المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 09 كانون الأول /لسنة 2025

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

في أسفل رابط النشرة

        http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2025/arabic.december09.25.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا 1اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

عناوين النشرة

عنوان الزوادة الإيمانية

لَمْ يَقُمْ في مَواليدِ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا المَعْمَدَان، ولكِنَّ الأَصْغَرَ في مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ أَعْظَمُ مِنْهُ

 

عناوين مقالات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/بري هو بلبنان إيران وحزب الله وكل ما هو فساد وبلطجة وإسلام سياسي

الياس بجاني/بحث كنسي عن حياة القدّيس نقولا العجائبي

 

عناوين الأخبار اللبنانية

الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف مواقع لـ«حزب الله» في جنوب لبنان

سلسلة غارات على جبل صافي وإسرائيل: هاجمنا مجمع تدريب

عام على سقوط الأسد: ملف المفقودين ما يزال عصياً على الحل

مسيرات وأعلام في لبنان احتفالًا بعام على تحرير سوريا

صدمة في بيئة "حزب الله": لمراجعة مرحلة الحرب السورية

الاتحاد الأوروبي يبحث تعزيز قوى الأمن الداخلي في لبنان

السفير الأميركي ميشال عيسى: زيارة قائد الجيش إلى واشنطن ستتم

لبنان يعوّل على المؤازرة الدولية لمنع إسرائيل من العودة للحرب

مصدر وزاري لبناني: التفاوض القائم اليوم إطار سياسي - تقني لتفادي الانزلاق نحو مواجهة مفتوحة

مساعٍ لترتيب زيارة لقائد الجيش اللبناني إلى واشنطن

بطريرك الموارنة يدعم المفاوضات مع إسرائيل... ويعتبر أن «عهد الحرب ولّى»

وفد قضائي لبناني إلى دمشق لحلّ أزمة السجناء السوريين ...لقاء الشرع وسلام في الدوحة دفع لتسريع الملفّ

واشنطن تصعّد انخراطها مع تحذير إسرائيلي من جبهة شرقية ناشئة

تحضيرات جارية في باريس: مؤتمر دولي لدعم الجيش اللبناني متوقع في كانون الثاني

تقرير: بري يطلب فتوى من خامنئي لتسليم الصواريخ الدقيقة والطائرات المسيرة

تقرير: نتنياهو يبلغ واشنطن بأنه سيتجنب ضربات مماثلة لتلك التي وقعت يوم الخميس

 عيسى يقول إن زيارة قائد الجيش إلى واشنطن مرجحة

 هل يزور عون البيت الأبيض قريباً؟

مقدمات نشرات الاخبار المسائية

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

الغارديان: إسرائيل تتجسس على قوات أميركية في مركز غزة

الضفة: شهيدان في قلقيلية.. واقتحامات واعتقالات بمناطق متفرقة

تعديل في الكونغرس يلغي قانون قيصر ويهدد تسليح الجيش اللبناني

الشرع يتعهد ببناء سوريا الجديدة على مبدأ القانون والعدل

بذكرى انتصار الثورة: الشبكة السورية تُحصي القتلى والمفقودين

ذكرى انتصار الثورة: الاحتفالات تغيب في السويداء ومناطق "قسد"

حلب تحتفل بالذكرى الأولى لسقوط الأسد: أجواء شعبية حاشدة

في ذكرى سقوط الأسد.. الأزمات المُتوارَثة مزمنة

التردي: قصة الانحدار السوري منذ ألفي عام

عام على سقوط الأسد.. "هرمنا من أجل تلك اللحظة التاريخية"

من مخيمات الشمال إلى قلب دمشق: عام على تحرير سوريا

لونا الشبل نجمة سنوية الشرع الأولى

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لتحدي الملح الذي يفرضه الانفتاح الدبلوماسي الإسرائيلي على لبنان/الدكتور شارل شرتوني/نقلاً عن موقع “هذه بيروت

الدبكة اللبنانيّة: حين تنتصر الهويّة على السياسة؛/الكاتب والمخرج يوسف ي. الخوري

ما الذي كشفته زيارة البابا عن اللبنانيين؟ حين يصبح الاحتفال علاجاً جماعياً/د. منى فياض/جنوبية

تحول لبنان الهش نحو السلام الآن/نديم قطيش/الشرق الأوسط

هل تحديد لبنان مهل التفاوض ورفع سقف الاهداف في مكانهما؟/لارا يزبك/المركزية

باسيل والاضطهاد القضائي./الدكتور شربل عازار بعنوان/اللواء

مفاوضات تحديد الخسائر!/حنا صالح/الشرق الأوسط

العهد للقدس في إسطنبول … عندما تحتمي حماس بحلفائها وأصدقائها/ماجد عزام/المدن

أي "تركيبة" للدولة يطمح إليها جعجع بعد حلّ أزمة السلاح؟/جورج حايك/المدن

دبلوماسية المعنى" في زيارة البابا للبنان/شهيد نكد/المدن

سوريا "تحتفل": لتجاوز عزلات سايكس بيكو وإنجاز الوحدة الوطنية/منير الربيع/المدن

في طبيعة صلاحيات رئيس المجلس النيابي/القاضي فرنسوا ضاهر/فايسبوك

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

الراعي من بعبدا: المفاوضات أفضل من التهديدات.. وروداكوف ينقل لعون دعما روسيا لمواقف لبنان

عون يرحّب بدور فرنسا: نلتزم أي تدقيق للميكانيزم وفق الـ1701

روسيا تدعم مواقف عون.. والراعي من بعبدا: استبعد وقوع حرب

المطلة نموذج الحياة المعطلة في شمال إسرائيل: نشعر برياح حرب!

حسن خليل يتّهم جعجع بتعطيل الانتخابات

السفير الأميركي عند رجي والحجار: اتصالات لزيارة قائد الجيش واشنطن

رجّي عرض ولودريان للجهود الفرنسية لتجنيب لبنان حرب جديدة

 شحادة وقع مذكرة تفاهم مع Oracle بحضور السفير الأميركي

"سيدة الجبل" : لإجراء الانتخابات في موعدها وقيام دولة فاعلة في مسار السلام

 

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

لَمْ يَقُمْ في مَواليدِ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا المَعْمَدَان، ولكِنَّ الأَصْغَرَ في مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ أَعْظَمُ مِنْهُ

إنجيل القدّيس متّى11/من11حتى15: قالَ الربُّ يَسوعُ (للجموع):«أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: لَمْ يَقُمْ في مَواليدِ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا المَعْمَدَان، ولكِنَّ الأَصْغَرَ في مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ أَعْظَمُ مِنْهُ.ومِنْ أَيَّامِ يُوحَنَّا المَعْمَدَانِ إِلى الآن، مَلَكُوتُ السَّمَاواتِ يُغْصَب، والغَاصِبُونَ يَخْطَفُونَهُ. فَالتَّوْرَاةُ والأَنْبِيَاءُ كُلُّهُم تَنَبَّأُوا إِلى أَنْ أَتَى يُوحَنَّا. وإِنْ شِئْتُم أَنْ تُصَدِّقُوا، فهُوَ إِيلِيَّا المُزْمِعُ أَنْ يَأْتي.مَنْ لَهُ أُذُنَانِ فَلْيَسْمَعْ!

 

تفاصيل مقالات وتغريدات الياس بجاني

بري هو بلبنان إيران وحزب الله وكل ما هو فساد وبلطجة وإسلام سياسي

الياس بجاني/05 كانون الأول/2025

رفض بري استقبال سيمون كرم يؤكد أنه اخطر من حزب الله وان لا قيام للبنان والخلاص من الإحتلال والفساد قبل اسقاطه، ومصادرة امواله

 

بحث كنسي عن حياة القدّيس نقولا العجائبي

الياس بجاني/06 كانون الأول/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/12/149941/

تحتفل الكنيسة اليوم 06 كانون الأول بالذكرى السنوية لعيد القديس العجابئ ما نقولا، فمن هو وما هي قصة حياته الكنسية والإيمانية

أولاً: من هو القدّيس نقولا العجائبي؟

يُعدُّ القدّيس نقولا العجائبي (St. Nicholas of Myra) أحد أشهر قديسي الكنائس المشرقية والغربية، وواحداً من أكثر القديسين حضوراً في الوعي المسيحي العالمي. اشتهر بالقداسة، والكرم، وصنع العجائب، والدفاع عن الإيمان القويم. يعود لُقبه “العجائبي” إلى كثرة المعجزات التي جرت على يديه خلال حياته وبعد وفاته.هو شفيع البحّارة، والتجّار، والأطفال، والرهائن، وقد دخلت سيرته إلى تراث الكنائس الغربية أيضاً، وصار الملهم لشخصية “سانتا كلوز”.

ثانياً: اسمه الأصلي، عائلته، وبلده

الاسم: نقولا (Νικόλαος باليونانية) ومعناه: “غالب الشعب” أو “منتصِر للشعب”.

الأصل والعائلة: ينتمي إلى عائلة يونانية مسيحية تقيّة.

البلد: وُلد في مدينة باتارا في إقليم ليكية جنوب الأناضول (تركيا الحالية)، وكان هذا الإقليم مركزاً مسيحياً مهماً في القرون الأولى.

ثالثاً: سنة ولادته ومكانها

وُلد بين عامَي 260 – 270 م في باتارا، في زمن الاضطهادات الوثنية التي كانت تضرب المسيحية. تربّى في بيتٍ غنيّ ولكنه تقي، وقد كرّس والداه ثروتهما لخدمة الفقراء.

رابعاً: عمله وخدمته الكنسية

كان منذ شبابه ميّالاً إلى الحياة التقوية والزهد. وبعد وفاة والديه وزّع جزءاً كبيراً من ثروته على المحتاجين سرّاً. سامه عمّه أسقف باتارا شماساً ثم كاهناً.

وبعد وفاة أسقف مدينة ميرا، اختاره الإكليروس والشعب أسقفاً للمدينة، فأصبح أسقف ميرا العجائبي. عُرف بإدارته الحكيمة للكنيسة، وإصلاحه لفساد بعض الكهنة، وبحمايته لتعاليم الإيمان المستقيم.

خامساً: إيمانه ونشأته المسيحية

نشأ القدّيس نقولا في بيئة مسيحية ملتزمة. ولُقّب منذ صغره بـ“الولد القدّيس” لالتزامه بالصلاة والصوم ومحبّة الفقراء.شارك في مجمع نيقية الأول سنة 325 م حيث وقف مدافعاً عن لاهوت المسيح ضد تعاليم آريوس. ويُقال في التقليد إنه لطَم آريوس دفاعاً عن العقيدة.

سادساً: إنجازاته وعجائبه

ارتبط اسم القدّيس نقولا بعدد كبير من المعجزات والأعمال الخيّرة، ومنها:

العجائب والأعمال البارزة: إنقاذ ثلاث فتيات فقيرات من الانحراف عبر تقديم مهرٍ سريّ من دون أن يعرف أحد هويته، تهدئة العاصفة وإنقاذ البحّارة، لذلك دُعي “شفيع البحّارة”، شفاء المرضى وإقامة بعض الموتى وفق التقليد الكنسي، إنقاذ ثلاثة جنود من الإعدام بعدما دافع عن براءتهم، إطعام الشعب خلال مجاعة ميرا بمعجزة تكثير القمح من سفن البحارة، إخراج الشياطين من أشخاص كانوا تحت تأثير الشر...ولهذا السبب لُقّب في الكنائس المشرقية بـ “العجائبي”.

سابعاً: صفاته الشخصية والروحية

تميّز القدّيس نقولا بصفات جعلته محطّ محبّة المؤمنين: الرحمة والكرم السخيّ وخصوصاً العطاء السري، الغيرة على الإيمان القويم والدفاع عنه بلا مساومة، التواضع والزهد على الرغم من أنه جاء من عائلة غنيّة، الشجاعة الروحية، إذ وقف بوجه الولاة الظالمين، الحكمة في إدارة شؤون كنيسته، وحب الأطفال ورعايتهم، وقد بقيت هذه السمعة حيّة حتى اليوم.

ثامناً: متى وكيف استشهد؟

رغم أنه تعرّض للسجن والتعذيب أثناء الاضطهاد الذي نفّذه الإمبراطور دقلديانوس (303 – 311 م)، إلا أن نقولا لم يُستشهد. توفي ميتة طبيعية سنة 343 م في مدينة ميرا. دُفن في كنيسته، وصار قبره مزاراً للشفاء والعجائب. سنة 1087 نُقلت رفاته إلى مدينة باري الإيطالية حيث لا تزال حتى اليوم. إذاً القدّيس نقولا لم يُستشهد، لكنّه معترِف بالإيمان لأنه احتمل العذاب والسجن دفاعاً عن المسيحية.

تاسعاً: هل كان رجل دين أم مدني أم عسكري؟

كان القدّيس نقولا رجل دين بالكامل: شماساً، كاهناً، ومن ثم أسقفاً على مدينة ميرا، ولم يعمل في أي سلك مدني أو عسكري.

عاشراً: العادات التي يمارسها اللبنانيون في عيده (6 كانون الأول)

يحتفظ اللبنانيون بتقاليد قديمة مرتبطة بمار نقولا، أبرزها:قدّاس خاص في الكنائس المارونية والروم الكاثوليك والروم الأرثوذكس، توزيع الحلوى على الأطفال تيمّناً بكرم القديس، زيارات عائلية وطقوس مصالحة ومحبّة، إنارة الشموع على نية المرضى وطلب شفاعته، في بعض القرى الساحلية، يُقام طقس مائيّ رمزاً لكونه شفيع البحّارة... في مديمة صيدا خاصةً، حيث هو شفيع المدينة، تُقام احتفالات كبيرة وقداديس مطوّلة.

الحادي عشر: الكنائس التي تحمل اسمه في لبنان

يوجد في لبنان عدد كبير من الكنائس والأديرة التي تحمل اسم القديس نقولا، منها:

*في بيروت: كاتدرائية مار نقولا للروم الأرثوذكس – الأشرفية (إحدى أشهر الكنائس)، كنيسة مار نقولا للروم الكاثوليك – المصيطبة.

في جبل لبنان: كنيسة مار نقولا – أنطلياس، دير مار نقولا – بلونة، كنيسة مار نقولا – الدكوانة، كنيسة مار نقولا – الشوير، كنيسة مار نقولا – عاليه

*في الشمال: مار نقولا – طرابلس، مار نقولا – كوسبا، مار نقولا – إهدن، مار نقولا – تنورين

*في الجنوب: كاتدرائية مار نقولا – صيدا (شفيع المدينة)، كنيسة مار نقولا – جزين، كنيسة مار نقولا – مغدوشة

*في البقاع: مار نقولا – راشيا، مار نقولا – زحلة ووالقائمة تطول لأن القدّيس نقولا من أكثر القديسين انتشاراً.

صلاة للبنان المحتل في ذكرى عيد القديس نقولا العجائبي

يا مار نقولا العجائبي،أيها الأسقف المملوء رحمة وغيرة،يا من أحببت الفقراء، ودافعت عن المظلومين،وكنت شفيع البحارة والمسافرين والأطفال،أنظر إلى لبنان اليوم،هذا الوطن الجريح الذي تُمزّقه الحروب والاحتلالات،وتنهشه قوى الظلام والفساد. نتضرّع إليك في ذكراك المقدّسة،أن ترفع شفاعتك إلى الرب يسوع،فتمنح هذا الوطن خلاصاً وسلاماً،وتعيد لشعبه الحرية والكرامة،وتحمينا من الظلم، من السلاح غير الشرعي،ومن كل يد تمتدّ لتسرق مستقبل أولادنا.

يا مار نقولا،أشرق بنعمتك على أرض الأرز،واعضد الكنيسة المارونية وسائر الكنائس،واحفظ أبناء لبنان المنتشرين في العالم.واجعل من عيدك بشارة رجاءٍ جديد في وطن نترجّى قيامته.

آمين.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

https://eliasbejjaninews.com

**ملاحظة/بعض الكنائس تحتفل بعيد القديس نقولا العجائبي في 19 كانون الأول، فيما الكنيسة المارنية وكثر من الكنائس الأخرى تحتفل بعيده في السادس من كانون الأول من كل سنة.

**المعلومات الواردة في هذه لدراسة منقولة عن العديد من المراجع الكنسية والاهوتية والبحثية والإعلامية الموثقة

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف مواقع لـ«حزب الله» في جنوب لبنان

تل أبيب: «الشرق الأوسط»/08 كانون الأول/2025

قال الجيش الإسرائيلي اليوم الاثنين إنه ضرب بنية تحتية تابعة لجماعة ل«حزب الله» في مناطق عدة بجنوب لبنان، تشمل ما وصفه بمجمع تدريب تستخدمه قوة الرضوان التابعة للجماعة المسلحة. وأضاف الجيش في بيان أنه استهدف أيضا منشآت عسكرية وموقع إطلاق تابعا ل«حزب الله». تأتي هذه الضربات بعد أقل من أسبوع من إرسال كل من إسرائيل ولبنان مبعوثين مدنيين إلى لجنة عسكرية تراقب وقف إطلاق النار بينهما، وهي خطوة نحو تلبية مطلب أميركي مضى عليه أشهر بأن يوسع البلدان المحادثات بما يتماشى مع جدول أعمال الرئيس دونالد ترمب للسلام في الشرق الأوسط. اتفقت إسرائيل ولبنان على وقف إطلاق نار بوساطة أميركية في 2024 أنهى قتالا بين إسرائيل و«حزب الله» استمر أكثر من عام. ومنذ ذلك الحين، تبادل الجانبان الاتهامات بانتهاك وقف إطلاق النار. وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان بأن طائرات حربية إسرائيلية نفذت سلسلة من الغارات الجوية استهدفت أماكن عدة في الجنوب.

 

سلسلة غارات على جبل صافي وإسرائيل: هاجمنا مجمع تدريب

المدن/08 كانون الأول/2025

شنّ الطيران الحربيّ الإسرائيلي سلسلة غارات جويّة استهدف فيها مرتفعات إقليم التفاح. كما واستهدف أطراف وادي رومين وأطراف بلدة جباع، سّمع صداها حتّى محيط مدينة صيدا.وقد أدت الغارات إلى  تضرر عدد من المنازل في اطراف بلدة جباع وفي بيان قال  الجيش الإسرائيلي إنه هاجم بقيادة قيادة المنطقة الشمالية وبمشاركة سلاح الجو، ما زعم أنه بنىً تحتية تابعة لتنظيم حزب الله في عدة مناطق بجنوب لبنان. وفي إطار هذه الهجمات، استهدف الجيش الإسرائيلي مجمّع تدريب وتأهيل كانت تستخدمه وحدة "قوة رضوان" التابعة لحزب الله لإجراء تدريبات وتأهيل لعناصرها، بهدف التخطيط وتنفيذ عمليات ضد قوات الجيش الإسرائيلي ومواطني دولة إسرائيل. وبحسب البيان، شملت تدريبات العناصر في المعسكر تدريباتٍ على الرماية وتأهيلاً على استخدام وسائل قتالية من أنواع مختلفة.كما تم استهداف مبانٍ عسكرية وموقع إطلاق تابعين لحزب الله، استُخدما لتنفيذ مخططات عملياتية ضد قوات الجيش الإسرائيلي ودولة إسرائيل.

ووفق البيان، فإن الأهداف التي تم استهدافها، والتدريبات العسكرية التي تُجرى استعدادًا لعمليات ضد إسرائيل، تُعدّ خرقًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان وتهديدًا لأمن دولة إسرائيل.

 

عام على سقوط الأسد: ملف المفقودين ما يزال عصياً على الحل

المدن/09 كانون الأول/2025

بعد عام بالتمام والكمال على سقوط نظام الأسد، لا يزال ما شهدته أقبية السجون السورية تُلقي بظلالها الثقيلة على الحاضر والمستقبل. ففي الوقت الذي تتجهز فيه خطط إعادة إعمار وطنٍ منهك، تبقى آلاف العائلات عالقة في حلقة لا تنتهي من الانتظار والبحث، بينما يُخفي الغياب الرسمي لأي سجلات موثوقة مصير أكثر من 160 ألف شخص مخفيين قسراً، بحسب أحدث توثيق للشبكة السورية لحقوق الإنسان بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لرحيل النظام السابق.

الفراغ المرعب

وفي الأسابيع الأولى بعد انهيار أجهزة الأمن المركزي، دخلت فرق من المنظمات المحلية والدولية إلى مجمعات الاعتقال، حيث وثّقت تلك الزيارات ما وُصف بـ"الفراغ المرعب": زنازين فارغة، سجلات محروقة، وأوراق رسمية ممزّقة. لم تُترك أدلة واضحة على مصير آلاف المعتقلين، في حين أن بعض السجون أفرغت فجأة، وبعضها أغلق دون إشعار، وبعض الملفات أحرقت في ساعات معدودة قبل سقوط المقرات. ومنذ منتصف 2024، بدأت فرق الطب الشرعي السورية، بدعم من خبراء دوليين، في فتح مقابر جماعية في ريف دمشق وحمص ودير الزور، إذ عُثر في بعضها على رفات تحمل آثار تعذيب، وبعض الجثث لا تزال مكبلة، لكن عمليات التوثيق تواجه عراقيل جوهرية: نقص في الموارد، عدم وجود سجلات طبية موحدة، وانعدام القدرة على مطابقة الحمض النووي بسبب غياب بنية تحتية وطنية لتحليل العينات.

عدم تكرار الإرث

وفي هذا الصدد، قال الدكتور محمود أسود، عضو الفريق الاستشاري للهيئة الوطنية للمفقودين، في حديث لـ "المدن": "إن معالجة إرث السجون وثقافة الاختفاء القسري هي مسؤولية أساسية تقع على عاتق هيئة العدالة الانتقالية، بينما تضطلع هيئة المفقودين بدور مكمل في هذا المجال، باعتبارها جزءاً من نطاق عمل العدالة الانتقالية، إذ يجب أن تتركز الجهود على ضمان عدم تكرار هذا الإرث، عبر إصلاح مؤسسي شامل يشمل إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية ومؤسسات القضاء، بحيث لا تتم عمليات الاعتقال أو الاحتجاز إلا بناءً على أدلة واضحة، وقرار قضائي، وقرار من النيابة العامة، وليس بشكل عشوائي أو تعسفي".

وتابع: "نؤكد أن الضمانة الأهم لمنع العودة إلى الماضي تكمن في وجود دولة مؤسسية تتعاون بشكل عضوي مع مجتمع مدني قوي، في تناغم وتناسق وليس في عداء أو قطيعة، فالتوازن بين مؤسسات الدولة والمجتمع المدني هو الذي يولّد الاستقرار الحقيقي ويحمي الحقوق". ولفت إلى أن المجتمع الدولي مدعوٌ لأن يكون شريكاً داعماً، لا بديلاً، في هذه العملية، فهو مطالب بتقديم الدعم المالي والتقني النوعي، وتجنّب تشتت الجهود أو تكريس مسارات متوازية تضعف الأثر، فملف المفقودين، على وجه الخصوص، يحتاج إلى خبرات دولية متقدمة في مجالات متعددة: من كشف المقابر الجماعية، إلى استخدام صور الأقمار الإصطناعية، وعلم الأنثروبولوجيا الجنائية، وتقنيات التعرّف على الهوية عبر الحمض النووي، وكل هذه الأدوات تتطلب موارد مالية كبيرة، ولا يمكن الاعتماد عليها دون شراكة دولية جادة ومُوجهة نحو تحقيق العدالة والإنصاف، لا فقط جمع المعلومات".

لا عدالة دون الحقيقة

ما يضيف طبقةً أخرى من التعقيد هو غياب التصنيف الدقيق: هل هؤلاء المفقودون لا يزالون على قيد الحياة في سجون غير معلنة؟ أم أعدموا ودفنوا سراً؟ أم نقلوا إلى خارج سوريا؟

ورغم كل هذا، لم تصمت أصوات ذوي المفقودين، في ساحات حمص وحلب واللاذقية، تُنظم وقفات أسبوعية تحت شعار "لا عدالة من دون كشف الحقيقة"، مطالبة بـ: "فتح تحقيق مستقل بمشاركة دولية، تفعيل آلية وطنية لتوثيق المقابر الجماعية، منح عائلات المفقودين حق الوصول إلى أي معلومة، حتى لو كانت جزئية، تخصيص ميزانية طارئة لبرنامج وطني للحمض النووي". وحسب الدكتور أسود، فإنه في السابق، كانت آليات جمع البيانات مبعثرة، وكل جهة تعمل بشكل منفرد، من دون وجود مظلة مؤسسية قوية توحّد الجهود وتُنظّم العمل، واليوم، تتيح هذه المظلة فرصة حقيقية لدمج البيانات، وإزالة التكرارات، وتخفيف العبء عن الأهالي، خصوصاً من حيث تقليل المقابلات المتكررة التي تعيد إنتاج الصدمة بشكل دائم، فالأهالي، في معظم الأحيان، لا يدركون حجم التكرار في عمليات التوثيق، لأن تركيزهم منصب فقط على البحث عن أحبّتهم، ولهذا، فإن جزءاً أساسياً من عملنا يكمن في نشر الوعي بينهم حول أهمية تجنب التكرار، وفي الوقت نفسه، تنسيق العمل بين الجهات الفاعلة لمنع هذا التكرار من جذوره.

التحقيقات الجنائية

وبالرغم من أهمية جمع البيانات، فإنها تبقى مرحلة تمهيدية نسبياً، وقد تكون الأسهل مقارنة بالمرحلة الأصعب: وهي مرحلة التحقق والتحقيقات الجنائية، فالمطلوب ليس فقط تسجيل المعلومات، بل ربطها بسياقات محددة: كيف حصل الاختفاء؟ وما طريقة القتل أو التعذيب؟ وأين دُفن الشخص؟ وكيف يمكن ضمان أن الرفات التي عثر عليها عليها تعود فعلاً إلى المفقود المحدّد؟ هذه العملية طويلة ومعقدة، وتستدعي خبرات تقنية وعلمية عالية، بالإضافة إلى تمويل مالي كبير، وهي في النهاية تمهّد لدعم العوائل، وجبر الضرر، والحفاظ على الذاكرة الجماعية كجزء من مسؤولية تاريخية وأخلاقية، وفق أسود. ويبقى السؤال الأصعب: هل يمكن لسوريا أن تبني دولة عادلة، وهي ما زالت تحمل في جوفها أكثر من مئة ألف جثة مجهولة، وأكثر من مئة ألف أسرة تعيش في حالة "حداد مفتوح"؟ ويؤكد حقوقيون على أن العدالة الانتقالية ليست رفاهية أخلاقية، بل هي شرط بقاء، وبالتالي من دون كشف الحقيقة، حتى لو كانت مؤلمة، سنزرع بذور أزمات جديدة تحت رماد الماضي، وفق وصفهم.

ازدواجية وتكرار

من جهته، قال المحامي علي عبد الحميد الزير، المختص بالعدالة الانتقالية في حديث لـ "المدن"، إنه بالرغم من جميع الجهود التي قامت بها المنظمات الأممية والدولية والسورية وروابط عائلات المفقودين والمغيبين قسراً وروابط الناجين بهدف إيجاد حلول لقضايا المفقودين وللمغيبين قسراً إلا أن جميع هذه الجهود لم تنجح حتى الآن بإحراز أي تقدم يذكر".وتابع: "إلى الآن لا يوجد رقم دقيق حول عدد المفقودين في سوريا، وذلك بسبب الازدواجية والتكرار الناجم عن عدم التنسيق وعدم التكامل بين جميع الجهات التي تعمل على هذه القضية، ولذلك من المهم جداً القيام بإحداث المستودع المركزي للمعلومات تحفظ فيه كافة الوثائق التي تم جمعها وإلزام جميع الجهات التي تملك توثيقات عن المفقودين بإيداعها في هذا المستودع، مما يسهل عملية التدقيق والإحصاء لعدد المفقودين ويحمي المعلومات والأدلة من العبث والتدمير  و البدء في تحليل الوثائق التي تم العثور عليها في أماكن الاحتجاز في سوريا، حيث من المتوقع أن تقدم الكثير من الإجابات حول مصير المعتقلين". وأشار إلى أهمية تشكيل مجموعات عمل وطنية بالشراكة بين الهيئة الوطنية للمفقودين ومنظمات المجتمع المدني وروابط أسر الضحايا، تسعى لمعالجة قضية المعتقلين والمفقودين في سوريا بطريق تضمن حق الأسر في كشف الحقيقة ومحاسبة المجرمين، لقطع الطريق على عمليات العبث في ملف المعتقلين والمتاجرة به.

كسر إرادة الشعب

وتحدث الزير عن أهمية تطوير برامج تلفزيونية وإذاعية تقدم للأسر وللمجتمع شرحاً وافياً عن الاستراتيجية المعتمدة في معالجة قضية المفقودين، وكذلك تقدم تحديثاً دورياً حول الخطوات المتخذة والنتائج التي تم الوصل إليها والعقبات التي تواجهها، إذ سيؤدي ذلك بالضرورة إلى خلق جهة مركزية وموثوقة تقدم المعلومات بدلاً من تلقي المعلومات من جهات متعددة قد تكون مضللة أو غير مكتملة. لقد استخدم الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري في سوريا كسلاح لكسر إرادة الشعب السوري على مدى عقود طويلة من القمع، ولا تزال الآثار الناجمة عن ذلك حاضر في عقل وقلب السوريين لذلك لا بد من معالجة هذه الآثار السلبية السابقة والبدء بعملية إصلاح شاملة لنظام السجون في سوريا يرافقها بالتوازي إصلاح الجهاز القضائي. وأشار الزير إلى عدد من المقترحات للقيام بذلك: يجب ألا يكون هناك أماكن احتجاز سرية أو غير معلنة وتكون جميع السجون خاضعة للرقابة وتحت سلطة القضاء. أن تتاح إمكانية الوصول الكامل وغير المحدود إلى جميع أماكن الاحتجاز أو السجون أمام المراقبين المستقلين الذين يقومون بزيارات متكررة وغير معلنة. تفعيل آليات المراقبة الداخلية والخارجية، يجب تطبيق جميع المعايير والمتطلبات المنصوص عليها في العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية واتفاقية مناهضة التعذيب واتفاقية حماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري ومعايير الأمم المتحدة الدنيا لمعاملة السجناء. أن تكون هناك مراكز تنسيق بين السجون والمحاكم للاطلاع على آخر التحديثات المتعلقة ببيانات السجناء. وأكد على أن تحقيق العدالة الانتقالية في سوريا وتقديم الدعم الشامل للضحايا يمثل ضرورة أخلاقية وقانونية وسياسية لتحقيق مستقبل مستدام في سوريا، في حين يتطلب ذلك تضافر جهود جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك السوريين أنفسهم والمجتمع الدولي، لضمان محاسبة المسؤولين، وجبر الضرر، ومنع تكرار الفظائع، وبناء مجتمع يسوده السلام والعدل.  ويرى محللون، أن ثقافة الإخفاء القسري لم تُدمّر الأفراد فحسب، بل دمّرت فكرة "العقد الاجتماعي" نفسه، فالدولة التي تختفي فيها أشخاص دون مذكرة اعتقال، ولا تحقيق، ولا حتى إشعارٍ للعائلة، هي دولة تُعلّم أبناءها أن القانون لا قيمة له، وأن السلطة هي فقط ما يحميه السلاح أو الواسطة، ولذلك فإن أي محاولة لبناء مؤسسات بعد الأسد، من دون معالجة جذرية لهذا الإرث، ستبقى عُرضةً للانتكاس، فالاستقرار السياسي لا يُبنى على "نسيان مؤقت"، بل على اعتراف جماعي بالجرح، وآلية مُعلَنة لمنع تكراره.

 

مسيرات وأعلام في لبنان احتفالًا بعام على تحرير سوريا

المدن/08 كانون الأول/2025

نزلت مجموعات من الشبّان مساء اليوم الإثنين إلى الشوارع للاحتفال بمرور عام على سقوط نظام الرئيس السوري المخلوع بشّار الأسد، في مشاهد احتفاليّة لافتة عكست حماس المشاركين وفرحهم بهذه المناسبة. وبحسب مقاطع فيديو متداوَلة على مواقع التواصل الاجتماعي، شهدت خلدة وعرمون والجيّة وكورنيش المزرعة مسيرات بالدراجات الناريّة، رُفِعت خلالها الأعلام السوريّة، وتردّدت الأغاني والهتافات ابتهاجًا بالذكرى السّنويّة لتحرير سوريا. وقد عمل الجيش اللبناني على فتح الطرق وتنظيم حركة السير وسط الأجواء الصاخبة. في الشمال، تدخّلت وحدات من الجيش اللبناني مساء اليوم في محلّة ساحة النور في طرابلس لفضّ تجمّعات شبابيّة، بعد إشكال تخلّلته مفرقعات ناريّة متبادلة بين عدد من الشبان. وجاء ذلك خلال الاحتفالات التي تشهدها الساحة لليوم الثالث على التوالي بمناسبة "تحرير سوريا"، حيث يتجمّع مئات الشبان وهم يرفعون الأعلام السوريّة، ويطلقون الهتافات والأناشيد في أجواء احتفاليّة حماسيّة. وكانت طرابلس ومناطق عدّة في شمال لبنان قد أحيت أمس الأحد المناسبة نفسها، من خلال رفع الأعلام السوريّة وصور الرئيس أحمد الشرع، في تعبير واضح عن تأييد المسار الجديد في سوريا، وعن تضامن جزء من الشارع الشمالي مع التحوّلات السياسيّة الحاصلة هناك. وفي صيدا، وقع إشكال عند اقتراب المحتفلين من حارة صيدا، وتدخل الجيش لمعالجة الوضع.  وفي موازاة هذه التحرّكات في لبنان، احتفلت سوريا اليوم الإثنين بالذكرى السنويّة الأولى لإطاحة حكم الأسد في 8 كانون الأوّل 2024، وسط احتفالات ورسائلِ فخرٍ تداولها ناشطون على وسائل الإعلام والتواصل، بيد أنّ ما جرى يمثّل حلمًا تحقّق بعد سنوات طويلة من الحرب والتنكيل بالشعب السّوريّ.

 

صدمة في بيئة "حزب الله": لمراجعة مرحلة الحرب السورية

المدن/08 كانون الأول/2025

شكّلت التسريبات المصوّرة لرئيس النظام السوري المخلوع بشار الأسد، التي التُقطت خلال جولة للرئيس السوري السابق بشار الأسد في الغوطة الشرقية العام 2018، صدمة عميقة داخل بيئة "حزب الله" وجمهوره، لا سيما أولئك الذين اعتقدوا على مدى سنوات أن هذه البيئة قدّمت الدماء والتضحيات دفاعاً عن النظام السوري السابق، الذي شكّل خلال سنوات طويلة حليفاً أساسياً للحزب ضمن توازنات الإقليم. فالصدمة لم تكن ناتجة فقط عن مضمون الكلام الذي بدا متعالياً ومُقلِّلاً من دور "حزب الله" في واحدة من أخطر مراحل الصراع السوري، بل عن أسلوب الخطاب ذاته، الذي عكس، في نظر كثيرين، استخفافاً واضحاً بحجم التضحيات، وتجاهلاً لحجم الخسائر البشرية والاجتماعية التي تكبّدتها بيئة الحزب في سياق المعارك دفاعاً عن هذا التحالف. أعادت هذه التسريبات فتح نقاش مؤجّل داخل بيئة الحزب، ودفعت شريحة واسعة من مناصريه وناشطيه إلى إعادة النظر في واحد من أكثر قراراته حساسية وتعقيداً: قرار الانخراط العسكري لحماية بقاء بشار الأسد حاكماً لسوريا، وبرز ذلك من خلال اتجاهات متعددة: في الاتجاه الأول، سارع مناصرون للحزب إلى نفي صحة التسجيلات، معتبرين أنها مفبركة أو خضعت لتقنيات التزييف العميق باستخدام الذكاء الاصطناعي. ويعكس هذا الموقف حالة إنكار ناتجة عن صعوبة تقبّل فكرة أن يصدر خطاب يُفهم منه التقليل من التضحيات عن رأس السلطة التي دافع عنها الحزب لسنوات، رغم تأكيدات المتخصصين أن الفيديو صحيح. ودافع هذا الاتجاه عن موقع الحزب وخياراته السابقة، معتبراً أن ما كُشف يندرج في إطار حرب إعلامية تستهدف تشويه دوره وشرعية قراراته، لا سيما في ظل التحولات الإقليمية المتسارعة.  الفصل بين القرار والشخص

في المقابل، ظهر اتجاه ثانٍ لم ينكر صحة التسريبات، ولم يُخفِ ألمه من مضمونها، لكنه فصل بوضوح بين القرار الاستراتيجي للحزب وبين شخص الرئيس السوري السابق بشار الأسد وطبيعة الخطاب الصادر عنه وعن دائرته. ويرى أصحاب هذا الرأي أن قرار الانخراط العسكري لم يكن دفاعاً عن شخص بقدر ما ارتبط بحسابات أوسع، تتصل بمحور إقليمي وخط إمداد استراتيجي يرتبط بلبنان وفلسطين والصراع مع إسرائيل. وبحسب هذا المنطق، فإن المعركة كانت أوسع من الفرد، وكان بقاء النظام حينها عنصراً حاكماً في معادلات السلاح والدعم والعمق الجغرافي التي تحكمت بقرار الحزب في تلك المرحلة.

