المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 09 كانون الثاني/لسنة 2025

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

                http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2025/arabic.january09.25.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

عناوين النشرة

عنوان الزوادة الإيمانية

إِذْهَبَا وَأَخْبِرا يُوحَنَّا بِمَا رَأَيْتُما وَسَمِعْتُما: أَلعُمْيَانُ يُبْصِرُون، وَالعُرْجُ يَمْشُون، وَالبُرْصُ يَطْهُرُون، والصُّمُّ يَسْمَعُون، والمَوتَى يَقُومُون، والمَسَاكِينُ يُبَشَّرُون، وَطُوبَى لِمَنْ لا يَشُكُّ فِيَّ

 

عناوين مقالات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/برضا وموافقة إيران تم تعيين جوزيف عون رئيساً

الياس بجاني/نص وفيديو: وثائقية ديما صادق عن مظلومية الشيعة هي تزوير وقح ومكشوف والمارونية السياسية هي حقبة الإستقلال الوحيدة

الياس بجاني/بالصوت وفيديو ونص/تأملات إيمانية لبنانية وإنجيلية وتاريخية في ذكرى عيد الغطاس دايم دايم.

 

عناوين أهم الأخبار اللبنانية

باسيل الخاسر الأكبر وجنرال عون جديد في بعبدا/حنين دياب/نداء الوطن

أرنب لبري في اللحظة الأخيرة...قطبة مخفية تهدّد جلسة اليوم

جوزف عون يقترب من القصر بدعم داخلي ودولي

فرنجية انسحب لمصلحة قائد الجيش… واتساع في التأييد بين الكتل

قصر بعبدا أنجز استعداداته لاستقبال الرئيس اللبناني الجديد

جنود من الحرس الجمهوري عادوا إلى مركز عملهم... وموظفون تلقوا تدريبات إضافية

المسار الدستوري لانتخاب عون رئيساً للبنان

لبنان: بعثة إماراتية لتسلم نجل القرضاوي وترحيله

ألا يخافون الله في أطفالهم؟/خلف أحمد الحبتور

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 8 كانون الثاني 2025

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاربعاء 8/1/2025

 العلامة السيد علي الأمين: لبنان يجمعنا والدولة مرجعنا

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل 3 جنود في شمال غزة

الجيش الإسرائيلي يعلن استعادة جثة رهينة من قطاع غزة

روما: إيران تفرج عن الصحافية الإيطالية تشتشيليا سالا

«المرصد»: وثيقة تكشف عن نقل عائلة الأسد مئات ملايين الدولارات إلى موسكو

مصدر: رجال أعمال سوريون على قائمة العقوبات بسبب غسلهم تلك الأموال

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

تحذير إلى النوّاب: لا للرئيس "الخيخة"/عقل العويط

«لماذا ليس تصريح ترامب "أو سيكون هناك جحيم لا مفر منه" هو جوهر التفاوض بأكمله؟»/لورانس كاديش/معهد جيتستون

/في لقطات موثقة، وزير العدل السوري الجديد أشرف على إعدام امرأة عام 2015»/ديفيد أديسنيك/مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات

"حزب الله" وشيعة لبنان... جرد حساب ما بعد الحرب/سوسن مهنا/اندبندنت عربية

لا تنتخبوا الا لل"الدولة"/نبيل بو منصف/النهار

لبنان يسير نحو السيادة الموعودة/الشرق الأوسط»/

مخاطر الهزل في توقيت لبناني مصيري/حنا صالح/الشرق الأوسط»/

نحن نريد «سايكس ــ بيكو/سوسن الأبطح/الشرق الأوسط»/

هل مسلحو سوريا سلفيون؟/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

أزمة الغرب الخانقة تحيي استثماراته في الشرق الأوسط/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

عند الصباح/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

القرضاوي... خطر العبور في الزحام/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

/حزب الله" بين صيف 2006 وخريف 2024/مروان الأمين/نداء الوطن

توفّى رسمياً في "أولي البأس" 510 ... والتقديرات 2500 عنصر...هل يعلن "الحزب" الزواج المبكر كخيارٍ إلهيٍّ ملزم؟/نوال نصر/نداء الوطن

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

قوى المعارضة تدعم العماد جوزاف عون: للتلاقي حول انتخابه لإطلاق ورشة الانقاذ البلد واستعادة الدولة وقرارها السيادي، وحصر السلاح بيدها

سامي الجميل: جوزاف عون خيارنا الوحيد ولن نقبل بأن نبقى تحت وصاية الحزب

بيان صادر عن رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه: انسحب وأيد عون

النواب المستقلون والتغييريون: قررنا الاقتراع للعماد جوزاف عون رئيسا للجمهورية

لودريان زار جعجع وغادر من من دون الإدلاء بأي تصريح

كتلة "اللقاء الديمقراطي" جددت موقفها بتأكيد انتخاب قائد الجيش لرئاسة الجمهورية

تكتل "التوافق الوطني" أعلن تبنيه لانتخاب قائد الجيش رئيسا للجمهورية

رعد استقبل لودريان في مقر كتلة الوفاء للمقاومة ومحور البحث الاوضاع محليا واقليميا والاستحقاق الرئاسي

إيلي سالم: طلبت إسرائيل أبراج مراقبة ومناورات مشتركة... فقلنا إن التطبيع غير وارد

 

تغريدات مختارة من موقع أكس

تغريدات مختارة لليوم 08 كانون الثاني/2025

 

تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ لا يُخْزَى». فلا فَرْقَ بَيْنَ يَهُودِيٍّ ويُونَانِيّ، لأَنَّ الرَّبَّ هُوَ نَفْسُهُ لِجَميعِهِم، يُفِيضُ غِنَاهُ عَلى جَمِيعِ الَّذِينَ يَدْعُونَهُ. فَكُلُّ مَنْ يَدْعُو ٱسْمَ الرَّبِّ يَخْلُص

رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة10/من01حتى13/:”يا إِخوَتِي، إِنَّ بُغْيَةَ قَلْبي وتَضَرُّعِي إِلى اللهِ مِنْ أَجْلِ بَنِي إِسْرَائِيلَ لِيَخْلُصُوا. فأَنَا أَشْهَدُ لَهُم أَنَّ فيهِم غَيْرَةً لله، وَلكِنْ بِدُونِ مَعْرِفَةٍ صَحيحَة. فقَدْ جَهِلُوا بِرَّ الله، وحَاوَلُوا أَنْ يُثْبِتُوا بِرَّ أَنْفُسِهِم، فَلَمْ يَخْضَعُوا لِبِرِّ الله؛ لأَنَّ غَايَةَ الشَّرِيعَةِ إِنَّمَا هِيَ المَسِيح، لِكَي يَتَبَرَّرَ بِهِ كُلُّ مُؤْمِن. وقَدْ كَتَبَ مُوسَى عَنِ البِرِّ الَّذي هُوَ مِنَ الشَّرِيعَةِ فَقَال: «مَنْ يَعْمَلُ بِأَحْكَامِ الشَّرِيعَةِ يَحْيَا بِهَا». أَمَّا عَنِ البِرِّ الَّذي هُوَ مِنَ الإِيْمَانِ فَيَقُول: «لا تَقُلْ في قَلْبِكَ: مَنْ يَصْعَدُ إِلى السَّمَاء؟»، أَيْ لِيُنْزِلَ المَسِيحَ مِنَ السَّمَاء. ولا تَقُلْ: «مَنْ يَهْبِطُ إِلى الهَاوِيَة؟»، أَيْ لِيُصْعِدَ المَسِيحَ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات. بَلْ مَاذَا يَقُول؟ «الكَلِمَةُ قَرِيبَةٌ مِنْكَ، في فَمِكَ وَقَلْبِكَ»، أَيْ كَلِمَةُ الإِيْمَان، الَّتي نُنَادِي بِهَا. فَإِنِ ٱعْتَرَفْتَ بِفَمِكَ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الرَّبّ، وآمَنْتَ بِقَلْبِكَ أَنَّ اللهَ أَقَامَهُ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات، تَخْلُص. فالإِيْمَانُ بِالقَلْبِ يَقُودُ إِلى البِرّ، والٱعْتِرَافُ بِالفَمِ يَقُودُ إِلى الخَلاص؛ لأَنَّ الكِتَابَ يَقُول: «كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ لا يُخْزَى». فلا فَرْقَ بَيْنَ يَهُودِيٍّ ويُونَانِيّ، لأَنَّ الرَّبَّ هُوَ نَفْسُهُ لِجَميعِهِم، يُفِيضُ غِنَاهُ عَلى جَمِيعِ الَّذِينَ يَدْعُونَهُ. فَكُلُّ مَنْ يَدْعُو ٱسْمَ الرَّبِّ يَخْلُص.”

 

تفاصيل مقالات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/نص وفيديو: خلصت الحكاية وتم تعيين جوزيف عون رئيساً بتوافق سعودي إيراني وأميركي .. يلا قوموا تا نهني

09 كانون الثاني/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/01/138854/

بالتحليل ودون معطيات رسمية ومؤكدة، نتوقع أن يتم اليوم الخميس 09 كانون الثاني/2025 الساعة 12 ظهراً بتوقيت بيروت، نتوقع أن يتم تعيين قائد الجيش العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية. مجلس النواب البصيم مع رئيسة الأبدي الفاسد والمفسد نبيه بري المتخصصين بالبصم، سوف يبصمون دون اعتراض لأن أساساً لا رأي مستقل وحر وسيادي لهم كونهم إما أتباع لأصحاب شركات أحزابهم المحلية، أو طرواديين وعسكر بخدمة دول أخرى كما هو حال حزب الشيطان المسمى كفراً "حزب الله".

وأيضاً، بالتحليل واستناداً إلى رزم من التعليقات والتحاليل السياسية، نعتقد أن الإنفراج الرئاسي جاء نتيجة توافق سعودي وإيراني بمباركة أميركية وبسلة شروط ملزمة. كل ما نرجوه أن يكون الإلتزام السعودي لإيران مقتصر فقط وفقط على تمويل إعادة إعمار مناطق الطائفة الشيعية، ولا يشمل ترك حزب الله مسلحاً، أو إعطائه أي دور سياسي أو حزبي. والحكم السلبي أو الإيجابي على الرئيس الجديد وعلى الوزارة التي سوف تأتي معه، سيكون مقتصراً على  ملف واحد فقط، وهو ملف إقفال لبنان الساحة بوجه كل تجار ومتعهدي ما يسمونه دجلاً مقاومة وتحرير ورمي اليهود بالبحر والصلاة في القدس وثقافة تقديس الموت... وبالتأكيد الاعتراف بدولة إسرائيل كما فعلت ومنذ سنين الدول العربية كافة. ويلا قوموا تا نهني ونبارك ونصلي من أجل تحرير لبنان من الاحتلال الإيراني ومن حزب إيران الإرهابي والمجرم ومن الطبقة السياسية والحزبية العفنة.

الياس بجاني/فيديو: خلصت الحكاية وتم تعيين جوزيف عون رئيساً بتوافق سعودي إيراني وأميركي .. يلا قوموا تا نهني

https://www.youtube.com/watch?v=WPOEDBT_83Q&t=152s

https://www.youtube.com/watch?v=fuKcs-N8oHU&t=106s

09 كانون الثاني/2025

**عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninews.com

 

الياس بجاني/نص وفيديو: وثائقية ديما صادق عن مظلومية الشيعة هي تزوير وقح ومكشوف والمارونية السياسية هي حقبة الإستقلال الوحيدة

الياس بجاني/07 كانون الثاني/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/01/138801/

كفى التطاول على ما يسمى مارونية سياسية غسلاً لنكبات وتبضاً لإرتكابات وزندقات وإرهاب وإجرام ما جاء بعدها من حقبات تخلى أصحابها ومنظريها ومقاتليها من الجهاديين والعروبيين واليساريين وتجار المقاومة عن لبنان الحريات والاستقلال والديمقراطية والتعايش.

عملياً، لم يكن في تاريخ لبنان مارونية سياسية، بل حقبة استقلال وحريات وتقدم وسلام وانفتاح وديمقراطية وفن وحضارة وريادة.

وهذه الحقبة “المارونية السياسية” هي حقبة الاستقلال الوحيدة اليتيمة بعد الاستقلال عن الانتداب الفرنسي.

وكل ما جاء بعدها من حقبات كانت خنوع وتبعيات لإحتلالات فلسطينية وسورية وإيرانية، وذلك على خلفيات مذهبية دمرت لبنان وقضت على استقلاله وهجرت شعبه وفككت مؤسساته، وما مارسته الثنائية الشيعية الفارسية ولا تزال خير دليل.

وفي سياق أيرنة لبنان وحقبة الأيرنة المستمرة وتجميلها جاءت وثائقية ديما صادق يوم أمس على محطة “ال أم تي” تحت عنوان المظلومية الشيعة.

وثائقية مزورة ومفبركة لا علاقة لها بالتاريخ ولا بالحقيقة ولا بالوقائع، بل هي خداع وتعامى عن الحقائق ونص وسرد مركب بوقاحة وفجور بهدف استغناء عقول اللبنانيين وتبرير إجرام وفارسية الثائية الشيعية السياسية الفارسية.

لألف سبب وسبب لا يجب تحت أي حجة مساواة حقبة الاستقلال الحقيقة المسماة “السياسية المارونية” بأي حقبة سياسية تلتها.

الثنائية الشيعية أجرمت بحق لبنان وخطفت وأخذت طائفتها رهينة وغربتها عن وطنها وسببت لها النكبات.

من هنا فإن “الثنائية الشيعية” لا علاقة لها بلبنان ولا بالطائفة الشيعية.

ونعم وألف نعم، الشيعة مكون لبناني محترم وفاعل وحقوقه يجب أن تكون مثل حقوق كل اللبنانيين وكذلك يجب أن تكون واجباته في إطار الدولة والقانون والدستور والمواثيق.

يصوت عال نقول، لا لوثائقية ديما صادق اليسارية الهوى والنوى والحالمة دائماً برمي إسرائيل واليهود بالبحر، والمتاجرة دجلاً بقضية فلسطين.

وفي الخلاصة، مطلوب محاكمة قادة الثنائية الشيعية على كل ما ارتكبته بحق لبنان والشيعة، وتحديداً حزب الله ومنعه من ممارسة أي نشاط سياسي واجتماعي وثقافي.

*الياس بجاني/فيديو: الياس بجاني/ وثائقية ديما صادق عن مظلومية الشيعة تزوير والمارونية السياسية هي حقبة الإستقلال الوحيدة

https://www.youtube.com/watch?v=dlJUVc2KTak&t=954s

https://www.youtube.com/watch?v=jrheWFbomlA&t=8s

الياس بجاني/07 كانون الثاني/2025

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

عنوان موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

الياس بجاني/بالصوت وفيديو ونص/تأملات إيمانية لبنانية وإنجيلية وتاريخية في ذكرى عيد الغطاس دايم دايم.

تذكار اعتماد المسيح على يد يوحنا المعمدان في نهر الأردن

المراجع التي أخذت منها خلاصة التأملات هي: الإنجيل المقدس/كتاب معاني الأيام لفؤاد افرام البستاني/موقع الحكواتي الالكتروني

يقع في السادس من كانون الثاني تذكار اعتماد المسيح على يد يوحنا المعمدان في نهر الأردن. وقد جاء في إنجيل القدّيس لوقا3/15-22: "وفيمَا كانَ الشَّعْبُ يَنتَظِر، والجَمِيعُ يَتَسَاءَلُونَ في قُلُوبِهِم عَنْ يُوحَنَّا لَعَلَّهُ هُوَ المَسِيح، أَجَابَ يُوحَنَّا قَائِلاً لَهُم أَجْمَعِين: «أَنَا أُعَمِّدُكُم بِالمَاء، ويَأْتي مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنِّي، مَنْ لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَحُلَّ رِبَاطَ حِذَائِهِ. هُوَ يُعَمِّدُكُم بِالرُّوحِ القُدُسِ والنَّار. في يَدِهِ المِذْرَى يُنَقِّي بِهَا بَيْدَرَهُ، فيَجْمَعُ القَمْحَ في أَهْرَائِهِ، وأَمَّا التِّبْنُ فَيُحْرِقُهُ بِنَارٍ لا تُطْفَأ». وبِأَقْوَالٍ أُخْرَى كَثيرَةٍ كانَ يُوحَنَّا يَعِظُ الشَّعْبَ ويُبَشِّرُهُم. لكِنَّ هِيرُودُسَ رئِيسَ الرُّبْع، وقَد كانَ يُوحَنَّا يُوَبِّخُهُ مِنْ أَجْلِ هِيرُودِيَّا ٱمْرَأَةِ أَخِيه، ومِنْ أَجْلِ كُلِّ الشُّرُورِ الَّتي صَنَعَها، زَادَ على تِلْكَ الشُّرُورِ كُلِّهَا أَنَّهُ أَلقَى يُوحَنَّا في السِّجْن. ولمَّا ٱعْتَمَدَ الشَّعْبُ كُلُّهُ، وٱعْتَمَدَ يَسُوعُ أَيْضًا، وكانَ يُصَلِّي، ٱنفَتَحَتِ السَّمَاء، ونَزَلَ عَلَيْهِ الرُّوحُ القُدُسُ في صُورَةٍ جَسَديَّةٍ مِثْلِ حَمَامَة، وجَاءَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ يَقُول: «أَنْتَ هُوَ ٱبْنِي الحَبِيب، بِكَ رَضِيت». يقع في السادس من كانون الثاني تذكار اعتماد المسيح على يد يوحنا المعمدان في نهر الأردن. ويضع التقليد المسيحي المتواتر منذ القرن الثالث محل اعتماد المسيح قرب المخاضة السفلى على خمسة أميال من البحر الميت وعلى هذا بني هناك دير يوحنا المعمدان للروم الأرثوذكس، سمى السريان هذا العيد "دنحو" ومعناه بالعربية "الدنح" وعناه "الظهور" وترجمته باليونانية "ابيفانية" ثم بلغات أوروبية "ابيفاني" وهو اسم هذا العيد فيها جميعاً. أما اسم الغطاس" ففيه إشارة إلى غطاس المسيح في نهر الأردن لاعتماده على يد يوحنا.

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا الرابط  https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل أهم الأخبار اللبنانية

باسيل الخاسر الأكبر وجنرال عون جديد في بعبدا

حنين دياب/نداء الوطن/09 كانون الثاني/2025

وكأنه يدفعُ ثمنَ غطرسته لسنوات طويلة، بعدما خسِر التسونامي الشعبي لعمّه الرئيس السابق للجمهورية اللبنانية ميشال عون وخسِر جزءاً كبيراً من كتلته النيابية، وخسِر امتيازات كثيرة بسبب وضعه على لائحة العقوبات الأميركية بتهمة الفساد، ها هو اليوم رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل يخسر فرصة الانخراط بنهوض الدولة اللبنانية، بعدما أصرّ على رفض انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية اللبنانية. قبل الحديث عن سبب رفض باسيل لانتخاب عون فلنذهب إلى علاقة الرجلين وكيف توترت بينهما، ولماذا صار عون الجنرال عدوّ رئيس الجمهورية الجنرال ميشال عون بعدما اختاره الرئيس يومها قائداً للجيش. ففي لبنان اعتاد السياسيون أن يتدخلوا بالتعيينات العسكرية كما غيرها ويتقاسمون الحصص كلّ بحسب نفوذه، وليس جبران باسيل وقبله ميشال عون إلّا عيّنة من هؤلاء حتى أتى جوزيف عون قائداً للجيش، فظنّ الساسة أن عون القائد كسواه ينفّذ الأوامر والاملاءات طمعاً بأن يصبح مطلب الجميع ويسوّقونه رئيساً للجمهورية. ولنكن شهود حق، فإنّ ميشال عون ومع وصوله إلى بعبدا اختار فريقاً جيداً من المسؤولين مثل رئيس مجلس القضاء الأعلى سهيل عبود وقائد الجيش العماد جوزيف عون وغيرهما، لكنّ جميعهم اختلفوا معه بسبب تدخل جبران باسيل في عملهم ورفض عون وضع حدّ له.

ولأن عون القائد رفض تنفيذ أوامر باسيل بدأت تتفاقم أزمته مع القصر الجمهوري حتى وصلت إلى أوجها في ثورة 17 تشرين، حيثُ اتُّهم قائد الجيش يومها بالتساهل مع المتظاهرين وبعدم قمع من يُهينون العهد ورئيسه، فكان جواب القائد أن الجيش يقف على مسافة واحدة من الجميع وهو لن يكون بوجه المواطنين ولن يتدخّل في السياسة. وفي العودة أيضاً إلى محاولة تدخل السياسيين في الجيش اللبناني فإن قائد الجيش رفض وساطات كبار المسؤولين للدخول إلى المدرسة الحربية، وكان شديد اللهجة مع قياديين في هذا الخصوص، كما أنه رفض الرضوخ لإملاءاتهم في التشكيلات فكان الضابط الصحيح في المكان الصحيح، وبحسب قرار القيادة. هذا التصرف من عون أضعف نفوذ بعض المسؤولين وأزعج باسيل الذي عانى صلابة القائد وعدم قدرة ميشال عون على تليينه. أما بعد خروج عون من بعبدا فصار خوف باسيل مضاعفاً. فالجنرال عون مرشّح لرئاسة الجمهورية ويشكّل خطراً حقيقياً، بلباسه واسمه وتاريخه ومحبة الناس له، على «التيار الوطني الحرّ». شعر باسيل أن باستطاعة عون الجديد خطف وهج عون القديم وصار يقفل عليه الطرقات في محاولة لمنعه من الوصول. لكنّ القدر كان أقوى من باسيل وتقدم القائد، الذي لم يرضَ بالوساطات ولا بالمحسوبيات ولا بالمشاركة بالفساد، على طريق بعبدا.

على القائد المتواضع، بحسب من يعرفوه، يعلّق كثيرون الآمال ، من شيعة ينتظرون إعادة الإعمار ويخافون من الإلغاء والتهميش، إلى سنّة فقدوا الحلم باغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، إلى دروز يشعرون بأنهم أقلية مُهدّدة، إلى مسيحيين اشتاقوا لقائد يجمع شخصية الرئيس الشهيد بشير الجميّل ومأسسة الرئيس الراحل فؤاد شهاب، وها هو جوزيف عون يستعد للانتقال من اليرزة إلى بعبدا ومعه أحلام الكثيرين.

 

أرنب لبري في اللحظة الأخيرة...قطبة مخفية تهدّد جلسة اليوم

نداء الوطن/09 كانون الثاني/2025

بعد تسعة عشر شهراً على آخر جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية، في الرابع عشر من حزيران 2023، تنعقد جلسة جديدة قد لا تكون الأخيرة، لانتخاب الرئيس، بعد الأرنب الجديد الذي أطلقه رئيس مجلس النواب نبيه بري في ما يتعلَّق بتعليق الجلسة. جلسة 14 حزيران 2023، نال فيها العماد جوزيف عون صوتاً واحداً، ولم يُلغِه رئيس مجلس النواب. هكذا، من صوتٍ واحد في حزيران 2023، إلى عدد الأصوات التي سينالها اليوم، في التاسع من كانون الثاني 2025. وبناءً على الأصوات المطلوبة، يصبح العماد عون "فخامة الرئيس جوزيف عون". ورغم التفاؤل الذي ساد طوال نهار أمس مع توالي تأييد الكتل له، بدد هذا التفاؤل غموض مواقف "الثنائي الشيعي" والتيار الوطني مع حلول المساء، وعدنا إلى دوامة التفاسير الدستورية. في كل حال لا يزال الزخم قوياً لنتيجة مرضية اليوم إلا إذا أخرج الرئيس بري ما تبقى لديه من أرانب في كميه. تطورت الأمور بسرعةٍ مذهلة أمس مع عودة الموفد السعودي إلى لبنان الأمير يزيد بن محمد بن فهد الفرحان إلى بيروت، وكان واضحاً أن المملكة التي سمَّت العماد عون لن تتراجع، وما على الرافضين والمعترضين، سوى مراجعة حساباتهم.

وأمس تدحرجت المواقف بشكلٍ متسارع:

الاجتماع الأبرز كان في معراب التي بدا دورها محورياً، وضمَّ إلى رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، رئيس حزب الكتائب سامي الجميل، والنواب أشرف ريفي وميشال معوض ووضاح الصادق وميشال الدويهي ومارك ضو وأديب عبد المسيح ونديم الجميل وسليم الصايغ والياس حنكش وستريدا جعجع وغسان حاصباني وجورج عقيص، وفؤاد مخزومي الذي تلا بيان المجتمعين الذين قرروا دعم انتخاب العماد جوزيف عون لرئاسة الجمهورية. سبق الاجتماع لقاء بين العماد عون والقوات، طُرِحَت فيه الملفات الوطنية على بساط البحث، ما طمأن القوات إلى المسار الذي سينتهجه عون في حال وصل إلى سدة الرئاسة. ومن التطورات، رئيس مجلس النواب نبيه بري تلقى اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية المصرية بدر عبد العاطي، وتم التداول خلاله بتطورات الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة، وقد أثنى الوزير المصري على الجهود التي يبذلها الرئيس بري لتحقيق التوافق بين القوى اللبنانية لإنجاز الاستحقاق الرئاسي.

في الموازاة، كتلة التنمية والتحرير، بعد اجتماعها برئاسة الرئيس نبيه بري، أعلن باسمها النائب الدكتور أيوب حميد "نحن مع التوافق ولن يكون هناك موقف بالمطلق، وستكون هناك دورات متتالية في ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي،لكل أمر مقتضاه وأكدنا ضرورة التوافق، وموقفنا موحد مع حزب الله".

النائب عن "حزب الله" حسن فضل الله رد على ما ينشر منسوباً إلى مصادر الثنائي، فأعلن أن "موقفنا نعلنه غداً (اليوم) في صندوق الانتخاب، وكل ما يُنشر من معلومات قبل الاقتراع لا نتبناه وسنصوّت وفق ما ينسجم وقناعتنا الوطنية".وبينما كان سبق للرئيس بري أن أعلن انه سيبقي على الجلسات مفتوحة ولن يعلقها إلا لصلاة الجمعة وقداس الأحد، فجَّر ليلاً قنبلةً ربما من شأنها إعادة خلط الأوراق، فتحدثت معلومات عن أنه قد يعلق الجلسة بعد الدورة الأولى لعدة أيام للوصول إلى التوافق. كتلة اللقاء الديمقراطي اجتمعت بحضور وليد جنبلاط وجدّدت موقفها الثابت بتأكيد انتخاب العماد جوزيف عون لرئاسة الجمهورية. مرشح ثنائي "أمل - حزب الله"، رئيس تيار المرده سليمان فرنجية، أعلن انسحابه من السباق الانتخابي، فقال في بيان عبر مكتبه الإعلامي: "أمّا وقد توفّرت ظروف انتخاب رئيس للجمهورية يوم غد (اليوم)، فإنني أعلن عن سحب ترشيحي الذي لم يكن يوماً هو العائق أمام عملية الانتخاب. إنني، وانسجاماً مع ما كنت قد أعلنته في مواقف سابقة، داعم للعماد جوزيف عون الذي يتمتّع بمواصفات تحفظ موقع الرئاسة الأولى. الوزير السابق المحامي زيـاد بـارود أعلن عزوفه عن الترشح، وهنا طُرِح سؤال: ماذا عن النواب الذين كانوا أعلنوا أنهم سيعطون أصواتهم للوزير بارود، إلى أين ستذهب هذه الأصوات بعد عزوفه عن الترشح؟ وكانت لافتة مقدمة أخبار الـ OTV الناطقة باسم التيار الوطني الحر، والتي جاء في مطلعها "غداً، إذا لم يحصل ما ليس في الحِسبان، سينتهي الفراغ، وسيُنتخب قائد الجيش رئيساً للجمهورية". لكن في المقابل، مستشار رئيس التيار الوطني الحر أنطوان قسطنطين كشف أن نواب التكتل سيمارسون واجباتهم وحقهم بالاقتراع السري غداً، وتابع: "نرفض الفراغ ويجب ممارسة الحق الدستوري ونتعاطى مع أيّ أمر واقع بحسب تطور الأمور والاعتراض حق مشروع". إذاً، جلسة اليوم معلَّقٌ مصيرها على ما كان نقل عن مصادر الرئيس بري، فهل تخرج رئاسة الجمهورية الثالثة من عنق الزجاجة؟ أم تحتاج إلى جلسات لاحقة؟

 

جوزف عون يقترب من القصر بدعم داخلي ودولي

فرنجية انسحب لمصلحة قائد الجيش… واتساع في التأييد بين الكتل

بيروت/الشرق الأوسط/08 كانون الثاني/2025

اقترب قائد الجيش اللبناني جوزف عون من قصر بعبدا الرئاسي، عشية جلسة البرلمان المخصصة لانتخاب الرئيس، مع توالي المواقف النيابية الداعمة لترشيحه، وانسحاب مرشح «حزب الله» الوزير السابق سليمان فرنجية من السباق لمصلحة عون، ما يفتح الباب لإنهاء الشغور الرئاسي الذي استمر 26 شهراً. وتكثفت الاتصالات والمشاورات المحلية والخارجية، من أجل أن تفضي جلسة البرلمان اليوم إلى انتخاب عون الذي بات الأوفر حظاً، بضمانه أكثر من 74 صوتاً على الأقل تؤمن فوزه بالرئاسة، لكنها لا تكفي لتعديل الدستور لتشريع انتخابه؛ لأن الدستور يمنع انتخاب الموظفين الكبار إلا بعد سنتين من استقالتهم. ويبقى تشريع الانتخاب معلقاً على تصويت نواب «حركة أمل» و«حزب الله» وحلفائهما (نحو 31 صوتاً)، أو «التيار الوطني الحر» برئاسة جبران باسيل (13 صوتاً)، بما يؤمن الـ86 صوتاً اللازمة لتعديل الدستور. وفي سياق المواقف التي استبقت جلسة انتخاب الرئيس، قال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في «السرايا» اليوم: «للمرة الأولى، منذ الفراغ في سدة الرئاسة، أشعر بالسرور؛ لأنه بإذن الله سيكون لدينا غداً رئيس جديد للجمهورية».

