المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 14 كانون الأول /لسنة 2025

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

في أسفل رابط النشرة

        http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2025/arabic.december14.25.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا 1اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

عناوين النشرة

عنوان الزوادة الإيمانية

يَا يُوسُفُ بنَ دَاوُد، لا تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ ٱمْرَأَتَكَ، فَٱلمَوْلُودُ فِيهَا إِنَّمَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ القُدُس. وسَوْفَ تَلِدُ ٱبْنًا، فَسَمِّهِ يَسُوع، لأَنَّهُ هُوَ الَّذي يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُم».

 

عناوين مقالات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/نص وفيديو/عربي وانكليزي/ضرورة قطع العلاقات الدبلوماسية بين لبنان وجمهورية إيران الإسلامية وطرد السفير الإيراني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

رابط فيديو مقابلة مع الكاتب والمخرج يوسف ي. الخوري من موقع فادي شهوان ع اليوتيوب

رابط فيديو تعليق للصحافي علي حمادة من موقعه ع اليوتيوب

السفير طوم براك إلى إسرائيل.. ومنع التصعيد في لبنان على الطاولة

أسبوع حافل من باريس الى الناقورة: استعجال دولي لـ"حصر السلاح"

قاسم: مطلب اميركي – اسرائيلي.. ولاستراتيجية تستفيد من "المقاومة"

تل أبيب تنذر باستهداف منزل رغم تفتيشه مِن الجيش.. وجعجع: بري يضرب الدستور عرض الحائط

إسرائيل تعلق القصف على قرية في جنوب لبنان بناء على طلب الجيش اللبناني

إجراءات الجيش اللبناني بالجنوب تجبر إسرائيل على تجميد قصف مبنى «مؤقتاً»

نعيم قاسم: لن نسمح بنزع سلاحنا

"جود" بدل "القرض الحسن": إعادة تشكيل الذراع المالي لـ"الحزب"

«حزب الله» يهرب من الضغوط علي «القرض الحسن» بإنشاء مؤسسات جديدة/«جود» تعطي قروضاً بضمانة الذهب... واستبعاد قبول أميركي بالخطوة

توثيق 23 أسيراً لبنانياً لدى إسرائيل 9 منهم بعد الحرب... و42 مفقوداً

مصر تؤكد رفض أي انتهاك للسيادة اللبنانية ...شددت على ضرورة منع التصعيد واحتوائه

رابط فيديو مقابلة العميد خالد حماده من موقع "سبوت شوت"

إذا حمل هيكل وكرم هذا الطرح.. هل يُبعد سيناريو الحرب؟

 مقدمات نشرات الأخبار المسائية

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

الشرطة تفتش جامعة براون الأميركية بعد أن قتل مُسلح اثنين وأصاب 8 في الحرم الجامعي

غزة: إسرائيل تعلن اغتيال القيادي في "القسام" رائد سعد

مقتل أميركيين في هجوم «داعشي» قرب تدمر... والمُنفذ فرد من الأمن السوري

دمشق حذّرت التحالف من احتمال حصول خرق من التنظيم الإرهابي

ترامب: هجوم تدمر استهدف سوريا والولايات المتحدة وسنرد بحزم

ترمب: سنرد على تنظيم «داعش» في سوريا إذا هاجمنا مجدداً بعد مقتل ثلاثة من أفراد الجيش الأميركي على يد مسلح

منفذ هجوم تدمر من الأمن السوري.. وجدل حول سبب وجوده بالمكان

السويداء هادئة.. بعد انقلابٍ فاشلٍ على الهجري

الشرع: سوريا لا تحمل أي نزعات إقصائية أو ثأرية تجاه أي طائفة

سفير الإمارات يقدّم أوراق اعتماده للرئيس السوري في دمشق ...استعرضا فرص التعاون وبحث سبل تطويرها

الشرع يلتقي 200 شخصية من محافظتي اللاذقية وطرطوس.. ويقدّم تطمينات

تباين في مواقف العلويين من السلطة وخلافات حول تمثيلهم

جدل بين «الموالين» حول مسؤولية «حماس» عن خراب «محور المقاومة»

سفير واشنطن يُقْلِق الأردنيين.. و"قواعد أميركية" غامضة!

إردوغان: يجب على إسرائيل السماح بعودة الحياة في غزة لطبيعتها

تركيا: «قسد» تستقوي بإسرائيل ولم تتحرك يوماً ضد نظام الأسد ...قالت إن ما يجري في جنوب سوريا يشكل «أكبر منطقة خطر» بالنسبة لها

فضيحتان تهزان الشارع التركي وتفجّران جدلاً على الساحة السياسية

اتهام إعلامي تركي قريب من الحكومة بتشكيل منظمة إجرامية... وقضايا تحرش بالبرلمان

برلين تستضيف مفاوضات سلام متوترة على وقع تصعيد روسي كبير

كييف ترفض التنازل عن الأرض وباريس تطالب بأرضية مشتركة مع واشنطن في مواجهة موسكو

هل اقترب موعد زيارة السيسي إلى واشنطن؟ ...إعلام أميركي تحدث عن لقاء مع ترمب الشهر الحالي

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

العبودية الطوعية، العصيان المدني، وحركات التحرر اللبنانية: تحليل فلسفي-سياسي على ضوء لابويتي وتورو/إدمون الشدياق

أخطر السرديات.. لبنان "المسيحي" وسوريا "السنّية"/منير الربيع/المدن

فانون في غزة: نحو مقاومة المحو بعد الإبادة/أحمد عبد الحليم/المدن

هجرة اللبنانيين وعودة السوريين: 900 ألف غادروا باتجاه واحد/علي نور الدين/المدن

من يعترض خطاب التضاد اللبناني؟/أحمد جابر/المدن

"القوات" والرئاسة: تقاطع في المبدأ… افتراق في الطريق/إبراهيم الرز/المدن

عشرون سنة على اتصال جبران تويني الأخير/إيلي الحاج/المدن

«إيزي» عم توم/سمير عطا الله /الشرق الأوسط

حزب الله التقى أمنيين أتراكاً في أنقرة: جهود للطمأنة مع دمشق/لارا الهاشم/المدن

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

استجواب غريتشوشكن المُنتظر: لمن حمولة "النيترات"؟

الرواية الكاملة لما حصل في يانوح حتى دخول الجيش

 قائد اليونيفيل: نعمل من أجل تجنب التصعيد

جعجع يتّهم بري بضرب المهل الدستورية للاستحقاقات اللبنانية ...قانون الانتخاب يعمّق الاشتباك السياسي

أحمد الأسير في المقاصد تحت حراسة مشددة: فحوصات طبية عاجلة

الموت يغيّب  النائب د. غسان سكاف.. وعون: يفقد لبنان صوتاً وطنياً أصيلاً

نعيم قاسم/سندافع حتى لو أطبقت السماء على الأرض.. الاستسلام يعني زوال لبنان

 

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

يَا يُوسُفُ بنَ دَاوُد، لا تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ ٱمْرَأَتَكَ، فَٱلمَوْلُودُ فِيهَا إِنَّمَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ القُدُس. وسَوْفَ تَلِدُ ٱبْنًا، فَسَمِّهِ يَسُوع، لأَنَّهُ هُوَ الَّذي يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُم».

انجيل القدّيس متّى01/من18حتى25/“أَمَّا مِيلادُ يَسُوعَ المَسِيحِ فَكانَ هكَذَا: لَمَّا كانَتْ أُمُّهُ مَرْيَمُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُف، وقَبْلَ أَنْ يَسْكُنَا مَعًا، وُجِدَتْ حَامِلاً مِنَ الرُّوحِ القُدُس. ولَمَّا كَانَ يُوسُفُ رَجُلُها بَارًّا، ولا يُرِيدُ أَنْ يُشَهِّرَ بِهَا، قَرَّرَ أَنْ يُطَلِّقَهَا سِرًّا. ومَا إِنْ فَكَّرَ في هذَا حَتَّى تَرَاءَى لَهُ مَلاكُ الرَّبِّ في الحُلْمِ قَائِلاً: «يَا يُوسُفُ بنَ دَاوُد، لا تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ ٱمْرَأَتَكَ، فَٱلمَوْلُودُ فِيهَا إِنَّمَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ القُدُس. وسَوْفَ تَلِدُ ٱبْنًا، فَسَمِّهِ يَسُوع، لأَنَّهُ هُوَ الَّذي يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُم». وحَدَثَ هذَا كُلُّهُ لِيَتِمَّ مَا قَالَهُ الرَّبُّ بِالنَّبِيّ: هَا إِنَّ العَذْرَاءَ تَحْمِلُ وتَلِدُ ٱبْنًا، ويُدْعَى ٱسْمُهُ عِمَّانُوئِيل، أَي ٱللهُ مَعَنَا. ولَمَّا قَامَ يُوسُفُ مِنَ النَّوْم، فَعَلَ كَمَا أَمَرَهُ مَلاكُ الرَّبِّ وأَخَذَ ٱمْرَأَتَهُ. ولَمْ يَعْرِفْهَا، فَوَلَدَتِ ٱبْنًا، وسَمَّاهُ يَسُوع.”

 

تفاصيل مقالات وتغريدات الياس بجاني

ضرورة قطع العلاقات الدبلوماسية بين لبنان وجمهورية إيران الإسلامية وطرد السفير الإيراني

الياس بجاني/13 كانون الأول/2024

https://eliasbejjaninews.com/2025/12/150187/

إن ما يُسمّى “الجمهورية الإسلامية الإيرانية” ليس مسمى لدولة طبيعية تسعى إلى علاقات متكافئة مع محيطها، بل هو نظام ملالي توسّعي، مذهبي، وإرهابي، قام منذ تأسيسه عام 1979 على تصدير التشيع، والفوضى والعنف والمذهبية والتصب تحت شعار “تصدير الثورة”. هذا النظام لم يعترف يومًا بحدود الدول ولا بسيادتها، بل تعامل مع كل دول المنطقة كساحات نفوذ مفتوحة، وكان لبنان – ولا يزال – أحد أبرز ضحاياه.

من هنا فإن لبنان لا يعاني من إجرام وإرهاب إيران كنظام بعيد جغرافيًا، بل يعاني منها كنظام مقيم فعليًا داخل أراضيه، يفرض قراره، ويعطّل دولته، ويصادر مستقبل وأمن وتعايش أبنائه، ويغتال السيديين والأحرار عبر ذراعه العسكري – المذهبي – الإرهابي، المسمّى كفراً وزورًا وبهتانًا حزب الله.

من الضروري التذكير بأن لبنان واللبنانيين وتحديداً الطائفة الشيعية لم يختاروا نظام إيران، ولم يكونوا وراء نشوء حزب الله، وأن الهيمنة الإيرانية على لبنان لم تأتِ يومًا برضا اللبنانيين ولا حتى برضا الطائفة الشيعية نفسها، التي جرى خطفها ومصادرتها وتحويلها إلى رهينة بيد حزب الله، مع الدولة والشعب.

لقد وُلد حزب الله في ظل الاحتلال السوري للبنان، وبرعاية مباشرة من نظام حافظ الأسد، الذي سهل ورعا استباحة الأرض والمؤسسات والأجهزة لللحرس الثوري الإيراني. في تلك المرحلة، لم يكن الحزب مجرد تنظيم مقاوم، بل مشروعًا عقائديًا مغلقًا هدفه السيطرة الكاملة على الطائفة الشيعية أولًا، ثم استخدام هذه السيطرة للهيمنة على الدولة اللبنانية لاحقًا وتحويل لبنان إلى ساحة ومعسكر للحروب الإيرانية التوسعية.وتحت شعار “المقاومة”، الكاذب جرى:

إلغاء التعددية داخل الطائفة الشيعية، إخضاعها سياسيًا وأمنيًا وماليًا،وتحويلها إلى خزان بشري لمشروع إيراني لا علاقة له بأبنائها ولا بلبنان ولا بمصالح اللبنانيين.

عام 2005، أُجبر جيش الاحتلال السوري على الانسحاب من لبنان تحت ضغط انتفاضة الاستقلال والقرارات الدولية، لكن اللبنانيين لم يستعيدوا سيادتهم، لأن الاحتلال لم يخرج بل تبدّل شكله وأدواته. فبدل أن تعود الدولة إلى أهلها، انتقلت الوصاية من دمشق إلى طهران.

في تلك اللحظة المفصلية، حلّ حزب الله مكان الجيش السوري، لا كقوة عسكرية فحسب، بل كـأداة احتلال إيراني مباشر، فتحوّل تدريجيًا من ميليشيا مسلّحة إلى:

دولة داخل الدولة، ثم دولة فوق الدولة، ثم الدولة نفسها. و منذ ذلك التاريخ، بات حزب الله المكون من مرتزقة لبنانيين: يقرّر الحرب والسلم، يعطّل النظام البرلماني بكل أشكاله، يفرض الحكومات أو يُسقطها، يهيمن على القرارين الأمني والعسكري، يشلّ القضاء، ويستخدم مؤسسات الدولة كواجهة شكلية لمشروعه الخارجي...وهكذا، لم يعد لبنان دولة مخطوفة جزئيًا، بل دولة مُصادَرة بالكامل.

الأخطر من الاحتلال نفسه هو وقاحة الخطاب الإيراني. فالمسؤولون الإيرانيون الكبار، وعلى رأسهم المرشد علي خامنئي، لم يحاولوا يومًا إخفاء تدخلهم في الشأن اللبناني، بل تفاخروا علنًا بأن لبنان جزء من “محورهم”، وأن قراره ليس مستقلًا، وأن سلاح حزب الله خط أحمر تقرّره طهران لا بيروت.

هذه ليست زلات لسان، بل سياسة رسمية ممنهجة تعكس نظرة استعلائية إلى لبنان وشعبه ودستوره ومؤسساته، وكأن اللبنانيين قاصرون عن إدارة دولتهم، ويحتاجون إلى “وليّ فقيه” يحكمهم من الخارج.

اليوم، وبعد الهزيمة العسكرية والسياسية التي مُني بها حزب الله، وبعد صدور قرارات دولية واضحة تهدف إلى إنهاء حالة السلاح غير الشرعي واستعادة سيادة الدولة اللبنانية، تصرّ إيران على رفض الواقع الجديد.

إن إيران لا تدافع عن لبنان، ولا عن الطائفة الشيعية بل عن آخر موطئ قدم لها على شاطئ المتوسط. لذلك ترفض تسليم سلاح حزب الله الذي هو عملياً سلاحها، وترفض إعادة القرار إلى الدولة، والإلتزام بالقرارات الدولية وتصرّ على إبقاء لبنان من خلال حزب الله رهينة مشروعها الإقليمي، ولو على حساب دمار ما تبقّى من البلد.

بناء على ذكرنان فإن لاا معنى ولا شرعية لأي علاقات دبلوماسية بين لبنان ودولة: تحتل قراره السياسي، تملك ميليشيا مسلّحة على أرضه، تتدخل علنًا في شؤونه الداخلية، وتتعامل مع مؤسساته بازدراء.

ولأن العلاقات الدبلوماسية بين الدول تفترض الندية والاحترام المتبادل، وليس علاقة بين دولة ذات سيادة وسيّد إقليمي وميليشيا تابعة له...يصبح قطع العلاقات اللبنانية–الإيرانية وطرد السفير الإيراني فورًا خطوة سيادية بديهية، لا استفزازًا ولا عداءً، بل واجبًا وطنيًا إنقاذيًا. فلا تحرير للدولة مع بقاء سفارة دولة تحتلّ القرار اللبناني، ولا سيادة مع وجود ميليشيا تأتمر بأوامر الخارج.

وبالتالي لن يكون لبنان دولة ما دام حزب الله هو الدولة، ولن يكون مستقلًا ما دام قرار الحرب والسلم في طهران، ولن ينهض ما دام محتَلًا بالسلاح والإرهاب والإيديولوجية الإيرانية المذهبية... وبلتالي فإن قطع العلاقات مع إيران ليس نهاية المشكلة، بل بدايتها الصحيحة.

المطلوب بوضوح ومن دون أي تردد: محاكمة قادة حزب الله كمجرمي حرب وخونة، تجريد الحزب من سلاحه بالكامل، تفكيك جميع مؤسساته الأمنية والاجتماعية والثقافية والاستخباراتية والمالية، إعلانه تنظيمًا إرهابيًا رسميًا، كما هو مصنّف في عشرات دول العالم، ومنع أي عنصر من حزب الله المؤدلج دخول مؤسسات الدولة، ولا سيما المؤسسات الأمنية والعسكرية. ..من دون ذلك، يبقى لبنان مجرد اسم على خريطة، وليس دولة حقيقية سيدة وحرة ومستقلة.

**الياس بجاني/فيديو : ضرورة قطع العلاقات الدبلوماسية بين لبنان وجمهورية إيران الإسلامية وطرد السفير الإيراني

https://www.youtube.com/watch?v=6eKHFG0jauY&t=4s

الياس بجاني/13 كانون الأول/2024

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

https://eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

رابط فيديو مقابلة مع الكاتب والمخرج يوسف ي. الخوري من موقع فادي شهوان ع اليوتيوب

 أخشى من انفصال الجنوب، المبعدون سيعودون قريباً، ولإلغاء تاريخ ٢٥ ايار

https://www.youtube.com/watch?v=o8P_hFB69cI

13 كانون الأول/2025

 

رابط فيديو تعليق للصحافي علي حمادة من موقعه ع اليوتيوب/رافضا التسليم السلاح للجيش اللبناني الشيخ نعيم قاسم: لو أطبقت السماء على الارض لن نسلم السلاح! 

https://www.youtube.com/watch?v=50psultWU1Q

13 كانون الأول/2025

إسرائيل تبني "قضية" الحرب داخليا و دوليا و أوامر للجيش بالتحضير لشن عملية عسكرية واسعة مع تحسن ظروف الطقس ‏قيادة الجيش اللبناني تعد العدة لتنظيم جولة في الايام المقبلة إلى الجنوب لدبلوماسيين وملحقين عسكريين عرب وأجانب  لإثبات ان الجيش انجز مهمته بتنظيف منطقة جنوب الليطاني من السلاح.

 

السفير طوم براك إلى إسرائيل.. ومنع التصعيد في لبنان على الطاولة

المدن/13 كانون الأول/2025

كشف الإعلام الإسرائيلي عن زيارة مرتقبة سيقوم بها الموفد الأميركي توم بارّاك إلى إسرائيل يوم الإثنين المقبل، للبحث مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في منع التصعيد في لبنان وسوريا. وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أنّ باراك سيلتقي نتنياهو "بهدف منع التصعيد مع لبنان، ومن أجل التوصل إلى تفاهمات مع سوريا". كذلك ذكرت القناة أن "نتنياهو طلب إلغاء جلسة محاكمته الاثنين المقبل بسبب اجتماعه مع بارّاك"، فيما أشار موقع "والا" العبري إلى أن "السفير الأميركي في تركيا، ومبعوث ترامب للشؤون السورية توم باراك، يزور إسرائيل الاثنين، ويأتي وصوله في خضم تسارع ملحوظ في المحادثات السياسية والأمنية تمهيداً للانتقال للمرحلة الثانية من خطة ترامب المكونة من 20 بنداً لإنهاء الحرب في غزة". وفيما يختص بما حصل اليوم في بلدة يانوح الجنوبية، بعدما جمد الجيش الإسرائيلي "غارته مؤقتاً" على المنزل المهدد في البلدة، أشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إلى أنه "في اللحظات الأخيرة وبضغط أميركي، أمر المستوى السياسي الإسرائيلي، الجيش الإسرائيلي بعدم قصف بلدة يانوح في جنوب لبنان رغم أن الطائرات كانت قد انطلقت".

 

أسبوع حافل من باريس الى الناقورة: استعجال دولي لـ"حصر السلاح"

قاسم: مطلب اميركي – اسرائيلي.. ولاستراتيجية تستفيد من "المقاومة"

تل أبيب تنذر باستهداف منزل رغم تفتيشه مِن الجيش.. وجعجع: بري يضرب الدستور عرض الحائط

المركزية/13 كانون الأول/2025

 تغرق الساحة اللبنانية في حالة ترقب ثقيل في انتظار ما ستحمله الايام القليلة المقبلة عسكريا وأمنيا، وسط زحمة محطات وازنة ودسمة، ستساهم في تحديد المسار الذي ستسلكه الامور بين لبنان واسرائيل التي ترفع سقف التهديد بعملية عسكرية تحضّر لها اذا لم يتم نزع سلاح حزب الله قبل نهاية العام الجاري. كل ذلك، في وقت جدد حزب الله اليوم تمسّكه بالسلاح، ملتفّا على مطالب الحكومة اللبنانية باعلانه الاستعداد للبحث في استراتيجية دفاعية، استرارتيجية كبّلها مسبقا بشروطه ورؤيته لها، معتبرا ان حصر السلاح "مطلب اميركي – اسرائيلي".

محطات مهمة: ففي وقت يصل الخميس المقبل الى بيروت، رئيسُ الوزراء المصري مصطفى مدبولي في زيارة هدفها استكمال الجهود التي تبذلها القاهرة لتفادي التصعيد الاسرائيلي ضد لبنان، والتي بدأها وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ومدير المخابرات حسن رشاد، ترصد العيون الاجتماع الذي يعقد في باريس في 18 الجاري الاميركي – الفرنسي – السعودي، بحضور قائد الجيش العماد رودولف هيكل، حيث ستكون خطة حصر السلاح في صلب المناقشات. اما في اليوم التالي، اي في 19 كانون الاول الجاري، فتعقد لجنة الميكانيزم اجتماعا في الناقورة بمشاركة الوفد اللبناني برئاسة السفير سفير كرم، والجانب الاسرائيلي والرعاة الامميين والفرنسيين والاميركيين، وهو يرتدي اهمية خاصة اذ سيغوص للمرة الاولى في البحث في اهداف المفاوضات.

الخطة: وسط هذه الاجواء، تشير مصادر سياسية مطلعة عبر "المركزية"، الى ان العواصم التي تتابع التطورات المحلية، شددت وتشدد على ضرورة ان يُسرع لبنان في مسار حصر السلاح، بغض النظر عن مسار المفاوضات، لانه الزامي للجم خطط تل ابيب التصعيدية. وتلفت الى ان في اجتماع باريس العتيد، ستتم مطالبة قائد الجيش بتحديد مهلة زمنية واضحة للانتهاء من عملية حصر السلاح على كافة الاراضي اللبنانية على ان تكون مهلة مقبولة ومنطقية، علّ هذه الخطوة، تساهم في كبح جماح نتنياهو، عشية زيارته البيت الابيض للقاء الرئيس الاميركي دونالد ترامب نهاية الشهر الجاري.

تفتيش فإنذار: اما في الميدان، وبينما يطالب الجانبان الاميركي والاسرائيلي، لبنان، بتفتيش الممتلكات جنوبا، فبرز اليوم، دخول دورية من الجيش اللبناني برفقة قوة من اليونيفيل، منزلا في بلدة يانوح الجنوبية بهدف التفتيش وذلك بطلب من لجنة "الميكانيزم". واشارت معلومات صحافية الى ان تم تفتيش بعض الاملاك الخاصة في يانوح برضا الاهالي في حين اظهرت فيديوهات اخرى مواجهات بين الجيش واليونيفيل والاهالي الذين اعترضوا على التفتيش. وبعد ان افيد ان لم يتم العثور على أي اسلحة بعد التفتيش، وجّه الجيش الإسرائيلي إنذاراً عاجلاً إلى سكان يانوح بضرورة الاخلاء لأن ستتم "مهاجمة بنى تحتية عسكرية تابعة لحزب الله". وافيد ان المنزل المهدَّد هو ذاته الذي كشف عليه الجيش صباحاً.

مطلب اميركي – اسرائيلي: التهديد صدر بينما كان الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم يلقي كلمة اكد فيها "أنّ لبنان دخل مرحلة جديدة منذ اتفاق وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني 2024، تختلف عمّا سبقها وتفرض أداءً مختلفًا على مختلف المستويات"، مشدّدًا على أنّ الدولة أصبحت اليوم مسؤولة عن تثبيت سيادة لبنان واستقلاله، فيما قامت المقاومة بكل ما عليها لجهة تطبيق الاتفاق ومساعدة الدولة". وشدّد على أنّ المهمّة الأساسية للمقاومة هي التحرير، وأنّها تقوم على الإيمان والاستعداد للتضحية، موضحًا أنّ منع العدوان ليس من وظائف المقاومة، بل من مسؤولية الدولة والجيش، فيما تقتصر وظيفة المقاومة على مساندتهما والتصدّي عندما لا تقوم الدولة والجيش بواجباتهما، ومنع استقرار العدو والمساعدة على التحرير. وأكد الشيخ قاسم استعداد المقاومة لأقصى درجات التعاون مع الجيش اللبناني، وموافقتها على إستراتيجية دفاعية تستفيد من قوة لبنان ومقاومته، رافضًا في المقابل أي إطار يشكّل استسلامًا للولايات المتحدة و"إسرائيل". كما شدّد على أنّ مشكلة الدولة ليست حصرية السلاح، معتبرًا أنّ الطرح القائم لحصرية السلاح هو مطلب أميركي – إسرائيلي، وأنّ اعتماده يؤدّي إلى إضعاف قوة لبنان، لافتًا إلى أنّ أزمة الدولة الحقيقية تكمن في العقوبات والفساد. وختم بالتأكيد أنّ الاستسلام يعني زوال لبنان، محذّرًا من أنّ الكيان الإسرائيلي يواصل تهديداته، وأنّ الاستسلام يفتح الطريق أمام وضع لبنان تحت الإدارة الإسرائيلية، ما يؤدّي في النهاية إلى زواله.

الحزب لا يتعاون: في المقابل، أكد نائب رئيس مجلس الوزراء السابق النائب غسان حاصباني، ان "حزب الله يرفض التعاون لتلسيم سلاحه حتى طوعاً ويطلق التصاريح عبر مسؤوليه، معلناً انه يعيد بناء تركيبته العسكرية". وشدد في حديث تلفزيوني على ان "الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان تعالجها الدولة وليس الحزب"، واضاف  "عندما تحتكر الدولة قرار الحرب والسلم وتمتلك حصرية السلاح حينها بإمكانها العمل بكافة الطرق المطلوبة بما فيها الدبلوماسية والقانون الدولي لردع إسرائيل. أذكّر ان "الحزب" عجز عن الدفاع عن نفسه وهو إختبأ في الخنادق والكهوف والانفاق تحت الأرض تاركاً الناس فوق الأرض عرضة للقتل. فهو إستجرّ إسرائيل للدخول الى لبنان بعدما اقحمنا بحرب الاسناد وفشل في خلق حد ادنى من توازن القوى. فلا يجوز ان نحكم على الدولة مسبقا انها غير قادرة على إحداث الاستقرار إذا كان السلاح والقرار محصورا بها".

خرق فاضح: انتخابيا، الكباش على القانون النافذ مستمر وسط مخاوف من ان يؤدي عدم تعديله سيما في المادة 112 منه، الى تطيير الاستحقاق في ظل عدم قدرة الحكومة اللبنانية على "تطبيق" مسألة الدائرة 16. اليوم، أكّد رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع، أنّ "تعامل رئيس مجلس النواب نبيه بري مع مشروع القانون المعجّل الوارد من الحكومة حول تعديل قانون الانتخابات النيابية يُشكّل خرقاً واضحاً وفاضحاً وضرباً لعرض الحائط بالمهل الدستوريّة، وهذا ما يعد أساساً خرقاً للمادة 5 من النظام الداخلي للمجلس التي تلزمه أن يرعى أحكام الدستور والقانون والنظام الداخلي في مجلس النواب". وخلال احتفال تسليم البطاقات لدفعة جديدة من المنتسبين لحزب القوات في معراب، وأوضح جعجع أنّ "الحكومة أحالت مشروع القانون بصفة عجلة على مجلس النواب لسبب، وهو أن البت فيه مرتبط بمهل دستوريّة لا يمكن خرقها كانتهاء ولاية مجلس النواب الحالي.. وما يقوم به الرئيس بري فعلياً لا يقتصر على عرقلة مشروع القانون المعجّل بحد ذاته فحسب، وإنما يمتد بجوهره إلى ضرب المهل الدستوريّة والمهل المتعلّقة بإجراء العمليّة الإنتخابيّة، بعدما أصبح الوقت داهماً والحكومة قد أبدت رأياً صريحاً في أنها غير قادرة على إجراء الإنتخابات من دون تعديل القانون النافذ". واشار إلى أن "القاصي والداني أصبحا يدركان تماماً أن المقصود من كل ما يقوم به الرئيس بري هو افراغ العملية الديمقراطية في لبنان من مضمونها وجوهرها وتحويلها إلى ديمقراطيّة صوريّة، الأمر الذي لم يشهده لبنان في أظلم الحقبات التي مرّت عليه في السنوات الخمسين الماضية"، معتبرا أنّ "الاستمرار في هذا النهج يهدّد الانتخابات بحدّ ذاتها ويُكرّس منطق اللادولة، ومواجهة هذا التعطيل أصبحت واجباً وطنياً لحماية الدستور، والانتظام العام، وحقّ اللبنانيين في تقرير مصيرهم".

 

إسرائيل تعلق القصف على قرية في جنوب لبنان بناء على طلب الجيش اللبناني

الشرق الأوسط/13 كانون الأول/2025

قال متحدث عسكري إسرائيلي إن إسرائيل علقت هجوماً كانت تخطط لشنه على قرية في جنوب لبنان، اليوم السبت، بعد أن طلب الجيش اللبناني الوصول إلى الموقع «لمعالجة خرق» لاتفاق وقف إطلاق النار. وكانت إسرائيل قد أصدرت في وقت سابق من اليوم إنذاراً بإخلاء قرية يانوح قبل ما قالت إنه هجوم على البنية التحتية لجماعة «حزب الله» المسلحة. وقال أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية، على منصة «إكس»: «بعد إصدار الإنذار توجه الجيش اللبناني عبر الآلية بطلب الوصول مجدداً إلى الموقع المحدد الذي تم تجريمه ومعالجة خرق الاتفاق». وأضاف: «قرر جيش الدفاع السماح بذلك، وبناء عليه تم تجميد الغارة مؤقتاً». واتفقت إسرائيل ولبنان على وقف إطلاق النار بوساطة أميركية في 2024، لينهيا بذلك قتالاً استمر لما يزيد على عام بين إسرائيل و«حزب الله»، وبلغ ذروته في هجمات إسرائيلية أضعفت بشدة الجماعة المتحالفة مع إيران. ويتبادل الطرفان منذ ذلك الحين الاتهامات بشأن الانتهاكات.

وقصفت إسرائيل يوم الثلاثاء ما وصفتها ببنية تحتية لـ«حزب الله» في عدة مناطق في جنوب لبنان. وأرسل لبنان وإسرائيل مبعوثين مدنيين إلى لجنة عسكرية تراقب وقف إطلاق النار بينهما في تلبية لمطلب أميركي منذ شهور بتوسيع نطاق المحادثات بما يتماشى مع أجندة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للسلام في الشرق الأوسط.

 

إجراءات الجيش اللبناني بالجنوب تجبر إسرائيل على تجميد قصف مبنى «مؤقتاً»

نعيم قاسم: لن نسمح بنزع سلاحنا

الشرق الأوسط/13 كانون الأول/2025

جمّد تدخل الجيش اللبناني قصفاً جوياً محتملاً لمنزل هدّد الجيش الإسرائيلي بإنذار إخلاء، حيث دخل الجيش إلى المبنى الواقع في بلدة يانوح بجنوب لبنان، وفتشه مرة أخرى، مما دفع الجيش الإسرائيلي للإعلان عن تجميد القصف «مؤقتاً». ونفذ الجيش اللبناني، صباح السبت، تفتيشاً لمنزل في بلدة يانوح الواقعة شرق مدينة صور بجنوب لبنان، بمؤازرة من قوات «اليونيفيل». وبعد خروج القوات الدولية والجنود اللبنانيين من المنزل، طلب الجنود من صاحب المنزل الدخول مرة أخرى إليه، لكن طلبهم قوبل بالرفض. وتناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لسجال بين الجنود وسكان محليين، بينهم أصحاب المنزل. ونقلت وسائل إعلام محلية عن صاحب المنزل حيدر حيدر قوله: «وافقنا في المرة الأولى على دخول الجنود حيث فتشوا المنزل، لكننا رفضنا ذلك حين تلقى الجيش اتصالاً مجهولاً يطلب منه التفتيش مرة أخرى». عند ذلك، أصدر الجيش الإسرائيلي إنذاراً بإخلاء المنزل الذي خضع للتفتيش، وطلب من السكان الابتعاد مسافة 500 متر عن المنطقة؛ لأنه سيقوم بقصف المبنى. وكتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر حسابه على منصة «إكس»: «إنذار عاجل إلى سكان جنوب لبنان وتحديداً في قرية يانوح. سيهاجم الجيش الإسرائيلي على المدى الزمني القريب بنى تحتية عسكرية تابعة لـ(حزب الله)، وذلك للتعامل مع المحاولات المحظورة التي يقوم بها (حزب الله) لإعادة إعمار أنشطته في المنطقة». هذا التهديد أعاد تنشيط الاتصالات بين الجيش اللبناني ولجنة الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار «الميكانيزم» لمنع إسرائيل من استهداف المنزل وإعادة تفتيشه. وقالت مصادر ميدانية إن الجيش اتخذ إجراءات أمنية فورية بعد التهديد الإسرائيلي، وكثف حضوره في محيط المبنى المستهدف بإنذار الإخلاء، ودخله مرة أخرى بغرض تفتيشه. وأفادت وسائل إعلام محلية بأن عناصر الجيش اللبناني قاموا بالحفر في أسفل المبنى، بناء على طلب من «الميكانيزم» التي كانت قيادتها على تنسيق مباشر مع الجيش، كما طُلب من الجيش الحفر في قنوات «الصرف الصحي» وتفتيشها. وقال الإعلام اللبناني بعد ثلاث ساعات على البدء بالحفر، إن الجيش لم يعثر على أي أسلحة أو معدات عسكرية. ودفعت إجراءات الجيش، واتصالاته مع «الميكانيزم»، الجيش الإسرائيلي إلى تعليق القصف. وقال في بيان: «بعد إصدار الإنذار، توجه الجيش اللبناني عبر الآلية بطلب الوصول مجدداً إلى الموقع المحدد الذي تم تجريمه ومعالجة خرق الاتفاق»، وتابع: «لقد قرر الجيش الإسرائيلي السماح بذلك، وبناء عليه، تم تجميد الغارة مؤقتاً حيث يراقب الهدف بشكل مستمر ويبقى على تواصل مع الآلية». وأضاف: «الجيش لن يسمح لـ(حزب الله) بإعادة التموضع أو التسلح».

تفتيش منازل المدنيين

ومع أن السجال بين الجيش والسكان، هو الأول من نوعه بين مدنيين وعناصر الجيش لدى محاولتهم تفتيش منشآت خاصة، فإنها ليست المرة الأولى التي يقوم فيها الجيش بالدخول إلى منازل المدنيين وتفتيشها. وقال مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط» إن الجيش خلال الفترة الماضية «دخل برفقة (اليونيفيل) إلى ممتلكات خاصة وفتشها بعد موافقة مالكيها»، لافتاً إلى تفتيش أكثر من عشرة منازل في الأسبوع الماضي في بلدة بيت ليف بجنوب لبنان.

تصعيد «حزب الله»

بالموازاة، صعّد الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم لهجته حيال ملف السلاح، مؤكداً أن «السلاح لن يُنزع تحقيقاً لهدف إسرائيل، ولو اجتمعت الدنيا بحربها على لبنان»، مشدداً على أن «الأرض والسلاح والروح خلطة واحدة متماسكة، وأي مساس بأحدها هو مساس بالثلاثة معاً وإعدام لوجودنا، ولن نسمح بذلك».

وقال قاسم، خلال احتفال أقامته وحدة العمل النسائي في «حزب الله» إن «أميركا إذا كانت تعمل لمصالحها في لبنان ستبحث عن حل، أما إذا كانت لا تهتم بوجود لبنان لمصلحة إسرائيل فلن يكون للبنان حياة»، معتبراً أن «الاستسلام خيار مرفوض»، وأضاف: «حتى لو أطبقت السماء على الأرض سندافع؛ لأن الاستسلام يعني نهاية لبنان». وتوجّه إلى الدولة اللبنانية، قائلاً: «فلتتوقف الدولة عن التنازلات، ألم تسمعوا السفير الأميركي يقول إن المفاوضات شيء واستمرار العدوان شيء آخر؟ هناك منطق واضح يقول المفاوضات مسار مستقل، يعني العدوان سيستمر، يعني: ما فائدة المفاوضات؟». وحذّر قاسم مما وصفه بمحاولة «إضعاف المقاومة مع إبقاء الجيش اللبناني في حدود تسليح متواضعة»، معتبراً أن «الهدف هو جعل لبنان بلا قوة»، وسأل: «إذا كان الجيش غير قادر على الحماية، هل نطالب بنزع سلاحه؟ أم نطالب بتعزيز قدراته؟»، مضيفاً: «كما لا يُطالب بنزع سلاح الجيش عند العجز، لا يمكن المطالبة بنزع سلاح المقاومة».

مرحلة جديدة بعد وقف إطلاق النار

وفيما يتصل بالوضع السياسي - الأمني، رأى قاسم أن «اتفاق وقف إطلاق النار أدخل لبنان في مرحلة جديدة تُسقط ما سبقها»، مشدداً على أن «الدولة باتت اليوم مسؤولة عن السيادة وحماية لبنان وطرد الاحتلال ونشر الجيش»، فيما «وظيفة المقاومة هي المساندة والمساعدة على التحرير». ودعا الدولة اللبنانية إلى «التراجع عن التنازلات وإعادة حساباتها»، مطالباً بـ«تطبيق الاتفاق أولاً، وبعد ذلك يمكن النقاش في الاستراتيجية الدفاعية»، وقال: «لا تطلبوا منا ألا ندافع عن أنفسنا في وقت تعجز فيه الدولة عن حماية مواطنيها». وأكد قاسم أن الحزب «مستعد لأقصى درجات التعاون مع الجيش اللبناني»، لافتاً إلى أنه ساعده «على بسط سلطته»، وشدد على أن الحزب «موافق على أي استراتيجية دفاعية تستفيد من قوة لبنان ومقاومته معاً». وأضاف: «السؤال الحقيقي ليس هل نطالب بنزع القوة؟ بل كيف نستفيد من هذه القوة لمساندة الجيش والدولة في مواجهة الاحتلال».

