المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 24 شباط/لسنة 2025

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

                http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2025/arabic.february24.25.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

عناوين النشرة

عنوان الزوادة الإيمانية

إِحْذَرُوا لأَنْفُسِكُم مِنْ خَميرِ الفَرِّيسِيِّين، الَّذي هُوَ الرِّيَاء. فَمَا مِنْ مَحْجُوبٍ إِلاَّ سَيُكْشَف، وَمَا مِنْ خَفِيٍّ إِلاَّ سَيُعْرَف

 

عناوين مقالات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/ واجب وسائل الإعلام المحترمة العربية واللبنانية إراحة الناس من نعيق وهراء فيصل عبد الساتر وقاسم قصير

الياس بجاني/رغم تغييب نصرالله فلن تكتمل الفرحة إلا يوم يتم اسقاط نظم الملالي والقضاء نهائياً على محورهم الجهنمي

الياس بجاني/نص وفيديو: حسن نصرالله إلى الجحيم... ومع دفنه يُدفن مشروع الاحتلال الإيراني للبنان

 

عناوين أهم الأخبار اللبنانية

من موقع الحدث رابط مقابلة مع مكرم/شيعة لبنان هم من سينزعون عن أنفسهم لعنة السلاح، ويبنون دولة تحميهم

الرئيس جوزيف عون: لبنان تعب من حروب الآخرين

إسرائيل «حضرت» التشييع من الجو... رسالة سيادية: لبنان تعب من حروب الآخرين

كلام عون يُفرِغ كلام قاسم من مضمونه/جان الفغالي/نداء الوطن

"الحزب" ما بعد الهزيمة/بشار حيدر/نداء الوطن

تأكيد إيراني على «مزيد من علاقات التعاون مع لبنان»

بالتزامن مع تشييع نصرالله.. نتنياهو يرفض انسحاب قواته من لبنان

إسرائيل تزعم مهاجمة مواقع عسكرية لـ«الحزب» جنوباً!

«ترهيب» مشيعي «السيدين» فوق المدينة الرياضية و14 غارة إسرائيلية من الجنوب إلى البقاع

بالأرقام: كم بلغ عدد الحاضرين في تشييع «السيدين»؟

تشييع «الأمينين» يدفن المقاومة وسلاحها.. لهذه الأسباب!/علي الأمين/جنوبية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 23 شباط 2025

العجوز لقاليباف : عهد الوصاية انتهى لن نسمح لكم التدخل في شؤوننا

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

البيت الأبيض يدعم قرار إسرائيل تأجيل الإفراج عن 600 سجين فلسطيني

الجيش الإسرائيلي لـ«بقاء طويل» في الضفة... وكاتس يعلن «إجلاء» 40 ألف فلسطيني من 3 مخيمات ونشر وحدة دبابات في جنين لأول مرة منذ 20 عاماً

الجيش الإسرائيلي يعلن "رفع مستوى الاستعداد حول غزة"

نتنياهو يطالب بالضغط على "حماس" للافراج على عدد كبير من الرهائن

حماس: لن نجري محادثات إلا بعد إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين

نتنياهو يطالب بجعل جنوب سوريا «منزوع السلاح بالكامل»... ومستعد لاستئناف القتال في غزة

نتنياهو: جاهزون لاستئناف القتال في غزة "بأي لحظة"

دعوات إيرانية لتبني مقاربة جديدة للتفاوض مع ترمب

والتز: الضغط على طهران سيستمر لعرقلة أنشطتها في المنطقة

3 سنوات على الحرب: حصيلة روسية وأوكرانية... ومخاوف أوروبية

عودة ترمب قرَّبت بوتين من إعلان النصر... وزيلينسكي يحتاج «معجزة

زيلينسكي مستعد للتنحي «فوراً» مقابل انضمام أوكرانيا إلى «الناتو»

مؤتمر الحوار الوطني السوري يفتتح أعماله الاثنين في دمشق لمدة يومين

الشرع تلقى دعوة للمشاركة في القمة العربية حول غزة في القاهرة

تصعيد إيراني في الحرب الكلامية عقب تهديدات نتنياهو

إيران: تخصيب اليورانيوم بـ60% لا يخالف معاهدة «حظر الانتشار»

السلطات الفرنسية تشتبه في وجود دافع إرهابي وراء حادث الطعن بميلوز والمشتبه به قتل شخصاً وأصاب عنصرين من الشرطة بجروح

زيلينسكي يعلن أنه مستعد للتنحي "فورا" في مقابل انضمام أوكرانيا إلى الناتو

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

«هدنة 1949» لتحرير لبنان من حروب الآخرين/سام منسى/الشرق الأوسط

تشييع «حزب الله»/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

لبنان... على ضفاف نهر الاغتيالات/غسان شربل/الشرق الأوسط

تلك هي الحكاية/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

الإنفاق الأوروبي على الدفاع/د. عبد الله الردادي/الشرق الأوسط

ما هي المخاوف المشروعة وغير المشروعة من سلاح "الحزب"؟/شارل جبور/نداء الوطن

واشنطن... ومستقبل الأمم المتحدة/إميل أمين/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

رئيس الجمهورية استقبل رئيس مجلس الشورى الإيراني ووزير الخارجية: لبنان تعب من حروب الآخرين ووحدة اللبنانيين هي افضل مواجهة لاي خسارة او عدوان

قاليباف: ندعم أي قرار يتخذه لبنان بعيداً من أي تدخل خارجي في شؤونه

سلام خلال استقباله قاليباف: سلامة أمن المطار والمسافرين من مسؤولية الدولة اللبنانية

اليباف من عين التينة: سنقف إلى جانب أي قرار يصدر بالإجماع عن الحكومة اللبنانية والشعب والمقاومة اللبنانية

عراقجي من المطار: الكثير من الشعب الايراني ومن المقامات العالية كان لديهم رغبة كبيرة ان يكونوا الى جانب اللبنانيين

نقلاً عن موقع المنار التابع لحزب الله/يوم الوفاء.. طوفان بشري يجدد العهد مع الشهيدين السيد نصر الله والسيد صفي الدين

«حزب الله» يشيّع نصر الله... وقاسم يتعهد بـ«السير على نهجه»

الجيش الإسرائيلي: العالم أصبح أفضل

خامنئي يتعهد مواصلة «مقاومة» إسرائيل

نعيم قاسم في تشييع نصر الله وصفي الدين: المقاومة لم تنته وهي تكتب بالدماء ولن نسمح باستمرار قتلنا واحتلالنا ونحن نتفرج وسنشارك في بناء الدولة القوية العادلة

البطريرك الراعي: بعض السياسيّين ليسوا على قياس الشعب العظيم والدولة المميّزة وقدرنا أن نصمد ونواجه ونقاوم من أجل وجودنا الحرّ

البطريرك الراعي يوجه رسالة الصوم الكبير الى المؤمنين: بالتقاسم والمشاركة ننتصر على تجربة الأنانيّة وجشع التملّك ومحبّة المال

المطران عودة: إن كنا سنصوم ونصلي فليكن انقطاعنا عن الأكل فرصة لنتقاسم الطعام الذي انقطعنا عنه مع المحتاج

 

تغريدات مختارة من موقع أكس

تغريدات مختارة لليوم 23 شباط/2025

 

تفاصيل النشرة الكاملة
إِحْذَرُوا لأَنْفُسِكُم مِنْ خَميرِ الفَرِّيسِيِّين، الَّذي هُوَ الرِّيَاء. فَمَا مِنْ مَحْجُوبٍ إِلاَّ سَيُكْشَف، وَمَا مِنْ خَفِيٍّ إِلاَّ سَيُعْرَف

إنجيل القدّيس لوقا12/من01حتى05/:”في تِلْكَ الأَثْنَاء، ٱحْتَشَدَتْ عَشَرَاتُ الأُلُوفِ مِنَ الجُمُوع، حَتَّى دَاسَ بَعْضُهُم بَعْضًا، فَبَدَأَ يَسُوعُ يَقُولُ أَوَّلاً لِتَلامِيذِهِ: «إِحْذَرُوا لأَنْفُسِكُم مِنْ خَميرِ الفَرِّيسِيِّين، الَّذي هُوَ الرِّيَاء. فَمَا مِنْ مَحْجُوبٍ إِلاَّ سَيُكْشَف، وَمَا مِنْ خَفِيٍّ إِلاَّ سَيُعْرَف. لِذلِكَ فَكُلُّ مَا قُلْتُمُوهُ في الظُّلْمَةِ سَيُسْمَعُ في النُّور، وَمَا تَكَلَّمْتُم بِهِ هَمْسًا في المَخَادِعِ سَيُنادَى بِهِ عَلَى السُّطُوح. وَأَقُولُ لَكُم، يَا أَحِبَّائِي: لا تَخَافُوا مِمَّنْ يَقْتُلُونَ الجَسَد، وَبَعْدَ ذلِكَ لا يَقْدِرُونَ أَنْ يَفْعَلُوا أَكْثَر. بَلْ أُبَيِّنُ لَكُم مِمَّنْ تَخَافُون: خَافُوا مِمَّنْ، إِذَا قَتَل، لَهُ سُلْطانٌ أَنْ يُلْقِيَ في جَهَنَّم. نَعَم، أَقُولُ لَكُم، مِنْ هذا خَافُوا.”

 

فَإِنَّ الَّذِينَ ٱسْتَنَارُوا مَرَّةً، وذَاقُوا ٱلمَوهِبَةَ السَّمَاويَّة، وٱشْتَرَكُوا في الرُّوحِ القُدُس، وذَاقُوا كَلِمَةَ اللهِ الطَّيِّبَة، وقُوَّةَ الدَّهْرِ الآتِي،وسَقَطُوا، هؤُلاءِ يَسْتَحِيلُ عَلَيْهِم أَنْ يتَجَدَّدُوا ثَانِيَةً

الرسالة إلى العبرانيّين 06/01حتى09

يا إخوَتِي، فَلْنَتْرُكِ المَبَادِئَ الأُولى في الكَلامِ عنِ المَسِيح، وَلْنَأْتِ إِلى مَا هُوَ أَكْمَل، ولا نَعُدْ إِلى وَضْعِ الأَسَاس، كالتَّوبَةِ عنِ الأَعْمَالِ المَيْتَة، والإِيْمَانِ بِالله، وطُقُوسِ المَعمُودِيَّة، ووَضْعِ الأَيْدِي، وقِيَامَةِ الأَمْوَات، والدَّيْنُونَةِ الأَبَدِيَّة. وذلِكَ مَا سَنَفْعَلُهُ بِإِذْنِ الله!

فَإِنَّ الَّذِينَ ٱسْتَنَارُوا مَرَّةً، وذَاقُوا ٱلمَوهِبَةَ السَّمَاويَّة، وٱشْتَرَكُوا في الرُّوحِ القُدُس، وذَاقُوا كَلِمَةَ اللهِ الطَّيِّبَة، وقُوَّةَ الدَّهْرِ الآتِي، وسَقَطُوا، هؤُلاءِ يَسْتَحِيلُ عَلَيْهِم أَنْ يتَجَدَّدُوا ثَانِيَةً، لأَنَّهُم مِنْ أَجْلِ تَوبَتِهِم يَصْلِبُونَ ٱبْنَ اللهِ مَرَّةً ثَانِيَةً ويُعَرِّضُونَهُ لِلعَار!إِنَّ الأَرْضَ الَّتي شَرِبَتِ المَطَرَ النَّازِلَ عَلَيْهَا مِرَارًا، فأَطْلَعَتْ نَبْتًا نَافِعًا لِلَّذِينَ يَحرُثُونَهَا، تَنَالُ البَرَكَةَ مِنَ الله، أَمَّا إِنْ أَنْبَتَتْ شَوْكًا وحَسَكًا فَهِيَ مَرذُولَةٌ وقَرِيبَةٌ مِنَ اللَّعْنَة، ومَصِيرُهَا إِلى الحَرِيق. ونَحْنُ، أَيُّهَا الأَحِبَّاء، وإِنْ كُنَّا نُكَلِّمُكُم هكَذا، فإِنَّنَا وَاثِقُونَ مِن جِهَتِكُم، أَنَّكُم في حَالٍ أَفْضَلَ وأَضْمَنَ لِلخَلاص.

 

تفاصيل مقالات وتغريدات الياس بجاني

واجب وسائل الإعلام المحترمة العربية واللبنانية إراحة الناس من نعيق وهراء فيصل عبد الساتر وقاسم قصير

الياس بجاني | 24 شباط/ 2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/02/140530/

حفاظًا على الصدق والحقيقة والذوق، يقع على عاتق كل وسيلة إعلامية عربية ولبنانية تحترم مهنيتها ومصداقيتها الامتناع عن استضافة فيصل عبد الساتر وقاسم قصير، فهذان الشخصان ليسا سوى أبواق رخيصة لحزب الله، يقتاتان على نشر الأكاذيب وتزييف الحقائق وترويج خطاب التضليل والفتنة. إنهما وجهان قبيحان لدعاية معادية للبنان وهويته، لا هدف لها سوى تبرير الاحتلال الإيراني عبر ميليشيا الإرهاب والتخريب.

إن وجود أمثال هؤلاء على الشاشات وفي المنصات الإعلامية ليس إلا إهانة لعقول اللبنانيين والعرب، وإفساحًا للمجال أمام سموم حزب الله لتتغلغل في الرأي العام. فكما تُرفض الأبواق النازية والداعشية، يجب أن يُرفض هؤلاء، لأن رسالتهم لا تقل خطورة ولا تقل إجرامًا في حق الوطن والشعب.

على الإعلام المسؤول أن يحسم أمره، فإما أن يكون صوت الحقيقة والحرية، وإما أن يتحول إلى منبر للعمالة والخيانة عبر الترويج لهؤلاء المرتزقة الذين يبيعون أنفسهم في سوق الولاء لإيران ومشاريعها الهدامة.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

https://eliasbejjaninews.com

 

رغم تغييب نصرالله فلن تكتمل الفرحة لإلا يوم يتم اسقاط نظم الملالي والقضاء نهائياً على محورهم الجهنمي

الياس بجاني/23 شباط/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/02/140517/

واجب شكر إسرائيل وأميركا ع تخليص لبنان من نصرالله وتمهيد الطريق للقضاء الكامل على عصابته الإيرانية والشيطانية. فعلاً إن العالم اصبح أفضل بغياب الإرهابي نصرالله وع قبال اسقاط نظام الملالي وتحرير العالم من هلوساته ورزم الأوهام والخزعبلات

 

الياس بجاني/نص وفيديو: حسن نصرالله إلى الجحيم... ومع دفنه يُدفن مشروع الاحتلال الإيراني للبنان

إلياس بجاني/22 شباط/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/02/140495/

غدًا، الأحد 23 شباط، 2025 سوف شهد بيروت جنازةً لحسن نصرالله المجرمٍ والإرهابي والعميلٍ الإيراني.

حسن نصرالله،  كان طيلة حياته جنديًا مرتزقًا في جيش ولاية الفقيه، لا يعرف الولاء إلا لحكام طهران، ولا يتحرك إلا بأوامر ملاليها. إنّه حسن نصرالله، العدو الأكبر للبنان، والخائن الذي باع وطنه وشعبه وحاضره ومستقبله مقابل تنفيذ أجندة الخراب الإيرانية.

نصرالله لم يكن يومًا لبنانيًا، حتى وإن حمل الجنسية اللبنانية.

لقد لوّث أرض الأرز المقدسة، وأهان الهوية اللبنانية، وأغرق لبنان في مستنقع العمالة والتبعية.

كان رأس الحربة في مخطط إيران لاحتلال لبنان وتحويله إلى قاعدة إرهابية، ينطلق منها الدمار إلى المنطقة بأسرها.

لم يعرف لبنان عبر تاريخه شخصيةً حملت الجنسية اللبنانية بشكلٍ صوري، بينما خانت شعبها وعملت على تدميره كما فعل نصرالله.

هذا السفاح كان العقل المدبّر لاغتيال قادة لبنان وسياسييه، وقتل الآلاف من اللبنانيين عمومًا، ومن أبناء بيئته الشيعية التي خطفها وأخذها رهينة في لبنان وسوريا والعراق واليمن في حروب الملالي.

خاض مغامراتٍ دموية بأوامر مباشرة من الحرس الثوري الإيراني.

زرع الخراب، وشرّع الحدود أمام السلاح والمخدرات، وحوّل لبنان إلى وكرٍ للعمليات الإرهابية وغسيل الأموال، حتى باتت سمعة وطن الأرز مرادفةً للميليشيات والإرهاب الدولي.

في أسفل جردة بقليل من كثير إجرام نصرالله وعصابته المسماة كفراً وتجديفا، "حزب الله"

تورطه في اغتيالات: كان وراء اغتيالات شخصيات لبنانية معارضة لسياسات حزب الله وإيران،

زعزع الاستقرار السياسي والمعيشي والنظام والأمن في لبان والعديد من دول المنطقة وخصوصاً سوريا.

التدخل في سوريا: قاد نصرالله حزب الله بأوامر من إيران التدخل العسكري في الحرب الأهلية السورية، حيث قاتل عناصره إلى جانب نظام بشار الأسد المجرم، مما أدى إلى مقتل آلاف السوريين وتشريد الملايين، إضافة إلى مقتل ما يزيد عن 4 آلاف من أبناء الطائفة الشيعية اللبنانية اللذين جندهم في عسكره وجرح واعاقة 15 آلف منهم.

تعديات اجرامية على دول الخليج العربي: زعزعة استقرار دول الخليج العربي وخصوصاً الكويت والسعودية والبحرين وتنفيذ عمليات اغتيالات وإرهاب فيها وتجنيد الحوثيين وغيرهم من المرتزقة للقيام بهذه المهمات الإجرامية

دعم الإرهاب: صُنّف حزب الله، بقيادة نصرالله، منظمة إرهابية من قبل العديد من الدول والمنظمات الدولية والعربية، وذلك بسبب تورطها في عمليات إرهابية حول العالم.

تهريب وتصنيع المخدرات: تورط حزب الله في تصنيع وتهريب المخدرات وغسيل الأموال وتجارة كل الممنوعات من سلاح وغره، لتمويل أنشطته الإرهابية.

تقويض سيادة لبنان: عمل نصرالله وحزبه المجرم على تقويض سيادة الدولة اللبنانية، حيث أقام بالقوة والإرهاب دويلة داخل الدولة، وأمتلك ترسانة أسلحة ضخمة استعملت في لبنان وخارجه في عمليات الإرهاب والإجرام الإيراني الملالوي.

ورط هو وحكام إيران الفلسطينيين في حرب غزة المدمرة، وشن حرباً على إسرائيل تسببت بقتل 11 ألف لبناني معظمهم من البيئة الشيعية، وكان وراء تدمير شبه شامل لكل مناطق سكن الشيعة.

بموته، يُدفن جزءٌ من المشروع الإيراني في لبنان، لكن الخطر لم ينتهِ بعد.

إن تشييع هذا الإرهابي لن يكون وداعًا له فحسب، بل دفناً لمشروع إيران الإرهابي ولاحتلال إيران للبنان وكذلك اختبارًا لمن لا يزالون يحملون ولاءً له ولنظام الملالي.

من هنا، فإن كل من يشارك في جنازته، إنما يشارك في الجريمة، ويُعلن شراكته في كل الدماء التي سُفكت بسببه وخدمةً للمشروع الإيراني الاحتلالي والمذهبي والتوسعي.

في الخلاصة، إن نصرالله لا يستحق الرحمة، ولا يستحق حتى اللعنة، فهو صفحة سوداء في تاريخ لبنان، ويجب تمحى وتُطوى إلى الأبد.

إلا أن المعركة مع أسياده الملالي، ومع أفراد عصابته من المرتزقة والقتلة والإرهابيين لم تنتهِ، وما زال أمام اللبنانيين والعرب معركةٌ كبرى لاجتثاث كل بقايا إرثه الأسود وإرث الملالي الشيطاني، وتحرير لبنان وكل الدول العربية من مطامع ومخططات الملالي الأبالسة.

الياس بجاني/فيديو: حسن نصرالله إلى الجحيم... ومع دفنه يُدفن مشروع الاحتلال الإيراني للبنان

https://www.youtube.com/watch?v=XARoG2keB-o&t=112s

إلياس بجاني/22 شباط/2025

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

https://eliasbejjaninews.com

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا الرابط  https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 

تفاصيل أهم الأخبار اللبنانية

من موقع الحدث رابط مقابلة مع مكرم/شيعة لبنان هم من سينزعون عن أنفسهم لعنة السلاح، ويبنون دولة تحميهم

https://www.youtube.com/watch?v=oAXrCfGsXNY

 

الرئيس جوزيف عون: لبنان تعب من حروب الآخرين

بيروت/الشرق الأوسط/23 شباط/2025

قال الرئيس اللبناني جوزيف عون، الأحد، إن لبنان «تعب من حروب الآخرين»، وإن وحدة اللبنانيين هي أفضل مواجهة لأي خسارة أو عدوان. وأضاف عون، خلال لقائه وفداً إيرانياً، في قصر بعبدا، ضمَّ محمد باقر قاليباف، رئيس مجلس الشورى، وعباس عراقجي، وزير الخارجية، وآخرين، أن لبنان دفع ثمناً كبيراً من أجل القضية الفلسطينية. وأكد الرئيس اللبناني على دعمه لما صدر عن قمة الرياض الأخيرة بالنسبة إلى حل الدولتين. من جانبه، قال قاليباف إنه يدعم أي قرار يتخذه لبنان بعيداً عن أي تدخل خارجي في شؤونه، مضيفاً: «طهران مستعدة للمشاركة مع دول عربية وإسلامية في إعادة إعمار ما هدّمه العدوان الإسرائيلي». ووصل رئيس مجلس الشورى الإيراني، محمد باقر قاليباف، ووزير الخارجية، عباس عراقجي، على رأس وفد إيراني صباحاً إلى بيروت للمشاركة في مراسم تشييع الأمين العام السابق لـ«حزب الله» حسن نصر الله وخليفته هاشم صفي الدين اللذين قُتِلا في غارات إسرائيلية في 27 سبتمبر (أيلول)، والثالث من أكتوبر (تشرين الأول) 2024.

 

إسرائيل «حضرت» التشييع من الجو... رسالة سيادية: لبنان تعب من حروب الآخرين

نداء الوطن/24 شباط/2025

مع دفن الأمين العام لـ»حزب الله» حسن نصرالله تُطوى مرحلة وتُفتح مرحلة تختلط فيها إشارات التفاؤل بالتغيير الكبير الذي حصل، والخوف من أن تكون انحناءة «حزب الله» بسبب ما تكبده من خسائر، انحناءة ظرفية يعود بعدها إلى تعطيل الدولة وانتهاك القرارات الأممية، التي تحكم الوضع الأمني في الجنوب، وتشدد على نزع سلاح «حزب الله» في كل لبنان. والحشد الكبير الذي واكب تشييع نصرالله وابن خالته الأمين العام بعده هاشم صفي الدين، لا شك أرضى مسؤولي «الحزب» بحجم الاستجابة الشعبية، وإن كان من المبكر القياس في المستقبل على مشهد الأمس، وهو مشهد عاطفي ووجداني. لقد مضى التشييع على خير، خصوصاً مع تضافر جهود القوى الأمنية التي واكبت الحدث، وكانت مستعدة لكل طارئ. وإسرائيل أبت إلا أن تتدخل في المشهد الجنائزي وحلقت فوق مدينة كميل شمعون الرياضية بمقاتلات قيل إنها ذاتها التي نفذت إغتيالَي نصرالله وصفي الدين. كذلك شنت غارات طاولت أكثر من منطقة لبنانية، واستهدفت مخازن ومراكز لـ»حزب الله». وفي عرض لوقائع التشييع، الحضور الدبلوماسي لم يأت على مستوى تقديرات «الحزب» الذي ذهب بعيداً بتأكيده دعوة أكثر من ستين دولة حيث بدت المشاركة باهتةً وخلت من شخصيات لها وزنها السياسي أو ذات سمعة دولية، حتى أن المشاركة الرسمية اللبنانية بدت خجولة وكانت في حدها الأدنى. وفي وقت حضر «حزب الله» على الأرض، وإسرائيل حضرت في الجو، والسيد حسن نصرالله «حضر» بنعشه، أطل الأمين العام الجديد الشيخ نعيم قاسم عبر شاشة عملاقة بثت كلمته مباشرة، ما يعني أن «ربط النزاع» مع إسرائيل ما زال قائماً، وأن الاغتيالات صفحة لم تُطوَ بعد.

ولعل أفضل توصيف لكلمة الشيخ نعيم قاسم أنها عبارة عن «معنويات» لا تنطبق على أرض الواقع، فعلى سبيل المثال لا الحصر، يقول: «سنُمارس عملنا في المقاومة، نصبر أو نُطلق متى نرى مناسباً، ولن تأخذوا بالسياسة ما لم تأخذوه بالحرب، إنَّ المسؤولين في لبنان يعرفون توازن القوى».

ويتابع: «نمارس حقنا في المقاومة بحسب تقديرنا للمصلحة والظروف ونناقش لاحقاً استفادة لبنان من قوته عندما نناقش الاستراتيجية الدفاعية».

امتعاض من كلام قاسم

مصادر سياسية رفيعة أبدت لـ»نداء الوطن» امتعاضها من كلمة الشيخ قاسم، ووصفتها بالاستفزازية، وسألت: كيف يقول: «نمارس حقنا في المقاومة، ونناقش لاحقاً استفادة لبنان من قوته عندما نناقش الاستراتيجية الدفاعية؟».

وتتابع المصادر: «كأن الشيخ قاسم لم يقرأ خطاب القسم للرئيس جوزاف عون، الذي يقع على طرفي نقيض مع ما طرحه قاسم، فعن أي استراتيجية دفاعية يتحدث وهي لم ترِد لا في خطاب القسم ولا في البيان الوزاري الذي ستبدأ مناقشته غداً وبعد غد؟».

كلام عون أمام الوفد الإيراني

ولعل أفضل رد على «منطق» الشيخ نعيم قاسم، ما أدلى به رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أمام رئيس مجلس الشورى  الإيراني محمد باقر قاليباف، ووزير الخارجية عباس عراقجي، والسفير الإيراني لدى لبنان مجتبى أماني مع وفد مرافق، وفي كلامه جرأتان: الأولى أنه قال كلاماً لم يسبق لرئيس جمهورية أن قاله منذ التسعينات، والثاني أنه قاله أمام وفد إيراني حيث تتدخل إيران في شؤون لبنان، وهي التي كانت تعتبر أنها تسيطر على أربع عواصم عربية منها بيروت، قال الرئيس عون: «لقد تعب لبنان من حروب الآخرين على أرضه، وأوافقكم الرأي بعدم تدخل الدول في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وأفضل مواجهة لأي خسارة أو عدوان، هي وحدة اللبنانيين».

وتابع الرئيس عون: «إن لبنان دفع ثمناً كبيراً دفاعاً عن القضية الفلسطينية»، معرباً عن أمله بالوصول إلى حلّ عادل لها.وكان لافتاً جداً، في معرض ترحيبه بالوفد الإيراني، قوله إنه «على مدى عقود طويلة، خسر لبنان زعامات كبيرة»، وفي ذلك إشارة بالغة الأهمية إلى أن السيد حسن نصرالله ليس الزعيم الوحيد الذي خسره لبنان، كما بدا لافتاً تذكير الرئيس عون بأن خسارة لبنان لزعامات كبيرة جاءت على مدى عقود.  وأكدت مصادر لـ «نداء الوطن» أن ما قاله الرئيس عون أمام قاليباف أتى بعد سلسلة مواقف إيرانية تشكل تدخلاً بالشأن اللبناني، وهذه المواقف كانت تطال دور لبنان والمقاومة وتحاول تحديد سياسة لبنان الخارجية وتشكل انتهاكاً لسيادته، ولم يشأ الرئيس الرد على تلك التصاريح في الإعلام أو عبر بيانات بل انتظر زيارة الوفد الإيراني فأسمعهم الكلام الذي يجب أن يقال ووضع النقاط على الحروف وكان حازماً في أن اللبنانيبن هم من يقررون سياسة بلدهم ويجب على الدول احترام سيادة البلد وعدم التدخل في سياستنا، ولبنان الساحة قد انتهى وأصبح هناك رئيس جمهورية ودولة مسؤولة عن حدودها ومرافئها ومطارها وهي من تحدد الإجراءات، وكدليل على أن عون كان يريد إيصال الرسالة إلى الإيرانيين استشهد بالمادة التاسعة من الدستور الإيراني التي تنص على عدم تدخل أي دولة بشؤون إيران الداخلية فطالب إيران بتطبيق هذا الأمر على البلدان الصديقة ومن ضمنها لبنان. واللافت أن الضيف الإيراني استوعب رسالة عون ولم يعترض بل أكد العمل بموجب ما تقتضيه العلاقات الإيرانية - اللبنانية.

زيارة السعودية أولاً

وفيما لبنان على موعدٍ غداً وبعد غد مع جلسات مناقشة البيان الوزاري للحكومة التي يرجَّح أن تنال الثقة في آخر الجلسات، مساء الأربعاء، يزور الرئيس جوزاف عون السعودية الأحد المقبل يرافقه وزير الخارجية يوسف رجي، ذلك قبل التوجه إلى مصر للمشاركة في القمة العربية الطارئة بشأن فلسطين.

 

كلام عون يُفرِغ كلام قاسم من مضمونه

جان الفغالي/نداء الوطن/24 شباط/2025

أمس، لم يكن هناك خطاب واحد، بل خطابان، الأول ألقاه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، والثاني القاه الأمين العام لـ "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم. استحوذ قاسم على "الشاشات" لأن خطابه جاء في سياق تشييع الأمينين العامين السيد حسن نصرالله والسيد هاشم صفي الدين، لكن المضمون الأهم لم يكن في المدينة الرياضية بل في القصر الجمهوري في بعبدا،فقبل أن يلقي الشيخ نعيم خطابه الذي وصِف بالـ "خشبي" ولا سيما بتذكيره بـ "الاستراتيجية الدفاعية" وبـ "المقاومة"، كان هناك كلامٌ هادئ وهادر، في آن واحد، من قصر بعبدا، لم يعتد اللبنانيون على سماعه من رئيس الجمهورية، على الأقل على مر أربعة عهود رئاسية منذ العام 1990، باستثناء عهد الرئيس ميشال سليمان. لم يعتد اللبنانيون على أن يسمعوا من قصر بعبدا صوتاً يقول: "لقد تعب لبنان من حروب الآخرين على أرضه".  كما لم يسمعوا أيضاً صوتاً يقول: "إن لبنان دفع ثمناً كبيراً دفاعاً عن القضية الفلسطينية". كما ليس تفصيلاً أن يذكِّر رئيس جمهورية أمام وفدِ دولة تؤيد حركة "حماس" أن "قمة الرياض الأخيرة والتي شاركت فيها الجمهورية الإسلامية الإيرانية، أكدت على حل الدولتين بالنسبة إلى القضية الفلسطينية، وعلى أن السلطة الفلسطينية هي الممثل الشرعي للفلسطينيين.

حين يقول رئيس الجمهورية إن لبنان تعب من حروب الآخرين على أرضه، فإنه يكون بذلك قد سحب ورقة لبنان من التداول في كونه "جبهة إسناد ومشاغلة"، وأخرجه من دائرة "وحدة الساحات"، وكأنه يردد الشعار الذي أطلقه أحد الزعماء العرب: "إرفعوا أياديكم عن لبنان".

بين خطاب الشيخ نعيم قاسم من طهران، الموجّه عبر شاشة عملاقة من مدينة كميل شمعون الرياضية، وكلام رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون من قصر بعبدا، هناك مرحلتان:

من المدينة الرياضية، نهاية مرحلة، ومن قصر بعبدا بداية مرحلة. نهاية مرحلة في المدينة الرياضية، هي مرحلة "التشييع الأخير"، وبداية مرحلة في قصر بعبدا، هي مرحلة ما بعد "الاستراتيجية الدفاعية" لأن "لبنان تعب من حروب الآخرين على أرضه". إن ما بعد الثالث والعشرين من شباط 2025 لن يكون على الإطلاق كما قبله.

