المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 04 كانون الأول /لسنة 2025

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

في أسفل رابط النشرة

        http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2025/arabic.december04.25.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا 1اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

عناوين النشرة

عنوان الزوادة الإيمانية

مثال العذارى الحكيمات والجاهلات الإنجيلي

 

عناوين مقالات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/صوت ونص وفيديو/تأملات وسرد إيماني لحياة القديسة بربارة في ذكرى عيدها السنوي

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مثال العذارى الحكيمات والجاهلات الإنجيلي

سيمون كرم... «متمرّد» بات رئيساً للوفد اللبناني التفاوضي مع إسرائيل

اصطدم بوليد المعلم وغازي كنعان... وأغضب مؤيدي «حزب الله»

لبنان يوكّل مدنياً للتفاوض مع إسرائيل لاحتواء الضغوط وإحباط التصعيد

بيروت تتحرك تحت سقف «اتفاق الهدنة»... ونتنياهو يتجاوزها لـ«تعاون اقتصادي»

رئاسة الجمهورية: تكليف سيمون كرم ترؤس الوفد اللبناني إلى اجتماعات اللجنة التقنية العسكرية للبنان

الميكانيزم عقدت اجتماعها الرابع عشر: إضافة مشاركين مدنيين لتعزيز الاستقرار والنجاح

مكتب نتانياهو: المحادثات المباشرة بين اسرائيل ولبنان عقدت في أجواء إيجابية

رئيس الوزراء اللبناني: المحادثات مع إسرائيل ليست مفاوضات سلام

روبيو: إيران وحزب الله بنيا موطئ قدم في فنزويلا مما يثير مخاوف أمنية أمريكية

تقرير: أورتاغوس اقترحت قصف جنازة نصر الله

ماذا قال البابا لاوون عن سلاح حزب الله؟

تقرير: إسرائيل تستعد لـ "تصعيد كبير" ضد حزب الله

سوريا تقول إنها قتلت رجلاً ضُبط معه ألغام موجهة لحزب الله

الدولة تحصّن جعبتها التفاوضية: كرم من قلب السيادة إلى خط التماس

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 3 كانون الأول 2025

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأربعاء 3/12/2025

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

تحرّك في الكونغرس لترسيخ تصنيف «الإخوان المسلمين» على لوائح الإرهاب ...بعد أيام من قرار ترمب التنفيذي

الولايات المتحدة تنشر أول سرب مسيرات انتحارية في الشرق الأوسط تحاكي الطائرات الإيرانية من طراز «شاهد 136»

بعد «تعثر» مفاوضات موسكو... تساؤلات عن قدرة إدارة ترمب على كبح اندفاعة بوتين ...روبيو أكد «إحراز بعض التقدم»

إصابة 4 جنود إسرائيليين في اشتباك مع مقاتلين خرجوا من نفق برفح

نتنياهو اتهم «حماس» بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار

200 من مشاهير العالم يطالبون بالإفراج عن مروان البرغوثي

غوتيريش: «أسباب قوية» للاعتقاد بارتكاب إسرائيل جرائم حرب في غزة ...أكد أن الضربات الأميركية على السفن بالقرب من فنزويلا لا تتوافق مع القانون الدولي

إسرائيل تتأهب لتصعيد من الضفة... وتمدد عملياتها لأسبوعين...الاحتلال انسحب من طوباس... ويركز عمليته في قباطية

مصر تُكذّب مزاعم إسرائيل حول فتح معبر رفح للخروج فقط

اشتباكات في جنوب القطاع بين مقاتلي «حماس» وجيش الاحتلال

غزيون في سباق مع الزمن لحماية تراثهم الثقافي بعد دمار الحرب ...بعد الموت والدمار... سعي محموم لإعادة ترميم المعالم المتضررة

«بيان قمة المنامة»: 162 بنداً ترسم ملامح المستقبل الخليجي ...شدد على تعزيز الأمن... وإقامة الدولة الفلسطينية

مناورات بحرية لـ«الحرس الثوري» الإيراني

طهران: وكالة أنباء «الحرس» تروّج لاستبعاد واشنطن الحرب ضد إيران ...«ردّاً على الأخبار المزيفة في الأيام الأخيرة»

دعوة إيرانية روسية صينية لحل في الملف النووي «يراعي مخاوف جميع الأطراف» ...رسالة مشتركة تطالب بالامتناع عن فرض العقوبات والتهديد باستخدام القوة

الأمم المتحدة تعتمد قراراً يطالب إسرائيل بالانسحاب من الجولان

سوريا تعلن مقتل شخص خلال ضبط شحنة ألغام معدّة للتهريب إلى لبنان

مُسيّرة إسرائيلية تستهدف منطقة قرب بيت جن بريف دمشق

تكثيف حملات أمنية استعداداً للذكرى الأولى للتحرير في سوريا ...إعلانات تدعو السوريين للتوحد حول بناء البلد وزينة الميلاد تضيء مع اقتراب العيد

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الضربة محسومة… لكن ماذا بعدها؟/شارل جبور/نداء الوطن

هيمنة السرد وفضيحة الميدان: من اجتياح 1982 إلى حرب الإسناد/د. جوسلين البستاني/نداء الوطن

قتال مؤجل وحرب معجلة/رفيق خوري/نداء الوطن

أين زيارة "البابا" من مآسي الشيعة؟/مروان الأمين/نداء الوطن

البابا لاوون الرابع عشر للحزب: إلى السلام الحقيقي دَرّ/أنطوان سلمون/نداء الوطن

وليد بك حمامة سلام/عماد موسى/نداء الوطن

في كيفية إنهاء زمن غطرسة المهزوم/حنا صالح/الشرق الأوسط

«إمّا دونالد ترمب أو بنيامين نتنياهو»/حازم صاغية/الشرق الأوسط

في  معنى الهدنة ومعنى الاستسلام/د.  منى فياض/جنوبية

تفكيك النظام الخليجي/ممدوح المهيني/الشرق الأوسط

تركيز إسرائيل على طبطبائي… لم يكن صدفة/خيرالله خيرالله/العرب

 أشباح الهنكار 12/كريستوف بولتانسكي/مؤسسة لقمان سليم

وجه لاوون .. ووديعتنا للبابا /نبيل بو منصف/النهار

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

الرئيس عون التقى وفد اتحاد كشاف لبنان وأسامة الرحباني:  اللبنانيون اجتمعوا ليس فقط حول شخص قداسة البابا بل حول ما يمثله كرسول للسلام

بري عرض للمستجدات مع اندريه رحال واستقبل المفتي طالب

مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك انتخب الأب سمير غاوي رئيسا لرابطة كاريتاس

 

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

مثال العذارى الحكيمات والجاهلات الإنجيلي

إنجيل القدّيس متّى25/من01حتى13/“قالَ الربُّ يَسوع: «يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ عَشْرَ عَذَارَى أَخَذْنَ مَصَابِيحَهُنَّ وخَرَجْنَ إِلى لِقَاءِ العَريس، خَمْسٌ مِنْهُنَّ جَاهِلات، وخَمْسٌ حَكِيمَات. فَالجَاهِلاتُ أَخَذْنَ مَصَابِيحَهُنَّ ولَمْ يَأْخُذْنَ مَعَهُنَّ زَيْتًا. أَمَّا الحَكِيْمَاتُ فَأَخَذْنَ زَيْتًا في آنِيَةٍ مَعَ مَصَابِيْحِهِنَّ. وأَبْطَأَ العَريسُ فَنَعَسْنَ جَمِيعُهُنَّ، ورَقَدْنَ. وفي مُنْتَصَفِ اللَّيل، صَارَتِ الصَّيحَة: هُوَذَا العَريس! أُخْرُجُوا إِلى لِقَائِهِ! حينَئِذٍ قَامَتْ أُولئِكَ العَذَارَى كُلُّهُنَّ، وزَيَّنَّ مَصَابِيحَهُنَّ. فقَالَتِ الجَاهِلاتُ لِلحَكيمَات: أَعْطِينَنا مِنْ زَيتِكُنَّ، لأَنَّ مَصَابِيحَنَا تَنْطَفِئ. فَأَجَابَتِ الحَكيمَاتُ وقُلْنَ: قَدْ لا يَكْفِينَا ويَكْفِيكُنَّ. إِذْهَبْنَ بِالأَحْرَى إِلى البَاعَةِ وٱبْتَعْنَ لَكُنَّ. ولَمَّا ذَهَبْنَ لِيَبْتَعْنَ، جَاءَ العَريس، ودَخَلَتِ المُسْتَعِدَّاتُ إِلى العُرْس، وأُغْلِقَ البَاب. وأَخيرًا جَاءَتِ العَذَارَى البَاقِيَاتُ وقُلْنَ: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ، ٱفْتَحْ لَنَا! فَأَجَابَ وقَال: أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُنَّ، إِنِّي لا أَعْرِفُكُنَّ! إِسْهَرُوا إِذًا، لأَنَّكُم لا تَعْلَمُونَ اليَوْمَ ولا السَّاعَة.”

 

تفاصيل مقالات وتغريدات الياس بجاني

تأملات وسرد إيماني لحياة القديسة بربارة في ذكرى عيدها السنوي

الياس بجاني/04 كانون الأول/2025/من أرشيف سنة 2013

https://eliasbejjaninews.com/2025/12/49538/

تكرِّم الكنيسة الجامعة تذكارَ القدّيسة بربارة في 4 كانون الأوّل وتطلب شفاعتها. إنّما يختلف المؤرّخون في تحديد زمن ولادتها واستشهادها. فقد ارتأى بعضهم أنّها نالت إكليل الشهادة عام 235م إبّان الاضطهاد السابع الذي أثاره الإمبراطور مكسيمانوس الغوثيّ ضدّ المسيحيّة، ومِمّا يؤكّد صحّة هذا الرأي، ما جاء في قصّتها، أنّها راسلت العلّامة أوريجانس المتوفّي عام 255.

ولادتها ونشأتها

ولدت بربارة في أوائل القرن الثالث للميلاد في مدينة “نيقوميدية”، وكانت الابنة الوحيدة لوالدها “ديوسقورس” الوثنيّ المتعصّب الذي اشتهر في قومه بالغنى الفاحش والجاه وقساوة القلب، وبكرهه للمسيحيّة. أمّا وحيدته بربارة فكانت دمثة الأخلاق، لطيفة ومتواضعة، تحبّ الناس كافّة. ماتت والدة بربارة وهي صغيرة، فأقام والدها حرساً عليها لتبقى في القصر المنيف من شدّة خوفه عليها، كما جلب لها أساتذة بارعين ليعلّموها شتّى أنواع العلوم اللغويّة والفلسفيّة والتاريخيّة، لتنشأ كسائر فتيات الأغنياء في عصرها، كما ملأ والدها جوانب القصر أصناماً لشتّى الآلهة التي كان يعبدها لتتمثّل به وحيدته بالسجود والعبادة.

اعتناقها المسيحيّة

نالت بربارة ثقافة دنيويّة عالية، لكنّها كانت تشعر بفراغ كبير في عقلها وقلبها. وكان بين خدمها بعض المسيحيّين فاستفسرت منهم عن إلههم الذي لا يسكن في الحجارة فشرحوا لها أصول الدين المسيحيّ وأشاروا عليها بمراسلة العلّامة “أوريجانس” أستاذ مدرسة الإسكندريّة الكبير، الذي بإمكانه أن يبسِّط أمام أمثالها من المثقّفين حقائق الإيمان المسيحيّ. كتبت بربارة إلى أوريجانس بما يدور في رأسها من أفكار دينيّة فلسفيّة. وطلبت إليه أن يتنازل ليكون معلّماً لها، فابتهج بذلك وأجابها على رسالتها موضحاً حقائق الإيمان المسيحيّ، وأرسل لها كتاباً بيد تلميذه “فالنتيانس” الذي أوصاه أن يشرح لبربارة تعاليم الربّ يسوع. لمّا قرأت بربارة رسالته امتلأت من الروح القدس، وبشجاعة فائقة أدخلت فالنتيانس إلى قصرها ليكون أحد أساتذتها، فلقَّنها أصول الإيمان المسيحيّ، وشرح لها عقيدة التجسُّد الإلهيّ، وبتولية العذراء مريم والدة الإله. وبعد أن تعمّقت بأصول المسيحيّة، طلبت أن تنال نعمة المعموديّة، فعمَّدها الكاهن فالنتيانس، وكرّست نفسها للربّ يسوع، وكانت تواظب على الصلاة والتأمّل بسيرة الفادي ليلاً ونهاراً، وازداد احتقارها للأصنام التي ملأ أبوها القصرَ بها.

رفضها الزواج بوثنيّ

طلب يد بربارة أحد أبناء النبلاء من الوثنيّين في “نيقوميدية”، ففاتحها أبوها بذلك فرفضت الاقتران به، محتجّة برغبتها في البقاء إلى جانب أبيها وصعوبة فراقه والابتعاد عنه. فقرّر أبوها أن يعوِّدها الافتراق عنه فسافر إلى مدينة أخرى بضعة أيّام.

تحطيمها الأصنام وتقديسها الثالوث

انتهزت بربارة فرصة غياب أبيها عن القصر فأكثرت من الصيام والصلاة والتأمّل بالكتب المقدّسة وسِيَر القدّيسين، كما حطّمت أصنام أبيها الكثيرة المنتشرة في جوانب القصر. وكان أبوها قد أمر أن يُشيَّد لها حمّاماً خاصّاً في القصر ويُجعَلَ فيه نافذتان، فأمرَت البنّائين أن يفتحوا شبّاكاً ثالثاً كي يكون عدد الشبابيك التي يدخل من خلالها النور على عدد الثالوث الأقدس.

ظهور السيّد المسيح لها

ظهر لها الربّ يسوع بهيئة طفل صغير جميل جداً، فسُرَّت بذلك لحظاتٍ من الزمن ثمّ انقلب سرورُها حزناً عميقاً لمّا تغيّرت هيئة الطفل الإلهيّ، إذ تخضَّب جسمه بالدم، فتذكّرت الفادي وتحمُّله الآلام والصلب في سبيل فداء البشريّة. وكانت الملائكة تظهر لها وتعزّيها وتشجّعها، وهكذا عاشت بربارة السماءَ وهي لا تزال على الأرض وشابهت الملائكة طُهراً ونقاء.

معرفة أبيها باعتناقها المسيحيّة

عندما عاد أبوها “ديوسقوروس” من رحلته ووجد أنّها قد حطّمت أصنامَه، هاج كالوحش الكاسر وأوشك في ثورة غضبه أن يقضي عليها ضرباً وتجريحاً، ولكنّها هربت من أمام وجهه. وبعد أيّام فاتحها ثانيةً بأمر تزويجها من شابّ وثنيّ، فرفضت مُعلنةً أنّها قد وهبت نفسَها للربّ يسوع، فخرجَ عن طَوره وكاد أن يفتك بها مُعتبراً كلامها إهانة له ولدينه الوثنيّ، وحاول أن يوضح لها أنّها إذا بقيت على هذه الحال سوف تجعله يفقد مركزه المرموق في الدولة. هدّدها بأنّه إذا بقيت مسيحيّة سوف يغسل عارَه بسفك دمها بيديه. هنا طلبت منه بربارة أن يستمع لها، ولو لمرّة واحدة، فشرحت له بُطلان عبادة الأوثان. عندها، استشاط غيظاً وشكاها إلى حاكم المدينة.

اعترافُها بالمسيح جهراً

بناءً على شكوى والدها، استدعاها الحاكم ليُقاضيَها أمام الجمهور وحاول إغراءَها بالوعود الذهبيّة إذا تراجعت عن إيمانها بالمسيح، لكنّه باء بالفشل عندما أظهرت احتقارها لكلّ ما في العالم من مال وسلطة، وافتخارها بالمسيح يسوع… فأمر الحاكم بتكبيل بربارة، ثم عرَّوها من ثيابها وجلدوها بسياط مسنَّنة كالسكاكين، فتمزّق جسدُها وهي صابرةٌ لا تشتكي، بل تُمجِّد المسيح وتسأله أن يمنحها القوّة لتعترف به أمام المحكمة. في اليوم التالي أمر الحاكم باستجوابها علانيّةً، فتعجَّب الحاضرون جدّاً إذ رأوا جسمَها خالياً من آثار السياط. وحاول الحاكم ثانيةً إغراءَها، وإذ لم تؤثّر فيها وعوده ووعيده، أمر بتهشيم ساقَيها بأمشاط من حديد. كما حرقوها بمشاعل موقودة، وضربوها بشدّةٍ على رأسِها وقطعوا ثديَيها، ثمّ ملَّحوا جسدها المُثخَن بالجُروح… كلّ هذا حدث وهي تسبِّح الله وتعلن إيمانَها بيسوع.

مواصلة جهادها وتحمّلها العذاب

أعادوا بربارة إلى سجنها المظلم وفي اليوم الثاني قادوها أمام الحاكم، ولكم كانت دهشة الناس عظيمة إذ رأوها بكامل صحّتها، فنسب الوالي شفاءَها إلى آلهته. قال لها هذا الأخير: “أنظري كيف استطاعت الآلهة أن تحميكِ!”، فأجابت بربارة: “لو كان لأصنامك حياة لاستطاعت أن تحمي نفسها في اليوم الذي حطّمتُها في قصر أبي. الإله الحيّ هو الذي ضمّد جروحي”. فاستشاط الحاكم غضباً وطلب من جنوده أن يقطعوا رأس بربارة بعد جرِّها في الشوارع عاريةً، فسترَها الله بضياءٍ سماويّ.

استشهادها بيد أبيها

طلب أبوها من الحاكم أن يأذن له بقطع رأسها بيده فسمح له بذلك، فقادها أبوها إلى خارج المدينة وهو يزبد، وعندما وصل إلى قمّة الهضبة، جثت بربارة على الأرض وضمَّت يدَيها إلى صدرها على شكل صليب وحنت هامتَها، فتناول أبوها الفأس وهوى به على عُنُقها وقطعَه.

حياة القديسة بربارة البعلبكية.. وهاشلي بربارة

في كتابها عن القديسة بربارة تقول الكاتبة والرسامة لينا المر نعمة الصادر بالفرنسية بعنوان (بربارة بعلبك)، على أنّ القديسة بربارة تنتمي إلى فينيقيا (وإلى بعلبك بالتحديد). في حوار خاص لها في صحيفة الأنوار، اعتبرت نعمة هذا الكتاب (ثورة) على الاحتفالات المادية التي يقتصر عليها اليوم عيد القديسة بربارة، بحيث يطغى عليه عيد الشياطين والجنيات المعروف بالهالووين (Halloween) والمستقدم من جماعات السلتيين الذين استوطنوا بريطانيا وإيرلندا، ونقله معهم الإيرلنديون إلى الولايات المتحدة الأميركية حيث طغى على عيد جميع القديسين المتزامن معه لاعتِباره عيداً وثنياً. ومع أنّ لبنان ما زال أقل تأثراً من غيره من البلدان، تقول نعمة، فهو بدأ يُصاب بالعدوى شيئاً فشيئاً، إذ يمارس الكثيرون عادات العيد الغربي ليمرحوا فقط، ومن المهم التأكيد أنّ طقوس (هالووين) إنما هي عبادة للشيطان ونشر قصة العيد الحقيقية بين الناس. رغم وجود العديد من القصص عن القديسة بربارة، وتختلف التفاصيل بحسب المنطقة والأهالي، تختار نعمة قصة أهالي بعلبك وتشرح في النهاية أنها الأكثر إقناعاً بين غيرها. فتقوم بسرد القصة بلسان (المعلم عبدالله)، مهندس فينيقي ورث مهنته في بناء مُجَمَّع بعلبك الذي بدأ به أجداده، ويتولى مسؤولية إحدى الفرق الأساسية العاملة فيه في العام 235. تضيف المؤلفة على ذلك بعض التفاصيل للضرورة الدرامية كونه أُغرم ببربارة وطلب يدها.

عبدالله والقصة

يفتتح عبدالله القصة بتعريفه عن نفسه وإشارته إلى أنّ الفينيقيين هم من بنوا مجمع بعلبك وليس الرومان كما هو مُشاع. وتوسِّع الكاتبة ذلك في كتاب لها بالفرنسية يعود إلى العام 1997، يحمل عنوان (بعلبك، أثر فينيقي)، تعمل فيه على الإثبات أنَّ معابد بعلبك بناها فينيقيون، وأنّ هؤلاء نقلوا فنّهم إلى الرومان الذين أعطوا اسمهم لما (لم يستطيعوا حمله إلى بلادهم) كما جرت العادة وقتذاك. ويعرّف عبدالله بعد ذلك بالتاجر الفينيقي (ديكسوروس)، أحد أهم وأقوى الأرستقراطيين في المنطقة، الذي عرض عليه عملاً عنده لأجل ابنته بربارة. ويصف المهندس قساوة الرجل وحبّه للرومان بأسلوب يشابه القصص المصورة، ويظهر من خلاله الجانب التربوي عند الكاتبة، فيبدو أنّها تخبر قصة للأطفال، تغلّفها بالبساطة والفكاهة وتضمّنها المعاني الأساسية اللازمة. في فصول أربعة لاحقة، يصف الراوي معاناة بربارة في تصديق آلهة تطلب التضحية بالأبرياء، وبحثها عن إجابات على أسئلتها الكونية وإيجادها عند عالم اللاهوت المصري (أوريجين)، كما يصف تمرّدها على آلهة أبيها وعلى هذا الأخير، ومدافعتها عن إيمانها (بإله المسيحيين)، رغم ما ينتظرها من مشقّات لم تدفعها إلى تغيير رأيها، بل أدّت بها إلى الموت. لكن قصة القديسة بربارة لا تنتهي هنا، بل بما فعلته إثر وفاتها في نفوس الأحياء، خصوصاً (عبدالله) المهندس الذي أحبها قبل أن يتعرّف إليها، فتعلّم من خلالها حب المسيح، كما فعل ويفعل الكثيرون إلى أيامنا هذه. واليوم متصل بالأمس بالنسبة إلى نعمة، التي أصدرت في تموز الماضي (العام 2000) الجزء الأول من دراسة عن (نبوءات الكتاب المقدس حول لبنان المعاصر)، تثير فيه جدلاً.

“بسيّه بربارة”

من جهتها وفي مقالة للكاتبة زينة خليل عن القديسة بربارة ” بسيّة بربارة”، تقول: قال السيّد المسيح ” إنْ لم تَمُت حبّة الحنطة فإنها تبقى وحدها ولكن إن ماتت تأتي بثمرٍ كثير”… القمح أي حبة الحنطة رمز هذه الليلة “ليلة عيد البربارة” التي يحتفل فيها أغلبية المسيحيين في لبنان بذكرى “القديسة بربارة” التي استشهدت في 4 كانون الأول من العام 303 م وجسدها موجود حالياً في كنيسة في مصر القديمة… وقد كان والدها ديسقورس شديد التمسك بالوثنية… أما القديسة بربارة فتلَقَّنت العلوم من العالم أوريجانس المسيحي وتعَلَّق قلبها بالسيّد المسيح فَنَذَرَت حياتها له، ونالت المعمودية دون أن تفاتح والدها، وقررت أن تعيش بتولاً تُكَرِّس حياتها للعبادة… وحين أدرك والدها الأمر جلدها حتى سالت منها الدماء، ومزّق جسدها بمخارز مسننة بينما هَوَت صامتة تصلي… وبعد هذه الحادثة هربت “بربارة” إلى حقول القمح وارتدت ملابس لتخفي ملامحها… ومنذ ذلك الحين يحتفل العالم المسيحي بعيدها، فليلة 3 كانون الأول من كل عام يخرج الكبار والصغار من بيوتهم في أزياء تنكرية يختارها كل فرد على ذوقه ومع الوقت باتت الأزياء تتطور بحسب مجريات العصر التي لها تأثيراتها على الملابس والأقنعة المستخدمة في هذه المناسبة… وبعد التنكر يطوفون على بيوت الجيران والأقارب والأصدقاء ويُعَيِّدونهم راقصين مبتهجين ومنشدين أغنية “هاشلي بربارة مع بنات الحارة عرفتا من عينيها ومن لمسة إيديها ومن هيك الإسوارة هاشلي بربارة”… ولا ننسى “حَلوينة العيد” من كل بيت يزورونه (السكاكر والقطايف بالقشطة واللوز أو الجوز)… وبعد الضيافة يكملون الأغنية إذا كانت ربة المنزل كريمة قائلين: “أرغيلي فوق أرغيلي صحبة البيت كريمي”، أما إذا كانت بخيلة فيخرجون من المنزل وملامح الغضب على وجوههم قائلين: “أرغيلي فوق أرغيلي صحبة البيت بخيلة”، ونذكر أيضاً بعض الأقوال التي يرددها الناس في هذه المناسبة:

برباره تبَرْبَرْتِي عند الرّب تمَخْترتي، أبوكِ هالكافر، هالعبّاد الحجارة، جاب السيف لِيقتُلِكِ، صار السيف سنّارة، جاب الحبلة ليِشْنُقِكِ، صارت الحبلة زِنّارة، جاب الجمرة ليحرقِكِ، صارت الجمرة بَخُّورة.

بسيّه بربارة والقمح بالمغارة، يا معلمتي حِلّي الكيس، الله يِبعَتْلِك عريس بجاه العذراء والمسيح.

وبلاطة فوق بلاطة صاحبة البيت خيّاطة، أركيلة فوق أركيلة، صاحبة البيت زنكيلة.

بسيّه بربارة عامودَيْن ومنشار، لولا الشيخة ما جينا ولا خشينا هالحارة.

أما في الغرب فالمسيحي يلجأ للصلاة والدعاء للقديسة بربارة لتحميه من البلايا والأخطار، لا سيما وقت هبوط الصاعقة وفي ساعة الموت… ويكرّم هذه الشهيدة أصحاب الحرف والصناعات الخطرة كالذين يطلقون المدافع ويزاولون صنع البارود ويشتغلون بالأسلحة ويسبكون المعادن. وكذلك ترى كل من يخاطرون بحياتهم قد اتخذوا القديسة كشفيعة خاصة لهم كالبنّائين ورجال الإطفاء وغيرهم. ويذكر في سيرة القديس استانسلاوس الراهب اليسوعي أنّه استشفع بالقديسة بربارة إذ كان مقبلاً على الموت وليس له من يُعطيه بسرّ القربان الأقدس فلبّت دعاءه وظهرت له مع ملكين وناوله أحدهما زاد الملائكة. يقول: “لدي عادة، أنّه ولدى وصولي إلى مكتب الأب يوسف يمين، نَعْمَدُ على فتح كتاب “السنكسار” لاكتشاف أيّاً من أعياد القديسين نحن في ظلّه، وقد صودف في إحدى المرات وجود التباس حول أصل أحد القديسين، بحيث تضاربت المعطيات حوله، كحال القديسة بربارة التي يقول السنكسار الماروني أنّها ولدت في نيقوميديا، فيما تؤكد التقاليد اللبنانية والأب بطرس ضو أنّها من مدينة بعلبك وفق ما جاء في كتابه “تاريخ الموارنة”.

**ملاحظة/المعلومات الواردة في هذه لدراسة منقولة عن العديد من المراجع الكنسية والاهوتية والبحثية والإعلامية الموثقة

**الياس بجاني/فيديو/تأملات وسرد إيماني لحياة القديسة بربارة في ذكرى عيدها السنوي

https://www.youtube.com/watch?v=ngwM5c_E7LU&t=310s

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

https://eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

إسرائيل تشيد بـ«أجواء إيجابية» في محادثاتها مع لبنان

تل أبيب/الشرق الأوسط/03 كانون الأوسط/2025

أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في بيان، أن المحادثات المباشرة التي جرت، الأربعاء، بين إسرائيل ولبنان للمرة الأولى منذ أكثر من 40 عاماً، عُقدت «في أجواء إيجابية». وقال البيان: «عُقد الاجتماع في أجواء إيجابية، وتم الاتفاق على بلورة أفكار لتعزيز تعاون اقتصادي محتمل بين إسرائيل ولبنان»، مشدداً على أن «نزع سلاح (حزب الله) أمر لا مفرّ منه»، بصرف النظر عن التقدم المحتمل في التعاون الاقتصادي بين البلدين اللذين لا يزالان رسمياً في حالة حرب. وفي وقت سابق، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن بنيامين نتنياهو أصدر توجيهات بإرسال مندوب إلى لبنان للاجتماع مع مسؤولين، وذلك في «محاولة أولية لوضع أساس لعلاقة» بين البلدين اللذين لا يزالان في حالة حرب رسمياً. وأضاف أن نتنياهو «وجّه... مدير مجلس الأمن القومي بالإنابة لإرسال ممثل عنه لاجتماع مع مسؤولين حكوميين واقتصاديين في لبنان»، واضعاً ذلك في إطار «محاولة أولية لوضع أساس لعلاقة وتعاون اقتصادي بين إسرائيل ولبنان». من جهته، أكّد رئيس حكومة لبنان نواف سلام في التصريحات مع وكالات الأنباء، أن الاجتماعات بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي تهدف إلى التوصل لـ«وقف للأعمال العدائية، وانسحاب إسرائيلي كامل» من الأراضي اللبناني، و«إطلاق سراح الأسرى اللبنانيين». وأضاف سلان: «العلاقات الاقتصادية تأتي في نهاية عملية تطبيع... تأتي بعد السلام». وأشار إلى أن لبنان ملتزم بمبادرة السلام العربية لعام 2002، وليس لديه النية للتوصل إلى سلام بشكل منفصل مع إسرائيل.

 

سيمون كرم... «متمرّد» بات رئيساً للوفد اللبناني التفاوضي مع إسرائيل

اصطدم بوليد المعلم وغازي كنعان... وأغضب مؤيدي «حزب الله»

بيروت/الشرق الأوسط/03 كانون الأوسط/2025

آخفي يوليو (تموز) الماضي، خطف السفير اللبناني السابق سيمون كرم، الذي ترأس، الأربعاء، الوفد التفاوضي مع إسرائيل، الأنظار في الجامعة اليسوعية، خلال احتفال تكريم النائب الراحل حبيب صادق، حين ألقى خطاباً أربك الحضور وأدى إلى انسحاب شخصيات في الندوة مؤيدة لـ«حزب الله».

يومها قال كرم: «إن شروط إنهاء الحرب جاءت أفدح من الحرب، وما يزيد الأمور بشاعة أن الذين أذعنوا لوقف إطلاق نار من طرف واحد مع إسرائيل، يطلقون ناراً سياسية وأمنية كثيفة على الداخل»، وقال إن هؤلاء المؤيدين للحزب «يهاجمون الدولة لاعتمادها الخيار الدبلوماسي، وهو الوحيد المتاح بعد النكبة، ويهاجمون الجيش بحجة أنه عاجز عن حماية البلاد والناس، و(القوات الدولية) لسعيها تنفيذ القرارات الدولية، وسائر اللبنانيين إذا قالوا لهم: كفى». لم يكن ذلك الخطاب حدثاً معزولاً، بل استعادة لمسيرة رجلٍ عرفته الحياة العامة صوتاً خارج الاصطفافات التقليدية، قبل أن يعود اليوم إلى المسرح السياسي بصفة جديدة، بعد أن عيّنه لبنان أول مدني يترأس الوفد اللبناني في لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية «الميكانيزم»، في اجتماع حضرته الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس.

جذور سياسية

وكرم (75 عاماً)، وُلد في جزين (جنوب لبنان) لأسرة مارونية أنجبت البطريرك بولس المعوشي، وهو ابن شقيقة النائب الراحل جان عزيز (توفي في 13مارس / آذار 1986)، أحد رموز الحقبة الشهابية والدستورية والانفتاح، وكان عزيز مرشحاً رئاسياً جدياً مع بداية نشوب الحرب اللبنانية. ويقول النائب السابق فارس سعيد لـ«الشرق الأوسط» إنّ «تعيين سيمون كرم في رئاسة الوفد اللبناني المفاوض مع إسرائيل يمثّل محطة سياسية غير عادية»، موضحاً أنّ الرجل ينتمي «إلى بيت ماروني تاريخي خرّج شخصيات وطنية كالمطران المعوشي والنائب السابق جان عزيز، وهو بيتٌ غلب فيه الخيار اللبناني على أي عصبية طائفية، وتميّز بالاستقامة الأخلاقية والصلابة الوطنية». تخرّج كرم في الجامعة اليسوعية حاملاً إجازة في الحقوق، وبرز باكراً في وصل الحركة الطلابية بين اليسوعية والجامعة اللبنانية، مما جعله جسراً بين البيئات السياسية المتباعدة.

ناشط ومحافظ وسفير

ويضيف سعيد: «تميّز كرم خلال مسيرته الإدارية والدبلوماسية بمواقف حازمة». ويشرح: «عام 1991، عُيّن محافظاً للبقاع، لكنه اصطدم بسطوة غازي كنعان (رئيس فرع الأمن والاستطلاع في القوات السورية) التي كانت في لبنان، إذ رفض لقاء كنعان في عزّ الوصاية السورية»، قبل أن يتولّى لاحقاً منصب سفير لبنان في واشنطن، حيث اصطدم بمحاولات السفير السوري حينها وليد المعلّم (أصبح وزير الخارجية لاحقاً) للتأثير على قرار السفارة اللبنانية هناك، فاختار العودة إلى بيروت (استقال في 1993) حفاظاً على الموقع ورفضاً لأي وصاية». ولعلّ من أبرز محطّاته المبكرة أنّه أثار عام 1999 جدلاً واسعاً بعد مقابلة تلفزيونية أعلن فيها أنّ إسرائيل ستنسحب من لبنان قريباً. يومها اعتُبر كلامه صادماً ومبالغاً فيه، لكن التطوّر حصل فعلاً في مايو (أيار) 2000، مما عزّز صورته كشخصية لا تخشى قول ما تعتقده ولو خالف السائد.

شراكات سياسية

شارك كرم في إطلاق وثيقة «من أجل تحديد معنى لبنان» عام 1999، إلى جانب سمير فرنجية وفارس سعيد وهاني فحص وغيرهم، وكان من مؤسسي «قرنة شهوان» عام 2000، قبل أن يسهم في مصالحة الجبل عام 2001 وينخرط لاحقاً في حركة «14 آذار»، «التي أعادت الاعتبار لفكرة لبنان السيد الحر المستقل»، حسبما يقول سعيد، مضيفاً: «هذه الخلفية السياسية المتراكمة جعلت اختياره اليوم يلامس أكثر من مجرد دور تقني ضمن (الميكانيزم)». ويرى سعيد أن تعيين كرم اليوم «خطوة ذات دلالات سياسية تتجاوز البعد التقني للمفاوضات». ويقول: «هذا التعيين أدخل لبنان مجدداً في دينامية المنطقة».

واقع جديد

ولفت سعيد إلى أنّ «هذه المرة الأولى منذ أنطوان فتال عام 1983 التي يترأس فيها مدني وفداً تفاوضياً مع إسرائيل»، مضيفاً: «لبنان أُلحِق أخيراً بالمشهد الإقليمي الجديد. بعد شرم الشيخ خرج العرب عموماً من منطق الصراع العسكري المباشر، وبقي لبنان وحده في واجهة الاشتباك. اليوم يتكرّس واقع جديد».

وأوضح أنّ جعل الوفد سياسياً - عسكرياً وليس عسكرياً فقط، «فتح الباب أمام نقاشات أوسع تتجاوز الأمن إلى السياسة والاقتصاد»، مشيراً إلى أنّ هذا ما دفع (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو إلى الترحيب خطوةً بخطوة، لأنها تأتي في سياق واقع إقليمي لم يعد الصدام العسكري فيه خياراً أول». وختم سعيد قائلاً: «هذه خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح، لكنها لا تعني أنّ الأزمة انتهت. هي تؤسس لمسار، وربما تسحب الذرائع من يد القوى الاعتراضية في الداخل التي كانت تتّهم الدولة بالعجز».