 

"جود" بدل "القرض الحسن": إعادة تشكيل الذراع المالي لـ"الحزب"

حسن فقيه/المدن/14 كانون الأول/2025

لم يكن الحصار على حزب الله  بعد الحرب الأخيرة على لبنان عسكريًا فقط، ولا سيما لناحية التداعيات التي نزلت كالصاعقة على بيئة المقاومة، إذ أراد خصوم حزب الله في الخارج بتر الذراع المالي الذي لا يقل أهمية عن الذراع العسكري.  وترتبط الذراع المالي للتنظيم الأصفر ضمنيًا بمؤسسة "القرض الحسن"، والتي تُعدّ بمثابة المصرف المالي للحزب. ومع الضغط الأميركي، بدا الحزب متيقنًا من صعوبة المرحلة المقبلة وضرورة التعامل معها بحذر وذكاء حفاظًا على ما يمكن الحفاظ عليه. سبق وأبلغ حزب الله المعنيين باستحالة الإغلاق الكلي، وأن المؤسسة غير مرتبطة فقط بالتنظيم بل ببيئة كاملة قوامها ثلاثمئة ألف متعامل، بنشاط مالي وصل إلى ثلاثة مليارات دولارات وأطنان من الذهب. من هنا بدأ البحث جديًا عن مخرج قانوني لا يُحرج الدولة ويحافظ على ماهية المؤسسة المالية. وكانت "المدن" قد نشرت في وقت سابق معلومات عن طرح مخرج للتعامل مع قضية القرض الحسن يتمثّل بحلها بشكلها الحالي واستحداث مؤسسة بديلة قانونية. فكيف وظّف الحزب خبراته لحل المعضلة التي تؤرق بنيته كما موضوع السلاح؟

مؤسسة "جود"… البديل القانوني

بحسب المعلومات التي حصلت عليها "المدن"، فإن مؤسسة مالية جديدة مسجّلة تجاريًا تحت إسم "جود"، خاضعة لقانون التعامل التجاري في لبنان، تُعنى بشراء وبيع الذهب بالتقسيط، ستحلّ مكان مؤسسة "القرض الحسن" بعد إقفالها، لاستكمال المسيرة المالية للحزب. وبدأت بوادر هذا الأمر تتضح عندما لاحظ بعض المتعاملين مع "القرض الحسن" صدور فواتير عن مؤسسة تُدعى "جود"، وقد اختلفت الإجراءات المتبعة، فلم تعد المعاملات تجري كما كان عليه الأمر في السابق على مبدأ الرهن مقابل المال، بل باتت تتمثّل بعقدين: الأول شراء الذهب من قبل المؤسسة مقابل مبلغ معيّن يُدفع للشخص، والثاني بيع الذهب للمتعامل بالتقسيط ولمدّة زمنية محددة، ويقوم باستلام ما وضعه من الذهب بعد أسبوعين من تاريخ الوضع، وهو ما كان عليه الأمر في السابق لكن وفق إجراءات وأوراق مختلفة. ووفق معلومات "المدن"، فإن إجراءات عدة أيضًا تربط عملية البيع والشراء، شبيهة بتلك التي كان عليها الوضع سابقًا، فإذا تخلّف المتعامل عن دفع قسطين من فاتورته تُعتبر الأقساط كافة مستحقّة. والإجراءات التي تُدار بها مؤسسة "جود" تخضع لاستشارات خبراء قانونيين، لعدم الوقوع بأي خلل قانوني في التعامل.

موقف الحزب: الالتزام بالقانون وخدمة الناس

وقال مصدر مقرب من حزب الله لـ"المدن" إن مؤسسة "القرض الحسن" مؤسسة اجتماعية تعود فوائدها على المجتمع اللبناني ككل، فروعها بالعشرات وموجودة في كل المناطق اللبنانية، ويتعامل معها اللبنانيون من كل الطوائف. ولكن طالما أن الدولة مضطرة للتعامل مع الضغوط الأميركية وتدّعي عدم قوننة المؤسسة، فنحن سنقوم بكل ما يلزم لجعلها في الإطار القانوني وتمكين المواطنين اللبنانيين الذين خسروا جنى أعمارهم في المصارف اللبنانية من الاستفادة من الوضع الحالي.  وتعليقًا على استبدال "القرض الحسن" بـ"جود"، يتحفّظ المصدر عن الرد ويقول: نقوم بكل ما يلزم ونتعاون مع الدولة اللبنانية، وليس من عاداتنا مخالفة القوانين والأنظمة المرعية. ولكن اليوم، إذا جرى استفتاء رأي عام لبناني حول من أفضل وبمن يثق اللبنانيون أكثر، "القرض الحسن" أم المصارف، لقالوا علنًا "بالقرض الحسن".

خدمات تحت سقف القانون… ولكن

ظاهريًا، لن تبقى خدمات "القرض الحسن" كما كانت عندما تتحوّل المؤسسة إلى "جود"، فإن رهن الذهب والصراف الآلي سيخرجان من الخدمة، لتستمر بتقديم الخدمات تحت سقف القانون وضمن فواتير رسمية، وتخضع للضرائب والرسوم المفروضة، ولا تُبقي أي ذريعة لدى الدولة للخضوع للمطلب الخارجي. لكن وإن قبلت الدولة اللبنانية بإجراء الحزب، الذي قد يكون ظاهريًا إغلاق المؤسسة واستبدالها بمؤسسة قانونية أخرى، هل سيقبل الأميركيون الذين أصرّوا على إغلاق ومحاصرة القدرات المالية لحزب الله؟ وبحسب مصدر قانوني معارض لإجراءات الحزب، فإن ما يقوم به التنظيم الأصفر حرفيًا هو استبدال اللوحة الموضوعة عليها مؤسسة "القرض الحسن" بلوحة أخرى مكتوب عليها اسم المؤسسة الجديدة فقط لا غير.  وهذا الإجراء سيزيد من الشرخ مع المجتمع الدولي إذا ما قبلت به الدولة اللبنانية، وسيُعتبر تحايلاً وتلاعبًا وضعفًا لبنانيًا في التعامل مع الحزب. وردًا على سؤال حول الحل في التعامل مع مؤسسة مرتبط بها مئات الآلاف من الأشخاص، يقول: عليهم إبراء ذممهم وبعدها الإغلاق، ولا غير ذلك.

معركة موازية للسلاح

لكن على ما يبدو، فإن الحزب أوضح حقيقةً لمن يعنيهم الأمر أنه غير مستعد للتنازل أكثر، ولن يسمح بإلحاق الضرر ببيئته التي تستفيد من هذه المؤسسة وتتعامل معها وتيسّر أمورها. وسيدافع عن هذا الأمر بالطريقة نفسها التي يدافع فيها عن السلاح، فالأمران هدفهما، بحسب تفكير قيادة حزب الله، إحكام الخناق حتى الاستسلام، وهذا لن يحدث أبدًا. وبحسب معلومات "المدن"، فإن الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم يُشرف شخصيًا على هذا الملف، وطلب من قيادة الحزب إعطاءه أولوية واعتباره موازيًا لملف السلاح، والتعامل معه بما لا يشكّل صدامًا مع الدولة ويحافظ على الخدمات المقدّمة وركيزة المؤسسة الاجتماعية.

وحسب معلومات "المدن" أيضًا، فإن الإقبال على المؤسسة تزايد في الفترة الأخيرة، وذلك لسببين: الأول دعم المؤسسة التي تعتبرها الناس وقفت إلى جانبها في أحلك الظروف، وثانيًا ثقتهم بأن مستحقاتهم سوف تعود إليهم مهما كانت النتيجة. ويعودون بالذاكرة لما حدث بعد حرب 2006 والحرب الأخيرة، حيث عاودت المؤسسة مباشرة عملها بالرغم من القصف الذي لحق بها، وقامت بتسديد المستحقات للناس.

الذراع المالي… باقٍ وإن تغيّر الاسم

وعليه، فإن حزب الله يحاول، بالقانون، الحفاظ على ذراعه المالي بتغيير الاسم. لكن السؤال الأهم ليس كيف ستتعامل الدولة مع الأمر؛ بل كيف سيتعامل الأميركيون مع خطوة الحزب الجديدة إن استكملت؟

 

«حزب الله» يهرب من الضغوط علي «القرض الحسن» بإنشاء مؤسسات جديدة/«جود» تعطي قروضاً بضمانة الذهب... واستبعاد قبول أميركي بالخطوة

بيروت: نذير رضا/الشرق الأوسط/13 كانون الأول/2025

بدأ «حزب الله» في لبنان بإجراءات يُعتقد أنها ستنتهي إلى إغلاق ذراعه المالية «القرض الحسن» أو تهميش دوره بعد الضغوط الأميركية وضغوط «مصرف لبنان» على المؤسسة، كجزء من «سياسة تموضع قانوني» داخل البلاد للإفلات من الضغوط الدولية والمحلية لإغلاقها. وإنشاء الحزب مؤسسة تجارية مرخصة بدأت بالقيام بجزء من نشاطات «القرض الحسن» في إقراض مناصريه، وسط توقعات بإمكانية نشؤ مؤسسات أخرى تقوم بمهام أخرى. ورفض «حزب الله» في السابق المطالب الأميركية من السلطات اللبنانية بإغلاق المؤسسة، واتهم الولايات المتحدة بمحاولة «تجفيف الموارد المالية بغرض إلغاء وجود الحزب ومنعه من تقديم الخدمات الاجتماعية»، حسبما قال أمينه العام نعيم قاسم في خطاب الشهر الماضي. وعُرفت «القرض الحسن» في السنوات الماضية كمؤسسة تمنح القروض المالية من دون فوائد، بضمانة الذهب أو كفالات مالية من قبل مودعين آخرين، وتخطى عدد زبائنها 300 ألف شخص في 2024 استفادوا من قروضها الميسرة. كما قدمت قروضاً زراعية وصناعية وتجارية لمؤسسات صغيرة، في حين تولت المؤسسة التي انتشرت بأكثر من 34 فرعاً داخل لبنان، صرف شيكات مالية للمتضررين من الحرب، موّلها «حزب الله» بعد الحرب الأخيرة. وفي ظل ضغوط دولية على لبنان لإغلاقها، بدا أن المؤسسة لجأت إلى «سياسة تموضع قانوني»، حسبما تقول مصادر مالية لـ«الشرق الأوسط»، وذلك «بحثاً عن بدائل قانونية تتيح لها الاستمرار»، وهذا «بعد سلسلة إجراءات محلية؛ أحدها اتخذه مصرف لبنان المركزي، يمنع التعامل معها».

مؤسسة تجارية

وبالفعل، بدأت مؤسسة «القرض الحسن» في التحوّل، وظهر أول ملامحه في مؤسسة تجارية معنية بشراء وبيع الذهب بالتقسيط، تم إنشاؤها وبدأت في الظهور منذ مطلع شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي. وقال مصدران في الضاحية الجنوبية لبيروت لـ«الشرق الأوسط» إنهما تفاجآ بعد إجراء معاملة في المؤسسة بفواتير صادرة عن مؤسسة تُدعى «جود» وليست «القرض الحسن». وقال أحدهما لـ«الشرق الأوسط» إنه توجّه إلى المؤسسة للحصول على قرض صغير يبلغ 1800 دولار بضمانة ذهب زوجته، واكتشف أن الإجراءات تبدلت. وأوضح: «لم ينفذوا معاملة رهن ذهب كما كان الأمر في السابق، بل تمت المعاملة وفق عقدين؛ أولهما تمثل في شراء الذهب مقابل فاتورة رسمية، وبعده تم تحرير معاملة تجارية أخرى تمثلت في بيع كمية الذهب نفسها لي بالتقسيط، مقابل فاتورة رسمية أيضاً». وينصّ عقد الشراء، حسب المصدر، على دفع المستحقات المالية عليه على مدى 18 شهراً، ضمن قسط شهريّ محدد، ويستلم ذهبه الخاضع للتقسيط بعد 15 يوماً من تاريخ دفع القسط الأخير. ويضيف: «هي نفس الطريقة التي كان يتم التعامل بها في السابق، لكن أوراقها اختلفت عن السابق».

وعد بالبيع بالتقسيط

وقال المصدر الثاني لـ«الشرق الأوسط» إنه استطاع الحصول على قرض أيضاً بنفس الطريقة، واكتشف أن فاتورة الشراء بالتقسيط تتضمن عقداً من أربعة شروط. وأوضح أن الفاتورة صادرة عن مؤسسة تُدعى «جود»، وتتضمن رقم تسجيل المؤسسة (سجلاً تجارياً)، ورقماً مالياً للفاتورة، ما يعني أنها خاضعة لقانون التعامل التجاري المعمول به في لبنان، وتراعي الأنظمة المرعية الإجراء. واطلعت «الشرق الأوسط» على بنود الفاتورة المدرجة في العقد، وتنصّ على أن الفاتورة «تعتبر وعداً بالبيع بالتقسيط، ولا يعتبر البيع ناجزاً إلا عند تسديد كامل قيمة الفاتورة». كما تنص في البند الثاني من العقد على أن كافة الأقساط تعتبر مستحقة في حال تخلف المشتري عن دفع قسطين من الفاتورة. كما يفوض المشتري، حامل الفاتورة، بالتسديد عنه... أما البند الرابع فينصّ على تعهّد المشتري بتسلّم الذهب ضمن فترة لا تزيد على 15 يوماً من تاريخ تسديد القسط الأخير، وأنه في حال تأخر ستُضاف رسوم تخزين تبلغ (0.02 دولار) عن كل غرام شهرياً.

تجزئة للخدمات

ويعد هذا الإجراء جزءاً من خطة تحوّل للمؤسسة في مواجهة الضغوط الخارجية والمحلية لإغلاقها. وتقول مصادر لبنانية مواكبة للمطالب الدولية إن هذا التحول «يحمل مؤشرات على فشل جميع محاولات إنقاذها من خلال المحادثات بين الحزب والسلطات اللبنانية»، مضيفة لـ«الشرق الأوسط» أن «القناعة لدى الحزب دفعته لتجزئة الخدمات التي تقدمها المؤسسة، بشكل يستطيع به أن يكمل بتقديم بعض خدماته، في حال استجابته لمطالب إغلاقها بالكامل». وتقول الجمعية في موقعها الإلكتروني إنها «تهدف إلى مساعدة النّاس من خلال منحهم القروض لآجال محدّدة مساهمة منها في حل بعض مشكلاتهم الاجتماعيّة»، كما «تهدف إلى تعزيز روح التعاون والتكافل والتضامن بين أفراد المجتمع». وتضيف المصادر: «إثر تجزئة الخدمات، فإن رهن الذهب يكون قد خرج من مهامها لصالح المؤسسة التجارية بما يمكّنها من مواصلة تقديم الخدمات تحت سقف القانون، ويُضاف إلى سلسلة أخرى من الخدمات التي توقفت، بينها خدمة الصراف الآلي»، كما «يرسل رسالة للسلطات اللبنانية بأن هذه الخدمات تُقدم تحت سقف القانون ضمن فواتير رسمية، وخاضعة للضرائب ونظام المعاملات التجارية». لكن المصادر نفسها تلحظ أن التصريح المالي الرسمي في هذه الحالة يكون عن الزبائن، وليس عن المودعين ومصدر الأموال، وهو «ما يعقّد فرضية القبول الدولي بهذا التحول»، مشيرة إلى أن «ثلاثة اقتراحات لتسوية وضع (القرض الحسن) قُدمت في السابق ورفضها الأميركيون؛ تمثّل الأول في أن تكون جمعية تعاضدية، في حين كان الاقتراح الثاني أن تكون شركة مالية مرخصة، وهو ما رفضه مصرف لبنان أيضاً»، أما المقترح الثالث فتمثّل في أن تكون «تعاونية مالية تقدم التسليفات والقروض الميسرة مثل تعاونيات مالية موجودة في لبنان والعالم، وتخضع للقانون اللبناني، وتصرّح عن زبائنها»، لكن كل تلك المقترحات «رُفضت بالكامل»، حسبما تقول المصادر.

رفض أميركي

ويتقاطع ذلك مع تقديرات مالية لبنانية استبعدت أن يكون أي تحول للمؤسسة سيلقى موافقة أميركية. وقال مصدر مالي لبناني بارز لـ«الشرق الأوسط»: «من غير المتوقع أن يلاقي هذا التموضع استجابة في وزارة الخزانة الأميركية التي تدقق بتفاصيل مالية مملّة في لبنان»، مشيراً إلى أن لبنان «خاضع لرقابة مشددة من (الخزانة الأميركية) بسبب الانفلاش النقدي الكبير، وتشير تقديراتهم إلى أنه لا يمكن ضبط الأموال النقدية خارج القطاع المصرفي، في وقت يعد هذا الإجراء جزءاً من التداول بالاقتصاد النقدي خارج القطاع المصرفي».ويضيف المصدر: «لا يمكن لهذا التموضع أن يرضي الأميركيين الذين اتخذوا قراراً بوجوب إغلاقها، وأبلغوا ذلك للدولة اللبنانية، ولن يرضيهم تغيير الشكل، ما دام الأصل لا يزال قائماً»، في إشارة إلى وجود «القرض الحسن» واستمرار خدماتها ولو بشكل آخر. وأوضح: «بالشكل القانوني، وبموجب قوانين لبنان السارية (ما عدا مصرف لبنان)، تستطيع شركة تجارية أن تمارس مهمات البيع والشراء، ومن ضمنها التقسيط، لكن ذلك لا يعني أن المشكلة الأساسية تم حلها، وهي الرفض الأميركي؛ لأنها ستبقى سيولة خارج القطاع المصرفي، وستبقى من وجهة نظر الأميركيين موضع شبهات في ظل الظروف السياسية الحالية».

 

توثيق 23 أسيراً لبنانياً لدى إسرائيل 9 منهم بعد الحرب... و42 مفقوداً

الشرق الأوسط/13 كانون الأول/2025

طالبت «هيئة ممثلي الأسرى والمحررين اللبنانيين»، الدولة اللبنانية بتحريك ملف الأسرى اللبنانيين المحتجزين لدى إسرائيل، ووضعه في صدارة الأولويات السياسية والدبلوماسية، في ظل استمرار احتجاز 23 أسيراً لبنانياً، بينهم 3 أسرى منذ عقود، إضافة إلى أسرى جدد اعتقلوا خلال الحرب الأخيرة وما بعدها، إلى جانب 42 مفقوداً لا يزال مصيرهم مجهولاً. وجاء ذلك في مذكرة رسمية وجّهتها الهيئة إلى رئيس الجمهورية اللبنانية جوزيف عون، دعت فيها إلى اعتماد مقاربة وطنية شاملة للتعامل مع هذا الملف، تشمل التحرك الدبلوماسي والقانوني والإنساني، والعمل على تدويله عبر المؤسسات الدولية المختصة.

أسرى منذ عقود

وبحسب المذكرة، فإن ثلاثة أسرى لبنانيين لا يزالون محتجزين لدى إسرائيل منذ ما قبل الحرب، أحدهم منذ عام 1978، والثاني منذ عام 1981، والثالث منذ عام 2005. في المقابل، ارتفع عدد الأسرى الموثقين خلال المرحلة الأخيرة إلى 20 أسيراً جديداً، توزّعوا بين 11 أُسروا خلال المعركة العسكرية في أكتوبر (تشرين الأول) 2024، و9 مدنيين أُسروا بعد وقف المعركة الموسعة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024. وأشارت الهيئة إلى أن الأسرى الجدد اختُطفوا في حوادث متفرقة طالت صيادين ورعاة وعمّالاً وشرطيّاً بلدياً، وذلك خارج إطار العمليات العسكرية، وفي بعض الحالات بعد إصابات مباشرة. كما أفادت المذكرة بوجود 42 مفقوداً ومفقودي أثر، بينهم قتلى لم يُعرف حتى تاريخه ما إذا كانت جثثهم محتجزة لدى إسرائيل، في ظل غياب أي تعاون من الجانب الإسرائيلي مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

اتهامات بانتهاكات ومطالب بالتحرك

واتهمت الهيئة إسرائيل بالاستمرار في رفض التعاون مع «الصليب الأحمر الدولي»، ومنع زيارات الأسرى أو تقديم معلومات عن أوضاعهم، مؤكدة، استناداً إلى إفادات أسرى فلسطينيين أُفرج عنهم أخيراً، أن الأسرى اللبنانيين يتعرضون لتعذيب جسدي ونفسي، وحرمان من الغذاء والمياه، وإهمال طبي متعمّد، إضافة إلى معاملة مهينة وحاطة بالكرامة، لا سيما للمصابين منهم. ودعت الهيئة رئاسة الجمهورية والحكومة إلى ترجمة ما ورد في خطاب القسم والبيان الوزاري لجهة اعتبار قضية الأسرى أولوية وطنية، عبر تحرك فوري لوزارة الخارجية على المستويين العربي والدولي، وبالتنسيق مع الأمم المتحدة واللجنة الدولية لـ«الصليب الأحمر»، إضافة إلى الاستفادة من آليات الأمم المتحدة المختصة وتشكيل لجنة وطنية مستقلة لمتابعة الملف.

 

مصر تؤكد رفض أي انتهاك للسيادة اللبنانية ...شددت على ضرورة منع التصعيد واحتوائه

الشرق الأوسط/13 كانون الأول/2025

أكدت مصر «موقفها الثابت والرافض للمساس بسيادة لبنان ووحدة وسلامه أراضيه، فضلاً عن دعم المؤسسات الوطنية للاضطلاع الكامل بمسؤولياتها في الحفاظ على أمن واستقرار لبنان». وشددت على «ضرورة منع التصعيد واحتوائه، ورفض أي انتهاك للسيادة اللبنانية». جاء ذلك خلال لقاء وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، مع مستشارة الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الأوسط، كلير لوجندر، على هامش «منتدى صير بنى ياس» في الإمارات، السبت. وثمن عبد العاطي العلاقات الاستراتيجية بين مصر وفرنسا، معرباً عن التطلع لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري وزيادة الاستثمارات الفرنسية في مصر، فضلاً عن تعزيز التعاون في مختلف المجالات وفى مقدمتها قطاعات الصناعة والنقل والسياحة والثقافة والتعليم. كما رحب بقرب انعقاد الجولة الأولى من الحوار الاستراتيجي بين وزارتي الخارجية المصرية والفرنسية. وفيما يتعلق بتطورات القضية الفلسطينية، رحب وزير الخارجية المصري بالموقف الفرنسي الداعم لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، مبرزاً الجهود التي تقوم بها مصر لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة. وأكد «ضرورة تضافر الجهود الدولية لضمان تنفيذ قرار مجلس الأمن 2803 وسرعة تشكيل قوة الاستقرار الدولية في غزة للاضطلاع بمسؤوليتها ومهامها». ونوه عبد العاطي بأهمية المضي في خطوات تشكيل لجنة التكنوقراط الفلسطينية لإدارة قطاع غزة. ولفت إلى أهمية ضمان نفاذ المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق إلى قطاع غزة في ظل تفاقم الأوضاع الإنسانية، مشدداً على أهمية خلق الأفق السياسي للتوصل إلى تسوية عادلة ومستدامة للقضية الفلسطينية من خلال تنفيذ حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

ووفق إفادة لوزارة الخارجية المصرية، السبت، تم التطرق خلال اللقاء إلى الأوضاع في السودان، حيث أطلع الوزير عبد العاطي المسؤولة الفرنسية على الجهود المصرية في إطار الرباعية بهدف تحقيق وقف إطلاق النار بما يسمح بإطلاق عملية سياسية سودانية شاملة، مؤكداً على ثوابت الموقف المصري بشأن حماية سيادة السودان، ووحدة وسلامة أراضيه، ورفض التقسيم، ودعم مؤسسات الدولة. وشدد على ضرورة توحيد الجهود الإقليمية والدولية لدفع مسار التهدئة والتوصل إلى وقف لإطلاق النار ونفاذ المساعدات الإنسانية. كما حرص وزير الخارجية على إطلاع المسئولة الفرنسية على نتائج زيارته الأخيرة للبنان. وقال وزير الخارجية المصري خلال زيارته إلى العاصمة اللبنانية بيروت، الشهر الماضي، إن بلاده تنظر إلى لبنان بعدّه ركناً أساسياً في منظومة الأمن والاستقرار الإقليمي، مؤكداً على أن صون سيادته واستقلال قراره الوطني يظلان أولوية ثابتة في السياسة الخارجية المصرية. في سياق آخر، التقى عبد العاطي، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبد الله بن زايد، مساء السبت. وتناول اللقاء آفاق تعزيز العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين الشقيقين والبناء على ما تشهده من زخم إيجابي في مختلف المجالات، في ضوء ما يجمع القيادتين والشعبين من روابط راسخة وشراكة استراتيجية. وبحسب «الخارجية المصرية»، السبت، تبادل الجانبان الرؤى حول عدد من القضايا والملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والأوضاع في الضفة الغربية وتنفيذ المرحلة الثانية من خطة الرئيس ترمب للسلام في قطاع غزة، فضلاً عن تطورات الأوضاع في السودان والتنسيق القائم في إطار الرباعية، والأوضاع في اليمن وسوريا وليبيا. واتفق الوزيران على «أهمية مواصلة التنسيق والتشاور لدعم جهود تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة وتعزيز العمل العربي المشترك».

 

رابط فيديو مقابلة العميد خالد حماده من موقع "سبوت شوت"

ضبط "هدهد الضاحية" وشاحنة مسيرات عسكرية في مرفأ طرابلس- خالد حمادة يحذر: ذخائر سورية تتجه الى لبنان!

https://www.youtube.com/watch?v=PKWGDBmqCWQ

Dec 13, 2025

حذّر العميد خالد حماده من محاولات تغيير اسم حزب البعث، معرباً عن خشيته من أن يكون هذا التغيير ناتجاً عن تحرّكات لفلول نظام الأسد المتواجدين في لبنان، بالتعاون مع لبنانيين مرتبطين بالحزب، إضافة إلى وجود عدد من أركان النظام السوري السابق داخل لبنان تحت مظلّات حماية سياسية.

وفي الشق الأمني، شدّد حماده على ضرورة أن تقدّم الدولة اللبنانية جواباً واضحاً بشأن جميل الحسن، معتبراً أن هذا الملف قد يفتح إشكالية سياسية وأمنية مع كل من سوريا وفرنسا. وكشف أن الجيش السوري يمتلك معلومات حول ذخائر في طريقها إلى لبنان.كما أشار إلى أن “الحزب لا يزال يخطّط”، لافتاً إلى أن المخاوف التي يتم تداولها عبر القنوات الديبلوماسية تستند إلى معلومات دقيقة وليست مجرّد استنتاجات، كاشفاً أن أحد الحاويات في مرفأ طرابلس كانت تنقل مسيّرات. وفي ما يتعلّق بالتحقيقات، أعلن حماده أن مدير المخابرات في الشمال ورئيسة مرفأ طرابلس قد تم توقيفهما، معتبراً أن الوصول إلى نتائج في تحقيق انفجار مرفأ بيروت لا يزال ممكناً، مؤكداً أن جميل الحسن يمتلك معلومات وافرة تتعلّق بالقضية. وختم حماده حديثه بانتقاد ما وصفه بـ"منافقة الحزب لجمهوره"، معتبراً أن مبلغ الـ200 مليون دولار قد يُستخدم كرشوة انتخابية، في وقت يحتاج فيه الجنوب إلى مليارات الدولارات لإعادة الإعمار، مشيراً إلى أن لمجلس الجنوب سمعة سيئة في إدارة هذه الملفات. تابعوا هذه الحلقة من وجهة نظر على "سبوت شوت"

 

إذا حمل هيكل وكرم هذا الطرح.. هل يُبعد سيناريو الحرب؟

لارا يزبك/المركزية/13 كانون الأول/2025

المركزية- أفادت هيئة البث الإسرائيلية الجمعة، بأنّ الجيش الإسرائيلي يستعدّ لتنفيذ هجوم واسع النطاق ضد أهداف تابعة لحزب الله في لبنان في حال فشلت جهود الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني في نزع سلاح حزب الله قبل نهاية العام.  وأضافت "الجيش الإسرائيلي أعدَّ خلال الأسابيع الماضية خطّة متكاملة لضرب مواقع حزب الله".  اما الخميس، فأفادت "يديعوت أحرونوت" نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين، بأنّ "حزب الله يستعيد قدراته على جميع الجبهات وسط تدفق متجدد للأموال الإيرانية"، لافتةً الى أنّ "تل أبيب لن تنتظر إلى ما لا نهاية". وأضافت "لبنان فكّك 80 في المئة من سلاح حزب الله جنوب الليطاني لكنه غير قادر على استكمال نزع السلاح قبل نهاية العام"، مشيرةً إلى أنّ "واشنطن أبلغت الجانب اللبناني أنها قد لا تتمكن من منع أي عملية عسكرية إسرائيلية محتملة إذا لم تُباشر الحكومة اللبنانية خطوات ملموسة وسريعة لنزع سلاح حزب الله". وقالت الصحيفة إنّ "لقاء نتنياهو–ترامب المرتقب سيكون حاسماً في تحديد ما إذا كانت إسرائيل ستحصل على موافقة أميركية لتصعيد كبير في لبنان". بات القاصي والداني يعرف، بعد تجربة العامين الماضيين، ان تل أبيب لا تهول او تهدد فحسب، بل تحذّر وعندما لا تؤخذ تحذيراتها على محمل الجد، تنفّذ وتضرب. هي حتى الساعة، مصرة على مطلب نزع سلاح حزب الله، وتعلن بوضوح ان ما لم يتم نزعه من قبل الدولة اللبنانية قبل نهاية العام ٢٠٢٥، فإنها ستتولى القيام بهذه المهمة بنفسها.  انطلاقا من هنا، تقول مصادر سياسية مراقبة لـ"المركزية" إن العيون تتجه نحو وجهتين اثنتين. الاولى عنوانها بيروت نحو بعبدا والسراي، لرصد ما ستقرر الدولة فعله من اجل تفادي الحرب. فمسألة تكليف السفير سيمون كرم رئاسة فريق لبنان الى الميكانيزم، لم تكن كافية لابعاد هذا السيناريو، الذي سيبقى ماثلا طالما السلاح لم ينزع. عليه، قد يكون حملُ قائد الجيش رودولف هيكل جدولا زمنيا واضحا معه الى الاجتماع السعودي الفرنسي الاميركي في باريس في ١٨ الجاري، يحدد فيه تاريخَ انتهاء خطة حصر السلاح على كامل الأراضي اللبنانية، وفِعل كرم الأمرَ نفسه في اجتماع الميكانيزم في ١٩ الجاري، خطوة مجدية ومفيدة شرط ان يلتزم لبنان بالمهلة التي يقدمها وشرط ان تكون المهلة منطقية، تنتهي في الاشهر الاولى من العام الجديد. فهل يذهب لبنان في هذا الاتجاه؟

اما الوجهة الثانية فهي واشنطن، حيث يعقد في ٢٩ الجاري اجتماع بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الذي قد يُقنع خلاله نتنياهو مضيفه بأن لبنان يماطل والفرصة المعطاة له انتهت وبالتالي لا بد من استخدام إسرائيل القوة لضرب حزب الله. او ربما يطلب ترامب من ضيفه التريث لمنح الضغوط الدبلوماسية فرصة اضافية.. المشهد اذا ضبابي ومشدود، والاكيد ان لا مفر من خطوات جدية لجمع السلاح غير الشرعي، والا فإن الامور قد تذهب نحو ما لا تحمد عقباه، تختم المصادر.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية

المركزية/13 كانون الأول/2025

مقدمة تلفزيون "أن بي أن"

صحيحٌ أن لبنان أمام عدوٍّ إسرائيلي لا يؤمَنُ جانبه لكن الصحيح أيضاً أن تهويله التصعيدي يصطدم بمعطيات متضاربة حول ما يمكن أن ينتهي إليه تعكسُها مخاوف جدية لدى بعض الدول وفي المقابل تطمينات كتلك التي عبّر عنها السفير المصري في بيروت.

أحدث جولة تهويلية إسرائيلية حددت نهايةَ الشهر الحالي مهلةً نهائية لتفكيك سلاح حزب الله لن يكون بعدها مفرّ من عملية عسكرية لمنع الحزب من استعادة قدراته العسكرية وللحؤول دون انضمامه إلى مواجهة محتملة بين إسرائيل وإيران على ما تم تسويقه عبر وسائل الإعلام العبرية.

وفي محاولة لتكبير حجم الخطر عبر الحدود اللبنانية ولكسب عطف دولي استرسل العدو الإسرائيلي في الحديث عن اقتراب عناصر من حزب الله من تلك الحدود بشكل متزايد ومُقلق قد يُتوَّج بتنفيذ هجوم موضِعي على مواقع إسرائيلية متقدمة أو محاولة تسلل إلى داخل إسرائيل وفق المزاعم العبرية.

التهويل الإسرائيلي لاقته مواقف تنطبق عليها سياسة العصا والجزرة للرئيس الأميركي قبل أيام من استقباله بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض. فبحسب دونالد ترامب ثمة دولٌ ترغب في التدخل والتصدي لحزب الله في لبنان لكنه خاطب قادة هذه الدول بما يلي: أقول لكم لستم مضطرين الآن إلى فِعل ذلك... قد تضطرون لاحقاً... لكن لدينا دولٌ تتطوع للتدخل والتعامل مع هذا الملف بالكامل.

على ضفةٍ مناقِضة برزت الأجواء التطمينية التي بثتها مصر بلسان سفيرها في بيروت الذي أكد أن المؤشرات تدل على أن الأمور تسير في الإتجاه الصحيح. أما حزب الله فكان يكرس اتجاهات موقفه قائلاً إن كل نقاش يُعيدنا إلى ما قبل اتفاق وقف إطلاق النار لا قيمة له وأضاف: فلتعلم أميركا أننا سندافع حتى لو أطبقت السماء على الأرض لن يُنزع السلاح تحقيقاً لهدف إسرائيل ولو اجتمعت الدنيا بحربها على لبنان.

وأمام ادعاءات وأكاذيب جيش الاحتلال التي يختبئ وراءها في كل مرة ليقوم بقصف منازل سكنية  قامت قوة من الجيش اللبناني بالدخول الى المنزل المهدد لتفتيشه بالتواصل مع لجنة الميكانيزم وتبين أن المنزل لا يحتوي أي أسلحة عسكرية وينتيجة إصرار الجيش على البقاء في محيط المنزل أعلن جيش الاحتلال أنه تم تجميد الغارة مؤقتا.

على المستوى الداخلي وتحديداً في الشأن الإنتخابي رد المعاون السياسي للرئيس نبيه بري على من وصفه بالفقيه الدستوري سمير جعجع قائلاً إننا نربأ به أن يُسمم عقول دفعة جديدة من المنتسبين لحزبه بأفكار لا تمُت إلى القانون بصلة بدلاً من تنشئتهم على احترام القوانين ودعاه إلى قراءة المادة الخامسة من النظام الداخلي لمجلس النواب التي تؤكد في نصها عكس ما رمى إليه جعجع تماماً واضاف: ليس صحيحاً قوله أن الحكومة اعتبرت القانون الإنتخابي غير قابل للتطبيق وليخبره وزراؤه بمضمون تقرير لجنة الإجراءات التطبيقية للقانون.

وشدد خليل على أن حديث جعجع عن التسلط والتشبث بالرأي والتفرد بالقرار هو كمن يحُدّث نفسه عن نفسه أمام المرآة قائلاً إن السيرة فاضحة ولا تحتاج إلى شهود.

مقدمة تلفزيون "أو تي في"

الحرب مع الخارج او حرب في الداخل.

انها النتيجة الحتمية لاستمرار الوضع في لبنان على ما هو عليه:

فريق يتمسك بالسلاح بشكل مطلق، ويربط بينه وبين الوجود والمصير والدين. وفريق آخر يتخذ موقفا معاكسا بالمطلق، ولو تماهى في خُطابه واهدافه، حتى مع اسرائيل.

اما الحل، فالاحتكام الى العقل والمناطق، واقرار ورقة لبنانية متوافق عليها مع حزب الله، تقوم على المطالبة بإلزام اسرائيل بوقف اعتداءاتها والانسحاب من الاراضي اللبنانية والتفاوض حول النقاط الحدودية العالقة واعادة الاسرى، في مقابل حصر السلاح بالدولة اللبنانية والجيش وتطبيق القرار 1701 بكامل مندرجاته.

غير ان السلطة اللبنانية تبدو في موكب آخر، حيث يتبادل افرقاؤها التكاذب، ويحرّض بعضهم على البعض الآخر في العواصم، ويقسّمون البلد بالمواقف النافرة، لكنهم يتقاسمون التعيينات والتنفيعات على طاولة الحكومة الواحدة التي تجمع النقيضين.

والتكاذب السلطوي لا يقتصر على ملف الجنوب والسلاح، بل يمتد الى قانون الانتخاب، حيث كرر رئيس القوات اليوم مهاجمة شريكه في الحكومة رئيس مجلس النواب نبيه بري، معتبرا ان ما يقوم به لا يقتصر على عرقلة مشروع القان المقدم من الحكومة فحسب، وإنما يمتد بجوهره إلى ضرب المهل الدستوريّة والمهل المتعلقة بإجراء العمليّة الإنتخابيّة، بعدما أصبح الوقت داهماً والحكومة أبدت رأياً صريحاً في أنها غير قادرة على إجراء الإنتخابات من دون تعديل القانون النافذ.

اما الرد، فأتى على لسان المعاون السياسي لبري النائب علي حسن خليل الذي قال: كنا نربأ بالفقيه الدستوري سمير جعجع أن يسمم عقول المنتسبين لحزبه بأفكار لا تمت الى القانون بصلة بدلاً من تنشئتهم على إحترام القوانين.

وفي انتظار ارنب التسوية التقليدي بعد كل تصعيد سياسي كبير، اعتبر الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم اليوم أن حصرية السلاح بالمنطق الاميركي - الاسرائيلي هي اعدام لقوة لبنان ودعا الدولة التي شارك في تركيب سلطتها ويشارك في حكومتها مع خصومه السياسيين، الى التوقف عن التنازلات، قائلا: ألم تسمعوا السفير الاميركي يقول ان المفاوضات شيء واستمرار العدوان شيء آخر؟

وتوجه قاسم بالحديث الى الولايات المتحدة بالقول: فلتعلم أننا سندافع حتى لو أطبقت السماء على الأرض ولن يُنزع السلاح تحقيقا لهدف اسرائيل ولو اجتمعت الدنيا بحربها على لبنان.

