المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 17 آب /لسنة 2025

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

في أسفل رابط النشرة

        http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2025/arabic.august17.25.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

عناوين النشرة

عنوان الزوادة الإيمانية

رئيس العشارين زكا يستضيف يسوع في منزله ويتوب ويؤدي الكفارات

 

عناوين مقالات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/نص وفيديو: قراءة في خزعبلات وفارسية وإرهاب خطاب البوق الإيراني وعدو لبنان واللبنانيين نعيم قاسم/مع نص وفيديو خطاب قاسم

الياس بجاني/نص وفيديو: موقف جبران باسيل المستجد في معارضة سلاح حزب الله هو قمة النفاق والوصولية والانتهازية وانعدام المصداقية والنرجسية القاتلة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

رابط فيديو مقابلة رؤيوية مهمة مع د. شارل شرتوني من "موقع الهوية"

ربط فيدو ونص/نديم قطيش رداً ع تهديد نعيم قاسم بحرب كربلائية ضد لبنان واللبنانيين كربلاء كانت مأساة وليست نصراً

رابط فيديو مقابلة من صوت لبنان مع النائب السابق مصباح الأحدب

رابط فيديو تعليق للصحافي مروان الأمين من "موقع البديل"

رابط فيديو تعليق للصحافي علي حمادة من موقعه ع اليوتيوب

على الحدود الشمالية والشرقية: الجيش يأخذ تهديدات العشائر على محمل الجد

رابط فيديو مقابلة من صوت لبنان مع الكاتب والصحافي سام منسى

مخطّط لخطف عناصر من الجيش في البقاع والشمال

لبنان يترقب طروحات براك وأورتاغوس ... والجيش يتأهب شمالًا وشرقًا

لبنان الشعبي والرسمي بعد تهديدات قاسم.. صفر خوف!

جعجع: الاحرار والاكثرية خلف المؤسسات.. الكتائب: 10% يأخذوننا الى الدمار

ايران: ضغط اميركا لن يكسر المقاومة.. قمة تاريخية في ألاسكا وزيلنسكي الى واشنطن

وثيقة متداولة تكشف عن خطط تستهدف الجيش

"ستاندرد آند بورز" تُبقي تصنيف لبنان بالعملة الأجنبية عند SD وتحذر من ضعف الحوكمة

الأكاديمية المارونية تحتفل بتخريج دفعة جديدة من أبناء الانتشار اللبناني

الموسوي: حصر السلاح ممكن.. لكن نزعه مرفوض

عاصفة سياسية بعد خطاب قاسم: سجالٌ حول السّلاح والشرعية

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

السويداء: تظاهرات تطالب بالاستقلال أو الانضمام لإسرائيل

 دير الزور: "قسد" تقتحم قريتين وتعتقل 18 مدنياً

دمشق: انفجار عبوة ناسفة في حي المزة

نتنياهو يريد صفقة شاملة في غزة ولكن بشروط “صارمة”

 الرئاسة الفلسطينية تعمل للإفراج عن مروان البرغوثي

 قوات الاحتلال تنسف منازل حي الزيتون.. 90 ألف فلسطيني نزحوا

31 دولة عربية-إسلامية تدين تصريح نتنياهو بشأن إسرائيل الكبرى

 مقترح أميركي محدّث لوقف النار في غزة: تسوية دائمة على مراحل

 بوتين: القمة مع ترامب كانت صريحة ومفيدة للغاية

واشنطن تعرض على كييف "ضمانات أمنية" دون الانضمام إلى "الناتو

 بوتين: القمة مع ترامب كانت صريحة ومفيدة للغاية

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

آن الأوان لتحرير سيرة كربلاء من العقل الانتحاريّ؟/نديم قطيش/أساس ميديا

كيف نفهم عناد «حزب الله» بشأن السلاح؟/نديم قطيش/الشرق الأوسط

لاريجاني يحقن قاسم بجرعة مسمومة… حزب الله من فائض قوة إلى فائض جنون/حسين عطايا/موقع ترانسبيرنسي

لكل مواطن لبناني الحق القانوني بتقديم شكوى مباشرة ضدّ نعيم قاسم/ماريانا الخوري/نداء الوطن

تسعى إيران بقوة وإصرار للتفاوض لسبب واحد وهو الحفاظ على نظامها على أن تلجأ للحرب لاحقًا/د. ماجد رافيزاد/معهد غيتستون

الطائفة التي ستحكمنا/نديم البستاني/نداء الوطن

في كلام الأمين العام لحزب الله/القاضي فرنسوا ضاهر/فايسبوك

حكاية الأكثرية والأقليات وصراع الأُمم في بلاد الشام/ناصر زيدان/المدن

أضاع "الحزب" كربلاء ويفتش في عوكر/أحمد عياش/نداء الوطن

المجتمع الشيعي بين الاعتدال والانغلاق: النمطية "الولائية" تسود/عباس هدلا/نداء الوطن

علم النفس العيادي وأمراضنا اللبنانية/د. أنطوان مسرّه/نداء الوطن

ترامب يدفع نحو "اتفاق سلام".. زيلينسكي إلى واشنطن الاثنين/ناصر زيدان/المدن

 رحمون لـ"المدن": لقاء قصر تشرين نوافذ مفتوحة وبيع للأوهام/أنيس المهنا/المدن

 خديعة حزب الله الكبرى: من ميدان الحرب إلى السياسة/شهيد نكد/المدن

 هل نضجت لحظة سحب السلاح من "حزب الله"؟/إبراهيم الرز/المدن

 خصوصية اللبنانين ضائعة: صور وتسجيلات مسربة بلا رادع!/راغب ملي/المدن

 متروكون بلا ماء ولا كهرباء... النازحون إلى التهجير الثاني؟/حسين سعد/المدن

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

بيان صادر عن معتقلو سجن_رومية

اللواء أشرف ريفي/نستنكر التعرض الدائم للإعلامية نانسي اللقيس

عن ضياعنا الجردية/نبيل يوسف/فايسبوك

إعلاميون من أجل الحرية: نستنكر بشدة حملات الترهيب والتخوين والاعتداءات التي تطال الإعلامية نانسي_اللقيس

رسالة إلى نعيم قاسم: سنتعامل معك كأنطوان لحد/د. علي عزالدين/أخباركم – أخبارنا

وقف و تجريم التجييش الطائفي، و لغة الكراهية، و شيطنة الآخر/يحيى العريضي/موقع أكس

بعد تفكيك شبكة “فساد” في وزارة الخارجية… العصابة تنتفض بحملة إعلامية ممنهجة

تسجيل خطير يفضح غياب هيبة الدولة/ندين بركات/موقع أكس

خطاب الشيخ نعيم قاسم، مرفوض بالمقاييس كلها/د. سمير جعجع/موقع أكس

هذا النفاق رغم كونه لا يرضي الله ولا رسوله. إلا أنه مفيد جدا للسلطة في سوريا/علياء سعيد/موقعغ أكس

 

تغريدات مختارة من موقع أكس

تغريدات مختارة لليوم 16 آب/2025

 

تفاصيل النشرة الكاملة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

رئيس العشارين زكا يستضيف يسوع في منزله ويتوب ويؤدي الكفارات

إنجيل القدّيس لوقا/19/من01حتى10/:"دَخَلَ يَسُوعُ أَرِيْحا وَبَدأَ يَجْتَازُها، وإِذَا رَجُلٌ ٱسْمُهُ زَكَّا، كانَ رَئِيسًا لِلْعَشَّارِينَ وَغَنِيًّا. وكَانَ يَسْعَى لِيَرَى مَنْ هُوَ يَسُوع، فَلَمْ يَقْدِرْ بِسَبَبِ الجَمْعِ لأَنَّهُ كانَ قَصِيرَ القَامَة. فَتَقَدَّمَ مُسْرِعًا وَتَسَلَّقَ جُمَّيْزَةً لِكَي يَرَاه، لأَنَّ يَسُوعَ كانَ مُزْمِعًا أَنْ يَمُرَّ بِهَا. وَلَمَّا وَصَلَ يَسُوعُ إِلَى المَكَان، رَفَعَ نَظَرَهُ إِلَيْهِ وقَالَ لَهُ: «يَا زَكَّا، أَسْرِعْ وٱنْزِلْ، فَعَلَيَّ أَنْ أُقِيمَ اليَومَ في بَيْتِكَ». فَأَسْرَعَ وَنَزَلَ وٱسْتَقْبَلَهُ في بَيْتِهِ مَسْرُورًا. وَرَأَى الجَمِيعُ ذلِكَ فَأَخَذُوا يَتَذَمَّرُونَ قَائِلين: «دَخَلَ لِيَبِيتَ عِنْدَ رَجُلٍ خَاطِئ». أَمَّا زَكَّا فَوَقَفَ وَقَالَ لِلرَّبّ: «يَا رَبّ، هَا أَنَا أُعْطِي نِصْفَ مُقْتَنَياتِي لِلْفُقَرَاء، وَإنْ كُنْتُ قَدْ ظَلَمْتُ أَحَدًا بِشَيء، فَإِنِّي أَرُدُّ لَهُ أَرْبَعَةَ َضْعَاف».فقَالَ لَهُ يَسُوع: «أَليَومَ صَارَ الخَلاصُ لِهذَا البَيْت، لأَنَّ هذَا الرَّجُلَ هُوَ أَيْضًا ٱبْنٌ لإِبْرَاهِيم. فإِنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ جَاءَ لِيَبْحَثَ عَنِ الضَّائِعِ وَيُخَلِّصَهُ».

 

تفاصيل مقالات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/نص وفيديو: قراءة في خزعبلات وفارسية وإرهاب خطاب البوق الإيراني وعدو لبنان واللبنانيين نعيم قاسم/مع نص وفيديو خطاب قاسم

الياس بجاني/15 آب/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/08/146305/

خطاب نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم اليوم هو بيان حربي بامتياز، وقد جاء غداة زيارة أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني إلى بيروت. لاريجاني، الذي التقى رئيس الجمهورية جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، سمع منهما كلامًا دستوريًا وسياديًا واضحًا: لا سلاح خارج الدولة، لا قرار حرب أو سلم إلا بيد المؤسسات، والجيش هو الضامن الوحيد للأمن الوطني.

قاسم المختبئ في جحر تحت الأرض، قد يكون في إيران أو داخل السفارة الإيرانية في بيروت، وبخطاب انقلابيّ مسجَّل أكد أنه بوق ومجرد أداة لملالي إيران، وهو لم يترك مجالًا للشك في أنه نفذ أوامر وتعليمات لاريجاني حرفيًا ومضمونًا. في كلمته، وجّه قاسم تهديدًا مباشرًا للدولة والجيش قائلًا: “إذا قررتم القضاء علينا، فليكن واضحًا أننا سنخوض معركتنا حتى النهاية، ولن نسمح بتكرار كربلاء”، مضيفًا: “إما أن نعيش معًا بشروط المقاومة، أو السلام على لبنان”. هذه العبارات ليست انفعالًا خطابيًا، بل إعلان صريح أن الحزب، وبأوامر إيرانية مباشرة، سيعتبر أي محاولة لبسط سلطة الدولة على سلاحه معركة وجودية، حتى لو كانت ضد الجيش اللبناني نفسه. وهو لم يكتف بالتهديد والوعيد والنعيق المقزز، بل لجأ إلى مخزونه المرضيّ من أوهام العظمة مدعيًا أن حزب الله “منع إسرائيل من تحقيق أهدافها” وأن الجنوب “محمي بسلاح المقاومة”… فيما الحقيقة في مكان آخر، وأن الحزب تلقى في المواجهة الأخيرة مع إسرائيل ضربات موجعة أفقدته معظم قادته الميدانيين وأضعفت بنيته العسكرية، ولم يتمكن سلاحه حتى من حماية حسن نصرالله نفسه. إن سردية الانتصارات الوهمية والكاذبة هدفها إخفاء الفشل وتبرير استمرار السلاح الذي هو غير شرعي وغير لبناني وعدو للبنان وللّبنانيين.

وفي محاولة لإضفاء شرعية شعبية على سلاح الحزب، استشهد قاسم بـ”استطلاع رأي” يزعم أن غالبية اللبنانيين تؤيد “استراتيجية المقاومة”. لكن هذا الاستطلاع أجرته مؤسسة تابعة للحزب نفسه، ما يفقده أي قيمة علمية أو حيادية. الوقائع السياسية والانتخابية والشعبية تؤكد أن أكثرية اللبنانيين، وبينهم شريحة كبيرة من الشيعة، يرفضون استمرار هيمنة وإرهاب وفارسية واحتلال حزب الله وإمساكه بقرار الحرب والسلم وربط البلد بحروب إيرانية عبثية ومدمرة…والأخطر أن مضمون خطاب قاسم التهديدي اليوم يندرج مباشرة تحت مواد قانون العقوبات اللبناني:

المادة 329: التهديد المسلح لمنع السلطات من ممارسة واجباتها.

المادة 314: أعمال تثير الذعر العام وتهدد السلم الأهلي.

المادة 315: أعمال إرهابية تؤدي إلى تعطيل مرافق الدولة.

بهذه المعايير، ما قاله قاسم بوقاحة وفجور وعهر يشكل جريمة مكتملة الأركان، تستوجب توقيفه ومحاكمته فورًا، لأنه حرض علنًا على التمرد المسلح وأعلن استعداد حزب الله الإرهابي لخوض حرب أهلية إذا طُبق الدستور. عمليًا، إن خطاب نعيم قاسم هو الترجمة الحرفية لأوامر إيرانية حملها لاريجاني من طهران إلى حزب الله، وهي مواقف لا علاقة لها بالسيادة اللبنانية والسلم الأهلي، بل هو إعلان ولاء مطلق لمرجعية الملالي الذين يرون لبنان مجرد ساحة لحروبهم، وشعبه أكياس رمل ورهائن ووقودها. وبين ما قاله الرئيسان عون وسلام من لغة الدستور والعقل، وما رد به قاسم من لغة “كربلاء” والعاطفة، يظهر الفارق الفاضح بين من يريد دولة، ومن يريد دويلة إرهاب وجهادية تابعة للحرس الثوري الإيراني.

وفي قراءة لكلام نعيم قاسم، بالإمكان التركيز على النقاط التالية

أولًا: خطاب تهديدي كربلائي ضد الدولة والجيش

خطاب نعيم قاسم، الذي جاء بعد يوم واحد من زيارة الأمين العام للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني للبنان ولقائه به، يكشف بوضوح تبعية حزب الله الكاملة لإيران، وتحركه وفق أجندة الحرس الثوري. ففي الوقت الذي استمع فيه لاريجاني إلى مواقف سيادية واستقلالية مباشرة وصريحة من الرئيسين جوزيف عون ونواف سلام، اختار قاسم أن يرد بلهجة تهديدية مباشرة ضد الحكومة اللبنانية، واصفًا قرارها بأنه تنفيذ لـ”ورقة إسرائيلية وأميركية”، والأشد خطورة هو إعلانه، ضمنيًا وعلنًا، أن حزبه مستعد لمواجهة الجيش اللبناني بـ”مفهوم كربلائي”، في حال حاولت الدولة تنفيذ الدستور ونزع سلاح حزب الله. إن كلام قاسم يمثل إعلان تمرد صريح على الدولة، واستعدادًا لخوض حرب أهلية إذا تعرضت هيمنة الحزب للخطر.

ثانيًا: أكثرية اللبنانيين، وغالبية الشيعة، ضد سلاح حزب الله

خلافًا للأكاذيب والفبركات الوهمية التي يكررها قاسم، فإن الواقع الشعبي والسياسي في لبنان اليوم واضح: أكثرية اللبنانيين، ومن بينهم كثر من أبناء الطائفة الشيعية، يرفضون استمرار سلاح حزب الله. هذا السلاح تسبب في عزلة لبنان، ودمر اقتصاده، وجره إلى حروب خاسرة مع إسرائيل، وأبقاه رهينة قرار إيراني لا علاقة له بمصلحة الوطن. أبناء الجنوب أنفسهم دفعوا أثمانًا باهظة من أرواحهم وبيوتهم بسبب مغامرات الحزب، وهم يدركون أن حماية لبنان الحقيقية تكمن في دولة قوية بجيشها وقوانينها، لا في ميليشيا إيرانية مذهبية.

ثالثًا: نفاق الاستفتاء المزعوم

في محاولة لتلميع صورة حزبه، استشهد قاسم بما سماه “استطلاع رأي” يزعم أن غالبية اللبنانيين تؤيد سلاح حزب الله والاستراتيجية الدفاعية التي يطرحها. هذه مزاعم باطلة، إذ أن هذا الاستطلاع أجراه “المركز الاستشاري للدراسات”، وهو مؤسسة معروفة بتبعيتها المباشرة لحزب الله، ما يجرده من أي مصداقية. الهدف من هذه الأكاذيب هو صناعة وهم التأييد الشعبي، بينما الوقائع السياسية والانتخابية والشارع تثبت العكس.

رابعًا: أكذوبة منع إسرائيل من تحقيق أهدافها

ادعاء قاسم بأن حزب الله منع إسرائيل من تحقيق أهدافها، ومنها إقامة مستوطنات في الجنوب، هو تحريف للتاريخ. فحزب الله نفسه فشل في حرب المساندة لغزة التي بدأها بقرار إيراني، ونتج عنها اغتيال معظم قادته الميدانيين وتهجير الشيعة من الجنوب والضاحية وتدمير مناطقهم، وسلاحه لم يتمكن حتى من حماية حسن نصرالله شخصيًا، فما بالك بحماية لبنان. هذه الهزيمة هي جزء من الهزيمة الأكبر التي لحقت بإيران خلال 12 يومًا، حين دمرت إسرائيل والولايات المتحدة مفاعيلها النووية ومنظوماتها الدفاعية الجوية، واغتالت عشرات من قادتها العسكريين والسياسيين وعلماء الذرة. الربط واضح: هزيمة إيران هي هزيمة حزب الله، لأن الميليشيا ليست سوى ذراع إيرانية في لبنان.

