المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 21 كانون الأول /لسنة 2025

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

في أسفل رابط النشرة

        http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2025/arabic.december20.25.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا 1اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

عناوين النشرة

عنوان الزوادة الإيمانية

أحد النسبة/جميع الأَجْيَالِ مِنْ إِبْرَاهيمَ إِلى دَاوُدَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلاً، ومِنْ دَاوُدَ إِلى سَبْيِ بَابِلَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلاً، ومِنْ سَبْيِ بَابِلَ إِلى المَسِيحِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جيلاً

 

عناوين مقالات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/السيبرة الذاتية للقديس مار اغناطيوس الإنطاكي

الياس بجاني/زمن عهر وفجور ونواب ورؤساء أداوت غبية وذمية

 

عناوين الأخبار اللبنانية

رابط فيديو مقابلة مع السيدة غيلا فاخوري (ابنة الشهيد عامر فاخوري) من موقع فادي شهوان

تمشيط بالاسلحة الرشاشة وطيران استطلاعي في الأجواء

سموتريتش: سنُخضع حزب الله قبل الانتخابات الإسرائيلية

إيران: إسرائيل لا تجرؤ على خوض حرب برية ضد حزب الله

 قبطان "روسوس" يكشف تفاصيل انفجار مرفأ بيروت: المسؤولية تقع على من خزّنها لسنوات

خطة حصر السـلاح جنوب الليطاني أوشكت على الانتهاء

لا الدعم ولا انتفاء "الحرب" في الجيب.. قبل نزع السلاح!

خريطة إسرائيلية لجنوب لبنان بثلاثة خطوط... أزرق وأحمر وأخضر/منير الربيع/المدن

«حزب الله» محشور بـ«حصرية السلاح»... وحواره مع عون يراوح مكانه

قناعة دولية لبنانية بأن قراره في إيران... ومدير المخابرات المصرية في واشنطن

لبنان: تدابير سياسية ــ عسكرية لتجنب جولة جديدة من الحرب في ظل تشدد «حزب الله» في التعامل مع ملف سلاحه شمال نهر الليطاني

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

مبعوث بوتين الخاص: روسيا وأميركا تجريان مباحثات «بناءة» في ميامي

إيران تنفذ الحكم بإعدام طالب بتهمة «التجسس لصالح إسرائيل» ...اتهم بتصوير مواقع عسكرية... ومنظمات تحدثت عن تعذيبه

الجيش الإسرائيلي يعلن القبض على مشتبه بانتمائه لـ«داعش» في سوريا

«عين الصقر»... هل تكون العملية الأميركية ضد «داعش» في سوريا «مفتوحة»؟...التنظيم يعتمد على الانتشار الفردي والذوبان في المناطق السورية

الجيش الإسرائيلي يعلن القبض على مشتبه بانتمائه لـ«داعش» في سوريا

الولايات المتحدة وقطر ومصر وتركيا تدعو إلى ضبط النفس في غزة

مقتل فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة

غزة: أسلحة جديدة في أيدي المجموعات المسلحة المناهضة لـ«حماس»

مقتل فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة

تقرير: الجيش الإسرائيلي تجاهل تحذيراً استخبارياً قبل يوم من هجوم «حماس»

مُسيَّرات إسرائيلية جمعت معلومات يوم 6 أكتوبر 2023... والقيادة الجنوبية صنَّفتها تدريباً روتينياً للحركة

ما تأثير التوترات بين مصر وإسرائيل على استدامة «اتفاقية الغاز»؟

لقاء مستبعد بين السيسي ونتنياهو في واشنطن... وخلافات بملفات عديدة

رسالتان عربية وغربية «قلبتا الموازين» في العراق ...جهاز استخبارات ودولة صديقة سلماها رسالة تحذير «وملفاً ضخماً»

فصائل عراقية تنضم إلى دعوات لحصر السلاح بيد الدولة ...خبراء يتحدثون عن «تنازلات ومفاوضات» بين أقطاب «محور المقاومة»

ماسك أول شخص تبلغ ثروته 700 مليار دولار بعد حكم قضائي بشأن حزمة راتبه

العدل الأميركية: لم ننقح أي ملفات لحماية ترمب عند إصدار وثائق إبستين

الولايات المتحدة تصادر ناقلة نفط قبالة سواحل فنزويلا ...إدارة ترمب تكثف ضغوطها على كراكاس

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

المنطقة الاقتصادية في جنوب لبنان كانت فكرة الشيخ موريس الجميل؟/الكولونيل شربل بركات

عاجل: اقطعوا الدعم الخارجي عن إيران/د. مجيد رافيزاده/معهد غايتستون

صهيونيّتان وإسرائيلان؟!/حازم صاغية/الشرق الأوسط

المغتربون سيردّون بكثافة قياسية وتحضيرات تشي بمفاجآت...الانتخابات المقبلة: حسابات ثأرية ومعارك طاحنة/جومانا زغيب/نداء الوطن

عام على وقف إطلاق النار: "حزب الله" بين الالتزام المعلن والخرق المقنّع/جوسي حنّا/نداء الوطن

أزمة وطنية بصوت طفولي/د. بولا أبي حنا/نداء الوطن

الحزب الى ما بعد بعد شمال نهر بيروت/أحمد عياش/نداء الوطن

مَنْ للشّيعة بعد نبيه بري؟/محمود وهبة/المدن

اقتراع المغتربين ..."العجلة" تتحول إلى تعطيل/إبراهيم الرز/المدن

زواج ماروني!/يوسف بزي/المدن

هدوء في زمن الخسارة/أحمد جابر/المدن

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

عون يبحث مع كيشيشيان احوال الطائفة الأرمنية

سلام يستقبل رئيس وزراء إيرلندا ويبحث في العلاقات والأوضاع جنوبا

سلام يطلع من السفير كرم على نتائج اجتماع الـ"الميكانيزم"

سلام لـ«الشرق الأوسط»: «حصر السلاح» سيبدأ بين نهري الليطاني والأولي قريباً

سلام: الجيش قارب إعلان انتهاء المرحلة الأولى… أطنان من العتاد والذخائر و100 نفق لـ«حزب الله»

نائب رئيس الحكومة اللبنانية متري: مسار المفاوضات السياسية مع إسرائيل لم ينطلق

متري تحدث لـ«الشرق الأوسط» عن الملفات العالقة مع سوريا

البطريرك الراعي من مدينة طرابلس: السلام هو الخيار الدائم والأفضل..مفتي الشمال يصف زيارته بـ«التاريخية»

 

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

أحد النسبة/جميع الأَجْيَالِ مِنْ إِبْرَاهيمَ إِلى دَاوُدَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلاً، ومِنْ دَاوُدَ إِلى سَبْيِ بَابِلَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلاً، ومِنْ سَبْيِ بَابِلَ إِلى المَسِيحِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جيلاً

إنجيل القدّيس متّى01/من01حتى17/“«كِتَابُ ميلادِ يَسُوعَ المَسِيح، إِبنِ دَاوُد، إِبْنِ إبْرَاهِيم: إِبْرَاهِيمُ وَلَدَ إِسْحق، إِسْحقُ وَلَدَ يَعْقُوب، يَعْقُوبُ وَلَدَ يَهُوذَا وإِخْوَتَهُ، يَهُوذَا وَلَدَ فَارَصَ وزَارَحَ مِنْ تَامَار، فَارَصُ وَلَدَ حَصْرُون، حَصْرُونُ وَلَدَ آرَام، آرَامُ وَلَدَ عَمِينَادَاب، عَمِينَادَابُ وَلَدَ نَحْشُون، نَحْشُونُ وَلَدَ سَلْمُون، سَلْمُونُ وَلَدَ بُوعَزَ مِنْ رَاحَاب، بُوعَزُ وَلَدَ عُوبِيدَ مِنْ رَاعُوت، عُوبِيدُ وَلَدَ يَسَّى، يَسَّى وَلَدَ دَاوُدَ المَلِك. دَاوُدُ وَلَدَ سُلَيْمَانَ مِنِ ٱمْرَأَةِ أُوْرِيَّا، سُلَيْمَانُ وَلَدَ رَحَبْعَام، رَحَبْعَامُ وَلَدَ أَبِيَّا، أَبِيَّا وَلَدَ آسَا، آسَا وَلَدَ يُوشَافَاط، يُوشَافَاطُ وَلَدَ يُورَام، يُورَامُ وَلَدَ عُوزِيَّا، عُوزِيَّا وَلَدَ يُوتَام، يُوتَامُ وَلَدَ آحَاز، آحَازُ وَلَدَ حِزْقِيَّا، حِزْقِيَّا وَلَدَ مَنَسَّى، مَنَسَّى وَلَدَ آمُون، آمُونُ وَلَدَ يُوشِيَّا، يُوشِيَّا وَلَدَ يُوكَنِيَّا وإِخْوَتَهُ، وكانَ السَّبْيُ إِلى بَابِل. بَعْدَ السَّبْيِ إِلى بَابِل، يُوكَنِيَّا وَلَدَ شَأَلْتِيئيل، شأَلْتِيئيلُ وَلَدَ زُرُبَّابِل، زُرُبَّابِلُ وَلَدَ أَبِيهُود، أَبيهُودُ وَلَدَ إِليَاقِيم، إِليَاقِيمُ وَلَدَ عَازُور، عَازُورُ وَلَدَ صَادُوق، صَادُوقُ وَلَدَ آخِيم، آخِيمُ وَلَدَ إِلِيهُود، إِلِيهُودُ وَلَدَ إِلِيعَازَر، إِلِيعَازَرُ وَلَدَ مَتَّان، مَتَّانُ وَلَدَ يَعْقُوب، يَعْقُوبُ وَلَدَ يُوسُفَ رَجُلَ مَرْيَم، الَّتي مِنْهَا وُلِدَ يَسُوع، وهُوَ الَّذي يُدْعَى المَسِيح. فَجَميعُ الأَجْيَالِ مِنْ إِبْرَاهيمَ إِلى دَاوُدَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلاً، ومِنْ دَاوُدَ إِلى سَبْيِ بَابِلَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلاً، ومِنْ سَبْيِ بَابِلَ إِلى المَسِيحِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جيلاً.”

 

تفاصيل مقالات وتغريدات الياس بجاني

السيبرة الذاتية للقديس مار اغناطيوس الإنطاكي

الياس بجاني/20 كانون الأول/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/12/150363/

مقدمة

تحتفل الكنيسة الكاثوليكية، ولا سيّما الكنائس الشرقية الكاثوليكية، بعيد القديس مار اغناطيوس الإنطاكي في 20 كانون الأوّل من كل سنة، إحياءً لذكرى أحد أعظم آباء الكنيسة الرسوليّين، وشاهدٍ أمينٍ للمسيح  سفك دمه في سبيل الإيمان. ويحتلّ هذا القديس مكانة مركزية في تاريخ الكنيسة الأولى، إذ جمع في شخصه بين العمق اللاهوتي، والقيادة الكنسية، والشهادة البطولية حتى الاستشهاد.

هوية القديس مار اغناطيوس الإنطاكي وسياقه التاريخي

القديس مار اغناطيوس الإنطاكي هو أحد آباء الكنيسة في أواخر القرن الأوّل وبداية القرن الثاني للميلاد. وُلد وعاش في مدينة أنطاكية، الواقعة في سوريا الحالية، وهي من أهم مراكز المسيحية الأولى، وفيها دُعي أتباع المسيح لأول مرة “مسيحيين”.

الإطار الزمني لحياته

وُلد اغناطيوس حوالي سنة 35 ميلادية، وعاش في زمن قريب جدًا من عصر الرسل، ما جعله حلقة وصل حيّة بين الجيل الرسولي والكنيسة الناشئة. وقد استُشهد حوالي 107–110 ميلادية في عهد الإمبراطور الروماني تراجان.

وتشير التقاليد الكنسية القديمة إلى أنّه كان تلميذًا للرسل، ولا سيّما القديس يوحنا الحبيب، كما ارتبط اسمه بكرسي أنطاكية الذي أسّسه القديس بطرس الرسول.

 استشهاده – الزمان والمكان والطريقة

استُشهد القديس مار اغناطيوس في مدينة روما، عاصمة الإمبراطورية الرومانية بأمر من السلطات الرومانية، نُقل اغناطيوس مقيّدًا بالسلاسل من أنطاكية إلى روما، حيث حُكم عليه بالإعدام وأُلقي للوحوش المفترسة في المدرّج الروماني، وهي عقوبة كانت تُفرض على من يُعتبرون خطرًا دينيًا أو سياسيًا على الدولة، وقد عبّر القديس نفسه عن شوقه للاستشهاد في رسائله، قائلاً: «دعوني أكون طعامًا للوحوش، فبهم أبلغ إلى الله».

وضعه الكنسي ورتبته في الكنيسة

كان مار اغناطيوس أسقف أنطاكية، إحدى أهم الكراسي الرسولية في الكنيسة الأولى. وبحسب التقليد الكنسي، يُعتبر ثالث أسقف لأنطاكية بعد القديس بطرس الرسول والقديس أفوديوس، هذا و لم يعرف عصره التدرّج الإداري المعروف لاحقًا في المناصب الكنسية، بل أُقيم أسقفًا بسبب قداسته، وحكمته، وأمانته لتعليم الرسل، وغيرته على وحدة الكنيسة. عاش القديس اغناطيوس في زمن ما قبل إجراءات إعلان القداسة الرسمية، لذلك لم يُعلن قديسًا بمرسوم بابوي. غير أنّ الكنيسة الجامعة اعترفت بقداسته منذ القرون الأولى بإجماع آبائها ومؤمنيها.

أعماله وتعليمه وما ميّزه ليصل إلى مرتبة القداسة

تتجلّى عظمة مار اغناطيوس في عدّة عناصر أساسية هي عمقه اللاهوتي، ولا سيّما في تعليمه عن: سرّ تجسّد الكلمة، الإفخارستيا كجسد ودم حقيقيين للمسيح، رسائله السبع الشهيرة التي كتبها أثناء رحلته إلى الاستشهاد، والموجّهة إلى: كنائس أفسس، مغنيسية، ترالس، روما، فيلادلفيا، سميرنا وإلى القديس بوليكربوس أسقف سميرن .. دفاعه الواضح عن وحدة الكنيسة، دور الأسقف كعلامة وحدة وضمانة للإيمان القويم، رفض البدع، ولا سيّما التي أنكرت إنسانية المسيح الحقيقية، عيشه العملي للاستشهاد، إذ طلب صراحةً من المؤمنين ألّا يتدخّلوا لمنع موته.

الأسباب التي من أجلها رُمي للوحوش

حُكم على القديس مار اغناطيوس بالموت للأسباب التالية:

رفضه عبادة الأوثان والآلهة الوثنية

رفضه الاشتراك في عبادة الإمبراطور

إعلانه الصريح أن يسوع المسيح هو الرب والمخلّص الوحيد

قيادته العلنية للكنيسة وتشجيعه المؤمنين على الثبات في الإيمان

اعتبار المسيحية طريق خلاص لا خطرًا سياسيًا

صفاته الروحية وقدرته على التحمّل والمواجهة

تميّز القديس مار اغناطيوس بفضائل روحية وإنسانية رفيعة، أبرزها:

شجاعة استثنائية أمام الألم والموت

سلام داخلي عميق نابع من الإيمان

طاعة كاملة لمشيئة الله

تواضع حقيقي رغم مركزه الأسقفي

محبة عميقة للمسيح والكنيسة

قدرة مذهلة على تحمّل العذاب دون خوف أو تراجع.

 تراثه الروحي ومكانته في الكنيسة

يُلقّب مار اغناطيوس بـ “حامل الله” (Theophoros) ويُعدّ من الآباء الرسوليّين وقد أسهم بشكل حاسم في: تطوير لاهوت الكنيسة الأولى، ترسيخ مفهوم الأسقفية، وفهم الاستشهاد كمشاركة في ذبيحة المسيح. هذا ولا لا تزال رسائله مرجعًا أساسيًا في الدراسات الآبائية حتى اليوم.

الكنائس التي تحمل اسم مار اغناطيوس في لبنان

توجد في لبنان عدة كنائس وأديرة ومؤسسات كنسية تحمل اسم مار اغناطيوس الإنطاكي، ولا سيّما ضمن:

الكنيسة السريانية الكاثوليكية

الكنيسة السريانية الأرثوذكسية

بعض الكنائس المارونية

وتنتشر هذه الكنائس في مناطق مثل: بيروت، المتن، زحلة، إضافة إلى أديار ومراكز رعوية تحمل اسمه تكريمًا لإرثه الرسولي¹.

صلاة إلى القديس مار اغناطيوس الإنطاكي من أجل السلام في العالم ولبنان

يا قديس الله العظيم، يا مار اغناطيوس الإنطاكي، يا شاهد الحق وحامل الله، الذي أحببت المسيح حتى بذل الذات، وتقدّمت إلى الاستشهاد بفرحٍ وسلام…تشفع بنا أمام عرش النعمة، أن يمنح الرب سلامه للعالم المضطرب، ويُطفئ نيران الحروب والكراهية، ويزرع في قلوب البشر روح المصالحة والعدل. وبوجه خاص، نستودع بين يديك وطننا لبنان، احمه من الانقسام، ثبّت أبناءه في الرجاء، واجعل من آلامه طريق قيامة جديدة. يا من لم تخف الوحوش ولا السيوف، علّمنا أن نثبت في الإيمان،وأن نشهد للمسيح بالمحبة والحق.آمين.

ملاحظة/المعلومات الواردة في المقالة منقولة عن العديد من المراجع الكنسية والاهوتية والبحثية والإعلامية الموثقة

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

https://eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

رابط فيديو مقابلة مع السيدة غيلا فاخوري (ابنة الشهيد عامر فاخوري) من موقع فادي شهوان

قراءة في المواقف والسياسة الأميركية المتعلقة بحكم وحكام لبنان الفاشلين وغير الراغبين حى الآن تنفيذ القرارات الدولية وتجريد حزب الله من سلاحه وتفكيك مؤسساته
غيلا فاخوري : واشنطن تنتظر رد عون على تصعيد قاسم، والجيش عزز حملته بعد إلغاء زيارة هيكل.
https://www.youtube.com/watch?v=PsoQBcCA7pY&t=1200s

20 كانون الأول/2025

 

تمشيط بالاسلحة الرشاشة وطيران استطلاعي في الأجواء

المركزية/20 كانون الأول/2025

نفذت القوات الإسرائيلية تمشيطا بالأسلحة الرشاشة من موقع مسكف عام في اتجاه طريق عديسة - كفركلا من دون وقوع إصابات. الى ذلك، حلق طيران استطلاعي قبل ظهر اليوم، من دون صوت في أجواء الهرمل وقرى القضاء.  كما سجل منذ الصباح تحليق لمسيرة إسرائيلية وعلى علو منخفض جدا فوق بيروت والضاحية الجنوبية. وبعد الظهر حلق طيران كثيف فوق القطاع الغربي ولا سيما في أجواء الشهابية وجويا وكفردونين. وفُجرت طائرة انتحارية إسرائيلية داخل منزل في بليدا، من دون أن تُعرف حتى الساعة طبيعة الاستهداف أو ما إذا كان الهجوم قد أسفر عن إصابات. وفي وقت لاحق نفذ الجيش اللبناني مساء اليوم بالتنسيق مع قوات اليونيفل عملية كشف ميداني على المنزل الذي تعرّض لاستهداف عصراً في بليدا. وأضافت المعلومات أن طائرة إسرائيلية أخرى قامت بإلقاء قنابل على منزل في البلدة نفسها، في تصعيد متزامن لم تتضح بعد تفاصيله الكاملة. وعلى الفور، هرعت سيارات الإسعاف التابعة للصليب الأحمر اللبناني والدفاع المدني إلى المكان المستهدف، حيث جرى تطويق الموقع وبدء الإجراءات الميدانية اللازمة، وسط ترقّب لصدور معلومات رسمية إضافية حول ملابسات الحادث.

واستهدفت غارة إسرائيلية عصر اليوم طريق عام عدشيت – الطيبة.

 

سموتريتش: سنُخضع حزب الله قبل الانتخابات الإسرائيلية

المركزية/20 كانون الأول/2025

أعلن وزير المال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش أننا قد نضطر إلى شن عملية في غزة ولبنان قبل الانتخابات.وجدد التأكيد أننا سنُخضع حماس وحزب الله، مشددًا على أننا لن نسمح لحزب الله باستعادة قوته. وأشار سموترتش إلى أننا لم ننته بعد من مهمة تدمير حماس ونحن في مفترق طرق.

 

إيران: إسرائيل لا تجرؤ على خوض حرب برية ضد حزب الله

المركزية/20 كانون الأول/2025

قال الجنرال أحمد وحيدي، نائب رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، إن إسرائيل لا تجرؤ على الدخول في حرب برية مع ميليشيا حزب الله اللبنانية. جاءت تصريحات وحيدي خلال كلمة له في المؤتمر الدولي الأول "فداء القدس"، الذي عُقد إحياءً لذكرى مقتل محمد سعيد إيزدي "الحاج رمضان" القيادي في الحرس الثوري خلال الحرب الإيرانية الإسرائيلية الأخيرة.  ومحمد سعيد إيزدي، المعروف باسم "الحاج رمضان"، هو عميد في الحرس الثوري الإيراني، وكان يشغل منصب مسؤول ملف فلسطين في فيلق القدس، قبل أن يُقتل خلال الحرب بين إيران وإسرائيل، التي استمرت 12 يومًا من شهر حزيران/يونيو الماضي. وأضاف الجنرال وحيدي أن "حزب الله كبّل جيش النظام الصهيوني ومنعه من تحقيق أهدافه"، مبيناً أن "السيطرة الجوية في لبنان بيد النظام الإسرائيلي، إذ يشن هجماته من مسافات بعيدة عبر إطلاق الصواريخ، ما يؤدي إلى مقتل مدنيين". وشدد القائد في المؤسسة العسكرية الإيرانية على أن إسرائيل "لا تجرؤ على الدخول في حرب برية مع حزب الله اللبناني". وتأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد التوتر على الجبهة اللبنانية، واستمرار المواجهات بين حزب الله وإسرائيل على خلفية الحرب الدائرة في المنطقة.

 

 قبطان "روسوس" يكشف تفاصيل انفجار مرفأ بيروت: المسؤولية تقع على من خزّنها لسنوات

المركزية/20 كانون الأول/2025

في حديث خاص لقناة “المشهد”، اليوم السبت، كسر قبطان السفينة “روسوسبوريس بروكوشيف صمته حيال قضية انفجار مرفأ بيروت، كاشفاً عن تفاصيل صادمة تتعلق برحلة السفينة وكيفية تعامل السلطات اللبنانية مع شحنة “نترات الأمونيوم”. أبرز ما جاء في حديث القبطان لـ “المشهد”: التحذير المبكر: أكد القبطان أنه أبلغ السلطات الرسمية في مرفأ بيروت صراحةً بأن تخزين هذه الشحنة يشكل خطرًا كبيرًا، مشيراً إلى أن التوقف في بيروت كان اضطرارياً لأن الشحنة بدأت تشكل خطراً على سلامة السفينة نفسها

تفريغ الشحنة: أوضح أن الجهات الرسمية في بيروت هي من قامت بتفريغ الشحنة، وأبدى استغرابه الشديد من إفراغها في مخزن (عنبر) داخل المرفأ بدلاً من وضعها على عربات شحن لنقلها إلى خارج المرفأ فوراً. تحديد المسؤولية: شدد القبطان على أن المسؤولية القانونية والأخلاقية تقع بالدرجة الأولى على من احتفظ بهذه المواد الخطرة وخزّنها طوال هذه السنوات، مؤكداً أنه لا يفهم سر احتفاظ السلطات بها طوال تلك المدة. الوجهة الأصلية: جدد التأكيد على أن السفينة لم تكن تقصد بيروت كوجهة نهائية، بل كانت متجهة أصلاً إلى موزمبيق. صدمة الـ 6 سنوات: أعرب القبطان عن تفاجئه حين علم أن الشحنة لا تزال موجودة في المرفأ بعد مرور 6 سنوات على تفريغها، مستنكراً محاولات الزج باسمه أو تحميله مسؤولية الانفجار، قائلاً: “لم يشرح لي أحد ما هي علاقتي بانفجار المرفأ أو ما هي مسؤوليتي”. خلاصة الموقف: تضع هذه التصريحات التي أدلى بها القبطان لـ “المشهد” الكرة في ملعب السلطات التي أدارت المرفأ آنذاك، معززةً الفرضية التي تقول بأن الإهمال في التخزين رغم التحذيرات التقنية كان السبب الرئيسي للكارثة

 

خطة حصر السـلاح جنوب الليطاني أوشكت على الانتهاء

نداء الوطن/21 كانون الأول/2025

بعد أسبوع مليء بالمحطات المهمّة والحاسمة، ولا سيما في ما يتعلق باجتماعَي باريس ولجنة "الميكانيزم"، يدخل لبنان الأسبوع الجديد مع استحقاق ماليّ لا يقلّ أهمية.

فعند الساعة الثانية من بعد ظهر يوم غدٍ الإثنين، سيحضر مشروع قانون الانتظام المالي واسترداد الودائع، على طاولة مجلس الوزراء في قصر بعبدا، وإذا دعت الحاجة، ستكون هناك جلسة أخرى للحكومة عند العاشرة من صباح الثلثاء في السراي الحكومي.

سلام وملف حصر السلاح

في الغضون، برز موقف لافت لرئيس الحكومة نواف سلام، بشأن ملف حصر السلاح غير الشرعي، وذلك خلال استقباله رئيس الوفد اللبناني في لجنة "الميكانيزم" السفير السابق سيمون كرم، الذي أطلعه على تفاصيل ونتائج الاجتماع الأخير للجنة. وقد أكد سلام أن المرحلة الأولى من خطة حصر السلاح المتعلقة بجنوب نهر الليطاني باتت على بُعد أيام من الانتهاء، وأن الدولة جاهزة للانتقال إلى المرحلة الثانية، أي إلى شمال نهر الليطاني، استنادًا إلى الخطة التي أعدّها الجيش اللبناني بناءً على تكليف من الحكومة. أمنيًا، أغارت مسيّرتان إسرائيليتان على منزل خالٍ من السكان في بلدة بليدا، ليقوم بعدها الجيش اللبناني وقوات "اليونيفيل" بالكشف على المنزل المستهدف، من دون العثور على أسلحة او ذخائر.

الراعي في طرابلس

تزامنًا، زار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي مدينة طرابلس، يوم أمس السبت، وكانت المحطة الأولى في دار مطرانية الموارنة، ومن هناك تمنى الراعي أن تبقى طرابلس مدينة السلام والعيش المشترك.  من جهته قال راعي الأبرشية المطران يوسف سويف إن طرابلس تمثل نموذجاً للعيش المشترك والتعددية وقبول الآخر، معتبرًا أن حضور البطريرك الراعي في هذه المحطة يرسّخ هذه القيم ويؤكد رسالة طرابلس كمدينة للسلام. كما زار الراعي دار الفتوى، حيث كان في استقباله مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام الذي اعتبر أن البطريرك الراعي دائمًا ما يعبّر من أعماقه عن وجدان اللبنانيين وعن التوجّه الوطني العميق.وخلال مأدبة غداء اقامتها دار الفتوى، أشار الراعي إلى أنّه لن يكون هناك سلام في المنطقة إلا عندما يعمّ السلام في لبنان. فيما رأى الشيخ إمام أن مَن يرفعون شعارات مذهبية أو دينية تجاه الآخرين، يمشون عكس التاريخ.

 

لا الدعم ولا انتفاء "الحرب" في الجيب.. قبل نزع السلاح!

لارا يزبك/المركزية/20 كانون الأول/2025

المركزية- قال السيناتور الأميركي ليندسي غراهام، الجمعة،  "بشكل واضح، إذا لم يقم "حزب الله" بتسليم سلاحه، كما طلبت منه الحكومة اللبنانية، ضمن مهلة محددة في وقت ما من العام المقبل، فإننا نملك خطة عسكرية بالتعاون مع إسرائيل وبالتنسيق مع الجيش اللبناني، للتدخل ونزع السلاح منه". وأضاف "أعتقد أن من مصلحتنا الأمنية القومية أن نساعد إسرائيل والجيش اللبناني على تفكيك حزب الله. وأنا لا أتحدث عن إرسال قوات برية، بل أتحدث عن الانخراط عبر استخدام القوة الجوية الأميركية، كما فعلنا مع إيران". هذا الموقف أتى بعد اجتماع باريس الرباعي، الفرنسي - الأميركي- السعودي- اللبناني الذي كانت خطة الجيش لحصر السلاح بيده، في صلب مباحثاته، بالتالي هو يدل على ان ثمة  رضى دوليا على ما حققته المؤسسة العسكرية حتى الان، الا ان هذا الرضى لم يلغ بعد احتمالات اندلاع حرب إسرائيلية جديدة على حزب الله. وما قاله غراهام لا يعكس فقط وجهة نظر الولايات المتحدة، لمسار الامور في لبنان، بحسب ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ"المركزية". ففرنسا حتى، التي غالبا ما تكون مواقفها مرنة ولينة تجاه لبنان، شددت في اجتماع باريس، شأنها شأن المملكة، على ضرورة الاسراع في مسار نزع السلاح، ذلك ان لا طريق آخر في نظرهما، لابعاد شبح الحرب، كما ان الاتحاد الأوروبي تمسك في بيان الخميس، بضرورة نزع سلاح الحزب وتنفيذ القرار ١٧٠١. حتى مؤتمر دعم الجيش اللبناني الذي اتُفق في اجتماع باريس على عقده في شباط، مرتبط بسرعة تنفيذ الجيش خطته، التي يفترض ان تنتقل بزخم من جنوب الليطاني الى شماله. واي تباطؤ قد يعرّضه لارجاء جديد او الغاء... الصورة اذا تزداد وضوحا: لا تخلّص من فرضية الحرب ولا دعم دوليا للجيش او لاعادة الاعمار، الا بنزع سلاح حزب الله، تختم المصادر.

