المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 10 تموز /لسنة 2025

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

في أسفل رابط النشرة

                http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2025/arabic.july10.25.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

عناوين النشرة

عنوان الزوادة الإيمانية

يسوع يرسل الاثني عشر رسولاً ليبدأوا البشارة بالإنجيل المقدس

 

عناوين مقالات وتغريدات الياس بجاني

الياس يجاني/حزب الشيطان الملالوي والجهادي هو عدو لبنان واللبنانيين

الياس يجاني/يلي بدو يساير الناس صعب يكون عبد للمسيح

الياس يجاني/مسرحيات برانيط وأرانب الإستيذ أبو مصطفى الفرعون

الياس يجاني/نص وفيديو: الرد اللبناني الرسمي على الورقة الأميركية إنشائي هزيل يعكس عجز الدولة وتواطؤها مع الاحتلال الإيراني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

رابط فيديو ونص/لبنان الدائم ومقولة لبنان جزء من سوريا ونغمة السرديات التاريخية/قراءة في. تاريخ لبنان القداسة والحدود والإسم والتجذر كتابة ونص ادمون الشدياق وقراءة وإعداد الأستاذ رائد جرجس

لبنان الدائم ومقولة لبنان جزء من سوريا ونغمة السرديات التاريخية./ادمون الشدياق

حزب الله اغتال الارهابي المدعو حسين علي مزهر مسؤول ادارة النيران في قطاع الزهراني التابع لوحدة بدر في حزب الله.

إتيان صقر – أبو أرز: حزبٌ مُتهالك يخطف دولةً متهالكة

رابط فيديو تعليق للصحافي علي حمادة من موقعه ع اليوتيوب/سوريا تُحلق و لبنان يغرق: الحزب اختار الحرب على تسليم سلاحه للدولة

رابط فيديو مقابلة من موقع "السياسة" مع النائب بيار بوعاصي: أوّل رد قواتي على قاسم: بدنا نكسر رقبة وايد واجر كل حدا بعرض وجودنا للخطر!هذا هو لبنان

رابط نص وفيديو مقابلة الشيخ نعيم قاسم من قناة الميادين

اتفاق "27 تشرين الثاني" يترنّح...ما بعد برّاك... إسرائيل تطلق "عمليات خاصة وموجّهة"

إسرائيل تنفذ عمليات برية جنوبي لبنان

الخارجية الأميركية: على لبنان القيام بالمزيد لنزع سلاح "الحزب"

تقارير: باراك يزور إسرائيل ويُبلغ لبنان بمهلة ثلاثة أشهر

تقرير: الولايات المتحدة تسعى إلى محادثات مباشرة مع حزب الله

 تقارير: باراك يزور إسرائيل ويُبلغ لبنان بمهلة ثلاثة أشهر

أسابيع قبل ركوب لبنان القطار.. أو دخوله النفق الملغوم

هل فرملت السعودية استقالة وزراء القوات من الحكومة؟

رئيس جمعية “لابورا” الأب طوني خضره: أزمة البطالة بالأرقام، 41 ألف متخرّج لـ 7 آلاف وظيفة

أميركا: تقدم في نزع سلاح «حزب الله» جنوب لبنان

ناطق باسم الخارجية قال إن «الإصلاحات الأمنية وحدها لن تكون كافية»

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 9 تموز 2025

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الأربعاء 9/7/2025

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

إنقاذ ستة فقط من أفراد الطاقم وفقدان 15 آخرين بعد إغراق الحوثيين للسفينة اليونانية "إترنيتي سي" في البحر الأحمر

أميركا تطالب الحوثيين بإفراج فوري عن طاقم "إيتيرنيتي سي"...الحوثيون كانو تبنوا هجوما استهدف السفينة وتسبب بغرقها قبالة السواحل اليمنية

ملامح شرق أوسط يتشكل على وقع الضربات والتفاهمات

تقديرات إسرائيلية: إيران لا تزال خطرة

واشنطن تفرض عقوبات على 22 شركة داعمة للنفط الإيراني

تفاصيل غرق سفينة "إترنيتي سي" في البحر الأحمر بعد هجوم حوثي

لقاء ترامب نتنياهو: حل ثلاث نقاط خلافية بين "حماس" وإسرائيل

 حماس توافق على إطلاق سراح 10 رهائن ضمن محادثات الهدنة

نتنياهو: فرصة لهدنة 60 يوماً وإعادة نصف الرهائن

القسام تشعل بالميدان.. عمليات نوعية ومحاولات أسر

حماس: نسعى لاتفاق شامل... ومرونة إسرائيلية مشروطة

باراك التقى الشرع: لا طريق أمام "قسد" إلا الذي يؤدي لدمشق

ناشط سوري بالكنيست: الشرع وصف التطبيع بأنه "فرصة لا تتكرر"

تحرير الشام خارج قوائم الإرهاب: قرار محفوف بالمخاطر

سوريا تُعيد رسم اقتصادها: صناديق سيادية وحوافز للمستثمرين

عبدي في دمشق.. بدفع من التحالف الدولي

الحكومة السورية غداة المحادثات مع "قسد": الرهان على الانفصال خاسر

صناعة النسيج السورية: تنهض أم تنهار تحت ضغط الإغراق؟

مجزرة صيدنايا 2023: سجن الأسد تحوّل إلى مصنع للموت الجماعي

أوجلان يؤكد تسليم السلاح سريعاً: الكفاح ضد تركيا انتهى

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الترمبية... أنا المسرح والبطل والضوء/نديم قطيش/الشرق الأوسط

الوقت الراهن ليس مناسبًا ولا مفيدًا للتراخي أو تخفيف الضغوطات على حزب الله أو لبنان/ديفيد شينكر/معهد واشنطن

"حرس وطني" لاستيعاب "العاطلين عن المقاومة"؟/طوني عطية/نداء الوطن

الرد اللبناني ليس الفرصة لتفادي الحرب والاهتراء!/حنا صالح/الشرق الوسط

في استعصاء السلاح/مروان الأمين/نداء الوطن

في استعصاء السلاح/مروان الأمين/نداء الوطن

فرصة لا تُفوّت: مقترح لأجندة اللقاء المرتقب بين ترامب ونتنياهو

بواسطة دانا سترول, روبرت ساتلوف/معهد واشنطن

رؤية تركيا للمواجهة بين إيران وإسرائيل/بواسطة سونر چاغاپتاي/معهد واشنطن

نقاش داخل بيئة المقاومة: السلاح بين الماضي المرير والمستقبل/محمد علوش/المدن

 الإعتراف بالاختراقات ومكاشفة الجمهور: "الحزب" يبدأ التحوّل/راغب ملي/المدن

الوجه الآخر لتطبيقات تحويل الأموال: مَن يحمي بيانات اللبنانيين؟/سكينة السمرة/المدن

التضليل الاعلامي مبرمج وليس عفوي/مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات..حسان القطب

توم برّاك وصف حزب الله بأنه حزب سياسي لكنه أيضاً حزب إرهابي/حنا صالح/فايسبوك

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

الرئيس عون عاد الى بيروت بعد زيارة رسمية الى قبرص تعزيزا للروابط بين البلدين

 الرئيس عون في المؤتمر الصحافي اللبناني - القبرصي: تحوّلنا معاً ‏مستقراً لكل من يسعى إلى السلام والحرية ‏

 الرئيس القبرصي اكد للرئيس عون أهميه لبنان في المنطقة وعمق العلاقات بين البلدين وسبل تعزيز التعاون

الرابطة المارونية: لاحترام حق المغتربين  في الاقتراع الكامل وغير المجتزأ

الأهداف العامة لـ"لقاء اللبنانيين الشيعة"/محمد الأمين/فايسبوك

سماحة الشيخ نعم قاسم/بيتر جرمانوس/فايسبوك

هذه مشكلتنا مع بعض المسؤولين اللبنانيّين!

يومَ تُمرّغ فيه الخشوم بالوحل/داني عبد الخالق/موقع أكس

ليتهم يفقهون ويبادرون الى التسليم بمنطق الدولة فيوفرون علينا وعليهم استدامة الحروب/طوني شهوان/فايسبوك

حصرية السلاح شرط جوهري لبناء الدولة/عادل نصار/فايسبوك

رابط نص وفيديو مقابلة الشيخ نعيم قاسم مع قناة الميادين

 

تغريدات مختارة من موقع أكس

تغريدات مختارة لليوم 09 تموز/2025

 

تفاصيل النشرة الكاملة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

يسوع يرسل الاثني عشر رسولاً ليبدأوا البشارة بالإنجيل المقدس

انجيل القديس متى10/من05حتى15/هؤُلاءِ الاِثْنَا عَشَرَ رَسُولاً، أَرْسَلَهُمْ يَسُوعُ وَقَدْ أَوْصَاهُمْ قَائِلاً: «لا تَسْلُكُوا طَرِيقاً إِلَى الأُمَمِ، وَلا تَدْخُلُوا مَدِينَةً سَامِرِيَّةً. بَلِ اذْهَبُوا بِالأَوْلَى إِلَى الْخِرَافِ الضَّالَّةِ، إِلَى بَيْتِ إِسْرَائِيلَ. وَفِيمَا أَنْتُمْ ذَاهِبُونَ، بَشِّرُوا قَائِلِينَ: قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ. شْفُوا الْمَرْضَى، وَأَقِيمُوا الْمَوْتَى، وَطَهِّرُوا الْبُرْصَ، وَاطْرُدُوا الشَّيَاطِينَ. مَجَّاناً أَخَذْتُمْ، فَمَجَّاناً أَعْطُوا! لَا تَحْمِلُوا فِي أَحْزِمَتِكُمْ ذَهَباً وَلا فِضَّةً وَلا نُحَاساً، وَلا تَأْخُذُوا لِلطَّرِيقِ زَاداً وَلا ثَوْبَيْنِ وَلا حِذَاءً وَلا عَصاً: فَإِنَّ الْعَامِلَ يَسْتَحِقُّ طَعَامَهُ. وَكُلَّمَا دَخَلْتُمْ مَدِينَةً أَوْ قَرْيَةً، فَابْحَثُوا فِيهَا عَمَّنْ هُوَ مُسْتَحِقٌّ، وَأَقِيمُوا هُنَاكَ حَتَّى تَرْحَلُوا. وَعِنْدَمَا تَدْخُلُونَ بَيْتاً، أَلْقُوا السَّلامَ عَلَيْهِ. فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ الْبَيْتُ مُسْتَحِقّاً فِعْلاً، فَلْيَحِلَّ سَلامُكُمْ عَلَيْهِ. وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مُسْتَحِقّاً، فَلْيَرْجِعْ سَلامُكُمْ لَكُمْ وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ لَا يَقْبَلُكُمْ وَلا يَسْمَعُ كَلامَكُمْ فِي بَيْتٍ أَوْ مَدِينَةٍ، فَاخْرُجُوا مِنْ هُنَاكَ، وَانْفُضُوا الْغُبَارَ عَنْ أَقَدَامِكُمْ. الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ حَالَةَ مَدِينَتَيْ سَدُومَ وَعَمُورَةَ سَوْفَ تَكُونُ فِي يَوْمِ الدَّيْنُونَةِ أَخَفَّ وَطْأَةً مِنْ حَالَةِ تِلْكَ الْمَدِينَةِ.

تفاصيل مقالات وتغريدات الياس بجاني

حزب الشيطان الملالوي والجهادي هو عدو لبنان واللبنانيين

الياس بجاني/09 تموز/2025

حلكم تفهموها وتتحرروا من الذل والذمية. حزب الله إيراني، وجهادي وإرهابي . عسكره وقادته ومؤيده وأبواقه ونوابه هم 100%  مرتزقة. هو عدو لبنان  واللبنانيين وبالتالي كل من يتستر عليه أو يدعمه هو شريكه بالإجرام والذمية والعمالة


يلي بدو يساير الناس صعب يكون عبد للمسيح

الياس بجاني/08 تموز/2025

يا ريت سيدنا الراعي يلي ولا بيوم عرّف كيف يرعى الخراف الموارني الضالة ودايماً بيزقفلون، يا ريت ما بيحكي سياسة وبيكمل حبريته صلى وصوم تا ربنا يغفروا سقطاته والأذى.. وبس هيك

 

مسرحيات برانيط وأرانب الإستيذ أبو مصطفى الفرعون

الياس بجاني/08 تموز/2025

هجوم جريدة الأخبار تبع وفيق صفا وبوب الأمين البوق الملالوي ع بري مسرحية مكشوفة من تأليف وإخراج بري نفسه وهدفها تجميل صورته سعودياً وأميركياً والتذاكي بتقية وخبث وشراء للوقت. خيطوا بغير مسلي..توزيع ادوار غبي

 

الياس يجاني/نص وفيديو: الرد اللبناني الرسمي على الورقة الأميركية إنشائي هزيل يعكس عجز الدولة وتواطؤها مع الاحتلال الإيراني

الياس بجاني/07 تموز/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/07/144953/

إن ما سُمّي بـ”الرد اللبناني” على الورقة الأميركية التي نقلها الموفد الرئاسي الأميركي اللبناني الأصل توم براك، لم يكن أكثر من محاولة صبيانية وبائسة للتلطيف اللفظي واللف والدوران، تهرباً من قول الحقيقة ومواجهة الواقع. إنه نص إنشائي وزجلي دون طعم أو لون، أو موقف وطني وسيادي، وبلا التزام، وبلا رؤية، يهدف فقط إلى كسب الوقت والتملق لحزب الله، وتفادي بجبن مواجهته معه وتنفيذ القرارات الدولية.

إنجيليًا ينطبق على محتوى الرد ما جاء في، “سفر الرؤيا/15/03و16”): “أنا عارِفٌ أعمالكَ، أنَّكَ لَستَ بارِدًا ولا حارًّا. لَيتَكَ كُنتَ بارِدًا أو حارًّا! هكذا لأنَّكَ فاتِرٌ، ولستَ بارِدًا ولا حارًّا، أنا مُزمِعٌ أنْ أتَقَيّأكَ مِنْ فمي”.

أولاً: رد جبان بلا مضمون ولا جدول زمني وتعامي عن المتغيرات الدولية والإقليمية

إن الوثيقة التي سُلّمت إلى براك لا ترقى حتى إلى مستوى الحدّ الأدنى من الردّ السياسي المسؤول. فهي بيان إنشائي ركيك، مليء بالمجاملات الزجلية، يخلو من أي التزامات واضحة، والأخطر أنه لا يتضمّن أي جدول زمني لنزع سلاح “حزب الله” أو لتفكيك بنيته العسكرية والمخابراتية، ما يجعله بلا أي قيمة تنفيذية أمام المجتمع الدولي… والأخطر أنه عن سابق تصور وتصميم يتعامى عن المتغيرات الدولية والإقليمية.

ثانياً: جوزيف عون… رئيس جمهورية سيد وحر أم دمية بيد إيران؟

عمليًا، الرئيس جوزيف عون خيب وخذل الآمال بمواقفه الرمادية والمتواطئة تجاه سلاح “حزب الله” واحتلاله وإرهابه، وهذا أمر يثير الشكوك حول مدى استقلاليته، ويطرح تساؤلات جدّية عمّا إذا كان هذا الرجل مجرد واجهة ناعمة لسلطة ميليشيوية إيرانية، والدليل أن فريقه الاستشاري (كتيبة الإستشاريين) يضمّ شخصيات تابعة لحزب الله، مثل الوزير السابق علي حمية، إضافة إلى وجوه مسيحية ومارونية تحديدًا سبق أن كانت من أعمدة بلاط الرئيس الكارثة ميشال عون، وساهمت معه في تسليم لبنان للحرس الثوري الإيراني.

ثالثاً: براك قالها بوضوح: “حلّ حزب الله مسؤوليتكم”

توم براك لم يَدُور الزوايا ولم يجامل أحداً. قالها صراحة وبلغة دبلوماسية راقية ولكن بحزم: “أليس حزب الله حزبًا سياسيًا في لبنان؟ هل تظنون أن دولة أجنبية ستُجرد حزبًا سياسيًا من سلاحه في بلد ذي سيادة؟ هذه مشكلتكم، وعليكم أن تحلوها بأنفسكم”. الرسالة واضحة: انتهى زمن التلون والدجل واللعب على الكلام والتشاطر السمج.. المطلوب قرار لبناني سيادي وشجاع.

رابعاً: حزب الله جيش إيراني لا علاقة له بلبنان

من المعيب على المستوى الشعبي والرسمي والإعلامي الاستمرار في تسمية “حزب الله” حزبًا لبنانيًا. هو ليس سوى فرع للحرس الثوري الإيراني في لبنان وقادته يفاخرون بهذه التبعية الطروادية. قياداته  وعسكره هم مجرد أدوات وأبواق تنفيذية لا تملك قرارها، وأي حوار معه هو غباء وجهل واستسلام مفضوح لا يخدم سوى مخططات طهران الإرهابية والتوسعية…من هنا لا حلّ إلا بالاستئصال الكامل لمنظومته العسكرية والأمنية والإعلامية والتربوية والمصرفية وكل ما عدا ذلك مضيعة للوقت وخيانة للسيادة.

خامساً: “الفرصة الأخيرة”… وإسرائيل تحررت من قيودها

قالها براك بلهجة تحذيرية: “صبر الرئيس ترامب لن يطول… وإذا لم تتحملوا مسؤولياتكم، ستُتركون وحدكم لمواجهة مصيركم”.

في هذا السياق نحن نرى أن إسرائيل، التي كانت مقيّدة أميركياً لفترة طويلة، فقد بات واضحاً أنها حصلت على الضوء الأخضر لإنهاء التهديد الإيراني-اللبناني، في حين أن الغارات الأخيرة تزامنت مع زيارة براك، وهذه ليست صدفة، بل هي رسالة بالنار: العدّ العكسي بدأ، فاحسموا أمركم.

بعض التغريدات التي علقت على مهزلة وصبيانية أهل الحكم في لبنان

“المعادلة الحقيقية ليست أن نزع السلاح سيؤدي إلى حرب أهلية، بل إن عدم نزعه سيؤدي إلى حرب إقليمية مدمّرة… وبراك قالها: لا ضمانات أميركية بلجم إسرائيل!”

“براك سلّم الرد، وخرج مرتاحاً، لأن الكرة باتت في ملعب اللبنانيين. لكنه لم يعط رأياً لأنه يعرف أن الحقيقة ستحسمها الوقائع، لا البيانات.”

“الوضع أشبه بجمع متناقضات في ورقة واحدة. المطلوب ببساطة: جدول زمني واضح لحصر السلاح… لكن لا أحد يجرؤ على الاعتراف أن الدولة ماتت!”

“الموفد الأميركي لم يكن بحاجة لقراءة الرد. قالها بتهذيب: نحن لن نُملي عليكم كيف تُعالجون ملف السلاح، لكن إن لم تفعلوا، فستُدفعون الثمن.”

جواب واحد فقط كان يجب أن يُقال: نعم، سنجرد حزب الله من سلاحه خلال 3 أشهر.”

“الرد اللبناني= تأتأة، تذاكٍ، تهرّب، ورضوخ. الدولة وحزب الله في مركب واحد… إلى القعر.”

يجب إسقاط النظام الإيراني في لبنان فورًا، وإلا فإن شرق أوسط جديدًا سيُبنى من دوننا… أو على أنقاضنا.”

“لن نتعايش مع السلاح بعد اليوم. نريده قرارًا رسميًا، لا تمنيات غامضة. انتهى زمن الاستحمار”.

الخلاصة: لبنان أمام لحظة الحقيقة… وساعة الحساب تقترب

إن تعامي عون وسلام والطبقة الحاكمة في لبنان من جماعات السلاح والفساد عن المتغيرات الدولية والإقليمية التي ساهم بفرضها بالقوة رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو والرئيس الأميركي ترامب، لن تسمح في ظل أهدافها أن يُترك لبنان تحت حكم الاحتلال الإيراني وطروادييه من اللبنانيين في إطار مشروع شرق أوسط جديد عنوانه السلام… بالتأكيد سيتم القضاء على حزب الله عسكريًا وإبعاد وربما سجن ومحاكمة قادته الحاليين الإسخريوتيين.

قياسًا بهذه المعايير، فإن الرد اللبناني الرسمي لم يكن سوى فضيحة ذميمة جديدة تؤكد أن الدولة أسيرة حزب الله. جوزيف عون أضاع فرصة نادرة لإثبات شجاعته واستقلاليته، فظهر كقائد مخصيّ الإرادة، يُدار من خلف الستار… ونواف سلام المتردد والجبان لا يزال غارقًا في ثقافة ياسر عرفات وعبد الناصر البالية، وتتحكم به عقد الكراهية والحقد وأوهام المقاومة والتحرير.

الرسالة الأميركية جاءت كصفعة على وجه الطبقة السياسية برمتها:

إما أن تتحملوا مسؤوليتكم، أو استعدوا لرياحٍ عاتية لن تبقي ولن تذر. وبينما تاهت الدولة في التأتأة، كان صوت اللبنانيين الأحرار أوضح من أي وقت مضى: “نرفض بقاء لبنان رهينة في قبضة الاحتلال الإيراني، ونطالب واشنطن، وهي القوة الأعظم في العالم، بوضع لبنان تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وإعلانه دولة فاشلة مارقة عاجزة عن حكم نفسها.”

الياس يجاني/فيديو: الرد اللبناني الرسمي على الورقة الأميركية إنشائي هزيل يعكس عجز الدولة وتواطؤها مع الاحتلال الإيراني

https://www.youtube.com/watch?v=XLBGUmakoaE&t=4s

07 تموز/2025

***الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الإلكتروني

https://eliasbejjaninews.com

عنوان الكاتب الإلكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل أهم الأخبار اللبنانية

رابط فيديو ونص/لبنان الدائم ومقولة لبنان جزء من سوريا ونغمة السرديات التاريخية/قراءة في. تاريخ لبنان القداسة والحدود والإسم والتجذر كتابة ونص ادمون الشدياق وقراءة وإعداد الأستاذ رائد جرجس

https://www.youtube.com/watch?v=38wWCiYXqW8

ادمون الشدياق/09 تموز/2025

 

لبنان الدائم ومقولة لبنان جزء من سوريا ونغمة السرديات التاريخية.

ادمون الشدياق/09 تموز/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/07/145010/

تجري هذه الايام محاولات لطمس تاريخ لبنان الكيان والشعب من خلال فيديوهات على اليوتيوب تروج  مقولة ان تاريخ لبنان مكون من سرديات فئوية مختلقة وان لبنان كذبة خلقها الاستعمار او هو حكاية عجائز تبرر وجود كيان ووجود وانه كان جزء من سوريا الكبرى ( مع انه لم يكن هناك من سوريا لا كبرى ولا صغرى كما نعرفها اليوم  قبل ثلاثينيات القرن الماضي)؛.  يقول المؤرخ البريطاني هوبل “إذا أردت أن تلغي شعبا تبدأ أولا بشلّ ذاكرته، ثم تلغي كتبه و ثقافاته و تاريخه، ثم يكتب له طرف آخر و يعطيه ثقافة أخرى و يخترع له تاريخا آخر… عندها ينسى هذا الشعب من كان و ماذا كان والعالم ينساه أيضا…”

هذه الهجمة هدفها تقويض الذاكرة اللبنانية وبالتالي تفتيت الأرضية التي يرتكز عليها الكيان اللبناني وطمس الهوية اللبنانية التي بنيت على الحرية والتعددية والتراكم الحضاري، وعلاقة هذا التراكم بالشخصية اللبنانية التي أدت الى نشؤ لبنان الذي هو كفكرة وتراكم مناقض للشموليات والديكتاتوريات والايديولجيات العفنة والمنغلقة  التي تغزي هذه الحملة وتزور التاريخ .  لذلك نعيد نشر هذا الفيديو عن تاريخ لبنان كتابة ونص ادمون الشدياق قراءة وإعداد  (بتصرف) الأستاذ رائد جرجس . وارجو ان نعمل كلنا على نشره لكي نقاوم المفاهيم الخاطئة المنتشرة (وبقصد) لتدمير وتحوير  وتقويض تاريخنا وتراثنا والتعمية على تقدمات لبنان للحضارة ومكانته في التاريخ.

 

حزب الله اغتال الارهابي المدعو حسين علي مزهر مسؤول ادارة النيران في قطاع الزهراني التابع لوحدة بدر في حزب الله.

فايسبوك/09 تموز/2025

كتب افيخاي ادرعي على موقع ع أكس ما يلي: هاجم جيش الدفاع يوم أمس في منطقة بابلية في جنوب لبنان وقضى على الارهابي المدعو حسين علي مزهر مسؤول ادارة النيران في قطاع الزهراني التابع لوحدة بدر في حزب الله. في اطار مهام منصبه دفع الإرهابي بمخططات إطلاق قذائف صاروخية عديدة نحو دولة إسرائيل وقوات جيش الدفاع. كما انشغل في الاونة الأخيرة في محاولات اعادة ترميم وحدات المدفعية في حزب الله في جنوب لبنان. لقد شكلت أنشطة حسين علي مزهر خرقًا فاضحًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان حيث سيواصل جيش الدفاع العمل لإزالة أي تهديد على دولة إسرائيل.

 

إتيان صقر – أبو أرز: حزبٌ مُتهالك يخطف دولةً متهالكة

09 تموز/2025

بيان صادر عن حزب حراس الأرز – حركة القومية اللبنانية

https://eliasbejjaninews.com/2025/07/145014/

“عدم إغضاب أميركا، وعدم إحراج حزب الله”… بهذه العبارة يمكن تلخيص فحوى الرد الرسمي اللبناني على ورقة المقترحات الأميركية بشأن الأزمة اللبنانية، والتي سبق أن حملها المبعوث الأميركي توم براك إلى السلطات اللبنانية.

وهذا يعني ببساطة أن موقف الحكم اللبناني من سلاح حزب الله لم يتغيّر، بل لا يزال غامضًا، مترددًا، وملتبسًا، رغم أن هامش المناورة بدأ يضيق أمامه بشكل خطير، ما يُحتّم عليه اتخاذ موقف حاسم وقاطع، خصوصًا في هذه المرحلة المصيرية التي ستحدد مستقبل لبنان لسنوات طويلة قادمة، سلبًا أو إيجابًا.

مشكلة هذا الحكم أنه يخلط بين حزب الله والطائفة الشيعية، ويتجنّب الصدام معه خشية الصدام مع الطائفة، غافلًا عن أن شريحةً واسعةً من هذه الطائفة الكريمة تعارض الحزب، ولا توافقه الرأي لا في العقيدة ولا في المسار السياسي والعسكري، بل تتمنى رحيله، بعدما بات يُشكّل خطرًا وجوديًا عليها، وأوصلها إلى كارثة غير مسبوقة، لا سيّما بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة التي دمّرت أبناء الطائفة وبُنيتها التحتية تدميرًا شاملًا ساحقًا.

وقد صرّح المندوب الأميركي توم براك، في مؤتمره الصحفي في القصر الجمهوري، أن “حزب الله هو حزب سياسي لبناني”، ملمّحًا إلى إمكانية دمجه في الحياة السياسية اللبنانية. لكن الواقع يُكذّب هذا القول، فالحزب لا يمتّ إلى الكيان اللبناني بأي صلة، ولا يؤمن بوجوده أصلًا، كما لا يحمل ترخيصًا قانونيًا يُجيز له العمل على الأراضي اللبنانية. وهو نفسه يُقرّ بانتمائه العقائدي والتنظيمي والتمويلي إلى الحرس الثوري الإيراني، ما يجعل فكرة دمجه في النسيج الوطني اللبناني غير واقعية وغير دستورية، وما يعني أيضًا أن خطورة فكره تضاهي خطورة سلاحه… فاقتضى التوضيح.

إننا نهيب بأهل الحكم أن يُدركوا تمامًا أهمية هذه الفرصة التاريخية الفريدة المتاحة أمامهم اليوم:

فإما أن يغتنموها ويفتحوا للبنان أبواب الازدهار والنمو والسلام، فيشكرهم الشعب، وإما أن يضيعوها، فيعود لبنان إلى الدوّامة الجهنمية ذاتها، حيث الفقر، والحروب، والخراب، والجوع… وعندها سيلعنهم الشعب، وسيحلّ عليهم غضب السماء، لأن غضب الله من غضب الشعب… فحذارِ!

لبيك لبنان

حراس الأرز

 

رابط فيديو تعليق للصحافي علي حمادة من موقعه ع اليوتيوب/سوريا تُحلق و لبنان يغرق: الحزب اختار الحرب على تسليم سلاحه للدولة

https://www.youtube.com/watch?v=OkEy-oTI9Ac

 

رابط فيديو مقابلة من موقع "السياسة" مع النائب بيار بوعاصي: أوّل رد قواتي على قاسم: بدنا نكسر رقبة وايد واجر كل حدا بعرض وجودنا للخطر!هذا هو لبنان

https://www.youtube.com/watch?v=1tj6z17UYDA

 

رابط نص وفيديو مقابلة الشيخ نعيم قاسم من قناة الميادين

https://eliasbejjaninews.com/2025/07/145037/

الحوار الكامل للأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم مع قناة الميادين

النص مأخوذ من موقع الشيخ نعيم قاسم الألكتروني

 

اتفاق "27 تشرين الثاني" يترنّح...ما بعد برّاك... إسرائيل تطلق "عمليات خاصة وموجّهة"

نداء الوطن/10 تموز/2025

الموفد الأميركي توم برّاك " قال كلمته ومشى"، ولكن وفق ما هو واضح، فإنه بعد مغادرته عادت الكلمة للميدان، فهل ما بدأ يحصل من تطورات عسكرية يأتي ترجمة لِما قاله برَّاك من أن إعطاء الضمانات كمَن يمشي على المياه؟ وهل هذا بمثابة ضوء أخضر لإسرائيل لتحقق بالنار ما لم يتحقق بالدبلوماسية؟

المؤشر الأساسي إلى عودة العمليات العسكرية، هو أن إسرائيل أعطت اسمًا للعملية، وهو "عمليات خاصة وموّجهة" special and targeted operations. وهذا له مدلولاته في العلم العسكري حيث أنه لا تُطلَق أسماء إلا عند بدء عمليات جديدة، وليس مجرد تصعيد.

التصعيد الإسرائيلي في الميدان

أول من أمس، بالتزامن مع وجود برّاك في بيروت، في يومه الثاني، شنَّت إسرائيل غارة، أهميتها ليست في ما استهدفته بل في العمق الجغرافي للهدف وعلى بُعد قارب المئة والثمانين كيلومترًا من الحدود الجنوبية. أمس، عاودت إسرائيل عملياتٍ تشبه إلى حدّ بعيد ما كانت تقوم به قبل اتفاق وقف إطلاق النار في السابع والعشرين من تشرين الثاني 2024، ويقول الجيش الإسرائيلي، في هذا السياق، إن قواته واصلت مهمتها على طول الحدود اللبنانية، بهدف حماية الإسرائيليين والقضاء على أي تهديد، ويتابع الجيش الإسرائيلي: "تعمل القوات الإسرائيلية على تفكيك البنية التحتية لـ "حزب الله" في جنوب لبنان. مضيفًا "بناءً على معلومات استخباراتية وتحديد أسلحة وبنى تحتية تابعة لـ "حزب الله" في عدة مناطق في جنوب لبنان، شنّ الجنود عمليات خاصة ومحددة لتفكيكها ومنع "حزب الله" من إعادة تمركزه في المنطقة". ولفت الجيش الإسرائيلي إلى أنّه في إحدى العمليات في منطقة جبل البلاط، "عثرت قوات من اللواء 300 على مجمع يحتوي على مستودعات أسلحة ومواقع إطلاق نار تابعة لـ "حزب الله"، وقام جنود الاحتياط بتفكيك البنية التحتية". أضاف أنّه في عملية أخرى، "عثر جنود احتياط من اللواء التاسع على أسلحة مُخبأة في منطقة كثيفة في منطقة اللبونة، بما في ذلك قاذفة متعددة الفوهات، ومدفع رشاش ثقيل، وعشرات العبوات الناسفة"، لافتاً إلى أنّ "القوات صادرت وفككت المعدات والأسلحة العسكرية التي كانت موجودة في المنطقة". وتابع الجيش الإسرائيلي: "عُثر على مبنى تحت الأرض يُستخدم لتخزين الأسلحة، وتم تفكيك البنية التحتية له في عملية هندسية نفذتها قوات اللواء"، معلناً أنّه "يواصل عملياته للقضاء على التهديدات الموجهة ضد إسرائيل ومنع محاولات "حزب الله" لترسيخ وجوده، وفقًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان".

اغتيال قائد في "وحدة بدر"

الجيش الإسرائيلي أعلن أنه اغتال "قائد قوة النيران في قطاع الزهراني في وحدة بدر التابعة لـ "حزب الله" حسين علي مزهر، وبهذه العملية تكون إسرائيل قد فعَّلت عملية الاغتيالات، في سياق تحقيق مطالبها بالنار بعد تعثر الدبلوماسية. ولم يكتفِ الجيش الإسرائيلي بتفعيل ماكينة الاغتيالات بل حرك ماكينة التوغل البري أيضًا.

الردّ الإسرائيلي يُكتب بالنار؟

عبّرت مصادر رسمية عبر "نداء الوطن" عن تخوّفها من التطورات الأمنية. ورأت أن الهجمات الإسرائيلية في الجنوب والشمال، والعملية البريّة التي أعلنت إسرائيل عنها تشكّل مؤشرات سلبية، وهذا يعطي بعض المؤشرات إلى طبيعة الردّ الإسرائيلي على الورقة اللبنانية، والذي بدأ يُكتب بالنار.

الخارجية الأميركية تشرح كلام برَّاك

وغداة مغادرة براك بيروت، موقف بالغ الأهمية للخارجية الأميركية. المتحدث باسم الخارجية قال: "لن نُعلّق على المناقشات الدبلوماسية الخاصة وكما قال السفير توم براك علنًا لقد كان راضيًا بشكل لا يُصدق عن الاستجابة الأولية من الحكومة اللبنانية لكنه أشار أيضًا إلى أننا بحاجة الآن للدخول في التفاصيل".

وتابع: "على الصعيد الأمني القوات المسلحة اللبنانية أحرزت تقدمًا في نزع سلاح "حزب الله" في الجنوب لكن لا يزال هناك المزيد من العمل المطلوب". أضاف، "نحتاج إلى أن تقوم الدولة اللبنانية بالمزيد لإزالة الأسلحة والبنى التحتية التابعة لـ "حزب الله" والجهات غير الحكومية في أنحاء البلاد بشكل كامل".

"لا نريد أن يستعيد "حزب الله" قدرته"

وأردف، "لا نريد أن نرى "حزب الله" أو أي جماعة أخرى في لبنان تستعيد قدرتها على ارتكاب أعمال عنف وتهديد الأمن في لبنان أو إسرائيل". وختم، "الإصلاحات الأمنية وحدها لا تكفي في لبنان فيجب إقرار إصلاحات اقتصادية وقضائية حاسمة لضمان استقراره الماليّ واستعادة ثقة المجتمع الدوليّ وعلى البرلمان التحرك لإقرار قانون إعادة هيكلة المصارف وتشريع استقلالية القضاء". الجدير ذكره أن براك انتقل من لبنان إلى سوريا حيث التقى الرئيس أحمد الشرع في قصر الشعب.

هل يلتقي الشرع - نتنياهو في واشنطن؟

بحسب قناة "i24 " الإسرائيلية، نقلًا عن مصدر سوري وصفته بأنه مقرب من الرئيس السوري، أحمد الشرع، فإنه من المتوقع أن يلتقي الشرع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في أيلول المقبل. وسيكون الاجتماع في العاصمة الأميركية واشنطن، قبل اجتماع "الجمعية العامة للأمم المتحدة" في أيلول المقبل.

ومن المتوقع أن يعقد الاجتماع في البيت الأبيض، وسيتم التوقيع خلال الاجتماع على اتفاقية أمنية، برعاية رئيس الولايات المتحدة الأميركية، دونالد ترامب. المصدر السوري اعتبر أن الاجتماع المرتقب سيكون الخطوة الأولى نحو اتفاقية سلام والتطبيع بين البلدين.

يُذكَر أن الموفد الأميركي توم براك كان كشف يوم الإثنين 7 تموز، أن الحوار بين سوريا وإسرائيل قد بدأ.

أول رئيس لبناني في قبرص منذ 15 عامًا

أكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، أن "لبنان يتطلع إلى قبرص كونها البلد الذي لطالما كان الداعم له وسيبقى"، وقال: "تحولنا معًا مستقرًّا لكل من يسعى إلى السلام والحرية، وهذا هو أكثر ما يجمعنا اليوم وأعمق ما نريده لبلدينا وشعبينا ومنطقتنا والعالم. السلام العادل، عبر الحوار، لتبادل كل الحقوق والحرية المسؤولة الحاضنة لكل ازدهار وإبداع وتطور لحياة البشر وخيرهم". وأكد الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس أن "رخاء لبنان واستقراره هما ذات أهمية استراتيجية بالنسبة لقبرص والاتحاد الأوروبي"، وحيّا "الجهود التي يقوم بها الرئيس عون للتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي 1701، وأيضًا اتفاق وقف الأعمال العدائية بتاريخ 27 تشرين الثاني 2024". مواقف الرئيسين عون وخريستودوليدس جاءت في مؤتمر صحافي مشترك أعقب لقاء القمة بينهما. يذكر أن الزيارة هي الأولى لرئيس لبناني إلى قبرص منذ أكثر من خمسة عشر عاماً.

نازحون سوريون يغادرون إلى بلادهم بدعم أممي

يستعد آلاف اللاجئين السوريين في لبنان للعودة إلى ديارهم، هذا الأسبوع، بموجب أول خطّة مدعومة من الأمم المتحدة تقدّم حوافز مالية، بعدما أبدى حكام سوريا الجدد ترحيبهم بعودة جميع المواطنين إلى بلدهم رغم الأضرار الكبيرة التي خلّفتها الحرب والمخاوف الأمنية. وقالت وزيرة الشؤون الاجتماعية في لبنان حنين السيد إن السوريين العائدين سيحصلون على 100 دولار لكل منهم في لبنان و400 دولار لكل أسرة عند الوصول إلى سوريا. وأضافت أن الخطّة تغطّي النقل وأن سلطات الحدود قرّرت إعفاءهم من الرسوم. وقالت الوزيرة السيد إن نحو 11 ألفاً سجّلوا أسماءهم للعودة من لبنان في الأسبوع الأول وإن الحكومة تستهدف بموجب هذه الخطة أن يتراوح عدد العائدين بين 200 و400 ألف هذا العام.

 

إسرائيل تنفذ عمليات برية جنوبي لبنان

سكاي نيوز عربية - أبوظبي/10 تموز/2025

أعلن الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، تنفيذ عمليات برية "خاصة ومركزة" جنوبي لبنان، هدفها المعلن تدمير بنى تحتية تابعة لحزب الله، حسبما أفاد المتحدث باسم الجيش. وذكر المتحدث على منصة "إكس"، أنه "بناء على معلومات استخبارية ورصد وسائل قتالية وبنى تحتية إرهابية لحزب الله في عدة مناطق في جنوب لبنان، توجه الجنود لتنفيذ عمليات خاصة ومركزة بهدف تدميرها ومنع إعادة تموضع حزب الله في المنطقة". وأرفق المتحدث منشوره بعدة فيديوهات ليلية لجنوب لبنان ومنها لجنود يتوغلون راجلين، أحدها بعنوان "عملية ليلية ُركزة نفذها لواء عوديد (9) في جنوب لبنان". ولم تتلق "فرانس برس" ردا من الجيش الإسرائيلي، عما إذا كانت هذه هي المرة الأولى التي ينفذ فيها عمليات برية داخل لبنان منذ دخول وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل حيز التنفيذ في نوفمبر 2024. والثلاثاء، شنت إسرائيل غارة هي الأولى من نوعها قالت إنها استهدفت عناصر من حماس شمالي لبنان، وقتل 3 أشخاص وأصيب 13 آخرون في قصف سيارة قرب مدينة طرابلس. وتقول إسرائيل إنها ستواصل ضرباتها "لإزالة أي تهديد" ضدها، ولن تسمح للحزب الذي تطالب بنزع سلاحه بإعادة ترميم قدراته بعد الحرب التي كبدته خسائر كبيرة على صعيد البنية العسكرية والقيادية. ونص وقف إطلاق النار على انسحاب حزب الله من المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني (على مسافة حوالى 30 كيلومترا من الحدود مع إسرائيل من الجنوب) وتفكيك بناه العسكرية فيها، مقابل تعزيز انتشار الجيش وقوة الأمم المتحدة لحفظ السلام (يونيفيل). كذلك، نص الاتفاق على انسحاب القوات الإسرائيلية من مناطق سيطرت عليها خلال الحرب، لكن إسرائيل ما زالت تحتل 5 مرتفعات استراتيجية، يطالبها لبنان بالانسحاب منها.

 

الخارجية الأميركية: على لبنان القيام بالمزيد لنزع سلاح "الحزب"

نداء الوطن/10 تموز/2025

أكد متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، أننا "لن نُعلّق على المناقشات الدبلوماسية الخاصة وكما قال السفير توم باراك علنًا لقد كان راضيًا بشكل لا يُصدق عن الاستجابة الأولية من الحكومة اللبنانية لكنه أشار أيضًا إلى أننا بحاجة الآن للدخول في التفاصيل".وتابع في تصريح اليوم الأربعاء، "على الصعيد الأمني القوات المسلحة اللبنانية أحرزت تقدمًا في نزع سلاح حزب الله في الجنوب لكن لا يزال هناك المزيد من العمل المطلوب". أضاف: "نحتاج إلى أن تقوم الدولة اللبنانية بالمزيد لإزالة الأسلحة والبنى التحتية التابعة لحزب الله والجهات غير الحكومية في أنحاء البلاد بشكل كامل".وأردف: "لا نريد أن نرى "حزب الله" أو أي جماعة أخرى في لبنان تستعيد قدرتها على ارتكاب أعمال عنف وتهديد الأمن في لبنان أو إسرائيل". وختم: "الإصلاحات الأمنية وحدها لا تكفي في لبنان فلإقرار إصلاحات اقتصادية وقضائية حاسمة لضمان استقراره الماليّ واستعادة ثقة المجتمع الدوليّ وعلى البرلمان التحرك لإقرار قانون اعادة هيكلة المصارف وتشريع استقلالية القضاء".

 

تقارير: باراك يزور إسرائيل ويُبلغ لبنان بمهلة ثلاثة أشهر

نهارنت/09 تموز/2025

أفادت صحيفة الأخبار يوم الأربعاء أن المبعوث الأمريكي توم باراك أبلغ المسؤولين اللبنانيين الذين التقى بهم خلال زيارته الأخيرة لبيروت بوجود "مهلة ثلاثة أشهر" للتوصل إلى حل بشأن سلاح حزب الله. ونقلت الصحيفة عن "مصدر مطلع" قوله إن باراك حذر من أن "عدم تحقيق تغيير جذري سيؤدي إلى استمرار الوضع الراهن من حيث استمرار الحرب الإسرائيلية، وغياب أي خطوة نحو إعادة الإعمار، والتردد في تقديم أي دعم مالي للدولة اللبنانية". وعلاوة على ذلك، نقلت الأخبار عن المصدر قوله إن ورقة باراك الأولية تضمنت "آلية لتسليم الأسلحة على دفعات"، وأن الولايات المتحدة أشارت إلى أن أمام لبنان حتى نوفمبر لتنفيذ المطالب. في غضون ذلك، أفادت مصادر سياسية لصحيفة الشرق الأوسط أن باراك سيزور إسرائيل قريبًا قبل عودته إلى لبنان بعد أسبوعين. وأضافت المصادر أن الرئيس جوزيف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الوزراء نواف سلام أكدوا على ضرورة اتخاذ لبنان وإسرائيل خطوات "متزامنة"، مشيرةً إلى أن "باراك لم يقدم ضمانات أمريكية بشأن انسحاب إسرائيل أو توسيع هجماتها، لكنه وعد بمساعدة لبنان".

 

تقرير: الولايات المتحدة تسعى إلى محادثات مباشرة مع حزب الله

نهارنت/09 تموز/2025

أفاد مصدر دبلوماسي غربي في القدس أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تسعى إلى إجراء مفاوضات مباشرة مع حزب الله بالتوازي مع جهود واشنطن مع الدولة اللبنانية. وقال المصدر لصحيفة الجريدة الكويتية إن المحادثات تهدف إلى "إقناع حزب الله بالتخلي عن سلاحه مقابل ضمانات أمريكية واسعة". وأضاف المصدر أن "هناك جهودًا لترتيب لقاء للسفير الأمريكي في تركيا ومبعوث ترامب إلى سوريا توم باراك، المكلف حاليًا بملف لبنان، أو مساعده، مع رئيس كتلة حزب الله في البرلمان اللبناني، محمد رعد". وقال المصدر، في إشارة واضحة إلى تيار المستقبل، "لقد عُقدت بالفعل اجتماعات تحضيرية بين الجانبين في بيروت، واستضاف مسؤولون من حركة لبنانية "معلقة" بعضًا من تلك الاجتماعات". وأضاف المصدر الدبلوماسي الغربي أن الجانب الأمريكي يعتقد أن "الاجتماعات المباشرة ستساهم في حل قضية السلاح، لأن حزب الله سيفهم بشكل أدق عواقب رفضه تسليم الأسلحة". وأضاف المصدر: "يمكن للولايات المتحدة أيضًا تقديم الضمانات التي يطالب بها حزب الله، بما في ذلك منع الاغتيالات ضد قادته ومناقشة كيفية دمج جزء من مقاتليه في الجيش اللبناني". وقال المصدر: "لقد جرت ترتيبات هذه المفاوضات خلف الكواليس، مما أثار غضب إسرائيل والجهات اللبنانية المقربة من الرئاسة اللبنانية".

 

 تقارير: باراك يزور إسرائيل ويُبلغ لبنان بمهلة ثلاثة أشهر

نهارنت/09 تموز/2025

أفادت صحيفة الأخبار يوم الأربعاء أن المبعوث الأمريكي توم باراك أبلغ المسؤولين اللبنانيين الذين التقى بهم خلال زيارته الأخيرة لبيروت بوجود "مهلة ثلاثة أشهر" للتوصل إلى حل بشأن سلاح حزب الله. ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع قوله إن باراك حذر من أن "عدم تحقيق تغيير جذري سيؤدي إلى استمرار الوضع الراهن من حيث استمرار الحرب الإسرائيلية، وغياب أي خطوة نحو إعادة الإعمار، والتردد في تقديم أي دعم مالي للدولة اللبنانية". كما نقلت الأخبار عن المصدر قوله إن ورقة باراك الأولية تضمنت "آلية لتسليم الأسلحة على دفعات"، وأن الولايات المتحدة أشارت إلى أن أمام لبنان مهلة حتى نوفمبر لتنفيذ المطالب. في غضون ذلك، أفادت مصادر سياسية لصحيفة "الشرق الأوسط" أن باراك سيزور إسرائيل قريبًا قبل عودته إلى لبنان بعد أسبوعين. وأضافت المصادر أن الرئيس جوزيف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الوزراء نواف سلام أكدوا على ضرورة اتخاذ لبنان وإسرائيل خطوات "متزامنة"، مشيرةً إلى أن "باراك لم يقدم ضمانات أمريكية بشأن انسحاب إسرائيل أو توسيع اعتداءاتها، لكنه وعد بمساعدة لبنان".

 

أسابيع قبل ركوب لبنان القطار.. أو دخوله النفق الملغوم

المدن/10 تموز/2025

لم يكن من قبيل الصدفة إعلان الجيش الإسرائيلي عن العمليات التي نفذها في جنوب لبنان، وادعى فيها تدمير بنى تحتية عائدة لحزب الله، ومصادرة أسلحة. مثل هذه العمليات كانت تحصل منذ أشهر، وتحديداً منذ تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار. لكن الهدف الواضح من الإعلان هو إحراج الدولة اللبنانية أكثر، والضغط عليها، في ضوء انتهاء زيارة الموفد الأميركي توم باراك من زيارة لبنان. ما يريد الإسرائيليون قوله إن الدولة اللبنانية لم تكمل حتى الآن عمليات سحب الأسلحة وتفكيك البنى التحتية العائدة لحزب الله في جنوب نهر الليطاني، علماً أن المطلوب هو سحب السلاح من كامل الأراضي اللبنانية، ويفترض الانتقال إلى شمال نهر الليطاني.  يندرج الإعلان الإسرائيلي في سياق الضغط على لبنان، خصوصاً أن المطلوب من الدولة اللبنانية وضع خطة تنفيذية واضحة وبرنامج عمل مقسم إلى مراحل زمنية لسحب السلاح، مع التشديد على ضرورة إقرار ذلك في الحكومة، لا سيما أن التقييمات الأميركية الأولية للردّ، بحسب ما يتسرب من معلومات، أنه أقل من المتوقع، والمطلوب تحديده أكثر والالتزام بآلية تنفيذية، لأن إعلان النوايا فقط لم يعد يكفي. أما بحال عدم الإقدام على ذلك، فإن إسرائيل -ومن خلال الخبر الذي وزعه جيشها- ستكون مستعدة لتنفيذ المزيد من العمليات العسكرية. وعندها، لن تكون الولايات المتحدة الأميركية مهتمة بالملف اللبناني. إذ أن الموفد الأميركي قالها بوضوح، إنه لا أحد سيكون مستعداً لإطالة أمد التفاوض حتى السنة المقبلة.  المطلوب من لبنان إذاً، هو الالتزام بفترة زمنية محددة ومعقولة. كسب اللبنانيون بعض الوقت لبضعة أسابيع قبل عودة باراك وتسليمه الخطة، وبانتظار ما سيتقرر في مجلس الوزراء. هنا سيكون التركيز على دور رئيس مجلس النواب نبيه بري مع حزب الله، في محاولة لإقناعه بالموافقة على المراحل والجدول الزمني، لتجنّب المزيد من التصعيد، ولتفادي حرب مدمرة. في الأثناء، بدأت تُطرح سيناريوهات كثيرة. فبحال عُقدت جلسة للحكومة، هل سيحضر وزراء الثنائي الشيعي أم سيقاطعونها؟ وفي حال مقاطعتها هل تستمر الجلسة بالانعقاد؟ وما سيكون عليه رد فعل الحزب؟ أما بحال لم يتم الدعوة إلى عقد جلسة لمجلس الوزراء، ماذا سيكون عليه موقف وزراء القوات اللبنانية وآخرين؟ هل سيتجهون إلى الانسحاب من الحكومة أو الاستقالة؟  يُطرح كلّ ذلك بالتزامن مع تكرار مصطلح "ركوب القطار". وهو ما يتكرر على ألسنة الكثير من المسؤولين الدوليين، بما فيهم باراك، الذي تحدث عن متغيرات وتحولات تمرّ بها المنطقة، ولا بد من مواكبتها، وإلا فإن الجميع سيتخلى عن لبنان. تلك التحولات لها انعكاساتها السورية والتي تعني باراك مباشرة. إذ انتقل من بيروت إلى دمشق لترتيب اجتماع بين الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، على قاعدة الالتزام بوحدة الأراضي السورية و"توحيد البندقية" تحت سلطة الدولة. وكأن في ذلك إشارة إلى نهاية عصر "القوى المسلحة الرديفة"، وهو ما حصل بالتزامن مع رسالة عبد الله أوجلان عن ضرورة إلقاء السلاح. هذا النموذج الذي يُراد له أن يتحقق في لبنان مع حزب الله أو غيره، وفق كلام بارّاك، الذي شدد على ضرورة سحب كل سلاح وتفكيك البنى العسكرية لكل الفصائل المسلحة. في المقابل، فإن حزب الله لا يزال يطالب بضمانات تتعلق بالانسحاب الاسرائيلي، والالتزام ووقف الاعتداءت والخروقات وترك الأمر بعهدة اللبنانيين، من ضمن استراتيجية دفاعية.  سيكون لبنان أمام أسابيع حاسمة، تشهد الكثير من الضغوط السياسية الخارجية والداخلية، ولا تحول دون إمكانية توسيع مدى الضغط العسكري، انطلاقاً من البيان الإسرائيلي ومن عمليات الاغتيال التي تتوسع على طول الأراضي اللبنانية. القطار أصبح معروف الوجهة، وقالها باراك بوضوح حول سلوك مسار سوريا، التي تتجه إلى اتفاق ترتيبات أمنية مع إسرائيل. وعندما يتحدث باراك عن أن فشل آلية مراقبة اتفاق وقف اطلاق النار الذي جرى التوصل إليه في تشرين الماضي، يعني أن هناك حاجة إلى اتفاق على آلية جديدة أو اتفاق أو تفاهم جديد بأبعاد أمنية.

 

هل فرملت السعودية استقالة وزراء القوات من الحكومة؟

جاسنت عنتر/المدن/10 تموز/2025

أصغى المبعوث الأميركي توماس بارّاك جيّدًا لرئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع خلال العشاء المطوّل الذي جمعهما في معراب، بحضور السفيرة الأميركية ليزا جونسون. الموقف الأميركي حيال الداخل اللبناني لم يكن على "نفس الموجة"، على عكس أجواء حزب الله التي نقلت لـ"المدن" ارتياح الحزب حيال مواقف بارّاك "الإيجابية" تجاه الداخل، خلافًا لما كان متوقّعًا بأن يكون حديثه موجّهًا وحاسمًا. "الصور تتكلّم"، هكذا عبّرت أوساط معراب لـ "المدن" عن لقاء رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع مع المبعوث الأميركي مساء الاثنين، والذي وصفته بالإيجابي جدًا. وربّما ركّزت القوات على الصور أكثر من الرسالة التي أراد بارّاك إيصالها. عشاء مطوّل ولقاء عميق لقرابة الثلاث ساعات جمع جعجع ببارّاك في معراب. على مأدبة العشاء، أعرب جعجع مجددًا أمام ضيفه الأميركي عن امتعاضه من استفراد الرؤساء الثلاثة بالردّ اللبناني، كما حاول إظهار موقف القوات بأنه "متباين" عن الموقف اللبناني الموحّد، لجهة "أولويّة" نزع سلاح حزب الله. لكنّ بارّاك أوضح له أنّ هذه المواضيع لبنانية داخلية، ولا علاقة للولايات المتحدة بها، وعلى الساسة مناقشة الطروحات فيما بينهم. "الأجواء لم تكن تمامًا كما أرادها جعجع، خلافًا لما كانت مع أورتاغوس"، بحسب ما نقلت أوساط مطّلعة على اللقاء لـ"المدن". فيما فسّرت أوساط القوات أن المبعوث الأميركي رجل يتفهّم وجهات النظر ويتعامل بسلاسة مع كافة المسائل، إلا أنّ القرار النهائي يُتّخذ في الولايات المتحدة الأميركية. قبل لقاء معراب، وبينما كان بارّاك يجول على الرؤساء الثلاثة ويبعث التفاؤل بتصاريحه، أصدر رئيس حزب "القوات اللبنانية" موقفًا عالي السقف، اعتبر فيه أن الرد اللبناني على الورقة غير قانوني وغير دستوري وغير رسمي، وأنه على الحكومة تحمّل مسؤولياتها. وردّ رئيس الحكومة نواف سلام على كلام جعجع قائلاً: "لا وجود لما يُسمّى ترويكا، بل تداول وتواصل بين الرؤساء". مصادر "القوات اللبنانية" أوضحت لـ"المدن" أنه يجب أن يكون هناك تحوّل في التعاطي مع الداخل اللبناني، وإلا فلا استمرارية للحياة السياسية، معتبرة أن الاستفراد بالقرار يؤدّي إلى عزلة. كما تسأل المصادر: لماذا لم يتم مناقشة الردّ على ورقة بارّاك داخل الحكومة لاستمزاج آراء كلّ اللبنانيين؟ فهل الردّ اللبناني مسوّدة أم ورقة رسمية؟ موضحة أن لكل سلطة دورها، وأن دور رئيس الجمهورية في الدفاع والأمن منفصل عن عمل الحكومة، ويجب عدم الخلط بين السلطات. وحول ردّ رئيس الحكومة على جعجع، أوضحت المصادر أن المقصود ليس رئيس الحكومة، في غمزة إلى أن ما تقصده القوات اللبنانية هو "عم نسمّع الجارة تتفهم الكنة"، وأضافت: بما أن رئيس الجمهورية حريص على الدستور، يجب أن ينفّذه ويترك القرار لمجلس الوزراء.