 

"الحزب" ما بعد الهزيمة

بشار حيدر/نداء الوطن/24 شباط/2025

شيّع "حزب الله" والشيعة بأغلبيتهم الساحقة أمس قائدهم "الأسمى" وشيّعوا معه غلبتهم على منافسيهم في الوطن. ولهذا هم طبعاً حزينون وغاضبون. من الصعب الجزم من الآن كيف سينظر الشيعة اللبنانيون في المستقبل إلى هذه الحقبة المنقضية من تاريخهم. هل سيرون فيها عصراً ذهبياً يحلمون دوماً باستعادته، أم جزءاً من مسلسل مآسيهم الكربلائية التي تشكل هويتهم الطائفية الراسخة. في كل الأحوال، المرجح ألا ينخرط "الحزب" وأنصاره في مراجعة نقدية جدية لتلك المرحلة. فلقد استقر الأمر منذ زمن على التسليم عملياً بعصمة نصرالله، وهي عصمة لا بد وأن تزداد ثباتاً بعد موته.

لذا لن يخرج من صفوف "الحزب" أو أنصاره من يقول إن "الوعد الصادق" لم يكن صادقاً في نهاية الأمر، بل كان، كما مريدوه، ضحية أوهام عبادة الذات. لكن، حتى بغياب أي مراجعة نقدية لـ "الحزب"، لن يكون لسلاح المقاومة دور ذو شأن في المرحلة المقبلة. فإن كان هناك أمر يسلم به "الحزب" وجمهوره اليوم فهو الفجوة التكنولوجية العسكرية الهائلة، وغير القابلة للردم في المدى المنظور، بينهم وبين إسرائيل، والتي ستجعل أية مواجهة مع الأخيرة أقرب إلى مشهد كربلائي ساحق منها إلى حرب بين طرفين، خصوصاً وأن إسرائيل، بعد السابع من أكتوبر، لن تسمح لـ "الحزب" بإعادة بناء ترسانة عسكرية، كما لن تترك هذا الأمر للبنانيين ليقرروه بأنفسهم. ما يسعى إليه "الحزب" اليوم هو أن يصنع من التشييع لحظة تأسيسية جديدة لما بعد "الهزيمة" (أو أية تسمية أخرى يرتضيها "الحزب" لوصف ما جرى في الأشهر القليلة الماضية). وهي لحظة يجري استحضارها وتكرارها للحفاظ على عضد طائفي يشد الأزر ويحمي من غدرات الزمن، وهذا زمنها. لقد أدرك "الحزب" متأخراً أن لا توازن رعب مع إسرائيل، بل رعب من طرف واحد. وبذلك خسر فائض القوة العسكرية التي راكمها واستند عليها ليراكم تعاضداً شيعياً شبه مطلق ويفرض سلطته على أخصامه وحلفائه سواءً بسواء. أما اليوم، فأقصى طموح "الحزب" المحافظة على فائض اللحمة الطائفية التي سمحت له، مع ثاني الثنائي، بالفوز بكل مقاعد الشيعة في مجلس النواب. وهو احتكار لم تحظ به يوماً أية قوة أو تحالف سياسي في أي من الطوائف الأخرى ذات الحجم الديموغرافي الوازن. لكن فائض اللحمة الطائفية هذا والذي بُني على فائض القوة العسكرية والقيادة الاستثنائية، لن يعيش طويلاً مستظلاً فقط بأمجاد الماضي وبتضحياته دون رفده بمشروع سياسي مستقبلي. وبما أن مشروع المقاومة وسلاحها صارا متعذرين بعد الهزيمة، فلن يبقى لـ "الحزب" وجمهوره إلا مشروع الدفاع عن حقوق الطائفة وعن المكتسبات التي راكمتها خلال "عصرها الذهبي". وهكذا لن يبقى لـ "الحزب" إلا الانخراط في عقد اجتماعي طائفي يشبه غيره من العقود الطائفية في البلاد، حيث الولاء السياسي مقابل الدفاع عن الحصة الطائفية وتوسيعها ما أمكن. وفي هذه الحال لن يكون لديه خطاب أو وظيفة يميّزانه عن حلفائه في "حركة أمل" الذين تمرسوا في لعبة إدارة المحاصصة الطائفية. لذا فبدل أن تتكامل وظائف الثنائي كما عهدنا في الماضي، سوف يبدأ عهد التنافس وربما التناحر بين ممثلي الطائفة الشيعية، ليلتحقوا بذلك بأقرانهم في الطوائف الأخرى. وهذا شيء لا يدعو للأسف. فالمنافسة داخل الطوائف هي الأمر الطبيعي والصحي في بلد لا زالت الهويات الطائفية تشكل العصب الأساس للهويات السياسية فيه.

 

تأكيد إيراني على «مزيد من علاقات التعاون مع لبنان»

جنوبية/23 شباط/2025

بعد تشييع أميني عام حزب الله السيد حسن نصرالله والسيد هاشم صفي الدين اليوم وسط حضور جماهيري وتمثيل ايراني، قال رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف، بعد لقائه رئيس مجلس النواب، نبيه بري في عين التينة: “أتمنى أن تؤدي زيارتنا إلى لبنان إلى مزيد من علاقات التعاون، لا سيّما مع انطلاق أعمال الحكومة الجديدة، وسنقف إلى جانب أي قرار أو إجماع يصدر عن الحكومة والشعب والمقاومة في لبنان”.وكان قد قال قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي: “المقاومة والشعب اللبناني سيجبران الكيان الإسرائيلي على ترك المواقع التي بقيت محتلة”.أضاف: “غزة قاومت بشكل غير مسبوق في التاريخ، والكيان الصهيوني تكبد هزيمة واضحة هناك”. وختم، “عظمة انتصار حماس تجلت في عملية تبادل الأسرى”.

 

بالتزامن مع تشييع نصرالله.. نتنياهو يرفض انسحاب قواته من لبنان

جنوبية/23 شباط/2025

بالتزامن مع اليوم الحاشد الذي يشهده لبنان بتشييع امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله ونائبه هاشم صفي الدين، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن قواته ستظل متمركزة في مواقع لبنانية مشرفة على عدد من المناطق الإسرائيلية، قائلًا: ننتظر من الجيش والحكومة في لبنان تنفيذ التزاماتهم بموجب الاتفاق، مشددًا على أن حكومته لن تتسامح مع أي تهديد للطائفة الدرزية في جنوب سوريا. وادعى أن إسرائيل تخوض حربًا ضارية على سبع جبهات ضد من يسعون إلى القضاء عليها، مشددًا على تمسك حكومته بأهداف الحرب، وفي مقدمتها استعادة المختطفين، وتدمير قدرات حماس، وإزالة التهديدات التي تواجه الإسرائيليين. وأشار نتنياهو، في تصريحات له، إلى استعداد الجيش الإسرائيلي للعودة إلى أعلى مستويات القتال في أي لحظة، لافتًا إلى أن قواته تمكنت من تفكيك منظومات عسكرية بُنيت بدعم إيراني على مدى عقود. ووجه نتنياهو شكره للرئيس الأميركي دونالد ترامب على تزويد إسرائيل بأسلحة جديدة ونوعية، معتبرًا أن هذه الإمدادات سيكون لها أثر كبير في العمليات العسكرية الجارية. وفي سياق حديثه عن المختطفين، أوضح نتنياهو أن إسرائيل أعادت حتى الآن 192 مختطفًا منذ بداية الحرب، مشددًا على أن حكومته لن تتخلى عن استعادة جميع المختطفين بكل الوسائل الممكنة. كما أكد أن الشروط التي وضعتها إسرائيل لإنهاء الحرب واضحة، وأبرزها منع حماس من السيطرة على غزة مجددًا، مضيفًا أن القوات الإسرائيلية ستواصل عملياتها في الضفة الغربية، حيث تم إدخال دبابات للمرة الأولى منذ عقود. وجدد نتنياهو التأكيد على رفض إسرائيل السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي، مشيرًا إلى أن الجيش الإسرائيلي وجه ضربات واسعة لما وصفه بـ”محور الشر الإيراني”، وهو ما لاقى، بحسبه، دعمًا دوليًا. كما أعلن عن تخصيص ميزانيات كبيرة لتطوير قطاع الأسلحة الإسرائيلي بالتزامن مع تلقي شحنات الأسلحة الأميركية، مشيرًا إلى أنه كان قد أعلن في تشرين الأول الماضي أن إسرائيل ستغير وجه الشرق الأوسط، وهو ما يجري حاليًا، على حد قوله.

 

إسرائيل تزعم مهاجمة مواقع عسكرية لـ«الحزب» جنوباً!

جنوبية/23 شباط/2025

بالتزامن مع تشييع اميني عام حزب الله السيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين الذين اغتالتهم اسرائيل منذ ٥ اشهر ، نشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، اليوم الأحد، على حسابه عبر منصة “إكس”: “هاجم جيش الدفاع قبل قليل مباني عسكرية تحتوي على وسائل قتالية في منطقة جنوب لبنان، حيث تم رصد أنشطة لحزب الله المسلح داخلها”. واعتبر، ان “هذه الأنشطة التي ينفذها حزب الله خرقًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان”.

 

«ترهيب» مشيعي «السيدين» فوق المدينة الرياضية و14 غارة إسرائيلية من الجنوب إلى البقاع

حسين سعد/جنوبية/23 شباط/2025

إختارت إسرائيل يوم تشييع الامينين العامين لـ”حزب الله”، السيدين الشهيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين، في عمق بيروت، تكرار رسائلها الأمنية والسياسية تجاه لبنان. إلى جانب الغارات الحربية ال14، التي شنها الطيران الإسرائيلي على مناطق جنوب وشمال الليطاني، وصولاً إلى البقاع، ووصفتها إسرائيل أنها تأتي في إطار تطبيق إتفاق وقف إطلاق النار، سجل موقف جديد لرئيس حكومة العدو، الذي أكد أن قواته ستظل متمركزة في مواقع لبنانية مشرفة على عدد من المناطق الإسرائيلية، بإنتظار قيام الجيش والحكومة في لبنان تنفيذ التزاماتهما. تزامن الموقف الإسرائيلي القديم الجديد، مع إشارة أمين عام الحزب الشيخ نعيم قاسم، خلال تشييع الشهيدين نصرالله وصفي الدين، إلى إلتزام الحزب بإتفاق وقف إطلاق النار، الذي لم تلتزم به إسرائيل، مؤكداً أننا أمام احتلالٍ وعدوان. لا يمكن لإسرائيل أن تستمرّ فيه؛ لأنّ المقاومة موجودة وقويّة من حيث العدد والعدة والشعب. وأعادت الغارات الوهمية التي شنها الطيران الحربي الإسرائيلي، فوق مئات ألوف المحتشدين في بيروت، وذكر أنها طائرات كانت شاركت في عملية إغتيال السيد نصرالله قبل حوالي خمسة أشهر، أجواء الحرب والعدوان الإسرائيلي ودب الخوف، لا سيما وأنها ترافقت مع نشر الناطق الرسمي بأسم جيش الإحتلال مقطع فيديو، يظهر إستهداف مقر نصرالله ب 80 قنبلة ثقيلة. وكانت الغارات الإسرائيلية، شملت مناطق زبقين، القليلة – الشعيتية، معروب- دير قانون النهر، وأطراف الزرارية والبيسارية، في منطقة الزهراني، وجرود الهرمل، في البقاع الشمالي، وتلال الحفير في وادي بلدة بوداي، قرب مدينة بعلبك. وبعد تشييعه في بيروت اليوم إلى جانب السيد نصرالله، ينقل غداً إلى بلدة دير قانون النهر، في منطقة صور، جثمان أمين عام الحزب السيد هاشم صفي الدين، حيث يوارى الثرى ظهراً، في مرقد أعد خصيصاً ضمن باحة كبيرة تبلغ آلاف الأمتار.

 

بالأرقام: كم بلغ عدد الحاضرين في تشييع «السيدين»؟

مسعود السرعلي/جنوبية/23 شباط/2025

خلال تشييع السيد حسن نصرالله، الأمين العام الأسبق لحزب الله، والسيد هاشم صفي الدين، الأمين العام السابق، حضر عشرات آلاف الأشخاص لوداعهما في مدينة كميل شمعون الرياضية على طريق مطار بيروت – رفيق الحريري الدولي.  ومنذ بعد ظهر اليوم، تزداد التكهنات حول عدد المشاركين، لما يشكله العدد من سجال داخلي سياسي في لبنان. فماذا تقول الأرقام؟

أرقام غير صحيحة

1- بداية، نقل عدد من مناصري لحزب الله أن وكالة «فرانس برس» قدّرت عدد الحضور بـ1.5 مليون مشيّع، إلا أن الوكالة المذكورة لم تأتِ على ذكر هذا الرقم وفق بحث موقع «جنوبية»

2- معارضون لحزب الله، نشروا إحصائيات قدّرت العدد بـ200 ألف شخص. كذلك، إن هذا الرقم لم يصدر عن أي جهة أمنية رسمية أو مؤسسة إحصائية

3- الأرقام التي توزعت عبر مجموعات «واتس أب» قبل التشييع عن الواصلين إلى لبنان، والتي زعمت بين ما نشرته من إحصائيات أن 140 ألف شخص قدموا من العراق و106 آلاف من إيران وأرقام أخرى، هي غير دقيقة. مثلا، حسب مصدر في وزارة النقل العراقية لوكالة «اسوشييتد برس»، قدم 6000 شخص من العراق إلى بيروت. اكثر من ذلك، قدّر الباحث في «الدولية للمعلومات» محمد شمس الدين في حديث يوم السبت لقناة «الميادين» العدد الإجمالي القادم إلى لبنان بحوالى 30 إلى 35 ألف شخص، بعد أن تأكد وصول 13 ألف بحلول يوم الجمعة

ماذا تقول الأرقام الأخرى؟

1- قدّر مسؤول لبناني، تحدث شرط عدم الكشف عن هويته لوكالة «أسوشيتد برس» لأنه غير مخول له بالحديث إلى وسائل الإعلام، حجم الحشد بنحو 450 ألف شخص. وقال عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب علي فياض لـ«AP»: «هذا الحشد الضخم يؤكد أن حزب الله لا يزال الحزب الأكثر شعبية على المستوى اللبناني، ونتيجة لذلك فإن كل الحديث عن ضعف حزب الله أو تدهوره غير مناسب»

2- وكالة «أسوشييتد برس» التي نشرت خبر التشييع منذ الصباح، بدأته خبرا أوليا بأن عشرات الآلاف حضروا، ثم أصبح في خبر موسّع آخر «مئات الآلاف»

3- قدّر مصدر أمني لبناني عدد المشاركين، في حديث لوكالة «رويترز» الأحد، بـ«حوالى مليون شخص»، فيما قال مصدران في حزب الله لوكالة «فرانس برس» إن تقديرات عدد المشاركين تصل إلى «نحو 800 ألف» شخص

4- نقلت قناة «الميادين» عن منظمي التشييع أن العدد التقديري بلغ «مليون و400 ألف شخص»

أما الأرقام الأكيدة، تبقى رهن إحصاءات دقيقة للمساحات التي تواجد فيها الجماهير، لكن الأكيد أمران، أن الحشد اليوم كان ضخما، وأن الملعب فقط، الذي يتسع لـ78 ألف شخص (55 ألف في المدرجات و23 ألف كرسي على الأرضية) كان مليئا «بالكامل»، وفق ما أكد مراسلون لوكالة «فرانس برس».

 

تشييع «الأمينين» يدفن المقاومة وسلاحها.. لهذه الأسباب!

علي الأمين/جنوبية/23 شباط/2025

يسدل تشييع الأمينين العامين الشهيدين ل"حزب الله" السيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين، في رحاب المدينة الرياضية والضاحية الجنوبية، الستار عن حقبة إقليمية بمحورها وممانعتها ومقاومتها وسلاحها، لمصلحة مرحلة جديدة بمقاربتها و خياراتها وخطابها و إعادة تموضعها، بدأت تظهر مع "حزب الله"، منذ إتفاق إطلاق النار "المذل"، الذي تجلى اليوم أكثر فأكثر في الطلعات الحربية الإسرائيلية فوق رؤوس المشيعيين، ومن خلال نوعية الحشد وخطاب الخلف الشيخ نعيم قاسم، الذي أسقط عنه "أدبيات" المقاومة، وعمد الى تجييرها الى الدولة، مع الاحتفاظ ببعض عبارات رفع المعنويات، للتعويض عن تخلي إيران عنه.

في تشييع الأمينين العامين السابقين ل”حزب الله”، حشد الحزب وبدعم ايراني مادي ومعنوي، في تشييع حضره رسميا الرئيس نبيه بري ممثلا رئيس الجمهورية، والوزير محمد حيدر ممثلا رئيس الحكومة، فيما اقتصر التمثيل الرسمي الخارجي، على رئيس مجلس الشورى الايراني ووزير الخارجية الايراني.

ولعل ابرز ما يمكن قراءته في مشهد التشييع هو كالآتي:

١- غاب اي مسؤول في الحكومة العراقية او اي ممثل لرئيس الحكومة، مع غياب لافت لأي حضور لسوريا الأسد سواء بتمثيل ما، او رفع علمها حتى في خطاب نعيم قاسم، لم ترد على لسانه لا سوريا ولا سوريا الأسد، في سياق حديثه عن دول المحور او المقاومة، علما ان سوريا الأسد كانت ثابتة اساسية في خطاب السيد حسن نصرالله، التي قاتل “حزب الله” دفاعا عن نظامها، وسقط له فيها اكثر من عشرة الاف ضحية بين قتيل وجريح.

١_ الغالبية العظمى من الحشود، هي من المحازبين والمناصرين ل”حزب الله” مع حضور بارز لمناصري “حركة امل”، إضافة الى نحو ٣٠ الف قدموا من ايران والعراق ومن دول اخرى، وشارك فيه الآلاف من المخيمات الفلسطينية في لبنان، ومن النازحين السوريين.

٣- كلمة المرشد علي خامنئي هي التي القيت بالنيابة، فيما لم يتحدث خطيبا في الودائع، اي شخصية قيادية سواء كانت فلسطينية او عراقية او يمنية او حتى لبنانية او غيرهم، فكان التشييع في كلماته مغلق على امين عام الحزب نعيم قاسم ومرشد الحزب ووليه خامنئي.

٤- لم يغب عن المشهد الطائرات الحربية الاسرائيلية، التي استعرضت اجواء بيروت وفضاء التشييع، في رسالة لا تخلو من دلالة انها صاحبة المبادرة العسكرية، وقادرة ان تطال مواقع ل”حزب الله” كانت عرضة للاستهداف في الجنوب والبقاع بالتوازي مع مراسم التشييع، علما ان دولة قطر بحسب مصادر موثوقة، اخذت تعهدا من اسرائيل بعدم استهداف التشييع، وهذا ما ابلغه امير قطر الشيخ تميم بن حمد للمرشد، اثناء زيارته الاخيرة الى طهران.

٥- لم يأت الشيخ نعيم قاسم في كلمته على ذكر المقاومة العسكرية، بل ركز على وظيفة الدولة بانهاء الاحتلال، واشار الى ان وسائل المقاومة، تغيرت عما كانت عليه في المرحلة الماضية، وهو يشكل اقرارا بأن ما كان يعتمده “حزب الله” في السابق، لم يعد مفيدا او ممكنا. وهذا يؤكد في المقابل، ان اسرائيل انهت عسكريا فائض القوة، الذي كان “حزب الله” يهدد الداخل الاسرائيلي ومنشآته الحيوية، وسلم بعد نكران مديد، بأن التحرير هي مسؤولية الدولة.

٦- في مشهد التشييع الحزبي وكلمة المرشد وخطاب قاسم، ماينطوي على رسالة ايرانية هي الاهم اقليميا ودوليا، وهو حاجة ايران لوسائل ضغط، في مواجهة الضغوط الاميركية، المتصلة بالملف النووي والاسلحة الباليستية، ولو كانت وسائل الضغط صوتية، من خلال الحشد الشعبي في بيروت وتظهير مشهد قوة لها في لبنان، بعد خروجها من سوريا وضرب نفوذها العسكري على امتداد دول المحور. في الختام الحشد الحزبي والطاغي شيعيا، في تشييع الامينين العامين نصرالله وصفي الدين، يكشف عن تراجع جلي لرفض اللبنانيين عموما منهج “حزب الله” في مقاربة الازمات الوطنية، وان كان الشيخ قاسم يشير الى نهج او اسلوب جديدين، فان مشهد المدينة الرياضية ينطوي على انه تشييع لمرحلة مضت، كانت اضرارها اكثر من فوائدها على اللبنانيين، وان الشعبوية التي برزت في مقدمات الاعداد للتشييع، عكست في الجوهر، حال شلل تام، على المستوى العسكري والسياسي لدى الحزب، مع العدوانية الاسرائيلية المستمرة، ومع سقوط النظام السوري، واهتزاز قاعدته العراقية. وسوى ذلك من اهتزاز قوة الدعم الايراني، “حزب الله كان في وداع امينيه العامين، يدرك انه يودع مرحلة افلت، ليبدأ مرحلة جديدة ليس فيها اقله، بيان يصدر عن المقاومة الاسلامية في لبنان، فضلا عن الرد على ما يطاله من عدوان اسرائيلي.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 23 شباط 2025

وطنية/23 شباط/2025

مقدمة تلفزيون "المنار"

بينَ اعظمِ قادةٍ واشرفِ ناس، مشهدٌ وطنيٌ امميٌ تاريخي، لا يقوى عليهِ وصفٌ ولا شرحٌ ولا كلُّ معاجمِ الكلمات.. بعِمّتينِ جليلتينِ وارواحٍ تطوقُ شوقاً للقاء، مشت النعوشُ فوقَ القلوب، وحُفِظَت العهودُ بينَ الجفون، وسابقَ الدمعُ الكلمات، فطافَ بحرٌ بشريٌ في بيروتَ وضاحيتِها بلغَ اعاليَ تاريخِ لبنان ..

مشهدٌ لعزيزينِ سَجَدَت لهيبتِهما الايام، اجتمعَ على اسمَيهما المُحبّونَ من كلِّ جهاتِ الارض، فكان مشهداً مَهيباً رتّلتهُ الساعاتُ الثقالُ بكلِّ لغاتِ الارضِ والوانِها..

مشهدٌ فوقَ كلِّ تَعدادٍ او سجالٍ او خلافٍ او اختلاف، لم يَسبِق ان عاشَه وطنُنا الجريح، مَهّدَت له الارضُ وعانقتهُ السماء .. فكانَ لبنانُ الذي نُحِبُ ونحيا.. وطنَ الفداءِ والاوفياء..

حانت لحظةُ الوداع، حضرَ الحزنُ المؤجّلُ لاشهرٍ بينَ الضلوع، واستسلمَ الجمعُ الصبورُ لامرِ الله ، وظهرَ السيدُ وخليلُه بينَ الجموع، مستمعاً هذه المرةَ لا خطيباً بليغاً، قد اتمَّ جهادَه واَصدَقَ قِيلا..

واصطفَّ اهلُّ الحبِّ والوفاءِ الذين سابقوا شمسَ الصباحِ الى اللقاءِ فكانوا كعادتِهم فجرَ لبنان. لم يُعِقْهُم طقسٌ ولا تضليلٌ ولا توهين، ولا طائراتُ العدوِ الخائباتُ التي ما هَزَّت لهم جَفناً ولا حُبّاً لسيدِهم الابقى وقائدِهم الاسمى، وما هَمُّهُم وقد قَدَّمُوا كلَّ غالٍ ونفيسٍ واَتَوا ليَرفعوا الى السماءِ اغلى عزيز..

مشهدٌ من عزِّ لبنانَ صنَعَهُ اهلُ المقاومةِ من جديدٍ ومعهم جمعُ المحبينَ الذين اتَوا عارفينَ بحقيقةِ القائدِ الامميِّ وصَفيِّهِ الهاشمي، وسَمِعوا معَ السامعينَ قولَ الشيخِ الامين، الذي جددَ العهدَ وحَفِظَ النهج، وتلا على مَسمعِ الوطنِ والعالمِ ثابتةَ الجُموعِ بأنَ المقاومةَ خِيارٌ ايمانيٌ سياسيٌ لن نتخلى عنه ما دامَ هناك تهديدٌ او احتلال، وحقٌّ نؤدِّيهِ بالتوقيتِ الذي نراهُ مناسباً والطريقةِ التي نراها ملائمة، فلا تُفسِّروا صبرَنا واولوياتِنا خطأً كما قالَ الامينُ العامُّ لحزبِ الله سماحةُ الشيخ نعيم قاسم على مسمعِ الحاضرين. فبقاءُ العدوِ على ارضِنا احتلالٌ وكلُّ تطاولٍ عدوان، ولن نتخلى عن دعمِ الحقِ الفلسطينيِّ ولا عن الشراكةِ في بناءِ الدولةِ اللبنانيةِ القويةِ العادلة، وما لم يأخُذْهُ العدوُ الصهيونيُ وسيدُه الاميركيُ بالحرب، لن يَأخذوهُ بالسياسة، حسم الشيخ الامين.

مقدمة تلفزيون "أل بي سي"

إنها اللحظة الأقسى, تلك الفاصلة بين الحياة والموت, عندما وصل الأمين العام لحزب الله الشهيد السيد حسن نصر الله، ومعه الشهيد السيد هاشم صفي الدين في نعشين أمام حشود ضخمة، لتبدأ لحظةُ الوداع. 

ليس المهمُ تعدادَ حضور التشييع، بل فهمُ مضامينِه، وهي تكاد تكون اثنتان:

الأولى مرتبطة بالحشد، وما أراد حزب الله ايصالَه من أن الحرب التي شنتها اسرائيل ضده لم تقض على مناصريه, وأن كل محاولة لمحاصرته صعبٌ تمريرها. أما الثانية والأهم, فهي في السياسة وفي ما أرسله الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم من رسائل.

فمن الطبيعي أن يتحدث الشيخ قاسم أمام الحشود عن المقاومة ووجودِها عددا وعدةً وشعبا، وعن نصرها الحتمي، لكنَّ الأهمَ في ما قاله هو التأكيدُ على متابعة حزب الله تحرك الدولة دبلوماسياً لطرد الاحتلال لنبني بعد ذلك على النتائج ونناقش لاحقا استفادة لبنان من قوته عند مناقشة الاستراتيجية الدفاعية، اضافة الى التأكيد على قرار مشاركة حزب الله في بناء الدولة تحت سقف اتفاق الطائف، اعادة الاعمار بالتزام سياسي واضح، واقرار خطة الانقاذ والنهوض الاقتصادية في أسرع وقت ممكن.

الرسالةُ من النقاط الأربعة التي حددها الشيخ قاسم, الذي لم يأت على ذكر كلمة السلاح ولو مرة في خطاب الوداع، تركت الباب مفتوحا لمحادثات جدية تعيد ادخال حزب الله الى كنف دولة متكاملة المعالم.

رسائل الحزب تمحورت اذا حول الدولة، في وقت كان رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون يؤكد أمام الوفد الرسمي الايراني الذي شارك في التشييع وأعلن أن "ايران تدعم أيَ قرار يتخذه لبنان بعيدا عن أي تدخل اجنبي"، أن حريةَ أي بلد واستقلاليتَه ووحدتَه لا تتجزأ، وأن لبنان تعبَ من حروب الآخرين على أرضه، قائلا: "أوافقكُم الرأي بعدم تدخل الدول في الشؤون الداخلية للدول الاخرى".

في الثالث والعشرين من شباط، يوم الوداع، رسائل بالجملة اذا، دخلت على خطها إسرائيل عندما حلقت على علو منخفض فوق بيروت ونقاط التشييع، لتسمع صراخ الحاضرين: "انا على العهد يا نصر الله".

مقدمة تلفزيون "أم تي في"

خلف نعشين لأمينين عامين سابقين سار جمهور حزب الله. فبعد حوالى خمسة اشهر على اغتيال حسن نصر الله وهاشم صفي الدين تقرر التشييع اليوم. ولأن السيد حسن نصر الله تسلم قيادة الحزب اكثر من 32 عاما، فان التشييع لم يكن تشييعا لرجل فقط، بل بدا تشييعا لمرحلة تاريخية كاملة. في الشكل، المشهد كان متوقعا بشكل أو بآخر. اي ان العدد لم يتجاوز سقف التوقعات وبالتالي لم يكن مليونيا كما روج البعض, فالجميع يعرف ان الحزب يملك قاعدة جماهيرية كبيرة، يستطيع تحريكها متى شاء. لكن اللافت ان التمثيل السياسي كان ضعيفا. حتى ان حلفاء سابقين للحزب آثروا النأي بانفسهم عن مراسم التشييع، فيما بدا تمثيل بعض القوى السياسية والاحزاب وكأنه لرفع العتب لا اكثر ولا اقل. اما الوفود التي قيل إنها ستأتي من كل العالم للمشاركة في التشييع فلم يظهر منها الا وفود من ايران والعراق واليمن و من فلسطين.

مقابل الحضور الرسمي والشعبي لحزب الله على الارض فان اسرائيل حضرت في الجو على مراحل ، ان فوق مدينة كميل شمعون الرياضية او فوق الضاحية, ووفق وزير الدفاع الاسرائيلي فان القصد من ذلك نقل رسالة واضحة بأن من يهدد بتدمير اسرائيل ويهاجمها هكذا ستكون نهايته, كما حضرت اسرائيل بقوة من خلال غارات على الجنوب والبقاع. لكن بمعزل عن التصعيد الاسرائيلي قولا وفعلا ، فان خطاب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم جاء محملا بالايجابيات. صحيح ان النبرة الخطابية طغت ، وان كلمة قاسم تضمنت شعارات شعبوية ومبالغات حماسية وذلك للتأثير في الجماهير.. وصحيح ايضا ان قاسم جدد البيعة بشكل او بآخر للولي الفقيه علي خامنئي.. لكن الصحيح ايضا ان قاسم تحدث عن استمرار المقاومة ولم يتحدث عن الاحتفاظ بالسلاح، بل ربط الامر بوجود استراتيجية دفاعية للبنان. والاهم ان قاسم قال إن لبنانَ وطنٌ نهائي لجميع ابنائه، وإن حزب الله من ابنائه . وانطلاقا من هذه المسلمة اعلن قاسم ان الحزب سيسشارك في بناء الدولة القوية وذلك تحت سقف الطائف، وان الحزب حريص ايضا على الوحدة الوطنية والسلم الاهلي. لذلك ختم كلمته، في الشق السياسي منها ، بأنه في البلد لا يوجد لا رابح ولا خاسر وان على الجميع التنافس لخير البلد. فهل يكون الثالث والعشرون يوما تأسيسيا بالنسبة الى حزب الله، بحيث يطوي فيها صفحة أليمة اثرت على علاقته بمعظم اللبنانيين وبالمجتمعَين العربي والدولي؟ وهل نحن امام حزب بخيارات وتوجهات جديدة وتكتيكات مختلفة؟ الإجابة للأيام المقبلة.

مقدمة تلفزيون "أن بي أن"

هو يوم الوداع الكبير... حضروا...في عيونهم غَـيمٌ كثيف يُـمطِـرُ على الخدود وفي صدورهم كلماتٌ ذابلة لأنها لم تُسٍقَ بماء البَـوْح قبل الوداع...

برودةُ الطقس لم تحجُبْ حرارةَ القلوب...في بيروت ليس كل مغيب غروب...

عربدة الطيران الحربي الإسرائيلي في سماء المراسم لم يرفّ له جفن من جفون المشيعين على الأرض. كما أن هديلَ الحَـمام لا يعني السلام وكما أن العَزاءَ ليس خاتِـمةَ الأحزان كذلك فانَّ الصمتَ في حضرة الإستشهاد لا يعني انحسارَ الصوت الذي سيَبقى يَصْدَحُ بنَبرة حرة أبية في صحراءِ ظلم كلِّ طاغوت: هيهات منا الذلة.

طُوفانٌ بشري شهدته العاصمة في يوم تشييع الأمينين العامين لحزب الله السيدين الشهيدين حسن نصر الله وهاشم صفي الدين

وهناك وقف رئيس مجلس النواب نبيه بري ولسانُ حالِه للسيد نصرالله: ثلاثةٌ وثلاثون من العُمرِ سويّاً...انتَ منا ونحن منك ولم يَحُلْ بينَنا أثقالُ جبال...

الرئيس بري حضر بالأصالة عن نفسه وممثلاً أيضاً رئيس الجمهورية جوزاف عون فيما تمثل رئيس الحكومة نواف سلام بوزير العمل محمد حيدر.

أما الحشود الشعبية فجمعت المدّين الأصفر والأخضر وفجرت حزنها المؤجّل مشاركة كثيفة وزحفاً في كل جهات لبنان... من الجنوب والبقاع والشمال والجبل ومن العاصمة وضاحيتها الجنوبية.

وقد ضاقت بالحشود الطرقات والساحات والمساحات داخلّ مدينة كميل شمعون الرياضية وخارجها. وأحيطت فعاليات التشييع الضخم بإجراءات مشددة اتخذها الجيش اللبناني والقوى الأمنية على الأرض شاركت فيها طائرات مسيّرة.