عمد أصحاب هذا الاتجاه إلى عطف النقاش على واقع "حزب الله" الحالي، لا سيما في مرحلة ما بعد اتفاق وقف إطلاق النار، والذي لم يمكث بعده الأسد طويلاً في الحكم. وربط هؤلاء حالة التقييد التي يعيشها الحزب اليوم، وعدم قدرته على الرد على الاعتداءات كما في مراحل سابقة، بسقوط النظام السوري، معتبرين أن هذا السقوط شكّل أحد أهم أسباب تغيّر الواقع الميداني. ويرى هؤلاء أنه لولا هذا التحوّل، لكان المشهد مختلفاً، ولكانت معادلات الرد والاشتباك لا تزال قائمة على نحوٍ آخر. أما الاتجاه الثالث، والذي يُعدّ الأكثر تأثراً بما أظهرته التسريبات، فقد عبّر عن غضب واسع وتساؤلات عميقة حول جدوى القرار نفسه. ويرى هذا التيار أن التضحيات قُدّمت دفاعاً عن شخص ونظام لا يبدو أنهما، وفق ما عكسه الخطاب المسرَّب، على مستوى ما تحمّلته البيئة الحاضنة من أثمان بشرية ونفسية واجتماعية. ويحمّل هذا الاتجاه قرار الانخراط في الحرب السورية، مسؤولية تداعيات عميقة داخل بيئة الحزب، حيث خلّفت سنوات الصراع آلاف الأرامل والأيتام والعائلات المفجوعة، إضافة إلى أكلاف سياسية ومعنوية ما زالت آثارها حاضرة. تحوّلت هذه التسريبات إلى محطة مراجعة مفصلية في وعي مناصري "حزب الله"، بعدما كشفت أزمة ثقة مؤجَّلة داخل هذه البيئة. فقد أعادت إلى الواجهة أسئلة لطالما جرى تأجيلها تحت عناوين مثل "الضرورة الاستراتيجية" و"المعركة المصيرية"، لتفرض نفسها اليوم بقوة في ظل تغيّر الظروف وانكشاف طبيعة الخطاب الصادر عن الرئيس السوري السابق بشار الأسد ومحيطه. الواقع أن تسريبات الغوطة أعادت فتح ملف العلاقة بين "حزب الله" وبشار الأسد على المستويين السياسي والشعبي، وكشفت حجم التباين داخل البيئة الحاضنة للحزب في قراءة تلك المرحلة. وبين من اختار الإنكار، ومن دافع عن القرار، ومن طالب بمراجعة شاملة، تبرز حقيقة واحدة: أن هذه الصدمة تركت أثراً عميقاً في الوعي الجمعي، وأن النقاش حول كلفة التضحيات والخيارات المصيرية سيبقى مفتوحاً، ما دامت تداعيات تلك المرحلة مستمرة ولم تُحسم أسئلتها بعد.

 

الاتحاد الأوروبي يبحث تعزيز قوى الأمن الداخلي في لبنان

المدن/08 كانون الأول/2025

أظهرت وثيقة اطلعت عليها رويترز أن الاتحاد الأوروبي يدرس خيارات لتعزيز قوى الأمن الداخلي اللبناني لتخفيف العبء على الجيش اللبناني حتى يتسنى له تركيز الجهود على نزع سلاح "حزب الله". وقالت الوثيقة، التي أصدرتها الذراع الدبلوماسية للاتحاد الأوروبي ووزعتها على الدول الأعضاء وعددها 27، إنها ستواصل المشاورات مع السلطات اللبنانية وإن بعثة استطلاع ستتم في أوائل عام 2026 بشأن المساعدة الجديدة المحتملة لقوى الأمن الداخلي في البلاد. وذكرت الوثيقة أن جهود الاتحاد الأوروبي يمكن أن "تركز على المشورة والتدريب وبناء القدرات"، مضيفة أن التكتل لن يتولى مهام قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (اليونيفيل)، التي من المقرر أن ينتهي تفويضها في نهاية عام 2026 حين يتوقع أن تبدأ عملية تستمر عاماً لخفض حجمها تدريجيا والانسحاب من لبنان. وبدلا من ذلك، يمكن للاتحاد الأوروبي "المساهمة في النقل التدريجي لمهام الأمن الداخلي" من الجيش اللبناني إلى قوى الأمن الداخلي، مما يسمح للجيش بالتركيز على مهامه الدفاعية الأساسية، بحسب الوثيقة. ومن المتوقع أن يضع الأمين العام للأمم المتحدة خطة انتقالية في حزيران 2026، والتي ستعالج المخاطر الناجمة عن رحيل اليونيفيل.

 

السفير الأميركي ميشال عيسى: زيارة قائد الجيش إلى واشنطن ستتم

المدن/08 كانون الأول/2025 (مترجم من العربية)

كشف السفير الأميركيّ لدى لبنان ميشال عيسى إثر زيارته وزير الخارجية يوسف رجي عن وجود "اتصالات لعودة زيارة قائد الجيش رودولف هيكل إلى واشنطن". عيسى بدا متفائلاً، معرباً عن اعتقاده بأن "الزيارة ستتم"، وقال: إن "الأمور تصبح أوضح بالنسبة إلى زيارة قائد الجيش واشنطن، ولكن لا شيء محدّدًا حتى الآن".وردا على سؤال أشار إلى أنه "لا علم لديه في شأن ضم سوريا ولبنان". وعن اجتماعات "لميكانزيم"، قال: "لم ننتظر السلام من الاجتماع الأوّل فعلى الأطراف أن تلتقي ومن ثم يقدمون على الطاولة ما يمتلكون". كذلك استقبل وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار، سفير الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان ميشال عيسى، في زيارة تعارف، جرى خلالها عرض لآخر المستجدات على الساحتين اللبنانية والإقليمية. كما تناول اللقاء الإجراءات الإصلاحية التي تقوم بها وزارة الداخلية على مختلف الصعد، والتحضيرات الجارية لإنجاز الاستحقاق الإنتخابي النيابي المقبل.

 

لبنان يعوّل على المؤازرة الدولية لمنع إسرائيل من العودة للحرب

مصدر وزاري لبناني: التفاوض القائم اليوم إطار سياسي - تقني لتفادي الانزلاق نحو مواجهة مفتوحة

الشرق الأوسط/09 كانون الأول/2025

يمضي لبنان في التواصل مع الجهات الدولية المعنية، للضغط على إسرائيل، بغرض منع الحرب وتثبيت الاستقرار، وذلك بعد التصعيد الذي حصل الخميس الماضي، وبعد تهديدات إسرائيلية متكررة بشن حرب جديدة على لبنان. ولم يكد اللبنانيون يلتقطون أنفاسهم بعد إعلان بيروت تعيين السفير سيمون كرم رئيساً مدنياً للوفد اللبناني في لجنة «الميكانيزم»؛ المعنية بمراقبة تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية، والتي تجمع لبنان وإسرائيل وقوات «اليونيفيل»، حتى عادت المسيّرات الإسرائيلية لتحوم فوق الضاحية الجنوبية. وترافق ذلك مع رسائل عاجلة لسكان قرى الجنوب اللبناني، تحثّهم على إخلاء مبانٍ قبل قصفها. وقال مصدر وزاري لبناني لـ«الشرق الأوسط»، إنّ الخطوة اللبنانية بتعيين السفير سيمون كرم في لجنة «الميكانيزم»، «عكست إرادة سياسية واضحة بإرسال إشارة تهدئة إلى المجتمع الدولي، وفتح نافذة في المسار التفاوضي». وأشار، في المقابل، إلى أنّ «المشهد الذي رافق التصعيد الإسرائيلي كان صادماً، لكنه لا يُطيح بأهداف المبادرة اللبنانية». وأوضح المصدر: «التفاوض القائم اليوم هو إطار سياسي - تقني لمحاولة منع الحرب الشاملة واستبعاد سيناريو الانزلاق الكبير نحو مواجهة مفتوحة»، لافتاً إلى أنّ «هذا المسار لا يعني تلقائياً وقف الاستهدافات؛ بل يهدف إلى ضبط الإيقاع ومنع الانفجار الكامل». ورأى أنّ «أي خفض لوتيرة الضربات أو الاستهدافات، سيتوقف على مدى التزام إسرائيل بالمسار التفاوضي، وعلى الضغوط الدولية التي تتكثف عليها حالياً»، مشيراً إلى أنّ أي تبدّل في السلوك الإسرائيلي «سيكون نتيجة هذا الاتجاه تحديداً». وأكّد أنّ «لبنان سيستمر في التواصل مع الجهات الدولية المعنية، وسيبقى منخرطاً في أي جهد يسهم في منع الحرب وتثبيت الاستقرار».

آفاق التفاوض وحدود التصعيد

وعلى الرغم من محاولات إسرائيل تقويض الخطوة عبر التصعيد، لا يبدو أنّ أبواب التفاوض قد أُغلقت؛ فالمشهد السياسي يشير إلى أنّ لبنان ما زال يملك مساحة للحركة، بشرط الحفاظ على قنوات التواصل مع الوسطاء الدوليين، وتثبيت دور الدولة في إدارة الملف. وترى مصادر لبنانية أنه «إذا كان المسار التفاوضي لا يحمل ضمانات مباشرة لوقف النار، فإنه يشكّل الأداة الوحيدة المتاحة حالياً لمنع الانزلاق نحو مواجهة واسعة، في ظل رغبة دولية واضحة في حماية الاستقرار على الحدود الجنوبية». في موازاة ذلك، تبرز قراءة سياسية إضافية يقدمها النائب مارك ضو، الذي رأى أنّ التصعيد الإسرائيلي الأخير «لا يبدو ردّاً مباشراً على الخطوة اللبنانية بتعيين السفير سيمون كرم في لجنة (الميكانيزم)»، موضحاً أنّ إسرائيل «لا تتعامل مع التطورات اللبنانية بوصفها جزءاً من سياستها الداخلية؛ بل تتحرك وفق حسابات (رئيس حكومتها) بنيامين نتنياهو الشخصية والانتخابية، وحاجته المستمرة لإبقاء الحرب مفتوحة حفاظاً على وضعه الداخلي». وأضاف أنّ جبهة لبنان بالنسبة لنتنياهو «أداة ضرورية لرفع منسوب التوتر من أجل تحقيق مكتسبات سياسية قبل الانتخابات». وأشار ضو، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنّ «الاستهدافات الإسرائيلية الأخيرة في الجنوب، رغم خطورتها، تشبه رسائل سياسية أكثر منها خطوات عسكرية واسعة». واعتبر أن ما حصل «يدخل أيضاً في إطار محاولة نتنياهو تعطيل المسار التفاوضي عبر استفزاز (حزب الله)، بالتوازي مع طرح أفكار تتعلق بالتعاون الاقتصادي، ما يعكس رغبة في خلط الأوراق، ومنع لبنان من التقدّم بالمقاربة الدبلوماسية».

احتواء السلاح

وفي سياق النقاش الدولي حول نزع السلاح، لفت ضو إلى الموقف الذي عبّر عنه الموفد الأميركي توماس برّاك، الذي تحدث عن مقاربة «الاحتواء وعدم تمكين السلاح من الاستخدام»، أي «منع الحركة، وضبط الإمداد، ومراقبة النشاط العسكري، وإضعاف القدرة على تنفيذ عمليات». أما فيما يتصل بالمفاوضات، فأكد ضو أنّ لبنان «يتقدّم نحو طاولة التفاوض بهدف واضح: تحرير الأراضي المحتلة، واستعادة الحقوق، وترسيم الحدود، وإنهاء حالة الصراع المسلّح»، مشيراً إلى أنّ رئيس الجمهورية جوزيف عون، ورئيس الحكومة نواف سلام «شدّدا أكثر من مرة على أن الغاية النهائية هي الوصول إلى سلام ضمن إطار المبادرة العربية». لكنه رأى في المقابل أنّ «لا (حزب الله) ولا إسرائيل يملكان اليوم مصلحة فعلية بإنهاء الاشتباك، الأمر الذي يضع عبئاً أكبر على الدولة اللبنانية». ورغم التعقيدات، اعتبر ضو أنّ «اللحظة الإقليمية والدولية استثنائية وقد لا تتكرّر، لجهة الدور العربي المحوري، والضغط الفرنسي الفاعل، والدعم الأميركي في ظل إدارة تمضي نحو تثبيت اتفاقات سلام من القوقاز إلى أفريقيا وأوروبا». وقال: «هذه فرصة تاريخية للبنان كي يثبت دور الدولة، وينهي الصراع المسلح، ويبدأ إعادة الإعمار والإصلاح». وأكد أنّ «المصلحة الوطنية تقتضي وقف الحرب، وحماية الجنوبيين، وتأمين ضمانات دولية، وإعادة تفعيل مؤسسات الدولة والجيش في الجنوب»، معتبراً أنّ استثمار لبنان هذه الفرصة «سيحرج نتنياهو، لأنه سيواجه دولة تفاوض من موقع قوي ومدعومة عربياً ودولياً، فيما هو محاصر باعتباراته الداخلية».

 

مساعٍ لترتيب زيارة لقائد الجيش اللبناني إلى واشنطن

بطريرك الموارنة يدعم المفاوضات مع إسرائيل... ويعتبر أن «عهد الحرب ولّى»

بيروت/الشرق الأوسط/09 كانون الأول/2025

دعم البطريرك الماروني بشارة الراعي خطوة لبنان باتجاه مفاوضات مدنية مع إسرائيل، وطمأن إلى أن «عهد الحرب والنزاعات والصدامات قد ولّى، واليوم بات عهد التفاوض والسلام»، وذلك وسط مساعٍ لترتيب زيارة لقائد الجيش العماد رودولف هيكل إلى واشنطن. ويأتي ذلك بعد ساعات على الإعلان عن اتفاق في الكونغرس الأميركي على «قانون تفويض الدفاع الوطني» الذي تضمن نصوصاً تربط بين زيادة الدعم للقوات المسلحة اللبنانية وبين هدف مواجهة التهديدات التي يمثلها «حزب الله» والتنظيمات الإرهابية الأخرى. ويحتل دعم الجيش اللبناني قائمة أولويات السلطات اللبنانية ودول صديقة للبنان، وذلك بهدف تمكينه من تنفيذ مهامه، بما في ذلك قرار «حصرية السلاح» في أيدي الدولة فقط، وتثبيت الاستقرار على الحدود الجنوبية مع إسرائيل. وكان من المفترض أن يزور قائد الجيش، رودولف هيكل، العاصمة الأميركية الشهر الماضي، قبل تأجيل الزيارة عقب تبلّغه بإلغاء بعض اللقاءات المدرجة على جدول أعماله.

زيارة قائد الجيش

وبينما يستعد الجيش لتنفيذ المرحلة الأولى من خطة «حصرية السلاح» في منطقة جنوب الليطاني الحدودية مع إسرائيل قبل نهاية هذا العام، كشف السفير الأميركيّ لدى لبنان ميشال عيسى عن وجود «اتصالات لعودة زيارة قائد الجيش رودولف هيكل إلى واشنطن». وإذ أعرب عن اعتقاده أنّ «الزيارة ستتم»، قال إثر زيارته وزير الخارجية يوسف رجي، إن «الأمور تصبح أوضح بالنسبة إلى زيارة قائد الجيش لواشنطن، ولكن لا شيء محدّداً حتى الآن». وعن اجتماعات لجنة الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل (لجنة «الميكانيزم»)، قال عيسى: «لم ننتظر السلام من الاجتماع الأوّل، فعلى الأطراف أن تلتقي، ومن ثم يقدمون على الطاولة ما يمتلكون». وجاء ذلك بالتزامن مع موافقة الكونغرس الأميركي على إلغاء العقوبات التي فُرضت على سوريا بموجب «قانون قيصر»، وتضمن النص النهائي لقانون «تفويض الدفاع الوطني» الأميركي، بعد التعديلات، «زيادة الدعم للقوات المسلحة اللبنانية بما يمكنها من مواجهة التهديدات التي يمثلها (حزب الله) وأي تنظيم إرهابي آخر يهدد أمن لبنان وجيرانه». ومدّد صلاحية الدعم إلى 31 ديسمبر (كانون الأول) 2026، بعدما كانت المهلة تنتهي في 31 ديسمبر 2025. ونصت «المادة 1226» من قانون «تفويض الدفاع الوطني» على «تعزيز الشراكة الأمنية مع الأردن ولبنان»، وجاء فيها: «يسعى وزير الدفاع، استناداً إلى الصلاحيات القائمة، إلى تقديم المساعدة - بما في ذلك التدريب والمعدات والدعم اللوجستي والإمدادات والخدمات - لحكومتَي الأردن ولبنان». وحدد الهدف من الدعم لحكومة لبنان بـ«زيادة قدرات القوات المسلحة اللبنانية بهدف نزع سلاح تنظيم (حزب الله) الإرهابي المدعوم من إيران».

مفاوضات مدنية

وبموازاة ذلك، يمضي لبنان في المفاوضات المدنية مع إسرائيل بهدف تثبيت الاستقرار ومنع تجدد القتال على الجبهة الجنوبية. وبحث البطريرك الماروني بشارة الراعي مع الرئيس اللبناني جوزيف عون الأوضاع على الساحة المحلية والتطورات بعد تعيين السفير السابق سيمون كرم في لجنة «الميكانيزم»، وترؤسه أول اجتماع لها بوجود مفاوضين مدنيين يوم الأربعاء الماضي. وقال الراعي بعد لقائه عون: «نحن نفرح اليوم بأن فجر السلام حطّ رحاله في لبنان بعد زيارة» بابا الفاتيكان ليو الرابع عشر، مضيفاً أنه «من الجدّي أن تحصل المفاوضات؛ لأنها على الأقل تبقى أفضل من الحرب، وخصوصاً بعد تعيين السفير كرم الذي يحظى بثقة دولية بشخصه، وهذا نقرأه على أنه من نتائج زيارة البابا، فنحن في زمن سلام وعلينا أن نعيشه، وهو ما يشكل فرحة للبنانيين؛ فعهد الحرب والنزاعات والصدامات قد ولّى، وبدأ عهد الجلوس والتفاوض معاً، وهو أمر مدعوم دولياً». وقال الراعي: «لا أعلم لماذا لا تزال إسرائيل تهدد بالحرب، فالأميركيون قادرون و(يمونون) عليها كما يبدو، وقبولهم بالمفاوضات علامة جيدة، ولا يجب أن ننسى أن الجيش اللبناني يقوم بعمله، وينتشر كما يجب في جنوب الليطاني، وهو أمر معروف لدى إسرائيل والأميركيين». وتابع الراعي: «لا خوف لديّ من اندلاع حرب؛ لأن اللغة حالياً هي لغة التفاوض والدبلوماسية والسياسة وليست لغة الحرب التي لا يريدها أحد، وخصوصاً أن الجيش اللبناني يقوم بالمهام الموكلة إليه». وإذ أعرب عن اعتقاده «أننا لن نشهد حرباً جديدة»، قال الراعي: «نعتبر السفير كرم شخصية ممتازة للمفاوضات، ومن المفترض أن يكون من عيّنه الإسرائيليون في المقابل شخصاً قادراً على التفاوض. الأمور تحتاج إلى بعض الوقت، ولا يمكن الاستعجال، ولكن هذا هو الجو السائد؛ جو المفاوضات والسلام وليس جو الحرب، وهذا هو الأهم». وأمل الراعي «أن يستوعب الجميع موقف رئيس الجمهورية والمفاوضات، والأخذ في الاعتبار أن المفاوضات لا تعني أننا ذاهبون إلى اتفاق مع إسرائيل، بل هي أولية، ولن يبقى أحد جانباً، ولا أحد يمكنه أن يضع جانباً أياً كان».

 

وفد قضائي لبناني إلى دمشق لحلّ أزمة السجناء السوريين ...لقاء الشرع وسلام في الدوحة دفع لتسريع الملفّ

بيروت: يوسف دياب/الشرق الأوسط/09 كانون الأول/2025

يزور وفد قضائي لبناني رفيع العاصمة السورية دمشق، الأربعاء المقبل؛ لمناقشة مشروع اتفاقية قضائية تسمح بتسليم الموقوفين والمحكومين السوريين إلى بلادهم، بما لا يتعارض مع القوانين اللبنانية المرعية الإجراء؛ وحتى لا يؤدي هذا الملفّ إلى تعقيدات في العلاقات بين البلدين. ويترأس الوفد اللبناني إلى دمشق مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية، القاضي كلود غانم، بعضوية القاضيين منى حنقير وجاد معلوف، وسيلتقي وزير العدل السوري مظهر الويس وكبار القضاة السوريين. وأوضح مصدر قضائي لـ«الشرق الأوسط» أن الوفد «سيعرض على الجانب السوري مشروع الاتفاقية القضائية التي أعدها لبنان لحلّ أزمة السجناء السوريين»، مشيراً إلى أن مسودة الاتفاقية «تلبّي إلى حد كبير مطالب الجانب السوري، ولا تتعارض مع القوانين اللبنانية وسيادة الدولة». وإذ تجنّب المصدر الحديث عن كيفية معالجة معضلة الموقوفين السوريين المتهمين بقتال الجيش اللبناني، لفت إلى «مشروع يحترم سيادة الدولة اللبنانية وقوانينها، ويعالج في الوقت نفسه ملفّ السجناء السوريين بشكل قانوني وعملي»، لافتاً إلى أن الجانبين اللبناني والسوري «سيناقشان الملاحظات أو التحفظات التي سيبديها أي منهما، كما أن الاتفاقية ترعى مسألة التعاون السوري للكشف عن مصير المفقودين اللبنانيين في سوريا».

لقاء الشرع - سلام

يأتي إعلان السلطات اللبنانية عن إيفاد الفريق القضائي إلى دمشق، بعد يومين فقط من اللقاء الذي جمع رئيس حكومة لبنان، نواف سلام، بالرئيس السوري، أحمد الشرع، في العاصمة القطرية، على هامش مشاركتهما في «منتدى الدوحة»، وتشديدهما على إعادة فتح قنوات التواصل بين بيروت ودمشق بشأن ملفات كانت مجمّدة منذ فترة طويلة. وعلمت «الشرق الأوسط» أن الدوحة «دخلت بقوة على خطّ الوساطة بين بيروت ودمشق، ولعبت دوراً بارزاً في إعادة وضع هذا الملف على الطاولة، خوفاً من انعكاساته على مسار العلاقات بين البلدين».

وكشفت مصادر رسمية عن أن السفير القطري في بيروت، سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، زار في الساعات الماضية وزير العدل اللبناني عادل نصار، حيث نقل إليه رغبة القيادة القطرية في ضرورة تسريع الاتصالات مع الجانب السوري. وأكدت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن سفير قطر «نقل خشية بلاده من أن يؤدي استمرار التعقيد في هذا الملف إلى توتر سياسي قد ينعكس سلباً على محاولات تثبيت قنوات التواصل الإيجابية بين لبنان وسوريا». ووفق المصادر، فإن وزير العدل، عادل نصار، شرح خلال لقائه السفير القطري «مكامن التعقيدات التي ما زالت تعترض هذا المسار، حتى في حال إبرام الاتفاقية القضائية الجديدة، وأبلغه بأن تمرير الاتفاق يحتاج إلى قنوات قانونية واضحة لا يمكن تجاوزها؛ أهمها إقرارها من قبل البرلمان اللبناني». ووفق المصادر، فإن «الكباش السياسي على قانون الانتخابات يُبقي المجلس النيابي مقفلاً أمام إقرار أي قانون؛ مما يعني أن الاتفاقية حتى في حال التوافق عليها لن تبصر النور»، مشيراً إلى «إمكانية الدخول في نقاش قانوني ودستوري بشأن عرضها على مجلس الوزراء، أو توقيعها من قبل الرئيس اللبناني، جوزيف عون، ونظيره السوري، أحمد الشرع، بما يضمن احترام الأطر الدستورية في البلدين».

تسليم المحكومين السوريين

وتؤكد المصادر أن مشروع الاتفاقية القضائية الجديدة، التي سيناقشها الوفد اللبناني مع الجانب السوري في دمشق، ينصّ بوضوح على إمكانية تسليم المحكومين السوريين إلى سلطات بلادهم، على أن يستكملوا تنفيذ العقوبات الصادرة بحقهم في سوريا، ما لم تقرر الدولة السورية منحهم العفو. وذكّرت المصادر بأن دمشق «تعدّ أنّ قسماً كبيراً من السجناء السوريين في لبنان، الذين اتُّهموا أو أُدين عدد منهم بجرائم مرتبطة بالإرهاب، هم في الواقع من معارضي النظام السابق، وأن الظروف السياسية التي حكمت تلك المرحلة لعبت دوراً أساسياً في توقيفهم ومحاكمتهم. كما أن السلطات السورية التي حاولت استعادة هؤلاء السجناء قبل حلول الذكرى الأولى لـ(انتصار الثورة السورية)، تأخذ في الحسبان أن السلطة اللبنانية التي كانت تتولى هذا الملف (عملت تحت نفوذ حزب الله؛ الحليف السياسي والعسكري لبشار الأسد؛ الأمر الذي أثار كثيراً من الشبهات في دمشق بشأن خلفيات توقيف المئات منهم وإبقائهم دون محاكمة سنوات طويلة».

 

واشنطن تصعّد انخراطها مع تحذير إسرائيلي من جبهة شرقية ناشئة

ال بي سي/08 كانون الأول/2025 (مترجم من الإنكليزية)

من الحدود الشمالية، من المقرر أن يتلقى سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة مايكل والتز إحاطة حول الوضع المتعلق بلبنان، كجزء من جولته في الشرق الأوسط التي تشمل محطات في الأردن وإسرائيل، حيث سيمضي أربعة أيام.افتتح والتز اليوم الأول من محادثاته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وعرض رؤية واشنطن لغزة وسوريا ولبنان، وبحث سبل منع التصعيد على هذه الجبهات. وقال سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، داني دانون، إن الملف اللبناني كان محور التركيز الأساسي لمناقشات والتز في إسرائيل. وفيما يتعلق بسوريا وإمكانية التوصل إلى اتفاق أمني، تبدو هذه الاحتمالية بعيدة بشكل متزايد، خاصة بعد رفض الرئيس السوري أحمد الشرع استمرار وجود القوات الإسرائيلية على جبل الشيخ وسيطرتها على منطقة أمنية في الجنوب. كما أعرب المسؤولون الإسرائيليون عن قلقهم إزاء وصول القوات التركية إلى شمال سوريا وتزايد الدعوات للتنسيق مع واشنطن بشأن هذه القضية. وسط تقارير تفيد بأن الجيش الإسرائيلي اعترض اتصالات من القوات الأمريكية المتمركزة في القاعدة الأمريكية في كريات جات، تم إبلاغ والتز بأن إسرائيل بدأت في بناء حاجز أمني يمتد لمسافة 500 كيلومتر من هضبة الجولان إلى شمال إيلات، على طول ما يُعرف بالحدود الشرقية بين إسرائيل والأردن. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتز إن الهدف من الحاجز والمنشآت المرتبطة به هو كبح تهريب الأسلحة ومواجهة محاولات إيران ووكلائها لإنشاء جبهة شرقية ضد إسرائيل.

 

 تحضيرات جارية في باريس: مؤتمر دولي لدعم الجيش اللبناني متوقع في كانون الثاني

ال بي سي/08 كانون الأول/2025 (مترجم من الإنكليزية)

أشارت مصادر فرنسية وأمريكية إلى أنه من المتوقع عقد المؤتمر الدولي لدعم الجيش اللبناني في كانون الثاني (يناير)، رغم أن موعداً نهائياً لم يحدد بعد. وبينما من المرجح أن تكون باريس هي المضيفة، قال مسؤولون فرنسيون لـ LBCI إن فرنسا كانت تفضل في البداية عقد المؤتمر هذا الشهر، لكنها لم تعترض على تأجيله بضعة أسابيع لضمان نجاحه. وفي إطار التحضير للمؤتمر، من المقرر عقد اجتماع تحضيري هام الأسبوع المقبل في باريس، يجمع المبعوثة الأمريكية مورغان أورتاغوس، والأمير يزيد بن فرحان من المملكة العربية السعودية، وآن كلير ليجيندر من فرنسا. ووفقاً للتوقعات الفرنسية، من المقرر أن يشارك أيضاً قائد الجيش اللبناني، العماد رودولف هيكل. وقالت مصادر لبنانية إن المسؤولين في بيروت أُبلغوا مباشرة من قبل أورتاغوس بأن المؤتمر سيعقد خلال الشهر الأول من عام 2026. وأضافت المصادر أن عاملين رئيسيين يقفان وراء هذا التوقيت: تعيين سيمون كرم رئيساً للوفد المفاوض اللبناني في الناقورة، وتزايد الثقة الأمريكية والفرنسية والدولية بأن الجيش اللبناني ينفذ بدقة خطته لتقييد أسلحة حزب الله جنوب وشمال نهر الليطاني. ويقدم الجيش تقارير مفصلة للآلية وللحكومة وللإعلام، ومن المتوقع صدور التقرير النهائي عن المنطقة الواقعة جنوب الليطاني في الأسبوع الأول من العام الجديد.

 

تقرير: بري يطلب فتوى من خامنئي لتسليم الصواريخ الدقيقة والطائرات المسيرة

نهارنت/08 كانون الأول/2025  (مترجم من الإنكليزية)

نقل رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى الإيرانيين ثلاثة مطالب تعكس قلقه المتزايد بشأن استمرار انخراط لبنان في "لعبة المحاور"، وفقاً لما ذكره مصدر دبلوماسي مطلع للغاية. وقال المصدر لصحيفة "نداء الوطن": "المطلب الأول يدعو إلى إبقاء لبنان على الحياد التام في أي مواجهة مستقبلية بين إيران وإسرائيل والامتناع عن استخدام الساحة اللبنانية كورقة ضغط في مفاوضات طهران مع واشنطن". وأضافت المصادر، نقلاً عن بري قوله إنه يمكنه ضمان الرد الأمريكي، أن "المطلب الثاني كان أكثر حساسية، حيث طلب بري فتوى من المرشد الأعلى علي خامنئي تسمح لحزب الله بتسليم الصواريخ الموجهة بدقة والطائرات المسيرة، مقابل تأمين موافقة أمريكية على صفقة تؤدي إلى إنهاء كامل للحرب". وتابع المصدر أن "المطلب الثالث كان الحصول على أموال سريعة وعاجلة لدعم عشرات الآلاف من الشيعة الذين فقدوا منازلهم وأعمالهم وممتلكاتهم بسبب الحرب الأخيرة". وأشار المصدر إلى أن الرد الإيراني كان "غامضاً"، حيث وافقت طهران فقط على مطلب التمويل. ومضى المصدر قائلاً إن طهران "لم تقدم أي إجابة واضحة بشأن مطلب الحياد أو الفتوى، مما زاد من مستوى القلق بين الأوساط السياسية والدينية الشيعية، التي اعتبرت أن ’الصمت الإيراني‘ هو رسالة بحد ذاته وأن قرار طهران التمسك بالورقة اللبنانية لم يتغير رغم الأثمان الباهظة". وكان المساعد السياسي لبري، النائب علي حسن خليل، قد زار طهران في الأيام الأخيرة، حيث أجرى محادثات مع مسؤولين كبار. وفي غضون ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية يوم الأحد أن "إيران لا تتدخل في لبنان" وأن "حزب الله مؤسسة تتخذ القرار بشأن أسلحتها بشكل مستقل".

 

تقرير: نتنياهو يبلغ واشنطن بأنه سيتجنب ضربات مماثلة لتلك التي وقعت يوم الخميس

نهارنت/08 كانون الأول/2025 (مترجم من الإنكليزية)

رحبّت المبعوثة الأمريكية مورغان أورتاغوس بخطوة لبنان تسمية ممثل مدني في لجنة وقف إطلاق النار التابعة للآلية، لكن الرئيس جوزف عون أعرب لها عن أسفه للضربات الإسرائيلية العنيفة التي استهدفت مبانٍ سكنية في جنوب لبنان في اليوم التالي، حسبما أفاد تقرير إعلامي. ونقلت صحيفة "الجمهورية" عن عون قوله إن ما حدث "مثّل رسالة سلبية من (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو، خاصة أن تفتيش المواقع المستهدفة أثبت أنها كلها أهداف مدنية لا تحتوي على أصول عسكرية لحزب الله كما زعمت إسرائيل". وأضافت الصحيفة أن "أورتاغوس أعربت عن تفهمها لملاحظات عون، مضيفة أنها وبّخت نتنياهو نيابة عن إدارتها على ما حدث، وأن نتنياهو قال إنه سيحرص على تجنب تكرار مثل هذه الخطوة".

 

 عيسى يقول إن زيارة قائد الجيش إلى واشنطن مرجحة

نهارنت/08 كانون الأول/2025  (مترجم من الإنكليزية)

كشف السفير الأمريكي لدى لبنان ميشال عيسى يوم الاثنين عن وجود اتصالات بشأن إعادة جدولة زيارة قائد الجيش رودولف هيكل إلى واشنطن، معرباً عن اعتقاده بأن الزيارة ستتم. أما بالنسبة لاجتماعات الآلية، فقال عيسى بعد لقائه وزير الخارجية يوسف رجّي إنه لم يكن أحد "يتوقع السلام من الاجتماع الأول". وأضاف عيسى: "يتعين على الأطراف أن تجتمع ومن ثم تضع ما لديها على الطاولة". من جانبها، قالت السفارة الأمريكية إن عيسى أجرى "نقاشاً جيداً" مع رجّي حول العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة ولبنان، مكررة "دعم الولايات المتحدة لسيادة لبنان وسلامه وازدهاره".

 

 هل يزور عون البيت الأبيض قريباً؟

نهارنت/08 كانون الأول/2025 (مترجم من الإنكليزية)

تجري اتصالات بين بعبدا وواشنطن لترتيب زيارة رسمية للرئيس جوزف عون إلى البيت الأبيض للقاء الرئيس دونالد ترامب في مطلع العام الجديد، حسبما أفادت صحيفة "الجمهورية" يوم الاثنين.

ومن المقرر أن يزور عون سلطنة عُمان يوم الثلاثاء بدعوة من السلطان هيثم بن طارق، يرافقه عدد من الوزراء. وذكر المكتب الإعلامي الرئاسي أن "هذه الزيارة تأتي في إطار تعزيز العلاقات الأخوية المتينة التي تجمع لبنان وسلطنة عُمان".

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية

المركزية/08 كانون الأول/2025

*مقدمة نشرة اخبار تلفزيون" ان بي ان "

قبل دخول البلاد فلك فترة الأعياد زخم ديبلوماسي مستمر تجاه لبنان جديده زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي (جان إيف لودريان) عشية استضافة باريس لاجتماع على نية لبنان يعقد في الثامن عشر من الشهر الجاري ويضم الموفدة الأميركية (مورغان اورتاغوس) ومستشارة الرئيس الفرنسي (آن كلير لوجاندر) والموفد السعودي الأمير (يزيد بن فرحان) وسيشارك في هذا اللقاء ايضا قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل.

على صعيد التهديدات الإسرائيلية برز تركيز إعلامي إسرائيلي على التدخل الأميركي حيال الوضع بين لبنان وإسرائيل إذ نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مصادر سياسية قولها إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أوصى رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالانتقال من التهديدات العسكرية إلى الديبلوماسية في غزة ولبنان وسوريا.

داخليا رد المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل على الخطاب الارشادي لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع فأكد أن إجراء الانتخابات في موعدها مسألة ثابتة، مشيرا إلى أن من يريد تعطيل الانتخابات هو من يحاول ربطها بشروط جديدة مشددا على ان الدعوة للجلسات هي صلاحية دستورية وقانونية ونظامية لرئاسة المجلس النيابي وهي لا تقبل الوصاية من أحد.

وعلى بعد أيام قليلة من الإعلان المرتقب للرئيس الاميركي بالانتقال الى المرحلة الثانية من خطة ترامب للسلام في غزة كشفت صحيفة الغارديان البريطانية عن توتر متصاعد بين الحليفين الاميركي والاسرائيلي داخل مركز التنسيق المدني-العسكري في مستوطنة كريات غات  والتي تبعد نحو اثنين وثلاثين كيلومترا من غزة ما أثار خشية دول مشاركة أخرى كبريطانيا من احتمال إساءة استخدام المعلومات.

وفي الداخل الاسرائيلي  تصاعدت الأزمة بين وزير الحرب (يسرائيل كاتس) ورئيس الأركان (إيال زامير) إلى مستوى جديد وبحسب القناة 13 فإن حرب الرجلين ستؤدي الى تفكك الجيش الذي يعاني أصلا أزمة في القوى العاملة.

*مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ام تي في "

قبل عام تماما هرب بشار الاسد من دمشق، فتنفست سوريا هواء الحرية. وقبل عام تماما انهار نظام الظلم والدم في عاصمة الامويين، فبزغ فجر جديد وولدت سوريا الجديدة.

مع ذلك فان صعوبات كثيرة لا تزال تعترض سوريا والسوريين، وهو امر طبيعي بعد خمسة وخمسين عاما من حكم حافظ وبشار الاسد اللذين استباحا دماء السوريين ودمرا سوريا وحولاها أشلاء.

في لبنان، الاسبوع يبدأ بمسحة تفاؤل. فالسفير الاميركي الذي جال على وزيري الداخلية والخارجية، كشف بعد لقائه الوزير يوسف رجي وجود اتصالات ليزور قائد الجيش واشنطن بعدما ارجئت زيارته اليها في السابق.

