المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 26 كانون الأول /لسنة 2025

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

في أسفل رابط النشرة

        http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2025/arabic.december26.25.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا 1اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

عناوين النشرة

عنوان الزوادة الإيمانية

قالت مريم: أَنْزَلَ المُقْتَدِرينَ عنِ العُرُوش، ورَفَعَ المُتَواضِعِين. أَشْبَعَ الجِيَاعَ خَيْرَاتٍ، وصَرَفَ الأَغْنِياءَ فَارِغِين

 

عناوين مقالات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/إلى الأهل والأصدقاء...ميلاد مجيد

الخوف من قول “عيد ميلاد مجيد” هو عار على شعوب ومؤسسات ودول الغرب العلماني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

أدرعي لقاسم: شو جايب للبنان هالسنة؟

مصرف لبنان يميّز نفسه عن مداولات الحكومة بشأن مشروع قانون الفجوة المالية !

الجيش الإسرائيلي: استهدفنا عنصراً في «الحرس الثوري» بشمال شرقي لبنان

شهيدان بقاعاً وثالث جراء غارة استهدفت صفد البطيخ جنوباً

استشهاد المؤهل اول في الامن العام علاء شحادة بعد إصابته بغارة اسرائيلية الاسبوع الفائت

 مقتل شخص في غارة إسرائيلية على مجدل سلم وإسرائيل تستهدف عناصر حزب الله في جميجمة

معهد "ألما": تفكيك الحزب يجب أن يطال نشاطه المالي

هآرتس: كيف للمثلث الإسرائيلي اللبناني السوري أن يغير الشرق

الجو الأمني والسياسي يراوح مكانه: تصعيد إسرائيلي يؤثر على التقدم المطلوب

كيف ترهب إسرائيل العائدين إلى القرى الحدودية اللبنانية؟

الانتخابات النيابية اللبنانية قائمة... وتأجيلها تقني «إن حصل» …هل تتلازم مع تبدُّل المشهد العسكري بمنع إسرائيل من توسعة الحرب؟

علي صبري حمادة: مخيم حزب الله في الهرمل بؤرة أمنية

مساع مصرية لدفع "الحزب" نحو موقف متعاون قبيل قمة ترامب – نتنياهو

الجو الأمني والسياسي يراوح مكانه: تصعيد إسرائيلي يؤثر على التقدم المطلوب

"مليار لا يكفي".. "صدام تمويل" يلوح في الأفق بين حزب الله وطهران

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

احتفالات عيد الميلاد تعود إلى بيت لحم

دمشق القديمة تحيي عيد الميلاد وسط إجراءات أمنية مشددة

كاتس مُكرّراً نية إسرائيل بناء مستوطنات: لن نغادر قطاع غزة

أبرز ملفات قمة ترامب- نتنياهو المرتقبة: غزة وإيران

السويداء وحلب.. نقطتا اشتباك متقدمتان في سوريا

التحويلات المالية تخفق في إنعاش أسواق العيد في سوريا

الضفة: إصابات واعتقالات بتصعيد لجيش الاحتلال والمستوطنين

عراقجي يحذر من «مؤامرة جديدة» تستهدف الداخل الإيراني ...قال إن حرب الأيام الـ12 أحبطت رهان الاستسلام

روسيا تتوسط سرّاً بين إسرائيل وسوريا للتوصّل إلى اتفاق أمني

لقاءات في باكو بين مسؤولين رفيعي المستوى برضا أميركي

أميركا تشن ضربة قوية ضد «داعش» في شمال غرب نيجيريا

زيلينسكي يبحث هاتفياً مع ويتكوف وكوشنر «تفاصيل» خطة السلام مع روسيا

تقدم تفاوضي حذر بين موسكو وواشنطن.. وكييف تعرض تسوية دونباس

عبدي: توصلنا إلى تفاهم مع دمشق لدمج القوى العسكرية

بين أنقرة وموسكو.. دمشق تعيد رسم وترتيب المشهد السوري

بين القدس المحتلة ودمشق.. محاور جديدة تتشكل شرق المتوسط

بعد معارك حلب.. العشائر تعلن جاهزيتها للقتال مع الحكومة

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لقاء ترامب-نتنياهو: سوريا في صلب التفاهمات فماذا عن لبنان؟/منير الربيع/المدن

"المستقبل" على مفترق ويدرس حظوظه في الانتخابات/إيلي الحاج/المدن

هل خسر جعجع برلمانياً وربح شعبياً؟/جورج حايك/المدن

"الرمح الجنوبي" لترامب: هل يقتلع نظام مادورو ويسطو على نفطه؟/علي دربج/المدن

أين مسؤولية الدولة من المودعين؟/د.غسان العياش/اساس ميديا

العراق ما بين تاريخين/مصطفى فحص/الشرق الأوسط»

2026... عام التوضيحات؟/أمير طاهري/الشرق الأوسط»

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

البطريرك الراعي في قداس الميلاد: لبنان لا يُبنى بالكلمات وحدها بل بالقرارات الحكيمة

المطران عودة في عظة الميلاد: نحتفل فيما الدولة لم تلتقط أنفاسها بعد ولم يُسمَح لها بفرض الوجود

الرئيس عون من بكركي: اتصالاتنا الدبلوماسية لم تتوقف لابعاد شبح الحرب عن لبنان

ميلاد الخلاص/الأب سيمون عساف/فايسبوك

وقفة روحية: عيد الميلاد: " ولد لنا مخلص"/الأب نجيب بعقليني/فايسبوك

المنظومة تحتاج السلاح ليبقى الفساد محميّ،/مهى عون/فايسبوك

كل سنة وانتوا سالمين وكل عيد وأنتوا بخير./رولا تلحوق/فايسبوك

الحجار: نلتزم بقرار البرلمان.. وفضل الله: اتقوا غضب الناس

لم يشف من جراح انفجار المرفأ.. متروك يتكفّل علاجه بنفسه

 

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

قالت مريم: أَنْزَلَ المُقْتَدِرينَ عنِ العُرُوش، ورَفَعَ المُتَواضِعِين. أَشْبَعَ الجِيَاعَ خَيْرَاتٍ، وصَرَفَ الأَغْنِياءَ فَارِغِين

إنجيل القدّيس لوقا01/من46حتى55/:"قالَتْ مَرْيَم: «تُعَظِّمُ نَفسِيَ الرَّبّ، وتَبْتَهِجُ رُوحِي بِٱللهِ مُخَلِّصِي، لأَنَّهُ نَظرَ إِلى تَواضُعِ أَمَتِهِ. فَهَا مُنْذُ الآنَ تُطَوِّبُنِي جَمِيعُ الأَجْيَال، لأَنَّ القَدِيرَ صَنَعَ بي عَظَائِم، وٱسْمُهُ قُدُّوس، ورَحْمَتُهُ إِلى أَجْيَالٍ وأَجْيَالٍ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَهُ. صَنَعَ عِزًّا بِسَاعِدِهِ، وشَتَّتَ المُتَكبِّرينَ بأَفْكَارِ قُلُوبِهِم. أَنْزَلَ المُقْتَدِرينَ عنِ العُرُوش، ورَفَعَ المُتَواضِعِين. أَشْبَعَ الجِيَاعَ خَيْرَاتٍ، وصَرَفَ الأَغْنِياءَ فَارِغِين. عَضَدَ إِسْرائِيلَ فَتَاهُ ذَاكِرًا رَحْمَتَهُ، لإِبْراهِيمَ ونَسْلِهِ إِلى الأَبَد،كمَا كلَّمَ آبَاءَنا»."

 

تفاصيل مقالات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/إلى الأهل والأصدقاء...ميلاد مجيد

25 كانون الأول/2025

أتقدم منكم بأحر التهاني الميلادية، راجياً لكم مع ميلاد وتجسد الرب أياماً سعيدة ملؤها البركة، وأصلي معكم لوطننا لبنان الحبيب ليستعيد حريته واستقلاله، ولشعوب العالم كافة لتعودة إلى جذور الإيمان ليعم السلام في كل الأرض. كل ميلاد وأنتم بخير!

 

الخوف من قول “عيد ميلاد مجيد” هو عار على شعوب ومؤسسات ودول الغرب العلماني

إلياس بجاني/24 كانون الأول/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/12/150458/

https://www.youtube.com/watch?v=g_ISc0vPkZw

لم يعد الصمت عن قول «عيد ميلاد مجيد» في ذكرى ميلاد ابن الله المتجسد، الرب يسوع المسيح، واستبداله بقول «تحيات الموسم»، مجرد مجاملة اجتماعية، بل أصبح سياسة خبيثة غير معلنة، وخضوعاً ثقافياً، وتنازلاً علنياً من عدد كبير من دول وشعوب ومؤسسات غربية تدّعي العلمانية والشجاعة، بينما هي على خلفية الجبن والجهل وقلة الإيمان تمارس الذمية والتقية باسم “الحياد”.

إن ما يحدث اليوم في الدول الغربية العلمانية ليس عفوياً، بل هو قرار سياسي مقنّع بإفراغ الرأي العام من اسم المسيح، وتدجين المسيحية، وتحويلها إلى تراث صامت لا يحق له أن ينطق باسم المسيح ويسمّي الأعياد المسيحية بأسمائها علناً ودون عقد. إن ما نشاهده بغضب وحزن هو أن غالبية دول الغرب تتبرأ من جذورها، ومن قيم وحضارة وتقدّم وسلام وتعايش وامتيازات وذاكرة حضارية نشأت من ومع المسيحية، وتتعامى عن سبق تصوّر وتصميم عنها وتغيّب ذكر المسيح نفسه في ازدواجية ذمية جبانة. هم يريدون عطلة عيد الميلاد المجيد ويتنكرون للعيد نفسه، يريدون الزينة ويتبرؤون من اسمه، ويريدون التراث والتقاليد وبهجة العيد ولكنهم يزوّرون الحقيقة.

هذه الازدواجية في كل ما يتعلّق بعيد الميلاد المجيد هي نفاق سياسي كامل الأوصاف، وغرق في عدائية للمسيحية بقيمها وتعاليمها ورموزها. بالتأكيد فإن التعاليم المسيحية هي ضد “الدولة الخائفة”، وما لا يدركه هؤلاء الذميون أن الإنجيل المقدس لا يعرف لغة “التحيات العامة”، ولا يعترف بالخطاب الرمادي والفاتر والموارب الذي تفرضه الحكومات والشركات والمؤسسات التعليمية.

في هذا السياق الواضح الرؤية، الشجاع والمباشر، نلفت إلى الآيات الإنجيلية التالية:

«ليكن كلامكم: نعم نعم، لا لا، وما زاد على ذلك فهو من الشرير» (متى 5:37)

«أنا هو الطريق والحق والحياة» (يوحنا 14:6)

«تعرفون الحق، والحق يحرّركم» (يوحنا 8:32)

«من استحى بي وبكلامي قدّام الناس، يستحي به ابن الإنسان قدّام ملائكة الله» (لوقا 9:26)

إن ما نقوله ونؤمن به فيما يخص تغييب مقولة «عيد ميلاد مجيد» ليس وجهة نظر، بل إدانة صريحة؛ لأن خجل المسيحيين من المسيح في المجال العام ليس سياسة ذكية، بل خيانة روحية، وجهل وقلة إيمان. إن المسيحية ليست أقلية خجولة، وليست ضيفاً في الغرب، بل هي التي بنت لغته، وحضارته، وقوانينه، وتقويمه، وأخلاقياته.

في حين أن تعامل هذه الدول مع المسيحية كخطر محتمل ليس تقدّماً، بل انتحاراً حضارياً. ولهذا فإن قول «عيد ميلاد مجيد» في ذكرى ميلاد السيد المسيح ليس مجرد كلام للتهنئة، بل هو فعل إيمان، وشهادة للحق والحقيقة والتاريخ، ومقاومة أخلاقية وسياسية وتاريخية للشر والأشرار واليساريين والذميين، وللسلطات والمؤسسات والأفراد الذين يخافون من الحقيقة، ولخطاب منحرف يريد مسيحية بلا مسيح.

إن ما نطالب به المسيحيين في دول الغرب ومؤسساتها وحكامها هو تسمية الأعياد المسيحية بأسمائها دون خجل أو جبن، كما يتعاطون مع كل الديانات الأخرى التي تسمي أعيادها بأسمائها الحقيقية وبفخر ودون أي اعتراضات أو قوانين تمنع حريتهم: المسلم يقول: رمضان مبارك، أضحى مبارك، إلخ. اليهودي يقول: عيد حانوكا سعيد، ويسمي كل أعياده بأسمائها. الهندوسي يقول: عيد ديوالي سعيد، ويسمي كل أعياده بأسمائها. وهكذا هو حال التعاطي مع باقي الطوائف والمذاهب والأديان، ولا أحد في الغرب يطالبهم بتغيير أي اسم من أسماء أعيادهم أو الاعتذار عنها.

إن الخوف من قول “عيد ميلاد مجيد” هو عار على الغرب المتلحّف بعلمانية من المفترض أصلًا أن تحترم الأديان. كما أنه من المعيب، بل المخزي، أن تصبح عبارة “عيد ميلاد مجيد” مصدر خوف في دول غربية تدّعي الحرية والتعددية.

تبقى، أن كلمتان بسيطتان، لا تحملان سلاحاً ولا تهديداً، ومع ذلك يتم الهروب منهما واستبدالهما بعبارات لا معنى لها مثل “تحيات الموسم”.

إن هذه التقية الجبانة ليست احتراماً للآخرين، بل ذمية وخوف وازدواجية وقلة إيمان.

في الخلاصة، الواجب هو رفض الذل والخوف والمساومات، والقول بحرية مطلقة: عيد ميلاد مجيد.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

https://eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

أدرعي لقاسم: شو جايب للبنان هالسنة؟

المدن/25 كانون الأول/2025

كتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في منشور عبر حسابه على منصة "إكس": بابا نعيم، شو جايب للبنان هالسنة؟ وأضاف، نحزر أو كل شي واضح؟ طبيعي ليس عيدهم، لكنهم شوّهوا الهوية اللبنانية، فهل يُعقل ألا يشوّهوا أعياد اللبنانيين؟

وختم، الرسالة وصلت؟.

 

مصرف لبنان يميّز نفسه عن مداولات الحكومة بشأن مشروع قانون الفجوة المالية !

وكالات/25 كانون الأول/2025

‏ بيان صدر مساء الثلاثاء عن حاكم مصرف لبنان، لافت  حيث حدد موقفه امام "الرأي العام"  فيما يتعلق بمشروع  قانون "الفجوة المالية" الذي يدرسه مجلس الوزراء

‏١- مصرف لبنان يؤيد المبادئ الأساسية للقانون و هيكلية مسودة المشروع.

‏- خفض العجز المالي عبر ازالة المطالبات غير النظامية

‏- تصنيف الودائع إلى فئات واضحة :صغيرة كبيرة و كبيرة جدا.

‏- سداد الودائع عبر مزيج من مدفوعات نقدية، وأدوات مالية مدعومة بالاصول، و تسديد على مراحل وضمن حدود السيولة المتاحة.

‏-توزيع الأعباء المالية بين الدولة، مصرف لبنان و المصارف التجارية.

‏٢- تركيز على عدالة توزيع الأعباء

‏٣- توضيح وتعزيز التزامات  الدولة بشكل : صريح،قابل للقياس ،ملزم قانونا، مرتبط بجدول زمني واضح .

‏٤- ضرورة ان يتمتع برنامج سداد يتمتع بمصداقية مع وجود سيولة فعلية و جدول زمني قابل للتنفيذ عمليا

‏٥- اي حل يقضي على رسملة  المصارف يضر بالمودعين و يعمق الأزمة و يوسع الاقتصاد النقدي غير الرسمي

‏ينصح بضرورة اجراء مراجعة دقيقة و شاملة لمشروع القانون وادخال تحسينات عليه لضمان العدالة و الصدقية والقابلية للتطبيق.

 

الجيش الإسرائيلي: استهدفنا عنصراً في «الحرس الثوري» بشمال شرقي لبنان

الشرق الأوسط»/25 كانون الأول/2025

أعلن الجيش الإسرائيلي الخميس أنه قتل عنصراً مرتبطاً بـ«فيلق القدس» التابع لـ«الحرس الثوري الإيراني» في ضربة نفذها في لبنان، متهماً إياه بالتخطيط لشن هجمات ضد الدولة العبرية. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه نفّذ غارة أسفرت عن مقتل «حسين محمود مرشد الجوهري، وهو من أبرز المخربين المنتمين إلى وحدة العمليات التابعة لفيلق القدس». وقال إن العملية كانت مشتركة بين الجيش وجهاز «الشاباك». وقتل شخصان في غارة إسرائيلية استهدفت صباح الخميس سيارة في منطقة حوش السيد علي الحدودية مع سوريا في شمال شرقي لبنان. وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية بأن مسيرة إسرائيلية «استهدفت سيارة على طريق حوش السيد علي قضاء الهرمل، وأدت إلى سقوط شهيدين نقلا إلى مستشفى البتول في مدينة الهرمل». وقال الجيش الإسرائيلي في بيان مساء الخميس إن المستهدف في الناصرية (حوش السيد علي) هو المدعو حسين محمود مرشد الجوهري، مضيفاً أنه «من أبرز المخربين المنتمين إلى وحدة العمليات التابعة لفيلق القدس الإيراني (840)»، واتهمه الجيش بأنه «دفع خلال الأعوام الأخيرة بعمليات إرهابية ضد دولة إسرائيل في الساحتين السورية واللبنانية». وأضاف أدرعي: «عمل المدعو حسين تحت إمرة الحرس الثوري الإيراني، وتورط في العمل الإرهابي ضد دولة إسرائيل وقوات الأمن بتوجيه إيراني». وقال إن «الوحدة 840» تعتبر «وحدة العمليات التابعة لفيلق القدس، والتي يترأسها أصغر باقري ونائبه محمد رضى أنصاري، الوحدة المسؤولة عن توجيه العمل الإرهابي الإيراني ضد دولة إسرائيل».

 

شهيدان بقاعاً وثالث جراء غارة استهدفت صفد البطيخ جنوباً

المدن/25 كانون الأول/2025

استهدفت مسيّرة إسرائيلية سيارة من نوع "بيك آب" بغارة بين بلدتي الجميجمة ومجدل سلم، تحديداً عند مدخل بلدة صفد البطيخ، في قضاء بنت جبيل، وهو ما أدى إلى سقوط شهيد.

فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه هاجم عنصراً من حزب الله.

غارة على الهرمل

يأتي هذا بعدما استهدفت في وقت سابق غارة من مسيّرة إسرائيلية باصًا مخصّصًا لنقل الركاب (فان) عند مفرق الناصرية – حوش السيد علي في الهرمل. ما أسفر عن  سقوط شهيدين. وأفاد مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة، في بيان، أن الغارة الإسرائيلية التي استهدفت اليوم سيارة في بلدة حوش السيد علي – قضاء الهرمل، أدّت إلى استشهاد مواطنين اثنين. وأشار البيان إلى أن غارة أخرى نفذها العدو الإسرائيلي ليل أمس على بلدة جناتا – قضاء صور، أسفرت عن إصابة مواطن بجروح. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي إنه "وفي عملية مشتركة لجيش الدفاع وجهاز الشاباك تم  القضاء على مخرب بارز في وحدة العمليات التابعة لفيلق القدس الإيراني اليوم في منطقة الناصرية في لبنان وقضى على المدعو حسين محمود مرشد الجوهري وهو من أبرز المخربين المنتمين إلى وحدة العمليات التابعة لفيلق القدس الإيراني (840) ودفع خلال الأعوام الأخيرة بعمليات إرهابية ضد دولة إسرائيل في الساحتين السورية واللبنانية، وتورط في العمل الإرهابي ضد دولة إسرائيل وقوات الأمن بتوجيه إيراني. وحسب زعمه فإن وحدة العمليات 840 التابعة  لفيلق القدس والتي يترأسها أصغر باقري ونائبه محمد رضى أنصاري، هي الوحدة المسؤولة عن توجيه العمل الإرهابي الإيراني ضد دولة إسرائيل". وفي وقت سابق، قامت قوة إسرائيلية بعملية تمشيط من مركز رويسات العلم باتّجاه محيط بلدة كفرشوبا. كما أُفيد عن توغل قوة إسرائيلية فجر اليوم إلى محيط البلدية وسط بلدة كفركلا، ونفذت تفجيراً كبيراً لأحد المباني.

استشهاد المؤهل أول في الأمن العام علاء شحادة

واستشهد المفتش المؤهل أول في الأمن العام علاء كامل شحادة، ابن بلدة مزبود في اقليم الخروب، متأثرا بالجروح التي كان أصيب بها الاسبوع الماضي في استهداف مسيرة إسرائيلية، لسيارة "بيك آب"، على طريق عام اقليم الخروب في بلدة سبلين - قضاء الشوف، حيث صودف مروره أثناء الغارة وهو عائد من خدمته في العاصمة بيروت، وقد أصيب اصابة حرجة في الرأس ونقل إلى مستشفى سبلين الحكومي، ومن ثم إلى مستشفى الروم في بيروت. يشيع شحادة اليوم في بلدته مزبود بعد صلاة العصر، ويوارى في الثرى في جبانة البلدة.

سقوط محلقة

وأفادت معلومات عن سقوط محلقة إسرائيلية في منطقة الكيلو 9 بين بلدتي بليدا وعيترون، تبعها إطلاق رشقات رشاشة من موقع المالكية الحدودي باتجاه المنطقة. كما ألقت محلقة إسرائيلية قنبلتين عصر اليوم بين بلدتي بليدا وعيترون، ولم يفد عن وقوع اصابات.

 

استشهاد المؤهل اول في الامن العام علاء شحادة بعد إصابته بغارة اسرائيلية الاسبوع الفائت

المركزية/25 كانون الأول/2025

استشهد المفتش المؤهل أول في الأمن العام علاء كامل شحادة، ابن بلدة مزبود في اقليم الخروب، متأثرا بالجروح التي كان أصيب بها الاسبوع الماضي في استهداف مسيرة  اسرائيلية، لسيارة "بيك آب"، على طريق عام اقليم الخروب في بلدة سبلين - قضاء الشوف، حيث صودف مروره اثناء الغارة وهو عائد من خدمته في العاصمة بيروت، وقد أصيب اصابة حرجة في الرأس ونقل الى مستشفى سبلين الحكومي، ومن ثم الى مستشفى الروم في بيروت.  يشيع شحادة اليوم في بلدته مزبود بعد صلاة العصر، ويوارى في الثرى في جبانة البلدة .  تقبل التعازي قبل الدفن وبعده في منزله في منطقة وردة في مزبود، في اليومين الثاني والثالث في خلية مزبود الاجتماعية للنساء والرجال، من الساعة العاشرة صباحا وحتى صلاة  المغرب.

 

 مقتل شخص في غارة إسرائيلية على مجدل سلم وإسرائيل تستهدف عناصر حزب الله في جميجمة

المركزية/25 كانون الأول/2025

أعلن الجيش الاسرائيلي أنه أغار وجهاز الشاباك، في منطقة الناصرية في لبنان، وقضى على المدعو حسين محمود مرشد الجوهري وهو من أبرز المنتمين إلى وحدة العمليات التابعة لفيلق القدس الإيراني (840) ودفع خلال الأعوام الأخيرة بعمليات ضد دولة إسرائيل في الساحتين السورية واللبنانية.

وفيما أشار إلى أن حسين عمل تحت إمرة الحرس الثوري الإيراني، لفت إلى أن الوحدة 840 تُعتبر وحدة العمليات التابعة لفيلق القدس والتي يترأسها أصغر باقري ونائبه محمد رضى أنصاري، الوحدة المسؤولة عن توجيه العمل الإيراني ضد دولة إسرائيل. وأعلن أن الجيش الاسرائيلي ينظر وجهاز الشاباك بخطورة بالغة إلى أي محاولة لتنفيذ عمليات من قبل النظام الإيراني ووكلائه وسيواصلان أعمالهما الرامية إلى إزالة أي تهديد على دولة إسرائيل.  والى ذلك،  استهدفت مسيرة اسرائيلية سيارة في بلدة جناتا قضاء صور  مساء امس، وافادت البلدية في بيان ان الغارة تسببت باصابة شخص صودف مروره في المكان، وتم نقله الى المستشفى للمعالجة. وبقاعا، استهدفت غارة فانا في منطقة حوش السيد علي في الهرمل، أدت الى سقوط قتيلين عُرِف منهما  علي عبد الأمير ان، نقلا إلى مستشفى البتول في مدينة الهرمل. ولاحقا، صدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة بيان أعلن أن غارة العدو الإسرائيلي اليوم على سيارة في بلدة حوش السيد علي قضاء الهرمل أدت إلى استشهاد مواطنين اثنين. وافيد بعد ظهر اليوم بأن مسيرة اسرائيلية نفذت غارة قرابة الثانية والنصف من بعد ظهر اليوم مستهدفة آلية "بيك اب" عند مدخل بلدة صفد البطيخ في قضاء بنت جبيل. وأفيد عن وقوع إصابة.

ولاحقاً، قال الجيش الإسرائيلي: "هاجمنا قبل قليل عنصرًا من حزب الله في منطقة جميجمة في جنوب لبنان".والى ذلك، حلقت مسيّرة إسرائيلية ت على علوّ منخفض جدّاً في أجواء الضاحية الجنوبية لبيروت.

وتزامنا،  أفادت "الوكالة الوطنية للإعلام"، بأن سربًا من الطائرات المعادية، يتألف من 8 طائرات حلق في أجواء مدينة بعلبك وقرى القضاء على علو مرتفع، ومن ثم انكفأ باتجاه الجنوب الشرقي لجهة السلسلة الشرقية. وعمدت حامية الموقع الإسرائيلي المستحدث في تلة الحمامص جنوب مدينة الخيام ، مساء اليوم، الى اطلاق رشقات رشاشة بإتجاه محيطه. الى ذلك، تمكنت فرق الدفاع المدني من اخماد الحريق الذي اندلع في احد منازل بلدة بليدا بعد استهدافه بمسيرة مفخخة، ما ادى الى حصول اضرار داخله. وعمدت حامية الموقع الإسرائيلي المستحدث في تلة الحمامص جنوب مدينة الخيام مساء اليوم، الى اطلاق رشقات رشاشة بإتجاه محيطه. الى ذلك، تمكنت فرق الدفاع المدني من اخماد الحريق الذي اندلع في احد منازل بلدة بليدا بعد استهدافه بمسيرة مفخخة، ما ادى الى حصول اضرار داخله. ونفذ طيران مسير تحليقا على علو منخفض فوق حارة صيدا وقناريت والغازية. وليل أمس أدت الغارة على بلدة جناتا قضاء صور إلى إصابة مواطن بجروح. كما نفذ الجيش الاسرائيلي فجراً عملية نسف لمنزلين في الحارة التحتا في بلدة كفركلا، كما ألقت مسيرتان إسرائيليتان قنابل متفجرة على بلدة حولا فجراً. وأسفرت عن تضرر حفارة وعدد من السيارات. أعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة في بيان، أن غارة العدو الإسرائيلي اليوم على بلدة مجدل سلم قضاء مرجعيون أدت إلى استشهاد مواطن. وألقت مسيرة اسرائيلية قنبلة صوتية على بلدة عديسة. هذا وسجل صباحا تحليق للطيران الحربي الاسرائيلي على مستوى منخفض في أجواء صيدا، وعلى علو منخفض في أجواء البقاع الشمالي. هذا وسجل صباحا تحليق للطيران الحربي الاسرائيلي على مستوى منخفض في أجواء صيدا، وعلى علو منخفض في أجواء البقاع الشمالي. من جهته، أكّد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أن الجيش الاسرائيلي والشابات هاجما قبل قليل عنصرًا إرهابيًا في منطقة الناصرية بلبنان. وأفاد في منشور آخر بأن أن الجيش استهدف عنصراً من حزب الله في منطقة جناتا بجنوب لبنان.

 

معهد "ألما": تفكيك الحزب يجب أن يطال نشاطه المالي

المدن/26 كانون الأول/2025

نشر مركز "ألما" للدراسات والتعليم في إسرائيل ورقة تناولت المنظومة الماليّة التي يستفيد منها حزب الله للتعافي، وخصوصاً تلك المرتبطة بمؤسّسة القرض الحسن. المركز المتخصّص بقضايا الأمن القومي الإسرائيلي، ولا سيما ما يتعلّق بحزب الله والجبهة الشماليّة وإيران، خلص إلى ضرورة الالتفات لأهداف تفكيك البنية التحتيّة الماليّة للحزب، مع طرح شكوك في قدرة الدولة اللبنانيّة على تنفيذ هذا الهدف حالياً.

أهميّة "القرض الحسن" للحزب

الورقة الإسرائيليّة تناولت الموضوع من زاوية الدور الذي تلعبه مؤسّسة القرض الحسن حالياً. فعمليّة تعافي حزب الله لا تعتمد حالياً على قدراته العسكريّة؛ بل إلى حدٍ كبير على بنيته التحتيّة الاقتصاديّة والماليّة. وفي صلب هذا النظام تأتي مؤسّسة القرض الحسن، التي تُعدّ ركيزة أساسية للنشاط الاقتصادي للحزب، ولعلاقته بقاعدته الشعبية الشيعية في لبنان. ووفق الورقة، يُقدّر عدد المستفيدين من خدمات المؤسسة بنحو 300 ألف عميل، فيما يُقدَّر حجم نشاطها بأكثر من 3 مليارات دولار، وهي أرقام تبرز أهميتها الاستراتيجية بالنسبة لحزب الله. الورقة ذكّرت بزيارة وفد زيارة وزارة الخزانة الأميركيّة إلى لبنان، حيث تم توجيه مطالب حازمة إلى الحكومة اللبنانيّة تقضي بإقفال مؤسّسة القرض الحسن. وخلال تلك الزيارة، حثّ الأميركيون حاكم مصرف لبنان، كريم سعيد، على البدء باتخاذ خطوات أولية لتنفيذ هذا الإجراء، بما في ذلك وضع جدول زمني للتنفيذ التدريجي. وفي ضوء هذه المطالب، تواصل سعيد مع قوى الأمن الداخلي، طالباً منها البدء بالدخول إلى فروع المؤسّسة والعمل على إقفالها تدريجياً. لكن في الوقت نفسه، أوضح المسؤولون في الحكومة اللبنانيّة بأن الحاكم لا يملك الصلاحيّة للتحرّك بشكلٍ منفرد، كون القرض الحسن مسجّلاً كجمعيّة، وليس كمصرف مرخّص. وكشفت الورقة أنّ بدائل إضافيّة باتت قيد الدرس في لبنان، ومن بينها تقليص قدرة القرض الحسن على ممارسة أنشطة مصرفية بشكل كبير، وذلك عبر فرض رقابة صارمة، وإخضاعه لمتابعة دائمة، وفرض قيود على استخدام الذهب كآلية للإقراض أو كضمان. وبحسب الورقة، تعكس هذه الخطوات محاولة للاستجابة للمطالب الأميركية، من دون الانجرار إلى مواجهة سياسية واجتماعية واسعة.

ردّة فعل الحزب

وتابعت الورقة مشيرةً إلى لقاء عُقد بين سعيد والنائب المحسوب على الحزب علي فيّاض، حيث حذّر فيّاض من خطوات تؤدّي -حسب تعبيره- إلى الإضرار بالملكيّة الخاصّة. واعتبر فياض أن استبعاد مؤسسات حزب الله من النظام المصرفي الرسمي هو ما دفع الحزب وأنصاره إلى التوجّه نحو اقتصاد قائم على النقد. ونقلت الورقة رد فعل الحزب، الذي جاء سريعاً. حيث صدر بيان رسمي، اعتبر فيه الحزب أن ما يجري يشكّل محاولة أميركية لـ"خنق" بيئته الاقتصادية والاجتماعية. وفي الوقت الراهن، تجري داخل الحزب نقاشات داخلية لتحضير الردود على المستويين السياسي والقانوني، وقد جرى تشكيل لجنة خاصة لدراسة حلول وبدائل محتملة لمؤسسة "القرض الحسن". وبحسب الورقة، يُعدّ مصير مئات آلالاف المستفيدين من خدمات المؤسسة في حال إقفالها تحديًا مركزيًا، إذ إن إقفال المؤسّسة سيُلحق ضربة قاسية بالجهاز الاقتصادي لحزب الله في لبنان. ونقلت الورقة عن تقارير إعلاميّة دراسة الحزب لبدائل، تتمثّل في إنشاء جمعيّة جديدة تحمل إسم "جود"، وذلك للعمل وفق نموذج يقوم على بيع وشراء الذهب، أو بيع الذهب بقروض يجري سدادها على أقساط. وبحسب التقارير، لن تقوم الجمعيّة بتحويل أموال نقديّة، ولن تمارس أنشطة مصرفيّة تقليديّة، وهذا ما يعفيها من رقابة المصرف المركزي. وبذلك، ستعكس هذه الخطوة توجّه الحزب المحتمل للعمل ضمن مساحات تنظيميّة "رماديّة"، حسب توصيف الورقة. وردًا على تقارير بثّتها قناة "الحدث"، بشأن احتمال تغيير اسم المؤسسة للتحايل على العقوبات، أصدرت مؤسسة القرض الحسن بيانًا رسميًا أكدت فيه أنها تواصل العمل باسمها الحالي، ومن خلال جميع فروعها في مختلف أنحاء لبنان. ونقلت الورقة مضمون البيان، الذي ركّز على عمل المؤسّسة في إدارة قروض اجتماعية قائمة على التكافل بين المانحين والمقترضين، لتلبية حاجات اجتماعية. كما أكّد بيان المؤسّسة أنّ عمليات بيع وشراء الذهب لا تنفذها المؤسسة نفسها، بل تتم عبر شركات تجارية مرخّصة.

