المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 06 كانون الأول /لسنة 2025

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

في أسفل رابط النشرة

        http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2025/arabic.december06.25.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا 1اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

عناوين النشرة

عنوان الزوادة الإيمانية

لا يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلى طَبِيب، بَلِ الَّذِينَ بِهِم سُوء. مَا جِئْتُ لأَدْعُوَ الأَبْرَار، بَلِ الخَطَأَةَ إِلى التَّوْبَة

 

عناوين مقالات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/بري هو بلبنان إيران وحزب الله وكل ما هو فساد وبلطجة وإسلام سياسي

الياس بجاني/بحث كنسي عن حياة القدّيس نقولا العجائبي

 

عناوين الأخبار اللبنانية

رابط فيديو/من الأرشيف/الرئيس كامل الأسعد يقرأ في اسباب الغاء اتفاقية 17 آيار بين لبنان وإسرائيل

رابط فيديو رسالة (بالإنكليزية) من موقع  "هذه بيروت" من سفير إسرائيل في أميركا ياشيل ليتر إلى اللبنانيين

رابط فيديو مقابلة (بالإنكليزية) من قناة سكاي نيوز عربية مع المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توم براك

براك: الجيش اللبناني لن ينزع سلاح شريحة كبيرة من الشعب اللبناني بالقوة والموت

برّاك: سفيرنا الجديد في لبنان سيُحسن توجيه حزب الله نحو حوار مدني

رسالة أميركية لعون وسلام: "انزعوا سلاح الحزب الآن.. باستخدام القوة إذا لزم الأمر"!

واشنطن توافق على صفقة محتملة بـ90.5 مليون دولار لبيع آليات عسكرية إلى لبنان

واشنطن: الأمن السوري اعترض مؤخراً شحنات أسلحة كانت في طريقها إلى حزب الله

توغُّل مُعادٍ جنوباً.. والبنتاغون وافق على بيع مركبات للبنان

عون للوفد الدولي: هدف المفاوضات أمني.. وأورتاغوس تشيد بكرم

تفقدٌ اممي ميداني للبنان وعون: مصممون على تنفيذ حصر السلاح

قاسم: لن نسلمه ومشاركة مدني في الميكانيزم سقطة اضافية للحكومة

برّاك قلق من عودة الحرب ويدعو الى مفاوضات مباشرة مع اسرائيل

اليونيفيل تقول إن 6 رجال هاجموا دورية قرب بنت جبيل

الولايات المتحدة تهنئ سوريا لاعتراضها شحنات أسلحة كانت متجهة إلى لبنانيين

عون يقول إن محادثات إسرائيل ستستأنف في 19 ديسمبر

عون يقول "لا تراجع" عن المفاوضات مع إسرائيل

بري لوفد مجلس الأمن: غير مقبول التفاوض تحت النار

تقرير: التصعيد الإسرائيلي لا مفر منه رغم المفاوضات المدنية

بري يقول إن مهمة كرم "أكثر أهمية" من اسمه

توافق رئاسي ثلاثي لبناني على الجانب «التقني - الأمني» للمفاوضات ...مصادر وزارية ترى أن «حزب الله» لن يكسرها مع عون ويُهدد تحالفه ببري

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

مصادر: الإعلان عن هيئة دولية لإدارة غزة في هذا الموعد

حديث ترمب عن تعديل المرحلة الثانية... هل يُفعل «البند 17» بـ«اتفاق غزة»؟

خليفة «أبو شباب» يتعهد بمواصلة مقاومة «حماس» ...الرواية الإسرائيلية حول مقتل زعيم «القوات الشعبية» تثير تساؤلات

إسرائيل: إقرار موازنة تخدم الاستيطان بالضفة ...سموتريتش وكاتس يتفقان على تقليص مخصصات وزارة الدفاع

السعودية ودول عربية وإسلامية تعرب عن قلقها حول تصريحات إسرائيل بشأن فتح معبر رفح ...شددوا على الرفض التام لمحاولات تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه

مقتل فلسطيني في نابلس وسط هجمات للمستوطنين ... الرئاسة الفلسطينية تدين الاعتداءات على مروان البرغوثي

إيران تطلق صواريخ خلال مناورات بحرية قرب مضيق هرمز

إعلام «الحرس الثوري» يتهم روحاني بـ«خدمة إسرائيل»...المشهد الداخلي يزداد توتراً مع دخول ملف الخلافة مرحلة استقطاب أشد

كندا ترفع سوريا من قائمة الدول الراعية للإرهاب.. ودمشق ترحب

الشيباني: نشكر كندا على رفع اسم سوريا من قوائم الدول الراعية للإرهاب

من منفاهما في روسيا... رئيس سابق للمخابرات السورية وابن خال الأسد يخططان لانتفاضتين

كمال حسن ورامي مخلوف يسعيان للسيطرة على شبكة من 14 غرفة قيادة تحت الأرض شُيّدت في الساحل السوري

أميركا تواصل حربها على «قوارب المخدرات» رغم الانتقادات ...4 قتلى بضربة جديدة في شرق المحيط الهادئ

أميركا وأوكرانيا: أي تقدم نحو السلام يعتمد على روسيا/المحادثات بين واشنطن وكييف ستتواصل في ميامي السبت

انقسام غربي وتخوّف أوروبي من «سلام أميركي متسرّع» في أوكرانيا

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

إسرائيل والاقتصاد: فصلُ لبنان عن سوريا ومواجهةُ تركيا/منير الربيع/المدن

جدلية علي حسن خليل.. إعلان نهائي عن التموضع الشيعي/نور الهاشم/المدن

 مفاوضات تحديد الخسائر/أحمد جابر/المدن

توسعة الميكانيزم... هل تجنّب لبنان التصعيد؟/مصطفى فحص/الشرق الأوسط

اصنعوا المال لا الحرب/أمير طاهري/الشرق الأوسط

الشعور بحبّ الوطن يحتاج إلى الغذاء أيضاً/د. آمال موسى/الشرق الأوسط

مشكلتنا مع «الإخوان» أكبر من مشكلات الغربيين!/رضوان السيد/الشرق الأوسط

التهويل المزدوج .. من أيام 17 أيار/نبيل بو منصف/النهار

معركة خلافة خامنئي تحتدم في إيران/بهروز توراني (صحفي إيراني)  جنوبية

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

بين تهديدات الشيخ نعيم ودبلوماسيته المصطنعة مع الدولة كذبة كبيرة

رسالة الرّصاص جنوباً: ردّ على اسرائيل وإرباك لليونيفل..والحكومة في الواجهة

الرئيس اللبناني: مصممون على تنفيذ حصرية السلاح ...وفد مجلس الأمن في بيروت والجنوب لمراقبة تطبيق القرارات الدولية

رجّي لأورتاغوس: مستعدّ للقاء عراقجي لكن خارج إيران

قاسم: حزب الله لن يوافق على نزع سلاحه.. وتعيين مدني للتفاوض سقطة

لقاء الهوية والسيادة يدعو السلطة الدستورية اللبنانية أن تلتقط الفرصة الذهبية التي أعطاها إياها قداسة الحبر الأعظم في زيارته للبنان وتقتحم حواجز الحوار والسلام دون تردّد أو خجل،

توقيف الكوميدي ماريو مبارك عند دخوله مطار بيروت آتيًا من كندا

 

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

لا يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلى طَبِيب، بَلِ الَّذِينَ بِهِم سُوء. مَا جِئْتُ لأَدْعُوَ الأَبْرَار، بَلِ الخَطَأَةَ إِلى التَّوْبَة

إنجيل القدّيس لوقا05/من27حتى32/:”خَرَجَ يَسُوعُ (من كفرناحوم)، فأَبْصَرَ عَشَّارًا ٱسْمُهُ لاوِي، جَالِسًا في دَارِ الجِبَايَة، فقَالَ لَهُ: «إِتبَعْنِي!». فَتَرَكَ كُلَّ شَيء، وَقامَ وَتبِعَهُ. وأَقَامَ لَهُ لاوِي وَليمَةً عَظِيمَةً في بَيْتِهِ، وَكانَ مُتَّكِئًا مَعَهُم جَمْعٌ كَبيرٌ مِنَ العَشَّارِينَ وَغَيرِهِم. فَتَذَمَّرَ الفَرِّيسِيُّونَ وكَتَبتُهُم، وَقالُوا لِتَلامِيذِ يَسُوع: «مَا بَالُكُم تَأْكُلُونَ وَتَشْرَبُونَ مَعَ العَشَّارِينَ والخَطَأَة؟». فأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُم: «لا يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلى طَبِيب، بَلِ الَّذِينَ بِهِم سُوء. مَا جِئْتُ لأَدْعُوَ الأَبْرَار، بَلِ الخَطَأَةَ إِلى التَّوْبَة».

 

تفاصيل مقالات وتغريدات الياس بجاني

بري هو بلبنان إيران وحزب الله وكل ما هو فساد وبلطجة وإسلام سياسي

الياس بجاني/05 كانون الأول/2025

رفض بري استقبال سيمون كرم يؤكد أنه اخطر من حزب الله وان لا قيام للبنان والخلاص من الإحتلال والفساد قبل اسقاطه، ومصادرة امواله

 

بحث كنسي عن حياة القدّيس نقولا العجائبي

الياس بجاني/06 كانون الأول/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/12/149941/

تحتفل الكنيسة اليوم 06 كانون الأول بالذكرى السنوية لعيد القديس العجابئ ما نقولا، فمن هو وما هي قصة حياته الكنسية والإيمانية

أولاً: من هو القدّيس نقولا العجائبي؟

يُعدُّ القدّيس نقولا العجائبي (St. Nicholas of Myra) أحد أشهر قديسي الكنائس المشرقية والغربية، وواحداً من أكثر القديسين حضوراً في الوعي المسيحي العالمي. اشتهر بالقداسة، والكرم، وصنع العجائب، والدفاع عن الإيمان القويم. يعود لُقبه “العجائبي” إلى كثرة المعجزات التي جرت على يديه خلال حياته وبعد وفاته.هو شفيع البحّارة، والتجّار، والأطفال، والرهائن، وقد دخلت سيرته إلى تراث الكنائس الغربية أيضاً، وصار الملهم لشخصية “سانتا كلوز”.

ثانياً: اسمه الأصلي، عائلته، وبلده

الاسم: نقولا (Νικόλαος باليونانية) ومعناه: “غالب الشعب” أو “منتصِر للشعب”.

الأصل والعائلة: ينتمي إلى عائلة يونانية مسيحية تقيّة.

البلد: وُلد في مدينة باتارا في إقليم ليكية جنوب الأناضول (تركيا الحالية)، وكان هذا الإقليم مركزاً مسيحياً مهماً في القرون الأولى.

ثالثاً: سنة ولادته ومكانها

وُلد بين عامَي 260 – 270 م في باتارا، في زمن الاضطهادات الوثنية التي كانت تضرب المسيحية. تربّى في بيتٍ غنيّ ولكنه تقي، وقد كرّس والداه ثروتهما لخدمة الفقراء.

رابعاً: عمله وخدمته الكنسية

كان منذ شبابه ميّالاً إلى الحياة التقوية والزهد. وبعد وفاة والديه وزّع جزءاً كبيراً من ثروته على المحتاجين سرّاً. سامه عمّه أسقف باتارا شماساً ثم كاهناً.

وبعد وفاة أسقف مدينة ميرا، اختاره الإكليروس والشعب أسقفاً للمدينة، فأصبح أسقف ميرا العجائبي. عُرف بإدارته الحكيمة للكنيسة، وإصلاحه لفساد بعض الكهنة، وبحمايته لتعاليم الإيمان المستقيم.

خامساً: إيمانه ونشأته المسيحية

نشأ القدّيس نقولا في بيئة مسيحية ملتزمة. ولُقّب منذ صغره بـ“الولد القدّيس” لالتزامه بالصلاة والصوم ومحبّة الفقراء.شارك في مجمع نيقية الأول سنة 325 م حيث وقف مدافعاً عن لاهوت المسيح ضد تعاليم آريوس. ويُقال في التقليد إنه لطَم آريوس دفاعاً عن العقيدة.

سادساً: إنجازاته وعجائبه

ارتبط اسم القدّيس نقولا بعدد كبير من المعجزات والأعمال الخيّرة، ومنها:

العجائب والأعمال البارزة: إنقاذ ثلاث فتيات فقيرات من الانحراف عبر تقديم مهرٍ سريّ من دون أن يعرف أحد هويته، تهدئة العاصفة وإنقاذ البحّارة، لذلك دُعي “شفيع البحّارة”، شفاء المرضى وإقامة بعض الموتى وفق التقليد الكنسي، إنقاذ ثلاثة جنود من الإعدام بعدما دافع عن براءتهم، إطعام الشعب خلال مجاعة ميرا بمعجزة تكثير القمح من سفن البحارة، إخراج الشياطين من أشخاص كانوا تحت تأثير الشر...ولهذا السبب لُقّب في الكنائس المشرقية بـ “العجائبي”.

سابعاً: صفاته الشخصية والروحية

تميّز القدّيس نقولا بصفات جعلته محطّ محبّة المؤمنين: الرحمة والكرم السخيّ وخصوصاً العطاء السري، الغيرة على الإيمان القويم والدفاع عنه بلا مساومة، التواضع والزهد على الرغم من أنه جاء من عائلة غنيّة، الشجاعة الروحية، إذ وقف بوجه الولاة الظالمين، الحكمة في إدارة شؤون كنيسته، وحب الأطفال ورعايتهم، وقد بقيت هذه السمعة حيّة حتى اليوم.

ثامناً: متى وكيف استشهد؟

رغم أنه تعرّض للسجن والتعذيب أثناء الاضطهاد الذي نفّذه الإمبراطور دقلديانوس (303 – 311 م)، إلا أن نقولا لم يُستشهد. توفي ميتة طبيعية سنة 343 م في مدينة ميرا. دُفن في كنيسته، وصار قبره مزاراً للشفاء والعجائب. سنة 1087 نُقلت رفاته إلى مدينة باري الإيطالية حيث لا تزال حتى اليوم. إذاً القدّيس نقولا لم يُستشهد، لكنّه معترِف بالإيمان لأنه احتمل العذاب والسجن دفاعاً عن المسيحية.

تاسعاً: هل كان رجل دين أم مدني أم عسكري؟

كان القدّيس نقولا رجل دين بالكامل: شماساً، كاهناً، ومن ثم أسقفاً على مدينة ميرا، ولم يعمل في أي سلك مدني أو عسكري.

عاشراً: العادات التي يمارسها اللبنانيون في عيده (6 كانون الأول)

يحتفظ اللبنانيون بتقاليد قديمة مرتبطة بمار نقولا، أبرزها:قدّاس خاص في الكنائس المارونية والروم الكاثوليك والروم الأرثوذكس، توزيع الحلوى على الأطفال تيمّناً بكرم القديس، زيارات عائلية وطقوس مصالحة ومحبّة، إنارة الشموع على نية المرضى وطلب شفاعته، في بعض القرى الساحلية، يُقام طقس مائيّ رمزاً لكونه شفيع البحّارة... في مديمة صيدا خاصةً، حيث هو شفيع المدينة، تُقام احتفالات كبيرة وقداديس مطوّلة.

الحادي عشر: الكنائس التي تحمل اسمه في لبنان

يوجد في لبنان عدد كبير من الكنائس والأديرة التي تحمل اسم القديس نقولا، منها:

*في بيروت: كاتدرائية مار نقولا للروم الأرثوذكس – الأشرفية (إحدى أشهر الكنائس)، كنيسة مار نقولا للروم الكاثوليك – المصيطبة.

في جبل لبنان: كنيسة مار نقولا – أنطلياس، دير مار نقولا – بلونة، كنيسة مار نقولا – الدكوانة، كنيسة مار نقولا – الشوير، كنيسة مار نقولا – عاليه

*في الشمال: مار نقولا – طرابلس، مار نقولا – كوسبا، مار نقولا – إهدن، مار نقولا – تنورين

*في الجنوب: كاتدرائية مار نقولا – صيدا (شفيع المدينة)، كنيسة مار نقولا – جزين، كنيسة مار نقولا – مغدوشة

*في البقاع: مار نقولا – راشيا، مار نقولا – زحلة ووالقائمة تطول لأن القدّيس نقولا من أكثر القديسين انتشاراً.

صلاة للبنان المحتل في ذكرى عيد القديس نقولا العجائبي

يا مار نقولا العجائبي،أيها الأسقف المملوء رحمة وغيرة،يا من أحببت الفقراء، ودافعت عن المظلومين،وكنت شفيع البحارة والمسافرين والأطفال،أنظر إلى لبنان اليوم،هذا الوطن الجريح الذي تُمزّقه الحروب والاحتلالات،وتنهشه قوى الظلام والفساد. نتضرّع إليك في ذكراك المقدّسة،أن ترفع شفاعتك إلى الرب يسوع،فتمنح هذا الوطن خلاصاً وسلاماً،وتعيد لشعبه الحرية والكرامة،وتحمينا من الظلم، من السلاح غير الشرعي،ومن كل يد تمتدّ لتسرق مستقبل أولادنا.

يا مار نقولا،أشرق بنعمتك على أرض الأرز،واعضد الكنيسة المارونية وسائر الكنائس،واحفظ أبناء لبنان المنتشرين في العالم.واجعل من عيدك بشارة رجاءٍ جديد في وطن نترجّى قيامته.

آمين.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

https://eliasbejjaninews.com

**ملاحظة/بعض الكنائس تحتفل بعيد القديس نقولا العجائبي في 19 كانون الأول، فيما الكنيسة المارنية وكثر من الكنائس الأخرى تحتفل بعيده في السادس من كانون الأول من كل سنة.

**المعلومات الواردة في هذه لدراسة منقولة عن العديد من المراجع الكنسية والاهوتية والبحثية والإعلامية الموثقة

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

رابط فيديو/من الأرشيف/الرئيس كامل الأسعد يقرأ في اسباب الغاء اتفاقية 17 آيار بين لبنان وإسرائيل

https://www.youtube.com/watch?v=G2jFfFJecAI&t=26s

رابط فيديو/من الأرشيف//الرئيس كامل الأسعد يقرأ في اسباب الغاء اتفاقية 17 آيار بين لبنان وإسرائيل/مع نص اتفاق 17 أيار باللغتين العربية والإنكليزية وقرار إلغاء الإتفاق

December 5, 2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/12/118326/

Video link/From the archives//President Kamel Asaad discusses the reasons for the cancellation of the May 17 Agreement between Lebanon and Israel/With the text of the May 17 Agreement in Arabic and English and the decision to cancel the agreement

https://eliasbejjaninews.com/2025/12/118326/

December 5, 2025 327

 

رابط فيديو رسالة (بالإنكليزية) من موقع  "هذه بيروت" من سفير إسرائيل في أميركا ياشيل ليتر إلى اللبنانيين يعرب من خلالها عن رغبة بلاده الصادقة في السلام مع لبنان مؤكداً أن لا اطماع لبلاده في الأراضي اللبنانية، والمشكلة الأساس والأهم هي فقط الأمن.

https://eliasbejjaninews.com/2025/12/149960/

05 كانون الأول/2025

 

رابط فيديو مقابلة (بالإنكليزية) من قناة سكاي نيوز عربية مع المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توم براك

05 كانون الأول/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/12/149968/

قال المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توم براك، إنه "واثق من قدرة إسرائيل وسوريا على التوصل إلى اتفاق بشأن الحدود والأمن". وأضاف براك خلال جلسة أدارتها هادلي غامبل، كبير مذيعي IMI الدوليين بمعهد ميلكن أن سوريا "تعلم أن جزءًا من الحل يكمن في اتفاق مع إسرائيل". وتابع براك: "رأيي الشخصي في رغبة الرئيس (ترامب) هو أن نتوصل إلى اتفاق هناك، بدءا من اتفاقية الأمن والحدود، واستخدام المناطق، والمضي قدما نحو التطبيع، يجب أن يكون هو الحل"، مضيفا:"أعتقد أن إسرائيل تريد ذلك أيضا".

 

براك: الجيش اللبناني لن ينزع سلاح شريحة كبيرة من الشعب اللبناني بالقوة والموت

جنوبية/05 كانون الأول/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/12/149968/

أشار المبعوث الأميركي إلى سوريا توم برّاك، في حديث لـ”سكاي نيوز عربية”، الى أن “الميليشيات المرتبطة بإيران تعرقل عمل الدولة العراقية، وإدارة ترامب معنية بالحل الإقليمي وليس بتغيير النظام في إيران”. ولفت براك، الى أنني “لا أعتقد أن القصة قد انتهت بين الولايات المتحدة وإيران”. ورأى أن “الجيش اللبناني لن ينزع سلاح شريحة كبيرة من الشعب اللبناني بالقوة والموت”، مضيفاً “أعتقد أن سفيرنا الجديد في لبنان سيُحسن توجيه حزب الله نحو حوار مدني”. وعن ملف سوريا، قال “السوريون يُحسنون السير قدمًا في وضعٍ بالغ الصعوبة، وجزء من الحل السوري يكمن في اتفاق مع إسرائيل”. كما نقلت وكالة “بلومبرغ” عن المبعوث الأميركي إلى سوريا توم براك، قوله: أن “إسرائيل لن تتمكن من تحقيق أهدافها بمحاولة سحق حزب الله عسكريا”، معتبراً أنه “آن الأوان لإجراء حوار بين لبنان وإسرائيل لإنهاء الوضع المتأزم”.

 

برّاك: سفيرنا الجديد في لبنان سيُحسن توجيه حزب الله نحو حوار مدني

المركزية/05 كانون الأول/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/12/149968/

أكّد المبعوث الأميركي إلى سوريا توم برّاك أنّ "السفير الأميركي الجديد ميشال عيسى في لبنان سيُحسن توجيه حزب الله نحو حوار مدني". وأشار برّاك في حديث لسكاي نيوز عربية إلى أنّ "الجيش اللبناني غير قادر على نزع سلاح شريحة واسعة من اللبنانيين بالقوة والموت". وفي الشأن السوري، شدّد على أنّ "جزءاً من الحل يكمن في التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل"، مؤكداً أنّ السوريين "يُحسنون السير قُدُماً في ظروف بالغة الصعوبة"، وأنّ واشنطن لا تزال ترى أنّ "المنطقة بحاجة إلى مقاربة إقليمية وليس إلى تغيير النظام في إيران". كما رأى أنّ "العلاقة بين الولايات المتحدة وإيران لم تنتهِ بعد"، وأنّ مسار التفاوض لا يزال مفتوحاً رغم كل التعقيدات، لافتاً إلى أنّ "الميليشيات المرتبطة بإيران ما زالت تعرقل عمل الدولة العراقية". والى ذلك، نقلت "بلومبرغ" عن براك قوله أن "إسرائيل لن تتمكن من تحقيق أهدافها بمحاولة سحق حزب الله عسكريا". وتابع براك: "آن الأوان لإجراء حوار بين لبنان وإسرائيل لإنهاء الوضع المتأزم".

 

رسالة أميركية لعون وسلام: "انزعوا سلاح الحزب الآن.. باستخدام القوة إذا لزم الأمر"!

المركزية/05 كانون الأول/2025

أشار موقع "جويش انسايدر" الى أن مجموعة من أعضاء الكونغرس الأميركي ينتمون إلى الحزبين، الجمهوري والديموقراطي،  وجهت رسالة إلى الرئيس اللبناني جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، مطالبة إياهما بالتحرك العاجل لنزع سلاح "حزب الله"، وفقاً لاتفاق وقف إطلاق النار الذي وقعه لبنان وإسرائيل في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، واستخدام القوة إذا اقتضى الأمر. اتهمت المجموعة الحكومة اللبنانية بالفشل في الوفاء بوعودها والتزاماتها بنزع سلاح "حزب الله"، وهددت بسحب الدعم الأميركي إذا لم تغير مسارها. وكتب المشرعون في رسالتهم: "انزعوا  سلاح حزب الله الآن، بما في ذلك باستخدام القوة إذا لزم الأمر". وقالوا: "من الواضح أن الوعود الفارغة والتدابير الجزئية التي لا ترقى إلى مستوى نزع سلاح الجماعة ليست كافية. لقد مكّن عدم إحراز تقدم حقيقي حزب الله من إعادة تسليح وبناء مواقعه، حتى في المناطق الواقعة جنوب نهر الليطاني، حيث يُحظر عليه العمل بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701".

وأضافوا: "كل يوم تفشل فيه حكومتكم في التصرف بطريقة جادة يدفع لبنان أقرب إلى حرب متجددة ويعمق في قبضة منظمة إرهابية موالية لإيران، وليس للشعب اللبناني". ويجادل المشرعون بأن الفشل في السعي لنزع السلاح قد ترك العائلات في جنوب لبنان مشردة ومعرضة للخطر، وسمح لحزب الله بإعادة البناء وهدد مستقبل لبنان. وحذروا من أن استمرار الحكومة اللبنانية في عدم الوفاء بالتزاماتها سيؤدي إلى تجدد الضربات الإسرائيلية، ويُخاطر بسحب الدعم الأميركي للحكومة اللبنانية. وجاء في الرسالة: "لقد ولّى زمن الوعود الفارغة. التزامات لبنان بموجب وقف إطلاق النار واضحة، وكذلك خطر استمرار التأخير... ستجد الولايات المتحدة صعوبة متزايدة في تبرير استمرار دعمها لحكومة ترفض الوفاء بالتزاماتها وتسمح لمنظمة إرهابية بتحديد مستقبلها. إن مسار التقاعس الحالي لا يؤدي إلا إلى تدمير لبنان على يد حزب الله". ووقع الرسالة، التي تزعمها النائب جوش غوتهايمر (ديموقراطي عن نيوجيرسي)، النواب جيفرسون شريف (جمهوري عن إنديانا)، ودون بيكون (جمهوري عن نبراسكا)، وغاس بيليراكيس (جمهوري عن فلوريدا)، ومارك ميسمر (جمهوري عن إنديانا)، وتوم سوزي (ديموقراطي عن نيويورك)، وكلوديا تيني (جمهورية عن نيويورك)، ودون ديفيس (ديموقراطي عن كارولاينا الشمالية)، وجاريد غولدن (ديمقراطي عن مين).

 

واشنطن توافق على صفقة محتملة بـ90.5 مليون دولار لبيع آليات عسكرية إلى لبنان

 جنوبية /05 كانون الأول/2025

وافقت وزارة الخارجية الأميركية على صفقة محتملة لبيع آليات تكتيكية متوسطة من طراز M1085A2 و M1078A2 ومعدات ذات صلة إلى لبنان، بكلفة تقديرية تبلغ 90.5 مليون دولار، بحسب ما أعلن البنتاغون يوم الجمعة. والمتعهّد الرئيسي في هذه الصفقة هي شركة Oshkosh Defense. وفقًا لموقع الشركة، تُستخدَم المركبات التكتيكية المتوسطة في الإمداد العام، وإمداد الذخيرة، وأعمال الصيانة والإخلاء الفني، ومهام الإسناد الهندسي، ونقل الجنود، وكمنصّات لأنظمة الأسلحة، إضافةً إلى مهام الإسناد القتالي في البيئات التكتيكية. وقال البنتاغون أن «الصفقة المقترَحة ستُعزِّز قدرة لبنان على مواجهة التهديدات الراهنة والمستقبلية، من خلال تمكين القوات المسلحة اللبنانية من التحرّك السريع للتصدّي لتهديدات حماية الحدود والمحيط والتغلّب عليها، واستخدام إجراءات فعّالة في مجال مكافحة الإرهاب ومناهضته». وتأتي هذه الخطوة بعد إعلان إلغاء زيارة قائد الجيش رودولف هيكل إلى واشنطن، بعد أن عمدت الإدارة الأميركية على تأجيل اجتماعاته المقررة فيها، في 18 تشرين الثاني الفائت. بعدها، وقبل يومين، ضمّ لبنان للمرة الأولى مدني هو السفير السابق لدى الولايات المتحدة سيمون كرم، إلى لجنة «الميكانيزم» بين لبنان وإسرائيل والقوات الدولية، والتي تجتمع في جنوب لبنان لتنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية بين البلدين الذي تم إقراره في 27 تشرين الثاني من العام الفائت.

 

واشنطن: الأمن السوري اعترض مؤخراً شحنات أسلحة كانت في طريقها إلى حزب الله

 جنوبية /05 كانون الأول/2025

أعلن قائد القيادة المركزية الأميركية الأدميرال براد كوبر، اليوم الجمعة، أن قوات الأمن السورية اعترضت مؤخراً شحنات أسلحة كانت في طريقها إلى “حزب الله”. وشدد على أن “الولايات المتحدة وشركاؤها في المنطقة لديهم مصلحة مشتركة في ضمان نزع سلاح حزب الله”. في وقت سابق، قال مدير مديرية الأمن الداخلي في منطقة يبرود السورية خالد عباس إنَّ “وحداتنا الأمنية أحبطت محاولة تهريب كميات كبيرة من الألغام الحربية كانت متجهة إلى لبنان”، مضيفاً أنه “تم ضبط كامل الشحنة مع توقيف أربعة متورطين وتحـييد شخص خامس خلال اشتباكات مع الدوريات”. وأشار إلى أن “العملية جاءت تتويجاً لتحريات دقيقة ومتابعة مستمرة أسفرت عن تحديد هوية المتورطين ومراقبتهم حتى وصولهم إلى موقع التهريب في منطقة الجَبّة شمال ريف دمشق، حيث نفّذت الوحدات المختصة مداهمة مُحكمة أسفرت عن ضبط 1250 لغماً حربياً مجهّزاً بصواعق كانت مُعدّة للتهريب إلى حزب الله  في لبنان وأُلقي القبض على أربعة من المتورطين فيما جرى تحييد الشخص الخامس خلال الاشتباكات”. في سياق آخر، كشف موقع “جويش انسايدر” أن مجموعة من أعضاء الكونغرس الأميركي ينتمون إلى الحزبين، الجمهوري والديموقراطي،  وجهت رسالة إلى الرئيس اللبناني جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، مطالبة إياهما بالتحرك العاجل لنزع سلاح “حزب الله”، وفقاً لاتفاق وقف إطلاق النار الذي وقعه لبنان وإسرائيل في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، واستخدام القوة إذا اقتضى الأمر. واتهمت المجموعة الحكومة اللبنانية بالفشل في الوفاء بوعودها والتزاماتها بنزع سلاح “حزب الله”، وهددت بسحب الدعم الأميركي إذا لم تغير مسارها.

 

توغُّل مُعادٍ جنوباً.. والبنتاغون وافق على بيع مركبات للبنان

المدن/05 كانون الأول/2025

أعلن البنتاغون مساء اليوم الجمعة، عن موافقة الخارجية الأميركية على بيع محتمل لمركبات تكتيكية متوسطة ومعدات ذات صلة إلى لبنان بتكلفة تقديرية 90.5 مليون دولار. ولم يقدم البنتاغون تفاصيل إضافية. يأتي هذا فيما يُستكمل المسار التفاوضي مع الولايات المتحدة الأميركية بخصوص ملف سلاح حزب الله، بينما تواصل إسرائيل خروقاتها بشكل يومي.  وفي خرق إسرائيلي جديد للسيادة اللبنانية، توغّلت عند الساعة الرابعة والنصف من بعد ظهر اليوم قوة إسرائيلية مؤللة داخل الأراضي اللبنانية، وتحديدًا تحت موقع العباد في خراج بلدة حولا الجنوبية، مقابل النقطة المستحدثة في منطقة الدواوير. وبحسب المعلومات، ضمّت القوة أكثر من عشرين جنديًا ترافقهم ثلاث آليات عسكرية، حيث نفّذوا عملية مسح ميداني في المنطقة. وهذه ليست المرة الأولى التي تتوغل فيها قوات إسرائيلية داخل بلديات لبنانية، وغالباً ما كانت تقوم بتفخيخ وتفجير بعض المنازل فيها. كذلك أُفيد اليوم أن مسيرّة إسرائيلية ألقت قنبلة صوتية باتجاه بلدة العديسة، وقنبلة ثانية على منطقة وادي العصافير جنوبي لبنان.

 

عون للوفد الدولي: هدف المفاوضات أمني.. وأورتاغوس تشيد بكرم

لارا الهاشم/المدن/06 كانون الأول/2025

لم يختر ممثلو الدول الأعضاء في مجلس الأمن إجراء مباحثات في بيروت بالتزامن مع قرار تعيين شخصية مدنية في لجنة الميكانيزم، فقد كانت المواعيد مجدوَلة منذ حوالى الشهر. إلا أن الاستجابة للمساعي الأميركية شكّلت دفعاً أساسياً لدى المجتمع الدولي لمساندة لبنان في مساعيه لإرساء الاستقرار وتقديم الدعم للدولة اللبنانية.

عون: حصر السلاح متّخذ بقرار لبناني

تلقى لبنان رسائل واضحة من دول أوروبية وعربية بأن إسرائيل تنوي توجيه ضربة قاسية إلى لبنان تتجاوز القرى الحدودية في عمق الجنوب وبيروت، من دون تحييد المرافق العامة والبنى التحتية. ومن هنا كان القرار بتكليف السفير سيمون كرم بترؤس الوفد المشارك في لجنة الميكنيزم، وتأكيد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون خلال جلسة مجلس الوزراء، وفي لقائه بممثلي مجلس الأمن صباح الجمعة، أنه تم تكليف سفير سابق لترؤس الوفد لتجنيب البلاد جولة عنف جديدة، ولقناعته بأن الحروب لا يمكن أن تؤدي إلى نتائج أيجابية.