 

خريطة إسرائيلية لجنوب لبنان بثلاثة خطوط... أزرق وأحمر وأخضر

منير الربيع/المدن/21 كانون الأول/2025

ثلاثة خطوط ينتظر لبنان ما ستفرزه في المرحلة المقبلة، وسط رهاناته المستمرة لمنع حصول حرب إسرائيلية جديدة. الخط الأول والمستمر هو التفاوض عبر لجنة الميكانيزم، والتي رفع فيها مستوى التمثيل وسط رغبة إسرائيلية بتوسيع الوفد أكثر وهو ما ظهر من خلال تعيين مفاجئ لنائب رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي في الوفد. الخط الثاني هو اجتماع باريس الذي عقد بين الفرنسيين، السعوديين، والأميركيين بحضور قائد الجيش رودولف هيكل للبحث في ما حققه الجيش حتى الآن من خطة سحب السلاح، بالإضافة إلى المرحلة المقبلة والبحث في توفير المساعدات للجيش. أما الخط الثالث فهو انتظار اجتماع الرئيس الأميركي دونالد ترامب برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.  في اجتماع لجنة الميكانيزم، جاءت الخطوة الإسرائيلية مفاجئة بتعيين شخصية مدنية ثانية في الوفد، وبذلك أصبح الإسرائيليون يتمثلون بشخصيتين مدنيتين في مقابل سيمون كرم ممثلاً للبنان، هو أسلوب إسرائيلي جديد لأجل استدراج لبنان إلى توسيع وفده وضم شخصيات مدنية أخرى، وذلك بهدف العودة إلى طرح قديم هو تشكيل لجان متعددة للتفاوض، حول الوضع الأمني والعسكري، حول ترسيم الحدود، وما يسميه الإسرائيليون التفاوض الاقتصادي أو المنطقة الاقتصادية. وبحسب المعلومات فقد اتفق على عقد اجتماع جديد للميكانيزم بعد عطلة الأعياد على أن يتزامن مع تقرير الجيش حول ما حققه على صعيد حصر السلاح في جنوب نهر الليطاني. كما أنه سيتم البحث في الخطة التي سيتم وضعها للعمل على سحب السلاح في شمال نهر الليطاني. أما اجتماع باريس، فقد عرض فيه قائد الجيش رودولف هيكل لكل مراحل حصر السلاح ولما حققه حتى الآن، بالإضافة إلى مواصلة العمل إلى أن يتم الإعلان عن منطقة جنوب نهر الليطاني خالية من السلاح، وسط تقديرات تفيد بأن الجيش قد يعلن عن ذلك بحدود منتصف شهر كانون الثاني من العام 2026، علماً أنه خلال اجتماع باريس جرى النقاش في إمكانية تمديد المهلة أكثر من ذلك، حتى شهر شباط في حال كان هناك حاجة للدخول إلى بعض المناطق السكنية والتدقيق بخلوها من السلاح، وهنا اقترح الفرنسيون اعتماد آلية جديدة منبثقة عن الميكانيزم مع استعداد الكتيبة الفرنسية العاملة في اليونيفيل بأن تتولى هي عملية الكشف على المواقع التي جرى سحب السلاح منها للتأكد من خلوها من السلاح. كما ناقش الاجتماع مسألة عقد مؤتمر لدعم الجيش، وتم تحديد موعد مبدئي هو شهر شباط، ولكن من دون حسم التاريخ ولا تحديد المكان لأن ذلك سيكون مرتبطاً بمدى جدية الجيش في حصر السلاح بالكامل في جنوب الليطاني، والانتقال الفعلي إلى سحب السلاح من شمال الليطاني.

كل هذه الملفات، تبقى معلقة بانتظار اللقاء الذي سيعقد بين نتنياهو وترامب، خصوصاً أن رئيس الوزراء الإسرائيلي سيعرض على الرئيس الأميركي تقارير ومعلومات حول سعي حزب الله لإعادة تجهيز نفسه عسكرياً وبناء قدراته، سيحاول نتنياهو الحصول على ضوء أخضر من ترامب لشن عملية عسكرية ضد حزب الله في لبنان، بينما، وفي المقابل، فإن واشنطن تفضل وقف الحروب ومنع تجددها، وهي ستضغط في سبيل ذلك، بناء على التواصل والتعاون مع الدولة اللبنانية أو التفاوض مع نبيه بري. وسط معلومات تفيد بأن الاتصالات مستمرة مع رئيس الجمهورية جوزاف عون في سبيل تحديد موعد له لزيارة واشنطن ولقاء ترامب.  ولتجنب التصعيد العسكري فمن الواضح أن إسرائيل تسعى إلى فرض شروط قاسية على لبنان، هذه الشروط والتي سيناقشها نتنياهو مع ترامب، تشبه إلى حد بعيد الخطة التي اعتمدت في قطاع غزة، وأساسها سحب سلاح حزب الله بالكامل ومنع الحزب الآن ولاحقاً من القدرة على إعادة تشكيل بنية عسكرية تشكل خطراً على إسرائيل. بحسب المعلومات فإن ما يطرحه الإسرائيليون هو وضع خريطة لجنوب نهر الليطاني، وتكون موزعة على ثلاثة خطوط. الخط الأول هو الخط الأزرق الذي يبقى على حاله. أما الخط الثاني وهو الذي سيطلق عليه "الخط الأحمر" وهو عبارة عن الخط الأمني، الذي تريد فيه إسرائيل أن يكون لها وجود عسكري وأمني على الأرض أو من خلال معدات وآليات عسكرية أو روبوتات. وهذا الخط سيكون متعرجاً ويمتد على النقاط التي لا تزال إسرائيل تحتلها حتى الآن وأقامت منشآت وتحصينات فيها. أما الخط الثالث والأهم، هو الخط الذي يطلق عليه الإسرائيليون "خط ذات الاهتمام" وسيعرف لاحقاً بالخط "الأخضر" وهو عملياً المنطقة العازلة أو المنطقة الاقتصادية التي تريدها الولايات المتحدة الأميركية، وسيكون هناك شروط يخضع لها الذين سيقيمون فيها أو يدخلون إليها، علماً أن هذا الخط سيشمل مناطق واسعة بما فيها مناطق سكنية قد لا يسمح للسكان العودة إليها، بينما لبنان يشترط مسألة عودة السكان ووقف الاعتداءات. 

 

«حزب الله» محشور بـ«حصرية السلاح»... وحواره مع عون يراوح مكانه

قناعة دولية لبنانية بأن قراره في إيران... ومدير المخابرات المصرية في واشنطن

بيروت: محمد شقير/الشرق الأوسط/20  كانون الأول/2025

تبقى الأنظار الدولية واللبنانية مشدودة إلى «حزب الله» لمعرفة مدى استعداده للتجاوب مع الخطة التي أعدّتها قيادة الجيش لاستكمال تطبيق حصرية السلاح، على أن يبدأ ذلك من شمال نهر الليطاني فور الانتهاء من تنفيذ عملية سحب السلاح في منطقة جنوب النهر، وبمواكبة من قيادة قوات الطوارئ الدولية «يونيفيل» ولجنة «الميكانيزم»، التي ستُعاود عقد اجتماعها في السابع من يناير (كانون الثاني) المقبل؛ حيث سيُدرج على جدول أعمالها تقويم مستوى الإنجاز الذي حققته الوحدات العسكرية عبر إحكام سيطرتها على جنوب النهر. فـ«حزب الله» لا يزال يحتفظ بسلاحه، ولا يستخدمه التزاماً بوقف الأعمال العدائية، وحواره مع رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون يراوح مكانه، وهذا ما ينسحب أيضاً على تواصله بفرنسا ومصر. وأشار مصدر وزاري إلى أن «حزب الله» يمتنع عن كشف أوراقه، ويصر، عبر تصريح أمينه العام الشيخ نعيم قاسم، على رفع سقوفه السياسية، متهماً حكومة الرئيس نواف سلّام بارتكاب خطيئة لموافقتها على حصرية السلاح، رغم تأييده بيانها الوزاري الذي نصّ على احتكار الدولة للسلاح، ومشاركته في الحكومة بوزيرين على هذا الأساس. وكشف المصدر أن القيادة الإيرانية لم تستجب لوساطة فرنسا ومصر بالتدخل لدى «حزب الله» لإقناعه بإعادة النظر في موقفه بتسهيل استكمال حصرية السلاح. وقال إنه ترتب على موقفها خفض منسوب التواصل، سواء معها أو مع الحزب، الذي لم يتجاوب مع الوساطة التي قام بها مدير المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، والذي اقترح عليه الموافقة على خطة قيادة الجيش لتطبيق حصرية السلاح، بوصفها الممر الإلزامي لبسط سلطة الدولة على أراضيها تنفيذاً للقرار «1701».

ورأى المصدر أن هناك مبالغة في الحديث عن استمرار التواصل بين الحزب ومصر، مؤكداً أنه أقل من المطلوب في ضوء عدم تجاوب الحزب مع الأفكار التي طرحها اللواء رشاد خلال زيارته إلى بيروت. وأوضح أن أحمد مهنا، العضو في الفريق الذي يرأسه رئيس كتلة الحزب النائب محمد رعد، والمكلّف بالحوار مع رئيس الجمهورية ميشال عون، التقى مسؤول الأمن في السفارة المصرية على هامش زيارة رئيس الحكومة المصرية مصطفى مدبولي إلى بيروت. وأكد أن اللقاء لم يدم طويلاً؛ نظراً لأن الحزب لم يبدل موقفه تجاوباً مع إصرار الحكومة على حصرية السلاح وعدم العودة عن قرارها في هذا الخصوص.

وقال إن مهنا هو مَن يتواصل مع العميد رحال، الذي يلتقي عند الضرورة برعد، وإن كان الحوار بدا متقطعاً في الآونة الأخيرة، لأن الحزب يمتنع عن كشف أوراقه، وأن ما يُنقل إلى رحال يبقى محصوراً بمواقفه العلنية التي اعتاد قاسم طرحها، ما يعني، من وجهة نظر رسمية، أن الحزب يرفض التقاط الفرص للانخراط في مشروع الدولة بتخليه عن سلاحه. وكشف أن رشاد موجود حالياً، وبتكليف من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في واشنطن لحث الإدارة الأميركية على الضغط على إسرائيل، ومنعها من توسعة الحرب وإلزامها بوقف الأعمال العدائية.

وأكد أن تواصل عون مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري مستمر، ويكاد يكون تعويضاً عن المراوحة التي طغت على حواره بالحزب. علماً بأن العميد رحال مكلف بتكثيف تواصله مع بري، ليس لأنه يحمل تفويضاً من «حزب الله» الذي كان وراء التوصل، مع الموفدين الأميركيين، إلى اتفاق لوقف النار برعاية واشنطن وباريس فحسب، بل لأنه الأقدر على استيعاب موقف الحزب وضبط أدائه، وقيادة عملية احتضانه التسوية من أجل إعادة الاستقرار إلى الجنوب. كما أنه يلتقي الموفدين الدوليين والعرب إلى لبنان، على عكس الحزب الذي لم يعد له حليف سوى إيران، واضعاً كل أوراقه في سلتها. وفي هذا السياق، قال مصدر سياسي إن على قيادة «حزب الله» أن تُدرك جيداً أن هدر الوقت ليس لمصلحتها، ولم يعد أمامها أي خيار سوى الانخراط في مشروع الدولة، مشروطاً بتسليم السلاح، لأنها لا تملك، على الأقل في المدى المنظور، القدرة على استخدامه. وتساءل المصدر: ما الجدوى من إيداع السلاح بعهدة طهران لاستخدامه لإعادة الاعتبار لمفاوضاتها مع واشنطن، كونها وحدها القادرة على تقديم الثمن لها، في مقابل تسليمها السلاح لأنها صاحبة الحق فيه وأمنت وصوله للحزب؟ وأكّد المصدر أن لدى أصدقاء لبنان قناعة راسخة بامتناع الحزب عن التجاوب مع الوساطات؛ لأنه ماضٍ في وضع سلاحه بخدمة إيران ليكون في وسعها تحسين شروطها في حال أبدت واشنطن استعدادها لمعاودة المفاوضات. وقال إن موقفها يؤدي حتماً إلى حشر الدولة، ويزيد من الإرباك الذي تتخبط فيه قيادة الحزب، ولا تأخذ بالنصائح لإنزالها من أعلى الشجرة. ومع أن المصدر لم يستبعد مجيء وزير خارجية إيران عباس عراقجي إلى بيروت، فإنه يؤكد أن لقاءاته لن تُقدّم أو تؤخر، وأنه لا مجال أمامه للإمساك بالورقة اللبنانية لتسييلها، بالمفهوم السياسي للكلمة، لفتح ثغرة في الحائط المسدود الذي يقف عائقاً أمام استئناف مفاوضاتها مع واشنطن. وعليه، يقف لبنان حالياً على مشارف حسم موقفه بإعداد جدول زمني لاستكمال حصرية السلاح، في ضوء فترة السماح التي أُعطيت له من قبل الدول التي شاركت في الاجتماع التحضيري الذي رعته باريس لانعقاد المؤتمر الدولي لدعم الجيش في فبراير (شباط) المقبل.

 

لبنان: تدابير سياسية ــ عسكرية لتجنب جولة جديدة من الحرب في ظل تشدد «حزب الله» في التعامل مع ملف سلاحه شمال نهر الليطاني

بيروت: بولا أسطيح/الشرق الأوسط/20  كانون الأول/2025

نجح لبنان الرسمي، إلى حد كبير، نتيجة التدابير السياسية والعسكرية التي اتخذها في الفترة الماضية، في وقف، أو «فرملة»، التصعيد الإسرائيلي الذي كان مرتقباً قبل نهاية العام، رداً على ما تقول تل أبيب إنها محاولات من قبل «حزب الله» لإعادة ترميم قدراته العسكرية. وتلعب واشنطن، راهناً، دوراً أساسياً في الضغط على إسرائيل لإعطاء فرصة للمسار السياسي - الدبلوماسي الذي انطلق مؤخراً مع موافقة الدولة اللبنانية على تطعيم الوفد الذي يفاوض في إطار لجنة وقف النار (الميكانيزم) بشخصية مدنية. عُقدت يوم الجمعة، جولة ثانية من مفاوضات مدنية بين لبنان وإسرائيل، هي الأولى من نوعها منذ 40 عاماً، بعد انضمام السفير اللبناني السابق سيمون كرم، والمدير الأعلى للسياسة الخارجية في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي يوري رسنيك، إلى المستشارة الأميركية مورغان أورتاغوس، لاجتماعات لجنة الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية (الميكانيزم)، مشاركين مدنيين إلى جانب العسكريين.

ويطمح لبنان الرسمي أن تؤدي هذه المفاوضات لتنفيذ مطالبه بانسحاب إسرائيل من الأراضي التي لا تزال تحتلها، وتحرير الأسرى المحتجزين لديها، ووقف اعتداءاتها وخروقاتها للسيادة اللبنانية، فيما بدا لافتاً حديث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن نيته أن يؤدي هذا المسار التفاوضي إلى تعاون اقتصادي مع لبنان.

استراتيجية عسكرية جديدة

وبدا واضحاً مؤخراً أنّ قيادة الجيش اللبناني تنتهج استراتيجية جديدة في إدارة المرحلة، تسعى من خلالها للتأكيد أنها تنفّذ كامل مهامها جنوب نهر الليطاني، بعكس ما يروج له الإسرائيليون عن تلكؤ وتباطؤ في هذا المجال. وفي هذا الإطار، نظّم الجيش جولة أولى للإعلاميين المحليين والأجانب، تلتها جولة مماثلة للسفراء والدبلوماسيين الأجانب إلى منطقة جنوب الليطاني، للاطلاع من كثب على ما تم إنجازه على الأرض. ويهدف الجيش من خلال هذه الخطوات إلى كسب الرأي العام الدولي إلى صفّه، وإحراج إسرائيل التي ترفض تقديم أي تنازل لملاقاة التنازلات اللبنانية المتتالية. وأسهمت موافقة الجيش اللبناني على تفعيل مهامه جنوب نهر الليطاني، بما في ذلك تفتيش بعض المنازل التي حدّدتها لجنة «الميكانيزم»، في دعم مسار التهدئة القائم وقطع الطريق على الحجج والمبررات الإسرائيلية لتوجيه ضربة عسكرية جديدة وواسعة داخل لبنان. وانتقد مقربون من «حزب الله» إجراءات الجيش الأخيرة، واعتبروا أن الموافقة على تفتيش منازل السكان «تنازل جديد يُقدم عليه لبنان وخضوع للإرادة والرغبة الإسرائيلية، ما سيستدعي مزيداً من الطلبات والشروط من قبل تل أبيب». في المقابل، يعتبر الجيش أنه وبإجراءاته هذه، يجنّب أهل الجنوب مزيداً من القتل والدمار، خصوصاً بعد إلغاء إسرائيل مؤخراً ضربة جوية هددت بها لأحد المنازل بعد إقدام الجيش اللبناني على تفتيشه أكثر من مرة، للتأكد من خلوه من الأسلحة.

فرصة دبلوماسية

وبعدما كانت كل الأجواء الداخلية والخارجية ترجّح فرضية اندلاع حرب إسرائيلية جديدة مع «حزب الله» نهاية العام الحالي، أو مطلع العام الجديد، خصوصاً مع إعلان وزير الخارجية اللبناني، يوسف رجي، مؤخراً عن تحذيرات وصلت من جهات عربية ودولية تفيد بأن إسرائيل تحضّر لعملية عسكرية واسعة ضد لبنان، يتحدث مسؤولون لبنانيون الآن عن تمديد المهلة المعطاة للبنان لإنجاز مهمة حصرية السلاح على كامل الأراضي اللبنانية. وفي هذا السياق، يشير النائب آلان عون إلى «فرصة أعطيت للمسار التفاوضي الذي أطلقه رئيس الجمهورية عبر السفير سيمون كرم، لعلّه يحقّق تقدّماً في ملف السلاح من جهة والمطالب اللبنانية من جهة أخرى، إلا أن لا أحد يمكنه أن يضمن أن فترة السماح هذه ستدوم طويلاً، ما يبقي لبنان تحت خطر مرحلة تصعيد وجولة عنف أخرى لتحقيق مكتسبات أو فرض تنازلات لم تحققها المفاوضات». ويلفت عون في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «الأميركيين كانوا وراء الفرصة الدبلوماسية الجديدة، وهم من ضغطوا على الطرف الإسرائيلي للتجاوب مع دعوة رئيس الجمهورية (جوزيف عون) إلى التفاوض. وجاء تعيين (السفير) كرم في هذا السياق». ويضيف: «لكن رعايتهم لمسار التفاوض الذي يتناسب مع الرغبة اللبنانية، لا يلغي تأييدهم الكامل لإسرائيل وخطواتها في حال فشل المفاوضات وعودة التصعيد». ويعتبر النائب عون أن «موقع لبنان التفاوضي صعب جداً، ولذلك يجب أن تكون استراتيجية التفاوض قائمة على مبدأ الاتفاق وفق (السلّة الكاملة) التي ترضي الطرفين، ولو تطلّب الحلّ جدولة مراحل لتنفيذه على غرار اتفاق غزة، لأن لبنان، للأسف، عاجز عن فرض أي شروط وتنازلات جزئية في ظلّ الخلل الفادح بميزان القوى».

خلاف أميركي - إسرائيلي

ويذهب دبلوماسيون سابقون أبعد في مقاربة ما يجري، معتبرين أنّ التطورات تندرج في إطار «كباش» أميركي - إسرائيلي؛ فبينما تسعى واشنطن وإدارة الرئيس دونالد ترمب إلى تثبيت الاستقرار في المنطقة، تفضّل إسرائيل مواصلة عملها العسكري لتحقيق أهدافها. ويرى السفير اللبناني السابق في واشنطن رياض طبارة، أن «لبنان ليس لاعباً أساسياً في المشهد الحالي، لذلك تراه يتجاوب مع التحركات الخارجية المتعارضة على قدر المستطاع، وقد تفهمت واشنطن الموقف اللبناني الذي ينسجم مع المثل القائل (العين بصيرة واليد قصيرة)». ويعتبر طبارة في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «لبنان الرسمي وبالقرارات والإجراءات الأخيرة التي اتخذها يسير على الطريق الصحيح بمواكبة التطورات»، مستبعداً «جولة حرب إسرائيلية جديدة في ظل وجود (فيتو) أميركي واضح يتصدى لمثل هذا السيناريو». ويضيف: «الخلافات طفت إلى السطح بين ترمب ونتنياهو؛ فالأول يريد السلام في أوكرانيا والشرق الأوسط، فيما يعتبر الثاني أن هناك فرصة للتوسع باتجاه إسرائيل الكبرى ويعمل لمواصلة ضرباته لـ(حزب الله)». ويشير طبارة إلى أن «اللوبي الإسرائيلي في أميركا يعيش حالة تضعضع وانقسام حول دور إسرائيل في العالم، وهو ما تجده الإدارة الأميركية الحالية فرصة لممارسة ضغط غير مسبوق على إسرائيل»، متوقعاً «لقاء حامياً مرتقباً بين ترمب ونتنياهو الذي تم استدعاؤه لإبلاغه بخطوط حمراء، وأبرزها خط أساسي يقول بتفادي الوصول إلى حرب مفتوحة». كما يرى طبارة أن «إسرائيل أصلاً مرتاحة للواقع الراهن، بحيث إنها تستهدف من تشاء، وما تشاء، عندما تريد وأينما تريد، ما يعزز فرضية استمرار مرحلة الستاتيكو (الجمود) المتواصلة منذ اتفاق وقف النار في نوفمبر (تشرين الثاني) العام الماضي». ويلتقي ترمب نتنياهو في فلوريدا بالولايات المتحدة يوم 29 ديسمبر (كانون الأول) الحالي. وفيما يتصدر ملف غزة والانتقال إلى تطبيق المراحل اللاحقة من الاتفاق المرتبط بالقطاع، يحضر الملف اللبناني إلى جانب الملف السوري والعلاقة مع إيران بقوة على طاولة الاجتماع. ويأمل المسؤولون اللبنانيون في أن يواصل ترمب ضغوطه على نتنياهو لتجنيب لبنان جولة جديدة من العنف، وإن كانوا يرون أن تل أبيب ستواصل عملياتها العسكرية التي تتركز على عمليات اغتيال عناصر ومسؤولين في «حزب الله».

تشدد «حزب الله»

ووسط كل هذه التطورات، يواصل «حزب الله» تشدده في التعامل مع ملف سلاحه شمال نهر الليطاني، بحيث خرج أمينه العام الشيخ نعيم قاسم مؤخراً، ليقول: «سندافع عن أنفسنا حتى لو أُطبقت السماء على الأرض. لن يُنزع السلاح تحقيقاً لهدف إسرائيل، ولو اجتمعت الدنيا بحربها على لبنان. افهموا جيداً: الأرض والسلاح والروح خلطة واحدة متماسكة. أيّ واحد تريدون نزعه أو تمسّون به، يعني أنّكم تمسّون بالثلاثة وتريدون نزعها، وهذا إعدام لوجودنا، ولن نسمح لكم بذلك، ولن يكون هذا». ويرى أستاذ القانون والسياسات الخارجية في باريس الدكتور محيي الدين الشحيمي، أن «لبنان محاصر بين احتلالين: الأول؛ احتلال (حزب الله)، رغم هزيمته في الحرب، واستمراره في عرقلة كل الخطوات التي تقوم بها السلطة في لبنان للوصول إلى مفهوم الدولة الحقيقي والدستوري. أما الاحتلال الثاني؛ فهو الاحتلال الإسرائيلي للجنوب اللبناني الذي أتى نتيجة مباشرة لدخول الحزب والممانعة بالحرب بطريقة غير شرعية ودستورية، مع استمرار الكيان الإسرائيلي بالغلو وإبراز تفوقه». ويعتبر الشحيمي في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «الدولة اللبنانية المتمثلة بالعهد الحالي، تعمل بجهد كبير بين ألغام الداخل الممانع وضغوطات الخارج الملحة، بحيث تنكب سلطتها التنفيذية بثنائية رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة على تجنيب لبنان المآسي والحرب، حيث كان لتعيين السفير الأسبق سيمون كرم رئيساً للوفد اللبناني في (الميكانيزم) صدى إيجابي محلياً ودولياً»، لافتاً إلى أن «هذه الخطوة وضعت لبنان على سكة الدولة الراشدة والمتكلمة عن نفسها، وهو ما كان يطلب منها في الأروقة الدولية كأي شرط طبيعي في ملف المفاوضات، ذلك أن وجود شخصية مدنية سياسية تتسلم زمام الأمر اللبناني التنفيذي ضمن الأطر الاتفاقية، جنّب لبنان الاستهدافات الإسرائيلية للبنية الحيوية الرسمية والحكومية، وهو ما تجهد عناصر دول العالم الصديقة المولجة مساعدة لبنان على تثبيته وتأمينه، خصوصاً في واشنطن وباريس». ويرى الشحيمي أن «استمرار (حزب الله)، في المقابل، بتعنته وتمسكه بالسلاح وتفريقه بين شمال الليطاني وجنوبه (...) هو إعلان صريح بخرقه اتفاق نوفمبر 2024، الذي وضع أسس ومراحل تنفيذ وقف إطلاق النار، وهذا ما يضع لبنان من جديد تحت رحمة الاستهدافات الإسرائيلية من بوابة استهداف الحزب الذي يبرهن عن نفسه كل يوم في كونه أداة إيرانية بعناصر لبنانية على الأرض اللبنانية؛ يُطبّق وصايا الحرس الثوري لأهداف غير لبنانية».

طروحات مقلقة

ويفترض أن ينجز الجيش اللبناني مهمة حصرية السلاح جنوب نهر الليطاني، أي على الحدود مع إسرائيل، نهاية العام الحالي، ويقدّم قائده العماد رودولف هيكل، تقريره الثالث عما تم تحقيقه حتى الساعة، ليفتح بذلك باب النقاش واسعاً على كيفية تطبيق مندرجات قرار مجلس الوزراء بملف السلاح شمال نهر الليطاني، في ظل رفض «حزب الله» التام التعاون وتسليم السلاح في هذه المنطقة. وتخشى قوى لبنانية معارضة لـ«حزب الله» طروحات يتم التداول بها علناً، وأخرى خلف الأبواب المغلقة بخصوص حل أزمة سلاح الحزب، على غرار إبقاء السلاح المتوسط والخفيف الذي لا يهدد أمن إسرائيل، بيد عناصر الحزب، وكذلك إعطاء الحزب مكاسب سياسية على حساب أطراف أخرى من أجل إقناعه بأن يوافق على تسليم سلاحه. وكان موقف المبعوث الأميركي توم برّاك، الذي اعتبر فيه أنه «ليس من الضَّروري نزعُ سلاح (حزب الله)، إنما منع استعماله»، قد فاقم هذه الهواجس.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

مبعوث بوتين الخاص: روسيا وأميركا تجريان مباحثات «بناءة» في ميامي

موسكو/الشرق الأوسط/20  كانون الأول/2025

قال كيريل دميترييف، ‌المبعوث ‌الخاص ‌للرئيس الروسي فلاديمير ‌بوتين، إن روسيا والولايات المتحدة تجريان مناقشات بناءة ‌ستستمر ‍في ‍ميامي. وأضاف: «تسير المناقشات على نحو بناء. بدأت في وقت سابق وستستمر اليوم، وستستمر غداً أيضاً». وفي وقت سابق، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن واشنطن اقترحت عقد أول مفاوضات مباشرة بين أوكرانيا وروسيا منذ 6 أشهر، تزامناً مع توافد دبلوماسيين إلى ميامي لإجراء جولة جديدة من المحادثات الهادفة لإنهاء الحرب. وكان آخر اجتماع رسمي مباشر بين وفدي أوكرانيا وروسيا في يوليو (تموز) في إسطنبول، وأسفر عن عمليات تبادل للأسرى، من دون إحراز تقدم ملموس في مسار المفاوضات.