مقدمة تلفزيون "أم تي في"

حزب الله انتقل من ثلاثيته القديمة المستهلكة : جيش، شعب، مقاومة، الى ثلاثية جديدة: ارض، سلاح، روح. فنعيم قاسم ، وانطلاقا من جعله السلاح في منزلة الروح، اكد ان الحزب لن ينزِِع السلاح ولو اجتمعت الدنيا بحربها على لبنان. ولم يكتف قاسم بذلك بل انتقد نظرية حصرية السلاح التي اطلقها رئيس الجمهورية معتبرا انها مطلب اسرائيلي – اميركي. مواقف الامين العام لحزب الله ،تعني ان الحزب، وبخلاف ما يروج له البعض، لن يتنازل عن سلاحه طوعا، وانه لن يسيرَ برضاه بنظرية حصر السلاح. فكيف ستتصرف السلطة حيال الامر، وخصوصا انها مطالبة من المجتمعين العربي والدولي بانهاء ملف السلاح باسرع وقت ممكن؟ وألا يُشرع موقف قاسم الابواب أمام اعتداء اسرائيلي جديد، في ظل غياب التوازن على كل المستويات العسكرية بين الحزب واسرائيل؟ والمضحك- المبكي في الموضوع ان قاسم نقض بنفسه اليوم نظرية توازن الرَدْع التي "فلقنا" مسؤولو حزبِ الله بتردادها منذ عام 2006 . فهو اعلن ان عدم التوازن العسكري بين المقاومة والعدو امر طبيعي وعادي. فاذا كان التوازن غيرَ موجودٍ من الاساس، لماذا كانت مغامرتا حربي الاسناد واوُلي البأس اللتان دفّعتا لبنان الكثير الكثير؟

وبينما كان قاسم يصعدّ كلاميا كان افيخاي ادرعي يوجه انذارا لسكان بلدة يانوح يطلب فيه منهم الابتعاد عن منزل محدد،  كان الجيش فتشه صباحا ولم يجدوا شيئا فيه . وقد فعل التهديد الاسرائيلي فعله، اذ عاد الجيش وفتش المنزلَ ثانيةً ، ما جعل اسرائيل تجمد الغارة موقتا وَفق ادرَعي. لكن الامر لم يمر من دون اشكالات مع بعض الاهالي ما شَحَن الاجواء في البلدة.

مقدمة تلفزيون "المنار"

الاستسلام يؤدي الى زوالِ لبنان، ولتعلمَ اميركا، سندافعُ حتى لو أطبَقَت السماءُ على الارض..

هو موقفُ قائد المقاومين الامينُ العامْ لحزبِ الله سماحة الشيخ نعيم قاسم من منبرِ سيدةِ نساءِ العالمين فاطمةَ الزهراء عليها السلام في ذكرى مولدِها الشريف. وامامَ الفاطميات من وحدةِ العملِ النسائي في حزبِ الله اللواتي توزَّعن على اربعِ جهاتِ الوطنْ احياءً للمناسبةْ، جدَّد الشيخ قاسم المعادلةْ: لن يُنزَعَ السلاحُ تحقيقاً لهدفِ “اسرائيل” ولو اجتمَعَت الدنيا بحربِها على لبنان..

بوحدتِنا وثباتِنا قد نُبعدُ الحربْ، كما قال الشيخ قاسم، ولن يُقدِمَ العدو على حربٍ إلاَّ باذنِ الاميركي.. أمَّا قولُهُ لخُدَّامِ اسرائيل في لبنان من أصحابِ الفتنِ و روَّادِ الفسادْ، الذين يشجّعون العدوَ على بلدِهِم وأهلِهِ، فهذه الحربُ إنْ حَصَلَت لن تحققَ أهدافَها.

أمَّا الأرضُ والسلاحُ والروح، فخلطةٌ واحدةٌ متماسكةْ، وأيُ واحدٍ يريدون نَزْعَهُ أو المسَّ بِهِ يَعني المساسَ بالثلاثةْ، وهذا إعدامٌ لوجودِنا لن نَسمَحَ به.. وما هو غيرُ مسموحٍ ايضاً العودةُ بالنقاشِ والبناءُ على معطياتِ ما قبلَ اتفاقِ وقفِ اطلاقِ النار، فنحن امامَ مرحلةٍ جديدةٍ أكَّد الامينُ العامُ لحزب الله، ومسؤوليةُ الدولةِ تأمين الحمايةْ، ووظيفةُ المقاومةْ مساندتُها ، وهي مستعدةٌ لأقصى تعاونٍ مع الجيشْ اللبنانيْ كما ساعدَتهُ على بَسطِ السلطةْ، وهي موافقةٌ على استراتيجيةٍ دفاعيةْ للاستفادةِ من قوةِ لبنانَ ومقاومتِه.

ومِنَ الامينْ العامْ لحزبِ الله دعوةٌ للدولةِ اللبنانية الى وقفِ التنازلاتِ كما جرى مع خيارِ ادخالِ مدنيٍ الى المفاوضاتْ، بل الى التراجعِ واعادةِ الحساباتْ.. حساباتٌ تطيحُ بها العدوانيةُ الصهيونيةْ كلَ يوم، وجديدُها اليومْ تهديدُ منزلٍ في بلدةِ يانوح الجنوبية كان قد فتَشَهُ الجيشُ اللبناني وقواتُ اليونيفل بطلبٍ من الميكانيزم واثبتوا خلوَّهُ من ايِ سلاح..

ومع خلوِ المشهدِ من ايِ موقفٍ رسميْ ولو نصرةٌ معنويةْ للسيادةِ الوطنيةْ ولهيبةِ الجيشْ اللبناني، فإنَّ العدو يهلِّلُ للمشهدِ السياسي والاعلامي اللبناني، الذي يسابقُ بعضُهُ حتى الاسرائيلي، بالتحريضِ على المقاومةْ وباستجداءِ التطبيعِ مع الكيانِ العبري..

كيانٌ طُبِعَ على الغَدرِ والنَكثِ بالوعودِ والاتفاقاتْ، والدمُ الفلسطيني الذي يُسفَكُ كلَ يومٍ في غزة على عينْ الراعي الاميركي لوقفِ اطلاقِ النار دليلٌ اضافي.

مقدمة تلفزيون "الجديد"

بالكشف "ثنائي القطب" من الجيش اللبناني والميكانيزم قطع بيت يانوح الشك "بالتفتيش" المبين وثبت بعد حفر أرضيته ومجاريه الصحية خلوه من "أسلحة الدمار الشامل" عقب كشفٍ أول لم يُقنع إسرائيل، ففعّلت إنذارها الأحمر وطوقته بدائرة التدمير. هي ليست المرة الأولى كما حصل بأبنيةٍ في الضاحية الجنوبية، ولن تكون الأخيرة في بناء يانوح البلدة الواقعة في قضاء صور، لكنها وإن تمت برضى "رب البيت" فقد شكلت علامةً فارقة بموضعها جنوبي الليطاني باتجاه كسر المحظور، بعد ضغوطٍ إسرائيلية سابقة مورست على الجيش اللبناني لتفتيش منازل الجنوب،  الأمر الذي رفضته قيادة المؤسسة العسكرية.

 في الميدان لا رادع لإسرائيل، ولا ضامن للبنان، وفي السياسة نافذةٌ فتحها السفير الأميركي ميشال عيسى في جدار الأزمة المسلح بطرحه في مجلسٍ "مصغر" وعلى ذمة الرواة  معادلةَ "احتواء السلاح" شمال النهر بعد تمديد مهلة الانتهاء من حصره جنوب الضفة، وهو ما لن يلقى قبول الإسرائيلي، وعلى هذين الخطين المتوازيين تتنقل الأحداث من محطة إلى أخرى، ويسير التصعيد جنباً إلى جنب مع التبريد، وعليه يتحول اجتماعُ باريس الرباعي الأسبوع المقبل الى مركز إطفاء إذا ما تأكد مشاركةُ السعودي والأميركي على مستوى بن فرحان أورتاغوس إلى جانب الفرنسي واللبناني ممثلاً بقائد الجيش. وفي الحراك المعاكس بعودة "الدينامو" المصري إلى الواجهة مع مجيء رئيس حكومتِه إلى بيروت، حشدٌ دبلوماسيٌ على مستوى كبار السفراء العرب والأجانب والملحقين العسكريين يتهيأ للتوجه جنوباً مطلع الأسبوع في مهمةِ استطلاعٍ ينظمها الجيشُ اللبناني بكامل مواصفاتِها اللوجستية والأمنية.  الجيش صاحبُ الأمر والأرض،  وينفذ القرارَ السياسي الداخلي في حصر السلاح وحزب الله لا يزال يتمسك برفض مصطلح "النزع"  ويتحدث مع الدولة لتسمع الولايات المتحدة ويقول على لسان أمينه العام حتى لو أطبقت السماء على الأرض لن يُنزع السلاح تحقيقاً لهدف إسرائيل وبأن حصرية السلاح بالصيغة المطروحة هو مطلبٌ أميركيٌ إسرائيلي،  وبهذا المنطق هي إعدامٌ لقوة لبنان وبعيداً من هذه السردية، فإن حصريةَ السلاح بيد الدولة أقرها الطائف ويكرسها الدستور، وهي في صلب خطاب القسم والبيان الوزاري والذي على أساسه منح الحزب ثقتَه مرتين للحكومة.

 الميدان اللبناني بالميدان الفلسطيني يذكر حيث أقدمت إسرائيل على خرق وقف إطلاق النار في غزة بعملية اغتيال استهدفت أحد قادة حماس في القطاع، والذي اتهمته بأحد العقول المدبرة للسابع من أكتوبر، وعلى أبواب المرحلة الثانية من تطبيق اتفاق شرم الشيخ والانسحاب التدريجي من القطاع،  فإن إسرائيل ستخرج من بوابة غزة لتعود وتدخل من "طاقة" إزالة الركام مع الإبقاء على جثة أسير يروج لها نتنياهو بعكس إعلامها  لتكون "مسمار جحا" الإسرائيلي في الجسد الغزي.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

الشرطة تفتش جامعة براون الأميركية بعد أن قتل مُسلح اثنين وأصاب 8 في الحرم الجامعي

بروفيدنس، رود آيلاند (أسوشيتد برس) / 14 كانون الأول   (مترجم من الإنكليزية)2025

قالت السلطات إن مُسلحاً يرتدي ملابس سوداء قتل شخصين على الأقل وأصاب ثمانية آخرين في جامعة براون يوم السبت أثناء الامتحانات النهائية في الحرم الجامعي التابع لرابطة اللبلاب (Ivy League)، بينما كانت الشرطة تبحث عن المشتبه به. كان الضباط يفتشون مباني الحرم الجامعي ويمرون على سلال المهملات بعد أكثر من ثلاث ساعات من اندلاع إطلاق النار. قال تيموثي أوهارا، نائب رئيس الشرطة، إن المشتبه به رجل يرتدي ملابس داكنة وقد شوهد آخر مرة وهو يغادر مبنى للهندسة حيث وقع الهجوم. قال العمدة بريت سمايلي إن أمراً بالاحتماء في المكان ساري المفعول في المنطقة وشجع الأشخاص الذين يعيشون بالقرب من الحرم الجامعي على البقاء في الداخل وعدم العودة إلى منازلهم حتى يتم رفع الأمر. وأضاف سمايلي: "لدينا جميع الموارد المتاحة" للعثور على المشتبه به.

يقع موقع إطلاق النار على حافة الحرم الجامعي بجوار حي مليء بالمنازل الفخمة المبنية من الطوب. كانت إيما فيرارو، طالبة الهندسة الكيميائية، في ردهة مبنى الهندسة تعمل على مشروع نهائي عندما سمعت أصوات طلقات نارية عالية قادمة من الجانب الشرقي. بمجرد أن أدركت أنها طلقات نارية، انطلقت مسرعة نحو الباب وركضت إلى مبنى قريب حيث انتظرت لبضع ساعات. تم نقل ثمانية أشخاص مصابين بطلقات نارية إلى مستشفى رود آيلاند، ستة منهم في حالة حرجة لكن مستقرة، وفقاً لكيلي برينان، المتحدثة باسم المستشفى. وقالت إن آخر كان في حالة حرجة وواحد مستقر.

أخبر مسؤولو الجامعة الطلاب والموظفين في البداية أن مشتبهاً به محتجز، قبل أن يقولوا لاحقاً إن الأمر ليس كذلك وأن الشرطة ما زالت تبحث عن مشتبه به أو مشتبه بهم، وفقاً للتنبيهات الصادرة عبر نظام الإشعارات الطارئة بجامعة براون. قال العمدة إنه تم احتجاز شخص كان يُعتقد مبدئياً أنه متورط، ولكن تقرر لاحقاً أنه لا علاقة له بالحادث. قال جون جونكالفيس، عضو مجلس مدينة بروفيدنس الذي تشمل دائرته حرم جامعة براون: "ما زلنا نتلقى معلومات حول ما يجري، لكننا نطلب من الناس إغلاق أبوابهم والبقاء متيقظين". وأضاف: "كخريج من براون، وشخص يحب مجتمع براون ويمثل هذه المنطقة، أشعر بكسرة القلب. قلبي مع جميع أفراد العائلات والأشخاص الذين تأثروا". وقع إطلاق النار في مبنى باروس وهولي (Barus & Holley)، وهو مجمع من سبعة طوابق يضم كلية الهندسة وقسم الفيزياء. ووفقاً لموقع الجامعة على الإنترنت، يضم المبنى أكثر من 100 مختبر وعشرات الفصول والمكاتب. كانت امتحانات التصميم الهندسي جارية هناك عندما وقع إطلاق النار. كان أليكس بروس، طالب الكيمياء الحيوية في السنة النهائية بجامعة براون، يعمل على مشروع بحث نهائي في سكنه الجامعي مباشرة عبر الشارع من المبنى عندما سمع صفارات الإنذار في الخارج وتلقى رسالة نصية حول وجود مُسلح نشط بعد الساعة 4 مساءً بقليل. قال وهو يشاهد من النافذة نصف دزينة من الضباط المسلحين في عتاد تكتيكي يحيطون بسكنه: "أنا هنا أرتجف". وقال إنه كان يخشى على صديق كان يعتقد أنه داخل مبنى الهندسة في ذلك الوقت. اختبأ الطلاب في مختبر قريب تحت المكاتب وأطفأوا الأنوار بعد تلقي تنبيه حول إطلاق النار، كما قال تشانغهينغ تشيان، طالب دكتوراه في الهندسة كان على بعد حوالي مبنى واحد من مكان الحادث. هرعت ماري كامارا، 20 عاماً، طالبة في السنة الثالثة من مدينة نيويورك، وكانت تخرج من المكتبة إلى داخل مطعم "تاكو" للاحتماء. أمضت هناك أكثر من ثلاث ساعات وهي تراسل الأصدقاء بينما كانت الشرطة تفتش الحرم الجامعي. قالت: "الجميع مثلي، مصدومون ومرعوبون من حدوث شيء كهذا". أبلغ الرئيس دونالد ترامب الصحفيين أنه تم إطلاعه على إطلاق النار و"كل ما يمكننا فعله الآن هو الدعاء للضحايا".وقال في تصريحات مقتضبة في البيت الأبيض: "إنه عار". قال مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) إنه يقدم المساعدة في الاستجابة. جامعة براون، وهي واحدة من أعرق الكليات في البلاد، تضم ما يقرب من 7,300 طالب جامعي وأكثر من 3,000 طالب دراسات عليا.

***ساهم في التقرير دوركين ريتشر من واشنطن. وساهم صحفيو وكالة أسوشيتد برس مايك بالسامو وسونغ مين كيم من واشنطن؛ وهانا شونباوم في سولت ليك سيتي؛ وجاك دورا في بيسمارك، نورث داكوتا؛ وجون سيور في توليدو، أوهايو.

 

غزة: إسرائيل تعلن اغتيال القيادي في "القسام" رائد سعد

المدن/13 كانون الأول/2025

أعلنت مصادر رسمية إسرائيلية اغتيال القيادي في كتائب "القسام" رائد سعد، في غارة استهدفت مركبة غرب مدينة غزة، أسفرت عن استشهاد 4 أشخاص وإصابة آخرين؛ وذلك في خرق جديد لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم مع حركة "حماس" منذ 10 تشرين الأول/ أكتوبر 2025.

نتنياهو وكاتس صادقا على الاغتيال

وقال الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) مساء اليوم السبت، إنه جرى اغتيال القيادي رائد سعد، في غارة استهدفت مركبة على شارع الرشيد غرب مدينة غزة. وأفادت مصادر إسرائيلية، أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير أمنه يسرائيل كاتس صادقا على العملية، من دون أن يتم إبلاغ واشنطن مسبقاً بها. وفي بيان مشترك صدر بعد العملية، قال نتنياهو وكاتس إنهما أوعزا بتنفيذها "رداً على تفجير حماس عبوة ناسفة بقواتنا اليوم في مناطق الخط الأصفر بقطاع غزة"، واعتبرا أن "كل من يرفع يده على إسرائيل ويؤذي الجنود، ستقطع يده في غزة وفي أي مكان". من جهته، قال الجيش الإسرائيلي و"الشاباك" في بيان مشترك، إن "رائد سعد كان من قادة حماس الكبار القلائل الذين بقوا في قطاع غزة، وشغل سلسلة مناصب رفيعة في الجناح العسكري للحركة. وكان من العناصر القيادية على مدى الأشهر الأخيرة ومسؤولاً مباشراً عن خروقات وقف إطلاق النار من قبل حماس، كما وفي إطار منصبه في ركن التصنيع أشرف على مواصلة إنتاج الأسلحة في قطاع غزة خلال فترة وقف النار".

من هو رائد سعد؟

وحاولت إسرائيل سابقاً اغتيال سعد عدة مرات خلال حربها على غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، بينها محاولتان في الأسبوعين الأخيرين واللتين ألغيتا في الدقائق الأخيرة. وتصنف إسرائيل سعد بأنه الرجل الثاني في كتائب "القسام" خلف قائدها عز الدين الحداد، وأنه هو من قام بالتخطيط لخطة "جدار أريحا" لهزيمة فرقة غزة من خلال هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر. كما تدعي أنه كان قائد قسم العمليات ومسؤولا حتى اليوم عن إنتاج الأسلحة وإعادة تأهيل قدرات كتائب القسام العسكرية. وأوردت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أن سعد قبع لفترة قصيرة في السجون الإسرائيلية في العام 1990، وكان مقربا من مؤسس حركة حماس، الشيخ أحمد ياسين، وكذلك من قادة ذراعها العسكري محمد الضيف ومروان عيسى. وأشارت إلى أنه كان قائداً للواء غزة في كتائب "القسام" في مطلع سنوات الألفين، وفي مطلع العقد الثاني من الألفية أسس وترأس سعد القوة البحرية لـ"حماس" في غزة. وانضم سعد إلى هيئة الأركان التابعة لـ"حماس" بعد العدوان على غزة عام 2014، وأصبح جزءاً من المجلس العسكري المصغر للحركة، ولاحقاً أصبح رئيس قسم العمليات في "حماس" وكان مسؤولاً عن الخطط العملياتية، وتولى الإشراف على خطوتين مركزيتين شكلتا أساس الجاهزية العملياتية للحركة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر؛ وهما: إنشاء كتائب النخبة، وتدبير خطة "جدار أريحا" الهادفة إلى حسم المواجهة مع فرقة غزة بالجيش الإسرائيلي؛ بحسب إذاعة الجيش.

"حماس": خرق إجرامي لاتفاق غزة

في المقابل، لم يصدر أي إعلان رسمي من جانب "حماس" أو "كتائب القسام" بشأن صحة اغتيال رائد سعد، بينما جاء في بيان للحركة "إن مواصلة جيش الاحتلال جرائمه في قطاع غزة، والتي كان آخرها مساء اليوم استهداف طيرانه سيارة مدنية غرب مدينة غزة؛ يمثل إمعاناً في الخرق الإجرامي لاتفاق وقف إطلاق النار، الذي جرى توقيعه وفق خطة الرئيس الأميركي ترامب". وأضافت الحركة: "هذه الجريمة تؤكد مجدداً أن الاحتلال يسعى عمدا إلى تقويض اتفاق وقف إطلاق النار وإفشاله عبر تصعيد خروقاته المتواصلة"، وحملت الحكومة الإسرائيلية "المسؤولية الكاملة عن تداعيات جرائمها بحق شعبنا الفلسطيني، وخروقاتها الممنهجة لاتفاق وقف إطلاق النار، بما يشمل استهداف أبناء شعبنا وناشطيه وقيادته، ومواصلة فرض الحصار، ومنع جهود الإغاثة الإنسانية". وطالبت "حماس"، الوسطاء والدول الضامنة للاتفاق بـ"تحمل مسؤولياتهم إزاء هذه الخروقات الفاضحة، والتحرك العاجل للجم حكومة الاحتلال المتنكرة لالتزاماتها بموجب الاتفاق، والساعية إلى تقويضه وتدميره".

 

مقتل أميركيين في هجوم «داعشي» قرب تدمر... والمُنفذ فرد من الأمن السوري

دمشق حذّرت التحالف من احتمال حصول خرق من التنظيم الإرهابي

الشرق الأوسط/13 كانون الأول/2025

أدانت دمشق «هجوماً إرهابياً» بعدما قُتل ثلاثة أميركيين هم جنديان ومترجمهما المدني، وأصيب آخرون، السبت، في إطلاق نار استهدف وفداً عسكرياً مشتركاً أميركياً - سورياً، قرب مدينة تدمر وسط سوريا.  وكتب وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، على حسابه بمنصة «إكس»: «تدين سوريا بشدة الهجوم الإرهابي الذي استهدف دورية لمكافحة الإرهاب مشتركة بين سوريا والولايات المتحدة بالقرب من تدمر»، وأضاف: «نتقدم بتعازينا إلى عائلات الضحايا وإلى الحكومة والشعب الأميركيين، ونتمنى للجرحى الشفاء العاجل». وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بجرح جنود سوريين أيضاً في الهجوم. وهذه هي المرة الأولى التي يسجل فيها حادث مماثل منذ سقوط نظام بشار الأسد قبل عام. واتخذت السلطات السورية الجديدة خلال الأشهر الماضية خطوات تقارب مع الولايات المتحدة. وأفادت «سانا» بـ«إصابة عنصرين من قوات الأمن السورية وعدد من أفراد القوات الأميركية»، خلال الهجوم، مشيرة إلى مقتل «مطلق النار».

لكن وزارة الحرب الأميركية (البنتاغون)، تحدثت لاحقاً عن مقتل عسكريين اثنين من الجيش الأميركي ومترجم مدني أميركي وإصابة 3 آخرين في حادث تدمر في البادية السورية. وأوضحت أن الهجوم شنه تنظيم «داعش» وأن الجنود الأميركيين كانوا يشاركون في عمليات لمكافحة الإرهاب. وقال وزير الحرب (الدفاع) الأميركي، بيت هيغسيث، إن قوات شريكة قتلت المهاجم. وتابع معلقاً على مقتل الجنود في سوريا: «سنصل إلى كل من يستهدف أميركيين بأي مكان في العالم». وأعلنت القيادة المركزية الأميركية أن المُهاجم المنتمي لتنظيم «داعش» كان «بمفرده». ولن تُكشف هوية العسكريين القتيلين ولا الوحدة التي ينتميان إليها قبل 24 ساعة، وهو الوقت اللازم لإبلاغ ذويهما، وفقاً لـ«البنتاغون». وأفاد تلفزيون سوريا بأن قوات أميركية وسورية نفذت عمليات اعتقال عقب الهجوم شملت عدداً من الأشخاص في مدينة تدمر. وأضاف التلفزيون أن القوات الأميركية انسحبت من المدينة بعد تنفيذ عمليات اعتقال استمرت ساعتين.

تحذيرات لم تؤخذ بعين الاعتبار

وأشارت وزارة الداخلية السورية، مساء السبت، إلى أن قوات التحالف الدولي «لم تأخذ بعين الاعتبار» تحذيراتها من إمكان وقوع هجمات لتنظيم «داعش»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية». وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية نور الدين البابا: «كانت هناك تحذيرات مسبقة من طرف قيادة الأمن الداخلي للقوات الشريكة في منطقة البادية»، مضيفاً في حديث للتلفزيون الرسمي أن «قوات التحالف الدولي لم تأخذ التحذيرات السورية باحتمال حصول خرق لداعش بعين الاعتبار». وقال ثلاثة من المسؤولين في سوريا لوكالة «رويترز» إن الرجل الذي هاجم العسكريين السوريين والأميركيين كان عضواً في قوات الأمن السورية. وأكد متحدث باسم «الداخلية السورية» أن المُهاجم كان عضواً بقوات الأمن و«يتبنى فكراً متشدداً»، لكنه لم يكن يشغل منصباً قيادياً. وأدان المبعوث الأميركي لسوريا، توم براك، الهجوم. وقال عبر منصة «إكس»: «نعرب عن حزننا العميق لفقدان ثلاثة من أفراد القوات الأميركية والمدنيين، ونتمنى الشفاء العاجل للجنود السوريين المصابين في الهجوم». وأضاف: «نؤكد التزامنا الراسخ بهزيمة الإرهاب مع شركائنا السوريين».

«قسد» تأسف على سقوط ضحايا

وعبّر مظلوم عبدي، قائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، عن أسفه على سقوط ضحايا من عناصر قوات الأمن السورية والجنود الأميركيين في الهجوم. وقال عبدي عبر منصة «إكس»: «ازدياد هذه الهجمات يتطلب مزيداً من الإرادة وبذل الجهود المشتركة على المستوى الوطني في عمليات مكافحة الإرهاب وخلاياه». وأعلنت «قسد» إدانتها لـ«هجوم داعش الإرهابي على البادية السورية». وأكدت جاهزيتها لنقل المعركة ضد «داعش» إلى أي بقعة في سوريا. وقالت: «نؤكد أن قواتنا لن تسمح للتنظيمات الإرهابية بإعادة تنظيم صفوفها أو تهديد أمن المنطقة والعالم مجدداً». وأشارت «وكالة الصحافة الفرنسية» إلى أن تنظيم «داعش» كان قد سيطر على مدينة تدمر في عامَي 2015 و2016 وسط توسع نفوذه في البادية السورية. ودمّر التنظيم خلال تلك الفترة معالم أثرية بارزة، ونفّذ عمليات إعدام بحق سكان وعسكريين، قبل أن يخسر المنطقة لاحقاً إثر هجمات للقوات الحكومية بدعم روسي، ثم أمام التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، ما أدى إلى انهيار سيطرته الواسعة بحلول 2019، رغم استمرار خلاياه في شن هجمات متفرقة في الصحراء. وذكرت «سانا» أن «مروحيات أميركية تدخلت لإجلاء المصابين إلى قاعدة التنف بعد حادث إطلاق النار». وانضمت دمشق رسمياً إلى التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش»، خلال زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى واشنطن الشهر الماضي. وحادث تدمر، السبت، هو على الأرجح الأول من نوعه منذ انضمام سوريا إلى التحالف.

 

ترامب: هجوم تدمر استهدف سوريا والولايات المتحدة وسنرد بحزم

المدن/13 كانون الأول/2025

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن الولايات المتحدة فقدت 3 مواطنين "عظماء" في كمين داخل سوريا، مؤكداً أن الرئيس السوري أحمد الشرع غاضب جداً من الهجوم. وجاء كلام ترامب تعليقاً على الهجوم الذي تعرضت له القوات الأميركية والسورية، اليوم السبت، في تدمر في ريف حمص وسط سوريا.

وقال ترامب إن ما حصل كان هجوماً شنه تنظيم "داعش" ضد كل من الولايات المتحدة وسوريا، لافتاً إلى أن الهجوم وقع في منطقة بالغة الخطورة خارجة عن السيطرة الكاملة للحكومة السورية.

وأكد أن الرئيس السوري أحمد الشرع أعرب عن غضبه الشديد واستيائه البالغ جراء هجوم "داعش"، مشدداً على أن رد الولايات المتحدة على "داعش" سيكون حازماً. وفي تعليقه على الهجوم، وصف وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث منفذ الهجوم بأنه "متوحش". وقال: "إن استهدفتم أميركيين، في أي مكان في العالم، ستمضون بقية حياتكم القصيرة والمليئة بالضغط وأنتم تدركون أن الولايات المتحدة ستطاردكم وتعثر عليكم وتقتلكم بدون رحمة". من جهته، أوضح المتحدث باسم البنتاغون شون بارنيل على منصة "إكس"، إن المدني القتيل يعمل مترجماً، فيما لن تُكشف هوية العسكريين القتيلين ولا الوحدة التي ينتميان اليها قبل 24 ساعة، وهو الوقت اللازم لإبلاغ ذويهما.

في غضون ذلك، قال المبعوث الأميركي إلى سوريا توم باراك، إن أعداداً محدودة من القوات الأميركية مازالت تنتشر في سوريا لدحر "داعش" وحماية الولايات المتحدة من الإرهاب. وأضاف باراك أن الولايات المتحدة ستلاحق إلى جانب الحكومة السورية "كل من مول أو تورط في هذا العمل الشنيع"، مشدداً على أن واشنطن لن تتراجع عن مهمة دحر داعش، كما توعد بأن أي هجوم على الأمريكيين سيقابل بعقاب سريع وحاسم. ورحّب المبعوث الأميركي بالتزام الرئيس السوري أحمد الشرع "عزمه الراسخ على تحديد هوية مرتكبي هذا الهجوم ومحاسبتهم".

من جانبه، قال وزير الخارجية السورية أسعد الشيباني إن سوريا "تدين سوريا بشدة الهجوم الإرهابي الذي استهدف دورية لمكافحة الإرهـاب مشتركة بين سوريا والولايات المتحدة بالقرب من تدمر". وعبّر الوزير السوري عن تعازي بلاده لعائلات الضحايا وللحكومة والشعب الأميركيين، معرباً عن تمنياته بالشفاء العاجل للجرحى. وفي وقت سابق، اليوم السبت، أعلنت القيادة المركزية الأميركية مقتل ثلاثة أميركيين هم جنديان ومدني في سوريا في "كمين نصبه مسلح منفرد" ينتمي إلى "داعش"، مضيفاً أن ثلاثة جنود آخرين أُصيبوا بجروح في هذا الهجوم، لافتة إلى مقتل مطلق النار. وبعد ساعات من وقوع الهجوم، أكدت وزارة الداخلية السورية أن قوات التحالف الدولي "لم تأخذ بعين الاعتبار" تحذيراتها من إمكان وقوع هجمات لـ"داعش".وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية نور الدين البابا: "كان هناك تحذيرات مسبقة من طرف قيادة الأمن الداخلي للقوات الشريكة في منطقة البادية. قوات التحالف الدولي لم تأخذ التحذيرات السورية باحتمال حصول خرق لداعش بعين الاعتبار".وانضمت دمشق رسمياً إلى التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية، خلال زيارة الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع لواشنطن الشهر الماضي. وكان تنظيم "داعش" قد سيطر على مدينة تدمر في العامين 2015 و2016 في سياق توسع نفوذه في البادية السورية، حيث دمّر التنظيم خلال تلك الفترة معالم أثرية بارزة ونفذ عمليات إعدام بحق سكان وعسكريين، قبل أن يخسر المنطقة لاحقا إثر هجمات للقوات الحكومية بدعم روسي، ثم أمام التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، ما أدى إلى انهيار سيطرته الواسعة بحلول 2019، رغم استمرار خلاياه في شن هجمات متفرقة في الصحراء. وتنتشر القوات الأميركية في سوريا بشكل رئيسي في المناطق الخاضعة لسيطرة الأكراد في شمال شرق البلاد، إضافة إلى قاعدة التنف قرب الحدود مع الأردن، حيث تقول واشنطن إنها تركز حضورها العسكري على مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية ودعم حلفائها المحليين.

 

ترمب: سنرد على تنظيم «داعش» في سوريا إذا هاجمنا مجدداً بعد مقتل ثلاثة من أفراد الجيش الأميركي على يد مسلح

الشرق الأوسط/13 كانون الأول/2025

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، تعليقاً على مقتل ثلاثة من أفراد الجيش الأميركي على يد مسلح في سوريا، إن الولايات المتحدة سترد على تنظيم «داعش» إذا تعرضت قواته لهجوم آخر. وأوضح ترمب أن الأميركيين الثلاثة قُتلوا في كمين، وذلك في تصريحات أدلى بها للصحافيين أمام البيت الأبيض، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء. وقال ترمب عبر منصته «تروث سوشيال» إن «الرئيس السوري أحمد الشرع غاضب ومستاء للغاية من هذا الهجوم». وقال الجيش الأميركي إن ثلاثة من أفراده، جنديان ومترجم فوري مدني، قُتلوا (السبت) عندما هاجم مسلح ينتمي لتنظيم «داعش» رتلاً لقوات أمريكية وسورية. وقالت القيادة المركزية للجيش الأميركي إن ثلاثة عسكريين أميركيين آخرين أصيبوا بجروح. وأضافت، في بيان، أن الهجوم الذي نفذه مسلح منفرد وقع «بينما كان الجنود يشتبكون مع قائد رئيسي» في مدينة تدمر بوسط سوريا. وذكر وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث أن «قوات حليفة» قتلت المهاجم.

 

منفذ هجوم تدمر من الأمن السوري.. وجدل حول سبب وجوده بالمكان

المدن/13 كانون الأول/2025

قال المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية نورالدين البابا إن الشخص الذي هاجم الجنود الأميركيين ينتمي إلى الأمن السوري، وصدر بحقه تقييماً في وقت سابق بأنه يحمل أفكاراً "تكفيرية"، وكان من المقرر، أن يصدر قرار بحبسه، غداً الأحد. جاء ذلك في تصريحات للبابا للتلفزيون الرسمي السوري، اليوم السبت، حول الهجوم الذي استهدف حامية وفد أميركي في منطقة تدمر في ريف حمص وسط سوريا، ما أدى إلى مقتل جنديين أميركيين ومترجم وإصابة جنديين آخرين. وقال البابا إن المهاجم لم يكن يشغل منصباَ قيادياً في قوات الأمن، مؤكداً أن جميع التقارير التي تتحدث خلاف ذلك هي "غير دقيقة"، فيما أشار إلى مقتل العنصر المنفذ للهجوم. وأضاف المتحدث أن هناك تحذيرات مسبقة صدرت من طرف قيادة الأمن الداخلي للقوات الشريكة في منطقة البادية باحتمال حصول خرق أو هجمات متوقعة لـ"داعش"، لكن قوات التحالف الدولي لم تأخذ التحذيرات السورية باحتمال حصول خرق لـ"داعش" في الاعتبار. وأوضح أن الهجوم وقع خلال جولة ميدانية بين قيادة التحالف الدولي في سوريا وقيادة الأمن الداخلي بالبادية، حيث بدأ المسلح المنتمي إلى "داعش"، وفقاً للبابا، بإطلاق النار عند باب أحد المقرات المحصنة في بادية تدمر، بعد دخول الشخصيات القيادية من الجانبين إلى داخل المقر. من جانبها، نقلت وكالة "رويترز" عن ثلاثة مسؤولين سوريين، قولهم إن الرجل الذي هاجم عسكريين سوريين وأميركيين في مدينة تدمر وسط البلاد، كان عضواً في قوات الأمن السورية. في غضون ذلك، نقلت "فوكس نيوز" عن مسؤول في "البنتاغون"، قوله إن الهجوم على الجنود الأميركيين وقع في منطقة خارجة عن سيطرة الحكومة السورية.

وتطرح الحادثة مجموعة من التساؤلات المثيرة للجدل، خصوصاً بعد تأكيد البابا أن المنفذ هو عنصر أمن وكان يحمل أفكاراً متطرفة، فما الذي كان يفعله في جولة تضم ضباطاً أميركيين بارزين من التحالف؟ ويرجح كثيرون وجود فشل كبير في التدابير التي اتخذتها القوات الأمنية السورية في ترتيب حراسة الوفد الأميركي واجتماع بهذا المستوى. كما يطرح الهجوم تساؤلات حول الطريقة التي وصل فيها هذا العنصر المعروف مسبقاً بأفكاره المتطرفة، ومن سمح له بالوصول إلى بوابة الموقع المحصن الذي دخل إليه الضباط الأميركيون، مادامت كل هذه المعلومات كانت متوافرة لدى قيادة الأمن السوري، حيث كان يمكن بسهولة استبداله بعد اكتشاف ذلك عنه، بأحد العناصر الـ5 آلاف الذين تحدث البابا عن وجودهم  ضمن صفوف القوات الأمنية!

 

السويداء هادئة.. بعد انقلابٍ فاشلٍ على الهجري

أيمن الشوفي/المدن/14 كانون الأول/2025

يسود السويداءَ جنوب سوريا هذه الأيام هدوءٌ موحش بعد توترٍ أمني عاشته المحافظة الجنوبية المعزولة مطلع الأسبوع الماضي، على خلفية اعتقال سبعة مواطنين دروز من قبل ما يسمى بالحرس الوطني التابع للشيخ حكمت الهجري بتهمة التنسيق مع الحكومة السورية، والتخطيط لإنجاز انقلابٍ محلّي يقوّض سلطة الهجري هناك. ووفق شهود عيان، فقد انتشرت عناصر تابعة للحرس الوطني على مداخل المدينة خلال الأسبوع الماضي، وضمن أحيائها، وشوارعها الرئيسية على نحوٍ غير مسبوق، ليعود الحرس الوطني إلى الانسحاب من تلك المواقع خلال الأسبوع الحالي.

يُذكر أنّ الذين تمّ اعتقالهم هم الشيخ رائد المتني، وعاصم أبو فخر، وماهر فلحوط، وغاندي أبو فخر، وحسام زيدان،  وسلمان زيدان، وعلم زيدان، وتصنيفهم كشخصيات درزية معارضة للسلطة الجديدة الناشئة في السويداء عقب أعمال العنف، والانتهاكات التي تعرضت لها قبل خمسة أشهر.

