المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 14 كانون الثاني/لسنة 2025

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

                http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2025/arabic.january14.25.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

عناوين النشرة

عنوان الزوادة الإيمانية

وكانَ يوحنا يُنَادِي قَائِلاً: «يَأْتِي بَعْدِي مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنِّي، مَنْ لا أَسْتَحِقُّ أَنْ أَنْحَنِيَ لأَحُلَّ رِبَاطَ حِذَائِهِ. أَنَا عَمَّدْتُكُم بِٱلمَاء، أَمَّا هُوَ فَيُعَمِّدُكُم بِٱلرُّوحِ القُدُس

 

عناوين مقالات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/نص وفيديو: تعيين جوزيف عون رئيساً وتسمية نواف سلام لتشكيل الحكومة يؤكدان أن لبنان موضوع تحت البند السابع وبأن لا عودة عن القرار الدولي والإقليمي بإنهاء حقبة إيران واقتلاع أذرعتها

الياس بجاني/لبنان يحتاج لرئيس وزراء يسعى للسلام وليس من اغبياء كذبة وتجارة المقاومة

الياس بجاني/من أرشيف 2012/في حال كُلّف نواف سلام لتشكيل الحكومة سيكون مجرد أداة بيد المحتل الإيراني وأسير سيد أمونيوم

الياس بجاني/نواف سلام يُسقط بالضربة القاضية الذاتية الأقنعة عن شخصه والهالة معاً ويقدم أوراق اعتماده لحزب الله

الياس بجاني/نص وفيديو: عودة ميقاتي إلى رئاسة الوزراء تفشل عهد الرئيس جوزيف عون وتبقى على احتلال حزب الله وتمنع الإصلاح والتغيير

 

عناوين أهم الأخبار اللبنانية

رئاسة الجمهورية: بيان تكليف نواف سلام تشكيل الحكومة

الرئيس اللبناني يأمل أن يكون تشكيل الحكومة سريعاً وسلساً بعد استشارات نيابية أدت لتسمية القاضي نواف سلام رئيساً لمجلس الوزراء

الرئيس عون استقبل الأمين العام للجامعة العربية

نواف سلام لتشكيل حكومة لبنان بعد جهود قلبت «المقاييس»

«حزب الله» اتّهم الأفرقاء الآخرين بـ«الإلغاء»... وعون يتمنى «تأليفاً سلساً»

مسيّرة إسرائيلية تستهدف دراجة نارية في بلدة عيترون بجنوب لبنان

سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى لبنان تأمل تشكيل حكومة «سريعاً» لإطلاق إصلاحات «ملحة»

إسرائيل توسع دائرة خروقاتها في جنوب لبنان والبقاع

عون بحث مع قائد المنطقة الوسطى الأميركي تطبيق القرار 1701

تباين نيابي لبناني بين حكومة «التكنوقراط» و«التوازنات السياسية» وإصرار على أن تكون متجانسة ومتكاملة مع «خطاب القسم»

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

اجتماع الرياض… تقدير للدور السعودي ومطالبة الإدارة السورية بخريطة طريق

3 خبراء سوريين يعتبرون الكرة في ملعب الحكومة المؤقتة

6 دول في الاتحاد الأوروبي تدعو لتخفيف مؤقت للعقوبات على سوريا

التقدم الكبير في المفاوضات لا يزيل الشكوك حول نيات نتنياهو الحقيقية...الدفعة الأولى: إطلاق 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 3 آلاف فلسطيني بينهم نحو 200 أسير «ثقيل»

حماس» تشدد تعليماتها للحفاظ على حياة قادتها وكوادرها

وسط كلام عن قرب التوصل لاتفاق غزة... إسرائيل تكثف هجماتها باستخدام الذكاء الاصطناعي

قادة عسكريون إسرائيليون يحذرون من خطر هجوم مثل «7 أكتوبر» والجيش غارق عميقاً جداً في وحل غزة

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

التصعيد من وعلى اليمن وارتباطه بالحلول المرتقبة/الكولونيل شربل بركات

لبنان ما بعد «المقاومة»/ نديم قطيش/الشرق الأوسط

لبنان... عون وسلام/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط»

عبادة الأصنام/سمير عطا الله/الشرق الأوسط»

سيادة سوريا وأمنها فوق كل اعتبار/يوسف الديني/الشرق الأوسط»

من هو نواف سلام... «قاضي حكومة» عهد جوزيف عون الأولى؟/كارولين عاكوم/الشرق الأوسط»

رئيس للانقاذ.. حان زمن التخلص من الطبقة السياسية الفاشلة/د. منى فياض

كارين عبد النور ـ سلام مكلّفاً تشكيل الحكومة: هل تُطوى صفحة وتُفتح أخرى… جذرياً؟/كارين عبد النور/الحرة

الثنائي الشيعي اختار التقوقع في الماضي./غسان صليبي/فايسبوك

هزيمة نكراء لميقاتي مع اصوات هزيلة رغم كل ما كان يروجه في أوساطه من قبول عربي ودولي له/سامي كليب موقع أكس

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

اللواء أشرف ريفي يهنئ نواف سلام

من هو نوّاف سلام؟

فؤاد مخزومي معلقاً على تكليف نواف سلام

 

تغريدات مختارة من موقع أكس

تغريدات مختارة لليوم 13 كانون الثاني/2025

 

تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

وكانَ يوحنا يُنَادِي قَائِلاً: «يَأْتِي بَعْدِي مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنِّي، مَنْ لا أَسْتَحِقُّ أَنْ أَنْحَنِيَ لأَحُلَّ رِبَاطَ حِذَائِهِ. أَنَا عَمَّدْتُكُم بِٱلمَاء، أَمَّا هُوَ فَيُعَمِّدُكُم بِٱلرُّوحِ القُدُس
إنجيل القدّيس مرقس01/من01حتى08/“بَدْءُ إِنْجِيلِ يَسُوعَ المَسِيحِ ٱبْنِ الله. جَاءَ في كِتَابِ النَّبِيِّ آشَعْيا: «هَا إِنِّي أُرْسِلُ مَلاكِي أَمَامَ وَجْهِكَ، وهوَ يُمَهِّدُ طَرِيقَكَ. صَوْتُ صَارِخٍ في البَرِّيَّة: أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبّ، وَٱجْعَلُوا سُبُلَهُ قَوِيمَة». تَمَّتْ هذِهِ النُّبُوءَةُ يَوْمَ جَاءَ يُوحَنَّا يُعمِّدُ في البَرِّيَّةِ ويَكْرِزُ بِمَعْمُودِيَّةِ التَّوْبَةِ لِمَغْفِرَةِ الخَطَايَا.وكَانَتْ كُلُّ بِلادِ اليَهُودِيَّة، وَجَمِيعُ سُكَّانِ أُورَشَليم، يَخْرُجُونَ إِلَيْه، وَيَعْتَمِدُونَ عَلَى يَدِهِ في نَهْرِ الأُرْدُنّ، مُعْتَرِفِينَ بِخَطايَاهُم. وكانَ يُوحَنَّا يَلْبَسُ ثَوْبًا مِنْ وَبَرِ الجِمَال، وَيَشُدُّ وَسَطَهُ بِحِزَامٍ مِن جِلْد، ويَقْتَاتُ مِنَ الجَرَادِ وعَسَلِ البَرَارِي. وكانَ يُنَادِي قَائِلاً: «يَأْتِي بَعْدِي مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنِّي، مَنْ لا أَسْتَحِقُّ أَنْ أَنْحَنِيَ لأَحُلَّ رِبَاطَ حِذَائِهِ. أَنَا عَمَّدْتُكُم بِٱلمَاء، أَمَّا هُوَ فَيُعَمِّدُكُم بِٱلرُّوحِ القُدُس».

تفاصيل مقالات وتغريدات الياس بجاني
الياس بجاني/نص وفيديو: تعيين جوزيف عون رئيساً وتسمية نواف سلام لتشكيل الحكومة يؤكدان أن لبنان موضوع تحت البند السابع وبأن لا عودة عن القرار الدولي والإقليمي بإنهاء حقبة إيران واقتلاع أذرعتها
الياس بجاني/14 كانون الثاني/2025
https://eliasbejjaninews.com/2025/01/139018/
تم اليوم في لبنان تكليف القاضي نواف سلام مهمة تشكيل حكومة جديدة هي الأولى في عهد الرئيس جوزيف عون. تكليفه حدث بشكل مفاجئ  وغير متوقع، حيث حتى ساعات الصباح الأولى كان الرئيس نجيب ميقاتي متقدماً عليه بفارق كبير، وهناك ما يزيد عن 73 نائباً سيؤيدونه. فجأة انقلبت وتبدلت كل التقديرات التي كان حزب الله يسوق لها ويحاول فرضها، وخسر ميقاتي وهُزّم شر هزيمة وتم إبعاده كلياً ولم يصوت له سوى 9 نواب فقط، ولو كان هؤلاء التسعة تأخروا ساعتين قبل أن يذهبوا إلى قصر بعبدا ويسموا ميقاتي، لكانوا هم أيضاً غيروا خيارهم وسموا سلام. هذا الأمر يبين أن نواب لبنان هم مجرد دمى في أكثريتهم ومرتبطون بجهات محلية ودولية وإقليمية جاءت بهم نواباً وتمسك بقرارهم.
هذا التصرف التبعي للنواب الدمى اليوم كان فاضحاً أيضاً في عملية انتخاب جوزيف عون رئيساً قبل عدة أيام في 09 كانون الثاني/2025، حيث رضخ كل النواب، سياديين وغير سياديين، للإملاءات الدولية والإقليمية وانتخبوا عون رئيساً ب 99 صوتاً من أصل 128. وحتى نواب أمل وحزب الله لم يكن عندهم مرشح بعد انسحاب سليمان فرنجية، وأجبروا ربما من قبل نظام الملالي على خلفية اتفاق إيراني سعودي على القبول بعون مرغمين، وهم الذين خسروا الحرب مع إسرائيل ووقعوا على استسلامهم من خلال اتفاق وقف إطلاق النار. أما مسرحيتهم بتأجيل الدورة الثانية لساعتين للتفاوض مع جوزيف عون فكانت فضيحة وخزعبلة، فقط لحفظ ماء الوجه وغش بيئتهم بالقول لها بأنهم أقوياء ولا يعين رئيس دون موافقتهم.
هذا المشهد الهوليودي الفاشل تكرر اليوم، حيث حاول حزب الله ومعه نبيه بري إعادة استنساخه عندما طلبوا تأجيل ذهابهم إلى قصر بعبدا لاختيار مرشح لتشكيل الحكومة إلى يوم غد، ثم تراجعوا بعد أن حصل نواف سلام على الأكثرية وفشل مرشحهم ميقاتي. هذا وبعد لقائهم الرئيس جوزيف عون، قال رئيس كتلتهم محمد رعد بأنهم لم يسموا أحداً وهم غير راضين، معتبراً أن هناك شبه انقلاب ضد الميثاقية، وفُهم من كلامه أنهم لن يشاركوا في الحكومة وأنهم سيعطلونها لأسباب ميثاقية، أي بغياب ممثلين للطائفة الشيعية عنها حسب تفسيراتهم العوجاء.
من الواضح أن لبنان موضوع حالياً تحت البند السابع من قوانين الأمم المتحدة، حتى لو لم يُعلن ذلك رسمياً، وأن المجتمع الدولي ومعه الإقليمي هما من ينفذ بنود هذا البند في محاولة جدية وفاعلة لإنهاء زمن إرهاب واحتلال وبلطجة وفارسية حزب الله ومساعدة اللبنانيين على استعادة بلدهم واستقلاله وقراره ودولته.
أما الميثاقية التي يهدد بها حزب الله لإفشال نواف سلام، فهي عملياً ودستورياً بين المذاهب الإسلامية والمسيحية وليس بين الأحزاب، بمعنى أنه دستورياً يحق للرئيس المكلف سلام تعيين وزراء شيعة من غير المنتمين لحركة أمل أو حزب الله في حال لم تمثل باقي الأحزاب، وذلك ضمن مفهوم الميثاقية، هذا ما طالب به اليوم عشرات من السياسيين والإعلاميين الشيعة المعارضين لحزب الله ولتبعيته المطلقة لملالي إيران ولمفهوم ولاية الفقيه المذهبية.
نحن كنا نفضل أن يكلف بتشكيل الحكومة النائب اللواء أشرف ريفي أو النائب فؤاد مخزومي أو ألأكاديميي السيادي د. صالح المشنوق أو من هو من خامتهم الوطنية والمجربين في عالم السياسة والخدمات العامة. ولهذا لا نرى في اختيار نواف سلام أملاً كبيراً للسير بلبنان بمرحلة السلام المرجوة في الشرق الأوسط، لأن الرجل معروف بعروبته ويساريته وفلسطينيته وبكرهه لإسرائيل، ومن المسوقين القانونيين لمقاومتها محلياً ودولياً. كما إن كل مواصفات وتاريخ ومواقف سلام المعروفة علناً لا تتماشى مع حقبة السلام المتوقعة، ومع ضرورة إقفال لبنان الساحة في وجه تجار المقاومة والتحرير ورمي إسرائيل في البحر والاستمرار بعدائها إلى الأبد، كما أن نجاح لبنان في الانضمام للاتفاقيات الإبراهيمية السلمية العربية والإسلامية مع دولة إسرائيل سيكون صعباً إن لم نقل مستحيلاً في ظل رئيس حكومة لبناني حاقد ومؤدلج ويساري وعروبي وناصري وفلسطيني أكثر من الفلسطينيين.
من هو نواف سلام؟
نواف سلام هو من مواليد بيروت 15 ديسمبر 1953، وهو قاضٍ دولي انتخب رئيساً لمحكمة العدل الدولية في فبراير 2024. ظهر اسمه بشكل بارز خلال الانتفاضة الشعبية عام 2019 وبعد استقالة سعد الحريري، وطرح كمرشح تسوية حيادي، إلا أن حزب الله وحركة أمل رفضاه معتبرين أنه مرشح الولايات المتحدة. سلام له تاريخ طويل دعم القضية الفلسطينية وكان عضواً فاعلاً في حركة فتح وساهم مع محمود درويش في كتابة نص خطاب عرفات الشهير عام 1974 في الأمم المتحدة. يحمل دكتوراه دولة في العلوم السياسية من معهد الدراسات السياسية في باريس وماجستير في القوانين من جامعة هارفارد. مثّل لبنان في الأمم المتحدة بين 2007 و2017. إلا أنه رغم مؤهلاته العلمية المميزة، فإن مواقفه المعادية لإسرائيل تجعل فرص نجاح حكومته في مسار السلام مع إسرائيل ضئيلة.

الياس بجاني/نص وفيديو: تعيين جوزيف عون رئيساً وتسمية نواف سلام لتشكيل الحكومة يؤكدان أن لبنان موضوع تحت البند السابع وبأن لا عودة عن القرار الدولي والإقليمي بإنهاء حقبة إيران واقتلاع أذرعتها
https://www.youtube.com/watch?v=Th3fzcFxJjw&t=2s
14 كانون الثاني/2025

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

**عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninews.com

 

لبنان يحتاج لرئيس وزراء يسعى للسلام وليس من اغبياء كذبة وتجارة المقاومة

الياس بجاني/12 كانون الثاني/2025

نواف سلام عروبي ناصري وحاقد ويريد رمي إسرائيل بالبحر.. مثقف صحيح لكنه لا يصلح لزمن السلم والسير في الإتفاقيات الإبراهمية

 

من أرشيف 2012/في حال كُلّف نواف سلام لتشكيل الحكومة سيكون مجرد أداة بيد المحتل الإيراني وأسير سيد أمونيوم

الياس بجاني/19 تموز/2021

عاد التداول باسم نواف سلام بشكل لافت لتشكيل الحكومة الجديدة، وذلك عقب اعتذار سعد الحريري الذي كان كلفه حزب الله ليس ليشكل بل لتضييع الوقت خدمة للأجندة الإيرانية المدمرة. ومع العودة إلى التداول بأسم سلام هذا نعيد نشكر ما كنا كتبناه عن استسلامه وخنوعه، وعن مواقفه "المخصية" سيادياً والمتناغمة مع هيمنة واحتلال حزب الله الشهر الماضي.. نذكر لعلى في الذكرى بعض الفائدة.

 

نواف سلام يُسقط بالضربة القاضية الذاتية الأقنعة عن شخصه والهالة معاً ويقدم أوراق اعتماده لحزب الله

الياس بجاني/07 حزيران/2021

فكرنا نواف سلام زلمي غير شكل ومن خامة وطنية لبنانية ودولية وقضائية نقية فخاب ظننا وقُضي على كل أوهامنا وأصابتنا الخيبة مع شعور بالحزن والغضب. مقابلة الرجل اليوم مع محطة تلفزيون LBC أسقطت هالته وأقنعته بالضربة القاضية الذاتية وتبين للسياديين واللبناناويين بأنه للأسف استنساخ ذمي ودركي كامل عن السنيورة الناصري وأقرانه من ربع رمي إسرائيل بالبحر والذمية والخجل والرمادية من كل ما هو لبناني وسيادي واستقلالي.  مواقفه من حزب الله وسلاحه ودوره وإرهابه ومن احتلال إيران للبنان ومبادرة بكركي والحياد والمؤتمر الدولي والفيدرالية واتفاق الطائف البالي كلها شي تعتير وبهدلي ع الآخر. ورغم أنه قاضي دولي فهو لم يأتي لا من قريب ولا من بعيد على ذكر القرارات الدولية الخاصة بلبنان وهذا بالغالب لاسترضاء حزب الله والتملق له. من الواجب شكر البير كوستنيان على ما قام به لجهة إسقاطه ومرة واحدة أقنعة نواف سلام وتعرية الهالة التي رافقت اسمه كمرشح لرئاسة الحكومة. باختصار فإن مواقف نواف سلام هي شي تعتير ع الآخر وطنياً وسيادياً ولبنانياً، ونعتقد أنه اليوم ومن خلال مقابلته التعروية مع ال بي سي قدم أوراق اعتماده لإيران ولحزب الله، وبالتالي لم يعد احتمال تكليفه مهمة تشكيل حكومة وج بربارة وغطاء لحزب الله واحتلاله، لم تعد غير بعيد ووارد في حسابات السيد أمونيوم ورعاته الملالي.

 

الياس بجاني/نص وفيديو: عودة ميقاتي إلى رئاسة الوزراء تفشل عهد الرئيس جوزيف عون وتبقى على احتلال حزب الله وتمنع الإصلاح والتغيير

الياس بجاني/11 كانون الثاني/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/01/138956/

إن إعادة طرح اسم نجيب ميقاتي لتشكيل أول حكومة في عهد الرئيس العماد جوزيف عون يشكل صفعة قاسية لطموحات اللبنانيين في كل ما إصلاح وتغيير وتنفيذ للقرارات الدولية وإنهاء دور حزب الله المسلح والإحتلالي. فهذا الرجل ليس مجرد سياسي تقليدي، بل هو تاجر وفاسد ومن أبرز رموز منظومة الفساد والارتهان للخارج التي أوصلت لبنان إلى أزماته الراهنة في زمن الاحتلال السوري وبعد خلال حقبة الاحتلال أيراني التي لا تزال قائمة. يجب أن يغيب عن بال أحد في لبنان وخارجه بأن ميقاتي دخل السياسة برعاية مباشرة من النظام السوري الذي حكم لبنان بالحديد والنار، وكان شريكًا ماليًا بارزًا لشخصيات سورية فاعلة مثل رامي مخلوف، وهو جمع ثروته الطائلة من استغلال النفوذ والصفقات المشبوهة.

كما أن تاريخه حافل بملفات الفساد، من قروض الإسكان المدعومة التي جُيرت لمصالحه الشخصية، إلى استغلال المصارف والمؤسسات العامة لتحقيق أرباح على حساب انهيار الاقتصاد اللبناني وارتفاع معدلات الفقر. الأخطر أنه ومنذ دخوله المجال السياسي لم يكن يومًا مستقلاً بقراره، بل كان ولا يزال أداة خاضعة بالكامل لهيمنة المحتلين السوري والإيراني، ووصوله إلى موقع الحكم كرئيس للوزراء في لبنان عدة مرات كان بضغوطات وإرهاب النظام السوري ومن بعده لحزب الله الإيراني والإرهابي ودوره كان ولا يزال مقتصراً على الأداة ولم يكن يوماً مالكاً لقراره.