 

إيران تنفذ الحكم بإعدام طالب بتهمة «التجسس لصالح إسرائيل» ...اتهم بتصوير مواقع عسكرية... ومنظمات تحدثت عن تعذيبه

طهران/الشرق الأوسط/20  كانون الأول/2025

أعلنت السلطة القضائية الإيرانية تنفيذ حكم الإعدام بحق عقيل كشاورز، طالب «الهندسة المعمارية» في جامعة شاهرود، بتهمة «التجسس لصالح إسرائيل». وأجرت عائلة كشاورز آخر زيارة له يوم الجمعة 19 ديسمبر (كانون الأول) في سجن أرومية. وذكرت وكالة أنباء «ميزان»، التابعة للسلطة القضائية، أن الإعدام نُفذ، صباح السبت 20 ديسمبر، «بعد تأييد الحكم الصادر عن المحكمة العليا واستكمال الإجراءات القانونية». وقبل ساعات من تنفيذ الإعدام، أفادت بعض وسائل الإعلام الطلابية والحقوقية بتصاعد المخاوف من تنفيذ حكم الإعدام بحق كشاورز. ونقلت شبكة حقوق الإنسان في كردستان أن عائلة كشاورز استُدعيت يوم الخميس 18 ديسمبر من أصفهان «لإجراء الزيارة الأخيرة». وحسب المصدر، حضرت العائلة عصر الخميس أمام سجن أرومية، إلا أنها أُبلغت بأن ابنها نُقل إلى طهران. وأضاف أن العائلة تمكنت أخيراً من إجراء الزيارة الأخيرة ظهر الجمعة 19 ديسمبر، مشيراً إلى أن «الزيارة كانت حضورية، وقد أُغمي على والدته بسبب الضغوط العصبية». وكان كشاورز قد اعتُقل في شهر يونيو (حزيران) الماضي، بالتزامن مع حرب الـ12 يوماً مع إسرائيل، وصدر بحقه حكم بالإعدام من قِبل السلطة القضائية الإيرانية بتهمة «التجسس لصالح إسرائيل». وفي المقابل، أعلنت وكالة «ميزان» أن تاريخ اعتقال كشاورز يعود إلى شهر مايو (أيار) الماضي، دون تحديد اليوم، وذكرت أنه اعتُقل على يد عناصر دورية الحماية التابعة للجيش الإيراني. وكانت شبكة حقوق الإنسان في كردستان قد أفادت سابقاً بأن الجهة التي اعتقلت كشاورز هي منظمة استخبارات «الحرس الثوري». ووصفت وكالة «ميزان» كشاورز بأنه «عميل للموساد (الإسرائيلي)»، واتهمته بـ«التجسس والتواصل والتعاون الاستخباراتي» مع إسرائيل، و«تصوير مواقع عسكرية وأمنية». وأضافت الوكالة التابعة للسلطة القضائية الإيرانية أن «أفراد عائلته لديهم ميول مؤيدة للنظام الملكي، وأن عمه لديه سوابق عضوية أو تعاطف» مع منظمة «مجاهدي خلق» الإيرانية المعارضة.

كما ذكرت «ميزان» أن «كشاورز قام في عام 2022 عبر تطبيق (تلغرام) بالتواصل والتعاون مع إحدى المجموعات التابعة لمنظمة (مجاهدي خلق)، وقام بإرسال صور وكتابة شعارات وفق توجيهات مديري تلك المجموعات». صورة أرشيفية نشرتها وكالة «ميزان» التابعة للقضاء الإيراني من محاكمة قاتل رجل دين أدين بالإعدام

صورة أرشيفية نشرتها وكالة «ميزان» التابعة للقضاء الإيراني من محاكمة قاتل رجل دين أدين بالإعدام

استجواب وتعذيب

كانت شبكة حقوق الإنسان في كردستان قد أفادت سابقاً بأن كشاورز، وهو طالب عمارة في جامعة شاهرود ومن أهالي أصفهان، تعرّض بعد اعتقاله «لمدة أسبوع» للاستجواب والتعذيب في مركز احتجاز تابع لاستخبارات الحرس الثوري في أرومية «بهدف انتزاع اعتراف قسري بالتجسس لصالح إسرائيل».

وحسب هذا التقرير، فقد نُقل لاحقاً إلى سجن «إيفين» في طهران، وكان موجوداً هناك أثناء قصف السجن من قِبل إسرائيل، خلال الحرب، ثم جرى نقله إلى مركز احتجاز آخر. وأضافت المنظمة الحقوقية أن كشاورز «نُقل بعد انتهاء مرحلة التحقيق إلى السجن المركزي في أرومية، وصدر بحقه في أواخر الصيف حكم بالإعدام من قِبل الفرع الأول لمحكمة الثورة في أرومية، برئاسة القاضي سجاد دوستي، بتهمة التجسس لصالح إسرائيل». وأشار التقرير إلى أنه «بسبب تهديدات المحققين الأمنيين، امتنع هو وعائلته عن الإعلان عن هذه القضية». وأثار إعلان خبر إعدام كشاورز موجة واسعة من الانتقادات والإدانات من قِبل مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي. وكتبت منظمة «هنغاو» المعنية بحقوق الإنسان في إيران، يوم الجمعة 19 ديسمبر، أنه «منذ بداية عام 2025 وحتى الآن، تم إعدام 17 شخصاً في إيران بتهمة التعاون مع إسرائيل، 15 منهم أُعدموا بعد اندلاع الحرب في يونيو الماضي». وفي السياق نفسه، أعلنت السلطات الإيرانية أنه بعد حرب الـ12 يوماً، جرى اعتقال أكثر من 700 شخص بتهمة التجسس أو التعاون مع إسرائيل. وحسب تقارير حقوقية، يوجد حالياً، إلى جانب سجناء الجرائم العامة، نحو 70 سجيناً بتهم سياسية في السجون الإيرانية يواجهون خطر تأييد أو تنفيذ أحكام الإعدام، كما يواجه أكثر من 100 شخص آخرين، بتهم مشابهة، خطر صدور حكم الإعدام بحقهم.

 

الجيش الإسرائيلي يعلن القبض على مشتبه بانتمائه لـ«داعش» في سوريا

تل أبيب/الشرق الأوسط/20  كانون الأول/2025

قال الجيش الإسرائيلي، السبت، إنه ألقى القبض على مشتبه بانتمائه لتنظيم «داعش» في جنوب سوريا. وأوضح الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه خلال عملية ليلية للكتيبة 52 التابعة للواء 474 في منطقة الرفيد في الجنوب السوري، ألقت قواته القبض على «شخص يشتبه بتورطه بالعمل الإرهابي، ويتم تحريكه من قبل (داعش)». وأضاف البيان أنه تمت إحالة المشبوه به للتحقيق. مشيراً إلى أنه خلال العملية عثرت القوات الإسرائيلية على أسلحة ووسائل قتالية.

 

«عين الصقر»... هل تكون العملية الأميركية ضد «داعش» في سوريا «مفتوحة»؟...التنظيم يعتمد على الانتشار الفردي والذوبان في المناطق السورية

دمشق: سعاد جروس/الشرق الأوسط/20  كانون الأول/2025

قالت مصادر مقربة من وزارة الدفاع في دمشق إن العملية العسكرية لقوات التحالف «عين الصقر» ضد تنظيم «داعش» في البادية السورية، قد تكون عملية «مفتوحة» تمتد لأيام في حال تبيّن وجود مزيد من الأهداف التي يمكن قصفها. وقالت هذه المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن العملية التي أعلنت الولايات المتحدة تنفيذها فجر الجمعة، جرت بالتنسيق مع الحكومة السورية، فيما وصف خبراء عسكريون عملية «عين الصقر» بأنها اختبار لاحتمال أن تكون القوات السورية الحكومية «شريكاً حقيقياً» للتحالف في محاربة الإرهاب المتمثل بـ«داعش»، واصفين الضربات بأنها كانت «موجعة» للتنظيم الذي بات يعتمد على الانتشار الفردي والذوبان في المناطق السورية. وأعلنت الولايات المتحدة، الجمعة، أنها ضربت أكثر من 70 هدفاً في أنحاء وسط سوريا بواسطة طائرات مقاتلة ومروحيات هجومية وبالمدفعية، فيما تحدث الرئيس دونالد ترمب عن «ضربة انتقامية قوية جداً» رداً على إطلاق نار أسفر في 13 ديسمبر (كانون الأول) الجاري عن مقتل ثلاثة أميركيين، هم جنديان ومترجم، في تدمر بمحافظة حمص وسط سوريا. وقالت مصادر مقربة من وزارة الدفاع السورية لـ«الشرق الأوسط» إن عملية «عين الصقر» تمت بالتنسيق مع الحكومة السورية، وقد تركزت على موقعي جبل العمور والوادي الأحمر على بعد 15 كيلومتراً شرق تدمر بمحافظة حمص. وسيطر «داعش» في الفترة الممتدة بين مايو (أيار) 2015 ومارس (آذار) 2017، لمرتين على مدينة تدمر، قبل أن تتمكن قوات النظام السابق بدعمٍ من حليفته روسيا من طرده منها. واستهدفت عملية «عين الصقر» أيضاً جبل البشري جنوب غربي دير الزور، وعدة مواقع في عمق البادية شرق حمص، ومواقع في محافظة الرقة، وهي مناطق بمعظمها واقعة تحت سيطرة الحكومة السورية، وقد شهدت ازدياداً لنشاط خلايا «داعش» في الآونة الأخيرة، مع الإشارة إلى عدم وجود مناطق محددة يتمركز فيها التنظيم الذي بات «يعتمد على الانتشار الفردي في مناطق عديدة والتواصل السري بينها»، حسب المصادر التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط». وأكدت هذه المصادر جدية الحكومة السورية في ملاحقة عناصر التنظيم على الأرض، في حين تتعقبهم القوات الأميركية عبر أجهزة الاتصالات، مشيرةً إلى أن عملية «عين الصقر» لم تتضمن عمليات برية. وتوقعت المصادر احتمال استمرار العمليات الأميركية لأسبوع وربما أكثر، حسبما يتوافر من قائمة أهداف. وجرى التعرف على هوية منفّذ هجوم تدمر، وهو عنصر في قوات الأمن السورية كان من المقرر فصله بسبب اعتناقه «أفكاراً تكفيرية أو متطرفة»، وفق المتحدث باسم وزارة الداخلية. وهذه الحادثة هي الأولى من نوعها منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد قبل عام، وعودة العلاقات السورية مع الولايات المتحدة.

وأفادت مصادر أهلية في مناطق البادية السورية بتواصل تحليق طائرات الاستطلاع التابعة لقوات التحالف لساعات مع تحليق لطيران التحالف فوق المواقع التي جرى قصفها. ونفت هذه المصادر استهداف أي موقع أو تجمع سكني مدني، وقالت إن الضربات جرت في البادية الجنوبية الشرقية والجنوبية الغربية في محافظة دير الزور وتركزت على جبل البشري وهو منطقة وعرة جداً جنوب غربي دير الزور كانت قبل الإطاحة بالنظام السابق موقعاً لتمركز ميليشيات تابعة للنظام السابق وأخرى تابعة لإيران، ولاحقاً تمركز فيه تنظيم «داعش». وقد سُمعت أصوات الغارات على جبل البشري في مدينة دير الزور.

وتدخل عملية «عين الصقر» ضمن مشاركة الحكومة السورية في التحالف الدولي ضد «داعش»، وفق ما قاله العقيد عبد الجبار العكيدي أحد قيادات «الجيش السوري الحر». ورأى العكيدي أن العملية هي اختبار لإمكانية أن تكون القوات السورية «شريكاً حقيقياً» للتحالف في محاربة الإرهاب المتمثل بتنظيم «داعش». وانضمت دمشق رسمياً إلى التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» خلال زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع، إلى واشنطن الشهر الماضي.

«عملية محدودة ودقيقة»

وعن وصف الجانب الأميركي العملية بأنها «انتقامية» بالمفهوم العسكري، قال العكيدي إنها ليست مجرد انتقام بل هي «عملية محدودة ولكن أوسع من العمليات التي شهدناها سابقاً». وأضاف: «نتحدث عن مائة قنبلة دقيقة من أنواع القنابل والصواريخ الذكية تصيب أهدافها بدقة»، موضحاً أن الحديث يجري عن قنابل دقيقة ذكية صغيرة الحجم يمكن للطائرة أن تحمل عدداً كبيراً منها، وبالتالي فإن «العملية محدودة لكنها دقيقة وموجعة للتنظيم»، حسب العكيدي. ولفت العكيدي إلى أن التنظيم ومنذ سقوط آخر معاقله في منطقة الباغوز شرق سوريا عام 2019 غيّر سياساته واستراتيجياته وتكتيكاته من السيطرة على الحواضر المدنية ومجابهة الجيوش إلى «الذوبان ضمن المدن، أو الاختباء في البراري والبوادي، والاعتماد على عمليات الذئاب المنفردة والمجموعات الصغيرة المؤلفة أحياناً من ثلاثة عناصر، خصوصاً أن أبو بكر البغدادي (زعم داعش السابق) أعطى تلك المجموعات قبل أن يُقتَل صلاحيات اتخاذ القرار وتنفيذ العمليات دون الرجوع للقيادة». وأكد العكيدي أن التنظيم في سوريا يشكل خطراً على الدولة السورية، مشيراً إلى أن الحكومة السورية «جادة» في محاربة هذا التنظيم. وأكدت وزارة الخارجية السورية في بيان السبت، «التزام سوريا الثابت بمكافحة تنظيم داعش، وضمان عدم وجود ملاذات آمنة له في الأراضي السورية». وقالت إن السلطات السورية «ستواصل تكثيف العمليات العسكرية ضد التنظيم في جميع المناطق التي يهددها». وقالت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) إنه منذ الهجوم على قواتها في تدمر «نفذت الولايات المتحدة والقوات المتحالفة معها 10 عمليات في سوريا والعراق أسفرت عن مقتل أو اعتقال 23 عنصراً إرهابياً»، من دون تحديد التنظيمات التي ينتمي إليها المسلحون. وتنتشر القوات الأميركية في سوريا بشكل رئيسي في مناطق سيطرة المقاتلين الأكراد بشمال وشمال شرقي البلاد، إضافةً إلى قاعدة التنف قرب الحدود مع الأردن، حيث تركز واشنطن وجودها العسكري على مكافحة التنظيم ودعم حلفائها المحليين.

«انتقام لهيبة أميركا»

وقال الخبير العسكري، رشيد حوراني، إن عملية «عين النسر» تعد مؤشراً على عدة أمور أبرزها «الانتقام للجنود الأميركيين ولهيبة أميركا بشكل عام أياً كانت الجهة المعتدية، وتذكرنا باستهداف القوات الأميركية في عام 2018 للقوات الروسية بشرق الفرات». وأضاف: «يدل تمدد واتساع عمليات التحالف إلى بادية حمص وخارج مناطق سيطرة (قسد) على جدية الجانب الأميركي في تقديم الدعم والمساعدة للحكومة السورية وأجهزتها الأمنية والعسكرية، وهذا ينسجم مع عقيدة الأمن القومي التي أعلنها ترمب مؤخراً التي تتمثل بتقوية الدول في الشرق وعلى رأسها السعودية وتركيا وسوريا، وضرب النفوذ الإيراني، وعدم الاكتفاء بإضعافه». وأشار حوراني إلى أن «المنطقة المستهدفة شرقي تدمر وصولاً إلى دير الزور والرقة، كانت منطقة صراع بين تنظيم (داعش) من طرف ونظام الأسد وحلفائه الروس والميليشيات الإيرانية من طرف آخر، وخلال انسحاب إيران من سوريا سلّمت مواقعها للتنظيم، وعلى الأرجح فهذه هي المناطق المستهدفة، وتشمل مستودعات ونقاط انطلاق ومحاور تحرك». وأكد حوراني أن «الحكومة السورية الحالية تختلف عن سابقتها من موقفها من تنظيم (داعش) وجادة في القضاء عليه، ولذلك انضمت للتحالف». وقال: «تشارك القوات السورية من خلال المعلومات الاستخباراتية وتمشيط مناطق الاستهداف، كما أن الاجتماع التنسيقي بين وزارة الداخلية والجانب الأميركي في تدمر الذي استُهدف خلاله الجنود الأميركيون يدلل على التعاون والمشاركة».

 

الجيش الإسرائيلي يعلن القبض على مشتبه بانتمائه لـ«داعش» في سوريا

تل أبيب/الشرق الأوسط/20  كانون الأول/2025

قال الجيش الإسرائيلي، السبت، إنه ألقى القبض على مشتبه بانتمائه لتنظيم «داعش» في جنوب سوريا. وأوضح الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه خلال عملية ليلية للكتيبة 52 التابعة للواء 474 في منطقة الرفيد في الجنوب السوري، ألقت قواته القبض على «شخص يشتبه بتورطه بالعمل الإرهابي، ويتم تحريكه من قبل (داعش)». وأضاف البيان أنه تمت إحالة المشبوه به للتحقيق. مشيراً إلى أنه خلال العملية عثرت القوات الإسرائيلية على أسلحة ووسائل قتالية.

 

الولايات المتحدة وقطر ومصر وتركيا تدعو إلى ضبط النفس في غزة

ميامي/الشرق الأوسط/20  كانون الأول/2025

حضّت الولايات المتحدة وقطر ومصر وتركيا، السبت، الطرفين المعنيين بوقف إطلاق النار في غزة على الوفاء بالتزاماتهما وممارسة ضبط النفس، وفق ما أفاد الموفد الأميركي ستيف ويتكوف بعد محادثات في ميامي. واجتمع مسؤولون من الدول الثلاث مع ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس دونالد ترمب، لمراجعة المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر (تشرين الأول)، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وجاء في بيان نشره ويتكوف على منصة «إكس»: «نؤكد مجدداً التزامنا الكامل بخطة السلام المكونة من 20 نقطة التي وضعها الرئيس، وندعو جميع الأطراف إلى الوفاء بالتزاماتها، وممارسة ضبط النفس، والتعاون مع ترتيبات المراقبة». وأعلن الدفاع المدني في غزة مقتل ستة أشخاص، الجمعة، جراء قصف إسرائيلي استهدف أحد الملاجئ. وبذلك يرتفع عدد الفلسطينيين الذين سقطوا بنيران إسرائيلية منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ إلى 400. كما اتهمت إسرائيل «حماس» مراراً بانتهاك الهدنة؛ إذ أفاد الجيش بمقتل ثلاثة من جنوده في القطاع الفلسطيني منذ أكتوبر. وأشار بيان، السبت، إلى التقدم المحرز في المرحلة الأولى من اتفاق السلام، بما في ذلك توسيع نطاق المساعدات الإنسانية، وإعادة جثث الرهائن، والانسحاب الجزئي للقوات الإسرائيلية، وتراجع الأعمال العدائية. ودعت الدول الأربع إلى «إنشاء وتفعيل» إدارة انتقالية «على المدى القريب»، وهي خطوة تنص عليها المرحلة الثانية من الاتفاق، لافتة النظر إلى أن المشاورات ستستمر في الأسابيع المقبلة بشأن تنفيذها. وبموجب الاتفاق، من المفترض أن تنسحب إسرائيل من مواقعها الحالية في غزة، وأن تتولى سلطة مؤقتة إدارة القطاع الفلسطيني بدلاً من حركة «حماس»، وأن يتم نشر قوة استقرار دولية. وكان وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أعرب، الجمعة، عن أمله في أن تسهم دول في قوة الاستقرار، لكنه حضّ أيضاً على نزع سلاح «حماس»، مشدداً على أن هذه الخطوة حاسمة لإنجاح خطة السلام.

 

مقتل فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة

تل أبيب/الشرق الأوسط/20  كانون الأول/2025

أعلن الجيش الإسرائيلي السبت أنه قتل فلسطينيين اثنين في شمال الضفة الغربية المحتلة، قائلاً إن أحدهما ألقى حجراً والآخر «مادة متفجرة» باتجاه الجنود. وفي بلدة قباطية، جنوب جنين، توفي الفتى ريان أبو معلا البالغ 16 عاماً «متأثراً بإصابته برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي»، حسبما أفادت به وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، نقلاً عن وزارة الصحة. في وقت سابق، أفادت الوكالة بأن القوات الإسرائيلية دهمت البلدة وانتشرت في أرجائها. من جانبه، أفاد الجيش الإسرائيلي في بيان عن عملية في قباطية، حيث «ألقى إرهابي حجراً باتجاه الجنود، الذين ردّوا بإطلاق النار والقضاء على الإرهابي». وتابع الجيش أنه «بشكل متزامن»، وفي عملية أخرى في منطقة السيلة الحارثية غرب جنين، «ألقى إرهابي مادة متفجرة باتجاه الجنود الذين ردوا بإطلاق النار والقضاء على الإرهابي». وأفادت وكالة «وفا» بأن الشاب أحمد سائد زيود البالغ 22 عاماً «استُشهد إثر إصابته برصاص الاحتلال في صدره». وجاء في بيان الجيش الإسرائيلي أنه «لم يتم الإبلاغ عن أي إصابات بين الجنود في كلتا الحادثتين». تحتل إسرائيل الضفة الغربية منذ عام 1967. وتصاعد العنف في المنطقة منذ بداية حرب غزة التي اندلعت في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 إثر هجوم حركة حماس على إسرائيل. ولم يتراجع منسوب العنف رغم الهدنة الهشة السارية في قطاع غزة منذ العاشر من أكتوبر الماضي. منذ بدء حرب غزة، قُتل أكثر من ألف فلسطيني، بعضهم من المقاتلين، في الضفة الغربية على أيدي جنود أو مستوطنين إسرائيليين، وفقا ًلإحصاءات «وكالة الصحافة الفرنسية» المستندة إلى بيانات من السلطة الفلسطينية. وفي الفترة نفسها، قُتل ما لا يقل عن 44 إسرائيلياً، بينهم مدنيون وجنود، في هجمات فلسطينية أو خلال غارات عسكرية إسرائيلية، وفقاً للبيانات الإسرائيلية الرسمية.

 

غزة: أسلحة جديدة في أيدي المجموعات المسلحة المناهضة لـ«حماس»

غزة/الشرق الأوسط/20  كانون الأول/2025

ضجّت وسائل التواصل الاجتماعي في الساعات الأخيرة، بنشر مقاطع فيديو وصور لأسلحة جديدة ظهرت في أيدي عناصر المجموعات المسلحة الموجودة في مناطق السيطرة الإسرائيلية داخل قطاع غزة، التي تعدّ نفسها البديل الذي سيحل مكان حكم «حماس» في القطاع، وباتت تطور من أساليبها الهادفة للمشارَكة في الإطاحة بالحركة. واختلفت الآراء حول مصدر تلك الأسلحة إنْ كانت من قبل إسرائيل، وهي جديدة، أم أنها أسلحة استولت عليها القوات الإسرائيلية من عناصر «حماس» في القطاع، وسلمت جزءاً بسيطاً منها لتلك العناصر، أو أن تلك المجموعات استولت عليها من أنفاق وأماكن قتال عناصر الحركة بعد مقتل كثير من نشطائها في عمليات ملاحقة جرت خصوصاً في رفح. ونُشر مقطع فيديو وصورة، تعودان لغسان الدهيني، الذي تولى قيادة «القوات الشعبية» بدلاً من ياسر أبو شباب الذي قُتل منذ أسابيع في رفح جنوب قطاع غزة، وهو يحمل قذيفة «تاندوم» وهي قذيفة مطورة من قاذف «آر بي جي»، وكانت «حماس» تستخدمها كثيراً خلال السنوات الماضية وخلال الحرب الأخيرة، وكان في مقطع الفيديو يتفقد صندوقاً يحمل به أسلحة جديدة، ومن حوله كثير من المسلحين. ويبدو أن الأمر لم يقتصر على الدهيني، الذي تنتشر مجموعاته في رفح جنوب قطاع غزة، حيث نُشر مقطع فيديو لعناصر تتبع مجموعات تطلق على نفسها «الجيش الشعبي» التي يقودها أشرف المنسي، في مناطق جباليا وبيت لاهيا شمال القطاع، حيث ظهر برفقتها قذائف «آر بي جي» بعدد محدود جداً. ولا تنفي أي من المجموعات المسلحة بغزة أنها تتلقى دعماً من إسرائيل، التي كان رئيس وزرائها، بنيامين نتنياهو، أكد ذلك في تصريحات سابقة كان أصدرها في يونيو (حزيران) الماضي. وأقر شوقي أبو نصيرة، وهو ضابط أمن فلسطيني سابق يقود أحدث تلك المجموعات وأصغرها والتي تنتشر شرق خان يونس، جنوب القطاع، خلال مقابلة مع «قناة 14» العبرية اليمينية، قبل أيام عدة، بأن إسرائيل أمدته والمجموعات الأخرى بالسلاح والمال والطعام، وأن بينهم تنسيقاً أمنياً كبيراً.

وتتهم مصادر من «حماس» كانت تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، منذ أيام، مجموعة أبو نصيرة بإرسال مجموعة من المسلحين، قتلوا الضابط في جهاز الأمن الداخلي التابع لحكومة غزة التي تقودها الحركة، أحمد زمزم، بإطلاق النار على مركبته في مخيم المغازي وسط القطاع، وهو الأمر الذي عُدّ في القطاع بأنه تغيير في أساليب تلك المجموعات التي يبدو أنها تتنافس فيما بينها لتظهر ولاءها لإسرائيل وقدرتها على تحقيق أهداف من خلال مثل هذه الضربات التي تعدّ نوعية. وأعلنت وزارة الداخلية التابعة لحكومة «حماس»، أنها اعتقلت أحد المنفذين، وضبطت بحوزته مسدساً كاتماً للصوت، تم استخدامه في العملية، مشيرةً إلى أن المعتقل اعترف بأنه التقى ضابط مخابرات إسرائيلياً برفقة المنفذين الآخرين، وبوجود أبو نصيرة؛ للتنسيق للعملية التي هدفت لإحداث الفوضى بغزة.

وبيَّنت أن ضابط المخابرات الإسرائيلية سلم المنفذين 3 مسدسات مزودة بكواتم صوت، و3 دراجات كهربائية، وملابس مزودة بكاميرات صغيرة الحجم، وهواتف موصولة بسماعات لاسلكية، بالإضافة إلى إحداثيات مسار تحرك زمزم. وبعد الحادثة، أعلنت قوة «رادع» التابعة لأمن الفصائل الفلسطينية المسلحة، وبالتنسيق مع وزارة الداخلية بغزة، فتح «باب التوبة» أمام مَن وصفتهم بـ«العملاء» الذين يخدمون تلك المجموعات المسلحة. وقالت منصة «حارس» التابعة لأمن تلك الفصائل، الجمعة، إن عدداً من الأشخاص قاموا بتسليم أنفسهم للأجهزة الأمنية بغزة خلال فترة المهلة التي حُدِّدت بـ10 أيام، مشيرةً إلى أنه تتم حالياً معالجة ملفاتهم وفقاً للإجراءات القانونية المعمول بها، معلنةً انتهاء الحملة رسمياً. وأكدت المنصة استمرار سريان قرار ملاحقة المتعاونين مع الاحتلال وتفكيك شبكاتهم، مشيرة إلى أن هذه الإجراءات ستتواصل دون توقف، محذرةً من التواصل مع «عملاء المرتزقة» أو المنصات الإعلامية الداعمة لهم، مشددةً على أن هذه الوسائل تستخدم أسماء متعددة بهدف التأثير على الوعي العام ومحاولة شرعنة التعاون مع الاحتلال. كما قالت. وعلى الرغم من هذه الإعلانات من قبل «حماس»، فإن تلك المجموعات إلى جانب مجموعات أخرى تنشط في مناطق سيطرة إسرائيل خلف الخط الأصفر، وهو ما نسبته 50 في المائة من مساحة قطاع غزة، تنشر منذ أيام عدة، وباستمرار، مقاطع فيديو تظهر عمليات تدريب لما قالت عنها عناصر جديدة انضمت إليها. وأعلنت تلك المجموعات سلسلة من الدورات الجديدة، واستحداث أقسام عسكرية لضمهم إليها، مثل قوات النخبة ومكافحة الإرهاب، وغيرها، الأمر الذي يشير إلى أنها ما زالت قادرة على مواجهة «حماس» حتى وإن كان بالحد الأدنى مما كانت تتوقعه إسرائيل منها.

