المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 25 كانون الأول /لسنة 2025

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

في أسفل رابط النشرة

        http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2025/arabic.december25.25.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا 1اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

عناوين النشرة

عنوان الزوادة الإيمانية

ذكرى الميلاد/لا تَخَافُوا! فَهَا أَنَا أُبشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِلشَّعْبِ كُلِّهِ، لأَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ ٱليَوْمَ مُخَلِّص، هُوَ ٱلمَسِيحُ الرَّبّ، في مَدِينَةِ دَاوُد

 

عناوين مقالات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/إلى الأهل والأصدقاء...ميلاد مجيد

الخوف من قول “عيد ميلاد مجيد” هو عار على شعوب ومؤسسات ودول الغرب العلماني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية

الانتخابات النيابية مؤجلة والحسم مطلع العام..هذا ما سيحصل!

رابط فيديو مقابلة مهمة للغاية من موقع فادي شهوان مع اللبناني الاميركي جو تابت سيُهلل الإيرانيون عند سقوط النظام، و١٧ ايار جديد للبنان.

رابط فيديو تعليق للصحافي علي حمادة من موقع ع اليوتيوب

الميكانزيم تطلب تفتيش منازل في محرونة.. وإسرائيل تصعد جنوباً

الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف عنصر بـ«حزب الله» في جنوب لبنان

كاتس: سنواصل نزع سلاح حزب الله في لبنان

شقيق الضباط اللبناني يروي تفاصيل استدراجه واختفائه ...أكد لـ«الشرق الأوسط» عدم علاقة أخيه بملف رون آراد

تقرير إسرائيلي: ماذا بين حزب الله وقسد؟

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

احتفالات عيد الميلاد تعود إلى بيت لحم بعد عامين من الحرب على غزة

الكنيست يصادق مبدئياً على «لجنة تحقيق ناعمة» في «7 أكتوبر»...نواب المعارضة يمزقون نص القرار في جلسة عاصفة... وعائلات القتلى يحتجّون داخل البرلمان

14 دولة تدعو إسرائيل إلى وقف التمدد الاستيطاني في الضفة الغربية

نتنياهو يسعى لتحميل «حماس» انفجار رفح قبل زيارته لأميركا ...الحركة دعت عناصرها وقادتها الميدانيين إلى الحذر من عمليات انتقامية

وفد من «حماس» يبحث مع وزير الخارجية التركي مجريات تطبيق اتفاق غزة

تشديد مصري على ضرورة بدء مسار إعادة إعمار غزة وسط تقارير غربية تتحدث عن استعداد واشنطن لتدشين مؤتمر قريباً

التفاهم المصري - الأميركي على «إعمار غزة» يكتنفه الغموض وغياب التفاصيل ...خارجيتا البلدين أكدتا لـ«الشرق الأوسط» استمرار التنسيق

غارات أردنية على شبكات لتهريب المخدرات في جنوب سوريا

أميركا تكثف حشودها في الكاريبي... وروسيا والصين تتضامنان مع فنزويلا

تشديد الخناق على النفط يقطع الموارد الرئيسية عن حكومة مادورو

الرسالة الأبرز لبيان عباس: السلطة تتغيّر.. ولا عودة للوراء!

سوريا: القبض على "والي دمشق" في داعش بالتعاون مع التحالف

صراع استراتيجي بين واشنطن وتل أبيب حيال مستقبل دمشق

اقتصاد الأعياد في سوريا: حين تتحوّل المناسبة إلى عبء معيشي

حين لا تكون الوزارة مجرد وزارة: حالة سلام سفاف

هل تحيي واشنطن الاتفاق الأمني السوري-الإسرائيلي؟

روسيا تتوسط بين سوريا وإسرائيل.. بموافقة أميركية

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الميلاد المجيد وأيقونته/الأب أثناسيوس شهوان/نداء الوطن

جنوب لبنان والانتخابات المقبلة: صراع النفوذ لا المقاعد/رمال جوني/نداء الوطن

ايران تعرض عضلاتها:خطوة تردع اسرائيل أم ترفع احتمال ضربها؟/لورا يمين/المركزية

جمع السلاح الفلسطيني ينتظر تجاوبَ "الحزب" أو جرأة الدولةّ!/لارا يزبك/المركزية

دمشق قلقة ومستاءة: ضباط الأسد في لبنان وروسيا يدبّرون مؤامرة/منير الربيع/المدن

مخاوف من "قتال سوري-سوري على الأراضي اللبنانية/عبد الله قمح/المدن

نهاية حزينة لشارع الحمرا/خيرالله خيرالله/العرب

السّلاح المنفلت تدميرٌ للدول/زيد بن كمي/الشرق الأوسط

هل انتهى السلام وحان عصر الحرب؟!/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

الظاهرة الأصولية وحالة «التأقلم الماكر»/فهد سليمان الشقيران/الشرق الأوسط

مقتل الديموغرافيا/سوسن الأبطح/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

البطريرك الراعي في رسالة الميلاد: نسأل الطفل الإلهي أن يحيي في قلوبنا فضيلة الرجاء

الوزير رجّي: طهران ليست عدوّة لكنها تسلح الحزب ومشكلاتنا معها عميقة

موفد السوداني في بعبدا..وعون يدعو البرلمان إلى عقد استثنائي

سلام هنأ بالميلاد وعرض مع موفد نظيره العراقي المساهمة في اعادة الاعمار

الوفاء للمقاومة تُدين استهداف الجيش.. وقانون الفجوة استنسابي

أزيز الطائرات يعكر ميلاد القرى الحدودية..والخوف من المجهول

لن يكون بعد اليوم عيشا مشتركا بالاكراه او بالمونة/عبدالله الخوري/فايسبوك

 

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

ذكرى الميلاد/لا تَخَافُوا! فَهَا أَنَا أُبشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِلشَّعْبِ كُلِّهِ، لأَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ ٱليَوْمَ مُخَلِّص، هُوَ ٱلمَسِيحُ الرَّبّ، في مَدِينَةِ دَاوُد

إنجيل القدّيس لوقا01/من01حتى20/:"في تِلْكَ الأَيَّام، صَدَرَ أَمْرٌ مِنْ أَغُوسْطُسَ قَيْصَرَ بِإِحْصَاءِ كُلِّ المَعْمُورَة. جَرَى هذا الإِحْصَاءُ الأَوَّل، عِنْدَمَا كانَ كِيرينيُوسُ والِيًا على سُورِيَّا. وكانَ الجَمِيعُ يَذهَبُون، كُلُّ واحِدٍ إِلى مَدِينَتِهِ، لِيَكْتَتِبوا فِيهَا. وَصَعِدَ يُوسُفُ أَيضًا مِنَ الجَلِيل، مِنْ مَدينَةِ النَّاصِرَة، إِلى اليَهُودِيَّة، إِلى مَدينَةِ دَاوُدَ الَّتي تُدْعَى بَيْتَ لَحْم، لأَنَّهُ كَانَ مِن بَيْتِ دَاوُدَ وعَشِيرَتِهِ، لِيَكْتَتِبَ مَعَ مَرْيَمَ خِطِّيبَتِهِ، وهِيَ حَامِل. وفِيمَا كانَا هُنَاك، تَمَّتْ أَيَّامُهَا لِتَلِد، فوَلَدَتِ ٱبنَهَا البِكْر، وَقَمَّطَتْهُ، وأَضْجَعَتْهُ في مِذْوَد، لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَوْضِعٌ في قَاعَةِ الضُّيُوف. وكانَ في تِلْكَ النَّاحِيَةِ رُعَاةٌ يُقِيمُونَ في الحُقُول، ويَسْهَرُونَ في هَجَعَاتِ اللَّيْلِ على قُطْعَانِهِم. فإِذَا بِمَلاكِ الرَّبِّ قَدْ وقَفَ بِهِم، ومَجْدُ الرَّبِّ أَشْرَقَ حَولَهُم، فَخَافُوا خَوفًا عَظِيمًا. فقالَ لَهمُ المَلاك: «لا تَخَافُوا! فَهَا أَنَا أُبشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِلشَّعْبِ كُلِّهِ، لأَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ ٱليَوْمَ مُخَلِّص، هُوَ ٱلمَسِيحُ الرَّبّ، في مَدِينَةِ دَاوُد. وهذِهِ عَلامَةٌ لَكُم: تَجِدُونَ طِفْلاً مُقَمَّطًا، مُضْجَعًا في مِذْوَد!». وٱنْضَمَّ فَجْأَةً إِلى المَلاكِ جُمْهُورٌ مِنَ الجُنْدِ السَّمَاوِيِّ يُسَبِّحُونَ ٱللهَ ويَقُولُون: أَلمَجْدُ للهِ في العُلَى، وعَلى الأَرْضِ السَّلام، والرَّجَاءُ الصَّالِحُ لِبَني البَشَر. ولَمَّا ٱنْصَرَفَ ٱلمَلائِكةُ عَنْهُم إِلى السَّمَاء، قالَ الرُّعَاةُ بَعْضُهُم لِبَعْض: «هيَّا بِنَا، إِلى بَيْتَ لَحْم، لِنَرَى هذَا ٱلأَمْرَ الَّذي حَدَث، وقَد أَعْلَمَنا بِهِ الرَّبّ». وجَاؤُوا مُسْرِعِين، فوَجَدُوا مَرْيمَ ويُوسُف، والطِّفْلَ مُضْجَعًا في المِذْوَد. ولَمَّا رَأَوْهُ أَخبَرُوا بِالكَلامِ الَّذي قِيلَ لَهُم في شَأْنِ هذَا الصَّبِيّ. وجَمِيعُ الَّذِينَ سَمِعُوا، تعَجَّبُوا مِمَّا قَالَهُ لَهُمُ الرُّعَاة. أَمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ تَحْفَظُ هذِهِ الأُمُورَ كُلَّهَا، وتتَأَمَّلُهَا في قَلْبِهَا. ثُمَّ عَادَ الرُّعَاةُ وهُمْ يُمَجِّدُونَ اللهَ ويُسَبِّحُونَهُ على كُلِّ ما سَمِعُوا ورأَوا، حَسَبَما قِيْلَ لَهُم".

 

تفاصيل مقالات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/إلى الأهل والأصدقاء...ميلاد مجيد

25 كانون الأول/2025

أتقدم منكم بأحر التهاني الميلادية، راجياً لكم مع ميلاد وتجسد الرب أياماً سعيدة ملؤها البركة، وأصلي معكم لوطننا لبنان الحبيب ليستعيد حريته واستقلاله، ولشعوب العالم كافة لتعودة إلى جذور الإيمان ليعم السلام في كل الأرض. كل ميلاد وأنتم بخير!

 

الخوف من قول “عيد ميلاد مجيد” هو عار على شعوب ومؤسسات ودول الغرب العلماني

إلياس بجاني/24 كانون الأول/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/12/150458/

https://www.youtube.com/watch?v=g_ISc0vPkZw

لم يعد الصمت عن قول «عيد ميلاد مجيد» في ذكرى ميلاد ابن الله المتجسد، الرب يسوع المسيح، واستبداله بقول «تحيات الموسم»، مجرد مجاملة اجتماعية، بل أصبح سياسة خبيثة غير معلنة، وخضوعاً ثقافياً، وتنازلاً علنياً من عدد كبير من دول وشعوب ومؤسسات غربية تدّعي العلمانية والشجاعة، بينما هي على خلفية الجبن والجهل وقلة الإيمان تمارس الذمية والتقية باسم “الحياد”.

إن ما يحدث اليوم في الدول الغربية العلمانية ليس عفوياً، بل هو قرار سياسي مقنّع بإفراغ الرأي العام من اسم المسيح، وتدجين المسيحية، وتحويلها إلى تراث صامت لا يحق له أن ينطق باسم المسيح ويسمّي الأعياد المسيحية بأسمائها علناً ودون عقد. إن ما نشاهده بغضب وحزن هو أن غالبية دول الغرب تتبرأ من جذورها، ومن قيم وحضارة وتقدّم وسلام وتعايش وامتيازات وذاكرة حضارية نشأت من ومع المسيحية، وتتعامى عن سبق تصوّر وتصميم عنها وتغيّب ذكر المسيح نفسه في ازدواجية ذمية جبانة. هم يريدون عطلة عيد الميلاد المجيد ويتنكرون للعيد نفسه، يريدون الزينة ويتبرؤون من اسمه، ويريدون التراث والتقاليد وبهجة العيد ولكنهم يزوّرون الحقيقة.

هذه الازدواجية في كل ما يتعلّق بعيد الميلاد المجيد هي نفاق سياسي كامل الأوصاف، وغرق في عدائية للمسيحية بقيمها وتعاليمها ورموزها. بالتأكيد فإن التعاليم المسيحية هي ضد “الدولة الخائفة”، وما لا يدركه هؤلاء الذميون أن الإنجيل المقدس لا يعرف لغة “التحيات العامة”، ولا يعترف بالخطاب الرمادي والفاتر والموارب الذي تفرضه الحكومات والشركات والمؤسسات التعليمية.

في هذا السياق الواضح الرؤية، الشجاع والمباشر، نلفت إلى الآيات الإنجيلية التالية:

«ليكن كلامكم: نعم نعم، لا لا، وما زاد على ذلك فهو من الشرير» (متى 5:37)

«أنا هو الطريق والحق والحياة» (يوحنا 14:6)

«تعرفون الحق، والحق يحرّركم» (يوحنا 8:32)

«من استحى بي وبكلامي قدّام الناس، يستحي به ابن الإنسان قدّام ملائكة الله» (لوقا 9:26)

إن ما نقوله ونؤمن به فيما يخص تغييب مقولة «عيد ميلاد مجيد» ليس وجهة نظر، بل إدانة صريحة؛ لأن خجل المسيحيين من المسيح في المجال العام ليس سياسة ذكية، بل خيانة روحية، وجهل وقلة إيمان. إن المسيحية ليست أقلية خجولة، وليست ضيفاً في الغرب، بل هي التي بنت لغته، وحضارته، وقوانينه، وتقويمه، وأخلاقياته.

في حين أن تعامل هذه الدول مع المسيحية كخطر محتمل ليس تقدّماً، بل انتحاراً حضارياً. ولهذا فإن قول «عيد ميلاد مجيد» في ذكرى ميلاد السيد المسيح ليس مجرد كلام للتهنئة، بل هو فعل إيمان، وشهادة للحق والحقيقة والتاريخ، ومقاومة أخلاقية وسياسية وتاريخية للشر والأشرار واليساريين والذميين، وللسلطات والمؤسسات والأفراد الذين يخافون من الحقيقة، ولخطاب منحرف يريد مسيحية بلا مسيح.

إن ما نطالب به المسيحيين في دول الغرب ومؤسساتها وحكامها هو تسمية الأعياد المسيحية بأسمائها دون خجل أو جبن، كما يتعاطون مع كل الديانات الأخرى التي تسمي أعيادها بأسمائها الحقيقية وبفخر ودون أي اعتراضات أو قوانين تمنع حريتهم: المسلم يقول: رمضان مبارك، أضحى مبارك، إلخ. اليهودي يقول: عيد حانوكا سعيد، ويسمي كل أعياده بأسمائها. الهندوسي يقول: عيد ديوالي سعيد، ويسمي كل أعياده بأسمائها. وهكذا هو حال التعاطي مع باقي الطوائف والمذاهب والأديان، ولا أحد في الغرب يطالبهم بتغيير أي اسم من أسماء أعيادهم أو الاعتذار عنها.

إن الخوف من قول “عيد ميلاد مجيد” هو عار على الغرب المتلحّف بعلمانية من المفترض أصلًا أن تحترم الأديان. كما أنه من المعيب، بل المخزي، أن تصبح عبارة “عيد ميلاد مجيد” مصدر خوف في دول غربية تدّعي الحرية والتعددية.

تبقى، أن كلمتان بسيطتان، لا تحملان سلاحاً ولا تهديداً، ومع ذلك يتم الهروب منهما واستبدالهما بعبارات لا معنى لها مثل “تحيات الموسم”.

إن هذه التقية الجبانة ليست احتراماً للآخرين، بل ذمية وخوف وازدواجية وقلة إيمان.

في الخلاصة، الواجب هو رفض الذل والخوف والمساومات، والقول بحرية مطلقة: عيد ميلاد مجيد.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

https://eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية

المركزية/24 كانون الأول/2025

* مقدمة نشرة أخبار الـ "nbn"

حتى في عيد الميلاد المجيد لم يتوقف العدوان الإسرائيلي عن شن غاراته على القرى الجنوبية/ وهو العيد الثالث على التوالي للعدوان المتواصل.

وبعد أن نفض اللبنانيون العيد الماضي غبار الحرب عن منازلهم، ها هم يُعيّدون اليوم تحت السقوف التي استطاعوا ترميمها، وبخاصة في القرى الحدودية.

وفي هذه المناسبة، كانت معايدة لبنانية وقِبلتها جنوبية من رئيس مجلس النواب نبيه بري الى اللبنانيين: من المكان الأقرب إلى كنيسة المهد في فلسطين، من كنيسة القديس مار جاورجيوس في يارون التي قرعت أجراسها هذا العام من فوق ركام حجارتها المدمرة بفعل العدوان الإسرائيلي، معلنة ميلاداً أزلياً للحياة في مواجهة القتل والمحبة مقابل الحقد، والحقيقة في وجه الضلال، وإنتصاراً للإيمان على الشك، والفرح على الحزن، والأمل على الألم، والوحدة على التشرذم، للبنانيين عامة وابناء الطوائف المسيحية أحر التهاني واطيب الأمنيات.

وشدد الرئيس بري على التطلع بأمل ورجاء بأن يكون الميلاد هذا العام ترجمة عملية أيضا لرسالة ودعوة قداسة البابا لاوون الرابع عشر التي إستودعها اللبنانيين خلال زيارته للبنان قبل أيام من الميلاد، فنستولد منهما القيم والتعاليم الميلادية بكل أبعادها، مؤكدا أن حب الله لا يستوِي مع كره الانسان، وبالمحبة والوحدة نُنقذ لبنان ونحميه وطناً لجميع أبنائه.

على صعيد إعادة الإعمار، حمّل الرئيس بري موفد رئيس الوزراء العراقي رسالة شكر وتقدير الشعب اللبناني للعراق حكومة وشعبا ومرجعيات رشيدة على وقوفهم ودعمهم للبنان في مختلف الظروف، وبخاصة في المرحلة الراهنة، وبخاصة استعداد العراق للمساهمة في إعادة إعمار ما خلفه العدوان الإسرائيلي المتواصل على لبنان.

في شأن متصل، اكد رئيس الجمهورية جوزاف عون ان عودة الجنوبيين الى بلداتهم وقراهم هي الاولوية بالنسبة الى لبنان.

على صعيد المؤسسات، يستكمل مجلس الوزراء الجمعة نقاش قانون الفجوة المالية، فيما وقع الرئيس عون المرسوم القاضي بدعوة مجلس النواب الى عقد استثنائي يُفتتح بتاريخ الثاني من كانون الثاني المقبل ويختتم بتاريخ الاول من شباط المقبل ضمناً، يشمل مشروع موازنة العام 2026 ومشاريع القوانين المحالة الى مجلس النواب والتي ستحال اليه، اضافة الى سائر مشاريع القوانين والاقتراحات والنصوص التي يقرر مكتب المجلس طرحها على المجلس.

بعد عامين من انقطاع الاحتفالات بعيد الميلاد في بيت لحم بالضفة الغربية المحتلة تضامنا مع غزة، استعادت المدينة زينتها وفرحتها، في مشهد يؤكد صمود الشعب الفلسطيني بوجه الاعتداءات الاسرائيلية.

* مقدمة الـ"OTV"

ليلةَ الميلاد، يتقدم النور على الظلمة، والأمل على الإحباط، ولو في وطن أثقلته الأزمات، ولم تنكسر فيه الروح.

في لبنان، يأتي العيد مجدداً هذا العام، محمّلًا بالأسئلة أكثر من الإجابات، وبالأوجاع أكثر من الزينة، لتتحول هذه الليلة مساحة تأمّل: فماذا تغيّر؟

وماذا بقي إلا الرجاء الذي يتمسك به الناس في مواجهة اليأس.

بين بيوتٍ تبحث عن دفءٍ مفقود، وموائدَ باتت أبسط من أمنيات أصحابها، يصرّ اللبنانيون على الاحتفال… بالصلاة، وباللقاء، وبالعناد في حب الحياة، في وطنٍ أزماتُه السياسية والاقتصادية مفتوحة.

في نشرتنا الليلة: نقرأ في مشهد لبنان الداخلي، نتابع تطورات المنطقة القلقة، ونطلّ على عالمٍ يحتفل بدوره، فيما الحروب لا تعرف الأعياد.

ليلة الميلاد، لا مكان للسياسة: فيها يُمَّحى البغض وتزهر الأرض، ويولد يسوع المسيح، عمّانوئيل، الله معنا. وإذا كان الله معنا، مع كل إنسان منا، وكل شعب من شعوبنا، فمن علينا؟ وإذا كان الرب نورَنا وخلاصَنا، فممن نخاف؟

ولد المسيح هللويا، وكل عيد وانتم بخير.

* مقدمة الـ"أل بي سي"

مراقبة التطورات في المنطقة, تظهر بوضوح تصاعد الاشتباك الديبلوماسي الاسرائيلي التركي.

منذ حرب طوفان الاقصى, ثبتت اسرائيل نفسها الدولة الاقوى عسكريا وتكنولوجيا على مستوى الشرق الاوسط, وتحت حجة امنها, تحاول تكريس مناطق عازلة على حدودها,ستغير مستقبل حدود المنطقة.

تركيا,في المقابل, بدأت معركة تثبيت نفسها لاعبا اقليميا لا يمكن تجاوزه.

تحاول توسيع نفوذها السياسي بهدوء, في انتظار لحظة التسويات الكبرى في المنطقة, فنراها تتحرك في سوريا  منعا لقيام كيان كردي على حدودها,وتثبيتا لنفوذها في الشمال.

تتواصل مع حماس لبحث سبل دفع اتفاق النار مع اسرائيل الى مرحلته الثانية, والدخول عبره الى ميدان غزة ,ما ترفضه تل ابيب تماما.

في عز هذا الصراع, الذي لم تتدخل في تفاصيله على الاقل علنا واشنطن حتى اليوم, يدخل لبنان,الذي وقع اتفاقية ترسيم بحري مع قبرص اغضبت انقرة, وشكلت جزءا من الاتصال الهاتفي بين رئيسي جمهورية البلدين امس.

جزء على اهميته، لم يطغ على حديث اردوغان مع عون امس عن استعداد بلاده للمشاركة في الاليات الدولية الداعمة لامن لبنان, واشارته الى امكانات البلدين في مجالي التجارة والاستثمار .

فعن ماذا كان يتحدث اردوغان؟

وهل فعلا ستحاول انقرة تثبيت وجودها في اي قوات دولية قد تحل مكان قوات الامم المتحدة لدى انسحابها من لبنان، وهي لم تتمكن من تحقيق اي خرق في ملف غزة؟

وهل ستحاول  اقناع لبنان فك ارتباطه بقبرص واليونان, والالتحاق بخط انابيب الغاز المحدود الذي تمتلكه وتنوي توسعته؟

كل هذه الاسئلة, تزيد من واقع لبنان السياسي تعقيدا,وهو ينتظر تبلور مباحثات ترامب نتياهو في التاسع والعشرين من الشهر الحالي , فيما اللبنانيون اليوم, في عالم آخر،

عالم ميلاد السيد المسيح,الذي يعلمنا معنى السلام .

فكل ميلاد ولبنان واهله بخير.

* مقدمة "الجديد"

الليلة ليلة عيد".. وميلاد الأمل، بأن يَشُعَّ نورُ الآتي باسم السلام على أرضٍ ما عَرفت يوماً السلام.

ولأننا محكومونَ بالأمل، نتطلعُ بعيونِ الرجاء إلى ولادةِ المُخلِّص، فهل من نَجمٍ يدلُّنا على سَواءِ السبيل؟.

ميلادٌ آخَرُ يَحُلُّ على لبنان ولم يَستخرِجْ بَعْدُ بِطاقةَ هُويةٍ لوضعه القائم بين حَدَّي اللاسلمِ واللاحرب، وحيث إسرائيل بَعثت برسالةِ العيد على أجنحةِ الغاراتِ جنوباً.

ولكنَّ الجنوبَ "العنيد" المعجونَ بالتحدي، ارتَدَتْ قُراهُ الحدوديةُ حُلَّةَ العيد. وعلى أَضلاعِ ما تبقَّى من كنائسِها المدمَّرة ارتَفَعت ترانيمُ العيد معلِنةً ميلادَها من رحِمِ أنقاضِها، لتُثبِتَ أنَّ إرادةَ الحياة تعلو فوقَ شبحِ الموتِ اليومي المتنقّل.

الليلةَ ورَغم أنفِ الاحتلال، سوف يعودُ مَلِكُ السلام إلى بيتَ لحم مَسقَطِ رأسِه، بعدما أضاعَ الطِّفلُ مَغارتَه لعامَين، ووَسَطَ حصارٍ إسرائيليٍ مُطبِق بجدارٍ عازل انبعثَت روحُ الميلاد لتقولَ "إنا باقون هنا ما بقيَ الزعترُ والزيتون".

وحدَها غزة تقفُ في العَراء، وللعام الثاني سوف لن تُقرعَ الأجراسُ فوق كنائسِها، ولكنها ومن نبضِ حجارتِها رَفَعتِ الترانيمَ الميلادية وكرفوفِ العصافير تخطَّتِ الخطَّ الأصفر لتزرعَ الفرحةَ في قلوب أطفال الخيام.

الليلةَ أُمنيةٌ واحدة بأنْ يعُمَّ السلام، تَجوبُ الأرضَ من خندقٍ إلى خندق، في منطقةٍ تَقبَعُ على صفيحٍ ساخن، وفوقَها تَقرعُ إسرائيل طبولَ الحرب، ويُعِدُّ رئيسُ وزرائها بنيامين نتنياهو جدولَ أعمالها تمهيداً للقاءِ نهايةِ العام مع الرئيسِ الأميركي دونالد ترامب الذي يقفُ وراء نتنياهو وإلى جانبِه وأمامَه، وإلى جانب اعتزازِه بتبريد حروب يسعى إلى إشعالِ أخرى، وكلُّه "مَضبوط" على إيقاعِ السلام بالقوّة.

وأما لبنان الذي يَسيرُ في حقول ألغامٍ أمنيةٍ وسياسيةٍ واقتصادية، فيَقعُ بين نيرانِ السلاح والدولة المُثقَلةِ بسُوءِ الإدارةِ والفساد المستحكِم بمؤسساتها، مضافاً إليها جمعيةُ مصارفَ نَفَضت يدَيْها من "دَمِ الصِّدِّيق".

وعلى ثُلاثية الاستقواءِ هذه، تُطرح علاماتُ الاستفهام حول "ترياق" العلاج، إنْ كان بالتسويات أم باستئصالِ المرضِ الخبيث من جذوره.

وهنا يقفُ العهدُ الجديد رئاسةً وحكومةً أمام طرحِ نموذجٍ جديد لاستعادة السلطة على كامل مفاصلِ الدولة كما على أرضها، وفتحُ "دفترِ الحسابِ" والمساءلةِ بالتكافُل معَ قضاءٍ عادل مستقلّ، يَضعُ حداً للإفلاتِ من العِقاب.

وهذا لسانُ حالِ كلِّ لبنانيٍّ يتطلعُ في ليلةِ الميلاد لوطنٍ يتَظلَّلُ بحمايةِ دولتِه أولاً، في وقت الدبلوماسية "راوِحْ مكانَك"، والميكانيزم لزوم ما يلزم، عبر إعطائها دفعاً جديداً بحَسَبِ معلوماتٍ أفادت بأن السفيرَ الأميركي ميشال عيسى يعملُ على إجراء بعضِ التعديلاتِ على عملها.

وربطاً بالشِّقِّ المالي تتجهُ الأنظارُ إلى "جُمُعةِ الحكومةِ العظيمة" واستكمالِ النقاش في قانونِ الفَجوة التي "اتَّسَعت" بين بنودِه وتعديلاتِه والتي بقيت طَيَّ الكِتمان.

وأما سرُّ الأسرارِ المتعلق "ببوسطة" أبو عمر وليلةِ القبضِ عليه، فبَقِيَت "أمَّ القضايا" بين الأميرِ الوَهميّ وضحاياه، وللحديثِ تتمة... في سياق النشرة.

 

الانتخابات النيابية مؤجلة والحسم مطلع العام..هذا ما سيحصل!

يولا هاشم/المركزية/24 كانون الأول/2025

المركزية - لا ينفك رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون يؤكد أمام زواره موقفه الواضح والحازم لجهة إجراء الانتخابات النيابية المقبلة في موعدها الدستوري، باعتبارها "محطة أساسية لتعزيز الحياة الديمقراطية وتجديد الثقة بالمؤسسات الدستورية، وصون الاستقرار السياسي في لبنان"، الا ان نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب قال بعد لقائه الرئيس عون الأسبوع الماضي، أن "لا يمكن إقرار قانون انتخابي من دون توافق سياسي"، موضحًا أن "هناك توجّهًا لإعادة فتح المهل، ما يعني تأجيلاً تقنيًا للانتخابات في جميع الأحوال". وفي الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الداخلية أن المهلة المحددة لإرسال طلبات تسجيل اللبنانيين غير المقيمين على الأراضي اللبنانية إلى الوزارة، انتهت منتصف ليل السبت الماضي، وأن عدد الطلبات الواردة إليها من البعثات الدبلوماسية بواسطة وزارة الخارجية والمغتربين بلغ 147,617 طلبا، ومع إصرار رئيس المجلس النيابي نبيه بري على إجراء الانتخابات في أيار المقبل وفق القانون النافذ، تبقى الفقرة المتعلقة بانتخاب المغتربين غير واضحة، فهل سيقترعون لـ6 نواب موزعين على القارات كما ينص القانون، أم لـ128 نائبًا في الداخل تلبية لرغبة المغتربين، الأمر الذي يحتاج الى تعديل دستوري غير متوفر حتى الساعة؟

عضو كتلة "اللقاء الديمقراطي" النائب بلال عبدالله يؤكد لـ"المركزية" ان " الملف عالق حتى الآن، والنقاشات التي تحصل في لجان مجلس النواب وآخرها في لجنة الشؤون الخارجية التي عقدت اجتماعَين لمناقشة مشروع القانون الذي أرسلته الحكومة والذي يلغي المقاعد الستة في الخارج، لم تصل الى نتيجة. وبالتالي القانون الساري المفعول هو القانون الاساسي الذي ينص على انتخاب ست نواب للخارج في الدائرة 16، وإذا لم نعدله تكون الحكومة ملزمة إجراء الانتخابات على أساسه، وهي غير مستعدة له بعد"، مضيفًا: "لم يتم بعد فرز النواب الستة وعلى أي أساس سيتم انتخابهم، على أي قانون وأي نسبة، كيف سينتخب ابن استراليا ابن ساحل العاج أو ابن كندا؟ على الأكثري أو التفضيلي؟ كيف سيشكلون اللوائح مع بعضهم البعض؟ كيف سيتسجلون ولم يُفتح بعد الباب أمامهم للتسجيل؟ مئة سؤال وسؤال يؤكد أن من المستحيل أن يُطبَّق القانون في حين أنه نافذ".