«التنمية والتحرير»

وعقدت كتلة «التنمية والتحرير»، التي يرأسها رئيس البرلمان، نبيه بري، اجتماعاً لمناقشة الموضوع الرئاسي والموقف الذي ستتخذه الكتلة بالتنسيق مع كتلة «حزب الله». وعدّ عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب أيوب حميّد، بعد الاجتماع في عين التينة، أنّ «لكلّ أمر مقتضاه»، مؤكداً «ضرورة التوافق بشأن رئاسة الجمهورية». وقال: «ستكون هناك دورات متتالية في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، وموقفنا موحّد مع (حزب الله)».

«الاعتدال الوطني» يؤيد عون

وذكر تكتل «الاعتدال الوطني»، الذي يضم 6 نواب، في بيان عقب اجتماعه للتداول في تطورات الملف الرئاسي، أنه «منذ بداية الفراغ الرئاسي، لم يكن تكتل (الاعتدال الوطني) جزءاً من أي اصطفاف أو انقسام، بل كان على الدوام جزءاً من أي مسعى يعمل على تقريب وجهات النظر، ومبادراً بأكثر من مسعى للبحث عن التوافق الوطني». وأعلن أن تأييده انتخاب العماد جوزف عون رئيساً للجمهورية يأتي لأن «فرصة التوافق الوطني لاحت في أفق جلسة الانتخاب المقررة في 9 كانون الثاني (يناير) الجاري، بدعم عربي ودولي، وبما أن عنوان الفرصة، هو التوافق على اسم قائد الجيش العماد جوزف عون، باعتباره شخصية وطنية تتمتع بالمواصفات الرئاسية المطلوبة للمرحلة وتحدياتها الراهنة والمقبلة؛ محلياً وعربياً ودولياً».

«الكتائب» ونواب من المعارضة يسمون عون

ولفت عضو كتلة «الكتائب» النائب إلياس حنكش، في حديث إذاعي، إلى أن «مصلحتنا برئيس يعيد النهوض للبلد؛ لذلك لا إملاءات من الخارج؛ إنما مواصفات تنطبق على اسم أو اثنين أو 3، وهناك مرشح متقدم وهو قائد الجيش». وأضاف: «لا نقول إن المواصفات تنطبق فقط على قائد الجيش؛ إنما هو يحظى بأكبر تأييد دولي ويحظى بتقاطع حوله»، وتابع: «(الكتائب) لطالما كانت سداً منيعاً لمنع أي تخطٍّ للدستور، ولكن يجب ألا يكون شماعة لتعطيل انتخاب الرئيس». بدوره، أكد النائب فؤاد مخزومي من «دار الفتوى»: «حلمنا هو انتخاب رئيس جامع قادر على تطبيق القرار (1701) وتعزيز الاقتصاد والقضاء في لبنان». وأشار إلى أن العماد جوزف عون هو الأقرب لتحقيق هذا الهدف، وأوضح أنه سيدعم انتخاب قائد الجيش في جميع الدورات الرئاسية، متمنياً من الرئيس نبيه بري «التعاون معه لحماية لبنان والحفاظ على استقراره».

فرنجية يسحب ترشحه

وأعلن رئيس «تيار المردة»، سليمان فرنجية، سحب ترشحه لرئاسة الجمهورية، وقال في بيان: «أمَا وقد توفّرت ظروف انتخاب رئيس للجمهورية يوم غد، وإزاء ما آلت إليه الأمور، فإنني أعلن عن سحب ترشيحي الذي لم يكن يوماً هو العائق أمام عملية الانتخاب». وأضاف: «أشكر كلّ من اقترع لي، فإنني - وانسجاماً مع ما كنت قد أعلنته في مواقف سابقة - داعم للعماد جوزف عون الذي يتمتّع بمواصفات تحفظ موقع الرئاسة الأولى. إنني أتمنّى للمجلس النيابي التوفيق في عملية الانتخاب، وللوطن أن يجتاز هذه المرحلة بالوحدة والوعي والمسؤولية».

...و«التوافق الوطني» يتبنى انتخاب عون

كما أعلن تكتل «التوافق الوطني»، الذي يضم نواباً سنة كانوا متحالفين مع «حزب الله»، «تبنّيه انتخاب قائد الجيش العماد جوزف عون رئيساً للجمهورية في جلسة الخميس، وهو الذي أثبت جدارة في إدارة المؤسسة العسكرية في أصعب الظروف، واستطاع أن يتجاوز الأزمات والعقبات، وأن يحافظ على الجيش بُنيةً متماسكةً وموحّدة بكفاءة ونزاهة».

كتلة «المشاريع» تتجه لتسمية عون

كتلة «المشاريع النيابية»، التي تضمّ النائبين عدنان طرابلسي وطه ناجي، أعلنت أنّها «تتّجه لانتخاب قائد الجيش، وسنشارك في لقاء تكتل (التوافق الوطني) لإعلان الموقف الجامع الموحّد».

 

قصر بعبدا أنجز استعداداته لاستقبال الرئيس اللبناني الجديد

جنود من الحرس الجمهوري عادوا إلى مركز عملهم... وموظفون تلقوا تدريبات إضافية

بيروت: يوسف دياب/الشرق الأوسط/08 كانون الثاني/2025

رغم الضبابية التي تخيم على جلسة انتخاب رئيس الجمهورية الخميس، وعدم تأمين أكثرية أصوات حاسمة لانتخاب الرئيس من الجلسة الأولى أو حتى الدورات المفتوحة التي تليها، أنجزت دوائر قصر بعبدا استعداداتها الإدارية واللوجيستية وحتى الأمنية، لاستقبال رئيس الجمهورية الجديد، المنتظر انتخابه خلال ساعات، والمفترض أن يتوجّه من مقر البرلمان اللبناني بعد أدائه اليمين الدستورية وخطاب القسم إلى القصر الرئاسي، ليخرج هذا القصر من الفراغ الذي خيّم عليه لأكثر من 26 شهراً، ليعود مركز الاستقطاب السياسي، وصناعة القرار السيادي في البلاد. وأوضحت مصادر مطلعة على ورشة التحضيرات في قصر بعبدا، أنه «جرى في الساعات الماضية وضع اللمسات الأخيرة على كل الترتيبات الممهدة لوصول الرئيس إلى القصر الجمهوري». وأكدت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، أن «المديرية العامة لرئاسة الجمهورية اتخذت كل التدابير الإدارية التقنية واللوجيستية، وعملت على تجهيز مكتب الرئيس وصالونات استقبال الزوار والوفود، بالإضافة إلى تجهيز الجناح الخاص بإقامة الرئيس وعائلته طيلة فترة السنوات الست أي طيلة عهد الرئيس العتيد»، مشيرة إلى أن «الدائرة الإعلامية انتهت من تحضير القاعة المخصصة لوجود الإعلاميين، بالإضافة إلى مكتب المستشار الإعلامي ومكتب الاتصالات». وقالت: «بات معلوماً أن الحرس الجمهوري متأهب لإقامة مراسم استقبال الرئيس، وإقامة التشريفات التي تليق به». ورغم أن دوائر القصر الجمهوري بقيت خلال مرحلة الفراغ الرئاسي تعمل بالحدّ الأدنى، أي بمستوى أقلّ من فترة وجود الرئيس، فإن الموظفين وضعوا أنفسهم في حالة استنفار ليوم طال انتظاره. وأوضحت المصادر أن الموظفين «استغلّوا أشهر الفراغ وخضعوا لدورات تدريب في المعهد الوطني للإدارة؛ لتطوير مهاراتهم وعملهم في دوائر القصر لجهة التكنولوجيا والمكننة وغيرها». وكشفت أن «المديرية العامة للرئاسة حضّرت الملفات التي يحتاجها رئيس الجمهورية، التي ستوضع على طاولته لدى وصوله إلى قصر بعبدا». وقالت إن «فرق الصيانة قامت بترميم جناح إقامة الرئيس وعائلته ومكتبه الخاص، إذ لم يكن بالإمكان ترميمها خلال وجود الرئيس السابق ميشال عون بسبب إشغال هذا الجناح والمكتب الرئاسي». بموازاة الترتيبات الإدارية واللوجيستية والتقنية، أكد مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط»، أن لواء الحرس الجمهوري يتحضّر لإقامة مراسم التشريفات واستقبال الرئيس الجديد. وأشار إلى أن «ضباط ورتباء وعناصر من لواء الحرس جرى الاستعانة ببعضهم لمهام أمنية في بيروت وجبل لبنان، وعادوا إلى مقرهم في القصر الرئاسي؛ تحضيراً لمرحلة حماية الرئيس، ومواكبته في مرحلة ستكون حافلة بالعمل والإنجازات التي فرضتها التطورات الأخيرة على العهد الجديد». ومنذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 بانتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون، سكن الفراغ القصر الجمهوري، وأطفئت أضواؤه، وتحوّل إلى قصر شبه مقفر لا يرتاده إلّا الموظفون، كما غابت عنه مراسم التشريفات، وتوقعت المصادر المواكبة لورشة استقبال الرئيس أن القصر الجمهوري الذي يقع على أطراف مدينة بعبدا (جبل لبنان) سيتحول لموضع اهتمام الداخل والخارج، على أساس أن هناك رهاناً كبيراً على الرئيس الجديد لتعويض ما خسره لبنان في مرحلة الفراغ، وليكون في أولوية الرئيس مهمة إعادة لبنان إلى دوره العربي وموقعه في الأسرة الدولية، ومواكبة ورشة إعمار ما دمرته الحرب، وورشة النهوض من الأزمات السياسية والمالية والاقتصادية والاجتماعية.

 

المسار الدستوري لانتخاب عون رئيساً للبنان

بيروت: بولا أسطيح/الشرق الأوسط»/08 كانون الثاني/2025

في الوقت الذي يتصدر فيه قائد الجيش العماد جوزف عون السباق الرئاسي راهناً، تخرج أصوات تنبه إلى أن انتخابه سيكون غير دستوري بوصفه يتولى وظيفة «فئة أولى»؛ مما يوجب، وفق الدستور، استقالته قبل عامين من انتخابه. إلا إن سابقة انتخاب العماد ميشال سليمان في عام 2008، الذي كان حينها أيضاً قائداً للجيش، تجعل المتحمسين لانتخاب عون يتكئون على المبررات التي قُدمت في وقته ليعيدوا التذكير بها اليوم. وعدّ رئيس المجلس النيابي، نبيه بري، وقتها أن تصويت أكثر من 86 نائباً لسليمان يعني تلقائياً أن انتخابه دستوري؛ لأن تعديل الدستور يتطلب تصويت 86 نائباً لمصلحة أي تعديل.

موقف متشدد من باسيل

إلا إن رئيس «التيار الوطني الحر»، النائب جبران باسيل، لا يزال يؤكد أن انتخاب عون غير دستوري وفق هذه الآلية. وقد شدد في آخر إطلالة له على أن «تعديل الدستور يتطلب وجود رئيس للجمهورية، ووجود عقد عادي لمجلس النواب، وأيضاً وجود حكومة كاملة الصلاحيات، وأيضاً يتطلب ثلثي مجلس النواب بمرحلة أولى، وبالمرحلة الثانية 3 أرباع المجلس النيابي»، عادّاً أنه «دستورياً لا يمكن أن يتحدث أحد معنا بدولة القانون والمؤسسات ويخالف الدستور بانتخاب الرئيس». ويتكئ باسيل على قراءة دستورية تقول إن المادتين «76» و«77» تشيران إلى أن إعادة النظر في الدستور تحدث إما بناء على اقتراح رئيس الجمهورية فتقدم الحكومة مشروع القانون إلى مجلس النواب، وهو أمر غير متاح راهناً بسبب غياب الرئيس، وإما بناء على طلب مجلس النواب، على أن يكون المجلس منعقداً انعقاداً عادياً، وهو أمر غير متوافر مع انتهاء الانعقاد العادي بنهاية ديسمبر (كانون الأول).

ما صح على سليمان يصح على عون

لكن في المقابل، يعدّ الخبير الدستوري المحامي الدكتور سعيد مالك أنه «في الدورة الأولى من جلسة انتخاب رئيس يفترض على العماد عون وغيره من المرشحين أن ينال 86 صوتاً؛ أي أكثرية الثلثين، وهذا أمر مسلم به»، لافتاً إلى أنه «خلال الدورة الثانية في حال نال عون أكثر من 86 صوتاً، فحكماً يعلن رئيساً ولا تشوب العملية الانتخابية عندها أي شائبة. أما في حال حصل على ما بين 64 و86 صوتاً، أي فاز بالغالبية المطلقة، فعندها يفترض على رئيس مجلس النواب أن يجتمع مع (مكتب هيئة المجلس)؛ لأن هذه الهيئة، عملاً بأحكام المادة (8) من النظام الداخلي لمجلس النواب، هي التي تنظر في المحاضر والاعتراضات التي يمكن أن ترد عليها، وعلى عملية الانتخاب، فيعلن بعدها الرئيس بري فوز العماد عون بالرئاسة؛ لأن صلاحية تفسير الدستور هي صلاحية (الهيئة العامة لمجلس النواب)، وليست صلاحية شخصية لرئيس المجلس، وبالتالي، فإن تصويت أكثر من 64 نائباً لمصلحة عون يعني أن (الهيئة العامة) صوتت بأكثرية مطلقة للعماد عون تخوله تسلم زمام قيادة البلاد». ويشير مالك في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن السيناريو الثاني «يفتح الباب واسعاً للطعن أمام المجلس الدستوري من قبل 43 نائباً ضمن مهلة 24 ساعة، على أن يبتّ المجلس الدستوري في هذا الطعن خلال مهلة 3 أيام».

ويستهجن مالك القول إن ما صح مع ميشال سليمان لا يمكن أن يصح مع جوزف عون بوصف انتخاب الأول أتى نتيجة اتفاق كبير وقعت عليه كل القوى السياسية في الدوحة، مشدداً على أن هذا القول «هرطقة دستورية مرفوضة؛ لأننا اليوم في الظروف نفسها والأفعال والأوضاع متشابهة، والدستور هو هو ولم يعدَّل منذ عام 2008، وبالتالي ما طُبق في وقته يفترض تطبيقه اليوم». وتنص «المادة 49» من الدستور اللبناني على أنه يُمنع انتخاب موظفي الفئة الأولى «مدة قيامهم بوظيفتهم وخلال السنتين اللتين تليان تاريخ استقالتهم وانقطاعهم فعلياً عن وظيفتهم»، كذلك، استناداً إلى قانون الانتخاب بالنسبة إلى العسكري، الذي يشترط مرور 6 أشهر على تركه الخدمة.

«تجاوزاً للمهلة»

ويوضح المحامي الدكتور بول مرقص، رئيس مؤسسة «JUSTICIA» الحقوقية في بيروت، خلال تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «مجلس النواب لجأ في انتخابات عام 2008 إلى الإفادة من المادة الدستورية رقم (74) للتنصل من تعديل (المادة 49)، حيث عدّ أن ما حصل مع العماد ميشال سليمان كان (تجاوزاً للمهلة)، أي الأشهر الستة التي تفرض استقالة قائد الجيش، أو سواه من العسكريين، من منصبه قبل الانتخابات، وأن هذه المدة سقطت نتيجة الخلاء الحاصل في منصب الرئاسة بعد انتهاء ولاية الرئيس إميل لحود عام 2007، وبالتالي بالطريقة عينها التي عُدّت بها الظروف الانتخابية للعماد ميشال سليمان (تجاوزاً للمهلة)، وبالتالي مسقطة لشرط المهلة نتيجة الخلاء الرئاسي، يمكن القول إن الأمر ينسحب على انتخاب العماد جوزف عون رئيساً للجمهورية».

تنوع في الأصوات؟

وبشأن ما إذا كان يصح انتخاب العماد عون من دون أي صوت شيعي، فيقول سعيد مالك: «هذا أمر لا يمكن التأكد منه؛ لأن الاقتراع في نهاية المطاف سري، وبالتالي لا يمكن القول إنه حصل أو لم يحصل على أصوات متنوعة المذاهب والطوائف أو من طرف أو فريق واحد. وحتى لو سلمنا جدلاً بأنه جرى التأكد من أنه لم يحصل على أي صوت شيعي، فهذا لا يغير في المعادلة شيئاً؛ لأن الدستور لم يشترط أن يكون فوز المرشح عبارة عن التصويت له من قبل خليط من المذاهب والأديان».

 

لبنان: بعثة إماراتية لتسلم نجل القرضاوي وترحيله

بيروت: «الشرق الأوسط»/08 كانون الثاني/2025

كشفت مصادر لبنانية لصحيفة «الشرق الأوسط»، اليوم الأربعاء، عن وصول البعثة الإماراتية التي ستتولى ترحيل الناشط المصري عبد الرحمن القرضاوي، نجل الداعية الراحل يوسف القرضاوي، من لبنان إلى الإمارات العربية المتحدة، مشيرة إلى أنه تسليمه سيتم بشكل سريع للغاية. وكانت الحكومة اللبنانية قد قررت تسليم القرضاوي إلى الإمارات استجابةً لطلب الاسترداد الذي تقدّمت به السلطات الإماراتية، وتنفيذاً لمذكرة التوقيف الصادرة بحقه عن مجلس وزراء الداخلية العرب، بناءً على فيديو سجّله القرضاوي خلال جولة له في باحة المسجد الأموي بدمشق، هاجم فيه دولاً عربية.

 

ألا يخافون الله في أطفالهم؟

خلف أحمد الحبتور/موقع أكس/08 كانون الثاني/2025

كنت أشاهد اليوم مشهداً صادماً على قناة تلفزيونية لبنانية: أطفال لبنانيون في عمر العشر سنوات ينخرطون في نقاشات سياسية عقيمة، وكأنهم يحملون على أكتافهم أعباء الكبار. كيف لأهل أن يسمحوا لأطفالهم بأن يُثقلوا بأفكار تفرِّق ولا تجمع، وتضعهم في دائرة لا تنتهي من الجدل الذي قوّى الزعماء وأضعف الشعب؟ الأطفال هم الأمل، هم الفرح، هم البذرة التي تُزرع لتُنبت مستقبلاً أفضل. الأولى هو أن يتعلموا حبّ الأرض والوفاء لها، حبّ التعاون والإخلاص، لا أن يُغرقوا في مستنقع السياسة الذي جرّ #لبنان إلى الدمار. لقد فقدنا الأمل مرات كثيرة في إعادة بناء لبنان على أسس صحيحة. حتى أنني، في يوم من الأيام، أرسلت فريقاً من الباحثين لدراسة كيفية إنقاذ أطفال لبنان من ثقافة عبودية الزعيم، لكنني امتنعت عن نشر النتائج، لأن الواقع مؤلم. قد تُحذف الحلقة أو يتم التراجع عنها، لكن القضية ليست في البرنامج بحد ذاته، بل في أسلوب تنشئة الأطفال وثقافة التربية في لبنان ووعي الأهل. الأطفال يستحقون تربية تُعلّمهم المحبة والبناء، لا أن تكون طفولتهم رهينة للانقسامات السياسية. ألا يخافون الله في أطفالهم؟ متى سيتوقف هذا العبث بمستقبل أجيال بأكملها؟ حسبنا الله ونعم الوكيل.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 8 كانون الثاني 2025

وطنية/08 كانون الثاني/2025

النهار

أشاد مسؤول مدني في قضاء زحلة بحكمة نائبي “القوات اللبنانية” في المدينة اللذين تمكنا من استيعاب الإشكالات التي حصلت خلال الحرب الأخيرة ما أدى إلى تلافي مواجهات بين أبناء المدينة والمحيط، ومع النازحين.

قال مسؤول في مؤسسة إغاثية رداً على سؤال عن موعد بدء الإعمار: قدّرنا الله على إتمام مرحلة مسح الأضرار وبعدها لكل حادث حديث. لا أموال حتى الساعة.

شكت جمعيات بيئية من مجازر بحق الأحراج في منطقة مدرجة على لائحة التراث في عكار.

لدى دخوله صالة إحدى الكنائس للتعزية، تم الترحيب بنائب سابق بعبارة “فخامة الرئيس” فأجاب “أنا. صعبة. بعدو عقلي براسي وإجريي على الأرض. خليها لغيري”.

نقل عن ديبلوماسي قوله إن كلام وزير خارجية ايران في وقت سابق زاد من تورط “حزب الله” وأوقعه في فخ “قوة المحور” إذ اعتبر أن أي توسع للحرب الإسرائيلية سيواجه بتحريك “محور المقاومة” كله.

وعد الرئيس نجيب ميقاتي الوزراء جورج بوشكيان وجورج كلاس وعباس الحاج حسن بزيارة منطقة البقاع في وقت قريب جداً.

بري ممازحاً رجل دين مسيحيا: ليجلس السفراء على مقاعد النواب ويصعد الآخرون إلى مقاعد الصحافيين.

الجمهورية

قال مرجع سياسي معارض إنّ هناك ضغطاً سعودياً  أميركياً غير مسبوق في استحقاق لبناني كبير.

ترجم فريقان بارزان إعلانهما بوحدة الموقف، بخطوات تنفيذية سيُعبّر عنها في مرحلة معيّنة.

وصف مرجع اقتصادي مشروع خطة مشبوهة بأنّها أكبر عملية تشريع لسرقة حقوق وجنى أعماراللبنانيّين، ومن شأنها أن تقضي على آخر أمل بإعادة الثقة إلى القطاع المصرفي.

اللواء

تتدخل جهات نافذة لتسريع دفع التعويضات للمتضررين، من دون إهمال المتضرِّرين الآخرين..

حسب نائب مستقل، فإن أول دورة ستكون بمثابة بروفة لحجم التموضعات في المرحلة المقبلة..

تأكد أن التغطية المسيحية لانتخاب العماد جوزاف عون تأمَّنت، باستثناء مجموعات قليلة من النواب، المرتبطين بجهات جاهرت برفضها..

نداء الوطن

على هامش لقاء آموس هوكستين مع عدد من النواب في دارة النائب فؤاد مخزومي، عقد الموفد الأميركي خلوة لعشرين دقيقة مع أحد النواب من تكتل نيابي كبير، وعُلِم أنه حمَّل النائب رسالةً إلى رئيس تكتله.

كانت لافتة مشاركة النائب فيصل كرامي في اجتماع النواب مع آموس هوكستين في دارة النائب فؤاد مخزومي، علماً أن كرامي كان مؤيداً لرئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية.

تبيَّن من حجم الدمار في الجنوب أن "حزب الله" أنشأ ما يشبه الثكنات العسكرية تحت الارض في القرى والبلدات الجنوبية، ضارباً بعرض الحائط منازل الجنوبيين، حيث أن مراكزه بُنيت تحتها، ما عرَّضها للتدمير من جانب الجيش الاسرائيلي.

البناء

قال مصدر سياسي إن ما سمعه مبعوث خارجيّ حول الموقف من ترشيح العماد جوزف عون لرئاسة الجمهورية كان “أن ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية تمّت محاربته على قاعدة أن لا كتلة نيابية مسيحية كبرى تبنّت ترشيحه وأن الكتلة الأخرى تضع عليه فيتو، باعتبار أن المنصب محسوب للطائفة المسيحية، ولذلك فإن أي كتلة نيابية غير مسيحية تنتظر لقول رأيها في أي مرشح آخر بمن في ذلك العماد جوزف عون سماع ترشيحه من كتلة مسيحية كبرى وضمان عدم وضع الكتلة الأخرى للفيتو، وهذا لم يحدث بعد في أي اسم وربما يكون الاستثناء الوحيد ما حدث مع تسمية جهاد ازعور كمرشح تقاطع، ولا نعلم إذا كان الأمر لا يزال قائماً وإذا لم يحدث ذلك مسيحياً مع أي مرشح فإن الحل يصبح بقبول رئيس تنافسي بدلاً من رئيس توافقي، لكن بقبول تأمين النصاب والاعتراف بشرعية النتيجة محلياً ومباركة التنافس الديمقراطي خارجيا”.

قال مصدر دبلوماسي غربي إن تعليق العقوبات الأميركية على سورية لمدة 6 شهور ترافق مع خطة لشهور التعليق تتضمن تعهداً من هيئة الحكم الحالية بإنجاز تشكيل حكومة انتقالية وتأسيس نواة للجيش ينطبق عليهما شرط تمثيل جميع المكوّنات، وخصوصاً المكون الكرديّ والمكوّن الدرزي بصورة مرضية لمرجعيات المكونين ووقف الأعمال الانتقامية الدموية والعدائية الطائفية والسياسية في مناطق الطائفتين العلوية والمسيحية وتشكيل لجنة لكتابة دستور مدني للدولة يضمن المساواة بين الطوائف وشكلاً توافقياً حول الخصوصية في مناطق الأكراد وتأكيد حقوق المرأة وقبل نهاية الشهور الستة سوف تتم عملية تقييم لما تمّ تنفيذه ومدى انطباق هذه المعايير عليه ليتم التجديد لستة شهور جديدة حتى تتم الانتخابات وتنبثق منها حكومة جديدة فيمكن عندها إعلان إلغاء العقوبات.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاربعاء 8/1/2025

وطنية/08 كانون الثاني/2025

 * مقدمة نشرة أخبار الـ "أن بي أن"

حراك داخلي - دولي مكثف تشهده الساحة اللبنانية.

لقاءات ومشاورات واتصالات من المفترض أن تكون حاسمة لمصير جلسة الانتخاب الرئاسي تمهيدا لتظهير الصورة الحقيقية لمواقف الكتل النيابية قبيل التوجه الى ساحة النجمة ودوران صندوقة الإقتراع في قاعة الهيئة العامة.

وعشية الجلسة ما تزال المشاورات قائمة بين الكتل النيابية فيما ستكون هذه الجلسة مفتوحة وبدورات متتالية وليس على النواب ال128 سوى تحمل مسؤولياتهم وانتخاب الرئيس في جلسة الخميس أو في الأيام التالية حيث وبحسب ما يؤكد رئيس مجلس النواب نبيه بري لا توقف لجلسات الانتخاب إلا عند صلاة الجمعة أو قداس الأحد.

الرئيس بري الذي التقى الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان ترأس إجتماعا لكتلة التنمية والتحرير التي أكدت على موقفها المبدئي ومنذ اليوم الأول: مع التوافق...

وعلى مسار اتفاق وقف إطلاق النار تمركز الجيش اللبناني في المواقع التي انسحب منها جيش العدو الإسرائيلي في محيط بلدة الناقورة في القطاع الغربي في وقت يشهد فيه القطاعان الأوسط والشرقي تواصل عمليات التجريف ونسف المنازل والبنى التحتية من قبل جيش العدو الذي قام بعمليات تفتيش في الاطراف الغربية لبلدة ميس الجبل وبتفجيرات في الطيبة وطلوسة كما قصف منطقة حي الوعرة في بلدة رميش مستهدفا احد المنازل بالقرب من مركز الدفاع المدني ولم يبلغ عن اصابات.

* مقدمة الـ "أم تي في"

مبدئيا: العماد جوزف عون الرئيس الرابع عشر للجمهورية اللبنانية. وعلى الأرجح فان قصر بعبدا سيفتح أبوابه غدا لرابع قائد للجيش يصبح رئيسا للجمهورية.

فبعد شغور استمر سنتين وشهرين وتسعة ايام، كل الكتل الكبيرة سمت عون او ستسميه،  باستثناء الثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر حتى الان. علما ان الثنائي يدرس الامر، والرئيس نبيه بري لم يعد بعيدا عن اتخاذ القرار الصعب، الذي كان يفضل الا يتخذه...

هكذا فإن الضغط  الاقليمي والدولي فعل فعله. السعودية قالت كلمتها، كذلك اميركا. ولعل الكلمة الاقسى جاءت على لسان المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان ، الذي اعلن امام الكتل التي التقاها ان لا خيار سوى عون. 