وعند اندلاع المواجهة الحربية الأخيرة بين حزب الله وإسرائيل، اختار ميقاتي الصمت المريب، متخاذلاً ومتنازلاً عن دوره كرئيس للوزراء، ومكتفيًا بتبني مواقف ومخططات حزب الله المبررة للحرب والدمار، وذلك في تواطؤ مكشوف ضد مصلحة لبنان الوطنية. هذه التبعية ليست جديدة، فقد كان في عام 2011 رئيساً لحكومة القمصان السود" التي فرضها حزب الله بالقوة واسقط حكومة الرئيس الحريري وهو في البيت الأبيض مجتمعاً مع الرئيس الأميركي.

إن إعادة ميقاتي اليوم لرئاسة الحكومة الأولى في عهد الرئيس جوزيف عون ينطبق عليه في الكتاب المقدس (إنجيل لوقا05/من36حتى38): "ليس أحد يضع رقعة من ثوب جديد على ثوب عتيق، وإلا فالجديد يشق والثوب العتيق لا توافقه الرقعة التي من الجديد. وليس أحد يجعل خمرا جديدة في زقاق عتيقة، لئلا تشق الخمر الجديدة الزقاق، فهي تنصب والزقاق تتلف. بل يجب أن تجعل خمرا جديدة في زقاق جديدة."

إن لبنان يحتاج إلى قيادات وطنية شجاعة، نظيفة الكف، مستقلة القرار، قادرة على مواجهة الفساد وإنقاذ البلاد من براثن الهيمنة الإيرانية، وليس إعادة تعويم شخصيات فقدت شرعيتها منذ زمن ولم تكن يوماً وطنية وسيادية، كما أن تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل يتطلب رئيس وزراء شجاع، لا يخشى الحزب ولا يسايره، ولا يمارس هرطقة تدوير الزوايا واللعب وتعطيل مسيرة لبنان التحريرية والإنقاذية.

باختصار، تاريخ نجيب ميقاتي لا يتناسب مع مسيرة العهد الجديد برئاسة العماد جوزيف عون، حتى لو كان هناك توافق إقليمي ودولي وعربي على إعادة تكليفه، فإن هذا التوافق يجب أن يُعطل، ولو اضطر الشعب اللبناني للنزول إلى الشارع والتظاهر لمنع هذه المهزلة السياسية، ويبقى أن عودة ميقاتي لرئاسة الحكومة ستكون بمثابة استمرار لاحتلال حزب الله وعرقلة تنفيذ القرارات الدولية وكل ما هو إصلاح وتغيير ودون أدنى شك ستفشل العهد الجديد منذ لحظاته الأولى.

الحكومة القادمة هي جداً مصيرية لعهد الرئيس جوزيف عون وللبنان لأنها ستتولى قرار التعيينات والتعامل مع الملفات التالية:

*-تعيين قائد الجيش وتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.

*تعيين حاكم مصرف لبنان ووضع خطط لمستقبل الاستقرار المالي.

*إجراء التشكيلات الدبلوماسية وتمثيل لبنان بالخارج.

*القيام بمهمة التشكيلات القضائية واتخاذ قرار شجاع بما يخص مستقبل انفجار مرفأ بيروت إضافة إلى رزم من ملفات الجرائم المالية والفساد.

*إجراء التشكيلات العسكرية في كافة الأجهزة الأمنية.

*التعاطي مع وظائف الفئة الأولى بكل الوزارات.

*تنظيم الهيئات الناظمة بكل القطاعات.

يبقى أن ما اوردناه من أمور ومحطات وقرارات وطنية مهمة من المفترض أن تتولى مسؤولياتها الحكومة الجديدة، تثير مخاوف حقيقية وجدية من أن الوعود والعهود والالتزامات التي قطعها الرئيس جوزيف عون في قسمه الرئاسي، وكذلك مصير عهده كلها تعتمد على الحكومة المقبلة وعلى رئيسها. وبالتالي، فإن عودة نجيب ميقاتي إلى رئاسة الحكومة، ستكون ضربة قاسية، وعرقلة وافشالاً وتطويقاً لمهمات الرئاسة الإنقاذية المنتظرة، وهي ستهدد فرص نجاحها، كما أنها سوف تعيق تحرير لبنان من احتلال حزب الله، وتعطل تنفيذ قرارات الأمم المتحدة، وتمنح طوق النجاة للطبقة السياسية الفاسدة، وتُفشل الإصلاحات الشاملة المطلوبة في كافة المجالات.

الياس بجاني/فيديو: عودة ميقاتي إلى رئاسة الوزراء تفشل عهد الرئيس جوزيف عون وتبقى على احتلال حزب الله وتمنع الإصلاح والتغيير

https://www.youtube.com/watch?v=-avRPmDoAHs&t=26s

https://www.youtube.com/watch?v=OfIKFVNr2mc&t=453s

11 كانون الثاني/2025

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

**عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninews.com

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا الرابط  https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل أهم الأخبار اللبنانية

رئاسة الجمهورية: بيان تكليف نواف سلام تشكيل الحكومة

موقع أكس/13 كانون الثاني/2025

بعد انتهاء الاستشارات النيابية، تلا المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير بيان التكليف، وجاء فيه:

عملاً بأحكام البند 2 من المادة 53 من الدستور، المتعلق بتسمية رئيس الحكومة المكلف، اجرى السيد رئيس الجمهورية العماد جوزف عون الاستشارات النيابية الملزمة اليوم الاثنين الواقع فيه 13 كانون الثاني 2025، وبعد ان تشاور مع السيد رئيس مجلس النواب وأطلعه على نتائجها رسميا، استدعى السيد رئيس الجمهورية القاضي نواف سلام لتكليفه تشكيل الحكومة، علماً انه موجود حاليا خارج البلاد ومن المقرر ان يعود غداً.

وجاءت نتائج الاستشارات كالتالي:

القاضي نواف سلام 84 صوتاً.

الرئيس نجيب ميقاتي 9 أصوات.

عدم تسمية 35 صوتاً."

 

الرئيس اللبناني يأمل أن يكون تشكيل الحكومة سريعاً وسلساً بعد استشارات نيابية أدت لتسمية القاضي نواف سلام رئيساً لمجلس الوزراء

بيروت: «الشرق الأوسط» كانون الثاني/2025

أعرب الرئيس اللبناني جوزيف عون، اليوم (الاثنين)، عن أمله في أن يكون تشكيل الحكومة الجديدة سريعاً وسلساً. وتوجّه عون في ختام الاستشارات النيابية إلى الصحافيين في البهو الخارجي للقصر الجمهوري لتحيتهم وشكرهم على الجهد الذي بذلوه خلال اليوم الطويل، وقال إن «التكليف هو قرار النواب»، وإنه «يحترم هذا القرار»، بحسب بيان صادر عن رئاسة الجمهورية. ورداً على سؤال، أعرب الرئيس اللبناني عن أمله «في أن يكون التشكيل سريعاً»، طالباً ترك الحديث عن «عقبات» وغيرها إلى حينه. كان الرئيس عون قد أجرى، اليوم (الاثنين)، استشارات نيابية لتسمية رئيس يُكلّف بتشكيل حكومة جديدة. واستدعى عون القاضي نواف سلام، لتكليفه بتشكيل الحكومة، بعد حصول القاضي سلام على 84 صوتاً من أصوات النواب البالغ عددهم 128 نائباً. ولا يعني تكليف رئيس جديد بتشكيل حكومة أنّ ولادتها باتت قريبة. وغالباً ما استغرقت هذه المهمة أسابيع أو أشهراً، بسبب الانقسامات السياسية والشروط والشروط المضادّة في بلد يقوم نظامه على مبدأ المحاصصة، رغم أن هناك أفرقاء لبنانيين يرون أن مهمة التأليف لم تكن صعبة هذه المرة انطلاقاً من الوقائع والمعطيات السياسية والخارجية التي تؤكد ضرورة المضي قدماً في مرحلة التغيير. وأتت نتيجة الاستشارات بعد ساعات عصيبة من المباحثات والاتصالات، ونجحت في قلب مقاييس الموازين السياسية، وأدت إلى امتناع كتلتي «حزب الله» و«حركة أمل» عن التصويت في نهاية يوم الاستشارات الطويل، في حين اتهم رئيس كتلة الحزب النائب محمد رعد الطرف الآخر بـ«الانقلاب» على التوافق الذي تحقق في انتخاب رئيس الجمهورية، ومتهماً إياهم بـ«التقسيم والإلغاء والإقصاء»، مطالباً بـ«حكومة ميثاقية وأي حكومة تناقض العيش المشترك لا شرعية لها».

 

الرئيس عون استقبل الأمين العام للجامعة العربية

موقع أكس/رئاسة الجمهورية كانون الثاني/2025

أبو الغيط اعرب عن ثقته بأن الكثير من الأمور ستتحرك الى الامام بشكل وايقاع سريعين لم يسبق للدولة اللبنانية في السنوات الأخيرة ان شهدتهما

الأمين العام وجه دعوة للرئيس عون لزيارة الجامعة والقاء كلمة.

رئيس الجمهورية شكر الدعم الدائم الذي يقدمه الأمين العام للبنان واكد انه سيعمل بالتعاون مع الجميع من اجل الاستقرار السياسي الذي لا يتحقق الا بثقة العالم

 

نواف سلام لتشكيل حكومة لبنان بعد جهود قلبت «المقاييس»

«حزب الله» اتّهم الأفرقاء الآخرين بـ«الإلغاء»... وعون يتمنى «تأليفاً سلساً»

بيروت: كارولين عاكوم/الشرق الأوسط/13 كانون الثاني/2025

يستعد الرئيس اللبناني جوزيف عون، إلى تكليف القاضي نواف سلام، رئيس محكمة العدل الدولية، بتشكيل حكومة عهده الأولى، بناءً على نتائج الاستشارات النيابية المُلزمة التي انتهت لصالحه بفارق كبير، مُحدثاً بذلك مفاجأة سياسية إيجابية في لبنان بعد 4 أيام على انتخاب رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون، الذي عُدَّ بداية لمرحلة جديدة في البلاد. وفي خطوة لافتة، خرج الرئيس عون بعد انتهاء يوم الاستشارات الطويل إلى البهو ليثني على جهود الصحافيين. وقال في دردشة معهم: «أنجزنا الخطوة الأولى (الاستشارات والتكليف)، والخطوة التالية هي التأليف (تشكيل الحكومة)، وإن شاء الله يكون سلسلاً وينجز في أسرع وقت، لأن هناك فرصاً كثيرة في انتظارنا».وحصل سلام، في نهاية الاستشارات التي استمرت طوال يوم الاثنين، على 85 صوتاً مقابل 9 أصوات لميقاتي، و34 «لا تسمية»، حيث أعلن مدير عام رئاسة الجمهورية أنطوان شقير، أن رئيس الجمهورية وبعدما تشاور مع رئيس مجلس النواب نبيه بري وأطلعه على نتائج الاستشارات رسمياً، استدعى القاضي نواف سلام لتكليفه، علماً أنه موجود خارج البلاد ومن المقرر أن يعود الثلاثاء. وأتت نتيجة الاستشارات بعد ساعات عصيبة من المباحثات والاتصالات، نجحت في قلب مقاييس الموازين السياسية، وأدت إلى امتناع كتلتي «حزب الله» و«حركة أمل» عن التصويت في نهاية يوم الاستشارات الطويل، فيما اتهم رئيس كتلة الحزب النائب محمد رعد الطرف الآخر بـ«الانقلاب» على التوافق الذي تحقق في انتخاب رئيس الجمهورية، ومتهماً إياهم بـ«التقسيم والإلغاء والإقصاء»، مطالباً بـ«حكومة ميثاقية وأي حكومة تناقض العيش المشترك لا شرعية لها».

مشاورات عصيبة

ولم يكن تقدم سلام سهلاً، إذ شهدت الاستشارات تنافساً ومعركة حقيقية بينه وبين ميقاتي الذي كانت المعلومات تشير حتى مساء الأحد، إلى تقدمه في المعركة، قبل أن تتبدّل المعطيات شيئاً فشيئاً ويتسم المشهد بالغموض طوال ساعات قبل الظهر، ومن ثم تنقلب رأساً على عقب لصالح سلام وتنتهي الاستشارات بتقدم كبير لصالحه، وذلك بأصوات المسيحيين والسُّنة والدروز، مقابل عدم تسميته من أي طرف شيعي، وهو ما رأى فيه البعض أنه قد يصعّب مهمّة سلام بتشكيل الحكومة، وما نقله بعض النواب عن رئيس الجمهورية، مشيرين إلى تخوفه من أن نكون أمام أزمة حكومية. وبدأت الأمور تنقلب لصالح سلام منذ مساء الأحد، مع اتخاذ المعارضة قرارها بدعمه، فيما بقي موقف كثير من الكتل غير معلن حتى الساعة الأخيرة، وذلك في معركة لم يَعْتَد عليها اللبنانيون حيث كانت النتيجة لسنوات طويلة معروفة مسبقاً فيما السباق يرتكز على عدد الأصوات.  وكان موقف «الثنائي الشيعي»، (حزب الله وحركة أمل)، المؤلف من 30 نائباً، معروفاً لجهة دعم ميقاتي، فيما كانت المعارضة السابقة (30 نائباً)، وأبرزها حزب «القوات اللبنانية» و«حزب الكتائب اللبنانية» إضافةً إلى كتلة «تجدد» وتحالف التغيير» وعدد من النواب المستقلين، تدعم بشكل أساسي النائب فؤاد مخزومي، فيما أعلن عدد من النواب المستقلين دعم النائب إبراهيم منيمنة.

انسحاب منيمنة ومخزومي

لكنَّ الجهود التي بذلها بعض النواب نجحت في التوافق على انسحاب منيمنة ليلاً لصالح سلام، ليلحق به مخزومي صباحاً، وهو ما أدى إلى خلط الأوراق وزاد الأمور غموضاً. ومع استمرار الاتصالات المكثفة اتجهت الأنظار تحديداً إلى موقف «التيار الوطني الحر»، (13 نائباً)، و«اللقاء الديمقراطي»، (8 نواب)، إضافةً إلى «الاعتدال الوطني»، (6 نواب)، التي كانت مواعيدها بعد الظهر، لحسم النتيجة، بعدما كانت فترة قبل الظهر مخصصة بشكل أساسي للنواب المستقلين والكتل الصغيرة.

إرباك في أوساط «حزب الله»

كانت جولة بعد الظهر كفيلة بأن تُظهر التوافق في أوساط معارضي «حزب الله» على سلام، وهو ما انعكس إرباكاً في صفوف الحزب و«حركة أمل» التي يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري، وفي صفوف حلفائهما، إذ بعدما بدأت المعلومات تشير إلى توجه كل من «الحزب التقدمي الاشتراكي» و«التيار الوطني الحر» إلى تسمية سلام، عمدت كتلة «حزب الله» إلى طلب تأجيل موعدها الذي كان محدداً بعد ظهر الاثنين إلى الثلاثاء، وهو ما لم يتجاوب معه الرئيس عون، ليعود النواب ويحضروا الاستشارات كما كان مقرراً. وكما كان متفقاً عليه فيما بين المعارضة، أعلنت «القوات اللبنانية» تسمية سلام، وقال النائب جورج عدوان، باسم الكتلة «عاد الأمل إلى كل اللبنانيين عند استماعهم إلى خطاب الرئيس لأنّه طوى صفحة مرحلة قديمة بكلّ مآسيها ومشكلاتها». والتوجه نفسه اتخذه «اللقاء الديمقراطي»، وقال النائب تيمور جنبلاط باسم الكتلة: «باركنا للرئيس جوزيف عون ونحن خلفه كحزب في أي خطوة، وسمّينا نواف سلام». وأشارت المعلومات إلى أن رئيس «الحزب التقدمي السابق» وليد جنبلاط، اتصل برئيس الحكومة نجيب ميقاتي بعد الظهر معتذراً عن عدم تسميته، بعدما كانت المعلومات تشير إلى توجّه «الاشتراكي» إلى دعمه. وسمّت أيضاً كتلة «الاعتدال الوطني» التي تضم نواباً سُنة، سلام. كذلك، سمّى «التيار الوطني الحر» الذي كان قد رفض انتخاب الرئيس جوزيف عون، سلام وأعلن رئيسه النائب جبران باسيل، بعد الاجتماع بالرئيس عن ذلك، قائلاً: «إننا نرى فيه وجهاً إصلاحياً، وتابعنا عن قرب مواقفه لجهة حماية لبنان من إسرائيل». وأعلن النائب إبراهيم كنعان باسم «اللقاء التشاوري النيابي المستقل» تسمية سلام، على غرار كتلة «حزب الكتائب اللبنانية»، التي قال رئيسها النائب سامي الجميل: «الرئاسة كانت تحت الوصاية مثل لبنان كله. أما اليوم فالرئاسة تعود رمزاً لسيادة لبنان واستقلاله»، وتمنى «أن يفهم الجميع أنّ الإقصاء ممنوع، وجميعنا يجب أن نكون شركاء في بناء لبنان الجديد». وامتنع «التكتل الوطني المستقل» الذي يضم النواب طوني فرنجية وفريد هيكل الخازن وملحم طوق، عن تسمية أي شخصية. في المقابل سمى سلام أيضاً النائب عماد الحوت (الجماعة الإسلامية) وكتلة «التوافق الوطني» التي تضم النواب فيصل كرامي وعدنان طرابلسي وطه ناجي ومحمد يحيى وحسن مراد ونواف سلام. بدورها سمّى سلام كل من «كتلة التغيير» التي تضم النواب ميشال دويهي ووضاح الصادق ومارك ضو، وكتلة «تجدد» التي تحدّث باسمها النائب فؤاد مخزومي الذي كان قد انسحب لصالح سلام معتبراً أنه «يجب أن يشكّل انتخاب عون حداً فاصلاً بين مرحلة وأخرى، ويجب أن يطوي صفحة التعطيل والفراغ وانحلال الدولة ومؤسساتها».

«حزب الله»

وفي الساعة الأخيرة للاستشارات، التقى وفد «حزب الله» الرئيس عون، وشنّ بعدها رئيس الكتلة النائب محمد رعد، هجوماً على معارضيه. وقال: «لقاؤنا مع رئيس الجمهورية كان من أجل الإعراب عن أسفنا لمن يريد أن يخدش إطلالة العهد التوافقية»، مضيفاً: «مرة جديدة يكمن البعض من أجل التفكيك والتقسيم والإلغاء والإقصاء تعمداً وكيديةً». وأوضح: «خطونا خطوة إيجابية عند انتخاب رئيس الجمهورية وكنا نأمل أن نلاقي اليد التي لطالما تغنت بذلك وإذ بها قُطعت»، وأكد أن «من حقنا أن نطالب بحكومة ميثاقية، وأي حكومة تناقض العيش المشترك لا شرعية لها». وقال: «سنراقب ونمضي بكل هدوء وحكمة، وسنرى أفعالهم من أجل إخراج المحتل من أرضنا واسترجاع الأسرى وإعادة الإعمار والتطبيق الصحيح لـ1701 بما يحفظ الوحدة الوطنية». كذلك، امتنعت كتلة «التنمية والتحرير» عن تسمية أحد، وتحدث باسمها النائب أيوب حميد، بعد لقاء الكتلة مع الرئيس عون برئاسة رئيس البرلمان نبيه بري: «الكتلة لم تُسمِّ أحداً انطلاقاً من مبدأ أنه لا يجوز أن يكون هناك تناقض بين الميثاق والعيش المشترك الحقيقي»، فيما غادر بري من دون الإدلاء بأي تصريح.