ويكشف عبدالله الى ان "من دون تسوية في اللجان لن يدعو الرئيس بري الى جلسة الهيئة العامة لمناقشة هذا الموضوع. إذا لم نصل الى تسوية مع حلول رأس السنة، وبعد 90 يوما من موعد الانتخابات، تصبح المهل الدستورية ودعوة الهيئات الناخبة ضاغطة. سنضطر، بعد ان كنا نتحدث عن تأجيل تقني أن نصبح عند تأجيل آخر. ليس لدي جواب واضح، لكنني أظن أن مجلس النواب مُلزَم في شهر كانون الثاني ان يقوم بتسوية حول هذا الملف، إذ لا يمكننا إلا ان نُجري الانتخابات وأن نُشرِك المغتربين حتى لو كنا سنحضرهم الى لبنان"، معتبرًا أن "في كانون الثاني، وفي مطلق الأحوال، لا بدّ من جلسة لمجلس النواب لتعديل بعض الأمور في قانون الانتخاب: البطاقة الممغنطة، الميغاسنتر، الدوائر في الخارج او الداخل.. وفي حال لم تنعقد جلسة لمناقشة هذا الموضوع وإقرار أي صيغة كانت، فإن الانتخابات تصبح في خطر".

وعن التحضيرات للانتخابات، يشير عبدالله الى ان "جميع القوى السياسية تعمل وكأنها قائمة، وهي في الوقت عينه في أجواء احتمالية حصول تأجيل تقني حتى الصيف، كي يأتي المغتربون للاقتراع، في حال كانت هناك تسوية"، لافتًا إلى ان "التسوية الوحيدة المطروحة اليوم هي إلغاء الدائرة الـ16 في الخارج وإلغاء اقتراع المغتربين، ومن أراد أن ينتخب يحضر الى لبنان. وهذا الامر يحتاج الى تسهيل امور المغتربين وبالتالي ان يأتي خلال الصيف وليس في أيار. هذه الصيغة المطروحة لكن لا اتفاق حولها، بل حديث بالإشارات والايحاءات لكن لا كلام جدي في هذا الإطار"، مستطردًا: "الرئيس بري، بدون اتفاق لجان لن يدعو الى جلسة، واللجان لا تتفق، ففي "الخارجية" اختلفوا وفي اللجنة الفرعية هناك من قاطع الجلسات". ويختم: " نحن محكومون بالتوافق في هذا الملف، لأن تاريخيا في لبنان لا تسير الأمور وفق أقلية وأكثرية بل يحتاج الى توافق، وبالإرادة السياسية يمكن التوصل إلى ذلك. من جهتنا، موقفنا واضح، ونؤيد الفريق المعارِض وموقفهم من الاغتراب. صحيح اننا بتراثنا وتاريخنا لا نقاطع المؤسسات الدستورية لكننا في الاساس وقّعنا على العريضة لانتخاب المغتربين لـ128 نائبا. علما ان عدد المسجلين في الخارج غير كافٍ، وقد يكون اللغط الذي حصل حول هذا الملف لم يشجعهم. 150 الف مسجل بالكاد ينتخب منهم 60 الفا، في حين لدينا أكثر من مليون لبناني ناخب في الخارج. لهذا فإن صيغة ان يأتوا الى لبنان للاقتراع تبقى الأسلم وإن كانت ستكلفهم أموالا. وبالتالي من الافضل ان تجرى الانتخابات في الصيف حيث يأتي معظمهم لقضاء عطلتهم الصيفية وزيارة أهلهم".

 

رابط فيديو مقابلة مهمة للغاية من موقع فادي شهوان مع اللبناني الاميركي جو تابت سيُهلل الإيرانيون عند سقوط النظام، و١٧ ايار جديد للبنان.

https://www.youtube.com/watch?v=tx-orriWdug

 

رابط فيديو تعليق للصحافي علي حمادة من موقع ع اليوتيوب

https://www.youtube.com/watch?v=k5c6Lu0w_rw

هل اختطفه "الموساد"؟

‏بعد اغتيال ضابط من النظام السوري السابق في منطقة صربا -كسروان ،اختفاء ضابط سابق في الامن العام برتبة نقيب يدعى أحمد شكر، وشكوك من ان يكون استدرج لاختطافه من قبل "الموساد" بموضوع ملف الطيار الإسرائيلي "رون أراد" المفقود منذ ١٩٨٦ . يومها وقع اسيراً بيد "حركة امل" ثم انتقل إلى يد "حزب الله" و اختفى بعدها اثره . ولا تزال اسرائيل تبحث عنه حتى اليوم. ‏ حرب النظامين على ارض لبنان ؟! ‏اعتراض مواطن لبناني من بعل محسن و آخر سوري من منطقة الساحل السوري حاولا خلسة ادخال ١،٨ مليون دولار نقدا في مطار رفيق الحريري الدولي .يحملان جوازات سفر استرالية.و بررا  ادخال المبلغ بأنه مخصص لإحدى الجمعيات التي تعمل في بعل محسن !  ‏شكوك بأن المبلغ مخصص لتمويل  نشاطات امنية في منطقة الساحل السوري ضد الحكم السوري

 

الميكانزيم تطلب تفتيش منازل في محرونة.. وإسرائيل تصعد جنوباً

المدن/24 كانون الأول/2025

علمت "المدن" أن لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية "الميكانزيم" طلبت من الجيش اللبناني تفتيش 3 منازل في بلدة محرونة، شرق مدينة صور، بينها منزل قرب المدرسة في البلدة، ومنزلين في منطقة العريض. في المقابل، أفادت بلدية محرونة أن الخبر المتداول حول وجوب تفتيش بيوت في بلدة محرونة عارٍ عن الصحة. وتؤكد البلدية أن "ما يجري هو تنفيذ دورية في منطقة الحرش، تضم القوات الماليزية بمواكبة الجيش اللبناني والمخابرات وبالتعاون مع بلدية محرونة، وذلك ضمن الإجراءات الروتينية المتبعة، دون أي تفتيش للمنازل. فاقتضى التوضيح". على صعيد آخر، أُفيد أن دورية مؤللة لليونيفيل تجري بحثاً في وادي الحجير، ولا تفاصيل إضافية.

غارات إسرائيلية

وكان الطيران الحربي الإسرائيلي شنّ غارات عدة على منطقة تبنا ووادي عزة والنميرية، ملقيا خلالها عدد من صواريخ جو - أرض، أحدث انفجارها دويا تردد في أرجاء المنطقة. وبعد أقل من ربع ساعة شن الطيران الحربي المعادي غارة جوية مستهدفا وادي حومين.  ولا يزال الطيران الحربي يحلّق على علو منخفض فوق عدد من المناطق الجنوبية. كما أُفيد عن تحليق للطيران الحربي الإسرائيلي على علوّ منخفض في أجواء بعلبك شرقي لبنان.

بيان أدرعي

من جهته، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أنّ الجيش الإسرائيلي "يهاجم مواقع إطلاق منظمة حزب الله في جنوب لبنان"، لافتاً إلى أن "الجيش هاجم مؤخراً العديد من مواقع إطلاق منظمة حزب الله في العديد من المناطق في جنوب لبنان. وكجزء من الهجوم، تم تدمير الهياكل العسكرية والبنى التحتية الإضافية التي كان من منظمة حزب الله يعملون منها في الآونة الأخيرة". وأضاف: "يشكل وجود مواقع الإطلاق التي تعرضت للهجوم انتهاكا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان".

 

الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف عنصر بـ«حزب الله» في جنوب لبنان

بيروت: «الشرق الأوسط»/24 كانون الأول/2025

قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، مساء الأربعاء، إن الجيش استهدف عنصراً من جماعة «حزب الله» في منطقة «جناتا» بجنوب لبنان. بدورها، ذكرت وسائل إعلام لبنانية أن طائرة مسيرة إسرائيلية استهدفت سيارة في بلدة «جناتا». ولم ترد أنباء فورية عن سقوط ضحايا.

وشن الطيران الحربي الإسرائيلي، في وقت سابق اليوم، سلسلة غارات استهدفت واديي النميرية وحومين في جنوب لبنان، وفق الوكالة اللبنانية الرسمية. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه هاجم «مواقع إطلاق» تابعة لـ«حزب الله». ولم تلتزم إسرائيل ببنود اتفاق وقف الأعمال العدائية بينها وبين لبنان، الذي بدأ تنفيذه في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، ولا تزال قواتها تقوم بعمليات تجريف وتفجير، وتشن غارات في جنوب لبنان. كما لا تزال قواتها موجودة في عدد من النقاط هناك.

 

كاتس: سنواصل نزع سلاح حزب الله في لبنان

المدن/24 كانون الأول/2025

شدّد وزير الأمن الإسرائيليّ يسرائيل كاتس على أنّ بلاده "ستواصل العمل" من أجل تنفيذ ما وصفه بـ"التزام الحكومة اللّبنانيّة بنزع سلاح حزب الله"، ضمن مقاربةٍ أمنيّةٍ قال إنّها مستمرّةٌ "بلا تراجع"، في إشارةٍ إلى أنّ الضّغوط والإجراءات الّتي تعتمدها إسرائيل في هذا المسار ستبقى قائمةً، وفق تعبيره.

وفي مواقف متزامنة، أكّد كاتس التزام إسرائيل "تجريد حركة حماس من سلاحها"، مشيرًا إلى أنّ هذا الهدف يندرج ضمن أولويّات المؤسّسة الأمنيّة الإسرائيليّة، في ظلّ استمرار التوتّر الإقليميّ وتداخل ساحات الصّراع، ولا سيّما على الجبهات المحيطة بإسرائيل. وفي السياق نفسه، أعلن كاتس أنّ الجيش الإسرائيليّ "لن ينسحب" من قمّة جبل الشيخ في سوريا، مقدّمًا ذلك على أنّه جزءٌ من ترتيباتٍ ميدانيّةٍ تراها إسرائيل ضروريّةً لأمنها، بما يشمل مراقبة التحوّلات العسكريّة والتهديدات المحتملة عبر الحدود. كما أشار وزير الأمن الإسرائيليّ إلى أنّ إسرائيل "لن تسمح بأيّ تهديداتٍ صادرةٍ عن إيران"، لافتًا إلى أنّ المنظومة الأمنيّة تتابع "عن كثب" التقارير المرتبطة بالوضع الإيرانيّ، في إطار تقييمٍ مستمرٍّ للمخاطر، والاستعداد للتعامل معها وفق ما تقتضيه التطوّرات.

 

شقيق الضباط اللبناني يروي تفاصيل استدراجه واختفائه ...أكد لـ«الشرق الأوسط» عدم علاقة أخيه بملف رون آراد

بعلبك شرق لبنان: حسين درويش/الشرق الأوسط»/24 كانون الأول/2025

لم تتبدد الصدمة عن وجوه أفراد عائلة النقيب المتقاعد من «الأمن العام» اللبناني أحمد شكر، المخطوف منذ أيام، وذلك بعد ترجيحات أمنية وقضائية لبنانية بأن المخابرات الإسرائيلية اختطفته على خلفية صلات مشبوهة باختفاء الطيار الإسرائيلي رون آراد في جنوب لبنان عام 1986.

ويقول شقيقه عبد السلام شكر، إن قصة أحمد بدأت بعدما تواصل معه المغترب اللبناني في كينشاسا (ع. م.)، طالباً منه استئجار شقته في منطقة الشويفات (جنوب بيروت)، وبالفعل اتفقا قبل أشهر، ودفع 500 دولار إيجار الشقة. تكررت زيارات المغترب إلى لبنان، والتقى في إحداها بشكر في منزله، ولاحقاً، اتصل بالنقيب المتقاعد أحمد شكر ليبلغه بأن هناك متمولاً كبيراً في أفريقيا يُدعى سليم كساب (تبين لاحقاً أنه اسم وهمي) يبحث عن قطعة أرض لشرائها في زحلة، طالباً مساعدتهما. يضيف عبد السلام: «نزل المغترب وعاين قطعة الأرض، وبعد أسبوعين على مغادرته، اتصل ليبلغ بأن المتمول كساب وافق على شراء الأرض، وهو سيزور لبنان، وعليه أن يلاقيه فيها في الساعة 4 والنصف من بعد ظهر يوم اختفاء أحمد»، مشيراً إلى أن المغترب «أصرّ على أن يكون هذا الموعد؛ لأنه يناسب الشاري، رغم تأكيد أحمد أن هذا الوقت تكون العتمة قد حلّت في المنطقة، ولن تظهر طبيعة الأرض». وقال إن المغترب «اعتذر عن عدم الحضور، متذرعاً بأن قدمه قد كُسِرت، وأن المتمول سيزور المكان وحده، برفقة أحمد». في تلك الساعة من اللقاء، اختفى شكر. يقول عبد السلام: «لا نعلم عنه أي شيء سوى من التسريبات الأمنية والقضائية»، مضيفاً: «ما علمناه أن الخاطفين كانوا استأجروا منزلاً في زحلة، وأزالوا كل بصماتهم منه بعد اختطاف أحمد»، وأن «كاميرات المراقبة رصدت تحرك السيارة باتجاه بلدية الصويرة في البقاع الغربي حيث اختفت الأدلة بعدها»، علماً بأن الصويرة كانت تُستخدم كخط تهريب من جنوب دمشق الغربي، باتجاه لبنان.

ولاء للدولة

ويضيف عبد السلام: «أخي قضى أربعين عاماً في السلك العسكري، لم يكن ولاؤه إلا للدولة والمؤسسات، ولم يرتبط طوال حياته بأي من الأحزاب... نحن عائلة لا تتعاطى السياسة». وشكر، تعرّض قبل أسبوع لعملية استدراج محكمة انطلقت من مسقط رأسه في بلدة النبي شيت (البقاع الشمالي بشرق لبنان)، قبل أن يُفقد أثره في نقطة قريبة جداً من مدينة زحلة. في دارة مختار بلدة النبي شيت عباس شكر، يتوافد أبناء البلدة والأصدقاء الذين أعربوا عن احتجاجهم واستنكارهم لعملية الخطف والاختفاء. تقول العائلة إن أحمد شكر تقاعد قبل 9 سنوات، بعد أربعين عاماً من الخدمة في الأمن العام، وتنقل خلالها بأكثر من موقع، بينها نقطة المصنع الحدودية مع سوريا، ونقطة القاع الحدودية مع سوريا أيضاً في شمال شرقي لبنان. ويقول شقيقه عبد السلام لـ«الشرق الأوسط»: «شقيقي دخل الخدمة العسكرية في 1979، ما يعني أنه كان (ابن دولة) حين اختفى آراد في عام 1986... ومن المعروف أن ابن الدولة، لا يتعاطى الأحزاب». ويردّ على محاولات ربط العائلة بنسب إلى فؤاد شكر، القيادي في «حزب الله» الذي اغتالته إسرائيل في يوليو (تموز) 2024 في الضاحية الجنوبية، بالقول: «لم يكن أحد من أبناء البلدة يعرف فؤاد شكر أصلاً... منذ مطلع الثمانينات خرج من البلدة ولم يعد إليها، وكان بعيداً عن أقربائه»، مشدداً على أن شقيقه، ومنذ تقاعده من الخدمة العسكرية، «لم يخرج خارج البقاع. التزم بيته، ويلعب الورق مع أصدقائه ليلاً». ويخيم الذهول على العائلة وزائري المنزل. هو مشهد متواصل منذ اختفائه في الأسبوع الماضي، ولم يتسارع الملف بمنحى رسمي، إلا حين اتصل نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب، بالرئيس اللبناني جوزيف عون، وبوزير الداخلية أحمد الحجار، حسبما يقول عبد السلام، مضيفاً أن عون «تعهّد بطلب من الأجهزة الأمنية والقضائية التوسع في التحقيقات وكشف الملابسات». وقال إن المسؤولين في «حركة أمل» كانوا على اتصال دائم مع رئيس البرلمان نبيه بري، لمتابعة الملف.

لغز الاختفاء

وقال عبد السلام: «نطالب القضاء والأجهزة الأمنية بتأكيد أو نفي التسريب حول صلة مزعومة باختفاء رون آراد، هذا التسريب الذي حصل لا يعنينا، ما يعنينا هو ما تقوله الأجهزة الأمنية والأمن العام الذي ينتمي له شكر، وشعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي التي تتولى التحقيق».

وأكد عبد السلام شكر أن «لغز الاختفاء موجود لدى (ع. م) ابن بلدة قانا الجنوبية الذي يقيم في كينشاسا ويتهرب من اتصالاتنا، وعلى الدولة اللبنانية أن تطلب عبر الإنتربول توقيفه وإحضاره إلى لبنان للتحقيق معه»، لافتاً إلى أن أرقام هواتفه «لم يعد يرد عليها»، وأن جميع المعلومات المتوفرة عنه، بما فيها مقاطع فيديو له، باتت بحوزة الأجهزة الأمنية. ويعرب شكر عن اعتقاده بأن المغترب (ع. م.) «هو من رتب القصة مع الموساد، وأوصلهم إلى هذه المرحلة، ونفذوا العملية بطريقة دقيقة واحترافية»، لافتاً إلى أن ما فهمته العائلة من الأجهزة الأمنية اللبنانية، أن الخاطفين لم يتركوا أي بصمات، لا في شقة ضهور زحلة، ولا في الشويفات، ولم يتم العثور على أي دليل، كما أن سيارة الخاطفين ما زالت مجهولة».

 

تقرير إسرائيلي: ماذا بين حزب الله وقسد؟

المدن/24 كانون الأول/2025

رجّح تقرير صادر عن مركز "ألما" الإسرائيليّ للبحوث والتعليم إمكان أن يؤدّي العداء المشترك للنظام السوريّ الجديد، بقيادة الرئيس أحمد الشرع، إلى نشوء تقارب مؤقّت في المصالح بين القوّات الكرديّة في شرق سوريا وحزب الله في لبنان. التقرير من إعداد الباحث تال بئيري، يُفسّر هذا الاحتمال بالإشارة إلى أنّ "التغييرات السياسيّة المتسارعة التي تشهدها سوريا أفضت إلى ظهور قنوات تواصل جديدة وغير متوقّعة بين جهات فاعلة كانت تقليديّاً تقف على طرفَي نقيض في الخريطة الإقليميّة". ويتابع: "بعد قيام النظام السوري الجديد، وجدت قوّات سوريا الديمقراطيّة (قسد)، التي تهيمن عليها القوى الكرديّة وتسيطر على مساحات واسعة من شرق سوريا، نفسها في مواجهات شبه يوميّة مع قوّات النظام، وهو ما فاقم مخاوف الأكراد المرتبطة بالسيطرة على الأراضي ومستقبل الاستقلاليّة السياسيّة وضمان الأمن على المدى البعيد". في المقابل، وبحسب المقال: "ينظر حزب الله إلى التطورات في الساحة السوريّة من زاوية استراتيجيّة أوسع، ولا سيما فيما يتعلّق بالنفوذ الإقليميّ، أمن الحدود وتوازن القوى في المنطقة. على الرغم من غياب أيّ تقارب أيديولوجيّ أو سياسيّ تاريخيّ بين الأكراد والحزب، فتح بروز خصم مشترك يتمثّل في النظام الجديد بقيادة أحمد الشرع الباب أمام تواصل حذِر ومحدود بين الطرفين". وبحسب التقرير، سعى ممثّلو قوّات سوريا الديمقراطيّة أخيراً إلى تعزيز علاقاتهم مع الحزب، الأمر الذي أفضى إلى عقد اجتماع سرّيّ في بيروت، ضمّ مسؤولين أكراداً رفيعي المستوى وممثّلين عن حزب الله، برئاسة رئيس دائرة العلاقات الدوليّة في المجلس السياسيّ للحزب عمّار الموسوي.

وبحسب التقرير: "تركّزت النقاشات خلال هذا الاجتماع على مجموعة من الملفّات، أبرزها:

تطوّرات الوضع الميدانيّ والسياسيّ في سوريا.

التحدّيات الأمنيّة المشتركة التي يواجهها الطرفان.

مجالات ومناطق النفوذ المحتملة مستقبلاً داخل الأراضي السوريّة.

إمكان إنشاء قنوات تواصل جديدة أو توسيع القنوات القائمة.

حوار تكتيكيّ لا تحالف استراتيجيّ

وفقاً للتقرير، اتّسمت هذه المحادثات بطابع استكشافيّ ولم تكن رسميّة، وهدفت أساساً إلى فهم مواقف كلّ طرف وتقدير خياراته، لا إلى بناء تحالف دائم أو استراتيجيّ. إلّا أنّ التقرير لا يستبعد أن تكون هذه اللقاءات قد تناولت أيضاً إمكان التواصل غير المباشر أو المستقبليّ مع النظام السوريّ الجديد، من خلال وساطة محتملة لتركيا، نظراً لِما تملكه من نفوذ على الحركات الكرديّة، علاوة على علاقاتها الإقليميّة المتشابكة. ويرى التقرير أنّ الضرورات الاستراتيجيّة قد تدفع قوّات سوريا الديمقراطيّة إلى استكشاف مسارات دبلوماسيّة غير تقليديّة وغير مباشرة، إذا ما تبيّن أنّ ذلك يخدم مصالحها الآنيّة على المدى القصير، وهو ما يؤكّده مركز "ألما". ويخلص التقرير إلى أنّ الاتّصالات الجارية بين الأكراد والحزب لا ترقى إلى مستوى التحالف الاستراتيجيّ، بل تُصنّف على الأرجح ضمن إطار حوار تكتيكيّ مؤقّت تحرِّكه اعتبارات قصيرة المدى أكثر ممّا تحكمه رؤية توافقيّة طويلة الأمد.

اعتبارات تحول دون التّحالف

يورد التقرير عدداً من العوامل التي تحدّ من إمكان تطوّر هذا التواصل إلى تعاون مستدام، من بينها:

أولاً: الفوارق الأيديولوجيّة العميقة بين توجّهات الحزب المرتبطة بإيران والنظام السوريّ، وبين توجّهات قوّات سوريا الديمقراطيّة التي تركّز على الحكم الذاتيّ والطابع العلمانيّ.

ثانياً: تضارب الأولويّات الإقليميّة، إذ يركّز الحزب على تعزيز نفوذه الإقليميّ والحفاظ على ممرّاته الاستراتيجيّة المؤدّية إلى لبنان، في حين تركّز قوّات سوريا الديمقراطيّة على ترسيخ الحكم المحلّي في شرق سوريا. ثالثا: استمرار حالة عدم الثقة المتبادلة، التي تبقى قائمة على الرغم من المعارضة المشتركة للنظام السوريّ الجديد. بناءً عليه، يرى التقرير أنّ التفاعل الحاليّ يندرج في إطار الاستطلاع التكتيكيّ لا التحالف الدائم، وأنّ أيّ تعاون محتمل في المستقبل سيبقى مرهوناً بتطوّرات عسكريّة وسياسيّة لاحقة.

يشير التقرير إلى أنّ التقارب المؤقّت قد يفضي إلى تحقيق مكاسب قصيرة المدى، مثل السيطرة على مناطق معيّنة أو تخفيف حدّة التهديدات أو توجيه رسائل قوّة إلى أطراف أخرى. في الشرق الأوسط، ووفقاً لِما خلص إليه التقرير، حتّى العلاقات التي تبدو مستحيلة قد تصبح ممكنة في ظلّ الضغوط، وقد تطغى المصالح المشتركة، مؤقّتاً أو حتّى دائماً، على الاعتبارات الأيديولوجيّة. يأتي ذلك وفق التقرير متماهياً مع المثل الشائع "عدوّ عدوّي صديقي"، ولكن المرحلة المقبلة تعتمد على مسار التطورات المقبلة.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

احتفالات عيد الميلاد تعود إلى بيت لحم بعد عامين من الحرب على غزة

بيت لحم/الشرق الأوسط»/المدن/24 كانون الأول/2025

تجوب فرق الكشافة شوارع بيت لحم، الأربعاء، مع بدء الاحتفالات بعيد الميلاد في المدينة الواقعة بالضفة الغربية المحتلّة، بعد عامين خيّمت عليهما حرب غزة التي حرمت مسقط رأس السيد المسيح، حسب المعتقد المسيحي، من الاحتفال. لكن هذا العام، بدت المدينة الواقعة في جنوب الضفة الغربية أكثر حيوية، بعد اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، حيث يواجه مئات الآلاف برد الشتاء القارس بعد أن تركتهم الحرب في خيام مهترئة ومنازل مدمرة. وفي الفاتيكان، من المقرر أن يترأس البابا لاوون الرابع عشر قداس عيد الميلاد الأول له عند الساعة 20:30 بتوقيت غرينتش في كاتدرائية القديس بطرس، بعدما دعا إلى «24 ساعة من السلام في العالم أجمع». وانتخب الحبر الأعظم الأميركي من قبل مجمع الكرادلة، في مايو (أيار)، عقب وفاة البابا فرنسيس، وهو يتميّز بأسلوب أكثر هدوءاً من سلفه، لكنه سار على خطاه في قضايا أساسية، مثل الهجرة والعدالة الاجتماعية.

«أمل»

في بيت لحم، طغت على الأجواء أصوات الطبول ومزامير القِرَب التي تعزف ألحان تراتيل ميلادية شهيرة، بينما توجّه المسيحيون، صغاراً وكباراً، نحو وسط المدينة حيث ساحة المهد. وقالت ميلاغروس إنسطاس (17 عاماً) التي ترتدي الزي الأصفر والأزرق لكشافة الساليزيان في بيت لحم «اليوم مليء بالفرح، لأننا (من قبل) لم نكن قادرين على الاحتفال بسبب الحرب». وعلى غرار سائر دول الشرق الأوسط، يشكّل المسيحيون أقلية في الأراضي المقدسة، إذ لا يزيد عددهم على 185 ألفاً في إسرائيل، و47 ألفاً في الأراضي الفلسطينية. وشارك مئات الأشخاص في المسيرة التي جابت شارع النجمة الضيق المفضي إلى كنيسة المهد والساحة المؤدية لها. وتجمّع حشد غفير في ساحة المهد، فيما أطلّ عدد قليل من المتفرجين من شرفات مبنى البلدية لمتابعة الاحتفالات. وفي وسط الساحة، وقفت شجرة الميلاد الكبيرة المزينة بكرات حمراء وأخرى ذهبية لتزيد بهجة على الأجواء. ويعود بناء الكنيسة إلى القرن الرابع، وقد بُنيت فوق مغارة يعتقد المسيحيون أن السيد المسيح وُلد فيها قبل أكثر من ألفي عام. وقالت كاتياب عمايا (18 عاماً)، وهي من أعضاء الكشافة أيضاً، إن عودة الاحتفالات تمثّل رمزاً مهماً لوجود المجتمع المسيحي في المنطقة. وأضافت لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «هذا يمنحنا أملاً بأن المسيحيين ما زالوا هنا يحتفلون، وأننا ما زلنا نحافظ على التقاليد».

«إخوتنا وأخواتنا في غزة»

خلال الحرب المدمرة التي دارت في قطاع غزة، عمدت بلدية بيت لحم المنظمة للاحتفالات الخاصة بعيد الميلاد إلى تخفيف مظاهر الاحتفال، فاقتصرت على المراسم الدينية. وقالت عمايا: «هذه الاحتفالات هي بمثابة أمل لشعبنا في غزة... بأنهم سيحتفلون يوماً ما ويعيشون الحياة من جديد». وقبل ساعات ظهر الأربعاء، وصل بطريرك اللاتين في القدس، الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، إلى بيت لحم، استعداداً لترؤس قداس منتصف الليل التقليدي في كنيسة المهد. وقال لدى وصوله إلى كنيسة المهد أمام المئات من المحتشدين: «أُوصِل لكم التحيات والصلوات من إخوتنا وأخواتنا في غزة». وكان بيتسابالا زار غزة المدمّرة من الحرب في عطلة نهاية الأسبوع، وترأس قداس عيد الميلاد في رعية العائلة المقدسة بمدينة غزة الأحد. وأُبرم اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حماس» برعاية أميركية وقطرية ومصرية وتركية، ودخل حيز التنفيذ في العاشر من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لكن السكان ما زالوا يواجهون حياة صعبة وبائسة بعد فقدان منازلهم وأحبتهم. وتتبادل إسرائيل و«حماس» الاتهامات بخرق الاتفاق.

«مكان مميّز جداً»

يأمل سكان بيت لحم أن تسهم عودة احتفالات عيد الميلاد في إعادة الحياة إلى المدينة وتحفيز عودة السياح. ويعتمد اقتصاد مدينة بيت لحم، على وجه الخصوص، على السياحة. وتسببت الحرب في غزة بعزوف السياح عن المجيء خلال الحرب إلا أعداد قليلة جداً، كما تسببت الحرب بارتفاع معدلات البطالة. لكن الزوار المسيحيين بدأوا، في الأشهر الأخيرة، بالعودة تدريجياً إلى المدينة المقدسة. وقال جورج حنا، من بلدة بيت جالا المجاورة «بيت لحم مكان مميّز جداً، نريد أن تصل رسالتنا إلى العالم كله، وهذه هي الطريقة الوحيدة». وخلص إلى القول: «نأمل أن نتمكن من الاحتفال، وأن يكون الأطفال سعداء، هذا هو العيد بالنسبة لنا».

 

الكنيست يصادق مبدئياً على «لجنة تحقيق ناعمة» في «7 أكتوبر»...نواب المعارضة يمزقون نص القرار في جلسة عاصفة... وعائلات القتلى يحتجّون داخل البرلمان

تل أبيب: نظير مجلي/الشرق الأوسط»/24 كانون الأول/2025

تجنب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، المشاركة في التصويت على قرار الكنيست (البرلمان)، الذي نص على تشكيل لجنة تحقيق ناعمة، في إخفاقات السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، تم تفصيلها بشكل يضمن إعفاءه من المسؤولية، ويُحمّل مسؤولية الإخفاق للجيش والمخابرات واتفاقيات أوسلو (1993). وتم إقرار القانون في القراءة التمهيدية بأكثرية 53 نائباً ومعارضة 48 آخرين، ويحتاج إلى قراءات ثلاث أخرى حتى يصبح قانوناً ساري المفعول. وأجري التصويت في جلسة عاصفة، برز فيها حضور عدد كبير من ممثلي عائلات القتلى والأسرى الإسرائيليين في الحرب، الذين يعرفون أن لجنة كهذه لن تجري تحقيقاً جدياً، بل تم تفصيلها بطريقة تساير القيادة السياسية وتضيع الحقيقة. وحضروا وهو يرفعون شعارات احتجاج ويطالبون بتشكيل لجنة تحقيق رسمية، يعينها رئيس محكمة العدل العليا، وتكون ذات أسنان، قادرة على الوصول إلى الحقيقة والتوصية بمعاقبة المسؤولين. وحسب متابعين ومقربين، فإن نتنياهو الذي كان موجوداً في الكنيست لم يشارك في التصويت بالأساس بسبب «خجله من هذه العائلات»، وكذلك فعل وزير آخر في حكومته، زئيف الكين، وعضو الكنيست يولي إدلشتاين، ونائبة وزير الخارجية شيران هسكل.

المعارضة تحضر بلباس أسود

وقد حضر أعضاء الكنيست من المعارضة إلى التصويت بلباس أسود، وتم إخراج عدد منهم من القاعة بعد صراخهم ورفع لافتات منددة باللجنة التي تشكلها الحكومة، وعندما تم التصويت على القانون، قاموا بتمزيق الأوراق التي طُبع عليها، لكن هذا لم يؤثر على قادة الائتلاف الحكومي. وقد انقسم الجمهور الإسرائيلي أيضاً إلى قسمين، ما بين مؤيد ومعارض، للجنة التحقيق الرسمية. لكن أكثرية 69 في المائة منهم أيَّدوا موقف المعارضة، بتشكيل لجنة رسمية ومهنية. ومن يعارضون اللجنة الرسمية هم مؤيدو الحكومة، الذين لا يريدون أن يتورط نتنياهو في قضية أخرى، ويخشون من أن تتوصل اللجنة إلى نتيجة مفادها بأن نتنياهو هو المسؤول الأول عن الإخفاق. وعبَّر عدد من أنصار الليكود عن رغبتهم في أن تحقق هذه اللجنة ليس فقط في إخفاق 7 أكتوبر، بل فيما سبقه من أحداث، مثل اتفاقيات أوسلو، التي وقَّع عليها إسحق رابين، وقرار الانسحاب من غزة سنة 2005 الذي قرره رئيس الوزراء إرئيل شارون؛ ما دفع صحيفة «يديعوت أحرونوت» إلى أن تنشر رسماً كاريكاتورياً يظهِر اللجنة تتوجه إلى ضريح دافيد بن غوريون، مؤسس إسرائيل، وتستجوبه: «أين كنت في 7 أكتوبر؟».