وعليه، كلمة السر التي بدت ناعمة ولينة في البداية، تحولت كلمة حاسمة وجازمة في النهاية. حتى قطر تراجعت عن اسم مرشحها الياس البيسري وسارت بانتخاب العماد عون.

وعندما شعر بري بثقل الضغط الممارس ، حاول ان يسترضي المعارضة بمرشحين آخرين، لكن الامر كان قد فات. فالقرار متخذ على اعلى المستويات،  والضغط العربي والاقليمي ترافق مع مواقف متتالية  للكتل المختلفة ايدت فيها عون، ما وضع الثنائي والتيار الوطني الحر في وضع حرج.

وعلى الارجح، فان  التيار سيبقى خارج التصويت للعماد عون، فيما الثنائي يخوض  مفاوضات، تحت شعار انه يسير بالتوافق الوطني، وان استكمال التوافق يقتضي اعطاء اصوات كتلتي امل وحزب الله للعماد عون.

فهل تنجح المفاوضات الليلة ما يؤدي الى انتخاب عون غدا، ام انها ستتعقد ما يؤخر عملية الانتخاب من دون ان تتغير نتائجها؟ البداية من خريطة توزيع أصوات النواب والكتل النيابية حتى الان.

* مقدمة "المنار"

زحمة اخبار تسابق الساعات المتبقية قبل جلسة انتخاب رئيس الجمهورية غدا.. ومع استمرار لقاءات الموفدين وجولات السفراء والوسطاء وتحركات المعنيين، فان مواقف الكتل والنواب يتبدل بعضها تباعا، ويتظهر الآخر بعد لقاءات الموفدين وما يحويها من اسرار معروفة.

وليس سرا موقف الثنائي الوطني – حزب الله وحركة امل ، الذي كان قبل زيارة الموفدين ولا يزال بعد زيارة المبعوث الرئاسي الفرنسي – جان إيف لودريانالى الرئيس نبيه بري في عين التينة ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد في حارة حريك اليوم.

موقف اكدته كتلة التنمية والتحرير من ان حزب الله وحركة امل موقفهما واحد، وانهما مع ضرورة التوافق بشأن رئاسة الجمهورية، ولكل امر مقتضاه كما جاء في بيان الكتلة.

وبموقف مكلل بالمسؤولية الوطنية، وبالحضور الذي لا يقوى عليه تبدل الظروف او الاوضاع، اعلن رئيس تيار المردة سليمان فرنجية سحب ترشيحه الذي لم يكن يوما هو العائق امام عملية الانتخاب، بعد ان توفرت ظروف انتخاب رئيس للجمهورية يوم غد كما قال، مجددا ما كان اعلنه سابقا من دعم لقائد الجيش العماد جوزاف عون.

وان كان حديث الساعين ان عماد الحراك السياسي التوصل الى انهاء الشغور الرئاسي في لبنان بلا غالب ولا مغلوب لما فيه مصلحة البلاد، فان الامور تتكشف تباعا، وان كانت غير محسومة تماما الى الآن.

في الجنوب العدوانية الصهيونية متواصلة الى الآن، عبر قصف صهيوني على مارون الراس، وتقدم نحو اطراف بنت جبيل وان عاود الانسحاب منها، فيما واصلت وحدات الجيش اللبناني تمركزها في الناقورة والقرى والمواقع التي اخلاها العدو امس في القطاع الغربي، وسط وضوح حجم الدمار الذي خلفه العدو حتى بعد اعلان وقف اطلاق النار.

* مقدمة الـ "أو تي في"

غدا، إذا لم يحصل ما ليس في الحسبان، سينتهي الفراغ، وسينتخب قائد الجيش العماد جوزاف عون رئيسا للجمهورية.

لكن الفراغ الذي يأمل  اللبنانيون في ان ينتهي، ليس فقط فراغ الكرسي الرئاسي في بعبدا، بل الفراغ على عدة مستويات:

أولا، الفراغ السيادي في الجنوب، بتحقيق الانسحاب الاسرائيلي من كل الاراضي اللبنانية، وتنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار بشكل كامل، وإعادة حقوق  لبنان كاملة، ولاسيما حقه في التنقيب عن النفط والغاز.

ثانيا، الفراغ الحدودي في شمال لبنان وشرقه، بما يحمي البلاد من أي خطر أمني محتمل، ويوقف مسارب التهريب، ويعيد النازحين السوريين إلى بلادهم بعد التحولات السياسية الأخيرة في وطنهم.

ثالثا، الفراغ الميثاقي غير المسبوق، المتمثل أساسا بحكومة تصريف الأعمال التي تسطو على صلاحيات الرئاسة، وتمارس السلطة خارج الدستور والأعراف.

رابعا، الفراغ الاقتصادي والمالي جراء فشل السلطتين التشريعية والتنفيذية في إقرار الإصلاحات المطلوبة وتنفيذها، بما يعيد أموال المودعين، في إطار خطة تنقل الاقتصاد الوطني من حال الى حال.

خامسا، الفراغ القضائي الواسع في متابعة ملفات الفساد، من خلال الإقدام على فتح ما بقي منها، والتقدم في إنهاء ما فتح، ولاسيما تلك الناتجة عن التدقيق الجنائي.

في كل الاحوال، صفحة جديدة تفتح غدا في لبنان، عسى أن تكون بيضاء، على عكس تلك السوداء التي فتحها انقلاب 17 تشرين الاول 2019، وما رافقه وتلاه من تطورات وويلات، ندفع ثمنها كلبنانيين في كل يوم.

* مقدمة الـ "أل بي سي"

ربما الفرصة  متاحة  غدا لأن يسأل اللبنانيون: هل يولد لنا نهج مع ولادة الرئيس؟

نطرح هذا السؤال لأن اللبنانيين ملوا الانتخابات للانتخابات والرؤساء للرؤساء ، ويريدون نهجا ، الرؤساء يأتون ويذهبون لكن النهج يبقى ويستمر ويتقدم.

حتى المصطلحات التي كانت تستخدم، ملها اللبنانيون من فرط استخدامها: كم مرة سمعوا بمصطلح "دولة القانون والمؤسسات"؟ كم مرة وردت في خطب القسم وفي البيانات الوزارية وفي البرامج الإنتخابية؟

 هذه المرة المطلوب نهج ينطلق من احلام الشباب وتجارب الشيوخ . نهج يمسح قهر المغترب ومعاناة المقيم . نهج يقول للمغترب: مكانك هنا في وطنك ، ونجاحك في خدمة وطنك ، ودماغك لوطنك. ويقول للمقيم: لا حاجة بعد اليوم لأن تغادر إلى أصقاع الأرض لتحقق طموحك.

نهج يقول للمغترب: "عد" ، وللمقيم : " لا تغادر"... نهج تكون فيه الكفاءة هي المعيار الوحيد ليكون اللبناني في مؤسسات الدولة: فلا توريث للوظائف ولا وسائط . نهج يلغي "مرقلي تا مرقلك".

نهج لا يسرق أموال اللبنانيين من المصارف ليقال لهم " عفا الله عما مضى" ، نهج لا ينتظر خمس سنوات، حتى الآن، ولا يعرف شيئا عما حصل في المرفأ.

* مقدمة "الجديد"

جوزاف عون رئيسا بانتظار جبهة إسناد من نبيه بري كل المسالك النيابية أدت الى تصويت واسع لقائد الجيش، وأفرغت الكتل النيابية من كبيرة الى متوسطة القطع فالصغيرة كل مكوناتها الرئاسية في يوم واحد وهذا اليوم وصل ساعاته بليل محموم تتصدره الاجتماعات التنسيقية استعدادا لخميس الانتخاب.

ودخل الى أربعاء التواصل العاملان السعودي والفرنسي ما أسهم في حث الكتل على التسمية والخروج من المناطق الرمادية الامير السعودي يزيد بن فرحان والموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان وضعا ثقلا استثنائيا وشاركا في إخراج المشهد الرئاسي، فكان التغيير أولا في موقف القوات التي تستضيف في هذه الاثناء اجتماعا موسعا للمعارضة، وسيعلن المجتمعون رسميا تأييدهم قائد الجيش.

لكن الاجتماع الفاصل هو لكتلتي الثنائي الشيعي في عين التينة، والذي سبقه كلام تمهيدي لكتلة التنمية والتحرير أعلن فيه النائب ايوب حميد عبارة " التوافق" على رئاسة الجمهورية من دون أن يطرح اشكالية التعديل الدستوري، وتم ربط مصطلح التوافق بزيارة قام بها المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل الى اليرزة حيث التقى الامير السعودي يزيد بن فرحان.

واذ دخل نواب الثنائي مرحلة الصمت الرئاسي، فإن كل الاجواء كانت تتوقع عدم خروج الرئيس نبيه بري عن الإجماع اللبناني والرغبة الدولية والاقليمية وما سيساعد على استيلاد الموقف المنسجم مع المرحلة، أن مرشح الثنائي سليمان فرنجية أعلن سحب ترشيحه من السباق الانتخابي.

وظهر رئيس تيار المردة في بيانه رجل دولة يحترم الديمقراطيات ويسلم بنتائجها فتحدث عن ظروف توفرت لانتخاب رئيس غدا قائلا إن ترشيحه لم يكن يوما العائق أمام عملية الانتخاب.

مرشح الثنائي السابق احتكم الى الواقعية الرئاسية متمنيا للوطن أن يجتاز هذه المرحلة بالوحدة والوعي والمسؤولية.. فكيف للثنائي الا يؤيد هذا المسار؟

لكن المعلومات قالت إن كلمة السر سوف يفرج عنها قبيل انطلاق الجلسة صباح الخميس فإذا انضم الثنائي الى الإجماع النيابي سيكون نتجية مفاوضات استمرت اياما وخلصت الى تحصيل مكاسب.

أما إذا قرر الثنائي البقاء على سلاحه .. فإن نتائج الجلسة ستدخل في عراك دستوري غير مضمون النتائج  ولاسيما ان كتلتي بري وحزب الله ومعهما التيار الوطني الحر يحتكون على الثلث المعطل وغدا.. لرئيسه قريب.

 

العلامة السيد علي الأمين: لبنان يجمعنا والدولة مرجعنا

08 كانون الثاني/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/01/138847/

من مقابلة أجرتها أمم، مع العلامة السيد علي الأمين، تناولت رؤيته للوضع الراهن في لبنان وأبرز التحديات التي تواجه البلاد. أوضح العلامة الأمين أن لبنان كان يعاني من أزمات سياسية واقتصادية طويلة الأمد تفاقمت في السنوات الأخيرة، حيث شهدت البلاد شللاً في المؤسسات الدستورية، فراغًا في رئاسة الجمهورية، وحكومة مستقيلة تكتفي بتصريف الأعمال. وأضاف أن هذه الأزمات ليست محصورة بطائفة أو منطقة بعينها، بل طالت جميع اللبنانيين. وانتقد العلامة الأمين هيمنة ما يُعرف بـ”الثنائي الشيعي”، معتبرًا أن الطائفة الشيعية كانت الأكثر تضررًا بفعل غياب التعددية السياسية والثقافية وفرض توجه واحد يخدم مصالح سياسية خارجية. وفي تعليقه على الحرب التي اندلعت عام 2023، أكد سماحته رفضه لدخول لبنان في حروب غير متكافئة لا تخدم مصلحة البلاد، مشيرًا إلى أن نتائج الحرب كانت كارثية على لبنان، من تدمير وتهجير ومآسٍ طالت جميع اللبنانيين. ووجه العلامة الأمين دعوة للطائفة الشيعية لاستيعاب دروس الماضي والمطالبة بمحاسبة القيادات السياسية التي ألحقت الضرر بالطائفة وبالوطن. فيما يتعلق بمسألة “ولاية الفقيه”، أشار العلامةالأمين إلى أنها ليست من المسائل العقائدية الثابتة في الفقه الشيعي، بل هي مسألة خلافية تتعلق بالولاية الشرعية وليس بالسلطة السياسية. وأكد أن الطائفة الشيعية، مثل بقية الطوائف، تؤمن بمشروع الدولة اللبنانية التي تكون المرجعية الوحيدة في اتخاذ القرارات الوطنية، لا سيما في قضايا السلم والحرب. وقال العلامة الأمين بالتأكيد على ضرورة إجراء إصلاحات شاملة لتعزيز الوحدة الوطنية.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل 3 جنود في شمال غزة

تل أبيب: «الشرق الأوسط»»/08 كانون الثاني/2025

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم (الأربعاء)، مقتل 3 جنود في معارك في شمال قطاع غزة، الذي يشهد حرباً منذ أكثر من 15 شهراً بين الدولة العبرية وحركة «حماس»، وفق ما أوردته «وكالة الصحافة الفرنسية». وبذلك، يرتفع إلى 399 عدد الجنود الإسرائيليين الذين قُتلوا في القطاع منذ بداية الحملة العسكرية التي تشنّها إسرائيل عقب هجوم غير مسبوق نفذته «حماس» على الدولة العبرية في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

 

الجيش الإسرائيلي يعلن استعادة جثة رهينة من قطاع غزة

تل أبيب: «الشرق الأوسط»/08 كانون الثاني/2025

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم (الأربعاء)، أنّ قواته تمكّنت من استعادة جثّة واحدة لرهينة من قطاع غزة، بعدما كان وزير الدفاع يسرائيل كاتس أعلن استعادة جثتين لأب وابنه. وقال الجيش، في بيان، إنّ قوات تابعة له ولجهاز الأمن الداخلي (الشاباك) تمكّنت، أمس، من «العثور على جثّة المختطف يوسف الزيادنة في نفق تحت الأرض في منطقة رفح وإعادتها» إلى الدولة العبرية. وأضاف: «في إطار عملية الإنقاذ، تمّ العثور على مستندات مرتبطة بابنه حمزة الزيادنة (...) التي تزيد بشكل كبير المخاوف على حياته».وكان كاتس قد قال، في وقت سابق، إنّه تمّ العثور أيضاً على جثّة حمزة نجل يوسف. وكتب عبر «إكس»: «أتقدّم بأحر التعازي لعائلة الزيادنة بعد اكتشاف جثتي يوسف وحمزة، اللذين اختطفهما إرهابيو (حماس) في 7 أكتوبر (تشرين الأول) وتمّت إعادتهما بفضل عملية بطولية قام بها جنودنا الشجعان». واختُطف يوسف الزيادنة (53 عاماً) وابنه البكر حمزة (22 عاماً) من كيبوتس حوليت في جنوب غرب إسرائيل، حيث كانا يعملان في قطاف الزيتون. كذلك، اختُطفت عائشة (17 عاماً) شقيقة حمزة وشقيقه بلال (18 عاماً)، في 7 أكتوبر، وأُطلق سراحهما في 30 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، في اليوم الأخير من الهدنة الوحيدة التي تمّ التوصّل إليها حتى الآن منذ بداية الحرب. وهذه العائلة البدوية المتحدّرة من مدينة رهط الواقعة في صحراء النقب في جنوب إسرائيل، كانت تعمل في الزراعة. ويأتي الإعلان عن اكتشاف جثّة يوسف الزيادنة في وقت استؤنفت منذ نهاية الأسبوع الماضي، المفاوضات غير المباشرة بين حركة «حماس» وإسرائيل في قطر، للتوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في قطاع غزة. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي: «نواصل بذل كلّ ما في وسعنا للوفاء بالتزامنا الأخلاقي الأسمى: إعادة جميع الرهائن إلى الأراضي الإسرائيلية، الأحياء منهم والأموات». ورغم الجهود الدبلوماسية المكثّفة بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة، لم يتمّ التوصل إلى أي هدنة منذ تلك التي امتدّت أسبوعاً في نهاية نوفمبر 2023، وأتاحت إطلاق سراح 105 رهائن مقابل 240 معتقلاً فلسطينياً في السجون الإسرائيلية. واختُطف 251 شخصاً في إسرائيل خلال هجوم 7 أكتوبر، ولا يزال 94 منهم في قطاع غزة، من بينهم 34 رهينة أعلن الجيش وفاتهم. وأسفر الهجوم عن مقتل 1208 أشخاص في إسرائيل، غالبيتهم من المدنيين، وفقاً لتعداد أجرته «وكالة الصحافة الفرنسية» بالاستناد إلى بيانات رسمية إسرائيلية. وتشمل هذه الحصيلة رهائن لقوا حتفهم أو قتلوا في الأسر.

 

روما: إيران تفرج عن الصحافية الإيطالية تشتشيليا سالا

روما: «الشرق الأوسط»/08 كانون الثاني/2025

قال مكتب رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، اليوم الأربعاء، إن إيران أفرجت عن الصحافية الإيطالية تشتشيليا سالا، مؤكدة مغادرتها إيران وهي في طريق العودة إلى إيطاليا. واعتقلت السلطات الإيرانية سالا (29 عاماً)، التي كانت تحمل تأشيرة صحافة عادية، في طهران يوم 19 ديسمبر (كانون الأول) بتهمة «انتهاك قوانين الجمهورية الإسلامية». وجاء احتجاز سالا بعد ثلاثة أيام من اعتقال رجل الأعمال الإيراني محمد عابديني في ميلانو، بموجب مذكرة أميركية تتهمه بتوريد قطع غيار طائرات مسيرة تقول الولايات المتحدة إنها استخدمت في هجوم أسفر عن مقتل ثلاثة من أفراد القوات المسلحة الأميركية في الأردن عام 2024. وتنفي طهران أي دور لها في الهجوم، ورفضت الاتهامات بأنها احتجزت سالا للضغط على إيطاليا لإطلاق سراح عابديني. وذكر مكتب ميلوني، في بيان، أن الإفراج عن سالا، التي كانت محتجزة في حبس انفرادي بسجن إيفين «سيئ السمعة» في العاصمة طهران، تحقق «بفضل العمل المكثف عبر القنوات الدبلوماسية والاستخباراتية». ولم يذكر أي شيء عن قضية عابديني. وقالت ميلوني على منصة «إكس»: «أود أن أعبر عن امتناني لكل من ساعد في جعل عودة تشتشيليا ممكنة». ومن المتوقع أن تستقبل رئيسة الوزراء، سالا، شخصياً عندما تصل إلى روما في وقت لاحق اليوم الأربعاء. ولا يزال عابديني في سجن بميلانو، اليوم الأربعاء، ومن المقرر أن تتخذ محكمة الأسبوع المقبل قراراً في طلب الإفراج عنه ووضعه قيد الإقامة الجبرية قبل الإجراءات النهائية لتسليمه إلى الولايات المتحدة. وقالت المدعية العامة في ميلانو فرانشيسكا ناني للصحافيين: «في الوقت الحالي، لا يزال موقف عابديني دون تغيير». والأحد، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، إن اعتقال عابديني يمكن أن يعد بمثابة احتجاز رهينة. ولم يتضح على الفور ما إذا أطلقت إيران سراح الصحافية بموجب صفقة تبادل. ولم تعلق إيران على إطلاق سراح سالا.

تعمل سالا لصالح صحيفة «إل فوليو» وشركة «كورا ميديا» التي تنتج برامج إذاعية صوتية رقمية (بودكاست). وقال والدها ريناتو سالا إن المشاعر غمرته عندما علم بأنها عائدة إلى المنزل. وقال: «بكيت ثلاث مرات فقط في حياتي»، مضيفاً: «خلال هذه الفترة، كان لدي انطباع بأن هناك مباراة شطرنج تُلعب، وأن هناك أكثر من لاعبين اثنين فقط». ويمثل الإفراج السريع عن سالا انتصاراً دبلوماسياً لميلوني التي كانت تخشى استمرار القضية لفترة طويلة. وتوجهت ميلوني إلى ولاية فلوريدا الأميركية في مطلع الأسبوع في زيارة لم يُعلن عنها مسبقاً للقاء الرئيس المنتخب دونالد ترمب. ولم يتم الكشف عن تفاصيل محادثاتهما، لكن ماتيو سالفيني، نائب ميلوني، قال إنهما ناقشا وضع سالا. وألقت قوات الأمن الإيرانية في السنوات القليلة الماضية القبض على عشرات الأجانب ومزدوجي الجنسية، ووجهت لمعظمهم اتهامات تتعلق بالتجسس والأمن. واتهمت جماعات حقوق الإنسان إيران بمحاولة انتزاع تنازلات من دول أخرى عن طريق هذه الاعتقالات، وهو ما تنفيه إيران.

 

«المرصد»: وثيقة تكشف عن نقل عائلة الأسد مئات ملايين الدولارات إلى موسكو

مصدر: رجال أعمال سوريون على قائمة العقوبات بسبب غسلهم تلك الأموال

لندن: «الشرق الأوسط»/08 كانون الثاني/2025

كشفت وثيقة سرية، اطلع عليها «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، عن عمليات تهريب أموال ضخمة عبر «الخطوط الجوية السورية» إلى موسكو، في واحدة من أشد عمليات النقل المالي غموضاً وفساداً تورط فيها النظام السوري البائد، وأن تلك الأموال في غالبيتها نتاج الاستثمار في تصنيع وتجارة الكبتاغون. وأكد مدير «المرصد» لـ«الشرق الأوسط» أن آخر رحلة لتهريب تلك الأموال، أقلعت قبل 4 أيام فقط من هروب بشار الأسد إلى موسكو في ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وقال التقرير إنه منذ نهاية عام 2020 وحتى منتصف عام 2024، كانت «الخطوط الجوية السورية» تدير رحلة أسبوعية إلى موسكو، وتحديداً إلى مطار «فنوكوفا»، وعلى متن كل رحلة تحمّل حقائب مليئة بالأموال، تصل قيمتها في المتوسط إلى 20 مليون دولار أميركي. ووفق وثيقة سرية مسربة حصل عليها «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، من أطراف قريبة من «الخطوط الجوية السورية» وأمن مطار دمشق الدولي، كانت هذه الأموال تُنقل تحت إشراف مباشر من المخابرات الجوية، في عملية شديدة السرية. وطبقاً للوثيقة، التي تحتوي تفاصيل في غاية الدقة، فإن الحقائب التي تحتوي النقود تُنقل بشكل مباشر من «مصرف سوريا المركزي» إلى شاحنة حماية، لتُنقل إلى أسفل الطائرة فور وصولها إلى المطار.

ويلفت تقرير «المرصد» إلى أن هذه الحقائب كانت تُحمل بشكل منفصل عن أمتعة الركاب، تحت إجراءات أمنية مشددة... «ولضمان سرية العملية، كان يُطلب تحميل الحقائب أولاً قبل أي شحنات أخرى، ولا يُسمح لأي من العاملين أو الركاب بالاستفسار عن محتوى الحقائب، بل يجري تحذير الجميع بعدم التدخل أو السؤال عن محتوى الحقائب ووجهتها». الوثيقة التي سُرّبت هي كتاب رسمي معنون بـ«سري»، واحتوت تفاصيل دقيقة حول عملية نقل الأموال، بما في ذلك عنوان المصرف في موسكو الذي يتعامل مع نقل هذه الأموال، وعدد الحقائب، ووزنها، وتاريخ الرحلة، والمبلغ المنقول، والتفاصيل كافة المتعلقة بكل عملية. الرسالة عادة تكون موجهة إلى المدير العام لـ«الخطوط الجوية السورية» وتطلب منه تيسير عملية تحميل الأموال دون أي معوقات، «وهي رسالة كانت موجهة له حصراً ولم يكن يسمح لأحد آخر بالاطلاع عليها».

مصادر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» الموثوقة، وفق التقرير، تأكدت من الوثيقة الأصلية، التي تكشف عن «شبكة من العمليات المالية السرية التي كان النظام السوري السابق يعتمد عليها لتمويل أنشطته المختلفة، دون أن يعلم أحد من العاملين في شركة الطيران أو الركاب شيئاً عن تلك العمليات المشبوهة».

وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن، لـ«الشرق الأوسط»، إن الوثيقة المسربة تكشف عن مدى «التورط العميق للنظام السوري السابق في عمليات غير قانونية، وتحقيقات إضافية في هذا المجال قد تفضي إلى الكشف عن شبكة واسعة من الأنشطة المالية السرية التي كانت تنقل من خلالها أموال طائلة من سوريا إلى روسيا وغيرها من البلدان، تحت غطاء رسمي ودون أي رقابة أو متابعة... والنظام، ممثلاً في الرئيس المخلوع بشار الأسد وشقيقه، كان يقود عملية الاستثمار في المخدرات عبر تصنيع الكبتاغون والترويج له وتصديره بطرق كثيرة؛ بينها ميناء صغير قرب شاليهات (أفاميا) على الساحل السوري، وكانت ملكاً لرفعت الأسد شقيق الرئيس الأسبق الراحل حافظ الأسد، ومن هناك ترسَل عبر مهربين إلى موانئ إيطاليا فيقوم تجار متعاونون ببيعها إلى بقية أنحاء العالم».

من جهته، علق مصدر سوري في روسيا متابع لتحركات النظام واستثماراته هناك بأن «مضمون الوثيقة معلوم، وربما الجديد الكشف عن الوثيقة الرسمية نفسها. ووسائل الإعلام، خصوصاً الغربية، تحدثت سابقاً عن تهريب النظام الأموال، وقد وضع بعض الشخصيات الموالية على قائمة العقوبات الدولية، بناء على تلك التقارير، خصوصاً رجال الأعمال الموالين للنظام، مثل مدلل خوري. وقد وُضع بعض الشخصيات في قائمة العقوبات الدولية أيضاً بناء على مساهمتهم في غسل الأموال». يتابع المصدر، الذي تحفظ على ذكر اسمه، أن العمليات كانت تجري فعلاً عن طريق الطيران السوري إلى مطار «فنوكوفا»، وأنها «كانت بالعشرات، وكل رحلة كانت مليئة بالعملات الصعبة؛ الدولار واليورو. وقطع اليورو كانت من فئة الـ500 تحديداً». وتابع أن «الحقائب كانت تنقل من هذا المطار مباشرة إلى سفارة النظام في موسكو، ومن هناك توزع على رجال الأعمال التابعين للنظام، وكانوا يستثمرونها في البنوك وفي شراء العقارات والمحلات التجارية. ومن هذه الأموال جرى تأسيس شركات في روسيا وبيلاروسيا»، وشدد على أن «كل الشحنات كانت تجري تحت إشراف محمد مخلوف، خال بشار الأسد المخلوع، ومخلوف كان يستأجر طابقاً كاملاً في أفخم فندق بموسكو اسمه (فندق أوكرانيا)، وهو فندق كبير وجميل وتراثي أيضاً منذ عهد ستالين. وكان مخلوف محوطاً بحماية أمنية هو وزوجته وموظفون يعملون معه، ويقيم بموسكو بشكل دائم تقريباً، ويتابع الأمور المالية للنظام». ويشير المتحدث إلى شراء «أكثر من 20 شقة في (موسكو سيتي)، وهي مبانٍ وأبراج باهظة الثمن. هذه الشقق تعود لأولاد محمد مخلوف؛ حافظ وإيهاب وغيرهما، ولعائلة الأسد وزوجاتهم». ويختم كلامه بالقول: «كنا، نحن المقيمين في روسيا، نعرف تلك المعلومات، وقد نقلت إلينا عبر شهود عيان كانوا على اطلاع واسع عليها وتماسٍ معها بشكل أو بآخر».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

تحذير إلى النوّاب: لا للرئيس "الخيخة"

عقل العويط/08 كانون الثاني/2025

لمرّةٍ أخيرةٍ قبل جلسة التاسع من كانون الثاني، المقرّرة لانتخابٍ رئيسٍ للجمهوريّة، مُنِع انتخابه بالقوّة الصفيقة العارية، منذ أكثر من سنتين وشهرين، أوجّه نداءً تحثيريًّا إلى النوّاب عمومًا، وخصوصًا منهم مَن كنتُ، عشيّةَ الانتخابات النيابيّة الأخيرة، قد دعوتُ المواطنين الأحرار إلى انتخابهم، على مدى الـ10452 كيلومترًا.

اقرأوني جيّدًا:

1- بعضهم يريد أنْ لا يُنتخَب رئيسٌ للبنان، ليكون بلدنا سهل الالتهام، والمحو، في غمرة ما يُحكى عن الولائم المسمومة التي تُعَدّ "تكريمًا" للخرائط الجديدة والمصائر الجيوسياسيّة الغامضة في المشرق العربيّ.

2- يريد مَن يسمّيهم بعضُهم "ضمائرَ لبنان"، وهم جهاتٌ سياسيّةٌ شديدة النفوذ، وحاكمون بأمورهم ليس إلّا، لكنّهم بالتأكيد هم ليسوا بـ"ضمير" ولا "ضمائر"، أنْ يمرّروا – ومَن معهم من سقط المتاع النيابيّ والحزبيّ والسياسيّ - رئيسًا دميةً، وبالتهريب، يكون خيالَ صحراء، وذلك تأبيدًا للاحتلال، وللدعارة الرسميّة، وامتدادًا لعهودٍ من العمل السياسيّ، الأشبه ما يكون بالجنس الرخيص، في زمن القحط والقلّة.