 

لبنان يوكّل مدنياً للتفاوض مع إسرائيل لاحتواء الضغوط وإحباط التصعيد

بيروت تتحرك تحت سقف «اتفاق الهدنة»... ونتنياهو يتجاوزها لـ«تعاون اقتصادي»

بيروت: نذير رضا/الشرق الأوسط/03 كانون الأوسط/2025

آخطا لبنان، الأربعاء، خطوة كبيرة باتجاه محاولات احتواء الضغوط الأميركية وإحباط التهديدات الإسرائيلية بشن حرب عليه، عبر تكليف مدني ترؤس وفد البلاد للمفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل، للمرة الأولى منذ 42 عاماً، وهي خطوة تجاوزها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بوضعها ضمن إطار «محاولة أولية لوضع أساس لعلاقة وتعاون اقتصادي بين إسرائيل ولبنان». وأتى ذلك بعد إعلان رئاسة الجمهورية اللبنانية تكليف السفير السابق سيمون كرم ترؤس وفد بلاده إلى اللجنة المعروفة بـ«الميكانيزم»، والتي كانت حتى الثلاثاء، تتألف من عسكريين حصراً. ويُعدّ تكليف كرم، «خطوة جريئة» في مسار المفاوضات غير المباشرة التي لم تتخطَّ التمثيل العسكري منذ عام 1983، ولم ينخرط مدنيون فيها إلا بخبراء تقنيين شاركوا في وفد ترأسه عسكري لترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل في 2022، أما آخر مدني ترأس الوفد، فكان في مفاوضات 17 مايو (أيار) 1983 التي أفضت إلى اتفاق أمني مع إسرائيل، سرعان ما انهار بعد أقل من عام على توقيعه.

توافقات داخلية وتجاوب مع الخارج

ووضعت الرئاسة اللبنانية الخطوة في إطار «التجاوب مع المساعي المشكورة من قِبل حكومة الولايات المتحدة الأميركية»، التي تتولى رئاسة «اللجنة التقنية العسكرية للبنان». وأكدت الرئاسة أن التكليف تم «بعد الإطلاع من قبل الجانب الأميركي، على موافقة الطرف الإسرائيلي ضمّ عضو غير عسكري إلى وفده المشارك في اللجنة المذكورة، وبعد التنسيق والتشاور مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة نواف سلام». ولم تكن الخطوة مفاجئة؛ إذ اتُخذ القرار بها قبل أسابيع، ووضع الرئيس اللبناني، رئيسي البرلمان والحكومة في أجوائها، وكان الاتفاق بين الرؤساء خلال الفترة الماضية على ضم مدني يكون خبيراً أو تقنياً، حسبما قال مصدر لبناني مواكب لهذا المسار لـ«الشرق الأوسط»، لكن تسمية السفير كرم «أُعلنت من القصر الجمهوري الذي له صلاحية تحديد الاختصاص التقني له»، في إشارة إلى أن الاتفاق بين الرؤساء كان على مبدأ إضافة ممثّل مدنيّ، أما حسم الشخص واختصاصه وسيرته الذاتية، فتولاه الرئيس عون. وقال المصدر: «الوفد في الأساس كان عسكرياً، بما يتناسب مع ممثلي اللجنة التي يترأسها جنرال أميركي، أما وأن اللجنة انضمت إليها شخصية مدنية، هي الموفدة الأميركية مورغان أوتاغوس، فبات ذلك يستوجب توسعة الوفدين الإسرائيلي واللبناني بما يتناسب مع التمثيل (المدني والعسكري) في اللجنة».

تحت سقف اتفاق الهدنة

ولا يُنظر إلى هذه التوسعة، على أنها خطوة باتجاه التطبيع، حسبما يقول المصدر، موضحاً أن التفاوض غير المباشر «مُدرج ضمن اتفاق وقف الأعمال العدائية» في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، ولبنان «اتخذ القرار ويمضي به عبر (الميكانيزم) منذ ذلك الوقت»، مضيفاً: «هذه التوسعة هي نتيجة للاتفاق، وتندرج ضمن الإطار نفسه»، مشدداً على أن الهامش اللبناني في المفاوضات «لن يتخطى اتفاق الهدنة مع إسرائيل في 1949».

قفز نتنياهو باتجاه تعاون اقتصادي

ويمثّل هذا الحسم، رداً على «استعجال نتنياهو» في الحديث عن مفاوضات اقتصادية؛ إذ أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن بنيامين نتنياهو أصدر توجيهات بإرسال مندوب إلى لبنان للاجتماع مع مسؤولين؛ وذلك في «محاولة أولية لوضع أساس لعلاقة» بين البلدين اللذين لا يزالان في حالة حرب رسمياً.

كما أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن نتنياهو «وجّه... مدير مجلس الأمن القومي بالإنابة لإرسال ممثل عنه لاجتماع مع مسؤولين حكوميين واقتصاديين في لبنان»، واضعاً ذلك في إطار «محاولة أولية لوضع أساس لعلاقة وتعاون اقتصادي بين إسرائيل ولبنان» اللذين لا يزالان في حالة حرب رسمياً.

وندّد المصدر اللبناني بالتصريح الإسرائيلي، قائلاً إن المشكلة مع نتنياهو أنه «كلما تقدم لبنان خطوة، وأعطى شيئاً، يطالب بالمزيد، إلى درجة أنه يريد من لبنان تسليم نفسه له»، جازماً بأن المفاوضات عبر «الميكانيزم» ليست اقتصادية. ويتوجّس لبنان، من مساعي إسرائيل للإطاحة بمفاعيل اتفاق ترسيم الحدود البحرية 2022، والتعدي على ثروات لبنان في مياهه الإقليمية عبر طرحها للتفاوض، وذلك بعدما لوح مسؤولون فيها خلال الأسبوعين الماضيين، بإعادة النظر بالاتفاق الحدودي.

إبعاد شبح الحرب

وانطلق لبنان في خطوته تلك، من اعتبارات سياسية ودولية، وقالت مصادر متابعة لتعيين السفير كرم، لـ«الشرق الأوسط»، إن الرئيس اللبناني جوزيف عون، «تحرّك لإبعاد خطر تصعيد إسرائيلي جديد، في مسعى منه لإحباط تجدد الحرب، فضلاً عن المضيّ بترجمة خطابه في عيد الاستقلال». وأوضحت المصادر أن عون، في خطوته المنسقة مع الرئيسين بري وسلام، «قطع الطريق على توسعة الحرب أولاً، وأحرج إسرائيل دولياً عبر تأكيد الانفتاح اللبناني على المطالب الدولية، ولبّى الطلب الأميركي لجهة توسعة اللجنة لتضمّ مدنياً»، فضلاً عن أن هذه الخطوة تحظى برعاية أميركية؛ ما يساعد على إحباط أي نوايا إسرائيلية بالتصعيد. وقالت المصادر إن الوفد هو أداة تفاوضية، «لكن القرار في النهاية يخضع لمجلس الوزراء»، مشيرة إلى أن الهدف من المفاوضات «يتمثل في وقف الحرب الإسرائيلية المتواصلة، وتنفيذ حصرية السلاح»، نافية أن تكون ستتوسع نحو تطبيع للعلاقات. وأوضحت أن «حزب الله» بات على قناعة بأنه «لا مجال إلا بتسوية على أساس أن تكون منطقة جنوب الليطاني خالية من سلاحه، ولا مجال إلا بسحب الذرائع التي تدفع نتنياهو باتجاه تأزيم الوضع».

اجتماع «الميكانيزم»

وعُقد اجتماع لجنة «الميكانيزم» الرابع عشر، بعد انضمام مشاركين مدنيين. وقالت السفارة الأميركية في بيروت، في بيان، إن الاجتماع في الناقورة لتقييم الجهود الجارية للتوصل إلى ترتيب دائم لوقف الأعمال العدائية في لبنان. وقالت في البيان: «دعماً للسلام الدائم والازدهار المشترك لكلا الجانبين، انضم السفير اللبناني السابق سيمون كرم والمدير الأعلى للسياسة الخارجية في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي الدكتور يوري رسنيك إلى المستشارة مورغان أورتاغوس في اجتماع اليوم كمشاركين مدنيين». وأضافت: «يعكس انضمامهما التزام (الميكانيزم) تسهيل المناقشات السياسية والعسكرية بهدف تحقيق الأمن والاستقرار والسلام الدائم لجميع المجتمعات المتضررة من النزاع». وأشارت إلى أن جميع الأطراف «رحّبت بالمشاركة الإضافية بصفتها خطوة مهمة نحو ضمان أن يكون عمل (الميكانيزم) مرتكزاً على حوار مدني مستدام بالإضافة إلى الحوار العسكري». وحسب البيان: «تتطلّع اللجنة إلى العمل بشكل وثيق مع السفير كرم والدكتور رسنيك في الجلسات المقبلة وإلى دمج توصياتهما في حين تواصل (الميكانيزم) تعزيز السلام الدائم على طول الحدود».

 

رئاسة الجمهورية: تكليف سيمون كرم ترؤس الوفد اللبناني إلى اجتماعات اللجنة التقنية العسكرية للبنان

وطنية/03 كانون الأول/2025

 أذاعت الناطقة الرسمية باسم رئاسة الجمهورية نجاة شرف الدين بيان الرئاسة: "التزاماً لقسمه الدستوري، وعملاً بصلاحياته الدستورية، من أجل الدفاع عن سيادة لبنان وسلامة أراضيه ومصالحه العليا، وتجاوباً مع المساعي المشكورة من حكومة الولايات المتحدة الأميركية، التي تتولى رئاسة "اللجنة التقنية العسكرية للبنان"، المنشأة بموجب "إعلان وقف الأعمال العدائية"، تاريخ 27 تشرين الثاني 2024، وبعد الإطلاع من الجانب الأميركي، على موافقة الطرف الاسرائيلي ضمّ عضو غير عسكري إلى وفده المشارك في اللجنة المذكورة، وبعد التنسيق والتشاور مع رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري، ورئيس الحكومة الدكتور نواف سلام، قرر رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، تكليف السفير السابق المحامي سيمون كرم، ترؤس الوفد اللبناني إلى اجتماعات اللجنة نفسها. كما تم إبلاغ المعنيين بذلك. وعليه يشارك السفير كرم بهذه الصفة، في اجتماع اللجنة المقرر اليوم 3 كانون الأول 2025، في الناقورة".

 

الميكانيزم عقدت اجتماعها الرابع عشر: إضافة مشاركين مدنيين لتعزيز الاستقرار والنجاح

وطنية/03 كانون الأول/2025

 أعلنت سفارة الولايات المتحدة الاميركية في لبنان ببيان، أن "كبار المسؤولين عقدوا الاجتماع الرابع عشر للجنة التقنية العسكرية للبنان (الميكانيزم) في الثالث من شهر كانون الأول الجاري في الناقورة، لتقييم الجهود الجارية للتوصل إلى ترتيب دائم لوقف الأعمال العدائية في لبنان". وأشار البيان الى أنه "دعما للسلام الدائم والازدهار المشترك لكلا الجانبين، انضم السفير اللبناني السابق سيمون كرم والمدير الاعلى للسياسة الخارجية في مجلس الامن القومي الاسرائيلي الدكتور يوري رسنيك إلى المستشارة مورغان أورتاغوس في اجتماع اليوم كمشاركين مدنيين. يعكس انضمامهما التزام الميكانيزم تسهيل المناقشات السياسية والعسكرية بهدف تحقيق الامن والاستقرار والسلام الدائم لجميع المجتمعات المتضررة من النزاع". ولفت الى أن "جميع الأطراف رحبت بالمشاركة الإضافية باعتبارها خطوة مهمة نحو ضمان أن يكون عمل الميكانيزم مرتكزا على حوار مدني مستدام بالإضافة الى الحوار العسكري". وأكد أن "اللجنة تتطلع إلى العمل بشكل وثيق مع السفير كرم والدكتور رسنيك في الجلسات المقبلة، والى دمج توصياتهما، فيما تواصل الميكانيزم تعزيز السلام الدائم على طول الحدود".

 

مكتب نتانياهو: المحادثات المباشرة بين اسرائيل ولبنان عقدت في أجواء إيجابية

وطنية/03 كانون الأول/2025

أعلن مكتب رئيس وزراء العدو  الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان، أن "المحادثات المباشرة التي جرت  اليوم الأربعاء، بين إسرائيل ولبنان، عُقدت في أجواء إيجابية". اضاف البيان: "عُقد الاجتماع في أجواء إيجابية، وتم الاتفاق على بلورة أفكار لتعزيز تعاون اقتصادي محتمل بين إسرائيل ولبنان، وان نزع سلاح حزب الله أمر لا مفرّ منه"، بحسب "وكالة الصحافة الفرنسية".

 

رئيس الوزراء اللبناني: المحادثات مع إسرائيل ليست مفاوضات سلام

بيروت: «الشرق الأوسط»/03 كانون الأول/2025

قال رئيس الحكومة اللبناني نواف سلام، الأربعاء، إن المحادثات في إطار لجنة وقف إطلاق النار، التي انضمّ إليها ممثلان مدنيان إسرائيلي ولبناني، لم تصل بعد إلى مرحلة محادثات «سلام».وأوضح سلام في حديث للصحافيين: «لجنة وقف إطلاق النار هي المنتدى... لتنفيذ إعلان وقف الأعمال العدائية. لم نصل بعد إلى مرحلة محادثات السلام». يأتي ذلك بعدما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن إرسال المندوب المدني يأتي في إطار «محاولة أولية لوضع أساس لعلاقة وتعاون اقتصادي بين إسرائيل ولبنان». وذكر سلام أن المحادثات الاقتصادية ستكون جزءاً من أي عملية تطبيع مع إسرائيل، والتي يجب أن تتبع اتفاقية سلام. وأضاف للصحافيين أنه إذا التزمت الدولتان بخطة السلام العربية لعام 2002، «فسيتبع ذلك التطبيع، لكننا ما زلنا بعيدين». وأعلن رئيس الحكومة اللبناني أن بلاده منفتحة على قيام لجنة مراقبة وقف إطلاق النار من التحقق من عملية نزع سلاح «حزب الله» في جنوب لبنان.وقال «أبلغنا اللجنة بأننا جاهزون... لأن تقوم بإجراءات التحقق ميدانيا كلما كان لديهم أي قلق أو شكوك... نحن منفتحون على التحقق» من قبل اللجنة.

 

روبيو: إيران وحزب الله بنيا موطئ قدم في فنزويلا مما يثير مخاوف أمنية أمريكية

غنوة عبيد - موقع العربية الإنجليزي/03 كانون الأول/2025 (مترجم من الإنكليزية)

قال وزير خارجية الولايات المتحدة، ماركو روبيو، في تصريحات نُشرت يوم الثلاثاء، إن إيران - وبالتالي الحرس الثوري الإيراني التابع لها - إلى جانب حزب الله اللبناني، أسسوا "موطئ قدم" في فنزويلا، وسط التوترات المستمرة مع نظام نيكولاس مادورو. قال روبيو: "يصادف أنهم أيضاً موطئ قدم لإيران، وهذا لا يتم الحديث عنه بما فيه الكفاية". "إيران وحرسها الثوري، وحتى حزب الله، لديهم وجود في أمريكا الجنوبية، وأحد أهم مواقع وجودهم، خاصة بالنسبة للإيرانيين، هو داخل فنزويلا." جاءت تعليقات روبيو في مقابلة مع "فوكس نيوز" في ذروة جهود الرئيس دونالد ترامب لتقليل تدفق المخدرات من أمريكا اللاتينية وبعد أشهر من الضربات الأمريكية على قوارب المخدرات المزعومة في البحر الكاريبي والمحيط الهادئ الشرقي، مما يمارس ضغطاً على فنزويلا. وأضاف روبيو: "المكان الذي زرعوا فيه علمهم في نصف الكرة الغربي هو على الأراضي الفنزويلية بالتعاون الكامل والمفتوح من ذلك النظام". "حقيقة أن مادورو يشعر بالتهديد من وجود الأصول الأمريكية في المنطقة ومهمة مكافحة المخدرات، تثبت أنه متورط في تجارة المخدرات." في الأشهر الأخيرة، صعدت الولايات المتحدة الضغط بحملة لمكافحة تهريب المخدرات تستهدف مادورو، الذي تعتبره الولايات المتحدة غير شرعي. وقد نشرت مجموعة حاملة طائرات والعديد من الأصول الأخرى في منطقة البحر الكاريبي. يرى مادورو التحركات الأمريكية كمحاولة للإطاحة بنظامه. إيران هي حليف للنظام اليساري، وقد أدانت مؤخراً الضغط الأمريكي على فنزويلا، حيث وصف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ذلك بأنه "نهج بلطجي". حكومتا البلدين خاضعتان للعقوبات الأمريكية، وفي عام 2022 وقعتا خطة تعاون لمدة 20 عاماً في طهران، متعهدين بالشراكة في مجالات النفط والدفاع وقضايا أخرى.

 نفوذ حزب الله

أما بالنسبة لحزب الله، الجماعة اللبنانية المدعومة من إيران، فقد اعتُبر منذ فترة طويلة أن لديه وجوداً في أمريكا الجنوبية، مع عناصر تساعد في تأمين التمويل للجماعة المسلحة. في أكتوبر، عقدت لجنة الشيوخ المعنية بمكافحة المخدرات الدولية جلسة استماع لمعالجة هذه المسألة. ادعى رئيس اللجنة، السيناتور جون كورنين، في بيانه حينها أن "حزب الله وجد موطناً في فنزويلا... حيث طور نظاما [هوغو] تشافيز ومادورو علاقات وثيقة مع إيران وحزب الله"، معرباً أيضاً عن قلقه من إصدار جوازات سفر فنزويلية لأعضاء حزب الله. وقال كورنين: "تتركز أنشطته في أمريكا اللاتينية بشكل أساسي على جمع الأموال لعملياته الإرهابية في الشرق الأوسط وأماكن أخرى"، مضيفاً أن الجماعة قد تتطلع إلى "مواصلة توسيع شبكاتها لتهريب المخدرات وغسيل الأموال في أمريكا اللاتينية" في ضوء النكسات الأخيرة التي واجهتها إيران والجماعة.

 

تقرير: أورتاغوس اقترحت قصف جنازة نصر الله

نهارنت/03 كانون الأول/2025 (مترجم من الإنكليزية)

أفادت تقارير إعلامية إسرائيلية أن المبعوثة الأمريكية مورغان أورتاغوس كانت قد اقترحت على مسؤولين إسرائيليين أن تقصف إسرائيل جنازة رئيس حزب الله المقتول السيد حسن نصر الله التي أقيمت في بيروت في 23 فبراير. وقال تامير موراج، المراسل السياسي للقناة 14 الإسرائيلية، إن أورتاغوس أثارت قضية مهاجمة الجنازة بذريعة "استهداف قادة حزب الله". وأضاف موراج: "الجانب الإسرائيلي لم يوافق على هذه النصيحة واختار في النهاية عدم مهاجمة الجنازة، على الرغم من أن الطائرات الحربية الإسرائيلية حلقت فوق بيروت (على ارتفاع منخفض جداً) أثناء المراسم". زارت أورتاغوس إسرائيل يوم الثلاثاء وشاركت يوم الأربعاء في اجتماع في لبنان للجنة مراقبة وقف إطلاق النار. وصفت قناة MTV اجتماع الأربعاء بأنه إيجابي، بعد أن أرسل لبنان وإسرائيل شخصيات مدنية إلى المحادثات الدورية في خطوة غير مسبوقة تشير إلى مستوى أعلى من الدبلوماسية.

 

ماذا قال البابا لاوون عن سلاح حزب الله؟

نهارنت/03 كانون الأول/2025  (مترجم من الإنكليزية)

في مقابلة مع سكاي نيوز عربية، قال البابا لاوون الرابع عشر إنه قرأ رسالة من حزب الله لكنه يفضل عدم التعليق عليها، مضيفاً أن الكنيسة تقترح على حزب الله نزع السلاح والسعي للحوار بدلاً من ذلك. قال البابا إن الحلول السلمية ستكون أكثر إنتاجية وأفضل للشعب اللبناني، وتعهد بمواصلة العمل لإقناع الأطراف في لبنان بنزع السلاح واختيار الحوار بدلاً من العنف. وقال البابا إنه عقد اجتماعات سياسية في لبنان بعيداً عن وسائل الإعلام وإنه ركز على تهدئة الصراعات الداخلية والإقليمية. وفي مقابلة أخرى مع LBCI، قال البابا لاوون إنه تواصل وسيواصل التواصل مع قادة العالم لإرساء السلام في لبنان، بعد أن سأله صحافي القناة عما إذا كان قد تواصل مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليطلب منه الضغط على إسرائيل لوقف هجماتها على لبنان.

تقرير: إسرائيل تستعد لـ "تصعيد كبير" ضد حزب الله

نهارنت/03 كانون الأول/2025  (مترجم من الإنكليزية)

أفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن إسرائيل تستعد "لتصعيد كبير" مع حزب الله، تعتبره "حتمياً" على الرغم من جهود واشنطن. زعمت التقارير أن إسرائيل أظهرت للمبعوثة الأمريكية مورغان أورتاغوس يوم الثلاثاء "معلومات استخباراتية تثبت أن حزب الله يعيد بناء نفسه ويتسلح" في جنوب لبنان وأن الجيش اللبناني إما غير قادر أو غير راغب في وقف ذلك. وقال مسؤول إسرائيلي للقناة 12: "إسرائيل بحاجة إلى شرعية أمريكية لأي خطوة تتخذها". في غضون ذلك، ادعى وزير الخارجية جدعون ساعر أن حزب الله "يتسلح بوتيرة أسرع بكثير مما ينزع سلاحه"، وأن المسؤولية عن الوضع "تقع على عاتق الحكومة اللبنانية". وادعى أيضاً أن إيران لا تزال تمول حزب الله عبر تركيا. وقال ساعر في منشور على منصة X بعد لقائه بأورتاغوس: "أجرينا مناقشة جيدة حول الوضع في لبنان. قلت إن من ينتهك السيادة اللبنانية هو حزب الله. نزع سلاح حزب الله أمر بالغ الأهمية لمستقبل لبنان وأمن إسرائيل. الولايات المتحدة هي أكبر حلفائنا، وسنواصل تعاوننا الوثيق".

منذ التوصل إلى وقف إطلاق النار مع إسرائيل العام الماضي، زادت الولايات المتحدة الضغط على السلطات اللبنانية لنزع سلاح حزب الله. في أغسطس، أمرت الحكومة اللبنانية الجيش بوضع خطة لنزع السلاح. ومنذ ذلك الحين، قدم الجيش إحاطتين للحكومة حول الخطة، لكن المناقشات ظلت سرية. سيقدم الجيش تقريره الثالث غداً، الخميس، في جلسة لمجلس الوزراء. يقول الجيش إن الاحتلال الإسرائيلي لخمس تلال في جنوب لبنان والضربات شبه اليومية تعيق انتشاره في الجنوب، بينما تقول إسرائيل إنها ستواصل الضربات، مدعية أن حزب الله يعيد بناء نفسه.

 

سوريا تقول إنها قتلت رجلاً ضُبط معه ألغام موجهة لحزب الله

الشرق الأوسط/03 كانون الأول/2025  (مترجم من الإنكليزية)

قالت السلطات السورية يوم الأربعاء إنها قتلت رجلاً واعتقلت أربعة آخرين كانوا يحاولون تهريب مئات الألغام الأرضية إلى حزب الله اللبناني. وقالت وزارة الداخلية في بيان إنها شنت مداهمة في الجبة، قرب العاصمة دمشق، "أسفرت عن اعتقال أربعة أشخاص وتحييد خامس بعد اشتباك". ونُقل عن خالد عباس تكتوك، مدير الأمن الداخلي لمنطقة يبرود، القريبة من الحدود اللبنانية، قوله إنه تم ضبط "1250 لغماً مزوداً بصواعق". ووفقاً للبيان، كانت هذه الألغام "معدة للتهريب إلى حزب الله" في لبنان.

 

الدولة تحصّن جعبتها التفاوضية: كرم من قلب السيادة إلى خط التماس

نداء الوطن/04 كانون الأول/2025

عشية عيد البربارة، ارتدى لبنان الرسمي وشاح القرار السيادي، في خطوة جريئة لإسقاط أقنعة "الممانعة" المزيّفة عن وجهه الحقيقي، ومحاولة طارئة لإبعاد شبح الحرب الذي يخيّم فوق البلاد. كما يبدو أن "النِعَم" التي حملها البابا لاوون الرابع عشر خلال زيارته، أرخت بظلالها على المشهد اللبناني. إذ سجّلت الدولة علامة فارقة في سجلّ التفاوض، عبر قاطرة "الميكانيزم"، بتعيين السفير السابق سيمون كرم رئيسًا للوفد اللبناني. نقلة نوعية قرأها مراقبون على أنها محاولة جديّة لكسر الانسداد السياسي والدبلوماسي، الناتج عن تمسّك "حزب الله" بسلاحه من جهة، وإصرار إسرائيل على نزعه بالقوة إذا لم تُبادر الحكومة اللبنانية إلى تحمّل مسؤولياتها من جهة أخرى.

سفير السيادة 

وعلمت "نداء الوطن" أن طرح تعيين شخصية سياسية في رئاسة الوفد اللبناني إلى لجنة "الميكانيزم" وُضع على نار حامية منذ أكثر من شهرين، حيث خضعت اللائحة الأولية لجوجلة دقيقة قبل أن يستقرّ الرأي على السفير كرم. وذلك بعد حسابات دقيقة أجراها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، مستندًا بوضوح إلى المادة 52 من الدستور. وقد حرص على أن يُحاط هذا القرار بمظلّة سياسية وطنية، فسبقه بمشاورات مع رئيسي مجلس النواب نبيه برّي والحكومة نواف سلام، لتأمين غطاء جامع يجنب الداخل سجالات إضافية حول هوية رئيس الوفد. واستند الخيار إلى جملة معايير، أبرزها خلفيته السيادية الراسخة، ومسيرته الدبلوماسية والأكاديمية التي تضاهي نظيره الإسرائيلي أوري رزنيك، إضافة إلى خبرته التفاوضية ومعرفته العميقة بالمقاربات الأميركية، فضلًا عن مشاركته في وفد لبنان إلى مفاوضات مدريد بين العرب وإسرائيل (1991)، وهي التجربة التي تُعدّ من أبرز محطاته الدبلوماسية، وتمنحه أفضلية في إدارة نقاشات حساسة تتداخل فيها السياسة بالقانون الدولي وميزان القوى. في هذا السياق، اعتبرت مصادر أميركية أن تعيين كرم يمثل خطوة إيجابية من جانب الدولة اللبنانية، تعكس وعيًا بخطورة المرحلة ودقة التوقيت. لكنها، في المقابل، شدّدت على أن واشنطن، تراقب ترجمة هذا المسار بموقف عملي واضح في ما خصّ نزع سلاح "حزب الله"، الذي يبقى العقبة الأساسية أمام تثبيت الاستقرار وتجنب الانفجار. كما أن نقل رئاسة الوفد اللبناني من المستوى العسكري إلى السياسي، يحمل دلالات سياسية ودبلوماسية وقانونية واضحة، بما يعزز قدرة الدولة اللبنانية على تثبيت حقوقها، من النقاط المتنازع عليها على الخط الأزرق والنقاط المحتلّة، إلى قضية الأسرى والمحتجزين، مرورًا بانعكاسات التفاوض السوري - الإسرائيلي على الواقع اللبناني.

من الاكتفاء إلى المبادرة

وقد رأت الجهات المعنية أن الظرف بات مناسبًا للانتقال إلى مقاربة تعطي الدولة موقع المبادرة لا موقع الاكتفاء بالمتابعة، خصوصًا أن تركيبة اللجنة أصبحت تسمح بإدخال عناصر سياسية ودبلوماسية إلى النقاش، بعد أن كان الطابع العسكري هو المهيمن طوال المرحلة السابقة. وتكشف المعلومات أيضًا أن حضور كرم في اجتماع الناقورة أمس، يشكّل بداية مرحلة جديدة داخل اللجنة، تتراجع فيها المقاربة العسكرية لحساب قراءة سياسية معمّقة تستند إلى الدستور والسيادة والقانون الدولي وخبرة التفاوض. وتؤكد الأوساط المتابعة أن الدولة اللبنانية أرادت إرسال رسالة بأن حماية المصالح العليا لا تتم فقط عبر الأمن على الأرض، بل أيضًا عبر السياسة على الطاولة، وأن تعديل تركيبة الوفد يعكس انتقالًا واعيًا نحو إدارة متوازنة لواحد من أهم الملفات المتصلة بالهدوء جنوبًا. وتخلص المعطيات إلى أن انضمام كرم سيمنح الوفد اللبناني قدرة أكبر على التأثير، ويكرّس حضور الدولة داخل اللجنة كطرف فاعل يسعى إلى استثمار اللحظة الدولية لإعادة تنظيم قواعد الاشتباك السياسي - الدبلوماسي بما يخدم السيادة اللبنانية واستقرار الحدود. أما على جبهة "الممانعة"، فرغم أن خطوة تعيين السفير سيمون كرم أُدرجت في خانة تعزيز الموقع التفاوضي اللبناني، فإن وقعها كان أشبه بـ "الصاعقة" داخل أوساط "حزب الله". إذ اعتبر "الحزب"، عبر قناته التلفزيونية، أن الدولة ذهبت منفردة في هذا القرار، وعليها أن تتحمّل تبعاته، واضعًا التعيين في خانة التنازلات المجانية، معتبرًا أن الأيام المقبلة ستكذب الوعود والعهود، وستكشف أن واشنطن لا تملك نية حقيقية لحماية لبنان أو حفظ مصالحه. ومن المتوقع أن يكون التعيين مادة نقاشية دسمة على طاولة مجلس الوزراء اليوم بين مؤيّد ومعارض.

مباشر - غير مباشر

بالعودة إلى انعقاد لجنة "الميكانيزم" أمس، وبعد إعلان المتحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية، شوش بيدروسيان، أن "الاجتماع المباشر" بين لبنان وإسرائيل يُعدّ "تطورًا تاريخيًا" ونتاجًا لجهود رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لتغيير وجه الشرق الأوسط، علمت "نداء الوطن" أن الجلسة لم تخرج عن الإطار التقليدي، إذ عُقدت بالصيغة غير المباشرة المعتمدة سابقًا، وسط أجواء اتسمت بالإيجابية، وتركّزت على العموميات وتحضير الأرضية لتفاوض أكثر هدوءًا. ووفق المعلومات، شددت المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس على أهمية خفض التوتر وضبط الإيقاع الميداني، مشيرة إلى أن على الجيش اللبناني تكثيف انتشاره وتحركاته، بما يُسرّع في ضبط السلاح خارج الشرعية، لتفادي أي تصعيد وشيك. بدوره، تحدّث السفير سيمون كرم عن الأوضاع الحدودية، لا سيما في الجنوب، مؤكدًا نية لبنان في الحفاظ على التهدئة وتجنب الحرب. وقدّم الوفد اللبناني عرضًا مفصّلًا عن الخروقات الإسرائيلية والغارات المتكررة. أما الجانب الإسرائيلي، فركّز على ملف نزع سلاح "حزب الله"، محذرًا من استمرار الحزب في إعادة بناء منظومته العسكرية، في خرق واضح للتفاهمات السابقة. وتم الاتفاق على عقد الجولة المقبلة من المحادثات بعد 15 يومًا. في المقابل، أشار مكتب نتنياهو إلى أن اجتماع لجنة مراقبة وقف إطلاق النار، جرى في "أجواء إيجابية"، كاشفًا عن توافق مبدئي على صياغة أفكار تهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين. لكن المكتب شدّد في المقابل على أن إسرائيل وضعت شرطًا واضحًا لا يمكن تجاوزه: نزع سلاح "حزب الله" كأولوية مطلقة، بغض النظر عن أي مسارات تعاون اقتصادي مقترحة. كما أفاد بأن الطرفين اتفقا على إبقاء قنوات الحوار مفتوحة ومتابعة الاجتماعات في المرحلة المقبلة. وكان وزير الاقتصاد والصناعة الإسرائيلي نير بركات قد لفت إلى أن "إسرائيل منفتحة على التفاهم مع جيرانها، في حال نجحت الحكومة اللبنانية في القضاء على "حزب الله" وأبدت رغبة جدية في إقامة علاقات اقتصادية"، مضيفًا: "سندرس الأمر بإيجابية، لكن الأولوية تبقى إزالة التهديد الأمني أولًا".

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 3 كانون الأول 2025

وطنية/03 كانون الأول/2025

النهار

تداول كثيرون عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن برودة ظاهرة بين البابا والبطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي وهو أمر نفاه احد المطارنة الموارنة قائلا ان "البابا الحالي لا ينعجق كثيراً ولا يتصرف خارج البروتوكول".

شكا سفراء سابقون لدى الفاتيكان من عدم دعوتهم الى اللقاءات مع البابا على رغم طلب السفير البابوي ذلك من المعنيين ومنهم من يحافظ على صداقات قوية لدى الكرسي الرسولي يمكن الافادة منها في خدمة لبنان.

اكد مرجع امني صحة محاولات جهات خرق وقرصنة حسابات شخصية تعود الى نائب في بيروت الثانية وموظفين كبيرين في الدولة يعملان في ادارتين مهمتين. وجرى الطلب متهم اتخاذ الاحتياطات المطلوبة.

في معلومات ان ادارة البنك الدولي عمدت الى تأجيل قرضين بقيمة 300 مليون دولار وحذفهما ويعودان لوزارتي الشؤون الاجتماعية والتنمية الادارية، لان قروضا اخرى مقدمة من البنك وموضوعة على جدول اعمال الجلسة التشريعية لمجلس النواب. "وفي حال لم يتم اقرار المشاريع الاخيرة سيخسرها لبنان".

يقول مصدر وزاري ان رئيس الحكومة نواف سلام ينهي المسودة رقم 11 من قانون الفجوة المالية وسيرسلها الى صندوق النقد للاستشارة قبل المضي في اقرارها رسمياً.

الجمهورية

أكّد مسؤول كبير، أنّه في الاتجاه عينه مع مرجع كبير بشأن قضية حساسة كبرى والطروحات لمعالجتها.

تعليقاً على تصريحات الموفد الأميركي في شأن لبناني مطروح بقوّة، قال مرجع مسؤول: "غلطان مسيو برّاك".

وصفت شخصية بارزة وضع الدولة حالياً بجبنة "الغرويير" أي نصفها نصفها فارغ ومليء بالثقوب.

اللواء

توقف المتابعون عند حديث السفير الأميركي ميشال عيسى إلى صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية يوم السبت.. وتساءلوا: أين جرى الحديث هل في لبنان، وهل دخل مندوب الصحيفة مستخدماً جواز سفر أجنبياً والتقى السفير؟ أم عبر حوار هاتفي؟ أم أن السفير قام بزيارة سرية إلى كيان الاحتلال بدون علم لبنان؟ وكيف يُجري سفير معتمد في لبنان حديثاً مع صحيفة لدولة عدوة للبنان؟

يدور صراع خفي بين فريقي مجلس النواب المؤيد لحزب الله وخصومه لنسج تحالفات انتخابية توصل أكثرية الثلث من كل طرف إلى المجلس النيابي.

قطعت الإطلالة الميدانية للجيش اللبناني جنوب الليطاني الطريق على محاولة إسرائيل الدخول المباشر رلى بعض نقاط كانت تشتبه بها جنوب الليطاني، وكان الموضوع محور اهتمام دبلوماسي عربي ودولي..

نداء الوطن

قرّر مرجع رئاسي تفعيل اتصالاته الخارجية عبر إرسال معاونه السياسي في جولة من بغداد إلى الرياض وصولًا إلى القاهرة لفتح ثغرة في جدار الانسداد المتعلق بتنفيذ القرار 1701 واتفاقية الأعمال العدائية وسط اقتناع بأن مفتاح الحل لن يكون لبنانيًا بل نتاج تقاطع إقليمي ـ دولي.

حجم الشكاوى التي وصلت للحبر الأعظم خلال زيارته كان كبيرًا جدًا من مسيحيين ومسلمين أيضًا ما فتح عيون الدوائر الفاتيكانية على طبيعة الأزمة، وعمق الهوة بين الناس ومرجعيات روحية وسياسية وإدارية.

كشف بعض الصحافيين والناشطين اطلعوا مؤخرًا على ملفاتهم الأمنية العائدة لحقبة النظام السوري المخلوع، أن بعض الإحالات جاءت بناءً على تقارير رفعها محلل سياسي لبناني معروف، وكان مقربًا في ذلك الوقت من اللواء علي مملوك.