توازيا ذكرت مصادر سياسية اسرائيلية لصحيفة يديعوت احرونوت ان الرئيس الاميركي ترامب اوصى نتانياهو بالانتقال من التهديدات العسكرية الى الديبلوماسية في لبنان وغزة، وهذا يعني ان الادارة الاميركية بدأت تتعاطى ببعض المرونة مع السلطة اللبنانية بعد تفعيل عمل لجنة الميكانيزم وضم مدنيين اليها. فهل يجمد الموقف الاميركي المستجد ما يعده نتنياهو للبنان؟ ا.

الاكيد ان الضربة العسكرية الاسرائيلية لم تعد وشيكة، اي انها لن تسبق الاعياد، ما يترك المجال للديبلوماسية لتلعب دورها. وفي السياق برزت الزيارة التي يقوم بها المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت الهادفة الى نزع فتيل الانفجار وتأمين مخارج سلمية  للمشاكل اللبنانية المتراكمة.

*مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار "

لا ربط اسرائيليا بين عملياتهم العسكرية والمفاوضات تحت مظلة الميكانيزم..

هذا ما قاله السفير الاميركي في بيروت ميشال عيسى على مسمع وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي. فماذا تقول الحكومة اللبنانية التي ما زالت تصر على ان خطوتها التفاوضية جاءت لدرء المخاطر الاسرائيلية بالتصعيد؟ وماذا في كلام عيسى الذي يستسهل تبني الموقف الاسرائيلي، وتريد ان تقنعنا الحكومة انه الضامن لأمان وسيادة اللبنانيين؟.

سيادة عاد زميل السفير عيسى توم براك الى طمسها بين جديد مقترحاته الداعية الى ضم سوريا ولبنان، فيما افواه السياديين يملأها الماء، والسنتهم كعادتها عند كل موقف اميركي فاقع تصاب بالارتخاء..

وفيما يرخي الاميركي بكامل سطوته على المشهد اللبناني، حط المندوب الرئاسي الفرنسي “جان ايف لودريان” بوعوده التاريخية عن مؤتمرات الدعم والمساعدات المفقودة وعهوده السياسية المثقوبة، سائحا بين الرئاسات والمكونات السياسية والحزبية مثنيا على ارسال مدني الى الميكانيزم كخطوة تاريخية.

اما رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون فقد رحب بأي دور فرنسي في الميكانيزم يساهم في تحقيق الأهداف الأساسية للمفاوضات التي تجري في اطارها ، مؤكدا رفضه للاتهامات التي تدعي عدم قيام الجيش اللبناني بدوره كاملا في جنوب الليطاني..

اما مرشد الجمهورية سمير جعجع كما وصفه المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل فيقوم بدوره كاملا كبوق للشر واداة للخراب، وبعد عنتريات الامس خلال مؤتمر حزبه، تأكيد من النائب خليل بان موقع رئاسة مجلس النواب وصلاحياتها فوق كل تطاول جعجع، قائلا ان من يريد الانتخابات النيابية لا يستخدمها كسلاح ضد الآخرين..

في آخر الاخبار وليس اغربها عند من يعرف الصهاينة، فان الجيش العبري المدجج بكل انواع السلاح والتكنولوجيا الاميركية، يقوم بالتجسس على قاعدة عسكرية أميركية أقيمت في بلدة كريات غات جنوب الكيان، والتي أنشئت بهدف متابعة خطط دونالد ترامب في غزة ومراقبة مراحل التطبيق ..

*مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "او تي في "

في انتظار الاجتماعين المقبلين للجنة الميكانيزم المطعمة بمدنيين في 19 كانون الاول الجاري، و5 كانون الثاني المقبل، حركة سياسية لبنان في الخارج، وخارجية تجاه لبنان.

فرئيس الجمهورية الذي يزور عمان وما ترمز اليه على مستوى المفاوضات الاقليمية، يعمل لزيارة قريبة لواشنطن، التي من المحتمل ان تعود عن الغائها لزيارة قائد الجيش، كما كشف السفير ميشال عيسى اليوم.

وفي الموازاة، مبعوث الرئيس الفرنسي جان ايف لودريان يحط في بيروت، من دون ان يكون للزيارة عنوان واحد محدد، علما أنها تأتي قبيل لقاء يجري الاعداد له في باريس حول لبنان، على ان يضم الى فرنسا، الولايات المتحدة والسعودية ومصر.

اما الملفات المحلية، ففي حال مراوحة، في ضوء الفشل الحكومي الواضح والمتمادي في معالجة الملفات الاساسية، في وقت عاد قانون الانتخاب ليطرح نفسه بندا اول على الساحة السياسية بعد استبعاد شبح الحرب بصورة مؤقتة.

وفيما يدور الخلاف حول قانون الانتخاب في الحلقة المفرغة نفسها، في انتظار الارنب المتوقع بعد رفع سقف التصعيد، توقف مراقبون عند النبرة التي خاطب فيها رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع امس شركاءه في المجتمع والوطن، معتبرا أنه اختار توقيت كلامه عن قصد، وليس صدفة، حيث أراد تشتيت انتباه اللبنانيين عن انقطاع متواصل للكهرباء في لبنان، وعن عتمة مستمرة في عهد وزير الطاقة القواتي، فضلا عن عجز الواضح في باقي الوزارات.

ورأت الاوساط ان جعجع ذهب الى الاختباء خلف الانجازات العسكرية الاسرائيلية، ليحاول الايحاء بأنه شريك بصناعة التغيير، ليس فقط على مستوى لبنان بل الشرق الاوسط، ساعيا إلى ايهام المسيحيين بأنه رجل القرار والأفعال فيما هو يؤدي دورا في مرحلة لا قرار له فيها، حيث يجري تضخيم دوره في مرحلة التفجير السياسية، ليكون مصيره التحجيم في مرحلة التسويات. فهل يدرك اللبنانيون والمسيحيون خطورة هذه السياسية، فيحولون دون ارتدادها على المسيحيين هزيمة جديدة على غرار التجارب السابقة؟ ختمت الاوساط.

*مقدمة نشرة اخبار تلفزيون" ال بي سي "

يسير الشرق الأوسط على التوقيت الأميركي الإسرائيلي.

تختتم هذه السنة بمباحثات يجريها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في واشنطن مع الرئيس دونالد ترامب في التاسع والعشرين من هذا الشهر، وهي المرة الخامسة التي يزور فيها نتنياهو الولايات المتحدة الاميركية هذه السنة.

في كل زيارة كان يحدث شيء ما ، فهل من حدث ما تختتم به هذه السنة؟

قبل هذا الموعد تتلاحق المحطات وتتسابق: لبنانيا حركة دبلوماسية ناشطة على مدى هذا الشهر:

جولة ميدانية جنوبية  لديبلوماسيين لمعاينة ما أنجزه الجيش اللبناني جنوب الليطاني، بعد الجولة الأولى التي تمت فيها معاينة ما تم تحقيقه.

الإجتماع الثاني للجنة الميكانيزم برئاسة مدنيين، من لبنان وإسرائيل.

بدء التحضير لمؤتمر دعم الجيش اللبناني، والتمهيد له في اجتماع تنسيقي يعقد في الثامن عشر من هذا الشهر في باريس بحضور المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان وارجحية حضور المستشارة الفرنسية آن كلير لوجوندر بحسب مصادر فرنسية، و الموفد السعودي يزيد بن فرحان والمبعوثة الاميركية مورغان اورتاغوس وقائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل.

هذا فيما تتكثف الجهود لتجاوز النكسة التي تمثلت بإلغاء زيارة قائد الجيش لواشنطن، سواء من الجانب اللبناني او الاميركي.

من الجانب الإسرئيلي، معاينة ديبلوماسية أميركية للحدود مع لبنان، وكأن تل أبيب تتحرك ويدها على الزناد، لكن وفق المعطيات، فإن هناك فرصة لتتقدم الديبلوماسية على الخيارات العسكرية، فهل تنجح جولات المفاوضات في تأمين ما يمكن أن تحققه الضربات العسكرية؟.

*مقدمة نشرة اخبار تلفزيون" الجديد "

عام على سقوط نظام الاسد دمشق تقيم احتفالاتها، والمنطقة تقوم بأولى خطواتها نحو مرحلة جديدة من تاريخها قبل عام من الآن طوى الليل آخر أوراق نظام عمر نصف قرن وأكثر غادر الاسد سوريا وتغيرت أحجام اللاعبين في المنطقة، فكانت الواقعة نقطة فاصلة في مسار المعادلات فقطعت جسور كانت ايران تسلك خطوطها براحة وحرية اذ كانت سوريا بالنسبة اليها ومن الناحية الجيوسياسية ممرا الى لبنان وفلسطين وخط دفاع متقدما في معاركها.

بعد اثني عشر شهرا ما زالت المرحلة الانتقالية في سوريا محاطة بتحديات ومخاطر تأتي من شمال شرقي ومن جنوب غربي وتشكل اسرائيل ابرز وجوهها.

وبزيه العسكري الذي ارتداه لحظة سقوط النظام دخل اليوم الرئيس السوري احمد الشرع المسجد الأموي بعد صلاة الفجر ليضع قطعة من ستار الكعبة مقدمة من ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان في رحاب المسجد مؤكدا ان الثوار عنونوا تاريخا جديدا للامة بأسرها لحظة دخولهم دمشق.

كلام الفجر في المسجد الأموي استكمله الشرع عصرا من قاعة المؤتمرات ملتزما بناء سوريا الجديدة ومعلنا بدء معركة الجهد والاجتهاد.

والى الجهود الاممية على خطوط النار اللبنانية وصل الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان على جناح النوايا الفرنسية في ابقاء الدور والحضور من ابواب الاصلاحات والحدود والميكانيزم.

بعد خطوة لبنان بتعيبن السفير سيمون كرم ناقلا دعم الرئيس الفرنسي لهذه الخطوة التي اعطاها اليوم البطريرك الراعي بركته من قصر بعبدا متحدثا عن زمن المفاوضات والسلام.

وعبر البريد الفرنسي السريع ابلغ رئيس الجمهورية الموفد الرئاسي الفرنسي رفضه الاتهامات التي تدعي عدم قيام الجيش اللبناني بدوره جنوب الليطاني مؤيدا اي تدقيق تقوم به لجنة الميكانيزم.

وبالتلازم اعطى السفير ميشال عيسى اليوم اشارات اميركية باتجاه قائد الجيش اذ تحدث عن اتصالات لاعادة ترتيب زيارته الى واشنطن معربا عن اعتقاده بأن الزيارة سوف تتم.

هي مشهدية تختصر مرحلة بدايات جديدة لكن الدخول في التفاصيل العالقة سيبدأ اعتبارا من التاسع عشر من الشهر الحالي موعد الاجتماع المقبل للميكانيزم مسبوقا بلقاء باريسي سيجمع الاطراف الاميركية والفرنسية والسعودية على نية عقد مؤتمر دعم الجيش وتعزيز قدراته ومهامه.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

الغارديان: إسرائيل تتجسس على قوات أميركية في مركز غزة

المدن/08 كانون الأول/2025

كشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية، استناداً إلى مصادر مطلعة، أن عملاء إسرائيليين نفذوا عمليات مراقبة واسعة النطاق استهدفت القوات الأميركية المتمركزة داخل مركز التنسيق المدني–العسكري "CMCC"، وهو المنشأة التي تقودها الولايات المتحدة لمراقبة وقف إطلاق النار في غزة والإشراف على تدفق المساعدات ووضع التصورات الأولية لمستقبل القطاع. وقالت المصادر إن قائد القاعدة الأميركية الفريق أول باتريك فرانك استدعى نظيره الإسرائيلي إلى اجتماع خاص، أبلغه خلاله بوضوح أن "التسجيل يجب أن يتوقف هنا"، في إشارة إلى قيام أطراف إسرائيلية بجمع معلومات استخباراتية عن العسكريين الأميركيين والمتعاونين الدوليين العاملين في المركز. ورفض الجيش الأميركي التعليق على ما إذا كانت إسرائيل قد سجلت محتوى اجتماعات حساسة داخل المركز، بينما قال الجيش الإسرائيلي إن المحادثات غير مصنفة سرية، وامتنع عن الرد على الطلب الأميركي بوقف التسجيل.

مخاوف داخلية

وأشارت الصحيفة إلى أن موظفين وزواراً من دول أخرى أبلغوا عن قلق متزايد من احتمال تسجيل إسرائيل الاجتماعات والمحادثات. ودفع ذلك بعض الوفود إلى تجنب مشاركة معلومات حساسة خشية تسريبها أو استخدامها خارج الإطار المتفق عليه. وتضيف المصادر أن بعض المشاركات الفلسطينية عبر الفيديو — القليلة أصلاً — قُطعت مراراً من جانب مسؤولين إسرائيليين، الأمر الذي عزز شعوراً متزايداً بأن العملية بكاملها تمضي دون منح الفلسطينيين أي تمثيل حقيقي أو حقٍ في صياغة مستقبلهم.

تخطيط بلا تفويض دولي

وأُنشئ المركز في تشرين الأول/ أكتوبر 2025 داخل مبنى متعدد الطوابق في المنطقة الصناعية بمدينة كريات غات، على بُعد نحو 20 كيلومتراً من غزة. ويضم ضباطاً أميركيين وإسرائيليين ومخططين عسكريين من دول حليفة، بينها المملكة المتحدة والإمارات العربية المتحدة، فيما يغيب أي حضور لفصائل أو منظمات فلسطينية مدنية أو إنسانية، كما تغيب السلطة الفلسطينية تماماً. وتكشف وثائق استخباراتية وعسكرية اطلعت عليها "الغارديان" أن وثائق التخطيط الأميركية تتجنب استخدام كلمتي "فلسطين" أو "فلسطيني" وتكتفي بالإشارة إلى السكان باسم "الغزيين" فقط، في مؤشر على الاتجاه العام داخل المركز لتجاوز البعد السياسي الأوسع للملف. ويخشى دبلوماسيون وعمال إغاثة داخل المركز أن يؤدي المزج بين العمل العسكري والإنساني إلى خرق محتمل للقانون الدولي، في ظل غياب تفويض واضح من الأمم المتحدة، وحرمان الفلسطينيين من المشاركة في صياغة الخطط التي تخص مستقبلهم.لكن مغادرة المركز — وفق هؤلاء — تعني ترك القرارات المصيرية في يد الجيش الإسرائيلي والمخططين الأميركيين الجدد، الذين يعترف بعضهم بأن معرفتهم بغزة وسياقها السياسي محدودة للغاية.

سيطرة إسرائيلية ونفوذ أميركي محدود

ورغم أن تقارير أولية تحدثت عن تنازل إسرائيل عن سلطة تحديد ما يدخل إلى غزة لصالح القوات الأميركية، فإن مسؤولين أميركيين يقولون إن السيطرة الفعلية على المعابر وعلى ما يدخل إلى القطاع لا تزال بيد إسرائيل بشكل كامل. وعلى مدى الأسابيع الماضية، وجد عشرات الخبراء الأميركيين — المتخصصين في إدارة الكوارث وفتح خطوط الإمداد في المناطق الخطرة — أن أكبر عقباتهم ليست هندسية، بل تتعلق بالقيود الإسرائيلية على دخول السلع. وقد غادر العديد منهم المركز بعد أسابيع قليلة. ووفق دبلوماسيين، فإن النقاشات مع الجانب الإسرائيلي أدت أحياناً لتعديل بعض القوائم، ما سمح بإدخال مواد مثل أعمدة الخيام والمواد الكيميائية لتنقية المياه. لكن سلعاً أخرى — بينها الأقلام والورق اللازمة لإعادة تشغيل المدارس — جرى منعها دون تفسير. ويأتي ذلك في وقت أدّى فيه الحصار الكامل الذي فرضته إسرائيل في الصيف الماضي إلى دفع أجزاء من غزة نحو المجاعة، وفق تقديرات منظمات دولية.

غموض في الجدول الزمني

وتقول المصادر إن النفوذ الأميركي داخل المركز كبير لكنه لا يرقى إلى مستوى السيطرة، فيما تبقى إسرائيل صاحبة الكلمة العليا في كل ما يتعلق بالأمن والمحيط الجغرافي لغزة. وحين سُئل مسؤول أميركي عن الجدول الزمني لتنفيذ الخطط التي صيغت داخل المركز، امتنع عن تقديم أي موعد، مؤكداً أن دور الجيش الأميركي يتركز في الجانب السياسي، في إشارة إلى أن التنفيذ العملي يبقى مشروطاً بموافقة إسرائيل. تكشف المعلومات التي نشرتها "الغارديان" أن مركز التنسيق المشترك الذي أنشئ لمراقبة وقف إطلاق النار وتنسيق المساعدات تحول تدريجياً إلى ساحة توتر بين واشنطن وتل أبيب، بعد ظهور أدلة على تجسس إسرائيلي داخل منشأة يقودها الأميركيون. وفي ظل غياب التمثيل الفلسطيني وغياب تفويض دولي، ومع تزايد المخاوف من انتهاك القانون الدولي، تتجه الأنظار إلى ما إذا كانت الولايات المتحدة ستعيد صياغة دورها في المركز، أم ستستمر في إدارة ملف غزة ضمن معادلة توازن مع إسرائيل يصعب — حتى الآن — تغييرها.

 

الضفة: شهيدان في قلقيلية.. واقتحامات واعتقالات بمناطق متفرقة

المدن/08 كانون الأول/2025

استُشهد شابان فلسطينيان برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في محافظة قلقيلية، شمال غربي الضفة الغربية المحتلة، مساء أمس الأحد، فيما اقتحمت قوات الاحتلال عدة بلدات ومدن في الضفة ما أدى لإصابة عدد من الفلسطينيين بجراح واعتقال آخرين. وقالت الهيئة العامة للشؤون المدنية الفلسطينية، إن الشاب مؤمن نضال أبو رياش (19 عاماً) استشهد برصاص الاحتلال وقد احتُجز جثمانه، كما أصيب الشاب براء بلال عيسى قبلان، بجروح خطيرة ما أدى لاستشهاده بعد ذلك. واعتقلت قوات الاحتلال شاباً آخر بين بلدتي عزون وعزبة الطبيب شرق قلقيلية. وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، أطلق جنود الاحتلال المتمركزون عند المدخل الرئيسي (الشمالي) لبلدة عزون، الرصاص الحي صوب مركبة كانت تسير بمحاذاة شارع قلقيلية في نابلس، ما أدى لاستشهاد أبو رياش، من سكان مدينة قلقيلية. وأعلنت الهيئة العامة للشؤون المدنية الفلسطينية، صباح اليوم الاثنين، أنها أبلغت وزارة الصحة الفلسطينية باستشهاد الشاب براء قبلان (21 عاماً) متأثراً بجراحه التي أصيب بها أمس، برصاص قوات الاحتلال في محافظة قلقيلية، مع احتجاز جثمانه. وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إنّ قوات الاحتلال منعت طواقمها من الوصول إلى المركبة لبعض الوقت، قبل أن تسمح لهم بالتعامل مع المصاب. وأضافت أن جنود الاحتلال أجبروا الطواقم بعد ذلك على مغادرة المكان، واحتجزوا المصاب وجثمان الشهيد. وعقب إطلاق النار على المركبة، أغلقت قوات الاحتلال البوابة الحديدية المقامة عند المدخل الرئيسي لقرية النبي إلياس، شرق قلقيلية، المؤدي إلى بلدة عزون، وعرقلت حركة الفلسطينيين، بينما انتشر الجنود عند مدخل عزبة الطبيب المجاورة. وباستشهاد الشابين الفلسطينييين قرب قلقيلية، يرتفع عدد الشهداء الفلسطينيين في التصعيد الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من عامين في الضفة الغربية، إلى ألف و92، إضافة إلى نحو 11 ألف مصاب وأكثر من 21 ألف حالة اعتقال، وفق وكالة الأناضول. وفي شمال الضفة الغربية المحتلة، أعلنت جمعية الهلال الأحمر أن طواقمها نقلت إلى المستشفى طفلين (12 و17 عاماً) تعرضا للضرب من قبل جيش الاحتلال، قرب حاجز بيت فوريك العسكري شرق مدينة نابلس. كما أصيب طفل بشظايا رصاص أطلقه الجيش خلال اقتحام بلدة برقين، غرب مدينة جنين شمالي الضفة الغربية، بحسب "وفا"، التي أشارت إلى أن الطفل أصيب بركبته "أثناء لعبه على دراجته". وفي رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، شددت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم، إجراءاتها العسكرية، إذ أغلق جنود الاحتلال حاجز عطارة العسكري (شمال) ونصبوا حاجزاً على مدخل عين سينيا، ما عطل دخول المحافظة من الجهة الشمالية بشكل كامل. في غضون ذلك، أفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت قرية بدرس غرب رام الله، صباح اليوم، وشرعت بتفريغ منزلين مهددين بالهدم تمهيداً لهدمهما. ونفذت قوات الاحتلال اليوم عمليات اعتقالات ومداهمات واسعة طاولت عدداً من المواطنين في مناطق متعددة، بينهم الأسيرة المحررة لبنى مازن عز الدين، بعد مداهمة منزلها وتفتيشه والعبث بمحتوياته في بلدة عرّابة جنوب جنين. أما في القدس المحتلة، فقد اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم، مقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، في حي الشيخ جراح، ونفذت عمليات تفتيش داخل المقر، واستولت على هواتف حراس الأمن. كما شرعت قوات الاحتلال صباح اليوم في هدم براكسات ومغسلة سيارات تعود للمواطن محمد أبو صباح، في بلدة حزما شمال شرق القدس المحتلة، وأطلقت قنابل الغاز السام المسيل للدموع ما أوقع عشرات حالات الاختناق، وفق مصادر محلية. كذلك أصيب شاب فلسطيني برصاص الاحتلال الحي في القدم، قرب جدار الضم والتوسع العنصري في بلدة الرام شمال القدس المحتلة، حيث أكدت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمها قدمت له الإسعاف الأولي ونقلته للعلاج.

 

تعديل في الكونغرس يلغي قانون قيصر ويهدد تسليح الجيش اللبناني

المدن/08 كانون الأول/2025

يتّجه الكونغرس الأميركي إلى مناقشة مشروع تعديل على "قانون تفويض الدفاع الوطني" (NDAA)، يُلغي بالكامل عقوبات "قانون قيصر" المفروضة على سوريا، ويُعيد رسم شروط المساعدات العسكريّة للبنان، ويُشدِّد المتابعة الاستخباريّة لتدخّل القوى الخارجيّة في النزاع السوداني. ويُتوقَّع أن يُطرَح التعديل على التصويت خلال هذا الأسبوع.

إلغاء "قانون قيصر" مقابل شروط على دمشق

وتنصّ المادة "8369" من التعديل على إلغاء "قانون قيصر لحماية المدنيّين في سوريا لعام 2019" إلغاءً كاملًا. وفي المقابل، يُلزِم التعديلُ رئيسَ الولايات المتحدة، في غضون 90 يومًا كحدٍّ أقصى من تاريخ صدور القانون، ثم كل 180 يومًا ولمدّة أربع سنوات، بتقديم تقرير غير سرّي، مع ملحق سرّي عند الضرورة، إلى لجان رئيسيّة في مجلسَي النواب والشيوخ، يشهد فيه عمّا إذا كانت الحكومة السوريّة تقوم بسلسلة خطوات محدَّدة، أبرزها: اتخاذ إجراءات ملموسة وملحوظة للقضاء على التهديد الذي يمثّله تنظيم "داعش" وسائر الجماعات الإرهابيّة، بما فيها تنظيم "القاعدة" وفروعه، بالتعاون مع الولايات المتحدة، ومنع عودة ظهور "داعش"، إزالة، أو اتخاذ خطوات لإزالة، المقاتلين الأجانب من المناصب العليا في الحكومة ومؤسّسات الدولة والأمن،احترام حقوق الأقليّات الدينيّة والإثنيّة، بما يشمل حريّة العبادة والعقيدة، وتأمين تمثيل عادل ومنصف في الحكومة بما في ذلك الوزارات والبرلمان، الامتناع عن القيام بإجراءات عسكرية أحادية وغير مُستفَزّة ضد الجيران، بما في ذلك دولة إسرائيل، مع مواصلة السعي إلى اتفاقات أمنيّة دوليّة عند الاقتضاء، اتخاذ خطوات ملموسة وذات مصداقيّة لتنفيذ "اتفاق 10 آذار/مارس 2025" الذي تمّ التفاوض عليه بين حكومة سوريا و"قوّات سوريا الديمقراطيّة"، بما في ذلك دمج قوّات الأمن وتكريس التمثيل السياسي،

تعزيز مكافحة غسل الأموال، وتمويل الإرهاب، وتمويل انتشار أسلحة الدمار الشامل، بما يتماشى مع المعايير الدوليّة، وعدم تمويل أو مساعدة أو إيواء أفراد أو جماعات خاضعة للعقوبات، بما في ذلك المنظّمات الإرهابيّة، على نحو يضرّ بالأمن القومي للولايات المتحدة أو حلفائها وشركائها في المنطقة،

ملاحقة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان المعترف بها دوليًّا منذ 8 كانون الأوّل/ديسمبر 2024، بما يشمل المسؤولين عن المجازر بحق الأقليّات الدينيّة، اتخاذ خطوات يمكن التحقّق منها لمكافحة الإنتاج غير المشروع والانتشار الدولي غير المشروع للمخدّرات، وعلى رأسها "الكبتاغون". ويُلزِم التعديلُ الرئيسَ الأميركي بإبلاغ الحكومة السوريّة بنتائج هذا التقرير. وفي حال تعذّر عليه تقديم "شهادة إيجابيّة" حول التزام دمشق بهذه المعايير في فترتَي تقريرٍ متتاليتين، "يجوز له" أن ينظر في فرض عقوبات موجّهة على أفراد، استنادًا إلى الصلاحيّات القائمة، إلى أن يتمكّن من تقديم شهادة إيجابيّة لاحقًا.

مساعدات لبنان: ربط بالدور ضد "حزب الله" واحتمال تعليق الدعم

في ما يتعلّق بلبنان، يُعدِّل التعديلُ البند المتعلّق بالدعم الأميركي للقوّات المسلّحة اللبنانيّة، بحيث يُضاف إليه نصٌّ واضح بأنّه "لا يجوز استخدام هذا الدعم إلّا لتعزيز قدرة القوّات المسلّحة اللبنانيّة على مواجهة التهديد الذي يمثّله حزب الله اللبناني وأي منظّمة إرهابيّة أخرى تُهدِّد أمن لبنان وجيرانه".

كما يُمدَّد العمل بالبرنامج الحالي، عبر استبدال تاريخ "31 كانون الأوّل/ديسمبر 2025" بتاريخ جديد هو "31 كانون الأوّل/ديسمبر 2026". وتحت عنوان "تعزيز الشراكة الأمنيّة مع الأردن ولبنان"، يكلِّف التعديلُ وزيرَ الدفاع الأميركي السعي، استنادًا إلى الصلاحيّات القائمة، إلى تقديم مساعدات تشمل التدريب، والمعدّات، والدعم اللوجستي، والإمدادات، والخدمات، لكلٍّ من حكومتَي الأردن ولبنان، وذلك من أجل: دعم وتعزيز جهود القوّات العسكريّة الأردنيّة،وزيادة قدرات القوّات المسلّحة اللبنانيّة بهدف نزع سلاح "الجماعة الإرهابيّة المدعومة من إيران، أي حزب الله". ويُلزَم وزيرُ الدفاع، بالتنسيق مع القيادة المركزيّة الأميركيّة ووزارة الخارجيّة، بأن يقدّم في موعد أقصاه 30 حزيران/يونيو 2026 تقريرًا إلى لجان الدفاع في الكونغرس، يشرح فيه خطّة وزارة الدفاع لتقديم هذه المساعدة. ويتضمّن التقرير، في الحدّ الأدنى: وصفًا للصلاحيّات المعمول بها لتقديم المساعدة لكلٍّ من الأردن ولبنان، توضيح الأهداف الاستراتيجيّة للمساعدة، والفجوات في القدرات التي تسعى إلى معالجتها، والوحدات المستفيدة في القوّات المسلّحة في البلدين، تحديد فرص نقل معدّات عسكريّة، بما في ذلك الطائرات والأنظمة غير المأهولة، من مخزون وزارة الدفاع لتعزيز قدرات القوّات الأردنيّة، وضع إطار أو معايير لقياس تقدّم القوّات المسلّحة اللبنانيّة في "نزع سلاح حزب الله"، مع عرض خيارات لتعليق المساعدة إذا تبيّن أنّ هذه القوّات "غير مستعدّة للتحرّك" في هذا الاتجاه. بهذا، يربط التعديلُ استمرارَ المساعدات العسكريّة للبنان بمدى استعداد الجيش اللبناني للدخول في مواجهة مع "حزب الله" على مستوى سلاحه، ما يفتح الباب أمام إمكانية تعليق الدعم إذا اعتبر البنتاغون أنّ شروط التحرّك غير متوافرة.

السودان: تعزيز تقاسم المعلومات حول التدخّل الأجنبي في الحرب

وفي ما يخصّ السودان، تنصّ المادة "6714" من التعديل على إلزام مدير "وكالة الاستخبارات المركزيّة" (CIA)، في غضون 90 يومًا من صدور القانون، وبالتشاور مع رؤساء عناصر أخرى في مجتمع الاستخبارات الأميركي، بوضع خطّة تهدف إلى: مشاركة المعلومات الاستخبارية ذات الصلة، إن وُجدت، حول الجهود الأجنبيّة الرامية إلى استمرار أو توسيع النزاع في السودان، مع حلفاء الولايات المتحدة وشركائها الإقليميّين، بما في ذلك خفض درجة سريّة تلك المعلومات أو رفع صفة السريّة عنها عند الحاجة، تعزيز جمع وتحليل المعلومات الاستخباريّة بما يُمكِّن الحكومة الأميركيّة من مواجهة هذه الجهود الأجنبيّة، حمايةً للأمن الوطني الأميركي وللاستقرار الإقليمي.وبينما ينتظر أن يُحسَم مصير التعديل في جلسات التصويت المقبلة، يَظهر أنّه يفتح مسارًا جديدًا في مقاربة واشنطن للملفّات السوريّة واللبنانيّة والسودانيّة، من بوّابة قانون الدفاع والاشتراطات المتزايدة على الشركاء في المنطقة.

 

الشرع يتعهد ببناء سوريا الجديدة على مبدأ القانون والعدل

المدن/08 كانون الأول/2025

تعهد الرئيس السوري أحمد الشرع بالسير في بناء سوريا الجديدة على مبدأ القانون والعدل والمواطنة والعيش المشترك، مؤكداً القطيعة التاريخية مع موروث نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد. جاء ذلك في كلمة للرئيس السوري خلال احتفالية أقيمت في قصر المؤتمرات في دمشق، اليوم الاثنين، بالذكرى الأولى لسقوط النظام السابق. وقال الشرع إن النظام المخلوع حاول لخمسة عقود سلخ سوريا عن هويتها وحضارتها وعمقها التاريخي وسعى لدفنها، مؤكداً أنها ستعود من جديد، وأن حقبة الأسد كانت "صفحة سوداء في تاريخ بلدنا استحكم فيها المستبد حيناً من الزمن ثم ما لبث أن هوى". وأضاف أن النظام السابق "عمد إلى زرع الفتنة والتفرقة بين أبناء شعبنا، وبثّ الشك في قلوب وعقول السوريين، فأقام بين السلطة والشعب سدوداً من الخوف والرعب، وحوّل عقد المواطنة إلى صك ولاء وعبودية، وأضعف عزيمة الناس وجرّ بلدنا إلى أدنى المراتب في مختلف المجالات والاختصاصات". وأكد أن نظام الأسد "أسس لكيان يقوم على اللا قانون ونشر الفساد وأمعن في إفقار الشعب وتجهيله وحرمانه من حقوقه، وباتت الكلمة جريمة والإبداع وصمة عار وحب الوطن تهمة وخيانة". وقال الشرع: "نُعلن عن قطيعة تاريخية مع ذاك الموروث وهدماً كاملاً لوهم الباطل ومفارقة دائمة لحقبة الاستبداد والطغيان إلى فجر جديد قوامه العدل والإحسان والمواطنة والعيش المشترك والإبداع والتألق في بناء الوطن".وشدد الرئيس السوري في كلمته على أن معركة إسقاط النظام المخلوع كانت بداية لمعركة جديدة في ميادين العمل "ومقاربة الأقوال بالأفعال والعهود بالوفاء والقيم بالامتثال"، مؤكداً منح "الثقة" للشعب السوري بعد سنوات من القهر والظلم. ولفت الشرع إلى أنه تجوّل في المحافظات منذ اللحظة الأولى للتحرير، واستمع لهموم الشعب ومطالباته، موضحاً أنه تم وضع "رؤية واضحة لسوريا الجديدة، دولة قوية تنتمي إلى ماضيها التليد وتتطلع إلى مستقبلها الواعد وتعيد تموضعها الطبيعي في محيطها العربي والإقليمي والدولي". وأضاف "عملنا على تعريف العالم بهذه الرؤية فاستقبلنا الوفود وزرنا البلدان، وأسهمت الدبلوماسية السورية في تغيير جذري لصورة سوريا في الخارج وجعلها شريكاً موثوقاً لدول المنطقة والعالم". وبشأن الجانب الاقتصادي، قال الشرع: "عقدنا شراكات استراتيجية مع دول صديقة في قطاعات حيوية شملت الطاقة والموانئ والمطارات والعقارات والاتصالات، وأسهمت هذه الشراكات في تعزيز التعافي الاقتصادي وفتح أبواب الاستثمار وخلق فرص العمل وتحسين بنية الاقتصاد الوطني". وأضاف "حرصنا على ترشيد السياسة الاقتصادية لتنعكس مباشرة على المواطنين، فرفعنا مستوى الدخل تدريجياً وخففنا المعاناة وأرسينا بيئة أكثر استقراراً وعدالة". وفي الجانب العسكري، لفت الرئيس السوري إلى دمج القوى العسكرية المختلفة ضمن جيش وطني موحد "قائم على المهنية وولاء المؤسسة للوطن، مما أسهم في ترسيخ الأمن والاستقرار في الوطن"وأكد الشرع التزامه بمبدأ العدالة الانتقالية لأجل ضمان محاسبة كل من انتهك القانون، وارتكب جرائم بحق الشعب السوري، كما تعهد بالحفاظ على حقوق الضحايا وإحقاق العدل. وأضاف "حق الشعب في المعرفة والمساءلة، ثم المحاسبة أو المصالحة، هو أساس استقرار الدولة وضمان لعدم تكرار الانتهاكات، وهو حجر الأساس لبناء الثقة بين المواطن والدولة". وشدد على أن قضية المفقودين وأسرهم يمثلون الأولوية، مؤكداً الالتزام بالبحث عن الحقيقة "دون توقف".

 

بذكرى انتصار الثورة: الشبكة السورية تُحصي القتلى والمفقودين

المدن/08 كانون الأول/2025

أصدرت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" تقريراً موسّعاً يتضمن حصيلة انتهاكات نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد في الذكرى الأولى لسقوطه، حيث جددت المطالبة بمحاسبة المسؤولين عن تلك الجرائم ضمن مسار للعدالة الانتقالية، كما طالبت بالتزام السلطات الحالية بضمان المساءلة والكشف عن مصير المفقودين.

وقال التقرير إن استحضار هذه الذكرى يفرض التساؤل الجدي حول مسار العدالة الانتقالية في سوريا، وضرورة التزام السلطات الحالية والمجتمع الدولي بضمان المساءلة الفعلية عن الجرائم المرتكبة، وكشف مصير المختفين قسرياً، وإنصاف الضحايا وذويهم، مؤكدةً أن أي استقرار مستدام في سوريا يقتضي كشف الحقيقة، وضمان عدم إفلات الجناة من العقاب، وتحقيق العدالة للضحايا. ووثّقت الشبكة في تقريرها، 202 ألف و21 شخصاً بينهم 23 ألفاً و138 طفلاً، 12 ألفاً و36 سيدة، 662 شخصاً من الكوادر الطبية و559 من الكوادر الإعلامية، موضح أن 160 الفاً و123 شخصاً مازالوا في عداد المتخفين قسراً، بينهم 3 آلاف و736 طفلاً، و8 آلاف و14 سيدة. وأكد التقرير مقتل 45 ألفاً و32 شخصاً تحت التعذيب بينهم 216 طفلاً و95 سيدة، في حين سجّل ألفاً و42 اعتداءً على أماكن عبادة، و566 اعتداءً على منشآت طبية، وألفاً و287 اعتداءً على مدارس وروضات أطفال. ووثّقت الشبكة استخدام قوات النظام المخلوع 81 الفاً و954 برميلاً متفجراً، والقيام بـ 217 هجوماً كيماوياً ما أسفر عن مقتل ألف و514 قتيلاً و11 الفاً و80 مصاباً، فيما أكدت شن قوات النظام المخلوع 254 هجوماً بالذخائر العنقودية أدت إلى مقتل 835 شخصاً، و52 هجوماً بأسلحة حارقة. وأوضحت أن هذه الانتهاكات أسفرت عن نزوح 6 ملايين و800 ألف شخص في الداخل، ولجوء نحو 7 ملايين آخرين إلى خارج البلاد. ولفتت الشبكة إلى أن شبكة المتورطين في انتهاكات نظام الأسد، امتدت لتشمل أجهزة أمنية وعسكرية، وقضاءً موظفاً لخدمة القمع، ومؤسسات مدنية سهَّلت الإخفاء القسري والتلاعب بالسجلات، إضافة إلى شخصيات اقتصادية وثقافية وفنية وفرت غطاءً اجتماعياً وسياسياً للنظام. وفي هذا السياق، وثّق التقرير تورط نحو 16 ألفاً و200 شخص، بينهم 6 آلاف و724 شخصاً من القوات الرسمية، و9 آلاف و476 من عناصر الميلشيات الرديفة ممن شاركوا في الاعتقال والتعذيب والقصف. وأكد أن قضاة ومحاكم استثنائية لعبوا دوراً محورياً في شرعنة الانتهاكات، بينما أسهم موظفون مدنيون في إخفاء مصير المعتقلين ونهب الممتلكات، في حين ساعد رجال أعمال وفنانون وإعلاميون في تلميع صورة النظام وتطبيع جرائمه أمام الرأي العام المحلي والدولي. وشددت الشبكة على أن انتهاكات نظام بشار الأسد ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، مؤكدةً بأنه لا يحق لمرتكبي هذه الجرائم، أو لأولئك الذين توجد "أسباب جدية للاعتقاد" بتورطهم فيها، الحصول على صفة اللجوء. وبناء على ذلك، دعت "الشبكة السورية"، الحكومة الروسية إلى مراجعة قرارها بمنح اللجوء لبشار الأسد، بوصفه قراراً يتعارض مع الالتزامات المترتبة على الدول بعدم توفير ملاذ آمن للأشخاص المتهمين بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وبما ينسجم مع واجب التعاون في مكافحة الإفلات من العقاب. كما دعت الحكومة السورية إلى الالتزام بمبادئ العدالة الانتقالية، وضمنها محاكمة عادلة وشفافة لبشار الأسد ولكل من يشتبه في ارتكابه انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، بما يحقِّق الإنصاف للضحايا ويعيد الثقة في المنظومة القضائية، وكذلك إلى تبني مسار عدالة انتقالية شامل يشمل كشف الحقيقة، والمساءلة، وجبر الضرر، والإصلاح المؤسسي، وضمانات عدم التكرار.