تزامن موقف جعجع عالي السقف حيال الرد على بارّاك مع كلام لعضو كتلة "الجمهورية القوية" النائب جورج عقيص عن إمكان الانسحاب من الحكومة وسحب الثقة. أوساط القوات اللبنانية أكّدت لـ"المدن" أن الكلام حول الخروج من الحكومة جاء ردًا على سؤال طُرح على عقيص. موضوع الانسحاب غير مطروح الآن. وتتساءل المصادر أيضًا: "إذا الحكومة مستبعدة عن القرار كلّه... شو إلها عازة؟"، في إشارة إلى امتعاض "القوات" من أداء رئيس الحكومة حيال مسألة الردّ على بارّاك وغيرها من الطروحات التي تعتبرها تصب فقط في مصلحة حزب الله. بالتوازي، تؤكّد مصادر دبلوماسية لـ"المدن" أن حكومة الرئيس نواف سلام تحظى بدعم دبلوماسي كبير، لا سيما من الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية، وترى ألا مصلحة لـ"القوات اللبنانية" باتخاذ موقف كهذا بوجه اللاعبين الأقوى على الساحة اللبنانية. التلويح بالاستقالة من الحكومة جاء بتوقيت "قواتي" حساس، خصوصًا أن "القوات" لم تكن تعني الاستقالة، إنّما هي pass لرئيس الحكومة تعبّر عن امتعاضها، خصوصًا أن "القوات"، وهي التي تملك علاقة جيّدة مع السعودية، تعلم أن المملكة متبنّية حكومة نواف، وتعرف كل كبيرة وصغيرة حيال ما يجري، بحسب ما تصف مصادر لـ"المدن". وتكشف المصادر عن رسالة غير مباشرة تلقتها "القوات" مفادها أن "تمهّلوا... حكومة نواف تحظى بدعمنا". كما أن الولايات المتحدة الأميركية، وهي التي تعبّر عن امتعاضها – من خلال ممثلتها في لبنان – في كثير من الأحيان من أداء رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون حيال بعض الملفات، خصوصًا تلك المتعلّقة بحزب الله، تعمل على دعم حكومة سلام بشكل كبير. وبحسب مصادر دبلوماسية، فإن السفيرة الأميركية في لبنان طلبت من السفير القطري تزويد لبنان بالغاز، من خلال تقديم هبات للحكومة لتخفيض وطأة الديون المستحقّة على لبنان لدولة العراق، والتي تصل إلى مليار و300 مليون دولار. الصور في معراب لم تعكس الرسائل الأميركية حيال الداخل اللبناني... ولا استقالة "قواتية" قريبة من الحكومة، بما يعني أن لا اعتراض على خط الرغبات الأميركية – السعودية.

 

رئيس جمعية “لابورا” الأب طوني خضره: أزمة البطالة بالأرقام، 41 ألف متخرّج لـ 7 آلاف وظيفة

نداء الوطن/09 تموز/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/07/145018/

في وطنٍ يُخرّج أكثر من 40 ألف طالب جامعي سنويًا، يصبح الحديث عن أزمة بطالة خانقة أمرًا بديهيًا لا يحتاج إلى دليل. ولكن ما يحتاجه بالفعل هو التدقيق في جوهر الأزمة: هل حقًا لا توجد وظائف في لبنان؟ أم أن المشكلة أعمق من مجرّد نقص في فرص العمل؟ يكشف رئيس جمعية “لابورا” الأب طوني خضره أرقامًا صادمة ومواقف لا تقل أهمية، تعيد رسم مشهد سوق العمل اللبناني من جديد. إذ يتبين أن النقص في الفرص الوظيفية واضح وكبير، ومع ذلك، توجد فرص لا تجد من يلتقطها لاعتبارات ثقافية أو بسبب عقلية البريستيج… يفنّد خضره لـ “نداء الوطن”، واقع البطالة في البلد، إذ تخرّج في العام 2024 ما يقارب 41,000 طالب جامعي، إلا أن 7,000 فقط منهم نجحوا في إيجاد وظائف. أما الباقون، فإما ما زالوا عاطلين عن العمل، أو غادروا البلاد، أو ينتظرون الفرصة المجهولة. وفي العام 2025، يرتفع الرقم إلى 43,000 خريج، ما ينذر بتفاقم الأزمة في حال لم تُتخذ تدابير جذرية. الأب خضره يشير إلى أن نسبة البطالة العامة في لبنان لا تقل عن 42%، وهي نسبة تعكس انهيارًا شبه تام في السياسات الاقتصادية والتربوية للدولة. بعكس ما يردده كثيرون من أن “لا فرص عمل في لبنان”، يكشف خضره أن جمعية “لابورا” ومنصة “Sperare” وفّرتا خلال عام 2024 ما يقارب الـ 4,500 فرصة عمل، موزّعة على مختلف القطاعات. لكنه يؤكد أن هناك قطاعات متعطشة للعمال والموظفين، مثل تكنولوجيا المعلومات، التمريض، الأشغال اليدوية والمهن الحرفية. إلا أن هذه القطاعات تعاني من عزوف الشباب اللبناني عنها، إما بسبب تدني الأجور أو نظرة المجتمع التي لا تزال تقيّم العمل بحسب “البريستيج”.

تشخيص الأزمة

يحمّل خضره جزءًا كبيرًا من المسؤولية إلى الاختصاصات الجامعية غير المتماشية مع حاجة السوق، مؤكدًا أن التوجيه الجامعي يتمّ في كثير من الأحيان وفق حاجات الجامعة لا وفق متطلبات السوق. ويضيف: “بدل أن نوجّه الطالب إلى اختصاص مطلوب، نُقحمه في اختصاصات لا يحتاجها السوق، لمجرّد تعبئة مقاعد الجامعة”. أما العامل الثقافي، فله الدور الأعمق، إذ يرى خضره أن “ثقافة الشنطة والمطعم والدولارات والهاتف آخر طراز” لا تزال تهيمن على تفكير الشباب اللبناني، مشيرًا إلى أن بعضهم يرفض العمل في المطاعم أو المهن اليدوية، في حين أن غيرهم تمكّن من تمويل دراسته بالكامل من خلال هذا النوع من الأعمال.

الأجور… المعضلة الأبرز

يتوقف خضره مطولًا عند مشكلة تدني الأجور، فيقول إن الحد الأدنى الحالي الذي لا يتجاوز 300 دولار شهريًا لا يكفي لتأمين حياة كريمة للفرد أو أسرته. ويضيف: “الحد الأدنى يجب أن يلامس على الأقل 1000 دولار شهريًا كي يصبح منطقيًا مقارنة بكلفة المعيشة”. ويؤكد أن “لابورا” طالبت مرارًا بإعادة هيكلة الأجور، ورفع الحد الأدنى، إلا أن التفاعل الرسمي بقي محدودًا. كما يدعو النقابات العمالية إلى لعب دور أكثر فعالية في الدفاع عن حقوق العمال ورواتبهم. ويروي خضره حادثة تختصر الإهمال الرسمي، إذ يقول إن أحد الوزراء أبلغه ذات مرة بنيّته إقفال المؤسسة الوطنية للاستخدام (NEO) لأنها “غير منتجة”. وفي رأيه، بدلًا من إقفال المؤسسات التي تعنى بتوفير فرص العمل، يجب على الحكومة أن تدعمها وتطوّرها وتمنحها التمويل اللازم، لأن ذلك هو دور الدولة الأساسي: خلق فرص العمل والحدّ من هجرة الأدمغة.

الأمل خارج الحدود

ويكشف خضره أن “لابورا” تستعد لإطلاق منصة جديدة تحمل اسم “Labora Internationale”، تهدف إلى تأمين عشرات آلاف الوظائف للبنانيين في الخارج. وهو ما يشير إلى إدراك واضح من الجمعية أن الحلول المحلية باتت عاجزة أمام الواقع الاقتصادي المتدهور، وأن الشباب يبحثون عن أفق أرحب خارج الحدود. البطالة في لبنان ليست فقط أزمة وظائف. إنها أزمة ثقافة، وتخطيط تربوي فاشل، وغياب شبه كامل للرؤية الاقتصادية لدى الدولة. الوظائف موجودة، لكن المطلوب إعادة النظر في الذهنية، وفي هيكلية الأجور، وفي مسارات التوجيه الجامعي. بين الأرقام الصادمة والفرص المتروكة، يقف الشباب اللبناني على مفترق طرق: إما المغادرة، أو القبول بواقع يحتاج إلى الكثير من التغيير.

 

أميركا: تقدم في نزع سلاح «حزب الله» جنوب لبنان

ناطق باسم الخارجية قال إن «الإصلاحات الأمنية وحدها لن تكون كافية»

واشنطن: رنا أبتر/09 تموز/2025

أكد متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية لـ «الشرق الأوسط» أن المبعوث الأميركي توم برّاك كان بالفعل راضياً بشكل كبير عن الرد اللبناني على الورقة الأميركية؛ في إشارة إلى طلب واشنطن التزاماً رسمياً لبنانياً بنزع سلاح «حزب الله». وتعليقاً على زيارة برّاك إلى لبنان هذا الأسبوع، رفض متحدث باسم الخارجية الأميركية الإفصاح عن المحادثات الدبلوماسية الخاصة بين البلدين. لكنه أضاف أن السفير برّاك كان راضياً بشكل كبير عن الرد الأولي من الحكومة اللبنانية، كما قال علناً. غير أنه أشار كذلك إلى أن «هناك حاجة الآن للدخول في التفاصيل». وتابع المتحدث أنه وعلى الصعيد الأمني، فإن الجيش اللبناني أحرز تقدماً في نزع سلاح حزب الله في الجنوب، لكن لا يزال هناك الكثير مما يجب القيام به. وأضاف: «الدولة اللبنانية بحاجة إلى أن تبذل مزيداً من الجهد لنزع جميع الأسلحة والبنى التحتية التابعة لـ(حزب الله) وللاعبين غير الحكوميين في جميع أنحاء البلاد. الإصلاحات الأمنية وحدها لن تكون كافية». وشدد على «ضرورة أن يقر لبنان بشكل عاجل إصلاحات اقتصادية وقضائية أساسية لضمان استقراره المالي واستعادة ثقة المجتمع الدولي، وعلى ضرورة أن يتحرك البرلمان لإقرار قانون إعادة هيكلة القطاع المصرفي وقانون استقلالية القضاء». وأكد «ضرورة أن يستغل لبنان هذه اللحظة لتحقيق تقدم لأن الولايات المتحدة لا تريد أن ترى (حزب الله) أو أي جماعة إرهابية أخرى في لبنان تستعيد قدرتها على ارتكاب أعمال عنف، وتهديد الأمن في لبنان أو إسرائيل»، على حد تعبيره.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 9 تموز 2025

وطنية/09 تموز/2025

النهار

كشف الرئيس ميشال سليمان انه وقع خلال ولايته الرئاسية على مرسوم استعادة موفد رئيس الولايات المتحدة، السفير توماس جوزف براك، الأميركي الجنسية، الجنسية اللبنانية له ولأولاده الثلاثة والى شقيقه جودي بّراك.

يقول موظفون ان وزيرة ابلغتهم بأن من لا يريد التعاون كليا فمن الأفضل له ان يترك الوظيفة ويغادر الى منزله.

وزعت اوساط “ممانعة” على مجموعاتها عبر “واتساب” بأن الجيش الالكتروني لحزب “القوات اللبنانية” يشن حملة متصاعدة على رئيس الجمهورية لأنه ينزل عند رغبة “حزب الله”.

سمع نائب بقاعي سنّي من مناصرين له “اذا امكنك ان تلتقط صورة سيلفي مع الرئيس أحمد الشرع لصرت زعيم السنّة في البقاع بل في لبنان”.

بدأت قيادات مستقبلية تعدّ العدّة للانتخابات النيابية المقبلة في ايار 2026 سواء قرر التيار الأزرق خوضها او امتنع عن ذلك لأن رئيسه سعد الحريري ترك لهم الحرية منذ العام الماضي شرط الا يقدموا أنفسهم كمرشحين رسميين للتيار.

تشكو سيدات لبنانيات متزوجات برجال كويتيين من سحب الجنسية منهن بعد قرار اعتبر ان قانون نيل الجنسية شابته عيوب أدت الى وقف العمل به علما أنه مضى على جنسية بعضهن نحو ربع قرن.

الجمهورية

غمز أحد الوزراء غير المحسوبين على أي حزب، بأنّ ورقة الردّ على الموفد الأميركي لم تتسرّب إلى الإعلام، بعكسمداولات مجلس الوزراء، لعدم وجود أي شخصية للحزب المُسرِّب بالعادة.

أكّد وزير بارز أنّه كان ضدّ بعض نقاط قانون أُقِرّ ويُسجَّل لحزبه السعي إليه، لكنّه اضطرّ للاستعانة بشركة خاصة للقيام بالأعمال، لأنّ إحدى مؤسسات الدولة غير قادرة حالياً.

تساءل بعض النواب عن اطمئنان أحد الوزراء من عدم الحاجة إلى تعطيل أحد ملفات التعيينات، عمّا إذا كان هناك دعم من وزراء مسؤول ليصل حزب الوزير إلى مراده.

اللواء

تبيّن لمتابعين زيارة نتنياهو الى واشنطن استجابة البيت الأبيض لطلبه بتأخير إعلان صفقة الأسرى لأيام قليلة!

شكا رئيس تكتل نيابي في مجلس رئاسي، ممَّا وصفه اضطهاد اتباعه في الادارات العامة..

تتذمر مؤسسات الصيرفة من الفئة الأولى من تباطؤ العمل والنشاط التبادلي، وتأمل بظروف أفضل في ما تبقَّى من الصيف الحالي..

نداء الوطن

ترددت معلومات أن دوائر دبلوماسية رفضت اسم أحد المحاوِرين لمحاورة الموفد الأميركي توم براك، واشترطت محاورًا آخر قطَع زيارةً للخارج وعاد إلى بيروت لإجراء المقابلة.

وصف خبير عسكري الضربة الإسرائيلية على العيرونية قرب طرابلس، بأنها أبلغ رسالة للدولة اللبنانية مفادها أن إسرائيل قادرة على الوصول إلى أبعد نقطة في لبنان لتحقيق أهدافها ولا يقتصر الأمر على الجنوب.

أثنت مراجع اقتصادية دولية على أداء حاكم مصرف لبنان كريم سعيد الذي اتخذ قرارات مالية جريئة في الآونة الأخيرة.

البناء

وصفت مراجع حكومية كلام رئيس حزب القوات اللبنانية عن الورقة الرئاسية التي سلّمها لبنان للمبعوث الأميركي توماس باراك رداً على الورقة التي تسلمها لبنان قبل أسابيع بالموقف الانفعالي والمتسرّع لأن وصف جعجع للموقف الرئاسي بـ غير الدستوري وغير الشرعي هو وصف غير دستوري وغير شرعي وغير قانوني، لأن الدستور أناط برئيس الجمهورية منفرداً حق البدء بإدارة أي تفاوض مع جهات خارجية على أن يضع مجلس الوزراء في صورة ما يجري عندما تتبلور صيغة اتفاق تحتاج إلى الإقرار وما يجري لا يزال دون مستوى الحديث عن اتفاق وهو مجرد تبادل لوجهات النظر. وبالطبع فإن لرئيس الجمهورية أن يستأنس بآراء رؤساء ووزراء في سياق هذا التداول الذي يصبح موضوعاً للبحث في مجلس الوزراء إذا انتهى إلى مشروع اتفاق وإذا بقي في دائرة توضيحات تسهل تنفيذ الاتفاق السابق فهو ممارسة طبيعيّة من صلب الصلاحيات الرئاسية في رعاية شؤون الدولة واستغربت المراجع كلام جعجع الذي ينتقص من صلاحيّات رئيس الجمهورية في وقت يكثر فيه القادة المسيحيون الكلام عن الحاجة لتعزيز هذه الصلاحيات.

تعتقد مصادر دبلوماسية أن المحادثات الجارية بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو سوف تسفر عن تكريس معادلة هدنة هشّة في حروب المنطقة بعدما لم يتحقق أي نصر حاسم فيها وتحولت الى حروب استنزاف، خصوصاً أن واشنطن وتل أبيب لا تتحمّلان هذا النوع من الحروب، وبالرغم من خطاب نتنياهو الداعي لمواصلة الحرب فهو يرهن حروبه بالحصول على دعم أميركي قابل للتحوّل إلى مشاركة كما حدث في الحرب على إيران، ومرحلة الهدنة الهشة هي ساحة لحروب الظلال الأمنيّة والإعلاميّة بما تتضمنه من مشاريع فتن واغتيالات واستهدافات غامضة وحروب سيبرانية بانتظار تبلور صورة العلاقة الأميركية مع روسيا والصين ومواقف الدول العربية والإسلامية من الحروب الإسرائيلية وتداعياتها.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الأربعاء 9/7/2025

وطنية/09 تموز/2025

 * مقدمة نشرة أخبار الـ "أن بي أن"

غادر الموفد الأميركي توم براك لبنان وحط في سوريا حيث التقى الرئيس السوري احمد الشرع.

وقبيل مغادرته بيروت جدد براك تأكيده على ضرورة أن يقتنص لبنان الفرصة المتاحة أمامه اليوم عبر النافذة المفتوحة على إيجاد حلول للأزمات التي يرزح تحتها على مختلف الصعد.

وشدد على ضرورة أن يتمسك اللبنانيون بالأمل لمواكبة المتغيرات الحاصلة حولهم تمهيدا لمواكبتها عبر المضي في حزمة الإصلاحات المطلوبة لكي يستعيد البلد دوره وتعافيه.

هذا وحل رئيس الجمهورية جوزاف عون ضيفا عند الرئيس القبرصي في زيارة رسمية غلب عليها الطابع الوديحيث عبر الرئيس عون عن أمتزاج المصالح بين البلدين وبالتالي الأهداف والسعي المشترك إلى تحقيق السلام عبر الحوارفيما أكد الرئيس القبرصي دعم استقرار ووحدة وسيادة أراضي لبنان.

في المقابل واصل العدو الإسرائيلي إعتداءاته زاعما أنه دمر بنية تحتية عائدة ل"حزب الله" بهدف منعه من التمركز في المنطقة وتحديدا في جبل بلاط واللبونة وذلك بعد إقدامه على تفجير منازل بشكل متكررفي وقت لم يفارق فيه طيرانه المسير سماء لبنان.

وفي غزة واصل جيش الاحتلال قصف المدنيين مرتبكا المجازر بحق ساكني الخيام بعد أن جردهم منازلهم.

وكالعادة انتهت جولة أخرى هي الخامسة من نوعها للمحادثات غير المباشرة بين كيان الاحتلال وحماس في قطر بشأن وقف إطلاق النار وصفقة أسرى غزة من دون تحقيق تقدم يذكر.

وعلى ضفة العالم الموازي عقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اجتماعا ثانيا بعيدا عن الاعلام مع رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو في البيت الابيض وناقشا خلاله خريطة انتشار الجيش الإسرائيلي المختلف عليها في مقترح وقف إطلاق النار.

وأما في السعودية فإجتماع بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الذي شكر السعودية على موقفها في إدانة العدوان الإسرائيلي على إيران مقدرا جهود ولي العهد السعودي ومساعيه لتعزيز الأمن والإستقرار في المنطقة.

* مقدمة الـ "أم تي في"

الامتحانات الرسمية لتلامذة الثانوية العامة بدأت، ولكن الدولة اللبنانية لا تزال تحت الامتحان. وعند الامتحان يكرم المرء او يهان!

 المسؤولون اللبنانيون ينتظرون كلمة واشنطن وموقفها من الرد الذي قدموه لمبعوثها توم باراك. وحتى يأتي الجواب الاميركي المنتظر، جو من الانتظار الثقيل يخيم على لبنان. علما  أن حزب الله لا يزال على موقفه.

فهو يرفض تسليم سلاحه الا وفق شروط معينة وضعها لنفسه وللاخرين، وكأنه صاحب الحل والربط في الملف لا الدولة اللبنانية، بل كأن الشيخ نعيم قاسم يختصر في شخصه المسؤولين اللبنانيين!

في المقابل، الموفد الاميركي باراك رمى مسؤولية سحب السلاح على الدولة اللبنانية.

وقبل قليل اعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية ان الدولة اللبنانية بحاجة الى القيام بالمزيد لازالة الاسلحة والبنى التحتية التابعة لحزب الله والجهات غير الحكومية في انحاء البلاد بشكل كامل. فهل تدرك الدولة مسؤوليتها، ام تواصل سياسة الهروب الى الامام؟

وفيما انتقل براك الى سوريا واجتمع برئيسها احمد الشرع، فان رئيس الجمهورية جوزف عون قام بزيارة قصيرة وسريعة الى قبرص.

ولكن الخبر الابرز اليوم جاء من الجنوب.

اذ اعلن الجيش الاسرائيلي انه استهدف بنى تحتية تابعة لحزب الله، كما صادر وفكك معدات واسلحة عسكرية وجدها في المناطق التي داهمها.

واللافت ان معظم العمليات العسكرية الاسرائيلية حصلت في جنوب الليطاني،  ما يطرح اسئلة كثيرة لا تصب في مصلحة الدولة اللبنانية التي تقول انها استكملت تنظيف المنطقة الى حد كبير.

* مقدمة "المنار"

نرمم، نتعافى، وجاهزون ولا نسكت على ضيم.

رسالة بكل الاتجاهات بعث بها الامين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم من على شاشة الميادين.

نحن أهل الميدان قال الامين العام للعدو ولطمأنة الصديق، وبصدق الموقف وصراحة الكلام اكد الحرص على الوطن وعلى العلاقة بين مكوناته التي لا تبنى الا بتغليب المصلحة الوطنية والوقوف بوجه الضغوط والتهويلات.

تهويلات يقودها الصهيوني وتلقى رواجا داخليا، ومنها قنابله الصوتية التي يفجرها بين الحين والآخر على الاعلام، محاولا التشويش على عزائم أهل الثبات، او دعما لادواته الداخلية ومستوطنيه المنسيين بعيدا عن مستوطنات الشمال.

عملية برية داخل الاراضي اللبنانية ينفذها الجيش، هو العنوان الذي اختاره الاحتلال لتوصيف خروقاته الروتينية على مراى قوات الطوارئ الدولية واللجنة الخماسية والدولة اللبنانية، فحاول تضخيم عملية تفجير قرب جبل بلاط على اطراف بلدة راميا، لا تختلف كثيرا عن تفجيراته اليومية لمنازل اللبنانيين في ميس الجبل وكفركلا وعيتا وغيرها من القرى الحدودية.

دون ان يعني ان العدو هذا لا يقوم بتخطي الحدود عبر الايغال بدم سيادة الدولة اللبنانية ودم ابنائها، على أمل ان يكون موقف وطني موحد مبني على عناصر القوة لمواجهة العدوان، كما اثبتت تجربة التكامل بالرد على الورقة الاميركية بحكمة وتغليب المصلحة الوطنية.

وعلى عين الوطن يبقى هناك من ينكل بالامن والاستقرار ويبث روح التحريض والشقاق، ويختار ان يكون بوق الصهيوني والاميركي على الدوام في شتى الملفات.

على طاولة البيت الأبيض ملفات شتى يناقشها دونالد ترامب مع بنيامين نتنياهو، باولوية المصلحة الصهيونية، بل مصلحة نتنياهو شخصيا، وعلى اساسها يبحث الملف النووي الايراني، ومسار التطبيع السوري، واتفاق وقف اطلاق النار في غزة العالق على تأمين مخرج آمن لنتنياهو من النار السياسية التي تنتظر حكومت.

وأما نار الميدان فتاكل جنوده كل يوم بسواعد المقاومين الفلسطينيين الذين يجترحون المعجزات، معجيزين الجيش الصهيوني المنهك، على رغم كل اجرامه بحق الفلسطينيين وحرب المجاعة التي يفرضها على اهل القطاع على عين امتهم العربية والاسلامية.

* مقدمة الـ "أو تي في"

بعد ستة اشهر على نشوء السلطة السياسية الجديدة في لبنان، ماذا تغير، وماذا تأخر؟

سؤالان يطرحهما اليوم كل اللبنانيين، ولاسيما الذين أملوا في تقدم سريع على مسارين: الاول، استعادة السيادة على ارض الجنوب وتطبيق القرار 1701، والثاني، حل قضية أموال المودعين إيذانا بانطلاق الاصلاح المالي والنهوض الاقتصادي.

على المسار الاول، التعثر واضح، وما محاولة تفسير مواقف توم باراك بما يلاءم هذا الطرف الرسمي والحزبي او ذاك، الا ذرا للرماد في العيون.

ففي كلامه الاخير من لبنان قبيل انتقاله الى دمشق اليوم، كرر المبعوث الاميركي بلهجته الديبلوماسية، الموقف الصارم لواشنطن من وجوب تسليم سلاح حزب الله الى الدولة اللبنانية، محددا مهلة زمنية هي موعد الانتخابات النيابية في ايار المقبل لتحقيق ذلك، ولو بشكل غير مباشر.

اما على المسار الثاني، فلا يرفع كلام وزير المال اليوم عن اقرار قانون اعادة هيكلة المصارف في مجلس النواب قبل نهاية الشهر الجاري منسوب الثقة بأداء الحكومة، التي ينظر كثيرون من اللبنانيين الى ادائها بريبة، والى تصريحات رئيسها باستغراب، نظرا الى المسافة الهائلة التي تفصلها عن الواقع السياسي المحلي.

وفي غضون ذلك، تبقى الانظار مسلطة على الصورة الاقليمية، عل فكفكة بعض عقدها تؤدي الى حلحلة ولو بالحد الادنى على المستوى المحلي، بدءا بالمفاوضات الاميركية-الايرانية، وانتهاء بوقف اطلاق النار الذي طال انتظاره في قطاع غزة.

* مقدمة الـ "أل بي سي"

من اليوم وحتى آواخر تموز, تاريخ عودة المبعوث الرئاسي الاميركي الى بيروت,عشرون يوما يرسم في خلالها مستقبل لبنان.

عندما وجه توم باراك كلامه الى اللبنانيين عبر الـ LBCI امس, طالب بما هو شديد الاهمية: تغيير الثقافة السياسية القائمة على الانكار, ثم الالتفاف ثم التملص.

واذا كان في لبنان من يرى اليوم انه قادر على الاستمرار  بهذه  الثلاثية، فالنتيجة محسومة سلفا:

الاهتراء الكامل.

المطلوب ردود واضحة على الورقة الاميركية, تصدر عن الحكومة , وفيها اطر زمنية لمراحل الوصول الى حصر السلاح بيد الدولة وحدها.

اسرائيل تحركت بسرعة , وهي تفاوض بالنار.

لبنان الرسمي يسوده الصمت وينتظر رد واشنطن.

اما حزب الله, فعلى موقفه: طبقوا اتفاق وقف الاعمال العدائية , ولتلعب واشنطن  دور الضامن له, ونذهب بعد ذلك الى حوار داخلي بشأن سلاحنا, بحسب اجواء الحزب للـ LBCI فهل يلعب حزب الله مجددا لعبة تضييع الوقت, فيما المنطقة من حولنا تتحرك نحو السلام او على الاقل وقف الحروب بسرعة هائلة؟

فالحرب الاسرائيلية على غزة وامكان وقفها يناقشان بين الرئيس الاميركي دونالد ترامب ورئيس الحكومة الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن، والرئيس السوري احمد الشرع يفاوض اسرائيل مباشرة على مستقبل بلاده وحكمه ودور دمشق في الشرق الاوسط، وأما نحن في لبنان، ففي دولة يكثر فيها الكلام وتقل فيها الافعال.

* مقدمة "الجديد"

الطريق إلى دمشق مرت من بيروت وإلى قصر الشعب انتقل المشهد بلقاء الشرع –براك ليفتح المبعوث الأميركي صفحة الملف السوري وما يدور حوله من تكهنات تبدأ بتثبيت "حكم الشرع" ولا تنتهي بما تحدث عنه توم براك بأن المنطقة تتغير وما يتم الترويج له عن سلام بين الطرفين بعد تأكيد الجانب السوري وجود تنسيق أمني سوري إسرائيلي.

وثنائية الشرع براك سرعان ما تحولت اجتماعا ثلاثيا بين الرئيس السوري ومظلوم عبدي قائد قوات سوريا الديمقراطية بإشراف براك لتذليل العقبات أمام تطبيق فض الاشتباك بين حكم سوريا الجديد والفصائل الكردية المنضوية تحت لواء قسد ودمجها في الدولة وطمأنتها في إطار مساعي إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب  لتبريد الأرض السورية.

وبالتزامن طوى عبدالله أوجلان صفحة الكفاح المسلح ونزح من معتقله التركي نحو تبني السياسة الديمقراطية خيارا استراتيجيا بديلا غادر براك بيروت إلى دمشق لكن ملائكته بقيت حاضرة ومفاعيل الزيارة لا تزال تخضع لتحليلات عشوائية.

وتحتل العناوين المتضاربة وكلها قراءة في غيب مكشوف بدلائل واضحة تقوم على دبلوماسية الحوار لا على التهديد وفيها تقدم الموقف الثلاثي الرسمي اللبناني الموحد خطوة في مقابل تراجع الموقف الأميركي خطوة إلى الوراء ليشكل قوة دفع ذاتي لا عامل ضغط خارجي باستثناء عبارة "ملغومة" قالها براك: "إذا أرادت القيادة السياسية نزع السلاح سنساعد".

وبحسب معلومات الجديد في هذا الإطار فإن أيا من المسؤولين اللبنانيين غير مستعد لمواجهة بالنار مع طائفة بأكملها وبتوصيف أدق "ما فينا نعمل دم" وربطا بما يحكى عن وساطات بين حزب الله والجانب الأميركي نفت جهات عدة ومنها حزب الله صحة هذه المعلومات شكلا ومضمونا كون هذه المهمة فضفاضة ولا تعالج على مستوى أحد النواب.

وفي الوقت المستقطع حتى عودة ساعي البريد الأميركي حاملا الجواب الإسرائيلي فإن الانتظار ولد محطة قبرص في زيارة خاطفة قام بها رئيس الجمهورية جوزاف عون على حدود الأبيض المتوسط المشتركة، وضفتين تربطهما مأساة الهجرة البائسة ومقيمون لبنانيون على أرض بوابتنا إلى أوروبا والغرب بحسب رئيس الجمهورية.

بدوره أكد رئيس قبرص دعم استقرار لبنان ووحدة وسيادة أراضيه، وكشف عن الاستعداد لتعيين سفير للبنان لدى الاتحاد الأوروبي وهي خطوة بقدر أهميتها قد تدخل بازار السياسيين على قاعدة المحاصصة أسوة بغيرها من التعيينات التي قطعت شوطا في القضاء, لكنها علقت عند التشكيلات القضائية وهي تخضع حاليا لامتحان مجلس القضاء الأعلى بعدما  وصلت إلى أمتارها الأخيرة.

واليوم وتحت مراقبة المسيرات الإسرائيلية خاض طلاب لبنان الامتحانات الرسمية بعد عام دراسي مليء بالتحديات والضغوط النفسية والمادية والنزوح والتهديدات والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة ولم يكن آخرها توغل جنود الاحتلال في جبل بلاط واللبونة.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

إنقاذ ستة فقط من أفراد الطاقم وفقدان 15 آخرين بعد إغراق الحوثيين للسفينة اليونانية "إترنيتي سي" في البحر الأحمر

رويترز/9 يوليو 2025

أثينا/دبي: انتشل رجال الإنقاذ ستة من أفراد الطاقم أحياءً من البحر الأحمر بعد أن هاجم مسلحون حوثيون سفينة ثانية وأغرقوها هذا الأسبوع، بينما لا يزال مصير 15 آخرين مجهولاً بعد أن أعلنت الجماعة الموالية لإيران احتجازها بعض البحارة. وأعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن الهجوم الذي يقول مسؤولون بحريون إنه أسفر عن مقتل أربعة من أصل 25 شخصاً كانوا على متن السفينة "إترنيتي سي" قبل أن يغادر الباقون سفينة الشحن. وغرقت السفينة "إترنيتي سي" صباح الأربعاء بعد هجمات في اليومين السابقين، وفقاً لمصادر في شركات أمنية شاركت في عملية الإنقاذ. وأضافت تلك الشركات أن البحارة الستة الذين تم إنقاذهم أمضوا أكثر من 24 ساعة في الماء. واتهمت بعثة الولايات المتحدة في اليمن الحوثيين باختطاف العديد من أفراد طاقم السفينة الناجين من "إترنيتي سي"، ودعت إلى إطلاق سراحهم فوراً ودون قيد أو شرط. وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة في خطاب متلفز: "استجابت البحرية اليمنية لإنقاذ عدد من طاقم السفينة وتقديم الرعاية الطبية لهم ونقلهم إلى مكان آمن". ونشر الحوثيون مقطع فيديو قالوا إنه يصور هجومهم على السفينة "إترنيتي سي". وتضمن الفيديو صوت نداء من القوات البحرية اليمنية للطاقم للإخلاء للإنقاذ، وأظهر انفجارات على متن السفينة قبل غرقها. ولم تتمكن رويترز من التحقق بشكل مستقل من الصوت أو موقع السفينة، التي تأكدت من أنها "إترنيتي سي". كما أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن هجوم مماثل يوم الأحد استهدف سفينة أخرى، وهي "ماجيك سيز". وتم إنقاذ جميع أفراد طاقم "ماجيك سيز" قبل غرقها. وتعيد الضربات على السفينتين إحياء حملة شنها المقاتلون المتحالفون مع إيران الذين هاجموا أكثر من 100 سفينة في الفترة من نوفمبر 2023 إلى ديسمبر 2024 فيما قالوا إنه تضامن مع الفلسطينيين. في مايو/أيار، أعلنت الولايات المتحدة عن اتفاق مفاجئ مع الحوثيين، وافقت بموجبه على وقف حملة القصف ضدهم مقابل وضع حد لهجمات السفن، على الرغم من أن الحوثيين نفوا أن الاتفاق لم يشمل تجنيب إسرائيل.

وأدانت جمعيات رائدة في صناعة الشحن، بما في ذلك الغرفة الدولية للشحن وBIMCO، العملية المميتة، ودعت إلى تعزيز الأمن البحري في المنطقة عبر بيان مشترك صدر يوم الأربعاء. وقالوا: "لقد تعرضت هذه السفن للهجوم باستخفاف صارخ بأرواح البحارة المدنيين الأبرياء". وأضافوا: "تُبرز هذه المأساة حاجة الدول إلى الحفاظ على دعم قوي لحماية الشحن والممرات البحرية الحيوية".رفعت كل من السفينتين "إترنيتي سي" و"ماجيك سيز" علم ليبيريا، وكانتا تُشغّلان من قِبل شركات يونانية. وأظهر تحليل بيانات الشحن أن بعض السفن الشقيقة في كل من أسطوليهما الأوسع قد زارت موانئ إسرائيلية خلال العام الماضي.

وقال مسؤول في شركة "ديابلوس" لإدارة المخاطر البحرية، ومقرها اليونان: "سنواصل البحث عن بقية أفراد الطاقم حتى آخر فجر". أكدت بعثة أسبيدس البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي، والتي تحمي الشحن في البحر الأحمر، في بيان لها، انتشال ستة أشخاص من البحر. لطالما كان البحر الأحمر، الذي يمر بساحل اليمن، ممرًا مائيًا حيويًا للنفط والسلع العالمية، لكن حركة الملاحة انخفضت بشكل حاد منذ بدء هجمات الحوثيين. بلغ عدد الرحلات البحرية اليومية عبر مضيق باب المندب الضيق، عند الطرف الجنوبي للبحر الأحمر وبوابة خليج عدن، 30 سفينة في 8 يوليو، مقابل 34 سفينة في 6 يوليو و43 سفينة في 1 يوليو، وفقًا لبيانات من مجموعة بيانات النقل البحري لويدز ليست إنتليجنس. ارتفعت أسعار النفط يوم الأربعاء، محافظةً على أعلى مستوياتها منذ 23 يونيو، ويعزى ذلك أيضًا إلى الهجمات الأخيرة على السفن في البحر الأحمر.

وقالت مصادر أمنية بحرية إن السفينة إترنيتي سي تعرضت للهجوم لأول مرة بعد ظهر يوم الاثنين بطائرات مسيرة بحرية وقذائف صاروخية أطلقت من زوارق سريعة من قبل مسلحين حوثيين مشتبه بهم. دُمرت قوارب النجاة خلال الغارة. وبحلول صباح الثلاثاء، كانت السفينة قد انجرفت ومالت. وقال مصدران أمنيان لرويترز إن السفينة تعرضت لهجوم جديد بطائرات مسيرة بحرية يوم الثلاثاء، مما أجبر الطاقم والحراس المسلحين على التخلي عنها. وقال أحد المصدرين إن الحوثيين ظلوا مع السفينة حتى الساعات الأولى من صباح الأربعاء. وكانت هناك زوارق صغيرة في المنطقة بينما كانت جهود الإنقاذ جارية. وكان الطاقم يتألف من 21 فلبينيًا وروسي واحد. وكان على متن السفينة أيضًا ثلاثة حراس مسلحين، بمن فيهم يوناني وهندي، كان أحد الذين تم إنقاذهم. ولم تستجب شركة كوزموشيب مانجمنت، مشغلة السفينة، لطلبات تأكيد الخسائر أو الإصابات. وإذا تأكدت هذه الأنباء، فستكون الوفيات الأربع المبلغ عنها أول وفيات ناجمة عن هجمات على الشحن في البحر الأحمر منذ يونيو 2024. وأفادت مصادر أن اليونان تجري محادثات مع المملكة العربية السعودية، وهي لاعب رئيسي في المنطقة، بشأن الحادث الأخير.

 

أميركا تطالب الحوثيين بإفراج فوري عن طاقم "إيتيرنيتي سي"...الحوثيون كانو تبنوا هجوما استهدف السفينة وتسبب بغرقها قبالة السواحل اليمنية

العربية.نت/09 تموز/2025

اتهمت السفارة الأميركية في اليمن جماعة الحوثي، باختطاف أفراد طاقم السفينة اليونانية "إيتيرنيتي سي"، التي غرقت في البحر الأحمر بعد مهاجمتها.وجاء في بيان أصدرته السفارة: "اختطف الحوثيون العديد من أفراد طاقم سفينة "إيترنيتي سي" الناجين بعد قتل عدد من البحارة وإغراق السفينة وعرقلة عمليات الإنقاذ". وأضافت: "نطالب بالإفراج الفوري وغير المشروط عنهم.. خصوصا وأن الحوثيين يواصلون تأكيد السبب الذي بموجبه صنفتهم الولايات المتحدة منظمة إرهابية".جاء هذا بعدما تبنى الحوثيون الأربعاء هجوما استهدف الاثنين سفينة الشحن "إترنيتي سي"وتسبب بغرقها قبالة السواحل اليمنية، علما أنه الثاني في أقل من 24 ساعة في البحر الأحمر. وقال المتحدث باسم الحوثيين يحيى سريع إنه تم "إنقاذ عدد من طاقم السفينة، وتقديم الرعاية الطبية لهم، ونقلهم إلى مكان آمن"، وفقا لما نقلت وكالة "فرانس برس". يذكر أن الهجوم على السفينة "إترنيتي سي" التي ترفع علم ليبيريا، كان تسبب في "مقتل ثلاثة من أفراد الطاقم هم كبير المهندسين، وأحد العاملين في غرفة المحركات. بالإضافة إلى متدرب، و"إصابة شخصين على الأقل أحدهما كهربائي روسي فقد ساقه"، وفق ما أفادت مهمة "أسبيدس" الأوروبية لتأمين حركة الملاحة البحرية والسفن التجارية الثلاثاء. وفي وقت سابق الأربعاء، قالت "أسبيدس" إنه تم إنقاذ ستة أشخاص كانوا على متن السفينة "إتيرنتي سي"، بينما لا يزال 19 شخصا في عداد المفقودين، مضيفة أن البحث لا يزال مستمرا. وأعلن الحوثيون أيضا مسؤوليتهم عن هجوم الأحد على سفينة شحن أخرى هي "ماجيك سيز" التي غرقت وتم إنقاذ طاقمها.

 

ملامح شرق أوسط يتشكل على وقع الضربات والتفاهمات

سكاي نيوز عربية - أبوظبي/09 تموز/2025

مع تصاعد التوترات الإقليمية الممتدة من الجنوب اللبناني إلى طهران، تتسارع التحركات الدبلوماسية الأميركية الإسرائيلية لرسم ملامح ما يُوصف بـ"الشرق الأوسط الجديد". لكن على خلاف مشاريع سابقة اتسمت بالطموحات النظرية أو الرؤية المثالية، يبدو هذا المشروع أكثر ارتباطًا بموازين القوة الميدانية، وأقرب إلى صفقة أمنية–سياسية تُصاغ بأدوات الردع، وإعادة التموضع. في هذا السياق، استضافت "غرفة الأخبار" على سكاي نيوز عربية عددًا من الخبراء والسياسيين، أبرزهم الدكتور مهند العزاوي، المستشار الجمهوري غبريال صوما، الباحث السوري عباس شريفة، والأكاديمي الأردني حسن المومني، حيث قدموا قراءات متباينة حول أهداف زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن، ولقائه بالرئيس دونالد ترامب، والأجندة التي يحملانها للمنطقة. هل نحن أمام تشكيل شرق أوسط جديد وإعادة تشكيل المنطقة؟

هل تُعاد خريطة الشرق الأوسط من تحت الرماد؟

يقرأ الدكتور مهند العزاوي، الخبير في الشؤون الاستراتيجية، خلال استضافته، السياق الراهن ضمن ما يسميه "إعادة تموضع استراتيجي شامل للولايات المتحدة في الشرق الأوسط". ويشير إلى أن الحرب الأخيرة في غزة، وما تلاها من تقويض لنفوذ الفصائل المدعومة من إيران، شكلت أرضية مثالية لواشنطن كي تطرح خريطة سياسية جديدة، قوامها الأمن أولا، وتفكيك البُنى المسلحة العابرة للحدود ثانيا، والتطبيع ثالثا. وفي رؤيته، فإن زيارة نتنياهو إلى واشنطن ليست خطوة رمزية أو استعراضية، بل تجسد بداية فعلية لمشروع متكامل يتم عبره إعادة هندسة الإقليم، عبر دمج إسرائيل ضمن منظومة أمنية إقليمية ذات طابع رسمي. ويؤكد العزاوي أن إيران باتت في موقف دفاعي، لا بسبب الضربات العسكرية فقط، بل بسبب المتغيرات البنيوية التي أصابت حلفاءها في سوريا ولبنان والعراق. لكنه في الوقت ذاته يحذر من المبالغة في تصوير إسرائيل كقوة قادرة على فرض إرادتها منفردة، مشيرًا إلى أن تل أبيب تعاني من أزمات داخلية مركبة: ديمغرافية، اقتصادية، وسياسية، تجعلها تعتمد على المظلة الأميركية أكثر من أي وقت مضى. وفي تحليل العزاوي، فإن واشنطن اليوم لم تعد تقود المنطقة عبر سياسة العصا والجزرة فقط، بل عبر "التفكيك وإعادة التركيب"؛ أي تفكيك الأذرع العسكرية لإيران، وإعادة تركيب المشهد عبر اتفاقات أمنية شاملة، تُرضي الشركاء العرب، وتحيّد الخصوم، وتُحجم طموحات طهران. من جانبه، قدّم عضو الحزب الجمهوري والعضو السابق في الفريق الاستشاري للرئيس ترامب، غبريال صوما، قراءة داعمة بوضوح للأجندة الأميركية–الإسرائيلية، معتبراً أن ما يجري اليوم يمثل امتدادا طبيعيا لخطة الرئيس ترامب التي أسست للاتفاقيات الإبراهيمية، وأن زيارة نتنياهو تهدف إلى تفعيل هذا المسار، وتوسيعه ليشمل السعودية وسوريا لاحقا. وفيما يتعلق بغزة، يصف صوما المرحلة المقبلة بأنها "بداية لشرق أوسط أكثر استقرارا"، مشيرًا إلى أن واشنطن تدعم إقامة كيان فلسطيني منزوع السلاح، بدعم عربي، يتكامل اقتصاديا مع دول الجوار، ويفتح المجال أمام مشاريع سياحية واستثمارية، فيما وصفه بـ"الريفييرا الفلسطينية".

تصريحات صوما لم تخل من الجدل، خصوصا عندما تحدث عن وجود "رغبة لدى الكثير من الفلسطينيين في مغادرة القطاع"، وهو ما يُفهم منه أن هناك مساعي لإعادة هندسة ديمغرافية ضمنياً، أو على الأقل، تمهيد لتصفية الصراع من خلال تهجير ناعم. وأكد صوما أن إدارة ترامب، ورغم تغير الظروف، لا تزال تعتقد أن إيران تمثل التهديد الأكبر للأمن الإقليمي، وأن دعم إسرائيل في عملياتها "الوقائية" ضد المنشآت الإيرانية، يأتي ضمن خطة أوسع لتطويق النفوذ الإيراني دون الانجرار لحرب شاملة. وبمنظور مغاير تماما، يرى الكاتب والباحث السياسي، عباس شريفة، أن الزيارة الإسرائيلية إلى واشنطن هي محاولة لتسويق انتصار سياسي بعد فشل عسكري في غزة، معتبراً أن الحرب لم تحقق أهداف إسرائيل المعلنة، وأن الدعم الأميركي هو ما أنقذ تل أبيب من مأزق استراتيجي. ويصف شريفة خطاب نتنياهو بـ"الاستعراضي"، معتبرا أن ما يُحكى عن "تطبيع مع دمشق" هو وهم دعائي يراد منه تحقيق اختراق في الرأي العام الإسرائيلي والعربي على حد سواء، مؤكدًا أن القيادة السورية لن تقدم أي تنازلات دون انسحاب كامل من الجولان، وضمانات دولية لوقف الانتهاكات الإسرائيلية. وفي تحليله، يذهب شريفة إلى أن تل أبيب تحاول ترميم صورتها عبر استثمار الحرب في غزة كمبرر لإعادة صياغة علاقاتها مع بعض الدول العربية، وحتى مع أنظمة كانت حتى وقت قريب في معسكر الخصوم، معتبرًا أن إسرائيل تريد شرق أوسط يقوم على "هندسة الأقليات" و"تصفير القضية الفلسطينية"، وهو مشروع لن يصمد طويلا أمام صلابة الشعوب وذاكرة الصراع.  من جهته، قدم رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية بالجامعة الأردنية، حسن المومني، رؤية أكثر توازنا وواقعية، محذرا من مغبة التعويل على ما سماه "السلام المفروض من الخارج"، مشددا على أن أي عملية إعادة ترتيب في الشرق الأوسط يجب أن تمر عبر تفاهمات شاملة لا تتجاوز الفاعلين الإقليميين الأساسيين. واعتبر المومني أن إيران، رغم الضغوط، لا تزال لاعبًا مركزيًا لا يمكن تجاهله، وأن محاولة تهميشها بالكامل ستُفضي إلى ردود فعل تصعيدية في أكثر من ساحة.

كما شدد على أن غياب رؤية عادلة لحل القضية الفلسطينية سيبقي المنطقة رهينة عدم الاستقرار. وفي نظر المومني، فإن مسار التطبيع، إذا لم يُرافقه حل حقيقي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، سيبقى هشا وسهل الانهيار، مؤكدًا أن على العرب ألا يقفزوا فوق التاريخ، بل يعيدوا توجيه دفة السياسات الإقليمية نحو تكامل حقيقي يعيد القضية الفلسطينية إلى صدارة المشهد، لا إلى أرشيف المؤتمرات. تعكس الآراء المتباينة التي طرحها الضيوف في برنامج "غرفة الأخبار" طيف واسع من التحليلات حول التطورات الجارية في الشرق الأوسط. بينما يؤكد بعض المحللين على أن المنطقة تشهد إعادة تشكيل استراتيجي شامل بقيادة أميركية، يرى آخرون أن هذه التحركات تفتقر للأسس الصلبة للاستقرار طويل المدى. تواجه المشاريع الهادفة إلى إعادة ترتيب الشرق الأوسط تحديات متعددة المستويات. فعلى الصعيد السياسي، تتطلب هذه المشاريع توافقا واسعا بين الأطراف الإقليمية والدولية.

وعلى الصعيد الاجتماعي، تحتاج إلى قبول شعبي يضمن استمراريتها. أما على الصعيد الاقتصادي، فهي تتطلب استثمارات ضخمة وبرامج تنموية شاملة.

 

تقديرات إسرائيلية: إيران لا تزال خطرة

المدن/09 تموز/2025

اعتبرت تقديرات المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، عشية الحرب ضد إيران، الشهر الماضي، أن تأجيل هذه الحرب سيكون إشكالياً جداً، بادعاء أنه "يتوقع أن يشتد التهديد التي تشكله إيران على إسرائيل"، وأن شن الحرب في حينه جاء أيضاً لأنه بعد انتهاء ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب، سيكون في البيت الأبيض رئيس آخر، "لن يكون منصتاً بالضرورة للمصالح والتخوفات الأمنية الإسرائيلية، ولن يكون مستعداً للتعاون في مجهود إحباط التسلح الإيراني". وقال رئيس "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب، تَمير هايمان، إن إيران "كانت تطور مشروعاً صاروخياً"، وأن "آلاف الرؤوس الحربية الثقيلة، التي ستكون بحوزة إيران، ستضع مصاعب كبيرة أمام الدفاع عن إسرائيل؛ والقدرة والخبرة الإيرانية لصنع سلاح نووي سيصل إلى مجال الحصانة؛ والأذرع الإيرانية في أنحاء الشرق الأوسط ستعيد بناء نفسها. والاستنتاج هو أن إسرائيل كانت ستجد نفسها في واقع لا يحتمل، ولذلك كان الهجوم في إيران ضرورياً، رغم المخاطر".

 وأشار إلى أن ترامب أعطى ضوءا أخضر لهجوم إسرائيلي في إيران، لكن إسرائيل تخوفت أن يغير رأيه، خصوصاً إذا "استنتج أن الهجوم لن يكون لامعاً بالشكل الكافي ولن يكون هناك احتمالاً لكسب مجد بالانضمام إلى تنفيذه. وفي هذه الحالة، قد ينتهي الهجوم بفشل ذريع لأنه بدون تدمير منشأة فوردو سيكون بإمكان إيران الانطلاق نحو القنبلة، وعملياً لن يُنجز شيئا من أهداف الهجوم المركزية". وأضاف هايمان أن عدم تدخل الولايات المتحدة في الحرب، كان سيؤدي إلى حرب استنزاف، لا تريدها إسرائيل، وتدخل الولايات المتحدة في الحرب يجعلها تضع آلية لإنهاء الحرب. كما أنه من دون الولايات المتحدة، ستلحق أضراراً بالغة جداً بالجبهة الداخلية الإسرائيلية. وحسب هايمان، فإن احتمال أن يوعز المرشد الإيراني علي خامنئي، بالانطلاق نحو صنع سلاح نووي بعد الحرب، هو خطر ساري المفعول الآن، إذ "قد يتوصل خامنئي إلى الاستنتاج أن دولة عتبة نووية لا يردع بالشكل الكافي وينبغي الانطلاق نحو القنبلة. وإذا طلب قنبلة جاهزة من دولة أخرى – كوريا الشمالية، باكستان، الصين، روسيا – فإن التهديد سيتصاعد قياساً بالتقديرات قبل الهجوم وبعده أيضاً". وأشار هايمان، الذي تولى في الماضي منصب رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان)، إلى أنه "لا نعلم كل شيء. سيستغرق وقتاًً كي نبلور تقديراً موثوقاً للتغيير الذي أحدثه الهجوم الإسرائيلي. كما أن اتخاذ القرارات في إيران منظم ويستمر وقتاً طويلاً. وفي إيران نفسها أيضاً لم تتم بلورة الرد وإعادة التنظيم. لكن بالإمكان في هذه المرحلة دراسة حجم عرقلة المنظومة القيادية والدمار اللاحق بالبرنامج النووي ومستوى الدمار للمنظومة الصاروخية". على الرغم من ذلك، اعتبر هايمان أن "إيران لم تعُد دولة عتبة نووية، أي أن الفترة المطلوبة من أجل الانطلاق لصنع قنبلة نووية باتت اليوم أطول من الفترة التي تتطلب تدخلاً إسرائيلياً بهدف منع انطلاقة كهذه". وقال إنه "بإمكان إيران العودة إلى مكانة دولة عتبة نووية خلال سنة حتى سنتين. ونظرياً، بالإمكان أن تصل إيران إلى قدرة لتنفيذ تجربة نووية خلال أقل من سنة، لكن هذا سيعني استعراض قوة من دون قدرة عملياتية تشكل تهديداً، وعلى الأرجح أن سيؤدي إلى هجوم أميركي – إسرائيلي بقوة شديدة". واعتبر هايمان أن "الحرب ضد إيران حققت أهدافها، وتحسن الوضع الأمني الإسرائيلي في المدى القريب. لكن في المدى البعيد، يبدو أن إيران ستستمر في كونها مصدر التهديدات على إسرائيل، إلا في حال تغير النظام فيها. وإيران بعد الحرب هي دولة أضعف لكنها ليست أقل خطراً". وقال إن "هذا يتطلب سياسة إسرائيلية جديدة على إثر الوضع الجديد، توازن بين الجهوزية لتكرار الهجوم من أجل الحفاظ على الإنجازات وبين إطار اتفاق يقيد ويلجم، للتيقن من إبعاد إيران عن النووي". وتابع أنه "لا ينبغي رفض اتفاق نووي بين الولايات المتحدة وإيران، بشرط استيفاء الشروط الأساسية التي تمنع إيران من استئناف نواياها النووية وتوضيح الخطوط الحمراء: بدون تخصيب يورانيوم مستقل، مع رقابة دولية دائمة".