أما العدو الإسرائيلي الذي لا يقيم وزناً لحرمة الموت فقد مارس بائساً سياسة التشويش والترهيب للحؤول دون المشاركة الواسعة في تشييع السيدين نصرالله وصفي الدين. وفي هذا السياق أرسل طيرانه  محلّقاً  على علو منخفض في سماء العاصمة والضاحية الجنوبية فيما  كانت مناطق في الجنوب والبقاع وجرود الهرمل أهدافاً لغارات معادية.

وخلال التشييع أكد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن المقاومة باقية واشار إلى أن عدم انسحاب العدو الإسرائيلي من المواقع الحدودية الخمسة هو احتلال وقال إننا سنمارس المقاومة بالأساليب والتوقيت بما ينسجم مع المرحلة.

مقدمة تلفزيون "أو تي في"

هو اليوم الاكثر حزناً بالنسبة للمقاومة وبيئة المقاومة خصوصاً، وللبنانيين عموماً. أحبوا السيد حتى كذَبوا الموت وما صدقوا خبر استشهادِه.

التزموا معه ، فضحوا بالغالي والنفيس: شهداء وجرحى ومهجرين. هم الذين اعتادوا المجيء للاستماع الى خطاباته ونبرته ، أتوا اليوم ليلقوا على نعشه نظرة الوداع الاخيرة.

اليوم ودّع هذا الجمهور العريض قائدَه. بدموعهم من عيون مطفأة ودّعوه. بقبضات مع اصابع مبتورة جراء انفجارات البايجر ، ودعوه. بصيحات الروح ودعوه. بأطفالهم، بنسائهم ، برجالهم، وبشيوخهم ، ودعوه ، مؤكدين البقاء على العهد!

أحببت السيد نصرالله ام لا، وافقت على ادائه ام لا ، لكن لا احد يمكنه ان ينكر استثنائية الرجل ولا احد يستطيع ان يقفز فوق حجم الفراغ الذي تركه السيد الشهيد بغيابه.

ولكن الى جانب هذا المشهد العاطفي الوجداني الذي يعجز عنه كل ُ لسان لا بد للسياسة من ان تحضر… فأين سيكون حزب الله بعد هذا اليوم؟ هل ينجح برسم فصل جديد من الفصول ام تبدأ مرحلة جديدة له مختلفة كلياً عن السابق؟ كيف ستكون شبكة علاقاته الداخلية والخارجية؟ واين سيتموضع؟ والاهم ما مصير السلاح؟

مقدمة تلفزيون "الجديد"

موجُ الناس لم يَأبهْ لعدّادِه وارقامِه فعلى ارتفاعِ شعبٍ أَحبَّ السيد.. شاركَ السادة الحضور، وشكّلوا سلسلةً بشريةً وفيّة وَدّعت الأمينين العامين ل‍حزبِ الله السيدين الشهيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين. فاضتِ الجموعُ عن مدينةِ كميل شمعون الرياضية وحَلّقت في الشوارعِ والمَساربِ المحيطة، ولَفّت النعشين من قُربٍ وبُعد، ولامست لحظةَ المصير ويقينِ الاستشهاد. وفي الدقيقة التي رُفِعَ فيها نعشُ السيد نصرالله تَعلوه عِمامتُه.. انطلقَ سَيلانُ العيون، والذي جاءَ متأخراً خمسةَ اشهرٍ عن لحظةِ الاغتيال.

كان أحداً لا يُشبهُ الآحاد.. عَقد فيه المُناخُ صفقةً معَ التشييع فأَعارهُ شمساً للمناسبة.. وتّكفلت حرارةُ الناس بإلغاءِ برودةِ الطقس وتعطيلِ مفاعيلِها لساعات نَجحتِ المقاومةُ والشعبُ والجيش في تأمينِ مراسِمَ جاءت بتنظيمٍ عالٍ وحشودٍ قالت إنها شهود انضباطٌ لأكبرٍ تجمّعٍ من نوعِه.. وتنظيمٌ لم تَخرُقْة ايٌ من حوادثِ الشغب.. وجيشٌ معَ قُوى امنية طَوقّت كلَ المداخل وحَلّقت أسرابُها في السماء وحدّهُ العدوُ الاسرائيلي خرقَ التشييعَ بطائراتٍ حربية لامستِ المدرّجات، وفَعَلها على مرتين اثنتين كانَ الهدفَ إرهابُ الحاضرين الذين نَظروا الى الاسرابِ المعادية بعزيمةِ البقاء وتابعوا مَسارَ حزنِهم دونَ حتى الصلاة على الجثمانين ولمّا لم تنفعُ محاولةُ الارهابِ الاسرائيلية أَقدمَ جيشُ العدو على نشرِ مقاطعَ مصوّرة قال إنها للحظةِ اغتيالِ نصرالله ومعَه قائدُ جبهةِ الجنوب علي كركي وقادةٌ آخرون داخلَ مَقرِ القيادة التابعِ لحزبِ الله وهي المشاهدُ التي احتَفظ بها العدو خمسةَ اشهر، لكنه نَفّذ بها اليوم غارةً وهميةً على المشيعين من حضورٍ شعبيٍ ورسمي. إذ حَضرَ رئيسُ مجلسِ النواب نبيه بري بصفةٍ شخصية وممثِلاً رئيسَ الجمهورية العماد جوزيف عون، فيما مَثّل وزيرُ العمل محمد حيدر رئيسَ الحكومة نواف سلام, اضافةً الى مشاركةِ رئيسِ مجلسِ الشُورى الإيراني محمد باقر قاليباف ووزيرِ الخارجية عباس عراقجي.

وابتعدت عائلةُ السيد نصرالله عن الخطوطِ الامامية, فجَلست زوجتُه وابنتُه معَ النساء على المدرّجات. وبعدَ نهارٍ كانَ موصولاً بليلٍ طويل، ووُري الشهيد حسن نصرالله الثرى في ريفِ ضاحيتِه الجنوبية. خَرجَ نصرالله اليوم الى المَرقدِ الاخير، سيرتاحُ فيه جسداً وتطوفُ روحُه قائداً هَزم مرةً اسرائيل ووَقف مرابضاً مقاوماً ثم شهيداً لاجلِ فِلسطين، لاحقه عدُوه حتى يوم وداعه واشرف على النظرة الاخيرة، لكنه وجد ان خلف نصرالله شعبا امينا على العهد وهو نفسُه الشعب الذي سيكون امينا على عهد بدأه لبنان ..وقوامُه الدولة.

 

العجوز لقاليباف : عهد الوصاية انتهى لن نسمح لكم التدخل في شؤوننا

وطنية/23 شباط/2025

 علق رئيس "حركة الناصريين الأحرار" زياد العجوز على تصريحات رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف خلال زياراته للمسؤولين اللبنانيين ، وقال: "لن نسمح لكم ولحرسكم الثوري التدخل في شؤوننا بعد اليوم". وتابع: "كفانا ما تحملناه من خراب ودمار وفوضى بسببكم وبسبب أجندتكم وبسبب فرض سطوتكم علينا عبر أذرعكم الميليشياوية... كفى إعتبار أنفسكم بأنكم الحاكم بأمرنا".

 

 تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

البيت الأبيض يدعم قرار إسرائيل تأجيل الإفراج عن 600 سجين فلسطيني

واشنطن/الشرق الأوسط/23 شباط/2025

قال البيت الأبيض في بيان اليوم الأحد إنه يؤيد قرار إسرائيل تأجيل إطلاق سراح 600 سجين فلسطيني مشيرا إلى «المعاملة الوحشية» التي يتعرض لها الرهائن الإسرائيليون من حماس. وجاء في بيان للمتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي بريان هيوز إن تأجيل إطلاق سراح السجناء هو «رد مناسب» على معاملة الحركة الفلسطينية المسلحة للرهائن. وأضاف أن الرئيس دونالد ترمب مستعد لدعم إسرائيل في «أي مسار تختاره في ما يتعلق بحماس».

 

الجيش الإسرائيلي لـ«بقاء طويل» في الضفة... وكاتس يعلن «إجلاء» 40 ألف فلسطيني من 3 مخيمات ونشر وحدة دبابات في جنين لأول مرة منذ 20 عاماً

تل أبيب/الشرق الأوسط/23 شباط/2025

قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم (الأحد)، إن أوامر صدرت للجيش بالاستعداد لـ«بقاء طويل» في مناطق من الضفة الغربية المحتلة، وسط تصعيد العمليات ضد الفصائل الفلسطينية المسلحة. ووفقاً لـ«رويترز» أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أوامر للجيش بتنفيذ عملية «مكثفة» في الضفة الغربية في أعقاب انفجارات في حافلات بالقرب من تل أبيب، يوم الخميس، وصفها مكتب نتنياهو بأنها «محاولة لشن هجوم جماعي». ولم ترد أنباء عن سقوط قتلى أو جرحى. وينفِّذ الجيش الإسرائيلي عمليةً عسكريةً واسعة النطاق في الضفة الغربية منذ شهر، ويقول إنها «تستهدف المسلحين». وقال كاتس، في بيان اليوم، إنه أصدر أوامر للقوات بتوسيع العمليات في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في جنين وطولكرم ونور شمس بشمال الضفة الغربية؛ من أجل تفكيك البنية التحتية للمسلحين. وأضاف كاتس: «حتى الآن، تم إجلاء 40 ألف فلسطيني من مخيمات اللاجئين في جنين وطولكرم ونور شمس التي أصبحت الآن خالية من السكان»، مشيراً إلى أنه أمر القوات «بالاستعداد للبقاء في المخيمات التي تم إخلاؤها طوال العام، وعدم السماح للسكان بالعودة وعودة الإرهاب من جديد». وذكر الجيش، في بيان، أنه سيتم نشر دبابات في جنين في إطار العملية، وهي أول مرة تنشر فيها إسرائيل دبابات في الجزء الشمالي من الضفة الغربية المحتلة منذ أكثر من 20 عاماً. ومن جانبه، ندَّد نبيل أبو ردينة، المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بالقرار الإسرائيلي بنشر دبابات في شمال الضفة الغربية. وقال أبو ردينة: «هذا تصعيد إسرائيلي خطير لن يؤدي إلى استقرار أو تهدئة، ونحن نحذِّر من هذا التصعيد الخطير». وقال كاتس، في بيانه، إنه تم إخطار وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)؛ لوقف أنشطتها في المخيمات. ولم يتسنَّ بعد الوصول إلى الوكالة للتعليق. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن تفجيرات الحافلات قرب تل أبيب، التي جاءت وسط وقف إطلاق نار هش في غزة بين حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وإسرائيل بعد حرب استمرت نحو 16 شهراً. ولا يزال وقف إطلاق النار في غزة صامداً منذ دخوله حيز التنفيذ في 19 يناير (كانون الثاني) على الرغم من الاتهامات المتبادلة بين إسرائيل و«حماس» بارتكاب انتهاكات. في وقت سابق من اليوم، أعلن الجيش الإسرائيلي توسيع عملياته في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك نشر وحدة دبابات في مدينة جنين. وأفاد الجيش، في بيان، بأن قواته «تواصل مع جهاز الأمن الداخلي، وحرس الحدود، عمليات مكافحة الإرهاب في شمال السامرة (الضفة الغربية)، وتوسِّع أنشطتها الهجومية في المنطقة»، مشيراً إلى أن «وحدة دبابات ستعمل في جنين كجزء من الجهد الهجومي». وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، في وقت سابق، هذا الشهر، إن العمليات الإسرائيلية تسببت في تهجير ما لا يقل عن 40 ألف فلسطيني من شمال الضفة الغربية. وزار رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يوم الجمعة، مخيم طولكرم في الضفة الغربية. وقال إنه أَمَرَ الجيش بتنفيذ عمليات إضافية «لمكافحة الإرهاب» في الضفة، بعد انفجار عبوات ناسفة في حافلات بإسرائيل. وقالت الشرطة الإسرائيلية، الخميس، إن 3 عبوات ناسفة انفجرت بشكل متزامن في حافلات فارغة بـ3 مواقع في مدينة بات يام بوسط إسرائيل، بينما تم إبطال مفعول عدد آخر.

 

الجيش الإسرائيلي يعلن "رفع مستوى الاستعداد حول غزة"

وطنية/23 شباط/2025

أعلن الجيش الإسرائيلي الأحد رفع مستوى "الاستعداد العملياتي" حول غزة، بعدما قال رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو إن بلاده جاهزة لاستئناف القتال ضد حماس "بأي لحظة"، بحسب فرنس بريس".

وقال الجيش في بيان: "بعد تقييم للوضع، تقرر رفع الاستعداد العملياتي في المنطقة المحيطة بقطاع غزة".

 

نتنياهو يطالب بالضغط على "حماس" للافراج على عدد كبير من الرهائن

وطنية/23 شباط/2025

طالب رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ، بالضغط على حركة "حماس "من أجل الإفراج عن عدد أكبر من الرهائن الأحياء في المرحلة الأولى من صفقة غزة، التي أوقفت الحرب في القطاع.

وقال بيان لمكتب نتنياهو إن "رئيس الوزراء أكد أن هناك حاجة إلى ممارسة ضغوط كبيرة على حماس من أجل الإفراج (عن عدد كبير)، لأن حماس طالبت بالإفراج عن عدد محدود من الأسرى الأحياء في الاتفاق الحالي، بينما أصر رئيس الوزراء على زيادة عدد الرهائن الأحياء"، بحسب ما اوردت "سكاي نيوز عربية ".

 

حماس: لن نجري محادثات إلا بعد إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين

وطنية/الشرق الأوسط/23 شباط/2025

قال قيادي في "حماس" مساءاليوم، إن الحركة لن تجري محادثات مع إسرائيل من خلال وسطاء بشأن أي خطوات أخرى في اتفاق وقف إطلاق النار ما لم تطلق سراح سجناء فلسطينيين مثلما هو متفق عليه. وأوضح القيادي باسم نعيم لـ"رويترز": "لن يكون هناك أي حديث مع العدو عبر الوسطاء في أي خطوة قبل الإفراج عن الأسرى المتفق على إطلاق سراحهم مقابل الأسرى الإسرائيليين الستة".

 

نتنياهو يطالب بجعل جنوب سوريا «منزوع السلاح بالكامل»... ومستعد لاستئناف القتال في غزة

القدس/الشرق الأوسط/23 شباط/2025

طالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم (الأحد)، بجعل «جنوب سوريا منزوع السلاح بالكامل». مؤكداً أن الدولة العبرية لن تسمح لقوات الإدارة الجديدة بالانتشار جنوب العاصمة دمشق. ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، أكد نتنياهو في خطاب ألقاه أمام دفعة جديدة من الضباط في حولون جنوب تل أبيب: «لن نسمح لقوات تنظيم (هيئة تحرير الشام) أو للجيش السوري الجديد بدخول المنطقة جنوب دمشق». وتابع قائلاً: «نطالب بنزع السلاح الكامل في الجنوب السوري». يذكر أنه مع سقوط بشار الأسد في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أرسلت إسرائيل قوات إلى المنطقة العازلة منزوعة السلاح في الجولان جنوب غربي سوريا عند تخوم الهضبة التي احتلتها إسرائيل في عام 1967 وضمتها في 1981. وقال نتنياهو إن القوات الإسرائيلية «ستبقى في منطقة جبل حرمون ومحيطها لفترة غير محددة زمنياً لحماية بلداتنا ومواجهة أي تهديد». وشنت إسرائيل منذ سقوط بشار الأسد مئات الضربات على المواقع العسكرية للحكم السابق في سوريا، مؤكدة أنها تريد منع أن تسقط الترسانة في أيدي قوات الإدارة الجديدة. وخلال الحرب السورية التي اندلعت في 2011، شنت إسرائيل مئات الضربات استهدفت مواقع للجيش السوري وحلفائه، ولا سيما «حزب الله» اللبناني وإيران. استئناف القتال بغزة «في أي لحظة» وفي سياق متصل، قال نتنياهو إن إسرائيل مستعدة لاستئناف القتال في قطاع غزة «في أي لحظة»، متعهداً تحقيق أهداف الحرب «سواء عبر المفاوضات أو بوسائل أخرى». وأضاف نتنياهو في مراسم تخريج ضباط في حولون: «نحن مستعدون لاستئناف القتال المكثف في أي لحظة، خططنا العملانية جاهزة». وتابع: «في غزة، قضينا على معظم قوات (حماس) المنظمة، لكن لا شك في أننا سننجز أهداف الحرب بالكامل، سواء عبر المفاوضات أو بوسائل أخرى». ودخلت الهدنة حيز التنفيذ في 19 يناير (كانون الثاني) بعد أكثر من 15 شهراً على بدء الحرب التي اندلعت إثر هجوم حركة «حماس» الفلسطينية على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023. من المقرر أن تنتهي في الأول من مارس (آذار) المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الذي ينص على ثلاث مراحل تؤدي إلى وقف نهائي للحرب. والسبت، أطلقت «حماس» سراح 6 رهائن كما كان مخططاً له، فيما كان من المفترض أن تفرج إسرائيل عن أكثر من 600 معتقل فلسطيني في الجولة السابعة من التبادل بموجب اتفاق الهدنة. لكن إسرائيل قررت تأجيل إطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين حتى يتم ضمان إطلاق سراح الرهائن «من دون مراسم مهينة»، بحسب ما أعلن نتنياهو، مساء السبت.

 

نتنياهو: جاهزون لاستئناف القتال في غزة "بأي لحظة"

وطنية/23 شباط/2025

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، إن إسرائيل مستعدة لاستئناف القتال في قطاع غزة "في أي لحظة"، متعهدا بتحقيق أهداف الحرب "سواء عبر المفاوضات أو بوسائل أخرى"، وفق "سكاي نيوز عربية". وأضاف نتنياهو في مراسم تخريج ضباط في منطقة تل أبيب: "نحن مستعدون لاستئناف القتال المكثف في أي لحظة. في غزة، قضينا على معظم قوات حماس المنظمة، لكن لا شك في أننا سننجز أهداف الحرب بالكامل، سواء عبر المفاوضات أو بوسائل أخرى". وطالب نتنياهو بإفراغ جنوب سوريا من قوات النظام الجديد، مشددا على أنه لن يتسامح مع تهديد الطائفة الدرزية.

وقال إن تل أبيب لن تسمح لقوات النظام السوري الجديد بالانتشار جنوب مدينة دمشق.

 

دعوات إيرانية لتبني مقاربة جديدة للتفاوض مع ترمب

والتز: الضغط على طهران سيستمر لعرقلة أنشطتها في المنطقة

لندن - طهران/الشرق الأوسط/23 شباط/2025

دعت صحيفة إيرانية مقربة من حكومة الرئيس مسعود بزشكيان، إلى تبني مقاربة جديدة للتفاوض مع الولايات المتحدة، مستندةً إلى «تشجيع» عدد من الدول العربية وعروض الوساطة لذلك، بالإضافة إلى تغيير لهجة المسؤولين الأميركيين، بمن فيهم الرئيس دونالد ترمب، مفسرةً هذه التطورات بأنها «مؤشر» على تهدئة الأجواء بين طهران وواشنطن. جاء ذلك في وقت أكد فيه مستشار الأمن القومي الأميركي، مايك والتز، فاعلية استراتيجية «الضغط القصوى» التي تتبعها الإدارة الأميركية تجاه إيران، مشيراً إلى استمرار هذه السياسة في عرقلة الأنشطة الإيرانية المقلقة، بما في ذلك برنامجها النووي ودعمها «الوكلاء» في المنطقة.

وطالبت صحيفة «جمهوري إسلامي» المحسوبة على المعتدلين في إيران، بضرورة دراسة مبادرات الوساطة التي تلقتها طهران من دول مجاورة، للدخول في مفاوضات مع الولايات المتحدة، لكنها شددت في الوقت نفسه على «عدم ضرورة أن تلعب الدول الوسطية دوراً في مراحل التفاوض».

وقالت: «يمكن أن تكون المفاوضات المباشرة أكثر فائدة من نواحٍ عديدة، وإيران لديها القدرة العالية على الدفاع عن مصالحها الوطنية وتأمين حقوق شعبها بفضل منطقها القوي وخبراتها وقدراتها الذاتية». وقالت: «يجب استغلال هذه الفرصة للتفاوض من موقع القوة، كما حدث في مفاوضات سابقة حيث لم تخسر إيران بل حققت مكاسب كبيرة». وأشارت إلى أن إيران «تمتلك تجربة ناجحة» في التفاوض مع حكومات مختلفة، مثل مفاوضاتها مع الرئيس العراقي السابق صدام حسين في نهاية حرب الثمانينات. وقالت: «تجب الاستفادة من هذه التجارب في التفاوض مع دول أخرى، مع تأكيد حظر التفاوض مع الكيان الصهيوني لعدم شرعيته». ورأت الصحيفة أنه «بعد التطورات الأخيرة في سوريا، يظهر الوضع الإقليمي أكثر تعقيداً مما يبدو. هناك منافسة حادة بين الدول الفاعلة حول مستقبل سوريا، مع استبعاد إيران من هذه المنافسة. لذا، حان الوقت لتعزيز دورنا الإقليمي لضمان حماية مصالحنا الوطنية وأمن المنطقة». وأضافت: «حان الوقت لأن تركز الحكومات على الشؤون الداخلية، حيث أدى التركيز على القضايا الخارجية إلى إهمال تحسين الوضع المعيشي للمواطنين». وقالت أيضاً إن «قوة النظام تأتِ من داخله، عبر تلبية احتياجات الشعب وضمان حقوقه. القوة الدفاعية تكون فعّالة فقط إذا كانت مدعومة بثقة الشعب. لذا، يجب أن تكون الأولوية لتحسين معيشة المواطنين، مما يعزز قوة النظام وشرعيته».

 

3 سنوات على الحرب: حصيلة روسية وأوكرانية... ومخاوف أوروبية

عودة ترمب قرَّبت بوتين من إعلان النصر... وزيلينسكي يحتاج «معجزة»

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط/23 شباط/2025

قبل شهرين فقط لم يكن من الممكن تخيُّل أن تستقبل روسيا العام الرابع للحرب على أوكرانيا، وهي تستعد لتجهيز خطاب النصر كما يتردد في أروقة السياسة والاعلام. كان المشهد مختلفاً قبل شهرين. فالعمليات العسكرية في عامها الثالث تحوَّلت إلى حرب استنزاف واسعة النطاق لقدرات الطرفين، وخرائط خطوط التماس جامدة، برغم اختراقات وقعت على طرفيها. وفي مقابل تقدم موسكو في بعض بلدات دونيتسك ولوغانسك، اخترقت أوكرانيا التحصينات الروسية وباتت تسيطر منذ الصيف الماضي على مئات الكيلومترات داخل أراضي روسيا. لكن تلك «النجاحات» الميدانية لم تنجح في رسم ملامح خرائط نفوذ جديدة، ولا في تحويل موازين القوى لصالح أي طرف. وبدا أن الحرب وصلت إلى مرحلة من الجمود في ظل غياب أي رؤية سياسية للتسوية تلبي شروط ومصالح الطرفين. كان الاستعصاء العسكري والجمود السياسي عنوان المشهد في أوكرانيا، قبل أن يدخل الرئيس دونالد ترمب البيت الأبيض تسبقه وعود وصفت بأنها «خيالية» حول قدرته على إنهاء الحرب في 24 ساعة. حتى روسيا التي رحبت بعودة الرئيس الجمهوري، بدت في البداية حذرة للغاية، وربطت إعلان أي موقف رسمي بترقب «الخطوات الأولى لترمب». لكن خطوات الرئيس الأميركي السريعة والصاخبة، أثارت دهشة كبيرة، حتى لدى الرئيس فلاديمير بوتين نفسه، الذي لم يكن يتوقع حجم «اندفاعة» ترمب نحو موسكو. قبل شهرين فقط، قال خبير مقرب من الكرملين إن ترمب لن يكون قادراً على تخطي «الدولة العميقة» وقلب موازين السياسات. اتضح بعد مرور أسابيع فقط أنه فعل ذلك.

حصاد السنوات الثلاث

لا شك أن حرب السنوات الثلاث، وفقاً للتعريف الذي بات يتردد لدى بعض الأوساط الروسية، ويشي بقناعة بأن المواجهة العسكرية سوف تضع أوزارها قريباً، أحدثت تغييرات عميقة لن تنجح روسيا وأوكرانيا في تجاوزها سريعاً مهما كانت سيناريوهات نهايتها. في روسيا، كانت التوقعات في الأسابيع الأولى للحرب بأنها ستكون عملية خاطفة تنتهي سريعاً بدخول أرتال الدبابات كييف، مثلما حدث في 2008 عندما سيطرت موسكو في خمسة أيام على تبليسي عاصمة جورجيا. وفرضت عبر اتفاق بوساطة فرنسية وألمانية سلاماً يناسب مصالحها.

حصاد روسيا

لكن سرعان ما اتضح أن «العملية العسكرية الخاصة»، وفقاً للتسمية الرسمية، تحولت إلى حرب شاملة لم تخض مثلها البلاد منذ الحرب العالمية، فرضت تغييرات واسعة في كل مناحي الحياة في روسيا. وصحيح أن اقتصاد البلاد لم يتداعَ بقوة كما توقعت رزم العقوبات غير المسبوقة بحجمها في التاريخ، لكنه شهدت تحولات كبرى، أعادته إلى ما يشبه اقتصاد الاتحاد السوفياتي مع فارق في غياب القدرات الصناعية الهائلة للدولة العظمى في السابق، والذي تم تعويضه بالاعتماد على شركاء مثل الصين والهند وباكستان وكوريا الشمالية وإيران. عموماً، برغم الصعوبات المعيشية والاقتصادية، وفرت العقوبات الغربية فرصة ثمينة للانكفاء على الداخل. وتشجيع الاستثمارات المحلية. وتطوير قطاعات مهمة بشكل ذاتي مثل القطاع الزراعي والقطاع الطبي. وفتح التعاون مع شركاء من الشرق لتطوير قطاعات السيارات والآليات وبعض الصناعات العسكرية والتقنية الأخرى. وكان لافتاً مع بدء التحضير لمرحلة «ما بعد الحرب» حالياً، أن وزير التنمية الاقتصادية الروسي مكسيم ريشيتنيكوف أعلن أن شروط عودة الشركات الأجنبية إلى روسيا سوف تتغير، وسيتم اتخاذ القرارات مع الأخذ في الاعتبار مصالح الشركات والمستهلكين المحليين. وقال الوزير: «من الواضح أن الاقتصاد الروسي قد تغير. وبالتالي فإن متطلبات الشركات الأجنبية من حيث التوطين والاستثمار والتكنولوجيا ستكون مختلفة تماماً». وأضاف الوزير أن رحيل العلامات التجارية الأجنبية فتح فرصاً فريدة لرجال الأعمال والشركات الروسية من الدول الصديقة، وقد استفادوا منها بشكل كامل. عسكرياً، أحكمت موسكو السيطرة على نحو خمس أراضي أوكرانيا، ورتبت وضعاً قانونياً عبر قرارات ضم أربع مقاطعات في جنوب وشرق البلاد، يجعل من الصعب على بوتين أو أي رئيس مقبل، أن يتنازل عن الأراضي التي غدت «روسية إلى الأبد». وسياسياً على الصعيد الداخلي، نجح بوتين في مواجهة أبرز التحديات. لم تحدث انشقاقات كبرى في البلاد برغم نزوح نحو مليون شخص من أصحاب الخبرات إلى الغرب. وواجه الكرملين تمرد مجموعة «فاغنر» وخرج أقوى على مستوى التحكم بالمجموعات الرديفة التي تقاتل إلى جانب الجيش. كما خرج بوتين من استحقاق الانتخابات الرئاسية منتصراً بقوة ونجح في تمتين الجبهة الداخلية حوله. على المستوى الإقليمي، حققت موسكو نجاحات مهمة في حشد قدرات الحلفاء والشركاء في إطار مجموعتي «شانغهاي» و«بريكس» وعبر الاتحاد الأوراسي الاقتصادي ومنظمة الأمن الجماعي، الذراع العسكري والأمني لرابطة الدول المستقلة. صحيح أن هذه التكتلات لم تدعم مباشرة موقف موسكو في الحرب، لكنها وفَّرت وسادة آمنة ومفيدة جداً، للتبادل الاقتصادي والتعاون الأمني والعسكري برغم قيود العقوبات الغربية. لكن في المقابل، خسرت موسكو ثقة حلفائها في الفضاء السوفياتي السابق، وباتت جمهوريات آسيا الوسطى تراقب تحركات الكرملين بحذر، وهو يلوّح بـ«خيار أوكرانيا» كلما وقع خلاف، الأمر الذي يسيطر حالياً على العلاقات مع أهم شريكين في المنطقة، وهما أوزبكستان وكازاخستان. وفي أرمينيا التي كانت أقرب حلفاء الكرملين بات «الخيار الأوروبي» مسيطراً على سياساتها، ويحظى بقبول واسع شعبياً. والأمر ينسحب على مولدوفا التي تخشى هجوماً مماثلاً للهجوم على أوكرانيا تحت ذريعة حماية «الروس» في مقاطعة بريدنوستروفيه الانفصالية.

الحصاد الأوكراني

لا شك أن الخسائر الأوكرانية على كل المستويات كانت فادحة خلال السنوات الثلاث الماضية. ومع خسارة خمس الأراضي والتغيير النهائي كما يبدو على خريطة أوكرانيا التي كانت معروفة قبل بدء الحرب، فإن الخسائر البشرية والمادية والاجتماعية والاقتصادية لا تعوض، وفقاً لخبراء. في عام 2024، فقدت أوكرانيا جزءاً كبيراً من أراضي دونباس، وبرغم أنها عبر الهجوم في منطقة كورسك، تمكنت من اكتساب موطئ قدم داخل روسيا، مما عزَّز فرضيات «تبادل الأراضي» لكن هذا النجاح يبدو محدود النتائج على خلفية التطورات الجارية حالياً. في غضون ذلك، اتخذت السلطات الأوكرانية قرارات صعبة في السنة الأخيرة. فهي شددت قوانين التعبئة وقررت إلغاء الانتخابات الرئاسية حتى نهاية الأحكام العرفية (تم تمديدها مرة أخرى في نهاية أكتوبر (تشرين الأول). وصحيح أن أوكرانيا تقول إنها الحقت خسائر فادحة بالجيش الروسي بينها مثلاً أن نصف الجيش غاب عن الميدان بين قتيل أو مصاب، وأن أوكرانيا دمرت ثلث أسطول البحر الاسود الروسي، وألحقت خسائر فادحة في كل القطاعات العسكرية الأخرى، لكن القوات المسلحة الأوكرانية تعاني من انتكاسات خطيرة للغاية، وهي تناقش حالياً، إجراءات غير شعبية مثل خفض سن التجنيد من 25 إلى 18 عاماً. ومن المرجح أن يحمل العام الحالي تغييرات مهمة في حال استمرت الحرب.

لذا فإن المشكلة الرئيسية التي تواجه أوكرانيا في الوقت الراهن هي نقص الجنود. متوسط عمر الجنود الأوكرانيين في الجبهة نحو 40 عاماً. وفي الوقت نفسه، فإن خفض سن التجنيد يحمل في طياته مخاطر ديموغرافية جدية. عموماً، يبدو أن عدداً متزايداً من الأوكرانيين سئموا الحرب ويرغبون في التفاوض. لكن في المقابل، لا تظهر استطلاعات الرأي العام أن الأوكرانيين باتوا أكثر استعداداً لتقديم تنازلات إقليمية من أجل حل الصراع. مع دمار البنى التحتية وتدهور الأوضاع المعيشية للمواطنين فإن العنصر الاكثر تأثيراً على المستوى الاجتماعي كان الهجرة والنزوح المتكرر لفئات واسعة. وقد حدثت أخطر موجة هجرة في العام الأول من الحرب، وتم إحصاء لجوء ثمانية ملايين أوكراني في أوروبا وحدها. وحالياً، بحسب الأمم المتحدة، فإن عدد النازحين يزيد قليلاً على ستة ملايين، أي أن مليوني شخص عادوا إلى ديارهم خلال ثلاث سنوات. لكن هناك معدلات نزوح داخلية كبيرة أيضاً، ووفقاً لأرقام المنظمة الدولية، هناك نحو أربعة ملايين نازح من مناطق دونباس والأقاليم التي شهدت أعنف هجمات. أما النتيجة الإيجابية الوحيدة للحرب على الصعيد الداخلي، فهي الاختفاء شبه الكامل للاختلافات الإقليمية في أوكرانيا. وفي حين كان هناك تمايز إقليمي قوي في معظم القضايا في عام 2021، غير أن هذه الاختلافات اختفت الآن عملياً. على سبيل المثال، تم التعامل مع ملف انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي بشكل مختلف في أجزاء مختلفة من البلاد، حتى بعد عام 2014. لم تعد هناك مثل هذه الاختلافات في الوقت الحاضر.