اتهامات للمحكمة

وتنطلق الحكومة الإسرائيلية في موقفها من اتهماها لرئيس المحكمة العليا، بأنه «ليس نزيهاً، ولا يجوز الاعتماد عليه لتشكيل لجنة تحقيق رسمية»؛ لذلك ينص مشروع القانون الجديد على أن رئيس الكنيست، أمير أوحانا، هو الذي يقرر في تشكيلة اللجنة من خلال «التشاور» مع مندوبي الائتلاف والمعارضة، ثم يصادق الكنيست على تشكيلة اللجنة بأغلبية 80 عضو كنيست، وفي حال عدم وجود أغلبية كهذه، سيقرر رئيس لجنة الكنيست في هوية ثلاثة أعضاء في اللجنة ورئيس المعارضة، يائير لبيد، سيختار الأعضاء الثلاثة الآخرين، وفي حال رفض لبيد ذلك سيقرر رئيس الكنيست هوية الأعضاء الثلاثة الآخرين.

وينص مشروع القانون أيضاً على تعيين أربعة مشرفين للجنة من عائلات قتلى إسرائيليين في 7 أكتوبر، وسيعينهم أعضاء لجنة التحقيق نفسها عندما تبدأ عملها. وقال لبيد إن «نتنياهو يهرب من المسؤولية. وهذا الهدف الوحيد لمشروع القانون هذا. مساعدته في الهروب. ومساعدته في تحميل مسؤوليته عن الإخفاق على آخرين. وقد قال إن هذه اللجنة الوهمية ستحقق في أوسلو. لماذا أوسلو فقط؟ ماذا عن الهيكل الأول؟ لماذا ليس تمرد اليهود في غيتو وارسو (إبان الحرب العالمية)؟».وشدد لبيد على أن «المعارضة لن تتعاون مع هذه المهزلة المخزية، وأمواتنا يستحقون أكثر من ذلك، وكذلك أمن الدولة. وإذا لم تكن هناك لجنة تحقيق رسمية، فلن نعرف الحقيقة أبداً، والأخطر من ذلك أن هذا الهجوم سيحدث مرة أخرى». وكان نتنياهو قد شكل برئاسته طاقماً وزارياً من أجل إقرار صلاحيات اللجنة، وحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإن نتنياهو يريد منح اللجنة تفويضاً كبيراً بقدر الإمكان؛ من أجل التحقيق في أكبر عدد ممكن من المواضيع ولسنوات طويلة إلى الوراء؛ بهدف إبعاد مسؤولية إخفاق 7 أكتوبر عن الحكومة الحالية وتوسيع التحقيق كي لا تقدم اللجنة تقريراً أولياً قبل الانتخابات العامة المقبلة. ويتوقع أن تعود اللجنة في تحقيقها إلى فترة اتفاقيات أوسلو، في عام 1993، أو إلى فترة تنفيذ خطة فك الارتباط عن غزة، في عام 2005، وأن يشمل عمل اللجنة التحقيق في مسؤولية جهاز القضاء والمستويين السياسي والأمني خلال هذه السنين.

 

14 دولة تدعو إسرائيل إلى وقف التمدد الاستيطاني في الضفة الغربية

الشرق الأوسط»/24 كانون الأول/2025

ندّدت 14 دولة، من بينها فرنسا وبريطانيا وكندا واليابان، الأربعاء، بإقرار إسرائيل الأخير إنشاء مستوطنات يهودية في الضفة الغربية المحتلّة، داعية الحكومة الإسرائيلية إلى التراجع عن القرار، وإلى الكفّ عن توسيع المستوطنات. وجاء في بيان مشترك، نشرته وزارة الخارجية الفرنسية: «نحن، ممثلي ألمانيا وبلجيكا وكندا والدنمارك وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا وآيرلندا وإيسلندا واليابان ومالطا وهولندا والنرويج وبريطانيا، نندد بإقرار المجلس الوزاري الأمني للحكومة الإسرائيلية إنشاء 19 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية المحتلة». وأضاف البيان: «نؤكد مجدداً معارضتنا أي شكل من أشكال الضم، وأي توسيع لسياسة الاستيطان»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية». ودعت الدول إسرائيل إلى «العدول عن هذا القرار، بالإضافة إلى إلغاء التوسع في ‌المستوطنات». وأضاف البيان: «نذكر أن مثل هذه التحركات أحادية الجانب، في إطار تكثيف أشمل لسياسات الاستيطان في الضفة الغربية، لا ينتهك القانون الدولي فحسب، بل يؤجج أيضاً انعدام الاستقرار».

 

نتنياهو يسعى لتحميل «حماس» انفجار رفح قبل زيارته لأميركا ...الحركة دعت عناصرها وقادتها الميدانيين إلى الحذر من عمليات انتقامية

الشرق الأوسط»/24 كانون الأول/2025

آقبل أيام من زيارته المرتقبة إلى الولايات المتحدة، سعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأربعاء، إلى تحميل حركة «حماس» المسؤولية عن إصابة ضابط من «لواء غولاني» بالجيش الإسرائيلي في ‌انفجار عبوة ناسفة ‍في رفح. ونقلت تقارير أن نتنياهو، يريد إقناع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بتثبيت «الخط الأصفر» كحدود دائمة بين مناطق سيطرة إسرائيل، و«حماس». ورغم أن هيئة البث الإسرائيلية العامة نقلت، الأربعاء، أن الجيش الإسرائيلي فتح تحقيقاً في الحادثة لمعرفة توقيت زرع العبوة؛ فإن نتنياهو اتهم «حماس» بأنها انتهكت اتفاق ‌وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وفق خطة قدمها ترمب. وقال نتنياهو، إنه يتعين إلزام «حماس» باتفاق وقف إطلاق النار الذي يتضمن «إقصاءها من الحكم ونزع سلاحها واقتلاع التطرف»، معتبراً أن ما وصفه برفض الحركة العلني والمستمر لنزع سلاحها يعد «انتهاكاً صارخاً ومتواصلاً». وحذر نتنياهو في البيان من أن «إسرائيل سترد على انتهاكات الحركة التي تسببت في إصابة الجندي».

إجراءات أمنية في «حماس»

وأشارت إذاعة الجيش إلى أن العبوة انفجرت خلال نشاط عملياتي في حي الجنينة شرق رفح، حيث تقع ما يُعتقد أنها آخر جيوب الأنفاق التابعة لحركة «حماس» أو العناصر التابعة للحركة العالقة خلف الخط الأصفر بمناطق السيطرة الإسرائيلية. ودفعت الحادثة التي لم تعلق عليها حركة «حماس» علناً إلى دعوة نشطائها وقادتها الميدانيين لأخذ الحيطة والحذر، خشيةً من أن تقوم إسرائيل بسلسلة عمليات انتقامية بهدف اغتيالهم، مطالبةً إياهم بعدم استخدام الهواتف الجوالة والمركبات وغيرها، وعدم كشف أماكنهم والانتقال لأماكن آمنة دون أي تحرك. وتسعى إدارة ترمب إلى المضي قدماً والانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، التي من المفترض أن تتضمن نزع سلاح «حماس».وتشمل المرحلة الثانية من الاتفاق انسحاباً إسرائيلياً إضافياً من أجزاء من غزة، ونشر قوة دولية للاستقرار، وبدء العمل بهيكل الحكم الجديد الذي يتضمن «مجلس السلام» بقيادة ترمب. ومن المنتظر أن تنتشر القوة الدولية المزمعة في الجزء الخاضع حالياً لسيطرة الجيش الإسرائيلي من القطاع.

خروقات إسرائيلية

وتواصلت الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار، إذ قُتل فلسطيني وأصيب آخرون، بعد قصف واستهداف لمناطق متفرقة في غزة. وأفادت مصادر طبية فلسطينية بأن شاباً قُتل وأصيب آخران جراء إطلاق النار عليهم من قبل قوة إسرائيلية بمنطقة الجرن في جباليا البلد شمال قطاع غزة. كما أصيب 3 آخرون برصاص مسيرة إسرائيلية شرق مدينة غزة، بينما أصيب 3 في إطلاق نار شرق مدينة خان يونس جنوبي القطاع. وقُتل أكثر من 411 فلسطينياً منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الماضي. وتزامن هذا التصعيد، مع هجمات جوية طالت منذ ساعات الفجر وحتى الظهيرة من يوم الأربعاء، مناطق متفرقة تقع خلف الخط الأصفر (الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية)، وكانت أعنفها في شرق وجنوب خان يونس، وكذلك في مدينة رفح، في حين أطلقت مروحيات النار تجاه تلك المناطق. وتزامن ذلك مع عمليات نسف نفذتها القوات الإسرائيلية على جانبي الخط الأصفر في مناطق عدة من القطاع.

تثبيت الخط الأصفر

وكشفت مصادر سياسية في تل أبيب عن أن نتنياهو ينوي الطلب من الرئيس الأميركي، موافقته على جعل الخط الأصفر حدوداً دائمة بين إسرائيل وقطاع غزة، ما يعني ضم 58 في المائة من القطاع وفرض السيادة عليها. ونُقل عن نتنياهو القول إن «على العرب أن يفهموا أن من يقتل إسرائيليين يخسر أرضاً»، وبذلك، يبرر نتنياهو قيام الجيش الإسرائيلي بالتقدم في احتلاله غزة، من 53 في المائة لدى وقف إطلاق النار (أكتوبر الماضي) إلى 58 في المائة حالياً. وجاء هذا الكشف بعد يوم واحد من إعلان وزير الدفاع، يسرائيل كاتس، أنه سيقيم بؤر استيطان في المنطقة الشمالية من قطاع غزة، ورغم أن كاتس تراجع عن التصريح، في أعقاب الاعتراض الأميركي، وقال إنه يقصد إقامة مواقع سكن عسكرية مؤقتة؛ إلا أن نتنياهو عاد ليثبت موقف كاتس وغيره من المتطرفين في الحكومة، ويظهر النوايا الحقيقية لهم إزاء غزة. ويعتبر موقف الحكومة الإسرائيلية مناقضاً لخطة الرئيس ترمب، التي تنص على انسحاب إسرائيل من كل قطاع غزة، عند تطبيق المرحلة الثانية من الخطة، ودخول القوة الدولية المسؤولة عن الاستقرار. يذكر أن إسرائيل كانت قد طرحت مبدأ احتلال القطاع وطرد الفلسطينيين منه، وإعادة بناء المستوطنات اليهودية هناك، منذ بداية الحرب، وأوحت أنها تريد ترسيخ مبدأ «خسارة الأرض لكل من يتجرأ ويحارب إسرائيل». وأسهم موقف حكومة نتنياهو في انقلاب الرأي العام العالمي، من التعاطف مع إسرائيل عندما تعرضت لهجوم «حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 إلى تعاطف مع الفلسطينيين، الذين تعرضوا لحرب تدمير وإبادة على مدى سنتين وأكثر. واللقاء المرتقب بين ترمب ونتنياهو، والمقرر يوم الاثنين المقبل، يأتي لإعطاء دفعة والانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة وقف إطلاق النار و«إحلال السلام».

 

وفد من «حماس» يبحث مع وزير الخارجية التركي مجريات تطبيق اتفاق غزة

الشرق الأوسط»/24 كانون الأول/2025

قالت حركة «حماس» إن وفداً بقيادة رئيس الحركة في قطاع غزة خليل الحية التقى مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في أنقرة اليوم الأربعاء، وبحث معه مجريات تطبيق اتفاق إنهاء الحرب، والأوضاع السياسية، والميدانية. وذكرت «حماس» في بيان أن الحية أكد لوزير الخارجية التركي التزام الحركة ببنود اتفاق وقف إطلاق النار، محذراً من استمرار «الاستهدافات، والخروقات» الإسرائيلية المتكررة في قطاع غزة، والتي قال إنها تهدف إلى «عرقلة الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، وتقويض التفاهمات القائمة». وفيما يتعلق بالأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة، أشار الحية إلى أن المساعدات الإغاثية التي تدخل القطاع «لا ترقى للحد الأدنى من الاحتياجات»، موضحاً أن 60 في المائة من الشاحنات التي تسمح إسرائيل بدخولها هي شاحنات لبضائع تجارية، وليست مساعدات إنسانية.وأكد الحية أن ذلك «يحرم الشريحة الكبرى من أبناء شعبنا من الحصول على احتياجاتهم الأساسية من غذاء، ودواء، وخيام بشكل إغاثي عاجل». وتناول اللقاء أيضاً التطورات في الضفة الغربية، والقدس، حيث أكد وفد «حماس» على خطورة الممارسات «الإجرامية» الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، والمقدسات الإسلامية، والمسيحية. كما ناقش الجانبان مسار تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية لمواجهة «المخططات» التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، بحسب بيان «حماس».

 

تشديد مصري على ضرورة بدء مسار إعادة إعمار غزة وسط تقارير غربية تتحدث عن استعداد واشنطن لتدشين مؤتمر قريباً

القاهرة: محمد محمود/الشرق الأوسط»/24 كانون الأول/2025

تناولت اتصالات هاتفية بين وزير خارجية مصر ونظيريه السعودي والتركي تطورات الأوضاع في قطاع غزة، وسط تأكيدات من القاهرة على ضرورة «بدء مسار التعافي وإعادة الإعمار» في القطاع. ووفق بيان لـ«الخارجية» المصرية، فإنه جرى اتصال هاتفي بين الوزير بدر عبد العاطي ونظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان «في إطار التنسيق والتشاور بين البلدين حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية، والقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك». وتناول الاتصال مستجدات الأوضاع في قطاع غزة، حيث استعرض عبد العاطي «الجهود المصرية الجارية لتثبيت وقف إطلاق النار وضمان استدامته، والدفع نحو تنفيذ استحقاقات المرحلة الثانية من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب»، مشدداً على «أهمية الانتقال إلى ترتيبات المرحلة التالية بما يشمل تشكيل لجنة فلسطينية تكنوقراطية مؤقتة لإدارة الشؤون اليومية للمواطنين في القطاع، تمهيداً لعودة السلطة الفلسطينية لممارسة دورها الكامل». وأكد وزير الخارجية المصري «ضرورة ضمان التدفق المنتظم للمساعدات الإنسانية، وتهيئة البيئة اللازمة لبدء مسار التعافي المبكر وإعادة الإعمار، مع التشديد على رفض أي ممارسات من شأنها تقويض وحدة الأراضي الفلسطينية أو فرض وقائع جديدة في الضفة الغربية». كما جرى اتصال هاتفي ثان مع نظيره التركي هاكان فيدان «في إطار التشاور والتنسيق بين القاهرة وأنقرة حول سبل دعم العلاقات الثنائية، وتبادل الرؤى بشأن عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك». وتناول الاتصال «تبادل الرؤى بشأن تطورات الأوضاع في قطاع غزة، حيث أكد عبد العاطي أهمية تثبيت وقف إطلاق النار، والانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق شرم الشيخ للسلام»، مشدداً على ضرورة تدشين لجنة تكنوقراط فلسطينية مؤقتة لإدارة الشؤون اليومية للمواطنين في القطاع، تمهيداً لعودة السلطة الفلسطينية للاضطلاع بكامل صلاحياتها ومسؤولياتها.

كما أكد وزير الخارجية المصري على «أهمية نشر قوة الاستقرار الدولية، وبدء مسار التعافي المبكر وإعادة الإعمار، مع التأكيد على الرفض الكامل لأي إجراءات أو ممارسات من شأنها تقويض وحدة الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة في الضفة الغربية». وجاءت التأكيدات المصرية في ظل تقارير غربية تتحدث عن استعداد واشنطن لتدشين مؤتمر للإعمار في غزة قريباً. وذكرت وكالة «بلومبرغ» للأنباء، نقلاً عن مصادر مطلعة، الاثنين، أن الولايات المتحدة وحلفاءها يجددون مساعيهم لعقد مؤتمر حول إعادة إعمار قطاع غزة، في ظل سعي إدارة ترمب لإعطاء زخم جديد لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حماس». وقالت المصادر إنه «جرت دراسة واشنطن بوصفها مكاناً محتملاً للمؤتمر الذي قد يُعقد مطلع الشهر المقبل على أقرب تقدير، وإن مصر من بين عدة مواقع أخرى قيد الدراسة». ونقلت عن مصدر أن المؤتمر لن يُعقد على الأرجح إلا بعد أن يُكمل المسؤولون تشكيل «مجلس السلام» بقيادة ترمب، والمقرر أن يشرف هذا المجلس على الحكومة الانتقالية، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين إسرائيل و«حماس» في أكتوبر (تشرين الأول). ويأتي ذلك بعد نحو أسبوعين من إعلان وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، في مؤتمر صحافي ببرلين، مع نظيره الألماني، يوهان فاديفول: «نتشاور مع الولايات المتحدة لتكوين رئاسة مشتركة لمؤتمر الإعمار، ونأمل التوافق على توقيت في أسرع وقت ممكن لعقد هذا المؤتمر، بالتعاون مع الشركاء». وكان مؤتمر إعمار قطاع غزة الذي كانت ستنظمه القاهرة في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أُجّل دون ذكر السبب، فيما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، تميم خلاف لـ«الشرق الأوسط»، نهاية الشهر الماضي، إن القاهرة تعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين على تهيئة البيئة المناسبة لنجاح مؤتمر «التعافي المبكر وإعادة الإعمار في قطاع غزة». في معرض ردّه على سؤال عن سبب تأجيل المؤتمر. ويرجح السفير الفلسطيني الأسبق لدى مصر، بركات الفرا، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن حديث «بلومبرغ» يشير إلى التنسيق المصري الأميركي بشأن المؤتمر وليس انفراد واشنطن بعقده، وأن الأقرب أن يتم في القاهرة كما حدثت قمة شرم الشيخ للسلام. وغداة اجتماع للوسطاء في مدينة ميامي الأميركية، قال وزير الخارجية التركي في تصريحات أدلى بها للصحافيين، السبت، إن «هناك تفاهمات تبعث على الأمل رغم تعنت إسرائيل»، مضيفاً: «هناك دراسة أولية بشأن إعادة إعمار غزة، تم تقديمها ونقاشها بشكل تمهيدي»، وفقاً لما ذكرته وكالة «الأناضول» التركية. ولم يقدم فيدان تفاصيل بشأن تلك الدراسة الأولية، وهل متفقة مع ما هو مطروح عربياً أم إسرائيلياً أم أميركياً، وتمسك بأهمية أن يدار القطاع من قبل أبنائه، مؤكداً رفض أي مخططات لتقسيم أراضي غزة. وسبق حديث فيدان بيوم، تقرير نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن خطة أعدها جاريد كوشنر صهر الرئيس دونالد ترمب ومبعوثه ستيف ويتكوف تسمى «مشروع شروق الشمس» لإعمار غزة بدءاً من الجنوب في رفح على مدار 10 سنوات، مع اشتراط نزع سلاح «حماس»، دون تحديد أين سيقيم نحو مليوني فلسطيني نازح خلال فترة إعادة البناء. ويؤكد الفرا أن انحياز واشنطن التام لإسرائيل يدفعها للتمادي في غزة، وخلق عقبات لعدم الدفع بالمرحلة الثانية، وكان أحدثها تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي الثلاثاء، بأن إسرائيل لن تنسحب من غزة. وأضاف أن الوسطاء لن يقبلوا بأي خطط تهدد خطة الإعمار العربية، وأي مقترحات لا تتوافق مع يطلبه الفلسطينيون، وليس كما ترغب واشنطن أو إسرائيل بالإعمار الجزئي في مناطق سيطرتها التي تصل لنحو 52 في المائة بالقطاع، متذرعة بعدم نزع سلاح «حماس».

 

التفاهم المصري - الأميركي على «إعمار غزة» يكتنفه الغموض وغياب التفاصيل ...خارجيتا البلدين أكدتا لـ«الشرق الأوسط» استمرار التنسيق

القاهرة: محمد محمود/الشرق الأوسط»/24 كانون الأول/2025

رغم اتفاق القاهرة وواشنطن على ضرورة تفعيل خطة لإعادة إعمار غزة، فإن النهج الذي ستتبعه هذه الخطة ما زال غامضاً، فضلاً عن عدم تحديد موعد لعقد مؤتمر في هذا الشأن. ووسط تسريبات إسرائيلية عن مسعى لإعمار جزئي، وتناغم خطة أميركية جديدة مع هذا المسار العبري من دون رفض للخطة المصرية في إعمار كامل وشامل، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية تميم خلاف، لـ«الشرق الأوسط» إن مصر تهدف إلى «إطلاق مسار متكامل بشأن إعمار غزة». تلك الجهود أكدتها أيضاً الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط» قائلة إنها «تتواصل بشكل فعال مع الشركاء بشأن إعمار غزة».

المسار الأول

ومنذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ في 10 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ظهر مساران، أحدهما مصري والآخر أميركي يبدو متناغماً مع طرح إسرائيلي، والاثنان يقودان تصورات على أرض الواقع بشأن إعمار القطاع المدمر بسبب الحرب الإسرائيلية على مدار نحو عامين.

وعقب الاتفاق، كان المسار المصري أسرع في الوجود، وجدد الرئيس المصري التأكيد على عقد مؤتمر لإعمار قطاع غزة، وكان موعد نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، هو المحتمل لذلك التنظيم، ومع عدم عقده قال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، قبل أسابيع، إن القاهرة تعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين على تهيئة البيئة المناسبة لنجاح مؤتمر «لتعافي المبكر وإعادة الإعمار في قطاع غزة». في معرض ردّه على سؤال عن سبب تأجيل المؤتمر. ولتسريع الجهود، قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في مؤتمر صحافي ببرلين، مع نظيره الألماني يوهان فاديفول، أوائل ديسمبر (كانون الأول) الحالي: «نتشاور مع الولايات المتحدة لتكوين رئاسة مشتركة لمؤتمر الإعمار، ونأمل التوافق على توقيت في أسرع وقت ممكن لعقد هذا المؤتمر، بالتعاون مع الشركاء». واعتمدت «القمة العربية الطارئة»، التي استضافتها القاهرة في 4 مارس (آذار) الماضي، «خطة إعادة إعمار وتنمية قطاع غزة» التي تستهدف العمل على التعافي المبكر، وإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين، وفق مراحل محددة، وفي فترة زمنية تصل إلى 5 سنوات، وبتكلفة تقديرية تبلغ 53 مليار دولار. ودعت القاهرة إلى عقد مؤتمر دولي لدعم إعادة الإعمار في غزة، بالتنسيق مع الأمم المتحدة.

إعمار من دون تهجير

وحسب عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية والأكاديمي المصري أحمد فؤاد أنور، فإن «مصر تسعى لتوفير توافق أكبر على جعل أي نهج للإعمار، سواء عبر خطة مصرية أو غيرها وفق إطار جعل غزة مكاناً ملائماً للحياة دون أي تهجير أو تهديد للأمن القومي المصري»، متوقعاً أن «تنجح الدبلوماسية المصرية في ذلك كما نجحت في مؤتمر شرم الشيخ للسلام». ويضيف أنور: «الأولوية لدى مصر هي توفير طوق نجاة للجانب الفلسطيني، وتواصل التعاون مع الشركاء بشكل جدي من أجل توفير الزخم اللازم لإنجاز مهمة الإعمار، سواء كانت نابعة من خطة مصرية أو أميركية شريطة أن تصل بنا لجعل غزة مكاناً ملائما للسكن وليس للتهجير أو المساس بحق الفلسطينيين أو الأمن القومي المصري».

المسار الآخر

وفي 21 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بدأت بوادر المسار الآخر الأميركي، وأكد جاريد كوشنر، صهر ترمب في مؤتمر صحافي بإسرائيل، أن إعادة إعمار غزة في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش الإسرائيلي «مدروسة بعناية، وهناك اعتبارات جارية حالياً في المنطقة الخاضعة لسيطرة جيش الدفاع الإسرائيلي، إذا أمكن تأمينها لبدء البناء، بوصفها غزة جديدة؛ وذلك بهدف منح الفلسطينيين المقيمين في غزة مكاناً يذهبون إليه، ومكاناً للعمل، ومكاناً للعيش»، مضيفاً: «لن تُخصَّص أي أموال لإعادة الإعمار للمناطق التي لا تزال تسيطر عليها (حماس)». ومطلع الأسبوع الحالي، تحدث تقرير نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن خطة أعدها كوشنر والمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف تسمى «مشروع شروق الشمس» لإعمار غزة مع اشتراط نزع سلاح «حماس»، بدءاً من الجنوب في رفح على مدار 10 سنوات، وتعنون بـ«رفح الجديدة» (تتمسك بها إسرائيل للبدء بها، والتي تقع على مقربة من الحدود المصرية) دون تحديد أين سيقيم نحو مليوني فلسطيني نازح خلال فترة إعادة البناء. هذا المسار الأميركي المنحاز لإسرائيل، وفق تقديرات فؤاد أنور، «أقرب لصفقة تفاوضية، تريد أن تضع شروطاً تخدم مطالب إسرائيل بنزع (سلاح المقاومة)، والضغط عليها وفي الوقت ذاته احتمال تمرير التهجير دون أن ترفض الخطة المصرية صراحة، وبالتالي هناك اختلاف بين رؤيتي القاهرة وإسرائيل».

أي المسارين سينجح؟

وسط ذلك الاختلاف، والتساؤل بشأن أي المسارين سيكتب لها التموضع، قال وزير الخارجية التركي في تصريحات أدلى بها للصحافيين، السبت، إن «هناك تفاهمات تبعث على الأمل رغم تعنت إسرائيل»، مضيفاً: «هناك دراسة أولية بشأن إعادة إعمار غزة، تم تقديمها ونقاشها بشكل تمهيدي»، وفقاً لما ذكرته وكالة «الأناضول» التركية، غداة اجتماع للوسطاء في مدينة ميامي الأميركية، لبحث مستجدات اتفاق وقف إطلاق النار. وخرج تقرير «بلومبرغ»، الاثنين، التي نقلت خلاله عن مصادر، أن الولايات المتحدة وحلفاءها يجددون مساعيهم لعقد مؤتمر حول إعادة إعمار قطاع غزة، مطلع الشهر المقبل على أقرب تقدير على أن يعقد في واشنطن أو مصر أو مواقع أخرى في ظل سعي إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإعطاء زخم جديد لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حماس». وتعليقاً على تقرير «بلومبرغ»، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، في تصريح خاص، الأربعاء، إن «الجهود الدولية لا تزال مستمرة للتشاور والتنسيق بين الأطراف المعنية، بما في ذلك مصر والولايات المتحدة، وبالتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين؛ بهدف تهيئة الظروف الملائمة لإطلاق مسار متكامل للتعافي المبكر وإعادة الإعمار». وأضاف خلاف: «لا تزال المشاورات جارية بشأن إعادة الإعمار، لدعم الشعب الفلسطيني وتخفيف معاناته، وبما يتسق مع الجهود الأوسع لتثبيت وقف إطلاق النار ودفع مسار التهدئة». وبشأن مستجدات عقد مؤتمر الإعمار، وهل سيكون بشراكة مع مصر أم منفرداً، وحول مكان انعقاده، قالت الخارجية الأميركية في تصريح خاص مقتضب، إن الولايات المتحدة «تتواصل بشكل فعال مع الشركاء بشأن إعمار غزة». وتحفظت وزارة الخارجية الأميركية عن الإدلاء بتفاصيل حالية، قائلة: «نتواصل بشكل فعّال مع شركائنا، وليس لدينا أي بيانات رسمية في الوقت الحالي». ويرى فؤاد أنور، أن «مسار مصر أقرب للنجاح وسط المحادثات والمشاورات المصرية المستمرة لإنجاز مسار الاتفاق»، مشيراً إلى أن «واشنطن لن تغامر بالانحياز الكامل لإسرائيل في المرحلة الثانية المنتظرة والمرتبطة بترتيبات أمنية وإدارية مهمة، وقد تتجاوب مع الأفكار المصرية العربية ونرى مقاربة مغايرة أفضل قليلاً وتبدأ النقاشات بشأنه للوصول لرؤية ذات توافق أكبر».

 

غارات أردنية على شبكات لتهريب المخدرات في جنوب سوريا

دمشق: «الشرق الأوسط»/24 كانون الأول/2025

شنّ الجيش الأردني، مساء الأربعاء، غارات استهدفت شبكات لتهريب المخدرات في جنوب سوريا، وفق ما أفاد الإعلام الرسمي. وقالت قناة «الإخبارية» الرسمية على تطبيق «تلغرام» إن الجيش الأردني استهدف بغارات «شبكات لتهريب المخدرات ومزارع تخزينها في ريف السويداء الجنوبي والشرقي».

وقال مراسل «الإخبارية» إن الجيش الأردني أطلق قنابل مضيئة على الحدود مع سوريا من جهة محافظة السويداء، بعد تنفيذه عدة غارات استهدفت شبكات لتهريب المخدرات ومزارع التخزين. بدوره، أعلن الجيش الأردني، في بيان، أنه «حيّد عدداً» من تجار الأسلحة والمخدرات الذين ينظمون عمليات تهريب الأسلحة والمخدرات على الواجهة الحدودية الشمالية للأردن. وأوضح أن «القوات المسلحة استهدفت عدداً من المصانع والمعامل التي تتخذها هذه الجماعات أوكاراً لانطلاق عملياتهم تجاه الأراضي الأردنية»، مشيراً إلى أنه «تم تدمير المواقع المحددة بناءً على معلومات استخبارية دقيقة، وبالتنسيق مع الشركاء الإقليميين».

 

أميركا تكثف حشودها في الكاريبي... وروسيا والصين تتضامنان مع فنزويلا

تشديد الخناق على النفط يقطع الموارد الرئيسية عن حكومة مادورو

واشنطن: علي بردى/الشرق الأوسط/24 كانون الأول/2025

أضافت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب المزيد من طائرات النقل والشحن إلى حشودها الضخمة في منطقة الكاريبي، مُضيّقة الخناق عسكرياً على الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، الذي تواجه حكومته شحاً في الموارد بسبب الحصار الذي تفرضه الولايات المتحدة ضد ناقلات النفط الخام، في خطوات اعتبرتها روسيا والصين متعارضة مع القوانين الدولية. ووفقاً لبيانات تتبّع الرحلات الجوية، نفّذت طائرات شحن ثقيلة من طراز «سي 17» التي تُستخدم لنقل القوات والمعدات العسكرية، ما لا يقل عن 16 رحلة جوية إلى بورتوريكو خلال الأسبوع الماضي من قواعد عسكرية أميركية في ولايات نيو مكسيكو وإيلينوي وفيرمونت وفلوريدا وأريزونا ويوتاه وواشنطن، بالإضافة إلى اليابان، علماً أن العدد الفعلي للرحلات يمكن أن يكون أعلى من ذلك، لأن بعض الرحلات العسكرية لا يظهر على مواقع تتبع الرحلات. ولم يتضح عدد القوات أو المعدات الأخرى التي نُقلت على هذه الرحلات. وامتنع مسؤولو وزارة الحرب (البنتاغون) عن التعليق. وأعلنت القيادة الوسطى الأميركية أن نحو 15 ألف جندي منتشرين بالفعل في منطقة الكاريبي، في واحدة من أكبر عمليات الانتشار البحري للولايات المتحدة في السنوات الأخيرة. ووصف الرئيس ترمب هذا الانتشار بأنه «أسطول ضخم»، معلناً أنه يخطط لعملية برية في فنزويلا «قريباً». ونشرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن الولايات المتحدة نقلت أخيراً طائرات عمليات خاصة إلى المنطقة.وكان الرئيس ترمب وقّع سراً، في أغسطس (آب) الماضي، توجيهاً إلى «البنتاغون» لبدء استخدام القوة العسكرية ضد بعض عصابات المخدرات في أميركا اللاتينية التي صنّفتها إدارته منظمات إرهابية. ومنذ ذلك الحين، قُتل أكثر من 105 أشخاص في سلسلة من نحو 25 غارة.