في اللقاءات من بعبدا إلى عين التينة فالسراي ووزارة الخارجية، كان الوفد الدبلوماسي مصغياً وداعماً أكثر مما هو مقدّمّاً للاقتراحات. كلُّ من السفراء طرح أسئلته على المسؤولين اللبنانيين الذي قدّموا توجّهاً واحداً، وهو أن لبنان ماضٍ في خطة بسط سلطة الجيش على كامل أراضيه، وأن انسحاب الجيش الإسرائيلي من الأراضي المحتلّة يتطلّب ضغطا دوليّاً. رئيس الجمهورية أكّد للوفد أن قرار حصر السلاح قد اتّخذ، ولا تراجع عنه، لأن ما يقوم به لبنان إنّما يفعله من أجل مصلحته، وليس لأنه مطلوب من أي جهة، وأن الجيش اللبناني يقوم بجهد كبير سيظهر في المعاينة الميدانية، التي من المفترض أن يجريها الوفد يوم السبت في الناقورة. وطالب الرئيس عون المجتمع الدولي بدعم الجيش. لكنه أكد أن المؤسسة العسكرية ماضية في مهامّها بمعزلٍ عن أي مساعدة. في هذا المجال لفتت الموفدة الأميركية مورغان اورتاغوس التي كانت في عداد الوفد كممثلة لبلدها، إلى مساع تبذل لعقد مؤتمر دعم الجيش، بالتعاون بين فرنسا والمملكة العربية السعودية والولايات المتّحدة خلال العام المقبل.

الوفد الدولي متفهم للتحدّيات التي تواجه الجيش

وفي ما خصّ المفاوضات، رهن عون  نجاحها  بطريقة تعاطي إسرائيل معها. أمّا رئيس مجلس النواب نبيه بري فشدّد على أنه لا يجوز التفاوض تحت النار. وفي معلومات "المدن" أن برّي شرح كل المحاذير اللبنانية لناحية تطبيق القرارين 1701 واتفاق 27 تشرين الثاني 2024 حول وقف الأعمال العدائية من قبل الجانب الإسرائيلي.  الوفد، ووفق المعلومات، أبدى تفهماً لهذه الشروحات وللتحدّيات التي يواجهها الجيش في تنفيذ خطة حصر السلاح واستكمال المرحلة الثانية التي قد تستغرق وقتاً أطول من المرحلة الأولى. أمّا الجانب اللبناني فكان مرتاحاً لإصغاء الوفد إليه بإيجابية، فيما وصف سفير باناما "اللقاء مع أحد اللاعبين السياسيين في الساحة اللبنانية" بالإيجابي والملفت، وبأنه غني بالمعلومات.

أورتاغوس وعراقجي نجما وزارة الخارجية

بعد لقاء عين التينة والسراي الحكومي، انتقل الوفد إلى وزارة الخارجية، ولكن من دون حضور أورتاغوس، وهذا ما ترك علامات استفهام، إلى أن تبيّن أن الموفدة الأميركية تعقد خلوة سياسية مع رئيس الحكومة نواف سلام بعيداً عن اللقاء الدبلوماسي الموسّع. مضمون الخلوة بقي قيد الكتمان. وعندما سئلت أورتاغوس من قبل الصحافيين أثناء صعودها سلالم الخارجية عن سبب الخلوة مع سلام، كان جوابها ممازحة: "لأننا أفضل الأصدقاء" “Because we are best friends” "، مكتفية بهذا القدر.

الضيفة الأميركية الدائمة، كانت بوصف كل من التقاها "إيجابية إلى أقصى حد". وهو ما تكشّف أيضاً بترحيبها بتعيين السفير كرم، واصفة إياه بال “impressive ومعتبرة أن عمل لجنة الميكانيزم سيتحسّن بسبب تعيين مدنيين. فمشاركة المدنيين تسمح من وجهة النظر الأميركية بفتح الباب أمام المفاوضات السياسية، لا البحث في التقنيات فحسب والتوصّل إلى حلول. علماً أن رئيس الجمهورية أعاد رسم هدف لبنان من التفاوض أمام الوفد الدبلوماسي، حاصراً إياه بالترتيبات الأمنية على عكس ما سوّق له مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو عندما تحدث عن العمل على تعزيز التعاون الإقتصادي.

 لكن الترحيب بالتفاوض المدني – المدني لا يعني فرملة أو تجميداً لخطة حصر السلاح، إذ أكدت الموفدة الأميركية، بحسب المصادر، ضرورة مواصلة العمل لتجريد حزب الله من سلاحه وبسط سلطة الجيش على كامل أراضيه. وفي هذا الإطار أشار أكثر من مصدر إلى أن موافقة لبنان على تكليف السفير سيمون كرم ساعدت في امتصاص التهديدات الإسرائيلية، وإبعاد شبح الحرب حالياً، على حد قول الرئيس عون، فيما لم تتمكن أي جهة من تقديم ضمانات حول ما قد تقوم به إسرائيل في وقت لاحق.

في وزارة الخارجية، أبت أورتاغوس أن تغادر لبنان من دون الإطمئنان حول ما إذا كان الوزير يوسف رجي سيلبي دعوة نظيره الإيراني إلى طهران. فأجاب رجّي بأنه وجه دعوة إلى الوزير عباس عراقجي ضمن برنامج تلفزيوني للتفاوض في دولة محايدة، وعليه تلقى دعوة من عرقجي عبر إكس لزيارة طهران، ومن ثم وفقاً للأصول البدلوماسية في كتاب خطي وصل إلى وزارة الخارجية عبر السفير الإيراني في بيروت. وأضاف رجي في ردّه على اورتاغوس إنه "منفتح على كل الدول ونريد أفضل العلاقات معها، لكن مشكلتنا هي مع الدول التي تتدخل بشؤوننا الداخلية". وبما أن الظروف اليوم ليست مناسبة لزيارة طهران، فانني مستعد للتواصل مع نظيري الإيراني من أجل اللقاء في أي بلد آخر"، فابتسمت أورتاغوس..  وكرّر رجي أمامها أن انسحاب الإحتلال الإسرائيلي هو أمر ملحّ، لكن حصر السلاح بيد الجيش هو كذلك، وأنّ لبنان يطبق خطة الجيش لأجل لبنان لا إرضاء لأي جهة خارجية.

 

تفقدٌ اممي ميداني للبنان وعون: مصممون على تنفيذ حصر السلاح

قاسم: لن نسلمه ومشاركة مدني في الميكانيزم سقطة اضافية للحكومة

برّاك قلق من عودة الحرب ويدعو الى مفاوضات مباشرة مع اسرائيل

المركزية/05 كانون الأول/2025وقت كانت الانظار مركزة على جولة وفد اعضاء مجلس الامن الدولي والمواقف الصادرة من كبار المسؤولين في الدولة وفي مقدمهم رئيس الجمهورية جوزاف عون الذي اكد ان القرار بالتفاوض اتخذ ولا عودة الى الوراء، موضحاً ان اعتماد خيار المفاوضات مع إسرائيل لتجنيبه جولة عنف إضافية ولأن الحروب لا يمكن ان تؤدي الى نتائج إيجابية، في الوقت اياه اطلّ أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم ليواجه الدولة اللبنانية وقراراتها بإعلانه  المباشر ان "حزب الله لن يوافق على نزع سلاحه والحدود التي يجب أن نقف عندها في أي اتفاق مع العدو ترتبط بجنوب الليطاني حصراً، وبأن "تعيين لبنان لـ"مدني" بلجنة رقابة وقف النار مخالف للقانون وتنازل مجاني وسقطة إضافية للحكومة"، مضيفاً: "على الحكومة دراسة خطواتها جيداً قبل غرق السفينة بالجميع". وان لم يُحدِث كلام  قاسم مفاجأة، ولو انه حاول بقوله  أن "الدولة اللبنانية قررت حصر السلاح ولا علاقة للخارج كيف نتفق داخلياً ونتعاون مع الدولة ونؤيد خيارها الدبلوماسي لوقف الحرب"، تليين الموقف واضفاء بعض مساحيق التجميل اليه، الا انه بدا واضحاً ان القرار الايراني ما زال اياه بجر لبنان الى الحرب، "وماضون حتى النهاية" كما بشّر الامين العام، الذي عكس خطابه استكمالا لمسار انكار الواقع المُستجد منذ اتفاق وقف اطلاق النار.

التفاوض تجنباً للعنف: ولأن الكلام والقرار لرئيس الجمهورية والسلطة الرسمية لا لسواه، ابلغ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون صباح اليوم، وفد أعضاء مجلس الامن الدولي برئاسة مندوب سلوفينيا السفير Samuel zbogar خلال استقباله قبل ظهر اليوم، ان لبنان اعتمد خيار المفاوضات مع إسرائيل وكلف سفيرا سابقا ترؤس الوفد اللبناني، لتجنيبه جولة عنف إضافية من جهة، ولان لبنان مقتنع بان الحروب لا يمكن ان تؤدي الى نتائج إيجابية وان وحده التفاوض يمكن ان يوفر مناخات تقود الى الاستقرار والأمان وتجد حلولا للمسائل العالقة وتبعد العذابات عن المواطنين.واكـد الرئيس عون للوفد الدولي ان ما يقوم به لبنان على صعيد التفاوض ضمــــن لجنة " الميكانيزم"  ليس لارضاء المجتمع الدولي، بل لأنه لمصلحة لبنان. وقال: "لقد اتخذنا القرار ولا مجال للعودة الى الوراء، وهذا الامر ابلغته لجميع المسؤولين العرب والأجانب الذين التقيتهم بما في ذلك وزير الخارجية الأميركية ماركو روبيو عندما التقيته في نيويورك في شهر أيلول الماضي، ونحن ملتزمون بهذا الخيار. وقد بدأ قبل يومين فصل جديد من المفاوضات بعد تعيين السفير السابق سيمون كرم رئيسا للوفد اللبناني، واشكر كل من عمل لتسهيل هذا الامرلاسيما السيدة مورغان اورتاغوس التي شاركت في الاجتماع. ان هذه المفاوضات تهدف أساسا الى وقف الاعمال العدائية التي تقوم بها إسرائيل على الأراضي اللبنانية واستعادة الاسرى، وبرمجة الانسحاب من المناطق المحتلة وتصحيح النقاط المختلف عليها عند الخط الأزرق. ونأمل ان تؤول هذه المفاوضات الى نتائج إيجابية. لكن لا بد من التأكيد على ان نجاح هذه المفاوضات يرتبط بشكل أساسي بموقف إسرائيل التي يتوقف عليه وصول المفاوضات الى نتائج عملية او فشلها".وحول مسألة حصرية السلاح، قال رئيس الجمهورية ان هذه المسألة تشكل هدفا أساسيا، نعمل له بعد القرار الذي اتخذ في هذا الصدد وبالتالي فنحن مصممون على تنفيذه وطلبنا من جميع الافرقاء التعاون لتحقيق هذا الهدف الذي لا رجوع عنه وان تطلب ذلك بعض الوقت، لان اللبنانيين تعبوا من المواجهات العسكرية ويجمعون على ان لا قوى مسلحة على الأراضي اللبنانية الا القوى العسكرية والأمنية الشرعية.وختم الرئيس عون مداخلته قائلا: "نحن لا نريد الحرب من جديد. لقد تعذب الشعب اللبناني بما يكفي ولن تكون هناك  عودة الى الوراء. الجيش اللبناني سيقوم بدوره كاملا وسيحمي أبناء شعبه في كل المناطق اللبنانية ولاسيما في الجنوب، وعلى المجتمع الدولي ان يسانده ويدعمه، خصوصا وان الامن متداخل بين كل الدول، ومن الضروري تعزيز استقرار لبنان وتثبيت الامن فيه لان في ذلك حماية ليس فقط له بل لدول عدة شقيقة وصديقة.

التزام اممي: وكان رئيس مجلس الامن السفير زبوغار تحدث في مستهل اللقاء فشكر الرئيس عون على استقباله والوفد، مؤكدا التزام المجلس بالاستقرار في لبنان والمنطقة، ودعم سيادة واستقلال لبنان السياسي. وقال:" ان المجلس ينظم المداولات حول الوضع في لبنان وعلى طول الخط الأزرق، وزيارتنا اليوم هي تأكيد إضافي على التزامنا تجاه بلدكم. نأتي إلى بيروت في وقت محوري، من أجل تنفيذ القرار 1701 وتنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية في 27 تشرين الثاني من العام الماضي، ونؤمن بان الزيارة تأتي في الوقت المناسب". أضاف:" نقدّر تقييمكم لتنفيذ القرار 1701 واتفاق وقف النار، بما في ذلك التحديات التي تعيق التنفيذ. وفي هذا السياق، نود أن نعرف رأيكم بشأن عملية وضع جميع الأسلحة تحت سيطرة الدولة اللبنانية. نحن ندعم الجهود الدبلوماسية المطلوبة لحل النزاع أو التسوية المتعلقة بالحدود الدولية مع إسرائيل. وندعم البدء في المفاوضات مع سوريا حيث كنّا بالأمس".

عند بري: ثم زار الوفد عين التينة واستقبله الرئيس نبيه بري الذي اكد أنّ استمرار إسرائيل بالحرب والعدوان يجددان الحرب. واعتبر بري أن "تكثيف اللجنة الخماسية المنبثقة عن الاتفاق لاجتماعاتها يُلزم ويفرض على إسرائيل وبشكل فوري وقف النار وبالتالي حربها الأحادية على لبنان". بدورها وصفت أورتاغوس الاجتماع بأنه "كان إيجابياً"، وأثناء خروجها من عين التينة قالت: "السفير سيمون كرم شخصية مثيرة للإعجاب"، مشيرة إلى أن "اجتماعات الميكانزيم أفضل لأنها ضمت مدنيين".

قوة اممية: ومن السراي الحكومي حيث استقبل الوفد وأقام مأدبة غداء على شرفه، عرض الرئيس نواف سلام مقاربة الحكومة القائمة على ركيزتَي الإصلاح والسيادة، مؤكداً التزامها المضي قدماً في تنفيذ الخطط الإصلاحية وبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها بقواها الذاتية. كما أشار إلى ضرورة الضغط على إسرائيل لحملها على الإيفاء بالتزاماتها في إعلان وقف الأعمال العدائية، بما يشمل وقف الاعتداءات والانسحاب من المناطق اللبنانية التي لا تزال تحتلّها، إضافةً إلى العمل على إطلاق سراح الأسرى اللبنانيين. وفي هذا السياق، شدّد الرئيس سلام على حاجة لبنان إلى قوة أممية مساندة بعد انتهاء ولاية قوة اليونيفيل، وذلك لملء أي فراغ محتمل، بما يساهم في  تعزيز الاستقرار في الجنوب. وطرح الرئيس سلام إمكان أن تعمل هذه القوة تحت إطار هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة (UNTSO)، أو أن تكون قوة حفظ سلام محدودة الحجم ذات طابع مشابه لقوة الـUNDOF العاملة في الجولان لجهة طبيعة المهام وضبط الحدود. وعلى هامش استقباله ممثّلي بعثات الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، اجتمع سلام بالسفير الفرنسي هيرفي ماغرو والمبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس.

مصلحة لبنانية: وزار الوفد الاممي وزير االخارجية يوسف رجي الذي اكد رداً على أسئلة أعضاء الوفد بشأن سلاح حزب الله، أن قرار الحكومة اللبنانية حصر السلاح بيدها ليس هدفه إرضاء أي طرف خارجي وإنما هو مصلحةٌ لبنانية لبناء الدولة وتمكينها من بسط سيطرتها على كامل أراضيها. كما شدد على أهمية إعطاء فرصة للحلول الدبلوماسية بعدما أظهرت الخيارات العسكرية عدم قدرتها على الدفاع عن لبنان وردع الاعتداءات الاسرائيلية عنه.

قاسم.. لن ننزع السلاح: بالعودة الى مواقف نعيم قاسم، فقد أشار الى أن "الدولة اللبنانية قررت حصر السلاح ولا علاقة للخارج كيف نتفق داخلياً ونتعاون مع الدولة ونؤيد خيارها الدبلوماسي لوقف الحرب"، مشيرا الى ان "حزب الله لن يوافق على نزع سلاحه والحدود التي يجب أن نقف عندها في أي اتفاق مع العدو ترتبط بجنوب الليطاني حصراً". وأضاف "على الحكومة اللبنانية إظهار "بطولاتها" بدءا بوقف العدوان ومستعدون للتضحية حتى النهاية ولن نستسلم"، معتبرا أن "تعيين لبنان لـ"مدني" بلجنة رقابة وقف النار مخالف للقانون وتنازل مجاني وسقطة إضافية للحكومة"، مضيفاً: "على الحكومة دراسة خطواتها جيداً قبل غرق السفينة بالجميع.  كلام قاسم جاء في المهرجان الذي أقامه الحزب "نَجيع ومِدادٌ" تعظيما للعلماء الشهداء على طريق القدس وأولي البأس، حيث اعتبر أنّ "الدولة اللبنانية قررت حصر السلاح، ولا علاقة للخارج كيف نتفق داخلياً"، لافتاً إلى أن "نتعاون مع الدولة ونؤيد خيارها الدبلوماسي لوقف الحرب". وأكد اننا"نتعاون مع الجميع لبناء الدولة وتحرير الأرض وأعمالنا تثبت ذلك ولا ننتظر شهادة من أحد كما لا نعطي شهادة لأحد". وأكد قاسم: "حزب الله لن يوافق على نزع سلاحه والحدود التي يجب أن نقف عندها في أي اتفاق مع العدو ترتبط بجنوب الليطاني حصراً". وأضاف قاسم: "نحن كحزب الله قمنا بما علينا ومكّنا الدولة من فرض سيادتها في إطار الاتفاق وتأكدوا أنهم لا يستطيعون شيئاً إذا توحدنا"، لافتاً إلى أنه "قدمتم تنازلاً مجانياً وكل خطوة تقومون بها ستكون خدمة لإسرائيل وبمثابة استكمال لسقطة 5 آب".وإذ أشار إلى أن "الاعتداءات الإسرائيلية ليست من أجل سلاح حزب الله أو المقاومة، بل من أجل التأسيس لاحتلال تدريجي"، قال: "يريدون مواجهة المقاومة لأنها تطرح مشروعاً تغييرياً فيه وطنية وكرامة واستقلال والمستكبرون لا يريدون ذلك"، لافتاً إلى أن "من الطبيعي أن يكون هناك اختلاف سياسي في داخل الوطن لكن تنظيمه يفترض أن يكون بحسب الدستور ومنظومة القوانين". 

برّاك قلق: في المقابل، أبدى المبعوث الأميركي توم براك قلقا بالغا من خطر عودة الحرب في لبنان، ودعا إلى مفاوضات مباشرة بين لبنان وإسرائيل. كما أكد براك أن "نزع سلاح حزب الله لا يمكن أن يحصل بالقوة".

اليونيفيل ترفض الاعتداءات: وليس بعيداً، أعلنت اليونيفيل في بيان انها "رصدت بعد ظهر أمس سلسلة من الغارات الجويّة الإسرائيلية في منطقة عملياتنا بجنوب لبنان، في قرى محرونة والمجادل وبرعشيت. يأتي ذلك في الوقت الذي تواصل فيه القوات المسلحة اللبنانية عملياتها للسيطرة على الأسلحة والبنيّة التحتيّة غير المصرّح بها في جنوب لبنان".وتابعت: "وفي الليلة الماضية أيضاً، اقترب ستة رجال على متن ثلاث دراجات نارية من جنود حفظ السلام أثناء دورية قرب بنت جبيل، وأطلق أحدهم نحو ثلاث طلقات نارية نحو الجزء الخلفي من الآلية، ولم يُصب أحد بأذى. إن الاعتداءات على قوات حفظ السلام غير مقبولة، وتُمثل انتهاكات خطيرة للقرار 1701. نُذكّر السلطات اللبنانية بالتزاماتها بضمان سلامة وأمن قوات حفظ السلام، ونطالب بإجراء تحقيق شامل وفوري لتقديم الفاعلين إلى العدالة". كما شدد البيان على أن "هذه الأفعال تُعدّ انتهاكات واضحة لقرار مجلس الأمن الدولي 1701، ونحثّ الجيش الإسرائيلي على الاستفادة من آليات الارتباط والتنسيق المتاحة له. كما ننبّه الجهات اللبنانية من مغبة أي رد فعل قد يُفاقم الوضع".وختم البيان: "تواصل اليونيفيل مراقبة الوضع في جنوب لبنان والإبلاغ عنه، ودعم كل من لبنان وإسرائيل في تنفيذهما للقرار 1701. يجب على كلا الطرفين التقيّد بالتزاماتهما بموجب القرار والتفاهم الذي تم التوصّل إليه في تشرين الثاني، إذا أرادا الحفاظ على التقدّم المحرز حتى الآن".

كلمة شاملة: الى ذلك، يلقي رئيس حزب القوات اللبنانيّة سمير جعجع كلمة في المؤتمر العام للحزب يوم الأحد المقبل مدّتها 45 دقيقة، ستتضمّن مواقف عالية السقف من مجمل قضايا الساعة، وسيحدّد خريطة طريق للمرحلة المقبلة كما سيتطرّق الى المراحل التي مرّ بها حزب "القوات" منذ تأسيسه وصولاً الى يومنا هذا.

 

اليونيفيل تقول إن 6 رجال هاجموا دورية قرب بنت جبيل

نهارنت/05 كانون الأول/2025  (مترجم من الإنكليزية)

قالت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) يوم الجمعة إن سلسلة من الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان يوم الخميس وقعت ضمن منطقة عمليات حفظ السلام التابعة لها، محذرة الأطراف اللبنانية من "أي رد فعل يمكن أن يزيد الوضع سوءاً". أدانت اليونيفيل في بيان الغارات ووصفتها بأنها "انتهاكات واضحة لقرار مجلس الأمن 1701" وحثت الجيش الإسرائيلي على الاستفادة من آليات الاتصال والتنسيق المتاحة له. وأضاف البيان: "تواصل اليونيفيل مراقبة الوضع في جنوب لبنان وتقديم تقارير عنه، ودعم كل من لبنان وإسرائيل في تنفيذهما للقرار 1701. يجب على الطرفين الالتزام بتعهداتهما والتزاماتهما بموجب القرار وبالتفاهم الذي تم التوصل إليه في نوفمبر، إذا أرادا الحفاظ على التقدم الذي تم إحرازه حتى الآن". وقالت اليونيفيل إنه في ليلة الخميس، اقترب ستة رجال على ثلاث دراجات نارية من دورية لحفظة السلام قرب بنت جبيل، وقام أحدهم بإطلاق ثلاث طلقات تقريباً على الجزء الخلفي من المركبة، مضيفة أنه "لم يُصب أحد بأذى". وأدان البيان الهجمات على حفظة السلام باعتبارها "انتهاكات غير مقبولة وخطيرة للقرار 1701". وحث السلطات اللبنانية على ضمان سلامة وأمن حفظة السلام وطالب بإجراء تحقيق كامل وفوري لتقديم الجناة إلى العدالة.

 

الولايات المتحدة تهنئ سوريا لاعتراضها شحنات أسلحة كانت متجهة إلى لبنانيين

العربية الإنجليزية /05 كانون الأول/2025 (مترجم من الإنكليزية)

هنأ الجيش الأمريكي يوم الجمعة سوريا لاعتراضها مؤخراً عدة شحنات أسلحة كانت مُعدّة لحزب الله اللبناني. وقال قائد القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) الأدميرال براد كوبر: "تتشارك الولايات المتحدة وشركاؤنا الإقليميون مصلحة في ضمان نزع سلاح حزب الله اللبناني وفي الحفاظ على السلام والاستقرار في جميع أنحاء الشرق الأوسط".

 

عون يقول إن محادثات إسرائيل ستستأنف في 19 ديسمبر

وكالة الصحافة الفرنسية/05 كانون الأول/2025 (مترجم من الإنكليزية)

قال الرئيس جوزيف عون إن الجولة القادمة من المحادثات مع إسرائيل ستبدأ في 19 ديسمبر، واصفاً ردود الفعل على المفاوضات الأولية هذا الأسبوع بأنها "إيجابية". ونقل وزير الإعلام بول مرقص في ختام جلسة مجلس الوزراء يوم الخميس عن عون قوله: "من الطبيعي أن الجلسة الأولى لم تكن غزيرة الإنتاج، لكنها مهدت الطريق للجلسات القادمة التي ستبدأ في التاسع عشر من هذا الشهر". وأضاف عون أن ردود الفعل على الجولة الأولى من المحادثات التي جرت يوم الأربعاء كانت "إيجابية"، وقال إن المحادثات المباشرة بين ممثلين مدنيين إسرائيليين ولبنانيين، وهي الأولى منذ عقود، تهدف إلى تجنب "حرب ثانية". وشدد رئيس الدولة اللبناني، بحسب مرقص، على "ضرورة تغليب لغة التفاوض لا لغة الحرب"، وأنه لن يكون هناك أي تنازل عن سيادة لبنان. ونقل مرقص عنه قوله: "ليس هناك خيار آخر سوى التفاوض. هذه هي الحقيقة، وهذا ما علمنا إياه التاريخ عن الحروب". وسيستقبل عون يوم الجمعة أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والمبعوثة الأمريكية مورغان أورتاغوس، حيث قال إنه سيحثهم على المساعدة في إنجاح المحادثات مع إسرائيل. جاءت تصريحاته في الوقت الذي ضربت فيه غارات إسرائيلية جنوب لبنان يوم الخميس، حيث قال جيشها إنه كان يضرب مستودعات أسلحة لحزب الله. وعلى الرغم من وقف إطلاق النار الذي تم في نوفمبر 2024، استمرت إسرائيل في شن غارات على لبنان. التزمت الحكومة اللبنانية بنزع سلاح حزب الله، لكن الجماعة المدعومة من إيران رفضت الفكرة. قال عون إن الوفد الأممي سيتوجه إلى جنوب لبنان للاطلاع على "الوضع على الأرض ورؤية الصورة الحقيقية لما يحدث هناك"، بينما يواصل الجيش عمله لتنفيذ خطة تفكيك أسلحة حزب الله.

 

عون يقول "لا تراجع" عن المفاوضات مع إسرائيل

نهارنت/05 كانون الأول/2025 (مترجم من الإنكليزية)

أكد الرئيس جوزيف عون لوفد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الزائر يوم الجمعة أن لبنان اتجه نحو المفاوضات مع إسرائيل لتجنيب البلد الذي يعاني من الحرب والأزمة المزيد من العنف - وليس لإرضاء المجتمع الدولي. وقال عون إن لبنان مقتنع بأن الحروب لا يمكن أن تؤدي إلى نتائج إيجابية وأن المفاوضات وحدها يمكن أن توفر الاستقرار والأمن وتنهي معاناة الشعب اللبناني. وقال عون: "لقد اتخذنا القرار ولا عودة إلى الوراء". "نحن ملتزمون بهذا الخيار". وكان ممثلون مدنيون لبنانيون وإسرائيليون قد أجروا الأربعاء أول محادثات مباشرة لهم منذ عقود. وصف عون المفاوضات الأولية بأنها "إيجابية" وشدد على "ضرورة تغليب لغة التفاوض لا لغة الحرب". وقال عون: "تهدف هذه المفاوضات بشكل أساسي إلى وقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، وإعادة الأسرى اللبنانيين، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي (لخمس تلال في جنوب لبنان)، وحل النقاط المتنازع عليها المتبقية على طول الخط الأزرق". وأضاف: "نأمل أن تؤدي إلى نتائج إيجابية". واستدرك قائلاً: "لكن نجاح هذه المفاوضات يعتمد على إسرائيل".

 

بري لوفد مجلس الأمن: غير مقبول التفاوض تحت النار

نهارنت/05 كانون الأول/2025 (مترجم من الإنكليزية)

حث رئيس مجلس النواب نبيه بري وفد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الجمعة على الضغط على إسرائيل لاحترام وقف إطلاق النار الذي مضى عليه عام وعلى وقف حربها الأحادية الجانب على لبنان. على الرغم من وقف إطلاق النار في نوفمبر 2024 الذي كان من المفترض أن ينهي أكثر من عام من الأعمال العدائية بين إسرائيل وحزب الله، استمرت إسرائيل في شن غارات على لبنان وحافظت أيضاً على وجود قوات في خمس مناطق بجنوب لبنان تعتبرها "استراتيجية". وقال بري للوفد يوم الجمعة: "من غير المقبول التفاوض تحت النار (الإسرائيلية)". وأضاف، في إشارة إلى قرار الأمم المتحدة الذي أنهى حرب 2006 بين حزب الله وإسرائيل: "الاستقرار في الجنوب يتطلب التزام إسرائيل بقرار الأمم المتحدة 1701 واتفاق وقف إطلاق النار من خلال وقف انتهاكاتها اليومية وانسحابها إلى ما وراء الحدود الدولية". زار الوفد الأممي، الذي ترافقه المبعوثة الأمريكية مورغان أورتاغوس، دمشق يوم الخميس واجتمع يوم الجمعة في لبنان مع الرئيس جوزيف عون ورئيس الوزراء نواف سلام. ومن المقرر أن يتفقد الوفد المنطقة الحدودية في جنوب لبنان يوم السبت. تأتي هذه الزيارة في الوقت الذي أجرى فيه ممثلون مدنيون لبنانيون وإسرائيليون أول محادثات مباشرة لهم منذ عقود.

 

تقرير: التصعيد الإسرائيلي لا مفر منه رغم المفاوضات المدنية

نهارنت/05 كانون الأول/2025 (مترجم من الإنكليزية)

قال مصدر مطلع إن إسرائيل ستصعد ضرباتها ضد حزب الله على الرغم من رفع مستوى المفاوضات بين لبنان وإسرائيل. وأفاد المصدر لقناة "MTV" بأن التصعيد سيشمل ضربات ضد مستودعات أسلحة حزب الله واغتيالات ضد مسؤولين في الجماعة "في ظل تمسك حزب الله بسلاحه". ومع ذلك، أضاف المصدر أن قرار الرئيس جوزيف عون بتعيين ممثل مدني في محادثات الآلية قد "حمى الدولة اللبنانية ومرافقها من الهجمات، وكذلك المناطق التي ليست تحت نفوذ حزب الله".

 

بري يقول إن مهمة كرم "أكثر أهمية" من اسمه

نهارنت/05 كانون الأول/2025 (مترجم من الإنكليزية)

قال رئيس مجلس النواب نبيه بري إن مهمة المدني الذي تم إدراجه في لجنة مراقبة وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان هي أكثر أهمية من اسمه. وقال بري لموقع "أساس ميديا" الإخباري على الإنترنت في تصريحات نُشرت يوم الجمعة: "المهم بالنسبة لي هو ما سيفعله"، مضيفاً أن المهم هو أن ينجح السفير اللبناني السابق لدى الولايات المتحدة، سيمون كرم، في إنهاء الانتهاكات والاحتلال الإسرائيلي، وفي إعادة الأسرى اللبنانيين. كان كل من لبنان وإسرائيل قد أعلنا يوم الأربعاء عن تعيين أعضاء مدنيين في لجنة كانت مقتصرة في السابق على العسكريين لمراقبة تطبيق وقف إطلاق النار الذي تم التوسط فيه أمريكياً والذي أوقف الحرب الأخيرة مع إسرائيل. وقد شارك الأعضاء المدنيون - سيمون كرم، وهو محام وسفير لبناني سابق لدى الولايات المتحدة، وأوري ريزنيك، نائب مدير مجلس الأمن القومي الإسرائيلي للسياسة الخارجية - في اجتماع الآلية يوم الأربعاء. وقال بري لموقع "أساس ميديا" إنه كان "أول من اقترح إدراج مدنيين" لكنه شدد على أن مهمة المدني فنية بحتة وليست سياسية، رافضاً أن يكون إدراج كرم أساساً للتطبيع أو المفاوضات المباشرة. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد ادعى أن المهمة دبلوماسية واقتصادية، وهو ما نفاه كل من بري ورئيس الوزراء نواف سلام. وقال سلام إن لبنان "بعيد" عن التطبيع الدبلوماسي أو العلاقات الاقتصادية مع إسرائيل. وذكرت تقارير إعلامية أن ما وصفه نتنياهو بأنه "اقتصادي" هو خطة ترامب للمنطقة العازلة الاقتصادية لجنوب لبنان وإعادة إعمار المناطق المتضررة من الحرب. وقال بري إن ما يريده لبنان هو وقف دائم لإطلاق النار، وعودة الأسرى، والوقف النهائي للانتهاكات الإسرائيلية، والانسحاب من جميع الأراضي اللبنانية المحتلة، مضيفاً أن هذا هو الغرض الوحيد من المحادثات "وليس أي شيء آخر".