الجولة الأولى

كانت الاستشارات في فترة قبل الظهر التي التقى خلالها الرئيس عون 21 نائباً، قد انتهت بتقدم سلام على ميقاتي بحصول الأول على 12 صوتاً، والثاني على 7 أصوات، فيما امتنع نائبان عن التصويت هما نائب رئيس البرلمان إلياس بوصعب والنائب جميل السيد. وبدأت الجولة الأولى من الاستشارات مع نائب رئيس مجلس النواب إلياس بوصعب بعدما قرر رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي كانت الاستشارات ستبدأ معه، أن يترأس وفد «كتلة التنمية والتحرير» بعد الظهر. وقال بوصعب، بعد لقائه الرئيس عون، إن الأخير أكد له «انفتاح مختلف الدول على لبنان»، مضيفاً: «لدينا قلق من أن نذهب إلى اختلاف عمودي جديد، وكسر فريق على حساب آخر في رئاسة الحكومة، وهذا لن يسهّل بداية العهد، مما سيؤدي بنا إلى أزمة». من جهته، وإثر لقائه رئيس الجمهورية، قال النائب إبراهيم منيمنة، الذي انسحب من الترشح لصالح سلام، إن «المرحلة تأسيسية وانتقالية». وقال: «آثرنا بعد نقاش مع فريقنا أن ننسحب لصالح نواف سلام لنؤمِّن التوافق للوصول إلى ترجمة العناوين السياسية التي كنا نطمح إليها. كل الثقة بشخصه أن ينفّذ هذه العناوين. سميتُ نواف سلام، وهي فرصة يجب عدم تضييعها».

مهمة التأليف بعد التكليف

ولا يعني تكليف رئيس جديد تشكيل حكومة أنّ ولادتها باتت قريبة. وغالباً ما استغرقت هذه المهمة أسابيع أو حتى أشهُراً، بسبب الانقسامات السياسية والشروط والشروط المضادّة في بلد يقوم نظامه على مبدأ المحاصصة، رغم أن هناك أفرقاء لبنانيين يرون أن مهمة التأليف لم تكن صعبة هذه المرة انطلاقاً من الوقائع والمعطيات السياسية والخارجية التي تؤكد ضرورة المضي قدماً في مرحلة التغيير.

 

مسيّرة إسرائيلية تستهدف دراجة نارية في بلدة عيترون بجنوب لبنان

بيروت: «الشرق الأوسط»/13 كانون الثاني/2025

استهدفت طائرة مسيّرة إسرائيلية، مساء اليوم (الاثنين)، دراجة نارية في بلدة عيترون بجنوب لبنان، بصاروخ موجّه. وذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية الرسمية أن الطائرة المسيّرة الإسرائيلية استهدفت، مساء اليوم، دراجة نارية في بلدة عيترون بصاروخ موجّه، بينما واصلت القوات الإسرائيلية عملياتها الواسعة بتفجير عدة منازل في بلدة عيتا الشعب في قضاء بنت جبيل. وارتفعت سحب الدخان في سماء البلدة وسُمع دوي التفجيرات في قرى القضاء. يذكر أنه كان تم الإعلان في 26 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي عن اتفاق وقف لإطلاق النار بين لبنان وإسرائيل. وبدأ تنفيذ وقف إطلاق النار فجر اليوم التالي، غير أن إسرائيل لم تلتزم بوقف إطلاق النار منذ إعلانه.

 

سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى لبنان تأمل تشكيل حكومة «سريعاً» لإطلاق إصلاحات «ملحة»

الشرق الأوسط»/13 كانون الثاني/2025

أعربت سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى لبنان ساندرا دو وال، الاثنين، عن أملها في تشكيل حكومة جديدة في لبنان «سريعاً» من أجل إطلاق إصلاحات «ملحة»، بعيد تسمية القاضي نواف سلام لتشكيلها.

ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، قالت دو وال في منشور على منصة «إكس»: «من المشجع أن نرى الأمور تسير قدماً في لبنان. ونأمل أن يتم تشكيل حكومة سريعاً لإطلاق الإصلاحات الملحة، وإعادة إحياء مؤسسات الدولة لصالح جميع اللبنانيين».

 

إسرائيل توسع دائرة خروقاتها في جنوب لبنان والبقاع

عون بحث مع قائد المنطقة الوسطى الأميركي تطبيق القرار 1701

بيروت: يوسف دياب/الشرق الأوسط»/13 كانون الثاني/2025

رفع الجيش الإسرائيلي وتيرة اعتداءاته على لبنان، وتخطّت عملياته جنوب مجرى نهر الليطاني، لتمتدّ إلى منطقة إقليم التفاح في الجنوب، وصولاً إلى البقاع اللبناني والحدود الشرقية مع سوريا، بينما بحث الرئيس اللبناني جوزيف عون مع وفد عسكري أميركي رفيع المستوى، الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة للسيادة اللبنانية وضرورة تطبيق القرار 1701. الوفد العسكري الأميركي الذي يرأسه قائد المنطقة الوسطى الجنرال في الجيش الأميركي مايكل كوريلا، الذي ضم أيضاً رئيس اللجنة التقنية لمراقبة وقف إطلاق النار الجنرال جاسبير جيفرز، وعدداً من الضباط الأميركيين المعاون، في حضور السفيرة الأميركية لدى لبنان ليزا جونسون، زار ظهر الاثنين، الرئيس جوزيف عون في قصر بعبدا، وقدم له الجنرال كوريلا التهاني بمناسبة انتخابه رئيساً للجمهورية، مؤكداً «دعم الولايات المتحدة المستمرّ للبنان، وسبل تعزيز التعاون بين الجيشين اللبناني والأميركي، خصوصاً في ضوء الدعم العسكري والتقني الذي تقدمه السلطات الأميركية للبنان».

تطوير التعاون

كما تطرق النقاش إلى الوضع الأمني في الجنوب اللبناني، وتطرق الحديث إلى مراحل تنفيذ الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب وفق البرنامج المعد لهذه الغاية. وأفاد بيان صادر عن القصر الجمهوري بعد اللقاء، بأنه «جرى استكمال البحث في الوضع الأمني بالجنوب والإجراءات المعتمدة لتنفيذ القرار 1701، الذي يدعو إلى وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، بالإضافة إلى التعاون القائم بين الجيش اللبناني والقوات الدولية ولجنة المراقبة». وشكر الرئيس عون الجنرال كوريلا على زيارته، منوهاً بـ«التعاون القائم بين الجيشين اللبناني والأميركي وضرورة تطويره»، مشيداً بدور الجيش الأميركي في «دعم استقرار لبنان ومساعدته في مختلف المجالات العسكرية». وفي وقت لاحق، انضم إلى الوفد الأميركي قائد القوات الدولية الجنرال آرولدو لازارو، ونائب رئيس لجنة مراقبة وقف إطلاق النار الجنرال الفرنسي غيوم بونشان، إضافة إلى قائد الجيش بالإنابة اللواء الركن حسان عودة، الذي حضر مع وفد من ضباط الجيش اللبناني.

غارات جويّة

وذكّرت الغارات الإسرائيلية التي حصلت في الساعات الماضية، بأيام الحرب القاسية التي عاشها لبنان قبل دخول قرار وقف النار حيّز التنفيذ، فشنّ الطيران الحربي الإسرائيلي غارة استهدف خلالها الأودية الواقعة بين بلدات عربصاليم حومين الفوقا ودير الزهراني في جنوب لبنان، كما شنّ غارة استهدفت أطراف منطقة جنتا بقضاء بعلبك في السلسلة الشرقية. كما نفّذ غارة في الساعات الأولى من فجر الاثنين، طالت المعابر البرية بين لبنان وسوريا لجهة بلدتي القصر والهرمل، بينما استمرّ التحليق على علوّ منخفض لطائرات الاستطلاع الإسرائيلية في أجواء مدينة صور وقرى وبلدات القضاء.

تفجير وتمشيط

أما على صعيد الانتهاكات البرّية، فأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بأن «قوة إسرائيلية معززة بالدبابات والآليات تمشّط منطقتي المفيلحة ورأس الظهر غرب بلدة ميس الجبل». وأشارت إلى أن العدو «أحرق عدداً من المنازل في حي المفيلحة، بالإضافة إلى 15 تفجيراً محدوداً في الحي، وعملت على تمشيط المنطقة مستعينة بالدبابات والآليات المدرعة، كما نفّذ الجيش الإسرائيلي عملية تفجير في بلدة عيتا الشعب، وعمد الجنود الإسرائيليون إلى إطلاق النار بالرشاشات الثقيلة من موقعهم في مستوطنة المطلة باتجاه سهل الخيام». كما قاموا بعملية تمشيط كثيفة بالأسلحة الرشاشة، داخل أحياء بلدة ميس الجبل، وسمع دوي قوي ناجم عن تفجير في البلدة، ما اضطر الجيش اللبناني إلى إرجاء دخوله لبلدة ميس الجبل، الذي كان مقرراً الاثنين، إلى موعد لاحق.

حرّية التحرّك

وأثار التصعيد الإسرائيلي المخاوف من امتناع إسرائيل عن الانسحاب من المناطق التي احتلتها في جنوب لبنان إلى ما بعد الخطّ الأزرق، وعدّ الخبير العسكري والاستراتيجي العميدة المتقاعد سعيد القزح، أن إسرائيل «كانت تمتلك حرية التحرك خلال مهلة الـ60 يوماً من دون العودة إلى لجنة المراقبة». وتوقف عند العمليات العسكرية التي حصلت في جنتا وجومين، فأشار في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن إسرائيل «أعلنت أنها أبلغت الجيش اللبناني بوجود تحركات لعناصر من (حزب الله)، وعندما لم يتصرّف نفذت عمليات الاستهداف». وذكر القزح أن الولايات المتحدة الأميركية «أعطت إسرائيل ضمانات خلال مفاوضات وقف النار، بأنه في حال التبليغ عن أي تحرّك عسكري أو أمني لـ(حزب الله) ولم تجرِ معالجته، يمكن لإسرائيل أن تنفذ ضربات في كل مكان بلبنان لإزالة ما تزعمه تهديداً لأمنها».

انسحاب مشروط

الخروقات لا تعني أن الجيش الإسرائيلي لن ينسحب من جنوب مجرى نهر الليطاني بحلول 27 يناير (كانون الثاني) الحالي، ولفت العميد قزح إلى أن «انسحاب إسرائيل سيتحقق، لكنه مشروط بتسليم (حزب الله) كل أسلحته ومواقعه للجيش اللبناني، وأن ينسحب مقاتلوه إلى شمال الليطاني»، لكن القزح استطرد قائلاً: «في حال لم يستجب الحزب وتصرّف وفق الطريقة التي اعتمدها في عام 2006، عندها لن تنسحب إسرائيل، وستتذرّع بحماية أمنها والدفاع عن نفسها».

 

تباين نيابي لبناني بين حكومة «التكنوقراط» و«التوازنات السياسية» وإصرار على أن تكون متجانسة ومتكاملة مع «خطاب القسم»

بيروت: يوسف دياب/الشرق الأوسط»/13 كانون الثاني/2025

منذ انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للبنان، بدأ البحث في الكواليس السياسية بشأن شكل الحكومة العتيدة برئاسة القاضي نواف سلام، وتباينت آراء النواب بين من يفضّلها حكومة سياسية تعكس التوازنات داخل المجلس النيابي، ومن يريدها حكومة إنقاذ بعيدة عن المحاصصة، لكنّ المواقف كلّها تقاطعت على أهمية تشكيل حكومة إصلاحية متجانسة وصاحبة رؤية وأهداف تتكامل مع «خطاب القَسَم» الذي يمثل برنامج عمل الرئيس عون. وكما حظي انتخاب الرئيس باهتمام عربي ودولي، فإن تشكيل الحكومة يقع تحت مجهر القوى الدولية المعنية بإنقاذ لبنان، وعدّ النائب المستقلّ ميشال ضاهر، أن البلد «يحتاج الآن إلى حكومة إصلاحيّة، تعطَى صلاحيات استثنائية، خصوصاً في الملفّات الاقتصادية والمالية». ودعا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى «تشكيل حكومة مستقلّة، لا حكومة محاصصة كما تعودنا في المرحلة السابقة، وأن تمثل أمام المجلس النيابي على هذا الأساس، ومن لا يعجبه ذلك، فيمكنه أن يحجب عنها الثقة ويخضع للامتحان أمام الشعب اللبناني». ومع تشكيل الحكومة الجديدة، ستتغيّر هوية المعارضة والموالاة، وهذا رهن مواصفات رئيسها وأعضائها. ودعا عضو كتلة «الجمهورية القوية» النائب جورج عقيص، الحكومة العتيدة إلى «صياغة بيان وزاري يمثل انعكاساً حقيقياً لخطاب القسم». وقال عقيص لـ«الشرق الأوسط»: «نحن مجموعة سيادية (القوات اللبنانية) نضع أنفسنا اليوم في موقع الموالاة لعهد الرئيس جوزيف عون، انطلاقاً من انتخابنا له ودعمنا المباشر لمسيرته على رأس الدولة»، ورأى عقيص أنه «ليس المهمّ أن يكون وزراء الحكومة من التكنوقراط أو من السياسيين، بل الأهم برنامجها وقدرتها على الإنجاز، فإذا عُيّن وزير تكنوقراط يتحول إلى سياسي داخل الحكومة، وإذا كان سياسياً يصبح داخل الحكومة من التكنوقراط؛ لأنه سيتعاطى مع الملفات التي تهمّ الناس».

وستلقي التوازنات داخل البرلمان بثقلها على شكل الحكومة، إلا إن النائب ميشال ضاهر تمنّى «لو أن نذهب إلى انتخابات نيابية مبكرة تعيد رسم التوازنات داخل المجلس النيابي». وسأل: «هل تعلم الطبقة السياسية أنه لن يأتي دولار واحد للبنان، قبل إجراء الإصلاحات المطلوبة في مؤسسات الدولة بدءاً من القضاء؟». وقال: «الدول العربية الشقيقة، والأصدقاء الدوليون، سيقفون إلى جانب الدولة لدعمها وليس لدعم الأحزاب ومنظومة الحكم السابقة، لكن ما لم نشهد إصلاحات حقيقية، فلن يكون هناك دعم ولا استثمارات». وطالب بـ«فتح صفحة المحاسبة، ورفع السرية المصرفية عن كلّ من تسلّم مركزاً في الدولة». وشدد على ضرورة «تشكيل حكومة تشبه (رئيس الجمهورية) جوزيف عون وتطبّق خطاب القسم». وختم النائب ضاهر: «كنت السبّاق في ترشيح العماد جوزيف عون للرئاسة؛ ليس حبّاً في شخصه فحسب، بل لأنه شخصية تملك الإرادة والعزيمة والتصميم على بناء الدولة». وعمّا إذا كان حزب «القوات اللبنانية» يرغب في الاشتراك بالحكومة، أجاب النائب جورج عقيص: «نحن بصفتنا فريقاً سياسياً نعتبر أننا ضمن فريق عمل العهد، فإذا كان الاتجاه حكومة تتمثل فيها القوى السياسية؛ فبطبيعة الحال سنتمثّل بها وسنكون ضمن فريق عمل العهد لدعمه وإنجاحه، وإذا لم تتمثل الأحزاب فلا مشكلة»، مشيراً إلى أن «قوى المعارضة ستستكمل مشاوراتها خلال الساعات المقبلة وتتخذ موقفاً موحداً». وعلى أثر انتهاء الاستشارات النيابية الملزمة التي تفضي إلى تسمية رئيس الحكومة المكلّف، يُجري الأخير استشارات نيابية غير ملزمة، اعتادت الكتل فيها طلب تمثيلها في الحكومة وعرض رؤيتها لمهامها، ورأى عضو كتلة «التحرير والتنمية» النائب محمد خواجة، أنه «قبل النظر فيما إذا كانت الحكومة سياسية أم من التكنوقراط، فإنه يجب أن تكون حكومة إصلاحية متجانسة، تمتلك الرؤية والخطط لترجمة مشروعات النهوض بالبلد»، داعياً إلى «وضع معايير لهذه الحكومة قبل اختيار شكلها وأعضائها». وأكد خواجة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنه «ليس كلّ سياسي فاشلاً، وليس كل تكنوقراط ناجحاً، لكن من المفضّل أن يكون الوزير صاحب خبرة ومجرّب في العمل العام ويتميّز بالكفاءة ونظافة الكفّ». وأمل في «طي المرحلة الماضية وما حملت من مآسٍ للشعب اللبناني، وفتح مرحلة جديدة تغلّب فيها مصلحة لبنان واللبنانيين». لا يختلف الجميع على أن انتخاب رئيس الجمهورية بعد أكثر من 26 شهراً من الشغور في «قصر بعبدا»، وضع البلاد أمام فرصة الخروج من الأزمات، وشدد خواجة على أهمية «تلقّف فرصة احتضان الأشقاء العرب والأصدقاء الدوليين، وأن يتحّلى المسؤولون بالحسّ الوطني للنهوض بالبلد». وأكد أن «المسؤولية الملقاة على الحكومة العتيدة كبيرة جداً، وأهمها ترسيخ الوحدة الوطنية ودولة القانون، ومعالجة المشكلات الحياتية للناس، وأن تتعهّد بتأمين التيار الكهربائي وإعادة هيكلة المصارف؛ إذ لا اقتصاد من دون مصارف وحماية أموال المودعين».

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

اجتماع الرياض… تقدير للدور السعودي ومطالبة الإدارة السورية بخريطة طريق

3 خبراء سوريين يعتبرون الكرة في ملعب الحكومة المؤقتة

لندن/الشرق الأوسط/13 كانون الثاني/2025

استقبل السوريون بإيجابية مخرجات الاجتماع الوزاري العربي الموسَّع بشأن سوريا، الأحد، في العاصمة الرياض، وتصريحات وزير الخارجية السعودي، وبتقدير لدور المملكة وتشديد الأمير فيصل بن فرحان بعد انتهاء الاجتماع، على ضرورة رفع العقوبات الأحادية والأممية المفروضة على سوريا؛ لأن عدم رفعها «سيعرقل طموحات الشعب السوري». «الشرق الأوسط» تحدثت لثلاثة خبراء في الشأن السوري لرصد انطباعاتهم عن مخرجات اجتماع الرياض، وما يمكن أن يبنى عليها تالياً.

التعافي المبكر

الدكتور هشام مروة، رجل القانون الذي واكب مراحل الثورة السورية ضد نظام الأسد منذ مارس (آذار) 2011، وكان عنصراً أساسياً في تشكيل «المجلس الوطني السوري» و«الائتلاف الوطني السوري» المعارضَين لنظام الأسد، يستهل حديثه بـ«الشكر الجزيل لدعوة الأشقاء السعوديين إلى هذا الاجتماع، وكذلك الشكر لمن حضر من الأشقاء والأصدقاء». ويلفت إلى أن المؤتمر كان على ثلاثة مستويات، الأول عربي برسالة مهمة أن سورية الآن مع حاضنتها العربية وليست خارجها، والثاني هو اللقاء العربي متضمناً سورية مع الأتراك، في لفت الانتباه إلى تقدير العرب والأوروبيين للدور التركي الداعم للشعب السوري، والثالث مع أعضاء من الاتحاد الأوروبي، ألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة. يتابع الدكتور مروة: «اللافت في الإحاطة الإعلامية لوزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، التركيز على أهمية عملية إنعاش سورية ودعمها لتكون قادرة على القيام بالدور المطلوب منها في سوريا وفي المحيطين الإقليمي والدولي، وتركيزه على أن مستقبل سورية يقرره السوريون. وكذلك توجُّه المشاركين على أهمية وعدالة رفع العقوبات المفروضة على سوريا، وليس على الأفراد الذين كانوا مع نظام الأسد وأعوانه في الجرائم ضد الشعب السوري». يلفت الدكتور مروة أيضاً، إلى أن الإشارات الإيجابية من الإدارة الجديدة، تدفع باتجاه تسريع رفع العقوبات عن سوريا وليس عن المجرمين من النظام البائد. «ولعل هذا الاجتماع كان فرصة لاجتماع وزير خارجية الإدارة الجديدة، أسعد الشيباني، مع بعض وزراء الخارجية الذين لم يتم الاجتماع بهم بعد». واعتبر مروة أن اجتماع الرياض حول سوريا، الأحد، خطوة مهمة ومتقدمة وإيجابية ومحل تقدير من كل السوريين، سيكون له أكبر الأثر في التعافي المبكر لسوريا، وسرعة استعادة دورها العربي والإقليمي والدولي، والأداء المتوازن على مستوى العلاقات مع دول الجوار. ويلفت عضو «الائتلاف»، إلى انعكاس هذا الدعم العربي والدولي على الداخل السوري ونجاح «المؤتمر الوطني السوري» المتوقع قريباً في دمشق، الذي يجري التحضير له بشكل حثيث، وسيضم مكونات وأطياف الشعب السوري، ويتوقع أن يتمخض عن حل الفصائل وجمع سلاحها وإدماجها في الجيش الوطني السوري، والعمل على ملء الفراغ الدستوري والتحضير للمرحلة الانتقالية وتكليف حكومة تمثل كل السوريين، بين يدي انتخابات شفافة ونزيهة نيابية ورئاسية.