الهجري وتعقيد المشهد بالسويداء

وبحسب الناشط السياسي بسام عبد الخالق، فإن إصرار الهجري على تحويل السويداء إلى محميّة لفلول النظام البائد من ضباط ارتكبوا انتهاكات كثيرة بحق السوريين سيزيد من تعقيد المشهد. وأضاف عبد الخالق لـ"المدن": "يقمع الهجري وفريقه الأصواتَ المناوئة للمشروع الانفصالي، الأمر الذي يجعل من السويداء مكاناً مُختطفاً من قبل ذاك الفريق، وربط مصيرها بالمجهول".  مصدر عسكري مقرب من حركة رجال الكرامة فضّل عدم ذكر اسمه لأسباب مرتبطة بسلامته الشخصية، ذكر بأن من قام بعملية الاعتقال والتعذيب والإهانة هم كتلة العصابات الأمنية في النظام البائد المنضوية تحت ما يسمّى بالحرس الوطني. وأوضح لـِ "المدن": "بالرغم من وجود ما يسمّى باللجنة القانونية العليا، وقوى الأمن الداخلي، لكن يبدو أن تلك العصابات هي صاحبة اليد العليا في السويداء". وأضاف أن السويداء ماضيةٌ نحو حكم أعتى من حكم الأسد لها -على حدّ وصفه- لاسيما أن من يحكم السويداء حالياً هم بقايا نظام المخلوع بشارالأسد، الذي مات في دمشق، وانبثق مجدداً إلى الحياة في السويداء. وأظهر فيديو مصوّر تم تناقله عبر وسائل التواصل الاجتماعي كيف أقدم عناصر من الحرس الوطني على قص شارب ولحية الشيخ المتني، وتوجيه الشتائم إليه، قبل تصفيته في اليوم التالي، ومن بعده جرت تصفية الشيخ ماهر فلحوط. من جهته، أصدر الحرس الوطني في السويداء بياناتٍ عدة اتهم في إحداها المعتقلين لديه بأنهم على تعاونٍ وتنسيق مع الحكومة السورية، وأوضح في بيانٍ آخر إحالة العنصرين اللذين ظهرا في مقطع الفيديو، وقاما بحلق لحية المتني وشتمه إلى التحقيق، وقال في بيان ثالث بأن سبب وفاة المتني كانت جرّاء تناوله كمية كبيرة من دوائه لضبط ضغط الدم، في حين ذكر أنّ وفاة فلحوط كانت بسبب تعرّضه لسكتة قلبية.

القاق: زمرة تعمل لمصالح أعضائها

بدوره، أوضح الكاتب والناشط المدني أدهم القاق، أن "زمرة الحرس الوطني تعمل لمصالح أعضائها النفعية والمادية مهملةً مصلحة أبناء السويداء الوطنية، وضرورة اندماج مدينتهم مع الشعب السوري ممثلاً بالحكومة الانتقالية". وأضاف تصريح لـ"المدن": "أما الاعتقالات والاشتباكات التي وقعت في السويداء مؤخراً، فهي خطيرة على شبابنا الذين تستخدمهم زمرة الحرس الوطني وحزب اللواء وقودًا لتحقيق مآرب قياداتهم الأنانية، ولحماية أموالهم غير الشرعية". وأشار القاق إلى ضرورة أن تنفّذ الحكومة المؤقتة خارطة الطريق المتفق عليها في عمان بالتعاون مع مثقفي السويداء وخبرائها السياسيين. كما طالب بضرورة الإسراع في محاسبة مرتكبي الجرائم والمذابح، والذين قاموا بتعفيش وحرق البيوت سواءَ كانوا من الدروز أو من البدو، داعياً الحكومة إلى التحقيق ومعاقبة كل من خطط ونفّذ جرائم وانتهاكات منتصف شهر تموز/يوليو الماضي، من دون إهمال قائد أو شيخ أو سياسي من الذين أوصلوا السويداء إلى هذه الحالة المزرية.

البكور مع الحوار وتقريب وجهات النظر

من جهته، أوضح محافظ السويداء مصطفى البكور في تصريح لـ"المدن" أنه، ومنذ توليه مسؤولياته في محافظة السويداء، فقد أولى الحوار وتقريب وجهات النظر مع جميع الأطراف اهتماما خاصاً.

وقال: "في هذا الإطار، سعينا إلى إشراك الشيخ حكمت الهجري، نظراً لرمزيته الدينية، كشريك في بناء استقرار المحافظة، وبذلنا جهوداً حثيثة لوضع حد لظاهرة السلاح المنفلت، وإخضاعه لسيطرة الدولة، كما عملنا على تنفيذ بنود اتفاق عمان (2) بحسن نية تجاه أبناء السويداء". واشار البكور إلى أن هذه المساعي اصطدمت بممارسات معيقة من قبل بعض الفصائل غير المنضبطة، والتي لم تلتزم  بالاتفاق، واستمرّت في السيطرة على المحافظة، وقمع الحريات، واعتقال كل من يسعى للتقارب مع الحكومة، وتشريد العشائر والاستيلاء على ممتلكاتهم. وناشد محافظ السويداء عبر "المدن" أبناء السويداء الشرفاء والعقلاء، وهم الأغلبية، أن يرفضوا هذه الممارسات وأن لا يتستروا على هؤلاء الاشخاص، مؤكداً أن الدولة تمدّ يدها للتعاون مع أبناء المحافظة لإنهاء هذه الأزمة، وتنتظر منهم الوقوف ضد هذه الأفعال. وكان أفراد من الحرس الوطني قد داهموا في وقتٍ سابق منزل مدير الأمن في السويداء سليمان عبد الباقي، المعيّن من قبل الحكومة السورية، بهدف تفتيشه، علماً بأن عبد الباقي يقيم في دمشق منذ شهر يوليو/ تموز الماضي.

السكر: لم يتم تحقيق الهدف المطلوب

وينظر القيادي في حزب شباب الاستقلال، محمود السكر إلى أحداث يوم أمس، في المدينة على أنها  خرق للإجماع العام في السويداء، بواسطة أشخاص مشبوهين في مواقفهم على حد وصفه. وقال السكر لـ"المدن": "لم يتم تحقيق الهدف المطلوب من هذا العمل، وبالتالي فإن اعتقال هؤلاء الأشخاص كان ضرورةً كونهم استخدموا السلاح، لكن طريقة الاعتقال وتعذيب المعتقلين عملٌ مدان من قبلنا، ويستوجب محاسبة من قام به". ونظّم التيار الانفصالي في السويداء وقفة تضامنية مع الحرس الوطني مطلع الأسبوع الحالي، في محاولة منه لتبرئته من أعمال التصفية التي طالت شخصيتين دينيتين درزيتين. ولايزال المجتمع المحلّي في السويداء يترقب الكشف عن تفاصيل التحقيقات والاعتقالت التي انهمك بها الحرس الوطني مؤخراً، والذي قد يضع السويداء على مفترقٍ خطير ربما يدفع بأبنائها إلى اقتتال درزي - درزي إن اتضح ضعف رواية الحرس الوطني المتعلقة بالتخطيط لانقلاب على الهجري، لم نرَ منه سوى مشاهد صادمة لآثار تعذيب عنيف ظهرت على جسد المتني.

 

الشرع: سوريا لا تحمل أي نزعات إقصائية أو ثأرية تجاه أي طائفة

الشرق الأوسط/13 كانون الأول/2025

أكد الرئيس السوري، أحمد الشرع، اليوم (السبت)، أن الدولة لا تحمل أي نزعات إقصائية أو ثأرية تجاه أي مكوّن. وقال الشرع، في لقاء بقصر الشعب مع وجهاء وأعيان محافظتي اللاذقية وطرطوس، إن سوريا تدخل مرحلة جديدة من إعادة بناء الدولة على أساس الاستقرار ومشاركة الشعب. وقالت الرئاسة السورية، في بيان، إن الشرع شدد على أن سوريا «دولة مواطنة تضمن العدالة وتحفظ حقوق جميع السوريين». وأضافت الرئاسة أن وجهاء وأعيان المحافظتين أكدوا «أهمية ترسيخ السلم الأهلي وسيادة القانون، وطرحوا ضرورة إعداد خريطة استثمارية في الساحل لدعم التنمية وتوفير فرص العمل».

 

سفير الإمارات يقدّم أوراق اعتماده للرئيس السوري في دمشق ...استعرضا فرص التعاون وبحث سبل تطويرها

الشرق الأوسط/13 كانون الأول/2025

عيّنت الإمارات حمد الحبسي سفيراً ومفوضاً فوق العادة للبلاد لدى سوريا، الذي قدّم أوراق اعتماده إلى الرئيس السوري أحمد الشرع، خلال مراسم رسمية أُقيمت في قصر الشعب بدمشق. وشهد اللقاء استعراض فرص التعاون بين الإمارات وسوريا، وبحث سبل تطويرها بما يحقق مصالح وطموحات البلدين والشعبين وفقاً للمعلومات الصادرة. وحسب وكالة أبناء الإمارات «وام»، نقل السفير الإماراتي إلى الرئيس السوري تحيات قيادة دولة الإمارات لسوريا وشعبها مزيداً من التقدم والازدهار. بدوره، حمّل الشرع السفير تحياته إلى قيادة دولة الإمارات، وتمنياته للدولة بمزيد من النماء والتطور، معرباً عن ثقته بدور السفير في الدفع بالعلاقات الثنائية وتعزيزها في المجالات المشتركة. كما تمنى له التوفيق في مهامه، مؤكداً استعداد بلاده لتقديم التسهيلات والدعم اللازمين لتيسير عمله. من جانبه، أعرب الحبسي عن اعتزازه بتمثيل دولة الإمارات لدى سوريا، مؤكداً حرصه على توطيد العلاقات الثنائية وتفعيلها في مختلف المجالات، بما يعزز الروابط الأخوية بين البلدين.

 

الشرع يلتقي 200 شخصية من محافظتي اللاذقية وطرطوس.. ويقدّم تطمينات

تباين في مواقف العلويين من السلطة وخلافات حول تمثيلهم

دمشق: سعاد جروس/الشرق الأوسط/13 كانون الأول/2025

عقد الرئيس السوري أحمد الشرع اجتماعاً في دمشق، السبت، مع وفد من أبناء الطائفة العَلَويّة. وضم الوفد 200 شخصية من محافظتي طرطوس واللاذقية على الساحل السوري، فيما لم يحضر ممثلون عن الطائفة في محافظتي حمص وحماة، من دون اتضاح الأسباب. وقالت مصادر حضرت الاجتماع إن كل مجموعة تمثّل عدة مناطق في الساحل قدّمت مذكرة بمطالبها، فيما قدّم الشرع، من جانبه، تطمينات لضيوفه. وقالت المصادر إن اللقاء كان إيجابياً عموماً. وأوضحت مصادر لـ«الشرق الأوسط» أن الرئيس السوري كان إيجابياً في الاستماع إلى المشاركين في اللقاء، مشيرةً إلى أنهم شعروا بأنه قدّم تطمينات غير مباشرة تمس المستويين الأمني والسياسي. وتركزت مطالب الوفد العَلَويّ على إعادة الأمان للمدنيين في الساحل وتحقيق السلم الأهلي، في ظل حالة من الرعب تخيّم على بعض المناطق نتيجة حصول أعمال قتل وخطف متكررة. بالإضافة إلى ذلك، طرح الوفد قضية الموقوفين دون محاكمات، وإعادة الموظفين المفصولين إلى أعمالهم، ومنهم العسكريون غير المتورطين بجرائم حرب والراغبين بخدمة بلادهم، وحقوق المتقاعدين في إلغاء توقيف رواتبهم، خصوصاً أنهم سددوا ما يترتب عليهم في أثناء عملهم سابقاً، وإعادة البطاقات الشخصية المدنية لمن أجروا تسويات، حيث إن غالبية هؤلاء لا يمكنهم اجتياز حواجز الأمن والجيش في مناطقهم للذهاب إلى العمل وتحصيل لقمة العيش، كأنهم يعيشون معتقلين في منازلهم. وكشف اجتماع الرئيس الشرع مع وفد الساحل عن وجود تباينات في موقف أبناء الطائفة العَلَويّة من السلطة الحالية، حسبما قالت مصادر من الطائفة لـ«الشرق الأوسط»، مشيرةً إلى أن سياسة النظام السابق الذي ربط مصير الطائفة به، أسهمت في تغييب أي مرجعية غيره للطائفة، الأمر الذي أدى إلى عدم التوافق على تمثيل سياسي يعبّر عنها. فهناك من رفض تشكيل الوفد بزعم أن السلطة الجديدة شكّلته، وهناك من رفض اللقاء بالأساس. كان «المجلس الإسلامي العَلَويّ الأعلى في سوريا والمهجر» الذي يتزعمه الشيخ غزال غزال، قد أصدر في وقت سابق بياناً أكد فيه رفضه القاطع مسار التحاور مع «ممثلين عن أبناء الساحل»، واعتبر تشكيل وفد من اللاذقية وطرطوس «محاولة لانتزاع شرعية تمثيل العَلَويّين عبر مجموعات تذهب للتفاوض على مطالب خدمية لا ترتقي إلى مستوى قضيتنا السياسية والحقوقية»، حسبما قال. وأوضح أن «ما يطالب به المجلس هو ما عبّر عنه الشارع العَلَويّ في أثناء نزوله إلى الشارع بوضوح، بعد عامٍ كامل من الإهمال والتجاوزات والانتهاكات» في الساحل السوري وحمص وريف حماة، على حد قوله، وتابع أن المطالب تتمثل في «الحق السياسي بإقرار الحكم الفيدرالي واللامركزية السياسية، بوصفهما مدخلاً لاستعادة الحقوق وضمان مستقبلٍ عادلٍ لمكوّننا». كما أكد غزال أن «إطلاق سراح جميع السجناء والمغيبين العَلَويّين المدنيين والعسكريين، الذين يتجاوز عددهم 14 ألفاً، هو شرط لا يقبل التنازل ولا المساومة». ورأى أن أي تفاوض لا يتناول «هذه المطالب الجوهرية هو تفاوض بلا شرعية».

في هذا الإطار، قال السياسي السوري محمد صالح صالح لـ«الشرق الأوسط» إن هناك اتجاهات أو تيارات عدة في موقف العَلَويّين من السلطة، فهناك مجموعة يمثلها الشيخ غزال غزال تطالب بالفيدرالية، وهناك مجموعة تؤكد «المطالب المحقة» حسب تعبير الرئيس أحمد الشرع، لدى حديثه عن مطالب محقة وأخرى مسيسة. وقال صالح إن هذه المجموعة تؤكد ضرورة تلبية «المطالب المحقة» لعزل المطالب «المسيسة». وأوضح أن هناك مجموعة أخرى تؤيد الشيخ غزال غزال في زعامته الروحية للطائفة كما تؤيد وجود مجلس أعلى للعَلَويّين لكنها ترفض أداءه دوراً سياسياً. وقال إن هذا ظهر واضحاً في الموقف من دعوة الشيخ غزال غزال إلى الإضراب العام في الذكرى الأولى لسقوط نظام بشار الأسد. وحسب صالح: «هناك أطياف واسعة كانت مع الإضراب ومع المطالب التي طرحها الشيخ غزال لكنها كانت ضد التوقيت، بوصفه غير موفق، ولا يعبّر عن فرح كثير من العَلَويّين بسقوط نظام بشار الأسد». وتابع صالح أن أفراد هذه المجموعة أو التيار يؤكدون «المطالب المحقة لأبناء الساحل بصفتهم مواطنين سوريين لا بصفتهم عَلَويّين»، لافتاً إلى وجود مؤشرات قوية على تغيير إيجابي قادم خلال الشهرين القادمين لحل عدد من الإشكالات. كما أشار إلى وجود نقاش حول إمكانية إعادة تفعيل قانون الإدارة المحلية رقم 107، الذي يعطي صلاحيات أوسع للإدارات المحلية، بحيث تكون حلاً وسطاً لمطلب اللامركزية.

وينتمي محمد صالح صالح إلى بلدة الشيخ بدر العلوية في ريف طرطوس. ومعروف أن عدداً كبيراً من أبناء هذه البلدة كانوا معارضين لنظام الأسد، ومنهم من اعتقل لسنوات وبينهم صالح نفسه. كان رجل الأعمال العَلَويّ المعروف محمد محرز جابر، قد ظهر في مقطع فيديو، قبل أيام، دعا فيه إلى المصالحة الوطنية، مشيراً إلى عقد اجتماعات عدة تمت فيها المطالبة بالإفراج عن المعتقلين، والعفو العام، وعودة الموظفين المفصولين إلى وظائفهم، وسحب قوات وزارتي الداخلية والدفاع من الساحل، وتشكيل قوة أمنية عسكرية لإرساء الأمن في الساحل. وطلب جابر من جميع الأطراف عدم عرقلة سير المصالحة، داعياً الشيخ غزال غزال إلى أن «يكون الأب الروحي للطائفة العَلَويّة والابتعاد عن السياسة». إلا أن بياناً صدر عمّا يسمى «أبناء الطائفة العَلَويّة في الساحل السوري» رفض اعتبار محمد جابر، المقيم خارج سوريا، ممثلاً للعَلَويّين. وأكد البيان أن جابر «لا يملك أي صفة تخوله التحدّث باسم الطائفة العَلَويّة، ولا يمثل الساحل بأي شكل من الأشكال، وأقواله لا تعبر إلا عنه وعن الجهات التي تدفعه نحو هذا المسار الخطير». ويشار إلى أن محمد جابر كان زعيماً لميليشيا «صقور الصحراء» التي ساندت قوات النظام السابق، وظهر إعلامياً بعد الأحداث الدموية التي شهدها الساحل في مارس (آذار) الماضي ليعترف بضلوعه في إدارة وتمويل هجمات الفلول على قوى الأمن العام السوري والتي أعقبتها اشتباكات أدت إلى مقتل المئات من عناصر الأمن والمدنيين.

 

جدل بين «الموالين» حول مسؤولية «حماس» عن خراب «محور المقاومة»

الشرق الأوسط/13 كانون الأول/2025

مع مرور عام على سقوط نظام الأسد في سوريا، أُثير جدلٌ من جديد داخل حالات موالية لما كان يُسمى «محور المقاومة»، يتعلق بإلقاء اللوم على حركة «حماس» في تفكيك قوة هذا المحور بعد أن اتخذت خطوة هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، أو ما تُطلق عليه الحركة «طوفان الأقصى»، بدون تنسيق مع أي من عناصر ذلك المحور. هذا الجدل أثير أحياناً عبر وسائل التواصل الاجتماعي من أشخاص عاديين من القواعد الشعبية لأطراف «محور المقاومة»، لكنه لم يغب عن حوارات وجلسات داخلية غير رسمية، وربما يكون جرى حوار مماثل بشكل رسمي. وتجدد هذا الجدل في بعض الأوساط بعد تصريحات رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» في الخارج، خالد مشعل، في مقابلة تلفزيونية، حين قال إن حركته لم تتموضع في أي محور طوال مسيرتها، وظلت منفتحةً على جميع الدول العربية والإسلامية. وكان يرد على سؤال بشأن علاقة حركته بـ«محور المقاومة». لعل أكثر من لجأ لمهاجمة «حماس» ومشعل بعد تلك التصريحات، هم من يوالون نظام بشار الأسد، وذلك عبر تغريدات في منصة «إكس». لكن الجدل الحقيقي رُصد داخل قطاع غزة خلال جلسات غير رسمية غلب عليها الحوار السياسي على مستوى قيادي محدود، مع عناصر نشطة في بعض الفصائل وقواعدها الشعبية، وذلك قبل تصريحات مشعل، كما رصدتها «الشرق الأوسط». ورأى قيادي من مستوى المسؤولين عن المناطق داخل مدينة غزة، خلال إحدى تلك الجلسات، أن «حماس» أخطأت بخطة هجومها بدون أن تطلع مكونات «محور المقاومة»، خصوصاً بعض الفصائل الشريكة لها في قطاع غزة، للتجهز لمثل تبعات هذا الهجوم في ظل المعرفة المسبقة أن نتائج مثل هذا الهجوم لن تكون بسيطة. ووفقاً لمصادر حضرت هذه الجلسة التي عقدت منذ ما يزيد على أسبوعين، وتحدثت لـ«الشرق الأوسط»، فإن القيادي وغالبية من حضروا الجلسة رأوا أن ما جرى من تبعات وامتداد الحرب لجبهات أخرى، والانهيار الذي لم يكن متوقعاً لبعض أطراف المحور مثل الاغتيالات الكبيرة التي طالت كبار قادة «حزب الله»، وبينهم أمينه العام حسن نصر الله، وسقوط نظام الأسد، ثم الضربات التي شهدتها إيران، كل ذلك دفع «محور المقاومة» ثمنه وتسبب بخسائر ليست فقط على الصعيد البشري، حتى على صعيد تغيير واقع المنطقة في ظل إصرار إسرائيل بدعم الولايات المتحدة على نزع سلاح غزة ولبنان.

خلال الجلسة فاجأ ناشط ميداني بارز في الجناح العسكري لذلك الفصيل، الحاضرين بالقول: «طوفان حماس، دمرنا ودمرها، ودمر كل اشي معه... لم يبق لا محور ولا غيره». وتدخل آخرون مؤكدين أن الظروف أصبحت أكثر صعوبة، لكن لا يمكن إلقاء اللوم على «حماس» لوحدها، وأن هناك اختلالات أمنية في أوساط جهات «محور المقاومة» ساهمت في صنع قدرة إسرائيل على تحقيق أهدافها، بالإشارة منها لنجاح الاغتيالات المؤثرة، بينما رأى آخرون أن أطراف «المحور» قادرة على أن تعيد بناء نفسها مجدداً ومواجهة كل التحديات.

فيما رأى آخرون أنه كان على «حماس» أن تكون شجاعة وتعتذر لشعبها ولأنصار «محور المقاومة»، إزاء انفرادها بقرار الهجوم، وأن يتحلوا بشجاعة حسن نصرالله عندما اعترف بخطأ ارتكبه حين جلب الحرب إلى لبنان عام 2006. وتقر مصادر من فصيل إسلامي وآخر يساري من «محور المقاومة» في قطاع غزة بأنه منذ بدء الحرب على القطاع، وحتى بعد انتهائها، تأثرت الفصائل الفلسطينية بظروف وواقع جديد، خاصةً على الصعيد المادي مع تعثر عملية الدعم الإيراني المستمر لها لأسباب مختلفة، معتبرةً إياها نتيجة مباشرة لما جرى من خطوات اتخذت من قبل العديد من الأطراف لمحاربة نقل الأموال للقطاع، وحتى تأثر تلك الفصائل في الخارج من مثل هذا الدعم، نتيجةً للوضع الذي عاشته إيران أيضاً بفعل الحرب.

وقال مصدر من فصيل يساري إنه في حوارات شخصية جرت مع أتباع من «محور المقاومة» بالخارج، خصوصاً لبنان، كان هناك من يلقي باللوم على «حماس» بأنها هي من أودت بالجميع إلى هذا الواقع الصعب. وقال مصدر قيادي من أحد الفصائل الإسلامية الفلسطينية لـ«الشرق الأوسط»: «بلا شك، إن ما جرى من تبعات لمعركة (طوفان الأقصى) غيّر من واقع الحال، وتسبب في تفكيك القدرة على بقاء محور المقاومة، كجهة قوية، لديها تنسيق مشترك في القرار، رغم أن هذا التنسيق غاب بشكل واضح عن خطط ونوايا (حماس) في إطلاق المعركة». وأضاف المصدر: «الجميع في محور المقاومة خسر الكثير من مقدراته وقادته، وهذا أثر بشكل واضح على عملية التنسيق المشترك بين الفصائل وباقي مكونات المحور في المنطقة». ولم ينف المصدر أن العوائق المالية تجددت لدى الفصائل، وأن هناك حالةً من عدم الالتزام المالي لصرف رواتب وحوافز العناصر النشطة في تلك الفصائل، بسبب تراجع الدعم الإيراني من جانب، ومن جانب آخر بسبب عدم قدرة نقلها للقطاع، مؤكداً أن ذلك أحد تأثيرات الحرب الأخيرة التي تسببت في تغيير واقع وظروف كل قوى «محور المقاومة». ويرى الكاتب والمحلل السياسي، مصطفى إبراهيم، أن من المجحف اتهام «حماس» بأنها هي من تقف خلف تفكيك هذا المحور الذي تعتبر الحركة جزءاً مهماً منه، مبيناً في الوقت ذاته أنها قد تكون سبباً من أسباب كثيرة دفعت إسرائيل لتوجيه ضربات فيها لـ«حزب الله» اللبناني، وكذلك إيران، في وقت كان فقد فيه المحور سوريا. ورأى إبراهيم في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أنه بالرغم من ما حصل في غزة ولبنان وسوريا وإيران، إلا أن هناك من يرى أن «محور المقاومة» حقق إنجازاً استراتيجياً خلال معركة «طوفان الأقصى»، مبيناً أنه بالرغم من عدم تنسيق «حماس» معركتها في البداية مع أطراف المحور، فإن الأخيرة لم تتخل عنها وشارك «حزب الله» بفاعلية متدحرجة من لبنان، ثم تدخلت إيران بعد توجيه ضربات لها، لكن قبل ذلك كانت توجه دعماً سياسياً ومالياً للفصائل الفلسطينية التي هي الأخرى انخرطت بالمعركة بعد بدئها ولم تكن تعلم بها من قبل. فيما قال المحلل السياسي إبراهيم المدهون إن مثل هذه الاتهامات والانتقادات غير منطقية أو تستند إلى وقائع حقيقية، مشيراً إلى أن «محور المقاومة» عدا النظام السوري كانوا يشاركون في إطار المعركة، وأن هذا النظام اتخذ مواقف عدائية من «حماس» ومنع حتى أي تحرك شعبي أو جماهيري بسيط داخل سوريا لدعم غزة. ورأى المدهون أن سقوط نظام الأسد لم يكن مرتبطاً بما جرى في غزة، إنما كان نتيجة أزمات داخلية متراكمة، بينما كان الوضع في لبنان يشير إلى نوايا إسرائيل بالتخطيط لعدوان واسع ضد «حزب الله»، بغض النظر عن عملية «طوفان الأقصى»، معتبراً أن ما فعلته «حماس» كشف النوايا مبكراً وأعطى إنذاراً استراتيجياً لما كانت تعد له إسرائيل. واعتبر أن تصريحات مشعل اقتطعت من سياقها، وأن المقصود منها أن «حماس» جزء من أي محور يواجه إسرائيل، وليست ضمن أي محور يدخل في صراعات عربية أو إسلامية داخلية.

 

سفير واشنطن يُقْلِق الأردنيين.. و"قواعد أميركية" غامضة!

عامر الحنتولي/المدن/14 كانون الأول/2025

متنقلاً بين "بيوت عزاء" إلى حضور مباريات للمنتخب الأردني في ميادين عامة، أثار السفير الأميركي الجديد لدى الأردن جيم هولتسنايدر، استغراب الرأي العام الأردني، بسبب وجوده في أماكن عامة على نحو مكثف للغاية، خلافاً لأسلافه الذين تولوا هذا المنصب في الأردن. فهولتسنايدر الذي من المفترض أنه غادر مرحلة "تكوين الانطباع" عن مهمته الجديدة في عمّان، يواظب على حضور اجتماعي لافت للنظر الأمر الذي أثار قلق الأردنيين. منذ وصوله إلى الأردن، ظهر هولتسنايدر من دون ترتيبات أمنية، في بيوت عزاء لتقديم المواساة لعائلات أردنية لا تُصنّف محلياً بأنها من العائلات الكبيرة أو المهمة في البيئة الاجتماعية الأردنية، خصوصاً أنه اختار زوايا بعيدة عن الصفوف الأولى في بيوت العزاء، الأمر الذي ولّد استغراباً أكبر من طبيعة وأسباب حركة السفير الذي يبدو هادئاً وصارماً في آن كما أظهرته صور نُشِرَت على مواقع التواصل الاجتماعي وفي وسائل إعلام أردنية. حركة السفير هولتسنايدر لم تمر مرور الكرام، فقد أثير الموضوع داخل جلسات البرلمان الأردني بشأن "حركته وزياراته"، إذ قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، رداً على منتقدي هولتسنايدر إن السفير لم يخالف أياً من التعليمات الدبلوماسية، وأن أي سفير يعمل في الأردن يبدأ مهمته بالتعرف على المجتمع الذي سيعيش فيه سنوات عدة، وأن من تقاليد العمل الدبلوماسي هو تفعيل علاقات بلاده مع الدولة التي انتقل للعمل بها سفيراً، لافتاً إلى أن السلطات لم تجد في حركة هولتسنايدر ما هو غير مألوف في العمل الدبلوماسي. الموضوع الأميركي ظل حاضراً بقوة داخل البرلمان، إذ فاجأ النائب صالح العرموطي رئيس كتلة حزب جبهة العمل الإسلامي (اخوان الأردن) الأوساط الأردنية بالحديث عن قواعد عسكرية أميركية غير معلن عنها في الأردن، وليست خاضعة لأي قانون أردني، ولا تُعْرَف الأنشطة التي تُمارَس داخلها وفق تصريحات العرموطي، في حين ردّ رئيس البرلمان مازن القاضي على تصريحات النائب قائلاً إنه لا توجد قواعد عسكرية أميركية غير معلنة في الأردن، وإن الأمر برمته لا يعدو كونه تدريبات مشتركة بين قوات أردنية وأميركية في إطار برنامج شراكة معلنة أردنياً وأميركياً. وبسبب ما يقول أردنيون إنه سياسات أميركية غير محايدة إزاء ملفات منطقة الشرق الأوسط، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، فإنهم ينظرون دائماً بعين الريبة لأي حركة أميركية في المنطقة أو الأردن، وسط تأكيدات علنية في الأردن من أوساط شعبية متعددة بأن سياسات وتصريحات ووعود الإدارات الأميركية المتعاقبة لا يمكن الوثوق بها، أو الاطمئنان إليها، الأمر الذي يجعل أي خطوة أو حركة للسفير الأميركي في الأردن "موضع شبهة"، وحتى "رفض" في أحيان كثيرة.

 

إردوغان: يجب على إسرائيل السماح بعودة الحياة في غزة لطبيعتها

الشرق الأوسط/13 كانون الأول/2025

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، اليوم (السبت)، إنه يجب على إسرائيل الوفاء بوعودها والامتثال الكامل لوقف إطلاق النار في غزة. أضاف الرئيس التركي أنه يجب على إسرائيل السماح بعودة الحياة في غزة إلى طبيعتها. ن جانبه، قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إن إسرائيل مارست التطهير العرقي في كثير من مدن فلسطين. أكد فيدان -خلال تصريحات في إسطنبول- أن تركيا تعمل على إيقاف الانتهاكات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة؛ مشيراً إلى أن بلاده لعبت دوراً فعالاً مع الوسطاء من أجل التوصل إلى هذا الاتفاق. تم التوصل إلى توافق بين إسرائيل و«حماس» بشأن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للسلام، خلال اجتماعات في شرم الشيخ، ودخل الاتفاق حيز التنفيذ في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. تتواصل المحادثات لدفع المرحلة التالية من خطة الرئيس ترمب، لإنهاء الصراع المستمر منذ عامين في غزة. تنص الخطة على إدارة فلسطينية من التكنوقراط، تكون مؤقتة في القطاع، يشرف عليها «مجلس سلام» دولي، وتدعمها قوة أمنية متعددة الجنسيات. وقد ثبتت صعوبة المفاوضات حول تشكيل هذه القوة وتفويضها.

 

تركيا: «قسد» تستقوي بإسرائيل ولم تتحرك يوماً ضد نظام الأسد ...قالت إن ما يجري في جنوب سوريا يشكل «أكبر منطقة خطر» بالنسبة لها

الشرق الأوسط/13 كانون الأول/2025

قال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، اليوم السبت، إن قوات سوريا الديمقراطية «قسد» تستمد جرأتها من إسرائيل، مشيراً إلى أنها لم تتحرك يوماً مع المعارضة ضد نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد. ونقلت وكالة «الأناضول» للأنباء عن فيدان قوله إن ما يجري في جنوب سوريا «ربما يشكل حالياً أكبر منطقة خطر بالنسبة لنا. فالمشكلة في الجنوب لا تكمن بحد ذاتها في حجمها، بل في تحوّل إسرائيل إلى طرف متدخل، ما يخلق منطقة خطر». وأكد فيدان أن ملف إلقاء تنظيم حزب العمال الكردستاني للسلاح «يسير بشفافية عالية وبشكل جيد جداً من جانب تركيا... لكن لا نسمع أي جملة عما يعتزم التنظيم القيام به». وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع التركية ذكي آق تورك، أمس الجمعة، إن بعض الدول تشجع قوات «قسد» على رفض إلقاء السلاح وعدم الاندماج في صفوف الجيش السوري، نافياً نية بلاده شن عملية عسكرية في سوريا. وأكد المتحدث خلال مؤتمر صحافي في أنقرة أنه «لا جدوى من محاولات قسد لكسب الوقت ولا خيار آخر أمامها غير الاندماج بالجيش السوري»، مؤكداً أن أنشطة قوات سوريا الديمقراطية تضر بجهود تحقيق الاستقرار والأمن في سوريا. ونفى المتحدث ادعاءات بأن الجيش التركي يستعد لعملية عسكرية في سوريا، مؤكداً أن التحركات الأخيرة للجيش التركي كانت في إطار «عمليات تناوب اعتيادية للوحدات».

وأشار المتحدث إلى أن تركيا سبق أن أعربت عن تطلعها لاندماج «قسد» في الجيش السوري أفراداً، وشدد على أنه يجب متابعة تحركات «تنظيم قسد وأنشطة الجيش السوري». كان الرئيس السوري أحمد الشرع وقع اتفاقاً مع مظلوم عبدي قائد «قسد» في العاشر من مارس (آذار) الماضي لدمج المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرقي سوريا لكن لم يتم التنفيذ حتى الآن.

 

فضيحتان تهزان الشارع التركي وتفجّران جدلاً على الساحة السياسية

اتهام إعلامي تركي قريب من الحكومة بتشكيل منظمة إجرامية... وقضايا تحرش بالبرلمان

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/13 كانون الأول/2025

هزت فضيحتان متعاقبتان، في الوسط الإعلامي والبرلمان، الشارع التركي بقوة، وأثارتا حالة من الجدل وردود الفعل الغاضبة. وفي إطار تحقيقات بدأتها السلطات التركية مؤخراً بشأن تعاطي وترويج بعض الفنانين والمشاهير والإعلاميين المخدرات، تكشفت وقائع صادمة للرأي العام، بعدما تم القبض على رئيس التحرير ومقدم البرامج في قناة «خبر تورك» محمد عاكف إرصوي، المعروف بقربه الشديد من الحكومة، بتُهم تتعلّق بتسهيل تعاطي المخدرات وممارسة أعمال منافية للآداب. وأمرت الدائرة السادسة في محكمة الصلح والجزاء في إسطنبول، ليل الجمعة/ السبت، بتوقيف إرصوي و4 آخرين، من بين 8 أوقفتهم قوات الدرك الثلاثاء، بتهمة تسهيل تعاطي المخدرات وتشكيل منظمة لارتكاب جرائم، دون توجيه اتهامات بشراء وحيازة وتعاطي المخدرات.

صعود سريع وسقوط مدوٍّ

وتضمّنت الاتهامات الموجهة إلى كل من إرصوي، ومصطفى مناز، وأفق تيتيك، والمذيعة إبرو غولان «توفير مكان ووسائل لتعاطي المخدرات في منازلهم»، و«توفير المخدرات للنساء اللاتي يترددن على منازلهم»، و«تحقيق مكاسب مهنية ومالية من خلال تسهيل إقامة» علاقات منافية للأخلاق.

وتمّ إيداع المتهمين سجن «سيليفري» في غرب إسطنبول بناءً على طلب المحكمة، في حين تمّ إطلاق سراح 4 آخرين مع منعهم من السفر وإخضاعهم للمراقبة القضائية. ووصف إرصوي (40 عاماً)، الذي عُرف بصعوده الصاروخي بسبب قربه من دوائر السلطة، في دفاعه أمام القاضي، الاتهامات الموجهة إليه بـ«المُخزية»، وادّعى أنها «عملية سياسية». وقال إن «الحال التي وصل إليها القانون والحقوق في البلاد ليست خافية على أحد»، وإن «استخدام الشهود السريين أصبح أمراً معروفاً». ودفعت هذه التصريحات العضو البارز والنائب السابق بـ«حزب العدالة والتنمية» الحاكم، الصحافي شامل طيار، إلى التعبير عن دهشته. وقال عبر حسابه في «إكس»: «كيف يمكن لشخصٍ لم يشكك في السياسة وهو في أوج صعوده، أن يُلصق صفة (استهداف سياسي) بعملية التحقيق في جرائم دعارة وتجارة مخدرات؟!». وبينما كانت التحقيقات تُجرى مع إرصوي، كشفت المذيعة السابقة في قناة «خبر تورك»، نور كوشكر، عبر حسابها في «إكس»، عن تعرّضها لـ«التحرش والضغوط والتهديد بالفصل من القناة». وأصدر صندوق حماية الودائع الادخارية التركي، الذي يتولى الإشراف على مجموعة «جان غروب» التي تتبعها قناة «خبر تورك»، والتي أُخضعت لإشرافه بسبب تحقيقات تتعلق بغسل الأموال وجرائم أخرى، قراراً بفصل إرصوي من القناة.

صراع سياسي مزعوم

وكان إرصوي، الذي تخرج في قسم العلاقات العامة بكلية الاتصالات في جامعة إسطنبول عام 2009، صعد سريعاً. ويُرجع البعض صعوده إلى علاقات والده نادر إرصوي، أحد مؤسسي مجلة «السلام» التابعة لمنظمة «التوحيد والسلام»، التي عُرفت بقربها من إيران. وعمل مراسلاً لتلفزيون «تي آر تي» الحكومي في عدد من الدول العربية، بينها ليبيا واليمن وغزة ومصر، وعُين مستشاراً لشؤون الشرق الأوسط والعالم الإسلامي في هيئة الشؤون الدينية خلال فترة رئيسها الأسبق محمد غورماز، ثم انضم إلى «خبر تورك» عام 2017، وأصبح رئيساً للتحرير إلى جانب عمله مقدم برامج في أغسطس (آب) 2024. وعُرف إرصوي بأنه وجه إعلامي لـ«حزب العدالة والتنمية» الحاكم، وكان دائم الاستضافة للوزراء ومسؤولي الحزب في القناة.

فضيحة في البرلمان

وفي واقعة أخرى، أعلن مكتب المدعي العام في العاصمة التركية أنقرة توقيف 5 أشخاص على خلفية «فضيحة تحرش» بفتيات قاصرات يدرسن بإحدى المدارس، ويعملن متدربات في مطبخ ومطعم البرلمان. وقال مكتب المدعي العام، في بيان، إن أحد المشتبه بهم أُودع السجن، الخميس، بانتظار المحاكمة بعد شكوى تقدمت بها إحدى المتضررات اللاتي عملن في مطعم البرلمان، وإنه بعد الاستماع إلى 3 مشتكيات أخريات، جرى توقيف 4 مشتبه بهم آخرين، سيُعرضون على المحكمة. وعقب احتجاج على «الاستغلال الجنسي للأطفال» نظمته نائبات بالبرلمان التركي أمام مقره، الجمعة، طالب زعيم المعارضة رئيس «حزب الشعب الجمهوري»، أوزغور أوزيل، بتقديم إجابات شفافة بشأن هذه الوقائع. وقدمت نائبة الحزب عن مدينة أنقرة، سمرا دينشر، اقتراحاً بطلب إجراء تحقيق برلماني في هذه الادعاءات.

