريا أو لبنان، تلاحظون دائمًا أن البيانات الإسرائيلية تقول: بالتنسيق مع أمريكا، بالتنسيق مع القيادة الوسطى، أي الإدارة كلها إدارة أمريكية. أي المطلوب أن تكون هناك "إسرائيل الكبرى". كل هذه المنطقة التي ترونها يريدون إعادة جغرافيتها، تقسيمها وخريطتها".

وتابع: "وأما المندوب الأمريكي براك فقد قال كل شيء، وعلى أساس أنه عاقل ويعرف كيف يتحدث، وإذا تكلّم يكون كلامه في محلّه. ماذا يقول باراك؟ "لبنان على وشك الانقراض إذا لم يُسرِع ويلتحق بركب التغيير." أولًا، ليس مقبولًا أن يكون لبنان مستقلًا أو رافع الرأس وإلا الانقراض! انقراض لمَن؟ انقراض يعني تسليم لإسرائيل.

ثانيًا، يقول: "لبنان يواجه خطر الوقوع في قبضة القوى الإقليمية ما لم تتحرّك بيروت لحل مشكلة أسلحة حزب الله، فلبنان بحاجة إلى حل هذه القضية، وإلا فقد يواجه تهديدًا وجوديًا." هناك تهديد وجودي للبنان، أي لبنان لا يبقى، مَن؟ الإقليمي، فسرها في مكان آخر كمرحلة، "يقول السوريون إن لبنان منتجعنا الشاطئي لذا علينا أن التحرك". أي أنت تريد أن تلحق لبنان بسوريا؟ أي لبنان معرّض للانقراض؟ هكذا تقول؟ أي هذا هو المشروع؟

أيضًا يقول براك: "الخوف من نزع سلاح حزب الله وامتناع الحكومة اللبنانية عن تنفيذ ذلك قد يؤدي إلى اندلاع حرب أهلية." أي يحرض الجيش اللبناني والدولة اللبنانية، اذهبوا قاتلوا وانزعوا السلاح، لأن خوفكم من نزع السلاح هو الذي يسبّب الحرب الأهلية، وليس ذهابكم إلى نزع السلاح. تحريض على الفتنة، تهديد للبنان بالانقراض، إلحاقه بقوى إقليمية، على الأقل إلحاقه مرحليًا بالشام.

هذا خطر كبير، ألا تسمعون؟ ألا ترون؟ هؤلاء الذين يقولون إننا لا علاقة لنا بأحد، أهم تركوكم؟ أمهم إن كان لكم علاقة بإسرائيل أو لا؟ لكم علاقة بأمريكا أو لا؟ المهم ماذا يريدون هم؟ هم يريدون أن يُقسَّم لبنان، ويُوزَّع بين إسرائيل وسوريا، ويصبح هناك خارطة جديدة في المنطقة. إسرائيل توسعية، لذلك المسألة ليست مسألة سحب السلاح، بل هي خطوة من خطوات التوسع الإسرائيلي. السلاح عقبة، هذا السلاح هو الذي جعل لبنان يقف على رجليه لمدة 42 سنة ويمنع إسرائيل. أأتي أنا الآن وأقول إن هذا الذي كان عامل الحماية وعامل الصمود والتصدي وقدرة الاستمرار، فلنُزِله من الطريق لأنه هكذا سيرحموننا؟ لا، لن يرحمونا، هذا معناه أننا نعطيهم كل شيء مجانًا". وأكد قاسم: "اليوم أقول لكم بوضوح، نحن كحزب الله وحركة أمل ومقاومة، نحن كخط سيادي يريد استقلال لبنان، نحن الذين نؤمن بأن لبنان وطن نهائي للبنانيين، نحن الذين نؤمن أننا نخضع جميعًا للطائف ومندرجاته، نحن الذين نعتبر أن أبناءنا يجب أن يعيشوا في هذا البلد أعزة، كرماء، مرفوعي الرأس، نشعر بأننا أمام تهديد وجودي، تهديد وجودي للمقاومة وبيئة المقاومة، والمناصرين للمقاومة، وتهديد وجودي للبنان بكل طوائفه، كل الطوائف مهددة في لبنان. انظروا ماذا يحدث في سوريا، في فلسطين حتى، حتى الكنيسة الكاثوليكية قُصِفت، وقبلها كنائس أخرى في غزة. انظروا ماذا يحصل من الذبح على الهوية من بعض المجموعات المتفلتة في سوريا، من جماعة داعش، حتى ولو أخذوا لبوسًا مختلفًا أو كان لهم عنوان مختلف، هذه الحوادث ليست حوادث عادية. وإضافة إلى ذلك أقول لكم أكثر من هذا، اليوم، إذا كان هناك قرار، لا يحتاج وقتًا طويلًا ليأتوا الدواعش من شرق لبنان إلى لبنان بهجمات غير عادية، أي نحن اليوم أمام تهديد حقيقي إسرائيلي، وأذرع إسرائيل التي يمكن أن تُستخدم بطريقة أو بأخرى".