وخلال السنوات القليلة الماضية، ظهرت أسس جديدة للتقسيم الطبقي الاجتماعي. والآن أصبح العامل الفاصل هو ما فعله الشخص أثناء الحرب والمكان الذي كان فيه. على سبيل المثال، يتم الآن تقسيم المجتمع ليس وفقاً للتقييم السابق القائم على أقاليم الشرق الناطقة بالروسية والأقاليم الغربية التي تتطلع إلى تكامل مع الغرب، بل تحوَّل التقسيم إلى ما يشبه «جغرافيا الحرب»، إذ بات هناك اللاجئون في أوروبا، وأولئك الذين لم يغيروا مكان إقامتهم، والنازحون داخلياً، وأولئك الذين بقوا في الأراضي «المحتلة». الموقف تجاه الإدارة الأوكرانية مختلف جداً. وتبدو الثقة بالسلطات التنفيذية وفقاً لاستطلاعات الرأي أدنى من مستوى الثقة بالرئيس فلاديمير زيلينسكي. لا يزال زيلينسكي هو الزعيم الذي يحظى بالثقة العامة. وفقاً لدراسات، فقد تراجعت شعبية زيلينسكي في عام 2024، بسبب الهجوم المضاد الفاشل الذي شنته القوات المسلحة الأوكرانية، والوعي السائد في المجتمع بأن الحرب مستمرة، فضلاً عن إقالة رئيس الأركان فاليري زالوجني الذي كان يتمتع بشعبية كبيرة. ومع ذلك، في استطلاع حديث، كان مستوى الثقة بزيلينسكي 53 في المائة، وهي نسبة مقبولة، وفقاً لمحللين في الظروف الراهنة.

وربما يستمر تراجع الثقة في زيلينسكي. وسيعتمد هذا إلى حدٍ كبير على كيفية تطور الوضع في الجبهة. برغم ذلك، وبعد انتقادات ترمب القاسية ضد زيلينسكي أخيراً، وظهور ميله لعقد صفقة منفردة مع موسكو يرى خبراء أن زيلينسكي سيكون «بحاجة إلى معجزة لقلب موازين القوى على طاولة المفاوضات لصالحه». أما الموقف الداخلي حيال فرص السلام وخيارات التنازل عن بعض الأراضي لوقف الحرب، فهو ما زال متناقضاً بقوة. ومثلاً في استطلاع أجري في مايو (أيار) 2022 لصالح المعهد الديمقراطي الوطني الأميركي، أعرب 60 في المائة من الأوكرانيين عن استعدادهم للمفاوضات. لكن هذا الرقم انخفض عندما حقق الجيش الأوكراني نجاحات في وقف الهجوم الروسي إلى 44 في المائة، ثم إلى 29 في المائة لاحقاً. بينما في الوقت الحالي وبعد مرور ثلاث سنوات وصلت نسبة مؤيدي التفاوض ووقف الحرب إلى 57 في المائة. والمسألة الأخرى هي الاستعداد لتقديم تنازلات إقليمية. في العامين الأولين كان منخفضاً جداً. على سبيل المثال، في مايو 2022 فقط 10 في المائة أيدوا فكرة التنازل عن دونباس لروسيا. ولم يتغير هذا الرقم كثيراً خلال عام 2023. لكن بعد أن أصبح من الواضح أن الجيش الأوكراني لم يعد قادراً على مواصلة القتال بنجاح، ارتفعت درجة الاستعداد: في سبتمبر (أيلول) 2024، قال 33 في المائة إنهم مستعدون لسلام يفضي إلى التنازل عن جزء من أراضي أوكرانيا. لكن من المهم أن نضيف هنا، أنه لا يوجد في أوكرانيا أي حديث عن الاعتراف بهذه الأراضي باعتبارها روسية. بل عن تجميد الصراع والقبول بالأمر الواقع الحالي مؤقتاً.

أوروبا قلقة

لا شك أن الخاسر الأكبر بعد أوكرانيا، مع دخول الحرب عامها الرابع هي البلدان الأوروبية التي وقع على كاهلها الجزء الأكبر من العبء الاقتصادي والمخاوف الأمنية والسياسية. ومع أن المزاج العام الأوروبي يطالب بوقف الحرب، لكن البلدان الأقرب جغرافياً إلى روسيا، ترى أن السيناريو الذي يطرحه حالياً ترمب سيكون كارثياً على أمنها. واللافت أنه في الذكرى الثالثة للحرب بلغت الهوة بين أوروبا والولايات المتحدة مستويات غير مسبوقة، إذ لم يسبق للطرفين أن اتخذا موقفاً متناقضاً إلى هذه الدرجة حيال ملف له تداعيات أمنية وعسكرية ضخمة على القارة الأوروبية. وأبرز التجليات الحالية هي المواجهة في الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقد اقترحت الولايات المتحدة مشروع قرار خاص بها يدعو إلى إنهاء الحرب بسرعة، لكنه لا يطالب بانسحاب القوات الروسية من أوكرانيا على الفور. بينما أوروبا لديها وثيقة مختلفة تماماً تطالب بانسحاب القوات الروسية من أوكرانيا. وتسلط الخلافات في الوثائق الضوء على الخلاف بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين حول كيفية حل الصراع في أوكرانيا.

سيناريو السلام

تزامن إحياء الذكرى الثالثة للحرب مع اندفاعة ترمب لفرض سلام يعزز موقف بوتين ويتجاهل - كما يبدو حتى الآن - مطالب الأوكرانيين والأوروبيين، والسيناريوهات المطروحة تبدو متشائمة بعض الشيئ. لا شك كما يقول محللون أن نجاحات روسيا على ساحة المعركة سوف تتطلب تنازلات من كييف، لكن موقف الكرملين التفاوضي لن يكون سهلا بسبب الممانعة الأوروبية أولا، ولأن هدف المفاوضات بالنسبة لبوتين ليس إنهاء الصراع فقط، بل أيضا تخفيف العقوبات الغربية. والخروج بصفقة شاملة تتعلق بالضمانات الامنية في أوروبا وملفات التسلح الاستراتيجي والعلاقة مع حلف شمال الاطلسي.

تشكل الضمانات الأمنية وفقا لخبراء أحد الشروط الأساسية لإنهاء الصراع، لدى الجانبين. وتخشى أوكرانيا من أنه في غياب مثل هذه الضمانات، فإن روسيا سوف تستأنف العدوان، وبالنسبة للكرملين من المهم الحد من الإمكانات العسكرية للأوكرانيين حتى لا يحاولوا استعادة الأراضي التي سيطرت عليها موسكو. وترى مجموعة من الخبراء بقيادة مارك ويلر، الأستاذ بجامعة كامبريدج، أن خيار التسوية سيكون نشر قوة أجنبية محدودة على الأراضي الأوكرانية. مكونة من بضع ألاف من بلدان مقبولة لدى كل من روسيا وأوكرانيا. وستضمن هذه القوة الالتزام بوقف إطلاق النار، وينبغي أن يكون استئناف الأعمال العدائية خاضعاً لعقوبات من أي من الجانبين. وفي الوقت نفسه، سيكون لأوكرانيا الحق في إجراء تدريبات مشتركة محدودة مع شركاء أجانب، ولكن سيتم حظر النشر الدائم للقوات الأجنبية. في ملف دونباس، يرى خبراء أن موسكو لن تقدم أي تنازلات، ما يعني أن روسيا ستحتفظ فعلياً بالأراضي المحتلة، لكنها قد تكون مستعدة لوقف الهجوم. وقد يكون أحد السيناريوهات المطروحة هنا، تأجيل قضية الحدود لمدة تتراوح بين 10 و15 عاماً. وقد تطالب كييف بتقديم تنازلات إذا ظلت القوات المسلحة الأوكرانية تسيطر على جزء من منطقة كورسك بحلول بداية عملية المفاوضات. في ملف انضمام أوكرانيا إلى الحلف الأطلسي، يبدو الموقف الأميركي واضحاً بعدم وجود أي فرصة لهذه الخطوة. وهو أمر يلبي طموحات بوتين. ومع ذلك، فإن إمكانية انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي لا تزال قائمة، وهو الخيار الذي لم ترفضه روسيا في محادثات السلام عام 2022. وبالإضافة إلى ذلك، تسعى روسيا إلى تحقيق تغييرات أوسع في النظام الأمني الأوروبي. وقد طالب بوتين قبل الحرب من حلف شمال الأطلسي بالتوقف عن التوسع شرقاً وسحب قواته من عدد من الدول الأوروبية. ومن المرجح الآن أن تطرح موسكو هذه الشروط مرة أخرى في المفاوضات مع الولايات المتحدة. برغم خشية بلدان أوروبا الشرقية من أن التنازلات الأميركية لبوتين قد تفتح شهيته لاستئناف تحركاته العسكرية لاحقاً ضدها. ومع ذلك، يعتقد خبراء أن ترمب قد يكون ميالاً لإبرام مثل هذه الصفقة.

 

زيلينسكي مستعد للتنحي «فوراً» مقابل انضمام أوكرانيا إلى «الناتو»

كييف/الشرق الأوسط/23 شباط/2025

أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم (الأحد)، أنه مستعد للتنحي «فوراً» في مقابل انضمام بلاده إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو). وقال زيلينسكي، خلال مؤتمر صحافي في كييف: «إذا كان هناك سلام في أوكرانيا. إذا كنتم حقاً ترغبون في أن أتنحى عن منصبي، فأنا مستعد... يمكنني مبادلة ذلك بالناتو»، مضيفاً أنه على استعداد للتنحي «فوراً» إذا لزم الأمر. وأشار زيلينسكي إلى أنه يريد أن يكون الرئيس الأميركي دونالد ترمب شريكاً لأوكرانيا وأكثر من مجرد وسيط بين كييف وموسكو، لافتاً إلى أنه يرفض الاعتراف بأن أوكرانيا مدينة للولايات المتحدة بمبلغ 500 مليار دولار مقابل المساعدات التي قدَّمتها واشنطن إلى كييف في وقت الحرب، وهو مبلغ يستشهد به الرئيس ترمب في كثير من الأحيان. وأضاف زيلينسكي أن المِنح ينبغي ألا تُعامل على أنها قروض  وقال الرئيس الأوكراني إن كييف وواشنطن تقتربان من التوصُّل إلى اتفاق بشأن الوصول إلى الموارد الطبيعية في أوكرانيا مقابل المساعدة الأمنية، مضيفاً أن مسؤولين أوكرانيين وأميركيين بحثوا الاتفاق في وقت سابق اليوم.

 

مؤتمر الحوار الوطني السوري يفتتح أعماله الاثنين في دمشق لمدة يومين

وطنية/23 شباط/2025

يفتتح مؤتمر الحوار الوطني أعماله في دمشق الإثنين، على ما أفادت العضو في اللجنة التحضيرية هند قبوات لوكالة "فرانس برس" الأحد، في إطار مساعي السلطات الجديدة لإدارة المرحلة الانتقالية بعد إطاحة حكم بشار  الاسد وقالت قبوات إن المؤتمر "سيفتتح أعماله بعد ظهر الإثنين، ويستمر حتى الثلاثاء".

ونشر مدعوون برنامج عمل المؤتمر، الذي يبدأ بعد ظهر الإثنين بترحيب وعشاء تعارف، قبل أن يستهل أعماله الثلاثاء بتوزيع المشاركين على ست مجموعات عمل، يليها جلسة ختامية يصدر عنها بيان. وفي مؤتمر صحافي عقد في وزارة الإعلام في دمشق الأحد، قال المتحدث باسم اللجنة التحضيرية حسن الدغيم إن توجيه الدعوات للمشاركين بالمؤتمر من داخل سوريا وخارجها سيبدأ الأحد، على أن يتم استقبال المشاركين بدءا من الاثنين. ويتضمن المؤتمر، وفق اللجنة، ورش عمل متخصصة تعالج القضايا التي استخلصتها خلال لقاءاتها في المحافظات، مشيرة الى التوافق على "قضايا العدالة الانتقالية، والبناء الدستوري، والإصلاح المؤسساتي والاقتصادي، ووحدة الأراضي السورية، وقضايا الحريات العامة والشخصية والحريات السياسية كأولويات أساسية". وستصدر عن المؤتمر توصيات "سيتم البناء عليها من أجل الإعلان الدستوري والهوية الاقتصادية وخطة إصلاح المؤسسات"، وفق اللجنة. واعتذر مدعوون مقيمون خارج سوريا عن الحضور نظرا لاستحالة ترتيب السفر بسبب ضيق المدة الفاصلة عن توجيه الدعوة وموعد المؤتمر. ويشكل المؤتمر، وفق اللجنة، "الخطوة الأولى في مسار وطني طويل يتطلب عملا جماعيا مستمرا، لبناء هوية وطنية سورية جديدة تحفظ السلم الأهلي، وتحقق تطلعات الشعب السوري".

 

الشرع تلقى دعوة للمشاركة في القمة العربية حول غزة في القاهرة

دمشق/الشرق الأوسط/23 شباط/2025

تلقى الرئيس السوري أحمد الشرع دعوة رسمية للمشاركة في القمة العربية التي تقام في القاهرة في الرابع من مارس (آذار) المقبل، والمخصصة لقطاع غزة بعد الخطة التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، على ما أفادت الرئاسة السورية اليوم (الأحد). وجاء في بيان للرئاسة السورية أن الشرع تلقى دعوة رسمية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي «للمشاركة في الاجتماع الطارئ لمجلس جامعة الدول العربية، والذي سيعقد في الرابع من مارس» في القاهرة.

 

تصعيد إيراني في الحرب الكلامية عقب تهديدات نتنياهو

إيران: تخصيب اليورانيوم بـ60% لا يخالف معاهدة «حظر الانتشار»

الشرق الأوسط/23 شباط/2025

وفي وقت سابق من هذا الشهر، وقع ترمب مذكرة لإعادة العمل باستراتيجية «الضغوط القصوى» على طهران، لكنه ترك الباب مفتوحاً أمام دبلوماسية تؤدي إلى اتفاق جديد مع إيران بشأن برنامجها النووي. وقال مسؤولون إيرانيون إن ترمب يحاول نزع الأسلحة الإيرانية، وإزالة برنامجها النووي. وأمر المرشد الإيراني علي خامنئي، بتسريع وتيرة إنتاج الصواريخ الباليستية. ويرى ترمب أن إعادة «الضغوط القصوى» بعد تراجع القوة العسكرية الإيرانية يجعلها في موقع دفاعي ضعيف، مما يزيد من احتمال لجوئها إلى طاولة المفاوضات بدلاً من التصعيد العسكري. وكان مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز، قد دافع (الجمعة) عن السياسات الأميركية تجاه إيران، مؤكداً أن إدارة الرئيس ترمب تعمل على تعزيز سياسة «الضغط القصوى» لمواجهة الأنشطة الإيرانية في المنطقة. وأشار والتز، في حديثه خلال مؤتمر العمل السياسي المحافظ «سي باك»، إلى أن هذه السياسة «ستضع قدماً على رقبة الاقتصاد الإيراني وستمنع إيران من تمويل وكلائها الإرهابيين». وتجد طهران نفسها أمام خيار التفاوض مع ترمب، وسط انتكاسات لنفوذها الإقليمي وسخط داخلي متزايد بسبب الاقتصاد. ويؤكد المحللون أن طهران مضطرة للتفاوض، خصوصاً بعد تراجع «محور المقاومة» نتيجة تفكك حلفائها، وسقوط الأسد، وضربات استهدفت «حزب الله» اللبناني. وأوضح والتز أن «إيران ووكلاءها، مثل حزب الله والحوثيين وحماس والميليشيات في العراق، كانوا يعانون سابقاً من نقص التمويل بسبب سياسات الضغط القصوى»، مؤكداً أن الإدارة «تعمل على إعادة تفعيل تلك السياسات الفعالة». وأضاف أن إدارة ترمب «ستستمر في الضغط على إيران لمنعها من تصدير الإرهاب ودعم وكلائها في المنطقة». كما أكد والتز أن إيران «لا يمكن أن تمتلك سلاحاً نووياً أبداً»، وقال: «إذا امتلكت إيران سلاحاً نووياً فسيكون تهديداً للعالم وللولايات المتحدة» وأضاف: «سيكون هناك سؤال حول ما إذا كانت جهة عقلانية، وقد تستخدمه لشن هجمات إرهابية تحت مظلة نووية». وأكد أن إدارة ترمب «ستضمن ألا تمتلك إيران سلاحاً نووياً». وفيما يتعلق بالوضع الحالي في المنطقة، أشار والتز إلى أن «(حزب الله) في لبنان قد تم إضعافه بشكل كبير، وأن هناك فرصة حقيقية في لبنان لم تكن موجودة منذ جيل». كما أكد أن «محور الإرهاب» الذي يمتد من إيران إلى إسرائيل «قد تم تعطيله ويجب الحفاظ على الضغط عليه».

واشنطن ترحب بقرار «فاتف»

في سياق موازٍ، رحبت وزارة الخزانة الأميركية بقرار مجموعة «فاتف» المالية المعنية بمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، إبقاء إيران على لائحتها السوداء، وذلك في ختام الاجتماع الفصلي للمجموعة بمقرها في باريس، يوم الجمعة. وقال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسينت، في بيان: «ترحب الولايات المتحدة بإعادة تأكيد فريق العمل المالي للإجراءات المضادة ضد إيران بسبب مخاطر تمويل الإرهاب الصادرة عن ذلك البلد، وكذلك العمل المستمر لتعزيز النظام المالي الدولي ضد جميع أشكال التمويل غير المشروع». وتكافح حكومة مسعود بزشكيان من أجل تمرير قوانين تتيح لإيران قبول قواعد مجموعة «فاتف»، بما في ذلك قبول «اتفاقية باليرمو لمكافحة الجريمة المنظمة»، واتفاقية «سي إف تي» لمكافحة تمويل الإرهاب وغسل الأموال. وقبل تولي ترمب مهامه، وافق المرشد الإيراني علي خامنئي على إعادة مناقشة مشروع انضمام إيران إلى «فاتف»، حيث ينتظر قرار «مجلس تشخيص مصلحة النظام» بشأن حسم الخلافات بين الأجهزة المعنية بتمرير القانون. وتجمدت الخطة في عهد حكومة حسن روحاني، بعدما أثارت خطتها خلافات كبيرة مع البرلمان ومجلس صيانة الدستور؛ الهيئة التي تراقب تشريعات البرلمان وقرار الحكومة. وأدت تلك الخلافات إلى إحالة الملف إلى مجلس تشخيص مصلحة النظام، الهيئة الاستشارية التي يختار المرشد الإيراني تشكيلها، وتضم كبار المسؤولين، وتنظر في حل الخلافات بين السلطات، وتقدم المشورة للمرشد في القضايا المهمة. وحينها، قالت الأوساط المؤيدة لأنشطة «الحرس الثوري» في الخارج، إن قبول قواعد «فاتف» سيقيد تمويل جماعات مسلحة يرعاها «فيلق القدس»، الذراع الخارجية للحرس، على رأسها «حزب الله» اللبناني. وقال عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام، ومستشار المرشد الإيراني، غلام علي حداد عادل، الأحد، إن موضوع «فاتف»، «لم يتم طرحه بعد في مجلس التشخيص مصلحة النظام... لا يمكن التنبؤ بنتيجته». وأضاف: «يسعى المجلس إلى أن تتم دراسة (فاتف) بشكل منطقي ووفقاً للمصالح الوطنية. سيتم تحديد ما هو في مصلحة الوطن بعد إجراء المراجعات، والاستماع إلى الطعون، والحصول على التصويت النهائي»، حسبما أوردت وكالة «أرنا» الرسمية.

 

السلطات الفرنسية تشتبه في وجود دافع إرهابي وراء حادث الطعن بميلوز والمشتبه به قتل شخصاً وأصاب عنصرين من الشرطة بجروح

باريس/الشرق الأوسط/23 شباط/2025

قال ممثلو الادعاء الفرنسي المعنيون بمكافحة الإرهاب، اليوم، إنهم تولوا التحقيقات عقب حادث طعن في ميلوز أسفر عن مقتل شخص. وهاجم الجاني عدداً من رجال الشرطة بعد ظهر السبت وهو يهتف «الله أكبر». وتدخل أحد المارة، فهاجمه الجاني أيضاً وأصابه في مقتل. وأصيب ثلاثة من رجال الشرطة بالمدينة الواقعة قرب الحدود مع بادن- فورتمبورج جنوب غربي ألمانيا. ويحقق ممثل الادعاء الفرنسي المعني بمكافحة الإرهاب حالياً في القتل، والشروع في القتل، فيما يتعلق بالإرهاب. واحتجزت الشرطة الجاني المزعوم. ولم تدلِ الشرطة أو هيئة الادعاء بمزيد من التفاصيل عنه. وذكرت «وكالة الأنباء الفرنسية»، نقلاً عن ممثل الادعاء، أن الرجل مدرج بملف مكافحة الإرهاب. ويعتزم وزير الداخلية، برونو روتايو، السفر إلى ميلوز، الأحد، كما أنه من المتوقع وجود أفراد من مكتب المدعي العام المعني بمكافحة الإرهاب في مسرح الجريمة. وذكرت الشرطة في البداية أن الرجل هاجم عدة أشخاص في متجر بمنطقة ألزاس شرق فرنسا، وقتل شخصاً باستخدام سكين، على ما يبدو. وقُتل شخص وأصيب عنصران من الشرطة بجروح بالغة في هجوم طعناً، السبت، في شرق فرنسا وصفه الرئيس إيمانويل ماكرون بـ«عمل إرهابي إسلاموي». وأفاد مدعون بأن ثلاثة عناصر آخرين أصيبوا بجروح طفيفة في الهجوم الذي وقع في مدينة ميلوز. ويشتبه بأن منفذ الهجوم شخص في السابعة والثلاثين مدرج ضمن «ملف الإنذارات لمنع التطرف الإرهابي»، بحسب ما أفاد المدعي نيكولا أيتز، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وتم توقيف المشتبه به. وأكد «المكتب الوطني للنيابة العامة لمكافحة الإرهاب» الذي تولى التحقيق في العملية، أن المشتبه به هاجم أولاً عناصر الشرطة البلدية، ثم هتف «الله أكبر». وأكد شهود لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، أن المشتبه به هتف «الله أكبر» عدة مرات. وذكر «المكتب الوطني للنيابة العامة لمكافحة الإرهاب»، في بيان، أن مدنياً كان يمر في المكان وتدخل ليصاب بجروح أدت إلى مقتله. وأوضح مدعون في ميلوز أن القتيل مواطن برتغالي يبلغ 69 عاماً. من جانبه، أفاد ماكرون بأنه «لا شك» في أن الحادث «عمل إرهابي»، وتحديداً «عمل إرهابي إسلاموي». وأضاف أن الحكومة عازمة على مواصلة «بذل كل ما هو ممكن لاجتثاث الإرهاب على أراضينا». المشتبه به مولود في الجزائر، واسمه على قائمة «ملف الإنذارات لمنع التطرف الإرهابي»، والبيانات من مختلف السلطات عن أفراد بهدف منع التطرف «الإرهابي». وأطلقت القائمة عام 2015 بعد الاعتداءات الدموية التي استهدفت مكاتب مجلة «شارلي إيبدو» الساخرة ومتجر تسوق يهودياً. وقال أيتز إن أحد عنصري الشرطة المصابين بجروح بالغة يعاني من جرح في الشريان السباتي، فيما أصيب الثاني في الصدر. وضربت الشرطة طوقاً أمنياً في موقع الهجوم الذي وقع قبيل الساعة 16:00 (15:00 بتوقيت غرينتش) أثناء مظاهرة خرجت دعماً لجمهورية الكونغو الديمقراطية في منطقة مزدحمة في ميلوز التي يوجد بها نحو 110 آلاف نسمة. وأرسلت وحدات الجيش إلى الموقع للدعم فيما عمل خبراء الطب الشرعي سريعاً لجمع الأدلة وفحص بقع الدماء قبل أن تزيلها الأمطار. وأفادت مصادر نقابية بأن المشتبه به مولود في الجزائر وصدر بحقه أمر بمغادرة الأراضي الفرنسية. وهو حالياً تحت مراقبة قضائية ويخضع لإقامة جبرية.

«قبضة الإرهاب»

وكتبت رئيسة بلدية ميلوز، ميشيل لوتز، على موقع «فيسبوك» أن «مدينتنا في قبضة الإرهاب». وذكرت أنه يتم التحقيق في الحادث على أنه هجوم إرهابي، لكنها لفتت إلى أنه «ما زال يتعيّن على القضاء تأكيد ذلك». وذكر «المكتب الوطني للنيابة العامة لمكافحة الإرهاب» أنه يحقق في هجوم بغرض القتل والشروع بالقتل «على صلة بمشروع إرهابي». وقال ماكرون الذي أدلى بتصريحاته أثناء زيارة قام بها لمعرض زراعي في فرنسا، إن «الأمة بأسرها متضامنة مع الضحية وعائلته». من جانبه، صرّح رئيس الوزراء، فرنسوا بايرو، بأن «التطرف ضرب مرة أخرى. نعيش حالة حداد».

 

زيلينسكي يعلن أنه مستعد للتنحي "فورا" في مقابل انضمام أوكرانيا إلى الناتو

وطنية/23 شباط/2025

أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه مستعد للتنحي "فورا" في مقابل انضمام بلاده إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، بحسب "فرنس بريس". وقال زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي في كييف "إذا كان هناك سلام في أوكرانيا، إذا كنتم حقا ترغبون بأن أتنحى عن منصبي، فأنا مستعد.. يمكنني مبادلة ذلك بالناتو"، مضيفا بأنه على استعداد للتنحي "فورا" إذا لزم الأمر.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

«هدنة 1949» لتحرير لبنان من حروب الآخرين

سام منسى/الشرق الأوسط/24 شباط/2025

لم يفاجأ أحد بعدم اكتمال انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان بموجب اتفاق وقف إطلاق النار و«ملحقِه» الأميركي - الإسرائيلي، الذي أنهى العمليات القتالية بين «حزب الله» وإسرائيل، مع احتفاظها بخمس تَلّات داخل الحدود اللبنانية، وواصلت خروقاتها بالطائرات المسيّرة والقصف والاغتيالات، بحجة استمرار وجود «حزب الله» جنوب الليطاني. عادت الأمور إلى مربعها الأول رغم ما أصاب «الحزب» وبنيته إبان حرب الأشهر الماضية: استثمار «الحزب» في تحرير المناطق المحتلة، ولجوء الحكومة اللبنانية إلى مجلس الأمن، في مشهد يحاكي المرحلة ما بين سنتَي 1982 تاريخ الاجتياح الإسرائيلي، ومايو (أيار) 2000 عام التحرير، الذي حصد «الحزب» نتائجه وبنى عليها كل ما حققه من مكاسب حتى الهزيمة سنة 2024. يواجه لبنان هذا الواقع بعد نشوة وصول العماد جوزيف عون إلى رئاسة الجمهورية، ونواف سلام إلى رئاسة الحكومة، وبيان وزاري غير مسبوق منذ أكثر من 40 سنة بمضمونه السيادي المستقل والواضح. النشوة تبددها أوضاع إقليمية ضبابية متبدلة باستمرار، وداخلية متأثرة بأحوال الإقليم وبالشقوق التاريخية بين الأطراف اللبنانية، ومكابرة غير مبررة من «حزب الله» بتحويل هزيمته العسكرية على أيدي إسرائيل إلى مردود سياسي في الداخل، وربما أمني لاحقاً، ناهيك بتوطيد ولائه لإيران.

تعيش المنطقة أيضاً على وقع ما ستؤول إليه العلاقات الإسرائيلية - الإيرانية، وما إذا كان تهديد إسرائيل وتعنت إيران سيقودان إلى حرب بينهما، مرتبطة إلى حد كبير بعامل رئيس، هو مستقبل العلاقة الأميركية - الإيرانية ومساراتها بين مفاوضات مرتقبة وكلام ملتبس ومتناقض، وبين مسار عسكري قد تنخرط فيه واشنطن. تنتظر المنطقة كذلك نهاية حرب غزة وما سترسو عليه، بين تهجير قسري وطوعي؛ أميركي أو إسرائيلي، وحرب متجددة تسعى الدول العربية الفاعلة والمؤثرة إلى احتوائها ولملمة ما تبقى من حقوق فلسطينية ومخارج مؤدية لتسوية الدولتين، إضافة إلى تأثير مسارات التطبيع العربية - الإسرائيلية على مستقبل غزة. وسط هذه الأجواء، كيف للحكومة اللبنانية أن تتصرف لإخراج إسرائيل من المناطق التي تحتفظ بها، وضمان استمرار وقف النار، مع عدم ترجيح عودة الحرب، بل استمرار عمليات إسرائيل على مواقع في لبنان وملاحقة «الحزب» في الجنوب وخارجه، إضافة إلى احتمال ردود شكلية من «الحزب» على إسرائيل؟ في سياق هذا الوضع، لا بد من الإشارة إلى عدم احتمال لجوء الحكومة إلى الإفادة من الصدمة الإيجابية لدى اللبنانيين لمواجهة «حزب الله» سياسياً أو أمنياً، أو أقله محاولة تطويقه سياسياً عبر فك ارتباطه بالطائفة الشيعية، مما من شأنه المساعدة في حلحلة كثير من العقد الناتجة عن احتكاره تمثيل الطائفة ولو بغطاء من «حركة أمل» ورئيس مجلس النواب نبيه بري. يضاف إلى ذلك عدم القدرة على موازنة عامل السرعة بين إنجازات الجيش ومطالب إسرائيل وأميركا لتطبيق اتفاق وقف النار بكل مندرجاته.

كل ما سبق يجعلنا ندور في الحلقة المغلقة القديمة - المتجددة، والأمل - المخرج الوحيد لكسرها هو التطبيق العملي لتثبيت الاتفاق الأخير لوقف النار عبر محاولة إعادة إحياء «اتفاقية الهدنة لسنة 1949» التي حالت دون وقوع عمليات مسلحة خطيرة بين لبنان وإسرائيل حتى حرب 1967 وما نتج عنها من احتلال أراضي 3 دول عربية، وما تلتها من موافقة لبنان على «اتفاقية القاهرة» سنة 1969، وسقوط الجنوب تحت سيطرة المنظمات الفلسطينية، وبعدها «حزب الله»... وباقي القصة معروف.

«اتفاقية الهدنة» تكمّل ما جرى الاتفاق عليه في وقف إطلاق النار الأخير يوم 27 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، وتجعل من وقف العمليات العسكرية من الأراضي التي يسيطر عليها أحد الطرفين، المنصوص عليها في الاتفاق الذي وافق عليه «الحزب»، دائماً، وليس وقفاً للنار فحسب.

من دون شك، هناك عوائق كبيرة أمام هذه الهدنة الدائمة، تبدأ من ترسيم الحدود البرية المختلَف عليها، ولا تنتهي بشكوك إسرائيل في قدرة الدولة على منع «الحزب» من إعادة بناء قوته العسكرية. في المقابل، الحكومة اللبنانية مترددة بفعل ضغوط «الحزب» الرافض، على الأرجح، هذه الهدنة الدائمة؛ لأنها تنفي «حقه» في الاحتفاظ بسلاحه، والحق الذي منحه لنفسه في المقاومة المسلحة. الواضح أن حجة «الحزب» أضحت ضعيفة بفعل موافقته على الاتفاق الأخير، وتهاوي قيمة سلاحه ودوره في مواجهة إسرائيل أو حتى الدفاع عن لبنان وبيئته و«الحزب» نفسه بعد حصاد الحرب الأخيرة.

الانتقال من «اتفاق 27 نوفمبر 2024» غير المكتمل إلى إعادة إحياء «هدنة 1949» محدّثة، مهمة شاقة؛ إنما غير مستحيلة إذا تمكنت هذه الحكومة من تجييش موجة داخلية مؤيدة تحاصر «الحزب»، وليس الطائفة الشيعية، للقبول بالهدنة المستدامة، وضغوط عربية خصوصاً، ودولية أميركية وأوروبية عموماً، على إسرائيل و«حزب الله» للموافقة على بدء مفاوضات بهذا الاتجاه. من دون ذلك، تبقى المساعدات العربية والدولية مجرد سراب نسعى وراءه، وإعادة تدوير كل المتغيرات اللبنانية والإقليمية لمصلحة المراوحة وتجديد مرحلة اللااستقرار المزمنة. السلام الشامل غير واقعي في هذه المرحلة، والحرب هزيمة محتمة. في انتظار القطار العربي كيف سيتوجه، تبقى «هدنة 1949» هي الحل.