 

برلين تستضيف مفاوضات سلام متوترة على وقع تصعيد روسي كبير

كييف ترفض التنازل عن الأرض وباريس تطالب بأرضية مشتركة مع واشنطن في مواجهة موسكو

واشنطن: إيلي يوسف/الشرق الأوسط/13 كانون الأول/2025

في مشهد يعكس التوتر المتصاعد في شرق أوروبا والتحديات المعقدة التي تواجه جهود إنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا، تتوجه الأنظار إلى العاصمة الألمانية برلين مع نهاية الأسبوع الحالي وبداية الأسبوع المقبل. يأتي ذلك في أعقاب إلغاء اجتماع باريس الذي كان مقرراً السبت. ومن المقرر أن يلتقي المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، الذي يقود المفاوضات بشأن خطة السلام الأميركية، بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وزعماء أوروبيين رفيعي المستوى، بما في ذلك المستشار الألماني فريدريش ميرتس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر. هذه القمة تأتي في ظل ضغط أميركي متزايد لوضع حد للقتال قبل نهاية العام، الأمر الذي يضعه البيت الأبيض في مقدمة أولوياته.وقال مصدر بالحكومة الألمانية، السبت، إن بلاده ستستضيف وفوداً أميركية وأوكرانية خلال مطلع الأسبوع لإجراء محادثات حول وقف إطلاق النار في أوكرانيا، وذلك قبل قمة الاثنين في برلين. وقال المصدر، كما نقلت عنه «رويترز»، عندما سئل عن الاجتماعات: «تجري في برلين مطلع هذا الأسبوع محادثات بشأن وقف محتمل لإطلاق النار في أوكرانيا بين مستشاري السياسة الخارجية من الولايات المتحدة وأوكرانيا وغيرهما». ولم يدل المسؤول الحكومي بأي تفاصيل إضافية حول التوقيت الدقيق لمحادثات ويتكوف أو بشأن الصيغ التي ستجري على أساسها الاجتماعات أو المشاركين فيها.

الأوروبيون يطالبون بضمانات أمنية أميركية

وعلى مدى الأسابيع القليلة الماضية، عملت بريطانيا وفرنسا وألمانيا، أو ما يعرف بمجموعة الترويكا الأوروبية، على تنقيح المقترحات الأميركية التي دعت في مسودة تم الكشف عنها الشهر الماضي إلى تنازل كييف عن مزيد من الأراضي والتخلي عن طموحها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي وفرض قيود على عدد أفراد الجيش الأوكراني. كان الرئيس الأوكراني خطط للسفر إلى العاصمة الألمانية للقاء حلفائه الأوروبيين، في إطار الجهود المحيطة بالخطة الأميركية التي جرى الكشف عنها قبل شهر تقريباً. وفقاً لكييف، فإنّ المفاوضات عالقة بشكل خاص على القضايا المرتبطة بالأراضي، في ظل مطالبة الولايات المتحدة للأوكرانيين بتنازلات كبيرة بشأنها. مساء الجمعة أعلنت الرئاسة الفرنسية أن الأوروبيين والأوكرانيين يطالبون الأميركيين بأن يقدموا «ضمانات أمنية» قبل أي تفاوض حول الأراضي في شرق أوكرانيا المحتل من الروس. وقال مستشار للرئيس الفرنسي إن «المطلوب شفافية كاملة بشأن الضمانات الأمنية التي يمكن للأوروبيين والأميركيين تقديمها للأوكرانيين قبل أي تعديلات تطول قضايا الأراضي المتنازع عليها». وأوضح أن «ما ينتظره الأوروبيون من الأميركيين... قد يشبه ما نسميه +البند الخامس+ (في ميثاق حلف شمال الأطلسي)، أي ضمانة أميركية بالنسبة إلى من يشاركون في تحالف الراغبين»، مؤكداً أن هذا الضمان الأميركي يجب أن يبعث برسالة واضحة للروس بأنهم «إذا كانوا يخططون لمهاجمة أوكرانيا مرة أخرى، فسيتعين عليهم مواجهة ليس فقط الأوروبيين والأوكرانيين ولكن أيضاً الأميركيين». كما نفى موافقة الأوكرانيين على أي تنازلات إقليمية في مناقشاتهم مع واشنطن، وذلك في أعقاب تقارير صحافية أشارت إلى أنهم منفتحون على نزع السلاح من الأراضي التي لا يزالون يسيطرون عليها ويطالب الروس بضمها. وقال: «لم يبرم الأوكرانيون أي صفقة بشأن الأراضي، ولا يفكرون في إبرام صفقة بشأن الأراضي اليوم، ولا يفكرون في إنشاء منطقة منزوعة السلاح».

أرضية مشتركة

لكن بدا أن ميخايلو بودولياك، مستشار الرئيس فولوديمير زيلينسكي، يؤيد هذه الفكرة، إذ صرح لصحيفة «لوموند» الفرنسية بأنه «سيتعين وجود منطقة منزوعة السلاح على جانبي خط المواجهة»، وأن جزءاً من الأراضي «سيظل للأسف تحت الاحتلال الفعلي من جانب روسيا». وأقر المستشار الفرنسي بأن المحادثة التي جرت الأربعاء بين إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الأميركي دونالد ترمب كانت «صعبة» من هذه الناحية، مشيراً إلى «اختلافات» مع الأميركيين حول «كيفية تنظيم تسلسل الأحداث في الأيام والأسابيع المقبلة». وأكدت الرئاسة الفرنسية مجدداً ضرورة أن يتفق الأميركيون أولاً مع الأوروبيين والأوكرانيين على تقديم مقترحات سلام مشتركة قبل أي مفاوضات مع روسيا. وأشار المستشار الرئاسي إلى أن «هذه الأرضية المشتركة يجب أن تجمع الأوكرانيين والأميركيين والأوروبيين. ويجب أن تتيح لنا، معاً، تقديم عرض تفاوض، وعرض سلام متين ودائم، يحترم القانون الدولي ومصالح أوكرانيا السيادية». وأكدت الرئاسة الفرنسية أن «الأمر سيكون متروكاً للأميركيين لممارسة نفوذهم وموهبتهم لإقناع الروس بأن هذا الخيار الموحد، الأرضية الأوروبية الأوكرانية الأميركية المشتركة، هو الخيار الذي يُبنى عليه السلام». في هذا السياق، لم يقرر إيمانويل ماكرون بعد ما إذا كان سيحضر اجتماع القادة الأوروبيين المقرر عقده الاثنين في برلين. واكتفى قصر الإليزيه بالقول إنه «قد تُعقد اجتماعات الأسبوع المقبل في أوروبا، وبرلين خيار ممتاز. لكن رئيس الجمهورية لم يتخذ بعد قراراً».

ضغوط أميركية وتحديات أوكرانية

يؤكد قرار واشنطن إرسال ويتكوف، ومعه صهر الرئيس جاريد كوشنر، ضرورة الإسراع في ردم الخلافات بين كييف وواشنطن. ورفض الرئيس الأميركي دونالد ترمب الجمعة تقديم تفاصيل بشأن بند رئيسي في اقتراح السلام الأميركي. ويدعو هذا البند إلى إنشاء منطقة اقتصادية حرة في إقليم دونباس بشرق أوكرانيا، الذي تريد موسكو أن تتخلى كييف عنه بالكامل. وأشار الرئيس الأوكراني إلى أن فريق ترمب المفاوض كان غامضاً في تحديد تفاصيل من سيسيطر على الأمن بموجب اقتراح ترمب للمنطقة. وقال ترمب: «إنه وضع معقد للغاية، لكنه سينجح. ويريد الكثير من الناس أن يروا نجاحه». كما كشف المسؤولون الأوكرانيون عن أن المقترح الأميركي يفرض سقفاً على حجم الجيش الأوكراني يبلغ نحو 800 ألف جندي، وهو حجمه الحالي تقريباً، ويزيل أي إشارة إلى رفض «الآيديولوجية النازية» من مسودة سابقة. وفي المقابل، قدمت كييف مقترحاً مضاداً من 20 نقطة، لا يتوقع أن تقبله روسيا، يطالب بضمانات أمنية قانونية صارمة ضد أي عدوان روسي مستقبلي، على أن تحافظ أوكرانيا على الأراضي التي تسيطر عليها حالياً، كما يصر على حق أوكرانيا بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو). وإزاء هذا التناقض في مواقف الطرفين، عبر الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن استيائه من المفاوضات، وتأكيده أنه لن يرسل مسؤولاً إلا «إذا شعر بأن من الممكن إحراز تقدم»، مع إشارته إلى أنه «سئم من الاجتماعات لمجرد عقدها». وفي مكالمة متوترة، طلب ترمب من قادة أوروبا الضغط على زيلينسكي لقبول الخطة الأميركية، قائلاً إن أوكرانيا «تخسر الحرب». على الرغم من التقييم القاتم الذي تتبناه الإدارة الأميركية حول خسارة أوكرانيا للحرب، نقلت صحف أميركية عدة عن رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، اللواء كيريلو بودانوف، قوله إنه يرى أن القوات الأوكرانية «تحافظ على الخط» وأن الجبهة «مستقرة نسبياً» وأن اختراقها «صعب للغاية»، مع إقراره بأن الجبهة «تتحرك بشكل ديناميكي ولكن يمكن السيطرة عليه»، وهي «ليست انهياراً». وتواجه أوكرانيا تحديات جمة، أبرزها نقص القوات والأعتدة، خاصة مع تفوق روسيا في تجنيد الجنود (حيث سجلت أكثر من 400 ألف مجند هذا العام وفقاً لبودانوف) وحصولها على دعم كبير من القذائف المدفعية، حيث يسهم توريد كوريا الشمالية بنحو 40 في المائة من قذائف روسيا المدفعية. كما حققت روسيا تقدماً في حرب الطائرات المسيَّرة. ويبقى التحدي الأكبر لكييف هو الصمود وسط تراجع الدعم العسكري الغربي. ي خضم هذا المشهد الميداني المعقد، تسيطر الشكوك على الشارع الأوكراني بشأن نجاح المفاوضات. فبعد سنوات من القتال، أصبح الأوكرانيون يركزون أكثر على كيفية العيش في ظل انقطاعات الكهرباء المنتظمة نتيجة القصف الروسي، أكثر من اهتمامهم بـ«نقاط» خطة السلام. وبحسب تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» يقول العديد من الأوكرانيين إنهم يرون في «الازدحام الدبلوماسي» الأميركي مجرد «رقصة» يؤديها قادتهم لتجنب تخلي إدارة ترمب عنهم كلياً، مع قناعتهم بأن روسيا لا تهتم باتفاق. ونقلت الصحيفة عن محللين سياسيين أوكرانيين أن استراتيجية كييف حالياً هي «ألا تقول لا مباشرة لترمب أو ممثليه، مع الاستمرار في الدفاع عن مصالح أوكرانيا نقطة تلو الأخرى». ويواجه زيلينسكي مهمة شبه مستحيلة: إظهار استعداده للتفاوض، على الرغم من يقينه باستحالة إبرام صفقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يسعى إلى «إخضاع أوكرانيا بالكامل».

تصعيد روسي ورد أوكراني

تتزامن هذه التحركات الدبلوماسية المضغوطة مع تصعيد عسكري روسي كبير على الأرض. فقد أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن تنفيذ «ضربة واسعة النطاق» على منشآت الطاقة والصناعة العسكرية الأوكرانية باستخدام أسلحة، من بينها صواريخ «كينجال» فرط صوتية. زعمت موسكو أن الهجوم يأتي رداً على «هجمات إرهابية أوكرانية على أهداف مدنية». قد ألحقت الضربات الليلية الروسية أضراراً بأكثر من 10 مرافق مدنية، ما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن آلاف الأشخاص في سبع مناطق، لا سيما في مدينة أوديسا الساحلية. وندد زيلينسكي بالهجمات، مؤكداً أنها لا تدل بأي شكل على «سعي لإنهاء الحرب»، بل تهدف إلى «تدمير دولتنا وإلحاق أقصى قدر من المعاناة بشعبنا»، مجدداً الدعوة لتكثيف الضغط على روسيا وتعزيز الدفاعات الجوية والقوات على الجبهات.

رفع عقوبات عن بيلاروسيا

أعلنت الولايات المتحدة، السبت، أنها تعتزم رفع العقوبات المفروضة على البوتاس من بيلاروسيا، في أحدث مؤشر على حدوث انفراجة في العلاقات بين واشنطن ومينسك، التي تسعى إلى تحسين علاقاتها مع الغرب. والتقى المبعوث الأميركي الخاص إلى بيلاروس، جون كول، رئيس البلاد ألكسندر لوكاشينكو، لإجراء محادثات في العاصمة مينسك، يومي الجمعة والسبت. يشار إلى أن مينسك حليف وثيق لروسيا، وقد واجهت عزلة غربية وعقوبات على مدار سنوات. ولطالما فرضت دول غربية عقوبات على بيلاروس بسبب قمع مينسك لحقوق الإنسان، وأيضاً لأنها سمحت لموسكو باستخدام أراضيها في غزو أراضي أوكرانيا عام 2022. من جانب آخر، اتفق الاتحاد الأوروبي، اليوم الجمعة، على تجميد أصول البنك المركزي الروسي المودعة في أوروبا إلى أجل غير مسمى، في خطوة تزيل عقبة كبرى أمام استخدام هذه الأموال لدعم أوكرانيا في حربها مع روسيا. وتتمثل الخطوة الأولى، التي وافقت عليها دول الاتحاد الأوروبي، الجمعة، في تجميد 210 مليارات يورو (246 مليار دولار) من الأصول السيادية الروسية كلما اقتضت الحاجة، بدلاً من التصويت كل ستة أشهر على تمديد التجميد.

 

هل اقترب موعد زيارة السيسي إلى واشنطن؟ ...إعلام أميركي تحدث عن لقاء مع ترمب الشهر الحالي

القاهرة : أحمد جمال/الشرق الأوسط/13 كانون الأول/2025

عاد الحديث عن زيارة مرتقبة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى الولايات المتحدة، لكن هذه المرة في سياقات مختلفة عن التي برزت في مطلع هذا العام، عند دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى «تهجير الفلسطينيين» وكان ذلك دافعاً نحو إلغائها. وذكرت وسائل إعلام أميركية، الجمعة، أن الرئيس المصري سيزور واشنطن الشهر الحالي؛ لإجراء محادثات مع نظيره الأميركي تتضمَّن مجموعةً من القضايا الإقليمية الرئيسية، بما في ذلك العلاقات بين مصر وإسرائيل في أعقاب الحرب على غزة، وقضية «سد النهضة» الإثيوبي، وفق ما نشره موقع «ذا ناشيونال». ولم تؤكد جهات رسمية مصرية أو أميركية صحة حديث وسائل الإعلام، غير أن خبراء مصريين انقسموا بين مَن يرى أن «الأجواء أصبحت مواتية لإتمام الزيارة مع تغير المواقف الأميركية بشأن مستقبل قطاع غزة، وتبني رؤى أقرب للموقف المصري وإنهاء الحرب»، وآخرين قالوا إن «الأجواء ما زالت غير مواتية في ظل جمود الانتقال للمرحلة الثانية من حرب غزة، وتوسيع الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية، والحديث عن ديموغرافيا جديدة في قطاع غزة دون اعتراضات رسمية من الجانب الأميركي». وأشارت تقارير مصرية في وقت سابق إلى تجنُّب السيسي زيارة البيت الأبيض عندما كانت هناك «خلافات بين القاهرة وواشنطن حول الوضع في غزة، وبعد أن لوّح ترمب بوقف المساعدات إلى مصر والأردن إذا رفضا استقبال سكان غزة مطلع هذا العام»، وبعدها أكد السيسي «مراراً رفضه تهجير سكان القطاع إلى سيناء المصرية»، ووصف الإجراء بأنه «سيكون غير عادل بالنسبة لهم، وشديد الضرر على الأمن القومي المصري». لكن الخبير الاستراتيجي، اللواء سمير فرج، أشار إلى أنه «مع التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار في القاهرة وطرح خطة الرئيس الأميركي بشأن مستقبل قطاع غزة، التي لم تتطرق إلى قضية التهجير، أصبح هناك تقارب في وجهات نظر الزعيمين»، مضيفاً أن «الولايات المتحدة تفهمت الموقف المصري الرافض للتهجير». ويأتي الحديث الأخير عن زيارة محتملة للسيسي إلى واشنطن بعد شهرين من التوصُّل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بغزة في 13 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بموجب اتفاق توسَّطت فيه مصر، واستضافت القائمين عليه في منتجع شرم الشيخ على البحر الأحمر. وأضاف فرج لـ«الشرق الأوسط» أنه «في حال كانت زيارة السيسي لصالح القضية الفلسطينية ومستقبل العلاقات الثنائية بين البلدين، فمن الممكن إتمامها خلال الفترة المقبلة، ومن المتوقع أن يكون الانتقال إلى المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار في قطاع غزة على رأس أولوياتها، إلى جانب قضايا إقليمية أخرى في مقدمتها الوساطة الأميركية في أزمة (سد النهضة)». وتوقَّع فرج أن «تطرح مصر حال إتمام الزيارة مسألة تعديل (اتفاقية السلام) مع إسرائيل، خصوصاً فيما يتعلق بالملحق الأمني الذي يتضمَّن انتشار القوات قرب الحدود، إلى جانب التباحث حول جهود (حل الدولتين)، وإعادة إعمار قطاع غزة، وعلى مَن تقع هذه المسؤولية، وكذلك القوى العسكرية التي ستوجد في القطاع»، وفق رأيه.

وتطرَّقت وسائل الإعلام الأميركية، أخيراً، إلى أن السيسي سوف يستطلع رأي ترمب «حول ضرورة إدخال تعديلات على معاهدة مصر وإسرائيل لعام 1979»، لتعكس، ما وصفتها بـ«التغيرات الجيوسياسية الأخيرة».

الباحث في الشأن الأميركي بـ«المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية»، عمرو عبد العاطي، أشار إلى أن سياقات الزيارة التي كانت مقرَّرة في فبراير (شباط) الماضي، اختلفت الآن، ولم يعد هناك الموقف الأميركي المتصلب تجاه تهجير الفلسطينيين، والصراع العربي - الإسرائيلي بوجه عام. وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «الزيارة في هذا التوقيت مهمة لاستكمال اتفاق وقف حرب غزة، وبعد إنجاز المرحلة الأولى بما يدعم الدخول في (الثانية)، وتعوّل الولايات المتحدة على دور مصر، إلى جانب أطراف إقليمية أخرى لتحريك الجمود القائم»، مشدداً على أن «إتمام الزيارة يدعم مساعي الولايات المتحدة لتعزيز استثماراتها في دول شرق أوسطية بعد اتفاقات عدة مع دول الخليج بحاجة لمزيد من الاستقرار في المنطقة لإنجاحها». و«لدى الولايات المتحدة مصلحة في تكوين حلفاء أقوياء لها في المنطقة، وهو ما يرجِّح إمكانية إتمام صفقات عسكرية مع مصر خارج إطار المساعدات العسكرية المنصوص عليها في اتفاقية (كامب ديفيد)»، بحسب عبد العاطي، الذي أشار إلى أن «ذلك يدعم إتمام الزيارة التي لا يوجد ما يعطلها، خصوصاً في ظل العلاقة الثنائية بين السيسي وترمب». لكن في المقابل، فإن أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، مصطفى كامل السيد، يرى أن «الأجواء ما زالت غير مهيأة، لأن الكنيست الإسرائيلي لم يوافق بعد على خطة الرئيس الأميركي لوقف إطلاق النار في غزة، وتتعنت إسرائيل في إيصال المساعدات لغزة، وتتوسَّع في الاستيطان بالضفة الغربية، وهي ملفات مرتبطة بزيارة السيسي التي قد تتضمَّن لقاءً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو في واشنطن». ومن المقرر أن يزور نتنياهو الولايات المتحدة في 29 ديسمبر (كانون الأول) الحالي. وقبل أيام، أشار موقع «أكسيوس» الأميركي إلى أن «البيت الأبيض يسعى إلى التوسُّط لعقد قمة بين السيسي ونتنياهو اللذين لم يتواصلا علناً منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ أكثر من عامين». وأوضح السيد لـ«الشرق الأوسط» أن الولايات المتحدة تسعى إلى تحسين العلاقات بين إسرائيل ودول عربية وفي مقدمتها مصر، رغم أن الحكومة الإسرائيلية ما زالت تمنح إشارات على رغبتها في أن تظل قضية التهجير حاضرةً، وتعمل على تغيير ديموغرافيا غزة، من خلال اعتبار ما هو خلف «الخط الأصفر» حدوداً للقطاع، وبالتالي فإنه حال وافقت إسرائيل على صفقة الغاز، فإن ذلك لا يُشكِّل تغييراً يمكن أن يدفع نحو إجراء لقاء ثلاثي. وأفاد مسؤول إسرائيلي لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، السبت، بأن الرئيس المصري «لا يعتزم حالياً لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي»، وسط تقارير تفيد بأن «نتنياهو يسعى جاهداً لعقد هذا اللقاء».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

العبودية الطوعية، العصيان المدني، وحركات التحرر اللبنانية: تحليل فلسفي-سياسي على ضوء لابويتي وتورو

إدمون الشدياق/13 كانون الأول/ 2025

(ترجمة من الإنكليزية بحرية بواسطة الياس بجاني بالإستعانة الكبيرة بمواقع ترجمة ألكترونية)

منذ أن صاغ إتيان دي لابويتي مفهوم "العبودية الطوعية" في خطابه الشهير عام 1574، ظلّت هذه الفكرة حجر زاوية لفهم العلاقة بين الحاكم والمحكوم — ليس كرباط إكراهي بحت، بل كشكل من أشكال التواطؤ الطوعي في إدامة الأنظمة الاستبدادية. وفي منتصف القرن التاسع عشر، حوّل هنري ديفيد تورو هذا الاستبصار إلى ممارسة عملية بتطوير عقيدة "العصيان المدني" كاستراتيجية واعية لعدم الامتثال للسلطة الجائرة. وبين هذين القطبين—الأساس الفلسفي للابويتي والتطبيق العملي لتورو—تقف التجربة اللبنانية كحالة نموذجية للصراع الدائم بين الخضوع الطوعي لنظام استبدادي مركّب ومحاولات التحرر المتكررة عبر حركات العصيان المدني المتجددة.

العبودية الطوعية: النظرية والواقع اللبناني

يُصرّ لابويتي في خطابه على أن الاستبداد لا يمكن أن يدوم إلا بتواطؤ الخاضعين. لا يمتلك الطاغية قوة ذاتية كافية لإخضاع شعب بأكمله ما لم يُسلِّم الشعب بنفسه مفاتيح سيطرته طوعاً. وفي السياق اللبناني، يجد هذا المفهوم تعبيراً واضحاً في النظام الطائفي، الذي تطور إلى نظام عبودية طوعية جماعية. فرغم أن المواطن اللبناني يتذمر روتينياً من الطائفية، فإنه غالباً ما يستمر في استنساخها من خلال ولاءاته السياسية-الطائفية وتقديم الزعيم الطائفي كإطار مرجعي أساسي—حتى عندما يأتي هذا الولاء على حساب مصالحه كمواطن في الدولة. إن النظام اللبناني ليس مجرد ترتيب حصصي طائفي مفروض بالقوة؛ بل هو نظام رضخت له شريحة كبيرة من اللبنانيين، مُشكّلين بذلك نموذجاً لـ "العبودية الطوعية" التي تجعل الفرد رهينة لطائفته—ليس بالإكراه العسكري، بل بثقافة التبعية ذاتها [1].

تورو والعصيان المدني: عدم الامتثال كفعل تحرير

في مقالته الرائدة عام 1849، "العصيان المدني"، حثّ تورو الأفراد على ممارسة عدم الطاعة المُتعمَّد كلما تعارضت قوانين الدولة مع العدالة الأخلاقية. بالنسبة لتورو، القانون ليس مقدساً بحد ذاته؛ فشرعيته تستمد فقط من عدالته. وعندما يصبح القانون أداة لإدامة الظلم، يصبح العصيان واجباً أخلاقياً.

وفي الحالة اللبنانية، وجد هذا المبدأ أوضح تجلياته في أشكال متنوعة من العصيان المدني عبر المحطات التاريخية: من التمرُّد الوجودي الذي أطلقه الشيخ بشير الجميل في سبعينيات القرن الماضي، مروراً بمقاطعة الانتخابات الصورية، وصولاً إلى الانتفاضات الشعبية الكبرى التي حطمت جدران الخوف الطائفي والسياسي [2].

من بشير الجميل إلى 17 تشرين: العصيان اللبناني ضد التبعية والعبودية الطائفية

إذا كانت فلسفة لابويتي للعبودية الطوعية تتمحور حول إرادة الشعب في حجب الطاعة، فقد شهدت التجربة اللبنانية في نهاية القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين محطات مفصلية جسّدت هذا الرفض عبر أعمال كبرى من التمرد السيادي. يظل بشير الجميل (1976–1982) أحد أبرز رموز العصيان اللبناني ضد التبعية الخارجية وضد منظومة الاستعباد الطائفي المفروضة على لبنان بتحالفات داخلية وخارجية أنتجت واقع استسلام شبيه بـ "العبودية الطوعية" التي وصفها لا بويتي [3].

بشير الجميل: ثورة الفرد ضد التبعية

في سياق الحرب اللبنانية، لم يكن ترشح بشير الجميل للرئاسة عام 1982 فعلاً سياسياً عابراً، بل كان تمرداً صريحاً على منطق الهيمنة السورية-الإقليمية التي فرضت وصايتها على القرار اللبناني تحت ذريعة "التوازن الطائفي" و "السلم الأهلي". وفي خطابه السياسي، واجه الجميل ثقافة الخضوع مباشرة، رافعاً شعار "لبنان أولاً" كتمرد سيادي على منطق التبعية ومحاولة لاستعادة فكرة الدولة اللبنانية المستقلة ذات السيادة [4].

لقد شكّل ترشحه بحد ذاته عملاً من أعمال العصيان المدني السياسي: فالجميل لم يخرج من رحم المؤسسة الطائفية التقليدية التي قبلت بتقاسم الحصص والوصاية الخارجية؛ بل تحدّاها من الداخل، مستخدماً منبر الرئاسة لقلب قواعد اللعبة. وقد حثّ اللبنانيين على "وقف انتظار الخارج" و "الكف عن تحميل الآخرين مسؤولية مصيرهم"، مطبقاً عملياً أطروحة لابويتي المركزية: يسقط الطاغية لحظة يكف الشعب عن خدمته [5]. وفي مواجهة الهيمنة السورية والتبعية السياسية الداخلية، مارس الجميل شكلاً من أشكال العصيان المدني الجماعي كان جوهره رفض النظام التبعي القائم. ورغم اغتياله بعد فترة وجيزة من انتخابه، فإن إرثه باقٍ كنموذج للثورة الفردية ضد العبودية الطوعية التي قبلت بها شرائح من الطبقة السياسية اللبنانية—وهو إرث حوّل تجربته إلى رمز للسيادة الفردية والجماعية في وجه قوى القهر [6].

ثورة الأرز 2005: إسقاط الوصاية بالعصيان الشعبي

عقب اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري في 14 شباط 2005، انفجر الشارع اللبناني بواحدة من أكبر الانتفاضات الشعبية السلمية في تاريخ البلاد، عُرفت باسم ثورة الأرز. وقد شكّلت هذه الحركة الجماهيرية تجسيداً ملموساً للعصيان المدني ضد نظام الوصاية السوري—ليس فقط عبر المظاهرات، بل أيضاً عبر مقاطعة الانتخابات الصورية، والاعتصامات السلمية، والتعبئة القانونية-الدولية لاستعادة السيادة [7]. في ثورة الأرز، مارس اللبنانيون العصيان برفضهم المشاركة في خطاب الخضوع، برفض التبعية الثقافية والسياسية، وبالمطالبة بانسحاب القوات السورية. سلاحهم لم يكن العنف، بل حجب الشرعية الشعبية عن السلطة الجائرة—تماماً وفق منطق لا بويتي بأن الطاغية ينهار من تلقاء نفسه بمجرد أن يكف الناس عن خدمته [8]. مثّلت ثورة الأرز بذلك استمراراً لروح التمرُّد لدى بشير الجميل، لكنها ارتقت بها إلى مستوى التعبئة الجماهيرية العابرة للطوائف وغير العنيفة التي اعتمدت العصيان المدني الجماعي كأداة لإنهاء التبعية الخارجية.

انتفاضة 17 تشرين 2019: ثورة ضد العبودية الطائفية والاقتصادية

بلغت العبودية الطوعية في لبنان ذروتها مع تفكك مؤسسات الدولة تحت هيمنة "حزب الله"، الذي تحوّل إلى الذراع الإيرانية التي تمسك بمفاصل القرار اللبناني. وتنازلت جميع الأحزاب السياسية تقريباً عن دورها السيادي، وقبلت بدلاً من ذلك بموقع التابع أو المتواطئ—إما خوفاً أو حفاظاً على مصالحها الخاصة ضمن نظام المحاصصة. عبر هذا التواطؤ، سُمح لـ "حزب الله" بالاستيلاء التدريجي على الدولة، وإحكام قبضته الأمنية والسياسية حتى انحدرت الجمهورية اللبنانية إلى شبه انهيار كلي. ويعيش المواطن اللبناني، وسط هذا المشهد، خضوعاً مزدوجاً: خضوعاً خارجياً لإيران عبر "حزب الله" وخضوعاً داخلياً لنظام حزبي متواطئ وعاجز.  أمام هذا الواقع، لم يعد القهر خارجياً فحسب؛ بل صار يُمارس عبر موظفي الأحزاب والزعامات المحلية التي استعبدت المواطنين عبر شبكات الزبائنية والفساد، مغلقة أي أفق للمقاومة الحقيقية. فالأحزاب التي كان يفترض بها أن تدافع عن سيادة الدولة، إما تواطأت مع "حزب الله" أو خضعت له تحت يافطة "الواقعية السياسية"، جاعلة بذلك المواطنين اللبنانيين رهائن لنظام استعباد داخلي وخارجي في آن واحد.

انطلقت انتفاضة 17 تشرين الأول 2019 على خلفية انهيار اقتصادي واجتماعي شامل، لكنها لم تكن مجرد ثورة على ظروف المعيشة؛ بل كانت ثورة ضد نظام الطاعة الطائفية وعقلية الاستعباد التي تتعامل مع الزعيم الطائفي كقدر لا مفر منه [9]. في حراك 17 تشرين، تحوّل العصيان المدني إلى السلاح الأساسي: الإضرابات العامة، قطع الطرقات، مقاطعة مؤسسات الدولة، المحاكم الشعبية لرموز النظام في الساحات، وتحطيم هيمنة الإعلام الحزبي عبر المنصات الرقمية المستقلة. جميع هذه الأشكال عبّرت عن العصيان المدني بالمعنى الدقيق الذي قصده تورو: سحب الدعم الأخلاقي والسياسي من نظام فاسد وجائر [10]. الأهم من ذلك—ورغم ما شابها لاحقاً من تآكل داخلي وفشل في تحقيق تحرير لبنان واللبنانيين—أن الانتفاضة حطمت أحد أكثر أشكال العبودية الطوعية رسوخاً في لبنان: الولاء الطائفي. فقد تجاوز المتظاهرون انقساماتهم التقليدية ورفضوا الدفاع عن زعمائهم التاريخيين، مسجّلين بداية التحرر من نظام العبودية الطائفية الذي ترسخ لعقود.

خاتمة

من بشير الجميل إلى ثورة الأرز وانتفاضة 17 تشرين، يتجلى مفهوم العبودية الطوعية في البنية العميقة للنظام اللبناني، كما يظهر العصيان المدني كفعل تحرير أخلاقي وسياسي. فكل حراك لبناني ضد الوصاية أو الطائفية أو الفساد اتخذ شكل كسر الطاعة العمياء والتمرد على واقع تبعية قبل به جزء من المجتمع. إذا كان لا بويتي قد دعا الشعوب إلى الكف عن خدمة الطغاة، وطبّق تورو هذه الدعوة عملياً عبر العصيان الفردي، فقد مارس اللبنانيون، في محطات تاريخية مفصلية، هذا الرفض عملياً—مؤكدين أن الحرية ليست مجرد حق، بل مسؤولية تبدأ بقرار الفرد أن يقول "لا". لكن السؤال يبقى: هل يمكن للبنانيين أن ينتفضوا مجدداً بالعصيان المدني وأن يكسروا سلاسل عبوديتهم الطوعية في ثورة حقيقية، فاعلة، وتحويلية قادرة على تحرير لبنان؟

إن التحرر الوطني لن يتحقق بانتظار الخلاص الخارجي أو باسترضاء بنى القهر الداخلية. بل يبدأ بقرار فردي واعٍ بحجب الخدمة عن الطغاة ورفض الطاعة العمياء لأي سلطة تمارس الاستبداد باسم الطائفة أو الأمن أو الاقتصاد. وفي طليعة هذه البنى يقف "حزب الله" كأداة إيرانية تخنق الدولة اللبنانية وتستولي على مؤسساتها الشرعية، وتحوّل الدولة إلى كيان تابع عديم السيادة والإرادة الوطنية. لم يعد العصيان المدني خياراً نظرياً؛ بل أصبح ضرورة وجودية للبنان كدولة وللّبنانيين كبشر أحرار. وكل مواطن لبناني مدعو اليوم إلى تفكيك منظومة العبودية الطوعية بالانسحاب من لعبة التبعية وصياغة فعل جماعي واعٍ شعاره: لا طاعة لمن يستعبدنا باسم الطائفة أو المال أو السلاح. إن استعادة السيادة ممكنة فقط عبر عصيان مدني ثوري شامل يحرر الإرادة اللبنانية من نير "حزب الله" ومن دولة خاضعة لمشروعه الإيراني.

هذه ليست دعوة للفوضى، بل هي دعوة للثورة الأخلاقية عبر عدم الامتثال—كما تخيلها لا بويتي وتورو، وكما تقتضي مسؤولية صون الوطن الحر، السيادي، والمستقل.

الملاحظات

[1] إتيان دي لا بويتي، مقالة في العبودية الطوعية (Discours de la servitude volontaire)، 1574. [2] هنري ديفيد تورو، "العصيان المدني" ("Civil Disobedience")، 1849. [3] أنطوان صفير، لبنان، حرب الثلاثين عاماً (Liban, la guerre de trente ans)، 2005. [4] فريد الخازن، انهيار الدولة في لبنان (The Breakdown of the State in Lebanon مطبعة جامعة هارفارد، 2000. [5] لا بويتي، المرجع السابق (op. cit.). [6] صفير، المرجع السابق (op. cit.). [7] أسامة مقدسي، ثقافة الطائفية (The Culture of Sectarianism مطبعة جامعة كاليفورنيا، 2000. [8] حنة أرندت، في العنف (On Violence)، هاركورت، 1970. [9] مهجة زريق، "المقاومة المدنية في انتفاضة لبنان 2019" ("Civil Resistance in Lebanon’s 2019 Uprising")، مجلة سياسات الشرق الأوسط، 2020. [10] تورو، المرجع السابق (op. cit.).

المراجع

أرندت، حنة. في العنف. نيويورك: هاركورت، 1970.

فوكو، ميشيل. المراقبة والمعاقبة. نيويورك: بانتام بوكس، 1975.

لا بويتي، إتيان دي. مقالة في العبودية الطوعية، 1574.

مقدسي، أسامة. ثقافة الطائفية. بيركلي: مطبعة جامعة كاليفورنيا، 2000.

صفير، أنطوان. لبنان، حرب الثلاثين عاماً، 2005.

تورو، هنري ديفيد. "العصيان المدني"، 1849.

زريق، مهجة. "المقاومة المدنية في انتفاضة لبنان 2019". مجلة سياسات الشرق الأوسط، 2020.

الخازن، فريد. انهيار الدولة في لبنان. كامبريدج، ماساتشوستس: مطبعة جامعة هارفارد، 2000.

 

أخطر السرديات.. لبنان "المسيحي" وسوريا "السنّية"

منير الربيع/المدن/14 كانون الأول/2025

إن من أخطر السرديات التي يجري تقديمها اليوم في لبنان وسوريا، هي سردية "لبنان المسيحي وسوريا السنية". على الرغم من عدم تقديم هذه السردية على نحوٍ رسمي، لكن الانقسام القائم في البلدين وحولهما، يبرز هذه النوازع، التي تنجم عن عوامل كثيرة. فاللبنانيون لا يحتاجون إلى كثير عناء حتى يظهروا فيه حجم انقساماتهم ذات البعد المذهبي والطائفي، وصولاً إلى حدّ اعتماد مبدأ التمييز الجغرافي أو الاجتماعي والاقتصادي، على قاعدة "ما بيشبهونا" وعلى قاعدة رفض تخصيص الدولة اللبنانية من ميزانيتها مبلغ 200 مليون دولار لإعادة إعمار المناطق المتضررة من جراء الحرب الإسرائيلية الأخيرة، باعتبار أن المعترضين يحملون حزب الله مسؤولية هذه الحرب ولا يجب أن يتحمل اللبنانيون أعباءها. حتى في ظل التخوف اللبناني من اندلاع حرب إسرائيلية جديدة، هناك من يذهب إلى إطلاق نظرية "كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية"، وذلك لتكريس العزل والانقسام.  هذا النوع من السردية، يتقدم في الأوساط الاجتماعية والسياسية، وله أبعاد كثيرة مثل إعادة طرح البحث في التركيبة السياسية اللبنانية، إما على قاعدة الفيدرالية أو التقسيم للفصل بين "لبنانين لا يشبهان بعضهما بعضاً". وذلك لا ينفصل عن نزعة أخرى تشير إلى ضرورة استعادة المسيحيين لصلاحياتهم التي "سلبها" المسلمون منهم في اتفاق الطائف. بينما السعي يتركز على كيفية استعادة هذه الصلاحيات وتأمين الضمانات اللازمة للمسيحيين. لا تتوقف السردية عند هذا الحد، بل تأخذ مجالاً أبعد في البناء على زيارة البابا لاوون إلى لبنان ولو بتفسير مغاير للمواقف التي أطلقها البابا مع التأكيد أن الفاتيكان يشدد في كل مواقفه ومجامعه على أهمية بقاء المسيحيين في أراضيهم واندماجهم بمجتمعاتهم.