واعتبر أن "لبنان أمام تهديد وجودي، المقاومة أمام تهديد وجودي، وهذا أكبر خطر يُهدّد لبنان.  ماذا نفعل أمام الخطر؟ علينا أن نعرفه أولًا، وأن نصمد أمامه وأن نختار الوسائل والطرق المناسبة لصد هذا الخطر. ونحن نعتبر أن صد هذا الخطر هو في بقاء قوة المقاومة، والتماسك بين الدولة والمقاومة، وتعاون كل الأطراف اللبنانيين على تمرير هذه المرحلة، بتطبيق إسرائيل للاتفاق والضغط على أمريكا وفرنسا والأمم المتحدة والرعاة، أن يخرجوا إسرائيل من لبنان وأن ينفذوا ما عليهم. كما ويمكن لأحد أن يقول: وما نفع هذه القوة الموجودة عندكم؟ تنفع، لو لم تكن لها قيمة هل كانوا طالبوا بها؟ لماذا يركّزون عليها إذا لم تكن لهذه القوة قيمة؟ فليتجاوزوها. لا، بل لها قيمة، ونحن نقول بوضوح لدينا كمقاومة، أولًا قوة الإيمان والموقف، قوة الإيمان بالمقاومة والموقف الذي اتخذ هذه المقاومة خيارًا حقيقيًا مهما كانت الصعوبات والتعقيدات والتضحيات. أما الإمكانات العسكرية، فهي جزء له علاقة بقوة الموقف. نحن معتمدون على قوة الموقف أولًا، وبعض الإمكانات العسكرية التي تساعد في العملية الدفاعية. إذا دافعنا ووقعت خسائر كبيرة عندنا، وهذا متوقع إذا نحن دافعنا، لكن لدينا الأمل أننا إذا تصدّينا نستطيع أن نقفل الباب عليهم وأن نفتح بابًا للحل والتحرير. أما إذا سلّمنا – مثل ما يقول البعض فلنسلّم - فهذا يعني أننا أبطَلْنا أسباب قوتنا مجانًا، والضمانة الأكيدة أن يكون هناك تغوّل إسرائيلي لا حدود له ليعدِم لبنان حياته ومستقبله وحياة أبنائه".

قاسم سأل أيضا: "أيّ خيار سنختار؟ إذا كان لدينا خيار قادرين فيه أن نحقّق احتمال الانتصار، وخيار مضمون هو السحق والهزيمة، هل نذهب إلى السحق والهزيمة؟".

وقال: "أنا سأخبركم، لبنان اليوم أمام ثلاثة أخطار كبيرة حقيقية:

الخطر الأول، إسرائيل من الحدود الجنوبية، خطر على كل لبنان وعلى مستقبل لبنان.

الخطر الثاني، الأدوات الداعشية على الحدود الشرقية، وكلكم يعرف التجربة السابقة.

الخطر الثالث، الطغيان الأمريكي الذي يحاول أن يتحكم بلبنان ويمارس الوصاية عليه. وبالتالي، يريد الأمريكي أن يعدم قدرة لبنان على التحرك والحياة.