 

تشييع «حزب الله»

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/24 شباط/2025

«قلنا إنَّ عملكم الآن هو تفكيك (حزب الله)، وإن لم تقوموا بذلك فسنفعل نحن». هذا ما قاله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو موجّهاً كلامَه للبنانيين. تشييع ودفن حسن نصر الله، أمس، ليس سوى تشييع لـ«حزب الله» نفسه، الذي قرَّر الإسرائيليون مصيرَه منذ هجوم «حماس» في أكتوبر (تشرين الأول) في عام 2023. مرَّت خمسة أشهر على مقتله حتى تمكّن الحزب من تشييع قائده، نتيجة التدمير الذي ألحقته إسرائيل بقدراته ومواقعه، وبفعل هيمنتها المستمرة على لبنان من جنوبه إلى شماله. تساؤلات عدة حول مستقبل الحزب، ومصير السلاح والمقاومة، ووضع لبنان من دونه، وكيف ستستطيع بقايا الحزب التكيف مع الأوضاع الداخلية والخارجية؟ يلمس الحزب أنَّ الضرر أصاب إيران هي الأخرى التي أصبحت تجد صعوبة في دعمه، مع هيمنة قوات نتنياهو على الفضاء اللبناني، وسقوط حليفها الأسد في دمشق. في إحدى الندوات التي حضرتها قريباً، قال أحد المحللين الإيرانيين إن طهران الرسمية سعيدة بسقوط نظام الأسد. طبعاً، لم يقنعنا ذلك، فالأسد كان من أهم أصول إيران الاستراتيجية في الخارج. لكن كان المُحاضر يعني أن الحمل أصبح ثقيلاً على طهران. تمويل نظام الأسد ومنظومة «حزب الله»، وحركة «حماس»، والحوثي، مكلِّف عليها. وصار كل مشروع إمبراطورية آية الله في المنطقة في مهبّ الريح لسببين؛ عزم إسرائيل على مواجهته، والثاني ارتفاع تكاليفه بما لا يتناسب مع إمكانيات دولة كإيران؛ فقيرة اقتصادياً في الداخل، واستمرارها في تمويله قد يؤدي إلى انهيارها. «حزب الله»، أغلى ثمناً من بقية الأصول الإيرانية الخارجيّة، يعيش على مساعداتها نحو مليون لبناني.

الخلاصة أنه لو لم يدمر نتنياهو مؤسسة «حزب الله» فإن مآل الحزب أن يضعف بسبب ضعف إيران، وقد ينتهي كما انتهت دول الاتحاد السوفياتي بعد انهياره، مثل ألمانيا الشرقية وألبانيا ورومانيا، وحتى اليمن الجنوبي والصومال، سلسلة من أنظمة محور موسكو ذابت سريعاً ، مثل الملح في الماء.

في داخل لبنان، «حزب الله» اختطف الطائفة الشيعية على مدار أربعة عقود، وسوق رواية تزعم أنه منحهم الكرامة وحماهم من التهميش، في حين أن الحقيقة أن الحزب وظّفهم اتباعاً لولاية الفقيه في طهران، وجعلهم عسكراً لمشروعه السياسي حتى صاروا رهينة لحروبه. هذا موضوع يستحق النقاش في حديث لاحق.

المقاتلات الإسرائيلية حضرت تشييع نصر الله، وخليفته هاشم صفي الدين، في تذكير للحزب بأنه لن يسمح له بالعودة لنشاطه السابق. وهذا الإصرار الإسرائيلي على مراقبة لبنان والتدخل العسكري لمنع نشاطاته، سيجبر إيران على القبول بالواقع الجديد، والأرجح أن يتم تأطير خروج لبنان من الخريطة الإيرانية، ضمن المفاوضات المحتملة بين طهران وواشنطن، مع جملة قضايا إقليمية، والبرنامج النووي الإيراني. إسرائيل اتخذت قراراً تقول لا رجعة فيه، لن تسمح بوجود قوة عسكرية على حدودها تهدد أمنها، وكرَّر نتنياهو إصراره على إضعافه داخل لبنان. إذا وضعنا بعض العبارات العنترية جانباً، نلمس أن الحزب يتقبل الواقع الجديد، حيث قال أمينه العام نعيم قاسم إنه سيواجه إسرائيل وطردها عبر تحرك الدولة دبلوماسياً. وتحدَّث أيضاً عن تراجعه عن سياساته السابقة، معلناً أن الحزب سيعمل تحت سقف اتفاق الطائف.

 

لبنان... على ضفاف نهر الاغتيالات

غسان شربل/الشرق الأوسط/24 شباط/2025

يصابُ الصحافي أو الكاتبُ أحياناً بتشوُّهٍ مهني جراء استيلاء موضوع ما على ذاكرته. وشاءت الصدفة أن يكونَ موضوع الاغتيالات من نصيبي. وقد يكون السَّبب أنَّني كنت في دائرة الخطر في واحد منها ثم إنَّ لاعباً آخر اغتيل خلال حديثنا على الهاتف. يضاف إلى ذلك أنَّ الاغتيالات في لبنان كانت كابوساً يتظاهر بالتوبة والابتعاد ثم يهبّ مجدداً لشطب رجل يحمل مشروعاً أو رجل يشكل عقبة أمام مشروع. وزاد اهتمامي بالاغتيالات حين زرت مناجمَها العراقيةَ والليبية ومن دون أن ننسى السّورية. في منتصف مارس (آذار) 1977، وكنت في بداية عملي في «النهار» اللبنانية، ذهبت لزيارة عائلةِ أحد أخوالي في قرية مزرعة الشوف المقابلة لقرية المختارة معقل زعامة آل جنبلاط. ظهر اليوم التالي سمعت جار خالي وصديقه سليمان أبو كروم يصرخ بإلحاح: «دخيلكم تعو لعنا»، وراح يكرّرها. تردَّدت في البداية لكنَّني انضممت إلى أقاربي. كنت أهمُّ بدخول منزل أبو كروم حين قال بصوت مرتجف: «قتلوا كمال جنبلاط». وكانَ ذلك أكبرَ زلزال يمكن أن يضربَ هذا الجزء من لبنان. أسدل أبو كروم ستائرَ منزله وطلب من أبنائه وأبناء أشقائه تولي حراسة المنزل بأسلحتهم والتصدي بالنار لأي محاولة ترمي إلى استهدافنا. بعد ساعات لاحظت أنَّ ملامح أبو كروم الذي يحاول أن يطمئننا تشي بأنَّ شيئاً رهيباً يحدث. ولم نعرف في تلك الساعات أنَّ القتل استهدف كلَّ من لم يبادر جاره الدرزي إلى حمايته. في تلك الليلة قتل كما قيل لاحقاً 53 شخصاً بينهم خالي الآخر وستةٌ من أفراد عائلته ولم يكن منزلُه يبعد أكثرَ من مائة متر عن المكان الذي نقيم فيه. وبعد يومين أخرجنا بمواكبة إلى قصر المختارة ومنه إلى منازلنا.

بعد سنوات روَى لي وليد جنبلاط كيف طافَ ليلاً تلك القرى لكبح الأعمال الانتقامية، مؤكداً لأنصار والدِه المجروحين أن لا علاقة لجيرانِهم المسيحيين باغتيال والده الذي نفذته أجهزةُ المخابرات السورية. وبعد ما يزيد على ثلاثة عقود وبعد غداء مع جنبلاط في المختارة عرَّجت على بلدة مزرعة الشوف. سألت عن منزل أبو كروم لأشكرَه على نبل موقفه فوجدت شيخاً جليلاً يقترب من التسعينيات يعمل في حديقة منزلِه. عانقني مغالباً دموعَه. هذه هي بلادنا. رجلٌ يقتل جاره لأنَّه لا يشبهه. ورجل يحمي جاره الذي لا يشبهه. وقرَّرت أنَّ أكثرية اللبنانيين تشبه الرجل الثاني.

درسٌ آخر في قسوة الاغتيالات. في أواخر الأسبوع الأول من مارس (آذار) 1980 استدعاني أستاذنا مدير تحرير «النهار» فرنسوا عقل. قال لي إنَّه يقال إنَّ جثة الصحافي الشهير سليم اللوزي، صاحب مجلة «الحوادث»، موجودة في براد مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت وعلينا التأكد أنَّها جثته. ذهبت إلى المكان فطلب الضابط مني الابتعاد بحجة أنَّ ذلك ممنوع. وبوقاحةِ الصحافي الشاب رحت أجادله مذكراً بحقنا في رؤية جثة زميلنا. وفجأة تجاوب وأمر بفتح جارورٍ وإذ بجثة اللوزي وعلى أصابعه آثارُ تعذيب رهيب عقاباً لها على جرأة ما كتبته. وبعد سنوات طويلة شاءت المهنة أن أحاورَ من يُعتقد أنَّه قاتله وليسامحني الله. إنَّها المهنة. في 14 سبتمبر (أيلول) 1982 كنت في مكتبي في «النهار» حين دوَّى انفجارٌ في منطقة الأشرفية. انفجرت عبوةٌ ناسفة واغتالت رئيس الجمهورية المنتخب بشير الجميل ومشروعه. وقبل سنوات زرت الرئيسَ السابق أمين الجميل فوجدته مقيماً مع جروح كثيرة أبرزها جرح اغتيالِ نجله النائب والوزير بيار وجرح اغتيال شقيقِه بشير علاوة على جروح أخرى. وفي 14 فبراير (شباط) 2005 كنتُ في مكتب مسؤولٍ سوري أحاوره عن تطورات الغزو الأميركي للعراق وعن علاقة دمشق المتوترة مع رفيق الحريري. خرجت من اللقاء فوجدت سيلاً من الرسائل على هاتفي تفيد بأنَّ انفجاراً استهدف موكب الحريري الذي لم يتأخر إعلان نبأ اغتياله. وفي تلك الليلة كان عليَّ أن أكتب ومن دمشق مقالي عن الرجل الاستثنائي، وأن أرسل من هناك عنوان الصفحة الأولى في جريدة «الحياة». بعدها فاض نهرُ الاغتيالات وتوالت الجنازات. وحشية الاغتيالات ووحشة المهنة.

درس فظيعٌ في الاغتيالات. في 19 أكتوبر (تشرين الأول) 2012 اتَّصل بي صديقٌ عزيز وقال إنَّه يعتقد أنَّ العقيد وسام الحسن رئيس «شعبة المعلومات» في قوى الأمن الداخلي في لبنان موجودٌ في لندن واقترح أن أدعوَه إلى غداء أو عشاء. ولم يكن من عادتي الاتصال بالحسن لأنَّه رجل أمن وكثير الانشغالات لكنَّنا كنَّا نلتقي إن مرَّ في لندن أو كنت في بيروت. اتصلت بالحسن وبدأنا المجاملات التي تفتتح بها الاتصالات وفجأة انقطع الاتصال. حاولت مجدداً ثم كرَّرت المحاولة لكن الهاتف لا يجيب. توقعت أن يعاود الاتصال. وبعد نحو عشرين دقيقة أبلغني الصديق أن انفجاراً استهدف الحسن الذي عاد سراً إلى بيروت وقتله. عثرت «شعبة المعلومات» على هاتف الحسن وعرفت رقمي بصفتي آخر المتصلين. ما أقسَى أن يغتال رجل وأنت تحدثه على الهاتف!

على مدى عقود سجلت في الصحف التي عملت فيها، وصولاً إلى «الشرق الأوسط» التي أعتزّ اليوم بالانتماء إليها، جنازات رجال حاورتهم في عواصم عدة وطالتهم يدُ الاغتيالات. أعادني البارحةَ إلى حديث الاغتيالات تشييعُ الأمينين العامين لـ«حزب الله» حسن نصر الله وهاشم صفي الدين. اغتالت إسرائيلُ الرجلين لاغتيال مشروعهما. ما أقسى قصة لبنان! لكل لبناني دموع حارة تستوطن في ذاكرته. لكل لبناني أوجاع جنازة يورثها لأولاده. هل يمكن مصالحة الدموع التي تذرف في الجزر اللبنانية؟ هل يمكن أن يعيشَ اللبنانيون في بيت طبيعي لا تصدعه الاغتيالات الآتية من هنا أو هناك؟

ما أصعبَ أن تكون صحافياً عربياً على خط الزلازل! ما أصعبَ أن تمضي العمر على ضفاف نهر الاغتيالات!

 

تلك هي الحكاية

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/24 شباط/2025

«إيه الحكاية»، يقول المصريون مستفسرين، أو «إيه الخبر». اللبنانيون يتساءلون «شو القصة». أو تلك الصيغة التي لم يسبقهم إليها أحد: «شو في ما في». والجواب على ذلك «ما في شي. ليش سامع شي؟ شايف شي؟» وكل شعوب العالم تميل بصورة تلقائية إلى وضع الوحدات في صيغة السرد. ما كان في السابق «قصة» أصبح «خبراً». ما كان حرباً أصبح «ملحمة». وما كان «ملحمة» أصبح «تقريراً». ومن أجل الإثارة يجب أن تحول كل شيء إلى فصول، وتشويق، وملح وبهار، وضربة من هنا... وضربة من هناك. اخترع اليوناني هوميروس فن الملحمة، وترك لمن بعده تطويرها. عليكم بالاختصار؛ فلم يعد لدى السامعين الكثير من الوقت. وعنترة أيضاً. ليس من الضروري أن يكون المسلسل 10 حلقات. 8 تكفي إذا عرفت كيف تجعل الحربة تدخل من ميل وترمى على الميل الآخر. السرد يا عزيزي، السرد. ألم ترَ أن كل الفنون أصبحت مسلسلات وحلقات وحتى سنوات إذا كانت الأحداث تجري في الحارة؟ انتهى عصر الحلقة الواحدة. الناس تريد أن تسهر وتنتهي وتحرك مشاعرها. سألت زميلة شابة من اختار لها اسمها الذي يحمل نوعاً من الجرأة. قالت، وبراءة الأطفال في عينيها، إنه اسم بطلة أحد المسلسلات، أحبته أمها وهي حامل. أصل الحكاية، موسم ومسلسل وصدف مع نهاية الحلقات الحدث السعيد فأعطيت المولودة اسماً يليق بالحسن... ما دام. كما قال عمنا المتنبي:

زوِّدينا من حُسنِ وجهك ما دام

فحُسن الوجوه حالٌ تَحولُ

وصِلينا نَصلْكِ في هذه الدنيا

فإن المُقامَ فيها قليلُ

وإذا ما اعتبر حارس أوقاف المتنبي، السفير تركي الدخيل، أننا في هذه الاستعارة اعتدينا على مروجه التي يغرف منها كل أسبوع، فإنَّما ذلك من الحق العام وعلو المقام. وقد سبقه كثيرون في التنقل متمتعين في جنائن أبي الطيب، ليس أقلهم المعري في «معجز أحمد». فقد استطاع بصير المعرة أن يرى في ظلمة القصيد ما حجبته الأنوار عن سواه.

 

الإنفاق الأوروبي على الدفاع

د. عبد الله الردادي/الشرق الأوسط/24 شباط/2025

قاسية هي العبارات التي صدرت من أرمين بابيرغر، الرئيس التنفيذي لشركة «راينميتال»، إحدى كبرى الشركات الدفاعية في أوروبا. فخلال مؤتمر ميونيخ للأمن، صرح بابيرغر بأنه «إذا لم تستثمر، وإذا لم تكن قوياً، فسيتعاملون معك كالأطفال». وأضاف أنه «خلال مأدبة العشاء، فإن الكبار يجلسون على طاولة، بينما يجلس الأطفال على طاولة أخرى»، في إشارة صريحة إلى المفاوضات حول الحرب الروسية - الأوكرانية، التي خلت تماماً من الوجود الأوروبي أو حتى الأوكراني. وعكست هذه العبارات مشكلة طويلة الأمد، وهي فشل أوروبا في الاستثمار بشكل كافٍ في دفاعها، مما جعلها تلعب دوراً ثانوياً في الشؤون الأمنية العالمية، حتى في القضايا المتعلقة بمستقبلها الخاص. تاريخياً، كان الإنفاق الدفاعي الأوروبي متأخراً عن القوى العالمية الأخرى. ومنذ انتهت الحرب العالمية الثانية، اعتمد معظم الدول الأوروبية على حلف «الناتو» والولايات المتحدة لضمان أمنها. وخلال الحرب الباردة والعقود التي تلتها، حافظ العديد من دول الاتحاد الأوروبي على ميزانيات دفاع منخفضة نسبياً. وبعد أن كان الإنفاق الأوروبي على الدفاع يشكل نحو 4 في المائة من الناتج القومي في بداية الستينات الميلادية، انخفض هذا الرقم ليصل إلى أقل من 1.3 في المائة، ولم يرتفع هذا الرقم عن قاعه إلا بعد دخول روسيا إلى شبه جزيرة القرم عام 2014، ليرتفع بعدها بشكل تدريجي، ومن ثم بشكل حاد بعد بداية الحرب الروسية - الأوكرانية. ومع ذلك كله، لم يزد هذا الإنفاق على 1.9 أي نحو 326 مليار يورو.

وقد دفعت عدة عوامل إلى التعجيل بزيادة الإنفاق الدفاعي الأوروبي، حيث كانت تهديدات إدارة ترمب بسحب الضمانات الأمنية الأميركية من أوروبا بمثابة جرس إنذار للقادة الأوروبيين. وقد أكد ترمب مراراً أن الولايات المتحدة لن تحمي حلفاء «الناتو» إذا لم يستثمروا المزيد في الدفاع، مما دفع الاتحاد الأوروبي إلى البحث عن بدائل. وحذر وزير الدفاع الأميركي مؤخراً من أنه على الأوروبيين ألا يفترضوا أن الوجود العسكري الأميركي في أوروبا سيستمر إلى الأبد! ويكفي لهذا التصريح أن يدق ناقوس الخطر لدى القادة الأوروبيين.

لكن أوروبا تحتاج إلى الكثير لتدافع عن نفسها دون الحاجة إلى أميركا. فوفقاً لدراسة حديثة، سيحتاج الاتحاد الأوروبي إلى 300 ألف جندي إضافي، و1400 دبابة جديدة، و2000 مركبة قتال مشاة، إضافة إلى نحو 700 قطعة مدفعية وأنظمة دفاع جوية محسّنة. وتزيد هذه القوة على تلك الموجودة حالياً في القوات البرية المشتركة لكل من فرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة.

وقد قدّرت الدراسة أن أوروبا ستحتاج إلى إنفاق إضافي قدره 250 مليار يورو سنوياً على الدفاع، مما يعني مضاعفة إنفاقها الدفاعي الحالي ليصل إلى ما بين 3.5 في المائة و4 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي. ولتمويل هذا الاستثمار الضخم، يستكشف القادة الأوروبيون عدة خيارات تمويلية، وقد اقترحت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، إعادة توجيه 93 مليار يورو من الأموال غير المستخدمة من صندوق التعافي من الجائحة نحو القطاع الدفاعي. كما يجري النظر في إنشاء صندوق مشترك بقيمة 500 مليار يورو لمشروعات الدفاع المشترك وشراء الأسلحة.

ولكن دول الاتحاد الأوروبي ليست على قلب رجل واحد، فألمانيا على وجه انتخابات جديدة ولا يمكنها طرح موضوع زيادة التمويل الدفاعي في مثل هذا الوقت، وبعض دول الاتحاد الأوروبي نفسها محايدة أو صديقة لروسيا، مما جعل الاتحاد يبحث إمكانية إنشاء آلية تمويل حكومية دولية للدفاع، يمكن أن تشمل مشاركة دول غير أعضاء في الاتحاد مثل المملكة المتحدة والنرويج. وكل ذلك من أجل التحايل على حق النقض (الفيتو) الذي قد يستخدمه بعض هذه الدول، كما أن الدول المحافظة مالياً مثل هولندا والدنمارك تعارض فكرة اقتراض الاتحاد الأوروبي المشترك لتمويل الدفاع.

كما أن بعض الدول الأوروبية ستستفيد أكثر من البعض الآخر في حال زيادة الإنفاق الدفاعي، فمن المتوقع أن تحصد ألمانيا وفرنسا، بوصفهما لاعبين رئيسيين في صناعة الدفاع، فوائد اقتصادية كبيرة، كما يمكن أن تستفيد كل من إيطاليا وإسبانيا، اللتين تمتلكان أيضاً قطاعات دفاعية قوية من الاستثمارات المتزايدة في المشروعات الدفاعية المشتركة، ويزيد ذلك من صعوبة تقبل الدول الأوروبية الأخرى زيادة الإنفاق الدفاعي. إن الاعتماد العسكري الأوروبي على الولايات المتحدة قد شارف على الانتهاء، ومَن راهن في ولاية (ترمب) السابقة على أن التيار الشعوبي الأميركي مرتبط بترمب فحسب، اصطدم بنائب رئيس شاب من التيار نفسه قد يكون الرئيس المقبل، أي استمرار هذه السياسة الأميركية سنوات وسنوات، ويتضح مما يحدث اليوم أن ميزانيات الدول الأوروبية ستشهد معاناة جديدة خلال السنوات المقبلة. واللافت للنظر، أنه بعد أنْ توجهت أنظار العالم إلى الانفصال الاقتصادي بين الشرق والغرب، جاءت الأحداث لتسلط الضوء على انفصال عسكري بين جانبي الأطلسي، وهو أمر لم يكن ليكون، لولا وجود بوتين.

 

ما هي المخاوف المشروعة وغير المشروعة من سلاح "الحزب

شارل جبور/نداء الوطن/24 شباط/2025

يعيش الشعب اللبناني في قلق دائم على وجوده ومصيره ومستقبله، وهذا الأمر مبرّر إن بسبب أوضاع البلد المأسوية منذ نصف قرن إلى اليوم، أو بفعل الخشية من تكرار تضييع الفرص التي تقود إلى إعادة الاعتبار لدور الدولة. لكن القلق الذي يزيد عن حدِّه يصبح سلبياً بتأثيره على معنويات الناس ورؤيتها وأملها بالمستقبل. ولذلك، من الضروري التمييز بين المخاوف المشروعة والمخاوف غير المشروعة.

فالتعامل مع المشروع المسلّح لـ "حزب الله" وكأنه ما زال على ما هو عليه يندرج في سياق المخاوف غير المشروعة، لأن هذا المشروع بصورته السابقة انتهى.

ولا يجب أن تتأثّر الناس بالمواقف والحشود وبعض المظاهر غير القابلة للصرف ولا الترجمة السياسية. فأي مشروع يستمد قوته من الخارج ويُقطع جسر تواصله مع هذا الخارج ينتهي.

وإسرائيل لن تسمح بتكرار حرب الطوفان وما تلاها من حرب إسناد. وسوريا الشرع أخرجت ميليشيات إيران من سوريا ولن تسمح بعودتها. والولايات المتحدة قرّرت إعادة الدور الإيراني إلى داخل حدودها. والقوى السياسية على اختلافها لا تريد أن يبقى لبنان ساحة فوضى.

ما لا يجب أن يكون موضع نقاش إطلاقاً هو أن "حزب الله" بصيغته قبل استسلامه انتهى. ومن يتعامل معه وكأنه ما زال هو نفسه، يقدِّم أكبر خدمة له.

لأن "الحزب" يريد الحفاظ على صورته السابقة ودوره السابق الذي كان يستمد شرعيته من إسرائيل. لكن تل أبيب قرّرت إنهاء اللعب معه، وإقفال الملعب على غرار انسحابها من لبنان في العام 2000، وإقفال الملعب اللبناني مع النظام السوري الذي اضطر إلى الخروج بدوره من لبنان.

كان نظام الأسد يريد أن تبقى إسرائيل في لبنان ليبرِّر بقاء جيشه. وحاول إقناع واشنطن وتل أبيب بأن دوره ضروري للجم "حزب الله"، فيما كانت كل عمليات "الحزب" تحصل في غرفة عمليات إيرانية وسورية مشتركة.

وكان الهدف من ذلك الإمساك أولاً بورقة ما يسمى المقاومة، والدخول ثانياً على خط المفاوضات مع الولايات المتحدة، ومحاربة كل من يريد السلام ثالثاً بتقوية تيار الحرب بدءاً من إسرائيل، وتمدُّد المشروع الممانع رابعاً والذي يوظِّف الحرب مع تل أبيب ليتوسّع على حساب الدول العربية.

حرص نظام الأسد على أن يبقى الصراع مضبوطاً بين ما يسمى المقاومة وإسرائيل تلافياً لردّ فعل يُنهي هذه المقاومة. وفي كل مرة خرج فيها هذا الصراع عن السقوف المرسومة، وضع النظام السابق جهوده كلها لإعادة ضبطه.

وآخر ما كان يتصوره نظام الأسد أن تنسحب إسرائيل وفقاً لأجندة داخلية وانطلاقاً من وعود أميركية بترتيبات حدودية تضمن أمنها في سياق عملية سلام تستدعي الخروج من لبنان.

لم يحصل الانسحاب الإسرائيلي بسبب الأعمال العسكرية لما يسمى المقاومة، لأن الأخيرة لم تكن تريد أصلاً أن تنسحب إسرائيل خشية من أن تفقد دورها، وأن يتحوّل التركيز على الوجود السوري الذي كان يستمد حجة استمراره في لبنان من الوجود الإسرائيلي، ولم يكن في وارد الخروج وخسارة إحدى أبرز أوراقه الإقليمية. لكن، لولا الانسحاب الإسرائيلي في العام 2000 لما انسحب الجيش السوري في العام 2005. أعاد "حزب الله" استنساخ الأسلوب نفسه الذي اعتمده الأسد. لكنه تفاجأ برد الفعل الإسرائيلي في حرب تموز 2006. ولم يخفِ السيد حسن نصرالله مفاجأته بقوله إنه لو توقّع هذا الرد لما أقدم على عملية الاختطاف. وحرص من بعدها على ضبط المواجهة وصولاً إلى الترسيم البحري بهدف تسليم واشنطن وتل أبيب بدوره السلمي والذي يعترف فيه بحدود إسرائيل.

غير أن حرب الطوفان أحرجته فاعتقد أن الاكتفاء بالإسناد يُبقي المواجهة مضبوطة، لكنه أخطأ في إدارتها، فقرّرت إسرائيل سحقه وفكّ الارتباط معه، على غرار فكها للارتباط مع نظام الأسد قبله، وإنهاء دوره بترتيبات عسكرية واتفاق يمنحها شرعية استهدافه بغطاء أميركي.

فيما استفادت واشنطن من العملية الإسرائيلية العسكرية في غزة ولبنان وسوريا من أجل إنهاء الدور الإيراني التوسعي التخريبي في المنطقة والتمهيد لشرق أوسط جديد.

وعليه، فإن المخاوف من عودة الصيغة القديمة لـ "حزب الله" في غير محلها إطلاقاً. فهذه الصيغة انتهت إلى غير رجعة على غرار انتهاء الوجود العسكري الأسدي وقبله الفلسطيني.

وفي المقابل، تكمن المخاوف المشروعة في احتمال عدم الاستفادة من هذا التطور الكبير لاستعادة الدولة قرارها ودورها، الأمر الذي يُبقي لبنان في حالة من المراوحة وعدم الاستقرار.

كانت الصيغة القديمة لـ "حزب الله" تُزعج إسرائيل من وقت لآخر، فقرّرت إزالتها. أما الصيغة الجديدة لـ "الحزب"، في حال عدم تفكيك بنيته العسكرية، تُزعج لبنان لا إسرائيل، وعلى الدولة أن تزيلها تطبيقاً لوثيقة الوفاق الوطني بنزع سلاح الميليشيات كلها خلال فترة أقصاها ستة أشهر. وفي حال لم تتصرّف الدولة بحزم مع "الحزب"، فإنه سيبقى شوكة في خاصرة لبنان، وعائقاً أمام قيام دولة فعلية.

إذاً، ليست المخاوف المشروعة في استمرار الصيغة القديمة لـ "الحزب" والتي دفنت قبل السيد حسن نصرالله، إنما هي في عدم تحمُّل الدولة مسؤولياتها في تطبيق الدستور والقوانين المرعية على جميع اللبنانيين. ومن الجريمة إبقاء لبنان في حالة فوضى ومن دون مساعدات، وفي وضعية انتقالية بين الدولة واللادولة، خصوصاً بعد اندحار المشروع الممانع في ظل فرصة غير مسبوقة تمنح الدولة القدرة على بسط سلطتها على الجغرافيا اللبنانية كاملة. وجلّ ما هو مطلوب هو الخروج من دائرة التردُّد إلى المبادرة في استرداد قرار الدولة الاستراتيجي في كل شيء.

 

واشنطن... ومستقبل الأمم المتحدة

إميل أمين/الشرق الأوسط/24 شباط/2025

مرة أخرى تعلو الأصوات في الداخل الأميركي، تجاه مستقبل الأمم المتحدة، حيث يبدو أن الجمهوريين لهم رأي مثير، وقد يكون خطيراً على قادم أيام هذه المؤسسة التي مثلت الحلم بالنسبة لكثير من الأمم والشعوب منذ قرون بعيدة.

ما الذي جرى ويستدعي هذا الحديث؟

الشاهد أنه نهار الجمعة الفائت الحادي والعشرين من فبراير (شباط) الحالي، أعلن السيناتور الجمهوري الأميركي مايك لي، وعبر مقال نشره على موقعه الخاص، عن مشروع قانون يقترح الانسحاب الكامل للولايات المتحدة من الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها، ووقف تمويلها، وإلغاء الاتفاق مع الأمم المتحدة الذي يمنحها حق الحصول على مقر رسمي في نيويورك، وإنهاء الحصانة الدبلوماسية لموظفي الأمم المتحدة في الولايات المتحدة.

هل الأمر مجرد توجه فردي، أم أن هناك رؤية ما جماعية تختمر في أروقة الجمهوريين؟

بحسب قناة «فوكس نيوز»، يبدو أن هناك نائباً جمهورياً آخر هو تشيب روي يحذو الحذو نفسه في مجلس النواب، عبر المشروع ذاته، فيما كان هذا الأخير أشد صراحة حين أعلن عن أن «الأمم المتحدة لا تخدم مصالح الأميركيين».

ينص مشروع القانون المقدم إلى مجلس الشيوخ من جانب السيناتور مايك لي، على عدم مشاركة الولايات المتحدة في «بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، ومنع السلطة التنفيذية في البلاد من توقيع أي اتفاق حول استئناف العضوية في الأمم المتحدة أو المنظمات التابعة لها» دون موافقة مجلس الشيوخ.

هل هي عودة لتوجهات المحافظين الجدد، الذين رافقوا الرئيس جورج بوش الابن في الفترة الممتدة من 2000 وحتى 2008؛ تلك التي اعتبرت قمة تجلي اليمين المتشدد، والتاريخ يذكر تصريح أحد أساطينهم الفكرية جون بولتون، عن إمكانية هدم عشرة طوابق من المبنى الزجاجي، دون أن يتأثر عمل تلك المؤسسة، ما يعني أنها منزوعة الفائدة؟

الشاهد أن هناك مخاوف حقيقية من أن يكون الأمر توجهاً حقيقياً قائماً لإدارة الأميركية، حيث من الواضح أنها تمضي جاهدة في طريق تقليص العجز في الموازنة، وتخفيض نفقات الحكومة الفيدرالية بمقدار نحو تريليوني دولار في العام الحالي.

والمعروف أن واشنطن هي الممول الأول للأمم المتحدة، حيث بلغت مساهمتها في عام 2022 نحو 18 مليار دولار، وهو ما يعادل ثلث الميزانية الإجمالية للمنظمة الدولية. يعن لنا أن نتساءل هل القصة مرتبطة بالأموال والتوجهات المادية المجردة، أم أن الأمر موصول برؤى سياسية مؤدلجة مختلف من حولها في الداخل الأميركي، وبين الأميركيين أنفسهم؟ من المؤكد أن اليسار الديمقراطي الأميركي، وكذا العديد من الأصوات الأوروبية، يبالغون في التشديد على أهمية الأمم المتحدة، ويضعون آمالاً كبيرة جداً على قدرتها على أن تحل مشكلات العالم الأمنية. غير أن الجانب اليميني، سواء الأميركي أو الأوروبي، يرى أنه وفي الوقت الذي تكون فيه الأمم المتحدة مفيدة لوظائف معينة مثل حفظ السلام وبناء الأمم، فهي من الناحية الهيكلية محدودة فيما يتعلق بالشرعية وبالفاعلية على السواء. يدعم هذا التوجه في حقيقة الأمر أنه ومنذ عام 1995 والدعوات لإصلاح الأمم المتحدة لا تجد مردوداً حقيقياً على الأرض، رغم الجهود التي يقوم بها الأمين العام غوتيريش. من غير المؤكد ما إذا كانت الدعوات الأخيرة تمثل إدارة الرئيس ترمب، ذلك أنه وحتى لو كان من المتوقع أن تتسق هذه الدعوات مع التفكير المالي لترمب وجماعته، فإن الأمر يعني المزيد من العزلة الأميركية، والتراجع للاحتماء خلف المحيطين الأطلسي شرقاً والهادئ غرباً، وهو ما لا يتسق مع فكر الرئيس ترمب بجعل أميركا عظيمة ثانية، لا سيما أن العظمة تقتضي مد الأطراف، وتعميق التعاون والشراكات مع بقية أطراف العالم.