3- هذه، من جهة، قلّةُ أدبٍ (وطنيّة) موصوفة، في زمنٍ لم يعد أحدٌ يستحي من كونه قليل الأدب، وعديم الأخلاق، وفاقد المعايير الوطنيّة.

4- وهي، من جهةٌ ثانية، "كَلْبَنَةٌ" دنيئة (تكالبٌ) من أصحاب الشهوات الرئاسيّة، ممّن لا يستحقّون رئاسةً، ولا وظيفةً دنيا في كتاب الدستور والجمهوريّة.

5- هؤلاء المُشار إليهم أعلاه، يتمتّعون بمهارةٍ شديدةٍ في باب "الملعنة" و"السعدنة" و"الغواية"، ويتّصفون بمكيافيليّةٍ شرّيرةٍ وخارقة، وبقدرةٍ على المقايضة والمساومة والبيع والشراء. ويتمظهرون، في الآن نفسه، بكونهم حرّاسًا للحياة الدستوريّة والديموقراطيّة، في حين أنّهم لاصقون بالكراسي، جالسون عليها جلوس الأبد. علمًا أنّه لم يعد ثمّة، بعد الآن، من أبدٍ، كما بات الجميع يعرف، أكان في سوريا أم في لبنان.

6- حذار. وانتبِهوا. ولا يحسبنّ أحدكم نفسه أكثر ملعنةً أو ذكاءً أو سعدنةً أو غوايةً منهم. كلّما كشفتم لهم تهريبًا، طفحتْ وشوشةٌ بتهريبةٍ أخرى. وفاحت رائحتها النتنة. ومن فوق الطاولة الخماسيّة والأمميّة. وعلنًا. وعلى عينكَ يا تاجر. أمّا تحت الطاولة فالفخاح حدِّث ولا حرج، حيث لا يبكّت ضميرٌ، ولا يندى جبينٌ.

أمّا المهمّ فهو الآتي، وهو بندٌ واحدٌ أحد:

بصرف النظر عن المعايير الشخصيّة والوطنيّة الصعبة وشبه المستحيلة، المتعلّقة بسدّة الرئاسة، وبمَن يصلح لتولّي هذا المنصب،

أدعو نوّاب الاعتراض الوطنيّ، الذين انتُخِبوا تحت الشرط، ومعهم نوّابٌ ضاقوا ذرعًا بـ"الأبد"، و"الصنم"، ويقال إنّهم "استفاقوا" و"حسّوا على دمهم" من فرط التوبيخ الذي لحق بضمائرهم،

إنّي أدعوكم، إنّي أدعو هؤلاء جميعًا، إلى منع الإتيان برئيسٍ "خيخة".

وهذه فرصةٌ لن تُتاح مرّتين.

 

«لماذا ليس تصريح ترامب "أو سيكون هناك جحيم لا مفر منه" هو جوهر التفاوض بأكمله؟»

لورانس كاديش/معهد جيتستون/08 كانون الثاني/2025

حذر الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد جي. ترامب من أنه ما لم يتم إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس بحلول 20 يناير، وهو يوم تنصيبه، "سيندلع الجحيم بأكمله". لماذا لا يكون تصريح ترامب، "سيكون هناك جحيم لا مفر منه"، بحد ذاته أساس التفاوض؟ ولماذا تقلل الولايات المتحدة من مكانتها العالمية بمحاولة التفاوض مع الإرهابيين؟ يظهر في الصورة ترامب وهو يتحدث أمام صور ضحايا هجوم حماس الإرهابي في 7 أكتوبر 2023 على إسرائيل، في دورال بولاية فلوريدا في 7 أكتوبر 2024. (تصوير جو رايدل / غيتي إيماجز).

أكد ترامب أن عدم إطلاق سراح الرهائن سيؤدي إلى عواقب وخيمة، بينما يتواجد مبعوثه الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، بالفعل في الدوحة بقطر للمفاوضات. ومن غير المفاجئ أن هذه المفاوضات مستمرة في الانهيار.

يثار التساؤل هنا: لماذا يتواجد ويتكوف في قطر للتفاوض؟ والتفاوض على ماذا؟ كم عدد الرهائن الموتى مقابل كم عدد الإرهابيين الفلسطينيين الأحياء المحتجزين حاليًا في السجون الإسرائيلية؟

لماذا لا يكون تصريح ترامب، "سيكون هناك جحيم لا مفر منه"، هو بحد ذاته التفاوض؟ يبدو أن كل ما يحتاج ويتكوف لفعله هو تقديم قائمة بأسماء الرهائن، أحياءً كانوا أم موتى، مع تحديد التاريخ والوقت ومكان التسليم، ثم المغادرة فورًا. لا إطلاق لسراح سجناء فلسطينيين للعودة للإرهاب، ولا أموال تُرسل لقادة حكومات يرتكبون جرائم حرب. فقط: "لقد أخذتم الرهائن، وإذا كان أي واحد منهم مفقودًا أو تعرض لأذى بسيط، لن تكون العواقب جيدة بالنسبة لحماس".

لماذا تقلل الولايات المتحدة من هيبتها بمحاولة التفاوض مع الإرهابيين؟ بدلاً من التفاوض، كان ينبغي على حماس وراعيها قطر، توفير الغذاء للرهائن، والاهتمام باحتياجاتهم الطبية، والاستعداد لإعادتهم إلى أوطانهم. ألن يكون هذا هو المعنى الحقيقي لفن التفاوض؟

رانس كاديش عضو في مجلس محافظي معهد جيتستون.

© 2025 معهد جيتستون. جميع الحقوق محفوظة. المقالات المنشورة هنا لا تعبر بالضرورة عن آراء المحررين أو معهد جيتستون. يحظر إعادة إنتاج أو نسخ أو تعديل أي جزء من موقع جيتستون أو محتوياته دون إذن كتابي مسبق.

 

«في لقطات موثقة، وزير العدل السوري الجديد أشرف على إعدام امرأة عام 2015»

ديفيد أديسنيك/مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات/08 كانون الثاني/2025

(ترجمة موقع غوغل)

تظهر المرأة راكعة على الرصيف، بانتظار رصاصة تخترق مؤخرة رأسها، بعد إدانتها بتهم "الفساد والدعارة". خلفها يقف شادي الوايسي، الذي يشغل حاليًا منصب وزير العدل في الحكومة السورية المؤقتة برئاسة أحمد الشراء، المعروف حتى الشهر الماضي باسمه الحركي أبو محمد الجولاني. يعود هذا المقطع المصور إلى يناير 2015، عندما كان الجولاني زعيمًا لجبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة في سوريا، والتي كانت تسيطر آنذاك على منطقة في شمال غرب سوريا، حيث شغل الوايسي مناصب عدة في القضاء. في عام 2017، أعادت النصرة تسمية نفسها إلى هيئة تحرير الشام (HTS).

منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد الشهر الماضي، يسعى الجولاني لتقديم نفسه كسياسي معتدل، داعيًا إلى شطب هيئة تحرير الشام من قوائم الإرهاب الأميركية والأممية، ورفع العقوبات الغربية المفروضة على سوريا. لكن لقطات الإعدام تضع الجولاني أمام معضلة: هل سيعزل الوايسي لإثبات أن الإعدامات العشوائية لأسباب دينية لم تعد مقبولة؟ أم سيواصل دعمه لقيادي ظل وفيًا له خلال سنوات الحرب الصعبة ضد الأسد؟

باحثون سوريون يؤكدون صحة اللقطات وحكومة دمشق توافق

تم بث هذه اللقطات لأول مرة عبر قنوات ناطقة بالعربية في يناير 2015، لكنها عادت للانتشار مؤخرًا على وسائل التواصل الاجتماعي. وأكدت منصة "تحقق-سوريا"، المختصة بالتحقق من الأخبار، أن الشخص الذي ظهر في الفيديو هو الوايسي، بعد استخدام أدوات تقنية لمقارنة صوته وملامحه بملامح المسؤول الظاهر في المقطع. لم تصل المنصة إلى استنتاج نهائي بشأن فيديو إعدام آخر من يناير 2015، يظهر فيه شخص يشبه الوايسي أثناء إشرافه على إعدام امرأة أخرى. وعند استفسارها من الحكومة حول اللقطات، أقر مسؤول لم يكشف عن اسمه بأن التسجيل يظهر الوايسي، مضيفًا أن "عمليات الإعدام نُفذت وفقًا للقوانين السارية آنذاك، لكنها لم تعد مطبقة اليوم."

وزير العدل: "90% من السوريين يريدون الشريعة جزءًا من القانون الوطني"

في مقابلة مع شبكة "الآن" الإماراتية في الأول من يناير، بعد الإطاحة بالأسد، سُئل الوايسي عن تصريحه العلني: "نرجو من الله أن يمكننا من تطبيق الشريعة." وأشار المراسل إلى المخاوف من أن هذا التصريح قد يعني إجبار المسيحيين على دفع الجزية. ورد الوايسي بأن 90% من السوريين مسلمون، والبرلمان الجديد سينفذ إرادتهم، مضيفًا: "لذلك، فإن تطبيق الشريعة سيلعب دورًا رئيسيًا في الأيام القادمة." واستدرك قائلاً: "الدولة لن تفرض شيئًا على الناس." لا توجد تقديرات دقيقة لعدد أتباع الأديان المختلفة في سوريا، رغم أن المسيحيين قد يشكلون نحو 10% من السكان، فيما تشمل البقية الأكراد والدروز والعلويين، الذين لا يتبنون النسخة المتشددة للإسلام السني التي تمثلها هيئة تحرير الشام. كما يوجد عدد كبير من السوريين المؤيدين للحكم المدني أو العلماني، رغم عدم توفر تقديرات موثوقة لأعدادهم.

الحذر والصبر مطلوبان في السياسة الغربية

لمنع ظهور دكتاتورية إسلامية جديدة، يجب على الولايات المتحدة وحلفائها التعامل بحذر مع الحكومة الجديدة في دمشق، مع مراجعة العقوبات المفروضة. فرغم خلاف الجولاني مع تنظيم القاعدة، إلا أنه لم يتبرأ أبدًا من مبادئه الأساسية. علاوة على ذلك، فإن الائتلاف الذي قاده الجولاني للإطاحة بالأسد يضم عدة تنظيمات مرتبطة بالقاعدة، وبعضها مدرج على قوائم الإرهاب الأميركية. يتحمل النظام الجديد مسؤولية إثبات أنه لن يصبح ملاذًا للإرهابيين، ولن يحرم السوريين من حق اختيار شكل نظامهم السياسي بعد سقوط الأسد.

ديفيد أديسنيك هو نائب رئيس الأبحاث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات (FDD). للمزيد من التحليلات من ديفيد، اشترك هنا. تابع ديفيد على منصة X: @adesnik. تابع مؤسسة FDD على X: @FDD. مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات هي معهد أبحاث غير حزبي مقره واشنطن العاصمة، يركز على الأمن القومي والسياسة الخارجية.

 

"حزب الله" وشيعة لبنان... جرد حساب ما بعد الحرب

سوسن مهنا/اندبندنت عربية/08 كانون الثاني/2025

محللون: جلب لهم عداوات عربية وعقوبات دولية وجعلهم هدفاً للتهميش الدبلوماسي والاقتصادي

"اندبندنت عربية" حاورت أكثر من شخصية مؤثرة في محيطها وداخل البيئة الشيعية، لمعرفة كيف ينظر هؤلاء لدور الحزب، وماذا قدم لهم طوال الفترة الماضية؟

ليس تفصيلاً ما جاء في تقرير البنك الدولي الذي يغطي الفترة من الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 إلى الـ27 من أكتوبر 2024، الذي أشار إلى أن النزاع، أي الحرب الأخيرة التي نشبت بين إسرائيل و"حزب الله"، تسببت في خسائر اقتصادية تقدر بنحو 5.1 مليار دولار في قطاعات حيوية مثل التجارة والسياحة والضيافة والزراعة، فالبلد الذي يعاني أصلاً أزمة اقتصادية خانقة منذ عام 2019، جاءت الحرب لتضيف عبئاً إضافياً ثقيلاً.

ولم تكن التداعيات اقتصادية فقط، بل ترافقت مع أزمات إنسانية واجتماعية بعد موجات النزوح الواسعة، إذ اضطر آلاف من اللبنانيين إلى ترك بيوتهم والتفتيش عن مناطق أكثر أمناً وأماناً هرباً من الغارات الإسرائيلية التي لفت كل لبنان. هذا النزوح الجماعي الذي أثر بصورة مباشرة في قدرة لبنان على استيعاب الأعداد الكبيرة من النازحين، ستكون تداعياته كبيرة وستتكشف رويداً رويداً، بخاصة أن هناك قرى سويت بالأرض، والأموال المفروض أن تأتي إلى البلد لإعادة الإعمار ترافقها شروط عديدة أهمها تطبيق القرار 1701، والسيطرة على المعابر الشرعية وغير الشرعية، وسحب سلاح "حزب الله" من جنوب الليطاني، وغيرها من الشروط التي لم يتحقق منها شيء حتى الآن.

هذا ولم نذكر الخسائر البشرية، إذ قتل 4048 شخصاً وجرح 16640 آخرون بينهم 791 سيدة و316 طفلاً خلال حرب لم يشهد لها مثيل منذ 1982، عام الاجتياح الإسرائيلي للبنـان، وكان باستطاعة البلد أن يتجنب كل ذلك لو أن الحزب لم يقحمه في "حرب المشاغلة" التي بدأها مساندة لغزة.

غياب المساءلة

على رغم كل تلك الخسائر والأزمات التي خلقتها تلك الحرب التي وصفها عديدون بأنها حرب عبثية، لم تبادر الدولة اللبنانية إلى مساءلة الحزب وتحميله المسؤولية، بل على العكس من ذلك قام "حزب الله" بالترويج لسردية الانتصار، وطالب الدولة اللبنانية بإعادة الإعمار والتعويض لعائلات عناصره الذين قتلوا في المعارك، وأكثر من ذلك هو يريد مقايضة انسحابه من جنوب الليطاني بمكاسب سياسية تبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية لا يضع "فيتو" عليه، ولا يعرف حدود تلك المقايضة.

فلماذا لم تحاسب الدولة اللبنانية "حزب الله" على رغم تداعيات الحرب؟

يعاني لبنان نظاماً سياسياً هشاً قائماً على التوازنات الطائفية، مما يجعل اتخاذ قرارات جذرية ضد أي طرف "قوي" أمراً شبه مستحيل، ولا يخفى على أحد ما يتمتع به "حزب الله" من نفوذ سياسي وعسكري كبير يفوق قدرة الدولة على ضبطه أو مواجهته، حتى على مستوى الجيش اللبناني الذي لا يمتلك القدرة العسكرية أو الإرادة السياسية لمواجهة الحزب الأقوى عسكرياً وتسليحياً.

أيضاً يحظى الحزب بدعم شريحة واسعة من الطائفة الشيعية، التي ترى فيه قوة تحمي مصالحها وتردع إسرائيل. هذا الدعم يجعل محاسبة الحزب مسألة حساسة قد تؤدي إلى تفكك داخلي أو حتى حرب أهلية جديدة، وهو ربما ما تخشاه القوى السياسية. وبما أن الحزب لا يعتبر فقط قوة محلية، بل هو امتداد للمحور الإيراني في المنطقة، إذ تستخدم طهران ورقته كأداة للضغط الإقليمي وتمنحه دعماً مالياً وتسليحياً ضخماً، فإن أية محاولة لمحاسبته تعني الدخول في مواجهة مع إيران وحلفائها، وهو أمر تتجنبه الدولة اللبنانية بسبب ضعفها واعتمادها على التوازنات الخارجية.

الاعتراف بسورية مزارع شبعا قد ينزع شرعية "حزب الله"

أضف إلى ذلك أن تفكيك الحزب أو محاسبته في هذا الوقت سيخلق فراغاً أمنياً في الجنوب، مما قد يغري إسرائيل بالتوغل عسكرياً، أو يؤدي إلى صعود جماعات متطرفة أخرى، لذلك ترى بعض القوى السياسية أن استمرار الحزب، ولو تحت قيود معينة، هو الخيار الأقل ضرراً في هذه المرحلة. كما أن هناك عدداً من الأحزاب والتيارات السياسية تستفيد من تحالفها مع "حزب الله" للوصول إلى السلطة أو الحفاظ على مواقعها، بالتالي يتعامل معه كشريك سياسي وليس كتهديد يجب إزالته. وفي خضم هذا الواقع سيبقى لبنان في حال دائمة من التأرجح بين الحرب والسلم، إذ يبقى "حزب الله" لاعباً رئيساً لا يمكن تجاهله، بل يطلب منه أحياناً ضمان الاستقرار بدلاً من التسبب في انهياره.

وهنا لا بد من طرح سؤال أساس، وهو ماذا جلب "حزب الله" للشيعة اللبنانيين وللبنان الدولة؟

مما لا شك فيه أن "حزب الله" اختصر في شخصه وعلى مدى عقود صورة الشيعة اللبنانيين، إذ بات ينظر للشيعي اللبناني داخلياً وخارجياً على أنه يتبع إيران وعقيدة الولي الفقيه. وأمعن الحزب في تشويه الصورة الوطنية الجامعة للشيعة، محولاً إرثهم الغني والمتنوع إلى خطاب مذهبي ضيق ومشحون بالتوتر والانفعال. وأسقط من الذاكرة الجماعية شخصيات شيعية لبنانية عربية ناضلت من أجل الاستقلال ودافعت عن هويتها القومية، مثل صبري حمادة وعادل عسيران وأحمد الحسيني وأحمد الأسعد ويوسف الزين وكامل مروة وحسين الحسيني، إلى جانب مفكرين بارزين كحسين مروة ومهدي عامل.

وبدل أن يكون الشيعة اللبنانيون جزءاً متكاملاً منصهراً في النسيج العربي، اختصرهم الحزب في صورة طائفة متماهية مع مشروع إيراني، ويتمظهر ذلك في عدد من تصريحات قياديه وأمينه العام السابق والحالي، بحيث بدا كأن الحزب هو "إيران في لبنان".

الحزب الذي فقد بريقه العربي بعد تدخله العسكري في الحرب السورية وتدخله في الحرب اليمنية، أثار تساؤلات وانقسامات عديدة وعميقة حول من فوضه أولاً لخوض صراعات تخدم المشروع الإيراني، وأين مصلحة اللبنانيين في تلك التداخلات التي وضعتهم، وبخاصة الشيعة منهم، في مواجهة مباشرة مع دول الخليج، الشريان الاقتصادي الأساس للبنان.

وانعكست تصريحات الأمين العام الراحل حسن نصر الله، خلال عملية "عاصفة الحزم"، التي هاجم فيها السعودية ودول الخليج سلباً على اللبنانيين العاملين في تلك الدول، وأشارت تقارير إعلامية في ذلك الوقت إلى أن بعض العائلات الشيعية اضطرت إلى تغيير مذهبها لتجنب تبعات تصريحات الحزب. 

واليوم يدفع الشيعة بصورة خاصة واللبنانينون عموماً ثمن سياسات "حزب الله" التي عزلتهم عن محيطهم العربي وزجت بهم في صراعات إقليمية لا تخدم مصالحهم،. ومع هذا يستمر الحزب في ترسيخ نفوذه داخلياً وخارجياً، مبقياً على لبنان رهينة لأجندات إقليمية تجهض أي أمل في الاستقرار أو الازدهار، فماذا يقول الشيعة اللبنانيون؟

الجنوب أم فلسطين؟

يقول الكاتب والباحث السياسي حسن الدر إن "هذه الحرب التي مرت طوال عام 2024 لم يشهد لها لبنان مثيلاً، وهي شبيهة بعام 1982. وبما أنني أعبر عن فئة من الناس، أستطيع القول إن هناك إصراراً وتمسكاً أكثر بالمقاومة، لكن ثمة نقاشاً في مكان آخر حيث يرى عديدون أننا فتحنا جبهة الإسناد من أجل غزة، فماذا كان المردود؟ وكيف كان رد الجميل، ليس من أهل غزة بل من أمتين عربية وإسلامية؟ هناك عتب كبير من بيئة المقاومة وجمهورها ومجتمعها، وشعور بالخذلان والخيبة، وهناك توجه عارم للاقتداء بما كان يقوله الإمام القائد السيد موسى الصدر: تحرير الجنوب مسؤوليتنا وحدنا، وتحرير فلسطين مسؤولية الأمة، وعندما تقرر الأمة تحرير فلسطين فسنكون في المقدمة".

ويتابع "هناك عتب أيضاً على إيران، لكن لا يمكن مقاربة الموضوع من زاوية ما يتم تداوله من عبارات مثل ’باعت وخانت‘، ذلك أن طهران تعاملت مع الأمر بواقعية، فقراءة ’المقاومة‘ اختلفت عن الوقائع على الأرض، وكان هناك فارق في القوة والتقدم التكنولوجي والخرق الاستخباري الإسرائيلي، فما كان من إيران إلا أن تعاملت بواقعية مع المشهد. وقد لا ينسجم تصرفها مع الخطاب خلال الحرب وقبلها، والناس عموماً تلاحق التصريحات، من هنا نعم هناك عتب كبير".

من جهته يرى الإعلامي والناشط السياسي والطبيب هادي مراد أنه "حين أضرمت النيران في روما، وقف نيرون يشاهد ألسنة اللهب تلتهم المدينة بينما يعزف على قيثارته متجاهلاً صرخات شعبه ومعاناتهم. لم يكتف بإهمال الكارثة بل اتهم بإشعال الحريق بنفسه لتحقيق أهدافه الخاصة، واليوم يتكرر المشهد مع ’حزب الله‘ في لبنان، إذ لعب دور نيرون الحديث فأشعل النيران في بيئته الشيعية، مدمراً حاضرها ومستقبلها باسم المقاومة والتحرير".

ويتابع مراد "بدأ ’حزب الله‘ مشروعه بتحويل شيعة لبنان من أتباع التشيع العربي الأصيل والمتجذر في القيم الإسلامية السمحة، إلى أتباع فكر التشيع الصفوي الذي يقوم على المغالاة والتطرف. وزرع في نفوسهم عقيدة طائفية مغلقة، وفرض عليهم فكر ولاية الفقيه الذي صادر عقولهم وسلبهم نعمة التفكير والتفكر، إذ باتت آراؤهم وتوجهاتهم مرتبطة بشخص واحد يقودهم بلا مراجعة أو نقاش. ولم يكتف الحزب بإدخال شيعته في متاهة العقائد المتطرفة، بل جعل الموت غاية وهدفاً أسمى من الحياة نفسها، وروج لفكرة أن الشهادة هي الانتصار الحقيقي حتى أصبحت الحياة شيئاً هامشياً بلا قيمة. بهذه العقلية دفع أبناء الطائفة إلى حروب عبثية لا تخدم سوى أجندات خارجية، أو حولهم إلى وقود لحروب الآخرين".

ويضيف الناشط السياسي أن "حزب الله" قطع علاقة الشيعة بالعالم العربي والغربي، وأدخلهم في صراعات مع الدول المجاورة، مما أدى إلى عزلتهم وابتعادهم من محيطهم الطبيعي. أصبح شيعة لبنان منبوذين ومتهمين بأنهم أداة لتنفيذ مشاريع إقليمية مدمرة، فخسروا حلفاءهم وشركاءهم وأصدقاءهم، وأصبحوا بلا سند أو شريك حقيقي، مختصراً ومحتكراً شيعة لبنان في شخصه، ومدعياً تمثيلهم الحصري، لكنه في الحقيقة لم يمثل إلا فئة ضيقة ذات ارتباط مالي أو عقائدي به. ومع تفاقم الأزمات الاقتصادية والسياسية بات حتى هؤلاء على شفير التخلي عنه، بعدما أدركوا حجم الخراب الذي خلفه في بيئتهم".

ويختم مراد قائلاً "كما أحرق نيرون روما وأغرقها في الفوضى، فعل ’حزب الله‘ الشيء نفسه مع بيئته. لقد دمر قيمها وثقافتها وأدخلها في صراعات لا نهاية لها وحرمها من الانفتاح على العالم، لكن وكما نهضت روما من تحت الرماد، فإن شيعة لبنان قادرون على استعادة هويتهم الحقيقية والعودة لجذورهم العربية بعيداً من هذا الخراب".

ويذهب الإعلامي والمحلل السياسي فادي أبو دية إلى زاوية أخرى، إذ يقول "لقد نشأ ’حزب الله‘ للدفاع عن لبنان مثل سائر حركات المقاومة، ولم ينطلق من خلفية الدفاع عن الشيعة أو ضمن إطار طائفي ومذهبي محدد. في حين حارب أعداء المقاومة الحزب من خلفية طائفية مع أنه لم يكن يوماً طائفياً، بل حرر مناطق سنية ومسيحية ودرزية وشيعية".

ويضيف أبو دية "نعم الحزب باعتباره المقاومة هو الأقوى في لبنان والمنطقة، بخاصة بعد الانتصار على إسرائيل عام 2006 وتحرير لبنان عام 2000، وبقيت قضية الحزب هي تحرير فلسطين كقضية إنسانية عامة وقضية إسلامية ومسيحية بحكم وجود مقدسات إسلامية ومسيحية، ولكن مع الأسف تخلى عنها معظم العرب سنة ومسيحيين".

ويتابع الإعلامي اللبناني "ذهب الحزب إلى سوريا للدفاع عن المقدسات، وعن لبنان بوجه المشروع التكفيري الذي طاول كل الطوائف والمكونات وليس فقط الشيعة، ومع ذلك أرادوا مذهبة الصراع لحشر ’حزب الله‘ في زاوية الطائفية".

ويستطرد "لقد جلب ’حزب الله‘ للشيعة في لبنان والعالم العربي مثلما جلب لكل الأحرار في لبنان والعالم العزة والفخر والقوة، وأثبت أننا قادرون على هزيمة إسرائيل ومواجهة المشروع الكبير في المنطق، وقدر كل الأحرار من الشيعة وكل الطوائف أن تقدم التضحيات دفاعاً عن وطننا وعرضنا وأرضنا".

نكبة حلت بالشيعة

ويتساءل المؤسس في حركة "تحرر" والناشط السياسي والأكاديمي علي خليفة، "الشيعة المنضوون في تنظيمات عسكرية كـ’حزب الله‘ في لبنان، من يقاتلون ولماذا يقتلون؟ آلاف منهم قضوا في سوريا دفاعاً عن أبشع نظام في تاريخ المنطقة وجغرافيتها، ثم قضى آلاف غيرهم لمساندة ’حماس‘، وما إن سقط نظام الأسد حتى سارع الناطقون باسم ’حماس‘ بالتهليل لسقوطه. فماذا يبرر قتل آلاف إذاً، هنا وهناك؟ جنود الولي الفقيه الذين يموتون لا لشيء هم شيعة لبنان، الذين ينبغي أن يعودوا له بعد خسارتهم القاصمة في صراع المحاور والنفوذ في المنطقة".

يرى خليفة أن "كف يد ’حزب الله‘ كتنظيم عسكري عابر للحدود السياسية للدول يعيث بالأمن القومي للبلدان العربية ويصل خرائط النفوذ الإيراني إلى ساحل المتوسط ويرعد فوق قواعد حلف شمال الأطلسي (ناتو) في قبرص، أشبه بفرض الحياد من الخارج على لبنان، وما حصل لا يمكن الالتفاف عليه ولا تعطيله. ترتيبات المشهد المقبل في المنطقة أطبقت على مشروع ولاية الفقيه المتمددة، وأنهت دور ’حزب الله‘ كذراع عسكري. وليكن الحياد المفروض خارجياً نتيجة الهزيمة فرصة يجب تلقفها في الداخل عن طريق وعي النكبة التي حلت بالشيعة، ومنهم آلاف القتلى والمشردين والمعاقين الجدد الذين فقدوا أطرافهم أو أتلفت أعضاؤهم وهم شاهدون على عبثية الأحداث، فلا المهدي تحرك، ولا المسدد صدق، ولا الولي وفى، ولا الفرقة نجت، وليس من يحمي ويبني. فهل يكون كل ذلك مخاضاً محتوماً لرفض عسكرة الشيعة وجنود ولاية الفقيه فيعلنوا في حدود دولهم الوطنية ولاءهم لها، ويسلموا بوظائف الدفاع والأمن للدولة؟".

وفي قراءة للآراء المتناقضة والمتباعدة بين من يوالي "حزب الله" وبين المعارضين الشيعة، يمكن القول إن "حزب الله" مكن الطائفة الشيعية من تجاوز التهميش التاريخي الذي عانته، وجعلها قوة سياسية وعسكرية فعالة على المستويين المحلي والإقليمي، لكن هذا الدور جاء بثمن باهظ تمثل في عزلة دولية وأزمات اقتصادية وخسائر بشرية متكررة. وأدى وجود الحزب العسكري إلى تحويل أجزاء كبيرة من المجتمع الشيعي إلى بيئة عسكرية أو شبه عسكرية، مما حد من فرص التنمية المدنية والاقتصادية. ذلك الأمر عزز بطبيعة الحال عقلية المواجهة المستمرة، مما جعل الجنوب اللبناني ساحة دائمة للتوتر العسكري. كما أن تورط الحزب في نزاعات إقليمية، مثل الحرب في سوريا واليمن، جلب للشيعة عداوات داخل العالم العربي وأدى إلى فرض عقوبات دولية. مما أثر سلباً في الاقتصاد اللبناني ككل، وجعل الشيعة هدفاً للتهميش الدبلوماسي والاقتصادي.