 

ذكرى انتصار الثورة: الاحتفالات تغيب في السويداء ومناطق "قسد"

المدن/08 كانون الأول/2025

عمّت الاحتفالات في مراكز المحافظات والمدن الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية في الذكرى الأولى لسقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، فيما غابت الاحتفالات كلياً عن السويداء والرقة والحسكة.

عرض عسكري

في دمشق، احتضن قصر المؤتمرات في العاصمة السورية، الاحتفالية الرئيسية الرسمية بالذكرى، بمشاركة الرئيس السوري أحمد الشرع وكبار مسؤوليه الحكوميين والعسكريين، حيث ألقى الشرع كلمة في هذه المناسبة، وجرى عرض وثائقي لأبرز لحظات التحرير في المحافظات السورية خلال معركة "ردع العدوان" قبل عام. وسلّم الشرع خلال الاحتفالية "درع النصر" لوزير الدفاع مرهف أبو قصرة وللقادة العسكريين الذين شاركوا في عملية "درع العدوان"، فيما تسلّم من الفارس السوري عدنان القصّار خوذة "مسير التحرير"، الذي انطلق من محافظة إدلب مروراً بالمحافظات تباعاً التي سيطرت عليها الفصائل المعارضة وهيئة تحرير الشام خلال المعركة. كما أجرى الشرع برفقة أبو قصرة، ووزير الخارجية السيد أسعد الشيباني، وعدد من القادة العسكريين جولةً في المعرض العسكري للثورة السورية بدمشق، والذي ضم مختلف أنواع الأسلحة التي استُخدمت خلال معركة التحرير. وقبيل الحفل الرسمي حضر الشرع، رفقة أبو قصرة والشيباني ووزير الداخلية أنس خطاب وقادة عسكريين آخرين، عرضاً عسكرياً جاب أوتوستراد المزة مروراً بساحة الأمويين.إلى جانب ذلك، احتفل مئات آلاف السوريين بذكرى سقوط النظام المخلوع في ساحة الأمويين وسط العاصمة دمشق، حيث شارك السوريون من مختلف أحياء العاصمة ومدن وقرى الريف الدمشقي في الساحة. وشهدت عموم المدن والقرى في ريف دمشق على مدى اليوميين الماضيين، احتفالات رسمية بالذكرى شارك فيها عدد من المسؤولين المحليين في الحكومة السورية والجيش وقوى الأمن السوري.

درعا والسويداء

في الجنوب، شهدت محافظة درعا احتفاليتين رئيسيتين بذكرى التحرير، في مدرج مدينة بصرى الشام الأثري، وساحة 18 آذار في مدينة درعا البلد، شارك فيها عشرات الآلاف من السوريين من المحافظة. أما السويداء، الجارة الغربية لدرعا، فلم تشهد أي احتفالية بذكرى الثورة، حيث دعا عدد من ناشطي المحافظة إلى عدم الاحتفال والمقاطعة، لأسباب تتعلق بأحداث تموز/يوليو الماضي.

حمص وحماة وإدلب وحلب

وشهدت ساحة الساعة في مدينة حمص، احتفالاً كرنفالياً بمشاركة مئات آلاف السوريين من المحافظة الواقعة وسط البلاد، وسط أناشيد وأهازيج تمجد الثورة والتحرير، وأخرى تدعو إلى محاسبة بشار الأسد ورموز ونظامه، فيما كان المشهد مماثلاً في ساحة العاصي وسط مدينة حماة. في إدلب، شهدت ساحة الساعة الاحتفال الرئيسي بذكرى التحرير، كما جرى تنظيم مسير عسكري شارك فيه عشرات العناصر من الفرق العسكرية في المحافظة، والتي انطلقت من على حدودها معركة "ردع العدوان" نحو ريف حلب، ومن ثم مدينة حلب. في حلب، احتضنت ساحة سعد الله الجابري وسط المدينة، الاحتفالية الرئيسية بالذكرة، بمشاركة آلاف السوريين من المحافظة.

اللاذقية وطرطوس

في الساحل السوري، أعلنت محافظة اللاذقية تأجيل الاحتفال الرئيسي بمناسبة ذكرى التحرير، إلى موعد آخر سيُعلن في وقت لاحق بعد انتهاء المنخفض الجوي الحالي. وأرجعت المحافظة السبب إلى "الحرص على سلامة الجميع"، موضحة أن الفعالية المقررة، اليوم الاثنين، ستقصر على نقل مباشر عبر الشاشة فقط.

وعلى الرغم من الظروف الجوية، إلا أن مئات السوريين خرجوا إلى الشوارع للمشاركة بالذكرى، في احتفاليات نُظمت في بعض المدن الرئيسية على مدى اليوميين الماضيين، فيما كان المشهد مماثلاً في محافظة طرطوس، بسبب الظروف الجوية، إلا أن، أمس الأحد، شهد احتفالية كبيرة في ساحة دوار النجمة، شارك فيها آلاف المحتفلين.

الحسكة والرقة ودير الزور

وغابت الاحتفالات بشكل كامل في محافظتي الرقة والحسكة شمال شرق سوريا، بعد إعلان "الإدارة الذاتية" منع أي تجمعات للاحتفال بالذكرى تحت التهديد بمحاسبة المخالفين، كما كان المشهد مماثلاً في القسم الخاضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في محافظة دير الزور. أما في القسم الخاضع لسيطرة الحكومة السورية في ديرالزور، فقد شهد احتفالات جابت شوارع المدينة ورفعت إعلام الثورة السورية. كما نظمت وزارة الدفاع السورية عرضاً عسكرياً بمشاركة قوات الجيش، انطلاقاً من دوّار السلامة وصولاً إلى دوّار السبع بحرات، بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لتحرير سوريا.

 

حلب تحتفل بالذكرى الأولى لسقوط الأسد: أجواء شعبية حاشدة

حلب - عمار محمد الدروبي/المدن/08 كانون الأول/2025

بالتزامن مع الذكرى السنوية الأولى لسقوط نظام الأسد في سوريا، شارك الآلاف من أهالي مدينة حلب شمال البلاد باحتفال شعبي واسع وسط ساحة سعد الله الجابري ومحيط القلعة الأثرية، في مناسبة وطنية باتت تعرف بعيد التحرير.ورفع المشاركون في الاحتفالات أعلام سوريا الجديدة التي كان يعرف بعلم الثورة، إضافة إلى صور شهداء ورموز الثور السورية، مرددين الأناشيد والأهازيج التي رافقت السوريين خلال سنوات الحراك الشعبي في سوريا على وقع دق الطبول. وقال مدير دائرة الإعلام في محافظة حلب مأمون الخطيب، إن الذكرى الأولى لانتصار الثورة السورية تمثل لحظة تاريخية فارقة لشعب قدّم أثمن التضحيات من أجل الحرية والعدالة وكرامة الإنسان. وأضاف الخطيب لـ"المدن" أن "سقوط النظام البائد شكل نهاية لعقود من الخوف والقمع، وبداية عهد تُفتح فيه الأبواب أمام العمل والإبداع والمحاسبة وبناء المؤسسات". واعتبر أن "محافظة حلب، التي دفعت ثمناً باهظاً، تقف اليوم شامخة تستعيد روحها وناسها، وتؤكد أن تضحيات أبنائها لم تذهب سدى". وختم بالقول إن "السوريين يستحقون وطناً يليق بدمائهم وتعبهم وصبرهم، وأن الذكرى الأولى للانتصار ليست محطة للاحتفال فحسب، بل مناسبة لتجديد العهد بالعمل نحو دولة القانون، والمواطنة، والمستقبل الذي نناضل من أجله". بدوره، قال الناشط الإنساني حذيفة دهمان، إن "الشعور بالسعادة لا يوصف بالاحتفال بسقوط الطاغية المجرم ونحن نقف هنا في ساحة سعد الله الجابري وسط مدينة حلب، والتي كان وصولنا إليها كمتظاهرين سلميين حلماً خلال المظاهرات الشعبية في بدايات الثورة السورية". وأضاف دهمان لـ"المدن"، أن هناك "معركة اليوم من نوع آخر، كون العدالة الانتقالية لم تطبق بعد، سيما مع وجود الكثير من المجرمين الذين أجرموا بحق الشعب السوري خارج قبضة العدالة والمحاسبة على انتهاكاتهم بحق السوريين خلال السنوات السابقة". من جهته، قال عبد الله طحان وهو أحد المشاركين في الاحتفال، إن أهالي حلب "يطوون صفحة من صفحات الحزن والسواد التي عاشتها المدينة خلال السنوات السابقة في ظل حكم الهارب بشار الأسد، مشيراً إلى أن مشاعر الاعتزاز والحرية لا تقدر بثمن".وأكد طحان لـ"المدن" أن الاحتفال اليوم "ليس انتصاراً لفئة دون أخرى، بل هو انتصار لكل السوريين الذين حلموا بوطن آمن، عادل، ومفتوح أمام أبنائه". وتابع قائلاً إن "مشاهد الفرح في شوارع حلب تعيد إليه الأمل بأن المستقبل سيكون أفضل، وأن السوريين قادرون على النهوض من جديد وصنع دولة تُحترم فيها كرامة الإنسان". أما ريم الحسين، وهي مدرسة من مدينة حلب، أكدت أن هذا اليوم يشبه بالنسبة لها "لحظة استعادة الحياة بعد سنوات طويلة من الخوف وانقطاع الأمل". وأضافت أنها جاءت مع زميلاتها وطلابها لتشهد بداية صفحة جديدة لسوريا، "صفحة تؤمن فيها المدرسة بحرية الكلمة، وكرامة الإنسان، ومستقبل التعليم الذي حاربته الحرب لسنوات". كما شهدت المدينة مسيرة عسكرية لقوات الجيش السوري الجديد، في محاكاة لدخول قوات عملية "ردع العدوان" حلب قبل عام، حيث عبر المقاتلون خلال حفل رسمي بحضور المحافظ عزام الغريب محيط قلعة حلب الأثرية. وألقى المحافظ الغريب كلمة بمناسبة عيد التحرير بدأها بتلاوة من القرآن الكريم، قبل أن يؤكد أن النصر "يمثل بداية عهد جديد لسوريا، مشيداً بتضحيات الشهداء "الذين بذلوا أرواحهم فداءً للوطن".

 

في ذكرى سقوط الأسد.. الأزمات المُتوارَثة مزمنة

مالك ونوس/المدن/08 كانون الأول/2025

بعد مرور سنة على سقوط نظام بشار الأسد، وهروبه خارج البلاد، تبرز التحديات التي تواجه السلطة الجديدة، ومنها الأزمات القديمة المتجددة التي عانى منها الشعب السوري على مدى أكثر من نصف قرن، ولم تجِد طريقها للحل بعد لأسباب كثيرة تتعلق بطبيعتها التي تجعل منها متجذرة، من جهة، وبتلكؤ السلطة الجديدة في التصدي لطرق حلها، من جهة أخرى. ومن المعروف أن حافظ الأسد لم يورّث ابنه، الدكتاتور المخلوع بشار الأسد، الحكم في سوريا فحسب؛ بل أورثه أزماتٍ كثيرة، امتنع بشار بدوره عن حلها فبقيت البلاد تعاني تبعاتها طوال فترة حكمه، واستمرت هذه الأزمات والتبعات بعد هروبه. ولأن العقوبات الاقتصادية والمالية الدولية التي فُرضت على سوريا بسبب جرائمه بحق الشعب السوري، لم تُرفع بعد رحيله، تواصلت معاناة الشعب بسببها. لذلك، استمرت الأزمات السياسية والاقتصادية وأيضاً الاجتماعية التي تمظهرت إحداها في احتقان طائفي، أدى إلى استهداف طائفي دموي في الساحل، في 6 آذار/مارس الماضي، راح ضحيته الآلاف، وسبّب جرحاً في الضمير السوري قد لا يندمل لفترة طويلة. ثم ازداد الجرح عمقاً عندما تكرر الأمر، نهاية نيسان/أبريل الماضي، في الصراع الذي كان الدروز في دمشق والسويداء ضحيته.

توفرت خلال عهد الأسد جميع العوامل المساهمة في تصنيف سوريا دولة فاشلة، من احتلال جيوش أجنبية أجزاءً من أراضيها، وانتهاك الإسرائيليين الدائم لحدودها وأجوائها وضرب مناطق فيها، وتمرد أجزاء أخرى وخروجها عن سيطرة الدولة، ووجود قواعد عسكرية أجنبية غير شرعية على أراضيها، علاوة على عزلتها عن المجتمع الدولي وانهيار اقتصادها وعملتها، وصولاً إلى حد إفلاسها واعتماد النظام على تجارة المخدرات والخوات للإيفاء بالالتزامات الداخلية. كما انتشر الفساد الذي مَأسسه الأسد، وساعده على ذلك انهيار منظومة الأخلاق بسبب التأزم الاجتماعي.

وقد تسبب الانهيار الاجتماعي بهشاشة السلم الأهلي في سوريا، وقابلية التفجر الطائفي والمناطقي في أي لحظة، على الرغم من مرور سنة على رحيل بشار الذي حرص على بث روح التفرقة والطائفية في نفوس السوريين، لكي يثبِّت حكمه على ضعفهم، عبر توظيفه الطائفية سلاحاً مضّاءً وذو تأثير أثبت فاعليته لدى أنظمة دكتاتورية مثل نظامه. وفي هذا الإطار، تظهر نتائج رفض ترسيخ فكرة المواطنة وسيادة الرأي الواحد، ما أدى إلى منع توليد الأفكار الحداثوية والوطنية، فتُرِك الباب مشرعاً للتجهيل ونشر الخطاب ما قبل الدولاتي، وبروز الطائفية التي أدت إلى استسهال تخوين فئات من أبناء الشعب وتكفيرها من أجل الانقضاض عليها. وإذ كان هذا الأمر يُعدّ انعكاساً لفشلٍ استمر على مدى قرن من عمر الدولة السورية في تأسيس دولة طبيعية تُحقِّق مبدأ المواطنة، فإنه رسّخ منظومة الاستبداد والفكر الاستبدادي. لذلك لم يكن يظهر الخطاب والنزوع الطائفي في المجتمع السوري، على المستوى الشعبي علناً، بسبب مانع واحد هو القمع. وإذا لم يتم التخلّص من الفكر الاستبدادي ومنظومته بفرض القانون والممارسة الديمقراطية، ستستمر الخطورة في استمرار الفكر الطائفي، ومن ثم تحول هذا الفكر إلى ممارسة تؤدي إلى صراع وجودي عندما يتبنى رموز السلطة هذه الممارسة ويكرسونها عبر تبنى أشكالها. ومن هذه الأشكال إدارة الصراعات بعقلية الفزعة، بدلاً من إدارتها وفق عقلية دولة القانون، وتلك هي الورطة التي إن وقعت أي سلطة فيها، تكون قد دخلت طور التأزم.

انحصر دور بشار في إدارة الأزمات الجديدة والمدوَّرة من عهد والده، لأنه كان يفضل إنكارها بدلاً من معالجتها؛ إذ إن معالجةً من هذا القبيل تتطلب التشاركية، وهو ما كان يرفضه. وبعد سقوط بشار، افترض كثيرون إشراك الشعب وقواه السياسية والاجتماعية جميعاً في إدارة البلاد، لأن حل الأزمات المتوارثة يشكل حملاً ثقيلاً، لا يمكن لأي فريق سياسي تحمُّله وحده، كونه يتطلب جهد الجميع وخبراتهم وتوافقهم على مسار سياسي موحد يعترف بالمشكلات والأزمات جميعاً قبل أن يشرع في البحث عن حلول لها، أما هذا فلم يحصل حتى الآن.

ساد الأمل لدى كثيرين من إمكانية إعادة السياسة للمجتمع السوري، من أجل استغلال الحماس الشعبي الذي ظهر بعد سقوط النظام، والاستفادة من الدماء التي عادت إلى عروق المجتمع في أبهى مثال للتعاون بين السلطة وهذا المجتمع، للبحث في سبل إدارة البلاد عبر الكفاءات المحلية أو المهاجرة، والتي قمع النظام السابق المبادرات التي تعكس إمكاناتها، وتفرد بالقرار رافضاً أي دور أو رأي لها فيه. لذلك حين استفاق الشعب السوري من سكرة الفرح بسقوط النظام، اكتشف العدد الكبير من الأزمات التي تنتظره، واكتشف أن حل بعضها وترك الأخرى من دون حل يدخله في حلقة مفرغة بسبب ترابط هذه الأزمات ببعضها، وسيستمر بالدوران فيها إلى أن تخور قواه وتبقى هي ماثلة أمامه، وربما أمام أبنائه في السنوات المقبلة. لذلك، لا يمكن الكلام عن سيادة من دون حل موضوع الاحتلال والتوصل لطريقة لوقف الاعتداءات الإسرائيلية، أو المشكلات التي لم يجرِ التوافق حولها مع المناطق الخارجة عن السيطرة لمنع تقسيم البلاد، علاوة على الاتفاق حول القواعد الأجنبية. كما لا يمكن حل مشكله اللاجئين والنازحين، وإبقاء مشكلة المغيبين. ولا يمكن القول إن ثمة حرية للرأي في البلاد، من دون تبني الشفافية في التعاطي العام. كما لا يمكن الحد من تصاعد النزعة الطائفية، من دون مشروع مصالحة وطنية للقضاء عليها وعلى آثارها وتبعاتها على المجتمع. ولا يمكن البت في قضية الانتهاكات في الساحل، أو أي انتهاكات أخرى، من دون تعزيز حقوق الانسان، ومن دون اعتماد العدالة الانتقالية، لإنصاف الضحايا وفرز المرتكبين عن الأبرياء، وكشف مصير المغيبين. من هنا سيكون من الصعب رفع العقوبات الأميركية والدولية إلا بعد حل المشكلات وتحقيق كثير من الشروط، وهنالك شروط لا يمكن تحقيقها في ظل هذه العقوبات. إن لم يتم البدء الجدي باعتماد دستور عصري جديد وإصلاح إداري يمنع الفساد، ويوفر البيئة المناسبة للاستثمارات المطلوبة للنهوض الاقتصادي وإعادة البناء، وتوظيف طاقات الجميع في هذا المسعى، ستبقى الأزمات مزمنةً. وبينما أودى عدم تفرغ السلطة الجديدة لحلها لانسدادٍ في البلاد، لذلك قد تستمر لسنوات عاجزة عن حلها. ويبقى الخوف أنه وكما ورثت السلطة الحالية الأزمات عن سابقتها، أن تورِّثها إلى سلطة مقبلة تهيل عليها الرمل للهروب منها، فيصبح بروزها على السطح خلال مصادفةٍ ما عاملاً مفجّراً.

 

التردي: قصة الانحدار السوري منذ ألفي عام

ماهر اسبر/المدن/09 كانون الأول/2025

بينما ينشغل خبراء السياسية والأبحاث والتحليل اليوم بمراجعات عما تغير وتبدل في الواقع بعد سنة من سقوط النظام، فيما تغير في مؤسسات الدولة وبناها وهياكلها، ما انهار منها وما اختفى، ومن استُبدلت وظيفته بمحتوى لا يشبهه بأي شكل، فأنني أنا أنشغل فيما تغير بالفكر وبالعقول.

 سيقارنون كم تشبه اليوم وزارة العدل السورية أي جسم قضائي في العالم، بوزيرها وقضاتها وبُناها القانونية والدستورية، في ظاهرها وباطنها. وهكذا سائر هياكل الدولة في سوريا: ماذا تبدّل في الاقتصاد؟ ماذا فعلنا للضحايا؟ وبينما أكتب هذه الكلمات تتواتر أخبار بأن المشانق تُنصب الآن، لإعدام ثُلّة من رجال النظام السابقين ممن وقعت عليهم القرعة المستعجلة من رجال النظام الحاليين، ليفوزوا بإعدامهم. هل يكفي إعدام ثمانين شخصاً على عجل لنقول إننا ننجز في ملف العدالة؟ المفتي حسّون، الذي وفي اعتقادي لم يُعدم في نظر من يحكمون الآن لأنه ناصر نظام الأسد ودعمه، بل لأنه "كان يفسد عقائد الناس" وفق الاتهام المحبَّب إلى رجال الدين. ربما هذا شكل العدالة التي تريدها الطبقة الفاشية المتشكلة حول السلطة الحالية ولا تريد غيرها.

عصابة أشرار

في القانون السوري تهمة مكتوبة بحرفيّتها: "تشكيل عصابة أشرار". وكأن واضعها كان يتخيّل أنه سيعتقل "شرشبيل" معذّب السنافر. كان بسيوني (شاب فلسطيني من مخيم في حمص) قد أمضى أكثر من سبعة عشر عاماً في السجون وهو لم يبلغ الثلاثين بعد. لم تكن له قضية سياسية، تهمته كانت دائماً: "تشكيل عصابة أشرار". ولإقامته الطويلة في مهاجع الجنائيين منذ نعومة أظفاره، صار بسيوني خبيراً بالقانون الجنائي السوري أكثر من ثلاثة محامين مجتمعين، رغم أنه لا يقرأ ولا يكتب. كان يعلم بخبرته أنه في هذه القضية والتي كانت قضية سرقة، لو أنه مثل أمام محكمة عسكرية فإن حكمها سيكون أقل من ثلث حكم المحكمة المدنية عليه، العسكرية تحكم السارق بسنة عسكرية بينما المدنية بثلاثة سنوات كاملة. فقام بوضع إسم أحد معارفه ممن رافقوه سابقاً في تشكيل عصابة أشرار رغم أن هذا الشخص لم يكن معه في هذه القضية، لقد اختاره بسيوني فقط كون هذا الشاب يومها كان يؤدي الخدمة العسكرية الإلزامية، حيث أن القانون السوري يقول إنه في حال وجود عسكري في القضية فإن الجميع يتحولون لمحكمة عسكرية، ظنّها حيلة تنجيه. لكن عندما دهمت الشرطة بيت هذا الأخير وجدت لديه مواد ومنشورات إسلامية فتبين أنه انتمى مؤخراً إلى تنظيم جند الشام، فتحولت القضية بكاملها إلى صيدنايا ومعها بسيوني الذي كان يشكو أمامنا كيف أنهم ظلموه بسجنه معنا بسبب هذه القصة. أذكر بسيوني اليوم لأن عبارة "تشكيل عصابة أشرار" التي صادفتها أول مرة معه، لم ينطبق معناها في حياتي على أحد كما انطبق على بشار الأسد وعصبته يومها: عصبة تنهب الناس بجورٍ لم يعرفه أعتى القراصنة القتلة، وتوزّع المكاسب بين أفرادها. وتقتل من يعترض من ضحاياها ولو نَبَسَ بكلمة، وقد تقتل دون أي سبب فقط لأن حظك العاثر قادك إلى يد أحدهم. ماكان يخطر في بالي حينها أنه إن كانت هذه التهمة تنطبق على أحد أكثر من بشار الأسد وعصبته ليتهموا "بتشكيل عصابة أشرار"، واليوم يخطر في بالي: أليس الأكثر شرّاً منهم، هو مَن يستعدّ لتكرار التجربة نفسها؟ مَن يريد أن يترك سُنّة العالم قاطبةً، الدنيا ومافيها من دول وتجارب في جميع أنحاء المعمورة، ويلزم نفسه بالسير على سنّة نظام الأسد بعد كل ما جرى بالسوريين خلال خمسة عقود ونصف من حكمهم؟ أليس من يتهيّأ لإعادة إنتاج هذا الشرّ من جديد أكثر شرّاً ممن سلفه؟

 ﴿وَمَا هذه الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ ۚ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾ [العنكبوت: 64].

لا يوجد شرٌّ خالص، ولكل شرّ سياق. إلا هذا الشرّ فإنه مقطوع، أو أن أقرب ما يمكن تفسيره به هو رِدّة إلى الغريزة الحيوانية وحدها، تلك التي تبلغ مبتغاها في انطفاء العقل والإنسان والانغماس في تحقيق شهوات الغرائز في توّحشها لأشباع حاجاتها. نعبر اليوم العتبة إلى العام الثاني لسقوط النظام، أحدّق في الحفر التي أحدثها الخراب، أدرك أن ما عشناه لم يكن مجرّد شرّ سياسي منفصل ولا دكتاتوريةً فُطرت من العدم. كان هناك شرّ أعمق وأعتى يتوارى خلف حافظ ومخابراته التي تعتقل البشر وتعذبهم حتى الموت، لكن لهذا الشر سياق، "احتياطي" ربما في ذهن من يُعَذِّب، ولكن شرّ التردّي الفكري والروحي الذي سبق الاستبداد ومهّد له الطريق، شرّ انطفاء الإنسان داخل الإنسان.  أحاول هنا ألا أرصد سقوط النظام فحسب من أوجهه السياسية، بل أحاول سبر أغوار سقوط الفكر الذي جعل حضور النظام السابق نتيجةً لا سبباً، أحاول فهم السياقات التي دفعت بشار الأسد ليفعل مافعله "دون أن أبرر له".  وطالما أننا اعتدنا أن نبرّر بالسياقات، فإنّ لبشار الأسد تبريراً سياقياً لا يُجارى، فأن تعي الدنيا بالقصر الجمهوري، وتجد أن أباك حافظ، وأخاك باسل، وعمّك رفعت، وخالك محمد مخلوف، وصهرك أصف، فإن لهذا السياق حجّةً لا تُضاهى، مقارنةً بمن سافر من المزة الغربية إلى العراق لينضمّ لتنظيم القاعدة.

الثوار الحواريين

"إن استعمال الكتابة عند اليونان أمرٌ متأخّر، والدليل على ذلك بيّن، إذ ليس لديهم نصّ واحد قبل هوميروس... وأمّا أعلام حكمائهم، فقد تدرّبوا عند المصريين والكلدانيين، وكانوا يلزمون شعوبنا الشرقية طلباً للمعرفة... واليونان لا يخجلون من إخفاء هذه الحقائق، بل ينسبون إلى أنفسهم كل ما أخذوه من الأمم الأخرى..."

مقاطع من كتاب "الرد على أبيون" فلافيوس يوسيفوس (37–100م). كان فلافيوس يوسفيوس أحد أهم قادة ثورة الجليل سنة ٦٦، مقاتلاً تحت راية من تبقّى من حواريي المسيح، قبل أن تأسره الجيوش الرومانية ويُساق عبداً إلى الغرب. وهناك، في قلب الإمبراطورية التي حاربها، تحوّل بعد أن هُزمت ثورته، من ثائر يقاتل جيوش الرومان في جبال الجليل إلى مؤرخ يكتب ما تبقى من ذاكرة الشعوب التي سحقها الرومان. يتحدث يوسفيوس بغضب على الإغريق والرومان لأنهم زوّروا أصل الحضارة، محوِّلين حضارات المصريين والبابليين والكلدانيين والسوريين إلى هوامش. اتهمهم بأنهم "عفشوا" الفلسفة الشامية ونسبوها إليهم، رغم أن مؤرخيهم وفلاسفتهم يعترفون بأن طاليس وفيثاغورس أقدم فلاسفة اليونان على الأطلاق لم يكونا سوى تلاميذ لدى كهنة الشرق. وهكذا، يورد شهادات مؤرخي اليونان أنفسهم، بأن أثينيا لم تكن مهد الحكمة، بل كانت الشام، أفاميا وصيدون وأنطاكية، هي التي علمت اليونان أول أبجديات الفلسفة، قبل أن يسطو عليها اليونانيون ويعلنوا لأنفسهم أبوةَ الحضارة. كيف انحدرنا من الحواريين الثوار يعقوب وبولس وبطرس وتابعهم يوسفيوس وفلسفتهم، إلى أبي جليبيب وأبي بصير وأبوقتادة وتابعهم الجولاني وفتاويهم؟

وقف خالد بن عبد الله القسري يخطب صباح يوم عيد الأضحى على منبر مسجد الكوفة:

«أيها الناس، ضحّوا تقبل الله ضحاياكم، فإني مضحٍّ بالجعد بن درهم، فإنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلاً، ولم يكلم موسى تكليماً». ثم نزل فذبحه بالمصلى. "البداية والنهاية ابن كثير" يوحنا الدمشقي آخر كبار لاهوتيي المشرق. قرأ النصّ الإسلامي الناشئ، فلم يره وحياً مكتملاً، بل "بدعة إسماعيلية" خرجت من العباءة الآريوسية، ديناً بلا تأويل، عقلاً منزوعاً من الروح. كان يرى أن الأمويين أمسكوا بظاهر الدين وتركوا جوهره، وأن سيادة الظاهر على الباطن لا بدّ أن تقود إلى كارثة حضارية.

قتل المتكلّمون العرب واحداً بعد الأخر، ذبح الجعد كما تُذبح الأضاحي، فقط لأنه حاول فصل ظاهر النص عن باطنه وقال إن الله لم يكلم موسى تكليماً بشرياً. وقُطعت يدا غيلان الدمشقي ورجلاه ثم صُلِب في على أعمدة باب شرقي في مدخل دمشق بأمر هشام بن عبد الملك لأنه قال بحرية الإنسان ومسؤوليته، فاعتُبر خطراً على سلطة الأمويين التي قالت بالجبرية. أما معبد الجهني، رفيق غيلان في القول بالقدر، فحُمِل إلى الصلب في الحجاز، وقتل لأن عقله لم يرضخ لفكرة أن الإنسان مجرّد آلة تتحرك بقدرٍ مفروض. والجهم بن صفوان، آخرهم، لقي حتفه في مرو رمياً بالسهام أو ضرباً بالسيف، لأنه أصرّ على أن يصون تنزيه الإله من تشبيهات الحرفيين، فقتلوه بتهمة "نفي الصفات". وهكذا، في بضعة عقود فقط، سقط أربعة من أوائل الذين حاولوا إدخال العقل في بنية الإيمان، واحداً تلو الآخر، ذُبح الأول، وصُلب الثاني، وقُطع الثالث، ورُمِي الرابع. لم تكن هذه نهايات رجالٍ فحسب، بل كانت البدايات الحقيقية لزمنٍ جديد: زمنُ انتصار النقل على العقل، وانطفاء الشرارة التي كان يمكن لها أن تُبقي على الإسلام ديناً يقبل التفكير. منذ تلك اللحظة التي بدأ النقل يسجّل انتصاراته على العقل، كنا مع كل انتصار نتردّى درجة في سلّم الإنسانية. تغلّبت الخطابة وحرفيّة النص على روحه وتأويله، انتصر ظاهره على باطنه، فأضحت اللغة إشاراتٍ بلا معنى. لم يعد للعقل تلك اللدونة التي تسمح له بأن يببتدع مشابك متنوعة وأصبحت خلايانا العصيبة مرتبطة بعلم الرجال والسند الصحيح والعنعنة، تصلّب الدماغ الإسلامي بمسار بسيط، يختصر معنى وجودنا في هذه الدنيا لغاية واحدة هي توحيد الله وعبادته لنصل في النهاية إلى "الحيوان" وهي صيغة المبالغة من الحياة في جنة الآخرة. الطوائف الباطنية والطرق الصوفية السنّية احتفظت ببقايا من روحانية المعنى، واستمرّ السنّة في مدارسهم الفقهية بالأخذ بالقياس والاجتهاد. لكن صعود تيّار أهل الحديث "السلفيين" وفق ماسموا مؤخراً، ومقولاتهم التأسيسية: "العقل بدعة"، و"من قال بالعقل فقد ضلّ"، و"كل خير في اتباع من سلف، وكل شر في ابتداع من خلف". كانوا كلما صعدوا طبقة كلما انحسر العقل طبقة، حتى وصلنا إلى هذا اليوم بعد أن بعد سنة من سقوط الأسد بأن يستحكموا السيطرة على مؤسسات الدولة، التعليم والقضاء والمساجد، ولاوجود لغيرهم في الجيش والأمن. رست سوريا الشام على أكثر أشكال الفكر سطحيةً وفقراً وغلظةً. فكر لا ينهض بمجتمع، ولا يبني دولة، بل يهدمهما معاً.

إستئناف معركة الجمل

من الواضح أننا سنمضي أيامنا القادمة بمتتالية واحدة، يوماً يحاصرون مدينة كاملة لتأديب أهلها. وثاني يوم يرتكبون مجزرة ضد هذه الأقلية "الخائنة والكافرة". في يوم أخر يحرضون غرباً ويرتكبون مجزرة وفي تاليها يحرضون شرقاً ويحضرون لارتكاب ماهو أفظع، يحتقرون هذه الإثنية ويشتمون أولئك.. فهذه السلطة لا تتماسك إلا بوجود عدوّ يهددها ومظلومية تستعيدها ومطامع توعد بها. كل يوم عليها أن تطعم جمهورها الفاشي وجبة جديدة وإلا أصبحوا هم الوجبة، ولأن صناعة الفاشية هي الضامن الوحيد لاستمرار غنائمهم.

ولو قُدِّر أن يستتبّ لهم الأمر يوماً في سوريا لفاضوا نحو الجوار. سيتجهون إلى أي أرض رخوة يمكن لمخيالهم المذعور من فقدان سلطتهم. أن يأخذهم إليها "ماعدا إسرائيل بالطبع، لأنها قادرة على سحقهم برّفة عين"، لبنان الأخ الصغير بشيعته ومسيحييه يبدو مناسباً للتسلية في بعض الأيام، إلا أن المعركة المناسبة والوجبة الدائمة المشتهاة لجمهورهم هي مع شيعة العراق، حيث يمكن لنا أخيراً أن نستأنف معركة الجمل من حيث توقفت.

الإقامة في المعرّة:

لا أقصد هنا معرّة النعمان الذي قُتِل أولاده حسب الرواية، فأقام قصراً فوق مقبرتهم، وعاش عمره يندبهم.

ولا معرّة أبو العلاء المعرّي، أكثر أهل الإسلام تشاؤماً، ورغم هول تشاؤمه لا أعتقد أن المعرّي (الذي كان حانقاً على أهله وأهل بلدته لشدّة ضلالهم وأذاهم له ممّا أدّى به إلى اعتزالهم) ورغم كل ذلك، لا أظنّه تصوّر أن يكون مصيرهم بعد إحدى وأربعين سنة أن يٌقَطّع كبارهم ويطبخوا في القدور، وأن يُشوَى الأطفال على الأسياخ على يد الصليبيين الذين ضربتهم مجاعة على أبواب المعرّة. فهل بقاء العقوبات الأمريكية اليوم سيدفع السوريين لطبخ بعضهم؟ ولا أريد معرّة صيدنايا، ولا اسم أيّ معرّة مدينة أو منطقة في سوريا، بل أقصد المفردة نفسها. المعرّة: تلك الكلمة الآرامية القديمة التي احتوتها العربية لاحقاً دون أن تأخذ كامل معناها اللغوي. تُفسَّر مرّة بالأرض الوعرة، ومرّة بالمغارة، وثالثة بأنها أرض المصائب. في العربية تُستخدم مفردة "المعرّة" بمعنى المصيبة الواحدة، بينما في الآرامية كان لها معنى أعمق وأكثر تراجيدية: كانت تعني أن تُقيم في قلب المصيبة بحيث لا تنتهي مصيبة حتى تبدأ الأخرى، وقد تجتمع عليك مصيبتان أو أكثر في الوقت نفسه، فتخوض في هذه المصائب فلا تخرج منها أبداً، بل كلما أوشكت واحدة على الانتهاء نبتت من قلبها اثنتان أشدّ وطأة وأقسى إصابة. هذه المعرّات المتوالدة "التي تبدو بلا نهاية" والتي يقيم فيها السوريون اليوم، كان يمكن لها أن تنتهي لو أنّ لهذا الفكر القدرة على التوقّف، لو امتلك شجاعة المراجعة، لو عرف أن يعيد النظر في نفسه، لو أنه لم يحقن عقله بعد كل مصاب مرّة بإبرة القدر، وأخرى بإبرة الامتحان، وثالثة بإبرة الآخرة، ولو قال لنفسه "ولو متأخراً" إنه كان في الإمكان أفضل ممّا كان. فنحن جديرون جميعنا بالشفقة "القاتل والقتيل" بينما يتبادلان الأدوار، من دعم هدم المدن، ومن كفر المخالفين، ومن كان فاشياً، من عاش في مخيّمات الشمال، ومن خاف فقضى القرون في رؤوس الجبال.