 

واشنطن تفرض عقوبات على 22 شركة داعمة للنفط الإيراني

المدن/09 تموز/2025

فرضت الولايات المتحدة، عقوبات جديدة على 22 شركة تتخذ من هونغ كونغ والإمارات العربية المتحدة وتركيا مقاراً لها، متهمةً إياها بلعب دور محوري في تسهيل مبيعات النفط الإيراني لصالح فيلق القدس التابع للحرس الثوري، والذي تصنفه واشنطن كمنظمة إرهابية أجنبية.

وذكرت وزارة الخزانة الأميركية، في بيان نُشر على موقعها الرسمي، أن هذه الشركات تعمل كواجهات مالية يستخدمها فيلق القدس لتحويل مئات الملايين من الدولارات الناتجة عن بيع النفط الإيراني في الأسواق الآسيوية والدولية، مستغلاً الحسابات المصرفية الخارجية للتحايل على العقوبات الصارمة المفروضة منذ سنوات على طهران. وقال وزير الخزانة الأميركية سكوت بيسنت، إن "النظام الإيراني يعتمد بشكل متزايد على شبكة مصرفية موازية لتمويل برامجه النووية والصاروخية المزعزعة للاستقرار، بدلاً من الاستثمار في رفاه الشعب الإيراني". وأكد أن الوزارة ستواصل اتخاذ إجراءات ضد الكيانات التي تسهل هذا النوع من التحايل المالي. ووفقاً للوزارة، تُستخدم العائدات المتأتية من هذه العمليات في تمويل برامج الأسلحة الإيرانية وتوسيع نفوذ طهران عبر مجموعاتها الوكيلة في لبنان وسوريا واليمن والعراق.  وفي سياق موازٍ، كشفت مصادر صناعية وتحليلات اقتصادية عن استخدام إيران لمسارات تهريب بديلة لنفطها ومنتجاتها، أبرزها تصدير كريات خام الحديد (Pellets)  إلى الهند عبر سلطنة عمان، في محاولة للالتفاف على العقوبات الأميركية المفروضة على المعادن الإيرانية منذ عام 2019. وقالت جمعية مصنعي الكريات في الهند إنها قدمت التماساً رسمياً إلى وزارة الصلب الهندية، مطالبة بفرض قيود على هذه الواردات التي تُعرض الصناعة المحلية للضرر، في ظل تزايد الشكوك بأن الكريات المستوردة من عُمان هي في الواقع ذات منشأ إيراني، وفق وكالة "رويترز". وبحسب بيانات مجموعة "CRU" البريطانية، فقد استوردت الهند نحو 800 ألف طن متري من كريات الحديد منذ بداية العام الجاري، مقارنة بكميات شبه معدومة في السنوات الثلاث الماضية. وأوضح المحلل لاليت لادكات أن هذه الكريات "رخيصة وعالية الجودة، ومن المحتمل أنها تُنتج في إيران وتشحن من عُمان لتجاوز القيود الدولية". وقال مانيش خارباندا، رئيس الجمعية، إن مصنّعي الكريات المحليين في الهند يعملون حالياً بنسبة 69% فقط من طاقتهم الإنتاجية، ما يُنذر بتراجع التنافسية المحلية في حال استمرار تدفق الواردات "المُشتبه بمصدرها".  وتأتي هذه التطورات بينما تسعى الهند والولايات المتحدة لإبرام اتفاقية تجارية مؤقتة. وكانت إدارة الرئيس دونالد ترامب قد فرضت في عام 2019 عقوبات إضافية استهدفت صادرات إيران من المعادن الصناعية، في سياق حملة "الضغط الأقصى"، ومنذ ذلك الحين، كثفت طهران شبكات التهريب والتجارة غير المباشرة عبر دول وسيطة، أبرزها الإمارات وعُمان وتركيا. ويُستخدم كل من خام الحديد وكريات خام الحديد في صناعة الصلب، وهو قطاع يشهد نمواً ملحوظاً في الهند. إذ ارتفع استهلاك الصلب النهائي في البلاد بنسبة 7.1% خلال أول شهرين من السنة المالية الجارية، ليصل إلى 25.1 مليون طن متري، مدفوعاً بالإنفاق على البنية التحتية وقطاعي البناء والسيارات.

 

تفاصيل غرق سفينة "إترنيتي سي" في البحر الأحمر بعد هجوم حوثي

المدن/09 تموز/2025

في تطور يعيد إلى الواجهة أزمة أمن الملاحة في البحر الأحمر، انتشل رجال الإنقاذ، ستة بحارة أحياء من طاقم سفينة الشحن "إترنيتي سي" التي غرقت قبالة السواحل اليمنية، بينما لا يزال 15 آخرون في عداد المفقودين. وكانت السفينة قد تعرضت لهجوم مزدوج شنته جماعة "الحوثي"، في ثاني حادثة من نوعها خلال أقل من 72 ساعة. ووفقاً لشركات أمنية بحرية شاركت في عمليات الإنقاذ، فإن أربعة من أفراد طاقم السفينة، التي كانت ترفع علم ليبيريا وتديرها شركة يونانية، لقوا حتفهم قبل أن يضطر باقي أفراد الطاقم إلى القفز في المياه والفرار من السفينة، التي استُهدفت يومي الاثنين والثلاثاء، قبل أن تغرق صباح الأربعاء، حسب صحيفة "التايمز". وتحدث البحارة الناجون، الذين أمضوا أكثر من 24 ساعة في البحر، عن هجوم صاروخي وبحري دمّر قوارب النجاة ومنعهم من تنظيم أي عملية مغادرة منظمة، بينما أكدت بعثة "أسبيدس" الأوروبية، المكلفة بحماية الملاحة في البحر الأحمر، انتشال ستة أشخاص على الأقل. وبدأ الهجوم على "إترنيتي سي" عصر الاثنين، بزوارق سريعة وطائرات مسيّرة، ما أدى إلى تدمير وسائل السلامة. وبحلول صباح الثلاثاء، كانت السفينة تميل وتنجرف، قبل أن تتعرض لهجوم جديد أجبر الطاقم والحراس على مغادرتها، وفقاً لمصادر أمنية بحرية، تحدثت لوكالة "رويترز". وأشارت تقارير إلى أن الحوثيين صعدوا على متن السفينة خلال الليل، وسيطروا عليها لساعات، مع مخاوف من احتمال اختطاف بعض أفراد الطاقم. وأكدت شركة "ديابلوس" اليونانية لإدارة المخاطر البحرية استمرار عمليات البحث حتى "آخر ضوء". ويتألف الطاقم من 21 فلبينياً وروسي واحد، إضافة إلى ثلاثة حراس مسلحين – أحدهم يوناني وآخر هندي، وهو من بين الناجين.  وأعلنت جماعة "الحوثي"، مسؤوليتها الكاملة عن غرق "إترنيتي سي"، ونشرت مقاطع فيديو تُظهر تفاصيل الهجوم الذي تضمن استخدام زوارق مسيّرة وستة صواريخ بحرية، مؤكدة أن السفينة كانت متجهة إلى ميناء أم الرشراش (إيلات )، الذي تعتبره هدفاً مشروعاً ضمن حملتها لمنع "الملاحة الإسرائيلية" في البحرين الأحمر والعربي. وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة في خطاب متلفز، إن القوات البحرية اليمنية "استجابت لإنقاذ عدد من أفراد الطاقم وقدمت لهم الرعاية الطبية". وبحسب صحيفة "التايمز"، فإن هجوماً مشابهاً استهدف الأحد سفينة الشحن "ماجيك سيز"، المملوكة لشركة يونانية وتبحر تحت علم ليبيريا. ووفقاً للتقارير، تسلّلت مجموعة حوثية مسلحة على متن السفينة ووضعت متفجرات فيها، قبل أن يتم إغراقها بالكامل، وتم إجلاء الطاقم المؤلف من 19 شخصاً وثلاثة حراس إلى جيبوتي. وتمثل هذه الهجمات أول عملية مميتة في الممر البحري منذ حزيران/ يونيو 2024، وتأتي بعد أشهر من الهدوء أعقبت اتفاقاً بين الحوثيين والولايات المتحدة في مايو لوقف إطلاق النار. وكانت الجماعة المدعومة من إيران قد شنت، بين تشرين الثاني/نوفمبر 2023 وكانون الأول/ديسمبر 2024، أكثر من 100 هجوم على سفن تجارية، قالت إنها تأتي تضامناً مع الفلسطينيين في غزة. وقال بيان مشترك صادر عن جمعيات الشحن العالمية: "لقد تعرضت هذه السفن للهجوم باستخفاف قاسٍ بحياة البحارة المدنيين الأبرياء، هذه المأساة تسلط الضوء على الحاجة إلى أن تحافظ الدول على الدعم القوي لحماية النقل البحري والممرات البحرية الحيوية". وأدت الهجمات إلى ارتفاع أسعار النفط، الأربعاء، إلى أعلى مستوياتها منذ 23 يونيو، وسط مخاوف متزايدة بشأن أمن الملاحة. ووفقًا لبيانات "لويدز ليست إنتليجنس"، تراجعت حركة العبور اليومي في مضيق باب المندب إلى 30 سفينة فقط في 8 تموز/يوليو، مقارنة بـ43 في مطلع الشهر نفسه. وكانت إسرائيل قد ردت، الأحد، بقصف جوي استهدف مواقع حوثية في ميناء الحديدة ومحطة كهرباء مجاورة، باستخدام أكثر من 20 طائرة مقاتلة، وذلك بعد تحذير السفن من التواجد في الموانئ اليمنية. وأفادت مصادر دبلوماسية بأن الحكومة اليونانية فتحت قنوات اتصال عاجلة مع المملكة العربية السعودية لبحث تداعيات الهجوم، فيما لم تصدر شركات تشغيل السفينتين أي تأكيد رسمي بشأن عدد القتلى أو المفقودين.

وتعيد هذه التطورات فتح ملف أمن البحر الأحمر والتفاهمات الإقليمية حوله، في ظل استمرار الحوثيين في إعلان منع الملاحة المرتبطة بإسرائيل، وسط غياب رد دولي فاعل، وتزايد الاعتماد على البعثات العسكرية الأوروبية لحماية الممرات البحرية.

 

لقاء ترامب نتنياهو: حل ثلاث نقاط خلافية بين "حماس" وإسرائيل

المدن/09 تموز/2025

بحث الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، للمرة الثانية، الجهود المبذولة لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن على مدى 90 دقيقة، انتهت بحسب المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، بحل ثلاث نقاط خلافية من أصل أربع في المفاوضات بين "حماس" وإسرائيل.

ونقل موقع "أكسيوس" الأميركي، عن مصدرين مطلعين أن ترامب ونتنياهو ناقشا خرائط انتشار الجيش الإسرائيلي، وهي إحدى النقاط المختلف عليها في المفاوضات للتوصل لوقف إطلاق النار، إذ تطالب "حماس" بالعودة إلى خطوط وقف إطلاق النار نفسها التي تم نقضها في آذار/مارس الماضي، وهو ما ترفضه إسرائيل. وذكر الموقع أنه لم يكن من المقرر أن يلتقي ترامب نتنياهو مجدداً أمس الثلاثاء، بعد لقائهما يوم الاثنين بالبيت الأبيض، لكن هذا الاجتماع الجديد وسط تفاؤل بالوصول إلى هدنة لمدة 60 يوماً في غزة. وذكر الرئيس ترامب خلال اجتماع لمجلس الوزراء، الثلاثاء، أنه سيلتقي نتنياهو لمناقشة الوضع في غزة، وقال: "علينا حل هذه القضية"، بينما تحدث المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، قائلاً: "جرى حل ثلاث نقاط خلافية من أصل أربع في المفاوضات بين إسرائيل وحماس"، مضيفاً أنه يأمل في التوصل إلى اتفاق في حلول نهاية الأسبوع". وقال "أكسيوس" إن النقطة الخلافية في المفاوضات هي "انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة"، وإن ترامب ونتنياهو ناقشا على مدار اليومين خريطة إعادة الانتشار. ووفقاً للموقع فقد تم حل النقاط الخلافية الأخرى وهي تتعلق بمن يتولى دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وأفاد نقلاً عن مصدر أن الطرفين اتفقا على أن تسلم المساعدات الإنسانية في مناطق غزة التي ينسحب منها الجيش الإسرائيلي من قبل منظمة الأمم المتحدة أو منظمات دولية غير تابعة لإسرائيل أو لـ"حماس". وأضاف "أكسيوس" أن "هذا يعني أن مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل لن تتمكن من توسيع عملياتها في غزة وقد تتراجع عن بعضها". أما الخلاف الخاص بمطالبة "حماس" بضمانة أميركية بعدم استئناف الحرب من جانب واحد بعد انتهاء وقف إطلاق النار، فأوضح الموقع نقلاً عن مصدر أنه تم حله، حيث "بعث ويتكوف برسالة إلى حماس يوم الاثنين عبر رجل الأعمال الفلسطيني الأميركي بشارة بحبح (وسيط في المفاوضات)، تفيد بأن ترامب ملتزم بتمديد وقف إطلاق النار إذا استمرت المفاوضات لإنهاء الحرب لمدة أكثر من 60 يوماً". وكان نتنياهو قد وصل مساء الثلاثاء إلى البيت الأبيض للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في اجتماع هو الثاني بينهما خلال 24 ساعة. يأتي ذلك فيما تتواصل  في العاصمة القطرية الدوحة مفاوضات غير مباشرة عبر وسطاء دوليين في محاولة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الأسرى.

 

 حماس توافق على إطلاق سراح 10 رهائن ضمن محادثات الهدنة

وكالات - أبوظبي/09 تموز/2025

قالت حركة حماس اليوم الأربعاء، إنها وافقت على إطلاق سراح عشرة رهائن في إطار الجهود المبذولة للتوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مشيرة إلى أن محادثات التهدئة الجارية "صعبة" بسبب "تعنت" إسرائيل. وأضافت الحركة أن محادثات وقف إطلاق النار الجارية تواجه عدة نقاط خلاف منها تدفق المساعدات وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع

 

نتنياهو: فرصة لهدنة 60 يوماً وإعادة نصف الرهائن

المدن/09 تموز/2025

ألمح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى احتمال التوصل إلى هدنة مؤقتة في قطاع غزة، مدتها 60 يوماً، مؤكداً أن "هناك فرصة جيدة لوقف إطلاق النار"، وذلك خلال مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" الأميركية أجراها أثناء زيارته الحالية إلى واشنطن، حيث يواجه ضغوطاً متزايدة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب المستمرة في القطاع. وقال نتنياهو إن وقف إطلاق النار سيشمل إعادة "نصف الرهائن الأحياء ونصف الجثامين"، مشيراً إلى أن المساعدات الإنسانية ستوزع خلال الهدنة بالتنسيق مع الأمم المتحدة، ووفق نظام أميركي-إسرائيلي يضمن عدم وصول المساعدات إلى حركة "حماس". وأضاف "لن نتخلى عن نظام توزيع المساعدات بعيداً عن حماس، هذه لحظة تاريخية فارقة". وفيما أبدى تشدداً تجاه الرأي العام المعارض في بلاده وفي الولايات المتحدة، وصف نتنياهو المظاهرات المناهضة لإسرائيل بأنها "حملة إعلامية لا تصمد أمام الواقع"، مدعياً أنها "تُدار من قبل قوى خارجية"، وأن "معظم الأميركيين لا يصدقون هراء الحرب العالمية الثالثة الصادر عن متطرفي السياسة الأميركية". من جهته، أكد وزير خارجية الاحتلال جدعون ساعر، أن "إسرائيل جادة بشأن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار في غزة"، مضيفاً أن وقفاً مؤقتاً يمكن أن يؤدي إلى تفاوض على وقف دائم. وقال من العاصمة السلوفاكية براتيسلافا: "إذا توصلنا لهدنة مؤقتة فسنتفاوض على وقف دائم لإطلاق النار"، مشدداً على أن "إيصال المساعدات لن يتم عبر حماس". في السياق ذاته، نقل موقع "أكسيوس" الأميركي عن مصدر مطلع، أن المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، بعث برسالة إلى حركة "حماس" عبر رجل الأعمال الفلسطيني الأميركي بشارة بحبح، أبدى فيها التزام إدارة ترامب بتمديد الهدنة المؤقتة في حال استمرت المفاوضات. وبحسب "أكسيوس"، فإن المفاوضات الجارية في الدوحة أحرزت تقدماً في ثلاث من أصل أربع قضايا خلافية، بينما بقي الخلاف الرئيسي حول انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة. وتطالب حماس بانسحاب القوات الإسرائيلية إلى ما قبل انهيار الهدنة في آذار/مارس الماضي، وهو ما ترفضه تل أبيب حتى اللحظة.  وتم التوافق، بحسب "أكسيوس"، على أن تتولى الأمم المتحدة أو منظمات دولية غير تابعة لحماس أو إسرائيل توزيع المساعدات في المناطق التي ينسحب منها الجيش الإسرائيلي. هذا الاتفاق قد يقيد "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة من أميركا وإسرائيل، والتي تواجه احتمال تقليص عملياتها لصالح آليات أممية أكثر قبولاً من قبل حماس. وتطالب "حماس" بضمانات واضحة بعدم استئناف القتال أثناء المفاوضات، وبأن تُدار المساعدات وفق النظام السابق، لضمان شفافيتها وعدم استخدامها سياسياً. تجدر الإشارة إلى أن المفاوضات الجديدة، التي بدأت مساء الأحد في الدوحة، تسعى إلى هدنة تمتد لشهرين، تطلق خلالها حماس سراح 10 محتجزين أحياء من الذين أُسروا في هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، مقابل إفراج إسرائيل عن معتقلين فلسطينيين، وفق مصادر فلسطينية مطلعة على المباحثات. ومن بين 251 رهينة احتجزوا خلال الهجوم، لا يزال 49 في غزة، بينهم 27 أعلنت إسرائيل وفاتهم. ويُعتقد أن نحو 20 رهينة ما زالوا على قيد الحياة. وعلى الصعيد الميداني، أفادت مصادر طبية في غزة، بسقوط 30 شهيداً جراء القصف الإسرائيلي منذ فجر اليوم الأربعاء. فيما أعلنت وزارة الصحة في القطاع، عن استشهاد 105 فلسطينيين وإصابة 530 آخرين في آخر 24 ساعة. وأوضحت الوزارة أن بين الضحايا 7 شهداء وأكثر من 57 إصابة من منتظري المساعدات، ليرتفع بذلك إجمالي شهداء "لقمة العيش" ممن وصلوا المستشفيات إلى 773 شهيداً وأكثر من 5 ألاف  و101 إصابة. وفي غضون ذلك، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تخطط لاحتجاز سكان قطاع غزة قسراً في معسكر اعتقال مغلق يقام فوق أنقاض مدينة رفح، واصفاً هذه الخطوة بأنها تصعيد خطير في سياق الإبادة الجماعية المتواصلة بحق الفلسطينيين. وأوضح المرصد أن الخطة الإسرائيلية، التي كشف عنها وزير الأمن يسرائيل كاتس، تقضي بنقل نحو 600 ألف فلسطيني إلى ما يسمى "منطقة إنسانية" بعد إخضاعهم لفحوصات أمنية صارمة، مع فرض قيود مشددة على حركتهم ومنعهم من مغادرة المنطقة. وأشار المرصد إلى أن هذه السياسة تمثل محاولة متعمدة لإفراغ قطاع غزة من سكانه الأصليين وفرض واقع ديموغرافي جديد بالقوة، محذراً من تداعياتها الكارثية على حقوق الإنسان والوضع الإنساني في القطاع.

 

القسام تشعل بالميدان.. عمليات نوعية ومحاولات أسر

المدن/09 تموز/2025

أعلنت كتائب "القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، عن تنفيذ عملية نوعية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي شرقي مدينة خانيونس، جنوبي قطاع غزة، تخللها اشتباك مباشر مع جنود الاحتلال ومحاولة أسر أحدهم قبل "الإجهاز عليه واغتنام سلاحه"، في ظل تصاعد وتيرة عمليات المقاومة في مختلف محاور القطاع.

فيما أكدت الولايات المتحدة وقطر لإسرائيل، أن خرائط الانسحاب التي قدمتها في المفاوضات غير مقبولة. وقالت "القسام" في بيان لها عبر "تلغرام"، إن "مجاهدينا تمكنوا صباح اليوم من الإغارة على تجمّع لجنود وآليات العدو في منطقة عبسان الكبيرة شرق خانيونس، حيث تم استهداف دبابة ميركافا وناقلة جند صهيونيتين بقذائف الياسين 105". وأضاف البيان أن مقاتلي "القسام" تقدموا بعد ذلك صوب الجنود، واشتبكوا معهم بالأسلحة الخفيفة، في محاولة لأسر أحدهم، لكن "الظروف الميدانية لم تسمح بذلك، فقاموا بالإجهاز عليه واغتنام سلاحه"، مشيرة إلى رصد هبوط مروحيات الاحتلال لإجلاء المصابين من الموقع.

 وأفصحت "القسام" عن ثلاث عمليات أخرى نفذها مقاتلوها خلال الأيام القليلة الماضية، من بينها استهداف دبابة "ميركافا" الجمعة الماضي، بعبوة شديدة الانفجار في منطقة عبسان الكبيرة، وجرافة عسكرية من نوع "D9" السبت الماضي في جباليا شمالي القطاع، بالإضافة إلى قصف حفار عسكري بداخله جنديان بقذيفة "آر. بي. جي" يوم أمس، في عبسان الكبيرة بخانيونس. وفجّرت كتائب "القسام" منزلاً مفخخاً مسبقاً في قوة راجلة إسرائيلية بحارة البيوك في وسط خانيونس، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، في 24 يونيو/ حزيران الماضي، كما تم استهداف جرافة "D9" بعبوة "شواظ" بمنطقة معن جنوبي المدينة، في اليوم نفسه.

 وفي موازاة عملية خانيونس، أعلنت "القسام" استهداف حفّار عسكري ودبابة "ميركافا" شرقي جباليا، في هجوم إضافي يعكس تنوع الجبهات التي تنشط فيها المقاومة الفلسطينية، من شمال القطاع إلى جنوبه. كما أقر جيش الاحتلال بمقتل خمسة من جنوده وإصابة 14 آخرين، في عمليتين منفصلتين للمقاومة، استهدفت إحداهما عناصر من وحدة "نيتسح يهودا" في لواء "كفير"، وهي من الوحدات الخاصة التي تنشط في الاجتياحات البرية. وتحدثت وسائل إعلام عبرية عن "حوادث أمنية صعبة واستثنائية" وقعت أثناء تلك العمليات، في بيت حانون شمالي القطاع. وفي تعليق على عملية بيت حانون التي قُتل فيها 5 جنود إسرائيليين، قال المتحدث العسكري باسم كتائب "القسام" أبو عبيدة، إن "عملية بيت حانون المركبة ضربةٌ إضافيةٌ لهيبة جيش الاحتلال الهزيل"، مضيفاً أن "معركة الاستنزاف التي يخوضها المجاهدون من شمال القطاع إلى جنوبه ستكبد العدو خسائر متواصلة"، وأشار إلى أن إنقاذ الجنود من بيت حانون "تم بأعجوبة، وقد لا يتكرر النجاح في المرات المقبلة". وفي السياق الإنساني، نفذت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات مكثفة فجر اليوم على منازل بحي التفاح شرقي مدينة غزة، ما أسفر عن استشهاد 39 فلسطينياً بينهم أطفال، ووجود عدد من المصابين والمفقودين تحت الأنقاض. وأكد الدفاع المدني في القطاع أن القصف المكثف يحول دون الوصول إلى المفقودين، وسط أزمة وقود خانقة تهدد بوقف خدمات الإنقاذ بشكل كامل.

 

حماس: نسعى لاتفاق شامل... ومرونة إسرائيلية مشروطة

المدن/10 تموز/2025

في ظل تصاعد الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب المستمرة على قطاع غزة، أكدت حركة "حماس" أنها تبذل جهوداً "مكثفة ومسؤولة" لإنجاح جولة المفاوضات الجارية في العاصمة القطرية الدوحة، مؤكدة سعيها إلى "اتفاق شامل ينهي العدوان، ويؤمّن دخول المساعدات، ويخفف المعاناة المتفاقمة في قطاع غزة".

وجددت الحركة في بيان رسمي تأكيدها على المرونة التي أبدتها خلال المفاوضات، مشيرة إلى موافقتها على إطلاق سراح عشرة أسرى في إطار حرصها على إنجاح المساعي الجارية. وأوضحت أن النقاط الجوهرية لا تزال قيد التفاوض، وعلى رأسها: تدفق المساعدات الإنسانية، وانسحاب الاحتلال من قطاع غزة، وتوفير ضمانات حقيقية لوقف دائم لإطلاق النار. وقال عضو المكتب السياسي لحركة "حماس"، باسم نعيم، في تصريح صحفي، إن الحركة معنية بـ"الوصول إلى وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب في أقرب وقت ممكن"، بينما أكد نائب الأمين العام لحركة "الجهاد الإسلامي"، محمد الهندي، أن المفاوضات "لم تحقق اختراقاً حقيقياً" حتى الآن، رغم ما وصفها بـ"المرونة الكبيرة" التي أبداها الوفد الفلسطيني بهدف "رفع الغبن عن قطاع غزة". وأوضح الهندي أن القضايا الأساسية في المفاوضات تتعلق بـ"انسحاب إسرائيل، إدخال المساعدات، وضمانات ما بعد وقف النار"، نافياً أن تكون حماس قد طرحت مسألة إدارة غزة في اليوم التالي للحرب.

وفي ذات الوقت، كشف موقع "أكسيوس" الأميركي أن مسؤولين كباراً من الولايات المتحدة وإسرائيل وقطر عقدوا محادثات سرية في البيت الأبيض خلال الأيام الماضية، بهدف تجاوز الخلافات الأساسية المتبقية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة. وشارك في الاجتماع كل من المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف، والمستشار الأعلى لرئيس الوزراء الإسرائيلي رون ديرمر، إلى جانب مسؤول قطري رفيع. وركز الاجتماع الثلاثي، وفقاً لمصادر مطلعة تحدثت لـ"أكسيوس"، على قضية إعادة انتشار الجيش الإسرائيلي في القطاع، حيث أبلغ ويتكوف والمسؤول القطري الجانب الإسرائيلي أن الخريطة التي اقترحتها إسرائيل للانسحاب غير مقبولة، وأوضح المسؤول القطري أن حماس سترفض على الأرجح تلك الخطة، محذراً من انهيار المفاوضات، ومطالباً بعدم تحميل الدوحة مسؤولية أي فشل محتمل.

في المقابل، جادل ديرمر بأن رئيس الوزراء نتنياهو يتعرض لضغوط شديدة من ائتلافه الحاكم لعدم تقديم تنازلات كبيرة. ونتيجة لذلك، قدمت إسرائيل خريطة معدلة تشمل انسحاباً أوسع للجيش من غزة، ما ساهم في تقدم كبير في المحادثات، وزيادة "ملحوظة" في فرص التوصل إلى اتفاق.

ورغم استمرار وجود بعض الفجوات، أكدت مصادر "أكسيوس" أن المفاوضات تسير حالياً في مسار إيجابي. وفي السياق ذاته، نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصدرين أن الولايات المتحدة وقطر أوضحتا لديرمر أن خرائط الانسحاب الإسرائيلية المقترحة غير مقبولة، في تأكيد إضافي على التباين القائم بين الطرفين بشأن شروط إنهاء الحرب. وعلى الجانب الإسرائيلي، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر مطلع أن تل أبيب أبدت "مرونة كبيرة" في المفاوضات الجارية، بما يشمل ملفات حساسة مثل محور موراغ جنوب القطاع. لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شدد على أن إسرائيل "ترغب في إبرام صفقة، ولكن ليس بأي ثمن"، مؤكداً تمسكه بـ"إنهاء حكم حماس في غزة". وفي تصريحات للصحفيين من واشنطن، قال نتنياهو: "أنا والرئيس ترامب متفقان على ضرورة إطلاق سراح الرهائن، وألا تشكل غزة تهديداً لإسرائيل، لن نطرد أحداً من غزة، فقط أعطينا السكان خيار الرحيل أو البقاء". وأكد نتنياهو أن لدى إسرائيل "استراتيجية أمنية مشتركة" مع واشنطن، تستند إلى "تنسيق كامل وليس ضغط"، مشيراً إلى أن الفلسطينيين "يجب أن يكون لديهم الحق في مغادرة غزة".

ووسط هذه التطورات، أفادت القناة 12 الإسرائيلية أن نتنياهو قد يعقد اجتماعاً إضافياً مع الرئيس الأميركي قبل مغادرته واشنطن، والمقررة مساء الخميس، فيما ذكرت صحيفة " يسرائيل هيوم" أن رئيس الوزراء يدرس تمديد زيارته حتى نهاية الأسبوع. وهذه هي الزيارة الثالثة لنتنياهو إلى الولايات المتحدة منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض لولاية ثانية. وتأتي هذه الزيارة تزامناً مع جولة المفاوضات غير المباشرة بين الوفدين الإسرائيلي والفلسطيني في الدوحة، والتي من المرتقب أن ينضم إليها المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف خلال الساعات المقبلة. من جهته، قال رئيس أركان جيش الاحتلال إيال زامير، إن "شروط إبرام اتفاق تبادل ووقف إطلاق النار في غزة تتوفر الآن"، مضيفاً أن المفاوضات الجارية قد تؤدي إلى اتفاق رغم استمرار العمليات العسكرية. وجاء موقف زامير في كلمة عمّمها جيش الاحتلال مساء الأربعاء، طالباً من وسائل الإعلام عدم نشرها قبل بثها، لكن بعض تفاصيلها سُربت للصحافة الإسرائيلية. أما وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، فأعرب عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى "صفقة تبادل وهدنة"، وقال خلال مؤتمر صحفي في سلوفاكيا: "إذا تم التوصل إلى هدنة مؤقتة، فسنتفاوض على وقف دائم لإطلاق النار". وفي هذا السياق، ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس أكدت تلقيها رسالة من البيت الأبيض تفيد بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب "يريد بشدة إنهاء الحرب على غزة"، ما يعكس رغبة متزايدة من إدارة ترامب بدفع المفاوضات نحو اتفاق نهائي.

 

باراك التقى الشرع: لا طريق أمام "قسد" إلا الذي يؤدي لدمشق

المدن/09 تموز/2025

استقبل الرئيس السوري أحمد الشرع، اليوم الأربعاء، المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توم بارك، بالتزامن مع وجود وفد من "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) في العاصمة دمشق، وسط سعي أميركي لوضع خارطة طريق لتطبيق اتفاق 10 آذار/مارس. وقال باراك بعد اللقاء، إن "هناك طريقاً واحداً فقط لا غير أمام قسد، وهو الذي يؤدي إلى دمشق"، لافتاً إلى أن الحكومة السورية أبدت "حماساً بشكل لا يُصدق" لضم "قسد" إلى مؤسساتها ضمن مبدأ "دولة واحدة، أمة واحدة، جيش واحد، حكومة واحدة". وتابع باراك، بحسب ما نقل عنه "تلفزيون سوريا"، أن "قسد بطيئة في الاستجابة والتفاوض والمضي قدما في هذا المسار". وأوضح أن "قسد تتباطأ في تنفيذ الاتفاق مع الحكومة السورية". وشدد على أن "الفدرالية غير ممكنة في سوريا"، مضيفاً أن "الأكراد شعب رائع ومذهل وجميل داخل دولهم". وقالت قناة "الإخبارية السورية" إن الشرع استقبل باراك والوفد المرافق له في قصر الشعب بدمشق، بحضور وزير الخارجية أسعد الشيباني، لبحث آفاق التعاون المشترك وتعزيز الحوار السياسي بين البلدين. وقالت وكالة "فرانس برس"، إن الحكومة السورية عقدت اجتماعاً مع وفد كردي يرأسه زعيم "قسد" مظلوم عبدي، بحضور باراك، في إطار تنفيذ الاتفاق الموقع بين عبدي والشرع في 10 آذار/مارس الماضي. وأوضحت الوكالة أن المباحثات في دمشق، تتضمن "مناقشة أربع ملفات رئيسية أولها شكل الدولة السورية وشكل العلاقة بين الإدارة الذاتية والحكومة في دمشق، بالإضافة إلى ملفي الاقتصاد والقوة العسكرية". ولم يُشر الإعلام الحكومي السوري إلى وجود عبدي في دمشق. وكان الشرع وعبدي قد وقّعا اتفاقاً في 10 آذار/مارس الماضي، تضمن عدداً من البنود، كان أبرزها دمج مؤسسات شمال شرق سوريا، العسكرية والمدنية، ضمن الدولة السورية، إلى جانب تسليم حقول النفط والغاز إلى الحكومة السورية، وسط تباين بين الجانبين بشأن تطبيق بنود الاتفاق وتوقيت تنفيذها. في غضون ذلك، نقل موقع العربي الجديد" عن مصدر إعلامي سوري، قوله إن الشرع والفريق السوري، التقيا الوفد الأميركي الذي ضم ستة أشخاص على رأسهم باراك، بعد مباحثات بين الطرفين في قصر تشرين، تتعلق باتفاق آذار. وأوضح المصدر أن التفاهم ما بين الحكومة السورية و"قسد" كان محور اجتماعات اليوم، لا سيما مع وجود وفد من "قسد" و"الإدارة الذاتية" في دمشق، لافتاً إلى وجود سعي أميركي لوضع خريطة طريق فعلية بهدف تطبيق الاتفاق. وقال مصدر مقرب من الإدارة الذاتية، إن الملفات الرئيسة التي كانت مطروحة للحوار، هي اتفاقية آذار ما بين الشرع وعبدي، وتحديداً معوقات تطبيقها والعراقيل والأسباب. كما طُرحت مسألة توقيف عدد من أعضاء وفد حزب الاتحاد الديمقراطي الذي زار دمشق في فترة سابقة، حيث اتّهم الحزب، الحكومة السورية باعتقال عدد من أعضائه. كما ستتناول المباحثات، مسألة الوفد الكردي المشترك الذي كان من المقرر له لقاء الرئيس الشرع، وفق مصدر الصحيفة.

 

ناشط سوري بالكنيست: الشرع وصف التطبيع بأنه "فرصة لا تتكرر"

المدن/09 تموز/2025

زعم الناشط السوري شادي مارتيني، أن الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، وصف التحرك نحو التطبيع مع إسرائيل بأنه "فرصة لا تتكرر إلا كل مئة عام"، وذلك خلال لقاء جمعها قبل أسبوعين. جاء ذلك خلال زيارة مارتيني إلى إسرائيل، اليوم الأربعاء، ومشاركته في جلسة للكنيست الإسرائيلي، إلى جانب الإعلامي السعودي المقيم في الإمارات، عبد العزيز الخميس. وقال موقع "واللا" العبري، إن مارتيني قام بزيارة "غير اعتيادية" إلى الكنيست الإسرائيلي، وشارك في في جلسة نظمها "اللوبي لدعم تسوية أمنية إقليمية"، الذي يهدف إلى إقامة "لوبي"، ينشط من أجل تعزيز "حل إقليمي" بين الدول العربية وإسرائيل.

وأشار الموقع في تقرير، إلى أن زيارة مارتيني، تأتي في خضم زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لواشنطن والتصريحات "المتفائلة" بشأن إمكانية توسيع نطاق "اتفاقيات أبراهام" (اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل). وزعم مارتيني خلال كلمة له في مؤتمر الكنيست، أنه التقى مطولاً مع الشرع قبل أسبوعين، ودار خلال اللقاء الكثير من النقاش حول إسرائيل.  ونقل الناشط عن الرئيس السوري قوله: "هناك فرص كهذه في الشرق الأوسط، لا تتكرر إلا مرة واحدة كل قرن، لكنها لن تكون متاحة دائما. فلنغتنم هذه الفرصة، لا أن نضيعها، لأنني أريد أن يكبر الأطفال الإسرائيليون والسوريون والسعوديون والفلسطينيون والأردنيون على أمل"، على حد زعم مارتيني، ووفق ما نقله الموقع العبري. وعلى حد زعم موقع "تايمز أوف إسرائيل"، فإن مارتيني هو رجل أعمال وناشط سوري، وكان رئيس "منظمة التحالف الأديان"، والتي كانت ضمن "تحالف المنظمات السورية في أميركا" لسنوات، لافتةً إلى مارتيني باللغة الإنجليزية عن "الفرص الجديدة للتعاون" بين إسرائيل والحكومة السورية الجديدة. وزعم مارتيني أنه التقى رفقة القسيس جوني مور والحاخام ابراهام كوبر، الشرع، لمدة ساعتين، "وكانت إسرائيل المحور الأساسي في النقاش". وقال إن الهجمات الإسرائيلية على حزب الله في 2024، واغتيال أمين عام الحزب حسن نصر الله، "كانت من الأحداث الحاسمة التي سمحت لقوى المعارضة السورية بإسقاط النظام السوري بسرعة" في 8 كانون الأول/ديسمبر الماضي. وأضاف "بالنسبة لنا كسوريين، كنا سعداء جداً بما فعلته إسرائيل، لقد قدّرنا ذلك كثيراً. لكن هذا الشعور تغيّر بسبب النشاط العسكري الإسرائيلي الواسع داخل سوريا بعد سقوط بشار الأسد".

كما "انتقد" قيام القوات الإسرائيلية بمنع المزارعين السوريين من الوصول إلى أراضيهم في الجانب السوري من الجولان، حسبما نقل الموقع العبري. وتابع مارتيني أنه تربّى على "صور نمطية سلبية قوية" عن الإسرائيليين، وكان "مندهشاً عندما تواصل بعض الإسرائيليين معه وساعدوه هو وعائلته خلال الحرب" السورية، فيما وصف هجوم المقاومة الفلسطينية في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، بـ"المجزرة" و"المأساة الكبير". وقال "واللا" إن المؤتمر الذي احتضنه الكنيست، يتناول "الفرص الإقليمية" في أعقاب الحرب على غزة والمواجهات مع إيران. ونقل الموقع عن الخميس قوله خلال المؤتمر: "لنكن واضحين، من الرياض إلى أبو ظبي، الرسالة لا تتعلق بمن انتصر في الحرب، بل بما يليها. هناك إرهاق في الخليج من الحروب والطوارئ. هناك توق إلى الاستقرار والشراكة". وأضاف الإعلامي السعودي "نتساءل: هل تستطيع إسرائيل الانتقال من مرحلة القوة إلى عصر الشراكة وتحقيق ردعها العسكري، وهو موجود بالتأكيد، لتحقيق النجاح السياسي؟"، على حد تعبيره. وتابع الخميس أن القضية الفلسطينية وإنهاء الحرب في غزة "قضيتان جوهريتان" بالنسبة للسعودية، مضيفاً أنه "لا يمكننا قبول وضع يسجن فيه الناس في غزة. نهج السعودية ليس محلياً، بل إقليمياً (...) يجب إقامة دولة فلسطينية لامركزية، مع التزام إسرائيلي واضح ليس فقط بالأمن، بل أيضا بالتعايش". وقال إن "هذه ليست مطالب كبيرة، بل هي الحد الأدنى والمطلب الإنساني. إذا انتهزت إسرائيل الفرصة لتعميق الاحتلال وإذلال غزة، فلن تخسر السعودية فحسب، بل العالم العربي بأسره. أرجوكم حولوا مزايا الساحة الحديدية إلى جسر أمل".

 

تحرير الشام خارج قوائم الإرهاب: قرار محفوف بالمخاطر

مهيب الرفاعي/09 تموز/2025

منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، برزت "جبهة النصرة" كأحد أقوى الفاعلين الجهاديين، بوصفها فرعاً لتنظيم القاعدة في سوريا. ومع تعقّد المشهد السياسي والعسكري، شرعت الجبهة تدريجياً في فك ارتباطها بالقاعدة، وصولاً إلى إعلان "هيئة تحرير الشام" عام 2017، في محاولة لإعادة التموضع محلياً وتحسين صورتها دولياً. ورغم هذا التحول، بقيت الهيئة مدرجة على قوائم الإرهاب الأميركية منذ 2018. ومع صعود "طالبان" في أفغانستان، بدأت الهيئة بمغازلة الغرب، ساعيةً إلى شرعنة وجودها في إدلب عبر نموذج حوكمة أكثر قبولاً دولياً. لكن سقوط نظام الأسد أواخر 2024 دفع واشنطن لإعادة تقييم علاقتها مع الهيئة، وسط نقاش حول جدوى تصنيفها كمنظمة إرهابية، لا سيما بعد إلغاء مكافأة القبض على قائدها أبو محمد الجولاني (الرئيس أحمد الشرع). تمثّل التحول الأبرز في مسار الهيئة ببروزها كسلطة فعلية في سوريا، بعد قيادتها عملية "ردع العدوان"، وما تلاها من تأسيس حكومة تسيطر على معظم المناطق السورية (عدا مناطق قسد). وتدير الهيئة هذه المناطق بما يشبه "حكماً انتقالياً"، مع تركيز متزايد على الشأن السوري وتراجع واضح عن خطاب الجهاد العالمي.  تكمن الدوافع الأميركية لمراجعة تصنيف الهيئة كمنظمة إرهابية في تغيير النظرة العالمية تجاه سوريا عموماً، وتجاه أعضاء "تحرير الشام"، خصوصاً بعد النجاح الذي حققوه في سوريا منذ كانون الأول/ديسمبر 2024. ويمكن قراءة هذه الدوافع في مسارات كما يلي: الاعتراف الضمني من قبل عدد من المؤسسات الأميركية بأن الهيئة لم تعد تمثل تهديداً جهادياً عابراً للحدود، ولم تعد تتبنى مشروع القاعدة العالمي، بل دخلت في مواجهة فعلية مع تنظيم "داعش" وبعض الفصائل الجهادية المتطرفة الأخرى؛ وهذا ما يساعد واشنطن في نظريتها حول الحرب على الإرهاب بوجود حليف شرق أوسطي جديد يعلم حقيقة هذه التنظيمات وملفاتها الخفية وطريقة عملها. وتبعاً لذلك، يرى خبراء قانونيون أن الهيئة لم تعد تستوفي الشروط التي تفرضها القوانين الأميركية لتصنيف أي كيان كمنظمة إرهابية أجنبية، خصوصاً إذا لم يُثبت ضلوعه في عمليات إرهابية ضد الولايات المتحدة أو مصالحها. لو استمر تصنيف الهيئة في قائمة المنظمات الإرهابية، سيحمل هذا آثاراً قانونية معقدة، إذ يقيّد عمل منظمات الإغاثة، ويمنع الجهات الدولية من تقديم أي نوع من المساعدات الإنسانية أو الاستثمار في سوريا، ويعرقل فرص التطوير الاقتصادي وإعادة الإعمار، مما يفاقم من معاناة المدنيين. في هذا السياق، تبدو واشنطن معنية بإزالة تلك العقبات الإدارية لتفعيل قنوات الدعم، وتوسيع الحضور الدولي لسوريا، باعتبارها جزءاً من ترتيبات الاستقرار في المنطقة الجديدة؛ لاسيما بعد تصريحات ترامب المستمرة بشأن إعطاء سوريا فرصة جديدة عبر رفع العقوبات وعليهم الاستفادة منها. القوانين الأميركية تُجرّم أي تواصل مباشر أو غير مباشر مع الكيانات المصنفة إرهابياً، وبالتالي فإن رفع التصنيف يهدف إلى إزالة هذه العوائق، وفتح المجال أمام الدعم الإنساني والاقتصادي العاجل في سوريا ما بعد الحرب.

يتمثل البعد السياسي الإقليمي لهذا القرار في مساعي الإدارة الأميركية إلى بناء مداخل جديدة للتأثير في الملف السوري، في ظل انكفاء الدور الروسي وكف يد إيران من سوريا بعد تلقيها ضربات قاسية. وبهذا المعنى، فإن الانفتاح على "هيئة تحرير الشام" يُعد خطوة براغماتية في سياق إعادة رسم التوازنات في سوريا، واستباق مساعي قوى إقليمية كتركيا أو حتى الخليج العربي لملء الفراغ.

ثم إن مرحلة الانفتاح على إسرائيل والسير في ملف التطبيع ، يحتاجان وجود جسد نظامي في سوريا، غير خاضع لأية عقوبات أو تصنيفات عالمية من شأنها أن تعرقل هذا المسار. تبدو الإدارة الجديدة في سوريا أقرب إلى التطبيع مع إسرائيل، في ظل الحديث عن مفاوضات ولقاءات بين مسؤولين سوريين وإسرائيليين بحضور وسطاء لإعادة رسم معالم العلاقة بين تل أبيب ودمشق؛ بعد زيادة وتيرة العمليات الإسرائيلية والاقتحامات في جنوب سوريا، ووجود ضغط دولي لانضمام سوريا إلى حلف "اتفاقيات ابراهام". لكن هذا لن يتم في حال بقيت الهيئة مصنفة على لائحة الإرهاب، ما ينعكس على الجبهة الداخلية ويضعف الحجة في التطبيع مع من يصفهم الاعلام العبري بـ"الإرهابيين". لكن البعد الإقليمي لقرار رفع الهيئة من قائمة الإرهاب، يبدو أكثر حساسية وتأثيراً. فمن اللافت أن النظام الجديد في دمشق، المنبثق عن "هيئة تحرير الشام"، لم يُظهر عداءً صريحاً تجاه إسرائيل، بل اعتمد سياسة الصمت أو الحذر في التعامل مع الضربات الإسرائيلية التي تلت سقوط انظام، ولم يُبدِ أية تفاعلات مقاربة ضد عمليات التوغل والاعتقالات التي طاولت شباناً سوريين في قرى القنيطرة أو ريف دمشق، وهذا التوجّه يُفسَّر في واشنطن كإشارة براغماتية إيجابية قد تُسهم في إعادة هيكلة العلاقات السورية-الإسرائيلية على المدى البعيد، أو على الأقل تقليص التوترات العسكرية في الجبهة الشمالية لإسرائيل. إضافة إلى ذلك، لعبت الإدارة السورية الجديدة دوراً مهماً في تحجيم نفوذ حزب الله والميليشيات الإيرانية داخل الأراضي السورية، ومنع استخدام الأراضي السورية كممر عسكري إلى لبنان، وتقويض الحركات الإسلامية الأخرى في المنطقة، إما عبر محاربتها مباشرة أو عبر قطع طرق الإمداد لها عبر خلايا نائمة أو عاملة في سوريا؛ الأمر الذي يعزّز من مكانة الهيئة لدى صناع القرار في الولايات المتحدة والخليج. فمثل هذا التحول يخدم أولويات السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، الساعية إلى تقليص نفوذ طهران، وتحصين الجبهة الشمالية لإسرائيل، وتعزيز أمن الأردن.

 يبقى الأمر محفوفاً بالمخاطر، نظراً لطبيعة الحذر التي تتسم بها المؤسسات الأمنية الأميركية، خصوصاً تجاه تنظيم له سجل طويل في العمل المسلح وتقارير بانتهاكات ضد المدنيين قبل وبعد سقوط نظام الأسد. كما أن منح شرعية دولية لتنظيم يُتهم بالحكم السلطوي وبارتكاب انتهاكات دون ضمانات واضحة أو عمل شفاف للجان تقصي الحقائق، يتعارض مع القيم التي ترفعها واشنطن. وتزيد التوترات الطائفية والدينية في مناطق سيطرة الهيئة، خصوصاً تجاه الأقليات، من صعوبة دمجها كقوة سياسية جامعة تمثل كل السوريين، في ظل شكوك حول التزامها بالتعددية والانفتاح. إلا أن هذا السيناريو، رغم إغرائه للعديد من العواصم، يبقى رهين سلوك الهيئة في المرحلة المقبلة. فاستمرار الخطاب المعتدل يجب أن يترافق مع إصلاح حقيقي في البنية السياسية، وإشارات ملموسة على الانفتاح، وقبول الآخر، ورفض العودة إلى النهج الإقصائي أو العنف الديني. كما يتوجب على الهيئة أن تثبت قدرتها على ضبط الفصائل المتشددة، ومنع تجدد نشاط الجهاديين الأجانب أو المحليين على أراضيها. يمكن القول إن توجه واشنطن لرفع "هيئة تحرير الشام" من قائمة الإرهاب ليس مجرد قرار قانوني تقني، بل هو جزء من مقاربة استراتيجية جديدة في الشرق الأوسط، تعكس براغماتية متزايدة في التعامل مع الواقع السوري، وتفتح نافذة لإعادة هندسة التوازنات الإقليمية بما يخدم مصالح الولايات المتحدة وشركائها. لكنه رهان محفوف بالمخاطر، يتطلب تدقيقاً متواصلاً، وشروطاً واضحة، وآليات مراقبة صارمة لضمان عدم انزلاق التجربة نحو إعادة إنتاج التطرف في ثوب سياسي جديد.

 

سوريا تُعيد رسم اقتصادها: صناديق سيادية وحوافز للمستثمرين

المدن/10 تموز/2025

أصدر الرئيس السوري أحمد الشرع ثلاثة مراسيم اقتصادية متتالية، تضمنت إحداث صندوقين سيادي وتنموي مستقلين، وتعديلات وُصفت بالمحفّزة على قانون الاستثمار. وتعدّ هذه الخطوات بمثابة تحوّل نوعي في هندسة السياسات الاقتصادية الرسمية، عبر إعادة تعريف دور الدولة كمستثمر وشريك، لا كممول مباشر فقط، وفتح المجال أمام القطاع الخاص والمبادرات الوطنية والدولية. بموجب المرسوم 112 لعام 2025، تم إحداث صندوق التنمية كمؤسسة ذات طابع اقتصادي تتمتع بالشخصية الاعتبارية والاستقلال المالي والإداري، وترتبط برئاسة الجمهورية. ويهدف الصندوق إلى دعم مشاريع إعادة الإعمار والبنية التحتية، خصوصًا في المناطق المتضررة، من خلال أدوات تمويلية غير تقليدية تشمل التبرعات المحلية والدولية، والهبات، والإعانات، دون تحميل الخزينة العامة أعباء إضافية. وفي تصريح لـ "المدن"، يرى الباحث الاقتصادي الدكتور علي محمد أن المرسوم يشكل "خطوة استراتيجية نحو بناء ذراع تمويلية مستقلة وفعالة للدولة السورية في مرحلة ما بعد الحرب"، ويشير إلى أن "الصندوق ليس مجرد مؤسسة بيروقراطية، بل هيئة تنفيذية مستقلة لها شخصية قانونية واضحة، ما يضمن لها العمل بأدوات القطاع الخاص في التنفيذ، بعيداً عن الإبطاء والإعاقة المؤسسية". ويضيف محمد  أن المرسوم يتميّز بـ"هيكلية إدارية دقيقة تشمل مجلس إدارة، ومديراً عاماً، وتفويضات واضحة الصلاحيات"، كما أن النصّ على إمكانية الاستعانة بشركات تدقيق خارجية ورفع تقارير دورية للرئاسة يعكس "جدية الرقابة وشفافية الأداء". في السياق، يلفت محمد، إلى أهمية تبني فكرة القرض الحسن كآلية تمويل ضمن الصندوق، بوصفها أداة ذات بُعد اجتماعي واقتصادي تستند إلى منطق التمويل الإسلامي، وتهدف لدعم مشاريع حيوية دون فرض فوائد مالية، وهو ما يعطي بعدًا تنموياً جديداً يتناسب مع التحديات الاقتصادية والاجتماعية الحالية في البلاد. المرسوم رقم (113) نص على إحداث الصندوق السيادي للجمهورية العربية السورية، ككيان استثماري مملوك من الدولة يُدار بطريقة مستقلة ومهنية، بهدف تحفيز النمو الاقتصادي من خلال استثمار الفوائض المالية والأصول العامة الراكدة، وتحويلها إلى أدوات إنتاجية مباشرة ضمن السوق المحلية أو على مستوى الاستثمارات الخارجية. يعتبررئيس المنتدى الاقتصادي السوري عماد غريواتي، والصناعي محمد الشاعر، أن الصندوق يمثل نقلة نوعية في الفكر الاقتصادي الرسمي، حيث "يوفر للدولة فرصة الدخول في مشاريع استراتيجية كطرف شريك، دون اللجوء إلى أدوات الدين أو الاقتراض الخارجي"، مؤكدين أن "وظيفته تشبه شركة قابضة وطنية، لكنه لا يحمّل المالية العامة أعباء أو التزامات مباشرة". ويوضحان في تصريح لـ "المدن"، أن الصندوق يشكل منصة تنظيمية لاحتضان المبادرات الفردية والمشتتة ضمن كيان مؤسسي، مع الإشارة إلى ما نادى إليه الصناعيون ورجال الأعمال مراراً، بإنشاء مظلة موحدة تتيح لهم الاستثمار الآمن في مشاريع وطنية. وعليه يصف غريواتي والشاعر، هذا الصندوق بأنه قد يكون "الأداة المنتظرة لتجميع الطاقات ورأس المال السوري المغترب والمحلي، وتحويلها إلى قيمة إنتاجية فعلية". كذلك، يتفق غريواتي والشاعر، على أن نجاح الصندوق مرهون بإدارته المهنية، وشفافيته في الاختيار، والوضوح في التوجّه التنموي، خاصة إذا تم تحديد أولوياته وفقاً لحاجات الاقتصاد المحلي والقطاعات المنتجة. من جهته، يعتبر الباحث الاقتصادي الدكتور علي محمد، أن إنشاء الصندوق السيادي يمثل "واحداً من أخطر الأدوات التي يمكن أن تُحدث تحولاً نوعياً في إدارة أصول الدولة"، ويشير إلى أن الصندوق يعتمد على نموذج استثماري عالمي يقوم على إدارة الأصول غير المستثمرة حالياً، وتحقيق عوائد مالية مستدامة للدولة، من خلال مشاريع استراتيجية طويلة الأجل.