لا تستقيم دعوات الجمهوريين تجاه الانسحاب من الأمم المتحدة، الأمر الذي يمكن أن يعني في المدى القريب المنظور نهاية مؤسسة أممية، مع تمدد قوى قطبية أخرى مثل الصين عبر مشروعات مثل مبادرة «الحزام والطريق»، التي تجمع ولا تفرق أمماً وشعوباً، يمكن يوماً أن تضحى كتلاً ديموغرافية وجغرافية موازنة، بل فائقة القوة في مواجهة واشنطن. ربما يعن للجمهوريين التفكير في إنشاء المزيد من المؤسسات الأممية الجديدة المتكيفة مع الواقع المعاصر للبشرية، حيث لا تختفي الأمم المتحدة، ولكنها تصير واحدة من منظمات متعددة تحتضن العمل الدولي المشروع والفعال.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

رئيس الجمهورية استقبل رئيس مجلس الشورى الإيراني ووزير الخارجية: لبنان تعب من حروب الآخرين ووحدة اللبنانيين هي افضل مواجهة لاي خسارة او عدوان

قاليباف: ندعم أي قرار يتخذه لبنان بعيداً من أي تدخل خارجي في شؤونه

وطنية/23 شباط/2025

استقبل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، رئيس مجلس الشورى في الجمهورية الإسلامية الإيرانية الدكتور محمد باقر قاليباف، ووزير الخارجية عباس عراقجي، والسفير الإيراني في لبنان مجتبى اماني مع وفد مرافق، وذلك في حضور وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي. ونقل الرئيس قاليباف الى الرئيس عون تحيات الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، ودعوته له للقيام بزيارة رسمية الى طهران. كما هنأه بانتخابه رئيساً للجمهورية، ثم تحدث عن العلاقات اللبنانية- الإيرانية وضرورة تطويرها في المجالات كافة. وشدد الرئيس قاليباف على "وحدة الأراضي اللبنانية وسلامتها وسيادة الدولة عليها"، مبدياً "استعداد بلاده في المشاركة مع دول عربية وإسلامية في إعادة اعمار ما هدّمه العدوان الإسرائيلي على لبنان"، ومؤكدا ان "الجمهورية الإسلامية الإيرانية ترغب في رؤية لبنان بلداً مستقراً وآمناً ومزدهراً"، مشيراً الى ان "بلاده تدعم أي قرار يتخذه لبنان بعيداً عن أي تدخل خارجي في شؤونه".

ورحب الرئيس عون بالرئيس قاليباف والوفد المرافق، لافتاً الى انه "على مدى عقود طويلة، خسر لبنان زعامات كبيرة، وخلال العدوان الإسرائيلي الأخير، سقط شهداء دفاعاً عن وحدة لبنان واستقراره".

وقال: "لقد تعب لبنان من حروب الآخرين على ارضه، واوافقكم الرأي بعدم تدخل الدول في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وافضل مواجهة لاي خسارة او عدوان، هي وحدة اللبنانيين. ونشارككم في ما أشار اليه الدستور الإيراني في مادته التاسعة التي تؤكد على ان "حرية البلاد واستقلالها ووحدة أراضيها وسلامتها، هي أمور غير قابلة للتجزئة"، كما تؤكد على انه "تتحمل الحكومة وجميع افراد الشعب مسؤولية المحافظة عليها، ولا يحق لأي فرد او مجموعة او أي مسؤول ان يلحق ادنى ضرر بالاستقلال السياسي او الثقافي او الاقتصادي او العسكري للبلاد، او ان ينال من وحدة أراضي البلاد بحجة ممارسة الحرية".

ونوّه الرئيس عون بما صدر عن قمة الرياض الأخيرة والتي شاركت فيها الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لاسيما "تأكيد حل الدولتين بالنسبة الى القضية الفلسطينية، وعلى ان السلطة الفلسطينية هي الممثل الشرعي للفلسطينيين".وقال الرئيس عون ان "لبنان دفع ثمناً كبيراً دفاعاً عن القضية الفلسطينية"، معربا ًعن امله ب"الوصول الى حل عادل لها". واكد رئيس الجمهورية "حرص لبنان على إقامة اطيب العلاقات مع طهران، لما فيه مصلحة البلدين والشعبين".

 

سلام خلال استقباله قاليباف: سلامة أمن المطار والمسافرين من مسؤولية الدولة اللبنانية

وطنية/23 شباط/2025

استقبل رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام مساء اليوم في السرايا رئيس مجلس الشورى في الجمهورية الإسلامية الإيرانية محمد باقر قاليباف والوفد المرافق، بحضور السفير الإيراني مجتبى أماني، وقدم قاليباف التهنئة للرئيس سلام بتشكيل الحكومة. واعتبر رئيس الحكومة خلال اللقاء ان "الدولة اللبنانية تعمل جاهدة بكل الطرق الدبلوماسية والسياسية من اجل الضغط على اسرائيل لاستكمال انسحابها من جنوب لبنان، كما اكد ان الحكومة التزمت في بيانها الوزاري بإعادة إعمار ما هدمه العدوان الاسرائيلي الأخير". وأشار الرئيس سلام إلى أن "سلامة أمن المطار والمسافرين هو الاعتبار الأساسي الذي يرعى تسيير الرحلات من والى مطار الرئيس الشهيد رفيق الحريري في بيروت ، وهو من مسؤولية الدولة اللبنانية".  وحول التحديات الاقليمية الناتجة عن حرب غزة، رأى رئيس الحكومة ان "لا حل دون تمكين الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره على ارضه وإقامة دولته المستقلة فيها وفق ما جاء في مبادرة السلام العربية التي اقرت في قمة بيروت عام ٢٠٠٢ والتي تبنتها بالإجماع الى جانب الدول العربية، دول منظمة التعاون الاسلامي ايضا".

 

اليباف من عين التينة: سنقف إلى جانب أي قرار يصدر بالإجماع عن الحكومة اللبنانية والشعب والمقاومة اللبنانية

وطنية/23 شباط/2025

استقبل رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري، في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، رئيس مجلس الشورى في الجمهورية الإسلامية الإيرانية محمد باقر قاليباف والوفد المرافق، بحضور السفير الإيراني مجتبى أماني، حيث تناول اللقاء تطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين لبنان والجمهورية الإسلامية الإيرانية والتعاون بين برلماني البلدين. وبعد اللقاء قال قاليباف: "قمنا اليوم بزيارة الى الجمهورية اللبنانية على رأس وفد رفيع المستوى وممثلين عن كل السلطات الإيرانية ومختلف الجهات والمنظمات الايرانية الحكومية وغير الحكومية وعن الجهات الثقافية وعدد من أبناء الشهداء الإيرانيين للمشاركة في مراسم تشييع الجثمان الطاهر لسماحة السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين". أضاف: "وكان لي إلى جانب المشاركة في مراسم التشييع لقاء مع عدد من المسؤولين اللبنانيين حيث أجريت لقاء صباح اليوم مع فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية جوزاف عون ولقاء آخر مع دولة رئيس مجلس النواب اللبناني السيد نبيه بري، ومن المقرر أن التقي لاحقاً اليوم دولة رئيس الحكومة نواف سلام. في الحقيقة ما شهدناه اليوم في هذه المراسم  وعبر عنه المشيعون هو نقطة فارقة للشعب اللبناني برمته، عبروا فيها عن مدى حبهم ومودتهم لهذا الشهيد العظيم الذي يعتبر شخصية وطنية ليس للبنان فحسب إنما للأمة الإسلامية حيث كانت هناك مشاركة بمئات الآلاف بهذا الحدث العظيم، وهناك مئات الآلاف من الذين لم يتسن لهم الحضور في هذا المشهد، لكن قلوب هؤلاء وقلوب الأمة الإسلامية كانت تخفق لمحبة هذين الشهيدين العظيمين". وختم قاليباف: "أتمنى من هذه الزيارة أن تؤدي الى مزيد من علاقات التعاون بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية ولبنان، وخاصة مع بدء أعمال الحكومة الجديدة، ولكي يكون لبنان مزدهراً ومستقراً من الضرورة بمكان أن يكون هناك إجماع بين مختلف مكونات الشعب اللبناني بمن فيهم الحكومة والشعب والمقاومة، وفي هذا الصدد أريد التأكيد على هذه النقطة الهامة بأننا سنقف الى جانب أي قرار يصدر بالإجماع عن الحكومة اللبنانية والشعب والمقاومة اللبنانية".

 

عراقجي من المطار: الكثير من الشعب الايراني ومن المقامات العالية كان لديهم رغبة كبيرة ان يكونوا الى جانب اللبنانيين

وطنية/23 شباط/2025

وصل وزير خارجية الجمهورية الاسلامية الايرانية عباس عراقجي الى مبنى الطيران العام في مطار رفيق الحريري الدولي_بيروت، للمشاركة في مراسم تشييع الامينين العامين السابقين  ل"حزب الله" السيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين وكان في استقباله النائب قبلان قبلان ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري والنائبان ابراهيم الموسوي وامين شري،  والسفير الإيراني لدى لبنان مجتبى اماني ووفد من السفارة الإيرانية. وفي المطار، قال الوزير عراقجي: "جئت اليوم نيابة عن الجمهورية الإسلامية في ايران ونيابة عن عموم الشعب الايراني للمشاركة في هذا التشييع المهيب لهاتين الشخصيتين العظيمتين اللتين بذلتا جهوداً عظيمة لتحرير هذه البلاد وللمقاومة وجئت للمشاركة الى جانب الشعب اللبناني في هذا اليوم". اضاف: "ان رئيس مجلس الشورى السيد قاليبان سيحضر ايضاً في وقت قريب وان الكثير من الشعب الايراني ومن المقامات العالية في ايران من المسؤولين كان لديهم رغبة كبيرة ان يكونوا الى جانب الشعب اللبناني خلال هذه المراسم العظيمة". وتابع: "التشييع المهيب اليوم سيجعل العالم اجمع يرى ان المقاومة حية وان حزب الله حي وان هذا الشعب وفيّ لقيمه وان مسير المقاومة سيستمر وكما حققت المقاومة انتصارات عظيمة ستحقق ان شاءالله النصر النهائي وانا واخواني سنكون كقطرة في هذا البحر وفي هذا الجمع المهيب للمشاركة في هذا التشييع المبارك".

 

نقلاً عن موقع المنار التابع لحزب الله/يوم الوفاء.. طوفان بشري يجدد العهد مع الشهيدين السيد نصر الله والسيد صفي الدين

موقع المنار/23 شباط/2025

في يومٍ تاريخي، طوفان بشري شارك في مراسم تشييع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، إلى جانب السيد هاشم صفي الدين، في العاصمة اللبنانية بيروت. المكان الذي غصّت فيه الحشود كان المدينة الرياضية، التي باتت شاهدةً على هذا الحدث الوطني الكبير، بالإضافة إلى العديد من الوفود العربية والدولية التي شاركت في التشييع لتعبّر عن وفائها العميق للمقاومة وسيدها الشهيد.

في لحظاتٍ مؤثرة، امتلأت المدينة الرياضية بصوت الهتافات المدوية، حيث كانت الأيدي ترتفع لتخاطب السماء وتؤكد العهد والوفاء للسيدين الشهيدين، وكانت الدموع تختلط بالعزيمة، والألم يلتقي بالقوة.

وامتلأت شوارع الضاحية الجنوبية لبيروت بالمشاركين من جميع الأعمار، لوداع القائد الذي قاد مسيرة المقاومة ورفع راية الحق في مواجهة الاحتلال. وفي كلمته خلال المراسم في المدينة الرياضية، أكد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن حزب الله وافق على طلب العدو وقف إطلاق النار من منطلقات استراتيجية، مضيفًا: “التزمنا بالاتفاق، لكن إسرائيل لم تلتزم، وهنا تبدأ مسؤولية الدولة اللبنانية بعد انتهاء مهلة الاتفاق لانسحاب العدو.” وأكد الشيخ قاسم أن المقاومة مستمرة، قوية بحضورها وجهوزيتها، وهي حق لن يستطيع أحد سلبه، مشددًا على أن إسرائيل يجب أن تنسحب من جميع المناطق التي لا تزال تحتلها، موضحًا أن المقاومة تُكتب بالدماء ولا تحتاج إلى الحبر على الورق، ووجه رسالة إلى العدو: “موتوا بغيظكم، المقاومة باقية وقوية ومستمرة.”

وحضرت العديد من الشخصيات السياسية والدبلوماسية من مختلف أنحاء العالم في هذا الحدث. فقد حضر رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري اصاله عن نفسه وممثلا لرئيس الجمهورية جوزاف عون، كما مثل رئيس الحكومة نواف سلام وزير العمل محمد حيدر، إلى جانب عدد من الشخصيات السياسية والدينية وفعاليات، وممثلين عن الأحزاب اللبنانية والعربية والأجنبية.

إضافة إلى الحضور الرسمي اللبناني، كان هناك حضور إيراني رفيع المستوى ضم رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني محمد قاليباف ووزير الخارجية عباس عراقجي، وعدد من كبار المسؤولين الإيرانيين السياسيين والعسكريين.

وخلال المراسم، أكد الإمام الخامنئي في بيان تلاه السيد مجتبى الحسيني، أن ”المجاهد الكبير، وزعيم المقاومة الرائد في المنطقة، سماحة السيد حسن نصر الله (أعلى الله مَقامَه)، قد بلغ الآن ذروة العِزّة. جثمانه الطاهر يُوارى في الثرى في أرض الجهاد في سبيل الله، ولكنّ روحه ونهجه سيتجلّى شموخهما أكثر فأكثر يومًا بعد يوم، إن شاء الله، ويُنيران درب السالكين.”

وقد وفد مكون من أربعة أشخاص هم: حجج الإسلام والمسلمين الشيخ محمد حسن أختري، السيد مجتبى الحسيني، الشيخ محسن القمي، والسيد رضا تقوي، إلى العاصمة اللبنانية بيروت لتمثيل قائد الإمام الخامنئي في مراسم تشييع القائد الشهيد السيد حسن نصر الله والشهيد السيد هاشم صفي الدين.

كما كان حضور الوفود العراقية واليمنية لافتًا ومؤثرًا، حيث شارك ممثلون عن الحكومة العراقية وفصائل المقاومة، ليؤكدوا على التضامن الكامل مع لبنان وشعبه ومقاومته. كما كان للحضور اليمني طابعه الخاص. وشكل الحضور الفلسطيني جزءًا أساسيًا، فقد شارك ممثلون عن فصائل المقاومة الفلسطينية، معبرين عن وفائهم للسيد نصرالله. وكانت هذه المشاركة بمثابة تجديد للعهد بين المقاومة في فلسطين ولبنان على الاستمرار في كفاحهما ضد الاحتلال الإسرائيلي.

وحضر المراسم وفود من ثوار الأرض من مختلف بقاع العالم، بدءًا من إندونيسيا وصولًا إلى فنزويلا، حيث توافد محبو السيد نصر الله والمناصرون للقضية الفلسطينية، بالإضافة إلى المناضلين الذين يحملون لواء المقاومة ضد الهيمنة الأمريكية.

جاء هؤلاء ليعبروا عن دعمهم الثابت لمبادئ الحرية والعدالة التي طالما نادى بها القائد الشهيد، وليؤكدوا وحدة الصف المقاوم في مواجهة الظلم والاستعمار في كل مكان.

على الرغم من التهديدات التي جاء بها الاحتلال الإسرائيلي، من خلال تحليق طائرات حربية إسرائيلية على علو منخفض فوق المدينة الرياضية، إلا أن رد الحشود كان حازمًا. جاء الرد في شكل هتافات قوية ورسائل من التضامن والشجاعة، حيث لم تؤثر الطائرات الحربية في الحشود بل جعلتهم أكثر إصرارًا على المضي قدمًا في مقاومة الاحتلال.

بعد اكتمال مراسم التشييع في المدينة الرياضية، تم نقل جثماني الشهيدين إلى ضاحية بيروت الجنوبية، حيث وُري جثمان السيد حسن نصر الله في مرقده الخاص الذي سيظل رمزًا للصمود والتحدي في مواجهة الطغاة. أما جثمان السيد هاشم صفي الدين فسيتم نقله إلى مسقط رأسه في دير قانون النهر في جنوب لبنان، حيث سيُدفن يوم الإثنين في حضور رسمي وجماهيري.

وشقّت الشاحنة التي حملت جثماني الشهيدين طريقها بصعوبة وسط الحشود الجماهيرية الحاشدة، التي توافدت من كل حدب وصوب، لتودع قادتها. حيث كانت الشاحنة تمر ببطء، وسط مشهد مؤثر حيث تتابع الأيدي المرفوعة من بين الحشود، والعيون التي تفيض بالدموع.

لقد كانت تلك لحظاتٍ تاريخية وشهاداتٍ عظيمة تُسجّل في ذاكرة الشعب اللبناني والشعوب العربية، لتؤكد للجميع أن المقاومة لا تتوقف، وأن راية الشهيد ستظل مرفوعة حتى يتحقق النصر.

وكانت رسالة اليوم واضحة، المقاومة في لبنان وفلسطين مستمرة، وأن التضحيات التي قدمها السيد نصر الله والسيد هاشم صفي الدين ستكون دافعًا للأجيال القادمة. وأن شعلة المقاومة التي أضاءها هذان القائدان وغيرهما من القادة الشهداء ستظل مشتعلة حتى النصر.

المدينة الرياضية تمتلئ منذ ساعات الصباح الأولى بمحبي السيد نصرالله

منذ ساعات الصباح الأولى، بدأت شوارع بيروت تشهد زحفًا هائلًا من الوفود التي توافدت من جميع أنحاء لبنان، محملةً بأحاسيس الوفاء والعرفان، لتسجل يومًا آخر من أيام التضحية والإباء.

مدينة كميل شمعون الرياضية امتلأت بعشرات الآلاف من محبي الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، الذين جاءوا للمشاركة في تشييع رمزين من رموز المقاومة، الشهيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين، اللذين استشهدا بغارات إسرائيلية غادرة خلال العدوان على لبنان.

في قلب هذه اللحظات الحزينة، التي طغى عليها الألم والمشاعر الجياشة، حمل المشاركون رايات حزب الله والأعلام اللبنانية، مرفوعة بفخر، مع صور الشهيدين اللذين طبعوا تاريخ المقاومة.

صورتهما لم تكن مجرد ذكرى، بل كانت شعلة أمل ونور، تشعّ منها العزيمة والإصرار على مواصلة الطريق الذي اختاروه، وهو طريق المقاومة والنضال ضد الظلم. وبينما تعالت أصوات الحزن، كانت هناك أيضًا أصوات تردد أن استشهاد السيدين نصرالله وصفي الدين ليس هو النهاية، بل هو بداية مرحلة جديدة، أكثر إصرارًا على تحقيق النصر والمضي قدمًا على طريق تحرير الأرض والكرامة.

غصّت الطرق المؤدية إلى المدينة الرياضية بالحشود الشعبية التي تدفقت من كل زاوية في لبنان، شيوخًا وشبابًا، نساءً وأطفالًا، ملبين نداء الوفاء والعهد الذي قطعوه للشهداء وللقضية. ورغم التحديات التي واجهتهم، من تهديدات الأعداء إلى الظروف الجوية القاسية، كانت إرادتهم أقوى من كل عائق. فالطريق إلى المدينة الرياضية كان بمثابة اختبار حقيقي لمستوى الولاء والوفاء، وعبرت الحشود عن العزم الراسخ في الاستمرار في طريق المقاومة، مهما كانت التضحيات.

هذا التشييع، الذي يعد الأكبر والأضخم في تاريخ لبنان، سيظل محفورًا في ذاكرة الأجيال القادمة كعلامة فارقة في مسيرة العز والوفاء. كل خطوة على الطريق، وكل لحظة من المراسم، تجسد عهدًا جديدًا لا ينتهي بالاستشهاد، بل يبقى دائمًا حيًّا في القلوب والعقول.

 

«حزب الله» يشيّع نصر الله... وقاسم يتعهد بـ«السير على نهجه»

بيروت/الشرق الأوسط/23 شباط/2025

شارك الآلاف من مناصري «حزب الله» ووفود رسمية وشعبية من دول عدة، الأحد، في مراسم تشييع حاشدة للأمين العام الأسبق لـ«الحزب»، حسن نصر الله، وكذلك تشييع خلفه، هاشم صفي الدين. وألقى الأمين العام الحالي، نعيم قاسم، كلمة أمام جمهور المشيعين. وقتل نصر الله عن 64 عاماً بضربة إسرائيلية استُخدمت فيها أطنان من المتفجرات، على مقرّه الواقع تحت الأرض بمنطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل «الحزب»، يوم 27 سبتمبر (أيلول) 2024. واكتظت «مدينة كميل شمعون الرياضية» في جنوب بيروت، منذ ساعات الصباح الباكر، بعشرات الآلاف من مناصري «الحزب» الذين اتّشحوا بالسواد رافعين صور نصر الله ورايات «الحزب» الصفراء. وقال مراسلو «وكالة الصحافة الفرنسية» إن المدرجات التي قدر المنظمون عدد مقاعدها بـ55 ألفاً امتلأت عن آخرها. وخلال المراسم، تعهَّد الأمين العام لـ«حزب الله»، نعيم قاسم، الأحد، بـ«السير على خط» سلفه. وقال قاسم في خطاب ألقاه عبر الشاشة: «أفتقدك يا سيدي ويفتقدك كل المحبين، لكنك باق فينا بنهجك وتعاليمك ومقاومتك وخط سيرك وجهادك».وأضاف: «سنحفظ الأمانة وسنسير على هذا الخط»، مكرّراً بقبضة مرفوعة: «أنا على العهد يا نصر الله». وتعهَّد نعيم قاسم، الأمين العام لـ«حزب الله»، باستكمال الطريق الذي خطه الأمين العام السابق، حسن نصر الله، مؤكداً: «لو قُتلنا جميعاً، ولو دُمِّرت بيوتنا على رؤوسنا». وتعهَّد قاسم، في كلمة خلال مراسم تشييع نصر الله وصفي الدين، أيضاً، باتخاذ كل الإجراءات للإفراج الأسرى اللبنانيين لدى إسرائيل. وقال إن حجم الضغوط على الحزب ومناصريه كان «غير مسبوق»، مضيفاً: «ولكن حجم الصمود في المقابل كان غير مسبوق أيضاً». وتابع: «ثوابتنا في المرحلة الجديدة أن المقاومة أساس وهي خيارنا، ما دام الاحتلال موجوداً، وملتزمون بالمشاركة في بناء الدولة اللبنانية القوية والعادلة وتحت سقف (اتفاق الطائف)». وأشار إلى أن «حزب الله» صبر على وقف إطلاق النار، ولم يخرقه، مؤكداً: «اليوم بعد انتهاء مهلة انسحاب القوات الإسرائيلية، فنحن أمام احتلال وعدوان». وشدَّد قاسم على حرص جماعته على «مشاركة الجميع في بناء الدولة وعلى الوحدة الوطنية والسلم الأهلي»، لافتاً النظر إلى أن الحزب سيشارك في الحكومة والدولة «ضمن أسس، بينها إخراج الاحتلال والأسرى والإعمار وإقرار خطة الإنقاذ». وقال: «نقول لأميركا: لن تأخذوا بالسياسة ما لم تأخذوه بالحرب، إذا كنتم تضغطون على المسؤولين في لبنان فلن تحققوا أهدافكم لأن المسؤولين في لبنان يعرفون موازين القوى»، مؤكداً: «سنواجه مشروع ترمب التهجيري». وفي أنحاء ملعب كرة القدم، وضع المنظمون أكثر من 20 ألف كرسي، امتلأ جزء كبير منها، فيما تُركت بقية المقاعد للمسؤولين وقادة «الحزب»، إضافة إلى الوفود الخارجية، يتقدمهم رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف، ووزير خارجية طهران عباس عراقجي، اللذان وصلا صباحاً إلى بيروت. وفي الساحات الخارجية، خُصّص 35 ألف مقعد للرجال، و25 ألفاً للنساء، ضاقت تباعاً بمناصري «الحزب».

ورفع المنظمون داخل المدينة الرياضية وعلى جدرانها صوراً عملاقة لنصر الله، وخَلَفه في منصب الأمين العام لـ«الحزب» هاشم صفي الدين، الذي أعلن «حزب الله» بعد مقتله بضربة إسرائيلية، يوم 3 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي في ضاحية بيروت الجنوبية، أنه كان قد انتخب قبل مقتله أميناً عاماً لـ«الحزب» خلفاً لنصر الله.

الموت لإسرائيل». وبعد انتهاء المراسم، يسير المشيّعون نحو موقع الدفن المستحدث لنصر الله في قطعة أرض تقع بين الطريقين المؤديَيْن إلى المطار، في حين يُنقل صفي الدين إلى جنوب لبنان؛ حيث يوارى الثرى يوم الاثنين في بلدته دير قانون النهر.

 

الجيش الإسرائيلي: العالم أصبح أفضل

بيروت/الشرق الأوسط/23 شباط/2025

تعليقاً على تشييع نصر الله، اليوم، قال الجيش الإسرائيلي: «اليوم أصبح العالم أفضل». وقال الجيش عبر حسابه على منصة «إكس»: «اليوم يوم جنازة حسن نصر الله. اليوم أصبح العالم مكاناً أفضل». كما حلّق الطيران الإسرائيلي، بعد ظهر الأحد، على علوّ منخفض في أجواء بيروت وضواحيها، بالتزامن مع بدء مراسم تشييع نصر الله. وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بعد ظهر الأحد، أن مقاتلات إسرائيلية تحلق فوق بيروت خلال تشييع حسن نصر الله بهدف توجيه «رسالة واضحة لأي طرف يهدد بتدمير إسرائيل». وقال كاتس، في بيان، إن «مقاتلات لسلاح الجو الإسرائيلي تحلق حالياً فوق بيروت خلال تشييع حسن نصر الله لتوجيه رسالة واضحة: أي طرف يهدد بتدمير إسرائيل ويهاجمها سيلقى نهايته».

وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية: «حلَّق الطيران الحربي المعادي على علو منخفض فوق أجواء بيروت وضواحيها»، ما دفع أحد المتحدثين في مراسم تشييع نصر الله إلى القول: «لن ترعبنا أصوات طائراتكم الخائبة»، ليردد من خلفه عشرات الآلاف هذا وكانت استبقت إسرائيل مراسم التشييع بشنها، صباح الأحد، غارات عدة على جنوب لبنان، أسفرت عن إصابة فتاة بجروح، وفق ما أوردت «الوكالة الوطنية للإعلام». وقالت إسرائيل إنها استهدفت «موقعاً عسكرياً يحتوي منصات صواريخ وأسلحة... رُصد نشاط لـ(حزب الله) فيه»، إضافة إلى «منصات صواريخ... كانت تشكل تهديداً وشيكاً للمدنيين الإسرائيليين». كما أعلنت إسرائيل ليلاً استهدافها «معابر على الحدود السورية - اللبنانية»، حاول «حزب الله» عبرها «تهريب أسلحة إلى لبنان». :

 

خامنئي يتعهد مواصلة «مقاومة» إسرائيل

بيروت/الشرق الأوسط/23 شباط/2025

تعهَّد المرشد الإيراني علي خامنئي بمواصلة «مقاومة» إسرائيل، في رسالة الأحد، بمناسبة تشييع نصر الله في بيروت. وقال خامنئي، في إشارة إلى إسرائيل: «على العدو أن يعلم أن مقاومة الاغتصاب والظلم والاستكبار لن تنتهي، وستستمر حتى تحقيق غايتها النهائية».

إجراءات مشددة

ويشكّل التشييع أول حدث جماهيري لـ«حزب الله» منذ المواجهة المفتوحة بين «الحزب» وإسرائيل، التي انتهت بوقف لإطلاق النار في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وخرج منها «الحزب» ضعيفاً سياسياً وعسكرياً. وكان قاسم دعا مناصري «الحزب» إلى «مشاركة واسعة» في المراسم، قائلاً: «نريد تحويل هذا التشييع إلى مظهر تأييد وتأكيد على الخط والمنهج ونحن مرفوعو الرأس». ودُفن نصر الله، بعد انتشال جثته التي كانت «وديعة» في مكان لم يُعلَن عنه، في انتظار إمكان تنظيم تشييع حافل له، بينما كانت الحرب على أشدّها قبل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. ودعا «حزب الله» المسؤولين اللبنانيين إلى الحضور. وأعلنت اللجنة المنظمة مشاركة شخصيات رسمية لبنانية ووفود خارجية من «نحو 79 دولة من مختلف أنحاء العالم، بين مشاركات شعبية ورسمية». وأفاد المنظمون بحضور شخصيات رفيعة المستوى من إيران ودول أخرى. وقال عراقجي، بعد وصوله إلى مطار بيروت صباحاً، إن نصر الله وصفي الدين «بطلان للمقاومة»، مؤكداً أن «طريق المقاومة سيستمر». وأعلن «الحشد الشعبي» العراقي، الأحد، مشاركة رئيسه، فالح الفياض، ورئيس أركانه، أبو فدك المحمداوي، في مراسم التشييع. وينضوي «الحشد الشعبي» مع «حزب الله» وفصائل أخرى موالية لإيران ضمن «محور المقاومة» الذي تقوده طهران. وتجري مراسم التشييع وسط تدابير أمنية مشددة اتخذها الآلاف من عناصر «الحزب» والأجهزة الأمنية اللبنانية. وجرى تعليق الرحلات الجوية في مطار بيروت من الساعة الثانية عشرة ظهر الأحد (10:00 بتوقيت غرينيتش) حتى الساعة 4:00 من بعد الظهر.

«يوم صعب»

ونُشرت فرق صحية ومستشفيات متنقلة وفرق إنقاذ وإطفاء على الطرق المؤدية إلى مكان التشييع، مع تخصيص مسارات خاصة للسيارات ومواقف للوافدين من خارج العاصمة. واقتصرت الحركة في محيط المدينة الرياضية على التنقُّل سيراً. وحثّ المنظمون على عدم إطلاق النار في الهواء وعدم التدافع حفاظاً على السلامة، فيما أصدر وزير الدفاع قراراً بتجميد تراخيص حمل الأسلحة في لبنان من 22 إلى 25 فبراير (شباط) الحالي. واكتسب نصر الله مكانة بارزة إثر انسحاب إسرائيل من لبنان عام 2000، إلا أن شعبيته تراجعت بعد انخراط حزبه في النزاع السوري إلى جانب بشار الأسد. وكان لقتله وقع الصاعقة لدى مناصريه، مثل مريم شوربا (80 عاماً) التي تستعدّ للمشاركة في التشييع «مهما كانت الظروف». وأضافت من الضاحية الجنوبية لبيروت: «هذا يوم صعب، فالسيد عزيز علينا جداً، ومهما فعلنا فلن نوفيه حقه». وهيمن التنظيم الشيعي الموالي لإيران على الحياة السياسية في لبنان لأعوام، ولكن يستمر الانقسام بشأن دوره؛ إذ يعدّ كثر من اللبنانيين أنه «دولة داخل الدولة».