البناء

تحوّلت زيارة قداسة البابا إلى لبنان إلى مناسبة سيطرت فيها على وسائل التواصل الاجتماعي فيديوهات كشّاف المهدي في استقبال البابا واستحوذ بعض هذه الفيديوهات على انتشار عالميّ مثل فيديو الطفل الذي كان يهتف “يقبرني الصليب” والفيديو الذي يتحدث خلاله عدد من الفتية الأعضاء في الكشاف بعفوية وتدفق عن عميق الإيمان بالعيش المشترك واحترام القيم المسيحية بينما سيطر على الحديث السياسي المتفرّع عن الزيارة التعبير عن غضب القوات اللبنانية من عدم تلقي رئيسها سمير جعجع دعوة للمشاركة في اللقاءات التي جمعت البابا بقيادات لبنانية وتمّ التداول بفيديو يظهر تبادل حديث بين رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب تتخلله ضحكة عميقة وظهر رئيس الحكومة يتلفت محاولاً الاشتراك بالطرفة التي أثارت هذا الضحك واستخدم الفيديو للتعليق على العلاقات الرئاسية.

قال دبلوماسي غربي إن السلام في أوكرانيا والحرب على فنزويلا متشابهان سواء من حيث وعود متكرّرة من الرئيس الأميركي بقرب حدوث الأمرين وكل منهما في غرفة الانتظار أو لجهة تحوّل الحدثين إلى ورقتي تفاوض والتسبب بخلط أوراق ولا يملك أحد جواباً قاطعاً حول حتمية حدوث أي منهما أو حول وجود صلة بينهما، مع الأخذ بالاعتبار أن الرئيس الأميركي يعتبر الحرب والسلام سلعة في سوق إنجاز صفقة لا مشكلة ببيعها ولا مانع بشرائها لأن الأهم هو الثمن في الحالتين وثمن سلام أوكرانيا هو خسارة أوروبا إما كحليف أو كقوة، بينما ثمن حرب فنزويلا اهتزاز الاستقرار في الجوار الأميركي وتعريض الداخل الأميركي لاهتزاز سياسيّ وربما أمنيّ أيضاً.

الديار

بعد التسريبات المريبة لتصريحات المبعوث الاميركي توم براك خلال زيارته الى العراق، اجرت شخصية سياسية رفيعة المستوى اتّصالًا هاتفيًا بمرجعية عراقية لاستيضاح الموقف وتبيّن انّه جرى تضخيم مقصود لكلام عام عن احوال المنطقة لم يرد فيه كلام عن حرب حتمية في لبنان، لا من قريب او بعيد.

قال رئيس حزب مسيحي بارز أمام زوّاره إنّه يعتبر ما جرى خلال زيارة البابا إلى لبنان بمثابة "هديّته السياسيّة من بابا نوال"، في إشارة إلى استبعاد رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع عن استقبال الحبر الأعظم في القصر الجمهوري، وعدم توجيه دعوة رسميّة له، رغم كل التوضيحات التي صدرت لاحقاً لتبرير الأمر.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأربعاء 3/12/2025

وطنية/03 كانون الأول/2025

 * مقدمة نشرة أخبار الـ "أن بي أن"

لم تكد طائرة البابا لاون تقلع مغادرة الأجواء اللبنانية إلى روما حتى أطلق العدو الإسرائيلي مسيراته من الجنوب إلى الضاحية الجنوبية فالبقاع وأعاد تفعيل سيناريوهات التهديدات على ألسنة عدد من مسؤوليه أو من خلال إعلامه.

هذا في وقت أعلن فيه رئيس الجمهورية جوزاف عون تكليف السفير السابق سيمون كرم بترؤس الوفد اللبناني في لجنة "الميكانيزم" التي عقدت إجتماعها اليوم بمشاركة كرم ووفد من الجيش اللبناني والممثلين الفرنسي والأميركي وقوات اليونيفيل المدير الاعلى للسياسة الخارجية في مجلس الامن القومي الاسرائيلي يوري رسنيك والموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس التي ستعود إلى بيروت يوم الجمعة المقبل لتلتقي عددا من المسؤولين السياسيين في لبنان.

السفارة الاميركية أفادت في بيان لها ان جميع الأطراف رحبت بهذه المشاركة الإضافية باعتبارها خطوة مهمة نحو ضمان أن يكون عمل الميكانيزم مرتكزا على حوار مدني مستدام بالإضافة الى الحوار العسكري.

بالتوازي افاد مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي أن نتنياهو كلف عضو مجلس الأمن القومي (أوري رزنيك) لترؤس الوفد الإسرائيلي بلجنة وقف النار.

في المقابل أشار رئيس الحكومة نواف سلام الى استعداد لبنان لمفاوضات فوق عسكرية مع إسرائيل على حد قوله مشددا على ان نتانياهو ذهب بعيدا في توصيفه لخطوة تعيين سفير سابق رئيسا لوفد لبنان في الميكانيزم ولفت سلام الى أن لبنان ليس بصدد مفاوضات سلام مع إسرائيل والتطبيع مرتبط بعملية السلام.

في قطاع غزة انتهاك اسرائيلي جديد لاتفاق وقف النار تمثل هذه المرة بإعلان إسرائيل عزمها فتح معبر رفح باتجاه واحد في الايام المقبلة للسماح حصرا بخروج سكان غزة إلى مصر.

وفي السياق نفى مصدر مصري هذا الامر مؤكدا أنه إذا تم التوافق فسيكون العبور في الاتجاهين للدخول والخروج من القطاع.

أبعد من المنطقة انتهت المحادثات الروسية -الاميركية حول اوكرانيا بلا إعلان إتفاق إلا أن الجانبين كشفا عن مؤشرات ايجابية فالمتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أكد أن الرئيس فلاديمير بوتين قبل بعض الامور في خطة ترمب ورفض بعضها فيما أعلن وزير الخارجية الاميركي ماركو روبيو إحراز بعض التقدم.

* مقدمة الـ "أم تي في"

البركة البابوية حلت، ومرحلة جديدة بدأت في لبنان. إذ لم تمض ساعات قليلة على مغادرة البابا لاوون الرابع عشر بيروت، حتى اتخذ القرار المنتظر والمطلوب منذ فترة: تعيين مدني لبناني في لجنة الميكانيزم، بحيث أصبح السفير سيمون كرم رئيسا للوفد اللبناني. أهمية القرار أنه صادر عن رئيس الجمهورية بعد التشاور، وبالتنسيق مع رئيسي مجلس النواب والحكومة، ما يعني أنه ليس في إمكان أي مكون، ولا سيما المكون الشيعي، أن يتنصل منه. علما أن موقف حزب الله من الموضوع لا يزال غامضا.

فأنصار الحزب تناقلوا دعوات على وسائل التواصل الإجتماعي للتظاهر ضد قرار رئيس الجمهورية، لكن التظاهرة لم تحصل واقتصرت على بعض الدراجات النارية فيما التزم حزب الله الصمت حتى الآن، ربما في انتظار كلمة الشيخ نعيم قاسم الجمعة المقبل.

إسرائيل حاولت استغلال الفرصة، فأعلنت حكومتها أن نتانياهو سيرسل مبعوثين للقاء مسؤولين حكوميين في لبنان من أجل تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون الإقتصادي.

لكن بمعزل عن الموقف الإسرائيلي، الثابت أن ما حصل وسيحصل في الناقورة بدءا من اليوم ليس أمرا عاديا، بل يسجل انتقال الميكانيزم من الإطار العسكري الصرف إلى إطار مدني، وهو ما يتماشى مع خطة الرئيس ترامب لإرساء اتفاق سلام شامل في الشرق الأوسط.

* مقدمة "المنار"

اتخذت الدولة اللبنانية قراراتها وعليها ان تتحمل تداعياتها.

فبعد طول تنازلاتها دون مقابل، كانت الدولة قد اكدت الا خطوة لبنانية اضافية تجاه العدو دون وقف اعتداءاته، لكنها قررت اليوم تكليف مدني هو السفير سيمون كرم لرئاسة الوفد اللبناني الى لجنة الميكانيزم، مقابل الوفد الصهيوني الذي يرأسه العضو بمجلس الامن القومي “أوري رسنيك”.

بررت السلطة الخطوة بانها من أجل الدفاع عن سيادة لبنان وسلامة أراضيه ومصالحه العليا، واتبعتها بانها تجاوب مع المساعي المشكورة من حكومة الولايات المتحدة الأميركية.

فاي تجاوب واي مساع اميركية؟ فهل من تعهد اميركي جديد للبنان بوقف الاعتداءات والخروقات الصهيونية اذا ما اقدم على مثل هذه الخطوة ؟ ام ان هناك ما لا يعلم به اللبنانيون ويعمل عليه القيمون؟

لا داعي لانتظار الاجوبة فالمسيرات الصهيونية التي كانت تحلق فوق القصر الجمهوري وبيروت وضاحيتها وعموم القرى الجنوبية بالتزامن مع اجتماع لجنة الميكانيزم بوجوهها الجديدة، دليل جديد وجواب واف وصريح على كذب كل الوعود والعهود الاميركية.

ومع ترحيب السفارة الاميركية بالخطوة اللبنانية التي وضعتها على طريق الحوار المدني المستدام وتعزيز السلام الدائم على طرفي الحدود ، هلل الصهاينة للقرار اللبناني معتبرين انه انجاز لحكومة نتنياهو على طريق التطبيع مع لبنان.

وان اعتبر رئيس الحكومة نواف سلام ان الاسرائيليين ذهبوا بعيدا في تفسير الخطوة اللبنانية ، فانه ذهب بعيدا بطمأنة الاسرائيلي ، معلنا انفتاحه على أن تتحقق قوات أمريكية وفرنسية مما سماها المخاوف بشأن مستودعات أسلحة حزب الل المتبقية في الجنوب.

فماذا تبقى من سيادة وطنية؟

وهل هكذا تستعاد الارض والحقوق؟

وهل هكذا يكون الدفاع الدبلوماسي عن مصالح الوطن العليا؟

لقد خطت الدولة اللبنانية خطوة نحو المجهول دون اثمان مضمونة، وحتى نرى ما ستكون عليه الامور فان اهل الارض عند موقفهم: لا تنازل عن الحقوق ولا استسلام.

* مقدمة الـ "أو تي في"

في الشكل، لا مفاجأة. فجميع المعنيين المحليين، كانوا منذ اسابيع في اجواء تطعيم لجنة الميكانيزم بمدنيين، ولو ان النقاش كان يدور بين تكليف مدنيين بصفة مستشارين في ملفات محددة، او مدنيين ثابتين في التشكيلة، كما حصل اليوم.

اما في التوقيت، فأكثر من مفاجأة، ولاسيما لجهتين:

الجهة الاولى، الافرقاء السياسيون المعروفون، الذين يتمنون، لا بل يراهنون، على حرب اسرائيلية شاملة جديدة، تتواصل حتى القضاء على حزب الله، او على الاقل، حتى ارغامه على الاستسلام الكامل، مهما كلف الامر من شهداء وضحايا، ومهما تكبد الاهالي من تشريد، والبنية التحتية من تدمير.

والجهة الثانية، ابواق التحليل وألسنة التنبؤ السياسي، التي اغرقت الشاشات المحلية ومواقع التواصل الاجتماعي بمعطيات مغلوطة عن حرب وشيكة، حيث وصل الامر ببعض هؤلاء الى تحديد الموعد باليوم والساعة والدقيقة، للهجوم الاسرائيلي الموسع على لبنان.

غير ان الاهم من كل ما تقدم، الذي بات من الماضي، هو ما سيأتي: فهل ستنجح اللجنة المطعمة حيث فشلت لجنة العسكريين؟

وماذا تغير اضافة مدنيين في واقع الاحتلال المستمر والخروقات اليومية والمراوحة على مسار حصر السلاح؟

هل كسبت اسرائيل رهان المفاوضات المباشرة التي كان يرفضها لبنان، ام ربح حزب الله وقتا اضافيا سيستثمره في مواصلة ترميم قدراته وتعزيز نفوذه السياسي، تحضيرا لما قد يحمله له المستقبل القريب؟

في انتظار الاجوبة، من المرتقب ان تعود الساحة اللبنانية الى مدار الاستحقاق النيابي المقبل، الذي عادت حظوظ اجرائه الى الارتفاع، في ضوء التطورات الاخيرة. وفيما يواصل الافرقاء حسم المرشحين والتحالفات، لا يزال قانون الانتخاب عالقا، وهو ما تكرس اليوم في اجتماع لجنة الشؤون الخارجية النيابية، التي تكرر خلالها مشهد الانقسام حول اقتراع المنتشرين.

* مقدمة الـ "أل بي سي"

فعلها لبنان، وذهب الى التفاوض المباشر مع اسرائيل، برئيس مدني لوفده هو السفير السابق سيمون كرم وذلك ضمن اطر الميكانيزم، وبوساطة واشنطن وحضور مورغان اورتاغوس، فاوض كرم المعروف باستقلاليته ومواقفه الثابتة، يوري رزنيك، مبعوث تل ابيب، المعروف بفهمه الوضع المعقد بين لبنان واسرائيل، والمحنك في الصياغات التفاوضية.

الطريق الى جلسة الميكانيزم لم يكن سهلا، ومعركة الوصول اليه خيضت ديبلوماسيا وعسكريا.

ديبلوماسيا، لم يتردد رئيس الجمهورية جوزاف عون في اعلان موافقة لبنان على التفاوض ثلاث مرات متتالية، بعدما مهد الارض على محاور ثلاثة:

-المحور الأول، المباحثات الدقيقة التي اجراها مع الرئيس نبيه بري، ومن خلفه طبعا حزب الله، عندما شدد على ان حتمية المنطق وخلاص لبنان بكل مكوناته لن يأتيا الا عبر التفاوض وضمن الميكانيزم وحده، فوافق بري على اطر الميكانيزم، وعلى حصر التفاوض بالمهام التقنية، اي الانسحاب الاسرائيلي، ووقف الاعتداءات وقضية الاسرى وصمت حزب الله.

- المحور الثاني، الاعداد لزيارة البابا لاوون الرابع عشر للبنان، وهي تعدت جمالية الصورة، الى صلابة الموقف الذي اعلنه الحبر الاعظم عندما تحدث عن لبنان الرسالة بمسيحييه ومسلميه، وعن نشر هذه الرسالة في المشرق والعالم، مع التشديد على ان الحروب لا تجلب الا الموت، في حين ان التفاوض والوسطات تجلب الحياة والازدهار، فأمن للرئيس الارضية التي يحتاجها، من لبنان الى الولايات المتحدة.

المحور الثالث، هو محور الجيش الذي أسند الرئيس، عندما وضع قائده العماد رودولف هيكل خطة حصر السلاح، وبدأ تنفيذها في جنوب الليطاني، إذ وعلى الرغم الادعاءات الاسرائيلية عرض وقائعها مرارا امام جلسة الميكانيزم، وهي تنتهي في مرحلتها الاولى نهاية الشهر الحالي.

اليوم، دخل لبنان مرحلة جديدة، قد تستغرق شهورا او سنوات، وهو حقق انجازين حتى الان:

اعطى الاميركيين السلاح الذين يحتاجونه لتجميد بنيامين نتنياهو وتهديداته بالحروب المدمرة، اعتبارا من نهاية هذا الشهر،ومهد الطريق للبحث في المرحلة التالية من خطة الجيش لحصر سلاح حزب الله، خارج جنوب الليطاني، وهذا هو ما ستضغط في اتجاهه واشنطن، منطقيا.

* مقدمة "الجديد"

بالديبلوماسية الناعمة خطا لبنان خطوته الثالثة وسط حقل الألغام الإسرائيلي وبتوقيع ثلاثي الأبعاد سحب المحامي سيمون كرم من أرشيف الشخصيات المدنية وعينه "سفير لبنان" لدى لجنة الميكانيزم الخطوة لم تكن مفاجئة بالشكل وهي ليست المرة الأولى التي يتم فيها تطعيم الوفود بأسماء من أصحاب الاختصاص.

وأما في المضمون فشكلت الخطوة امتدادا للمسار الذي سلكه لبنان بالتزامه باتفاق تشرين ومبادرة "الاستقلال" الرئاسية ونزعا لفتيل الرسائل النارية التي تلقاها لبنان بتصعيد إسرائيلي يتجاوز "الستاتيكو" الأمني القائم إلى توسيع بيكار الاعتداءات وتهديد الدولة حاصر لبنان إسرائيل بالقسم الدستوري ونصه في الدفاع عن سيادة لبنان وسلامة أراضيه ومصالحه العليا.

قرر رئيس الجمهورية تكليف السفير الأسبق في واشنطن سيمون كرم لترؤس الوفد اللبناني إلى اجتماعات لجنة الميكانيزم وبعد التنسيق والتشاور مع رئيسي الحكومة ومجلس النواب تم إبلاغ المعنيين بذلك أتى تعيين سيمون كرم لقيادة التفاوض بعد استحصال الجانب الأميركي على موافقة الطرف الإسرائيلي بضم عضو غير عسكري إلى وفده المشارك في اللجنة.

فسحبت تل أبيب دبلوماسيا تخرج من الجيش وعينته في صفوف الاحتياط التفاوضية وهو يعتبر أحد مهندسي سياستها الخارجية والأمنية المواجهة الأولى كانت اليوم في الاجتماع الرابع عشر للجنة الميكانيزم.

وبحسب متابعين كانت هادئة واستحصل فيها قائد قطاع جنوب الليطاني العميد نقولا تابت على الثناء وعن الاجتماع أشارت السفارة الأميركية في بيان إلى أن انضمام السفير الأسبق سيمون كرم والمدير الأعلى للسياسة الخارجية في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي يوري رسنيك إنما يأتي دعما للسلام الدائم والازدهار وأن اجتماع  المسؤولين الكبار في اللجنة التقنية العسكرية كان لتقييم الجهود الجارية للتوصل إلى ترتيب دائم لوقف الأعمال العدائية في لبنان.

وذكرت أن جميع الجهات رحبت بالمشاركة الإضافية باعتبارها خطوة مهمة نحو ضمان أن يكون عمل الميكانيزم مرتكزا على حوار مدني مستدام بالإضافة الى الحوار العسكري الخطوة اللبنانية قابلها تعميم "كاتم للصوت" من حركة أمل بعدم التعليق على بيان رئاسة الجمهورية.

وانطلاقا من حساسيته ترك حزب الله لأمينه العام إطلاق الموقف الرسمي في كلمته المرتقبة بعد غد الجمعة أما في المواقف المعلنة لغايته فقد رأى رئيس الحكومة نواف سلام أن لبنان مستعد لمفاوضات "فوق عسكرية" مع إسرائيل وخطوة ضم دبلوماسي لبناني سابق إلى اللجنة محصنة سياسيا وتحظى بمظلة وطنية.

ولفت سلام الى أننا لسنا بصدد مفاوضات سلام مع إسرائيل والتطبيع مرتبط بعملية السلام مؤكدا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ذهب بعيدا في توصيفه هذه الخطوة رد سلام جاء عقب إعلان مكتب بنيامين نتنياهو أن رئيس الوزراء كلف بإيفاد فريق إسرائيلي للقاء مع مسؤولين حكوميين لبنانيين كمحاولة أولى لترسيخ أسس العلاقات الاقتصادية  بين الطرفين, في حين زعمت متحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية أن هذا الاجتماع المباشر بين إسرائيل ولبنان قد تم نتيجة لجهود رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لتغيير وجه الشرق الأوسط.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

تحرّك في الكونغرس لترسيخ تصنيف «الإخوان المسلمين» على لوائح الإرهاب ...بعد أيام من قرار ترمب التنفيذي

واشنطن: رنا أبتر/الشرق الأوسط/03 كانون الأوسط/2025

بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب التمهيدي لإدراج فروع من جماعة «الإخوان المسلمين» على لوائح الإرهاب، يتحرّك الكونغرس لدعم هذه الخطوة، وتتأهب اللجان المختصة للنظر في مشاريع قوانين تُلزم الإدارة بهذا التصنيف. ووقّع الرئيس الأميركي، الأسبوع الماضي، أمراً تنفيذياً يُوجّه وزير الخارجية ماركو روبيو ووزير الخزانة سكوت بيسنت بتقديم تقرير حول ما إذا كان سيتم تصنيف أي من فروع جماعة «الإخوان المسلمين» مثل تلك الموجودة في لبنان ومصر والأردن. ويطلب من الوزيرين المضي قُدماً في تطبيق أي تصنيفات في غضون 45 يوماً من صدور التقرير. وسلّط قرار ترمب الضوء على مشاريع قانون شبيهة طُرحت في السابق في مجلسي الشيوخ والنواب، كما حفّز أعضاء الكونغرس الذين يدفعون باتجاه تصنيف الجماعة على لوائح الإرهاب. وأتى التحرك التشريعي الأول من لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، التي تنظر الأربعاء في مشروع قانون يُلزم البيت الأبيض بتصنيف الجماعة وكل فروعها بوصفها منظمات إرهابية في موعد أقصاه 90 يوماً بعد إقرار القانون نهائياً. ويُشدّد النائب الجمهوري ماري دياز بالارت، الذي طرح المشروع في مجلس النواب، على أهمية إقراره، مشيراً إلى أن «جماعة (الإخوان المسلمين) تنشر العنف وعدم الاستقرار في جميع أنحاء الشرق الأوسط»، وأن «لديها فروعاً إقليمية كثيرة، من بينها منظمات إرهابية مثل (حماس)». ويعد بالارت أن إقرار مشروع القرار ضروري «لحماية مصالح الأمن القومي الأميركي، ومنع استخدام الأموال الأميركية في تمكين الأنشطة الخطرة لـ(الإخوان المسلمين)، وضمان منع أعضاء الجماعة من دخول الولايات المتحدة». ويقول النائب الجمهوري إن هذا التشريع يمنح إدارة ترمب «السلطة الإضافية التي تحتاج إلى حماية الأميركيين وأقرب حلفائنا من هذا التهديد الخبيث»، على حد تعبيره.

خطوة مُلزمة للإدارة

في حال إقرار القانون، فإنه سيدرج جماعة «الإخوان المسلمين» بجميع فروعها على لوائح الإرهاب على المستوى الفيدرالي، في خطوة تتجاوز تأثيراتها قرار ترمب التنفيذي، وتلزم الرؤساء المقبلين بها. ويشدد النائب الديمقراطي جاريد موسكوفيتز، الذي دعم المشروع إلى جانب 26 من زملائه، على ضرورة أن تكون للحكومة الأميركية السلطة اللازمة لمواجهة التهديدات الخطيرة للجماعة، مشيراً إلى «تاريخها الموثّق في الترويج للإرهاب ضد الولايات المتحدة وحلفائها». كما ذكر بأن دولاً أوروبية وعربية سبق أن اتّخذت خطوات مماثلة «للتحقيق في نشاط جماعة (الإخوان) وملاحقة فروعها». ولعلّ الداعم الأكبر لهذه الجهود في الكونغرس هو السيناتور الجمهوري تيد كروز، الذي طرح مشروع تصنيف «الإخوان المسلمين» على لوائح الإرهاب عدة مرات في السابق. وبدأ هذه الجهود في عام 2015، وطرح مشاريع مماثلة في الأعوام 2017 و2020 و2021 و2025. وحصل مشروعه الأخير على تأييد 10 من أعضاء الشيوخ حتى الساعة. وتغنّى كروز بقرار ترمب لدى إصداره، عادّاً أنه مهم جداً للأمن القومي الأميركي ولسلامة الأميركيين. وتحدّث كروز عن جهود إدراج «الإخوان» على لوائح الإرهاب بكل كيانات الجماعة في كل بلد توجد فيه، وقال: «هذه المعركة استمرت لأكثر من عقد من الزمن، وواجهت مقاومة شرسة من داعمي جماعة (الإخوان المسلمين) في الخارج ومن البيروقراطيين المتجذرين داخل الحكومة الأميركية». وأشار السيناتور الجمهوري إلى أن الجماعة وفروعها «تقوم بتشجيع وتسهيل وتوفير الموارد لممارسة (الإرهاب الجهادي) حول العالم. وهم ملتزمون بإسقاط الولايات المتحدة وحكومات حلفائنا». ويعد كروز أن قرار ترمب سيؤدي إلى «تقدّم المساعي داخل الإدارة تحت قيادة الرئيس ترمب»، لكنه يُشير في الوقت نفسه إلى أن الوقت مناسب الآن «للبناء على قرار ترمب في الكونغرس»، داعياً مجلس الشيوخ إلى الإسراع في تمرير مشروع القانون الذي طرحه، والذي «سيُرسّخ التصنيفات، ويوفر موارد إضافية لحماية الأميركيين من الجماعة وفروعها، ويحظى بدعم وتأييد من الحزبين في كل من مجلس النواب ومجلس الشيوخ». ومن غير الواضح حتى الساعة ما إذا كان مجلس الشيوخ سيصوت على مشروع كروز، الذي يطلب كذلك من وزير الخارجية تقديم تقرير دوري للكونغرس حول أنشطة الجماعة وفروعها.

 

الولايات المتحدة تنشر أول سرب مسيرات انتحارية في الشرق الأوسط تحاكي الطائرات الإيرانية من طراز «شاهد 136»

واشنطن/الشرق الأوسط/03 كانون الأوسط/2025

أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، عن تشكيل قوة مهام جديدة لأول سرب طائرات مُسيّرة هجومية أحادية الاتجاه للجيش، تتمركز في الشرق الأوسط. وأطلقت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) قوة مهام «سكوربيون سترايك» أو (TFSS) بعد أربعة أشهر من توجيه وزير الحرب بيت هيغسيث بتسريع عملية اقتناء ونشر تكنولوجيا الطائرات المُسيّرة بأسعار معقولة. ووفق القيادة المركزية الأميركية، صُممت قوة المهام «سكوربيون سترايك» لتوفير قدرات طائرات مُسيّرة منخفضة التكلفة وفعالة بسرعة لعناصر القوات المقاتلة. وقد قامت قوة المهام الجديدة بالفعل بتشكيل سرب من طائرات مُسيّرة منخفضة التكلفة من الطراز الهجومي «لوكاس» أو (FLM – 136) المتمركز حالياً في الشرق الأوسط. وتتميز طائرات «لوكاس» المُسيّرة التي نشرتها القيادة المركزية الأميركية بمدى واسع، وهي مصممة للعمل بشكل مستقل. ويمكن إطلاقها بآليات مختلفة، بما في ذلك الآلية المسماة «المنجنيق/المقلاع»، والإقلاع بمساعدة الصواريخ، وأنظمة أرضية ومركبات متنقلة. وقال قائد القيادة المركزية الأميركية الأدميرال براد كوبر: «تُهيئ قوة المهام الجديدة هذه الظروف لاستخدام الابتكار ليكون رادعاً». وأضاف: «تزويد مقاتلينا بقدرات متطورة في مجال الطائرات المسيّرة بشكل أسرع يُبرز الابتكار والقوة العسكرية الأميركية، مما يردع الجهات الخبيثة».

ووفق ما ذكرته صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، فإن المسيّرة الجديدة «FLM - 136» تحاكي المسيّرات الإيرانية من طراز «شاهد 136» شائعة الاستخدام، التي استخدمتها طهران والأذرع المسلحة المرتبطة بها لمهاجمة القوات الأميركية والسفن التجارية في أنحاء الشرق الأوسط، واستخدمتها روسيا لضرب القوات والمدن الأوكرانية. وتُحاكي هذه الخطوة تكتيكاً إيرانياً لتقليد الطائرات الأميركية المُسيّرة المُحطّمة، مثل المسيّرة «آر كيو - 170 سنتينال» أو (RQ - 170 Sentinel) التابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، وإعادة تصميمها هندسياً من جانب طهران لبناء نسخ خاصة بها. وتتميز الطائرة المسيّرة الجديدة «FLM - 136» بالتحكم الذاتي الكامل، ما يعني أنها تحتاج إلى تفاعل بشري ضئيل أو معدوم، وتعتمد على أجهزة الاستشعار والذكاء الاصطناعي للتوجيه نحو هدفها. ويمكنها الطيران لمدة 6 ساعات تقريباً. وتأتي خطوة نشر سرب الطائرات المسيرة الهجومية في الشرق الأوسط بعد عامين تقريباً من مقتل ثلاثة جنود أميركيين بمسيّرة هجومية إيرانية ضربت موقعاً يضم عسكريين أميركيين في شمال شرقي الأردن. ويستهدف الجيش الأميركي أن تكون كل وحدة من وحداته مسلحة بطائرات مسيّرة هجومية صغيرة أحادية الاتجاه بحلول نهاية السنة المالية 2026.

 

بعد «تعثر» مفاوضات موسكو... تساؤلات عن قدرة إدارة ترمب على كبح اندفاعة بوتين ...روبيو أكد «إحراز بعض التقدم»

واشنطن: إيلي يوسف/الشرق الأوسط/03 كانون الأوسط/2025

قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إنه تم إحراز «بعض التقدم» في المحادثات مع روسيا لإنهاء الحرب مع أوكرانيا. وقال روبيو لمذيع «فوكس نيوز» شون هانيتي: «ما حاولنا القيام به، وأعتقد أننا أحرزنا بعض التقدم فيه، هو معرفة ما يمكن أن يتعايش معه الأوكرانيون، الذي يمنحهم ضمانات للمستقبل»، مضيفاً أن الولايات المتحدة تأمل أن تسمح لهم بالتسوية «ليس فقط بإعادة بناء اقتصادهم، بل أيضاً الازدهار كدولة». تصريحات الوزير الأميركي، الذي حاول بث قدر من التفاؤل حول مسار المفاوضات الأميركية – الروسية الهادفة إلى إيجاد صيغة تنهي الحرب في أوكرانيا، جاءت بعد ما عدّه المراقبون «فشل» وفد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، المؤلف من مستشاره الخاص ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر صهر الرئيس، في انتزاع موافقة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على خطة السلام الأميركية، رغم مفاوضات استمرت نحو خمس ساعات في الكرملين. وبغم وصف موسكو المحادثات بأنها «مفيدة وبنّاءة»، لكنها أقرت بعدم التوصل إلى أي صيغة توافقية أو تحديد موعد لقمة ترمب – بوتين. إلا أن تصريحات روبيو سرعان ما تفاعلت مع موقف أوروبي أكثر براغماتية عبّر عنه وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، الذي شدد على أن «وحدة الغرب شرط أساسي لبناء السلام». وأكد دعم روما للجهود الأميركية، لكنه ذكّر في الوقت نفسه بأن أي تسوية لا يمكن أن تُبنى بمعزل عن الاصطفاف الأطلسي. تاياني كشف عن أنه سيناقش في اتصال هاتفي اليوم (الأربعاء) مع روبيو أوضاع الشرق الأوسط وأميركا الجنوبية وأوكرانيا، في إشارة إلى تشابك الملفات التي تضغط على الإدارة الأميركية الجديدة.

تراجع الزخم وتآكل الوعود

وتساءل مراقبون في واشنطن، عن كيفية تفاعل الرئيس ترمب مع هذا الإخفاق، خصوصاً بعد أن ارتفع منسوب التوقعات بإحراز اختراق عقب إدخال كوشنر إلى الفريق المفاوض. المقربون من الإدارة يرون أن الرئيس لا يريد الاعتراف بالفشل، لكنه يواجه حقيقة أن بوتين لا يقدم أي تنازلات، بل يواصل ربط أي تسوية بمكاسب ميدانية وسياسية جديدة. جون هاردي، الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، قال لـ«الشرق الأوسط» إن البيت الأبيض «لا يرى في اجتماع أمس فشلاً، بل خطوة ضمن عملية مستمرة». لكنه أضاف: «مع ذلك، أبقى متشائماً؛ فبوتين لا يبدو مستعداً للتخلي عن شروطه الجوهرية». ورأى هاردي أن إدارة ترمب «وضعت العربة أمام الحصان» بمحاولة التفاوض قبل بناء أوراق قوة، مثل ترك العقوبات النفطية تفعل مفعولها. من ناحيته، قال مايكل أوهانلن كبير الباحثين في معهد بروكينغز في واشنطن لـ«الشرق الأوسط» إنه من الصعب الجزم برد فعل الرئيس ترمب. وقال أوهانلن إنه قد يكون على الأرجح محبطاً، لكن شعوره بهذا الإحباط ممتد منذ أشهر بسبب هذه الحرب. وأضاف قائلاً: «كنت أتمنى أن يقود الرئيس ترمب جهداً دولياً لتكثيف الضغط الاقتصادي على روسيا قريباً، لكنني أشك في أنه سيفعل ذلك حقاً». التشكيك في الاستراتيجية الأميركية تزايد بعدما شعر الأوروبيون بأن واشنطن تذهب في اتجاه التفرد بالملف، عبر خطة سلام من 28 بنداً عدّتها «منحازة لموسكو»، قبل إدخال تعديلات عليها في جنيف وميامي مع الأوكرانيين والأوروبيين.

أوروبا تبتعد أكثر عن موسكو

في موازاة المسار التفاوضي، شهدت بروكسل خطوة أوروبية مفصلية بإقرار اتفاق لحظر واردات الغاز الروسي نهائياً بحلول خريف 2027، في تصعيد اقتصادي يهدف إلى تجفيف مصادر تمويل الحرب. رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين تحدثت عن «بزوغ حقبة جديدة» من الاستقلال الطاقوي عن موسكو، بينما رأى ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، أن القرار «سيؤدي إلى تقويض نفوذ أوروبا وتسريع خسارتها القدرة التنافسية»، على حد قوله. ويتوقع دبلوماسيون أن يقدم الاتحاد الأوروبي في الأشهر المقبلة مقترحاً لخفض واردات النفط الروسي إلى المجر وسلوفاكيا، في محاولة لسد الثغرات التي يستفيد منها الكرملين. إلى جانب ذلك، تقدمت المفوضية الأوروبية بخطة قانونية تتيح استخدام الأصول الروسية المجمّدة لتمويل قرض كبير لأوكرانيا قد يصل إلى 140 مليار يورو، وسط خلافات داخلية، خصوصاً مع بلجيكا التي تفضّل الاقتراض المشترك بدل المساس بالأصول الروسية. هذه التطورات تزيد من تعقيد المشهد أمام إدارة ترمب التي تسعى للمضي في مسار تفاوضي مع روسيا بينما يتحرك الاتحاد الأوروبي في الاتجاه المعاكس، معززاً أدوات الضغط على بوتين. موسكو تستعرض القوة... وتضغط على كييف

التسريبات الواردة من موسكو تشير إلى أن بوتين دخل الاجتماع الأخير وهو في موقع هجومي، مراهناً على مكاسب ميدانية جديدة في الشرق الأوكراني، لا سيما في محيط باكروفسك، حيث تدّعي روسيا إحراز تقدم، فيما تنفي كييف ذلك مؤكدة استمرار المعارك. بوتين قبل اللقاء عدّ أن أوروبا «تحاول إفشال» المسار الأميركي، وحذر من قدرة روسيا على «القتال حتى النهاية» إذا دفعت إلى مواجهة أوسع. مفتاح موقفه يتمثل في الملفات الجوهرية: الاعتراف بضم الأراضي التي تسيطر عليها موسكو، كبح تسليح أوكرانيا، منع انضمامها إلى «الناتو». هذه الشروط لم تتغير، فيما كان الوفد الأميركي يأمل صياغة «مخارج مرنة» يمكن لزيلينسكي قبولها مع ضمانات أمنية طويلة الأمد. إلا أن كييف نفسها تبدو محاصرة بالضغوط؛ فالرئيس فولوديمير زيلينسكي أكد أنه ينتظر تقريراً من الوفد الأميركي الذي ينتظر أن يلتقيه، لكنه شدد على ضرورة منع أي اتفاق على «عودة روسيا بعد عام لشن حرب جديدة».