 

توافق رئاسي ثلاثي لبناني على الجانب «التقني - الأمني» للمفاوضات ...مصادر وزارية ترى أن «حزب الله» لن يكسرها مع عون ويُهدد تحالفه ببري

بيروت: محمد شقير/الشرق الأوسط/05 كانون الأول/2025

أكّدت مصادر وزارية أنه لا خلاف بين الرؤساء الثلاثة، مع دخول المفاوضات اللبنانية - الإسرائيلية مرحلةً جديدةً بإدخال مدني إليها، هو سفير لبنان السابق لدى واشنطن، المحامي سيمون كرم، لترؤس الوفد اللبناني للجنة الـ«ميكانيزم»، بغية تفعيل اجتماعاتها للتوصل إلى اتفاق أمني، قاعدته الأساسية تطبيق وقف الأعمال العدائية، بخلاف اجتماعاتها السابقة التي غلبت عليها المراوحة، وتشاركت وقيادة القوات الدولية «اليونيفيل» في تعداد الخروق والغارات الإسرائيلية. ولفتت إلى أن توافق الرؤساء على إخراج الـ«ميكانيزم» من الدوران في حلقة مفرغة، تلازم مع رسم حدود سياسية للتفاوض، محصورة بوقف الخروق والاعتداءات الإسرائيلية، والانسحاب من الجنوب، وإطلاق الأسرى اللبنانيين، وإعادة ترسيم الحدود وتصحيحها، انطلاقاً من التجاوب مع تحفّظ لبنان على النقاط المتداخلة الواقعة على الخط الأزرق والعائدة لسيادته. وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن لبنان يصر على حصر جدول أعمال المفاوضات ببنود أمنية لا يمكن تجاوزها للبحث في تطبيع العلاقات اللبنانية - الإسرائيلية، والتوصل إلى اتفاقية سلام بين البلدين، وهذا ما أجمع عليه رؤساء «الجمهورية»، العماد جوزيف عون، و«الحكومة»، نواف سلام، و«المجلس النيابي»، نبيه بري، الذي كان أول من اقترح إدخال مدنيين للـ«ميكانيزم»، ومن ثم أصروا على تكرار موقفهم في هذا الخصوص استباقاً لانعقاد الجولة الأولى من المفاوضات، بحضور الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس ومشاركة كرم فيها، بما يتعارض مع جدول أعمالها الذي حدده رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو. وقالت إن نتنياهو يريد تكبير الحجر لتحريض «حزب الله» على الدولة وإرباكها، فيما يواصل جيشه خروقه واعتداءاته لتأليب بيئته عليه، وهذا ما تبين باستهدافه عدداً من المنازل الواقعة بين جنوب نهر الليطاني وشماله، رغم خلوها من مخازن لسلاح الحزب. ورأت بأنه يواصل ضغطه بالنار لإلزام لبنان بالتسليم لشروطه، وإن كان يدرك سلفاً أنه لا مجال أمام المفاوضات لخروجها عن جدول أعمالها التقني - الأمني، بالتلازم مع إصرار الحكومة اللبنانية على تطبيق حصرية السلاح بيد الدولة، ولا عودة عنه.

وتوقفت المصادر أمام تأكيد بري أنه كان أول مَن اقترح إدخال مدنيين للـ«ميكانيزم»، وسألت، أين يقف الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم من اقتراحه؟ وهل سبق أن اعترض على اقتراح «أخيه الأكبر» في هذا الخصوص؟ رغم أنه في كتابه المفتوح إلى الرؤساء الثلاثة أكّد رفضه للمفاوضات مع إسرائيل، ليعود لاحقاً إلى تصويب ما حمله كتابه هذا، بتكليفه قيادياً في الحزب بأن ينقل رسالة إليه مفادها أنه لم يكن هو المقصود به، لقطع الطريق على افتعال مشكلة داخل البيت الشيعي. كما سألت قاسم، ألم يوافق الحزب على اجتماعات الـ«ميكانيزم»، ما دام «أخوه الأكبر» هو مَن يفاوض باسمه وكان وراء التوصل لاتفاق وقف النار مع الوسيط الأميركي آنذاك أموس هوكستين؟ وقالت إنه ليس لدى الحزب من أوراق سوى رفع سقف اعتراضه على المفاوضات، ولم يعد يملك ما يسمح له بأن يعيد خلطها في ضوء اختلال ميزان القوى لمصلحة إسرائيل، بعد أن أفقده إسناده غزة منفرداً توازن الردع وقواعد الاشتباك. ولفتت المصادر إلى أن الحزب يفتقد إلى أي بدائل لقلب موازين القوى، ويكتفي بتسجيل اعتراض من العيار الثقيل على المفاوضات، من دون أن يكون في وسعه ترجمته عسكرياً، رغم إصراره على تمسكه بسلاحه واتهامه حكومة سلّام بارتكاب خطيئة بموافقتها على حصرية السلاح التي يُفترض أن تتقدم بدءاً من شمال الليطاني حتى حدود لبنان الدولية مع سوريا، بالتلازم مع تسجيل تقدم في المفاوضات. ورأت أن الحزب مضطر لوزن موقفه، لأنه ليس وارداً كسر علاقته بعون وتهديد تحالفه ببري، ما يُسبّب انكشافه فيما هو بأمس الحاجة لحماية الداخل، إضافة لما يترتب على «خدش» علاقته بهما من تداعيات سلبية على الطائفة الشيعية، لا يريدها ويتفداها، وما هو المانع من أن يضع ما لديه من أوراق بعهدة بري، كونه الأقدر منه على مراعاته للمزاج الشيعي الذي ينشد تحرير الجنوب، وإفساحاً في المجال أمام عودة أهله إلى قراهم، ولا يرى من منقذ غيره، ويتطلع إليه خصومه على أنه الممر الإلزامي للتوصل إلى تسوية تُعيد إدراج لبنان على لائحة الاهتمام الدولي، وتفتح كوّة لإعادة إعمار البلدات المدمرة، خصوصاً أنه يحظى بعلاقات دولية وعربية، بخلاف الحزب الذي لم يعد له سوى إيران. وأكدت المصادر أن دخول المفاوضات في مرحلة جديدة كان وراء الضغط الأميركي على إسرائيل لمنعها من توسعتها للحرب، بعد أن استجاب لبنان لطلبها بتطعيم الـ«ميكانيزم» بمدني كُلّف برئاسة وفده، وتمنت على «حزب الله» الوقوف خلف الدولة في خيارها الدبلوماسي، وأن مخاوفه من أن تؤدي إلى ما يخشاه بالتوصل مع إسرائيل إلى اتفاقية سلام ليست في محلها، ما دام أن حليفه بري هو أول من أيد تطعيمها بمدنيين، وبالتالي ما المانع لديه من أن يعطيها فرصة ليكون في وسعه بأن يبني على الشيء مقتضاه لاحقاً، بدلاً من أن يُبادر من حين لآخر إلى «فش خلقه» بسلام، رغم أنه ليس فاتحاً على حسابه، وينسق باستمرار مع عون، ويتعاونان لتطبيق حصرية السلاح التي نص عليها البيان الوزاري للحكومة.

وكشفت أن التواصل بين عون وبري لم ينقطع، وهما قوّما قبل انعقاد الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء الأجواء التي سادت اجتماع الـ«ميكانيزم» في الناقورة، وقالت إن بري كان أوصى النواب المنتمين لكتلته النيابية، والمسؤولين في حركة «أمل»، بعدم التعليق لا سلباً ولا إيجاباً على كل ما يختص بالمفاوضات، وأن توصيته جاءت بناءً على رغبته في حصر الموقف به شخصياً لتفادي إقحام محازبي الطرفين في سجال، سرعان ما يتحول إلى مناوشات في الشارع، فيما الحزب يحرص، كما تقول قيادته، على تحصين علاقته بحليفه الأوحد في الساحة اللبنانية، بعد أن تفرّق عنه شركاؤه السابقون في محور الممانعة بتأييدهم حصرية السلاح. وقالت المصادر إن الحزب يدرك جيداً أن الأبواب ما زالت مقفلة أمام تصويب علاقاته العربية والدولية، بخلاف بري. وسألت على ماذا يراهن، بعد أن رفضت قيادته المبادرة المصرية إصراراً منها، حسب مصادر دبلوماسية غربية لـ«الشرق الأوسط»، بأن ترهن موقفها بالمفاوضات الأميركية - الإيرانية، ليكون بمقدورها أن تضعه في سلة إيران، لعلها تتمكن من الحفاظ على نفوذها في لبنان بعد تراجع محور الممانعة في الإقليم؟ لذلك، سيأخذ الحكم والحكومة علماً باعتراض «حزب الله»، من دون أن يكون له مفاعيل تصعيدية بتحريك الشارع لتفادي الاحتكاك مع محازبي «أمل»، ما دام أن انطلاقة المفاوضات لا تلقى اعتراضاً من بري، وتبقى تحت سقف تحرير الجنوب تطبيقاً للـ«1701»، إلا إذا ارتأى الدخول في مزايدة شعبوية مع حليفه لا طائل منها، وستؤثر سلباً على حمايته، على الأقل داخل طائفته.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

مصادر: الإعلان عن هيئة دولية لإدارة غزة في هذا الموعد

وكالات - أبوظبي/05 كانون الأول/2025

كشفت مصادر مطلعة، الجمعة، أنه من المتوقع الإعلان عن هيئة دولية لإدارة قطاع غزة قبل نهاية العام الجاري. وأفادت وكالة "أسوشيتد برس" أنه من المنتظر الكشف عن هيئة دولية مكلفة بإدارة قطاع غزة في إطار المرحلة التالية من وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بوساطة أميركية، وذلك بحلول نهاية العام، وفقا لمصادر رسمية عربية وغربية.  وبحسب اتفاق وقف إطلاق النار، فإن الهيئة، المعروفة باسم "مجلس السلام" ويرأسها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ستشرف على إعادة إعمار غزة بموجب تفويض من الأمم المتحدة لمدة عامين قابلة للتجديد. ونقلت الوكالة عن مصادر رسمية عربية وغربية، أن الهيئة ستضم نحو اثني عشر من قادة الشرق الأوسط والدول الغربية.

 

حديث ترمب عن تعديل المرحلة الثانية... هل يُفعل «البند 17» بـ«اتفاق غزة»؟

القاهرة: محمد محمود/الشرق الأوسط/05 كانون الأول/2025

حديث عابر للرئيس الأميركي دونالد ترمب عن «تعديل المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة» دون أن يوضح تفاصيل ذلك التعديل، أثار تساؤلات بشأن تنفيذ ذلك. هذا الحديث الغامض من ترمب، يفسره خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» بأنه سيكون تغييراً في تنفيذ بنود الاتفاق، فبدلاً من الذهاب لانسحاب إسرائيلي من القطاع الذي يسيطر فيه على نسبة 55 في المائة، ونزع سلاح «حماس»، سيتم الذهاب إلى «البند 17» المعني بتطبيق منفرد لخطة السلام دون النظر لترتيباتها، وتوقعوا أن «المرحلة الثانية لن يتم الوصول إليها بسهولة في ظل عدم إنهاء ملفات عديدة أهمها تشكيل مجلس السلام ولجنة إدارة غزة ونشر قوات الاستقرار». و«البند 17» في اتفاق وقف إطلاق النار بغزة الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ينص على أنه «في حال أخّرت (حماس) أو رفضت هذا المقترح، فإنّ العناصر المذكورة أعلاه، بما في ذلك عملية المساعدات الموسّعة، ستنفّذ في المناطق الخالية من الإرهاب التي يسلّمها الجيش الإسرائيلي إلى قوة الاستقرار الدولية». و«وثيقة السلام» التي وُقعت في أكتوبر الماضي بين «حماس» وإسرائيل تناولت فقط النقاط المتعلقة بما يسمى «المرحلة الأولى»، وتشمل الهدنة الأولية وانسحاب قوات الجيش الإسرائيلي، وشروط تبادل الأسرى والمحتجزين، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية، فيما لم يتم التوصل إلى اتفاق رسمي بشأن «المرحلة الثانية» المتعلقة بإدارة غزة بعد الحرب. وأعلن ترمب في تصريحات نقلت، الخميس، أن المرحلة الثانية من خطته للسلام في غزة «ستخضع للتعديل قريباً جداً»، وسط تصاعد القلق من تعثرها وعدم إحرازها تقدماً ملموساً في التنفيذ، دون توضيح ماهية تلك التعديلات. المحلل في الشأن الإسرائيلي بمركز «الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية»، الدكتور سعيد عكاشة، يرى أن التعديل الذي يمكن أن يرتكز عليه ترمب للحيلولة دون انهيار الاتفاق كما يعتقد هو اللجوء لـ«البند 17» الذي يرسخ لتقسيم غزة، لغزة قديمة وجديدة، وهذا ما كان يطرحه المبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف الشهر الماضي في عدد من لقاءاته. وأشار إلى أن هذا التعديل هو المتاح خاصة أن الاتفاق أقر في مجلس الأمن الشهر الماضي، ويمكن أن يعاد تفعيل ذلك البند تحت ذرائع عدم استجابة «حماس» لنزع السلاح أو ما شابه، متوقعاً أن يقود هذا الوضع لحالة لا سلم ولا حرب حال تم ذلك التعديل.

ويرجح المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، أنه في ظل عدم توضيح ماهية تعديلات ترمب بشأن المرحلة الثانية، فإن «هناك مخاوف من ترسيخ تقسيم غزة يمكن أن نراها في التعديل مع رغبة إسرائيلية في استمرار بقائها في القطاع، تطبيقاً لما يتداول بأن هذا غزة جديدة وأخرى قديمة».

ووسط ذلك الغموض بشأن التعديل، أفاد موقع «أكسيوس» بأن ترمب يعتزم إعلان انتقال عملية السلام في غزة إلى مرحلتها الثانية، والكشف عن هيكل الحكم الجديد في القطاع قبل 25 ديسمبر (كانون الأول) الجاري. ونقل الموقع، الخميس، عن مسؤولَين أميركيين قولهما إن «تشكيل القوة الدولية وهيكل الحكم الجديد لغزة في مراحله الأخيرة»، متوقعين أن يعقد الرئيس الأميركي اجتماعاً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو قبل نهاية ديسمبر الجاري لمناقشة هذه الخطوات. غير أن الرقب يرى أن المرحلة الثانية أمامها عقبات تتمثل في «عدم تشكيل مجلس السلام وحكومة التكنوقراط، وعدم تشكيل الشرطة التي ستتولى مهامها وقوة الاستقرار، وأن أي تحركات لن ترى النور قبل يناير (كانون الثاني) المقبل». ولا يرى عكاشة في المستقبل القريب سوى اتساع احتلال إسرائيل للمناطق التي تقع تحت سيطرتها في القطاع لتصل إلى 60 في المائة مع استمرار تعثر تنفيذ الاتفاق دون تصعيد كبير على نحو ما يحدث في جنوب لبنان من جانب إسرائيل. وقبل أيام، تحدثت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن أن هناك خطة إسرائيلية لإعادة توطين نحو مليوني فلسطيني في مناطق جديدة خاضعة لإسرائيل شرق الخط الأصفر، وتفريغ المناطق الخاضعة لسيطرة «حماس» من المدنيين بالكامل، وملاحقة عناصر حركة «حماس» في هذه المناطق تدريجياً. كما نقلت صحيفة «تلغراف» البريطانية، عن دبلوماسيين غربيين أن الخطة الأميركية بشأن غزة تنطوي على خطر تقسيم القطاع إلى جزأين للأبد، ما يؤسّس لوجود قوات الاحتلال بشكل دائم في القطاع المنكوب. وقبل نحو أسبوع، أكد وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، في لقاء ببرشلونة مع الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، على وحدة الأراضي الفلسطينية بين الضفة الغربية وقطاع غزة ورفض مصر أي إجراءات من شأنها تكريس الانفصال بين الضفة الغربية وغزة أو تقويض فرص حل الدولتين على الأرض. وأعاد عبد العاطي، التأكيد على ذلك في تصريحات، الأربعاء، قائلاً إنه «لا مجال للحديث عن تقسيم غزة، فغزة هي وحدة إقليمية متكاملة، وجزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية القادمة، جنباً إلى جنب مع الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وهذه هي قرارات الشرعية الدولية وبالتأكيد يتعين الالتزام بذلك»، مؤكداً أنه إلى الآن يجرى التشاور بشأن لجنة إدارة قطاع غزة مع الأطراف المعنية، حتى تتولى هذه اللجنة الإدارية من التكنوقراط مهام العمل على الأرض. وأشار عكاشة إلى أن الجهود المصرية ستتواصل لمنع حدوث تقسيم في قطاع غزة أو حدوث تعديل يؤثر على الاتفاق، لافتاً إلى أن السيناريوهات مفتوحة بشأن التطورات المرتبطة بخطة ترمب.

 

خليفة «أبو شباب» يتعهد بمواصلة مقاومة «حماس» ...الرواية الإسرائيلية حول مقتل زعيم «القوات الشعبية» تثير تساؤلات

غزة/الشرق الأوسط/05 كانون الأول/2025

فوجئت حركة «حماس» بأنباء مقتل ياسر أبو شباب، الذي أظهر نفسه زعيماً على مجموعات مسلحة تنتشر في مناطق شرق رفح، جنوب قطاع غزة، من دون أن تصدر أي تعليق على الحدث قبل أن تؤكد قوات أبو شباب مقتله بعيار ناري، فيما بقيت الرواية الإسرائيلية حول الحدث تثير الكثير من التساؤلات في ظل نفيها القاطع من عدة جهات. فيما تعهد غسان الدهيني، المرجح تزعمه «القوات الشعبية»، بمواصلة مقاومة «حماس».

علاقة الحركة

ووفقاً لمصادر من «حماس» تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، فإن الحركة لم يكن لها تدخُّل بالحدث، وأنها فوجئت به رغم أن لديها قراراً واضحاً بالتعامل بالقوة مع كل من يتعاون مع الاحتلال، ولديها قرار من أعلى المستويات بالتعامل بشكل خاص مع الحالات المسلحة التي تخدم إسرائيل، مثل جماعة أبو شباب وآخرين.

وحسب المصادر، فإن قيادة الحركة اتخذت قراراً بعدم التعقيب لحين اتضاح صورة عملية قتله، وبعد أن تم التأكد من الملابسات ومقتله، أصدرت بياناً حول الحادثة. ولم تُخفِ المصادر أن الحركة كانت تأمل أن يُقتل أبو شباب على يد عناصرها ممن بقوا في أنفاق رفح طوال الفترة الماضية، لكنها لا تُخفي في الوقت ذاته أن عملية قتله سيكون لها تأثير كبير على مجرى اعتماد إسرائيل على مثل هذه المجموعات المسلحة، التي أثبتت فشلها في تحقيق أهداف الاحتلال بتحدي الحركة وقوتها داخل القطاع، أو فرض سيطرتها على مناطق شاسعة، وحتى في قدرتها على إحداث انشقاق فلسطيني. وقالت «حماس» في تعقيبها على عملية قتل أبو شباب، إن مصيره كان حتمياً لكل من «خان شعبه ووطنه، ورضي أن يكون أداة في يد الاحتلال»، متهمةً إياه بالقيام بـ«أفعال إجرامية» مثلت «خروجاً فاضحاً عن الصف الوطني والاجتماعي». مثمنةً موقف العائلات والقبائل والعشائر التي تبرأت من أبو شباب، وكل من تورط في التعاون مع الاحتلال. وأضافت: «الاحتلال الذي عجز عن حماية عملائه لن يستطيع حماية أيٍّ من أذنابه، وأن مصير كل من يعبث بأمن شعبه ويخدم عدوه هو السقوط في مزابل التاريخ، وفقدان أي احترام أو مكانة في مجتمعه».

رواية إسرائيل

وأكدت «القوات الشعبية» التي كان يتزعمها أبو شباب، مقتله خلال محاولته فض نزاع عائلي بين أبناء عائلة أبو سنيمة، مشددةً على أنه لم يكن لحركة «حماس» أي علاقة بظروف قتله، واصفةً إياها بأنها «أضعف من أن تنال من القائد العام ورفاقه»، وفق نص بيانها. ولم تتطرق «القوات الشعبية» في بيانها للرواية الإسرائيلية التي أثارت استغراباً في أوساط الفلسطينيين حول مقتله، والتي تفيد بأنه تعرض للضرب والركل المبرح من قبل مرافقيه وحراسه الشخصيين على خلفية نزاع على المناصب والأموال، وكذلك بسبب تعاونه مع إسرائيل. واعتبرت مصادر «حماس» هذه الرواية تخلياً واضحاً من قبل إسرائيل عن كل من يعمل لصالحها، وأنها تتعمد تشويه صورة أبو شباب وظروف قتله بما يخدم مصالحها التي تفضي حالياً إلى إنهاء وجود هذه الحالات المسلحة، التي رعتها وقدمت لها الدعم بعد أن أصبحت تفهم جيداً أنه لا قيمة لوجودها في التأثير على تواجد وقوة الحركة في قطاع غزة، وأن هذه المجموعات كانت عبئاً على الاحتلال لأنها لم تقدم المأمول منها وهو تحقيق انشقاق في أوساط الفلسطينيين والسيطرة على مناطق واسعة وهو ما فشلت به مجموعات أبو شباب وغيره. وتقدر المصادر أن إسرائيل حالياً معنية بأن يتم إنهاء حالة أبو شباب وغيره، خاصةً في ظل الضغوط الأميركية المستمرة للانتقال للمرحلة الثانية، ما يعني تقليص مساحة سيطرة الاحتلال على القطاع، التي تتواجد بها تلك المجموعات، والتي كان يأمل الاحتلال أن تكون بمثابة الجهة التي ستحكم قطاع غزة. ووفقاً لما ورد في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، الجمعة، فإن مقتل أبو شباب الذي كان البعض يصوره على أنه «قوة صاعدة ستتحدى حكم (حماس)»، يظهر صورة أكثر إثارة للقلق في ظل التقارير الرسمية داخل إسرائيل عن حرب صامتة ووحشية تدور داخل جماعته المسلحة، معتبرةً قتله ليس مجرد خطوة عادية، بل بمثابة لحظة كشفت مدى تصدع الفكرة الإسرائيلية بتشكيل قوة محلية بديلة من الداخل لملء الفراغ الأمني المدني مكان «حماس». ورغم أن الصحيفة هي من سارعت لنقل الرواية الأمنية الإسرائيلية عن مقتله ضرباً بشكل مبرح، عاودت في تقريرها الإشارة إلى أنه قتل بالرصاص بعد شجار بين مجموعات أبو شباب المسلحة وبعض العائلات، قبل أن يتطور لخلافات داخلية أيضاً. وقالت الصحيفة العبرية إن «أبو شباب في مقابلة سابقة معها تفاخر بأنه أصبح الرجل الأقوى في قطاع غزة، وكان يرى نفسه بديلاً لـ(حماس)، لكن هذا الرجل الذي اعتبر نفسه قائداً للثورة، قُضي عليه من قبل القوى التي ساهم في نموها، وتحطمت رؤيته لـ(غزة مختلفة) بالرصاصة التي وجهت إلى ظهره». وفق تعبيرها.

خليفة ضعيف

ورأت الصحيفة أن مقتل أبو شباب خلق فراغاً خطيراً، ولا يوجد حالياً كيان مستقر قادر على استبدال «حماس» في قيادة غزة، خاصةً أن الميليشيات الحالية منقسمة وغير منظمة، وأن غسان الدهيني نائب أبو شباب قد يتسلم الزعامة لكن منصبه غير مستقر تماماً. وأصيب الدهيني بجروح طفيفة في ساقه خلال نفس الحدث ونقل إلى مستشفى برزيلاي في عسقلان لتلقي العلاج، كما ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي. إلا أنه ظهر في مقطع فيديو صغير بث عبر شبكات التواصل الاجتماعي وهو يؤدي إلى جانب عشرات المسلحين صلاة الجنازة على أبو شباب وكان يتقدمهم رجل طاعن بالسن ملتحٍ لم تُعرف هويته. وتعهد الدهيني في مقابلة مع الصحيفة العبرية، نشرت الجمعة، بشكل مقتضب، بمواصلة مشروع ياسر أبو شباب ومقاومة «حماس»، من خلال إقامة بديل لحكمها، قائلاً: «بعون الله، ووفقاً لخطة أخي ياسر، سنكون كما كنا تماماً، أكثر تصميماً وقوةً... سنواصل القتال بآخر ما تبقى من قوتنا حتى آخر الإرهابيين صغاراً وكباراً، ولا يهم من هم، اليوم سترى (حماس) وجهها الحقيقي الذي كان ينبغي أن يراه العالم منذ زمن طويل... سنعيد الأمل لجميع الفلسطينيين والأحرار وكل المظلومين وكل المؤمنين بالسلام». ووصف الدهيني، وهو ضابط أمن فلسطيني سابق، حركة «حماس» بأنها أضعف من أن تقوض معنويات أحد. وكانت مصادر لـ«الشرق الأوسط» أكدت مقتل أبو شباب على يد شابين من عشيرتي الدباري وأبو سنيمة، وقد قُتلا بعد أن دخلا في شجار وإطلاق نار مع مسلحين من جماعة أبو شباب الذي كان موجوداً في المكان.

إسرائيل: إقرار موازنة تخدم الاستيطان بالضفة ...سموتريتش وكاتس يتفقان على تقليص مخصصات وزارة الدفاع

غزة/الشرق الأوسط/05 كانون الأول/2025

اتفق وزيرا المالية والدفاع في إسرائيل، على تقليص ميزانية وزارة الدفاع التي طلبتها الأخيرة في إطار إعداد الموازنة العامة لعام 2026، من 144 مليار شيقل، إلى 112، وبما يمثل زيادة وصلت إلى نحو 20 ملياراً على ميزانية العام الحالي 2025، بما يخدم بشكل أساسي المشاريع الاستيطانية في الضفة الغربية على حساب حاجة الجيش الإسرائيلي لقوات أكبر مع عجز التجنيد. وعُقد ليل الخميس - الجمعة، اجتماع مطول بين وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، الذي كان أعد موازنة وزارته بالتنسيق مع قيادة الجيش الإسرائيلي، التي أكدت الحاجة الماسة لزيادة موازنتها لمواجهة التحديات الأمنية التي تواجهها منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وظهر الجمعة، أقرت الحكومة الإسرائيلية بأغلبية مطلقة الموازنة الجديدة لعام 2026، التي بلغت 662 مليار شيقل، فيما سيبلغ سقف العجز 3.9 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، حيث ستعرض لاحقاً للتصويت في الهيئة العامة للكنيست. وبحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، فإن تقليص الموازنة المطلوبة من قبل وزارة الدفاع الإسرائيلية، يعدّ انتصاراً لصالح الخزينة العامة، رغم أن رفعها بنحو 20 مليار شيقل، سيرفع العجز في الميزانية التي يتم إعدادها بنسبة 1 في المائة إضافية، ليكون الإجمالي حتى نحو 4 في المائة. وقال كاتس في تصريح له عقب الاتفاق مع سموتريتش، إن الميزانية المتفق عليها ستعتمد على استدعاء نحو 40 ألف جندي من الاحتياط للخدمة العسكرية خلال متوسط العام المقبل، وإن الهدف من ذلك تخفيف العبء على جنود الاحتياط في ظل واقع الحرب متعددة الجبهات. وكانت قيادة الجيش الإسرائيلي طالبت خلال الجلسات التحضيرية لإعداد الموازنة، بالعمل على استدعاء 60 ألف جندي لقوات الاحتياط. ووفقاً للصحيفة العبرية، فإنه تم الاتفاق على حزمة ميزانية تقدر قيمتها الإجمالية بنحو 725 مليون شيقل، توزع على 3 سنوات، بهدف تعزيز الأمن في الضفة الغربية، بما في ذلك حماية طرق التنقل وتعبيد الطرق، وإنشاء قواعد عسكرية للجيش الإسرائيلي في تلك المناطق، إلى جانب مشاريع تتعلق بالحدود الشرقية مع الأردن، ما يشير إلى وجود اتفاق غير معلن على خفض عدد القوات بالضفة، خصوصاً عند الحدود الشرقية، وتخصيص أموال أكثر بكثير لبناء مزيد من البؤر الاستيطانية، وإعادة تأهيلها وشق طرق لصالحها. وأشارت الصحيفة إلى أن قانون تجنيد الحريديم المتزمتين، الذي يدرس حالياً للتصويت عليه قريباً في الكنيست، سيتسبب في تكاليف باهظة تصل إلى مليارات الشواقل حتى عام 2026، مبينةً أن الإعفاء من التجنيد سيثقل كاهل جنود الاحتياط وميزانية وزارة الدفاع. وبينت أن تكلفة نشاط الكتائب النظامية أكثر من نصف تكلفة كتائب الاحتياط، ويبدو أن حل كاتس لسد هذه الفجوة يتمثل في تمديد مدة الخدمة الإلزامية العامة إلى 3 سنوات، بينما سيقر الكنيست قانوناً يعفي الشباب الحريديين من التجنيد الإجباري. وتشير الصحيفة إلى أن الفجوة في التكاليف بين الكتيبة النظامية والاحتياطية شاسعة لدرجة أنها، في بعض الحسابات، تقترب من 50 في المائة، إذ يكلف كل جندي احتياطي إسرائيل 48 ألف شيقل شهرياً، مقارنةً بنحو نصف هذا المبلغ، في المتوسط، للجندي النظامي في الخدمة الإلزامية، وفقاً لحساب أجرته وزارة المالية العام الماضي. إضافةً إلى ذلك، ووفقاً لحسابات الوزارة، يفترض أن تكون تكلفة 60 ألف جندي احتياطي في أي وقت أقل بكثير، بل وأكثر بكثير، مما هي عليه في سنة غير حربية تعرف بـ«زيادة الخدمة العسكرية»، أي ما يقارب 13 - 14 مليار شيقل في عام 2026. وقدم سموتريتش شكره لوزارة الدفاع الإسرائيلية على تعاونها في عملية تقليص ميزانيتها، معتبراً أنها ستعمل على إعادة مسار النمو، وستوفر أفضلية اقتصادية للإسرائيليين، وتتيح تخفيفاً ضريبياً في إطار الميزانية العامة. وعقدت الحكومة الإسرائيلية، صباح الخميس، اجتماعاً بحث بشكل أساسي إقرار الميزانية، التي ستحدد مسار الاقتصاد الإسرائيلي خلال عام 2026، وعرض سموتريتش كثيراً من الإصلاحات التي يسعى إلى إقرارها. وفاجأ سموتريتش، وزراء الحكومة الإسرائيلية، حين أبلغهم بأن العجز السنوي سيبلغ ما بين 3.2 و3.6 في المائة، بينما سيصل إلى نحو 4 في المائة بعد الاتفاق مع وزارة الدفاع. واحتج أمام مقر الحكومة الإسرائيلية بعض رؤساء بلديات مستوطنات وبلدات غلاف غزة، بعد أن تقرر تقليص الموازنة المخصصة لإعادة الإعمار في أعقاب هجوم 7 أكتوبر 2023.

 

السعودية ودول عربية وإسلامية تعرب عن قلقها حول تصريحات إسرائيل بشأن فتح معبر رفح ...شددوا على الرفض التام لمحاولات تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه

الرياض - العربية.نت/05 كانون الأول/2025

أعربت السعودية ومصر والأردن والإمارات وإندونيسيا وباكستان وتركيا وقطر عن قلقها البالغ إزاء تصريحات إسرائيلية حول فتح معبر رفح باتجاه واحد لإخراج سكان غزة إلى مصر. شدد وزراء خارجية الدول العربية والإسلامية في بيان للخارجية السعودية، على رفضهم القاطع لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين. وأكدوا ضرورة الالتزام بخطة الرئيس الأميركي ترامب، التي تتضمن فتح معبر رفح في الاتجاهين، وضمان حرية حركة السكان، وعدم إجبار أي من أبناء القطاع على المغادرة. ودعوا إلى تهيئة الظروف المناسبة لهم للبقاء والمشاركة في بناء وطنهم، ضمن رؤية لاستعادة الاستقرار وتحسين الأوضاع الإنسانية.

جدد الوزراء تقديرهم لالتزام الرئيس ترامب بإرساء السلام في المنطقة. وأكدوا أهمية المضي قدماً في تنفيذ خطته بكافة استحقاقاتها دون إرجاء أو تعطيل بما يحقق الأمن والسلام ويرسخ أسس الاستقرار الإقليمي. وشدد الوزراء على ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار بشكل كامل، ووضع حد لمعاناة المدنيين. وأكدوا على ضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة دون قيود، والشروع في جهود التعافي المبكر وإعادة الإعمار. ودعوا إلى تهيئة الظروف لعودة السلطة الفلسطينية لتسلم مسؤولياتها في القطاع، بما يؤسس لمرحلة جديدة من الأمن والاستقرار الإقليمي. وأكد الوزراء استعداد دولهم لمواصلة العمل والتنسيق مع الولايات المتحدة وكافة الأطراف المعنية، لضمان التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 2803 وقرارات المجلس ذات الصلة. ودعوا إلى توفير البيئة المواتية لتحقيق سلام عادل وشامل ومستدام وفقا للشرعية الدولية ومبدأ حل الدولتين، ويهدف ذلك إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967، بما في ذلك الأراضي المحتلة في غزة والضفة الغربية، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لبيان الخارجية السعودية.

 

مقتل فلسطيني في نابلس وسط هجمات للمستوطنين ... الرئاسة الفلسطينية تدين الاعتداءات على مروان البرغوثي

غزة/الشرق الأوسط/05 كانون الأول/2025

قُتل فلسطيني، الجمعة، إثر إطلاق قوات إسرائيلية النار اتجاهه خلال اقتحامها قرية أودلا، جنوب نابلس، شمال الضفة الغربية، في وقت تصاعدت فيه هجمات المستوطنين بمناطق متفرقة من الضفة، ووسط تحذيرات رسمية من استمرار الانتهاكات الإسرائيلية بحق الأسرى الفلسطينيين. وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية، بمقتل الشاب بهاء عبد الرحمن راشد (38 عاماً) برصاص الاحتلال في بلدة أودلا، بينما ذكرت طواقم الهلال الأحمر أن راشد أُصيب برصاصة في رأسه بشكل مباشر، وجرت محاولات لإنعاشه وإنقاذ حياته في عيادة طوارئ بلدة بيتا، إلا أنه فارق الحياة فيها. وقالت مصادر محلية لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، إن قوات الاحتلال اقتحمت وسط القرية ومحيط المسجد القديم في أودلا، وأطلقت الرصاص الحي وقنابل الغاز السام والصوت تزامناً مع خروج المصلين من المسجد؛ ما أدى إلى اندلاع مواجهات، وإصابة شاب بالرصاص الحي بالرأس أُعلن مقتله لاحقاً. وشنَّت القوات الإسرائيلية، فجر وصباح الجمعة، حملة اعتقالات طالت ما لا يقل عن 6 فلسطينيين، في مناطق متفرقة من الضفة الغربية، داهمت خلالها عشرات المنازل، وأخضعت سكانها لتحقيق ميداني، كما عاثت في المنازل خراباً. وأضرم مستوطنون، فجر الجمعة، النار في مركبتين، وكتبوا شعارات عنصرية، خلال هجومهم على قرية الطيبة شرق رام الله، التي داهموها وسط حماية من جيش الاحتلال، قبل أن ينسحبوا منها بعد تصدي السكان لهم. وهذه المرة السادسة التي تتعرَّض فيها البلدة لهجمات، يتخللها إحراق مركبات وخط شعارات عنصرية، منذ بداية العام الحالي، حيث تَزَامَنَ هذا الاعتداء مع بدء استعدادات البلدة لاستقبال عيد الميلاد المجيد، حيث جرى، أمس، افتتاح سوق «ميلادي» بحضور عدد من الدبلوماسيين وأهالي البلدة التي تقطنها غالبية مسيحية. في حين قطع مستوطنون خطوطاً ناقلة للمياه في خربة الدير بالأغوار الشمالية، بينما شرع آخرون - بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي - في حراثة أرض وزراعتها بعد السيطرة عليها من فلسطينيين، في منطقة خلايل اللوز جنوب شرق بيت لحم، بينما اعتدى آخرون على المزارعين في خربة يرزا شرق طوباس، ومنع آخرين من فلاحة أراضيهم ورعي مواشيهم في قرية الزويدين ببادية يطا جنوب الخليل. وأخطرت قوات الاحتلال الإسرائيلية، بإزالة المئات من أشجار الزيتون على جانب الشارع الرئيسي بمسافة كيلومتر واحد، من أراضي بلدة تقوع جنوب شرقي بيت لحم، بعد أن علّقت إخطارات على الأشجار وواجهات المنازل.