اضطراب قطاع النفط

وأدّت الحملة الأميركية الشرسة ضد ناقلات النفط الخام الفنزويلية إلى اضطراب شديد في قطاع النفط في البلاد، ما أدّى إلى ازدحام مواني فنزويلا بناقلات النفط، حيث يخشى المسؤولون من إرسالها في المياه الدولية خشية تعرضها للمصادرة من الولايات المتحدة على غرار ناقلتين احتجزتا خلال الأيام القليلة الماضية بسبب انتهاكات للعقوبات الأميركية. وتُظهر بيانات الشحن أن ناقلات متجهة إلى فنزويلا عادت أدراجها في منتصف الطريق. كما أفاد أصحاب السفن بإلغاء عقود تحميل النفط الخام. وأدّت هذه الإجراءات إلى شلّ قطاع تصدير النفط الفنزويلي، وفقاً لمصادر محلية وبيانات الشحن. وبسبب هذا الوضع، أقرّ البرلمان الفنزويلي قانوناً يُجرّم طيفاً واسعاً من النشاطات التي تُعيق الملاحة والتجارة في البلاد، مثل احتجاز ناقلات النفط. وأفادت مصادر أن مادورو يدرس أيضاً رداً أكثر حزماً. وبدأت زوارق حربية فنزويلية بمرافقة السفن التي تحمل النفط الفنزويلي ومشتقاته، لكن يبدو أن هذه المرافقة تتوقف عند حدود المياه الإقليمية للبلاد. وتدرس الحكومة الفنزويلية اتخاذ إجراءات إضافية، كوضع جنود مسلحين على متن ناقلات النفط المتجهة إلى الصين، المستورد الرئيسي للنفط الفنزويلي. ومن شأن هذه الخطوة أن تُعقّد جهود خفر السواحل الأميركي في اعتراضها، ويمكن أن تُورّط مادورو في نزاع عسكري ضد أسطول من سفن البحرية الأميركية الحربية التي حشدها الرئيس ترمب في المنطقة.

مجلس الأمن

وفي اجتماع طارئ لمجلس الأمن، عُقد الثلاثاء، أكّد المندوب الأميركي الدائم لدى الأمم المتحدة مايك والتز أن ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات «تُعدّ شريان الحياة الاقتصادي الرئيسي لمادورو ونظامه غير الشرعي». وقال إن «قدرة مادورو على بيع النفط الفنزويلي تُمكّنه من ادعائه الزائف بالسلطة وأنشطته الإرهابية المرتبطة بتجارة المخدرات»، مضيفاً: «ستفرض الولايات المتحدة عقوبات وتُنفّذها إلى أقصى حد لحرمان مادورو من الموارد التي يستخدمها لتمويل كارتل لوس سوليس»، أي «كارتيل الشمس»، الذي صنفته إدارة ترمب منظمة إرهابية أجنبية الشهر الماضي. ووجّهت السلطات الأميركية تُهماً إلى مادورو عام 2020 تتعلق بالإرهاب المرتبط بالمخدرات في الولايات المتحدة، واتُهم بقيادة «كارتيل لوس سوليس»، وهو صفة يستخدمها الفنزويليون منذ التسعينات من القرن الماضي للإشارة إلى ضباط كبار جمعوا ثروات طائلة من تهريب المخدرات. ومع تفاقم الفساد على مستوى البلاد، اتّسع نطاق استخدام المصطلح ليشمل مسؤولي الشرطة والحكومة، فضلاً عن نشاطات مثل التعدين غير القانوني وتهريب الوقود. وفي اجتماع الثلاثاء لمجلس الأمن، اتهم المندوب الفنزويلي صامويل مونكادا الولايات المتحدة بالتصرف «خارج نطاق القانون الدولي» وقوانينها المحلية، من خلال مطالبتها الفنزويليين بمغادرة البلاد وتسليمها لإدارة ترمب، بما في ذلك جميع حقولها النفطية. وفي إشارةٍ إلى الناقلتين المصادرتين، تساءل: «ما هو الحق الذي تملكه حكومة الولايات المتحدة للاستيلاء، حتى الآن، على ما يقرب من 4 ملايين برميل من النفط الفنزويلي؟». وقال إن «هذا الحصار البحري المزعوم هو في جوهره عمل عسكري يهدف إلى محاصرة فنزويلا، وإضعاف بنيتها الاقتصادية والعسكرية، وتقويض تماسكها الاجتماعي والسياسي، وإثارة فوضى داخلية لتسهيل عدوان قوى خارجية». وعبّرت دول عديدة عن قلقها من انتهاكات القانون البحري الدولي والتزام ميثاق الأمم المتحدة، الذي يلزم كل الدول الـ193 الأعضاء احترام سيادة وسلامة أراضي الدول الأخرى. وقال المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، إن «الأعمال التي قامت بها الولايات المتحدة تتعارض مع كل المعايير الأساسية للقانون الدولي»، واصفاً الحصار بأنه «عمل عدواني صارخ». وكذلك، قال المندوب الصيني سون لي إن بلاده «تعارض كل أعمال الترهيب، وتدعم كل الدول في الدفاع عن سيادتها وكرامتها الوطنية». وردّ المندوب الأميركي بأن «الولايات المتحدة ستفعل كل ما في وسعها لحماية منطقتنا، وحدودنا، والشعب الأميركي».

 

الرسالة الأبرز لبيان عباس: السلطة تتغيّر.. ولا عودة للوراء!

أدهم مناصرة/المدن/24 كانون الأول/2025

حمل بيان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، تحت عنوان "الإصلاحات الشاملة"، الذي صدر أمس الأربعاء، أكثر من دافع وسياق، حيث تضمن رسائل موجهة للداخل بما يشمل حركة "فتح" والسلطة وعموم الفلسطينيين، وأخرى للخارج، وتحديداً الدول العربية والغربية.

وبينما جاءت لهجة وغايات البيان الأخير مثيرة للتساؤلات لكونها مُغايِرة لما صدر سابقاً عن الرئيس الفلسطيني، فإن مسؤولاً في السلطة قال لـ"المدن"، إن البيان "ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد"، أي ردّ على ما وصفها "حملة إعلامية" انخرطت فيها جهات في "فتح" ضد مؤسسة "تمكين" التي تشكلت بقرار من عباس إيذاناً بانطلاق "عهد سياسي جديد" للسلطة، وبما يتضمن مقاربة مستجدة إزاء قضايا وطنية. وأضاف القيادي المقرب من عباس، أن البيان شكّل "رسالة سياسية واضحة"، مفادها أن "أجندة الإصلاح السياسي والإداري" التي وضعها عباس، بما يشمل إنشاء مؤسسة "تمكين"، عبارة عن "نهج لا عودة عنه"، مشيراً إلى أن هذه الرسالة موجهة لمن وصفهم ب"المحرّضين لأهداف متعددة"، وأيضاً للمحيط الإقليمي والدولي. والحال أن ما قاله المسؤول الفلسطيني لـ"المدن"، وما تضمنه بيان عباس، عكسا إقراراً رسمياً من قيادة السلطة، بأن رواتب عائلات الشهداء والأسرى، قد توقفت بموجب الآلية السابقة، وباتت ملفاتهم مسؤولة عنها مؤسسة "تمكين" الاقتصادية، بمعنى أن رواتبهم لم تعُد على أساس المعيار السياسي والوطني، وإنما وفق "الفقر والحاجة"، وهو ما يراه فلسطينيون على نطاق واسع، بأنه رضوخ للضغوط الإسرائيلية والأميركية، عبر حرمان عائلات الشهداء والأسرى من مستحقاتهم التي تكفلّت السلطة بصرفها منذ تأسيسها طيلة ثلاثة عقود. لكن القيادي المقرب من دائرة القرار بالسلطة، برر ذلك لـ"المدن"، بأن عباس "رفض القبول" بالضغوط الإسرائيلية والأميركية بشأن رواتب أهالي الشهداء والأسرى على مدار سنوات، إلا أن السنتين الأخيرتين خلقتا واقعاً مختلفاً على الصعيد الفلسطيني والإقليمي، وبات هناك "خطر وجودي يهدد السلطة وكل الفلسطينيين في ظل المخططات الإسرائيلية"، على حد تعبيره. وبالتالي، فإن القيادي بالسلطة اعتبر أن الرسالة الأبرز في بيان الرئيس الفلسطيني، هي أن موضوع توحيد نظام الرعاية والحماية الاجتماعية، لا عودة عنه، وأن موضوع إصلاح المنهاج الدراسي الفلسطيني الذي تضغط باتجاهه إسرائيل ودول أوروبية، هي مستمرة، وكذلك الحال بالنسبة للإصلاحات المالية الإدارية، أي أراد البيان أن يقول إن "مرحلة جديدة بدأت، وكل شيء تغيّر، ولا رجوع إلى الوراء". وتقول مصادر مقربة من الرئاسة الفلسطينية لـ"المدن"، إنه لم يعد هناك داعٍ لإصدار قرارات بقانون من عباس؛ لأنه يجري الآن العمل على أمور إصلاحية على الصعيدين الإداري والتنظيمي من قبل الحكومة في سياق "إصلاح السلطة"، وأما الانتخابات المقصودة في البيان الأخير، فستجري بمضمون وطريقة مختلفة عن تلك التي شهدتها السلطة في السنوات الماضية؛ بدعوى أن الحديث يدور الآن عن مؤسسات "دولة فلسطين.. لا السلطة"، وهو ما يعني أنه لا وجود لمجلس تشريعي؛ وستكون الانتخابات للمجلس الوطني، على أن يشكّل أعضاء "الداخل" الفائزون من الضفة والقطاع، برلمان دولة فلسطين المتمثل بالمجلس المركزي.. في حين، يمثّل العدد الكلي للأعضاء المنتخبين من فلسطينيي الداخل والخارج، "المجلس الوطني" لمنظمة "التحرير" بصفته "برلمان دولة فلسطين". والحال أن مصادر فتحاوية أكدت لـ"المدن"، أنه لا يُمكن فصل المناكفات المنسوبة لأقطاب من "فتح" حيال مؤسسة "تمكين"، تحت عنوان الدفاع عن رواتب عائلات الشهداء والأسرى، عن صراعات ومنافسات بدأت تشتد، استعداداً للمؤتمر الثامن لحركة "فتح"، والذي سيشهد انتخابات للجنتها المركزية ولمجلسها الثوري، حيث تؤكد مصادر "المدن"، أنه يجري الترتيب لها من قبل قيادة السلطة والحركة، على أن تكون مطلع عام 2027، وهو تاريخ حدده عباس، بقوله إن "الانتخابات تجري بعد عام من توقف الحرب على غزة". من جانبه، اعتبر عضو المجلس الوطني الفلسطيني سمير عويس في حديثه لـ"المدن"، أن عباس حاول ببيانه أن يُثبت للولايات المتحدة وأطراف عربية، أنه يُنفّذ شروط الإصلاح المطلوبة منه؛ لتحضير السلطة لمرحلة قادمة، بموازاة محاولته في بيانه، مواجهة الانتقادات الداخلية للسلطة. كما اعتبر عويس أن البيان ظهر وكأنه "برنامج تحضير" لمرحلة ما بعد عباس، ويُمهد لتحولات إضافية بالسلطة سياقاً ومضموناً، إلى جانب سعيه لإثبات أن السلطة والمنظمة "على الطاولة"، وليست أي جهة أخرى.

وأوضح عضو عويس أنه يتردد إلى مسامعه، عن تغييرات مرتقبة بالمجلسين المركزي والوطني، لكنه نوّه بأنها ما زالت في مرحلة التخطيط والترتيب، مؤكداً أن المزاج الذي يلمسه في أروقة الفاعلين بالمنظمة والسلطة، هو "العصبية" من حركة "حماس" وأصوات رافضة لمشاركتها في أي ترتيبات وانتخابات لمنظمة "التحرير". وختم عويس حديثه، بأن ما يُمكن لمسه من بيان عباس والتحولات الآنية والمستقبلية في السلطة، هو أن التغييرات ليست نابعة من القيادة الفلسطينية، وإنما متطلبات أميركية تشمل كل أوراق المنطقة. في المحصلة، جاء بيان عباس في ظل مشهد معقد وفجوة كبيرة مع الشارع الفلسطيني، وانقسامات بأبعاد أشد خطورة مما سبق، ليثير علامات استفهام بشأن مستقبل الفلسطينيين وقضيتهم. ولعلّ ما أقر به أحد مسؤولي السلطة، بقوله لـ"المدن" إن أمورا كثيرة "ستتغير"، يعزز الغموض والقلق من الآتي.. فماذا بعد؟!

 

سوريا: القبض على "والي دمشق" في داعش بالتعاون مع التحالف

المدن/25 كانون الأول/2025

أعلنت وزارة الداخلية السورية القبض على متزعم تنظيم "داعش" في دمشق (والي دمشق) المدعو طه الزعبي، وذلك بعملية أمنية جرت في ريف دمشق، بالتعاون مع التحالف الدولي. وقال قائد الأمن الداخلي في محافظة ريف دمشق العميد أحمد الدالاتي، إن "وحداتنا المختصة نفّذت بالتعاون مع جهاز الاستخبارات العامة وقوات التحالف الدولي"، عملية أمنية استهدفت أحد أوكار تنظيم "داعش" في مدينة معضمية الشام. وأسفرت العملية، بحسب الدالاتي، عن القبض على الزعبي الملقب بـ"أبو عمر طبية"، وعدد من مساعديه، إضافة إلى ضبط حزام ناسف وسلاح حربي بحوزته. وأكد المسؤول الأمني أن العملية تُعد "ضربة قاصمة للتنظيم"، كما تؤكد "جاهزية أجهزة الأمن السورية، في مواجهة أي تهديد يطال أمن المحافظة ومحيطها". وختم الدالاتي بالقول: "نُوجّه رسالة واضحة لكل من تسوّل له نفسه الانخراط في مشروع الإرهاب، أو تقديم يد العون لتنظيم داعش، بأن يد العدالة ستطالهم حيثما كانوا، ولن يكون لهم مأوى في أرضنا، فأمن سوريا خط أحمر، وسنواصل الضرب بيد من حديد حتى القضاء الكامل على فلول الإرهاب وأوكاره". ,العملية هي الثانية من نوعها التي يُعلن عنها الدالاتي خلال الأسبوع الجاري، بعد عملية أولى استهدفت "داعش" في مدينة داريا الملاصقة لمدينة معضمية الشام، والواقعتين على مدخل العاصمة دمشق الغربي. والأحد الماضي، قال الدالاتي إن الوحدات الخاصة في الأمن الداخلي نفّذت عملية أمنية محكمة في منطقة داريا، بالتعاون مع جهاز الاستخبارات العامة، استهدفت وكراً لتنظيم "داعش". ولفت إلى أن العملية جاءت "بعد تحريات ومعلومات استخبارية دقيقة ومتابعة مستمرة لتحركات عناصرها خلال الأسابيع الماضية"، مؤكداً القبض على متزعم الخلية و6 من أفرادها، إضافة إلى "ضبط أسلحة وذخائر متنوعة بحوزتهم، معدّة لاستخدامها في أنشطتهم الإرهابية". وأشار الدالاتي إلى أن العملية نُفّذت "وفق أعلى درجات التخطيط والدقة، مع الالتزام التام بالإجراءات الاحترازية لضمان سلامة المدنيين"، مضيفاً أنها تعكس مستوى التنسيق بين وحدات الأمن والاستخبارات، وقدرتها على تفكيك الخلايا الإرهابية. وكثّف الأمن السوري من الحملات الأمنية التي تستهدف تنظيم "داعش" وخلاياه، وذلك بعد مقتل جنديين أميركيين ومترجم يعمل مع القوات الأميركية إلى جانب جرح 3 جنود آخرين، قبل أسبوع، إثر هجوم نفّذه مسلّح ضد جنود أميركيين وسوريين، وذلك خلال اجتماع وفد من التحالف الدولي مع مسؤولين سوريين في منطقة تدمر في ريف حمص، وسط سوريا.

 

صراع استراتيجي بين واشنطن وتل أبيب حيال مستقبل دمشق

دمشق - يوسف الحيدر/المدن/25 كانون الأول/2025

بينما تواصل القوات الإسرائيلية اختراقاتها الجغرافيا السورية، وتحديداً في جبل الشيخ والقنيطرة، ومع تصاعد التصريحات والأخبار عن تقديمها الدعم لبعض الأطراف السورية للإبقاء على الصراع قائماً، يبرز تساؤل حول موقف رعاتها الأميركيين الذين انفتحوا على الحكومة السورية ويبحثون عن الاستقرار فيها. وتشير القراءات الميدانية إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة ليست أفعالاً آنية، بل استراتيجية ممنهجة مدعومة بفائض القوة والتفوّق على عدة جبهات، كما كشف الدبلوماسي السفير في الخارجية السورية بسام بربندي، في تصريحات خاصة لـ"المدن"، مؤكداً وجود صراع استراتيجي بين الحليفين (واشنطن وتل أبيب) حيال مستقبل دمشق. الرؤية الأميركية تحت مظلة إدارة الرئيس دونالد ترامب، تتخذ "تخفيف الأعباء" المالية والعسكرية منطلقاً لها، فواشنطن ترغب في إحلال السلام في الشرق الأوسط، ولا سيّما أن بوصلتها موجهةٌ نحو الخصم الحقيقي "الصين الاقتصادية". ويرى بربندي أن واشنطن تقدم اليوم فرصة تاريخية للحكومة السورية للحفاظ على وحدة البلاد واستقرارها، ليس حباً بل رغبة في تحويل المنطقة إلى بيئة آمنة للاستثمار، ويستدل على ذلك بتقديم وزارة الخزانة الأميركية ضمانات للشركات الراغبة في الاستثمار بسوريا بعدم التعرض للعقوبات، مع التأكيد على أن واشنطن لن تكرر أخطاءها في أفغانستان والعراق فلن تقوم بتقديم دعم مالي مباشر، بل بخلق بيئة محفزة للقطاع الخاص. في المقابل، تبدو الأجندة الإسرائيلية أكثر ميلاً إلى إبقاء سوريا في حالة عدم استقرار، وفقاً لبربندي، فإسرائيل تحاول استثمار أخطاء إدارة حكومة دمشق للملفات الداخلية، ولا سيّما ملفا "قسد والدروز"، عبر دعم أطراف متعارضة لضمان بقاء البلاد في حالة "فوضى منضبطة" تمنع أي محاولة جدية للإعمار أو الاستقرار ما قد يشكّل تهديداً مستقبلياً لها. وعن الانفتاح الأميركي الراهن على سوريا، يوضح بربندي أن هناك مشروعاً ضخماً لإعادة إعمار الشرق الأوسط، يبدأ من غزة ويمر بسوريا ولبنان وصولاً إلى العراق، بتكلفة تقديرية خيالية قد تصل إلى "ألف تريليون دولار"، ما يتطلب استقراراً كاملاً في المنطقة وخاصة في "لبّها" سوريا لضمان تدفق الاستثمارات. ويشير إلى أن رؤية ترامب الإقليمية تتقاطع في نقاط معينة مع مصالح دمشق المحلية، ما يستوجب التحرك السريع للاستفادة منها، فسوريا "لا تملك رفاهية الوقت"، وعليها الاستفادة من زخم الدعم المقدم لها من أميركا، الخليج، وتركيا.يختم بربندي حديثه بالإشارة إلى أن دمشق مطالبة اليوم بترتيب بيتها الداخلي، وتحديد احتياجاتها الأمنية والاقتصادية لتطرحها أمام داعميها، و"التحالف الدولي ضد داعش" الذي انضمت إليه لأنه يشكّل بوابةً للحصول على إمكانيات تقنية ولوجستية ضخمة، خصوصاً مع توقعات بدخول شركات أميركية كبرى إلى الساحة السورية في الأشهر الأولى من عام 2026، وتوقيع عقود ضخمة بنهاية العام نفسه.

 

اقتصاد الأعياد في سوريا: حين تتحوّل المناسبة إلى عبء معيشي

دمشق - رهام علي/المدن/25 كانون الأول/2025

مع حلول موسم الأعياد الميلادية ورأس السنة، يفترض أن تنشط الأسواق وتزداد حركة الاستهلاك، باعتبار الأعياد مؤشراً تقليدياً على المزاج الاقتصادي العام. إلا أن المشهد في سوريا نهاية عام 2025 يبدو مختلفاً تماماً؛ إذ لا تعكس الأسواق أي تحسّن فعلي في الطلب الاستهلاكي، بقدر ما تكشف عمق الأزمة المعيشية واتساع الفجوة بين الدخل والأسعار، في ظل تضخم مستمر وبطالة متصاعدة، جعلت من العيد مناسبة رمزية أكثر منها موسماً اقتصادياً. وفق بيانات مؤشر أسعار المستهلك الصادرة عن المركز السوري لبحوث السياسات، سجل المؤشر في شباط 2025 انخفاضاً شهرياً بنسبة 2.9. وبحسب تصريحات حاكم مصرف سوريا المركزي عبد القادر الحصرية، شهد معدل التضخم في سوريا تحسّناً ملموساً خلال العام 2025 بعد سنوات من الضغوط الاقتصادية. وأشار الحصرية إلى أن "السياسات النقدية واستقرار سعر الصرف والعمل على ضبط الكتلة النقدية كانت من أولويات المصرف، ما ساهم في خفض معدل التضخم إلى مستويات مقاربة لـ 15% مقارنة بمعدلات أعلى في السنوات السابقة، وهو ما يظهر تقدماً في مؤشرات الأسعار رغم استمرار التحديات الاقتصادية". في المقابل، سجلت أسعار الملابس والأحذية، التي تشكل عنصراً رئيسياً في إنفاق موسم الأعياد، انخفاضاً بنسبة 8.8% مقارنة بشهر كانون الثاني مدفوعة بزيادة المعروض من الملابس المستوردة والمستعملة، وتراجع الطلب نتيجة ضعف القدرة الشرائية؛ إلا أن تجاراً في دمشق وحلب يؤكدون أن كلفة المعيشة المرتفعة ما تزال محسوسة يومياً، ما يجعل تجربة المستهلك محكومة بدخله الفعلي أكثر من المؤشرات الإحصائية.

يصف أمين سر جمعية حماية المستهلك عبد الرزاق حبزة في حديث لـ"المدن" واقع القدرة الشرائية للمواطن السوري بأنها لم تعد "ضعيفة" كما كان يقال سابقاً، بل باتت أقرب إلى العدم: "فارتفاع تكاليف المعيشة مقابل انخفاض الدخل، إلى جانب أعباء الشتاء من تدفئة وملابس شتوية ومدارس ومؤونة، يستهلك كامل دخل الأسرة، ويجعل التفكير بالإنفاق على الأعياد أمراً خارج الحسابات"؛ من وجهة نظر حبزة، لم يعد المواطن يبحث عن مظاهر الفرح بقدر ما يسعى لتأمين الحاجات الأساسية فقط. هذا التوصيف يلتقي مع قراءة الخبير الاقتصادي ورئيس مجلس النهضة السوري عامر ديب، الذي يرى في حديثه مع "المدن"، أن موسم الأعياد هذا العام لا يعكس أي تحسّن حقيقي في الطلب الاستهلاكي، بل يعكس إعادة ترتيب قسرية للإنفاق، إذ اقتصرت الاحتفالات على بعض الفعاليات العامة وقلة من الأسر الميسورة. ويعتبر ديب أن ما يجري ليس نمواً اقتصادياً، بل إدارة اضطرارية للنفقات في ظل تراجع الدخل وازدياد مؤشرات البطالة واتساع الفجوة بين الأسعار ومستوى المعيشة.

على مستوى الأسعار، تكشف جولات جمعية حماية المستهلك، بحسب حبزة، عن تفاوت كبير بين المحافظات، بل داخل المحافظة الواحدة، وخصوصاً في دمشق التي تشهد كثافة سكانية متزايدة نتيجة انتقال أعداد كبيرة من محافظات أخرى وعودة مهاجرين من الخارج. هذا الواقع أدى إلى ارتفاع كبير للأسعار في العاصمة، مع فروقات بين سوق وآخر تتجاوز 50 و60 في المئة، وقد تصل في بعض السلع إلى 100 في المئة. ويربط عامر ديب هذا التفاوت بعوامل لوجستية وطبيعة السلع نفسها، فالمناطق الزراعية تختلف عن غير الزراعية، والمناطق الصناعية تختلف عن المناطق البعيدة عن مراكز الإنتاج. إلا أن هذه الفوارق، برأيه، لا تبرر حالة الفوضى السعرية القائمة، ولا غياب ما يسميه "العدالة السعرية" بين منطقة وأخرى. يُجمع الطرفان على أن الانتقال إلى نظام السوق الحر تم بشكل مفاجئ وغير منظّم. حبزة يرى أن المستهلك كان معتاداً على وجود تسعيرة واضحة، حتى لو شابها بعض الغبن، بينما وجد نفسه اليوم في سوق مفتوحة من دون أدوات حماية حقيقية. ورغم أن المنافسة هي جوهر السوق الحر، إلا أن ما حدث فعلياً هو نشوء أشكال من الاحتكار، خاصة مع وجود تواصل بين تجار الجملة والمفرق عبر مجموعات مغلقة، يتم من خلالها رفع الأسعار بشكل شبه يومي. عامر ديب يذهب أبعد من ذلك، معتبراً أن بعض التجار لم يعودوا يتصرفون كتجار، بل كـ"صرافين" يمارسون المضاربة على السلع. فرغم أن ارتفاع سعر الصرف بنسبة تتراوح بين 4 و6 في المئة لا يفترض أن ينعكس مباشرة على الأسعار، إلا أن الواقع يُظهر زيادات تصل إلى 10 و12 في المئة عند أي ارتفاع، مقابل خفض محدود لا يتجاوز 2 في المئة عند تراجع سعر الصرف.  ويشير إلى أن سعر الصرف انخفض مؤخراً من حدود 12400 إلى 11300 ليرة، بينما لا تزال السلع تُسعّر على أساس 11800، متسائلاً عن دور الدولة في هذا الخلل.

في مقاربته النقدية، يعلن ديب تأييده لسعر الصرف المرن، ورفضه لسعر الصرف الثابت في ظل الوضع الاقتصادي المتذبذب، معتبراً أن تحديد هامش حركة بين 4 و6 في المئة هو خيار صحي. إلا أن المشكلة، برأيه، لا تكمن في مرونة السعر بحد ذاتها، بل في سوء تطبيقها داخل الأسواق وغياب الالتزام بها، ما يفتح الباب أمام استغلال المستهلك. من جانبه، يشير حبزة إلى أن التاجر يحمّل المستهلك كلفة المخاطر، رافعاً أسعاره تحسباً لأي تغير في سعر الصرف، في ظل الفجوة بين السعر الرسمي والسعر الواقعي. هذا السلوك، بحسب حبزة، يُفرغ فكرة السوق الحر من مضمونها، ويحوّلها إلى عبء إضافي على المستهلك.

يتفق الخبيران على أن مفهوم السوق الحر لا يعني غياب الدولة. حبزة يوضح أن دور الرقابة الحكومية بات محصوراً بعدم الإعلان عن الأسعار، والغش، وانتهاء الصلاحية، من دون أي قدرة على ضبط الأسعار أو هوامش الربح. كما يشكك في صدقية العروض المنتشرة خلال موسم الأعياد، معتبراً أن كثيراً منها ينطوي على غبن في الجودة أو النوعية. أما ديب، فيؤكد أن أي اقتصاد حر من دون تدخل الدولة هو "فقاعة"، مشيراً إلى أن دولاً كبرى مثل الولايات المتحدة والإمارات تضع هوامش ربح وتتابع الأسواق عند حصول اختلالات؛ ويرى أن حماية المستهلك، والدخل، والمدخرات، وإعادة التوازن الاقتصادي، ليست خيارات بل واجبات على الدولة، وأن غياب هذا الدور يترك السوق نهباً للفوضى. رغم كل ذلك، يلفت ديب إلى أن سلوك المستهلك في الأعياد يبقى مختلفاً، إذ تمثل المناسبات مساحة نفسية للإنفاق المؤقت، حيث ترفع العائلات مصروفها خلال العيد ثم تعود إلى التقشف بعده. لذلك، لا يمكن اعتبار موسم الأعياد مؤشراً دقيقاً على التعافي أو الركود في الحالة السورية، بل يجب النظر إلى مؤشرات الدخل السنوي، والبطالة، وأسعار المستهلكين لتقييم الوضع الاقتصادي الحقيقي. وفي المحصلة، يكشف اقتصاد الأعياد في سوريا عن واقع اقتصادي هش، تُثقل فيه الأسعار كاهل المستهلك، ويتراجع فيه الطلب الحقيقي، بينما تتقدم المناسبات على حساب الضروريات مؤقتاً. وبين سوق حر بلا ضوابط ودولة غائبة عن دورها التنظيمي، يبقى العيد مرآة لأزمة أعمق، لا تُحل بالعروض الموسمية ولا بمرونة سعر الصرف وحدها، بل بسياسات تعيد التوازن بين الدخل، الأسعار، وحماية المستهلك.

 

حين لا تكون الوزارة مجرد وزارة: حالة سلام سفاف

المدن/24 كانون الأول/2025

في السنوات الأخيرة من عمر النظام السوري، لم تعد السلطة تُقرأ من خلال المناصب وحدها. لم يعد الموقع الرسمي كافياً لفهم من يقرّر، ولا الصفة الوزارية كافية لتحديد حجم النفوذ الحقيقي. داخل هذا المشهد الملبّد، برزت شخصيات عملت بصمت، لكن أثرها كان أعمق من حضورها العلني. من بين هذه الأسماء، تبرز سلام سفاف بوصفها حالة تستحق التفكيك، لا لأنها الأكثر ظهوراً، بل لأنها تمثّل نمطاً خاصاً من السلطة: سلطة الإدارة حين تتحوّل إلى أداة حكم. لم تدخل سلام سفاف الحياة العامة من بوابة السياسة التقليدية، بل عبر مسار أكاديمي ــ إداري بدا، في بداياته، تقنياً أكثر منه سياسياً. تكوينها العلمي وخبرتها في الإدارة العامة جعلاها اسماً مناسباً لمرحلة كان النظام يقدّمها بوصفها مرحلة "إصلاح إداري" و"تحديث مؤسسات". غير أن هذا المسار، الذي انطلق نظرياً، سرعان ما وُضع في سياق سياسي أوسع، حيث لم تعد الإدارة شأناً تقنياً صرفاً، بل أصبحت جزءاً من منظومة الضبط وإعادة إنتاج السلطة. وعندما تسلّمت حقيبة التنمية الإدارية، لم تكن الوزارة في صدارة الاهتمام الشعبي، لكنها كانت، في الواقع، واحدة من أكثر الوزارات حساسية. فهي المعنية بالهياكل التنظيمية، والأنظمة الداخلية، والتوصيف الوظيفي، وتوزيع الصلاحيات؛ أي إنها تمسك، نظرياً على الأقل، بمفاتيح إعادة ترتيب الدولة من الداخل.