 

مقتل فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة

تل أبيب/الشرق الأوسط/20  كانون الأول/2025

أعلن الجيش الإسرائيلي السبت أنه قتل فلسطينيين اثنين في شمال الضفة الغربية المحتلة، قائلاً إن أحدهما ألقى حجراً والآخر «مادة متفجرة» باتجاه الجنود. وفي بلدة قباطية، جنوب جنين، توفي الفتى ريان أبو معلا البالغ 16 عاماً «متأثراً بإصابته برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي»، حسبما أفادت به وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، نقلاً عن وزارة الصحة. في وقت سابق، أفادت الوكالة بأن القوات الإسرائيلية دهمت البلدة وانتشرت في أرجائها. من جانبه، أفاد الجيش الإسرائيلي في بيان عن عملية في قباطية، حيث «ألقى إرهابي حجراً باتجاه الجنود، الذين ردّوا بإطلاق النار والقضاء على الإرهابي». وتابع الجيش أنه «بشكل متزامن»، وفي عملية أخرى في منطقة السيلة الحارثية غرب جنين، «ألقى إرهابي مادة متفجرة باتجاه الجنود الذين ردوا بإطلاق النار والقضاء على الإرهابي». وأفادت وكالة «وفا» بأن الشاب أحمد سائد زيود البالغ 22 عاماً «استُشهد إثر إصابته برصاص الاحتلال في صدره». وجاء في بيان الجيش الإسرائيلي أنه «لم يتم الإبلاغ عن أي إصابات بين الجنود في كلتا الحادثتين». تحتل إسرائيل الضفة الغربية منذ عام 1967. وتصاعد العنف في المنطقة منذ بداية حرب غزة التي اندلعت في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 إثر هجوم حركة حماس على إسرائيل. ولم يتراجع منسوب العنف رغم الهدنة الهشة السارية في قطاع غزة منذ العاشر من أكتوبر الماضي. منذ بدء حرب غزة، قُتل أكثر من ألف فلسطيني، بعضهم من المقاتلين، في الضفة الغربية على أيدي جنود أو مستوطنين إسرائيليين، وفقا ًلإحصاءات «وكالة الصحافة الفرنسية» المستندة إلى بيانات من السلطة الفلسطينية. وفي الفترة نفسها، قُتل ما لا يقل عن 44 إسرائيلياً، بينهم مدنيون وجنود، في هجمات فلسطينية أو خلال غارات عسكرية إسرائيلية، وفقاً للبيانات الإسرائيلية الرسمية.

 

تقرير: الجيش الإسرائيلي تجاهل تحذيراً استخبارياً قبل يوم من هجوم «حماس»

مُسيَّرات إسرائيلية جمعت معلومات يوم 6 أكتوبر 2023... والقيادة الجنوبية صنَّفتها تدريباً روتينياً للحركة

تل أبيب/الشرق الأوسط/20  كانون الأول/2025

نقلت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» عن هيئة البث العام الإسرائيلية (كان)، أن إسرائيل جمعت معلومات استخبارية قبل أقل من 24 ساعة على الهجوم الذي شنَّته حركة «حماس» وأشعل الحرب في غزة، مشيرة إلى أن الحركة كانت تخطِّط لعمل ما في صباح اليوم التالي. وحسب التقرير، جاءت المعلومات عبر عملية جمع استخباراتية نُفِّذت باستخدام طائرات مُسيَّرة فوق قطاع غزة، وركَّزت على عناصر «حماس» الذين كانوا يتولُّون حراسة نفق كانت إسرائيل تعتقد أن الأسير أفيرا منغستو محتجز فيه. ووفق «تايمز أوف إسرائيل»، كان منغستو الذي يعاني من مرض نفسي، قد دخل قطاع غزة من تلقاء نفسه عام 2014، قبل أن تعتقله الحركة وتحتجزه. وأُفرج عنه في إطار اتفاق لوقف إطلاق النار في فبراير (شباط) من العام الجاري. وأشارت «تايمز أوف إسرائيل» إلى أن إحدى المعلومات التي جُمعت خلال تلك العملية بالطائرات المُسيَّرة، ورغم عدم وضوحها، أثارت «إشارة تحذير»، فتم تمريرها إلى قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي. ونقلت الصحيفة عن «كان» استناداً إلى «مصادر»، أن قيادة المنطقة الجنوبية قلَّلت من أهمية هذه المعلومة، واعتبرتها على الأرجح مؤشراً إلى تدريب تجريه «حماس»، وليس إلى هجوم وشيك. وأضافت هيئة البث الإسرائيلية أن عملية السادس من أكتوبر (تشرين الأول) لا تظهر في سجلات الجيش الإسرائيلي، كما لم يُشر إليها في التحقيقات التي أُجريت بشأن الأحداث التي سبقت الهجوم الواسع اللاحق أو رافقته، لافتة إلى أن سبب إغفالها لا يزال غير واضح. وكانت هيئة البث الإسرائيلية، قد أفادت في وقت سابق من الشهر الحالي بهذه العملية الاستخبارية، ولكنها نُسبت حينها إلى مصدر مطَّلع قوله إنها لم تسفر عن اختراق استخباري يتعلق بمنغستو، ولا عن أي مؤشر على هجوم وشيك من جانب «حماس».ويأتي هذا التقرير -وفق «تايمز أوف إسرائيل»- بعد نحو أسبوعين من قيام رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير بتعيين لجنة من الخبراء للتحقيق في إخفاقات الجيش في التعامل مع التقارير الاستخبارية التي وردت منذ عام 2018، والتي أشارت إلى نية «حماس» شن هجوم واسع النطاق ضد إسرائيل، وهي مسألة لم تُدرج ضمن التحقيقات الأولية التي أجراها الجيش بشأن هجوم السابع من أكتوبر 2023. وجاء هذا القرار عقب مراجعة أجراها فريق آخر من الضباط الكبار السابقين لتحقيقات الجيش الداخلية بشأن إخفاقات السابع من أكتوبر؛ حيث خلص الفريق إلى أن كثيراً من هذه التحقيقات كانت غير كافية، كما أشار إلى ملفات عدة لم يتم التحقيق فيها إطلاقاً، وفي مقدمتها التقارير الاستخبارية المتعلقة بخطة «حماس» للهجوم التي كانت تحمل في الجيش الاسم الرمزي «أسوار أريحا». وفي فبراير، خلص التحقيق الداخلي للجيش الإسرائيلي في الإخفاقات الاستخبارية التي سبقت هجوم السابع من أكتوبر إلى أن المؤسسة العسكرية كانت قد تلقت على مدى سنوات معلومات وخططاً تشير إلى نية «حماس» شن هجوم واسع النطاق ضد إسرائيل، ولكنها اعتبرت هذه الخطة غير واقعية وغير قابلة للتنفيذ، في وقت واصلت فيه الحركة استعداداتها للهجوم الذي وقع في السابع من أكتوبر.

 

ما تأثير التوترات بين مصر وإسرائيل على استدامة «اتفاقية الغاز»؟

لقاء مستبعد بين السيسي ونتنياهو في واشنطن... وخلافات بملفات عديدة

القاهرة : أحمد جمال/الشرق الأوسط/20  كانون الأول/2025

تُصر مصر على أن تضع «صفقة الغاز» مع إسرائيل في إطارها التجاري في ظل تعدد الملفات الخلافية بين البلدين. وعزز ذلك النفي الرسمي القاطع من جانب القاهرة بشأن وجود ترتيبات للقاء يجمع بين الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ما يطرح تساؤلات حول تأثير استمرار التوتر على استدامة الصفقة التي تستمر حتى عام 2040. وقال رئيس «هيئة الاستعلامات» المصرية، ضياء رشوان، إن الحديث عن الترتيب للقاء بين الرئيس المصري ورئيس الوزراء الإسرائيلي في واشنطن «شائعة لا أساس لها من الصحة مطلقاً»، مشيراً في تصريحات إعلامية، مساء الجمعة، إلى أن «هذه الأخبار المتداولة يروّجها الإعلام الإسرائيلي في الأساس». وكانت تقارير إسرائيلية قد أشارت إلى محاولة واشنطن ترتيب لقاء بين السيسي ونتنياهو، ضمن زيارة محتملة من كليهما إلى الولايات المتحدة قريباً للقاء الرئيس دونالد ترمب. وتتعدد ملفات الخلاف بين مصر وإسرائيل وتتعلق بالأوضاع في قطاع غزة وتحميل إسرائيل مسؤولية عدم البدء في تنفيذ المرحلة الثانية من «اتفاق وقف إطلاق النار»، وكذلك فتح معبر رفح مع وجود رغبة إسرائيلية لأن يكون في اتجاه واحد، وملف تهجير الفلسطينيين، والتواجد الإسرائيلي في «محور فيلادلفيا» والتأكيد المصري على ضرورة إيجاد مسار سياسي لدولة فلسطينية، ما يتعارض مع توجهات اليمين الإسرائيلي المتطرف. وظلت «صفقة الغاز» التي أعلن نتنياهو، الأربعاء الماضي، الموافقة عليها أسيرة موقف إسرائيلي رافض لإتمامها رغم الإعلان عنها في أغسطس (آب) الماضي، قبل أن تتدخل الولايات المتحدة التي تعد شركاتها جزءاً من الصفقة للضغط على إسرائيل لضمان عدم انهيار الصفقة.

وذكرت «الخارجية الأميركية» في بيان، الخميس، أن «موافقة إسرائيل على اتفاقية الغاز التي أبرمتها شركة (شيفرون) مع مصر، إنجاز كبير للأعمال التجارية الأميركية والتعاون الإقليمي». وأضافت أن «اتفاقية الغاز بين إسرائيل ومصر لا تعزز أمن الطاقة فحسب، بل تدعم أيضاً الجهود الأوسع نطاقاً لتحقيق الاستقرار وإعادة إعمار غزة». واعتبر خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» أن المصالح الأميركية يمكن أن تضمن استدامة «اتفاق الغاز»، لكن ذلك لا يمنع من تأثر التعاون في مجال الطاقة بين مصر وإسرائيل بالتوترات الإقليمية، وكذلك بما تؤول إليه تطورات الصراع في غزة وانعكاساته على العلاقة بين الطرفين. وتمتلك شركة «شيفرون» الأميركية 40 في المائة من حقل «ليفياثان» الإسرائيلي الذي يتم من خلاله تصدير الغاز إلى مصر إلى جانب شركة «نيو ميد إنرجي» الإسرائيلية، وتُقدر احتياطات الحقل بنحو 600 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي. وسبق أن أوقفت إسرائيل تصدير الغاز إلى مصر دون إخطار مسبق في ظل حربها على قطاع غزة وكذلك مع بدء الضربات على إيران خلال يونيو (حزيران) الماضي، وفي ذلك الحين أكد رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، أن «الحكومة وفّرت بدائل لتأمين احتياجات البلاد خلال فترات توقُّف الإمدادات الإسرائيلية، عبر تشغيل سفن لاستقبال الغاز المسال لضمان استمرار تشغيل المصانع ومحطات الكهرباء دون انقطاع».

الباحث في الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية»، سعيد عكاشة، قال إن الولايات المتحدة لديها رغبة في استدامة «اتفاقية الغاز» بين مصر وإسرائيل بما يحفظ الحقوق التجارية لشركاتها، وفي حال جرى استخدامه كأداة ضغط سياسي على مصر فإن القاهرة لن ترضخ لذلك وهو ما يجعل الاتفاق لا يترك تأثيرات سياسية على علاقة البلدين. وأضاف عكاشة أن التحولات الإيجابية في العلاقة بين البلدين تتوقف على بدء دخول المرحلة الثانية من اتفاق «وقف إطلاق النار» وإيجاد مسار واضح لدولة فلسطينية مستقبلية وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني ووقف أي محاولات من شأنها تهجير الفلسطينيين إلى شبه جزيرة سيناء، موضحاً: «يمكن أن يفتح ذلك المجال أيضاً لعقد لقاء في المستقبل بين الرئيس السيسي ونتنياهو كما يضمن استدامة صفقة الغاز». وأشار إلى أن ملف الطاقة دائماً ما يشكل مشكلة، وسبق أن تسببت الهجمات على أنابيب الغاز المصرية في سيناء في أعقاب الاضطرابات الأمنية في عام 2011 في توقف الإمدادات المصرية إلى إسرائيل، وكان من الصعب تحمل تكلفة التأمين وتضررت القاهرة كما الوضع بالنسبة لإسرائيل. وأوضح عكاشة أنه «في حال جرى عرقلة الاتفاق الذي أعلن نتنياهو التصديق عليه أخيراً، فإنه سيكون أمام التزامات قانونية يصعب تجاوزها، كما أن مصر أثبتت خلال الأشهر الماضية أنها لن تقبل بأن يتم الضغط عليها سياسياً بورقة الغاز». وفي مطلع سبتمبر (أيلول) الماضي، أعلن نتنياهو رفض التصديق على الاتفاق «بسبب تحركات الجيش المصري في شمال سيناء»، وهدّد بتجميده أو إلغائه إذا لم يُحصَل على موافقته الشخصية على أي خطوات لاحقة، قبل أن يُعاد التصديق عليه بعد استكمال المفاوضات. ووقّع البلدان صفقة لتصدير الغاز الإسرائيلي إلى مصر في عام 2019، قبل تعديلها لتنص على توريد 130 مليار متر مكعب من الغاز الإسرائيلي لمصر بقيمة 35 مليار دولار حتى عام 2040، بمعدل يومي قدره 1.8 مليار قدم مكعب. خبير أسواق الطاقة، رمضان أبو العلا، يرى أن المصلحة الأميركية في استدامة «صفقة الغاز» تشكّل عاملاً مهماً في التزام إسرائيل بالاتفاق، خاصة أنه يحقق مكاسب إيجابية لجميع الأطراف الموقعة على الصفقة، لكن في الوقت ذاته فإن الحكومة المصرية تتوقع جميع الاحتمالات، ما يجعلها تعتمد على 4 سفن لـ«التغييز» لاستقبال الغاز المسال. وسبق أن تحدث خبراء لـ«الشرق الأوسط» عن توجه القاهرة نحو تنويع مصادر الغاز الطبيعي دون انتظار موقف إسرائيل من الصفقة أبرزها إنشاء 4 محطات لتمويل السفن بالغاز الطبيعي، والتوسع في استيراد سفن الغاز من دول مختلفة، إلى جانب تعزيز الاكتشافات المحلية، وتشجيع الشركات الأجنبية على توسيع عمليات التنقيب. وتبلغ احتياجات مصر اليومية من الغاز الطبيعي نحو 6.2 مليار قدم مكعب يومياً، وتستهدف الحكومة زيادة إنتاج الغاز الطبيعي بنهاية العام الحالي إلى نحو 5 مليارات قدم مكعب يومياً، ويُقدر حالياً بنحو 4.2 مليار قدم مكعب يومياً، خاصة مع زيادة الاحتياجات اليومية لنحو 7 مليارات قدم مكعب يومياً في أشهر الصيف، وفق تقديرات حكومية.

 

رسالتان عربية وغربية «قلبتا الموازين» في العراق ...جهاز استخبارات ودولة صديقة سلماها رسالة تحذير «وملفاً ضخماً»

لندن: علي السراي/الشرق الأوسط/20  كانون الأول/2025

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن الحكومة العراقية وجهات سياسية فاعلة تلقت خلال الأسبوعين الماضيين رسالتي تحذير غير اعتياديتين من دولة عربية وجهاز استخبارات غربي تضمنتا معلومات «جدية» عن اقتراب تنفيذ ضربات عسكرية واسعة في العراق، وأكد مسؤول عراقي أن «دولة صديقة» أبلغت بغداد بمضمون «التهديد»، قبل أن تسارع فصائل شيعية إلى تقديم تنازلات. كان من المحتمل أن تشمل الضربات مؤسسات حكومية على صلة بالفصائل الشيعية و«الحشد الشعبي»، وشخصيات ذات نفوذ مالي وعسكري، ومواقع ومخازن طائرات مسيّرة وصواريخ ومعسكرات تدريب، ويُعتقد على نطاق واسع أن «الرسالتين» سرعتا من إعلانات سياسية متواترة من فصائل دعت أخيراً إلى «حصر السلاح بيد الدولة»، إلا أنها طلبت «الوقت وحرية التصرف فيما سمته نطاقاً وطنياً» لإنجاز عمليات تفكيك مفترضة لقدراتها العسكرية، وهي «وجهة نظر» محل خلاف داخلي بين قادة «الإطار التنسيقي» حتى الآن.

رسالة «دولة صديقة»

قالت المصادر إن مستوى التهديد بدأ بالتصاعد أولاً مع رسالة وصلت من دولة عربية تحتفظ بعلاقات جيدة مع الأميركيين والإيرانيين «شدّدت على أن بغداد قريبة للغاية من التعرض لهجوم عسكري خاطف على غرار استهداف المكتب السياسي لحركة (حماس) في الدوحة في سبتمبر (أيلول) 2025».

وأبلغت الرسالة أطرافاً في الحكومة العراقية وسياسيين عراقيين أن «مستوى التهديد جدي للغاية، وأن إسرائيل باتوا يتحدثون عن حصولهم على ضوء أخضر من الأميركيين للتصرف منفردين في مسرح العمليات العراقي»، وفق المصادر. وكان العراق أحد مسارح أهداف تخطط إسرائيل لضربها منذ عملية السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، لكن سياسيين عراقيين تحدثوا إلى «الشرق الأوسط» خلال الأشهر الماضية أن الأميركيين كانوا يمنعون تل أبيب من شن عمليات في العراق، لكنهم في المقابل كانوا يضغطون لإزالة مخاطر السلاح خارج الدولة. وقال دبلوماسي غربي لـ«الشرق الأوسط»، إن الانطباع الذي كان الأميركيون يحصلون عليه من المسؤولين العراقيين أنهم لا يدركون تماماً حقيقة الأمر، وأن عليهم اتخاذ قرارات حاسمة تجنبهم المخاطر». وأضاف أنهم «في مرحلة ما بدأوا يشعرون بالحنق من ضعف الاستجابة العراقية». وأكد مسؤول في الحكومة العراقية وصول «رسائل» بشأن الجماعات المسلحة. وقال في تصريح لـ«الشرق الأوسط» رافضاً الكشف عن اسمه لأنه غير مخوَّل بالتصريح علناً، إن «التحذيرات وصلت من دول صديقة وسفارات دول غربية عاملة في بغداد».

«ملف ضخم ومعلومات غزيرة»

وقالت المصادر إن مسؤولين في الحكومة تلقوا بعد أيام من وصول الرسالة العربية «ملفاً ضخماً» من جهاز استخبارات غربي تضمن قوائم أعدها جهاز أمني إسرائيلي تتضمن معلومات غزيرة ومفصلة عن الفصائل العراقية المسلحة». وفق المصادر، فإن «حجم المعلومات ودقتها وشموليتها أذهل المسؤولين العراقيين». وقال أحدهم لـ«الشرق الأوسط»، إن «تبليغ العراقيين بطبيعة المعلومات التي بحوزة إسرائيل جاء في توقيت حاسم». وقالت المصادر إن القوائم التي نقلها الجهاز الاستخباري الغربي تضمنت معلومات مفصلة عن مسؤولي فصائل وأشخاص سريين ينشطون في دوائرهم المقرّبة، فضلاً عن أشخاص يديرون مصالح مالية وتجارية على صلة بالفصائل، كما تضمنت مؤسسات حكومية تمثل واجهات لنفوذ الفصائل المسلحة». وأوضحت المصادر أن الجهاز الغربي أبلغ العراقيين بأن إسرائيل على وشك تنفيذ عملية واسعة بعد انكشاف القدرات العملياتية والمالية للفصائل بما في ذلك الشبكة العميقة التي تشكل بنيتها العسكرية، مشيرة إلى أن «سياسيين شيعية استحضروا مشهد تفجيرات اجهزة البيجر في لبنان بعد إطْلاعهم على جانب من ملف الجهاز الاستخباري».

«ما العمل الآن؟»

قال قيادي شيعي في تحالف «الإطار التنسيقي» إن الرسالتين «قلبتا الموازين، ودفعتا قادة أحزاب شيعية إلى الإسراع بخطوات تتعلق بسلاح الفصائل، ويحاول كثيرون منهم الإجابة عن سؤال: ما العمل الآن»، لكن «ثمة خلافات حول الطريقة والجهة الموثوق بها التي تنفذ المرحلة الانتقالية من حصر السلاح».

وأكد القيادي، لـ«الشرق الأوسط»، أن «المرحلة الأولى من عمليات حصر السلاح تقضي بتسليم الفصائل صواريخ باليستية ومسيّرات إلى جانب تفكيك وتسليم معسكرات استراتيجية شمال وجنوب العاصمة بغداد»، في حين يزعم أن تبدأ المرحلة الثانية بـ«إقالة مسؤولين فصائليين من هية الحشد الشعبي بانتظار تعامل الأميركيين مع هذه الخطوات». وقال مسؤول في تحالف «دولة القانون»، لـ«الشرق الأوسط»، إن اتفاقاً على نزع السلاح الثقيل كان مبرماً أساساً بين قادة الإطار التنسيقي حتى قبل تصاعد الضغوط الأميركية. وتتركز الخلافات الآن، بحسب المصادر المطلعة، حول الجهة الحكومية التي تتولى نزع القدرات العملياتية للفصائل وتسلُّم سلاحها وتقييده، بسبب انعدام الثقة الأميركي بمؤسسات أمنية حكومية تخضع لنفوذ الفصائل». إلا أن مشكلة أخرى تعترض طريق الجماعات الشيعية؛ إذ «تتخوف من تنفيذ عمليات حصر السلاح خلال مداولات سياسية شاقة لاختيار رئيس الحكومة، إذ يتجنب كثيرون ربط الأمرين ببعضهما». ويحاول رئيس حكومة تصريف الأعمال محمد شياع السوداني الحصول على ولاية ثانية في المنصب بعد فوزه بأعلى المقاعد داخل «الإطار التنسيقي»، إلا أن خصمه اللدود نوري المالكي يعارض هذه المساعي، ويدفع مع حلفاء شيعة لاختيار مرشح تسوية.

«حرية التصرف»

في الوقت نفسه، ترفض الفصائل التحرك وكأنها ترضخ لضغوط وتهديدات أجنبية». وقال القيادي الشيعي إن جماعات شيعية مسلحة طلبت «حرية التصرف في نطاق وطني دون ضغط ومزيد من الوقت» حتى تنسجم مع التغيرات في منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك تفكيك قدراتها العسكرية.

وفازت هذه الجماعات بمقاعد في البرلمان العراقي الجديد، الذي انتُخب في 11 نوفمبر (تشرين الثاني) 2025، وأرسلت مفاوضيها إلى تحالف «الإطار التنسيقي» من أجل الحصول على مواقع في الحكومة الجديدة، كما تحاول إقناع فصائل لم تشترك في الانتخابات بالانخراط في خطة حصر السلاح، لكن ثمة شعوراً لدى كثيرين بأنهم يبحثون عن كبش فداء. ورفضت 4 فصائل شيعية طلبات متكررة للتعليق على خطط معلنة لحصر السلاح بيد الدولة، إلا أن قائداً بارزاً في فصيل شيعي أبلغ «الشرق الأوسط»، أن «هذه الخطة لا تحظى بقبول جماعات لم تشترك في الانتخابات الأخيرة».

ضغوط أميركية

تزامنت رسالة الجهاز الاستخباري الغربي مع وصول الكولونيل ستيفانا باغلي إلى العراق، وهي المديرة الجديدة لمكتب التعاون الأمني الأميركي، الذي سيتوقف تمويله على تنفيذ 3 شروط وردت في قانون موازنة الدفاع الأميركي. وأقر الكونغرس الأميركي الموازنة في 11 ديسمبر (كانون الأول) 2025 بقيود جديدة على تمويل التعاون الأمني مع السلطات العراقية، إلا إذا تمكنت بغداد من «تقليص القدرة العملياتية للجماعات المسلحة الموالية لإيران وغير المدمجة في قوات الأمن العراقية من خلال عملية نزع سلاح وتسريح، وإعادة دمج قابلة للتحقق علناً». واشترط القانون الأميركي أيضاً «تعزيز سلطة رئيس وزراء العراق وسيطرته العملياتية كقائد أعلى للقوات المسلحة العراقية»، كما يُنتظر أن يجري «التحقيق مع أفراد الميليشيات أو أفراد قوات الأمن العاملين خارج التسلسل القيادي الرسمي لقوات الأمن العراقية، ومحاسبتهم، في حال تورطهم في هجمات على أفراد أميركيين أو عراقيين، أو قيامهم بأي أعمال غير قانونية أو مزعزعة للاستقرار».

وقالت مصادر دبلوماسية غربية لـ«الشرق الأوسط»، إن باغلي يفترض أن تطلب من المسؤولين العراقيين جدولاً زمنياً واضحاً لتنفيذ هذه الخطوات بشكل حاسم، وبطريقة قابلة للتحقق والاستمرارية. وكانت باغلي قد التقت رئيس أركان الجيش العراقي الفريق الأول الركن عبد الأمير يار الله مرتين خلال أسبوع واحد، يومي 13 و20 أكتوبر 2025. وقال بيان عسكري عراقي حينها إن الجانبين بحثا «رفع القدرات القتالية للجيش العراقي على جميع المستويات». ونفت المصادر المطلعة علمها ما إذا كانت الكولونيل باغلي قد نقلت تحذيرات إلى المسؤولين العراقيين بشأن مصير الفصائل المسلحة.

ومن المفارقات أن تعود باغلي إلى العراق بعد 20 عاماً، إذ كانت برتبة نقيب عندما خدمت في البلاد بين عامي 2005 و2006 ضمن الجيش الأميركي، وأسهمت في تنفيذ برامج لتطوير قدرات الشرطة. وغادرت لاحقاً في ظل تصاعد أعمال العنف، وما وصفته حينها بضعف «ولاء والتزام» عناصر الأمن داخل المؤسسات الرسمية. وقال مسؤول حكومي عراقي سابق، لـ«الشرق الأوسط»، إن الأميركيين كانوا قد أبلغوا الحكومة العراقية مرات عديدة أنهم بانتظار جدول زمني لتصفية نفوذ الميليشيات، لا سيما في عام 2026 الذي من المقرر أن يشهد استكمال اتفاق إنهاء مهمة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

وأكد متحدث «الخارجية الأميركية» أن الولايات المتحدة ستواصل التأكيد على ضرورة نزع سلاح وتفكيك الميليشيات المدعومة من إيران التي تقوّض سيادة العراق، وتهدد الأميركيين والعراقيين، وتنهب موارد العراق لصالح إيران. يدرك القادة العراقيون جيداً ما يتوافق وما لا يتوافق مع شراكة أميركية عراقية قوية.

 

فصائل عراقية تنضم إلى دعوات لحصر السلاح بيد الدولة ...خبراء يتحدثون عن «تنازلات ومفاوضات» بين أقطاب «محور المقاومة»

بغداد: فاضل النشمي/الشرق الأوسط/20  كانون الأول/2025

يسارع قادة ميليشيات عراقية هذه الأيام إلى إعلان دعواتهم لحصر السلاح بيد الدولة، في تطور يثير مفاجآت وعلامات استفهام وكذلك انتقادات على المستوى المحلي، ذلك أن هذه الشخصيات كانت حتى وقت قريب تتمسك بسلاحها وتتحدى الدولة علناً في المجاهرة به بذريعة انتمائها لـ«محور المقاومة»، الذي يناهض الولايات المتحدة الأميركية، ويشدد على خروج قواتها من العراق. ولا تبتعد تحليلات محلية في تفسير هذه «الظاهرة» عن ضغوطات أميركية في العراق، إلى جانب تحولات إقليمية محتملة، إلى جانب سعي هذه الفصائل إلى الانتقال للعمل السياسي بعد فوزها بمقاعد في البرلمان الجديد. وإلى جانب دعوة أطلقها رئيس «تيار الحكمة»، عمار الحكيم، صدرت في غضون اليومين الأخيرين دعوات لحصر السلاح بيد الدولة من ثلاث شخصيات فصائلية معروفة ومدرجة ضمن لائحة العقوبات والإرهاب الأميركية.

ثلاثة فصائل

ويتصدر تلك الشخصيات أمين عام «عصائب أهل الحق»، قيس الخزعلي، الذي بات له وجود وازن في البرلمان بنحو 27 مقعداً، حيث قال، الجمعة: «نحن نؤمن بحصر السلاح بيد الدولة، وسنعمل على تحقيقه بخطوات واقعية». التوجه ذاته عبَّر عنه أمين عام «أنصار الله الأوفياء»، حيدر الغراوي، وكذلك فعل شبل الزيدي، قائد «كتائب الإمام عليّ». ويجمع قادة الفصائل الثلاثة انضواءهم ضمن مظلة قوى «الإطار التنسيقي» الشيعية، وإدراجهم على لائحة الإرهاب الأميركية، ما يعزز فرضية أنهم يسعون إلى المناورة السياسية تجاه واشنطن التي تشدد على عدم القبول بمشاركة عناصر من الفصائل المسلحة ضمن التشكيلة الحكومية المقبلة. وأكد رئيس أعلى هيئة قضائية في العراق، السبت، أن قادة فصائل مسلحة وافقوا على التعاون بشأن قضية حصر السلاح بيد الدولة. وشكر رئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان، في بيان، «الإخوة قادة الفصائل على استجابتهم لنصيحته المقدمة إليهم بشأن التعاون معاً لفرض سيادة القانون وحصر السلاح بيد الدولة والانتقال إلى العمل السياسي بعد انتفاء الحاجة الوطنية للعمل العسكري».