خامسًا: حزب الله… عدو لبنان

بات من الضروري تسمية الأمور بأسمائها: حزب الله ليس حاميًا للبنان، بل هو عدو لبنان الأول. سلاحه ليس للدفاع عن الحدود أو مواجهة إسرائيل، بل للهيمنة على القرار الوطني، والإبقاء على الاحتلال الإيراني للبنان. هذا السلاح هو أداة فرض إرادة سياسية أحادية، تتناقض مع مبدأ السيادة والدستور والعيش المشترك.

سادسًا: سلاح غير شرعي وعصابة إيرانية مارقة

منذ تأسيسه عام 1982، تورط حزب الله في سلسلة من الجرائم التي يشملها قانون العقوبات اللبناني تحت بنود الإرهاب، والقتل، والتهديد، وتقييد الحريات، إضافة إلى الانخراط في تجارة المخدرات وتصنيعها، وتبييض الأموال، وتهريب السلاح.

سابعًا: التهديد الأخطر

قاسم قالها بصراحة: “لا حياة للبنان إذا قررتم القضاء علينا، إما أن نعيش معًا أو السلام على لبنان”. هذا تهديد وجودي للدولة والشعب، ورسالة واضحة بأن الحزب يعتبر لبنان ملكية خاصة له، وأن بقاء الوطن مشروط ببقاء الميليشيا.

ثامنًا: ضرورة اعتقال ومحاكمة نعيم قاسم

بناءً على مضمون هذا الخطاب، وعملًا بمواد القوانين التي جاءت في بداية النص الذي يتضمن تحريضًا على الفتنة الطائفية، وتهديدًا مباشرًا للحكومة والجيش، وتبجحًا بارتكاب أفعال تجرمها القوانين اللبنانية، فإن الواجب الوطني والقانوني يفرض اعتقال نعيم قاسم فورًا ومحاكمته وفق مواد قانون العقوبات المتعلقة بالإرهاب والتمرد المسلح المذكورة في مقدمة التعليق.

**الياس بجاني/فيديو: قراءة في خزعبلات وفارسية وإرهاب خطاب البوق الإيراني وعدو لبنان واللبنانيين نعيم قاسم/مع نص وفيديو خطاب قاسم

https://www.youtube.com/watch?v=DUdE7FE6pzc&t=150s

15 آب/2025

***الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الإلكتروني

https://eliasbejjaninews.com

عنوان الكاتب الإلكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

الياس بجاني/نص وفيديو: موقف جبران باسيل المستجد في معارضة سلاح حزب الله هو قمة النفاق والوصولية والانتهازية وانعدام المصداقية والنرجسية القاتلة

الياس بجاني/13 آب/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/08/146238/

لا يمكن توصيف جبران باسيل في الحياة السياسية إلا بأنه دجال، منافق، حربائي، وفاسد حتى النخاع. نشير هنا إلى أنه لم يدخل هذا الرجل إلى الشأن العام والسياسة بفضل كفاءاته أو إنجازاته، بل لأنه صهر العماد ميشال عون، ولأن حزب الله قرر منحه غطاءً سياسيًا مقابل بيع سيادة لبنان وإعطاء الغطاء المسيحي لسلاح الميليشيا الإيرانية الإرهابية والجهادية.

الإدارة الأميركية لم تضعه عبثًا على قائمة ماغنيتسكي الخاصة بالفاسدين، بل بعد تحقيقات أكدت ضلوعه في ملفات فساد مالي وسياسي، وتورطه في صفقات وتقاسم مغانم السلطة على حساب الشعب اللبناني. واليوم، يحاول بخبث سياسي مكشوف إعادة تسويق نفسه مسيحيًا وأمريكيًا مدعيًا أنه يقف مع الدولة ضد سلاح حزب الله. لكن حتى في هذه "المعارضة" المزعومة، لا يزال يربط بقاء السلاح بكذبة ما يُسمى "الاستراتيجية الدفاعية" وبالهرطقة الممجوجة عن "الحفاظ على قوة لبنان" عبر سلاح الميليشيا الإرهابية التابعة لإيران.

التاريخ الأسود للتحالف مع حزب الله

الحقيقة التي لا يمحوها أي خطاب أو مؤتمر صحفي، أن باسيل وعمه ميشال عون دخلا في تحالف استراتيجي مع حزب الله منذ توقيع ورقة التفاهم في مار مخايل – 6 شباط 2006. هذه الورقة كانت انقلابًا على ثوابت استقلال لبنان، حيث نصّت صراحة على:

البند الرابع: "إن سلاح المقاومة هو وسيلة شريفة وضرورية للدفاع عن لبنان..."

البند الخامس: "لا يمكن البحث في مستقبل سلاح المقاومة إلا بعد زوال التهديد الإسرائيلي وقيام الدولة القادرة..."

هذه الصياغة، التي أقرها ميشال عون وباسيل، ربطت مصير السلاح بوجود إسرائيل، وألغت عمليًا أي التزام بقرارات مجلس الأمن، خصوصًا القرار 1559 الذي ينص على حلّ جميع الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية. والأسوأ أن الورقة تطرقت إلى الاحتلال السوري للبنان ووصفت تلك المرحلة بـ"التجربة التي شابتها بعض الأخطاء"، في محاولة لتبييض صفحة نظام الأسد الذي قتل واغتال واحتل لبنان لثلاثة عقود.

التواطؤ في الحروب والانقلابات الداخلية

عون، ومن ورائه باسيل، ساند حزب الله في حرب تموز 2006، ومنح الحزب غطاءً سياسيًا كاملًا رغم أن تلك الحرب جلبت دمارًا هائلًا للبنان. وفي أيار 2008، حين غزا حزب الله بيروت والجبل بالسلاح، وقف عون إلى جانب الميليشيا ضد شركاء الوطن.

والأخطر أن ميشال عون وقف ضد الجيش اللبناني، وصرّح أكثر من مرة أن الجيش غير قادر على حماية لبنان، وأن الحماية الحقيقية بيد حزب الله. بلغت الوقاحة ذروتها يوم اغتيال حزب الله الطيار في الجيش اللبناني سامر حنا في الجنوب، إذ سأل عون يومها علنًا: "ماذا كان يفعل سامر حنا في الجنوب حيث السلطة لحزب الله؟". ولم يكتفِ بذلك، بل زار برفقة محمد رعد ما يسمى "متحف المقاومة" في بلدة مليتا الجنوبية، وأعلنا من هناك أن حزب الله هو "حامي الحمى"، في رسالة واضحة مفادها أن الجيش الشرعي ليس حامي لبنان، بل الميليشيا التابعة لإيران.

خيانة المسيحيين والتحالف مع القتلة

جبران باسيل لا يتردد في المزايدة على حقوق المسيحيين، لكنه في الواقع خانهم في كل منعطف سياسي. فقد تحالف مع نظام الأسد المجرم الذي هجّر المسيحيين من مناطقهم ودمّر القرى، وأفرغ مناطق كاملة من سكانها. كما ساند مشاريع منح الجنسية لغير المستحقين من المسيحيين، حيث سجّل نظام الأسد وأدواته من اللبنانيين عشرات الآلاف من المجنسين في المناطق المسيحية اللبنانية، مما تسبب في اختلال التوازن الديموغرافي، وإضعاف الثقل السياسي للمسيحيين في وطنهم.

عدو المنتشرين اللبنانيين

عداء باسيل للمنتشرين اللبنانيين ظهر جليًا في موقفه من حقهم الانتخابي. فقد عارض أن يصوّت المنتشرون كما المقيمون لكل النواب الـ128 في دوائرهم الانتخابية، وتمسك مع حزب الله ونبيه بري بهرطقة "انتخاب المنتشرين 6 نواب" فقط، في مشروع وهمي وغير قابل للتطبيق.

هذه المؤامرة الانتخابية كانت تهدف بالدرجة الأولى إلى تقليص تأثير المغتربين، ومعظمهم من المسيحيين الذين لا يوالون حزب الله ولا يثقون بباسيل. وهو ما يؤكد أن باسيل لا يهمه لا حقوق المسيحيين ولا حقوق اللبنانيين في الاغتراب، بل يبحث عن مصالحه السلطوية التي يضمنها له تحالفه مع بري وحزب الله.

التمثيل النيابي الزائف

كل هالة باسيل النيابية والسياسية جاءت نتيجة دعم حزب الله، لا نتيجة تمثيله الشعبي أو إنجازاته الوطنية. فهو لا يمثل لا الوجدان، ولا الضمير، ولا الهوية، ولا التاريخ للمسيحيين اللبنانيين. إنما يمثل نموذج السياسي الانتهازي الذي يبدّل مواقفه كما يبدّل ملابسه، بحثًا عن مكاسب شخصية وسلطوية، حتى لو كان الثمن هو بيع السيادة، وخيانة الشراكة الوطنية، وإعطاء الغطاء المسيحي لأخطر مشروع تدميري شهده لبنان في تاريخه الحديث.

الخلاصة

بعد أن تعرّى جبران باسيل، ومن ورائه عمه ميشال عون، وانكشف تاريخهما الأسود في بيع السيادة والهوية والاستقلال، والتحالف مع حزب الله ونظام الأسد، نستغرب أن يبقى مسانداً لهما مواطنون لبنانيون، وخصوصًا في بلاد الانتشار... وبرأينا المتواضع، هؤلاء المُغرَّر بهم عليهم مراجعة أقرب عيادة متخصصة بالأمراض العقلية والنفسية.

الياس بجاني/فيديو: موقف جبران باسيل المستجد في معارضة سلاح حزب الله هو قمة النفاق والوصولية والانتهازية وانعدام المصداقية والنرجسية القاتلة

https://www.youtube.com/watch?v=d1DN7AChDVU

13 آب/2025

***الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الإلكتروني

https://eliasbejjaninews.com

عنوان الكاتب الإلكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

رابط فيديو مقابلة رؤيوية مهمة مع د. شارل شرتوني من "موقع الهوية"

قراءة موضوعية وسيادية لأهم الملفات الإشكالية التي تواجه حكام وشعب لبنان في ظل هلوسات وأوهام حزب الله الإرهابي، انكار راعيته الجهادية إيران لهزيمتها، كلام قاسم الببغائي والغبي، طبيعة حزب الله الإنقلابية والإحتيالية واحتمال أن تعود إسرائيل لضرب لبنان

تخوف من اغتـيال الرئيس جوزيف عون والرئيس نواف سلام في الفترة المقبلة

https://eliasbejjaninews.com/2025/08/146350/

16 آب/2025

 

ربط فيدو ونص/نديم قطيش رداً ع تهديد نعيم قاسم بحرب كربلائية ضد لبنان واللبنانيين كربلاء كانت مأساة وليست نصراً

https://eliasbejjaninews.com/2025/08/146344/

https://www.youtube.com/watch?v=SzE4dSGKELE

 

رابط فيديو مقابلة من صوت لبنان مع النائب السابق مصباح الأحدب

كلام نعيم قاسم اثبت ان الحزب لا يمثل الشيعة بل يحمي مصالح ايران

https://www.youtube.com/watch?v=NvV7OMxvuyM&t=19s

 

رابط فيديو تعليق للصحافي مروان الأمين من "موقع البديل"

هكذا يستفيد الشيعة من الورقة الأميركية…

https://www.youtube.com/watch?v=1uYHWGsEL4Q

 

رابط فيديو تعليق للصحافي علي حمادة من موقعه ع اليوتيوب

بيروت ساحة حرب بين واشنطن وطهران: دعم للحكومة ضد تهديدات الحزب بتدمير لبنان

https://www.youtube.com/watch?v=zvMW__zG7m4&t=2s

 

على الحدود الشمالية والشرقية: الجيش يأخذ تهديدات العشائر على محمل الجد

نداء الوطن/16 آب/2025

علمت "نداء الوطن" أن الجيش اللبناني أخذ على محمل الجد التهديدات التي انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والمنسوبة إلى ما يُعرف بـ"عشائر سورية"، والتي لوّحت باقتحام الأراضي اللبنانية في حال لم يُطلق سراح الموقوفين السوريين في سجن رومية على خلفية تأييدهم للثورة السورية. وبحسب معلومات ميدانية، استنفر الجيش وحداته المنتشرة على طول الحدود الشمالية والشرقية، وعمل على تعزيز مراكزه وتسيير دوريات مؤللة وراجلة في المناطق الحساسة، في خطوة احترازية تهدف إلى منع أي محاولة خرق أمني محتمل.

وفي السياق نفسه، باشرت المديرية العامة للأمن العام، إلى جانب باقي الوحدات العسكرية والأمنية، اتخاذ إجراءات وقائية ورفع مستوى الجهوزية في المراكز والنقاط الحدودية، وذلك بهدف مراقبة أي تحركات مشبوهة والتصدي لأي محاولة قد تهدد الاستقرار الداخلي. مصادر متابعة أكدت أنّ القيادة العسكرية والأمنية تراقب الوضع بدقة وتتعاطى مع هذه التهديدات بجدّية، من دون أن يصدر أي بيان رسمي حتى الساعة. وأشارت المصادر إلى أنّ الأجهزة المختصة بدأت التدقيق في خلفية هذه التهديدات المنشورة، للتأكد من الجهة التي تقف خلفها وما إذا كانت مرتبطة بوقائع ميدانية فعلية أم مجرد محاولات لإثارة البلبلة.

وتأتي هذه التطورات في ظل مناخ متوتر يرافق ملف النازحين السوريين في لبنان، وسط مخاوف من استغلال بعض المجموعات لحوادث أمنية أو قضائية بغية الضغط على الدولة اللبنانية. وكانت دعوات وتهديدات قد أطلقت عبر وسائل التواصل الإجتماعي، تدعو لاقتحام لبنان من حدوده الشمالية والشرقية، بعد تشييع الأهالي لأسامة الجاعور ابن ريف القصير، الذي كان معتقلاً في سجن رومية اللبناني، وتوفي داخل المعتقل.

 

رابط فيديو مقابلة من صوت لبنان مع الكاتب والصحافي سام منسى

الدولة تحتاج الى موقف سياسي أكثر منه لوجسيتي، والسلاح سيصدأ في المخازن

https://www.youtube.com/watch?v=q-tjjvou4Oo

صوت لبنان/16 آب/2025

لفت الكاتب السياسي سام منسى في مداخلة له ضمن برنامج “بالأول” عبر صوت لبنان وشاشة vdl24 ان الضغط على طهران قائم، ولقد رأينا كيف وصل الى الحرب لايقاف البرنامج النووي الايراني، مشيرًا الى انّ الحرب في غزة ولبنان ادت الى ما ادت اليه من هزيمة للمحور الايراني، اضافة الى تأديب الحركة الحوثية في اليمن. وقال: “الورقة الاميركية عليها اجماع دولي وعربي، وما يقوله محور الممانعة أصبح ممجوجا”، داعيا اللبنانيين لإثبات جديتهم في اتخاذ القرارات التي ظهر جزء منها في القرار الاخير للحكومة”. وأضاف: “لست مع تكليف الجيش بوضع الذي اعتبره نوعا من شراء الوقت لمعرفة موقف الحزب”. وأوضح انّ هناك اقتناعا حتى اللحظة من قبل المسؤولين اللبنانيين ان الحزب قادر على اتخاذ القرارات بنفسه، في حين ان قراره يصدر عن ايران”، مشددا على ان الحزب لا يمثّل الطائفة الشيعية بل هو عمد الى أدلجة جزء منها وفقا لطروحاته.  ورأى ان الدولة تحتاج الى موقف سياسي اكثر منه لوجسيتي، للخروج من النزاع العسكري مع اسرائيل من خلال ترجمة اتفاقية وقف العمليات القتالية عبر الحدود اللبنانية نهائيا، فاسرائيل عدو وعلينا التحصن دوليا وعربيا وسوريا في سيبل الخروج نهائيا من الصراع العربي -الاسرائيلي، مشيرا الى ان البروباغندا التي ينادي بها الحزب بشأن المخاوف من الجانب السوري يجب ان تتوقف ومؤكدا بأن سلاحه سيصدأ في المخازن.

 

مخطّط لخطف عناصر من الجيش في البقاع والشمال

صوت لبنان/16 آب/2025

كشفت وثيقة إتصال صادرة عن قيادة الجيش تفيد بأنه بتاريخ 10 آب 2025، توافرت معلومات عن قيام عناصر أصولية متطرفة متمركزة داخل الأراضي السورية المحاذية للحدود اللبنانية، بالتخطيط لخطف عناصر من الجيش اللبناني في منطقتي البقاع والشمال بهدف مبادلتهم بموقوفين إسلاميين في السجون اللبنانية. وأظهرت الوثيقة أنه جرى الطلب من وحدات الجيش وفروع الاستخبارات اتخاذ أقصى تدابير الحيطة والحذر وتعزيز الحرس خاصة في الليل والإفادة عن أي تحركات مشبوهة سواء في الداخل السوري أو الداخل اللبناني.