 التردّي الأخير

انحزنا للخطابة على حساب العقل، أغلقنا البرلمان بأيدينا وهرولنا إلى وحدةٍ مع عبد الناصر. اكتشفنا سريعاً ماذا فعلنا بأنفسنا حين سلمنا رقابنا للأقليم الجنوبي ورجاله، فجاء من خلصنا منهم وانقلب عليهم محاولاً أن يعيد لنا الحرية وبنى الدولة التي تُحكم بالقانون، ولكن بعد أقل من سنتين انقلبنا عليه، بتحالف من وحدويين وعروبيين واشتراكيين. تقلّب هؤلاء المأدلجون على بعضهم حتى تردّينا لحزب البعث، تصارع البعثيون وقتلوا بعضهم حتى انتصر بينهم الأكثر براغماتية، فتردّينا لحافظ الأسد، الذي نجح في إرضاء وتحقيق مصالح الجميع، خفّف غلواء رفاقه الاشتراكيين تجاه السنّة، وخفّف الضغط على "القوى الرجعية"، وخفّف واجب "المقاومة" ضد الإمبريالية والصهيونية، وخاطب العرب كما يحبّ العرب أن يُخاطَبوا، أوقف التأميم ودعم رأس المال، حتى وصلنا إلى رأس المآل عندما رفع الدمشقيون لافتة "طلبنا من الله المدد… فأرسل لنا حافظ الأسد". تصارع حافظ الأسد والأخوان، فتردّينا إلى حرب رفعت الأسد والطليعة المقاتلة، وتردّت الطليعة إلى القاعدة والقاعدة لداعش وداعش للنصرة حتى وصلنا لأحمد الشرع، وتردّى حافظ إلى بشّار.  ما أوصل السوريين إلى هذه المرتبة المنحطة بين جميع البشر اليوم هو التردّي في انحدار عمره ألفي عام، وها نحن نواصل السقوط، ولا نعرف لو تركنا وحدنا كم ألفاً ستمضي قبل أن نلمس الأرض.

 

عام على سقوط الأسد.. "هرمنا من أجل تلك اللحظة التاريخية"

أنيس المهن/المدن/09 كانون الأول/2025

"الساعة الآن الخامسة وثمان دقائق بتوقيت دمشق، سـوريا الى الضوء".. لحظة تاريخية جديدة، "هرمنا من أجل تلك اللحظة التاريخية".. هكذا قال ذلك التونسي الطاعن في العمر غداة فرار الطاغية زين العابدين بن علي، وكأنه يختصر سواد السنين وانتظار الأزل. وها هي سوريا في فجر الثامن من كانون الأول/ديسمبر 2025 تردد نفس الكلمات بصوتٍ سوري يكاد يختنق منذ أكثر من ستين عام تحت غبار الديكتاتور والخراب.

بشار سقط

ها هو السوري يخرج من تحت غبار المعارك الدونكيشوتية، وأنين غزة، وهو قادم من السجن الأحمر في صيدنايا أو ربما من فرع الخطيب، ذلك السوري يخربش فوق جدران الخوف.

بشار الأسد يفرّ تحت جنح الظلام، كفأرٍ يغادر سفينة تشرف على الغرق، بدون حرس جمهوري ينتشر من دوار عدنان المالكي، إلى منزل السيد الرئيس في المهاجرين. ذهب بشار وترك بعض ألبوم من صور، ووثائق العار، وبقايا عرش رميم.  من أين يبدأ السوريون؟ وكيف يكتبون عن "العام التالي" للطاغية، وهم لا يزالون يحملون جروح "الأمس الأول" للثورة؟ البعض يتحدث عن "المعجزة"، لكن التاريخ – كما يرصد اللبناني الكندي فريد ديب في كتابه "تاريخ سوريا المعاصر" – لا تصنع المعجزات من فراغ، بل هي محصلة تراكمات، هي ثورات صغيرة وكبيرة، انتفاضات الروح حين يطفح الكيل. سقط الأسد، لأن الشعب الذي أراد أن يقتلوه، قرر أن يحيا.  لكن وأين أحمد الشرع من هذا كله؟ سؤال مشروع يحاول السوريون التقاط الإجابات عليه منذ عام مضى في الشوارع والساحات. يسأل الناس، وهل استطاع الرجل إخراج سوريا من عتمة الاستبداد؟ لا يكفي أن تسقط التماثيل كي تولد الأوطان. الشرع جاء كجسر بين الماضي المؤلم والمستقبل المجهول. بعد عام على فرار الأسد، حاول أن يجمع السوريين على "كلمة سواء": أن لا عودة إلى السجون، ولا إلى فروع المخابرات البغيضة. هي الطريق طويلة، وثقل الماضي، وتركته كالثقب الأسود يبتلعان الكثير من الطاقات، والأرواح. الشرع ليس ساحراً، بل هو رجل يحاول إطفاء النار التي أوقدها الأسدان في كل بيت سوري.  والسؤال هنا، هل نجح؟ النجاح في سوريا اليوم يعني أن تمشي خطوة واحدة دون أن تنفجر تحت قدميك آلاف من ألغام الماضي. وهو يمشي.

ماذا عن المستقبل؟

لم تكن أصوات الاحتفال صاخبة فجر سوريا الجديدة، كان الصمت مُثقلاً بالأحزان "الأبدية"، لتنفجر دموع النساء بين النواح والتهليل. خرج الناس من بيوتهم بحذر، كمن يستيقظ من سبات طويل، يتلمسون الجدران ليتأكدوا أنها حقيقية.   ليهرب جنود النظام السابقين، بعد أن خلعوا القبعات والرتب العسكرية، وحاولوا الذوبان في الحشود، وكأنهم يغسلون وجوههم من زمنٍ لم يعد لهم، غسلوا أيديهم من عارهم، ومن دم يوسف.

ماذا عن الأفق الآن؟ في الشمال الشرقي من نهر الفرات، والسويداء، والساحل؟

أما في الشمال الشرقي، المعضلة باقية: قوات سوريا الديمقراطية تحكم، وأنقاض "داعش" تتناثر كقصص جداتنا في ليالي الشتاء، وتركيا تتربص، ومخاوف من "فدرالية" قد تقسم لكنها ربما توحد.

الحل؟ يبدأ بالاعتراف بأن هذه الأرض سورية، وأهلها شركاء في الوطن الجديد، لا أتباعاً ولا أعداء.

وفي السويداء، حيث قلب أهل الجبل النابض بالكرامة، الذين ما زالوا يرفضون أن يكونوا رقماً في معادلة الطائفية، مطالبين بدولة الحق والقانون. أما الساحل، حيث جرت انتهاكات الربيع 2025 – بعد سقوط الأسد – من قبل ما سميت ميلشيات طائفية تحاول ملء الفراغ، فهناك الجرح الذي لم يندمل.

العودة مستحيلة

سوريا الجديدة اليوم كمن يخرج من غرفة تعذيب إلى ضوء النهار، لا يقدر أن يفتح عينيه الملتصقتين بقذى الاستبداد والبعث، يبحث عن طريقه بخطوات بدون هدىً، لكنه يدرك أن العودة إلى الغرفة مستحيلة.

اليوم، ولأول مرة منذ نصف قرن، يمكن للسوري أن يختار اتجاه خطوته. وهذا في حد ذاته، انتصار، بعد أن أظهرت فيديوهات الأسد ومستشارته، الإعلامية الساحرة، برغم كل ضحكاته المتعالية، على السوريين وضباطه، وعلى كفر بطنا، وحتى على أبيه.. كم بدا مهزوماً.

 

من مخيمات الشمال إلى قلب دمشق: عام على تحرير سوريا

إدلب - أحمد العقلة/المدن/08 كانون الأول/2025

مر عام كامل على انطلاق عملية "ردع العدوان" التي أدت إلى سقوط نظام بشار الأسد في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024.  بدأت الفصائل المعارضة، بقيادة أحمد الشرع، الهجوم من مناطق شمال إدلب، حيث كانت تتمركز بعد سنوات من الحصار والقصف المستمر. في أقل من أسبوعين، سيطرت القوات على حلب بعد انهيار سريع لدفاعات النظام، ثم تقدمت نحو حماة وحمص وصولاً إلى دمشق، مستفيدة من انسحاب الدعم الإيراني والروسي الذي كان مشتتاً في جبهات أخرى. بحلول 8 كانون الأول، أعلنت غرفة العمليات السيطرة التامة على العاصمة، وفرار بشار الأسد إلى روسيا، منهياً حكم عائلته الذي دام أكثر من نصف قرن. وشهدت الأيام التي تلتها فتح سجن صيدنايا وإطلاق سراح آلاف المعتقلين. يصف القائد العسكري في كتائب "شاهين"، علي حسن، كيف ساهمت الطائرات المسيرة في حسم المعركة، خصوصاً عبر استهداف تجمعات قوات النظام وخطوط إمداده. ويقول حسن لـ"المدن": "بدأ التحضير قبل أشهر، مع تصاعد القصف على المدنيين وموجات النزوح. المعركة لم تكن مجرد أيام قتال، بل نتيجة سنوات من التدريب والرصد وتطوير المسيرات". ويضيف أن "العملية انطلقت من محاور متعددة مع الفجر، ما أربك دفاعات النظام وأدى إلى أخطاء فادحة. ركزت كتائبنا على الرصد الدقيق، تصحيح الرمايات، والضربات البعيدة المدى، بالإضافة إلى القتال الليلي الذي شكّل صدمة للخصم". ويؤكد أن التقدم السريع من حلب إلى الوسط، كان مدفوعاً بمعنويات عالية لدى المقاتلين المقتنعين بضعف النظام. ويختم: "دورنا كان مهماً، لكنه جزء من إعداد شامل شمل الجميع حتى الحسم النهائي". قبل عام، كان سكان إدلب والنازحون في مخيماتها يتابعون الأحداث بخوف شديد، متوقعين فشلاً محتملاً يؤدي إلى مجازر أو تهجير جديد. جاءت العملية مفاجئة للكثيرين، حيث كان التركيز على النجاة من القصف المتوقع. لم يتخيل أكثر المتفائلين أنها ستؤدي إلى إسقاط النظام كاملاً. يروي خالد محمد، وهو نازح من مخيمات سرمدا، كيف أرسل عائلته إلى مناطق أكثر أماناً في الريف الغربي، بعد تحذيرات من رد فعل عنيف للنظام. ويقول لـ"المدن": "مع السيطرة على حلب في اليوم الأول، بدأ الخوف يتلاشى، وعادت الأمل بالعودة إلى الديار. يوم السقوط كان عيداً في المخيمات، مع التكبيرات والتهاني بالخلاص". ويضيف النازح محمد عبد الله، إلى كلام محمد، أانا "كنا نتمنى فقط وقف القصف وتجنب التهجير. في البداية، كانت هناك تسريبات عن خطط لمهاجمة المخيمات. لكننا دعمنا المعركة مهما كلف الأمر، فالبقاء كان موتاً بطيئاً". ويقول نازح ثالث من مخيمات شمال إدلب، عاش سنوات طويلة في الخيام: "كنت أخشى أن يتحول التقدم إلى كارثة جديدة، خصوصاً مع سماع أنباء عن استعداد النظام لقصف المخيمات بكل قوة. لكن عندما وصلت أخبار السيطرة على دمشق، شعرت بأن الحلم أصبح حقيقة. اليوم، بعد عام، نرى بوادر عودة آمنة، وهذا يعطينا أملاً في حياة طبيعية مرة أخرى".اسم "ردع العدوان" عَكَس الهدف الأساسي: وقف القصف على المناطق المدنية المكتظة بملايين النازحين، بدعم إيراني وروسي، ولكنه انتهى بتحرير العاصمة السورية دمشق. في كانون الثاني/يناير 2025، عُقد اجتماع واسع في قصر الشعب بدمشق، قرر تعيين أحمد الشرع رئيساً للمرحلة الانتقالية، وإلغاء دستور 2012، وحلّ حزب البعث والمؤسسات الأمنية والعسكرية السابقة.

 

لونا الشبل نجمة سنوية الشرع الأولى

بسام مقداد/المدن/09 كانون الأول/2025

حتى في مماتها، نجحت لونا الشبل في إضافة فصل نجاح آخر إلى ما حققته في حياتها الشخصية. فقد تمكن المسلسل التلفزيوني الناجح الذي لعبت دور البطولة فيه، من اختطاف مسحة كبيرة من أضواء السنوية الأولى لسقوط الأسد وتسلم أحمد الشرع "مؤقتاً" مقاليد السلطة في دمشق. ألقت مشاهد المسلسل الضوء على الكثير من خبايا دواخل الأسد، وكشفت عن ضحالته ومدى الكراهية التي يكنها للسوريين ولسوريا. والسوريون المدنيون والعسكريون الذين ظهروا في المسلسل، بينوا عن فداحة ما ألحقه آل الأسد بإنسانية المواطن السوري وكرامته وحريته. فمشهد العجوز الفقير الذي قبّل يد الأسد، ومشهد العسكري رفيع الرتبة الذي هم بتقبيل يده أمام عسكريين آخرين، وأعلن عن استعداده لتقبيل حذائه، مشهدان يفوقان قدرة الإنسان على تقبلهما في القرن الواحد والعشرين. وهما يشيران إلى سعي آل الأسد ومثابرتهم على تحويل المجتمع السوري إلى مجتمع يشبه مجتمع العبيد. وسخرية الأسد وتعليقه على المشهدين، يشير إلى أن السفاح كان مقتنعاً بنجاح سعيه هذا مع السفاح الآخر والده. ضحالة الأسد وضعفه وتفاهته التي كشف عنها مسلسل شرائط الفيديو، تقول بأنه كان من شبه المستحيل أن يسفر حكم شخص على مثل هذه النواقص، أو أن ينتج غير ما ارتكبه من مجازر وفظاعات. فالحكمة تحذر من الضعيف والغبي إذا تمكن. وغباء الأسد كان ظاهراً للعيان منذ البداية، وهو ما استغله الإيرانييون والروس الذين كانوا يصفونه بـ"الغبي المفيد". وبقي الأسد "غبياً مفيداً" للروس طيلة سنوات إلى أن اصطدموا أنفسهم بغبائه، حين عجز عن الاستفادة من السنوات الإضافية التي منحوها له بين العامين 2015 و 2024.  بعد سقوط الأسد بأيام، نشر في 11 كانون الأول/ديسمبر، المدير الأكاديمي للمجلس الروسي للعلاقات الدولية الدولية RIAC أندريه كارتونوف، نصاً رأى فيه أن ما حدث في سوريا من سقوط مفاجئ لنظام الأسد، يشبه أحداث أفغانستان في العام 2021، إذ في الحالتين عبرت القوات المسلحة عن عدم ثقتها بالقيادة الحاكمة، وانهارت السلطة كبناء من كرتون.

رأى كارتونوف أن نظام الأسد الذي تم إنقاذه في اللحظة الأخيرة العام 2015 على يد روسيا وإيران، قد مُنح وقتاُ إضافياً لمدة تسع سنوات لتحقيق مصالحة وطنية، لكنه فشل في ذلك ولم يوحد السوريين.

في بقية نصه، ينضم كارتونوف إلى بقية الكتاب والمحللين الروس التابعين للكرملين، الذين كانوا يتوقعون في تلك الفترة أن سوريا بعد الأسد ستغرق من جديد بالفوضى والحرب الأهلية. ولم يصرفوا النظر عن توقعاتهم هذه إلا بعد أن بدأ الكرملين محاولاته مد الجسور مع السلطة السورية الجديدة.

موقع الخدمة الروسية في دويتشه فيله الألمانية DW نشر في 8 الشهر الجاري نصاً، استعرض فيه ما رأى أنه تحقق خلال سنة بعد سقوط الأسد. واستهل الموقع نصه بالقول إن سوريا في السنوية الأولى لإسقاط الأسد تجد نفسها على مفترق طرق. فهي قد حققت نجاحات مهمة على الصعيد الخارجي، لكن السوريين يعانون من صعوبات معيشية في الداخل.  في مجال الأمن، يقول الموقع بأن المروحيات لم تعد تلقي البراميل المتفجرة، كما لم تعد الطارات الروسية تلقي حممها على المدنيين السوريين. وينقل عن إحاطة في مجلس الأمن الدولي الشهر المنصرم قولها، إن سوريا لا تزال تعاني صعوبات بسب تفكك المشهد الأمني. ينقل الموقع أيضاً قول الخبير في معهد الشرق الأوسط تشارلز ليستر (Charles Lister)، إن دمشق يسودها هدوء نسبي، لكن في بقية سوريا، وكما في السابق، تقع مواجهات بين القوى الأمنية التابعة للنظام الجديد وبين مجموعات مختلفة، مثل الأكراد وبقية الأقليات. أما القوى الموالية للأسد فلا تزال موجودة، لكنها تنشط في الخفاء. ويظل احتمال عودة ظهور تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي يشكل مصدر قلق أيضاً، حيث يستغل مسلحوه الوضع غير المستقر. وينقل عن تقرير للوكالة الأوروبية المعنية بقضية اللاجئين قولها، إنه من الواضح أن السلطات السورية الجديدة لا تفرض سيطرتها الكاملة على الوضع في البلاد. ويضيف التقرير بأن الأنباء لا تزال ترد عن الفوضى والجرائم المرتكبة وأعمال العنف الانتقامية.

وفي مجال العدالة الإنتقالية، يقول الموقع إن من الأسباب الرئيسية لأحداث العنف المستمرة، اضطهاد من يُعتقد أنهم مرتبطون بنظام الأسد. ولذلك، أكّد المركز السوري للعدالة والمساءلة (SJAC)، ومقره واشنطن، في مقال نُشره في أيلول/سبتمبر الماضي، على أهمية "العدالة الانتقالية"، وهي عملية للتحقق من الجرائم التي ارتكبتها السلطات السابقة، بالإضافة إلى جماعات أخرى. يشير الموقع إلى اللجنتين المستقلتين اللتين شكلتهما الحكومة السورية، واحدة للبحث عن عشرات آلاف السوريين المفقودين منذ الحرب، والأخرى للتحقيق في الجرائم التي ارتكبها نظام الأسد. وتنتقد منظمة حقوق الإنسان لجنة العدالة الانتقالية لقيامها بالتحقيق فقط في جرائم السلطات السابقة، وتتجاهل الجرائم التي ارتكبتها الجماعات المسلحة الأخرى، ربما مثل هيئة تحرير الشام وحلفائها. وعن تحول سوريا إلى دولة ديموقراطية، يرى الموقع أنه لا يزال مبكراً الحديث عن ذلك. ويشير إلى الانتخابات البرلمانية "الحرة نسبياً" التي جرت في سوريا. وينقل عن مسؤولين رسميين قولهم إن الظروف الحالية لا تسمح بان تكون الانتخابات مباشرة، بل عبر هيئات انتخابية. ويشير إلى أن الشرع سيبقى "الرئيس المؤقت" لسوريا حتى إقرار الدستور الجديد. ويرى منتقدوه أنه يُرسّخ دعائم سلطته ويتصرف بشكل متزايد كحاكم مُستبد. ولا يزال المحللون يتحدثون بحذر متزايد عن الوضع في سوريا. مجموعة RBC الإعلامية في روسيا نقلت في 5 الجاري عن رويترز كشفها عن محاولات انصار الأسد السابقين محاولاتهم إثارة إنتفاضة ضد السلطات الجديدة في دمشق. واستندت الوكالة إلى مصادرها وإلى التحقيقات التي تجريها، لتقول إن رئيس المخابرات السورية السابق كمال حسن وإبن خال الأسد رامي مخلوف، يرسلون ملايين الدولارات إلى مقاتلين من العلويين في محاولة لإثارة إنتفاضة في الساحل السوري. ويعمل حسن ومخلوف بشكل منفصل، ويقومان مع ممثلي مجموعات أخرى تتنافس على السلطة بتمويل أكثر من 50 ألف مسلح على أمل كسب ولائهم. وتضيف الوكالة بأن لأنصار الأسد السابقين هدف آخر يتمثل في السيطرة على شبكة مكونة من 14 مركز قيادة تحت الأرض، تم بناؤها على الساحل السوري في نهاية حكم الأسد، بالإضافة إلى مخابئ الأسلحة. وتقول بأن حسن "يرسم خططاً ضخمة لحكمه على الساحل السوري"، حيث يعيش معظم السكان العلويين في البلاد، والذي كان في السابق معقل الأسد. أما مخلوف فيقدم نفسه في محادثاته ورسائله باعتباره "شخصية تحمل رسالة"، وستعود إلى السلطة بعد "معركة نهائية مروعة". تؤكد الوكالة أن السلطات الجديدة في دمشق على اطلاع على مخططات حسن ومخلوف. وهي تستخدم أحد أصدقاء الشرع المنشقين عن جيش الأسد لإقناع الجنود السابقين والمدنيين العلويين بان مستقبلهم هو مع السلطة في دمشق. موقع AIF الروسي نقل في 8 الجاري عن نائب مدير معهد التاريخ والسياسة في معهد التربية الروسي فلاديمير شابوفالوف، تأكيده بأن النبأ عن محاولات علويين إثارة إنتفاضة ضد حكومة دمشق، هو نبأ ملفق كلياً، ويحمل في طياته خطراً على حياة الأسد وحلفائه.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لتحدي الملح الذي يفرضه الانفتاح الدبلوماسي الإسرائيلي على لبنان

الدكتور شارل شرتوني/نقلاً عن موقع “هذه بيروت”/08 كانون الأول 2025

(ترجمة من الإنكليزية بحرية بالإستعانة بمواقع ترجمة الأكترونية)

https://eliasbejjaninews.com/2025/12/150024/

يمثّل الانفتاح الدبلوماسي الذي أطلقه السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة مايكل لايتر تجاه لبنان تحوّلًا مهمًا في لحظة سياسية شديدة التعقيد للبنان. فهذه المبادرة تأتي امتدادًا لعرض السلام الذي قدّمه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهي خطوة تحمل نوايا واضحة ورغبة حقيقية في إنهاء الصراع. وليس من الحكمة أن تتجاهلها الدولة اللبنانية أو تتعامل معها بخفّة.

الفرصة التي يرفض لبنان رؤيتها

المفاوضات الحالية لن تتقدم ما لم يدرك اللبنانيون—حكومةً وشعبًا—المضمون الحقيقي للرسائل الإسرائيلية. فالتعامل برفض متكبّر مع عروض السلام لم يعد دليل قوة، بل دليل نقص في النضج السياسي، وعجز عن مواجهة حقيقة الوضع: لبنان غارق في حرب مفتوحة، وعجز اقتصادي، وانهيار مؤسسي.

إسرائيل تطرح أفقًا سياسيًا واضحًا للخروج من دائرة العنف. أما لبنان، فذهب إلى المفاوضات ليس اقتناعًا، بل لأنه لم يعد أمامه خيار آخر.

فشل الرؤية اللبنانية

جوهر المفاوضات يتطلب تغييرًا جذريًا في نظرة الدولة اللبنانية للسلام. فحصر النقاش في “إعادة انتشار” أو “وقف إطلاق نار تكتيكي” لا يصنع سلامًا ولا يبني دولة. هذه مقاربة قصيرة النظر تعكس ضيق الأجندة السياسية التي تتحكم بالقرار الرسمي اللبناني اليوم.

السفير لايتر طرح رؤية واضحة:

لا مطالب إسرائيلية من لبنان، والرغبة هي العيش بسلام ووئام.

لكن هذا السلام مرتبط حتما ودون مواربة بنزع سلاح حزب الله ومنع أي تهديد جديد لأمن إسرائيل. من دون ذلك، لا مفاوضات حقيقية.

المعضلة الأساسية: حزب الله

لا يمكن للبنان أن يتفاوض كدولة بينما هو خاضع لشروط ميليشيا تفرض أجندتها على الحكومة، وتتحكم بقرار الحرب والسلم.

فخضوع السلطة اللبنانية لهذه الشروط يدمّر ما تبقى من سيادتها ويقضي على صدقيتها في الداخل والخارج.

ولا يجوز أن يتحوّل خطاب حزب الله وإملاءاته إلى “نص غير معلن” يحكم المفاوضات. فذلك يسقط فكرة الدولة من أساسها.

غياب الدبلوماسية اللبنانية

بينما تعرض إسرائيل رؤية واضحة ومتماسكة، تبدو الدبلوماسية اللبنانية غائبة ومفككة. فالدولة التي تعجز عن صياغة موقف سياسي واضح لا يمكن أن تمارس دبلوماسية ناجحة.

المفاوضات تحتاج إلى وضوح، وثبات، وإلى طرح افتراضات صريحة يلتزم بها الطرفان. وهذا ما تفعله إسرائيل، وما تعجز عنه السلطة اللبنانية.

التحرر من الأيديولوجيات

لا يمكن للبنان أن يدخل عصر السلام وهو مقيّد بخطاب أيديولوجي قديم: معاداة السامية، وشعارات الممانعة، والرؤية الأبوكاليبتية التي غذّاها النظام الإيراني لعقود. لبنان لن يتقدم ما لم يتحرر من الفكر السياسي الذي فرضته القوى الإسلامية الراديكالية، ومن الإمبريالية الدينية الإيرانية التي حولته إلى ساحة صراع.

لا مستقبل… إذا استمرت العقلية نفسها

لبنان اليوم أمام مفترق طرق: إما أن يكسر دائرة الوهم والعداء، وإما أن يواصل مسيرته داخل ديستوبيا قاتلة تفرخ النزاعات والحروب والانهيارات المتتالية. الدبلوماسية الأمريكية بحثت طوال العام الماضي عن فرصة لإنقاذ لبنان وإدخاله في مسار حلّ وتطبيع، لكن الفشل كان سيد الموقف، بسبب انعدام الإرادة السياسية لدى السلطة، وخضوعها لحزب الله.

خلاصة

بدل أن يستفيد لبنان من فرصة نادرة فتحتها التحولات الإسرائيلية والديناميكيات الإقليمية الجديدة، بدّد فرصته بسبب سياسات الوافدين الجدد المعدومين للخبرة، وبسبب سيطرة حزب الله الكاملة على القرار. إن لم يتحرر لبنان من قيود حزب الله، ومن الأيديولوجيات المدمّرة، ومن الإملاءات الإيرانية، فلن يعرف يومًا طريق السلام، ولا حتى طريق الدولة.

 

الدبكة اللبنانيّة: حين تنتصر الهويّة على السياسة؛

الكاتب والمخرج يوسف ي. الخوري/08 كانون الأول/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/12/150032/

لا يولد الرقص الشعبي من فراغ. إنّه ابن الطبيعة أوّلًا، ثم ابن المجتمع الذي تُشكّله تلك الطبيعة. فالجغرافيا ليست مجرّد مساحة، بل هي الانعكاس لحياة الناس، لطريقتهم في العمل والفرح والحزن والاحتفال. وفي بلاد الجبال مثل لبنان، حيث القرى متلاصقة والقامات مشدودة إلى سفوح قاسية، تولد حركة الجسد من صلابة الأرض ومن علاقة الإنسان بها. هكذا خرجت الدبكة اللبنانية: خطوةٌ قويّة، قدمٌ تصفع الأرض، وذراعٌ تتشابك مع أخرى، والكتف على الكتف. إنّها رقصة الجماعة التي لا تقوم إلّا بوحدة الصفّ، ولا تزدهر إلّا بالتناغم. ومثلما يتنوّع لبنان، تتنوّع دبكته: جبليّة صلبة في جبل لبنان واهدن وبشري، وساحليّة مرنة في بيروت وبرجا وصور، وبقاعية واسعة في بعلبك وسائر الساحات المفتوحة. لكلّ منطقة ظلّها الخاص، لكن الهوية واحدة: دبكة لبنانيّة صافية، لها مزاج الجبل ونَفَس البحر واتّساع السهل.

ما فعلته محطة mtv  بإطلاق برنامج Let’s Dabke ليس مجرّد ترفيه، بل عمل وطني صادق أعاد اللبنانيين إلى نقطة التقاء نادرة في بلدٍ ينهشه الانقسام. شاهدنا الفرق تأتي من كلّ المناطق، من كلّ الطوائف، ومن كلّ الهويّات المحليّة… لكن حين تبدأ الدبكة، تسقط الفوارق، ويرتفع علمٌ واحد: اللبناني.

العمل الفنّي نفسه كان على مستوى رفيع: تنظيمًا، أداءً، وإخراجًا وتقنيةً، شكّل لحظة جامعة خطفت انتباهنا وأخذتنا إلى ما هو أبعد بكثير من صناعة برنامج: إلى صناعة معنى. والـ mtv أمس ذكّرتني بالسيّدة الأولى زلفا شمعون، يوم كانت تجهد في أواسط خمسينيات القرن الماضي، مع الأخوين رحباني، لخلق هويّة لبنانيّة واحدة من الفولكلور اللبناني. فعسى أن تُستعاد هويّتنا من خلال ما بدأته الـ mtv.

ومن بين المشاهد الأكثر دلالة، كان الحضور الشيعي الواسع في البرنامج. صبايا وشباب، من الجنوب والبقاع، يرقصون بثقة وفرح، يؤكّدون بالأقدام قبل الكلمات أنّ الشيعة هم لبنانيون حتى العظم، مهما حاول حزب الله جرّهم إلى هوية مستوردة لا تشبههم. دبكوا غير آبهين بأنّ الجمهورية الإسلامية في إيران، التي يخضع الحزب لوليّها الفقيه، تُحرّم الرقص أصلًا. أي أنّ التأثير الإيراني، رغم كلّ ما فُرض قسرًا، لم ينجح في اختراق نبضهم الثقافي. لا استعارات من طهران، ولا ظلّ للملالي على الإيقاع؛ المسافة بعيدة، والهوية اللبنانيّة أقوى.

ذلك المشهد كان باكورة انتفاضة شيعية هادئة تقول للثنائي: “لسنا جنودكم… نحن لبنانيون”.

وفي السياق الإقليمي، يصبح ضروريًا أن نضع الدبكة في إطارها الأوسع. فالدبكة اللبنانية ليست "الهورا" الإسرائيلية، تلك الرقصة الدائرية التي خرجت من شرق أوروبا وارتبطت بذاكرة المستوطنين الأوائل. وليست العرضة الصحراوية الخليجية ذات الإيقاع القبلي والسيوف. وليست الدبكة السورية التي تشربت من البداوة في الشرق، ومن رهافة حلب، ومن امتداد السهل الكردي. وليست أيضًا الدبكة الفلسطينية الموسومة بذاكرة النزوح والمقاومة وسردية القرى المقتلعة.

الدبكة اللبنانية وُلدت ونمت داخل حدود الـ 10452 كلم²: فوق جبال شاهقة، وسهول ضيّقة، وبحر مفتوح. وهي تستمدّ هويّتها من مجتمع صغير متنوّع، لكنّه متجانس في إيقاعه العميق. وإن دخلها بعض الدمج، الـ fusion كما سُمّي في البرنامج، فذلك دليل انفتاح لبنان على الحضارات، لا علامة على ذوبانه. لبنان يقتبس، نعم، لكنّه لا يقلّد؛ يتفاعل، لكنّه لا يُمحى. ولهذا نقول لمن روّج في الأيام الماضية، ومنهم توم باراك، لفكرة أنّ “نحن والشعب السوري شعب واحد”: الأرض، والمجتمع، والإيقاع، والدبكة نفسها قالت أمس إنّنا لسنا شعبًا واحدًا، بل شعبان لكلٍّ منهما إيقاعه وحكايته وجغرافيته. نحن لبنانيون، لا عرب، لا عجم ولا عبرانيين.

وفي الختام، كلمة إلى الإخوة الشيعة اللبنانيين:

الحروب لا تُعيد لنا دورًا في المنطقة، بل تُضعفنا أمام إسرائيل، وتُهمّشنا أمام العرب والفرس. أمّا السلام، والثقافة، والفنون، والاقتصاد، فهي التي تكسر سلاح إسرائيل الفتّاك؛ وهي صورتنا الحقيقيّة: صورة الحياة. وحين نرقص جميعًا، من برجا إلى الجنوب، من بعلبك إلى قبّ الياس، ومن زغرتا إلى النبطية، ننافس "الهورا" الإسرائيلية ونهزم إسرائيل في المساحة الحضارية؛ ونعود منارةً للشرق.

في الدبكة كلّنا نشبه بعضنا البعض، وكلّنا لبنانيين.

 

ما الذي كشفته زيارة البابا عن اللبنانيين؟ حين يصبح الاحتفال علاجاً جماعياً

د. منى فياض/جنوبية/08 كانون الأول/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/12/150040/

لقد فتحت زيارة البابا نافذة لتحوّل كبير في السياسة اللبنانية، التي ظلّت حتى الآن غارقة في المراوغة والالتباس، فكسرت الجمود وسمحت بظهور مسار جديد أكثر وضوحاً وجرأة." فزيارة البابا لاوون الرابع عشر إلى لبنان أثارت موجة واسعة من المشاعر، ربما لم تكن متوقعة بهذا الحجم، ولا بهذه الشحنة الرمزية. فجأة بدا البلد الذي يشكو من الانهيار، الفقر، تفكك المؤسسات، وغياب الثقة، قادراً على إظهار وجهاً آخر: بلد الترحاب والزينة والاحتفال والاستنفار اللوجستي والتنظيمي. برزت الحاجة لإظهار «صورة لبنان الجميلة». هذه المفارقة، سبق ان عرفناها في لحظات الحرب الأخيرة مع إسرائيل. الأمر الذي يستدعي سؤالاً مهماً: كيف يتمكن اللبنانيون ان يتصرفوا بهذه الطريقة عندما يزورهم رمز عالمي، أو عندما يواجهون خطراً؟ وما الذي يكشفه هذا السلوك عن المجتمع والدولة والهوية؟ لتفسير هذه الظاهرة المعقدة، يمكن الاستفادة من ثلاث مقاربات تتكامل فيما بينها:  المقاربة الأنتروبولوجية، والنفس- اجتماعية، والرمزية - السياسية. تكشف هذه المقاربات قراءة اعمق للطريقة التي احتفل بها اللبنانيون بزيارة البابا، وكيف تحوّل الحدث الديني إلى مرآة اجتماعية وسياسية ونفسية.

انتروبولوجياً : الاحتفال طقس يعالج الخوف

في لحظات الانهيار أو الأزمات الكبرى، تلجأ المجتمعات إلى الطقوس الجماعية التي تُشبه العيد. وهذا ما حدث تماماً في لبنان. فعلى الرغم من الفقر والمديونية، أنفقت المدن والبلدات مبالغ كبيرة على الزينة، الأعلام، تجهيز الساحات، وتنظيم الاستقبال. قد يبدو الأمر غير عقلاني، لكن هذا "لإنفاق الاحتفالي" هو ما تسميه الأنتروبولوجيا "طقس البذخ"، ويسميه اللبنانيون "عرساً": إنفاق لا يخضع لمنطق الربح والخسارة، بل لمنطق الهوية واستعادة القدرة على الوجود. في كتابات مارسيل موس، نجد أن الاحتفال هو نوع من الدفاع الجماعي ضد القلق الوجودي. عندما تشعر الجماعة أن حياتها مهددة - اقتصادياً، سياسياً أو اجتماعياً، فهي تخلق مهرجاناً يغطي الانهيار. كأن الطقوس تقول: "نحن ما زلنا شعباً، ما زلنا قادرين على الفرح وعلى تنظيم حدث كبير، مهما كان واقعنا قاسياً". من هنا يمكن فهم ما حصل في لبنان. فزيارة البابا تحولت إلى مساحة يتجاوز فيها اللبنانيون واقعهم اليومي: انقطاع الكهرباء، التضخم، غياب الدولة. إنها محاولة لإعادة بناء صورة الذات، لا بالمعنى الوهمي، بل بالمعنى العلاجي او الترميمي: الاحتفال بوصفه وسيلة لتخفيف الألم وترميم الكرامة. لهذا بدا اللبنانيون أجمل مما هم عليه في الأيام العادية، وكأنهم يعرضون نسختهم المثالية — النسخة التي يتمنون لو كانت هي الحقيقة.

المقاربة النفس–اجتماعية: البحث عن الأب الرمزي

في لحظة الفراغ السياسي، يبحث الناس عن رمز خارجي يعوّض غياب "الأب" أو "المرجع". والدولة اللبنانية، المنهارة والمتروكة والمدانة شعبياً، لم تعد تملك سلطة معنوية أو رمزية تؤمّن الطمأنينة. أمام هذا الفراغ، يبرز البابا - بصفته شخصية عالمية، أخلاقية، فوق نزاعات الطوائف - ليملأ هذا الموقع.