شكوك في قدرة الدولة اللبنانيّة

وهكذا، وجدت الورقة في هذه التطوّرات دليلاً على أن مسار تفكيك حزب الله أو إضعافه لا يمكن أن يقتصر على البعد العسكري وحده، بل يتطلّب ضغوطًا سياسية ودولية شاملة تستهدف أيضًا البعد المدني–الاقتصادي للتنظيم. إذ يتيح النظام المالي لحزب الله عملية تعافيه، كما يسمح بترسيخ قاعدته الاجتماعية. ولذلك، وعلى غرار مسألة السلاح، لن يتخلّى الحزب عن نظامه المالي بسهولة، وسيواصل البحث عن آليات بديلة للحفاظ عليه. وفي ضوء العوائق القانونية والإدارية، ومعارضة حزب الله، وارتفاع مستوى "الحساسية الشعبية"، تجد الورقة أنّ احتمالات نجاح الحكومة اللبنانية في إقفال مؤسسة القرض الحسن ستبقى محدودة. وحتى في حال تنفيذ خطوة من هذا النوع، فستكون مجرّد إجراء "ذو طابع رمزي إلى حدٍ كبير"، بحسب الورقة. وعليه، تخلص الورقة إلى ضرورة الطلب من لبنان إنشاء آليات رقابة وإنفاذ فعّالة ومستدامة، وهذا ما سيشكّل تحدياً كبيراً لدولة يرزح نظامها الاقتصادي تحت أزمة عميقة. ومع ذلك، ترى الورقة أنّ هذه الخطوة تبقى ضرورية ضمن إصلاحات هيكلية وتنظيمية، تهدف إلى إخراج حزب الله من الحيّز الاقتصادي والسياسي. وفي النتيجة، يطرح مركز "ألما" الإسرائيلي سؤالاً كبيراً: هل تستطيع الدولة اللبنانية تنفيذ إجراءات حقيقية وفعّالة ومستدامة ضد مؤسسة "القرض الحسن"؟ ويجيب المركز، من المرجّح أن تواجه الدولة مشكلة في القدرة، تمامًا كما تواجه مشكلة في القدرة على اتخاذ خطوات حقيقية وجدية لنزع سلاح حزب الله. وهنا، ذكّر المركز بأن حزب الله أوضح أساساً أنّ أي مساس بمؤسّسة القرض الحسن يُعد خطاً أحمر من وجهة نظره.

 

هآرتس: كيف للمثلث الإسرائيلي اللبناني السوري أن يغير الشرق؟

المدن/25 كانون الأول/2025

نشرت صحيفة "هآرتس" العبرية مقالاً تحليلياً لمجموعة كتاب إسرائيليين، بينهم نمرود غورين مؤسس معهد "ميتفيم"، مايكل هاراري سفير سابق، وإيهود إيران محاضر أول في جامعة حيفا، تركز على النقاش حول "كيف يمكن للمثلث الإسرائيلي اللبناني السوري أن يغير وجه الشرق الأوسط؟".

وفي المقال أُشير إلى أيام حاسمة في الشمال، "فقد أتاحت الضربة القاسية التي تلقاها حزب الله وانهيار نظام الأسد فرصة دبلوماسية لتحقيق الاستقرار. هذه المرة، لا تقتصر الفرصة على مسارات منفصلة تشمل إسرائيل ولبنان، وإسرائيل وسوريا فحسب، بل تشمل أيضاً ساحة ثلاثية توسع نطاق الاحتمالات. مع ذلك، تشير إشارات حديثة من القدس إلى ميل نحو التصعيد، مما يثير مخاوف من ضياع هذه الفرصة". وبحسب المقال: "تختلف سوريا ولبنان اختلافاً كبيراً في التهديدات التي تشكلانها على إسرائيل. فقد شكّل حزب الله تحدياً لإسرائيل على مدى أربعة عقود، ولكنه ضعيف حالياً. كما يواجه تحدياً يتمثل في قيادة لبنانية تسعى إلى إضعافه أكثر". أمّا في سوريا "يبقى التهديد أقل وضوحاً. فرغم الخلفية الإسلامية للرئيس الشرع، يبدو النظام الجديد مهتماً بتعزيز مكانته عبر الاعتراف الدولي، واستيراد الموارد، والحد من المخاطر، ولذا فهو أقل ميلاً للمواجهة مع إسرائيل. علاوة على ذلك، فهو معادي لإيران وحزب الله، مما يخلق منطقة عازلة جغرافية وسياسية بين خصوم إسرائيل الشيعة الرئيسيين". ويتابع المقال: "تفرّق واشنطن أيضاً بين سوريا ولبنان. فالولايات المتحدة ترحب بالقيادة السورية الجديدة وتبدي استعداداً لرفع العقوبات والمساعدة في إعادة الإعمار، إذ تنظر إلى استقرار سوريا كوسيلة لكبح النفوذ الإيراني. وفي الوقت نفسه، رفعت سقف التوقعات بشأن تطبيع العلاقات بين إسرائيل وسوريا". ويضيف: "ينبغي لإسرائيل تجنب الظهور بمظهر من يقوض الفرص الناشئة عن التدخل الأميركي. عليها أن تبدي مرونة تجاه سوريا لإتمام الاتفاق الأمني قيد المناقشة. كما ينبغي لها استغلال التطورات في سوريا لتحسين الحوار مع تركيا والأردن؛ فكلاهما مهم لإسرائيل، والعلاقات معهما متوترة حالياً. قد يُسهم إحراز تقدم في المفاوضات الإسرائيلية السورية في الضغط على لبنان للتحرك نحو التوصل إلى اتفاق، في حين أن تجدد التصعيد في لبنان أو الفشل في نزع سلاح حزب الله قد يعيق الدبلوماسية السورية الإسرائيلية. ينبغي إدراك التداخلات والتأثيرات المتبادلة بين المفاوضات مع سوريا والمفاوضات مع لبنان، والتعامل معها بحكمة". وبحسب المقال: "إنّ النظر إلى الساحتين السورية واللبنانية معاً من شأنه أن يوسع نطاق الأدوات الدبلوماسية الإسرائيلية ويخلق فرصاً جديدة. وقد يفيد ذلك لبنان وسوريا أيضاً، في سعيهما لحل خلافاتهما. لذا، ينبغي العمل على وضع إطار سياسي أمني منسق لدعم التطورات الإيجابية في المثلث الإسرائيلي اللبناني السوري، إلى جانب المسارات الثنائية المنفصلة". ‏ويتابع: "إن إنشاء "إطار عمل شمالي" كهذا، يضم وساطة أميركية إلى جانب جهات فاعلة مثل فرنسا ومصر والسعودية والاتحاد الأوروبي، من شأنه أن يُمكن من استغلال التقدم المحرز في أحد المجالات لتعزيز مجال آخر. بالنسبة لإسرائيل، سيوسع هذا النهج نطاق مناوراتها الدبلوماسية، ويدعم الاستقرار في كل من لبنان وسوريا بطرق تعود عليها بالنفع أيضاً، ويسهم في إصلاح علاقاتها الإقليمية الأوسع نطاقاً بعد حرب غزة". يشهد المثلث الإسرائيلي اللبناني السوري تحولاً تدريجياً من التركيز العسكري البحت إلى الانخراط السياسي والاقتصادي. فالتغيرات الداخلية والمفاوضات الجارية والتدخل الدولي الواسع النطاق، بقيادة الولايات المتحدة، تخلق فرصاً جديدة. ويختم المقال: "بينما تقر الدول الثلاث بشكل متزايد بضرورة تجديد الحوار السياسي، لا تزال إسرائيل تواجه صورة إقليمية ترجّح كفة القوة على الدبلوماسية، ويعود ذلك جزئياً إلى اعتبارات سياسية لرئيس وزرائها. هذه المرة، يجب على إسرائيل أن ترتقي إلى مستوى التحدي وأن تعطي الأولوية للحكمة الدبلوماسية والاستقرار على القوة العسكرية والتصعيد".

 

الجو الأمني والسياسي يراوح مكانه: تصعيد إسرائيلي يؤثر على التقدم المطلوب

المركزية/25 كانون الأول/2025

أفادت مصادر سياسية لقناة "الجديد" أن المرحلة الأولى من خطة الجيش اللبناني لحماية الحدود قد حققت نجاحاً نسبياً، وهو ما لاقى إشادة من الدول الصديقة للبنان. إلا أن تلك المصادر أكدت في الوقت نفسه أن التصعيد الإسرائيلي في المنطقة ما زال مستمراً بلا أي مؤشر إيجابي، مما يترك حالة من القلق بشأن عدم تحقيق تقدم حقيقي في الملفات السياسية والأمنية. وأشارت المصادر إلى أن هذا الوضع يجعل الكثير من التصريحات والخطط تبدو "حبراً على ورق" من دون تنفيذ على الأرض. أكدت المصادر السياسية لـ"الجديد" أن الوضع الأمني والسياسي في لبنان لا يزال يراوح مكانه، حيث يستمر التصعيد الإسرائيلي في التأثير على الجهود المبذولة من جميع الأطراف. ورغم الجهود التي تبذلها الآلية المعتمدة لتعديل الأوضاع المدنية، فإن المؤشر الأساسي يبقى على الأرض، وتحديداً في الميدان. وأضافت المصادر أن التقدم المطلوب في مفاهيم لبنان من خلال خطة الجيش لن يتحقق طالما أن التصعيد الإسرائيلي قائم.

على صعيد آخر، ذكرت المصادر السياسية أن الوسطاء الدبلوماسيين، من بينهم ممثلون عن الدول الصديقة للبنان، ينشطون بشكل متواصل عبر الرؤساء الثلاثة: رئيس الجمهورية، رئيس الحكومة، ورئيس مجلس النواب، بهدف العمل على الحصول على قرار إيجابي بشأن المرحلة الحالية من خطة الجيش. وتتمحور هذه الجهود في كيفية حماية لبنان من تداعيات التصعيد الإسرائيلي المستمر وتحديد خطوات عملية للوصول إلى اتفاق يحقق الاستقرار في المنطقة. وفي سياق متصل، أكدت مصادر سياسية لـ"الجديد" أن هناك مسعى دبلوماسياً مصرياً للتواصل مع الحكومة اللبنانية من أجل دفع حزب الله إلى اتخاذ موقف متعاون فيما يتعلق بحصرية السلاح، وهو أمر حساس في المرحلة الحالية. وأوضحت المصادر أن هذا التحرك يتضمن الدعوة إلى حسم مسألة المرحلة الثانية من خطة الجيش، والتي تركز على منطقة شمال الليطاني، وتعتبر من أبرز القضايا التي يجب معالجتها قبل لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو المزمع عقده في نهاية الشهر الجاري.

 

كيف ترهب إسرائيل العائدين إلى القرى الحدودية اللبنانية؟

بيروت/الشرق الأوسط»/25 كانون الأول/2025

لم يعد التصعيد الجوي الإسرائيلي في القرى الحدودية جنوب لبنان يُنظر إليه بوصفه سلسلة حوادث أمنية متفرّقة، بقدر ما يُظهر نمطاً يستهدف الاستقرار النفسي لأبناء المنطقة، عبر ضربات عشوائية تشمل وسط القرى وحفّارات إعادة الإعمار وسيارات مدنية، إلى جانب الاستهدافات والملاحقات المتواصلة على مساحة لبنان، ويهدد بإبعاد العائدين إلى القرى الحدودية، مرة أخرى، من بلداتهم. ونفّذ الجيش الإسرائيلي عملية نسف لمنزلين في الحارة التحتا في بلدة كفركلا جنوب لبنان، كما ألقت محلقتان إسرائيليتان قنابل متفجرة على بلدة حولا، ممّا أسفر عن تضرر حفارة وعدد من السيارات. وألقت محلقة إسرائيلية قنبلة صوتية على بلدة العديسة أيضاً.

بيئة خوف

ويقول أبناء المنطقة الحدودية إن القصف العشوائي يُدار بمنطق تكريس بيئة خوف تهدف إلى تعطيل الحياة اليومية، ومنع تثبيت أي عودة طبيعية للسكان، بل ومنع حتى الزيارات العابرة. ويقول الطبيب نادر محمد خاروف، أحد أبناء حولا، لـ«الشرق الأوسط»، إنّ ما شهدته البلدة «لم يكن مجرّد حادث أمني عابر، بل سلسلة استهدافات متعمّدة شملت حفارة في قلب البلدة، في توقيت ليلي يهدف إلى الترهيب ومنع أي محاولة عودة طبيعية للسكان». وأوضح خاروف أنّ «الاعتداء لم يكن غارة واحدة كما أُشيع في البداية، بل جرى تنفيذ ثلاث ضربات متتالية، استهدفت حفّارة إضافة إلى سيارات كانت مركونة بالقرب منها، في وسط البلدة، وتحديداً في محيط الحسينية»، وأضاف أنّ «ما جرى تسبّب بأضرار في الحفّارة وعدد من السيارات، وتحطيم زجاج بعضها، في مشهد يؤكّد أنّ الهدف ليس عسكرياً، بل هو ترهيبي بامتياز، ويصبّ في سياق عرقلة أي جهد لإعادة الإعمار أو تشجيع الأهالي على العودة». وأشار خاروف إلى أنّ «نسبة العائدين إلى البلدة أقل من ثلاثين في المائة، في ظل انعدام مقوّمات الحياة الأساسية، من مياه وخدمات وأمان»، مشيراً أنّ «نمط الاستهدافات الأخيرة وعشوائيتها وتكثيفها في أوقات ليلية، دفع حتى الذين يسكنون خارج البلدة إلى التردّد في زيارتها»، موضحاً أنّ «الوجود الحالي في حولا لم يعد خياراً طبيعياً، بل نتيجة عجز مادي لدى من بقوا فيها». ويضيف خاروف أنّ «الاستهداف لم يعد مرتبطاً بموقع محدد أو هدف واضح، بل شمل حفّارات وسيارات مدنية ووسط البلدة، ما جعل أي حركة أو زيارة محفوفة بالمخاطر». ويشير إلى أنّه «بصفته طبيباً، كان يزور بلدته بانتظام في عطلة نهاية الأسبوع، لكنه اضطر إلى العدول عن هذه الزيارات خلال الشهرين الماضيين، خوفاً على سلامته الشخصية، في ظل استهدافات لا يمكن توقّعها». وبرأي خاروف، فإنّ «ما يجري يكرّس عملياً سياسة منع العودة، ليس فقط عبر استهداف ورش إعادة الإعمار، بل من خلال خلق مناخ دائم من الخوف، يدفع الناس إلى الابتعاد عن البلدة، حتى في الزيارات القصيرة، ويقوّض أي محاولة لإعادة الحياة الطبيعية إليها».

الخوف يسبق القصف

في ميس الجبل، لم تُسجَّل غارات في الأيام الأخيرة، لكن الخوف أدّى الدور نفسه. فقد رُصدت طائرة مسيّرة إسرائيلية من نوع «كواد كابتر» تحلّق فوق حفّارة مركونة في حي الكساير شرق البلدة. وعلى الأثر، تواصل صاحب الحفّارة مع الجيش اللبناني، طالباً مؤازرته لسحب الآلية خشية استهدافها.

وحسب معلومات صحافية محلية، حضرت دورية من الجيش اللبناني ومخابراته، وأمّنت نقل الحفّارة بعيداً عن وسط البلدة في إجراء احترازي، في ظل تجارب سابقة أظهرت أنّ تحليق هذا النوع من المسيّرات غالباً ما يسبق عمليات قصف مباشرة. ويعكس هذا التطوّر كيف بات مجرّد تحليق مسيّرة كافياً لدفع أصحاب الآليات إلى الانسحاب، بما يرسّخ عملياً مناخ خوف دائم من دون إطلاق نار.

ملاحقات واغتيالات

ويتزامن «الترهيب» في المنطقة الحدودية، مع ملاحقات في العمق، إذ استهدفت مسيّرة سيارة في بلدة جناتا قضاء صور، ما أدّى إلى إصابة شخص تصادف مروره في المكان، حسب بيان للبلدية، نُقل على أثرها إلى المستشفى للمعالجة. ويُعدّ هذا الاستهداف مثالاً إضافياً على أنّ الضربات لم تعد تأبه لمرور أشخاص خارج إطار الاستهداف.

اغتيال في صفد البطيخ

وبعد ظهر الخميس، أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية، بأن مسيّرة إسرائيلية نفذت غارة مستهدفة آلية «بيك أب» عند مدخل بلدة صفد البطيخ في قضاء بنت جبيل، مما أدى إلى مقتل شخص. وكان الطيران الإسرائيلي شنّ غارة على منطقة حوش السيد علي في أطراف الهرمل شرق لبنان، أدت إلى سقوط قتيلين، وقد نُقلا إلى مستشفى البتول في مدينة الهرمل، في توسّع جغرافي يعمّق مناخ القلق خارج الشريط الحدودي الجنوبي. كما سُجّل تحليق للطيران الحربي الإسرائيلي على علو منخفض في أجواء صيدا وبيروت، وعلى مستوى منخفض في أجواء البقاع الشمالي، في سياق ضغط جوي يومي يُبقي السكان في حالة توتر دائم. من جهة ثانية، توفي المفتش المؤهل أول في الأمن العام علاء كامل شحادة، ابن بلدة مزْبود، متأثراً بجروح أصيب بها الأسبوع الماضي في استهداف مسيّرة إسرائيلية لسيارة «بيك أب» على طريق عام بلدة سبلين بقضاء الشوف (ساحل جبل لبنان الجنوبي)، أثناء عودته من خدمته في بيروت. وقد نُقل حينها مصاباً بإصابة حرجة في الرأس إلى مستشفى سبلين الحكومي، ثم إلى مستشفى الروم في بيروت، قبل أن يفارق الحياة.

 

الانتخابات النيابية اللبنانية قائمة... وتأجيلها تقني «إن حصل»هل تتلازم مع تبدُّل المشهد العسكري بمنع إسرائيل من توسعة الحرب؟

بيروت: محمد شقير/الشرق الأوسط»/25 كانون الأول/2025

السجال الدائر في لبنان حول مصير الانتخابات النيابية المقررة في مايو (أيار) المقبل، مع ارتفاع منسوب الترويج للتمديد للبرلمان لسنتين، يصطدم بحائط مسدود يتمثل في إصرار رؤساء الجمهورية العماد جوزيف عون، والمجلس النيابي نبيه بري، والحكومة نواف سلام على إنجازها في موعدها، احتراماً للاستحقاقات الدستورية، وتأجيل إنجازها، في حال حصوله، يعود لأسباب تقنية، وبحدود شهرين، أو ثلاثة أشهر على الأكثر، لتفادي انقضاء المهل. فالترويج للتمديد بدأ يأخذ طريقه إلى العلن، بتبادل الاتهامات بين بري وخصومه، مع أن مصادر نيابية محسوبة على «الثنائي الشيعي» تستغرب إلصاق تهمة التمديد برئيس البرلمان. وتؤكد المصادر لـ«الشرق الأوسط» أنه لا جدال في موقف بري من إجراء الانتخابات في موعدها، وأن من يريد التمديد فليتحمل مسؤوليته أمام اللبنانيين، والمجتمع الدولي. ونقلت عن رئيس البرلمان قوله، في لقاء مسائي جمعه بعدد من النواب، إن ما يُنسب إليه أو للمنتمين إلى كتلته النيابية «ليس صحيحاً»، وأنه يسمع بالتمديد عبر بعض وسائل الإعلام وهو «يتيم الوالدين»، بالمفهوم السياسي للكلمة، و«نحن من جانبنا أوعزنا للمسؤولين عن الملف الانتخابي في حركة (أمل) بتشغيل الماكينة الانتخابية تحضيراً لخوض الانتخابات، وهذا ما حصل».

عون ليس في وارد التمديد

وفي المقابل، فإن ما يُنقل عن بري ينسحب على عون باعتباره الخاسر الأكبر من التمديد للبرلمان مع انقضاء عام ونيف على انتخابه رئيساً للجمهورية، كونه يراهن على دور الشباب لإحداث تغيير لملاقاته في منتصف الطريق لإنقاذ لبنان. وبالتالي فإن عون، كما تقول مصادر وزارية لـ«الشرق الأوسط»، ليس في وارد تمرير التمديد، وأنن لا شيء يمنع إجراء الانتخابات في موعدها، وليتحمل النواب مسؤوليتهم بالتوصل لتسوية حول قانون الانتخاب تعبّد الطريق أمام إنجازها.

سلام أيضاً

كما ينسحب موقف عون-بري على سلام الذي يراهن على توصُّل النواب لتسوية لإخراج قانون الانتخاب من السجال، مستغرباً، كما ينقل عنه زواره، اتهامه بتأييده الضمني للتمديد الذي يسمح ببقائه على رأس الحكومة بدلاً من اعتبارها مستقيلة حكماً بولادة مجلس نيابي جديد. وفي هذا السياق، يُنقل عن المصادر الوزارية قولها إنه لا عائق أمام الحكومة لإجراء الانتخابات بعد أن أشرفت في أحلك الظروف وأشدها، في ظل الاحتلال الإسرائيلي لعدد من التلال الواقعة في البلدات الحدودية، على إنجاز استحقاق الانتخابات البلدية والاختيارية بعد التمديد لأكثر من ولاية لمجالسها.

الدور الأميركي

وتؤكد المصادر أن الفترة الفاصلة عن إجراء الانتخابات في موعدها قد تكون كافية لتبدّل المشهد العسكري الذي تفرضه إسرائيل بالنار على الجنوب امتداداً إلى البقاع على نحو يعيد الاستقرار بالكامل للبنان من بوابته الجنوبية، وهذا يتوقف على مدى استعداد الولايات المتحدة الأميركية للضغط عليها لإلزامها بوقف الأعمال العدائية، مع استعداد لبنان للمضي بتطبيق حصرية السلاح بالانتقال للمرحلة الثانية من الخطة التي أعدتها قيادة الجيش وتبنّتها الحكومة، وتشمل المنطقة الممتدة من شمال نهر الليطاني حتى الأوليّ، بعد التأكد من سيطرة الوحدات العسكرية على المنطقة المحررة في جنوب الليطاني بشهادة لجنة الـ«ميكانيزم» المشرفة على تطبيق الاتفاق، ومعها قيادة قوات الطوارئ الدولية «يونيفيل».

المرحلة الثانية من حصرية السلاح

ولفتت إلى أن تأكيد سلام بالتحضير للمرحلة الثانية كان في محله، وقالت إنها تستغرب اتهامه من قبل كتلة «الوفاء للمقاومة» (حزب الله) من دون أن تسمّيه، بأنه يتبرّع مسبقاً للإسراع بتنفيذ ما يرتاح له العدو من خطوات بدلاً من قيام حكومته بإجراء حازم يدفعه لتنفيذ ما عليه، رغم أن حديثه عن التحضير لهذه المرحلة يأتي انسجاماً مع تبنيها للخطة التي أعدتها قيادة الجيش وتقوم بتطبيق حصرية السلاح على 4 مراحل، ولم يحدد موعداً لبدء تنفيذها لأن تحديده يعود لمجلس الوزراء في ضوء التقرير الذي سيطلعه عليه قائد الجيش العماد رودولف هيكل حول ما أُنجز في المرحلة الأولى الخاصة بجنوب النهر، وموقف الـ«ميكانيزم» منه.

الحلقة الأضعف؟

وسألت المصادر «حزب الله»، هل من فارق بين ما صرّح به سلام في هذا الخصوص لـ«الشرق الأوسط»، وما قاله ويقوله عون بأن قرار حصرية السلاح اتُّخذ والتطبيق وفقاً للظروف؟ وهل يتعاطى الحزب مع سلام على أنه الحلقة الأضعف؟ وإلا لماذا يتجنّب الرد على رئيس الجمهورية بتكراره لموقفه، وآخره كان في أعقاب الخلوة التي عقدها مع البطريرك الماروني بشارة الراعي لمناسبة حلول عيد الميلاد؟ كما سألت الحزب ما إذا كان يحتفظ لنفسه بعدم الرد على عون، لئلا يرتد سلباً على حواره المتقطع معه، والذي لم يحقق التقدم المطلوب لانخراطه في تطبيق حصرية السلاح في ظل تمسكه به، مع أن ما أعلنه سلام لا ينطوي على خلاف مع رئيس الجمهورية، وأنه اختار التوقيت المناسب لتمرير رسالة للرئيس الأميركي دونالد ترمب، وهو يستعد للقاء رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو في 29 الجاري؟

رهانات على ترمب

وأكدت المصادر أنه أحسن باختياره التوقيت ليؤكد لترمب أن الحكومة ماضية بتعهّدها بتطبيق حصرية السلاح تنفيذاً للقرار 1701، وأن إسرائيل ما زالت العائق دون انتشار الجيش حتى الحدود الدولية للبنان قبالة المستوطنات. ورأت أن الحكومة تتطلع لقيام ترمب بالضغط على نتنياهو، ليس لمنعه من توسعة الحرب، وإنما لإحداث تغيير في المشهد العسكري المفروض إسرائيلياً على لبنان، ما يسمح بعودة الاستقرار للجنوب، وهذا ما يحتّم على «حزب الله» التجاوب مع حصريته التزاماً منه بخطاب القسم، وبالبيان الوزاري للحكومة، ومشاركته فيها بوزيرين. لذلك تراهن الحكومة على تبدُّل الظروف الأمنية على نحو يتيح إجراء الانتخابات في أجواء آمنة لا تدعو للقلق، وإنما في موعدها، آخذة بعين الاعتبار التأجيل التقني لوقف النزاع حول القانون الذي ستجرى على أساسه، ولضمان اقتراع المغتربين استناداً للتفاهم على تسوية تستبعد إحداث الدائرة الـ16 لتمثيل الاغتراب بـ6 مقاعد، في مقابل صرف النظر عن السماح لهم بالاقتراع من مقر إقامتهم لـ128 نائباً، على أن يؤدي التأجيل التقني لإنجاز الاستحقاق النيابي في الصيف للسماح لهم بالمجيء للبنان لاختيار ممثليهم إلى الندوة النيابية. وعليه فبمجيئهم في الصيف سيسهمون بتحريك العجلة الاقتصادية. فهل ستسمح الظروف بإجراء الانتخابات مشروطة بتأجيلها تقنياً، أم أن إسرائيل ستقلب الطاولة بتوسعتها الحرب أبعد مما هي عليه الآن؟ وكيف سيرد ترمب، بإسقاط لبنان ذرائع إسرائيل لمواصلة اعتداءاتها، ومعه المجتمع الدولي الذي يتعامل حيال إنجازها على أنها محطة لإحداث تغيير في ميزان القوى للتأكيد على أن نتائجها ما هي إلا ثمرة للتحولات في المنطقة بتراجع محور الممانعة بقيادة إيران، وتقليص نفوذ «حزب الله» في المعادلة السياسية بافتقاده للعدد الأكبر من حلفائه، وبالتالي فإن عدم لجمها سيؤدي لإحراج المجتمع الدولي وعلى رأسه واشنطن بإصرار موفديها إلى لبنان على إجراء الانتخابات بلا أي تأخير؟

 

علي صبري حمادة: مخيم حزب الله في الهرمل بؤرة أمنية

المركزية/25 كانون الأول/2025

مقابلة "إذاعة الشرق" مع الأستاذ علي صبري حمادة، رئيس حركة قرار بعلبك الهرمل

إذاعة الشرق: بداية، أستاذ علي صبري حمادة، نود أن نتحدث عن موضوع حساس وجدل كبير أثارته مؤخراً قضية افتتاح مخيم للنازحين في منطقة الهرمل. في الأيام الماضية، أعلن حزب الله عن افتتاح مخيم قال إنه مخصص لإيواء النازحين الذين دُمرت منازلهم جراء الأزمة. فهل يمكنكم إلقاء الضوء على حقيقة هذا المخيم؟ ومن هم فعلاً قاطنوه بعد الافتتاح؟ علي صبري حمادة:  في الحقيقة، لفت انتباهي منذ قرابة خمسة أشهر تشييد منشأة ضخمة محاطة بسور إسمنتي حاجب يمنع رؤية ما بداخله. وعند مرورنا بجانبه، تبين لنا وجود أبنية توحي بأنه “مخيم مستدام” يجري تجهيزه ببنية تحتية كاملة. استفسرنا من البلدية وجِهات أخرى، كون الأرض تابعة للبلدية، ليتضح لاحقاً أن حزب الله هو من يتولى البناء بالتواطؤ مع بلدية الهرمل. المؤكد أن هذا المخيم أُقيم دون رخص قانونية أو تدخل من الدولة اللبنانية، كما أن المنظمات الدولية المعنية بشؤون اللاجئين لا علاقة لها به.

اللبناني لا يسكن في مخيّم

حين سألنا عن الغرض منه، ادّعوا أنه مخصص لاستقبال اللبنانيين النازحين من الأراضي السورية، وكانت هذه المغالطة الأولى؛ فاللبنانيون الذين غادروا سوريا إما استأجروا منازل أو أقاموا لدى أقاربهم، ومن غير المعهود أن يقطن اللبنانيون في مخيمات، خاصة وأن لديهم أعمالهم ومصالحهم. وبعد الافتتاح، تبين أن القاطنين هم سوريون (من طوائف معينة) نزحوا أو فرّوا من مناطق تخضع للنظام السوري الجديد، وتم تجميعهم في هذا المخيم على مشارف مدينة الهرمل.

هل ترى خطورة في هذا التوجه؟

علي صبري حمادة:  نعم، أستغرب هذا القصر في النظر؛ فقد رأينا كيف تحولت المخيمات على مشارف المدن اللبنانية الأخرى بمرور الوقت إلى بؤر أمنية ومصدر قلق. وما يفاقم المشكلة هنا أن هؤلاء السوريين قد يُعتبرون معارضين للنظام الحالي، مما قد يخلق نقطة احتكاك بيننا وبينهم في المستقبل. وبما أنهم تحت رعاية حزب الله، فقد يراهم النظام السوري الجديد “معادين”، ما يجعل عودتهم إلى بلادهم أمراً مستحيلاً في المنظور القريب. نحن أمام خلق “بؤرة مخيم مستدام” مجهول الأمد والمحتوى خلف تلك الأسوار، ما قد يشكل خطراً أمنياً وعسكرياً عند أي احتكاك سياسي مستقبلي.

هناك مخاوف ديموغرافية في البقاع، وهناك تساؤل: هل يمكن استخدام هؤلاء كوقود لتعزيز الهيمنة على الهرمل؟ وهل من الممكن تحويلهم إلى جزء من ميليشيا مسلحة؟

علي صبري حمادة: هذا ما أُلمح إليه؛ فمن المحتمل أن يشهد المخيم تدريبات عسكرية، ويتم دمج هؤلاء النازحين ضمن التشكيلات المسلحة لاستخدامهم في أغراض لا يعلم أبعادها إلا الله.

ألا يوجد أي تدخل للقوى الأمنية أو الدولة؟ هل قدمتم اعتراضاً لجهات رسمية؟

علي صبري حمادة: قدمنا إخباراً للدولة وتحدثنا في الإعلام بكثافة. الدولة ترى وتعلم بوجود هذا المخيم الضخم، لكنها كالعادة تتجنب الاحتكاك مع حزب الله. لذا، لم تحرك ساكناً منذ خمسة أشهر، وببساطة افتتح الحزب المخيم قبل أيام معتبراً إياه إنجازاً، في حين كنا ننتظر مشاريع حيوية للمنطقة مثل سد العاصي أو مشاريع تنموية تنقذ الهرمل من معاناة طويلة. الدولة تقوم حالياً بحملات أمنية لإعادة المنطقة لسيادة القانون، خاصة وأن الهرمل تُتهم أحياناً بأنها ملاذ للخارجين عن القانون بسبب الحدود المفتوحة. كيف سيؤثر هذا الملف على جهود الدولة؟

علي صبري حمادة: نشكر الدولة على جهودها الأخيرة في مكافحة المخدرات وضبط الحدود الشرقية، لكن هذا لا يعفيها من مسؤولية تدارك خطر هذا المخيم. الاحتكاك الديموغرافي قادم، وإذا وقع أي صدام غداً بين لبناني وسوري وسالت الدماء، فستكون التبعات وخيمة. نحن مقبلون على مراحل تهدف لحصر السلاح بيد الدولة، ولا يمكن ترك منطقة البقاع عرضة لخطر داهم عبر هؤلاء النازحين.