 

لبنان يترقب طروحات براك وأورتاغوس ... والجيش يتأهب شمالًا وشرقًا

نداء الوطن/17 آب/2025

يصل مطلع هذا الأسبوع الموفد الأميركي توم برّاك ونائبة مسؤول الشؤون الأميركية الخاصة بالشرق الأوسط مورغان أورتاغوس، في زيارتهما إلى بيروت الأولى بعد القرارات الحاسمة التي اتخذها مجلس الوزراء في جلستَي 5 و 7 آب الحالي بشأن خطة حصر السلاح، وسط معلومات تفيد بأنهما يحملان طروحات جديدة للجانب اللبناني. مصدر سياسي متابع أشار لـ "نداء الوطن" إلى أنّ نتائج زيارة براك وأورتاغوس قد تكون إيجابية، خصوصًا بعدما أظهرت الدولة اللبنانية جديتها في خطة حصر السلاح، وتمسّكها في استكمالها حتى النهاية، رغم كل التحديات التي تواجهها والعراقيل التي تعترضها. وسيستمع الطرف اللبناني إلى الأفكار الاميركية الجديدة، خصوصًا في ما يتعلق بالجهود الرامية لوقف الاعتداءات الإسرائيلية وانسحاب الجيش الإسرائيلي من النقاط التي تحتلها. زيارة الموفدَين الأميركيَين، تأتي أيضًا على وقع التداعيات والردود المستمرة على الخطاب التصعيدي والتخويني لأمين عام "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، وآخرها من رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، الذي اعتبر أن مضمون الخطاب مرفوض بكل المقاييس لأنّه يشكّل تهديدًا مباشرًا للحكومة وللأكثرية النيابية وللمؤسسات الدستورية كافة. وتوجّه جعجع إلى قاسم بالقول: "إذا كان الشيخ نعيم يَفترض أنّه لم يَعُد في لبنان لبنانيون أحرار، فهو مخطئ، بل مخطئ جدًا. وإذا كان يَفترض أنّه بهذه الطريقة يفرض هيبته غير الموجودة أصلاً على هؤلاء اللبنانيين الأحرار، فهو مخطئ أيضاً وأيضاً وأيضاً".

ماذ يحضَّر للجيش؟

في الغضون، وفيما تعكف قيادة الجيش على إعداد خطة حصر السلاح، لعرضها على الحكومة قبل نهاية آب الحالي، ارتفعت نسبة المخاوف من أعمال أمنية قد تستهدفه، لإلهائه عن مهمته وعرقلتها. وفي هذا السياق، علمت "نداء الوطن" أن الجيش اللبناني أخذ على محمل الجدّ التهديدات التي انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والمنسوبة إلى ما يُعرف بـ"عشائر سورية"، والتي لوّحت باقتحام الأراضي اللبنانية في حال لم يُطلق سراح الموقوفين السوريين في سجن رومية، وذلك على خلفية وفاة السجين أسامة الجاعور، ابن ريف القصير، الذي كان موقوفًا في رومية. وقد استنفر الجيش وحداته المنتشرة على طول الحدود الشمالية والشرقية، وعزّز مراكزه وسيّر دوريات مؤلّلة وراجلة في المناطق الحساسة. كما باشرت المديرية العامة للأمن العام وباقي الوحدات العسكرية والأمنية، اتخاذ إجراءات وقائية عند الحدود. على خطّ مواز، تداولت وسائل إعلام ومواقع التواصل الإجتماعي وثيقة منسوبة إلى قيادة الجيش اللبناني، تحمل تاريخ 15-08-2025، تطلب فيها من الوحدات العسكرية وأجهزة الاستخبارات، رفع مستوى الحيطة والحذر، بعد ورود معلومات عن مخطط محتمل تقف وراءه مجموعات أصولية متطرفة متمركزة داخل الأراضي السورية المحاذية للحدود اللبنانية، يهدف إلى خطف عناصر من الجيش اللبناني في البقاع والشمال لمبادلتهم بموقوفين إسلاميين.

 

لبنان الشعبي والرسمي بعد تهديدات قاسم.. صفر خوف!

جعجع: الاحرار والاكثرية خلف المؤسسات.. الكتائب: 10% يأخذوننا الى الدمار

ايران: ضغط اميركا لن يكسر المقاومة.. قمة تاريخية في ألاسكا وزيلنسكي الى واشنطن

المركزية/16 آب/2025

حاول الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، استخدام وسائل الحزب "التقليدية" التي كان يلجأ اليها، كلما شعر ان اللعبة المحلية تذهب في اتجاهات لا تناسبه، فهدد وتوعّد ورفع اصبعه ونبرته، منبها من حرب اهلية ومن موت آت الى لبنان اذا تم المس بسلاح الحزب. فكانت النتيجة صفر خوف، وتمسَّك لبنان الرسمي و"السيادي" بما أقرّه، لأن زمن الاستقواء على الدولة واللبنانيين ولى، ولأن زمن تطبيق الاجندات الخارجية والاستقواء بالخارج لكسر الداخل، انتهى ايضا، كما ابلغ رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون الموفد الايراني علي لاريجاني منذ ايام.. ولأن "شوكة" الحزب انكسرت في حرب الاسناد. فهل يظن ان ما لم يفعله بالاسرائيليين سيفعله باللبنانيين وسيقفون هم مكتوفي الايدي، يتفرجون عليه؟! ردود بالجملة: غداة كلام قاسم التصعيدي الذي عكس كلمة سر ايرانية حملها لاريجاني، بضرورة الذهاب حتى النهاية في معركة "حماية السلاح"، والرد السريع لرئيس الحكومة نواف سلام الذي اعتبر ما قيل في حق الحكومة والسلم الاهلي، كلاما مرفوضا و"حراما"، تواصلت المواقف الشاجبة والمدينة لخطاب الامين العام للحزب.

مخطئ جدا: في السياق،  رأى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في بيان "ان خطاب الشيخ نعيم قاسم، أمس، هو خطاب مرفوض بالمقاييس كلها، إذ يشكّل تهديدًا مباشرًا للحكومة اللبنانية بالدرجة الأولى، وللأكثرية النيابية التي منحت هذه الحكومة الثقة بالدرجة الثانية، وللمؤسسات الدستورية كافة في لبنان، وفي طليعتها رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة. وهو تهديد مباشر أيضًا لكل لبناني حر"، مضيفا "إذا كان الشيخ نعيم يَفترض أنّه لم يَعُد في لبنان لبنانيون أحرار، فهو مخطئ، بل مخطئ جدًا. وإذا كان يَفترض أنّه بهذه الطريقة يفرض هيبته غير الموجودة أصلاً على هؤلاء اللبنانيين الأحرار، فهو مخطئ أيضاً وأيضاً وأيضاً". وتابع "في هذه اللحظات الحساسة من تاريخ لبنان، نقف جميعًا كلبنانيين أحرار، ونحن نشكّل الأكثرية الكبرى في لبنان، خلف مؤسساتنا الدستورية، ممثلة خصوصا برئيس الجمهورية وبرئيس الحكومة اللذين يسعيان بكل ما أوتيا من وطنية واندفاع وقوة إلى إعادة لبنان إلى نفسه، وإلى إعادة الدولة الفعلية إلى انتظامها، وإلى إعادة أصدقاء لبنان إليه، وإلى إعادة المجتمع الدولي أيضًا إلى جانبه. إن المرحلة التي نعيش هي مرحلة تأسيسية بامتياز، ولن نألو جهدًا في دعم مؤسساتنا الدستورية، والوقوف جميعًا خلفها وإلى جانبها، ولن نألو جهدًا في بذل كل ما يمكن في سبيل عدم السماح لأيّ كان بإفشال هذه المحاولة من جديد.

10% تأخذ 90%! ووسط مطالبات بمحاكمة قاسم على كلامه التهديدي، قال عضو كتلة الكتائب النائب الياس حنكش ان "هناك شرعية في لبنان وهناك من يتمرد على هذه الشرعية، وقاسم هدد من خلال خطابه الاخير الشرعية اللبنانية واللبنانيين والبلد الامر الذي لم يعد يحتمل، والجدير بالذكر أن هذا التصعيد أتى بعد زيارة أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني." وفي حديث تلفزيوني، أكد أن سلاح حزب الله لم يمنع إسرائيل من التدمير ولم يحمِ قياداته إنما أتى بالويلات الى لبنان، لافتًا الى أن قاسم يهدد اليوم اللبنانيين بحرب وباستعمال سلاحه ضدهم وبالتالي سلاح حزب الله لم يعد ضد إسرائيل". وتابع "حزب الله أتى بالاحتلال الاسرائيلي الى لبنان بعد حرب الاسناد، لذلك يجب تنفيذ القرار الحكومي بالتزامن مع التحرك الدبلوماسي لايقاف الخروقات الاسرائيلية اليومية، حزب الله ليس أكبر من الدولة وأمامه فرصة ليساهم في بناء لبنان الجديد". وختم "هناك دولة في لبنان وهناك فرصة حقيقية لبناء بلد على مستوى طموحات الناس لذلك لا يمكننا تطيير الفرصة من أجل أجندة إيرانية إقليمية، فاليوم 10% تأخذ 90% من اللبنانيين الى الدمار أما تهديد الحزب فمرفوض ومردود".

تناقض: "الاشتراكي" ايضا لم يهضم نبرة قاسم. فقد اعتبر أمين سر كتلة "اللقاء الديمقراطي" النائب هادي أبو الحسن أن "ما صدر عن قاسم مستهجن ومرفوض. لماذا استحضار مفردات ولى عليها الزمن في لبنان؟ خاصة بعد المصالحة الوطنية. لماذا استحضار الفتنة والكلام عن الحرب الأهلية؟ حرب مع مَن؟ لا أحد يريد حرباً أهلية، ومن يسعى إليها هو العدو الإسرائيلي." وأضاف "هذا الخطاب العالي السقف يستحضر مفردات قديمة، مما يجعلنا ننزلق إلى كمين يعده العدو الإسرائيلي. هذا الكلام خاطئ ونرفضه. الموقف الحالي يتناقض مع سبب وجود حزب الله في الحكومة اللبنانية. لقد انخرطنا جميعا في الحكومة بعد انتخاب رئيس للجمهورية، بناءً على خطاب قسم واضح، وبيان وزاري وافقت عليه جميع الأطراف، بما فيها مكون الثنائي الوطني، وتحدث عن تطبيق اتفاق الطائف وتنفيذ بنود وقف إطلاق النار والقرار 1701 وحصرية السلاح".

الدولة الحامية: ايضا وايضا، رأى النائب ابراهيم منيمنة أنّ "المطلوب من حزب الله بعد وقف إطلاق النار وخطاب القسم والبيان الوزاري الإعلان الصريح عن تسليم السلاح للدولة وحصر النقاش بالتفاصيل داخل الحكومة ولكن ما زال حزب الله حتى اللحظة يلتف على العهود داخل حلقة مفرغة"، مشيراً الى أنّ "المشكلة الأهمّ تكمن في غياب الثقة بالدولة التي تحاول النهوض وبالتالي لا يحقّ لحزب الله أن يُلقي بأزمته على اللبنانيين والحكومة". وقال في حديث اذاعي  "الحماية الحقيقية تنطلق من الدولة ووحدة اللبنانيين لا عبر السلاح غير الشرعي الذي عمّق الانقسام وأضعف الموقف الوطني ومنح إسرائيل ذرائع للعدوان، موضحاً أنّ رئيس الجمهورية أعطى حزب الله مهلة ثمانية أشهر لإعلان صريح بالتزام نزع السلاح وحصره بيد الدولة لتناقش التفاصيل في مجلس الوزراء".

تحذير؟: في مقابل هذا الاجماع الوطني على استنكار كلام قاسم، حاول نواب حركة امل وبعض المقربين من الحزب، التخفيف من وطأة ما قاله، واضعين اياه في خانة "التحذير" مشيرين الى انه لم يقفل الباب على حصرية السلاح لكن شرط انسحاب الاسرائيليين اولا. وقال عضو كتلة التنمية والتحذير النائب قاسم هاشم: كلام قاسم سياسي يمكن وضعه في اطار التحذير من اي خطوة قد تستكملها الحكومة لمواجهة نزع السلاح بالقوة.

الضغط الاميركي: وعشية زيارة مرتقبة للمبعوث الأميركي توم برّاك الى بيروت الأسبوع المقبل، واصل السفير الايراني مجتبى اماني، اظهار انحياز ايران لحزب الله ضد قرارات الحكومة، بحسب ما قالت مصادر سيادية لـ"المركزية". اذ اعتبر الدبلوماسي الذي كان يحمل "بايجر" في ايلول الماضي ان "الضغط الأميركي لن يكسر لبنان ومقاومته وإيران صامدة بحكومتها وشعبها وتريد الأمر نفسه للبنان أيضاً". وقال "إيران تدعم اللبنانيين بكل طوائفهم ولا تفرق بينهم ودعمها ملموس وليس شعارًا"... فأين هو هذا الدعم، سألت المصادر.

قمة تاريخية: دوليا، الحدث كان مركزه الاسكا التي استضافت في الساعات الماضية قمة تاريخية بين الرئيسين الاميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، والتي أسست على ما يبدو لصفحة تعاون جديدة يُفترض أن تفضي الى انهاء الحرب الروسية على اوكرانيا. اليوم، اعلن البيت الأبيض، ان الرئيس ترامب أجرى مكالمة هاتفية مطولة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وأضاف البيت الأبيض أن ترامب تحدث بعد ذلك إلى قادة حلف شمال الأطلسي "الناتو"، بحسب ما ذكرت وكالة "رويترز". وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض إن ترامب أجرى "مكالمة مطولة" مع زيلينسكي من الطائرة الرئاسية أثناء عودته إلى واشنطن.

الى واشنطن الاثنين: وأعلن زيلينسكي، ان أوكرانيا مستعدة للتعاون البناء وتدعم عقد قمة ثلاثية تجمعها مع الولايات المتحدة وروسيا. وأضاف زيلينسكي على منصة إكس "أوكرانيا تؤكد استعدادها للعمل بأقصى جهد ممكن لتحقيق السلام"، مشيراً إلى أن القضايا الرئيسية يمكن مناقشتها على مستوى القادة، وأن القمة الثلاثية مناسبة لذلك. وأوضح أن الرئيس ترامب أطلعه على "النقاط الرئيسية" في محادثاته مع بوتين، وناقش خلال اتصالاته مع قادة أوروبا "إشارات إيجابية" بشأن الضمانات الأمنية. وأكد زيلينسكي أن أوروبا من الضروري أن تكون جزءاً من المحادثات في جميع مراحلها، مشيراً إلى أنه سيتوجه الإثنين إلى واشنطن لمناقشة "إنهاء القتل والحرب" مع ترامب.

 

وثيقة متداولة تكشف عن خطط تستهدف الجيش

نداء الوطن/17 آب/2025

تداولت وسائل إعلام ومواقع التواصل وثيقة منسوبة إلى قيادة الجيش اللبناني، تفيد بتوافر معلومات بتاريخ 10 آب 2025 عن مخطط محتمل تقف وراءه مجموعات أصولية متطرفة متمركزة داخل الأراضي السورية المحاذية للحدود اللبنانية، يهدف إلى خطف عناصر من الجيش اللبناني في منطقتي البقاع والشمال بغية مبادلتهم بموقوفين إسلاميين داخل السجون اللبنانية. وتُظهر الوثيقة أن قيادة الجيش طلبت من الوحدات العسكرية وفروع الاستخبارات اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر، وتعزيز الحراسة الليلية، إلى جانب رصد أي تحركات مشبوهة في الداخلين السوري واللبناني. ولم يصدر حتى الساعة أي تعليق رسمي من الجيش اللبناني لتأكيد أو نفي صحة هذه الوثيقة المتداولة.

 

"ستاندرد آند بورز" تُبقي تصنيف لبنان بالعملة الأجنبية عند SD وتحذر من ضعف الحوكمة

المركزية/16 آب/2025

رفعت وكالة التصنيف الائتماني الدولية «ستاندرد آند بورز» تصنيف لبنان طويل الأجل بالعملة المحلية إلى CCC مع نظرة مستقبلية مستقرة، فيما أبقت على تصنيفه بالعملة الأجنبية عند SD، بحسب ما نقلت وكالة “رويترز”. وأوضحت الوكالة أن مخاطر تخلف لبنان عن سداد الدين المحلي ما زالت قائمة، بسبب ضغوط الإنفاق، وصعوبة الوصول إلى الأسواق، وضعف الإدارة والحوكمة. كما أشارت إلى أن قيود السيولة في النظام المصرفي المحلي، إلى جانب بيئة اقتصادية غير داعمة، تزيد هذه المخاطر. وذكرت “ستاندرد آند بورز” أنها لا تتوقع أي تقدم ملموس في عملية إعادة هيكلة الديون اللبنانية على المدى القريب، ما يعكس استمرار تحديات الاقتصاد اللبناني والقيود المفروضة على تعافيه المالي.

 

الأكاديمية المارونية تحتفل بتخريج دفعة جديدة من أبناء الانتشار اللبناني

نداء الوطن/17 آب/2025

اختتمت المؤسسة المارونية للانتشار برنامج أعمال الأكاديمية المارونية لهذا العام باحتفال تخرج الدفعة الجديدة التي ضمّت سبعين شابًا وشابة من أبناء الاغتراب اللبناني، جاؤوا من مختلف أنحاء العالم للمشاركة في هذا البرنامج الثقافي – الوطني المميّز. على مدى أسابيع، شارك الطلاب في سلسلة من المؤتمرات والندوات التي قدّمها نخبة من الشخصيات البارزة والمفكّرين، وتناولوا خلالها قضايا الهوية، الانتماء، ودور الانتشار اللبناني في دعم لبنان ورسالة كنيسة أنطاكية المارونية. وقد تشرّف الوفد بزيارة غبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، كما استُقبل من فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس مجلس الوزراء، حيث عرضت أمامهم رسالة الأكاديمية ورؤيتها في تعزيز الروابط بين لبنان المقيم ولبنان المنتشر. كما قام الطلاب بجولات ميدانية شملت أهم المواقع السياحية والدينية في لبنان، وتوّجت هذه المحطات بالقداس الإلهي في مزار سيدة لبنان – حريصا، حيث رفع الطلاب مع أبناء وطنهم الصلاة من أجل لبنان ورسالة الرجاء والسلام. واختُتم البرنامج بحفل عشاء رسمي تخلله حفل التخرّج، حيث تسلّم الطلاب شهادات إتمام الدورة إلى جانب أيقونة للقديسين اللبنانيين، عربون ارتباطهم بجذورهم ورسالتهم. إن الأكاديمية المارونية تؤكد من جديد التزامها بتنشئة جيل لبناني – اغترابي مؤمن بهويته، فخور بانتمائه، ومصمّم على المساهمة في مستقبل وطنه أينما كان.