 

نعيم قاسم في تشييع نصر الله وصفي الدين: المقاومة لم تنته وهي تكتب بالدماء ولن نسمح باستمرار قتلنا واحتلالنا ونحن نتفرج وسنشارك في بناء الدولة القوية العادلة

وطنية/23 شباط/2025

ألقى الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم كلمة خلال مراسم تشييع الأمينَينِ ‏العامَّينِ ل"حزب الله" الشهيدين السيد حسن نصرالله وخليفته الشهيد الهاشميِّ ‏السيد هاشم صفي الدين قال فيها:‏

"بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق مولانا وحبيبنا وقائدنا ‏أبي القاسم محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وصحبه الأبرار المنتجبين، وعلى جميع الأنبياء ‏والصالحين إلى قيام يوم الدين.‏

السلام عليكم أيها الحشد الكريم المهيب، السلام عليكم أيها المجتمعون في هذه المناسبة العظيمة لِتشييع سيد ‏شهداء الأمة السيد حسن نصر الله (رضوان الله تعالى عليه) وصفيه السيد هاشم صفي الدين (رضوان الله ‏تعالى عليه)، السلام عليكم أيها الوفود من كل أقطار العالم، السلام عليكم أيها الشعب اللبناني الأبي بِكل ‏طوائفه ومذاهبه وأحزابه وقواه، السلام على ممثل رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون الأخ ‏الأكبر الأستاذ نبيه بري بالأصالة والوكالة، والسلام على ممثل رئيس الحكومة اللبنانية السيد نواف سلام ‏الدكتور محمد حيدر" .‏

أضاف: "أيها الشعب الأبي، أُخاطبكم بإسم أخي وحبيبي ومقتداي السيد حسن نصر الله، السلام عليكم يا أشرف الناس، ‏السلام عليكم يا أوفى الناس، السلام عليكم يا أكرم الناس، يا من رفعتم رؤوسنا عالياً ولِتسمع السماوات السبع ‏والأرض ومن فيهن أنكم على العهد وأنكم مع نصر الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.‏

‏"مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا ‏تَبْدِيلًا"‏.‏

وتابع: "نُودع اليوم قائداً تاريخياً استثنائياً، نودع اليوم قائداً وطنياً، عربياً اسلامياً، وهو يُمثل قبلة الأحرار في العالم، ‏نُودع اليوم سيدنا وحبيبنا، حبيب المجاهدين وحبيب الناس، حبيب الفقراء والمستضعفين، حبيب المعذبين ‏على الأرض، حبيب الفلسطينيين، نُودع سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله(رضوان الله تعالى عليه).‏ ‏ هذا السيد الذي بدأ تدينه منذ نعومة أظفاره وهو قد وُلد في سنة 1960 وذهب إلى النجف الأشرف لِيدرس ‏في حوزتها بمباركة واشراف الإمام الشهيد السيد محمد باقر الصدر (رضوان الله تعالى عليه)، في سن ال16 ‏من عمره برعاية سماحة السيد عباس الموسوي (رضوان الله تعالى عليه)، بقي سنتان ثم جاء إلى بعلبك ‏بسبب الظروف الموجودة في العراق في سنة 1978 مع أستاذه السيد عباس، وهناك درس في حوزتها ‏وعمل تحت لواء الإمام موسى الصدر، الامام المُغيب أعاده الله ورفيقيه سالماً، وعمل في كل الحقول الثقافية ‏والاجتماعية إلى سنة 1982 حيث تأسس حزب الله. من البدايات هو شخص اساسيٌ عاملٌ في هذا الحزب، ‏إلى أن تولى بعد ذلك موقع رئيس المجلس التنفيذي في أول شورى كان فيها سنة 1989، وبعدها تسلم الأمانة ‏العامة بعد شهادة السيد عباس في 16 شباط 1992، واستمر إلى يوم شهادته في 27 أيلول سنة 2024، هذا ‏السيد العزيز قاد المقاومة إلى الأمة وقاد الأمة إلى المقاومة، فأصبحنا لا نميز بين مقاومةٍ وامة، كلهم قلبٌ ‏واحد معه، يقاتلون، يسمعون، يُحاولون العمل بما ينصح به وبما يعمل به، هذا الرجل العظيم ذاب في ‏الاسلام، ذاب بمحمدٍ وآل محمد، ذاب في الولاية، هو صادقٌ، وفيٌ، حنونٌ، كريمٌ، متواضعٌ، صلبٌ، شجاعٌ، ‏حكيمٌ، استراتيجي، هو حبيب المقاومين يثق بالناس ويؤمن بهم، أحب الناس وأحبه الناس، هو قائد العقول ‏والقلوب دائماً وجهته فلسطين والقدس، وهو الذي ساهم مساهمةً عظيمة في احياء هذه القضية، لقد اصر على ‏بقائه في غرفة عمليات المقاومة لِيتابع من خلالها مع المجاهدين واستشهد وهو في الموقع المتقدم" .‏

وتوجه قاسم الى نصر الله قائلا: "افتقدك يا سيدي ويفتقدك كل المُحبين، لكنك باقٍ فينا بِنهجك وتعاليمك ومقاومتك وخط سيرك وجهادك، انت ‏حيٌ فينا، " وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَٰكِن لَّا تَشْعُرُونَ "، سنحفظ الأمانة وسنسير ‏على هذا الخط، سنحفظ وصيتك ووصية السيد عباس ووصية السيد هاشم، أنت القائل في 18 شباط بعد ‏شهادة السيد عباس (رضوان الله تعالى عليه) بِيومين: هذا الطريق سنكمله لو قُتلنا جميعاً، لو دُمرت بيوتنا ‏على رؤوسنا، لن نتخلى عن خيار المقاومة. ‏

يا سيدي من احببت وذبت في الولاية طاعةً له الامام الخامنئي (دائم ظله)، قال لنا: فقد حزب الله في لبنان ‏قائدا قلّ نظيره، لكن بركات تدبيره وجهاده على مر عشرات الأعوام لن تنتهي أبدا. هنا في هذا المحفل أُريد أن ‏أُبايع على هذا الخط ويُريد جمهورك وشعبك أن يُبايع على هذا الخط.. فكرت هل نقول قسماً أم أنه يكفي أن ‏نُعلن العهد والبيعة، فتبين اننا إذا أعلنا العهد والاستمرار عليه نستطيع ان نصل إلى مبتغانا، سأقول لكم عبارةً ‏نُكررها ثلاث مرات بِقبضات مرفوعة "إنا على العهد يا نصر الله".‏

وقال: "في هذا اليوم نُشيع الأمين العام السيد هاشم صفي الدين (رضوان الله تعالى عليه)، كان صفياً وحبيباً وصاحباً ‏ومؤزراً وعضد، نفتقدك يا سيد علماً لِمسيرتنا، لكنك باقٍ فينا بِنهجك وعطاءاتك.‏

‏ واكب التأسيس سنة 1982 وهو من مواليد سنة 1962، ولكنه في ذاك العام ذهب إلى قم المقدسة لِتحصيل ‏العلوم الدينية، وكان يأتي في كل فترةٍ إلى لبنان ويُشارك مع المجاهدين، إلى ان تولى قيادة منطقة الجنوب ‏سنة 1991، ثم دخل إلى الشورى سنة 1994 وكان رئيساً للمجلس التنفيذي، إلى أن استشهد أميناً عاماً بعد ‏ستة أيام من توليه هذا المنصب خلفاً لِحبيبه السيد حسن (رضوان الله تعالى عليه).‏

اهتم بالمؤسسات التربوية والثقافية والإجتماعية، وعمل في مختلف الحقول التي تخدم الناس، واكب ‏المجاهدين في متطلباتهم وجهوزيتهم، وكان عضد الأمين العام السيد حسن نصر الله (رضوان الله تعالى ‏عليه) في مواكبتهم.‏

نفتقدك يا سيد كما نفتقد أميننا العام السيد حسن (رضوان الله تعالى عليه). وهنا ومن باب الوفاء، لا بد ان ‏أذكر بعض الإخوة من المسؤولين الذين استشهدوا في المقرين مقر سماحة السيد ومقر سماحة السيد، من ‏استشهد في مقر سماحة السيد حسن نصر الله سيد شهداء الأمة الحاج عباس، العميد عباس نيلفروشان، عميد ‏في الحرس وهو إيراني، والتحمت دماؤه مع دماء شهداء المقاومة على طريق فلسطين.‏

الحاج أبو الفضل علي عبد المنعم كركي، الحاج ابو حسن عمار علي نايف ايوب، الحاج امين عبد الأمير ‏محمد سبليني، الحاج نبيل ابراهيم حسين جزيني، الحاج جهاد سمير توفيق ديب، الدكتور غريب حسن محمد ‏امين سلمان، الحاج حسن محمد حبيب خير الدين.‏

وممن استشهد مع السيد هاشم (رضوان الله تعالى عليه من المسؤولين) الحاج مرتضى حسين علي هزيمة، ‏الحاج عادل علي محمد بحسون، الأخ ماهر محمود محمد شاهين.‏

‏ كل التعزية والتبريك لعوائل الشهداء، لعوائل السيدين الجليلين ولكل الشهداء على طريق القدس ولكل شهداء ‏المقاومة، كل التبريك للمحبين، للمنتمين، للذين ينظرون إلى فلسطين قبلةً لهم، هذه المسيرة هي مسيرة كل ‏الشهداء، هذه المسيرة هي قوة وحياة، " وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ ‏يُرْزَقُونَ ".‏

وحيا  الشيخ قاسم "الجرحى، الذين هم شهداء أحياء، والأسرى ونقول لهم لن نترككم عند الصهاينة، ‏ويجب أن يُفرج عنكم، وسنقوم بكل الإجراءات والضغوطات المناسبة لهذا الإفراج.‏

‏ أما أنتم أيها الحشد الجماهيري الكبير، أنا أعلم أن سماحة السيد في قلوبكم وعقولكم، وكذلك كل الملايين ‏المجتمعين في العالم والذين يشهدون هذا اللقاء، والذين يتمنون ان يكونوا هنا إلى جانبكم، هذا الحشد الكبير ‏الذي قلّ نظيره، بل اعتقد انه لم يوجد مثله في لبنان على مر التاريخ، هو تعبيرٌ عن الوفاء، أنتم الشعب ‏الوفي، أنتم الشعب المعطاء، أنتم الشعب الذي يستمر".‏

وقال: "في هذا اليوم سوف أتحدث في أربع نقاط.‏ أولا، ماذا واجهنا؟ لقد واجهنا معركة الاسناد. اسناد غزة هو جزءٌ من ايماننا بتحرير فلسطين، وخطط ‏الاسرائيلي لِيخوض حرباً على لبنان بعد أربعة أيام في 11 تشرين الأول، وهو حتى لو لم يخض هذه الحرب ‏لاحقاً، كان له نية أن يخوض حرباً على لبنان في يومٍ من الأيام، لأنه لا يتحمل هذه المقاومة العظيمة، واجهنا ‏الكيان الاسرائيلي ومن وراءه الطاغوت الأكبر أميركا، التي حشدت كل امكاناتها من أجل أن تُواجه غزة ‏وفلسطين ولبنان واليمن والعراق وإيران أي محور المقاومة، الذي إلتف حول غزة وحول فلسطين، حجم ‏الإجرام غير مسبوق وكل الهدف انهاء المقاومة في غزة ولبنان، ولكن أيضاً حجم التضحيات غير مسبوق ‏انسجاماً مع هذا الضغط. في المقابل حجم الصمود والاستمرارية غير مسبوق، وهذا انجازٌ كبير، نحن اعدنا ‏تنظيمنا وصمد مقاومونا الأبطال على الحدود، 75000 جندي إسرائيلي لم يتمكنوا من التقدم في مواجهة ‏المقاومة، كُنا نسمع عويلهم عندما يقولون أن حدثاً أمنياً حصل في منطقة الشمال، هذا بسبب صمود المقاومين ‏وعطاءات المقاومين، لقد ضحى رجالنا وشبابنا وشعبنا وضحت النساء والأطفال والجميع، أنتم يا شعب ‏المقاومة تراب الأرض الراسخة ومطر السماء يمنح الحياة وعزيمة الحسين في ابقاء الراية خفاقة وموقف ‏زينب يهز أركان الطغاة والظلمة. أنتم شعب لا يهزم، سنكون معاً، سنقاوم معاً، سنبايع معاً: إنا على العهد يا ‏نصر الله. جمهور المقاومة والشعب اللبناني تكاتفوا جميعاً وكانوا نموذجاً، الحمد لله هذا الحشد هو تعبيرٌ عن الوحدة ‏الوطنية والوحدة القومية والوحدة الإسلامية والوحدة الإنسانية حول فلسطين وحول الحق".‏

ثانياً: أين أصبحنا؟ وافقنا على طلب العدو وقف إطلاق النار، لأن لا مصلحة للمقاومة ولبنان باستمرار ‏القتال غير التناسبي وتحقيق الأضرار من دون أُفق سياسي ولا ميداني، يعني خلص صار كل أمر سيحصل ‏هو عبارة عن قتل وقتال من دون لا تقدم ميداني ولا تقدم سياسي. نقطة قوة أن نُوافق على وقف إطلاق النار ‏في هذه اللحظة المناسبة، التي لو لم تكن لطالت لشهر او شهرين لن تختلف في نتائجها. نحن الآن أصبحنا في ‏مرحلة جديدة، هذه المرحلة الجديدة تختلف أدواتها وأساليبها وكيفية التعامل معها. أبرز خطوة اتخذناها أن ‏تتحمل الدولة مسؤوليتها بعد أن منعت المقاومة العدو من أن يجتاح أو أن يُحقق أهدافه، يعني أننا انجزنا ‏القسم الأول ثم جاء القسم الثاني الذي هو مسؤولية الدولة، إلتزمنا ولم تلتزم إسرائيل ولن تلتزم إسرائيل، ‏صبرنا لإعطاء الفرصة لإنسحاب اسرائيل بالإتفاق والدبلوماسية، ولم نخرق كي لا نتساوى معهم، اليوم بعد ‏انتهاء مهلة الإتفاق في الإنسحاب الإسرائيلي، لم نعد أمام خروقات إسرائيلية، أصبحنا أمام إحتلال وعدوان، ‏اسمه نقطة، اسمه خمس نقاط هذا احتلال وعدوان، القصف على الداخل اللبناني مهما كانت المبررات اسمه ‏عدوان، لا تستطيع إسرائيل ان تستمر بإحتلالها وعدوانها، اعلموا أن المقاومة موجودة وقوية عدداً وعدةً ‏وشعباً، ونحن نُؤمن أن النصر النهائي حتميٌ كنصرٍ مطلق، يتأخر لأن القلة هي التي تُواجه ولو واجه الجميع ‏لتغيرت المعادلة. استيقظوا أيها النائمون، لقد أعطتكم المقاومة تجربة فريدة، واستطعنا ان نُعطي نموذجاً ‏عظيماً في الوقوف بِوجه الكيان الإسرائيلي وتحقيق الصمود. على كل حال الآية الكريمة تُبين السنة الإهية، ‏إسرائيل تظلم، أميركا تظلم، يُغالون في ظلمهم، يقول تعالى‏: تِلۡكَ ٱلۡقُرَىٰٓ أَهۡلَكۡنَٰهُمۡ لَمَّا ظَلَمُواْ وَجَعَلۡنَا لِمَهۡلِكِهِم ‏مَّوۡعِدٗا.

ثالثاً: ماذا عن مستقبل المقاومة؟ الظاهر يوجد أُناس كثر "محتارين فينا ومربكين فينا"، ساعة يُحللون أنه ‏خلص خلصنا، المقاومة انتهت، لا يا حبيبي، المقاومة لم تنته، المقاومة مستمرة بِحضورها وجهوزيتها، ‏المقاومة إيمانٌ وحق، لا يستطيع أحد أن ينزع هذا الإيمان، ولا يُمكن لأحد أن يسلبنا هذا الحق، كيف ونحن ‏نُؤمن أن المقاومة إيمانٌ وواجب، ليست حقاً فقط. المقاومة حياة الشعوب الحرة للتحرير، المقاومة تُكتب ‏بالدماء ولا تحتاج إلى الحبر على الورق، وتثبت بالتضحية، ولا يُثنيها من يُعارضها، وتقتلع المُحتل ولو بعد ‏حين، ولا تَهاب طواغيت العالم، وترسم مستقبل الأحرار، مُتخطيةً نقيق الضفادع. المقاومة إيمانٌ أرسخ من ‏الجحافل، وعشقٌ يتغلغل في المحافل، وعزٌ يهزم كل سافل، ونصرٌ يُخلد كل مقاتل، موتوا بِغيضكم، المقاومة ‏باقية وقوية ومستمرة.‏ سنمارس العمل المقاوم بالأساليب والطرق والتوقيت انسجاماً مع المرحلة وتقدير القيادة، ليس معنى استمرار ‏المقاومة أنه في كل يوم سوف نرد وأنه في كل يوم سوف نُطلق النار، كلا، بِخيارنا نُطلق متى نرى مناسباً ‏ونصبر متى نرى مناسباً، لكن المقاومة موجودة، لا نقبل في لبنان أن تتحكم أميركا الطاغية بِبلدنا، ماذا ‏قالت أميركا لِإسرائيل؟ قالت لها: لنتوقف طالما لا تستطيعون أن تتقدموا مترين إلى الأمام، ونحن إن شاء ‏الله بالسياسة نستطيع أن نُؤثر على الداخل اللبناني، ونأخذ لكم بالسياسة الذي لم تأخذوه بالحرب، "فشر" لن ‏تأخذوا بالسياسة الذي لم تأخذوه بالحرب، واعلموا أنتم أيها الأميركيون إذا كنا ساكتين الآن، وإذا كنتم ‏تتحركون بِحرية بِطريقة سيئة، وتُحاولون الضغط على المسؤولين وعلى لبنان، لن تتمكنوا من تحقيق ‏أهدافكم لأن المسؤولين في لبنان يعرفون توازن القوى، ويعرفون حقوق الشعب، ويعرفون أن هذه القوى ‏المختلفة هي ممثلة لِهذا الشعب، لذلك أنصحكم بأن تكفوا عن هذه المؤامرات. لا تفكروا أن صبرنا وحكمتنا ‏بالأولويات قد ضعفت، فالمسار طويل ونحن لها، لن نخضع، ولن نقبل بإستمرار قتلنا واحتلالنا ونحن ‏نتفرج، ولا يُمكن لِأحد أن يطلب منا بأن ننكشف وأن نُقدم ما لدينا من قوة لِيتحكم بِنا العدو".‏

أضاف: "أنتم تعرفون نحن أبناء هيهات منا الذلة، يا دعاة السيادة استيقظوا، ماذا فعلتم في فرصة الاتفاق؟ ماذا تفعلون ‏الآن؟ لا نسمع منكم كلمة ضد إسرائيل، لا نسمع منكم كلمة ضد أميركا، كيف تكون السيادة مع هذا الاحتلال ‏المستمر؟ ومع هذا التدخل الأميركي؟ والله لو اجتمع طواغيت العالم بأسرهم لِقتلنا أو إذلالنا سوف نُواجهم ‏حتى النصر أو الشهادة. ألم يُبهركم أيها الناظرون إلينا، ألم يُبهركم أننا خرجنا من تحت الأنقاض في معركة ‏‏"أولي البأس"، واستعدنا المبادرة، واضطرينا إسرائيل أن تطلب وقف النار؟ ألم يصدمكم مشهد الناس ‏يذهبون إلى الجنوب بِصدورهم من دون سلاح ويتحدون الدبابات الإسرائيلية ويُحررون أجزاءً من الأرض؟ ‏ألم يُفاجئكم انجاز الوفاق بانتخاب رئيسٍ للجمهورية، وإسقاط دعاة الإقصاء، فَكنا جزءاً لا يتجزأ نحن ‏وحركة أمل في متن تركيبة البلد لِقيادة البلد؟ ألم يُحيركم كيف تعاونا لِتسهيل ولادة الحكومة؟ يا شعبنا، نحن أبناء الولاية، أبناء الإمام الخامنئي وأبناء الإمام الخميني، نحن أبناء الإمام موسى الصدر، ‏أبناء السيد عباس الموسوي والسيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين، أبناء الحاج قاسم سليماني ‏والحاج عماد مغنية، كل هذه السلسلة تعود إلى الأصل، إلى محمد وعلي والحسين، وتُهيىء الراية إلى الإمام ‏المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، وهيهات منا الذلة".

رابعاً: ما هي ثوابتنا في المرحلة الجديدة؟ نحن في مرحلة جديدة، ما هي الثوابت؟ نحن قلنا: إنا على العهد. يعني يا سيدنا إطمئن، القيادات موجودة والمقاومون موجودون، والمقاومات ‏موجودات، والأبطال المقاومون موجودون، والشعب من كل الطوائف موجود، والأمة موجودة.‏

أولاً: المقاومة أساس، وهي خيارنا الإيماني والسياسي ما دام الاحتلال موجوداً وما دام خطره موجوداً. ‏نُمارس حقنا في المقاومة بحسب تقديرنا للمصلحة وبحسب الظروف، وسنتابع تحرك الدولة لِطرد الاحتلال ‏ديبلوماسياً، ونَبني بعد ذلك على النتائج. ونُناقش لاحقاً استفادة لبنان من قوته عند مناقشة الإستراتيجية ‏الدفاعية.‏

ثانياً: فلسطين حق وهي بوصلتنا، ندعم تحريرها وسنواصل مشروع ترامب التهجيري مع كل القوى الحيّة ‏في المنطقة، الشهداء الكثر والجرحى، 160 ألف شهيد وجريح في غزة وجريحة وشهيدة، هؤلاء هم الثمن ‏الحقيقي لإستمرار العزة ومن أجل أن نُكمل الراية ونستمر على العهد.‏

ثالثاً: سنشارك في بناء الدولة القوية والعادلة، ونُساهم في نهضتها على قاعدة المساواة بين المواطنين في ‏الحقوق والواجبات وتحت سقف اتفاق الطائف، ضمن ثلاث ركائز أساسية:‏

أولاً: إخراج المحتل وإعادة الأسرى

ثانياً: إعادة الإعمار والترميم والبنى التحتية كإلتزام أساسي لهذه الدولة ونحن معها

ثالثاً: إقرار خطة الإنقاذ والنهضة الاقتصادية والمالية والإدارية والقضائية والإجتماعية بأسرع وقت

رابعاً: نحن حريصون على مشاركة الجميع في بناء الدولة، وحريصون على الوحدة الوطنية والسلم الأهلي، ‏وأقول لكم: بالنسبة إلينا، لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه ونحن من أبنائه" .

وتابع: "هنا سوف أُركز على نقطة مهمة، نحن متحالفون مع حركة أمل، هذا التحالف تَعمد بالدم والتضحية ‏والعطاءات والمقاومة والمواجهة، لا تُفكروا أن تلعبوا بيننا، فإننا واحدٌ في الموقف وواحدٌ في الخيارات ‏وواحدٌ في السياسة، وسنبقى معاً إن شاء الله لِعزتنا وعزة لبنان وعزة الأمة إن شاء الله تعالى. نُؤمن بِدور ‏الجيش الكبير للدفاع عن السيادة والأمن. وللرؤوس الحامية أقول لهم: في الداخل اللبناني لا يوجد رابح ولا ‏يوجد خاسر، لأن النتائج كلها مرتبطة بإسرائيل، فَلتنافس لِخير البلد والناس، هذا أفضل لنا جميعاً".

وختم قاسم: "أشكركم جميعاً، أشكر الشعب اللبناني، أشكر كل الوفود التي حضرت من الداخل والخارج، أشكر الإمام ‏الخامنئي (دام ظله) على لفتته الكريمة وكلمته والوفد الذي أرسله إلى هذا الحشد المُبارك، أشكر الجميع من ‏دون استثناء، لا أستطيع الآن أن أعد، لكن في الحقيقة كلكم أحباؤنا، وكلكم من الشرف والكرامة في هذا ‏الحضور المهيب العظيم.‏ في أمان الله يا سيد حسن، في جوار الله مع صفيك والأنبياء والأئمة والشهداء، وإن شاء الله هذا اليوم ‏التاريخي سيجل، هذا يومٌ من أيام الله، هذا يومٌ من أيام الحسين يا حفيدي الحسين، والسلام عليكم ورحمة الله ‏وبركاته".

 

البطريرك الراعي: بعض السياسيّين ليسوا على قياس الشعب العظيم والدولة المميّزة وقدرنا أن نصمد ونواجه ونقاوم من أجل وجودنا الحرّ

وطنية/23 شباط/2025

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الأحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي عاونه فيه المطرانان حنا علوان وانطوان عوكر، أمين سر البطريرك الأب هادي ضو، رئيس مزار سيدة لبنان_حريصا الأب فادي تابت، الأب جورج يرق، ومشاركة عدد من المطارنة والكهنة والراهبات، في حضور حشد من الفعاليات والمؤمنين. بعد الإنجيل المقدس، القى الراعي عظة بعنوان: "عندهم موسى والأنبياء، فليسمعوا لهم" (لو 16: 29)، قال فيها: "تذكر الكنيسة، في هذا الأحد وطيلة الأسبوع الطالع، الموتى المؤمنين الذين عاشوا فضيلة الفقر الإنجيليّ، وتذكر الذين تقاسموا مع الإخوة المعوزين خيرات الدنيا، المعدّة من الله لجميع الناس، وتذكر الأنفس المطهريّة لكي يخفّف الله من آلامها وينقلها إلى المجد السماويّ. فالكنيسة هي الأمّ والمعلّمة بالنسبة لجميع الناس لكي يهتدوا إلى الله في حياتهم على هذه الأرض، ويبلغوا الملكوت السماويّ. هذه الكنيسة متمثّلة "بموسى والأنبياء الذين ينبغي أن نسمع لهم" (لو 16: 29). يسعدني أن أرحّب بكم جميعًا، لنحتفل معًا بهذه الليتورجيا الإلهيّة، ونقيم صلاة وضع البخور لراحة نفوس موتانا وسائر الموتى المؤمنين، سائلين لهم الراحة الأبديّة. سندان في مساء الحياة على تقاسمنا خيرات الدنيا مع الإخوة والأخوات المعوزين، إمّا ثوابًا بالنعيم الأبديّ، وإمّا هلاكًا أبديًّا. تقاسم خيرات الدنيا مع الفقراء هو طريقنا إلى الله، وواجب نؤدّي الحساب عنه. قال القدّيس غريغوريوس النيصيّ: "إنّ ما يفيض عنك ليس لك، فلا تستطيع أن تجعل نفسك مالكًا له". وقال القدّيس باسيليوس الكبير: "لا يحقّ لك أن تستعمل مالك كمتمتّع به على هواك، بل كموكّل عليه. ليس هلاك الغنيّ بسبب غناه. فخيرات الدنيا المشروعة هبة من الله وبركة. بل هلاكه من طمعه، واستعباده لصنم ماله ومقتناه، ومن عدم محبّته وإغلاق قلبه ويده عن لعازر المسكين المطروح عند باب دارته. مشكلته أنّه عبد ماله لا الله. ينبّهنا الربّ يسوع: "لا يقدر أحد أن يعبد ربّين: الله والمال. فإمّا يبغض الواحد ويحبّ الآخر، وإمّا يلازم الواحد ويرذل الآخر" (متى 6: 24).  تعلّم الكنيسة أنّ خيرات الدنيا معدّة من الله لجميع الناس، من يمتلكها شرعًا هو موكّل عليها من العناية الإلهيّة ليستثمرها لخيره وخير غيره من الناس بدءًا من الأقربين (الكنيسة في عالم اليوم، 69؛ التعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة 2403-2404). الأخ المحتاج الذي نتقاسم معه خيراتنا يحرّرنا من التعلّق المفرط بها تعلّقًا يحجب عنّا رؤية وجه الله".

وتابع: "لو فعل ذاك الغنيّ ذلك لما كان هلك إلى الأبد. لقد أدرك هو غلطته الكبيرة، فتوسّل إلى إبراهيم أن "يرسل لعازر إلى إخوته الخمسة ليشهد لهم، كي لا يأتوا هم أيضًا إلى مكان العذاب هذا" (لو 16: 27-28). أمّا خلاص لعازر المسكين، فلم يكن بسبب فقره، بل بسبب قبوله حالة الفقر والعوز بالقناعة ومحبّة الله. فكان يكتفي بالاستعطاء، ويشتهي بحقّ الفتات المتساقط عن مائدة الغنيّ، منفتحًا على رحمة الله التي كان ينبغي أن تظهر في رحمة ذاك الغنيّ. لذلك عندما "مات لعازر حملته الملائكة إلى حضن إبراهيم"(لو 16: 20-22). أمّا الغنيّ "فمات ودفن"(لو 16: 22). لا قيمة للإيمان بالله، ما لم ترافقه محبّة الإنسان. واحتكام المسؤولين إلى المحبّة يغني لبنان عن ثورات. المؤسف أنّ الواقع اللبناني افتقد المحبّة وأتخمته الأحقاد ولا سيما بين المسؤولين. ومتى سادت الأحقاد تتعطّل الحلول السلميّة، ولا يعود ينقذ لبنان مبادرات أو ثورات. فالمبادرات تصبح تمنيّات، والثورات تمسي فتنًا. لا مكان للأحقاد في نفوس غالبية اللبنانيين. الشعب لا يشبه بعض قادته، وبعض القادة لا يشبهون وطنهم. وأصلًا، بعض السياسيّين ليسوا على قياس الشعب العظيم والدولة المميّزة. وبالمقابل، لا مكان في نفوسنا للخوف والانهزامية: فالخوف هزيمة مسبقة، الإنهزاميّة هزيمة ملحقة. هذه مشاعر قاتلة في زمن تقرير المصير. في اللحظة التاريخيّة التي نـمرّ فيها، قدرنا أن نصمد ونواجه ونقاوم من أجل وجودنا الحرّ. في الزمن المصيريّ، لا يوجد سوى الانتصار الوطنيّ دفاعًا عن ثوابت لبنان وقيمه. فلتعُد المحبّة إلى قلوب المسؤولين والمواطنين، واضعين نصب عيونهم نشيدها في رسالة القدّيس بولس الرسول الأولى لأهل كورنتس (13: 4-7): "المحبة تصبر، المحبة تخدم، ولا تحسد ولا تتباهى ولا تنتفخ من الكبرياء، ولا تفعل ما ليس بشريف ولا تسعى إلى منفعتها، ولا تحنق ولا تبالي بالسوء، ولا تفرح بالظلم، بل تفرح بالحق. وهي تعذر كل شيء وتصدق كل شيء وترجو كل شيء وتتحمل كل شيء". يا ليت هذا النشيد يُقرأ في صباح كلّ يوم. فإنّه كفيل أن يغيّر القلوب". وقال: "فلنصلِّ، أيّها الإخوة والأخوات، من أجل راحة نفوس موتانا وسائر الموتى المؤمنين في الملكوت السماويّ. ومن أجل أن يسكب الله المحبّة في قلوب الجميع التي عليها سندان. للثالوث القدّوس، الآب والإبن والروح القدس كلّ شكر وتمجيد، الآن وإلى الأبد، آمين".

بعد القداس استقبل الراعي المؤمنين المشاركين في الذبيحة الإلهية.

 

البطريرك الراعي يوجه رسالة الصوم الكبير الى المؤمنين: بالتقاسم والمشاركة ننتصر على تجربة الأنانيّة وجشع التملّك ومحبّة المال

وطنية/23 شباط/2025

 وجه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي رسالة الصوم الكبير، بعنوان "الصوم الكبير مسيرة جماعية"، وجاء فيها: "كلّنا مدعوّون لنصوم الصوم الكبير، على مثال الربّ يسوع الذي "صام أربعين يومًا وأربعين ليلة حتى جاع" (متى 4: 2). مسيرة الأربعين يومًا الجماعيّة قائمة على ثلاثة: الصيام والصلاة والصدقة المتكاملة والمترابطة: الصيام بالإنقطاع عن الطعام من نصف الليل حتى الظهر، كعلامة توبة وانسحاق قلب وندامة عن الخطايا العرضيّة والمميتة، مع الإعتراف بها. فيتجدّد التائب ويبدأ حياة جديدة. إنّه زمن العودة إلى الله بسرّ التوبة الذي أسّسه الربّ يسوع، بفيض من حبّه ورحمته الإلهيّة، فهو بمثابة ولادة جديدة، تُمحى بها الحياة القديمة المشوّهة بالخطايا. الصوم زمن مقدّس نعود به إلى الله، ونتضامن مع الإخوة، ونشارك المسيح صيامه وحياته وآلامه، ونقاوم المجرّب.الصلاة هي رفع العقل والقلب إلى الله، وهي جواب الإنسان على كلام الله الذي يغذّي فينا الإيمان. إنّها تواضع القلب أمام عظمة الله. وإنّها حاجة الإنسان إلى الله الذي منه كلّ عطيّة صالحة. زمن الصوم هو زمن الصلاة والتجدّد بعطايا الله. الصلاة الحقّة والمقبولة هي صلاة القلب، لا الشفاه، فإن كان القلب بعيدًا عن الله، تفقد صلاة الشفتين قيمتها. فالقلب هو سكنى الله، حيث تصبح صلاتنا علاقة عهد مع الله وشركة معه. الصدقة هي إشراك إخوتنا في حاجاتهم مّما نملك، أكان كثيرًا أم قليلًا. بالتقاسم والمشاركة ننتصر على تجربة الأنانيّة وجشع التملّك ومحبّة المال التي تناقض أولويّة الله في حياتنا. إنّ عبادة أموال الدنيا تفصلنا عن الله وعن الناس، وتغشّنا بسعادة هي من سراب. الصدقة فعل محبّة نقوم به تجاه من هو أو هم في حاجة ماديّة أو معنويّة، روحيّة أو اجتماعيّة. معهم يتماهى الربّ يسوع (راجع متى 25: 35-36)".