لمن توجه رسالتك اليوم للتحرك؟

علي صبري حمادة: أولاً، أوجهها لأهلي في الهرمل؛ لا يمكن تجاهل هذا الأمر أو اعتباره شأناً عابراً، فهذا المخيم سيخلق لنا مشاكل مستقبلية، ويجب رفض وجوده بكافة الوسائل. ثانياً، نتوجه للدولة اللبنانية: أين دوركم في حماية الأهالي من المشاكل القادمة؟ ألم نتعلم من دروس التاريخ؟ نتمنى من الدولة والمنظمات الدولية وضع يدها على هذا الملف لمنع تدهور الأمور. بالانتقال لموضوع إعادة الإعمار، الحكومة أقرت ميزانية للجنوب، فأين البقاع من ملف إعادة إعمار القرى المهدومة؟

علي صبري حمادة: كالعادة، البقاع منسيّ ومهمش، حتى في حسابات “الثنائي” (حزب الله وحركة أمل)؛ فالتركيز دائماً على الجنوب. نحن لا نمانع احتضان أهلنا في الجنوب، لكن أين العدل والمساواة؟ في الواقع، لا أرى جدية في التعاطي مع إعمار البقاع قبل حل المشكلة الأمنية مع إسرائيل، فخطر الحرب لا يزال قائماً والتهديدات تتجدد شهرياً.

هل هناك تواصل مع فعاليات المنطقة بهذا الشأن؟

علي صبري حمادة:  أبداً، الجميع منشغلون بـ “إنجازات” وهمية مثل افتتاح مخيم الهرمل، وهي أمور تجميلية لا تلامس جوهر معاناة المواطن. البقاع أرض خير وعطاء وقادرة على صنع المعجزات إذا توفر لها الأمن والأمان، لكننا للأسف نفتقد للأمن داخلياً وخارجياً، ولا أحد يسعى لحل هذه المعضلات.

مقابلة “إذاعة الشرق” مع  الاستاذ علي صبري حمادة، رئيس حركة قرار بعلبك الهرمل

 

مساع مصرية لدفع "الحزب" نحو موقف متعاون قبيل قمة ترامب – نتنياهو

المدن/25 كانون الأول/2025

كشفت معلومات “الجديد” عن  أجواء دبلوماسية مصرية ناشطة على الخط الحكومي، تهدف إلى دفع حزب الله لإعلان موقف متعاون قبيل القمة المرتقبة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وذلك في إطار الجهود الرامية إلى لجم أي تصعيد محتمل في المرحلة المقبلة.

 

الجو الأمني والسياسي يراوح مكانه: تصعيد إسرائيلي يؤثر على التقدم المطلوب

المدن/25 كانون الأول/2025

أفادت مصادر سياسية لقناة "الجديد" أن المرحلة الأولى من خطة الجيش اللبناني لحماية الحدود قد حققت نجاحاً نسبياً، وهو ما لاقى إشادة من الدول الصديقة للبنان. إلا أن تلك المصادر أكدت في الوقت نفسه أن التصعيد الإسرائيلي في المنطقة ما زال مستمراً بلا أي مؤشر إيجابي، مما يترك حالة من القلق بشأن عدم تحقيق تقدم حقيقي في الملفات السياسية والأمنية. وأشارت المصادر إلى أن هذا الوضع يجعل الكثير من التصريحات والخطط تبدو "حبراً على ورق" من دون تنفيذ على الأرض. أكدت المصادر السياسية لـ"الجديد" أن الوضع الأمني والسياسي في لبنان لا يزال يراوح مكانه، حيث يستمر التصعيد الإسرائيلي في التأثير على الجهود المبذولة من جميع الأطراف. ورغم الجهود التي تبذلها الآلية المعتمدة لتعديل الأوضاع المدنية، فإن المؤشر الأساسي يبقى على الأرض، وتحديداً في الميدان. وأضافت المصادر أن التقدم المطلوب في مفاهيم لبنان من خلال خطة الجيش لن يتحقق طالما أن التصعيد الإسرائيلي قائم.

على صعيد آخر، ذكرت المصادر السياسية أن الوسطاء الدبلوماسيين، من بينهم ممثلون عن الدول الصديقة للبنان، ينشطون بشكل متواصل عبر الرؤساء الثلاثة: رئيس الجمهورية، رئيس الحكومة، ورئيس مجلس النواب، بهدف العمل على الحصول على قرار إيجابي بشأن المرحلة الحالية من خطة الجيش. وتتمحور هذه الجهود في كيفية حماية لبنان من تداعيات التصعيد الإسرائيلي المستمر وتحديد خطوات عملية للوصول إلى اتفاق يحقق الاستقرار في المنطقة. وفي سياق متصل، أكدت مصادر سياسية لـ"الجديد" أن هناك مسعى دبلوماسياً مصرياً للتواصل مع الحكومة اللبنانية من أجل دفع حزب الله إلى اتخاذ موقف متعاون فيما يتعلق بحصرية السلاح، وهو أمر حساس في المرحلة الحالية. وأوضحت المصادر أن هذا التحرك يتضمن الدعوة إلى حسم مسألة المرحلة الثانية من خطة الجيش، والتي تركز على منطقة شمال الليطاني، وتعتبر من أبرز القضايا التي يجب معالجتها قبل لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو المزمع عقده في نهاية الشهر الجاري.

 

"مليار لا يكفي".. "صدام تمويل" يلوح في الأفق بين حزب الله وطهران

المدن/25 كانون الأول/2025

كشفت مصادر لبنانية مطلعة لـ"إرم نيوز" أن قيادة حزب الله أبلغت طهران، خلال جولات تفاوض غير معلنة أُجريت في الأسابيع الأخيرة، بأن مستوى التمويل السنوي القائم لم يعد يلبي متطلبات المرحلة التالية للحرب، مطالبة برفع الدعم إلى نحو ملياري دولار سنويا، في حين وافقت إيران على سقف يقارب مليار دولار فقط، يُحوّل على دفعات منتظمة. وبحسب المصادر، فإن هذه المفاوضات لم تكن تقنية أو مالية بحتة، بل عكست اختلافا عميقا في تقدير حجم الخسائر، وأولويات ما بعد الحرب، بين الحزب الذي يسعى إلى إعادة تثبيت موقعه الداخلي والعسكري بسرعة، وطهران؛ الداعم الرئيسي للحزب التي تواجه ضغوطا مالية وأمنية متصاعدة، وتعيد ترتيب التزاماتها الإقليمية بحذر.

التزامات مضاعفة

في هذا السياق، يؤكد الخبير والمحلل السياسي اللبناني علي حمادة، في قراءة معمقة للمشهد، أن طلب حزب الله رفع التمويل إلى ملياري دولار لم يكن "بالون اختبار"، بل مطلبا صريحا طُرح على الطاولة خلال النقاشات مع الإيرانيين. ويقدّر حمادة، استنادا إلى معطيات سياسية وأمنية لبنانية، أن قيادة الحزب انطلقت في هذا الطلب من قناعة بأن ما بعد الحرب ليس امتدادا لما قبلها، لا على مستوى الكلفة ولا على مستوى الوظيفة. فالحزب، وفق هذا التقدير، بات أمام التزامات مضاعفة؛ مع وجود بيئة اجتماعية متضررة، وبنية عسكرية تحتاج إلى ترميم طويل الأمد، وهو ما لا يمكن تغطيته بسقف تمويل تقليدي.

كلفة ما بعد الحرب.. فاتورة مفتوحة

تربط مصادر قريبة من الحزب هذا الارتفاع الكبير في سقف المطالب بتغير طبيعة الإنفاق بعد الحرب الأخيرة مع إسرائيل. فالمسألة، وفق توصيفها، لم تعد مقتصرة على رواتب ومخصصات تشغيلية، بل باتت فاتورة إعادة بناء شاملة، تبدأ من التعويضات والإسكان، ولا تنتهي عند إعادة ترميم البنية العسكرية التي تضررت بشكل واسع. وتشير المعطيات إلى أن آلاف العائلات في الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت والبقاع باتت تعتمد بشكل شبه كامل على مساعدات مباشرة من الحزب، سواء عبر بدل إيجار، أو دفعات نقدية لإعادة الترميم، أو دعم معيشي شهري. هذا المسار، بحسب تقديرات مالية غير رسمية، استنزف مئات ملايين الدولارات خلال أشهر قليلة، وخلق ضغطاً متواصلا على خزائن الحزب. ويرى علي حمادة أن هذه الكلفة الاجتماعية لم تكن تفصيلا هامشيا في حسابات الحزب، بل تحولت إلى أولوية سياسية بامتياز، لأن أي تراجع في القدرة على احتواء البيئة الحاضنة قد ينعكس مباشرة على مكانته الداخلية، في لحظة سياسية لبنانية شديدة الهشاشة.

الكلفة الصامتة.. إعادة بناء بلا ضجيج

إلى جانب الكلفة الاجتماعية الظاهرة، تتحدث المصادر عن "كلفة صامتة" لا تقل ثقلا، تتمثل في إعادة بناء المخازن والبنية اللوجستية التي تضررت خلال الحرب. هذا النوع من الإنفاق لا يمكن تأجيله طويلا، لكنه في الوقت نفسه أكثر تعقيدا من حيث التمويل والتنفيذ، في ظل تشديد الرقابة الدولية على خطوط الإمداد، وتضييق الخناق على الشبكات المرتبطة بالحزب. وتقدر أوساط متابعة أن الحزب يدرك صعوبة العودة السريعة إلى ما قبل الحرب على المستوى العسكري، لذلك يعتمد مقاربة تدريجية، تتكيف مع مستوى الضغط الدولي، ومع التوازنات الجديدة التي فرضتها المعركة على الحدود الجنوبية.

البيئة أولا.. والسلاح لاحقا

وفق مصادر مطلعة على النقاشات الداخلية، وضعت قيادة حزب الله سلما واضحا للأولويات في استخدام أي زيادة محتملة في التمويل. في المقدمة، يأتي تثبيت الاستقرار الاجتماعي داخل البيئة الحاضنة، باعتباره خط الدفاع الأول عن تماسك الحزب سياسيا وشعبيا. بعد ذلك، يأتي الحفاظ على الشبكات المالية والخدماتية التي تشكل العمود الفقري لما بات يُعرف بـ"اقتصاد الظل"، ويشمل مؤسسات اجتماعية، وقنوات صرف، وشبكات نقدية، تُستخدم لضمان تدفق الأموال بعيدا عن النظام المصرفي الرسمي. أما الملف العسكري، فيُدار وفق مقاربة أكثر حذرا، تقوم على إعادة بناء انتقائية ومدروسة، لا على استعادة شاملة وسريعة للقدرات السابقة.

مقاربة إيرانية مختلفة

في المقابل، تشير المصادر إلى أن طهران تعاملت مع طلب الملياري دولار ببرودة محسوبة. فإيران، التي تواجه ضغوطا اقتصادية داخلية متزايدة، وتشددا أمريكيا متصاعدا في ملاحقة شبكات التمويل، لا ترى في ضخ هذا الرقم الكبير خيارا آمنا أو مستداما. وفي قراءة قريبة من هذا التقدير، يذهب العميد المتقاعد والخبير العسكري اللبناني إلياس حنا إلى أن المقاربة الإيرانية الحالية تميل إلى ضمان "الاستمرارية" لا "القفزة"، أي الحفاظ على حزب الله كعنصر ردع طويل الأمد، من دون دفعه إلى إعادة تسلح واسعة قد تستدرج مواجهة جديدة في توقيت إقليمي حساس. وبحسب هذه المقاربة، فإن مليار دولار سنويا، رغم محدوديته قياسا بحجم المطالب، يبقى رقما يضمن بقاء الشبكات الأساسية للحزب، من دون تعريض خطوط التمويل لمخاطر مفرطة.

كيف يصل التمويل رغم الرقابة؟

تؤكد تقارير أمنية غربية أن إيران ما زالت قادرة على إيصال التمويل إلى الحزب، رغم تشديد الرقابة على المنافذ الجوية والبحرية والبرية. ويتم ذلك عبر مزيج من التحويلات النقدية المجزأة، وشبكات صرافة وحوالات غير رسمية، إضافة إلى مسارات إقليمية ملتوية تقلل من مخاطر الرصد والمصادرة.

لكن هذه الآليات، على فعاليتها، تفرض سقفا عمليا لحجم الأموال التي يمكن تمريرها بأمان. فكلما ارتفع الرقم، ازدادت المخاطر السياسية والأمنية، وارتفعت احتمالات الاستهداف بالعقوبات أو الاعتراض المباشر.

بين المليار والمليارين.. إدارة مرحلة دقيقة

يخلص علي حمادة إلى أن التباين بين الحزب وطهران لا يعكس تصدعا في العلاقة، بقدر ما يعكس اختلافا في إدارة المرحلة. فحزب الله، من وجهة نظره، يسعى إلى إعادة تثبيت موقعه بأسرع وقت ممكن، فيما تحاول إيران ضبط الإيقاع، وتوزيع مواردها على أكثر من ساحة، من دون التفريط بأوراقها الأساسية.

وبين هذين التقديرين، تستمر المفاوضات بهدوء، فيما يعمل الحزب على إدارة مرحلة دقيقة، تتداخل فيها إعادة ترميم بيئته وقدراته مع ضغوط سياسية وأمنية متصاعدة داخل لبنان وخارجه، في انتظار ما ستفرضه الأشهر المقبلة من معادلات جديدة.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

احتفالات عيد الميلاد تعود إلى بيت لحم

المدن/25 كانون الأول/2025

جابت فرق الكشافة شوارع بيت لحم، الأربعاء، مع بدء الاحتفالات بعيد الميلاد في المدينة الواقعة في الضفة الغربية، بعد عامين خيمت عليهما حرب غزة، التي حرمت المدينة التي يقول المعتقد المسيحي أنها مسقط رأس المسيح، من الاحتفال. لكن هذا العام، بدت المدينة الواقعة في جنوب الضفة الغربية أكثر حيوية بعد اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، حيث يواجه مئات الآلاف برد الشتاء القارس بعد أن تركتهم الحرب في خيام مهترئة ومنازل مدمرة، حسبما نقلت وكالة "فرانس برس". وفي الفاتيكان، ترأس البابا لاوون الرابع عشر قداس عيد الميلاد في كاتدرائية القديس بطرس للمرة الأولى منذ انتخابه رئيساً للكنيسة الكاثوليكية في العالم، بعدما دعا إلى "24 ساعة من السلام في العالم أجمع". وقال البابا خلال القداس أن عيد الميلاد هو احتفال بـ"الإيمان والإحسان والأمل"، منتقداً "اقتصاداً مشوهاً يدفعنا لمعاملة البشر كسلعة"، حسب تعبيره. وفي بيت لحم، طغت على الأجواء أصوات الطبول ومزامير القرب التي تعزف ألحان تراتيل ميلادية شهيرة، بينما توجه المسيحيون، صغاراً وكباراً، نحو وسط المدينة حيث ساحة المهد. وقالت ميلاغروس إنسطاس (17 عاماً) التي ترتدي الزي الأصفر والأزرق لكشافة الساليزيان في بيت لحم: "اليوم مليء بالفرح، لأننا لم نكن قادرين على الاحتفال بسبب الحرب". وعلى غرار سائر دول الشرق الأوسط، يشكل المسيحيون أقلية في إسرائيل والأراضي الفلسطينية، حيث لا يزيد عددهم عن 185 ألفاً في إسرائيل، و47 ألفاً في الأراضي الفلسطينية. وشارك مئات الأشخاص في المسيرة التي جابت شارع النجمة الضيق المفضي إلى كنيسة المهد والساحة المؤدية لها. وتجمع حشد غفير في ساحة المهد، فيما أطل عدد قليل من المتفرجين من شرفات مبنى البلدية لمتابعة الاحتفالات. وفي وسط الساحة، وقفت شجرة الميلاد الكبيرة المزينة بكرات حمراء وأخرى ذهبية لتزيد بهجة على الأجواء. ويعود بناء الكنيسة إلى القرن الرابع، وبنيت فوق مغارة تقول الأسطورة أن المسيح ولد فيها قبل أكثر من ألفي عام. وقالت كاتياب عمايا (18 عاماً)، وهي من أعضاء الكشافة أيضاً، أن عودة الاحتفالات تمثل رمزاً مهماً لوجود المجتمع المسيحي في المنطقة. وأضافت: "هذا يمنحنا أملاً بأن المسيحيين مازالوا هنا يحتفلون، وأننا مازلنا نحافظ على التقاليد". وخلال الحرب المدمرة التي دارت في قطاع غزة، عمدت بلدية بيت لحم المنظمة للاحتفالات الخاصة بعيد الميلاد إلى تخفيف مظاهر الاحتفال، فاقتصرت على المراسم الدينية. وقالت عمايا: "هذه الاحتفالات هي بمثابة أمل لشعبنا في غزة بأنهم سيحتفلون يوماً ما ويعيشون الحياة من جديد".ويأمل سكان بيت لحم أن تسهم عودة احتفالات عيد الميلاد في إعادة الحياة إلى المدينة وتحفيز عودة السياح. ويعتمد اقتصاد مدينة بيت لحم على وجه الخصوص، على السياحة. وتسببت الحرب في غزة بعزوف السياح عن المجيء خلال الحرب كما تسببت الحرب بارتفاع معدلات البطالة. لكن الزوار المسيحيين بدأوا في الأشهر الأخيرة بالعودة تدريجياً إلى المدينة. وقال جورج حنا، من بلدة بيت جالا المجاورة: "بيت لحم مكان مميز جداً، نريد أن تصل رسالتنا إلى العالم كله، وهذه هي الطريقة الوحيدة. نأمل أن نتمكن من الاحتفال، وأن يكون الأطفال سعداء، هذا هو العيد بالنسبة لنا".

 

دمشق القديمة تحيي عيد الميلاد وسط إجراءات أمنية مشددة

المدن/25 كانون الأول/2025

زينت أضواء الاحتفالات أحياء دمشق القديمة الصاخبة مع حلول عيد الميلاد وسط إجراءات أمنية مشددة حول مداخلها وكنائسها، بينما اعترت المخاوف الأقلية المسيحية. وفي باحة مطرانية السريان الكاثوليك في دمشق القديمة، تجولت تالا شمعون (26 عاماً) مع عائلتها وأصدقائها في سوق ميلادي، بينما انتشر شبان من أبناء المنطقة في المكان. وقالت طالبة الدراسات العليا في كلية الطب: "يعود الناس باكراً إلى منازلهم وثمة مخاوف. شهدنا أكثر من جريمة في دمشق، منها حالات سرقة وخطف، لكن تفجير الكنيسة كان المأساة الأكبر"، حسبما نقلت وكالة "فرانس برس" .

وفاقم تفجير انتحاري داخل كنيسة مار الياس في حي الدويلعة في دمشق في حزيران/يونيو، أسفر عن مقتل 25 شخصاً ونسبته السلطات إلى تنظيم "داعش"، مخاوف المسيحيين في المرحلة الانتقالية. ووقع التفجير الذي تبنته مجموعة متطرفة غير معروفة تحمل اسم "سرايا أنصار السنة"، بعد أشهر من إطاحة الحكم السابق الذي لطالما قدم نفسه حامياً للأقليات، علما بأنه لم يحمها من هجمات متكررة خلال سنوات النزاع الذي شهدته سوريا بدءا من العام 2011، تبنى "داعش" عدداً منها. وتعززت المخاوف بعد أعمال عنف اتخذت طابعاً طائفياً في الساحل السوري ذي الغالبية العلوية، وفي السويداء ذات الغالبية الدرزية خلال العام الماضي، رغم تأكيد السلطات مراراً حرصها على التعايش وحماية جميع المكونات. وتضاءل وجود المسيحيين في سوريا من نحو مليون قبل اندلاع النزاع العام 2011 الى أقل من 300 ألف، جراء موجات النزوح والهجرة، بحسب تقديرات لخبراء.

وعند المدخل الرئيسي لحي باب شرقي في دمشق القديمة، وقف ضابط ومعه جهاز لاسلكي وورقة تظهر نقاط توزع عناصره. وقال من دون الكشف عن اسمه "وضعنا خطة أمنية تشمل أحياء ومناطق عدة في العاصمة من أجل ضمان سلامة جميع المواطنين. واجب الدولة حماية كل أبنائها، المسيحيون والمسلمون، واليوم نؤدي واجبنا بحماية الكنائس وتأمين احتفالات الناس". في الحي ذاته، زينت كرات حمراء أغصان الأشجار على جانبي الطريق بينما أنارت بعض المتاجر واجهاتها. ونادى باعة جوالون على العابرين لشراء القهوة أو الكستناء المشوية. في الأثناء، انتشرت قوات أمن تابعة لوزارة الداخلية، حرص عناصرها على تفتيش بعض المارة وتوقيف دراجات نارية. والى جانب انتشار قوات الأمن في الأحياء، تتولى لجان محلية حماية الكنائس بالتنسيق مع السلطات.

وأمام مطرانية السريان الكاثوليك، أشرف فؤاد فرحة (55 عاماً) وهو مسؤول أمني في لجنة محلية في حي باب توما على انتشار عدد من الشباب المسيحيين الذين يرتدون ملابس سوداء ويحملون أجهزة لاسلكية أمام الكنائس. وقال: "يخشى الكثير من الناس والمحتفلين والمصلين من الاكتظاظ" الذي قد يزيد من مخاطر حصول خرق أمني، لكن "مع الإجراءات الأمنية يشعرون بأمان أكبر ويخرجون بأريحية". وفرحة واحد من عشرات الشبان المسيحيين، غير المسلحين، الذين شكلوا مجموعة اطلقوا عليها اسم "فزعة"، مهمتها حماية الكنائس بشكل رئيسي والانتشار ليلاً في الأحياء ذات الغالبية المسيحية بالتنسيق مع وزارة الداخلية. وأوضح: "نتخذ في الأحياء المسيحية اجراءات لحماية الاحتفالات منعاً لحدوث أي أمر مريب، ولنتجاوز أي إشكال بالتنسيق مع قوات الأمن". وقرب كنيسة الأرمن الأرثوذكس عند مدخل دمشق القديمة، تجولت لوريس عساف (20 عاماً) مع أصدقائها للاستمتاع بالأجواء الميلادية. وقالت: "تستحق سوريا الفرح، وأن نكون فيها سعداء ونتأمل بمستقبل جديد. كانت الطوائف كافة تحتفل معنا، ونأمل أن نبقى كذلك في السنوات المقبلة". وفي محيط كنيسة مار الياس في حي الدويلعة، ثبتت قوى الأمن الداخلي سوراً حديدياً يحدد مسارات الدخول والخروج. وانتشر عناصر شرطة بعتادهم الكامل، وفرضوا "تفتيشاً دقيقاً" على كل من دخل الكنيسة مساء الثلاثاء الماضي خلال قداس حضره عدد محدود من المصلين. وأضاء أبناء الكنيسة مجسم شجرة ضخمة مزينة بـ22 نجمة، حملت كل منها صورة أحد ضحايا تفجير حزيران/يونيو. وعلقوا لافتة قربها كتب عليها "زينة شجرتنا، شهداء كنيستنا".

وقالت عبير حنا (44 سنة) بعدما أضاءت شمعة داخل الكنيسة "عيدنا هذه السنة استثنائي بسبب الألم والحزن وما تعرضنا له. الإجراءات الأمنية ضرورية، لأن الخوف مازال موجوداً". وإلى جانب عبير، أضاءت هناء مسعود شموعاً لروح زوجها بطرس بشارة الذي قضى مع عدد من افراد عائلته داخل الكنيسة. وقالت بينما خنقتها دموعها: "إذا دخلنا الى الكنيسة تعرضنا لتفجير، فمن أين نأتي بالأمان؟".

 

كاتس مُكرّراً نية إسرائيل بناء مستوطنات: لن نغادر قطاع غزة

المدن/25 كانون الأول/2025

كرّر وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم الخميس، تصريحات كان قد أدلى بها في وقت سابق حول عزم إسرائيل إقامة نوى استيطانية في شمالي قطاع غزة، مؤكداً أن إسرائيل "لن تخرج أبدًا من أراضي غزة"، وأنها ستُبقي داخل القطاع "منطقة أمنية واسعة" بحجة حماية البلدات الإسرائيلية في "غلاف" القطاع.

كاتس: لن نخرج من غزة

كلام كاتس جاء خلال مشاركته في مؤتمر التربية الذي نظّمته صحيفة "مكور ريشون"، حيث قال: "إسرائيل لن تخرج أبداً من أراضي غزة"، مضيفاً: "حتى بعد الانتقال إلى مرحلة أخرى، وإذا جرى نزع سلاح حماس، وتقكيك قدرات الحركة، ستكون هناك منطقة أمنية كبيرة داخل غزة". ولفت كاتس إلى أنه "في الجزء الشمالي، ووفق رؤيتي، يمكن في المستقبل إقامة نوى استيطانية (نوى يشكلها شباب طلائعي محارب) بشكل منظّم... هذا أمر مهم سيتعيّن القيام به". وأشار إلى بيان توضيحي كان قد أصدره قبل يومين لوسائل الإعلام الأجنبية، عقب إعلانه للمرة الأولى عن نية إقامة نوى استيطانية في القطاع، وقال فيه: "لا توجد نية لإقامة مستوطنات في غزة، بناء النوى سيكون لأغراض أمنية فقط". وعاد كاتس، صباح اليوم، ليقول: "أنا لا أتراجع... رؤيتي هي أنه في المنطقة الشمالية من القطاع، وهي المنطقة التي أُخليت منها مستوطنات سابقًا، ستُقام نوى استيطانية عسكرية، لكنها ذات معنى، يمكن أن تكون هناك يشيفا (معهد توراتي) وأمور أخرى".

"السيادة العملية" في الضفة

كما تطرق كاتس إلى مشاركته هذا الأسبوع في مراسم بمناسبة بناء وحدات سكنية في مستوطنة بيت إيل، واصفاً الحدث بأنه "احتفال كبير". وبشأن الضفة الغربية المحتلة، قال كاتس: "نحن نُطبّق سياسة السيادة العملية". وأضاف: "هذه دفعة لم نشهد مثلها، برأيي، منذ بداية الاستيطان"، موضحاً "قلت هناك إننا نقود فرض سيادة عملية على أرض الواقع. لا يمكن في هذه المرحلة، بسبب الظروف، الإعلان عن السيادة (ضم الضفة)". وفي إطار ما وصفه بـ"السيادة العملية"، أخلى الجيش الإسرائيلي فلسطينيين من مخيمات لاجئين في الضفة الغربية، واصفًا هذه المخيمات بأنها "مخيمات إرهاب"، على حد تعبير كاتس.

وسبق لوزير الأمن الإسرائيلي أن أدلى أمام قادة مستوطنات الثلاثاء، بتصريح مشابه قالت وسائل إعلام إسرائيلية إنه أثار غضب إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مما اضطره إلى التراجع عنه في اليوم نفسه. وذكرت التقارير أن الولايات المتحدة أبلغت حكومة بنيامين نتنياهو باستغرابها وغضبها من تصريح كاتس. وبناء على طلب من نتنياهو، صرح كاتس بأن الحكومة لا تسعى إلى إقامة مستوطنات في غزة، وهو ما اعتُبر تراجعا منه قبل أن يُصر الخميس على موقفه.

 

أبرز ملفات قمة ترامب- نتنياهو المرتقبة: غزة وإيران

المدن/25 كانون الأول/2025

كشفت صحيفة "إسرائيل اليوم" عن أن اللقاء المرتقب بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب، المقرر عقده في 29 كانون الأول/ ديسمبر الحالي في ولاية فلوريدا، سيُختتم ببيان مشترك يعلن التقدم المُحرز نحو المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وسيركز الاجتماع على تفاصيل المفاوضات الخاصة بالمرحلة الثانية، لا سيما نزع سلاح حركة "حماس"، وترتيبات نقل السلطة وإنشاء هيئات حكم بديلة في القطاع. وتشمل هذه الهيئات مجلساً للسلام برئاسة ترامب، وهيئة إشرافية دولية، إضافة إلى سلطة حكم مدنية تتألف في معظمها من مسؤولين فلسطينيين من غزة، بعضهم شغل سابقاً مناصب في السلطة الفلسطينية. وأضافت الصحيفة أن قوائم بأسماء هؤلاء نُقلت إلى إسرائيل لإجراء تدقيق أمني، بهدف التأكد من عدم ارتباطهم بحماس، فيما يُتوقع الإعلان رسمياً عن هذه الهيئات في ختام الاجتماع أو بعد سلسلة لقاءات لاحقة.

السلاح والقوة الدولية

ونقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية، أن البيان الختامي للاجتماع سيتضمن أيضاً إعلاناً عن إنشاء مؤسسات دولية لإعادة تأهيل غزة، باعتبار ذلك جزءاً من مسار إنهاء الحرب. غير أن المصادر أشارت إلى أن إحدى أبرز العقبات أمام تنفيذ المرحلة الثانية تكمن في تعذر تشكيل قوة متعددة الجنسيات، بسبب رفض الدول المشاركة نشر قوات طالما بقيت "حماس" مسلحة. ووفق التقرير، سيتركز التقدم الأولي على المسار المدني والإداري، في انتظار تهيئة الظروف السياسية والأمنية للانتقال إلى الترتيبات العسكرية. كما رجحت الصحيفة أن يسعى الأميركيون إلى إطلاق المبادرة عبر مؤتمر دولي يُعقد في الولايات المتحدة خلال كانون الثاني/ يناير المقبل، بمشاركة ترامب وقادة من الشرق الأوسط ودول شريكة. وعقب المؤتمر، من المتوقع أن تبدأ إسرائيل والوسطاء و"حماس" مناقشات تفصيلية حول المرحلة الثانية، التي تشمل نزع سلاح "حماس"، نقل السلطة الإدارية، إعادة انتشار الجيش الإسرائيلي إلى خط دفاعي جديد، وملف إعادة الإعمار.

إيران على الطاولة

وبالتوازي مع ملف غزة، أفادت الصحيفة بأن الملف الإيراني سيُناقش خلف أبواب مغلقة، حيث ستقدم إسرائيل للرئيس ترامب معلومات استخباراتية وتقييمات حول وتيرة إعادة تأهيل إيران لقدراتها العسكرية. وتهدف إسرائيل، بحسب التقرير، إلى دفع واشنطن للاعتراف بأن بقاء النظام الإيراني الحالي يعني استمرار طهران في دعم حلفائها الإقليميين وتأجيج الصراعات. وأضافت الصحيفة أن نتنياهو وترامب سيناقشان سبل إضعاف النفوذ الإيراني في المنطقة، وإزالة ما تصفه إسرائيل بالتهديدات النووية والصاروخية، في ظل تصاعد التوقعات بإمكانية اندلاع مواجهة جديدة، خصوصاً بعد الحرب التي شنتها إسرائيل بدعم أميركي على إيران في حزيران/ يونيو الماضي، واستمرت 12 يوماً قبل إعلان وقف لإطلاق النار. وتأتي هذه الملفات في وقت لا تزال فيه إسرائيل تماطل في الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة، متذرعة ببقاء رفات أحد جنودها في القطاع، رغم إعلان الفصائل الفلسطينية مواصلة البحث عنه وسط الدمار الواسع، فيما يُخيم البعد القانوني والسياسي على اللقاء، في ظل صدور مذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنياهو منذ عام 2024 بتهم تتعلق بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة.

 

السويداء وحلب.. نقطتا اشتباك متقدمتان في سوريا

مها غزال/المدن/25 كانون الأول/2025

لم تعد محافظة السويداء ساحة توتر محلي أو ملفاً داخلياً قابلاً للاحتواء الأمني، بل تحوّلت تدريجياً إلى نقطة اشتباك متقدمة في معادلة الصراع السوري–الإقليمي. فالتزامن المتكرر بين كل تصعيد تفرضه تركيا على حكومة دمشق في ملف قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، وبين اندلاع توترات أو اشتباكات في السويداء، لم يعد قابلاً للتفسير بوصفه مصادفة، هذه هي المرة الثالثة التي يتكرر فيها هذا النمط، بما يجعل تجاهل دلالاته السياسية والأمنية نوعاً من إنكار الواقع. هذا التزامن لا يبدو موجهاً نحو إشعال حرب سورية مفتوحة، ولا نحو تفجير شامل للساحة الداخلية، بل يأتي في إطار سياسة ضغط محسوبة متعددة الاتجاهات. الرسالة الأولى موجهة إلى حكومة أحمد الشرع، مفادها أن الانخراط الكامل في المسار التركي ضد "قسد" يحمل كلفة داخلية وإقليمية مرتفعة، أما الرسالة الثانية، فهي موجهة إلى أنقرة نفسها، وتقول إن محاولة إدارة الصراع السوري من بوابة واحدة لن تبقى بعيدة عن حدودها السياسية والأمنية. في هذا السياق، لا يمكن فصل ما يجري في السويداء عن حلب، التي تشكل بدورها نقطة ضغط مدنية موازية، تتحرك عبرها "قسد" خارج جغرافيتها العسكرية الصلبة. فاختيار السويداء وحلب ليس عشوائياً، بل يعكس إدراكاً عميقاً لدى "قسد" بأن خوض مواجهة عسكرية مباشرة في مناطق نفوذها الكبرى شرق الفرات سيحول الصراع إلى حرب استنزاف مفتوحة، وقد يستدرج تدخلاً تركياً مباشراً لا ترغب به في هذه المرحلة. من هنا، تبدو استراتيجية "قسد" قائمة على تحريك مفاصل مدنية هشة بدل فتح جبهات عسكرية مباشرة، ففي حلب، حيث التركيبة السكانية المعقدة، وتشابك النفوذ بين الدولة والفصائل المحلية، والهشاشة الأمنية المزمنة، يمكن إنتاج توترات ذات طابع مدني وسياسي تحمل أثراً أمنياً غير مباشر، أما في السويداء، حيث البعد الاجتماعي والديني والسياسي الحساس، فإن أي تصعيد محدود يتحول سريعاً إلى رسالة إقليمية عالية السقف، من دون الحاجة إلى نقل الصراع إلى مناطق السيطرة المباشرة لـ"قسد".