يقولون إن الأميركيين يساعدوننا، بماذا ساعدنا الأميركي؟ وماذا أعطى للبنان؟ يعطينا مواعظ، يعطي الـNGOS من أجل الموضوع التثقيفي والتعبئة الإعلامية، يفرض عقوبات على أفراد ومؤسسات ونظام مصرفي، لا يبيعونا إلا كلامًا، حتى الاتفاق تنصّلوا منه. الأمريكيون لا يعملون لمصلحة لبنان، لا، كل ما تقوم به إسرائيل هو بالحقيقة هدف أمريكي أيضًا.

أنا أريد أن أقول لشركائنا في الوطن، المقصود بشركائنا في الوطن الجميع دون استثناء، الذين يؤيدوننا والذين لا يؤيدوننا، والذين لا يؤيدوننا أكثر، أقول لهم: اصبروا على حصرية السلاح - بحسب مفهومكم، أنتم عندكم مفهوم لحصرية السلاح، ونحن عندنا مفهوم آخر لحصرية السلاح - اصبروا، وانظروا كيف ساعدنا في انطلاقة البلد، والآن هذا السلاح لم يؤثّر نهائيًا ولا أي تأثير في انطلاقة البلد - إذا كان هناك تعثّر في انطلاقة البلد فبسبب الإدارة أو الأجانب أو الآخرين الذين لا يعاونون لبنان - في مقابل الخطر الكبير الذي لن يُبقي لبنان. أي نحن أمام خطر اسمه إسرائيل وأمريكا، وأمام مشكلة اسمها حصرية السلاح في الداخل. عندما نكون أمام خطر ومشكلة، نعالج الخطر ثم نذهب إلى المشكلة، لا نذهب إلى المشكلة والخطر داهمٌ علينا جميعًا. العدوان ومواجهة العدوان أهم مشكلة تواجه لبنان. فلتكن كلمتنا واحدة، ولنعمل للأولوية، وتأكدوا أنه بعد أن نُزيل هذا الخطر، وبعد أن يتحقق المطلوب، نحن حاضرون أن نناقش استراتيجية الأمن الوطني، والاستراتيجية الدفاعية، وأن تكون هناك نتائج لمصلحة قوة لبنان واستمرار لبنان. أدعوكم أن لا تقدّموا خدمة لإسرائيل، معًا نكون أقوى، في المواجهة لا تستطيع أمريكا أن تحقق أهدافها".

وتابع: "الآن إذا لم تقبلوا، ماذا أفعل لكم؟ من أبى وقبل الذل فهذا شأنه، نحن لن نقبل الذل، قدّمنا التضحيات الكثيرة من أجل هذا الخط ومن أجل استقلال لبنان ومن أجل عزّتنا في لبنان، وقوتنا هي التي ساعدتنا على هذه النتيجة، وإيماننا هو الذي ساعدنا على هذه النتيجة، لن نتخلى عن إيماننا ولا عن قوتنا، لن نتراجع مهما كانت الصعوبات، وحاضرون للمواجهة على قاعدة إحدى الحسنيين: النصر أو الشهادة، لا يوجد لدينا استسلام، لا يوجد لدينا تسليم لإسرائيل، لن تستلم إسرائيل السلاح منّا. نحن حاضرون لأي عمل يؤدي إلى التفاهم اللبناني والقدرة اللبنانية والمكانة اللبنانية، لكن كُرمى لعيون إسرائيل وأمريكا لن نعطي هذا تحت أي نوع من أنواع التهديدات، لا أحد يفكر بهذا المسار.الآن تقولون: إذا استسلمتم يكون أفضل، نقول لهم لا، لسنا من الذين يستسلمون، "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ".

نعلم أن المواجهة مكلفة جدًا، لكن الاستسلام ليس أكثر كلفة، لا، الاستسلام لا يُبقي لنا شيئًا، يا جماعة انتبهوا، خذوا العبرة مما يحصل في المنطقة، في فلسطين، في كل العالم.