عملية انتقالية شاملة

معتصم السيوفي، مدير منظمة «اليوم التالي»، وهي منظمة مستقلة تعنى بدعم الانتقال الديمقراطي في سوريا. يرى أن مخرجات اجتماع الرياض «جيدة ومهمة»، خصوصاً أنها صادرة عن مجموعة من الدول العربية والغربية الأساسية التي تلعب دوراً أساسياً في الوضع السوري. فهناك احتضان لسوريا وترحيب بالإدارة الجديدة وعروض لتقديم الدعم والمشورة. يتابع: من الواضح أنه بإغفال ذكر القرار الدولي 2254 في البيان الختامي والنص على «احترام سيادة سوريا واستقلالها وتقديم الدعم والمشورة»، أن هناك تجاوباً مع طلبات الإدارة الحالية التي عبَّرت على لسان قائدها أن الواقع تجاوز القرار الأممي 2254، «وما رشح عن حساسية هذه القيادة لما بدا أنها ضغوط أو شكل من أشكال الوصاية من الخارج». ما هو إيجابي أيضاً، يتابع السيوفي، النص بوضوح في بيان اجتماع الرياض، عن توقعات واضحة ومحددة بـ«عملية انتقالية شاملة» لمختلف شرائح المجتمع السوري السياسية والاجتماعية، تؤمّن حقوق وأمن جميع السوريين وسلامة سوريا وعروبتها ووحدتها. أيضاً الوعد بالعمل على تنسيق الجهود من أجل السير برفع العقوبات وتقديم الدعم الإنساني المطلوب لشعبها. بالنظر لكل هذه العوامل الإيجابية، يرى مدير منظمة «اليوم التالي»، أن الطرف السوري، وبالتحديد الإدارة الحالية، مطالبة بـ«تقديم خريطة طريق للمرحلة الانتقالية بشكل علني وواضح ومحدد وشامل لكل شرائح المجتمع السوري». إذ حتى الآن، ليس لدينا خطة واضحة للانتقال بالتزامن مع رفض القرار 2254. فما هو البديل الذي تراه الإدارة مناسباً؟ ويوضح تساؤله بتفصيل أكثر، أن الإدارة، على سبيل المثال لا الحصر، تولت كل سلطات الدولة وتعيد تشكيل المؤسسات العسكرية والأمنية وتقوم بتعيينات قضائية، وليس لدينا إلى الآن تصور واضح عن المرحلة الانتقالية وعن المستقبل. «الكرة الآن في ملعب الإدارة، وهذا الغموض أصبح من الضروري إزالته بسرعة». ويلفت معتصم السيوفي، إلى الكثير من الإجراءات التي اتخذتها الإدارة الجديدة، ينظر إليها بإيجابية عالية على مستوى محاولات ضمان الأمن والسلم الأهلي، (رغم وجود خروق مثيرة للقلق)، كذلك محاولة تشغيل عجلات الدولة، لكن هناك بعض الإجراءات والقرارات والتعيينات في المناصب العسكرية والإدارية والأمنية، تحتاج إلى وفاق وطني قبل السير بها، وهو غير متوفر بالكامل في المرحلة الراهنة. هناك ملفات مثل قضية الكشف عن مصير المفقودين لم يتم اتخاذ أي خطوات باتجاهها. بكلام آخر نحتاج إلى خطة للمرحلة الانتقالية تؤمّن وفاقاً وطنياً وتستجيب لمطالب السوريين وتوقعات الدول الداعمة لسوريا، ثم نحتاج إلى مسار للحوار الوطني حول كل القضايا الشائكة وصولاً للحالة الدائمة المستقرة.

ينهي السيوفي كلامه بالقول: «الكرة الآن في ملعب الإدارة الحالية».

مشروع مارشال

الدكتور أسامة قاضي، خبير اقتصادي، رأى في اجتماع الرياض أهمية بالغة لمستقبل سوريا السياسي والاقتصادي، فهو يؤكد دورها العربي وعودتها لأشقائها بعد أن اختطفها نظام الأسد المخلوع إلى المستنقع الإيراني استمراراً لنهج أبيه الذي وقف مع إيران ضد العراق سابقاً. كذلك، يمهد هذا الاحتضان العربي مع الأصدقاء من الغرب على تعهدهم بمستقبل اقتصادي سوري واعد، «سِمته الحكم الرشيد وضمانة حرية وكرامة المواطن السوري». يضيف قاضي، كنت طالبت عبر الإعلام من الشقيقة الكبرى المملكة الدعوة لمؤتمر مثل مشروع «مارشال للتعافي الأوربي» بعد الحرب العالمية الثانية، وطالبت بتسميته «مشروع سلمان للتعافي السوري»؛ كي يساهم كل السوريين والأشقاء والأصدقاء الغربيين في إعمار سوريا التي شوهتها اقتصادياً عشر خطط خمسية فاشلة لحكومات البعث والعبث على مدار خمسين سنة، إضافة إلى 14 عاماً من تدمير بنيتها التحتية الهشة، فضلاً عن الفساد والهدر والتسلط، لدرجة أن سوريا قبل يوم الجلاء الفعلي 8 ديسمبر (كانون الأول) 2024، هي في وضع أسوأ من يوم تأسيس الكيان السوري 1920. ويختم الدكتور أسامة قاضي بالقول، إن مؤتمر الرياض الذي حضرته 17 دولة هو تمهيد لمؤتمر التعافي المقترح «الذي أعتقد أن تحضره أكثر من 60 دولة كما فعلنا قبل تغير المزاج الدولي في (مؤتمر أصدقاء الشعب السوري لإعمار وتنمية سوريا الجديدة) عام 2012، الذي عقد 4 مؤتمرات في أبوظبي ودبي وبرلين وكوريا الجنوبية عام 2013. مشدداً على أن «الشعب السوري يتطلع للدور الأخوي والعروبي للشقيقة السعودية، بحضورها ووزنها العربي والدولي لقيادة نهضة سوريا الجديدة».

 

6 دول في الاتحاد الأوروبي تدعو لتخفيف مؤقت للعقوبات على سوريا

بروكسل/الشرق الأوسط»/13 كانون الثاني/2025

دعت ست دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي الاتحاد إلى تعليق العقوبات المفروضة على سوريا مؤقتاً في قطاعات مثل النقل والطاقة والخدمات المصرفية، وفقاً لوثيقة اطلعت عليها وكالة «رويترز» للأنباء. ومن المقرر أن يناقش وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي تخفيف العقوبات المفروضة على سوريا خلال اجتماع في بروكسل يوم 27 يناير (كانون الثاني). وبدأ الزعماء الأوروبيون إعادة تقييم سياستهم تجاه دمشق بعد الإطاحة بالرئيس بشار الأسد من قبل قوات المعارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام»، التي صنّفتها الولايات المتحدة ودول أخرى والأمم المتحدة، جماعة إرهابية. وقالت الوثيقة التي وقّعتها ألمانيا وفرنسا وهولندا وإسبانيا وفنلندا والدنمارك، إن الاتحاد الأوروبي «يتعين عليه البدء في تعديل نظام العقوبات بشكل فوري». ومع ذلك، حذّرت الوثيقة أيضاً من أنه إذا لم تتم تلبية توقعات الاتحاد الأوروبي باحترام حقوق الإنسان والأقليات، فقد لا ترفع المزيد من العقوبات، وقد يتم تطبيق آلية إعادة فرض العقوبات بخصوص العقوبات التي رُفعت بالفعل. وأصدرت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي إعفاء من العقوبات على المعاملات مع المؤسسات الحاكمة في سوريا لمدة ستة أشهر، في محاولة لتسهيل تدفق المساعدات الإنسانية. وقالت الدول الأعضاء الست في الاتحاد الأوروبي إن التكتل يجب أن يرفع العقوبات لتسهيل الرحلات الجوية المدنية وإعادة تقييم العقوبات المفروضة على السلع ذات القيمة العالية وإزالة حظر التصدير على تكنولوجيا النفط والغاز، وإعادة فتح القنوات المالية بين الاتحاد الأوروبي وسوريا. وقالت الدول الأعضاء الست أيضاً إن العقوبات المفروضة على أعضاء إدارة الأسد وأنصارها يجب أن تظل قائمة. وذكرت الوثيقة أن رفع العقوبات عن «هيئة تحرير الشام» يجب أن تجري مناقشته على مستوى الأمم المتحدة والتنسيق مع الشركاء المقربين، مضيفة أن «ذلك سيعتمد على تقييمنا المشترك للكيان المدرج به هيئة تحرير الشام وقائدها (أحمد) الشرع والتطورات على الأرض في سوريا». والتقت كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، بوزير الخارجية السوري الجديد أسعد حسن الشيباني، أمس الأحد في الرياض، حيث اجتمع كبار الدبلوماسيين من الشرق الأوسط والغرب لمناقشة الوضع في البلاد. وقالت كالاس: «الآن هو الوقت المناسب للقيادة السورية الجديدة لتحقيق الأمل الذي كان سبباً في ظهوره، من خلال انتقال سلمي وشامل يحمي جميع الأقليات». وأضافت: «بعد ذلك، سنناقش مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي كيفية تخفيف العقوبات».

 

التقدم الكبير في المفاوضات لا يزيل الشكوك حول نيات نتنياهو الحقيقية...الدفعة الأولى: إطلاق 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 3 آلاف فلسطيني بينهم نحو 200 أسير «ثقيل»

تل ابيب/الشرق الأوسط/13 كانون الثاني/2025

على الرغم من ان مصادر سياسية كثيرة في تل أبيب تؤكد أن هذه المرة يوجد أساس متين للتفاؤل بقرب إبرام صفقة تُوقِف إطلاق النار في قطاع غزة، وتحقق تبادل أسرى بين إسرائيل والفلسطينيين، ووسط حديث عن تفاصيل الاتفاق الذي جرى التوصل إليه في الدوحة، يشكك كثيرون في نيات رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو الحقيقية، ولا يستبعدون أن يُقْدم على خطوات تجهض الصفقة مرة أخرى، كما فعل في كثير من المرات السابقة. لكن مصادر كثيرة في تل أبيب تؤكد أن ما يعوق إتمام الصفقة في الحكومة الإسرائيلية يمكن التغلب عليه، رغم الخطاب العدائي الرافض للصفقة. وإذا كان اليمين المتطرف يدير اليوم حملة ضد الصفقة، فإن نتنياهو قادر على التغلب عليها، بل إنه يستفيد من هذا الرفض ليظهر للرئيس الأميركي، دونالد ترمب، قدراته القيادية في التغلب على الصعاب. وكان نتنياهو قد اجتمع بالوزيرين المتطرفين في حكومته، بتسلئيل سموترتش وإيتمار بن غفير، واتفق معهما على حدود معارضتهما، بحيث لا تتجاوز مسألة التهديد بسقوط الحكومة. وقد خرج سموتريتش بمنشور في الشبكات الاجتماعية يهاجم فيها الصفقة بدعوى أنها لا تشمل إطلاق سراح كل المحتجزين الإسرائيليين لدى «حماس»، وأنها تتيح وقف الحرب قبل تصفية «حماس»، لكنه كان حريصاً على القول إنه سيصوِّت ضدها في الحكومة، ولم يهدد بالانسحاب. ويتوقع أن يكون بن غفير أشد حدة في مهاجمة الصفقة، لكنه هو أيضاً لن ينسحب من الحكومة، علماً بأنه حتى لو انسحب فإنها لن تسقط، إذ ستبقى بأكثرية 62 نائباً. وهناك 10 نواب في الكنيست (البرلمان)، نصفهم من حزب نتنياهو (الليكود)، توجهوا إليه برسالة يطالبونه فيها بالامتناع عن تمرير الصفقة بشكلها الحالي. لكن هؤلاء يطالبون بمواصلة التفاوض على صفقة شاملة، ولا يعترضون على المبدأ، ثم إنهم لا يهددون الحكومة؛ لأن الصفقة لن تُطْرَح على الكنيست، وسيتم إقرارها فقط في الحكومة، وهناك توجد أكثرية مضمونة لنتنياهو في تأييدها. وبالإضافة إلى ذلك، حتى لو قرر نتنياهو اللجوء إلى الكنيست لإقرار الصفقة، فإنه سيحظى بأكثرية ساحقة؛ لأن معظم نواب المعارضة وعدوا بمنح نتنياهو شبكة أمان بالتصويت معها. وقد أطلق رؤساء 4 أحزاب تصريحات، الاثنين، بهذه الروح، هم: يائير لبيد، رئيس المعارضة وله 24 نائباً، وبيني غانتس، رئيس حزب «المعسكر الرسمي» وله 8 نواب، ومنصور عباس، رئيس «القائمة العربية الموحدة للحركة الإسلامية» وله 5 مقاعد، ويائير غولان، رئيس «حزب الديمقراطيين» وله 4 مقاعد. وتؤكد المصادر الإسرائيلية أن الانعطاف في موقف نتنياهو لصالح الصفقة يعود أولاً وقبل أي شيء إلى دخول الرئيس ترمب، على الصورة بكل قوته. وهو لم يعد الصفقة لوقف النار وتحرير الأسرى جزءاً من صفقة أكبر يطمح إليها، لفتح آفاق سياسية في الشرق الأوسط كله. وبحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت»، فإن ترمب يرمي إلى وقف الحروب في الشرق الأوسط وأوكرانيا، ولديه طموح جدي للحصول على جائزة نوبل للسلام. وأكدت المصادر أن ترمب ينوي منح «رزمة هدايا» لليمين الإسرائيلي، مقابل عدم إجهاض الصفقة، وذلك بالسماح له ببناء كمية غير عادية من الوحدات السكنية في المستوطنات، وإلغاء العقوبات التي فرضتها إدارة الرئيس جو بايدن على قادة المستوطنين المتطرفين.

وفي هذا السياق، نقلت «القناة 12» الإسرائيلية، عن مسؤول رفيع في تل أبيب قوله إن ترمب لا يريد الانشغال في بداية ولايته بحروب جديدة أو بتعميق حروب قديمة في الشرق الأوسط، وإن مبعوثه، ستيف ويتكوف، الذي وصل إلى إسرائيل، السبت، التقى نتنياهو بهدف دفع صفقة تبادل أسرى، وفي أعقاب ذلك تقرر إيفاد رئيسي «الموساد» و«الشاباك» إلى الدوحة، أوضح أنه «في اليومين الأخيرين بدأ ترمب يتدخل في قضية تبادل الأسرى بشكل شخصي»، وأنه «مَعْنِيّ بالتوصل إلى اتفاق قبل بدء ولايته، في الـ20 من الشهر الحالي، بشكل قاطع». وقال ويتكوف في مقابلة للقناة نفسها حول ضلوع ترمب في صفقة تبادل الأسرى، إن «هذه المهمة الأكثر أهمية بالنسبة للرئيس ترمب. وقد أوعز الرئيس لي بشكل شخصي أن أمارس الحد الأقصى من الضغط من أجل دفع الصفقة». أضاف ويتكوف أن «الرئيس يفضل حلاً دبلوماسياً، لكن إذا لم يحدث هذا الأمر، مثلما كان الرئيس قد أعلن، فستكون لذلك عواقب وخيمة». وبحسب مصدر آخر، قال ويتكوف إن ترمب سيقف إلى جانب إسرائيل بقوة في حال أجهضت «حماس» الصفقة، وسيؤيد العودة إلى القتال.

أما فيما يتعلق بمضمون الصفقة، فقد كشفت مصادر في السلطة الفلسطينية في رام الله، أن رئيس الهيئة العامة للأسرى، قدورة فارس، سافر إلى الدوحة وذلك بوصفه المسؤول عن هذا الملف في الحكومة الفلسطينية، ودوره سيتركز على اختيار أسماء الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم في هذه الصفقة. وبحسب تصريحات له فإن الدفعة الأولى للصفقة ستفضي إلى إطلاق سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل نحو 3 آلاف أسير، بينهم جميع الأطفال والنساء والمرضى المزمنين، وبينهم أيضاً 150 – 200 أسير «ثقيل»، أي ممن يمضون حكماً بالسجن المؤبد. وأفاد مسؤول مطّلع على المفاوضات في الدوحة، الإثنين، بأن قطر سلمت إسرائيل و«حماس» «مُسَوَّدة نهائية» لوقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الأسرى بهدف إنهاء الحرب في غزة. وأضاف أن انفراجة تحققت في الدوحة، بعد منتصف الليل، بعد محادثات بين رؤساء أجهزة المخابرات الإسرائيلية وبين ويتكوف، ورئيس الوزراء القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، حسبما نقلت وكالة «رويترز» عنه. وحسب «القناة 12»، فإنه ليس مؤكداً التوصل إلى صفقة منتهية وموقَّعة، وإنما ربما يتم التوصل إلى مذكرة تفاهمات أو مبادئ تلتزم بها إسرائيل و«حماس» «وقد تشكل إنجازاً مع دخول ترمب إلى البيت الأبيض». وعلى الرغم من هذه الأجواء المتفائلة فإن عائلات المحتجزين الإسرائيليين رفضت بناء آمال عليها وقال ناطق بلسانها، «إن تجاربنا المُرة لا تزيل الشكوك في إجهاض الصفقة في لحظة، ولذلك لن نصدق حقيقة الصفقة إلا إذا رأينا أولادنا في أحضاننا».

 

«حماس» تشدد تعليماتها للحفاظ على حياة قادتها وكوادرها

وسط كلام عن قرب التوصل لاتفاق غزة... إسرائيل تكثف هجماتها باستخدام الذكاء الاصطناعي

غزة: «الشرق الأوسط»»/13 كانون الثاني/2025

شددت حركة «حماس» التعليمات التي تصدرها لقياداتها وعناصرها داخل قطاع غزة، بالتخفي بشكل أكثر أماناً وتخفيف التحركات في ظل تشديد القوات الإسرائيلية من عملها الاستخباراتي، الذي يهدف لتنفيذ عمليات اغتيال تطال كل هدف ممكن بالنسبة لها، قُبيل الاتفاق المرتقب لوقف إطلاق النار الذي يشمل صفقة تبادل أسرى. وكشفت مصادر مطَّلعة من «حماس» لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادة الحركة على المستويين السياسي والعسكري أصدرت تعليمات صارمة للقيادات الميدانية، والنشطاء العسكريين، الذين تعدهم إسرائيل هدفاً لهم، بعدم الظهور أمام العلن وتقليل التحركات بما في ذلك سيراً على الأقدام، أو من خلال أي مركبات، ما لم يكن هناك ضرورة أمنية طارئة تستدعي ذلك. ووفقاً للمصادر، فإن هذه التعليمات صدرت خلال اليومين الماضيين، مع تكثيف إسرائيل جهودها الاستخباراتية من خلال استخدام عوامل عدة من أبرزها الطائرات المسيَّرة الحديثة التي تعمل على تتبُّع المقاومين، سواء كانوا من قيادات بارزة أم من الصفوف الثانية والثالثة وصولاً للجنود المقاومين من النشطاء الفاعلين. وأشارت المصادر إلى أن التعميم أكد أن الأيام القليلة المقبلة ستكون حاسمة في ملف مفاوضات وقف إطلاق النار، وأن إسرائيل ستسعى خلال هذه الأيام لاصطياد أكبر عدد ممكن من المقاومين بهدف تصفيتهم في إطار محاولاتها الهادفة للقضاء على أي نشاط عسكري للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وهو الأمر الذي كانت تسعى إليه منذ بداية الحرب الحالية، وفشلت في تحقيقه بالقضاء الكامل على المقاومة، وفق ما جاء في التعميم الذي اطَّلعت «الشرق الأوسط» على تفاصيله. وذكرت المصادر أن التعميم وُزع في ظل هذه الظروف الأمنية مكتوباً عبر نقله من قبل «المراسلين - البريد» البشري، الذي يرى أنه آمن لدى «كتائب القسام» الجناح المسلح لـ«حماس»، في ظل الملاحقة والمتابعة الأمنية الإسرائيلية الشديدة خاصةً للإلكترونيات والإنترنت وغيره.