ويوضح محمد لـ "المدن"، أن المرسوم يضمن للصندوق هوية قانونية مستقلة، تمكنه من التصرف بحرية في الأصول الحكومية، بعيداً عن الروتين الإداري، كما ينصّ على تشكيل مجلس إدارة بمرسوم رئاسي، واعتماد تقارير رقابية دورية تُرفع مباشرة إلى رئاسة الجمهورية، ما يوفّر أعلى مستويات الشفافية المؤسسية، بحسب تعبيره. كذلك، يؤكد محمد أن الصندوق "يستلهم من تجارب عالمية ناجحة كصناديق النرويج والسعودية والإمارات"، منوهاً بأن الهدف الأساسي للصندوق في الحالة السورية هو تحفيز الإنتاج الوطني وتفعيل الموارد المعطّلة، سواء عبر ضخ استثمارات مباشرة في مؤسسات قائمة أو دعم مشاريع جديدة، بما يخلق دينامية اقتصادية طويلة الأمد. في السياق، أصدر الرئيس الشرع المرسوم رقم 114 لعام 2025 القاضي بتعديل بعض مواد قانون الاستثمار رقم 18 لعام 2021، حيث أدخل المرسوم سلسلة من التعديلات التي وُصفت بأنها "ضمانات إضافية" و"محفزات مشجعة" للمستثمرين، خصوصاً في مجالات الإعفاءات، والملكية، والتشريعات الناظمة. الخبير المالي والمصرفي أنس الفيومي اعتبر في تصريح لـ "المدن"، أن التعديلات جاءت لتلبي مطالب جوهرية لطالما طُرحت من قبل المستثمرين السوريين والعرب، وعلى رأسها موضوع الضمانات الدستورية والتشريعية، مشيرًا إلى أن "النص على إشراف رئاسي مباشر في مواد القانون يعزز الثقة بالبيئة القانونية للاستثمار". ويضيف الفيومي أن المرسوم رفع نسبة الإعفاء الضريبي من 75٪ إلى 80٪، وهي نسبة كبيرة في ظل المنافسة الإقليمية، كما شمل التعديل المشاريع الصحية التي كانت مغفلة سابقاً، إضافة إلى الاستثمار في البنى التحتية، وهو توجه ضروري لإعادة تأهيل المناطق المتضررة. ويلفت أيضاً إلى أن أحد البنود الأكثر جذبًا هو تعديل آلية تحويل أجور العاملين الأجانب، حيث أصبح بالإمكان تحويل كامل أجورهم وتعويضاتهم إلى الخارج عبر القنوات المصرفية، بعد أن كانت النسبة محددة بـ 50٪، ما يساهم في تسهيل تشغيل الخبرات الأجنبية. كذلك يشير الفيومي، إلى أن التعديل عالج نقطة محورية تتعلق بوضوح الالتزامات الضريبية، حيث نص على أن "أي مشروع حاصل على ترخيص لا يخضع لضرائب أو تعليمات جديدة لاحقة"، وهو ما يمنح المستثمر يقيناً مالياً على المدى الطويل. في السياق، شملت التعديلات التحكيم كخيار قانوني لفض النزاعات، وتوسيع الحوافز الجمركية لتشمل إمكانية استخدام المعدات والتجهيزات الممولة للمشروع في أكثر من مجال أو حتى تأجيرها أو المشاركة بها في مشاريع أخرى، ما يمنح المستثمرين مرونة أكبر في إدارة أصولهم، وفقاً للفيومي، الذي يعتبر أن المرسوم يعكس رغبة واضحة بإعادة جذب رؤوس الأموال السورية المهاجرة، وتهيئة بيئة قانونية وتنفيذية تشجع على إطلاق مشاريع استراتيجية في المرحلة القادمة من إعادة الإعمار والتنمية.

 

عبدي في دمشق.. بدفع من التحالف الدولي

المدن/09 تموز/2025

نقلت صحيفة "العربي الجديد" عن مصادر أن زعيم "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) وصل إلى العاصمة دمشق، للتباحث مع الإدارة السورية الجديدة، حول الاتفاق الموقّع في آذار/مارس الماضي، مع الرئيس السوري أحمد الشرع. وأوضحت المصادر أن عبدي وصل إلى دمشق، مساء أمس الثلاثاء، على رأس وفد يضم شخصيات من "قسد" وجناحها السياسي، مجلس سوريا الديمقراطية (مسد)، للتباحث حول تنفيذ اتفاق المبادئ الموقّع مع الشرع . ولفتت إلى أن الزيارة جاءت بدفع من التحالف الدولي ضد "داعش"، الداعم الرئيسي لهذه القوات، مشيرة إلى أن العراقيل التي تقف حائلًا دون تنفيذ الاتفاق، الذي وُصف بـ"التاريخي" في حينه، تتصدر أجندة النقاش بين الجانبين. وتأتي زيارة عبدي في وقت تدور فيها الشكوك حول إمكانية تطبيع البنود الموقّعة بين عبدي والشرع، بموجب اتفاق آذار/مارس الماضي، حتى نهاية العام الجاري 2025. وينص الاتفاق بأبرز بنوده، على دمج المؤسسات العسكرية والمدنية في شمال شرق سوريا، بالدولة السورية، وتسليم الحكومة السورية حقول النفط والمعابر. وعلى الرغم من عقد اجتماعات للجان المشتركة المشكّلة من الجانبين، والمعنية بتنفيذ بنود الاتفاق، إلا أن بنوده الرئيسية، ما زالت تراوح في المكان، لاسيما بشأن دمج قوات "قسد" بالجيش السوري، وتسليم حقول النفط للدولة السورية. اتفاق عبدي- الشرع، جرى بدفع من الولايات المتحدة الداعم الرئيسي لـ"قسد" في إطار مهمة مكافحة ظهور تنظيم "داعش" ، كما يبدو أن واشنطن تدفع نحو تنفيذ هذا الاتفاق للحؤول دون الصدام بين الجانبين. وظهرت أولى بوادر الخلاف بين الجانبين حول الاتفاق، عندما تم عقد اجتماع الأحزاب الكردية في نيسان/إبريل الماضي، والذي خرج باتفاق على مطالبة الحكومة السورية باللامركزية كشكل لحكم مناطق شمال شرق سوريا، وهو ما اعتبرته  دمشق، دعوة للانقسام، مؤكدةً رفضها أي محاولات "لفرض واقع تقسيمي أو إنشاء كيانات منفصلة بمسميات الفيدرالية أو الإدارة الذاتية من دون توافق وطني شامل". وعلى الرغم من الحساسية بين الجانبين حول نتائج المؤتمر، إلا أن عبدي عاد ليؤكد أن اتفاق آذار/مارس،  ما زال قائماً ويحظى بالتزام الطرفين"، مجدداً في الوقت ذاته، تمسكه باللامركزية. وقال إن "قسد" تحاول الحفاظ على المكتسبات التي "تم تحقيقها بالدم"، مؤكداً أن اللامركزية لا تعني التقسيم، إنما "شعب هذه المنطقة يريد أن يدير الهيئات التابعة له"، كما أشار إلى أن تجنبه استخدام مصطلح "الفيدرالية" لأن الاتفاق مع الشرع لا يتضمن هذا المفهوم.

 

الحكومة السورية غداة المحادثات مع "قسد": الرهان على الانفصال خاسر

المدن/10 تموز/2025

أكدت الحكومة السورية تمسكها الثابت بوحدة سوريا، ورفضها بشكل قاطع لأي شكل من أشكال التقسيم أو الفيدرالية، معربةً عن ترحيبها بانضمام المقاتلين السوريين من "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) إلى الجيش السوري الجديد. جاء ذلك في بيان للحكومة السورية نقلته وكالة "سانا" السورية الرسمية، عقب محادثات، الأربعاء، في دمشق، مع وفد من قسد" والإدارة الذاتية"، تتعلق بتطبيق اتفاق آذار/مارس. وقال البيان إن الحكومة السورية تؤكد ترحيبها بأي مسار من شأنه تعزيز وحدة وسلامة الأراضي السورية، وتشكر الجهود الأمريكية المبذولة في رعاية تنفيذ هذا الاتفاق، "انطلاقاً من الحرص على استقرار البلاد ووحدة شعبها". وأضاف أن الدولة السورية تجدد تمسكها الثابت بمبدأ "سوريا واحدة، جيش واحد، حكومة واحدة"، كما ترفض رفضاً قاطعاً أي شكل من أشكال التقسـيم أو "الفـدرلة" التي تتعارض مع سيادة ووحدة سوريا. ووصفت الحكومة في بيانها، الجيش السوري بأنه "المؤسسة الوطنية الجامعة لكل أبناء الوطن"، كما أعربت عن ترحيبها بانضمام المقاتلين السوريين من "قسد" إلى صفوفه، ضمن الأطر الدستورية والقانونية المعتمدة. وفيما أبدت الحكومة تفهمها لما وصفته "التحديات" التي تواجه بعض الأطراف في قسد، حذّرت من أن أي تأخير في تنفيذ الاتفاقات الموقعة "لا يخدم المصلحة الوطنية، ويعقّد المشهد، ويُعيق جهود إعادة الأمن والاستقرار إلى جميع المناطق السورية". وأكدت الحكومة ضرورة عودة مؤسسات الدولة الرسمية إلى شمال شرق البلاد، بما في ذلك مؤسسات الخدمات والصحة والتعليم والإدارة المحلية، بهدف ضمان تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين، وإنهاء حالة الفراغ الإداري، وتعزيز الاستقرار المجتمعي. وقالت إن "التجارب أثبتت أن الرهان على المشاريع الانفصالية أو الأجندات الخارجية هو رهان خاسر"، داعيةً إلى العودة للهوية الوطنية الجامعة والانخراط في مشروع الدولة الوطنية السورية الجامعة، حسب وصفها. كما أكدت أن المكون الكردي كان ولايزال جزءاً أصيلاً من النسيج السوري المتنوع، وأن حقوق جميع السوريين، بمختلف انتماءاتهم، تُصان وتُحترم ضمن مؤسسات الدولة، وليس خارجها. وختمت الحكومة السورية بيانها، بدعوة جميع القوى الوطنية إلى توحيد الصفوف والعمل المشترك "تحت راية الوطن بعيداً عن المصالح الضيقة أو التدخلات الخارجية، وصولاً إلى سوريا آمنة، موحدة، مستقلة وذات سيادة كاملة على أراضيها". وشهدت العاصمة دمشق، الأربعاء، محادثات بين الحكومة السورية ووفد يمثّل "قسد" و"الإدارة الذاتية"، تتعلق بتنفيذ اتفاق آذار/مارس، بمشاركة من وفد أميركي يرؤسه المبعوث الخاص الى سوريا توم باراك.

 

صناعة النسيج السورية: تنهض أم تنهار تحت ضغط الإغراق؟

دمشق - رهام علي/المدن/10 تموز/2025

كانت صناعة النسيج في سوريا على مدى عقود من الأعمدة الأساسية للاقتصاد الوطني. لكنها اليوم تواجه تحديات كبيرة تهدد وجودها في الأسواق المحلية والخارجية، ما أثار نقاشًا واسعًا بين المسؤولين والمصنعين حول أهمية دعم هذه الصناعة وحمايتها من موجة الإغراق التي تضرب السوق المحلية.

يؤكد مدير المؤسسة العامة للنسيج الدكتور عماد علي في تصريح لـ"المدن"، أن الصناعات النسيجية المحلية تتأثر بشكل كبير بسبب تدفق المنتجات المستوردة، ويشير إلى أن المشكلة لا تقتصر على قطاع الملابس فقط، بل تشمل صناعات أخرى مثل الغذائية. كذلك يوضح علي، أن الحكومة تتخذ إجراءات عدة لمواجهة التحديات، منها مكافحة التهريب، والتعامل مع البضائع الرديئة القادمة من مخزونات قديمة، والعمل على مواجهة المنتجات المنافسة. ويلفت مدير المؤسسة العامة للنسيج، إلى أن الوزارة عقدت لقاءات مع الصناعيين المتضررين، وخلصت إلى حلول رئيسية تتمثل في تخفيض تكلفة الإنتاج، خصوصاً الطاقة، وهو ما يُعتبر تضحية ضرورية رغم تأثيرها على الإيرادات. من جانبه، يؤكد عضو مجلس إدارة غرفة صناعة دمشق وريفها، ورئيس القطاع النسيجي، نور الدين سمحا، أن صادرات الملابس السورية لا تزال تحمل فرصًا جيدة، خصوصاً في الأسواق الإقليمية التي تثق بجودة المنتج السوري مثل العراق وليبيا والأردن ودول الخليج.ويكشف سمحا في تصريح لـ"المدن"، عن تعاون مع شركاء عرب وأتراك يشمل التوزيع المشترك والتصنيع للغير، عبر مراكز توزيع في إسطنبول وبغداد.

ويشير سمحا إلى أن القيود المصرفية وارتفاع تكاليف الشحن تشكلان عقبات حقيقية، إلاّ أن مرونة الإنتاج وانخفاض الكلفة التشغيلية يمنحان المنتج ميزة نسبية.   ويلفت سمحا إلى أهمية تحسين البنية التحتية وتأهيل منظومة الشحن، بالإضافة إلى تعزيز ثقة المستوردين عبر ضبط الجودة وتوحيد المعايير. كما يدعو إلى توفير بيئة تصدير محفزة، ودعم المشاركة في معارض دولية لإعادة علامة "صنع في سوريا" إلى خارطة الأسواق العالمية. ورغم سوداوية المشهد، يشير صناعيون إلى إمكانية استعادة الصناعة النسيجية مكانتها في حال توفرت المادة الأولية المحلية، خصوصاً القطن الموجود في مناطق "قسد"، إضافة إلى تخفيض تكلفة الطاقة إلى مستويات تنافسية أقل من 10 سنتات للكيلوواط، مقابل 2.5 سنت في مصر. وفي حين لا تزال اليد العاملة السورية منخفضة التكلفة نسبياً إلا أنها تحتاج أيضاً إلى برامج تدريب مستمرة. أما رفع الرسوم الجمركية على الاستيراد في ظل الحدود المفتوحة والتهريب، فيراه الصناعيون "غير مجدٍ"، ويطالبون بوقف مؤقت لاستيراد الملابس لمدة 3 سنوات لإعطاء الصناعة فرصة لاستعادة مكانتها. في السياق، يصف الصناعي عبد المنعم الريحاوي، ما تواجهه الصناعة "بـالسقوط الحرّ وليس اقتصاد السوق الحرّ"، ويشير في حديث لـ"المدن"، إلى أن ارتفاع تكلفة الطاقة إلى 22-23 سنتًا للكيلوواط، وضعف البنية التحتية، وغلاء الشحن إلى دول الجوار، كلها عوامل تضعف التنافسية. وبحسب الريحاوي فإن فتح الأسواق دون ضوابط صارمة أدى إلى إغراق السوق ببضائع "ستوك" ومنخفضة الجودة، في حين تعاني الصناعة المحلية من ارتفاع التكاليف وصعوبات التصدير، بالإضافة إلى ضعف مراقبة المعابر وعدم التمييز بين أنواع الأقمشة، ما سمح بتهريب بضائع على حساب المنتج المحلي. ويؤكد الريحاوي أن تركيا تفرض رسومًا جمركية تصل إلى 45 في المئة على البضائع السورية، بينما تدخل البضائع التركية بسهولة وتخفيضات جمركية. ويقارن بين دعم تركيا صناعييها بتخفيضات ضريبية ودعم تصدير يصل إلى 10 في المئة وتكاليف طاقة منخفضة، مقابل الدعم في سوريا الذي يقتصر على أجور العمال. وفي حين يعمل حوالي 40 في المئة من سكان حلب بشكل مباشر أو غير مباشر في قطاع الألبسة والأقمشة، بالتالي فإن "إغراق السوق بالمنتجات المستوردة يؤدي إلى زيادة البطالة بشكل كبير"، وفقاً للريحاوي، مؤكداً أن عدد العمالة المتوقفة عن العمل كبير جدًا في قطاعي الألبسة والنسيج. ويلفت إلى ضرورة وجود إرادة سياسية حقيقية تدعم الصناعة الوطنية، عبر وقف استيراد الملابس، واعتماد وسائل توثيق للبضائع. بدوره يرى رئيس مجلس إدارة مجموعة زها الاقتصادية ورئيس رابطة المصدرين السوريين للألبسة والنسيج الأسبق، محمد الحملي، أن 60 إلى 70 في المئة من الصناعات الحالية تستهدف السوق المحلية، ومعظمها مصانع صغيرة تركز على الابتكار أكثر من الصناعة الثقيلة. ويبين الحملي لـ"المدن"، أن عنصر التكلفة أصبح عائقًا كبيرًا في سوريا، مما جعل القدرة على التصدير تقتصر على من يمتلك ابتكارًا عاليًا وقيمة علامة تجارية، حيث يشكل الابتكار وشق التصنيع الصناعي تحديًا كبيراً.  ويشير الحملي إلى أن الضبط الجيد للحدود والتهريب هما الأساس في مواجهة استيراد الألبسة، إذ إن الحكومة تفرض رسومًا جمركية معقولة على استيراد الملابس (حوالي 10-20 في المئة)، لكنها غير كافية لحماية الصناعي المحلي الذي فقد مقومات المنافسة. وتبقى صناعة الملابس النسائية هي أكبر المتأثرين بحسب الحملي، نظراً لاعتمادها على السرعة والموضة، في حين تحافظ المنتجات الكلاسيكية على مكانتها. ويشدد الحملي على أهمية تخفيض التكاليف من خلال استثمار الموارد بشكل أفضل، مع ضرورة تفعيل الاتفاقيات الثنائية التفضيلية لتحفيز التصدير إلى دول مثل الولايات المتحدة الأميركية. ويطالب أيضاً بحلول إسعافية سريعة، تشمل دعم الطاقة المستخدمة في الصناعة، وتشجيع التصدير لتعزيز تنافسية المنتج السوري في الأسواق العالمية. بين التوجه الحكومي المعلن لحماية الصناعة، وصوت الصناعيين المطالبين بإجراءات أكثر حزماً، يظهر جلياً حجم الفجوة في معركة الحفاظ على واحدة من أقدم الصناعات السورية.  وفي الوقت الذي تتعافى فيه دول الجوار وتدعم صناعاتها، تبدو سوريا بحاجة إلى استراتيجية واضحة توازن بين الانفتاح وحماية المصلحة الوطنية. فاستمرار القطاع النسيجي ليس مجرد قرار تجاري، بل هو خيار اقتصادي وسيادي يمس مصير آلاف العائلات والصناعات المرتبطة بها.

 

مجزرة صيدنايا 2023: سجن الأسد تحوّل إلى مصنع للموت الجماعي

المدن/09 تموز/2025

داخل "السجن العسكري الأول" المعروف باسم صيدنايا، قرب العاصمة السورية، ارتكبت واحدة من أفظع الجرائم الممنهجة في القرن الحادي والعشرين، وفقاً لتحقيق موسع أجرته صحيفة "وول ستريت جورنال". السجن، الذي مثّل على مدار سنوات رمزاً للرعب في عهد بشار الأسد، تحول إلى مسرح إعدامات جماعية روتينية، وبلغت ذروتها في آذار/ مارس 2023، عندما أُعدم قرابة 600  معتقل في ثلاثة أيام، في واحدة من أكبر المجازر الصامتة في تاريخ الصراع السوري. وكانت الإعدامات تُنفذ بشكل شهري تقريباً، كطقس من طقوس الترهيب الجماعي، لكن في منتصف آذار/مارس 2023، انقلب النمط إلى مجزرة جماعية منظمة، بحسب شهادات ستة معتقلين سابقين تم تضمينها في تحقيق "وول ستريت جورنال". وقال عبد المنعم القايد، المقاتل السابق الذي سلم نفسه معتقداً أنه سيخضع للعفو: "جمعوا 600 شخص وقتلوهم في ثلاثة أيام، 200 شخص كل ليلة، كانوا يلفون الحبل حول الرقبة، ثم يسحبون الطاولة، واحداً تلو الآخر، كنا نسمع صوت الكشط والاختناق، ثم الصمت". كانت قوائم الإعدام تُقرأ على مسامع المعتقلين في الزنازين، وكان الذين تُذكر أسماؤهم يُقتادون إلى ما يُعرف بـ"الطابق السفلي"، حيث صممت غرفة الإعدام لاستيعاب عشرات في وقت واحد، في كثير من الأحيان، كان المعتقلون الآخرون يميّزون الليلة الدامية من وقع الخطوات، وصوت الطاولات التي تُسحب، والأنين الخافت يختنق في الهواء. "أنتَ لا ترى، لكنك تسمع... وتنتظر. الرعب ليس في الموت، بل في الانتظار"، كما روى أحد الشهود. لم يكن القتل في صيدنايا عشوائياً، بل كان ثمرة نظام إداري منهجي ومُفصّل، يعكس بيروقراطية دولة لا تسعى فقط إلى القتل، بل إلى أرشفته، حيث كان المعتقلون يُحوّلون من فروع الأمن السياسي والعسكري والمخابرات الجوية، إلى صيدنايا، بموجب وثائق رسمية. وتصدر المحكمة الميدانية العسكرية، وهي هيئة استثنائية لا تتبع أي قانون مدني، أحكاماً بالإعدام بناءً على "اعترافات" انتُزعت تحت التعذيب.

ثم بعد تنفيذ الإعدام، كانت شهادات الوفاة تُصدّر باسم الدولة، وغالباً ما تحمل أسباباً مزوّرة مثل "سكتة قلبية" أو "هبوط مفاجئ في الدورة الدموية". وفي هذا السياق، قال ستيفن راب، السفير الأميركي السابق لقضايا جرائم الحرب: "إنها واحدة من أسوأ الفظائع في القرن 21، منظومة بيروقراطية للقتل تُذكّرنا بالنازيين والاتحاد السوفيتي، من حيث التوثيق ودور الدولة الكامل في إدارة الموت". وبحسب شهادات مسؤولين سابقين وأخرين فرّوا خارج البلاد، لـ"وول ستريت جورنال"، فإن أرشيف صيدنايا يتضمن آلاف الأسماء والوثائق التي لا تزال بيد جهات أمنية.

 من بين من لقوا حتفهم في المجزرة، عشرات المقاتلين والمدنيين الذين سلّموا أنفسهم طوعاً بموجب عفو حكومي أعلن عنه عام 2018، بضمانات روسية. كان محمد عبد الرحمن إبراهيم، مدرّس رياضيات انشق عن الجيش بعد رفضه المشاركة في قصف مناطق مدنية، أحد الذين سلموا أنفسهم للاستفادة من قانون العفو.

في عام 2018، وبعد ضغوط من عائلته وخوفه من البقاء في مناطق خارجة عن سيطرة النظام، قرر تسليم نفسه إلى الشرطة العسكرية في دمشق، مُستنداً إلى وثيقة العفو. لكن ما إن دخل حتى صفعه ضابط الأمن وقال له: "تبّاً لك… من أعطاك هذا الورق؟". نُقل بعدها إلى فرع المخابرات الجوية، حيث تعرض لتعذيب شديد، ثم أجبر على توقيع وثيقة لم يُسمح له بقراءتها، وقال إبراهيم: "ربما وقعت على أمر إعدامي بنفسي. لا أعلم، قال لي الضابط: لن ترى الشمس مجدداً". اقتيد بعدها معصوب العينين إلى سجن صيدنايا، حيث أمضى خمس سنوات تحت التعذيب، وظل ينتظر تنفيذ الإعدام حتى سقوط النظام.

وقعت مجزرة آذار/مارس 2023، بينما كان نظام الأسد يعيش مرحلة من العودة السياسية الإقليمية، بعدما بدأت بعض الدول العربية بإعادة فتح قنوات التواصل مع بشار الأسد. كان ذلك بعد سنوات من تأطير الثورة كفوضى، ووصف المعارضة بالإرهاب.

كان الأسد يُحضر للعودة إلى مقعد سوريا في جامعة الدول العربية، وكان بحاجة إلى "تنظيف" الملفات الخطرة، حيث تشير شهادات معتقلين ومسؤولين سابقين إلى أن المجزرة نفّذت كـ"مجزرة ختامية"، تهدف إلى التخلص من أكبر عدد من المعتقلين المعارضين للنظام قبل أي انفتاح سياسي.

وبعد تنفيذ المجزرة، أصدر الأسد قرارات ذات طابع "إصلاحي"، منها إلغاء المحكمة الميدانية العسكرية، وتخفيف أحكام الإعدام لبعض المعتقلين، والسماح بإطلاق سراح مشروط لبعض الحالات، لكن خبراء وحقوقيين يرون أن هذه الإجراءات لم تكن سوى محاولة لتبييض الجريمة بعد وقوعها.

لم يكن الموت هو العذاب الوحيد في صيدنايا، بل كان السجن مصمّماً لإذلال المعتقل قبل قتله. ووثّقت الصحيفة الأميركية 21  شهادة مباشرة لمعتقلين سابقين، وصفوا جميعاً ما يُعرف باسم "حفلة الاستقبال عند الوصول، حيث يتم تجريد المعتقل من ملابسه بالكامل، ثم يُضرب حتى الإغماء، ويُحبس مع آخرين في زنزانة معتمة باردة، مليئة بمياه الصرف، في كثير من الحالات، مات المعتقلون خلال أول 24 ساعة.

وقال بشار محمد جاموس، أحد المعتقلين الذين أُفرج عنهم لاحقاً، إنه فقد ساقه بسبب الضرب المبرح الذي تلقاه عند وصوله، أما محمود عمر وردة، فقال إن زميله بسام رحمن تُرك دون ماء لمدة 17 يوماً، ما اضطره إلى شرب مياه المرحاض، ليموت بعدها بأيام متأثراً بالتهاب معوي حاد.

وأضاف وردة "بدأنا 25 شخصاً في الزنزانة، لم يبقَ سوى 8، الباقون ماتوا أمامنا، إما من الجوع، أو الضرب، أو القهر". وكان السجناء يُمنعون من الكلام، حتى الهمس، وممنوعون من النظر في أعين الحراس، وممنوعون من استخدام الأحذية أو الأغطية أو حتى المرحاض في بعض الأحيان، كان السجن أشبه بمُختبر لإلغاء الإنسان من نفسه. وفق وصف "وول ستريت جورنال". بعد كل ليلة من الإعدامات الجماعية، كانت أجساد المعتقلين تُحمّل بصمت إلى شاحنات تبريد صناعية تقف في ساحة خلفية من سجن صيدنايا، وتغادر قبيل الفجر. لم تكن هذه الشاحنات تنقل الغذاء أو الإمدادات، بل كانت "المرحلة الأخيرة من خطة الإبادة"، كما وصفها شهود في التحقيق. و تتوجه الشاحنات إلى مقبرتين سريتين على أطراف دمشق:  نجها جنوب العاصمة، والقطيفة إلى شمالها. هناك، كانت تنتظر فرق دفن خاصة من موظفين مدنيين أُجبروا على التعاون مع الأجهزة الأمنية.

وقال محمد نافع، موظف بلدي سابق من دمشق، إنه طُلب منه في صيف 2011 تأمين "عمال دفن" لمقبرة نجها، لم يُخبرهم أحد بهوية الجثث، لكنه تلقى لاحقاً قوائم مرقمة من ضباط المخابرات الجوية، تحدد عدد الجثث ووجهتها. كثير منها كان يحمل علامات تعذيب واضحة، وبعضها ما تزال حبال المشنقة تتدلى من أعناقها. وأشار نافع "لم يُسمح لنا بطرح أي سؤال، ذات ليلة، أحضروا شاحنة فيها أكثر من 30 جثة، أغلبها عارية، وبعضها مكبلة اليدين. أدركت أنهم ماتوا تحت التعذيب، لا شك". على مدى أسابيع، تكررت الشحنات، وازدادت الأعداد. بعد أن امتلأت مساحة نجها، أُرسل نافع إلى موقع جديد قرب بلدة القطيفة، حيث تم حفر مقبرة جماعية ضخمة بجانب قواعد عسكرية سورية وروسية. وأكّد يوسف عبيد، سائق الجرافة في الموقع، أن وتيرة الدفن كانت ثلاث شاحنات أسبوعياً على الأقل، محمّلة بعشرات وربما مئات الجثث، وأضاف "كنا نرى أجساداً عليها آثار الشنق، وأخرى عليها كدمات غائرة في الرأس والظهر. بعضها كان في أكياس بلاستيكية، والبعض الآخر ملقى عارياً. لم نكن نعرف أسماءهم، فقط أرقام على أذرعهم أو ملابسهم". تحليل صور أقمار صناعية أجراه المركز الألماني للفضاء الجوي (DLR) لصالح محكمة ألمانية، كشف أن مقبرة القطيفة شهدت توسعاً تدريجياً بين عامي 2014 و2019، من 19 ألف متر مربع إلى أكثر من 40 ألفاً، بطول حفريات يصل إلى 120 متراً وعرض بين 3 و5 أمتار، وأكدت الصور وجود شاحنات اتصالات عسكرية روسية مهجورة في أطراف الموقع، ما يشير إلى دور لوجستي روسي محتمل، وفق الصحيفة الأميركية.

وفي ساعات الفجر الأولى من 8 كانون الأول/ ديسمبر 2024، ومع دخول الثوار إلى أطراف العاصمة دمشق، انسحبت الحراسات الأمنية من سجن صيدنايا فجأة. ومع بزوغ الضوء، اقتحمت مجموعات من الثوار السجن، وكشفت ما وراء الجدران التي حجبت الحقيقة لسنوات.

كان المشهد أشبه بخروج من الجحيم، زنزانات مفتوحة بأبواب محطمة، وأغطية متعفنة، ملابس ممزقة، أغلال صدئة، ودماء جافة على الجدران، ووثائق رسمية متناثرة تحتوي على أوامر نقل، سجلات إعدام، شهادات وفاة. من بين من زاروا السجن بعد تحريره، محمد عبد الرحمن إبراهيم، مدرس الرياضيات السابق الذي قضى خمس سنوات فيه. عاد إلى زنزانته القديمة، مشى في الممر، ثم توقّف وقال: "أسمع الصراخ. أسمع صوت الضرب. كأن كل المشاهد تحدث أمامي الآن". وبعد صمت طويل، أضاف "في الأيام الأولى بعد خروجي، كنت أخشى النوم. كنت أظن أن كل شيء حلم… وأنني سأستيقظ داخل الزنزانة مجدداً، اليوم فقط عرفت أنني خرجت فعلاً". على مدى سنوات، نشرت منظمات مثل العفو الدولية، وهيومن رايتس ووتش، والشبكة السورية لحقوق الإنسان، عشرات التقارير التي توثق فظائع صيدنايا بالتفصيل. كما قدمت لجنة التحقيق الدولية الخاصة بسوريا تقارير إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. ومع ذلك، لم يتحرك المجتمع الدولي لوقف الإعدامات أو فرض محاسبة جدية على النظام. اليوم، ومع تغير موازين القوى في سوريا وسقوط النظام، أعلنت الحكومة الانتقالية نيّتها تشكيل لجنة وطنية للتحقيق في جرائم الحرب. وسمحت بدخول فرق أممية ومحققين مستقلين إلى منشآت مثل صيدنايا، ونجها، والقطيفة، لكنها لم تحسم شكل المحاسبة: هل ستكون محلية، أم عبر محكمة مختلطة، أم دولية؟، ولم تعلن موقفها من تسليم ضباط سابقين إلى العدالة الدولية، وتخشى عائلات المفقودين من أن تكون الخطوات رمزية أو جزئية، خصوصاً في ظل حساسية بعض الفصائل المعارضة من فتح ملفاتهم أيضاً.

ورغم انهيار النظام، لا يزال مصير عشرات الآلاف مجهولاً. وفق الشبكة السورية لحقوق الإنسان، تم تسجيل أكثر من 160 ألف حالة اختفاء قسري منذ 2011، تتحمل قوات النظام مسؤولية النسبة الساحقة منها. وتُركت آلاف العائلات معلقة بين الأمل والحزن، لا تعرف إن كان أبناؤها أحياء أو مدفونين في خنادق سرّية. وقالت دينا كاش، زوجة المعتقل المفقود عمار درعا، الذي اعتُقل عام 2013: "نعلم أنه كان في صيدنايا، ووجدنا اسمه لاحقاً في وثيقة داخل فرع أمني. لكننا لم نتسلم جثته، ولا نعلم متى أو كيف مات. نقول: الله يرحمه… ثم نصمت، ونضيف: سواء كان حياً أو ميتاً. لأننا ببساطة لا نعرف".

 

أوجلان يؤكد تسليم السلاح سريعاً: الكفاح ضد تركيا انتهى

المدن/09 تموز/2025

قال زعيم حزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا عبد الله أوجلان إن الكفاح المسلح ضد الدولة انتهى، وتعهّد بأن تخلي الحزب عن سلاحه سيحصل "سريعاً". وقال أوجلان في رسالة مصوّرة يعود تاريخ تسجيلها إلى حزيران/يونيو،  ونشرتها وكالة فرات للانباء المقربة من الحزب اليوم الأربعاء: "في إطار الإيفاء بالوعود التي التزمنا بها، ينبغي (...) انتهاء الكفاح المسلح بشكل طوعي والانتقال إلى المرحلة القانونية والسياسة الديمقراطية" مشيراً إلى أنه "بخصوص إلقاء السلاح سيتم تحديد الطرق المناسبة والقيام بخطوات عملية سريعة". ودعا أوجلان المسجون في تركيا، إلى تحول كامل نحو السياسات الديمقراطية.

وحث أوجلان في الرسالة، البرلمان التركي على تشكيل لجنة للإشراف على نزع السلاح وإدارة عملية سلام أوسع نطاقاً، موضحاً أنه حالياً "يتم تشكيل لجنة داخل البرلمان التركي من أجل نزع السلاح بشكلٍ طوعي وفي إطار قانوني". وقال: "أرى في هذه الخطوة بادرة حسن نية وأؤمن بها (...) ويكمن إيماني بالسياسة وسلام المجتمع لا بالسلاح، أدعوكم لتطبيق هذا المبدأ". وأكد أن حزب العمال الكردستاني أنهى أجندته الانفصالية، واصفاً هذا التحول بأنه "فوز تاريخي". وأعلن حزب العمال في 12 أيار/مايو حل نفسه وإلقاء السلاح، منهياً بذلك أكثر من أربعة عقود من التمرّد ضد الدولة التركية خلّف ما لا يقلّ عن 45 ألف قتيل. وجاء ذلك تلبية لدعوة أطلقها أوجلان في 27 شباط/فبراير من سجنه في جزيرة إيمرالي قبالة اسطنبول، حضّ فيها مقاتليه على إلقاء السلاح وحلّ الحزب. وفي الأول من آذار/مارس، أعلن الحزب الذي تصنّفه أنقرة وحلفاؤها الغربيون "منظمة إرهابية"، وقف إطلاق النار. وأمضى معظم مقاتلي الحزب السنوات العشر الماضية في مناطق جبلية في شمال العراق، حيث تقيم تركيا منذ 25 عاماً قواعد عسكرية لمواجهتهم، وشنّت بانتظام عمليات برية وجوية ضدّهم. ومن المقرر أن تقام أول مراسم نزع السلاح والتي قدمها مقاتلو حزب العمال الكردستاني على أنها بادرة "حسن نية"، هذا الأسبوع في شمال العراق.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الترمبية... أنا المسرح والبطل والضوء

نديم قطيش/الشرق الأوسط/09 تموز/2025

تربك السياسات الخارجية للرئيس الأميركي دونالد ترمب أهم عواصم العالم. خصومه يرونه خطراً لا يمكن التنبؤ بتصرفاته، وحلفاؤه لا يثقون باستمرارية التزامه. فالرجل لا يتحرك ضمن خرائط مألوفة، بل يرسم خرائطه الخاصة على إيقاع غرائزه السياسية، وموازين القوى التي يفكك ألغازها بحدسه قبل أن يقرأها في ضوء تقارير الاستخبارات، وملخصات مستشاريه. هو رجل صفقات، لكنه لا يخشى الحروب الخاطفة إن ضمن أن القوة تسرِّع الإقرار بشروطه. يقود وفق قاعدة «أميركا أولاً»، لكن من دون انعزالية. يريد أميركا الموصولة مع العالم، لا المعزولة عنه.

من أفريقيا وصراعاتها وثرواتها، إلى أوروبا وتلكئها بشأن مسؤولياتها الأمنية، إلى الشرق الأوسط وسياسات التنمر المتبادل بين إسرائيل وإيران، تبرز مساعي ترمب لإعادة هندسة النظام الدولي لا الانسحاب منه. فهو لا يرفض قيادة العالم، بل يريدها على مقاسه: بلا أعباء مجانية، ولا تحالفات موروثة، ولا مؤسسات دولية تقيد يديه. إنه يُعيد صياغة مفهوم الهيمنة الأميركية، ولا يتخلى عنه. وفّرت حرب الأيام الـ12 بين إسرائيل وإيران فرصة نادرة لتحليل عقيدة الرئيس الأميركي في السياسة الخارجية. فاجأ الجميع بضربة استراتيجية غير مسبوقة للمشروع النووي الإيراني. رغم مقتِه للحرب، لم يخفِ من توظيف قوة بلاده العسكرية بشكل مدروس وشديد الفاعلية، وعلى نحو يعفيه من التورط في حروب طويلة الأمد، أو مغامرات وأوهام الصقور بشأن تغيير الأنظمة، وبناء الأمم. دعا سريعاً إلى وقف إطلاق النار، مراهناً على توظيف العسكرة لخدمة الاتفاق مع إيران، وتحقيق «الصفقة الكبرى» في الشرق الأوسط، وتوسيع إطار اتفاقات السلام والتطبيع.

إنَّها مقاربة تتداخل فيها عناصر القوة والغريزة. فما يريده هو الإتيان بإيران إلى الطاولة بشروط، يحددها هو. مخاطرة محسوبة تجعل من الحرب أداة تفاوض، لا رافعة لتصدير مبادئ، وقيم.

من جهة أخرى ضغط ترمب بقسوة علنية غير مسبوقة على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو آمراً إياه بإجهاض هجوم على هدف في طهران كانت الطائرات قد أقلعت لتنفيذه بعد وقف إطلاق النار. لا حرية تصرف حتى لأقرب حليف لأميركا خارج المسار الاستراتيجي الذي يحدده ترمب.

لا يهمه كثيراً من يجلس على الطرف الآخر، طالما أنه يعترف بسطوة أميركا، وبترمب بوصف أنه وسيط لا غنى عنه. هذا ما عكسته بالفعل تصريحات مسؤولين إيرانيين، تمسكوا، حتى بعد ضرب المفاعلات النووية، بما سمُّوه الضمانات الأميركية الراعية للتفاوض!

خارج إيران، كرس النمط نفسه في العلاقة مع أوروبا، ضغط على كبار أعضاء حلف الناتو حتى رضخوا ووافقوا في قمة لاهاي الشهر الفائت على رفع الإنفاق العسكري إلى 5 في المائة من الناتج المحلي بحلول 2035، وهو إنجاز لم يحققه أي رئيس أميركي منذ نصف قرن.

يرى خصومه أن وصفه للاتفاق بأنه انتصار عظيم إنما يعكس سعيه لإبراز إنجازاته الشخصية، وتركيزه على المكاسب المباشرة ولو على حساب الوحدة طويلة الأمد للحلف. بيد أن هذا الإنجاز الترمبي يبرز أيضاً جانباً أكثر جدية من عقيدة الرجل، وهو إصرار أميركا الثابت على تعزيز نفوذها الاستراتيجي في العالم من دون أن تتحمل أكلافاً تراها غير عادلة. في أفريقيا، رعى ترمب اتفاقاً بين الكونغو ورواندا، مزاوجاً بين الأمن الإقليمي في أفريقيا الوسطى والمصالح الاقتصادية الأميركية، وضمان الاستثمارات في قطاع المعادن في الكونغو، في إطار مساعيه للحد من النفوذ الصيني. يجسد الاتفاق إذن جوهر «الترمبية» في السياسة الخارجية، من خلال المزج بين البرغماتية الاقتصادية، والدبلوماسية المسنودة بالقوة، والتهديد بالعقوبات، والسعي لتعزيز صورة ترمب بوصف أنه وسيط سلام عالمي، مع ميل صارخ للوساطة الأميركية المباشرة على حساب المؤسسات الإقليمية، أو الدولية.

منتقدو الترمبية يرون في عقيدته فائضاً استعراضياً. فهو يميل، بحسبهم، إلى الإعلانات الكبرى من دون اهتمام كافٍ بالتفاصيل التنفيذية، مما يجعل سياساته سلسلة من عروض الألعاب النارية المبهرة في توهجها، ولكنها الفاقدة لأي تأثير طويل الأمد.

الاتفاق الإبراهيمي، على الضفة الأخرى، يظهر أن الترمبية تتجاوز الاستعراض إلى تحقيق نتائج ملموسة، ومستدامة في مجالات التعاون الاقتصادي والعسكري والاستخباراتي والثقافي والسياحي. كما أعاد الاتفاق تشكيل جانب مهم من تحالفات الشرق الأوسط على نحو يعكس رؤية جيوسياسية بعيدة.

يرسل سلوك ترمب برسائل واضحة لخصوم الولايات المتحدة، لا سيما الصين وروسيا، وهي أن واشنطن قادرة على الفعل السريع والمؤلم من دون الغرق في الرمال المتحركة، وأن أميركا حين تعود إلى الطاولة فإنها تعود قوية، ومتعطشة لانتصارات تغيير الواقع الدولي برُمّته.

فترمب لا يتصرف بوصف أنه قائد في نظام دولي قائم، بل على أنه صانع نظام بديل يتمحور حوله شخصياً، وحول مدرسة يريد لها أن تستمر من بعده. يريد لأميركا أن تأخذ علماً بأن العالم يتغير. فلا التزامات دائمة، ولا مبادئ كونية مفتعلة، إنما صفقات، وضغوط، وضربات دقيقة، تدار بها مروحة واسعة ومعقدة من المصالح. العالم مسرح، وترمب هو الممثل الأبرز على خشبته. أما الباقون، فعليهم أن يتكيفوا مع دور الرجل الذي لا يرضى إلا بأن يكون العريس في كل زفاف.

 

الوقت الراهن ليس مناسبًا ولا مفيدًا للتراخي أو تخفيف الضغوطات على حزب الله أو لبنان

ديفيد شينكر/معهد واشنطن/09 تموز/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/07/145024/

(ترجمة بتصرّف من الإنكليزي بواسطة إلياس بجاني بالاستعانة بمواقع ترجمة إلكترونية متعددة)

بعد أن وجهت واشنطن إنذارًا شديد اللهجة للمسؤولين اللبنانيين، تطالبهم فيه بنزع سلاح حزب الله وتنفيذ إصلاحات مالية عاجلة، يبدو أنها اليوم تخاطر بمنحهم فرصة جديدة لتأجيل هذه الاستحقاقات المصيرية.

في 7 تموز، زار المبعوث الرئاسي الأميركي توم باراك بيروت، بعد ثلاثة أسابيع من إرساله رسالة إلى الحكومة اللبنانية يطالبها فيها بخطوات فورية لنزع سلاح حزب الله وسائر الميليشيات. هذه الرسالة، الصادرة في 19 حزيران والمرفقة بخارطة طريق للتنفيذ، منحت بيروت مهلة زمنية لإحراز تقدّم ملموس في هذا الاتجاه، وعكست بوضوح مدى الإحباط الأميركي من استمرار التعطيل اللبناني المتعمّد.

قدم لبنان ردّه الأولي خلال زيارة باراك الأخيرة للبنان، وعلى الرغم من عدم الكشف عن مضمون هذا الرد، إلا أن المبعوث الأميركي أعرب عن “رضاه الشديد”، وهو أمر يثير الاستغراب. إذ تشير تسريبات غير مؤكدة من بيروت وتل أبيب إلى أن الحكومة اللبنانية لم تقدّم التزامًا جديدًا فعليًا، بل اكتفت بإعادة تأكيد نزع سلاح حزب الله جنوب نهر الليطاني فقط، مع ترحيل تنفيذ نزع السلاح الكامل إلى مستقبل غير محدد. وإن صحّت هذه المعلومات، فإن حزب الله سيبقى محتفظًا بترسانته، وستتأجل – وربما تُجهض – فرصة لبنان للسيادة والاستقرار.

تباين المقاربات

إنه ومنذ أن فتح حزب الله جبهة الجنوب دعمًا لغزو منظمة حماس لإسرائيل في 8 تشرين الأول 2023، ردّت إسرائيل بحرب استنزاف محدودة ضده، قبل أن تصعّد لاحقًا إلى حملة عسكرية واسعة ألحقت بالحزب خسائر فادحة في قيادته وترسانته وانتشاره الحدودي. هذه الحملة شكلت فرصة ذهبية للبنان كي يخطو خطوات طال انتظارها باتجاه استعادة سيادته وتقليص النفوذ الإيراني، لاسيما وأن اتفاق وقف إطلاق النار في تشرين الثاني 2024 نصّ على مصادرة أسلحة حزب الله وتفكيك بنيته العسكرية، بينما تعهّد ئيس الجمهورية ورئيس الوزراء المنتخبان حديثًا بتنفيذ إصلاحات مالية جذرية.

لكن الأشهر اللاحقة كشفت عن فجوة عميقة بين أولويات واشنطن وتوجهات بيروت. فإدارة ترامب رأت، عن صواب، أن اللحظة مؤاتية للتحرك الحاسم، خصوصًا في ظل ضعف حزب الله غير المسبوق، وهو ضعف يمكن أن يتلاشى إن لم يُدعّم بخطوات لبنانية جادة، تمامًا كما حصل بعد حرب 2006. في المقابل، فضّلت السلطات اللبنانية تفادي المواجهة مع حزب الله، استنادًا إلى تاريخه الدموي في تصفية خصومه، والخوف من إشعال حرب أهلية جديدة.

منذ البداية، أعلن الرئيس جوزيف عون أن الدولة اللبنانية لن تنزع سلاح الحزب بالقوة، بل ستسعى لإقناعه بذلك من خلال الحوار أو عبر دمجه في الجيش اللبناني. غير أن كلا الخيارين محفوفين بالمخاطر؛ فدمج حزب الله في الجيش يهدد بتقويض إحدى المؤسسات الوطنية القليلة التي لا تزال فاعلة. أما الحوار، فقد أثبت خلال العقدين الماضيين أنه مجرد وسيلة مماطلة يستغلها الحزب والحكومات المتعاقبة لتكريس الوضع القائم تحت شعار “الاستراتيجية الدفاعية”.

اليوم، يرفض حزب الله مبدأ نزع السلاح رفضًا قاطعًا. فقد أعلن أمينه العام، نعيم قاسم، أنه لن يناقش أي “استراتيجية دفاعية” قبل انسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي اللبنانية. بل أعلن في ردّه على إنذار باراك: “من حقنا أن نقول لهم ‘لا’… لا لأمريكا، ولا لإسرائيل”. وفي مشهد استعراضي خلال موكب عاشورائي في بيروت بتاريخ 5 تموز، عرض عناصر الحزب أسلحتهم علنًا متحدّين الدولة والعالم.

زخم ضائع

ما يضاعف خيبة الأمل هو أن مرحلة ما بعد وقف إطلاق النار حملت في بدايتها إشارات إيجابية. فقد استجاب الجيش اللبناني لطلبات آلية وقف إطلاق النار التي تقودها الولايات المتحدة، واستندت إلى معلومات استخباراتية إسرائيلية، وصادر أسلحة للحزب وفكك أكثر من 400 موقع له جنوب الليطاني. ورغم حرص الجيش على عدم التصادم، إلا أن أداءه كان فعّالًا نسبيًا.

لكن هذا الزخم توقف، لا بسبب رفض الجيش، بل لغياب التوجيه السياسي من بيروت. كما لم تُقر الحكومة المنتخبة الإصلاحات الاقتصادية المطلوبة، رغم أن لبنان يرزح تحت انهيار مالي كارثي: انهيار بنسبة 98% في قيمة العملة منذ 2018، وانكماش في الناتج المحلي بنسبة 40%، وخسائر مصرفية تقارب 80 مليار دولار. وحتى اللحظة، لم يصدر عن البرلمان، برئاسة نبيه بري، سوى قانون واحد يتعلق بالسرية المصرفية، بينما تتهرّب الطبقة السياسية من اتخاذ قرارات إصلاحية جذرية قبيل الانتخابات النيابية المقبلة.

أدى هذا التراخي إلى نفاد صبر الداعمين الدوليين للبنان. وقد بدا واضحًا أن الاهتمام الأميركي والخليجي بدأ يتحول إلى أولويات أخرى، وعلى رأسها سوريا، التي قد تكون أصبحت الرهان البديل. ففي زيارته إلى الرياض في أيار، لم يأتِ الرئيس ترامب على ذكر لبنان سوى مرة واحدة، بينما التقى مباشرة بالرئيس السوري الجديد وأعلن نيته رفع العقوبات عن دمشق. وبينما تنهال أموال إعادة الإعمار الخليجية على سوريا، يواصل لبنان غرقه في ركام الحرب والشلل. كما أن تقارير تشير إلى لقاءات سورية – إسرائيلية، واحتمالات تطبيع، في حين لا يزال لبنان يراوح مكانه تحت وطأة ميليشيا تتسبّب في تدميره.

توصيات سياسية

كان يفترض أن يشكل رد بيروت على إنذار باراك نقطة تحوّل تاريخية. فلو التزمت الحكومة اللبنانية فعليًا بخطوات جدية لنزع سلاح الحزب، لكانت واشنطن ضغطت لوقف الغارات الإسرائيلية، وسحب القوات من الجنوب، ودفع عجلة إعادة الإعمار وترسيم الحدود. لكن بدلًا من ذلك، اختار باراك نهج المهادنة غير المفهوم، فوصف حزب الله بأنه “حزب سياسي له جناح عسكري”، في محاولة على ما يبدو لاستمالته بدل مواجهته. غير أن الوقت الحالي لا يحتمل هذا النوع من التساهل.

وفي حال استمرار لبنان في مماطلته، فواشنطن تملك خيارات عدة، منها:

فرض عقوبات على نبيه بري ونواب آخرين يعرقلون الإصلاح.

تعليق أو إبطاء الدعم الأميركي للمؤسسات المالية الدولية المعنية بإعادة إعمار لبنان، وتشجيع الدول المانحة على القيام بالمثل. وقد حذّرت السعودية بيروت بالفعل من أنها لن تقدّم مساعدات ما دام سلاح حزب الله قائمًا.

إلغاء أو تقليص وجود اليونيفيل، التي تضم أكثر من 10,000 جندي، دون أن تتمكن من فرض السيادة اللبنانية في الجنوب. زعزعة هذه المعادلة المختلة قد تدفع بيروت إلى التحرك.

استهداف نفوذ حزب الله داخل مؤسسات الدولة. فالعقوبات الأميركية الحالية ركّزت على تمويل الحزب، لكن لتقويض سيطرته الحقيقية، ينبغي استهداف المسؤولين المتواطئين معه داخل المؤسسات الأمنية، والضغط على الجيش اللبناني وقوى الأمن لإنهاء تنسيقهم مع الميليشيا.

في هذه الأثناء، ستواصل إسرائيل بلا شك غاراتها الروتينية على مواقع حزب الله. وقد تكون الحكومة اللبنانية تفضّل هذا السيناريو على اتخاذ قرارات صعبة بنفسها، كما اعتادت بعد الحرب الأهلية على تأجيل الأزمات وتركها تنفجر بوجه الآخرين. لكن تجاهل سلاح حزب الله لم يعد خيارًا آمنًا، لا للشعب اللبناني ولا للدولة نفسها، التي يتآكل وجودها بفعل هذا السلاح الخارج عن القانون. وأنه من الواضح بأن الحكومة اللبنانية الجديدة ترغب في وقف الضربات الإسرائيلية والحفاظ على علاقاتها مع واشنطن، لكنها لن تنجح في ذلك ما دام حزب الله يحتفظ بترسانته. فبدون معالجة جذرية لهذا الملف، ستبقى السيادة اللبنانية مجرد حلم بعيد المنال.

ديفيد شينكر هو زميل أول في برنامج توب في معهد واشنطن، ومدير برنامج روبين للسياسة العربية، وشغل سابقًا منصب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى في إدارة الرئيس ترامب الأولى.

 

"حرس وطني" لاستيعاب "العاطلين عن المقاومة"؟

طوني عطية/نداء الوطن/10 تموز/2025

بين الرسالة الأميركية الحازمة والردّ اللبناني الرسمي عليها بشأن تسليم سلاح "حزب الله" ووضعيته المحلية، ظهرت في الآونة الأخيرة، وثيقة مسرّبة صادرة عن "مركز الدراسات الدفاعية في طهران"، وهو جهة لصيقة بـ"الحرس الثوري الإيراني". تتمحور وفق ما يتم التداول بها، حول استعداد "حزب الله" للتحوّل إلى "حرس وطني لبناني" بإشراف الدولة. وهو "تشكيل مقاوم شعبي سيادي، يعمل تحت إمرة رئيس الجمهورية اللبنانية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبالتنسيق مع مجلس الوزراء، ضمن إطار السيادة الوطنية". ورفعت هذا الطرح، إلى مستوى "استراتيجي لا رجوع عنه".

وتشير الوثيقة التي لم يصدر بحقّها أي نفي أو تأكيد إيراني، إلى أنّ "جميع الأسلحة والقدرات القتالية من الشمال إلى الجنوب، ستُسلَّم تدريجيًّا إلى "الحرس الوطني"، قبل نهاية العام الجاري، بما في ذلك وحدات النخبة، ومخازن الأسلحة، ومراكز القيادة والسيطرة".

بحسب الوثيقة، "فإن وحدات التصنيع الحربي، التي كانت تابعة للمقاومة، أصبحت رسميًا تحت إشراف الدولة اللبنانية، وتُقدّم تقاريرها التقنية والأمنية السريّة عبر رئيس الجمهورية إلى مجلس الوزراء، في إطار حماية سيادية عليا. وتشمل هذه الوحدات إنتاج الذخائر الدقيقة، وتطوير الدفاعات، والطائرات المسيّرة، والصواريخ والمقذوفات بعيدة المدى". و"تُدار البنية التحتية السرية والتكاليف التشغيلية المتعلقة بـ" الحرس الوطني" من ميزانية وزارة الدفاع اللبنانية، ضمن اعتمادات محمية، ومن دون رواتب مباشرة للمتطوعين". كما تنصّ على أنّ "الحرس الوطني اللبناني" يُدرج ضمن "مؤسسة الجندي المجهول" كمكوّن مقاوم واحتياطي استراتيجي، مع غرفة عمليات مستقلة لأسباب تكتيكية تتعلق بسرعة اتخاذ القرار".

ردًّا على هذه الوثيقة، في حال كانت صحيحة أم مبالغ فيها، يرى مصدر شيعي معارض ومطّلع، أن "حزب الله" (وخلفه إيران) لم يعد بمقدوره فرض شروطه، وهو يعلم أنّ التحوّلات الإقليمية الضخمة والمتسارعة بشكل كبير، أسقطت من يد "محور الممانعة" ورقة عامل الوقت. وهو يعلم أنّ الرهان على صموده والمماطلة بتسليم سلاحه يُعدّان انتحارًا كاملًا لـ"الحزب" وخروج "خالي الوفاض". فالتغيير الذي يمكن أن يُنعش "الممانعة" أو إعادة بسط نفوذها، يتطلّب انقلابًا دراماتيكيًّا يُلغي مفاعيل "السابع من أكتوبر" وإعادة عقارب الساعة إلى ما قبله، وهذا من "رابع المستحيلات"، في ظل نظام إقليميّ جديد يتشكّل بوتيرة متسارعة.