البرغوثي

يأتي هذا التصعيد الميداني، في وقت ذكرت فيه هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين، أن اتصالاً هاتفياً من رقم إسرائيلي، ورد لعائلة القيادي الفلسطيني، الأسير مروان البرغوثي، ادَّعى فيه المتصل أنه أسيرٌ مُحرَّرٌ أُفرج عنه فجر الجمعة من سجون الاحتلال، أثار حالةً من الهلع والقلق في أوساط عائلة البرغوثي بعد أن أبلغهم المتصل بأن حالته صعبة وخطيرة جداً. وأوضحت الهيئة أنه وبعد المتابعة والتواصل، تبيَّن أن المعلومات التي نُقلت للعائلة تتحدث عن اعتداء وحشي تعرَّض له البرغوثي على يد السجانين الإسرائيليين، حيث ادعى المتصل أن «جزءاً من أذنه قد قُطع، وتعرَّضت أضلاعه وأصابع يده وأسنانه للكسر، وذلك خلال جولات متكررة من التعذيب والتنكيل». وأشارت الهيئة إلى أن هذا الاتصال شكَّل حالةً من الذعر لدى أسرة البرغوثي ولدى الشعب الفلسطيني بأكمله، وقد جرت محاولة الاتصال بالرقم ذاته دون جدوى، مؤكدةً أن هناك حالات سابقة تم تسجيلها تتضمَّن تهديداً وتخويفاً ومضايقات لعائلات الأسرى، مشددةً على استمرار عملها المشترك والمكثف مع القيادة الفلسطينية والأصدقاء والمتضامنين الدوليِّين للوقوف على حقيقة حالة البرغوثي، مع تحميل سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عمّا يتعرَّض له الأسرى داخل السجون الإسرائيلية. وفي أعقاب ذلك، حذَّرت الرئاسة الفلسطينية من خطورة ما يتعرَّض له الأسرى الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية من انتهاكات خطيرة ووحشية، تمس كرامتهم الإنسانية، وتهدد حياتهم بشكل مخالف وسافر للقوانين والمواثيق الدولية كافة، وفي مقدمتها اتفاقات جنيف الـ4. وأدانت الرئاسة الفلسطينية، بشكل خاص، ما يتعرَّض له البرغوثي عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» من اعتداءات متواصلة وإجراءات انتقامية خطيرة، محملةً الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن سلامته وسلامة جميع الأسرى في سجونها. مؤكدةً أن «استمرار هذه الانتهاكات بحق الأسرى يُشكِّل جريمة حرب مكتملة الأركان، تعكس سياسة إسرائيلية ممنهجة في التنكيل بالأسرى الفلسطينيين، في محاولة لكسر إرادتهم ومعاقبتهم جماعياً». وفق نصِّ بيانها. وطالبت الرئاسة المجتمع الدولي، ومؤسسات حقوق الإنسان الدولية، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، بالتحرك الفوري والعاجل لتحمُّل مسؤولياتها القانونية والإنسانية، والضغط على الحكومة الإسرائيلية؛ لوقف هذه الانتهاكات فوراً، وضمان الحماية الدولية للأسرى، وتمكينهم من حقوقهم التي كفلتها الشرائع الدولية، مؤكدةً العمل الدؤوب على إطلاق سراحهم جميعاً، وعلى رأسهم البرغوثي.

 

إيران تطلق صواريخ خلال مناورات بحرية قرب مضيق هرمز

لندن: «الشرق الأوسط»/05 كانون الأول/2025

أفاد التلفزيون الإيراني الرسمي بأن إيران أطلقت صواريخ ضخمة في بحر عمان وبالقرب من مضيق هرمز الاستراتيجي خلال اليوم الثاني من مناورات بحرية. وأضاف التقرير، أن «الحرس الثوري» شبه العسكري أطلق الصواريخ من عمق البر الرئيسي في إيران، وأصاب أهدافاً في بحر عمان ومنطقة مجاورة بالقرب من مضيق هرمز في تدريبات بدأت الخميس، وفق ما نقلته وكالة «أسوشييتد برس». وحدد الصواريخ بأنها صواريخ كروز، طراز قدر 110- وقدر380- وغدير، يصل مداها إلى ألفي كيلومتر. وأضاف أن «الحرس الثوري» أطلق أيضاً صاروخاً باليستياً هو 303، من دون أن يدل بمزيد من التفاصيل. وأظهرت لقطات تلفزيونية إطلاق الصواريخ وإصابة أهدافها. والمناورات هي الثانية في أعقاب الحرب بين إسرائيل وإيران في يونيو (حزيران)، التي أسفرت عن مقتل نحو 1100 شخص في إيران، من بينهم قادة عسكريون وعلماء نوويون. وأسفرت الهجمات الصاروخية من قِبل إيران عن مقتل 28 شخصاً في إسرائيل.

 

إعلام «الحرس الثوري» يتهم روحاني بـ«خدمة إسرائيل»...المشهد الداخلي يزداد توتراً مع دخول ملف الخلافة مرحلة استقطاب أشد

لندن: عادل السالمي/الشرق الأوسط/05 كانون الأول/2025

اتهمت وسائل إعلام تابعة لـ«الحرس الثوري» الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني ومقربيه بـ«تقديم الخدمة لإسرائيل»، وذلك بعد أسبوع من تصريحات أدلى بها وشكك فيها بقدرة إيران على حماية أجوائها وردع أي هجمات جديدة، إذا ما تجددت الحرب التي شهدتها البلاد لمدة 12 يوماً في يونيو (حزيران).

واحتجت وكالة «تسنيم»، رأس الحربة في إعلام «الحرس الثوري»، بشدة على خطاب روحاني الأخير، وعلى توصياته التي دعا فيها إلى منع تكرار الحرب. وتزامن الهجوم الإعلامي مع بروز مؤشرات سياسية لافتة، إذ عاد اسم روحاني إلى واجهة الجدل الدائر حول هوية المرشح المحتمل لخلافة المرشد علي خامنئي، فيما المشهد الداخلي يزداد توتراً مع دخول ملف الخلافة مرحلة استقطاب أشد. وبدأت الحرب عندما شنت إسرائيل ضربات على مقار القيادة العسكرية، خصوصاً «الحرس الثوري»، قبل أن تطول منشآت عسكرية ونووية ومسؤولين وعلماء في البرنامج النووي. وردت طهران بإطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة. وعنونت الوكالة ملحقها الأسبوعي لتحليل التطورات المهمة بعنوان «العمل لصالح إسرائيل»، واضعة صورة روحاني على الغلاف. واتهمته بتقديم «تفسيرات نرجسية ومشحونة بالغرور» حول مزاعمه بأنه منع وقوع حرب على إيران عبر الدبلوماسية خلال توليه مناصب سابقة. وتساءلت: «هل كان روحاني يدعي أنه لم يكن هناك أي رادع غير مفاوضاته يمنع الحرب؟ وأن أميركا وإسرائيل كانتا في كامل طاقتيهما آنذاك، وأن إيران لم تكن تمتلك أي قدرة ردعية، وأنه وحده بمنطقه السقراطي والأرسطي حال دون اندلاع حرب كبيرة؟». وأضافت: «هل خروج ترمب من الاتفاق النووي كان بسبب عدم تفاوض روحاني؟ وماذا عن الحالات التي لم يُمنَع فيها الهجوم؟ لماذا لم يمنع اغتيال قاسم سليماني؟ ولماذا لم يمنع اغتيال محسن فخري زاده؟»، وهو مسؤول الأبعاد الدفاعية في البرنامج النووي سابقاً، الذي قتل على يد مسلحين، في هجوم نسب إلى إسرائيل نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2020. وكان روحاني قد انتقد الأسبوع الماضي فرض الأجواء الأمنية المتشددة، قائلاً إن البلاد بحاجة «إلى أجواء آمنة وليست أمنية». وحذر من بقاء إيران في حالة «لا حرب ولا سلام»، مستشهداً بتصريحات المرشد علي خامنئي. وأضاف: «الأمن يخلق الثقة والطمأنينة، أما الأمننة فتزيل الثقة وتثير قلق الناس. نحن لا نريد فضاءً أمنياً، بل فضاءً آمناً». وأشار روحاني إلى حاجة البلاد لتعزيز الردع في مختلف المجالات، داعياً إلى «ترميم القدرات الردعية» لمواجهة «مؤامرات الأعداء». وقال إن إيران تفتقر اليوم إلى «الردع الإقليمي الواسع»، مشيراً إلى أن أجواء دول الجوار، بما فيها العراق وسوريا ولبنان والأردن، باتت «تحت نفوذ الولايات المتحدة وإسرائيل»، ما جعل التحرك الجوي المعادي حتى حدود إيران «آمناً وخالياً من العوائق». وأضاف أن استمرار الاتفاق النووي كان سيمنع اندلاع حرب الـ12 يوماً، معتبراً أن الأعداء استخدموا الملف النووي «ذريعة للهجوم». وانتقد فشل الحكومات اللاحقة في إعادة إحيائه.

ورأى روحاني أن «أسوأ خيانة للقيادة هي التقليل من الحقائق أو المبالغة فيها»، مؤكداً وجود «أعداء أقوياء وخطرين». وحذّر من الاعتقاد بأن «جميع المشكلات انتهت بعد حرب الـ12 يوماً». وأضاف: «صمدنا وقاومنا، لكننا أيضاً تعرضنا لضربات وواجهنا مشكلات. وبالطبع وجّهنا ضربات للعدو كذلك. غير أن ذلك لا يعني أنّ الأمر لن يتكرر، فمنع تكراره يعتمد علينا». وهاجمت «تسنيم» مواقف روحاني معتبرةً أنها «تصب عملياً في مصلحة إسرائيل لأنها تبرئ العدو وتلقي بالمسؤولية على الداخل، وتقدّم منطقاً يجعل إسرائيل خارج دائرة اللوم». واعتبرت أن مواقفه «تشكل عملياً عملية سياسية ضد الوحدة المقدسة، وتعمل لصالح إسرائيل، وإن قدّمت في إطار يبدو واقعياً وحريصاً على البلاد». وقالت الوكالة إن كلام روحاني عن الردع الإقليمي، «ليس خاطئاً، لكن من الغريب أن يصدر منه هو تحديداً؛ فإذا كان يؤمن بذلك، فهل يقرّ بأن عدم دعم حكومته الكافي لجهود إنهاء الأزمة في سوريا عامَي 2013 و2014 كان تقصيراً خطيراً ربما يقترب من مستوى الخيانة؟ كانت إحدى أكبر شكاوى الجنرال قاسم سليماني عدم تعاون حكومة روحاني في الملف السوري، وكان يخرج من بعض الاجتماعات باكياً، إلى أن تدخّل المرشد وأمر بالثبات».

ورداً على ما قاله روحاني عن «الأمننة»، أضافت الوكالة: «أليس هو أدرى من الجميع بأن حكومته كانت من أكثر الحكومات ذات الطابع الأمني؟ فالوزير الوحيد غير الأمني تقريباً كان وزير الاستخبارات نفسه». وفي إشارة إلى خلفية روحاني، أضافت أن «امتلاك خلفية أمنية ليس عيباً، لكنه مناقض لأسلوب النصائح الذي يقدّمه روحاني الآن». وفسرت تصريحات روحاني على أنها رد غير مباشر على خطاب متلفز للمرشد علي خامنئي في 27 نوفمبر، حذر فيه من الانقسام الداخلي، مكرراً روايته بأن الولايات المتحدة وإسرائيل «فشلتا» في تحقيق أهداف الحرب، وداعياً الإيرانيين إلى الحفاظ على «الاصطفاف الوطني». وقال: «الخلافات بين التيارات والفئات أمر وارد، لكن المهم أن يقف الجميع معاً في مواجهة العدو». وخلال ولايتيه الرئاسيتين (2013 – 2021)، كان روحاني قد طرح مراراً شكوكه في دقة المعلومات التي يتلقاها المرشد من مقربيه، في محاولة للنأي بنفسه عن انتقادات تُوجّه إليه بوصفه معارضاً لمواقف خامنئي. وخلال الأشهر الخمسة الماضية، واجه روحاني اتهامات من خصومه، بينهم نواب في البرلمان، بأنه يسعى لتولي منصب المرشد إذا تعذر على خامنئي ممارسة مهامه لأي سبب، بما في ذلك تعرضه لمحاولة اغتيال من قبل إسرائيل. وبرزت انتقادات الشهر الماضي على لسان رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف، الذي اتهم روحاني ووزير خارجيته محمد جواد ظريف بـ«الإضرار بالعلاقات الاستراتيجية مع موسكو». وردد نواب شعار «الموت لفريدون» في إشارة إلى لقب روحاني العائلي. وقال النائب المتشدد أمير حسين ثابتي: «أتمنى أن تتصدى السلطة القضائية لقضايا إساءة التصرف من قبل حسن روحاني، حتى يعود من يفكر في المناصب العليا إلى مكانه الحقيقي خلف قضبان السجن».

وبعد نشر تصريحات روحاني الأخيرة، طرحت الاحتمالات تولي روحاني لمنصب المرشد، مرة أخرى لكن هذه المرة في وسائل إعلام إصلاحية، إذ قال المنظر الإصلاحي صادق زيبا كلام إنه «عندما طرحت قضية خلافة المرشد تدريجياً، حسن روحاني قال لنفسه خلال فترة رئاسته: ماذا ينقصني عن بقية الأشخاص الذين تطرح أسماؤهم للخلافة، ما الذي ينقصني عن مجتبى خامنئي ومن طرحت أسماؤهم، في رأيي روحاني محق، فهو أكثر جدارة من الآخرين على صعيد تجربته التنفيذية». وبالتزامن مع هذا الاهتمام الإصلاحي، نشر رجل الأعمال بابك زنجاني رسالة شديدة اللهجة على منصة «إكس» هاجم فيها إمكانية تولي روحاني أي دور سياسي مستقبلي، قائلاً إن إيران «تحتاج إلى قوة شابة، متعلمة وفعالة»، لا إلى «أصحاب الشهادات المزيفة». وأضاف: «سيأخذون هذا الحلم معهم إلى القبر... سنطهر إيران من العجز ومن المديرين غير الأكفاء». وحذر: «السلاح الذي تعطل في لحظة المعركة، إن عدتم وربطتموه على خصوركم من جديد، فأنتم تستحقون الموت!». وزنجاني، الذي اعتقل في عهد حكومة روحاني بتهمة الفساد الاقتصادي وصدر بحقه حكم بالإعدام، أطلق سراحه العام الماضي وعاد إلى نشاطه الاقتصادي، في خطوة ربطها مراقبون بسعي طهران للالتفاف على العقوبات، فيما تربطه حالياً علاقات وثيقة بـ«الحرس الثوري».

 

كندا ترفع سوريا من قائمة الدول الراعية للإرهاب.. ودمشق ترحب

سكاي نيوز عربية - أبوظبي/05 كانون الأول/2025

كشفت الحكومة الكندية، الجمعة، أنها رفعت اسم سوريا من قائمة الدول الأجنبية الراعية للإرهاب، وحذفت هيئة تحرير الشام، التي قادت التحالف الذي ساعد في الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد، من قائمة الكيانات الإرهابية. وذكرت الحكومة في بيان: "تتماشى هذه الإجراءات مع القرارات التي اتخذها حلفاؤنا، بما في ذلك المملكة المتحدة والولايات المتحدة، في الآونة الأخيرة، وتأتي في أعقاب الجهود التي تبذلها الحكومة الانتقالية السورية لتعزيز استقرار سوريا وبناء مستقبل شامل وآمن لمواطنيها، والعمل مع الشركاء العالميين لتعزيز الاستقرار الإقليمي ومكافحة الإرهاب".  من جهتها، رحبت سوريا بقرار الحكومة الكندية واعتبرته تطورا إيجابيا يعكس إدراك تأثير العقوبات السلبي على السوريين. وأوضحت الخارجية السورية في بيان: "ترحب الجمهورية العربية السورية بقرار الحكومة الكندية رفع العقوبات المفروضة على سوريا، وتعتبر هذه الخطوة تطورا إيجابيا يعكس إدراكا متزايدا لتأثير العقوبات السلبي على حياة الشعب السوري وقطاعاته الحيوية". وأضافت الوزارة: "تؤكد وزارة الخارجية والمغتربين أن هذا القرار يشكل لحظة مهمة لتعزيز العلاقات السورية الكندية، ويمهد لمرحلة جديدة من الشراكات المتعددة". وشدد البيان على استعداد سوريا "للعمل مع الشركاء الدوليين كافة والتواصل الإيجابي، بما يساهم في دعم جهود التعافي الاقتصادي وإعادة الإعمار، ويصب في مصلحة الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي".

 

الشيباني: نشكر كندا على رفع اسم سوريا من قوائم الدول الراعية للإرهاب

دمشق/الشرق الأوسط/05 كانون الأول/2025

شكر وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني «كندا على قرارها رفع اسم سوريا من قوائم الدول الراعية للإرهاب». وأضاف، في بيان، اليوم (الثلاثاء): «نثمن دعم كندا لسوريا في مسيرتها الحالية نحو الاستقرار وإعادة الإعمار». وتابع البيان: «إن هذا القرار يشكل لحظة مهمة لتعزيز العلاقات السورية – الكندية، ويمهِّد لمرحلة جديدة من الشراكات المتعددة... إن سوريا تشدد على استعدادها للعمل مع الشركاء الدوليين كافة والتواصل الإيجابي بما يسهم في دعم جهود التعافي الاقتصادي وإعادة الإعمار، ويصبّ في مصلحة الأمن والاستقرار الإقليميين والدوليين».

 

من منفاهما في روسيا... رئيس سابق للمخابرات السورية وابن خال الأسد يخططان لانتفاضتين

كمال حسن ورامي مخلوف يسعيان للسيطرة على شبكة من 14 غرفة قيادة تحت الأرض شُيّدت في الساحل السوري

دمشق/الشرق الأوسط/05 كانون الأول/2025

نشرت وكالة «رويترز» تحقيقاً من دمشق، الجمعة، ذكرت فيه أن اثنين كانا ذات يوم من أقرب رجال بشار الأسد وفرَّا من سوريا بعد سقوطه، ينفقان ملايين الدولارات على عشرات الآلاف من المقاتلين المحتملين؛ أملاً في إشعال انتفاضتين ضد الحكومة الجديدة واستعادة بعض ما فقدوه من نفوذ. وقال أربعة أشخاص مقربين من العائلة إن الأسد، الذي فرّ إلى روسيا في ديسمبر (كانون الأول) 2024، استسلم إلى حد كبير لفكرة العيش في المنفى بموسكو. لكن شخصيات بارزة أخرى في دائرته المقربة بينهم شقيقه لم تتقبل فكرة فقدان السلطة. وجدت «رويترز»، حسب ما جاء في تحقيقها، أن اثنين كانا من أقرب رجال الأسد، وهما اللواء كمال حسن وابن خاله الملياردير رامي مخلوف، يحاولان تشكيل ميليشيات في الساحل السوري ولبنان تضم أفراداً من الطائفة العلوية التي تنتمي لها عائلة الأسد. ويموّل الرجلان وفصائل أخرى تتنافس على النفوذ أكثر من 50 ألف مقاتل؛ أملاً في كسب ولائهم. وقال الأشخاص الأربعة إن ماهر، شقيق الأسد، المقيم أيضاً في موسكو والذي لا يزال يحتفظ بولاء آلاف الجنود السابقين، لم يقدّم بعد أموالاً أو يوجّه أي أوامر. ويسعى حسن ومخلوف حثيثاً للسيطرة على شبكة من 14 غرفة قيادة تحت الأرض شُيّدت عند الساحل السوري قرب نهاية حكم الأسد، بالإضافة إلى مخابئ أسلحة. وأكد ضابطان ومحافظ إحدى المحافظات السورية وجود غرف القيادة السرية التي تظهر تفاصيلها في صور اطلعت عليها «رويترز». واصل حسن، رئيس المخابرات العسكرية في عهد بشار الأسد، بلا كلل إجراء مكالمات هاتفية وإرسال رسائل صوتية إلى قيادات ومستشارين يعبّر فيها بغضب شديد عن فقدان نفوذه، ويرسم رؤى طموحة للطريقة التي سيحكم بها الساحل السوري، موطن غالبية السكان العلويين وقاعدة نفوذ الأسد السابقة. واستغل مخلوف، ابن خال الأسد، إمبراطوريته التجارية في تمويل الرئيس المخلوع خلال الحرب الأهلية قبل أن يصطدم بأقاربه الأكثر نفوذاً وينتهي به الأمر تحت الإقامة الجبرية لسنوات. ويصوّر مخلوف نفسه في أحاديثه ورسائله لأتباعه على أنه «المُخلِص» الذي سيعود إلى السلطة بعد أن يقود «المعركة الكبرى». ويستند في ذلك إلى خطاب ديني ويربط الأحداث بنبوءات تتعلق بنهاية الزمان. وذكرت «رويترز» أن حسن ومخلوف لم يردّا على طلبات للتعليق على هذا التقرير. ولم يتسن الوصول إلى بشار وماهر الأسد. كما حاولت «رويترز» الحصول على تعقيب منهما عبر وسطاء ولم تتلق أي رد. من منفاهما في موسكو يرسم الرجلان صورة لسوريا مقسّمة، ويريد كل منهما السيطرة على المناطق ذات الأغلبية العلوية. وتوصلت «رويترز» إلى أن كليهما ينفق ملايين الدولارات لتشكيل قوات موالية له. وهناك ممثلون لهما في أكثر من دولة.

وللتصدي لهما، استعانت الحكومة السورية الجديدة بشخص آخر كان موالياً للأسد، هو صديق طفولة للرئيس الجديد أحمد الشرع. وكان هذا الرجل، خالد الأحمد، قائداً لقوات شبه عسكرية في عهد الأسد قبل أن يغيّر ولاءه في منتصف الحرب بعدما انقلب الرئيس المخلوع عليه.

وتتمثل مهمة هذا الرجل في إقناع العلويين، سواء الجنود السابقين أو المدنيين، بأن مستقبلهم مع سوريا الجديدة. وقالت الباحثة أنصار شحود، التي درست الأوضاع في سوريا لأكثر من عقد: «ما يجري هو امتداد لصراع القوى الذي كان سائداً في نظام الأسد. فالمنافسة مستمرة للآن، لكن بدلاً من أن تكون بهدف التزلف للأسد، باتت بهدف خلق بديل له يقود المجتمع العلوي». وتستند تفاصيل المخطط إلى مقابلات مع 48 شخصاً على دراية مباشرة به اشترطوا جميعاً عدم نشر أسمائهم. وراجعت «رويترز» أيضاً السجلات المالية والوثائق العملياتية والرسائل الصوتية والنصية المتبادلة. وقال أحمد الشامي، محافظ طرطوس الواقعة على الساحل السوري، إن السلطات السورية على دراية بالخطوط العريضة لهذه المخططات ومستعدة للتصدي لها. وأكد وجود شبكة غرف القيادة أيضاً، لكنه قال إنها «ضعفت بشكل كبير». وأضاف الشامي لـ«رويترز»، رداً على أسئلة مفصلة حول المخطط: «نحن على يقين بأنهم غير قادرين على تنفيذ أي شيء فعال؛ نظراً لعدم امتلاكهم أدوات قوية على الأرض وضعف إمكاناتهم». ولم تستجب وزارة الداخلية اللبنانية ووزارة الخارجية الروسية لطلبات الحصول على تعقيب. وصرح مسؤول إماراتي بأن حكومته ملتزمة بمنع استخدام أراضيها في «جميع أشكال التدفقات المالية غير المشروعة».

وقد تزعزع أي انتفاضة استقرار الحكومة السورية الجديدة في الوقت الذي تلقي فيه الولايات المتحدة وقوى إقليمية بثقلها خلف الشرع الذي أطاح الأسد في ديسمبر 2024، ويخوض الآن غمار مشهد سياسي متصدع. وقد تشعل أي انتفاضة أيضاً شرارة موجة جديدة من العنف الطائفي الدموي الذي عصف بسوريا الجديدة خلال العام الماضي. وتبدو فرص نجاح أي انتفاضة ضئيلة في الوقت الراهن. فالمتآمران الرئيسيان، حسن ومخلوف، على خلاف شديد، وتتضاءل آمالهما في كسب دعم روسيا التي كانت من قبل أقوى داعم سياسي وعسكري للأسد. وكثير من العلويين في سوريا، الذين عانوا أيضاً في عهد الأسد، لا يثقون بالرجلين والحكومة الجديدة تعمل على إحباط خططهما. وفي بيان مقتضب رداً على نتائج «رويترز»، قال الأحمد، المسؤول عن ملف العلويين في الحكومة السورية، إن «العمل على تحقيق التعافي واقتلاع جذور الكراهية الطائفية وتكريم الموتى هو السبيل الوحيد نحو سوريا قادرة على التصالح مع نفسها من جديد». يزعم حسن أنه يسيطر على 12 ألف مقاتل، بينما يقول مخلوف إنه يسيطر على 54 ألف مقاتل على الأقل، وفقاً لوثائق داخلية لفصائلهما. وذكر قادة على الأرض أن المقاتلين يتقاضون أجوراً زهيدة ويتلقون أموالاً من الجانبين. وأشار الشامي، محافظ طرطوس، إلى أن عدد المقاتلين المحتملين «في حدود عشرات الآلاف».

ولا يبدو أن حسن أو مخلوف قد حشد أي قوات حتى الآن. ولم تتمكن «رويترز» من تأكيد أعداد المقاتلين أو تحديد خطط عمل بعينها. وفي المقابلات، قال مقربون من حسن ومخلوف إنهما يدركان أن عشرات الآلاف من العلويين السوريين قد يتعرضون لانتقام عنيف إذا نفّذا مخططاتهما ضد القيادة السورية الجديدة. وتولت الحكومة الجديدة السلطة بعد أن خرجت منتصرة في الحرب الأهلية التي استمرت قرابة 14 عاماً وأغرقت البلاد في موجات من الاقتتال الطائفي. وفي مارس (آذار)، قتلت قوات تابعة للحكومة ما يقرب من 1500 مدني على ساحل البحر المتوسط بعد فشل انتفاضة في بلدة علوية. وتعهد حسن ومخلوف بحماية العلويين من انعدام الأمن المستمر منذ ذلك الشهر والذي أدى إلى عمليات قتل وخطف شبه يومية. وانفجر غضب العلويين تجاه الحكومة الجديدة في 25 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي عندما خرج الآلاف إلى شوارع حمص ومدن ساحلية للمطالبة بمزيد من الحكم الذاتي، والإفراج عن المعتقلين، وإعادة نساء مختطفات. وشكّلت هذه الاحتجاجات أول مظاهرات واسعة النطاق تشهدها سوريا منذ سقوط الأسد. لم يكن مخلوف أو حسن وراء هذه الاحتجاجات، بل رجل دين يعارض كلا الرجلين ودعا الناس علناً إلى التظاهر سلمياً. وهاجم مخلوف رجل الدين في اليوم التالي في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، قائلاً: «هذه التحركات لن تجلب إلا البلاء؛ لأن الوقت لم يحن بعد».

وقال أحد كبار المنسقين العسكريين التابعين لحسن لـ«رويترز» إن القتال هو السبيل الوحيد لاستعادة كرامة العلويين. وأضاف المنسق، وهو ضابط سابق في المخابرات العسكرية في عهد الأسد ويقيم حالياً في لبنان: «نحمد الله أنه حتى الآن لم يمت علويون أكثر من الذين ماتوا رغم كل ما حصل. يمكن أن يموت ألف أو ألفان، ولكن يجب أن يكون هناك كبش فداء لنحمي الطائفة». ووفقاً لوثائق بتاريخ يناير (كانون الثاني) 2025 اطلعت عليها «رويترز»، وضعت قوات موالية للأسد خططاً أولية لبناء قوة شبه عسكرية قوامها 5780 مقاتلاً وتزويدهم بالعتاد من مراكز القيادة السرية. وهذه المراكز هي بالأساس مخازن كبيرة مجهزة بأسلحة وطاقة شمسية وإنترنت وأجهزة تحديد المواقع (جي بي إس) ومعدات اتصال لاسلكية. لم يُنفذ شيء من تلك الخطة. وكشف مصدران وصور اطلعت عليها «رويترز» عن أن غرف القيادة، المنتشرة على شريط من الساحل السوري يمتد نحو 180 كيلومتراً من الشمال إلى الجنوب، لا تزال موجودة، لكنها شبه معطلة. وظهرت في صورة غرفة بها خمسة صناديق مكدسة، ثلاثة منها كانت مفتوحة وبداخلها مجموعة من بنادق «إيه كيه-47» (كلاشنيكوف) وذخيرة وعبوات ناسفة. احتوت الغرفة أيضاً على ثلاثة أجهزة كمبيوتر، وجهازين لوحيين، ومجموعة من أجهزة اللاسلكي، وبنك طاقة (باور بنك). وفي المنتصف، وُضعت طاولة خشبية تعلوها خريطة كبيرة. وقال أحد المصدرين، وهو ضابط يراقب جاهزية الغرف، إن هذه المراكز بالنسبة لحسن ومخلوف «هي جزيرة الكنز، وكلهم مثل القوارب يحاولون أن يصلوا إليها». وقال الشامي، محافظ طرطوس، إن الشبكة حقيقية، لكنها لا تشكل خطراً يُذكر. وأضاف: «هذه المراكز ضعُفت بشكل كبير بعد التحرير... ولا يوجد قلق من استمرار وجودها». فرَّ كبار المسؤولين العسكريين وشخصيات حكومية بارزة إلى الخارج في ديسمبر 2024، لكن القادة من المستوى المتوسط بقوا ​​في سوريا ولجأ معظمهم إلى المناطق الساحلية التي يهيمن عليها العلويون الذين يشكلون ما يزيد قليلاً على 10 في المائة من سكان سوريا. وبدأ هؤلاء الضباط في تجنيد مقاتلين، وفقاً لقائد متقاعد شارك في ذلك. وقال القائد: «الجيش والعسكر كانوا أرضية خصبة. آلاف الشباب من الطائفة كانوا مجندين في الجيش الذي انحل فجأة وقت السقوط، وفجأة وجدوا أنفسهم بلا شيء». ثم جاءت الانتفاضة الفاشلة في السادس من مارس، عندما نصبت وحدة علوية تعمل بشكل مستقل، كميناً لقوات الأمن التابعة للحكومة الجديدة في ريف اللاذقية؛ ما أسفر عن مقتل 12 رجلاً وأسر أكثر من 150، وفقاً للضابط الذي قاد الكمين -وهو برتبة عميد- وغادر منذ ذلك الحين إلى لبنان. وقالت الحكومة السورية الجديدة إن المئات من قواتها الأمنية لقوا حتفهم في القتال الذي اندلع بعد ذلك. وأكد المقاتلون الموالون للأسد ذلك إلى حد كبير. وذكر العميد أن 128 من القوات الموالية للأسد لقوا حتفهم في الانتفاضة التي أحبطتها الحكومة الجديدة، لكنها أشعلت شرارة أعمال انتقامية أودت بحياة ما يقرب من 1500 علوي.وقال ضباط كانوا هناك إن التحرك لم يبدأه أو يقوده حسن أو مخلوف، لكن تلك الأيام مثّلت نقطة تحوّل شرعا بعدها في تنظيم صفوفهما.