على خلاف وزارات السيادة، لم تكن وزارة التنمية الإدارية مساحة سجال علني أو حضور إعلامي كثيف. لم تُقاس إنجازاتها بمشاريع ملموسة، ولا بإجراءات يشعر بها المواطن مباشرة. غير أن قراراتها، داخل الجهاز الحكومي، كانت تتقاطع مع عمل كل مؤسسة تقريباً: من توصيف الوظائف، إلى إعادة الهيكلة، إلى برامج التدريب، وصولاً إلى آليات تقييم الأداء. هذا الموقع منح سلام سفاف قدرة استثنائية على التأثير، لا عبر قرار سياسي مباشر، بل من خلال إعادة تعريف القواعد نفسها. فحين يُعاد صياغة النظام الداخلي لمؤسسة ما، أو تُعدَّل آليات التقييم والترفيع، لا تُمارَس السلطة بوصفها أمراً صريحاً، بل كإطار عام يحدّد ما هو ممكن وما هو مستحيل، ومن يبقى داخل المنظومة ومن يُدفع إلى هامشها. مع مرور الوقت، لم تعد التنمية الإدارية تُقدَّم بوصفها أداة لتحسين الأداء، بل كآلية ضبط وإدارة. لم يكن الهدف المعلن تغيير الوجوه، بل "رفع الكفاءة". غير أن مفهوم الكفاءة، في السياق السوري، لم يكن مهنياً خالصاً، بل معياراً مرناً يتداخل فيه الإداري بالأمني، والوظيفي بالسياسي. في هذا الإطار، بدأ يُنظر إلى الوزارة باعتبارها مساحة فرز صامتة: من ينسجم مع القواعد الجديدة يستمر، ومن يخرج عنها يُعاد تدويره، أو يُهمَّش، أو يُقصى بهدوء. لم تكن هناك قرارات صدامية أو إجراءات فجّة، بل إدارة بطيئة للتغيير، تغيّر الكثير من دون أن تعلن ذلك صراحة. بحسب مصدر خاص تحدّث إلى "المدن"، تجاوز موقع سلام سفّاف داخل الحكومة، في مراحل معيّنة، حدود الحقيبة الوزارية نفسها. وينقل المصدر أن رئيس الحكومة حينها كان يتعامل معها بحذر بالغ، إلى حدّ اعتبار أن أي خلاف معها لا يُقرأ بوصفه خلافاً إدارياً عادياً، بل يُفهم، في سياق السلطة، على أنه خلاف مع شخص الرئيس المخلوع بشار الأسد. وفي إحدى المرّات، طالب أحد الوزراء بالاعتذار منها. هذا التصوّر، سواء كان دقيقاً بالكامل أم مشوباً بالمبالغة، أدّى دوراً حاسماً في تحصين موقعها داخل مجلس الوزراء. فالسلطة في سنواتها الأخيرة لم تكن تُدار عبر الأوامر المباشرة وحدها، بل من خلال الإشارات، والرسائل غير المعلنة، وحدود النفوذ الضمنية. وفي مناخ كهذا، لم يعد القرار وحده أداة سلطة، بل أصبح الانطباع بحدّ ذاته شكلاً من أشكال النفوذ.

في خطابها العلني، كانت سلام سفاف تتحدث عن تحديث الإدارة، وبناء القدرات، وإعادة هيكلة المؤسسات بما يتناسب مع "مرحلة ما بعد الحرب". لغة تقنية محسوبة، تخلو من الشعارات الكبرى. غير أنّ هذه اللغة، حين تُقرأ في سياقها السياسي الأوسع، كانت تؤدي وظيفة مزدوجة: تطمين الخارج بوجود مسار إصلاحي، وضبط الداخل عبر إعادة تنظيمه وفق معايير جديدة. لم يكن هذا التناقض استثناءً في بنية الحكم، لكنه بدا أكثر وضوحاً في حالة وزارة التنمية الإدارية، بحكم موقعها عند تقاطع الدولة كجهاز إداري، والسلطة كنظام حكم. ففي هذا التقاطع تحديداً، تتحول مفردات الإصلاح إلى أدوات تنظيم وضبط، ويتداخل التقني بالسياسي من دون إعلان صريح. مع اقتراب النظام من لحظة الانهيار، لم تتغيّر نبرة وزارة التنمية الإدارية كثيراً. بقي الخطاب محافظاً، يدعو إلى الاستمرارية، وحماية المؤسسات، وعودة الموظفين إلى أعمالهم. في تلك المرحلة، لم يعد السؤال المطروح متعلّقاً بفعالية السياسات بقدر ما بات مرتبطاً بوظيفتها: هل كانت محاولة فعلية للحفاظ على الدولة، أم إدارة هادئة لمرحلة السقوط؟ في هذا السياق، بدا ظهور سلام سفاف في تلك الأيام، بلهجة عقلانية تدعو إلى "الانتقال السلمي" و"حماية الممتلكات العامة"، وكأنه يعكس إدراكاً بأن اللعبة السياسية كانت قد انتهت، وأن ما تبقّى لم يعد سوى إدارة الخسائر. على المستوى الدولي، لم تكن سلام سفاف شخصية معزولة عن سياق العقوبات المفروضة على النظام السوري. فإدراج اسمها ضمن قوائم العقوبات الغربية جاء في إطار التعامل مع الحكومة السورية بوصفها منظومة متكاملة، لا مجموعة أفراد منفصلين. لم يكن القرار مرتبطاً بملف محدّد بقدر ما كان تعبيراً عن موقعها داخل السلطة التنفيذية ودورها ضمن بنيتها. هذا الإدراج أعاد إلى الواجهة سؤالاً قديماً ومتجدداً: هل يُحاسَب المسؤول على دوره التقني أم على موقعه السياسي؟ في الحالة السورية، بدا الفصل بين الاثنين متعذّراً. فالدور التقني كان سياسياً بحكم السياق، فيما أُدير السياسي بلغة تقنية تخفّف من حدّته، من دون أن تنفي طابعه السلطوي.

مع سقوط دمشق، اختفت سلام سفاف عن المشهد العام. لم تصدر بيانات، ولم تظهر صور، ولم يُعرف على وجه الدقة أين انتهى بها المطاف. ما يُتداول عن مغادرتها البلاد، أو بقائها داخلها، أو عن وضعها القانوني، يظل في إطار الروايات غير المؤكدة، المتقاطعة من دون تثبيت رسمي. لكن الغياب نفسه يحمل دلالة. فالسلطة التي اشتغلت طويلاً عبر الإدارة، ومن خلال إعادة تنظيم الهياكل والأنظمة، انسحبت من المشهد بصمت إداري مشابه. لا مواجهة، ولا تبرير، ولا خطاب وداعي. انسحاب هادئ يوازي، في شكله، الطريقة التي أُديرت بها السلطة في سنواتها الأخيرة. في المحصلة، لا يمكن اختزال سلام سفاف في صورة واحدة. فهي ليست مصلِحة بالمعنى الكلاسيكي، ولا مجرّد تكنوقراط محايدة، ولا شخصية أمنية صريحة. بل هي نتاج مرحلة حاول فيها النظام أن يُدير أزمته عبر الإدارة لا السياسة، وعبر القواعد لا القرارات الصدامية. القصة، في جوهرها، ليست قصة وزيرة، بل قصة دولة سعت إلى إنقاذ نفسها من خلال إعادة ترتيب ملفاتها، قبل أن تكتشف، متأخرة، أن المشكلة لم تكن في الهياكل، بل في منطق الحكم نفسه.

 

هل تحيي واشنطن الاتفاق الأمني السوري-الإسرائيلي؟

أيهم الشيخ/المدن/24 كانون الأول/2025

في لحظة إقليمية بالغة الحساسية، وصل المبعوث الأميركي توم باراك إلى إسرائيل حاملاً ملفات أمنية وسياسية شديدة التعقيد يتقدّمها الملف السوري. التقى باراك برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية جدعون ساعر، ونقل رسائل واضحة من واشنطن، تضمّنت ما وصفه بـ"الخطوط الحمراء" التي ينبغي مراعاتها في التعامل مع الساحة السورية، فحوى هذه الرسائل أن التوجّه الأميركي يقوم على دعم الحكومة السورية ورفض أي خطوات من شأنها زعزعة النظام، في ظل تعقيدات داخلية وإقليمية بالغة الحساسية. ويؤكد عضو المجلس السوري الأميركي للسلام والازدهار سامر الصفدي، لـ"المدن"، على الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة كوسيط في المفاوضات الأمنية بين سوريا وإسرائيل. ويشدد على أن هذه الوساطة مقتصرة على الاتفاقات الأمنية فقط، دون أي علاقة بتطبيع العلاقات أو دخول سوريا في اتفاقات "أبراهام"، التي يعتبرها موضوعاً مختلفاً تماماً. ويوضح الصفدي أن الوساطة الأميركية تركز حالياً على الوصول إلى اتفاق أمني يمنع التوغل الإسرائيلي في سوريا، ويوقف الضربات الإسرائيلية عليها، بالإضافة إلى منع أي انتهاكات للسيادة السورية في جميع الأراضي والمحافظات. وأشار إلى أن هذا هو الدور الرئيسي للإدارة الأميركية والرئيس دونالد ترامب كوسيط، مضيفاً أنه التقى بالرئيس ترامب، حيث أكد له شخصياً سعيه لتحقيق السلام في شرق أوسط جديد، مع التركيز على أولوية الوساطة لضمان الأمن وتوصل الطرفين إلى اتفاق أمني يلتزم به كلا الجانبين. كما كشف الصفدي عن وجود استياء في الإدارة الأميركية تجاه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بسبب تصرفات إسرائيل في سوريا خلال الأشهر الماضية. في المقابل، أشاد بتصرفات الحكومة السورية المركزية في دمشق تحت قيادة الرئيس أحمد الشرع، معتبراً أنها تسير بشكل جيد في سياق الاتفاقات الأمنية. وأكد أن التعنت يأتي من الجانب الإسرائيلي وليس السوري، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تسعى لأن تكون وسيطاً، ثم تلعب دور المراقب بعد ذلك لضمان التزام الطرفين بالاتفاقات الأمنية، دون تدخل إضافي. وأضاف أن الاتفاق الأمني المرتقب سيكون مشابهاً للاتفاق الذي وقع عام 1974، مع التزام إسرائيل بالعودة إلى حدودها ما قبل 8 كانون الأول/ديسمبر 2024، ومنع أي اعتداءات إسرائيلية أخرى. ووفق ما أوردته "قناة i24" الإسرائيلية، ترى إدارة ترامب أن الضربات الإسرائيلية العابرة للحدود تُقوّض الجهود الأميركية الرامية إلى دعم الاستقرار في دمشق، وتُضعف المساعي الرامية إلى بلورة تفاهمات قد تقود إلى اتفاق أمني بين سوريا وإسرائيل. ويقول الباحث في مركز جسور للدراسات محمد سليمان، لـ"المدن"، إن الولايات المتحدة تسعى حالياً للضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها في جنوب سوريا، خشية أن تتطور هذه الانتهاكات وتؤدي إلى فوضى تعيد من خلالها التنظيمات الإرهابية العابرة للحدود والمدعومة من إيران، بالإضافة إلى زيادة الفجوة الأمنية وعودة صناعة وتجارة الكبتاغون وتهريب السلاح في المنطقة. في المقابل، يرى سليمان أن إسرائيل تنظر إلى إمكانية استفادتها من خلق فوضى منضبطة على الحدود الجنوبية السورية، بهدف زيادة الضغط على الحكومة السورية والحفاظ على موقفها السياسي والعسكري الضعيف محلياً وإقليمياً. ويضيف أن الولايات المتحدة تدعم الحكومة السورية للحفاظ على التوازنات الإقليمية والأمن الإقليمي في المنطقة. وفي حال التوصل إلى صيغة اتفاق أمني سوري-إسرائيلي يضمن مصالح سوريا الوطنية، يؤكد سليمان أنه يجب أن يشمل في البداية تعهداً من إسرائيل بعدم التدخل في الشأن الداخلي السوري، بالإضافة إلى انسحابها من جميع النقاط العسكرية التي أقامتها في القنيطرة وما حولها، ومن جبل الشيخ، وعودتها إلى ما قبل 8 ديسمبر. كما يرى بوجوب إعادة صياغة اتفاق 1974، وإجراء نقاش جدي حول الوضع الأمني والعسكري على الحدود الجنوبية السورية، مما يمكن الحكومة السورية من ضمان سلامة هذه الحدود، كما ضمنت سلامة الحدود الغربية والشرقية والشمالية للبلاد.

 

روسيا تتوسط بين سوريا وإسرائيل.. بموافقة أميركية

المدن/24 كانون الأول/2025

تعمل روسيا، وبموافقة أميركية، على التوسط بين إسرائيل وسوريا، في محادثات تهدف إلى التوصل إلى تفاهم أمني بين الجانبين، في مسار شهد تقدماً محدوداً خلال الأسابيع الأخيرة، وفق ما أفادت به مصادر أمنية إسرائيلية. يأتي ذلك في وقت يزور وزير الخارجية السورية أسعد الشيباني برفقة وفد رفيع، العاصمة الروسية موسكو، حيث عقد لقاءً مع وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف. وذكرت هيئة البث العام الإسرائيلية، مساء اليوم الأربعاء، أن موسكو دخلت على خط الوساطة بين إسرائيل وسوريا، بعد أن كانت أذربيجان تقود حتى الآن الاتصالات بين الطرفين، بما في ذلك استضافة اجتماعات لمسؤولين كبار. وبحسب التقرير، "تعمل روسيا على تعزيز علاقتها مع دمشق"، في مؤشر برز خلال الشهر الماضي، مع "قيام موسكو بنقل قوات ومعدات عسكرية إلى منطقة اللاذقية"، بعد أن كانت قد خفّضت انتشارها هناك عقب انهيار نظام بشار الأسد، قبل أن "تعود وتكثّف نشاطها العسكري في سورية مجدداً". ونقل التقرير عن مصدر أمني مطّلع، أن روسيا تسعى إلى إعادة انتشار قوات الجيش السوري في جنوب البلاد، قرب الحدود مع إسرائيل ومناطق الجولان المحتل، على غرار الوضع الذي كان قائماً قبل انهيار نظام الأسد. وفي المقابل، أشار التقرير إلى أن إسرائيل تفضّل وجوداً روسياً في جنوب سوريا، باعتباره بديلاً عن محاولة تركية لترسيخ نفوذها العسكري في تلك المنطقة الحساسة بالنسبة لإسرائيل. ونقل التقرير عن مصدر أمني إسرائيلي مشارك في الاتصالات، أن هناك فجوات بين إسرائيل وسوريا، بالرغم من الوساطة الروسية، إلا أنه تحدث عن تسجيل "تقدّم معيّن" في مسار المحادثات خلال الأسابيع الأخيرة، دون الكشف عن تفاصيل إضافية.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الميلاد المجيد وأيقونته

الأب أثناسيوس شهوان/نداء الوطن/25 كانون الأول/2025

يأتي عيد الميلاد المجيد ليضيء لنا التدبير الخلاصيَّ الَّذي أعدَّه الله للإنسان من قبل الزمان، وهو أنه أتى إلينا واتحد بنا وأعطانا نعمة الخلاص ورفعنا إليه. هذا المجيء نسمِّيه في عيد البشارة التجسُّدَ الإلهيَّ لأنه اتخذ جسدًا في أحشاء والدة الإله وتأنس، وظهر بالجسد في الولادة الإلهيَّة في الميلاد، وذلك لتتمَّ النبوءات الَّتي وعدنا بها الربُّ في العهد القديم. المسيحيُّون منذ القرون الأولى عبَّروا عن الخلاص الإلهيِّ بنصوص كتابيَّة وألحان وأناشيد ورسوم ونقوش وفسيفساء وغيرها. من هنا تأتي أيقونة الميلاد الَّتي تقدِّم لنا صفحة ميلاديَّة نورانيَّة.

قبل الدخول في عناصر الأيقونة، لا بدَّ من التوقف أمام نقطتين مهمَّتين:

النقطة الأولى: أقدم أيقونة ميلاديَّة تعود إلى القرن السابع الميلاديِّ، وهي موجودة في دير القدِّيسة كاترينا في سيناء. قبل ذلك، كان يوجد مشاهد ميلاديَّة من جداريَّات في دياميس روما (ق 3-4 م) مثل تصوير لوالدة الإله جالسة، وفي حضنها الربُّ يسوع المسيح يرضع منها، ويقف أمامهما النبيُّ بلعام. النبيُّ يشير إلى نجم موجود فوق والدة الإله والربِّ تيمُّنًا بنبوءته: "أراهُ، ولكنْ ليس الآن. أُبصره، ولكنْ ليس قريبًا. يَبرُز كوكب من يعقوب" (عدد 24: 17). ويسوع بالجسد هو من سبط يهوذا أحد الأسباط الاثني عشر من يعقوب.

وهناك أيضًا تصاوير لثلاثة مجوس يتقدَّمون نحو والدة الإله الجالسة، وفي حضنها الربُّ يسوع المسيح، يحملون هداياهم ليقدِّموها له، ويسجدون أمامه. بالإضافة إلى وجود نقوش شبيهة على نواويس.

النقطة الثانية: تدعونا أيقونة الميلاد إلى الدخول في السرِّ الخلاصيِّ وعيشه، وألَّا نكتفي بالمشاهدة فحسب، لأن للأيقونة أبعادًا ثلاثة: إثنان منظوران وهما طول الأيقونة وعرضها، أمَّا الثالث فهو غير منظور، وهو العمق، أي العلاقة بين المؤمن وما تمثله الأيقونة، فالأيقونة هي نافذة إلى الملكوت السماويِّ، تنقلنا من الأرض إلى السماء كما نرتل في كاطافسيَّات الميلاد: "المسيح وُلد فمجِّدوه، المسيح أتى من السموات فاستقبِلوه، المسيح على الأرض، فارتفِعوا. رتلي للربِّ أيَّتها الأرض كلُّها، ويا شعوب سبِّحوه بابتهاج، لأنه قد تمجَّد".

بالعودة إلى عناصر الأيقونة، نبدأ من الأعلى إلى الأسفل بحركة دائريَّة لنختمها بالمشهد الأساسيِّ في الوسط.

تنقسم الملائكة في الأعلى إلى مجموعتين: الأولى على اليمين، مؤلَّفة من ستة ملائكة بشكل متدرِّج. الأوَّل ينظر إلى العلى لأن الربَّ نزل إلينا، والباقون ينظرون إلى المولود الإلهيِّ. المجموعة الثانية من سبعة ملائكة يرفعون أيديهم ويسبِّحون الربَّ. لباس الملائكة بالألوان الفرحة يتناغم مع تسبحتهم: "المجد للَّه في الأعالي، وعلى الأرض السلام للناس الَّذين بهم يُسَرُّ اللَّه"، أي الناس الَّذين يعملون مشيئة الله (لوقا 2: 14).

يمرُّ بين المجموعتين شعاع ثلاثيُّ الأبعاد، يشير إلى الثالوث القدُّوس الآب والابن والروح القدس الواحد في الجوهر الإلهيِّ، وهو على شكل سيف، ارتباطًا بما تنبَّأ به سمعان الشيخ لوالدة الإله: "وأنتِ أيضًا يجوزُ في نفسك سيفٌ" (لوقا 2: 35). السيف يشير إلى الصليب، بمعنى أن والدة الإله ستشاهد ابنها الوحيد مصلوبًا. فالمولود الإلهيُّ هو المخلِّص الَّذي سيُصلَب ويقوم في اليوم الثالث، لهذا فإنَّ لحن ترنيمة "اليوم يولد من البتول" هو لحن ترنيمة "اليوم علِّق على خشبة" نفسه. وكذلك يتجه السهم نحو الربِّ، ويوجد فيه نجم يذكِّرنا بالنجم الَّذي قاد المجوس.

الملاك الَّذي يكلِّم الراعي هو الملاك السابع من المجموعة الأولى، نراه يبارك الراعي، والأخير مشدود بالكامل نحوه، تعبيرًا عن الدهشة وارتقاء الحدث. كيف لا والربُّ أتى إلينا ليرفعنا إليه؟ ثياب الملاك باللونين الأزرق والأخضر. الأوَّل يشير إلى الإنسانيَّة الساميَّة والثاني إلى الحياة الجديدة. وهذا تمامًا ما سيعطيه الربُّ للبشريَّة بتأنسه. الراعي الثاني جالس بطمأنينة يعزف بمزماره لحن الفرح والبهجة، والخراف ترعى بسلام وتشرب من جدول المياه غير خائفة من الذئاب، إشارة إلى هزيمة الشيطان وغلبة المسيح عليه.

نشاهد القدِّيس يوسف البارَّ خطِّيب مريم بلباسه الذهبيِّ جالسًا يتأمَّل السرَّ الإلهيَّ، ويقف أمامه رجل لباسه أسود قاتم يرمز إلى الشيطان الَّذي يحاول أن يوقعه، ولكنَّ يوسف لا يصغي إليه لأنَّ قلبه كان مشتعلًا بالربِّ ولم يسمح لنفسه بأن يتهم العذراء بشيء، مع أنه كان في حالة ارتباك ولم يفهم ماذا حصل، والربُّ طمأن قلبه بواسطة الملاك.

مشهد غسيل الطفل من قبل القابلة العبرانيَّة وسالومة هو تأكيد على تأنسه. ويذكِّرنا جرن المياه بجرن المعموديَّة والولادة الجديدة بالربِّ.

المجوس نشاهدهم ثلاثة مع أن متى الإنجيليَّ لا يذكر عددهم، ولكن ظهرت رسوماتهم من القرون الأولى على أنهم ثلاثة، تعبيرًا عن هداياهم الثلاث: الذهب يرمز لكون يسوع ملكًا، واللبان لألوهيَّته، والمرُّ لآلامه وصلبه. وهم مختلفو الأعمار: شابٌّ ومتوسِّط العمر ومسنٌّ، إشارة إلى أنَّ الأجيال كلَّها سجدت للربِّ. وقد يرمزون إلى القارَّات الثلاث الَّتي كانت مكتشَفة آنذاك: آسيا وأوروبَّا وأفريقيا، دلالة على أن الخلاص شمل البشريَّة كلَّها. يوجد على رأسهم علامة الأنبياء لأنهم معتبرون أنبياء، وعرفوا من النجم بميلاد الربِّ.

في الوسط يسوع مقمَّط كما جاء في إنجيل لوقا: "فوَلَدت ابنها البكر وقمَّطته وأضجعته في المذود" (لوقا 2: 7). وسنرى الأقمطة فارغة في أيقونة القبر الفارغ بعد قيامة الرب. فالأعياد مرتبطة ببعضها لأن المخلِّص هو نفسه، لهذا فإن شكل المذود يشبه شكل القبر. كما نلاحظ أيضًا أن وجه الربِّ بالغٌ دائمًا لأنه إلهٌ وتَجسَّد، وحول رأسه هالة القداسة، وفي داخلها صليب، إشارةً إلى صلبه، وثلاثة أحرف يونانيَّة OWN تعني الكائن، وهذا معنى اسم يسوع: "الكائن الَّذي يخلِّص" أي "يهوه يشع".

والدة الإله مستلقية على رداء أحمر على شكل حبَّة القمح لأنها أمُّ الحياة، ويسوع هو خبز الحياة كما قال عن نفسه: "أنا هو الخبز الحيُّ الَّذي نزل من السماء" (يوحنَّا 6: 51). وهي الأكبر حجمًا في الأيقونة والأقرب إليه لأنها ولدته، وهي تنظر إلينا لتقول: "هذا هو مخلِّصي ومخلِّصكم، فله اسمعوا".

الجبل في الخلف يشدُّنا إلى فوق، ويرمز إلى يسوع الَّذي هو صخرة الكنيسة. ووجود العذراء فيه يذكِّرنا بنبوءة دانيال عن الحجر الَّذي قطع من جبل ليس بيد بشريَّة (دانيال 2: 45). فكلُّ شيء فيها تمَّ من الروح القدس.

في الخلاصة، نحن مدعوُّون لنعيش الميلاد فنماثل الملائكة بنقل الفرح إلى المسكونة كلِّها، والرعاة بالإسراع إلى المغارة، والقابلتين لغسل قلوبنا بتوبة صادقة، والمجوس بالسجود للإله الحق، ووالدة الإله بإصغائها إلى كلمة الربِّ وتواضعها ليولد المسيح فينا، كي لا يُطبَّق علينا ما قاله إشعياء النبيُّ: "الثور يعرف قانيَه والحمار معلفَ صاحبه، أمَّا شعبي فلا يفهم" (إشعياء 1: 2) وهذا هو سبب وجود الحيوانين في الأيقونة، بالإضافة إلى نبوءة حبقوق: "وتعرف بين كائنين/ حيوانين" (حبقوق 3: 2).

 

جنوب لبنان والانتخابات المقبلة: صراع النفوذ لا المقاعد

رمال جوني/نداء الوطن/25 كانون الأول/2025

بدأت عجلة الانتخابات النيابية تدور جنوبًا، وإن بوتيرة منخفضة نسبيًا، على أن يُتوقع أن تشتدّ حماوتها مع مطلع العام الجديد. انتخابات 2026 النيابية تبدو حتى الآن من أكثر الاستحقاقات سخونةً واختلافًا، إذ لم تشهدها البلاد حتى في المراحل التي كانت تُجرى فيها الانتخابات في زمن الإقطاع السياسي.

فالصراع اليوم لا يقتصر على مقعد نيابي في الجنوب، بل يتعدّاه إلى معركة من يمسك بالزمام النيابي والسياسي للمنطقة، في مواجهة حلف ثنائي حركة "أمل" و "حزب اللّه". والسؤال الأبرز: هل تتمكّن المعارضة الجنوبية من استثمار الفرصة المتاحة اليوم، أم أن تشتتها وانقسامها سيؤديان إلى خسارة ما تصفه بـ "الفرصة الذهبية" في تاريخها السياسي؟

لطالما كانت المعارضة الجنوبية طامحة إلى السلطة منذ زمن الانتداب حتى اليوم، إلّا أنها لم تنجح يومًا في تحقيق مكاسب ملموسة، رغم تمسّكها بالمحاولة وعدم اليأس. فقد حملت مشاريع تغييرية، وخاضت الاستحقاقات الانتخابية ببرامج قابلة للتنفيذ، في مقابل شعارات براقة اعتمدتها السلطة. والدليل على ذلك، أن التنمية المتوازنة في الجنوب تكاد تكون شبه معدومة، فيما لا يظهر تعبيد الطرقات إلّا كلّ ست سنوات، أو بعبارة أدق في مواسم "الخدمات الانتخابية". أمّا أبسط مقومات الحياة، من كهرباء ومياه، فلا تُعالج إلّا على عتبة الانتخابات.

أمام هذا الواقع، أصيب المواطن باليأس، وبدأ ينفر من الطبقة السياسية، لكنه في المقابل، لم يمارس حقه الانتخابي على نحو يغيّر واقعه. فبقيت الوجوه النيابية الجنوبية على حالها، حتى أن الحرب غيّرت معالم القرى الجنوبية، فيما لم تغيّر الانتخابات معالم التمثيل النيابي.

اليوم، يبدو المشهد مختلفًا إلى حدّ كبير. فالتكتيكات الانتخابية تغيّرت، وبدأ كل من ثنائي حركة "أمل" و "حزب اللّه" يشعر بخطورة المرحلة ومتغيّراتها الدقيقة، التي قد تصبّ في مصلحة قوى المعارضة الجنوبية لدخول الندوة البرلمانية، لا سيّما أن خطاب هذه القوى يرتكز على التنمية وإعادة الإعمار، منطلقًا من وجع الناس وحاجاتهم، الأمر الذي يزعج "الثنائي".

وفي هذا السياق، بدأ "الثنائي" بإعادة ترتيب بيته الداخلي، لا سيّما حركة "أمل" التي كلّفت مسؤول مكتبها السياسي جميل حايك بإدارة العملية الانتخابية في الجنوب، في ظلّ تراجع شعبيتها ووجود أجنحة متعدّدة داخلها. ووفق أوساط متابِعة، فإن حالة استياء شديدة تسود داخل الحركة من عدد كبير من رؤساء البلديات الذين جاءت بهم، وغالبيتهم من أصحاب رؤوس الأموال، بهدف إحداث نهضة إنمائية تُترجم انتخابيًا، إلّا أن تصرفات بعضهم أضرّت بالحركة بدل أن تعزز حضورها الشعبي.

ولا تستبعد هذه الأوساط إجراء تغييرات جذرية تخدم المعركة الانتخابية، لا سيّما في ما يتعلّق بالصوت التفضيلي، الذي يُعدّ "مربط الفرس" في هذا الاستحقاق. فالصوت التفضيلي يُشكّل المعركة الأضخم انتخابيًا، حيث يسعى "حزب اللّه" إليه لتأكيد أن شعبيته لم تتراجع بعد الحرب، فيما تريده حركة "أمل" لتثبيت حضورها الشعبي، ما يعني أن الصراع على الأوزان الشعبية بين الطرفين سيكون حاضرًا بقوة.

لكن على أرض الواقع، يبرز السؤال الأهم: أين هو الإنماء؟ ولماذا غاب طوال هذه السنوات؟ وماذا عن الخدمات التي يُفترض أن تصل إلى الناس، لا سيّما أن الجنوبيين بعد الحرب فقدوا كل شيء، وتركوا لمصير مجهول؟

لقد بدّلت الحرب كل تفاصيل الجنوب، والجميع يطمح إلى تبدّل الواقع السياسي ليصبح أكثر ديمقراطية، وفق خطاب "المعارضة الجنوبية الوطنية" كما تُسمّي نفسها، الساعية إلى لعب دور مرحلي في هذه المرحلة الدقيقة من إعادة تكوين تاريخ الجنوب. إذاً، تتجه الأنظار إلى الانتخابات المقبلة في الجنوب، حيث قد تُعاد معها صياغة البيت السياسي الداخلي وتوازناته. فأين تقف المعارضة الجنوبية من هذه التوازنات؟ وهل تملك حظوظًا فعلية في هذه الدورة؟ وما هو دور الشباب فيها؟

يجيب الناشط السياسي حسين غندور عن هذه الأسئلة بكلمة واحدة: "نعمل لحماية الجنوب والحفاظ عليه". ويؤكد أن المعارضة اليوم لا تخوض معركة الانتخابات كغاية بحدّ ذاتها، بل كوسيلة للحفاظ على جنوب لبنان، وحمايته، وإعادة نهوضه وإعماره.

ويضيف غندور: "هناك خطر وجودي يتهدّد الجنوب، وكلّنا معنيّون بحمايته بغض النظر عن خلافاتنا السياسية. نحن بحاجة اليوم إلى خطاب سياسي حكيم".وتفتقد العديد من قرى الجنوب أبسط مقوّمات الإنماء: طرقات محفرة، شبكات مياه شرب مقطوعة، بنى كهرباء مهترئة، وغياب شبه تام للقطاع الصناعي، فلا مصانع ولا استثمارات للمغتربين تحرّك العجلة الاقتصادية الراكدة وتوفر فرص عمل للشباب. ويشير غندور إلى أن "الاستثمار جزء أساسي من إنماء الجنوب، ومن أولوياتنا لإعادة قوته وازدهاره". في المقابل، تسعى المعارضة الجنوبية إلى نسج خطاب سياسي دقيق لفرض حضورها الشعبي، لعلّها تنجح في تغيير المعادلة الجنوبية، إذ ترى أن الانتخابات المقبلة مختلفة، وتستوجب ولادة حالة سياسية جديدة تُحدث خرقًا في الخطاب السائد.