استنادًا إلى هذه المشهدية العامة التي ترسو عليها المنطقة، ومع انطلاق قطار التطبيع الأمني ثمّ السلام بين تلّ أبيب ودمشق، وإقفال "الكوريدور" السوري كممرّ استراتيجي لتصدير "الثورة الإسلامية" المحمّلة بالمال والسلاح والكوادر بالشمع الأحمر، بدأ "حزب الله" رحلة البحث عن حقبة ما بعد السلاح. وبغض النظر عما إذا كانت جديّة أم لا، تؤكّد "الوثيقة" التسليم بالهزيمة. لذا، يهرول إلى حجز مكانٍ له في الواقع الجديد، انطلاقًا من المعادلة السياسة القائلة، إنّه إذا "لم يكن لك مقعد إلى الطاولة، فاعلم أنك على قائمة الطعام". ويشدّد المصدر المطّلع، على أن الهمّ الذي يجول دهاليز "الحزب" يتخطّى السلاح. يريد مكاسب سياسية "بدلًا من ضائع". إذ يعلم أنّ آلته البشرية الضخمة من مقاتلين ومتفرّغين ستتحوّل إلى عبءٍ اقتصادي واجتماعي خطير، لا سيّما مع تجفيف منابع التمويل واستمرار إسرائيل باستهداف أذرعه المالية. يسعى من خلال هذا المقترح الإيراني المُسرّب إلى إيجاد إطار دولتيّ/ مؤسساتي يستوعب "العاطلين عن المقاومة"، فـ"القِلِة تولّد النقار". في الختام، إنّ هذا الطرح، غير قابل للهضم محليًّا ولا دوليًّا، فرئيس الجمهورية جوزاف عون وفي إحدى مقابلاته السابقة، رفض أي استنساخ لفكرة "الحشد الشعبي" وما شابهها. وسيلقى اعتراضات داخلية كبيرة، ومخاطر أيديولوجية وانتمائية، فمن يحمل عقل "الحرس الثوري" لن يتحوّل إلى "حرس وطني". كما أنّ عقيدة الدولة اللبنانية الجديدة وهذه نقطة جوهرية وأساسية، قد نفضت عنها إلى غير رجعة معادلة "جيش، شعب، مقاومة"، وبالتالي لا حاجة إلى أي "حرس ثوري بلباس لبناني" أو استراتيجيات دفاعية مفخّخة.

 

الرد اللبناني ليس الفرصة لتفادي الحرب والاهتراء!

حنا صالح/الشرق الوسط/10 تموز/2025

«لا تسليم للسلاح. كيف نسلم الصواريخ؟ لولا المقاومة لاستباحت إسرائيل القرى والبلدات اللبنانية»؟ عندما أعلن ذلك نعيم قاسم تعامى عن الإجابة عن سؤال الناس: ماذا فعلت الصواريخ عندما أزال الإجرام الصهيوني نحو 40 من بلدات الحافة الأمامية؟ وماذا فعل الباليستي مع تحويل أحياء في النبطية وصور والضاحية وبعلبك وعشرات البلدات إلى ركام؟ وماذا تفعل الصواريخ والعدو يصطاد يومياً قيادات عسكرية ومالية من «الحزب»، ويمنع بالنار محاولات إقامة منازل خشبية فوق أنقاض البلدات المدمرة؟ أفضى النقاش مع «حزب الله» إلى «قبوله» إعلان جنوب الليطاني منطقة منزوعة السلاح، لكنه تمسك بسلاحه شمال الليطاني رافضاً التخلي عنه، غير عابئ بما قد يجره ذلك من ويلات. فاتته القدرة على رؤية التحولات العميقة في المنطقة واستحالة بقاء لبنان خارجها، وعجز عن قراءة دروس حربه التي أنزلت بلبنان واستطراداً بـ«الحزب» هزيمة قاسية. ولم يتنبه إلى أن زمن استئثار الدويلة وتحكمها انتهى، وبات هذا السلاح عنصر ضعف وخطر. رغم ذلك تمترس رافضاً تنفيذ اتفاق فرضته موازين القوى، فنزل «الرد» الرسمي، عند خاطر «الحزب» فتجاهل الأساس، وهو كيفية حصر السلاح اللاشرعي بيد الدولة، وغابت أي إشارة إلى آلية تنفيذية. وعلى الأغلب فإن «الترويكا» الرئاسية، وهي ليست جهة قرار، لأنها بدعة لا أساس دستورياً لها، كانت مدركة أن أميركا وإسرائيل لن ترضيا عن هذا «الرد»! وسط هذا المشهد أطل توم بارّاك ممثل الرئيس الأميركي دونالد ترمب ليعلن العبارة المفتاح: «ساعدوا أنفسكم ليساعدكم العالم». ويكملها بتتمة معبرة: «من دون أمن لا استثمارات ولا نهوض. حان الوقت، المنطقة تتغير وكل شيء يتحرك بسرعة. إذا أردتم التغيير فأنتم من يجب أن يحدثه ونحن ندعمكم». لم يوضح ماهية المطالب الأميركية لجهة التطبيع، لكن لفت الانتباه إعلانه أنه قرأ «الطائف» سطراً سطراً، وهو يتضمن ما نحن بصدده، أي جمع السلاح اللاشرعي. ثم جاءت إشارته إلى سقوط معين لاتفاق وقف النار: «الآلية بين لبنان وإسرائيل لم تسر في المسار الصحيح. يجب أن يبدأ المسار من الداخل اللبناني: «حزب الله» مشكلة لبنانية عليكم حلّها بأنفسكم ونحن لسنا مسؤولين عما سيحصل (...) أي إن إسرائيل ستتولى المهمة». وأفهم المراهنين أن علاقة «حزب الله» بالمفاوضات الأميركية - الإيرانية صفر!

وعرض السفير بارّاك، المتحدر من زحلة واستعاد الجنسية اللبنانية في عام 2018، مواقفه بدبلوماسية وعاطفة، ولطف وابتسامات، لكن المضمون حمل ما هو أبعد من الوعيد. وصف ورقة «الرد» اللبناني بأنها «مسؤولة ومرضية، لكنه لم يقرأها بعد»، ولم يبرز ثقة بقدرة المنظومة على الذهاب إلى حلول تنسجم والاستراتيجية الأميركية وتخدم مصالح لبنان!

في هذا التوقيت تبدو الأمور متروكة لرد فعل عسكري إسرائيلي، قد يكون أقسى من السابق بحيث يشمل كل شمال الليطاني، بما فيها ما يعتبره العدو مقرات أو مواقع أو مستودعات مفترضة، مع توقع اتساع وتيرة عمليات الاغتيال لمزيد من قياديي وكوادر الحزب، ولا يعتبر نتنياهو أنه بحاجة لإعلان الحرب، بل يوسع من حجم التعديات التي لم تتوقف. هذا الوضع المقلق وطنياً أصاب البيئة اللصيقة بـ«حزب الله» بمخاوف جدية، عبر عنها الكاتب حسين أيوب المقرب جداً من «الحزب» عندما قال إن «السؤال لا يوجه إلى اللبنانيين، بل إلى (حزب الله): هل سيتصرف بقدر من الوطنية؟ هل سيحترم الدولة والبلد ويرحم بيئته من ويلات الحرب؟» منطقياً تنفيذ الاتفاق الجائر اليوم أفضل منه في الغد، لذا فالسؤال المطروح لماذا الامتناع عن تسليم السلاح رغم انعدام القدرة على المواجهة؟ هنا يبرز من جهة التزام «حزب الله» بما تمليه طهران من أولويات. إنه أبرز الأذرع الإيرانية، وتقتضي مصالح النظام الإيراني استخدام هذه الورقة المحروقة، علها تدعم مواقفها في مرحلة جس النبض ما قبل العودة إلى التفاوض مع الأميركيين! ومن الجهة الأخرى تخشى قيادات «الحزب» من أبعاد تسليم السلاح للدولة، لأن ذلك يسقط سرديات عن وهج الدور المبني على دماء الأبرياء، ويصيب البيئة بخيبة لا علاج لها، فيحدث الشلل الذي يفكك المتبقي من البنية العسكرية والأمنية. لذلك يعتبرون تكرار الهزيمة أمام الإسرائيلي المدعوم أميركياً، عاملاً يمنحه مظلومية تمكنه من الاستثمار اللاحق فيها فيعاد الترميم وشد العصب بدءاً من الفئات المستفيدة، خصوصاً مع اتساع حالات اليأس وتراجع تأثير خطب التعبئة، أمام تراجع الدعم، واتساع الركام، وقوافل دفن اليافعين بصمت في بلدات البقاع ووديان الجنوب! بعيداً عن توزيعات للمكاتب الرئاسية عن حجج «أفحمت» الموفد الأميركي، فإن «الترويكا» لم تلتزم عملياً ما تعهدت به في البيان الوزاري، فجاء بارّاك ليقول بالفم الملآن إن قطار أمن المنطقة وازدهارها قد يتجاوز لبنان؛ لا هدنة ولا اصطياف ولا إشتاء وطبعاً لا استثمارات وليستمر البلد في دوامة الاهتراء والتآكل!

 

في استعصاء السلاح

مروان الأمين/نداء الوطن/10 تموز/2025

أحدثت ورقة الموفد الأميركي توم براك إرباكاً واضحاً لدى السلطة السياسية، إذ وجدت نفسها اليوم أمام خيارين لا ثالث لهما: إمّا الانخراط في مسار واضح لمعالجة ملف السلاح، أو مواجهة عزلة دولية متزايدة وانكشاف عسكري أمام إسرائيل قد لا يُبقي للبنان متّسعاً للمناورة. بينما أصبح واضحاً عجز السلطة السياسية اللبنانية عن اتخاذ خطوات تنفيذيّة، وتكتفي بالخطابات والتصريحات من دون أي فعاليّة، يتزايد التساؤل في أوساط اللبنانيين: ما الذي يدفع "حزب الله" إلى الإصرار على التمسّك بسلاحه، رغم أن فعاليته في مواجهة إسرائيل باتت شبه معدومة، ورغم ما قد يترتب على هذا الإصرار من تبعات مدمّرة على بيئته الشيعية؟

لفهم طبيعة هذا الإصرار، لا بد من معرفة وظيفة هذا السلاح، إذ تتجاوز شعار حماية لبنان أو الدفاع عن الطائفة الشيعية، أو حتى عن الحزب نفسه. وقد أسقطت الحرب الأخيرة شعارات الردع والحماية.

لفهم الوظيفة الأعمق للتمسّك بالسلاح، لا بد من العودة إلى مرحلة تأسيس "حزب الله" في ثمانينات القرن الماضي. في تلك المرحلة، سعى "الحزب" إلى تكريس عقيدة "ولاية الفقيه" في أوساط الطائفة الشيعية، في محاولة لربطها دينياً وعقائدياً بإيران. غير أن هذا السعي فشل بسبب تمسّك شيعة لبنان بمرجعيات تُمثّل إرثًا تاريخيًا وتتمتع بقيمة فقهية ومعنوية وازنة، أمثال السيد أبو القاسم الخوئي، السيد محمد حسين فضل الله، والسيد علي السيستاني، وغيرهم من المرجعيات. في ظل هذا الإخفاق العقائدي، لجأ "حزب الله" إلى السلاح بوصفه أداة لتعزيز النفوذ داخل الطائفة الشيعية وفرض الهيمنة باسم "المقاومة". مع الإشارة إلى أن "الحزب" لم يخض حروبًا إلّا مع حركة أمل بهدف فرض سيطرة شبه مطلقة داخل البيئة الشيعية، وتأمين قاعدة نفوذ صلبة لإيران في لبنان. ما لم ينجح به "حزب الله" عبر البوابة الدينية، نجح به عبر بوابة "المقاومة". فالسلاح، برمزيته السياسية والعسكرية، تمكّن من خلق حالة من الالتفاف حول "الحزب" من قبل شرائح واسعة داخل الطائفة، بما فيها أتباع المراجع الذين يختلفون عقائدياً مع فكرة "ولاية الفقيه". وهكذا، أضحى السلاح هو الأداة السياسية التي عوّضت إخفاق "الحزب" في فرض عقيدته الدينية، وأصبح الرابط الوحيد بين شيعة لبنان ومشروع الجمهورية الإسلامية الإيرانية. ومن هذا المنطلق، يمكن فهم الإصرار الشديد على عدم التخلي عن السلاح، حتى في ظل الخسائر الكبيرة التي تتكبدها الطائفة الشيعية. فهذا السلاح هو صلة الوصل الوحيدة بين إيران وشيعة لبنان. وإذا ما سقط هذا السلاح، تسقط معه سيطرة إيران على الطائفة الشيعية، وبالتالي نفوذها في لبنان. في هذا الإطار، يمكن أيضاً فهم تحييد إيران "حزب الله" خلال الحرب الإسرائيلية عليها. فالمصلحة الإيرانية، كانت تقتضي الإبقاء عليه خارج أتون الحرب، تجنبًا لتعريضه لضربة إسرائيلية تقضي على ما تبقى من سلاح، وبالتالي خسارة صلة الوصل مع شيعة لبنان. لذلك، إنّ امتناع "الحزب" عن الدخول في الحرب لا يُعبّر عن تغليب المصلحة الوطنية، بل يعكس حسابات استراتيجية إيرانية دقيقة تهدف إلى الحفاظ على نفوذها في لبنان. خصوصاً أنّ الحرب عليها لم تبلغ مرحلة تهديد وجودي للنظام، بحيث تُجبر طهران على الزج بجميع أدواتها في الصراع.هذه الوظيفة للسلاح تُفضي إلى استعصاءٍ يُعطّل أي محاولة لمعالجته سلمياً، إلا إذا ما قررت طهران قطع علاقتها بشيعة لبنان.

 

يا هلا بالترويكا

عماد موسى/نداء الوطن/10 تموز/2025

الترويكا مصطلح جيوسياسي رفيع المستوى، يُستخدم للإشارة إلى ثلاث دول، أو ثلاث قوى أو ثلاث مؤسسات متحالفة، أو يعبر عن صيغة فنية كما مع ثلاثي أضواء المسرح التي تشكّلت من سمير غانم والضيف أحمد وجورج سيدهم. أما هنا، فتعني حصرًا السادة صاحب الفخامة وصاحبي الدولة، أصحابنا. إن ملك واحد من الثلاثة سلاح الصلاحيات واجهه الثاني بسلاح التعطيل ووقف الثالث بينهما كقوة فصل لا تقوى على شيء. في العادة، إن توافق الرؤساء الثلاثة، بعد تدوير الزوايا، على سلّة تعيينات أو على باقة بنود أو توافقوا على أهمية وجود الـ "عصعوص" بالملوخية أو على خارطة طريق للحل انطلقت بوسطة الحكومة بسلام ووئام وإن تعذر توافقهم "بطنجت" دواليب الدولة في أرض موحلة. أيام الأسدين، حافظ ودرة الفرقدين بشار، كان يصل الونش من كاراج المهاجرين على وجه السرعة كي يسحب البوسطة حيث يُعاد "تعيير" دواليب الرؤساء منعًا للتزحيط. قبل عمر بك كرامي والياس الهراوي وحسين الحسيني رحمهم الله كان الركّ على الحكم برأسين: الماروني والسني. فإن اختلف صائب بك مع سليمان فرنجيه اختلّ التوازن وإن حرد رشيد كرامي من شارل حلو انشلّ البلد. إثنان ضد واحد أفضل من اثنين يشدان رسن الحمار واحد يشدّ يمينًا وواحد صوب اليسار والحمار بينهما لا حول له ولا قوة ولا قدرة للإفلات من العقاب الميثاقي. الحمار ارتاح وبقينا نحن اللبنانيين الأشاوس لا نعرف من الراحة سوى راحة الحلقوم. لم نرتَح في صيغة الحكم برأسين طوال نصف قرن ولا ارتحنا في صيغة الرؤوس الثلاثة في 35 سنة. أخت هالحياة. في اليومين الأخيرين، عادت محركات الترويكا لتعمل من جديد بعد شحن بطارياتها وجلخ ديسكات فراماتها وتغيير بوجياتها ونفخ دواليبها. طلع دخان مازوتها الأخضر وسُمع جعير موتوراتها من بيروت لجونيه يا عيوني. اجتهدت الترويكا. اشتغلت بكل طاقتها وتمكّنت بعون المستشارين الفطاحل من تدبيج ردّ على ورقة مستر براك أدهشته وعقدت لسانه ومصرانه. wow شو هالردّ الحلو المدروس اللبق اللطيف الدقيق الرقيق المتضمن نفحة حزب إلهية. أغلب اللبنانيين صاروا على بيّنة بمضون الرد باستثناء فئة قليلة غير مؤثرة في مسار الأحداث الكبرى، أي النواب والوزراء. عندما تشتغل الترويكا يقعد هؤلاء على جنب، إن أحب نواف بك إحاطة وزرائه علمًا بمضمون الردّ فـ "كتّر خيره" وإن آثر عدم إشراكهم في المناقشة والصياغة ففي ذلك حكمة أما الـ "إستيذ" فما إلو جلادة من الأول على فتح بازار مناقشات في قصر الشوق. يا هلا ويا مرحبا بالترويكا.

 

فرصة لا تُفوّت: مقترح لأجندة اللقاء المرتقب بين ترامب ونتنياهو

بواسطة دانا سترول, روبرت ساتلوف/معهد واشنطن/09 تموز/2025

https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/frst-la-tufwwt-mqtrh-lajndt-allqa-almrtqb-byn-tramb-wntnyahw

على الزعيمين أن يركّزا على بلورة رؤية لاتفاق دبلوماسي مع إيران، ورسم مسار مشترك للتعامل مع الوضع في غزة، وتهيئة الأجواء لمزيد من خطوات التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل، إلى جانب إعادة ضبط معايير التعاون الاستراتيجي الثنائي بما يتلاءم مع التحولات الجديدة في المشهد الإقليمي.

في السابع من تموز/يوليو، يستضيف الرئيس "دونالد ترامب" رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" في لقائهما الثالث في المكتب البيضاوي خلال الأشهر الستة الماضية. وتأتي هذه الزيارة في أعقاب الضربات الأميركية والإسرائيلية التي استهدفت المرافق النووية الإيرانية، والهدنة التي أعقبتها، ما يجعل منها فرصة حاسمة للزعيمين من أجل الانتقال من العمل العسكري إلى بلورة نتائج سياسية ملموسة، والاستفادة من حالة الضعف غير المسبوقة التي تمر بها إيران لتعزيز المصالح الأميركية.

جدول الأعمال

البند الأكثر إلحاحاً على جدول أعمال اللقاء هواستكمال التعامل مع الملف الإيراني. فالهدنة التي فرضها الرئيس "ترامب" بين إيران وإسرائيل لا تزال هشّة ومهددة بالانهيار، في ظل غياب الوضوح بشأن تعريف الانتهاكات وآليات تنفيذ الاتفاق. الأهم من ذلك، أن الهدنة لم تقدّم حلاً دائماً للمشكلات المستمرة التي يثيرها البرنامج النووي الإيراني، رغم ما لحق به من أضرار جسيمة، ولا لطموح طهران المتجدد نحوامتلاك قدرة نووية عسكرية، ولا لقرارها تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA).

حتى الآن، تردّد الرئيس "ترامب" في تبنّي مسار دبلوماسي مكمّل للعمل العسكري، يؤكد من خلاله أن إيران لن تعيد بناء منشآتها النووية "المدمّرة". كما أرسل إشارات متضاربة حول ما إذا كانت سياسة "الضغط الأقصى" ستُطبّق على صادرات النفط الإيراني، ما زاد من الغموض.

في المقابل، وصف وزير الدفاع الإسرائيلي، "إسرائيل كاتس"، نهج بلاده تجاه إيران بـ"الاحتواء العدواني"، مشيراً إلى احتمال تطبيق نفس النموذج الذي اتبعته إسرائيل مع "حزب الله"، أي استخدام القوة العسكرية فور رصد أي نشاط مشبوه أوتهديد. لكن في غياب "قواعد واضحة للاشتباك"، فإن هذا النهج قد يصطدم مع أولويات "ترامب" التي تركز على خفض التصعيد. أما البند الثاني على جدول الأعمال، فهوالنزاع المتفاقم في غزة. الإنجازات العسكرية ضد شبكة وكلاء إيران الإرهابية، وبرنامج الصواريخ، والمرافق النووية، تتيح للزعيمين فرصة لمقاربة هذا الملف الشائك. فبدون تقدم حقيقي على مسار غزة، سيصعب تعزيز اندماج إسرائيل في المنطقة، لا سيما في ما يتعلق بخطوات التطبيع مع المملكة العربية السعودية. حتى الآن، لم يُمارس الرئيس "ترامب" ضغوطاً علنية على "نتنياهو" لإنهاء العمليات في غزة أولتغيير النهج القائم هناك. بل على العكس، قدم له دعماً سياسياً وعملياً واسعاً منذ بداية ولايته الثانية، إذ تجنّب انتقاد قرار إسرائيل تعليق المساعدات الغذائية والطبية لأشهر، وموّل مؤسسة غزة الإنسانية بمبلغ 30 مليون دولار كقناة بديلة لتوصيل المساعدات، وسرّع من عمليات بيع وتسليم المعدات العسكرية. كما امتنع عن الضغط على إسرائيل في ما يتعلق بسياساتها في الضفة الغربية، والتي يمكن أن تعرقل جهود التطبيع، مثل التهديدات بضم أجزاء من الإقليم علناً. العلاقة الأميركية– الإسرائيلية ذاتها ستكون بنداً رئيسياً آخر في اللقاء. فقرار "ترامب" الانضمام إلى الحملة الإسرائيلية وقصف المواقع النووية الإيرانية – وهوالخيار الذي فضّلته إسرائيل على خططها لمعالجة الأهداف الأكثر تحصيناً – شكّل نقطة تحول تاريخية في العلاقة الثنائية، التي تشهد تغيراً سريعاً منذ أن أُلحقت إسرائيل بمنطقة مسؤولية القيادة المركزية الأميركية عام 2021، وخاصة بعد هجوم "حماس" في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.

خلال العامين الماضيين، طرأ تحوّل دراماتيكي على العقيدة الأمنية طويلة الأمد لإسرائيل، التي كانت سابقاً تقبل بالدعم الأميركي لكنها تُصرّ على مبدأ "الدفاع عن النفس بالنفس". أما اليوم، فقد أصبحت إسرائيل تعتمد على تحالف تقوده الولايات المتحدة، سواء لصد هجمات إيران بالصواريخ والطائرات المسيّرة في نيسان/أبريل 2024، أوعبر العمل المشترك في تحالف هجومي لتحقيق الهدف المشترك: إلحاق ضرر بالغ بالبرنامج النووي الإيراني. ومع تسارع التغيّرات في العلاقة الثنائية، وتطور قدرات الشركاء الإقليميين، والانهيار الواسع الذي لحق بالخصم المشترك – إيران – سيكون من الضروري أن يبدأ الزعيمان نقاشاً جاداً حول كيفية تطوّر الدعم الأميركي لإسرائيل بما يعكس هذا الواقع الجديد، بما في ذلك نقاشات ذات أولوية عالية حول تجديد مخزون اعتراضات الصواريخ الإسرائيلية المضادة وأنظمة الدفاع الجوي.

توصيات للنهج الأمريكي

نظراً لأن إيران وشبكة وكلائها الإقليمية وصلت إلى لحظة من أقصى درجات الضعف، فقد حان الوقت الآن للولايات المتحدة للضغط على ميزتها وتأمين إنجازات دبلوماسية تعكس هذا الخلل في القوة. يمكن للرئيس "ترامب" أن يبدأ هذه العملية بالحصول على موافقة "نتنياهو" على مسار مشترك إلى الأمام بشأن الأولويات الإقليمية العليا. تشمل:

صياغة الرؤية الأمريكية لاتفاق دبلوماسي مع إيران. في إطار مثل هذا الاتفاق، يجب أن تُطلب من "طهران" تأكيد أن أي برنامج نووي متبقٍ هولأغراض سلمية فقط من خلال التخلي عن التخصيب، وإرسال أي يورانيوم مخصب متبقٍ خارج البلاد، والموافقة على عمليات تفتيش دولية تدخلية. يجب على الولايات المتحدة أيضاً أن تضغط من أجل قيود على إنتاج وتصدير إيران للصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة والمكونات ذات الصلة، من بين قيود أخرى. لتسهيل هذه الأهداف، يمكن للرئيس أن يشير إلى تخفيف العقوبات الواسع في سوريا كدليل على استعداده لتخفيف الضغط الاقتصادي على إيران بمجرد أن يفعل النظام ما هوضروري لتبديد المخاوف حول نواياه وقدراته. في الوقت نفسه، يجب عليه أن يؤكد أن أي جهد إيراني لإعادة تشكيل البرنامج النووي يمكن أن يؤدي إلى ضربات عسكرية أمريكية إضافية؛ في الواقع، ستكون جولة ثانية من الضربات درساً أكثر توضيحاً حول العزم الأمريكي من الجولة الأولى.

رسم خريطة طريق مشتركة لتوفير الأمن طويل الأمد لإسرائيل. يجب على "ترامب" و"نتنياهو" مناقشة سلسلة من الترتيبات الدبلوماسية التي تبني على الإنجازات العسكرية الإسرائيلية المثيرة للإعجاب بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر ضد "حماس" و"حزب الله" وإيران وخصوم آخرين. التطبيع السعودي، واتفاق انفصال/عدم عدائية موسع مع سوريا، وحتى إطار عمل للسلام مع لبنان كلها ممكنة، ولكنها ستبقى بعيدة المنال حتى يتم حل النزاع في غزة وتبدد إسرائيل المخاوف حول الضم أحادي الجانب المحتمل في الضفة الغربية.

يجب أن تكون الخطوة الأولى دفعة أمريكية لإنهاء حرب غزة، مع التركيز على إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين، ونفي قادة "حماس" الرئيسيين، وتنفيذ انسحاب عسكري إسرائيلي مرحلي إلى أطراف غزة. هذه الخطوات ستفتح الباب أمام نشر وجود أمني فلسطيني وعربي مشترك يحصل على البركة الرسمية من السلطة الفلسطينية ويُكلف بجمع أسلحة "حماس"، وتأمين وتوصيل المساعدات الإنسانية، ووضع الإطار لمستقبل ما بعد "حماس". يجب على "ترامب" أيضاً أن يدلي ببيان واضح حول توقعاته للطريق إلى الأمام في الضفة الغربية، مشيراً إلى المعارضة الأمريكية لأي ضم إسرائيلي لأراضي الضفة الغربية خارج الاتفاقات مع الفلسطينيين. بالإضافة إلى المطالبة بالعمل الإسرائيلي، يجب على الرئيس أن يقدم "طلبات" جوهرية من القادة العرب. على سبيل المثال، تحتاج مصر وقطر إلى ممارسة الضغط على القيادة الخارجية لـ"حماس" لقبول هذه الشروط، بينما يجب على السعودية والإمارات العربية المتحدة ودول أخرى أن تستخدم نفوذها للإعداد لدور عربي جديد في غزة والمشاركة بشكل استباقي مع السلطة الفلسطينية بشأن الإصلاحات الجدية. إن إيفاد وزير الخارجية "ماركوروبيو" والمبعوث الخاص "ستيف ويتكوف" إلى المنطقة فور انتهاء اجتماع "ترامب"– "نتنياهو" سيرسل رسالة مفادها أن الولايات المتحدة تعتمد على القادة العرب للقيام بدورهم.

إطلاق العمل الجدي اللازم لتعريف معاملات التعاون الاستراتيجي الأمريكي– الإسرائيلي في عصر ما بعد الضربة على إيران، ومنفصلة عن ذلك، مستقبل المساعدة الأمريكية. يجب أن تبدأ المحادثات قريباً حول مذكرة تفاهم جديدة بشأن مستقبل المساعدة العسكرية الأمريكية. لتحقيق هذا الهدف، يجب على الرئيس أن يوجه البنتاغون لتقييم احتياجات إسرائيل الحالية للدفاع الصاروخي، والتفاعل مع الكونغرس بشأن الحاجة الملحة لتجديد الاعتراضات بسرعة التي دافعت عن الأراضي والمواطنين الإسرائيليين من الهجمات الإيرانية وهجمات الوكلاء. بصرف النظر عن مذكرة التفاهم، يجب أن تكون المواقف التي تكمل فيها القوات الأمريكية العمليات الإسرائيلية حدثاً نادراً – تحتاج المعاملات الجديدة للشراكة إلى أن تعكس الفهم بأن إسرائيل ستقود عملياتها الخاصة، مع التشاور الوثيق مع واشنطن في جميع هذه السيناريوهات نظراً للمخاطر على القوات والأصول الأمريكية في المنطقة.

 

رؤية تركيا للمواجهة بين إيران وإسرائيل

بواسطة سونر چاغاپتاي/معهد واشنطن/09 تموز/2025

https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/rwyt-trkya-llmwajht-byn-ayran-wasrayyl

رغم المعارضة التركية الطويلة لطموحات طهران النووية، فإن لدى أنقرة مصلحة قومية وأمنية راسخة في تفادي أي خطوات قد تؤدي إلى اندلاع مواجهة مباشرة مع إيران أو إلى سقوط النظام في الجمهورية الإسلامية.

في 22 حزيران/يونيو، أصدرت وزارة الخارجية التركية رداً متحفظاً على الغارات الجوية الأمريكية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية. وعلى خلاف تصريحاتها الانتقادية الحادة السابقة التي أدانت فيها سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط خلال العقد الماضي، اقتصر موقف أنقرة هذه المرة على التعبير عن "قلقها العميق" إزاء الضربات، مع الإشارة بوضوح إلى استعدادها للاضطلاع بدورها والمساهمة بشكل بناء.  ويُعزى هذا التغير في اللهجة، جزئياً على الأقل، إلى العلاقة المتينة بين الرئيس ترامب والرئيس رجب طيب أردوغان. لكن إلى أي مدى يعكس هذا التحول موقف أنقرة الحقيقي، ليس فقط إزاء الحرب التي استمرت اثني عشر يوماً بين إيران وإسرائيل، بل أيضًا فيما يتعلق بمصالح تركيا الاستراتيجية طويلة الأمد تجاه البلدين، والدور الذي ينبغي ان تلعبه واشنطن في إدارة التباينات بين السياسات الأمريكية والتركية حيال هذه الملفات.

كيف تنظر تركيا إلى إيران وإسرائيل 

المفتاح لتقييم نهج أنقرة هنا هو تذكر أنه نهج غير ثنائي - على الرغم من أن تركيا مرت بفترات من العداء أو التنافس المفتوح مع إيران على مدى قرون، إلا أنها شهدت أيضاً توترات عميقة مع إسرائيل لأكثر من عقد من الزمن. وعلى هذا النحو، فهي لا تُفضل حاليا أيا من البلدين. ويُشير سياق الحرب الأخيرة إلى أن أنقرة لا تمانع في الحد من النفوذ النووي الإيراني، لكنها في المقابل تبدي قلقًا إزاء التفوق العسكري الساحق لإسرائيل، وتخشى العواقب المحتملة لانهيار الجمهورية الإسلامية تحت وطأة الضغوط.  تركيا في مواجهة إيران. عندما أصبحت الإمبراطوريتان العثمانية والفارسية جارتين في القرن الخامس عشر، سرعان ما بدأتا التنافس على السيطرة على ما يعرف اليوم بشرق تركيا وغرب إيران. بعد سلسلة من الحروب الطويلة وغير الحاسمة، التي انتهت بإفلاس خزائن الطرفين - في ما يشبه النسخة ما قبل الحديثة من مبدأ "الدمار المتبادل المؤكد" – انتهى بهما الأمر في منتصف القرن السابع عشر إلى حالة من التكافؤ في القوة، واتفقتا على تجنب الحروب مستقبلاً مهما كان الثمن. وبالفعل، تجنبت كلا الدولتين الدخول في صراعات كبيرة لمدة ثلاثة قرون حتى الآن. وباستثناء حروب صغيرة في العراق الذي كان يخضع للسيطرة العثمانية في القرن التاسع عشر وتبادل بسيط للأراضي، كانت الحدود بين إيران وتركيا من بين أكثر الحدود استقراراً في الشرق الأوسط، حيث بقيت قريبة جداً من حدودها الأصلية التي تم تحديدها عام 1639.  في عهد أردوغان، خاضت إيران وتركيا صراعاً طويلاً بالوكالة في سوريا، حيث دعمت طهران نظام الأسد ودعمت أنقرة المتمردين. لكن هذا لم يسهم في تغيير تفكيرهما الاستراتيجي الأوسع نطاقاً، إذ لا تزالان تنظران إلى بعضهما البعض على أنهما متساويتان في القوة، وبالتالي تتجنبان الأعمال العدائية المباشرة.  وبالنظر إلى هذا التوازن التاريخي، تُعد فكرة تحوّل إيران إلى قوة نووية أمرًا مرفوضاً تماماً بالنسبة إلى تركيا. إذا حصلت طهران على هذه الميزة، فإنها ستُنهي فعلياً التوازن في القوة الذي استمر لثلاثة قرون مع منافستها غير النووية. لذلك، دعمت أنقرة بشكل عام الإجراءات التي تهدف إلى منع حدوث هذه النتيجة، على الرغم من اتخاذها خطوات انتهازية ومضرة في بعض الأحيان (على سبيل المثال، السماح لبنوكها بانتهاك العقوبات النووية المفروضة على إيران من أجل الحصول على الأموال). ومع ذلك، فإن الاتجاهات الأخيرة في العلاقات الإسرائيلية التركية (انظر أدناه) تدفع أنقرة إلى الاقتناع شبه التام بمعارضة أحد أقوى الإجراءات الوقائية، وهو التدخل العسكري الإسرائيلي الواسع النطاق ضد برنامج إيران النووي. 

تركيا في مواجهة إسرائيل. كانت تركيا أول دولة ذات أغلبية مسلمة تعترف بإسرائيل، وظلت الوحيدة لعدة عقود، حيث منحتها اعترافاً دبلوماسياً في عام 1949. وقد لعبت العلمانية في تركيا في عهد كمال أتاتورك وسياسة إسرائيل في تكوين شركاء إقليميين خارج دائرة جيرانها المباشرين دوراً في هذه الديناميكية، مما أدى إلى إقامة علاقات أمنية واستخباراتية وعسكرية واقتصادية عميقة بحلول نهاية القرن العشرين.   ومع ذلك، تدهورت علاقاتهما بشكل حاد في عهد أردوغان الذي اتبع سياسة خارجية تركية غير متمركزة حول الغرب. في عام 2006، أجج أردوغان التوترات باستضافته وفداً من جماعة "حماس" الإرهابية. وانهارت العلاقات تماماً خلال حادثة أسطول الحرية عام 2010، عندما اقتحمت القوات الإسرائيلية سفينة تركية كانت تحاول كسر الحصار المفروض على قطاع غزة الذي تسيطر عليه "حماس"، مما أسفر عن مقتل ثمانية مواطنين أتراك ومواطن أمريكي- تركي مزدوج الجنسية. ولم يساهم استمرار ولاية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سوى في تسريع انهيار العلاقات، حيث أدت الكراهية العميقة والمتبادلة بينه وبين أردوغان إلى جعل إعادة العلاقات الدائمة بين البلدين أمراً يكاد يكون مستحيلاً. وفي تلك الأثناء، أقامت إسرائيل قنوات اتصال مع "قوات سوريا الديمقراطية"، وهي جماعة يقودها أحد الفروع من الخصم اللدود لتركيا، "حزب العمال الكردستاني"، المُدرج كمنظمة إرهابية. وتأتي هذه الخطوة جزئياً كرد على علاقات أنقرة مع "حماس". أدت أحداث العامين الماضيين إلى زيادة تعقيد الصورة الثنائية. ففي كانون الاول/ ديسمبر الماضي، ساعدت تركيا في سقوط دمشق على يد جماعات متمردة بقيادة "هيئة تحرير الشام"، وهي جماعة أخرى مدرجة على قائمة الارهاب. أثارت هذه الخطوة غضب صانعي السياسة الإسرائيلية، حيث خلص بعضهم إلى أن تركيا الصاعدة أصبحت منافسهم الإقليمي الجديد. ومع ذلك، يشعر صانعو السياسة في أنقرة بشكل متزايد بنفس الشعور تجاه القوة العسكرية التي أظهرتها إسرائيل منذ تشرين الاول/أكتوبر 2023، من تدمير قيادة "حماس" و"حزب الله" وبنيتهما التحتية إلى استهداف كبار القادة العسكريين الإيرانيين والسيطرة الكاملة على المجال الجوي للبلاد.

تخفيف مخاوف تركيا الأمنية الحقيقية 

على الرغم من أن أنقرة ستعارض أي استهداف عسكري إسرائيلي إضافي لإيران للأسباب المذكورة أعلاه، إلا أنها لا تزال من المرجح أن تدعم الإجراءات غير العسكرية التي تتخذها الولايات المتحدة بهدف إنهاء طموحات طهران النووية مرة واحدة وإلى الأبد، بما في ذلك فرض مزيد من العقوبات والحوار والضغط الاقتصادي. لذلك، إذا التزم الرئيس ترامب بالطريق الدبلوماسي وضغط على إسرائيل لفعل الشيء نفسه، فسيجد حليفاً في أنقرة.  لكن على واشنطن أن تدرك أيضاً أن هناك حدوداً محتملة لما قد يكون أردوغان مستعداً للوصول إليه، حتى في حال تجنبت الأطراف المزيد من التصعيد العسكري. فلدى تركيا مخاوف أمنية مبررة حول الاحتمال الحقيقي لتخبط النظام الإيراني أو انهياره تحت وطأة الضغط الدولي:

تدفق اللاجئين. تستضيف تركيا بالفعل ما يقرب من أربعة ملايين لاجئ، معظمهم من سوريا ودول أخرى غير مستقرة، لذا فهي تدرك جيداً أن التصعيد العسكري مع إيران قد يؤدي إلى مزيد من تدفق اللاجئين. وعلى الرغم من أن معظم المراكز السكانية الرئيسية في إيران تبعد مئات الأميال عن الحدود التركية، إلا أن العديد من المواطنين الذين فروا من الجمهورية الإسلامية على مدى عقود اختاروا تركيا كملاذ مفضل لهم، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى علاقاتها الوثيقة والسهلة مع وجهاتهم النهائية في أوروبا والولايات المتحدة. 

فراغ السلطة وبقايا "حزب العمال الكردستاني". تشعر أنقرة بقلق عميق من أن تستغل العناصر المعادية لتركيا ضعف أو انهيار النظام في إيران للتخطيط لهجمات عبر الحدود على تركيا، على غرار ما فعلته الجهات الفاعلة غير الحكومية مثل "تنظيم الدولة الإسلامية" و"حزب العمال الكردستاني" التي استغلت فراغ السلطة في العراق وسوريا في الماضي لقتل الأتراك. ويشكل هذا مصدر قلق كبير بشكل خاص في ظل محادثات نزع السلاح الجارية بين أنقرة و"حزب العمال الكردستاني". ولم يستجب "حزب الحياة الحرة في كردستان" (PJAK) - الفرع الكردي الإيراني لـ"حزب العمال الكردستاني" - بعد لدعوة زعيم الحزب عبد الله أوجلان في شباط/ فبراير إلى نزع السلاح. وإذا انزلقت إيران إلى حالة من عدم الاستقرار، فقد يظهر "حزب الحياة الحرة في كردستان" كأحدث فرع إقليمي لـ"حزب العمال الكردستاني" لتقويض الأمن التركي باستخدام أراضي دولة أخرى. 

الاستفادة القصوى من التوافق بين ترامب وأردوغان 

نظراً لأن أنقرة ترفض بشكل عام عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، فمن المرجح أن تدعم المسارات الدبلوماسية التي تهدف إلى منع إيران من إعادة بناء قدراتها النووية، مع معارضتها لأي خطوات عسكرية قد تُضعف سلطة الدولة بشكل كبير أو تؤدي إلى إسقاط النظام بالكامل. في هذا الصدد، يمكن لإدارة ترامب أن تتوقع من تركيا تنفيذ عقوبات اقتصادية أكثر صرامة، والالتزام بتجنب الأنشطة المصرفية المشبوهة أو غيرها من الإجراءات التي تمكن إيران من التحايل على العقوبات، والمساعدة في المسار الدبلوماسي بمجرد استئناف المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران. والسبيل الامثل هنا هو أن تضيف الولايات المتحدة مجموعة القضايا الإيرانية بالكامل إلى حوارها الاستراتيجي الثنائي مع تركيا، وتؤكد لأنقرة أن الهدف ليس إسقاط النظام، بل الضغط عليه للتخلي نهائياً عن طموحاته النووية، وهي نتيجة يؤيدها المسؤولون الأتراك. 

في السياق نفسه، قد يكون التوافق الشخصي بين الرئيسين عاملاً حاسماً يمكنه أن يغير قواعد اللعبة ويمهد لمثل هذا التوافق الاستراتيجي. أردوغان ممتن للغاية لترامب لتعليق العقوبات على سوريا، الأمر الذي يمكن أن يساعد في استقرار الحدود الطويلة لتركيا مع جارتها الجنوبية. بالإضافة إلى ذلك، تتوافق قرارات ترامب السياسية ومواقفه المعلنة بشأن تغيير النظام إلى حد ما مع الخط الأحمر الذي وضعه أردوغان بشأن تجنب انهيار الدولة الإيرانية. لذلك، من المرجح أن يتماشى الزعيم التركي بشكل أقوى مع الخطط الدبلوماسية لإدارة ترامب تجاه إيران.  

ومع ذلك، من المستبعد جداً أن تدعم أنقرة أي عمل عسكري أمريكي إضافي ضد إيران، ناهيك عن الانضمام إليه. ولم تكن "الجمهورية الإسلامية" أبداً في وضع أضعف من الآن، وقد تدفعها الضربات المتتالية إلى حافة الانهيار. في هذا السيناريو، قد تفوت تركيا فرصة تأمين مصالحها أو حتى تنحرف تماماً عن سياسة الولايات المتحدة تجاه إيران. وستظهر مخاطر مماثلة إذا جددت إسرائيل من حربها الجوية. في كلتا الحالتين، يجب على واشنطن الاعتماد على التواصل المباشر بين الرئيسين لمنع تصعيد التوترات إلى أزمة ثنائية شاملة. كما ينبغي على إدارة ترامب أن تنظر في تعزيز جهودها لبناء الثقة بين إسرائيل وتركيا على نطاق أوسع، من خلال جمع الطرفين لإجراء مزيد من المحادثات بشأن أنشطة أنقرة العابرة للحدود في شمال وجنوب سوريا، والتي تُعد مصدراً آخر للتوتر الثنائي.

*الدكتور سونر چاغاپتاي هو زميل أقدم في برنامج الزمالة "بايير فاميلي" ومدير "برنامج الأبحاث التركية" في معهد واشنطن.

  

نقاش داخل بيئة المقاومة: السلاح بين الماضي المرير والمستقبل

محمد علوش/المدن/10 تموز/2025

في ظاهر الموقف، قد يبدو أن البيئة الشيعية في لبنان تعيش تناقضاً صاخباً بين رغبتها العميقة في تجنّب الحرب وبين إصرارها على التمسّك بالسلاح. لكنها في الواقع، ليست بيئة عاشقة للحروب ولا متلهّفة لجبهات النار، بل هي بيئة جُبلت على وجع الخيبات التاريخية، وذاكرتها الجماعية محمّلة بتجارب مُرة، كلما ارتفع الصوت بالمطالبة بـ"تسليم السلاح"، تعود هذه الذكريات لتطفو، محفوفة بالخيانة والخذلان، مدفوعة بقناعة راسخة، إن كانت الميتة حتمية، فلتكن ميتة كرامة ومواجهة، لا ميتة الاستسلام. هذا لا يعني أن داخل البيئة لا يوجد نقاش واسع وعميق حول المرحلة المقبلة، ومكانة الشيعة فيها، وكيف يمكن مواكبة كل التغييرات التي تحصل في المنطقة إنطلاقاً من الحفاظ على الوجود، والكرامة في آن واحد. في البيئة الشيعية حديث دائم عن المستقبل والمسار والمصير، يُطرح التساؤل حول فكرة تسليم السلاح في كل جلسة، لتبادل وجهات النظر، فيكون الرأي الغالب بأنه لا رغبة بالحرب ولا خيار للطائفة إلا بالإحتفاظ بسلاحها، أقله في ظل الظروف الحالية التي تفرضها إسرائيل على لبنان والمنطقة، وخلال الحديث تُستحضر التجارب التاريخية للدلالة على خطيئة "التسليم".

في العقل السياسي الشيعي، برزت مؤخراً بعد تكثيف الإضاءة عليها إعلامياً قصة المختار الثقفي وعسكره على أنها ليست مجرد محطة من محطات ما بعد أحداث استشهاد الإمام الحسين، بل هي درس مرير عن الثقة بالمحيط وبالوعود والضمانات. حين سقط المختار، لم يسقط فقط بفعل قوة السيف، بل سقط لأن مشروعه أُفرغ من أدوات الدفاع، بعد أن تم إقناع عسكره بالتخلي عن السلاح مقابل ضمانات بالعيش، وهو ما تم نقضه بعد قتل المختار، وعلى الرغم من تعدد الروايات في هذه المسألة، إلا أن البيئة الشيعية بشكل عام تسير بهذه الرواية حالياً لتُعطي مثالاً تاريخياً عن "تسليم السلاح".

لهذا، كلما طُرحت اليوم في لبنان فكرة "تسليم السلاح"، يتردّد بين شوارع الضاحية والجنوب، وفي مجالس القرى، ذاك الهمس الذي يقول: "سلاحنا ضمانتنا، ألم تروا ما حلّ بالمختار؟".

اليوم، حين يُطلب من المقاومة أن تُسلم سلاحها تحت عنوان "السلم الأهلي" وحماية لبنان وجلب الإستثمارات، يسمع أبناء البيئة الشيعية من جديد صدى التجربة الفلسطينية عام 1982، وفي هذه الذاكرة الأقرب زمنياً، تجربة بيروت 1982 محفورة بعمق. يذكر الجالسون على الطاولة المربعة ياسر عرفات عندما خرج من بيروت مُكرهاً، تحت وابل الضغوط الدولية والعربية، وبعد حصار إسرائيلي عسكري خانق، معتبرين أن المقاومة الفلسطينية جُرّدت من سلاحها بحجة حماية المدنيين ووقف الحرب، وبعد الرضوخ خُرِّبت المخيمات وتحولت إلى مقابر، والإغتيالات لحقت القيادات الفلسطينية إلى الدول التي هربوا إليها.

إلى جانب هذا النقاش المستمر، برزت تساؤلات داخل البيئة الشيعية المقاومة بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان حول "المستقبل وهل يمكننا وحدنا أن نقف في وجه الداخل والخارج في هذه المرحلة، وما الذي يجب فعله". بحسب معلومات "المدن" فإن حزب الله يُجري هذا النوع من النقاشات داخلياً من خلال لجان نشأت بعد الحرب لأجل هذه الغاية، ولكن ذلك لا يعني أن الشارع لا يتطرق إلى هذه المسألة أيضاً، رغم أن الإجابات قد لا تكون بسيطة، ففي هذه البيئة من يتحدث بصراحة عن "نيته" ترك الحزب في حال توجه نحو أي شكل من أشكال تسليم السلاح، مقابل من يؤمن بصوابية خيارات القيادة مهما كانت، مع ملاحظة هامة تتعلق بثقة البيئة الشيعية بقدرة رئيس المجلس النيابي نبيه بري على إيجاد الحلول المستقبلية.

بعض النُخب الشيعية المنضوية تحت لواء "المقاومة" تفكر بكيفية المواءمة بين ضرورة السلاح، والنظر بعين العقل إلى التبدل العميق في الإقليم، إذ لا يمكن "للشيعة" أن يتحملوا وحدهم عبء "القضايا العربية المركزية"، في ظل بيئة دولية ضاغطة تعتبر أن أي قوة شيعية خارجة عن "الدولة" هي خطر، حتى لو كانت تحمي البلد كله، ليس في لبنان وحسب بل بالمنطقة. يُنادي أصحاب هذا الفكر بأهمية الوصول إلى صفقة استراتيجية كُبرى، لا تُفرط بالسلاح، بل تضعه في سياق عقد وطني جديد، يُعيد تعريف دور الشيعة، داخل لبنان، وأيضاً في محيطهم العربي، على اعتبار أن الحل لا يمكن أن يكون بتدمير السلاح بل بإعادة صياغة وظيفته في ظل استراتيجية دفاعية أو استراتيجية أمن وطني، بمقابل تثبيت الدور الشيعي ومكانته.

ليس السلاح في الوجدان الشيعي مشروع حرب، بل مشروع حماية، وهو كان كذلك منذ اليوم الأول لحمل السلاح قبل الثورة في إيران، وقبل كل التبدلات التي شهدتها المنطقة، وكان نتيجة لغياب الدولة من اجل حماية الوجود، السيادة، الكرامة، التاريخ، والمستقبل، وتاريخ السيد موسى الصدر يشهد على ذلك. لهذا، كل خطاب يُطالب اليوم بنزع السلاح، من دون ضمانات فعلية، يُقرأ هنا كجزء من مخطط يُعيد إنتاج خيانات الأمس، ويُحضّر الأرضية لتكرار سيناريوهات المختار، وصبرا وشاتيلا وغيرها. لذلك، حين يرفض أبناء هذه البيئة الشيعية فكرة تسليم السلاح، فهذا ينطلق من خوفهم على المصير، وإصرارهم على أن يكون خيارهم إذا وقعت الواقعة، خيار الميدان، وهذا ما ينطلق منه الثنائي الشيعي اليوم في مقاربته للورقة الاميركية وما تحمله من مطالبات، إذ تُشير مصادر قيادية في الثنائي إلى أنه حاضر للوصول إلى اتفاقات، تنطلق من مصلحة لبنان ومصلحة أبنائه، ولكن بناء على أرضية صلبة واضحة، وهذا الموقف كان منذ اليوم الأول لوقف إطلاق النار ولا يزال، بينما الرغبة الحقيقية لدى الأميركيين والإسرائيليين هي بالقفز فوق الإتفاق بغية الوصول إلى آخر، يتضمن تشريع كل ما يقوم به العدو اليوم، ويجرّ لبنان إلى التطبيع بالشروط الغربية، ويسجل النصر السياسي للعدو الذي يُريد استثمار الحروب، وفي المشروع السياسي الإسرائيلي لا مكان للجنوب ولا الجنوبيين. تؤكد المصادر عبر "المدن" أن الثنائي جدّي للغاية بخصوص الحوار الداخلي بشأن السلاح، لكنه بالمقابل لا يمكنه أن يقدّم المزيد من الخطوات في ظل التعنت الإسرائيلي وعدم وضوح المسار في المنطقة، فهو لا يرغب في الحرب لكنه يرفض منطق الإستسلام، فهل يكون أحد أبواب الحلول فتح الباب للتفاوض بين الأميركيين وحزب الله بشكل مباشر؟

 

 الإعتراف بالاختراقات ومكاشفة الجمهور: "الحزب" يبدأ التحوّل

راغب ملي/المدن/09 تموز/2025

شكّلت المقابلة التي أجراها الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، تحولاً لافتاً في الخطاب السياسي والإعلامي للحزب، لا سيما من حيث صراحتها غير المسبوقة في الحديث عن اختراقات أمنية وتقنية داخل البنية التنظيمية. وقد كشف قاسم عمّا وصفه بـ"الخرق الخطير"، الذي شمل اغتيال الأمينَين العامَّين السابقَين للحزب، حسن نصر الله وهاشم صفي الدين، إضافة إلى عدد من قادة الصفَّين الأول والثاني ومسؤولين مركزيين، فضلاً عن كشف أماكن حسّاسة كان الحزب يتعامل معها بدرجة عالية من السريّة. والاعترافات تلك، تعكس تبدلاً في أدبيات الحزب الذي تخلى عن المكابرة، ونزل الى مكاشفة الجمهور والإجابة على أسئلته وهواجسه، وهي صراحة لم يعهدها الجمهور خلال الشهور الثمانية الماضية، باستثناء مقابلة النائب السابق نواف الموسوي الذي خاطب الجمهور بما يسأل عنه. ويشير ذلك الى تحول لافت في أدبيات الحزب. في هذه المقابلة، أقرّ قاسم للمرة الأولى على مستوى القيادة بوجود اختراقات متعدّدة، ليس فقط على المستوى الأمني، بل أيضاً على صعيد شبكة الاتصالات الخاصة بالحزب والتي كانت السبب المباشر لأحداث السابع من أيار 2008 السوداء. وقد أشار إلى أن العدو الإسرائيلي تمكّن من تنفيذ عملية رصد وتنصّت واسعة النطاق، امتدت على مدى سنوات، عبر أدوات متطوّرة وتكنولوجيا متقدمة. كما أوضح أن المتفجرات التي زُرعت داخل أجهزة "البيجر"، واستُخدمت في عمليات الاغتيال، كانت من نوع استثنائي يصعب كشفه بالوسائل التقليدية، الأمر الذي يطرح علامات استفهام حول فاعلية الإجراءات السابقة ويضع الحادثة في دائرة "التقصير أو القصور"، كما ورد في حديثه. هذه اللغة المباشرة شكّلت خروجاً ملحوظاً عن الأسلوب الذي طبع خطاب الحزب في مراحل سابقة. وقد أثارت المقابلة تفاعلاً لافتاً بين جمهور حزب الله في وسائل التواصل، حيث رآها كثيرون مختلفة من حيث النبرة والمضمون، وأكثر قرباً من الوقائع الميدانية مقارنة بما اعتادوه سابقاً. وعكست التعليقات والمناقشات في وسائل التواصل الاجتماعي تعدداً في المواقف والقراءات. فقد رأى عدد من المتابعين أن ما تضمّنته المقابلة يمثل خطوة نادرة من المكاشفة والاعتراف، تُعيد وصل ما انقطع بين القاعدة والقيادة، خصوصاً في ظل تراكم الإحباط داخل البيئة الحزبية على خلفية الاغتيالات الأخيرة والخروق الأمنية المتكررة. في المقابل، أشار آخرون إلى أن هذا الإقرار، رغم أهميته، لا ينبغي أن يُختزل في الخطاب الإعلامي، بل يجب أن يقترن بمراجعة حقيقية للمسارات الأمنية والتنظيمية، خصوصاً أن الإخفاقات تمسّ البُنية العميقة للحزب. واعتُبر أن الاعتراف وحده لا يكفي إن لم يُتبعه تغيير فعلي في السياسات المتّبعة.

ومن جهة ثالثة، ظهرت فئة قاربت الحدث بشكل تحليلي، معتبرة أن ما ورد في كلام قاسم يعكس تحوّلاً في وعي القيادة لحجم الاختراق، مع بقاء الالتزام بالثوابت العامة للحزب. وقد فصّل بعض المتابعين في هذه القراءة، معتبرين أن الجمع بين الاعتراف بالإخفاق والتأكيد على ترميم الجهوزية، هو انعكاس لمرحلة جديدة عنوانها المكاشفة والضبط معاً. من اللافت أن كثيرين رأوا في هذه المقابلة حديثاً تأخر ظهوره، بعدما ظلّ الحديث عن الخروق أمراً نادراً في الخطاب الرسمي. وقد استُعيدت في هذا السياق تصريحات للنائب السابق نواف الموسوي، كان قد أشار فيها إلى ثغرات أمنية، لكنها في حينها وُوجهت بردود متباينة؛ بين من اعتبرها واقعية وبين من هاجمها باعتبارها "تشويشاً على صورة الحزب". أما اليوم، فتبدو ردود الأفعال مختلفة إلى حد كبير، وسط جو من الترقب لفهم أوسع لما جرى في الفترة السابقة، وما آلت إليه الأمور. تبدو المقابلة، في مضمونها، خروجاً على اللغة التقليدية الخشبية، التي غالباً ما اتسمت بتأكيد "الجاهزية الكاملة" و"التحصين المطلق" مهما كانت الظروف. إذ كُسر الخطاب الحزبي المعتاد، الذي كان يستبعد الإخفاق أو يتجنب الإقرار به، لصالح خطاب أكثر واقعية، يتناول الثغرات بوضوح ويسمّي الأشياء بأسمائها. واعتُبر هذا التحول مؤشّراً إلى تغيّر في كيفية مقاربة التحديات المستجدة، لا سيما في ظل الحرب التكنولوجية والاستخبارية المتصاعدة.