يذهب البعض أبعد من ذلك إلى حدّ الإشارة إلى الكثير من "المسيحيين" في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وأن هؤلاء لن يسمحوا للبنان المسيحي بالسقوط. علماً أن هذا المنطق من شأنه أن يسقط لبنان في شرر متطاير، إذ تتغذى فيه نزعات طائفية ومذهبية صدامية، أو متقاتلة فيما بينها حول من يمتلك حصة التأثير الأكبر في البلاد، كما أنها ستدفع مجموعات أخرى إلى الذهاب والبحث عن بدائل، عبر إعادة إحياء أنماط تفكير طاعنة في التاريخ، وربما تعود إلى لحظة ما قبل تأسيس لبنان الكبير، عندما أريد لطرابلس أن تكون "طرابلس الشام" وكذلك للبقاع، بمعنى عدم موافقة المسلمين على الاندماج في هذا الكيان الوليد. أما الأخطر من كل ذلك، هو تربص إسرائيل في كل دول المنطقة، وخصوصاً لبنان كما سوريا، لما فيهما من تنوع اجتماعي، ديني، طائفي، مذهبي، قومي وعرقي.  لذا فإن أي انقسام أو صراع من هذا النوع، من شأنه أن يخدم الرؤية الإسرائيلية الساعية إلى تفتيت المنطقة ومنع قيام أي دولة متنوعة والحفاظ على وحدتها. وذلك يؤدي إلى المزيد من التشظيات بما يدفع السنة إلى البحث عن بديل سني قد يجدونه في سوريا، والشيعة بالبقاء في حاجة إلى الكنف الإيراني، بينما يعتبر المسيحيون أنفسهم أنهم أعادوا إقامة دولتهم المنشودة برعاية غربية.

السردية الخطرة لبنانياً، لها ما يقابلها في سوريا أيضاً، منذ بروز فكرة "من يحرر يقرر"، أو اعتبار أن الأكثرية السنية استعادت الحكم، بعد غبن بحقها استمر سنوات بفعل "سيطرة الأقليات" على نظام الحكم، وهو ما رعته ومكنته موازين قوى إقليمية ودولية. وتوغل السردية الجديدة بعيداً إلى حدود استعادة اجتماعية للدولة الأموية، أو لوصف السنة في سوريا بأنهم بنو أمية، من شأنه أن ينعكس تشظياً لدى القوى الاجتماعية المختلفة، من دون إغفال "التنازع التاريخي" بين أهل الريف وأهل المدن في سوريا، بمعزل عن الانتماء الطائفي أو المذهبي.  سطوة هذه السردية، من شأنها تهديد سوريا الجديدة، ودفعها بعيداً عما يحلم به السوريون في إعادة بناء وتشكيل دولتهم القادرة على استعادة دورها على مستوى المنطقة، وهنا أيضاً لا يمكن إغفال العامل الإسرائيلي الساعي إلى الاستثمار بأي صراعات من شأنها أن تسهم في تدمير "الدولة الوطنية" وإقامة دويلات أو كيانات ذاتية على أسس دينية أو قومية، مع استخدام لغة "حماية الأقليات" علماً أن حماية كل مكونات المجتمع تكمن في احتضان الدولة لجميع أبنائها وممارسة حقهم السياسي داخل مؤسساتها وأطرها.

في حال استمرت هذه السردية في البلدين، ستكون أحد عناصر تفجيرهما من الداخل، لا سيما في ظل تباعد الخيارات والاتجاهات والرؤى السياسية بين القوى الاجتماعية المختلفة. فمثلاً بعض الأطراف في لبنان يعتبرون أن أي حرب إسرائيلية ستصب في صالحهم من خلال إضعاف حزب الله، وقد تدفعهم للإعلان عن الفصل بين جغرافيا البلدين. وفي سوريا، قوى كثيرة إما بعضها يراهن على إسرائيل أو غيرها لإقامة كيان ذاتي أو لإضعاف دمشق ومركزيتها. وفي البلدين تكمن مسؤولية الحفاظ على الدولة الوطنية ومفهومها على عاتق السلطة ومبادرتها وآلية عملها. عملياً، تتشابه الأخطار التي تحدق بكل من لبنان وسوريا. سواء بالمعنى الداخلي أو بما يتعلق بالاعتداءات والمخططات الإسرائيلية. من هنا يُفترض بالمسؤولين لدى البلدين التيقظ للتحديات المشتركة والتي توجب تعاوناً بينهما تحكمه الجغرافيا السياسية، والتي تفرض تنسيقاً وتعاوناً إيجابياً، بعيداً من النزعات القديمة التي تتحكم بالجانبين، فلا يجوز خوف اللبناني من "انضمام لبنان إلى سوريا" لأن ذلك غير ممكن ومستحيل، ولا يمكن لسوريا أن تفكر بعودة وصايتها على لبنان ولا التعامل معه كإحدى المحافظات. يقف البلدان أمام فرصة حقيقية وجدية لتحسين وتطوير العلاقات على أسس سليمة. لكن ذلك يقتضي إلى حدّ بعيد الابتعاد كثيراً عن أي "شعبوية" في المقاربات، سواء أكان ذلك في التعاطي بملف الموقوفين والمعتقلين، أو بملف العلاقة الندية، والأهم أنه لا يمكن لسوريا أن تنظر إلى لبنان بوصفه دولة صغيرة وشوكة في خاصرة الأمة، ولا يمكن للبنان أن ينظر إلى نفسه كدولة مرعية من الغرب، ويمكنها أن تنخرط في تحالفات مناهضة لسوريا.

البعض في لبنان ينظر إلى سوريا كخطر محدق. والبعض في سوريا ينظر إلى لبنان كخاصرة رخوة أو بيئة لديها خصومة مع أحمد الشرع وسلطته. العلاقات بين البلدين، بحاجة إلى تطوير، وهناك ملفات كثيرة عالقة تجري المساهمة لمعالجتها، لكن التعقيدات لا تزال كبيرة، أبرزها ملف الموقوفين؛ إذ إن دمشق تطالب بموقوفين، تعتبر بيروت أنهم انخرطوا بالقتال في مواجهة الجيش. في حال لم يتم معالجة هذه المعضلة، ثمة من يلوح في سوريا بأن يتم العمل على تقديم لائحة للدولة اللبنانية تطالبها بإلقاء القبض على لبنانيين تورطوا بالدم السوري وشاركوا بالقتال ضد الثورة، بالإضافة إلى المطالبة باعتقال عدد من الضباط السوريين المحسوبين على نظام بشار الأسد، وتتهمهم دمشق بأنهم يستخدمون الأراضي اللبنانية للقيام بتحركات مضادة في سوريا. هذا قد ينعكس سلباً على مسار العلاقات. فيما مواقف رئيس الجمهورية جوزاف عون حملت في طياتها بعد إيجابي لا سيما لدى حديثه عن استعداده لزيارة سوريا عندما يتم الوصول إلى اتفاق معين بين البلدين، بالإضافة إلى حديثه عن السعي لترسيم الحدود وترك مزارع شبعا للنهاية، ما يعني تسهيلاً لانطلاق مسار الترسيم، وعدم استخدام مزارع شبعا كورقة لعرقلته.  في المقابل، فإن دمشق قابلت لبنان أيضاً بخطوات إيجابية، أولها ما يتصل بالرسائل الإيجابية التي تم توجيهها سياسياً لكل اللبنانيين، وأن ليس لديها أي نية للتدخل في لبنان ولا التعاطي مع طرف على حساب الآخر، أما عملانياً فإن دمشق لم تطالب لبنان بتسليم أي شخص تعتبره مطلوباً بالنسبة إليها، وعندما كان هناك مشكلة على بعض النقاط في تلال حلوة في البقاع، انسحب الجيش السوري منها لصالح الجيش اللبناني. إلا أن الأساس يبقى في كيفية المراكمة على هذه الإيجابيات بدلاً من اعادة الدخول في صراع يؤثر على الكيانين.

 

فانون في غزة: نحو مقاومة المحو بعد الإبادة

أحمد عبد الحليم/المدن/14 كانون الأول/2025

يشكّل كتاب الفيلسوف الثوري الفرنسي فرانز فانون معذّبو الأرض - وتحديدًا الفصل الأخير "الحرب الاستعمارية والاضطرابات النفسية"- مدخلًا نظريًا حاسمًا لفهم، وإعادة فهم، ما يحدث في غزة اليوم. ففانون، الذي درس البُنى العميقة للعنف الكولونيالي، لم يعالج العنف بوصفه حدثًا آنيًا أو انفجارًا غريزيًا، بل رآه أداة مادية-تاريخية لإعادة تشكيل الوعي، ولتحويل الجماعات إلى كيانات مُنهَكة تُحاصَر إمكاناتها وتُفكَّك قدرتها على الحياة. ومن هذه الزاوية، تبدو غزة —في ظل حرب الإبادة التي اجتاحتها وما بعدها- مختبرًا قاسيًا لإعادة اختبار تحليلات فانون تحت شروط أكثر تطرفًا مما عرفه هو في زمنه، إذ يتقاطع الاستيطان الطويل الأمد مع أدوات عسكرية وتكنولوجية فائقة الحداثة. لم يُقدّم فانون قراءة عاطفية أو إنسانوية للعنف، بل نظر إليه كعملية ممنهجة تستهدف الوجود ذاته. فالاضطرابات النفسية التي يصفها ليست مجرد حالات فردية أو أعراض مرضية، بل هي نتيجة مباشرة لمحاولة مستمرة لنزع الإنسانية عبر الإخضاع، والتهميش، والعزل. بهذا المعنى، فإن حرب الإبادة في غزة لا تُعد امتدادًا للعنف الكولونيالي التقليدي فحسب، بل التعبير الأكثر جذرية عنه؛ إذ تنتقل من السيطرة إلى محو الوجود، ومن إدارة السكان إلى محاولة إلغاء الذات الجماعية لهم. ولذلك، يصبح السؤال الذي يطرحه فانون: كيف يُعاد تشكيل الإنسان تحت رغبة منظّمة في محوه؟ سؤالًا محوريًا لقراءة ما يجري في غزة اليوم.

الصدمة الوجودية وسياسات التفكيك والمقاومة

إن المشهد النفسي في غزة اليوم يتجاوز بكثير التصنيفات المعروفة للاضطرابات الناتجة عن النزاعات. فالتقارير الصحية التي ظهرت في أعقاب بدء الإبادة، تشير إلى أن الأعراض لا تنحصر في اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، بل تتطور إلى ما يُعرف بالصدمة المتعاقبة أو المُعقّدة، حيث يتحوّل الضغط النفسي المستمر إلى بنية راسخة في الوعي. إن فقدان الأحبة، ونزوح العائلات المتكرر، ودمار العمران والأجساد، واستمرار الخطر، وتدفّق الأخبار القاسية، كل ذلك يمنع حدوث عملية التعافي الطبيعي للذات الإنسانية، ويؤدي إلى إرهاق دائم للجهاز النفسي يخلق حالة تُشبه الدوامة التي يستحيل الخروج منها.

وفي هذا السياق بالتحديد، يحضر فانون بقوة. فالصدمة في غزة ليست منفصلة عن التاريخ، بل هي مُتجذرة في تسلسل يمتد إلى ما قبل نكبة 1948 وما تلاها من حصار طويل منذ عام 2006. هنا، الصدمات لا تتراكم فقط، بل تُفعَّل باستمرار، فتتحول إلى ظاهرة جماعية تتجاوز الأفراد لتطال الوعي الجمعي نفسه. بهذا، يصبح الاضطراب النفسي في غزة ليس "تشخيصًا طبيًا" بقدر ما هو حالة وجودية تشكّل مستقبل المجتمع وتضعه أمام تحديات التفكك والإنهاك. تُمارس سياسات القهر الاستعماري عبر عنف بنيوي يومي يستهدف شروط البقاء نفسها: الحصار، التجويع، وتدمير البنى التحتية، وتقويض الخدمات الصحية والتعليمية. ليست هذه الإجراءات "أضرارًا جانبية"؛ بل مكوّنًا مركزيًا لاستراتيجية تهدف إلى إضعاف المجتمع، وتفكيك علاقاته، وتهجير الوعي من ذاته. كما يُعاد تأطير الفلسطينيين، خصوصًا في غزة، ضمن خطاب يعتبرهم "عدوًا وجوديًا"، وهو تأطير يُستخدم لتبرير مستويات غير مسبوقة من العنف والعزل والتدمير. غير أن أخطر أشكال العنف هو ما يسميه بعض منظّري ما بعد الاستعمار بـ"الإبادة المعرفية" (Epistemicide)، فتدمير الجامعات والمراكز الثقافية والمدارس لا يهدف فقط إلى محو الأماكن، بل إلى منع إنتاج المعرفة، وحجب الذاكرة، وتجريد الأجيال القادمة من أدوات الفهم والتمثيل. وهذا النوع من العنف يفرض على المجتمع حالة من الإرهاق الإدراكي الدائم، ويخلق بيئة ضغط نفسي تمتد إلى كل جوانب الحياة. وعلى الرغم من هذا كله، يظل مفهوم الصمود أحد أبرز مسارات المقاومة النفسية- الاجتماعية. فالصمود ليس موقفًا رمزيًا ولا وصفًا عاطفيًا، بل استراتيجية وجودية متجذرة تاريخيًا، تقوم على رفض الانكسار، وعلى الحفاظ على الهوية في وجه التفكك. ويبرز دور العائلة، التي شكّلت عبر العقود ركيزة البقاء، بوصفها خط الدفاع الأول عن التماسك، إذ تُعيد تنظيم الحياة اليومية، وتوفّر شبكات أمان بديلة، وتُعيد صياغة معنى الجماعة.

تجاوز فانون: الإبادة المعرفية والعنف التكنولوجي.

على الرغم من أن إطار فانون يظل أساسيًا لفهم العنف الاستعماري، إلا أن غزة تطرح تحديًا جديدًا على هذا الإطار. فالعنف الذي درسه فانون كان يهدف في نهاية المطاف إلى إخضاع المُستعمَر وإدماجه في نظام استعماري. أما العنف المُمارس على غزة فيسعى إلى محو الوجود وإلغاء الذاكرة، وهدم العمران، وهو ما يجعل الحرب الحالية شكلًا أكثر تطرفًا من كل ما وصفه أو عايشه من قبل في استعمار الجزائر. في ظل الإبادة، استخدمت تكنولوجيا متقدمة تعتمد على الخوارزميات والذكاء الاصطناعي، مثل الأنظمة التي تُعرَف إعلاميًا بـ"لافندر" و"الإنجيل"، والتي تُستخدم لتحديد الأهداف. هذا الاستخدام الواسع للتكنولوجيا خلق "مسافة أخلاقية" بين الفاعل والضحية، وحوّل عملية القتل إلى قرار آلي يمر عبر طبقات تقنية لا تُظهر الوجه الإنساني للصراع. وهنا، نرى نوعًا جديدًا من العنف: عنف سريع، غير شخصي، ومكثّف، يتم عبر أدوات لا تتيح للوعي وقتًا لاستيعاب الحدث، ما يضاعف أثر الصدمة النفسية ويخلق حالة من الترقب الدائم. بل إن الحرب لا تُشن على الجسد وحده، بل على السردية أيضًا. السيطرة على تدفق المعلومات، وتشويه الوقائع، وفرض الرواية الرسمية، كلها أدوات لحجب الذاكرة وتقييد العالم عن رؤية ما يحدث. وبهذا يصبح الصراع على الحقيقة جزءًا من البنية النفسية للحرب.

ومقابل هذا العنف التكنولوجي، يُعاد إنتاج الصمود بصيغ جديدة. فالمجتمع يحاول ترميم ذاكرته، وبناء شبكات تضامن، وحماية السردية من التشويه، في ما يشبه معركة دفاعية عن الوجود ذاتها. وقد تحوّل الصمود، هنا، من أداة لحفظ التماسك الاجتماعي إلى فعل مقاومة ضد محو الجسد والعمران والذاكرة.

نهاية، تُظهر التجربة الغزّية أن عالم اليوم يحتاج إلى تطوير سيكولوجيا سياسية جديدة، قادرة على فهم العنف الذي يُمارس بأدوات غير مرئية ومحسوبة رقميًا، وعبر تكنولوجيا تُحوّل الحرب إلى عملية تقنية ذات أثر نفسي شديد العمق. إن العنف الاستعماري الذي تحدث عنه فانون لم يختفِ، بل تغيّر شكله وتضاعفت قوّته. لقد أصبح أكثر سرعة، وأكثر تجريدًا، وأكثر استهدافًا للهوية والجسد والذاكرة. وفي مواجهة هذا العنف الشامل، يبقى الصمود الفلسطيني، بأشكاله اليومية والجمعية، الفعل الوجودي الجذري الذي يمنع محو الذات، ويحافظ على إمكانية الحياة في وجه آلة الإبادة. وبهذا المعنى، يتحول الصمود إلى إعادة بناء للمعنى، وترميم للذاكرة، وإحياء للقدرة، بكافة أشكالها، على مواجهة واقع شديد القسوة، ليصبح بذلك ليس مجرد رد فعل، بل مشروعًا وجوديًا كاملًا.

 

هجرة اللبنانيين وعودة السوريين: 900 ألف غادروا باتجاه واحد

علي نور الدين/المدن/14 كانون الأول/2025

نشرت المنظمة الدوليّة للهجرة أرقاماً حديثة، تناولت حركتي المغادرة والوصول عبر المنافذ الحدوديّة اللبنانيّة، في محاولة لتلمّس أبرز التحوّلات الديموغرافيّة التي طرأت على البلاد، منذ بداية الحرب الإسرائيليّة خلال العام الماضي وحتّى الآن. ما تبيّنه الأرقام، هو أنّ نحو 900 ألف شخص من الجنسيّتين اللبنانيّة والسوريّة، غادروا لبنان خلال الفترة الممتدة بين 23 أيلول 2024 و28 تشرين الثاني 2025، جرّاء تقاطع عاملين: استمرار هجرة اللبنانيين إلى الخارج باتجاه واحد، حتّى بعد انتهاء الحرب، وعودة النازحين السوريين إلى بلدهم، بعد سقوط نظام الأسد. وبهذا الشكل، فقد لبنان خلال فترة سنة ونيّف ما يقارب 15.5% من عدد السكّان، بحسب تقديرات شعبة السكّان للأمم المتحدة لعدد المقيمين خلال عام 2024. مع الإشارة إلى أنّ إحصاءات الأمم المتحدة كانت تقدّر عدد المقيمين في البلاد، خلال العام الماضي، بنحو 5.8 مليون شخص، وهو رقم يشمل اللبنانيين وسائر المقيمين من الجنسيّتين السوريّة والفلسطينيّة والعمّال الأجانب.

هجرة اللبنانيين: 235.57 ألف شخص

على مستوى حملة الجنسيّة اللبنانيّة، سجّلت المعابر الحدوديّة مغادرة 2.54 مليون لبناني، بين 23 أيلول 2024 و28 تشرين الثاني الماضي، في مقابل وصول 2.77 مليون لبناني خلال الفترة نفسها. وهذا ما يعني أنّ نحو 235.57 ألف لبناني غادروا البلاد باتجاه واحد، ولم يعودوا حتّى بعد نهاية الحرب وإعلان اتفاق وقف إطلاق نار. ومن المفيد التنويه أنّ هذا التطوّر يمثّل نزيف سكّاني بالغ الخطورة، إذ أنّ حركة الهجرة الضخمة هذه جرى تسجيلها خلال فترة قصيرة لا تتجاوز السنة والشهرين. ومن المهم الإشارة إلى أنّ حركة الهجرة، بالنسبة للبنانيين، لم تتراجع مع مرور الوقت، بعد إعلان اتفاق وقف إطلاق النار. فخلال شهر تشرين الثاني الماضي وحده، جرى تسجيل مغادرة 155.7 ألف لبناني، في مقابل وصول 172 ألف لبناني، ما يعني أن 16.36 ألف لبناني غادروا بلادهم خلال شهر واحد فقط. ومن الواضح أنّ استمرار التأزّم على مستوى الوضع الأمني، واحتمالات تجدّد الحرب، ما زالا يساهمان بالإبقاء على وتيرة الهجرة إلى الخارج.

عودة اللاجئين السويين: 663.24 ألف شخص

وفق الأرقام نفسها، غادر لبنان خلال تلك الفترة ما يقترب من 2.38 مليون شخص من حملة الجنسيّة السوريّة، في مقابل وصول 2.38 مليون شخص. وبذلك، يتّضح أنّ ما يقارب الـ 663.24 ألف سوري غادروا لبنان باتجاه واحد، بين 23 أيلول 2024 و28 تشرين الثاني الماضي.

ومن المعلوم أن مغادرة اللاجئين السوريين للأراضي اللبنانيّة جرت على مرحلتين: الأولى، خلال الحرب الإسرائيليّة الموسّعة على لبنان، وهو ما وضع حركة المغادرة في إطار التهجير الذي تسبّبت به الحرب. مع الإشارة إلى أنّ جزء كبير من المغادرين، وخصوصًا من العاملين في القطاع الزراعي في الجنوب، لم يجدوا مصلحة اقتصاديّة في العودة إلى لبنان حتّى بعد انتهاء الحرب. أمّا المرحلة الثانية، فكانت بعد سقوط نظام الأسد، وهو ما فتح باب عودة السوريين الذين تواجدوا في لبنان لأسباب أمنيّة مرتبطة بالنظام السابق.

وتمامًا كحال اللبنانيين، استمرّت وتيرة مغادرة السوريين حتّى هذه اللحظة. فخلال شهر تشرين الثاني، غادر لبنان نحو 164.92 ألف سوري، في مقابل وصول 124.74 ألف شخص، ما يعني أنّ قرابة الـ 40.18 ألف سوري غادروا لبنان باتجاه واحد خلال ذلك الشهر. وتجدر الإشارة إلى أنّ حركة العبور سجّلت كذلك وصول 1.68 مليون شخص من حملة الجنسيّات الأخرى، في مقابل مغادرة 1.66 مليون شخص، ما يعني أنّ البلاد استقبلت 20.75 ألف شخص من سائر الجنسيّات خلال تلك الفترة. غير أنّ حجم الحركة الكبير بالاجمال، في مقابل محدوديّة الفارق بين الواصلين والمغادرين، يقلّلان من شأن مدلولات هذا الرقم.

نزيف ديموغرافي خطير

من البديهي القول إنّ العودة الطوعيّة للنازحين السوريين، وبهذه الأرقام الكبيرة، تشكّل حلحلة تلقائيّة، لملفٍ لطالما مثّل مسألة سجاليّة في الداخل اللبناني. غير أنّ الخطير في هذه الأرقام، يتمثّل في حجم النزيف الديموغرافي الضخم، لجهة أعداد المغادرين باتجاه واحد من اللبنانيين.  مع الإشارة إلى أنّ "المدن" قدرت سابقاً أعداد المهاجرين من لبنان، بين 2012 و2024، بنحو 898 ألف شخص، بالاعتماد على أرقام عدد من الدراسات وحركة الوصول والمغادرة عبر المنافذ الحدوديّة. وبهذا الشكل، يتّضح أنّ أعداد المهاجرين من لبنان، منذ العام 2012 وحتّى هذه السنة، قد قارب حدود الـ 1.15 مليون لبناني، ما يؤشّر إلى تداعيات مجموعة العوامل التي تجمع بين التأزّم الاقتصادي والحرب الأخيرة. هذا النزيف الديموغرافي، كان أحد الأثمان التي دفعها لبنان جرّاء العقد الضائع، الذي حذّر منه كثيرون.

 

من يعترض خطاب التضاد اللبناني؟

أحمد جابر/المدن/13 كانون الأول/2025

الخطاب في الجملة العربية ذو معانٍ عديدة. فهو في سياق عام، الكلام الموجه إلى الغير، وهو أسلوب مخاطبة، وهو بريد مكتوب فيه ما فيه من جميل القول، أو من قبيح الكلام، وهو النصّ ذو السياق المحدّد، والبنية المترابطة التي تقود الذهن السامع إلى المقصود والمراد. خطاب التضاد اللبناني الذي يغطي مساحاتٍ شاسعة في الأثير، يحمل كل ما ينسب إلى "الكلمة" من مدلولات، لكنه، ولسبب من تعدّد حمولته، يصير بلا "معنى" أي بلا قصد واضح لا يشوبه اختلاط التفسير، ولا يعيق فهمه إضمار القصد والتبرير. موضوع التخاطب السياسي اللبناني صار حمّال تضادٍّ بيِّن. وعلى ضفافه وليس فقط ضفتيه، يتوزّع الخطباء بأصواتهم ذات النبرات المتعددة. لكن الملاحظ أن لا نبرة تعلو رفيقاتها، بل الكل في الضجيج سواسية، والكل في الوقوف الصلد عند صخرة الجملة، يرشق حجارة الحوار، ويرصف الطريق الواصل بين الصوت والصوت، بما تيسّر من "بلاغة" الابتسار. لا جملة مكتملة في الخطاب الضدي، لأن المرغوب ممتنع، ولأن قهر المتمنع في امتناعه ممنوع، ولأن الممتنع والممنوع، لا سبيل يقودهما إلى استراحة بعيدة نسبياً، عن مقاعد منوّعات الممنوعات.

ولنستمع:

ماذا يعني خطاب حزب القوات اللبنانية، الذي جاء على لسان رئيس الحزب؟ هل يمكن تفسيره بعيداً من معنى نزول حزب الله على معطيات رغبة القوات، التي ما زالت سيادية على طريقتها، ووطنية حسب تعريفها، ولبنانية على مقاس ومقاييس خاصة بها؟ ونتابع: ماذا يعني خطاب حزب الله، الذي أورده أمينه العام؟ وهل يمكن شرحه على غير دعوة اللبنانيين جميعاً إلى النزول على معطيات رغبة حزب الله، التي ما زالت قتالية وجهادية ووطنية وسيادية حسب تعريف "الحزب" الخاص، وحسب رؤيته لما يمكن أن تظلّ عليه الحالة اللبنانية، في ثباتها وفي سباتها؟! ولنلاحظ: ماذا يعني افتراق اللبنانيين، بينيّاً، بين الدعوتين؟ وماذا يعني التشكل العصبوي حول نواة فهم كل من الضدين؟ وماذا يعني غياب الوعي المضاد لكلا الطرحين المتضادّين، في أصل المعنى، وفي سياق المبنى وفي مصادر الكلمات؟ لقد ضاق مجال الخيال بالقول الضدّي، فصار تكراراً فرديّاً يلامس المناجاة، وقد ضاقت "الصدور" بالخطاب الضدي الذي قارب الأوهام؟ وقد اشتدّت الحاجة إلى قولٍ يقول للضدين أن ما لدى كل منكما لا يعدو كونه ستراً للعجز السياسي، وقناعاً للفقر الوطني، ولبوساً مهترئاً لا يدفئ يومياتكم الباردة.  وعليه، وليس طبيعياً، بل هو مخالف للطبيعة، أن يأتي الردّ على سياسات التكرار التخيليّة، من أفراد منعزلين بين ذواتهم وذواتهم، ومن هيئات وجمعيات تتخذ صفة "المدنية"، لكنها لا تنجو لدى مباشرة نطقها، من لوثة التخبط التي تلملم خطابها من كلمات الخطابين الضدين، لدى مباشرة صياغة أهدافها، من استعارات فقيرة، من هذا الخطاب ومن ذاك الخطاب. وعليه: يقتضي الخروج على الخطابين الضدين، من خلال شرح كل منهما على حقيقته السياسية، وعلى خلفياته الحزبية، مثلما يقتضي الأمر الانصراف إلى شرح ما هو ممكن منهما وما هو صعب الإمكان، وشرح ما هو قابل للنقاش، وما هو خارج كل نقاش في الظروف اللبنانية المعلومة. تمهيد المطلوب: يلتقي الخطابان الضدّان عند نقطة الحدّ الأقصى سياسيّاً. هذه "القصووية" مفيدة لأهل كل خطاب، لأنها تساهم في تمكين معطى العصبوية لدى كل منهما، ولأنها ترفع منسوب التعصب لدى الجمهور المقصود برفع الخطاب إلى ذروة تشدّده. على معنى واسع: الضدان حليفان موضوعيّاً، وأحدهما يبرّر الآخر، ويشدُّ أزر تعنّته، ويعلي من شأن وسائله، ويعزّز استخدام أسلحتها الكلامية وغير الكلامية.

الحلف الموضوعي، بين اللذين يعلنان الخصومة، ولا نقول العداء، يفسح المجال أمام برنامجين "موضوعيين"، لكل من الطرفين، والموضوعية هنا نسبية واستنسابية، لكنها واقعية مخفية، أي غير معلنة، جوهرها سؤال المصالح الفئوية، التي ترادف في مجال معاينتنا، الطائفية والمذهبية.

يحق لنا والأمر ما هو عليه، أن نحيل الضدّية إلى سؤال: ماذا يريد أولئك المختصمون علناً، المتصالحون سرّاً، الباحثون عن مقعد إضافي في التشكيلة، والساعون إلى الفوز بما تيسَّر من "خزائن" مغانمها؟ يكثر الحديث عن خطاب ثالث، يكون بمثابة ضدٍّ للضدين، لكن الخطاب المأمول ما زال قيد الغياب. لا يغيب عن الذهن أن الكلمات التي لا تسندها "كتلة" اجتماعية تذهب هباءً، ولا يغيب عن "المعقولية" الانتباه إلى أن الضدين يستفيدان من معادلة مزدوجة، طرفها الأول، ملاءمة انفراط عقد المتضررين على أفراد ذوي "خبط عشواء" فردي، وطرفها الثاني، غياب نواةٍ تأسيسية ثالثة، تدلي بخطابها الطالع من "تربتها" هي ليحل محل الخطاب المستعار من أدبيات التراشق الضدِّية. ومع ضيق ذات اليد الانتظامية، نلفت المتابع إلى عدم الانشغال كثيراً بما كان يساراً لبنانيّاً، فهذا بات حضوراً بيولوجيّاً، إن "لم ينطق عن الهوى" فلأنه صار بلا هوى، كذلك ندعو المتابع إلى عدم الاستغراق في تعداد الجمعيات، ولا الانشغال بجمع جَمْعِها، لأن هذا الأخير قد أثبتت التجربة فشله في صياغة جمع سياسي ذي برنامج مغاير لما هو سائد من برامج استقطابية. وعلى الرغم من كل ذلك، تلحُّ الضرورة على تعيين نقاط ينبغي العمل عليها، شرحاً وتعليلاً وسجالاً، فمن نقطة التعيين تنطلق ورشة التمهيد فالسعي فالتمكين، والنجاح في البدء هو نصف الطريق إلى صحة اختيار المسار. عنوان القول، ومبتدأ النقاط السجالية، أن لبنان الحالي ينوء بالخصوم – الحلفاء، لذلك، فإن ما يصدر عنهم من خطاب أقصى مرفوض، ولن يجد طريقة إلى صياغة وطنية لبنانية جديدة.

ومن الجدّي والمهم القول: إن لبنان هو لبنان من دون صفات، وفي الشرح لبنان وطن معلّق، لكنه ليس لبنان المقاوم، ولا لبنان السيادي، ولا لبنان العائلات الروحية، ولا لبنان الأصيل ولبنان الدخيل...

نفي الصفات الحزبية والطائفية والمذهبية والأحفورية... عن لبنان، يعيده إلى وضع الكيان الملموس الذي يجب أن يكون له نقطة ارتكاز ضمن محيطه العربي، وأن يكون له نقطة اعتلام على الخريطة الدولية، وأن يكون له "عقلٌ" مرشد، يفهم معنى اللحظة العامة، محلياً وعالمياً، كي ينصرف إلى تلمس مواطن سيرورة وجوده وسط العاصفة العالمية التي تتنقل في أرجاء المعمورة.

ماذا يعني كل ذلك؟ لن تكون وطنية لبنانية جامعة، في ظلّ السياسات الداخلية الحالية التي حفرت عميقاً بين اللبنانيين. ولن يكون للبنانيين سلام مع الخارج، إن هم تمادوا في الإطاحة بسلامهم الداخلي. ولن تقوم للبلد قائمة، إذا لم يتقن أهله إدارة الخسارة، وسيكون الخطب أعظم، إن ثابر الأهل على إنكار الخسارة، وعلى ادعاء الانتصار في كل مضمار. وكما لا يذهب الظنّ في اتجاه أحادي، الخسارة عامّة اليوم، نجدها في مواجهة العدو على الحدود، ونجدها في مواجهات الأهل داخل الحدود. بكلمات: المواجهة شاملة، وعناصر الخسارة كثيرة، والممكنات التعويضية موجودة، لكن الغائب الأكبر، هو إدراك ضرورة التسوية، لدى المتضادين، وإدراك "أهل الصبي"، المسؤولية الجسيمة التي تنتظرهم، قبل أن تقتل الضدّية كل الأبناء.

 

"القوات" والرئاسة: تقاطع في المبدأ… افتراق في الطريق

إبراهيم الرز/المدن/14 كانون الأول/2025

تعيش العلاقة بين رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ورئيس الجمهورية جوزاف عون حالة من التباين السياسي، خصوصًا حول الملفات السيادية الحساسة وعلى رأسها مسألة سلاح حزب الله. هذا التباين لا يقوم على اختلاف في المبادئ، فكلا الطرفين يؤكدان احتكار الدولة للسلاح، بل يكمن في مقاربة كل منهما لكيفية الوصول إلى هذا الهدف. في خلفية هذا المشهد، تتحرك طروحات جعجع وطموحاته التي باتت حاضرة أكثر في أدائه السياسي، بينما يحاول الرئيس عون إدارة الدولة من موقع الحَكَم، متفاديًا الانزلاق في مواجهة قد تهدد السلم الأهلي. وتنعكس هذه التباينات في سلوك القوات داخل الحكومة وفي مواقفها من العهد، والتي تبدو أحيانًا أقرب إلى اعتراض منظم منها إلى معارضة داخل المؤسسات.

 السلاح بين المبدأ... والوسيلة

من حيث المبدأ، لا خلاف بين جعجع والرئيس عون على أن الدولة يجب أن تكون الجهة الوحيدة التي تحتكر السلاح والقرار الأمني والعسكري. لكن ما يفرّق بين الرجلين هو الطريقة والزمن. فجعجع يرى أن نزع سلاح حزب الله يجب أن يتم فورًا، حتى ولو بالقوة إذا تطلب الأمر، لأن استمرار وجوده يُقوّض سيادة الدولة ويمنع قيام مؤسسات فعالة. وقد صرّح أكثر من مرة أن "أي نقاش حول بناء دولة لا معنى له طالما هناك سلاح غير شرعي موازٍ للجيش". هذه النظرة الصدامية تُترجم في خطابه السياسي على أنها "معركة وجود"، أكثر منها قضية خلافية عادية. وفي هذا السياق، يقول النائب عن تكتل الجمهورية القوية غسان حاصباني لـِ "المدن" إن خطاب جعجع الأخير لم يتطرق إلى نزع سلاح حزب الله بالقوة بل ركّز على نقطة أساسية أن الجيش بحاجة إلى موقف سياسي حاسم. الجيش ينفّذ قرار السلطة السياسية، ولا يمكن ترك العبء عليه وحده في ظل مواقف حزب الله التي تتحدى قرار الدولة. لذلك يجب على رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة أن تقدم موقفًا واضحًا غير قابل للتأويل." يضيف حاصباني أن "المشكلة ليست بالمبدأ، بل بالتطبيق. فخطة الجيش التي نوقشت في مجلس الوزراء نصّت على حصر السلاح جنوب الليطاني في المرحلة الأولى، ثم الانتقال لاحقًا إلى مرحلة تمتد شمالًا لتشمل كل لبنان، لكن ما يظهر في النقاش العام يخلق ضبابية، من فكرة احتواء السلاح بدل احتكاره، إلى قول حزب الله إنه لن يسلّم السلاح، بينما لا يصدر عن الحكومة ما ينفي أو يوضح أو يؤكّد هذا الكلام، ما قد يُفهم دوليًا على أنه قبول ضمني بالأمر الواقع خصوصا أن المجتمع الدولي يسمع سردية إسرائيلية عن السلاح، وسردية من حزب الله، ولا يسمع سردية لبنانية واحدة وواضحة".". في المقابل، يتبنّى الرئيس جوزاف عون موقفًا أكثر تحفّظًا وحذرًا. فهو لا يقل تمسكًا بمبدأ حصر السلاح بالدولة، لكنه يرى أن طرح نزعه بالقوة قد يهدد السلم الأهلي، ويدفع البلاد إلى مواجهات أهلية مدمّرة. لذا، يعتمد عون سياسة "الاحتواء الهادئ" عبر دعم الجيش ورفع جهوزيته، بالتوازي مع تحييد البلاد عن التوترات الإقليمية، تمهيدًا للوصول إلى بيئة داخلية ودولية تسمح بإتمام هذه الخطوة دون تكلفة كبيرة. هذا الفارق في المقاربة يجعل العلاقة بين الجانبين مشوبة بالحذر، خصوصاً أن كل طرف يرى أن الآخر يُقصّر في حماية الدولة من زاويته الخاصة.

جعجع: من هندسة الاستحقاقات إلى الطموح الشخصي

في السنوات الماضية، كان لسمير جعجع حضور مؤثر في مسار الاستحقاقات الرئاسية، إذ يعتبر نفسه عرّاب الرؤساء بسبب قدرته على التأثير في تسمية المرشحين ودفع التحالفات باتجاهات معيّنة، مثل ما حدث عند انتخاب ميشال عون. لكن بعيداً عن هذه الاستراتيجية، لجعجع طموح رئاسي، وهو من كان مرشحاً بعد الانتخابات النيابية الأخيرة. في هذا السياق، يتعمّد توجيه انتقادات مباشرة للرؤساء المتعاقبين، بمن فيهم الرئيس جوزاف عون، معتبرًا أنهم يحتاجون إلى جرأة أكبر لمواجهة ملفات بحجم سلاح حزب الله أو الفساد المؤسسي. ويرى مراقبون أن هذا السلوك؛ أي دعم الرئاسة في البداية ثم الانتقال إلى نقدها، ليس عشوائيًا، بل هو جزء من بناء سردية سياسية تقدم جعجع كخيار مختلف وجاهز للقيادة، مدعومًا بأكبر كتلة نيابية مسيحية ، وخطاب واضح المعالم داخليًا وخارجيًا.