وفي محاولته للتركيز على بناء قاعدة دعم عقائدية صلبة، همش الحزب الأصوات الشيعية المعارضة داخلياً، سواء من النخب الثقافية أم القوى السياسية المنافسة، هذا الاحتكار السياسي حد من التنوع الداخلي وأضعف النقد البناء. وكلفت مواجهاته ضد إسرائيل الطائفة الشيعية دفع ثمن باهظ في الأرواح والممتلكات والدمار في مناطق بيئته الحاضنة، ولابد من الإشارة إلى كلفة الحرب السورية، إذ قتل آلاف من المقاتلين في معارك خارج لبنان، أضف إلى ذلك تزايد الضغوط الاقتصادية نتيجة العقوبات على الحزب ومؤسساته المالية، مما انعكس سلباً على الوضع المعيشي للشيعة في لبنان، وعزل النظام المالي التابع له عن الأسواق العالمية، مما أثر في الأعمال التجارية الصغيرة والمتوسطة التي يملكها أبناء الطائفة.

إن وجود السلاح بصورة دائمة خارج إطار الدولة جعل الطائفة عرضة لأخطار التصعيد المفاجئ، كما حدث في حرب 2006، وخلق توتراً مستمراً بين الشيعة وبقية الطوائف، إذ ينظر إليهم كطرف مستعد دائماً للحرب، ولإعادة التوازن الداخلي يحتاج الشيعة اللبنانيون إلى إعادة تقييم العلاقة بين السلاح والاقتصاد لضمان تنمية مستدامة بعيداً من العسكرة الدائمة، ولتعزيز الاستقرار الداخلي قد يكون من الضروري تخفيف الخطاب المتشدد وبناء جسور مع القوى السياسية الأخرى والتقليل من الاعتماد على التحالفات الإقليمية، والتركيز على الهوية الوطنية اللبنانية مما قد يساعد في تحسين "صورة الطائفة" مستقبلاً.

في المحصلة يبقى مستقبل الطائفة الشيعية في لبنان مرتبطاً بقدرة "حزب الله" على التكيف مع التغييرات الإقليمية والدولية، من دون التفريط بالإنجازات أو تكريس الهزائم.

 

لا تنتخبوا الا لل"الدولة" !

نبيل بو منصف/النهار/08 كانون الثاني/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/01/138845/

 في الوقائع الأكثر واقعية ، يمكن تصنيف تلك "الطلة" الدراماتيكية لاحد الرموز الأمنيين الأساسيين في "حزب الله" وفيق صفا قبل أيام من موعد الجلسة الانتخابية الواعدة بنهاية ازمة الفراغ، بانها الخطأ الأشد حماقة في تكتيكات الحزب المترنح تحت اعتى حرب خاسرة تسبب بها لنفسه. لجأ الرجل الأمني ومثله وقبله الأمين العام ونواب الكتلة أيضا، الى ما يسمى "وهم القوة" للرد على ما تراءى لهم بانه استضعاف للسطوة التي عرف بها الحزب الذي كان حديديا. ولكن مكمن السقطة الطارئة، لم يكن حتى في اشهار الفيتو "الطبيعي والصادق" في وجه ترشيح سمير جعجع، بل في استحضار نبرة الحقد والاتهامات النمطية بحق الخصم الأول للحزب وإشاعة نبرة تهديدية لا تكشف حقيقة الا الواقع الأكثر من ضعيف استراتيجيا وواقعيا الذي أضحى عليه الحزب.

من هذه الزاوية تماما سيتعين على كل القوى السياسية والكتل النيابية في الخميس الحاسم الموعود، الرد بمسار لا يجوز بعد الان الا اتباعه بحسم مطلق في وجه ثقافة الترهيب والتهويل القبلية المتخلفة، قبل ان تكون شيئا آخر كمثل التبعية لدول ومحور إقليمي خارجي واشهار الاتهامات الجاهزة بالعمالة بعد كارثة الاغتيالات الإسرائيلية والخرق المذهل في صفوف الحزب. لن يكون ذلك الا من خلال انتخاب "رجل دولة" بمواصفات الحدود الدنيا وإلباسه لباس الإلزام الحاسم لتنفيذ الطائف الحقيقي والقرارات الدولية كافة الآيلة الى نزع كل سلاح خارج سيطرة الشرعية. 

وما لم تجرى الجولة الانتخابية الحاسمة بهذا الاتجاه لن يكون موجب لمسرحية هزلية إضافية تشرشح الطبقة السياسية وبرلمان سجل منذ انتخابه الرقم القياسي في الإخفاقات والتورط في اغراق البلاد في مزيد من المآسي والكوارث وعجز عجزا فاضحا عن ردع مقتلة الديموقراطية وتغييب رئاسة الجمهورية بدليل ان فارق اكثر من سنة ونصف سنة يفصل بين اخر جلسة تحمل الرقم 12 للمجلس والجلسة 13 الموعودة غدا في مسار عمره سنتان ونصف السنة من الفراغ.

اشد ما يفترض ان يغيظ اللبنانيين ان يكون "حاميها حراميهااو ان يكون المسؤول عن الكارثة "الخصم والحكم". بمعنى ان البرلمان "الموقر" هذا، قد يحمل اكثر مما يحتمل حين يكون قبلة مطالب المجتمع الدولي والرأي العام اللبناني الجارف، في تصويب انقلاب دبر ويظل هاجسه قائما ومخيفا على يد مكونات أساسية فيه حتى اللحظة الأخيرة.

في مجريات الحركة الدائرية التي سبقت جلسة "الإنقاذ" المفترضة، لا نرى صمام أمان كافيا وحاسما لجهة منع المناورات الانقلابية التي تهدف الى تمرير انقلاب جديد قاتل وهذه المرة بشخص "رئيس منتخب" يدين بوصوله لهشاشة الكتل والقوى الأخرى اذا عجزت عن تشكيل أكثرية "كاسحة" في وجه العاملين علنا وضمنا على منع انتخاب رئيس للدولة وليس لمحور ممانعة الدولة. الساعات الفاصلة عن الخميس الموعود لن تحتمل على الأرجح تمادي الرخاوة والاستسهال امام شبح تمدد انقلابي لا يستقيم معه تغرغر بكلمات سر دولية وخارجية منافية لكل الثقافة والمفاهيم السيادية أصلا، ولا تنطلق من أكثرية كاسحة تعيد الاعتبار الى النظام والدولة وحدهما بلا أي شراكة او منازع. والا عبثا الرهان على خميس وراءه خميس وموعد وراءه موعد، فيما العلة الكارثية في قلب ذاك المؤتمن على الجمهورية والمسمى أم المؤسسات!

 

لبنان يسير نحو السيادة الموعودة

ديفيد شينكر- مساعد وزير الخارجية السابق لشؤون الشرق الادنى في ادارة ترمب

الشرق الأوسط»/08 كانون الثاني/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/01/138851/

لقد تحررت سوريا من نظام الأسد، كما أن الحملة العسكرية العنيفة التي شنتها إسرائيل ضد جماعة «حزب الله» حررت لبنان بشكل فعَّال أيضاً، ولكن على عكس دمشق، فإن بيروت لم تستوعب هذا التحرر بعد.

ومن المؤسف أنه إذا لم تغتنم النخبة السياسية في بيروت هذه اللحظة، فإن هذه الفرصة العابرة للبنان ليتحول إلى دولة ذات سيادة ومستقرة ستضيع، وسيكون الاختبار الأول الذي ستواجهه البلاد في التاسع من يناير (كانون الثاني) الحالي، عندما يجتمع نواب البرلمان اللبناني لانتخاب رئيس جديد للبلاد، وهو المنصب الشاغر منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2022.

وعلى مدى السنوات الخمسين الماضية، كان لبنان نموذجاً للخلل الوظيفي، فمنذ عام 1975، عانت بيروت من حرب أهلية استمرت لمدة 15 عاماً أشعلها إرهابيون فلسطينيون، واحتلال عسكري وحشي من قبل نظام الأسد السوري، فضلاً عن التوغلات والغزوات المتكررة من قبل إسرائيل، كما أنه بعد انسحاب سوريا في عام 2005، عانى لبنان أيضاً لما يقرب من عقدين من الاحتلال الإيراني من خلال وكيل طهران هناك (حزب الله)، الذي كان يروع ويقتل معارضيه المحليين بشكل روتيني.

لكن العديد من مشاكل لبنان كانت ناتجة عن أفعاله الخاصة، إذ وصف برلمان الاتحاد الأوروبي الأزمة المالية المستمرة في بيروت بأنها «كارثة من صُنع الإنسان تسببت فيها مجموعة من الرجال في مختلف أنحاء الطبقة السياسية في البلاد».

وقد تجاهلت الحكومات اللبنانية المتعاقبة التخزين الإجرامي لنحو 3 آلاف طن من نترات الأمونيوم في مرفأ بيروت، وهو ما تسبب في الانفجار الهائل والمميت الذي شهدته البلاد في أغسطس (آب) 2020، وعندما انتهى الاحتلال السوري للبلاد، فإنه بدلاً من تعزيز هذا النصر، دخل العديد من السياسيين اللبنانيين الذين يُفترض أنهم موالون للغرب في تحالف انتخابي مع «حزب الله»، مما عزز الأخير على المستوى السياسي.

إن المشكلة الكبرى التي يواجهها لبنان اليوم تتمثل في القيادة، وذلك لأن معظم النخب السياسية في البلاد، المعروفة باسم «الزعماء»، تستفيد من الوضع الراهن ولا ترحب بالتغيير، فهم في الواقع معروفون بالفساد وضيق الأفق والطائفية.

وعلى الرغم من سجلهم المروّع في الحكم وتجاهلهم الدائم لرفاهية الشعب اللبناني، فقد أُتيحت لهؤلاء السياسيين فرصة العمر الآن لتغيير الوضع الراهن وإنهاء هيمنة «حزب الله»، وهذه الفرصة النادرة جاءت على أيدي إسرائيل.

ففي سبتمبر (أيلول) الماضي، وبعد عام من هجمات «حزب الله» بالصواريخ والطائرات من دون طيار، شنّت إسرائيل هجوماً مضاداً، وعلى مدى شهرين، تمكنت تل أبيب من تصفية قيادة الحزب ودمّرت مخزونه الاستراتيجي من الأسلحة والبنية التحتية العسكرية.

كما أدى سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، في وقت سابق من شهر ديسمبر (كانون الأول)، إلى تعميق مدى تأثير العمليات الإسرائيلية في لبنان، إذ لم يعد «حزب الله»، الذي ذبح الآلاف من المدنيين أثناء الحرب الأهلية في خدمة الأسد، يستطيع الآن إعادة تسليح نفسه عبر الأراضي السورية.

وقد أعلن «حزب الله» انتصاره على إسرائيل، وهو أمر لم يكن مُرجحاً لكنه كان مُتوقَعاً، إلا أنه من الصعب تفسير التنازلات في اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم بوساطة الولايات المتحدة في نوفمبر (تشرين الثاني) على أنها أي شيء آخر سوى استسلام غير مشروط، فـ«حزب الله» لم يكتفِ بالتوقيع على بنود قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701، الذي يقضي بإنهاء وجود الحزب في جنوب لبنان فحسب، بل وافق أيضاً على تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1559، الذي ينص على نزع سلاح جميع الميليشيات في مختلف أنحاء لبنان، ورغم أن «حزب الله» لا ينوي بوضوح نزع سلاحه، فإن موافقته الظاهرة على مثل هذه الشروط غير المواتية تنم عن شعوره بالضعف.

ومن الناحية المثالية، فإن وقف إطلاق النار وتراجع مكانة «حزب الله» بإمكانهما تمكين بيروت أخيراً من ممارسة السيادة في الجنوب، ومن ثم في مختلف أنحاء الدولة، ولكن من المؤسف أنه ليس من الواضح ما إذا كان لبنان سيغتنم هذه الفرصة.

فصحيح أن الحكومة تقوم بنشر القوات المسلحة في الجنوب، ولكنها قد تحجم عن توجيه هذه القوات للعمل بشكل استباقي على تفكيك البنية التحتية العسكرية لـ«حزب الله» ومصادرة أسلحته، ومن الصعب تصور مرحلة ثانية من نزع السلاح في الشمال بما يتفق مع قرار مجلس الأمن رقم 1559.

فالقلق الذي يساور الساسة في لبنان الآن هو أن الدخول في مواجهة مع الميليشيات الشيعية قد يؤدي إلى إشعال فتيل الحرب الأهلية مرة أخرى، ولعل الأمر الأكثر أهمية هو خوفهم من أن يستعيد الحزب قوته على الرغم من سقوط الأسد.

فعلى الرغم من أن إسرائيل نجحت في إضعاف «حزب الله» إلى حد كبير، فإنه لا يزال هناك ما يقدر بنحو 15 ألف مقاتل من الحزب مُسلحين ببنادق كلاشينكوف من طراز «AK – 47» وقاذفات «آر بي جي»، وصواريخ «كورنيت» المضادة للدبابات في لبنان، كما أنه بالنظر إلى تاريخ «حزب الله» واسع نطاق و«الدنيء» من الاغتيالات، فإن التهديد لا يزال قائماً.

وعلى الرغم من جميع هذه التحديات، فإن الوقت الحالي يبدو مناسباً بشكل فريد للبنان، وفي الفترة المقبلة، سيكون من الضروري للغاية دعم الزعماء السياسيين في البلاد الذين كانوا يخشون المخاطرة حتى الآن، ففي الأيام المقبلة، سينتخب البرلمان رئيساً جديداً من قائمة متنوّعة من المرشحين، تتراوح بين أولئك الذين يدعمون الوضع الراهن و«حزب الله»، وغيرهم من المدافعين عن الإصلاح والتغيير.

ومن أجل تشجيع القيادة اللبنانية، إن لم يكن إجبارها على اغتنام الفرصة التي أتاحها إضعاف إسرائيل لـ«حزب الله»، فمن المرجح أن تضطر واشنطن إلى ربط مساعداتها الاقتصادية والعسكرية بأداء القوات المسلحة اللبنانية في إنفاذ قرارات الأمم المتحدة، كما أنه قد تكون هناك حاجة إلى فرض عقوبات على السياسيين اللبنانيين المتمردين أيضاً.

«ففي الرواية التوراتية لخروج بني إسرائيل، استغرق الأمر من موسى 40 عاماً ليقود الشعب اليهودي المُحرر من مصر إلى أرض كنعان، ووفقاً لما يُقال بشكل تقليدي، فإنهم احتاجوا هذا الوقت الطويل لقطع مسافة لا تتجاوز 170 ميلاً فقط لأن هؤلاء العبيد السابقين لم يكونوا مستعدين ليكونوا أمة ذات سيادة بعد أكثر من 400 عام من العبودية»، لكن من المؤسف أن لبنان ليس لديه نفس رفاهية الوقت، وفي غياب جهد فوري ومُنسَّق لاستغلال النكسات التي تعرض لها «حزب الله»، فإن الحزب سيعيد بناء نفسه، ولكن مع الدعم المستمر من جانب واشنطن، وبعض الساسة الشجعان في بيروت، فإن لبنان قد يمكنه أن يصل أخيراً إلى أرض السيادة الموعودة.

* مساعد وزير الخارجية السابق لشؤون الشرق الادنى في ادارة ترمب

 

مخاطر الهزل في توقيت لبناني مصيري

حنا صالح/الشرق الأوسط»/08 كانون الثاني/2025

اليوم 9 يناير (كانون الثاني) 2025 هو موعد انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية ينهي الشغور المقيم في الرئاسة منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) 2022؛ أكثر من 26 شهراً، ويضع البلاد على مسار تأليف حكومة فاعلة مكتملة الصلاحيات بديلاً لحكومة تصريف الأعمال المستقيلة حكماً منذ إجراء الانتخابات البرلمانية يوم 15 مايو (أيار) 2022، قبل نحوٍ من 32 شهراً. هي فترة تعاظمت فيها الانهيارات المالية والاقتصادية والاجتماعية إثر المَنْهَبَة التي مُنِعَ إبانها أي حساب، كما أنها الفترة التي شهدت أخذ «حزب الله» البلد قسراً إلى حرب مع إسرائيل مدمرةٍ هزمته، وكسرت لبنان، ومسحت بلدات من الخريطة، وأزالت أحياء بكاملها من مدنه في الجنوب والضاحية والبقاع... مما فاقم الوجع العام والإذلال اللاحق باللبنانيين، خصوصاً مع تهجيرٍ هو الأكبر؛ خطورته أن لا شيء بعدُ بشأن العودة: متى وكيف وبأي قدرات؟ وتوازياً هي الفترة التي شهدت الزلزال السوري بسقوط نظام الأسد، وتصدع الهلال الفارسي وإبعاد النظام الإيراني عن المتوسط مع تحرر بيروت ودمشق من الهيمنة الإيرانية. نواب لبنان الـ128 هم من سينتخبون الرئيس الجديد للجمهورية. هؤلاء النواب أمام امتحان الرقابة الشعبية المسلطة عليهم كما الرقابة الدولية. عليهم تحمل المسؤولية رغم التاريخ الرمادي لأداء هذا البرلمان الذي أدار الظهر لحقوق اللبنانيين ومصالح المواطنين. هم مسؤولون عن الشغور الخطِر والفراغ في السلطة التنفيذية، ويعلمون واحداً واحداً أن انتخاب رئيس للبلاد مغاير هذه المرة لكل ما سبق... مطالب بأن يتماهى مع نتائج الزلزال الذي لم يصل بعدُ إلى خواتيمه. والتماهي المطلوب يعني أن يكون للبنان رئيس من دون أي تأجيل أو إبطاء؛ لأن المنحى العام بالغ الخطورة مع تحولات متسارعة تكاد تعادل كل عمر لبنان الاستقلال. صحيح أن تاريخ البرلمانات اللبنانية مع محطات الانتخاب الرئاسية ليس ناصعاً. كان الخارج أحد أبرز الناخبين، ففي عام 1952 كانت الأغلبية تناصر حميد فرنجية، لكن التدخل البريطاني من جهة، وما يرويه غسان تويني عن لقاء كميل شمعون مع رئيس سوريا أديب الشيشكلي من جهة أخرى، نقلا الرئاسة إلى شمعون مع انشقاق كتلة نواب الجنوب التي رأسها أحمد الأسعد، ونقل هنري فرعون البندقية من كتف إلى كتف متخلياً عن فرنجية. وإثر «ثورة 58» فرض وهج الناصرية فؤاد شهاب رئيساً، وفي عام 1964 نام الأمير عبد العزيز شهاب رئيساً لكن التدخل الأوروبي فرض انتخاب شارل حلو في اليوم التالي. وفي عام 1970 لم يكن فوز سليمان فرنجية ممكناً لولا التدخل الروسي مع كمال جنبلاط انتقاماً من دور «الشعبة الثانية» في «قضية الميراج»، فقسم جنبلاط نواب كتلته نصفين: «3 مقابل 3»، ففاز فرنجية بفارق صوت واحد. ومعروف الدور العسكري السوري في انتخاب إلياس سركيس عام 1976. كذلك وطأة الاحتلال الإسرائيلي في انتخاب بشير الجميل عام 1982، ومثلها وطأة الاحتلال الأسدي في مقتل رئيس «الطائف» رينيه معوض. ليحل زمن رئاسات صنّعها النظام السوري ولاحقاً محور الممانعة بقيادة طهران، وواجهته «حزب الله»!

البرلمان الحالي، الذي انتُخب في عام 2022، يواجه في عملية الانتخاب أمرين: أولهما الزلزال الكبير بالمنطقة وفي لبنان، وثانيهما رقابة شعبية داخلية وبروز دور المجتمع الدولي ناخباً كبيراً مميزاً وبارزاً جداً. هناك اللجنة الخماسية التي وضعت مواصفات تفترض رئيساً سيادياً إصلاحياً يلتزم الدستور واستكمال تطبيق «اتفاق الطائف» والقرارات الدولية، وإطلاق ورشة إصلاحات اقتصادية وقضائية. وهناك دور مضاعف أميركي - فرنسي في لجنة الإشراف على آليات تنفيذ القرار الدولي «1701»، التي تفترض رئيساً يتبنى الأجندة التي وافقت عليها الحكومة اللبنانية عند إقرارها اتفاق وقف النار.

الأمر المؤكد أن تغييراً جذرياً طرأ على مقاربات الماضي، مما يحتم رئاسة تقطع معه وتطلق مرحلة جديدة، تكون ترجمتها حكومة كفاءات من خارج نظام المحاصصة الطائفي الغنائمي، تستعيد ثقة الداخل واحترام الخارج، مما يمكنها من اتخاذ قرارات كبيرة قاسية أحياناً، لوضع لبنان على سكة التعافي، وتكون قادرة على قيادة حملة سياسية ودبلوماسية لتحرير لبنان من رجس الاحتلال، وفرض عودة غير مشروطة للنازحين... وفي الوقت عينه، مع خطوات بسط السيادة من دون أي شريك، تطلق تجنيداً إجبارياً يستكمل بناء جيش قادر بتنوعه الطائفي على الدفاع عن الأرض والشعب والتصدي للعدو... جيش قادر على تطبيق القرار الدولي «1701»، خصوصاً في موضوع إنهاء مفاعيل سلاح الدويلة اللاشرعي؛ بدءاً من جنوب الليطاني إلى شماله وكل لبنان.

إنه توقيت مصيري لا يقبل الهزل ولا التذاكي، فالرئاسة المطلوبة هي التي تفتح مسار إعادة بناء الدولة، وليس ترميم نظام مقيت وسلطاته، وإحياء المؤسسات بتعزيز المشاركة بوصفها مصدر الغنى الأبرز، لتكون الدولة قادرة على احتضان شرائح شعبها وتعدده وتنوعه... وبغير ذلك فستضيع الفرصة الأهم لإنقاذ لبنان الذي لن يجد إذاك أي دعم لإعادة الإعمار والتعافي وسيبقى في المستنقع ويتمدد تصحره!

 

نحن نريد «سايكس ــ بيكو»

سوسن الأبطح/الشرق الأوسط»/08 كانون الثاني/2025

هيثم المالح لا يعترف بالجمهورية اللبنانية، مع أنه متخصص في القانون الدولي، لا، بل هو «شيخ الحقوقيين». رجل مشاكس، يثير الغبار منذ وصوله إلى سوريا إثر سقوط النظام، خصوصاً حين حاول اعتلاء منبر المسجد الأموي وإلقاء خطاب، من دون تنسيق مسبق، فمُنع. عُرف بدوره معارضاً، وأنه سُجن وعزل من منصبة قاضياً. لكن المالح السياسي الذي عاركته الظروف، يتحدث عن لبنان بتشاوفٍ، ولا يرى فيه سوى قطعة من سوريا يجب أن ترجع إليه، كما كان الحال أيام العثمانيين، حيث لم يكن خارج الجغرافيا السورية غير متصرفية جبل لبنان. أما المليونا نازح سوري الذين استضافهم لبنان بعد الثورة، فهم في رأيه جاءوا إلى أرضهم، وأقاموا في بلادهم. الخلاصة، أن درس صدّام حسين، وطمعه في أرض الكويت، وما جلبه على العرب من كوارث لم يكن كافياً، كي نفهم خطورة الخلط بين التمنيات والوقائع. كلام المالح، ليس بجديد، نسمعه من كثيرين، ونراه مجرد اندفاعة قومية، عروبية. لكن وللتاريخ، سوريا ولبنان كانا معاً قبل اتفاقية سان - ريمون عام 1920 جزءاً من بلاد الشام التي تضم فلسطين والأردن، وكلها تحت سلطة الدولة العثمانية. اتفاقية سايكس - بيكو السرية عام 1916 رسمت إطاراً عاماً لتوزيع النفوذ في شرق المتوسط، من دون رسم خرائط، وتحديد مساحات. لم تقّسم المنطقة فعلياً، إلا بعد ذلك بأربع سنوات. وما بينهما كان وعد بلفور الذي جلب لنا مصيبة الاحتلال الإسرائيلي الذي جثم على صدورنا. هكذا كانت الدول الاستعمارية تعد العرب، بدولة قومية في بلاد الشام، في الوقت نفسه الذي تجتمع فيه لتقسيم أراضيهم كقطع الحلوى، وتمنح الصهاينة الذين حضروا سان - ريمون حصتهم الوازنة منها.

بقي هذا التقسيم المهين شوكةً في حلق العرب. الإسلاميون يرون فيه مؤامرة كسرت وحدتهم الدينية. الأكراد يعدّونه كارثة محققة قضت على حلمهم بدولة تجلب الرخاء للمنطقة كلها، بدليل ما أنجزوه من نموذج في شمال العراق. تركيا، لم تتوقف عن السعي لاسترداد نفوذها الإمبراطوري.

وبقيت إسرائيل لأكثر من ثلاثة أرباع القرن، المستفيد الأكبر، وربما الوحيد من «سايكس- بيكو»، والتقسيم الذي فُرض عنوة على ملايين العرب. والغريب أنها هي اليوم الأكثر حماسة للتخلص من عبئه. تجدها تجنّد كل طاقاتها، للانقلاب عليه. في خطابه الشهير أمام الكونغرس، صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن «يهودا» و«السامرة» الاسمين العبريين للضفة الغربية، جزء لا يتجزأ من «أرض إسرائيل». وأثناء محاكمته بتهم فساد مؤخراً، قال مبتهجاً بالنصر، إن «أمراً تكتونياً يحصل، وزلزالاً لا سابق له من مائة سنة، منذ معاهدة سايكسبيكو».

محللون إسرائيليون، يقولون إن العرب لم يتقبلوا يوماً «سايكس - بيكو»، وهم باتوا أخيراً، يسيرون في الاتجاه نفسه. لهذا يشعرون بالراحة في التمدد يميناً وشمالاً. كل يوم تشعر إسرائيل أكثر بالرغبة في تحطيم المزيد من الحدود. خرائط «إسرائيل الكبرى» باتت تنشرها وزارة الخارجية الإسرائيلية بشكل رسمي، من دون خجل، غير عابئة باحتجاجات الدول العربية ولا جامعاتهم. هذه المرة، تشمل الخريطة إضافة إلى كل فلسطين، لبنان وسوريا والأردن.«الشرق الأوسط الجديد» الذي يبشر به نتنياهو، هو انقلاب كامل على «سايكس - بيكو» بتواطؤ من صانعيه الإنجليز والفرنسيين معاً. هو إسقاط للخطوط الحمر والزرق. جزء منه إعلان انتهاء اتفاقية فض الاشتباك في الجولان، مؤخراً، وإسقاط اتفاقية عام 1974، التي أمَّنت الهدوء لعشرات السنين، من طرف واحد. إسقاط «سايكس - بيكو»، عند إسرائيل، ليس ثرثرة في مقابلة على طريقة المالح، بل هي مليارات الدولارات من العدة العسكرية، للغزو والقتل والاحتلال. لم تكتفِ حكومة الاحتلال بميزانية عسكرية وصلت إلى 27 مليار دولار سنوياً. عيَّنت لجنة «ناغل» الخاصة لفحص الحاجات القتالية المقبلة، فأوصت برفع الميزانية 40 في المائة عما كانت عليه قبل الحرب، وركزت لمزيد من السوريالية، على الخطر السوري المحدق بإسرائيل. هل نضحك أم نبكي؟! كل هذه المليارات لقتال دول مجاورة، لا تملك سوى بدائي الأسلحة، ولا طاقة لها على رد طائرة واحدة، من مئات الطائرات التي تقصفهم بها إسرائيل، ولا دفاعاً جوياً لإسقاط صاروخ واحد. كانت اتفاقية التقسيم عام 1920 هي واحدة من الاتفاقات العديدة التي غيَّرت العالم في تلك اللحظة التاريخية. فقد سقطت بالتزامن إمبراطوريات وممالك وقامت دول، وأعيد رسم خرائط. وقد نكون في أوانٍ مشابه، ونحن نسمع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، ينطق بما كنا نعتبره سوريالياً، يتحدث عن تغيير أسماء، وضمّ مساحات، وشراء أراضٍ. لهذا؛ ملاحظة أخيرة للأستاذ هيثم المالح ورفاقه المشغولين بإعادة رسم «سايكس - بيكو» من لبنان: وسّعوا الرؤية، واعتبروا من الماضي. رغم عشقنا للوحدة العربية، فإنها المرة الأولى التي نشعر فيها بأن علينا التمسك بالاتفاقات الاستعمارية المخزية؛ لأن ما ستجلبه إسرائيل أكثر خزياً.