وتَعَرَّضَ كثير من القادة الميدانيين والنشطاء البارزين في «حماس» لسلسلة اغتيالات مكثفة في الأيام الأخيرة، بينهم أسامة أبو ناموس، قائد «كتيبة الصبرة وتل الهوا»، الذي تعرض لـ4 محاولات اغتيال سابقة خلال الحرب، ونجا في بعضها، وأصيب في أخرى، كما اغتيل نائبه محمد الترك في ضربة جوية عنيفة استهدفت مربعاً سكنياً بمنطقة «السرايا» وسط مدينة غزة، واغتيل برفقته حمزة الديري ومحمود شاهين، وهما قائدا سرايا في الكتيبة نفسها، إلى جانب عدد من المقاومين الآخرين كانوا برفقتهم. كما اغتيل حمدي أبو دان، قائد سرية النخبة في كتيبة الشيخ رضوان التابعة لـ«القسام»، إلى جانب مساعده محمد صيام، خلال عملية اغتيال استهدفتهما وهما يسيران على أقدامهما في منطقة مسجد فلسطين غرب مدينة غزة، كما اغتيل معتصم القوقا قائد «سرية النخبة» في «كتيبة الشاطئ» بقصف استهدفه قرب مجمع الشفاء الطبي، واغتيل عدد آخر من القيادات الميدانية والنشطاء، وحتى قيادات في العمل الخيري والدعوة لحركة «حماس» آخرهم وائل راشد، الذي اغتيل، ظهر الاثنين، في هجوم جوي نفذته طائرة مسيَّرة في حي الدرج وسط مدينة غزة، كما اغتيل 4 نشطاء من العمل الخيري من سكان بيت لاهيا وبيت حانون في غارة استهدفتهم بمنطقة مفترق ضبيط وسط المدينة أيضاً. وتقول مصادر ميدانية من إحدى فصائل المقاومة الفلسطينية لـ«الشرق الأوسط»، إن الاحتلال الإسرائيلي يستخدم مؤخراً بكثافة طائرات مسيّرة من طرازي «هيرمز 650» و«660» وهما من الطائرات المتطورة جداً، التي ترتكز بشكل أساسي على استخدام خوارزميات تعتمد على الذكاء الاصطناعي في تتبُّع المقاومين، خصوصاً المطلوبين منهم.

ووفق المصادر نفسها، فإن هذه الطائرات هي من تنفِّذ عمليات الاغتيال المكثفة التي تطول ناشطين بارزين وفاعلين في ميدان المقاومة، وفق وصفها. وأشارت إلى أن بعضها يعمل من خلال تتبُّع هواتف أقارب المقاومين والتنصت عليها وعلى ما حولها حتى لو لم تكن متصلة بالإنترنت أو بالاتصال بشبكات الخليوي، كما أنها تعتمد على مسح مسافة كيلومتر مربع واحد بالكامل لكشف أي ثغرات إلكترونية يمكن من خلالها الوصول باستخدام الذكاء الاصطناعي لكلمات مشفرة يستخدمها المقاومون، أو تتبع الساعات اليدوية أو غيرها من الأدوات الشخصية التي يمكن لأي مقاوم أن يحملها. وكشفت أنه صدرت تعليمات مشددة بعدم حمل أي ساعات أو أنظمة إلكترونية ربما تساعد على تتبُّع المقاومين.وكانت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية قد كشفت خلال الأسابيع الماضية أن الجيش الإسرائيلي لجأ إلى الذكاء الاصطناعي لتحديث بنك أهدافه باستمرار في غزة، وهذا زاد عدد الضحايا الفلسطينيين. ووفقاً للصحيفة، فإن أحد برامج الذكاء الاصطناعي التي طورها الجيش الإسرائيلي اعتمد على أساس مئات الخوارزميات التنبؤية؛ ما يسمح للجنود بالتعامل مع مجموعة كبيرة ومتنوعة من البيانات، حيث توفر الخوارزميات إحداثيات الأنفاق والصواريخ والأهداف العسكرية الأخرى، ويتم وضع التوصيات التي تجتاز التدقيق في بنك الأهداف.

وطورت هذه البرامج شركات إسرائيلية في قطاع التكنولوجيا، وتم استخدامها خلال هذه الحرب لأول مرة، حيث اعتُمد عليها لتشكيل قاعدة معلومات استخبارية يتم تحليلها باستخدام صور الأقمار الاصطناعية وبيانات الاتصال، لكن هذه البرامج والتقنيات تثير قلق منظمات حقوقية، خصوصاً في ظل الحصيلة المرتفعة للضحايا في صفوف المدنيين الذين يشكلون غالبية ضحايا الحرب في قطاع غزة.

 

قادة عسكريون إسرائيليون يحذرون من خطر هجوم مثل «7 أكتوبر» والجيش غارق عميقاً جداً في وحل غزة

تل ابيب: «الشرق الأوسط»/13 كانون الثاني/2025

أعلن عدد من القادة الإسرائيليين العسكريين في المناطق الجنوبية أن الحرب في غزة لم توقف الخطر من تنفيذ هجوم آخر شبيه بهجوم «حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وقالوا إن أجهزة الأمن الإسرائيلية تعمل حالياً كما لو أن هجوماً داهماً مثل هذا في الطريق إلينا. وتتخذ الإجراءات لمواجهته. وجاء هذا التحذير في اجتماع لرؤساء فرق الحماية للبلدات الجنوبية الواقعة في غلاف قطاع غزة، وذلك في الأسبوع الماضي، لكنها كشفت عنه فقط اليوم الاثنين. وبموجب هؤلاء العسكريين فإن الجيش الإسرائيلي واعٍ لهذا الخطر، وليس فقط في الجنوب بل أيضاً على بقية الحدود الإسرائيلية، في الشمال وفي الضفة الغربية وحتى على الحدود مع سوريا والأردن. وأن هذا الخطر لا يقتصر على «حماس» بل على تنظيمات أخرى. ومع أن «حماس» وغيرها من أذرع المقاومة تلقت ضربة قاصمة خلال الحرب فإن عقيدتها تدفعها إلى تكرار التجربة التي «تعتبرها ناجحة بحسب منطقها، رغم الثمن الباهظ الذي دفعه الناس البسطاء بجريرتها». وأكدت مصادر في قيادة اللواء الجنوبي للجيش الإسرائيلي صحة هذا النبأ، وقالت إن الخطر قائم فعلاً ولو أن التقديرات تشير إلى أن احتمالاته قليلة. فالضربات التي تلقتها «حماس» كبيرة جداً وقاصمة. لكن مع ذلك فإن هذه الحركة ومثيلاتها لا تتخلى بسهولة عن مفاهيمها وستظل تسعى لإقناع جمهورها بأنها لم تنكسر وأنها ما زالت قادرة على تنفيذ عمليات نوعية، مثل الهجوم على بلدات يهودية في محيط غزة. وكشفت المصادر نفسها أن الجيش الإسرائيلي ينشر 3 ألوية عسكرية داخل قطاع غزة، وهناك وحدات عسكرية تابعة لها في البلدات الواقعة في غلاف غزة، منذ 7 أكتوبر 2023، ويحصن هذه البلدات بجدران أمنية مختلفة، علنية وسرية، ويستخدم العديد من وسائل المراقبة الدقيقة. ومع ذلك فإنه لا يخاطر. ويدير عملية مراقبة متماسكة. وفي خضم النقاشات الجارية في إسرائيل حول هذا الخطر، أشارت جهات سياسية إلى العمليات الجريئة التي نفذتها عناصر «حماس» في الأسبوع الماضي في بلدة بيت حانون، شمالي قطاع غزة، والتي اشتملت على نصب كمائن للجنود وإيقاعهم فيها مما تسبب في مقتل 11 جندياً خلال 7 أيام. وفي البداية حاول الجيش تبرير ذلك بالقول إن عناصر «حماس» تسللت إلى بيت حانون مستغلة حالة الطقس وانتشار الضباب. لكن هذا التفسير قوبل بالسخرية. وخرجت وسائل الإعلام العبرية بالعديد من التحليلات التي تعتبر ما يجري في غزة دليلاً على أن القيادات السياسية والعسكرية الإسرائيلية لا تدير سياسة استراتيجية سليمة وتعتمد الحلول العسكرية فقط بدلاً من التفتيش عن بدائل حكيمة توقف الحرب وتحدث انعطافاً في التفكير.

وكتب آفي أشكنازي في صحيفة «معاريف» أن «الأحداث في بيت حانون أليمة. الثمن الدموي الذي ندفعه في شمال قطاع غزة لا يطاق. وفي المستوى التكتيكي، الجيش الإسرائيلي يعمل على نحو غير صحيح في شمال القطاع. فهو يستخدم مدفعية أقل، نار قذائف دبابات أقل، قصف كثيف من سلاح الجو أقل. حياة الجنود عزيزة علينا أكثر من كل تقنين للذخيرة. إذا كان ثمة شك، فلا يوجد شك: بداية يطلقون النار، يدمرون مباني، شوارع، أحياء – وفقط بعد ذلك يعرضون حياة مقاتلينا للخطر. لا يوجد لإسرائيل ما تفعله أكثر في أي جزء من غزة. لا في الشمال، لا في الوسط ولا في الجنوب. إسرائيل ملزمة بأن تعقد فوراً –هذا الصباح، وليس في الظهيرة– صفقة لتحرير 98 مخطوفاً وتنهي الحرب في غزة. في هذه اللحظة نحن عميقاً عميقاً في الوحل الغزي. وفي كل يوم نحن ندفع ثمناً دموياً هائلاً. الجيش يمكنه أن يعمل في غزة بشدة عالية حتى وهو يجلس في الغلاف، على الجدار. فقد أثبت الجيش بأنه قادر على أن يصل إلى كل نقطة في القطاع (لا يوجد فيها مخطوفون) في غضون دقائق. كل خرق، كل تهديد على أمن إسرائيل سيلزم الجيش الإسرائيلي بالعمل بقوة نار وليس بحقائب الدولار».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

التصعيد من وعلى اليمن وارتباطه بالحلول المرتقبة

الكولونيل شربل بركات/14 كانون الثاني/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/01/139037/

بعد قطع الأذرع الإيرانية الرئيسية في المنطقة، خاصة حزب الله والنظام السوري، بدأ الحوثيون سلسلة تحرشات جديدة باسرائيل لا سبب لها سوى تنفيذ أجندة إيران وزيادة ضغوطها على الجبهة الوحيدة المتبقية قبل البر الإيراني، علها تكسب مشاركة ما، قبل رحيل ادارة بايدن، على طاولة مفاوضات قد تؤمن لها مستقبلا تأثيرا ما في شؤون المنطقة. وما نراه في هذه الأيام من ردود عسكرية أميركية وبريطانية على قواعد في اليمن، لا تزال تتحرش بالسفن العابرة للبحر الأحمر، ترافقها محاولة التبرؤ من المشاركة مع عمليات الاسرائيلين في الرد على قصف الصواريخ لأراضيهم، ما هو إلا من قبيل مسايرة إيران بأن قرار قطع كامل أذرعها لم يؤخذ بعد، ما يعطيها المزيد من الوقت للتفكير بتقديم تنازلات في شأن أمن المنطقة ومشاركتها ربما على طاولة التفاوض. ولا يختلف رأي النظام اليمني، الذي عانى من التدخل الإيراني في شؤونه الداخلية لدرجة شن الحرب عليه وتقسيم البلاد، بالرغم من محاولة المملكة السعودية ودول الخليج منع ذلك باستعمال القوة، والتي لم تنجح إلا بحماية مناطقه من هجمات الحوثيين، لا يختلف إذا في شأن الردود الإسرائيلية التي يعتبرها انتقاما لما تتعرض له اسرائيل ولكنها ليست بالكافية لردع هؤلاء عن القيام الاعمال العدوانية أو تحجيم دورهم في تخريب استقرار اليمن. 

في هذه الأجواء المشحونة يتسائل المراقبون عن جدوى الطلعات الاسرائيلية والتي تقطع مسافة حوالي ال2000 كلم لتصل إلى أهدافها بدون أن تكون لها النتيجة الحتمية بوقف التعدي واطلاق المزيد من الصواريخ. ولكن رأي البعض بأن هذا الموضوع بالضبط هو الهدف من هذه الطلعات الاسرائيلية لأن القوات الجوية بحاجة للتمرين على القيام بعمليات مهاجمة داخل الأراضي الإيرانية والتي تبعد حوالي نفس المسافة فيما لو تطلب الأمر ردع نظام الملالي أو تدمير منشآته النووية. وما هذه العمليات المنسقة مع قوات "حلف حارس الازدهار" إلا مناورات حية في أرض العدو لتدريب الطيارين على القيام بمهمات بعيدة المدى مع الحمولة اللازمة من الذخائر والصواريخ الهجومية ومع ضرورة التزود بالوقود في الجو ومستلزماتها في حال اضطرت لذلك اثناء تنفيذ مثل هذه العمليات.

من هنا نرى بأن الإيرانيون يأخذون هذه التحضيرات على محمل الجد وهم يقومون بمناورات تحاكي هجومات من هذا القبيل. وليس هذا فحسب بل فهم يسرّبون معلومات عن الخطط والتحضيرات للقيام باغلاق مضيق هرمز بوجه الملاحة الدولية، والتي قد تخلق أزمة عالمية في مجال الطاقة في حال استمرارها مدة طويلة لأن ثلث الانتاج العالمي للطاقة يمر عبر هذا المضيق. وبالرغم من أن الامارات العربية المتحدة قامت في 2008 بمد خط أنابيب بطول حوالي 400 كلم يمكنها من تجنب المرور عبر مضيق هرمز وقد انتهى العمل فيه ودشن في 2012 وتبلغ طاقته اليومية 1.5 مليون برميل ويعمل بين حقل حبشان في أبو ظبي والفجيرة على خليج عمان، بينما قامت المملكة السعودية ايضا وخلال الحرب العراقية الإيرانية بمد خط أنابيب من حقل بقيق في المنطقة الشرقية إلى ينبع على البحر الأحمر بطول حوالي 1200 كيلومتر وبطاقة استيعابية تبلغ 5 مليون برميل يوميا زيدت في 2023 إلى 6.5 مليون برميل إلا أن النفط الآتي من الكويت والعراق وإيران وبقية دول الخليج لا يزال يشكل الكمية الكبيرة التي تقدر بثلث الانتاج المطروح في السوق العالمي كما سبق ذكره. وقد حاولت إيران استعمال الدرون لقصف الخط السعودي في 2019 حيث أعلن الحوثيون عن استهداف محطات الضخ رقم 8 و9 على هذا الخط وهي عينة مما تخطط إيران للقيام به في حال تعرضها لأي نوع من الأعمال الحربية. 

من هنا دقة الموقف ومحاولة الولايات المتحدة تجنب الحل العسكري مع إيران. هذا وتهدد إيران بالاعلان عن توقيع اتفاقية تعاون عسكري مع روسيا في العشرين من هذا الشهر أي يوم تسلم الرئيس ترامب لمهامه في البيت الأبيض خوفا من قيام الولايات المتحدة بمساندة اسرائيل في حال ضربها المنشآت النووية الإيرانية. ولكن هل إن هذا التهديد لا يمكن تجنبه؟ أو في حال حدوثه هل إن إيران قادرة على الاستمرار باغلاق هذا الممر العالمي الرئيسي لمدة طويلة؟ وهل سيتمكن نظام الملالي من تحمّل أي ضربة على منشآته النووية أو قواعده العسكرية أو آبار النفط أو ربما اسطوله الحربي؟ وهل ستكون الحرب بين البلدين حربا واسعة النطاق؟  

يقول بعض المراقبين بأن النظام الإيراني مخلخل من الداخل ولا يمكنه تحمّل إية خضة أو ضربة خارجية، ومن هنا محاولاته، خاصة بعد سقوط ذراعه الأساسي حزب الله اللبناني، ومن ثم حليفه الآخر النظام السوري، الذي كان استثمر في مساندته الكثير من الأموال والعتاد والعناصر المستقدمة من افغانستان وباكستان ولبنان والعراق وحتى من اليمن وغيرها، والتي عملت لمدة طويلة تحت اشراف الحرس الثوري وكلفت الكثير من أموال الشعب الإيراني بدون جدوى، من هنا، نقول، محاولته تجنب الكأس المرة أي تلقي أية ضربة من قبل اسرائيل بمساندة الولايات المتحدة، التي طالما ادّعى بأنه يعمل على إخراجها من المنطقة وانهاء اسرائيل من الوجود، وهو كان قام بالتخطيط لعملية طوفان الأقصى من هذا القبيل. فهل أن صانع السم يواجه اليوم القرار بشربه؟ وهل إن الشعب الإيراني الذي تحمّل أكثر من 900 حكم بالاعدام، نفذوا خلال السنة الفائتة وحدها، سيرحم قادة هذا النظام وسيسمح لهم عند تلقيهم أية ضربة أن يعاودوا الوقوف والتقاط الأنفاس؟

إن الأيام القادمة لا بد أن تحمل معها الكثير من التطورات وسوف تنتهي إلى غير رجعة مصائب شعوب المنطقة وأحلام بعض الطغاة أو المغرر بهم، والذين ينتظرون أن يعود الملالي ليغدقوا عليهم الأموال بدل استعمالهم كدمى في لعبة المصالح والقوى داخل المنطقة، وحيث ينتظر البعض اعادة اعمار بيوتهم المهدمة وتلقي التعويضات عن الدمار الذي تسببوا به في تلك الحروب. ولكن بانتهاء الملالي وحكمهم لا نعتقد بأن أحدا سوف يلقى جوابا لانتظاره أو تعويضا عن خسارته، لأن الأغبياء والحاقدين لن يكون لهم مكان ولا مقعد على طاولة التفاهمات والمصالح في الشرق الأوسط الجديد. وسوف يصمت المتشدقون حتى الأمس والمتشاوفون الذين كانوا يتباهون بتنفيذ أوامر الملالي وبدفع أبنائهم للموت في سبيلهم، والذين عادوا كل الجيران والأحبة في سبيل رضى الولي الفقيه وتحسس تمنياته لتنفيذها بدون أي حساب، هؤلاء سيغيبون إلى الأبد ولن يستمع أحد لحشرجتهم ولا لتململ أتباعهم. 

الحرب القادمة بدون شك ستغير المنطقة، فهل سيفهم اللاعبون الجدد أهمية تبديل المواقف وتحسين العلاقات وتفهم خيوط المستقبل؟ وبالتالي سيسعون لتسهيل عملية انضمام لبنان إلى قطار الحركة والتطور؟ أم أننا ما زلنا بحاجة للكثير من التغييرات في الاشخاص والسلوك، لننتقل من زمن الخسائر والتضحيات بدون سبب وبدون ثمن، إلى زمن الرؤية البعيدة والتخطيط لمستقبل واعد نلتحق معه بالركب العالمي ونبدأ بجني ثمار التضحية في سبيل بقاء الوطن وتماسك أبنائه وتعاونهم مع جيرانهم بكل ثقة ووضوح وبدون مركبات التبعية والانانية والاستزلام لطروحات ونظريات لا تمت لبلدنا بأية صلة؟..