وزراء القوات: التباين والمواقف الثابتة

من داخل الحكومة، يبرز وزراء حزب القوات ككتلة منظمة تحفظ لنفسها هامشًا من الاستقلالية عن سياق التوافق الحكومي. تسريبات من جلسات مجلس الوزراء كشفت أكثر من مرة أن وزراء القوات يسجلون تحفظات على قرارات محورية، لا سيما تلك المرتبطة بالأمن والسيادة والحوكمة.

ولا يمر أسبوع دون أن تُنقل مواقف متمايزة لهم، سواء عبر الإعلام أو في محاضر الجلسات، ما يعطي انطباعًا بأنهم لا يسهلون عمل العهد، بل يراقبونه من موقع نقدي. من وجهة نظر القوات، هذا الموقف ليس تعطيلًا بل محاولة لتصويب الأداء التنفيذي نحو المسار السيادي والمؤسساتي. أما من وجهة نظر العهد وبعض الشركاء في الحكومة، فالأمر يبدو أشبه بـ"معارضة داخلية" تُثقل العمل الحكومي وتمنع اتخاذ القرارات بسلاسة. في هذا الإطار يقول النائب السابق الدكتور فارس سعيد لـ"المدن" انطباعي أن الموضوع ليس منافسة سياسية بين رئاسة الجمهورية وموقع مسيحي مهم كموقع القوات اللبنانية، بل أعتبر ان ليس من مصلحة أحد من الأطراف إضعاف الدولة اللبنانية إلا حزب الله، ومن هنا التباين في المقاربات حول آلية بسط سلطة الدولة سيادتها على كل الأراضي اللبنانية، وأعتقد أن على رئيس الجمهورية الاستفادة من هذه التباينات لتعزيز مفاوضاته مع حزب الله". في هذا الإطار يقول حاصباني: "إن القوات اللبنانية، تدعم السلطة التنفيذية ورئيس الجمهورية في الخط الذي اختاراه، أي خطاب القسم والبيان الوزاري، لكنها تطرح ملاحظات على وتيرة العمل ودرجة الوضوح، لأن هذه المرحلة تتطلب خطوات أسرع ومواقف أوضح، احترامًا لما تم الالتزام به، وهذا، برأيي، ليس خلافًا سياسيًا، بل نقاشاً داخل المؤسسات لضمان الوصول إلى النتيجة المرجوّة، طالما أن الاستراتيجية العامة لم تتغيّر".

استقبال البابا وتصريحات بين السطور

ظهر التوتر السياسي بين الطرفين أيضًا في محطات رمزية حساسة. عند زيارة البابا إلى لبنان، لم توجَّه دعوة إلى سمير جعجع لحضور مراسم الاستقبال في قصر بعبدا، ما أثار استغراب "القوات"، خصوصًا أن الحدث يحمل طابعًا مسيحيًا جامعًا. وقد بررت الرئاسة غياب الدعوة بالقول إن جعجع لا يحمل صفة رسمية، وإن البروتوكول اقتصر على النواب والوزراء الحاليين. لكن في الأوساط القواتية، اعتُبرت الخطوة "دعسة ناقصة" تعكس طبيعة العلاقة مع الرئاسة. كما أثار تصريح للرئيس جوزاف عون قال فيه إن "بعض اللبنانيين في الولايات المتحدة يبخّون السمّ على بعضهم البعض"، موجة من التأويلات، حيث فُسّر في الإعلام السياسي اللبناني على أنه غمز من قناة القوات اللبنانية والمغتربين المؤيدين لها، الذين ينشطون في نقل رسائل سياسية إلى دوائر القرار الأميركية.

 إلى أين تتجه القوات؟

أداء "القوات اللبنانية" تحت قيادة جعجع يوحي بأنها اختارت موقعًا واضحًا: المعارضة السيادية من داخل المؤسسات. هذا التموضع يرضي قاعدتها المسيحية الأساسية، لكنه يثير تحديات سياسية على مستوى التحالفات، خصوصاً في ظل نظام يحتاج إلى تسويات مستمرة. قد ينجح جعجع في ترسيخ صورته كزعيم صلب في زمن الميوعة السياسية، وقد يحصد دعمًا شعبيًا من فئات تشعر أن الرئاسة الحالية لا تمثّل تطلعاتها. لكن بالمقابل، فإن استمرار نهج الاعتراض الدائم على السلطة، خصوصًا في لحظات وطنية مفصلية، قد يُفسر على أنه انغلاق سياسي يعزل الحزب عن شراكات أوسع. العلاقة بين سمير جعجع والرئيس جوزاف عون ليست علاقة خصومة، لكنها أيضًا بعيدة عن التنسيق الطبيعي بين طرفين يشتركان في العنوان السيادي ذاته. الاختلاف في المقاربات، وطموح جعجع الرئاسي، والمواقف الحكومية المتباينة، تجعلنا امام مشهد مركب يجمع بين التكتيكات والإستراتيجيات، بالإضافة إلى المنطق الانتخابي.

مع اقتراب المواعيد الانتخابية، تظل العلاقة بين الطرفين أسيرة التناقض، فهي ليست قطيعة مفتوحة ولا تحالفاً محتملاً. هذا الوضع يمثل توازناً بين خلافاتهما السياسية والإطار الدستوري الملزم.

 

عشرون سنة على اتصال جبران تويني الأخير

إيلي الحاج/المدن/13 كانون الأول/2025

حزن بحجم الفضاء على جبران. لا أزال أذكر تمامًا صوته عندما اتصل بي مساء ذلك الأحد. نقزتُ لسماعه على هاتفي المكتبي العادي. سألني كعادته عندما يُحادثني من باريس: "كيفك مُسيو حاج، كيف العَيلة؟ شو في أخبار؟".

ولم أتمالك نفسي، قلت: "أنت هَون؟". سؤال بلا معنى. طبعًا هو في بيت مري، ما دام يُحادثني ليلاً على هاتف مكتبي، فهو يريد أن يُخبِرني أنه عاد، وأن يعلم مَن لم يعلم بأنه في البلد . فلطالما كانت سنترال "النهار" وخطوط هواتفها مُراقبة من أجهزة متعددة.

قبل يومين، باح لي مرافقه أندريه مراد في كافيتيريا الجريدة أنهم سيقتلونه إذا عاد، وسوف يعود، وكان متأكدًا وفي غاية التأثر كمن يرى الموت أمام عينيه وهو يردّد: "رح نروح مية شقفة يا أستاذ". ورفيقه إيلي الفلوطي يحاول أن يهدّئ باله ويدعوه للتماسك.

وها هو جبران قد عاد ويسألني عني وعن عائلتي والأخبار. فبماذا أجيبه؟ "الحمد لله، مناح". وعرضتُ له ملخصًا للوضع في البلد. صباح اليوم التالي، استيقظتُ على دويّ الانفجار في المكلس. لم يساورني شك: قتلوه، خلص.

كما في "قصة موت مُعلَن" لماركيز. دقيقةً كانت معلومات الذين أخبروا أندريه مراد بما سيحدث. ما حدث فعلًا.

يا حرام يا جبران! يا أندريه! يا إيلي!

والزمن حصان جامح. ولم أشفَ بعد من جرح جبران، الشاب الطيب الذي لا مثيل له. ولن أنسى أننا سهرنا ذلك اليوم، أنسي الحاج وأنا، في مقهى على حافة ساحة المدينة حتى الفجر، نبكي ونحاول أن نضحك لنطرد حزننا الشديد.

حبيب القلب جبران. عشرون سنة. حقًا؟ لو تعلم أنني حتى الآن لم أستعد توازني بعد من هول الانفجار الذي اعترض طريق حياتك. طريق "النهار". وحُلمنا بلبنان الذي أحببتَ حتى الموت.

 

«إيزي» عم توم

سمير عطا الله /الشرق الأوسط/13 كانون الأول/2025

قال وليد بك جنبلاط إن كثرة الناطقين باسم الولايات المتحدة في الأزمة اللبنانية محيّرة ومشوشة، ولم يُضف أنها مسيئة أحياناً للوساطة، كما يحدث عندما يتكلّم السيد برّاك، المتعدد الحقائب والرغائب والمهمات والتوبيخات. ومنذ اللحظة الأولى لمهمته وهو يُهدد لبنان بإعادته إلى «بلاد الشام»، كونه جزءاً من سوريا الكبرى. وقبل يومين تغيّر الأمر إلى المطالبة مباشرة بالدعوة لضمه إلى سوريا الحالية، التي لم تكمل لملمة أجزائها الحيوية بعد، ولم تبعد إسرائيل عن ضواحي دمشق. أثار تصريح الأخ برّاك حفيظة كثيرين، في طليعتهم الرئيس نبيه بري، الذي ينتهي إلى مكتبه الوسطاء والوساطات وآمال اللحظات الأخيرة.

لا شك في أن أميركا تلعب دوراً أولياً في موضوع لبنان بوصفه جزءاً من حملتها الكبرى في المنطقة. لكن حقّاً مَن يُمثل موقفها الرسمي: هل هو السفير الأميركي الجديد؟ هل هي مورغان أورتاغوس؟ لماذا لا نسمع كلمة واحدة من وزير الخارجية عن لبنان وسط هذه الغابة من التصريحات؟ لمَن يجب أن يصغي اللبنانيون؟ لتحذيرات مجلس الشيوخ أم لتهديدات النواب؟ يفهم المرء أن يكون لبنان مرتبكاً ومتعدد الأصوات، لكن التصريحات الأميركية أصبحت شيئاً من بابل الشرق الأوسط. وعندما يغيب المستر برّاك تهدأ المسائل قليلاً، لكن لا يلبث أن يطل من جديد ومعه عود ثقاب ملتهب، فهو إما يصف اللبنانيين بالسلوك الحيواني في القصر الجمهوري، وإما «يلحق الدنيا ببستان هشام»، كما في قصيدة سعيد عقل، «سائليني يا شام». انت الولايات المتحدة ترسل إلى المنطقة موفداً واحداً، هو الوسيط المفوض و«المكوك» المتنقل. يزور العواصم، ويفاوض المسؤولين، ويبلغ العالم بنتائج المراحل: هنري كيسنجر، وليام روجرز، جيمس بيكر، كوندوليزا رايس... إلخ. هذه المرة أرسل الرئيس ترمب دفعة من رفاق الغولف. ولا شك في أنه أراد أن يطمئن اللبنانيين عندما عيّن اثنين من جذور لبنانية، هما برّاك، والسفير الجديد في بيروت ميشال عيسى. مسكين لبنان. إنه منكوب بأبنائه كما كان يقول حكيم اليمن أحمد محمد النعمان، وأكثر ما يشقهم ويفرّق بينهم ليس تصريحات السيدة أورتاغوس، بل العلاقة مع سوريا التي تدخل الآن مرحلة أخرى من مراحل الاختبار، ولكن بنوايا حسنة طبيعية عملية من الفريقين. والأهم مستوى اللهجة التي تسود هذه العلاقة والحرص على دماثتها. وفي صالح السيد برّاك أن يهدأ قليلاً، ويتعلمها هو أيضاً. حتى الشعوب المغلوبة على أمرها لا تطيق العنجهيات. وليسأل أجداده في زحلة، التي أشهرها شوقي أمير الشعراء في تحفته «جارة الوادي». مهلاً مستر توم. «إيزي».

 

حزب الله التقى أمنيين أتراكاً في أنقرة: جهود للطمأنة مع دمشق

لارا الهاشم/المدن/13 كانون الأول/2025

منذ سقوط نظام الأسد، الحليف الأساسي لحزب والله والذراع الرئيسي لإيران في المنطقة، حاول حزب الله النأي بنفسه رسمياً عن التحوّل السياسي الذي حصل في سوريا. فالحزب وغداة سقوط النظام وسيطرة ما كان يعرف يومها بـ"هيئة تحرير الشام" أعلن وقوفه إلى جانب سوريا وشعبها مشدداً على ضرورة الحفاظ على وحدة سوريا أرضاً وشعباً. وأضاف بيان الحزب في حينه "نحن نأمل أن تستقر سوريا على خيارات أبنائها، وتحقق نهضتها، وأن تكون في موقع الرافض للاحتلال الاسرائيلي، مانعة التدخلات الخارجية في شؤونها. سنبقى سنداً لسوريا وشعبها في حقه بصنع مستقبله ومواجهة عدوه الكيان الاسرائيلي الغاصب".

لكن هذا الإعلان لم يكن كافياً لطي صفة الماضي بين حزب الله من جهة والقوات السورية الجديدة من جهة أخرى. فبين الجانبين تاريخ أسود ناتج عن مساندة حزب الله لنظام الاسد والانخراط في الحرب السورية والاشتباكات على الحدود بين عناصر حزب الله وجزء ممن انخرطوا في القوات السورية الحالية إضافة إلى الأحداث الدموية في عمق لبنان التي شاركت فيها بعض الفصائل باسم "الثورة السورية". كلّ تلك الأحداث سطّرت ماضياً ثقيلاً لن يكون من السهل تخطّيه وقد تجلّى في موجة نزوح واسعة للعلويين والشيعة إبان سقوط الأسد واشتباكات على الحدود بين عشائر بقاعية وما كان يعرف في حينه بـ "هيئة تحرير الشام"، وهو ما استدعى حراكاً سياسياً برعاية تركية لخلق جو من الإطمئنان بين الجانبين.

حزب الله في تركيا

لم يمر خبر زيارة مسؤول العلاقات الخارجية في حزب الله عمار الموسوي لتركيا، مرور الكرام، إذ تُعتبر أنقرة الراعية الأساسية للحكم الجديد في سوريا. في الشكل، هدفت الزيارة إلى المشاركة في مؤتمر القدس، لكن الأهم هو ما كان يحاك خلف هذه المشاركة. وفي معلومات "المدن" أن مسؤولين من حزب الله التقوا قبل ثلاثة أسابيع بشخصيات أمنية وسياسية تركية في أنقرة حيث كان العنوان العريض للمباحثات "خلق جو من الطمأنينة المتبادلَة بين القيادة السورية الجديدة المتمثلة بالرئيس أحمد الشرع من جهة وحزب الله من جهة أخرى". تقول مصادر لبنانية مطلعة على أجواء اللقاءات أن التواصل بين حزب الله والجانب التركي لطالما كان قائماً لكنه مر بمرحلة فتور في فترة الأحداث السورية. أما اليوم فتحاول تركيا بصفتها الراعية الأساسية للحكم في سوريا، الذي لم يتوصل بعد إلى إرساء نوع من الاستقرار الداخلي، أن تذلّل كل العقبات والعراقيل التي قد تشكل تهديداً له. ومن هنا كان لا بد لأنقرة من الدخول على خط الوساطة بين الجانب السوري وحزب الله، للعب دور تطميني وتذليل الهواجس المشتركة على الحدود. في اللقاءات أكد الجانب التركي أن الرئيس الشرع تجاوز كل ما سبق لكنه يريد الحصول على ضمانات بعدم تدخل حزب الله بالشأن السوري وبتهدئة نقاط التماس بين لبنان وسوريا والمقصود فيها ضبط الحدود الشرقية الشمالية. المسعى الأساسي هو تخفيض التوتر بين الجانبين والعمل على فصل الحوادث التي قد تحصل على الحدود بين المهربين عن أي تهديد سياسي وعسكري في الاتجاهين، وذلك نظراً لطبيعة الحدود المتداخلة ونشاط التهريب المستمر بمعزل عن أي غطاء سياسي أو طائفي كما تقول المصادر. ردُّ حزب الله على هذه الهواجس فكان إعادة التأكيد من أنقرة على موقفه السابق الذي صدر بعيد سقوط نظام الأسد وهو أنه لا يتدخل بالشأن السوري الداخلي طالما أنه خارج الحدود اللبنانية.

 شرعية الحكم الجديد في سوريا من البوابة التركية

تعلم أنقرة أن أي نظام عربي لا يمكنه أن يصمد من دون شرعية عربية أولاً ودولية ثانياً. من هنا تحاول تأمين هذه الحاضنة للحكم في سوريا لضمان استمراره وسط متغيرات المنطقة وتبدّل موازين القوى. باكورة هذه المساعي كانت ترتيب علاقة الدولة السورية بالمملكة العربية السعودية التي تؤمن شرعية سنية وعربية في آن معاً وقد ترجم ذلك من خلال إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن نية رفع العقوبات عن سوريا خلال أول زيارة له للمملكة بعد انتخابه. إذاً مع قيام الحكم الجديد في سوريا التقت المصالح التركية والسعودية بحيث تعلم تركيا أن أي شرعية عربية تمرّ حكماً بالمملكة. أما السعودية فحريصة على عدم انتقال الدولة السورية من الحضن الإيراني إلى الحضن التركي. شرعية إذا ما تأمّنت فستكون الضامنة لاستقرار النظام هناك بعد تراجع نفوذ حزب الله ومن خلفه إيران. اما الشرعية الثانية على المستوى الدولي فجهدت تركيا لتأمينها من خلال معيارين، أولها الدفع باتجاه انفتاح سوريا على فكرة التفاوض مع اسرائيل والتي أعلن عنها الشرع منذ توليه الرئاسة، أما المعيار الثاني فهو رفض التمدّد الإيراني وعودته إلى سوريا وهو ما تجلّى في الضغط الدولي لحصر سلاح حزب الله، والذي تسهم سوريا الجديدة في تنفيذه من خلال إجراءاتها على حدودٍ كانت تشكل إحدى الممرات الرئيسية لسلاح حزب الله.

نفوذ حزب الله يقلق سوريا

على الرغم من تأكيد حزب الله عدم تدخله بالشأن السوري ونفض يديه مما تعلن عنه الدولة السورية من مضبوطات ذخائر وأسلحة، تعتبر سوريا أن حزب الله لا يزال ينتهك سيادة أراضيها مستخدماً إياها كممر. وتتحدث مصادر مطلعة على الشأن السوري عن غرفة عمليات مشتركة بين بقايا ضباط نظام الأسد وعناصر من حزب الله تحاول استنهاض قدرات الحلف. وهذه المعلومة، بحسب المصدر، مستقاة من شخصية أمنية بارزة في الداخل السوري. وعليه تم تعيين شخصية عسكرية وسياسية بارزة على رأس قيادة الأمن في ريف دمشق، هي أحمد الدلاتي، لوجود معطيات لدى الجانب السوري بأن حزب الله لا يزال يستخدم الأراضي السورية لتهريب الأسلحة والمخدرات. ومن يعرف الدلاتي يدرك دوره البارز في عملية "ردع العدوان" والمهام الحساسة التي أوكلت اليه من ضبط الاتصال مع اسرائيل إلى ملفات السويداء وريف دمشق. الجانب السوري، وبحسب المصادر عينها، يعتبر أن نفوذ حزب الله لا يزال قائماً، وأن الدولة اللبنانية لم تخرج من تحت عباءة الحزب الذي لا يزال مسيطراً على مفاصلها. وهذه الهواجس شكلت جزءاً من السلبية التي شابت المفاوضات اللبنانية-السورية حول ملف الموقوفين السوريين في السجون اللبنانية.  هواجس تنشط الدبلوماسية الغربية والعربية على تذليلها، وهو ما تبيّن من خلال سؤال سفراء مجلس الأمن والموفد الفرنسي جان إيف لودريان للمسؤولين اللبنانيين عن مسار العلاقة بين لبنان وسوريا.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

استجواب غريتشوشكن المُنتظر: لمن حمولة "النيترات"؟

فرح منصور/المدن/13 كانون الأول/2025

في خُطوةٍ تُعد الأهم في مسار تحقيقات انفجار مرفأ بيروت، يستعد المحقق العدلي في القضية طارق البيطار للسفر إلى بلغاريا بهدف استجواب مالك سفينة "روسوس"، إيغور غريتشوشكن. كشفت مصادر قضائيّة لـ"المدن" أن البيطار سيغادر الأراضي اللبنانيّة منتصف الأسبوع المقبل. حيث أن القضاء البلغاري حدّد جلسة استجواب غريتشوشكن في الثامن عشر من كانون الأول الجاري. ليس تفصيلًا استجواب مالك سفينة النيترات، على الرغم من أن شعبة المعلومات سبق وأن حققت معه في قبرص في العام 2021، لكن أهمية هذا الاستجواب تكمن في أنه يأتي بعد مرور خمس سنوات على تحقيقات موسعة شملت استجواب عشرات الأمنيين والسياسيين وموظفي المرفأ.  ووفقًا لمعلومات "المدن" فإن البيطار سيتوجه إلى بلغاريا بمفرده . ليشارك في جلسة استجواب غريتشوشكن في القضاء البلغاري. هذه الخطوة هي الأولى قضائيًا في لبنان، إذ لم يسبق لأي قاضٍ لبنانيّ أن غادر لبنان لاستجواب أي مطلوب خارج الأراضي اللبنانيّة.

وعلى الرغم من أن لبنان تبلّغ رسميًا من القضاء البلغاري رفضه تسليم غريتشوشكن بحجة عدم وجود ضمانات كافية لعدم تنفيذ عقوبة الإعدام بحقه. إلا أن المدعي العام البلغاري أعاد قلب الأوراق، وذلك بعد استئنافه هذا القرار، ما يعني أن الأسبوع المقبل سيبت القضاء البلغاري بالاستئناف، وحينها يكون لبنان أمام احتمالين فقط، إما الموافقة على تسليم غريتشوشكن للبنان، أو إطلاق سراحه بعد استجوابه وترحيله إلى بلده.  في السياق، جهز البيطار كل ما يلزم لهذه الزيارة. وهناك عشرات الأسئلة التي سيطرحها على غريتشوشكن. وأفادت مصادر قضائية لـ"المدن" أن استجواب غريتشوشكن له أهمية كبرى في ملف تحقيقات المرفأ، فهو مالك السفينة التي كانت محملة بنيترات الأمونيوم وأتت من الموزمبيق إلى بيروت، وأفرغت حمولتها داخل المرفأ. وبالتالي، سيعرف البيطار إن كانت هذه الشحنة متجهة إلى جورجيا أو أنها توقفت استثنائيًا في المرفأ بسبب الأعطال التي حلّت على الباخرة. والأهم أن غريتشوشكن يملك معلومات حول أصحاب هذه الشحنة وكل التفاصيل عنها.  إذاً، يسارع القضاء اللبناني إلى إتمام كل الإجراءات اللازمة قبل سفر البيطار، خصوصًا أنها مُهمة قضائيّة أوكلت للبيطار عبر وزير العدل عادل نصار، وهو الذي سيتولى تأمين الحماية الأمنية له، عبر عناصر أمنية سترافقه إلى مطار رفيق الحريري الدوليّ.   

 

الرواية الكاملة لما حصل في يانوح حتى دخول الجيش

خضر حسان/المدن/13 كانون الأول/2025

يواصل الجيش اللبناني، بمواكبة دوريات من اليونيفل، تفتيش منازل في القرى الجنوبية، يشتبه العدوّ الإسرائيلي باحتوائها على أسلحة لحزب الله، أو أنّها جزء من البنية التحتية للحزب، وذلك تطبيقاً لاتفاق وقف إطلاق النار. وعادة ما يتخلّل هذه العملية إشكالات بين أهالي تلك القرى والجيش، وهو ما حصل في بلدة يانوح في قضاء صور. في التفاصيل، فإنّ دورية من الجيش اللبناني توجّهت إلى أحد المنازل المطلوب تفتيشها في البلدة. ووفق ما قاله صاحب المنزل، حيدر حيدر، فإنّ دورية الجيش "وصلت عند نحو الساعة الثامنة صباحاً، وفتّشت المنزل للمرّة الأولى". التفتيش الأوّل كان هادئاً وبلا إشكالات، على غرار التفتيش الثاني. إذ أوضح حيدر لـ"المدن"، أنّ عناصر من الجيش فتّشوا الطابق الأوّل من المنزل المكوَّن من طبقتين "وبقيت عملية التفتيش نحو ساعة ونصف، ولم يجدوا شيئاً. علماً أنّهم فتّشوا كل الغرف والحمّامات". وأثناء انتظارهم "شربوا الشاي بهدوء". لكن لم تنتهِ المسألة عند هذا الحدّ. فبحسب حيدر "جاء اتصال لأحد ضبّاط الجيش، وطلب بعده تفتيش المنزل المجاور، وحصل ذلك. ثم جاء اتصال آخر طلب بموجبه الضابط تفتيش الطابق الثاني، ووافقنا على ذلك". وأكّد حيدر أنّه خلال هذه الفترة "لم يكن هناك اعتراض من قِبَلنا ولا من قبل أحد من الجيران". مرّت العملية بسلام، حتى تلك اللحظة "وبقي عناصر الجيش بيننا، والاتصالات مستمرة بينهم وبين جهة أخرى. ثمّ جاء الطلب لتفتيش الطبقة الأولى مرّة ثانية، فرفضنا ذلك لأنّنا لن نقبل أن يتلقّى الجيش اتصالات متكرّرة لتفتيش البيت مراراً، خصوصاً أنهم لم يجدوا شيئاً". وتجدر الإشارة إلى أنّه خلال فترة بعد الظهر، نشر المتحدّث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر منصة إكس، إنذاراً لسكّان بلدة يانوح، يطلب فيه الابتعاد عن المنزل المقصود والمحدّد باللون الأحمر، لمسافة لا تقلّ عن 300 متر، تمهيداً لقصفه. معتبراً أنّه "مبنى يستخدمه حزب الله". وعلمت "المدن" أنّ الجيش تبلّغ بالعودة إلى المنزل وتفتيشه مرة جديدة تفادياً لقصفه. خلال عملية التفتيش، حصل إشكال بين الأهالي والجيش، على خلفية "قيام أحد عناصر الجيش بضرب شاب كان قد خسر إحدى عينيه في عملية تفجير أجهزة "البيجر"، إذ أراد الشاب الدخول إلى محيط المنزل، فمنعه عنصر من الجيش وضربه علي عينه الأخرى، فرفض الأهالي ذلك، وحصل الإشكال"، وفق حيدر الذي أكّد أنّه يرفض حصول إشكال مع الجيش، لكن "العنصر كان حاداً في التعامل". ولفت حيدر النظر إلى أنّ "عناصر اليونيفل لم يدخلوا المنزل، بل وقفوا بعيداً منه". رحل عناصر الجيش ودورية اليونيفل من دون إيجاد شيء في المنزل المقصود والمنزل القريب. إلاّ أنّ أجواء البلدة بقيت مشحونة، وبدا ذلك بوضوح من خلال تجمّع الأهالي في محيط المنزل، مؤكّدين على أنّ التجمّع هو "لإيصال رسالة لليونيفل بأنه من غير المسموح الطلب من الجيش اللبناني دخول المنازل بناءً على رغبة الإسرائيليين

 

 قائد اليونيفيل: نعمل من أجل تجنب التصعيد

المدن/13 كانون الأول/2025

أكد رئيس وقائد بعثة قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان "اليونيفيل" اللواء ديوداتو أبانيارا، أكد أن "قوات اليوينفيل تعمل مع الجيش اللبناني، خصوصاً خلال هذا الوقت، لخلق الظروف الأفضل من أجل الاستقرار والأمن في الجنوب وحتى لو كان هناك بعض المواقف من قبل الطرفين أو خرق للقرار 1701".

وقال أبنيارا في تصريح صحفي أنه: "علينا تجنب أي نوع من التصعيد لخلق السلام والاستقرار، وبينما نعمل على هذا النحو مع الجيش خصوصاً في هذا الوقت وبحسب الوضع، علينا تجنب أي نوع من الصدامات من الطرفين وخلق الظروف للناس للبقاء بأمان واستقرار".  وأضاف: "نحن نؤمن بأن هناك مستقبلًا أفضل في هذه المنطقة، لأنه إذا عملنا جميعًا من أجل السلام والاستقرار، أظن أن شروط خلق السلام والاستقرار متوافرة. ونحن نعمل إلى جانب الجيش من أجل السلام والأمان، وليس هناك ما سيظل مستحيلًا".وجاء كلام أبنيارا خلال زيارته على رأس وفد من ضباط اليونيفيل لمقر المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في صور حيث كان في استقباله مفتي صور وجبل عامل الشيخ القاضي حسن عبد الله والنائب علي خريس وفاعليات روحية وبلدية، حيث قدم أبنيارا مساعدات طبية للمركز هبة من الكتيبة الكورية العاملة في اليونيفيل. ميدانياً، أطلق زورق حربي إسرائيلي النار باتجاه المياه الاقليمية اللبنانية قبالة شاطئ الناقورة، كذلك ألقت محلقة قنبلة صوتية ثانية على شاطئ الناقورة. واستهدف قصف مدفعي إسرائيلي أطراف بلدة الضهيرة بقذائف الهاوون. وقامت قوات العدو الإسرائيلي بعمليّة تمشيط بالأسلحة الرشاشة من الموقع المستحدث في جبل بلاط، باتّجاه أطراف بلدة مروحين.  وبحسب المعلومات، تزامنت عمليّة التمشيط خلال إقامة مراسم دفن أحد أبناء البلدة. بالتوازي، حلّقت طائرة استطلاع إسرائيلية نوع "ام. كا" فوق منطقة حاصبيا العرقوب ومزارع شبعا المحتلة وصولا حتى تلة الرادار الاسرائيلي المشرف على بلدة شبعا ومرتفعات جبل الشيخ المشرف على بلدة راشيا الوادي والبقاعين الشرقي والغربي واقليم التفاح.

 

جعجع يتّهم بري بضرب المهل الدستورية للاستحقاقات اللبنانية ...قانون الانتخاب يعمّق الاشتباك السياسي

الشرق الأوسط/13 كانون الأول/2025

تفاقم الخلاف السياسي حول تعديل قانون الانتخابات النيابية في لبنان، مع انتقال السجال من إطار «تقني - إجرائي» إلى مواجهة مفتوحة تمسّ جوهر العمل البرلماني، وذلك في مرحلة حسّاسة تسبق الاستحقاق الانتخابي المقرر عام 2026، إذ صعّد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع لهجته تجاه رئيس مجلس النواب نبيه بري، متهماً إياه بتعطيل متعمّد للمسار التشريعي وضرب المهل الدستورية المرتبطة بالانتخابات. وأكّد جعجع، السبت، أنّ تعامل بري مع مشروع القانون المعجّل الوارد من الحكومة حول تعديل قانون الانتخابات النيابية، «يُشكّل خرقاً واضحاً وفاضحاً وضرباً بعرض الحائط بالمهل الدستوريّة، وهذا ما يُعد أساساً خرقاً للمادة (5) من النظام الداخلي للمجلس التي تلزمه أن يرعى أحكام الدستور والقانون والنظام الداخلي في مجلس النواب». ويتمحور جوهر الاشتباك حول اقتراح قانون معجّل مكرّر تقدّمت به «القوات اللبنانية» وحلفاؤها، يهدف إلى إلغاء المادة «112» من قانون الانتخاب، بما يتيح للمغتربين الاقتراع لـ128 نائباً بدلاً من حصرهم في 6 مقاعد اغترابية. وترى هذه القوى أنّ امتناع رئيس المجلس عن إدراج الاقتراح على جدول أعمال الهيئة العامة يشكّل خرقاً للنظام الداخلي الذي يفرض عرض أي اقتراح معجّل مكرّر على التصويت لتحديد مصيره، سواء بإقراره أو إحالته إلى اللجان. وجاء كلام جعجع خلال احتفال تسليم البطاقات إلى دفعة جديدة من المنتسبين إلى حزب القوات اللبنانية، نظمته الأمانة العامة في المقر العام بمعراب، إذ شدّد على أنّ «الحكومة أحالت مشروع القانون بصفة عاجلة إلى مجلس النواب لسبب، وهو أن البت فيه مرتبط بمهل دستوريّة لا يمكن خرقها مثل انتهاء ولاية مجلس النواب الحالي، هذا بالإضافة إلى المهل التي ينص عليها قانون الانتخاب من تشكيل اللوائح والترشح، تنظيماً للعمليّة الانتخابيّة». وأشار إلى أنّ «ما يقوم به بري لا يقتصر على عرقلة مشروع القانون المعجّل بحد ذاته فحسب، وإنما يمتد بجوهره إلى ضرب المهل الدستوريّة والمهل المتعلّقة بإجراء العمليّة الانتخابيّة، بعدما أصبح الوقت داهماً والحكومة قد أبدت رأياً صريحاً في أنها غير قادرة على إجراء الانتخابات من دون تعديل القانون النافذ». وكانت كتل معارضة، بينها «القوات»، قد لجأت إلى مقاطعة جلسات تشريعية، رداً على موقف بري، ما أدّى إلى عدم اكتمال النصاب ورفع الجلسات، في خطوة نقلت الصراع من قانون الانتخاب إلى إدارة البرلمان نفسه، وأعادت فتح النقاش حول حدود صلاحيات رئاسة المجلس.

المهل والنظام الداخلي

وفي تفصيل إجرائي، شدّد جعجع على أنّ «دور اللجان النيابية فيما يتعلّق بمشروعات القوانين المعجّلة هو دور مقيَّد بمهلة زمنية لا تتجاوز خمسة عشر يوماً، وفي النهاية أياً كان مسار مشروع القانون المعجّل، فإن صلاحية القرار تعود إلى الهيئة العامة، وبالتالي بعد انقضاء مهلة الـ15 يوماً على تاريخ ورود مشروع القانون إلى اللجان، أصبح واجباً إحالته فوراً على الهيئة العامة وإدراجه على جدول الأعمال من قِبل الرئيس بري». ويقول نواب مقربون من بري، إن إحالة أي مشروع أو اقتراح قانون إلى البرلمان، هو من صلاحيات رئاسة المجلس فقط، وأن قانوناً بهذه الحساسية، مثل قانون الانتخابات، لا يمكن أن يُقدم بشكل «عاجل»، لأنه يحتاج إلى دراسة في اللجان، ويحدد المسار السياسي والتوازنات السياسية في البرلمان لأربع سنوات. وعدّ جعجع «كلّ أمر غير ذلك يشكّل ضرباً واضحاً للمهل الدستوريّة، ومخالفة صريحة للنظام الداخلي للمجلس، وتجاوزاً لدوره بوصفه مكاناً لحسم الاختلافات في الرأي عبر الاحتكام للديمقراطيّة، وليس كما هو حاصل اليوم، إذ إن المجلس أضحى مكاناً يسوده التسلّط والتشبث بالرأي والتفرّد بالقرار». وذهب جعجع أبعد من ذلك، قائلاً إنّ «ما يقوم به برّي لم يعد يندرج في إطار الخلاف السياسي أو الاختلاف في تفسير النصوص، بل تحوّل أيضاً إلى تعطيل وضرب منظّم للعمل البرلماني في لبنان، وبالتالي ضرب الأسس الديمقراطيّة التي يقوم عليها دستور البلاد»، مشيراً إلى أنّ «القاصي والداني أصبحا يدركان تماماً أن المقصود من كل ما يقوم به الرئيس بري هو إفراغ العملية الديمقراطية في لبنان من مضمونها وجوهرها وتحويلها إلى ديمقراطيّة صوريّة، الأمر الذي لم يشهده لبنان في أظلم الحقبات التي مرّت عليه في السنوات الخمسين الماضية».

موقف بري: القانون النافذ أولاً

في المقابل، يتمسّك رئيس مجلس النواب نبيه بري بموقفه الرافض لأي تعديل خارج إطار القانون الانتخابي النافذ. وكان بري قد أكّد، الخميس، أنّ «القانون الانتخابي الحالي نافذ، وأن الانتخابات النيابية لن تُجرى إلا وفقاً للقانون النافذ»، مشدداً على أنّه «لا إلغاء ولا تأجيل، وكل الناس تريد الانتخابات». كما أبدى بري انفتاحاً مشروطاً على النقاش، قائلاً: «ما زلنا منفتحين على أي صيغة تفضي إلى توافق حول المسائل العالقة التي هي موضع خلاف بين القوى السياسية، خصوصاً في موضوع المغتربين، فلا أحد يريد إقصاء المغتربين». ويبرز البعد السياسي وراء السجال الدستوري، فقد أظهرت انتخابات عام 2022 أن أصوات المغتربين مالت إلى مصلحة قوى المعارضة، وأسهمت في إحداث خروقات داخل المجلس النيابي، ما جعل اقتراع المنتشرين نقطة اشتباك مركزية بين فريق يسعى إلى تثبيت هذا الدور وتوسيعه، وآخر يعمل على احتوائه وضبط تأثيره.

 

أحمد الأسير في المقاصد تحت حراسة مشددة: فحوصات طبية عاجلة

المدن/13 كانون الأول/2025

أظهرت صورة متداولة، نقل الشيخ الموقوف أحمد الأسير إلى مستشفى المقاصد لإجراء تخطيط للقلب وصور شعاعية وفحوصات طبية، وذلك تحت حراسة مشددة. وكان نجل الأسير، محمد أحمد الأسير الحسيني، كتب في وقت سابق على حسابه على وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكداً تدهور حالة والده الصحية. وقال: "الحمدالله على كل حال، بالأمس تمّ إجراء فحوصات وصورة للقلب لأبي حيث تبيّن ازدياد الضّعف في عضلة قلبه.. لا سامح الله كُلَّ من تآمر علينا وشارك في ظلمنا ومنهم المحسوبين على أهل السُّنة الذين يعملون ليلاً نهاراً كي يبقى أبي في السجن حتى الموت".

 

الموت يغيّب  النائب د. غسان سكاف.. وعون: يفقد لبنان صوتاً وطنياً أصيلاً

المدن/13 كانون الأول/2025

غيّب الموت النائب غسان سكاف بعد صراعٍ مع مرض السرطان. سكاف نائب وطبيب جراح. دخل الندوة البرلمانية في انتخابات 2022 عن دائرة البقاع الغربي – راشيا، وكان من أول طرح فكرة تأجيل الانتخابات النيابية، معللاً أن ذلك قد يأتي من لغم الاغتراب، كما أن التصعيد الاسرائيلي ربما سيكون العامل الآخر الذي يهدد الانتخابات. واقترح حينها تسوية قائمة على تأجيل تقني قوامه أسابيع قليلة تؤدي إلى صرف النظر عن الدائرة 16، وتسمح للمغتربين الراغبين بممارسة حقهم في الاقتراع في وطنهم والاستفادة من عطلة الصيف في لبنان.

وفيما يلي نبذة عن سيرته الذاتية:

سكاف أستاذ ورئيس قسم جراحة المخ والأعصاب في المركز الطبي التابع لـ"الجامعة الأميركية في بيروت" منذ كانون الثاني 2007، ومدير برنامج العمود الفقري في المركز ذاته منذ عام 2002.