جدية واشنطن

ورأى الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، نزار حيدر، أن إطلاق دعوات لحصر السلاح من قيادات فصائلية يعود في أساسه إلى أن «القوى الشيعية ومعها كل الفصائل بدأت تشعر بجدية الموقف الأميركي في عدم التعامل مع حكومة جديدة تشترك فيها الفصائل». ويقول حيدر لـ«الشرق الأوسط»، إن «الفصائل على وجه التحديد تسابق الزمن حالياً لإثبات حُسن نواياها لواشنطن قبل أن يصل مبعوثها الخاص مارك سافايا إلى بغداد». ويُقسِّم حيدر الفصائل المسلحة إلى نوعين، الأول، الذي انخرط بالعملية السياسية والانتخابية على عدة مراحل كانت آخرها الانتخابات النيابية الأخيرة، ومنها الذي شارك في الحكومات السابقة بوزير أو أكثر. وهذه الفصائل سعت وتسعى للتحول من كونها قوة مسلحة خارج سلطة الدولة إلى كونها جزءاً من مؤسسات الدولة الأمنية وغيرها. ويرى أن النوع الأول «هو مَن يدعو حالياً إلى حصر السلاح بيد الدولة ليجد المقبولية لدى المجتمع الدولي والإقليمي، وتحديداً الولايات المتحدة».أما النوع الثاني، ويتعلق بـ«الفصائل التي ما زالت لا تجد نفسها في العملية السياسية على الرغم من انخراطها في الانتخابات النيابية الأخيرة، وما زالت توظف الخطاب (المقاوم) في مسعى منها للحصول على أكبر المكاسب السياسية والمالية والأمنية قبل إعلانها الانخراط التام بالدولة».

تكتيك مرحلي

ويتفق إحسان الشمري، رئيس «مركز التفكير السياسي»، حول أهمية وتأثير الضغوط الأميركية المسلطة على الفصائل وإرغامها على إعلان تخليها عن السلاح خارج إطار الدولة. ويرى الشمري في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن «دعوات نزع السلاح يجب النظر إليها من ناحية التوقيت الذي يتزامن مع الاشتراطات الأميركية المتعلقة بضرورة تفكيك السلاح وحصره بيد الدولة والقائد العام للقوات المسلحة، وأيضاً بقرب وصول المبعوث الأميركي مارك سافايا إلى العراق». ويعتقد الشمري أنها تأتي أيضاً ضمن توقيت مفاوضات تشكيل الحكومة الجديدة، ذلك أن «هذه الجماعات تسعى إلى الانخراط في الحكومة الجديدة وهي تدرك حجم الممانعة الأميركية في هذا الاتجاه». ولا يستبعد أنها تأتي كذلك ضمن «سياق تكتيكي مرحلي لاختبار مدى الاستجابة الأميركية لمثل هذه الدعوات، وأيضاً قد تكون مدخلاً لانخرط هذه الفصائل في مفاوضات مباشرة مع واشنطن». ويلفت الشمري إلى أن دعوات الفصائل العراقية «لا يمكن فصلها عن طبيعة خطاب (حزب الله) اللبناني، وهي متسقة مع اشتراطاته لنزع السلاح، إذ تريد أن تبدو عملية نزع السلاح وكأنها إجراءات وترتيبات محلية داخلية وليست نتيجة ضغوط أميركية وخارجية».

 

ماسك أول شخص تبلغ ثروته 700 مليار دولار بعد حكم قضائي بشأن حزمة راتبه

الشرق الأوسط/20  كانون الأول/2025

أظهر مؤشر فوربس للمليارديرات، السبت، أن الرئيس التنفيذي لشركة «تسلا» إيلون ماسك صار أول شخص في العالم ترتفع ثروته الإجمالية إلى 749 مليار دولار بعد أن أعادت له المحكمة العليا في ديلاوير خيارات أسهم «تسلا» التي تبلغ قيمتها 139 مليار دولار، والتي ‌كانت قد ‌ألغيت العام الماضي. وأعادت المحكمة، ‌أمس الجمعة، العمل ‌بحزمة راتب ماسك لعام 2018 التي بلغت 56 مليار دولار، وذلك بعد عامين من إلغاء محكمة أدنى درجة للحزمة ووصفها بأنها «غير منطقية». وقالت المحكمة العليا إن حكماً صدر في عام 2024 بإلغاء حزمة الراتب كان غير سليم ‌وغير عادل بحق ماسك. وأصبح ماسك قبل أيام أول شخص في العالم تتجاوز ‍ثروته الصافية 600 مليار دولار، وذلك عقب تقارير أشارت إلى احتمال طرح شركته الناشئة في مجال الطيران والفضاء «سبيس إكس» للاكتتاب العام. وفي نوفمبر (تشرين الثاني)، وافق مساهمو شركة «تسلا» بشكل منفصل على خطة راتب لماسك بقيمة تريليون دولار، وهي أكبر حزمة راتب في التاريخ، حيث أيد المستثمرون رؤيته لتحويل الشركة المصنعة للسيارات الكهربائية إلى عملاق في مجال الذكاء الاصطناعي والروبوتات. ووفقاً لقائمة «فوربس» للمليارديرات، تتجاوز ثروة ماسك الآن ثروة لاري بيج، المؤسس المشارك لشركة «غوغل» وثاني أغنى شخص ‌في العالم، بنحو 500 مليار دولار.

 

العدل الأميركية: لم ننقح أي ملفات لحماية ترمب عند إصدار وثائق إبستين

واشنطن/الشرق الأوسط/20  كانون الأول/2025

ذكرت وزارة العدل الأميركية أنها لم تقم بتنقيح أي ملفات لحماية الرئيس دونالد ترمب، عند إصدار الوثائق المتعلقة بالفضيحة التي تورَّط فيها المدان الجنسي الراحل جيفري إبستين. وقال نائب وزير العدل تود بلانش لشبكة «إيه بي سي نيوز» إنه لم يتم حجب أي شيء لهذا السبب. كما نفى بلانش وجود أي تعليمات بتحرير المواد المتعلقة بفضيحة إبستين، التي لها صلة بالرئيس. وأضاف: «لقد صرح الرئيس ترمب منذ البداية بأنه يتوقع إصدار جميع الملفات التي يمكن الإفراج عنها، وهذا بالضبط ما نقوم به»، وفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية». وكان ترمب على معرفة بإبستين، كما تظهر بعض الصور السابقة، إلا أنه لا توجد أدلة على تورط الرئيس في الفضيحة، ونفى ترمب نفسه دائماً أي مزاعم من هذا النوع. وعلى الرغم من ذكر ترمب في بعض الوثائق التي تم إصدارها مؤخراً، تشير التقييمات الأولية إلى أن هناك معلومات جديدة قليلة حول العلاقة بين إبستين وترمب. ولم يعلق الرئيس الأميركي بعد على الأمر.

وبدأت وزارة العدل الأميركية، الجمعة، نشر ملفات طال انتظارها تتعلق بالتحقيق في قضية الاتجار بالجنس التي تورط فيها إبستين. وكانت إدارة ترمب تستعد في الأيام الأخيرة لكشف مئات آلاف الوثائق المتعلقة بفضيحة إبستين، وهو إجراء انتظره الأميركيون بفارغ الصبر بعد أشهر من المماطلة.

وقال بلانش، الجمعة، إنه من المتوقع أن تنشر الحكومة، قبل انقضاء المهلة القانونية عند منتصف الليل، جزءاً فقط من ملف الممول النافذ والمجرم الجنسي الذي قضى عام 2019. وصرّح، لشبكة «فوكس نيوز»: «أتوقع أن ننشر مئات الآلاف من الوثائق اليوم»، مضيفاً أن «مئات الآلاف» من الوثائق ستُنشر «في الأسابيع المقبلة». وأكد بلانش أن للوزارة الصلاحية الكاملة في حجب الأسماء والمعلومات الحساسة، وسيتم تعديل الوثائق جزئياً لحماية الضحايا الشباب لجيفري إبستين. كما أشار هذا المحامي الشخصي السابق لدونالد ترمب إلى أنه لا يتوقع إصدار أي لوائح اتهام جديدة في الفضيحة التي تهز الولايات المتحدة منذ سنوات. وأثار قرار نشر الوثائق على مراحل، غضب زعيم الديموقراطيين في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، الذي أشار إلى أن القانون «واضح تماماً» ويفرض على الحكومة كشف «كل الوثائق» بحلول منتصف الليل، وليس جزءاً منها فقط. وأضاف شومر، في بيان: «هذا ببساطة يوضح أن وزارة العدل ودونالد ترمب و(وزيرة العدل) بام بوندي يريدون فعل كل ما في وسعهم لإخفاء الحقيقة» حول الفضيحة.

 

الولايات المتحدة تصادر ناقلة نفط قبالة سواحل فنزويلا ...إدارة ترمب تكثف ضغوطها على كراكاس

واشنطن/الشرق الأوسط/20  كانون الأول/2025

قالت وزيرة الأمن الداخلي الأميركية كريستي نويم، في منشور على ‌منصة «إكس»، ‌إن ‌الولايات المتحدة احتجزت، اليوم ‌السبت، ناقلة نفط رست آخر مرة في فنزويلا. وأضافت نويم: «ستواصل الولايات ‌المتحدة ملاحقة ‍الحركة ‍غير المشروعة للنفط ‍الخاضع للعقوبات الذي يُستخدم لتمويل إرهاب المخدرات في المنطقة». وأوضحت أن خفر السواحل الأميركي احتجز السفينة، قبل فجر اليوم، بدعم من وزارة الحرب الأميركية (البنتاعون). وفي وقت سابق اليوم، قال مسؤولان أميركيان لوكالة «أسوشييتد برس» إن القوات الأميركية أوقفت سفينة تجارية ثانية قبالة سواحل فنزويلا في المياه الدولية. وأفادت وسائل إعلام أميركية بأن السفينة التي تمت مصادرتها هي ناقلة نفط. وقال أحد المسؤولين إن الناقلة توقفت طواعية وسمحت للقوات الأميركية بالصعود على متنها. ويأتي هذا الإجراء بعد أيام من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن «حصار» لجميع ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات والمتجهة من وإلى البلاد الواقعة في أميركا الجنوبية. ويأتي أيضاً عقب استيلاء القوات الأميركية على ناقلة نفط قبالة سواحل فنزويلا في 10 ديسمبر (كانون الأول). وأبقى الرئيس الأميركي دونالد ترمب احتمال الحرب مع فنزويلا مطروحاً في مقابلة نُشرت، الجمعة، وذلك بعد تصعيد حملة الضغط الأميركية على كراكاس بفرض حصار نفطي.

وقال ترمب في مقابلة هاتفية مع قناة «إن بي سي نيوز» أجريت، الخميس، رداً على سؤال بشأن إمكان استبعاد الحرب: «لا أستبعد ذلك، لا». كما امتنع عن الإفصاح عما إذا كان يرغب في إطاحة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو. ويقول مادورو اليساري إن واشنطن تسعى لتغيير النظام في كراكاس.

وأضاف ترمب: «إنه يعرف بالضبط ما أريده. إنه يعرف أفضل من أي شخص آخر».

وأكد الرئيس الأميركي أنه ستتم مصادرة ناقلات نفط أخرى، بعد أن سيطرت القوات الأميركية الأسبوع الماضي على ناقلة أبحرت من الدولة الأميركية اللاتينية. وترك ترمب العالم في حيرة من أمره بشأن أهدافه النهائية تجاه فنزويلا، بعد أن عزز بشكل كبير الوجود العسكري الأميركي في منطقة البحر الكاريبي في الأشهر الأخيرة. وتتهم واشنطن مادورو بإدارة كارتل «مخدرات إرهابي»، ونفّذت القوات الأميركية منذ سبتمبر (أيلول) ضربات عدة على قوارب قالت إنها تحمل مخدرات، ما أسفر عن مقتل أكثر من 100 شخص. وصرّح ترمب لأسابيع بأنه سيأمر بضربات برية «قريباً» على تجار مخدرات.

لكنه حوّل تركيزه هذا الأسبوع نحو نفط فنزويلا التي تمتلك أكبر احتياطيات مؤكدة من الذهب الأسود في العالم. وعند إعلانه فرض حصار على ناقلات النفط الخاضعة لعقوبات أميركية، اتهم ترمب فنزويلا بالاستيلاء على النفط الأميركي، في إشارة واضحة إلى تأميم صناعة النفط في البلاد.

وقال، الأربعاء: «لقد أخذوا جميع حقوقنا في مجال الطاقة، وأخذوا كل نفطنا، منذ وقت ليس ببعيد، ونريد استعادته». ويشهد سوق النفط حالياً وفرة في المعروض؛ إذ توجد ملايين البراميل من النفط على متن ناقلات قبالة سواحل الصين بانتظار تفريغها. وإذا استمر الحظر لفترة، فمن المرجح أن يؤدي فقدان ما يقارب مليون برميل يومياً من إمدادات النفط الخام إلى ارتفاع أسعار الخام. ومنذ فرضت الولايات المتحدة عقوبات على قطاع الطاقة في فنزويلا عام 2019، لجأ التجار ومصافي النفط الذين يشترون النفط الفنزويلي إلى استخدام «أسطول الظل» من ناقلات النفط التي تخفي مواقعها، بالإضافة إلى سفن خاضعة للعقوبات لنقلها النفط الإيراني أو الروسي. وأفاد محللون في قطاع الشحن بأن الأسطول غير الرسمي أو ما يعرف بأسطول الظل معرّض لإجراءات عقابية محتملة من الولايات المتحدة. وأظهرت بيانات موقع «تانكرز تراكرز دوت كوم» أنه حتى هذا الأسبوع، من بين أكثر من 70 ناقلة نفط في المياه الفنزويلية تشكل جزءاً من أسطول الظل، تخضع نحو 38 ناقلة لعقوبات من وزارة الخزانة ‌الأميركية. وأضاف الموقع أن 15 ناقلة على الأقل من هذه الناقلات محملة بالنفط الخام والوقود

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

المنطقة الاقتصادية في جنوب لبنان كانت فكرة الشيخ موريس الجميل؟

الكولونيل شربل بركات/20 كانون الأول/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/12/150383/

طرحت فكرة المنطقة الاقتصادية في جنوب لبنان من قبل الأميركيين كمشروع مستقبلي يسهم بحل مشاكل السكان اللبنانيين في المنطقة الحدودية لتسهيل عودتهم واستمرارهم بالعيش في قراهم والتمتع بالاستقرار والتخطيط لمستقبلهم المبني على امكانيات اقتصادية لم تكن متوفرة سابقا. وهي ليست الفكرة الأولى أو الوحيدة التي طرحها الأميركيون لازالة رواسب الحروب واستعادة المبادرة والثقة بالقدرات المحلية. وقد كان مشروع مارشال بعد الحرب العالمية الثانية رائدا في اعادة نهوض أوروبا وخاصة المانيا بينما ساهم مشروع أخر في مساعدة اليابان على استعادة المبادرة واعادة تنظيم الانتاج فيها وبالتالي المشروع الذي اعتمد في كوريا الجنوبية ودفع بها إلى تصدر القوى الانتاجية ومنافسة اليابان وحتى الولايات المتحدة واوروبا.

وقد كانت فكرة انشاء مجلس الجنوب التي أطلقها يومها وزير التصميم المرحوم الشيخ موريس الجميل تقوم نوعا ما على فكرة مشابهة وهي زيادة فرص العمل لسكان المناطق الحدودية لتحفيزهم على الدفاع عن حقهم بالبقاء في أرضهم وعدم النزوح باتجاه المدن من جهة، وتمكينهم من الاستغناء عن اغراءات المنظمات الفلسطينية يومها بدفع معاشات للمتعاونين معهم، ما يضر بمصلحة السكان المستقبلية واستقرار الوضع على الحدود. ولكن بعد وفاة الشيخ موريس تحوّل المجلس بالاتجاه المعاكس أي بدل تشجيع السكان على رفض التعاون مع المنظمات والتمسك بالأرض ومساعدة الدولة بهذا الاتجاه، أي زيادة فرص العمل الشريف لهم بانشاء مناطق انتاج صناعية على طول المناطق الحدودية لمساعدتهم على كسب عيشهم والتعلق بقراهم، كان قرار المجلس دفع تعويضات لمن هدم بيته أو اضطر للهرب إلى الداخل بسبب اعمال عدائية قامت بها المنظمات الفلسطينية عبر الحدود، وهو يناقض الفكرة الأساسية للمشروع. وقد استمر العمل في مجلس الجنوب في هذا الاتجاه حتى اليوم وبدل تشجيع السكان على الانتاج تم تعويدهم على تلقي المساعدات من جبهات الرفض والتنظيمات الارهابية ومن أموال الدولة للمساهمة في خلق أجواء العداء التي تستجلب العنف وتؤدي إلى ترحيلهم كلما تفاقمت الأحداث، وهذا ما أعطى حزب الله بواسطة الأموال التي أغدقتها إيران اضافة إلى ميزانيات مجلس الجنوب ووزارة المهجرين ومساعدات الاعمار التي دفعتها الدول العربية وغيرها، ليقوم بتجنيد قسم كبير من السكان للعمل معه ومن ثم استعمال بيوتهم وأراضيهم لبناء خنادق ومستودعات لتخزين الأسلحة والذخائر للقيام بتحضير عمليات هجومية على الجار الاسرائيلي.

إن تجربة المنطقة الحدودية، التي حماها تعاون سكانها من كافة الفئات دروزا وشيعة ومسيحيين وسنة لمنع استعمالها كمنصات انطلاق لعمليات ضد اسرائيل تستجلب ردود فعل عنيفة من قبل جيش الدفاع وبالتالي المحافظة على اتفاقية الهدنة التي كانت عطلتها اتفاقية القاهرة المشؤومة، كانت فعالة لبقاء السكان في بيوتهم وعدم تعرضهم للتهجير وبيوتهم للتدمير، ولكن الحاجة الماسة للعمل والانتاج في منطقة ضيقة كون الانتقال لبقية المناطق كان صعبا بسبب استمرار التنظيمات المسلحة بالعمل ضد سكان المنطقة، فسح المجال لدخول العمال اللبنانيين للعمل في مصانع اسرائيلية والعودة يوميا إلى بيوتهم، وقد فاق عدد هؤلاء العمال يومها الثلاثة آلاف عامل. ويوم قررت اسرائيل الانسحاب من طرف واحد واعطاء الدولة اللبنانية المجال لاستعادة سيطرتها على المنطقة الجدودية كانت أمنيات الأهالي ومطالبهم اضافة للأمن وعدم تعرضهم للتوقيف والمساءلة تتلخص بانشاء منطقة صناعية محلية تستوعب العمال الذين عملوا داخل اسرائيل وغيرهم من سكان المنطقة لكي يستمروا بالسكن في قراهم بكل كرامة. ولكن مرة أخرى لم تجرِ الرياح بما تشتهيه السفن وبالعكس فقد تقاعست الدولة عن واجباتها في تسلّم الأمن على الحدود والالتزام بتنفيذ اتفاقية الهدنة وسمحت لحزب الله الادعاء بأنه حرر المنطقة ما أدى إلى وضع يده عليها وادخالها في خططه، التي تحضر في طهران ولا يهمها مصالح أهالي المنطقة أو رأيهم، والتظاهر بمظهر المقاوم وفرض سيطرته ومشروعه عليهم بعد طرد من يعاديه وتوقيف من يعانده بواسطة أجهزة الدولة التي عملت لصالحه وتحت أوامره. اليوم وبعد انكشاف حزب الله هذا وسقوطه أمام ضربات الآلة العسكرية الاسرائيلية، والذي تسبب في تهجير وتدمير بيوت الجنوبيين وقراهم مرة أخرى، يتأمل الأهالي الحقيقيين، وليس من يدّعي الحزب بأنهم يساندونه، أن يتحقق السلام عبر الحدود ويستقر الوضع ليعاد بناء ما تهدّم، ولكن هذه المرة تحت اشراف الدولة والحلفاء الدوليين من دون تدخل جماعات التخريب وأحزاب الاستفادة والكوميسيون من أية جهة أتوا والعمل على مساعدة السكان لبناء اقتصاد منتج ومستقر وحدود آمنة للطرفين ومفتوحة لمساعدتهم على التبادل الاقتصادي والترفيهي والسياحي ليشعروا ولو لمرة بأنهم جزء من هذا العالم الحر يمكنهم التمتع بائجابياته وليس فقط تحمل سلبياته. يقوم بعض اللبنانيين بتحويل حلم ابناء الجنوب بمنطقة آمنة مستقرة وتسعى إلى تحقيق جزء من الرفاهية إلى كابوس معتم يعيدهم إلى أيام الحروب ويسعى من ينادي به لحرمانهم من الأمل بمستقبل واعد للأجيال القادمة فيبقوا وقودا لمشاريع ثورية تخريبية تتحجج بمحاربة اسرائيل لابتزاز الأغنياء العرب وغيرهم من الشعوب الذي لا يحبون الحروب ويفضلون أن يتحملها غيرهم. نداؤنا إلى الأهل الجنوبيين أن لا تستمعوا إلى كلام من يدّعي الدفاع عن الوطن ومصالحه لأننا جربنا كل الأفكار؛ من اليسار المتحجر الذي سقط في كل الأرض ما عدا لبنان، إلى التنظيمات الفلسطينية التي تحررت من عقدة محاربة اسرائيل لتقبل بالسيطرة على الشارع الفلسطيني، إلى حماس وحزب الله الذين يعملون تحت أمرة ملالي طهران للاستيلاء على بترول عرب الخليج ويقتلون شعبهم ويقدمونه ضحايا على مذابح حقدهم دون أن يرمش لهم جفن، وغيرهم من أصحاب النظريات الحاقدة الذين لا يرون أي خير في تفاهم الشعوب ويسعون دوما إلى نشر العنف والتستر بمآسي الناس. الجنوب اللبناني سيقوم ومنطقة الحدود سوف تصبح منطقة صناعية مزدهرة وتمثل منارة للبنان ومجال عمل للكثيرين يهاجرون إليها ويتقاسمون الخير مع أبنائها وبهم سيفخر لبنان ليس لأنهم ضحايا يقتلون بل لأنهم ابطال السلام ومعاول البناء الذين سيعلمون الكل كيفية التمسك بالوطن وترابه…

 

عاجل: اقطعوا الدعم الخارجي عن إيران

 د. مجيد رافيزاده/معهد غايتستون/ 20 كانون الأول/2025

(ترجمة بحرية من الإنكليزية بواسطة الياس بجاني)

https://eliasbejjaninews.com/2025/12/150389/

لا يستخدم النظام الإيراني العراق كمنصة عسكرية فحسب، بل كشريان مالي أيضاً؛ حيث ينقل الأموال عبر البنوك، ويقوم بتبادل العملات، ويستفيد من الشبكات الفاسدة للالتفاف على العقوبات. وبدون ممارسة ضغوط على العراق لتطهير هذه الروافد المالية، ستظل إيران تتمتع بـ "باب خلفي" يبقيها تمضي قدماً حتى وهي تحت الضغوط الدولية. إنه باب تركه الغرب مفتوحاً لفترة أطول مما ينبغي. لقد سمح ضعف لبنان للنظام الإيراني بتحويل البلاد إلى أهم قاعدة أمامية له - وبشكل "موفق" تماماً على حدود إسرائيل. ومن خلال شراء كميات هائلة من النفط الإيراني بأسعار مخفضة، تمنح بكين طهران العملة الصعبة التي تحتاجها لتمويل حزب الله، وحماس، والحوثيين، والميليشيات الإقليمية الأخرى. كما تسمح صادرات النفط هذه لإيران بتفادي أزمة اقتصادية داخلية وتجنب الانهيار المالي الذي كان من المفترض أن تحدثه العقوبات المفروضة على إيران وحدها. إن تركيا وقطر والعراق ولبنان واليمن والصين ودولاً أخرى تسمح لإيران بالمناورة، تزود طهران بالضبط بما تحتاجه للوقوف على قدميها مجدداً: الجغرافيا الآمنة، والسيولة النقدية، وأسواق الطاقة، والثغرات المالية، وملاذات الوكلاء، والغطاء الدبلوماسي. إن وقف عدوانية النظام الإيراني يتطلب رؤية أوسع. ولن يشعر نظام إيران بالثقل الكامل للضغوط الدولية إلا عندما تُقطع شرايين الحياة الخارجية عنه. عندها فقط يمكن للشعب الإيراني والمنطقة التحرك نحو الاستقرار والأمن والحرية، بعيداً عن قبضة إيران المدمرة. بينما يركز الجميع على غزة وروسيا وأوكرانيا، كانت إيران تعيد بناء آلة الحرب الخاصة بها خفيةً.

إن إحدى أكثر الطرق فعالية لإبطاء إعادة عسكرة نظام إيران الوحشي ليست فقط ممارسة ضغط مباشر على النظام نفسه، بل أيضاً استهداف الدول التي تسمح له بالعمل بحرية، وتمويل وكلائه، وتوسيع نفوذه.

يعيش نظام إيران بشكل أساسي لأنه يمتلك دعماً خارجياً يمكنه من نقل الأموال، وإيجاد المجندين، ونقل الأسلحة، وإعادة بناء آلة الحرب بعد كل جولة من العقوبات. إذا واجهت هذه الدول المتحالفة مع طهران عواقب حقيقية لتمكينها إيران من إعادة التسلح، فإن التهديد الذي تشكله سيتقلص بشكل كبير. إن إضعاف إيران يتطلب قطع ليس فقط قوتها الداخلية، بل أيضاً المنصات الخارجية التي تساعدها على تمويل نفسها والعمل والنمو.

تُظهر شبكات إيران عبر الشرق الأوسط مدى اعتماد النظام العميق على دول أخرى لتعزيز أجندته. لقد كشفت الاكتشافات الأخيرة لنشاط حماس في تركيا أن الحركة كانت تستخدم الأراضي التركية كمركز لوجستي ومالي، مستفيدة من رعاية وتوجيه إيران. وتكشف النتائج التي توصلت إليها إسرائيل أن أفراداً تابعين لحماس كانوا يجمعون التبرعات ويعملون وينسقون من تركيا، مستخدمين البلاد كجسر آمن لنقل الأموال وربط شبكات الوكلاء.

تبدو هذه الحالة جزءاً من نمط أكبر: تحدد إيران الدول التي يكون فيها سيادة القانون ضعيفة، والغطاء السياسي متاحاً، والأنظمة المالية قابلة للاختراق، ثم تبني طبقات من البنية التحتية هناك. وعندما لا تواجه هذه الدول عواقب من المجتمع الدولي، تدرك طهران أنه حتى عندما يتصاعد الضغط في الداخل، لا يزال بإمكانها التوسع في الخارج. لا يزال وكلاء إيران راسخين في دول تعزز وجودهم. في العراق، تعمل الميليشيات المدعومة من إيران منذ سنوات مع إفلات تام من العقاب، مما يشكل المشهد الأمني والاقتصادي والسياسي. تسيطر هذه الميليشيات على المعابر الحدودية، وطرق التهريب، والعقود الاقتصادية الكبرى، مما يوفر لطهران تدفقاً من الإيرادات ونفوذاً يتجاوز حدودها بكثير. وفي لبنان، وهو مثال أكثر وضوحاً، يعمل حزب الله أساساً كفرع لإيران بينما يسيطر على الموانئ، والأجهزة الأمنية، والمعابر الحدودية، وجزء كبير من النظام السياسي في البلاد. لقد سمح ضعف لبنان للنظام الإيراني بتحويل البلاد إلى أهم قاعدة أمامية له على حدود إسرائيل مباشرة. يتلقى حزب الله التمويل والتدريب والأسلحة من إيران، ثم يستخدم الشلل السياسي في لبنان لمنع محاسبته.

إذا لم يمارس أحد ضغوطاً على النخب والمؤسسات السياسية اللبنانية، التي تتسامح مع هيمنة حزب الله وغالباً ما تمكنها، فستستمر إيران في الاستمتاع بمعقلها العسكري الدائم في البلاد.

خارج الشرق الأوسط، تعمل الصين على إبقاء نظام إيران في نمط العيش الذي اعتاد عليه من خلال شراء كميات كبيرة من النفط الإيراني، خاصة عند فرض العقوبات ومحاولة المجتمع الدولي فرض قيود إضافية. عندما تمتلك إيران قوة عالمية يسعدها شراء نفطها دون قروط، تفقد العقوبات قوتها في اللحظة التي يحاول فيها المجتمع الدولي خنق سلوكها الإقليمي غير المسؤول. إن الحل بسيط بشكل غير مفاجئ: يحتاج الاتحاد الأوروبي إلى الانضمام إلى الولايات المتحدة في تطبيق ضغط سياسي واقتصادي مباشر ومنسق ومتسق، ليس فقط على إيران ولكن على الحكومات والشركات والمؤسسات التي تساعد إيران في التحايل على القيود. عندما تدرك تلك الدول أن تمكين نظام إيران يأتي على حساب فقدان الوصول إلى أسواق الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بالكامل، فقد تتغير حساباتها.

على الأرجح، لن تضحي أي دولة بفوائد التجارة مع الغرب لمجرد مساعدة طهران على الاستمرار في تدمير الشرق الأوسط. يجب أن يكون الضغط ثقيلاً بما يكفي لإجبار الحكومات في تركيا وقطر والعراق ولبنان وحتى الصين على إعادة النظر فيما إذا كانت العلاقة مع إيران تستحق المخاطر الاقتصادية الهائلة.