ويزداد هذا المشهد تعقيداً في ظل الانخراط الإسرائيلي المباشر في التوتر القائم بين الفصائل الدرزية ودمشق، هذا الانخراط لا يقتصر على البعد العسكري، بل يمنح أي تصعيد محتمل زخماً سياسياً وأمنياً إضافياً، ويُدخل السويداء – ومعها الجنوب السوري –  في قلب توازنات إقليمية أوسع.

وفي هذا الإطار، لا يمكن استبعاد وجود مستوى عالٍ من التنسيق غير المعلن بين قسد والسويداء، وربما بين "قسد" وإسرائيل، في إطار تقاطع مصالح لا يحتاج إلى تحالفات رسمية بقدر ما يقوم على أهداف مشتركة. في المقابل، ورغم تصاعد الأصوات الداعية إلى "الحسم العسكري"  ضد "قسد"، فإن هذا الخيار يبدو غير قابل للتحقق عملياً.  أي مواجهة من هذا النوع تتطلب تدخلاً عسكرياً تركياً واسعاً داخل سوريا، وهو تدخل ترفضه إسرائيل والدول الغربية، ليس دفاعاً عن "قسد" بقدر ما هو خشية من انزلاق الصراع إلى مواجهة مباشرة بين تركيا وإسرائيل على الأرض السورية.  مواجهة كهذه لا تحتملها أنقرة في ظل ضغوطها السياسية والاقتصادية الداخلية، ولا ترغب بها العواصم الغربية التي تسعى إلى إدارة التوتر لا تفجيره. أما دمشق نفسها، فهي أبعد ما تكون عن الجاهزية لخوض حرب طويلة ومعقدة، فالقوات الأمنية والعسكرية تعاني من هشاشة بنيوية، وغياب التراكمية القتالية، وضعف منظومات القيادة والسيطرة، إضافة إلى افتقار حقيقي لتدريبات حديثة على خوض حروب نظامية أو غير متماثلة.  في المقابل، تمتلك "قسد" بنية عسكرية منظمة، وتمويلاً ثابتاً، وخبرة ميدانية متراكمة، إلى جانب غطاء سياسي وعسكري خارجي. وعند النظر إلى الخريطة السورية، يتضح حجم المأزق العسكري الذي تواجهه دمشق، حيث تحاصرها  قوات محلية مسلحة في الجنوب، وإسرائيل في الغرب، و"قسد" في الشرق، وخلايا تنظيم "داعش" المنتشرة في البادية ومناطق متفرقة شمالاً وجنوباً.  أي انخراط في حرب مفتوحة مع طرف واحد قد يفتح الباب أمام تحركات متزامنة من أطراف أخرى، مستفيدة من انشغال الدولة وضعف مركز القرار. في هذا السياق، يبدو خيار التفاوض الذي اعتمده أحمد الشرع مع "قسد" – رغم بطئه وكلفته السياسية – الخيار الأقل خطورة،  فبحسب مصادر خاصة، لا يقتصر الخلاف مع "قسد" على مسألة الاندماج في وزارة الدفاع، بل يتجاوزها إلى رؤية سياسية أوسع، لأن "قسد" تسعى إلى شراكة فعلية في حكومة دمشق، وتطالب بتعديلات في الإعلان الدستوري، ومناصب محددة داخل السلطة التنفيذية، وتتمسك بمبدأ اللامركزية الإدارية لسوريا كلها، لا لمناطق سيطرتها فقط.

وتستند "قسد" في هذا المسار إلى مجموعة من أوراق القوة، منها إدراكها لغياب رغبة دمشق في الحرب، وسيطرتها على ملفات شديدة الحساسية مثل سجناء "داعش" ومخيم الهول، تحكمها بجزء أساسي من الموارد النفطية والزراعية، إضافة إلى شبكة علاقات سياسية تمتد من أوروبا إلى الولايات المتحدة، مروراً بإسرائيل وروسيا. في المقابل، فإن فكرة إعادة إشعال صراع عسكري عبر العشائر لم تعد خياراً واقعياً، لأن معركة من هذا النوع قد تؤدي إلى سحب قرار الحرب والسلم من يد دمشق، وتفتح الباب أمام تشكل قوة عسكرية عشائرية يصعب ضبطها أو تفكيكها لاحقاً، بما يهدد ما تبقى من مركزية الدولة. قد يجادل البعض بأن ما يجري في السويداء أو حلب شأن داخلي أو توتر محلي محدود. غير أن تكرار التزامن، وتشابك الفاعلين، وطبيعة الرسائل الإقليمية المتبادلة، تجعل هذا الطرح قاصراً عن تفسير الوقائع، فهاتان المنطقتان لم تعودا ساحتي اضطراب عرضي، بل تحولتا إلى أدوات ضغط مدنية–أمنية في صراع إقليمي معقّد، تُستخدم لرفع الكلفة السياسية، لا لفتح حرب شاملة. كل ذلك يقود إلى خلاصة واضحة:  أحمد الشرع لن يعود لاستخدام الورقة ذاتها، فالسويداء وحلب اليوم ليستا مساحتي اختبار، بل جبهتان متقدمتان في لعبة توازنات دقيقة،  وأي خطأ في قراءة موقعهما أو وزنهما قد يجر دمشق إلى مواجهة متعددة المستويات، لا تملك أدواتها ولا تحتمل كلفتها.

 

التحويلات المالية تخفق في إنعاش أسواق العيد في سوريا

دمشق - هناء غانم/المدن/26 كانون الأول/2025

في موسم الأعياد، يعلق التجار السوريون عادة آمالًا على تحريك الأسواق وإنعاش الطلب المحلي، لكن الواقع الاقتصادي لعام 2025 يكشف عن حدود هذه التوقعات. فبالرغم من ورود تحويلات مالية موسمية، إلا أن أثرها على الأسواق يبقى مؤقتًا، لا يعكس تحسنًا حقيقيًا في القدرة الشرائية ولا يحرك عجلة الاقتصاد بشكل مستدام.  وبين رغبة الأسر في الاحتفال بالحفاظ على طقوس العيد، وارتفاع الأسعار وضعف الدخل، يظهر اقتصاد العيد كمرحلة موسمية عاجزة عن مواجهة هشاشة الواقع الاقتصادي في سوريا. وبين القلق والأمل، تشهد أسواق الأعياد في المدن السورية نشاطًا محدودًا، وسط مساعٍ واضحة باتجاه الحفاظ على طقوس الفرح بالرغم من الواقع الصعب. لكن مهما يكن يبقى للمناسبات الكبرى في البلاد أثرها ولو المحدود على الأسواق، وهنا تتلاقى آراء الخبراء والتجار والمستهلكين وتتوافق على تأثير موسم العيد على السوق، وتالياً الاقتصاد المحلي،  فالعادات الاستهلاكية ذات تأثير لا يمكن إنكاره على قرارات الإنفاق الفردية والأسرية. ومن خلال جولة لـِ "المدن" في أسواق دمشق، بدا واضحاً أن الطلب يرتفع على الملابس، الهدايا، والمواد الغذائية، حيث يحرص المستهلكون على تجهيز منازلهم لاستقبال الضيوف بما يتوافق مع روح العيد. وفي الوقت نفسه، تختلف أنماط الإنفاق: فبين من يلتزم بالتقاليد رغم ضغوط الميزانية، ومن يسعى لتحقيق توازن بين العادات والإمكانات المالية، يظهر تخطيط مسبق للإنفاق والاعتماد على العروض الموسمية كاستراتيجية شائعة.  وأظهرت نتائج جولة "المدن" أن هناك ارتفاعًا خجولاً في الطلب على مجموعة من السلع الأساسية خلال فترة الأعياد، أبرزها الملابس، والهدايا، والمواد الغذائية، كما تختلف أنماط الإنفاق من شخص إلى آخر، فالبعض يلتزم بتقاليد العيد حتى لو تطلب الأمر تجاوز الميزانية المخصصة مسبقاً لذلك، بينما يحاول آخرون تحقيق التوازن بين العادات والظروف المالية. وفي ظل الظروف الاقتصادية المتغيرة أصبح البعض يتجه إلى التخطيط المسبق للمصاريف، إما عن طريق الادخار التدريجي أو البحث عن العروض الترويجية والتخفيضات الموسمية. ومن منظور التجار لا يتعدى زخم العيد كونه مؤقتاً في الأسواق، وفي أحد أسواق العاصمة يرى التاجر عبد الله السيوفي أن موسم الأعياد يمثل فرصة لتعويض جزء من الخسائر السنوية، لكنه لا يعكس تحسنًا طويل الأمد. ويقول إن الأسواق تتحرك بشكل ملحوظ خلال هذه الفترة، خصوصًا على الملابس والهدايا والمواد الغذائية، لكن النشاط محدود الزمن ومحدود التأثير. بعد انتهاء الموسم، يعود الركود، وتظل الأسعار مرتفعة والقدرة الشرائية محدودة. وبينما يسعى الناس للحفاظ على عادات الاحتفال، بحسب التاجر، نجد أنفسنا مضطرين لتقديم عروض تخفيضية لتعزيز المبيعات، ما يقلل هامش الربح. فالعيد يشبه زخة مطر قصيرة، تنعش السوق مؤقتًا لكنها لا تروي الأرض الاقتصادية بالكامل.

في المقابل، يشير الخبير المالي والمصرفي د.علي محمد في حديثه لـ"المدن"، إلى أن النصف الثاني من عام 2025 شهد تحسنًا نسبيًا في قطاعات الصناعة والزراعة، مع افتتاح نحو اكثر  من 2000 شركة صغيرة ومتوسطة. لكنه يشدد على أن الحديث عن تعافٍ اقتصادي حقيقي لا يزال سابقًا لأوانه، موضحًا أن التحويلات المالية الواردة خلال الأسبوع الأخير من العام، وتحديدًا في فترة الأعياد، تتراوح بين 8 و10 ملايين دولار يوميًا، إلا أن نحو 90 في المئة من هذه الأموال تُنفق على الاستهلاك، ما يجعل أثرها مؤقتًا على الأسواق دون تحسين ملموس في القدرة الشرائية. وأضاف د. محمد أن استمرار الركود وارتفاع معدلات البطالة يجعل التأثير الحقيقي لهذه التحويلات محدودًا، إذ لا تسهم بشكل كبير في دعم الإنتاج المحلي أو تحفيز النمو الاقتصادي المستدام. وهنا يمكن رصد التماهي بين الحالة الوصفية للواقع الميداني على لسان التاجر، وبين التحليل المالي، أي الخبرة العملية للتاجر والأرقام الاقتصادية للخبير:

فالتاجر يرى أن النشاط مؤقت ويعود الركود بعد العيد، ويضطر لتخفيض الأسعار لتعويض الطلب المحدود. أما الخبير المالي فيؤكد أن التحويلات الموسمية تنشط السوق مؤقتًا فقط ولا تسهم في تحريك الاقتصاد الكلي، وهذا ما يعزز انطباع التاجر حول محدودية تأثير الموسم.

بعد الاطلاع على وجهة نظر التحليل المالي نعود إلى التاجر الذي قال: "نحن نتفهم أن التحويلات الموسمية تساعد على رفع القدرة الشرائية مؤقتًا، لكن هذا لا يكفي لإحداث فرق طويل الأمد، لذلك يعتمد الكثير من التجار على تخطيط مسبق وتقدير المخاطر الموسمية، مع التركيز على العروض لجذب المستهلكين خلال هذه الفترة المحدودة". ويختم: أن الأعياد تمنح السوق زخة نشاط قصيرة، لكنها لا تغيّر الجوهر الاقتصادي، وبالتالي يبقى السوريون  يتطلعون للحفاظ على طقوس الاحتفال رغم الواقع الصعب. بالعموم سيستنتج أي متابع لحالة الأسواق الراهنة، أن اقتصاد العيد في سوريا يبقى آني ولا يحقق انتعاشًا حقيقيًا للمستهلك، الذي هو الحلقة الأضعف، رغم الأثر المباشر في إنعاش الأسواق مؤقتًا،  لكن الانتعاش الاقتصادي الحقيقي يظل  بعيدًا، ويحتاج  إلى إصلاحات هيكلية جذرية بعيدًا عن الاعتماد على الإنفاق الموسمي.

 

الضفة: إصابات واعتقالات بتصعيد لجيش الاحتلال والمستوطنين

المدن/25 كانون الأول/2025

أصيبت رضيعة فلسطينية، جراء هجوم شنه مستوطنون إسرائيليون على منازل مواطنين في بلدة سعير شمال شرقي الخليل، جنوبي الضفة الغربية المحتلة، في تصعيد جديد لاعتداءات المستوطنين بحق المدنيين الفلسطينيين. وقالت منظمة البيدر الحقوقية، في بيان، إن مجموعة من المستوطنين المسلحين هاجموا بالحجارة، منازل وممتلكات المواطنين في منطقة الربيعة ببلدة سعير. وأضافت أن الهجوم أسفر عن إصابة الطفلة الرضيعة ميار الشلالدة "8 أشهر" بجروح وُصفت بالمتوسطة، بعد إصابتها في الوجه والرأس، حيث جرى نقلها إلى أحد المستشفيات لتلقي العلاج. وأكدت المنظمة أن الاعتداء تسبب بـ"أضرار كبيرة في ممتلكات ومنازل المواطنين"، معتبرة أن ما جرى "يشكل تصعيداً خطيراً في هجمات المستوطنين ضد المدنيين الفلسطينيين"، ومحملة سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذه الانتهاكات المتكررة، وداعية الجهات الحقوقية والإنسانية إلى التدخل العاجل لحماية السكان ومحاسبة المعتدين. وفي وقت لاحق، أعلنت الشرطة الإسرائيلية توقيف 5 مشتبه بهم على خلفية "تورطهم المزعوم في حوادث عنف خطيرة في قرية سعير"، وقالت إن قوات الأمن تلقت بلاغات عن قيام مدنيين إسرائيليين برشق منزل فلسطيني بالحجارة، ما أدى إلى إصابة طفلة فلسطينية.

حرائق وتخريب في بيت لحم

بالتوازي، أحرق مستوطنون إسرائيليون، الخميس، حفاراً يعود لمواطنين فلسطينيين في منطقة "خلة حجي"  شرق بلدة بيت فجار جنوب بيت لحم، حيث اقتحم المستوطنون المنطقة، وأشعلوا النار في الحفار، ما ألحق أضراراً مادية كبيرة، قبل أن يخطوا شعارات باللغة العبرية وينسحبوا من المكان.

وتتعرض بلدة بيت فجار ومحيطها لاعتداءات متكررة من المستوطنين الإسرائيليين المتطرفين، في سياق تصعيد مستمر يستهدف الممتلكات ومصادر الرزق الفلسطينية. وفي وسط الضفة الغربية، أصيب فلسطيني بجروح جراء هجوم نفذه مستوطنون بحماية جيش الاحتلال على بلدة دير جرير شرقي رام الله. وأفاد شهود عيان بأن مستوطنين مسلحين هاجموا منازل الفلسطينيين عند المدخل الشرقي للبلدة، ما أدى إلى إصابة شاب بجروح طفيفة، مع إطلاق نار باتجاه الشبان. وأضافت مصادر محلية أن أحد المستوطنين دهس شاباً فلسطينياً أثناء صلاته، فيما نقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن مصدر أمني أن منفذ عملية الدهس جندي احتياط، وقد جرى سحب سلاحه لاحقاً. وأشارت الصحيفة إلى أن قوات الاحتلال اقتحمت المنطقة عقب الهجوم ووفرت الحماية للمستوطنين قبل انسحابها.

اقتحامات واعتقالات

في سياق متصل، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني عن إصابة مواطن فلسطيني برصاص قوات الاحتلال خلال اقتحامها بلدة الرام شمال القدس المحتلة. كما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" بأن قوات الاحتلال اعتقلت فجر الخميس 3  فتية من بلدة بيت حنينا شمال القدس، عقب اقتحام البلدة ومداهمة وتفتيش عدد من المنازل. واقتحمت قوات الاحتلال مدينة أريحا، ودهمت مخيم عين السلطان شمالي المدينة، واعتقلت المواطنة نائلة إبراهيم جميل السراديح "54 عاماً" من منزلها. وفي شمال رام الله، شرع مستوطنون في بلدة ترمسعيا بحراثة أراضٍ مزروعة بأشجار الزيتون، وأتلفوا مساحات واسعة دون السماح لأي أحد بالاقتراب، بعد أن كانوا قد خربوا في اليوم السابق 5 دونمات في منطقة "الطوال"، في تصعيد متعمد ضد الأراضي الفلسطينية تحت حماية قوات الاحتلال. أما في محافظة الخليل، فقد اعتقلت قوات الاحتلال 3  فلسطينيين من مسافر يطا، بعد أن نكل مستوطنون باثنين منهم، كما اقتحمت القوات منطقة واد الجوايا، وداهمت منازل وخيام المواطنين، وفتشتها وعبثت بمحتوياتها قبل اعتقال أحد الفلسطينيين.

أعمال هدم وتجريف وتوسيع استيطاني

ونفذت قوات الاحتلال أعمال هدم وتجريف في بلدة المغير قضاء رام الله، استهدفت منشآت زراعية ومخازن للأدوات الكهربائية وحديقة عامة. كما امتدت الاقتحامات إلى مناطق في بيت لحم وحوسان ودير بلوط، حيث دهمت القوات منازل الفلسطينيين واعتقلت عدداً منهم، بينهم شقيقان ونجلاهما من قرية اللبن الشرقية جنوب نابلس، و6  آخرون شرق بيت لحم، إضافة إلى اعتقال شاب من مدينة قلقيلية. واقتلع جيش الاحتلال العشرات من أشجار الزيتون شمال غرب بلدة دير بلوط غرب سلفيت، ملحقاً أضراراً كبيرة بالأراضي الزراعية ومصادر رزق الأهالي، ضمن سياسة ممنهجة للتوسع الاستيطاني.

الاستيطان في صلب المشهد

وبحسب معطيات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية، نفذ المستوطنون خلال تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي 621  اعتداءً ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم ومصادر أرزاقهم في الضفة الغربية. ويقيم نحو 750  ألف مستوطن في مئات المستوطنات بالضفة الغربية، بينهم 250 ألفاً في القدس الشرقية، ويرتكبون اعتداءات يومية بحق المواطنين الفلسطينيين بهدف تهجيرهم قسرياً.

اعتداء حيفا يثير استنكاراً عالمياً

بالتوازي مع تصاعد العنف في الضفة، أثار اعتداء الشرطة الإسرائيلية في مدينة حيفا على محتفلين بعيد الميلاد، بينهم شخص يرتدي زي "بابا نويل"، موجة استنكار واسعة على منصات التواصل الاجتماعي. ووثق مقطع فيديو متداول اعتداء الشرطة الإسرائيلية على المحتفلين في حي وادي النسناس، واعتبر مدونون أن ما جرى "يكشف الوجه الحقيقي لإسرائيل كدولة تقوم على التفوق العرقي"، مشيرين إلى استهداف الكنائس والمسيحيين ومنعهم من الاحتفال بأعيادهم. ومن داخل إسرائيل، شددت الصحفية "ميراف زونسزين" على أن الاعتداء "ليس عنف مستوطنين، بل عنف دولة ضد الفلسطينيين أينما كانوا"، فيما ربطت الصحفية "نوغا ترنوبولسكي" الحادثة بسجل وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، قائلة: "عيد ميلاد سعيد من حكومة عينت وزير شرطة مدان 13 مرة بجرائم كراهية ومرتبط بالإرهاب".

 

عراقجي يحذر من «مؤامرة جديدة» تستهدف الداخل الإيراني ...قال إن حرب الأيام الـ12 أحبطت رهان الاستسلام

الشرق الأوسط»/25 كانون الأول/2025

حذّر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي من «مؤامرة جديدة» قال إن خصوم إيران يعملون على تنفيذها عبر تعقيد الأوضاع الاقتصادية وإذكاء السخط الاجتماعي. وقال عراقجي خلال ملتقى «تبيين السياسة الخارجية للبلاد والأوضاع الإقليمية» في أصفهان إن «المؤامرة الجديدة» لا تقوم على المواجهة العسكرية المباشرة، بل على محاولة خلق بيئة ضاغطة اقتصادياً بهدف إضعاف الداخل، مضيفاً أن هذا الرهان «لن ينجح تماماً كما فشل رهان الاستسلام خلال الحرب الأخيرة». وشنّت إسرائيل في 13 يونيو (حزيران) هجوماً واسعاً على منشآت استراتيجية داخل إيران، أسفر عن مقتل عشرات من قادة «الحرس الثوري» ومسؤولين وعلماء مرتبطين بالبرنامج النووي. وانضمت الولايات المتحدة إلى الحرب عبر توجيه ضربات إلى مواقع نووية إيرانية. ووصف عراقجي الحرب التي استمرت 12 يوماً بأنها «قصة مقاومة بطولية»، وقال إن «صمود إيران أحبط مؤامرة العدو الرامية إلى إرغام البلاد على الاستسلام». وأضاف أن خصوم إيران «اعتقدوا أنهم قادرون خلال أيام قليلة على فرض استسلام غير مشروط، لكنهم وجدوا أنفسهم مضطرين إلى التراجع أمام صمود المجتمع والقوات المسلحة». وصرح بأن الحرب «وجهت رسالة من دون أي شروط مسبقة مفادها أن الشعب الإيراني لن يخضع للقهر أو الإملاءات».

وانتقد عراقجي المبالغة في تصوير آلية «سناب باك» التي أعادت القوى الغربية بموجبها العقوبات الأممية على إيران في نهاية سبتمبر (أيلول). وقال إن الروايات التي جرى تسويقها للجمهور حول هذه الآلية «كانت أسوأ بكثير من الواقع»، وهدفت إلى شل الاقتصاد الإيراني نفسياً عبر بث الخوف، في حين أن هذه الأدوات «لم تكن تمتلك في الواقع الفاعلية التي جرى الادعاء بها». ودعا عراقجي إلى مقاربة واقعية، قائلاً: «علينا أن نقر بوجود العقوبات، وأن نقر أيضاً بأنه يمكن العيش معها»، لافتاً إلى أنه يدرك تكلفة العقوبات وتأثيراتها، مشيراً إلى أنها تكشف أيضاً عن فرص لإصلاح الاختلالات الداخلية. وأضاف أن العقوبات تستخدم في كثير من الأحيان كأداة «حرب نفسية»، سواء عبر التهويل بآليات مثل «سناب باك» أو عبر تضخيم آثارها بما يتجاوز الواقع، بهدف شل الاقتصاد معنوياً قبل أن يكون مادياً. وأوضح عراقجي أن «لإيران الحق في التذمر من العقوبات فقط بعد استنفاد كامل طاقاتها الداخلية والإقليمية»، مشيراً إلى أن البلاد لم تستخدم بعد كل إمكانات الجوار ولا كل أدوات الدبلوماسية الخارجية. وقال إن تفعيل هذه الأدوات يمكن أن يخفف من الأعباء الاقتصادية حتى في ظل استمرار القيود.

«الدبلوماسية الاقتصادية»

وتوقف عراقجي عند مفهوم الدبلوماسية الاقتصادية، مؤكداً أن مهمة وزارة الخارجية تشمل تسهيل مسارات التصدير والاستيراد وفتح أسواق جديدة. وفي هذا السياق، أشار إلى السجاد الإيراني بصفته مثالاً على التداخل بين الاقتصاد والثقافة، موضحاً أن كل سجادة إيرانية في الخارج تمثل «سفيراً ثقافياً»، وأن تراجع صادرات هذا القطاع يشكل خسارة اقتصادية واجتماعية ينبغي معالجتها عبر إزالة العوائق أمام المنتجين والمصدرين. وقال إن الحكومة «مدينة للشعب»، وإن واجبها هو الخدمة لا المطالبة، عادّاً أن نجاح الدبلوماسية الاقتصادية سيكون أحد معايير تقييم أداء السياسة الخارجية في المرحلة المقبلة، إلى جانب الحفاظ على نهج الصمود في مواجهة الضغوط. وفيما يخص دور وزارة الخارجية، حدّد عراقجي مهمتين أساسيتين. الأولى مواصلة السعي إلى رفع العقوبات عبر المسارات الدبلوماسية، مع الحفاظ على المبادئ والمصالح الوطنية. وقال: تشكل تجربة الاتفاق النووي والمفاوضات اللاحقة رصيداً تفاوضياً لا يمكن تجاهله، لكنها لا تعني العودة الآلية إلى المسارات السابقة، بل البناء عليها، مؤكداً أن الوزارة «لن تدّخر جهداً» في استثمار أي فرصة لتخفيف الضغوط الدولية. وأضاف أن المهمة الثانية تتمثل في دعم الاقتصاد الوطني بشكل مباشر، ولا سيما القطاع الخاص. وشدّد على أن السياسة الخارجية لا ينبغي أن تبقى محصورة في التقارير المكتبية، بل أن تتحول إلى عمل ميداني يواكب مشكلات التجار والشركات الإيرانية في الخارج ويسعى إلى حلها. واستشهد بتجربة دعم شركة إيرانية خاصة في مناقصة إقليمية كبيرة انتهت بفوزها في منافسة مع شركات دولية.

ترقب لزيارة نتنياهو

ويأتي ذلك في وقت تصر فيه واشنطن على تنفيذ سياسة «الضغوط القصوى» على الاقتصاد الإيراني، فيما يزداد تركيز إسرائيل على الصواريخ الباليستية بوصفها التهديد الأكثر إلحاحاً، وسط تقديرات إسرائيلية بأن إيران خرجت من حرب يونيو بترسانة أقل مما كانت عليه قبلها، لكنها بدأت خطوات لإعادة البناء. وقال عراقجي الأسبوع الماضي إن إيران «لا تستبعد» احتمال تعرضها لهجوم جديد، لكنها «مستعدة بالكامل وأكثر من السابق»، مشيراً إلى أن الاستعداد يهدف إلى منع الحرب لا السعي إليها. وأضاف أن استهداف إيران خلال مسار اتصالات دبلوماسية كان «تجربة مريرة»، وأن بلاده أوقفت اتصالات كانت قائمة منذ أشهر، مع تأكيدها أنها مستعدة لاتفاق «عادل ومتوازن». وتترقب الساحة الإقليمية زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن الاثنين المقبل، وسط تقارير إسرائيلية تفيد بأنه يعتزم طرح ملف الصواريخ الإيرانية على الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

وتعود مؤشرات التصعيد إلى حرب يونيو التي اندلعت في 13 من الشهر نفسه بهجوم إسرائيلي على منشآت وأهداف داخل إيران، وأشعلت مواجهة استمرت 12 يوماً، قبل أن تنضم الولايات المتحدة لاحقاً بضرب ثلاثة مواقع نووية إيرانية. وفي طهران، سعى مسؤولون إيرانيون في الأيام الأخيرة إلى تثبيت رواية مفادها أن قدرات البلاد لم تُستنزف خلال الحرب، وأن ما تبقى من أدوات الردع لم يستخدم بعد. وفي هذا الإطار، قال المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية أبو الفضل شكارجي الأربعاء، إن القدرات البحرية والبرية والصاروخية لإيران «جاهزة لكل سيناريو»، محذراً من رد «قاطع» إذا فُرضت مواجهة، ومضيفاً أن أي تحرك هجومي إيراني سيكون «لمعاقبة المعتدي». وتزامن ذلك مع تضارب في الرواية الإيرانية حول أنشطة صاروخية داخل البلاد. وفي إسرائيل، قال نتنياهو إن بلاده «على علم» بأن إيران أجرت «تدريبات» في الآونة الأخيرة، وإنها تراقب الوضع وتتخذ الاستعدادات، محذراً من رد قاس على أي عمل ضد إسرائيل، من دون تقديم تفاصيل إضافية، في سياق تحذيرات من سوء تقدير متبادل قد يدفع نحو مواجهة غير مقصودة.

 

روسيا تتوسط سرّاً بين إسرائيل وسوريا للتوصّل إلى اتفاق أمني

لقاءات في باكو بين مسؤولين رفيعي المستوى برضا أميركي

تل أبيب: نظير مجلي//الشرق الأوسط»/25 كانون الأول/2025

كشفت مصادر سياسية في تل أبيب أنّ روسيا تتوسط سرّاً بين إسرائيل وسوريا للتوصّل إلى اتفاق أمني بين الجانبين، وذلك بمعرفة ورضا الإدارة الأميركية. وقالت هيئة البثّ الإسرائيلية الرسمية «كان 11» إنّ أذربيجان تستضيف وتقود حالياً الاجتماعات والمحادثات، التي يقوم بها مسؤولون رفيعو المستوى من الطرفين إلى العاصمة باكو. ولفت مصدر أمني مطّلع إلى أنّ هناك فجوة قائمة في الاتصالات بين إسرائيل وسوريا، على الرغم من الوساطة الروسية، ولكن تمّ إحراز بعض التقدّم خلال الأسابيع الأخيرة. وذكرت «كان 11» عن المصادر أنّ موسكو ودمشق تعملان على تعزيز العلاقات بينهما، إذ نقلت روسيا، الشهر الماضي، جنوداً ومعدّات إلى منطقة اللاذقية عند الساحل. وأضافت المصادر أنّ إسرائيل تفضّل السماح بوجود روسي يكون على حساب محاولة تركيا لترسيخ وجودها التمركز في الجنوب السوري أيضاً. وأمس (الأربعاء)، زار وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني موسكو، والتقى نظيره الروسي سيرغي لافروف، مشيراً إلى أنّ الهدف هو نقل العلاقات بين البلدين إلى مستوى استراتيجي. وكان التطور الأبرز في العلاقات حين استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع، في 15 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إذ شدّد الطرفان على أهمية تعزيز العلاقات الاستراتيجية والسياسية بين بلديهما والتعاون في مجالات الطاقة والغذاء. يذكر أن إسرائيل تقيم علاقات ودية مع روسيا، تحاول فيها تل أبيب التفاهم على تقاسم مصالحهما في سوريا. وفي الشهور الماضية، منذ مايو (أيار) الماضي، أجرى بوتين ونتنياهو 4 مكالمات هاتفية طويلة تباحثا خلالهما في عدة مواضيع، بينها الموضوع السوري. وأكّدت إدارة الإعلام بوزارة الخارجية والمغتربين السورية، في أعقاب المكالمة في مايو، أن الرئيس الروسي شدد في لقاءاته مع المسؤولين السوريين دائماً على رفض بلاده القاطع لأي تدخلات إسرائيلية أو محاولات لتقسيم سوريا، وأكّد التزام موسكو بدعمها في إعادة الإعمار واستعادة الاستقرار. وفي تل أبيب يتحدثون عن «عدة مصالح مشتركة مع موسكو في سوريا لمواجهة النفوذ التركي». وبحسب صحيفة «معاريف»، فإن الروس يقيمون علاقات جيدة مع تركيا ومع إسرائيل، ويسعون لمنع تدهور العلاقات بينهما. وفي الوقت ذاته، تريد الحفاظ على مواقعها في سوريا بموافقة الطرفين، وتفعل ذلك بالتنسيق مع جميع الأطراف، بما فيها سوريا. ومع أن الولايات المتحدة هي التي تتولى موضوع التفاهمات الأمنية بين إسرائيل وسوريا، فإنها لا تمانع في مساهمات إيجابية تأتي من بقية الأصدقاء، بما في ذلك روسيا. الدبلوماسي السابق، ميخائيل هراري، الباحث والمحاضر الجامعي في موضوع سوريا والشرق الأوسط، يرى أنه في الوقت الذي يدير فيه أحمد الشرع سوريا بطريقة حكيمة، جعلتها تحظى بهذا الاحتضان الإقليمي والدولي، ينبغي لإسرائيل أن تحرص على ألا تظهر كمن يريد استمرار الفوضى في سوريا. ولكي تدير إسرائيل مصالحها بشكل جيد، يجب أن تسارع إلى إبرام اتفاق أمني مع دمشق. وأضاف، في مقال لصحيفة «معاريف»، إن إسرائيل تحتاج إلى ترجمة إنجازاتها العسكرية في الحرب الأخيرة إلى مكسب سياسي، وهذا لا يكون بمواصلة السياسة الحالية التي تظهر فيها إسرائيل سلبية.