على كل حال، نحن مستمرون، حاضرون وجاهزون للمواجهة الدفاعية، لأن بعضهم قال: أي أنتم جاهزون؟ اذهبوا وأطلقوا النار عليهم، اقتلوهم، واجهوهم، أي بلا سخافة بطريقة العرض للناس. لا، نحن نقول جاهزون للدفاع فيما لو اعتدت إسرائيل اعتداءً نعتقد معه أن الأوان آن من أجل أن ندافع، وفي هذا الدفاع حاضرون للنصر أو الشهادة، لكن لا يوجد استسلام. وأدعوكم أن لا تراهنوا على الخلاف الشيعي – الشيعي، حزب الله وحركة أمل بينهما تعاون استراتيجي حقيقي، هذه البيئة المقاومة، بيئة متماسكة متعاونة، كلها من أولها إلى آخرها، شهداء وعطاءات وتضحيات وتمسّك بالأرض. هذه البيئة التي قادها الإمام الصدر - أعاده الله سالمًا ورفيقيه - وقادها السيد حسن نصر الله رضوان الله تعالى عليه، لا يمكن أن تخلّ بمبادئهما، ولا يمكن أن تتراجع عن طرحهما.

لا تراهنوا على أنه يوجد خلاف داخلي، ولا بين كل الأطراف الذين معنا.

ولا تراهنوا أيضًا على الخلاف مع الرؤساء الثلاثة. لدى الرؤساء الثلاثة من الحكمة والوعي، ومعرفة الأخطار، ومعرفة الواقع، والتعاون، ما يساعد على إخراج البلد من أزماته بطريقة صحيحة. فلا أحد يذهب ويبث الفتنة، ويقول نحن نحاول أن نُخلف الناس ببعضها حتى تحقق إسرائيل أهدافها.

ما دمنا على قيد الحياة، وما دام فينا نفس، لن تحقق إسرائيل أهدافها، هذا نستطيع أن نضمنه. لماذا؟ لأنه عندنا بيئة شعبية عظيمة جدًا، لم يحصل مثل هذه البيئة في التاريخ، هذه البيئة حاضرة للتضحية من أجل الكرامة والعزة واستقلال لبنان".

 

أبي المنى لـ"المدن": قلق الأقليّة يحتاج إلى عدالة الأكثريّة

نغم ربيع/المدن/18 تموز/2025

يتفاقم الوضع في محافظة السويداء السورية، وسط اشتباكات مسلحة، توترات عشائرية، وتدخلات خارجية، في ظل غياب أي أفق لحل سياسي متماسك. وبينما تنذر التطورات بتوسّع رقعة العنف، وتحوّل السويداء إلى ساحة مفتوحة أمام التدخلات، يعبّر شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز، سامي أبي المنى، في مقابلة خاصة مع "المدن"، عن قلق بالغ مما آلت إليه الأمور، محمّلاً الدولة السورية مسؤولية الانفجار، ومنبّهاً من امتداد الأزمة إلى لبنان. أيام طويلة عاشها أهل السويداء هذا الأسبوع، وسط اقتتال عنيف بين عشائر البدو والقوات الحكومية من جهة وفصائل درزية مسلحة، أسفرت عن مقتل أكثر من 600 شخص ونزوح نحو 2000 عائلة "جرّاء أعمال العنف"، حسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا). في ظل هذا المشهد، يصف شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز، سامي أبي المنى الوضع في السويداء "معقّد جداً، ويزداد تعقيداً يوماً بعد يوم وساعة بعد ساعة، خصوصاً بعد النفير الذي أطلقته العشائر". ويحذّر بأن ما يحصل من اعتداء مباشر على القرى والبيوت والناس، "سيُقابل بردّ فعل". ويضيف: "هذا الوضع يحتاج إلى تدخل عربي سريع. وأنا أناشد السعودية وقطر والدول العربية المعنية أن تتدخل لوضع حد لما يجري، لأن الاعتداء يقابله اعتداء، والقتل يقابله قتل، والدماء تقابل بالدماء".