وفي هذا الإطار، يبرز ملف النبطية، التي لم تحظَ بإعفاءات أو عفو ضريبي كما باقي قرى الجنوب، رغم أنها نالت نصيبًا وافرًا من الدمار، ما أثار استياء أبنائها. ويقول غندور: "كان يجب أن يكون هناك ضغط نيابي أكبر لإعفاء النبطية، لكن ذلك لم يحصل".

وقد ترسم الانتخابات المقبلة، في حال جرت، خارطة جديدة للجنوب، رغم أن المعارضة لا تستبعد تأجيلها لأسباب تقنية أو غيرها. ويؤكد غندور أن اللاعب الأبرز في المرحلة المقبلة هو الجيل الشاب والمغترب، لما لهما من دور محوري في نهضة الجنوب إنمائيًا وانتخابيًا واقتصاديًا.

في الخلاصة، الجميع يعدّ العدّة للمعركة الانتخابية. الأحزاب تضبط إيقاع حضورها الشعبي، والحراك الميداني بدأ على الأرض. مجلس الجنوب يستعدّ لضخ أموال في المنطقة، يعتبرها كثيرون أموالًا انتخابية، وسط مخاوف من أن تذهب إلى جيوب من لا يستحقها كما في المرّات السابقة. أما الحزب الشيوعي، فلا يزال حراكه خجولًا، بانتظار تبلور موقعه، سواء إلى جانب "الثنائي" أو في صفوف المعارضة. الانتخابات جنوبًا لها نكهتها الخاصة، والجميع يسعى لفرض شعبيته على الأرض، ومن سينجح في هذه المعركة، وحدها صناديق الاقتراع ستحدّد المشهد.

 

ايران تعرض عضلاتها:خطوة تردع اسرائيل أم ترفع احتمال ضربها؟

لورا يمين/المركزية/24 كانون الأول/2025

المركزية- أفادت وكالة "فارس" للأنباء، المقرّبة من "الحرس الثوري" الايراني، بأن تجارب صاروخية أُجريت، الاثنين، في عدّة مناطق داخل إيران. وبحسب ما نقلته الوكالة استناداً إلى "مشاهدات ميدانية وتقارير شعبية"، فقد وردت تقارير عن تنفيذ اختبارات صاروخية في خرم‌ آباد، مهاباد، أصفهان، طهران ومشهد. كما أظهرت بعض الصور المُتداولة على شبكات التواصل الاجتماعي آثاراً بيضاء لصواريخ في سماء عدد من المناطق داخل الأراضي الإيرانية، علماً أن أيّ معلومات إضافية أو تفاصيل رسمية حول هذه الاختبارات لم تصدر بعد. وكان موقع "أكسيوس" أفاد، الأحد، نقلاً عن ثلاثة مصادر إسرائيلية وأميركية، بأن المسؤولين الإسرائيليين حذّروا إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، خلال عطلة نهاية الأسبوع من أن المناورة الصاروخية الأخيرة لـ"الحرس الثوري"، قد تعكس استعدادات إيرانية لتنفيذ هجوم مفاجئ ضدّ إسرائيل. ومع ذلك، نقل الموقع عن مسؤول إسرائيلي، قوله إن "احتمال قيام إيران بهجوم أقلّ من 50%، لكن لا أحد مستعدّ للمخاطرة والقول إن الأمر مجرّد اختبار". من جانبه، قال القائد العام للجيش اللواء أمير حاتمي، الاثنين، إن قواته تعمل باستمرار على رفع جاهزيتها لدرء أيّ تهديد، وإنها ترصد بدقّة جميع تحرّكات العدو، وستردّ بحزم على "أيّ شرٍّ" يصدر عنه. وأضاف حاتمي، خلال تفقّده وحدات الجيش في غرب إیران، أن الجيش "بعزيمة راسخة وإرادة قوية، قد وضع كلّ إمكاناته في خدمة الدفاع عن الوطن"، موضحاً أن التدريبات والتأهيلات تُجرى وفق الأصول العسكرية، وتركّز خصوصاً على الدفاع السلبي، بما يجعل الوحدات جاهزةً بشكل واقعي لساحة القتال. بدوره، أشار الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، إلى أن "البرنامج الصاروخي الإيراني طُوِّر لأغراض دفاعية"، مشدّداً على أن القدرات الدفاعية التي صُمّمت لردع أيّ معتدٍ عن التفكير في مهاجمة إيران، ليست موضوعاً يمكن التفاوض في شأنه. ولفت إلى أنه في الوقت الذي يتدفّق فيه "سيل من الأسلحة" نحو إسرائيل، يتمّ في المقابل تصوير البرنامج الصاروخي الإيراني على أنه تهديد. ترفع ايران السقف عشية اللقاء الذي سيجمع الرئيس ترامب ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في الولايات المتحدة في ٢٩ الجاري. ففي وقت يكثر الحديث عن حمل نتنياهو معه ملفا عن اعادة طهران بناء قدراتها النووية والعسكرية بعد حرب الـ١٢ يوما، لاقناع ترامب بضرورة شن ضربات او حربا جديدة على ايران، تريد الاخيرة القول انها مستعدة للمواجهة وان تل ابيب لن تباغتها كما باغتتها الصيف الماضي. لكن بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، فإن قرع طهران طبول الحرب، وعرض عضلاتها عسكريا جهارا، ولجوءها الى سياسة تحدي إسرائيل وواشنطن، قد ترتد عليها سلبا فتدفع ثمنها غاليا، فيما هي تتوخى منها ردعَ تل ابيب ولجمها. والحال، ان المناورات العسكرية والتمسك بالصواريخ الدفاعية والتلويح بالردود الحازمة واعلان "التعافي" من تداعيات الحرب الاخيرة، كلّها عوامل قد تحفّز ترامب على الخيار العسكري ضد ايران، علما انه حتى الساعة، لا يزال يعطي الخيار الدبلوماسي، فرصة. لكن اذا بقيت ايران تنتهج نهج التحدي ورفعِ السقوف، بدلا من التجاوب مع مطالب واشنطن لوقف التخصيب وتطوير الصواريخ وتصدير الثورة والسلاح، فإن هذا السلوك سيخدم نتنياهو وسيضع ترامب امام حتمية شن ضربة جديدة على ايران، تختم المصادر.

 

جمع السلاح الفلسطيني ينتظر تجاوبَ "الحزب" أو جرأة الدولةّ!

لارا يزبك/المركزية/24 كانون الأول/2025

المركزية- أكد رئيس لجنة الحوار اللّبناني- الفلسطيني السّفير رامز دمشقية، أنّ "الدولة اللبنانية مستمرّة في تنفيذ مقاربتها لتنظيم ملف السّلاح داخل المخيّمات وخارجها، استنادًا إلى ثوابتها الوطنيّة، وبالتنسيق مع الجهات الأمنيّة المختصّة، وعلى قاعدة حصريّة السّلاح بيد الدّولة". وعبّر في بيان الاثنين، عن استغرابه لـ"عدم تجاوب بعض الفصائل الفلسطينيّة مع خطّة الدّولة القاضية بحصر السّلاح جنوب نهر الليطاني بيد الدّولة قبل نهاية السّنة الحاليّة، رغم التأكيدات المتكرّرة على احترام القانون وسيادة لبنان"، موضحًا أنّ "احترام السّيادة لا يمكن أن يبقى في إطار المواقف العامّة، بل يجب أن يُترجم بخطوات عمليّة واضحة تعكس التزامًا فعليًّا بالخيارات الّتي حدّدتها الدّولة". ولفت دمشقيّة إلى أنّ "التجارب خلال السّنوات الماضية، أثبتت أنّ السّلاح خارج الشّرعيّة لم يؤمّن حمايةً للمخيّمات، بل عرّضها ومحيطها لمخاطر كبيرة"، مشدّدًا على أنّ "استمرار هذا الواقع لم يعُد مقبولًا". وأشار إلى أنّ "لجنة الحوار اللّبناني- الفلسطيني تواصل التزامها الكامل وغير المشروط بتحسين الأوضاع الإنسانيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة للاجئين الفلسطينيّين"، مركّزًا على أنّ "هذا المسار منفصل تمامًا عن مسألة السّيادة، الّتي تبقى غير خاضعة لأي مقايضة أو مساومة". لا يزال مسار حصر السلاح، بشقيه "اللبناني- الايراني"، والفلسطيني، يواجه تحديات وصعوبات، بحسب ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ"المركزية".حركة فتح تجاوبت الى حد ما مع قرار الدولة اللبنانية جمع سلاح المخيمات، خاصة ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، شارك في إصدار قرار تسليم السلاح الفلسطيني واتفق عليه مع رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون في قمة جمعتهما منذ أشهر. الا ان حركة حماس ومن يدور في فلكها مِن فصائل "ممانعة"، ترفض التجاوب وتضع الشروط المرتبطة بالعودة وبردع إسرائيل.... للتعاون. والحال، تتابع المصادر، ان هذه الفصائل "تشد ظهرها" بموقف حزب الله الرافض تسليم السلاح، وهي ستستمر في تصلبها طالما الحزب متصلب، خاصة ان هذا الفريق يشكّل أداؤه صدى للتشدد الايراني في التعاطي مع الضغط الدولي لحل مسألة الاذرع الايرانية في الشرق الاوسط. اي ان مسألة السلاح يبدو لن تعالَج إلا سلّة واحدة، اذ حين يتجاوب الحزب، لن يبقى أمام الفصائل الا التجاوب. يبقى انه، وبدلا من أن "تستغرب" الدولة "عدم تجاوب الفصائل" كما جاء في بيان دمشقية، فلتحزم أمرها وتتصرّف لأنها "الدولة"، ولتطبق قراراتها على حزب الله وحماس وكل الفصائل، تختم المصادر.

 

دمشق قلقة ومستاءة: ضباط الأسد في لبنان وروسيا يدبّرون مؤامرة

منير الربيع/المدن/24 كانون الأول/2025

على خطوط متعرجة، تسير العلاقات السورية اللبنانية. يغلبها الكثير من الريبة، الشك، والحسابات المضمرة. لا توحي الأجواء بانتهاز الجانبين الفرصة التاريخية المتاحة لإقامة علاقات جدية وجيدة. ينظر لبنان إلى سوريا بقلق. بينما هي تنظر إليه كمساحة تتقاطع فيها حسابات غالبية معارضي دمشق في هذه المرحلة. هناك محاولات وضغوط عربية ودولية مكثفة لأجل ترتيب العلاقات ونقلها إلى مستوىً جديد مبني على المؤسسات وعلى إنتاج الثقة، لكنها تبدو متعثرة، وسط محاولات أخرى لإبقاء حالة الشرخ أو التشكيك أو الخوف المتبادل. على الرغم من ذلك كله، تتواصل الاتصالات والزيارات بين البلدين من قبل المسؤولين لكن من دون تحقيق نتائج فعلية.

دمشق تطالب لبنان بالتعاون

بمعزل عن التفاصيل التقنية أو الإجرائية للاتفاقات التي يمكن للبلدين إبرامها، فإن المشكلات العالقة بينهما كبيرة جداً، إن كان في ملف الموقوفين السوريين في السجون اللبنانية، أو في ملف الضباط السوريين المحسوبين على نظام بشار الأسد، وتبدي السلطة الجديدة في دمشق الخوف منهم ومن أي تحركات قد يقدمون عليها. في المقابل، فإن لبنان يطالب دمشق بالكشف عن مصير المفقودين اللبنانيين والتعاون في سبيل كشف مصير الكثير من المتهمين بارتكاب جرائم في لبنان، سبق للمسؤولين السوريين الجدد أن أبلغوا المسؤولين اللبنانيين بعدم توفر معلومات لديهم عن هؤلاء المتهمين، لأن الداتا الكاملة بحوزة ضباط نظام الأسد الذين غادروا سوريا يوم سقوط النظام.

آلاف الضباط

آلية التفاوض اللبناني مع سوريا، تعتبرها دمشق محاولة لتعقيد مسار تطوير العلاقة، وهي تربط تطوير هذه العلاقات بتحقيق انفراج في ملف الموقوفين، وهذا ما سيفتح الباب أمام تطوير العلاقات الديبلوماسية والبحث في مشاريع استثمارية واقتصادية مشتركة. تلك الآلية اللبنانية، دفعت سوريا إلى تمرير رسائل عديدة تشير إلى اعتراضها على إقامة آلاف الضباط السوريين المحسوبين على نظام الأسد وأبرزهم من قوات النخبة في الفرقة الرابعة، على الأراضي اللبنانية، وبعضهم يقيمون ضمن مجمعات أو مخيمات، وسط اتهامات سورية بأنهم تلقوا تدريبات عسكرية وبالإمكان تحركهم في أي لحظة ضد السلطة السورية الجديدة.

لقاءات المعارضين في بيروت

يبقى الخوف السوري قائماً، من تحول لبنان إلى ساحة هدفها ضرب سوريا أو المساهمة في إضعاف "مركزية" السلطة في دمشق، في ظل تنامي المطالبات لدى مجموعات سورية بتوسيع اللامركزية المالية والإدارية، أو باعتماد "الفيدرالية" أو الأقاليم الذاتية. وما تراقبه دمشق، هو معلومات كثيرة تحدثت عن لقاءات وتحركات أجريت في لبنان بين قوات سوريا الديمقراطية، وضباط من النظام السابق وهم من منطقة الساحل السوري، إضافة إلى شخصيات درزية معارضة لأحمد الشرع ومؤيدة لمبدأ "إقامة منطقة حكم ذاتي في السويداء". كما أن هذه المجموعات عقدت لقاءات مع جهات ديبلوماسية غربية وأوروبية بالتحديد.

لوائح بالأسماء

في سياق هذه العلاقة المعقدة، والخوف المتبادل، برزت زيارات مسؤولين أمنيين سوريين إلى بيروت، عملوا على تسليم المسؤولين اللبنانيين لوائح بأسماء الضباط المحسوبين على الأسد والذين يقيمون في لبنان، وتتضمن اللوائح تحذيراً من إمكانية استخدام هؤلاء الضباط الأراضي اللبنانية لتشكيل أي خطر يهدد استقرار سوريا أو التحضير لأي تحركات قد تتزامن مع تحركات في الداخل السوري، وقد تكون تحركات متزامنة بين الساحل، شمال شرق سوريا والسويداء لأجل إضعاف سلطة دمشق وإبعاد سيطرتها على هذه المساحات الواسعة، أو الوصول إلى درجة إسقاط أحمد الشرع.

تسليمهم أو ترحيلهم

عملياً، تطالب دمشق بضرورة ضبط "وجود" الضباط السوريين المحسوبين على الأسد في لبنان وضبط حركتهم بشكل كامل، ولكن لاحقاً فقد تتجه إلى مطالبة السلطات اللبنانية بتسليمهم إليها، علماً أن ذلك سيواجه بصعوبة كبيرة لأنه أولاً يحتاج إلى قرار سياسي كبير من غير المعروف إمكانية توفره، وثانياً يحتاج إلى التعامل بحزم على المستوى الأمني والعسكري وهذا يمكنه أن يدخل لبنان بمشكلة كبرى. وبحال لم يتمكن لبنان من تسليم هؤلاء أو أبرز الضباط ولا سيما الذين لعبوا في السابق دوراً أساسياً خلال الأحداث في سوريا ومن الممكن أن يكون لديهم تأثير على تنظيم المجموعات حالياً، فإن دمشق ستطالب بترحيلهم من لبنان وهو أمر سيكون صعباً على الدولة اللبنانية، عندها ستدخل العلاقات اللبنانية السورية في منحىً خطير يزيد المخاوف والالتباس. 

الطمأنة التركية

هذه الوقائع تدفع سوريا إلى الخوف من أي تطور قد يطرأ عليها انطلاقاً من الحدود اللبنانية، وهي ستبحث عن كل الظروف الممكنة لإزالة هذا الخطر. ولكن على خط مواز، تنشط جهات عديدة في سبيل منع حصول أي توتر وإزالة كل المخاطر، والوصول إلى تطمينات متبادلة، سواء من خلال اللقاءات السورية اللبنانية، أو من خلال محاولات تعمل عليها جهات إقليمية عديدة أبرزها تركيا لطمأنة حزب الله من عدم إقدام سوريا على أي تحرك ضده، مقابل التزامه باستقرار سوريا وعدم تحريك أي مجموعات ضدها سواء من داخل لبنان أو في الساحل السوري.

توجيهات من الداخل الروسي

في ظل هذه الوقائع، برزت حادثة اختطاف وتصفية أحد الضباط السابقين المحسوبين على نظام الأسد ومن القوات التابعة لسهيل الحسن. هي حادثة بغض النظر عن تفاصيلها لكنها تفتح الباب أمام مسار أمني خطر يركز الأنظار أكثر على البعد الأمني لهؤلاء الضباط في لبنان، علماً أن سوريا تشكك دوماً بوجود ضباط تابعين للأسد في روسيا يتواصلون مع ضباط سوريين في لبنان ويعطونهم التوجيهات، حتى أنهم يوفرون لهم دعماً مالياً، تحضيراً لأي تحرك قد يشهده الساحل السوري، ومن بين هؤلاء الضباط غياث دلة، الذي يتردد أنه كان في لبنان قبل فترة وغادره، وهو كان أحد الضالعين في أحداث الساحل التي حصلت في شهر آذار الفائت.

تسريبات إسرائيلية وأميركية

كل ذلك لا ينفصل، عن محاولة جهات عديدة التدخل بسوريا، إما لحفظ النفوذ وتوسيعه، وإما لتغيير الوقائع، في السياق، لا يمكن إغفال التسريبات التي تصدر في الصحافة العالمية، سواء عبر رويترز قبل فترة عن وضع الساحل السوري وتجهيز رجل الأعمال رامي مخلوف لمجموعات فيه للتحرك وإخراجه من تحت سيطرة دمشق، أو التسريب الأخير في الواشنطن بوست حول الدور الإسرائيلي في السويداء، وبينهما التحركات المرتبطة بقوات سوريا الديمقراطية. كل هذه التحركات هدفها إضعاف سوريا، لمنعها من أي استقرار سياسي أو اجتماعي، أو للوصول إلى تغيير الوضعية السياسية بالكامل، أو تغيير بنية الدولة السورية، فيما ستسعى دمشق إلى الاستفادة من هذه التسريبات كما من أحداث مختلفة تشهدها الساحة السورية للحصول على دعم عربي ودولي يمكنها من استعادة السيطرة على كل أراضيها.

 

مخاوف من "قتال سوري-سوري على الأراضي اللبنانية

عبد الله قمح/المدن/25 كانون الأول/2025

ليس صحيحاً أن زيارة مساعد مدير جهاز الاستخبارات العامة السوري، العميد عبد الرحمن الدباغ، إلى بيروت الأسبوع الماضي، يرافقه خالد الأحمد الذي يُعدّ أحد أبرز المقرّبين من الرئيس السوري أحمد الشرع، كانت تهدف حصراً إلى البحث عن أنصار النظام السوري المخلوع المقيمين على الأراضي اللبنانية، سواء من رجال أعمال، ضباط أو عناصر سابقة في الجيش السوري والميليشيات المحلية التي تعاونت معه. غير أن ذلك لا يعني، في المقابل، أن الوفد لم يكن مهتماً بهذا الملف أو متابعاً لتفاصيله.

البحث عن "الفلول"

سعت بعض وسائل الإعلام اللبنانية إلى إظهار الزيارة على أنها جاءت بهدف استقصاء المعلومات والبحث عن هؤلاء "المطلوبين الجدد" في المقاهي والمطاعم، في سيناريو يصعب تصديقه ويشبه عملياً البحث عن "إبرة في كومة قش". المؤكد في هذا السياق أن الوفد زار مطعمين على الأقل: الأول يقع في "الزيتونة باي"، تلبيةً لدعوة عشاء مع الوزير السابق علي حميّة بناءً على طلب خالد الأحمد. الثاني مقهى مجاوراً قضيا فيه بعض الوقت، مع الإشارة إلى أن معلومات متداولة تفيد بأن المكان الأخير بات مقصداً لبعض رجال الأعمال والضباط السوريين السابقين. وعلى أي حال، لا يمكن نفي أن الأجهزة الأمنية السورية تعمل على استقصاء المعلومات وبناء ملفات حول ما تسميه "فلول" النظام السابق من رجال أعمال وضباط وعسكريين. ولا يُخفي متابعون للملف اعتقادهم بأن هذه الأجهزة تمتلك معطيات عن أنشطة ليست عسكرية بالضرورة لبعض هؤلاء على الأراضي اللبنانية. فعلياً، حمل الوفد السوري هذه الهواجس إلى الأجهزة الأمنية اللبنانية التي التقى بعض قادتها، من دون الغوص في ما يمتلكه من معلومات أو ما هو متوافر لدى الجانب اللبناني. فقط أثار الشكوك والتكهّنات مكتفياً بطرح أسئلة عامة.

عين الأجهزة مفتوحة

تتابع الأجهزة الأمنية اللبنانية الأنشطة السورية على الأراضي اللبنانية ضمن الإمكانات المتاحة، سواء تلك التي يقوم بها ناشطون معارضون للنظام السوري الجديد من أنصار النظام السابق، أو تلك العائدة إلى جهات محسوبة على الهيكل الجديد للدولة السورية، ولا سيما بعد التحركات التي سُجّلت في 8 كانون الأول الماضي في ذكرى "سقوط النظام" وما ترتب عليها من وضع أمني مستجد. وبحسب المعلومات، لم تُرصد حتى الآن نشاطات ذات أبعاد عسكرية للطرفين، كما لا تمتلك الأجهزة اللبنانية قاعدة بيانات مكتملة حول جميع "الفلول" الموجودين في لبنان، ولا سيما الذين دخلوا الأراضي اللبنانية بطرق غير شرعية. غير أن ذلك لا ينفي وجود عمل جارٍ لإعداد ملفات حول طبيعة الأنشطة التي يمارسها هؤلاء. ويُشار هنا إلى أن لبنان شكّل ملاذاً آمناً لنشاط المعارضة السورية بين عامي 2011 و2024، وهي المعارضة التي باتت اليوم في موقع الحكم، فيما يتعامل لبنان حالياً مع أنصار النظام السابق وفق القوانين اللبنانية، أي ضمان وجودهم على الأراضي اللبنانية شرط التزامهم بها.

المنصات هدف

إلى جانب البعد الأمني، تبرز خشية لدى الأجهزة السورية لا تقتصر على نشاط المعارضين وقدرتهم على التأثير داخل المشهد السوري، بل تمتد إلى منصات ووسائل إعلام جرى ويجري افتتاحها في لبنان بشكل متواصل بتمويل شخصيات سورية. هذه المنصات، التي تتوجه بشكل أساسي إلى السوريين المقيمين داخل سوريا، تُتَّهم من قبل دمشق بالعمل على تأليب الرأي العام ضد الدولة، وافتعال مشكلات داخل البلاد، وإثارة النعرات الطائفية، والتحريض على العنف والانفصال. ويُعدّ هذا الملف من المطالب السورية المطروحة على الجانب اللبناني لإيجاد حل له، رغم أن الحكومة اللبنانية تتعامل مع هذه المنصات كما تتعامل مع سائر وسائل الإعلام العربية أو الأجنبية، شرط التزامها بالقوانين المرعية.

التهديد بالاغتيالات

في أعقاب هذا الاهتمام السوري، وبعد مغادرة الوفد بيروت، بدأ مقربون من النظام السوري الجديد بتسريب أجواء عن انزعاج سوري، ولا سيما لجهة ما يعتبره الجانب السوري عدم تعاون لبنان في ما يتعلق بتوقيف "الفلول" أو تسليمهم، ولا سيما أولئك المصنّفين من الدرجة الأولى والمحتمل وجودهم على الأراضي اللبنانية. وترافقت هذه الأجواء مع تداول روايات عن احتمال حصول أعمال أمنية انتقامية، من بينها تنفيذ اغتيالات، على قاعدة "آخر الدواء الكي". وقد تعزز هذا المناخ مع قيام صفحات سورية ببث تهديدات مباشرة لأنصار النظام السابق الموجودين على الأراضي اللبنانية، إلى جانب تداول صور أعضاء الوفد الأمني السوري خلال تجولهم في بعض مطاعم وشوارع العاصمة بيروت على أنه نشاط يرمي للبحث عن الفلول ، وجرى تقديم ذلك على أنه استعراض أمني يهدف إلى إظهار الجدية و"علو اليد".

 اغتيال قيادي في "الطراميح"

جاءت تلك الحملة بنتائج سلبية. لم تمض أيام على تفعيلها حتى عثر على الشاب السوري غسان السخني فجر يوم الاثنين – الثلاثاء جثةً هامدة في إحدى قرى قضاء جبيل، ليتبين لاحقاً أن السخني تم استدراجه من منزله في جونية (قضاء كسروان)، وأقتيد على متن سيارة بيضاء اللون، في حادثة قُرئت على أنها "رسالة أمنية" وبداية محتملة لمسلسل تصفيات على الأراضي اللبنانية، وهو السيناريو الذي تخشاه الأجهزة اللبنانية بشدة. والقتيل ينحدر من بلدة قمحانة في ريف حماة الشرقي، وكان أحد قادة ميليشيات "الطراميح" (وهي عشيرة سورية تتمركز في حماة)، والتي كانت تُعدّ ذراعاً من أذرع اللواء السوري السابق سهيل الحسن، المعروف بـ"النمر". وقد فتحت الجريمة الباب على سيناريو كان يُفترض أنه مستبعد، ودفعت الأجهزة الأمنية اللبنانية إلى فتح تحقيقات فورية وجدية وعلى درجة عالية من الاهتمام، أسفرت التحرّيات في نتيجته عن توقيف السوري وديغ داغر في عكار. وعلمت "المدن" أن داغر كان في صدد الفرار من الأراضي اللبنانية من خلال معبر غير شرعي. المفاجأة، أن داغر يعد أحد المقرّبين من خالد الأحمد، وناشط في لجنة السلم الأهلي التي أسسها الأخير لتسوية وضع السوريين من فلول النظام. ما حدث مع السخني فتح أعين الأجهزة الأمنية اللبنانية التي تخشى من انزلاق الأمور إلى مواجهة سورية- سورية على الأراضي اللبنانية، أو تحولها إلى هجمات متبادلة أو من طرف واحد نظراً للكم الهائل من السوريين على أرضه. وما زاد الأمور تعقيداً، أن التحقيقات تميل بأكثريتها صوب ضلوع رسمي سوري بما جرى.

مكتب تسوية ومصالحات

قبل هذه التطورات، كان العمل جارياً في لبنان على إنشاء ما يشبه مكتب تسوية ومصالحة، بناءً على طلب دمشق وتحت إشراف ما يُعرف بـ"لجنة السلم الأهلي"، بهدف معالجة ملفات سوريين من أتباع النظام السابق، ولا سيما رجال الأعمال. ويُقال إن المشروع كان يسير خطوة خطوة نحو التنفيذ بالتنسيق مع الجانب اللبناني، غير أن مقتل "الطرموح" قلب المشهد رأساً على عقب، خصوصاً أن المؤشرات الأولية للتحقيق تفيد بأن القتيل كان في طريقه إلى تسوية وضعه تمهيداً للعودة إلى سوريا، بناءً على وعود سابقة، قبل أن يقع ضحية عملية استدراج انتهت بمقتله ذبحاً.

 

نهاية حزينة لشارع الحمرا…

خيرالله خيرالله/العرب/24 كانون الأول/2025

أين وزارة الداخلية؟ أين المحافظ؟ أين بلدية بيروت؟ أين نواب العاصمة الذين لا يعيرون أي أهمّية لما يدور في شارع الحمرا؟ هناك غياب تام للجميع عن هذه البقعة العزيزة من بيروت.

لعلّ أكثر ما يصدم من يزور بيروت هذه الأيام ما آل إليه شارع الحمراء المشهور والشوارع المحيطة به. يبدو كأنّ جزءا من بيروت انفكّ عن بيروت. لم تعد من علاقة للناس الموجودة في الحمراء ومحيطه بالناس التي كانت في هذا الشارع الذي شكّل في مرحلة معيّنة رمزا للبنان المزدهر ولبيروت كمدينة جامعة بالفعل لكلّ ما هو حضاري في الشرق والغرب وشمال الكرة الأرضيّة وجنوبها.

بات شارع الحمراء، بوضعه الراهن، تعبيرا عن ضحالة الحياة السياسية اللبنانية من جهة وعنوانا لتجفيف العلاقة بين اللبنانيين والعرب والأوروبيين والأميركيين تنفيذا لرغبة في عزل لبنان وإفقاره. بات الحمراء ومحيطه أقرب إلى ضاحية فقيرة من ضواحي طهران لا أكثر.

في الماضي القريب، استفاد شارع الحمراء، أو الحمرا كما كان يسميه رواده واللبنانيون عموما، من عوامل عدة. تحوّل في مرحلة معيّنة إلى الشارع الأكثر شهرة في العالم العربي. بين هذه العوامل التي استفاد منها الشارع قربه من الجامعة الأميركيّة في بيروت التي لعبت دورا أساسيا في تحقيق نهضة لبنان وبيروت منذ تأسست في العام 1866.

الحاجة إلى تحرّك للدولة قبل فوات الأوان. الحاجة إلى عملية إنقاذ. الأمر الوحيد الأكيد أنّ ليس مسموحا بقاء الأمور على حالها، كون أي إهمال يشكل دعوة إلى انتشار للمرض الخبيث الذي تعاني منه الحمرا ومحيطها

لم يكن بروز الحمرا بعيدا عن مرحلة ما بعد أحداث العام 1958 وانتقال قسم كبير من النشاط التجاري والثقافي من وسط المدينة إلى رأس بيروت التي تميزت دائما بالتنوع ونمط حياة خاص بها. سماها الراحل سمير صنبر، اللبناني الفلسطيني الأصل الذي شغل مواقع مهمّة في الأمم المتحدة وأحد الذين عايشوا تلك الفترة الذهبية “، جمهوريّة رأس بيروت”. أصدر سمير كتابا بهذا العنوان تذكّر فيه طريقة عيش فريدة من نوعها في هذا الجزء من لبنان، خصوصا على مستوى أسلوب التعامل والتهذيب والرقيّ…

في مطلع الستينات من القرن العشرين، صارت معظم صالات السينما والمسارح في الحمرا حيث اشتهر مقهى “هورس شو” الذي قامت بالقرب منه مقاه عدة منافسة. كذلك، انتقلت إلى مدخل الحمرا جريدة “النهار” التي كانت في سوق الطويلة. رأى غسان تويني باكرا، منذ مطلع الستينات، أين مستقبل المدينة. كذلك، رآه مع نجله جبران في زمن لاحق، زمن النصف الأوّل من التسعينات،  حين انتقلت “النهار” إلى وسط بيروت الذي أعاد الحياة إليه رفيق الحريري، الرجل الذي كان “مهووسا بلبنان وبيروت” على حد تعبير الصديق والزميل نهاد المشنوق.

سقط شارع الحمراء على مراحل حين بدأت هجرة الأجانب والمسيحيين منه بعد حرب 1975 التي كانت حربا لبنانيّة – لبنانيّة وحروب الآخرين على أرض لبنان. لا تتحمّل المنظمات الفلسطينية وحدها مسؤولية التدهور الذي ظهرت بوادره وقتذاك، بل هناك مسؤولية كبرى للنظام السوري الذي كان على رأسه حافظ الأسد الذي أراد تدمير بيروت على رؤوس أهلها بصفة كونها مدينة من المدن السنّية– المسيحيّة المنفتحة على العالم. كان لديه حقد ليس بعده حقد على أهل السنّة، خصوصا أهل المدن أكان ذلك في سوريا أو في لبنان.