هذا ما يجعل استقبال اللبنانيين له بهذه الحماسة مفهوماً على المستوى النفسي. فالبذخ والزينة والمشاهد المنظمة ليست فقط للتأثير في الخارج، بل أيضاً لتلبية حاجة داخلية: حاجة للحصول على الاعتراف. يريد اللبنانيون أن يراهم الرمز الكبير، أن يصفّق لهم، أن يخاطبهم، أن يؤكّد لهم أنهم ليسوا منسيين، وأن بلدهم الذي يتداعى ما زال يستحق أن يُزار. لهذا بدا الاحتفال وكأنه محاولة لجذب أبصاره نحوهم، لجعله شاهداً على "لبنان الآخر" - لبنان الذي يُصرّ الشعب على إبرازه في وجه الانهيار. ما حصل يشبه ما وصفه دوركهايم بـ"لحظة الفوران الانفعالي الجماعي": تلك اللحظات التي يشعر فيها الأفراد أنهم جزء من كلٍّ موحد، وأن وحدتهم أقوى من تشتتهم. في زيارة البابا، اختفت الانقسامات لساعات، وتجمّعت الطوائف حول رمز واحد، لا لأن الخلافات زالت، بل لأن الحاجة إلى الطمأنينة أقوى من الحاجة إلى الجدل.

المقاربة الرمزية – السياسية: صناعة صورة لبنان "الرسالة"

عندما تفشل السلطة مادياً، تلجأ إلى الرمزي. هذا بالضبط ما شرحه بيار بورديو حين تحدث عن «العنف الرمزي»: استخدام الصور، الخطاب، والطقوس لإخفاء العجز الحقيقي. زيارة البابا كانت فرصة ذهبية للسلطة اللبنانية لتقديم «عرض قوة» لا يحتاج إلى دولة فعالة، بل إلى قدرة على تنظيم مشهد جميل.

هنا تُستخدم الزينة والاحتفالات كممارسة سياسية: رسالة للخارج بأن لبنان ما زال "لبنان الرسالة"، و"لبنان التعايش"، و"لبنان التنوّع"، رغم الانهيار المالي والأمني. أما للداخل، فهي محاولة لترميم هيبة الدولة عبر إثبات أنها قادرة - على الأقل - على استقبال شخصية عالمية بحجم البابا. ورغم أن هذا لا يغيّر شيئاً من واقع المستشفيات والمدارس والحدود، إلا أنه يمنح السلطة لحظة إنتاج صورة إيجابية، تعيش عليها أياماً قبل العودة إلى الفشل الروتيني. أما الناس، فبسبب حاجتهم النفسية العميقة للاعتراف وللكرامة، يتماهَون مع هذه الصورة رغم معرفتهم بأنها تجميلية. إنها لحظة نادرة يشعرون خلالها أن لبنانهم يشبه الخطاب الرسمي، وأنه ليس مجرد بلد مفكّك يتساقط تدريجياً.

لبنان بين صورتين: الحقيقة والمرآة

دمج المقاربات الثلاث يكشف مفارقة لبنانية أساسية: اللبنانيون يعرفون تماماً حجم الانهيار الذي يعيشونه، لكنهم ينجذبون - بوعي أو بدون وعي - إلى لحظات يمكنهم فيها إلغاء هذا الواقع ولو مؤقتاً. الاحتفال بزيارة البابا هو مزيج من:

طقس يعالج الخوف

بحث عن شرعية ورمز يطمئن

صورة سياسية تُسوَّق للداخل والخارج

وفي هذه الطبقات الثلاث، يظهر اللبنانيون أجمل وأسوأ ما فيهم في آن واحد: قدرة مذهلة على الحياة فوق الركام، وعلى تحويل الألم إلى طقس جماعي، لكن أيضاً قدرة على الهروب من مواجهة الأسباب العميقة للأزمة. هذه الازدواجية ليست ضعفاً فحسب، بل هي جزء من التاريخ اللبناني ومن تركيبته النفسية -الثقافية، منذ قيام الدولة وحتى اليوم. لم تكن عابرة زيارة البابا، شكلت حدثاً كاشفاً، مرآة للبنانيين وهم يحاولون التمسك بصورة بلدهم، حتى ولو انه يتهاوى بين أيديهم وربما بسبب ذلك. مرآة تظهر هشاشتهم وقوتهم في الوقت نفسه، وتدلّ على أن لبنان، رغم كل شيء، لا يزال يبحث عن نفسه… وعن من يُعيد إليه المعنى.

هيدي تاني مرّة بيتعدّى "توم برّاك" ع تاريخنا...

الفراد ماضي/فايسبوك/08 كانون الأول/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/12/150037/

هيدي تاني مرّة بيتعدّى "توم برّاك" ع تاريخنا...

اوّل مرّة لمّن اعتبر لبنان جزء من بلاد الشام، واكيد هيدا غلط! لبنان، ولا يوم كان تابع لبلاد الشام... بس قلنا " زلّة لسان"...

تاني مرّة، من يومين، اعتبر لبنان وسوريا واحد... وهيدا استهتار ب تاريخ لبنان وزحلة "مدينتك" ومقاومتن...

ولاد مدينتك، سيّد توم، هنّي اللي ساعدوا "الحرافشة" سنة 1791 تَ شحطوا والي الشام من بعلبك، وهنّي اللي كسروا عَ بواب مدينتك هالوالي لِ موظّف عند العثمانيين (الاتراك اصحابك اليوم) لمّا رجع بجيوش جرّراة تَ ينتقم.

وبل ١٨٦٠ ما سقطت زحلة إلّا بدعم من العثمانيين اللي بوقتها كان عم يسهّل دخولن عالبقاع، كمان والي الشام!

وتَ ما نضل بالتاريخ، سنة ١٩٨١ رفضت زحلة تسلّم راسا للسوري وتصير جزء من نفوذو. تحاصرت من الجو والبرّ، وقُصفت بالطيران! ما ركعت، وبقي راسا مرفوع. وبقرار اميركي قَصفت اسرائيل الطيران السوري، وبقيت زحلة بمقاومة كل اهلها رافعة جبينا وصارت "اسطورة " ورمز للمقاومة الحقيقيّة...

جايي هلق تعتبرنا ساعة جزء من بلاد الشام وساعة جزء من سوريا...

مش زابطة معك، واذا بدك دروس بالتاريخ عنّا كتير مؤرخين مستعدين يعطوك دروس، وبخاصة عن تاريخ مدينتك زحلة...

كنت ناطر حدا من الدولة او السياديين يردّ، بس ما حدا رد لغاية في نفس يعقوب...

 منشان هيك ردّيت انا...

أخيراً، سيّد برّاك لازم تعرف انّو:  لبنان مش مشروع "للضم وللفرز"...

 

تحول لبنان الهش نحو السلام الآن

نديم قطيش/الشرق الأوسط/09 كانون الأول/2025

ليس السلام في لبنان خياراً، على ما باتت تدرك أغلبية القوى السياسية وأركان السلطة؛ بل بات يحمل سمات الشرط الوجودي والتوجه القسري الذي فرضته الدولة باقتصادها المنهار ومؤسساتها، وبعض ركائز عقدها الاجتماعي. استلزم الإقرار علنية بلحظة التحول الحذرة والهشة هذه، توظيف ثقل زيارة البابا ليو الرابع عشر إلى بيروت. جاءت الزيارة كفعل مباركة رمزية لخيارات سياسية تنطوي حكماً على تنازلات مؤلمة، في رحلة الخروج بلبنان من أَسْر عقيدة «المقاومة» إلى الواقعية القسرية، وخدمة الاستقرارين الاقتصادي والسياسي. استبقت إسرائيل المشهدية الفاتيكانية في بيروت باغتيال القائد العسكري لـ«حزب الله» هيثم علي طبطبائي، رهاناً منها على أن المظلة الدولية والروحية والإنسانية ستمنع أي رد عسكري، إن كان لا يزال بوسع الحزب أن يرُد. كما أرادت للاغتيال وعدم الرد عليه أن يكونا بمثابة اعتراف ضمني بأن تكلفة فتح جبهة شاملة باتت تتجاوز قدرة الحزب، وتعلن نهايته العملية. الزيارة التي استبقها اغتيال طبطبائي، أعقبها تعيين الرئيس اللبناني جوزيف عون الدبلوماسي السابق المحامي سيمون كرم، لقيادة الوفد اللبناني في محادثات الناقورة مع إسرائيل. المعاني التي انطوى عليها تعيين كرم تتجاوز صفته المدنية إلى هويته السياسية السيادية الصلبة المضادة للسلاح، وإرثه المديد في تأسيس اللقاءات والتجمعات والأحلاف المضادة لمنطق الحزب ومرجعياته الخارجية.

المفاوضات التي يترأسها كرم تتجاوز هذه المرة البحث في شؤون الحدود والأراضي إلى البحث في ترتيبات خاصة للتحقق «الأجنبي» من نزع السلاح، وخطط تالية تبحث في المستقبل الوظيفي للحدود اللبنانية الإسرائيلية، عبر الاقتصاد والتنمية وإعادة الإعمار. الهدف غير المعلن هو تحويل مسار نزع السلاح وإعادة الإعمار إلى جزء عضوي من آلية أشمل، لاجتثاث سلاح «حزب الله». أن يحظى هذا الاختيار بموافقة عابرة للطوائف، ولو على مضض شيعي، مؤشر إلى تحول هيكلي، يعزز للمرة الأولى صدقية خطاب لبنان عن الالتزام الكامل بالقرار 1701. وفي هذا السياق لا يمكن إلا التوقف عند تصريحات النائب علي حسن خليل، المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب نبيه بري، وأبرز حلفاء «حزب الله». استعار خليل من الشيخ الجليل الراحل محمد مهدي شمس الدين، من دون أن يسميه، قاعدة «ضرورات الأنظمة وخيارات الشعوب (الأمة)»، معتبراً أن «إسرائيل تبقى العدو»، وملوحاً في الوقت نفسه بالقبول الواقعي بالسلام والتطبيع. كما التغطي بالبابا، يتغطى بعض الخطاب الشيعي بفقه الاجتماع السياسي المعاصر لشمس الدين، بغية تبرير فتح الباب الخلفي للتطبيع الوظيفي. في سياق مماثل، جاءت تصريحات الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم، واضحة في أن الحزب يواكب توجهات الدولة اللبنانية، ويقف خلف قرارها باعتماد الحلول الدبلوماسية. أما تشدده في أن «مسألة نزع سلاح المقاومة غير مطروحة، ولم ولن تكون موضع قبول»، فما هو إلا لغو مخصص لجمهوره، لتمرير قبوله بما لم يكن ممكناً للحزب أن يقبله سابقاً. مع ذلك، يتسم مسار السلام والتطبيع اللبناني- الإسرائيلي القسري بمتانة هشة؛ حيث تتوازن عوامل البقاء مع تهديدات داخلية وخارجية عميقة. يوفر الإجماع العابر للطوائف بين القيادات على تجنب حرب جديدة، مدعوماً برغبة «حزب الله» البراغماتية في عدم تدمير بيئته الحاضنة أكثر، إلى جانب الاهتمام الأميركي- الفرنسي الواضح بتثبيت الهدوء وإعادة الإعمار، حوافز كبرى لنجاح هذا المسار.

بيد أن هذا الإجماع تهدده نقاط ضعف جوهرية، على رأسها أن مسلك القيادة السياسية يعطي الانطباع -خلافاً للواقع- أن لبنان يتخذ قراراته بفعل الضغط الدولي، وليس بفعل الإرادة الشعبية الأصيلة، وهو ما يفتح الباب واسعاً أمام الطعن في وطنية هذا المسار برمَّته. أما «حزب الله» الذي يُظهر أعلى درجات ضبط النفس، فإنه يحافظ على «التهديد بالرد» إذا تجاوزت المحادثات الأمن إلى نزع السلاح كاملاً، أو انخراط لبنان في ترتيبات سياسية واقتصادية وأمنية بعيدة المدى.

وإذ يلوح خطر انتهاء تفويض «اليونيفيل» وتناقض الموقف الإسرائيلي بين خطاب «الفرص السياسية» والمطالب الأمنية، والمراوغة الإيرانية على «تقطيع» فترة ولاية الرئيس ترمب، يتحول هذا المسار فعلياً إلى مادة مؤجلة للطعن في وطنية مَن هندسوه وساروا فيه، وتحويل فرصة السلام إلى حلقة خيانة جديدة تتطلب التصحيح الثوري حين تحين الفرصة. يمثل التحول اللبناني الجاري خطوة ضرورية للبقاء، تدعمها درع دولية أميركية فاتيكانية بشكل رئيسي، ومناخ عربي موازٍ، وتستفيد من عجز داخلي عن إسقاطها. ولكن ما لا ينبغي السماح له بأن يترسخ أكثر، هو أن تظل هذه اللحظة «مسار سلام بلا ثقة». فينبغي تمتين الأساس السياسي والشعبي لخيار السلام في لبنان، بوصفه رؤية للمستقبل، وليس فقط عملية توازن قسرية دقيقة للمصالح بين القوى الإقليمية. إن جوهر اللحظة يجب أن يكون أن لبنان قرر أن مستقبله يكمن في صناعة السلام لنفسه وللمنطقة، وعدم الاكتفاء بخطوات أولى لتفكيك سلاح الحزب.

 

هل تحديد لبنان مهل التفاوض ورفع سقف الاهداف في مكانهما؟

لارا يزبك/المركزية/08 كانون الأول/2025

قال رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون "اننا اتخذنا قرار التفاوض ولا مجال للعودة إلى الوراء، وهذا الأمر أبلغته لجميع المسؤولين العرب والأجانب الذين التقيتهم بما في ذلك وزير الخارجية الأميركية ماركو روبيو عندما التقيته في نيويورك، ونحن ملتزمون بهذا الخيار". وأشار منذ ايام الى "أن هذه المفاوضات تهدف أساسا إلى وقف الأعمال العدائية التي تقوم بها إسرائيل على الأراضي اللبنانية واستعادة الأسرى، وبرمجة الانسحاب من المناطق المحتلة وتصحيح النقاط المختلف عليها عند الخط الأزرق". بدوره، يعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري خلال عطلة نهاية الأسبوع أن مهمة السفير سيمون كرم "محصورة في التوصل إلى آلية تلزم إسرائيل بتنفيذ اتفاق ٢٧ تشرين ". ونُقل عنه قوله أمام زواره: مهمة كرم ليست مفتوحة، ومن المفترض أن تصل خلال أسابيع إلى نتائج واضحة، وأن تبادر الولايات المتحدة إلى إقناع إسرائيل بالالتزام بالاتفاق عبر وقف الاعتداءات، وإطلاق سراح الأسرى، والانسحاب من المناطق المحتلة". وخلص إلى أنه "في حال لم تتحقق هذه الأمور، فإن المفاوضات لن يكون لها أي معنى بعد ذلك". لبنان الرسمي حدد اذاً اهدافه من التفاوض. لكن هل سيتمكن من تحقيقها؟ وهل هو قادر على انتزاع ما يريده من إسرائيل التي تعتبر نفسها منتصرة وغير مضطرة الى تقديم اي تنازلات لأحد؟ ومقابل ماذا ستتراجع تل ابيب للبنان؟ هذه الاسئلة تطرح نفسها بقوة اليوم، بحسب ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ"المركزية"، تحذر من ان تكون بيروت ترفع سقف توقعاتها كثيراً او تحصر نفسها والتفاوض في خانة ضيقة. فما يتطلع لبنان الى تحقيقه، يتطلب منه اولاً انتزاع سلاح حزب الله، وفق المصادر. وفي افضل الأحوال، "قد" تنسحب إسرائيل من بعض النقاط و"قد" تطلق بعض الاسرى، لكن هذه الأهداف لن تتحقق "كاملة" الا بعد ان تجمع الدولة اللبنانية سلاح حزب الله. اما التفاوض، فيجب ان يكون انطلق لأن لبنان عليه ان يواكب تطورات المنطقة التي ركبت قطار التفاوض، ويفترض ان يكون منصة للبحث في كل القضايا العالقة بين بيروت وتل ابيب وأن يعدّ العدة للسلام بعد ان تكون إسرائيل التزمت بمقررات قمة بيروت للسلام عام ٢٠٠٢، تختم المصادر.

 

باسيل والاضطهاد القضائي.

الدكتور شربل عازار بعنوان/اللواء/08 كانون الأول/2025

فَقَرَة مهمّة من الخطاب الأخير لأمين عام حزب الله لم تأخذ حقّها في الإعلام وهي لوحدها كافية لتفسير كيف وصلنا الى الانهيار الكامل.

فقد قال الشيخ نعيم قاسم ما حرفيّته:

"حزب الله استطاع أن يعطي تجربة ممتازة على الصعيد الوطني كانت محطّ أنظار، وبالتالي اصبح العالم المُستَكبِر يريد القضاء على "حزب الله" وذلك لأنّ الحزب نَجَح في بناء علاقة مع أهمّ تيّار مسيحي سنة ٢٠٠٦، يعني "التيّار الوطني الحرّ"، حيث استطاع أن يعطي نموذجاً لتحالف بين "حزب الله" وقوة مؤثّرة في الساحة المسيحيّة". يعني بمعنى آخر، يقصد الشيخ قاسم أنّ "التيّار الوطني الحرّ" أعطى مشروعيّة في شباط ٢٠٠٦ لسلاح "حزب الله" من خلال "اتفاق مار مخايل"  وبالتالي فَقَد شرّع "التيّار الحرّ" هيمنة "الحزب" على الداخل اللبناني، عن قناعة، أو طمعاً في وصول "التيّار" الى الرئاسة والى السلطة المُطلقة.

قبل خطاب الشيخ قاسم بيومين أدلى النائب باسيل بحديث تلفزيوني قال فيه:

"مَن أراد عزل نفسه عن المشاركة في لقاء البابا وعن خطابه، أراد التحريض والحرب والفتنة".

نسأل سعادة النائب ما دَخل هذه بِتِلك؟

أم لأنّك لا تستطيع أن تخلق "خط سياسي" و"سرديّة وطنيّة" لك فترمي الحرام على غيرك بعد أن لقّبوك "بالفتنة المتنقلة" بين عكّار وطرابلس والبقاع وقبرشمون والبساتين في الجبل؟

في مجال آخر، لا يتعب النائب جبران باسيل من اصطحاب مورّثه  الرئيس العماد ميشال عون ليزيد الحَشد في اللقاءات والعشاءات، فيعتلي المنابر ليعيد انتاج سرديّات المظلوميّة ذاتها، رافعاً راية الطهارة وشاهراً سيفه بوجه كلّ "المنظومة - الأشباح" الذين خرّبوا البلد وعاثوا فيه فساداً ومنعوا الإصلاح والمحاسبة !!

طبعاً دون أن يجرؤ على تسمية فاسدٍ واحد خوفاً على "البيت الزجاجي".

ففي عشاء "التيار الحرّ" لهيئة كسروان - الفتوح قال باسيل:

"هناك مَن تآمر ويتآمر ويتواطأ على حقوق المسيحيّين والقانون الارثوذكسي وحقوق المنتشرين".

نُذَكّر النائب باسيل، أنّ مَن يتآمر على حقوق المنتشرين هو مَن يريد إقصاءهم عن أرضهم وبلداتهم وقراهم وأهلهم وسجّل نفوسهم ليرميهم في بلاد الله الواسعة مانعاً عنهم المشاركة في قرار صُنعِ وطنهم وكأنّ دورهم هو فقط كدور آلة ضخّ ألاموال ال ATM.

ونذكّر سعادة النائب باسيل، أنّ مَن رَفَض القانون الاورثوذكسي هو العماد النائب ميشال عون "بعظمة لسانه"، حيث قال حرفيّاً في مقابلة تلفزيونيّة على محطته ال otv مع الإعلامي جان عزيز:

"القانون الأورثوذكسي لا يمكننا السير به لأنّه يَمسّ بالميثاق الوطني". وقد أطال العماد ميشال عون بتفسير ماذا يقصد في كلامه ولماذا يرفض القانون الأورثوذكسي.

 وقد أكّد على كلام العماد ميشال عون النائب إيلي الفرزلي، "مخترع القانون الأورثوذكسي"، حيث قال حرفيّاً في مقابلة تلفزيونيّة:

"سمير جعجع أيّد القانون الأورثوذكسي بينما رفضه الجنرال ميشال عون في بكركي".

فهل أَوضَح من ذلك؟ وعليه لن تنجح سياسة "غوبلز" اللبناني القائمة على شعار: إكذب إكذب حتى يصدّقك البسطاء.

أمّا في عشاء "التيار الحرّ" لمنطقة بيروت الأولى والثانية، فقد شَكَا النائب باسيل وبقربه وزير الاتصالات الأسبق النائب نقولا الصحناوي، شكا باسيل من "الاضطهاد القضائي" الذي يتعرّض له "التيّار الحرّ" في هذا الزمن، متناسياً كيف احتلّ  "تيّاره" بالقوّة مستشفى فتوح كسروان الحكومي - البوار في اليوم الأول لوصول الرئيس العماد ميشال عون الى سدّة الرئاسة. وقد دام احتلال المستشفى مدة ١٧ شهراً، وذلك بالرغم من صدور أكثر من عشرة أحكام قضائيّة وإداريّة تؤكد احتلال المستشفى مِن قِبَل "لجنة غير قانونيّة"، وقد طالبت الأحكام "المحتلّين" بالخروج من المستشفى فلم يفعلوا لأنّهم "محميّين من الرئيس ميشال عون" حسب ما كانوا يعلنون بوجود وزير مكافحة الفساد في حينه الوزير نقولا تويني.

 والأدهى مِن كلّ ذلك، أنّ "محتلّي المستشفى" كوفئوا بأن تمّ تعيينهم من قِبَل "الوزير السوبر" في عهد الرئيس ميشال عون، بأَن تمّ تعيينهم كرئيس وأعضاء مجلس إدارة للمستشفى، فهوى معهم المستشفى الى الحضيض بعد أن كان من الأوائل بين أترابه.

 خلال الحرب اللبنانيّة نشأت ميليشيات، فتحولت بعد انتهاء الحرب الى أحزاب سياسيّة تلتزم الدستور والقوانين.

 لكن أخطر ميليشيا على الإطلاق هي التي نشأت بعد الحرب فمَارَسَت السَلبَطَة والفجور بِاسم "الإصلاح والتغيير" وبِاسم "دولة القانون والمؤسسات ومحاربة الفساد".

حضرة النائب جبران باسيل، كفاكم عَبَثَاً بلبنان وبشعبه منذ العام ١٩٨٨، فأرحموه واعتزلوا،

 "لأنّو لبنان ما بقى يتحمّل وجوه مزيّفة بعد اليوم" كما كتبت نائبتكم ندى البستاني بمناسبة عيد البربارة.

 

مفاوضات تحديد الخسائر!

حنا صالح/الشرق الأوسط/09 كانون الأول/2025

انتهى زمن «تقطيع الوقت»، و«تدوير الزوايا» لم يعد بضاعة قابلة للتسويق. التحدي كبير وواضح، فإما خطوات متكاملة تستعيد معها الدولة سيادتها وقرارها أو تتسع الاستباحة الإسرائيلية؛ فالاحتلال قد يتجاوز جنوب الليطاني: بدأ العدو الإسرائيلي يظهر حجم المنطقة العازلة متجاوزاً احتلاله التلال الخمس، إلى إقامة مناطق عازلة محرمة على أهل الأرض تمتد على أنقاض 18 بلدة حدودية وفق تقرير عسكري للجيش اللبناني. وتوازياً، ازدهرت المقاومة الصوتية بوهم القدرة على العودة بالزمن إلى ما قبل 8 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، ليبقى لبنان مُصادَر القرار من جانب «حزب الله».

ولأن التسليم بالأمر الواقع كان سيصبح الخيار الأسوأ؛ كونه يتجاهل التحدي الفعلي وهو أبعد من سلاح لا شرعي انتهت صلاحيته، سقط في الاستحقاقات، لا إمكانية لاستخدامه ضد العدو الإسرائيلي في أي وقت... حتى أن أمين عام «حزب الله» نعيم قاسم «طمأن» المستوطنين في شمال إسرائيل بأنهم غير مستهدفين، وهو القائل: «لسنا جاهزين لشن معركة، ولا يوجد لدينا قرار بمبادرة قتال». وشدد النائب محمد رعد على «الالتزام بشكلٍ حازم بإعلان وقف النار رغم استباحة العدو»، وغابت كلية سردية الادعاء بأن «الكلمة للميدان»... فإن المسؤولية تحتم على أصحاب القرار الإقدام لملاقاة طموح اللبنانيين بالانتقال بالبلد من وضعٍ مأزوم غير طبيعي، طوى زمنه زلزال المنطقة والزلزال اللبناني، إلى وضع البلد العادي، الذي تأخر لبنان عقوداً قبل بدء الانتقال إليه. في هذا التوقيت اتخذت بيروت القرار الأهم منذ بدء رئاسة نواف سلام للحكومة، وقضى بتعيين سيمون كرم رئيساً للفريق اللبناني في لجنة «الميكانيزم»، وهو سياسي مجرب يمتلك الكفاءة والصلابة الوطنية. فأثار التعيين الارتياح والتأييد الواسعين. وبمعزل عن أن القرار لاقى المطالبة الأميركية بالذهاب إلى التفاوض الذي أكده اتفاق وقف النار في البند الـ13، فإنه وضع في التنفيذ تعهد البيان الوزاري بخوض مواجهة سياسية ودبلوماسية مع العدو الإسرائيلي لضمان أمن البلد والحفاظ على حقوقه الوطنية.

لقد تم وضع كرة نار بين يدي سيمون كرم، الذي ستكون أولويته فرملة الهزيمة عند الحدود التي بلغتها، ووقف تراكم الخسائر التي باتت فوق طاقة البشر... كرة نار، على المفاوض اللبناني الموثوق أن ينهض بأعبائها، في تجربة معقدة ليست مضمونة النجاح في اختبار آفاق القدرة على العودة إلى اتفاق الهدنة لعام 1949، بالتوازي مع الحاجة الوطنية إلى تطبيق جدي لاتفاق وقف الأعمال العدائية، وتجنيب البلد أخطار ذهاب إسرائيل إلى ما يسميه نتنياهو «استكمال المهمة»، أي استكمال تدمير البلد بذرائع من نوع القضاء على محاولات «حزب الله» ترميم قدراته العسكرية.

حالة الإنكار التي يعيشها «حزب الله» وغربته عن الواقع وعن الوجع الذي تسبب فيه لكل لبنان، والأذية المباشرة والعميقة للجنوبيين، دفعته إلى القفز إلى الأمام ملبياً «رغبات» ومشاريع إقليمية، وأن يهدد بمواجهة الدولة دفاعاً عن السلاح ورافضاً تسليمه للجيش. ما سيمثّل عنصر إعاقة جدية للمفاوض اللبناني، يحتم على السلطة، والأمر متيسر ولا يقبل لو، الخروج كلية من السياسات الرمادية إلى الحزم في التمسك بالقرار السياسي نزع السلاح حمايةً للخطوات الميدانية ودفعاً للتفاوض.

لقد بات تحصيل حاصل طي زمن التلطي أحياناً خلف العنوان التقني للتفاوض، فما لبنان بصدده اليوم أبعد وأصعب في زمن الهزيمة والانكسار العميق والخلل المخيف بموازين القوى. لذا؛ إن كان أول أهداف المفاوضات وقف الاعتداءات كأولوية لا يتقدم عليها أي أمر آخر؛ لأنها تفتح باب استكمال بسط السيادة، فإن الممر الإلزامي لذلك يكمن بالأداء السياسي الميداني الداخلي لتكامله مع عملية التفاوض، أي وقف الأسباب المباشرة لهذه الاعتداءات، وهذا ما شدّد عليه اتفاق وقف النار في مقدمته عندما خلص إلى حصر السلاح على كل الأراضي اللبنانية بيد قوى الشرعية. وكذلك بتنفيذ البند السابع من الاتفاق الداعي إلى تفكيك البنى العسكرية الرديفة ومصادرة تجهيزاتها وعتادها، أي إقفال الأبواب والنوافذ على أي تفكير بالقدرة على العودة إلى ما كان عليه الحال قبل إعلان الراحل حسن نصر الله يوم 8 أكتوبر 2023 حرب «المشاغلة» فـ«الإسناد». إلى ذلك، يدرك من بيدهم القرار أن ما حملته الوفود الزائرة، كما ما تردد على مسامع المسؤولين في زياراتهم الخارجية، حمل دعوات صريحة لمواجهة الاقتصاد الموازي. كذلك المسؤولية عن تفكيك منظومة خطرة تداخلت فيها مصالح الميليشيا مع المافيا الناهبة، فاستمر إمساكها بمفاصل اقتصادية مالية وإدارية وحتى أمنية، تمنع الاستعادة الفعلية للدولة القادرة والعادلة صاحبة المرجعية الوحيدة للشرعية والانتماء. توازياً مع بدء المرحلة الجديدة من المفاوضات، فإن الخطى المنتظرة داخلياً هي التي يمكنها خلق الاحتضان العربي للبنان مدخلاً لتوافقٍ مع الأميركيين، لبنان بأمس الحاجة إليه لصد الكثير من عربدة إسرائيل وأطماعها.

 

العهد للقدس في إسطنبول … عندما تحتمي حماس بحلفائها وأصدقائها

ماجد عزام/المدن/09 كانون الأول/2025

عقد في إسطنبول نهاية هذا الأسبوع، مؤتمر تحت عنوان "العهد للقدس" برعاية مؤسسة القدس الدولية، إحدى المنظمات والأذرع غير الرسمية لحركة حماس، بمشاركة فلسطينية وعربية وإسلامية واسعة، بينما بدت الحركة رغم الخطاب الدعائي وكأنها تحشد وتجمع حلفائها وأصدقاءها للاحتماء بهم في مواجهة المرحلة العصيبة والمصيرية والوجودية التي تمر بها بعد حرب غزة، وإثبات بقائها كلاعب مركزي لا يمكن تجاوزه فلسطينياً وإقليمياً.

قيادة الشعب الفلسطيني

كانت حماس قد رعت تأسيس مؤسسة القدس الدولية في بيروت مطلع القرن الحالي كإحدى مؤسساتها وهيئاتها غير الرسمية، بإدارة تنفيذية كاملة لأعضائها وكوادرها، ومشاركة شخصيات عربية وإسلامية اعتبارية، منها على سبيل المثال الشيخان الراحلان عبد الله الأحمر ويوسف القرضاوي، بينما كان التأسيس تعبيراً عن رغبة الحركة في تكريس مكانتها كقائدة للمقاومة والشعب الفلسطيني، وأخذ مكانة حركة فتح حتى زمن الرئيس الراحل ياسر عرفات بعد انهيار مشروع أوسلو وعملية التسوية، واندلاع الانتفاضة الثانية عام 2000 التي كانت بمثابة إعلان رسمي عن هذا الانهيار. خلال العقدين الماضيين، تراجع نشاط المؤسسة في بيروت ثم انتقل مركز ثقلها الرئيسي إلى اسطنبول مع تولى حميد الأحمر دور والده، وانحياز حماس إلى الثورة اليمنية والثورات العربية مقابل محور المقاومة. تحول المشهد قبل 8 سنوات تقريباً مع هيمنة حماس الداخل، أو حماس المقاومة كما كان يسميها إعلام حزب الله في بيروت، وإعادة وصل الجسور مع طهران والضاحية وحتى مع نظام بشار الأسد الساقط، بينما أعادت حرب غزة الحياة والحيوية إلى المؤسسة وهيئات الحركة في الخارج، بعد تعثر لسنوات في سياق التعاطف الواسع مع غزة والقضية الفلسطينية. مؤتمر اسطنبول الأخير "العهد للقدس" بدا بمثابة انطلاقة جديدة للمؤسسة نفسها في اسطنبول لا في بيروت، بينما سعت حماس إلى الحشد والاحتماء بحلفائها وأصدقائها لتعزيز مكانتها لكن ليست كقائدة للشعب الفلسطيني، وإنما كحركة أو لاعب لا يمكن تجاوزه بالمشهد  الفلسطيني وحتى الإقليمي.

حاضنة فلسطينية

في السياق الفلسطيني كانت مشاركة لافتة لشيخ الأقصى عكرمة صبري، والقيادي الفتحاوي عباس زكى، وحضور فصائلي شمل الحلفاء من الجهاد الاسلامي والجبهة الشعبية والقيادة العامة، حيث أرادت حماس  تأكيد تمتعها بحاضنة فلسطينية قوية ضمن قيادة جماعية، بعدما غادرت أو أقلعت عن فكرة أو حلم القيادة الأحادية كما كان الحال مطلع القرن الجاري.  عربياً، كانت دعوة لافتة للحقوقي محمد سليم العوا لتبوء مكانة الراحل الشيخ يوسف القرضاوي في رئاسة مجلس أمناء المؤسسة، والأمر هنا لا يقتصر فقط على  شخص العوا إثر تقربه الأخير من نظام عبد الفتاح السيسي وامتداح مواقفه من حرب غزة وانتقاده لسيرورة قيامة سوريا الجديدة، وإنما كانت رسالة للنظام نفسه في تحول المؤسسة والحركة من القرضاوي المعارض إلى العوا الموالي، علماً أنه "النظام" كان ولا يزال داعما ًلوجود وبقاء حماس ضمن المشهد الوطني الفلسطيني وضد إقصاءها حتى مع دعمه لضرورة رحيلها عن السلطة، ونزع سلاحها ضمن ترتيب هادئ ومتفق عليه.عربياً كذلك، كان حضور لعرابي ومؤسسي المؤتمر القومي العربي، ولم يكن بإمكانهم دعوة عبد الملك الحوثي في وجود الشيخ الأحمر ومعارضين كثر كما فعلوا بمؤتمرهم الأخير ببيروت، وكأن حماس أرادت القول إنها تتمتع كذلك بحاضنة شعبية عربية رغم الطابع النخبوي للمؤتمر وضعف تأثيره في الشارع العربي.

دعم تركي وإيراني

إسلامياً، التأم  المؤتمر في اسطنبول بكل ما لذلك من دلالات، مع حرية الحركة والنشاط السياسي والإعلامي لحماس، لكن مع غياب الحضور التركي الرسمي، أقله في بعده السياسي،  كانت مشاركة لنائب مفتي اسطنبول كممثل لرئيس الشؤون الدينية، مع التذكير الضروري بالموقف التركي الداعم لحماس وحضورها والرافض لإقصائها حتى مع دعم رحيلها عن السلطة ونزع سلاحها بترتيبات هادئة متفق عليها، وباطار وطني فلسطيني صرف، وعلى قاعدة إنهاء الحرب والانسحاب الإسرائيلي وإعادة إعمار غزة وإدارتها بقيادة فلسطينية ضمن أفق سياسي جدي نحو الدولة وتقرير المصير. كذلك، كان حضور شعبي قوى من ماليزيا ودول أخرى داعمة للحركة، بما فيها باكستان واندونيسيا، المستعدتين للمشاركة بقوة الاستقرار الدولية بغزة، والتنفيذ الأمين والنزيه لخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقرار مجلس الأمن 2803، على قاعدة مراعاة المطالب والحقوق الفلسطينية المشروعة. أيضاً، كان هناك حضور للنظام الإيراني، عبر المقرب من المرشد على خامنئي، ومسؤول لجنة دعم فلسطين بالرئاسة الشيخ حسن أخترى، كما كان حضور لافت لممثل حزب الله، مسؤول العلاقات الدولية عمار الموسوي، وحسب مصادر مطلعة، فإن حماس تفهم أن محور المقاومة لم يعد فاعلاً لكن الحركة أقله حسب تيار متنفذ فيها، لا تستطيع الإستغناء عن الدعم الإيراني السياسي والإعلامي والمالي.

تجاهل مدوي لسوريا

بالعموم، تسعى حماس إلى بلورة غطاء فلسطيني وعربي وإسلامي متعدد الطبقات للاحتماء به في ظل الضغوط الهائلة التي تتعرض لها، والمرحلة المصيرية التي تعيشها بعد نكبة غزة للبقاء بالمشهد الفلسطيني، ضمن شراكة وطنية مدعومة عربياً وإسلامياً، وهو ما تبدى واضحاً في كلمة رئيس الحركة بالخارج خالد مشعل، أما حديثه الخطابي والدعائي عن السلاح واستنفار الأمة لتحرير القدس، ففيه تجاهل للواقع المتراجع الذي تعيشه الأمة العربية والإسلامية. وحسب الظروف الحالية فالأمة حاضرة للمساعدة بما تيسر بقواها الثمانية الكبرى، ونجحت في الضغط على ترامب لإيقاف الإبادة بغزة والضم بالضفة الغربية، والتوافق على خريطة طريق الحد الأدنى المقبول فلسطينياً وعربياً وإسلامياً للانسحاب الاسرائيلي وإعادة الاعمار وخلق أفق سياسي جدى نحو الدولة وتقرير المصير. في الأخير كانت نقطة الضعف  البارزة بالمؤتمر التجاهل  المدوي لسوريا الجديدة، وسيرورة  التغيير التاريخي فيها وبالمنطقة عموماً، مع خلافات وتباينات داخل حماس نفسها حول قراءة تلك المتغيرات، بينما تبدى الحظ السيء للمنظمين في تزامن المؤتمر مع التسريبات الفاضحة والكاشفة لبشار الأسد واجرامه، بوجود حلفاء له بالفعالية المقدسية الاسطنبولية، حيث زاره وفد من المؤتمر القومي بعد جولته الشهيرة بالغوطة المدمرة ببيوتها ومساجدها إثر تهجير أهلها الثائرين تاريخياً في مواجهة الغزاة، كما تبنت الفصائل الفلسطينية المشاركة روايته الوهمية والمختلقة عن المؤامرة المزعومة ضده، بينما تباهت القيادة العامة دوماً بكونها جزءاً من نظام الأسد لا مجرد داعم له ومقاتل إلى جانبه في مواجهة الشعب السوري الثائر ضده.