 

لبنان ما بعد «المقاومة»

 نديم قطيش/الشرق الأوسط»/13 كانون الثاني/2025

استولت مفردة «المقاومة» على الخطاب السياسي اللبناني لعقود طويلة، وزادت استفحالاً منذ انسحاب إسرائيل من لبنان عام 2000. وما غيابها اللافت عن خطاب القَسَم الذي أداه الرئيس المنتخب جوزيف عون، إلا إيذاناً بالتبدل العميق الطارئ على علاقات الهيمنة التي حكمت ميزان القوة في لبنان.

يعلن غياب هذه «المفردة - الطوطم» عن انتهاء حقبة تحكَّم فيها تغول الميليشيا على الدولة والمجتمع. قبلها خبر اللبنانيون اندثار عبارة «وحدة المسار والمصير» من الخطاب السياسي، وهي الأخرى تميمة سياسية فرضها النظام السوري الساقط لتثبيت هيمنته غير الشرعية على لبنان.

فاللغة، في سياق العلاقات السياسية، أداة مركزية لصياغة السلطة وترسيخ الهيمنة، وهو ما تدركه، بوعي حاد، الآيديولوجياتُ المغلقة، التي تتحكم في المفردات والمفاهيم بغية التحكم في الواقع نفسه. عبر مفردات محددة أو عبارات مقتضبة في الغالب، تهيمن سلطة ما على القاموسَيْن السياسي والاجتماعي؛ لإعادة تشكيل الوعي الذي به يُفهم العالم وتُفهم علاقاته، أياً يكن زيف هذا الواقع المفروض.

مَن يسيطر على الكلمات يسيطر على السردية، مما يجعل من عملية تفكيك الشعارات والكلمات التي تستخدمها الآيديولوجيات المغلقة عمليةَ تحريرٍ للوعي، وتبديدٍ للهيمنة، وإعادةِ تشكيل لعلاقات القوة في لحظة سياسية ما. وبالتالي، ما كان لهذا المنحى السياسي، الذي انطوى عليه خطاب القَسَم الرئاسي، أن يصير واقعاً من دون التحولات الكبرى التي شهدتها المنطقة منذ عملية «طوفان الأقصى» في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وما تلاها من حرب غير مسبوقة على غزة ولبنان، أدت إلى تحطيم «حماس» و«حزب الله»، ومهدت لسقوط نظام الأسد في سوريا وخروج إيران منها ومن عموم المشرق!

يدرك «حزب الله» أن الضربة التي تلقاها ليست مجرد هزيمة عسكرية أو سياسية، بل نقطة تحول في مسيرته أفقدته ما تبقى له من شرعية في الداخل اللبناني، وأعجزته عن تبرير وجوده المسلح.

فشلُ ما تسمى «المقاومة» في حماية لبنان لم يكن مفاجئاً لمن شككوا منذ البداية في هذا الادعاء، لكنه أصبح اليوم حقيقة مكشوفة حتى أمام بيئة «حزب الله» نفسها. هذه البيئة، التي تحملت أفدح الخسائر بسبب ارتباطات «الحزب» الإقليمية وحروبه بالوكالة، تجد نفسها الآن في مواجهة مباشرة مع الميليشيا التي زعمت حمايتها، بعد أن أدركت أن تكلفة الولاء لها تتجاوز المكاسب الموعودة، وأنها، في الواقع، أولى ضحايا المشروع الذي يدّعي تمثيلها.

أتاحت هذه الأحداث الإقليمية التاريخية واللبنانية غير المسبوقة الفرصة لخطاب لبناني شبه مكتوم، لطالما كان يمثل رغبة شعبية عميقة قمعتها الهيمنة السياسية والآيديولوجية لـ«حزب الله»، أن يتحول إلى خطاب عام ورسمي تحت قبة البرلمان. فما عبّر عنه الرئيس جوزيف عون، هو في جوهره صوت اللبنانيين الذين ضاقوا ذرعاً بالشعارات الزائفة وأعباء المقاومة المزعومة. هذا ما جعل من انتخابه أكثر من مجرد حدث سياسي، بل استجابة لحاجة لبنانية ملحّة إلى قيادة قادرة على إعادة بناء المؤسسات، واستعادة الثقة الداخلية والخارجية، وإخراج لبنان من أزمته الوجودية.

ثمة قناعة لبنانية عارمة بأن لبنان أمام فرصة حقيقية للتعافي؛ إنْ كان لجهة إعادة إعمار ما هدمته الحرب الأخيرة، أو استعادة كفاءة الإدارة والقضاء، أو خفض الاستقطاب المذهبي الذي غذّاه «حزب الله» بالتحالف مع «الحالة السياسية المرضية» التي مثلها التيار العوني، أو، وهذا الأهم، تطبيق القرارات الدولية المتعلقة بنزع سلاح الميليشيات واستعادة لبنان موقعه في المنطقة، بعيداً من التخندق الإقليمي.

بيد أن التحديات التي تواجه عهد جوزيف عون هائلة ومعقدة. أول هذه التحديات هو استكمال تفكيك البنية العسكرية لـ«حزب الله»، تنفيذاً لاتفاق وقف إطلاق النار، وحسم انتقال لبنان دون مواربة إلى عصر جديد هو عصر «الشرق الأوسط منزوع الميليشيات».

ثانياً: إعادة بناء الثقة الشعبية والإقليمية والدولية بمؤسسات الدولة التي تعرضت للتآكل نتيجة سنوات من الفساد والهيمنة الطائفية. يمهد هذا البند لتفكيك بنية العصابة التي نهبت البلاد، ويفتح الباب أمام المعالجات الجادة للأزمة الاقتصادية والمالية بدعم إقليمي ودولي، ويضمن استكمال الانسحاب الإسرائيلي التام من لبنان والاستعادة الكاملة لسيادته.

ثالثاً: إعادة ترتيب الواقع السياسي الداخلي في لبنان لإجراء انتخابات نيابية عام 2026، يؤمل أن تعكس التوازن السياسي الجديد في البلاد من دون أي إقصاء أو غلبة تمهد لإحياء التوترات الأهلية وتآكل سنوات الرئاسة.

مرة أخرى، أعلن انتخاب جوزيف عون رئيساً للبنان بشكل واضح عن دخول البلاد في مرحلة جديدة، وترجم داخل مؤسسات النظام السياسي، بقوة الضغط الإقليمي والدولي، رفضاً شعبياً وسياسياً لكل ما يمثله «حزب الله».

هي فرصة غير مسبوقة للتحرر من الإرث الذي أرهق لبنان لعقود، منذ «اتفاق القاهرة 1969» الذي شرع البلاد أمام سلاح منظمة التحرير الفلسطينية، وصولاً إلى حرب الإسناد التي أعلنها «حزب الله» منفرداً في 8 أكتوبر 2023. وهي بداية جديدة تُمهّد الطريق لإعادة بناء دولة سيادية ديمقراطية حديثة، تخرج من «شرق أوسط الدمار والحروب» إلى «شرق أوسط الاقتصاد والتنمية والتكامل والسلام».

 

لبنان... عون وسلام

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط»/13 كانون الثاني/2025

بعد أيام قليلة من انتخاب الرئيس اللبناني الجديد، العماد جوزيف عون، قائد الجيش، أعلنت رئاسة الجمهورية اللبنانية، مساء أمس (الاثنين)، تسمية رئيس محكمة العدل الدولية القاضي نواف سلام، لتشكيل الحكومة، بعدما أيده 85 نائباً من إجمالي 128، في الاستشارات النيابية.

درجت العادة في لبنان منذ عقود، تعطيل انتخاب الرئيس ومنع تشكل الحكومة، كان هذا مظهراً من المظاهر المعتادة، وكان هذا بفعل «حزب الله». تكرر هذا التعطيل مراراً، للدرجة التي ألف فيها اللبنانيون مصطلح حكومة تصريف الأعمال، والشغور الرئاسي، وكأن تغيير هذا الحال صار من المحال!

لا ريب أن عواقب نهاية النفوذ الإيراني في لبنان وسوريا، ما زالت تتوالى، خصوصاً مع متابعة الزلزال السوري العظيم، وتوابعه الارتدادية. انتخاب جوزيف عون رئيساً للجمهورية اللبنانية، وخطابه «السيادي» التاريخيّ في البرلمان اللبناني، ثم انتخاب رجل القانون والعلم القاضي نواف سلام، سليل بيت سلام البيروتي الوطني العريق، هذان أمران ثقيلان في الميزان... لكن الفيصل هو في الواقع اللبناني الجديد، وتحقيق معنى الدولة وليس الدويلة. مثلاً أمام القائد اللبناني جوزيف عون، ونواف سلام، الوزير الأول، على طريقة القاموس المغاربي، ترجمة سيادة الدولة على القرار الوطني... وتلك لعمر الله قضية القضايا وبقية القضايا.

على هذا العهد الجديد، الالتزام بقرار مجلس الأمن الدولي 1701 الصادر عام 2006 والذي من بنوده ابتعاد «حزب الله» عن الحدود، ونزع سلاح كل المجموعات المسلحة في لبنان وحصره بالقوى الشرعية دون سواها. نحن نعيش في منطقة يؤثر بعضها على بعض، ولأننا كلنا تأثرنا بالحقبة الإيرانية بصورة أو أخرى، كان لافتاً هذه الأيام خبر إلغاء محكمة التمييز في الكويت حكماً صدر سابقاً من المحكمة الجنائية يقضي ببراءة 13 مواطناً من تمويل «حزب الله» عبر جمعهم تبرعات في لجنة خيرية، لتقضي مجدداً المحكمة ذاتها بحبسهم لمدة 3 سنوات وتغريمهم 27 مليون دينار، حسب «القبس» الكويتية. اليقظة والعقل يقولان إنه من الصعب النوم على وسادة اليقين، بعد الإفاقة من الصدمة، لذلك يجب «تثبيت» وقائع سياسية اجتماعية قانونية على الأرض تمنع عودة الوضع السابق.القاضي الدولي نواف سلام، رجل علم وسياسة وإدارة، وهو يعلم علل لبنان جيداً، وله كتاب بعنوان: «الإصلاح الممكن والإصلاح المنشود، بحوث ومقالات في الأزمة اللبنانية»، منشور عام 1989.بقيت ترجمة الكلام الجميل من الرئيسين عون الجديد وسلام العتيد إلى عمل... فهيَّا إلى العمل.

 

عبادة الأصنام

سمير عطا الله/الشرق الأوسط»/13 كانون الثاني/2025

جمع بين سقوط نظام صدام حسين في العراق والنظام الأسدي في سوريا مشهد واحد: الجماهير المبتهجة تُسقط تمثال المؤسِّس على وجهه نحو الأرض. في المرة الأولى صدام، وفي الأخرى حافظ الأسد، وليس الابن. فقد اختار بشار أن يُبقي التماثيل لوالده، واكتفى هو بالملصقات تطالع السوريين مثل «الأخ الأكبر» في كل مكان. يقول ريجيس دوبريه، أشهر مفكري اليسار الفرنسي في القرن الماضي، إن للتمثال معنى خاصاً عند الزعماء، ليس للصورة. فالزعيم القائد يُكرم بالتمثال في حياته، وبالضريح بعد وفاته: لينين، أتاتورك، هوشي منه، تيتو، إلى آخره.

خلال أحداث العقد الماضي في سوريا كان الأمن يفرز نحو ألف رجل لصدّ المتظاهرين، و1200 جندي لحماية كل تمثال من تماثيل الأسد الأب. سقوط التمثال أو تشويهه يعني سقوط كل شيء. ودائماً يلجأ المبتهجون إلى إهانة التمثال كأنه الرجل نفسه. يرشقونه بالبيض الفاسد، والحجارة، وأي شيء يقع تحت أيديهم. لقد انتهى الأمر وتحول التمثال إلى صنم. تُعدّ كوريا الشمالية أهم دولة في صنع التماثيل السياسية. ويقوم أكبر مصنع في العالم في قلب العاصمة بيونغ يانغ، ويضم نحو 4000 فنان وموظف. وأهم سوق للتصدير هي أفريقيا، حيث يعشق الزعماء مشاهدة تماثيلهم في الساحات العامة. خصوصاً أولئك الذين لم يتركوا شيئاً يُذكَرون به. وفي إحدى الصفقات، لم يكن المال متوافراً لدى الحكومة السنغالية، فقدمت قطعة أرض، لكنّ الرئيس اعترض بأنه أُعطي ملامح آسيوية لا أفريقية، فكان أن أُعيد التمثال على الفور واستُعيدت الملامح الأصلية على الفور.

كان ريجيس دوبريه صديقاً للثائر الأرجنتيني تشي غيفارا. لكنه رأى في بعض اليسار زيفاً وحماقات. وسخر بصورة خاصة من الأوروبيين الذين اتَّبعوا ماو تسي تونغ، ورفعوا تماثيله، ولمَّا انحسرت تلك الموجة الملطخة بالجنون والدماء، تساقطت التماثيل، وانتهى زمن الأصنام الجدد.

التماثيل فن وتقليد قديم. «آلهة» اليونان وقادة روما، وعسكر الصين، وجميلات الإغريق... لكنها بقيت شاهدة على العصور، ولم يحطمها أحد. حافظ الأسد وصدام حسين تنافرا طوال العمر، والتقيا تمثالين واقعين.

 

سيادة سوريا وأمنها فوق كل اعتبار

يوسف الديني/الشرق الأوسط»/13 كانون الثاني/2025

يُنسب إلى سعد الله ونوس (الأديب السوري الكبير) أن نظام الأسد حاول تضخيم سوريا بتقزيم السوريين، وبعد انتهاء هذه الحقبة المظلمة التي قزَّمت الاثنين معاً وجثمت على قلوب السوريين لنصف قرن، يجب أن يسعى السوريون لبقاء تنوعهم وبلدهم عظيماً يتمتع بالسيادة الكاملة، والتمثيل لكل مكونات مجتمعه الثري والمتنوع. بالأمس، برز ملمح متجدد في علاقة المملكة العربية السعودية المتميزة بسوريا منذ نشأتها وعبر حقبها المختلفة؛ حيث نقطة التماس بين البلدين بدأت حتى قبل الدولة السعودية الأولى؛ لكنها توثقت بشكل مختلف يمكن أن نجد امتداده اليوم مع بدايات عهد الموحد الملك عبد العزيز -طيب الله ثراه- إذ كان الاهتمام بسوريا جزءاً من استراتيجية التضامن العربي، وكانت تحتل مكانة مهمة بسبب الارتباط التاريخي والجوار الجغرافي والدين واللغة والارتباطات القبائلية والأسرية.

تجذَّرت العلاقة مبكراً في عهد الملك عبد العزيز في عام 1914، وهي الفترة التي شهدت الحرب العالمية الأولى؛ حيث كان المشروع الاستعماري يخطط لاحتلال الولايات العربية العثمانية وتجزئتها، وقد تمخض عنه معاهدة «سايكس بيكو» عام 1916، وكانت سوريا من نصيب الاستعمار الفرنسي. وبينما مضى الملك عبد العزيز في بناء دولته التي لم تُصبها نيران الاستعمار، كان قد تحول إلى أيقونة في مخيلة السوريين وعموم الشام والعرب قدوة وبطلاً. وحين تبلورت فكرة الثورة على فرنسا، وتم التواصل مع الملك عبد العزيز من أجل التشاور وطلب المساعدة منه، هنا ذهب رئيس الحركة الوطنية السورية الشيخ كامل القصاب (1873- 1954) لمد جسور التواصل مع الملك عبد العزيز، فأرسل محمد حمدي حمودة، والمهندس خالد الحكيم، وكان هذا اللقاء الأول بين الحركة الوطنية السورية والملك عبد العزيز. كانت السعودية تحتل مكانة عظيمة في نفوس الثوار العرب المناضلين ضد الاستعمار؛ لأنها البلاد الوحيدة المستقلة التي لم تستعمرها القوى الأجنبية في المنطقة. وكان مما قاله الملك عبد العزيز: «يهمنا أمر إخواننا السوريين. تهمنا حالتهم، ويهمنا أمرهم؛ لأننا نرى أنهم منا ونحن منهم، فالاتفاق العربي روح طيبة وعمل طيب، وأقل مراتبه أن يجمع الكلمة... العرب جسد واحد، والجسد الواحد يعني الاتحاد، والعرب يحتاجون إلى التضامن؛ خصوصاً في هذا الوقت». وعند اندلاع الثورة السورية عام 1925 ضد الاستعمار الفرنسي، لجأ بعض السوريين مجدداً إلى الملك عبد العزيز يطلبون العون والملاذ، بعد أن قامت القوات الفرنسية بطردهم من سوريا، فرحَّب بهم الملك عبد العزيز، وقال: «إنَّ نجداً ترحب بكل عربي أبي، وتعد أرضها وطناً لكل عربي سوري». اجتمع حول الملك عبد العزيز شخصيات عربية هربت من جور المستعمر، وكان عدد كبير منهم من السوريين، منهم: يوسف محمد ياسين، وخالد حكيم، وخير الدين الزركلي.

وفي لحظة فارقة في تاريخ سوريا، يوم 17 أبريل (نيسان) 1946، تحقق الاستقلال بعد نضال كبير، وكان أن أرسل الملك عبد العزيز وفداً رسمياً كبيراً نيابة عنه لتمثيله في حفل الاستقلال، بقيادة ابنه الأمير فيصل رحمه الله.

وحين ظهرت المشاريع الوحدوية، ومنها مشروع سوريا الكبرى، والهلال الخصيب، كان الملك عبد العزيز واضحاً في موقفه، كما تعكسه الرسالة التي بعث بها إلى نوري السعيد: «أهل سوريا اختاروا الحكم الجمهوري لبلادهم، ونحن نرى أن هذا الأمر لهم، وهم أحق ببلادهم من أي شخص آخر... سياستنا التي نستهدفها في البلاد العربية هي أن تكون مستقلة، مع محافظة كل من البلدان العربية على مكانتها ومنزلتها، لا يعتدي بعضها على بعض، حفظاً لكيان كل بلد منها، وحفظاً للتوازن، ومنعاً للشحناء والبغضاء بينها».

وحين شجعت الولايات المتحدة تركيا على شن ضربة عسكرية ضد سوريا، نتيجة لرفضها «مبدأ آيزنهاور» وبدأت الحشود التركية على الحدود السورية؛ تدخلت السعودية معبِّرة عن استيائها، وأعلن الملك سعود -رحمه الله- وساطته لحل الأزمة السورية- التركية.

ومع احتلال الجولان كانت السعودية أول من دعا إلى عقد مؤتمر القمة العربية الرابع «مؤتمر الخرطوم» عام 1967، وقامت حينها بتسخير جزء من عوائدها النفطية لخدمة الأهداف العربية ضد الكيان الإسرائيلي؛ لكن اللافت في تلك القمة أن الملك فيصل -رحمه الله- أصر على تسمية العقد بـ«الالتزام» وليس «المساعدة». وفي أكثر اللحظات قتامة في التاريخ السوري كانت السعودية مع السوريين، وأعطت الكثير من الفرص تجنباً للدماء والتقسيم والفوضى، وكانت من بين الدول التي بادرت منذ سقوط النظام إلى التموضع حول مصلحة السوريين، وضمان سيادتهم، وعدم التدخل في شؤونهم، ورفض محاولات تقزيمهم والإملاء عليهم عبر المشاريع العابرة للحدود، وما أكثرها. سوريا كانت في كل حقباتها التاريخية مطمعاً لمشاريع شمولية تهدد وحدتها وسيادتها، ومع أفول المشروع الإيراني أطلت مشاريع أخرى برأسها لمحاولة استثمار ما حدث من انهيار النظام. بهذه الطريقة عادت السعودية مجدداً إلى السعي لإنقاذ سوريا، عبر حكمتها الأولى التي لا تتبدل؛ لأنها ليست صاحبة مشروع، ولا مصلحة لها سوى في بقاء سوريا عربية موحدة وذات سيادة، لكل السوريين، رغم كل المخاوف الكبيرة والمشروعة لدول المنطقة والعالم تجاه ما يحدث، وهي مخاوف مبنيَّة على مشاريع محدثة، في ظل أن نصف شعب سوريا بين نازح ولاجئ، وهناك أراضٍ محتلة ومجتزأة من دول مختلفة، وقواعد عسكرية، وأكثر من مائة فصيل وتنظيم مسلح على رأسها «داعش» و«القاعدة»، وفوق ذلك البلد في حالة متدهورة، يقدر أكثر المتفائلين أنه بحاجة إلى 70 مليار دولار لإعادة إعماره.