خلاف داخل عائلة الأسد

بدأ مخلوف في التاسع من مارس يُطلق على نفسه «فتى الساحل المؤيد بقوة من الله، لنصرة المظلومين، وتقديم يد العون للمحتاجين». وقال في بيان: «عدنا، والعودُ أحمد». ولم يذكر البيان أنه في موسكو. هيمن مخلوف على الاقتصاد السوري لأكثر من عقدين بثروات قدرتها الحكومة البريطانية بأكثر من مليار دولار في قطاعات متنوعة، مثل الاتصالات، والبناء والسياحة. وموّل مخلوف وحدات الجيش السوري والفصائل المتحالفة معه خلال النزاع الأهلي الذي اندلع في عام 2011. وأعلن مخلوف ذلك عندما بدا انتصار الأسد مؤكداً في عام 2019، لكن الأسد بعد ذلك بقليل استولى على شركات ابن خاله بحجة أنها مدينة للدولة ووضعه قيد الإقامة الجبرية لسنوات. هرب مخلوف إلى لبنان في سيارة إسعاف ليلة الثامن من ديسمبر 2024 مع سقوط دمشق في أيدي مقاتلين يقودهم الشرع. وقال أربعة مقربين من العائلة ومسؤول في الجمارك مطلع على الأحداث إن إيهاب، شقيق مخلوف، حاول الفرار في تلك الليلة بسيارته الفارهة من طراز «مازيراتي»، لكنه قُتل بالرصاص قرب الحدود وسُرقت ملايين الدولارات التي كانت بحوزته نقداً. لم تتمكن «رويترز» من التحقق بشكل مستقل من أحداث تلك الليلة. وذكر تسعة مساعدين وأقارب أن مخلوف يعيش حالياً في طابق خاص بفندق راديسون الفاخر في موسكو تحت حراسة أمنية مشددة. ويستشهد كثيراً بآيات من القرآن الكريم في أحاديثه التي يُسهب فيها كثيراً ولا يترك مجالاً للآخرين للرد أو المشاركة. وقالوا إنه أصبح متديناً جداً خلال سنوات الإقامة الجبرية، واستغل وقت العزلة في كتابة سلسلة من ثلاثة مجلدات عن التفسير والتراث الإسلامي. ولم يرد فندق راديسون في موسكو أو المقر الرئيسي للمجموعة في بروكسل على طلب للحصول على تعقيب. وكشفت منشورات مخلوف على «فيسبوك» ورسائله على «واتساب» إلى مقربين عن اعتقاده بأن الله منحه المال والنفوذ ليتمكن من لعب دور المنقذ في نبوءة دينية عن معركة هرمجدون في دمشق.

ويعتقد مخلوف أن نهاية العالم ستكون بعد انتهاء ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

وكشف مدير مالي وإيصالات وكشوف رواتب اطلعت عليها «رويترز»، عن أن مخلوف يحوّل أموالاً عن طريق مديري أعمال يثق بهم في 3 دول إلى ضباط علويين لدفع الرواتب وشراء معدات. تُظهر الوثائق أن الأموال تُحوّل عبر ضابطين سوريين بارزين اجتمع شمل مخلوف بهما في موسكو، هما سهيل الحسن وقحطان خليل، وكان كل منهما يحمل رتبة لواء. زعم الحسن وخليل، في وثائق اطلعت عليها «رويترز»، أنهما شكلا قوة موالية لمخلوف يبلغ قوامها 54053 شخصاً يرغبون في القتال، من بينهم 18 ألف ضابط، موزعون على 80 كتيبة ومجموعات في وحول مدن حمص، وحماة، وطرطوس واللاذقية. لكن الكثير من الجنود الذين تم تجنيدهم في عهد الأسد تركوا القتال عندما سقط حكمه. ولم يرد الحسن ولا خليل على طلبات للتعليق بشأن دورهما في تحويل الأموال. وأكد مسؤول إماراتي أن الحكومة تمارس رقابة صارمة على جميع قطاعاتها الاقتصادية، وتدعم بشكل كامل أمن وسيادة سوريا على أراضيها كافة. وقال أحد المديرين الماليين لمخلوف لـ«رويترز» إنه أنفق ستة ملايين دولار على الأقل على الرواتب. وأظهرت كشوف الرواتب وإيصالات استلامها، والتي أعدها مساعدوه الماليون في لبنان، أن مخلوف أنفق 976705 دولارات في مايو (أيار)، وأن مجموعة من خمسة آلاف مقاتل تلقت 150 ألف دولار في أغسطس (آب). وذكر خمسة قادة لمجموعات عسكرية في سوريا، ممن يتقاضون رواتب من مخلوف ويقودون نحو خُمس أتباعه، أن إجمالي عدد القوات حقيقي. لكن تمويل مخلوف لا يلبي احتياجاتهم؛ إذ لا يتجاوز 20 إلى 30 دولاراً شهريا لكل مقاتل. بالإضافة إلى ذلك، سعى فريق مخلوف لتوفير أسلحة. فقد حددوا المواقع المحتملة لعشرات المخابئ من عهد الأسد، والتي تضم بضعة آلاف من الأسلحة، وفقاً لمخططات اطلعت عليها «رويترز». وهذه المخزونات غير تلك الموجودة في غرف القيادة السرية. كما أجروا محادثات مع مهربين في سوريا للحصول على أسلحة جديدة، لكن أشخاصاً مطلعين على المناقشات قالوا إنهم لا يعرفون ما إذا كانت أسلحة جديدة قد تم شراؤها أو تسليمها بالفعل. وذكر القادة العسكريون الخمسة أنهم يقودون في المجمل نحو 12 ألف رجل في مراحل مختلفة من الجاهزية. وقال أحدهم لـ«رويترز» إن الوقت لم يحن بعد للتحرك. وسخر قائد آخر من الخمسة من مخلوف، ووصفه بأنه يحاول شراء الولاء بمبالغ ضئيلة. وأكد القادة الخمسة أنهم قبلوا أموالاً من مخلوف ورئيس المخابرات حسن ولا يرون أي مشكلة في تداخل مصادر التمويل. وقال أحدهم إن «آلاف العلويين ممن كانوا في الجيش أو المدنيين الذين طُردوا من وظائف بالدولة يعيشون في حالة فقر مدقع... ليست مشكلة أن يأخذ الشخص قرشين من هذه الحيتان التي مصّت دمناً لسنوات».

مقبرة جماعة وإخفاء الفظائع

أدار حسن منظومة الاحتجاز العسكري في عهد الأسد، المعروفة بابتزاز الأموال على نطاق واسع من عائلات السجناء، وفقاً لتقرير صادر عن الأمم المتحدة عام 2024. وخلص تحقيق أجرته «رويترز» هذا العام إلى أن حسن هو من اقترح نقل مقبرة جماعية تحتوي على آلاف الجثث إلى صحراء الضمير خارج دمشق لإخفاء حجم الفظائع التي ارتكبتها حكومة الأسد. ومع انهيار جيش الأسد، لجأ حسن إلى السفارة الروسية في دمشق في ديسمبر 2024 لمدة أسبوعين تقريباً. وقال شخصان مقربان منه إنه شعر بالغضب إزاء ما عدَّه سوء معاملة من جانب مضيفيه، الذين وفَّروا له غرفة واحدة بها كرسي خشبي واحد فقط للجلوس عليه.

وذكر في رسالة صوتية عبر تطبيق «واتساب» إلى دائرته المقربة في الربيع الماضي، اطلعت عليها «رويترز»: «ليس كمال حسن الذي يتم إجلاسه على كرسي خشبي لأيام!». وقال ضابط التقاه خلال الصيف إن حسن انتقل في نهاية المطاف للإقامة في فيلا مكونة من ثلاثة طوابق في ضاحية بموسكو. ووفقاً لشخصين مطلعين على تحركات حسن، فإنه قابل ماهر الأسد مرة واحدة منذ ذلك الحين ويحافظ على علاقات وثيقة مع الروس. وقال منسق عمليات حسن في لبنان إن رئيس المخابرات العسكرية السابق أنفق 1.5 مليون دولار منذ مارس على 12 ألف مقاتل في سوريا ولبنان. وقال حسن في رسالة صوتية أخرى عبر تطبيق «واتساب» في أبريل (نيسان) الماضي، والتي بدت موجهة إلى القادة، «اصبروا يا أهلي ولا تسلّموا سلاحكم... ونحن الذين سنرجع كرامتكم». وفي منتصف العام، تم الإعلان عن إنشاء منظمة خيرية أطلق عليها اسم «منظمة إنماء سوريا الغربية»، والتي ذكر أحد أوائل منشوراتها على «فيسبوك» أنها ممولة «من المواطن السوري اللواء كمال حسن». ووصف ثلاثة ضباط مرتبطين بحسن ومدير لبناني في المنظمة الأمر بأنه غطاء إنساني حتى يتمكن حسن من بناء نفوذ بين العلويين. وفي أغسطس، دفعت الجمعية الخيرية 80 ألف دولار لإيواء 40 عائلة علوية سورية، حسب إعلان عن أول نشاط لها. ووفقاً لوثيقة رواتب اطلعت عليها «رويترز»، أرسل حسن في الشهر نفسه 200 ألف دولار نقداً إلى 80 ضابطاً في لبنان.

وذكر مساعد لحسن في موسكو وأحد المتسللين الإلكترونيين، وهو مهندس كمبيوتر، أن حسن قام أيضاً خلال الصيف بتجنيد نحو 30 متسللاً إلكترونياً كانوا ينتمون في السابق إلى المخابرات العسكرية. وكانت الأوامر الموجهة لهم هي تنفيذ هجمات إلكترونية ضد الحكومة الجديدة وزرع برامج تجسس في أنظمة الكمبيوتر الخاصة بها. وبحلول سبتمبر (أيلول)، كانت مجموعات بيانات الحكومة السورية التي قال المهندس إن فريقه سرقها معروضة للبيع على شبكة الإنترنت المظلمة (دارك ويب) مقابل ما بين 150 و500 دولار. وعثرت «رويترز» على مجموعات عدة من البيانات التي حددها المهندس على الإنترنت، بما في ذلك قواعد بيانات موظفي وزارتي الاتصالات والصحة. وقال المهندس إن رئيس المخابرات السابق حسن يخطط لهجوم متعدد الأوجه لاستعادة مكانته في سوريا. وأضاف أن «اللواء كمال يعرف أن الحرب على كل الجبهات وليست فقط على الأرض».

ماهر الأسد

اللاعب الرئيسي المحتمل في محاولات التحريض على الانتفاضة هو ماهر الأسد، الشقيق الأصغر للديكتاتور السابق. سيطر ماهر على إمبراطورية تجارية وقاد أقوى وحدة في الجيش السوري، وهي الفرقة الرابعة المدرعة. وكشف بحث أجراه معهد نيو لاينز للأبحاث في الولايات المتحدة، عن أن في عهده، اكتسبت الفرقة نفوذاً واستقلالاً مالياً جعلها أشبه بدولة داخل الدولة، إلى الحد الذي جعل الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي تفرض عليها عقوبات خاصة. وقال قائد كبير في الفرقة، موجود الآن في لبنان، إن إمبراطورية ماهر المالية لا تزال تعمل إلى حد كبير باستثناء مبيعاته المزعومة من مخدر الكبتاغون وهو أمفيتامين يُنتج بشكل غير مشروع. ويُعتقد رجل أعمال مقرب من ماهر أن أمواله مخبأة في شركات وهمية داخل سوريا وخارجها. وذكر القائد أنه بينما يركّز بشار على حياته الخاصة وأعماله، لا يزال ماهر يسعى خلف استعادة النفوذ في سوريا. وأضاف أن الأخ الأصغر لا يستطيع استيعاب كيف يمكن طرد أبناء حافظ الأسد، الرئيس الأسبق ومؤسس حكم العائلة، من سوريا. ويقول ضابطان في الفرقة إن الكثير من مقاتليها البالغ عددهم 25 ألفاً، داخل سوريا وخارجها، ما زالوا يعدّون ماهر الأسد قائدهم ويمكنه حشدهم إذا أصدر الأمر. ولا يسعى مخلوف للحصول على دعم آل الأسد؛ فقد سخر علناً من أبناء عمته ووصفهم بأنهم «الهاربون». وذكرت ثلاثة مصادر بارزة في كلا المعسكرين أن حسن يعتمد على سنوات من العلاقات الشخصية والتعاون مع آل الأسد، ويسعى للحصول على دعم ماهر. ووفقاً لستة أشخاص على علم مباشر بمحاولات الرجلين لكسب دعم الكرملين، تحجم روسيا حتى الآن عن دعم حسن ومخلوف. وبينما تؤوي موسكو الرجلين، كانت الحكومة الروسية واضحة في أن أولويتها هي استمرار الوصول إلى القواعد العسكرية التي لا تزال تديرها على الساحل السوري، وفقاً لدبلوماسيين اثنين مطلعين على موقف موسكو. وفي محاولة للحصول على مساعدة روسيا، تدخلت شخصية رئيسية هي الضابط السوري الكبير أحمد الملا، الذي يحمل الجنسية الروسية منذ بداية الحرب الأهلية. وكشف محضر مكتوب بخط اليد لأحد الاجتماعات اطلعت عليه «رويترز»، عن أن الملا توسط لعقد اجتماعات غير رسمية منفصلة في موسكو ابتداءً من مارس بين مسؤولين روس وممثلين عن حسن ومخلوف يقيمان في روسيا. ووفقاً لما ورد فيه، قال الروس «نظموا أنفسكم ودعونا نرَ خططكم». ولم يستجب الملا لطلبات التعليق على دوره في تنظيم الاجتماعات. لكن شخصين على دراية مباشرة بمواعيد الاجتماعات ذكرا أن هذه الاجتماعات أصبحت نادرة. وقالا إنه لم تُعقد أي لقاءات منذ زيارة الرئيس الشرع لموسكو في أكتوبر (تشرين الأول)؛ سعياً للحصول على دعم الكرملين. وخلال الزيارة، أثار الشرع قضية حسن ومخلوف مع الحكومة الروسية، وفقاً لما ذكره الشامي محافظ طرطوس. قال الشامي: «خلال زيارة السيد الرئيس إلى روسيا، جرى النقاش مع القيادة الروسية حول هذه الشخصيات، إضافة إلى التواصل مع الجانب اللبناني، وقد أبدت الحكومات المذكورة تجاوباً لزيادة التنسيق ومنع أي نشاط لهذه الشخصيات داخل أراضيها». وقال أحد الدبلوماسيين إن اجتماع الشرع في الكرملين «أرسل إشارة إلى المتمردين العلويين: لا أحد في الخارج سيأتي لإنقاذكم». وتوجد مؤشرات على أن مخلوف، الذي جُمدت حساباته التجارية بسبب العقوبات، يعاني مشاكل في السيولة النقدية. ولم تصل رواتب شهر أكتوبر بعد، وفقاً لثلاثة أشخاص مطلعين على التحويلات.

القائد على الأرض

منذ أعمال القتل التي وقعت في مارس، اعتمدت حكومة دمشق بشكل محوري على خالد الأحمد، صديق الطفولة للرئيس الشرع، لمواجهة المؤامرة. كان الأحمد، العلوي، ذات يوم ضمن الدائرة المقربة للأسد. عمل دبلوماسياً في الظل وأحد مؤسسي قوات الدفاع الوطني، أكبر قوة شبه عسكرية متحالفة مع الأسد. ومثل مخلوف، اعتقد الأحمد أنه مسؤول عن انتصار الأسد في الحرب الأهلية. لكن الأسد عامله بالطريقة نفسها التي عامل بها ابن خاله وجرّده من الامتيازات وأمر بتجنيده، حسب ما قال مساعدان. فرّ الأحمد إلى قبرص، ثم سافر في عام 2021 إلى إدلب بشمال غربي سوريا للقاء صديقه القديم الشرع، حسب روايات ثلاثة أشخاص عملوا مع الرجلين. وأضافوا أنهما ناقشا خطة الشرع للإطاحة بالأسد، وهو ما تحقق بالفعل في ديسمبر 2024. واطلعت «رويترز» على رسائل صوتية من الأحمد عبر تطبيق «واتساب» أواخر عام 2024 أخبر فيها مسؤولين عسكريين بارزين أنه من غير المجدي التمسك بالديكتاتور الخاسر، ووعدهم بالعفو عنهم إذا تخلوا عنه ومنعوا سفك الدماء. في بيانه لـ«رويترز»، قال الأحمد إن هدفه كان منع المزيد من الصراع الدموي، لكنه أقرّ بعدم قدرته على «تجنيب السوريين المزيد من الخسائر، أو إرث الطائفية التي لا تزال تُخيم على مجتمعنا». اليوم، يعد الأحمد أبرز شخصية علوية في سوريا، ويتنقل بين شقة فاخرة مطلة على البحر في بيروت وفيلا محصنة في دمشق. يقول الشامي: «يعمل خالد الأحمد بقوة في مسار السلم الأهلي، منطلقاً من الحرص على أبناء الطائفة العلوية ودمجهم في الحكومة الجديدة. ويُعدّ الدور الذي يقوم به دوراً مهماً في تعزيز الثقة بين المكون العلوي والحكومة الجديدة». وأشار أربعة مساعدين إلى أن الأحمد يموّل وينسق برامج لتوفير فرص عمل وتنمية اقتصادية؛ لأنه يعتقد أنهما الحل لارتفاع معدلات البطالة المزعزعة للاستقرار التي أعقبت سقوط الأسد، عندما تم حل الجيش وخسر العلويون وظائفهم الحكومية. وفي أواخر أكتوبر، أعلنت وزارة الداخلية اعتقال خلية في منطقة الساحل قالت إنها ممولة من مخلوف وكانت تخطط لاغتيال صحافيين وناشطين. وحسب محافظ طرطوس أحمد الشامي، بلغ عدد المعتقلين المرتبطين بمخلوف وحسن «حدود العشرات». وعلى طول الساحل نفسه، تتراكم معدات عسكرية في غرف تحت الأرض، وفقاً لقائد ميداني يشرف على الكثير منها. وقال إنها ستكون جاهزة عند الحاجة، لكنه حتى الآن لا يرى أي جانب يستحق أن ينحاز إليه.

 

أميركا تواصل حربها على «قوارب المخدرات» رغم الانتقادات ...4 قتلى بضربة جديدة في شرق المحيط الهادئ

واشنطن: علي بردى/الشرق الأوسط/05 كانون الأول/2025

قُتل أربعة أشخاص في ضربة جوية أميركية ضد قارب يُشتبه في تهريبه مخدرات شرق المحيط الهادئ، في خضم مساءلات في الكونغرس حيال ما إذا كانت الولايات المتحدة ارتكبت جريمة حرب خلال هجوم في سبتمبر (أيلول) الماضي بجنوب البحر الكاريبي لاستهدافها شخصين نجوا من الضربة الأولى.

وأعلنت القيادة العسكرية الجنوبية في الجيش الأميركي وقوع الضربة الـ22 ضد «قوارب المخدرات» الخميس، وسط انتقادات متزايدة من المعارضة الديمقراطية للضربات التي بدأت في 2 سبتمبر (أيلول) الماضي، وأدت حتى الآن إلى مقتل أكثر من 87 شخصاً حتى الآن، من دون تقديم أي دليل على صلاتهم بتهريب المخدرات. وأفادت عبر منصات التواصل الاجتماعي بأنها استهدفت «قارباً في المياه الدولية تديره منظمة مصنفة إرهابية»، مضيفة أن «معلومات استخبارية أكدت أن القارب كان يحمل مخدرات غير مشروعة، ويعبر طريقاً معروفاً لتهريب المخدرات في شرق المحيط الهادئ». وأكدت «مقتل أربعة رجال من إرهابيي المخدرات كانوا على متن القارب». ووقعت الضربة في وقت تواجه فيه إدارة الرئيس دونالد ترمب ووزير الدفاع بيت هيغسيث انتقادات، بسبب عملية وجهت خلالها القوات الأميركية ضربة ثانية على قارب سبق أن قُصف في البحر الكاريبي، مما أدى إلى مقتل ناجيَين اثنين من الضربة الأولى. وقُتل 11 شخصاً في الضربتَين الأولى والثانية. واحتدم الجدال الأسبوع الماضي عندما أفادت صحيفة «واشنطن بوست» بأن اثنين من الناجين من الضربة الأولى كانا متشبثين بقاربهما المشتعل، قُتلا في ضربة ثانية أذن بها هيغسيث. وبعد مشاهدة مقطع فيديو قدمته وزارة الدفاع (البنتاغون) إلى أعضاء من الكونغرس، وعُرض خلال جلسة مغلقة مع المسؤول عن العمليات الخاصة في القوات المسلحة الأميركية الأميرال فرنك برادلي، أكد كبير الديمقراطيين في لجنة الاستخبارات بمجلس النواب جيم هايمز، أن الضربة أدت إلى مقتل «بحّارَين غارقين»، موضحاً أن الفيديو يُظهر «شخصين من الواضح أنهما في حالة حرجة، من دون وسيلة تنقل، قتلتهما الولايات المتحدة»، ومشيراً إلى أن الأميرال برادلي قدّم «عناصر سياقية» في شأن قراره. وأضاف: «نعم، كان في حوزتهما مخدرات»، لكنهما «لم يكونا في وضع يسمح لهما بمواصلة مهمتهما بأي شكل من الأشكال». ودافع رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ السيناتور الجمهوري توم كوتون عن القرار، واصفاً إياه بأنه «عادل». وأكد على غرار هايمز، أن الأميرال نفى تلقيه أمراً من وزير الدفاع بالقضاء على جميع البحارة على متن السفينة. تأتي هذه الحملة العسكرية الأميركية في إطار تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وفنزويلا. ويتهم ترمب الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بأنه زعيم كارتل لتهريب المخدرات. أما مادورو فينفي ذلك بشدة، مندداً بمحاولة الولايات المتحدة إطاحة حكومته بذريعة مكافحة تهريب المخدرات. ومع استمرار هذا التوتر، تواجه فنزويلا عزلة جوية بعدما أعلن الرئيس ترمب إغلاق المجال الجوي لهذا البلد في أميركا الجنوبية، وبعدما علّقت شركات الطيران الأجنبية رحلاتها حرصاً على سلامة طائراتها وركابها.  ونشر ترمب تحذيراً جاء فيه: «كل شركات الطيران والطيارين وتجار المخدرات والبشر، يُرجى اعتبار المجال الجوي فوق فنزويلا وحولها مغلقاً تماماً». وألغت شركتا «بوليفانا دي أفياسيون» و«ساتينا» الكولومبيتان رحلاتهما إلى كاراكاس الخميس، فيما مدّدت شركة «كوبا إيرلاينز» البنمية تعليق رحلاتها حتى 12 ديسمبر (كانون الأول) المقبل. وسبق أن علقت شركات «إيبيريا» و«تي إيه بي» و«أفيانكا» و«غول» و«لاتام» و«إير أوروبا» والخطوط الجوية التركية و«بلاس ألترا» رحلاتها إلى فنزويلا. واتهمت كاراكاس هذه الشركات بـ«الانخراط في أعمال إرهاب الدولة» التي تمارسها واشنطن، وألغت تراخيص تشغيلها. ولا يؤثر إغلاق المجال الجوي الذي أشار إليه ترمب على الرحلات التي تقل مهاجرين رحّلتهم الولايات المتحدة إلى فنزويلا. ووصلت، الأربعاء، طائرة تقل عدداً من هؤلاء، وكان من المتوقع وصول طائرة أخرى الجمعة.

 

أميركا وأوكرانيا: أي تقدم نحو السلام يعتمد على روسيا/المحادثات بين واشنطن وكييف ستتواصل في ميامي السبت

الرياض - العربية.نت/05 كانون الأول/2025

يعقد مفاوضون أوكرانيون ومبعوثو الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوماً ثالثاً من المحادثات في ميامي السبت، حسب بيان صادر عنهم، مؤكدين أن إحراز أي تقدم نحو السلام يعتمد على روسيا. وأفاد البيان الذي نشره المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف على منصة "إكس" أن "الطرفين اتفقا على أن التقدم الحقيقي نحو أي اتفاق يعتمد على استعداد روسيا لإظهار التزام جاد بسلام طويل الأمد، بما في ذلك اتخاذ خطوات نحو خفض التصعيد ووقف أعمال القتل".

 

انقسام غربي وتخوّف أوروبي من «سلام أميركي متسرّع» في أوكرانيا

واشنطن: إيلي يوسف/الشرق الأوسط/05 كانون الأول/2025

تعيش العواصم الأوروبية وكييف توتراً دبلوماسياً متزايداً، بعدما كشفت تقارير صحافية مضمون مكالمة حسّاسة جمعت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أظهرت حجم القلق الأوروبي من النهج الأميركي الجديد في إدارة مفاوضات السلام مع موسكو. فالتسارع الأميركي الملحوظ، خصوصاً بعد زيارة المبعوثَين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر إلى موسكو من دون تنسيق مسبق مع الحلفاء، عزَّز مخاوف من «اتفاق متعجِّل» قد يدفع أوكرانيا إلى تقديم تنازلات غير مضمونة، قبل تثبيت أي التزامات أمنية صلبة تمنع روسيا من استغلال ثغرات مستقبلية. المكالمة التي نشرتها صحيفة «دير شبيغل» الألمانية ونقلتها لاحقاً غالبية الصحف الأميركية، لم تكن محادثةً بروتوكوليةً. فقد حذَّر ميرتس مما وصفها بـ«ألعاب» واشنطن، ومن «احتمال خيانة واشنطن لكييف»، في حين أشار ماكرون إلى احتمال أن تتعرَّض كييف لضغط غير مباشر لقبول تسويات حدودية قبل الاتفاق على منظومة ردع حقيقية. ورغم نفي باريس استخدام عبارات قاسية، فإن الرسالة الأوروبية باتت واضحة: لا ينبغي لأوكرانيا الدخول في تسوية مع بوتين بوعود عامة أو ضمانات غير مكتملة. وردَّت موسكو بسخرية على ما نُسب إلى المستشار الألماني. وكتب كبير المفاوضين الروس كيريل دميترييف على منصة «إكس»: «عزيزي ميرتس، أنت لست حتى في اللعبة... لقد أخرجت نفسك من اللعبة عبر التحريض على الحرب، ونسف السلام، ومقترحات غير واقعية، وانتحار الحضارة الغربية، والهجرة، والغباء العنيد».

ومن جانبه، قال متحدث باسم الحكومة الألمانية في برلين: «أرجو تفهم أنني لا أعلق على تقارير إعلامية فردية. علاوة على ذلك، لا يمكننا من حيث المبدأ الإدلاء بمعلومات عن محادثات سرية».

وأشار المتحدث إلى تصريحات ميرتس في المؤتمر الصحافي مع رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، الاثنين الماضي. وكان ميرتس قد تحدَّث خلالها عن مكالمة هاتفية مشتركة مع الرئيس الأوكراني، والرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء البريطاني، وشركاء أوروبيين آخرين، وقال إنهم يحافظون على تماسك المجتمع عبر الأطلسي قدر الإمكان. وتشير مصادر دبلوماسية أوروبية إلى أن الخشية الأساسية لا ترتبط بسرعة التحرك الأميركي فحسب، بل بتصاعد شعور بأن واشنطن باتت تتعامل مع الحرب بوصفها قوةً منفردةً، متجاوزةً شركاءها في «الناتو» والاتحاد الأوروبي. فاجتماعات المفاوضين الأميركيين الأخيرة في موسكو مع الرئيس فلاديمير بوتين، وغياب وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو عن اجتماع وزراء خارجية «الناتو» الذي ناقش الخطة الأميركية، عزَّزا الانطباع بأن إدارة ترمب «تعمل أولاً وتتشاور لاحقاً»، أو «لا تتشاور إطلاقاً». الأوروبيون الذين يدفعون ثمن الحرب أمنياً واقتصادياً وسياسياً، يخشون أن يتحول أي اتفاق هش إلى عبء عليهم وحدهم إذا اختارت واشنطن إعادة ترتيب أولوياتها أو اعتماد مقاربة براغماتية تجاه موسكو. ولهذا يطالب عدد من القادة، كما نقلت الصحف الغربية، بتوضيح صريح من الولايات المتحدة حول طبيعة التزاماتها الدفاعية تجاه كييف، وشكل الرد المشترك في حال خرق روسيا الاتفاق.

تصدعات داخل الغرب

التسريبات وحدّة النقاشات الأخيرة أعادت إلى الواجهة سؤالاً محورياً: هل بدأت تظهر شقوق فعلية داخل الجبهة الغربية بشأن كيفية التعامل مع موسكو؟ رغم التأكيدات الرسمية على وحدة الموقف، فإن الوقائع تكشف عن خلافات عميقة. الأوروبيون يعدّون الحرب تهديداً مباشراً لأمنهم، ويخشون أن أي تنازل غير مضمون سيشجع روسيا على اختبار صبر الغرب مجدداً. أما واشنطن، فتبدو أكثر تركيزاً على حساباتها العالمية، من ضبط التوتر مع الصين إلى موازنة الأزمات الإقليمية المختلفة، إضافة إلى هامش المناورة الذي يمنحه ترمب لنفسه بوصفه «وسيطاً مستقلاً» لا يمثل بالضرورة إجماع «الناتو». هذا التباين تُرجم في مواقف ملموسة، كان أبرزها تقليص الاتحاد الأوروبي خطته لاستخدام مليارات الدولارات من الأصول الروسية المجمّدة، وترك جزء منها في الاحتياط قد تستغله واشنطن لاستمالة موسكو نحو الاتفاق. خطوةٌ فسّرها كثيرون على أنها مؤشر إلى هشاشة التنسيق داخل الغرب أكثر مما هي تنازل تكتيكي.

زيلينسكي بين ضغط التفاوض وهشاشة الضمانات

الرئيس الأوكراني، المنشغل أيضاً بأزمة فساد داخلية هزّت فريقه، ظهر متحفظاً حيال الاندفاع الأميركي. فبعد التسريبات شدَّد زيلينسكي على ضرورة «الشفافية»، ملمّحاً إلى أنه لن يقبل بتكرار تجارب تفاوضية سابقة جرت من خلف ظهر أوكرانيا. كما أعاد التأكيد على أن كييف تحتاج إلى فهم «الأسس» التي ستقوم عليها الضمانات الأمنية، خصوصاً مع تداول مقترحات تتعلق بانتشار قوات أوروبية داخل أوكرانيا ضمن «قوة طمأنة» لا تزال تفاصيلها غامضة. هذا الوضع يضع كييف أمام معادلة معقدة: من جهة هناك ضغطان عسكري ومالي يفرضان التفكير في حلول سياسية، ومن جهة أخرى هناك خشية من أن أي خطوة غير محسوبة قد ترسم مستقبل البلاد الجيوسياسي لعقود طويلة. وأجرى زيلينسكي، الخميس، محادثات مع مرشحين محتملين ليحلوا محل رئيس أركانه، أندريه يرماك، الذي استقال الأسبوع الماضي وسط تحقيق في فساد. وفي خطابه المصور الليلي، قال زيلينسكي إن المناقشات ركزت على كيفية عمل المكتب الرئاسي في المستقبل، والتعاون مع مؤسسات الدولة الأخرى. وقال: «سيتم اتخاذ قرار بشأن الرئيس الجديد للمكتب في المستقبل القريب». وتنحى يرماك، الحليف القديم للرئيس، بعد أن أجرت سلطات مكافحة الفساد عمليات تفتيش في مقره. ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت المداهمات مرتبطة بما وُصفت بأنها «أكبر قضية فساد في البلاد منذ بدء الحرب»، التي تنطوي على رشى مزعومة في المشتريات المتعلقة بالطاقة.

جولة مباحثات أميركية - أوكرانية في ميامي

قالت قناة «سوسبيلن» التلفزيونية الأوكرانية الرسمية الجمعة، نقلاً عن مصادر في وفد كييف، إن المحادثات في الولايات المتحدة بين المبعوثين الأوكرانيين والأميركيين قد انتهت. وقام بتمثيل أوكرانيا في المحادثات التي أُجريت في ميامي بولاية فلوريدا الأميركية، رستم عميروف سكرتير مجلس الأمن القومي، ورئيس هيئة الأركان المشتركة أندري هناتوف. وقال الرئيس الأوكراني، الخميس، إن الوفد الأوكراني بالولايات المتحدة يسعى لاستيضاح ما تمَّت مناقشته في موسكو، الثلاثاء الماضي، بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومبعوثَي الولايات المتحدة ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر. وناقش مطلع الأسبوع الحالي فريق بقيادة عميروف في فلوريدا الخطوات المحتملة لإنهاء الحرب مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، وويتكوف، وكوشنر. ورغم ساعات طويلة من النقاش في موسكو، فإن المحادثات الأخيرة لم تحقق اختراقاً. كما أن اجتماع المفاوض الأوكراني رستم عميروف مع ويتكوف لن يغيّر، على الأرجح، من حقيقة أن الخلافات البنيوية بين كييف وموسكو، ومن ورائهما الغرب، أكبر من أن تُحل باندفاعة دبلوماسية منفردة. لكن كثافة التحركات الدبلوماسية في بروكسل وبرلين وباريس تعكس أن نافذة التفاوض قد فُتحت فعلاً، وأن الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة. قال الكرملين، الجمعة، إن روسيا والولايات المتحدة تحرزان تقدماً في محادثات السلام، وإن موسكو مستعدة لمواصلة العمل مع الفريق الأميركي الحالي. وقال المساعد بالكرملين يوري أوشاكوف، الذي شارك في محادثات الثلاثاء في موسكو، لصحيفة «زفيزدا» الجمعة: «إننا، في رأيي، نحرز تقدماً في المفاوضات الأساسية التي ينخرط فيها رئيسانا. إن هذا مشجع، ونحن مستعدون لمواصلة العمل مع هذا الفريق الأميركي». ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن أوشاكوف قوله: «نحن الآن في انتظار رد فعل زملائنا الأميركيين على المناقشة التي أجريناها يوم الثلاثاء».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

إسرائيل والاقتصاد: فصلُ لبنان عن سوريا ومواجهةُ تركيا

منير الربيع/المدن/06 كانون الأول/2025

الإصرار الإسرائيلي على تسريب أخبار ومواقف عن بناء تعاون اقتصادي مع لبنان، له أهداف بعيدة المدى، ترتبط بتصور تل أبيب لإعادة رسم مناطق النفوذ في المنطقة. صحيح أن لبنان لا يوافق على المفاوضات الاقتصادية، ويحصر التفاوض بالجانب العسكري المرتبط بوقف الاعتداءات والانسحاب من الأراضي المحتلة، ولكن بالعودة إلى نظرية "إسرائيل العظمى" فإن تل أبيب تريد أن تكون صاحبة الدور والتأثير في اقتصادات المنطقة، ولا سيما خطوط التجارة. والأهم أن إسرائيل تسلك طريق المواجهة مع تركيا، وإن لم تكن هذه المواجهة عسكرية، لكنها ستكون مفتوحة بالمعاني الأمنية، السياسية، والاقتصادية. تنظر تل أبيب إلى أنقرة بقلق، خصوصاً أن الأخيرة تعرب عن استعدادها لنشر قوات في غزة، بالاضافة إلى دورها المتقدم في سوريا، مع احتمال التقدم في اتجاه نشر قوات تركية في جنوب لبنان ضمن أي قوة متعددة الجنسيات لاحقاً. وذلك تعارضه إسرائيل بقوة وتعبّر عن موقفها.