 

الوجه الآخر لتطبيقات تحويل الأموال: مَن يحمي بيانات اللبنانيين؟

سكينة السمرة/المدن/09 تموز/2025

في بلد يعاني أزمة اقتصادية منذ العام 2019، تحولت المَحافِظ الإلكترونية إلى طوق نجاة للعديد من اللبنانيين الباحثين عن بديل أكثر مرونة وسرعة للنظام المصرفي التقليدي المنهار. وبلمسة واحدة على شاشة الهاتف، من الممكن إنجاز المعاملات اليومية من تحويل الأموال إلى دفع الفواتير وحتى التسوق، لكن الانتقال السريع نحو الرقمنة المالية يترافق مع أسئلة مقلقة حول أمن البيانات، وغياب الإطار القانوني الفعال الذي يحمي المستخدمين. فهل تتعامل الدولة والشركات مع حجم المسؤولية؟ وأين تخزن بيانات اللبنانيين فعلاً؟ بدأت فكرة المحافظ الإلكترونية في لبنان انتشارها في ظل السماح بالحصول على محفظة إلكترونية بشكل مرن، حتى لأولئك الذين لا يملكون حساباً مصرفياً. وتعمل المَحافظ من طريق الربط بالحسابات المصرفية أو بطاقات الائتمان، أو من خلال تحميل الأموال مباشرة في التطبيق، ما يتيح للمستخدمين إجراء مجموعة متنوعة من المعاملات مثل التحويلات، ودفع الفواتير، والتسوق عبر الإنترنت. 

وسهلت التحويلات النقدية الإلكترونية حياة اللبنانيين بشكل كبير، فلم يعد الفرد مضطراً لحمل المال النقدي أو القلق بشأن توافر "الفراطة" (الفكة) أو المبلغ المناسب، وبكبسة زر من الهاتف يمكنه اليوم دفع ثمن وجبته أو دليفري أو حتى شراء حاجياته اليومية، ما زاد من راحة المستخدم وسرّع عملية الشراء، وفتح مجالات أوسع أمام المطاعم والمتاجر لاعتماد أنظمة أكثر مرونة وتنظيماً في الدفع. يقول نادر سرحان، أحد مستخدمي المحافظ الإلكترونية: "في السابق، كنت مضطراً للذهاب إلى كل مستأجر لتحصيل الإيجارات الشهرية، أما اليوم، فبكبسة زر تصلني الأموال من دون عناء".

وحتى آذار/مارس 2025، منح "مصرف لبنان" تراخيص لـ19 شركة مالية لإنشاء مَحافظ إلكترونية وطرحها في السوق، بحسب منظمة "سميكس" المعنية بحماية حقوق الإنسان في الفضاءات الرقمية. لكن "مصرف لبنان" أصدر، في وقت سابق، التعميم الوسيط رقم 735، الذي علق فيه قبول طلبات جديدة للحصول على تراخيص لتقديم خدمات المحفظة الإلكترونية حتى إشعار آخر. وفي السياق، أكد مصدر من "مصرف لبنان" لـ"المدن" أنه على صعيد البنية التحتية، تكمن أبرز التحديات في المجال، في الكلفة المرتفعة لتكنولوجيا المعلومات، تحديداً ما يتعلق بالبرمجيات، أنظمة الحماية، ومتطلبات التشغيل وغيرها. وعن البطاقات المستخدمة في لبنان، خصوصاً تلك الصادرة من شركات خارجية، يوضح المصدر أن أي شركة دولية ترغب في العمل داخل السوق اللبناني يجب أن تكون متعاقدة مع مصرف لبناني، والمصرف بدوره يقدم طلباً رسمياً للحصول على الموافقة من المصرف ليقوم بدروه بمتابعة الاجراءات.

وفي حديث مع "المدن"، يقول مدير برنامج الإعلام في "سميكس"، عبد قطايا، أن الإطار القانوني الناظم للقطاع مازال غير كاف. فعلى الرغم من إقرار القانون رقم 81 العام 2018، والمعروف باسم "قانون المعاملات الإلكترونية والبيانات ذات الطابع الشخصي"، إلا أن التشريع "كان خطوة أولى مقبولة في وقتها، لكنه لا يرقى إلى مستوى التحديات الراهنة ولا يؤمن حماية كافية للبيانات الشخصية". ويوضح قطايا أن القانون لا ينظم بشكل واضح كيفية تعامل الشركات مع بيانات المستخدمين، ولا يفرض معايير شفافة لمعالجتها أو الاستفادة منها في تقديم الخدمات الرقمية، مضيفاً: "ما نحتاجه اليوم هو قانون خصوصية شامل وحديث، يضع ضوابط واضحة لمكان تخزين البيانات، وآليات معالجتها، ويحدد الجهات المسؤولة قانونياً عن أي خرق أو سوء استخدام".

ويشير قطايا إلى عدد من التحديات الأساسية في هذا السياق، أولها غياب الشفافية بشأن مواقع تخزين البيانات، لأن "كل محفظة إلكترونية تعمل وفق بنية تقنية خاصة بها، ما يثير تساؤلات مشروعة: أين تخزن بيانات اللبنانيين؟ وهل هي مؤمنة فعلاً؟". والتحدي الثاني، يتمثل في طبيعة البيانات الحساسة التي تُجمع، والتي غالباً ما تشمل معلومات شخصية دقيقة مثل الأسماء الكاملة، العناوين، أرقام الهواتف، وحتى صور الهويات وجوازات السفر، بالإضافة إلى بيانات الاستخدام والتحويلات المالية، ويعتبر قطايا أن "هذه البيانات تتطلب حماية مشددة لا تتوافر اليوم بالشكل الكافي". أما التحدي الثالث فهو ضعف أو غياب سياسات الخصوصية لدى معظم التطبيقات الرقمية المتداولة: "إما أنها غير موجودة أساساً، أو تُكتب بصيغ لا تستوفي الحد الأدنى من معايير حماية المستخدمين". وعن ازدياد حوادث السرقة والاحتيال التي تستغل هذه التطبيقات، يرفض قطايا تحميل المستخدمين المسؤولية الكاملة: "لا يمكن الاكتفاء بالقول إن المستخدم لم يكن واعياً أو لم ينتبه. المشكلة الحقيقية تكمن في غياب منظومة قانونية وتقنية تحميه من البداية"، مؤكداً أن المسؤولية تقع أولاً على الدولة، التي يفترض بها وضع قوانين واضحة وصارمة، وتفعيل آليات التحقيق في الجرائم الرقمية بجدية. كما تتحمل الشركات بدورها مسؤولية كبرى، من خلال تأمين بيانات مستخدميها، وإغلاق الثغرات التقنية التي قد تفتح الباب أمام الانتهاكات. ويختم قطايا بالتحذير من تداعيات هذا الواقع، قائلاً: "فقدان ثقة المستخدمين يشكل تهديداً مباشراً لاستقرار هذا السوق. حماية المستخدمين أصبحت ضرورة لضمان استمرارية ونمو الخدمات الرقمية في لبنان. لأنه كلما توسعت هذه الخدمات، زادت معها الهجمات والتحديات".

 

التضليل الاعلامي مبرمج وليس عفوي..

مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات..حسان القطب/09 تموز/2025

من الملاحظ في الفترة الاخيرة كثرة التقارير الاعلامية التي يبثها وينشرها مجموعة من الاعلاميين المرتبطين بمشروع معين، سواء كتابة او من خلال مقابلات خاصة يتم يبثها عبر مواقع اعلامية، وكلها تتحدث عن حشودات سورية على الحدود الشمالية الشرقية، وعن احتمال وقوع تفجيرات او اعتداءات على الاراضي اللبنانية من قبل مجموعات متطرفة مجهولة الحضور والدور، ولكنها تحمل اسماء من الواضح انها تشير الى بيئة اسلامية تعرضت طوال عقود لحملة تحريض وعدوان واستهداف من قبل نظام الاسد ومن يتعاون ويتحالف معه سواء في سوريا قبل سقوط النظام الارهابي، او دول اخرى مجاورة..

ومنذ ايام ايضاً يتم شن حملة تحريض ضد المواطنين السوريين العاملين في لبنان، في القطاعات الزراعية وغيرها من القطاعات التي تحتاج الى العمال السوريين، فيتم نشر وتوزيع تقارير عن اعتقالات ومداهمات للعاملين السوررين تحت ذريعة ضبط خلايا داعشية او ارهابية ويتنطح هؤلاء الابواق الاعلامية الى تبني محاضر تحقيق لم يتم نشرها رسميا تتضمن اعترافات ومعلومات خطيرة لاثارة الرعب والخوف لدى المواطن اللبناني وخاصة لدى بيئات معينة لتبرير الاحتفاظ بالسلاح ولزرع العداء بين الشعبين اللبناني والسوري.. الاعلامي رضوان مرتضى دحض كافة ما نشره هؤلاء المرتزقة من معلومات مغلوطة ومضللة، واكد ان المداهمات كانت لعمال يفتقدون للاقامة الشرعية على الاراضي اللبنانية ولا صحة لما ينشرها هذا الاعلامي او ذاك من ارباب الفتنة والتحريض على القتل والارهاب.. كما ان الجيش اللبناني نشر بياناً اكد فيه ان لا حشودات على الحدود اللبنانية – السورية وان كل ما يشاع انما هو معلوملت غير صحيحة وان التنسيق مستمر ومتواصل بين الجيشين على الحدود لضبط المعابر غير الشرعية ووقف اعمال التهريب بالاتجاهين..

ومع ذلك لم يتحرك القضاء اللبناني لوقف هذه المهزلة، كما لم يتحرك المجلس الوطني للاعلام للمطالبة بضبط الخطاب التحريضي ووقف سياسة الترهيب المبرمجة..

اضافة الى هذا فقد انتشرت على صفحات التواصل الاعلامي كلام مهين وبذيء ومعيب من قبل بعض الموتورين بحق سماحة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان على اثر زيارته المباركة للادارة الجديدة في سوريا.. وكذلك لم يصدر اي بيان اعتذار من قبل امرجعيات التي تحرض وتدير وتشجع على استخدام المفردات البذيئة كما لم يتحرك القضاء العسكري ولا الجنائي لمحاسبة المتطاولين كما يفعل عندما تتم مهاجمة احد رموز فريق محور الترهيب في لبنان وخارجه..

قليل من المهنية ومن المصداقية في مقاربة الخلافات السياسية امر مطلوب، من حق كل مواطن او اعلامي ان يكون له موقف سياسي مؤيد او معارض لهذا الفريق او ذاك اما التطاول وبث الاشاعات واخبار تحرض على الفتنة وتزرع الخوف فهذا امر مرفوض ومدان ويجب تسمية من يقوم بهذا الفعل الشنيع بالاسم وهذا ما سوف نقوم به في المرات المقبلة لانها سياة ونهج سوف يتواصل نتيجة ثقافة الحقد والبغض والتحريض التي يتم بثها وزرعها في بيئة تشعر بالاستعلاء والاستكبار والتسلط..

 

توم برّاك وصف حزب الله بأنه حزب سياسي لكنه أيضاً حزب إرهابي

حنا صالح/فايسبوك/09 تموز/2025

في صبيحة اليوم ال2093 على بدء ثورة الكرامة

غادر الموفد الرئاسي الأميركي توم برّاك لبنان دون أن يعطي أي رد أميركي على المذكرة اللبنانية رداً على الورقة الأميركية. وبعيداً عن الكياسة الديبلوماسية والحديث مع شيء من العاطفة، فإن براك أعاد التشديد على جوهر الموقف الأميركي بضرورة البدء بجمع السلاح بيد القوى الشرعية، منبهاً إلى أن البطء لا يخدم لبنان ولا اللبنانيين. وكشفت الزيارة عن معطى بأن الخطوة الخطوة كمقترح جيد لكنه لا يعني أن تنسحب إسرائيل وبعد ذلك يبدأ نقاش حول سلاح الحزب فهذا لن يكون. توم برّاك وصف حزب الله بأنه حزب سياسي لكنه أيضاً حزب إرهابي، وإعتبر السقوف العالية جزء من عملية التفاوض وكل طرف يسعى لأخذ أقصى ما يمكن.. وبدا واثقاً أن المهمة لن تفشل، وهنا نبّه الموفد الأميركي إلى أن لبنان لا يستطيع تحمل هذه المراوحة، أي لا حرب شاملة( هناك أحاديث عن ضربات شديدة)، ولا سلم ولا أمان فقط فراغ يستهلك سريعاً ما تبقى من هيبة للدولة.. وأنه توازياً مع هكذا وضع لن يتمكن لبنان من الحصول على أي دعم مشيراً إلى تجانس في الموقف بين واشنطن ودول الخليج. هنا يتأكد أن بيروت تبلغت أن عدم الإرتياح إلى بنودٍ في إتفاق إنهاء الأعمال العدائية ليس مشكلة أميركية، فحزب الله كان يسابق الريح للوصول إلى إتفاق وقف النار لأنه لم يعد قادراً على تحمل الخسائر. إنسوا الضمانات فواشنطن لن تقف بوجه إسرائيل لردعها عن ملاحقة حزب الله، لا بل إن إضعاف الحزب يصب في صلب السياسة الأميركية الهادفة إلى تفكيك كل الميليشيات في المنطقة. هل يمكن أن يستمر هذا الوضع حتى الإنتخابات في أيار المقبل؟ أي أن حزب الله سيحتفظ بسلاحه حتى ذلك التاريخ، لأن السلاح اللاشرعي هو الناخب الأبرز للحزب، يقول برّاك أن "ما لايمتلكه الرئيس ترمب هو الصبر. إن أراد لبنان الإستمرار في ركل العلبة  على الطريق يمكنه ذلك، لكننا لن نكون هنا في أيار المقبل نناقش نفس الأمور". وبعد، قالت الأخبار أن الإيجابية إنحسرت والمخاوف جدية من تصعيد إسرائيلي، وفي المعلومات أن قيادات وكادرات حزب الله في حالة التحسب والإستنفار القصوى.. وقيل أن عشرات الأسر بدلت منازلها، والحديث واسع جداً عن أن الأشهر الثلاثة الآتية صعبة وستكون المراوحة الحالية قاتلة للبلد!

2--- لافت للإنتباه ما يجري على مستوى العدالة. بالغة الأهمية خطوة إحالة 36 قاضياً على التفتيش القضائي، وأمر هام طلب رفع الحصانة النيابية عن الوزير السابق جورج بوشكيان بتهم رشاوى هائلة.. والعيون يجب أن تنصب على ملف الكازينو حيث تتضح كل دقيقة انه عبر تلك المغارة يتم تبييض مئات ملايين الدولارات. وأن فساد المقامرة "أون لاين" غير القانونية التي خربت بيوت ألوف الأسر يشترك بمكاسبها غير المشروعة طيف واسع من مختلف القوى السياسية التي تبتدع أساليب الإستثمار بوجع الناس. ودوماً يتبين أن حقوقاً ثلبتة للخزينة، مال عام تم توزعه على أطرافٍ من منظومة الإستبداد..قوى الجريمة المنظمة المانعة لقيام الدولة والممعنة في النهب.

وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

الرئيس عون عاد الى بيروت بعد زيارة رسمية الى قبرص تعزيزا للروابط بين البلدين

وطنية/09 تموز/2025

عاد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في الرابعة من بعد ظهر اليوم الى بيروت آتيا من لارنكا، على متن طوافة عسكرية للجيش، يرافقه وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي والوفد المرافق، بعد أن اختتم زيارته الرسمية الى قبرص التي أتت تلبية لدعوة من نظيره القبرصي نيكوس خريسودوليدس، والتي أكدت على ترسيخ العلاقات القائمة بين البلدين وتعزيزها على الصعد كافة، وشملت محادثات تناولت كيفية مواجهات التحديات والمشاكل التي تعترض المنطقة ككل.

 

 الرئيس عون في المؤتمر الصحافي اللبناني - القبرصي: تحوّلنا معاً ‏مستقراً لكل من يسعى إلى السلام والحرية ‏

وطنية/09 تموز/2025

 القى رئيس  الجمهورية العماد جوزاف عون  خلال المؤتمر الصحافي مع رئيس قبرص الكلمة الآتية:

"‏بعد أحدَ عشرَ يوماً بالتمام، تحتفلون بالذكرى الواحدة والخمسين لولادةِ دولةِ قبرصَ الحديثة ...  ‏لكنّ العلاقاتِ بين بلدينا وشعبينا، عمرُها قرونٌ طويلة ‏لأننا كنا منذ نحوِ ألفِ سنة، شبهَ توأمين ‏يجمعُنا - ولا يفصلُنا  - هذا الأبيضُ المتوسط. ‏منذُ القرونِ الوسطى، جمعتنا سياقاتُ الجغرافيا والتاريخ ‏لأننا كنا معاً، ممرّاً لزحفِ الإمبراطورياتِ للتوسّعِ والنفوذ ‏ووُجدنا معاً على طرقِ التجارة العالمية في كلِ الأزمنة ، ‏فصرنا معاً، محطَّ مصالحَ وحساباتِ سيطرةٍ ونفوذ . وفي المقابل، تحوّلنا معاً، ‏مستقراً لكلِ من يسعى إلى السلامِ والحرية ‏وهذا هو أكثرُ ما يجمعُنا اليوم ‏وهذا هو أعمقُ ما نريدُه لبلدينا ولشعبينا ولمنطقتِنا وللعالم. ‏السلامُ العادل، عبرَ الحوار، لتبادلِ كلِ الحقوق ‏والحرية المسؤولة، الحاضنة لكلِ ازدهارٍ وإبداعٍ، وتطورٍ لحياةِ البشرِ وخيرِهم ".اضاف:"‏السيد الرئيس، ‏نحن نؤمنُ أنّ ما يجمعُه التاريخُ والجغرافيا،  ‏لا تفرّقُه الأرقامُ والأعدادُ والحسابات، من أيِ نوعٍ كانت  وهذا ما أثبتته هجراتُنا المتبادلة منذُ قرون، ‏فكلما هبّتْ لدى أيٍ منا عاصفةٌ وجدَ كلٌ منا ملجأً كريماً لدى الآخر ‏حتى صرنا بلدين وشعبين، كلُ ما بينهما، قضايا مشتركة، ‏البحرُ ومسألةُ حدودِه، قضية مشتركة، ‏مأساةُ هجراتِ البائسين من منطقتنا، قضية مشتركة  ‏حتى أحرامُ الجامعاتِ اللبنانية هنا، وكابلاتُ الإنترنت بيننا،  والتي تؤمّنُ تواصلَ العلمِ والمعلومة بيننا، قضايا مشتركة ‏ويجمعُنا خصوصاً عشراتُ آلافِ اللبنانيين،‏المقيمين هنا، في أرضِ بوابتِنا إلى أوروبا والغرب ‏والمجنّدين ليفتحوا لقبرصَ بوابةَ لبنانَ صوبَ الشمس". اضاف:" ‏السيد الرئيس ، ‏يعودُ اسمُ قبرص لغوياً، إلى معدنِ النحاسِ الصلبِ الثمين ‏ويعودُ اسمُ لبنانَ إلى البخورِ الزكيّ المقدّس ‏والاثنان معاً، أعطيا العالم، الأداةَ لنشرِ عطرِ الرجاء ‏وهذا ما نعملُ له معاً، كلَ يوم .‏عاشت قبرص ‏عاش لبنان". بعد انتهاء المؤتمر الصحافي المشترك، جال الرئيس عون والرئيس القبرصي  في "الخط الأخضر" الذي يشكّل منطقة عازلة تفصل بين القسمين الجنوبي والشمالي من قبرص، ويمتد عبر العاصمة نيقوسيا. وتلت الجولة مأدبة غداء عمل أقامها الرئيس القبرصي تكريماً لضيفه الرئيس اللبناني والوفد المرافق.

 

 الرئيس القبرصي اكد للرئيس عون أهميه لبنان في المنطقة وعمق العلاقات بين البلدين وسبل تعزيز التعاون

وطنية/09 تموز/2025

وطنية - اكد الرئيس القبرصي Nikos Christodoulides خلال  لقائه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون "دور لبنان في المنطقة وأهميته بالنسبة إلى أوروبا، و عمق العلاقات اللبنانية–القبرصية وسبل تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات". من جهته، عبّر الرئيس عون عن "سعادته بزيارة قبرص وبحث مواضيع ذات اهتمام مشترك". وعقب انتهاء اللقاء الثنائي بين الرئيسين، بدأت المحادثات الموسّعة بين الوفدين اللبناني والقبرصي.

 

الرابطة المارونية: لاحترام حق المغتربين  في الاقتراع الكامل وغير المجتزأ

وطنية/09 تموز/2025

عقد المجلس التنفيذي للرابطة المارونية،  اجتماعاً برئاسة المهندس مارون الحلو، بحث في مستجدات قانون الانتخاب، لاسيما في ما يتعلّق بموقع اللبنانيين المغتربين ودورهم في الاستحقاق النيابي المقبل بناء على دراسات من دستوريين وقانونيين، في ضوء الطروحات المتداولة في شأن تخصيص ستة مقاعد نيابية لتمثيلهم عبر القارات. واكدت الرابطة في بيان، أن من "حق المغترب اللبناني أن يمارس حقّه الانتخابي، في محل قيد نفوسه، على النحو ذاته الذي يمارسه اللبناني المقيم، لا عبر آلية تمييزية تحرمه من دوره في تشكيل السلطة التشريعية التي هي مصدر السلطات في النظام السياسي اللبناني"، وشددت على أن "تخصيص ستة نواب للمغتربين على مستوى القارات، مع ما يحمله ذلك من تمييز، يشكّل انتهاكاً لمبدأ المساواة بين المواطنين، وانتقاصاً من قدرة الانتشار اللبناني على التأثير في المسار الوطني العام، ولاسيما أن العدد الأكبر منهم يريد أن يكون معنياً بكل ما يجري في لبنان". ورأت أن "ممارسة المغترب لحقّه في الانتخاب في محل قيده، يكرّس حضوره السياسي، ويمنحه دورا رقابيا فعليا، على كامل تركيبة مجلس النواب المؤلّف من 128 عضوا، لا على ستة نواب فقط يتوزّعون على أسس جغرافية شاسعة لا تواصل له فعلياً معهم"، واعتبرت أن "أي مقاربة انتخابية لا تنصف المغترب ولا تعترف بكامل حقوقه السياسية والتمثيلية، تعدّ مخالفة دستورية صريحة". وذكرت ب"أن أحد أهدافها الجوهرية منذ تأسيسها، هو تعزيز الرابط بين لبنان المقيم والمغترب، في الثقافة والانتماء وآلية اتخاذ القرار السياسي في العاصمة اللبنانية، وانسجاماً مع مسارها الطويل، لا يمكنها القبول بأي مقاربة تؤدي الى الفصل بينهما، من خلال دوائر متباعدة أو مصالح متضاربة". وحذّرت "من تداعيات تجاهل انعكاسات تخصيص المغتربين بممثلين للاغتراب على البعد الاقتصادي والدور الحيوي الذي يضطلع به الانتشار اللبناني، إذ إن المغترب لطالما كان ولا يزال ركيزة أساسية للاقتصاد الوطني".وختمت داعية السلطة السياسية الى "احترام حق المغتربين في الاقتراع الكامل وغير المجتزأ"، رافضة أي تسوية تضعف وتقلل من حضورهم الوطني ودورهم الدستوري، تحت أي ذريعة أو تبرير سياسي"، مؤكدة أن "لبنان لا يبنى بالتمييز، بل بالشراكة والمساواة التامة بين جميع أبنائهم، اينما وجدوا في لبنان أو بلدان الانتشار".

 

الأهداف العامة لـ"لقاء اللبنانيين الشيعة"

 محمد الأمين/فايسبوك/09 تموز/2025

يسعى لقاء اللبنانيين الشيعة إلى خلق حراك سياسي ومدني فعّال، يصون حرية التعبير والاختلاف، ويعزز الشراكة مع مختلف مكونات المجتمع اللبناني.

وينطلق اللقاء من الأهداف التالية:

"تعزيز المشاركة الوطنية الشيعية في مختلف ميادين الحياة العامة، السياسية والمدنية، استنادًا إلى المصلحة الوطنية الجامعة، لا إلى المصالح الفردية أو الفئوية.

"التعبير عن التنوع داخل الطائفة الشيعية، والدفع نحو خيارات بديلة، تعبّر عن تطلعات فئات واسعة طالما جرى تهميش صوتها أو إسكاتها.

"كسر احتكار التمثيل المفروض على الطائفة من قبل قوى الأمر الواقع، عبر استنهاض الطاقات الفردية والجماعية، ودعم المبادرات الحرة والمستقلة.

"تفعيل العمل المدني والمؤسساتي داخل البيئة الشيعية، وتوسيع قاعدة الشراكة مع قوى لبنانية تؤمن بالدولة ومشروعها الجامع.

"إرساء وعي سياسي جديد يقوم على قيم المواطنة لا الطائفية، وعلى المسؤولية لا التبعية، وعلى السيادة الوطنية لا الارتهان لأي محور خارجي.

 

سماحة الشيخ نعم قاسم

بيتر جرمانوس/فايسبوك/09 تموز/2025

لفتني خطابكم، لا سيما حين استُحضرتم "القوات اللبنانية" كأنها عنوان التعامل مع إسرائيل في لبنان، وكأن القوات الاسم الآخر للمسيحيين، وكأن الهجوم عليهم وتخوينهم بات تقليدًا في قاموس الممانعة. فاسمحوا لي أن أُذكّركم، لا "القوات اللبنانية" هي من وقّعت اتفاق تموز، ولا هي من صاغ القرار 1701، ولا هي من ضمن حدود الجنوب منذ عام 2006 حتى 2023 وجعلت منها "الأكثر أمانًا في الكوكب". ولا القوات هي من رسمت الحدود البحرية واعترفت رسميًا بإسرائيل، وتنازلت عن حقل كاريش. أنتم تعلمون تمامًا من تطاول على المطران موسى الحاج، ومن أهان سمعة البطريرك الماروني، ومن صادر أراضي الوقف، ومن شنّ الحملات الممنهجة على قضاتنا ورجال أعمالنا ومصارفنا. أنتم تعلمون من دمّر الاقتصاد، ومن هجّر النُخب، ومن جعل من لبنان أرضًا طاردة لأولاده حيث لا امن ولا امان. فمن يصف نفسه بأشرف الناس، ثم يتطاول على دينٍ بأكمله، ليس بكثير عليه أن ينكر تاريخًا، أو أن يُقصي شريكًا في الوطن.

يا سماحة الشيخ، نحن لسنا ضيوفًا في هذا البلد. نحن من أسّسه، نحن من بنى مستشفياته، وجامعاته، ومدارسه، ومعامله، ومرافئه. لسنا بحاجة إلى شهادة منكم أو من سواكم في الوطنية، فنحن صُنّاع هذه الأرض، وحماتها، وبُناة نهضتها.

وسنتوقف عند هذا الحد...لا لأننا عاجزون عن الرد، بل لأننا نعرف قدر أنفسنا، ونعرف متى يكون الصمت أبلغ من كل بيان.

 

هذه مشكلتنا مع بعض المسؤولين اللبنانيّين!

نيوزاليست/08 تموز/2025

مشكلتنا مع بعض المسؤولين في لبنان تكمن في أنّهم يتعاملون مع حزب الله ليس على اساس ما هو عليه، بل على أساس ما كان عليه! المشكلة نفسها عشناها مع بعض ١٤ آذار. كانوا يتصرفون، بعد٢٦ نيسان ٢٠٠٥ كما لو أنّ رستم غزالة لا يزال في عنجر! جاءهم حكماء ونبهوهم من مغبة التعاطي مع شؤون لبنان كما لو كان لا يزال النظام السوري يحتله، لكن معادلة “كلب بافلوف” كانت تسيطر على العقليات وعلى السلوك! وكان ما كان! حزب الله اليوم، لم تعد له علاقة بحزب الله الامس. لم يعد عاملًا اقليميًا. على هذا المستوى انتهى. لم يعد عامل استقرار داخلي بل اصبح ثقلا أعماريًا وماليا واقتصاديا ودبلوماسيا على الداخل. لم يعد يصادر وظيفة المقاومة، ولا يمكنه مهما شبط ولبط ان يعود إلى معادلات ٧ أيار ٢٠٠٨. كل العالم سوف يتعاطى معه، إن فكر حتى بالمحاولة، على اساس انه مجرد عصابة. نموذج تظاهرة التسع بندقيات في زقاق البلاط تؤكد ذلك! لا يمكن لبعض المسؤولين اللبنانيين ان يضيّعوا فرصة لبنان المتاحة له والتي فصلها سعيد عقل الدبلوماسية الاميركية، أعني توم براك مدّاح لبنان واللبنانيّين، من القصر الجمهوري، الاثنين، خوفا من حزب الله! ليس المطلوب رفع السلاح بوجه الحزب ولكن المطلوب الضغط عليه، وليس في الكواليس، بل علنا حتى يتغيّر. قناعاته هو حر فيها ولكن من دون سلاح لم تعد له وظيفة سوى فرض نفسه، كما يحصل حاليا، على المجتمع والوزارات والإدارات العامة. جرّب الحزب حظه، بغباء استراتيجي منقطع النظير.أخذنا إلى حرب ازالة إسرائيل.خسر وخسّرنا. حان الوقت ان ننهض من ركامنا إلى رحاب الغد المشرق!

 

يومَ تُمرّغ فيه الخشوم بالوحل

داني عبد الخالق/موقع أكس/09 تموز/2025

ننتظر تلك اللحظة الفارقة، اللحظة التي يضع فيها "الرئيس المجاهد" أحمد الشرع يده بيد "بنيامين نتنياهو"، لحظة ستُسجل في التاريخ لا كإنجاز، بل كوصمة... كصفعة مدوية على وجوه أولئك الذين صدّعوا رؤوسنا لسنوات بشعارات "التحرير" و"القدس لنا" و"الطريق إلى فلسطين تمر من هنا وهناك......

أنا شخصياً لست ضد الفكرة، بل أرحّب بها، لأنها ستكون نهاية مسرحية طويلة من الكذب والخداع السياسي باسم "قضية" لم تكن يوماً سوى ستاراً لسرقة الشعوب وتخدير العقول، إن مصافحة "أحمد الشرع" لنتنياهو ليست خيانة، بل إعلان رسمي عن انهيار آخر أوراق التوت التي تغطي عورة الإسلام السياسي حين يتحول إلى أداة سلطوية لا علاقة لها لا بالإسلام ولا بالسياسة. سيكون يوماً عظيماً أو بالأحرى فظيعاً، لأن فيه ستُمرّغ الخشوم في الوحل، خشم "أحمد الشرع" أولاً، وخشوم من هلّل له، وآمن ببطولاته الورقية، وصفّق له وهو يعدهم بالزحف إلى القدس من فوق أنقاض شعوبهم. ما أروع السقوط حين يكون مدوياً، وما أجمل الحقيقة حين تكشف أن من لبسوا عباءة الدين والفضيلة لم يكونوا سوى تجار موت، وباعة أوهام.

 

ليتهم يفقهون ويبادرون الى التسليم بمنطق الدولة فيوفرون علينا وعليهم استدامة الحروب

طوني شهوان/فايسبوك/09 تموز/2025

المعضلة الكبرى التي تتملك جمهور ايران وحلفائها في المنطقة هي معضلة إيديولوجية حيث إرتقى السلاح في المقاربة الدينية لهذه الجماعة الى مستوى المعطى الايديولوجي: تقديس السلاح ويوازي كل المعتقدات الاخرى وربما كما يبدو يتفوق عليها. السلاح أصبح مكوناً اجتماعياً ودينياً متلازماً مع وجود هذه الجماعات حتى لو أصبح سبباً لتهديدها (هذه الجماعة) في وجودها. السلاح أصبح غاية وليس وسيلة، السلاح هدف في ذاته وهو ما لا يتوافق مع الفكر الديني والسياسي لأي مكوّن اجتماعي سياسي آخر، حتى مع قسم كبير من الطائفة الشيعية. السلاح جزء مكوّن للهوية الاجتماعية لهؤلا وهو ما لم تشهده المجتمعات البشرية على الاطلاق. منذ 30 عاماً وما يزيد ، ما كانوا على استعداد لفهم ذلك، ويكابرون اليوم تنكّراً لما جرّ عليهم السلاح وعلى كل لبنان وإيمانهم به وتقديسه ورفعه الى المستوى العقدي والفقهي. المؤسف أن ذلك لن يُحل إلاّ بمنطق السلاح.... وهذا أكثر ما في الموضوع إيلاماً. ليتهم يفقهون ويبادرون الى التسليم بمنطق الدولة فيوفرون علينا وعليهم استدامة الحروب في بلادنا والحرب التي ستقودها اسرائيل علينا جميعاً. كفى سلاحاً وعنفاً وادعاءً ونكراناً وجموحاً نحو الانتحار المجاني. لقد أصبحنا بحاجة الى إعلان سياسي يحدد فيه موقف اللبنانيين من السلاح لأن الموضوع ليس بديهياً على الاطلاق؛ نحن بحاجة الى مانيفستو سياسي يؤكد على مجموعة القيم التي يؤمن بها اللبنانيون. الى هذا الحد السلاح أصبح إشكالياً في المجتمع اللبناني وهو ما لم تواجهه مجتمعات على الاطلاق.

 

حصرية السلاح شرط جوهري لبناء الدولة

عادل نصار/فايسبوك/09 تموز/2025

بعيدا عن المزايدات و مع دعمي الكامل لجهود الرؤساء الثلاث وأهمية تجنيب لبنان حروباً خارجية و مواجهات مسلحة داخلية، ومع التأكيد على وجوب حصر السلاح من جهة ومواجهة الاعتداءات الإسرائيلية من جهة اخرى، سأطرح خلال مجلس الوزراء السؤال حول منطق "التزامن" بين مسألة السلاح ومسألة الانسحاب الكامل للجيش الإسرائيلي ووقف اعتداءاته:

١. حصرية السلاح شرط جوهري لبناء الدولة وهذا من البديهيات لأي دولة تسعى لبسط سلطتها على كامل أراضيها مهما كانت الاعتبارات الأخرى،، وإذا كانت التجارب أثبتت أن غياب هذا الشرط تسبب بحروب ولم يمنعها فلماذا نربطه بشروط أخرى؟ فهل نضع لأنفسنا معوقات مسبقة لبناء الدولة؟

٢. لبنان أقوى في مواجهة إسرائيل عندما تكون الدولة صاحبة القرار السيادي الكامل، وتمتلك وحدها حصرية السلاح. وفي غياب هذه الحصرية، تصبح الدولة منتقصة، عاجزة عن بناء موقف موحد أمام المجتمع الدولي، وتفقد عناصر قوتها الداخلية. ٣. أليس هنا التساؤل مشروع، حول ان الواقع القائم يوفر عن قصد أو بغير قصد، "هامشاً من تلاقي المصالح" بين استمرار الاحتلال الاسرائيلي لمواقع لبنانية واحتفاظ حزب الله بسلاحه خارج الدولة؟ ٤. هل ما زال هناك بعد من يشك في أن التأخير في بت موضوع السلاح خارج الدولة يعرض لبنان للمخاطر و يتسبب بإضاعة الفرص الوطنية ؟

هذا الطرح ليس الا بحسن النية لتحفيز تفكير وطني يضع مصلحة لبنان فوق كل اعتبار.

 

رابط نص وفيديو مقابلة الشيخ نعيم قاسم مع قناة الميادين

Video Link To An Interview With Shiek Naiem Qassem from Al Mayadin TV Channel

https://www.youtube.com/watch?v=Td9ktQeVuTQ&t=9s

الحوار الكامل للأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم مع قناة الميادين

النص مأخوذ من موقع الشيخ نعيم قاسم الألكتروني

08 تموز 2025

في مقابلةٍ مطوّلة مع شبكة الميادين الإعلامية أجريت بتاريخ 11 حزيران/يونيو الماضي، تحدّث الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، عن معركة إسناد غزة، والحرب على لبنان والوضع الحالي لحزب الله، سياسياً وعسكرياً، كاشفاً عن الخروقات التي تعرض لها الحزب، وتحديداً في ما يخصّ حادثة "تفجير البيجر"، وعن الوضع الداخلي والضغوط التي تتعرض لها البلاد، متطرقاً إلى الأوضاع الإقليمية، وتحديداً المستجدات في سوريا، ومشيراً إلى استراتيجيات العمل للمرحلة القادمة.

وهنا النص الكامل للحوار:

غسان بن جدو: مشاهدينا المحترمين سلام الله عليكم. حزننا على فراق السيد الأمة الشهيد السيد حسن نصر الله لن يفارقنا مدى العمر، إنه يعني معظمنا كما نظن بمن فيهم أو في مقدمنا سماحته ضيفنا الموقّر، لكن الحزن هذا هو دافعٌ محرّضٌ محفّزٌ على الكدح، على المبادرة واستعادة زمامها، على الواقعية بثبات، والحكمة بذكاء، وما أكثرها من صفاتٍ هي متوفرةٌ لدى أصحاب الشأن أقلّه كما أظهرت أشهر الفراق التي مرّت.

المسؤولية عظيمةٌ صعبةٌ ومركّبة، ما أعقدها من مهمةٍ وما أثقله من واجب، التحديات خلطةٌ داخليةٌ وخارجيةٌ وحتى ذاتيةٌ بشكلٍ عميق، يزيدها تشابكٌ لا يريده أحدٌ أن يصبح اشتباكاً إلّا المتلذذون بنهج الإلغاء والاستئصال والدافعون نحو الاحتراب مع غير الشبيه، وما أقلّهم حتى وإن كانت أصواتهم هي الأعلى وتنفّذهم هو الأقوى.

فالحوار الصحافي هذه المرة صعبٌ، هذا طبيعيٌ مفهومٌ ومتفهَّم، فيه من العنة النفسية الكثير، واللاقدرة على التعبير والتشريح ما هو أكثر، لكن الثقة في ضيفنا صاحب السماحة الأمين الخليفة منعقدةٌ في مصداقيه الشخصية، وكفاءته على الشرح بشفافيةٍ، والإفادة بصراحةٍ، ووضع الإصبع على أي جرحٍ بأمانةٍ أمام الجماهير الناهمة بحقٍّ وأحقيةٍ على أن تعرف الحقيقة وأن تقف على مستقبلها، نقول بوضوحٍ على مستقبل وجودها بكرامةٍ واحترامٍ وأمان. ربّما هذا في بلده لبنان العظيم، حيث التنوع الداخلي الكامل الشامل مصدر غنىً وثراء هذه العظمة الموصوفة، لكنه تنوّعٌ فيه من الاختلاف الكثير والتناقض غير القليل. هذا يزيد في تعقيد المشهد والتحدّي، ويتطلّب كثيراً من الأجوبة لا شكّ، فهم مختلفون متباينون أكيد، لكنهم شركاء في الوطن ولهم حقٌ في السؤال والخلاف والمطالبة بأجوبةٍ وحلولٍ يعتبرونها هم أيضاً وجوديةً للبنان الكيان.

الرأي العام العربي يحتاج فهماً لما جرى ويجري، وإنسانية الأحرار وأصدقاء العروبة والنضال الأممي المشترك يتطلّعون الى معرفة جانبٍ من خيارات الأفق وإمكانات البقاء والثبات. بعد سنواتٍ، بل عقودٍ من الانتصارات التاريخية النموذجية خدشتها انتكاسةٌ أمنيةٌ خطيرةٌ بائنة لم يتسنى لصمودٍ عسكريٍ أسطوري عانق انتصاراً كبيراً غير ظاهرٍ من أن يشفي غليل الناس والأنصار وجماهير الأحرار أينما كانوا، بل نقول بجرأةٍ وصراحة لم يتمكّن حتى الآن من أن يبعث فيهم اطمئناناً جدياً أمام استمرار العدوان في غدره وحقده على لبنان، ومناطق محددةٍ معروفةٍ من أرضه وشعبه.

ربّما قليلون جداً ممن كانوا يتصورون مقاومةٍ بلا سيدها نصر الله، وحزبٍ بلا حسنه أحسنهم أحسننا، ربّما لا أحد منّا ونحن الغافلون عن سنن الله ومشيئته وما يُقدّره من خيرٍ لصاحب الخير شهيدنا الأسمى، لا أحد منّا كان يظنّ أنه سيعيش بقية زمنه بلا السيد حسن.

لكن في الوقت ذاته، إن من هم على تماسٍ مع المقاومة وحزبها في لبنان لم يُفاجؤوا أنّ خليفة الأمين الأكبر السيد حسن وبعده الأمين السيد هاشم هو الأمين الشيخ نعيم قاسم.

إنّ مقدّمة مقابلةٍ صحافية لا تجيز الاستفاضة ولا الحديث الإيجابي الشخصي، وما يمكن أن يلامس مديحاً حتى وإن كان واقعياً، لعلّ نجاح الرجل في إدارة المعركة العسكرية بطريقةٍ فاجأت الصديق والحليف قبل الخصم والعدو، تماماً كإعادة ترميم تنظيمٍ أُصيب في مقتلٍ، ولا نبالغ، وكإدارة تشييعٍ تاريخيٍ كان محفوفاً بمخاطر أمنيةٍ وهواجس فوضى بشريةٍ أمثلةٌ بسيطةٌ على ما سلف.

اليوم، هو مقام السؤال بحثٌ عن جوابٍ من صاحب أمانةٍ جدير وقرارٍ مسؤول، من مشهودٍ له بكفاءةٍ تنظيميةٍ إدارية، بمرونةٍ صلبةٍ وحكمةٍ وطنية، مع انتماء للقضية العامة باطمئنانٍ وطمأنةٍ لبيئةٍ ليس فقط قدّمت الغالي والنفيس، ولكنها بيئةٌ نادرةٌ في وفائها وشجاعتها ووطنيتها العالية، ربّما عدا بيئة غزة حيث الاستثناء الكوني النادر بحقّ.

حوارٌ خاصٌ هذا اليوم مع سماحة الشيخ نعيم قاسم الأمين العام لحزب الله، في مقابلةٍ نتمناها جامعةً وإن كانت غير شاملة، نأمل أن تكون مقدّمةً لسرديةٍ ضروريةٍ تنتظرها الأجيال ليس فقط بعضٌ من نحن. حوارٌ خاص يتحدث أكثر عن لحظ الحاضر ريثما ينقشع الضباب كي نتحدث في وقتٍ لاحقٍ بإذن الله عن الرواية الكاملة لحكاية حزب الله ومحطاته الكبرى والصغرى، بحيراتها المُقلقة وإنجازاتها العظيمة المخفية غير المرويّة، ولكنها المطمئنة حتماً أقلّه كما نسمع ونفهم.

سماحة الشيخ نعيم قاسم أخلص الاحترام والتقدير، شكراً لوقتكم، وأنا أعرف أنكم تحت ضغوطٍ هائلة، وربّما من حسن الخيار أننا نتحدّث مع سماحتكم في الذكرى الثالثة عشرة لانطلاق الميادين، بتواضعها، بإمكاناتها المحدودة وقدراتها التي نتمنى أن تكون أكبر، أقول متواضع بحقّ، إنتاجاتٍ وأعمالٍ ينتظرها الكبير ويتوجّب منّا الكثير، مع ضروبٍ من قصورٍ وتقصير نعتذر عنها.

الشيخ نعيم قاسم: أولاً أنا أريد أن أرحّب بكم، بسم الله الرحمن الرحيم، وأريد أن أهنئ قناة الميادين وأهنئكم بالتخصيص، وكل العاملين، لأن قناة الميادين استطاعت أن تسدّ ثغرة كبيرة جداً في منطقتنا، وفي آنٍ معاً هي المتصدّي الأبرز لمشروع المقاومة ومشروع العزّة ومشروع الوحدة، ومشروع الأمة التي تتكاتف. اليوم مع وجود استكبار ومنهجيته في تعطيل قدرات الأمة وفي دعم الكيان الاسرائيلي، وفي محاولة إيجاد صيَغ ملتبسة في المنطقة وخاضعة، سيكون هناك إعلام مواكِب خطِر وواسع وقادر وعنده إمكانات كبيرة، أن تتمكّن الميادين في أن تكون الشمس التي تضيء في هذا العالم بشكل مؤثّر الى درجة أنّ اسرائيل لا تتحمّل أن تنقلوا صورة الواقع وليس أكثر من ذلك، وتمنع الميادين من أن تكون في فلسطين المحتلة، هذا وسام كبير على الأثر والمنهجية. مبروك لكم، مبروك للعاملين، وبصراحة أنا أقول مبروك للمشاهدين لأنّهم استطاعوا أن يسمعوا ويروا شيء يوضِح لهم الحقيقة حتى لا يأخذوا من الجهة الخاطئة.

غسان بن جدو: متفضّل سماحة الشيخ بهذا التقديم الجميل والمحفّز لنا بلا شك. سماحة الشيخ هناك سؤال منهجي، إنجازاتكم كبيرة وعظيمة على مدى سنوات طويلة، ومحطاتكم كبرى منذ اثنين وثمانين عام انطلاقة المقاومة في لبنان، هي معروفة عناصر استمرار حزب الله المقاومة ومحطاته الكبرى، من تحرير جنوب لبنان، الى حرب تموز، الى ما تسمونه التحرير الثالث في حرب تحرير الجرود، الى غير ذلك، لكن في المسيرة هذه أنتم في قيادة حزب الله كيف نظرتم الى معركة إسناد غزة؟

الشيخ نعيم قاسم: معركة الإسناد هي نِتاج طبيعي في رأينا لطوفان الأقصى، يوم طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول عرفنا بأنّه يوجد طوفان كما عرف العالم، يعني الإخوة في قيادة حماس في الداخل قاموا بهذا الإجراء العظيم والمؤثّر والإنقلابي والذي غيّر وضع المنطقة ولكن نحن لم نكن على علم. أتذكر بعد نصف ساعة من بداية طوفان الأقصى وصل خبر الى سماحة السيد الأمين العام السيد حسن رضوان الله تعالى عليه أنهم بدؤوا في فلسطين طوفان الأقصى من غزة ونريد أن نرى ماذا يمكن أن يفعل حزب الله مع التمنّي أن يفتح حزب الله المعركة بشكلٍ شامل على قاعدة أنّ هذه ستكون معركة استثنائية يمكن أن تعطي نتائج غير عادية.

للوهلة الأولى لا بدّ من التداول حتى نناقش القرار، وبالتالي لا يمكن أن تعطي القرار بنصف ساعة وربع ساعة، أوّل فكرة بادر بها سماحة السيد هي إعطاء الأمر في اليوم التالي الى القصف على مزارع شبعا، على قاعدة أنها أرض لبنانية محتلة، بالتأكيد سيردّ الاسرائيلي، نردّ نحن على الاسرائيلي بتوسعة أكبر، بانتظار أن نناقش ما هو المدى وما الذي يمكن أن نصنعه. اجتمعت الشورى قررت أن ندخل نحن بمعركة مساندة. لماذا مساندة وليست حرب شاملة؟ لأن الحرب الشاملة سيكون لها نتائج متوقَّعة وبالتالي يجب أن يكون هناك استعدادات موجودة لدينا قبلها، وهذا لم يكن متوفراً، فكان لا بدّ أن ندخل بعملية المساندة وبشكل محدود ونقرأ أين التطوّر الذي سيحصل خلال الأسبوع، الأسبوعين الأول والثاني وعلى أساسها نحسم خيارنا بشكل واضح أكثر.

عندما مرّ أسبوعان وثلاثة على مسار المساندة خلاص ترسّخ في قيادة الشورى عندنا برئاسة سماحة الأمين العام قدّس الله روحه، أننا يجب أن نخوض حرب مساندة وليست حرباً شاملة، السبب أنّ المساندة تحقّق الأهداف المطلوبة من دون حاجة الى الحرب الشاملة، لأنه إذا خضنا الحرب الشاملة سيكون هناك دمار وخراب وتدخّل أميركي وستكبر الأمور بشكل أكبر دون أن نحقق الأهداف المطلوبة، بينما إذا بالمساندة استطعنا أن نحقق الأهداف، ما هي الأهداف؟

- أولاً جذب قدرة كبيرة من قوات العدو الاسرائيلي الى منطقة الشمال

- ثانياً، تهجير السكان حتى يُخلَق أزمة اجتماعية، اقتصادية، أمنية في شمال فلسطين

- ثالثاً إيقاع أكبر عدد ممكن من القتلى بالجنود الذين يقاتلون على قاعدة أن هذا أيضاً يسبب بخطوات للهزيمة

وهذا يسحب من القدرات الموجودة في منطقة غزة وغلاف غزة ويخفّف عن الأهل في غزة، إضافة الى أنه يعطي رسالة واضحة للاسرائيليين أنّهم سيواجهون على جبهتين وبالتالي أفضل لهم أن يجدوا حلّا ويوقِفوا الموضوع، فتكون عملية المساندة قد حققت الأهداف بالتخفيف عن غزة وبدفع الاسرائيلي أن يذهب الى الحل.

غسان بن جدو: من فضلك سماحة الشيخ، عندما تقول إنه تم الاتّصال بكم بعد نصف ساعة، تمّ الاتصال بكم من لبنان أو من غزة؟ ثانياً عندما طُلب منكم بوضوح أن يدخل حزب الله هذه المعركة الشاملة من دون أي تنسيق مسبق!

الشيخ نعيم قاسم: لم يكن هناك أي تنسيق مسبق ببداية المعركة، ونحن لم نكن نعرف، وبالتالي لا نستطيع، إذا لم نكن على علم لا نستطيع أن ندخل في معركة شاملة، بالوقت الذي كما ذكرت لك بالتحليل الذي حللناه خلال الأسابيع الثلاثة بعد أن بدأنا، اقتنعنا بأنّ المساندة تحقق الأهداف.

غسان بن جدو: اتصلوا بكم من لبنان أو من غزة؟

الشيخ نعيم قاسم: لا، نحن وصلتنا رسالة أحد ما من لبنان نقلها من غزة، يعني الرسالة من محمد الضيف رحمة الله تعالى عليه شخصياً، وأنا نسيت إن كانت قد جاءت رسالة أخرى من يحيى السنوار رحمه الله، لأن الذي كان يتابع هذا الموضوع مباشرةً هو سماحة السيد بالاتّصالات التي يجرونها معه. فنحن كنا نعتبر أن هذه المساندة تحقق الهدف المطلوب..

غسان بن جدو: من فضلك هل أوضحتم لهم مقاربتكم بصراحة؟

الشيخ نعيم قاسم: بالحقيقة أكثر واحد تناقشنا معه وقتذاك الأستاذ خليل الحية مع مجموعة من المرافقين له كانوا يزورون لبنان ويغادرون، ويمكنني القول بعد مرور شهرين من المساندة قالوا لنا بوضوح بجلسة مع سماحة السيد رضوان الله تعالى عليه "نحن الآن مقتنعون أنّ المساندة كافية وتؤدّي الغرض المطلوب"، وإلّا خلال الشهرين كان هناك نقاش أن المساندة غير كافية، لكن تبيّن بأنّ الإسرائيلي متغوّل جداً، صار هناك قواعد جديدة لم تكن موجودة في الكيان الاسرائيلي، الدعم الأميركي مفتوح بشكل مطلق حتى يفعل الاسرائيلي ما يريد في داخل غزة، فمع هذا الإجرام غير العادي أكثر من المساندة لن تحقق المطلوب لأنك لن تمنعه، يعني لو تمنعه كان عندنا مجال أن نفكّر، لكن نحن كانت قناعتنا أنه لن تمنعه لأن المساندة حققت الأهداف المطلوبة..

غسان بن جدو: الى أي مدى أخذتم أيضاً بعين الاعتبار بشكل جدّي الوضع اللبناني الداخلي؟ تباين الأطراف..

الشيخ نعيم قاسم: دعني أكون صريح معك وواضح. بالوقت الذي نحن لدينا فيه قناعة أنه يجب تحرير القدس وأنّ الانعكاس الموجود في الاحتلال الاسرائيلي هو أيضاً انعكاس على لبنان لأنه أيضاً جزء من لبنان محتل، لكن في آنٍ معاً كنا نراعي أنه إذا أردنا أن نقوم بأعمال نأخذ خصوصية لبنان بعين الاعتبار، يعني يوجد أفرقاء في لبنان لا يوافقونا على التحرّك الذي نريد القيام به، يوجد ناس في لبنان يجدون أن منهجيتنا نستطيع أن نقوم بها لوحدنا لكن لا يمكننا القيام بها في وطن مترابط مع بعضه، لذلك كنّا نأخذ بعين الاعتبار أنّ القرار يلحظ الداخل اللبناني. يعني الآن إذا أردت أن أترجم عملياً أقول أنّ المساندة أخذت بعين الاعتبار كيف نخدم غزة وفي آنٍ معاً كيف لا نضرّ بلبنان، وكان دائماً سماحة السيد قدّس الله روحه يكرر "نحن لا نريد حرباً في لبنان"، يعني لم تبقَ سرية أو ضمن النقاشات، صارت معلنة، وبناءً على تصريحات سماحة السيد "لا نريد حرباً في لبنان" يومذاك الأميركان سحبوا البارجة التابعة لهم على أساس كانوا قد هيّئوها حتى إذا دخل حزب الله يدخلون هم الى المعركة مباشرةً ليخففوا عن الاسرائيلي. هذا كله أدركه الآخرون، لكن عملياً نعم نحن كنا نأخذ بعين الاعتبار الوضع اللبناني بما لا ينعكس سلباً على طريقة الأداء في المواجهة.

غسان بن جدو: وقراركم كان قراراً جماعياً، يعني لم يكن قرار سماحة السيد حسن نصر الله لوحده.

الشيخ نعيم قاسم: هناك أمر ناس كثيرون لا يعرفونه عن سماحة السيد قدّس الله روحه، سماحة السيّد كان دائماً يطرح القضايا في داخل الشورى، وفي بعض الأحيان إن كانت لديه وجهة نظر وسمع رأي آخَر وكان مُقنع هذا الرأي الآخَر كان يعدّل ويغيّر، قرار المساندة هو قرار بالإجماع داخل الشورى.

غسان بن جدو: وفي اليوم نفسه؟

الشيخ نعيم قاسم: لا ليس أول يوم، قلنا أول يوم عُمل مبادرة في الثامن من تشرين الأول بضرب مزارع شبعا.

غسان بن جدو: متى اجتمعتم؟

الشيخ نعيم قاسم: بعد يومين، يعني حتى تجتمع العالم لأن هكذا أمر لا يؤخَذ قراره بالهاتف أو بالاتصالات، والمعرفة كلها كانت طارئة. فعملياً القرار كان جماعي، كل قراراتنا الأساسية كانت هكذا، بالنهاية هو يكمل إدارة المعركة بناءً على هذه التوجهات التي نحن متفقون عليها وآخذيها.