إن وقف عدوانية النظام الإيراني يتطلب رؤية أوسع. لن يشعر نظام إيران بالثقل الكامل للضغوط الدولية إلا عندما تُقطع شرايين الحياة الخارجية عنه. عندها فقط يمكن للشعب الإيراني والمنطقة التحرك نحو الاستقرار والأمن والحرية.

** الدكتور مجيد رافيزاده، عالم سياسي، ومحلل متعلم في جامعة هارفارد، وعضو مجلس إدارة مجلة "هارفارد إنترناشيونال ريفيو". ألف عدة كتب عن السياسة الخارجية الأمريكية.**

 

صهيونيّتان وإسرائيلان؟!

حازم صاغية/الشرق الأوسط/20  كانون الأول/2025

ما استخلصه بنيامين نتنياهو واليمينان الدينيّ والقوميّ الإسرائيليّان من عمليّة 7 أكتوبر أنّ القوّة هي الشيء الوحيد «الذي يفهمه العرب»، وأنّ العمليّة المذكورة فرصة وفّرتها «حركة حماس» لتطبيق هذا المبدأ. وهذا الاستخلاص ليس اكتشافاً من صفر بقدر ما هو توكيد لـ«صحّة» ما آمن به دائماً ذاك اليمين حول مركزيّة القوّة وأولويّتها.ومؤخّراً، وفي محاولات لتأصيل نظرة نتنياهو، شاع التذكير بمقالة كتبها، في 1923، فلاديمير (زئيف) جابوتنسكي «عن الجدار الحديديّ»، هو الذي، بعد عامين، أسّس «الحركة التصحيحيّة» المنشقّة عن التيّار الصهيونيّ العريض لحاييم وايزمن وديفيد بن غوريون.

فالتصحيحيّون عبّروا عن مناخات راجت في شرق أوروبا وجنوبها، أكثر قوميّة وعنصريّة في الشرق وأكثر كاثوليكيّة في الجنوب. وهذه لم تُعدم الاستناد إلى أفكار سادت هناك ودارت حول مبدأ القوّة «المقدّسة». وبدورها بدت صهيونيّة المتن العريض أشدّ تعدّداً واختلاطاً في مصادرها حيث كانت الدعوات العمّاليّة والاشتراكيّة واحداً منها. وأهمّ من ذلك أنّ قضيّة دريفوس كانت الحدث المؤسّس لتلك الصهيونيّة، حين اتّهمت القوى اللاساميّة الفرنسيّة، القوميّة والدينيّة، ضابطاً يهوديّاً بريئاً بالتجسّس للألمان، فكان للتزوير هذا أن شقّ فرنسا جبهتين إيديولوجيّتين.

ومقالة جابوتنسكي، وقد سمّاها البعض «مانيفستو الاستيطان»، تنفي كلّ وهم حول نموذج السيطرة والتوسّع المرجوّين. ذاك أنّ «السكّان المحليّين»، متمدّنين كانوا أم غير متمدّنين، يعتبرون أنّ أرضهم وطنُهم ويقاتلون لذلك، ما يصحّ في العرب صحّته في سواهم.

فجابوتنسكي الروسيّ، على عكس البريطانيّ إسرائيل زنغويل صاحب نظريّة «شعب بلا أرض لأرض بلا شعب»، يقرّ بوجود سكّان في فلسطين لكنّه يحيل حسمه إلى القوّة التي تجتثّ كلّ أمل عند الخصم: فـ»كلّ الشعوب الأصليّة في العالم تقاوم المستعمرين طالما أنّ لديها أدنى أمل في التخلّص من خطر الاستعمار». هكذا أخذ الكاتب على المؤسّسة الصهيونيّة تجاهلها الأغلبيّةَ العربيّة في فلسطين وتطلّعاتها، وانتقد اعتقادها «الخاطئ» بأنّ التقدّم التقنيّ وتحسّن الأوضاع الاقتصاديّة التي يُفترض أن يأتي بها اليهود إلى فلسطين يجعلان السكّان العرب يحبّونهم. فهؤلاء الصهاينة «يحاولون إقناعنا أنّ العرب هم إمّا بلهاء نستطيع خداعهم بتقنيع أهدافنا الحقيقيّة، أو أنّهم فاسدون يمكن رشوتهم كي يتخلّوا عن مطلبهم بأن تكون لهم الأولويّة في فلسطين، مقابل امتيازات ثقافيّة واقتصاديّة». لقد آمن جابوتنسكي بأنّ الحركة الصهيونيّة ينبغي ألاّ تُهدر مواردها على أحلام طوباويّة، بل يجب أن ينصبّ تركيزها الحصريّ على بناء قوّة عسكريّة يهوديّة متفوّقة، أي على جدار حديديّ مجازيّ، يُجبر العرب على قبول دولة يهوديّة فوق أرضهم. ولمّا كان «من المستحيل تهجير السكّان الفلسطينيّين»، فإنّه «بمجرّد التخلّص من قيادتهم ومن مقاومتهم المسلّحة والقضاء على كلّ أمل لدى السكّان، يصير ممكناً التحدّث عن إعطاء مَن تبقّى منهم حقوقاً». وكانت آراء جابوتنسكي تقوم على فرضيّة ساهم في بلورتها بنزيون نتانياهو، والد بنيامين ومؤرّخ تجربة اليهود في أسبانيا، والمناضل الصهيونيّ الذي عمل مساعداً لسكرتير جابوتنسكي. وتقول الفرضيّة الذعريّة تلك أنّ اللاساميّة ستستهدف اليهود بغضّ النظر عمّا يفعلون، وهي سوف تستهدفهم حتّى لو تحوّلوا إلى مسيحيّين. أمّا القول بنهاية اللاساميّة في أوروبا ففكرة حمقاء ووهم لا ينتج عنهما سوى تعريض حياة اليهود للخطر.

والراهن أنّنا هنا أمام واقعيّة من صنف الوعي الكئيب الذي دفعته كآبة التاريخ اليهوديّ إلى التشاؤم العميق بالبشر والعداء للتنوير في تفاؤله بالانسان وبالتاريخ كتقدّم يحدثه العلم والتقنيّة ومعهما تعاظم حقوق الأفراد الطبيعيّة. ففي قاموس جابوتنسكي قلّة ثقة بالبشر وبالسياسة والدبلوماسيّة والتفاوض ممّا لا فائدة منها إلاّ بعد إلحاق الهزيمة الماحقة بالعدوّ وفرض أمر واقع عليه. أمّا بناء المواقف على اشتراك الجماعات في نشاط علميّ أو ثقافيّ، أو في مصالح اقتصاديّة جامعة، فلا يستحقّ إلاّ الإزدراء. وحتّى 1938 ظلّت إيطاليا الفاشيّة الحليف الأكبر لـ«الحركة التصحيحيّة» التي تبنّت حركتُها الشبابيّة «بيتار» رموز الفاشيّة الإيطاليّة وأزياءها وتحيّتها وبُنيتها شبه العسكريّة. وقد تبادل موسوليني وجابوتنسكي الرسائل التي تؤكّد على التوازي والتلازم بين الحركتين، توكيدها على إعجاب واحدهما بالثاني. ذاك أنّ وجود صهيونيّة فاشيّة في فلسطين هو، كما رأى الدوتشي، وجود لحليفٍ يناهض النفوذ البريطانيّ في المتوسّط. وكان من ثمار علاقتهما إنشاء إيطاليا لـ«بيتار» أكاديميّةً بحريّة حيث تولّى ضبّاط إيطاليّون تدريب كوادرها. لكنّ هذا التعاون انتهى في 1938 حينما سنّ موسوليني، المتحالف مع هتلر، القوانين العرقيّة في بلده، نزولاً عند رغبة الحليف الأكبر بعدما غدا صاحب اليد الطولى في تحالفهما. هكذا طُرد من الحزب الفاشيّ كلّ الأعضاء اليهود وعُطّلت المؤسّسات اليهوديّة بما فيها الأكاديميّة البحريّة. ولن يكون صعباً اكتشاف التركة الجابوتنسكيّة في نتنياهو المتمسّك بمبدأ السيطرة العسكريّة الدائمة وكراهية التفاوض ورفض الإقرار بأيّ حقّ للفلسطينيّين. لكنْ إذا صحّ أنّ التمييز بين الصهيونيّتين خسر اليوم الكثير من معناه، وهذا لأسباب لا تتّسع لها هذه العجالة، فالمؤكّد أنّ التذكير به يبقى مفيداً في عالم الهويّات المطلقة الراهن والذي يُصوّر كشيء خالد.

 

المغتربون سيردّون بكثافة قياسية وتحضيرات تشي بمفاجآت...الانتخابات المقبلة: حسابات ثأرية ومعارك طاحنة

جومانا زغيب/نداء الوطن/21 كانون الأول/2025

صحيح أن الجو الانتخابي في المغتربات وديار الانتشار لا يوحي بحماوة ملحوظة حتى الآن، لكن الصحيح أن المغتربين في مختلف القارات والبلدان يتابعون عن كثب التطورات المتعلقة باقتراعهم وما يرافقها من تجاذبات حادة، علمًا أن كثيرين منهم يستغربون الأسباب الكامنة وراء افتعال عرقلة الاقتراع للمقاعد الـ 128 من حيث يقيم المغتربون كما حصل في الدورتين السابقتين، باعتبار أن الاقتراع للمقاعد الستة هو أقرب إلى مسرحية غير مقنعة منطقيًا ولو دافع عنها البعض لأسباب سياسية.

وتكشف معلومات أن مجموعات الضغط اللبنانية في الخارج تعد خطة جديدة لاستكمال الحملة التي سبق وأطلقتها دعمًا لتعديل قانون الانتخاب كما هو وارد سواء باقتراح القانون أو بمشروع القانون الذي أحالته الحكومة على المجلس النيابي. والملفت أن الكنيسة أدت دورًا مهمًا في حض المنتشرين على الاستعداد للمشاركة في الاستحقاق النيابي، وعلى الدفع في اتجاه الحفاظ على حقهم بالاقتراع من حيث هم للمقاعد الـ 128. وموقف الكنيسة الذي عبر عنه مرارًا البطريرك مار بشارة بطرس الراعي ومجلس المطارنة الموارنة وكنائس أخرى، يندرج في إطار التأكيد على ثوابت لا تقبل المساومة.

فالكنيسة لا تقارب المسألة من الباب السياسي الضيق، بل من منطلق وطني ومبدئي، خلاصته أنها ترفض أي محاولة وتحت أي مسوّغ لإبعاد المغتربين عن وطنهم وتاريخهم وتراثهم وأهلهم ومقدساتهم. ولذلك، وكما يقول أحد مطارنة الاغتراب، فإن بدعة المقاعد الستة تكرس قطع الروابط بين لبنان المقيم ولبنان المغترب، وتجعل المنتشرين وكأنهم يقترعون لنواب ينتمون إلى بلدان الانتشار وليس إلى لبنان، بينما الاقتراع للنواب الـ 128 من حيث يقيمون، يعني استمرار ارتباطهم بالوطن الأم وبأهلهم وهمومهم ويشكل اعترافًا بأنهم مواطنون كاملو المواصفات لهم ما لهم من حقوق وعليهم ما عليهم من واجبات. ويوضح المطران نفسه أن أغلبية المغتربين المسيحيين وغير المسيحيين في البلد الذي تقع فيه أبرشيته غادروا لبنان قسرا بسبب ممارسات وسياسات من هجّرهم ولو بشكل غير مباشر نتيجة الحروب العبثية، ونتيجة الفساد الذي أدى إلى الانهيار المالي والاقتصادي، وبالتالي هل يكافأ المغتربون الذين يمثلون الرافد المالي والاجتماعي الأساسي للمقيمين، بإبعادهم أو بتهجيرهم للمرة الثانية عن وطنهم؟

ويلفت المطران إلى أن المسيحيين هم أكثر من هاجروا بسبب الظروف الضاغطة والمآسي التي عانوها والقلق على مستقبل أولادهم، الأمر الذي فاقم الخلل الديموغرافي، ولذلك لا يمكن للكنيسة أن تسلّم بهذا الأمر الواقع بل ستجهد دائما لدعم عودة الدولة السيدة والعادلة تحت عنوان الشراكة الفعلية لكي يبقى الأمل بعودة عدد كبير من المغتربين الذين يتمنون هذه العودة إذا ما توافرت ظروفها الموضوعية. إشارة إلى أن المطارنة في الخارج أدوا قسطهم للعلى ووزعوا بيانهم الخاص بالاغتراب على جميع الرعايا وركزوا كثيرًا في عظاتهم على ضرورة الحفاظ على حق الاغتراب في الارتباط بوطنه انتخابيًا، علمًا أن ثمة نوعًا من الفتور لدى بعض الكهنة الذين لم يكونوا على مستوى الالتزام بالتوجيهات في هذا الخصوص. وبالعودة إلى المجموعات الاغترابية الضاغطة في مختلف القارات، فإنها تتخطى العشرين عددًا وهي تمثل المجتمع المدني والقوى السيادية ولكن من دون أي صفة أو يافطة حزبية، وتتحرك بشكل دائم دعمًا لتعديل قانون الانتخاب، علمًا أن لدى البعض نوعًا من اللوم الهادئ على رئيس الحكومة الذي للعديد من تلك المجموعات علاقة طيبة معه كونها تنتمي إلى الجو التغييري الذي يُحسب الرئيس نواف سلام عليه بدرجة أو بأخرى.

أما في ما خص الأحزاب السيادية، فإن "القوات اللبنانية" التي تلعب دور رأس حربة في هذا المجال، تستعد بقوة لمختلف الاحتمالات، سواء لإعادة العمل بالاقتراع من الخارج للدوائر الخمس عشرة في لبنان، أو حتى لاقتراع المغتربين في لبنان ما يجعلهم مضطرين الى الانتقال من بلدان إقامتهم إلى وطنهم الأم، باعتبار أن الاقتراع للمقاعد الست من رابع المستحيلات. ولا تخفي أوساط القوات "عمل المستحيل" لتأمين اقتراع أكبر عدد من المغتربين مهما كلف الأمر، للرد على الاستخفاف النافر بالدستور والأصول، وعلى محاولة تهميش الصوت الاغترابي خشية مساهمته في تعزيز التمثيل السيادي.

وما لا تقوله أوساط "القوات" يشير إليه استطلاع بقي طي الكتمان، لكن ما استُشف منه أن نسبة ساحقة من المغتربين تريد المشاركة أيًا كانت الظروف وأنها منذ اليوم حسمت خيارها، بل إن الدراسة أشارت إلى احتمال حصول مفاجآت في بعض الدوائر، لتبقى تفاصيل نتيجة الاستطلاع لدى الجهة التي طلبته وهي ليست جهة حزبية في أي حال. وإذا كانت الأجواء توحي بناء على ذلك بمعارك طاحنة وحسابات ثأرية تشمل معظم القوى السياسية، فإن الفريق السيادي الذي تتصدره "القوات اللبنانية" يبدي ثقة كبيرة حيال التوقعات، لا سيما وان اصطفاف قوى مختلفة ومن مختلف المشارب والصفات في وجه الفريق السيادي، إنما ينعكس إيجابًا على هذا الفريق. وتبقى ملاحظة مفادها أن هناك محاولات خبيثة تستهدف في ما تستهدف الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم والتي تعنى بتمثيل المغتربين وبشؤونهم وشجونهم، وتتمسك بتعديل قانون الانتخاب، وهي الجامعة المنتشرة في مختلف ديار الاغتراب ويترأسها روجيه هاني ويتولى جورج أبي رعد أمانتها العامة، فيما يسعى "الثنائي الشيعي" في المقابل إلى ضرب صدقيتها من خلال دعم الجامعة الأخرى المزعومة، لدرجة أنه تم تنصيب رئيس مسيحي لها للإيحاء بأنها جامعة غير طائفية، علمًا أنها موجودة غالبًا في أفريقيا ولديها وجود ضعيف ومتفرق في بعض البلدان الأخرى، ويسيطر عليها "الثنائي الشيعي" قرارًا وانتماء، وتتولى بث معطيات مغلوطة بهدف تعطيل اقتراع المغتربين للدوائر الـ 128 .

 

عام على وقف إطلاق النار: "حزب الله" بين الالتزام المعلن والخرق المقنّع

جوسي حنّا/نداء الوطن/21 كانون الأول/2025

عامٌ على اتفاقية وقف إطلاق النار الذي قدّم للبنانيين على أنه خشبة الخلاص لاحتواء الحرب جنوبًا وإعادة الحدّ الأدنى من الاستقرار إلى بلد ينهار على كل المستويات. لكن بعد اثني عشر شهرًا، لم يعد السؤال افتراضيًا أو سياسيًا، بل واقعيًا وملحًّا: هل التزم "حزب الله" فعليًا بالاتفاق، أم استخدمه كغطاء مؤقت لإدارة التوتر؟منذ اليوم الأول، سارع "حزب الله" إلى إعلان التزامه بالاتفاق، غير أن الواقع كان معاكسًا فخطابات أمينه العام لم تعكس يومًا هذا الالتزام. بل جاءت مشبعة بلغة التحدّي والتهديد والوعيد، وكأن وقف إطلاق النار ليس سوى هدنة تكتيكية، أو استراحة محارب، بانتظار تبدّل اللحظة الإقليمية المناسبة.

هذا التناقض بين الخطاب الرسمي والممارسة الفعلية لم يكن تفصيلاً عاديًّا بل شكّل المؤشّر الأول إلى أن الحزب لا يتعامل مع الاتفاق بوصفه التزامًا وطنيًا أو دوليًا، بل كأداة ظرفية يوظّفها وفق حساباته الخاصة، بعيدًا عن أي اعتبار لمصلحة الدولة أو اللبنانيين.

سياسيًا، يصرّ الحزب على أن خلافه محصور بإسرائيل، لا بالدولة اللبنانية. عمليًا، أبقى خطوط الاشتباك مفتوحة، سواء عبر تصريحات نارية متلاحقة أو تحرّكات ميدانية محسوبة بعناية. فصحيح أن هذه الخروقات بقيت دون عتبة الانفجار الكبير، لكنها لم تكن بريئة ولا عشوائية، بل رسائل مدروسة تؤكد حقيقة واحدة: قرار الحرب والسلم ما زال محصورًا بيد "حزب الله" وحده والدولة غير قادرة على سحب السلاح خلال المدة الزمنية المتفق عليها.

بل أكثر من ذلك، وفّر الحزب، الذرائع المتكرّرة لإسرائيل، عبر خطابات أمينه العام الشيخ نعيم قاسم التي لم تتوقف عن التلويح بالجاهزية العسكرية والعودة إلى المواجهة، ما حوّل وقف إطلاق النار إلى حالة هشّة معلّقة على مزاج الخطاب لا على نص الاتفاق.

أخطر ما في المشهد أن "حزب الله" لم يسمح، طوال عام كامل، بأن تكون الدولة اللبنانية المرجعية الأمنية الوحيدة كما يفترض أي اتفاق سيادي. لم تُعزَّز صلاحيات المؤسسات الرسمية، ولم يُسلَّم القرار الميداني للجيش، بل استمر الحزب في إدارة الأمن وفق منطق الأمن الذاتي، من خارج القنوات الشرعية. وفي كل إطلالة إعلامية، يخرج أمينه العام ليؤكد الجهوزية الكاملة للحرب، وإعادة تنظيم المعسكرات، وتطوير القدرات العسكرية، وكأن الاتفاق لم يكن أكثر من ورقة بلا قيمة.

أما الخطاب السياسي، فقد بقي مشحوناً تجاه إسرائيل والولايات المتحدة وحتى دول عربية، في تناقض فاضح مع روح أي اتفاق يهدف إلى خفض التصعيد. ورغم أن الكلام لا يُعد خرقًا عسكريًا مباشرًا، إلا أنه شكّل جزءًا أساسيًا من مناخ التوتر الدائم، ورسالة واضحة برفض أي ترتيبات تحدّ من دور “المقاومة” أو تُخضع سلاحها لأي إطار وطني جامع. هكذا بدا الاتفاق شكليًا في التطبيق، فارغًا في الجوهر. فالحزب تعامل معه كقيد مفروض على سلاحه، لا كآلية لحماية لبنان، واستمر في فرض معادلته الخاصة على حساب الدولة لانه بكل بساطة لا يحترم الدولة وأكثر لأن قراره يأتي بشكل واضح من ايران. النتائج كانت كارثية على الداخل اللبناني فكان هناك قلق دائم في الجنوب من اعادة الحرب خاصة مع ورود معلومات بمرحلة جديدة سيكون عنوانها الحرب الكبرى، شلل في إعادة الإعمار والاستثمار، اهتزاز الثقة الدولية بقدرة لبنان على احترام التزاماته، وتعميق الانقسام الداخلي حول السلاح ودور الحزب. نستطيع القول انّ وقف إطلاق النار لم يتحوّل إلى فرصة للاستقرار، بل إلى مرحلة انتظار مشوبة بالخوف. يمكننا القول إنّ الخلاصة باتت واضحة، "حزب الله" لم يلتزم باتفاق وقف إطلاق النار إلا بالقدر الذي يخدم مصالحه وتطلعاته. أما الخروقات، والخطاب التصعيدي، واستمرار العمل خارج مؤسسات الدولة، فكلّها تؤكد أن الاتفاق كان مساحة مناورة مؤقتة بانتظار تغيّر الظروف الإقليمية ولم يكن يومًا التزامًا وطنيًا جامعًا. ختامًا يبقى السؤال الأكبر الذي يتجاهله كثيرون، كيف يمكن لأي اتفاق أن يصمد في بلد تحتكر فيه ميليشيا مسلحة مصنفة ارهابية وتطبق اجندة إيرانية وحدها القرار العسكري والسياسي؟

حتى يومنا هذا فإنّ الجواب محسوم. طالما بقي السلاح خارج الدولة، سيبقى أي اتفاق هشّاً، وأي وقف لإطلاق النار مؤقتًا، وأي حديث عن الاستقرار مجرّد وهم.

*ناشطة السياسية والاجتماعية

 

أزمة وطنية بصوت طفولي

د. بولا أبي حنا/نداء الوطن/21 كانون الأول/2025

في لبنان، يكفي فيديو صُوِّر داخل مدرسة، وبصوت أطفال، كي تتحول البلاد إلى ساحة ذعر سياسي وأخلاقي. لا لأن ما قيل يهدد السلم الأهلي فعلًا، بل لأن النظام نفسه هش إلى درجة أن أي تعبير ثقافي غير مألوف يُقرأ فورًا كتهديد وجودي. هكذا تحوّل مشهد تمثيلي داخل ثانوية مناهج العالمية في طرابلس إلى أزمة وطنية مفتوحة. الضجة التي أعقبت انتشار الفيديو لم تكن متناسبة مع الحدث بقدر ما كانت كاشفة لخلل أعمق. بلد يعجز عن إدارة أزماته البنيوية، من الاقتصاد إلى السيادة، وجد في فيديو مدرسي فرصة لاستعراض حساسيته المفرطة تجاه الاختلاف. وكأن المشكلة ليست في الدولة، بل في أطفالها.

وسط هذا الانفلات الخطابي، صدر بيان لجنة أهالي "ثانوية مناهج العالمية"، فجاء مختلفًا عن معظم ما قيل. لم ينكر الواقع، ولم يناور لغويًا، بل سمّى الأمور بأسمائها. قالت اللجنة بوضوح:

"نحن لم نعهد على ثانويتنا الحبيبة… أن تلقنهم إلا كل كلمة طيبة وكل ما يظهر ديننا الحنيف بتعاليمه السمحة."وأضافت أن ما ورد في الفيديو "لا يعني كرهًا لهم أو عدم تعايش معهم"، معتبرة أن ما قُدّم "مجرد تعليمات تُعطى لصغيراتنا لعدم المشاركة في أعياد الآخرين". هذا الموقف، سواء اتُّفق معه أو رُفض، يعكس وعيًا سياسيًا غائبًا عن الخطاب العام: الدفاع عن الحق في التعبير الثقافي من دون الوقوع في خطاب الكراهية، ورفض تحويل القناعات الدينية الخاصة إلى تهمة عامة. اللجنة ذهبت أبعد، حين تساءلت علنًا: "هل خالف هذا الفيديو في محتواه تعاليم ديننا الحنيف أو حضّ على الكراهية بأي شكل من الأشكال؟" في علم السياسة، لا تُقاس قوة الدول بقدرتها على قمع التعبير، بل بقدرتها على استيعابه. جون ستيوارت ميل رأى أن المجتمع الذي يخاف من الأفكار المختلفة هو مجتمع غير واثق من نفسه. أما لبنان، فيبدو أنه يخاف من نفسه قبل أي شيء آخر.

المفارقة أن الدولة التي لم تنجح في بناء هوية سياسية جامعة حقيقية، ما زالت تطالب الناس بالتصرف وكأن هذه الهوية موجودة. هنا يصبح الفيديو ذريعة، لا سببًا. السبب الحقيقي هو نظام سياسي بُني على إنكار التعدد بدل تنظيمه. أرند ليبهارت شدد على أن المجتمعات المنقسمة تحتاج إلى إدارة توافقية تعترف بالاختلاف وتحميه، لا إلى خطابات وحدة وطنية تُستخدم فقط عند الأزمات.لبنان، منذ تأسيسه، يعيش على هذا التناقض. يطالب بالذوبان في هوية واحدة، لكنه يُنتج الانقسام عند كل تفصيل. وكما قال ابن خلدون، الدولة التي تتعدد فيها العصبيات من دون عقد سياسي واضح، تبقى في حال اضطراب دائم. الفيديو لم يخلق هذا الاضطراب، بل كشفه. التهكم المرّ أن المؤسسات التي يفترض أن تكون محمية من الاستثمار السياسي، كالمؤسسات التربوية، تتحول فجأة إلى ساحات صراع رمزي. لجنة الأهل نفسها نبهت إلى ذلك حين تحدثت عن "محاولات بائسة سبقتها محاولات كثيرة استهدفت مدينة طرابلس"، مؤكدة رفضها "التدخلات الخارجية التي تحمّل الأمور ما لا تحتمل". هنا لا بد من قول ما يُتجنّب عادة: للمخرج، والكاتب، والمشاركين في أي عمل تمثيلي أو تربوي كامل الحق في التعبير عن ثقافتهم وقناعاتهم. هذا حق لا يُلغى بذريعة العيش المشترك، بل يُنظَّم بالقانون. المشكلة ليست في التعدد، بل في نظام سياسي يطالب بالتعايش من دون أن يؤمّن شروطه.

التوصيات لا يمكن أن تكون وعظية.

أولًا، الاعتراف الصريح بأن لبنان ليس مجتمعًا متجانسًا، وأن التعدد واقع لا شعار.

ثانيًا، حماية حرية التعبير الديني والثقافي ضمن أطر قانونية واضحة تمنع التحريض ولا تجرّم القناعة.

ثالثًا، تحييد المدارس عن الاستثمار السياسي والأمني. وأخيرًا، فتح نقاش جدي حول النظام السياسي نفسه، لا حول أعراض فشله.في لبنان، لا تخاف الدولة من الفتنة بقدر ما تخاف من الاعتراف بعجزها. لذلك، كلما تكلّم الأطفال، ارتبك الكبار.

*أستاذة جامعية

 

الحزب الى ما بعد بعد شمال نهر بيروت

أحمد عياش/نداء الوطن/21 كانون الأول/2025

أطل الأمين السابق لـ"حزب الله" حسن نصرالله في 19 حزيران 2024، أي قبل أكثر من ثلاثة أشهر بقليل من اغتياله على يد إسرائيل، ليتحدث عن قدرة الحزب على الوصول إلى ما بعد حيفا ولو عن طريق مسيّرة تصوّر عمق إسرائيل. وراح يقول خلال الاحتفال التأبيني للقائد العسكري في الحزب طالب عبد الله (أبو طالب) وهو في حالة انشراح لا تفارق الابتسامة وجهه: "لدينا ساعات طويلة عن تصوير حيفا وجوار حيفا وما قبل حيفا وما بعد حيفا وما بعد بعد حيفا". لم يعش نصرالله بعد ذلك الخطاب ليرى أن حزبه الذي يتطلع للدخول الى عمق الدولة العبرية هو على وشك أن يصبح خارج جنوب نهر الليطاني الى الأبد بدءًا من العام الجديد أي بعد أيام. وقد ثبّت أمس رئيس الحكومة نواف سلام هذا الموعد رسميًا خلال اجتماعه رئيس الوفد اللبناني المفاوض في لجنة "الميكانيزم" السفير سيمون كرم، الذي أطلعه على تفاصيل الاجتماع الأخير للجنة ونتائجه.

وأكد سلام أن "المرحلة الأولى من خطة حصر السلاح المتعلقة بجنوب نهر الليطاني باتت على بُعد أيام من الانتهاء"، وان "الدولة جاهزة للانتقال إلى المرحلة الثانية، اي إلى شمال نهر الليطاني، استنادًا إلى الخطة التي أعدّها الجيش اللبناني بناءً على تكليف من الحكومة".