 

الموسوي: حصر السلاح ممكن.. لكن نزعه مرفوض

المركزية/16 آب/2025

أكد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب إبراهيم الموسوي، في حديث لقناة الجزيرة، أن حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية "أمر ممكن من حيث المبدأ"، لكنه شدد على أن "نزع السلاح مختلف تماماً" ويُعد طرحاً غير واقعي في ظل التهديدات الإسرائيلية المستمرة. وتساءل الموسوي: "بأي منطق يُطلب من لبنان نزع قوّته الدفاعية فيما يروّج بنيامين نتنياهو لمشروع إسرائيل الكبرى؟"، لافتاً إلى أن الحكومة إذا كانت تتعرض لضغوط خارجية، فعليها أن توازن ذلك مع الانتباه لما يواجهه الداخل اللبناني من تحديات. وأشار إلى أن "ملف الدفاع الوطني يجب أن يُناقش داخلياً وبعيداً عن أي إملاءات خارجية"، مؤكداً أن "حزب الله منفتح على الحوار، ويتعامل بإيجابية مع أي مبادرة جدية".وفي ختام حديثه، شدد الموسوي على أن "إسرائيل لم تنفّذ أي بند من التزاماتها، فيما الجهات الدولية الضامنة لا تزال غائبة عن المشهد"، ما يُعزز، بحسب رأيه، الحاجة إلى بقاء عناصر القوة في يد لبنان.

 

عاصفة سياسية بعد خطاب قاسم: سجالٌ حول السّلاح والشرعية

المدن/16 آب/2025

أثار الخطاب الأخير للأمين العامّ لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، ردود فعلٍ سياسيّةً واسعةً في لبنان، بعدما اعتبره خصوم الحزب تصعيدًا غير مسبوقٍ ينطوي على تهديدٍ مباشرٍ لمؤسّسات الدّولة اللّبنانيّة وللشّرعيّة الدّستوريّة. وتركّزت المواقف المنتقدة حول مطلبٍ أساسيٍّ: حصر السّلاح بيد الدّولة اللّبنانيّة والجيش، ورفض أيّ تلويحٍ بالحرب الأهليّة أو تجاوزٍ لمؤسّسات الحكم.

جعجع: اللّبنانيّون الأحرار في مواجهة التّهديد

رئيس حزب "القوّات اللّبنانيّة" سمير جعجع أصدر بيانًا لاذعًا، وصف فيه خطاب قاسم بأنّه "مرفوضٌ بالمقاييس كافّة"، معتبرًا أنّه يشكّل تهديدًا مباشرًا للحكومة وللأكثريّة النّيابيّة الّتي منحتها الثّقة، وللمؤسّسات الدّستوريّة كافة. وأكّد جعجع أنّ قاسم أخطأ حين افترض غياب اللّبنانيّين الأحرار أو قدرته على فرض هيبةٍ على الشّارع. وأضاف: "نحن نشكّل الأكثريّة الكبرى في لبنان، ونقف خلف رئيس الجمهوريّة ورئيس الحكومة السّاعيين إلى إعادة انتظام الدّولة وإحياء ثقة المجتمع الدّوليّ بلبنان". وشدّد على أنّ المرحلة الحاليّة "تأسيسيّةٌ بامتياز"، داعيًا إلى بذل كلّ الجهود لعدم السّماح بإفشال هذه المحاولة، وإعادة الاعتبار إلى مؤسّسات الدّولة.

منيمنة: السّلاح خارج الدّولة أزمةٌ دائمة

من جانبه، شدّد النّائب إبراهيم منيمنة على أنّ "المطلوب من حزب الله بعد وقف إطلاق النّار وخطاب القسم والبيان الوزاريّ هو إعلانٌ صريحٌ بتسليم السّلاح إلى الدّولة"، لكنّه رأى أنّ الحزب لا يزال "يلتفّ على العهود داخل حلقةٍ مفرغة". وأوضح أنّ غياب الثّقة في الدّولة لا يبرّر بقاء السّلاح خارج الشّرعيّة، لافتًا إلى أنّ هذا السّلاح "عمّق الانقسام وأضعف الموقف الوطنيّ ومنح إسرائيل ذرائع إضافيّةً للاعتداء". ودعا منيمنة إلى الالتفاف حول الجيش اللّبنانيّ، محذّرًا من أنّ التّلويح بالحرب الأهليّة "يهدّد النّسيج الوطنيّ ويقوّض المسار الإصلاحيّ". كما شدّد على أنّ انتخاب الرّئيس جوزيف عون وتكليف الرّئيس نواف سلام تشكيل الحكومة يشكّلان "مرحلةً جديدةً هدفها استعادة الدّولة لا العودة إلى النّموذج السّابق القائم على التّفاهمات المباشرة مع الحزب خارج مؤسّسات الدّولة".

حنكش: سلاح حزب الله صار موجّهًا إلى الدّاخل

ورأى النّائب إلياس حنكش أنّ خطاب قاسم الأخير تجاوز الحدود، وقال إنّ "هناك شرعيّةً في لبنان، وقاسم هدّد هذه الشّرعيّة واللّبنانيّين جميعًا". وأشار إلى أنّ سلاح الحزب لم يمنع إسرائيل من التّدمير، ولا حمى قاداته، بل جرّ الويلات إلى الدّاخل اللّبنانيّ. وأضاف: "اليوم يهدّد قاسم اللّبنانيّين بحربٍ وباستعمال السّلاح ضدّهم، بعدما كان يفترض أن يكون موجّهًا إلى إسرائيل". وشدّد حنكش على أنّ حزب الله "ليس أكبر من الدّولة"، داعيًا إلى تنفيذ القرار الحكوميّ بحصر السّلاح، بالتّزامن مع تحرّكٍ دبلوماسيٍّ يوقف الخروقات الإسرائيليّة. واعتبر أنّ "الحزب أمام فرصةٍ للمساهمة في بناء لبنان جديد"، رافضًا "ربط مصائر اللّبنانيّين بأجندةٍ إقليميّةٍ لا تعبّر عن تطلّعاتهم".

أبو الحسن: استدعاء لغة الحرب الأهليّة خطرٌ على لبنان

بدوره، وصف النّائب هادي أبو الحسن، أمين سرّ كتلة "اللّقاء الدّيموقراطيّ"، خطاب قاسم بأنّه "مستفزٌّ ويستحضر مفرداتٍ ولّى عليها الزّمن"، متسائلًا: "حربٌ أهليّةٌ مع من؟ لا أحد يريد حربًا أهليّةً، ومن يسعى إليها هو العدوّ الإسرائيليّ". ورأى أنّ تصعيد الحزب يتناقض مع البيان الوزاريّ الّذي وافقت عليه كلّ القوى، والّذي نصّ على تطبيق اتّفاق الطّائف، والقرار 1701، وحصر السّلاح. وكشف أبو الحسن أنّ الحكومة اللّبنانيّة اتّخذت قرارًا بتكليف الجيش وضع خطّةٍ زمنيّةٍ لحصر السّلاح في يد الدّولة قبل نهاية العام، مؤكّدًا أنّ هذا المسار يجري برعايةٍ وضماناتٍ عربيّةٍ ودوليّة. وقال: "رفض الحزب لهذا المسار سيستدرج حربًا جديدةً، فيما المطلوب اليوم تحصين لبنان بالانخراط في الحاضنة العربيّة والدّوليّة، وتفادي تقديم ذرائع مجّانيّةٍ لإسرائيل". وأشار إلى أنّ الجميع يجمع على وطنيّة الجيش، الّذي يعدّ الخطّة تحت إشرافٍ دوليٍّ، ويحظى بوعود دعمٍ تصل إلى مليار دولارٍ سنويًّا. وانتقد أبو الحسن نبرة التّهديد الّتي ختم بها قاسم خطابه بعبارة "وعلى لبنان السّلام"، متسائلًا: "إلى من يوجّه هذا الكلام؟ إلى الشّريك اللّبنانيّ الّذي احتضن جمهور المقاومة وحدّد إسرائيل كعدوٍّ؟".

 مشهدٌ مأزومٌ وسط استحقاقاتٍ كبرى

 لقد كشف خطاب قاسم، وما تبعه من ردود فعلٍ عنيفةٍ، حجم الهوّة بين الحزب وخصومه في النّظرة إلى مستقبل لبنان ودوره في المنطقة. ففي حين يرى معارضوه أنّ استمرار السّلاح خارج الدّولة يهدّد الكيان ويقوّض فرص الإنقاذ، يتمسّك الحزب بخطابٍ يعتبره هؤلاء "تهويليًّا" في لحظةٍ إقليميّةٍ دقيقة.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

السويداء: تظاهرات تطالب بالاستقلال أو الانضمام لإسرائيل

المدن/16 آب/2025

تظاهر المئات في محافظة السويداء جنوبي سوريا، اليوم السبت، للمطالبة باستفتاء شعبي لاستقلال المحافظة عن سوريا، أو الانضمام إلى إسرائيل، تخللها رفع علم الاحتلال الإسرائيلي.

وقالت مصادر محلية لـ"المدن"، إن المئات تظاهروا في ساحة السير وسط مدينة السويداء، تحت شعار "حق تقرير المصير"، طالبوا خلالها بإجراء استفتاء شعبي للانفصال عن سوريا، وذلك تلبية لدعوة من "حزب اللواء السوري" المتهم بتقلي دعم من قبل الاحتلال الإسرائيلي، والزعامة الروحية للدروز ممثلة بالشيخ حكمت الهجري. ورفع المتظاهرون لافتات خُطّ عليها عبارات تمجّد الاحتلال الإسرائيلي، وتطالب بالانضمام إليه، كما هتف المتظاهرون ضد الإدارة السورية والرئيس السوري أحمد الشرع، حيث وصفوا الإدارة بـ"الإرهابية" والشرع بـ"الإرهابي"، كما وصفوا حكّام سوريا بـ"الدواعش". إضافة إلى مظاهرة ساحة "السير"، خرجت مظاهرة في مدينة شهبا تحت نفس الشعار، طالبت بـ"الأسرى" لدى الحكومة السورية، معربين عن رفضهم دخول الحكومة السورية ومؤسساتها إلى المحافظة، كما طالبوا بخروج القوات السورية من القرى التي تتواجد بها في غرب وشمال المحافظة. وتسبّبت المظاهرة بحالة من الغضب في أوساط السوريين، جراء دعوتها إلى الاستقلال أو الانضمام إلى إسرائيل، مطالبين "الوطنيين" في السويداء بكبح جماح ظاهرة رفع العلم الإسرائيلي، ودعوات الانفصال. واعتبر ناشطون سوريون أن هذه التظاهرة لا تمثّل السويداء وأهلها ومطالبها، محمّلين المسؤولية لبضع مئات من المتظاهرين، لا يمثلون الدروز البالغ عددهم أكثر من 500 ألف شخص في السويداء، مؤكدين أن المعارضين لتوجهات الهجري، لا يجرؤون على قول رأيهم حول ذلك، خوفاً من انتقام "ميلشيات الهجري" و"حزب اللواء" منهم. تأتي التظاهرة بعد يوم على تصريحات محافظ السويداء مصطفى بكور، المحافظة الرسمية، دعا خلالها إلى "إصلاح ذات البين وتأليف القلوب بين العشائر والدروز، بما يضمن وحدة الصف ويصون النسيج الوطني من كل ما يهدّده من خلاف أو فرقة". وقال بكور في بيان، أمس الجمعة، إن "السلم الأهلي ليس خياراً، بل ضرورة وطنية وأخلاقية، وهو حجر الأساس في أي مشروع تنموي أو إصلاحي"، كما دعا جميع الأطراف إلى "تغليب لغة العقل والانفتاح على مبادرات الصلح والتفاعل الإيجابي مع جهود الإصلاح بعيداً عن التوتر والانقسام". وأضاف: "نهيب بالجميع أن يكونوا عوناً في ترسيخ ثقافة التسامح، والمساهمة في بناء جسور الثقة، وإثبات أن أبناء هذه الأرض، على اختلاف انتماءاتهم، قادرون على التلاقي والتصافي والتعاون لما فيه خير الوطن والمواطن". وكانت عدة شخصيات من درعا قد أطلقت مبادرة إلى "إصلاح ذات البين" بين الدروز والعشائر من جهة، والدروز والحكومة السورية من جهة أخرى، على خلفية الأحداث التي شهدتها محافظة السويداء في تموز/يوليو الماضي، والتي خلّفت نحو ألف و500 قتيل من كل الأطراف.

 

 دير الزور: "قسد" تقتحم قريتين وتعتقل 18 مدنياً

المدن/16 آب/2025

اقتحمت قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، قريتين في ريف ديرالزور الشرقي، ليل الجمعة/السبت، تخللها اعتقال عدد من المدنيين، وسط اشتباكات بأكثر من نقطة مع قوات من الجيش السوري على ضفاف نهر الفرات. وقال مصدر محلي من ديرالزور لـ"المدن"، إن "قسد" اقتحمت بلدة غرانيج والكشكية في منطقة الشعيطات في الريف الشرقي لديرالزور، وذلك على خلفية اختطاف أربعة من عناصرها في غرانيج من قبل مجهولين. وأضافت أن "قسد" ركّزت في اقتحامها على بلدة غرانيج، وشنّت حملة دهم واعتقال لمنازل القرية، لافتاً إلى اعتقال 18 شخصاً من غرانيج والكشكية. كما لفت إلى قيام القوات المقتحمة بإحراق عدد من منازل المدنيين، بينهم منزل أحد قادة "مجلس ديرالزور العسكري" السابق، وذلك على خلفية انشقاقه عن المجلس التابع لـ"قسد"، قبل أشهر، وسط حالة من التوتر الأمني في منطقة الشعيطات. وأشار إلى أن قوات "قسد" انسحبت من غرانيج، لكنه لاتزال تفرض حصاراً عليها. وبرّرت "قسد" الحملة بأنها جاءت على خلفية اختطاف أربعة عناصر من أحد المراكز الصحية في غرانيج، الأربعاء الماضي، موضحةً أنها استطاعت "تحرير" العناصر المختطفين، كما ادعت أن من اختطفهم هي خلية "يُشتبه" بتبعيتها إلى تنظيم "داعش". وأضافت في بيان، أن القوات الأمنية "تواصل عمليتها الأمنية حتى القضاء الكامل على أفراد الخلية الإرهابية". وأشار المصدر المحلي إلى اندلاع اشتباكات بين القوات السورية ومجموعات من "قسد"، على ضفاف نهر الفرات، خلال الساعات الماضية، وسط معلومات عن وجود قتلى وجرحى في صفوف "قسد". ويتبادل الجانبان الاتهامات بخرق وقف إطلاق النار في ريف ديرالزور الشرقي، على خلفية التوتر السياسي الحاصل، في أعقاب عقد "قسد" لمؤتمر "وحدة مكونات شمال شرق سوريا" في مدينة الحسكة، قبل أسبوع، حيث خرج ببيان يدعو لحكم لامركزي وتشكيل دستور جديد للبلاد، وهو ما دانته الحكومة السورية، واعتبرته ضربة لجهود التفاوض بشأن اتفاق 10 آذار/مارس. وقبل أسبوع، اتّهمت "قسد"، الفصائل المنضوية ضمن وزارة الدفاع والتي كانت مدعومة من تركيا، بخرق وقف إطلاق النار على الجبهات معها، بما في ذلك في حيي الأشرفية والشيخ مقصود، مضيفةً أن ذلك يتعارض مع اتفاق 10 آذار. والثلاثاء الماضي، أعلنت وزارة الدفاع السورية مقتل أحد جنود من الجيش السوري، إثر محاولتي تسلل لعناصر "قسد" على محاور تل ماعز بريف منبج شرقي حلب. سبق ذلك بأيام، بيان من وزارة الدفاع، قالت فيه إنها قصف مواقع "قسد" بعد إصابة 4 من عناصرها بقصف للأخيرة على ريف منبج شمال شرق حلب، في حين نفت الأخيرة تلك الاتهامات.

 

دمشق: انفجار عبوة ناسفة في حي المزة

المدن/16 آب/2025

دوى انفجار قوي في العاصمة دمشق، مساء اليوم السبت، جراء انفجار عبوة ناسفة في حي المزة (غرب)، في حين تتحدث المعلومات عن عدم وجود إصابات. وقال مراسل "المدن" من دمشق، إن الأنباء الأولية تشير إلى أن الانفجار ناجم عن عبوة ناسفة انفجرت قرب فندن جولدن في حي المزة غرب العاصمة. وأضاف المراسل أن الأمن السوري انتشر في محيط الانفجار، وبدأ التحقيقات لمعرفة أسبابه، فيما أفادت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن الانفجار ناجم عن عبوة ناسفة كانت مزروعة داخل سيارة من طراز قديم. ولفتت مصادر محلية إلى أن سيارات الإسعاف هرعت بكثافة إلى مكان الانفجار، مشيرةً  إلى أن الأنباء الأولية تشير إلى عدم وجود إصابات جراء انفجار العبوة.