 

أي "تركيبة" للدولة يطمح إليها جعجع بعد حلّ أزمة السلاح؟

جورج حايك/المدن/09 كانون الأول/2025

ليست المرة الأولى التي يطرح فيها رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع مسألة إعادة النظر في تركيبة الدولة اللبنانية، فقد سبق أن فعل ذلك في مطلع العام 2023، ثم كرّر الفكرة في مقابلات تلفزيونية عدة. إلا أنها المرة الأولى التي يذكر فيها هذا الأمر في احتفال حزبي ضخم كالمؤتمر العام، الذي حدّد فيه الأولويات لسياسة "القوات" العامة، وأجرى جردة شاملة لما حققه "الحزب" تاريخيًا وداخليًا، إضافة إلى التحديات الوطنيّة المستقبلية الآتية. حرفياً قال جعجع الآتي:"لا بدّ من الإشارة إلى أنّ حياتنا الوطنيّة، منذ سنوات الاستقلال حتّى اللحظة، لم تكن يومًا كما تمنّتها الأكثريّة الساحقة من اللّبنانيين؛ فلقد كنّا ننتقل من أزمة كبيرة إلى أزمة أكبر كلّ بضع سنوات، وبالكاد نستطيع أن نستذكر مرحلة، ولو صغيرة، من تاريخنا الحديث يمكن اعتبارها مرضيّة. من هذا المنطلق، نحن مصمّمون، وبمجرّد أن تسمح لنا الظروف، على طرح إعادة النظر بتركيبة الدولة الحاليّة تطلّعًا للأفضل، ولكن كلّ ذلك ضمن حدود لبنان المعترف بها دوليًّا، ضمن الـ10.452 كلم²." لا شكّ في أن طرح جعجع المتكرّر لإعادة النظر في تركيبة الدولة يرضي البعض ويُزعج البعض الآخر، ولا يُخفى على أحد أنّ جزءًا كبيرًا من المسيحيين يؤيّدون هذا الطرح، طامحين إلى تطبيق الفدرالية التي تحافظ على خصوصيات المكوّنات اللبنانية في إطار اتحادي. أمّا تأييد المسلمين فيتفاوت بين مرحّب من جهة ومتخوّف من جهة أخرى، ويبدو أنّ هناك عددًا لا يُستهان به من المتخوّفين الذين يفضّلون استكمال اتفاق الطائف وتطبيقه، وإنشاء مجلس للشيوخ وتغيير قانون الانتخابات النيابية. لكن مصادر "القوات" تؤكّد أنّ جعجع، عندما يتحدّث عن إعادة النظر في تركيبة الدولة، لا يعني أنه يدعو إلى التخلي عن اتفاق الطائف حكماً، إنما تطبيق ما هو إيجابي فيه وتطويره واستبعاد الشوائب التي تعرقل قيام الدولة، والمحافظة على جوهره وتعزيز دور مؤسساتها. وتلفت المصادر إلى أنّ التركيبة كما هي اليوم تُعدّ فاشلة بامتياز، علمًا أن "الطائف" مضى على إقراره 36 عامًا، وقد أُقرّ على عجل لأنه كان مطلوبًا إنهاءُ الحرب في لبنان آنذاك، وللأسف فإن هذا البلد لم ينعم بالراحة منذ 1943 إلا في فترات متقطّعة. واللافت أن جعجع، عندما يطرح مسألة إعادة النظر بالتركيبة، لا يعبّر عن رأيه الشخصي فحسب، إنما يتحدث باسم "القوات" والبيئة السياسية التي تمثّلها، فضلًا عن عدد كبير من المكوّنات اللبنانية.

وترى مصادر "القوات" أنّ الوقت غير ملائم اليوم للدخول في هذا النقاش، بل ليس من أولويات "القوات" في المرحلة الحاضرة، إذ إنّ طرحه مؤجَّل حتى إشعارٍ آخر، والأولوية الآن لحلّ مسألة السلاح الذي يُصادر قرار الدولة ويُبقيها مشلولة وصوريّة، ويمنع الاستقرار ولا يُشجّع على الانتقال إلى مرحلة جديدة.

إطلاق حوار حول مسألة إعادة النظر في تركيبة الدولة، بعد حلّ مشكلة السلاح، لن يحصل - وفق مصادر "القوات" - إلا بالتعاون مع الشركاء في الوطن لاختيار التركيبة المناسبة والصالحة لإدارة حياة سياسية سليمة تؤمّن الاستقرار وتحفظ ديمومة هذا البلد، بحيث لا يكون هذا الاستقرار هشًّا أو معرّضًا للسقوط عند حصول أي تبدّلات إقليمية أو تحوّلات خارجية تحمل معها عواصف إلى لبنان. وتؤكّد مصادر "القوات" أنها لن تسمح اليوم بحرف النظر عن موضوع السلاح أو خلق أيّ عذر للمطالبة بأي تعديل دستوري تحت سطوته. لذلك، إنّ الأولوية هي تحرير الدولة المكبّلة والمغيّبة من المشروع الإيراني.

وبعدها، لا بدّ من فتح النقاش في حوارات - قد تكون تحت قبّة البرلمان - من أجل البحث في تركيبة الدولة. وتشير المصادر إلى أنّ ذلك، إذا حصل، فسيكون لخير التجربة اللبنانية، انطلاقًا من ثابتة رئيسيّة هي الـ10.452 كيلومترًا مربعًا؛ أي لا دعوة إلى التقسيم، بل انطلاقٌ من حرص "القوات" على التجربة اللبنانية التفاعليّة، والسعي إلى خلق أطر دستورية لإغنائها حتى تصبح أكثر صلابة وبمنأى عن العواصف، وتؤمّن وحدة البلد على قاعدة سيادية وتعدديّة، فلا يشعر أيّ مكوّن لبناني يومًا بأنه مهدّد بمخاطر ديموغرافية بمجرد حصول تحوّلات إقليمية خارجية.

 

دبلوماسية المعنى" في زيارة البابا للبنان

شهيد نكد/المدن/09 كانون الأول/2025

من كان يُتابع زيارة البابا إلى لبنان شعر أن المنصّات الرسمية والخطابات واستعراضات المنظومة السياسية-الدينية-المالية لم تكن هي النقطة المفصلية، بل مشهدان جانبيان، هامشيّان في الشّكل، لكن أساسيّتان في المعنى: زيارة دير الصليب ولقاء أهالي ضحايا تفجير المرفأ. جسّدت هاتان اللحظتان كلّ مفهوم الزيارة وأهدافها، بل أضاءتا على ما تبقّى من قدرة الفاتيكان على التأثير السياسي والأخلاقي معاً. فبالوقت الذي انشغلت فيه المواقف والتحليلات بموضوع السلام مع إسرائيل وحرد سمير جعجع من عدم دعوته إلى قصر بعبدا، جاء هذان المشهدان وكأنّهما من خارج السياق. فبخلاف اللقاءات الرسمية الّتي تصدّر فيها أركان المنظومة السياسية- الدينية- المالية المشهد، في محاولة تلميع صورتهم والحصول على براءات ذمم، جاءت تلك اللحظتان كتجسيد لنوع مختلف من الدبلوماسية: "دبلوماسية المعنى". في مقابل الضجيج والاستعراض، كان وقع المشهد في دير الصليب، واللقاء في المرفأ قويّاً ومعبّراً وكان من الواضح أن هذه اللحظات العميقة، بتلقائيّتها وشفافيّتها وصدقها، عكست تبايناً واضحاً مع باقي برنامج الزيارة. ولعلّى مشهد رئيس جمعية المصارف في لقاء الشباب في بكركي، كان من أفقع المشاهد؛ فهو من الشركاء الأساسيين في سرقة أموال أهالي الشباب، وبكركي شاءت أن يكون وجوده في مقدّمة الحضور. هذا المشهد يختصر الكثير ويعرّي المنظومة.

القوّة الناعمة للكرسي الرسولي

إن أهميّة وصفاء هاتان المحطّتان ليس أمراً عاطفياً وحسب، بل يتجاوزه إلى السياسة. فهما تمثّلان ما يُعرف بـ"دبلوماسية المعنى" التي تعتمدها الكرسي الرسولي منذ أن فقدت سلطتها الزمنيّة في أوروبا مع صعود العلمانية. فالكرسي الرسولي، الذي كان شريك الأباطرة والملوك، يستمدّ منهم ويمنحهم الشرعية، وجد نفسه في موقع جديد بعد الثورة الفرنسية وما تبعها من فصل صارم بين الكنيسة والدولة. في السابق كانت أوروبا مركز الكثلكة، وكانت الكنيسة في قلب التحالفات السلطوية التي قادت الاستعمار تحت شعار "الله، الذهب، المجد". أمّا بعد العلمنة، ومع رفض الاتّحاد الأوروبي الإشارة إلى الجذور المسيحية لأوروبا في ميثاقه التأسيسي، وجد الكرسي الرسولي نفسه خارج المركز. لم يعد يملك القوّة الصلبة، بل بات يُراهن حصراً على القوّة الناعمة. هذه التحوّلات دفعت الكرسي الرسولي إلى العمل في الأطراف، والبحث عن مفاعيل رمزيّة ومعنويّة في المناطق التي لا تزال تحتفظ للكنيسة بدور أخلاقي وروحي. لا تملك دبلوماسية المعنى أدوات الفرض، بل التلميح. لا تملك وسائل الردع، لكنّها تسعى إلى تحريك الضمير العام. الفاتيكان اليوم، لا يؤثّر عبر قرارات أو ضغوط، بل عبر مشاهد، زيارات، رموز، وخطاب غير سلطوي مطعّم بالقيم. ما حصل خلال لحظتي زيارة دير الصليب ولقاء أهالي الضحايا، لم يكن فقط لحظة عاطفيّة، بل تطبيقاً فعلياً لهذه الاستراتيجية: حين يُقابل البابا مُهمّشي مجتمع محطّم، ويُستقبل السارقون على منصّة الشباب في بكركي، يتضّح التناقض وأين يُمكن أن يميل الرأي العام.

أزمة السياسة الحديثة

هذه الدبلوماسية ليست بديلاً عن السياسات الواقعية، لكنّها قادرة، في لحظات محدّدة، على خلق ما يشبه المومنتم السياسي- الأخلاقي. في لبنان ظهرت هذه القدرة جليّة؛ فلنفترض أن زيارة دير الصليب ولقاء أهالي الضحايا، جاءا عشية الانتخابات النيابية، كان يمكن لهذين المشهدين أن يخلقا لحظة تحوّلية، تدفع الناس إلى الانتفاض، والى تحريك وعيهم السياسي، وتنشيط ذاكرتهم. وهنا تتجسّد أهمية دبلوماسية المعنى وقدرتها، كما أن صورة السيّد سليم صفير في بكركي، يمكن أن تخلق غضباً، وبالتالي تصويتاً عقابياً.   هنا تكمن المفارقة: فبينما تملك المنظومة الحاكمة الأكثرية الشعبية، إلّا أنّها تفتقد إلى الشرعية الأخلاقية. والأهمّ، أن هذه الأكثرية العدديّة لا تولّد أثراً وجدانياً، ولا قدرة على التعبئة خارج آليات النظام الزبائني والاستقطاب. في المقابل، فإن لحظة تعاطف صادقة بين البابا وشعب مسحوق، تملك أثراً نوعياً قد يُعيد ترتيب الأولويات. بهذا المعنى، تصبح زيارة دير الصليب ولقاء الأهالي أقرب إلى ممارسة سياسة رمزيّة، تُعرّي النظام وتُعيد المعنى إلى السياسة. فحين يشعر الناس بأن السلطة مجرّدة من المشاعر، ويشاهدون في الوقت نفسه ممثّلاً روحياً عالمياً يلمس أوجاعهم، تتكوّن مفارقة مهمّة: أن من لا يملك شيئاً، قد يكون أكثر قدرة على التأثير، فقط لأنّه يملك المعنى. لفهم هذا التأثير أكثر، يمكن العودة إلى 17 تشرين (2019). كان رسم بسيط على تطبيق واتساب كافياً لإشعال الشارع اللبناني، ليس لأنّه مخطّط مسبقاً، بل لأنّه اختصر ظلماً وكبتاً وشعوراً بالإهانة، ما ولّد طاقة انفجرت في الساحات والطرقات. هنا تحديداً يكمن جوهر المعني: في القدرة على اختزال الشّعور الجماعي. هذا التحوّل في التموضع الكنسي- من المركز الأوروبي إلى الأطراف، ومن التحالف مع السلطة إلى الوقوف بجانب الضعفاء هو استجابة دقيقة لتحوّلات العالم. انتخاب بابوات من خارج أوروبا، التوجّّه إلى الجنوب العالمي، الحوار مع الأزهر وتوقيع معاهدة الاخوّة في أبو ظبي، كلّها إشارات على ولادة استراتيجية بديلة.

القدرة أن نقول لا

دبلوماسية المعنى، إذاً، ليست فقط جمالية أو وجدانيّة. إنّها سياسة أخلاقية بامتياز. تستثمر في هشاشة العالم، وفي جراحه، لا في امتلاك أدوات السيطرة. وهي تحاول أن تقول: حتى لو لم نعد في المركز، لا يزال لنا دور. لكن هذا الدور يتطلّب بيئة حاضنة. إن دبلوماسية المعنى لا تنتمي حصراً إلى الكرسي الرسولي، إنّها اليوم جزء من نقاش عالمي أوسع حول أزمة السياسة الحديثة. في كتاب أصدره مؤخّراً دومينيك دو فيلبان (Le Pouvoir de dire non)، يدعو رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق إلى استعادة القدرة الأخلاقية على الرّفض كخيار سياسي قائم على القيم، وعلى الصّدق، وعلى مواجهة نظام عالمي فقد بوصلته. في لبنان، نحن بانتظار التقاط المعنى وتوليد الطّاقة. هل لدينا من يلتقط لحظة المعنى؟ هل لا يزال هناك من يستطيع ترجمة الجمال الروحي إلى فعل سياسي؟ هل هناك من يجرؤ على بناء مشروع أخلاقي في وجه الانحطاط؟ هل لا يزال موجوداً من يملك شجاعة قول "لا" بوجه التّهميش والإجرام، ويُعيد للسياسة روحها، وللناس كرامتهم؟

 

سوريا "تحتفل": لتجاوز عزلات سايكس بيكو وإنجاز الوحدة الوطنية

منير الربيع/المدن/09 كانون الأول/2025

لم يستفق السوريون من "سكرة" الفرح بعد. سنة مرّت على ما كانوا يتخيلونه حلماً غير قابل للتحقيق، لكنه أصبح واقعاً. وهم في معرض التعبير عن فرحهم ما زالت عيونهم تشخص نحو المستقبل وما يحمله. أحداث كثيرة "نغّصت" على السوريين فرحتهم، أبرزها أحداث الساحل والسويداء والمجازر التي ارتكبت فيهما، من دون الوصول إلى مصالحة جدية بعد، تعيد دمج كل مكونات سوريا في بنيتها السياسية وبتركيبة الدولة وفي إعادة بنائها، بالإضافة إلى ملف شمال شرق سوريا الذي لا يزال عالقاً، ولا بوادر لحلّه قريباً بطريقة سلمية.

تبقى هذه الجروح الغائرة في الجسد السوري أخطر ما يواجهه المجتمع السوري أو الدولة السورية. احتفلت سوريا بالذكرى الأولى لسقوط نظام بشار الأسد. غالبية المحافظات خرجت للمشاركة بالاحتفال، لكن مركزية المشهد كانت في دمشق. تلك العاصمة التي تمثل مرتكزاً جيوسياسياً في المنطقة على مرّ التاريخ، منذ معركة عين جالوت أو معركة اليرموك إلى اليوم. والأخطر أن دمشق هذه، لطالما شكلت عنواناً للصراع من أجل السيطرة عليها. وهو يتجدد اليوم من خلال شعور "الأكثرية- الطائفة" بأنها استعادت حقاً كان مسلوباً منها، مع محاولات كثيرة لتطييف الدولة من خلال تطييف العاصمة، ووصف الحكم في سوريا بأنه لـ"السنّة"، أما أبناء المكونات الأخرى فهم من المستلحقين في الحكم وآلية تشكيل الدولة. هذه النزعة تأتي كرد فعل على ما سمي طوال العقود الماضية بأن سيطرة الأقليات على السلطة في المنطقة.

في حال استمر هذا التنازع وتصاعد، فهو بالتأكيد يشكل خطراً وجودياً يهدد وحدة الكيان السوري.

ثمة من يعتبر أن سوريا كدولة وطنية موحَّدة تبقى أمام خيارين، إما أن تكون قيد التشكل عبر دمج مختلف القوى في بناء الدولة والمشاركة السياسية. وإما أن تكون محفوفة بمخاطر السقوط، في حال استمرت الصراعات التي تأخذ بعداً قومياً، أو طائفياً، أو مذهبياً، وبمعنى نزاع الأقليات مع الأكثرية.

هناك نظرة تتكون في دمشق عن نهاية "سوريا السايكس-بيكوية" والتي بموجبها جرى تقسيم المشرق العربي، وهو ما يعود إليه المبعوث الأميركي توم باراك دوماً في تصريحاته حول مساعي أميركا لتصحيح أخطاء دول الاستعمار. وهو ما تحاول دمشق أن تلعبه اليوم من خلال تعزيز العلاقات بينها وبين تركيا، وبينها وبين السعودية وصولاً إلى حد إعادة إحياء خط الحجاز القديم. إذ تكمن أهمية سوريا في استراتيجية موقعها، لأن من يجلس في دمشق سيكون قادراً على التأثير في حواضر وعواصم كثيرة: الأردن، فلسطين، لبنان وحتى بغداد. لذلك، دول كثيرة تريد الحفاظ على مواطن نفوذها في دمشق، وتحديداً الولايات المتحدة الأميركية، التي تسربت أخبار عن نيتها بناء قاعدة عسكرية في جنوب دمشق. تبدو الولايات المتحدة الأميركية في ظل إدارة دونالد ترامب أكثر المهتمين بسوريا في هذه المرحلة، وتمنحها الفرصة، مع مواصلة السعي لإلغاء قانون قيصر من قبل الكونغرس، منتصف الشهر الجاري. تتقاطع الولايات المتحدة في نظرتها تجاه سوريا مع المملكة العربية السعودية، تركيا، قطر ودول أخرى. لكن الاستراتيجية الأميركية في عهد ترامب تركز على التعاون والتحالف بين هذه القوى، في محاولة لتقويض أدوار أوروبا على المستوى العالمي. ففي الحرب الروسية الأوكرانية يراهن ترامب على علاقته ببوتين وعلى دور تركيا. وفي الملف الإيراني يستند إلى الدور السعودي- القطري. الأمر نفسه الذي يعتمده في فنزويلا من خلال اتصاله الشخصي بالرئيس الفنزويلي نيقولاس مادورو، أو من خلال مطالبة رجب طيب أردوغان بمساعدته أيضاً. بالنظر إلى هذه المعادلة، من الواضح أن واشنطن التي وضعت استراتيجية جديدة للأمن القومي، مع استعدادها للتفرغ لمواجهة تحديات في مناطق أخرى من العالم، تريد للشرق الأوسط أن يستقر تحت نفوذها ويكون موالياً لمشروعها. وهي بذلك تريد منح الأدوار لحلفائها مثل تركيا أو دول الخليج، ومن خلال إشرافها المباشر لتثبيت ما تراه استقراراً، عبر إشراف قوات أميركية على كل ما تتم صياغته في المنطقة. وهنا لا يمكن فصل هذا المسار عن التشدد الأميركي في رفض التجديد لقوات اليونيفيل في لبنان، لا سيما أن نتيجة إنهاء عمل اليونيفيل تعني إنهاء النفوذ الأوروبي، ولا سيما الفرنسي. فيما يظهر التنسيق الأميركي، الخليجي، التركي حول ملفات المنطقة ككل، ولا سيما غزة، لبنان وسوريا.

تبقى سوريا أمام تحديات كثيرة، أولها تحدي الوحدة الداخلية، من خلال الوصول إلى حل سياسي للمشاكل في الجنوب، الساحل، وشمال شرق البلاد. وفيما تحتاج سوريا إلى الاستقرار، والذي بدوره يشكل ضرورة لكل دول المنطقة، ربطاً بالمشاريع الإقليمية والدولية، واعتمادها كنقطة تقاطع لخطوط التجارة ومجالات تصدير النفط والغاز، بالاضافة إلى جعلها نقطة ارتكاز محورية تتأثر بها دول الجوار.

وتبقى إسرائيل هي الطرف الوحيد الذي لا يريد تثبيت الاستقرار فيها، ولذلك هي لا تزال ترفع سقف شروطها للتهرب من توقيع الاتفاق الأمني، كي تتمكن تل أبيب من الاستمرار في التلاعب بالواقع الداخلي السوري، وتغذية الصراعات بين المكونات، خصوصاً بين الأقليات والأكثرية. وهو طبق قد يكون مغرياً لدول كثيرة، تبحث عن مواطن نفوذ أو مصالح على الساحة السورية. لا يمكن إغفال أن روسيا بدورها تريد استقراراً في الساحل السوري، بناء على تفاهمات مع الشرع، وسط ترجيحات بأن هذه التفاهمات والحرص على الاستقرار، هو الذي دفع بجهات عديدة إلى تسريب كل المعلومات المتعلقة بالتحضير من قبل شخصيات في النظام القديم، للاستثمار بتحركات سياسية أو اجتماعية أو عسكرية في منطقة الساحل. ويضاف هذا إلى استمرار جهات دولية أخرى بمحاولة زعزعة الاستقرار، في إطار مواجهتها للنفوذ الروسي من أوروبا إلى سواحل البحر المتوسط. وعليه، يبدو الرئيس السوري أحمد الشرع، كمن يعمل على توزيع مناطق النفوذ بين القوى الإقليمية والدولية، برعاية من الولايات المتحدة الأميركية، ليتضح أن المصالح ومناطق النفوذ موزعة، وخصوصاً في الساحل السوري، حيث أبقى على المصالح الروسية عسكرياً واقتصادياً. وأعطى لفرنسا حصة في ميناء طرطوس. بينما تركيا وبتفاهم مع السعودية وقطر تسعى إلى تثبيت الحكم والاستقرار في سوريا، بالإضافة إلى تمتعها بدور بارز لإدارة الوضع ومساعدة الدولة الناشئة، عبر التواصل مع الروس، الأميركيين، وحتى الإيرانيين.

 

في طبيعة صلاحيات رئيس المجلس النيابي

القاضي فرنسوا ضاهر/فايسبوك/08 كانون الأول/2025

تستجدي بعض القيادات الروحية والزمنية رئيس المجلس النيابي وضع مشروعيْ تعديل القانون الانتخابي المعجلين المكرّرين على جدول أعمال الهيئة العامة للمجلس في جلسة يدعو إليها للتوّ للنظر بهما، وكأنما له الصلاحية الاختيارية أو الاستنسابية أو التقديرية لفعل ذلك من عدمه.

في حين أن واجبه الدستوري الإلزامي والوجوبي يدعوه الى إتمام ما تقدم على الفور دون أي تباطؤ أو إستئخار او مماطلة لاي سبب كان أو إعتبار. ذلك أنه ليس لرئيس المجلس النيابي بمعرض رئاسته للسلطة التشريعية إلاّ صلاحيات إدارية محضة يمارسها لغرض تسيير عمل تلك السلطة، وليس له أية صلاحية تقديرية أو اختيارية او انتقائية حيال الأعمال المناط به طرحها على الهيئة العامة للمجلس حتى ينظر فيها.

وبخاصة عندما يتعلق الأمر بمشروع القانون المعجّل المكرّر الوارد اليه من الحكومة، إعمالاً لنص المادة ٥٨ من الدستور، او اقتراح القانون المعجّل المكرّر الموقّع من الأكثرية المطلقة من اعضاء المجلس النيابي والمرفوع اليه لوضعه على جدول أعمال المجلس المذكور.

بحيث إنه، لو تمّ إيلاء رئيس المجلس النيابي مثل تلك السلطة التقديرية او الاستنسابية او الاختيارية بمعرض ممارسته لصلاحياته الادارية، فهذا يعني أنه تمّ تحويله الى رقيب وناظم لعمل السلطة المشترعة والى رئيس تسلسلي على نواب المجلس من جهة، كما والى ضابط ايقاع لعمل السلطة الإجرائية، من جهة ثانية، نسبة الى الأعمال التي تحال منها الى المجلس النيابي كي ينظر فيها. وهو الأمر الذي يتعارض كلياً مع احكام الدستور نصاً وروحاً. على إعتبار أن المادة ٤٦ منه لا توليه إلا حفظ النظام داخل المجلس المذكور، وأن المادتين ٥٨ و ٧٣ منه دوماً لا توليانه صراحة الاّ دعوة المجلس النيابي للانعقاد.

كما أن احكام النظام الداخلي للمجلس النيابي، الذي يوضع سنداً لحكم المادة ٤٣ من الدستور، لا يمكنها أن تولي رئيس المجلس النيابي صلاحيات تتعارض مع تلك الممنوحة له باحكام الدستور بحدّ ذاته. إذ هي تُعتبر حينئذ باطلة حكماً وغير نافذة، في حال وقوع مثل هذا التعارض، بخاصة إذا ما تكوّنت اكثرية مطلقة في المجلس النيابي ترمي الى مطالبته القيام بأمر يتعارض مع منطوق تلك الاحكام.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

الراعي من بعبدا: المفاوضات أفضل من التهديدات.. وروداكوف ينقل لعون دعما روسيا لمواقف لبنان

المركزية/08 كانون الأول/2025

 طمأن البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي جميع القلقين على العلاقة بين بكركري وبعبدا في ظل الكلام عن وجود هوّة بينه وبين رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، ان هذا الكلام غير صحيح ومعيب بحق الرجلين، وانه لا يمكن وجود مثل هذه الهوّة بينهما.

ودعا البطريرك الرئيس عون خلال زيارته له في قصر بعبدا قبل ظهر اليوم، الى المشاركة في قداس عيد الميلاد، كما تحدث عن رؤيته للأوضاع على الساحة المحلية، واعرب عن اعتقاده بأن عهد الحرب والنزاعات والصدامات قد ولّى، واليوم بات عهد التفاوض والسلام، و"بأننا لن نشهد حرباً جديدة."

وكان الرئيس عون استقبل البطريرك الراعي عند الساعة الحادية عشرة قبل ظهر اليوم، وبحث معه الأوضاع على الساحة المحلية والتطورات بعد تعيين السفير السابق سيمون كرم في لجنة "الميكانيزم".

تصريح البطريرك الراعي: وبعد اللقاء، تحدث البطريرك الراعي الى الصحافيين فقال:

"تشرفت بزيارة فخامة الرئيس، والغاية الأولى كانت لتوجيه الدعوة له الى المشاركة في قداس الميلاد، والغاية الثانية هي لتهنئته بزيارة قداسة البابا ونتائجها الجيدة والملموسة، وعلى تعيين السفير السابق سيمون كرم في لجنة "الميكانيزم" والمهمة الموكلة اليه.

لقد تحدثنا في مواضيع داخلية، وهنأته على كل ما نشهده، واعتبر ان ما حصل بعد زيارة البابا، بحسب تفسير الكثيرين، هو من اعمال العناية الإلهية، وأود ان اطمئن الرأي العام القلِق بفعل الكلام عن هوّة بين بكركي ورئاسة الجمهورية، ان هذا الكلام غير صحيح ووجودي هنا دليل على ذلك، ومن المعيب صدور كلام من هذا النوع لانه كلام مشين بحق كل من رئيس الجمهورية والبطريرك، فلا يمكن ان تكون هناك مثل هذه الهوّة بين الرجلين، هذا امر غير ممكن، واذا ما حصل تتم معالجته بينهما، اما تناوله في الاعلام، فهذا يشكل إهانة لنا معاً، فرئيس الجمهورية فوق الجميع، وفوق البطريرك، ولا مجال بالتالي لوجود مثل هذه الهوّة. هذا ما اردت ان اوصله الى الرأي العام من خلالكم، وهذه غايات زيارتي اليوم، وهنأته وجميع اللبنانيين بالاعياد واخذنا صورة تذكارية امام المغارة. ونحن نفرح اليوم ان فجر السلام حط رحاله في لبنان بعد زيارة قداسة البابا.

سئل: هل هناك متابعة لزيارة البابا على المستوى الروحي والسياسي في لبنان، وما هو تعليقك على المفاوضات بعد تعيين السفير كرم؟

أجاب: علينا اخذ كل خطابات قداسة البابا وتحويلها الى برنامج رعوي للكنيسة لتحقيقها وعيشها، وقد بدأنا في هذا الامر. اما المفاوضات، فمن الجيد ان تحصل، لانها على الأقل تبقى افضل من الحرب، وخاصة بعد تعيين السفير كرم الذي يحظى بثقة دولية بشخصه، وهذا نقرأه على انه من نتائج قداسة البابا، فنحن في زمن سلام وعلينا ان نعيشه، وهو ما يشكل فرحة للبنانيين، فعهد الحرب والنزاعات والصدامات قد ولّى، وبدأ عهد الجلوس والتفاوض معاً وهو امر مدعوم دولياً.

سئل: هذه التمنيات ربما تكون عكس ما تريده إسرائيل، خصوصاً بالنسبة الى السلام واصرارها على لغة النار. أي مقاربة برأيك مقبولة لدى لبنان وإسرائيل؟

أجاب: لا اعلم لماذا لا تزال إسرائيل تهدد بالحرب، فالاميركيون قادرون و"يمونون" عليها كما يبدو، وقبولهم بالمفاوضات علامة جيدة، ولا يجب ان ننسى ان الجيش اللنباني يقوم بعمله وينتشر كما يجب في جنوب الليطاني، وهو امر معروف لدى إسرائيل والأميركيين. لا خوف لديّ من اندلاع حرب، لان اللغة حالياً هي لغة التفاوض والدبلوماسية والسياسة وليس لغة الحرب التي لا يريدها احد، خصوصاً وان الجيش اللبناني يقوم بالمهام الموكلة اليه.

سئل: هل تطمئن اللبنانيين انهم سيستطيعون ان يعيشوا أجواء العيد من دون الانزلاق الى حرب جديدة؟

أجاب: لا اعتقد اننا سنشهد حرباً جديدة، فهناك مفاوضات حالياً، وهي فوق الحرب واهم منها، خاصة ان إسرائيل قبلت بها ولو لم ترض لكانت هناك علامات استفهام كثيرة، ولكن قبولها والمباشرة بها هي علامة جيدة. ونحن من جهتنا، نعتبر السفير كرم شخصية ممتازة للمفاوضات، ومن المفترض ان يكون من عيّنه الاسرائيليون  في المقابل، شخصاً قادراً على التفاوض. الأمور تحتاج الى بعض الوقت، ولا يمكن الاستعجال، ولكن هذا هو الجو السائد، جو المفاوضات والسلام وليس جو الحرب، وهذا هو الأهم.

سئل: موقف حزب الله لا يزال رافضاً للتفاوض وتسليم السلاح، هل من الممكن تأخير السلام الذي تتحدث عنه؟ أجاب: آمل ان يستوعب الجميع موقف رئيس الجمهورية والمفاوضات، والاخذ في الاعتبار ان المفاوضات لا تعني اننا ذاهبون الى اتفاق مع إسرائيل، بل هي أولية، ولن يبقى احد جانباً، ولا احد يمكنه ان يضع جانباً اياً كان. هم يقولون انهم لا يرغبون في تسليم كل شيء الى إسرائيل، وهذا اصلاً امر غير وارد، والمفاوضات أولية ولهم دورهم والرئيس يستمع اليهم، وانا اعتقد ان لا خوف من هذا الامر، فهم ليسوا على الهامش، ومن حقهم التعبير عن رأيهم، وحق رؤساء الجمهورية ومجلسي النواب والحكومة التأكد من هذا الامر ووضعهم في الاجواء. اعتقد ان جو السلام هو المفضل وهم سيرتاحون الى هذا الجو.

وآمل ان يكون العيد مباركاً على الجميع."

سفير الاتحاد الروسي: الى ذلك، كانت للرئيس عون لقاءات دبلوماسية ونقابية. وفي هذا السياق، استقبل الرئيس عون سفير الاتحاد الروسي في لبنان الكسندر روداكوف الذي نقل الى رئيس الجمهورية دعم بلاده للمواقف التي اتخذها مع الحكومة، ولا سيما في ما خص التفاوض عبر لجنة "المكانيزم"، مؤكداً على ثبات الموقف الروسي في مجلس الامن الى جانب القضية اللبنانية، وهو ما عبّر عنه المندوب الروسي الذي رافق بعثة سفراء الدول الأعضاء في مجلس الامن خلال زيارتهم الى بيروت نهاية الأسبوع الماضي.

واكد السفير روداكوف خلال لقائه الرئيس عون، على أهمية حصول زيارة رسمية لرئيس الجمهورية الى موسكو في اقرب وقت ممكن، بهدف التداول في الأوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة، وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين. وفد المنظمة الدولية للإعلان (IAA): نقابيا، استقبل الرئيس عون وفد "المنظمة الدولية للإعلان" IAA  برئاسة السيد ناجي بولس وعضوية السادة والسيدات: اميل طبنجي، ليليان مارون، امال شماس، ناجي عيراني، يوسف نعمان، الان دافيد، رالف باشا، جورج سليم، ايلي عشقوتي، ملحم رشدان.

وتحدث السيد بولس باسم الوفد، فهنأ الرئيس عون بنجاح زيارة الحبر الأعظم البابا لاون الرابع عشر الى لبنان لاسيما لجهة التنظيم والمضمون، وعرض لعمل فرع لبنان في الـ IAA الذي تأسس العام 1961 ويضم شركات الإعلان ووسائل الإعلان والمعلنين وشركات إدارة الإعلان، لافتاً الى ان العديد من أعضاء المنظمة يتولون تسويق الإعلان في لبنان والعالم العربي، مشيراً الى ان فرع لبنان يحضّر لاستضافة المؤتمر العالمي للمنظمة الذي سيعقد في بيروت في تشرين الأول 2026 ويشارك فيه نحو 500 شخصية تعمل في حقل الإعلان في العالم، وان التحضيرات قائمة للاستضافة، متمنياً ان يرعى رئيس الجمهورية هذا المؤتمر. وقال السيد بولس ان اللبنانيين رواد في حقل الإعلان وحضورهم يتجاوز لبنان الى دول عربية عدة، وان تحسن الأوضاع في لبنان سيساعد في تعزيز دور العاملين في حقل الإعلان.

ورحب الرئيس عون بالوفد، متمنيا ًللعاملين في حقل الإعلان في لبنان دوام النجاح والتوفيق، مؤكداً ان اللبناني يبدع في الداخل والخارج، و"كلما ازور دولة عربية، اسمع اطراء من المسؤولين فيها على دور اللبنانيين وابداعهم في مختلف الحقول التي يعملون فيها". واكد الرئيس عون ان لبنان استعاد حضوره على الخريطة العالمية، و" كلما تحسنت الأوضاع في الداخل سوف يتعزز هذا الحضور في الخارج، وهذا ما نعمل له مع الحكومة من خلال ما تحقق حتى الان من إنجازات على رغم مرور عشرة اشهر فقط على تشكيل الحكومة ونيلها الثقة." عائلة الإعلامي الراحل بسام براك: وفي قصر بعبدا، وفد عائلة الإعلامي الراحل بسام براك الذي ضم ارملته السيدة دونيز براك وأولاده غدي ورنيم ونينار براك، الذين شكروا الرئيس عون على مواساتهم ومنحه الفقيد وساماً تقديراً لعطاءاته الفكرية والأدبية والإعلامية.

وجدد الرئيس عون تعازيه، منوها بما كان يتمتع به الراحل من صفات اهلته ليقوم بجهد اعلامي وادبي كبيرين، لاسيما في اطلاق مبادرة الاملاء باللغة العربية التي كانت محطة مضيئة في مجال التعمق باللغة العربية وآدابها. الأستاذة الجامعية جنيفر عواد: الى ذلك، استقبل الرئيس عون رئيس رابطة قدامى مدرسة مون لاسال السيد جورج الخوري مع وفد من الرابطة، والاستاذة الجامعية جنيفر عواد، مبتكرة ومديرة تطبيق "أتعلم" التي تم تكريمها في 22 تشرين الأول ٢٠٢٥ في دبي، وتسلمت من الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، جائزة محمد بن راشد للغة العربية، عن فئة التكنولوجيا،" أفضل تطبيق ذكي لتعليم اللغة العربية ونشرها " لتطبيق أتعلم Ata3allam الثوري اللبناني الذي يعلم منهج اللغة العربية للأطفال من عمر ٤ إلى ٨ سنوات.

وأشارت الأستاذة عواد الى ان هذه الجائزة هي أرقى جائزة دولية من حاكم دبي تعنى بالحفاظ على اللغة العربية وتعليمها بأفضل الطرق التي تحاكي العصر.  وقد هنأ الرئيس عون الاستاذة عواد "التي فازت عن جدارة ووضعت لبنان من جديد على خارطة المبدعين في الثقافة والتعليم والتربية"، متمنيا لها التوفيق ودوام النجاح في الميدان الفكري والثقافي الذي اختارته. ولفت الرئيس عون الى اقتراب موعد اليوم العالمي للغة العربية، في ١٨ كانون الاول، حيث أكد على "أهمية هذا الفوز المشرف للحفاظ على اللغة العربية وتاريخنا وتراثنا". تهنئة بالاستقلال: الى ذلك، استمر الرئيس عون قي تلقي برقيات التهنئة بذكرى الاستقلال من قادة ورؤساء الدول العربية والأجنبية، الذين شددوا على الرغبة في توطيد أواصر العلاقات التي تربط دولهم بلبنان.