ما حدث في الرياض أول من أمس لم يكن مجرد اجتماع بروتوكولي، أو محاولة لحضور يستغل لحظة فارقة في تاريخ سوريا والمنطقة؛ بل محاولة جادة وصادقة لإنقاذ سوريا والسوريين مجدداً من دون مصلحة أو منَّة، وهو التزام بأمنها وأمن المنطقة واستقرارها ووحدتها. فهذا هو مشروع السعودية بالأمس واليوم وغداً.

 

من هو نواف سلام... «قاضي حكومة» عهد جوزيف عون الأولى؟

كارولين عاكوم/الشرق الأوسط»/13 كانون الثاني/2025

بعد سنوات من بروز اسمه مرشحاً من قِبل المعارضة لترؤس حكومة لبنان، سيتم تكليف القاضي نواف سلام تشكيل الحكومة الأولى في عهد الرئيس جوزيف عون، بناء على الاستشارات النيابية التي حصل بموجبها على أكبر عدد من أصوات النواب. فسلام (مواليد بيروت 15 ديسمبر (كانون الأول) 1953) الذي انتخب رئيساً لمحكمة العدل الدولية، في فبراير (شباط) 2024، قد ظهر اسمه بشكل كبير إبان «الانتفاضة الشعبية» عام 2019، وتحديداً بعد استقالة رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري من رئاسة الحكومة. ويومذاك طرح أفرقاء في المعارضة اسمه على أنه مرشح تسوية حيادي - تكنوقراط، إلا أن «الفيتو» الحاسم من قِبل «الثنائي الشيعي» (حزب الله وحركة أمل) الذي عدّه «مرشّح الولايات المتحدة»، حال دون وصوله إلى رئاسة الحكومة، وأدى إلى تكليف حسان دياب ترؤس الحكومة. ثم بعد استقالة حكومة دياب إثر انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس (آب) 2019، طرح اسم سلام لرئاسة الحكومة مجدداً، لكن التوافق بين معظم الكتل النيابية، أدى إلى تسمية السفير مصطفى أديب بحصوله على 90 صوتاً من النواب، لكن أديب اعتذر عن المهمة في وقت لاحق بعد اصطدام اتصالاته لتشكيل الحكومة بحائط مسدود. وكان نواف سلام الذي التزم طوال تلك المرحلة الصمت قد عبّر عن تأثره بالثقة التي أولاها إياه عدد من النواب في الاستشارات النيابية الأولى، مؤكداً أن «حملة التشهير لا تستند أصلاً إلى أي دليل، فضلاً عن التزامي مبدأ التحفّظ؛ لكوني اليوم قاضياً في محكمة العدل الدولية».

برنامج حكومي

وفيما يشبه «البرنامج الحكومي»، شدد سلام على أن الهم الأساس هو «إنقاذ لبنان من محنته، وهذا يتطلب التغيير في مقاربة الأزمة نهجاً وممارسة، بدءاً بالإصلاح في السياسات المالية، والإصلاح السياسي الذي يبقى عنوانه الأول التصدي لعقلية الزبائنية وثقافة المحاصصة». كذلك، شدد على أهمية «تحقيق استقلالية القضاء وتحصين مؤسسات الدولة ضد آفات الطائفية والمحسوبية... ولا معنى لأي من هذه الإصلاحات إن لم تكن مرتكزة على أهداف ومبادئ الإنصاف والعدالة الاجتماعية وصيانة الحقوق والحريات العامة والخاصة». وتعهد بأنه سيبقى دائماً «يعمل إلى جانب كل الملتزمين قضية التغيير من أجل إصلاح الدولة وبسط سيادتها على كامل أراضيها واستعادة بلدنا موقعه ودوره العربي وثقة العالم به».

نواف سلام ورئاسة المحكمة الدولية

وكان تعيين سلام على رأس أعلى سلطة قضائية في العالم، شكَّل قلقاً لإسرائيل، التي عبّر إعلامها بشكل واضح عن هذا الأمر انطلاقاً من مواقفه المعلنة المساندة للقضية الفلسطينية. إذ عدّت صحيفة «الجيروزاليم بوست» أن سلام صاحب تاريخ طويل بمناهضة إسرائيل عبر تصريحاته ومواقفه، مذكّرة بموقف له على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث كتب عام 2015 متوجهاً إلى إسرائيل بالقول: «عيد ميلاد غير سعيد لك، 48 عاماً من الاحتلال». ويتحدّر سلام من عائلة سياسية بيروتية معروفة. إذ كان جده لأبيه «أبو علي» سليم علي سلام (1868 – 1938) أحد أبرز زعماء المدينة في مطلع القرن العشرين، وأحد نوابها في البرلمان العثماني (مجلس المبعوثان)، كما تولى رئاسة بلديتها (عام 1908). أما والد نواف سلام، عبد الله سلام، فكان رجل أعمال بارزاً وأحد مؤسسي شركة «طيران الشرق الأوسط». ومن أعمامه رئيس الوزراء اللبناني السابق صائب سلام، الذي تولى رئاسة حكومة لبنان أربع مرات، ما بين عامي 1952 و1973، والوزير السابق المهندس مالك سلام. ومن أبناء أعمامه تمام صائب سلام رئيس الحكومة السابق (بين عامي 2014 و2016). ويحمل نواف سلام شهادة دكتوراه دولة في العلوم السياسية من معهد الدراسات السياسية (سيانس بو) في باريس، ودكتوراه في التاريخ من جامعة باريس - السوربون، وماجستير في القوانين من جامعة هارفارد، وله مؤلفات عدّة في السياسة والتاريخ والقانون. وعلى الصعيد العملي، مارس سلام المحاماة، كما عمل أستاذاً محاضراً في التاريخ المعاصر في السوربون، كما درّس العلاقات الدولية والقانون الدولي في الجامعة الأميركية في بيروت؛ حيث ترأس دائرة العلوم السياسية والإدارة العامة فيها من 2005 إلى 2007. وبالنسبة للمؤلفات والأبحاث، كان بين أحدث مؤلفات سلام «لبنان بين الأمس والغد» الصادر في بيروت عام 2021. ونشير إلى أنه قبل تعيينه رئيساً لمحكمة العدل الدولية، كان قد شغل قبل ذلك منصب سفير لبنان لدى الأمم المتحدة بين 2007 و2017. ومثّله في مجلس الأمن خلال ولايته فيه عامي 2010 و2011 وترأس أعمال هذا المجلس في شهري مايو (أيار) 2010 وسبتمبر (أيلول) 2011.

 

رئيس للانقاذ.. حان زمن التخلص من الطبقة السياسية الفاشلة

د. منى فياض/13 كانون الثاني/2025

مبروك للشعب اللبناني رئيسه المنتخب، الذي حمل خطابه، كل ما يحلم به الشعب اللبناني، وثار من اجله عام 2019، من اجل استعادة الدولة. دولة القانون والمساواة. برجاء ان تتحقق الآمال المعقودة.

لكن، هل كان يجب ان نمرّ بكل هذا الخراب، وبحرب إسرائيلية ضروس، كي يفرض علينا المجتمع الدولي والعربي أن ننتخب هذا الرئيس؟

لقد أُجبر النواب أخيراً على القيام بواجبهم، بعد استنكاف لعامين ونيف. ويصعب ان نشكرهم على ذلك.

الشكر للمجتمع العربي والدولي، الذي سمح بانتخاب هذا الرئيس الذي يبشّر بالتأسيس للاستقلال الحقيقي، ولإرساء دولة القانون والمساواة. دولة تستعيد عروبتها. دولة مستقلة ومحايدة، بعد اكثر من نصف قرن على فقدانها للسيادة على أرضها.

نأمل خيراً في أن يحصل الرئيس على الدعم الضروري لتحقيق برنامجه؛ والعمل على قانون انتخاب جديد، يسمح بانتخاب مجلس نيابي يمثل طموحات الشعب اللبناني، ويتماشى مع مواصفات رئيس الدولة المنتخب، المعروف بنزاهته، والذي أقسم على تحرير لبنان وحمايته وشعبه.

ننتظر الانتخابات القادمة، على أمل ان يتمكن المواطن اللبناني من حسن اختيار ممثليه، للتخلص من الطبقة السياسية التي حكمت في العقود الماضية. طبقة ظلت تتصرف كأن شيئاً لم يكن، بالرغم من الجحيم الذي أغرق لبنان جراء الحرب الاسرائيلية، التي أعادت احتلال أجزاء من الجنوب؛ وبالرغم من اغتيال نصرالله وسقوط الاسد المدوّي، والزلزال الذي اصاب المنطقة.

تغير الوضع الاقليمي ولم يتغير من تحكموا بلبنان، وأبقوا لبنان تحت الوصاية الخارجية، ولم يأخذوا علماً بالواقع الاقليمي والدولي الذي ولد من رحم طوفان الاقصى، سوى مرغمين. وبكل صفاقة، يتحدثون عن التدخل الخارجي وفقدان السيادة!!

أغرقونا في ظاهرة الجمود السياسي، وإنكار الواقع، التي وسمت الطبقة السياسية اللبنانية، عبر عقود طويلة.

فكيف يمكن تفسير ذلك؟

تشكلت الطبقة السياسية في لبنان منذ الاستقلال، بناءً على نظام المحاصصة الطائفي الذي قصد العدالة في التمثيل. لكنها تورطت تاريخيا، بشبكة من المصالح الفردية والعائلية والطائفية. وعجزت عن بناء وطن ودولة، ينتمي اليها مواطنون متساوون في الحقوق والواجبات. لم يكن همها سوى الحفاظ على مصالحها، وحماية امتيازاتها الطائفية على حساب مصالح الشعب والدولة.

ولبنان، في موقعه، يمرّ بأزمات كبرى تتكرر دورياً. ويمرّ بصراعات داخلية وصلت في مرحلة معينة الى حرب أهلية واحتلالات متتابعة. وخلال هذه المحطات ترسّخت لدى السياسيين قناعة بأن الجمود والمماطلة، يوفران لهم أماناً أكبر من المغامرة بالقيام بتغييرات داخلية ضرورية، قد تكون غير متوقعة النتائج.

عاشت القيادة السياسية دائما من حالة إنكار للواقع، الذي يتغير بانتظام، فلا تعترف بالواقع المتغير، ومن هنا تبنيها لعقلية الحصار. فأمام التحديات والضغوط المستمرة، تتبنى هذه النخب عقلية دفاعية تجعلها غير مستعدة للاعتراف بالتحولات. خوفاً من خسارة السيطرة والسلطة.

ما ساعد هذه الطبقة في قدرتها على الاستمرار، ما نعاني منه من غياب المحاسبة الشعبية لها؛ بعد ان تم إضعاف بنى الدولة، والبنى النقابية ومؤسسات الرقابة والمحاسبة، وتم حصر عمل المؤسسات المدنية والاجتماعية بأدوار الاغاثة والعون، كبديل عن الدولة المقصّرة دائماً.

وفي ظل غياب الاحزاب الحقيقية، كون السمة الغالبة للأحزاب السائدة، كونها طائفية، تلجأ من ناحية، الى الزبائنية لربط جمهورها؛ ومن ناحية اخرى، الى تأليب مكونات الشعب، متعدد الطوائف والمذاهب، ضد بعضهم البعض. ما أدّى الى عدم فعالية النظام الديمقراطي، وتغييب آليات المراقبة والمحاسبة. كل ذلك سمح للسياسيين ان يعتادوا على عدم مواجهة عواقب سوء إدارتهم.

يوجد في خلفية هذا المشهد نظام الولاءات: فالولاء ليس للوطن، لأن التركيبة الزبائنية، تعمّق الولاءات الشخصية والطائفية، وتجعل الطبقة السياسية غير مضطرة لمواكبة التغييرات الكبرى، لأن الدعم الشعبي لا يعتمد على الأداء، بل على الخدمات.

هناك ايضاً من الزاوية السياسية، ارتهان معظم السياسيين للخارج:

فالطبقة السياسية اللبنانية لطالما كانت مرتبطة بالقوى الإقليمية والدولية. وهذا يجعلها تتردد في اتخاذ مواقف تواكب التحولات الإقليمية، لأن ارتباطاتها الخارجية تتعارض أصلاً مع بعضها البعض.

وامام الخوف من انهيار "الوضع القائم"، يصبح الحفاظ على الوضع كما هو، أسهل من مواجهة تداعيات التغيير في النظام السياسي أو العلاقات مع الأطراف الإقليمية.

نأمل ان يحصل التغيير مع العهد الجديد، بمواكبة ودعم من الشعب المتعطش لاسترجاع الدولة، ومن المعارضة ومن القوى العربية والدولية، لتطبيق البرنامج الطموح.

 لعلّ ذلك يخدم في التحول نحو نظام أكثر عدلاً ويخفف من تأثير المحاصصة الطائفية والاستتباع الخارجي. على ان يقوم المجتمع المدني بدوره في المراقبة والمحاسبة، وان يصبح أكثر فاعلية على المستوى السياسي، بتنشيط الحوار العام حول التغيير السياسي والاجتماعي.

مع ملاحظة أن لا بأس بمن يعتبر انه حصل توافق، حفظا لماء الوجه. فكما قال الرئيس، وإذا انكسر أحدنا انكسرنا جميعاً .

 

كارين عبد النور ـ سلام مكلّفاً تشكيل الحكومة: هل تُطوى صفحة وتُفتح أخرى… جذرياً؟

كارين عبد النور/الحرة/13 كانون الثاني/2025

في تطور سياسي جديد يشهده لبنان، تم تكليف القاضي نواف سلام تشكيل الحكومة اللبنانية، في خطوة تعكس توجهاً نحو تعزيز استقلالية القضاء ودوره في إدارة الشأن العام. سلام، الذي يُعرف بنزاهته واستقلاليته، يأتي إلى هذا المنصب وسط ترقب واسع من مختلف الأوساط السياسية والشعبية، حيث يُنظر إلى تكليفه كفرصة لإعادة ترتيب الأولويات الوطنية وتحقيق الإصلاحات المطلوبة. وبينما كانت الآمال معلقة على تشكيل حكومة تعكس روح التجديد وتلبي تطلعات اللبنانيين الذين أنهكتهم الأزمات، جاء تكليف سلام ليعيد الأمل إليهم بغد أفضل. فرئيس الوزراء السابق، نجيب ميقاتي، الذي تولّى رئاسة الحكومة في لبنان منذ العام 2021، لم يشهد عهده سوى سلسلة من الإخفاقات والأزمات التي تراكمت على كاهل الشعب اللبناني. بدءاً بالأزمة الاقتصادية التي تفاقمت في عهد حكومته، حيث شهدت الليرة اللبنانية انخفاضاً كبيراً في قيمتها، ما أدى إلى ارتفاع معدلات التضخم وزيادة نسب الفقر والبطالة. ورغم محاولات الحكومة التوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي، إلا أن الشروط القاسية والتباطؤ في تنفيذ الإصلاحات حالت دون تحقيق أي تقدم ملموس. إنتقالاً إلى أزمة أموال المودعين حيث وجد اللبنانيون أنفسهم عاجزين عن الحصول على مدخراتهم نتيجة القيود الصارمة التي فرضتها المصارف. ورغم وعود الحكومة بمعالجة الأزمة وإعادة الحقوق لأصحابها، ظلت الحلول غائبة، ما زاد من حالة الإحباط وفقدان الثقة في النظام المالي والمصرفي. أما عن الفساد والمحاصصة السياسية فحدّث ولا حرج. إذ، وبسبب الاستمرار في تعطيل عمل المؤسسات الحكومية لمصالح خاصة على حساب المصلحة العامة، تآكلت مؤسسات الدولة وانعدمت ثقة المواطنين في الحكومة التي فشل رئيسها في وضع حد لهذه الممارسات أو تقديم إصلاحات جذرية تعالج الفساد المستشري في مختلف القطاعات.

كذلك، واجهت حكومة ميقاتي صعوبات في إدارة الأزمات المتلاحقة، مثل أزمة الكهرباء، والوقود، والنفايات، ما زاد من معاناة اللبنانيين. كما أن الاستجابة البطيئة وغير الفعالة للكوارث الطبيعية زادت من حدة الانتقادات الموجهة للحكومة. هذا وشهدت العلاقات اللبنانية مع الدول العربية والغربية تدهوراً ملحوظاً، حيث فشلت الحكومة في ترميم العلاقات مع دول الخليج، ما أثّر سلباً على الدعم الاقتصادي والسياسي الذي كان يمكن أن يخفف من وطأة الأزمات الداخلية. وكان الرئيس جوزيف عون قد تعهّد في خطاب القسم بتعزيز سيادة القانون ومكافحة الفساد، وهو ما يتقاطع مع الأهداف التي يحملها القاضي سلام. فالتغيير المنشود يتطلب قيادة جديدة، تمتلك رؤية واضحة وإرادة صادقة لإحداث التحولات الجذرية التي يحتاجها الوطن. وبذلك فإن وجود توافق بين الرئاسة والحكومة قد يسهم في تحقيق تغييرات جذرية، من حيث تنفيذ إصلاحات اقتصادية ووضع خطة إنقاذ اقتصادي تتماشى مع متطلبات صندوق النقد الدولي والدول المانحة، وتأليف حكومة تكنوقراط أو حكومة وحدة وطنية تضم وجوهاً جديدة قادرة على مواجهة التحديات. إلا أن خطر التعطيل يبقى ماثلاً خاصة مع التباينات السياسية التي تميز المشهد على أرض الواقع، لا سيما من جهة حزب الله الذي بدأ يلوّح بالميثاقية. فهو يواجه تحدياً مزدوجاً في التعامل مع تشكيل حكومة يقودها قاضٍ مستقل، وقد يترقب بحذر أي توجهات قد تؤثر على مصالحه أو تقيّده سياسياً وأمنياً. من هنا يُتوقع أن يتبنى الحزب سياسة المناورة، في محاولة للحفاظ على نفوذه دون الدخول في مواجهة مباشرة مع الحكومة الجديدة.

على أي حال، ورغم الآمال المعلقة على تشكيل الحكومة الجديدة، فإنها لن تكون بمنأى عن المعوقات التي تعترض مسارها. تتراوح هذه التحديات بين ضغوط القوى السياسية التقليدية، التي يمكن أن تعرقل تنفيذ الإصلاحات الجذرية (وهو ما عبّرت عنه بعض الكتل السياسية أثناء لقاءات التشاور مع رئيس الجمهورية) وبين التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تتطلب حلولاً عاجلة. أضف إلى ذلك، التدخلات الخارجية التي طالما أثرت في القرار اللبناني الداخلي. الآمال الكبيرة معقودة اليوم على القاضي سلام، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها اللبنانيون. ومع ذلك، يبقى التساؤل مطروحاً حول قدرة الحكومة التي ستشكّل على تلبية تطلعات الشعب وتحقيق التغيير المنشود. فهل ستكون هذه الحكومة بارقة أمل جديدة أم إحباطاً آخر يضاف إلى سلسلة الإخفاقات السابقة؟ بانتظار التشكيل والبيان الوزاري وخارطة الطريق لتنفيذه، يقف لبنان على مفترق طرق جديد، حيث يبقى أمل الشعب مرهوناً بقدرة القادة الجدد على ترجمة وعودهم إلى أفعال.

 

الثنائي الشيعي اختار التقوقع في الماضي.

غسان صليبي/فايسبوك/13 كانون الثاني/2025

المعارضة استحقت اسمها بعد سقطة.

نواب التغيير استهدوا معاً وأخيراً الى طريق التغيير.

الحزب الاشتراكي كفّر عن ذنبه إبان التحالف الرباعي.

التيار الوطني الحر حاول تقليص خسائره.

الكتل الأخرى التحقت بالموجة العامة.

الاهم من كل ذلك:

- معظم الشعب اللبناني سعيد بنتيجة انتخاب عون وتكليف سلام ويشعر لأول مرة منذ عقود أن غده سيكون أفضل، ويتمنى أن تعم الفرحة معظم الطائفة الشيعية وليس قسماً منها فقط.