وقع كلام الرئيس سلام كالصاعقة على رأس "حزب الله" الذي هاله أن تبدأ مرحلة خروجه من الجنوب الذي لا يعود جنوبًا إذا ما حذفت منه المنطقة الحدودية بين نهر الليطاني وبين الحدود الدولية مع إسرائيل. وقد تعاملت قناة "المنار" التلفزيونية التابعة للحزب مساء أمس مع كلام سلام فقالت في مقدمة نشرتها المسائية: "ان الضاربين َنهاية َالعام مواعيد َللانتقال الى مراحل َأخرى من التنازل اللبناني – أو المهوّلين َبالسيفِ الصهيوني ِوالعصى الأميركي- لا يزالون متحللينَ من كل واجب ٍوبعيدينَ عن ممارسةِ أي لونٍ من المسؤوليات الوطنية، ولا يبالون بأيِ مصير ٍيُؤخَذ إليه لبنانُ بكل أبنائه، وليس بيروتُه وجنوبُه وبقاعُه فقط...".

ثم قالت القناة في تقرير : "المفارقة تكمن في مواقف بعض اللبنانيين التنازلية رغم استمرار الاعتداءات الإسرائيلية، والتفلت من أي التزامات في الميكانيزم وخارجها، كموقف رئيس الحكومة نواف سلام قبل أيام من انتهاء العام، حيث أعلن أن الدولة اللبنانية جاهزة للانتقال إلى المرحلة الثانية أي شمال الليطاني استنادًا إلى خطة الجيش، وهو ما يطرح سؤالًا عن جدوى هذه السياسة التنازلية أمام العدوانية الإسرائيلية والرعاية الأميركية لها، وعمّا إذا كان في ذلك تعارض مع تقرير الجيش الذي أكد أمام الاجتماع الأخير للميكانيزم وأمام الجميع، أن 93 في المئة من الخطة أنجز من دون أي خطوة مقابلة من العدو الإسرائيلي فيما يتعلق بالنقاط المحتلة أو وقف الاعتداءات؟"

يستحق البيان الذي أصدرته السفارة الأميركية بعد اجتماع اللجنة التقنية العسكرية للبنان (الميكانيزم) الخامس عشر إعادة القراءة، والذي حمل عنوان "تقدّم متوازٍ في المسارين الأمني والاقتصادي". فقد تجاهل البيان موضوع وجود "حزب الله" في منطقة عمليات اللجنة، أي جنوب الليطاني أو شماله، فقال إن الاجتماع الجمعة كان "لمواصلة الجهود المنسّقة دعمًا للاستقرار والتوصّل إلى وقف دائم للأعمال العدائية." وخص البيان بالاهتمام "تعزيز قدرات الجيش اللبناني، الضامن للأمن في قطاع جنوب الليطاني"، بالقول إنه "أمر أساسي للنجاح" وفي الوقت نفسه، ركز بيان السفارة الأميركية على محادثات الجانبين المدني اللبناني والإسرائيلي قائلا: "ركّز المشاركون المدنيون على تهيئة الظروف للعودة الآمنة للسكان إلى منازلهم، ودفع جهود إعادة الإعمار، ومعالجة الأولويات الاقتصادية. وأكّدوا أن التقدّم السياسي والاقتصادي المستدام ضروري لتعزيز المكاسب الأمنية وترسيخ سلام دائم". وخلص بيان السفارة الأميركية الى القول: "معًا، أكد المشاركون مجددًا أن التقدّم في المسارين الأمني والسياسي يظل متكاملًا ويُعد أمرًا ضروريًا لضمان الاستقرار والازدهار على المدى الطويل للطرفين، وهم يتطلّعون إلى الجولة القادمة من الاجتماعات الدورية المقررة في العام 2026."

إستنادًا إلى بيان السفارة التي يتولّى رأس الهرم فيها أميركي - لبناني يتكلم العربية كما الانكليزية بطلاقة هو ميشال عيسى، يتبين أن الولايات المتحدة الأميركية تتطلّع إلى لبنان، وليس الجنوب فقط، خاليًا من "حزب الله" إنطلاقا من أن الأخير لا يشبه إطلاقا ما بحثته الميكانيزم بدءًا من إنهاء التوتر في المنطقة الحدودية بين لبنان وإسرائيل وصولًا الى "ترسيخ سلام دائم" كما جاء في بيان السفارة. أتت آخر الشواهد على أن "حزب الله" ينتمي إلى زمن شارف الأفول، بالاعترافات التي ادلى بها القيادي في الحزب عماد أمهز خلال استجوابه في إسرائيل التي أسرته قبل عام خلا. وقدمت إسرائيل الأسير في تسجيل بوصفه "الضابط في الذراع العسكرية لـ"حزب الله". واعترف الأخير بصوته وصورته بأنه قاد قوات سلاح بحرية تابعة للحزب ولإيران وتنطلق من بيروت لتنفيذ عمليات ضد أميركا وغيرها من دول الغرب. وقال أمهز في شريط فيديو انه كان هناك مشروع بحري سري لـ"حزب الله"، واصفًا إياه بأنه أحد أكثر المشاريع حساسيةً وسريةً داخل التنظيم. ووفق المعطيات التي كُشف عنها، فإن هدف المشروع تمثل في إنشاء بنية تحتية منظمة لتنفيذ عمليات في البحر، تحت غطاء أنشطة مدنية، بما يتيح استهداف مصالح وأهداف إسرائيلية ودولية في المجال البحري. وكانت وحدة الكوماندوز البحري التابعة للجيش الإسرائيلي نفّذت عملية خاصة أُطلق عليها اسم "من وراء الخطوط"، في بلدة البترون شمال لبنان، على بعد 140 كيلومتراً من الشواطئ الإسرائيلية، واعتقلت عماد أمهز الذي قال إن الوحدة البحرية لـ"حزب الله" تمكنت من تنفيذ عشرات العمليات السرية، بينها استخدام النقل البحري المدني للجنود وتفعيل دوريات وتنفيذ عمليات ضد إسرائيل وعمليات مراقبة وتجسس للبحرية الأميركية والغربية في البحر المتوسط. تغيّر الزمن في صورة مذهلة منذ أن تباهى نصرالله بالوصول الى ما بعد بعد حيفا، إلى إعلان الرئيس سلام أمس أن "المرحلة الأولى من خطة حصر السلاح المتعلقة بجنوب نهر الليطاني باتت على بُعد أيام من الانتهاء". ويوحي هذا التغيّر بأن عبارة "شمال الليطاني" الذي يعتبرها "حزب الله" حاليًا خط الحدود لمشروعه، في طريقها الى الزوال الى درجة انه ليس مستبعدًا ان يبدأ الحزب الحديث في المدى المنظور عن شمال نهر بيروت، الحد الجغرافي بين العاصمة وجبل لبنان، باعتباره الحدود المقبلة بين "حزب الله" وإسرائيل!

 

مَنْ للشّيعة بعد نبيه بري؟

محمود وهبة/المدن/21 كانون الأول/2025

الداخل إلى الأوساط الشيعيّة بعد حرب الإسناد يدركُ بين ضيعة وأخرى، مدى انتقال محوريّة الكلام من الحزب إلى شخص نبيه بري. مَن هو الذي كان يتخيّل أن يصبح سؤال الشيعة، مَنْ لنا بعد نبيه بري؟ ربما كانت الفرضيّة قبل الإسناد معكوسة، مَنْ للشيعة بعد السيد حسن نصرالله؟  انقلبتْ الأدوار وصار بري البوصلة التي ينظرُ إليها الشّيعة كلّ يوم. الانتقال من ضيعة إلى أخرى في قرى ودساكر النبطيّة والجوار، عدشيت القصيبة كفرتبنيت وغيرها، يكشفُ حجم تعاظم الحديث عن الخلاص على يد نبيه بري. بات الرّجل بعد المقتلة الشيعيّة الأخيرة خشبة خلاص الطائفة. تتعدّد التسميات والتشابيه التي يُطلقونها عليه، دولة رئيس مجلس النواب، الزّعيم السياسي، وغيرها من القصائد الكثيرة، ولكن التّمحيص قليلاً يقول بأنّه باتَ لأبناء الطائفة آخر صمام أمان فعليّ. ليس غريباً أن تتجه الأنظار الشيعيّة إلى بري على هذه الشّاكلة. فالرّجل الذي حافظ على مصالح الطائفة داخل الدولة، ويحاولُ من بداياته الموازنة بين القوة العسكرية للطائفة وبين الانكشاف أمام الداخل والخارج، والضامن الحقيقي لحضور شيعي فاعل في مؤسسات الدولة، كلّ هذا يضعهُ اليوم في المكان الذي هو فيه. بلا خجل ولا مواربة.

بعد نبيه بري

من الصعب الحديث أو السؤال عن مرحلة ما بعد نبيه بري، ولكن لا بأس بالمحاولة. السؤال الذي يتراءى بقوّة أمامنا اليوم ويتعذّر على كثيرين طرحه، خوفاً أو مراعاةً أو ما شاكل، من سيحمي الشيعة بعد بري؟

العودة بالذاكرة قليلاً، إلى ما قبل اتفاق الطائف 1989، تكشفُ أنّ الطائفة الشيعية كانت شبه محرومة من أي تمثيل حقيقي داخل الدولة. المناطق الشيعيّة، آنذاك، في الجنوب والبقاع كانت واقعة في التهميش والحرمان اقتصادياً واجتماعياً. ينسحب ذلك على الشّق السياسي الذي كان لا يمانع من ترك الشيعة على هامش السلطة. رغم ذلك برزت قيادات محليّة وزعامات تقليديّة وعائلات محاولةً سدّ الفراغ، لكنها لم تستطع توفير حماية فعلية لمصالح الطائفة على المستوى الوطني.

نبيه بري، منذ الحرب الأهلية وحتى اليوم، لعب دور الوسيط الذكي الذي حافظ على هذا التوازن، وربط مصالح الطائفة بالمؤسسات. استفاد من الطائف واستطاع إعادة الاعتبار للشيعة وكرّس حضورهم في الدولة. الشيعة اليوم حاضرون من خلال نصوص واضحة في الدستور اللبناني، وبخاصة المواد المتعلقة بالمشاركة السياسية والمساواة بين الطوائف، أصبح للشيعة تمثيل دائم ومؤسساتي. أمام فائض القوة العسكري والأمني الذي قاده الحزب لعقود، وأمام غياب التمثيل السياسي المدني. يواجه الشيعة تحديات مزدوجة. أولها الانكشاف الذي يترك الطائفة عرضة للاستنزاف الاجتماعي والاقتصادي والسياسي. حركة أمل وبالرغم من محاولاتها الحثيثة، مسنودةً بدورها التقليدي داخل الدولة، ستواجه قيوداً في الحفاظ على توازنها بعد رحيل زعيمها. وفي الوقت نفسه، تواجه تحديات صعبة في الاستمرار دون قيادة واضحة، ما يضاعف الانكشاف أمام الداخل والخارج. لكنّ السؤال هنا ما الذي يمنع بري ومن خلفه حركة أمل من التحضير لوراثة سياسية؟ مَنْ الذي يخلِف بري مثلاً؟ ما هي الأرضية التي سيكون عليها جمهور أمل، والشيعة بطبيعة الحال، بعد رحيله؟

قطعاً لا يُطرح السؤال هنا بوصفه بحثاً عن وريث، ولا حتى تمريناً في تسمية الخلفاء، على كثرتهم في دائرة أمل. غياب نبيه برّي، متى وقع، سيكون في بداياته فراغاً شخصياً وسيتحوّل تدريجياً إلى آلية لدى الطائفة تبيّن قدرتها في إدارة انتقالها السياسي. تدخل الجماعة في حدادها الرمزي، تقطع أربعينها، ولا تلبث أن تعود إلى السياسة كما اعتادت، على إنتاج شخصية أو صيغة قادرة على إدارة التوازنات لا تكرار التجربة، وكلّ ذلك رهينٌ بتوازنات المنطقة وبالصورة/الدور التي يجب أن يكون الشيعة عليها في العقود القادمة. يغدو نبيه برّي هكذا، أقل من شخص ويُقارب إلى حدّ كبير الوظيفة السياسيّة، وظيفة ستُعيد الطائفة الشيعيّة استنساخها وإعادة صياغتها. هذه الطائفة التي لم تُبنَ تاريخياً على فرد، وإنّما على قدرة هائلة ومستمرة على الإفراز وإعادة التموضع.

طاولة بري

كيف يمكنُ لحالة الاعتراض الشيعيّة أن تخرج من موقع الاحتجاج الأخلاقي إلى الفعل السياسي؟ قد يكون الكلامُ فجاً ولكن ربما عليها أن تبدأ من بري. ببساطة لأنّه حين نسأل عن عقدة النظام الشيعي القائم بعد حرب الإسناد لا نجدُ سوى بري جواباً. من هنا يغدو الرجل خصماً وحليفاً. ويصير القفزُ فوقه مجرّد حالة إنكار تؤدي حتماً إلى إلى إعادة إنتاج العزلة نفسها. غير أنّ هذا المسار المعدّ للاعتراض الشيعي، لا يمكن له أن يبدأ من دون اعتراف صريح بأنّ الحزب، بخياراته الأمنية والإقليمية، دمّر الطائفة قبل أن يدمّر الدولة، وحوّل شيعته إلى جماعة منكوبة، محاصَرة بالخوف ومعزولة عن فكرة البلد وإمكان قيامه. هذا الاعتراف ليس جلداً للذات، هو شرطٌ سياسي للانتقال من حالة الاعتراض إلى البناء. هكذا فقط، يمكنُ للاعتراض الشيعي أن يجلسَ مع نبيه برّي على الطاولة نفسها. الجلوس لا يعني تصفية الحسابات ولا إبرام تسويات آنية "عالقطعة"، وإنّما هي محاولة شيعيّة أخيرة لرسم خارطة جديدة للطائفة. خارطة تُعيد تعريف الدّور الشيعي بعد استلابه، وتفصل بين الطائفة وصفة المغامرة، بين السّياسة ومصير بلد بأكمله.

آفاق "الاعتراض الشّيعي"

لا يجوز أن يكون ختام هذا النقاش عودةً إلى "الاعتراض الشيعي" بوصفه بديلاً عن السياسة. فالمشكلة الأعمق اليوم لا تكمن في غياب الأصوات، بل في النقص الحاد في المعنى السياسي داخل الطائفة بعد احتكار المجال العام بالثنائي وحده. هكذا تُختزل السياسة في قوتين مغلقتين، وتُجرَّد الجماعة الشيعيّة من قدرتها على إنتاج التعدّد، ويُختصر المستقبل بخيارات أمنيّة. في هذا السياق، لم تنجح "المعارضة الشيعية" في أن تكون أكثر من ردّة فعل. كلام أشبه بخطاب احتجاجي، أخلاقي في ظاهره، لكنه عاجز عن التحوّل إلى مشروع. لذلك يصعب تخيّلها وريثاً لدور نبيه برّي. ليس لأنّ الرجل لا يُستنسخ، وإنّما لأنّ الإرث الذي سيخلّفه الرجل هو إرث سياسي مؤسّسي، يستلزم لغة تواصل، وقدرة على إدارة التناقض، لا مجرّد الوقوف في موقع الضدّ. عمل الثنائي، بوعي أو بدونه، على تحجيم الحياة السياسية داخل الطائفة وحصرها به وحده، مانعاً بالقوّة، نشوء شركاء أو وسطاء أو حتى مناطق رمادية. لتصبح "الحصرية الشيعية" واقعاً، وتُغلق الأبواب أمام أي تجربة قد تُنتج توازناً داخلياً. وفي هذا المشهد، كان نبيه برّي، عملياً، باب الشيعة إلى العالم: القناة التي تمرّ عبرها التسويات، والخطاب، وإدارة الاختلاف مع الخارج.

السؤال الذي يُطرح اليوم ليس من سيخلفه اسماً، بل من سيؤدّي هذا الدور وظيفةً؟

لو عُدنا بالذاكرة قليلاً نجدُ أنّه حتى الشخصيات التي جرى اختبارها في لحظات معيّنة، سُرعان ما جرى تحجيمها، كلّ ذلك في تأكيد إضافيّ على أنّ النظام القائم لا يسمح بنموّ وسطاء. السؤال: هل يمكن فتح المجال أمام شخصيّة "صغيرة" نسبياً، تمتلك قاعدة وحيثية، ومنطقاً يُصغي إليه الشيعة؟ أم أنّ الانسداد سيبقى هو القاعدة؟

هنا بالتحديد تكمنُ أزمة ما يُسمّى بالاعتراض الشيعي. إنّه يتكلّم بلغة لا تشبه الشيعة، ولا تنبع من مخاوفهم اليوميّة ولا من تاريخهم السيّاسي، ولا يملك أدوات التواصل معهم، ولا حتى إجابات على الأسئلة المصيريّة التي يطرحونها كلّ يوم. ربما على الاعتراض الشيعي أن يعمل على استعادة السياسة كلغة داخلية، لا كشعارات خارجيّة رنانة، كي لا يبقى الاعتراض خارج الجماعة الشيعيّة وبعيداً من مسامعهم. ربما هذا ما يفتح الباب أمام تحرير الطائفة من أسر ثنائية لا تُنتج بديلاً ولا حتى تسمح بولادته.

 

اقتراع المغتربين ..."العجلة" تتحول إلى تعطيل

إبراهيم الرز /المدن/20 كانون الأول/2025

بقي مشروع القانون المعجّل المكرّر المتعلّق بتصويت اللبنانيين المغتربين لجميع النواب الـ128 من أماكن إقامتهم قيد التوقيف القسري بأمر من رئيس مجلس النواب نبيه بري، ما يثير نقاشاً دستورياً وقانونياً داخل الأوساط البرلمانية، ولا سيما أن المشروع أُحيل من الحكومة إلى المجلس النيابي بصفة المعجّل المكرّر، كما حظى بقبول أكثر من 65 نائباً، ما أعاد طرح أسئلة قديمة–جديدة حول آليات العمل التشريعي وحدود الصلاحيات داخل المجلس. ويتركّز النقاش على مدى انسجام هذا القرار مع أحكام الدستور اللبناني والنظام الداخلي لمجلس النواب، وخصوصاً لجهة صلاحيات رئيس المجلس في تنظيم جدول الأعمال، وحدود هذه الصلاحيات عندما يتعلّق الأمر بمشاريع أو اقتراحات قوانين تحمل صفة العجلة المكرّرة، والتي يفترض أن تُعامل بإجراءات استثنائية تمنع تعطيلها.

الإطار الدستوري للتشريع

يحدِّد الدستور اللبناني في المادة (44) "آليات خاصة للتعامل مع مشاريع القوانين ذات الصفة المستعجلة". وتنص المادة 58 من الدستور على "إجراءات محددة للقوانين التي تعلن الحكومة صفة العجلة بشأنها، بما يهدف إلى منع إبقائها معلّقة من دون بتّ ضمن مهلة زمنية مفتوحة". ويشير الخبير الدستوري الدكتور أنطوان سعد في حديث لـ"المدن"، إلى أن "المشرّع الدستوري، من خلال هذه المادة، سعى إلى وضع قيود إجرائية تحول دون تعطيل القوانين العاجلة، من دون أن يتدخّل مباشرة في تفاصيل تنظيم جدول أعمال الجلسات". وبحسب سعد، فإن "غياب النص الصريح لا يعني ترك المسألة لتقدير فردي مطلق، بل يفرض العودة إلى فلسفة النظام البرلماني القائمة على احترام إرادة الأكثرية النيابية".

النظام الداخلي وحدود الصلاحيات

يحدد النظام الداخلي لمجلس النواب الإجراءات العملية للنقاش التشريعي. وتنص المادة 109 منه على آلية طرح اقتراحات القوانين المعجّلة المكرّرة على الهيئة العامة، بما يسمح بعرضها في أول جلسة عامة تلي تقديمها، حتى لو لم تكن مدرجة مسبقاً على جدول الأعمال. كما تنص المادة 110 على حق الحكومة أو النواب في طلب صفة العجلة المكرّرة، على أن يعود القرار النهائي للهيئة العامة بعد التصويت. ويرى سعد أن "هاتين المادتين لا يمكن فصلهما عن طبيعة النظام البرلماني نفسه، إذ إن دور رئيس المجلس، وفق هذا المنطق، هو إدارة الجلسة وتأمين حسن سيرها، لا التحكّم بالمسار التشريعي أو استخدام الصلاحيات التنظيمية كأداة تعطيل". ويضيف أن "تحويل هذه الصلاحيات إلى سلطة استنسابية منفصلة عن ميزان القوى داخل الهيئة العامة يُفرغ العمل البرلماني من مضمونه". ويرى بعض النواب أن عدم إدراج مشروع القانون المعجّل المكرّر يخالف روحية النظام الداخلي، باعتبار أن الهيئة العامة وحدها المخوّلة تقرير صفة العجلة من عدمها. في المقابل، يُطرح تفسير آخر يعتبر أن النظام الداخلي يمنح رئيس المجلس الحق في إدارة جدول الأعمال، من دون أن ينص صراحة على إلزامية إدراج كل اقتراح معجّل مكرّر فور تقديمه. وفي هذا السياق، يلفت سعد إلى أن "أي تفسير للمادتين 109 و110 يسمح بتجميد الاقتراح المعجّل المكرّر أو تأجيله إلى أجل غير مسمّى يُفقد صفة العجلة معناها الفعلي، ويحوّلها إلى إجراء شكلي بلا مضمون. فالعجلة المكرّرة وُجدت لتجاوز التعطيل لا لإعادة إنتاجه بأدوات إجرائية".

سوابق برلمانية وسياق أوسع

ويؤكد سعد أن "ما يحصل لا يقتصر على ملف اقتراع المغتربين، بل يندرج ضمن سياق أوسع من الممارسات البرلمانية التي شهد فيها المجلس، في مراحل مختلفة، عدم إدراج اقتراحات قوانين مستوفية لشروطها وعلى ملفات متعددة". ويشير إلى أن "النظام البرلماني اللبناني، في فترات سابقة، قام على توازن عملي بين صلاحيات رئاسة المجلس وإرادة الكتل النيابية، حيث كان الرؤساء، يلتزمون عملياً بعرض الاقتراحات التي تحظى بتأييد نيابي وازن". كما يلفت إلى أن "بري نفسه استخدم، في أكثر من محطة، صلاحياته في إدراج مشاريع واقتراحات قوانين أو طرحها من خارج جدول الأعمال عندما ارتأى وجود ضرورة سياسية أو تشريعية، ما يدلّ على أن الإشكالية لا تتصل بغياب آلية قانونية، بل بكيفية استخدام الصلاحيات المتاحة".

الأدوات المتاحة أمام النواب

وفي حال اعتُبر عدم الإدراج مخالفاً لروحية الدستور أو النظام الداخلي، يرى سعد أن "أمام النواب أدوات برلمانية واضحة، تبدأ بإثارة المسألة في مستهل الجلسة العامة، والاعتراض على جدول الأعمال، وطلب تعديل جدول الأعمال أو فرض مناقشة مسألة الإدراج داخل الهيئة العامة نفسها، باعتبارها المرجعية النهائية في تقرير المسار التشريعي". لكن يبقى أن هذه الأدوات لم تثبت فعاليتها في استحقاقات سابقة، وليس آخرها رفض الرئيس بري إبقاء جلسات مجلس النواب مفتوحة لانتخاب رئيس للجمهورية، ليسكن الفراغ قصر بعبدا عند انتهاء ولاية الرؤساء السابقين منذ ما بعد العام 2005. وهناك سوابق كثيرة تشهد تعطيل العمل الشريعي لأسباب سياسية، ليعيد المجلس فتح أبوابه عندما يتم إزالة العقبات بتوافق سياسي على الطريقة اللبنانية، التي تستطيع تطويع الدستور "غب الطلب" بحفلة "تبويس اللحى".

البعد المتصل بملف المغتربين

ولا يبدو أن تباشير مثل هذا الحل متوفرة حيال الجدل المتعلق بملف اقتراع المغتربين، الذي لطالما شكّل محور نقاش قانوني وانتخابي في لبنان، بين من يركّز على أبعاده القانونية ومن يقرأه من زاوية سياسية وانتخابية، وتحديداً مع اختلال الميزان الديموغرافي بين الطوائف اللبنانية. إلا أن المعنيين يؤكدون أن النقاش الحالي يتمحور، في جوهره، حول المسار الدستوري والإجرائي، أكثر مما يتناول مضمون القانون نفسه أو انعكاساته المباشرة. ويخلص الجدل إلى أن مسألة عدم إدراج مشروع قانون اقتراع المغتربين المعجّل المكرّر يعكس إشكالية أوسع تتعلّق بتفسير النصوص الدستورية والنظام الداخلي لمجلس النواب، وبحدود الصلاحيات بين إدارة الجلسات واحترام إرادة الهيئة العامة، في ظل نصوص غير واضحة يمكن تأويلها وفق أكثر من قراءة أو اجتهاد بما يناسب الأجندة الخاصة لكل طرف سياسي، لينتهك الدستور مراراً وتكراراً كما تدل سوابق برلمانية تُستخدم اليوم كمرجعيات تفسير متعارضة ومتناقضة.

 

زواج ماروني!

يوسف بزي /المدن/20 كانون الأول/2025

سيدة متزوجة، تتعرض على يد زوجها لتعنيف دائم، وللضرب أحياناً. يكرهها ويشتمها ويذلها على نحو يومي. تضطر إلى إقفال باب غرفتها أثناء النوم خوفاً من أن يعتدي عليها. يشك بها على نحو مرضي، يتهمها بالخيانة. تعمل في أكثر من وظيفة لتعيل نفسها وابنتها، وفوق هذا تتكفل بمصاريف البيت. فالرجل منتش بنفسه، مغرور بسلطته وعضلاته. يكره العمل لظنه أنه رفيع المقام ومنذور لشؤون أهم. لا أحد يأمن عصبيته وميله الدائم للعنف. يفتعل المشاكل ويقتحم في لحظات الغضب بيوت الجيران ويعتدي عليهم. لا يأبه لشرطة ولا لقانون، طالما أنه يتباهى بحصانته وبسلاحه وبكبر عشيرته وشراستها بالدفاع عنه وحمايته، كما لو أنه زعيمها. شره وأفعاله الطائشة وإيمانه أنه على حق دوماً، يجعل المنطقة كلها تهابه. المعضلة أن هذا الزواج ماروني (كاثوليكي)، رباط مقدس لا فكاك منه. دوام مؤسسة الأسرة وبيتها يعلو أي اعتبار. الطلاق ممنوع، والرجاء دوماً أن يصلح هذا الزوج الشرس نفسه، والرهان على الزمن أن يلينه ويهذبه. على هذا المنوال، أمضت الزوجة أكثر من ثلاثين عاماً وهي تعيش في تعاسة وأذى. حرمان من السعادة والازدهار والتفتح. مستقبل قاتم وحاضر لا يطاق، وماضٍ مليء بالعذابات.  على أي حال، هذه ليست حكاية فردية. من المعروف أن دولة لبنان الكبير قامت (مجازياً وفعلياً) على زواج ماروني، عقد مقدس لقصة حب مع الأرض والتاريخ، وحلم شعب بالسعادة في هذا الرباط بين مكوناته. وكأي زواج له شهر عسله، وحكايته الشعرية، له أيضاً مطباته ومنغصاته، بل وأيضاً مشاكله وشجاراته، التي غالباً ما تنتهي بالتوافق والمودة والتنازلات المتبادلة صوناً لديمومة الحياة المشتركة. ويمكن القول، أن ذلك كله تجارب تنضج الزواج وترسخه أكثر. لكن، في لحظة درامية وسوداوية، بات الشريك يحتقر هذا العقد من أساسه، مدمناً على السلاح والسلوك العنيف، شديد العصبية، يفيض كراهية لكل ما في البلد وما يجاوره. يستسهل تحطيم كل شيء، واستفزاز الآخرين والتعدي عليهم. بكثير من التسامح، نقتصر الأمر على ربع القرن الأخير في جردة الحساب لهذه الشراكة بين حزب الله ولبنان: معظم الكوارث الكبرى والخراب المتراكم سنة بعد سنة، مادياً وروحياً، كان مفتعلها وفاعلها هذا الحزب العنيد، الذي يصرّ على لعب دور الضحية والمغبون. يتهم الآخر بالخيانة وقلة الوفاء وسوء الأخلاق. يقاتل بكل الوسائل ليكون هو رب هذا البيت- الوطن، وسيداً على أهله. لا يطيق سماع أي رأي مخالف، يبطش حتى الإماتة والقتل بمن يخالفه أو يساجله. ربع قرن، كل يوم فيه -بلا مبالغة- لا يخلو من اعتداء معنوي وسياسي ودستوري وحقوقي وأمني على سائر اللبنانيين. تاريخ فائض بالعنف والتدمير والموت. حزب الله يحب لبنان، على طريقته: فإذا أمسك بيد لبنان حطم أصابعه، وإن عانقه خنقه. حب قاتل، إن صح التعبير. بالطبع، في هكذا حال، يصح أن يفكر الآخر بالانفصال أو الهجر، وبالخيانة أيضاً. فلا الزمن أنضج حزب الله أو هذبه أو ليّنه، ولا التجارب علمته أو غيرته. هذا بالضبط، وبتبسيط منزلي، معضلة لبنان مع حزب الله. فلا الطلاق يجوز، ولا استمرار العيش معه يُطاق. وما من محكمة تعدل.  