اختبار صعب لترمب

التقييم العام في الأوساط الأوروبية هو أن فشل محادثات موسكو يعكس حدود نهج «الدبلوماسية السريعة» التي تعتمدها إدارة الرئيس ترمب. وبعدما وعد ترمب خلال حملته الانتخابية بإنهاء الحرب سريعاً، يجد نفسه الآن أمام توقّعات دولية عالية ومسار تفاوضي معقد، فيما يرفض بوتين تقديم أي تنازل جوهري. الخيبة الأوروبية تتزامن مع مخاوف من أن تؤدي أي «تسوية مفروضة» إلى إضعاف حلف «الناتو» وتفكيك جبهة الدعم لأوكرانيا، خصوصاً أن بعض بنود الخطة الأميركية المسربة – مثل تحديد سقف لعدد الجيش الأوكراني وتأجيل النقاش حول الأراضي – تُعدّ مكاسب واضحة لموسكو. وفي المقابل، لا يزال الرئيس الأميركي يواجه شكوكاً داخلية، خصوصاً بعد تقارير عن قنوات اتصال غير رسمية بين أعضاء في فريقه وشخصيات روسية، ما يزيد من حساسية أي خطوة يقدم عليها. مع أن الوزير ماركو روبيو يواصل ضخ رسائل إيجابية، مجدداً التأكيد على «إحراز تقدم» في البحث عن صيغة مقبولة لجميع الأطراف، فإن الأطراف الأوروبية ترى أن الصورة أكثر قتامة. فموسكو مستمرة في رفع سقف شروطها، والغرب ماضٍ في تعزيز عقوباته، وكييف ترفض أي تنازل عن الأراضي. وعليه تبدو المفاوضات الحالية مجرد حلقة في مسار طويل، أكثر منها منعطفاً حاسماً. وإذا كان البعض يرى أن العملية ستستمر، لكنها في الوقت نفسه قد لا تؤدي إلى سلام قريب، طالما أن بوتين يسعى إلى فرض معادلة جديدة على الأرض قبل الانتقال إلى طاولة التسوية. ومع استمرار المعارك وتراجع الثقة بين الحلفاء، سيكون على إدارة ترمب الإجابة سريعاً عن سؤال بات مطروحاً بقوة في العواصم الغربية: هل تملك هذه الإدارة بالفعل استراتيجية قابلة للحياة في أوكرانيا؟ أو أن مسار موسكو الأخير سيكشف عن حدود قدرتها على كبح الاندفاعة الروسية المتصاعدة، فيما يبقى مستقبل التسوية رهن مواقف موسكو وقدرة واشنطن على استعادة زمام المبادرة.

 

إصابة 4 جنود إسرائيليين في اشتباك مع مقاتلين خرجوا من نفق برفح

نتنياهو اتهم «حماس» بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار

غزة/الشرق الأوسط/03 كانون الأوسط/2025

أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الأربعاء، أن أربعة جنود أصيبوا في اشتباكات مع مسلحين خرجوا من أحد الأنفاق في شرق رفح بجنوب قطاع غزة. وأشار الجيش إلى أن أحد العناصر إصابته خطيرة وثلاثة إصاباتهم متوسطة، بعد أن أطلق مسلحون النار من نفق على قوة استطلاع تابعة للواء جولاني شرق رفح. وتم إجلاء الجنود لتلقي العلاج، وأُبلغت عائلاتهم بالحادثة، بحسب موقع «واي نت» الإسرائيلي. وكشف الموقع أن مسلحين على الأقل قُتلا في الهجوم، ويجري البحث عن الباقين. ووقع الاشتباك بعد ساعات من تسلم إسرائيل رفات رهينة من الصليب الأحمر شمال غزة. كما أفادت وسائل إعلام في غزة بوقوع قصف مدفعي وتبادل لإطلاق النار في رفح، مما يؤكد حالة عدم الاستقرار على الأرض مع تعثر جهود التقدم نحو المرحلة التالية من وقف إطلاق النار. بدوره، اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم حركة «حماس» بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار، مؤكداً أن إسرائيل سترد على ذلك بما يتناسب مع سياستها الرافضة لأي مساس بجنود الجيش. وقال نتنياهو إن «(حماس) تواصل انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار وتقوم بأنشطة إرهابية ضد قواتنا». وأضاف: «سياستنا واضحة: إسرائيل لن تتسامح مع أي مساس بجنود الجيش وسترد وفقاً لذلك».

 

200 من مشاهير العالم يطالبون بالإفراج عن مروان البرغوثي

باريس/الشرق الأوسط/03 كانون الأوسط/2025

دعا أكثر من 200 من المشاهير، بينهم كتاب وممثلون وموسيقيون، في رسالة مفتوحة، الأربعاء، إسرائيل إلى إطلاق سراح السياسي المعتقل مروان البرغوثي الذي يحظى بإجماع فلسطيني واسع. يبلغ البرغوثي 66 عاماً، وهو معتقل منذ عام 2002، لكن ينظر إليه على أنه فاعل رئيسي محتمل في إنشاء أي دولة فلسطينية بسبب قدرته على توحيد مختلف الفصائل. وقّع على الرسالة المفتوحة التي تدعو إلى إطلاق سراحه نجوم السينما جوش أوكونور وبينيديكت كامبرباتش وخافيير بارديم، بالإضافة إلى الموسيقيين فونتين دي سي وستينغ، حسب «وكالة الصحافة الفرنسية». كما تحمل الرسالة توقيع الكاتبات الشهيرات سالي روني وآني إرنو ومارغريت أتوود، بالإضافة إلى الفنانة نان غولدين ولاعب كرة القدم البريطاني سابقاً والمذيع حالياً غاري لينيكر. وجاء فيها: «نعرب عن قلقنا البالغ إزاء استمرار سجن مروان البرغوثي، وسوء معاملته وحرمانه من حقوقه القانونية في أثناء سجنه». وأضافت: «ندعو الأمم المتحدة وحكومات العالم إلى بذل مساعٍ جدية لإطلاق سراح مروان البرغوثي من السجن الإسرائيلي». يسهم معظم الموقعين على الرسالة في الجهود الرامية إلى إنهاء الحرب الإسرائيلية في غزة، ولكن الرسالة الجديدة هي جزء من حملة دولية تحت عنوان «الحرية لمروان» أطلقتها عائلة البرغوثي. البرغوثي، ولقبه «مانديلا فلسطين»، حكمت عليه محكمة إسرائيلية عام 2004 بخمسة أحكام بالسجن مدى الحياة بتهمة تدبير هجمات قاتلة خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية بين عامي 2000 و2005. كان نائباً في المجلس التشريعي الفلسطيني في ذلك الوقت، ورفض الاعتراف بالمحكمة في أثناء محاكمته التي أدانها الاتحاد البرلماني الدولي باعتبارها منقوصة. ورفضت إسرائيل إطلاق سراح البرغوثي في عمليات تبادل الرهائن والمعتقلين منذ اندلاع حرب غزة بعد هجوم «حماس» على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وقال عرب، نجل مروان البرغوثي، في أكتوبر، إن والده تعرّض للضرب المبرح على أيدي حراس إسرائيليين في أثناء نقله بين سجنين في سبتمبر (أيلول)، ما أدى إلى كسر أربعة من ضلوعه وتعرضه لإصابات في الرأس. وفي مقطع فيديو نشره على وسائل التواصل الاجتماعي في أغسطس (آب)، ظهر وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير وهو يهدد البرغوثي في السجن.

 

غوتيريش: «أسباب قوية» للاعتقاد بارتكاب إسرائيل جرائم حرب في غزة ...أكد أن الضربات الأميركية على السفن بالقرب من فنزويلا لا تتوافق مع القانون الدولي

نيويورك/الشرق الأوسط/03 كانون الأوسط/2025

قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم الأربعاء، إن هناك «خطأ جوهرياً» في الكيفية التي أدارت بها إسرائيل عمليتها العسكرية في قطاع غزة، وإن هناك «أسباباً قوية» للاعتقاد بارتكاب جرائم حرب هناك. وأضاف غوتيريش في مقابلة أجريت معه خلال مؤتمر «رويترز نيكست» في نيويورك: «أعتقد أن هناك خطأ جوهرياً في طريقة تنفيذ هذه العملية (العسكرية)، مع تجاهل تام فيما يتعلق بمقتل المدنيين وتدمير غزة».

جرائم حرب

وأفادت وزارة الصحة في القطاع بمقتل أكثر من 70 ألف شخص في غزة خلال الصراع المستمر منذ عامين بين إسرائيل وحركة «حماس» الفلسطينية. واندلعت الحرب بعد هجوم شنته «حماس» على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وتسبب في مقتل 1200 شخص واقتياد 251 رهينة إلى غزة.

وعندما سُئل عما إذا كانت جرائم حرب قد ارتُكبت، قال غوتيريش: «هناك أسباب قوية للاعتقاد بأن هذا الاحتمال ربما يكون حقيقة»، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء. وجرى التوصل إلى وقف لإطلاق النار في العاشر من أكتوبر (تشرين الأول) لكنه هش، إذ تواصل إسرائيل قصف غزة وهدم ما تصفه ببنية «حماس» التحتية. وتتبادل «حماس» وإسرائيل الاتهامات بانتهاك الاتفاق المدعوم من الولايات المتحدة. وأشاد غوتيريش بالولايات المتحدة، حليفة إسرائيل، لدورها الفعال في تحسين وصول المساعدات إلى غزة، حيث أفاد مرصد عالمي للجوع في أغسطس (آب) بأن المجاعة قد استشرت. وقال: «هناك تعاون ممتاز في مجال المساعدات الإنسانية بين الأمم المتحدة والولايات المتحدة، وآمل أن يستمر هذا التعاون ويتطور». وتشكو الأمم المتحدة منذ وقت طويل من وجود عراقيل تحول دون إيصال وتوزيع المساعدات في غزة، وتلقي باللوم في ذلك على إسرائيل والانفلات الأمني. وانتقدت إسرائيل العملية التي تقودها الأمم المتحدة واتهمت «حماس» بسرقة المساعدات، وهو ما نفته الحركة الفلسطينية.

حرب أوكرانيا

وفي سياق آخر، قال غوتيريش إن المفاوضات الرامية لإنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا تبدو متعثرة وإن حل الصراع يجب أن يتم وفقاً للقانون الدولي وبسلامة أراضي الدول. وأضاف غوتيريش: «أعتقد أننا ما زلنا بعيدين عن الحل». وقال: «انتهاك هذه القواعد خطير للغاية، لأن الناس في كل مكان في العالم سيشعرون بأن بوسعهم فعل ما يشاءون لأن القانون الدولي لم يعد ذا أهمية. لذا آمل أن تحترم الطريقة التي ستنتهي بها المفاوضات هذه المبادئ، حتى لو أدركت (أنا) أن ذلك لن يكون سهلاً». وغزت روسيا أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، ما أدى إلى أكبر مواجهة بين موسكو والغرب منذ الحرب الباردة. وتحاول الولايات المتحدة التوسط لإنهاء هذا الصراع.

ترمب والأمم المتحدة

يصف الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأمم المتحدة بأنها تتمتع «بإمكانات هائلة»، لكنه قال إنها لا تستغلها. وخفّض ترمب المساعدات الخارجية، ويرغب في مواصلة خفض التمويل الأميركي للأمم المتحدة. وطلب غوتيريش عدم التشكيك في القيم التي تدافع عنها المنظمة الدولية، وقال: «لست مهتماً بالدخول في أي جدال مع الإدارة الأميركية. أنا مهتم بالحفاظ على قيم الأمم المتحدة وعلى القيم التي أعتقد أننا نستطيع من خلالها بناء عالم أكثر عدلاً يحظى فيه القانون الدولي بالاحترام ويُمكن من خلالها أيضاً التغلب على التفاوتات الهائلة الموجودة حالياً».وعن الضربات الأميركية على السفن بالقرب من فنزويلا، قال غوتيريش إنها لا تتوافق مع القانون الدولي.

 

إسرائيل تتأهب لتصعيد من الضفة... وتمدد عملياتها لأسبوعين...الاحتلال انسحب من طوباس... ويركز عمليته في قباطية

رام الله: كفاح زبون/الشرق الأوسط/03 كانون الأوسط/2025

تتأهب إسرائيل لتصعيد أكبر قادم من الضفة الغربية، يشمل هجمات فلسطينية محتملة على خلفية العملية العسكرية المتواصلة في شمال الضفة، التي تقرر أن تستمر أسبوعين إضافيين. والتصعيد المحتمل يأتي، كما قالت المصادر لهيئة البث الإسرائيلية «كان»، على خلفية العملية التي ينفذها الجيش في شمال الضفة، والتي «أدت إلى ارتفاع كبير في التحريض على شبكات التواصل الفلسطينية، وعودة عدد من العناصر المسلحة إلى النشاط ضد إسرائيل». وتتوقع المصادر أن تستمر العملية العسكرية الحالية في شمال الضفة مدة لا تقل عن أسبوعين، مع إمكانية تمديدها وفقاً لتطورات الموقف الأمني. وبحسب «كان»، فإن المنظومة الأمنية الإسرائيلية «رصدت جملة عوامل إضافية تُسهم في تفاقم الوضع، من بينها إطلاق سراح مئات المعتقلين ضمن صفقات تبادل سابقة وعودتهم إلى الضفة، إضافة إلى تأثيرات الأوضاع الأمنية في غزة ولبنان وسوريا، واقتراب موسم الأعياد؛ عيد الميلاد وحانوكا (الأنوار يبدأ في 14 الشهر الحالي، ويستمر 8 أيام) وشهر رمضان».

اتهام تركيا وإيران

واتهمت المصادر العسكرية الإسرائيلية، إيران، وكذلك تركيا، بالعمل من أجل تهريب وسائل قتالية وتمويل التنظيمات الفلسطينية في الضفة الغربية. ولم توضح المصادر ما إذا كان المقصود الدول نفسها أو جهات هناك. وعادة تتهم إسرائيل، إيران، بالعمل على محاولة إشعال الضفة، وتقول إنها «وجهت تركيزها إلى الضفة بعد غزة»، وتتهم أيضاً جهات من «حماس» في تركيا بتوجيه عمليات في الضفة. وجاءت التحذيرات الأمنية الإسرائيلية، بعد يوم من هجومين نفذهما فلسطينيان في رام الله والخليل في الضفة، الأول طعن فيه المهاجم جنديين قبل أن يقتلاه، والثاني دهس بسيارته مجندة قبل أن يتم اغتياله لاحقاً، بعد مطاردة استمرت ساعات. وأشعل الهجومان مخاوف إسرائيلية لا تزول من تصعيد كبير في الضفة، التي وصفها مسؤول أمني كبير بأنها ساحة مربكة بالنسبة لإسرائيل، وتمثل خطراً متنامياً. وتخشى إسرائيل تحديداً من موجة هجمات تتجاوز عمليات الدهس والطعن إلى هجمات مسلحة. ومنذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، تحذر الجهات الأمنية في إسرائيل من هجوم مماثل ولو كان بحجم أصغر قد يحدث في الضفة الغربية. واعترف الإسرائيليون بأن عمليتي الدهس والطعن جاءتا على خلفية عملية «الأحجار الخمسة» التي يشنها الجيش شمال الضفة، والتي تتوسع باستمرار.

«تمشيط 200 نقطة»

وقالت الناطقة باسم الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، إن القوات اعتقلت منذ إطلاق العملية قبل أسبوع فلسطينيين، ومشطت أكثر من 200 نقطة، وصادرت وسائل قتالية وأموالاً. ووسع الجيش الإسرائيلي عمليته نحو قباطية التي فرض فيها منع تجول يومي الثلاثاء والأربعاء. وزعمت مصادر أمنية إسرائيلية أن الجيش يلاحق مطلوبين انتقلوا من طوباس وأماكن أخرى إلى قباطية. وواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، عدوانه على بلدة قباطية، جنوب جنين، الأربعاء، وداهم منازل وسيطر على أخرى تحت غطاء جوي. وقالت مصادر في البلدة لـ«وكالة الأنباء الرسمية»، إن طائرات الاحتلال تحلق بشكل مستمر في سماء البلدة وتطلق الرصاص الحي الثقيل في مناطق مفتوحة وفي الجبال، فيما يشن جيش الاحتلال المنتشر في شوارع البلدة عمليات مداهمات لمنازل المواطنين، وإجبار السكان على مغادرتها، وتحويل بعضها إلى ثكنات عسكرية. وكانت قوات الاحتلال أغلقت مداخل البلدة وبعض الشوارع الفرعية فيها، كما أجبرت أصحاب المحال التجارية على الإغلاق. واحتجز الاحتلال عدداً كبيراً من المواطنين، واقتادهم لمراكز تحقيق أقامها في البلدة، واستجوبهم، واعتدى على عدد منهم بالضرب.

اعتقالات واسعة

وقال «نادي الأسير» إن قوات الاحتلال تشنّ منذ الثلاثاء حملة اعتقالات وعمليات احتجاز واسعة في البلدة، دون معرفة عدد المعتقلين حتى الآن، بسبب استمرار العدوان. ومنعت قوات الاحتلال الصحافيين من تغطية ما يدور في قباطية. وأثناء ذلك انسحب الجيش الإسرائيلي من مدينة طوباس وبلدة عقابا، بعد نحو أسبوع على بدء عملية هناك تخللها انسحاب ليوم واحد.  ولا يعرف إذا كان الجيش سيعود للعمل في طوباس وعقابا، لكنه اقتحم الأربعاء قريتي «مسلية» و«عنزة» جنوب جنين و«مخيم العين» و«البلدة القديمة» في نابلس، وسلفيت المحاصرة، وقرى في رام الله، وبيت لحم وقراها، والخليل وقراها. كما عززت القوات الإسرائيلية فرض طوق عسكري وإغلاق الحواجز والطرق شمال وغرب محافظة رام الله؛ ما خلق أزمة كبيرة وشل حركة الفلسطينيين هناك.واعتقل الجيش الإسرائيلي فلسطينيين من معظم المناطق المقتحمة، وأخضع آخرين للتحقيقات الميدانية، فيما واصل عمليات هدم في مخيم جنين الذي يحتله بالكامل منذ أكثر من 300 يوم. ومنذ السابع من أكتوبر 2023 سُجلت 21 ألف حالة اعتقال في الضفة والقدس. ويوجد في السجون الإسرائيلية راهناً نحو 9500 أسير.

 

مصر تُكذّب مزاعم إسرائيل حول فتح معبر رفح للخروج فقط

اشتباكات في جنوب القطاع بين مقاتلي «حماس» وجيش الاحتلال

القاهرة: محمد محمود غزة/الشرق الأوسط/03 كانون الأوسط/2025

كذّبت مصر مزاعم إسرائيلية حول الاتفاق على فتح معبر رفح من الجانب الفلسطيني الذي يقع تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي لخروج سكان قطاع غزة فقط، في وقت فاجأ مقاتلو كتائب «القسام» التابعة لـ«حماس» جيش الاحتلال في مدينة رفح بهجوم نفذه 3 مسلحين أطلقوا صواريخ مضادة للدبابات على القوات الإسرائيلية. ونقلت وسائل إعلام عبرية أن الحادث بدأ عندما خرجت مجموعة من 3 مقاتلين من نفق في رفح، وأطلقت صواريخ مضادة للدبابات على القوات الإسرائيلية التي ردّت بنيران من طائرات هليكوبتر حربية. وجاء الهجوم بعد أيام من تأكيدات إسرائيلية أنها تمكنت من القضاء على 40 من مسلحي «حماس» في أنفاق رفح، والقبض على آخرين. وأفادت القناة «14» العبرية بأن الاشتباكات أسفرت عن «مقتل اثنين من المهاجمين، بينما لاذ الثالث بالفرار إلى نفق، بعدما ألصق عبوة ناسفة بسيارة عسكرية». وكانت جبهة رفح أيضاً محوراً لخلاف مصري-إسرائيلي حول غلق معبر رفح، بعد مزاعم نقلتها وسائل إعلام عبرية أن المعبر سيفتح لخروج الفلسطينيين فقط، بينما ردت القاهرة بأن أي توافق سيكون للخروج، والدخول أيضاً.

زعم إسرائيلي وتكذيب مصري

وزعم مكتب منسق أنشطة الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، في بيان الأربعاء على حساباته عبر منصات التواصل أنه «بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، وبتوجيه من المستوى السياسي، سيفتح معبر رفح خلال الأيام المقبلة حصرياً لخروج سكان قطاع غزة إلى مصر». وأضاف: «خروج السكان سيتم عبر معبر رفح بالتنسيق مع مصر، وبعد موافقة أمنية إسرائيلية، وتحت إشراف بعثة الاتحاد الأوروبي، على غرار الآلية التي عملت في يناير (كانون الثاني) 2025». وكذّبت مصر، الأربعاء، التنسيق مع إسرائيل لفتح معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة لخروج الفلسطينيين فقط. ونقلت هيئة الاستعلامات المصرية، الأربعاء، عن مصدر مصري مسؤول نفياً لما تداولته بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية عن التنسيق لفتح معبر رفح خلال الأيام المقبلة للخروج من غزة. وأكد المصدر ذاته أنه «إذا تم التوافق على فتح معبر رفح فسيكون العبور منه في الاتجاهين للدخول، والخروج من القطاع طبقاً لما ورد بخطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للسلام». ونقلت القناة «12» الإخبارية الإسرائيلية الأربعاء عن مسؤول إسرائيلي قوله إن «إسرائيل تفتح معابر غزة للسماح لسكانها بمغادرة القطاع، وإن لم يقبل المصريون استقبالهم، فهذه مشكلتهم». وكان من المقرر فتح معبر رفح في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، الذي بدأ سريانه في 10 أكتوبر الماضي. غير أن إسرائيل أبقت معبر رفح مغلقاً في كلا الاتجاهين منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، قائلة إن «على «حماس» الالتزام بالاتفاق لإعادة جميع الرهائن الذين لا يزالون في غزة، الأحياء منهم، والقتلى». وأعادت «حماس» جميع الرهائن الأحياء، وعددهم 20، مقابل نحو ألفي معتقل فلسطيني وسجين مدان، لكن لا يزال هناك رفات رهينتين في غزة، وهما شرطي إسرائيلي، وعامل زراعي تايلاندي، وقالت حركة «الجهاد الإسلامي»، الأربعاء، إنها تبحث مع الصليب الأحمر عن إحدى الجثتين المتبقيتين للرهينتين.

«تباين مفتعل لتنفيذ التهجير»

هذا التباين الجديد بين مصر وإسرائيل يراه الأمين العام لمركز الفارابي للدراسات السياسية والعربية، الدكتور مختار غباشي، «مفتعلاً من الجانب الإسرائيلي لتنفيذ أهدافه في التهجير، ورفع سقف مطالبه في أي تفاوض مقبل بشأن فتح المعبر الملزم بإتمامه وفق اتفاق غزة»، مشيراً إلى أن «هذه التباينات ستبقى مستمرة، وتؤثر على فتح المعبر لحين وجود تفاهمات مستقبلية». وأكد أن حكومة نتنياهو «تفتعل أزمات، وتحاول التشويش على الجهد المصري، وإرباكه، وتصدير أزمات الداخل التي تعيشها الحكومة إلى الخارج». ويعتقد المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، أن «ما تريده إسرائيل من خروج الفلسطينيين دون عودتهم سيبقى مرفوضاً مصرياً، لأنه عودة لمحاولات التهجير المرفوضة»، مشيراً إلى أن «إسرائيل لا تريد التقدم خطوة للأمام، وتعطل ذلك المسار بطرح هي تعلم أنه سيرفض مسبقاً، وسيزيد التباينات، والتوتر مع مصر».

جهد دولي

ولا تزال مصر تتمسك بأهمية استمرار اتفاق غزة، وأكد وزير الخارجية بدر عبد العاطي، في لقاء ببرلين مع رئيس البرلمان الألماني جوليا كلوكنر، أهمية دعم المجتمع الدولي لتثبيت وقف إطلاق النار في غزة، وضمان نفاذ المساعدات الإنسانية، والدفع نحو تحقيق تسوية سياسية دائمة وعادلة للقضية الفلسطينية، وبدء خطوات التعافي المبكر، وإعادة الإعمار. ومنذ مايو (أيار) 2024، تحتل إسرائيل الجانب الفلسطيني من معبر رفح، بينما ذكر المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، خلال مؤتمر صحافي، الثلاثاء، أن أكثر من 16 ألفاً و500 مريض فلسطيني لا يزالون بحاجة إلى رعاية منقذة للحياة خارج القطاع. ويرى غباشي أن التحركات المصرية في الخارج «تعبير عن قلق مشروع من المناورات الإسرائيلية، والخروقات المستمرة في غزة، ومحاولة جلب ضمانات من المجتمع الدولي لتثبيت وقف إطلاق النار». ويؤكد الرقب أنه «ليس أمام مصر سوى الاستمرار في جهودها الحثيثة نحو تثبيت اتفاق غزة، وقطع الطريق أمام ذرائع إسرائيل، مع دفع واشنطن لممارسة ضغوط عليها للاستجابة، والانتقال للمرحلة الثانية المعنية بترتيبات أمنية، وإدارية مهمة في مسار السلام، والاستقرار بالمنطقة».

تسليم جثة وتصعيد ميداني

ميدانياً، سلمت فصائل فلسطينية، مساء الأربعاء، جثة مختطف آخر لديها لم يتحدد بعد إذا كانت لإسرائيلي، أو لعامل أجنبي، وذلك بعد يوم من تسليم متعلقات لآخر تبين من الفحوصات التي أجرتها إسرائيل أنها ليست لأي مختطف. وأعلنت «كتائب القسام» أنها سلمت مع «سرايا القدس» الجناح المسلح لـ«الجهاد الإسلامي» الجثة إلى فريق من «الصليب الأحمر»، وأكدت الحكومة الإسرائيلية تسلمها. وانتشلت الجثة من بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، في منطقة بالقرب من الخط الأصفر، وذلك بعد أيام من البحث المكثف عنها، حيث تم خلال عملية البحث التنسيق لدخول عناصر مسلحة من الجناحين العسكريين إلى جانب فريق من الصليب الأحمر، وفريق هندسي. وفي حال تأكيد إسرائيل، بعد الفحص الجيني، أن الجثة لأحد المختطفين، ستتبقى داخل القطاع جثة واحدة، في منطقة ما بين حيي الشجاعية والزيتون شرق غزة، وقد بُحث عنها عدة مرات في منطقة تقع تحت السيطرة الإسرائيلية؛ إلا أنه لم يُعثر عليها. وتتبقى لدى الفصائل الفلسطينية في غزة جثتان؛ الأولى للإسرائيلي ران غفيلي، والثانية للتايلاندي سوتيساك رينتالاك. ورجحت مصادر من «الجهاد الإسلامي» تحدثت إلى «الشرق الأوسط» أن «الجثة تعود للعامل التايلاندي»، لكن المصادر من «حماس» لم تؤكد ذلك، مشيرةً إلى أنها «ستنتظر نتائج الفحص الطبي الذي سيجري لدى الاحتلال الإسرائيلي، لأنه يملك قدرات أكبر قادرة على تحديد ذلك». ووفق رصد «الشرق الأوسط»، فإن هذه رابع عملية تسليم مشتركة تجري بين الجناحين المسلحين لحركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي»، خلال مرحلة تبادل الجثث الحالية، خاصةً أن تلك الجثث الأربع كانت لدى «سرايا القدس». وتصاعدت الخروقات الإسرائيلية في غزة، والتي أدت، الأربعاء، إلى مقتل فلسطينيين بإطلاق نيران من مسيرات في حي الزيتون جنوب مدينة غزة، بينما أصيب آخرون نتيجة خروقات مماثلة في مناطق متفرقة من القطاع، وسط قصف جوي، ومدفعي، وعمليات نسف كبيرة نفذت على جانبي الخط الأصفر. وارتفع عدد القتلى الفلسطينيين منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في العاشر من أكتوبر الماضي إلى 363 شخصاً، ما يرفع عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر2023 إلى 70 ألفاً و119.

 

غزيون في سباق مع الزمن لحماية تراثهم الثقافي بعد دمار الحرب ...بعد الموت والدمار... سعي محموم لإعادة ترميم المعالم المتضررة

الشرق الأوسط/03 كانون الأوسط/2025

بعد مقتل 70 ألفاً وإصابة عدد هائل من الأشخاص وتشريد مئات الآلاف ودمار مناطق بأكملها، باتت إعادة الإعمار في غزة مهمة تستعصي على التصور وتقترب من حدود الخيال. ولكن في عدد قليل من المواقع التي تعرّضت فيها المعالم التاريخية الأكثر قيمة في القطاع لأضرار بالغة، باشر العمال بالفعل العمل باستخدام الجواريف، في محاولة لاستخراج ما تبقى من آثار الماضي القليلة، حسب تقرير لوكالة «رويترز» للأنباء. ومن بين هذه المواقع المسجد العمري الكبير في مدينة غزة القديمة، وهو أهم موقع ثقافي قصفته القوات الإسرائيلية خلال الحرب لتدمير ما قالت إنه نفق محفور تحت ساحاته يستخدمه المقاتلون. وينفي الفلسطينيون وجود أي أثر لمثل هذا النفق هناك، وينحون باللائمة على إسرائيل في قصف التراث الديني والثقافي للقطاع. وقال حمودة الدهدار، وهو مهندس معماري وخبير تراث في مركز حفظ التراث بمدينة بيت لحم في الضفة الغربية ويعمل الآن داخل غزة في محاولة لإنقاذ المواقع المتضررة من الحرب، إنه إذا كانت إسرائيل تعتقد أن تدمير هذه المباني يمكن أن يمحو التاريخ الفلسطيني «فهي مخطئة». وأضاف لـ«رويترز» في غزة، أن هذه المباني تمثل الذاكرة الجماعية لأمة قديمة، وأنها بمثابة الذاكرة التي يتعين الحفاظ عليها وتوحيد الجهود لحمايتها. وأكد الجيش الإسرائيلي أن أي قصف ضد أهداف لحركة «حماس»، قد يعرّض مواقع كهذه للخطر، يمر بعملية موافقة صارمة. وأضاف الجيش: «يتعامل جيش الدفاع الإسرائيلي مع مواقع التراث الثقافي والمواقع ذات الأهمية التاريخية والثقافية بأقصى درجات الحساسية، كما تشكل محور اهتمام في التخطيط لشن الهجمات بهدف تقليل الضرر الذي قد يلحق بهذه المواقع والمدنيين».

حكايات خالدة

في قطاع معظم سكانه من اللاجئين أو من نسل لاجئين من مدن وقرى أصبحت داخل إسرائيل الآن، حيث بنيت معظم الأحياء على عجل خلال العقود القليلة الماضية لتوفير المأوى لهم، كان المسجد العمري الكبير الرابط الأساسي لأهالي غزة بتراثهم الثقافي الخاص وبالإرث المعماري الغني لتاريخ الشرق الأوسط على النطاق الأوسع. وكان الموقع، الذي تشير حكايا تقليدية إلى أنه المكان الذي هدم فيه شمشون معبداً على خاطفيه، يضم أيضاً كنيسة بيزنطية قبل دخول الإسلام على يد الخليفة عمر بن الخطاب في القرن السابع إلى منطقة البحر المتوسط وتحويل الموقع إلى مسجد. وعلى مدى القرون اللاحقة، تعرّض لتعديلات كثيرة للغاية على أيدي المماليك والصليبيين والعثمانيين، كما اشتهر في العصور الوسطى باعتباره أعجوبة معمارية في المنطقة. كانت مئذنته المعلم الأبرز في أفق غزة. وكان المصلّون يحتشدون في باحاته تحت الأسقف ذات القباب وفوق الأرض المرصوفة بالبلاط الحجري المصقول، وينسابون بعد الصلاة مارّين أمام واجهته الفخمة وعبر بواباته إلى شوارع السوق المحيطة بالمدينة القديمة. وكانت سوق القيصرية القريبة للذهب تعج بالمتاجر التي اشتهر أصحابها وجيرانها بسرد حكايات خالدة عن مجوهرات زفاف العشاق والحموات الغيورات. لم يبق من هذا كله شيء يذكر. وتضرر أيضاً قصر الباشا، وهو معلم تاريخي يعود إلى القرن الثالث عشر ويضم متحفاً اختفت كنوزه الآن. وقال الدهدار إنه عند الحديث عن التراث والثقافة فإنه لا يقتصر على مبنى قديم أو أحجار عتيقة، مضيفاً أن كل حجر يروي قصة. وقال جهاد ياسين، وكيل وزارة السياحة والآثار الفلسطينية التي تتخذ من الضفة الغربية مقراً، إن المسؤولين الفلسطينيين ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) يعدّون خطة من ثلاث مراحل لإعادة ترميم المواقع التاريخية بتكاليف أولية تقدر بـ133 مليون دولار. ستكون الأولوية القصوى هي التدخل السريع لدعم الهياكل المعرّضة للانهيار. لكن هناك نقصاً في الأسمنت الأبيض والجبس. وقال إن الموارد في غزة محدودة وأسعار مواد الحفر والترميم ارتفعت بشكل كبير. وفي غزة، لا يزال دمار المعالم الثقافية يسبب ألماً خاصاً، حتى بين العائلات الثكلى التي فقدت منازلها ومصادر رزقها. وقال منذر أبو عاصي إنه وجد نفسه يواسي طفلته الصغيرة كنزي بسبب حزنها بعد أن علمت بنبأ تعرّض المسجد العمري الكبير للقصف. وأضاف: «هاد بنتي الصغيرة كنزي يعني كتير حزينة. حتى لما سمعنا الخبر أنه انقصف المسجد، يعني استغربنا ليش يعني هيك؟». ومضي يقول: «وبعدين لما قصفوا كمان قصر الباشا، يعني خلاص صار عنا يعني أشي أكيد أن هذا الاحتلال (إسرائيل) بدو يطمس الهوية الفلسطينية، بدو يطمس أي آثار فلسطينية».

 

«بيان قمة المنامة»: 162 بنداً ترسم ملامح المستقبل الخليجي ...شدد على تعزيز الأمن... وإقامة الدولة الفلسطينية

المنامة/الشرق الأوسط/03 كانون الأوسط/2025

جاء البيان الختامي لقمة المنامة الخليجية التي عقدت الأربعاء محمّلاً برسائل عديدة تعكس توجهاً خليجياً أكثر صراحة نحو تعزيز الأمن المشترك، والدفع باتجاه إقامة الدولة الفلسطينية، والعمل على إطفاء الحروب في العالم العربي عبر دعم المسارات السياسية، ورفض التدخلات الخارجية.

إلى جانب هذا المسار السياسي، برزت خطوات تكاملية لافتة داخل البيت الخليجي من خلال إنشاء هيئة طيران مدني خليجية، واعتماد منصة صناعية موحدة، ما يشير إلى رغبة الدول الأعضاء في مأسسة التعاون الاقتصادي، والارتقاء به إلى مستوى أشمل. البيان، الذي امتد إلى 162 بنداً، أكد منذ بدايته أن أمن دول المجلس «كل لا يتجزأ»، وأن أي تهديد يستهدف إحداها يُعدّ تهديداً للجميع، مستنداً إلى النظام الأساسي للمجلس، واتفاقية الدفاع المشترك. كما شدد على التنفيذ الدقيق والمستمر لرؤية الملك سلمان لتعزيز العمل الخليجي المشترك، بما يشمل استكمال المنظومتين الدفاعية، والأمنية، وتوحيد المواقف السياسية، وبناء شراكات دولية واسعة، مع تكليف الهيئات المختصة بوضع جدول زمني واضح لاستكمال التنفيذ. وفي محور «العمل الخليجي المشترك»، أشار البيان إلى استمرار المشاورات حول الانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد، وتكليف المجلس الوزاري، والهيئة المتخصصة باستكمال الإجراءات اللازمة.

كما اعتمد تشغيل منصة تبادل البيانات الجمركية خلال النصف الثاني من 2026، ووجّه باستكمال متطلبات الاتحاد الجمركي، ووضع خطة زمنية عاجلة، إلى جانب متابعة تنظيم تجارة الخدمات عبر الحدود، والاعتراف المتبادل بالمؤهلات المهنية. وفي خطوة اقتصادية بارزة، رحّب القادة بمقترح عقد منتدى ومعرض «صُنع في الخليج» في أكتوبر (تشرين الأول) 2026، لإبراز القدرات الصناعية، وتعزيز التكامل، كما اعتمدوا إنشاء هيئة للطيران المدني لدول المجلس، ومقرها الإمارات، إلى جانب اعتماد الاتفاقية العامة لمشروع سكة الحديد الخليجية، والقواعد الموحدة لملاك العقارات المشتركة. كما أثنى البيان على نتائج المؤتمر الخليجي الأول للتعاون القضائي، والعدلي، والتشريعي، وعلى جهود المجالس البرلمانية، ومبادرات تعزيز القيم الدينية، ومكافحة الفساد عبر أدلة واستراتيجيات مشتركة، والإنجازات الحقوقية في مكافحة الاتجار بالأشخاص. وتحت عنوان البيئة والطاقة، أكد البيان أهمية تعزيز العمل تحت مظلة «الشرق الأوسط الأخضر»، ودعم استقرار أسواق الطاقة عالمياً، وتبنّي نهج متوازن لا يستبعد أي مصدر للطاقة، وتطوير تقنيات إدارة الانبعاثات. كما أشار إلى التزام دول المجلس بنهج الاقتصاد الدائري للكربون، من خفض الانبعاثات، وإعادة استخدامها، وإعادة تدويرها، وإزالتها، عبر مشاريع الطاقة المتجددة، والهيدروجين النظيف، والتقاط الكربون.