محاكاة "الهواجس" الطائفية

تسعى إسرائيل إلى إعادة إحياء تحالف دول شرق المتوسط، في مواجهة تركيا على مسار خطوط النفط والغاز. تريد أن تكون مرتكزاً لتصدير الغاز من شرق المتوسط نحو أوروبا. في حين أنَّ تركيا تعتبر نفسها الأكثر تأهيلاً لذلك، لا سيما أنها تمتلك أنبوباً نحو بلغاريا. وتعبّر إسرائيل عن خصومتها لتركيا التي يتنامى نفوذها في المنطقة، كما يعبّر المسؤولون الإسرائيليون عن عدم ثقتهم في الحكم السوري الجديد، ويواصلون محاولات إضعاف سوريا ومنع الاستقرار فيها وتغذية الصراعات الداخلية. لذلك فإن النظرة الإسرائيلية إلى لبنان هي أنه يجب أن يقع تحت نطاق نفوذها وتأثيرها، إما من الناحية العسكرية والأمنية أو من الناحية الاقتصادية، فهي لا تريد لسوريا أن تلعب لاحقاً أي دور مؤثر في لبنان، وحتماً لا تريد لتركيا ذلك. وهي في المرحلة المقبلة سترفع شعارات الدفاع عن الأقليات في مواجهة "التمدد السني" سواء كان هذا التمدد تركياً أم سورياً، في محاولة لمحاكاة هواجس الطوائف الأخرى سواء في لبنان أو في سوريا.

تركيا على خط دمشق - الحزب

تأتي هذه التسريبات الإسرائيلية، بالتزامن مع مواصلة تل أبيب لضرباتها وضغوطها على حزب الله، ومحاولة الادعاء أنها تريد تقوية الدولة اللبنانية في مواجهة الحزب. في المقابل، تبرز تسريبات على الضفة الأخرى تشير إلى محاولة تركيا لعب دور في نقل رسائل طمأنة وتهدئة بين دمشق وحزب الله، وبالتنسيق مع إيران. هناك معلومات تحدثت عن تبادل رسائل عديدة وزيارات حصلت إلى تركيا لأجل طمأنة حزب الله في لبنان بأن سوريا لن تكون عنصر ضغط عليه ولن تخوض مواجهة معه، بينما يطلب الأتراك من الحزب والإيرانيين عدم التلاعب بالداخل السوري وعدم الإقدام على أي خطوة من شأنها أن تتسبب باهتزاز الاستقرار، على قاعدة أن إضعاف الشرع لن تستفيد منه إيران بل إسرائيل في مشروعها لتطويق المنطقة.

تركيا- السعودية- إيران

هنا تحاول إسرائيل اتهام تركيا بأنها تعمل على إعادة انشاء تحالف إسلامي سني شيعي لمواجهتها ومواجهة الأقليات. بينما هدفها الأساسي، هو قطع الطريق على أي تعاون استراتيجي على مستوى الدول الإقليمية في المنطقة، ولا سيما بين تركيا، إيران، والمملكة العربية السعودية، خصوصاً أن هناك تقاطعاً استراتيجياً بين السعودية وتركيا حول سوريا لحفظ الاستقرار ولجعلها "دولة مركز" في مجال التجارة، الزراعة، النقل، والنفط والغاز. ولذلك تتزايد التسريبات الإسرائيلية عن أن المفاوضات المقبلة مع لبنان ستشمل البحث في ملفات التجارة، الزراعة والنفط والغاز، خصوصاً أن إسرائيل تريد أن تستثمر بتفوقها الأمني والعسكري في الجنوب للتحكم بمسارات التنقيب عن النفط والغاز في البلوكات اللبنانية، للتحكم لاحقاً في مسار استخراج الغاز وتصديره.

ترسيم مع قبرص يقطع طريق تركيا

تريد إسرائيل أيضاً، الاستثمار في اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وقبرص، وهي التي تسعى لتكون الطرف الثالث ضمن هذا الاتفاق، ما دامت قد أنجزت سابقاً اتفاق ترسيم الحدود مع البلدين، وبذلك تسعى إلى قطع الطريق على تركيا في البحر الأبيض المتوسط. وتحاول تل أبيب إقناع الأميركيين بالوقوف إلى جانبها في هذا المشروع، كما تسعى إلى إقناع الأوروبيين الذين ليس من مصلحتهم أن يتوسع دور تركيا، أو أن يكون لروسيا وتركيا أي دور في لعبة الغاز شرق المتوسط، خصوصاً بعد الزيارة التي أجراها الشرع إلى روسيا وإبرام اتفاقات وتفاهمات تخص الساحل السوري والحفاظ على الاستثمارات الروسية هناك، بينما إسرائيل تحاول إقناع الأوروبيين والأميركيين بضرورة عدم منح تركيا وسوريا أي دور لأن روسيا ستكون مستفيدة.

 ومصر لها حساباتها

في هذا الإطار، لا يمكن إغفال محاولة مصر للعب دور في مسار التفاوض بين لبنان وإسرائيل لتجنب الحرب الإسرائيلية على لبنان، لكن القاهرة أيضاً، تريد أن تحفظ نفوذها في لبنان ما دامت ليست على علاقة جيدة في سوريا. وترفع القاهرة شعارات تطالب بحماية الأقليات من "نظام الشرع". كما أن التنافس كان قائماً بين مصر وتركيا سابقاً، وهو سيستمر على الرغم من التنسيق في ملف غزة. فمصر كانت إحدى الدول الشريكة في تحالف دول شرق المتوسط الذي يهدف إلى تطويق تركيا. وأمام هذه الوقائع، فإن دولاً كثيرة تجد أن لبنان يمكنه أن يشكل ساحة أساسية للتصدي للنفوذ التركي الذي يقوم على تقاطعات في سوريا مع دول الخليج. كما أنه ليس من مصلحة مصر أن يحصل التحالف الاستراتيجي التركي السعودي في سوريا، والذي يشتمل على اتفاقات حول اعتماد طرق تجارية جديدة من خلال العودة إلى خط الحجاز القديم، لأن ذلك سيتسبب بالضرر على مصر بسبب الاستغناء عن قناة السويس والبحر الأحمر. والمجال السياسي الذي تصر إسرائيل على مناقشته مع لبنان، يهدف إلى فصله عن سوريا وعن تركيا. وأما في المجال الاقتصادي، فهي تريد أن تكون صاحبة الشراكة أو التأثير لاحقاً بما يتعلق بخطوط تصدير الغاز إلى أوروبا.

 

جدلية علي حسن خليل.. إعلان نهائي عن التموضع الشيعي

نور الهاشم/المدن/06 كانون الأول/2025

لا تقتصر رسائل بودكاست "رواية" الذي يقدمه الإعلامي حسن الدر، على مضامين تصريحات النائب علي حسن خليل، والتي قُرئت بتأويل أتاح فهمها من أكثر من زاوية، لا سيما حول تموضع الشيعة وموقفهم من اتجاهات المنطقة نحو تصفير الصراع المسلح مع إسرائيل.. فالبودكاست نفسه، جزء من قناة "طيون" في "يوتيوب" التي أطلقها الدر أخيراً، لتعميم لغة الحوار و"إنتاج رواية موحدة في البلاد". والبودكاست المطول، الذي قدّم فيه النائب حسن خليل سردية لتجربة "حركة أمل" ولموقع الشيعة في النظام اللبناني، ولديناميتهم ضمن الجغرافيا والتنوّع الداخلي والتغييرات خلال العقود الماضية، بدّد الكثير من أسئلة الشارع والخصوم، حول موقع الشيعة، ومستقبل "الشيعية السياسية" بالشكل الحالي القائم على ثنائية (حركة أمل – حزب الله)، ومستقبل الطائفة في ظل المتغيّرات، وخياراتها السياسية والوطنية.

مراجعة لتجربة الشيعية السياسية

حاول الدر أن يقوم بمراجعة موضوعية لتجربة سابقة، لا تتضمن جلداً للذات، وتخلو من "البهورة" والأوهام. فالحلقة التي امتدت ساعتين ونصف الساعة، قد تكون السردية الأدق للتاريخ والمستقبل، ومراجعة لتجربة كاملة بما شابها من صعود وانتكاسات وتحولات، تبدأ من خيارات الإمام موسى الصدر القائمة على ضرورة "اندماج الشيعة في أوطانهم"، وتأكيده على موقعهم داخل الدولة، وصولاً الى الأثر الكبير الذي ترتب على غيابه، بما شكّل انتكاسة أولى.. ثم بصعود الطائفة وضوابط استثمار القوة بما لا يشكل أي انقضاض على ميثاق العيش المشترك ودستور اتفاق الطائف، وصولاً الى الحرب الأخيرة والتقديرات التي تبدو متسرعة حول مستقبلهم، بتأكيده "إننا لسنا طائفة مأزومة، ولا طائفة مهزومة"، وأنها مكوّن أساسي من البلد يمتلك قدرات علمية وتربوية ومالية واقتصادية بما يصعب إلغاءها... مروراً بقراءة كاملة لتجربة حرب الإسناد، والانتكاسة الثانية باغتيال أمين عام "حزب الله" حسن نصرالله...

عودة عن الأممية الشيعية

والحال أن هذا الخطاب، الذي يستند الى تجربة الصدر (وهو نموذج شيعي للانفتاح وأكثر قيادييهم مقبولية من قبل الطوائف الأخرى)، لم يُعد خليل التذكير به من باب النوستالجيا، بقدر ما يقدمه كخريطة طريق للمستقبل. فالشيعة اليوم، الذي وضعوا قضيتهم في عهدة الدولة، ويدعونها لحملها على محمل الجدّ، تخلوا بعد نتائج حرب الإسناد عن الأممية الشيعية، بمعنى التراجع من الإقليم إلى حدود لبنان، والتعاطي مع إيران كشمس لا يمكن الابتعاد عنها منعاً للتجمّد، ولا يمكن الإلتصاق بها، منعاً للإحتراق.  منذ العام الماضي، بدأت رحلة التموضع في الداخل، وتنسحب الرحلة على "حزب الله" نفسه الذي يتموضع سياسياً كحزب مُمثّل في البرلمان والحكومة والإدارة، وأَحَال سلاحه، في المبدأ، الى الدفاع تحت سقف الدولة.. ولا ينفكّ، سلوكياً، عن تفهّم وضعية الدولة وتحركاتها وخطابها الذي يسير على حافة سكين: ضغوط دولية واعتداءات اسرائيلية من جهة، ومحاذير الانزلاق إلى صدامات داخلية من جهة أخرى.

 

 مفاوضات تحديد الخسائر

أحمد جابر/المدن/06 كانون الأول/2025

وفَّرت المفاوضات ما بين لبنان وإسرائيل موضوعاً خلافياً إضافياً للبنانيين المقيمين على اختلاف حول كل شيء، من جنس الملائكة إلى مغزى ومعنى الكلمات. قياس اللبنانيين لكل حدث، تتقدمه حسابات "الدواخل" الأهلية، قبل أن يتقدمه حساب الوطنية العمومية. أمّا مواضيع الحسابات فكثيرة ومتشعبة، ولواء التقدم على المواضيع هذه، معقود بحماسة اليوم لـِ "الانتصارية" التي صارت مفردة رائجة بين المتنافسين، لما تضمر من طلب غلبة مقنّعة، تنتظر اللحظة المناسبة لإشهار سفورها. ما إن أعلن قرار إضافة "مدني" إلى الفريق اللبناني المفاوض في مباحثات "وقف الأعمال العدائية" في الناقورة، حتى اندلع اشتباك المواصفات، وعَلَت أصوات إطلاق التهديدات والتصنيفات. الأمر ليس شكليّاً؛ بل إنه يحمل دلالات خلفية كثيرة، ودائماً على الطريقة اللبنانية. من الدلالات هذه، من انتصر في تغليب وجهة على وجهة؟ ومن حمل خسارة اقتراحه ليضيفها على جملة خسائره؟

مقاييس النصر اللبنانية هلامية ومتناقضة في آن، ذلك أن الكلّ منتصر، عندما يكون القياس الربح المتحقق في التشكيلة الداخلية، والكل مهزوم عندما يخفق في تعظيم أرباحه في التشكيلة، وعلى التشكيلة في آن واحد.

يدرك فريقا معادلة المنتصر- المهزوم، أنهما يشكلان معاً لوحة "سوريالية" تجمع بين جمعيتها وفرديتها، وبين انسجامها ونشازها. ويدرك كل مشارك إضافي في المعادلة، أن جميع صانعي اللوحة يصنعون أوهاماً مشتركة، عندما يخيل إليهم أنهم ينسجون واقعاً جديداً من خليط الألوان.

عودة إلى مسألة المفاوضات للقول، إن رفضها من قبل فريق داخلي، هو تعبير عن رفض خسارة سياسية قد تلحق به، وإن قبولها والتشجيع على الإقدام في سبيلها هو تعبير عن رغبة فريق داخلي آخر، بفوزٍ ممكنٍ يلوح له. على هذه الجادّة، تفتح المفاوضات سجالاً مع المنتصر دائماً، أو مع الخاسر حتماً، أو مع الرابح- الخاسر في كل الظروف... هذا التناقض- الانسجامي، هو واحد من أطياف الفرادة الأهلية اللبنانية. في متن الموضوع: لماذا الاعتراض على التفاوض المختلط، المدني- العسكري؟ الجواب المعلن من قبل الرافضين يؤكد على هواجس هؤلاء من الوقوع في فخ الانزلاق صوب نقاش التطبيع مع الإسرائيلي، وصوب التمهيد لعلاقة سلامٍ معه. لنأخذ الهواجس إلى نهايتها المفترضة لدى رافضيها، ولنقرأ فيها أن في عباءة المصلحة الوطنية العامة، تحتجب المصالح الأهلية الآنية، التي يرى أصحابها في كل حديث تهدئةٍ، أو هدوء، تصويباً على قراءاتهم الكفاحية الأحادية الجانب. باختصار، سلوك طريق التهدئة أو الهدنة أو وقف الأعمال الحربية، تلغي مبرر امتلاك الآلة القتالية التي تشكّل مبرّر وجود "نظام" أفكارها، وتنفي الحاجة إلى استمرار "أنظمة" برامجها... وهذا في حدّ ذاته، يحمل، في نظر أصحابه، خسارة أهلية داخلية، يخشى من ارتدادها على صعيد الانتظام الأهلي العام.

إذن، تحت مظلّة العباءة الوطنية العامة، بما هي السيادة، والدفاع عن الأرض، والانتساب إلى الصراع العام، من بوابة فلسطين.. تحت هذه المظلّة، يحتمي فريق الرفض من لسع هاجرة الانتقاد والتشكيك والمطالبة بالانضمام إلى مسار الانتظام الوطني العام، على الصعيدين الشعبي والرسمي، وضمن الزمنين، الزمن الحاضر والزمن المستقبلي.

في متن الموضوع، أو على طرفه الآخر، سؤال ثانٍ: لماذا الترحيب بالتفاوض برئاسة مسؤول مدني؟ الجواب من قبل المرحّبين ينبئ بما يضمرون من هواجس أيضاً. وهذه تبدأ من سؤال "الهوية" الخاصة، ومن سؤال الهويّة العامة، ومن سؤال الكيانية الأصلية في تعثّرها المستدام، وفي طلب استقرارها الذي ما زال عزيز المنال. فريق الترحيب، الذي يحمّل مطلبه التفاوضي ما هو مضمرّ وما هو معلن، يصبو إلى هدوء يلغي عناصر تفوّق "غريمه" السياسي، ويؤسس لحالة جديدة تسمح باستعادة ما خسره الفريق الكياني بعد رحلة منازعات وحروب طويلة، وتسمح أيضاً بترسيخ ما قد يجنيه من حالة الهدوء، إذا سارت هذه الحالة، ولم تنزلق نحو سلام شامل ودائم. بقول واضح، ومن دون مواربة، يطمح فريق الترحيب بالتفاوض، إلى اقتناص فرصة يراها مؤاتية، لجهة اجتماع خسارة منافسه ميدانياً، ولجهة اجتماع الوضع الدولي حول تأكيد هذه الخسارة، والضغط في إنفاذ عوامل هذا التأكيد.

نضع جانباً مرافعات فريقي الرفض والترحيب، ما الممكن الداخلي في ظلّ الواقع المادي الذي انتهت إليه "حرب الإسناد" اللبنانية؟ سيكون من قبيل الإنكار المقيت كل حديث عن النصر والتفوق، ومثل ذاك، سيكون الحديث عن التضحية والفداء والصبر، استراتيجيّاً كان أم ظرفيّاً.في امتداد رفض إنكار المنكرين، نسأل: هل لدى الرافضين خطة سياسية- قتالية، تعيد تصحيح ميزان القوى المختل في صالح العدو، كخطوة على طريق تعديل ميلانه في صالح "معركتنا الوطنية"؟ الجواب السلبي معلوم لدى القاصي والداني. وهذا ما يجب أن يكون معلوماً جدّاً من قبل من هم معنيون بالجواب.في السياق نفسه، سيكون من السطحية السقيمة الاعتقاد بأن إعلان الخسارة أمام العدو، يعادل إعلان الخسارة أمام الداخل. وعليه، من الرعونة بمكان تحيّن فرصة تثمير الخسارة أمام الخارج، وتسييلها في أواني الداخل، ومن الفطنة الانتباه إلى أن حسابات حقل الداخل الترحيبي، لا تتوافق مع حسابات بيادر الداخل الذي لا يرحّب بكل ترحيب. وفي المناسبة، نقف لحظة أمام معادلة الداخل والخارج للقول: إن الخارج الذي يبدو ثقيل الوطأة اليوم، على العمومية اللبنانية، لن يصير حاسماً داخليّاً إلا إذا توفّرت له أسانيده الداخلية. ماذا يعني ذلك في الحالة اللبنانية؟ يعني انشطاراً أهليّاً إضافيّاً، ويعني نقل مسرح "العمليات" من الحدود مع عدو الخارج، إلى الحدود المستحدثة بين أفرقاء "الدواخل"... ولا يقع في الظنّ، أن أحداً من "المرحبين" لا يدرك أخطار إعادة رسم الحدود البينية على عموم مساحة الفسيفساء اللبنانية. وفي المواكبة: ما الذي يملكه المفاوض اللبناني "ليقاتل" به؟ هل لدى هذا المفاوض ما يعمل من أجله أكثر من مطلب تحديد الخسائر؟ وهل لديه من عناصر القوة التي تمكنه من تخفيف وطأة الخسائر؟ أو هل لديه ما يدفعه إلى طلب أكثر ما تسمح به صلابته الوطنية، وبراعته السياسية؟ الجواب ليس سهلاً، على رغم وضوح فحواه، ولعل المجدي تحسين شروط حوار الداخل مع الداخل، فقد يؤدي ذلك إلى توحيد خطوط جبهة إسناد المفاوض اللبناني، في مقابل تماسك جبهة العدو الموحدة.

 

توسعة الميكانيزم... هل تجنّب لبنان التصعيد؟

مصطفى فحص/الشرق الأوسط/05 كانون الأول/2025

ربط اللبنانيون، خصوصاً الجنوبيين، قلقهم من احتمالات الحرب بما بعد زيارة البابا ليو الرابع عشر، وافترض أغلبهم أن العدّ التنازلي لها يبدأ بعد مغادرته. وجزء من الجنوبيين وسكان الضاحية بدأوا الاستعداد للانتقال إلى ما كان خارج المحيط المفترض للعمليات الإسرائيلية؛ فهناك جزء مقتدر من أبناء الجنوب وسكان الضاحية الميسورين استأجروا منازل في أماكن تُعدّ آمنة أو بعيدة عن احتمال القصف، أمّا غالبيتهم فتبقت تحت رحمة التهديدات الإسرائيلية، والتصعيد الذي يسبق أي مواجهة بوصفه إنذاراً بالإخلاء. وهؤلاء لا الدولة قادرة على تأمين احتياجات نزوحهم، ولا لدى «ثنائي حزب الله وأمل» ما يكفي لتغطية تكلفة خروجهم. وقد باتوا أهدافاً لعدوّهم الذي يخطّط لعقاب جماعي، ورهائن لدى «الثنائي» الذي يهيمن عليهم في لعبة المقايضة لإنقاذ نفوذه. في اللحظة التي بدأ الجميع العدّ العكسي لانفجار أو مواجهة أو اجتياح أو تصعيد، أخرجت الدولة ورقة رابحة: عيّنت السفير السابق سيمون كرم بوصفه أول مدني في لجنة الميكانيزم. تعيينٌ اختلف اللبنانيون في تفسيره؛ من الطبيعي أن يعدّه «حزب الله» خضوعاً للإرادتين الأميركية والإسرائيلية، ومن الطبيعي جداً أن تُترك لأبواقه مهمة تخوين الرجل وشيطنته. لكن الحزب تناسى أن التعيين جاء بعد التنسيق بين الرئاسات الثلاث، ما يعني أن شريك الحزب في السلطة والسلاح - رئيس مجلس النواب نبيه بري أو «الأخ الأكبر» كما وصفه الأمين العام للحزب - موافق على توسعة الميكانيزم وعلى الاسم الذي تم اختياره. والملاحظة هنا أن قواعد «حركة أمل» لم تتطرّق إلى الموضوع، على غرار قواعد الحزب. في الميكانيزم، عسكرياً كان أم مدنياً، لا بوادر اتفاق سلام، ولا التحاق بالمشروع الإبراهيمي، ولا تطبيع. وهذا ما فسّره سريعاً رئيس مجلس الوزراء نواف سلام في ردّه على كلام نتنياهو حول المسار الاقتصادي. بل هناك أمر واقع استراتيجي في المنطقة تغيّر بعد السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، بعدما نجح العدو الإسرائيلي في تحقيق معظم أهدافه، ولديه بنك أهداف أخطر يرغب في تحقيقها. فمشروع نتنياهو هو استكمال الحرب تحت ذريعة إزالة التهديد الديموغرافي من حدود كيانه الشمالية، وهذا يعني إنهاء عودة أهالي جنوب النهر إلى قراهم، وصولاً إلى تعطيل الحياة في مناطق شمال النهر وتحويل جزء منها إلى مناطق فاصلة. فإذا كانت المفاوضات قادرة - ولو نسبياً - على منع الحرب المحتملة أو تأجيلها، وعلى ضمان عودة الجنوبيين، فهذه مصلحة وطنية، بغضّ النظر عن الأسماء والجدوى.

في النموذج السوري الحديث، قادت حكومة أحمد الشرع مفاوضات أمنية مباشرة مع الجانب الإسرائيلي. رفض الشرع التنازل عن أي شبر من الأراضي السورية، ونقل المفاوضات إلى العلن بعدما كانت منذ عام 1974 سرّية. هذا الانتقال العلني، بالتفاهم مع واشنطن، أحرج تل أبيب في علاقتها مع البيت الأبيض، الأمر الذي دفع المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توماس برّاك إلى توجيه انتقادات علنية لبعض الأفعال الإسرائيلية في سوريا. في السابق كانت العلاقة السرّية بين دمشق وتل أبيب تؤمّن لآل الأسد غطاءً إسرائيلياً في الحكم بعد تسليمهم الجولان، أمّا اليوم فالمفاوضات العلنية وتمسّك دمشق بحقوقها يهددان استقرار نظامها الجديد. فالحكومة السورية، رغم كل ضعفها، فإنها متمسّكة بتسوية عادلة وشاملة تبدأ من الجولان المحتل وتنتهي بحلّ الدولتين. لبنان، وهو في الموقع الأضعف من سوريا، المطلوب منه التمسّك بخطّ الهدنة، واسترجاع كامل أراضيه، وتثبيت وقف إطلاق النار، وحصر السلاح بيد الدولة وليس أكثر. أمّا أي شيء إضافي فيرتبط بقرار جماعي عربي، وبمصلحة وطنية. أمّا عن سيمون كرم «العنيد»، فهو حتماً أكثر تمسّكاً بالمصلحة الوطنية اللبنانية ممّن فاوضوا على الحدود البحرية، وتخلّوا للعدو عن مناطق استراتيجية غنية بالثروات تحت ذريعة موازين القوى، بينما حقيقتها كانت مكاسب سياسية داخلية. وسيمون كرم «الجنوبي» ليس من طلاب المناصب؛ أولاً لأنه ترك الجمل بما حمل سابقاً، وثانياً لأنه ليس بحاجة إلى من يرشده أو يذكّره بحق الجنوبيين في العودة إلى أراضيهم. أمّا التخوين، فالأفضل لأصحاب هذه اللغة الخجل والصمت، وكما يقول المثل: «دود الخل منّه وفيه». ففي استقامته وسيادته الوطنية ما يكفي لأن يواجه مفاوضيه، وأن يستقيل إذا تعارضت الأمور مع قناعاته الوطنية.

 

اصنعوا المال لا الحرب

أمير طاهري/الشرق الأوسط/05 كانون الأول/2025

ترمب يستضيف زعيمَين أفريقيَّين! كان ذلك خبراً هامشياً في أخبار العالم الأسبوع الماضي، التي لا تزال تُهيمن عليها الجهود الرامية إلى وقف الحرب في أوكرانيا. ومع ذلك، بالنسبة إلى أولئك الذين يتابعون الشؤون الأفريقية، جاء الاجتماع الثلاثي في البيت الأبيض كأنه معجزة. بدا الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسكيدي ونظيره الرواندي بول كاغامي عاقدَيِ العزم على إنهاء حرب استمرت عقوداً. أُطلق على المسودة التي أَعَدّها البيت الأبيض اسم «اتفاق السلام والاقتصاد»؛ مما أضفى طابعاً مالياً غير مرئي على صراع تكتنفه مفاهيم واهية مثل «الشرف الوطني» و«السيادة». في سبعينات القرن الماضي، عندما كان الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، في مقتبل شبابه، كان الشعار الذي ألهم كثيراً من الشباب الأميركيين هو: «اصنعوا الحب... لا الحرب!». لم يُجنَّد ترمب في الجيش، ولم يفعل أياً من الأشياء التي نَصَحَ بها معلمو الصوابية السياسية الناشئين وقتذاك. بدلاً من ذلك، حاول كسب المال، ولم ينجح دائماً، لكنه تعلم التمييز بين الملموس وغير الملموس. تعلّم غريزياً أن كسب المال يكون عن طريق إبرام الصفقات، أو - إذا كنتَ تبحث عن كليشيهات شبه أكاديمية - «تأمين المزايا الاقتصادية يمكن أن يُستخدم أيضاً لوقف الحروب». كان نابليون قد سَخِر قائلاً: «فَتِّشْ عن المرأة» بوصفها السبب الجذري لنشوب الصراعات. أعاد ترمب صياغة العبارة لكي تُصبح: «فَتِّش عن المال». لهذا السبب؛ في جميع محاولاته لحل النزاعات؛ من الشرق الأوسط إلى شبه القارة الهندية، مروراً بالقوقاز، وشبه الجزيرة الكورية - وحتى «مشكلة إيران» التي تتحدى كل منطق - دعا ترمب الأطراف الرئيسية إلى الانضمام إليه «لنصبح أغنياء أو أكثرَ ثراء معاً!».

في إحدى الليالي على التلفزيون الفرنسي، سَخِر دبلوماسيٌ سابق من ترمب لـ«تجاهله قواعد وبروتوكولات الدبلوماسية» حتى إنه تفاوض مع قادة أجانب على الهواء مباشرة في البيت الأبيض. كما وَصَفَ الثنائيَّ ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، اللذَّين حلا محل الدبلوماسيين التقليديين والمحترفين بصفتهما مفاوِضَيْن في اتفاقات السلام، بأنهما «غير تقليديين».ومن اللافت للنظر أنه في اجتماع الكرملين بين الرئيسِ الروسيِّ فلاديمير بوتين، والثنائيِّ الأميركي، لم يكن هناك أي أثر لوزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، أو نظيره الروسي، سيرغي لافروف؛ إذ كان بوتين محاطاً بمستشاريه الاقتصاديين.

ولكن، ماذا لو تمكن الثنائي ويتكوف وكوشنر من تحقيق ما عجز عنه الدبلوماسيون التقليديون المحترفون؟

يقول منتقدو أسلوب ترمب إنه يُضفي عنصراً من المصالح الاقتصادية الأميركية على جميع تحركاته ومبادراته الرامية إلى صنع السلام. ما يتجاهله النقاد هو أن إشراك الولايات المتحدة اقتصادياً يمكن أن يكون ضمانة لدوام أي اتفاق للسلام. وبالنسبة إليهم، فإن جَنْيَ الأموال من السلام أسوأُ من جَنْيِهَا من الحرب.

يَسْخَرُ بعض النقاد من ذلك بوصفه بـ«الدبلوماسية العاجلة»، في إشارة إلى مليارات شطائر الهامبرغر السريعة التي يتناولها الناس كل يوم في جميع أنحاء العالم من دون أن يسأل أحد عن عدد الشطائر التي هُضمت. الهدف يكمن في إطعام الجياع. في الغالبية العظمى من الحروب، يتمثل جوهر الصراع في الوصول إلى الموارد التي يمكن أن توفر الأموال اللازمة لحكم البلد. على سبيل المثال، تتصارع الكونغو ورواندا على الموارد المعدنية في غوما وبوكافو؛ «مملكة» ألبرت كالونجي التي كانت تبدو «هزلية» في يوم من الأيام. وللحصول على حصتَيْهما، يتعين على الكونغو ورواندا إنفاقُ جزء من العائدات على الوحدات العسكرية والمرتزقة لحماية الشركات الغربية التي تستخرج وتُسوّق المعادن الثمينة. من شأن صفقة ترمب المقترحة إلغاء الحاجة إلى مثل هذه القوات؛ وهو ما يشبه وقفَ دفع أموال الحماية إلى المافيا. راهِنَاً، هناك ما لا تَقلّ عن 10 حالات حروب ساخنة إلى حد ما في أنحاء العالم: في السودان، يتناحر فصيلان عسكريان في صراع داخلي ضخم مصحوب بمأساة في دارفور. وفي ليبيا، تتناحر 3 فصائل في صراع مماثل على السلطة. وفي الحالتين كلتيهما، يُعَدّ المالُ العاملَ الحاسم، والحصولُ على مزيد منه هو الغرضَ النهائيَّ لجميع الفصائل.

ما يُقدمه ترمب هو طريقة لإقناع الفصائل المتناحرة بأنها يمكن أن تجنيَ مزيداً من المال من خلال تقاسم الموارد بدلاً من إنفاقها على الحرب، حتى لو كان ذلك يتطلب حصول الولايات المتحدة على حصة بصفتها الوسيط! وفي أماكن أخرى، على سبيل المثال في غزة، تُمَكِّنُ الأموالُ التي تُضَخّ من الخارج جماعاتٍ مثل «حماس» من تكريس جميع مواردها للتحضير للحرب، بينما يغطي المانحون الأجانب احتياجات الغذاء والصحة والإسكان والتعليم، بل وحتى الثقافة. قد يبدو الأمر خيالياً، غير أن حلم ترمب تحويل غزة إلى أراضٍ ذات موقع متميز لبناء سنغافورة جديدة على البحر الأبيض المتوسط ينبغي عدم استبعاده بديلاً لحفر الأنفاق والحرب. كما أن روسيا يمكنها كسب مزيد من المال بإنهاء الحرب في أوكرانيا بدلاً من السعي وراء هدف بعيد المنال يتمثل بزرع رايتها في كييف. وفي الوقت الحالي، يعرض بوتين ما يصل إلى 80 ألف دولار لكل مرتزق روسي أو أجنبي مقابل خدمة لمدة 6 أشهر على جبهة الحرب، وذلك لتعويض 1200 قتيل وجريح تتكبدهم القوات الروسية كل أسبوع، وفقاً لأفضل التقديرات. وفي غرب اليمن، يتبرع «المانحون المحسنون» بجزء كبير من تكاليف الحكومة و60 في المائة من الاحتياجات الغذائية؛ مما يمكّن الحوثيين من العمل آلةَ حرب، في حين تُكرَّس الجهود الزراعية لاستنبات القات لمضغه بدلاً من زراعة الأغذية للأكل. في فيلم «حادثة بسيطة» الجديد للمخرج الإيراني جعفر بناهي، يعترف «إقبال»، وهو إيراني كان سابقاً في سوريا «يُدافع عن الحُرمات والمَراقد»، بأنه تطوع لقتل السوريين مقابل المال الذي مكّنه من امتلاك منزل ورعاية أسرته. وكم عدد اللبنانيين الذين ربما انضموا إلى «حزب الله» سعياً وراء «مزايا معينة»، وَفَّرَت لهم - وفق حشمت الله فلاحت بيشه، العضو السابق بمجلس الشورى الإسلامي في طهران - مستوى معيشياً أعلى مما هي عليه الأمور في إيران؟ عندما كان ترمب رجلَ أعمالٍ ناشئاً، غَنّت فرقة البيتلز: «المال لا يشتري الحب!»، بينما كان يُرَدَّدُ: «المال... المال... المال!». أما لحنه المفضل فهو: «المال يمكن أن يشتري لك السلام»! حسناً. ربما.