ورغم مئات القتلى، وتصاعد الردود الميدانية، يرفض شيخ العقل سامي أبي المنى منطق الغلبة العسكرية. بالنسبة إليه، لا يُقاس الانتصار بعدد الجثث، ولا بقوة النيران، بل بقدرة المتنازعين على إنتاج تفاهم يوقف النزف. يقول لـ"المدن": ليس منتصراً من يقتل أكثر، بل المنتصر هو من يستطيع أن يسعى إلى السلام ويحقق الاتفاق والتفاهم. لكن هذا الأمر، عندما ازداد تعقيداً، أصبح يحتاج إلى رعاية". ومثلما لا يساوى بين القاتل والمقتول، لا يساوى أيضاً بين من يملك الدولة ومن يواجهها. يشير بوضوح إلى أن المسؤولية الأولى تقع على عاتق دمشق، محمّلاً إياها نتائج الانهيار الأمني، وفراغ السلطة، واستدعاء الخارج: "الدولة السورية معنية بالدرجة الأولى، وأنا أحمل الدولة السورية مسؤولية استدعاء التدخل الإسرائيلي. لماذا وصلنا إلى هذه المرحلة؟". ويؤكد شيخ العقل: "أعمال الإجرام في السويداء أساءت للجبل والدولة. وقلق الأقلية يحتاج إلى عدالة الأكثرية. فأين نحن من ذلك؟".

لكنّه لا يبرّئ البيت الداخلي. يرى أن الطائفة الدرزية نفسها، بأحزابها ومرجعياتها وفصائلها، لم تحسن إدارة الأزمة ولا تشكيل موقف موحد. يقولها بصراحة: "هناك مسؤولية على أبناء الجبل أيضاً. يجب أن يكونوا موحدين في التواصل مع الدولة وفي بناء اتفاق. لكن الدولة مسؤولة بالدرجة الأولى. يجب أن تستوعب مكونات الشعب السوري، الدولة للجميع وليست لفئة معيّنة". أما عن لبنان، فثمة خشية لا تغيب عن كلام شيخ العقل سامي أبي المنى: أن تنفذ الفتنة السورية إلى الداخل اللبناني. في هذا السياق يقول "إذا تأخرنا عن القيام بالواجب وعن رعاية الاتفاق، فهذا سيستجلب المزيد من الدم، ومن التدخل الذي نرفضه، لكنه ربما سيحصل لأن هناك أزمة تتصاعد". يتحدث من موقع المسؤولية، لا من موقع المراقب، مشيرًا إلى اتصالات مكثفة تجري مع أركان الدولة اللبنانية، من مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، إلى رئيس الجمهورية جوزاف عون، ورئيس الحكومة نواف سلام، وصولًا إلى المرجعيات الروحية الإسلامية: "كل جهودنا منصبّة على ألا تنتقل الفتنة إلى لبنان"، يقول أبي المنى، مشيرًا إلى أن "المزيد من الدماء والتحدي والتحدي المضاد، يرسلنا إلى المجهول... فعسى ألا ندخل فيه".

 

تغريدات مختارة من موقع أكس

تغريدات مختارة لليوم 18 تموز/2025

بيروت تايم

النائب غازي زعيتر، وزير الأشغال العامة الأسبق، تجاهل المثول أمام المحقق العدلي القاضي طارق البيطار في جلسة الاستجواب المتعلقة بانفجار مرفأ بيروت، مكتفيًا بإيفاد وكيله القانوني المحامي سامر الحاج.

هذا الغياب أرجأ اتخاذ أي قرار بشأنه، بانتظار صدور القرار الظني في القضية.

 

الأب مارتن بَني

من ألم إلى ألم آخر ومن مصيبة إلى مصيبة أكبر،

في هذا البلد وعلى مرّ الأزمان لا يتألم ويعاني إلا الفقير،

لا يتأذى إلا الفقير،

ولا يحترق إلا الفقراء،

ولا يرتاح ويتنعَّم فيه إلَّا أبناء المسؤول،

والمتسلط ومن لديه المال والسلاح والنفوذ،

وليس للعراقي المسكين غير الله رب السماوات والأرض وأخاه الفقير..

نعزّي أنفسنا وأهلنا في مدينة الكوت بهذا المصاب الأليم، ليرحم الرب الضحايا وليشرق عليهم نوره الدائم، ويمنح الشفاء العاجل للمصابين..