وفي الملفات السياسية، برزت القضية الفلسطينية في صلب البيان، إذ أكد القادة دعمهم لحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وتنفيذ حل الدولتين، وإنهاء الاحتلال، ووقف الانتهاكات الإسرائيلية. كما شددوا على ضرورة رفع الحصار عن غزة، وفتح المعابر، ودخول المساعدات، ورحبوا باتفاق وقف إطلاق النار، ومخرجات «قمة شرم الشيخ للسلام»، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، إلى جانب الترحيب بالاعترافات الدولية بالدولة الفلسطينية، ودعم «الأونروا»، وإنشاء صندوق لرعاية أيتام غزة. وفي اليمن، جدّد المجلس دعمه الكامل لمجلس القيادة الرئاسي، والحكومة اليمنية، ورحب بنتائج أعمال اللجنة الفنية المشتركة لتحديد الاحتياجات التنموية، وأشاد بالدعم الاقتصادي والإنساني المقدم من السعودية، والإمارات، والكويت، وصناديق التنمية، ومشاريع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، إلى جانب إدانة الهجمات الحوثية على الملاحة في البحر الأحمر، وتهريب الأسلحة، والاعتداءات على موظفي الأمم المتحدة. كما أعاد البيان التأكيد على الموقف الثابت تجاه الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة، واعتبار كل الإجراءات الإيرانية عليها باطلة، مع الترحيب بموقف الاتحاد الأوروبي الداعم للإمارات. وفي ملف حقل الدرة، شدد البيان على أن الحقل يقع بالكامل في المناطق البحرية الكويتية، وأن ملكيته مشتركة فقط بين السعودية، والكويت. وتناول البيان ملفات العراق، وسوريا، ولبنان، والسودان، وليبيا، والصومال، مؤكداً وحدة وسيادة هذه الدول، ورفض التدخلات الخارجية، وداعياً إلى مسارات سياسية تنهي الحروب، والصراعات. وفي الأزمة الروسية–الأوكرانية، أشاد البيان بالوساطات الخليجية التي شملت تبادل آلاف الأسرى، ودعم تسهيل تصدير الحبوب، والمساعدات الإنسانية. وفي الشراكات الدولية، سجل البيان الترحيب بمشاركة رئيسة وزراء إيطاليا في القمة، وأشاد بنتائج القمم المشتركة مع الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والآسيان، والصين، ووجّه بالإسراع في تنفيذ خطط العمل المتفق عليها مع هذه الدول، والمجموعات. ختاماً، عكس البيان رغبة خليجية في الجمع بين تعزيز الأمن المشترك وإنعاش التكامل الاقتصادي، وبين مساندة القضية الفلسطينية والدفع نحو تهدئة بؤر الصراع في المنطقة، في مقاربة تجمع بين الواقعية السياسية، وتوسيع مساحات العمل المؤسسي داخل مجلس التعاون، استناداً إلى ما ورد نصاً في بنوده الـ162.

 

مناورات بحرية لـ«الحرس الثوري» الإيراني

طهران/الشرق الأوسط/03 كانون الأوسط/2025

أعلنت القوة البحرية لـ«الحرس الثوري» الإيراني، الأربعاء، عن إجراء مناورات في مياه الخليج العربي، «ابتداءً من الخميس ولمدة يومين، وتشمل مناطق الخليج وجزر نازعات ومضيق هرمز وبحر عمان»، على ما أفادت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس». وكان قائد القوة البرية في «الحرس» العميد محمد كرمي، قام بزيارة ميدانية إلى الوحدات المشاركة في مناورات «سهند 2025 المضادة للإرهاب» في محافظة آذربيجان الشرقية... وقبله قال العميد ولي معدني، معاون العمليات في القوة البرية خلال مؤتمر صحافي، إن هذه المناورة «تُقام بعد حرب الأيام الـ12؛ ولذلك تحظى بأهمية كبيرة وهي أول مناورة ميدانية تُجرى على الأراضي الإيرانية». وتشارك في هذه المناورة دول، بيلاروسيا، وإيران، والهند، والصين، وباكستان، وكازاخستان، وقرغيزستان، وروسيا، وطاجيكستان وأوزبكستان، بينما تشارك السعودية وأذربيجان والعراق بصفة ضيوف.

 

طهران: وكالة أنباء «الحرس» تروّج لاستبعاد واشنطن الحرب ضد إيران ...«ردّاً على الأخبار المزيفة في الأيام الأخيرة»

طهران/الشرق الأوسط/03 كانون الأوسط/2025

نشرت «وكالة تسنيم» الإيرانية، التابعة لـ«الحرس الثوري»، الأربعاء، خبراً قالت فيه إن «معطيات أفادت بأن شركات طيران غربية وبعد استفسارات سرّية من أميركا حول مستوى أمن الأجواء الإيرانية باتت على وشك استئناف رحلاتها فوق أجواء الجمهورية الإسلامية، فيما أكدت واشنطن أنه لا مؤشرات على اندلاع حرب». وأضافت الوكالة أن «معلومات حصل عليها مراسل (تسنيم)، بأن عدداً من شركات الطيران الدولية الغربية قررت خلال الأسابيع الأخيرة إعادة تسيير رحلاتها عبر أجواء الجمهورية الإسلامية الإيرانية». وحسب هذه المعلومات، فإنه «على خلفية العمليات النفسية والحملات الإعلامية التي روّجت لها بعض وسائل الإعلام الغربية والعبرية بشأن احتمال تجدّد الحرب، بادرت تلك الشركات إلى طلب توضيحات من الحكومة الأميركية حول مدى أمن التحليق فوق إيران، وذلك قبل استئناف عبور رحلاتها من الأجواء الإيرانية». ووفق ما علمه مراسل «تسنيم»، فقد «أبلغت الحكومة الأميركية هذه الشركات، وبشكل سرّي، موقفاً إيجابياً، مؤكدة عدم وجود أي مؤشر على حرب». وتابعت الوكالة أن «تقييمات العديد من الخبراء تؤكد أن نشر الأخبار المزيّفة والمبالغة في احتمال الحرب خلال الأيام الأخيرة ليس سوى جزء من عملية نفسية ذات أهداف سياسية للحفاظ على (شبح الحرب)، حيث لا توجد (في الظروف الراهنة) أي احتمالات جدّية لاندلاع مواجهة».

 

دعوة إيرانية روسية صينية لحل في الملف النووي «يراعي مخاوف جميع الأطراف» ...رسالة مشتركة تطالب بالامتناع عن فرض العقوبات والتهديد باستخدام القوة

طهران/الشرق الأوسط/03 كانون الأوسط/2025

دعا سفراء إيران وروسيا والصين لدى الأمم المتحدة في رسالة مشتركة إلى رئيس مجلس الأمن والأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريش إلى البحث عن حلّ سياسي لقضية الملف النووي الإيراني «يراعي مخاوف جميع الأطراف»، والامتناع عن فرض عقوبات إضافية، أو التهديد باستخدام القوة.

وأفادت الرسالة بأن الدول الثلاث «تظل ملتزمة تماماً بالانخراط الدبلوماسي البناء مع جميع أعضاء مجلس الأمن. وتعلن بموجب هذا عن استعدادها لدعم الجهود الجماعية الرامية إلى الحفاظ على الطابع السلمي البحت للبرنامج النووي الإيراني». وأكد سفراء إيران وروسيا والصين ضرورة «أن تلتزم جميع الأطراف المعنية بالبحث عن حل سياسي يراعي مخاوف جميع الأطراف من خلال المشاركة والحوار الدبلوماسي القائم على مبادئ الاحترام المتبادل، وأن تمتنع عن فرض عقوبات أحادية أو التهديد باستخدام القوة أو أي إجراء آخر قد يؤدي إلى تفاقم الوضع، وأن تشارك جميع الدول في خلق بيئة مواتية والشروط اللازمة للجهود الدبلوماسية». وأشارت الرسالة إلى أنه «كان من الصعب تصور أن تكون الولايات المتحدة الأميركية هي أول طرف ينتهك التزاماته. لقد أثر قرارها بالانسحاب من جانب واحد من الاتفاق المشترك في مايو (أيار) 2018 وتقويض القرار، بشكل أساسي، على طرق تفعيل آلية (استعادة العقوبات)، بحيث لا يمكن تطبيقها على إيران دون معالجة وحل مناسب ومسبق لعدم وفاء الولايات المتحدة بالتزاماتها الأساسية». واعتبرت أن «الترويكا الأوروبية» (ألمانيا وفرنسا وبريطانيا) وكذلك الاتحاد الأوروبي، «لا تواكب فقط العقوبات الأميركية غير القانونية والتمييزية ضد إيران، بل إنها، وعلى الرغم من التزاماتها بالاتفاق المشترك وقرار مجلس الأمن 2231، فرضت أيضاً تدابير تقييدية منفصلة». وأعلنت الدول الثلاث أن «التدابير التعويضية لإيران، بما في ذلك تعليق تنفيذ الالتزامات بموجب الاتفاق المشترك، تم اتخاذها استجابة فقط لانسحاب الولايات المتحدة وانتهاك جميع التزاماتها، وبعد فترة طويلة من الالتزام المستمر من إيران وتقاعس الثلاثي الأوروبي والاتحاد الأوروبي عن تصحيح الوضع. ولا يمكن أن تشكل الخطوات المتبادلة التي اتخذتها إيران، أساساً لتفعيل آلية (استعادة العقوبات). ومن غير المقبول إساءة استخدام هذه الآلية بطريقة تجعل انسحاب الولايات المتحدة والعجز اللاحق للثلاثي الأوروبي والاتحاد الأوروبي عن الوفاء بالتزاماتهم، بما في ذلك الالتزامات المنصوص عليها في البيان الصادر بعد اجتماع اللجنة المشتركة للاتفاق المشترك في 25 مايو 2018، أمراً غير مستهجن». وأكدّت الرسالة الثلاثية الإيرانية الروسية الصينية أن «محاولة الثلاثي الأوروبي لتفعيل ما يُسمى آلية (استعادة العقوبات)، معيبة في حد ذاتها من الناحية القانونية والشكلية، وأن الادعاءات المقدمة من ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة لا صلة لها بالموضوع ولا أساس لها من الصحة». وأعلنت أنه «وفقاً للبند التنفيذي 8 من قرار مجلس الأمن 2231، فقد انتهت جميع أحكامه اعتباراً من 18 أكتوبر (تشرين الأول) 2025... وأن إنهاء القرار 2231 بشكل كامل وفي الوقت المناسب، يمثل نهاية النظر في الملف النووي الإيراني في مجلس الأمن».

 

الأمم المتحدة تعتمد قراراً يطالب إسرائيل بالانسحاب من الجولان

نيويورك/الشرق الأوسط/03 كانون الأوسط/2025

اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة مساء الثلاثاء قراراً يطالب إسرائيل بالانسحاب من هضبة الجولان، التي احتلتها في عام 1967 وضمتها في1981 وتم اعتماد القرار بأغلبية 123 صوتاً لصالحه مقابل سبعة أصوات ضد، بما في ذلك إسرائيل والولايات المتحدة، وامتنع 41 عضواً عن التصويت. وتعد هضبة الجولان هضبة صخرية استراتيجية بطول نحو 60 كيلومتراً وعرض 25 كيلومتراً. واستولت إسرائيل عليها في 1967 وضمتها في 1981، غير أن ذلك لم يعترف به دولياً. وجاء في قرار الجمعية أن قرار إسرائيل في 1981 «بفرض قوانينها وسلطتها وإدارتها على الجولان السوري المحتل يعد لاغياً» ودعا إلى إلغائه. وأضاف القرار أن الجمعية دعت إسرائيل إلى استئناف المفاوضات على المسارين السوري واللبناني واحترام الالتزامات والتعهدات السابقة، كما طالبت إسرائيل بالانسحاب من الجولان السوري المحتل إلى حدود 4 يونيو (حزيران) 1967 وعلى الرغم من أن القرارات التي تصدر عن الجمعية العامة التي تضم 193 عضواً غير ملزمة قانونياً، فإنها تحمل وزناً رمزياً وتعكس توجه الرأي العام العالمي. وقال داني دانون، السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، على منصة «إكس» تعليقاً على التصويت: «تثبت الجمعية العامة مجدداً مدى انفصالها عن الواقع. بدلاً من التعامل مع جرائم المحور الإيراني والأنشطة الخطيرة للمليشيات في سوريا، تطالب إسرائيل بالانسحاب من هضبة الجولان، خط الدفاع الحيوي الذي يحمي مواطنينا. إسرائيل لن تعود إلى خطوط 1967 ولن تتخلى عن الجولان مطلقاً».

 

سوريا تعلن مقتل شخص خلال ضبط شحنة ألغام معدّة للتهريب إلى لبنان

دمشق/الشرق الأوسط/03 كانون الأوسط/2025

أعلنت وزارة الداخلية السورية، اليوم (الأربعاء)، مقتل شخص واعتقال أربعة آخرين خلال إحباط محاولة تهريب كميات من الألغام الحربية قالت إنها كانت متجهة إلى لبنان، وفق ما أفادت به الوزارة عبر منصة «إكس». وقالت الوزارة إن العملية جرت خلال مداهمة في منطقة الجبّة بريف دمشق الشمالي بعد «تحرّيات دقيقة ومتابعة مستمرة» أسفرت عن رصد تحركات مجموعة مشتبه بها، قبل تنفيذ المداهمة التي أفضت إلى توقيف أربعة أشخاص، و«تحييد» مشتبه به خامس، في إشارة إلى مقتله خلال اشتباك مع الدوريات. ونقل مدير الأمن الداخلي في منطقة يبرود الحدودية مع لبنان خالد عباس تكتوك، أن الوحدات المختصة صادرت «1250 لغماً حربياً مجهزاً بصواعق»، كانت مخزّنة «في أحد المواقع في الجبّة» في ريف دمشق. وقالت الوزارة إن الألغام المصادَرة كانت معدَّة للتهريب إلى «حزب الله» في لبنان. ونشرت وزارة الداخلية صوراً تُظهر عشرات الصناديق الخشبية والحقائب قالت إنها معبّأة بالألغام الحربية، إضافةً إلى مئات الألغام المكدّسة في ساحة مفتوحة داخل مبنى. وتشهد الحدود السورية - اللبنانية الممتدة لأكثر من 300 كيلومتر، نشاطاً واسعاً لشبكات تهريب تعمل في المناطق الجبلية الوعرة لا سيما في القلمون والزبداني وريف حمص. وتشمل هذه الأنشطة تهريب المخدرات والمحروقات والأسلحة، إذ يستفيد المهرّبون من طبيعة المنطقة وصعوبة ضبط المعابر غير الشرعية، حسبما أفادت به وكالة الصحافة الفرنسية. وتقول إسرائيل التي تصعّد ضرباتها على «حزب الله» في لبنان، إن التنظيم المدعوم من طهران يحاول إعادة تسليح نفسه. وفي 11 سبتمبر (أيلول)، أعلنت سوريا أنها فكّكت، قرب دمشق، شبكة مرتبطة بـ«حزب الله» الذي نفى في بيان، أن يكون له «وجود» على الأراضي السورية. ومنذ إطاحة الأسد، أعلنت السلطات الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع، محاولات ضبط الحدود، وجرت مناوشات عدة، لكنّ التهريب لم يتوقف. ولا تزال الدول المجاورة لسوريا تعلن ضبط كميات كبيرة من أقراص الكبتاغون.

 

مُسيّرة إسرائيلية تستهدف منطقة قرب بيت جن بريف دمشق

دمشق/الشرق الأوسط/03 كانون الأوسط/2025

ذكرت قناة «الإخبارية» التلفزيونية السورية، الأربعاء، أن طائرة مُسيّرة إسرائيلية استهدفت منطقة جنوب تلة باط الوردة قرب بلدة بيت جن في ريف دمشق. ولم تذكر القناة التلفزيونية الرسمية تفاصيل إضافية. كانت قوة إسرائيلية قد توغلت في بلدة بيت جن يوم الجمعة الماضي لكنها تعرضت لإطلاق نار داخل البلدة، قبل أن تقصف طائرات إسرائيلية البلدة، ما أسفر عن مقتل 13.

 

تكثيف حملات أمنية استعداداً للذكرى الأولى للتحرير في سوريا ...إعلانات تدعو السوريين للتوحد حول بناء البلد وزينة الميلاد تضيء مع اقتراب العيد

دمشق: سعاد جرَوس/الشرق الأوسط/03 كانون الأوسط/2025

تسود الحيوية العالية في المشهد السوري قبل أيام من الذكرى السنوية الأولى لتحرير دمشق من نظام بشار الأسد، في الثامن من الشهر الحالي، بالتزامن مع قرب أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية. إعلانات الاحتفال بالتحرير تملأ الشوارع داعية إلى توحد السوريين لبناء البلاد إلى جانب شجرة الميلاد، وسط حالة تأهب أمني شديد، وانتشار كثيف لعناصر ودوريات وزارة الداخلية تحسباً من وقوع حوادث أمنية تستهدف التجمعات، بالتزامن مع تكثيف الحملات الأمنية لملاحقة تجار السلاح والمخدرات في المحافظات والمناطق الحدودية. بالإضافة للاحتفالات المركزية التي دعت إليها جهات رسمية وشعبية في ساحات المدن الرئيسية وإقامة الأنشطة والفعاليات من 5 إلى 8 الشهر الحالي تحت عنوان «لنكمل الحكاية»، دعت وزارة الأوقاف جميع المساجد إلى إقامة صلاة الفجر يوم الاثنين المقبل الثامن من ديسمبر، على أن تبدأ «تكبيرات النصر» قبل أذان الفجر بنصف ساعة. وأكدت المصادر وجود حالة استنفار لدى الجهات الحكومية كافة، ولدى وزارة الداخلية بشكل خاص، وقالت إن هناك مخاوف من احتمال شن هجمات تستهدف التجمعات من تنظيمات إرهابية مثل «داعش» أو غيره، مشيرة إلى أن وزارة الداخلية أمام تحد كبير بعد عام من سقوط النظام، حاولت بكل جهدها تحقيق قفزات لتطوير أداء جهاز الأمن الداخلي، وحماية احتفالات «النصر» من التحديات الكبيرة التي تواجهها. وأوضحت أنه «ما زالت هناك أطراف خارجية وأخرى داخلية تسعى إلى عرقلة المرحلة الانتقالية». ولفتت المصادر إلى حركة ناشطة للوافدين من السوريين المغتربين والزوار والصحافيين العرب والأجانب، ما يرفع حالة التأهب للحفاظ على الأمن. وخلال أقل من 24 ساعة أعلنت السلطات السورية عن تفكيك شبكتي تجارة مخدرات في دمشق وحلب وإحباط تهريب أسلحة إلى «حزب الله» في لبنان، وبدء حملة لملاحقة تجار السلاح والمخدرات في دير الزور.

وقالت مديرية الأمن الداخلي في يبرود بمنطقة القلمون التابع لريف دمشق، إنها أحبطت محاولة تهريب كميات كبيرة من الألغام الحربية كانت متجهة إلى لبنان، وضبط كامل الشحنة، مع توقيف أربعة متورطين ومقتل شخص خامس خلال اشتباكات مع الدوريات. وقال مدير أمن يبرود، خالد عباس تكتوك، إن العملية جاءت تتويجاً لتحريات دقيقة ومتابعة مستمرة، أسفرت عن تحديد هوية المتورطين ومراقبتهم حتى وصولهم إلى موقع التهريب في منطقة الجَبّة شمال ريف دمشق قريباً من الحدود مع لبنان. وقد نفذت الوحدات المختصة مداهمة محكمة أسفرت عن ضبط 1250 لغماً حربياً مجهزاً بصواعقه، كانت معدة للتهريب إلى «حزب الله» في لبنان. وتشير التقديرات الأمنية في المناطق الحدودية التي كانت تحت النفوذ الإيراني و«حزب الله» اللبناني، إلى جود كميات من الأسلحة ما تزال مخبّأة، في أماكن لم يتم كشفها بعد، وأن هناك جزءاً من تلك الأسلحة استولى عليها سكان محليون، يقومون ببيعها خلسة. وبين فترة وأخرى يتم كشف عمليات تهريب لتلك الأسلحة، بعضها نهب من الثكنات العسكرية للنظام السابق خلال فترة الفوضى إثر سقوط النظام، وبعضها أسلحة للميليشيات الإيرانية و«حزب الله»، ويجري العمل على استعادتها بواسطة المهربين. من جانبه، قال فرع مكافحة المخدّرات في محافظة حلب، الأربعاء، إنه أحبط نشاط شبكة تجارة وترويج المخدرات، وقبض على متزعم الشبكة وأربعة من أفرادها. ونقلت وكالة «سانا» عن مصدر في قيادة شرطة حلب قوله إنه تم ضبط نحو 31 ألف حبة كبتاغون، ونحو 500 غرام من مادة الكريستال وكميات من المادة نفسها بشكلها السائل. وذلك بعد ساعات من كشف فرع مكافحة المخدرات في دمشق عن تفكيك شبكة متخصصة بتجارة وترويج المواد المخدرة تنشط في المدينة، وقبض على متزعمها وتسعة من أفرادها، وضبط كميات كبيرة من نحو 500 ألف حبة كبتاغون، وألف غرام من مادة الميثامفيتامين (الكريستال)، و12 كيلوغراماً من مادة الحشيش المخدر، و3 آلاف غرام من مادة الهيروين. بالإضافة إلى أسلحة متنوعة. وفي ريف دير الزور الشرقي نفذت قوى الأمن الداخلي الأربعاء عملية أمنية استهدفت تجار الأسلحة في قرية الكشمة التابعة لبلدة صبيخان القريبة من الحدود مع العراق. وفق ما قاله «مكتب العشارة الإعلامي» المحلي. كما تم القبض على شخصين ألقيا قـنبلة يدوية على مبنى المحكمة في مدينة الميادين.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الضربة محسومة… لكن ماذا بعدها؟

شارل جبور/نداء الوطن/04 كانون الأول/2025

اعتقدت إسرائيل أن استنجاد "حزب اللّه" بدول العالم في خريف عام 2024، وتحديدًا خلال المواجهة الواسعة التي اندلعت في أيلول، يعني أنه اتخذ هذه المرّة، خلافًا للمرّات السابقة، قرارًا نهائيًا بفك بنيته العسكرية وتسليم سلاحه إلى الدولة اللبنانية. فبالنسبة إلى إسرائيل، لم يكن "الحزب" ليطلب تدخل القوى الكبرى لوقف الحرب لو لم يكن قد وصل إلى قناعة بأن زمن "المقاومة المسلّحة" انتهى، خصوصًا بعد اغتيال أمينه العام التاريخي وخليفته وقيادة الصف الأوّل، فضلًا عن أن الظروف الداخلية والخارجية لم تعد تسمح له بالبقاء في وضعه العسكري القديم، فشريانه السوري الحيوي قُطع وأصبح محاصرًا جغرافيًا.

كما افترضت إسرائيل أن الدولة اللبنانية أصبحت، بعد الضربة العسكرية الكبرى التي تلقاها "حزب اللّه"، في موقع يمكّنها من بسط سيطرتها على كامل أراضيها واحتكار السلاح. وهذا ما شجّعها على إبرام اتفاق وقف إطلاق النار في 27 تشرين الأول 2024 على أساس واضح، يقضي بتفكيك البنية العسكرية لـ "الحزب"، وتسليم سلاحه للدولة، وتمكين الدولة اللبنانية من منع "الحزب" وغيره من استخدام الأراضي اللبنانية كمنصّات إقليميّة. لكن إسرائيل اكتشفت لاحقًا أنها بنت توقعاتها على فرضيات خاطئة. فاستنجاد "الحزب" بالمجتمع الدولي لم يكن لإنهاء دوره العسكري، بل لالتقاط الأنفاس وإعادة ترتيب الصفوف. وتبيّن لإسرائيل أن "الحزب" لم يطلب وقف الحرب ليستسلم، بل ليمنع الانهيار الكامل ويستعيد المبادرة في الوقت المناسب. أما إيران، الداعم المباشر لذراعها في لبنان، فاعتبرت الهدنة فرصة لإعادة التموضع، لا مقدمة لتسليم السلاح. والدولة اللبنانية من جهتها لم تتجاوز حدود الموقف السياسي، إذ اكتفت بالمطالبة النظرية دون الذهاب إلى التطبيق العملي. إزاء هذا الواقع، تعاملت إسرائيل مع الوضع ضمن حدّين واضحين:

الحدّ الأدنى، عدم تنفيذ ما يترتب عليها قبل التثبُّت من إنهاء الجناح العسكري لـ "الحزب". فلم تنسحب من النقاط التي تتمركز فيها، ورفضت إطلاق الأسرى، ومنعت إعادة الإعمار، وأبقت استهدافاتها قائمة لمنع "الحزب" من إعادة بناء قدراته أو تثبيت مواقع جديدة. الحدّ الأقصى، التحضير، وفق توقيتها، لحرب جديدة تعدّها هذه المرة حربًا حاسمة، تُنهي ما تبقى من قدرات "الحزب"، وتمكّن الدولة اللبنانية، للمرة الأولى منذ عقود، من بسط سيطرتها الكاملة على أرضها. وهكذا، أصبحت الحرب حتميّة، ودخلت عمليًا أسابيعها الأخيرة. فمن يتابع الاتجاه الإسرائيلي، يلاحظ أن إسرائيل لن تنهي هذا الفصل قبل القضاء على أذرع إيران في لبنان وسوريا، تمهيدًا لمرحلة جديدة من المواجهة مع إيران نفسها. ولن تطمئن إسرائيل إلى حدودها الشمالية قبل إنهاء كل ما تعتبره تهديدًا وجوديًا لها.

وفي المقابل، يراهن "حزب اللّه" على تبدّلات داخل إسرائيل، وعلى احتمال سقوط نتنياهو أو تغيّر السلطة. ويراهن أيضًا على أن الوقت قد يخدمه. غير أن الوقائع تشير إلى أن الزمن، هذه المرّة، يعمل ضده، خصوصًا في ظلّ الثنائية الحاكمة اليوم: ترامب ونتنياهو، وهي ثنائية يعتبرها "الحزب" قاتلة له سياسيًا واستراتيجيًا. وبالتالي، فإن كلّ رهاناته ساقطة، ولا تستند إلى معطيات حقيقية، بل إلى مجرّد أوهام. أمّا داخل لبنان، فتحاول الدولة عبر اتصالاتها الدبلوماسية تأجيل الضربة إلى مطلع العام الجديد، مراعاةً لفترة الأعياد، ومحاولةً للحدّ من الأضرار عبر حصر العمليات بالأهداف العسكرية وتجنب المناطق المدنية قدر الإمكان. فالضربة قائمة ولا مهرب منها، غير أن السؤال الحقيقي اليوم لم يعد: هل ستقع الضربة؟ ولا حتى: متى ستقع؟

بل: ماذا بعد الضربة؟ كيف سيتشكّل المشهد السياسي اللبناني بعد الانهيار الكامل للبنية العسكرية لـ "حزب الله"؟ وكيف ستتعامل الدولة مع ميزان القوى الجديد؟ وهل ستكتفي باحتكار السلاح وبسط سلطتها، أم ستفتح الباب أمام إعادة تكوين الدولة العميقة عبر استبدال "شيعة إيران" بـ "الشيعة اللبنانيين الأحرار" لبناء دولة لبنانية فعلية، وما لم تقدم على هذه الخطوة يعني مواصلة الدوران في الحلقة المفرغة نفسها؟ إن الضربة الحتمية ستغيّر حتمًا ميزان القوى الداخلي، وستنهي مرحلة طويلة طبعت الحياة السياسية اللبنانية. لكن الأساس يبقى في كيفية إدارة اليوم التالي، خصوصًا أن إدارة اليوم التالي للحرب الأولى في أيلول 2024، والتي انتهت في 27 تشرين الثاني، لم تكن موفقة، وأبقت لبنان في دائرة الفشل. فهل سيكون المشهد مختلفًا هذه المرة باتجاه الحزم لبناء الدولة الحقيقية، أم سيعاد إنتاج الأزمة بأشكال جديدة ولو أن سلاح "الحزب" يكون قد انتهى إلى غير رجعة؟

هذا هو التحدّي المركزي، وهذه هي معركة لبنان الفعلية بعد الضربة، ولا يجب التلهّي إطلاقًا بالسؤال عما إذا كانت الحرب ستقع، بل يجب أن يتركّز كلّ الجهد على اليوم التالي لها، ليكون فرصة للاستفادة من المومنتم الجديد لبناء دولة تشكّل وحدها الضمانة لجميع اللبنانيين، بدل الاستمرار في إضاعة الفرص وهدرها.

 

هيمنة السرد وفضيحة الميدان: من اجتياح 1982 إلى حرب الإسناد

د. جوسلين البستاني/نداء الوطن/04 كانون الأول/2025

مرّت الرواية السياسية في لبنان بمرحلتين رئيسيتين من الهيمنة السردية: الأولى، رواية الحرب الأهلية (1975-1990)، التي أطلقها التحالف اليساري - الفلسطيني وكان محورها غرب بيروت. والثانية، رواية "حزب اللّه" (منذ عام 2000 حتى اليوم)، التي ركّزت على الضاحية الجنوبية وجنوب لبنان. وعلى الرغم من اختلاف الأطراف الفاعلة والسياقات التاريخية، يشترك السردان في أوجه تشابه عميقة في هيكلية تعريفهما الشرعية والمقاومة والهوية الوطنية. بالفعل، في السبعينات، تفوّق اليسار اللبناني والفصائل الفلسطينية في حرب السرديات على ما عُرف بـ "اليمين المسيحي". إذ توافقت روايتهم مع الأطر الأخلاقية والإعلامية والأيديولوجية السائدة في الغرب، فتبنتها وسائل إعلامه على نطاق واسع. كانت روايتهم منسجمة مع لغة وثقافة الصحافة الغربية والحياة الفكرية اليسارية الأوروبية. أمّا العامل الجيوسياسي الذي رجّح كفة أحد أطراف الصراع في الحرب الإعلامية الدائرة بينهم، فقد تَجَلّى في قدرة اليسار اللبناني والفصائل الفلسطينية على الاستفادة من المزاج العالمي ما بعد حرب فيتنام، ومن الشعور الأوروبي بالذنب تجاه الإرث الاستعماري، فضلًا عن الاعتراف الدولي بمنظمة التحرير الفلسطينية. من جهة أخرى، قدّم اليسار اللبناني والفصائل الفلسطينية رسالة واضحة وبسيطة وقوية عاطفيًا: "المضطهدون مقابل المضطَهِدين"، ما سهّل تبنيها على نطاق واسع في الإعلام الغربي. بالمقابل، افتقر "اليمين المسيحي" إلى التماسك والقدرة على التأثير العاطفي، واعتمد غالبًا خطابًا دفاعيًا مجزأ وضعيفًا، وكان تفاعله مع الأوساط الأكاديمية الغربية محدودًا، خاصةً أنه اعتُبر غير متسق أيديولوجيًا معها، وكان يُنظر إليه على أنه فاشيّ وطائفي. ولأن الجغرافيا شكّلت مصدرًا للسلطة الرمزية، اكتسبت بعض المساحات أهمية أخلاقية وعاطفية في الخيال السياسي اللبناني. ففي حين صوّر "شرق بيروت" على أنه معزول ومتميّز ودفاعي، سرعان ما تبدّل "غرب بيروت" من تسمية جغرافية محايدة إلى علامة دلالية تُمثل المقاومة والنضال ضد الإمبريالية. وبعد مضي نصف قرن، انتقلت هذه العلامة الدلالية إلى الضاحية الجنوبية والجنوب، اللذين تحوّلا لاحقًا إلى مواقع للقصف والتضحية، ومسرحًا لـ "الوقوف في وجه إسرائيل". ولا يزال هذا النمط قائمًا، مع استخدام "حزب اللّه" هذه المساحات لتعزيز سرديته وبناء صورته كقوة مقاومة.

لكن "جغرافية التضحية" وحدها لا تفسّر استمرار خسارة ما عُرف بتحالف 14 آذار، أو بالفريق السيادي، في حرب السرديات منذ عام 2005. فالمعركة الحقيقية كانت دائمًا على مستوى التحكّم بالمعنى والرموز، حيث فشل هذا الفريق في بلورة رسالة قوية قادرة على التأثير في الوعي العام. ففي مقابل سردية "حزب اللّه" المتماسكة والبسيطة: "المقاومة، الدفاع، الكرامة"، انشغل الفريق السيادي بقضايا ذات طابع تقني وموجّهة للنخب أكثر من الجمهور العريض: "بناء الدولة، الفساد، السيادة، الاقتصاد، الحياد، قرارات الأمم المتحدة." ومن البديهي أن الطرف الذي يمتلك الرواية الأوضح والأكثر تماسكًا هو الذي يحسم حرب السرديات.

لكن الوضوح وحده لا يكفي، إذ إن حقيقة الهيمنة السردية كانت تنبع أيضًا من حرب إعلامية مستمرّة وغير متكافئة شنها "حزب اللّه" ابتداءً من عام 2005، عُرفت بـ "الردع الاستراتيجي في المجال العام"، أو الوجه الآخر للحرب النفسية. تلك التي تُرجمت عبر استعراضات القوة، والترهيب الموجّه للناشطين، والضغط القانوني، ونزع الشرعية الخطابية باستخدام تهم مثل: "عميل"، "خائن"، "أدوات السفارة"، و "صوت إسرائيل". ولا يلزم أن يكون هذا الضغط النفسي دائمًا، بل يكفي أن يكون مقنعًا.

هذان النظامان، المتمثلان في الشرعية الجغرافية والحرب النفسية، لا يتعايشان فحسب، بل يُعزز كل منهما الآخر. ويخلق هذا التفاعل خللًا هيكليًا لا تستطيع المعارضة تجاوزه، إذ تتنافس في بيئة يُحدّد شروطها خصمها مسبقًا.هنا، يتضح البُعد الأعمق للمقارنة بين سردية منظمة التحرير وسردية "حزب اللّه". فالفشل المُزمن لمعارضي الطرفين في كسب معركة السرديات لا يعود إلى ضعف في الحجّة، بل إلى خلل بنيوي في شروط إنتاج المعنى. لقد نجحت منظمة التحرير في السبعينات في احتكار تعريف البطولة لأنها امتلكت فضاءً يسمح لها بصياغة الوقائع. واليوم، يعتمد "حزب اللّه" النموذج نفسه القائم على القوّة وإثارة الخوف.