- من تبقى من انتفاضة ١٧ تشرين تنفس الصعداء ووجد في الوضع السياسي العام الجديد اطاراً مناسباً لتحقيق مطالبها. ابداء الرأي والتعبئة الشعبية وربما التحرك على الارض من أجل تركيبة الحكومة ونوعية وزرائها وبيانها الوزاري، أكثر من ضروري، لإن المتضررين من الوضع الجديد كثر وفاعلين، حتى من بين الذين انتخبوا عون وسمّوا سلام، وسيجري تعيينهم وزراء.

 

هزيمة نكراء لميقاتي مع اصوات هزيلة رغم كل ما كان يروجه في أوساطه من قبول عربي ودولي له .

سامي كليب موقع أكس/13 كانون الثاني/2025

حتى مساء أمس كان احتساب الأصوات يذهب لصالح نجيب ميقاتي لرئاسة الحكومة، استنادا الى احتمال تقاسم اصوات المعارضة وآخرين بين نواف سلام وفؤاد مخزومي …وحصلت توافقات مسبقة مع ميقاتي لتوزيع بعض الوزارات شملت الثنائي الشيعي . ثم جاءت الصدمة الاولى لميقاتي ومؤيديه من انسحاب مخزومي غير المتوقع أبدا ، والصدمة الثانية من تحولات سريعة لمواقف كتل كانت ذاهبة لدعم ميقاتي ..

ما حصل اليوم يعني التالي :

* هزيمة نكراء لميقاتي مع اصوات هزيلة رغم كل ما كان يروجه في أوساطه من قبول عربي ودولي له .

* صدمة كبرى وهزيمة للثنائي الشيعي الذي جاهر بينه القيادي محمد رعد بالحديث عن خيانة اليد الممدودة .

* احتفال المعارضة بضرب ما تعتبره جزءا من المنظومة السابقة والتي كانت تعتبر ميقاتي جزءا منها  .

* اختيار شخصية محترمة وذات عمق ثقافي وقانوني وعربي ودولي هو نواف سلام لهذا المنصب، ولا شك في أنه محبوب شعبيًّا اكثر بمرات من منافسيه .

* حضور سعودي أكبر  وأكثر فعالية حتى ولو ان السعودية قالت انها لن تتدخل .

* تركيبة عهد من رئاسة جمهورية ورئاسة حكومة متوافقة وتتجاوب مع الرغبات العربية والدولية بالإصلاح الجذري …

* مناورات ناجحة لعدد من النواب المعارضين تلاقت مع الرغبات الخارجية

اين الخطر ؟

إذا لم بعوض تأليف الحكومة خسارة الثنائي بوزارات تمثله، فهذا يعني ان الثنائي سيعتبر الحكومة غير ميثاقية وتشتد المعركة بين المحورين ، بحيث يحاول الثنائي عرقلة عمل العهد والحكومة، ويرفع المحور الاخر خطابه ضد الثنائي بالعرقلة ويحظى بدعم عربي-دولي ، وهو ما قد يُدخل لبنان في متاهات جديدة وخطيرة .

من المفترض ان تتضح الأمور بلقاء الرؤساء الثلاثة عون بري سلام قريبا … فحينها نعرف مسارات التوافق او المواجهة …

الاكيد ان ما حصل استثنائي في تاريخ لبنان الحديث، والأكيد انه لا ينفصل أبدا عن التحولات والزلازل الكبرى في المنطقة والذي يريد الاستمرار في تطويق حزب الله والذي قد يتفاقم اكثر مع تولي ترامب مقاليد السلطة في 20 الجاري …

فالحزب الذي قبل اتفاقًا لوقف النار مُجحفًا، وخسر مرشحه للرئاسة سليمان فرنجية، يجد نفسه الان خاسرًا ايضا لميقاتي واتفاق مسبق معه 

ليس الأمر سهل الهضم بالنسبة للثنائي الشيعي  ..فلا المواجهة سهلة  الآن في ظل التطورات الداخلية والإقليمية والدولية  ولا الصمت على الصدمة يخدم معنوياته … فلننتظر تشكيل الحكومة لنر …

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

اللواء أشرف ريفي يهنئ نواف سلام

موقع أكس/13 كانون الثاني/2025

أتقدم بالتهنئة من رئيس الحكومة المكلّف السفير نواف سلام، متمنياً له التوفيق في مهمته الإنقاذية، بالتعاون مع رئيس الجمهورية.

ننتظر تشكيل حكومة الإنقاذ والتغيير، من أجل لبنان السيد الحر المستقل المعافى.

 

من هو نوّاف سلام؟

صحف لبنانية/13 كانون الثاني/2025

يُرشح عدد من الأحزاب والتيارات المعارضة في لبنان اسم القاضي نواف سلام، رئيس محكمة العدل الدولية، لتولي منصب رئيس مجلس الوزراء في البلاد ليُصبح المرشح الأوفر حظًا من جانب المعارضة بعد انسحاب النائب فؤاد مخزومي من السباق، الاثنين، في حين يبقى رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، منافسا قويا في السباق.

الولادة والدراسة:

وُلد في العاصمة اللبنانية، بيروت، في 15 كانون الأول عام 1953.

حاصل على دبلوم من مدرسة الدراسات العليا في العلوم الاجتماعية في باريس عام 1974.

حاصل على دكتوراة في التاريخ من جامعة السوربون عام 1979.

حاصل على بكالوريوس في القانون من الجامعة اللبنانية عام 1984.

حاصل على ماجستير في القانون من جامعة هارفارد عام 1991.

حاصل على دكتوراة في العلوم السياسية من معهد الدراسات السياسية في باريس عام 1992.

الحياة المهنية:

شغل منصب سفير وممثل لبنان في الأمم المتحدة بين تموز عام 2007 وكانون الأول من عام 2017.

مثّل لبنان في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في عامي 2010 و2011 في فترتي لبنان كعضو غير دائم.

شغل منصب نائب رئيس الدورة الـ67 للجمعية العامة للأمم المتحدة من عام 2012 إلى 2013، ورئيس الجمعية بالوكالة في تموز من عام 2013.

مثل لبنان في المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة عامي 2016 و2018.

ترأس وفود لبنان في العديد من المؤتمرات الدولية المتعلقة بالتغير المناخي وغيره.

شغل العديد من المناصب الأكاديمية في عدد من الجامعات في لبنان وخارجه.

 

فؤاد مخزومي معلقاً على تكليف نواف سلام

موقع أكس/13 كانون الثاني/2025

أبارك للبنان واللبنانيين وللقاضي نواف سلام، تكليفه تشكيل الحكومة اللبنانية، وأجدد تأكيد مضمون الكلمة التي ألقيتها بعد لقاء الرئيس العماد جوزيف عون ضمن الاستشارات النيابية الملزمة، والتي جاء فيها أنه يجب  أن يشكل انتخاب فخامته حداً فاصلاً بين مرحلة ومرحلة، وأن يطوي صفحة الحرب والدم والدمار والانقسام العامودي بين اللبنانيين، وانتهاك السيادة، والسلاح خارج الدولة والحدود المتفلتة. كما أكدت أنه يجب أن نطوي معًا  صفحة التعطيل والفراغ وانحلال الدولة ومؤسساتها، والانهيار المالي وسرقة أموال المودعين، وتبعات تفجير المرفأ، وتغييب العدالة والفقر والذل، وأن نفتح صفحة جديدة مشرقة، من السيادة والمصالحة والسلام والاستقرار والإصلاح والنمو والإزدهار والأمل. فهذا المسار الذي بدأ بانتخاب الرئيس جوزيف عون، والذي يشكل خطاب القسم خارطة طريقه، يجب أن يواكبه تشكيل حكومة الإنقاذ والإصلاح،حكومة التغيير الجذري مع النهج القائم، كي لا يعطله نهج الارتهان والزبائنية والفساد.

وانطلاقاً من هذه القناعة، وعلى الرغم من الدعم الكبير الذي نلته من قوى المعارضة وعدد من النواب المستقلين - وذلك بعد أن ضحّى زميلي في تجدد اللواء أشرف ريفي بترشيحه لصالح وحدة المعارضة -، سحبت ترشيحي الى رئاسة الحكومة، كي نعطي فرصة نجاح للقاضي نواف سلام، الذي سميناه طبعاً ككتلة تجدد، على أن يشكل حكومة بيانها الوزاري ومشروعها تنفيذ كامل لخطاب القسم بكل أبعاده السيادية والإصلاحية.

** النائب فؤاد مخزومي

شرفني نواب قوى المعارضة، وعدد من النواب المستقلين بدعم ترشيحي لتولي مسؤولية رئاسة الحكومة لأتشارك مع فخامة رئيس الجمهورية مسؤولية الإنقاذ في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ لبنان، ما يجعلني المرشح الأقوى لمنافسة مرشح المنظومة.

بالرغم من ذلك، وانطلاقاً من قناعتي بأن وجود أكثر من مرشح معارض سيؤدي حكماً إلى خسارة الجميع،

وبأن لبنان بحاجة إلى تغيير جذري في نهج الحكم، وإلى حكومة تواكب تطلعات العهد الجديد السيادية والإصلاحية، وتساهم في تطبيق خطاب القسم، ما يتطلب أوسع تحالف ممكن من التلاقي،

أعلن انسحابي من الترشح الى رئاسة الحكومة، لأفسح المجال للتوافق بين كل من يؤمن بضرورة التغيير حول اسم القاضي نواف سلام، شاكراً الزملاء والقوى السياسية الذين منحوني الدعم والثقة.

 

تغريدات مختارة من موقع أكس

تغريدات مختارة لليوم 13 كانون الثاني/2025

الياس بجاني/ لبنان تحت البند السابع دون اعلان.. يلي عنا جراوي وعم يمشوهم بالعصا وانشاء الله يكملوا بعزلهم

 

مَن هو رئيس الحكومة المكلّف #نوّاف_سلام؟

الأخبار

https://x.com/i/status/1878823907962081640

 

نواب على لائحة العار .. من هُم؟

#بيروت_تايم

https://x.com/i/status/1878831785410482254

 

نواف سلام في ساعة غضب

موقع أكس

https://x.com/i/status/1878761140752363870

عقب فشله في كسب تأييد مجلس الأمن الدولي لبيان صحافي يدعم حكومة 14 آذار عام ٢٠٠٨،   صب نواف سلام ، مندوب لبنان الدائم غضبه على المعارضة وقال إن حذاءه أفضل من قادة فيها. صياحه وتصرفاته أمام الدبلوماسيين والصحافة والموظفين لفتت نظر المصورين على بعد 10 أمتار، فالتقطوا الفيديو ادناه . في شريط الثاني يقول إن المعارضة مؤامرة ومغامرة.

 

هادي الأمين

لا تستسلموا للابتزاز خوفاً من اتهامكم بالطائفية.الميليشيات التي تتحدث عن الميثاقية باسم التشيُّع،لا تفعل بأمر من إمام المذهب الجعفري، الإمام جعفر الصادق. لم يطلبُ الصَّادق حُكْماً، ولا وزارةً، ولم يحمِ فاسداً، ولم يَقُدْ فرقاً مسلحةً، ولم يُشعل حرباً ولم يأمر بسفك دم. #لبنان

 

د. هادي مراد

على قناة الإخبارية_السعودية الدكتور هادي مراد: نحن #الشيعة_اللبنانيين شيعة #عرب ولنا الفخر بذلك. وقول محمد رعد أنه سيعطي فرصة للدولة قول خبيث ومردود عليه. وما من أحد انتصر على أحد آخر فالانتصار اليوم لكل #لبنان

 

خليل نصرالله

سلاح المقاومة لن ينزع، لن. حزب الله لن يسلم سلاحه، لن يبيعه، وسيبقى سلاحا شرعيا في مواجهة العدوان الإسرائيلي. لا تخطئوا، لن يسلم رصاصة. فهمتوا غلط وعم تحسبوا غلط.

 

سعد الحريري

مبروك للبنان تسمية الصديق نواف سلام لرئاسة الحكومة .انها فرصة إضافية تتكامل مع انتخاب العماد جوزيف عون رئيسا. وأملنا كبير أن تنضوي كافة القوى تحت سقف الشرعية ، المعنية بحماية الجميع وحفظ الكرامات والتوقف عن سياسات الكسر والكيدية والاستقواء، ليستكمل عقد المؤسسات الدستورية. لقد قال مجلس النواب كلمته وفقاً للدستور وكلمة المجلس لا بد أن تكون مسموعة . كل الدعم والدعاء بالتوفيق للرئيس المكلف وكل الشكر للرئيس الصديق نجيب ميقاتي على ادائه المميز في مرحلة استثنائية من تاريخ بلدنا

 

يوسف سلامة

هل يكرّر الثنائي الشيعي تجربة المسيحيين عندما رفضوا تقبّل الهزيمة مع إقرار اتفاق الطائف بالقوة؟

يومها قاطعوا الانتخابات النيابية متسلحين بالميثاقية وخرجوا من السلطة منهكين،

مَن لا يتعلّم من تاريخ غيره يُعرّض نفسه للهلاك،

الانتحار ضعف، وليس بطولة،

"عودوا إلى لبنان ولا تنتحروا"

 

صادق نابلسي

واضح مسار التطويق... والبعض يجد ذلك فرصة ليمارس لعبة التضييق.

لكن المقاومة هي راية الله .. والله لا تسقط له راية !

 

محمد بركات

وليد جنبلاط غيّر المعادلة... مبروك نوّاف_سلام.

 

 نوفل ضو

صحيح ان الميثاقية تتطلب عدم تجاهل اي طائفة، لكنها ايضا تعني عدم تجاهل اي طائفة لبقية الطوائف!

هل يعني عدم جواز هزيمة الطائفة الشيعية في لبنان ان يهزم الثنائي امل - حزب الله كل اللبنانيين؟

 

 محمد الأمين

أنا لبناني من الطائفة الشيعية ..وعم بعطي خبر أنو الوزارات اللي بتتاخد على  اساس" حق شيعي" ما بتعنيني لأنو الوزرات لازم تكون للبنانين مش للطوائف.وع كل حال هيدي وزارات لخدمة الاحزاب والزعيم. الميثاقية قائمة بوجود الطائفة اللبنانية الشيعية ، وليست مشروطة بحصرية تمثيلها بالثنائي المسلح.

لا نريد حقوقًاً تقسم على أساس الطوائف،نريد حقوقا على أساس المواطنة الكاملة.

 

 طارق الحميّد

كل ذلك كان بسببكم.. فعلا مزايدة دون حياء

Annahar النهار

#عاجل - بالفيديو - محمد رعد: سنرى أفعالهم من أجل إخراج المحتل من كل شبر من أرضنا واستعادة الأسرى وإعادة الإعمار والتنفيذ الصحيح للـ1701

https://annahar.com/Lebanon/187037/%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%81%D8%A7-%D9%84%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%88%D9%85%D8%A9-%D9%84%D9%85-%D8%AA%D8%B3%D9%85-%D8%A3%D8%AD%D8%AF%D8%A7-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B4%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D8%B1%D8%B9%D8%AF-%D9%85%D9%86-%D8%AD%D9%82%D9%83%D9%87%D9%85-%D8%A3%D9%86-%D9%8A%D8%B9%D9%8A%D8%B4%D9%88%D8%A7-%D8%AA%D8%AC%D8%B1%D8%A8%D8%AA%D9%87%D9%85-%D9%88%D9%85%D9%86-%D8%AD%D9%82%D9%86%D8%A7-%D8%A3%D9%86-%D9%86%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A8-%D8%A8%D8%AD%D9%83%D9%88%D9%85%D8%A9-%D9%85%D9%8A%D8%AB%D8%A7%D9%82%D9%8A%D8%A9

https://x.com/i/status/1878820613550469416

 

القاضي شربل الحلو

 لما تموت الجثة، ب

أول موجة دود.بتبلش تاكل الجثة

ثانية موجة بتاكل الموجة الأولى

ثالث موجة بتاكل الموجة الثانية

حتى تخلص الجثة ويخلص الدود

 

موقع أكس

قالت مصادر صحفية  إنّ الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نواف سلام قد لا يذهب لاستعداء "حزب الله" مثلما ظنّ الأخير، معتبراً أن سلام كان له موقف مُشرّف في محكمة العدل الدوليّة من خلال معاقبة إسرائيل على جرائمها في غزّة. المصدر قال أيضاً إن لسلام تاريخا لا يمكن نسفه نهائياً خصوصاً في إطار العمل المقاوم ضد إسرائيل، موضحاً أن القاضي سلام شارك في مجلس التخطيط التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية تحت إشراف القيادي الفلسطيني نبيل شعث وهو الأمر الذي لا يعرفه الكثيرون، ويمثل سراً من الأسرار عن سلام.

 

كمال ريشا

هيدا المجلس النيابي لا يمثل نفسه

كانوا بدو ينتخبوا غير رئيس غيروا رأيهم

كانول بدهم يسموا غير رئيس حكومة غيروا رأيهم

والاضرب ما بيستحوا

ما لازم يرجع ولا واحد منهم

 

علي محمد حسن الأمين

مقتضى العقلانية والوطنية ان يسلم ثنائي امل-الحزب بأن مسار الخلاص في لبنان، يتطلب اعترافهما بأن الرعاية الدولية والعربية، هي الفرصة المتاحة للتخلص من الاحتلال، ولاعادة اعمار ما دمرته الحرب.

 

انتهت الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس حكومة جديد ففاز القاضي نواف سلام والنتائج كالتالي :

نواف سلام  ٨٤ صوت

نجيب ميقاتي ٩ اصوات

دون تسمية ٣٥ صوت ٨٥ صوت

 

محمود شعيب

حفاظآ على الميثاقية ومنعآ لأي تعطيل نطالب رئيس الحكومة العتيدية القاضي نواف سلام إسناد الحقائب الوزارية لشيعة من خارج الثنائي والكائفة الشيعية غنية جدآ بالكفاءات.

 

حسين عبد الحسين

وليد جنبلاط قاد تشكيل تحالف 14 آذار واخراج الأسد من لبنان، وخسر أمام انقلاب حزب الله العسكري في 7 ايار 2008 وانحسر. سمير جعجع قاد عملية انتخاب عون وتعيين سلام وعملية نزع سلاح حزب الله. ان نجح، تطوي الحرب الأهلية آخر فصولها (خروج الأسد، نزع سلاح آخر ميليشيا من زمن الحرب). لكن كما في 1982 و2008، قد يحاول محور الأسد أو إيران الارتداد، وتفشل عملية اعادة لبنان الى سنوات ما قبل 1969. الصلاة والدعاء لنجاح جعجع والتحالف الذي يشارك فيه للوصول الى 1969.

 

محمد عبيد

بعيداً عن الظلم الذي لحق بي من ما يسمى "الثنائي الشيعي"، غير أن سياق الوقائع التي بدأت بإغتيال قادة المقاومة وشبابها وأهلها، وتدمير مدنها وقراها وضاحيتها، والتي إستُكمِلت اليوم بتسمية رئيس حكومة من خارج التفاهمات.. يشير الى أن وهم إمكانية سحق الطائفة الشيعية وقواها السياسية (أمل وحزب الله) ما زال يدور في أذهان بعض الداخل والخارج. الأسابيع المقبلة ستكون مفصلية في مسار إنطلاق العهد الرئاسي أو التعثر نتيجة لا شرعية السلطة التي ستنبثق بصيغة تناقض ميثاق العيش المشترك، وفقاً للدستور.

 

 

******************************************

في أسفل رابط نشرة الأخبار اليومية ليومي 13 -14 كانون الثاني/2025

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 13 كانون الثاني/2025/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/2025/01/139011/

ليوم 13 كانون الثاني/2025

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For January 13/2025/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/2025/01/139014/

For January 13/2025/

**************

My LCCC website Link/رابط موقعي الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com

00000

حسابي ع التويتر/ لمن يرغب بمتابعتي الرابط في أسفل

https://twitter.com/BejjaniY42177

My Twitter account/ For those who want to follow me the link is below

https://twitter.com/BejjaniY42177

*******

Click On The Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

*****

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا الرابط  https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

****************************

@followers

 @highlight