 

أميركا تشن ضربة قوية ضد «داعش» في شمال غرب نيجيريا

الشرق الأوسط»/25 كانون الأول/2025

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب يوم الخميس أن الولايات المتحدة شنت غارات جوية ضد مقاتلي ‌تنظيم داعش ‌في شمال غرب ‌نيجيريا، وقال إن التنظيم يستهدف المسيحيين في المنطقة. وذكر ترمب في منشور على منصة تروث ‌سوشيال «الليلة، وبتوجيه مني ‍بوصفي ‍القائد الأعلى ‍للقوات المسلحة، شنت الولايات المتحدة ضربة قوية وقاتلة ضد حثالة إرهابيي تنظيم داعش في شمال غرب نيجيريا الذين يستهدفون ويقتلون بوحشية، في المقام الأول، المسيحيين الأبرياء، بمستويات لم نشهدها منذ سنوات عديدة، ‌بل قرون!». وقالت القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا على «إكس» إن الضربة نُفذت بناء على طلب السلطات النيجيرية وأسفرت عن مقتل عدد من عناصر تنظيم داعش. وقالت ‌وزارة الخارجية ‌النيجيرية ⁠​إن ‌الولايات المتحدة شنت ضربات جوية دقيقة وأصابت «أهدافا ‍إرهابية» ‍في ‍شمال غرب البلاد، وأضافت أنها تظل منخرطة مع واشنطن في «تعاون أمني منظم». تأتي هذه الضربة بعد أن بدأ ترمب في أواخر أكتوبر (تشرين الأول) إطلاق تحذيرات من أن المسيحية تواجه "«تهديدا وجوديا» في نيجيريا، وهدد بالتدخل ‍عسكريا في الدولة الواقعة ‍في غرب أفريقيا بسبب ما وصفه بإخفاقها في ‍وقف العنف الذي يستهدف المناطق المسيحية. وذكرت وكالة رويترز يوم الاثنين أن الولايات المتحدة تجري طلعات جوية لجمع المعلومات الاستخباراتية فوق مناطق واسعة من نيجيريا منذ أواخر نوفمبر تشرين الثاني. وتقول الحكومة النيجيرية إن الجماعات المسلحة تستهدف كلا من المسلمين والمسيحيين على حد سواء وإن مزاعم الولايات المتحدة بأن المسيحيين يتعرضون للاضطهاد لا تعكس وضعا أمنيا معقدا وتتجاهل في الوقت نفسه الجهود المبذولة لحماية الحرية الدينية. ومع ذلك، وافقت نيجيريا على التعاون مع الولايات المتحدة لدعم قواتها ضد الجماعات المسلحة. وينقسم سكان البلاد بين مسلمين يعيشون بشكل رئيسي في الشمال، ومسيحيين في الجنوب. وأصدر ترمب بيانه يوم عيد الميلاد أثناء وجوده في منتجع مار الاجو في بالم بيتش بفلوريدا حيث يقضي العطلة. ولم يشارك في أي ‌فعاليات عامة خلال النهار، وكان آخر ظهور له أمام الصحفيين الذين كانوا يرافقونه ليلة الأربعاء.

 

زيلينسكي يبحث هاتفياً مع ويتكوف وكوشنر «تفاصيل» خطة السلام مع روسيا

الشرق الأوسط»/25 كانون الأول/2025

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الخميس، أنه تحدّث هاتفياً مع المبعوثين الأميركيين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، بعدما كشف، في اليوم السابق، عن تفاصيل الخطة الأميركية الجديدة لإنهاء الحرب مع روسيا. وقال زيلينسكي عبر «فيسبوك»: «لقد ناقشنا بعض التفاصيل المهمة للعمل الجاري. هناك أفكار جيدة يمكن أن تسهم في التوصل إلى نتيجة مشتركة وسلام دائم». وأكد أنّه أجرى «محادثة جيدة جداً» مع المبعوثين الأميركيين اللذين شكرهما على «نهجهما البنّاء وعملهما المكثّف وكلماتهما الطيبة». وقال: «آمل أن تكون التفاهمات التي تمّ التوصل إليها اليوم لمناسبة عيد الميلاد والأفكار التي ناقشناها مفيدة».وكان الرئيس الأوكراني كشف الأربعاء عن النسخة الجديدة من الخطة الأميركية الرامية لإنهاء الحرب في أوكرانيا، التي تمّ التفاوض بشأنها لأسابيع بين واشنطن وكييف. وتنص الخطة على وقف القتال على خطوط الجبهة الحالية من دون تسوية نهائية لمصير الأراضي التي تحتلها روسيا وتشكّل 19 في المائة من أوكرانيا. وبخلاف النسخة السابقة من الخطة التي أعدّها الأميركيون، تحذف هذه النسخة مطلبين أساسيين لموسكو، وهما: انسحاب القوات الأوكرانية من المناطق التي لا تزال تحت سيطرتها في إقليم دونباس، والتزام قانوني من قبل كييف بعدم الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو). ولهذا السبب، يبدو من غير المرجّح أن توافق موسكو على النسخة الجديدة من الخطة. ورداً على سؤال بهذا الشأن الأربعاء، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إنّ روسيا «تقوم بصياغة موقفها»، رافضاً الإدلاء بأي تفاصيل بشأن مضمون الطرح.

 

تقدم تفاوضي حذر بين موسكو وواشنطن.. وكييف تعرض تسوية دونباس

المدن/25 كانون الأول/2025

في ظل مسار تفاوضي يوصف بالحذر والمتدرج، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن المفاوضات الجارية بين موسكو وواشنطن بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا تشهد "تقدماً بطيئاً لكنه ثابتاً"، في إشارة إلى مسار سياسي تحاول روسيا تثبيته رغم ما وصفته بمحاولات أوروبية لإفشاله. وقالت زاخاروفا، في تصريحات صحافية، إن "التقدم المحرز يتم تحديداً في إطار التفاوض مع الولايات المتحدة"، معتبرة أن دولاً أوروبية غربية تسعى إلى "نسف هذا التقدم"، وداعية واشنطن إلى كبح هذه التحركات إذا كانت جادة في الوصول إلى تسوية سياسية.

رأي عام روسي يتهيأ لنهاية الحرب

وتزامنت تصريحات الخارجية الروسية مع نتائج استطلاع رأي نشره مركز استطلاعات الرأي الحكومي الروسي "VTsIOM"، أظهر أن 55%  من الروس يتوقعون انتهاء الحرب في أوكرانيا خلال عام 2026، في مؤشر فسره مراقبون على أنه تمهيد تدريجي للرأي العام الروسي تجاه احتمال إبرام تسوية.

ونقل نائب رئيس المركز، ميخائيل مامونوف، أن 70% من المشاركين في الاستطلاع، الذي شمل ألف و600 شخص، يرون أن عام 2026 سيكون "أكثر نجاحاً لروسيا" مقارنة بالعام الحالي، مشيراً إلى أن هذا التفاؤل يرتبط أساساً بإمكانية "إنهاء العملية العسكرية الخاصة وتحقيق الأهداف المعلنة بما يتوافق مع المصالح الوطنية". وفي السياق ذاته، أفاد مركز "ليفادا" المستقل، المصنف "عميلاً أجنبياً" في روسيا، بأن 66%  من الروس يؤيدون فتح مفاوضات سلام، وهي النسبة الأعلى منذ اندلاع الحرب.

الكرملين يدرس الخطة الأميركية

في موازاة ذلك، أعلن المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف أن موسكو "تحلل خطة السلام الأميركية" التي نُقلت إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عبر كيريل دميترييف، الممثل الخاص للتعاون الاقتصادي الدولي. وأوضح بيسكوف أن روسيا ستواصل التواصل مع الجانب الأميركي "بناءً على القرار الذي سيتخذه الرئيس"، مشيراً أيضاً إلى أن بوتين بعث رسالة تهنئة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمناسبة عيد الميلاد، في خطوة رمزية تعكس استمرار قنوات الاتصال السياسية. وكان البيت الأبيض قد أعلن سابقاً عن مسودة محدثة لخطة سلام أميركية عقب مشاورات مع كييف من دون الكشف عن تفاصيلها، فيما تحدثت وكالة "أسوشييتد برس" عن خطة من 28 بنداً أعدتها الإدارة الأميركية لإنهاء الحرب.

شروط موسكو ورد كييف

ويكرر بوتين في الأسابيع الأخيرة أن أي سلام مشروط بتنازل أوكرانيا عن الأجزاء المتبقية من إقليم دونباس التي لا تزال تسيطر عليها، إضافة إلى تخلي كييف رسميًا عن الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو". في المقابل، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن المفاوضات مع الولايات المتحدة ودول أوروبية "باتت قريبة جداً من نتيجة حقيقية"، داعياً إلى لقاء مباشر مع ترامب لحسم القضايا الأكثر حساسية، وفي مقدمتها مسألة السيطرة على الأراضي. وكشف زيلينسكي عن استعداد كييف لبحث تسوية غير مسبوقة تقوم على إنشاء منطقة منزوعة السلاح ومنطقة اقتصادية حرّة في القلب الصناعي لشرق أوكرانيا، إذا وافقت موسكو على سحب قواتها بالمثل وخضع الترتيب لإشراف دولي. وأوضح أن المقترح طُرح ضمن خطة من 20 بندا ًجرى بلورتها خلال مفاوضات مكثفة مع الولايات المتحدة في ولاية فلوريدا، مؤكدًا أن السيطرة على دونباس تمثل "النقطة الأصعب" في أي اتفاق سلام محتمل. وبحسب زيلينسكي، تقوم الفكرة الأميركية على إنشاء "منطقة اقتصادية حرّة" منزوعة السلاح تشمل مناطق صناعية في دونيتسك ولوغانسك، مع انسحاب متوازٍ للقوات الروسية والأوكرانية، وانتشار قوات دولية في نقاط محددة لمراقبة تنفيذ الاتفاق. وأشار إلى أن تفاصيل الانسحاب وخطوط التماس وتموضع القوات الدولية "تحتاج إلى نقاشات صعبة وعلى مستوى القادة"، مؤكداً أن أي اتفاق نهائي سيُعرض على استفتاء شعبي في أوكرانيا. في المقابل، لم تُبدِ موسكو أي استعداد علني للموافقة على هذا الطرح، مكتفية بالقول إنها ستحدد موقفها بعد تلقي تقييم دميترييف لاجتماعاته مع الموفدين الأمريكيين.

محطة زابوريجيا… عقدة إضافية

وتوسع الطرح الأوكراني ليشمل محطة زابوريجيا النووية، الأكبر في أوروبا والخاضعة حاليًا للسيطرة الروسية، حيث اقترح زيلينسكي أن تتحول مدينة إنرهودار المحيطة بها إلى منطقة اقتصادية حرّة منزوعة السلاح. وبينما اقترحت واشنطن نموذج كونسورتيوم ثلاثي أوكرانيا–الولايات المتحدة–روسيا بحصص متساوية لإدارة المحطة، وصف زيلينسكي الفكرة بأنها "غير واقعية بالكامل"، مقترحاً بدلاً من ذلك مشروعاً مشتركاً أوكرانياً–أمريكياً يمنح واشنطن حرية توزيع حصتها، بما في ذلك منح جزء منها لروسيا إن رغبت. وأكد أن إعادة تشغيل المحطة تتطلب استثمارات بمليارات الدولارات تشمل إصلاح السدّ المجاور والبنية التحتية للطاقة.

ضمانات أمنية وانتخابات مؤجلة

وأشار زيلينسكي إلى أن المسودة التفاوضية تتضمن ضمانات أمنية قوية لأوكرانيا، على غرار المادة الخامسة من ميثاق "الناتو"، تلزم الشركاء بالتحرك في حال تجدد أي هجوم روسي، على أن تُفصل هذه الضمانات في وثيقة منفصلة مع الولايات المتحدة تُوقع بالتزامن مع اتفاق إنهاء الحرب.

كما تنص الخطة على الإبقاء على قوام الجيش الأوكراني عند 800  ألف جندي في زمن السلم، وتحديد موعد واضح لانضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، وتسريع اتفاق تجارة حرّة مع الولايات المتحدة، وإطلاق حزمة إعادة إعمار تستهدف جذب 800 مليار دولار، وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية بعد توقيع الاتفاق، بعد تأجيلها منذ 2024 بسبب الحرب.

تصعيد ميداني متواصل

وعلى الرغم من الحديث عن تقدم تفاوضي، تواصلت التطورات الميدانية، إذ أعلنت السلطات الروسية اندلاع حريق في خزاني نفط بميناء تيمريوك في إقليم كراسنودار إثر هجوم بطائرة مسيّرة، مؤكدة أن النيران امتدت إلى مساحة 4  آلاف متر مربع دون تسجيل إصابات.

كما أعلنت بولندا أن مقاتلاتها اعترضت طائرة استطلاع روسية فوق بحر البلطيق قرب مجالها الجوي، في حادثة تعكس استمرار التوتر العسكري على أطراف النزاع، وسط تعزيز أوروبي متزايد لأنظمة المراقبة والدفاع الجوي. وتعكس هذه التطورات تداخل مسارين متوازيين:  مسار سياسي بطيء تحاول موسكو وواشنطن تثبيته، ومسار عسكري وأمني لا يزال مفتوحاً على احتمالات التصعيد. وفي هذا السياق، تكشف مبادرة زيلينسكي عن أعلى سقف تنازلي تطرحه كييف منذ اندلاع الحرب، في محاولة للاقتراب من الموقف الأمريكي وتفكيك العقدة الإقليمية–الاقتصادية في دونباس.

 

عبدي: توصلنا إلى تفاهم مع دمشق لدمج القوى العسكرية

المدن/25 كانون الأول/2025

أكد قائد "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) مظلوم عبدي، اليوم الخميس، التوصل إلى تفاهم مشترك مع الحكومة السورية، بشأن دمج القوى العسكرية بما يتماشى مع ما وصفه بالمصلحة العامة، مضيفاً أن عدداً من القضايا السياسية والدستورية ما زال يحتاج إلى وقت وحوارات أعمق.

عبدي: الحل باللامركزية

وقال عبدي خلال مشاركته في اجتماع الهيئة الاستشارية لدعم لجنة التفاوض في شمال وشرقي سوريا، إن الاجتماع ناقش آخر المستجدات السياسية على الساحة السورية، واتفاقية 10 آذار، لافتاً إلى وجود تقارب في الآراء حول ملفات أساسية. وأضاف أن هناك تقدماً في تشكيل رؤية مشتركة تتعلق بالمعابر والحدود، وأن الثروات الباطنية هي ملك لجميع السوريين، وليست حكراً على جهة بعينها، بحسب ما نقلت قناة "روجا". واعتبر أن شكل النظام السياسي في سوريا، وآليات التشاركية بين المكونات، يُعدّان من الركائز الأساسية لأي حل، وأن ذلك يتطلب حوارات أعمق للوصول إلى دستور يعكس تطلعات السوريين كافة. وأكد عبدي أن الحل في سوريا يجب أن يكون "لامركزياً"، مع تمكين أبناء المناطق من إدارة شؤونهم ضمن إطار دستوري، كما أعرب عن أمله في التوصل إلى اتفاقات شاملة حول القضايا العالقة، خلال الفترة المقبلة. وأوضح بعض الملفات الدستورية لا تزال قيد النقاش، وأن الوصول إلى حل يشمل كامل الجغرافيا السورية يتطلب وقتاً وتوافقاً وطنياً أوسع.

مصدر حكومي ينفي التوصل لاتفاق

في المقابل، نقلت صحيفة "الوطن" السورية عن مصدر حكومي "مطلع"، نفيه التوصل إلى اتفاق وشيك بين الحكومة السورية و"قسد"، موضحاً أن الحكومة تلقت ردّاً على مقترح بنّاء كانت وزارة الدفاع قد قدّمته إلى "قسد" أخيراً. وفيما أوضح المصدر أن هذا الرد قيد الدراسة، أكد أن الاتصالات مع "قسد" متوقفة حالياً، مع احتمال عقد لقاءات مرتقبة قريباً. كما شدّد على عدم صحة الأرقام والمعلومات التي تُنشر حول عملية الدمج، موضحاً أنها أقرب إلى التمنيات والرغبات منها إلى الوقائع الصحيحة المرتبطة بمسار التفاوض. ودعا جميع وسائل الإعلام للامتناع عن نشر معلومات خاطئة أو مضللة والالتزام بأساسيات العمل الصحافي المهني، كما حثّ الجمهور على استقاء المعلومات من مصادرها الرسمية والصحيحة، مشيراً إلى أن الحكومة تعتمد النهج الشفاف في اطلاع الرأي العام على آخر المستجدات عبر التصريحات الرسمية.

خيارات ضيقة

من جهته، قال المستشار الإعلامي للرئيس السوري أحمد الشرع، أحمد موفق زيدان، إن الخيارات مع "قسد" باتت ضيقة، كما حمّلها مسؤولية عدم الالتزام بالاتفاق الموقّع برعاية دولية، والذي ينص على دمج قواتها في الجيش، وخضوع مناطق شرق الفرات للحكومة السورية قبل نهاية العام الحالي. وفي تغريدة على منصة "إكس"، قال زيدان إن على "قسد" أن تتحمل مسؤولية "عدم إيفائها بما وقعت عليه، بحضور دول بوزن تركيا وأميركا في العاشر من مارس/آذار الماضي، بينما الكل يرى الالتفاف الداخلي حول العهد الجديد متجلياً باحتفاليات الذكرى السنوية الأولى للنصر، ومعه الاحتضان الدولي لسوريا الجديدة".

يأتي ذلك قبل أيام قليلة من انقضاء المهلة المحددة لتنفيذ اتفاق 10 آذار بين "قسد" والحكومة السورية، والذي وقّعه الرئيس السوري أحمد الشرع وعبدي.

 

بين أنقرة وموسكو.. دمشق تعيد رسم وترتيب المشهد السوري

المدن/25 كانون الأول/2025

تعيش سوريا في الأسابيع الأخيرة حراكاً دبلوماسياً وأمنياً لافتاً، عكسه تزامن زيارتين عاليتي المستوى: الأولى لوفد تركي أمني عسكري سياسي إلى دمشق، والثانية لوفد سوري رسمي إلى موسكو. حراكٌ يأتي في لحظة انتقالية حسّاسة، بعد التحولات الجذرية التي أعقبت سقوط نظام بشار الأسد في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024، وما فرضته من إعادة صياغة للأولويات والتحالفات، داخلياً وإقليمياً ودولياً. وأوضحت وزارة الخارجية التركية أن الزيارة تهدف إلى متابعة تنفيذ اتفاق 10 آذار/مارس 2025، المرتبط مباشرة بأولويات الأمن القومي التركي. وخلال مؤتمر صحفي مشترك في دمشق مع نظيره السوري أسعد الشيباني، أكد وزير الخارجية التركية هاكان فيدان، أن أنقرة تولي أهمية كبيرة لاستقرار سوريا، وأنهم مستعدون لتقديم جميع أشكال الدعم لتحقيق ذلك، محذراً في الوقت نفسه من استمرار الوضع القائم في شمال شرقي البلاد، ولا سيما ملف قوات سوريا الديمقراطية (قسد). وفي لهجة حملت تحذيراً واضحاً، قال فيدان في مقابلة تلفزيونية لاحقة: "نأمل أن تمضي الأمور عبر الحوار والمفاوضات وبشكل سلمي، لا نريد أن نرى أي حاجة للجوء إلى الوسائل العسكرية مجدداً، لكن على قسد أن تدرك أن صبر الأطراف المعنية بدأ ينفد". وأشار فيدان إلى أن قوات سوريا الديمقراطية تنفذ بعض أنشطتها بالتعاون مع إسرائيل، معتبراً أن ذلك يهدد وحدة الأراضي السورية ويعقّد مسار الاستقرار. بالتوازي مع الحراك التركي، توجّه وفد سوري رسمي برئاسة وزير الخارجية أسعد الشيباني ووزير الدفاع مرهف أبو قصرة إلى العاصمة الروسية موسكو، في زيارة وُصفت بالحساسة، ضمّت أيضاً مسؤولين في الاستخبارات العامة. وتندرج الزيارة في سياق محاولة إعادة ضبط العلاقات مع موسكو، الحليف التقليدي للنظام السابق، بعد أقل من عام على التحولات التي شهدتها البلاد. ورغم الفتور الذي شاب العلاقة إثر منح روسيا لجوءاً إنسانياً لبشار الأسد، إلا أن دمشق الجديدة تعتمد مقاربة أكثر براغماتية، تقوم على المصالح المتبادلة لا الارتباطات السابقة. بالنسبة لموسكو، تمثل إعادة التواصل مع دمشق الجديدة فرصة للحفاظ على موطئ قدم في سوريا، في ظل تصاعد أدوار إقليمية ودولية أخرى. أما دمشق، فتسعى إلى إدارة العلاقة بواقعية، توازن بين إعادة الإعمار وترتيب الملفات الأمنية، والانفتاح على شركاء متعددين. وفي هذا السياق، قال الباحث عبد الحميد توفيق، رئيس مركز النهضة للأبحاث والدراسات، في حديثه لـ "المدن": "الحركة الدبلوماسية المكثفة التي تشهدها سوريا اليوم، سواء من الجانب التركي أو الروسي، يمكن وضعها ضمن إطار واحد عنوانه أن سوريا باتت بؤرة توتر من جهة، وبؤرة استقطاب من جهة أخرى، على المستويين الإقليمي والدولي". وأضاف توفيق لـ"المدن"، أن "التشابك في العلاقة الروسية–التركية على الأرض السورية ليس جديداً، فمنذ التدخل الروسي عام 2015، شهدنا تصعيداً تلاه دائماً نوع من التوافقات النسبية التي فرضتها المصالح". وأوضح أن "الزيارة السورية إلى موسكو ترسل إشارة واضحة بأن دمشق تدرك أن المصالح الروسية في سوريا لا يمكن تجاهلها، سواءً تعلق الأمر بالقواعد العسكرية، أو بالعلاقة مع القوى الكردية، وفي مقدمتها قسد". من جهته، يرى المحلل السياسي الروسي ديمتري بريدجة، في حديثه لـ "المدن"، أن "دمشق تدير حزمة ترتيبات إقليمية متصلة، عنوانها ضبط الشمال، وتثبيت قواعد العلاقة مع موسكو، ومنع انزلاق سوريا إلى تعدد ساحات اشتباك في وقت واحد". وأضاف أن "هناك مسارين متوازيين: مسار دمشق أنقرة، وهو أمني ميداني سريع الإيقاع، هدفه منع تصعيد محتمل مع قسد؛ ومسار دمشق موسكو، وهو استراتيجي أعمق، يهدف إلى إعادة تعريف العلاقة بعد سقوط النظام السابق، بما يشمل القواعد والاقتصاد والملفات الأمنية". وأشار بريدجة إلى أن "ملف قسد هو المفتاح، لكنه ليس الوحيد، إذ لا يمكن حل ملفات الجنوب أو الساحل دون مقاربة شاملة لهذا الملف"، لافتاً إلى أن إدخال إسرائيل في خطاب أنقرة يرفع كلفة استمرار أي كيان مستقل شمال شرق سوريا، ويقلل التعاطف الدولي معه. وبينما تبقى نتائج الزيارتين رهن المباحثات، تتعدد السيناريوهات المحتملة، بين صفقة مرحلية تضمن دمجاً تدريجياً لـ"قسد" مع دور روسي ضامن، أو تصعيد محدود للضغط السياسي، أو حتى تدويل أوسع لملف الشمال في حال تعثرت التفاهمات. ووسط كل ذلك، تبدو سوريا اليوم ساحة مركزية لتقاطع المصالح التركية والروسية، فيما تحاول دمشق الجديدة إدارة هذا التشابك بحذر، منعاً لانفجار داخلي أو إقليمي. وبينما قد تكون سوريا جسر توازن بين القوى المتنافسة، يحذر مراقبون من أنها قد تتحول، إذا أسيء إدارة هذه التوازنات، إلى منعطف خطير في العلاقة بين أنقرة وموسكو، وفي مستقبل الاستقرار الإقليمي بأسره، وفق وجهة نظرهم.

 

بين القدس المحتلة ودمشق.. محاور جديدة تتشكل شرق المتوسط

إسطنبول - محمد جان/المدن/26 كانون الأول/2025

في الوقت الذي احتضنت فيه دمشق الاثنين الماضي، وفداً تركياً رفيع المستوى ضم وزيرا الخارجية هاكان فيدان، والدفاع يشار غولر، ورئيس جهاز الاستخبارات إبراهيم قالن. شهدت القدس المحتلة قمة أخرى جمعت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع نظيره اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس ورئيس قبرص نيكوس خريستودوليديس. هذا التزامن في الزيارات وما تخللها من رسائل مباشرة ومبطنة من كلا الجانبين يشي بظهور بوادر صراع محاور جديد أكبر في شرق المتوسط، تتحجم أمامه مسائل عالقة كملف قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وتطبيقها لاتفاق 10 آذار وما يسمى بالحرس الوطني التابع للشيخ حكمت الهجري بالسويداء في سوريا.  يسعى محور أنقرة- دمشق إلى تثبيت سيادة الدولة المركزية والتخلص من كافة التصنيفات العسكرية خارج إطار الدولة، فيما يتذرع محور تل أبيب- أثينا في المقابل، بالخشية من تصاعد النفوذ التركي في سوريا وفي ليبيا وفي غزة في ظل إصرار أنقرة على الانخراط في قوة الاستقرار الدولية المزمع تشكيلها للعمل في قطاع غزة. وفي ظل هذا التضارب بالمصالح بين المحورين الجديدين في شرق المتوسط، تبقى ملفات مثل "قسد" والسويداء تفاصيل صغيرة محكومة بالتلاشي عندما تتوافق المصالح عاجلاً أم آجلاً على الطاقة وممراتها وطرق التجارة. ومع اقتراب موعد انتهاء المهلة الممنوحة لتنفيذ اتفاق 10 آذار نهاية العام الحالي وبدء تلاشي مفعول "قانون قيصر" الذي كبل الاقتصاد السوري لسنوات، يبدو أن المحور التركي- السوري قد قرر الانتقال من مرحلة "الدبلوماسية" إلى "التنسيق الميداني"، والتي تجلت باجتماع أقطاب الخارجية والدفاع والاستخبارات في دمشق. في المؤتمر الصحافي مع نظيره السوري، بدا وزير الخارجية التركية أكثر حسماً تجاه "قسد"، متهماً إياها بعدم إبداء جدية في محادثات الاندماج مع دمشق، وبالتنسيق مع إسرائيل. ومن أنقرة جاءت تصريحات المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم عمر تشليك، الاثنين أكثر وضوحاً، حين وضع الخيار العسكري على الطاولة في حال عدم التزام "قسد" ببنود اتفاق 10 آذار، قائلاً: "لا نريد أن تصل الأمور إلى هذه المرحلة، لكن عندما تدعو الحاجة فسيتم التنفيذ من دون تردد".

وفي إشارة واضحة إلى إسرائيل، قال تشليك: "من يشجع قسد على عدم تسليم السلاح أو لتصبح جيشاً داخل جيش ودولة داخل دولة، يرتكب أكبر إساءة بحق سوريا". ويعزز وصف وزير الخارجية التركية للزيارة بـ"المثمرة"، وتأكيده على "التعاون الاستراتيجي" مع دمشق، يعزز فرضية انتقال البلدين لمرحلة جديدة من العمل التنسيق الميداني المشترك. ولم يخلُ خطاب نتنياهو في المؤتمر الصحافي المشترك في القدس المحتلة من نبرة "التحدي التاريخي"، حيث وجه رسائل مبطنة إلى تركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان بقوله: "من يحلمون بإعادة بناء الإمبراطوريات"، في إشارة واضحة إلى التحركات التركية في الجغرافيا السورية. وجاء هذا التصعيد اللفظي بعد تقارير إعلامية تركية ويونانية عن لقاءات عسكرية رفيعة المستوى جرت في قبرص بين إسرائيل واليونان وبحثت إنشاء "قوة عسكرية مشتركة" برية وجوية وبحرية في شرق المتوسط. تريد إسرائيل من وراء إنشاء محور جديد مع اليونان وقبرص في شرق المتوسط، محاصرة أنقرة، بعد تصاعد دورها الإقليمي لا سيما في سوريا، وإصرارها على الانخراط في قوة الاستقرار الدولية المزمع تشكيلها داخل قطاع غزة. في لوحة إقليمية أوسع، تتقاطع فيها المسارات الدبلوماسية والأمنية في دمشق وتل أبيب، لتشكل ملامح مواجهة متجددة على النفوذ والطاقة والممرات التجارية في شرق المتوسط، يحضر المثل الهندي: "عندما تتصارع الفيلة يموت العشب" وفي سوريا الشعب.

 

بعد معارك حلب.. العشائر تعلن جاهزيتها للقتال مع الحكومة

حلب - خالد الخطيب/المدن/25 كانون الأول/2025

ترافق التصعيد العسكري الأخير في أحياء الشيخ مقصود والأشرفية بمدينة حلب، بين الجيش السوري وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، مع حراك عشائري داعم للحكومة السورية الجديدة. وهذه المرة الأولى التي تدخل فيها العشائر المنتشرة بكثافة في الأحياء الشرقية بحلب، على خط المواجهة بشكل علني، حيث أعلنت في بيان، استعدادها للقتال إلى جانب الدولة حتى بسط سيطرتها الكاملة على الأراضي السورية. ولم يقتصر الحراك العشائري على البيانات، بل شمل خروج مسيرات في أحياء كرم حومد، الصالحين، وكرم الأفندي وغيرها، رفعت شعارات مؤيدة للحكومة، في مشهد يعكس عودة العشائر إلى واجهة المشهد السياسي والعسكري في المدينة. كان لافتاً تصوير بيان دعم الحكومة من قبل مجلس شورى قبيلة البكارة في أحياء كانت قبل سقوط النظام المخلوع معقلاً بارزاً للميليشيات المدعومة من إيران. أبناء تلك الأحياء الذين كانوا جزءاً من تلك الميليشيات، أصبحوا اليوم من أشد الموالين للنظام الجديد، والمستعدين للدفاع عنه. وأظهر البيان المصور مقاتلين ملثمين من أبناء القبيلة يحملون أسلحة خفيفة، وقالوا فيه: "مستعدون لتقديم الأرواح في سبيل ذلك حتى بسط السيطرة للدولة السورية الجديدة".  وأثار هذا الظهور مخاوف من أن تنزلق المواجهات مع "قسد" في حلب إلى تشكيل "فزعات" عشائرية جديدة، وهو ما يطرح تساؤلات جدية حول مدى إمكانية انخراط العشائر في أي مواجهة لصالح الحكومة السورية، خاصة أن هذه القوى تمتلك خبرة قتالية سابقة وشبكات نفوذ محلية واسعة. الظهور العلني لعدد من قادة الميليشيات المرتبطة بالنظام المخلوع وإيران سابقاً في مناسبات رسمية وشبه رسمية داخل سوريا، أثار موجة واسعة من الجدل والغضب الشعبي مؤخراً. وبرزت تساؤلات كثيرة حول دوافع هذا التعويم المفترض وتداعياته السياسية والأخلاقية، في مرحلة يُفترض أن تقوم على العدالة الانتقالية والمحاسبة لا إعادة تدوير الشخصيات المتورطة بالانتهاكات. ويرى محللون أن تعويم بعض قادة الميليشيات قد يُفسر كخيار براغماتي لإدارة مرحلة انتقالية معقدة، يقوم على احتواء مراكز النفوذ القديمة والاستفادة منها في المواجهات مع القوى المختلفة التي تمنع السيطرة الكاملة على الجغرافيا السورية. وبحسب مراقبين، يمكن افتراض وجود عفو غير معلن من الحكومة السورية الجديدة عن عدد كبير من قادة وعناصر تلك الميليشيات، مقابل ضمان ولائهم المطلق ومساندتهم الدولة في أي معركة، فيما لا يزال غير واضح ما إذا كان عفواً مؤقت يهدف إلى استثمار الزخم العشائري في مواجهة "قسد"، أم أنه خطوة استراتيجية طويلة الأمد. ويقول الكاتب والمحلل السياسي محمد السكري لـ"المدن"، إن الرئيس السوري أحمد الشرع عندما تحدث عن الانتقال من عقلية الثورة إلى عقلية الدولة، "لم يكن يقصد فقط الانتقال من الفوضى إلى المؤسسات، بل أيضاً اعتماد البنية التقليدية للدولة السورية، بما فيها البنية العشائرية". وأضاف السكري أن الكثير من عناصر العشائر وبينهم عناصر في الميليشيات التي كانت تقاتل مع النظام المخلوع والميليشيات الإيرانية سابقاً، خصوصاً في حلب، شاركوا مؤخراً كقوة رديفة للجيش السوري الجديد في معارك السويداء، عندما انطلقت "الفزعات" باتجاه المنطقة قبل أشهر. وبحسب السكري، فإن البيان الأخير لقبيلة البكارة بالتزامن مع التصعيد العسكري في الشيخ مقصود، لم يكن بدفع مباشر من الحكومة، معتبراً أنه "من الصعب أن تزجّ الدولة بهذه القوى العشائرية في الفترة الحالية"، لكنه أشار إلى إمكانية استخدامها كوسيلة لإدارة الفوضى داخل مناطق سيطرة "قسد"، مؤكداً أن الحكومة باتت أكثر قدرة على ضبط الفزعات وتوجيهها بما يتناسب مع إرادة الدولة وتوجهاتها، بعد أن تعلمت من التجارب السابقة. ويرى أنه في حال إطلاق عملية عسكرية واسعة ضد "قسد" شمال شرق سوريا مثلاً، قد تلجأ الحكومة إلى قوات العشائر خارج مناطق سيطرتها، مستفيدة من الخطاب العصبوي المرتبط بالهويات الفرعية، والذي يحقق أثراً أكبر في المواجهات داخل مناطق سيطرة "قسد"، حيث يكون خطاب العشائر أعلى تأثيراً من خطاب الدولة. ويعكس المشهد في حلب اليوم تداخل البنية العشائرية مع المعادلة العسكرية والسياسية، فبين التصعيد مع "قسد" وبيانات العشائر التي تلوح بالقوة، وبين تعويم قادة ميليشيات قديمة وظهورهم العلني، تبدو الحكومة السورية الجديدة أمام تحدٍ مزدوج، الاستفادة من الزخم العشائري دون الانزلاق إلى فوضى الفزعات، وضبط القوى التقليدية بما يخدم مشروع الدولة.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لقاء ترامب-نتنياهو: سوريا في صلب التفاهمات فماذا عن لبنان؟

منير الربيع/المدن/26 كانون الأول/2025

تترقب المنطقة لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. ثلاثة ملفات أساسية ستتصدر النقاش، أولها الانتقال إلى المرحلة الثانية في غزة. ثانيها، الملف السوري والاهتمام الأميركي بالوصول إلى تفاهم أو اتفاق ترتيبات أمنية بين تل أبيب ودمشق. ثالثها، ملف إيران وحزب الله، وما يعني حكماً انعكاسه على نحوٍ مباشر على الوضع في لبنان، لا سيما في ظل المساعي التي تبذلها بيروت لأجل تفادي أي تصعيد ومواصلة الدولة اللبنانية العمل على تطبيق خطة حصر السلاح بيدها والانتقال إلى المرحلة الثانية منه.