 

الشعور بحبّ الوطن يحتاج إلى الغذاء أيضاً

د. آمال موسى/الشرق الأوسط/05 كانون الأول/2025

يمكن الافتراض أن كل الأفكار والمشاعر والقيم تسير على خطى الكائن البشري في حاجاته المادية مثل الشراب والمأكل، وفي بحثه الوجودي عن إشباع هذه الحاجات وغيرها. ربما كلمة «الحاجة» هي من كلمات الحياة السريّة، ولكننا لا ننتبه إلى طبيعة النسق الثقافي العربي الذي ننتمي إليه والذي يتميز بنظرة قدسية لعدد من المشاعر والقيم ويتعاطى معها بثبوتية. وصراحة لا تكفي المعرفة النظرية للانتباه إلى الكينونة الحيّة لمشاعر وأفكار عدّة. التجربة في الحياة تمثل مصدراً مهماً من مصادر تراكم المعرفة عموماً، وكذلك في بعدها الذاتي، أي أن لكل واحد منا تراكماً من المعرفة الذاتية نجمعه من تجاربنا وخيباتنا والمحن التي نمر بها. لنضرب مثلاً الحبّ، ألم تثبت تجارب المحبين أن الحبّ يحتاج إلى تلبية حاجات ورعاية مخصوصة كي يستمر أكثر ما يمكن؟ ألم نكتشف من خلال تجارب أفراد المجتمع أن عدم الاهتمام بين الزوجين يقتل مشاعر الحبّ ببطء شديد؟ أليس الفقر وتراكم فواتير الماء والكهرباء ومصاريف تربية الأولاد ودراستهم... كل هذا يُؤدي في حالات عدّة إلى الطلاق، باعتبار أن السبب الاقتصادي هو من أهم أسباب ظاهرة الطلاق، ومن ثم فإن هذا الحبّ لم يستطع في حالات لا تحصى ولا تعد الصمود أمام الإكراهات الاقتصادية، مما يفيد بأن الحبّ يشترط حاجات مادية للاستمرار كي لا يتحول إلى جحيم ولعنة.

المعنى الذي نريد إيصاله من خلال هذا المثال الأقرب إلى تجارب النّاس هو أن المشاعر ليست ثابتة، ولا تمتلك قدرة خارقة للعادة على الصمود في حال استحالة تلبية حاجاتها للبقاء والثبات. كل المشاعر الجميلة وذات القيمة الإنسانية العالية تعطش وتجوع ولا بد من توفير الأكل والشراب لها، ومن دون ذلك فمصيرها الانكسار والموت. بلغة أخرى، فإن للمشاعر غذاء أيضاً، وهي تتغذى منه كي تستمر في الحياة. وكما أن المشاعر السلبية مثل الكراهية والحقد والانتقام تكبر وتنمو بالأفعال السيئة فإن المشاعر الموصوفة بالإيجابية تحتاج أيضاً إلى الغذاء، وهذا ما يفوتنا مع الأسف، وذلك لأن المخيال الثقافي العربي الذي يشكل إدراكنا للمشاعر الكبرى التي نتغنى بها شعراً وموسيقى وفناً وحياة، إنما هي مصاغة على نحو ثبوتي، وننسى أن الشعور بوصفه قيمة ميتافيزيقية شيء، وعند استدعائه بوصفه رابطة في العلاقات التي يقيمها الفرد مع الآخر بأشكاله المتعددة شيء آخر. هذا بشكل عام، إضافة إلى معطى آخر يتمثل في أن المشاعر والأفكار والقيم تتغير درجة أو أكثر من عصر إلى آخر، ومن جيل إلى آخر. فالحبّ القوي اليوم قد لا يساوي أكثر من علاقة عابرة في زمن الحبّ العذري. بيت القصيد في هذا المقال هو أن المشاعر الوطنية، أو حبّ الوطن يحتاج أيضاً إلى الغذاء، وإذا ما عززنا ذلك فإن هذا الحبّ يصاب بالوهن. أعرف أن هذه الفكرة صادمة ولكنّها حقيقية. ومن الوهم الاعتقاد أنه يمكن للمواطن اليوم أن يحافظ على حبّه للوطن، خصوصاً فئة الشباب التي نشأت على قيم الفردانية ومركزية الذات في صورة تيقنهم أن هذا الوطن لا يقدم لطموحاتهم وأحلامهم شيئاً. فالبعد المادي اليوم يهيمن على كل أنواع العلاقات: العلاقة بين الأولياء والأبناء، والزوج وزوجته، والصديق وصديقه، وأيضاً المواطن ووطنه. ما يجعل أي علاقة من هذه العلاقات تستمر هو أن يجد الشعور الغذاء الذي يشبعه. لقد تغير النّاس وتغيرت نظرتهم لتركيبة المشاعر وصياغتها الكيميائية. فانسداد الأفق داخل الوطن يخنق الشعور بحبّ الوطن. والشيء نفسه يفعله الفقر والبطالة وضيق ذات اليد. ذلك أن ذات اليد الضيقة ضعيفة وهشة ولا تقدر على الانخراط في أي مشاعر إيجابية. إن قرار الهجرة والبحث عن أرض أخرى يعني البحث عن وطن آخر. في الستينات والسبعينات وحتى الثمانينات كان السبب الغالب على الهجرة هو الدراسة وإثراء التجربة المهنية، أما اليوم فالسبب الغالب على قرار الهجرة هو البحث عن وطن جديد وحياة جديدة. إنه الرفض المقنع بالهجرة. والنتيجة هو أن الوطن الأصلي الجدير بالشعور بحبّ الوطن يتحول إلى مجرد ذكرى وزيارة من سنة إلى أخرى، وبعد فترة تبدأ وتيرة الزيارات بالانخفاض، مع ما يعنيه ذلك من نوم الشعور الوطني في سراديب الذاكرة، وخروجه من مجال الحياة اليوميّة للفرد. الرّهان: على كل دولة أن تقدم كل ما في وسعها من غذاء للشعور بحبّ الوطن لدى مواطنيها. فالمشاعر الوطنية لا تقتات من نفسها، بل تقدم لها الدولة ما يلبي حاجاتها من حلم وعمل وكرامة وحياة كريمة وإبداع. هكذا يمكن للمواطن أن يحبّ حتى بلاد من حجر، ولا شمس فيها ولا بحر.

 

مشكلتنا مع «الإخوان» أكبر من مشكلات الغربيين!

رضوان السيد/الشرق الأوسط/05 كانون الأول/2025

في تعليقه اليومي المعروف بجريدة «الشرق الأوسط» في 28/ 11/ 2025 نبَّهَنا الزميل مشاري الزايدي إلى أن مشكلة ترمب وأميركا مع «الإخوان» لا تنحصر بالمنع أو الإجازة، بل هي أعقد بكثيرٍ عندهم، وأعقد بكثيرٍ عندنا أيضاً. في عهد أوباما كان بعضهم مستشارين في الإدارة ومع وزيرة خارجيته، هيلاري كلينتون. ومع أنّ دولاً أوروبية وأخرى عربية تمنع «الإخوان»؛ فالسؤال عن الدول الأخرى التي تجيز لهم العمل ولهم فيها تأثير وإعلام وجمهور ازداد الآن، بعد مذبحة غزة، بينما كان ينبغي أن يتضاءل أو ينتهي بسبب التورط والتوريط! أنا مع الزميل الزايدي للجهتين: جهة التساؤل حول تأثير قرارات الدول الغربية على نشاط «الإخوان» ومصائرهم، وجهة التساؤل: ماذا يكون علينا من جانبنا أن نفعل؟ لفت انتباهي إدخال الرئيس ترمب «الجماعة الإسلامية» في لبنان في تنظيمات الحظر إلى جانب «إخوان» مصر والأردن. في مصر والأردن تنظيمات ضخمة والملاحقة عليها شديدة، أما في لبنان فتنظيم «الجماعة» صغير وليس له نشاط فكري بارز، وعندهم مدارس، وقد شارك في انتخابات عدة، وما حصل على أكثر من نائب أو اثنين في كل الدورات. وتفيد بعض المصادر بأنه كان يتلقى مساعدات من التنظيم الدولي، واقترب في السنوات الأخيرة من «حماس» عندما تصاعد نشاطها في لبنان. لكنهم في حرب الإسناد فقدوا عشرات العناصر من «قوات الفجر»، إما بالمشاركة المباشرة أو بالاغتيال كما تفعل إسرائيل مع «حزب الله». فحتى صالح العاروري الذي اغتيل بالضاحية كان معه في مكتبه عناصر من «الجماعة». وهكذا فالمعلومات الضئيلة عن فيدرالية «الإخوان» أو تنظيمهم الدولي صحيحة؛ إذ عند الخطر أو في التخطيط له يلتقي أعضاء في الجماعات الإخوانية للتشاور أو التقرير من عشرات البلدان. وعندنا قاتل إذاً مع الحزب و«حماس» أُناسٌ من لبنان ومصر والأردن، وهم يتلقَّون أمر «النفير العام»، كما في الحركة الواحدة أو التنظيم الواحد في أحد البلدان! ثم الأمر الآخر أنّ كل الحركات الإخوانية وأشباهها صارت في السنوات الأخيرة على علاقة وثيقة وتحالف مع إيران. وعندما نذهب إلى أن مشكلة «الإخوان» عندنا أعقد؛ فليس ذلك بسبب دليل الشعبية بل بسبب الشرعية، كما يقال؛ فمنذ أواخر خمسينات القرن العشرين انتشرت عقائدية الدولة الإسلامية الضرورية لتطبيق الشريعة. وفي الستينات وما بعد صارت هناك شعبتان: عقائدية تطبيق الشريعة باعتبار فقدها بالتغريب وتغيير القوانين - وضرورة استعادة الشرعية للدول القائمة. وهكذا صارت عندنا معهم مشكلتان: مشكلة التحريف في الدين، ومشكلة معاداة الدولة الوطنية. فيما يتعلق بالدين ليست لدى مجتمعاتنا ودولنا مشكلة مع الشريعة. فالشريعة هي الدين، والدين عقائد وعبادات وأخلاق ومعاملات. وكل هذه العناصر سائدة في المجتمعات، ولا شكوى من تعذر التطبيق أو القصور. أما مع صعود الأصوليات (وكنت أسميها الإحيائيات) فما اقتصرت الدعوات على الإصلاح لمواجهة متغيرات الحداثة، بل كانت هناك الدعوة لمغادرة التقليد العريق في العقائد والفقه. وهكذا بعد دعوة تقنين الفقه، جاءت الدعوة لتطبيق الشريعة، وهي شريعة غير تلك التي عرفتها مجتمعاتنا، والتي صار فيها نظام اقتصادي ملزم، ونظام اجتماعي ملزم، ونظام سياسي ملزم، وعلاقات أُخرى مع الحكومات ومع العالم.

منذ سبعينات القرن الماضي وحتى هجمات «القاعدة» في سبتمبر (أيلول) 2001 انتشرت التنظيمات الصغيرة «الجهادية» التي تمارس العنف والاغتيال والتمرد، وعلى حفافيها «الإخوان» الذين كانوا يمارسون تكتيكات المشاركة في مؤسسات السلطات بحجة أسلمتها، أو بحجة الظهور بمظهر من يقبل الدولة والنظام والديمقراطية والدول هي التي لا تقبل ذلك. ورغم ممارسة كل أشكال التحالفات في خضم المعارك الانتخابية يظلُّ بارزاً شعار الإسلام هو الحل! وتظل البدائل متاحة بين الصبر في مواجهة الدولة الوطنية المستنزفة أو الذهاب إلى أفغانستان والبلقان وآسيا الوسطى، أو الذهاب إلى إحدى الدول الأوروبية أو الولايات المتحدة الأميركية(!). ولا حاجة لمتابعة تطورات العقود الثلاثة الأخيرة؛ فهي مخيفة في أعداد ضحايا التطرف، وفي مواجهة «الإخوان» للدول الوطنية، ثم تلك النزعة الفصامية التي بإسلامهم الاحتجاجي استطاعوا نشرها في المجتمعات والدول الغربية. لكن حتى الفصاميات لا تفتقر للصفقات سواء مع الليبراليين أو مع اليساريين، وقد فشلوا مع اليمين الديني وغير الديني لأنه ضد الهجرة! ولنبقَ على حذر. فقد ازدادت شعبيتهم بسبب لواذهم بنموذج «حماس». وقد يزداد التحشيد في حالة الملاحقات الفرنسية والأميركية. وقد سقطت بوتقتا ميونيخ وآخن، لكنّ ملاذ لندن العريق لا يزال قائماً وحاضراً. وعندما نشكو إلى الأتراك من تصرفات زعيمهم يجيبوننا: كونوا عقلاء هل تريدون أن يذهبوا جميعاً إلى طهران؟!

 

التهويل المزدوج .. من أيام 17 أيار !

نبيل بو منصف/النهار/05 كانون الأول/2025

موروثات حقبة الاحتلالات والوصايات التي سحقت لبنان منذ ثمانينات القرن الماضي ، تبدو قدرا ثقيلا لم تقو حقبات ما بعد "تحرير" لبنان جزئيا او كليا منها ، على التخلص من تبعاتها وتداعياتها وأثرها المباشر القابع على القرارات المصيرية للبلاد كلها . لذا لم يكن غريبا اطلاقاً، ان تواكب الخطوة الاختراقية المتقدمة ، البالغة الأهمية في ظروفها وتوقيتها ، التي اقدم عليها الحكم اللبناني بتعيين السفير السابق سيمون كرم ، الشخصية التي تعتبر من ابرز وأصلب وأجدر من يمكن اختيارهم لمهمة يراد لها مواجهة حرب متجددة تهول بها إسرائيل كل لحظة  ، بتهويل من ضفة "حزب الله " ومسيرات ليلية في الضاحية الجنوبية في وقت تستنفر بيئة الحزب في كل مناطق الجنوب والضاحية والبقاع تحسبا للحرب الزاحفة كأنها حاصلة لا محال .

لا تقف الغرابة بعد الكارثة التي استدرجتها الارتباطات الإيرانية ل"حزب الله " على لبنان على ان يمضي الحزب قدما في سياسات غير متصورة في الإنكار او الصلف في التعالي وتحدي إرادات غالبية اللبنانيين والمجتمع الدولي قاطبة ، بل ترانا الان ، غداة الخطوة التي اخترق فيها لبنان الرسمي عبر تكليف السفير السابق سيمون كرم كديبلوماسي سابق رئاسة الوفد اللبناني الذي صار مدنيا عسكريا ، في لجنة الميكانيزم ، الزحف الحربي الحتمي الإسرائيلي على لبنان ، امام صنف "قديم ومحدث" من موروث التهويل الذي يمارسه "حزب الله" ملاقيا التهويل الإسرائيلي إياه في تقويض امن لبنان ومساره المتعرج المعقد نحو الاستقرار . ذلك ان الغضب المعتمل لدى الحزب حيال شخص سيمون كرم السيادي المعروف بمواقفه الحاسمة التي لا تحتمل قفازات ولا حتى ديبلوماسية في التعبير السيادي ، كان يمكن فهمه وتبريره في معرض ظروف عادية او أوضاع تقليدية تبيح ترف التراشق السياسي والإعلامي المألوف حيال ملفات الداخل . اما مسارعة الحزب ، عبر حلقاته المباشرة السياسية والإعلامية والشارعية ، إلى إعلاء نبرة الرفض الإنكاري لما يقوم به الحكم اللبناني بهذه الخطوة التي بالكاد يختبر اللبنانيون طلائعها على أمل ان تشكل احتواء او منعا موقتا للحرب المخيفة التي تهدد بها إسرائيل الحزب إياه وبيئته وناسه قبل كل اللبنانيين ، فمعنى ذلك ان ايران ونظام الأسد البائد لا يزالان ينبضان في الضاحية إلى إشعار آخر .

لعلنا لا نجافي التاريخ والواقع المزري الذي لا يزال يتخبط فيه لبنان ان استذكرنا ما سبق وواكب واعقب اتفاق 17 أيار 1983  في عهد الرئيس اللبناني السابق امين الجميل . أراد الحكم اللبناني آنذاك أيضا تحرير بيروت ولبنان من احتلال إسرائيلي بلغ للمرة الأولى في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي حدود اجتياح إسرائيل لأول عاصمة عربية . أغرق السوريون واتباعهم وطلائع اتباع  النظام الإيراني الناشئون الجدد آنذاك ، لبنان بالدماء لإحراق "اتفاق الإذعان" واحرقوه فعلا ، قبل وبعد الغاء الاتفاق . وكأننا بهم الان يستوحون ذاك التاريخ فيما كل لبنان بات في مهب الكوارث التي تقاسموا مع إسرائيل تبعاتها ، أفعالا وردود أفعال ، وتقديم ذرائع وتبريرها وتبادل التلاعب القاتل بحياة اللبنانيين وأقدارهم ومصائرهم . وها هي المفارقة الفاضحة تتشكل مجددا بين تهويل إسرائيلي بحرب تبقي الإصبع على الزناد وتهويل الحزب على لبنان كله فيما هو بصم قبل سنة تماما على اتفاق قاد لبنان إلى اجتراح مخرج رفع مستوى التفاوض لتجنب الحرب . غير ان الفارق الكبير هذه المرة ، ان التهويل الداخلي على الداخل لم يعد كافيا لستر تمزق هيبة المهولين وتهاويها .

التهويل المزدوج... من أيام 17 أيار!

 

معركة خلافة خامنئي تحتدم في إيران

بهروز توراني (صحفي إيراني)  جنوبية /05 كانون الأول/2025

خرج النقاش، الذي كان محاطًا بالسرية سابقًا حول من سيخلف المرشد الإيراني، علي خامنئي، البالغ من العمر 86 عامًا، إلى العلن، وتحول هذا النقاش إلى مستوى من التهديد العلني تجاه المرشح ورئيس الجمهورية الأسبق، حسن روحاني. وأصبح روحاني محور الجدل حول خلافة المرشد، وهو نقاش يبدو أنه أصبح لا مفر منه بعد الحرب التي اندلعت في يونيو (حزيران) الماضي بين إسرائيل وإيران، والتي شهدها خامنئي من مخبئه تقريبًا، مكتفيًا بالمراقبة من بعيد. وكان الرئيس المعتدل الأسبق، حسن روحاني، قد دعا إلى فتح المجال السياسي في إيران والحد من السياسة الخارجية التصعيدية لطهران، بعد الحرب، ما أثار غضب التيار المتشدد، واعتُبر نقدًا ضمنيًا لسجل خامنئي العسكري والإداري، ووُصفت دعوته بالضعف والخيانة من قِبل معارضيه، الذين يسعون لتشكيل المستقبل بعد خامنئي. وجاءت أبرز الانتقادات من بابك زنجاني، الملياردير الذي حُكم عليه بالإعدام عام 2016 بتهمة اختلاس 2.8 مليار دولار من أموال النفط، والذي تم تخفيف حكمه وإطلاق سراحه مشروطًا هذا العام. وفي 2 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، نشر زنجاني رسالة على منصة “إكس”، لم يذكر فيها روحاني بالاسم، لكن أرفق صورة للرجل المعتدل مع عنوان يلمّح إلى كونه القائد المقبل لإيران.

وكتب زنجاني: “سيحملون هذا الطموح إلى القبر”. وأضاف: “ستُطهّر إيران من الكفاءات الضعيفة، والمسؤولين غير المؤهلين. إيران بحاجة إلى شباب متعلم وكفؤ، وليس إلى حاملي الشهادات المزيفة وغير المستندة إلى أساس”. وكانت هذه الإشارة إلى الشهادات الأكاديمية المثيرة للجدل لروحاني بمثابة تحذير لا يُخطئ فهمه، حتى دون الصورة المرفقة.

لا مفر بعد الآن

لم تكن هذه أول تهديدات ضد أبرز شخصية في التيار المعتدل. فقد جادل النائب المتشدد، كامران غضنفري، مؤخرًا بأن روحاني يجب أن يُحاكم ويُعدم، إذا ثبتت تهم الخيانة الموجهة إليه. ودعّم روحاني الاتفاق النووي السابق (خطة العمل الشاملة المشتركة) عام 2015، الذي انسحب منه لاحقًا الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في ولايته الأولى، وهو ذو خلفية واسعة كمسؤول أمني وسياسي داخل النظام، ويؤيده عدد كبير من المطلعين على الأمور. وتبرز مداخلة زنجاني بين الانتقادات: فملياردير مدان تم العفو عنه من قِبل خامنئي، يتحدث الآن عن الخلافة، وهو ما يعكس ربما نظامًا يفقد قيوده القديمة؛ بسبب تغير الموازين والمخاطر. وقد أعادت مواجهة طهران الحادة مع إسرائيل التكهنات حول إمكانية أن يصبح المرشد البالغ 86 عامًا هدفًا محتملاً. فالحرب والأزمة الاقتصادية، بالإضافة إلى عامل العمر، منحت مساحة غير عادية للتعبير عن الرأي. ويتحدث زنجاني بثقة لم تكن لتتخيل قبل عام، معتمدًا على نفوذ من ساعدوا في إطلاق سراحه، ويركز على منع روحاني فقط، معتبراً رحيل خامنئي أمرًا لا مفر منه. وحتى قبل الضربات الأميركية والإسرائيلية في يونيو الماضي، كان قليلون يجرؤون على مناقشة مسألة الخلافة دون ذكر “لا قدر بالله”. حتى الأكاديمي الإصلاحي، صادق زيباكلام بدأ تصريحاته حول الخلافة بمباركة نمطية: “بعد أن يعيش خامنئي 120 عامًا”، قبل أن يقول بوضوح إن روحاني يعتبر نفسه أكثر ملاءمة للقيادة من أي منافس آخر، بما في ذلك ابن خامنئي مجتبى.

إنها مجرد البداية

بالنسبة لخامنئي، الذي أصبح أقل ظهورًا بعد الحرب، وربما على دراية بتآكل النظام، فإن مثل هذه المناقشات محفوفة بالمخاطر. كما أن الترويج العلني لمجتبى، نجل خامنئي، قد يشير إلى الضعف؛ بينما كبت هذه النقاشات يبرز مدى هشاشة النظام حين يصبح مستقبله معتمدًا على شخص واحد مسن. وبدون وريث محدد- حتى بشكل غير رسمي- يظل النظام هشًا، ويصبح مستقبله رهينة لعدم اليقين والصراعات الفصائلية. وفي وقت يتهيأ فيه الخصوم الخارجيون لاحتمال حرب إضافية، ومع تراجع مستوى المعيشة وتصاعد غضب الشعب، فإن التقدم كزعيم محتمل يتطلب الجرأة والانضباط والدعم الشعبي الواسع، وهي صفات نادرة بين النخبة السياسية الإيرانية. والنتيجة هي صراع خلافة يُدار عبر التلميحات والإشارات غير المباشرة؛ وهو صراع مرير وغامض قد يستمر حتى انتهاء حياة خامنئي، وربما أطول من ذلك.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

بين تهديدات الشيخ نعيم ودبلوماسيته المصطنعة مع الدولة كذبة كبيرة

 جنوبية /05 كانون الأول/2025

من يستمع لنعيم قاسم يخيّل إليه أنّ الرجل يتلو بياناً وطنياً محكماً، فيما هو في الواقع يقدّم عرضاً مسرحياً رديئاً من التناقضات الفاقعة. يبدأ بالحديث عن (الخيار الدبلوماسي) للدولة اللبنانية، ويعلن بكل فخر أنّ الحزب (يؤيد) خطوات الدولة لوقف الحرب وللحظة، يتخيل المرء أن الحزب أخيراً اعترف بأن لبنان دولة وأنه جزء من قرارها لكن ما إن تمر ثوانٍ حتى ينقلب الخطاب على نفسه،يهاجم ممثل الدولة في لجنة التفاوض لأنه (مدني) ويتهم الحكومة بالتنازل المجاني، وكأن ما أُعلن عنه لم يكن بقرار رسمي لبناني شارك في ترتيبه كل من يعرف ويعلم، بمن فيهم الحزب نفسه ورعاته. يتصرف قاسم وكأن إعلان بدء التفاوض و اسم ممثل الدولة بلجنة الميكانيزم وقع عليه كالصاعقة، متفاجئ، مزعوج، مصدوم، بينما الحقيقة التي يعرفها هو قبل غيره أن الاتفاق على التفاوض واسم ممثل الدولة مرّ عبر كل دهاليز السلطة،من الضاحية إلى عين التينة، ومن طهران إلى الدوحة، ومن واشنطن إلى باريس،يعرفونه وهو يعرف أنهم يعرفون وبيئته تعرف أنه يعرف ومع ذلك، يقف بكل ثقة ليؤدي دور الرجل (الذي لم يُستشر)وكأن الدولة قامت بخيانة عظمى بينما الحزب نائم في الليل، غافل عن العالم. يريد دبلوماسية بشرط أن تكون على مقاسه، ويريد دولة بشرط أن تجلس خلفه وتصفّق، ويريد مفاوضات بشرط ألا يجرؤ أحد على الاعتراف بأن الحزب نفسه وافق عليها وباركها ضمنياً

والأبسط من ذلك أن صراخه عن السلاح لا علاقة له بإسرائيل، وهذا ما لم يعد يجرؤ على إنكاره حتى بعض جمهور الحزب،فالتفاوض لم يمسّ السلاح، والحرب ذاتها لم تُخض بسلاح الحزب الذي بقي خلف الخطوط يقدم (دعمًا موضعيًا) بينما الجنوب يحترق. ومع ذلك، يصرّ على أن الحديث عن سلاحه هو استهداف للوجود، بينما الجميع يعرف أن مشكلة سلاحه ليست عسكرية بل سياسية، وأن المواجهة ليست مع إسرائيل  وحدها بل مع واقع داخلي يريد استعادة الدولة من تحت ركام الميليشيا. ثم يقول إن الحزب (يتعاون مع الدولة)بينما هو ذات الشخص الذي يسحب من الدولة حق اختيار ممثلها، ويقرر نيابة عنها ماذا تفعل، وكيف تتفاوض، ومن يتكلم، ومن يسكت. يريد دبلوماسية بشرط أن تكون على مقاسه، ويريد دولة بشرط أن تجلس خلفه وتصفّق، ويريد مفاوضات بشرط ألا يجرؤ أحد على الاعتراف بأن الحزب نفسه وافق عليها وباركها ضمنياً. يصرّ على أن الحديث عن سلاحه هو استهداف للوجود، بينما الجميع يعرف أن مشكلة سلاحه ليست عسكرية بل سياسية، وأن المواجهة ليست مع إسرائيل  وحدها بل مع واقع داخلي يريد استعادة الدولة من تحت ركام الميليشيا

والمفجع المضحك في الآن نفسه أنه يتحدث عن (استهداف المقاومة لأنها مشروع وطني تغييري)بينما العالم كله  من الإقليم إلى المجتمع الدولي  يصنفه منظمة إرهابية. يتجاهل هذا التصنيف لأنه يهدم خطابه كاملاً، ولأن الاعتراف به يعني الإقرار بأن التفاوض الحقيقي ليس بين لبنان وإسرائيل، بل بين لبنان ودول تريد وضع حد لدور حزب مسلّح يجرّ البلاد إلى الهلاك باسم (التحرير) وفي لحظة يأس واضحة، يقرّر أن يهرب إلى الأمام،يهاجم الداخل، يتهم اللبنانيين بالعمالة لإسرائيل، وكأن كل من يعترض على منطق الحزب يجب أن يكون خزانة معلومات للموساد. نفس الخطاب الرخيص الذي هرِم وتآكل، لكنه يُعاد تدويره كلما احتاج إلى تغطية تناقض جديد. ثم يصرخ(لا يستطيع أحد أن ينزع سلاحنا) وطبعاً لا يستطيع، ليس لأن السلاح مقدس بل لأن الحزب يعرف أن السلاح لم يعد موجهاً لإسرائيل بل موجهاً للدولة نفسها. يعرف أنه خسر الحرب سياسياً قبل أن تبدأ عسكرياً، وأن التفاوض (الذي وافق عليه ورضي به )ليس انتصاراً ولا هزيمة، بل اعتراف رسمي بأن الحزب لم يعد يمسك بالإيقاع الإقليمي وحده، وأن القرار الآن بيد دول لا تعبأ بخطاب التحدي ولا بالتهويل الإعلامي. وفي لحظة يأس واضحة، يقرّر أن يهرب إلى الأمام،يهاجم الداخل، يتهم اللبنانيين بالعمالة لإسرائيل، وكأن كل من يعترض على منطق الحزب يجب أن يكون خزانة معلومات للموساد. إن خطاب نعيم قاسم هو محاولة يائسة للحفاظ على صورة صلابة مهشمة، ومحاولة تغطية واقع يعرفه هو قبل غيره فالحزب ليس من يصنع مسار الأحداث الآن، بل يلهث خلف موجات تفاهمات دولية أكبر منه. يحاول بخطاب مرتجل أن يقنع بيئته بأن كل خطوة خارجة عنه مؤامرة، وأن أي إشارة إلى دولة حقيقية هي استهداف، وأن السلاح فوق البشر والقانون والتاريخ.إقرأ أيضا: علي الأمين: تعيين السفير كرم رئيساً لوفد التفاوض هو قرار لبناني فرضته الاعتبارات الداخلية ولا يمكن للحزب أن يقف في وجهه وفي النهاية، كل هذا العنف الكلامي لا يخفي شيئاً فالحزب يعرف أنه مهزوم استراتيجياً، وأن التفاوض لم يغير شيئاً من الحقيقة القاسية، وأن العالم يتعامل معه كتنظيم مسلح خارج الدولة، وأن كل تهديداته وصراخه ليست إلا محاولة لإقناع بيئة لم يعد يملك عليها شيئاً سوى إرث الخوف وأوهام الانتصارات المتخيلة…..

 

رسالة الرّصاص جنوباً: ردّ على اسرائيل وإرباك لليونيفل..والحكومة في الواجهة

 جنوبية /05 كانون الأول/2025

شهد الجنوب اللبناني خلال الساعات الماضية تطوراً لافتاً تمثّل بتقاطع ناري بين الغارات الإسرائيلية من جهة، وحادث إطلاق نار استهدف آلية تابعة لقوات اليونيفيل قرب بنت جبيل من جهة أخرى. وبينما أكدت القوات الدولية أنّ ستة رجال على دراجات نارية اقتربوا من الدورية وأطلق أحدهم ثلاث طلقات باتجاهها من دون إصابات، جاءت لهجة بيانها حادة، معتبرة الحادث “اعتداءً غير مقبول” وانتهاكاً مباشراً للقرار 1701، وداعية السلطات اللبنانية إلى تحقيق فوري. في الوقت نفسه، رصدت اليونيفيل سلسلة من الغارات الإسرائيلية على قرى محرونة والمجادل وبرعشيت، ما وضع الحادثين في إطار مسرح ميداني واحد، تتداخل فيه الرسائل وتتعاظم دلالاتها السياسية والأمنية.

الرسالة الثلاثية من حزب الله

حتى لو لم يعلن حزب الله مسؤوليته عن الحادث، فإن المؤشرات الميدانية وسياسة “الغموض المحسوب” التي يعتمدها تجعل من الصعب فصل ما جرى عن سياق التصعيد الجاري. الرسالة التي التقطتها الأوساط الدولية تبدو ثلاثية الاتجاهات:

1. إلى اليونيفيل: حدود الدور

إطلاق النار على الدورية ليس استهدافاً تكتيكياً بقدر ما هو تذكير استراتيجي. الحزب الذي يتوجس من توسّع مهمات اليونيفيل أو تغيّر قواعد حركتها، يلوّح بخطّ أحمر واضح: لا مساس بالبيئة الحاضنة ولا محاولات لجمع معلومات خارج الاتفاقيات المرسومة. الرسالة هنا ليست لإسقاط القوات الدولية، بل لإعادة ضبط الإيقاع.

2. إلى إسرائيل: الجنوب ما زال مسلّحا

الغارات الجوية التي نفذتها إسرائيل في مناطق انتشار اليونيفيل لم تمرّ بلا ردّ. حتى إن لم يكن الردّ نارياً مباشراً على الجيش الإسرائيلي، فإن خلق توتر مع القوة الدولية يهدف إلى إرباك إسرائيل عبر مشهد ميداني متعدّد اللاعبين، وتعقيد قدرتها على قراءة ما ينتظرها في الساعات المقبلة، فالرسالة هي ان سلاح حزب الله ما زال فاعلا جنوب نهر الليطاني، وتنفيذ القرار 1701 معلق حتى اشعا اخر.

3. إلى الدولة اللبنانية: عدم تجاوز الحزب

برغم أنّ البيان الدولي حمّل الدولة اللبنانية مسؤولية حماية القوات الدولية، فإن الرسالة الأعمق موجّهة إلى الحكومة عشية المفاوضات المباشرة التي انطلقت بين لبنان واسرائيل، التي اثارت جدلا كبيرا بعد قرار رئاسة الجمهورية بترؤس السفير السابق سيمون كرم للوفد اللبناني، ومفاد هذه الرسالة انه لا تفاوض ولا ضبط أمنياً لجنوب الليطاني بمعزل عن الحزب نفسه. وبذلك فان أي خطوة ستُدرس ستكون على وقع ميزان القوى الذي يفرضه الحزب على الأرض، خصوصاً في مرحلة حساسة تتزامن مع اتساع رقعة الاشتباك في المنطقة.

اعادة رسم الحدود

والخلاصة، هي ان ما جرى ليس حادثاً عابراً، بل حلقة في سلسلة رسائل متنقلة بين الأطراف الثلاثة، الحزب، إسرائيل، والدولة اللبنانية. اليونيفيل وجدت نفسها في قلب الاشتباك، والدولة في موقع المتهم بالتقصير، فيما إسرائيل تواصل سياسة القضم بالنار. في المقابل، يعيد حزب الله رسم الحدود الرمزية والعملياتية لدوره جنوباً، في لحظة إقليمية تتسم بالانفجار والتوتر. الحادث إذاً ليس مجرد ثلاث طلقات، بل إشارة إلى أن الجنوب يدخل مرحلة جديدة من “اللعبة الدقيقة”، حيث كل رصاصة تُقرأ كفقرة من بيان سياسي، وكل غارة تحمل ما هو أبعد من هدف عسكري.