وتابع: "القيام بواجب الصدقة يتمّ إمّا مباشرة وإمّا بواسطة تجمّعات وجمعيّات ومؤسّسات خيريّة ومنظّمات معروفة، مثل رابطة كاريتاس لبنان التي هي "جهاز الكنيسة الإجتماعيّ في لبنان"، وتغطّي بمراكزها جميع الأراضي اللبنانيّة. وإنّها تقيم حملتها التبرّعيّة طيلة هذا الصوم الكبير. فإنّا نشكر جميع المتبرّعين أفرادًا وجماعات".

توجيهات راعويّة

أ- الصوم الكبير والقطاعة فيه وخارجه

1. يدوم الصوم الكبير سبعة أسابيع، استعدادًا لعيد الفصح. يبدأ في إثنين الرماد، وينتهي يوم سبت النور مساءً. ويقوم على الامتناع عن الطعام من منتصف اللّيل حتى الساعة الثانية عشرة ظهرًا، وعلى القطاعة عن اللحوم والبياض (الحليب ومشتقّاته والبيض).

2. يُفسّح من الصوم والقطاعة أيّام السبوت والآحاد والأعياد التالية: مار يوحنّا مارون (2 آذار)، الأربعون شهيدًا (9 آذار)، مار يوسف (19 آذار)، بشارة العذراء (25 آذار) وشفيع الرعيّة. أمّا طيلة أسبوع الآلام من الإثنين إلى سبت النور فيبقى الصوم والقطاعة إلزاميّين.

3. يُعفى من الصَّوم والقطاعة على وجهٍ عامّ المرضى والعجزة الذين يَفرِض عليهم واقعهم الصِّحيّ تناول الطَّعام ليتقوَّوا وخصوصًا أولئك الذين يتناولون الأدوية المرتبطة بأمراضهم المزمنة والذين هم في أوضاعٍ صحِّيَّةٍ خاصَّةٍ ودقيقةٍ، بالإضافة إلى المرضى الذين يَخضَعُون للاستشفاء المؤقَّت أو الدَّوريّ. ومعلومٌ أنَّ الأولاد يَبدَأون الصَّوم في السَّنة التي تلي قربانتهم الأولى، مع اعتبار أوضاعهم في أيَّام الدِّراسة.

هؤلاء المعفيُّون من شريعة الصَّوم والقطاعة مدعوُّون للاكتفاء بفطورٍ قليلٍ كافٍ لتناول الدَّواء.

ونظرًا لمقتضيات الحياة وتخفيفًا عن كاهل المؤمنين والمؤمنات، تبقى شريعة القطاعة إلزاميّة، في الأسبوع الأوّل من الصوم الكبير، وفي أسبوع الآلام، على أن يُعوِّض من لا يستطيع الالتزام بالقطاعة بأعمال خير ورحمة.

4. وتُمَارس في الكنيسة القطاعة بمناسبة ثلاثة أعياد، وقد حصرنا كلًّا منها بأسبوعٍ بما لنا من سلطان. وهي الآتية: قطاعة القدّيسين الرسولين بطرس وبولُس والرسل الإثني عشر (من 21 إلى 28 حزيران)، وقطاعة انتقال السيّدةِ العذراء (من 8 الى 14 آب) وقطاعة الميلاد (من 16 إلى 24 كانون الأوّل).

5. أمّا قطاعة يوم الجمعة فتبقى على مدار السنة. يُستثنى منها يوم جمعة أسبوع المرفع، وأيّام الجمعة الواقعة بين عيدَي الفصح والعنصرة، وبين عيدَي الميلاد والدنح. وتُسثنَى أيّام الجمعة التي تقع فيها الأعياد التالية: ختانة الطفل يسوع (أوّل كانون الثاني)، عيد مار أنطونيوس الكبير (17 كانون الثاني)، دخول المسيح إلى الهيكل (2 شباط)ن عيد مار يوحنّا مارون (2 آذار)، عيد الأربعين شهيد (9 آذار)، عيد مار يوسف (19 آذار)، عيد بشارة العذراء (25 آذار)، عيد القدّيسين الرسولين بطرس وبولُس (29 حزيران)، عيد السيّدةِ العذراء (15 آب)، عيد قطع رأس يوحنّا المعمدان (29 آب)، عيد ميلاد العذراء (8 أيلول)، عيد ارتفاع الصليب المقدّس (14 أيلول)، عيد الحبل بسيّدتنا مريم العذراء بلا دنس (8 كانون الأوّل)، عيد ميلاد الربّ يسوع (25 كانون الأوّل)، عيد شفيع الرعيّة، عيد قلب يسوع.

ب- الصوم القربانيّ

هو الإنقطاع عن الطعام الخفيف من قبل الكهنة والمؤمنين إستعدادًا لتناول القربان الأقدس خلال الذبيحة الإلهيّة أقلّه ساعةً قبل بدء القدّاس الإلهيّ. ونُذكّر في المناسبة بالمحافظة على حالة النعمة والحشمة في اللّباس والخشوع، واستحضار المسيح الربّ الحاضر تحت شكلَي الخبز والخمر.

الخاتمة

6. الصوم الكبير هو "الزّمن المقبول" باستحقاقاته الروحيّة والإنسانيّة، المتأتية من الصيام والصلاة والصدقة، ومن التوبة والمصالحة. إنّه "زمن النعمة" المؤدّي بنا إلى "العبور" مع فصح المسيح إلى الحياة الجديدة.

نسأل الله بشفاعة أمّنا مريم العذراء، سيّدة لبنان، وأبينا القدّيس مارون، أن يشمل بنعمته جميع أبناء كنيستنا، رعاةً وكهنةً ورهبانًا وراهباتٍ ومؤمنين، في لبنان والنطاق البطريركيّ وبلدان الإنتشار. ونلتمس الاستقرار والسلام لأوطاننا، تمجيدًا للثالوث القدّوس، الآب والابن والروح القدس، آمين".

 

المطران عودة: إن كنا سنصوم ونصلي فليكن انقطاعنا عن الأكل فرصة لنتقاسم الطعام الذي انقطعنا عنه مع المحتاج

وطنية/23 شباط/2025

 ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده، خدمة القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس، بحضور حشد من المؤمنين.

بعد الإنجيل ألقى عظة قال فيها: "غالبا ما يضيع الإنسان هدف حياته ويستعيض عنه بالوسائل اللازمة للوصول إليه، فتصبح الوسائل هي الهدف. كالطعام الذي هو وسيلة الإنسان للبقاء حيا، فيحوله الإنسان إلى هدف ويسعى جاهدا للحصول عليه وتخزينه كي لا يفقده، ناسيا أن الله الذي يهتم بزهور الحقل وطيور السماء لا يتخلى عن أبنائه. كذلك المال الذي هو وسيلة أساسية لتأمين الحاجيات، أصبح هدف الإنسان، لا بل إلهه، بدل الله، ومصدر قوته وسلطته، به يشتري كل شيء حتى المراكز والضمائر.  هذا الأمر ينطبق على حياتنا المسيحية حين نحول الصوم والصلاة ومعرفتنا اللاهوتية هدفا لحياتنا، وهي وسائل ليبقى ذهن الإنسان وجسده في حضرة الله الذي يدعونا إلى التوجه نحو القريب المحتاج، فنركز نظرنا إلى أنفسنا، مهملين الآخر، وقد نسيء إليه أو ندينه".

أضاف: "تعي كنيستنا حالة الإنسان فتذكره سنويا، قبل الصوم، بأن الهدف هو تطبيق وصايا الله التي تختصر بمحبة الله ومحبة القريب. لذا نقرأ اليوم إنجيل الدينونة لنتذكر أن الرب موجود في الآخر، وأننا لن نصل إلى الملكوت إلا مرورا بإخوتنا المحتاجين. كان الرب واضحا في كلامه على الأعمال التي يتوجب على الإنسان القيام بها لينال الملكوت، وقاسيا في حكمه على من يخلف، لأن مصير من لا يعمل وصايا الله هو العذاب الأبدي. كذلك نقرأ اليوم فصلا من رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس يتكلم فيه على استعمال الإنسان لحريته في المسيح، وتصرفه في ما يخص الطعام. يتحدث الرسول عن تصرف بعض مؤمني كنيسة كورنثوس في ما يتعلق بالأوثان. بالنسبة للمؤمن، ليس إله إلا الله وحده، والأوثان ليست آلهة بل هي من صنع البشر. كان يقام ما يشبه المطاعم إلى جانب هياكل الأوثان، فتباع فيها لحوم الذبائح. لم يكن المؤمن يتردد في الذهاب إلى تلك الأماكن ليأكل أو يشتري اللحم، لأنه يعرف أن لا وجود للأوثان. غير أن هذا الأمر كان يشكك ضعاف النفوس الذين قد يظنون أن أكل الذبائح مسموح، وبالتالي لا مانع من تقديم الذبائح للأوثان. يقول لنا الرسول: «وهكذا إذ تخطئون إلى الإخوة وتجرحون ضمائرهم، إنما تخطئون إلى المسيح». فالمسيحي لا يسيء التصرف تجاه الآخرين كي لا يسيء إلى المسيح نفسه، وهذا ما نفهمه من مثل الدينونة أيضا".

وتابع: "يعلمنا الرسول بولس في عدة مواضع أن منطلق تصرفنا هو بنيان الآخر والكنيسة، أي العمل والتكلم بما يفيد الآخر والجماعة، كما يعلمنا أن كل شيء يحل لنا، لكن ليس كل شيء موافقا لخلاصنا أو لبنيان الكنيسة-جسد المسيح. المهم أن نحب الآخر. لذلك يحضنا في رسالته إلى أهل أفسس أن نتكلم بصدق لأننا جسد المسيح الواحد، وألا نغضب أو ندع مجالا للشيطان لأن يدخل بيننا فيقول: «لا تخرج كلمة رديئة من أفواهكم، بل كل ما كان صالحا للبنيان حسب الحاجة كي يعطي نعمة للسامعين... ليرفع من بينكم كل مرارة وسخط وغضب وصياح وتجديف مع كل خبث. وكونوا لطفاء بعضكم نحو بعض، شفوقين متسامحين كما سامحكم الله أيضا في المسيح» (أف 4: 25-32). لذا، لا يمكن أن يصبح ما نحن مقدمون عليه من صوم وتكثيف للصلوات هدفا في مسيرتنا الروحية، لإن الهدف الوحيد هو وجه المسيح الذي سنلتقيه يوم الفصح المبارك، وهذا الوجه موجود في الآخر. فإن كنا سنصوم ونصلي، فليكن انقطاعنا عن الأكل فرصة لنتقاسم الطعام الذي انقطعنا عنه مع المحتاج، ولتكن صلاتنا من أجل الآخر أيضا. هذا ما تعلمنا إياه الكنيسة في صلوات هذا الموسم المبارك. اللافت أن الكنيسة، قبيل انتهاء الصوم الكبير، في الأحد الخامس من الصوم، تذكرنا مجددا بأن ملكوت الله ليس طعاما وشرابا بل عمل رحمة".

وقال: "المحبة هي القاضي في اليوم الأخير. الرحمة التي أظهرها الإنسان نحو كل محتاج إلى الطعام والدفء والطمأنينة، ونحو كل منبوذ ومرذول ومسجون، هي جواز عبوره إلى الملكوت. يقول الرسول يعقوب: «كما أن الجسد بدون روح ميت، هكذا الإيمان بدون أعمال ميت» (2: 26). فإن لم يقترن الإيمان والصوم والصلاة بالمحبة والرحمة تصبح هذه كلها فارغة وسطحية. لكن المحبة شوهت في أيامنا وصارت ترتكب باسمها أفعال سيئة، وتضطهد شعوب أو تقتل تحت شعار خير البشرية المزيف، أو تشن حروب ويصنف البشر وفق اللون والعرق والطبقة والهوية. هذا بعيد كل البعد عن المسيحية التي ترى وجه المسيح في كل إنسان هو مرسل إليك لكي يكون وسيلة لخلاصك، ونعمة من الله لكي تحبه فينفتح لك باب الملكوت".

أضاف: "عندما تقف أمام ربك واضعا قلبك أمامه سوف يسألك ماذا فعلت في حياتك؟ لن يسألك عن لونك وعلمك ومركزك ومالك بل عن أعمالك. يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: «المسيحي يفكر دائما بموته ودينونته الآتية، وبالجواب الذي سيعطيه عن أعماله، ويفكر أيضا بخطاياه طالبا إلى الله مسامحته عليها». فلننظر إلى أنفسنا، ولنتوقف عن الثرثرة والحقد والنميمة والقتل ودينونة الآخرين، ولننصرف إلى العمل المجدي والفضائل البناءة للنفس لكي نسمع الصوت الحسن قائلا: «تعالوا يا مباركي أبي رثوا الملك المعد لكم منذ إنشاء العالم لأني جعت فأطعمتموني وعطشت فسقيتموني وكنت غريبا فآويتموني وعريانا فكسوتموني ومريضا فعدتموني ومحبوسا فأتيتم إلي». هذه الكلمات ليست مقياس الدينونة في اليوم الأخير فحسب بل تتضمن دينونة لكل الحكام الذين لا يقيمون وزنا إلا لمصالحهم، متلهين عن الضعفاء والمظلومين، ولكل الأنظمة التي تتغاضى عن قضايا شعبها، ولكل الأغنياء العميان عن آلام الفقراء، ولكل من ينصب نفسه وصيا على إخوته أو ديانا لهم، مشيحا نظره عن سقطاته وعيوبه".

وختم: "لذا دعوتنا اليوم أن نرى الله في كل إنسان، كائنا من كان، حتى نكون أمناء لخليقة الرب التي نتدرب على المصالحة معها خلال الصوم، ومحبتها بلا مقابل، فنرث الملك المعد منذ إنشاء العالم".

 

تغريدات مختارة من موقع أكس

تغريدات مختارة لليوم 23 شباط/2025

افيخاي ادرعي

https://x.com/i/status/1893574613809926379

اليوم جنازة حسن #نصر_الله، وبيئته في حداد... لكن دعونا نتوقف لحظة ونسأل: على ماذا الحداد؟ على الرجل الذي حوّل لبنان إلى دولة فاشلة؟ على من باع مستقبلكم لمصالح إيران؟ على من دمّر الاقتصاد وشرذم الشعب، وورّط البلاد في حروب عبثية؟

منذ أن تسلّم نصر الله قيادة حزب الله، لم يشهد لبنان إلا الانهيار. أخذ لبنان رهينة لمشروع "الثورة الإسلامية"… لا يهم إن جاع الناس، أو غرق البلد في الظلام، أو ضاع المستقبل، طالما أن أجندته مستمرة. لكل من ينعاه اليوم… هل أنتم فعلًا تحزنون عليه؟ أم ترفضون مواجهة الحقيقة؟

 

افيخاي ادرعي

سؤال! وين العلم اللبناني في ملعب كميل شمعون الرجل الذي لم يُعرف في عهده إلا العلم اللبناني؟

في كل مرة يُثبت #حزب_الله أنه ليس جزءًا من لبنان، بل كيان مستقل بولاء يتجاوز حدوده. جنازته الأخيرة لم تكن مجرد وداع، بل استعراضٌ للنفوذ وفرضٌ لهوية خاصة به، حيث غابت الأعلام اللبنانية لتحلّ مكانها رايات الحزب وميليشيات إيران وكأن الدولة لم تكن يومًا موجودة.

لكن المفارقة الصارخة؟ لم يجد الحزب مكانًا لتشييع قادته نصرالله وصفي الدين إلا في المدينة التي أسّسها الرئيس كميل شمعون، الرجل الذي لم يُعرف في عهده إلا العلم اللبناني، ولم ترتفع فوق بيروت أي رايات غريبة. فكيف تحوّلت بيروت، التي كانت عاصمة السيادة، إلى ساحة تُرفع فيها أعلام حزب يعلن الانتماء علنا لإيران، فيما يُغيَّب العلم الذي يُفترض أن يُظلّل الجميع؟

 

افيخاي ادرعي

#عاجل في رسالة واضحة وقوية خلال جنازة المدعو حسن نصرالله وخليفته هاشم صفي الدين: طائرات سلاح الجو فوق بيروت وملعب كميل شمعون الذي غابت عنه الأعلام اللبنانية لتحلّ مكانها رايات الحزب الإرهابي وميليشيات إيران

 

افيخاي ادرعي

جمع الأحبة في المكان الذي يستحقونه. صورة وصول حسن نصرالله إلى مستقره

 

جيمي فرنسيس

مخطط الحزب

"يقوم بغسل عقول الشيعة بأنهم مضطهدون من اللبنانيين" والحقيقة أن أحداً لم يتوجه للشيعة إنما للحزب وحده لما كبّد #لبنان والشيعة تحديداً من مصائب هل من أحد هدد #الشيعة أو استفز الشيعة بالحركات الشعبية؟ هل من أحد يملك الس-لاح غير الحزب؟ حاجة الحزب لخلق عدو ملحة، فاحذروا!

 

جيمي فرنسيس

درجة الاحتقان والشحن لدى الحزب غير مبررة أبداً وإن دلّت، تدل على مستوى ضعف غير مسبوق وصل إليه حملة الحشد والتعبئة تظهر الحزب وكأنه يحارب طواحين الهواء، حملة دونكيشوتية تهدف فقط لتجييش أكبر عدد ممكن من المشيعين من خلال خلق مشاكل ومهاجمة الآخر مهما كان رأيه

خيي مين منعكم تشييعوا؟

 

 جيمي فرنسيس

عدد مقاعد ملعب مدينة كميل شمعون الرياضي ٤٩.٥٠٠ مقعد قدرة الاستيعاب القصوى ٧٠.٠٠٠ شخص عدد الحجوزات الفندقية اليوم في بيروت ٢٥٪ من أصل ٢٣ ألف غرفة في لبنان

عملية حسابية تدركون حجم المشاركة اللبنانية في التشييع على الحزب عدم احتكار الشارع الشيعي… أكثرية الشيعة لبنانيون بالصميم

 

موقع أكس

خاص مشاهد من عملية القضاء على المدعو حسن نصرالله

https://x.com/i/status/1893672980791640424

في ال-27 من أيلول 2024 في تمام الساعة 18:21 قضى جيش الدفاع من خلال عدة غارات متزامنة على المدعو حسن #نصرالله زعيم تنظيم  حزب الله الارهابي. كما قضى خلال الغارة على المدعو علي كركي قائد جبهة الجنوب في حزب الله وقادة اخرين داخل مقر القيادة التابع لحزب الله والموجود تحت الأرض في بيروت إلى جانب بنى تحتية عسكرية أخرى

 

فارس خشان

دخلت إسرائيل على خط “يوم التشييع” وأفسدت على “الحزب”، استعراض القوة وهدف إثبات جدوى “مقاومته”.ودخل وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس على خط رسالة هذه الطائرات قائلا لحزب الله: أنتم تجيدون التشييع ونحن نجيد الإنتصارات!

 

شارل جبور

قال مستشار المرشد الإيراني علي لاريجاني: "سيتضح للحكومة اللبنانية لاحقا أنه لا يمكن العيش بأمان في مواجهة إسرائيل دون المقاومة".

لقد اتضح للحكومة والشعب اللبناني، سيد لاريجاني، انه لا يمكن العيش بأمان لا في لبنان في ظل ما يسمى المقاومة، ولا في المنطقة في ظل دوركم التخريبي.

 

طوني بولس

 اليوم تدفن حقبة سوداء من تاريخ الوطن

 خلال هذه الحقبة أسقطوا الدولة واغتالوا عشرات الوطنيين الأبطال

 لبنان جديد يولد وشرق جديد ينطلق.

 

منشق عن حزب الله

تغريدة للتاريخ

هل تذكرون جنازة الطاغية #حافظ_الأسد و كيف تم إجبار الشعب السوري على المشاركة بالجنازة و كم كلف قبر حافظ الجحش التاريخ سيعيد نفسه احترق القبر و شخ  الشعب السوري على قبر الأسد و سيأتي يوم و يبول الشعب اللبناني و الشيعة الاحرار على قبر الدجال حسن #نصرالله .

 

منشق عن حزب الله

https://x.com/i/status/1893631653907517446

إذلال و إهانة #حزب_الله بالصرماية

طيران حربي إسرائيلي منخفض فوق جيفة #نصرالله و #صفي_الدين

 هذه هي شروط الذل الذي قبل بها حزب إيران المهزوم

حرية الحركة و العمل للجيش الاسرائيلي في البر البحر و الجو في #لبنان.

 

شارل شرتوني

وين الحكومة يا قباري، الجواب دفنوها مع حسن. عهد جديد عم تمزحو... نحنا بمرحلة حسم خيارات كبيرة تتجاوز الصيغ المعمول بها.

 

كمال ريشا

تشييع برعاية الطيران الحربي الاسراءيلي

 

فرنسوا بعيني

مسؤول اسرائيلي ان الطائرات التي حلقت اليوم فوق بيروت اثناء تشييع نصر الله هي نفسها التي نفذت اغتيال نصر الله في ايلول الماضي

 

مصطفى مصطفى جحا

انظر يا والدي الحبيب انظر… تستطيع اليوم أن تبتسم وترتاح.

هم يذهبون ولا أسف عليهم وتنحسرُ ظلالهم القاتمة… أما لبنانُكَ الجميل فباقٍ 🇱🇧

 

 ديما صادق

طب خلص تكرم عينك. هلق منكتبلك تويت مندعي في لإبادة كل أنصار نصرالله، ومندرس الخيارات اي احسن الكيماوي او النووي.

انه شو بدكن؟ لوين بدكن تروحو بتطرفكن؟! هول ناس موجودين، وخيارنا، على الاقل خياري أنا اني بدي عيش معهن، متل ما بدي عيش مع كل اللبنانيين و اتفهم كل اللبنانيين. هو و عايش نصرالله قلنا في اللي ما حدا قالو عنه ، اليوم مات نصرالله ، مات، صفحتو انطوت، وبقي ناسو، وناسو لبنانيين، عايشين معنا بنفس الدولة، بدهم يعيشو حزن علي يعيشو! انه كلها جنازة ، الموقف السياسي شي تاني كليا . هو وعايش حاربنا لآخر نفس، بتحب نلحقو عالقبر؟ الرجل مات. في طريقتين للتعامل مع جمهوره اليوم : يا عدم الاستفزاز يا ندعي الله ياخدهم متل ما حضرتك كتبت بالحرف. أنا اخترت عدم الاستفزاز انت بدك تدعي عليهم إصطفل صراحة اعجز عن اني رد ع هيك منطق.

 

حسين عبد الحسين

لك يا ديما خلصنا بقى! قداسة يللي تأخذن. كلنا بلبنان عارفينه قتل الحريري ولقمان سليم ووسام عيد ووسام الحسن وبيار الجميل وفرنسوا الحاج وهاشم السلمان. يعني يللي قتلوا هاشم من حزب الله ووجوهن ع الكاميرا.

شوية وحتقولي احترموا انه صدام المجرم اسد السنة وانه بشار الكيماوي حامي الأقليات. x.com/dimasadek/stat

 

ديانا مقلد

لا حزن إلا على الآلاف الذين قضوا في حروب كبرى وصغرى لا طائل لها، الآلاف الذين دفعوا الثمن من حياتهم وأعمارهم وأمانهم على مذبح شعارات كاذبة...

على هؤلاء نبكي ونترحم ونأمل أن لا نخسر غيرهم على مذابح الأوهام والقدسيات الزائفة

 

فارس سعيد

في انتظار اقتراح العرب في 4 آذار كبديل لاقتراح ترامب ترانسفير 2 مليون فلسطيني من غزّة إذا أخذنا نموذج  أوكرانيا نحن امام ادارة أميركية تقول و تفعل بجدارة و كأنها "رجل اعمال" سيسقط اي اقتراح عربي إذا لم يأخذ بعين الاعتبار مصالح اميركا في الاستثمار

 

فارس سعيد

رسائل حزب الله

١-للداخل …أنا الأقوى

٢-لايران…ما زلت موجودا و قابل للاستخدام

٣-للخارج …إذا اردتم الاستقرار أنا العنوان

٤-للشيعة …أنا أنتم

إذا لأ يقول "لبنان اولاً" كما قال جميع اللبنانيين قبله…مصيره الزوال حتى لو ملأ البرّ و ضاق عنه فملأ البحر أيضاً…لا شيء

 

فارس سعيد

"ان مفهوم الامّة الواحدة يجب ان يبقى راسخاً و مستمراً" نائب في حزب اللهُ اسمه علي فياض

سعادتك لبنان وطن نهائي لجميع ابنائه عربيّ الهويّة و الانتماء" لا مكان "للامّة" في عقدنا الاجتماعي

و ما كتبه سعادته يؤكد لي ضرورة الكلام عن الدستور_اولاً

 

فارس سعيد

يدأت رحل انقلاب ترامب على أوكرانيا عندما رفضت عرض قدمه Scott bessent في 12شباط مطالباً بنصف استثمارات أوكرانيا للمعادن الثمينة

Lithium,uranium.titanium

يعتبر ترامب ان اميركا انفقت 183 مليار دولار في حرب أوكرانيا و من حقها..

اعتبر زيلينسكي انه من واجبها الدفاع عنه

لديكم الخلاصة

 

بيتر جرمانوس

نص الآيتين من سورة البقرة (11-12):

﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا۟ فِى ٱلْأَرْضِ قَالُوٓا۟ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (١١) أَلَآ إِنَّهُمْ هُمُ ٱلْمُفْسِدُونَ وَلَٰكِن لَّا يَشْعُرُونَ (١٢)

 

 ديما صادق

عندي  سؤال : ليه في ناس مُستفزين هلقد من التشييع بكرا؟ جد ما عم افهم ليه. إذا لأنكن ضد نصرالله، طب ما نصرالله صار بغير دني، شو بدك بعد اكثر من هيك؟ إذا لأن التشييع ضخم، فنعم بتحبو او لا نصرالله قائد بوزن و ضخامة استثنائية، استثنائية بكل المقاييس،  فنعم حتكون جنازته استثنائياً

 

 ديما صادق

طب يقولو شو ما بدهن. ونحن عارفين انه بكرا تشييع و بيخلص هون. جورج، عبدالناصر مشي بجنازته فوق المليون شخص. بعد كم سنة كان في بس ابراهيم قليلات عم يحكي في و بنهجو. ٧ ايار بدو سلاح و بده نفوذ داخل الدولة و بده كتير أشيا، والظروف تغيرت كتير مش تشييع اللي حيرجعها.

 

ديما صادق

عندي  سؤال : ليه في ناس مُستفزين هلقد من التشييع بكرا؟ جد ما عم افهم ليه. إذا لأنكن ضد نصرالله، طب ما نصرالله صار بغير دني، شو بدك بعد اكثر من هيك؟

إذا لأن التشييع ضخم، فنعم بتحبو او لا نصرالله قائد بوزن و ضخامة استثنائية، استثنائية بكل المقاييس،  فنعم حتكون جنازته استثنائياً ضخمة. يحق لجمهوره أن يحزن عليه، انه يودعو بالطريقة اللي يشوفها مناسبة لتشييعو بشكل لائق لصورته عندهن، وهيدا شي بالمناسبة صحي الهن والك انت اللي ضد نصرالله. صحي الهن لأنهن حيعيشو الحزن اللي حقهن يعيشو و يطلعو، و صحي الك لان هيدا ممكن يخفف شوي من احتقانهن. شو بدك مثلا انك تمنع عنهن التشييع؟ ليحسو بمظلومية اكبر، و بحقن اكبر؟

مني وعليي احترم تماما حزنهم، و سأحترم قدسيته في وجدانهم. نعم أنا بشوفو بطريقة مختلفة تماما، بس أنا عليي اني احترم قدسيته عندهم. أنا بكرا رح ارجع اختلف معهم بالسياسة اكيد ، و لكن نصرالله لم يعد عنوان نزاع او اصطدام، الرجل اصبح في دنيا اخرى، بطل عنوان الخلاف. فكل الاحترام لحزنكم غدا، اما الموضوع السياسي فشأن آخر.

 

ساميا خدّاج

عندي سؤال:

ليه عطول اخدين ردة فعل اللبنانيين غريبة ولازم يحتضنو ولازم يتفهموا ويسكتوا وما يفتحوا تمّن...بوقت الطائفة اللي خسرت امين عام حزبها، وفشر يكون قدّيس وقدسية، وزعوا بقلاوة باغتيال جبران تويني وخرستو...وتنمروا ع د.مي شدياق وخرستو...عم يهددوهن ليل نهار وخرستو...قالو عن اغتيال لقمان خسارة البعض لطف وخرستو...وبعد ٤٠ سنة بيقولو المجد لحبيب الشرتوني وخرستو...ايه؟ ليه؟ ما لابقلكن تحاضروا بالاخلاقيات لشعب انقتل من نصرالله نفسه...واللبنانيين مش مزعوجين من التشييع انما من مكابرة وكذب ودجل ابواق المحور لانه تحدي انهم باقون بسلاحهم مع كل الارهابيين القادمين من مطار رفيق الحريري الدولي، ومزعوجين من بعض الاحزاب التي تدعي السيادة وتشارك قاتلنا ومفجّرنا! ما رح قول شوفو بالعينتين مش بعين وحدة رح قول كل ردة فعل هي نتيجة فعل فكيف اذا كان الفعل هو قتل وتهديد واغتيال وتفجير...

بدنا نروق...

 

هادي مشموشي

سؤال يطرح نفسه، من أعطى الأذن بالسماح لطائرة إيرانية تحمل وفد رسمي إيراني الهبوط في مطار الشهيد رفيق الحريري للمشاركة في التشييع ؟!

هل توسطت لدى إسرائيل نفس الدولة العربية التي توسطت للسماح بالتشييع؟!

 

منشق عن حزب الله

تشييع الدجال #نصرالله ليس اكثر من سيرك استعراضي فاشل لتغطية الهزيمة و الاستسلام المذل ل #حزب_الله المهزوم الذي استسلم  و اعطى حرية العمل و الحركة للجيش الاسرائيلي في البر البحر و الجو.

 

طوني فرنجيية

من اعتقد أن "تيار المرده" انتهى لسبب أو آخر، نؤكّد له أننا لطالما اعتمدنا على قوّة ناسنا ومحبينا وعلى كلّ مواطن في لبنان يؤمن بالإستقرار والسلم الأهلي والتفوّق والدولة المدنية والعادلة والقضاء المستقل.

"المرده" سيبقى دائماً صوت الحق وصوت المواطن المُقيم والمغترب، ولا يمكن لأيّ أحد أن يعيّر "المرده" لا بالوطنية ولا بالكفاءة ولا بنظافة الكف، فتاريخه وتاريخ رئيسه سليمان فرنجيه  مشرّف ويؤكّد تبدية المصلحة الوطنية على أيّ مصلحة أخرى.

 

فارس خشان

لم يستطع اللبنانيون أن يستعيدوا من الودائع إلا الجثامين!

ولم يستطع "حزب الله" أن يقدم صورة عن قوة "المقاومة" إلا بالتشييع!

 

سيمون بوفاضل

بدأت تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي حملة تمهيدية  لمواطنين اسرائيليين   تنادي القيادة الاسرائيلية  و   #نتانياهو بضرورة قصف مقام الأمينين العامين للحزب  السيد #حسن #نصر #الله  #هاشم #صفي #الدين بعد دفنهما

تحت شعار الحساب ولو بعد الممات

 

 ******************************************

في أسفل رابط نشرة الأخبار اليومية ليومي23-24 شباط/2025/

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 23 شباط/2025

/جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/2025/02/140511/

ليوم 23 شباط/2025/

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For February 23/2025/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/2025/02/140514/

For February 23/2025

*******************

My LCCC Website link https://eliasbejjaninews.com/

رابط موقعي الألكتروني،المنسقية العامة https://eliasbejjaninews.com/

**************************

حسابي ع التويتر/ لمن يرغب بمتابعتي الرابط في أسفل

https://twitter.com/BejjaniY42177

My Twitter account/ For those who want to follow me the link is below

https://twitter.com/BejjaniY42177

*******

Click On The Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

*****

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا الرابط  https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

****************************

@followers

 @highlight