 

هل مسلحو سوريا سلفيون؟

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط»/08 كانون الثاني/2025

محاولةُ إسباغِ صفةِ السَّلفية على التَّياراتِ السوريةِ المسلحة بعد انتصارِها قد يكون هدفُه كسبَ قطاع من الجمهور متوجّسٍ من الحركات المسلحة. لكنْ لأنَّ الانتصارَ له ألف أبٍ فإنَّ الانتصار في دمشق تاريخي وكل سيدَّعيه. هناك فارقٌ كبير بين «السلفية» و«السلفية الجهادية» وإن كان الاسمانِ متقاربين. ليس من المستغربِ أن يتسبَّب التشابهُ في الخلط على مَن هم أقلّ معرفة بالموضوع. في إحدى المناسبات في عام 2007 كنت أجلس بجوار وزير الخارجية الألماني الأسبق يوشكا فيشر، وكان قد خرجَ من الوزارة قبل سنتين. غلب على نقاشنا الجانبيّ موضوعُ الساعة، التطرف والانتحاريون. ردَّد الوزير كلمة «السَّلفية» في سياق حديثه، وجرَّبت أن أوضّح له أنَّه ربَّما يعني «السلفية الجهادية» التي تختلف عن السَّلفية التقليدية وتكفرها. السَّلفية المسلحة آنذاك جماعاتٌ نشطت في الجزائر وأفغانستان، وظهرَ منظّروها مثل أبي محمد المقدسي وأبي مصعب السوري وأبي قتادة الفلسطيني وغيرهم.

أمَّا السَّلفية التقليدية فهي مدرسةٌ فقهيةٌ متشددةٌ اجتماعياً ودينياً، صارت معروفة عالمياً بملامحها... النّقاب واللحى الطويلة، لكنَّها ليست سياسية ولا عسكرية.

«السلفية الجهادية» أقرب لـ«الإخوان»، الجماعة الدينية السياسية. عُرف رجال الإخوان في الماضي بالبدل وربطات العنق، مع ظهور بن لادن والظواهري وحركتهما المسلحة، التي تبنت المبادئ السياسية الإخوانية ذاتها، مثل «الحاكمية» لكنَّها تحمل السلاح.

لماذا تحتاج الجماعة الإخوانية إلى التحالف مع أذرع مسلحة وهي تقول إنها حركة فكرية مدنية؟ الجماعة تدرك أن حظها في الوصول للحكم شبه مستحيل، وليست لديها القدرة على التغيير السلمي. السلفية الجهادية، مثلها، تقول بالتكفير، وتدعو للتغيير، وكذلك تعلن الجهاد المسلح لإقامة الخلافة.

وبالتأكيد ليست كل التي تسمّت «السلفية الجهادية» إخوانية إنَّما لأنَّ الجهادية تفتقر إلى الفكر السياسي العميق تستعير من طروحات «الإخوان» والمحسوبين عليهم، فهم أكثر علماً وتجربة، ولديهم برنامج عمل يتجاوز النَّشاط المسلَّح، وغالباً مفكرو السَّلفية المسلَّحة إخوانيون.

السَّلفية التقليدية لا تشبه «السَّلفية الجهادية» ولا «الإخوان». التقليدية تعتبر البيعة ملزمة، والخروج على الحاكم كفراً، وأنَّه هو المحاسب أمام الله. أمَّا «السلفية الجهادية» فهي تكفر من له البيعة، متى ما قرَّرت ذلك «شرعياً»، وتعتبر الخروج عليه واجباً. أخلصُ للقول إنَّ محاولة الانتصار للجماعات المسلحة وتسويق أفكارها، تطور خطير، لأنَّ في ذلك ترويجاً للفكر والعنف، وهما الأمران اللذان حاربتهما المنطقة منذ التسعينات. عودة هذه الطروحات والاحتفال بها والتشويش على المستمع والمتابع بالسَّلفية والإخوانية ستعيد المنطقة والعالم للفوضى، محاولة تسويق هذه الجماعات المسلحة وأبطالها على أنَّهم سلفيون تدليس. هذه الجماعات المسلحة هي نفسها تكفيرية، سواء لبست «كرفتة» أو غترة وكوفية، وتنشد التغيير بالعنف. معظم دول المنطقة تتبرأ من أن تنسب هذه الجماعات لنفسها حتى لو كانت لها علاقة بها، لأنَّها تخشى أفعالها المستقبلية ومخاطرها الدولية.

هذا لا ينبغي أن يجعلنا نقسو على ما يحدث في سوريا. لقد عاش الشعب السوري لأكثر من خمسين عاماً، تحت نظام كان في غاية الوحشية لم تعرف منطقتنا همجية مثلها. ومن الطبيعي أن يكونَ الخلاص منه أولوية. المخلص «هيئة تحرير الشام»، رغم خلفيتها التي تعترف بها، من أبوين؛ «داعش» و«النصرة» والجد الأول تنظيم «القاعدة»، أبدت تطوراً في خطابها وتعاملاتها. كمَا أن قائدها أحمد الشرع أظهر شخصية لا تشبه البغدادي والزرقاوي، بل سياسي متوازن في طرحه حتى قبل أن يدخل دمشق. يستحق هؤلاء الحكامُ الجدد الفرصة، في وقت ينتظر منهم إشراك بقية السوريين درءاً للفتنة، وكذلك تلبية توقعات المنطقة بوقف تسويق التطرف والعنف، ويتوقع منهم الاستماع لاشتراطات المجتمع الدولي المتشكك بطبيعة الحال فيهم، إن كانوا يريدون بناء دولة حديثة قادرة على الاستمرار.

 

أزمة الغرب الخانقة تحيي استثماراته في الشرق الأوسط!

هدى الحسيني/الشرق الأوسط»/08 كانون الثاني/2025

لا بد لنا من العودة إلى التاريخ الذي لا يزال في ذاكرة كثيرين من معاصريه، وكتبنا عنه قبل أحداث العام المنصرم الذي ودّعناه قبل أيام، وهي أحداث مفصلية ستُغيّر منطقة الشرق الأوسط.

في نوفمبر (تشرين الثاني) 1956، حصل عدوان ثلاثي «بريطاني - فرنسي - إسرائيلي» على مصر بعد إعلان الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر تأميم شركة «قناة السويس»، التي كانت تملك حصرية الاستثمار، في حين كان المالك الحقيقي بريطانيا. وقد انتهت الحرب بسبب ضغط أميركي قاده الرئيس دوايت آيزنهاور لاعتبارات سياسية دولية، أجبر المعتدين على وقف القتال، والانسحاب من منطقة القناة. يومها عَدّ الرئيس عبد الناصر أن مصر انتصرت بصمودها أمام ثلاثة جيوش كبرى، مدعياً إلحاق الأذى في صفوف الغزاة، وأصبح الرئيس المصري بعدها قائداً بلا منازع، يُلهب قلوب 100 مليون عربي من «المحيط الهادر إلى الخليج الثائر». إلا أن النشوة التي دامت نحو عشر سنوات، والتي بُنيت بشكل كبير على وَهْم، ما لبثت أن تلاشت بعد كارثة حرب الخامس من يونيو (حزيران) 1967، والتي شَنّت فيها إسرائيل حرباً على ثلاث جبهات، فاحتلت الجولان والقدس والضفة الغربية وسيناء وغزة خلال ستة أيام، وقضت على الجيوش؛ المصري والسوري والأردني، التي فقدت كل إمكانية للقتال. وأدركت الشعوب العربية يومها أنها وقعت ضحية التضليل، وادعاء فائض القوة. وقد ظهر عبد الناصر على التلفزيون والإذاعة وأعلن الهزيمة، التي تحمّل مسؤوليتها بالكامل، وقدّم استقالته. وقد تراجع عن الاستقالة بعد تظاهرات وأصوات مطالبة ببقائه في مركز القيادة. وتقول غولدا مائير، رئيسة وزراء إسرائيل السابقة في مذكراتها: «إن اعتراف عبد الناصر بالهزيمة كان مصدر قلق لها، لإدراكها أنه سيكون هناك بعد ذلك عمل جدي دؤوب لاستعادة الكرامة المصرية، وستكون هناك مواجهة أشد وأقسى على بلدها».

وفي مايو (أيار) 2000، أعلنت إسرائيل انسحابها من جنوب لبنان؛ حيث أنشأت شريطاً حدودياً داخل العمق اللبناني أطلقت عليه اسم «دولة لبنان الحر». وكان هذا الانسحاب بعد فشل المفاوضات السورية - الإسرائيلية، التي اشترط فيها حافظ الأسد، الرئيس السوري آنذاك، استمرار الاحتلال في الجنوب اللبناني، ليُشكل ورقة ضغط في المفاوضات. وقد أعلن يومها «حزب الله» أن تحرير الجنوب كان بسبب ضرباته على العدو الصهيوني، فذاع صيت الحزب وقائده من المحيط إلى الخليج، وأصبحت صوره في البيوت، واعتُبر أنه قاهر الصهاينة الذي أعاد شرف الأمة المسلوب. واستمر الزهو 18 عاماً، سيطر فيها الحزب على لبنان وسوريا، وتدخل في شؤون الدول إرهاباً وإفساداً، إلى أن حصلت موقعة «البيجرز» في سبتمبر (أيلول) من العام الماضي، والتي قتلت وأعاقت المئات من مقاتلي الحزب خلال لحظات، بتفجير الأجهزة التي يتواصلون بها مع قيادتهم وبعضهم. كما قام «الموساد» بتفخيخ أجهزة اللاسلكي المستعملة في الحزب بمصنع الإنتاج. وقد اعترفت إسرائيل بمسؤوليتها عن هذه العملية. بعد ذلك بأسابيع قليلة، شنّت إسرائيل حرباً على الحزب، فنالت من قيادييه في الصف الأول، ومنهم الأمين العام حسن نصر الله وهاشم صفي الدين، وضربت مواقع الصواريخ ومخازن الأسلحة وأبنية المراكز، واغتالت عشرات المقاتلين، ودمرت البنية التحتية وفروع «القرض الحسن»؛ المؤسسة المالية التي روّج لها نصر الله.

وكما في هزيمة الأيام الستة عام 1967، شعر كثيرون من البيئة الحاضنة للحزب، وكذلك المؤيدون على مساحة العالم العربي، بالدهشة والإحباط من عدم قدرة الحزب على الرد المزلزل لإسرائيل كما ادعى نصر الله.

الفارق الأهم بين الهزيمتين كان الاعتراف بالتقصير، وتحمّل المسؤولية في هزيمة 1967، والانطلاق بعد ذلك بعملية إعادة بناء الجيش والدولة، والذي أدّى إلى الانتصار العسكري الوحيد على إسرائيل عام 1973، أما في عام 2024 فهناك إنكار للهزيمة، واستمرار في التضليل والكذب.

أوراق محور الممانعة تتساقط، أولاها «حزب الله»، الذي يُجمع المراقبون على أنه لن يستطيع النهوض عسكرياً بعد اليوم؛ خاصهً بعد إقفال خط إمداده عبر سوريا، وإحكام السيطرة الأميركية - الإسرائيلية على البحر والجو. وكذلك سقطت ورقة سوريا الممانعة بالفرار المذل لبشار الأسد، الرئيس السابق، وأصبح واضحاً أن مغامرة «حماس»، فيما سُميت بعملية «طوفان الأقصى»، أصبحت في حكم المنتهية، بعد تدمير غزة وقتل القادة. وتقوم المباحثات الآن حول الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين لقاء ترحيل آمن لمن بقي من قادة «حماس»، وإلا القضاء عليهم. كما أن إزالة خطر الحوثيين يجري على قدم وساق. وعند سقوط جميع أوراق الممانعة، والتي يمكن أن تشمل العراق أيضاً، سينتهي المشروع الإيراني التوسعي، الذي دام ما يقارب العقود الأربعة، تبجح فيها يوماً بالسيطرة على خمس عواصم عربية. السؤال الأهم هو: ماذا بعد أفول الممانعة؟ يقول محدثي، وهو دبلوماسي بريطاني خبير في شؤون الشرق الأوسط، إن القضية أبعد بكثير من قضية مشروع إقليمي يحل مكان آخر، فالعالم، خصوصاً الغرب، يعاني من أزمة اقتصادية خانقة، تتم معالجتها بالاستدانة؛ حيث وصل الدين العالمي -حسب أرقام صندوق النقد- في منتصف العام الماضي إلى 100 تريليون دولار، أو 93 في المائة من إجمالي الناتج العالمي. وقد أدرك أصحاب القرار أن هناك حاجة ماسة لزيادة الإنتاج، وتكبير حجم اقتصاد الدول الصناعية التي تستحوذ على القسم الأكبر من الدين العالمي لكي لا ينفجر الوضع، ولهذا فهم يتجهون إلى الأمن المستدام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط الغنية لقيام المشاريع العملاقة، وإعادة البناء الذي ستستفيد منه الشركات الغربية، صاحبة الخبرات والتكنولوجيا، لتنمو وتكبِّر اقتصاد بلادها. ثم قال محدثي إن الشرق الأوسط سيكون قبلة المستثمرين ووجهتهم.

 

عند الصباح

سمير عطا الله/الشرق الأوسط»/08 كانون الثاني/2025

في نهايات الأعوام، الفارطة، كما يصفها إخواننا في المغرب، والأعوام الجديدة، أو المستجدة، تكثر أشواق التوقع والتكهن وما يُطلق عليه أيضاً التنبؤات. وينقسم الناس حول هذه العادة كما يفعلون منذ أيام الفراعنة. البعض يرى في التنجيم تقليداً من الخرافات والأساطير، والبعض الآخر يراها جزءاً من علمٍ صعب ومعقّد يُطلق عليه «علم الفلك». تشابه القراءة في النجوم إلى حدٍّ ما، القراءة في تفسير الأحلام. أي لا حسم، ولا جزم، وإنما يمضي كل فريق في طريقه، باحثاً عن مزيد من الشواهد والبراهين سلباً أو إيجاباً.

قدّمت رشا نبيل حلقة ممتازة على «العربية»، قبل انتهاء موسم الجدل حول التوقعات. وقد انقسم المشاركون في البرنامج بين فريق يؤمن بالعلم، ويرفض فكرة الأبراج رفضاً كلياً، وفريق من مجموعة سيدات يتعاطيْنَ حرفة التبصير، ويؤمِنَّ إيماناً قاطعاً بأن التنجيم علم تقرّه الجامعات الكبرى تحت عنوان «علم الفلك». ونفى مندوب العلم في الحلقة نفياً كلياً أن يكون للتنجيم موقع، أو كرسيّ، في أي جامعة من جامعات العالم. طرحت رشا نبيل سؤالاً شديد الأهمية في هذه المسألة: كيف تَصح إذاً بعض التوقعات؟ وإلى ماذا يستند فيها المتوقعون أو المبصرون؟ وكان أحد الأجوبة أن ذلك النوع من التوقعات أصبح مكشوفاً، وهو عبارة عن أشياء عامة وقراءة في أحداث معلومة، وأحياناً يستند إلى أجهزة مخابرات يكون لديها ما تريد أن توزّعه على العالم. سرت إشاعات كثيرة في لبنان حول مثل هذه العلاقات، لكنها بقيت في سياق الإشاعة. ومضى المتوقعون، خصوصاً المشاهير منهم، يتوقعون ويتنبّأون، وغالباً ما يجزمون أيضاً. لكن على سبيل المثال لم يقدّم أحد منهم ذات مرة اسم رئيس الجمهورية المقبل، أو رئيس الوزراء، مع العلم طبعاً، أن اسم رئيس المجلس النيابي، حفظه الله، لا يتغّير ولا يتبدّل منذ ثلث قرن. بالنسبة إليّ، تركتُ موضوع النجوم والتنجيم والأبراج، ومعها الأحلام، إلى ذوي العزم في هذه الأمور، ولا يكلّف الله نفساً إلا وسعها. وقد بقيت علاقتي بالنجوم ما بقي في ذاكرتي من أعدادها ولمعانها وثريّاتها المعلّقة في سماء القرية، وليالي الربيع. وكانت أحب إليّ نجمة الصبح، التي تسير خلف القمر كأنها تحرسه من مسافة قريبة، وكان ضوؤها أحياناً يقترب من وهج القمر إذا لم يكن قد استدار بعد. والذين لا يعرفون ما هي نجمة الصبح فإن العلم يسمّيها الزهرة. وكان من أجمل ما قال العرب: «عند الصباح يحمد القوم السرى».إلى اللقاء.

 

القرضاوي... خطر العبور في الزحام!

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط»/08 كانون الثاني/2025

سوريا تقع على خطّ الزلازل التاريخية بالمعنى السياسي والثقافي، منذ الأزل، وفي مناسبة مقبلة سنفصّل القولَ في هذا بالاتكاء على فيلسوف لبناني عالمي كبير رحل عن عالمنا قبل أكثر من 8 عقود. ولأن سوريا كذلك، فهي مع كل نقلة تغييرية فيها، على مستوى الحكم، وغزوات الأمم لها، تستثير الكوامنَ الراقدةَ في جينات الهوية السورية، مهما تقادم العهدُ بها، ولذلك تفصيلٌ -كما نوهّتُ- قريباً. اليوم نؤشر إلى مظهرٍ من مظاهر الجينات المنبعثة من رقادها بسبب التحريك السوري، وهو الملمح الإخواني العالمي، ومتفرّعاته، كما رأينا وسنرى على ضفاف الهول السوري القائم، من مُستهامٍ بقصص آخر الزمان، والشام أرض المحشر والمنشر، وثغر الرباط إلى يوم الدين، وبلاد «المنارة البيضاء»، وربما استوفى كل هذه المعاني ذلك الوصف التركي العثماني القديم لسوريا «شام شريف». قبل أيام ألقت السلطات الأمنية اللبنانية القبض على الشاعر والناشط الإخواني عبد الرحمن بن يوسف القرضاوي، وسلّمته لدولة الإمارات، بعد دخوله لبنان قادماً من سوريا لوجوده ضمن قائمة الأشخاص المطلوبين بناءً على مذكرة من الإنتربول، صادرة عن مجلس وزراء الداخلية العرب. بعد مقطع فيديو نشره القرضاوي وهو داخل المسجد الأموي في دمشق يهاجمُ فيه مصر والسعودية والإمارات.

مصدر وزاري لبناني أكّد أن القرار «استند إلى مذكرة التوقيف الصادرة عن مجلس وزراء الداخلية العرب، الذي يُلزم لبنان بتلبية الطلب الإماراتي، لكون لبنان عضواً في هذا المجلس وموقِّعاً على اتفاقياته»، وفق ما نقلت صحيفة «الشرق الأوسط». القرضاوي -جونيور- كان اسمه موجوداً على «النشرة الحمراء» للإنتربول، بعدما كان قد دَخَلَ لبنان عبر مطار بيروت بجواز سفره التركي وتَوَجَّهَ إلى سوريا. هذا مثالٌ من جملة أمثلة، ربما لشخصيات أقل شهرة من الناشط القرضاوي، عن كيفية تفاعل البيئة الإخوانية، ومتفرعّاتها مثل السرورية، مع الجاري في سوريا اليوم، فهم يرون أن ما جرى نصرٌ كاسحٌ، وربما «إلهيٌّ»، على مثال حسن نصر الله، اللبناني، ولا يرون فيه شأناً سورياً خاصّاً بالسوريين، وفجراً جديداً لأهل سوريا، بالخلاص من العهد الأسدي القبيح، الذي يتكشّفُ قبحه أكثر مع كل فضيحة إنسانية سياسية تخرج للعلن.

فجرٌ «لكل» السوريين، بكل طوائفهم وعرقياتهم ومجموعاتهم السياسية والثقافية، حتى داخل الجسد السنّي العربي وغير العربي، وليس ثمرة تُلقى في السلّة الإخوانية العالمية، ولا في حِجر الدول المحتضنة للمشروع الإخواني والمغذّية له. تكشفُ قضية عبد الرحمن القرضاوي، المطلوب على ذمم قضايا أمنية وإرهابية، في مصر والإمارات، عن وجوب الانتباه في رهَج الغبار المُثار لمثل هذه الأخطار التي تعبرُ في الزحام.

 

"حزب الله" بين صيف 2006 وخريف 2024

مروان الأمين/نداء الوطن/09 كانون الثاني/2025

لطالما كانت الحروب نقطة تحوّل حاسمة في مسارات الدول والجماعات، فهي تصوغ معادلات جديدة وتعيد تشكيل الواقع السياسي والاجتماعي. لبنان، وعلى وجه الخصوص المكوّن الشيعي فيه، لم يكن استثناءً من تأثيرات الحروب، حيث لعبت النزاعات دوراً رئيسياً في تحديد الملامح والمسارات.

إذا ما نظرنا إلى حرب تموز 2006 وحرب أيلول 2024 كمثالين بارزين، يتّضح التناقض الصارخ في نتائجهما وتداعياتهما على لبنان بشكل عام، وعلى الطائفة الشيعية بشكل خاص.

خرج "حزب الله" بعد حرب 2006 بحالة تنظيميّة صلبة سياسياً وأمنياً وعسكرياً. كما أن السيد حسن نصرالله، أصبح أيقونة سياسية ذات أبعاد تتخطى حدود الانتماء الحزبي، ليطال سحرها الرأي العام الشيعي بمجمله. رسّخت هذه الحرب محوريّة "حزب الله" في رسم الحياة السياسية اللبنانية.

في المقابل، شكّلت حرب 2024 زلزالاً وجودياً لـ "حزب الله"، إذ أطاحت بقياداته العسكرية وأفقدته رمزه الأبرز وأيقونته السياسية، السيد نصرالله. خرج "الحزب" من هذه الحرب مُثقلاً بخسائر جمّة، أسفرت عن انهيار الصورة الأسطورية التي بناها على مدار أربعة عقود. أمّا قيادته الجديدة، فتفتقد للحضور والرمزية التي كانت تشكّل، إلى جانب عوامل أخرى، ركناً مهماً في حضور "الحزب" ودوره أمام أبناء مِلّته وعلى المستوى الوطني.

بعد حرب 2006، برزت مؤشرات قوّة "حزب الله" ومكانته، حيث أظهر حلفاؤه تمسكاً أكبر بتحالفهم معه، مجاهرين بالدفاع عنه وعن خياراته من دون أي تحفظ. كما سعى خصومه إلى إيجاد مساحات للتلاقي ولعقد تسويات معه. لكنّ حرب 2024 شكّلت نقطة تحوّل، إذ شهد "الحزب" تراجعاً في قاعدة حلفائه، حيث هجره العديد منهم، بينما لم يتردد الباقون في توجيه انتقادات علنية لخياراته. أمّا خصومه، فقد أصبحوا في موقع أفضل بكثير مقارنة بما كانوا عليه قبل الحرب.انتهت حرب 2006 بانسحاب إسرائيلي كامل من قرى الجنوب، وعودة فورية للجنوبيين إلى قراهم على الحدود مع اسرائيل. هذا الأمر أتاح لـ"الحزب" نسج سرديّة "الردع"، التي عززت حِجّته السياسية لجهة الاحتفاظ بسلاحه. لكن حرب 2024 جاءت لتقلب هذه المعادلة رأساً على عقب. إذ أنّ الزلزال العسكري والأمني الذي أصاب "الحزب" أسقط سردية الردع ومعها أسطورة "الحزب". كما أن هيبة "الحزب" تهشّمت بسبب تسليمه ببقاء الجيش الإسرائيلي على جزء من أرض الجنوب، وعدم قدرة الناس على العودة إلى قراهم، واستمرار الضربات لمنشآته العسكرية. ألحقت حرب 2024 ضرراً بالغاً بصورة إيران في البيئة الشيعية. خرجت إلى العلن حالة التململ نتيجة ما وُصف بالتخاذل الإيراني في الرد على اغتيال السيد نصرالله، إضافة إلى التقاعس في ملف المساعدات وإعادة الإعمار. هذا الوضع دفع "حزب الله" إلى تكثيف حملاته الترويجية والإعلانية، في محاولة لإعادة ترميم هذا التصدّع. إن صورة إيران "الداعم والسند الكبير" التي ترسّخت في وجدان بيئة "حزب الله" بعد حرب 2006، أصيبت بتشوّهات يصعب ترميمها بسهولة.

في الخلاصة، بعد حرب 2006، سطع نجم النفوذ الإيراني مُتحكّماً في المشهد السياسي اللبناني، كما تعززت سيطرة "حزب الله" المطلقة على الطائفة الشيعية. إلا أنّ حرب 2024 مثّلت أفولاً لنجم هذا النفوذ في لبنان وفي المنطقة أيضاً، وبرزت في أوساط الطائفة الشيعية تساؤلات جوهرية حول مفاهيم الحماية، وجدوى الحروب، ودور السلاح، ومستقبل العلاقة مع إيران.

 

توفّى رسمياً في "أولي البأس" 510 ... والتقديرات 2500 عنصر...هل يعلن "الحزب" الزواج المبكر كخيارٍ إلهيٍّ ملزم؟

نوال نصر/نداء الوطن/09 كانون الثاني/2025

إنهم يحسبون المباني التي سقطت، ويغفلون الأرواح التي تساقطت فيها. إنهم يحسبون نسبة الدمار الهائلة التي حصدتها حرب "مساندة غزّة" ويهملون أرقام العناصر التي تساقطت، مثل ورق الشجر، في حروبٍ متسرعة، ارتجالية، لم تُحسب فواتيرها الكاملة بعد. هي ليست المرّة الأولى - على أمل أن تكون الأخيرة - التي تندلع فيها حروب من نوع "لو كنت أعلم" وتتوقف وقد يتصافح القادة وتبقى تلك العجوز تنتظر ولدها الشهيد وتلك الفتاة تنتظر زوجها الحبيب، وأولئك الأطفال ينتظرون والدهم الغائب... لهذا، دعونا نسأل: ماذا عن فاتورة حرب "حزب الله" البشرية؟ ماذا عن عناصر "حزب الله" الذين عادوا ملتحفين بيافطات صفراء تحت مسمى: شهيد؟ فلنفتح فاتورة الحرب التي لا تزال تفوح "روائحها" في أرجاء الشريط الحدودي من جثث تكاد تكون منسية. تعالوا نلقِ الضوء على بيوت باتت مظلمة تنتظر جثة أو أثر جثة في وقتٍ يطلّ ما بقي مِمن يُصنفون أنفسهم قادة قائلين، مرددين، كما الببغاء: انتصرنا.

هم يستكثرون على الآخرين تسمية أبطالهم بالشهداء، لكن، لسنا كذلك، سنسمي الشباب اللبناني- واللبناني فقط - بالشهداء وسنسأل عنهم. ماذا عن تعدادهم الذي توقف بعد أن باتوا يتساقطون كما العصافير. منذ بدايات الحرب في سوريا، منذ العام 2012، باتت العتمة تظلّل البيوت في لبنان. "حزب الله" دخل في الحرب مثبّتاً (موقتاً) نظام بشار الأسد. خسر "الحزب" الأصفر بين أيلول 2012 ونيسان 2017 ما لا يقل عن 1048 مقاتلاً وفق الإحصاءات. ويومها تمّ التعاملل مع هذا العدد كحدّ أدنى لأن قيادة "الحزب" كانت لديها أسباب في تقليل الخسائر. كرجت الحرب. صمد النظام. وبقيت الأرواح اللبنانية تزهق في حلب ودمشق وريف دمشق وحماه وحمص وإدلب والقنيطرة والقصير... وظلت البيانات تتوالى إلى حين عن "شهيد" يقام له مجلس عزاء. كان الشباب يموتون فداء لبشار.

ماذا عن الأرقام الجديدة؟

البارحة، وقبل البارحة، واليوم، نتابع الأرقام من خلال الدفاع المدني اللبناني: انتشال جثامين ثلاثة شهداء في الخيام (7 كانون الثاني الجاري). انتشال سبعة جثامين من تحت الأنقاض في الخيام (6 كانون الثاني الجاري). انتشال ثلاثة جثامين من حيّ الحومة (4 كانون الثاني الجاري). انتشال ثلاثة جثامين من حيّ الساحة والحيّ الشرقي (3 كانون الثاني الجاري)... الأرقام تتوالى. فهل هناك إحصاء ولو مبدئي عن عدد الضحايا من قيادة "منتصرة"؟ "حزب الله" الذي كان يعلن قبل الخامس عشر من أيلول عام 2024 عن ضحاياه وقّف بعد هذا التاريخ "العدّ". هو عدّ منذ بداية الحرب الأخيرة، مساندة لحرب "طوفان الأقصى" (حتى 15 أيلول) 510 شهداء، أما بعد هذا التاريخ، بحسب الباحث في الدولية للمعلومات محمد شمس الدين، فالأرقام تدخل في إطار التقديرات "والتقديرات تقول سقط بين 2000 و2500 عنصر، لكن حتى الآن هناك جثث وبقايا جثث وهناك ضحايا لا أثر لهم بعد. في كل حال يتم التعرف على بقايا الجثث من الـ "دي أن إي".