غسان بن جدو: معركة طوفان الأقصى كانت ضمن ما سُمي ومعروف بوحدة الساحات، لذا كان ربّما مفهوماً أن يطالبكم أو يرجوكم الإخوة في غزة بأن تنخرطوا في هذه المعركة ضمن ما يُعرَف بوحدة الساحات. لكن أنا سؤالي سماحة الشيخ بصراحة ووضوح هل كنتم أيضاً جزءاً مما يمكن أن نسميه اصطلاحاً "وحدة الأهداف"؟ يعني بمعنى آخَر وحدة الساحات أنتم تنخرطون في المعركة، وحدة الأهداف كما عندكن غرفة عمليات عسكرية يكون عندكم غرفة عمليات سياسية، تناقشون، أنتم جزء من مفاوضات وغيرها، هل هذا تمّ أم كلا؟

الشيخ نعيم قاسم: حتى أكون واضح معك، لا يوجد عندنا شيء اسمه غرفة عمليات لوحدة الساحات أو وحدة الأهداف تجتمع وتناقش وتوزع الأدوار وترسل تقارير وتتداول بالموضوع، هذا الشكل التنظيمي غير موجود، نشأت فكرة وحدة الساحات قبل سنة أو سنتين من طوفان الأقصى بالنقاشات والتداول، أنه نحن طالما أهدافنا محددة وموحدة في نفس الوقت وكلنا نقرأ في كتاب واحد، ألا يجب أن نقوم بطريقة أن يكون التنسيق بيننا تنسيق وحدة الساحات؟ كانت فكرة، وحدة الساحات فكرة، لكن لم تترجَم بشكل تنظيمي معيّن. نعم وجود الجمهورية الاسلامية الايرانية أساس في هذا الموضوع، وجود القضية المركزي أساس والتي هي قضية فلسطين والقدس، لكن لم يتبلور شكل تنظيمي. عندما جاء طوفان الأقصى تحت عنوان وحدة الساحات الطبيعية بسبب وحدة الأهداف التي نؤمن بها بشكل مشترك، يجب أن نبدأ التنسيق. من هنا تلاحظ أنّ كل ساحة قدّمت بمواجهة الكيان الاسرائيلي بحسب تقديراتها وظروفها، ليس أنّ هناك أحد يرسم ويقول أنتم تعطون كذا وأنتم تفعلون كذا والآن ننشئ تلاحم قوى وكذا، لا وجود لهذا، يوجد أن قيادة حزب الله اجتمعت، ما يمكن أن نفعل نحن في هذا الوضع كجزء من وحدة الساحات؟ جلس اليمنيون مع بعضهم، جلس العراقيون مع بعضهم، الايرانيون فكروا أيضاً ماذا يمكن أن يفعلوا، كل جهة هي فكّرت..

غسان بن جدو: إيران أيضاً لم تكن على علم بما حصل في طوفان الأقصى.

الشيخ نعيم قاسم: معلوماتي أن إيران لم تكن على علم، بل أكثر من ذلك، قسم من قيادة حماس في الخارج لم يكن على علم.

غسان بن جدو: وإيران في هذه الحالة كيف تصرّفت؟

الشيخ نعيم قاسم: إيران تصرّفت أنّنا لا يجب أن نناقش، كما نحن تصرفنا، لا يجب أن نناقش قالوا لنا أم لم يقولوا، نحن علينا مسؤولية، علينا واجب أن ننصر القضية الفلسطينية بكل محطاتها، الآن هي في محطة استراتيجية مهمة اسمها طوفان الأقصى، ماذا نستطيع أن نقدم في هذه المحطة؟ بالنهاية هم درسوا وقدموا بما اعتبروا أنهم يستطيعون أن يقوموا به في هذه المرحلة بالطريقة التي يقومون بها، ولا تنسَ أنه لم يتوقف الدعم الايراني العسكري والمالي والسياسي والاعلامي والنصيحة والمخابراتي وكل ما يرتبط بهذا الأمر كانت إيران تشتغله.

غسان بن جدو: سماحة الشيخ العزيز حفظكم الله، نصل الى المحطة الأصعب والأعقد، تعرف هذا اللقاء هو ليس لقاء رواية ولا لقاء السردية الكاملة، نحن نقدّم محطات حتى نصل الى … لعلّ المحطة الأكثر تعقيداً والأكثر عنةً وصعوبةً وألماً هي محطة البيجر وأجهزة اللاسلكي، حديثٌ كبير متشعب حول هذه المسألة، لا زالت حتى أقرب الى الخيال، هل أجريتم تحقيقا؟ اكتشفتم ما الذي جرى؟ هل هو خرقٌ بشري؟ هل هي عمالة؟ هو ماذا بالتحديد؟

الشيخ نعيم قاسم: نحن شكّلنا لجنة تحقيق مركزية لا زالت تشتغل الى الآن ولم تنته بشكل نهائي، ومع لجنة التحقيق المركزية أنشأنا لجان تحقيق فرعية في كل موضوع من الموضوعات، يعني بيجر، مكان شهادة سماحة السيد رضوان الله تعالى عليه، مكان السيد الهاشمي رضوان الله تعالى عليه، وهكذا، يعني أنشأنا محطات متفرقة وأيضاً لجنة مركزية، اللجنة المركزية لا زالت تعمل. لكن أنا أستطيع أن أقول لك بعض القواعد العامة التي قد وصلنا إليها وهي واضحة تماماً بالتحقيق بما حصل.

موضوع البيجر هو موضوع يبدأ من ثغرة كبيرة كانت موجودة عندنا بعملية الشراء، لأن الشراء كان يحصل بطريقة كان يعتقد الإخوة أنه مموّه، غير معروف، له آليات معينة عبر عدة دول، بحيث لا يُعرَف أنها قادمة الى الحزب، تبيّن أنه لا كانوا مكشوفين الذين يشترون، أو الشركات التي تتابع هذا الموضوع الى الشركة الأم التي أنشأت علاقة مع الاسرائيليين أو أن الاسرائيليين تابعوها بطريقة معينة، وأخذوا خطوات للتصنيع، الى أن أرسلوها لنا.

غسان بن جدو: عندك فكرة هذا بأي سنة، عندك فكرة التحقيق متى اكتشف أن البيجر الذي تم شراءه مخترق؟ أم أنه في الأشهر الأخيرة...؟

الشيخ نعيم قاسم: الشراء كله حصل في السنة والسنة ونصف الأخيرة.

غسان بن جدو: هذا النوع من البيجر.

الشيخ نعيم قاسم: هذا النوع من البيجر. الأمر الثاني نحن عندنا فحص للبيجر، وعندنا فحص مهم، سواء للبيجر أو لأمور أخرى، وتمّ الفحص بالأدوات المتوفرة، بالطرق المعروفة، لكن تبيّن أن نوع المتفجرات التي وضعوها في هذا البيجر نوع استثنائي لا يستطيع هذا النوع من الفحص الذي كان يقوم به الإخوان أن يصلوا له، والآن يُحكى أنه كان يجب أن يقوموا بطرق أخرى أو ما شابه ذلك، يمكن أن تضعها في دائرة التقصير ويمكن أن تضعها في دائرة القصور، لكن نحن مصيبتنا بدأت من المكانين، لم نكن نعلم أنّ سلسلة الشراء مكشوفة ولم نستطع من خلال وسائلنا أن نكتشف وجود التفجير. لذلك حصلت هذه النتيجة السيئة وشملت حوالي ثلاثة آلاف أخ وأخت وطفل وامرأة ورجل، حسب مكان تواجد هذا البيجر، وكانت ضربة كبيرة جداً.

فقط للعلم، في السابع عشر من أيلول حصلت ضربة البيجر، في الثامن عشر من أيلول ضربة اللاسلكي، بعد الظهر من الثامن عشر كان عندنا اجتماع شورى، وهو آخر اجتماع عقدناه مع سماحة السيّد قدّس الله روحه، طبعاً كان غاضبا جداً، كلّف لجان تحقيق في هذا الموضوع، أمر كان غريب جداً ومفاجئ، لكن وددت أن أقول هذا المعنى.

الأمر الثاني حتى أُكمل الصورة في موضوع الخرق، نحن أيضاً كان عندنا ثغرة أخرى اسمها شبكة الاتّصالات، كان يصلنا أخبار من إخواننا المعنيين أن هنا يوجد تنصّت، هناك يوجد تنصّت، لكن المعلومة كانت أن التنصّت موضعي، لم يكن أحد قد وصل عندنا الى أن التنصّت شبه شامل، أو واسع بشكل كبير جداً، الى درجة أن الاسرائيلي يأخذ كل شيء ويطّلع على كل شيء ويعرف كل شيء. طبعاً هذه نحن لم نكن نعرفها بهذا المستوى.

الأمر الثالث، هذا الطيران الإسرائيلي الذي كان يخرج كل يوم على مدة سبع عشرة سنة ويصوّر في كافة الأنحاء في كل لبنان، كان يحتفظ بداتا معلومات عن متغيّرات جغرافية تحصل في هذا المكان أو في ذاك، أو في هذه المزرعة، أو في صخرة، أو محل بعيد أو قريب، فتجمّعت لديهم معلومات كافية حول أماكن وجود القدرة، بنسبة معيّنة حسبما وصل هو بالمعلومات التي لديه. أيضاً هذه السعة بالمعرفة نحن لم تكن متوفرة لدينا، نعرف بعض الأمور وقمنا ببعض الاحتياطات، ونقل الإخوان بعض الأشياء من أماكن الى أخرى، لكن الذي كان يعرفه الاسرائيلي أكثر. بكل صراحة أقول لك العمالة البشرية صارت أمر خفيفة جداً ومحدودة جداً أمام هذا الكم الضخم من المعلومات الذي كان متوفر بسبب التنصّت وبسبب الطيران المسيّر والإحداثيات التي أخذها.

نحن حتى الآن لم يظهر معنا أنه يوجد خرق بشري، دعني أكون دقيق، واسع، يعني..

غسان بن جدو: ولا نوعي.

الشيخ نعيم قاسم: لا، لا، لا يوجد.

غسان بن جدو: قيادة عليا، قائد كبير..

الشيخ نعيم قاسم: أعوذ بالله، لا عندنا معطيات عن خرق بشري واسع، ولا معطيات عن خرق بشري بشخصيات أساسية أو قادة في داخل الحزب، وحين ينتهي التحقيق أنا بصراحة سأحكي الرأي العام وأقول لهم إن كان يوجد خرق بشري أو لا، وكم مستوى هذا الخرق البشري، يهمّني أن يعرف الرأي العام، لكن الآن ابتداءً أقول لك أن الأمر الذي حصل بالتنصّت وبالطيران المسيّر وبكل الوسائل التي فيها التقاط معلومات كانت هي المقتل الأساسي بالنسبة لنا، وكانت بحجم كبير جداً أكثر مما كنّا نعرف وأكثر مما كنّا نتوقع.

غسان بن جدو: هل صحيح أن حزب الله كان قد اكتشف أو تلمّس أن أجهزة البيجرز كانت ملغومة، وحين أراد أن يحقق فيها أكثر تقنياً علم الاسرائيلي فضرب ضربته؟

الشيخ نعيم قاسم: في اليومين الأخيرين كان هناك محاولة للبحث في البيجر بطريقة مختلفة، يعني مثلاً أن يكسروا البيجر أو كذا، لأنهم شعروا أن هناك خلل معيّن الذي يجعل هناك علامات استفهام، هذا حصل، لكن هل الاسرائيلي صحيح بدأ لأنه خاف أن تنكشف هذا تقديره.

غسان بن جدو: لا فكرة لديكم في هذا الأمر.

الشيخ نعيم قاسم: لا، ليست لديّ فكرة إذا كان صحيح هذا هو السبب أو يضعها حجّة ليقول بدأنا في هذا الوقت ردة فعل، لا، ممكن ألّا يكون هذا السبب، السبب أنه أخذ قرار بالبدء.

غسان بن جدو: سماحة الشيخ هل صحيح أيضاً أنه كان هناك وجبة أخرى من الحاجيات العسكرية للحزب كانت هي أيضاً مفخخة ولكن لم تصلكم؟

الشيخ نعيم قاسم: صحيح، صحيح، أكبر مثال على ذلك، كان هناك وجبة من حوالي ألف وخمسمئة من البيجرز المفخخة كانت موجودة في تركيا، ويومذاك جرى اتّصال مع رئيس حكومة تصريف الأعمال الأستاذ نجيب ميقاتي ليتصل مع الرئيس أردوغان ويطلب منه أن هذه الشحنة التي كادت تصل الى مطار تركيا أن يأخذوها ويفجروها، لأنها من هذا ال، لكن هذا جرى بعد تفجير البيجر، استدركنا هذا الموضوع حتى لا نحصل عليها، رغم أنها كانت قد تخطّت جزء من المسار.

غسان بن جدو: لست أدري إن كان دقيقاً، تعرف الكلام كثير، ولكن قيل أو هكذا بلغني أنه أيضاً كان هناك دروع للعسكر والمقاومين أيضاً كان يمكن أن تصلكم وكانت مفخخة، وهذه لو وصلتكم لكانت الكارثة الكبرى، نحن نتحدث عن الآلاف من الجنود.

الشيخ نعيم قاسم: هذا لا علم لي به، يعني لم بُطرَح بأن هذا الأمر موجود.

غسان بن جدو: سماحة الشيخ بكل محبة ووضوح، أنا كصحفي شاكر جداً لصراحتك وهذه الصراحة شجاعة، وهذا جزء من كلامكم يطمئن الرأي العام بلا شك أنكم أمين عام صريح وشفاف وشجاع وجريء ومطمئن، في الوقت نفسه قد يكون جزءاً من هذه البيئة ومن الأصدقاء والأنصار الذين ستنتابهم هواجس، أنتم في لحظةٍ كنتم أقوياء جداً وحصل ما حصل، الآن ربّما أنتم أقل قوة بحكم ما بعد الحرب، كيف يمكن أن تطمئنوا الى أنّ أيضاً ما لديكم ليس مخترقاً بهذا الشكل؟

الشيخ نعيم قاسم: انظر أستاذ غسان، أريد أن أسألك، هل يمكن لهذا الحزب الذي أُصيب بالبيجر، واللاسلكي، وانضربت قدرات نوعية له خلال يوم واحد ألف وستمئة غارة مئتي وخمسين طائرة اسرائيلية على مواقع مختلفة، واستشهد أمينه العام سيد شهداء الأمة قدّس الله روحه السيد حسن، واستشهد سماحة السيد الهاشمي قدّس الله روحه، ومجموعة من القادة الكبار بالمعاونين والصف الأول وبعض من الموجودين في الوحدات، كان بحسب النظرية الاسرائيلية سينتهي الحزب لأن ما أُصيب به خلال أيام يُفترَض أن هذا إنهاء الحزب، وهذا كان توقّعهم، طيّب عندما يعود الحزب ويقف على قدميه ويخوض معركة البأس، ويستطيع خلال شهرين أن يوصِل الاسرائيلي في السابع والعشرين تشرين الثاني من سنة 2024 الى اتّفاق وقف إطلاق النار، ويستمر هذا الحزب، ما معنى ذلك؟ يعني أن الطاقة الكامنة في داخل الحزب عدداً، وعدّةً، والأهم من الاثنين العقيدة والروحية والإيمان والصلابة التي تجعل الفرد بحجم عشرة وبحجم عشرين وثلاثين، لو ما وُجدت هذه القوة الكامنة، وتجربتها على الأرض موجودة ونحن لا نقول على مهلكم علينا سيحدث أمر ما، لا، حدث، حدث أنه عاد الحزب وقف على قدميه. الآن، تقول لي ليس قدر ما كان سابقاً، صحيح فيوجد تضحيات ضخمة أين تذهب هذه التضحيات؟ لكن أين يكمن الفرق؟ أن هذه التضحيات الضخمة هي رفعت مقامات أصحابها وإن شاء الله نالوا ما تمنون الشهادة التي أرادوها، وفي الوقت نفسه أعطتنا زخما حتى نحمل الأمانة ونربّي الأجيال القادمة ونسير نحن وأهلنا والمقاومون لمرحلة جديدة، وأنا قلت في التشييع، قلت نحن أمام مرحلة جديدة، المرحلة الجديدة لها معطياتها ولها أدواتها ولها إمكاناتها ولها خططها لكننا ثابتون.

بالحقيقة أنا لا أطمئن فقط، أنا أقول وهل تتوقعون أنتم إلّا أن نكون نحن موجودين وأقوياء وقادرين أن نحقق المستقبل الذي نريده نحن؟ هذا الحزب الذي عنده هكذا قادة ذهبوا شهداء، وعنده هكذا جرحى، اذهب واسمع ماذا يقولون جرحى البيجر، يقولون أمور لا تُصدَّق يا أخي قدر ما عندهم معنويات وروحانية والفرد منهم يكمل في المكان المناسب. اسمع الناس ماذا تحكي، أهلنا ماذا يحكوا، كم عندهم التفاف، كم هم سعداء حين يتحدثون عن شهادة أولادهم ويقولون لك أنا بعد عندي اثنين، راح ثلاثة بعد عندي اثنين، راح واحد بعد عندي واحد، الشاب، المرأة، الكبير، الصغير، الطفل، ابن ثماني سنوات وتسع سنوات، ابنة ثماني سنوات وتسع سنوات ماذا يقولون، كأن عندهم وعي سياسي وقد درسوا في جامعات عالمية، يفهمون ماذا يقولون. أنا أقول هكذا شعب، هكذا أمة، هكذا حزب، هكذا مقاومة، هل يتوقّع أحد أن تُهزَم؟ لا تُهزَم.

الآن، ضُربَت ضربة قاسية، صحيح، تضحيات كبرى، صحيح، نحن أعلنّا من البداية وقلنا أن الحزب انتصر، هناك ناس انتقدوا، لكنهم لم يسمعوا بماذا انتصر، نحن كنا دائماً نربط النصر بشيء، كنا نقول الحزب انتصر بالاستمرارية، الحزب انتصر بمنع اسرائيل أن تتقدم الى الداخل اللبناني وأن تصل الى بيروت أو الى صيدا، الحزب انتصر بأنّ الألفة الموجودة في الداخل اللبناني بقيت على أحسن وتيرة ولم تستطع اسرائيل أن تفتعل فتنة، الحزب انتصر بأنّ الإنهاء لم يحصل وتحقيق أهداف الاسرائيلي لم يحصل، ونحن مستمرون. هذا انتصارنا، هو الانتصار ليس دائماً انتصار والله أنت انتصرت عسكرياً يعني أنك منتصر، أنت منتصر بالاستمرار، وهل يتوقّع أحد أنّ مقاومة عندها هذه القدرات بهذه الإمكانات تواجه إسرائيل وأميركا وقسم من الدول الغربية بإمكانات، وهل من السهل حين يُقال وصل كل يوم ثلاث الى أربع طائرات محمّلة بأطنان من الذخائر للكيان الاسرائيلي! ما هذا، هذا أمر خيالي!، تحدّثوا عن ستمئة طائرة، وأكثر من مئة باخرة، كلها محمّلة صواريخ، كل الدنيا تواجه هذه المجموعة الصغيرة وبقيت واقفة على قدميها، ويُقيم الاسرائيلي معها اتّفاق من خلال الدولة اللبنانية، ولا زلنا الى الآن واقفين وصامدين، ماذا يقول المرء؟ يقول هذا انتصار باستمرارية المقاومة.

أنا أطمئن الناس، نحن باقون، صامدون، يعني ماذا سيفعل الاسرائيلي؟

غسان بن جدو: يستمر بأعماله، بضرباته، بغدره..

الشيخ نعيم قاسم: افترض الاسرائيلي استمر بالعدوان، أنا أقول لك أمراً، الآن هذا النوع من العدوان الذي يقوم به الاسرائيلي ويطوّر به رويداً رويدا، والضربات الأخيرة التي حصلت على الضاحية لتسع بنايات بلا مبرر، هي جزء من محاولة الاسرائيلي بالتعاون الكامل مئة بالمئة مع الأميركي وبإرشادات الأميركي، لأن الاسرائيلي قال أنا ضربت الضاحية بعد أن استشرت الأميركان، وهو دائماً سيقول إنه يستشير الأميركان…

غسان بن جدو: وصدّقتموه.

الشيخ نعيم قاسم: مئة بالمئة تشاوروا مع الأميركان، وهل هم يستطيعون أن يفعلوا ذلك بدون الأميركان؟ هو الأميركي مشروعه أنه دعونا نأخذ بالسياسة ما لم نأخذه بالحرب، إذاً حتى يستطيع الأميركان بالسياسة أن يأخذوا عليهم أن يمارسوا ضغوطات، الضغوطات يمارسونها من خلال اسرائيل. فعملياً نحن لا نستطيع أن نبقى صابرين الى ما شاء الله، يوجد حدود بالنهاية، متى وكيف وبأي طريقة؟ أنا لست بمحل لأحدد آليات ولا زمان، لكن إذا اعتقد الاسرائيلي ومن خلفه الأميركي ومن خلفه أيّاً كان أنه إذا ضغطوا علينا أكثر يحققون أهداف، لن يحققوا أهدافهم مهما كان الضغط، نحن أعلنّاها، سنواجه عندما يكون هناك قرار عندنا بالمواجهة، وعندنا خيارين لا ثالث لهما، النصر أو الشهادة، نحن لا خيار لدينا اسمه الاستسلام، هذا غير وارد، ولذلك إذا كانوا يريدون حل المشكلة المفروض أن يتوقفوا ويذهبوا الى تطبيق ما عليهم بالاتّفاق وبالتالي تسير الدولة اللبنانية بالطريقة المناسبة.

هنا أحب أن أحيي فخامة الرئيس جوزيف عون وأحيي المسؤولين اللبنانيين، دولة الرئيس بري، كل المسؤولين المعنيين، حتى لا أذكر كل واحد لوحده الآن، أنّه لاحظت بعد قصف الضاحية ما هذا المشهد الجميل، أنّ أركان الدولة اللبنانية على موقفٍ واحد، قائد الجيش على الموقف نفسه، المقاومة على الموقف نفسه، حزب الله وأمل، كثير من الحلفاء..

غسان بن جدو: ونحن في طريقنا الى هذا الحاضر سماحة الشيخ بدٌّ أن نتحدث عن محطة استشهاد سماحة السيد رحمه الله، نحن بالمناسبة لا نحب أن نتحدث عن قتل السيد حسن، نحب أن نتحدث عن استشهاد السيد حسن ربّما لاعتبارات دينية، عقائدية، إنسانية، وجدانية، الى غير ذلك. في وقت لاحق أكيد سماحتكم ستتحدثون في أكثر تفاصيل في هذه المسألة لكن من فضلك أوضح لي شخصياً سماحتك بعض كواليس استشهاد سماحة السيد، في تلك اللحظة، ذلك الانفجار، ما قيل عن مفاجأتكم بأنه كان في المكان ذاته الذي عادةً يُقيم فيه ويتحدّث فيه ويجتمع فيه ويُدير فيه غرفة عملياته، الى غير ذلك. وعلى المستوى الشخصي ما الذي انتابك في تلك اللحظة؟

الشيخ نعيم قاسم: استشهاد سماحة سيد شهداء الأمة السيد حسن رضوان الله تعالى عليه لم يكن مفاجئ للعالم كله فقط، لا، نحن كان مفاجئ لنا أيضاً، إذا سألتني قبل ذلك الوقت ماذا تتصور؟ كنت قلت لك أتصور أن نموت كلنا ويبقى سماحة السيد، لأنه من ناحية العمر، من ناحية القوة والشجاعة، من ناحية التسديد الإلهي، مجموعة معطيات ربّما لها علاقة بالأمانة لأنه نحن لا نعرف الأجل متى يأتي، ما كنا نتوقع نحن أن سماحة السيد يُستشهد في هذا الوقت. ولكن بنفس الوقت ربّما من حقّه أن يرتاح، من حقّه أن يرتقي الى المكان الأعلى، يا عمّي الشهادة بالنسبة لنا الشهادة هي أعلى وسام، هو أخذ الوسام الأعلى، نحن هكذا نراه، لكن نحن خسرنا، الخسارة علينا.

نحن لا نبكي لأنه هو غادر، لا، هو ارتاح، هو في عليائه، هو رسم خط وهذا الخط مستمر، نبكي لأننا كيف نعوّض هذه الإمكانات، هذه القدرات، هذا الموقف، هذه اللهجة، هذا العطاء، هذا الزخم، لكن هذه سنة الحياة، نحن جماعة متديّنون، نخاف الله ونعرف الحق، نعرف أن الموت حقّ، نعرف أن هذه هي الشهادة.

أنا على المستوى الشخصي رحت أتساءل صحيح استشهد؟ يا عمّي ربّما الخبر غير صحيح، ربّما عندما يحفرون يجدون أنه في غرفة مثلاً لم يصله، الى أن أكّد الإخوة في اليوم التالي أن هذا الجثمان أخرجناه. حقيقةً أصعب شيء علينا بالموقع الذي نحن به أنه كيف نتابع بعده، لأنّه لا يوجد عندنا شهادة توقِف مسيرة، عندنا شهادة تغذّي مسيرة، كيف يمكن أن نكون نحن أهل حتى هذه الشهادة تغذينا لنقوم بالعمل الصحيح؟ أعاننا الله بإذنه على هذا العمل.

غسان بن جدو: أستميحك في فاصل سماحة الشيخ من فضلك.

مشاهدينا الكرام أرجو أن تتفضلوا بالبقاء معنا، فاصلٌ قصير نعود بعده لاستكمال حوارِ خاص مع سماحة الشيخ نعيم قاسم الأمين العام لحزب الله.

فاصل

غسان بن جدو: أهلاً بكم مشاهدينا الكرام الى هذا الحوار الخاص مع سماحة الشيخ نعيم قاسم الأمين العام لحزب الله.

سماحة الشيخ كنّا تحدنا قبل الى حين استشهاد سماحة السيد، بعدئذ بدأت الأمور تتضح، لم نكن على علم أن سماحة السيد هاشم صفي الدين قد اختير أميناً عاماً، ولكننا منذ الأيام الأولى، بل منذ اللحظات الأولى شاهدناك وعرفناك، ربّما بصفتك نائباً للأمين العام فكان طبيعياً. الإطلالة الأولى كانت بالنسبة للجمهور لافتة بعض الشيء، سأصدقك القول سماحة الشيخ وأقول تلك الإطلالة الأولى حتى وإن كانت على مستوى المضمون كانت صادقة وقوية، لكن على مستوى الشكل بدا كأنكم في وضعٍ غير طبيعي، وانعكست ربّما سلبية وعدم سلبية، سلبية لدى البعض، وراحة لدى البعض أنكم موجودون على الأقل، هل من كواليس لتلك الإطلالة الأولى إذا سمحت؟

الشيخ نعيم قاسم: الإطلالة الأولى كانت في ثلاثين أيلول، يعني بعد ثلاثة أيام من استشهاد سماحة السيد، لأنني كنت نائب أمين عام ولأنّ نائب الأمين العام يحلّ محل الأمين العام الى حين اختيار أمين عام جديد، فكان لا بد أن أخرج أنا أتكلم لأنه كنّا في الفترة لم نستقرّ بعد على نتيجة..

غسان بن جدو: من فضلك، قرار الإطلالة كان بمبادرةٍ منك؟

الشيخ نعيم قاسم: بمبادرة منّي بتنسيق أنا وسماحة السيد هاشم قدّس الله روحه، يعني أنا تحدثت معه قلت له أنا أفكر أنه يجب أن أخرج لنتحدث مع الناس لأن الناس وضعها جداً صعب، لا نستطيع ألّا نتكلم، قال لي أنا أؤيّد صحيح يجب أن تخرج وتتحدث، وبالتالي هذه المشورة التي كانت موجودة، وكان هناك صعوبة بعض الشيء مع الإخوان الباقين لأنه كان جوّنا صعب جداً.

أنا كنت قد وضعوني الإخوان في شقة مؤلفة من ثلاث غرف على أساس أن أبقى محمياً في الفترة التي كان سماحة السيد قدّس الله روحه، هو الإدارة عنده، أنا عندي الإدارة السياسية، يعني ما يطلبه منّي هو أنا أقوم به. لكن مع الشهادة صرت أنا معني بأن أتحدث. فاتّفقنا نحن والحاج محمد عفيف رحمة الله عليه وقدّس روحه، أرسلنا له خبر أن يرسل لنا واحد متخصص، أن يكون هو فقط مَن يعلم، ينقله الإخوة من الحماية ويحضرونه الى مكان، الإخوان قالول لي نأخذك الى مكان آخَر حتى تصوّر، قلت لهم حسناً، متى؟ قالوا غداً صباحاً إن شاء الله.

وإذ، أنا نمت، عند الساعة الواحدة بعد منتصف الليل يدق عليّ الباب أحد الإخوان الذين كانوا معي، قلت في نفسي ربّما حصل أمر ما، قلت له خير؟ قال لي نريد تصوير المقابلة، قلت أي مقابلة أي لقاء؟ قال لي الكلمة التي كنّا سنصورها غداً علينا أن نصورها الآن، قلت الآن والساعة الواحدة بعد منتصف الليل وأنا نائم! على الأقل حتى أغسل وجهي وأرتاح بعض الشيء أحتاج لربع ساعة أو ثلث ساعة، قال لا مشكلة المصوّر أصبح هنا، قلت أيضاً أصبح هنا؟ قال نعم. خلاص أنا فهمت أنه يجب أن نتكلم.

هناك أمر جيد كنت قد قمت به أنني حضّرت قبل ليلة على أساس في اليوم التالي وليس في ذلك الوقت، فقلنا له حسناً، أين ستسجلون؟ قال في الغرفة الثانية. هناك غرفة كان فيها تحت غير مفروض، وهي غرفة صغيرة، قال نصوّر هنا لأنه لا يوجد مكان آخَر، قلت له كيف ذلك فلا تتسع الغرفة، قال لا عليك المصوّر خبير في هذا الموضوع.

غسان بن جدو: في ما سميتموها بعاشرة الزلزلة.

الشيخ نعيم قاسم: نعم لأنه مرّ علينا عشرة أيام من سبعة وعشرين الى سبعة الضربات تأتي وراء بعضها، يعني لم نلحق، وبالتالي فقط حتى نجمع بعضها، حتى تحكي العالم مع بعضها، خاصةً بدأ يخف التواصل عبر وسائل التواصل المعتادة بسبب أنها مخروقة، لكن الحمد لله تعالى.

غسان بن جدو: ما حصل سماحة الشيخ هو كان انعكاساً لوضعكم الصعب بشكل عام، بعدئذ استُشهد السيد هاشم صفي الدين وتوليتم المسؤولية. عند توليكم المسؤولية التحدي الأكبر تعلى شخصكم الكريم هو العمل العسكري، إدارة الحرب العسكرية، ومعروف عن سماحة الشيخ نعيم قاسم صحيح أنه رجل إداري لامع كما يُقال، سياسي، إداري، مهني، اجتماعي، علمي، لكن ليس معروف عنكم تخصصكم العسكري ولا حتى متابعتكم له. فجأةً وجدتم أنفسكم أميناً عاماً مسؤولاً عن العمل العسكري، بصراحةً وأمام الله سماحة الشيخ أنتم فعلاً كنتم تديرون العمل العسكري أم كما قيل لنا الجانب الايراني هو الذي جاء وأدار العملية العسكرية؟ القرار لمَن؟ التوجيهات ممن؟

الشيخ نعيم قاسم: الأمين العام في حزب الله هو رئيس المجلس الجهادي، يعني هو معني بإدارة العمل العسكري. عندما صرنا في هذا الموقع بات يجب أن نتعرف أكثر، نتواصل أكثر، نرى القادة المعنيين في هذا الموضوع ليستطيع المرء أن يدير هذا العمل. أنا سأقول لك أمراً قاله لي أحدهم.

غسان بن جدو: أحدهم من القادة العسكريين؟

الشيخ نعيم قاسم: أحدهم من القادة العسكريين إيراني، وآخَر لبناني لكنه ليس في الحزب، تكلما معي بشكل مباشر لكن هناك ناس تكلموا في أماكن أخرى. قال لي نحن متفاجئون بك، قلت له لماذا؟ قال كيف تدير معركة عسكرية؟ فأنت لا علاقة لك بالموضوع، قلت له أريد أن أسألك سؤال، إدارة حزب وإدارة مقاومة ما مقوّماتها الأساسية؟ أولاً أن يكون المرء عنده بعض الكفاءة بالقدرة الإدارية، ثانياً أن يكون عنده وعي سياسي يفهم هذا الحزب ماذا يريد وما هدفه، ثالثاً أن يكون عنده تجربة وخبرة بحيث أن عنده إطلالة إجمالية على ما في هذا الحزب وعلى قدراته وعلى وضعه حتى يستطيع أن يُدير، هذه الثلاثة متوفرة، أنا عضو شورى مع سماحة الأمين العام قدّس الله روحه، ونائب للأمين العام لاثنتي وثلاثين سنة، في داخل الشورى كان سماحة السيد قدّس الله روحه يحضر الهيكليات العسكرية تُقرَّر في الشورى، أسماء القيادات العسكرية تُقرَّر في الشورى، القرار السياسي..

غسان بن جدو: هكذا! عفواً أسماء القادة العسكريين!

الشيخ نعيم قاسم: نعم أسماء القادة العسكريين الأساسيين، المعاونين ومسؤولي الوحدات تُقرَّر في الشورى، ثالثاً كان موضوع المعارك المحتملة أو الخطوات التي تُجرى، فرضاً حين قمنا بحرب الجرود أو حين ذهبنا الى سوريا، أو حين نقاتل أو حين نرد على عمل عسكري اسرائيلي أو ما شابه، كل هذا يُعرَض في داخل الشورى ويُقال، نفكر كذا وعندنا هكذا اقتراح، المجلس الجهادي قال كذا، نضرب بهذه الطريقة، تُطلق مسيرة، يُطلق صاروخ وكذا. يعني عندنا شيء من الإلمام بكيف تصدر القرار العسكري. قلت أيضاً لهذا الأخ ليس مطلوب من القائد أن يعرف كم طول السبطانة، ويعرف الفرق بين عناوين القذائف أو الطائرات المسيّرة أو ما شابه، وإن كان عندنا فكرة إجمالية، هذه عادةً المختصون هم يقولون، يقول للمسؤول ماذا تريد؟ يقول الأمين العام أريد ضرب حيفا، يقول لك يمكنك أن تضرب حيفا بهذه الطريقة أو تلك الطريقة أو تلك، وهذه تفعل كذا وتلك تفعل كذا وتلك تفعل كذا، فبما أنه أمين عام يأخذ القرار اضربها بالطريقة الثانية، هذه لا تحتاج أن يكون عنده خبرة عسكرية كافية.

فالمهم أنا أحب أن أقول لك هذا الحزب كان يُدار كما يُدار الحزب الذي له أمين عام، لم يكن أحد يدير الحزب بدلاً منّا، لا، ومن اليوم الأول، وهذا الانتظام الذي كان في المعركة بين مئتي أو أقل بقليل أو أكثر بقليل كل يوم هذا كان تابع لقرارات تُتّخَذ، عندما تُضرب تل أبيب لوحدها كان لها قرارها وليس أي واحد يضرب، عندما يصل الى بيت بنيامين نتنياهو هذه تحتاج الى قرارها، حين جاء يوم الأحد الذي أسموه هم يوم الأحد الأسود الرابع والعشرين من تشرين الثاني، 370 بين صاروخ وطائرة والى آخره هذا أيضاً بقرار.

غسان بن جدو: يعني موضوع تل أبيب لم يكن صدفةً.

الشيخ نعيم قاسم: لا يوجد شيء صدفة، كله مبني على قرارات، والأمين العام كان يتابع من خلال القيادة العسكرية، نعم يوجد مشورة إيرانية نحن نشكرهم بكل المساعدة والمشورة، لكن القرارات كانت قرارات لها علاقة بالهيكلية التابعة لنا وبطريقة الإدارة بحمد الله تعالى، وحتى أذكر أنه الكلمة الثالثة مجرّد أن أنهيتها بدأ القصف، كيف يظهران سوياً؟ لولا وجود خطة مرسومة بالموضوع لا يظهرا سوياً.

بكل الأحوال الحمد لله كانت القيادة موجودة، أنا أريد أن أذكر هنا أمراً مهما، كل القيادة العسكرية كانت مملوءة وموجودة ولم يكن هناك موقع عسكري واحد شاغر، وضعنا بدائل بسرعة، الصمود الاسطوري الذي كان موجود على الجبهة له جانبين، جانب هم الشباب المتموضعون وهم القائمون بالحمل ويعرفون ماذا يفعلون حتى لو انقطعوا عن العالم، وقاموا بشىء أسطوري، يوجد قسم آخَر كان يأتي من الخارج واسمه الدعم، الذي اسمه القصف، وأقول لك أكثر من ذلك، الى آخر لحظة كان هناك مقاتلين مجاهدين يصلون الى الخيام وعلى أماكن أخرى من الجبهة الخلفية، لم ينقطع كل شيء، نعم هناك أماكن لم نكن نستطيع…

غسان بن جدو: يعني دعم بشري كان يصل!

الشيخ نعيم قاسم: دعم بشري نعم، ودعم عسكري، يعني كانت بعض الحاجات أيضاً تصل. هذا كله كان له علاقة بالإدارة العسكرية التي كانت موجودة، والأمين العام يتابع مع هذه الإدارة العسكرية، حاجاتها، متطلباتها، قرارها والى آخره. الحمد لله تعالى قدّرنا الله أن نعمل في هذه المسيرة، وبالنهاية ليست المسألة الفنية التي نتوقف عندها، فنحن كل حزبنا، نحن في حزبنا لا يوجد عسكر وسياسة، لأن الحزب عندنا كله عسكري وسياسي والى آخره، لكن هذا له وظيفة سياسية وذاك له وظيفة عسكرية، وإلّا كلنا سوياً.

غسان بن جدو: مع ذلك طبعاً سماحة السيد بالظروف الحالية لا يجوز لي ولا لأمثالي أن يغوصوا كثيراً في الأسئلة العسكرية، لطبيعة الأمور، ولكن مع ذلك الآن عندما تقول لي سماحة الشيخ أنّ كل شيء تمّ ملؤه، كل شغور تمّ ملؤه، هل يمكن أن تطمئن البيئة والجمهور والأنصار فعلياً أنّ حزب الله الآن مقاومته العسكرية بقطع النظر عن ماذا ستفعلون، على أهبة الجاهزية، قادرة، مقاومة حزب الله قادرة ولديها القدرات البشرية وغير البشرية؟

الشيخ نعيم قاسم: أنا سأكون صريح معك وأتمنى على الناس أن تتقبّل هذا الموضوع. كل شيء له علاقة بالأعداد البشرية لن أتكلم عنه، كل شيء له علاقة بالإمكانات العسكرية لن أتكلم عنه، كل شيء له علاقة بنسَب مئوية كم قوتنا وكم بقي منها وكم راح وكم جاء لن أتكلم عنه، أكتفي بكلمة واحدة، نحن نرمم، ونتعافى، والآن جاهزون، فقط.

غسان بن جدو: الآن جاهزون؟

الشيخ نعيم قاسم: طبعاً.

غسان بن جدو: لماذا؟

الشيخ نعيم قاسم: افترض أن اسرائيل هجمت نتفرج عليها؟ لا نقاتلها.

غسان بن جدو: طيّب ما ذُكر عن تصفية خمسمئة مخزن من أسلحتكم المتوسطة والثقيلة، تصفيتها من قبل المعنيين هنا.

الشيخ نعيم قاسم: هم يتكلمون عن الشيء الذي رأوه في جنوب نهر الليطاني، البلد واسع الحمد لله. المهم، أنا في هذا التفصيل لن أتكلم..

غسان بن جدو: الرسالة وصلت.

الشيخ نعيم قاسم: أعتقد الناس تفهم علينا، لكن نحن لسنا جماعة لم نعد ولم نسكت على ضيم.  يعني "وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوةِ ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم" هذا يستمر عادةً، يبقى أنه لماذا نتكلم عن طاقتنا وإمكاناتنا؟ لكن ليعرف العدو والصديق نحن جماعة ميدان.

غسان بن جدو: ذكرتَ قبل قليل اليوم الشهير الرابع والعشرين من تشرين الثاني، وفعلاً كان يوماً كبيراً، ولكن للحقيقة سماحة الشيخ عندما نعود الى تلك المرحلة كان التوقع كبيراً على أن المقاومة ستستمر طويلاً، فإذا بها تقبل وقف إطلاق النار بسرعةٍ لا تتجاوز أياماً ثلاثة، والمفارقة الأكبر التي أتمنى أن تتحدث عنها بصراحة أن الليلة الأخيرة التزم حزب الله الصمت المطبق عسكرياً أتحدث، تم الاتّفاق على وقف إطلاق النار، اسرائيل بقيت تقصف تقصف الى قبل الرابعة صباحاً بلحظات، حزب الله التزم الصمت، فهمها البعض أنه ضعف، فهمه البعض على أنه فعلاً انكسار وهزيمة، وأراد البعض أيضاً أن يأمل فهماً بأنه حكمةٌ كبيرة من قبل قيادة حزب الله، أين أنتم؟

الشيخ نعيم قاسم: أنا سأقول ما حصل وكل واحد يقدّر إن كان صح أو خطأ أو حكمة أو غير ذلك، حتى لا أدخل أنا في التقييم.

منذ أن كان سماحة السيد قدّس الله روحه، كان يقول نحن لا نريد حرباً، قبل أن تفتح الحرب بالطريقة التي فتحت بدأ يُحكى بأن هناك مشروع فرنسي أميركي لوقف إطلاق النار في لبنان لمدة واحد وعشرين يوم بمعزل عن غزة، يعني غزة مستمرة لأنه نحن سابقاً ربطنا بغزة، فطرحوا مشروع هل تقبلون واحد وعشرين يوم؟ وكان الوسيط في هذا الموضوع يوصِل الى الرئيسين بري وميقاتي بأنه يوجد هكذا مشروع، وثمّ نزل بيان مشترك فرنسي أميركي في يوم الخامس والعشرين من أيلول بأن هناك هكذا مشروع، وقبل ذلك كانت الصحافة تتحدث والاتّصالات قائمة، سماحة السيد يبلّغ الرئيس بري عبر الحاج حسين الخليل أننا بالمبدأ موافقون على فكرة وقف إطلاق النار بالصيغة المطروحة، وماذا يستطيع أن يحسّن بها هذا يحصل بالنقاش. لكن بعد يومين من إعلان أميركا وفرنسا صار اغتيال سماحة السيد وبالتالي الأمور أخذت منحى، دخلنا في المعركة التي لاحقاً سمّيناها معركة اولي البأس، رحمه الله الشهيد الحاج محمد عفيف أرسل لي بعد شهادة السيّدين رضوان الله تعالى عليهما قال لي نحن يجب أن نسمي هذه المعركة، قلت له معك حق، عندك اقتراحات؟ بصراحة أعطاني اقتراحات منه ومن واحد آخَر لن أذكر اسمه الآن، رأيت هذه الاقتراحات وظهر فيها اقتراح "أولو البأس"، أعجبتني لكن قلت أنها جافة، مرفوعة، وبالقرآن وردت "أولي البأس"، فقلنا من الأفضل إعلانها "معركة أولي البأس" فتصبح مضاف ومضاف إليه، فتكون الكلمة كما الكلمة القرآنية، "عباداً لنا أولي بأسٍ شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعداً مفعولا". فعندما خضنا المعركة، نحن في الحقيقة نردّ عدوان، لم نأخذ قرار بدخول حرب، عندما نردّ العدوان من الطبيعي في أي وقت يتسنى لنا وقف إطلاق النار نحن حاضرون، أي وقت العدو يوقِف نحن عندنا استعداد أن نتوقف لماذا؟ لأننا لسنا من افتعل الحرب بل العدو خاضها، ثمّ وصلنا الى محل منعنا العدو أن يتقدم، منعناه أن يحقق أهدافه، افترض أن الحرب استمرت بعد أسبوع أو اثنين أو شهر أو أكثر، كل ما في الأمر أن العدو يوقِف فينا خسائر كبيرة ونحن نوقِع نوقِف به خسائر قليلة فباتت معركة استنزاف بلا هدف، بالأخير نعود ونصل الى اتّفاق، فلذلك وافقنا نحن على هذا التوقيت لأن العدو وافق على الاتّفاق، جاء يومذاك هوكشتاين أحضر مقترح ناقشه مع الرئيس بري، أرسل لنا الرئيس بري المقترح، هو وضع ملاحظات ونحن وضعنا ملاحظات، أرسلنا ملاحظاتنا للرئيس بري، أجرى مناقشة مع هوكشتاين بالملاحظات، المهم صدرت النتيجة هذا الاتّفاق الذي صدر، وحتى يكون عندك علم هذا الاتّفاق موافَق عليه بإجماع الشورى، يعني أنا قمت بمداولات مع الإخوان كنت أرسل لهم ونسمع الملاحظات الموجودة. أكثر من ذلك، الآن إذا سألت الإخوان الجهاديين أي الموجودين في المواقع المتقدمة يقولون لك هذا المقترح بمحلّه لأنه وصلنا الى محل خلاص استنزاف ولا هدف، لذلك نحن وافقنا على الاتّفاق.

غسان بن جدو: أنا أستميحك عذراً سماحة الشيخ هنا، هناك أمران قيل إنهما دفعا باتّجاه قبولكم وقف إطلاق النار، الأمر الأول عن علم والثاني عن سهو، أمّا ما هو عن علم أنّ إيران هي التي طلبت منكم بإلحاح أن تقبلوا وقف إطلاق النار لأنها لا تريد التصعيد في المنطقة، بمعنى أنكم قمتم بعملٍ نوعيٍ عسكريٍ كبير في الرابع والعشرين ولكن بعدئذٍ استجابةً لطلبٍ إيراني أنتم أوقفتم العمل العسكري القوي، وبالتالي وافقتم على وقف إطلاق النار. الأمر الثاني إنكم كقيادة مركزية هنا لم تكونوا على تواصل جدي مع الجبهة في الجنوب بحيث لم تكونوا على علم بأن المقاومين كانوا يسطّرون أسطورة حقيقية، وسهوكم عن عدم معرفة ما يحصل في الجنوب فرض عليكم أن تقبلوا وقف إطلاق النار. حول الروايتين من فضلك، للتاريخ.

الشيخ نعيم قاسم: الثانية أعجبتني أكثر، أن هناك انفصال بيننا.. هل يمكن أن يفسّروا لي أستاذ غسان..

غسان بن جدو: سمعتَ بها، بلغتكَ رسالة.

الشيخ نعيم قاسم: طبعاً بلغت. يمكن أن تفسّر لي كيف يكون وقف إطلاق النار الساعة الرابعة والذين على الحافة الأمامية كما الذين في آخر مكان كلهم يلتزمون؟ لو لم يكن هناك سلسلة قيادة مترابطة بطريقة أن هناك قرار يُنفَّذ، قرار بالقتال قتال، قرار بإيقاف القتال فيحدث ايقاف قتال، فهذه ليست صحيحة. أما موضوع أن الايراني هو الذي طلب، ليس صحيحاً، هذا نحن أخذنا قراره، نعم أبلغنا الايراني أننا سنفعل كذا، يعني أخذ علم، لكن أنه طلب منّا أبداً، ولا مرة طلب، هو قرار لبناني، وأيضاً أريد أن أقول لك أكثر من ذلك، هذا اتّفاقٌ وافقت عليه الدولة اللبنانية بالواسطة وبالمفاوضات غير المباشرة بعد أن قلنا موقفاً واحداً كحزب الله وحركة أمل في الموافقة على الاتّفاق.

غسان بن جدو: ونحن نتحدث عن ايران الجمهورية الاسلامية، علاقتكم بإيران الجمهورية الاسلامية علاقة عضوية، بنيوية، عقائدية وهذا معروف وأنتم ليس فقط تقولونه بل تتباهون به، والحقيقة أن ايران الجمهورية الاسلامية وقيادتها هي أيضاً تتباهى بعلاقتها معكم وتنظر إليكم بإجلال وتقدير كبيرين. مع ذلك بلغكم سماحة الشيخ منذ استشهاد سماحة السيد حسن نصرالله رحمه الله أن هناك التباساتٍ حثّت حول علاقاتكم بإيران الجمهورية الاسلامية وأن هناك ما يشبه الغضب أو الانزعاج من قبل بيئة حزب الله وأصدقائها من تعاطي إيران، كما يقولون، مع حزب الله. بمعنى آخَر البعض يقول إن إيران تخلّت عنّا ولم تردّ بالقدر المطلوب عن استشهاد سماحة السيد درّة التاج في محور المقاومة، إنّ إيران تخلّت عنّا بعدم الدعم الكبير والضغط في إعادة الإعمار.

الشيخ نعيم قاسم: عندما انطلق طوفان الأقصى في غزة نحن بادرنا وأخذنا قرار المساندة بلحاظ ظروفنا وقدرتنا على أن نعطي، مع العلم أنّه في البداية لم يكن هناك ارتياح من قبل الطرف الآخَر، الفلسطيني، أن هذا غير كافٍ، لاحقاً اقتنعوا، لكن بالنهاية نحن قمنا ما نقدر عليه. اليوم إيران وقتذاك غير موضوع الوعد الصادق الذي ضربت به مرّتين الكيان الاسرائيلي كان عندها تقدير إيران بأنّ أي دخول في المعركة من قبلها يعني دخول أميركا مع إيران، يعني نكون أرحنا الاسرائيليين وتركناهم يحققوا ما يريدون بأن أميركا تقاتل إيران وهم يبقون هنا، يكونون قد زجّوا أميركا في المعركة لكن مفتاحها أن تضرب إيران، لا الأفضل أن لا تتدخل إيران طالما هذا لا ينفعل، وتكتفي بالدعم المالي والعسكري والسياسي والإعلامي وكل أشكال الدعم الذي كل المحور بحاجة له، وهو أصلاً الأساس بصمودنا وصمود الكل وعطاءاتنا وعطاءات الكل، وهو في حسابهم، وهل الدعم لا يجري إلا أن يستعمل الفرد عسكرة مباشرة؟ أولاً نحن لم نطلب من إيران أن تتدخل، لم نطلب، نعرف أن إيران كل شيء تستطيع أن نفعله ستفعله لوحدها، وبالتالي فعلت ايران كل ما عليها وزيادة، أمّا أن نزجّها أو نضغط باتّجاه أن تصبح المعركة في مكان آخَر هذا عمل غير صحيح. إن تسألني الآن كقيادة حزب الله رأينا بالمساهمة الايرانية أقول لك الايرانيون كفّوا ووفّوا ولا زالوا الى الآن ولا يتركون وسيلة إلا ويؤمّنونها ويشتغلون بها ويعطوها ويدعمون وأكثر الله من خيرهم وهذا هو المطلوب، أنهم لم يشاركوا بالمعركة مباشرة ليس كل الدعم اسمه مشاركة، هناك أشكال كثيرة كل واحد يشارك بحسب ما يراه ينفع، ما قامت به إيران هو أقصى ما يمكن أن تقوم به وهو ما نفعنا.

غسان بن جدو: إذا أدرتُ أن ألخّص سماحة الشيخ كأنني أفهم برأيكم أنّ بقاء الجمهورية الايرانية، بقاء نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بخطتها واستراتيجيتها ودعمها هو هدفٌ مركزيٌ في حدّ ذاته، العكس هو سيؤدي بالجميع..

الشيخ نعيم قاسم: بالتأكيد نحن نعتبر إذا النبع بقي حين تتضرر السواقي تترمم، لكن النبع أن يتضرر فتحصل مشكلة. وأنا هنا أود أن أقول لك أمراً، سماحة الإمام القائد خامنئي دام ظلّه كان يتابع الأحداث في غزة وفي لبنان بشكل يومي، وتصله التقارير من الحرس، ومن الأمن الايراني، ومن وسائل الإعلام أيضاً يتتبع، معلوماتي أنه كان عنده تتبّع غير عادي، وكان دائماً يحثّ المسؤولين، ادعموهم، أعطوهم، تابعوهم، اذهبوا معهم، ماذا نريد أفضل من هذا؟

غسان بن جدو: علماً أنه أيضاً للأمانة مَن يتابع الشأن الايراني ويعرف، وإن كان هم الأقدر على قول هذا الأمر، أنّ استراتيجيتهم السياسية الايرانية هي ضد التصعيد في المنطقة، لا يريدون حروباً في المنطقة، ربّما حتى اخر زيارة قام بها الشهيد قاسم سليماني الى بغداد واستُشهد هناك هدف الزيارة كان لقاءً مع الدكتور عادل المهدي رئيس الوزراء وكان سيبلّغه رسالةً واضحةً للسعودية بالتسوية، والتسوية الاستراتيجية، وليست تسوية عابرة، والأميركي كان يعلم هذا الأمر وقام بفعلته.

بعد وقف إطلاق النار سماحة الشيخ هناك من يقول أنّ أقسى ما أُصيب به محور المقاومة وأُصيب به حزب الله، ونتحدث للأمين العام لحزب الله، هو سقوط النظام السوري، ويُعتبَر الضربة الكبرى لهذا المحور لوحدة الساحات، أنتم كيف قيّمتم ما حصل؟ والآن إذا سمحتم كيف تنظرون للواقع السوري وقيادته الانتقالية الجديدة بقيادة أحمد الشرع؟

الشيخ نعيم قاسم: ما حصل في سوريا بالتأكيد خسارة لمحور المقاومة، لأن سوريا كانت طريق دعم عسكري..

غسان بن جدو: محور المقاومة كله أو فقط لحزب الله؟

الشيخ نعيم قاسم: كل المحور يخسر.

غسان بن جدو: بما فيه فلسطين وغزة؟

الشيخ نعيم قاسم: بما فيه فلسطين وغزة، بل الأساس فلسطين وغزة لأن كل المشروع محوريته الأساسية فلسطين وغزة، ونحن ما هي مصيبتنا في المنطقة؟

غسان بن جدو: عفواً أقول عملياً، سقوط النظام السوري أثّر على غزة؟

الشيخ نعيم قاسم: أكيد أثّر على غزة لأنّ النظام السوري بالصيغة التي كان فيها كان داعم للمقاومة، كان طريق للمقاومة، كان هناك فلسطينيين فيه يرسلون للمقاومة، كان عنده تسهيلات للمقاومة، عندما سقط هذا النظام وبالتالي توقّفت سوريا كل المحور خسر شيء ما، كل واحد خسر بمقدار، لكن أن نقول لم يخسر المحور؟ لا هو خسر في هذا السقوط لأن الاتّجاه السياسي للنظام كان اتّجاه في مواجهة الكيان الاسرائيلي.

الآن بعد أن حصل هذا التطوّر في سوريا، نحن منذ أول يوم قلنا لا علاقة لنا بالوضع الداخلي السوري، إن شاء الله يستطيعون إقامة نظام مستقلّ مترابط يتمثّل فيه كل الجهات والقوى، ونتمنى أن يكون هذا النظام في وجه اسرائيل، لأن اسرائيل عدو لهم كما هي عدو للكل.