في إسرائيل وجهات نظر متعددة حول كيفية التعاطي مع لبنان، ولكن أبرزها ما يتقاطع مع وجهات نظر أميركية أيضاً، تنص على ضرورة منح فرصة للدولة اللبنانية لتعزيز وضعها، وفصل مسار التفاوض مع لبنان والسعي إلى تحسين العلاقات عن مسار التصعيد ضد حزب الله واستكمال توجيه ضربات ضد الحزب. من يؤيد في إسرائيل فكرة الوصول إلى تفاهمات مع لبنان هم أنفسهم الذين يؤيدون خيار الوصول إلى اتفاق مع سوريا على أن تكون هذه الاتفاقات بالنسبة للإسرائيليين ضامنة للأمن والاستقرار وأن الأميركيين هم الذين سيكونون الجهة الضامنة على مستوى لبنان وسوريا معاً.

المؤشرات الأخرى التي ترد على مستويات ديبلوماسية هي أن إسرائيل تبدو مصممة على شن عملية عسكرية ضد إيران وحلفائها، ونتنياهو سيسعى إلى إقناع ترامب بهذا الخيار، ما يعني أن أي تصعيد عسكري سيكون له انعكاسه على لبنان وحزب الله الذي قد يكون مشمولاً بالضربات التي من غير المعروف حتى الآن حجمها، شكلها أو مستواها. في السياق برز تصريح للنائب عن حزب الله حسن فضل الله يقول فيه إن الحزب تلقى معلومات عن استعداد إسرائيل لشن عملية عسكرية ضد إيران والحزب معاً.

في المقابل، هناك قناعة تتكون لدى الكثير من المعنيين في فلسطين، سوريا، ولبنان بأن إسرائيل وفي ظل حكومة نتنياهو لا تبدو أنها في وارد الوصول إلى اتفاقات أو ترتيبات أمنية، بل هي تفضل بقاء الوضع الأمني والعسكري على حاله وأن تبقى في حالة حرب وقادرة على التدخل في الدولة التي تريدها ساعة تشاء. إلا أن الولايات المتحدة الأميركية وبحسب المعلومات فهي تواصل ضغوطها على إسرائيل لوقف الحرب في غزة والوصول إلى اتفاق مع سوريا، وسط معلومات بأن ترامب سيضغط على نتنياهو لإنجاز الترتيبات الأمنية مع سوريا علماً ان الاتفاق كان جاهزاً في 25 أيلول الماضي، لكن نتنياهو هو الذي تمنّع عن توقيعه، في السياق، تشير المعلومات إلى أن هناك تفاهماً بين الولايات المتحدة الأميركية وسوريا على الاتفاق مع إسرائيل وآلياته، وتنتظر دمشق المزيد من الضغط الأميركي على تل أبيب.

في حال تم الوصول إلى تفاهم أمني وترتيبات بين سوريا وإسرائيل، فإن ذلك سيشكل عبئاً ومزيداً من الضغط على لبنان، أولاً للإسراع في مسار سحب السلاح، وإلا فإن إسرائيل قد تطرح مبدأ المقايضة ما بين توقيع الاتفاق مع سوريا مقابل الحصول على ضوء أخضر أميركي لتوجيه عملية عسكرية كبيرة ضد حزب الله أو ضد إيران. ومن بين الرسائل الأميركية التي يتم توجيهها لإسرائيل هي في أن مصلحتها تقوم على الاستقرار في سوريا طالما أن هناك اتفاق بينهما، أفضل من أن تبقى ساحة غير مستقرة.

هناك من يعتبر أن مصلحة واشنطن هي في تعزيز الاستقرار في سوريا، والتقاطع مع الدور التركي، الخليجي في إطار مواجهة الصين، وتضغط واشنطن على إسرائيل لمنعها من الانخراط في أي مسار من شأنه أن يخرب هذه الاستراتيجية الأميركية، وسط محاولات لدى الأميركيين إلى إعادة خلق تفاهمات بين تل أبيب وأنقرة، بدلاً من استمرار التنافس القابل للتحول إلى صراع في أي لحظة. في السياق، يبرز دور روسيا أيضاً، والتي يسعى ترامب إلى إنهاء حربها مع أوكرانيا ولا يمانع أن تلعب موسكو أي دور في سوريا للحفاظ على الاستقرار وطالما أن هذا الدور لا يتعارض مع الاستراتيجية الأميركية.

هنا لا يمكن فصل زيارة وزيري الخارجية والدفاع السوريين إلى موسكو حيث جرى البحث في ملفات أمنية وعسكرية عديدة تتعلق بالمساعدات التي يمكن أن تقدمها روسيا، لكن الأهم هو البحث في وضع الساحل السوري وأن تكون روسيا هي الضامن للاستقرار وعدم قيام أي تحرك معارض لدمشق، بينما طلبت روسيا من المسؤولين السوريين الإسراع في إنجاز بعض الملفات التي تسمح للعلويين بالعودة إلى العمل وعودة الضباط الذين لم يتورطوا بالدماء إلى مواقعهم. كما جرى البحث بوضع قوات سوريا الديمقراطية، وبحسب المعلومات فإن روسيا تؤيد وجهة نظر دمشق في الوصول إلى تفاهم ودمج هذه القوات تحت السلطة السورية، بالإضافة إلى البحث في الوضع في جنوب سوريا مع تشديد روسيا على "وحدة البلاد" واستعدادها لإعادة وضع نقاط عسكرية في جنوب سوريا فتلعب دوراً ضامناً لإسرائيل.

عملياً، تجمع المصادر الديبلوماسية على أن هناك اتفاقاً أو تقاطعاً، بين أميركا، روسيا، ودول عربية وإقليمية على وحدة الأراضي السورية، وعلى إنهاء المجموعات المسلحة الخارجة عن نطاق سيطرة الدولة، وفي السياق جاءت التسريبات حول ما كان يعد في الساحل السوري أو في السويداء لإجهاض كل هذه التحركات ولرفع الغطاء عنها. بالإضافة إلى مواصلة الضغوط على دمشق وقسد للوصول إلى تفاهم، بينما من الواضح أن قسد تطالب بتعديلات دستورية تبدو مرفوضة من دمشق، وفيما يتم البحث بإمكانية تأجيل تطبيق اتفاق آذار، هناك من يبدي تخوفاً من الدخول في معركة عسكرية.

 

"المستقبل" على مفترق ويدرس حظوظه في الانتخابات

إيلي الحاج/المدن/26 كانون الأول/2025

الشغل الشاغل في أجواء "تيار المستقبل" وجمهوره، هو احتمال المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة، أياً يكن موعدها والصيغة التي ستُحلّ من خلالها عقدتا اقتراع المغتربين و"الميغاسنتر"، انطلاقاً من أنّ سياسة الاعتكاف ثبت فشلها، وأن الغياب المتمادي عن التفاعل مع القواعد الشعبية، سيجعل التيّار بمرور الوقت نسياً مَنسياً. وهذا يُعدّ تفريطاً بأمانة رسالة الرئيس الشهيد رفيق الحريري وخطه السياسي الذي حمله من بعده نجله الرئيس سعد. لا يستبعد مطلعون على أجواء "تيار المستقبل" أن يخوض الانتخابات من دون إعلان انتهاء مفاعيل القرار الذي اتخذه رئيسه سعد الحريري في 24 كانون الثاني 2022، والقاضي بتجميد عمله السياسي وعمل "التيار"، مبرراً تلك الخطوة آنذاك بانتفاء "أية فرصة إيجابية للبنان في ظل النفوذ الإيراني، والتخبط الدولي، والانقسام الوطني، واستعار الطائفية واهتراء الدولة". ولم يحسم رئيس "المستقبل" المقيم في دولة الإمارات موقفه من هذه المسألة بعد، لكنّ أنصار المشاركة يعتبرون أن عدم خوض دورة انتخابات 2026 النيابية، بعد الاعتكاف عن انتخابات 2022، يعني انتهاء "تيار المستقبل" عملياً؛ لأن الطبيعة تكره الفراغ، وسيعتاد الناس -من محبّي الرئيس رفيق الحريري ونجله سعد- التعامل مع من سيشغلون المواقع التمثيلية في المناطق التي يحظى فيها "المستقبل" بحضور وتعاطف قويّين. ويضيف أصحاب هذا الرأي، أن من الضروري والملحّ خوض المعارك الانتخابية حتى لو كانت خاسرة في بعض المناطق، فكيف إذا كانت الحسابات الأولية للنتائج الأكثر احتمالاً مشجعة؟

ففي صيدا، يضمن "المستقبل" على الأقل وبسهولة مقعداً نيابياً تستعيده السيدة بهية الحريري. وفي بيروت، حيث يُتوقع نيل ما بين 70 ألفاً و100 ألف صوت، تبدو نتيجة ثلاثة مقاعد مضمونة. وفي طرابلس يضمن مقعدين، ومثلهما في المنية- الضنية، وأربعة مقاعد في عكار، ومقعداً في البقاع الغربي، ومقعداً في زحلة وآخر في بعلبك- الهرمل، إضافة إلى مقعد في إقليم الخروب- الشوف؛ بما يرفع الحصيلة إلى كتلة نيابية وازنة قوامها 15 مقعداً تقريباً، ويرى مؤيدو المشاركة أن كتلة "المستقبل" لن تنخفض عن 7 نواب في أسوأ الاحتمالات، وهذا أمر جيد. وشيئاً فشيئاً سيعيد التيار بناء نفسه على أسس متينة، خصوصاً أن الظروف تقتضي خوض الانتخابات من دون وفرة مالية أو مواقع في السلطة، مما يجعلها فرصة لدعوة قواعد "المستقبل" والناس للتصويت لقناعاتهم. وفي المقابل، دور التيار هو تقديم خيارات جيدة عبر مرشحين من الفئة الشبابية واختصاصيين "يرفعون الرأس".

ويرى مؤيدو المشاركة أن الظروف التي دفعت الرئيس سعد الحريري إلى الاعتكاف السياسي موقتاً، لا تنطبق على "المستقبل" ككل. ولكن يبقى الامتحان الفعلي لهذا التقدير في دوائر صيدا- جزين، وزحلة، والبقاع الغربي، وبعلبك- الهرمل، حيث يُعدّ موقف حزب "القوات اللبنانية" والحزب التقدمي الاشتراكي من خيار التحالف مع "المستقبل" مؤشراً ذا دلالات تتعدّى الداخل اللبناني. والثابت عند الدافعين نحو خيار المشاركة في "التيار الأزرق" أنهم منفتحون على التحالف مع أي قوة سياسية باستثناء "حزب الله"، وطيّ صفحة خلافات الماضي للبناء على ما يجمع اللبنانيين حول الدستور واتفاق الطائف.

حتى اليوم، لا يزال الرئيس سعد الحريري يدرس الموقف من منفاه الاختياري، وقد يكون متخوفاً من تحمّل مسؤولية أي خطأ يُرتكب في غيابه. ولكن يبدو أن المقتنعين بفكرة المشاركة سيمضون فيها أياً تكن الظروف، ويبقى التحدي مع غياب الإدارة العليا والماكينة المركزية، احتمال ترشح "مستقبليين" ضد بعضهم البعض، لكن مخاطر مقاطعة الانتخابات أكبر وأهم من تحديات المشاركة فيها، كما يقول المثل الشعبي الفرنسي القديم: "من يترك مكانه يفقده"، والذي تطور ليصبح: "مَن يذهب إلى الصيد يخسر مكانه"، لأن النبلاء كانوا يغيبون طويلاً عن أراضيهم الشاسعة لممارسة هذه الهواية، بينما اختصره الأميركيون بعبارة: حرّك قدميك، تفقُد مقعدك"Move your feet, lose your seat"

 

هل خسر جعجع برلمانياً وربح شعبياً؟

جورج حايك/المدن/26 كانون الأول/2025

لم يكن سهلاً ما حصل في الأيام الأخيرة على صعيد النزاع حول مشروع القانون الذي يسمح للمغتربين اللبنانيين بالتصويت لـ128 نائباً، ودعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى انعقاد جلسة تشريعية، تجاوز فيها عرض مشروع القانون المذكور أعلاه على الهيئة العامة، بالرغم من مرور 15 يوماً على وجوده في اللجان الفرعية. من الواضح أن "القوات اللبنانية" كانت رأس الحربة في مواجهة ما يقوم به بري، معتبرةً أنه ضربٌ للآليات الدستورية والتشريعية عرض الحائط، وتجاوزٌ للدستور والنظام الداخلي ودور المجلس النيابي كسلطة تشريعية، وتحويله إلى ساحة خاضعة لمصالح حزبية ومزاجيات شخصية تتحكّم بجدول أعماله، وبما يُناقَش وما يُمنَع من النقاش. وتكشف مصادر "القوات" أنها أعدّت العُدّة قبل أيام، بالتعاون مع كتل نيابية متنوّعة، لمواجهة انعقاد جلسة لا تبحث في مشروع قانون تصويت المغتربين. لكن عشية انعقاد الجلسة، بدأت تتظهّر مواقف بعض الكتل، وبدا أن عدداً لا يُستهان به من النواب تراجعوا عن مواجهة بري بـ"سحر ساحر". وهؤلاء معروفون بعلاقاتهم معه، وغالباً ما تموضعوا في الوسط. وبات المشهد أكثر وضوحاً مع "كلمة سر" من رؤساء المجلس النيابي والجمهورية والحكومة لهؤلاء النواب بضرورة المشاركة في الجلسة التشريعية.

وتلفت المصادر إلى أن السبب كان تصميم الرئيسين عون وسلام على عدم "كسر الجرّة" مع بري، ومحاولة إرضائه لاستمرار التعاون، وهو ما أثاره رئيس "القوات" سمير جعجع، واصفاً ذلك بأنه إعادة إحياء لما يُسمّى "الترويكا". لم تستسلم "القوات"، بل حاولت جمع أكبر عدد ممكن من النواب المعارضين دفاعاً عن القانون المُرسَل من الحكومة، وتعاونت مع كتلتي "الكتائب" و"تحالف التغيير" وبعض النواب المستقلّين. إلا أن بري استطاع، بالتعاون مع الرئيسين عون وسلام، تأمين 67 نائباً لاكتمال نصاب الجلسة التشريعية، فانعقدت وأُقرّت القوانين المُرضي عنها من بري نفسه. وُصفت نتيجة هذه المنازلة بأنها خسارة لجعجع شخصياً، إلا أن مصادر "القوات" تؤكّد أن المسألة ليست خسارة، إذ إن المطلوب هو الالتزام بالدستور وآلياته. وإذا كان جعجع، الذي يحاكي وجدان الشعب اللبناني وتوقه إلى دولة القانون والمؤسسات، قد خسر، فهذا يعني أن الشعب كلّه خسر. وتشير المصادر إلى أن الأمر يمكن وصفه بالخسارة لو كان دستورياً ونظامياً، علماً أن جعجع هو المدافع عن الدستور والنظام والقوانين المرعية الإجراء، فيما بري والنواب الذين شاركوا في الجلسة خالفوا ذلك.تبدو "القوات" منسجمة مع نفسها في هذا الطرح، فيما يرى الرأي العام بوضوح من يخالف القوانين. وتوضح المصادر أن المؤسف هو أن انعقاد الجلسة التشريعية أتى في مرحلة ظنّ فيها اللبنانيون أن زمن مخالفة الدستور أصبح من الماضي، فإذا بالواقع يعيد إنتاج الممارسات نفسها، وكأن قدر اللبنانيين التأقلم مع الشواذ. إن الخسارة الحقيقية هي لكل من يتمسّك بقيام دولة فعلية وجمهورية جديدة، ولكل من راهن على دخول لبنان مرحلة مختلفة، بعيدة عن منطق التسويات القسرية والمساومات على حساب الدستور.وبالتالي، يحقّ للشعب أن يسأل النواب الذين حضروا الجلسة عن سبب تغيير تموضعهم، ولا بدّ من محاسبة كل نائب بحسب أفعاله. لا تملك "القوات" عصاً سحرية لتغيير هذا الواقع الشاذ، لكنها ستستمر في النضال من أجل تغيير المشهد. وترى المصادر أن الفرصة متاحة اليوم من خلال رسالة يوجّهها رئيس الجمهورية إلى المجلس النيابي. وقد حرص جعجع على توجيه رسالة إلى الرئيس عون، اعتبر فيها أن "الانتخابات في موقع الخطر الجدّي بسبب التعطيل المتعمّد الذي ينتهجه رئيس مجلس النواب خلافاً للدستور وللأكثرية النيابية"، وأنه "لم يبقَ باب للخلاص سوى بتوجيه فخامتكم رسالة إلى مجلس النواب تطلبون فيها من رئيس المجلس الانعقاد خلال ثلاثة أيام للبتّ بالمشروع المعجّل من الحكومة لقانون الانتخابات النيابية". وعليه، تُعقَد الآمال على دور عون لانتشال الانتخابات النيابية من المجهول، وتثبيت حقوق اللبنانيين في إعادة إنتاج السلطة أينما تواجدوا، من دون تحجيم أو انتقاص.

تؤمن "القوات" بأن مسألة تصويت المغتربين لا تخصّها وحدها، بل تتعلّق بجميع اللبنانيين، وتستغرب عدم انتفاض الحكومة على طريقة تعاطي رئيس المجلس مع قانون مُرسَل من قبلها بهذه الطريقة. لا شكّ في أن مصير تصويت المغتربين أصبح على المحك من جهة، و"القوات" تُصرّ على إجراء الانتخابات في موعدها، ولن تقبل بأي تأجيل من جهة أخرى. وتؤكّد مصادرها أنها لن تلجأ إلى الشارع في الوقت الراهن، إذ لا يزال من المبكر الحديث عن هذا الخيار، فيما يتركّز الاهتمام حالياً على قضية تصويت المغتربين. وتحاول "القوات" الحفاظ على علاقة جيّدة مع رئيسي الحكومة والجمهورية، رغم بعض المآخذ على الأساليب غير المؤسساتية الظاهرة بوضوح، وتأمل أن يستمر التعاون معهما لما فيه خير المصلحة اللبنانية العليا، وتعزيز منطق الدولة، لا مهادنة ثقافة الاستباحة والتجاوز والالتفاف على الدستور، وتحويل المؤسسات إلى أدوات شكليّة.

 

"الرمح الجنوبي" لترامب: هل يقتلع نظام مادورو ويسطو على نفطه؟

علي دربج/المدن/26 كانون الأول/2025

بقلقٍ بالغٍ ممزوجٍ بالخوف من أن يأتي الدَّور على دولٍ أُخرى، يترقّب العالم اللحظة التي تنهمر فيها صواريخ المدمرات وقنابل الطائرات الأميركيّة ذات الأوزان الثقيلة على فنزويلا، في محاولة لاقتلاع نظام الرّئيس نيكولاس مادورو بذرائع مختلفة بدأت بـ"تدفّق المخدّرات ومكافحة عصابات تهريبها"، لتتدرج لاحقًا بالاتهام بسرقة "النفط والأراضي وأصولًا أخرى"، ليضيف إليها وزير خارجيّته مارك روبيو حجّة أُخرى، وهي التعاون مع إيران وحزب الله. وبناءً على ذلك، صعّد الرّئيس دونالد ترامب الثلاثاء الماضي من حملات الضغط السياسي والعسكري ضد حكومة مادورو، معلنًا أنّها منظّمة إرهابيّة أجنبيّة، كما أمر بفرض حصار كامل وشامل على جميع ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات والتي تدخل إلى هذا البلد أو تغادرها. اللافت أنّ هذه الإجراءات تزامنت مع حشود عسكرية ضخمة وهائلة في منطقة الكاريبي.

واشنطن وعسكرة مياه الكاريبي

منذ آب/أغسطس الماضي، تعمل الولايات المتحدة على تجميع قواتها وأصولها العسكرية بمواجهة السواحل الفنزويلية، وقد أطلقت على هذه العملية اسم "الرمح الجنوبي"، عبر إعلان رسمي نشره وزير الدفاع بيت هيغسيث في 13 تشرين الثاني/نوفمبر. بدأت العملية بإرسال المجموعة البرمائية بقيادة حاملة الطائرات يو إس إس إيو جيما (LHD-7) – التي تضم حوالي 4500 فرد من البحّارة، ونحو 2200 من وحدة المشاة البحرية الثانية والعشرين – فضلًا عن عدد من المدمّرات، ثم جرى تعزيزها نهاية الشهر ذاته، بسبع سفن حربية إضافية وغواصة هجومية تعمل بالوقود النووي نُشرت في جنوب الكاريبي، مُشكّلةً وجودًا بحريًا وجويًا غير مسبوق في المياه قبالة سواحل فنزويلا. أكثر من ذلك، حقّقت واشنطن في تشرين الثاني الفائت قفزة نوعية مع وصول مجموعة الهجوم التي تقودها حاملة الطائرات يو إس إس جيرالد آر فورد، الأكبر والأكثر تطوّرًا في البحرية الأميركية، يرافقها مقاتلات F-35، وأخرى مُسيّرة من طراز MQ-9 Reaper، وقاذفات استراتيجية من طراز B-52 وB-1، وسفينة دعم العمليات الخاصة MV Ocean Trader. ليس هذا فحسب، زادت الولايات المتحدة من استخدام المنشآت العسكرية في بورتوريكو، عبر إعادة تفعيل قواعد قديمة وتكييفها لعمليات مستدامة تشمل طائرات مقاتلة وطائرات نقل، ما رسّخ الأرخبيل كمنصّة لوجستية أساسية.

أميركا وذريعة المخدرات لتبرير الهجوم على كاراكاس

عمليًا، لم يكن الحشد الأميركي في الكاريبي مجرّد استعراض للقوّة، إذ ما لبثت أن شرعت إدارة ترامب بتوجيه ضربات استهدفت القوارب والسفن الفنزويلية في بحر الكاريبي وشرق المحيط الهادئ، حيث بلغ عددها حتى الآن 28 ضربة، وقد أسفرت عن مقتل ما لا يقلّ عن 104 أشخاص، وفقا لصحيفة الواشنطن بوست. لكن مهلاً، افتقدت هذه الهجمات إلى الشرعيّة كونها حصلت دون تفويض صريح من الكونغرس الأميركي، ما أدّى إلى صدام بين السلطتين التنفيذية والتشريعية حول استخدام القوّة. علاوة على ذلك، يؤكّد الخبراء أنّ المخدّرات التي تصل إلى المدن الأميركية من فنزويلا محدودة وهامشية. فمعظم الكوكايين المنتج في كولومبيا والذي يصل إلى الولايات المتحدة يمر عبر الإكوادور والمحيط الهادئ، في حين أنّ جزءًا كبيرًا من "الفنتانيل" وغيره من المخدّرات الاصطناعية المتّجهة إلى أميركا، والتي تُعدّ الصداع الحقيقي لدونالد ترامب وتشكل مشكلة صحّة عامة حقيقية في البلاد، يُنتَج في مختبرات في المكسيك وأميركا الوسطى.

ترامب ونفط فنزويلا

بعيدًا عن التبرير الأوّلي المتمثّل في كبح تهريب المخدّرات — وهو ما لا يتطلّب حاملة طائرات — فإن مستوى وطبيعة الانتشار العسكري يشيران إلى هدفٍ أكثر سياسيّةً واستراتيجيّة، ألا هو السيطرة على نفطها. كانت فنزويلا، ولا تزال، تمتلك أكبر احتياطيات نفطيّة مؤكّدة في العالم، تشمل النفط الخام الخفيف والثقيل للغاية، ومن أبرزها رواسب منطقة فاجا ديل أورينوكو الهائلة. ضع في اعتبارك، أنّه حتى مطلع الألفيّة الجديدة، كانت الولايات المتحدة الشريك التجاري الرئيسي لفنزويلا والمستورد الطبيعي لنفطها. فلعقود طويلة، عملت شركات النفط الأميركيّة الكبرى – إكسون، وموبيل، وشيفرون، وكونوكو فيليبس – في ظل ظروف تفضيليّة للغاية في فنزويلا، مستفيدةً من الوضع القانوني لشركة النفط الفنزويليّة السابقة (PDVSA)، التي امتلكت، عبر شركة سيتجو، ما يصل إلى ثماني مصافٍ على الأراضي الأميركيّة. الجدير بالذكر، أنّه في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، وخلال ما يُعرف بفترة "فنزويلا السعوديّة"، كانت العلاقات مع واشنطن متداخلة بعمق: تعاون دائم في مجال الطاقة، واصطفاف دبلوماسي في المنتديات الإقليميّة، وروابط اقتصاديّة شديدة الاعتماد المتبادل، إلى أن العلاقة تكاد تكون حينذاك "جسديّة/حميميّة" وفقًا للمحلّلين. لكن صعود الرئيس الرّاحل هوغو تشافيز إلى السلطة بين عامي 1999–2000 شكّل تحوّلًا كبيرًا، إذ أطلق الأخير قطيعة تدريجيّة مع الولايات المتحدة، وأقام تحالفًا استراتيجيًا مع روسيا والصين وإيران، وتُوّج هذا التحوّل بعمليات التأميم، وطرد الشركات الأميركيّة، وإعادة الهيكلة الكاملة لقطاع الطاقة. وبالنهاية أغلقت واشنطن في العام 2018 معظم تمثيلها الدبلوماسي في كاراكاس، واعترفت بالمعارضة كسلطة شرعيّة.

خيارات واشنطن تجاه فنزويلا

في الواقع، عند التدقيق في الدوافع الحقيقيّة لهذا التجمّع العسكري غير المعهود في منطقة الكاريبي، نجد أنّ هناك عدّة خيارات قد يلجأ إليها ترامب ويمكن تلخيصها بالآتي:

أوّلها: استخدام التهديدات العسكريّة لدفع مادورو إلى التنحّي طوعًا.

ثانيها: توسيع نطاق الأهداف ليشمل هجمات برّيّة أو عمليّات لقوات خاصّة ضد حقول النفط أو ضد القوّات والقواعد العسكريّة الفنزويليّة، الأمر الذي من شأنه زيادة الضغط على مادورو للبحث عن مخرج.

أمّا الخيار الثالث فيتمثّل في تنفيذ هجوم مباشر على مادورو وأهداف أخرى للنظام، باستخدام الصواريخ أو الطائرات.

في المحصّلة: ما يستبعده الجميع هو غزو واحتلال عسكري، وبالتالي الإتيان بحكومة ديمقراطيّة موالية لواشنطن. فترامب يفضّل الاستخدام السريع والكاسح والحاسم للقوّة، وقد عبّر دائمًا عن شكوكه إزاء الحملات العسكريّة المطوّلة التي لا أفق واضحًا لنهايتها.

 

أين مسؤولية الدولة من المودعين؟

د.غسان العياش/اساس ميديا/25 كانون الأول/2025

يكاد أن ينقضي أسبوعٌ، حتى الآن، دون أن تتمكّن الحكومة من الاتّفاق على "مشروع قانون الفجوة المالية"، فكم شهرا ستستغرق مناقشة المشروع في مجلس النوّاب؟

الشغل الشاغل للأقلام والمنابر هذه الأيام هو التعليق على هذا النصّ المطروح على مجلس الوزراء. مهما طالت المناقشات لا شيء سيغيّر الحقيقة القاسية: ليس بإمكان أي قانون مهما كان متقنا أن يعيد الودائع إلى أصحابها. فأموال الناس في المصارف تبخّرت وتركت محلّها للفراغ.

وهذا لا يخفى على رئيس "حزب القوّات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع، الذي صرّح بأن وزراء القوّات لن يصوّتوا على مشروع لا يعيد الودائع لأصحابها، وهذا يعني أنهم لن يجدوا في الأمد المنظور قانونا يوافقون عليه.

الثغرة الأساسية التي سيستعملها معارضو المشروع هي تجاهله لإظهار ومحاسبة المسؤولين عن إحدى أكبر جرائم العصر، التي لم تكتف بسحق ماضي ومستقبل المدّخرين فردا فردا بل ضربت موقع لبنان الاقتصادي بكامله، الذي لا يمكن إعادة بنائه قبل عشرات السنين. لكن من إيجابيات المشروع، مع ذلك، أنه شكّل أوّل محاولة لمحاسبة المستفيدين من "فورة" العمليات غير المشروعة التي سبقت وواكبت الانهيار، فاستفادوا من الأزمة بدون وجه حقّ قانوني أو أخلاقي. لكن المشروع تعثّر في موضوع مسؤولية الدولة فأشاح بوجهه عن دورها الجسيم في الانهيار، مكتفيا بتوزيع الخسائر على مصرف لبنان والمصارف والمودعين الذين، بمختلف فئاتهم، يتحمّلون العبء الأكبر في توزيع الخسائر. تكفي الإشارة هنا إلى مسؤولية الدولة عن كوارث السياسة النقدية وعن سياسة الدعم التي استنفدت أموال المودعين. صحيح أن المصرف المركزي مستقلّ في تحديد وتطبيق السياسة النقدية. لكن القانون كرّس هذه الاستقلالية وكفلها حتى تقوم بدورها في حماية العملة الوطنية ولجم التضخّم وتحفيز النموّ الاقتصادي، لكن عندما تتحوّل السياسة النقدية إلى أداة لتدمير الاقتصاد والمجتمع كلّه، فقد منح القانون الدولة الوسائل الكافية لإيقاف المصرف المركزي عند حدّه.

عندنا استنفد مصرف لبنان احتياطاته الخاصّة سنة 2015 لجأ إلى سلاح الفوائد المرتفعة لكي يسحب الإدّخارات، خصوصا بالعملات الأجنبية، من المصارف ويستعملها في تثبيت سعر الصرف المصطنع وتمويل العجز المتمادي في الموازنة العمومية.