 

نبيل بومنصف

كيف للدول المفتتنة بالحكم الانتقالي الحالي في سوريا ان ترفعه بعد الان نموذجا معياريا للبنان وغير لبنان فيما الفشل الكارثي في تثبيت امن سوريا ووقف المذابح الطائفية ولجم تجفيف البلاد من الأقليات ومنع استهدافها ولجم إسرائيل عن القضم والتدخل الحربي ،

 

 المرصد الديموقراطي السوري

رجل كبير في السن يقاد إلى حتفه من قبل عنصر من جيش الجولاني، فقط لأنه درزي | السويداء

 

المرصد الديموقراطي السوري

https://x.com/i/status/1946125141676609587

السويداء: العثور على مجزرة جماعية جديدة في قبو أحد الأبنية بالسويداء، وأبناء الشهداء ينهارون

نعتذر عن عرض كامل الفديو لتجنب مخالفة شروط X

الفديو موجود على تيلغرام بشكل كامل

 

 الأم ماغي خزام

يجب على اسرائيل التعامل مع عشائر البدو المتهجمين على الآمنين في  السويداء معاملة الإرهابيين، ولا تنسوا أن الأمن العام شلح الأسود و لبس جلابيات، باللثام أو بشماغ كلهن إسلام إرهابيين، بيغير الثعبان جلده لا أكثر و لا أقل .. و كالعادة صبت مصلحة إسرائيل مع مصلحة الشعب البريء.

 

ريان سوقي

قيادي في مجلس سويداء العسكري: من يهاجم هم فصائل أجنبية من الايغور وتركستان والأمن العام، وما يسمى قوات العشائر خلفهم بكيلومترات

 

المرصد الديموقراطي السوري

https://x.com/i/status/1946150429525495919

 السويداء | رسالة من الأب طوني بطرس ممثل كنيسة الروم الكاثوليك في السويداء : "رح منضل مع اخوتنا الدروز، مارح نتركهن، منموت نحن وياهن، أو منعيش نحن وياهن"

 بالإضافة يدين الهجوم الإجرامي في السويداء، ويدعو إلى الوعي على أننا نحنُ ابناء هذا البلد.

 

 المرصد الديموقراطي السوري

عنصر من جيش الجولاني يقول لصحفية من الأمم المتحدة في السويداء : "نحن لانفهم سوى الحرب والقتل وسفك الدماء للإسرائيليين وهؤلاء الخنازير الدروز"، وذلك وفقاً لمقاتل من مايعرف ب "وزارة الدفاع السورية"

 

ماهر شرف الدين

الفيديوهات الواردة من مختلف مناطق السويداء للمجازر التي ارتكبتها عصابات داعشية طائفية متنكرة بقناع المؤسسات… مروّعة إلى حد يجعلك تتساءل عن الطبيعة البهائمية لهؤلاء المجرمين.

 

 هديل عويس

من 4 مصادر تحدثت اليها داخل السويداء ومصدرين رسميين في اسرائيل:

90% من الأخبار عن هجمات جديدة واسعة أوصلت البدو الى السويداء كاذب.

دخول الأمن العام الى السويداء يحظى بنفس الرفض القاطع.

أرتال البدو اعتدت على قرى محاذية لحوران (فارغة من أهلها) بالحرق والسرقة ثم فرت تحت القصف الاسرائيلي.

أرتال المعندين تترك بشكل جماعي يسهل رصدها وتم استهدافها أكثر من مرة ما أدى الى مقتل العشرات منهم.

المسيرات الاسرائيلية لا تغادر سماء المنطقة.

الجانب الاسرائيلي ملتزم بمنع دخول القوات الحكومية تحت أي مسمى (بدو، عشائر، ..) الى المنطقة الواقعة بين مرتفعات الجولان الى نهاية جبل الدروز.

 

جورج صبرا

للسلطات السورية أن تتولى معالجة الأمور الأمنية والسياسية في السويداء ، وتحقيق حضورها المتوجب باحترافية حكيمة ومسؤولة ،على قاعدة الوطنيّة المنقذة .