 

الرئيس اللبناني: مصممون على تنفيذ حصرية السلاح ...وفد مجلس الأمن في بيروت والجنوب لمراقبة تطبيق القرارات الدولية

بيروت/الشرق الأوسط/05 كانون الأول/2025

بدأ وفد سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي زيارة إلى بيروت، حيث التقى المسؤولين، في توقيت بالغ الأهمية، وسط مساعٍ لإعادة تثبيت الاستقرار ومنع الانزلاق إلى مواجهة مفتوحة، فيما يسعى المجتمع الدولي إلى تقييم التقدم المحقق لجهة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار. وفي هذا الإطار، شدّد الرئيس اللبناني جوزيف عون أن «مسألة حصر السلاح تشكّل هدفاً، ونحن مصممون على تنفيذه ولا رجوع عنه»، فيما جدّد رئيس البرلمان نبيه بري رفضه «التفاوض تحت النار»، ودعا رئيس الحكومة نواف سلام المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار وإلزامها تنفيذ القرار 1701 كاملاً.

عون: الحروب لا تؤدي لنتائج إيجابية

وخلال لقائه الوفد، الذي يزور يوم السبت جنوب لبنان، لمعاينة التقدم في تطبيق وقف إطلاق النار، أوضح عون أن «لبنان اختار التفاوض مع إسرائيل لتجنيب البلاد جولة جديدة من العنف». وأشار إلى أن تعيين كرم على رأس الوفد اللبناني يهدف إلى تفعيل هذا المسار، مؤكداً أن التقدم في المفاوضات مرتبط مباشرة بجدية الموقف الإسرائيلي. وشرح أن «الهدف من المفاوضات هو وقف الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية، واستعادة الأسرى، ووضع جدول زمني للانسحاب من المناطق المحتلة، وتصحيح المختلف عليه على الخط الأزرق». وكان عون قد أبلغ مجلس الوزراء أن اللجنة المكلفة متابعة وقف إطلاق النار ستعاود اجتماعاتها بحضور المندوبَين المدنيَّين اللبناني والإسرائيلي، ابتداء من 19 الشهر الحالي، مشدداً على أن الهدف الأساسي لهذه الاجتماعات هو «حماية لبنان وتثبيت الهدوء».

لدعم الجيش اللبناني

وأكد عون «أن الجيش اللبناني ينتشر جنوب الليطاني منذ إعلان وقف الأعمال العدائية، وينفذ كامل مهامه رغم الصعوبات واستمرار الاحتلال الإسرائيلي». وشدّد على «أن مهمات الجيش لا تقتصر على جنوب الليطاني فقط، بل تشمل حفظ الأمن على كل الأراضي اللبنانية، الأمر الذي يوجب تقديم الدعم للجيش ليتمكن من الاستمرار في مهماته»، محذراً من أن غياب هذا الدعم قد يفتح الباب أمام الفوضى.

تنسيق بين الجيش و«اليونيفيل»

كما لفت إلى التنسيق «المثالي» بين الجيش و«اليونيفيل» في تطبيق القرار 1701، معرباً عن رغبة لبنان في استمرار وجود قوات دولية مساعدة بعد الانسحاب المقرر لليونيفيل في نهاية 2027، وموضحاً أن دولاً عدة أبدت استعدادها للإبقاء على جزء من قواتها في الجنوب. وأكّد عون أن عودة الأهالي إلى بلداتهم وإعادة بناء ما دمرته العمليات العسكرية تشكلان أولوية قصوى، داعياً المجتمع الدولي للمساهمة في هذه الجهود. وجدّد تشديده على أن حصر السلاح هدف وطني لا تراجع عنه، وأن لبنان لا يريد الحرب...

لمراقبة تنفيذ القرار 1701

وكان مندوب سلوفينيا السفير صامويل زبوغار تحدث في مستهل اللقاء، مؤكداً التزام المجلس بالاستقرار في لبنان والمنطقة، ودعم سيادة واستقلال لبنان السياسي. وقال: «إن المجلس ينظم المداولات حول الوضع في لبنان وعلى طول الخط الأزرق»، مضيفاً: «نأتي إلى بيروت في وقت محوري، من أجل تنفيذ القرار 1701، وتنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية».

بري: لا يجوز التفاوض تحت النار

من جهته، أكّد رئيس البرلمان نبيه بري أنه «لا يجوز ومن غير المقبول التفاوض تحت النار»، محذراً من «أن استمرار إسرائيل بالحرب والعدوان يجدد هذه الحرب». واستمع بري إلى مواقف ممثلي الدول في مجلس الأمن خلال اللقاء بهم، وأجاب بإسهاب عن مراحل القرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار وظروفه وموجبات تطبيقه ودور قوة الطوارئ الدولية. وأكد «أن الاستقرار في الجنوب يستلزم التزام إسرائيل بالقرار 1701 وباتفاق وقف إطلاق النار وحربها الأحادية على لبنان». وفي تصريح مقتضب إثر اللقاء مع بري، قالت أورتاغوس إن «شخصيّة السفير سيمون كرم تعطي انطباعاً جيداً»، واصفة اجتماعات الميكانيزم بأنها «أفضل لأنها ضمّت مدنيين».

سلام: لقوة أممية في لبنان بعد انتهاء مهمة «اليونيفيل»

وخلال لقائه الوفد، شدّد رئيس الحكومة نواف سلام على «حاجة لبنان إلى قوة أممية مساندة بعد انتهاء ولاية اليونيفيل، ما يساهم في تعزيز الاستقرار في الجنوب». وطرح إمكان «أن تعمل هذه القوة تحت إطار هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة، أو أن تكون قوة حفظ سلام محدودة مشابه لقوة (إندوف) العاملة في الجولان». وشدّد سلام على «ضرورة الضغط على إسرائيل للإيفاء بالتزاماتها بوقف الأعمال العدائية». وعرض أمام الوفد مقاربة الحكومة القائمة على الإصلاح والسيادة، مؤكداً التزامها بالمضي قدماً في تنفيذ الخطط الإصلاحية وبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها بقواها الذاتية. كما أكد أعضاء الوفد حرص دولهم على دعم الاستقرار في لبنان عبر التطبيق الكامل للقرارات الدولية، مشيدين بعمل الحكومة، ولا سيما ما يتعلّق بحصر السلاح بيدها.

 

رجّي لأورتاغوس: مستعدّ للقاء عراقجي لكن خارج إيران

المركزية/05 كانون الأول/2025

علم موقع mtv أنه في خلال اللقاء الذي جمع وفدا من ممثلي دول مجلس الامن مع وزير الخارجية يوسف رجّي، توجّهت الموفدة الاميركية مورغان أورتاغوس بسؤال إلى رجّي عمّا إذا كان مستعدا لتلبية دعوة وزير خارجية إيران من أجل عقد لقاء في طهران، فأجاب رجّي على الشكل الآتي: "لقد وصلتني الدعوة أيضا من خلال رسالة مكتوبة وُجهّت إلى الوزارة، وأنا كنت أعربتُ خلال مقابلة تلفزيونية قبل أيام عن استعدادي للقاء وزير خارجية إيران في أي دولة محايدة، وهذا ما انا لا أزال مستعدا للقيام به، فانا منفتح على كل الدول باستثناء تلك التي تتدخل بشؤون لبنان، وبالتالي فإن الظروف الحالية لا تسمح بأن يتم هذا اللقاء في إيران، وبالتالي لن ألبّي الدعوة، إلا انني مستعدّ للتواصل معه من أجل اللقاء في بلد آخر".

 

قاسم: حزب الله لن يوافق على نزع سلاحه.. وتعيين مدني للتفاوض سقطة

المركزية/05 كانون الأول/2025

أشار الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن "الدولة اللبنانية قررت حصر السلاح ولا علاقة للخارج كيف نتفق داخلياً ونتعاون مع الدولة ونؤيد خيارها الدبلوماسي لوقف الحرب"، مشيرا الى ان "حزب الله لن يوافق على نزع سلاحه والحدود التي يجب أن نقف عندها في أي اتفاق مع العدو ترتبط بجنوب الليطاني حصراً". وأضاف "على الحكومة اللبنانية إظهار "بطولاتها" بدءا بوقف العدوان ومستعدون للتضحية حتى النهاية ولن نستسلم"، معنبرا أن "تعيين لبنان لـ"مدني" بلجنة رقابة وقف النار مخالف للقانون وتنازل مجاني وسقطة إضافية للحكومة"، مضيفاً: "على الحكومة دراسة خطواتها جيداً قبل غرق السفينة بالجميع". خطاب قاسم: كلام قاسم جاء في المهرجان الذي أقامه الحزب "نَجيع ومِدادٌ" تعظيما للعلماء الشهداء على طريق القدس وأولي البأس، حيث أشار الى "ان هذا الاحتفال المميز نحاول من خلاله التعرف على هذا الاتجاه العظيم الذي أثر في حياتنا"، وقال :نلتقي وفاء للعلماء الشهداء الذين جاهدوا بأنفسهم وأموالهم وكل شيء وأعطوا كل ما عندهم". وشرح  ان "المهرجان هو مهرجان "نجيع ومداد"، النجيع هو الدم والمداد هو الحبر، وقال ان دماءهم  أينعت في وقت قطافهم، هم زراع الأرض ومطر السماء. المعمون الشهداء بلغ عددهم 15 عالما والشهداء الطلبة من طلبة العلوم الدينية بلغ عددهم 41 والشهداء من أبناء العلماء بلغ عددهم 39". وقال :"اليكم مني عهد الاستمرار وبشائر المستقبل ومن المقاومين عهد الثبات والنصر ومن الاهل وكل المحبين، عهد الصمود والوفاء والعزة. لا بد أن نذكر العالمين الجليلين الشهيدين السيد عباس الموسوي والشيخ راغب حرب كطلائع في هذه المسيرة".

وأكد ان "الجهاد أساس في منظومتنا الاسلامية التي نتربي عليها"، وقال :"نحن في حالة جهادين جهاد النفس وجهاد العسكر. وقدّم العلماء أنفسهم شهداء وأولادهم شهداء وهم في الصفوف الأمامية".

ولفت قاسم الى ان "فوجئ الكثير في لبنان وخارج لبنان كيف استطاع حزب الله ان يشق طريقه"، معتبرا ا"ن علماءنا نجحوا  في بناء الأصالة والعزة والحياة الطيبة ووجئوا بالتفاف الناس والشعب حول حزب الله لأن هناك تجربة صادقة أمينة مخلصة". أضاف :"عملنا كحزب الله على الالتزام بثوابت الاسلام وعملنا على الجهاد ومكارم الاخلاق وآمنا بالكلمة السواء و تربينا على حب الوطن وآمنا بالحرية بحرية الاختيار واقامة الدولة والتعبير". وتحدث عن المقاومة، فقال :"يريدون مواجهة المقاومة لانها تطرح مشروعا فيه وطنية واستقلال وعزة واخلاق وهؤلاء لا يريدون لنا ان نعيش هذه الحياة"، مضيفا :"حزب الله استطاع أن يقدم هذا النموذج الراقي والمؤثر وان يعطي تجربة مميزة على الصعيد الوطني كانت محط انظار وبالتالي اصبح العالم المستكبر يريد القضاء على حزب الله". وأكد ان " هذه هي التعاليم التي عملنا على أساسها والتي ثبتها علماؤنا وكان لهم الفضل الكبير بالترويج والتأسيس لهذا المسار"، وقال :" استطاع حزب الله ان يبني علاقة مع أهم تيار مسيحي في سنة 2006 مع "التيار الوطني الحر"، حيث استطاع ان يعطي نموذجا لتحالف بين "حزب الله" وقوة مؤثرة على الساحة المسيحية".

واعتبر ان "حزب الله في تجربته لم يكن معزولا وكان دائما متعاونا ويفتح اليد وأعطى تجربة رائدة، وهذه أغاظت المستكبرين". وتطرق قاسم الى رسالة "الحزب"لقداسة البابا لاوون الرابع عشر " وقال :واجهوا الرسالة لانهم وجدوا انها دخلت الى القلب وأثرت أثرها فأرادوا تشويه الصورة لكنهم لن يقدروا ".

أضاف :"حزب الله" أصدر بيانًا الى البابا وإذ بحملة تقوم بها بعض الجهات المنزعجة وتواجه البيان لماذا قمتم بذلك؟ وأشار قاسم الى ان "التربية التي نعطيها في كشافنا ومدارسنا هي التجربة التي تبرز على صعيد الاستقامة وعلى الصعيد الوطني والتعاون مع الجميع".  وقال :"من الذي يريد تشويه صورة شعب غني بقوته وبمعنوياته وبوطنيته وبرغبته أن يكون في الموقع العزيز وبمقاومة بذلت الدماء وضحت من أجل الوطن".

وأكد قاسم "ان كل هذه السهام ستتكسر وستزيدنا عزيمة وقوة وطاقة لاننا جماعة آمنا بالله وتربينا على ايدي العلماء الربانيين". وقال :"لا يتصدى أحد لاعطاء شهادات وطنية وهم بحاجة الى من تبرأتهم من تاريخهم السيء وجرائمهم والحرب الاهلية". وأعلن قاسم اننا "نتعاون مع الجميع لبناء الدولة وتحرير الارض وصحيفة أعمالنا تثبت ذلك ولا ننتظر شهادة من أحد ولا نعطي شهادة لأحد". وسأل قاسم : كيف ننظم الخلاف السياسي؟ يُفترض ان ننظمه بحسب الدستور والقوانين ضمن اطار ان الخلاف الداخلي هو في اطار تحسين شروط الدولة". وقال :"الانتخابات النيابية تبرز الامور بحقيقتها وهي حاكمة". وأكد ان "هذا العدو عدو توسعي ولم يلتزم بالاتفاق وهناك اعتداءات دائمة وهي ليست من اجل السلاح الموجود في حزب الله بل من أجل التأسيس لاحتلال لبنان بشكل تدريجي ورسم "اسرائيل الكبرى" من بوابة لبنان". وقال :"الحدود التي يجب أن نقف عندها في كل علاقاتنا كدولة لبنانية مع العدو "الاسرائيلي" هي حدود الاتفاق". وأعلن ان "علاقة لاميركا بالسلاح واستراتيجية الدفاع وبخلافات اللبنانيين"، مجددا القول :" لا يوجد شيء اسمه بعد جنوب الليطاني وكل الامور الاخرى لها علاقة باللبنانيين بين بعضهم البعض". وسأل : "هل تقنعونا ان القصة فقط نزع السلاح ويحل الوضع في لبنان؟" وقال :هم يريدون الغاء وجودنا ...يريدون نزع السلاح وتجفيف المال ومنع الخدمات واقفال المدارس والمستشفيات ويمارسون منع الاعمار والتبرعات ويهدمون البيوت ...سنحفظ العهد وامانة الشهداء ولن نتراجع وسنكون الى جانب أهلنا وجرحانا اسطورة التضحية. وأكد قاسم "سيكون بأسنا أشد وأشد ولن نستسلم .. سندافع عن انفسنا واهلنا وبلدنا ونحن مستعدون للتضحية الى الاقصى ولن نستسلم". أضاف :"لا يستطيع احد في العالم ان يمنع من قدرة الدفاع وهذا محسوم وليجربوا في أمور اخرى مع المهزومين". وأعلن "لن نعير خدام "اسرائيل" اهمية وسنهتم بمن يريد ان يسمع من مواطنينا والقوى السياسية ونناقش ونتعاون في اطار البلد الواحد في اطار استراتيجية دفاعية نتفق عليها وهذا الإطار الوحيد المفتوح". وقال :" نحن كحزب الله قمنا بما علينا ومكّنا الدولة من فرض سيادتها في اطار الاتفاق وتأكدوا انهم لا يستطيعون شيئا عندما نتوحد. وعن تكليف موفد مدني  للانخراط في لجنة "الميكانيزم "، قال قاسم :"هذا الاجراء هو سقطة اضافية تضاف الى سقطة 5 آب. واسرائيل تريد ان تقول انها تريدكم تحت النار. ورأى انه "بذهاب الوفد المدني زاد االضغط والعدوان"، متوجها الى المسؤولين :"قدمتم تنازلا مجانيا ولن يغيّر من موقف العدو ولا من عدوانه"، وقال :"مشاركة وفد مدني في لجنة الميكانيزم هو مخالف لأن الشرط كان وقف الاعمال العدائية من جانب العدو".وقال :"التماهي مع "اسرائيل" يعني ثقب السفينة وعندها يغرق الجميع"

انطلاق المهرجان: وكان المهرجان انطلق بعرض تصويري يروي أهل النجيع والمداد من إعداد  الإعلام الحربي في الحزب. وألقى كلمة الحوزات العلمية الشيخ موسى سويدان مدير حوزة أهل البيت في مدينة بنت جبيل، وقال :"أنتم أيها الشهداء الكرام فعلتم ما عليكم وعندما رأيتم أن حفظ الدين والأرض والشريعة لا يكون الا ببذل الدماء فبذلتم لأجل أن تؤدوا ما عليكم من أمانة وعهد". وأكد سويدان "ان شهداءنا العلماء اقتدوا بالنبي وأهل بيته، فوقفوا بشموخ أمام الانحراف ورفعوا راية الهداية لانقاذ الأمة".، لافتا الى ان الشهداء أدوا ما عليهم ودخلوا يوم القيامة تحت الباب الذي يكتب على أعلاه أصحاب الأمانة الموفون بالعهد".  وقال :"إننا على العهد ،هو عمل بالقول الذي نؤمن به. بقي علينا أن نؤدي الأمانات التي نعتقد أننا سنسأل عنها يوم القيامة ماذا صنعنا بها".

 

لقاء الهوية والسيادة يدعو السلطة الدستورية اللبنانية أن تلتقط الفرصة الذهبية التي أعطاها إياها قداسة الحبر الأعظم في زيارته للبنان وتقتحم حواجز الحوار والسلام دون تردّد أو خجل،

وطنية/05 كانون الأول/2025

توقّف لقاء الهوية والسيادة عند الارشادات التي أرسلها قداسة البابا لاوُن الرابع عشر في كلماته التي ألقاها خلال زيارته الاستثنائية التي وضعت صورة لبنان الرسالة ودوره كصانع للسلام تحت المجهر الدولي، مؤكّدًا على أهمية المصالحة مع الذات ومع الآخر تمهيدًا لمستقبل مشترك يُزيّنه سلام داخلي، سلام مع الخارج، وحلم لبنان الموحّد، معلنًا في لحظة المغادرة:

" يا لبنان، قُم وانهَض! كن بیتًا للعدلِ والأخوّة! كن نبوءةَ سلامٍ لكلّ المشرق"..

وفي هذا الاطار، يعتبر اللقاء أنّ اتفاق الطائف أوقف الحرب الداخلية بقوّة الاحتلال السوري، اختلف اللبنانيون على تفسيره وزوّروا معناه متسلحين بسطوة الوصاية وبسلاح الرشوة اللذين أسسا لثقافة فساد لا تزال تغزو حياتنا اليومية حتى اليوم،

رغم ذلك تجاوز اللقاء السلبيات المتراكمة وعرض على مختلف القوى السياسية الوازنة، رؤية جديدة للبنان: دولة "مدنية لامركزية حيادية" تهدف إلى إعادة الروح والحياة لاتفاق الطائف بعد عقدين على موته السريريّ خلال عهود الوصايات الإقليمية والدولية في آن.

كما حاول اللقاء من خلال وثيقته معالجة الشعور بالغبن عند المسلمين والشعور بالقلق عند المسيحيين من أجل التأسيس لمصالحة وطنية صلبة تُحَصّن الوطن في زمن تموضع المشرق من جديد، وتلاقي السلام قبل أن يُفرض علينا سلام الآخرين.

لذلك، يدعو اللقاء السلطة الدستورية اللبنانية أن تلتقط الفرصة الذهبية التي أعطاها إياها قداسة الحبر الأعظم في زيارته للبنان وتقتحم حواجز الحوار والسلام دون تردّد أو خجل،

 ففترات السماح التي كسبها لبنان لم تُنقذ وجوده، وتعيين السفير كرم رئيساً للجنة التفاوض قد يُعطينا فترة سماح إضافية تنتهي مفاعيلها خلال أسابيع إذا لم نتخلى عن لغتنا المتحجّرة ونطوي زمن الانصياع إلى غير رجعة.

يدعو اللقاء أيضًا فخامة رئيس الجمهورية لرعاية حوار وطني يشارك فيه السياسيون والقوى الحية في المجتمع المدني للتفاهم على العناوين الأساسية التي يجب أن تقوم عليها سلامة لبنان ووحدته،

 كما يدعو إلى فتح أبواب مجلس النواب لإدارة حوار موازٍ ليس فقط بين النواب الملتزمين بقوى المنظومة منذ ثلاثة عقود بل ليضمّ القوى الحية في المجتمع اللبناني لتتشارك معهم من خلال لجان مشتركة للدراسة والبحث والتخطيط من أجل اكتشاف طرق الخلاص، وطريق الخلاص واحدة: دولة مدنية تلتزم الشفافية، تؤمن بثقافة الحياة، وتعيش ثقافة السلام التي وحدها تعطي للبنان معناه الحقيقي كوطن يرعى العدالة والمساواة بين أبنائه، الحياة للبنان.

 

توقيف الكوميدي ماريو مبارك عند دخوله مطار بيروت آتيًا من كندا

 جنوبية /05 كانون الأول/2025

أفادت معلومات قناة “الجديد”، بأنّ “الأمن العام اللّبناني أوقف الكوميدي ماريو مبارك، عند دخوله مطار بيروت الدولي آتيًا من كندا”. وكان قد أثار مقطع فيديو من أمسية “ستاند أب كوميدي” قدّمها مبارك منذ أشهر، يتناول فيه يسوع المسيح وقيامته وتلامذته، موجةً من الاستنكار لما اعتبره كثر تطاولًا على شخص المسيح وإساءة للدّين المسيحي ولحدث القيامة. في هذا الإطار، أعرب مدير المركز الكاثوليكي للإعلام المونسنيور عبدو أبو كسم، عن استنكاره “ما ورد في أحد الفيديوهات من تطاول على شخص السيّد المسيح، وما صدر عن المدعو ماريو مبارك في مشهد تمثيلي من كلام يسيء بشكل مباشر إلى أقدس حدث مسيحي، وهو دفن المسيح وقيامته، اللذان يشكّلان جوهر الإيمان المسيحي ومعناه الرّوحي”.

 

تغريدات مختارة من موقع أكس

تغريدات مختارة لليوم 05 كانون الأول 2025

السفارة الأميركية في بيروت

كان للسفير ميشال عيسى شرف الانضمام إلى لبنان في الترحيب بقداسة البابا لاون الرابع عشر. إن زيارة الحبر الأعظم تُجسّد تقديراً لتاريخ لبنان العريق وثقافته النابضة وروح شعبه الصامدة. ننضمّ إلى البابا في العمل من أجل العيش المشترك والسلام في المنطقة.

 

السلام المنقوص .

طوني ابوجمرة/فايسبوك/05 كانون الأول/2025

السلام حالة حضارية تدفع الأمم نحو تحقيق الأفضل على كافة مستويات الحياة وتعزز دور الانسان الخلاق والمبدع في ظل مناخ من الحرية المسؤولة والكرامة الإنسانية المصانة وتعطي للفرد والجماعة رفاهية العيش والحياة الآمنة . السلام المنشود في لبنان قد يبقى سلاماً موجهاً بين الأنظمة ولكنه لم ولن يلامس على الإطلاق سلام النفوس المتألمة .السلام الداخلي يبدأ عندما تعم العدالة ويساق المرتكبون إلى المحاكم ويأخذ المظلوم حقَّه من الظالم والمعتدى عليه من المعتدي والمقتول من القاتل والمسروق من السارق والمُغْتَصَب الارادة من المُغْتَصِب والمغدور من الغادر والمبعد من الجائر وعندما يسود الحق وينكفئ الباطل ، وبعد كل ما جرى في لبنان من إثم وخيانة وفظائع فلا يصح اعتماد مبدأ عفى الله عن ما مضى كما يعتقد البعض ، وقبل ان تسود العدالة وتنتظم امور الدولة وتطبَّق القوانين بحرفيّتها دون اي استنسابية او انتقائية او استثناء فلا امل في سلام النفوس وسيكون السلام منقوصاً مشوهاً وغير قابل للإستمرار .في حال وصلت الامور إلى السلام … فسيكون لبنان الغارق في الدين العام والفساد الذي طاول كافة قطاعات الحياة عرضة للاجتياح الاقتصادي والرضوخ التام لما قد يملى عليه في حالة من الضعف والترنح اشبه بصراع البقاء .

من المعروف تاريخياً ان ثمار السلام يقطفها الأقوياء وقشورها تبقى من نصيب الضعفاء المتخاذلين … وان آلت الأمور لتجدد الحرب كما يشير المشهد العام فستكون الكلفة باهظة والخسارة كيانية وجودية للبنان وشعبه المأساوي المسار . ان الذين اتت بهم الحروب والفوضى إلى مواقع المسؤولية لا مصلحة لهم بصنع السلام ولا قدرة لهم على تحقيقه لانه نقيض ما يتقنون …

 

الفراد ماضي

خلينا نعمل مقارنة بين الطريق يلي سلكا بشير الجميل، طريق لبنان الحلم والطريق يلي سلكتو انتو، طريق ايران-حزب الله:

- بشير الجميل كان بدو يعمل دولة لكل اللبنانيين وانتو بدكن تعملو دويلة ولاية الفقيه...

- بشير الجميل شحط منظمة التحرير وسوريا وكان بدو يحرر كل لبنان وانتو خليتو ايران وسوريا يحتلو كل لبنان...

- بشير الجميل عمل دولة المواطنة ب ٢١ يوم وانتو خربتو الدولة بكل مؤساساتا وهدّيتو ركائز لبنان...

- بشير الجميل وقت حكم شقفة من لبنان صارت جنة ومثل يحتذى فيه ومرتع للحرية، لدرجة صارو يجو من غير مناطق حتى يقضو فرصن بمناطقنا، وانتو لمن حكمتو هجرتو اللبناني ونكلتو بالناس يلي ضدكن واغتلتو كل الناشطين يلي ما بيوافقوكن الرأي واكيد اختفيت الحرية...

- بشير الجميل منع احتلال كل لبنان من منظمة التحرير و حرر الاشرفية وزحلة من السوري وانتو دعمتو المحتل اكان اسمو سوريا او ايران ولم تزالو...

- بشير الجميل كان عم ب حرر لبنان من الفلسطيني والسوري وبدو يحافظ ع كرامة الانسان وانتو دعستو ع كرامة اللبناني وجبتو الاسرائيلي يحتل لبنان وكنتو السبب بهدم الجنوب والضاحية والبقاع وتهجير شعبو، والحبل عالجرار...

- بشير الجميل ثقافتو ثقافة الحياة وانتو ثقافتكون ثقافة الموت...

ايا احسن شيخ؟ وانتو حكمو يا ناس!

الافضل تسلمو سلاحكن وتتضبضو...

وألا تحملو وحدكن نتايج يلي رح يصير فيكون!!!

 

نوفل ضو

وضع نبيه بري في لبنان كوضع محمد السوداني في العراق. ‏وافق بري على تعيين السفير سيمون كرم للتفاوض مع اسرائيل لكن ايران اجبرته على نفي معرفته المسبقة! ‏وادرج السوداني حزب الله والحوثيين على قائمة الارهاب لكن ايران اجبرته على التراجع!

‏ايران لم تعد قناعة شيعية بل امراً مفروضاً بالقوة!

 

نوفل ضو

‏الامين العام لحزب الله نعيم قاسم يمعن في الانقلاب على الدولة ومؤسساتها الدستورية، ويعريها من صدقيتها في الوفاء بالتزاماتها الدولية، ويصرّ على عصيان قراراتها السيادية، ويرفض تسليم سلاحه!

‏من دون استعادة الدولة سلطتها سيبقى موقعها التفاوضي ضعيفا لأنها عاجزة عن الالتزام باي اتفاق!

 

كمال ريشا

بيبقى صويحف بيبعتلك :سأكون ضيف الإعلامية (صويحفة متلو) يوم كذا الساعة كذ، بيضل يذكرك برسائل يومية حتى ما تنسى تحضره ويوم المقابلة بيكثف الرسائل بتخلص المقابلة بيعتلك رابط ولينك لمن فاته

هيدا اذا ما دحش الغاليري بتلفونك بصوره بوضعيات مختلفة

هودي شو فينا نعمل معهم ؟

 

جورج قاقوري

قول الرئيس نبيه_بري انه لم يكن يعلم بشأن تعين السفير كرم المحنك سياسياً وليس فقط ديبلوماسياً وأن مهمته تقنية بحتة غير سياسية إستخفاف بعقول اللبنانيين وكأنه يريد كرم "شاهد ما شافش حاجة". بري يسعى لتقديم "حسن سلوك" أمام جمهور الثنائي الذي يتلقى الصدمة تلو الاخرى...

 

الصحافي سامي كليب

"زمن السلاح انتهى"... كليب يكشف معادلة جديدة ضد حزب الله

كتب الصحافي سامي كليب، على حسابه عبر منصة "إكس"، أنّ خطاب الرئيس جوزاف عون الأخير قبل زيارة البابا، والذي أشار فيه إلى استعداد لبنان للذهاب أبعد من الاتفاقات السابقة والحالية مع إسرائيل في حال انسحبت ورسمت الحدود وأفرجت عن الأسرى، كان تمهيدًا لخطوات أخرى، من بينها تعيين السفير سيمون كرم في لجنة الميكانيزم للتفاوض مع إسرائيل. وأشار إلى أن هذه الخطوة التي تحظى بمباركة الرئيس نبيه بري وفق تصريح الرئاسة اللبنانية اليوم، ترافقت مع موقف رئيس الحكومة نواف سلام الذي قال: "لن نسمح بمغامرات تقودنا إلى حرب جديدة".

وبحسب كليب، فإنّ ذلك يعني بصورة أوضح أنّ حزب الله بات بين دولة تقول له إنّ زمن السلاح انتهى، وعدو يهدده بالقضاء عليه إذا ردّ مرة، وأصوات داخلية ترتفع ضده، ودولة سورية مناهضة وتحظى برعاية عربية ودولية ومستعدة للانخراط ضده تحت لواء التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، وإيران مترددة وراغبة في التفاوض لا في الحرب. وتناول كليب احتمالات ردّ حزب الله، موضحًا أنها قد تشمل: تمرير المرحلة بأقل الخسائر الممكنة، خصوصًا أن انخراط الرئيس بري يعني إدراكه لخطورة ما يُعدّ للحزب ولبنان؛ أو التحرك عسكريًا تحت ذريعة الرد ووقف المسار التفاوضي مع خطر مواجهة كبرى تطال الحزب وبيئته؛ أو تحريك الشارع الرافض للتفاوض ومحاولة رفع النقمة على رئيس الحكومة داخل بيئته؛ أو إعلان التحفظ والرفض لأي تفاوض مباشر من دون الذهاب أبعد من ذلك. ورجّح كليب ألّا يتجه الحزب إلى التصعيد العسكري نظرًا لاعتبارات عدة، أبرزها الحاجة إلى تنسيق كامل مع إيران، إضافة إلى تغيّر موازين القوى.

وتوقف كليب عند سؤال اعتبره الأبرز: هل استعداد لبنان للتفاوض بعد كل ما قامت به إسرائيل سيؤدي إلى إقناع بنيامين نتنياهو بالانسحاب وترسيم الحدود وإطلاق الأسرى؟ ورأى أن ذلك غير مرجّح. لذلك، اعتبر أن تمرير هذه المرحلة بأقل الخسائر الممكنة، والسعي لسحب البساط من تحت أقدام نتنياهو، ثم تحميله المسؤولية إذا قطع يد السلام الممدودة إليه، هو الخيار الأفضل حاليًا، حتى مع القناعة بأنّ إسرائيل ستواصل استهداف مسؤولي وعناصر الحزب. واختتم كليب بالقول إنّ هذا على الأرجح جوهر اتفاق عون–بري–سلام للتحاور مع المجتمع الدولي، معتبرًا أنّ لبنان يعيش مرحلة صعبة تُطوى من موقع الضعف لا من موقع القوّة، وأنّ هذه المرحلة لن تكون سهلة على بيئة الحزب.

 

نديم بستاني

كل التضامن مع المحامي أنطوان سعد، بحيث أن ملاحقته من أجل أرائه السياسية، ولو مهما بدت متشددة، هو من باب الإضطهاد وقمع الحريات، ويستحيل استقامته سنداً للقانون.

آن الأوان كي يتم إرساء الحق بمخالفة "سياسة السلطة"، وتفريق ذلك عن وجوب إحترام "السلطات السياسية" وسيادة القانون.

 

محمد الأمين

مثلما ارفض تصرف الاحزاب الشيعية لأنها ترفع صور ورايات إيرانية وتتبع سياسات خارجيه. مش رح كون. مطنش عن الجماعات  السنية وجماعات الأمه  التي ترفع صور  " "الفاتحين""

لبنان_وبس.

 

*******************************

في أسفل رابط نشرة الأخبار اليومية ليومي05-06 كانون الأول/2025/

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 05 كانون الأول/2025

/جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/2025/12/149935/

 ليوم 05 كانون الأول/2025

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For December 05/2025/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/2025/12/149938/

For December 05/2025/

**********************
رابط موقعي الألكتروني، المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

https://eliasbejjaninews.com

Link for My LCCC web site

https://eliasbejjaninews.com

****

Click On The Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

*****

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا الرابط  https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

*****

حسابي ع التويتر/ لمن يرغب بمتابعتي الرابط في أسفل

https://x.com/EliasYouss60156

My Twitter account/ For those who want to follow me the link is below

https://x.com/EliasYouss60156

@followers
 @highlight
 @everyone