 

نتنياهو يريد صفقة شاملة في غزة ولكن بشروط “صارمة”

سكاي نيوز عربية/16 آب/2025

أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء اليوم، أن إسرائيل مستعدة للموافقة على اتفاق، لكن بشروط محددة وصارمة.

وقال البيان الصادر عن مكتب نتنياهو: “إسرائيل ستوافق على اتفاق بشرط إطلاق سراح جميع الأسرى دفعةً واحدة، وبما يتوافق مع شروطنا لإنهاء الحرب، والتي تشمل نزع سلاح حماس، ونزع سلاح قطاع غزة، والسيطرة الإسرائيلية على محيطه، وإقامة حكومة غير تابعة لحماس أو للسلطة الفلسطينية تعيش بسلام مع إسرائيل.” وعلى جانب آخر، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، السبت، إن الجيش سيبدأ اعتبارًا من يوم الأحد بتزويد سكان غزة بالخيم ومعدات أخرى، تمهيدًا لنقلهم من مناطق القتال إلى مناطق وُصفت بأنها “آمنة” في جنوب القطاع. ويأتي ذلك بعد أيام من إعلان إسرائيل نيتها شنّ هجوم جديد للسيطرة على شمال مدينة غزة، أكبر المراكز الحضرية في القطاع، في خطة أثارت قلقًا دوليًا بشأن مصير الشريط المدمر الذي يقطنه نحو 2.2 مليون شخص. وأضاف أدرعي، في منشور على منصة “إكس”، أن المعدات ستُنقل عبر معبر كيرم شالوم الإسرائيلي بواسطة الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة دولية أخرى، بعد خضوعها لتفتيش دقيق من قبل موظفي وزارة الدفاع. ولم يرد جهاز “كوغات”، وهو الهيئة العسكرية المسؤولة عن تنسيق المساعدات، على الفور على طلب للتعليق بشأن ما إذا كانت هذه التحضيرات جزءًا من الخطة الجديدة. وتعقّد السيطرة على مدينة يسكنها نحو مليون فلسطيني جهود التوصل إلى وقف إطلاق النار لإنهاء الحرب المستمرة منذ نحو عامين، بينما يمضي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في خطته لمهاجمة آخر معقلين لحركة حماس.

مسودة اتفاق أميركي جديد

أفادت صحيفة “إسرائيل هيوم” بأن مسودة مقترح أميركي أعدت عقب محادثات في مصر هذا الأسبوع بين وفد حماس ووسطاء، تركز على تسوية دائمة متعددة المراحل، تبدأ بمخطط ويتكوف المقترح وتنتهي باتفاق وقف إطلاق نار طويل الأمد. ونقلت الصحيفة عن مصادر أميركية وعربية قولها إن المسودة الجديدة أعدت عقب المحادثات التي عقدت هذا الأسبوع في مصر بين وفد حماس والوسطاء، وأضافت المصادر أنه تم تهيئة البنية التحتية لكسر الجمود، رغم التصريحات المتكررة لكبار مسؤولي حماس حول رفضهم قبول شروط إنهاء الحرب. وتقول “إسرائيل هيوم” إن الفكرة وراء المسودة تكمن في تجنب التعارض مع النهج الإسرائيلي، الذي يدعو حاليا إلى التوصل إلى اتفاق شامل بدلا من اتفاق جزئي، والسماح بوقف إطلاق نار يفضي إلى إطلاق سراح بعض الرهائن إلى جانب وقف إطلاق النار. وأوضحت أن المرحلة الأولى هي مخطط ويتكوف مع تعديلات طفيفة، وهو مخطط وافقت عليه إسرائيل ورفضته حماس، ويتضمن إطلاق سراح نصف الرهائن، أحياء وأمواتا. وستشمل المفاوضات التي ستفتتح خلال وقف إطلاق النار مناقشات حول جميع شروط إنهاء الحرب، بما في ذلك نزع سلاح حماس ونفي قادتها المتبقين في قطاع غزة، ونقل المسؤولية المدنية إلى هيئة دولية. وقالت الصحفية أن من أهم المستجدات أن معاملة المدنيين في قطاع غزة بموجب المخطط الدولي ستبدأ خلال وقف إطلاق النار، حتى قبل التوصل إلى اتفاقات نهائية، وبالتالي ستتنازل حماس فعليا عن هذه السيطرة لهيئات أخرى. وتابعت أن الهدف هو إبعاد سكان غزة المدنيين عن معادلة الحرب، والقضاء على الاعتماد على حماس، والبدء في إعادة إعمار القطاع. ويقول أحد المسؤولين الأميركيين إن المفاوضات، في حال بدئها، قد لا تعقد في قطر، وأنه سيكون العرض الأخير لحماس لمنع الاحتلال الإسرائيلي الكامل للقطاع مع كل ما يترتب على ذلك من تداعيات. وحسب المصدر، تحظى إسرائيل بدعم أميركي كامل لمثل هذه الخطوة، إذا رفضت حماس ذلك. مع ذلك، أوضح أن الدعم الأميركي ليس نهائيا، وأن الرئيس ترامب عازم على إنهاء حرب غزة “في غضون أسابيع أو بضعة أشهر على الأكثر”.

 

 الرئاسة الفلسطينية تعمل للإفراج عن مروان البرغوثي

المدن/16 آب/2025

أعلنت الرئاسة الفلسطينية أنها تسعى إلى الإفراج عن القيادي في حركة "فتح"، الأسير مروان البرغوثي. وقال نائب رئيس السلطة الفلسطينية، حسين الشيخ، إن القيادة تبذل جهوداً على المستويات كافة من أجل الإفراج عن البرغوثي، وعن جميع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي. كلام الشيخ جاء خلال زيارته، اليوم السبت، منزل عائلة الأسير البرغوثي في إطار تأكيد الموقف الفلسطيني الثابت تجاه قضية الأسرى باعتبارها أولوية وطنية. وتأتي هذه الزيارة والتصريحات بعد يومين من نشر فيديو يؤكد اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني إيتمار بن غفير، الزنزانة التي يُعتقل فيها البرغوثي، إذ هدد بن غفير البرغوثي الذي ظهر بحالة سيئة نتيجة ظروف اعتقاله. وقوبل تهديد بن غفير للبرغوثي، المعتقل منذ أكثر من 23 عاماً والمحكوم بالسجن المؤبد، برفض واسع وسط مخاوف على حياته. واكد الشيخ أن الأسير البرغوثي، يشكل رمزاً للنضال الفلسطيني، مؤكداً خلال الزيارة أن ما يتعرض له الأسرى جراء السياسات الإسرائيلية، إعدام بطيء يتطلب تدخل الهيئات والمنظمات الدولية لحمايتهم. ورافق الشيخ في هذه الزيارة كل من رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية رائد أبو الحمص، وأمين سر حركة "فتح" في إقليم رام الله والبيرة موفق سحويل، وعدد من أعضاء لجنة الإقليم. وكانت حسابات مقربة من بن غفير قد نشرت مقطعاً مصوراً له برفقة مفوض مصلحة السجون كوبي يعقوبي، وهما يقتحمان زنزانة البرغوثي في العزل الانفرادي. وخلال الاقتحام، وجّه بن غفير تهديداً مباشراً إلى البرغوثي بالقول: "كل من يعبث بشعب إسرائيل، من يقتل أطفالنا، من يقتل نساءنا، سنبيده. لن تهزمنا". ونقل "العربي الجديد" عن عائلة الأسير البرغوثي وقتها أنها تشعر بقلق بالغ على حياته بعد نشر مقطع الفيديو الذي يظهر تهديدات بن غفير، مؤكدة أن ملامحه الشاحبة وآثار الإنهاك الواضحة تدل على ظروف احتجاز قاسية ومتعمدة في زنازين الاحتلال. وفي بيان لاحق لها، قالت العائلة إنها تخشى من إعدامه بقرار مباشر من بن غفير، خصوصاً بعد اقتحامه زنزانته وتهديده الصريح، محذّرة من أن تتحول الزنزانة إلى غرفة إعدام بطيء وسط صمت دولي مخزٍ.

 

 قوات الاحتلال تنسف منازل حي الزيتون.. 90 ألف فلسطيني نزحوا

المدن/16 آب/2025

قالت مصادر محلية من قطاع غزة، اليوم السبت، إن قوات الاحتلال تقوم بنسف عدد كبير من منازل الأهالي في حي الزيتون، جنوب شرقي مدينة غزة، وسط استمرار تقارير إسرائيلية عن أن "الجيش يستعد لتنفيذ عملية عسكرية فيها وفق توجيهات القيادة السياسية". ونقلت وكالة "الأناضول" عن المرصد الأورومتوسطي، أن "إسرائيل فجرت بروبوتات مفخخة، 400 منزل في حي الزيتون، خلال 6 أيام". وأضاف أن الهجوم الإسرائيلي على حي الزيتون دفع أكثر من 90 ألف فلسطيني إلى النزوح تحت القصف المكثف. وتحدثت تقارير إسرائيلية، عن أن "قادة الجيش يعقدون، اليوم، اجتماعاً في مقر قيادة المنطقة الجنوبية في بئر السبع، بشأن العملية العسكرية في غزة"، على أن يلتحق بالاجتماع، غداً الأحد، رئيس أركان الجيش إيال زامير، "للتصديق على خطط احتلال مدينة غزة". يأتي ذلك فيما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية ليل أمس الجمعة، أن "الفريق المفاوض الإسرائيلي يعتقد أنه يجب قبول فرصة صفقة جزئية تؤدي إلى الإفراج عن عدد كبير من الأسرى في غزة، في حال طرحت على طاولة المفاوضات غير المباشرة مع حماس". ولتحقيق مزيد من الضغط، تشهد مناطق عديدة في إسرائيل، غداً، تشويشات قطرية واحتجاجات واسعة النطاق تنظمها عائلات قتلى الحرب الإسرائيليين، وعائلات الرهائن المحتجزين في غزة، وذلك في إطار ما تصفه تقارير إسرائيلية بأنه "إضراب الشعب"، في "أسبوع الاحتجاجات". وقال تقرير لموقع "واينت"، اليوم، إنه من المنتظر أن تبدأ فعاليات "الإضراب الكبير من القاعدة إلى القمة"، بعد أن أعلنت عشرات الشركات الخاصة، ومجالس محلية، وجامعات، وهيئات اقتصادية، عن "إفساح المجال أمام موظفيها للمشاركة في النشاطات الاحتجاجية". وأضاف التقرير أن "التحضيرات تحظى بموجة تأييد واسعة، وهي في تزايد مستمر".ونقل عن مصدر أن الفعاليات الاحتجاجية المرتقبة "ستتواصل طوال اليوم، ابتداءً من الساعة 6:29 صباحًا" في إشارة إلى توقيت بدء "هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر". كما ومن المرتقب أن تعقد عائلات الرهائن والقتلى، مؤتمراً صحافياً، إلى جانب "التظاهرات والاعتصامات في عشرات تقاطعات الشوارع في مناطق عديدة من البلاد"، إضافة إلى "احتجاجات أمام منازل أعضاء الكنيست من الائتلاف الحكومي". وكان رهائن إسرائيليون ممن أفرج عنهم من غزة وعائلات رهائن محتجزين في القطاع، قد تظاهروا، أمس الجمعة، قبالة منزل وزير الأمن يسرائيل كاتس، في "كفار أحيم" جنوبي البلاد. وطالبوا حكومة نتنياهو وكاتس بالانضمام إليهم، والتوصل إلى صفقة شاملة تؤدي إلى الإفراج عن الأسرى دفعة واحدة مقابل إنهاء الحرب على غزة. في غضون ذلك، تستمر آلة القتل الإسرائيلية في حدث أرواح الفلسطينيين في قطاع غزة، عبر القصف والتجويع واستهداف طالبي المساعدات. وسقط 25 شهيداً، منذ فجر اليوم، بنيران الاحتلال في أنحاء القطاع من بينهم 12 من منتظري المساعدات. واستشهد 51 شخصاً وأصيب 369 آخرون، بنيران الاحتلال في غزة، في آخر 24 ساعة، لترتفع بذلك حصيلة ضحايا حرب الإبادة منذ 7 نشرين الأول 2023، إلى 61 ألفاً و827 شهيداً و155 ألفاً و275 إصابة، بينهم  ألف و898 شهيداً وأكثر من 14 ألفاً و113 إصابة من المجوّعين، بعد استشهاد 17 شخصاً وإصابة 250 آخرين من منتظري المساعدات بنيران الاحتلال في آخر 24 ساعة. وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم، ارتفاع حصيلة وفيات التجويع المتواصل إلى 251 فلسطينياً، بينهم 108 أطفال. وقال المدير العام للوزارة منير البرش، في بيان، إن "مستشفيات غزة سجلت خلال 24 ساعة، وفاة 11 حالة نتيجة سوء التغذية". وأضاف أن إجمالي "وفيات المجاعة وسوء التغذية يرتفع بذلك إلى 251 شهيداً، بينهم 108 أطفال"، منذ 7 تشرين الأول 2023.ومنذ 2 آذار/مارس الماضي، تغلق إسرائيل جميع المعابر المؤدية إلى غزة، ما أدخل القطاع في حالة مجاعة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده، وتسمح بدخول كميات محدودة لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات المجوعين الفلسطينيين. ومؤخراً، حذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، من أن "ثلث سكان غزة (من أصل نحو 2.4 مليون فلسطيني) لم يأكلوا منذ أيام عدة".

 

31 دولة عربية-إسلامية تدين تصريح نتنياهو بشأن إسرائيل الكبرى

المدن/16 آب/2025

أدان بيان مشترك صادر عن وزراء خارجية 31 دولة عربية وإسلامية، والأمناء العامين للجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، ومجلس التعاون الخليجي، تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي تحدث فيها عن رؤيته حول "إسرائيل الكبرى". وبحسب وكالة الأنباء الأردنية "بترا"، فقد أدان الوزراء والأمناء العامون، "بأشدّ العبارات التصريحات التي أدلى بها بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل (القوة القائمة بالاحتلال)، والتي نقلتها وسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن ما يُسمى بـ(إسرائيل الكبرى)، والتي تمثّل استهانة بالغة وافتئاتاً صارخاً وخطيراً لقواعد القانون الدولي، ولأسس العلاقات الدولية المستقرة، وتشكّل تهديداً مباشراً للأمن القومي العربي ولسيادة الدول، والأمن والسلم الإقليمي والدولي". وشدد البيان "على أنه في الوقت الذي تؤكّد فيه الدول العربية والإسلامية احترامها للشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة، ولا سيّما المادة 2 الفقرة 4 المتعلّقة برفض استخدام القوة أو التهديد بها، فإن الدول العربية والإسلامية سوف تتخذ كافة السياسات والإجراءات التي تُؤطر للسلام وتُكرّسه، بما يحقق مصالح جميع الدول والشعوب في الأمن والاستقرار والتنمية، بعيداً عن أوهام السيطرة وفرض سطوة القوة". وصدر البيان المشترك عن وزراء خارجية كل من الأردن، الجزائر، مملكة البحرين، بنغلادش، تشاد، جمهورية القُمر المتحدة، جيبوتي، مصر، غامبيا، إندونيسيا، العراق، الكويت، لبنان، ليبيا، المالديف، موريتانيا، المغرب، نيجيريا، سلطنة عُمان، باكستان، فلسطين، قطر، السعودية، السنغال، سيراليون، الصومال، السودان، سوريا، تركيا الإمارات واليمن، إضافة إلى أمين عام جامعة الدول العربية، وأمين عام منظمة التعاون الإسلامي، وأمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية. وأضاف البيان "كما يدين الوزراء بأشدّ العبارات موافقة الوزير الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش على خطة الاستيطان في المنطقة (E1)، وتصريحاته العنصرية المتطرفة الرافضة لإقامة الدولة الفلسطينية، ويعتبرون ذلك انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، واعتداءً سافراً على حق الشعب الفلسطيني غير القابل للتصرف في تجسيد دولته المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من يونيو/حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس المحتلة. ويُشدّدون على أن لا سيادة لإسرائيل على الأرض الفلسطينية المحتلة".

وأكد الوزراء والمنظمات في البيان، "رفضهم المطلق وإدانتهم لهذه الخطة الاستيطانية ولكافة الإجراءات الإسرائيلية غير القانونية، التي تُشكّل خرقاً فاضحاً للقانون الدولي ولقرارات مجلس الأمن. كما يُعيدون التأكيد على الرأي الاستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية، الذي شدّد على عدم قانونية الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية، وضرورة إنهائه فوراً، وإزالة آثاره والتعويض عن أضراره". وحذر الوزراء "من خطورة النوايا والسياسات الإسرائيلية الهادفة إلى ضم الأراضي الفلسطينية، واستمرار الحكومة الإسرائيلية المتطرفة في نهجها الاستيطاني التوسّعي في الضفة الغربية المحتلة". وجدد البيان المشترك، "التأكيد على رفض وإدانة جرائم العدوان الإسرائيلي والإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتأكيد على وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مع ضمان النفاذ غير المشروط للمساعدات الإنسانية لوقف سياسة التجويع الممنهج الذي تستخدمه إسرائيل كسلاح إبادة جماعية بما يتطلبه ذلك من إنهاء فوري للحصار الإسرائيلي القاتل على القطاع، وفتح المعابر الإسرائيلية مع قطاع غزة، وتحميل إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، كامل المسؤولية عن تبعات جرائمها في قطاع غزة". وأعاد التأكيد على "الرفض الكامل والمطلق لتهجير الشعب الفلسطيني بأي شكل من الأشكال وتحت أي ذريعة من الذرائع، والتأكيد على أن قطاع غزة جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة، وضرورة تولي السلطة الفلسطينية مسؤوليات الحكم في قطاع غزة كما في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، بدعم عربي ودولي".