بدأ الانهيار المالي في لبنان عندما رفع حاكم مصرف لبنان معدّلات الفائدة على إيداعات المصارف بالعملات الأجنبية لديه إلى مستويات تاريخية، وصلت إلى 13% في صيف 2019 بينما كان معدّل ليبور المرجعي في لندن، في نفس الفترة، بمتوسّط 1.6% لمدّة ستة أشهر. وأخذت المصارف تتسابق على تصفية إيداعاتها في المصارف الخارجية لكي تودعها في مصرف لبنان. هكذا انهار النظام النقدي والمصرفي، عمدا، بواسطة سياسة مصرف لبنان النقدية وأمام ناظري الحكومة وبمعرفتها. إن سيولة النظام المصرفي اللبناني التي لم تهبط عن 99% في سنوات الحرب الأهلية، انخفضت بفضل سياسة الفوائد في مصرف لبنان من مستوي 90% إلى 7.3% سنة 2019. من جهة أخرى، بحثت حكومة حسان دياب سياسة الدعم تحت وطأة الخوف من الشارع الذي كان يعجّ بالتظاهرات الصاخبة المطالبة بإسقاط الحكومة، بسبب الغلاء وارتفاع الأسعار. خضعت الحكومة لمطالب الشارع وابتزاز القوى السياسة، فقرّرت الاستمرار بسياسة الدعم مهما كان الثمن. قال رئيس الحكومة في مجلس الوزراء إنه سيستمرّ بالدعم حتى لو أدّى إلى استنفاد احتياطي مصرف لبنان بالعملات الأجنبية بكامله. لم يكن رئيس الحكومة يعلم، على ما يبدو، أنه لا ينفق على الدعم من احتياطي مصرف لبنان، بل من أموال المودعين في المصارف. كان حاكم مصرف لبنان وقتها يخفي عن السلطات السياسة، لغاية في نفسه، حقيقة الوضع المالي للمصرف المركزي وأن رصيد الاحتياطي أصبح سلبيا، وأنه يلبّي طلبات الحكومة من ودائع الناس. أورد وزير المالية الأسبق الدكتور غازي وزني في مذكراته عن تلك المرحلة أن نفقات الدعم بلغت 500 مليون دولار شهريا، وبحدود 20 مليون دولار يوميا. وأضاف أن الكلفة السنوية للدعم بلغت وقتها 5.6 مليار دولار، بينها 2.2 مليار دولار لدعم المحروقات و980 مليونا لدعم السلّة الغذائية و1.2 مليار لدعم الأدوية. صحيح أن العبء الذي تتحمّله الدولة سوف يرتدّ بالنتيجة على دافعي الضرائب، أي الشعب. لكن الشعب أيضا مسؤول عن خياراته في صناديق الاقتراع.

 

العراق ما بين تاريخين

مصطفى فحص/الشرق الأوسط»/25 كانون الأول/2025

اثنان وعشرون عاماً، من الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001، حتى السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، كان العراق فيها ثابتاً ومتحوّلاً؛ ثابتاً في أهمية موقعه الجيوسياسي، ومتحوّلاً في طبيعة الـسياسة. في الأول، أي ما بعد 11 سبتمبر، أصبح العراق مسرحاً لتدويل السياسات الإقليمية. وفي الثاني، أي 7 أكتوبر، خضع العراق لأقلمة السياسة الدولية. في الحالة الأولى، اندفعت واشنطن لتكون لاعباً دولياً وحيداً مباشراً في القضايا الإقليمية، في ردّها العقابي على عمل إرهابي كان له تأثير عالمي، عادّةً أنَّ جزءاً من حلّه إقليمي. فأسقطت نظامَ صدام حسين، وأسقطت معه مائة عامٍ من الموروث العثماني الذي شكّل السّلطةَ وطبيعة الحكم، من دون المساس بالجغرافيا. أمَّا في الحالة الثانية، فعندما نجحت تل أبيب في تحويل عملية «طوفان الأقصى» إلى معركة وجودية، أو حرب استقلالها الثانية، قدَّمت سردية مفادها أنَّ ردّ فعلها هو السبب المباشر لما وصفته بالاعتداء، وليس نتيجةً متراكمةً لأفعالها. وحاولت تغيير طبيعة القضية الفلسطينية، بوصفها قضية دولية، إلى قضية إقليمية تُدار من قبلها فقط، بوصفها قوةً عسكرية إقليمية قادرة على التأثير في السياسات الدولية. في مواجهة الغطرسة الإسرائيلية، يعود العراق ليكون محوراً للجغرافيا السياسية في المنطقة، وليس من منطق تل أبيب المرفوض من جميع دول الإقليم الفاعلة، التي تُحاول تجنيبه أن يكون مساحةَ صراع دولي-إقليمي جديد، وتدفعه للتأقلم مع متغيّرات السابع من أكتوبر، التي أسقطت المنهجَ الإقليميَّ الإيراني، الذي كانَ أحد نتائج 11 سبتمبر، وأوقفت توسُّعَه. وهذا ما ينعكس على الداخل العراقي عامةً، والشيعي خاصةً، بوصفهم الكتلة الديمغرافية الأكبر التي تحكم الدولةَ وتدير السلطة. وبما أنَّ الدولة لم تزل معلّقة، فإنَّ السلطة ليست مسؤولية الفاعل السياسي الشيعي وحدَه، لكنَّه المُطالب أكثرَ من غيره من الجماعات بتصحيحِ المسار السياسي للعراق. يواجه الفاعل السياسي الشيعي اليومَ استحقاقاتٍ داخليةً وخارجية، مرتبطة ومتزامنة، فهو الذي حافظَ على السلطة، لكنَّه فشل في إنتاج مشروع دولة. أمَّا مشروعُه الخاص، بشقّيه العقائدي والمسلّح، فهو في مواجهة مصيرية؛ فالسّلاحُ خارج الدولة أثبت فشلَه، والسّلاحُ خارج حدود الدولة أصبح تهديداً للدولة. وهو بحاجة الآن إلى فكّ الارتباط بين ثنائية الدولة والسلطة، وثنائية السلطة والسلاح، بوصفها بُعداً عقائدياً واحداً. أمَّا الدولة والسلطة، فإنَّ الظروف الإقليمية والدولية تفرض عليهما معالجة مختلفة، بعيداً عن تدوير الزوايا الذي اعتيدَ عليه. فالمسألة في العراق وطنية-شيعية مركّبة، تفرض على الأغلبية الشيعية، صاحبةِ السلطة والدولة، ليس فقط «حوار الشجعان»، بل «تنازل الشجعان»، بدايةً من اختيار رئيس الحكومة، والمطلوب أن يكون قائداً لا زعيماً أو موظفاً، يدير الحكومةَ والوزراء وفقاً لظروف الدولة، وليس خضوعاً للسلطة. فالاستحقاقات السياسية والمالية، خصوصاً، تُنذر بمخاطر كبيرة قد تطيح بالجميع إذا لم تُعالج بطريقة علمية وصحيحة. وعليه، فإنَّ نظام 2003 يفقد صِمَامَاتِ أمانِه؛ فطهران تتراجع، وواشنطن اختلفت مقاربتُها، وتل أبيب تستمر في غطرستها، والنجف تنأى بنفسها. فأيُّ خطأ في الحسابات كفيلٌ إمَّا بإطاحة ما تبقّى من نظام 11 سبتمبر الإقليمي، وإما بتغيير وقائعه.

 

2026... عام التوضيحات؟

أمير طاهري/الشرق الأوسط»/25 كانون الأول/2025

في بعض الحضارات القديمة، كان يُمنح لكل عام اسمٌ بدلاً من رقم؛ فكان هناك مثلاً «عام الجراد»، أو «عام الفيضان»، أو «عام الحصاد الذهبي». وعلى نهج ذلك التقليد، فما هو المسمى الذي تعتقد أنه يناسب عام 2025؟

أحد المقترحات هو «عام الانطباعات». يمكن تبرير ذلك الاسم بالإشارة إلى عشرات المحاولات المجهضة لإحلال السلام في مختلف أنحاء العالم، والتسويات الهشة بشأن الرسوم الجمركية والتجارة، وحالة الجمود التي تتخفى تحت رداء النشاط المفرط. ففي العام الذي يُلملم أوراقه، قضى القادة وقتاً أطول في الانتقال من مكان إلى آخر، وإلقاء الخطابات، وإجراء المقابلات التلفزيونية، وقص شرائط الافتتاح، ومصافحة الجماهير، أكثر مما قضوه في مواجهة القضايا الجوهرية القائمة. إن «الانطباعية» هي مدرسة في الرسم لا تُعرض فيها الأشياء الحقيقية بصورة فوتوغرافية أبداً؛ فأنت ترى شكلاً يشبه الشجرة لكنه ليس شجرة، وتشاهد ظلاً بشرياً قد يوحي بأنه راقص «فلامنكو» لكنه في الحقيقة ليس كذلك. وهكذا، في «السياسة الانطباعية»، تجد أقوالاً وأفعالاً تُلمح إلى الحقائق من دون أن تضعها فعلياً في إطار محدد. إليكم بعض الأمثلة: من المفترض أن «النظام العالمي القديم» يتداعى، لكن عند الفحص الدقيق فيه، نراه مستقراً في حالة ترنحه ذاتها. ومن المفترض أن الولايات المتحدة في طريقها لمغادرة حلف الناتو، لكنها في الواقع تزيد من وجودها العسكري في أوروبا. ويبدو أنَّ هناك اتفاق سلام مغرياً بات قاب قوسين أو أدنى في أوكرانيا، غير أنه ينزلق دائماً من بين الأصابع مثل سمكة رشيقة. تكشف الستار عن خطة لامعة لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لكنها سرعان ما تتلاشى في ظلال بالغة العمق. أما الجمهورية الإسلامية في إيران، فتظهر تارة في مظهر المرتدع، لكنها سرعان ما تعاود الظهور بخطاب أكثر تحدياً. والصين التي تبدو على وشك غزو تايوان، تتقهقر بحذر في كل مرة. كما كان «الاستعراض الأخلاقي» أو «التظاهر بالفضيلة» سمة رئيسية أخرى لعام 2025؛ إذ انبرت بلدان مختلفة وعشرات الشخصيات العامة، ناهيكم عن «كل من هبّ ودب»، في الإعراب عن شديد آلامهم دفاعاً عن هذه الضحية أو تلك، حقيقية كانت أم خيالية، مع أصوات تطالب بوقف الإبادة الجماعية والتنديد بالجرائم ضد الإنسانية، مع دعوات المقاطعة تُعزفُ كموسيقى تصويرية في خلفية الأحداث. بكلمات أخرى، كان عام 2025 عاماً من «الألاعيب السياسية» أو المسرحيات الهزلية. ولكن ماذا عن عام 2026؟ إحدى الإجابات البديهية هي أن هذه المسرحية قد تستمر؛ فممارسة السياسة كفنٍّ للإيماءات والحركات الاستعراضية أسهل بكثير من ممارستها كحرفةٍ رآها أرسطو ذروة البراعة البشرية. ومع ذلك، وعلى الرغم من مخاطرة الظهور بمظهر المحلل «المفرط في التفاؤل»، قد يأمل المرء في أن يصبح عام 2026 عاماً لـ«الإيضاحات»، حيث تتجسد الصور الانطباعية المرسومة هنا وهناك وتتحول إلى حقائق ملموسة.

ولكي يتحقق هذا الأمل، يجب أن تحدث أمور عدة؛ إذ ينبغي للرئيس دونالد ترمب أن يقضي وقتاً أقل في رعاية حسابه على منصة «سوشيال تروث»، ويركز أكثر على استراتيجية رابحة لانتخابات التجديد النصفي المقبلة. فخصومه بدأوا بالفعل في الاحتفال، وتأهبت أنفسهم توقعاً لخسارته وتحوله إلى «بطة عرجاء»، أي رئيس بلا نفوذ. بيد أن العكس يبدو أكثر احتمالاً؛ مع تحقيق ترمب فوزاً كبيراً، ومعاناة الحزب الديمقراطي - المشلول جراء جناحه اليساري ذي الرعونة - من هزيمة تاريخية مجددة. وكما أظهرت الانتخابات الأخيرة في أميركا اللاتينية، فإن «السياسة الترمبية» لا تزال الرياح تجري بما تشتهيه سفنها في جميع أنحاء العالم. إن الاتحاد الأوروبي، الذي قد يوصف الآن بـ«رجل أوروبا المريض»، قد يجد نفسه مضطراً لإعادة التفكير في هيكله المعيب بكل وضوح، وذلك من أجل استعادة دور عالمي يتلاءم مع قوته الاقتصادية ومكانته الثقافية. أما الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، فعليه التوقف عن مُراكمة «أميال الطيران» بالسفر المتواصل والتركيز بصورة أكبر على تطهير صفوفه وترتيب بيته الداخلي والاستعداد للانتخابات. وأفضل ما يمكن فعله هو وقف النزيف. وحلف الناتو لا يسير على طريق الزوال، ولكن لكي يظل ذا صلة بالواقع، يجب عليه مقاومة إغراءات الظهور لاعباً مستقلاً. ففي هذا السياق، كان الخطاب الأخير للأمين العام للحلف مارك روته - الذي بدا فيه وكأنه يعتقد أن الناتو في حالة حرب بالفعل مع روسيا - بمثابة «زلة» مفاجئة من سياسي مخضرم عُرف بحذره ودهائه الشديد. من جانبه، يجب على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن يدرك أن الحرب في أوكرانيا لا يمكن أن تنتهي وفق شروطه الخاصة. وفي الصين، بدأ الرئيس شي جينبينغ يدرك أن هناك أولويات أخرى لديه أكثر أهمية من ضم تايوان. فبعيداً عن العناوين الرئيسية، بدأت نخبة أعمال جديدة صاعدة - محصنة داخل الحزب الشيوعي - تشعر بالقوة الكافية لتوجيه انتقادات ضمنية لجوانب معينة. أما اليابان، فإنها تعيد تنظيم صفوفها للدخول إلى الساحة العالمية لاعباً سياسياً نشطاً، بينما تكشف عن برنامج طموح لمعالجة العجز الديموغرافي الكارثي الذي تعاني منه. وفي الشرق الأوسط، من شأن الحديث عن «حل الدولتين» أن يستمر، ريثما يُتوصل إلى صيغة تعايش مفترضة. بدأت عشرات الشركات العالمية بالفعل تتحين الفرص طمعاً في عقود مغرية لإعادة إعمار سوريا. بيد أن ذلك لن يكون ممكناً من دون استقرار لبنان أولاً كدولة ذات سيادة، حتى يكون مقراً إقليمياً للشركات المتأهبة لإعادة إعمار سوريا، حينما - وإذا ما - نجحت حكومتها الجديدة في فرض سيادتها وقرارها على كامل ترابها الوطني. أما إيران، فتظل «لغزاً مفعماً بالغموض». ففي الحكايات الشعبية الفارسية، غالباً ما يصل الأبطال إلى مفترق طرق يُطرح فيه سؤال «ماذا أفعل الآن؟». وبينما لا تزال تركيا تصارع أزمة هوية تحت قيادة الرئيس رجب طيب إردوغان، فإنها تبدو نافورةً لا تزال تندفع للأعلى أكثر فأكثر. لكننا نعلم أن النوافير تهوي عندما تصل إلى أقصى نقطة في اندفاعها. وفي النهاية يجب التعامل مع ما ورد أعلاه كملحوظات، وليس توقعات، وعام سعيد لكم.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

البطريرك الراعي في قداس الميلاد: لبنان لا يُبنى بالكلمات وحدها بل بالقرارات الحكيمة

المركزية/25 كانون الأول/2025

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي قداس الميلاد في الصرح البطريركي في بكركي، بحضور رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وعقيلته السيدة نعمت عون وفاعليات.

وقال الراعي في عظته التي حملت عنوان: "أبشّركم بفرح عظيم": "يشرّفني أن أرحّب بكم، وبعقيلتكم السيدة اللبنانية الأولى، للاحتفال معاً، ومع هذا الجمهور من أصحاب المعالي والسعادة وسائر المقامات والمؤمنين بعيد ميلاد كلمة الله التي صارت بشراً يسوع المسيح فادي الإنسان ومخلّص العالم. بحضوركم، فخامة الرئيس، يكتمل العيد، لأنه يكتمل حين يلتقي الإيمان بالمسؤولية، والرجاء بالالتزام، والكنيسة بالوطن. نعايدكم من القلب، ونتمنّى لكم عيدًا مليئًا بالحكمة والسلام، وأن يكون هذا الميلاد خير وبركة لمسيرتكم في خدمة لبنان، لينعم بالاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي. كما نعايد جميع الحاضرين معنا، ونوجه معايدة محبة لكل من يتابعنا ويشاركنا هذا الاحتفال عبر وسائل الاعلام المرئية والمسموعة، من قرب او من بعد، سائلين الرب ان يفيض على الجميع نعمة الميلاد وفرحه وسلامه، فتسود المحبة ورغد العيش معا".  وتابع: "عندما صدر أمر من الامبراطور الروماني أغسطوس قيصر بإحصاء سكان المسكونة كلها، ولدت العذراء مريم ابنها الإلهي يسوع المسيح، وسُجّل في سجل البشر على خانة يوسف ومريم. لم يأتِ المسيح كفكرة سماوية عابرة بل كإنسان حقيقي له أم وأب شرعي واسم، وله مكان. هذا هو عمق التجسد: الإله صار واحداً منّا ليخلّصنا من الداخل. ليتورجيًا، لا تحتفل الكنيسة اليوم بذكرى ماضية، بل بسرّ حاضر ومتجدّد. «اليوم وُلد لكم مخلّص». هذا الـ«اليوم» هو زمن الله المفتوح، الذي يدخل فيه إلى حياتنا باستمرار. الليتورجيا تجعلنا شهودًا على الميلاد، لا متفرّجين عليه، وتدعونا أن نكون رعاة هذا الزمن، نسهر ونصغي وننطلق. الرعاة كانوا أول من سمع الخبر، لأنهم كانوا في حالة السهر، في الإصغاء، في الاستعداد. هكذا تدعونا الكنيسة اليوم أن نستقبل يسوع بقلوب يقظة، لا مغلقة، وبحياة منفتحة على حضوره. في الميلاد نحتفل بميلاد راعينا، الذي جاء ليحملنا على كتفيه، لا ليديننا بل ليخلّصنا. الليتورجيا تعلّمنا أن الله يولد حيث يوجد تواضع، وحيث تُفتح المغارة الداخلية. فميلاد المسيح ليس حدثًا خارجيًا فقط، بل دعوة لأن يولد في حياتنا، في عائلاتنا، وفي قلب عالم متعب ينتظر خلاصه. من بشرى الميلاد، نتوجّه اليوم إلى واقع وطننا لبنان. «وُلد لكم مخلّص» هذه ليست عبارة روحية فقط، بل نداء حياة لشعب تعب من الأزمات، وينتظر فجرًا جديدًا. بميلاد يسوع نطمئن، بميلاده نرتفع فوق الخوف، وبميلاده نؤمن أن الظلمة ليست قدرًا. ميلاد يسوع هو يوم السلام، لأن الطفل المولود هو «أمير السلام». هو يوم المحبة، لأن الله اختار أن يحبّ حتى النهاية. هو يوم المصالحة، لأن السماء تصالحت مع الأرض. وهو يوم البداية، لأن الله لا يغلق باب الرجاء أبدًا".

وقال: "عيد الميلاد هو يوم البداية الجديدة. يوم نقول فيه: كفى حروبًا، كفى انقسامات، كفى خوفًا على المستقبل. هو يوم نرفع فيه رؤوسنا ونقول: نعم، يمكن للبنان أن يقوم، يمكنه أن يشفى، ويمكنه أن يكون وطن السلام.  في هذا العيد، وبحضور فخامة رئيس الجمهورية، نرفع صلاة صادقة من أجل لبنان: أن يكون هذا الميلاد بداية مرحلة جديدة، مرحلة تُرمَّم فيها الثقة، وتُستعاد فيها هيبة الدولة، وتُصان فيها المؤسسات، ويُعاد فيها الاعتبار للدستور، وللقانون، وللقيم التي قام عليها هذا الوطن. فلبنان لا يُبنى بالكلمات وحدها، بل بالأفعال الشجاعة، وبالقرارات الحكيمة، وبالإرادة الصادقة في خدمة الخير العام. ميلاد يسوع يذكّرنا بأن القوة الحقيقية ليست في الصراع، بل في المصالحة؛ ليست في الغلبة، بل في اللقاء؛ ليست في الانقسام، بل في الوحدة. هذا الوطن، بتنوّعه وغناه الإنساني، مدعوّ اليوم أكثر من أي وقت مضى ليكون وطن العيش معًا، لا العيش ضدّ بعضنا البعض، وطن الشراكة لا الإقصاء، وطن الرجاء لا الإحباط". وختم الراعي: "فليكن عيد الميلاد هذا العام عيد التزام وطني جديد، عيد سلام يُزرع في القلوب قبل أن يُعلن في الخطابات، عيد محبّة تتحوّل إلى أفعال، وعيد رجاء يُترجم ببناء الإنسان وحماية الوطن. وبميلاد المسيح، نصلّي أن يولد لبنان من جديد، أكثر عدالة، أكثر وحدة، وأكثر وفاء لرسالته في هذا الشرق والعالم، فنرفع المجد والشكر للآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

 

المطران عودة في عظة الميلاد: نحتفل فيما الدولة لم تلتقط أنفاسها بعد ولم يُسمَح لها بفرض الوجود

المركزية/25 كانون الأول/2025

تـــرأس مــتـروبــولـيـت بـيــروت وتــوابـعـهـا للروم الأورثوذكس المـطـــران الــيــاس عـــودة خــدمــة قـــداس الـمـيـــلاد فــي كــاتــدرائــيــة الــقـــديـس جــاورجـيـــوس بحضور جمع من المؤمنين.

وفي عظته، قال عودة: "نَـقِـفُ الـيَـوْمَ أَمامَ مِـيلادِ مُخَـلِّـصِ العـالَـمِ، لا كَحَـدَثٍ تاريخِـيٍّ مَـضى، ولا كَـذِكـرى نُـزَيِّـنُ لها الـشَّـوارِعَ والمَـنازِلَ، بَـلْ كَحَـقِـيـقَـةٍ خَلاصِـيَّـةٍ حَـيَّةٍ تَـهُـزُّ كَـيانَ الإِنْـسانِ وتَـدْعُـوهُ إلى مُـراجَعَـةِ ذاتِـهِ وحَـياتِهِ ومَـوْقِـعِـهِ في هَـذا العـالَـم. مـيلادُ الـُمخَـلِّـص هُـوَ إِعْـلانُ اللهِ الحاسِـمُ أَنَّهُ لَـمْ يَـتْـرُكِ الإِنْـسانَ فَـرِيـسَةً لِـلـظُّـلْـمَـةِ والـخَطـيـئةِ والـمَـوْت، بَـلْ دَخَـلَ بِـنَـفْـسِهِ تـارِيخَـنـا، ولَـبِـسَ جَـسَـدَنـا، وَاخْـتَـبَـرَ ضُعْــفَــنـا وخَـوْفَـنـا، لِـيُـقِـيـمَـنا مَعَـهُ في نـورِ الحَياة. نَعَـم، «الـكَـلِـمَةُ صارَ جَسَـدًا وحَـلَّ بَـيْـنَـنا، ورَأَيْـنـا مَجْـدَهُ، مَجَـدًا كَـما لِـوَحِـيـدٍ مِـنَ الآبِ، مَـمْـلُـوءًا نِعْـمَةً وحَـقًّـا". أضاف: "في مـيلادِ الـمَـسـيحِ نَـشـهَـدُ إِنْـقِـلابًـا جَـذْرِيًّـا في مَـنْـطِـقِ هَـذا العـالَـمِ الَّـذي يَـبْـنِي الـمَجْـدَ عـلى الـقُـوَّةِ، والعَـظَـمَةَ عـلى الـتَّـسَـلُّـطِ، والـنَّجاحَ عـلى إِقْـصاءِ الآخَـرِ وتَحْـطـيـمِه. اللهُ اخْـتـارَ طَـرِيقًـا مُغـايِـرًا. إِخْـتـارَ أَنْ يَـأْتِـي طِـفْـلًا ضَعِـيـفًـا، لا يَـمْـلِـكُ شَـيْـئًا، مَـوْلُـودًا في مَغـارَةٍ، مَـوْضُوعًـا في مِـذْوَدٍ، مُحاطًـا بِـرُعـاةٍ وغُـرَباء، لا بِـمُـلـوكٍ وجُـيـوش. وكَـأَنَّ اللهَ أَرادَ مُـنْـذُ الـلَّحْـظَـةِ الأُولى أَنْ يُعْـلِـنَ أَنَّ الخَلاصَ لا يُـبْـنَى عـلى الـقَهْـرِ أَوْ يُـفْـرَضُ بِالـقُـوَّةِ، بَـلْ يُعْـطَـى بِالـمَحَـبَّـةِ والإِتِّـضاع". وتابع عودة عظته قائلاً: "يَـقـولُ الـقِـدِّيـسُ إِسْحَـقُ الـسُّـرْيانِيُّ: «حَـيْـثُ الإِتِّـضاعُ، هُـناكَ يَحِـلُّ الله». هَـذا الإِتِّـضاعُ الإِلَـهِـيُّ لَـيْسَ تَـفْـصـيلًا ثـانَـوِيًّـا في إِيـمانِـنا، بـل هـو قَـلْـبُ الإِنْجـيـل. الـمَـسِيحُ لَـمْ يَـتَّـضِعْ فَـقَـطْ في مِـيلادِهِ، بَـلْ جَعَـلَ الـتَّـواضُعَ نَـهْـجَ حَـياتِـهِ كُـلِّـها، حَـتَّى الـصَّلـيـب. فَـمِـنَ الـمِـذْوَدِ إلى الجُـلْجُـلَـةِ، نَـرى إِلَـهًـا يَخْـدِمُ الإِنْـسانَ عِـوَضَ أَنْ يُـطَـالِـبَهُ بِخِـدْمَـتِـه، ويَـبْـذُلُ ذاتَهُ عِـوَضَ أَنْ يَـطْـلُـبَ ذَبـيحَةً. لِـذَلِـكَ يَـقـولُ الـرَّبُّ: «مَـنْ أَرادَ أَنْ يَـكـونَ فِـيـكُـمْ عَـظِـيـمًـا، فَـلْـيَـكُـنْ لَـكُـمْ خـادِمًـا» (متى20: 26). الـمِـيلادُ مَـدْرَسَةٌ جَـدِيـدَةٌ لِـلإِنْـسان، تُعَـلِّـمُهُ كَـيْـفَ يَـكُـونُ عَـظِـيـمًـا بِالـمَحَـبَّـةِ، قَـوِيًّـا بِالـتَّـواضُعِ، غَـنِـيًّـا بِـالـرَحْمَةِ والعَـطـاء، صانِـعَ سَـلام. هَـذا الـسِّـرُّ العَـظِـيـمُ يُـسـاءُ فَهْـمُـهُ حِـيـنَ يَـتَحَـوَّلُ العِـيدُ إلى مُجَـرَّدِ تَـقْـلِـيـدٍ إِجْـتِـماعِـيٍّ أَوْ مَـوْسِـمٍ إِسْـتِـهْـلاكِـيّ. هَـذا ما يَحَـصَـلُ في الـعـالَـمِ وَفي مَعْــظَـمِ الـمُـدُنِ والـشَّـوارِعِ الـلُّـبْـنانِـيَّـةِ، حَـيْـثُ يَـتَـنـافَـسُ الجَميعُ عـلى إقـامَةِ أكْـبَـرِ أَوْ أَجْـمَـلِ أو أغْــرَبِ شَجَـرَةٍ يُـسَـمّـونَـهـا شَـجَـرَةَ الـمـيلادِ لَـكِـنّـهـا لا تَـمُـتُّ إلى مَـعْــنى الـميلادِ بِـصِـلَـة. قَـد تَكـونُ وَسـيـلَـةً لإدْخالِ بَعْـضِ الـبَهْـجَةِ إلى القُـلوبِ  أو إنْعـاشِ الإقْـتِصادِ، لَكِـنَّ الـمـيلادَ لَـيْـسَ زِيـنَةً ولا مَـوائِـدَ، بَـلْ دَعْـوَةٌ إلى وِلادَةٍ جَـديـدَة. هَـلْ نَعـي مَعْـنى وِلادَةِ الـطِـفْـلِ الإلَهـيّ فـي عـالَـمِـنـا؟ وَهَـلْ نَـسْـمَحُ لِـلمَـسِـيحِ بِـأَنْ يُـولَـدَ في قُـلـوبِـنا؟ هَـلْ تَغَـيَّـرَ فـيـنـا شَـيْءٌ مِـنْ خِـلالِ هَـذا الـسِّـرِّ؟ أَمْ نَكْـتَـفِـي بِـالمَـظـاهِـرِ الـزائِـلَـةِ فـيـما قُـلُـوبُـنا مُغْـلَـقَةٌ، وعَـلاقـاتُـنا مَـكْـسُـورَةٌ، وأَنانِـيَّـتُـنا مُـسَـيْـطِـرَة؟".

كما أكد أنّ "عَـيْـشُ المِـيلادِ الـيَـوْمَ يَعْــنِي أَنْ نَعِـيـشَ مَـنْـطِـقَ المَـسـيحِ في عالَـمٍ تَحْـكُـمُـهُ المَـصالِـحُ والأَنانِـيَّـةُ، وأَنْ نَخْـتـارَ الحَـقَّ ولَـوْ كانَ الـخَـيـارُ مُـكْـلِـفًـا، والمَحَـبَّـةَ ولَـوْ بَـدَتْ ضُعْــفًـا، والخِـدْمَةَ دونَ انْـتِـظارِ مُـكافَـأة. يَـقـولُ الـقِـدِّيـسُ غـريغـوريوسُ اللَّاهـوتِيُّ: «فَـلْـنُـكْـرِّمْ مِـيلادَ المَـسـيحِ، لا بِالأَطْـعِـمَةِ والـشَّـرابِ، بَـلْ بِـالأَعْـمالِ الـصَّالِحَةِ ونَـقـاوَةِ الـقَـلْـب». فَحَـيْـثُ يُـولَـدُ المَـسِـيحُ يُـولَـدُ مَعَـهُ إِنْـسانٌ جَـديـدٌ، لَـهُ فِـكْـرٌ جَـديـدٌ وسُلوكٌ جَـديـدٌ ونَـظْـرَةٌ جَـدِيـدَةٌ إلى الحَـياةِ وإلى الإنسان". وحول الوضع في لبنان، قال عودة: "نَحْـتَـفِـلُ بِعـيـدِ المِـيلادِ في وَطَـنِـنا لُـبْـنان فـيـما الجِـراحُ مَـفْـتُـوحَةٌ والأَوْجـاعُ كَـثِـيـرَةٌ والأَسْـئِـلَـةُ مَـصِـيـرِيَّـةٌ. نَحْـتَـفِـلُ والـمُـواطِـنُ مُـثْـقَـلٌ بِالهُـمومِ الـيَـوْمِيَّةِ، خائِـفٌ عـلى لُـقْـمَةِ عَـيْـشِهِ وصِحَّـتِـهِ، وقَـلِـقٌ عـلـى مُـسْـتَـقْـبَـلِ أَوْلادِهِ"، مشيراً إلى أنّه "نَحْـتَـفِـلُ فـيـما الـدَّوْلَـةُ لَـمْ تَـلْـتَـقِـطْ أنْـفـاسَهـا بَعْــدُ، وَلَـمْ يُـسْـمَحْ لَـهـا بِـفَـرْضِ الـوُجـود، والمُـؤَسَّـساتُ مـا زالـتْ مُسْـتَـضْعَــفَـةً، يَـتَحَكَّـمُ بِهـا ذَوو النُـفـوذ، والإنْـقِـساماتُ مـا زالَـتْ عَـمـيـقَـةً، والـتَـشَـبُّـثُ بِالـرَأيِ أو المُكْـتَـسَـباتِ يَـزْدادُ، والإسْتِهْـتـارُ بالـدُسْـتورِ والـقَـوانـيـن مـا زال سِـلاحَ الجَـمـيعِ، ما يُـفْـقِـدُ الـثِّـقَـةَ بَـيْـنَهـم ويُـعَـمِّـقُ الخِلافات. نَحْـتَـفِـلُ فـيـما الـمُـواطـنـون يُعـانون، يَـشْـعُـرونَ بِـأَنَّهُـمْ مَـتْـروكـونَ، غَـيْـرُ مَـسْـمـوعـيـنَ، وغَـيْـرُ مَـرْئِـيِّـيـن".