وفي هذا السياق، ابرق الى الرئيس عون مهنئاً، كل من: سلطان عمان الشيخ هيثم بن طارق، امير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، وولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، والعاهل الاسباني الملك فيليب السادس.

 

عون يرحّب بدور فرنسا: نلتزم أي تدقيق للميكانيزم وفق الـ1701

المدن/09 كانون الأول/2025

أبلغَ رئيس الجمهوريّة جوزاف عون الموفدَ الرئاسيّ الفرنسيّ الوزيرَ السابق جان إيف لودريان، الذي استقبله بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا بحضور السفير الفرنسي في لبنان هيرفيه ماغرو، أنّ لبنان يرحّب بأيّ دورٍ فرنسيّ ضمن إطار لجنة "الميكانيزم"، بما يُسهم في تحقيق الأهداف الأساسيّة للمفاوضات الهادفة إلى وقف الأعمال العدائيّة، وانسحاب القوّات الإسرائيليّة من الأراضي الجنوبيّة المحتلّة، وإطلاق الأسرى اللبنانيين، وتصحيح النقاط العالقة على الخطّ الأزرق. وأكّد الرئيس عون أنّ المواقف الداعمة للبنان التي يعبّر عنها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تعكس عمق العلاقات التاريخيّة بين البلدين، مُشدِّدًا على حِرص لبنان على تطويرها في مختلف المجالات. وشرح للموفد الفرنسيّ الظروف التي أدّت إلى تفعيل اجتماعات لجنة "الميكانيزم" وتسمية السفير السابق سيمون كرم رئيسًا للوفد اللبناني، لافتًا إلى أنّ اجتماع اللجنة في 19 كانون الأوّل الجاري سيُباشِر مناقشة البنود المطروحة وفق الأولويّات المحدّدة. وقال الرئيس عون إنّ "تحريك اجتماعات الميكانيزم يُجسِّد تمسّكنا بالحلول الدبلوماسيّة ورفضنا الذهاب إلى الحرب، كما أنّ ردود الفعل الإيجابيّة من الدول الشقيقة والصديقة تؤكّد تأييد هذه الخطوة، وتُخفِّف الضغط الناتج عن استمرار الاعتداءات الإسرائيليّة على لبنان".

وجدّد رفضَه الاتهاماتِ التي تُشير إلى تقصير الجيش اللبناني جنوب نهر الليطاني، موضِّحًا أنّ الجيش نفّذ مهامّه بالكامل منذ انتشاره قبل سنة، وقدّم 12 شهيدًا خلال قيامه بواجباته، وذلك "بشهادة قيادة اليونيفيل وزيارات سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن". وأكّد أنّ الجيش في جهوزيّة تامّة للتعاون مع اللجنة، وأنّ الادعاءات المعاكسة "مرفوضةٌ جملةً وتفصيلًا". وأشار الرئيس عون إلى استمرار الجيش الإسرائيلي في تدمير المنازل والممتلكات ومنع الجيش واليونيفيل والميكانيزم من التحقّق من خلوّها من أيّ وجودٍ مسلّح، مُشدِّدًا على أهميّة تأمين التجهيزات الضروريّة للجيش ليتمكّن من تنفيذ مهامه على كامل الأراضي اللبنانيّة، وليس فقط جنوب الليطاني. ولفت إلى تأييد لبنان لأيّ تدقيقٍ تُجريه اللجنة في ما يتعلّق بتطبيق القرار 1701. وفي ما يتعلّق بمرحلة ما بعد انسحاب اليونيفيل عام 2027، شدّد رئيس الجمهوريّة على ترحيب لبنان باستمرار مساهمة دولٍ أوروبيّة في حفظ الأمن على الحدود بالتعاون مع الجيش، ضمن أطرٍ قانونيّةٍ واضحة، مُشيرًا إلى أنّ الجيش سيتحمّل مسؤولياته في حماية الحدود "سواء توافر الدعم أم لم يتوافر".كما أعرب عن أمله في تحديد موعدٍ قريبٍ لمؤتمر دعم الجيش والقوى الأمنيّة، خلال اجتماع باريس في 18 كانون الأوّل الجاري بين ممثّلين عن فرنسا والولايات المتّحدة والسعوديّة. داخليًّا، أكّد الرئيس عون تصميمه ورئيس مجلس النواب نبيه برّي ورئيس مجلس الوزراء نواف سلام على إجراء الانتخابات النيابيّة في موعدها الدستوري، مُشيرًا إلى أنّ وزارة الداخليّة والبلديّات تتابع التحضيرات اللازمة، وأنّ أيّ تعديلٍ لقانون الانتخاب يبقى من صلاحيّة مجلس النواب. من جهته، نقل الوزير لودريان في مستهلّ اللقاء تحيّات الرئيس ماكرون ودعمه لخطوات رئيس الجمهوريّة في ما يتعلّق بتسمية السفير سيمون كرم وتفعيل عمل لجنة "الميكانيزم"، مؤكّدًا أنّ فرنسا "تقف دائمًا إلى جانب لبنان في خياراته الوطنيّة، وتدعم كلّ ما يُعزِّز أمنه واستقراره". كما نوّه بالتأثير الإيجابي لزيارة قداسة البابا لاون الرابع عشر إلى لبنان، والتي أبرزت، بحسب قوله، "أهميّة دور لبنان وسيادته وسلامة أراضيه". وأفادت تقارير بأنّ لودريان اطلع على الموقف اللّبنانيّ قبيل الاجتماع الذي سيعقد في 18 كانون الجاري في باريس، ويضمّ الموفدة الأميركيّة مورغان أورتاغوس ومستشارة الرئيس الفرنسيّ آن كلير لوجاندر والموفد السّعوديّ الأمير يزيد بن فرحان، وقائد الجيش العماد رودولف هيكل للتحضير لمؤتمر دعم الجيش المرتقب مطلع العام المقبل.

لودريان يلتقي رجّي

من جهته، أكّد وزير الخارجية يوسف رجّي للموفد الرئاسيّ الفرنسيّ جان إيف لودريان أنّ مهمة لجنة الميكانيزم محصورة بوقف الاعتداءات، مشدّدًا على أنّ الجيش اللّبنانيّ يقوم بجهد كبير رغم الإمكانات الضئيلة المتوفرة له، ما يجعل دعمه ضرورة ملحّة. وأشار رجّي خلال اللقاء إلى أنّ حصر سلاح حزب الله هو مطلب لبناني أولًا، بهدف تمكين الدولة من بسط سلطتها وبناء مؤسساتها بالشكل الكامل. وخلال المحادثات، عرض لودريان مجموعة من الاقتراحات التي من شأنها المساعدة في إنجاح مؤتمر دعم الجيش اللبناني، من بينها وضع آليات للتحقق من الأعمال التي ينفذها الجيش، على أن تُبحث هذه المقترحات خلال اجتماع باريس المرتقب الأسبوع المقبل.

 

روسيا تدعم مواقف عون.. والراعي من بعبدا: استبعد وقوع حرب

المدن/09 كانون الأول/2025

استقبل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، في قصر بعبدا، البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، الذي أشار بعد اللقاء إلى أنه "نحن في زمن التفاوض وفجر السلام حط رحاله". الراعي إذ أكد أن "الجيش اللبناني يقوم بعمله في جنوب الليطاني"، قال إنه" لا يتخوّف من وقوع حرب"، مشيرا إلى أن "الأميركي يمون على الإسرائيلي"، لافتاً إلى أنه "نحن في زمن التفاوض والديبلوماسية".  وأكد الراعي في هذا السياق أن "المباشرة بالمفاوضات علامة جيدة والسفير سيمون كرم شخصية ممتازة للمهمة"، وقال إن "رئيس الجمهورية فوق الجميع وحتى البطريرك، ولا توجد هوة بيننا، ونحن نفرح بفجر السلام بعد زيارة البابا".

دعم روسيا للبنان

على صعيد آخر، نقل سفير روسيا ألكسندر روداكوف إلى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، دعم بلاده "لمواقف لبنان حيال التطورات الأخيرة، ولا سيما موضوع التفاوض عبر لجنة الميكانزيم. كما أكد رغبة موسكو في تعزيز العلاقات بين البلدين، وذلك بعد لقائه برئيس الجمهورية في القصر الجمهوري.

 

المطلة نموذج الحياة المعطلة في شمال إسرائيل: نشعر برياح حرب!

المدن/09 كانون الأول/2025

نشرت وكالة "أسوشييتد برس" تقريرًا جديدًا من بلدة المطلة، أقصى شمال فلسطين المحتلّة، يتناول معاناة القرى والبلدات الواقعة على الحدود مع لبنان، بعد عام على وقف إطلاق النار الهشّ بين إسرائيل و"حزب الله"، في ظلّ توتّر متجدّد وغارات متواصلة على جنوب لبنان. في مطلع التقرير، تصف الوكالة مشهد رجل الأعمال الإسرائيلي "إيلان روزنفيلد" وهو يسير بين أنقاض مقهاه المحترق في المطلة، ويتجاوز قطعًا متكسّرة من الصحون الفخاريّة التي كانت تزيّن المكان، وبقايا صواريخ أطلقها "حزب الله" متناثرة بين الركام. وتقول إنّ هذا كلّه ما تبقّى له في هذه البلدة الصغيرة المدمَّرة بالحرب، المحاطة من ثلاث جهات بلبنان.

يقول روزنفيلد للوكالة وهو يتأمّل الخراب الذي أصاب مشروعه الذي أدارَه طوال أربعين عامًا في المطلة، البلدة الواقعة منذ سنوات طويلة في قلب التوتّر على الحدود المتقلّبة:

"كلّ ما أملك, كلّ ما ادّخرته, كلّ ما بنيته, احترق كلّه، كلّ يوم أستيقظ، وما تبقّى لي هو الدموع". وتشير "أسوشييتد برس" إلى أنّ روزنفيلد كان واحدًا من عشرات الآلاف الذين أُجبروا على ترك منازلهم عندما اندلعت الحرب بين إسرائيل و"حزب الله" في تشرين الأوّل 2023، عقب السابع من أكتوبر. ومع تصاعد القصف المتبادل تحوّل التوتّر إلى حرب شاملة على الجبهة الشماليّة. وبحسب التقرير، فإنّ وقف إطلاق النار الذي أُبرم قبل نحو عام لا يزال هشًّا. وتقول الحكومة الإسرائيليّة إنّ معظم النازحين عادوا إلى منازلهم في الشمال ويحاولون اليوم لملمة حياتهم. لكنّ آخرين ما زالوا يتردّدون في العودة مع تكثيف إسرائيل ضرباتها في لبنان. أمّا بلدات مثل المطلة، التي كانت في قلب المواجهات، فما زالت أقرب إلى "بلدات أشباح"، نصف خالية تقريبًا، مع تشكّك كثيرين في وعود الحكومة بحمايتهم.

تذكر الوكالة أنّ نحو 64 ألف شخص أُجبروا على الإخلاء من بلدات الشمال، ونُقلوا إلى فنادق ومساكن مؤقّتة جنوبًا بعد بدء "حزب الله" إطلاق الصواريخ عبر الحدود في خريف 2023. وتفيد بأنّ القتال الممتدّ أشهُرًا تصاعد وصولًا إلى ما وصفته بـ "هجوم منسّق بأجهزة النداء" في أيلول 2024، قُتِل خلاله 12 شخصًا وجُرح أكثر من 3000، أعقبه اغتيال إسرائيل الأمين العام لـ"حزب الله" في ضربة جويّة، قبل أن تتوصّل الأطراف إلى اتفاق وقف إطلاق النار بعد شهر. اليوم، تقول الحكومة الإسرائيليّة إنّ نحو 55 ألفًا من النازحين عادوا إلى بلداتهم في الشمال. وفي المطلة، عاد قليلٌ يزيد على نصف سكّانها البالغ عددهم 1700 نسمة. غير أنّ الشوارع ما زالت شبه خالية، وقد فوجئ كثير من العائدين بحجم الدمار، إذ تشير السلطات المحليّة إلى أنّ 60 في المئة من منازل البلدة تضرّرت بفعل الصواريخ، فيما أتلفت الجرذان بعض البيوت الأخرى خلال فترة الإخلاء. وتعاني البلدة انهيارًا اقتصاديًّا، إذ يعتمد معظم رزقها على السياحة والزراعة. "جاكوب كاتس"، الذي يدير مشروعًا لبيع المنتجات الزراعيّة، يقول للوكالة إنّ العديد من الشغيلة لم يعودوا إلى أعمالهم بعد الحرب، مضيفًا:

"معظم الذين عملوا معنا قبل الحرب لم يرجعوا، لقد خسرنا الكثير، ولا يمكننا أن نتنبّأ بالمستقبل".

وتشير "أسوشييتد برس" إلى أنّ بعض أصحاب الأعمال اضطرّوا إلى الاستعانة بعمّال من تايلاند لسدّ النقص في اليد العاملة. كان مقهى روزنفيلد ومزرعته المتواضعة يقعان على تَلّة تُطِلّ على السياج الحدودي مع لبنان، حيث كان السيّاح يقصدونه لتناول الطعام، والمبيت في حافلات حُوِّلت إلى غرف، والاستمتاع بالمشهد. أمّا اليوم، فكما يروي، فقد حوَّلت الغارات الإسرائيليّة البلدات المقابلة داخل لبنان إلى ركام، وبات الرجل ينام في مأوى صغير إلى جانب أنقاض رزقه، لا يملك سوى خيمة وثلاجة وبعض الكراسي، بينما تقف على مسافة قصيرة برج مراقبة عسكري وآليّتان مدرّعتان.

تؤكّد الحكومة الإسرائيليّة، كما ينقل التقرير، أنّها استثمرت مئات ملايين الدولارات في جهود إعادة إعمار الشمال، وأنّها تعتزم ضخّ المزيد لإحياء الاقتصاد، مع إتاحة صناديق دعم بإمكان السكّان التقدّم إليها. لكن روزنفيلد يقول إنّه لم يتلقَّ أيّ مساعدة رغم طلباته المتكرّرة، ويعبّر عن شعور كثيرين في المطلة بأنّهم "منسيّون" ويحتاجون إلى موارد أكبر لإعادة البناء.

ويقول نائب رئيس بلدية المطلة، آفي ناديف، للوكالة: "على الحكومة الإسرائيليّة أن تقوم بالمزيد من أجلنا، السكّان الذين يعيشون على الحدود الشماليّة لإسرائيل هم درع إسرائيل البشريّ". في المقابل، نقل متحدّث باسم الوزير زئيف إلكين، المكلّف بملفّ إعادة الإعمار في الشمال، اتهامًا للسلطات المحليّة في المطلة بعدم استخدام الأموال المخصّصة لإعادة البناء "لأسباب ضيّقة تتعلّق بالمعارضة والسياسة المحليّة". يتوقّف التقرير عند تصاعد التوتّر مجدّدًا بين إسرائيل و"حزب الله". فالحزب يرفض نزع سلاحه بالكامل قبل انسحاب إسرائيل التامّ من الحدود، بينما تتّهم إسرائيل الحكومة اللبنانيّة بعدم بذل ما يكفي لـ "تحييد" الحزب. في المقابل، يقول الجيش اللبناني إنّه عزّز انتشاره في المنطقة الحدوديّة دعمًا لتثبيت وقف إطلاق النار. ومع ذلك، تواصل إسرائيل قصف أهداف تقول إنّها تابعة لـ"حزب الله" في الجنوب، ما أبقى مساحات واسعة من المنطقة في حال خراب. وتنقل الوكالة عن تقرير أممي صدر في تشرين الثاني الماضي أنّ الضربات الإسرائيليّة على جنوب لبنان، منذ بدء سريان وقف إطلاق النار، أدّت إلى مقتل ما لا يقلّ عن 127 مدنيًّا، بينهم أطفال. ووفقًا للمقرّر الخاص للأمم المتّحدة موريس تيدبال بينز، فإنّ هذه الضربات ترقى إلى "جرائم حرب"، في حين تؤكّد إسرائيل أنّ لها "حقّ الاستمرار في الضربات لحماية نفسها من إعادة تسلّح حزب الله"، وتتهم الحزب باستخدام المدنيّين "دروعًا بشريّة". وفي المطلة، تقول "أسوشييتد برس" إنّ آثار التوتّر حاضرة في كلّ مكان، إذ وزّعت السلطات المحليّة لائحة بمراكز الإيواء تحت عنوان "المطلة جاهزة لحالة الطوارئ". وتدوّي بين الحين والآخر أصوات انفجارات وأعيرة ناريّة من تدريبات عسكريّة، بينما يحاول المزارع ليفاف فاينبرغ اللعب مع أطفاله الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و10 سنوات. فاينبرغ، وهو جندي احتياط، يقول إنّ أطفاله باتوا يخافون من ركوب الدرّاجات في الشارع. وقد عاد مع عائلته إلى المطلة في تمّوز الماضي، رغم شكوكه في تأكيدات الحكومة بأنّ "الأمور عادت إلى طبيعتها"، وذلك لإنقاذ مشروعه الزراعي. ومع استمرار المخاطر، يعترف بأنّه وزوجته يفكّران في المغادرة مجدّدًا، قائلًا: "الجيش لا يستطيع أن يحميني أنا وعائلتي، أنت تضحي بعائلتك لتعيش في المطلة هذه الأيّام، ليست حياة مثاليّة، ليست سهلة، وفي لحظة ما يدفع أولادك الثمن". في الوقت نفسه، تستمرّ بلدية المطلة في تشجيع الناس على العودة، مؤكّدة أنّ "المنطقة آمنة" وأنّ الاقتصاد سينهض من جديد. ويقول آفي ناديف: "اليوم نشعر برياح، لنقل، رياح حرب، لكنّ ذلك لا يردعنا، العودة إلى المطلة لا تدعو إلى الخوف، الجيش هنا، البيوت مُحصَّنة، المطلة مستعدّة لأيّ شيء".

 

حسن خليل يتّهم جعجع بتعطيل الانتخابات

المدن/08 كانون الأول/2025

لا يزال القانون الانتخابي والمشاريع المقدمة خصوصاً على مستوى اقتراع المغتربين، ومصير القانون الانتخابي، محور خلاف بين الأفرقاء السياسيين. وبعد تصريحات عدة، اتهم فيها رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، رئيس مجلس النواب نبيه بري بتعطيل الانتخابات، رد المعاون السياسي لبري النائب علي حسن خليل بالقول إنّ "إجراء الانتخابات في موعدها مسألة ثابتة". وردًّا على جعجع، قال خليل "نذكّر جعجع، الذي يتحدث وكأنه مرشد للجمهورية، بأن موقع رئاسة مجلس النواب وصلاحية الدعوة إلى الجلسات دستورية وقانونية، ولا تقبل المصادرة أو الوصاية من أحد، ولن نسمح لأي جهة بمحاولة التأثير عليها". وأكد خليل أن "ما يجري ليس تصويبًا تقنيًا بحتًا، بل محاولة لاستغلال لحظة سياسية"، مضيفاً أن "من يريد تعطيل الانتخابات هو من يحاول ربطها بشروط جديدة".  وتابع: "نذكر الدكتور جعجع أن كتلة القوات من عطلت اقتراحا لتعديل قانون الانتخابات. ونذكر جعجع صلاحية رئيس المجلس لا تقبل المثابرة".

نصار: تهديد السلاح يكرّس رواية إسرائيل

رأى وزير العدل عادل نصّار أنّه "إذا أردنا مُواجهة إسرائيل يجب ألّا نَنْجرَّ إلى مَلعبها العسكري"، مُشدِّدًا في حديث إلى "صوت كل لبنان" على أنّ "الاستمرار في التهديد بالسِّلاح يَخدُم السَّرْدية الإسرائيلية، فيما هذا المَلعب لا يُناسِب لبنان، وعلينا المُسارعة إلى تنفيذ قرار حصرية السِّلاح، لِتَمتلك الدَّولة اللُّبنانية كلَّ المُقوِّمات اللازمة التي تُتيح لها التفاوُض من مَوقِع القوّة في المُحافل الدولية والدِّفاع عن مصالح شَعبها". وعن مَدى التزام إسرائيل عدم التصعيد مُجدَّدًا بعد استجابة لبنان لِمطلب تعيين مدني في لجنة "الميكانيزم"، أشار إلى أنّه "لا يُمكِن لأحدٍ التكهُّن أو مَعرفة ما الذي يُمكِن أن تقوم به إسرائيل، ولكن على حزب الله أن يُبادِر هو، حِفاظًا على المُجتمع، إلى تسليم سِلاحه، بدلًا من الاستمرار في التشكيك في الأداء الحكومي". وفي ما يتعلّق بالمواقف الإسرائيلية التي رَبَطَت المفاوضات غير المباشرة بالتعاون الاقتصادي، رَفَض نصّار هذا الطَّرح، مُؤكِّدًا أنّ "أجندة لبنان يَضعُها لبنان، ويُجسِّدها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، الذي يَمثُل الشَّعب والدَّولة في آنٍ معًا". وأضاف: "خلال فترة التفاوُض وقَبلها، يحاول كلُّ طَرَف اتِّخاذ مواقف تخدُم وَضعه التفاوُضي، لكن لا يَجِب أن نتأثّر في لبنان بهذه المُقاربات، بل علينا أن نَضع نحن أُجندتنا الواضحة ونختار الاتجاه الذي نسير عليه، مع أَخذ المخاطر في الاعتبار وتفادي تعريض لبنان لحرب جديدة". ورأى نصّار أنّه "لا يوجد تَباطُؤ من الجيش اللبناني في تنفيذ خُطّته العملانية لحصرية السِّلاح بيد الدَّولة"، مُشدِّدًا على أنّه "لا يَجِب أن نُعيب على الجيش عَدَم قُدرته على إنجاز ذلك في أسرع وقت، نظرًا إلى الإمكانات المحدودة وظروف الأرض"، ومُطالبًا "الحزب بتَسهيل مهمّات الجيش وعدم عرقلتها". وتابع: "بحسب العَرْض المُفصَّل للتقرير الثالث للجيش، كان كلام قائد الجيش العماد رودولف هيكل واضحًا لجهة الالتزام بالمُهل المُحدَّدة للمُهمّة وَفقًا للخُطة، على أن تنتهي المرحلة الأولى من نَزْع السِّلاح جنوب الليطاني مع نهاية هذا العام". وفي ما يتعلّق بتحقيقات جريمة ٤ آب، أكّد نصّار دعمه "لِسير التحقيق وتنفيذ أيِّ مطلب يُساهِم في خدمته"، موضحًا أنّ "القضاء يَعمَل إلى حين أن يُصبِح المِلَف جاهزًا، بمعزل عن التوقيت الإعلامي والضغوط المتزايدة". وقال: "أتفهَّم أنّ هناك رغبة شَعبية في الاستعجال في هذه القضية، لكن لا يَجِب ممارسة الضغط على القضاء، بل السَّماح لِلقُضاة بأن يقوموا بعملهم إلى نِهايته وبِاستقلالية كاملة". وأوضح وزير العدل أنّه "تمَّ القيام بكلِّ الإجراءات اللازمة للتواصُل مع السُّلطات البلغارية، ولذلك فإنّ صاحب السفينة "روسوس" التي حَمَلَت نترات الأمونيوم إلى مرفأ بيروت ما زال مَوقوفًا لدى السُّلطات البلغارية، وأنّ لبنان طالَب بأن يتمكّن المُحقِّق العَدلي من استجوابه واسترداده، في إطار استكمال مسار الحقيقة والمحاسبة في جريمة المرفأ".

 

السفير الأميركي عند رجي والحجار: اتصالات لزيارة قائد الجيش واشنطن

المركزية/08 كانون الأول/2025

كشف السفير الأميركيّ لدى لبنان ميشال عيسى اثر زيارته وزير الخارجية يوسف رجي عن وجود "اتصالات لعودة زيارة قائد الجيش  رودولف هيكل إلى واشنطن". واذ أعرب عن اعتقاده بأنّ" الزيارة ستتم"، قال: "الأمور تصبح أوضح بالنسبة الى زيارة قائد الجيش واشنطن ولكن لا شيء محدّدًا حتى الآن".

وردا على سؤال أشار إلى أن "لا علم لديه في شأن ضم سوريا ولبنان". وعن اجتماعات “الميكانيزم”، قال: “لم ننتظرالسلام من الاجتماع الأوّل فعلى الأطراف أن تلتقي ومن ثم يقدمون على الطاولة ما يمتلكون”.

الحجار: ايضا، استقبل وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار، في مكتبه اليوم، السفير عيسى، في زيارة تعارف، جرى خلالها عرض للمستجدات على الساحتين اللبنانية والإقليمية. كما تناول اللقاء الإجراءات الإصلاحية التي تقوم بها وزارة الداخلية على مختلف الصعد، والتحضيرات الجارية لإنجاز الإستحقاق الإنتخابي النيابي المقبل.

 

رجّي عرض ولودريان للجهود الفرنسية لتجنيب لبنان حرب جديدة

المركزية/08 كانون الأول/2025

استقبل وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، يرافقه سفير فرنسا هيرفي ماغرو والوفد المرافق، وتناول اللقاء الأوضاع الراهنة في لبنان في ظل الاعتداءات الاسرائيلية المستمرة، والجهود التي تبذلها باريس لتجنيب لبنان مخاطر حرب إسرائيلية جديدة.

وأكد لودريان أن هدف زيارته الاطلاع على الموقف اللبناني قبل الاجتماع الثلاثي المرتقب عقده الاسبوع المقبل في باريس بين فرنسا والولايات المتحدة والسعودية تحضيرا للمؤتمر المُنتظر لدعم الجيش اللبناني ودعم خارطة طريق لتثبيت وقف اطلاق نار طويل الأجل. وشدد لودريان على أهمية إيجاد آلية تتيح التحقق من مدى التقدم المحرز فعليا لحصر السلاح بيد الدولة. من جهته، أكد الوزير رجّي أن الجيش اللبناني ينفذ مهاماً كبيرة رغم ضعف إمكانياته، وشدد على ضرورة توفير الدعم اللازم له لتعزيز قدراته وتمكينه من تنفيذ الخطة التي أقرتها الحكومة اللبنانية بمراحلها كافة لجهة بسط سيطرته وحصر السلاح على كامل الأراضي اللبنانية. واعتبر الوزير رجّي أن تسمية السفير سيمون كرم لترؤس وفد لبنان في لجنة الميكانيزم خطوة ايجابية متمنياً أن تسهم في منع أي تصعيد اسرائيلي كبير.

 

 شحادة وقع مذكرة تفاهم مع Oracle بحضور السفير الأميركي

المركزية/08 كانون الأول/2025

وقعت وزارة الدولة لشؤون التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي ممثلة بالوزير الدكتور كمال شحادة، بحضور سفير الولايات المتحدة الأميركية ميشال عيسى، مذكرة تفاهم استراتيجية مع شركة Oracle العالمية، ممثلة بنائب الرئيس لتطبيقات القطاع العام سيمون الخالد، في خطوة تعد الأولى من نوعها بين الحكومة اللبنانية و"أوراكل"، والاتفاق الاستراتيجي الأول مع شركة تكنولوجية أميركية كبرى منذ ما يقارب العقدين.  وتهدف الاتفاقية إلى تدريب وتأهيل 50,000 مشارك لبناني خلال السنوات الخمس المقبلة، على شكل هبة مجانية، في مجالات الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة، في إطار برنامج وطني شامل لبناء القدرات الرقمية وجعل لبنان بلدا جاهزا لعصر الذكاء الاصطناعي. وتحدث شحادة فرحب بسفير الولايات المتحدة، وقال: "نشكر لسفير الولايات المتحدة في لبنان حضوره ومواكبته لهذه اللحظة التاريخية، فمن المناسب أن يكون أول حدث تشاركون فيه مناسبة لتجدد التعاون التكنولوجي الأميركي – اللبناني، نحن اليوم نوقع مذكرة التفاهم الأولى بين أوراكل والحكومة اللبنانية، والاتفاق الاستراتيجي الأول مع شركة تكنولوجية أميركية كبرى منذ نحو عشرين عاما". وأكد أن "هذه الشراكة تأتي ضمن تفويض الوزارة بقيادة تطوير التشريعات التقنية وتشريعات الذكاء الاصطناعي، وتحسين البنية التحتية الرقمية، وتعزيز المهارات الوطنية"، مشددا على أن "MITAI هي الشريك الطبيعي لكبرى شركات التكنولوجيا العالمية"، وقال: "اليوم، لا نتحدث عن تحديات لبنان، بل عن حلول حقيقية. نحن نطلق شراكة ستؤهل 50 ألف لبناني في مجالي السحابة والذكاء الاصطناعي، لنضع لبنان على خريطة التقنية العالمية". أضاف: "الدولة الرقمية لا تبنى بالخوادم وحدها، بل بقدرة شعبها. نحن نمكن اللبنانيين، ونبني القوى العاملة التي يحتاج إليها الاقتصاد الحديث، من الطالب في بيروت إلى الموظف في البقاع ورائد الأعمال في الجنوب". وسيتم تنفيذ البرنامج، بالتعاون مع الجامعات اللبنانية الرائدة: لجامعة اللبنانية، الجامعة الأميركية في بيروت، جامعة LAU، وجامعة القديس يوسف، إضافة إلى الشركاء في القطاع الخاص، بهدف توفير وصول واسع لمسارات تعليمية متقدمة وشهادات احترافية من Oracle. وستسهم هذه المبادرة في دعم التحول الرقمي داخل القطاع العام من خلال بناء القدرات المطلوبة لنشر أنظمة تخطيط موارد الحكومة (GRP)، وصولا إلى تحقيق هدف الوزارة بأن تصبح 80% من الخدمات الحكومية قائمة على السحابة خلال خمس سنوات. ويهدف هذا التعاون إلى تحويل لبنان من مستهلك للتكنولوجيا إلى مركز إقليمي للابتكار الرقمي، عبر تأسيس بنية تحتية بشرية وتقنية جاهزة لاقتصاد الذكاء الاصطناعي.

 

"سيدة الجبل" : لإجراء الانتخابات في موعدها وقيام دولة فاعلة في مسار السلام

المركزية/08 كانون الأول/2025

عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الاسبوعي في مقر في الاشرفيه، حضوريا والكترونيا، وأصدر المجتمعون بيانا، رأى انه "بعد انتهاء زيارة البابا لاوون الرابع عشر التاريخية تحت عنوان "طوبى لفاعلي السلام"، ودخول لبنان في مفاوضاتٍ مع اسرائيل مع تعيين السفير سيمون كرم المعروف بتمسّكه بالسيادة وحرصه على وحدة لبنان كرئيس مدني لفريق المفاوضين. وبعد قبول الرؤساء الثلاثة العلني وقبول "حزب الله" الضمني، " أننا دخلنا مرحلة جديدة قد تكون بارقة أملٍ ورجاء". كما رأى في الاوضاع المستجدة "مناسبة حقيقية لإطلاق ورشةٍ قانونية وتشريعية تؤدي إلى حل الأمور العالقة، من قانون انتخاب إلى قانون الفجوة المالية"، مؤكدا  على "إجراء الانتخابات النيابية المقبلة في موعدها"، مشددا هلى ان "لا حلّ اقتصادياً ولا مالياً إلا باستعادة سيادة الدولة على كامل أراضيها وحصر السلاح بيد الجيش". وهنأ "اللقاء"، "مع مرور سنة على سقوط نظام بشار الأسد وتحرير الشعب السوري من نظام قاتل قدّم أبشع صور التسلّط في سوريا ولبنان، الشعب السوري ويتمنى له العبور سريعا إلى دولة الحق المرتكزة على دستور جديد يؤمن الحقوق للمواطنين الأفراد ويضمن هواجس الجماعات". وجدد "اللقاء تأكيد "تمسكه باتفاق الطائف والدستور اللبناني كضمانة للاستقرار وكنموذج لإدارة المجتمعات المتنوعة وبناء الدولة القائمة على العدالة والحرية معا، والقادرة على دور فاعل في مسار السلام".

 

تغريدات مختارة من موقع أكس

تغريدات مختارة لليوم 08 كانون الأول 2025

يوسف سلامة

غبطة البطريرك، أنت مؤتمن على إرثٍ ملك للرعية ومن حقها أن تسأل وتسائل إذا تعرّض الإرث لخطر، ‏موقفك ملفت، ‏أكرّر، بكركي أُعطيت مجد لبنان عندما لم تكن صدىً للرئاسة بل مُكمّلة لها، ‏هل لاحظتم تجاهل الموفدين الدوليين لبكركي؟

 ‏هل السبب ظلّ يلاحقكم؟ أم فقدان دور؟ أم الاثنين معًا؟‏كفى.

 

ابراهيم صياح

التعديل مؤخرا  في خطاب كل من  توم باراك والسيد  علي الحسيني فيما خص حصر سلاح الحزب بالدولة اللبنانية فقط ووجوب جمع سوريا ولبنان في دولة واحدة ، وعدم قدرة الجيش على مقاومة الحزب لتنفيذ قرار حكومته،؛ذلك أمر يخشى من خلفه مؤامرة  خبيثة على السلم الاهلي تحاك خارج الحدود لإعادة خلط   الاوراق الايجابية التي هي بحوزة  رئيس الجمهورية والحكومة اللبنانية. وما وصول المبعوث الفرنسي لودريان بسرعة الى لبنان إلا الدليل على هذا الامر ولمحاولة ايقاف هذا السيناريو

المخيف. الله الحامي.

 

محمد الأمين

"كن بسلام"

كنت غارقا بالقلق والحيرة، وكل الأمور تتزاحم عندي بلا توقف. الضجيج بداخلي متعب من ثقل الأسئلة والخيارات. وسط كل هذا الزحام في ليلة الأمس،ظهرت  العذراء مريم في حلمي كالنور…

هادئة، لا تحتاج لكلمات كثيرة،همست لي برقة، كأنها تعرف كل ما في قلبي: “كن بسلام”

 

بسام ابوزيد

المؤيدون للسلاح علنا ومواربة يرفضون ما يسمونه "التفاوض تحت النار".

في حرب الإسناد كان مطلقوها يرفضون وقف النار ويريدون المفاوضات تحت النار وتمسكوا بأن لا وقف للنار من لبنان قبل وقف الحرب على غزة.

نصحهم هوكستين مرات ومرات ولكن من دون جدوى.

 

السفارة الأميركية في لبنان

 خبر مهم لمستقبل لبنان الرقمي: رحب السفير عيسى بتوقيع مذكرة تفاهم بين Oracle ومكتب وزارة الدولة لتكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي في لبنان لتدريب 50,000 من موظفي القطاع العام والمواطنين اللبنانيين، على أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي.

بالتعاون مع الوزير كمال شحادة، تفخر الولايات المتحدة بدعم المؤسسات العامة لتقديم خدمات أفضل، وتوسيع فرص الازدهار الأميركي واللبناني.

 

الشيخ عباس يزبك

هو يوم عودة سوريا من غربتها في خارج الزمن البشري وأعماق الظلمات إلى نور الحاضر وأمل المستقبل الممزوج بأقسى جرعات القهر ونزيف الأجساد والأرواح التي تصنع منها أعظم الأقدار .

 لسوريا كما لأوطاننا وشعوبنا سلام واستقلال وحرية وازدهار واقتدار.

 

جلبرت يونس

بعد اللي شهدتو شوارع طرابلس وصيدا والسعديات وخلدة وبيروت والضاحية وعكار الليلة، نحن شعب ما بيعرف ينام إلا ع كتاف التبعية والعمالة والباب العالي. لهيك عند كل محطة منحمل صور زعما مش لبنانيي ومنرفع اعلام غير علمنا. ولهيك نحن ما منعرف حقيقة معاني الانتماء والولاء، خصوصاً إنو كل علم وصورة زعيم غير لبنانيي منرفعهم، ما بيرضى شعبهم إنو ينرفع علمنا وصور قادتنا ببلادهم لأنهم بيعرفو معنى السيادة. ولهيك نحن مش خرج وأهل لنحكم أنفسنا، ما زال كل مجموعة منا لاحقة زعيم، وما زال كل زعيم جارر قطعانو خلف مصالحو لخدمة دول ومشاريع خارجية.

بالخلاصة، نحن مش خرج الا نكون تحت وصاية جزمة خارجية تربي الامل برأس كل واحد بخالف القانون والانتماء والنظام، وكل واحد بقب راسو.

#هاجوج_وماجوج #السيادة_المسروقة #برج_بابل

*******************************

في أسفل رابط نشرة الأخبار اليومية ليومي08-09 كانون الأول/2025/

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 08 كانون الأول/2025

/جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/2025/12/150016/

ليوم 08 كانون الأول/2025

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For December 08/2025/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/2025/12/150019/

 For December 08/2025/

**********************
رابط موقعي الألكتروني، المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

https://eliasbejjaninews.com

Link for My LCCC web site

https://eliasbejjaninews.com

****

Click On The Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

*****

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا الرابط  https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

*****

حسابي ع التويتر/ لمن يرغب بمتابعتي الرابط في أسفل

https://x.com/EliasYouss60156

My Twitter account/ For those who want to follow me the link is below

https://x.com/EliasYouss60156

@followers
 @highlight
 @everyone