 

 مقترح أميركي محدّث لوقف النار في غزة: تسوية دائمة على مراحل

المدن/16 آب/2025

ذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" اليوم السبت، أن واشنطن أعدت مقترحاً محدثاً من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، في أعقاب محادثات حركة "حماس" مع الوسطاء في القاهرة وبعد المحادثات مع إسرائيل هذا الأسبوع. وأشارت الصحيفة إلى أن جميع الأطراف تقوم بدراسة مسودة المقترح في الوقت الراهن، فيما وصفته مصادر أميركية وعربية بأنه بمثابة إنشاء "بنية تحتية لكسر الجمود في المفاوضات". وبحسب الصحيفة، ينص المقترح المحدّث على تسوية دائمة متعددة المراحل، تبدأ بمقترح المبعوث إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، وتنتهي بوقف إطلاق نار طويل الأمد. وتهدف فكرة مسودة المقترح المحدث إلى "تجنب الاصطدام بالموقف الإسرائيلي الذي يشدد حالياً على التوصل إلى اتفاق شامل لا إلى صفقة جزئية، وفي الوقت نفسه إتاحة وقف إطلاق نار يحقق الإفراج عن جزء من الأسرى الإسرائيليين مقابل وقف النار"؛ وفقا لما جاء في التقرير الإسرائيلي. وتقوم المرحلة الأولى على أساس مقترح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف مع إدخال تغييرات طفيفة عليه، والتي تنص على الإفراج عن نصف الأسرى الإسرائيليين الأحياء وجثث القتلى، على أن يتم خلال وقف إطلاق النار الدخول بمفاوضات حول شروط إنهاء الحرب بما في ذلك نزع سلاح حماس، وإجلاء قادتها المتبقين في القطاع ونقل المسؤولية المدنية إلى جهة دولية. وأشار التقرير الإسرائيلي إلى أن "المستجد في المقترح هو البدء بتطبيق الإدارة المدنية الدولية لأهالي القطاع خلال فترة وقف إطلاق النار، وقبل التوصل إلى اتفاقات نهائية، ما يعني تخلي حماس فعلياً عن سيطرتها المدنية لصالح جهات أخرى، وذلك بهدف إخراج المدنيين في غزة من معادلة الحرب، وإنهاء تبعيتهم لحماس، والبدء بإعادة إعمار القطاع". وذكر مصدر أميركي، أن "المفاوضات إذا انطلقت قد لا تكون في قطر، وسيتم تقديمها إلى حماس كخيار أخير لمنع الاحتلال الكامل للقطاع من قبل إسرائيل مع كل التداعيات المترتبة على ذلك". مضيفاً أن "إسرائيل تحظى بدعم أميركي كامل لعملية كهذه في حال رفضت حماس". لكن المصدر قال في الوقت نفسه، إن هذا الدعم ليس مفتوح المدى، مشيراً إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عازم على إنهاء الحرب في غزة "في غضون أسابيع أو أشهر قليلة على الأكثر". وأشار المصدر الأميركي، إلى أن التوقيت حرج في هذه المرحلة في ضوء الوضع الدبلوماسي الحساس حول العالم تجاه إسرائيل، والأحداث المرتبطة بالحرب المتوقعة مع انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/ سبتمبر، بعد أن أعلنت بعض الدول الغربية نيتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية والدفع باتجاه قرارات دولية ضاغطة لفرض إنهاء الحرب. ووفقاً لـ"يسرائيل هيوم"، لا يستبعد البيت الأبيض أن يقوم ترامب الذي أنهى 3 نزاعات بين الهند وباكستان، أذربيجان وأرمينيا، تايلاند وكمبوديا، بزيارة إسرائيل بهدف إتمام الاتفاق أو فور الاقتراب من توقيعه، باعتبار أن الحرب في غزة ستكون مهمته الأخيرة إذا نجحت مهمته بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا.

وفي الجانب الإسرائيلي، يشكك فريق التفاوض وكبار أجهزة الأمن والمستوى السياسي، في التغيير الظاهر بموقف "حماس"، لكن معظم المسؤولين يرون أنه إذا أمكن تحقيق الإفراج عن نصف الأسرى على الأقل ضمن مقترح ويتكوف أو صيغة مشابهة، فيجب القبول بها. ونقلت "يسرائيل هيوم" عن مسؤول إسرائيلي، قوله إن "التزام الدولة يشمل جميع المختطفين، ولذلك فإن مقترح على عدة مراحل يفضي إلى الإفراج عنهم جميعاً أفضل من مقترح ويتكوف وحده". فيما أبدى شكوكا حيال استعداد "حماس" لتنفيذ الشروط، معتبراً أن "ذلك يعتمد على حجم ضغط إيران، وعلى مدى اقتناع قيادة الحركة بأن الجيش ماض فعلاً نحو السيطرة الكاملة رغم الخلافات الداخلية في إسرائيل".

في غضون ذلك، استشهد 35 فلسطينياً في قطاع غزة منذ فجر اليوم السبت، بينهم 15 من منتظري المساعدات. وأعلنت وزارة الصحة في غزة، عن استشهاد 70 شخصاً وإصابة 385 آخرين بنيران الاحتلال في آخر 24 ساعة، فيما سجلت 11 حالة وفاة إحداها لطفل بسبب التجويع وسوء التغذية، لترتفع حصيلة ضحايا التجويع إلى 251 شهيداً بينهم 108 أطفال، فيما بلغت حصيلة ضحايا حرب الإبادة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 61897 شهيداً و155660 إصابة. في الأثناء، حذّرت وزارة الداخلية في غزة، من "مخاطر تداعيات التصعيد في العدوان الإسرائيلي في مدينة غزة". وقال مصدر في الوزارة لـ"فرانس برس" إن العملية العسكرية البرية الإسرائيلية "متواصلة في منطقتي الزيتون وتل الهوى في جنوب مدينة غزة"، مشيرة الى أن الجيش دمّر "عشرات المنازل ويقوم بتجريف الطرق والمباني". من جهتها، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، اليوم السبت، إن مليون امرأة وفتاة بقطاع غزة يواجهن "مجاعة جماعية"، جراء الحصار الإسرائيلي والحرب المستمرة. وأوضحت الوكالة، في منشور على منصة شركة "إكس"، أن "مليون امرأة وفتاة يواجهن مجاعة جماعية، إضافة إلى العنف والإساءة". وأضافت أن "النساء والفتيات في غزة يضطررن إلى تبني استراتيجيات بقاء متزايدة الخطورة، مثل الخروج للبحث عن الطعام والماء مع التعرض لخطر القتل الشديد"، خلال لجوئهن إلى أساليب للبقاء على قيد الحياة رغم ما تنطوي عليه من مخاطر كبيرة. دولياً، وصفت رئيسة الوزراء الدنماركية ميته فريدريكسن، رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، بأنه " يُمثل مشكلة في حد ذاته"، مؤكدة رغبتها في الاستفادة من تسلم بلادها الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي لزيادة الضغط على إسرائيل. وقالت في مقابلة مع صحيفة "يولاندس بوستن" الدنماركية، اليوم، إن "نتنياهو بات يُمثل مشكلة في حد ذاته"، وحكومته "تجاوزت الحدود". وأعربت عن "أسفها للوضع الإنساني المُروع والكارثي للغاية" في غزة، منددة كذلك بخطة جديدة لبناء وحدات استيطانية في الضفة الغربية المحتلة.

 

 بوتين: القمة مع ترامب كانت صريحة ومفيدة للغاية

المدن/16 آب/2025

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم السبت، إنه ناقش مع نظيره الأميركي دونالد ترامب خلال قمتهما سبل إنهاء النزاع في أوكرانيا "على أساس عادل". وفي حديثه مع مسؤولين كبار في موسكو غداة اللقاء في ولاية ألاسكا، أكد بوتين أن القمة مع ترامب جاءت "في الوقت المناسب" وكانت "مفيدة للغاية"، وفق تصريحات نشرها الكرملين. وأضاف: "لم نجر مفاوضات مباشرة من هذا النوع على هذا المستوى منذ فترة طويلة"، قائلاً: "لقد أتيحت لنا الفرصة لتأكيد موقفنا بهدوء وتفصيل".وشدد الرئيس الروسي على أن "المحادثات كانت صريحة وجوهرية للغاية، وهي في رأيي تقرّبنا من القرارات اللازمة".وفي وقت سابق اليوم، استبعد ترامب وقفاً فورياً لإطلاق النار في أوكرانيا، مشيراً إلى أنه يدفع مباشرة نحو "اتفاق سلام". وكان ترامب وبوتين، عقدا مؤتمراً صحافياً مشتركاً تبادلا فيه كلمات الثناء من دون أن يجيبا على أسئلة الصحافيين. وقال ترامب: "لم نصل إلى هناك بعد، لكننا أحرزنا تقدماً. لا اتفاق حتى يتم التوصل إلى اتفاق". ووصف الاجتماع بأنه "مثمر جداً" مع التوافق على "العديد من النقاط"، مردفاً من دون إسهاب "لم يتبق فقط سوى عدد قليل جداً، بعضها ليس بتلك الأهمية، وربما يكون أحدها هو الأهم". وتحدث بوتين أيضاً بكلمات عامة، وقال: "نأمل بأن يمهد التفاهم الذي توصلنا إليه (...) الطريق للسلام في أوكرانيا". ولطالما شدد بوتين على أن اتفاق سلام شامل فقط هو الذي يمكن أن يوقف الحرب التي خلفت عشرات الآلاف من القتلى وتدميرا واسع النطاق في أوكرانيا. وتحدث مجدداً خلال القمة عن معالجة "الأسباب الجذرية" للنزاع، وقال بعض المحللين إن ترامب قد يكون قدم تنازلات. وصرّح الرئيس الأميركي لقناة "فوكس نيوز" أن الأمر الآن "يقع على عاتق الرئيس زيلينسكي"، مضيفاً أن تقييمه للقمة "عشرة من عشرة".وبعدما توعد روسيا قبل القمة بـ"عواقب خطيرة" إذا لم تقبل بوقف الحرب، قال ترامب رداً على سؤال لـ"فوكس نيوز" إنه "بسبب ما جرى اليوم، أعتقد أنه لا يتحتم علي التفكير في ذلك الآن".

أما بوتين فحذّر كييف والعواصم الأوروبية من وضع "عقبات" أمام عملية السلام أو "محاولات تعطيل التقدم الناشئ من خلال الاستفزازات أو المكائد الخفية".وبينما كان ترامب يشير إلى لقاء ثان محتمل، ابتسم بوتين خلال المؤتمر الصحافي وقال بالإنكليزية "المرة المقبلة في موسكو".

وبعد عودته إلى واشنطن، قال ترامب في منشور عبر منصته "تروث سوشال": "قرّر الجميع أن أفضل طريقة لإنهاء الحرب المروّعة بين روسيا وأوكرانيا، هي الذهاب مباشرة إلى اتفاق سلام من شأنه أن ينهي الحرب، وليس مجرد اتفاق لوقف إطلاق النار لا يصمد في كثير من الأحيان". وأشار إلى أنه سيستقبل نظيره الأوكراني فلوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض بعد ظهر الاثنين. وأضاف: "إذا سارت الأمور على ما يرام، فسنحدد موعداً للقاء مع الرئيس بوتين"، مشيراً إلى قمة ثلاثية مع الرئيسين الروسي والأوكراني "من المحتمل أن تنقذ حياة ملايين الأشخاص".

وفيما يستعد زيلينسكي الذي لم يدع إلى القمة في أنكوريج، كما هي حال الأوروبيين، للتوجه إلى واشنطن، أعرب زعماء أوروبيون عن استعدادهم لتكثيف العقوبات ضد روسيا بعدما أطلعهم ترامب على نتائج القمة. وجاء ذلك عقب مكالمة مطوّلة بين ترامب وزيلينسكي وقادة أوروبيين، شاركت فيه رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لايين، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، ورئيس الحكومة البريطانية كير ستارمر، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته، واستمر "أكثر من ساعة بقليل". وأعرب المجتمعون بعدها عن دعمهم لعقد قمة جديدة. لكن بيانهم لم يذكر وقف إطلاق النار، بل أشار فقط إلى الحاجة لمزيد من العمل لإجبار روسيا على "التوصل إلى سلام عادل ودائم". وجاء في البيان "طالما استمر القتل في أوكرانيا، فنحن على استعداد لمواصلة الضغط على روسيا. سنواصل تشديد العقوبات والتدابير الاقتصادية المحدّدة الأهداف، للتأثير على اقتصاد الحرب الروسي إلى أن يتم تحقيق سلام عادل ودائم".

وخلال الاجتماع دعا ماكرون إلى مواصلة "الضغط" على روسيا حتى التوصل إلى "سلام راسخ ودائم يحترم حقوق أوكرانيا". وقال ماكرون في منشور على منصة "إكس" إنه "من الضروري أن نتعلّم كلّ دروس الأعوام الثلاثين الماضية، وخصوصا ميل روسيا الراسخ إلى عدم الوفاء بالتزاماتها". بدوره، أكد ستارمر اليوم السبت، أن "جهود" ترامب "تقرّبنا أكثر من أي وقت مضى" من إنهاء الحرب في أوكرانيا. وقال ستارمر في بيان: "مع إحراز تقدم، يجب أن تكون الخطوة التالية إجراء المزيد من المناقشات" التي تشمل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مؤكداً أنّه "لا يمكن تحديد مسار السلام في أوكرانيا من دونه".

وحققت روسيا في الأيام الأخيرة مكاسب ميدانية قد تعزز موقف بوتين في أي مفاوضات لاحقة لوقف إطلاق النار، رغم أن أوكرانيا أعلنت أثناء وصول بوتين أنها استعادت عدة قرى في شرق البلاد. وفيما كان الرئيسان يعقدان قمتهما في ألاسكا، شنّ الجيش الروسي هجوما على أوكرانيا بواسطة صاروخ و85 مسيّرة، وفقاً لسلاح الجو الأوكراني.وقال سلاح الجو في بيان عبر "تلغرام" إنه أسقط ليل الجمعة السبت 61 من المسيّرات بعضها من نوع "شاهد" الإيرانية التصميم. في موازاة ذلك، أعلنت القوات الروسية السيطرة على بلدتين في شرق أوكرانيا اليوم السبت.

 

واشنطن تعرض على كييف "ضمانات أمنية" دون الانضمام إلى "الناتو

المدن/16 آب/2025

اقترحت الولايات المتحدة على أوكرانيا، ضمانات أمنية مشابهة لتلك التي يقدمها حلف شمال الأطلسي (ناتو)، ولكن من دون الانضمام إلى الناتو. ونقلت وكالة "فرانس برس"، عن مصدر دبلوماسي، اليوم السبت، أن المقترح عُرض خلال مكالمة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقادة أوروبيين. وأضاف "كإحدى الضمانات الأمنية لأوكرانيا، اقترح الجانب الأميركي ضمانة تشبه المادة الخامسة من معاهدة حلف شمال الأطلسي"، مضيفاً "من المفترض أنه تمّ الاتفاق عليها مع (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين" خلال قمته مع ترامب أمس الجمعة في ألاسكا. ويعتمد الأمن المشترك في إطار حلف شمال الأطلسي، على المادة الخامسة من معاهدته، والتي تنصّ على أنّه إذا تعرّض أحد الأعضاء لهجوم، فإنّ التحالف بأكمله يدافع عنه. وأكد مصدر آخر مطلع على الأمر لـ"فرانس برس"، أن فكرة الحماية على غرار تلك التي يقدمها "الناتو" طُرحت خلال المكالمة. غير أنّه أشار إلى أن "لا أحد يعرف بالتفصيل كيف يمكن أن يتم ذلك، ولماذا يوافق بوتين عليها، إذا كان يعارض حلف شمال الأطلسي بشكل قاطع، كما يعارض بشكل واضح أي ضمانة فعّالة لسيادة أوكرانيا". وأوضح المصدر أنّ هذه المسألة قد تُطرح خلال اللقاء الذي سيُعقد بين ترامب وزيلينسكي، في واشنطن، الاثنين المقبل. ومن بين القضايا "العديدة" التي يفترض أن يتمّ التطرّق إليها، تنظيم لقاء ثلاثي محتمل بين بوتين وترامب وزيلينسكي، و"دور أوروبا" في عملية السلام، والضمانات الأمنية "وفعاليّتها"، إضافة إلى قضية الأراضي الأوكرانية التي تحتلّها موسكو. ووفق المصدر "نجح بوتين في دفع فكرة أن يتخلّى الأوكرانيون عن إقليم دونباس" الواقع في شرق البلاد، الأمر الذي يعارضه زيلينسكي. وتسعى أوكرانيا منذ فترة طويلة للانضمام إلى "الناتو"، غير أن ترامب رفض هذا الاحتمال بعد عودته إلى البيت الأبيض. وتطالب أوكرانيا بـ"ضمانات أمنية" قوية لمنع روسيا من مهاجمتها مجدداً، بعد وقف إطلاق النار على الجبهة. من جهتها، تعارض موسكو انضمام كييف إلى حلف شمال الأطلسي الذي تقول إنّه يشكل تهديداً وجودياً لأمنها. وانتهت فجر اليوم، في ألاسكا، القمة التي جمعت الرئيس الروسي ونظيره الأميركي، من دون إعلان أي خطة سلام لأوكرانيا، ومع ذلك، بدا في موسكو أن اللقاء أثار بعض الرضا والآمال. وكان ترامب هدد روسيا بـ"عواقب وخيمة جدا" إذا لم توافق على إنهاء الحرب، لكنه قال بعد لقائه بوتين إنه لا يفكر في اتخاذ أي إجراءات فورية، رغم أن موسكو تخضع لعقوبات غربية صارمة منذ العام 2022. واعتُبرت زيارة الرئيس الروسي إلى الولايات المتحدة، بمثابة انتصار دبلوماسي لبوتين الذي ظل معزولا عن العالم الغربي منذ الهجوم على أوكرانيا في العام 2022.