بين تموز 2006 وأيلول 2024

ثمة ضحايا بالمئات سقطوا في المواجهات على الحدود. في حين أن العدد الرسمي توقف عند رقم 510 من عناصر "حزب الله". في حرب تموز 2006 أعلن رسمياً عن مقتل 65 عنصراً في حين أن الرقم ارتفع لاحقاً إلى 110 ثم وصل إلى 300. لكن، ثمة سؤال: علامَ يرتكز الباحثون في تحديد رقم الضحايا بألفين أو ألفين وخمسمئة ضحية ما دامت الجثث لا تزال "على الأرض"؟ يجيب شمس الدين "أعتقد أن الرقم هذا هو الأقرب إلى الدقة، يمكن أن يكون أكثر قليلاً أو أقل قليلاً". أكثرية هؤلاء في أعمار صغيرة فهل سيكون لهذا أثر ديموغرافي؟ لا يمكن التحدث عن تأثير لهؤلاء طالما الأرقام لم تزد، بحسب شمس الدين، عن 3000 "فالتأثير يكون إذا زادوا عن عشرة آلاف. لذلك تأثير موت 2000 شخص يبقى عند الطائفة محدوداً وليس دراماتيكياً. وسيعالج، على الأرجح، من خلال الزواجات المبكرة". نعم، بعد حرب تموز 2006 لجأ "حزب الله" إلى تزويج بناته وبنيه في أعمار مبكرة وكان عدد ضحاياه أقل بكثير. اليوم، الأعداد "الأولية" كبيرة. تُضاف إليها إصابة نحو 6000 عنصر من خلال "البيجرز" لدى 4000 منهم إعاقات دائمة. لكن، ماذا يعني الزواج المبكر عند "حزب الله"؟ كثيرون لم ينسوا إطلالة السيد حسن نصرالله في العام 2018 قائلاً "مطلوب ترويج ثقافة الزواج المبكر وأيضاً تسهيل الزواج. هناك من يُنظّر أنه خطأ ولديه سلبيات فهل يعرف هؤلاء أكثر من الله الذي خلق الناس؟ الذين يروجون ثقافة مواجهة للزواج المبكر هم يخدمون الشياطين وإبليس والعدو". قالها السيد حسن "فالزواج المبكر خيار إلهي". "حزب الله" يُدخل الدين في كلِّ التفاصيل. هو قاتل في سوريا بصفته حامي المراقد الدينية وترشح إلى الإنتخابات مستعيناً بتكليف شرعي ويُطالب بالزواج المبكر بحجة أنه خيار إلهي. وهو وقف في المرصاد، في المجلس النيابي، قبالة من نادوا من النواب وعلى رأسهم إيلي كيروز وجورج عقيص وأنطوان حبشي بـ "حماية الأطفال من الزواج المبكر". "حزب الله" يعوّض عن خسارته البشرية بزواجات مبكرة سيشهد البلد قريباً على كثير منها. القتلى كثيرون والمدافن أيضاً: "روضة الحوراء زينب"، "روضة الشهداء"، مدفن "شهداء حزب الله"، "ميدان شهداء المقاومة"... القبور باتت تزيد عن البيوت. الاستشهاد أمر كبير عظيم لكن من أجل الوطن. ومن حقّ البشر أن يعيشوا ويفكروا بالحياة لا في الموت.

"الشهداء السعداء"

نتحدث عن موت عناصر "حزب الله". ثمة آلاف القتلى ماتوا لسبب لم يختاروه. 3500 مواطن قتلوا. نساء وأطفال لامس عددهم الألف. لا أرقام واضحة نهائية رسمية. وهناك من يبحثون من خلال تعداد الجنازات. هناك من يعودون إلى أرشيف شاشة "حزب الله - المنار" التي تحسب شهرياً عدد قتلى "الحزب" من دون ذكر سبب ومكان وزمان موتهم. وهناك من يقلبون في الصحف ويحسبون. ثمة موت كثير. هذه هي الثابتة الوحيدة. يُقال إن من بين 865 مقاتلاً قضوا في سوريا هناك 682 واحداً من النبطية والبقاع والجنوب. إنه الموت من حربٍ إلى حربٍ إلى حرب في ظلِّ إنكار من الإعتراف بالخطأ والخطيئة. ما يحصل - يقال - كمن فقد ساقه في الحرب ويعتقد أنه قادر على حكِّ ظفر قدمه. البارحة، في آخر يوم من العام 2024، شيّع "حزب الله" أحمد خضر فخر الدين في منطقة النبعة. أهالي النبعة وسن الفيل سمعوا أصوات رصاص. وقبله شيّع الحزب "ثلة" من ضحاياه في بلدة معركة ورثاهم نائب الحزب الأصفر حسين جشي مردداً: "هذا انتصار للمقاومة، لأن الانتصار في الحروب يُحدد من خلال تحقيق الأهداف التي رسمت". كلام يتكرر وسط عتمة بيوت فقدت أغلى ما تملك. القتلى في قاموس هؤلاء لهم تسمية "الشهداء السعداء". فهل لا سعادة عند الشيعة إلا بالموت؟

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

قوى المعارضة تدعم العماد جوزاف عون: للتلاقي حول انتخابه لإطلاق ورشة الانقاذ البلد واستعادة الدولة وقرارها السيادي، وحصر السلاح بيدها

وطنية/08 كانون الثاني/2025

أعلنت قوى المعارضة دعمها قائد الجيش العماد جوزاف عون لمنصب رئيس الجمهورية اللبنانية والاقتراع له "لأنه المرشح الذي يحظى بقدر كبير من التوافق". هذا الموقف أُطلق، من معراب، إثر انتهاء الاجتماع الموسّع لقوى المعارضة، الذي حضره رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، ورئيس "حزب الكتائب" النائب سامي الجميل، والنواب: فؤاد مخزومي، اشرف ريفي، ميشال معوض، وضاح صادق، ميشال دويهي، مارك ضو، أديب عبد المسيح، نديم الجميل، سليم الصايغ والياس حنكش، وعن "القوات" النواب: ستريدا جعجع، غسان حاصباني وجورج عقيص. وعقب اللقاء الذي استمر لساعة ونصف الساعة، تلا مخزومي بيان قوى المعارضة، وجاء فيه: "منذ اليوم الاول للاستحقاق الرئاسي قارب نواب قوى المعارضة الملف الرئاسي وفق عناوين واضحة ومحددة، جوهرها ايصال رئيس سيادي اصلاحي انقاذي، يستعيد سيادة الدولة وهيبتها على كامل اراضيها وحدودها، ويطبق احكام الدستور والطائف ويُفعّل المؤسسات كل الممارسات التي كُرست خلال المرحلة السابقة، ويعيد مكانة لبنان ودوره وعلاقته بمحيطه العربي والدولي". وتابع: "بقدر كبير من المسؤولية الوطنية، انتقل نواب قوى المعارضة من مرشحهم الرئاسي النائب ميشال معوض، في سبيل تحقيق توافق اوسع، فكان التقاطع مع احد اطراف الفريق الاخر على المرشح التوافقي جهاد ازعور، الا ان اصرار فريق الممانعة على التعطيل افشل هذا المسعى التوافقي، واقفلت ابواب المجلس امام جلسات الانتخاب لما يزيد عن 18 اشهر. وفي ظل التجاذبات ومحاولات الفرض، سعى نواب قوى المعارضة الى انجاز الاستحقاق الرئاسي من خلال تواصلهم مع كل الكتل النيابية في المجلس للوصول الى مرشح يحظى على اوسع حد من التوافق الوطني، مع تمسكهم بالمواصفات المبدئية دون اي تنازل". اضاف: "وبعد المشاورات المكثفة تحضيرا لجلسة 9 كانون الثاني 2025، والجهود الدولية المشكورة من اصدقاء لبنان الذين سعوا الى اخراجه من ازمته السياسية، ولاسيما بعد الحروب التي عاثت فيه خرابا ودمارا، توصل نواب قوى المعارضة الى استنتاج بان المرشح الذي يحظى بقدر كبير من التوافق هو العماد جوزف عون، وبناء عليه قرروا دعمه لمنصب رئيس الجمهورية اللبنانية والاقتراع له". ودعا باسم نواب قوى المعارضة "الزملاء النواب والكتل النيابية من كل الاتجاهات الوطنية الى تحمل مسؤولياتهم، باعادة الامل الى اللبنانيين مقيمين ومغتربين، وخصوصا الجيل الجديد الذي افقدته الطبقة السياسية الحاكمة كل امل بدولة حقيقية الى انجاز الاستحقاق الرئاسي، عبر التلاقي حول انتخاب العماد جوزاف عون، لإطلاق ورشة انقاذ البلد واستعادة الدولة وقرارها الوطني السيادي، وحصر السلاح بيد مؤسساتها الشرعية، وتنفيذ القرارات والاتفاقيات الدولية 1559 1680 و1701 واتفاق وقف إطلاق النار، والبنود ذات الصلة في اتفاق الطائف وتطبيق الدستور والقيام بالاصلاحات الاقتصادية والمالية والاجتماعية والبنيوية في هيكلية الدولة".  

وعن التسريبات عن اتجاه الثنائي الشيعي للتصويت بورقة بيضاء، ردّ مخزومي: "بالنسبة لنا، لدينا مرشّح وسنصوت له ونأمل من الجميع ممارسة واجبهم بالتصويت ووضع اسم مرشح، لا اعتماد عملية الإلغاء كما شهدنا في السابق، ونتمنى الوقوف مع بعضنا البعض والقيام بالواجب الدستوري المفروض علينا كنواب في انتخاب رئيس للجمهورية، خصوصا بعد مرور نحو سنتين وشهرين من الفراغ الرئاسي". وردا على سؤال عما اذا كانت المعارضة ستنتخب الشخص نفسه في حال عُقدت اكثر من دورة، اجاب: "مرشحنا واحد وهو جوزيف عون في الدورة الأولى والثانية والثالثة وحتى العاشرة، باعتبار انه ليس هناك plan B او plan C بل فقط plan A". وهل ثمة مقاربة دستورية لقوى المعارضة في حال نال قائد الجيش اكثر من 65 صوتا في الدورة الثانية، قال مخزومي: "عندما نصل الى هذه الحالة نتعاطى معها، ومعالجة هذا الموضوع ليس في مجلس النواب بل في القضاء". وأما عن التخوّف من ضمانات قد تُمنح للثنائي الشيعي، فجدد التأكيد ان "هدف المعارضة بناء بلد، بعيدا من حسابات الربح والخسارة، فنحن نعيش في دولة ديمقراطية وفي الجلسة المرتقبة غدا سينال مرشحٌ أصوات النواب أكثر من غيره، وعلى الجميع تقبّل ذلك والذهاب بعدها نحو اعمار البلد وبناء المؤسسات".

وسُئل مخزومي ان كان هناك توافق على اسم رئيس مجلس الوزراء المقبل، علّق بالقول: "خلينا نوصل لانتخاب رئيس للجمهورية وبعدا لكل حادث حديث". وردا على من يعتبر ان انكباب الموفدين الدوليين بمثابة حركة غير سيادية، اكتفى بالقول ممازحا: "انت شايف حدا اجنبي بيناتنا؟!".

خلوة

وكان الاجتماع قد سبقه خلوة بين رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ورئيس حزب "الكتائب" النائب سامي الجميل في حضور النائبين ستريدا جعجع وغسان حاصباني.

 

سامي الجميل: جوزاف عون خيارنا الوحيد ولن نقبل بأن نبقى تحت وصاية الحزب

وطنية/08 كانون الثاني/2025

أكد رئيس "حزب الكتائب"، النائب سامي الجميل، في حديث الى برنامج "حوار المرحلة " عبر محطة ال lbc ، أن "حزب الكتائب والقوات اللبنانية يسيران على "نفس الموجة" في هذه المعركة الرئاسية"، مشيرًا إلى أن حوالي 78 نائبًا يدعمون انتخاب العماد جوزاف عون رئيسًا للجمهورية.

وأوضح أن "هذا الدعم يظهر توافقًا واسعًا حول ضرورة أن يكون قائد الجيش نقطة التلاقي في ظل الأزمات التي يواجهها لبنان، وبخاصة في ظل الانقسام الحاصل"، لافتا إلى أن "المؤسسة العسكرية ما زالت تقف بحياد، ما يطمئن اللبنانيين"، مشددًا على أن "هذا هو الوقت المناسب لتوحيد الصفوف والعمل على انتخاب رئيس يجمع اللبنانيين". وفي حديثه عن الوضع السياسي في لبنان، وصف الجميل المرحلة الحالية بأنها "استثنائية"، حيث تعيش البلاد حالة من الفوضى السياسية، ويعتمد فيها "الأقوى" على فرض القوانين. وتابع: "نحن في مفترق طرق، لبنان بحاجة إلى رئيس قادر على أن يحمي البلد من النفوذ الإيراني، من الاحتلال الإسرائيلي، ومن التهديدات القادمة من الحدود السورية. هذه هي مصلحة لبنان اليوم، نحن بحاجة إلى رئيس قادر على إعادة لبنان إلى الساحة الدولية، وفتح أسواقه مع الخليج، وإعادة إعمار الاقتصاد". وأكد الجميل أن "المعارضة كانت تسعى إلى انتخاب رئيس مدني، بدءًا من ميشال معوض وصولًا إلى جهاد أزعور، ولكن جرى تعطيل هذه المحاولات من قبل الفريق الآخر"، وقال: "لبنان اليوم على مفترق طرق، ونحن نواجه احتلالًا إسرائيليًا على أراضينا وميليشيات لا نعلم كيفية التعامل معها، وحزب الكتائب قرر في النهاية دعم جوزيف عون لأنه يمثل الخيار الأنسب في هذه الظروف."

كما وأوضح أن "مصلحة لبنان تقتضي أن يتم انتخاب رئيس محايد يحظى بدعم دولي وعربي". وقال: "منذ العام 1969، ونحن نعيش في دمار وحروب وميليشيات، هل من الممكن أن نعيش بسلام؟ هذا هو السؤال الأهم"، مشيرا إلى أن "هناك شبه إجماع على دعم قائد الجيش باستثناء التيار الوطني الحر وحزب الله وحركة أمل، واعتبر أن هذا يبرهن على أن جوزيف عون هو الخيار الوحيد اليوم". وتابع الجميل حديثه عن الموقف الدولي من الاستحقاق الرئاسي، مشيرًا إلى أن "من المحزن أن لبنان ينتظر من المجتمع الدولي أن يحدد مصلحته". أضاف: "السعودية وأميركا وكل الأطراف الدولية قالوا بوضوح: إذا أردتم أن تكونوا جزءًا من المجتمع الدولي، يجب أن يكون لديكم رئيس مناسب لنتمكن من مساعدتكم"... و"إذا لم نتمكن من انتخاب رئيس مناسب، فإن لبنان سيظل في عزلة وسيتجه إلى الهلاك". في ما يخص الدستور، أكد الجميل أن حزب الكتائب يطمح إلى نقل لبنان إلى مرحلة يصبح فيها الدستور مرجعية ثابتة تُحترم من جميع الأطراف، وقال: "أريد أن أنقل لبنان إلى مرحلة يصبح فيها الدستور مقدسًا ويُحترم من قبل الجميع كمرجعية ثابتة". واعتبر أن لبنان "في حاجة إلى رئيس يؤمن بتطبيق القرارات الدولية وألا يكون الرئيس بري أو أي طرف آخر قادرًا على فرض اجتهادات دستورية متى شاء". وعن المفاوضات الدولية مع لبنان، أكد الجميل أن هناك حاجة لتسريع انتخاب رئيس للجمهورية، وإلا فإن لبنان سيفقد فرصته في الحصول على الدعم الدولي، وقال: "نحن بحاجة إلى رئيس يعيد لبنان إلى العالم، ويعمل على تقوية الاقتصاد اللبناني". وفي ما يخص الحكومة، أكد أنه إذا لم يكن هناك توافق على تشكيل حكومة وحدة وطنية، فإن الحل الأنسب هو تشكيل حكومة من اختصاصيين. وفي ما يتعلق بالخروقات الإسرائيلية للحدود اللبنانية، قال الجميل إنه من المهم أن يتعامل لبنان مع هذه القضايا من خلال الدولة ورئيس الجمهورية، وأكد: "يجب ألا يسمح بعودة تسليح حزب الله". وأضاف: "نحن لا نريد أن نرى لبنان يعاني من حرب جديدة، وبخاصة مع استمرار الخروقات الإسرائيلية، وهذا يتطلب موقفًا حازمًا من رئيس الجمهورية". وعن عدم طرح اسمه للرئاسة، قال: "الظروف ليست مؤاتية"، وأضاف: "اختلفنا سابقا مع القوات بسبب الخيارات وخاصة انتخاب عون لكن الأمور تحسنت وأتمنى أن تكون العلاقة مبنية على التنسيق الدائم والاحترام". كما وأكد الجميل أن لبنان يحتاج إلى رئيس قادر على إعادة بناء البلد، وفتح آفاق التعاون مع المجتمع الدولي، والعمل على استعادة السيادة الوطنية، وقال: "نحن مستعدون للقتال من أجل لبنان، ولن نسمح لأي طرف أن يعيدنا إلى الوراء".

 

بيان صادر عن رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه: انسحب وأيد عون

الشرق الأوسط/08 كانون الثاني/2025

“أمّا وقد توفّرت ظروف انتخاب رئيس للجمهورية يوم غد، وإزاء ما آلت إليه الأمور، فإنني أعلن عن سحب ترشيحي الذي لم يكن يوماً هو العائق أمام عملية الانتخاب.

وإذ أشكر كلّ من اقترع لي، فإنني - وانسجاماً مع ما كنت قد أعلنته في مواقف سابقة - داعم للعماد جوزيف عون الذي يتمتّع بمواصفات تحفظ موقع الرئاسة الأولى. إنني أتمنّى للمجلس النيابي التوفيق في عملية الانتخاب، وللوطن أن يجتاز هذه المرحلة بالوحدة والوعي والمسؤولية.”

 

النواب المستقلون والتغييريون: قررنا الاقتراع للعماد جوزاف عون رئيسا للجمهورية

وطنية »/08 كانون الثاني/2025

صدر عن النواب المستقلين والتغييريين الذين اجتمعوا في دارة النائب غسان سكاف البيان الآتي: "إن نجاح العماد جوزاف عون بامتياز في إدارة المؤسسة العسكرية وتحييدها عن المنزلقات السياسية، وضبط الأمن وحماية السلم الأهلي، جعل من مناقبيته ونزاهته ونظافة كفه موضع ثقة وتقدير في الداخل والخارج.

لقد أصبح يمثل ما يقارب إجماعاً داخلياً سياسياً وشعبياً إضافة إلى إجماعٍ  عربي ودولي نحتاج إليه في هذا الوقت لمعالجة آثار الانهيارات المتعاقبة مالياً واقتصادياً وسياسيا وأمنياً.وإن إجماع اللبنانيين واجتماعهم حول الجيش اللبناني قد أعطى دفعاً كبيراً لقائدهفي هذا الوقت الصعب وهو الذي أدى مهامه بحرفية عالية يُشهد له فيها حتى من معارضيه. لهذه الأسباب قرر المجتمعون الإقتراع للعماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية سائلين الله أن يحفظ لبنان وشعبه وترابه".

 

لودريان زار جعجع وغادر من من دون الإدلاء بأي تصريح

وطنية»/08 كانون الثاني/2025

التقى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في معراب، الموفد الفرنسي جان إيف لودريان ورافقه السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو، الملحق السياسي وإلاعلامي رومان كالفاري والملحقة السياسية ماري فافرال، في حضور نواب تكتل "الجمهورية القوية" ستريدا جعجع، غسان حاصباني وجورج عقيص، رئيس جهاز العلاقات الخارجية في الحزب الوزير السابق ريشار قيومجيان وعن الجهاز طوني درويش.

وغادر لودريان والوفد المرافق من دون الإدلاء بأي تصريح.

 

كتلة "اللقاء الديمقراطي" جددت موقفها بتأكيد انتخاب قائد الجيش لرئاسة الجمهورية

وطنية»/08 كانون الثاني/2025

عقدت كتلة "اللقاء الديمقراطي" اجتماعا بحضور الرئيس السابق للحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط ورئيس الكتلة النائب تيمور جنبلاط، بمشاركة النواب: مروان حمادة، أكرم شهيب، هادي أبو الحسن، وائل أبو فاعور، بلال عبدالله، فيصل الصايغ، وراجي السعد، أمين السر العام في التقدمي ظافر ناصر ومستشار النائب جنبلاط حسام حرب. وناقشت الكتلة الوضع العام، عشية الجلسة النيابية المقررة لانتخاب رئيس للجمهورية.وعقب الاجتماع أصدرت الكتلة بيانا جددت فيه "موقفها الثابت بتأكيد انتخاب قائد الجيش العماد جوزاف عون لرئاسة الجمهورية". وأكدت "ضرورة عدم تفويت هذه الفرصة كأساس لتجاوز الأزمات والبدء بمرحلة جديدة من استعادة المؤسسات وانتظامها والانطلاق بعملية الإصلاح المطلوبة بعد تشكيل الحكومة".

 

تكتل "التوافق الوطني" أعلن تبنيه لانتخاب قائد الجيش رئيسا للجمهورية

وطنية - طرابلس»/08 كانون الثاني/2025

صدر عن تكتل "التوافق الوطني" ، بعد التداول في آخر المستجدات السياسية، لا سيما فيما يتعلق بجلسة غد الخميس المخصصة لانتخاب رئيسٍ للجمهورية، البيان الآتي:

"إيمانا من تكتل "التوافق الوطني" بضرورة استعادة الانتظام السياسي في البلاد وانهاء الشغور الرئاسي الذي طال أمده،والشروع في عملية الإنقاذ على عدة محاور سياسية واقتصادية، خصوصاً بعد العدوان الاسرائيلي الوحشي الذي عصف بلبنان، وإيماناً بأن دولة المؤسسات وحدها هي التي تضع الوطن على سكة الخلاص، وحرصاً من المجتمعين على تظهير مفهوم التوافق بشكل عملي بدءاً من انتخاب الرئيس، مما يؤسّس لمرحلة من التوافق الداخلي على المستوى الحكومي كمبدأ رئيسيّ للعمل وإنهاء مرحلة الخصومات والتناقضات التي عطّلت البلاد والعمل الدستوري الطبيعي وكذلك العمل النيابي المنتِج،وتطلعاً أيضاً إلى أفضل العلاقات مع الأشقاء العرب ولا سيما المملكة العربية السعودية، فضلاً عن بناء افضل العلاقات ايضاً مع الدول الصديقة للبنان أملاً في الحصول على الدعم المطلوب على كل المستويات في المرحلة الجديدة والتي تتطلب تضافر كل الجهود وتأمين اكبر الدعم، وحرصاً على الوحدة الوطنية التي تتجسد في إعادة إنتاج حياة سياسية بنّاءة، وبما ان تكتل التوافق الوطني وبعد التشاور بين اعضائه، وبسعي جدّي منهم طيلة الاسابيع الماضية للتوصّل الى التوافق على مرشح يحصد اعلى نسبة من الاصوات ويتمتع بشخصية تجمع ولا تفرّق، فإن الواقع السياسي ولكل الاسباب والمبررات والأهداف والغايات المذكورة أعلاه، وبإرادة واحدة وموحّدة، يعلنون تبنّيهم لانتخاب قائد الجيش العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية في جلسة الغد الخميس ٩ كانون الثاني ٢٠٢٥، وهو الذي اثبت عن جدارة في ادارة المؤسسة العسكرية في اصعب الظروف واستطاع ان يتجاوز الازمات والعقبات وان يحافظ على الجيش بُنيةً متماسكةً وموحّدة بكفاءة ونزاهة، آملين أن يحصل العماد عون على اكبر توافق ممكن وأن نشرع في العاشر من كانون الثاني وبشكلٍ  سريع وغير متسرّع في ترميم البنية السياسية للبلاد عبر حكومة فاعلة تحظى النواب والشعب اللبناني وبثقة المجتمَعَين الدولي والعربي ويتمتع رئيسها واعضاؤها بالنزاهة ونظافة الكفّ، وعبر مؤسسات دستورية منتجة، والله وليّ التوفيق".

                                                           

رعد استقبل لودريان في مقر كتلة الوفاء للمقاومة ومحور البحث الاوضاع محليا واقليميا والاستحقاق الرئاسي

وطنية»/08 كانون الثاني/2025

استقبل رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، ممثل اللجنة الخماسية الدولية المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، يرافقه السفير الفرنسي في لبنان هرفيه ماغرو ووفد مرافق ، في مقر الكتلة في حارة حريك، وذلك في إطار جولة لودريان على القوى السياسية اللبنانية.

وقد تم خلال اللقاء استعراض الأوضاع السياسية الراهنة على الصعيدين المحلي والإقليمي بالإضافة إلى الاستحقاق الرئاسي اللبناني.

 

إيلي سالم: طلبت إسرائيل أبراج مراقبة ومناورات مشتركة... فقلنا إن التطبيع غير وارد

«الشرق الأوسط» تنشر فصولاً من كتاب «الفرص الضائعة» لوزير الخارجية اللبناني السابق (1 - 2)

لندن: «الشرق الأوسط»/08 كانون الثاني/2025

تنشر «الشرق الأوسط» اليوم فصلاً من كتاب سيصدر قريباً لوزير الخارجية اللبناني السابق إيلي سالم بعنوان «الفرص الضائعة - من اتّفاق جلاء القوات الإسرائيلية إلى اتّفاق الطائف»، الذي يروي فيه تفاصيل ما عُرف بـ«اتفاق 17 أيار»/مايو الذي تم التوصل إليه عام 1983 بين الحكومة اللبنانية وإسرائيل عقب الاجتياح الإسرائيلي للبنان في العام السابق. كان سالم وقتها نائباً لرئيس الحكومة وزيراً للخارجية في حكومة شفيق الوزان خلال حكم الرئيس أمين الجميّل. يصدر الكتاب عن دار «سائر المشرق» بالاشتراك مع الناشر والإعلامي أنطوان سعد.

عرفات وكاسترو وخدام

صباح يوم الاثنين الواقع فيه 7 مارس (آذار) 1983، كنا في العاصمة الهندية، نيودلهي، نحضر الجلسة العامة لمؤتمر دول عدم الانحياز الذي استمرّ حتى يوم الخميس. وبعدما استمعتُ إلى خطاب ياسر عرفات الذي قابله الحضور بتصفيق فاتر، اعتلى المنبر الرئيس الكوبي فيديل كاسترو، وألقى خطاباً طويلاً جداً استعاد فيه «الكليشيهات» البالية المعروفة، فأصابني الملل من الاستماع إليه ساعة كاملة ولا شيء كان يوحي أنه سينتهي بعد ثلاث ساعات، فأنا كأكاديمي يصحّح أوراقاً ويعتمد على مسؤولية الكلمة، قررت الخروج وأخبرت الرئيس الوزان بذلك، فرجاني أن أبقى معه لأنه في حاجة إلى رفيق في هذا المشهد المأسَوي، فقلت له إما أن أخرج خِلسة أو سأبقى وأصرخ عالياً. نصحني مهنئاً بالخروج وسيتحمل هو قدره.

بعد ظهر ذلك اليوم، التقيتُ وزير الخارجية السوري عبد الحليم خدّام، للمرة الأولى. وجدتُه سريع الخاطر، وذهنه يركّز على إيجاد الفكرة التي تضع محاوِره في موقف الدفاع. بدا لي، في الوقت نفسه، آيديولوجياً، وبراغماتياً، منفتحاً ومتحفّظاً في آنٍ واحدٍ. ولعل أبرز ما يثبتُ براعته، عرضُه موقف الرئيس الأسد بأسلوبه الخاص، معتمداً باستمرار المسلك الأصعب كي يترك للأسد أسهل الطرق حتى يختار ما يجده مناسباً. خدّام يحب الصوت العالي، يحب التهديد وإرباك محاوِره.

دخل خدّام في صلب الموضوع بالقول إنه كان يتمنّى لو أن لبنان اختار درب النضال في وجه إسرائيل، بدل درب التفاوض. أبدى استياءه من فيليب حبيب وخوفه من أن تفرض إسرائيل على لبنان شروطاً غير مقبولة سترفضها سوريا بشدة. وهاجم الجبهة اللبنانية لتعاونها مع إسرائيل لطرد الفلسطينيين والسوريين من لبنان: «والله، سيفتشون على رغيف الخبز، ولن يقدّمه لهم أحد. ونصيحتنا لكم فاوضوا إذا شئتم، لكن بصورة غير مباشرة. في أي حال، نتمنّى لكم النجاح شريطة ألاّ تحقّق إسرائيل أي مغانم. استعملوا سوريا ذريعةً لرفض كلّ ما يُطلب منكم من تنازلات».