 

هدوء في زمن الخسارة

أحمد جابر/المدن/20 كانون الأول/2025

في المتابعة اليومية ينبغي اختيار موضوع بعناوين محدّدة، في سبيل الانخراط في السجال المتبادل في لبنان. نختار منهج العودة إلى أساس النقاش الذي يتقدمه موضوع الاحتلال الجديد الذي نال من جغرافيا الأرض، ومن سيادة الدولة. تقديم الأهم على المهمّ، واختيار الانطلاق الصحيح تجنباً للضياع وللتعثّر، يجعل سؤال نحن والاحتلال متقدماً على ما عداه. في السياق نعيد التذكير، أن لبنان تعرّض لخسارة أمام العدو الإسرائيلي، هذه الخسارة استدعيت على يد طرف محلّي، وبسبب من سياساته وحساباته، هذه حقيقة يجب الاعتراف بها، تمهيداً للقول إن تعيين الخسارة وتحديد أسبابها لا يبدّلان في ترتيب الأولويات الوطنية، هكذا نستعين بسؤال "ماوتسي تونغ"، عن أعداء الشعب في زمن الاحتلال، لنجيب معه، أن عداوة المحتل تتقدم على سائر أشكال "العداء" الداخلي. في امتداد ذلك يتقدم السؤال عن إسرائيل، أي ماذا عنها في سياساتها اللبنانية؟

خارج السيرة الحربية المعلومة، تظل قراءة اللحظة العالمية الحالية موضع متابعة وتدقيق، وتظل علاقة إسرائيل بلحظتها العالمية موضع مراقبة وترقب وتحليل. كما هو معلوم تتحرك إسرائيل، سياسياً وقتالياً، وسط لوحة اختلال ميزان عالمي، نال من أدوار أكثر من مركز دولتي، وكرّس الدور الأول للولايات المتحدة الأميركية، بقيادة الاندفاعة الترمبية تحت شعار معلن، هو أميركا أولاً، وخلف شعار، مغلّف، هو "كل العالم" في خدمة أميركا أولاً. الدور الإسرائيلي، المضبوط على الإيقاع الأميركي استراتيجيّاً، انتهز الفرصة ووظفها في صالحه، على المديين، القريب والبعيد. في ترجمة توظيف الفرصة، لم تبالغ إسرائيل في الردّ، بل كرّست منطق الرد الذي تتوسّله وتؤمن به، من دون خشية من مساءلة عالمية، ومن دون خوف من "غضبة" عربية أو إسلامية. تساوي اللحظة زمناً ثميناً لدى اليمين الإسرائيلي الحاكم، وتشكل "مستقبلاً" منشوداً لهذا اليمين إذا ما استطاع تكريس سياسة مدّ اليد على الزمن اللبناني، ومعه الزمن السوري، ومع الزمنين، إخراج الفلسطينيين من حسابات كل زمان.

بعد السؤال عن إسرائيل ولبنان، نطرح سؤالاً ثانياً هو، ماذا عن لبنان والسلاح؟

قاعدة النقاش الأولى، في نقاش موضوع السلاح والمقاومة والدعوة إلى "نضالية" قومية عامة، هي الاعتراف بالخسارة الميدانية، والاعتراف بحقيقة الحصار السياسي الذي يحيق بكل لبنان. لقد خاضت "المقاومة الإسلامية" حرب إسنادٍ غير محسوبة النتائج، فكانت الحصيلة المعلومة، مخالفة للواقع وللحسابات، وعلى هذه المخالفة دفعت "المقاومة" ولبنان أفدح الأثمان. آيات الخسارة وعلاماتها واضحة على وجوه البنية الأهلية المتوترة، وعلى أبواب المؤسسات المصابة باضطراب الأداء، وبأعراض الوهن في البحث عن الحلول، مثلما هي بارزة في ردود أفعال المزاج الأهلي العام.

انعكاس الخسارة على صعيد القدرات، سمته الأساسية العجز عن الرد على العدوان المستمرّ بعد توقيع اتفاق وقف الأعمال العدائية. نسميّ العجز باسمه، حتى لا يموّه الضعف بمقولة الالتزام بوقف النار من جانب واحد، أي من الجانب اللبناني. الأصح القول إننا نلتزم التزاماً قهريّاً، بسبب من اللاتكافؤ في القوى، بيننا وبين العدو، وبسبب ضآلة القدرات المؤثّرة التي نستطيع أن نوازن بمفعولها، بين ضربات العدو وضرباتنا. تفصيلاً، إطلاق صاروخ من هنا أو من بلاد بعيدة، غير مجدٍ، لأنه يرتكز الآن على معادلة اللاتكافؤ في القدرة النارية، واللاتكافؤ في الموقع السياسي، ضمن خريطة المواقع العالمية.

الاعتراف بما صرنا إليه، وبما نحن عليه، هو الصدق الضروري واللازم مع ذاتنا اللبنانية، الصدق مع الذات العامة، يواجه حالة الإنكار الخاصة التي تدأب "المقاومة الإسلامية" على تكرار إعلانها. تعريض إنكار "المقاومة" للنقاش مفيد لفرز الدور الإعلامي فيه، عن الحسابات المترتبة التي يستدعيها الدور، أي دور "المقاومة" في التشكيلة الأهلية، وضمن بيئتها الشيعية، بعد أن يصير الوضوح أسلوب عمل مشترك بين المعنيين اللبنانيين. ملاحظتان سريعتان في معرض الاعتراف والإنكار، الملاحظة الأولى، هي أنه ليس موضوعيّاً تماماً الاعتقاد بأن المقاومة تنكر، إنكاراً واثقاً، حقيقة خسارتها، ولعل الموضوعي أكثر أنها تعرف معرفة واثقة، أنها تركب مركب مكابرتها، ودائماً لأسباب خاصة بالبنية المقاومة ذاتها. الملاحظة الثانية السريعة، هي أنه من غير المطابق تماماً الاعتقاد بأن "المقاومة" وحزبها، حزب الله، مقفلان على سياسات إعادة استيعابهما استيعاباً موضوعياً مقبولاً في سياق السياسة الجمهورية العامة.

الاستيعاب الجمهوري "المنطقي" والممكن والمفهوم، هو استيعاب متوازن، وهو استيعاب اعترافي غير إلغائي، وهو استيعاب اقتراب لا استيعاب إقصاء. لهذه الأسباب الجمهورية، ولكي نظل على جادّة "الموضوعية العمومية"، تكون استعادة حزب الله ومقاومته، استعادة تعادل لا استعادة تفوّق، واستعادة فعل لا استعادة انفعال، واستعادة حكمة وصدق، لا استعادة احتيال أو افتعال. إعادة اندراج حزب الله ومقاومته والسلاح بهدوء في البلد، تقوده سياسة هادئة تدرك حجم المعضلة التي نجمت عن إطلاق يد "المقاومة" لسنوات طويلة في البلد. الانصراف الآن، إلى جمع أشتات الإنفلاش ليس إجراء فجائياً من جهة، وليس إجراءً يتطاول على مدى سنين تعادل عمر سنوات الانفلاش، هذا باختصار للقول، إن إعادة حزب الله والمقاومة إلى "البيت اللبناني" ليست أمراً إجرائياً تنفيذيّاً، يعقب جلسة وزارية أو عدّة جلسات.

في مقابل عدم التطويل، وعدم التسرّع، يمكن طيّ المسافة والأزمة والأمكنة، في المعالجة، من خلال حسن وصدق سياسة إدارة "لمّ الشمل"، ومن خلال نجاعة هذه السياسة.

إذن، وربطاً بمطلع الكلام، نكون أمام معادلة مترابطة، من الاعتراف بالخسارة، إلى الاعتراف بالواقع الفعلي للمقاومة، إلى الانتقال إلى سياسة عملية من عاملين، عامل داخلي يستمر بضبط الردود السياسية على كل سياسات إسرائيل العدائية، وضبط الردود السياسية الداخلية المتبادلة بين القوى السياسية اللبنانية.

هكذا نكون أمام تهدئةٍ بين الداخل والداخل، وأمام انضباط هادئ صارم في سياق الإدارة الرسمية اللبنانية، التي تقود الدفاع عن مصالح لبنان، مع "أصدقائه" وفي مواجهة العدوان عليه. ماذا ترتب التهدئة المطلوبة؟ ترتب توجيه طلب إلى "حزب الله" بالكفّ عن الإدلاء بخطاب عالي النبرة من نمط "مستعدون – جاهزون – صبر نافد..." وبترك "منطق" مخاطبة الدولة من شرفة الإشراف على أعمالها، والإشارة عليها بما يجب وبما لا يجب من ممارسات... لقد بات مفهوماً أن "الحزب" يستنهض عصب أنصاره من خلال هكذا مقاربات، لكن من الواجب أن يكون مفهوماً أيضاً، أنه يستدعي شدّ أعصاب مرخيّة في أكثر من بيئة سياسية تناصبه الافتراق، هو سعي إلى إعادة تصنيع تهدئة شاملة، كتمهيد لإعادة تصنيع ضمانات أهلية داخلية بين الأطراف، بحيث تتشكل من حاصل الهدوء والثقة المتبادلة والضمانات الداخلية، مظلاّت تضامن وتفاهم وانفتاح... وليس مظلاّت أمان فئوية، فالكل سيكون آمناً في ظلّ الانسجام الوطني العام، وفي ظل انتظام آلياته الدستورية. ما حصيلة ذلك؟ أو ما المرغوب منه، وما الطموح المشروع الواقعي؟ ليس أقل من ردّ الاعتبار العملي إلى المرجعية الوطنية العامة التي تمثلها المؤسسات الدستورية، والتي تدعمها حالة من الوحدة الداخلية التي تقودها سياسة عدم التفريط بالمصير اللبناني، وتجنب الأخطار الكيانية الملموسة، في ظل الوضع العالمي الفوضوي، حيث يخوض أقطابه حروبهم التجارية والثقافية والعسكرية، فوق أرض أوطان يجعلونها ساحات، وفوق مساحات بلاد، يضيفون إليها حسب الرغبة، ويسلخون منها وفق النزوة، ودائماً باسم "الحضارة العالمية" الرقمية والتقنية... وفي غياب ذكر ما كان للحضارة من إنسانية.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

عون يبحث مع كيشيشيان احوال الطائفة الأرمنية

المركزية/20 كانون الأول/2025

إستقبل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس آرام الأول كيشيشيان في حضور وزيرة الشباب والرياضة الدكتورة نورا بيرقداريان في زيارة تهنئة لمناسبة الاعياد، وكانت مناسبة للبحث في الأوضاع العامة واحوال الطائفة الأرمنية واللبنانيين الأرمن في لبنان. وكان الرئيس عون استقبل الـوزيرة بيرقداريان يرافقها رئيس المركز الدولي للامن الرياضي في قطر السيد محمود حنزاب اللذين اطلعا الرئيس على مشروع تنظيم مؤتمر دولي يستضيفه لبنان تحت عنوان ” الرياضة والتنمية والسلام” بحضور عدد من رؤساء الدول وفعاليات سياسية ورياضية دولية وذلك في ربيع 2026. كما تطرق البحث الى مشاريع رياضية أخرى بالتعاون بين البلدين.

 

سلام يستقبل رئيس وزراء إيرلندا ويبحث في العلاقات والأوضاع جنوبا

المركزية/20 كانون الأول/2025

استقبل رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام صباح اليوم في السرايا، رئيس الوزراء الأيرلندي ميخائيل مارتن الذي وصل الى بيروت اليوم لتفقد وحدة بلاده العاملة ضمن إطار قوات اليونيفيل في الجنوب. وجرى خلال اللقاء عرض الأوضاع في لبنان ولاسيما في الجنوب ، اضافة إلى العلاقات الثنائية بين البلدين.

 

سلام يطلع من السفير كرم على نتائج اجتماع الـ"الميكانيزم"

المركزية/20 كانون الأول/2025

استقبل رئيس مجلس الوزراء نواف سلام في منزله في قريطم رئيس الوفد المفاوض في لجنة الميكانيزم السفير سيمون كرم، الذي أطلعه على تفاصيل ونتائج الاجتماع الأخير لهذه اللجنة. وبعدها أكد الرئيس سلام أن المرحلة الأولى من خطة حصر السلاح المتعلقة بجنوب نهر الليطاني باتت على بُعد أيام من الانتهاء، وان الدولة جاهزة للانتقال إلى المرحلة الثانية، اي إلى شمال نهر الليطاني، استنادًا إلى الخطة التي أعدّها الجيش اللبناني بناءً على تكليف من الحكومة. كما شدّد سلام على ضرورة توفير كل الدعم اللازم للجيش اللبناني، لتمكينه من الاضطلاع الكامل بمسؤولياته الوطنية.

 

سلام لـ«الشرق الأوسط»: «حصر السلاح» سيبدأ بين نهري الليطاني والأولي قريباً

سلام: الجيش قارب إعلان انتهاء المرحلة الأولى… أطنان من العتاد والذخائر و100 نفق لـ«حزب الله»

بيروت: ثائر عباس/الشرق الأوسط/20  كانون الأول/2025

يقف لبنان على بعد أيام من نهاية العام، الذي تنتهي معه المرحلة الأولى من خطة الجيش اللبناني لتطبيق «حصرية السلاح»، العبارة التي باتت مرادفاً لبنانياً لقضية سحب سلاح «حزب الله». ومع الإعلان الحكومي المرتقب عن انتهاء هذه المرحلة في جلسة لمجلس الوزراء يفترض أن تنعقد بداية العام، يسود الترقب حيال انطلاقة المرحلة الثانية من خطة الجيش التي كشف رئيس الحكومة اللبنانية القاضي نواف سلام لـ«الشرق الأوسط» عن أنها ستكون بين ضفتي نهر الليطاني جنوبا ونهر الأولي شمالاً، فيما ستكون المرحلة الثالثة في بيروت وجبل لبنان، ثم الرابعة في البقاع، وبعدها بقية المناطق.

وأكدت مصادر لبنانية أن الجيش اللبناني أنجز إلى حد كبير تقريره عن أعماله جنوب النهر، التي انتهت إلى مصادرة وإتلاف آلاف الأطنان من الذخائر والعتاد العسكري، إضافة إلى اكتشاف نحو مائة نفق عسكري في المنطقة. وفيما لا يبدو الجيش اللبناني في وارد طلب تمديد المهلة، يبقى احتمال التمديد «التقني» لبضعة أسابيع وارداً تبعاً لضرورات المرحلة. ورفض رئيس مجلس الوزراء اللبناني الحديث عن الخطوات التالية للحكومة قبل تسلم تقرير الجيش التفصيلي عن نتائج عملية حصر السلاح في منطقة جنوب نهر الليطاني، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» في المقابل، أن ما قامت به المؤسسة العسكرية اللبنانية أدى إلى بسط سلطة الدولة بالكامل على المنطقة الممتدة من جنوب النهر وصولاً إلى الحدود الجنوبية، ما عدا النقاط التي تحتلها إسرائيل، التي يجب أن تنسحب منها من دون إبطاء. وقال الرئيس سلام إن مجلس الوزراء سوف ينعقد بدايات العام لتقييم المرحلة الأولى، مؤكداً ضرورة قيام إسرائيل بخطوات مقابلة، ووقف اعتداءاتها وخروقاتها لقرار وقف الأعمال العدائية. لكنه رأى أن هذا لا يمنع لبنان من الانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة حصر السلاح التي تمتد من شمال نهر الليطاني إلى منطقة نهر الأولى، وهي منطقة كبيرة نسبياً.

ورأى الرئيس سلام أن الامور مرتبطة بتجاوب «حزب الله» مع الجهد اللبناني الهادف إلى حصر السلاح بيد الدولة والانتقال إلى تفعيل عمل المؤسسات وحضور الدولة في الجنوب، للإنماء وإعادة الإعمار بمساعدة أصدقاء لبنان. وكرر التشديد على أن مسالة حصرية السلاح هي «حاجة لبنانية قبل أن تكون مطلباً دولياً»، عادّاً أن الجميع يجب أن يكون معنياً بتسهيل هذه العملية للخروج من دوامة العنف واللاستقرار التي طبعت المرحلة الماضية. وكان الرئيس سلام أكد أن المرحلة الأولى من خطة حصر السلاح باتت على بُعد أيام من الانتهاء، وأن الدولة جاهزة للانتقال إلى المرحلة الثانية. وجاءت مواقف سلام إثر استقباله رئيس الوفد المفاوض في لجنة الميكانيزم السفير سيمون كرم، الذي أطلعه على تفاصيل ونتائج الاجتماع الأخير لهذه اللجنة. وبعدها، أكد سلام بحسب بيان لرئاسة الحكومة، «أن المرحلة الأولى من خطة حصر السلاح المتعلقة بجنوب نهر الليطاني باتت على بُعد أيام من الانتهاء، وأن الدولة جاهزة للانتقال إلى المرحلة الثانية، أي إلى شمال نهر الليطاني، استناداً إلى الخطة التي أعدّها الجيش اللبناني بناءً على تكليف من الحكومة»، كما شدّد على «ضرورة توفير كل الدعم اللازم للجيش اللبناني، لتمكينه من الاضطلاع الكامل بمسؤولياته الوطنية».ويأتي كلام سلام في وقت لا يزال فيه مسؤولو «حزب الله» يطلقون مواقف عالية السقف، ويعدّون اتفاق وقف إطلاق النار لا يشمل نزع السلاح من منطقة شمال الليطاني، ويقولون إنه يقتصر فقط على جنوب النهر، ويربطون البحث بالسلاح بتوقف الانتهاكات وانسحاب إسرائيل من المناطق التي لا تزال تحتلها إضافة إلى إعادة الأسرى.

لقاء بين سلام ونظيره الآيرلندي

وكان سلام استقبل صباحاً رئيس الوزراء الآيرلندي الذي يزور لبنان لتفقد وحدة بلاده العاملة ضمن إطار قوات اليونيفيل في الجنوب. وجرى خلال اللقاء عرض الأوضاع في لبنان ولا سيما في الجنوب، إضافة إلى العلاقات الثنائية بين البلدين.

تحليق مكثف للطيران الإسرائيلي

وفي وقت سجلت فيه عودة لعمليات الاغتيال، بغارة جوية نفذتها مسيّرة إسرائيلية على سيارة في بلدة الطيبة الحدودية، شهدت معظم المناطق اللبنانية تحليقاً للطيران الإسرائيلي على ارتفاعات منخفضة. وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بأن «القوات الإسرائيلية نفذت تمشيطاً بالأسلحة الرشاشة من موقع مسكف عام في اتجاه طريق عديسة - كفركلا من دون وقوع إصابات». كما حلق طيران استطلاعي قبل الظهر في أجواء الهرمل وقرى القضاء، وسجل تحليق لمسيّرة إسرائيلية وعلى علو منخفض جداً فوق بيروت والضاحية الجنوبية. وبعد الظهر حلق طيران كثيف فوق القطاع الغربي ولا سيما في أجواء الشهابية وجويا وكفردونين.

 

نائب رئيس الحكومة اللبنانية متري: مسار المفاوضات السياسية مع إسرائيل لم ينطلق

متري تحدث لـ«الشرق الأوسط» عن الملفات العالقة مع سوريا

بيروت: بولا أسطيح/الشرق الأوسط/20  كانون الأول/2025

نفى نائب رئيس الحكومة اللبنانية طارق متري أن يكون مسار المفاوضات السياسية مع إسرائيل قد انطلق مع تعيين مفاوضين مدنيين من قبل الطرفين، لافتاً إلى أن التركيز راهناً هو على سحب الذرائع الإسرائيلية، من خلال تفعيل عمل لجنة وقف النار (الميكانيزم) لتجنب جولة حرب جديدة.

وأشار متري في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن المهمة الأساسية للجنة «التحقق من الخطوات والإجراءات التي يقوم بها الجيش اللبناني في إطار تنفيذ واجباته كاملة، واقترابه من استكمال خطته لجنوبي الليطاني»، مضيفاً: «لكن إسرائيل يمكنها أن توسِّع عملياتها العسكرية بذرائع ومن دون ذرائع». وأشار متري إلى «تلميحات بوجود ضغوط أميركية لمنع إسرائيل من شن جولة حرب جديدة على لبنان».

العلاقات اللبنانية السورية

ويتولى متري ملف العلاقات اللبنانية- السورية التي تم التداول بإصابتها بانتكاسة، بعد فشل زيارة الوفد القضائي اللبناني إلى دمشق، في الحادي عشر من الشهر الجاري، في تحقيق النتائج المرجوة فيما يتعلق بالتوصل إلى معاهدة قضائية جديدة تنظِّم آلية تسليم السجناء السوريين الموقوفين في لبنان، بعدما ظهر تباين واسع في مقاربة الطرفين لبنود مشروع الاتفاقية. ويُعتبر حل هذا الملف أولوية للسلطات السورية، وهو ما أكده متري، لافتاً إلى أهمية الانتهاء من هذه المسألة؛ سواء للسوريين أو اللبنانيين، متحدثاً عن ضغوط كبيرة يمارسها أهالي السجناء. وأوضح متري أنه «قبل شهرين انطلقنا بمناقشة مسودة أولى لاتفاقية تعاون قضائي، وقد جرت مناقشتها، ولكنها لم تكن مُرضية؛ إذ كان تنفيذها يتطلَّب وقتاً، وإقرارها من قبل مجلس النواب. لذلك أعددنا مشروع اتفاقية ثانية نوقشت في دمشق الأسبوع الماضي، وشهدت أخذاً وردّاً حول بنودها، ولكنها أيضاً لم تكن مُرضية للطرف السوري. بناءً عليه، طلبنا منه إعداد اقتراحات لتعديلها بغية العمل عليها والأخذ بها. وتتطلب هذه المسودة -حصراً- إقرارها من قبل مجلس الوزراء». وشدد متري على وجود «إرادة سياسية لمعالجة هذا الملف في أسرع وقت ممكن؛ إذ إن كل يوم يمرُّ يزيد الأمور تعقيداً»، قائلاً: «نحن مستعجلون لنقل العلاقات اللبنانية- السورية من مرحلة المعالجة إلى مرحلة التعاون، بما يطوي صفحة الإشكالات والتناقضات السابقة». ورداً على سؤال عن الإشكاليات التي لا تزال تحول دون اعتماد مسودة اتفاقية لحلِّ ملف السجناء السوريين، أشار متري إلى أن «الاعتراضات تركزت على استثناء بعض المحكومين، إضافة إلى ملف الموقوفين»، مؤكداً أن الطرف اللبناني يعمل على معالجة هذا الملف بسرعة: «وقد أُطلق سراح نحو 100 موقوف بموجب إخلاءات سبيل، بينما أُفرج خلال شهرين عن 22 موقوفاً كانوا موقوفين على خلفية الانتماء إلى تنظيم كان محظوراً -هو (جبهة النصرة)- ولم يعد كذلك». وتحدَّث متري عن «صعوبات كثيرة واجهها القضاء اللبناني، ما أدَّى إلى تباطؤ كبير في عمله. أضف أنه -وبفعل الظروف السابقة- لم يلتزم القضاء العسكري في بعض الأحكام بأعلى المعايير القضائية». ولكنه شدَّد على أن «الأمور تبقى قابلة للحل، ما دامت هناك إرادة سياسية لبنانية، وما دام الجميع مدركاً لأهمية المعالجة بعيداً عن المماحكات». وأضاف: «للدولة اللبنانية مصلحة كبرى في هذه المرحلة، لالتقاط الفرصة الراهنة، والعمل بعد سنوات طويلة على بناء علاقات سوية وسليمة مع سوريا؛ علاقات تقوم على التكافؤ والاحترام والتعاون»، مؤكداً أن «السوريين اليوم لا يرغبون في الهيمنة على لبنان ولا التدخل في شؤونه». أما بالنسبة لبقية الملفات العالقة بين البلدين، فنفى متري أن تكون في «حالة جمود»، موضحاً أن «نحو 400 ألف سوري عادوا إلى بلادهم، ولكنهم يواجهون صعوبات في السكن، مع وجود اهتمام عربي بأوضاعهم». وإذ أكد أن «التركيز مستمر على ضبط الحدود بين البلدين»، أوضح أن «مسألة الترسيم لم تبدأ بعد، وهي مسؤولية تقع على عاتق الطرفين». وأوضح أن «الجانب الفرنسي يقدِّم مساهمة تقنية في هذا المجال عبر تقديم خرائط الانتداب الفرنسي، والتي ستساعد في عملية الترسيم». وكان متري ووزير العدل، عادل نصار، قد عقدا اجتماعاً مع رئيس الجمهورية جوزيف عون يوم الجمعة، في إطار السعي للتوصُّل إلى اتفاقية بين لبنان وسوريا، تتعلَّق بملفِّ السجناء والموقوفين. وشدد عون على ضرورة درس أفضل الصيغ القانونية الممكنة للتفاهم والاتفاق مع الجانب السوري، مؤكداً على وجود رغبة قوية في إقامة أفضل العلاقات مع سوريا، وتعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات.

 

البطريرك الراعي من مدينة طرابلس: السلام هو الخيار الدائم والأفضل..مفتي الشمال يصف زيارته بـ«التاريخية»

بيروت/الشرق الأوسط/20  كانون الأول/2025

أكد البطريرك الماروني بشارة الراعي أن «السلام هو الخيار الدائم والأفضل»، مضيفاً أن «العيد لا يكتمل إلا بحضور المسلمين والمسيحيين معاً». وجاءت مواقف الراعي خلال زيارة قام بها إلى مدينة طرابلس، في شمال لبنان، حيث التقى رجال الدين في المنطقة، وعدداً من النواب والشخصيات السياسية، وذلك بدعوة من رئيس أساقفة أبرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف. وأشاد الراعي بـ«العلاقات الإسلامية - المسيحية في طرابلس»، وقال: «إن طرابلس باتت نموذجاً مميزاً للعيش المشترك، حتى أصبحت (العاصمة الثانية للبنان) بما تحمله من حيوية ونشاطات جامعة».وأكد أن «لبنان بلد متنوع ومتعدد، وأن هذا التنوع هو ثروته الأساسية التي شدد عليها البابا خلال زيارته للبنان»، معتبراً أن «السلام هو الخيار الدائم والأفضل، وأن طرابلس ستبقى مدينة السلام رغم كل التحديات»، داعياً إلى «ترسيخ ثقافة السلام والعيش معاً».

سويف: زيارة الراعي تؤكد رسالة طرابلس كمدينة للسلام

وأوضح المطران سويف، في كلمة ترحيبية، أن «زيارة البطريرك الراعي تندرج في إطار اختتام السنة اليوبيلية التي أعلنها البابا فرنسيس (سنة الرجاء»، وشدّد على أن «طرابلس مدينة عريقة بتاريخها وإرثها الروحي والإنساني والاجتماعي والوطني، وأنها تمثل نموذجاً للعيش المشترك والتعددية وقبول الآخر، ليس للمدينة فحسب بل لكل لبنان»، معتبراً أن «حضور البطريرك الراعي في هذه المحطة يرسّخ هذه القيم ويؤكد رسالة طرابلس كمدينة للسلام».

الراعي في دار الفتوى: زيارة تاريخية

وزار الراعي دار الفتوى، حيث كان في استقباله مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام، ومفتي طرابلس السابق مالك شعار. وعقد لقاءً «ودياً» شارك فيه رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، ووزيرة التربية ريما كرامي، ونواب حاليون وسابقون، وحشد من علماء المحكمة الشرعية ورئيس ورئيس البلدية.

ريفي: تأكيد على خيار المدينة بالعيش المشترك

من جهته، اعتبر النائب عن المنطقة اللواء أشرف ريفي، أن «زيارة البطريرك الراعي إلى طرابلس ذات مدلول وطني وإنساني كبير، وتؤكد خيار المدينة الثابت بالعيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين»، مشيراً إلى أن «طرابلس مدينة التقوى والسلام، وأن هناك قراراً تاريخياً وصارماً بالعيش معاً رغم كل محاولات التشويه».

 

تغريدات مختارة من موقع أكس

تغريدات مختارة لليوم20   كانون الأول 2025

*******************************

في أسفل رابط نشرة الأخبار اليومية ليومي 20-21 كانون الأول/2025/

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For December 20/2025/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/2025/12/150359/

For December 20/2025

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 20 كانون الأول/2025

/جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/2025/12/150356/

ليوم 20 كانون الأول/2025

**********************
رابط موقعي الألكتروني، المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

https://eliasbejjaninews.com

Link for My LCCC web site

https://eliasbejjaninews.com

****

Click On The Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

*****

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا الرابط  https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

*****

حسابي ع التويتر/ لمن يرغب بمتابعتي الرابط في أسفلElie Y.Bejjani

https://x.com/bejjani62461

My Twitter account/ For those who want to follow me the link is below

https://x.com/bejjani62461

 

@followers
 @highlight
 @everyone