وتخشى أوكرانيا والدول الأوروبية من أن تكون هذه القمة قد منحت فلاديمير بوتين فرصة للتأثير على نظيره الأميركي الذي كان قد أشار سابقاً إلى احتمال تقديم تنازلات إقليمية. وقال المحللة السياسية الروسية تاتيانا ستانوفايا: "هذا اللقاء لم يكن فشلاً ولا نجاحاً"، لكن القمة عززت "اقتناع ترامب بأن روسيا لا يمكن هزيمتها". وكتبت على "تلغرام": "استنتاجه الاستراتيجي الرئيسي هو أنه لن يدعم أوكرانيا بشكل مطلق كما تفعل أوروبا، لأنه لا يعتقد أن أوكرانيا تستطيع الانتصار في الحرب ضد قوة نووية". من جهته، توقع السيناتور الجمهوري الأميركي ليندسي غراهام، التوصل إلى السلام في أوكرانيا قبل عيد الميلاد. وكتب غراهام على منصة "إكس": "إذا كان هناك اجتماع ثلاثي بين الرئيس (ترامب) والرئيس الأوكراني وبوتين، عندئذ فإنني متفائل بحذر بأن تلك الحرب ستنتهي قبل الكريسماس بكثير". وأضاف أن "تصور ترامب لموافقة بوتين على عقد مثل هذا الاجتماع كان أعظم نجاح لاجتماع ألاسكا". وتابع: "إذا لم يحدث الاجتماع، أعتقد أن الرئيس ترامب ربما يفرض عقوبات قاسية على بوتين وهؤلاء الذين يشترون نفطه وغازه". غير أن الكرملين سرعان ما أوضح بعد الاجتماع في ألاسكا، أنه ليس هناك أي اتفاق بشأن قمة ثلاثية. وقال يوري أوشاكوف، مستشار السياسة الخارجية لبوتين، للتلفزيون الرسمي الروسي، إن عقد اجتماع ثلاثي مع زيلينسكي ليس مطروحاً. من جهته، اعتبر نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف، أن قمة ألاسكا "حمّلت كييف وأوروبا بشكل مباشر مسؤولية التوصل إلى نتائج في المفاوضات" لإنهاء الصراع في أوكرانيا. وقال مدفيديف، في بيان اليوم، إن الرئيس الروسي، عرض بالتفصيل على نظيره الأميركي، شروط موسكو لإنهاء القتال في أوكرانيا. وأشار إلى أن اللقاء الذي استمر نحو ثلاث ساعات أظهر أن ترامب رفض "على الأقل في الوقت الراهن" زيادة الضغوط على روسيا. ووصف "استئناف آلية الحوار"، على أعلى المستويات بين موسكو وواشنطن، بأنه تم "بهـدوء ومن دون إنذارات أو تهديدات". كما شدّد على أن القمة أثبتت إمكانية إجراء مفاوضات غير مشروطة، حتى في ظل استمرار ما تسميه موسكو "العملية العسكرية الخاصة".

 

 بوتين: القمة مع ترامب كانت صريحة ومفيدة للغاية

المدن/16 آب/2025

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم السبت، إنه ناقش مع نظيره الأميركي دونالد ترامب خلال قمتهما سبل إنهاء النزاع في أوكرانيا "على أساس عادل". وفي حديثه مع مسؤولين كبار في موسكو غداة اللقاء في ولاية ألاسكا، أكد بوتين أن القمة مع ترامب جاءت "في الوقت المناسب" وكانت "مفيدة للغاية"، وفق تصريحات نشرها الكرملين. وأضاف: "لم نجر مفاوضات مباشرة من هذا النوع على هذا المستوى منذ فترة طويلة"، قائلاً: "لقد أتيحت لنا الفرصة لتأكيد موقفنا بهدوء وتفصيل".وشدد الرئيس الروسي على أن "المحادثات كانت صريحة وجوهرية للغاية، وهي في رأيي تقرّبنا من القرارات اللازمة".وفي وقت سابق اليوم، استبعد ترامب وقفاً فورياً لإطلاق النار في أوكرانيا، مشيراً إلى أنه يدفع مباشرة نحو "اتفاق سلام". وكان ترامب وبوتين، عقدا مؤتمراً صحافياً مشتركاً تبادلا فيه كلمات الثناء من دون أن يجيبا على أسئلة الصحافيين. وقال ترامب: "لم نصل إلى هناك بعد، لكننا أحرزنا تقدماً. لا اتفاق حتى يتم التوصل إلى اتفاق". ووصف الاجتماع بأنه "مثمر جداً" مع التوافق على "العديد من النقاط"، مردفاً من دون إسهاب "لم يتبق فقط سوى عدد قليل جداً، بعضها ليس بتلك الأهمية، وربما يكون أحدها هو الأهم". وتحدث بوتين أيضاً بكلمات عامة، وقال: "نأمل بأن يمهد التفاهم الذي توصلنا إليه (...) الطريق للسلام في أوكرانيا". ولطالما شدد بوتين على أن اتفاق سلام شامل فقط هو الذي يمكن أن يوقف الحرب التي خلفت عشرات الآلاف من القتلى وتدميرا واسع النطاق في أوكرانيا. وتحدث مجدداً خلال القمة عن معالجة "الأسباب الجذرية" للنزاع، وقال بعض المحللين إن ترامب قد يكون قدم تنازلات. وصرّح الرئيس الأميركي لقناة "فوكس نيوز" أن الأمر الآن "يقع على عاتق الرئيس زيلينسكي"، مضيفاً أن تقييمه للقمة "عشرة من عشرة". وبعدما توعد روسيا قبل القمة بـ"عواقب خطيرة" إذا لم تقبل بوقف الحرب، قال ترامب رداً على سؤال لـ"فوكس نيوز" إنه "بسبب ما جرى اليوم، أعتقد أنه لا يتحتم علي التفكير في ذلك الآن".

أما بوتين فحذّر كييف والعواصم الأوروبية من وضع "عقبات" أمام عملية السلام أو "محاولات تعطيل التقدم الناشئ من خلال الاستفزازات أو المكائد الخفية". وبينما كان ترامب يشير إلى لقاء ثان محتمل، ابتسم بوتين خلال المؤتمر الصحافي وقال بالإنكليزية "المرة المقبلة في موسكو".

وبعد عودته إلى واشنطن، قال ترامب في منشور عبر منصته "تروث سوشال": "قرّر الجميع أن أفضل طريقة لإنهاء الحرب المروّعة بين روسيا وأوكرانيا، هي الذهاب مباشرة إلى اتفاق سلام من شأنه أن ينهي الحرب، وليس مجرد اتفاق لوقف إطلاق النار لا يصمد في كثير من الأحيان". وأشار إلى أنه سيستقبل نظيره الأوكراني فلوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض بعد ظهر الاثنين. وأضاف: "إذا سارت الأمور على ما يرام، فسنحدد موعداً للقاء مع الرئيس بوتين"، مشيراً إلى قمة ثلاثية مع الرئيسين الروسي والأوكراني "من المحتمل أن تنقذ حياة ملايين الأشخاص".

وفيما يستعد زيلينسكي الذي لم يدع إلى القمة في أنكوريج، كما هي حال الأوروبيين، للتوجه إلى واشنطن، أعرب زعماء أوروبيون عن استعدادهم لتكثيف العقوبات ضد روسيا بعدما أطلعهم ترامب على نتائج القمة.

وجاء ذلك عقب مكالمة مطوّلة بين ترامب وزيلينسكي وقادة أوروبيين، شاركت فيه رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لايين، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، ورئيس الحكومة البريطانية كير ستارمر، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته، واستمر "أكثر من ساعة بقليل". وأعرب المجتمعون بعدها عن دعمهم لعقد قمة جديدة. لكن بيانهم لم يذكر وقف إطلاق النار، بل أشار فقط إلى الحاجة لمزيد من العمل لإجبار روسيا على "التوصل إلى سلام عادل ودائم". وجاء في البيان "طالما استمر القتل في أوكرانيا، فنحن على استعداد لمواصلة الضغط على روسيا. سنواصل تشديد العقوبات والتدابير الاقتصادية المحدّدة الأهداف، للتأثير على اقتصاد الحرب الروسي إلى أن يتم تحقيق سلام عادل ودائم". وخلال الاجتماع دعا ماكرون إلى مواصلة "الضغط" على روسيا حتى التوصل إلى "سلام راسخ ودائم يحترم حقوق أوكرانيا". وقال ماكرون في منشور على منصة "إكس" إنه "من الضروري أن نتعلّم كلّ دروس الأعوام الثلاثين الماضية، وخصوصا ميل روسيا الراسخ إلى عدم الوفاء بالتزاماتها". بدوره، أكد ستارمر اليوم السبت، أن "جهود" ترامب "تقرّبنا أكثر من أي وقت مضى" من إنهاء الحرب في أوكرانيا. وقال ستارمر في بيان: "مع إحراز تقدم، يجب أن تكون الخطوة التالية إجراء المزيد من المناقشات" التي تشمل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مؤكداً أنّه "لا يمكن تحديد مسار السلام في أوكرانيا من دونه". وحققت روسيا في الأيام الأخيرة مكاسب ميدانية قد تعزز موقف بوتين في أي مفاوضات لاحقة لوقف إطلاق النار، رغم أن أوكرانيا أعلنت أثناء وصول بوتين أنها استعادت عدة قرى في شرق البلاد.

وفيما كان الرئيسان يعقدان قمتهما في ألاسكا، شنّ الجيش الروسي هجوما على أوكرانيا بواسطة صاروخ و85 مسيّرة، وفقاً لسلاح الجو الأوكراني. وقال سلاح الجو في بيان عبر "تلغرام" إنه أسقط ليل الجمعة السبت 61 من المسيّرات بعضها من نوع "شاهد" الإيرانية التصميم. في موازاة ذلك، أعلنت القوات الروسية السيطرة على بلدتين في شرق أوكرانيا اليوم السبت.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

https://eliasbejjaninews.com/2025/08/146344/

آن الأوان لتحرير سيرة كربلاء من العقل الانتحاريّ؟

نديم قطيش/أساس ميديا/11 آب/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/08/146344/

عندما يقول النائب محمد رعد إنّ قرار الحكومة حصر السلاح قبل نهاية العام، “فتح لنا طريق كربلاء”، فهو يستدعي رمزاً عميقاً في الوجدان الشيعي، أُعيد توليفه، بعد الثورة الإيرانية، عبر الشعار الخميني “إنتصار الدم على السيف”، ليجعل من التضحية القصوى والمظلوميّة التاريخية برهاناً على نصر إلهي حاسم، حتى لو كانت النتيجة في الواقع هزيمة ميدانية كاملة. ليس خافياً أنّ الحسين بن عليّ خرج من مكّة متوجّهاً إلى الكوفة مدفوعاً بمشروع سياسي واضح، يهدف الى إسقاط شرعية يزيد بن معاوية ومنع تثبيت الحكم الوراثي في الدولة الأمويّة، مراهناً على تعبئة أهل الكوفة وإستنفارهم معه. بيد أنّ قوّة الدولة آنذاك وخدلان أنصار الحسين له أجهضا هذا الرهان، لينتهي الأمر بمواجهة غير متكافئة، قضت على القيادة السياسية والميدانية لجماعته، وثبّتت حكم يزيد في لحظة مفصلية من تاريخ الدولة الإسلامية، ودفعت الجماعة العلويّة، أي أنصار علي بن أبي طالب الذين يشكّل جزء كبير منهم قاعدة الحسين، إلى موقع الأقليّة المعزولة سياسيّاً. لا يكتفي النائب رعد بدعوة اللبنانيين، لا أنصاره وحسب، الى تكرار هزيمة مكتملة الأركان مثل هذه، بل يتعمّد، كما جرت العادة، في تزوير السيرة الحسينيّة، تغيّيب أهمّ ما في سلوك قائد كربلاء نفسه. فالحسين بن علي، في لحظة الحقيقة، لم يكن انتحاريّاً ولا مفرّطاً بأرواح أصحابه، بل دعاهم إلى الانسحاب لئلّا يدفعوا الثمن الذي قرّر هو أن يدفعه.

كربلاء

في هذا السياق يشير الباحث حسن المصطفى، الى أنّ الحسين، في ليلة العاشر من شهر محرّم، حين أدرك أنّ المعركة خاسرة وأنّ الكوفة لن تنهض، جمع أصحابه وخطب فيهم:

استدعاء هذه المأساة في الأزمات المعاصرة، ينتحل صفة تخليد التضحية المشرفة، لكنه في الواقع ليس سوى استراتيجية واعية لتبرير مُسبق للفشل

أمّا بعد، فإنّي لا أعلمُ أصحاباً أولى ولا خيراً من أصحابي ولا أهل بيت أبرَّ ولا أوصل من أهل بيتي، فجزاكُم الله عنّي جميعاً خيراً. (…) إنّي قد أذنتُ لكم، فانطلقوا جميعاً في حلٍ ليس عليكم حَرجٌ منّي ولا ذمام، هذا الّليلُ قد غشيكم فاتّخذوه جَمَلاً، وليأخُذ كلُ رجلٍ منكم بيد رجل من أهل بيتي، وتفرّقوا في سَوادِكم ومدائنكم حتّى يُفرجَ الله، فإنَّ القومَ إنما يطلبونني ولو قد أصابوني لَهوا عن طلب غيري”.

حقائق جوهريّة

يكشف هذا النصّ، حقائق جوهريّة ثلاث:

1- وعي الإمام الحسين بالهزيمة الوشيكة، دفعه إلى أنّ لا يبالغ في تقدير فرصه، وإن كان مدركاً، بسبب فهمه لشخصية يزيد بن معاوية، أنّ الصدام حاصل ولا رجعة فيه. هذا المعنى الحقيقي لشعار “هيهات منا الذلّة”. ولو قيّض للحسين خيار تسوية سياسية لأخذه بلا تردّد.

2- رفضه التضحية العشوائيّة، كما تُثبت دعوته لأصحابه بالانسحاب، ورفعه عنهم أيّ التزام شخصيّ لقراره.

3- إستعداده، لأسبابه الخاصّة والعامّة، أن يتحمّل المسؤوليّة منفرداً، وأن يحيِّد مرافقيه عن سداد الثمن الدمويّ الذي تيقن من دنوّه، محاولاً حصر المواجهة بينه وبين السلطة التي كان يرى فيها، خطراً على الدين والعقيدة.

تنسف هذه الثلاثية التي يختصرها موقف الحسين، استسهال “التضحية الكربلائيّة” كما تروّج له سيناريوهات التعبئة المعاصرة التي يتبنّاها “الحزب”، والتي تكاد تجعل من “الانتحار الجماعي” فضيلة قائمة بحد ذاتها.

يكشف هذا السياق أنّ ما جرى للسرديّة الكربلائية هو إعادة ترميز للهزيمة، أيّ تحويل الفشل الميداني إلى رأس مال رمزيّ ضخم، عبر إحياء درامي سنوي للطقس العاشورائيّ جعل من المأساة والمظلوميّة ركنيْن من أركان الهويّة الجمعيّة لـ”أمّة الحزب”، وأعاد تعريف البطولة بأنّها الثبات حتى الموت بصرف النظر عن أيّ مكاسب عمليّة أو انتصارات واقعيّة.

توظيف كربلاء، في هذه اللحظة الوطنية في لبنان، وبالشكل الذي عبّر عنه النائب رعد، هو دعوة لتحويل حاضر اللبنانين الى مأساة مضمونة النتائج

التّوظيف الإيراني

وظّف الخميني هذه السرديّة لتحقيق هدفين استراتيجييّن متلازميّن:

1- ترسيخ “الثبات حتّى الموت” كبديل للنصر الميداني في مواجهة نتائج غير مضمونة، وتحويل الصمود إلى انتصار رمزيّ يبرّر استمرار الصراع مهما طال أو ارتفع ثمنه. وقد كان هذا المعنى حاضراً في الصراع مع الشاه قبل 1979 كرمز للمظلوميّة السياسيّة والحشد الشعبي، لكنّه بلغ ذروته في الحرب مع صدّام حسين، حين تحوّلت كربلاء إلى عقيدة بقاء تبرّر إطالة الحرب ست سنوات بعد استعادة الأراضي، وجعلت المواجهة نسخة معاصرة لـ”معسكر يزيد” في مواجهة “معسكر الحسين”.

2- بناء هويّة جمعيّة عابرة للحدود، لتكون منصّة سنوية لتجديد الولاء لمشروع “تصدير الثورة” وتوحيد جمهور شيعيّ متنوّع من الخليج إلى المتوسّط تحت راية “أمّة الحزب”.

مأساة مضمونة النتائج

عليه، فإنّ توظيف كربلاء، في هذه اللحظة الوطنية في لبنان، وبالشكل الذي عبّر عنه النائب رعد، هو دعوة لتحويل حاضر اللبنانين الى مأساة مضمونة النتائج، وأن يقبل الناس أنّ مآسيهم ليست سوى أثمان هامشيّة لـ”وقفة العزّ” و”ملحمة الصمود”، تماماً كما أعيدت صياغة كربلاء بنسختها المعاصرة.