وعلينا كسوريين شجب بذاءة التهم الرخيصة والتخوين الجماعي الجارح ، وسحبها من التداول بين السوريين ، فالسلم الأهلي يعلو ،ولا يعلى عليه.

 

 غازي المصري

خطأ استراتيجي ارتكبه الدروز هو رفضهم حلف الاقليات في الشرق الاوسط

هل تعلموا الدرس ؟ اعتقد ان ما شاهدناه من دعم وتاييد لمن يذبح العلويين والدروز دليل ان الاكثريات المبادة اصلا(الاقليات ) الى ابادة جديدة بالقوة  او بالوجدانيات وكل دولة ستعمل مصالحها دون اي قيم دينية او انسانية

 

غسّان شربل

اول مهام الدولة العادلة تجفيف بحر الكراهيات الكامن في ذاكرة المكونات.

 

يوسف سلامة

تحالف الدروز الواضح والثابت أنقذ وضعهم في سوريا، حصولهم على حقهم التاريخي المسلوب في النظام اللبناني سيُثمر استقرارًا على الصعيد الوطني ويُحصّن الكيان،

معالجة الأمر بهدوء قبل أن ينفجر واجب، ولنعلم أنّ لبنان الكبير وُلد نتيجة تراكمات من الزمن، إن نجحنا بصيانته ربحناه.

 

روي ارض الأرز

عالم الإسلام الشهير ذاكر_نايك: "يسمح الله بالإساءة للفتيات اللواتي لا يلتزمن بقواعد اللباس الإسلامي وإذا تعرضت فتاة للاغتصاب والقتل فهذا خطؤها".

 

بيروت تايم

زينا منصور: من دولة الأسد إلى دولة الجولاني... سوريا تُسلَّم للتكفيريين

https://x.com/i/status/1945933970727739477

 

زينا منصور

جردة سريعة لفهم خطورة ما يجري مع الدروز والعلويين والأكراد والمسيحيين في سوريا.

المسيحيي بالعراق إنتهوا باقي2%

القدس/أورشليم0.5%

سوريا10% وبلبنان هجرة

-الدروز بلبنان هجرة دائمة 200 ألف،تصفية الدور والحقوق، اهل ذمة وشعب بلا هويةثقافية وتاريخية ومن ملحقات اليسار والإسلام السياسي.

 

غادة عيد

مجلس شورى الدولة أنصف الناس ضد حكومة تتجاوز سلطتها ولا تقرّر بدراسة  ورؤية.الغاء الزيادة على ضريبة المحروقات.فليذهبوا الى اماكن اخرى تطال الرؤوس الكبيرة لتمويل الخزينة.

 

شارل سركيس

انتهى عصر الحكم المركزي في سوريا وفي جميع الدول العربية علينا التنويه بان دولة الامارات العربية المتحدة هي دولة فيدرالية وتعتبر في طليعة البلدان في التقدم والتسامح الديني اما ان تتأقلم باقي دول الشرق الاوسط ومنها لبنان وتعتمد النظام الفدرالي واما هي ذاهبة الى حل من حلين اما التقسيم او الزوال

******************************************

في أسفل رابط نشرة الأخبار اليومية ليومي 18-19 تموز/2025/

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 18 تموز/2025

/جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/2025/07/145315/

 ليوم 18 تموز/2025

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For July 18/2025/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/2025/07/145318/

For July 18/2025

**********************
حسابي ع التويتر/ لمن يرغب بمتابعتي الرابط في أسفل

https://x.com/EliasYouss60156

My Twitter account/ For those who want to follow me the link is below

https://x.com/EliasYouss60156

****

رابط موقعي الألكتروني، المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

https://eliasbejjaninews.com

Link for My LCCC web site

https://eliasbejjaninews.com

****

Click On The Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

*****

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا الرابط  https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

*****

حسابي ع التويتر/ لمن يرغب بمتابعتي الرابط في أسفل

https://x.com/EliasYouss60156

My Twitter account/ For those who want to follow me the link is below

https://x.com/EliasYouss60156

@followers

@highlight