تولى مناصب عدة في المركز الطبي التابع لـ"الجامعة الأميركية في بيروت"، منها: أستاذ مشارك ورئيس قسم جراحة المخ والأعصاب بالإنابة بين 2006 وكانون الثاني 2007، وأستاذ مساعد في القسم ذاته بين 1998 و2006.

كان مدير تعليم مجلس الشرق الأوسط لدى منظمة "AO Spine"، وموظف دولي في المنظمة ذاتها، ورئيس اللجنة العلمية في "نقابة الأطباء اللبنانية" بين عامي 2010 و2016، ورئيس مجلس أمناء اللجنة الطبية في "جامعة البلمند"، وكبير الأطباء المقيمين بجراحة المخ والأعصاب لدى "جامعة تورونتو" في كندا بين 1996 و1997، وطبيب مقيم أول في الجامعة ذاتها بين 1992 و1994، بالإضافة إلى عمله طبيباً مقيماً بجراحة المخ والأعصاب في "جامعة كاليفورنيا - لوس أنجلوس" بين 1990 و1992.

نال زمالة كلية الجراحين الملكية "FRCS" عام 1998، وزمالة في جراحة المخ والأعصاب خلال العام ذاته من "جامعة تورنتو" في كندا، بالإضافة إلى البورد الأميركي في جراحة الأعصاب عام 1997.

حاصل على ماجستير في إدارة الأعمال، وبكالوريوس في الطب والجراحة من "جامعة القديس يوسف في بيروت".

متأهل من المحامية ميسم يونس ولهما ثلاثة أولاد: فيليب وباتريك ورالف.

عون: يفقد لبنان صوتاً وطنياً أصيلاً

وأعرب رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون عن ألمه لوفاة سكاف. وقال: " لقد فقد لبنان برحيل النائب سكاف نائباً مخلصاً وصوتاً وطنياً أصيلاً، كرّس حياته لخدمة اللبنانيين عموماً وأبناء منطقته خصوصا كطبيب بارع أولا، ثم كممثل عن الأمة التزم الدفاع عن قضايا الوطن في المجلس النيابي. كان رحمه الله رجلاً ذا مبادئ راسخة، وإرادة صلبة، ووطنية صادقة، عُرف بنزاهته والتزامه وإخلاصه لرسالته الطبية والنيابية.، ويشكل رحيله خسارة كبيرة للبنان وللمجلس النيابي وللقطاع الصحي الذي كان من أبرز العاملين فيه، داخل لبنان وخارجه، على مدى سنوات عمره. وسيبقى ذكر النائب الراحل حياً في قلوب كل من عرفه وعمل معه." وقدم عون التعازي وأصدق مشاعر المواساة إلى عائلة الفقيد الكريمة، وإلى رفاقه في المجلس النيابي، وإلى كل محبيه ومعارفه، سائلاً الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، وأن يلهم ذويه وعارفيه الصبر والسلوان.

بري نعى سكاف: عمل من أجل لبنان والإنسان

ونعى رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب غسان سكاف وجاء في النعي: نفقد ويفقد لبنان ومجلسه النيابي قيمة برلمانية وعلمية ووطنية متميزة، عمل من أجل لبنان والإنسان حمل آمالهما وآلامهما فوق آلامه حتى الرمق الأخير. الرحمة للزميل الصديق النائب الدكتور غسان سكاف والصبر والسلوان لعائلته وزملائه وللبنانيين عامة والأهل في البقاع الغربي خاصة.

سلام: رغم المرض زارني قبل أسابيع حاملًا همّ الحوار

وكتب رئيس الحكومة نواف سلام على منصة "أكس": "رغم المرض، زارني النائب الصديق الدكتور غسان سكاف قبل أسابيع، حاملًا همّ الحوار، ومصرًّا حتى اللحظة الأخيرة على البحث عن الحلول في وجه الصعوبات. غيابه خسارة لمجلسٍ سيفتقد حكمته وهدوءه، كما سيفتقد لبنان كلّه طبيبًا وصوتًا حراً نبيلاً. اصدق التعازي لزوجته وأبنائه، ولكل من عرفه وأحبّه".

 

نعيم قاسم/سندافع حتى لو أطبقت السماء على الأرض.. الاستسلام يعني زوال لبنان

المركزية/13 كانون الأول/2025

اعتبر الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم أن "المرحلة الجديدة تفترض أداءً مختلفًا، فالدولة أصبحت مسؤولة عن السيادة وحماية لبنان وطرد الاحتلال ونشر الجيش، و‏أصبحت مسؤولة عن تثبيت سيادة لبنان واستقلاله".وقال في حفل التجمع الفاطمي بمناسبة ولادة السيدة فاطمة ‏الزهراء: "قبل أن نبدأ حفلنا اليوم، سأعتبر أنني لازلت في الحفل السابق، حفل العلماء الشهداء، لأنه لم يُذكر الشهيد القائد الجهادي الكبير ‏سماحة الشيخ نبيل قاووق، رضوان الله تعالى عليه، من ضمن أسماء الشهداء الذين تلونا أسماؤهم - العدد 16 وليس 15 - وذلك ‏بسبب خطأ في ورقة أرسلها الإخوة إليَّ، واعتبرت أن الأسماء الواردة هي الأسماء المعتمدة، لم أقرأها قبل ذلك، ولم أحضّرها ‏بشكل جيد، ولذلك تلوتها كما هي، فتبين أنه لم يَرد اسم سماحة الشيخ نبيل. الشيخ نبيل علمٌ من الأعلام. كان الشيخ نبيل دائمًا إلى ‏جانب سماحة سيد شهداء الأمة السيد حسن، رضوان الله تعالى عليه، يلبّي، يقدّم، يُعطي، هو نموذج لحضانة المجاهدين ‏ومتابعة شؤونهم ومتابعة شؤون الناس. نعتبر أننا أمام قامة كبيرة من قامات العمل في حزب الله والمقاومة. رحم الله شهيدنا الشيخ نبيل قاووق، وإلى روحه وأرواح جميع الشهداء نهدي ثواب السورة المباركة الفاتحة مع الصلاة على محمد ‏وآل محمد."

أضاف: "اليوم نجتمع في حفل التجمع الفاطمي تحت شعار "على العهد". هذا التجمع هو تجمع كبير له علاقة بوحدة العمل النسائي في حزب ‏الله. وحدة العمل النسائي فيها الهيئات النسائية وكل العاملات في المؤسسات المختلفة، أكانت مهنية أو تربوية أو ثقافية أو ‏اجتماعية. وبالتالي، هناك تنظيم خفيف يجمع بين هؤلاء الذين يعملون في كل الحقول المختلفة ضمن رابط مع وحدة العمل النسائي ‏في حزب الله. إذًا، اليوم الدعوة هي من وحدة العمل النسائي. سَمَّوْا هذا التجمع بـ"التجمع الفاطمي" نسبةً إلى السيدة الزهراء، سلام الله تعالى ‏عليها، فاطمة بنت محمد وخديجة. فاطمة التي هي سيدة نساء العالمين، تيمنًا بذكراها واقتداءً بعملها واتجاهها. وهذا التجمع اليوم يقوم بهذا الاحتفال في أماكن خمسة: في مجمع سيد الشهداء - الضاحية الجنوبية لبيروت، في قاعة مدارس الإمام ‏المهدي - صور، في حسينية النبطية، حسينية السيدة خولة في بعلبك، حسينية مجمع الإمام علي عليه السلام الثقافي في المعيصرة. طبعًا، الاجتماع ليس اجتماعًا لجميع المنتسبات إلى وحدة العمل النسائي. طبعًا الإخوان أرسلوا لي العدد الموجود في المواقع المختلفة، يعني ‏تقريبًا عندنا تسعة اتجاهات تشكّل وحدة العمل النسائي، لكن لم أرغب أن أذكر العدد. سأكتفي بالقول إن المنتسبات إلى وحدة العمل ‏النسائي هنّ بعشرات الآلاف. وفي آنٍ معًا، ليس كل من ارتبط بطريقة تنظيمية؛ لأن الساحة، البيئة، كل النساء في وسطنا ‏المتفاعلات مع حزب الله، نحن نعتبر أنهنّ جزء لا يتجزأ من هذا العمل النسائي الكبير. هنا لابدّ أن نشكر وحدة العمل النسائي على هذا التجمع الفاطمي الكبير الذي يُعبّر عن هذه البيئة، وهذا الاتجاه، وهذه القناعة ‏المرتبطة بحزب الله والمقاومة في مواقع الجهاد والعمل".

وتابع: "المناسبة ولادة السيدة الزهراء، سلام الله تعالى عليها، التي ولدت في العشرين من جمادى الثانية. من هي السيدة الزهراء عليها السلام؟ ‏هي بنت محمد صلى الله عليه وآله وسلم. هي قدوة النساء على مستوى العالم. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «وأما ‏ابنتي فاطمة فإنها سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين». هي التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إن الله ‏يرضى لرضاها ويغضب لغضبها»، بالواقع لأنها لا ترضى إلا لله، ولا تغضب إلا لله تعالى. هي نموذج لتطبيق الإسلام المحمدي الأصيل. إمامنا الخميني، قدس الله روحه الشريفة، اختار يوم ولادة السيدة الزهراء عليها ‏السلام يوم المرأة العالمي. هذا اليوم المرتبط بأداء السيدة الزهراء كقدوة للنساء. قال: «امرأة تضاهي جميع الرجال، امرأة هي ‏مثال الإنسان، امرأة جسّدت الهوية الإنسانية الكاملة». لذا كان هذا اليوم العالمي للمرأة الذي أعلنه الإمام الخميني، قدس الله روحه ‏الشريفة. هذه السيدة الجليلة هي النموذج الإنساني الأرقى. هي قدوة النساء والرجال، لكن قدوة النساء بشكل أساسي. كانت في الموقع المتقدم ‏كابنة، فكنّاها النبي صلى الله عليه وآله وسلم "فاطمة أم أبيها". وهي كانت كزوجة نموذجًا للعلاقة الزوجية الرائعة والمعطاءة، حتى ‏قال عنها أمير المؤمنين - زوجها علي - سلام الله تعالى عليه: «فوالله ما أغضبتها، ولا أكرهتها على أمر حتى قبضها الله عز ‏وجل، ولا أغضبتني، ولا عصت لي أمرًا. ولقد كنت أنظر إليها فتنكشف عني الهموم والأحزان». هي الأم التي ربت الإمامين الحسن والحسين، سلام الله تعالى عليهما، وزينب، سلام الله تعالى عليها، وأم كلثوم. هي العالمة التي ‏استطاعت أن تقدّم للنساء في ذلك العصر الكثير الكثير. قال عنها الإمام الخامنئي، دام ظلّه: «إنها المرأة التي بلغت في عمرها القصير ‏مراتب معنوية وعلمية توازي مراتب الأنبياء والأولياء». هي أيضًا صاحبة الموقف، حيث وقفت في المسجد بين المسلمين بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لتصحّح المسار، ‏وتعلن الموقف الحقيقي من الخلافة. هي السيدة العظيمة التي عبّرت عن الإنسانة التي أرادها الإسلام."

وقال: "نحن نجتمع في التجمع الفاطمي تحت لواء قدوة السيدة الزهراء، سلام الله تعالى عليها، من خلال المنهج الإسلامي الذي يتعاطى مع ‏المرأة كإنسانة: هي أنثى في مجالات، وهي إنسانة في المجالات الأخرى. بخلاف النظرة المادية التي تتعاطى مع المرأة كأنثى ‏تُبرز جمالها وتهتم بجسدها، وهذا هو الأساس. هذا مخالف للنظرة الإسلامية التي تنظر إلى المرأة كإنسانة. اليوم نجتمع على العهد: على عهد المقاومة، على عهد حزب الله، على عهد سماحة سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله، رضوان ‏الله تعالى عليه، باني هذه المسيرة ومضيء كل الجوانب المختلفة على قاعدة الثوابت الإسلامية الأصيلة. في هذا التجمع الفاطمي تجتمع الأخوات العزيزات والأمهات الكريمات. أقول لكم بكل صراحة: أفتخر بالمرأة المقاومة: البنت، ‏والأم، والزوجة، والجدة، وكل النساء اللواتي يعشن في مجتمعنا. أنتنّ رايات العز والأخلاق والمقاومة والوطنية. أنتنّ رائدات ‏التربية للأجيال القادمة على الاستقامة وعلى الاتجاه السليم. أشكر الله تعالى أنني في زمان أعيش فيه مع هذه الثلة الطاهرة من النساء العظيمات اللواتي تصدّين في مواجهة العدو الإسرائيلي، ‏واللاتي تصدّين في مواجهة الانحراف الأخلاقي، واللاتي عبّرنّ بطريقة فعالة ومؤثرة ومبدعة في رفع راية الحق والاستقامة. تحية إليكن يا نساء المقاومة، يا نساء فاطمة، يا نساء الإسلام العظيم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته."

وتابع: "أوجه في هذا المجال خمسة نصائح:

أولاً: على المرأة أن تكون بارعة في كل الساحات، وخصوصًا في تربية الأسرة ودعم المقاومة.

ثانيًا: أنتِ شريكة صناعة المستقبل لوطننا لبنان والأجيال الصاعدة. فساهمي بذلك بما منحك الله تعالى من إمكانات، وكوني فعالة ‏في التعاون مع نساء لبنان.

ثالثًا: حجابك علم التقوى يُعينك على تصدّر العفة والإخلاص والأخلاق والدور الإنساني، فحافظي عليه. واليوم مكانك في المواقع ‏المتقدمة بهذا الحجاب، وهو ثمرة إيمانك والتزامك.

رابعًا: دورك المقاوم هو الذي ساهم في تحقيق الإنجازات، ابنةً وأمًّا وزوجةً. ثابري على هذا الدور لاستمرارية ثمرة دماء ‏الشهداء من الرجال والنساء، والتضحيات العظيمة للجرحى والجريحات، والأسرى المجاهدين. خامسًا: العمل النسائي إطار عام لاستثمار الطاقات، ولا يحتاج الأمر إلى بطاقة انتساب. فأينما كنت تعملين على خط الجهاد ‏والمقاومة، فأنت منّا ومعنا.

هذه النصائح هي نصائحنا على قاعدة خطّ حزب الله، خطّ المقاومة، خطّ سيد شهداء الأمة، خطّ الولاية، خطّ الإسلام. فلنكن معًا ‏على العهد إن شاء الله. وأنتنّ أهل لذلك. أنتنّ مصنع الرجال، ومصنع المقاومة، ومصنع العطاءات. الحمد لله الذي وفّق لهذا الدور النبيل للمرأة في لبنان، ولعطاءاتها العظيمة التي لا تحصى ولا تُعد".

أضاف قاسم: "في السياسية، أولاً، منذ تم اتفاق وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني سنة 2024، أصبحنا في مرحلة جديدة. هذه المرحلة تَجُبّ ما سبقها ‏وما قبلها، مهما كانت الآراء ومهما كانت القناعات: ممن يؤمن بالمساندة أو لا يؤمن بالمساندة، ممن يؤمن بالمقاومة أو لا يؤمن ‏بالمقاومة، ممن يعتبر أنّ المبادرة كانت صحيحة أو لم تكن صحيحة. عندما حصل الاتفاق، يعني أن المرحلة السابقة انتهت، ‏وأصبحنا أمام مرحلة جديدة. هذه المرحلة الجديدة تفترض أداءً مختلفًا. الدولة أصبحت مسؤولة عن السيادة وحماية لبنان وطرد الاحتلال ونشر الجيش. الدولة ‏أصبحت مسؤولة لتعمل على تثبيت سيادة لبنان واستقلال لبنان. والمقاومة قامت بكل ما عليها في تطبيق هذا الاتفاق ومساعدة ‏الدولة اللبنانية. إذًا، كل نقاش يعيدنا إلى ما قبل الاتفاق، واتخاذ أدلة مما قبل الاتفاق، لا قيمة له، لأننا أمام مرحلة جديدة. وبالتالي، ينبغي أن ‏نحاكم هذه المرحلة وننظر: من يطبّق الاتفاق ومن لا يطبّقه؟ وما الذي يجب أن نكون عليه؟ قائد اليونيفيل الجنرال أبانيارا، قال للقناة الثانية الإسرائيلية: «ليس لدينا أي دليل على أن حزب الله يُعيد تأهيل نفسه جنوب ‏نهر الليطاني، وأنّ إسرائيل تنتهك وقف إطلاق النار بشكل صارخ». هذه شهادة محايدة. حتى اليونيفيل، على كل حال، لا يسلمون من ‏إسرائيل، لا هم ولا الجيش اللبناني، ولا المواطنين، ولا المدنيين، ولا البيوت، ولا أحد".

وتابع: "فتطبيق الاتفاق من الجهة اللبنانية يتم بشكل كامل، أما من جهة إسرائيل فلا يوجد أي خطوة على طريق الاتفاق. نحن ننظر إلى ما ‏بعد الاتفاق لكل ما تقوم به إسرائيل أنه استمرار للعدوان. هذا العدوان خطر على لبنان وخطر علينا. لا أقول خطر على لبنان ‏فقط، حتى نقول ليس علينا، لا، هذا العدوان الإسرائيلي خطر على لبنان وخطر علينا، وسأشرح لاحقًا هذا السبب".

وقال: "يقولون لا نفع للسلاح مع المقاومة بعد، لأنه لم يعد يحمي. يبدو أنه عندكم أفكارًا مغلوطة. هؤلاء الذين يقولون هذا القول لا ‏يعرفون معنى المقاومة، فضلًا على إذا كانوا يؤمنون بوجود المقاومة وضرورة المقاومة. ما هو تعريف المقاومة؟ لا يوجد مقاومة في الدنيا يكون لديها سلاح أقوى من سلاح العدو. كل مقاومات الدنيا تكون أسلحتها بسيطة، ‏خفيفة، غير متوازنة مع القوة المفرطة الموجودة لدى العدو. وبالتالي، عدم التوازن في وجود السلاح أمر عادي وطبيعي".

أضاف: "ثانيًا، إنجازات المقاومة تُقاس بالتحرير. أي: أين حرّرت المقاومة من الأرض؟ حرّرت بقعة؟ حرّرت قرية؟ حرّرت مدينة؟ هذا ‏يُعتبر إنجازًا للمقاومة. أما الردع للعدو فهو استثناء. حقيقة، لماذا أخذ حزب الله هذا المقام الكبير في المنطقة والعالم؟ لأنه لا يوجد مقاومة في العالم استطاعت أن تردع إسرائيل عن أن ‏تقوم بعمل، أو تردع العدو عن أن يقوم بعمل سبعة عشر عامًا، من سنة 2006 إلى سنة 2023. أي أن الردع بهذا المستوى من ‏قبل أي مقاومة هو ردع استثنائي. الحمد لله، وفّقنا لهذا الردع الاستثنائي. لكن المهمة الأساسية للمقاومة هي التحرير. المقاومة تُطالب بإيمانها - إذا كان عندها قناعات - تُطالب باستعدادها للتضحية، ‏تُطالب باستمراريّتها، لكن لا تُطالب بمنع العدوان. يقولون كيف هناك مقاومة وهناك عدوان. يا أخي، هي المقاومة ‏لمواجهة العدوان. يُقال للمقاومة هل أنت مستعدة لمواجهة العدوان أم لا؟ حين تقول المقاومة نعم، أنا مستعدة لمواجهة ‏العدوان، هذه هي وظيفتها. ليست وظيفتها أن تمنع العدوان. العدوان سيحصل، وبالتالي لا بد من مقاومته. إذًا، الردع، الذي يعني منع العدوان، وبالتالي وضع حدّ لحماية العدو من أن يُقدم على عمل معين، ليس وظيفة المقاومة، بل هو وظيفة ‏الدولة والجيش. هما يجب أن يحقّقا الردع. وظيفة المقاومة هي المساندة للدولة والجيش. وظيفة المقاومة هي التحرير. وظيفة ‏المقاومة أن تتصدى عندما لا تتصدى الدولة، وعندما لا يتصدى الجيش. أي لدى المقاومة عدة وظائف، لكن كلها في إطار الدفاع، وفي إطار التحرير، وفي إطار مساندة الجيش والدولة. وإذا لم يتوفر هذا، ‏تكون المقاومة متصدية للأمر كما حصل".

وقال: "إذًا، وظيفة المقاومة أن تساند، وتمنع استقرار العدو، وتساعد على التحرير. وحماية لبنان هي مسؤولية السلطة السياسية، وليست ‏مسؤولية المقاومة ابتداءً. إذا كان الجيش غير قادر على الحماية. هل نطالب بنزع سلاحه؟ لا. إذا لم يكن قادرًا على ‏الحماية، نطلب أن نُعزز وجود السلاح عنده. إذا كانت المقاومة لم تحقق الحماية ويتَغَوّل الإسرائيلي، هل نطالب بنزع القوة؟ أو ‏أننا نستفيد من هذه القوة لمساندة الجيش ومساندة الدولة اللبنانية لمواجهة المحتل الإسرائيلي، ونستفيد من هذه القوة لتحقيق ‏المكتسبات؟ الطريقة في التفكير يجب أن تُعاد النظر فيها. المقاومة مستعدة لأقصى تعاون مع الجيش اللبناني، ساعدته على بسط السلطة ‏بسلاستها، وهي موافقة على استراتيجية دفاعية للاستفادة من قوة لبنان ومقاومته. لكنها ليست مستعدة لأي إطار يؤدي إلى ‏الاستسلام للكيان الإسرائيلي والطاغوت الأميركي. هذا أولًا. وثانيًا، مشكلة الدولة ليست حصرية السلاح من أجل النهوض بهذا البلد، حصرية السلاح بالصيغة التي تُطرح الآن في البلد هو ‏مطلب أميركي إسرائيلي. يكفي أن نُخفي على بعضنا البعض، يقولون "نحن اللبنانيون نريد حصرية السلاح، نحن طرحنا حصرية ‏السلاح، ليس لها علاقة، تقاطع الأمر"، على من يضحكون؟ كلنا نعرف أنّ هذا المطلب، بصيغته التي تسمى "نزع سلاح المقاومة"، ‏ويُصرّحون الجماعة، الأميركيون والإسرائيليون يتحدثون، العالم كله يتحدث، هذا معناه نزع قوة المقاومة. فإذًا هذا مطلب إسرائيلي أميركي، يكفي القول أن هذا مطلب لبناني، لا. إذا كان مطلبًا لبنانيًّا فليس وقته. وقته بعد أن نُحرّر. أما ‏إذا كان مطلبًا إسرائيليًّا أميركيًّا، فلماذا تصرّون على المطالبة به؟ حصرية السلاح بالمنطق الأميركي الإسرائيلي هي إعدام لقوة لبنان".

أضاف: "مشكلة الدولة هي مشكلة بالعقوبات المفروضة عليها، وهي مشكلة بالفساد المستشري. وكل هذا من عمل أميركا منذ سنة 2019؛ ‏تعمل أميركا على تخريب البلد، وعلى إيجاد الفوضى في داخله، حتى لا يبقى قادرًا على التحرك وحده. بعض المتصدّين للمطلب الإسرائيلي الأميركي بحصرية السلاح، بالمفهوم الأميركي الإسرائيلي، هم من أصحاب الفتن وروّاد ‏الفساد. ليس لهم حق أن يتكلموا، فليذهبوا أولًا ليصلحوا بيوتهم وأخلاقهم واتجاههم ومواقفهم السياسية ووطنيتهم. الكيان الإسرائيلي يُهدّد، والطريق الوحيد بالنسبة للكيان الإسرائيلي هو الاستسلام حتى يكون لبنان تحت الإدارة الإسرائيلية ‏المباشرة. مع الاستسلام، لن يبقى لبنان. وهذه سوريا أمامنا. إن شاء الله أنتم تظنون أن سوريا تنتعش وتُرتّب وضعها؟ ‏لا، لا، لا، لا، كل هذا زيف، عندما تكون إسرائيل قادرة أن تدخل متى ما أرادت، وعندما إسرائيل تفرض شروطها، عندما إسرائيل تبقى تضعهم ‏تحت المجهر، وتحت الضرب، وتحت الشروط القاسية والمعقدة، هذا يعني أن الوضع لا يستقر في داخل سوريا. الاستسلام يؤدي إلى أن يزول لبنان. حسنًا، الواحد يقول: «إذا كانوا يهددونا، فماذا نفعل؟» لا نخضع لتهديداتهم. يعني إذا هددونا، ‏مباشرة نخاف، ونجلس جانبًا، نقول: «لن نرد على تهديداتكم». قالوا ولكن «وإن نفذوا التهديد، ودمروا، وقتلوا». فنقول لهم: ‏‏«نحن في المقابل ندافع، ونصمد، ونقف». يعني إذا يهددونا، نقول لهم: «الله يخليكم». لا، «الله لا يخليكم». إذا يريدون أن يقاتلوننا، نقف ونصمد، ومن قال إنهم سيحققون أهدافهم؟ يقولون: «لكن إذا قمنا بذلك، فالثمن كبير»؟ نقول لهم: «أجل، لا ‏مشكلة، الثمن كبير، لكنه أقل من ثمن الاستسلام حيث لا يبقى شيء. مع الاستسلام لا يبقى شيء، ومع الدفاع تُفتح الآفاق إلى ‏احتمالات كبيرة».

وتابع: "أنا هنا حضرني مثل: إذا كان عندنا وحش مجرم موجود في الغابة، وعندنا قرية، يريد الوحش أن يهجم على القرية، فماذا نفعل؟ ‏نقول لأهل القرية: «ارحلوا من القرية لأنه حضرة الوحش المجرم يريد أن يدخل القرية، ونحن لا نقدر عليه؟»، بل تجتمع القرية بصغيرها وكبيرها، الرجال والنساء، وكل العالم، وكل الإمكانات، وبالسلاح الأبيض وبالسلاح غير الأبيض، لمواجهة الوحش ليقتلوه، ليطردوه، لـ"يزعبوه"، وليس هم يرحلون. نحن وضعنا هكذا، هناك وحش إسرائيلي. يقولون: «أعطوه ما يريد»، يا أخي، لا يمكن، هو يعتدي، يجب أن يخرج. أنتم تعرفون خطة ‏العدو الإسرائيلي كانت بعد اغتيال سماحة السيد نصر الله، رضوان الله تعالى عليه، وكل الشهداء الأبرار، وضرب القدرة التي ‏كانت لدينا بنسبة معينة. كل هدفها كان إزالة حزب الله من الوجود، إعدام وجود المقاومة. الخطة كانت واضحة. لكن الحمد لله، ‏خضنا معركة "أولي البأس"، واستطعنا أن نمنع العدو من تحقيق هذا الهدف، وهو إزالة المقاومة وحزب الله".

وقال: "العدو الإسرائيلي اليوم يقول إن نتائج حربه على لبنان تتآكل مع مرور سنة من معركة "أولي البأس". لماذا تتآكل؟ من الطبيعي أن ‏تتآكل، هو لم ينتصر بتحقيق أهدافه؟ إضافة إلى أن وجود المقاومة يعني وجود الحياة، والشعب، والرؤوس المرفوعة، والدماء التي ‏تُعطي العزة، هذا معنى المقاومة. فطبيعي جدًّا أن تتآكل النتائج التي تحدث عنها. مع وحدتنا وثباتنا قد لا تحصل الحرب. خُدّام إسرائيل في لبنان يشجعونها على بلدهم وأولاد بلدهم. وعلى كل حال، إذا حصلت الحرب، لن تحقق ‏أهدافها، وهذا أمر واضح بالنسبة إلينا".

أضاف: "ثالثًا، إذا كانت أميركا تعمل لمصالحها في لبنان، تأكدوا أنها ستبحث عن حل. وإذا كانت أميركا لا تهتم بوجود لبنان لمصلحة ‏إسرائيل، فلن تكون للبنان حياة استسلم أم واجه وقاتل. يجب أن تعرفوا أميركا ماذا تريد؟ الإسرائيليون لم يذهبوا إلى الحرب من دون قرار أميركا. فلتعلم أميركا - طالما هي التي تدير ‏الموضوع - فلتعلم أميركا أننا سندافع حتى لو أطبقت السماء على الأرض، لن يُنزع السلاح تحقيقًا لهدف إسرائيل، ولو اجتمعت ‏الدنيا بحربها على لبنان. افهموا جيدًا: الأرض والسلاح والروح خلطة واحدة مُتماسكة. أي واحد تريدون نزعه أو تمسّون به، يعني أنكم تمسّون بالثلاثة ‏وتريدون نزعها. وهذا إعدام لوجودنا، ولن نسمح لكم، ولن يكون هذا. نحن أبناء الحسين عليه السلام: «ألا وإن الدعيَّ ابنَ الدعيّ قد ‏ركّز بين السلّة والذلّة، وهيهات منّا الذلّة».

وتابع: "رابعًا وأخيرًا: هذه سرديتنا قدمناها، وهذا هو موقفنا الذي لن نتزحزح عنه. هذا الموقف هو أشرف موقف وطني، لا يحتاج إلى ‏شهادة من أصحاب التاريخ الإجرامي الأسود، أو التاريخ الفتنوي، أو تاريخ الفساد. المقاومة حقّقت أربعة إنجازات عظيمة: حرّرت الأرض سنة 2000‏. صمدت في مواجهة التحديات، وخاصة معركة 2006‏. ردعت العدو الإسرائيلي من 2006 إلى 2023‏. أوقفت اجتياح لبنان وابتلاعه، بالصمود الأسطوري للمقاومين المجاهدين، وأهل المقاومة الشرفاء، وكل المقاومين الذين ‏تماسكوا في مواجهة العدو الإسرائيلي في معركة "أولي البأس" وما بعدها. إذًا، المقاومة حقّقت أربعة إنجازات عظيمة: حرّرت، وصمدت، وردعت، وأوقفت اجتياح لبنان وابتلاعه. اسمعوا براك، المنظر الأميركي للمنطقة، ماذا قال لوكالة بلومبرغ: «إسرائيل لن تتمكن من تحقيق أهدافها عبر محاولة سحق ‏حزب الله عسكريًّا». وقال: «إن قتل مسلح واحد سينتج عشرة آخرين، ولذا لا يمكن أن يكون هذا هو الحل». هذا الاستنتاج الذي وصل إليه، في الوقت الذي كان فيه في البداية ماذا يقول: «خلّي الجيش يقاتل، خلّي الفتنة تحصل... مباشرة ننتهي، لماذا الدولة لا تعمل؟» وصل لطريق مسدود، عرف النتيجة: إذا قتلونا تنبت دماؤنا، وإذا استسلم لبنان أصلًا ‏ينتهي أثر لبنان ويُمحى تاريخه ويصبح بلا مستقبل."

وقال: "مع إسرائيل - افتحوا لي آذانكم - مع إسرائيل لا مكان للمسلمين في لبنان، ولا مكان للمسيحيين في لبنان. هؤلاء قتلة الأنبياء، ‏يكرّرون التجربة مع أتباع محمد وعيسى. عندما يقول براك بأنه يريد ضم لبنان إلى سوريا، ليس المرة الأولى، من الأول كان يقول: «يجب أن يكون هناك البلاد الشامية الواحدة». ‏والآن عاد وكرّرها. لكن انتبهوا: هذا لا يتحدث كلامًا بالهواء، هذا يتحدث كلامًا يؤسّس له للمستقبل. براك يريد ضم لبنان إلى سوريا، فتضيع الأقليات في هذا البحر الواسع في سوريا، أو تهاجر. اعرفوا من سيَبقى ومن لن يبقى. ‏هذا مشروع خطير جدًّا".

وسأل: "ألم تسمعوا أن نتنياهو يريد إسرائيل الكبرى؟ ألم تسمعوا أنه يريد تغيير الخارطة؟ ألم تسمعوا أن ترامب يعتبر أن إسرائيل ‏صغيرة، ويريد أن يضم إليها شيئًا ما؟ إذا كان ترامب يريد أن يضم كندا، ويريد أن يضم قناة بنما، ويتغول اليوم على فنزويلا، ‏وأوروبا بالنسبة له مجموعة ضعفاء لا قيمة لهم، هل صعب عليه أن هذا لبنان الذي هو نقطة في الخارطة يتخلى عنه لمصلحة سوريا؟ انتبهوا يا جماعة! المشروع خطير جدًّا، ممكن ألا يبقى لبنان، هذه كلها مقدمات. ماذا يفعلون؟ يُضعّفون المقاومة أو ينهونها كما ‏يريدون ويرغبون. يترك الجيش اللبناني يتسلح بمقدار بسيط، ودائمًا لاحظوا يقولون: «إن الجيش اللبناني عنده حاجات»، لماذا عنده حاجات؟ أليست أميركا تسلحه؟ لأن أميركا تعطيه بقدر يسمح له أن يكون قادرًا على نزع السلاح فقط. أي شيء زيادة ممكن يُعطي ‏قوة للجيش، لا يريدون قوة للجيش. هذه هي وظيفة الجيش؟ وظيفته أن ينزع السلاح، وأن يدخل بمشكلة بالداخل؟ ليس عنده وظيفة ‏أنه يقاتل أو يحمي! هكذا يعملون وبهذه الطريقة يعملون. لماذا؟ حتى يكون لبنان بلا قوة، عندها تسهل الحلول، ويستطيعون أن يقوموا بما يريدون. فَلْتَتَوَقَّف الدولة عن التنازلات. ألم تسمعوا السفير الأميركي ماذا قال؟ يقول: «المفاوضات شيء، واستمرار إسرائيل بعدوانها ‏شيء آخر». على من يضحك هذا؟ أنتم ألم تفهموا، لا تقرأون ماذا يقول هذا الرجل؟ هناك منطق واضح، يقول: المفاوضات مسار مستقل، أي العدوان سيستمر. ما فائدتها أن نجري مفاوضات من دون أن نوقف العدوان؟ معناه أن المطلوب أن يكون مُجرّدًا".

وختم قاسم: "أدعو الدولة إلى أن تتراجع، وأن تعيد حساباتها. طبّقوا الاتفاق، وبعد ذلك ناقشوا في الاستراتيجية الدفاعية. موقفنا واضح: طبّقوا الاتفاق، وبعدها نناقش في الاستراتيجية الدفاعية. لا تطلبوا منا ألا ندافع عن أنفسنا، والدولة عاجزة عن ‏حماية مواطنيها. فلتؤمن الدولة الحماية والسيادة، وعندها نضع كل شيء على طاولة حوار الاستراتيجية الدفاعية، ونصل إلى ‏النتيجة إن شاء الله".

 

تغريدات مختارة من موقع أكس

تغريدات مختارة لليوم13   كانون الأول 2025

يوسف سلامة

دولة الرئيس بري، ‏للذكرى فقط، ‏اتفاق الهدنة وُقَع سنة ١٩٤٩ وأدَى دوره بامتياز قبل أن يُسقطه لبنان بتوقيعه اتفاق القاهرة، ‏اكتشفت أهميته بعد أن ساهمت بإسقاط اتفاق ١٧ أيار باربعة عقود،

للأسف، فقد صلاحيته، ‏أمامنا فرضية واحدة: اتفاق سلام وتطبيع أو خسارة لبنان الكبير. الخيار لك.

 

نبيل بومنصف

نبيل بو منصف ل"جدل": لبنان لم ينج أبدا بعد وكل ما يحصل منذ ايام هو محاولات لتمديد مهلة الإنذارات - في 5و 7 آب نزعت الدولة الشرعية عن سلاح حزب الله في كل لبنان - الحزب الان يعبر فقط عن أهداف ايران - هناك عدد كبير داخلا وخارجا سيسعون إلى تأجيل الانتخابات .

 

محمد الأمين

‏إن إطلاق وصف "الشيعي" على الثنائي يُحمّل الطائفة برمّتها تبِعات خيارات سياسية وعسكرية يتّخذها الحزبان بمعزلٍ عن أي نقاش داخلي. فداخل الطائفة الشيعية هناك تنوع كبير في الآراء والمواقف،وهناك اعتراض واضح،بل وضحايا مباشرون من سطوته. ومن الظلم الفادح اعتبار الطائفة قاعدةً صماء لحزبَين مسيطرَين بقوة السلاح والنفوذ والإمكانات، خصوصاً في بيئة باتت تُعاني من قمع الحريات، وتقييد العمل السياسي، وتهميش الرأي.

 

حسين علي عطايا

الانتخابات استحقاق ديمقراطي ،يسمح بتداول السلطة ، ولكن هذا الاستحقاق بحاجة لشعب واعي لمصيره ويعرف كيف يختار نوابه ورجالات السياسة والدولة ، لا ان يسير بالشائعات والخطب الشعبوية التي تُثير الغرائز الطائفية ، وتألب الناس ضد بعضها البعض .

لذا مطلوب من الشعب ان يُحسن الاختيار ، ولايُعيد انتخاب ذات الاشخاص الذين نهبوا خيرات وطنه وادخلوه في مغامرات وحروب قاتلة اعادت الاحتلال ودمرت قراه وبلداته وتركوه نازحاً في وطنه بعد ان افقروه وسلبوه حقوقهُ على مدى اجيال طويلة .

 

طوني شهوان

تلقيت صباح اليوم خبر انتقال النائب البروفيسور غسان سكاف والذي عرفته منذ فترة وجيزة في سياق إطلاقه « المنتدى السياسي الوطني »، الذي دعاني الى المشاركة فيه، وهو يضم نخبة من رجال الفكر والسياسية والثقافة وقادة الرأي. أكد البروفيسور سكاف، من خلال إطلاقه هذا المنتدى، على الالتزام بالثوابت الوطنية وعلى سعيه لاستشراف مستقبل لبنان في هذه المرحلة الحرجة من تاريخه. رحمه الله ، وكل العزاء لزوجته المحامية ميسم يونس ولعائلتها، ولشقيقها الصديق العزيز المحامي الاستاذ وليد يونس ، رئيس بلدية شاتين.

*******************************

في أسفل رابط نشرة الأخبار اليومية ليومي 13-14 كانون الأول/2025/

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 13 كانون الأول/2025

/جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/2025/12/150158/

ليوم 13 كانون الأول/2025/

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For December 13/2025/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/2025/12/150161/

For December 13/2025/

**********************
رابط موقعي الألكتروني، المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

https://eliasbejjaninews.com

Link for My LCCC web site

https://eliasbejjaninews.com

****

Click On The Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

*****

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا الرابط  https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

*****

حسابي ع التويتر/ لمن يرغب بمتابعتي الرابط في أسفل

https://x.com/EliasYouss60156

My Twitter account/ For those who want to follow me the link is below

https://x.com/EliasYouss60156

@followers
 @highlight
 @everyone