في المقابل، تتقدّم المعارضة بخطاب يفتقر إلى السند القسري الذي يمنح الرواية ثباتها. بل تُهزم قبل أن تنطق، لأنها محرومة من أدوات الردع في مواجهة خصم يمتلك احتكار الخطر. تتحدث بلغة المؤسسات في بلد فقد مؤسساته، وتتمسّك بالقانون في وجه من يكتب قواعد اللعبة بالرصاص، وتُجادل مع من يعتبر النقاش نفسه فعلًا عدائيًا. وعند هذا الحدّ، يصبح سؤال "لماذا يخسر خصوم "حزب اللّه" اليوم كما خسر خصوم منظمة التحرير بالأمس؟" سؤالًا عن ميزان القوة لا عن ميزان الخطاب. ففي لبنان، السردية التي تنتصر هي تلك التي تتحوّل إلى امتداد للبندقية، ويمكن لراويها حمايتها، أي عندما تجعل الآخرين يفكرون مرّتين قبل أن يجرؤوا على الرد. لكن التجربة اللبنانية أظهرت أن الجماعات المسلّحة لا تنتج "حقائق بديلة"، بل تنتج بيئات محكومًا عليها بالانهيار عند سقوط وهم القوة الذي تحتمي به. بالفعل، في صيف عام 1982، لحظة اجتياح إسرائيل للبنان، واجهت منظمة التحرير الفلسطينية أخطر اختبار بين خطابها الثوري وأدائها في الميدان. فبعد أن قدّمت نفسها كحركة تحرير لا تُقهر، عجزت عن تثبيت هذا الادّعاء على أرض الواقع وأمام شاشات العالم، لتتحوّل الحرب إلى فضيحة ميدانية كشفت حدود قوّتها وسرديتها. بعد أربعة عقود، تكرّر المشهد بمنطق مشابه. فقد دخل "حزب اللّه" حربَ الإسناد بسرديةٍ ترتكز على قدرته على فرض قواعد الاشتباك ومنع إسرائيل من خوض حرب شاملة، غير أن الواقع الميداني جاء مخالفًا لذلك، مُسقِطًا القداسة عن فكرة الردع التي بناها منذ عام 2006. بالمحصّلة، انهارت كليًّا صورةُ الفدائي الذي لا يُقهَر عام 1982، ولم يكن هذا الانهيار من دون أثمان جانبية باهظة، كان أبرزها دمار بيروت الناجم عن التمسّك بسردية مُفرَغة. وفي عام 2024، تكرّر المشهد نفسه فتصدّعت صورة "المقاومة التي تضبط الإيقاع وتُملي شروط اللعبة". واليوم، لم يعد هناك أيّ مجال للشك: لبنان برمّته يُساق نحو الهاوية نفسها، لأن الاستراتيجية التي أنتجت الكارثة الأولى وأُعيد اعتمادها في 2024، تُستعاد للمرة الثالثة بلا مراجعة ولا مساءلة.

 

قتال مؤجل وحرب معجلة

رفيق خوري/نداء الوطن/04 كانون الأول/2025

مانعة الوقائع سياسة انتحارية. وحسب الحكمة الصينية القائلة "فتش عن الحقيقة في الوقائع"، فلا مهرب من قوة الحقيقة والتحوّلات المتسارعة التي جرفت ما عمل له الممانعون على مدى أربعين عامًا. لا بالإنكار، ولا بالمكابرة والسعي لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء بسلاح أخرجه التفوّق التكنولوجي من اللعبة. لبنان لم يعد حلقة في سلسلة كانت تمتدّ حلقاتها من غزة إلى طهران عنوانها ولاية الفقيه، وشعارها مقاومة إسرائيل وأميركا، وترجمتها الجيوسياسية هي إقامة مشروع إمبراطوري إيراني. وهو اليوم مقطورة مثل البقية في قطار سلام وتنمية في الشرق الأوسط يقوده الرئيس دونالد ترامب. وكما كان أي تغيير في أي حلقة يخربط السلسلة الإيرانية، فإن أي تعثر في أية مقطورة يوقف القطار الأميركي. ومن هنا نبدأ، بصرف النظر من أين ننتهي. لا إصرار العرب والغرب على سحب السلاح من "حزب اللّه" هو على قياس لبنان وحده. ولا تمسك إيران  و"الحزب" بالسلاح هو من أجل لبنان بعدما أدى السلاح الذي حرر الجنوب عام 2000 إلى إعادة الاحتلال الإسرائيلي عام 2024 بسبب غلطتين استراتيجيتين: "حرب الإسناد" وحرب سوریا. ولا حرب إسرائيل على "حزب اللّه" هي من أجل اللبنانيين الرافضين للحفاظ على سلاح خارج الشرعية ولتحدي قرار مجلس الوزراء. فاللعبة واسعة وشاملة. مشروع إيران الإقليمي يقترب من النهاية ومعه أسلحة التنظيمات المذهبية المرتبطة بالحرس الثوري، وإن أوحى المرشد الأعلى علي خامنئي أن الجمهورية الإسلامية "منتصرة" ولا قوة قادرة على طي مشروعها. ومشروع سلام الشرق الأوسط دخل مرحلة ما بعد البداية، وإن بدا في حاجة إلى حروب أخرى.

والسؤال ليس لماذا يعلن "حزب الله" أنه استعاد قوته وهزم إسرائيل حين منعها من تحقيق أهدافها في إنهاء "المقاومة الإسلامية"، ويستعد للرد على اغتيال رئيس أركانه هيثم علي الطبطبائي بل ما الفائدة من وجود رئيس أركان، وما جدوى السلاح بعد تجربة الدمار الشامل في "حرب الإسناد". وجواب "الحزب" أن المقاومة مسار دائم، وأن ترك المسؤولية للدولة والخيار الدبلوماسي فشل، وعلى لبنان "اختيار مسارات أخرى". وجواب الوقائع هو أن مسار المقاومة فشل، ومرحلة "المقاومة الإسلامية" انتهت في لبنان بقرار سحب السلاح قبل تنفيذه، وانتهت في المنطقة مع المشروع الإقليمي الإيراني بقوة التحولات المتسارعة.

وليس ما يقود إليه التسلح من جديد استعدادًا لقتال مؤجل مع إسرائیل سوى حرب إسرائيلية معجلة تدمر لبنان كله هذه المرة. والاحتلال الإسرائيلي لأراضٍ في الجنوب ليس الحجة للاحتفاظ بالسلاح وزيادته. فالتسلح وصل إلى الذروة، وتحول "حزب الله" إلى جيش من دون أن يكون هناك احتلال. الحجة هي مواجهة الخطر الصهيوني. وما دام الخطر دائمًا تبعًا للحسابات الإيديولوجية وحتى الاستراتيجية المتعلقة بإقامة "شرق أوسط إسلامي" بقيادة طهران كما قال المرشد الأعلى ردًا على مشروع "الشرق الأوسط الأميركي"، فإن المقاومة دائمة. أما الموقت فإنه لبنان على الرغم نص الدستور على أنه "وطن نهائي لجميع أبنائه".

والمفارقة أن من يحذر من حرب إسرائيل المدمرة ويتخوف منها على لبنان يوضع في خانة "الخائن" ومن يتسبب بالحرب يوضع في خانة "الوطني". والظاهر أن إيران وإسرائيل تلتقيان على نقطة واحدة: الربح من الفوضى وتدمير لبنان. و"الوقت لا يرحم الأمور التي لا تتم في أوانها".

 

أين زيارة "البابا" من مآسي الشيعة؟

مروان الأمين/نداء الوطن/04 كانون الأول/2025

مثل حضور البابا لاوون الرابع عشر إلى لبنان دفعةً معنوية لافتة للمسيحيين، بعد أعوام ثقيلة من المآسي التي عصفت بالبلاد. جاءت الزيارة في لحظة إقليمية شديدة التحوّل، لتعيد التذكير بثبات الدور المسيحي وأهميته في النسيج اللبناني، في وقت يشهد فيه الوجود المسيحي نزيفًا عدديًا في معظم دول المنطقة، وبينها لبنان. شدّد البابا في كلمته على ضرورة التمسّك بالصمود وشجاعة البقاء في لبنان، لا باعتبارهما خيارًا اضطراريًا فحسب، بل فعل إيمان بقدرة هذا البلد على النهوض من جديد. ووجّه رسالته الأوضح إلى المسؤولين، داعيًا إياهم إلى أن يقدّموا السلام على كل ما عداه، في محاولة للتأكيد على أن السلام بات الخيار الوحيد القادر على إنقاذ لبنان. لم تكن دعوته إلى السلام تفصيلًا عابرًا في خطابه، بل العنوان العريض الذي ظلّ يتردّد بثبات طوال الزيارة. فقد تكرّرت كلمة "السلام" عشرات المرات، في إشارة إلى حجم الحاجة إليها للانتقال بالبلد إلى مرحلة جديدة. لا شكّ أن السلام يشكّل المناخ الأرحب لتمكين المسيحيين من العيش والحفاظ على دورهم التاريخي، وهو أيضًا الركيزة الأولى لوقف النزيف الديموغرافي الذي يطالهم في لبنان وسائر دول المنطقة. ومن الطبيعي أن يحمل البابا هذا الهمّ معه، وأن يضع إصبعه على الجرح مباشرةً ومن دون أي مواربة. لقد كسرت هذه الزيارة حاجز الصمت، لا عند السياسيين فحسب، بل أيضًا لدى الرأي العام. سيصبح الحديث عن السلام يُتداول بأريحية، بصوتٍ عالٍ لا همسًا ولا التباسًا. فقد أخرجت هذه الزيارة المطالبة بالسلام من دائرة "المحرّمات الوطنية"، ومنحت اللبنانيين، بكل أطيافهم، شرعية جديدة لطرح السلام كأولوية وطنية لا تحتمل التأجيل. فالكلام عن السلام بعد زيارة البابا لم يعد يشبه ما قبله. إذا كان "السلام" يشكّل العنوان الأبرز في زيارة البابا بالنسبة إلى المسيحيين، فإنه بالنسبة إلى الشيعة حاجة وجودية لا ترفًا سياسيًا. فكل أشكال العنف والعمل المسلّح، مهما تعدّدت شعاراتها وتنوّعت أيديولوجياتها، جلبت للشيعة - ولا سيما أبناء الجنوب - الكثير من الخراب والموت والنزوح. ولعلّ المغامرة العسكرية الأخيرة التي خاضها "حزب الله" كانت الأشدّ وطأة عليهم مقارنة بكل الجولات السابقة، إذ إن حجم الدمار الذي لحق بالبلدات الجنوبية بلغ مستوى غير مسبوق منذ قيام دولة لبنان. هذه المرّة، لم يعد الأمر مجرد حلقة أخرى في معادلة "الدمار ثم إعادة الإعمار" التي اعتادها الجنوبيون لعقود. ما يجري الآن يتجاوز ذلك كلّه ليبلغ مستوى التهديد الوجودي المباشر، مع خطر حقيقي بتحويل تلك البلدات إلى مناطق خالية من سكانها إذا استمر "حزب الله"، ومن خلفه إيران، في نهج المكابرة والتعنت. وهنا تصبح دعوة البابا إلى السلام ليست نداءً للمسيحيين وحدهم، بل صرخة تلتقي مع الرسالة التي وجّهها السيّد علي السيستاني إلى القادة الإيرانيين من أجل إنقاذ المكوّن الشيعي الذي يقف على حافة الهاوية. "طوبى لفاعلي السلام" ليست مجرد آية استحضرها البابا من الكتاب المقدّس، بل هي أشبه بوصيّة سياسية تبحث عن رجال دولة يمتلكون الشجاعة الكافية للحفاظ على الحضور والدور المسيحي في هذا البلد، مثلما هي حاجة ملحّة لإنقاذ الوجود الشيعي نفسه ووقف الدوامة الجهنمية التي تُمعن في التهام أبنائه. ففي بلد يقف بين مطرقة الحرب وسندان الانهيار، يغدو السلام ليس شعارًا دينيًا أو خطابًا وعظيًا، بل خيار البقاء الأخير لجميع اللبنانيين بلا استثناء.

 

البابا لاوون الرابع عشر للحزب: إلى السلام الحقيقي دَرّ

أنطوان سلمون/نداء الوطن/04 كانون الأول/2025

لم يستطع كل الغبار الذي أُثير في أكثر من اتجاه، ولا الحملة التي شُنّت على أكثر من جهة، أن تحرف زيارة البابا لاوون الرابع عشر عن جوهرها وعنوانها الأساسي، المستندين إلى آية الكتاب المقدّس: "طوبى لفاعلي السلام، لأنهم أبناء الله يُدعون". لم تتمكّن الرسائل الجانبية، ولا التفاصيل والقشور، ولا البروتوكولات وشكليّاتها بما حملته من إشكالات، من إخفاء حقيقة الغاية المطلقة للكنيسة ورأسها. وقد عبّر عنها الحبر الأعظم في كل محطة من محطاته، مكرّرًا دعوته إلى السلام وعِبَره عشرات المرات. وبرغم محاولات المتضررين من السلام والحياة، تحوير معنى الحوار والمصالحة والانفتاح وكأنها "تسليم بالسلاح" لا "تسليمًا له"، جاء ما اختتم به البابا زيارته في القداس الاحتفالي من ساحة الشهداء، ساحة 14 آذار وساحة ثورة 17 تشرين، ليجدد التأكيد أن السلام لا يمكن أن يعيش مع السلاح أو يتعايش مع حامليه، سواء كان في قلوبهم وعقائدهم أو في أيديهم ومخازنهم فوق الأرض وتحتها. كما لا يمكن أن يستمرّ السلام مع العنف ومحترفيه والمتباهين به، ولا مع الكراهية وممتهنيها. وقد أصاب قداسة البابا في رسائله الأخيرة حين ذكّر، وبشكل واضح ومباشر، بـ"الحزب" بوصفه المعنيّ الأول بضرورة تسهيل السلام ونبذ العنف والكراهية. فجاءت خلاصاته مسحِلةً الغبار المثار ومصوِّبةً المسار، عبر اقتراح الكنيسة لمعبَرٍ إلى السلام، منطلقًا من الكتاب المقدّس وقول السيّد المسيح: "سوف تعرفون الحق والحق يحرّركم". كما استند في تفسير جوهر كلمة السلام إلى روح ما قاله بولس الرسول في رسالته الثانية إلى أهل كورنثوس (3:6): "الَّذِي جَعَلَنَا كُفَاةً لأَنْ نَكُونَ خُدَّامَ عَهْدٍ جَدِيدٍ، لاَ الْحَرْفِ بَلِ الرُّوحِ، لأَنَّ الْحَرْفَ يَقْتُلُ وَلَكِنَّ الرُّوحَ يُحْيِي". وقد أوضح البابا في حديثه لقناة "سكاي نيوز عربية" جوهر هذا السلام، قائلاً: "إن الفاتيكان يدعو جميع الأطراف المتصارعة إلى التخلي عن السلاح والعنف واللجوء إلى طاولة الحوار... الكنيسة تقترح على الحزب ترك السلاح والانخراط في الحوار". أما قوله في التصريح نفسه بعد زيارته: "اطّلعت على رسالة الحزب وأفضّل عدم التعليق"، فقد يكون هو التعليق بحدّ ذاته. تعليقٌ مكثّفٌ وواضح، أزال معه البابا كل التفسيرات والاجتهادات التي حاولت تغيير معنى "السلام" أو الالتفاف على حقيقة "نزع السلاح من القلوب"، وعلى جوهر الحوار والمصارحة والمصالحة وغاياتها النهائية.

 

وليد بك حمامة سلام

عماد موسى/نداء الوطن/04 كانون الأول/2025

في 7 آب، أطفأ وليد بك ستًا وسبعين شمعة ملأى بالحب، وبالأحداث، وبالشغف، وبنمو دخله الفردي، ومن يشاهده اليوم يسير الهُوينى على كورنيش المنارة، كمواطن مثل سائر المواطنين يرَى أن السنين أحنت ظهر الزعيم الدرزي بقدر ما زادته حكمة وروية وهدؤًا وتسامحًا وتعلّقًا بالكلاب من ذوات السمعة الطيبة.

فإن سُئل في مقابلة عن علاقته بوفيق صفا ذاب رقة وحنانًا، بمجرد سماعه الاسم فتح ذراعيه لاحتضانه، وإن حدّق في صورة محمد رعد ابتسم بوداعة للوجه الصبوح (الحيط سابقًا). ولشدة تعلّق زعيم المختارة بأستاذ عين التينة وأفكاره وطوباويته، راح يعِد الأنام بخلاص آتٍ مع قادم الأيام من خلال الوحدة الوطنية، لا خلاص من دون الوحدة. هي سبيلنا نحو النصر. ولأن أبا تيمور اعتزل الغرام ودخل عوالم الزهد والتقشف وقهر الذات والحكمة، تغيرت اهتماماته وأولوياته فانصرف إلى التبشير بالحوار مستلهمًا من كلمات البابا نبيه والبابا لاوون الرابع عشر تأكيدهما "على أسس الحوار والمحبة والسلام بعيدًا من رسل الشؤم والتنظير والحرب من كل حدب وصوب" كما غرّد "بك" التغريد. عاش وليد جنبلاط الأيام البابوية الثلاثة غائصًا في حالة تماهٍ مع الفضائل السماوية متوقفًا  عند كلام رأس الكنيسة الكاثوليكية عن "ضرورة التعالي عن الجراح الخاصة أو الجماعية" أبكيتني يا بك. لم نعهدك بهذا الصفاء الرباني، وهذا الانفتاح على الآخر.

"إن الحوار واجب وطني في كل لحظة وفي كل يوم أفضل رسالة إلى دعاة التقوقع أو الفدرالية أو هواة التبشير بالحروب" كتب البك على منصة إكس. تبًّا لدعاة الفدرالية ورثة بناة الإدارة المدنية الضاربة جذورها في جبلنا الأشم. فدرالية؟ كش برّا بعيد. كم تغيّر وليد بك في عشقه الانصهار والحوار. وكم بات لبقًا وناعمًا وحريصاً على مشاعر الآخرين كأن يسأل في تغريدة: "هل صحيح أن عشرات الضبّاط من (بقايا) النظام السوري السابق يقيمون في البلد بحماية بعض الأحزاب وما هو موقف السلطة من هذا الموضوع؟"من هي "بعض الأحزاب" التي وفرت الغطاء لضباط بشار وأبيه حافط؟ الكتلة الوطنية والكتل الدائرة في فلكها أو هو حزب سبعة وأشقاؤه ستة وخمسة وأربعة... أو"حزب السلام" لصاحبه روجيه إده...؟ لطف من البك ولياقة حرصه على مشاعر حزب إيران في لبنان. عامل السبعة ودمتها. تُرى هل تقمّص وليد بك جنبلاط بحمامة سلام بيضاء؟ أوَتكون هي الحمامة نفسها التي غطت على الـ "بابا موبيلي" ورافقت قداسته إلى القداس الحاشد. قبل أن تعود في المغيب إلى عشها في كليمنصو؟

 

في كيفية إنهاء زمن غطرسة المهزوم

حنا صالح/الشرق الأوسط/03 كانون الأوسط/2025

القلق والخوف سِمَتَا يوميات اللبنانيين، وقد تُرك البلد لمصيره ينتظر مرحلة جديدة من الحرب، تستكمل تدميره؛ كأنها قَدَرٌ لا رَادّ له. والخيبة التي تسود المناطق والطوائف والمذاهب والفئات الاجتماعية المختلفة، باتت أضعافاً مضاعفة، عكس الرهانات الكبرى التي عاشها الناس مع بداية العهد، عندما وضعوا الآمال الكبار بأن زمن العزلة والانكسار والإذلال العام إلى زوال. على مدى أشهر، ازدهرت سرديات تبرر الحفاظ على سلاح «حزب اللّه» والامتناع عن تسليمه تنفيذاً لقرارات مجلس الوزراء. مواقف تصاعدت في مواجهة اتساع الاستباحة الإسرائيلية، فتكررت الترهات عن الحاجة إلى «قوة المقاومة»، وهي التي في ذروتها سقط سلاحها في كل الاستحقاقات. إطلالات مملة للأمين العام لـ«الحزب»، الشيخ نعيم قاسم، أعاد فيها تدوير الكلام عن أن جنوب الليطاني غير شماله، لينفي حق الدولة في حصرية السلاح والإمساك بقرار الحرب والسلم؛ لأنها عاجزة عن ردع العدو الإسرائيلي. وراح يفصّل ماهية «الردع» و«النجاحات المحققة»، في إنكارٍ مطلَق للواقع؛ بدءاً من استدراجه الاحتلال، إلى عجز السلاح عن حماية حامليه، ثم التعامي عن مسح عشرات البلدات عن الخريطة، وبقاء عشرات ألوف الأسر في تهجير قد يصبح مستداماً. ثم يتباهى بحزبيته المتضخمة ليعلن أن الحاصل هو «انتصار للمقاومة وللناس وللبنان؛ لأننا منعنا العدو من تحقيق أهدافه في القضاء على المقاومة»! تنقل الوفود الزائرة المخاوف من حرب مدمرة؛ لأن مجرم الحرب بنيامين نتنياهو اتخذ قرار «إكمال المهمة» ضد لبنان... وهي «الحق» في التدمير؛ والذريعة: منع «الحزب» من ترميم قدرات تهدد إسرائيل مستقبلاً (...)، وهذا «الحق» أكد عليه اتفاق وقف النار بعبارة: «لا يلغي هذا الاتفاق هذا الحق (...)». وتُذكِّر الوفود بأن واشنطن حددت نهاية العام للانتهاء من جمع السلاح، وهذا موعد كان قد حدده رئيس البلاد. فتدعو صادقة لخطوات مقنعة تقطع مع مسار التراخي بتنفيذ قرار جمع السلاح؛ مما قد يؤجل الأخطار الداهمة. توازياً، يعلن الشيخ قاسم في ذكرى مقتل هيثم الطبطبائي، القائد العسكري الإيراني لميليشيا «حزب الله»: «من حقنا الرد. سنحدد التوقيت لذلك»! وللطبطبائي تاريخ طويل في قيادة عمليات قتل اليمنيين وفي إلقاء البراميل المتفجرة على رؤوس السوريين.

من السهل على «حزب الله» القول إنه ليس مهزوماً لمجرد بقاء بعض الوجوه على قيد الحياة. لكن الفارق سنوات ضوئية بين سرديات «الحزب» الانتصارية، وما يعيشه الناس المتعذَّر عليهم تجاهل تداعيات نكبة حرب «الإسناد»، واستحالة القفز فوق الواقع، فيما الوقائع ناطقة. هنا لا يكون الأمر خارج المألوف أن يعلن مستشار المرشد الإيراني أن «حزب الله» ثروة، وأنه «أهم للبنانيين من الخبز والماء»؛ ذلك أن نزع السلاح يُفقد طهران أهم أوراق نفوذها، خصوصاً بعد خروجها من سوريا. لا تجوز الاستهانة بهذا الموقف؛ لأنه، من جهة، بقدر ما يشتد الحصار على النظام الإيراني العاجز عن تأمين مياه الشفة لسكان طهران، فإنه سيمضي في ادعاء القدرة على دعم المتبقي من أذرعه في خطاب مهزوم يبحث عن الربح. ومن الجهة الأخرى، فإن الخطورة تكمن في الدفع لتثبيت «شيعية» سلاح هو خارج الفعل في وجه العدو، لكن الحفاظ عليه، أشبه بـ«بوليصة ضمان بقاء أرجحية الثنائي»؛ «أمل» و«حزب الله»، في السلطة؛ لمزيد من التغول على الدولة والإبقاء على «مكاسب» لا دستورية فرضها السلاح اللاشرعي والإمساك قسراً بقرار البلد. في هذا التوقيت، قطعت مواقف رئيس الحكومة، نواف سلام، مع سياسة «شراء الوقت» فقال: «لبنان متأخر في موضوع حصر السلاح وبسط سلطة الدولة»، مضيفاً: «(الحزب) يقول إن سلاحه يردع الاعتداء، ولكن العدو اعتدى والسلاح لم يردعه.كما أن هذا السلاح لم يحمِ قادة (الحزب)، ولا اللبنانيين وممتلكاتهم، والدليلُ عشرات القرى الممسوحة... هذا السلاح لا رَدَع، ولا حَمَى، ولا نَصَرَ غزة. ونحن لم نطبق القرار الدولي (1701) في عام 2006». وأتبع ذلك بإدراجه بنداً أول على جدول أعمال مجلس الوزراء الخميس المقبل: «عرض قيادة الجيش الشهري حول خطة حصر السلاح في المناطق اللبنانية كافة إنفاذاً لقرار مجلس الوزراء»، فحمل هذا البند أول إعلان رسمي بأن حصر السلاح يشمل كل لبنان ولا يقتصر على جنوب الليطاني. من المبكر إطلاق التوقعات، لكن المطروح على مجلس الوزراء يقطع مع تماهي بعض السلطة مع طروحات «الحزب» بأن نزع السلاح باب للفتنة (...)، والتذرع بضعف في القدرات العسكرية، إلى طروحات تتحدث عن مبدأ «الخطوة - خطوة»، في تجاهل لواقع أن نزع السلاح اللاشرعي مسألة وطنية لبنانية قبل أي أمر آخر.

إن الأمر العملي الآن، إلى جانب مهام الجيش الكبرى في جنوب الليطاني، ضم المنطقة بين نهرَي الليطاني والأوّلي إلى عمليات الجيش لحصر السلاح، أي شمول الخطة كل الجنوب. إنها خطوةٌ ضرورية لسحب البساط من تحت أقدام المخطط الإسرائيلي، ومدخلٌ جدي للحصول على توافقات أميركية ودولية بشأن نزع السلاح. والموقفُ المسؤول، في زمن بحث موازنة عام 2026، يفترض تخصيصَ الأموال للجيش، والأموالُ موجودة، لزيادة القدرات وللتطويع في صفوفه، من أجل جيش شاب ينتظره كثيرٌ من المهام. تخصيص الأموال، من دون أي انتظار، هو اليوم استثمارٌ في السلام المستدام لا غنى عنه لقيام الدولة المرتجاة بديلاً عن الدولة التي فككها التحالف المافياوي لتسهيل نهبها واستتباعها لمحور الخراب.

 

«إمّا دونالد ترمب أو بنيامين نتنياهو»

حازم صاغية/الشرق الأوسط/03 كانون الأوسط/2025

في قطاع غزّة خصوصاً، ولكنْ أيضاً في لبنان وسوريّا، تقلّصت الخيارات المتاحة إلى اثنين يمكن أن يُرمز إليهما بصانعيهما دونالد ترمب وبنيامين نتنياهو. فإمّا هذا «الضاغط» الأميركيّ أو ذاك «المضغوط عليه» الإسرائيليّ، عملاً بالأوصاف الرائجة. ومثل هذا التآكل في الخيارات يصيب بالدرجة الأولى قوى الإسلام السياسيّ التي أطلقت عمليّة 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 في غزّة و«حرب الإسناد» في لبنان. بيد أنّ القوى المذكورة تمكّنت، ولأسباب لا حصر لها، من دفع مجتمعاتها، ودولها حيث توجد دول، إلى المحطّة نفسها – محطّة تآكل الخيارات وامّحائها. فوق هذا، فإنّ الاتّجاهات الجديدة في التعاطي مع فروع تنتمي إلى «جماعة الإخوان المسلمين»، والإجراءات التي اعتُمدت في بلدان عربيّة وأوروبيّة، وصولاً إلى أستراليا، توحي بأنّ «حركة حماس» و«حزب الله» و«أنصار الله» الحوثيّين جرفوا معهم عموم الإسلام السياسيّ الراديكاليّ بسائر تلاوينه وأجنحته ووضعوه، هو الآخر، أمام تآكل الخيارات.

وقد يكون ترمب ونتنياهو متباعدين فعلاً كما يرى البعض، مُستدلّين بخلافهما حول الغارة على قطر، ومُعوّلين على خلاف آخر محتمل حيال سوريّا. وقد يكونان في المقابل متقاربين يوزّعان الأدوار كما يرى بعض آخر، ممّن يستشهدون بالموقف من لبنان وبالتعثّر في المراحل التي تسلكها خطّة غزّة.

لكنْ، وبغضّ النظر عن كلّ شيء آخر، فإنّ الفلسطينيّين واللبنانيّين والسوريّين لا يجدون أمامهم إلاّ أن يختاروا بين ترمب «الإمبرياليّ» ونتنياهو «الصهيونيّ». وهذا ما يمليه الافتقاران الكاملان، لدى الأطراف العربيّة المعنيّة، إلى خيارت أخرى تتعدّى الثنائيّ المذكور، كما إلى أوراق ضغط مؤثّرة.

فالقوى الأوروبيّة والصينيّة والروسيّة يجتمع فيها، وبقدر معتبر من التفاوت، عدم القدرة إلى عدم الرغبة، بينما تتلاشى الأوراق الذاتيّة في ظلّ الفارق النوعيّ مع الإسرائيليّين، عسكريّاً وتقنيّاً، وما تأدّى عنه ويتأدّى من توسّع الواقع الاحتلاليّ في بلدان المشرق، وهذا ناهيك عن تمدّد نفوذ الدولة العبريّة إلى دواخل المجتمعات المشرقيّة نفسها. والواقع هذا كما تُبلوره معادلة «ترمب أو نتنياهو»، أو بالأحرى «ترمب وإلاّ فنتنياهو»، واقعٌ بالغ المرارة، لا سيّما عند أصحاب الاتّجاهات الراديكاليّة الذين لم يخطر في مخيّلتهم أن تؤول الأمور إلى التنقيب في تفاصيل التفاصيل عن الفوارق المفيدة. بيد أنّ واقعاً كهذا ينبغي أن يؤسّس لمحاكمة تاريخ كامل من عمر السياسات الراديكاليّة سادَه تبجّح عديم المسؤوليّة في التعامل مع القضيّة الفلسطينيّة وطرق حلّها والأدوات المتوفّرة لذاك الحلّ. فقبل عشرات قليلة من السنين، وكان الطرف الراديكاليّ مختلفاً في تكوينه الآيديولوجيّ عن الطرف الحاليّ، دار الجدال بين نظريّة تقول بأسبقيّة الوحدة العربيّة على تحرير فلسطين ونظريّة أخرى تؤكّد أنّ تحرير فلسطين إنّما يسبق إقامة الوحدة العربيّة. وما لبث السجال المذكور أن فتح الباب لسجال آخر مؤدّاه: هل تُحرَّر فلسطين على الطريقة الكلاسيكيّة، عبر الجيوش العربيّة النظاميّة، أم تُحرّر بـ «حرب الشعب طويلة الأمد»، أي حرب العصابات؟ وعلى الدوام كان هناك مَن ينقّل «هانوي العرب» من مدينة عربيّة إلى أخرى فيقيمها في عمّان قبل أن يقيمها في بيروت.

أمّا حين كانت تثار قضايا التحالفات الخارجيّة فكان يلوح الاتّحاد السوفياتيّ بوصفه الطرف الوحيد الذي يُعوّل عليه، هو الذي اختفى، بعد سنوات قليلة، من الوجود. هذا وقد وُجد دائماً مَن يعلّقون رهاناتهم على الصين الماويّة قائلين إنّها وحدها من يذهب معنا إلى نهاية الشوط.

وكان أصحاب تلك الشعارات السخيّة والواثقة بالِغي العداء لكلّ كلام محدّد ومتواضع ينطلق من تعيين دقيق لواقع الحال ويستقرّ على استجابات تعكس الإمكانات الفعليّة. فكلام أو تصرّف كهذا لا يُفسّران إلاّ بوصفهما تنازلاً خيانيّاً أمام الصهيونيّة الإسرائيليّة والإمبرياليّة الأميركيّة. وإنّما للسبب هذا لم توفّر البيئات الراديكاليّة جمال عبد الناصر نفسه حين وافق على القرار 242 ومن بعده «مشروع روجرز». أمّا أنور السادات فكان موضوعاً لهجاء مُرّ بدأ مع طرده الخبراء السوفيات من مصر صيف 1972، وتُوّج مع توقيعه كامب ديفيد، من دون أن يهدأ حتّى يومنا هذا، فيما شاطره بعض اللعنات أمين الجميّل لتوقيعه اتّفاق 17 مايو (أيّار) 1983. وبمقدّمات وأدوات ومراجع مختلفة، واستناداً إلى قوّة إيران، استأنف الإسلاميّون الجموح الراديكاليّ في ما يمكن أن نسمّيه رؤية «تصحيحيّة» أشدّ تأهيلاً لارتكاب الأفعال المجنونة، وأكثر ثقة بالخيارات المتاحة وبكرتونيّة الحلف الأميركيّ – الإسرائيليّ. هكذا استُنتج أنّ العلاج كامن في إتيان المزيد ممّا كان يتسبّب بالهزائم، فكانت ضربة 7 أكتوبر و«حرب الإسناد»، ليستقرّ الحال، بهم وبنا، على الخيار الراهن ما بين ترمب ونتنياهو. وأمّا وقد حصل التدحرج الهائل من علياء مزعومة، أو مَرئيّة في المنامات، وغدا المشرق العربيّ كمن يسبح خارج الجاذبيّة واشتغال قانونها، فقد باتت المسؤوليّة تلحّ على إجراء مراجعات صارمة لتاريخ الكلام وتاريخ الأفعال الراديكاليّين في منطقتنا... خصوصاً إذا صحّ قول القائلين إنّ الفارق، في آخر المطاف، معدوم بين ترمب ونتنياهو.

 

في  معنى الهدنة ومعنى الاستسلام

د.  منى فياض/جنوبية/03 كانون الأول/2025

في أسبوع واحد فقط، تمكّن لبنان من ضغط الزمن، وحوّل أيامه القليلة إلى مرآة واسعة تعكس كل تناقضاته دفعة واحدة. كأن البلد يعيش في مسرح تتعاقب فيه المشاهد من دون فواصل، فلا يعرف المتفرّج من أين يبدأ المشهد الأول ولا أين ينتهي الأخير.

خلال أيام قليلة، توالت الأخبار كأنها موجات صغيرة تتراكم لتصنع عاصفة واحدة.

قبل أيام، وقع اغتيال طباطبائي، المسؤول البارز في حزب الله. حدثٌ كبير في العادة، يفترض أن يترك أثراً سياسياً أو ميدانياً واضحاً. لكن المشهد هذه المرة بدا مختلفاً: ردود الفعل عادية، الخطاب المعتاد، الجمهور في المنطقة نفس الجمهور، الكادرات نفسها، واللغة نفسها. بدا الاغتيال، رغم حجمه، كحلقة مألوفة في سلسلة طويلة من التصفيات والتوترات التي فقدت قدرتها على هزّ المشهد. كأن الاغتيالات لم تعد تُفاجئ أحداً، لا داخل الحزب ولا خارجه. كل شيء يستمر كما لو أن ما جرى ليس سوى بند رابع أو خامس في جدول أعمال روتيني.

قبل ذلك، جاء خبر القبض على نوح زعيتر، الرجل الذي كان وجوده في حدّ ذاته مثالاً نموذجياً على غياب الدولة أو «تعايشها» مع اللاشرعية. ومع الخبر بدأت تتسرّب روايات عن تجار مخدرات يرغبون  بتسليم أنفسهم لأن الغطاء السياسي والأمني رُفع عنهم فجأة. ليس بدافع الندم، بل لأنهم شعروا أن حياتهم باتت مهددة وأن من كان يحميهم باعهم في لحظة. بعضُهم قالها بوضوح: “باعونا لدول عربية.”

ثم اكتمل المشهد باتساع التساؤلات: لماذا الآن؟ ولماذا بهذه السرعة؟ وما الذي تغيّر فعلياً؟ كأن هناك ترتيباً جديداً في الأفق، خارجياً ربما، لكن تأثيره يظهر هنا، على الأرض اللبنانية، في شكل عمليات توقيف وسقوط حصانات وارتباك في شبكات طالما بدت محصنة.

وفي ذروة كل هذه الفوضى المنظمة، فاجأنا خبر: ديوان المحاسبة يغرّم وزراء سابقين بملايين الدولارات. مرة أخرى بدا الخبر كبيراً من حيث الشكل، لكنه يطفو فوق بنية سياسية لم تتغيّر.

وكأن الدولة تحاول القول إنها موجودة، وإنها قادرة على المحاسبة، لكنها تقول ذلك فوق أرض رخوة، فوق نظام لا يزال عالقاً في منطق القوة، وفي ظل حرب معلّقة فوق رؤوس الجميع.

ومع أنّ هذا التسلسل الزمني حصل خلال أسبوع واحد، إلا أن تأثيره على جمهور الحزب كان شبه معدوم. لم يتغير شيء: لا النظرة، ولا الخطاب، وكأن كل ما يجري يحدث «هناك» وليس «هنا». حتى محاولة الدول الصديقة - مصر والسعودية- بذل جهد فعلي لوقف حرب إسرائيلية محتملة على لبنان، لم تُواجه لدى البعض إلا بمزيد من التصلب، حدّ قول أحد أصوات الحزب: "الاحتلال أفضل من الاستسلام". جملة تكشف ضيق الأفق، وانسداد الخيال، وافتقار البيئة لمفهوم الدولة والهدنة والسلام.

ثم تأتي تلك النكتة التي تُقال بجدية: "الجنين يصرخ في بطن أمه: لبيك نصرالله"!!