أجبتُه بالمثل بمقدمة تاريخية، وعدت إلى التاريخ لشرح المآزق القائمة. وانطلقت من حواري أيام الدراسة الجامعية مع ميشال عفلق، ومن عدائي للصهيونية وحذري من توسّع إسرائيلي على حساب لبنان. استعرضت معه جميع الخيارات المتاحة أمامنا، فوجدنا أن الوساطة الأميركية أكثرها صدقية. لسنا واثقين من نجاحها، غير أننا اعتبرناها مجازفة تستحق أن تحظى بفرصة جدّية للنجاح. لسنا مستعدّين لاتّخاذ موقف آيديولوجي عالٍ لا يمكن تنفيذه، نريد أن نُخرج إسرائيل قبل أن تترسّخ في الأرض اللبنانية. نحن لا نملك القدرة العسكرية لإجبار الجيش الإسرائيلي على الانسحاب بالقوة، نريد إخراجه بالدبلوماسية». ودار بيننا حوار، عندما أعدتُ على مسمعه:

- لا نريد أن نفقد لبنان.

- نحن كذلك، نحن معكم، ونريد تقديم المساعدة. ربما عليكم أن تنظروا في خيارات أخرى.

- أنا على استعداد للنظر في خيارات أخرى. أعطني خياراً واحداً.

- جامعة الدول العربية.

- إنك غير جاد، بالطبع. أنت أكثر من غيرك تعرف مصير الفلسطينيين الذين اعتادوا الاتّكال على جامعة الدول العربية. هل تريد لنا أن نعاني المصير نفسه؟

- أخي إيلي، تعلَّم من محمد علي كلاي. تحرّك بطريقة تخلق معها فرصاً جديدة. لا تتفاوض، انظرْ كيف يلاكم.

- لكن يا عبد الحليم، الملاكمون يتلامسون ويتحسّس الواحد منهما الآخر من مسافة قريبة، وهذا أسوأ من التفاوض.

- لكن لا تتفاوض، قالها وهو يضحك قبل أن يضيف: يجب أن تخرجوا من المفاوضات من دون أن تقدّموا أي شيء للإسرائيليين.

- لولا وجود سابقة فشل وإذلال فيما أصاب القضية الفلسطينية لكنتُ وافقتُك. أنا أمام واقع لا يمكن أن أقبل به. وسأختار الحل العملي الأفضل. جامعة الدول العربية ليست خياراً جدّياً يؤدّي إلى خروج إسرائيل من لبنان.

عندها انتقد خدّام العديد من الدول العربية التي تكلّمت ضد الصهيونية من غير أن تفعل شيئاً لمواجهتها. واقترح تعزيز الصفوف اللبنانية الداخلية والشروع في مقاومة مكثَّفة، ولو استغرقت زمناً طويلاً، ضد إسرائيل. فأجبتُه بأنني لا أعتقد أن النضال وحده يُخرج إسرائيل، وأننا نحتاج إلى دولة عظمى تساعدنا في التوصّل إلى اتّفاق يُخرجها ويضمن سلامة حدودنا والاستقرار في بلدنا. وأنهيتُ كلامي بالقول: «ثقوا بالحكومة اللبنانية، امنحوها ثقتكم كاملة. لبنان بلد معقّد واللبنانيون وحدهم يحسنون التعامل مع مثل هذا الوضع. سنحاول حلّ أزمتنا بالدبلوماسية. طريقتنا في معالجة الأمور تختلف عن طريقتكم. قد نتباين معكم في اختيار الوسيلة، لكننا لن نختلف حول الأهداف. أعطوا الحكومة الدعم الذي تحتاج إليه، ثم حاسبوها في وقت لاحق».

من جهته، ختم وزير الخارجية السوري كلامه بالقول: «لا مشكلة في ذلك. إننا ندعمكم. بالنسبة إلى ابنَي الشيخ بيار، أحببنا أمين، ولم نحب بشير. أردنا لأمين أن يكون رئيساً للبنان، وأن يكون رئيساً قوياً. الرئيس الضعيف يخلق المشاكل لكم ولنا».

لقد التقيتُ خدّام مراراً بعد ذلك الاجتماع، وأذكر أنّني سألته في إحدى المرّات: «لماذا تؤيدون تحريك جبهتنا مع إسرائيل وأنتم لا تحرّكون جبهتكم معها؟ فأجابني من دون تردّد: «لأنّ الأسد يحترم اتّفاق الهدنة معها، أمّا أنتم فجبهتكم مفتوحة».

- من فتحها؟ أنتم وحلفاؤكم.

- نحن نناضل في المكان المناسب.

- للحديث صلة.

اختلفتُ مع خدّام كثيراً في العديد من اللقاءات، ووصلتِ المشادة بيننا مرة إلى حدّ عنيف لم أكن أتمناه، لكن العلاقة الشخصية التي نشأت بيني وبينه لم تفتر (...).

اكتشاف شخصية الأسد

أما لقائي الأول مع الرئيس السوري حافظ الأسد، فكان خلال تناول الغداء في جناحه في الفندق في نيودلهي، والذي أعدّه طبّاخه الخاص وكان من ألذ الأطباق الدمشقية. وجدتُه مرحاً للغاية وهو يحدثّنا، بلا تكلُّف، كشاب ثوري على مقاعد الجامعة. نظر إليّ وهو يقول لي: «نحن نعرف الكثير عنك من أصدقائك أيام الجامعة الأميركية، جورج حبش، هاني الهندي، وحسّان مريود وغيرهم، وبعضهم أقرب أصدقائي إليّ». ثمّ وزّع نظره بيني وبين الرئيس الجميّل وأضاف، غامزاً من قناة الأخير، لكن بشكل فكاهي ومرح لإعطاء طابع شخصي وحميم: «أنت، بقدر ما نعلم عنك، عربي جيّد، ماذا يفعل ثائر عربي مثلك مع عائلة الجميّل الانعزالية؟»، وكي يزيد من الالتباس حول ما إذا كان ما يقوله يقصده بالفعل أم مجرّد مزاح، ضحك الأسد عالياً. والنكتة جزء لا يتجزّأ من الدبلوماسية الأسدية، بها يوصل ما يريد إلى الطرف الآخر، تاركاً خط العودة عما قاله مفتوحاً. يحب أن يريح ضيفه كي يخفّف من حذره فيتكلّم بانسياب. يلعب أوراقه بسخاء، أما الورقة الحاسمة فيحتفظ بها لنفسه بحرص شديد جداً، إلى أن يلعبها حين يعتبر أن الوقت الملائم قد حان. وما قاله للرئيس الجميّل كان بالنسبة إلى الأسد شكلاً من أشكال التقرّب، وما كان يقصد بذلك أي تجريح، وإن كان لا يمانع بأن يُصاب بشيء من الإرباك، فردّ الجميّل: «لمعلوماتك إيلي أكثر لبنانية من بيار الجميّل، إذا كان ذلك ممكناً». وضحك الأسد بعدما شعر بأن نكتته قد تكون فعلت فعلها.

بهذه الأجواء المرحة تعلّمنا المزيد عن شخصية الأسد، إنّه مُضحك لكنّه صارم، مُتساهل ظاهرياً، لكن لا يتغيّر في المضمون. استدار ثانية صوبي، وقال: «نقدّر تصريحاتك وسياستك. الظاهر أن الكورة، أو ربما الأرثوذكسية، تنتج رجالاً عظاماً. لا، لا، ليس على الدوام. دعني أتذكّر. لقد أنتجتْ شارل مالك، فيلسوف جيّد لكنه سياسي سيّئ؛ وأعطتْ أيضاً أنطون سعادة، أرثوذكسي ولكن ليس من الكورة، والذي كان قائداً عظيماً وله أتباع كثيرون في سوريا، غير أنه لم يفهم القومية العربية حق الفهم».

شعرتُ يومذاك أن الأسد يحب أن يتكلّم، بل يستمتع في الكلام والمناقشات. كان يعير اهتمامه الكبير للقضايا الكبيرة، ويفضّل ألاّ يناقش تفاصيلها. أدهشتني إحاطته بجوانب السياسة اللبنانية ومنعرجاتها. كان هو وخدّام، كمن يقرأ في كتاب واحد، وضعاه معاً. يستذكران الأسماء والأحداث، من غير أن يحاولا أن يخفيا دورهما فيها. وأظهر الرئيس السوري اهتمامه الكبير بلبنان وبتوازن القوى فيه، وبواقع التطورات الجارية فيه على إيقاع سير الأحداث الدائرة في الشرق الأوسط وانعكاساتها على المستقبل.

بدا الأسد في هذا اللقاء معنا تواقاً لمعرفة أمر واحد بالتفصيل، وهو اتّجاه المفاوضات الصعبة التي كانت، في تلك الأثناء، تجري بيننا وبين الإسرائيليين. وحرص على أن يؤكّد لنا رفضه أي اتّفاق مع إسرائيل يمكن أن يسيء إلى سيادة لبنان واستقلاله، طبعاً من منظوره، مشيراً إلى أنه مستعد لمغادرة لبنان إذا تمّ التوصل إلى اتّفاق مناسب. وخرجنا من الاجتماع بانطباع أن الأسد بالفعل قائد مجرّب وسياسي محنّك، ولاعب بارع على مسرح الشرق الأوسط، كما كانت صورته السائدة في ذلك الحين في العديد من الأوساط اللبنانية والعربية والدولية. وهذا ما جعلنا نشعر بأننا مقبلون على شدّ حبال معه غير سهل.

كانت قمة عدم الانحياز مناسبة للاجتماع بالعديد من الوفود والشخصيات العربية. وإذا كان الفلسطينيون أبدوا استعدادهم لانسحاب قواتهم من لبنان، غير أنهم رفضوا تحديد مهل محدّدة. وأبدى الوفد دعمه القوي لجهودنا الرامية إلى إخراج الإسرائيليين عبر المفاوضات الجارية، محجمين عن إعطاء نصائح بوجوب وقف التفاوض واعتماد النضال المسلّح لإخراج المحتلّين بالقوة العسكرية، كما فعل السوريون. لقاء آخر تستحق الإشارة إليه كان بين الرئيسَين الجميِّل والوزّان مع الرجل الثاني في النظام الليبي عبد السلام جلّود الذي بدأ حديثه باتّهام الجميّل بالخيانة بسبب قبوله التفاوض مع الإسرائيليين، وخرج من اللقاء موافقاً تمام الموافقة على الموقف اللبناني؛ ما حدا بالرئيس الوزّان إلى التعليق على التحوّل في موقف جلّود من النقيض إلى النقيض بأنه أفضل حتى من اهتداء شاول وهو على طريق دمشق، وأضاف أن الجميّل «جَلَدَ جلّود». واتّخذتُ قول الوزان شعاراً ألجأ إليه كلما تعقّدت الأمور مع أي قائد عربي آخر، محدِّثاً نفسي: «لا تنسَ جَلْدَ جلّود».

في نهاية أعمال القمة، وزّعت الأمانة العامة لمنظّمة دول عدم الانحياز البيان الختامي، ففوجئتُ بأن القرار المتعلّق بلبنان مختلف عن النص الذي أعددتُه وأرسلتُه بناءً على طلب من السفير الهندي، بعد اعتراضي عليه والنقاش الذي دار بيننا، كما سبق وذكرتُ. وفي حين كنتُ أسجّل اعتراضي وأطلب اعتماد النص الذي أرسلناه، قال لي خدّام إن الهيئة العامة أقرّتْ بالإجماع القرار المتعلّق بلبنان، وإنه النص الصحيح وهو مناسب وجيّد، فأجبتُه: «لا، ليس الصحيح، ولا المناسب وهو مرفوض. فلنعد إلى النص الذي أعددته، وهكذا كان». وهنا علمتُ أن خدّام كان مطّلعاً على مسألة استبدال فقرة لبنان في البيان الختامي، إن لم يكن هو بنفسه وراءها، إعداداً وتنفيذاً ومضموناً يتوافق مع توجّهات النظام السوري. وفي كلّ مرة أتطرّق إلى هذه الحادثة في نيودلهي، أتذكّر حديثاً لاحقاً بيني وبين خدّام، قال لي فيه: «نحن في سوريا، لسنا دولة. نحن نظام له رأس واحد وهو الرئيس حافظ الأسد... وأنا الرجل الثاني. والقانون عندنا هو ما يتناسب مع النظام». فقلتُ له: «والحقيقة كمان»، فضحك ضحكته العالية الشهيرة.

عندها أشرفت على توزيع البيان المتضمِّن القرار الصحيح بشأن لبنان. ولعدم ترك أي مجال للتلاعب؛ أرسلتُ القرار الذي وضعنا مسودّته إلى جميع سفاراتنا، وطلبتُ منها أن توزّعه على نطاق واسع، باعتباره القرار الرسمي الذي تبنّته قمة دول عدم الانحياز، بالإجماع.

خلال أعمال المؤتمر، زارني السفير الأميركي في نيودلهي، بمقر إقامتي، وأخبرني أن وزيره جورج شولتز، اتّصل به وطلب منه أن ينقل دعوة شولتز لي لزيارة واشنطن، واجتمع به قبل أن يلتقي وزير الخارجية الإسرائيلية إسحق شامير يوم الأحد، في 13 مارس. فأجبتُه بأني على استعداد لذلك؛ شرط ألاّ يكون شولتز في صدد التفكير بعقد لقاء يجمعني بشامير. ولمّا تأكّدتُ من أنّه لا نيّة لدى الوزير الأميركي بمثل هذا اللقاء، قررتُ أن ألّبي الدعوة، وأبلغتُ سفير الولايات المتّحدة بأنني سأكون في واشنطن يوم السبت في 12 مارس، للاجتماع بشولتز.

القلق من بطء المفاوضات وتعثّرها

لسخرية القدر، كانت الغالبية الساحقة من القوى التي تقاتلت في أبريل (نيسان) 1975، بمن فيهم قادة منظّمة التحرير الفلسطينية، من الداعمين لنجاح المسار التفاوضي مع إسرائيل الذي انطلقنا فيه لإخراج ليس فقط قواتها المحتّلة، بل أيضاً جميع القوات غير اللبنانية. بعضهم أعرب عن موقفه بشكل علني، وشكّل مظلّة وطنية حقيقية، مثل الرئيس صائب سلام، وبعضهم في السرّ، وشكّل دافعاً قوياً لنا، لكي نثق بأنفسنا وبصوابية خياراتنا وما نعمل له، ونمضي قدماً، رغم كلّ المخاطر والمطبّات والتهديدات التي أخذت سوريا تمررها من وقت إلى آخر، بشكل مباشر أو غير مباشر، وتزداد وتيرتها مع اقتراب المفاوضات من نهايتها. لعل أبرز المواقف غير المُعلنة، موقف رئيس الحكومة السابق رشيد كرامي، الذي قال لي في جلسة خاصة: «رجاءً، أسرعوا. ما دام الأميركيون مصمّمين على نحو كهذا، ينبغي عدم تفويت فرصة استعادة لبنان سيادته على كلّ أراضيه. تجب الاستفادة من الدعم الأميركي؛ إذ لا شيء يضمن مستقبلاً خروج الجيش السوري».

نقلتُ هذا الموقف المتقدِّم إلى رئيس الجمهورية، ولم أطلِع عليه سوى قلّة قليلة جداً، من بينها رئيس الحكومة شفيق الوزّان؛ حفاظاً على سلامة الرئيس كرامي. حتى عندما اضطُر الأخير برأيي، بنتيجة الضغط السوري وظروف حضوره في طرابلس، إلى أن يعلن موقفاً ضد الاتّفاق، ارتأيتُ أن أبقي كلامه طيّ الكتمان.

كان الأميركيون أيضاً قلقين جداً من مراوحة المفاوضات مكانها، وبخاصة جورج شولتز، الذي كان مهتماً بإيجاد مخارج للنقاط العالقة في مفاوضاتنا الدائرة مع إسرائيل والتي كانت تعيق تقدّمها، نتيجة إصرار إسرائيل عليها: مثل مستقبل سعد حدّاد والمناورات المشتركة بين الجيشَين اللبناني والإسرائيلي، وأبراج المراقبة، خصوصاً في الباروك، وتطبيع العلاقات. استمعت إليه ثم شدّدت أولاً على أن مشكلة الرائد في الجيش اللبناني سعد حدّاد هي مشكلة لبنانية، وسنحلّها في إطار لبناني كما نريد. وبالنسبة إلى المناورات المشتركة، لا يمكننا التفكير بها؛ لأننا لسنا في صدد عقد معاهدة سلام، وبالتأكيد لسنا حلفاء لنقوم بنشاطات مشتركة، خصوصاً في قضايا حسّاسة كالتعاون العسكري والأمني. ولا يمكننا ثالثاً أن نستجيب لرغبة آرييل شارون في إنشاء أبراج مراقبة على أراضينا، «لا في الباروك ولا في مكان آخر؛ لأننا بذلك نعرّض سلامتنا وسلامة أشقائنا، وفي مقدّمتهم سوريا، للخطر. والتطبيع أيضاً غير وارد، ولا يمكن أن يتحقّق إلاّ في إطار سلام شامل بين إسرائيل والدول العربية. وبما أنني كنتُ في صدد ترك انطباع إيجابي لديه، قلتُ له أن ينقل إلى شامير أن لبنان لن يسمح بعد الآن بأن تكون أراضيه قاعدة عمليات ضد إسرائيل، لا من قِبل منظّمة التحرير الفلسطينية ولا من قِبل أي فصيل آخر. وأكّدتُ عزم الحكومة اللبنانية على تعزيز الجيش اللبناني وتقويته وتسليحه لتمكينه من القيام بدوره كاملاً، مستفيداً من دعم «اليونيفيل»، ومؤازرتها له.

رغم تأكيد شولتز أن لا نية لديه في جمعي بشامير، فإنه ألمح لي بأن اجتماعاً بيني وبين وزير الخارجية الإسرائيلية من شأنه أن يحلّ إشكالات عدة ويسهّل مسار المفاوضات، «وقد يُعطي الإسرائيليين الثقة التي يحتاجون إليها للسير بالاتّفاق». فأجبتُه بأن الأمر غير وارد على الإطلاق، وشرحتُ له مطوَّلاً الأسباب التي تمنعني من ذلك، وهو من دون شك لم يكن غريباً عنها. وكما توقّعتُ، سُرّ شولتز بما قلتُه له عن عدم السماح لأحد باستغلال الأراضي اللبنانية لمهاجمة إسرائيل، وفي ظنّي أعطاه دفعاً لمحادثاته في اليوم التالي مع شامير. فقد أسرّ إليّ في وقت لاحق بأن الإسرائيليين ارتاحوا إلى هذا الموقف، وتوقّفوا عنده بإيجابية.

يبقى همّنا التواصل المستمر مع سوريا والتخفيف من حدة الموقف الإيديولوجي الذي اتخذه الأسد.

أراد الرئيس الجميل أن يظهر لأميركا دعم المسلمين له. وقرّر إرسال صائب بك سلام، الزعيم السني البارز، للقاء الرئيس ريغان بوفد يضم سالم و(غسان) تويني و(جان) عبيد. وفي اجتماعنا معه في البيت الأبيض بحضور كبار معاونيه، سأل شولتز الرئيس سلام عن مشاعر المسلمين في لبنان نحو منظّمة التحرير الفلسطينية، فأجابه بأن المسلمين ملتزمون بالقضية الفلسطينية، ويدعمون منظّمة التحرير في نضالها، لكنهم لا يدعمون قيامها بنشاط عسكري يعرّض لبنان للخطر، وأنه يعارض تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وأن لبنان سيقوم بهذا التطبيع بعد مبادرة الدول العربية إلى ذلك، لا قبله.

نحن في سوريا لسنا دولة... نحن نظام له رأس واحد هو الرئيس حافظ الأسد وأنا الرجل الثاني

الإسرائيليون مفاوضون في منتهى الصعوبة

أمضينا أسبوعاً مثمراً في واشنطن، فقد تمكّنا من أن ننقل للأميركيين، ومن خلالهم للإسرائيليين، وجهة نظرنا. وخلال مأدبة عشاء في دار الأمير بندر بن سلطان، سفير السعودية لدى واشنطن، مساء الخميس في 17 مارس، التقينا مجدّداً الوزير جورج شولتز الذي حذّرنا من أن الإسرائيليين مفاوضون في منتهى الصعوبة، ويحاولون انتزاع كلّ شيء من لبنان. وأضاف: «لكننا نقف إلى جانبكم لحماية حقوقكم». أثناء العشاء، أخبرت بندر بأنني أترك غداً إلى لندن، فأجابني: «وأنا كذلك، تعالَ معي في طائرتي الخاصة وأنا أقودها أتحدّث معك».. فوافقتُ، وأخذنا الطائرة في الليلة نفسها. غير أنني سرعان ما ندمتُ، لأن الأمير محدّث لبق وصاحب نكتة، وأبقاني صاحياً طوال الليل، وهو يروي لي تجاربه كطيار مقاتل، في حين كنتُ أحاول عبثاً أن أختلس بضع دقائق للنوم، بعد أسبوع حافل مرهق.

كان لي أيضاً في مدينة الضباب، في 19 مارس، اجتماع مهم وممتع كالعادة مع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل الذي كانت صداقتي الشخصية معه تزداد في كلّ لقاء. فإضافة إلى تفهّمه أوضاع لبنان وظروفه، والضغوط التي كان يتعرّض لها، كان الفيصل رجلاً مثقّفاً ومنفتحاً على العالم والأفكار والناس. وكلّما ازداد معرفة وثقة بمن يلتقي بهم، كان الأمير يكشف عن ذاته ورؤيته ونظرته إلى الحياة أكثر.

كما اجتمعتُ في عاصمة المملكة المتّحدة بالوزير خدّام وأطلعتُه على موقف واشنطن من المفاوضات وثقتهم بأنها ستفضي إلى نتيجة رغم تعنّت الإسرائيليين. وهنا نصحني خدّام بأن تكون محادثاتنا الجدّية مع جورج شولتز؛ لأنه رجل مسؤول وواقعي. غير أن للرجل مشكلة واحدة هي أنه يصغي أكثر مما يتكلّم، فعلّقتُ ممازحاً: «يا عبد الحليم، أنت ما عندك هالمشكلة». ثم طلب بإلحاح أن نطلعه خطّياً على ما يجري في المفاوضات، فجان عبيد «لا يقول لنا سوى ما ترفضونه أثناء المحادثات، وهذا أمر جيّد، لكننا نود أن نعرف أيضاً بماذا قبلتم. جان يخبرنا بالعموميات، لكنني أريد أن أعرف التفاصيل بصورة خطيّة. نحن في لبنان لمساعدتكم. استعملونا وسيلةَ ضغطٍ على الإسرائيليين. وحين تتوصّلون إلى اتّفاق خالٍ من التنازلات مع إسرائيل، تعالوا إلى دمشق. وخلال نصف ساعة، نتّفق على سحب قواتنا من لبنان. فالأميركيون يسألوننا دائماً: متى ستنسحبون؟ ماذا يريدون مني؟ هل يريدون أن أسجّل لهم شريطاً؟ طيّب، سأفعل ذلك وأقول فيه: (سننسحب، سننسحب، سننسحب!) وأبلغتُ خدّام:

- قلنا للإسرائيليين، بواسطة الأميركيين، إن الجيش اللبناني الجديد قادر على حفظ الأمن في جنوب لبنان، وتأمين الاستقرار فيه، ومنع التسلّل عبر الحدود للقيام بأعمال عدائية ضد إسرائيل.

- هل قبلتم بتطبيع العلاقات؟

- لا، لن نفتح حدودنا مع إسرائيل، ونغلقها بالتالي مع شقيقاتنا الدول العربية الأخرى. هل يمكن أن نحصل على تعهّد بجدول الانسحاب السوري من لبنان؟

- هذا أمر تقني، خارج عن صلاحياتي.

- هل ستقبل سوريا باستقبال بعض مقاتلي منظّمة التحرير الذين سينسحبون من عندنا؟

- يجب أن يذهبوا إلى الجزائر أو المغرب أو السعودية. ومَن سيبقى من الفلسطينيين في لبنان يجب تجريدهم من سلاحهم. هل صحيح أن لبنان توصّل إلى اتّفاق مع إسرائيل؟ لقد قال لي السفير الفرنسي في نيودلهي شيئاً من هذا القبيل.

- حين نقترب من الاتّفاق مع الإسرائيليين، وقبل التوقيع على أي شيء، سآتي إلى دمشق، وأقدّم لك المسودة، وسأبحثها معك، وستكون أول من يعلم بها، لا سفير هذه الدولة أو تلك (...)

- سوريا ستبذل ما في وسعها لتحقيق هذا الهدف. لبنان دولة مستقلّة، ومن الطبيعي أن تفعل ما يصبّ في مصلحتها. أما سوريا، فتنظر إلى المسألة من منظور الصراع العربي - الإسرائيلي. إننا ندعم جهودكم، لكننا أيضاً مقيّدون بمنظورنا. آمل ألاّ يصطدم الأمران.

أخبرت بندر بأنني أترك غداً إلى لندن فأجابني: «وأنا كذلك... تعالَ معي في طائرتي الخاصة وأنا أقودها»... وافقتُ غير أنني سرعان ما ندمتُ

إيلي سالم

احتمالات الخلاف مع سوريا

لقد بدأنا نتلمّس بوضوح عبر اتّصالاتنا المباشرة وغير المباشرة مع السوريين أن احتمالات الخلاف معهم قائمة. لقد كانت لهم أولوياتهم واهتماماتهم الإقليمية والدولية، ومن الصعب عليهم أن يقبلوا بأن نفاوض لعقد اتّفاق يمكن أن تكون له انعكاسات على دورهم ومصالحهم الوطنية والقومية، وفق نظرتهم لها، والتي يمكن ألاّ تنسجم مع أولوياتنا الرامية إلى إنهاء كلّ ما من شأنه أن يعطي إسرائيل ذريعة لعدم انسحاب قواتها من لبنان.

 

تغريدات مختارة من موقع أكس

تغريدات مختارة لليوم 08 كانون الثاني/2025

ابو ارز

الانتخابات الرئاسية

القضاء على “حزب_الله” وسقوط #النظام_السوري هما فرصةٌ ذهبية لإنقاذ لبنان من أزماته.

والمجيء برئيسٍ فاشل يقضي على هذه الفرصة الذهبية… فحذارِ!

 

نديم قطيش

إنتخاب جوزيف عون غداً رئيساً للجمهورية له عنوان واحد:  ثمة شرق اوسط جديد بالفعل خارج هيمنة إيران.. سيفتح المجلس وسينتخب رئيس خلافاً لارادة حزب الله وحركة أمل ومن دون صفقة سياسية معهما، بل على قاعدة نفذوا ثم نرى

جلسة تكريس الهزيمة في لبنان بعد الهزيمة في سوريا.. الباقي تفاصيل

 

شارل جبور

آموس هوكستين: "تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار يعني حكما شموله حصرية السلاح بيد الدولة، وأن لا وجود لأي سلاح للأحزاب والميليشيات، ويشمل جميع الأراضي اللبنانية بلا استثناء، والالتباس في تفسير البنود الواردة في الاتفاق بحصره بجنوب الليطاني دون شماله ليس في محله ويخالف ما نص عليه".

 

فارس سعيد

حريّة التعبير شأن يرتقي الى مستوى المقدّس

ومن يخاف الانتقاد البعيد عن التجريح و المسّ بالكرامات فليبعد عن السياسة

حمى الله لبنان من كل الذين ظنّوا انهم

"باب العالي" لدى الطائفة او الحزب او الجماعة

 

ايلي ابوعون

سيدة تنتمي الى الطائفة المارونية في لبنان قبل ابنها في المدرسة الحربية (مدرسة اعداد الضباط في الجيش اللبناني). زارتها صديقتها يعد حين وسالتها: ماذا يدرس ابنك في للجامعة؟ فاجابتها: انه يتابع دراسته في المدرسة الحربية ليتخرج رئيسا للجمهورية.

 

يوسف سلامة

مشهد النواب يقفون حيارى أمام الموفدين الدوليين وضبابية مسار الانتخابات الرئاسية يؤكدان أننا نعيش في ظل،

‏- أزمة نظام وليس تنافس انتخابي مشروع،

‏- وازمة كفاءة وأخلاق وشعب غير مؤهل لممارسة الديمقراطية،

‏عدم تطوير النظام يؤكد حاجتنا لاستبدال الانتداب الدولي المقنّع بانتداب مباشر.

 

******************************************

في أسفل رابط نشرة الأخبار اليومية ليومي 08 -09 كانون الثاني/2025

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 08 كانون الثاني/2025/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/2025/01/138835/

ليوم 08 كانون الثاني/2025

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For January 08/2025/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/2025/01/138838/

For January 08/2025/

**************

My LCCC website Link/رابط موقعي الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com

00000

حسابي ع التويتر/ لمن يرغب بمتابعتي الرابط في أسفل

https://twitter.com/BejjaniY42177

My Twitter account/ For those who want to follow me the link is below

https://twitter.com/BejjaniY42177

*******

Click On The Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

*****

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا الرابط  https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

****************************

@followers

 @highlight