لكن الضربة الكبرى لبيروت ورأس بيروت تحديدا وشارع الحمرا ومحيطه كانت في استخدام المنظمات الفلسطينية تنظيمات محلّية في عملية القضاء على العيش المشترك في البداية وفي حروب على الدولة اللبنانية بحجة الانتهاء من حكم “المارونيّة السياسيّة”. خرج صائب سلام من المدينة ليحل مكانه “المرابطون” الذين كانوا تحت سيطرة فلسطينيّة كاملة!

بات ما نشهده حاليا نهاية حزينة لرأس بيروت وشارع الحمرا على الرغم من وجود جزر لا تزال تقاوم البؤس. في الواقع، إنّ ما نشهده تتمة للحدث الكبير، الذي شكّل نقطة التحوّل، في 6 شباط – فبراير 1984. يومذاك، خرج الجيش اللبناني من ما كان يسمّى بيروت الغربية وحلت مكانه ميليشيات مذهبيّة من نوع حركة “امل” وما شابهها. مؤسف أنّ وليد جنبلاط كان جزءا من هذا الانقلاب على بيروت، علما أنّه كان مفترضا به معرفة معنى ما اقترفه وما هي أبعاده… وأن إيران ستكون، عبر “حزب الله” وطوال مرحلة امتدت لسنوات، اللاعب الأوّل في رأس بيروت.

كلّ ما هو مطلوب أن تعي الدولة اللبنانية، على أعلى المستويات ما يدور على الأرض وذلك من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه في هذا الجزء من بيروت الذي تحوّل بقدرة قادر إلى سلة للمهملات

منذ ذلك اليوم، تغيّرت بيروت الغربيّة كلّيا، بما في ذلك رأس بيروت. تغيّرت على مراحل وصولا إلى ما وصل إليه شارع الحمراء، أو الحمرا، حيث تنتشر الآن الفوضى من دون حسيب أو رقيب في ظلّ غياب كامل للدولة بكل مؤسساتها وأدواتها. لا تشمل الفوضى حركة السير فحسب، بل هناك أيضا اعتداء واضح على الرصيف والنظافة. زال الرصيف من الوجود في هذه المنطقة وترهلت البنايات وتحولت المساحات الخضراء مكبا للنفايات…

أين وزارة الداخلية؟ أين المحافظ؟ أين بلدية بيروت؟ أين نواب العاصمة الذين لا يعيرون أي أهمّية لما يدور في شارع الحمرا؟ هناك غياب تام للجميع عن هذه البقعة العزيزة من بيروت التي تعرّضت لتغيير ديموغرافي أقلّ ما يمكن إن يوصف به أنّه تغيير في غاية البشاعة والبؤس.

كلّ ما هو مطلوب أن تعي الدولة اللبنانية، على أعلى المستويات ما يدور على الأرض وذلك من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه في هذا الجزء من بيروت الذي تحوّل بقدرة قادر إلى سلة للمهملات، حتى لا نقول مزبلة. يبدأ الوعي بالنزول إلى الشارع ومعاينة الوضع وطرح أسئلة من نوع هل من خطوات يمكن الإقدام عليها تفاديا لانتشار العدوى التي أصيب بها شارع الحمرا إلى ما هو ابعد منه. الأكيد أن الحمرا في حاجة إلى معالجة سريعة يمكن أن تبدأ بتنظيم سير الدراجات الناريّة ثم بالتدقيق بهويات المقيمين بغض النظر عن الجنسية العربيّة أو غير العربيّة التي ينتمون إليها.

الحاجة إلى تحرّك للدولة قبل فوات الأوان. الحاجة إلى عملية إنقاذ وإن بدءا بخطوات متواضعة. الأمر الوحيد الأكيد أنّ ليس مسموحا بقاء الأمور على حالها، كون أي إهمال يشكل دعوة إلى انتشار للمرض الخبيث الذي تعاني منه الحمرا ومحيطها.

 

السّلاح المنفلت تدميرٌ للدول

زيد بن كمي/الشرق الأوسط»/المدن/24 كانون الأول/2025

عادَ ملفُّ حصرِ السّلاح بيدِ الدولةِ إلى واجهةِ المشهد العراقي، لا بوصفه نقاشاً نظريّاً، بل كاختبارٍ مباشرٍ لمعنَى الدَّولةِ وحدودِ سلطتِها وهيمنتِها. القَبولُ المشروطُ الذي أبداه بعضُ قادةِ الفصائل، والرفضُ القاطعُ الذي أعلنَه آخرون، كشفَا عن أنَّ المسألةَ لم تعد تتعلَّق بترتيباتٍ أمنيةٍ عابرة، بل بسؤالٍ جوهريّ ظلَّ مؤجلاً سنواتٍ: مَنْ يملكُ حقَّ القوة؟ وَمَنْ يملكُ حقَّ القَرار؟ لكنَّ مَا جرَى في بغدادَ ليسَ شأناً عراقياً صِرفاً، بل مرآةٌ لأزمةٍ أوسعَ تضربُ فكرةَ الدولةِ فِي الشَّرق الأوسَط منذُ عُقود. فِي العِراق، تَقدَّمَ النّقاشُ هذه المرَّةَ تحتَ ضغطٍ سياسيّ وأمنيّ متزايد، وتحركاتٍ دوليةٍ لا يمكنُ فصلُها عن حساباتِ الاستقرار الإقليمي، لكنْ ينبغي أنْ يُنْظَرَ إلى أنَّ جوهرَ الأزمةِ أعمقُ من زيارةِ مبعوثٍ أو رسائلِ ضغط، فالدولةُ التي تسمح بتعدُّدِ السّلاح، تسمحُ ضِمناً بتعدُّدِ السُّلطات، وحينَ يُصبح السّلاحُ جزءاً من المُعادلةِ السّياسية، تتحوَّلُ الدَّولةُ من مرجعيةٍ عليا إلى وسيطٍ هَشٍّ بين قوى متنافسة، لذلكَ بدا الارتباكُ داخلَ الفصائل تعبيراً عن مأزقٍ حقيقي... السّلاحُ الذي كان يُنظر إليه بوصفِه مصدرَ قوةٍ، باتَ عبئاً يهدّدُ مستقبلَ الدّولة، ويضعُ الجميعَ أمامَ احتمالاتٍ مفتوحة. الصُّورةُ ذاتُها تتكرَّرُ في لبنانَ، وإن اختلفتِ التَّفاصيل، سلاحُ «حزب الله» الخارجُ عن إطارِ الدَّولة، لم يعدْ ملفاً دفاعياً محصوراً في خطابِ المقاومة، بل تحوَّل عاملاً بنيويّاً في تعطيلِ مؤسساتِ الحكم، وهنالكَ تقاريرُ دوليةٌ عديدةٌ ربطت بوضوحٍ بينَ هذا الواقعِ وبينَ الانهيارِ الاقتصاديّ والشَّللِ السّياسيّ.

الدولةُ اللبنانيةُ فقدتْ قدرتَها على اتّخاذِ قرارٍ سياديّ مستقلٍّ، والسّلمُ الاجتماعيُّ باتَ قائماً على توازناتٍ قسرية لا على ثقةٍ جامعة، ومع غيابِ احتكارِ الدولةِ السلاحَ، تعمّقَ الانقسامُ المجتمعيُّ، وأصبحت كلُّ أزمةٍ سياسية مرشحةً للانفجار، لأنَّ ميزانَ القوةِ لا تحكمه المؤسساتُ، بل موازينُ السلاح.

في اليمن، تبدو النَّتائجُ أكثرَ قسوةً ووضوحاً، انتشارُ السلاحِ خارج الدولة لم يكن عرضاً جانبياً للحرب، بل أحد أسبابِ انهيار الدولة بالكامل، تعدُّدُ القوى المسلحة، من الحوثيين إلى تشكيلاتٍ أخرى، قضَى على أيّ إمكانيةٍ لبناء سلطةٍ موحَّدة، ومع الزَّمنِ لم يُطلِ السّلاحُ أمدَ الحرب فحسب، بل دمَّر النسيجَ الاجتماعيَّ، وحوّل الاقتصادُ إلى اقتصادِ حرب، وأغلقَ البابَ أمام أيّ مسارٍ تنمويّ. المشهدُ ذاتُه يتكرَّرُ بدرجاتٍ متفاوتةٍ في السودان وليبيا، وفي مناطقَ من شمال شرقي سوريا، حيث تحوَّلت البنادقُ إلى بديلٍ عن السياسة، وإلى عائقٍ دائمٍ أمام الاستقرار. لم يَعُدِ السّلاحُ الخارجُ عن إطارِ الدَّولةِ مجردَ إشكاليةٍ أمنيَّة، بل هو تهديدٌ مباشرٌ لكيان الدولة نفسِها ولمفهومِ السّلمِ الاجتماعي، فحينَ تفقدُ الدولةُ احتكارَها لاستخدام القوة، لا تخسرُ السيطرةَ على الأمن فحسب، بل تتآكلُ قدرتُها على الحكم، وعلَى حمايةِ العقدِ الاجتماعيّ الذي يمنحُها الشرعيةَ. عندَ هذه النقطةِ، يتحوَّلُ السّلاحُ من أداة يفترضُ أن تحميَ الدولةَ إلى عامل يقوضُها من الداخل، ويعيدُ تشكيلَ الولاءاتِ علَى أساسِ القوَّة لا القانون. نحن هنَا لا نتحدَّثُ عن بنادقِ صيد، لكنَّنا نتحدَّث عن أسلحةٍ جبَّارةٍ ثقيلةٍ ومعقَّدة بينَ النَّاسِ وخارجَ نطاق القانون، وهو تهديدٌ واضحٌ للدولة، إذ يفرضُ هذا الأمرُ أنَّ هناك قوةً أخرى موازيةً للدولة، أو دولة أخرى موازية لها، وهذا مَا يجعلُ انتشارَ السِّلاح من أبرز مؤشراتِ الفشلِ المؤسسي للدول، فالدولةُ العاجزةُ عن ضبطِ السلاح، تعجزُ بالضرورةِ عن فرضِ القانون، وتفشلُ في توفيرِ بيئةٍ آمنةٍ ومستقرةٍ لمواطنيها، وبدلاً من أن تكونَ المؤسساتُ الرسميةُ المرجعَ الوحيدَ لحلِّ النّزاعات، تحلُّ محلَّها القوةُ المسلحةُ، فتتحوَّلُ الخلافاتُ السياسيةُ والاجتماعيةُ إلى مواجهاتٍ، ويصبحُ المدفعُ الرّشّاشُ هو الآمرَ النَّاهي في البلاد. تشير تقاريرُ البنكِ الدولي وبرامجُ الأمم المتحدة المعنيةُ بالنّزاعات إلى علاقةٍ مباشرةٍ بين انتشارِ السلاح خارجَ إطار الدولة وتصنيفِ الدول «هشةً» أو «فاشلة»، فهذه الدولُ تعجزُ عن جذبِ الاستثمار، فرأسُ المال بطبيعته يهربُ من البيئاتِ غير المستقرة وغير الآمنة، وبذلك يكون مردودُ هذا كارثياً على البلدان، وهذا أمرٌ بادٍ للعيان نشاهدُه في كثير من البلدان الهشة، لأنَّ اقتصاد العنف يزاحم الاقتصاد الرسمي، ويعيد توجيهَ الموارد نحو الصّراع بدلاً من التنمية، فتدخل الدولة في حلقةٍ مفرغة لا تنتهي. الخلاصة؛ لا يمكن النَّظر إلى حصر السلاح بيد الدولة على أنَّه خيار سياسيّ قابل للأخذ والرَّد، بل هو شرطٌ أساسيٌّ لبقاء هيبةِ الدولة ذاتِها، والتجاربُ المقارنةُ تؤكد أنَّ أيَّ إصلاح سياسيّ أو اقتصاديّ محكومٌ عليه بالفشل، ما لم تُستعدْ سيادةُ الدَّولةِ على أدواتِ العنف، فالسّلاح خارجَ حيازةِ الدولة لا يحمِي المجتمعاتِ ولا يصونُ السّيادة، بل يفتّتُها. وحدَها الدولةُ التي تحتكرُ السّلاحَ وتُخضعُه للقانونِ والمساءلةِ، وهي القادرةُ على نقلِ المجتمعِ من الفوضَى إلَى الاستقرار.

 

هل انتهى السلام وحان عصر الحرب؟!

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط»/24 كانون الأول/2025

لو كان مظهر البحر الخارجي هادئاً، وهو لا يكون كذلك دائماً، فهذا لا يعني أن الحروب لا تدور في باطنه. في مياه السياسة العالمية اليوم أمواجٌ مضطربة، وانفجارات مرتقبة منبعثة من أعماق الأعماق، هذه ليست صورة سوداء، بل لوحة عارية يراها الأعمى، الذي رأى أدب المتنبّي من قبل، ويُقال إنها كانت إشارة عرفانية لا منطقية لما بعد وفاته بزمن، من شاعر الدنيا إلى رهين المَحبسين، أبي العلاء، شاعر التشاؤم كما وصفه البعض! لندعْ المتنبّي والمعرّي، ولنسمع أحد قادة أوروبا المتشائمين اليوم. فيكتور أوربان، رئيس الوزراء المجري، أكّد في مقابلة مع صحيفة محلية أن أوروبا عاشت 80 عاماً بسلام بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، لكن الوضع الآن مختلف. كما لم يستبعد أوربان في المقابلة أنَّ عام 2025 سيكون العام الأخير للسلام في أوروبا.

أوربان وفي نغمة رهيبة الهدوء قال: «نحن نقترب من الحرب».

قدْ يُقال إن الرجل محسوبٌ على «الخطّ الترمبي» ومعارضٌ لنبذ روسيا وإشهار العداوة لها، لحسابات سياسية فكرية اقتصادية، وغير ذلك، لكن كلامه عن الحرب في أوروبا يضرب على عصَبٍ عارٍ، وذاكرة مجروحة غضّة. الحروب الشاملة جزءٌ من تكوين أوروبا قديماً وحديثاً، نتذكر سريعاً حروب الثلاثين عاماً. حروب نابليون، الحرب العالمية الأولى ثم الثانية ثم حروب البلقان، والآن الحرب الروسية - الأوكرانية، هذا عن الحروب الكُبرى في الأزمنة الحديثة. من أجل ذلك -الحروب بوصفها صانعةً للتاريخ- رأى المؤرخ والمفكّر الأميركي، ويليام ديورانت، في مقالة له عنوانها «درس الحرب» أن: «الحرب أحد ثوابت التاريخ، لم تتناقص مع الحضارة والديمقراطية. فمن بين السنوات الإحدى والعشرين بعد الثلاثة آلاف والأربعمائة سنة الأخيرة من التاريخ المُسجّل، لا توجد سوى 268 سنة بغير حرب». ثم يعود ديورانت عارضاً جدل الحرب والسلم، فيتحدث عن سخرية «الجنرالات والحكّام في كل قرن من الكراهية الرعديدة التي يبديها الفلاسفة نحو الحرب... فما الذي صان فرنسا وإسبانيا من أن تصبحا مسلمتين غير انتصار شارل مارتل في موقعة تور (عام 732)، وماذا كان سيحدث لتراثنا القديم لو لم يحمِه السلاح ضد غزوات المغول والتتار؟».هذه خلاصة مخيفة، لكنَّها في بعض أو كثيرٍ من الأحيان، للأسف، واقعية، أمّا السعي للسلام والوئام والحلول الدبلوماسية، فهو السعي الأنبل، والجهد الأشرف، ولذلك فإنَّ السلام أصعب من الحرب. عسى أن تجد نغمة السلام مَن يصغي لها في زحمة معزوفات الحروب التي تلد الحروب، وتطحن الإنسان بين نواجذها.

 

الظاهرة الأصولية وحالة «التأقلم الماكر»

فهد سليمان الشقيران/الشرق الأوسط»/24 كانون الأول/2025

في علم الأحياء ابتُكر مفهومُ «التأقلم الحيوي»؛ بحيث يتكيّفُ الإنسانُ مع التغيّرات السريعة سواءٌ على المستوى البيئي أو الطبيعي، ويختلف المدى الزمني لتحقيق التأقلم من فصيل إلى آخر، وهو مفهوم مفيد حتى للمهتمّين بتربية الحيوانات؛ حيث إن تكييفهم مع واقعٍ جديد يحتاج إلى دُربةٍ وصبر، وحالة التأقلم في عالم الكائنات وعلاقاتها بالطبيعة تختلف عن التأقلم الإنساني، وعليه فإنَّ المفهوم لا بد أن يُصحب باستجابة جدية للخروج من حالة الارتباك من التغيّر إلى مستوى متطوّر من الانسجام والانخراط في الواقع الجديد. مفهوم التأقلم في عالم الطبيعة والكائنات، هو تأقلم صادق وعملي، أمَّا في عالم الآيديولوجيات والأفكار الشمولية فإنَّ ثمة معنى له آخر يمكن وصفه بـ«التأقلم الماكر». هذا حدث بعد انحسار الشيوعية في الثلث الأخير من القرن العشرين وصعود الليبرالية الغربية، حيث تشظّت الحالة الشيوعية وتقسّمت بين من عاند وبقي باكياً على الأطلال، وبين من تأقلم وحاول أن يحدّث من أفكاره الشيوعية ولو جزئياً تزامناً مع الهيمنة الليبرالية الغربية، وهذا واضحٌ في الأحزاب ذات الطابع الشيوعي في أوروبا. في إقليمنا وبعد صعود الرؤى التنموية وتجريم التيارات الإخوانية بفروعها الصحويّ منها والسروري، وبعد ملاحقة مؤسساتها وتجفيف منابع تمويلها، طرح بعض الطيبين فكرة «نهاية الصحوة وانحسارها»، والواقع أنَّ من يفهم هذه التيارات يجد أنَّها تمارس حالة «التأقلم الماكر». نعم، الدول والحكومات قامت بعملها ودورها لضرب هذه الجماعات والتيارات، ولكن نهايتها يحتاج إلى وقتٍ طويل، إنها رحلة طويلة وشاقة. الأصوليون يغتبطون ويفرحون بأطروحة «الانحسار»؛ لأنها تعطيهم فرصة لغضّ الأنظار عنهم والتقاط الأنفاس من أجل بناء مؤسساتٍ تعمل تحت الأرض.

على سبيل المثال، يرى الباحث خالد العضاض في حوارٍ معه قبل أيام نُشر على «العربية. نت» أن الجماعات «كانت تعتمد سابقاً على البنية الهرمية والاجتماعات السرية والمراسلات المغلقة والمشفرة، بينما اليوم باتت التنظيمات تتَّجه نحو (التموضع السائل)، حيث يكون العنصر مجردَ مستهلك رقمي للفكر وفي مرحلة أبعد منفذاً لها، دون عضوية مباشرة». وأتفق معه في قوله: «التنظيم في صورته الحديثة يعتمد على ما يُسمى (التأثير الشبكي)، حيث تكون العلاقة مرنة لا تربطها هيكلة تنظيمية، بل روابط فكرية ومحتوى مشترك. لم تعد هناك حاجة إلى الاجتماعات الخاصة واللقاءات السرية، بل تحل مكانها قنوات مشفرة، ومنتديات إلكترونية، ومجموعات خاصة على (تلغرام) مثلاً، والبث المتكرر على منصات الفيديو».

نعم، إنَّ التيارات المتطرّفة هذه حالياً لا تحتاج إلى ظهورٍ علنيّ في المنابر والمساجد والكاسيت، كما كان حالها في العقود الماضية، بل إنَّ الفضاءات الممنوحة لها الآن أكبر بكثيرٍ مما حصلت عليه في الثمانينات والتسعينات؛ ولذلك فإنها تتغطّى الآن بألبسةٍ جديدة. لم يعد «الزيّ الدعوي» ضرورياً وربما لبسوا مثل الشباب العادي؛ ألبسة حديثة ونظيفة، وبلحى مهذّبة، وربما يراوغون في مدح بعض المشاريع من أجل غضّ النظر عن جذرهم الفكري، ومكرهم الخفي، هذا هو أسلوب الصحوة الذي يعرفه أصغر دارس في هذه الجماعات والتيارات المارقة. الخلاصة أن الجماعات الأصولية ومنها الصحوة تنتهج حالياً استراتيجية التأقلم الشكلي، الذي أعتبره في غاية المكر والتضليل. إنَّني أتوقّع وأجزم أن ما يقولونه في مجالسهم الخاصة عكس الذي يبثونه عبر الإعلام، إن ما يقولونه وما يزعمونه مجرّد ادعاء بالتكيّف والتوافق مع التنمية والزمن الجديد الصاعد، وعليه فإنَّ من الواجب الحذر من هذا التشويش المقصود.

إنَّهم يعرفون أنَّ الإقليم ذاهبٌ إلى أفكار التنمية والإسلام المعتدل والتدين الطبيعي المحمود؛ ولذلك فهم يخافون من إعلان أفكارهم علناً، بل ربَّما قالوا عكسها بغية غضّ الأنظار عنهم. إنَّ كل الكائنات الطبيعية تتأقلم بحيوية طبيعية استجابةً لنظم القوانين الكونية، غير أنَّ أصحاب النظريات الشمولية ومنها الظاهرة الأصولية يعاندون التغيّر، لا يعلمون أنَّ الزمن تجاوزهم وأنَّهم في زمنٍ ليس لتياراتهم ولا لأفكارهم ولا لرموزهم.

 

مقتل الديموغرافيا

سوسن الأبطح/الشرق الأوسط/24 كانون الأول/2025

كادت دولُ العالمِ الثالث تعقّم نساءَها، بعد أن ربطَ الاقتصاديون بين كثرةِ الإنجاب وتفشّي الفقر. وبينما لا تزال حبوبُ منعِ الحمل إحدى أهم أدوات هيئات الأمم المتحدة الاجتماعية لمكافحة التَّخلف في الدول المسكينة، يعاني الغربُ من كارثة انخفاض النسل بشكل درامي سيؤثر على كلّ مناحي الحياة.

وبعد أن وجدت أوروبا وأميركا ضالتَهما، لحل أزمتِهما الديموغرافية بفتح الأبواب للمهاجرين، ها هما تكتشفان أنَّ العرقَ الأبيض بات مهدداً في عقر داره، وعليهما إعادة غلق الأبواب بسرعة. واحدةٌ من بنود ترمب في استراتيجيته للأمن القومي الأميركي التي نشرها مؤخراً، هي الحد من الهجرة إلى أوروبا؛ لأنَّها تتعرَّض لمخاطرَ حضارية، وبعد عشرين عاماً سيصبح لها وجهٌ آخرُ لا نعرفه. وهذا صحيح. لكنَّ الأمرَ ليس بالسهولة التي يطرحها الرئيس ترمب، وهو يتمنَّى أن يأتيه نمساويون ونرويجيون بدل الصوماليين؛ لأنَّ النمسا والنرويج من أكثر الدول معاناة من نقص الولادات، فمن أين نأتيه بالشقر والشقراوات؟ ففي أكثر الدراسات تفاؤلاً، لم يعودوا يشكّلون أكثر من ستين في المائة من الأميركيين، حتى إنه بات يريد استعادةَ من صدّرهم إلى جنوب أفريقيا ذات يوم. مليون ونصف المليون مهاجر غادروا أميركا هذا العام. والاستمرار في هذه السياسة سيقضي على 15 مليون وظيفة بحلول عام 2035، بحسب الأميركيين أنفسِهم، فيما المهاجرون غير الشرعيين الذين يراد التَّخلصُ منهم، وصلَ عددُهم إلى 14 مليوناً. يفترض أن ينجبَ الوالدان طفلين على الأقل للحفاظ على استقرار عدد سكان أوروبا، لكن معدلاتِ المواليد الحالية بالكاد تتجاوز طفلاً واحداً. فهل سيتمكَّن جيلُ الآباء الجدد في ظل الأزمة الاقتصادية من قلب الموازين؟العام المنصرم شهدَ أدنى معدلات ولادات مسجلة في أوروبا على الإطلاق، في ظاهرة لم تحدث منذ نهاية الحرب العالمية الأولى. حتى فرنسا السخية في مواليدها، تراجعت أرقامها بشدة. وما يثير القلق أنَّ التدهور الحالي يأتي في ظلّ تشريع أبواب الهجرة، وقبل الاستنفار ضد الوافدين؛ أي أنَّ عدد الذين تم استقبالهم، رغم أن التذمر منهم لم يكن كافياً، وبالأرقام، يتوجب استقدام المزيد. أما ما يطلبه الرئيس ترمب، والذي يتم العمل عليه، فهو فرملة تامة، وتشجيع وصول الأحزاب اليمينية المتطرفة إلى السلطة التي ستنتهج أسلوبه الانغلاقي، وهذا عواقبه وخيمة.

والحالة هذه، يجد الغرب نفسَه أمام خيارين، بحسب ما يقوله اقتصاديون: إمَّا القبول بتغيير وجه الثقافة لإنعاش الحيوية الاجتماعية، ودفع عجلة الإنتاج، وإما قفل الأبواب والخضوع لشيخوخة تدريجية حتى الذبول. اليدُ العاملة تنخفض سنوياً بمقدار مليون شخص في أوروبا، وخلال ربع قرن سيفقد الاتحاد 25 مليون عامل. بحسب تقرير «بروجيل» الذي صدر في مارس (آذار) 2025، بعنوان «الفجوة الديموغرافية»، فإنَّ مقابل تناقص عدد السكان في سن العمل في 22 دولة من أصل 27 دولة في الاتحاد الأوروبي، ستتضاعف نسبة من تبلغ أعمارهم 85 عاماً، مما سيضرب في مقتل أنظمة الرعاية الصحية والمعاشات التقاعدية، ويطيح بالقدرة على الدفاع العسكري؛ إذ من الآن لا تتوافر الأعداد للتجنيد في الجيوش، رغم رغبة أوروبا في القتال. وتبعاً لدراسة لمؤسسة «غالوب»، فإن 32 في المائة فقط من الشباب الأوروبي على استعداد للانخراط في أي عمل عسكري قد يطرأ.

في المهن المدنية الأمر ليس أفضل حالاً، تحدثت المفوضية الأوروبية عن نقص في المهارات يطال 42 مهنة، بينها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والرعاية الصحية، والبناء، والنقل. وأكثر من نصف الشركات، لا يعثر على الكفاءات المطلوبة لتسيير أعمالها، ومن بينها شركات الصناعات العسكرية.

أوروبا تعاني من وجود ما يقارب 4 ملايين وظيفة شاغرة لا تجد من يشغلها. ففي ألمانيا مثلاً، رغم استقبال العدد الهائل من السوريين، لا يزال أكثر من مليون وظيفة تنتظر، ونصف هذا العدد في فرنسا.

الكلام على كارثة استقبال المهاجرين في الغرب يحجب مأساة ديموغرافية عدم حلّها هو انتحار جدّي، وليس كلاماً مجازياً. ومع ذلك فإنَّ طرح موضوع شديد الحساسية كهذا، لا يزال خجولاً، وثمة من يريد تغطية الشمس بغربال. أحد أكثر المتنبّهين للفخ الديموغرافي هو المفكر الفرنسي إيمانويل تود، الذي، مع شهرة مؤلفاته وترجمتها إلى مختلف اللغات، واستقباله على كبريات المنابر العالمية، يفضّل كتم صوته في بلاده؛ لأنَّ كلامه حول خطر انهيار القيم العائلية والدينية، والأزمة الاقتصادية التي أدَّت جميعها إلى كبح الإنجاب وذبول المجتمعات الغربية، وإفقادها وزنها الصناعي والجيوسياسي، هو مما يوجع ويزعج.

لكن من ظريف ما يقوله تود، أنَّه في كتابه الأخير الشهير جداً «انهيار الغرب» درس روسيا وأميركا وأوروبا، ولم يدرسِ الصينَ؛ لسبب بسيط هو أنَّه لم يتوقَّع صعودها المفاجئ بهذه السرعة، بسبب ضعف الولادات، وتراجع الديموغرافيا. والسؤال الكبير الذي بات يؤرق الباحثين: هل يمكن أن يكون تشغيل المصانع بالروبوتات على الطريقة الصينية، وبالاستغناء عن البشر، هو المخرج الوحيد من هذه المأساة الغربية الطاحنة؟

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

البطريرك الراعي في رسالة الميلاد: نسأل الطفل الإلهي أن يحيي في قلوبنا فضيلة الرجاء

الأربعاء ٢٤ كانون الأول ٢٠٢٥

https://www.facebook.com/charityradiotv/videos/2016566999192635

وجّه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي من كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي رسالة الميلاد 2025 بعنوان: "ابشركم بفرح عظيم ولد لكم اليوم المخلص" الى اللبنانيين جميعا والمسيحيين خصوصا بمشاركة لفيف من المطارنة والرؤساء العامين والرئيسات العامات، والكهنة، والرهبان، والراهبات في حضور رئيس الرابطة المارونية المهندس مارون الحلو وامينها العام  المحامي بول يوسف كنعان، رئيس المجلس العام الماروني ميشال متى على رأس وفد من المجلس. استُهلّ اللقاء بصلاة ميلادية مشتركة أعدّها مكتب الرؤساء العامين والإقليميين والرئيسات العامات والإقليميات في لبنان، عكست روح التجسّد والرجاء، ومهّدت للدخول في عمق معنى الميلاد كحدث خلاصي لا مجرّد ذكرى. بعد الصلاة، ألقى الرئيس العام لجمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة قدس الأب الياس سليمان، كلمة باسم الرؤساء العامين والرئيسات العامات، توجّه فيها بالمعايدة إلى صاحب الغبطة. وأكّد أنّ "الحضور إلى بكركي في عيد الميلاد هو حجّ روحي، لأنّ الميلاد ليس تذكّرًا لماضٍ، بل ذاكرة حيّة تُشرك المؤمنين في سرّ المسيح الخلاصي". ولفت الى ان "البشرية، في بحثها الدائم عن النور، لا تجد نورًا حقيقيًا إلا في نور المسيح الذي سكن بيننا في الجسد، جاعلًا من الهشاشة مدخلًا للخلاص". وتوقّف الأب سليمان عند "أبعاد روحية وإنسانية في مسيرة الكنيسة اليوم"، مستعيدًا كلمات البابا فرنسيس حول ضرورة تقاسم الخوف والفرح والسلام مع الإخوة، ومشيرًا إلى أنّ "المسيح لا يزال حاضرًا في المتألمين والمجروحين والمنسيين". وأكد أنّ "الله لم يدخل التاريخ من قمّته، بل من جرحه، وأنّ الزمن، رغم تغيّر ملامحه، لم يتغيّر في جوهره، إذ لا يزال الألم هو نفسه، كما أنّ الله لا يزال يأتي رغم كل الشرور". ودعا المكرّسين إلى أن" يحبّوا بجرأة، وأن يفتحوا آفاقًا جديدة أمام الشباب، وأن ينزعوا السلاح من القلوب قبل أي مكان آخر".