هذه ليست مبالغة بقدر ما هي تعبير عن عقل يعيش داخل الحرب أكثر مما يعيش داخل الزمن. عقل يربّي أبنائه على سردية واحدة قبل أن يتعلموا الكلام.

هم لا يفهمون معنى الهدنة. الهدنة ليست خيانة، ولا انكساراً، ولا نهاية للصراع. الهدنة، كما كتب بوتول في هذه هي الحرب، ليست أكثر من "زمن بين حربين"، فسحة صغيرة، لكنها ضرورية لإعادة التفكير، لالتقاط الأنفاس، وربما لتجنّب الأسوأ. غير أن من عاش عمره كله في الحرب وبواسطتها، لا يرى الهدنة إلا بوصفها تهديداً لوجوده، كأنها تُصادر منه تعريفه لنفسه.

كيف تشرح قيمة الهدنة لرجل لم يتعلم سوى لغة الخنادق؟ كيف تعيد همنغواي من الجبهة إلى صبيحة هادئة عادية؟ وكيف يمكن لمقاتل قضى نصف حياته في الحرب أن يتخيّل مستقبلاً لا يمرّ عبر فوهة السلاح؟

هذه الأسئلة ليست أدبية فقط، بل وجودية. لأنها تعكس بنية كاملة: الأجيال تتغيّر، لكن البنية التي تنتج الحرب لا تتبدّل. زمن جامد وستاتيكي.

تتبدّل الوجوه، تتغيّر التحالفات والمعادلات، يتبدل المشهد الإقليمي، ولكن الهيكل الذي يحكم الداخل يبقى هو ذاته. الهيكل الذي يمنع المحاسبة من التحوّل إلى عدالة، ويحوّل القبض على زعيتر إلى استثناء، ويجعل اغتيال طباطبائي حدثاً بلا أثر، ويُبقي لبنان رهينة سردية الحرب مهما تغيّر الزمن من حوله.

ما ينقص لبنان ليس حدثاً كبيراً، بل تحوّل ذهني، قدرة على كسر القالب الذي وُضع فيه الناس منذ عقود، على رؤية الحياة خارج الحرب، والنظر إلى الدولة بوصفها سلطة عامة لا مجرد تفصيل في مواجهة أكبر.

إلى أن يحدث ذلك، سيظل المشهد يعيد نفسه: أسبوع من الأحداث الكبيرة، بلا أثر كبير. محاسبة بلا دولة، حرب بلا نهاية، وناسٌ ينتظرون… علّ شيئاً يتغيّر يوماً ما، ليس في الأخبار، بل في الوعي نفسه.

 

تفكيك النظام الخليجي

ممدوح المهيني/الشرق الأوسط/03 كانون الأوسط/2025

في العالم ليست هناك دول تتحارب فقط، ولكن أنظمة دولية تتنافس. فالحرب الروسية ـ الأوكرانية ليست صراعاً بين دولتين، ولكن بين نظامين. ولهذا يدعم الأوروبيون والأميركيون (خصوصاً في عهد الرئيس جو بايدن) كييف، ويدعم الصينيون والكوريون الشماليون موسكو.

تاريخياً، ناصر الأميركيون الأوروبيين في الحرب على النازية وهزموا دول المحور، لأن انتصار هتلر سيعني هزيمة الأميركيين وتضرّر مصالحهم. الأميركيون استفادوا من نظام التجارة الحر الذي رسّخته الإمبراطورية البريطانية من دون أن يدفعوا أثماناً باهظة. بلادهم بعيدة وجيرانهم مسالمون، ولكن انتصار هتلر يعني نهاية النظام الليبرالي وتضرّر خطوط الملاحة وتعطّل التجارة. سارعوا إلى الدخول في الحرب، وبعد نهايتها لم يغادروا أوروبا. أوقفوها على قدميها اقتصادياً من خلال «مشروع مارشال»، وعسكرياً من خلال حلف الناتو. لم يسمحوا بأن تنهض ألمانيا فاشية جديدة؛ قَلَّموا أظافرها وأدخلوها في النظام الرأسمالي الديمقراطي الجديد، حتى أصبحت اليوم واحدة من كبرى ركائزه. لماذا يقلق الأميركيون والغربيون من الصين؟ بسبب المنافسة الاقتصادية؟ صحيح. بسبب تايوان؟ مؤكد. ولكن السبب الأهم هو خوفهم من أن تشكّل الصين نظاماً دولياً يتصادم وربما يُنهي النظام الذي أسسوه بعد الحرب العالمية الثانية ووسّعوه إلى آسيا وفي القلب منه اليابان. الدول تتصارع وتتنافس ليس لأنها يكره بعضها بعضاً، ولكن لأنها تسعى لفرض الأنظمة السياسية والاقتصادية التي تعزز مصالحها. في منطقتنا حاول صدام حسين من خلال غزو الكويت أن يفرض نظاماً جديداً. أيَّدته وتحالفت مع الدول التي شاركته المصالح والأفكار. كان يأمل في أن يقبل العالم الواقع الذي فرضه ويتعامل معه. القرار التاريخي الشجاع للملك فهد منعه وحفظ للخليج استقراره وتماسكه ونظامه الخاص الذي يتعارض مع رؤية وطموح صدام. الإيرانيون حاولوا من خلال تصدير الثورة ونشر الميليشيات ودعم وكلائهم تأسيس نظام يعزز مصالحهم ويحقق لهم مزيداً من الهيمنة والنفوذ. حسن نصر الله وقاسم سليماني وعلي طبطبائي كانوا جنوداً مخلصين في هذا المشروع. إردوغان حاول في فترة سابقة فرض نظامه مستعيناً بالإخوانية الممزوجة بالعثمانية الجديدة. دول الخليج شكّلت أيضاً نظامها الإقليمي الخاص، وهو واحد من أنجح الأنظمة في المنطقة العربية المتعثرة: خالٍ من الآيديولوجيات القومية والدينية المتطرفة والكيانات الانفصالية. مستقر سياسياً، ومزدهر اقتصادياً، ومتسامح دينياً، ومنفتح ثقافياً. شكّلت المنظومة الخليجية ثروات كبيرة وأصبحت وجهة للاستثمارات والناجحين والطامحين من كل الجنسيات الذين أصبح الخليج وطنهم. ترتبط بالقوى الكبرى بعلاقات استراتيجية ومصالح سياسية واقتصادية. صمد النظام الخليجي أمام اختبارات صعبة. مر بأزمات عاصفة وتجاوزها. لم يحدث ذلك صدفةً، ولكن بسبب المصالح المشتركة وأشكال الحكم المتقاربة والقيم المتشابهة والأعداء المشتركين. خصوم هذا النظام الخليجي يسعون لتحطيمه وتفكيكه (ذكرتهم في مقال سابق «تخريب العلاقة بأميركا») واستبدال نظام يلائمهم به. نهاية أو إضعاف النظام الخليجي يصبّان في مصلحتهم ويعنيان انتصاراً لهم. يسعون لتقويض شرعيته وتخريب ارتباطاته الدولية وضرب مصالحه وتسميم وحدته. تأتي القمة الخليجية في البحرين لتؤكد أن هذا النظام الإقليمي ما زال قوياً ومتماسكاً في عالم مضطرب ومنطقة متصدعة. الحفاظ عليه واجب سياسي واستراتيجي لحماية استقرار الخليج ومستقبله في مواجهة محاولات التفكيك والاختراق. فلا ننسَ أن الضعف والتفتت يُسيل لعاب الأشرار.

 

تركيز إسرائيل على طبطبائي… لم يكن صدفة

خيرالله خيرالله/العرب/03 كانون الأول/2025

حزب الله لعب أدوارا كثيرة خارج حدود لبنان. كان جزءا من إستراتيجيّة إيرانية نفذها هيثم علي طبطبائي وآخرون غيره أكان ذلك في سوريا أو العراق أو لبنان نفسه… أو اليمن.

ليس صدفة التركيز الإسرائيلي على هيثم علي طبطبائي القائد العسكري لـ”حزب الله” الذي اغتيل أخيرا في بيروت. لم يكن الرجل قائدا عاديا بأي مقياس من المقاييس. كان في الواقع تعبيرا عن إصرار إيراني على تولي عملية إعادة تأهيل “حزب الله” بشكل مباشر. نقل طبطبائي من اليمن إلى لبنان لتولي أمر “حزب الله” في مرحلة ما بعد قضاء إسرائيل على معظم قياداته.

يرمز الرجل، الذي يعتبر إيرانيا – لبنانيّا إلى أمرين. الأمر الأوّل عمق التورط الإيراني في اليمن والأمر آخر القرار الإيراني بالإشراف المباشر على إعادة الحياة إلى “حزب الله” ذي الوظائف المتعددة. إنّها وظائف تندرج في سياق إستراتيجية شاملة لـ”الجمهوريّة الإسلاميّة”. تقوم هذه الإستراتيجية على وجود أدوات لـ”الحرس الثوري” في كلّ انحاء المنطقة، أدوات تغني عن خوض إيران أي حروب مع أخصامها. تنوب تلك الأدوات عن إيران في حروبها، في حين تعمل “الجمهوريّة الإسلاميّة” من أجل عقد صفقات مع الولايات المتحدة، وهي صفقات باتت مستحيلة مع وجود إدارة مثل إدارة ترامب تربطها علاقات من نوع خاص مع إسرائيل.

تتعاطى إيران مع وضع جديد في المنطقة معتمدة أساليب قديمة يبدو أنّها لا تعرف غيرها. يعطي الكلام الأخير الذي صدر عن نعيم قاسم الأمين العام لـ”حزب الله” فكرة عن الدور الذي لعبته إيران، الذي لا تزال مصرّة عليه، من خلال الحزب ومن خلال أشخاص مثل هيثم علي طبطائي خارج الحدود اللبنانية وخارج المواجهة مع إسرائيل… هذا إذا كان يمكن الحديث عن مواجهة، بمقدار ما يمكن الحديث عن “قواعد اشتباك” متفق عليها. لم تعد “قواعد الاشتباك” هذه قائمة منذ هجوم “طوفان الأقصى” الذي شنّته “حماس” في السابع من تشرين الأوّل – أكتوبر 2023.

لم تكن نهاية هيثم علي طبطائي الإيراني – اللبناني بالطريقة التي انتهى بها مجرّد نهاية عادية. مثلت النهاية تلك سقوطا لمشروع إيراني تبيّن أنّه غير قابل للحياة

اعترف خليفة حسن نصرالله بأنّ طبطبائي، الذي اغتالته إسرائيل في بيروت، كان في اليمن بين 2015 و2024. كذلك، قاتل أيضا في سوريا دفاعا عن النظام الأقلّوي الذي ورثه بشّار الأسد عن والده. سقط  النظام العلوي  قبل سنة. لم ينفع التورط المباشر للحزب في الحرب على الشعب السوري سوى في خلق حال من العداء بين أكثرية السوريين وفئة لبنانيّة وضعت نفسها في خدمة المشروع التوسّعي الإيراني، السعيد الذكر.

كانت المرّة الأولى التي يلمّح فيها الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح إلى الدور الإيراني في دعم الحوثيين صيف العام 2004. كان ذلك في حديث أجريته معه ونشر في وسائل إعلام عربيّة عدة. كان بينها صحيفة “المستقبل” اللبنانيّة التي توقفت لاحقا عن الصدور. تطرّق الرئيس اليمني الراحل الذي اغتاله الحوثيون في مثل هذه الأيّام قبل ثماني سنوات إلى العلاقة بين “حزب الله” والحوثيين أيضا، وهي علاقة يبدو أنّها كانت قديمة. بعد أسابيع قليلة من الحديث، في خريف 2004، بدأت الحرب الأولى، من أصل ست حروب بين الحوثيين والجيش اليمني. استمرت تلك الحروب حتّى 2010، أي إلى ما قبل شهور من الانقلاب الذي نفّذه الإخوان المسلمون على نظام علي عبدالله صالح في شباط – فبراير 2011، مستغلين “الربيع العربي” ومجرياته على الصعيد الإقليمي.

ما يهمّ في التاريخين اللذين وردا على لسان نعيم قاسم، بالنسبة إلى سنوات خدمة طبطبائي في اليمن، أن المسؤول العسكري الكبير في الحزب بدأ نشاطه الواسع في اليمن في 2015، أي في مرحلة ما بعد وضع الحوثيين يدهم على صنعاء في 21أيلول – سبتمبر 2014. هذا لا يعني أن “الجمهوريّة الإسلاميّة” كانت بعيدة عن اليمن قبل ذلك التاريخ، بمقدار ما يعني أنّها كانت في حاجة إلى التركيز أكثر على تمكين الحوثيين من الإمساك بصنعاء. كذلك، لا يعني ذلك أنّ طبطائي كان، مع آخرين، غير معني باليمن قبل 2015.

لم تكن نهاية هيثم علي طبطائي الإيراني – اللبناني، بالطريقة التي انتهى بها مجرّد نهاية عادية. مثلت النهاية تلك سقوطا لمشروع إيراني تبيّن أنّه غير قابل للحياة

من هذا المنطلق، تظهر ضرورة جعل شخص بثقل هيثم طبطبائي شبه متفرغ لليمن في ضوء التطورات التي شهدها ذلك البلد مع النجاح الحوثي في السيطرة على صنعاء. الأهمّ من ذلك كلّه ينكشف الدور الإيراني، مباشرة أو عبر “حزب الله”، في حرق المراحل وصولا إلى اليوم الذي لم يعد فيه أي طرف في صنعاء يستطيع ان يكون له وزن ما في عمليّة اتخاذ القرار السياسي اليمني، أقلّه في الشمال.

ليس حدثا عاديا إذا أن يكون طبطائي في صنعاء في الفترة التي سبقت احتدام الخلاف بين علي عبدالله صالح والحوثيين ابتداء من شهر آب – أغسطس من العام 2017، وهي فترة توجت بإعلان الرئيس الراحل رفضه للهيمنة الحوثية في 2 كانون الأوّل – ديسمبر2017. لم تمض أيام إلّا واغتال الحوثيون الرجل الذي كان يمتلك حسابات خاصة به لم تعد تتفق مع “الشراكة” المتفق عليها بينه وبين عبد الملك الحوثي.

لعب “حزب الله” أدوارا كثيرة خارج حدود لبنان. كان جزءا من إستراتيجيّة إيرانية نفذها هيثم علي طبطبائي وآخرون غيره، أكان ذلك في سوريا أو العراق أو لبنان نفسه… أو اليمن. كانت لليمن أهمّية خاصة نظرا إلى أنّه، جغرافيا، جزء لا يتجزّأ من شبه الجزيرة العربيّة. كان تحويله إلى قاعدة صواريخ إيرانية في شبه الجزيرة تلك تأكيدا للدور الإيراني في ابتزاز دول مجلس التعاون الخليجي الواحدة تلو الأخرى.

لم تكن نهاية هيثم علي طبطائي الإيراني – اللبناني، بالطريقة التي انتهى بها مجرّد نهاية عادية. مثلت النهاية تلك سقوطا لمشروع إيراني تبيّن أنّه غير قابل للحياة. كان اليمن، وقبله لبنان، في قلب هذا المشروع الذي بات مصيره على المحكّ في ضوء الحدث السوري الذي أعاد سوريا إلى السوريين في انتظار اليوم الذي يعود فيه الجزء اليمني المحتل من إيران… إلى اليمنيين!

لا شيء يحدث بالصدفة في منطقة ليس مسموحا أن تسيطر عليها إيران لا مباشرة ولا عبر أدواتها.

 

دراسة مهمة للغاية من أرشيف 2023 نشرتها مؤسسة لقمان سليم تحكي تفاصيل اغتيال حزب الله لأربعة شهود على خلفية تفجيره مرفأ بيروت هم جوزيف سكاف، منير أبو رجيلي، جو بجاني، ولقمان سليم

https://eliasbejjaninews.com/2025/12/149897/

 أشباح الهنكار 12

كريستوف بولتانسكي/مؤسسة لقمان سليم/03 آب/أغسطس 2023

أودى انفجار مرفأ بيروت في 4 آب/أغسطس 2020 بحياة أكثر من 200 شخص وجرح الآلاف. حتى يومنا هذا، لا يزال من غير الواضح من استورد نترات الأمونيوم إلى المرفأ ولماذا. ومع تعثر التحقيق الرسمي، أثارت سلسلة من الاغتيالات المشبوهة الشكوك حول سبب الكارثة.

يتغلغل كريستوف بولتانسكي في تشابك الحقائق والأكاذيب في محاولة لتجميع خيوط اللغز.

ذاكرة الطريق السريع

لعدم وجود ما هو أفضل، يخدم الطريق السريع الذي يمتد فوق مرفأ بيروت كنصب تذكاري لعائلات القتلى. تنتشر على جانب الجسر صور ضحايا كرة النار التي دمرت جزءًا من المدينة في 4 آب/أغسطس 2020، محاطة برسومات فجة وشعارات غاضبة. هذا الطريق السريع، المزدحم دائمًا بالمرور، ليس مكانًا للتأمل، ولكن من موقعه يظهر كل شيء بوضوح: أكوام المعدن الممزق، السيارات المحترقة، القوارب المائلة على جانبها، البكرات الملتوية، الأبراج الهيكلية لصوامع القمح، وحيث يجب أن يكون الرصيف، حفرة ضخمة تغمرها المياه الموحلة. يمكن للمرء أن يرى في الأفق الرصيف الذي غرقت بجواره سفينة "روسوس" (Rhosus)، نذير الكارثة القادمة.

عدالة مشلولة

فسيفساء تحطمت إلى ألف قطعة. لغز. هذا ما يبدو عليه مرفأ بيروت: حقل من الأنقاض تجمّد فيه الزمن، نسخة بصرية لنظام عدالة مشلول. لقد تعثر التحقيق بسبب الإجراءات المتنوعة المرفوعة ضد طارق بيطار، القاضي المسؤول عن التحقيق. بعد ثلاث سنوات، لا يزال أحد أكبر الانفجارات غير النووية في التاريخ دون تفسير: 235 قتيلًا، وأكثر من 6,500 جريح، و77,000 شقة مدمرة، وصفر نتائج. لا محاكمة حتى الآن، ولا حتى شريك واحد خلف القضبان. جريمة جديدة غير معاقب عليها في بلد شهد الكثير غيرها.

يحاول صحفيون ومحامون وناشطون اختراق جدار الصمت هذا. يريدون أن يفهموا كيف يمكن لشحنة من المتفجرات أن تصل إلى بيروت ثم تُترك مهجورة في هنجر لمدة ست سنوات طويلة، قبل أن تنفجر في شعاع ضوء أعمى. لتحقيق هدفهم، يجب عليهم فك تشابك لا يصدق من الأسماء المستعارة، والشركات الوهمية، والاحتيال، والأكاذيب. تعلق زينة واكيم، المحامية في مؤسسة المساءلة الآن (Accountability Now) التي تعمل ضد الإفلات من العقاب في لبنان، قائلة: "إنه مشروع يستغرق العمر. في هذه القضية، الأمور ليست كما تبدو أبدًا. كل هذا يتطلب تحقيقات معقدة وخطيرة للغاية".

اللغز الذي قتله

منذ البداية، اقترح رجل منهجية لعدم الضياع في هذه القضية المتشعبة.

"ما لدينا هنا هو أحجية الصور المقطوعة (jigsaw puzzle)"، أوضح لقمان سليم، خلال مقابلة على التلفزيون العربي. يُذكر هذا المثقف والناشر والأرشيفي والمترجم والوثائقي اللبناني بأسلوبه الجريء والعلماني والدقيق والقوي أحيانًا. كانت فكرته هي فحص الصورة الكلية، وليس مجموع العناصر المختلفة، لأن قطعة واحدة، إذا فُحصت بمفردها، لا تعني شيئًا. بمجرد تجميع جوانب اللغز، وتحديد الأحجام الكبيرة، وتسليط الضوء على تفاصيل معينة، تظهر صورة مختلفة تمامًا. وبينما لم تعترف السلطات اللبنانية إلا بسلسلة من الإغفالات، ندد لقمان سليم بـ "جريمة حرب" ارتكبتها روسيا وسوريا وحزب الله. بعد عشرين يومًا، عُثر عليه مقتولًا بالرصاص في سيارته.

يرقد جثمانه في حديقته، أمام منزل العائلة في جنوب بيروت. للوصول إلى قبره، يجب على المرء أن يمر عبر حاجز طريق، ثم حاجز ثانٍ، ثم متاهة من الشوارع الضيقة المزينة باللون الأصفر، لون حزب الله. على جدران المباني الشاهقة الرمادية، هناك صور باهتة لـ "شهداء" في زي قتالي. وسط هذه الفوضى من الخرسانة والصور الحربية، تبدو فيلا سليم واحة. الباب الأمامي مفتوح، كما هو الحال دائمًا. عاش لقمان سليم، نجل محامٍ شيعي بارز، بين أهله في حي حارة حريك، الذي أصبح الآن معقلًا لحركة سياسية-عسكرية تحدّاها بلا هوادة.

تحارب المخرجة الألمانية-اللبنانية مونيكا بورغمان، المحاطة بالكتب والملفات التي لا حصر لها لزوجها، لمعرفة الحقيقة: "مقابلته أثارت ضجة. كان يقدم الحقائق بطريقة منطقية للغاية. بالطبع قال له الناس: 'أنت تذهب بعيدًا جدًا'. لكنه أجرى العديد من المقابلات حول مواضيع حساسة". لدى شقيقة لقمان، رشا الأمير، التي أنشأت مع شقيقها دار النشر "دار الجديد"، شكوك مماثلة: "كان عنيدًا. كان داوود ضد جالوت. كنت أقول له: 'لديهم صواريخ ولكن ما لديك أنت؟'". تتنهد. "ربما كانت هذه المقابلة هي القشة الأخيرة، لكن كان لديهم الكثير من الأسباب الأخرى لقتله".

اغتيالات بعد الانفجار

قضية سليم ليست حالة معزولة. مثل الهزات الارتدادية التي تلي الزلزال، غالبًا ما تؤدي الجرائم الكبرى في لبنان إلى جرائم أخرى. في أعقاب الانفجار، صدمت عدة اغتيالات المدينة. جرائم قتل لم تُحل أبدًا، ارتكبها دائمًا محترفون وتلتها تحقيقات فاشلة، عُلّقت بسرعة كبيرة لـ "نقص مزعوم في الخيوط والمشتبه بهم".

للوهلة الأولى، لا يوجد قاسم مشترك بين الضحايا، باستثناء أنهم جميعًا مرتبطون بمرفأ بيروت. لماذا قُتلوا؟ هل كان بسبب معلومات لديهم أو المنصب الذي شغلوا؟ هل هددوا بكسر قانون الصمت؟ هل كانت شهاداتهم ستساعد في إعادة تجميع قطع اللغز؟ وافق أصدقاؤهم وعائلاتهم على التحدث، بعضهم للمرة الأولى، وغالبية منهم يفضلون عدم الكشف عن هويتهم ومن الواضح أنهم خائفون. همس أحدهم: "كن دبلوماسيًا، لأن حياتنا في خطر".

قبل سرد قصتهم، سيكون من المفيد فحص وفاة مشبوهة أخرى، وفاة ضابط جمارك حدثت قبل الكارثة.

جوزيف سكاف، ضابط الجمارك اليقظ

في مرفأ بيروت، ترأس العقيد جوزيف سكاف قسم مكافحة الهجرة غير الشرعية وغسيل الأموال.

في 21 شباط/فبراير 2014، نبه رؤسائه إلى خطر "الأمن العام" الذي تشكله سفينة، "روسوس"، راسية لمدة ثلاثة أشهر، لأنها كانت تحمل نترات الأمونيوم، "مادة شديدة الخطورة وقابلة للانفجار". في رسالة مكتوبة بخط اليد، نصح بنقلها بعيدًا عن الرصيف إلى كاسر الأمواج ووضعها تحت المراقبة. قال أحد أبرز الصحفيين الاستقصائيين في لبنان، رياض قبيسي من قناة الجديد التلفزيونية: "قبله، لم يذكر أحد وجود النترات في المرفأ". اشتبه ضابط الجمارك في وجود احتيال. وجد أنه من الغريب رسو بضاعة لفترة طويلة في ذلك الموقع. ولهذا السبب طلب نقلها بعيدًا.

من كان يملك "روسوس"؟ كيف وصلت إلى هناك؟ وفقًا لنسخة أولى تستند إلى شهادة قبطانها، فقد استحوذ عليها رجل أعمال روسي، إيغور غريشوشكين، المدان بالسرقة المشددة وبدون خبرة بحرية. غادرت السفينة باتومي، على البحر الأسود، في 27 أيلول/سبتمبر 2013 متجهة إلى مرفأ بييرا في موزمبيق، حاملة شحنة من 2,750 طنًا من نترات الأمونيوم أنتجتها منشأة روستافي آزوت الكيميائية الجورجية، وكان العميل النهائي شركة خاصة، فابريكا دي إكسبلوزيفوس دي موزامبيق (Fabrica de Explosivos de Moçambique). بسبب الديون الكبيرة، حوّل مالك السفينة مسارها إلى بيروت لتحميل شحنة ثانية وبالتالي توفير الأموال اللازمة لعبورها قناة السويس. لكن آلات المسح الزلزالي التي كان من المقرر أن تحملها "روسوس" كانت ثقيلة للغاية. خلال التحميل في 25 تشرين الثاني/نوفمبر، ألحقت أضرارًا بغطاء فتحة. أعلنت سلطات المرفأ أن السفينة غير صالحة للملاحة وقيدتها، ثم أمرت لاحقًا بمصادرتها بعد شكاوى عدم دفع المطالبات. انتهز غريشوشكين هذه الفرصة ليختفي. هذه الرواية، التي تكررت على نطاق واسع، مليئة بالأكاذيب.

بعد نقله إلى عمليات جمارك المطار، ترك العقيد سكاف الأمر. لم يتم الرد على رسالته أبدًا. بقيت عالقة في درج ما، ولم تصل حتى إلى بعض أولئك الذين كانت موجهة إليهم. لو لم يُنقل هذا الضابط إلى مكان آخر، فهل كان بإمكانه منع الكارثة؟ قال لشقيقه: "سنرفض تفريغ هذه الشحنة".

مخالفة القانون والتهريب

ما كان ينبغي أن تحدث الكارثة أبدًا. كما هو الحال في بلدان أخرى، يحظر القانون اللبناني دخول المواد ذات الاستخدام العسكري إلى أراضيه دون تصريح خاص. اعتمادًا على محتوى النيتروجين، فإن لنترات الأمونيوم استخدامات مختلفة: أقل من عتبة 33.5 في المائة، هي سماد يستخدم على نطاق واسع. فوق هذا، تُستخدم لصنع المتفجرات. مع محتوى 34.7 في المائة، يُستخدم المسحوق الأبيض المعبأ في عنبر "روسوس" لصنع القنابل.

في الوثائق الأولى - القائمة الموحدة وبيان الوصول - المرسلة إلى الجمارك وسلطة المرفأ، لم يُذكر ذلك. لم تحدد المراسلات المتبادلة بين مختلف الأقسام طبيعة البضاعة. بدت السلطات مهتمة فقط بعملية التفريغ لأن السفينة كانت معرضة لخطر الغرق. في 27 حزيران/يونيو 2014، أمر قاضي الأمور المستعجلة بتخزين الشحنة في "مكان آمن". لم يكن لديه أيضًا أي فكرة عما كان بداخلها. يتساءل رياض قبيسي: "في طلبها، تذكر وزارة الأشغال العامة والنقل 'مادة خطرة' قد تلوث مياه المرفأ. لماذا لا تذكر نترات الأمونيوم؟". في ذلك الوقت، كان حامل هذه الحقيبة المرموقة والمربحة للغاية هو غازي زعيتر، وهو قيادي في حزب أمل الشيعي، حليف حزب الله.

تم تفريغ محتويات السفينة سرًا خلال ليلة 22-23 تشرين الأول/أكتوبر 2014 وتكديسها في الهنجر رقم 12، المخصص للمواد الخطرة، ثم نُسيت.

وفاة غامضة

بعد عامين، ترشح جوزيف سكاف، الذي بلغ من العمر 56 عامًا آنذاك، تقاعد وخاض الانتخابات البرلمانية على قائمة مستقلة. في 4 آذار/مارس 2017، حضر عشاء حملة. في الساعة 3 صباحًا، لم يكن قد عاد بعد إلى شقته في شمال بيروت. فشلت زوجته في الوصول إليه عبر الهاتف. كانت قلقة. ذهب صديق للبحث عنه ووجد سيارته الـ "رانج روفر" عند سفح مبناه، مصابيحها الأمامية مضاءة، والصندوق الخلفي مفتوح. صرخ "جوزيف" ورأى جثته على بعد 1.8 متر، ممددة، ذراعاه متصالبتان، على المنحدر المؤدي إلى موقف السيارات تحت الأرض. كانت جمجمته مهشمة، وعينه متورمة، ويديه وركبتيه مغطاة بالكدمات وضلع مكسور، كما لو كان في شجار. لم يجد التشريح سببًا داخليًا يفسر سقوطه. لا نوبة قلبية، لا سكتة دماغية، ولا كحول في الدم. عزا تقرير طبي وفاته إلى نزيف دماغي، دون تفاصيل أخرى. أطلقت الشرطة على ذلك "حادث".

قال أحد أصدقائه المقربين: "لم يحموا مسرح الجريمة ولم يستجوبوا أحدًا. أرادوا إغلاق القضية بأسرع ما يمكن". توصل خبير طبي شرعي عينته العائلة إلى حكم مختلف تمامًا. وفقًا له، كان سكاف "ضحية اعتداء وحشي". تعرض لضربة في العين وتحت القفص الصدري قبل أن يُدفع من ارتفاع كبير.

الصافرة التي أطلقت الانفجار

سيكون لضابط الجمارك دائمًا أعداء، خاصة في مرفأ بيروت، الملقب بـ "كهف علي بابا والأربعين حرامي". هذا الامتداد في قلب المدينة هو تركيز لأوجه القصور في النظام اللبناني. إنها مملكة الاحتيال والرشوة والمافيا، وفضيحة تلو الأخرى. أُجبر الرئيس ميشال عون على التصرف بعد الكثير من الوعود الفارغة، فأنشأ في عام 2019 مكتبًا لمكافحة الفساد في قلب منطقة المرفأ وأسند إدارته إلى أمن الدولة، إحدى أجهزة المخابرات الأربعة في البلاد.

يتذكر رئيسه، النقيب جوزيف نداف: "كانت مهمتي جمع معلومات عن كل شكل من أشكال الاختلاس. بدأنا من الصفر، بموارد وموظفين قليلين". يعمل الآن في مبنى تم تجديده حديثًا بالقرب من محطة الحاويات. دُمرت مكاتبه القديمة، المجاورة للصوامع. يتولى عناصر أمن مدنيون مسلحون بأسلحة رشاشة حمايته. يبلغ من العمر 35 عامًا، ويرتدي الجينز وقميص بولو، وهو المُبلِغ في هذه القصة. تحذيراته، بدلاً من أن تُؤخذ على محمل الجد، أطلقت رد فعل متسلسل مدمر.

في أواخر عام 2019، أبلغه "مصدر" بوجود نترات الأمونيوم في الهنجر 12. لم يصل تحقيقه بعيدًا. "لم أكن أعرف ما هو. اضطررت إلى سؤال خبراء، وكانت بداية كوفيد". عندما زار الهنجر، تفاجأ برؤية عدم وجود حارس هناك. "كان أحد الأبواب الخلفية للمستودع قد فُتح بالقوة. وبجواره مباشرة، كانت هناك حفرة في الحائط بقطر خمسين سنتيمترًا. كان بإمكاني رؤية أكياس مكدسة في فوضى كبيرة. كان يمكن لأي شخص أن يأخذها". بالبقاء في الخارج، التقط صورًا فقط للأكياس الممزقة ونصف الفارغة. "لم أكن مخولًا بالدخول. فقط الجمارك وسلطة المرفأ كان لديهما حق الوصول. كان دوري مجرد إعداد تقرير". كتب خمسة تقارير. في التقرير الذي سُلم إلى مكتب المدعي العام في 1 حزيران/يونيو 2020، كرر الحقائق، مع التحذير: "نترات الأمونيوم، في حال نشوب حريق، ستسبب انفجارًا هائلاً بعواقب وخيمة على مرفأ بيروت. نخشى أن تُسرق هذه المادة وتُستخدم لصنع متفجرات".

بدأ تقريره في الانتشار وهدد بالتسرب في وسائل الإعلام. في 20 تموز/يوليو، أرسل أمن الدولة ملخصًا له إلى الرئيس عون ورئيس الوزراء حسان دياب. خطر السرقة والانفجار؟ بمجرد إحالة الأمر، كان بإمكان المدعي العام غسان عويدات أن يطلب نقل الأكياس إلى مكان آمن، أو حتى عدّها للتأكد من عدم فقدان أي منها. لقد طلب ببساطة إجراء إصلاحات. في 4 آب/أغسطس، حوالي الساعة 4 مساءً، قام ثلاثة عمال من شركة خارجية بلحام الباب المتضرر دون معرفة ما وراءه. موظف المرفأ الذي كان ينبغي أن يشرف على العمل لم يكن هناك. بعد مغادرتهم، في الساعة 5:54 مساءً، نشر شاهد مقطع فيديو على تويتر يظهر سحب دخان أسود كثيف تتصاعد فوق الهنجر. وصلت خدمة الإطفاء إلى الموقع بعد أربع دقائق. هز انفجار أول الهواء في حوالي الساعة 6:07 مساءً، تلاه بعد ثلاثة عشر ثانية انفجار أقوى بكثير.

اغتيالات لم تُحل

في اليوم التالي، بينما كان السكان المذهولون يمشطون الأنقاض، ظهرت رسالة جوزيف سكاف الشهيرة على الإنترنت مرة أخرى. أصيب أصدقاؤه وعائلته بالدهشة لاكتشاف وجودها. قال أحدهم: "لم يتحدث عنها إلينا أبدًا، لكنها كانت بالتأكيد خط يده". لم يعرفوا من نشر رسالته من القبر، ولا لماذا كُشفت في هذا التوقيت بالذات. أضافت المزيد من النار إلى شكوكهم. غرد أحد أبنائه، ميشيل، الذي كان صامتًا حتى ذلك الحين، في 8 آب/أغسطس: "ارتكبت جريمة في آذار 2017. والدي لم ينزلق أو يسقط. لقد تعرض لاعتداء وحشي واغتيل أمام منزله".

قضية أخرى أعادت إشعال شكوكهم.

مرة أخرى، كانت تتعلق بمسؤول جمارك، عقيد سابق. بعد تقاعده المبكر، كان منير أبو رجيلي يبني لنفسه مسكنًا ثانيًا في قرطبا، وهي قرية جبلية فوق جبيل. في 1 كانون الأول/ديسمبر 2020، صعد إلى هناك ليرى كيف يتقدم العمل. بسبب الضباب الكثيف، قرر النوم في الموقع. في الصباح، لم يكن هاتفه الخلوي يجيب. قادت زوجته، ماغي، التي كانت قلقة للغاية، إلى هناك ووجدته بملابسه النوم على سريره، غارقًا في بركة من الدماء. قُلعت أسنانه، وكسرت جمجمته. قال سيمون كرم، محامي العائلة: "كان لا بد من وجود ثلاثة مهاجمين على الأقل". ضربه أحدهم حتى الموت بهراوة، بينما أمسك الآخرون بكتفيه. لا بصمات، لا علامات اقتحام، لا إشارة من هاتف غير معروف في الجوار. في ذلك اليوم بالتحديد، كان الجار غائبًا. كانت عملية احترافية.

اختار القاضي فرضية "سرقة مفترضة ساءت". بعد قلب الفيلا رأسًا على عقب، غادر المهاجمون ومعهم شاشة مسطحة. ندد المحامي كرم بالخدعة: "لم يلمسوا الخزنة التي تحتوي على النقود والمجوهرات". إذن ما كان الدافع؟ قال: "قوات الشرطة لدينا فعالة للغاية. في حالة الجريمة المنظمة، يعتقلون الجناة بسرعة. إذا كانت سياسية، فلن يجدوهم أبدًا".