الى الآن نحن لا نستطيع أن نقرأ مستقبل سوريا بشكل واضح لأن الذي حصل من اغتيالات وعدة آلاف من العلويين وآخرين قُتلوا على يد جماعات لها علاقة بالنظام هذا خطر كبير، ثمّ لا نعرف شكل النظام السياسي الذي سيركب، هل سيكون كل الأطراف ممثلين فيه ويشتغلون فيه؟ أو سيكون أحادي ويصادر وجود الطوائف والأحزاب والقوى؟ هذا لا زال غير مبلوَر الى الآن.

خطوات التطبيع التي برزت خطرة جداً ونحن نقول يجب ألّا تسير سوريا في التطبيع، على كل حال ثقتنا بالشعب السوري كبيرة، وأنا أعتقد أن هذا الشعب لن يقبل، لكن كيف يترجم هذا الموضوع هذه مسؤوليته وليست مسؤوليتنا نحن، لكن نحن ضد التطبيع، نحن قلنا ذلك عندما كان يجري مع بعض الدول العربية، ثمّ إذا أحد اعتقد أن بهذه الطريقة اسرائيل تكفّ عنهم، ها هو النظام لم يفعل شيء وأخذت ستمئة كيلومتر مربّع من منطقة الجولان والقنيطرة، وفي الوقت نفسه لم تترك قدرة عسكرية عند الجيش السوري ولا عند النظام السوري، ودائماً اعتداءاتها قائمة ومطالبها لا تتوقف، هذه اسرائيل يا جماعة، هذا كيان توسّعي لا يشبع من شيء، مجرمة لا مانع عندها أن تقوم بإبادة بشرية، وحوش متفلّتة ومعهم الطاغوت الأكبر أميركا، ماذا تتصورون أن يحدث؟ أتمنى أن تتوفق سوريا بأن يكون عندها نظام حكم من كل الأطياف ويكونوا ضد اسرائيل، سواءً باشروا أو لم يباشروا بالعداوة مع اسرائيل لكن لا يجوز التطبيع، على كل حال علينا أن ننتظر لنرى.

غسان بن جدو: هل أنتم ضد التطبيع نظرياً أو عملياً؟ يعني أنتم ضد التطبيع من حيث الموقف أو عملياً بمعنى أنكم سينخرطون داخل الواقع السوري لمنع هذا التطبيع بدعم جماعاتٍ عسكريةً ضد اسرائيل؟

الشيخ نعيم قاسم: لا، نحن ضد التطبيع نظرياً، لكن أن ننخرط عملياً لنغيّر وجهة نظر النظام السوري؟ لا علاقة لنا.

غسان بن جدو: لا علاقة لكم بأي مجموعة الآن ترفع شعار المقاومة في سوريا.

الشيخ نعيم قاسم: لا لا علاقة لنا، حتى الذين يسمون أنفسهم الآن مقاومة وأولي البأس والى اخره لا علاقة لنا به، لكن ربّما أحبوا هذا الاسم وأحداً سماه، لكن لا علاقة لنا بالمقاومة في سوريا ولا عندنا مشروع مؤسس لمقاومة في سوريا، وأكثر من ذلك أقول لك في البداية حين جرى هناك مشاكل في منطقة الهرمل وباتت هناك محاولات لزج اسم حزب الله يومذاك تواصلنا مع الجيش اللبناني وقلنا له هذه أرض لبنانية وهناك مسلحون يحاولون الدخول الى الداخل نحن لا علاقة لنا في الموضوع لأنه لا نيّة لدينا أن نقاتل الطرف الآخَر، جاء الجيش واستلم وانسحبت من الطريق. لا علاقة لنا على الحدود، مسؤولية الجيش اللبناني، ولا علاقة لنا بالشيء الذي جرى في الساحل السوري وإن كانوا حاولوا زج اسمنا، وعلى كل حال أنا قلت وقتذاك لا علاقة لنا في هذه المسألة، ولا علاقة لنا بشكل النظام في سوريا وكيفية صياغته ولا شكل المقاومة وإذا كان هناك مقاومة أو لا، نحن إذا قلنا موقف تجاه سوريا نقوله سياسياً، لكن المسؤولية عادةً تقع على الشعب السوري هم يأخذون القرار.

غسان بن جدو: لم يحصل أي تواصل مباشر أو غير مباشر بينك وبين الإدارة السورية الجديدة، لا عبر وسيط ولا غير ذلك؟

الشيخ نعيم قاسم: ما حصل تواصل مباشر، صار هناك محاولات محدودة غير مباشرة بين قوى على الأرض، لكن لم يُكتَب لها النجاح لنعرف الى أين يمكن أن تصل.

غسان بن جدو: هل يمكن أن نفهم أكثر من فضلك؟

الشيخ نعيم قاسم: يعني أوّل حصول المشاكل في سوريا وسقط النظام كان هناك بعض الإخوان يعرفون ناس من التنظيمات الأخرى، جرى حديث بينهم أنه نحن لا علاقة لنا وهم يعرفون هذا الأمر، على أساس أنه ماذا يمكن أن يكون في المستقبل، يعني ما طبيعة العلاقة التي يمكن أن تكون في المستقبل، ماذا يمكن أن نناقش بعض، لم يكن هناك أكثر من ذلك، توقفت عند هذا الحد وانقطع الاتّصال.

غسان بن جدو: ما يُقال عن إمكانية استغلال النظام السوري الجديد ضد حزب الله هل تصدقون وتتوجسّون منه ريبةً؟ أم تستبعدونه بكل صراحة؟

الشيخ نعيم قاسم: لنا حق أن نفكر بطريقة حذرة، لأنه تصلنا تقارير من بعض الدول الأجنبية والعربية أنّ هكذا فكرة موجودة، هناك أحد ما يرغب بأن النظام السوري الجديد يكون له وظيفة أن يعبث بها في الوضع اللبناني، آمل أن تكون تقارير أحلام أو أفكار وألا يكون لها تطبيق واقعي، لكن نحن علينا أن نبقى حذرين، يعني على لبنان أن ينتبه أن بعض الدول التي تتحدث مع لبنان بطريقة إيجابية لكنها لا تعطي شيئاً، تبيعنا حكي، لكنهم في الوقت نفسه مع سوريا عندهم آمال أن يستخدموا سوريا ضد لبنان، كما دائماً كانت سوريا مسيطرة على لبنان بطريقة معينة وتخدم أجندات أحياناً أجنبية وأجندة سوريا، ربّما هناك ناس الآن، ليس ربّما، هناك ناس تفكر أنه ممكن هذه التجربة تُعاد لكن بصيغة أخرى.

غسان بن جدو: داخل أم خارج سوريا؟

الشيخ نعيم قاسم: لا خارج سوريا.

غسان بن جدو: قوى عربية، قوى اقليمية؟

الشيخ نعيم قاسم: قوى عربية وقوى دولية، لكن لا أريد ذكر أسماء، لكن دعني أقول إن شاء الله تكون هذه أفكار لا تطبيق عملي لها، لكن أتمنى على المسؤولين اللبنانيين والقوى السياسية في لبنان أن ينتبهوا للذين يعطونهم حكي ولا يساعدونهم وعم عندهم هكذا أفكار.

غسان بن جدو: فيما يتعلق بالشأن اللبناني الداخلي سماحة الشيخ بعد كل هذه الأشهر من الممارسة العملية، بكل صراحة وأمانة كيف تقيّمون دور وموقف وواقع رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون؟

الشيخ نعيم قاسم: نحن عبّرنا عدة مرات عن تقديرنا لمواقف الرئيس عون، فخامة الرئيس جوزيف عون كان واضح من اللحظة الأولى، كان دائماً يذكر بأنه يجب أن تنسحب اسرائيل من لبنان، يعيدون الأسرى، وندخل بالإعمار، نفس القواعد التي نحن نحكيها ومقتنعون بها أنها قواعد لبنانية ووطنية، ولاحقاً فيما يتعلق بسلاح حزب الله للذي يتكلم عن سلاح حزب الله فنجري حوار أمن وطني واستراتيجية دفاعية وعلى أساسها نتوصل لنتائج. هم يضغطون الرئيس بالقوة، يضغطونه ويقولون له استخدم الجيش حتى لو عليك أن تقاتل المقاومة، لكنه يعرف أن هذه فتنة ولا توصِل لنتيجة.

غسان بن جدو: من فضلك مَن يضغطه غير الأميركان؟

الشيخ نعيم قاسم: الأميركان يضغطونه، واسمح لي ألّا أذكر بالاسم، وبعض الدول العربية لكن لن أقول اسمها…

غسان بن جدو: تضغط في هذا الاتّجاه.

الشيخ نعيم قاسم: نعم. فالمهم أننا نقدّر مواقف الرئيس. طبعاً لن تسألني عن دولة الرئيس بري لأنه معروف أن الرئيس بري لم يترك شيء يُرفَع الرأس به إلا وقام به، وبالتالي هو حريص على الوحدة الشيعية، والوحدة الوطنية، والوحدة الاسلامية، وحريص على أن اسرائيل يجب أن تخرج من لبنان، كل هذه النقاشات بلا طعم قبل أن تخرج اسرائيل.

غسان بن جدو: مع ذلك اسمح لي بسؤال عن الرئيس بري، في تقديركم الى أي مدى يمكن أن يصمد الرجل أمام الضغوط العربية الصديقة والأميركية والغربية ضد حزب الله؟

الشيخ نعيم قاسم: هو الموقف الموجود الآن ليس ضد حزب الله، هذا موقف ضد الشيعة، وهذا موقف ضد لبنان، الذي يفكر أن هذا الموقف الأميركي العربي ضد حزب الله لا يقرأ بشكل صحيح، ماذا يطلبون؟ يطلبون ما تريده اسرائيل، اسرائيل ماذا تريد؟ تجريد لبنان من قوته، ماذا يعني تجريد حزب الله من قوته؟ يعني تجريد لبنان من قوته، لأن ماذا الآن عند لبنان من قوة؟ عنده الجيش الناشئ وبعض الإمكانات التي إذا ما ازدادت لا يصبح قوي، وعنده المقاومة التي كوّنت ظهيرا مهم للجيش والتي هي دائماً يعترضون علها ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، لا هي موجودة، فهذه هي قوة لبنان اليوم، إذا العالم يفكر كيف يتعاطى مع لبنان ويأتي الى لبنان ويناقش لبنان، لأن لبنان قوي، لو لبنان ضعيف من يعبّره؟ لا أحد. فلذلك الرئيس بري موقفه له علاقة بأنه يرى المقاومة في خطر، الشيعة في خطر، لبنان في خطر.

غسان بن جدو: عفواً لمَ الشيعة في خطر؟

الشيخ نعيم قاسم: لأنّ عندما يظهر لك ناس في داخل لبنان يقولون نحن يمكن أن نسير في الانتخابات ونشتغل كل شىء بلا الطائفة الشيعية هذا، يعني خذوا أسرارهم من أولادهم، إذا أردت أن تأخذ أسرار الكبار الذين يعملون على لبنان عليك أن تأخذها من هؤلاء حتى ترى الى أين ستصل. عندما نكون نحن موجودون كعوائل في داخل الجنوب وفي قرى الجنوب وهذه المناطق الموجودة واسرائيل تحتلها، وإذا لم يعد هناك قوة في لبنان ستمتد وتقترب الى الأمام، أوّل ناس متضررين من هم؟ الشيعة، مناطقهم، يوجد مسلمين ومسيحيين لكن أعدادهم قليلة، لكن الأغلبية الموجودة هناك من الشيعة، هذا خطر على الشيعة. الآن عندما يُقال نريد فقط في المجلس النيابي شيعي واحد لا يكون مع أمل وحزب الله، لماذا؟ لنجعله رئيس لضرب أمل وحزب الله، لا أحد يفكر أن يضرب حزب الله لوحده، لا، تفكير الرئيس بري صحيح الخطر على حزب الله وحركة أمل، لأننا عوائل واحدة، أرض واحدة، مقاومة واحدة، ابتلاءات واحدة، الآن حين تعدّ الشهداء والجرحى والعوائل هل يمكن أن تعرف من أمل ومن حز بالله إلا بعد أن يعلنوا هم؟ لأنهم من هذه الأرض وهذه الناس.

أنا بالنسبة لي أعتبر الرئيس بري هو صاحب هذه المهمة وله علاقة مباشرة، لا يشتغل لنا أو نيابة عنا، يشتغل لنا وله، يشتغل للمجموعة.

غسان بن جدو: وحضراتكم تعتبرون أنّ شيعة لبنان عفواً يتعرضون لتهديد وجودي؟

الشيخ نعيم قاسم: أنا أعتبر نعم شيعة لبنان يتعرضون لتهديد وجودي إذا ما ظلّوا واقفين على أقدامهم وإذا ما الآخرون تعاطوا معهم بطريقة يوقفوا إثارات فتنة ويحاولون ممارسة ضغوطات عليهم. نعم، القوة أين تكمن؟ المعنويات أين تكمن؟ مع العلم الآن عندما كان يريد بناء لبنان الجديد أول مَن أنقذ الاختيارات في لبنان هو أمل وحزب الله، انتخاب الرئيس، الله أعلم ماذا كانت النتيجة لو لم نوافق، نحن وافقنا لأننا نريد بناء الدولة، كل هذا الإطار الذي يجري نحن شركاء في بناء الدولة، هناك ناس تشتغل على أساس أنه لا لا يجب أن نكون هكذا، يخافون من قوتنا، لا يريدوننا، بالوقت الذي والله نحن عاقلون، نشتغل ونعطي الكل ونأخذ من حصتنا لمصلحة قيام لبنان فقط، لكن حتى أقول لك كي لا يستغبينا أحد، لا، نحن نعتبر الأخلاق والشرف والكرامة والعزة قدرما كلّفت هذا هو الربح، نحن لا نفكر بوظيفة هنا وبعض المال هناك وموقع أجنبي هنا، لا، نحن عندنا كرامة الإنسان وإيمان الإنسان وأخلاق الإنسان والإنسانية قبل كل شيء.

غسان بن جدو: على كل حال سماحة السيد كلامكم هذا جديد وليس بسيط، يعني عندما نسمع نحن في لبنان أن أطراف أخرى تناوئكم بوضوح، تريد أن تنزع سلاحكم، تريد أن تتخلوا عن كثير من الأمور نحن كنا نفكر ونتحدث عن حزب، وحزب مقاوم وحزب مسلَّح، لكن الآن أمين عام حزب الله يقول نحن ننظر الى أن الشيعة يتعرضون الى تهديد وجودي، هذا كلام جديد وليس بسيطاً، ولكن أستميحكم عذراً في فاصل أخير حتى نتحدث عن بقية الفرقاء في لبنان إذا سمحتم.

مشاهدينا الكرام أرجو أن تتفضلوا بالبقاء معنا إذا سمحتم.

فاصل

غسان بن جدو: أهلاً بكم مشاهدينا الكرام من جديد الى هذا الحوار الخاص مع سماحة الشيخ نعيم قاسم الأمين العام لحزب الله.

سماحة الشيخ كنا نتحدث قبل قليل قبل الفاصل عن نظرتكم للرؤساء وعن ما قلتموه بمفاجأة كبيرة أنكم تعتبرون أن شيعة لبنان يتعرضون الى تهديد وجودي، في هذا الإطار سماحة الشيخ هل لديكم رؤية جديدة، خطة جديدة، مقاربة فكرية سياسية جديدة للانفتاح الأعمق على بقية الفرقاء هنا في لبنان؟ نحن عندما نتابع خطابكم منذ سنوات للأمانة نجد نعم هناك انفتاح، هناك رغبة بالتواصل، الآن الوضع اختلف، يعني مثلاً أنا أقول نعم القوات اللبناني حزب يعلن ويجاهر بموقفه السلبي تجاه حزب الله لكنه طرف لبناني، وله قوة وحظوة بين "الشارع المسيحي"، لا يوجد إمكانية للتواصل مع القوات اللبنانية وبناء شيء جديد؟

الشيخ نعيم قاسم: أريد أن أقدم توضيحا في البداية حول موضوع الخطر الوجودي حتى لا يفهم البعض أننا نعيش أزمة خطر وجودي، هناك فارق بين أن نوصّف أن هناك خطر وجودي، وبين أنه نحن بقدر أنفسنا حتى نكسر رقبة الذي يفكر أن يقترب منّا بالخطر الوجودي، لا يفكّرنّ أحد أننا حبّتين، لا، هذا تحليلنا شيء، وأنهم يستطيعون أو لا يستطيعون شيء آخَر، فقط أنا أريد أن أطمئن الذين يفكر ون لبعيد أنه لا تلعبوا هذه اللعبة لأنه الحمد لله نحن متماسكون، أقوياء بالله أولاً ونعرف أن صمودنا واستمرارنا والذي قدمناه وأعطيناه الى حد الآن هو الكرت الذي يجعلنا نستمر واقفين كوطنيين لبنانيين قادرين أن نعمل لمصلحة لبنان ونستمر إن شاء الله، ولبنان بدوننا غير موجود، ولبنان معنا سيكون أحسن لبنان ونحن هذا أملنا إن شاء الله.

أما بالعلاقة مع القوات اللبنانية، كل الذي يراقب يراهم قد جعلونا شغلهم الشاغل ليل نهار، وهم يتصدون لكل العناوين التي تريدها اسرائيل بدون أن أتّهمهم أنهم مع اسرائيل، ولكن يوجد تطابق أفكار، هذا الحد الأدنى، في نفس الوقت لا يتركون للصلح مكان، أنت كيف تطلب منّي ما رأيك مع القوات فريق لبناني؟ وهل هو يفتح باب؟ يصرّح تصريحات تجعل الفرد يشعر أن هناك إمكانية لصلة أو علاقة؟

غسان بن جدو: بادروا سماحة الشيخ، حتى لو لم يفتح هو، هذا فريق، انظر حزب الكتائب كانت مواقفه دائماً مناوئة، لكن الشيخ سامي الجميل قال كلاماً كبيراً عندما انتُخب الرئيس جوزيف عون، بحقكم وبإيجابية.

الشيخ نعيم قاسم: بالنسبة لحزب الكتائب لا مشكلة لدينا بالحوار معه، وحصلت لقاءات كثيرة تحت الهواء وبعيد عن الإعلام لكن كانت تمرّ لجلستين وثلاث ثمّ تتوقف، تمضي سنة، يعودون ويحنّون أو نحنّ نحن ونعقد جلستين وثلاث وتتوقف، الآن أنا أقول لك لا يوجد أي مشكلة بالحوار مع الكتائب، وإن شاء الله نقوم بمساعٍ بدون أن نُحرَج من أن نأخذ ونعطي معهم.

غسان بن جدو: وحتى مع القوات، بادروا.

الشيخ نعيم قاسم: الآن أجّل القوات رضي الله عنك، دعنا نرى شيء يُبلَع في البداية.

غسان بن جدو: في ما يتعلق بتيار المستقبل حتى بالشيخ سعد الحريري زعيمه ورئيسه خارج البلد ولا يتدخل الآن في الشأن السياسي، عندكم إمكانية أيضاً لمقاربة أكثر تقدماً بالتواصل؟

الشيخ نعيم قاسم: نحن عندنا تواصل مع تيار المستقبل وتجري لقاءات متباعدة، شخصيات تيار المستقبل لا مشاكل بيننا وبينهم، لكن أنت تطلب علاقة رسمية وموسّعة مع تيار هو لم يقدر الى حد الآن أن يحضر في هيكلية سياسية ليكون فاعلاً، عندما كان الرئيس سعد الحريري موجود في البلد كانت لقاءاتنا واتصالاتنا وتنسيقنا قائم بشكل كبير، ونحن كنا دائماً نسميه رئيس حكومة لأننا كنا نعتبر أن العلاقة أساسية. الآن لا مشكلة مع تيار المستقبل..

غسان بن جدو: أكيد لا مشكلة، هو الهدف من الأسئلة التفصيلية هذه سماحة الشيخ هو أن أصل الى نقطة معينة، حزب الله بقدراته وإمكاناته، بالتحديات التي يواجهها هو حزبٌ وطنيٌ لبنانيٌ أصيل وهو يخوض المعركة السياسية رغم مشاكل إعادة الإعمار والأولويات الأمنية والعدوان الاسرائيلي هل لدى حزب الله من مقاربة فكرية سياسية عدا التعاطي مع السلطة، أيضاً مع بقية الأطراف السياسية الأخرى؟ حتى لا تتجذر الهواجس، ليس فقط لدى القيادات الحزبية، حتى لا تصبح أيضاً لدى القواعد الشعبية بمختلف أطرافها.

الشيخ نعيم قاسم: أعتقد من الآن الى حوالى شهر ستلمس الساحة في لبنان شكل حراك سياسي عند الحزب واسع وشامل، مع كل الأطراف، وبالتالي نحن الآن نعمل على تنسيق وتنظيم وتوزيع الأدوار وتوزيع المهام. أيضاً أقول لك أمرا آخًر، نحن كلّفنا مجموعة من اللجان لدراسة استراتيجيات العمل للمرحلة القادمة، المرحلة الجديدة علينا أن نستفيد من السلبيات، الايجابيات، نأخذ الدروس والعبَر، نرى ماذا هناك من أمور تحتاج لتعديلات، كل هذا بالأساليب وطرق العمل لأن الثوابت ثوابت. أعتقد الاستراتيجيات التابعة لنا ربّما تحتاج شهرين لننجزها ووقتذاك تنعكس على الساحة التربوية، الإعلامية، الثقافية، السياسية، الى آخره، كل واحد بحسب.. إذاً نحن نعمل، عندنا ورشة كبيرة نشتغل فيها إن شاء الله.

غسان بن جدو: هذا معطى جديد بمعنى أنكم الآن تتجهون نحو أفق داخلي سياسي أكثر تقدماً إن صحّ التعبير، هل الأمر ذاته ينسحب أيضاً على قوىً خارجية نافذة في لبنان؟ أتحدث عن دول خليجية، السعودية، الإمارات، دول اقليمية كتركيا، هل هذا الأمر أيضاً ينسحب؟

الشيخ نعيم قاسم: أنت تلاحظ أن الدول العربية وخاصة الخليجية مهتمة جداً الآن بأن يكون لها حضور في لبنان، نحن رحّبنا، نحن جزء من الحكومة ولا مشكلة لدينا بكل العلاقات العربية على قاعدة الندّية، يعني لا يحوّلنّ لبنان الى تابع لكن أهلاً وسهلاً بهم في إعمار لبنان، بالعلاقة مع لبنان، بالاستفادة من لبنان، بأخذ مصالح لهم وإعطاء لبنان مصالح، نحن نرحب، لا مشكلة لا مع الدول العربية ولا مع تركيا ولا مع أحد. وعلى فكرة مع تركيا يوجد تواصل موجود، وبعض الدول العربية لدينا تواصل معها، وبعضها الآخَر ربّما سبب عدم التواصل "جبجبة" معينة موجودة عندهم أكثر مما عندنا، لكن في كل الأحوال أي …

غسان بن جدو: "جبجبة" يعني قلق؟ حذر؟

الشيخ نعيم قاسم: "جبجبة" يعني الواحد يبتعد عن الآخَر لا يقترب منه، ربّما هي لغة عامية. فنحن عندنا استعداد للعلاقات مع كل الدول وكل العالم باستثناء أميركا واسرائيل، عربي، غير عربي حاضرون، لكن طبعاً لا نستطيع بناء علاقة مع دولة تصنّفنا إرهاب وتواجهنا، لا نستطيع، تحتاج لترتيبات في البداية.

غسان بن جدو: قبل المحور الأخير الذي نود أن نتحدث به عن الهوية الجديدة لحزب الله استراتيجياً، فيما يتعلق باليونيفيل، أين هو حزب الله، أين هي مقاربته من اليونيفيل؟ وجوده، استمرار وجوده، صلاحياته، دوره، ما يُقال عن رغبة إسرائيلية في إخراج قوات اليونيفيل، هذه الاحتكاكات التي تحصل بين جموع من المواطنين في الجنوب مع قوات اليونيفيل، كيف تنظرون الى هذا الملف الساخن؟

الشيخ نعيم قاسم: نحن مع استمرار اليونيفيل في لبنان على أن تلتزم اليونيفيل بمهمتها، لسنا مع أن يدخل قوات من اليونيفيل بشكل مستقل الى داخل الأملاك الخاصة وداخل القرى، عليهم أخذ الاذن من الجيش اللبناني إن كان هناك أمر يستدعي هذا الأمر، وهذا يسير بشكل طبيعي. أنا هنا لا أتحدث عن تقييمنا لليونيفيل، أنا أقول موقفنا، يعني تقييمنا ربّما يكون فيه ملاحظات لكن لن نتوقف عندها الآن، نقول نحن مع التمديد، كنّا كل سنة نناقش محاولة توسعة مهما اليونيفيل أكثر مما هو موجود، ولم ننجح، يعني كانت تبقى على المهمات التي هي عليها، الآن نقول ما هي عليه اليونيفيل نحن مع التمديد لمدة سنة بحسب الصلاحيات المعطاة. أما إشكالات الأهالي فهي لأنهم يتجاوزون مهمتهم، نتمنى عليهم ألّا يتجاوزوا المهمة، ولا بأس إن سألوا الجيش وساروا مع الجيش، والذي يريدونه يصير.

غسان بن جدو: عدا التحقيقات الداخلية فيما يتعلق خرق من هنا وانتهاك من هناك داخل حزب الله أقصد، هل حزب الله بدأ أو سيبدأ في مواجهة شاملة داخلية؟ فكرية، سياسية، تحديد ملامح أفق الاستراتيجيا للحزب في لبنان وفي الاقليم؟

الشيخ نعيم قاسم: اتركها لننتهي من دراسة الاستراتيجيات إن شاء الله نخرج بمقابلة ونتحدث بها.

غسان بن جدو: بدأتم؟

الشيخ نعيم قاسم: نحن عندما ندرس استراتيجيات عمل ماذا يعني؟ هذا بالاستراتيجيات تدرس نقاط الضعف، ونقاط القوة، والفرص الموجودة عنك، والخطط للمستقبل، هذا كله يُنتج قراءة وتعديلات، هذا ما تسأل عنه.

غسان بن جدو: ربّما سؤال محيّر أو مزعج، ما سأقوله، سماحة الشيخ هل تتصورون حزب الله من دون سلاح؟

الشيخ نعيم قاسم: يبدو السؤال غلط، لأن حزب الله مشروع، حزب الله عقيدة، حزب الله خط، هذا الخط من حقه أن يكون معه الذي يدعم خطه ويحقق أهدافه، وبالتالي أنا أرفض مقاربة حزب الله بأنّ معه سلاح أو ليس معه سلاح، لا، هذا السلاح له نقاشه في محلّه عندما يُحكى عن السلاح وليس عندما يُحكى عن حزب الله، لا، حزب الله لا أحد يمكنه أن يحكي عليه لأن حزب الله هو كيان قائم، مقاوِم، عنده امتداد شعبي، أكبر حزب موجود في لبنان هو حزب الله، وهل يناقش أحد أن يبقى هذا الحزب أو لا؟ لا، لا أحد يناقش. هل السلاح يُبقيه أو لا؟ لا ليس السلاح يُبقيه، لكن ليس نزع السلاح هو المشروع المسموح للبعض أن يدخلوا من خلاله لإضعاف لبنان، نحن نقارب السلاح بطريقة مختلفة، ليس أن السلاح هو سبب بقاء حزب الله، نحن نعتبر أن السلاح هو سبب بقاء لبنان قوي، لا نقبل أن يضعف لبنا، فإن لم نقبل أن يُنزَع لأننا لا نقبل أن يضعف لبنان، ربّما يوجد مَن يقبل لبنان يضعف هذا شأنه، إذا يودّ أن يكون ضعيفاً نحن لا، شعارنا لبنان القوي ولبنان قويٌّ بمقاومته وجيشه وشعبه، هذا شعارنا، بالنهاية بالتنافس السياسي مشروع أن يحكي كل واحد وجهة نظره ونرى في النهاية.

غسان بن جدو: أيحتاج هذا نقاشاً ومقاربة داخلياً، هذه المقاربة التي تطرحها الآن والتي يطرحها حزب الله منذ سنوات عديدة، هل يحتاج الآن مقاربة؟

الشيخ نعيم قاسم: أي مقاربة داخلية في هذا الموضوع..

غسان بن جدو: الذي يقول لك استمرار وجود حزب الله مسلحاً يُلحق ضرراً بلبنان، بسياحته، باستقراره، بعلاقاته العربية، الدولية، بدعم إعادات الإعمار.

الشيخ نعيم قاسم: ونحن نقول له أن هذا حزب الله الذي تتحدث عنه هكذا هو الذي أخرج لك اسرائيل من الجنوب، وهو الذي حرر الألف ومئة كيلومتر مربع التي بقيت موجودة من سنة 1985 بعد أن انسحبوا من بيروت وصيدا، الى سنة ألفين، خمس عشرة سنة، وهذا حزب الله هو الذي استطاع أن يُخرج اسرائيل من لبنان من دون قيد أو شرط، وينعم لبنان بالأمن والسلام كل هذه الفترة، ومن سنة الألفين الى سنة ألفين وثلاثة وعشرين، أو دعني أقول من سنة ألفين وستة الى ألفين وثلاثة وعشرين، أي سبع عشرة سنة بعد عدوان تموز كان البلد منتعش اقتصادياً لأن اسرائيل مردوعة ولا تستطيع أن تفعل شيء. إذا أردت أن أجري حساب بسيط، حزب الله نشأ في سنة 1982 الى سنة 2023، قبل بدء طوفان الأقصى، كل هذا التاريخ الذي يزيد عن أربعين سنة وكل هذا التاريخ الذي قدّم هذه الإنجازات الضخمة وجعل لبنان يقف على قدميه وأعاد لبنان الى وضعه الطبيعي وجعل العالم كله يهتم بلبنان، هذا إنجاز يأتي أحد يقول أنا عندي نقاش أن تبقوا أو لا، أنت ماذا أنجزت حتى تقول تبقون أو لا تبقوا! تعال الى هنا أعطني تاريخك، ما هو تاريخك؟ أفكارك التي تقولها أفكار أدت الى فتن داخلية، أدت الى استقدام دول أجنبية، أدّت الى مجيء اسرائيل الى لبنان، أدت الى احتلالها للجنوب وإنشاء جيش لبنان الجنوبي، أدّت الى كل المصائب القائمة، أدّت الى مجيء داعش الى لبنان، هذه الأفكار التي يطرحونها يريد أن يقول لي أنها أفكار المستقبل؟ لا ليست أفكار المستقبل، أنا أُحضر لك تجربة وأنت تُحضر لي تجربة، نناقش، استطعنا أن نصل الى تفاهم يصبح اسمه تفاهم وطني، لم نستطع أن نصل الى تفاهم يصبح اسمه خلاف وطني، وخير إن شاء الله، دعك أنت برأيك وأنا برأيي.

غسان بن جدو: لكن هذا الخلاف الوطني بالنسبة للطرف المقابل سماحة الشيخ يهدد لبنان الكيان وليس مجرد كيان بين حزبين.

الشيخ نعيم قاسم: ما شاء الله عنه لبنان الكيان لم يُهدَّد إلا عندما دخلوا هم في حروب وفتن، لم يقف لبنان الكيان على قدميه إلا حين كانت المقاومة موجودة، أطمئنه المقاومة ليست تهديد للكيان لكن ابقوا عاقلين لأنكم أنتم من يهدد الكيان، وعلى كل حال أنتم تقولون بلد ديمقراطي، في البلد الديمقراطي عادةً لا يحصل توافق في كل شيء، نريد أن يكون لدينا توافق بأن يبقى لبنان، نحن متفقون كلنا أن يبقى لبنان، تقول لي لا لا يبقى على طريقتك، ومَن أنت حتى تقول لي لا يبقى على طريقتي وهل هو بقي على طريقتك؟ على طريقتك كان سيسقط لبنان.

غسان بن جدو: هو شريكك في الوطن سماحة الشيخ.

الشيخ نعيم قاسم: لا مشكلة أهلاً وسهلاً، لا يوجد شركاء لا يعرفون أن يعملوا أو يغشون؟ لماذا يوجد سجون؟ ابنك أحياناً تضعه في السجن لأنه لا يعرف أن يشتغل. فلذلك فليخرجوا من قصة التوافق الوطني، هو ليس عباءة يلبسونها على قياسهم، التوافق الوطني هي عباءة تُلبَس على قياس الوطن، من هو الذي يعطي توصيف الوطن؟ الذي ضحى.

غسان بن جدو: حول التوافق الوطني اسمح لنا أن ندخل الى توافق حزب الله، بكل صراحة سماحة الشيخ ما قصة الأجنحة داخل حزب الله التي الآن تنتشر لدى الإعلام ولدى بعض الأوساط؟ عندكم أجنحة وعندكم خلافات وأطراف، هذا جناح يقوده فلان، وذاك جناح يقوده فلان، الى غير ذلك.

الشيخ نعيم قاسم: وأنت تسألنني هذا السؤال تصوّرت أجنحة العصافير، عادةً عندما يكون هناك أجنحة يرها المرء، أليس كذلك؟ لأنها تطير. أنا الى الآن لم أرَ أجنحة، وأودّ أن أطمئن الجميع نحن في داخل حزب الله سمن وعسل حتى لو كان هناك آراء متفاوتة في بعض الأمور لكن الحزب واحد والقيادة واحدة، لا أحد يقول أن كل العالم على كلمة واحدة بكل شيء، لكن أستطيع القول أنه لا ها نحن قيادة عسكرية واحدة، قيادة سياسية واحدة، الشورى الحمد لله تجتمع وتأخذ قراراتها بكل شيء، الانضباط ها هو موجود، خضنا انتخابات بلدية من أروع الانتخابات بالقيادة الواحدة، اليوم لا نسمع أحد يصرّح وهو خارج هذه القيادة، أين هم هؤلاء؟ هناك مثال يُقال "لو كان لبان"، أين هذا؟ غير موجود. أطمئنكم أنّ أجنحة لا يوجد ويبدو أنها عند الذي يحاول أن يصنعها فقط.

غسان بن جدو: سماحة السيد نعيم قاسم مع معرفتي ومعرفة الجميع ربّما بتواضعكم وزهدكم، الكل كان يعرف بأنكم لم تفكروا يوماً أن تتولوا مسؤولية الأمين العام لحزب الله و لم تعملوا عليها أصلاً، مع ذلك حصل ما حصل، أنتم الآن أمين عام حزب الله، وبجدارة معذرةً. أود أن أقول سماحة الشيخ، كلامي ليس للبنانيين ولا لبيئتكم، ربّما للرأي العام، للأحرار الذين يتابعوننا لا سيّما مسيرة ووضع حزب الله، شيخ نعيم قاسم أمين عام حزب الله ما هي أولوياته لهذا الحزب كجزء من النضال الأممي والعروب وليس فقط اللبناني الوطني؟

الشيخ نعيم قاسم: أولويتي الأولى بأن أحافظ على الخط والمبادئ التي رسمها سماحة سيد شهداء الأمة لأنها هي أصل وجود حزب الله وهي المفتاح الأساسي، هذه قاعدة.

ثانياً، نحن ملتزمون بالثوابت، ومن الثوابت إيماننا بتحرير فلسطين، الآن كيف نعبّر، كيف في كل مقطع من المقاطع نشارك، كم نكون ميدانياً، لكن بالتأكيد، بالتربية، بالثقافة، بالسياسة، بكل شيء نستطيع أن نفعله سنفعله، وبالجهاد الذي نستطيع فعله سنفعله، هذا كخط عام.

ثالثاً، نحن مع وحدة المسلمين، ليس عندنا شيء اسمه فتنة سنية شيعية، نحن عندنا وحدة مسلمين على مستوى العالم، لأنه يا أخي قضايانا واحدة، قناعاتنا واحدة، أعداءنا واحدون، لكن أين المشكلة؟ المشكلة في هؤلاء الذين يحاولون اللعب بنا من أجل مصالحهم، فنحن مع الوحدة.

رابعاً، نحن مع الوحدة الوطنية، بمعنى أنه علينا أن نبني لبنان، نبني مؤسساته، نحترم دستوره ونطبّق الطائف ونكمل في تطبيق الطائف، يوجد مواد لم تطبّق بعد ونحن مع تطبيقها بالكامل، وبالتالي نريد لبنان أن يكون موحداً وقوي، القصد بموحد أي أنه قائم على قدميه بقواعده ودستوره لأنه في النهاية خلافات رأي تتواجد.

خامساً، نحن جماعة نحفظ العهد ونحفظ الإحسان ونحفظ الوفاء، بالنسبة لنا الحليف الأكبر هو الجمهورية الاسلامية الايرانية بقيادة الإمام خامنئي دام ظله، وهذه العلاقة مع الجمهورية الاسلامية علاقة وفاء وولاية وعزّة ومنعة، هذه تُعتبَر خط أحمر بالنسبة لنا، لا أحد يناقش والآن مع إيران ماذا؟ ماذا هنالك مع إيران؟ وهل يوجد أشرف منها في العالم، هل يوجد أشرف من هذه القيادة بما يفعلونه؟ وهل هنا أشرف من هذا الحرس؟ حرس الثورة الاسلامية المباركة الذين قدموا تضحيات وآلام في منطقتنا لأجلنا نحن، أنا دائماً كنت أكرر عبارة والآن أود قولها أيضاً، أقول أحضروا لي شيء أخذته منّا إيران وكل الأشياء التي عندنا أخذناها من إيران، يعني إيران أعطتنا كل شيء ولم نعطها شيء، الآن نتوافق معها بالرؤية بالسياسة هذه قناعتنا، ليست هي التي تمليها علينا.

كذلك أنا أحيي محور المقاومة، نحن دائماً علينا أن نبقى على علاقة متينة خاصة هذا الجبل الشامخ باليمن السعيد، من هم هؤلاء العالم المعطائين المضحين، هل يُعقَل وحدهم واقفون والعالم كله يتفرج لنصرة غزة ويقفوا ضد المجاعة! هؤلاء جماعة مقدسين. أيضاً أريد أن أحيي العراق، العراق مرجعية وحشد وشعب، لا تتصور كم هم يحبوننا، كم هي لهفتهم علينا، كم مساعداتهم، كم عطاءاتكم. فلذلك كل هذا نحن سنحافظ عليها وسنطورها وسنفتح علاقات جديدة لمَن يرغب أن يتعاطى معنا ضمن هذه السياسات الكبرى الموجودة.

غسان بن جدو: وماذا عن العروبيين وأنتم حضرتم مؤتمرات..

الشيخ نعيم قاسم: العروبيون يعرفون أننا أوّل من حافظ على استمرارية الحضور العروبي بالمشاركة المتقدمة التي شاركنا فيها، لأنه في الحقيقة أنا أعتبرهم من هذا الجمهور العام ومن الاقوى السياسية التي هي مع فلسطين، والتي هي مع الوحدة العربية والاسلامية، فمن الجيد أنك ألفتَّ نظري، نحن بالنسبة لنا نقدّرهم ومستمرون معهم.

غسان بن جدو: كان يمكن أن يكون سؤالي الأول الافتتاحي، تركته للأخير ليس لإثارة أسىً أو حزن لا سمح الله ولكن لإثارة وجدان، ماذا تقولون عن شخص سماحة السيد حسن نصرالله؟

الشيخ نعيم قاسم: سماحة سيد شهداء الأمة السيد حسن هو قائد قلّ نظيره في العالم، بل قلّ نظيره عبر التاريخ. سماحة السيد أسس لمشروع من أخطر وأصعب المشاريع، كيف استطاع لبنان أن يتحول بشعبه، بإيمانه الى هذا المستوى من العطاء والتضحية في مواجهة العدو الاسرائيلي والأعداء الآخرين؟ هذه نتيجة القيادة، نتيجة الروحية، نتيجة الكاريزما، لأن سماحة السيّد كان يتحدث من القلب، أنا أعرف أنه لا يعرف أن يقول شيء غير مقتنع به، ولا يعرف أن يعبّر عن حب غير نابع من قلبه، يعني حين يقول أيها الشعب أنا أحبكم، يعني يحبهم، عندما يقول علاقتي مع الشخصية جيدة يعني جيدة، كان صادقاً..

غسان بن جدو: وحين وصفكم في نهاية انتخاباتٍ ما بالأخ الحبيب كان يعي ما يقول.

الشيخ نعيم قاسم: أكيد أكيد يعني ما يقول. سأقول لك أمراً، كنّا كلّما مرّت سنة أو سنتين هناك جلسات كانت ثنائية بيني وبينه، يوجد قضايا لا تُحلّ إلا وتحتاج لنقاشات وتحضيرات وتقارير وكذا، يعني كل أسبوعين أو ثلاثة نعقد جلسة ثنائية، لكن كان يمر سنة أو سنتين في واحدة من الجلسات إما أنا أبادر أو هو يبادر على غير توقع، أقول له سيّدنا أود أن أقول لك أنني أحبك، وهو يقول لي سبقتني، وأنا أحبك. يعني استناداً الى التوجيه الشرعي إذا كان الذي تحبه ابنك، أباك، أخاك، آخرين، عبّر له، لأن التعبير يمتّن العلاقة ويطمئنك. فبالحقيقة أنا حبي له عميق جداً، رغم أنه القائد لكن مَن قال أن الحب له مراكز ورسميات؟ هذا الحب يدخل الى القلب.

غسان بن جدو: بماذا تعده وهو في الفردوس الأعلى لإكمال المسرية؟

الشيخ نعيم قاسم: أقول لسماحة السيد قدّس الله روحه، مع أننا نفتقدك، كنا نود أن تكون موجوداً بيننا، وكنتَ ترفع حملاً عنّا كلنا، وخاصةً أنا، كان يرفع حمل كبير، أنا واحد من الناس الذي أنتظر وأسمعه ماذا سيقول، لأنه يحكي بطريقة تبرّد القلب وتقوّى العزيمة والى آخره. أنا أقول له، أريد أن أستخدم عبارة قالتها امرأة على التلفزيون عمرها حوالى أربعين سنة، حضر المذيع على طريقة المذيعين، ما رأيك بهذه المأساة العظيمة التي حصلت بشهادة سماحة السيد؟ قالت له لماذا تقول هذا؟ ألا يحقّ له أن يرتاح؟ ثمّ أنه الآن شهيد في أعلى رتبة وفي أعلى وسام. أنا أقول لسماحة السيد أنت ارتقيت وحصلت على ما تريد على وسام الشهادة، نحن أطلقنا شعار إنّا على العهد، يعني نحن مستمرون، واطمئن، يوجد قيادات وكوادر ومجاهدين ومقاومين وجرحى وأسرى وشعب من مختلف الأعمار وأخوة وأخوات إن شاء الله يقومون بالحمل، وإن شاء الله يعطون نتيجة عظيمة جداً، وبالنهاية هذه المسيرة مسيرة طويلة فيها صعود وهبوط وفيها ربح كبير وربح صغير.

غسان بن جدو: سماحة الشيخ نعيم قاسم الأمين العام لحزب الله شكراً لكم على وقتكم وعلى سعة صدركم وعلى شجاعتكم في أجوبةٍ شفافةٍ صريحةٍ جريئة، شكراً على وقتكم.

شكراً لكل من ساهم في إنجاز هذا اللقاء وربّما أذكر هذا الفريق العزيز كله، جنود الخفاء، أذكر الأخوين العزيزين علي الفاضل ونجيب الباقر. مع الشكر لكم وفي أمان الله.

نقلا عن موقع الشيخ نعيم قاسم على الإنترنت

https://naimkassem.com.lb/article.php?id=5422&cid=7

 

تغريدات مختارة من موقع أكس

تغريدات مختارة لليوم 09 تموز/2025

البابا لاون الرابع عشر

إن رسالتنا للعناية بالخليقة، وكي نحمل لها السلام والمصالحة، هي الرسالة التي أوكلها الرب إلينا. إننا نصغي إلى صرخة الأرض والفقراء لأن هذه الصرخة قد بلغت قلب الله، غضبنا هو غضبه وعملنا هو عمله

 

موريس كورا

إن ما يُسمّى بالصراع بين إسرائيل ولبنان، ليس في جوهره صراعًا بين دولتين، بل هو مشهد يُمثّل تعدّد “اللبنانات” داخل أرضٍ واحدة؛ كل طائفة تحيا في لبنانها الخاص، تتنازع الأرض دون أن تتفق حتى على تعريف الوطن.أما إسرائيل، فهي دولة تفوق لبنان بأشواطٍ سحيقة في العلم، والتكنولوجيا، والنظام، والانضباط. لا وجه للمقارنة عقلًا أو واقعًا. ومع ذلك، يخوض حزب الله المواجهة بمنطقٍ لا ينتمي إلى هذا العصر، منطق لا يستند إلى توازن قوى، بل إلى رغبة مدهشة في الشهادة، وشوقٍ مُبكر إلى الفردوس، كأنّ الحياة لا تستحق أن تُعاش، بل فقط أن تُبذل. إنهم يُقاتلون خصمًا يخطط بعقل  ويبتكر بسرعة الضوء، بينما هم يُقامرون بأرواحهم، لا باسم الوطن، بل باسم وعدٍ غيبيٍّ لم يره أحد. هنا، لا يُهدر الإنسان فقط طاقته، بل يتخلّى طواعية عن وعيه، ويعيش وكأن هذه الحياة مجرّد محطة انتظار لا قيمة لها

 

فارس سعيد

يحق لحزب الله ان يتحكم بمصيره و ليس بمصير لبنان

كلام الشيخ نعيم قاسم انه "لم نكن جاهزون للدخول في حرب شاملة مع إسرائيل" يؤكدّ انه تلاعب ليس فقط بمصيره بل بمصير لبنان مرّة باعتراف السيد حسن نصرالله "لو كنت اعلم" في 2006

مرّة مع الشيخ نعيم قاسم

سلّموا قراركم للدولة

انتهى اللعب

 

فرنسوا ضاهر

في واقع الحال: السلطة في لبنان تكوّنت تحت وطأة سرديّات حزب الله، ما جعلها سلطة ممسوكة هزيلة ومستضعفة. في حين، أنه كان يقتضي ترك حزب الله يتبحّر في سرديّاته وهلوساته، إثر إتفاق ٢٠٢٤/١١/٢٧، بدون غطاء من السلطة، حتى تتعزّز فرص سقوطها وإندثارها.

غير إننا تمرّسنا على الأخطاء والخطايا وانعدام الرؤيوية او التواطؤ في الباطن.

 

 علي حماده

فيديو -

بعد الرد اللبناني الرسمي على الورقة الاميركية

واشنطن ترفض إعطاء لبنان ضمانات بعدم شن اسرائيل حربا على الحزب!

١- سوريا : الشرع في الامارات تزامنا مع رفع "هيئة تحرير الشام " عن لوائح المنظمات الارهابية.

٢- معلومات لشبكة "الحدث" والعربية" عن استنفار عسكري شامل للحزب ! ماذا يحص

 

فيصل نصولي

المبعوث الأمريكي الخاص إلى دمشق توماس باراك

قال بالحرف الواضح لزعيم مليشيا قسد الانفصالية فرهاد شاهين "مزلوم عبدي" دع عنك المفاوض التركي والمفاوض الفرنسي أنا أكلمك تسليم السلاح والحدود كلها إلى حكومة دمشق أولوية قصوى أو الحرب لا خيار ثالث وبقية الأمور تفاهم بها مع دمشق فأنت مواطن سوري ونحن كواشنطن ندعم مطالبتك بحقوقك كمواطن سوري من دمشق ليس أكثر من ذلك .. عليك المثول لهذا الأمر • قريبا جدا هذا الكلام سيسمعه "مواطن" لبناني

 

نديم قطيش

حسن نصرالله 2024: جاهزون للحرب ولا نخافها وسنقبل عليها وسنقاتل من دون أسقف ولا ضوابط واسرائيل من يجب ان يخشى الحرب

نعيم قاسم 2025: لم نكن مستعدين للدخول في حرب شاملة مع إسرائيل

 

بشارة شربل

فلنسلِّم جدلاً بأن العهد والحكومة مُحقان في مراعاة حساسية الطائفة الشيعية في عملية حصر السلاح، فلماذا لا يباشران المهمة بدءاً من الشمال؟ ما المانع؟

 

غسان جبريل

**تفجير الخرائط ليس حلا. الحل دولة قانون تتسع لكل مكوناتها.

**مستقبل البلاد لا تقرره مهزلة الترويكا التي يديرها المافيوزو نبيه بري. المطلوب مؤتمر وطني بإشراف دولي.

 

روي أرض الأرز

الى متى هذا الفلتان السوري في لبنان؟

الا يكفي ما تحملناه حتى الآن؟!

لا يمر يوم الا ويتخلله جريمة او اثنتين بقتل لبنانيين؟!!

اين أصبح ملف ترحيل السوريين من لبنان؟!

شو عم تعملو بالوزارات

وين صارت اللجان المعنية بالموضوع؟!

ولك الوووووو!

ارواح الناس منا فدى اهمالكن!!

**طرحناها ضد الخامنئي بكل جرأة يوم يللي كنتو عم بتبيعو الناس شعارات رفع عتب!

وطرحناها ضد السفير الايراني يوم طالبنا بكل جرأة بطردو!

وين بعدكن! عند نعيم قاسم!

ما عندكن جرأة تروحو عالمصدر!

 

شارل شرتوني

** بداية النهاية. على مهلكن جوزف عون ونواف سلام، خدو وقتكن وكملو التشاور مع المافيوزو ولي امركن نبيه بري والقاصر نعيم قاسم وقيادة حماس.

**ليكن معلوما، مهزلة إلغاء ١٧ أيار لن تتكرر هذه المرة، اتفاقية سلام ناجزة مع اسرائيل تنهي واقع الحروب المفتوحة باسم الايديولوجيات وسياسات النفوذ المتصادمة على اراضينا. هذه المهزلة الدموية يجب ان تتوقف.

 

 نانسي اللقيس

إلى دولة الرئيس نواف سلام، تقول إن حزب الله جزء لا يتجزأ من النسيج السياسي اللبناني، لكن هل قرأت ما قاله نعيم قاسم؟

هل تعلم أن الحزب نفسه يرفض أي فصل بين جناحيه السياسي والعسكري؟

هو قالها حرفيًا:  ليس لدينا جناح سياسي وآخر عسكري، كلنا حزب الله، وكلنا مقاومة... وكل إمكانيات الحزب في خدمة المقاومة

يعني وببساطة: ما عنا حزب سياسي، عنا ميليشيا مسلحة داخل مجلس النواب. فكيف بتقبلوا بمشاركة ميليشيا بالسُلطة؟

كيف بدكن دولة ودستور وقانون، وسلاح الولي الفقيه شريك بالحكم؟ إذا كنتوا معتبرين هالواقع طبيعي، فهنيئًا لكم:

صرنا أوّل ديمقراطية في العالم تُدار ببندقية.

 

د. ريدان حرب

الشيخ حكمت_الهجري انتصر للسويداء… وهو اليوم الشيخ والمرجع والامير والآمر والناهي. 

- لو كان سلطان_باشا_الأطرش حيًا، لأطلق مشروع #الدولة_الدرزية لحماية السويداء لتكون منطلقا لإعادة سوريا إلى طريق المجد. 

- الشيخ امين_الصايغ هو مرجع الطائفة الآمن والامين

- لا مستقبل في السويداء لمن يخضع لحكومة دمشق الحالية قبل المحاسبة… فمن يصافح قاتل أهله لا مكان له ولا #كرامة..

- لا احد في العالم لا يعرف الشيخ موقف_طريف فهو ايقونة السلام والمحبة ..

- رسالتي لـ عائلة الأطرش: الاعتزال بشرف أكرم من التشويه بتاريخ سلطانكم… الحياة موقف لا انحناء..

- على شباب السويداء وأهلها : الاعتماد_على_الذات صار واجبًا مقدّسًا. 

- أما في لبنان، فـشيخ العقل تحوّل لأداة سياسية… بسبب قاعدة انتخاب خاطئة لا تليق بموقع ديني.

 

طوني بولس

 لتدخل التفتيش القضائي فوراً

 الدولة التي سرقت أموال المودعين هي نفسها التي تغضّ النظر عن الفساد وتُشغّل القضاء كأداة انتقام وانتقاء لحماية الفاسدين!

هذه الدولة اليوم تمتد يدها لتسرق وتكسر مؤسسات ناجحة أثبتت نفسها محليًا وإقليميًا، بدلًا من حمايتها ودعمها.

نرى القضاء يناقض نفسه في ملف ملاحقة شركة Betarabia بشكل خطير يستدعي تدخل التفتيش القضائي لمنع التعسف القانوني.

 اي استثمارات ستأتي إلى لبنان في ظل الفوضى القضائية السائدة وكيف نطمئن رجال الأعمال الذين يتطلعون لدخول السوق المحلي.

في الوقت الذي يتم ملاحقة Betarabia المعلومات تشير إلى أن هناك معلومات من يحضر شركة بديلة، وهذا دليل ان الهدف ازاحة شركة وإسقاط شركة اخرى.

 

صدر عن اللواء أشرف ريفي التالي:

 نتوجه لمناسبة الزيارة الرسمية لرئيس الجمهورية العماد جوزاف عون إلى قبرص، بالشكر لفخامة الرئيس ولمعالي وزير الخارجية، الّلذان بجهودهما الجبارة يعيدان للبنان علاقاته الخارجية عربياً ودولياً.

والشكر أيضاً للدولة القبرصية المضيفة التي تتابع ملف الموقوفين والمحكومين اللبنانيين في قبرص الذين أجبرتهم الظروف القاسية على ركوب مغامرة قوارب الموت سعياً وراء حياة كريمة لأولادهم.

 

يوسف سلامة

‏اعتماد سياسة تدوير الزوايا يُبعد الحلول المستدامة، ‏الاستمرار بهذا النهج يُعرّض وحدة لبنان للخطر، ‏عندما تستقيل السلطة من وظيفتها وتتخلّى عن مسؤوليتها في حماية سيادة الوطن وحرية شعبه، تُصبح استقالتها مخرجًا مُشَرّفًا لها،

‏لبنان يستحق سلطة شفافة، حكيمة وجريئة تُعيد له الحياة.

******************************************

في أسفل رابط نشرة الأخبار اليومية ليومي 09-10 تموز/2025/

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 09 تموز/2025

/جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/2025/07/145004/

ليوم 09 تموز/2025/

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For July 09/2025/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/2025/07/145007/

For July 09/2025/

**********************
حسابي ع التويتر/ لمن يرغب بمتابعتي الرابط في أسفل

https://x.com/EliasYouss60156

My Twitter account/ For those who want to follow me the link is below

https://x.com/EliasYouss60156

****

رابط موقعي الألكتروني، المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

https://eliasbejjaninews.com

Link for My LCCC web site

https://eliasbejjaninews.com

****

Click On The Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

*****

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا الرابط  https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

*****

حسابي ع التويتر/ لمن يرغب بمتابعتي الرابط في أسفل

https://x.com/EliasYouss60156

My Twitter account/ For those who want to follow me the link is below

https://x.com/EliasYouss60156

@followers

@highlight