الرسالة الكاملة عبر موقع #صوت_المحبة على الرابط التالي:

https://charityradiotv.org/NewEventAR.aspx?neweventid=160357

 

الوزير رجّي: طهران ليست عدوّة لكنها تسلح الحزب ومشكلاتنا معها عميقة

المدن/23 كانون الأول/2025

شدّد وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي، في حديثٍ تلفزيونيّ، على أنّ لبنان "يريد نزع سلاح حزب الله"، معتبرًا أنّه "من غير المقبول وجود منظّمة غير قانونيّة مسلّحة داخل الدّولة اللبنانيّة". وأوضح أنّ المقاربة لا تقتصر على مصادرة السلاح فحسب، بل تتطلّب تفكيك الفرعين الأمنيّ والعسكريّ للحزب، لأنّ أيّ معالجةٍ جزئيّة "لا تؤدّي إلى استعادة سيادة الدّولة كاملة". وقال إنّ "الشعب اللبنانيّ يريد نزع سلاح حزب الله"، مشيرًا إلى أنّ الجيش اللبنانيّ يواجه مهمّةً صعبةً ومعقّدةً في هذا الإطار وسط واقعٍ سياسيّ وأمنيّ شديد الحساسيّة، ولافتًا إلى أنّ قادة الحزب يعلنون صراحةً أنّ السلاح شمال نهر الليطاني "غير مطروح للنقاش"، ما يزيد التعقيدات. واتّهم رجّي حزب الله بالتحجّج "بالتصدّي لإسرائيل" للإبقاء على سلاحه، معتبرًا أنّ الهدف الحقيقيّ هو الهيمنة على البلاد مستقبلًا، وأضاف أنّ الحزب "يحاول كسب الوقت" على أمل حدوث تغييرٍ في الإدارة الأميركيّة بما يبدّل موازين الضغط الدّوليّ. وفي الشقّ المتعلّق بإسرائيل، أكّد أنّه "من المبكر جدًّا الحديث عن سلام بين لبنان وإسرائيل"، مشدّدًا على أنّه لا سبيل للحديث عن مفاوضاتٍ مباشرةٍ في الوقت الرّاهن، كما جزم بأنّه "لا توجد أيّ فرصة لتعديل قانون منع التّطبيع"، مذكّرًا بأنّ لبنان في حالة حربٍ رسميّة مع إسرائيل. وأوضح أنّ تعيين شخصيّةٍ مدنيّةٍ في اللّجنة التقنيّة العسكريّة جاء في سياق إقناع الولايات المتّحدة بأنّ لبنان يتعامل بإيجابيّةٍ وانفتاحٍ مع المساعي الدّوليّة، من دون التنازل عن ثوابته السياديّة. وعن إيران، قال وزير الخارجيّة إنّ طهران "ليست عدوّة للبنان"، لكنّ هناك مشكلاتٍ عميقةً معها، لافتًا إلى أنّ الإيرانيّين يتدخّلون مباشرةً في تسليح وتمويل "منظّمة مسلّحة غير قانونيّة داخل لبنان"، في إشارةٍ إلى حزب الله. وفي ملفّ إعادة الإعمار، رأى رجّي أنّه من السابق لأوانه الحديث عن إعادة الإعمار لأنّ الحرب "لم تنتهِ بعد" وقد تعود في أيّ وقت، ما يفرض مقاربةً حذرةً وواقعيّةً. وأشاد بالدعم القطريّ، مؤكّدًا أنّ قطر قدّمت "دعمًا عظيمًا للبنان"، وهو موضع تقديرٍ رسميّ وشعبيّ. أمّا في العلاقات مع سوريا، فوصف المرحلة الحاليّة بأنّها سابقةٌ في التاريخ الحديث، إذ توجد للمرّة الأولى سلطةٌ سوريّة تعترف بلبنان كدولةٍ مستقلّة، مؤكّدًا أنّ الإدارة السوريّة الجديدة تعهّدت احترام سيادة لبنان وعدم التدخّل في شؤونه الداخليّة، وأنّ المفاوضات حول القضايا العالقة مستمرّة وقد تستغرق وقتًا مع تفاؤلٍ بالتوصّل إلى حلول. وعلى صعيد الولايات المتّحدة، أكّد أنّ العلاقات مع واشنطن "متميّزة"، وأنّها تدعم الجيش اللبنانيّ، معتبرًا أنّها الدّولة الوحيدة القادرة على الضغط على إسرائيل لمنعها من تدمير البنى التحتيّة المدنيّة في لبنان. وختم رجّي بالتشديد على أنّ حزب الله "يحاول ابتزاز الحكومة اللبنانيّة" عبر التلويح بإمكانيّة نشوب حربٍ أهليّة، واصفًا هذا الأسلوب بأنّه غير مقبولٍ على الإطلاق في دولةٍ تسعى إلى تثبيت الاستقرار وبسط سلطة القانون. وتأتي هذه المواقف في مرحلةٍ دقيقةٍ يتصاعد فيها النّقاش الدّاخليّ حول حصريّة السلاح بيد الدّولة، بالتزامن مع ضغوطٍ دوليّة لتطبيق القرارات الأمميّة ذات الصّلة، ولا سيّما القرار 1701، ومع استمرار التوتّر على الحدود الجنوبيّة، ضمن سياق إعادة تموضعٍ دبلوماسيّ لبنانيّ يهدف إلى تثبيت الدّعم العربيّ والدّوليّ للجيش والمؤسّسات الشرعيّة، وفتح مساراتٍ تفاوضيّةٍ هادئةٍ مع سوريا، مقابل تشدّدٍ رسميّ حيال أيّ مساسٍ بالسّيادة أو تكريس واقع السلاح خارج الدّولة.

 

موفد السوداني في بعبدا..وعون يدعو البرلمان إلى عقد استثنائي

المدن/24 كانون الأول/2025

هنّأ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون اللبنانيين بمناسبة عيد الميلاد، متمنيًا "أن يكون هذا العيد مناسبة لتجديد الإيمان بالسلام والاستقرار، وبقدرة لبنان على النهوض بوحدة شعبه وحكمة أبنائه". وكان قد وقّع رئيس الجمهوريّة جوزاف عون المرسوم رقم 2188، بتاريخ 23 كانون الأوّل 2025، القاضي بدعوة مجلس النواب إلى عقدٍ استثنائيّ يُفتتح في 2 كانون الثاني 2026 ويُختتم في 1 آذار 2026 ضمنًا. وحدّد المرسوم برنامج أعمال العقد الاستثنائيّ، مشروع موازنة العام 2026، مشاريع القوانين المُحالة إلى مجلس النواب والتي ستُحال إليه، وسائر مشاريع القوانين والاقتراحات والنصوص التي يقرّر مكتب المجلس طرحها على الهيئة العامّة. كما وقّع المرسوم رئيس مجلس الوزراء الدكتور نوّاف سلام. وفي سياقٍ متّصل، وقّع الرئيس عون مراسيم ترقية ضبّاط في الجيش وقوى الأمن الداخلي وأمن الدولة والأمن العام إلى رتبٍ أعلى، اعتبارًا من 1 كانون الثاني 2026. وصدرَت المراسيم بالأرقام 2190، 2193، 2195، 2197، 2199، 2201، بتاريخ 24 كانون الأوّل 2025، ووقّعها إلى جانب الرئيس عون كلٌّ من رئيس الحكومة نوّاف سلام، ووزير الماليّة ياسين جابر، ووزير الدفاع ميشال منسّى، ووزير الداخليّة والبلديّات أحمد الحجّار.

استقبالات عون

على صعيدٍ آخر، أكّد عون خلال استقباله في قصر بعبدا الموفد الخاص لرئيس الوزراء العراقيّ محمد شياع السوداني، إحسان العوادي، والوفد المرافق، متانة العلاقات اللبنانيّة، العراقيّة، مشيدًا بالدعم الذي قدّمه العراق للبنان خلال السنوات الماضية ولا يزال. ورأى أنّ مبادرة السوداني التي أُعلن عنها خلال القمّة العربيّة في بغداد في أيّار الماضي، بتخصيص مبلغ 20 مليون دولار لإعادة الإعمار في لبنان، شكّلت منطلقًا لمساعدات عربيّة ودوليّة لإعمار ما هدّمته الاعتداءات الإسرائيليّة المتتالية، لافتًا إلى أنّ عودة الجنوبيّين إلى بلداتهم وقراهم تُعدّ أولويّةً للمحافظة على كرامتهم ووضع حدّ لمعاناتهم المستمرّة.

ونقل العوادي إلى عون تحيّات رئيس الوزراء العراقيّ، مؤكّدًا استمرار الدعم وتأمين ما يحتاج إليه لبنان من مساعدات، مشيرًا إلى قرار فتح مكتبٍ في السفارة العراقيّة في بيروت لمتابعة تنفيذ المساعدة عبر تنظيم العلاقة مع الدولة اللبنانيّة ومؤسّساتها وتحديد الأولويّات، انطلاقًا من حرص العراق على المساهمة في ترسيخ الاستقرار وتشجيع الجنوبيّين على البقاء في أرضهم. وشدّد على أنّ العلاقات بين البلدين لم تحدّدها الحكومات المتعاقبة، بل رغبة الشعبين في ترسيخ روابط الأخوّة. وفي بعبدا أيضًا، استقبل عون السفير السعوديّ في لبنان وليد بخاري، الذي أوضح بعد اللقاء أنّه قدّم التهاني بمناسبة حلول الأعياد، وأنّ البحث تناول الأوضاع العامّة في لبنان، والعلاقات اللبنانيّة، السعوديّة وسبل تطويرها في مختلف المجالات. إلى ذلك، استقبل الرئيس عون سفير لبنان لدى فرنسا ربيع الشاعر، الذي قال بعد اللقاء إنّه وضع رئيس الجمهوريّة في أجواء الاتصالات التي يجريها مع المسؤولين الفرنسيّين، مشيرًا إلى أنّ عون زوّده بتوجيهاتٍ "للعمل على تعزيز العلاقات اللبنانيّة، الفرنسيّة في المجالات كافّة"، ولا سيّما ما يتّصل "بالتحضيرات الجارية لعقد مؤتمراتٍ لدعم لبنان والجيش والقوّات المسلّحة"، بهدف حشد المزيد من الإسناد السياسيّ والماليّ. وأضاف الشاعر أنّه أطلع الرئيس عون على ملفّ تفعيل الخدمات القنصليّة للجالية اللبنانيّة في فرنسا، بما يشمل تزويد السفارة في باريس بآلاتٍ بيومتريّة لإصدار جوازات السفر، وخفض الرسوم عليها، لتسهيل معاملات اللبنانيّين المقيمين هناك وتقليص الأعباء الماليّة والإداريّة عنهم، لافتًا إلى أنّ عون أعطى "توجيهاته اللازمة إلى الجهات المعنيّة" لمتابعة الإجراءات التقنيّة والإداريّة المطلوبة لتسريع التنفيذ.

استقبالات برّي

وفي عين التينة، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه برّي وفدًا عراقيًّا برئاسة العوادي، وبحث اللقاء تطوّرات الأوضاع في لبنان والمنطقة، والعلاقات الثنائيّة، واستعداد العراق للمساعدة في إعادة الإعمار. ونقل برّي للموفد العراقيّ "شكر وتقدير الشعب اللبنانيّ للعراق حكومةً وشعبًا ومرجعيّاتٍ رشيدة على وقوفهم ودعمهم للبنان في مختلف الظروف، وخاصةً في المرحلة الراهنة، لا سيّما استعداد العراق للمساهمة في إعادة إعمار ما خلّفه العدوان الإسرائيليّ المتواصل على لبنان". كما توجّه برّي بالتهنئة عشية الميلاد المجيد، قائلًا: "نتطلّع بأملٍ ورجاء بأن يكون الميلاد هذا العام ترجمةً عمليّة أيضًا لرسالة ودعوة قداسة البابا لاوون الرابع عشر التي استودعها اللبنانيّين خلال زيارته للبنان قبل أيّام من الميلاد، فنستولد منهما القيم والتعاليم الميلاديّة بكلّ أبعادها، الإيمانيّة والإنسانيّة والرساليّة والمسلكيّة في ذواتنا كأفراد وجماعات وطوائف وقوى سياسيّة نعيش في وطنٍ واحد".

 

سلام هنأ بالميلاد وعرض مع موفد نظيره العراقي المساهمة في اعادة الاعمار

المركزية/24 كانون الأول/2025

كتب رئيس الحكومة نواف سلام عبر حسابه على منصة "اكس": "اطيب التمنيات لكل اللبنانيين بميلاد مجيد، راجياً ان يعزز هذا العيد الوحدة والتضامن بيننا لننهض بلبنان معاً". والى ذلك، استقبل  سلام بعد ظهر اليوم في السرايا الحكومية، الموفد الخاص لرئيس مجلس الوزراء العراقي إحسان العوادي، في حضور مستشار رئيس الحكومة العراقية الدكتور زيدان خَلَق والقائمة بالأعمال في السفارة العراقية في بيروت ندى مجوال، بحضور المدير العام للأمن العام اللواء حسن شقير. وتخلل اللقاء البحث في استعداد الدولة العراقية للمساهمة في إعادة إعمار لبنان، وفقا لأولويات وحاجات الدولة اللبنانية. كما تناول المجتمعون ملف خط أنبوب النفط الممتد من العراق مرورا بسوريا وصولا إلى لبنان ومصفاة طرابلس، فشدد الرئيس سلام على أن "هذا الملف يشكل أولوية للحكومة اللبنانية لما له من دور أساسي في تفعيل مصفاة طرابلس وخلق فرص عمل للشباب وتعزيز الحركة الاقتصادية في الشمال".

 

الوفاء للمقاومة تُدين استهداف الجيش.. وقانون الفجوة استنسابي

المدن/24 كانون الأول/2025

شدّدت كتلة "الوفاء للمقاومة" على أنّ "الأولويّة الوطنيّة اليوم هي إنهاء الاحتلال الصهيوني" للمناطق الّتي لم ينسحب منها العدوّ بعد، رغم إعلان اتّفاق وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني 2024، معتبرةً أنّ وقف الأعمال العدائيّة، وإطلاق سراح الأسرى، التزامات يجب أن ينفّذها العدوّ "دون تباطؤ ولا شروط"، وداعيةً السّلطة في لبنان إلى التصرّف "بحزم" وتجنّب الانزلاق إلى تنفيذ شروط يمليها العدوّ ورعاة احتلاله، ومؤكّدةً أنّ حقّ اللّبنانيّين بمقاومة الاحتلال "حقٌّ مشروع بكلّ المعايير والمواثيق الدّوليّة". ودانت الكتلة، في بيانٍ صادر عنها لمناسبة عيد الميلاد ورأس السنة الميلاديّة، استهداف المدنيّين وعناصر الجيش اللّبنانيّ من قبل العدوّ الإسرائيليّ، واعتبرته "عدوانًا مُدانًا وغير مُبرَّر على الإطلاق"، مطالبةً الحكومة باتّخاذ إجراءٍ حازم يدفع العدوّ إلى تنفيذ ما عليه "دون مراوغة أو ابتزاز"، بدل المسارعة، وفق البيان، إلى خطوات "يرتاح لها العدوّ". وفي الشأن الماليّ، انتقدت الكتلة "مشروع الفجوة الماليّة" الذي أعدّته الحكومة، معتبرةً أنّه ينطوي على "ألغام وغموض" وإجراءات استنسابيّة تُتيح، بحسب تعبيرها، التملّص من محاسبة المتورّطين في هدر المال العام وسرقة أموال المودعين، من دون إعادة الحقوق إلى أصحابها، وأعلنت تحفّظها على المشروع، محذّرةً من أنّه قد يكون "عامل زعزعة" للوضعين الاجتماعيّ والماليّ و"مبعث خيبة ومرارة للمودعين". وجدّدت الكتلة تأكيدها وجوب إجراء الانتخابات النيابيّة في موعدها ووفق القانون النّافذ، داعيةً الحكومة إلى اتخاذ الإجراءات القانونيّة والتدابير اللازمة لإنجازها دون تأخير، التزامًا بما ورد في بيانها الوزاري ووفاءً بتعهّدها تنفيذ الاستحقاقات الدستوريّة في مواعيدها المحدّدة. وجاء البيان في سياق تهنئة اللبنانيّين بعيد الميلاد ورأس السنة، إذ أعربت الكتلة عن أملها بأن ينعم اللبنانيّون "بالأمن والاستقرار والسّيادة والكرامة"، داعيةً المسؤولين إلى سلوك "المسار الوطنيّ الصّحيح" الذي يفضي، بحسب البيان، إلى وقف الأعمال العدائيّة للعدوّ الإسرائيليّ وانسحابه الكامل وغير المشروط من بقيّة الأراضي المحتلّة.

 

أزيز الطائرات يعكر ميلاد القرى الحدودية..والخوف من المجهول

لارا الهاشم/المدن/24 كانون الأول/2025

وأنت تسير بين قرى الشريط الحدودي، لا يفارقك أزيز طائرات الاستطلاع الإسرائيلية. وعندما تلتقي سكان هذه القرى تلمس أحاسيس مختلطة بين الخوف من المجهول والتأقلم مع واقع مريرٍ تُقرع فيه طبول الحرب بين الحين والآخر. في تلك القرى يحلّ عيد الميلاد حزيناً، أو أقله ممزوجاً بغصّة، مهما حاول الأهالي وفعاليات البلدات تخطّي الصعاب وزرع البهجة في بيوتها.

الخيام تحيي الميلاد فوق الركام

بين القرى الحدودية تجد نموذجاً عن التعايش بين المسلمين والمسيحيين تجسّده بلدة الخيام، التي كانت بمثابة قلعة لحزب الله، ما كبدها خلال الحرب خسائر ضخمة في الحجر والبشر. في تلك البلدة ذات الأغلبية المسلمة بادر شبان شيعة من "نهضة الخيام" إلى تنظيم سهرة ميلادية ليل الأحد اتسمت بأجواء من الفرح، حيث حضر بابا نويل ووزّعت المأكولات الشتوية على المشاركين في إحدى ساحات البلدة. ما يعرف بساحة البركة، زيّن بشجرة الميلاد بمبادرة من البلدية وكذلك محيط كنيسة مار أنطونيوس للموارنة، فيما تولت الرعية تزيين المغارة.  بين ركام المنازل ودور العبادة وذكرى الشهداء والمفقودين  يحاول أبناء الخيام التغلّب على الحزن ولوعة التهجير والاستخراج من الضعف قوة. يجتمع هؤلاء بمختلف طوائفهم حول بلدتهم المنكوبة، يتحدّون الدمار والقتل والتشريد ويتمسكون بنموذج التعايش.  يخبرك العم مهيب فرحات، ابن 88 عاماً، أن الخيام لم تشهد يوماً ضربة كف أو تلاسن طائفي. هو إبن البلدة وعضو المجلس البلدي منذ العام 2010 الذي طال منزله، الواقع قرب كنيسة مار انطونيوس، دماراً كبيراً. لكنه في حديثه لـ"المدن" يؤكد أنه لم يغادر الخيام في كل الحروب ولن يغادرها. في المقابل يروي عن عودة خجولة جدّاً للمسيحيين لا تتجاوز الأربع عائلات من أصل 32 تقريباً كانوا يقطنون البلدة قبل الحرب. فغالبية المنازل دمّرت وظروف الحياة في الخيام باتت صعبة نتيجة الدمار الكبير الذي حلّ بالبلدة.

رغم صعوبة الظروف تصر الرعية على زرع الرجاء في قلوب المؤمنين ومن هنا ستحتفل كنيسة مار أنطونيوس بقداس الميلاد يوم الخميس المقبل عند الواحدة من بعد الظهر إفساحاً في المجال أمام المؤمنين القادمين من مناطق بعيدة بالمشاركة في القداس الاحتفالي. هناك سيحتفل المصلّون تحت قبة القرميد المحطّم نتيجة القصف الإسرائيلي وعلى بعد أمتار قليلة منهم سيرون ركام القنطش الذي جرفته الآليات الإسرائيلية.  فأياً يكن، لن يمحو العدوان الإسرائيلي حضارة عمرها مئات السنوات ولن يقوى التهجير على محو بيئة لطالما تميزت بتنوّعها. فالخيام ذات الغابية الشيعية، تختزن تاريخاً مسيحياً يتمثّل في حي الكنائس الواقع شرقي البلدة والذي يضم أربع كنائس هي مار أنطونيوس ومار الياس للروم الأورثوذكس وكنيسة الإنجيليين المشيخيين التي تضررت جميعها نتيجة القصف لكن بشكل متفاوت، إضافة إلى كنيسة سيدة الدخول للروم الملكيين الكاثوليك التي قررت مؤخرا أبرشية قيصرية فيليبوس بانياس وتوابعهما للروم الملكيين الكاثوليك جرفها، لأنها لم تعد قابلة للترميم برأي خبراء هندسيين.

الغصة موجودة لكن الأمل أقوى

تقصد بلدة ديرميماس التي كانت محتلّة في كانون الأول الماضي، فتستوقفك تلة العزية التي كان يتمركز فيها جيش الاحتلال الاسرائيلي ليمسك عبرها ببلدة كفركلا المتاخمة. هناك تلتقي بميراي، أم لثلاثة أطفال، فتستقبلك في منزلها الذي تتوسطه شجرة الميلاد المكسوّة بأجمل زينة والمحاطة بمغارة يغلب عليها الخشوع. لكنك وأنت ترمي نظرة على أحد زوايا المنزل تتفاجأ بحقيبة ثياب مجهّزة فتسألها عن السبب وعندها يأتيك الجواب المحزن: "نحنا عمنعيش كل يوم بيومو، مجهزين غراضنا حتى إذا في حال صار في حرب نقدر نفل نحنا والولاد دغري". تخبرك ميراي عن حال العيد الذي يحلّ هذا العام بغصّة وعن الطفولة التي خدشت جراء النزوح خلال العام الماضي. حالها كحال كثر من سكان ديرميماس الذين اضطروا إلى تمضية العيد بعيداً عن منازلهم وكنائسهم الأحب بسبب الإحتلال وهم اليوم يعودون بشكل خجول بسبب غياب الاستقرار.  القلق الذي يرافق ميراي تسمعه أيضا على لسان رانيا، ابنة القليعة التي تعيش مع شقيقيها في البلدة وتعتني بهما. لم تفارق هذه العائلة منزلها في القليعة في كل الحروب التي مرّت على الجنوب حيث أصيب أحد الأخوين بشظايا جعلت منه ضريراً.  "عايشين بقلق عطول، ال MK  بتضلها فوق راسنا، وما منعرف أي ساعة بترجع الحرب" تقول رانيا التي تخبرك أن العيد حزين على عكس ما كان عليه في السنوات السابقة حيث كان يجتمع الإخوة الخمسة في منزل العائلة في القليعة ليلة العيد. لكن منذ بدء حرب الإسناد، اجبرت العائلة على الافتراق نتيجة الوضع الحساس في الجنوب وعوضا عن أن يكون العيد مناسبة للتلاقي بات مناسبة للاشتياق إلى الأحبة الذي يعيش اثنان منهما في الساحل.  تخبرك رانيا بحسرة أن لابنة شقيقها طفل عمره ثمانية أشهر ولشقيق آخر أحفاد، لا يجرؤ أحد منهم على زيارة القليعة خوفاً من تعرضهم لأي مكروه في طريقهم إلى البلدة نتيجة الغارات والاستهدافات شبه اليومية التي تطال الجنوب.  لكن رغم الصعوبات، الكنيسة في القليعة حاضرة والاحتفالات الميلادية عامرة على مدى أيام الأسبوع رفضاً لليأس الذي لم يتمكن من التغلب على هذه البلدة طيلة فترة الحرب. فصحيح أن قسماً من أهل القليعة غادرها خلال الحرب لكن جزءاً آخر بقي متمسكاً بأرضه وبعاداته وتقاليده وظلت البلدة تحيي القداديس الاحتفالية في كل المناسبات تأكيداً على التجذّر في الأرض وبالوجود، وهو ما ترى انعكاساته في كل تفصيل من زينة القليعة واحتفالياتها وترانيمها الميلادية.

من القطاع الشرقي إلى الأوسط "عيد بأي حال عدت يا عيد"

في القطاع الأوسط تجد بلدة صغيرة كانت تضم قبل الحرب 100 منزلاً. تقع هذه البلدة المسيحية على مثلث حساس يضمها إلى رامية ومروحين حيث كان الحضور البارز لحزب الله ما عرضها لقصف عنيف وتدمير للمنازل والبنى التحتية.  منذ تلك اللحظة غابت مقومات العيش وعلى الرغم من مرور عام تقريبا على وقف إطلاق النار لم تنهض البلدة بعد من كبوتها.  فصحيح أنه من أصل 47 عائلة كانت تسكن القوزح قبل الحرب، عاد منها 42، لكن ظروف العودة صعبة جداً. يخبرك رئيس البلدية شربل ابراهيم رزق أن البلدة متروكة لولا مبادرات قامت بها إحدى الجمعيات لإعادة تأهيل منازل متضررة وأعمال الترميم لخمسين منزلاً أخذتها على عاتقها الرهبنة اليسوعية. هذا إضافة إلى إصلاح مؤسسة كهرباء لبنان محطات توزيع الكهرباء بمسعى من النائب حسن فضل الله، بعدما دمرها القصف بشكل كامل.

لكن كل ذلك لا يكفي ليعود إلى العيد رونقه. فالبلدية تحاول إيجاد أجواء ميلادية عبر إحياء قداديس وتزيين كنيسة البلدة لكن الفرحة غائبة، والسبب بحسب رئيس البلدية هو آثار الحرب التي لا تزال حاضرة في العمران وفي الوضع الاقتصادي الصعب بعدما خسر أبناء البلدة موارد رزقهم الأساسية باحتراق بساتين الزيتون والدخان التي كانوا يعتمدون عليها كمصدر للعيش.  بين كل حجر من حجارة الجنوب ألف قصة وقصة تسمعها على لسان من يعيشون القلق منذ عامين تقريبا. في ذاكرة هؤلاء صور تهجير وحرب لم يريدوها وفي قلوبهم رجاء عشية الميلاد وأمل ببلد أفضل يعمّه السلام  مع ولادة ملك السلام. 

 

لن يكون بعد اليوم عيشا مشتركا بالاكراه او بالمونة

عبدالله الخوري/فايسبوك/24 كانون الأول/2025

ينبري لبنان المتصرفية بمحاكاة وجدانية للبنان المسمى كبير وما يكتنف حقبة الماية وست سنوات من ويلات بنتيجة عملية خلط الشعوب والحضارات بمعايير صهر مستهجنةلا يصح صنيعها للبشر المتمدن،واسباغهم بمسميات هجينة بمثل العيش المشترك وكأن العيش الصافي لا تحلله قواعد الا اذا كان مشتركا.

يطرح لبنان المتصرفية على متحوله الاكبر جملة من الاستفهامات تفرضها ضراوة السنين العجاف المتعاقبة ،وتعلو نبرتها مع الخسارات الفاقعة  لمجموعة حضارية تحمل اسم الموارنة ضحت بكامل رساميلها في شراكة طبشت كفة ميزانها لفجور الشريك احيانا ،ولاستدارته الى خارج حدود الولاء والالتزام  كامل الزمن.

@اولا : اين نحن اليوم من ارساء قواعد العلاقات الدولية والاقليمية التي طالما شكلت مظاهر التعافي والازدهار؟

@ ثانيا: اين هو نظامنا المصرفي صاحب الروافد العالمية وحامي العملة الوطنية وقبلة انظار  المستثمرين ورجال الاعمال ؟

@ ثالثا:اين اضحى مستوى التعليم الجامعي الرسمي مع مدراء يزورون الشهادات انصياعا لقوى الامر الواقع؟

@ رابعا: اين هو التوازن في جبايةمستحقات الدولة المركزية وبالتالي في توزيع الحقوق اعتباطيا كمثل السلفات التي اغدق بها نبيه بري على بيئة دون الاخرى؟

@خامسا:اين هو ميزان الشورى في ابرام الاتفاقيات،مع اسرائيل بالتحديد كمثل اتفاقية رسم الحدود البحرية واجحافها الفاضح بحق السيادة اللبنانية؟

@ سادسا: اين التداول بالقرارات الآحادية العشوائية كمثل المشاركة بالحرب على الاراضي السورية والعراقية واليمنية،وثالثة الاثافي  حرب الدعم والاسناد انفاذا لقرار ايراني من خارج السيادة اللبنانية اطاح بالوطن ومقدراته؟

 @سابعا: اين الاحترام المتبادل في فرض قوانين الانتخابات وتقويض المؤسسات وارهاقها بألوف ما لا يلزم من موظفين،وإباحة ثقافة التعطيل وتغييب المؤسسات كما في القرون الوسطى؟

@ثامنا: اين القضاءالذي كان يحتذى،وبات مهيمنا عليه في زمن سيطرة اتباع الولي الفقيه الفارسي على جميع مفاصله كمثل غزوة العدلية عبر قطاع الطرق وشذاذ الآفاق؟

قد يطول السرد الى ما لا نهاية ولن يكون بعد اليوم عيشا مشتركا بالاكراه او بالمونة ،ولتحكم علاقة الشعوب اللبنانية مقتضيات حقوق الانسان وحق تقرير طريقة النهج والقرار.

 

تغريدات مختارة من موقع أكس

تغريدات مختارة لليوم24   كانون الأول 2025

الخوري أنطوان الدويهيّ

ليست المغارة كما تعتقد، فهي تخبّئ رسالة صادمة سوف أكشفها لك، لكم. المغارة هي صورة عن نفسك كما هي الآن وفي هذا الوقت بالذات. انظر جيِّدًا، المغارة هي مكان بسيط، حقير، متَّسخ ومليء بالفوضى. ألا تظنّ أنَّها مثل قلبك، مثل قلبكم، مثل قلبي، قلب ناقص، مليء بالجراح، بل يمكن أن أقول مليء بالخطايا والضعف. وبالرغم من ذلك، في هذا المكان الوضيع قرَّر المسيح أن يولد. فأضحى في هذا المكان نور ساطع حلَّ محلَّ العتمة. لا يهمّ ماذا تشعر، والصعوبات التي تمرُّ فيها، هناك أيضًا في داخلك هذا النور الآتي من العلاء، والذي يقول لك أن ليس كلُّ شيء سيّئًا. بولادة يسوع في المغارة حوَّلها إلى مكان رائع، وقلبك بالرغم من تعبه وجراحه، يمكن أن يصبح مكانًا للسلام والفرح إذا تركت المسيح يدخل إليه، ويحوّله. إذًا، انظر إلى المغارة كمرآة لنفسك. بكلمة، حيثما تكون افتح له قلبك ليولد فيه. ولد المسيح، هللويا!

 

القاضي السابق والمحامي فرانسوا ضاهر

في مشروع قانون الانتظام المالي المقترح : بالمختصر، ما دامت الدولة اللبنانية تتنصل وتتنكر لمديونيتها لمصرف لبنان وللمصارف وتمتنع عن إيفائها من مداخيلها وعائداتها وأصولها الخاصة، ورمت بعبئها كاملاً على مصرف لبنان (٨٠٪) والمصارف (٢٠٪) والمودعين (بخفض ودائعهم)، فلا يمكن إبتداع حلول للازمة المالية المصرفية والنقدية التي ولّدتها ووضعت البلاد تحت وزرها ووطأتها وثقلها وتداعياتها المريبة أفضل بكثير من تلك التي وردت في مشروع قانون الانتظام المالي الذي تناقشه حالياً في مجلس الوزراء.

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 23 كانون الأول/2025

/جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/2025/12/150490/

ليوم 23 كانون الأول/2025/

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For December 23/2025/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/2025/12/150493/

For December 23/2025/

*******************************

في أسفل رابط نشرة الأخبار اليومية ليومي 24-25 كانون الأول/2025/

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 24 كانون الأول/2025

/جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/2025/12/150508/

ليوم 24 كانون الأول/2025/

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For December 24/2025/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/2025/12/150511/

For December 24/2025/

**********************
رابط موقعي الألكتروني، المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

https://eliasbejjaninews.com

Link for My LCCC web site

https://eliasbejjaninews.com

****

Click On The Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

*****

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا الرابط  https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

*****

حسابي ع التويتر/ لمن يرغب بمتابعتي الرابط في أسفلElie Y.Bejjani

https://x.com/bejjani62461

My Twitter account/ For those who want to follow me the link is below

https://x.com/bejjani62461

 

@followers
 @highlight
 @everyone