عندما وجدت ماغي جثة زوجها الهامدة، كانت أول مكالمة لها لأرملة جوزيف سكاف: "لقد قتلوا منير، مثل جوزيف!" صرخت. كان الرجلان صديقين. كلاهما عمل في المرفأ. صُدم منير أبو رجيلي بالوفاة الوحشية لزميله، فتقاعد بعد خمسة أشهر. كان يبلغ من العمر 50 عامًا فقط. هل كان يعلم بوجود رسالة جوزيف؟ قال صديق: "بالطبع". ضم أصابعه معًا، وتظاهر بالكتابة، وهو يحدق أمامه، وكأنه يصنع علامات وهمية في الهواء. "لقد كتباها معًا"، همس.

التخلص من الشواهد

بدأت حلقة من العنف تذكر بموجة الاغتيالات التي ارتكبت في عام 2005 بعد اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري. كانت الضحايا شخصيات على الساحة السياسية أو الإعلامية. هذه المرة كان الأمر يتعلق بأشخاص عاديين.

في 21 كانون الأول/ديسمبر 2020 في تمام الساعة 7 صباحًا، غادر جو بجياني منزله.

كل صباح، الطقس نفسه: يشغل التدفئة في سيارته الجي إم سي وينتظر حتى تسخن ليجلب ابنتيه، ثم يوصلهما إلى روضة الأطفال ويقود إلى مكتبه. يبلغ من العمر 36 عامًا ويعمل في شركة الاتصالات ألفا. يطل منزله، المبني على سفح الجبل على أطراف بلدة كحالة، على بيروت. كما هو الحال غالبًا في لبنان، إنه مجهز بنظام مراقبة بالفيديو. بعد الجريمة مباشرة، شاهدت الشرطة الصور في الموقع. سجل شخص التسلسل بهاتف محمول ونشره على فيسبوك. نرى جو يدخل سيارته. بعد عشر ثوانٍ، يركض رجل يرتدي قبعة صوفية سوداء للحاق بالسيارة، حاملًا مسدسًا بكاتم صوت. يفتح باب السيارة ويطلق أربع طلقات. يأتي شريك يرتدي خوذة دراجة نارية خلفه حاملًا نوعًا من صندوق الأدوات. يغوص في السيارة، ويبحث الجثة، ويخطف هاتف الضحية المحمول ويصفع الباب. ينطلق القاتلان في تضاريس وعرة، مغطاة عادة بالشجيرات، والتي احترقت منذ ذلك الحين مرتين بشكل مناسب. تنتظرهما دراجة نارية على بعد خمسين مترًا أدناه.

لم يتعبوا أنفسهم لإخفاء هويتهم. الرجل الأول يرتدي قناعًا مضادًا للكوفيد على فمه، والثاني خوذة بدون واقي. ومع ذلك فهم يعلمون أنهم يعملون في المنطقة الأكثر مراقبة في البلاد. عندما ينزلون من القرية، يمرون بالقصر الرئاسي، ووزارة الدفاع، والثكنات العسكرية. يتساءل يوسف لحود، محامي عائلة بجياني: "الشرطة تعرف وجوههم، ومسارهم، ومع ذلك لم تتمكن من تحديد هويتهم أو العثور على أي تفاصيل تفسر الأمور. كيف يكون هذا ممكنًا؟". تفقد الكاميرات كل أثر على حافة الضاحية الجنوبية.

"من هو جو؟" تكافح أمال، والدته، دموعها وهي تكرر السؤال، وكأنها تشاركه. لماذا الانتقام من ابنها؟ لم يكن لديه أعداء. لم يكن في السياسة. شيء واحد يميزه: "منذ أن كان صبيًا، أحب كل ما يتعلق بالجيش". قضى وقت فراغه في تصوير الجنود والدبابات. كان على علاقة جيدة بالجيش اللبناني الذي أصدر له بطاقة صحفية. في المقابل، أعطاهم مطبوعات مجانًا. هل رأى شيئًا لم يكن ينبغي أن يراه؟ في 14 آب/أغسطس 2020، نشر صورة على حسابه على تويتر تم تداولها على نطاق واسع: "في الخلفية يمكنك رؤية صوامع القمح والهنجر 12 حيث وقع الانفجار"، كتب.

تتذكر نايلا، زوجة بجياني: "عندما نشر تلك الصورة حظيت باهتمام كبير. التقطها في عام 2017، أثناء تسليم دبابات أمريكية للجيش اللبناني". هل كانت هناك صور أخرى في الأرشيف؟ "كثيرًا ما كان يذهب إلى المرفأ خلال المناسبات العسكرية. عندما كان في منطقة مغلقة أمام الجمهور، كان يغتنم الفرصة غالبًا لتصوير أشياء أخرى". هذا كل ما تعرفه. أخذت الشرطة كاميراته وأجهزة الكمبيوتر ومفتاح يو إس بي (USB) وكاميرات المراقبة الخاصة به. "أعادوها إلينا بعد أسبوعين. كانت كلها فارغة".

بعد عام من التحقيق غير المثمر، كسرت نايلا بجياني صمتها وبدأت في إجراء مقابلات. "كنت أتهم الجميع".

استدعاها وزير الداخلية: "انتبهي"، حذرها. "بناتك فقدن والدهن بالفعل. لا يمكنني حمايتك". تعيش الآن في فرنسا مع أطفالها ولديها وضع لاجئ. بعد الانفجار، تتذكر غضب زوجها. "كان غاضبًا جدًا. كان يقول لي: 'لبنان انتهى. يجب أن نغادر'". في 18 آب/أغسطس، نشر اقتباسًا من جورج أورويل: "كلما ابتعد مجتمع عن الحقيقة، زادت كراهيته لأولئك الذين يتحدثون بها". بعد فترة وجيزة، أعلن أنه لن يعمل مع الجيش بعد الآن. كانت عدة دول، بما في ذلك فرنسا والولايات المتحدة، تجري في ذلك الوقت تحقيقات في الموقع. "أراد مساعدتهم". كيف؟ هل فعل ذلك؟ هي لا تعرف.

مقاومة التحقيق

هل سيتمكن القاضي بيطار من حل لغز ما حدث في المرفأ؟

لديه فقط جهاز كمبيوتر وموظفان تحت تصرفه لفك تشابك واحدة من أكثر القضايا تعقيدًا في تاريخ البلاد. أولئك الذين سيخسرون من تحقيقه يشنون حربًا شاملة ضده. إنه هدف لحملات الكراهية وكانت هناك أكثر من 40 مطالبة بتنحيته. في كل مرة يستأنف فيها تحقيقه، توقفه استئناف آخر. إذا سعى للحصول على دعم من أقرانه، يجدون عقبات إجرائية تظهر في طريقهم. إذا أصدر مذكرة توقيف، ترفض الشرطة تنفيذها. بعد اتهام المدعي العام، غسان عويدات، رفع عويدات دعوى قضائية ضده بدوره بتهمة "إساءة استخدام السلطة" وفي هذه العملية، أمر بالإفراج عن الـ 17 شخصًا الذين لا يزالون محتجزين في السجن.

هل كان هجوم صاروخي؟

يشتكي بول نجار: "إنه جنون!". لقد حضر هو وزوجته تريسي للتو مظاهرة خارج قصر العدل كما يفعلون كل شهر، إلى جانب أهالي الضحايا الآخرين. "كان هناك حوالي 30 منا. لماذا هذا العدد القليل؟ لقد تخلى الناس عن الأمل". يعيشون في الجزء العلوي من مبنى بواجهة زجاجية مقابل الصوامع. فقدوا ابنتهما ألكسندرا البالغة من العمر ثلاث سنوات في 4 آب/أغسطس عندما تحطمت النافذة الزجاجية الكبيرة في صالونهم. لم يتوقعوا الكثير من التحقيق. "كنا نعلم أنه لن يذهب إلى أي مكان". إنهم يطالبون بتحقيق بقيادة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. "ما نريده هو إثبات الحقائق". الكثير من أسئلتهم ظلت دون إجابة. مثل العديد من سكان بيروت، تريسي مقتنعة بأنها سمعت طائرة قبل أن ينقلب عالمهم رأسًا على عقب. تشتبه في ضربة صاروخية. يقول بول: "هذه هي الفرضية الإسرائيلية".

استبعد الخبراء الفرنسيون خط التحقيق هذا. في 6 آب/أغسطس 2020، أُرسل 15 ضابطًا من الشرطة الجنائية إلى بيروت فيما يتعلق بتحقيق في القتل غير العمد فُتح في باريس (كان هناك ثلاثة مواطنين فرنسيين بين المتوفين). أمضوا أسبوعًا في أخذ عينات في الحفرة وحولها. ينص تقريرهم على أنهم "يعملون على أساس أن حريقًا اندلع في حوالي الساعة 5:30 مساءً في الجزء الشمالي من المستودع 12". يميلون إلى الاعتقاد بأنه كان حادثًا، لكنهم لا يستبعدون السلوك الإجرامي. "لا يمكننا وضع أي افتراضات حول كيفية بدء الحريق". ويذكرون اللحام، أو عطل كهربائي، أو عقب سيجارة، أو عمل خبيث (رش سوائل قابلة للاشتعال أو إشعال النار في القمامة) كمحفزات محتملة. على النقيض من ذلك، "حقيقة أن الانفجارات سبقتها حريق تعني أنه يمكن استبعاد صاروخ أو عبوة ناسفة كسبب للانفجار: أي منهما كان سيؤدي إلى انفجار فوري بدلاً من حريق".

ماذا حدث للـ 2,200 طن؟

أرسل مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) أيضًا متخصصين من الولايات المتحدة. وخلصوا إلى أن 550 طنًا فقط من نترات الأمونيوم انفجرت في 4 آب/أغسطس. إذن ما الذي حدث للـ 2,200 طن الأخرى؟ من المحتمل أنها احترقت. استعاد غواصون فرنسيون كتل نترات الأمونيوم من أعماق المرفأ. يوضح براين كاستنر، خبير المتفجرات في منظمة العفو الدولية (Amnesty International): "عندما يكون لديك احتراق بدلاً من انفجار، فإن المادة المحترقة تتفكك بسرعة أكبر مما تنفجر. تتشتت الجزيئات على نطاق واسع". الاحتمال الآخر هو أنها سُرقت. ربما يكون جزء من الشحنة قد اختُلس إما قبل وصولها إلى الهنجر رقم 12 أو بعده. يقول الصحفي رياض قبيسي: "هناك عدة أشياء تدفعني إلى الاعتقاد بأن بعضها كان مفقودًا. قيل لنا إن البضائع فُرغت في ليلة واحدة. لقد أجريت الحساب وهذا مستحيل! كان سيستغرق تفريغ السفينة 48 ساعة على الأقل. ولا يمكنك تخزين 2,750 كيسًا بوزن طن واحد على هذا الرصيف، إنه ليس واسعًا بما يكفي".

صلات سورية وروسية

كان أحد جيران لبنان يستخدم نترات الأمونيوم على نطاق واسع ولكنه غير قادر على استيرادها نتيجة للعقوبات الدولية. منذ عام 2013 فصاعدًا، كان لدى سوريا سلاح جديد تحت تصرفها: البرميل المتفجر، وهو جهاز بدائي طوره مركز الدراسات والبحوث العلمية، وهو "مختبر الفظائع" التابع للنظام السوري، ومصنوع من الديزل والخردة وبعض مغارف نترات الأمونيوم. استُخدمت البراميل المتفجرة في العام التالي، أُسقطت من طائرات هليكوبتر لمحو المدن والبلدات المتمردة.

في حين لا يوجد دليل قاطع على تورط سوريا، هناك مجموعة من الأدلة الظرفية. في آب/أغسطس 2020، كشف مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد (OCCRP)، وهو اتحاد من الصحفيين، أن "روسوس" كانت مملوكة لتاجر الأسلحة القبرصي شارالامبوس مانولي وليس غريشوشكين - كان الأخير مجرد حامل وانتهى عقده للتو عندما حُولت السفينة إلى بيروت. في وقت الإبحار، كان مانولي مدينًا بمليون دولار، مرهونة بسفينته، لـ البنك الاتحادي للشرق الأوسط (FBME)، الذي كان خاضعًا لعقوبات الخزانة الأمريكية في عام 2014 لغسيل الأموال نيابة عن حزب الله ومركز البحوث والدراسات العلمية في دمشق.

هل كانت "روسوس" متجهة ببساطة إلى جنوب إفريقيا؟ بالنظر إلى حالتها، من غير المحتمل أن يكون قد سُمح لهذه السفينة العائمة بعبور قناة السويس، حيث تطبق لوائح سلامة صارمة. وفقًا لـ ميجافون (Megaphone)، وهو موقع معلومات لبناني على الإنترنت، عندما انتهى عقد إيجار غريشوشكين، لم تتمكن السفينة من عبور البحر الأبيض المتوسط. ونتيجة لذلك، ظهرت في 1 تشرين الثاني/نوفمبر 2012 في طرطوس، وهو مرفأ سوري يضم قاعدة بحرية روسية. يقول الصحفي في ميجافون جوناثان داغر: "أبحرت، فارغة، بعد خمس ساعات. ماذا كانت تحمل؟ لا نعرف".

شركة وهمية

لم يشترِ الموزمبيقيون أبدًا نترات الأمونيوم التي فُرغت في بيروت. تبين أن المشتري هو شركة تجارية، سافارو (Savaro)، وهي شركة وهمية فارغة لا أصول لها ومديرتها هي واجهة. يقول نصري دياب، أحد محامي ضحايا المرفأ: "عندما رأينا أن هذه الشركة مدرجة لدى سجل الشركات (Companies House) في لندن، أحلنا الأمر إلى المحاكم الإنجليزية". في 1 شباط/فبراير، وجدت المحكمة العليا في لندن أن سافارو مسؤولة عن الأضرار الناجمة عن الانفجار. لا يزال المدعون يحاولون تحديد مالكيها الحقيقيين. في صدفة أخرى، تشترك سافارو في عنوانها في 10 شارع غريت راسل مع شركتي الهندسة هيسكو (Hesco) وآي كيه بتروليوم إندستريال (IK Petroleum Industrial)؛ كانت جميع الشركات الثلاث في هذا الموقع منذ نفس التاريخ، 25 حزيران/يونيو 2011. تعود ملكية هيسكو وآي كيه بتروليوم إندستريال إلى جورج حسواني وعماد خوري على التوالي، وهما رجلا أعمال يحملان الجنسية السورية-الروسية المزدوجة. كلاهما خاضع لعقوبات أمريكية لتقديم الدعم لآلة حرب بشار الأسد.

نهاية لقمان سليم

كان لقمان سليم من أوائل الذين وجهوا أصابع الاتهام إلى النظام السوري وحليفه اللبناني.

في مساء الانفجار، قفز على دراجة نارية واندفع إلى المرفأ. أراد أن يرى ويفهم ويبلغ عما يجري. في الأسابيع التي تلت ذلك، أجرى تحقيقًا، كما كان يفعل دائمًا. احتفظ بسجلات لجرائم البلاد لعقود، في محاولة لمنع الناس من النسيان. خلال هذه الأوقات المضطربة، اقترحت عليه مونيكا المغادرة إلى ألمانيا. رفض. تقول: "أراد البقاء هنا. اعتقد أن هناك فرصة سياسية يجب اغتنامها". كان يعلم أنه في خطر. في عام 2019، لصق ناشطون من حزب الله على منزله تهديدات بالقتل.

في 15 كانون الثاني/يناير 2021، خلال مقابلة مع قناة الحدث السعودية، ذهب أبعد في اتهاماته. في 31 كانون الثاني/يناير بدأت الهجمات على الويب. نُشرت الرسائل نفسها مرارًا وتكرارًا، واصفة إياه بأنه عميل مأجور لإسرائيل. يقول نصري مسارة، عالم الاجتماع لوسائل التواصل الاجتماعي: "كان عدد الملفات الشخصية المزيفة وإعادة التغريد مؤشرًا على حملة منظمة للغاية". في 3 شباط/فبراير، ذهب سليم لتناول العشاء في منزل صديق في نيحا، جنوب لبنان. التقطته عدد من كاميرات المراقبة، التي أظهرت خمس سيارات تلاحقه. اختُطف في تلك الليلة على مشارف القرية وعُثر عليه عند الفجر، مليئًا بالرصاص، على بعد 40 كم. كما هو الحال مع القضايا الأخرى، لم تُبذل أي جهود لحماية مسرح الجريمة. اختلط المتفرجون بضباط الشرطة. لم يرتدِ أحد قفازات. وتوقف التحقيق. تقول بورغمان: "لقد سألوني أسئلة شخصية فقط - ما إذا كان لقمان قد تعرض لأي صدامات في العمل، أو ما إذا كان مثليًا أو انتحاريًا - وليس سؤالًا واحدًا عن التهديدات التي تلقاها". عندما أُعلن عن وفاته، نشر جواد نصر الله، نجل زعيم حزب الله، تغريدة حُذفت على الفور: "خسارة البعض هي في الحقيقة مكسب غير متوقع ولطف للآخرين". في رسالة مفتوحة كُتبت في كانون الأول/ديسمبر 2019 بعد الهجوم على منزله، حمل لقمان سليم قادة الفصيلين الشيعيين، حسن نصر الله ونبيه بري، "المسؤولية الكاملة" عما قد يحدث له.

 

وجه لاوون .. ووديعتنا للبابا ..

نبيل بو منصف/النهار/03 كانون الأول/2025

من دون تقليل الأهمية التاريخية والدينية والاستراتيجية التي اكتسبتها أولى رحلات البابا الخارجية إلى تركيا ، لا ترانا مغالين او متباهين بإفراط ان ودعنا الأيام الثلاثة التي أمضاها البابا لاوون الرابع عشر في لبنان باعتداد استثنائي بالأثر اللبناني الخالص الذي أظهره الضيف الاستثنائي الذي أتى الينا من تاريخه المديد في العمل الرسولي . كان وجه البابا في لبنان غيره في تركيا وغيره حتى في الفاتيكان . ثمة في قسمات وجهه ما قاله اكثر حتى من عظاته وخطبه وكلماته ، خصوصا عبر المحطات الجوالة في اقدس أقداس المسيحيين عند ضريح القديس شربل وفي المشهدية الخلابة مع شبيبة لبنان في بكركي ، كما أيضا في مهابة اللقاء بين المسيحيين والمسلمين تحت ظلال تمثال الشهداء وفي فيء شجرة الزيتون بلوغا مكان تجسيد ملحمة الضحايا الشهداء في مرفأ بيروت ومن بعدها امام الحشد الضخم في ساحة بيروت العصية على الموت في القداس الوداعي الكبير . كأننا بوجه لاوون الرابع عشر في ربوع البلد الذي استقى من اسلافه والإرشادات الرسولية حياله المعرفة الجراحية الدقيقة بأحواله وأوضاعه وأحوال مسيحييه في هذا الشرق الدائم الحروب والاضطرابات والأخطار الوجودية عليهم ، اختصر في قسماته الباسمة كل قصة لبنان والمسيحيين مع حقبات زمن الخمسين عاما منذ اندلاع عصر الحروب والاحتلالات والوصايات والأزمات المتعاقبة على لبنان . أغلب الظن ان البابا حين وطأت قدماه ارض لبنان كان على مشاعر متهيبة حيال المكان الأكثر اثارة لهموم الفاتيكان ، ولكنه مع مقاربة  اللبنانيين ، وجها لوجه ، صار في ذاك المزاج الساحر الذي أحدثه هو في مجيئه وأعاد ايقاظ تلك الروح المنتفضة في نفوس اللبنانيين والمنتظرة دوما من يوقد شعلتها . اللبنانيون حين تختبرهم التجارب "الثورية" يغدون أيضا ذوي وجوه آسرة ، يجتاحهم الفرح كما التحفز . إنهم محبو حياة بلا حدود ، ومحبو سلام بلا حدود ، كما "اكتشفهم" البابا الذي صار وجهه ينطق مسبقا بكل الودائع التي تركها في كلماته كأنه تعاهد مع اللبنانيين على تبادل الودائع : أودعنا وصايا الثقة بالنهوض والقيامة الدائمة ، وأودعناه تعلقا بالحرية والحياة إلى ابد الآبدين .  والحال ان من تخوف على توقيت زيارة البابا لاوون الحديث العهد على رأس كنيسة القديس بطرس للبنان ، وسط هدير التهديدات بحرب جديدة تمعن إسرائيل في الترويع بها وبانها واقعة في أي لحظة بعد إقلاع الطائرة التي تقل البابا إلى الفاتيكان ، لعلهم الان عرفوا الأهمية القصوى لدلالات إصرار البابا على الحضور بين اللبنانيين في عز تصاعد مخاوفهم . كانت الزيارة رافعة لثقة اللبنانيين بقدرتهم على النهوض والصمود والانفتاح ، لا مثيل لها في معايير المقاربات المعنوية الزمنية . فما يدفع البابا إلى لبنان في عز اخطار حرب متجددة يعني الرفض القاطع للحرب أولا وتحفيز لبنان على القيام بكل شيء لحماية نفسه وشبابه من الحرب أولا وأخيرا. في بكركي حيث كانت ذروة رسالة البابا إلى شباب لبنان بالإيمان بانهم التجديد لشباب لبنان ، اسقط البابا عوازل الحماية الزجاجية عن نفسه والتحم بحشود الشباب ، في رمزية تحدي الخوف من الاخطار . رغم الهوة الضخمة التي تفصل بين فئة لبنانية لا تزال تشكل مسببا خطيرا لاستدراج العدوانية الحربية على لبنان وأكثرية لبنانية ترفض بقاء السلاح خارج الدولة ، قد يكون "محببا" ان نرى اثر البابا ماثلا في توجه المرجعية الدينية للشيعة الشيخ علي الخطيب اليه بالقول "نضع قضية لبنان بين ايديكم"…

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

الرئيس عون التقى وفد اتحاد كشاف لبنان وأسامة الرحباني:  اللبنانيون اجتمعوا ليس فقط حول شخص قداسة البابا بل حول ما يمثله كرسول للسلام

وطنية/03 كانون الأول/2025

أكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون خلال استقباله بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا، وفدا من اتحاد كشاف لبنان برئاسة رئيس الاتحاد القائد وسيم زين، أنه "في خلال زيارة قداسة البابا لاون الرابع عشر إلى لبنان، اجتمع اللبنانيون من مختلف أطيافهم وطوائفهم، ليس فقط حول شخصه، بل حول ما يمثله كرسول للسلام. هذا السلام الذي يتوق اليه لبنان منذ سنوات طويلة، بعدما تعب الشعب من الحرب". وكان زين ألقى كلمة في مستهل اللقاء، لفت فيها إلى أن "اتحاد كشاف لبنان هو أكبر اتحاد شبابي تطوعي في البلاد، يضم أكثر من 150 ألف كشاف ومرشدة ضمن 41 جمعية كشفية مرخصة من قبل وزارة الشباب والرياضة، وهو جسر تلاق بين الأديان والطوائف، ومساحة انصهار وطني حقيقي، حيث يتربى الشباب على قيم المواطنة والخدمة والعيش المشترك". وأشار الى أن "اتحاد كشاف لبنان أطلق استراتيجية كشفية وطنية ترتكز على محاور عدة، أبرزها: تربية كشفية مبتكرة تواكب العصر وتدمج التكنولوجيا بالتجربة، والتنوع والاندماج كقيمة تربوية ومجتمعية، ودعم التطوع وتقديره". وأكد أن "الاتحاد يشرفه أن يكون شريكا في تنفيذ "مدرسة المواطنية" التي أطلقتها اللبنانية الأولى السيدة نعمت عون، لإيمانه بأن الكشاف هو المواطن النموذجي الذي يحترم القانون ويخدم مجتمعه، ويصون بيئته".

كما أطلع الرئيس عون على أن "عضو الهيئة الإدارية في الاتحاد، وأمين سره العام القائد سعيد معاليق، قد انتخب بالإجماع رئيسا للجنة الكشفية العربية في إنجاز كبير يُضاف إلى سلسلة النجاحات التي يُحققها اتحاد كشاف لبنان على الصعيدين المحلي والدولي". وتمنى على الرئيس عون "القبول بمنصب الرئيس الفخري لاتحاد كشاف لبنان - الكشاف الأول، على غرار ما هو معمول به في دول عدة. كما تمنى عليه "رعاية الجامبوري الكشفي اللبناني، وهو أكبر مخيم كشفي شبابي في لبنان، والذي سيتم في أيلول 2026 في المدينة الكشفية في سمار جبيل، بمشاركة آلاف الكشافين من لبنان والدول العربية". من جهته، رد الرئيس عون على كلمة الزين، فلفت إلى أن "الانتماء الكشفي يشمل جميع أطياف المجتمع اللبناني بكل طوائفه، وهذا ما شاهدناه في خلال زيارة قداسة البابا لاون الرابع عشر إلى لبنان، حيث اجتمع اللبنانيون من مختلف أطيافهم وطوائفهم، ليس فقط حول شخصه، بل حول ما يمثله كرسول للسلام. هذا السلام الذي يتوق اليه لبنان منذ سنوات طويلة، بعدما تعب الشعب من الحرب". وأشار الى ان "لبنان قد تعب من المهاترات التي مزقته والتي لم يخرج أحد منها رابحا، ويجب أن تتربى أجيال اليوم على حب الوطن وليس على حب الطوائف والأحزاب، ويجب ان يكون حزبنا واحدا وهو لبنان". وتمنى الرئيس عون أن "يتعلم الجميع من الحركة الكشفية حس المواطنية وحب لبنان الخالي من المصالح الخاصة". وقال: "يشرفني أن أكون الرئيس الفخري لحركة مثل الكشافة، عابرة للطوائف والانتماءات الحزبية". وفي ختام اللقاء، تم إلباس رئيس الجمهورية الوشاح الكشفي، رمزا لترؤسه فخريا الاتحاد الكشفي.

سعادة

واستقبل الرئيس عون أيضا، النائب السابق سليم سعادة، وعرض معه الأوضاع العامة في البلاد، والتطورات الأخيرة.

الرحباني

ثم استقبل الفنان أسامة منصور الرحباني، الذي أوضح بعد اللقاء أنه "أطلع رئيس الجمهورية على تفاصيل العمل الأوراتوريو السيمفوني (الموسيقي، النصّي الغنائي) الجديد "أسافر وحدي ملكا"، الذي سيقدم للمرة الأولى عالميا (World Premiere)  في 13 كانون الثاني 2026، بمناسبة الذكرى المئوية لولادة منصور الرحباني، أحد أبرز رموز الثقافة اللبنانية والعربية". وخلال اللقاء، تمّ طلب رعاية رئيس الجمهورية لهذا الحدث الوطني وحضور العرض الافتتاحي، تقديرا لقيمة المناسبة ولمكانة منصور الرحباني في الوجدان اللبناني والعربي. وردا على سؤال قال الرحباني ان "هذا المشروع يشكل عملا موسيقيا ضخما يقدم فكر منصور الرحباني الفلسفي والإنساني بأسلوب أوراتوريو سيمفوني معاصر. يعتمد العمل على مقاربة موسيقية وروحية تُبرز القيم التي حملها الراحل: الحرية، الإنسان، الوطن، والكرامة، مع إعادة تقديم نصوص وحِكم ورؤى شكلت جزءا أساسيا من إرثه الثقافي. ويهدف العمل إلى إحياء فكر منصور الرحباني بصورة جديدة تحاكي الجيل الحالي والتأكيد على دور لبنان كمركز إشعاع ثقافي وفني رغم التحديات". كما ينفذ المشروع بإشراف كامل من المؤلف أسامة الرحباني، وتشارك فيه النجمة هبة طوجي كأداء منفرد، و The Ukrainian Radio Symphony Orchestra وكورس جامعة سيدة اللويزة. وسيقام الحفل في كنيسة Sacré Coeur - الجمّيزة، لما يمثّله هذا الصرح من قيمة روحية وثقافية، يوفر المكان جوا يليق بالطابع الوجداني والإنساني للأوراتوريو. وينفذ المشروع بدعم من مؤسسة ADMAF في أبوظبي، وبرعاية السيدة هدى كانو، إحدى الشخصيات البارزة في دعم الثقافة والفنون في العالم العربي، ما يضفي بعدا عربيا واسعا على الحدث. كما يُتوقع حضور شخصيات رسمية وثقافية من لبنان والخارج، ما يعزز أهمية هذا الحدث ويمنحه بعدا وطنيا ودوليا.

 

بري عرض للمستجدات مع اندريه رحال واستقبل المفتي طالب

وطنية/03 كانون الأول/2025

وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة مستشار رئيس الجمهورية جوزاف عون العميد أندريه رحال، حيث تم  عرض للاوضاع العامة وآخر المستجدات .

واستقبل الرئيس بري المفتي الشيخ أحمد طالب.

 

مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك انتخب الأب سمير غاوي رئيسا لرابطة كاريتاس

وطنية/03 كانون الأول/2025

 افتتح مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان اليوم دورته الاستثنائية في المقر البطريركي الماروني في بكركي. وترأس الدورة، بحسب بيان للمجلس، "رئيس المجلس بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة، البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بمشاركة البطاركة: مار  إغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي، مار يوسف العبسي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك، مار روفائيل بيدروس الحادي والعشرين  كاثوليكوس بطريرك بيت كيليكيا للارمن الكاثوليك، وأصحاب السيادة مطارنة الكنائس الكاثوليكية في لبنان، وقدس الآباء الرؤساء العامين والاقليميين ومكتب الرئيسات العامات للرهبانيات النسائية والأمين العام للمجلس". واستهل رئيس المجلس البطريرك الراعي، أعمال الدورة الاستثنائية بالصلاة، ثم وجّه باسم مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان الشكر إلى "جميع الذين شاركوا في التحضير للزيارة الرسولية لصاحب القداسة البابا لاوون الرابع عشر الى لبنان من 30 تشرين الثاني إلى 2 كانون الأول 2025، بدءاً من الدولة اللبنانية بكافة أجهزتها، ولا سيما اللجنة الوطنية واللجنة الكنسية المركزية؛ واللجان الخاصة التي تولت تنظيم مختلف مراحل هذه الزيارة، كما نوه بالعمل الجبار الذي قام به الجميع من أجل إنجاح هذه الزيارة التاريخية للأب الأقدس إلى وطننا لبنان".

وباشر أعضاء المجلس انتخابات رابطة كاريتاس لبنان، وجاءت النتائج على الشكل الآتي:

"الأب سمير غاوي، الراهب اللبناني الماروني، رئيساً لرابطة كاريتاس لبنان.

القاضية ميراي حداد، نائباً للرئيس العام.

القاضي داني شبلي، أميناً للسرّ العام.

السيد برونو  عطية، أميناً للمال العام.

وناقش أعضاء المجلس التعديلات على القانون الأساسي لرابطة كاريتاس لبنان، وتم إقراره في هذه الدورة الاستثنائية. واختتمت أعمال هذه الدورة بالصلاة".

 

تغريدات مختارة من موقع أكس

تغريدات مختارة لليوم 03 كانون الأول 2025

بسام ابو زيد

خطوة في الإتجاه الصحيح أقدمت عليها رئاسة الجمهورية بأن كلفت السفير السابق سيمون كرم بترؤس وفد لبنان في الميكانيزم لقيادة مفاوضات مع إسرائيل. نأمل النجاح للوفد اللبناني بقيادة السفير كرم وتحقيق المطالب اللبنانية بوقف الإعتداءات والإنسحاب من الأراضي المحتلة وإطلاق الأسرى وتسوية التحفظات عند الحدود وصولا إلى اتفاق على استقرار مستدام عند الحدود. خطوة أتت في أعقاب انتهاء زيارة البابا لاوون الرابع عشر الذي كرر في كل إطلالاته في لبنان عشرات المرات كلمات:السلام والتفاوض والحوار ودعا إلى نزع السلاح من القلوب. مرحلة جديدة بدأت اليوم فالسفير سيمون كرم يقود منذ اليوم وبالمعنى الفعلي مفاوضات سياسية وفي سياقها مفاوضات تقنية تتعلق بالمشاكل العالقة.

 

بسام ابو زيد

إذا كانوا لا يرضون بالسفير سيمون كرم لقيادة المفاوضات مع إسرائيل ليقترحوا إذا أحد صقور الممانعة لقيادتها. وإذا كانوا لا يريدون مفاوضات ولا يريدون حربا ليقولوا لنا ماذا يريدون؟ الحقيقة أنهم لا يعرفون كيفية الخروج مما مضى ولا يعرفون كيفية الدخول في ما هو قادم.

 

موفق حرب

‏قد يكون اختيار السفير سيمون كرم لتمثيل لبنان في المفاوضات مع إسرائيل واحداً من أنجح القرارات التي اتخذها الرئيس في هذا الملف المعقّد. فالرجل ليس دبلوماسياً عادياً، بل صاحب مدرسة في الاستقلالية ورفض الإملاءات، وتجربة شخصية تُجسّد معنى السيادة قبل أن تتحوّل إلى شعار.

أذكر جيداً كيف رفض السفير كرم أن يتحوّل إلى موظف عند عبد الحليم خدام، وقدّم استقالته حفاظاً على كرامته المهنية والوطنية. كما أذكر يوم رفض لقاء غازي كنعان، رمز اذلال الطبقة السياسية، في خطوة نادرة جسّدت موقفاً أخلاقياً قبل أن تكون موقفاً سياسياً

 

حنا صالح

حزب الله بتوجيه ايران يعلن التمرد على الدولة ويرفض التفاوض ويعتبره"استباحة"ويدعو لتجمعات شعبية في الضاحية والجنوب والبقاع .. وأبواقه تهاجم السفير سيمون كرم

 

نوفل ضو

‏رفع مستوى تمثيل لبنان واسرائيل في "الميكانيزم" يعني اقرار الجانبين بفشل اتفاق ٢٧ تشرين الثاني ٢٠٢٤ في تأمين متطلبات وقف الاعمال العدائية وضرورة البحث في صيغة جديدة.‏اذا لم تقترن الشروط التقنية بسقف سياسي واضح وغير قابل للتأويل، وبوضع حد للمناورات وكسب الوقت، فالانفجار آت ولو تأجل!

 

نوفل ضو

‏مع اعلان رئيس الجمهورية بالتفاهم مع رئيسي مجلس النواب والوزراء تكليف السفير سيمون كرم رئاسة الوفد اللبناني في "الميكانيزم"، تحية الى الرئيس امين الجميل وارواح الرئيسين كامل الاسعد وشفيق الوزان والسفير انطوان فتال!

‏بعد ٤٢ سنة من المزايدات والديماغوجيا والاوهام عدنا الى العام ١٩٨٢

 

د.علي خليفة

لائحة طويلة جدًا ولم تنتهِ بعد للذين اغتالهم أبشع نظام في #إيران ووكيله #حزب_الله_الارهابي في لبنان من ناشطين سياسيين وصحافيين وفنّانين وشعراء ونساء يرفضن إلزامية الحجاب

من بيروت وساحل المتن وقرى الجنوب وكل لبنان إلى طهران وأصفهان وتبريز ومشهد باقة 'لاله' وبارقة أمل بمستقبل أحلى نستحقّه

 

ابراهيم ريحان

أيام ميشال عون، دخل وسام شباط ونجيب  مسيحي كعضوين مدنيين في مفاوضات الترسيم البحري. المهم أنّو الثنائي عمل حالو متفاجئ ومصدوم وأنو ما معهم خبر وعيطو وشوبرو عبر الجرايد وراحو وقعوا الترسيم..اليوم صار نفس الشي بتعيين السفير سيمون كرم للتفاوض.. المهم الثنائي ما يمثّل أنو انصدم وما معه خبر.. لإن رح يفنّصو ويهوبروا ويروحوا عالتوقيع... هُسّ ولا كلمة..

*******************************

في أسفل رابط نشرة الأخبار اليومية ليومي03-04 كانون الأول/2025/

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 03 كانون الأول/2025

/جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/2025/12/149866/

ليوم 03 كانون الأول/2025/

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For December 03/2025/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/2025/12/149869/

For December 03/2025

**********************
رابط موقعي الألكتروني، المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

https://eliasbejjaninews.com

Link for My LCCC web site

https://eliasbejjaninews.com

****

Click On The Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

*****

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا الرابط  https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

*****

حسابي ع التويتر/ لمن يرغب بمتابعتي الرابط في أسفل

https://x.com/EliasYouss60156

My Twitter account/ For those who want to follow me the link is below

https://x.com/EliasYouss60156

@followers
 @highlight
 @everyone