أضاف: "في هـذا الـواقِـعِ، يَـأْتِـي المِـيـلادُ لِـيَـضَعَــنـا أَمامَ مَـسْـؤُولِـيَّـتِـنا الـوَطَـنِـيَّةِ والأَخْلاقِـيَّـةِ والـرُّوحِـيَّة. فَـالإِيمانُ لَـيْـسَ انْـفِـصالًا عَـنِ الـشَّـأْنِ العـامّ، ولا الـكَـنِـيـسَةُ مَـدْعُـوَّةٌ إلى الصَّـمْـتِ أَمامَ الـظُّـلْـمِ أوِ الخَطَـأ. بِـتَّـجَـسُّـدِهِ دَخَـلَ اللهُ حَـياةَ الـبَـشَـرِ بِـكُـلِّ أَبْعـادِهـا، لِـذَلِـكَ لا يُـمْـكِـنُـنا أَنْ نَـفْـصِـلَ بَـيْـنَ إِيـمـانِـنا وسُـلُـوكِـنـا كَـمُـواطِـنِـيـنَ، ولا بَـيْـنَ صَلاتِـنا ومَـوْقِـفِـنـا مِـنَ الـفَـقْـرِ والـفَـسـادِ والـظُّـلْـمِ والـقَـتْـلِ والإِسْـتِـغْـلال. قالَ الـرَبُّ يسوع: «روحُ الـربِّ عَـلَيَّ لأنَّـه مَـسَـحَـني لأُبَـشِّـرَ الـمَساكـيـن، أرسَـلَـني لأشْـفـي المُـنْـكَـسِـريّ الـقُـلـوب، لِأُنـادي لِـلـمَأْسـوريـن بِالإطْـلاقِ وَلِـلعُـمْيِ بِالـبَصَرِ، وَأُطْـلِـقَ المُـنْسَحِـقـيـنَ في الحُرِّيَّة» (لـو 4: 18)". وقال: "فَـيا مَـنْ أُوكِـلَـتْ إِلَـيْـكُـمْ شُـؤُونُ هَـذا الـوَطَـن، الـمِـيـلادُ يُـذَكِّـرُكُـمْ بِـأَنَّ الـسُّـلْـطَـةَ لَـيْـسَـتْ إِمْـتِـيـازًا بَـلْ خِـدْمَةٌ، وأَنَّ الـمَـرْكَـزَ لَـيْـسَ مُـلْـكًـا شَخْـصِـيًّـا بَـلْ أَمانَةٌ. الـمَـسـيحُ، رَبُّ الـمَجْـدِ، لَـمْ يَـأْتِ لِـيُخْـدَمَ بَـلْ لِـيَخْـدِمَ، فَـكَـيْـفَ بِـمَـنْ أُمِّـنـوا عـلى شَعْــبٍ مَجْـرُوحٍ ومُـتَـأَلِّـم؟ الـشَّعْـبُ لَـيْـسَ قَـطـيعـاً يُـقـادُ بِحَسَبِ مـا يُـنـاسِبُ المَـصالِحَ، ، ولا وَرَقَـةَ ضَغْــطٍ لِـنَـيْـلِ الـمَـكاسِـبِ، ولا أَصْـواتًـا تُـسْـتَـعْـمَـلُ في الـمَـواسِـمِ ثُـمَّ تُـنْـسَـى. الـشَّعْــبُ وُجـوهٌ حَـقِـيـقِـيَّةٌ، عـائِلاتٌ تَـتَـأَلَّـمُ، شُـبَّـانٌ يُهـاجِـرونَ، شُـيـوخٌ مَـتْـروكـون، أطْـفالٌ يَـسْـتَـعْـطون، مَـظْـلـومـونَ يَـنْـتَـظِـرُونَ العَـدالَـةَ. الـمِـيلادُ يَـدْعُـوكُـمْ إلى الـنُّـزولِ مِـنْ أَبْـراجِ الخُـطـابـاتِ إلى مَغـارَةِ الـواقِـعِ، وإلى رُؤيَـةِ واقِعِ الـنَّـاسِ كَـمـا هُـوَ. يَـقـولُ الـقِـدِّيـسُ يُـوحَـنَّـا الـذَّهَـبِيُّ الـفَـم: «مَـنْ لا يَهْـتَـمُّ بِـأَخِـيهِ الإِنْـسـانِ، لا يَعْـرِفُ اللهَ كَـما يَـنْـبَـغِـي». أولـى واجِـبـاتِ الـمَسْـؤولِ أنْ يَعـي حاجاتِ شَعْـبِهِ وأن يَعْـمَـلَ عـلى تَـلْـبِـيَـتِـهـا، كَما أنَّ أولـى مَهامِ الحاكِـمِ أنْ تَعُـمَّ الـمُسـاواةُ والعَـدْلُ فـي رَعِـيَّـتِـه". كما لفت إلى أنّ "الـمِـيلادُ يُـخـاطِـبُـنا أيضاً كَـمُـواطِــنِـيـنَ. الـمَـسْـؤُولِـيَّةُ لا تَـقَعُ فَـقَـطْ عـلى مَـنْ هُـمْ في الحُـكْـمِ، بَـلْ عـلى كُـلِّ واحِـدٍ مِـنّـا. الـمِـيلادُ يَـدْعُـونـا إلى رَفْـضِ ثَـقـافَـةِ اللَّامُـبـالاةِ، والخُـروجِ مِـنْ مَـنْـطِـقِ الـشَّـكْـوَى العَــقِـيـمَةِ، وتَحَـمُّـلِ مَسْؤولِـيَّـتِـنا في بِـناءِ مُجْـتَـمَعٍ أَكْـثَـرَ عَـدْلًا وصِدْقًـا وإنـصـافًـا. يَـدْعـونـا إلى تَـرْبِـيَةِ أَولادِنا عـلى الـقِـيَـمِ لا عـلى الـتَحايُـلِ عـلى الـقـانـونِ واسْـتِغْلالِ الآخـر، وعـلى الخِـدْمَةِ لا عـلى الـمَصْلَحَة، وعـلى الأَمانَةِ لا عـلى اسْتِغْـلالِ النُـفـوذ. لَـوْ أَهْـمَـلَ الـرَبُّ شَعْـبَهُ وعـامَـلَهُ بِحَسَـبِ أعْـمالِهِ وَعُـقـوقِـهِ هَلْ كانَ تَـنازَلَ وأفْـرَغَ ذاتَهُ وَتَجَسَّـدَ مُـتَّخِـذاً طَـبـيعَـتَـنـا لِـيُخَـلِّصَهـا؟

أيُّهـا الأَحِـبَّـة، إِنَّ الـتَّـواضُعَ والـمَحَـبَّـةَ الـلَّـذَيْـنِ أَعْـلَـنَهُـما الـمَـسِـيحُ بِـمِـيلادِهِ هُـما الـطَّـرِيـقُ الـوَحِـيـدُ لِـلخُـروجِ مِـنْ أَزَمَـتِـنا العَـمِـيـقَـة".

وتابع: "لا خَلاصَ لِـوَطَـنِـنا بِلا مُـصالَحَةٍ حَـقِـيـقِـيَّـةٍ مَعَ الحَـقِّ، ولا قِـيـامَةَ بِلا صَـلِـيـبٍ، ولا مِـيلادَ بِلا تَـوْبَـةٍ. اللهُ لا يَـفْـرِضُ خَلاصَهُ، لَـكِـنَّهُ يَـضَعُــهُ أَمامَـنا كَـدَعْـوَةٍ، فَـإِمَّـا أَنْ نَـقْـبَـلَ مَـنْـطِـقَ الـمِـذْوَدِ، أَوْ نَـبْـقَى أَسْـرَى مَـنْـطِـقِ الـقُـصـورِ الـوَهْـمِـيَّةِ الّـتي تَـنْهـارُ عـلى ساكِـنِـيـها. لِـنَـتَـذَكَّـرْ دَومًا أنَّـنـا زائِلـون وَأنَّ الإنْسانَ لا يَعْـرِفُ مَـتى تَـأتي ساعَـتُـهُ، وأنَّـهَ يَـذْهَـبُ خالي الـيَـدَيْـن، لا يَحْمِـلُ مَعَـهُ إلاّ تَواضُعَـهُ وأعْـمالَـهُ، لِـذلِـكَ، عِـوَضَ تَـضْيـيعِ الأيّـامِ في مُلاحَـقَـةِ الشَهَـواتِ وَجَـمْعِ الـثَـرَواتِ والإساءَةِ إلى الإخْـوَةِ، لِــيَـكُـنْ  ذِكْـرُ المَـوْتِ ماثِـلاً أمامَـنـا، لا يَغـيـبُ عَـنْ أذْهـانِـنا، كَما يَـفْـعَــلُ الـرُهْـبانُ، لِـكَـي تَـكونَ حَـياتُـنا مَجالاً لِـتَـوْبَةٍ مُسْتَـمِـرّةٍ، ومُـمارَسَةِ المَحَـبَّـةِ والرَحْـمَـةِ والخَيْـرِ، مَجالاً لِـلسَلامِ مَعَ أنْـفُـسِـنـا وَمَعَ إخْوَتِـنـا. فَـلْـنَـرْفَـعِ صَلاتَـنا مِـنْ أَجْـلِ بَـلَـدِنـا الحَـبـيـب، عَـلَّهُ يَخْـلُـصُ مِـنْ مَـنْـطِـقِ الأَسْـلِـحَـةِ الـفِـعْـلِـيَّةِ والكَلامِيَّة، وَمِنْ سَـيْـطَـرَةِ الأنا وطُـغْــيـانِ الحَسَدِ والحِقْـدِ والـمَصْلَحَة، فَـيُـولَـدُ الـمَـسـيحُ في ضَـمائِـرِ الجَـمـيعِ وَيَـنْـعَـكِسُ خَـيْـراً في سُلوكِهِم وَقَـراراتِهِـم وخَـيـاراتِهِـم. لِـنُصَلِّ مِنْ أجْلِ أنْ يُـعْـتِـقَ الـرَبُّ الإلَهُ شَعْـبَ لبنانَ مِنْ كُـلِّ ما يُـكَـبِّـلُ حَـياتَهُ، وَيَـمْـنَحَهُ السَلامَ والكَـرامَةَ التي تَـلـيـقُ بِـأبْـناءِ الله. ولِنَـرْفَعِ الصَلاةَ مِـنْ أجْـلِ كُـلِّ مُـتَـأَلِّـمٍ وَمَـريضٍ وَمَـقْـهـورٍ وَمَخْطوف، ومِنْ أجْلِ أنْ يُعـيدَ إلَـيْـنا أَخَـوَيْـنـا الـمُطـرانَـيْـن بـولُـس ويـوحَـنَّـا سالِـمَـيْـن". وختم عظة الميلاد بالقول: "أَلا سَـكَـنَ الـنُّـورُ الـمُـشْـرِقُ مِـنْ بَـيْـتَ لَحْـمَ قُـلوبَـكُـم، وحَـوَّلَ طُـرُقَ حَـيَـاتِـكُـمْ مِـنْ ظُـلُـماتِ هَـذا الـدَّهْـرِ الـفـاسِدِ الخَـدَّاعِ إلى نُـورٍ يَـشِعُّ مِـنْـكُـمْ لِـيُـنـيـرَ العـالَـمَ، آمين".

 

الرئيس عون من بكركي: اتصالاتنا الدبلوماسية لم تتوقف لابعاد شبح الحرب عن لبنان

المركزية/25 كانون الأول/2025

شدد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون انه ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام مصممون على اجراء الانتخابات النيابية في موعدها، لافتا الى ان على مجلس النواب ان يلعب دوره في هذا الاطار. وجدد التأكيد ان قرار حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية اتخذ "ونحن سنكمل في الامر" مشيرا الى ان التطبيق  سيتم وفقا للظروف. وكشف ان اتصالات لبنان الدبلوماسية لم تتوقف لابعاد شبح الحرب عنه. كلام الرئيس عون جاء قبل مشاركته واللبنانية الأولى السيدة نعمت عون  في قداس عيد الميلاد في بكركي الذي ترأسه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي لمناسبة عيد الميلاد.

وحضر القداس الوزراء: ميشال منسى، جوعيسى الخوري، احمد الحجار، شارل الحاج، بول مرقص، مهى بيرقداريان، تمارا الزين، والنواب: إبراهيم كنعان، وندى البستاني، وسيمون ابي رميا، وشوقي دكاش، وسليم الصايغ، وزياد حواط، ووزراء ونواب سابقون وسفراء حاليون وسابقون، وقائد الجيش العماد رودولف هيكل،  ومدير عام  الامن العام اللواء حسن شقير، ومدير عام قوى الامن الداخلي اللواء رائد عبد الله، ومدير المخابرات العميد طوني قهوجي وقائد الدرك العميد جان عواد. كما حضر رئيس التفتيش المركزي جورج عطية، المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير، رئيس الرابطة المارونية مارون حلو، نقيب المحررين جوزف القصيفي، وعدد من مستشاري رئيس الجمهورية، ونجله خليل وزوجته، وقضاة، وفاعليات اقتصادية واجتماعية ونقابية، وعدد من القادة الأمنيين، وحشد من المؤمنين. وكان الرئيس عون وصل الى الصرح البطريركي قرابة التاسعة والدقيقة الخامسة والعشرين من صباح اليوم، حيث كان في استقباله عند مدخل الصرح المطرانان حنا علوان وأنطوان عوكر. وتوجه على الفور الى الصالون حيث كان في استقباله عند المدخل البطريرك  الماروني مار بشارة بطرس الراعي. وبعد التقاط الصور التذكارية، انتقل الرئيس عون والبطريرك الراعي الى مكتب البطريرك حيث عقدا خلوة استمرت حوالى نصف ساعة، عرضا خلالها التطورات المحلية، قبل ان تنضم اليها اللبنانية الأولى السيدة نعمت عون التي كانت وصلت الى بكركي عند الساعة التاسعة والخامسة والأربعين دقيقة.

تصريح الرئيس عون

وبعد الخلوة، غادر الرئيس عون مكتب البطريرك الراعي وتوجه الى الصحافيين الذين تواجدوا في الصرح معايدا إياهم بعيد الميلاد المجيد، وقال:" زيارتي اليوم الى بكركي هي طبيعية تقليدية لنقدم التهاني بمناسبة عيد الميلاد الى غبطة البطريرك. ومن خلالكم، اريد ان اعايد جميع اللبنانيين وأقول لهم ان شاء الله نشهد السنة المقبلة ولادة لبنان الجديد، لبنان- دولة المؤسسات لا دولة الأحزاب، لا دولة الطوائف، ولا دولة المذاهب، دولة الشفافية والمحاسبة.  من المؤكد في هذا العيد، هناك جرح نازف في الجنوب ولم يعد أهلنا اليه بعد، فيما لا يزال اسرانا في السجون الإسرائيلية، ولا تزال هناك اعتداءات آخرها اليوم في الجنوب والبقاع. ان شاء الله نشهد ولادة لبنان الجديد وننتهي من الحروب ونعيش السلام ". وعن قصده من القول أن لبنان خال من الأحزاب في حين ان  الديموقراطية تقوم على الاحزاب،  أجاب: "ذكروني متى قلت بلبنان خال من الأحزاب، فانا أقول بدولة المؤسسات لا دولة الأحزاب، وهناك فارق بين الاثنين، لم اقل مرة بلبنان خال من الأحزاب، ففي صلب الديموقراطية  هناك الأحزاب". وردا على سؤال حول عمل الدبلوماسية اللبنانية بالتوازي مع عمل لجنة الميكانيزم، اكد  الرئيس عون ان اتصالات لبنان مع الدول المؤثرة لم تتوقف خاصة مع الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي والدول العربية.

 وعن الانتخابات النيابية واذا ما كانت ستجرى في موعدها في ظل ما يحصل من عرقلة لاقرار القانون الانتخابي؟ أجاب: "اكرر القول اني والرئيس نبيه بري والرئيس نواف سلام مصممون على اجراء الانتخابات في موعدها. مجلس النواب وانطلاقا من مبدأ احترام فصل السلطات لديه دور يجب ان يلعبه، فليذهبوا الى مجلس النواب وليناقشوا أي قانون يريدون. واجباتنا تأمين سلامة الانتخابات وشفافيتها، اما وفق أي قانون فيقرره مجلس النواب.  ولكننا مصممون على اجرائها في موعدها. فالانتخابات استحقاق دستوري يجب ان يجرى في وقته".

وعما اذا كان راضيا عما حققه حتى اليوم في موضوعي الإصلاح والسلاح؟

أجاب: "اذا اردنا قياس الامور مقارنة مع السنوات السابقة، اكيد. ليس هذا هدفنا فحسب فهدفنا ابعد من ذلك لكننا وضعنا الأمور على السكة الصحيحة. واذا نظرتم الى ما حققته الحكومة خلال عشرة اشهر من انجازات، فلقد احصينا بالأمس  توقيع 2000 مرسوم، هناك مراسيم تقع على عاتقنا وأخرى  تقع على عاتق مجلس النواب، اليس كل ذلك إنجازات؟ انظروا الى الأرقام الاقتصادية والى  فترة العيد والى فصل الصيف الماضي، بالطبع ليس ذلك هدفنا  الأساسي لكن ان شاء الله تذهب الأمور الى تحسن وانا متفائل بذلك لكن لا تتوقعوا ان يتم الامر في خلال سنة".

وعن موضوع  حصرية السلاح، قال: "نحن سنكمل في ذلك، وساعود واكرر ان القرار اتخذ وسنكمل في الامر"، مشيرا الى ان التطبيق وفقا للظروف. وعن عمل لجنة الميكانيزم والحديث الإسرائيلي عن تجدد الحرب بعد رأس السنة، أجاب: "ان اتصالاتنا الدبلوماسية لم تتوقف لابعاد شبح الحرب. واستطيع ان أقول لكم ان شبح الحرب بعد. وبطبيعة الحال، في التفاوض، كل واحد يريد رفع  سقفه لكني متفائل وان شاء الله الامور ذاهبة الى خواتيم إيجابية". ثم انتقل رئيس الجمهورية واللبنانية الاولى الى كنيسة الصرح حيث حضرا قداس الميلاد الذي ترأسه البطريرك الراعي وعاونه فيه نوابه العامون المطارنة علوان وعوكر والياس نصار وخدمته جوقة فيلوكاريا بقيادة الأخت مارانا سعد.

وفي ختام القداس، انتقل الرئيس عون والبطريرك الراعي والمطارنة الى الصالون الكبير  لتقبل التهاني  قبل ان يغادر الرئيس عون الصرح عائدا الى قصر بعبدا.

 

ميلاد الخلاص

الأب سيمون عساف/فايسبوك/25 كانون الأول/2025

في بيت لحم منذ الفي عام ظاهره لم يعرف مثلها تاريخ البشرية على الاطلاق. طفل تأنسن لتأليهنا من صبية ام وهي بتول، غرابةٌ وعجب! وصفيٌّ تقيٌّ مختار ليعتني بالأم العذراء وطفلها الإله الانسان. يبتهج العالم بأسره لأنه في مثل هذا الليل يستقبل المخلص القادم، لانقاذ السلالة الانسانية من محنتها التي بليت بها منذ بداية تكوينها في الخلق. يستوقفنا التأمل طويلا بما يحدث في مغارة بيت لحم. تهامس الحيوانات لتدفئة المولود، كان أحنّ من  لامبالاة ابناء آدم البؤساء... سارع الخروف وقال له الدفء من صوفي، والبقرة قالت له الحليب من ضرعي، والعنزة له المعطف من شعري، والحمار اتنقل به اينما تمنى وطلب. وساد سكون اعمق من الليل، فتطلع جوق الحيوانات وسألوا الانسان، نحن تبرعنا بما عندنا ترحيبا بالمولود، اما انت فماذا تقدم؟ واذا بصياح وجلبة من قعر المهاوي ينادي بلسان الانسان:" انا استحضر الغد لانجر له خشبة الصليب".

 

وقفة روحية: عيد الميلاد: " ولد لنا مخلص"

الأب نجيب بعقليني/فايسبوك/25 كانون الأول/2025

نعم، في ميلاد يسوع انكشف لنا وجه الله ومحبّته، إذ اقترب من الإنسان وصار واحدًا منه، ليقوده إلى ملء الحياة الإلهيّة. لقد صار إنسانًا ليُدخلنا في سرّ البنُوّة، ويهبنا المشاركة في حياته. فهل نعي عظمة هذا السرّ ونسمح له أن يغيّر مسيرتنا؟ وهل نملك الجرأة لنسير بثبات في درب الملكوت؟ هل اكتشفنا حقًّا وجه الله، حقيقة الذات الإلهيّة، في تفاصيل حياتنا اليوميّة؟ وهل ننتبه إلى حضوره الصامت والمحبّ في مسيرتنا، وسط أفراحنا وتحدّياتنا؟ فلنترك لحالة النعمة أن تجدّد طبيعتنا الإنسانيّة، فتدخلها في حياة إلهيّة جديدة، عبر الإصغاء لكلمة الله وعيشها بأمانة. ولنتهيّأ لاستقبال يسوع الاستقبال اللائق، هو عمّانوئيل، الله معنا، الحاضر معنا وفي وسطنا. إنّ الاحتفال بميلاد المسيح ليس ذكرى عابرة، بل دخولٌ في سرّ التجسّد، ذلك الحدث الذي طبع تاريخ البشريّة بسرّ الخلاص. فلنستيقظ من غفلتنا، ولنؤمن بأنّ ولادة المسيح حملت إلينا الفرح والسلام الحقيقيَّين.فهذا الفرح العميق، المتجذّر في الإيمان، هو جوهر العيد ومعناه

 

المنظومة تحتاج السلاح ليبقى الفساد محميّ،

مهى عون/فايسبوك/25 كانون الأول/2025

اللي عم يضغط ليضلّ حزب الله راكب ع ظهر اللبنانيين وما يسلّم سلاحه شمال الليطاني، مش بس الحزب ولا إيران.  هي بالحقيقة الدولة العميقة، الـEstablishment نفسها: أو منظومة نشأت عالفساد وربّت أولادها وأحفادها ع مدى عقود عالفساد، والإقطاعية الطائفية، الزبائنية، المحاصصة، وتقاسم غنائم وإيرادات الدولة. منظومة مافيات متضامنة متشابكة، رغم اختلاف شعاراتها، كلّها متحالفة تحت الطاولة للحفاظ على بعبع حزب الله.

ليش؟ لأن حزب الله بالنسبة إلهم درع واقٍ: يحمي الفساد وبالتالي يحمي مصالحهم ويقوم بالمهمّة الأقذر: إسكات المواطن وقت يحتج تذكّروا منيح أيّام ثورة 17 تشرين.

وقتها، الثورة ما كانت ضد حزب الله، كانت ضد منظومة الفساد كلّها. ومع ذلك، حزب الله ونبيه بري اعتبروا شباب الساحات أعداء مباشرين، وتكفّلوا – كـ«ثنائي» – بالدفاع عن المنظومة، بالقمع والترهيب والتخوين.

اليوم المشهد أوضح: المنظومة تحتاج السلاح ليبقى الفساد محميّ، والسلاح يحتاج المنظومة ليبقى بلا مساءلة. تحالف مصالح على حساب دولة، وعلى حساب شعب.

 

كل سنة وانتوا سالمين وكل عيد وأنتوا بخير.

رولا تلحوق/فايسبوك/25 كانون الأول/2025

الزينة والاضواء حلوين الاحتفالات ضرورية وكل الاجواء مهمة لعيش الحدث العظيم مهمة للمؤمنين وللمشاركين جميعا. بحب بهاليوم شارككم عبارة من الحسّاية (صلاة الغفران بالليتورجيا المارونية)

"يا قديم الايام الذي ولد طفلا" وبذلك اعترافا بالوهة هذا الطفل. الميلاد من اهم المحطات في الحياة المسيحية اي تاريخ الخلاص:

١. التجسد

٢. الفداء (اي الموت والقيامة)

٣. ثم ارسال الروح القدس

فلو لم يتجسد الله فكيف له ان يموت. وان لم يمت فكيف له ان يقوم.  وان لم يقم فكيف لنا ان نأكل جسده ونشرب دمه؟ فنحن بذلك نتحد بحياته لكي تتقدس حياتنا ونعبر به ومعه نحو الله الآب ابينا.

فلذلك افرحوا وابتهجوا وعيّدوا وباركوا

وبحب بهالمناسبات عيّد متل ما كانوا اهلنا يعيّدونا

كل سنة وانتوا سالمين وكل عيد وأنتوا بخير.

 

الحجار: نلتزم بقرار البرلمان.. وفضل الله: اتقوا غضب الناس

المدن/25 كانون الأول/2025

أكد وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار أن "الحكومة ملتزمة بتطبيق قانون الانتخابات الساري في أي وقت"، وقال: "ومنشوف شو بصير". الحجار أشار في حديث تلفزيوني إلى أنه "نلتزم بما يقرره مجلس النواب"، متمنياً أن "يحمل العيد الخير والاستقرار. وفي موضوع الانتخابات الأهم هو أن تُجرى في موعدها والوزارة تقوم بكل ما هو مطلوب". في الشأن الأمني، ردّ وزير الدفاع ميشال منسى في حديث تلفزيوني على سؤال حول موقفه إزاء تمسك حزب الله بالسلاح، معتبراً "نحن نقول الحقيقة فقط وأنجزنا ما يجب أن نكون قد قمنا به في منطقة جنوب الليطاني وننتظر تقرير الجيش مع بداية العام". وعن الوضع شمال الليطاني قال: "عم نحضر وماشي الحال". على صعيد آخر، أكد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله أن "جنوب الليطاني هو ضمن الاتفاق، وبانتهاء الجيش اللبناني من مهامه هناك يصبح الأمر ورقة ضغط بيد لبنان. على أميركا لإلزام إسرائيل بتنفيذ الاتفاق".  وفي حديث تلفزيوني، أشار إلى أن "بعض من في الداخل يريد إضعاف فكرة المقاومة وكل من يريد أن يحمل سلاحا في وجه العدو الإسرائيلي، لأن كان لهم مشروعا لإلحاق لبنان بالعدو، ولكن المقاومة أفشلته".ولفت فضل الله إلى أن "الكلام عن نزع عوامل القوة في لبنان هو إرادة خارجية تترجم بتصريحات داخلية". واعتبر أن "بعض من في الداخل يريد تأجيل الانتخابات لتعويله على الحصار والعدوان الإسرائيليين لإضعاف بيئة المقاومة حتى يتمكنوا من تحقيق خرق".  وخاطب الداخل بالقول: "اتقوا غضب الناس، لأن هذا الغضب إذا انفجر بسبب الضغط لن يبقي لكم شيئا في الداخل".

 

لم يشف من جراح انفجار المرفأ.. متروك يتكفّل علاجه بنفسه

نغم ربيع/المدن/26 كانون الأول/2025

بعد ستّ سنوات على انفجار الرابع من آب، لا يعود الحدث مجرّد ذكرى سنويّة تُستعاد بالشموع والصور. يتحوّل إلى ما يشبه المرض المزمن: ألم طويل الأمد، أجساد لم تشف جروحها بعد، وحياة عالقة بين عمليّة وأخرى، وبين أمل مؤجّل وخوف دائم. ندخل السنة السادسة على واحدة من أكبر الكوارث غير النوويّة في التاريخ الحديث، فيما أرقامها لا تزال شاهدة: 218 قتيلًا، وأكثر من 7000 جريحاً. لكن ما لا يُحصى هو عدد الذين ما زالوا يعيشون داخل الانفجار، لا خارجه. في السنوات الأولى، كان الجرح طازجًا، والقصص صادمة، والكاميرات حاضرة. اليوم، بعدما خفّ الضوء، تبدأ المعاناة "الطويلة الأمد" بالظهور: مضاعفات صحيّة متأخّرة، زراعات ترفضها الأجساد، عمليات تُستأنف بعد سنوات، وكلفة لا يستطيع كثيرون على تحمّلها. هنا، لا يعود السؤال عن لحظة الانفجار نفسها، بل عمّا فعله بالجسد بعد ذلك، وعن الزمن الذي تسرّب من بين أصابع المصابين، وهم ينتظرون شفاءً لا يأتي كاملًا.

سالم بكري واحد من هؤلاء الذين لم يشفوا من الرابع من آب. يوم الانفجار، كان على دراجته الناريّة قرب المرفأ. في لحظة واحدة، انتقل من حياته العاديّة إلى غيبوبة طويلة. حين استيقظ، بقي فاقداً ذاكرته لأشهر. خضع لسلسلة عمليات، ولم ينتهِ مشوار علاجه بعد.  اليوم، يحاول بكري جمع كلفة عمليّة جديدة، على أمل أن يتمكّن من المشي ولا يضطر إلى بتر رجله اليسرى. فقد تعرّض لإصابات بالغة ما زالت آثارها مطبوعة في مختلف أنحاء جسده. وكانت نتيجتها اضطرار الأطباء إلى تقصير رجله بنحو تسعة سنتمترات. وما زال بحاجة إلى عمليات إضافية. ويناشد الخيّرين عبر "المدن": "أطلب من الناس مساعدتي. ما زال لدي عمليّتان. هذه رجل وليست إصبعاً". (للتبرّع له انقر هنا على رابط جمع التبرعات)

جملة قصيرة، لكنها تختصر مأساة كاملة: جسد معلّق بين احتمالين، ونظام صحي يترك المصاب وحيدًا في مواجهة الكلفة والوجع والانتظار. في مكان آخر، وبظروف مختلفة، تعيش بشرى صعب الوجه الآخر للمعاناة نفسها. تقول إنّها "محظوظة" ماديًا لأنها تعيش في ألمانيا، حيث تتكفّل الدولة بتغطية تكاليف العلاج. لكن هذا الامتياز لا يلغي الألم، ولا يمنع الجسد من إعادة فتح الجرح بعد سنوات. "فجأةً طلع لي خرّاج في نيرتي. وعند الطبيب تبيّن أنّ المشكلة في الغرزة الموجودة داخل النيرة، تلك التي وُضعت بعد إصابتي في الانفجار"، تقول بشرى صعب. تُحال بعدها إلى طبيب مختص، ليأتي القرار قاسياً وواضحاً: إزالة كل الغرزات. قرار يعني، عمليًا، العودة إلى نقطة الصفر. تشرح صعب: "عدت إلى الدوّامة عينها من جديد. عمليات إضافيّة. وكل جلسات علاج بالليزر التي أجريتها ذهبت هباءً. وعدت إلى حال الانتظار الطويل مرّة أخرى".

لم يكن الجسد قد أنهى معركته مع الجراح بعد منذ خمس سنوات، وأتت عمليات إزالة الغرزات صعبة جداً، كأنّ الانفجار قرّر أن يترك أثره، وبقسوة أكبر. تقول بشرى "أنا ممتنّة أنني لا أتحمل أي تكاليف مادية، الدولة تغطي كل شيء. هذا الفرق بين الناس في لبنان وهنا". الجملة تكشف الفجوة الفاضحة بين من أُصيبوا في المكان نفسه، لكنهم وُضعوا في مسارات مختلفة تمامًا.في لبنان، كثيرون أجّلوا عملياتهم لعدم توفّر المال. آخرون خضعوا لعمليات جزئيّة، أو يعيشون اليوم بأعضاء اصطناعية عادت لتسبب بعد سنوات التهابات ومضاعفات جديدة. الانفجار لم ينتهِ في الرابع من آب، بل تمدّد داخل الأجساد. في بلدٍ بلا محاسبة، تتحوّل المعاناة إلى عبء صحيّ واجتماعيّ في آن معاً. الجريح لا يواجه الألم وحده، بل يواجه ما هو أقسى: النسيان. دعمٌ يظهر في المواسم ثم يختفي، تضامنٌ يتآكل مع مرور الوقت، وعدالة معلّقة منذ ستّ سنوات، كأنّها وعدٌ مؤجَّل إلى أجلٍ غير مسمّى. بعد أن انطفأت الكاميرات وخفَتَ الضجيج، بقيت الأجساد وحدها في المشهد، تحاول أن تُكمل حياتها بما تبقّى منها. خمس سنوات لم تكن كافية ليهدأ الجسد أو تُقفل جراحه، لكنّها كانت كافية ليُغلق الملف، ويُطوى الألم إداريًا، في بلدٍ مثل لبنان.

 

تغريدات مختارة من موقع أكس

تغريدات مختارة لليوم25   كانون الأول 2025

ايلي الحاج

الواقع أنّ المسيحيين في لبنان لا يُطبقون تعاليم يسوع ، إلّا نسبيّاً جداً، انتقائياً، وفي نطاق شخصي لا يعني غير الإنسان الفرد نفسه. والدليل: جرّب أن تؤذي أحداً منهم سترى ما لا يُرضي يسوع ولا يرضيك. والواقع أنّ المسلمين في لبنان هم أيضاً لا يُطبقون قواعد القرآن والأحاديث إلا نسبياً جدّاً، إنتقائياً، وفي نطاق شخصي لا يعني غير الإنسان الفرد نفسه والدليل: رأيهم إجمالاً إذا طُرحت عليهم فكرة تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية في مجتمعهم وبلادهم، أو رأيهم في التعامل مع غير المسلمين. والجانبان، كلّما تثقفوا واقتربوا من الوعي، ابتعدوا عن التعصّب.

(حلّل واستنتج)

 

يوسف سلامة

‏وُلِدَ المسيح الاله في مزود ليُثبتَ للعالم أنّ الفقراء والمتواضعين والمسالمين يتقدّمون على الأغنياء والمتسلّطين في دخول ملكوت السماوات، ‏أسّس المسيح لثقافة المحبة والسلام، ‏حذار،‏السلام بدون مصالحة استسلام، ‏المحبة عطاء، ‏مَن يُعطي يُعطى ويُزاد ومَن يأخذ يؤخذ منه.

 

 

*******************************

في أسفل رابط نشرة الأخبار اليومية ليومي 25-26 كانون الأول/2025/

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 25 كانون الأول/2025

/جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/2025/12/150521/

ليوم 25 كانون الأول/2025

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For December 25/2025/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/2025/12/150524/

For December 25/2025

**********************
رابط موقعي الألكتروني، المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

https://eliasbejjaninews.com

Link for My LCCC web site

https://eliasbejjaninews.com

****

Click On The Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

*****

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا الرابط  https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

*****

حسابي ع التويتر/ لمن يرغب بمتابعتي الرابط في أسفلElie Y.Bejjani

https://x.com/bejjani62461

My Twitter account/ For those who want to follow me the link is below

https://x.com/bejjani62461

 

@followers
 @highlight
 @everyone