كربلاء

يخدع هذا الخطاب، أوّل من يخدع، الطائفة الشيعية في لبنان. فلم يتجاوز معسكر الحسين نتائج كربلاء، التي يدعوهم محمد رعد إلى سلوك طريقها، إلّا جزئيّاً، وبعد نحو سبعين عاماً، مع الثورة العباسيّة، التي ما كانت بقيادة أنصار عليّ ولا حملت أجندة الحسين نفسها. فالعباسيّون، أيّ أبناء العبّاس عمّ النبي محمّد، قادوا حراكاً سياسياً واسعاً ومشروعاً سلطويّاً إستحضر مأساة كربلاء والمظلوميّة الحسينيّة كأداة تعبئة، لكن بمجرد أن استقرّ لهم الحكم، همّشوا آل الحسين وأقصوهم، بل لاحقوهم وقتلوا بعضهم.

عندما يقول النائب محمد رعد إنّ قرار الحكومة حصر السلاح قبل نهاية العام، “فتح لنا طريق كربلاء”، فهو يستدعي رمزاً عميقاً في الوجدان الشيعي

ّيعني هذا، أنّ كربلاء لم تكن حتّّى بذرة انتصار مؤجل، يدارى بالصبر والثبات، بل مأساة طويلة الأمد، استغرق تجاوزها الجزئي الطفيف جيلين كاملين على الأقل.

بصرف النظر عن معاني النبل التي تنطوي عليها السيرة الكربلائيّة، فإنّها في جوهرها، لا تصلح قطّ لأن تكون نموذجاً للعمل السياسي الرشيد أو للإستراتيجيات العسكرية.

استدعاء هذه المأساة في الأزمات المعاصرة، ينتحل صفة تخليد التضحية المشرّفة، لكنه في الواقع ليس سوى استراتيجية واعية لتبرير مُسبق للفشل، بعد أن تبيّن أن لا مفرّ من تسليم السلاح، وقناعٌ تاريخي يُلَفُّ حول الهزائم المُتتالية. لا يقود هذا الاستدعاء جمهور “الحزب” نحو النصر، بل يُخدِّره بخطاب العزاء، ويُعلِّمه كيف يتقبل الهزيمة كقَدَرٍ، ويُزينها كبُطولة.

 

كيف نفهم عناد «حزب الله» بشأن السلاح؟

نديم قطيش/الشرق الأوسط/12 آب/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/08/146344/

خرج الخلاف حول سلاح «حزب الله» في لبنان من دائرة الاشتباك الداخلي بين دعاة السيادة وأنصار «المقاومة»، ليتحوّل بعد حرب 2023- 2024 مع إسرائيل، إلى تعبير مكثّف عن أزمة وجودية تعصف بالحزب نفسه.

يدرك رئيس كتلة «حزب الله» البرلمانية النائب محمد رعد، حين يرفع شعار «الموت ولا تسليم السلاح»، أن أمام فريقه خياراً واحداً لا غير، هو التشبث بما تبقى من ترسانته؛ لأن التخلي عنها يعني انهيار بنيته السياسية والعقائدية دفعة واحدة. ليست هذه المواقف مجرد عناد سياسي؛ فـ«حزب الله» -بحُكم تكوينه الآيديولوجي وارتباطه البنيوي بمشروع إقليمي – كيان جامد، غير قابل لأي تعديل جوهري في طبيعته. نُسجت قوته حول فكرة أن السلاح هوية؛ لا مجرد وسيلة. في الواقع، لم يعرف اللبنانيون يوماً أي مشروع داخلي لـ«حزب الله»، في السياسة أو الاقتصاد، إلا ما يدور في فلك «المقاومة» ومقتضيات الصراع الإقليمي. وعليه فإن التخلي عن السلاح يعني إعادة تعريف الحزب من الصفر، وعلى نحو يتعارض مع طبيعته، ويتناقض مع سبب وجوده. في ظل هذه البنية الجامدة، يمارس الحزب عناده، مراهناً على متغيرات تقارب حد الوهم، بداية من دوام ضعف الدولة اللبنانية، وعدم قدرتها على تنفيذ التزاماتها بشأن نزع السلاح، مروراً باحتمال الفوضى الإقليمية واهتزاز المعادلة السياسية الناشئة في سوريا، ووصولاً إلى الدعم الإيراني المستمر الذي عبَّر عن نفسه في مواقف حمائية لوجود الحزب وسلاحه على لسان أرفع المسؤولين الإيرانيين.

ولكن هذه الرهانات تبدو أقرب إلى الاعتماد على الحظ أو انتظار المعجزات؛ لأنها لا تقوم على مسارات يمكن للحزب أن يصنعها أو يديرها بنفسه؛ بل على أحداث وظروف خارجية تتآكل مع مرور الوقت.

فبعد سنوات من الانهيار، تتجه مؤسسات الدولة اللبنانية -ولو ببطء- نحو استعادة تماسكها وسمعتها ومصداقيتها، لدى شرائح لبنانية أوسع، ما يضعف سردية القدح والذم التي لطالما اعتمدها الحزب لتحدي مكانة الدولة، وتبرير وجوده. وأما الرهان على الفراغ الاستراتيجي في سوريا؛ حيث يأمل الحزب أن تفضي أي فوضى جديدة إلى إعادة فتح مساحات الحركة أمامه، فتعاكسه معطيات ميدانية وسياسية تشير إلى انحسار الصراعات الجيوسياسية المفتوحة، وتثبيت خطوط النفوذ الإقليمي، بما يمنح الحكم في دمشق هامش استقرار أكبر.

حتى الدعم الإيراني الذي شكّل خلال عقود ركيزة وجود الحزب، يواجه قيوداً متزايدة بفعل أزمة اقتصادية خانقة، وانشغال النخبة الحاكمة بإعادة توزيع مراكز النفوذ في إطار التحضير الحساس لمرحلة جديدة، بالتوازي مع محاولة ترميم البنية العسكرية والأمنية التي تلقت ضربات إسرائيلية عميقة خلال حرب الـ12 يوماً. تفرض هذه الظروف على طهران إعادة ترتيب أولوياتها الدفاعية والمالية قبل زيادة الدعم لحلفائها، وفي مقدمتهم «حزب الله».

كل شيء يشير إلى أن الحزب يخوض معركة وجود بكل المعاني. وخلافاً لكثير من التجارب التي كان فيها التحول السياسي طوق نجاة، حافظت من خلاله فصائل مسلحة على نفوذها، فإن مأزق «حزب الله» الأعمق أنه لا يملك الشروط الموضوعية التي تعفيه من البقاء رهينة للسلاح.

الجيش الجمهوري الآيرلندي، رغم جذوره العميقة في الصراع مع بريطانيا، كان يتحرك ضمن قضية قومية محلية واضحة، هي توحيد آيرلندا، وحماية حقوق الكاثوليك القوميين. وفَّرت هذه القضية مرونة كبرى للتحول من مسار عسكري إلى مسار سياسي، وهو ما تحقق عبر «اتفاقية الجمعة العظيمة» عام 1998 التي ضمنت للجناح السياسي «شين فين» حضوراً قوياً في النظام. والقوات الثورية الكولومبية، رغم انزلاقها إلى الاتجار بالمخدرات وتبديدها جزءاً من مشروعيتها، ظلت تتحرك في إطار أجندة داخلية مرتبطة بالصراع الاجتماعي والاقتصادي في كولومبيا، ما سمح لها بالدخول في اتفاق سلام، أتاح لها -ولو بفاعلية محدودة- موقعاً في الحياة السياسية. أما «حزب الله»، فلم يمتلك يوماً قضية داخلية حقيقية يمكن أن تشكل أساساً لتحول سياسي. حتى قضايا السيادة ومواجهة الاحتلال، لم يتعامل معها كأهداف نهائية؛ بل كوسائل لخدمة وظيفته الإقليمية. هذا الارتباط العقائدي والبنيوي بمحوره وصورته كمكوِّن في صراع نفوذ إقليمي، يجعلان أي تغيير جوهري في طبيعته أمراً شبه مستحيل. فالتخلي عن السلاح لا يعني تعديل استراتيجيته فحسب؛ بل هدمَ مبرر وجوده نفسه. وعليه، يبدو الحزب محكوماً بالاستمرار كما هو، بسلاحه ووظيفته العابرة للحدود، حتى وإن تعطَّلت، في انتظار تآكلٍ تدريجي قد يستأنف معه اهتراء مؤسسات الدولة نفسها، فيحوِّل لبنان من ساحة صراع سياسي إلى نموذج انهيار شامل، تدفع البلاد فيه الثمن مضاعفاً.

 

لاريجاني يحقن قاسم بجرعة مسمومة… حزب الله من فائض قوة إلى فائض جنون

 حسين عطايا/موقع ترانسبيرنسي/16 آب/2025

ثمة رابط واضح بين زيارة أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني إلى بيروت، وبين الخطاب الناري لنائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، الذي تخطّى كل الخطوط الحمراء وأثار ردود فعل غاضبة من رئاسة الحكومة اللبنانية وبعض الوزراء وشرائح واسعة من الداخل. فالخطاب لم يكن مجرّد موقف سياسي، بل سقطة كبرى لحزب الله عبر نائبه الأمين العام. فجرعة الدعم الإيرانية التي حملها لاريجاني كانت «overdose» مسمومة، إذ دفعت قاسم إلى فقدان أعصابه والخروج عن طوره، ملوّحًا بحرب أهلية ودمار شامل للبنان، في تنكّر فجّ للحقيقة التي يعرفها الجميع: الحزب هُزم واضطرّ مُكرهاً للتوقيع على صك الاستسلام، بقبوله سحب سلاحه والانسحاب جنوب الليطاني. لكن نعيم قاسم وحزبه يصرّان على إنكار الواقع، والتنصل مما فاوضوا عليه ووقّعوه. وهذا الإصرار يثبت أن لا رجل رشيد في قيادة حزب الله، ويضع مسؤولية لجم جنون الحزب على عاتق الرئيس نبيه بري، إن استطاع إلى ذلك سبيلاً.

وبعد أن فقد الحزب مبرر سلاحه، أخذ يبحث عن عدو جديد يصبّ جام غضبه عليه. فاستعاد قاموس الشتائم ضد المملكة العربية السعودية، متهماً الأمير فيصل بن فرحان زورًا بالمسؤولية. وفي الداخل، وجد في المعارضين الشيعة الأشداء خصوماً، بل اتهمهم بالعمالة والصهيونية، متناسياً أن العملاء الحقيقيين يتغلغلون في صفوف حزبه، ويسرّبون المعلومات للعدو. حتى الأعراض لم تسلم من حملاته التشويهية، فقط لأنه وحاشيته عاجزون عن مواجهة الهزيمة. أما تهديده بحرب أهلية وزوال لبنان، فهو محاولة يائسة لاستعادة مجدٍ مفقود، لكنه في الحقيقة مجرّد فقاعة تهويل. فالحزب انتقل من فائض قوة إلى فائض جنون، يدفعه إلى مغامرة انتحارية قد تحرق ما تبقّى من قياداته. لكن حكمة اللبنانيين ستفوت عليه فرصة جرّ البلاد إلى الهاوية، تاركة إياه يذهب إلى انتحاره منفرداً. الخلاصة أن حزب الله يعيش اليوم لحظة انهيار استراتيجي، ونعيم قاسم ليس سوى الصوت الأعلى لهذا الانهيار. وما يحتاجه الحزب – إن بقي فيه عقلاء – هو من يوقف سلسلة الجنون، ويعيد قادته إلى الاعتراف بالحقيقة الساطعة: انتهى زمن السلاح، وآن أوان التراجع قبل أن ينتهي الحزب إلى مصير مظلم لا رجعة منه.

 

 لكل مواطن لبناني الحق القانوني بتقديم شكوى مباشرة ضدّ نعيم قاسم

ماريانا الخوري/نداء الوطن/16 آب/2025

لم يكن خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" نعيم قاسم، مجرّد مداخلة سياسية في ظرف استثنائي، بل كان وبكل وضوح إعلانًا صريحًا لاستهداف وحدة الدولة اللبنانية، وإشعال فتيل الفتنة عبر لغة التهديد والوعيد، وتكريس منطق السلاح فوق منطق الدستور. في كلماته، وجّه قاسم تهديدًا مباشرًا للحكومة: "لا حياة للبنان إذا كنتم ستقفون في المقلب الآخر"، واضعًا نفسه وجماعته في موقع الحَكَم على مصير البلد، في تحدٍّ سافر لمؤسسات الدولة وتحريض علني وإثارة واضحة للنعرات الطائفية والمذهبية. الخطير في خطاب قاسم أنه لم يكتفِ بالتحريض، بل حاول شيطنة كل صوت معارض لسلاح حزبه، ملوّحًا بمواجهة "كربلائية" إذا ما حاولت الدولة تطبيق قرارها بحصر السلاح بيد الجيش. هذه ليست لغة حوار، بل لغة تعبئة عسكرية تستحضر مشاهد الحرب الأهلية، وتعيدنا إلى منطق المربعات الأمنية والدولة الموازية. تخيّلوا لو أن أي مواطن لبناني عادي صعد على منبر عام وقال كلامًا يحرّض على الانقسام الطائفي، أو أطلق تصريحات تهدد السلم الأهلي. هل سيُترك يمر مرور الكرام؟ بالطبع لا. في حالات كثيرة، تم استدعاء المواطنين للتحقيق والمساءلة القانونية. رغم براءتهم من أي تهم، يُقدّم الحزب شكاوى بحق من يشاء، ويتّهم الجميع بالخيانة أو بإثارة النعرات الطائفية، في حين أنّه أكبر محرّض على الانقسام وأكبر من يغذّي الفتنة بين اللبنانيين. كما حدث مع ويليام نون، شقيق جو نون ضحية تفجير مرفأ بيروت، الذي يواجه جلسة تحقيق هذا الثلثاء بسبب تصريحات اعتبرت إثارة للنعرات الطائفية وبتهمة "التعامل مع العدو".

ولا ننسى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، حين تم استدعاؤه للتحقيق في أحداث الطيونة، كما توجد شكوى مقدمة من "حزب الله" ضد النائب اللواء أشرف ريفي ومطلوب أمام القضاء، وقد تحوّلت إلى قاضي التحقيق، علماً أن ذلك يُعد مخالفة صارخة للدستور، إذ يتمتع النائب بحصانة تمنع رفع الدعوى بحقه أو الادعاء عليه بهذه الطريقة. ولكن عندما يتعلق الأمر بقيادات مسلّحة مثل نعيم قاسم، يتغيّر المنطق تمامًا. فوفق المادة 317 من قانون العقوبات اللبناني، فإن كل عمل أو خطاب يرمي إلى إثارة النعرات الطائفية أو الحضّ على النزاع بين الطوائف يُعاقب عليه بالحبس. ما قاله قاسم لا يدخل في خانة "التعبير عن الرأي"، بل في خانة "التحريض المجرّم"، لأنه يضع طائفة في مواجهة أخرى، ويهدد السلم الأهلي الذي هو ركيزة بقاء لبنان.

محفوض: على القضاء أن يتحرّك فورًا

في حديث مع "نداء الوطن"، أشار رئيس "حركة التغيير" المحامي إيلي محفوض إلى أن هناك أكثر من إخبار بحق نعيم قاسم موجود أمام القضاء، وحتى اللحظة لم يتحرك القضاء تجاه ما قام به. وأضاف: "اليوم استنكر وزير العدل حديث قاسم، ولكنني كنت بانتظار أن يطلب وزير العدل من النيابة العامة أن تتحرك فورًا وتلقائيًا لإجراء المقتضى واستدعاء نعيم قاسم." وأوضح محفوض أن ما قاله قاسم يعرّض لبنان كله للخطر، مضيفًا: "لا يكفي أن يستجرّ هو ومنظمته الاحتلال الإسرائيلي على الجنوب ويدمروا ما دمروا سابقًا، بل إن حديثه أمس يزيد من المخاطر التي تشكّلها هذه المنظمة، المعروفة باسم "حزب الله"، بل يشير اليوم إلى حرب أهلية أو مواجهة داخلية، وهو ما يشكّل انقلابًا كبيرًا على مؤسسات الدولة والقضاء." وأكد محفوض أن القضاء يجب أن يتحرك فورًا عبر الضابطة العدلية، بموجب الأصول القانونية، للبحث عن قاسم وإحضاره للتحقيق، مشيرًا إلى أن أكثر من شهر مضى منذ أن تقدم عدد من الصحافيين والمحامين والناشطين بإخبار رسمي ضد نعيم قاسم لدى النيابة العامة التمييزية بتهمة تعريض لبنان للأخطار والحروب، ولكن حتى اليوم لم يُبتّ في هذا الإخبار. وأضاف: "يوم الاثنين سيعقد اجتماع استثنائي للجبهة السيادية لدراسة هذا الموضوع، فخطاب نعيم قاسم لا يمكن أن يمر مرور الكرام. وسيحضر هذا الاجتماع عدد من الأشخاص الذين وقعوا على الإخبار الأول، وربما يقومون بزيارة العدلية لمتابعة الملف شخصيًا."وختم محفوض: "إذا سُحب الإخبار القديم من الجوارير، يكفي السلطات إلقاء القبض على نعيم قاسم، وأمام القضاء يمكن إما تقديم إخبار أو شكوى مباشرة، وما فعله قاسم أمس يتيح لي ولكل مواطن لبناني الحق القانوني في تقديم شكوى مباشرة ضده". يبقى أن السؤال الذي يطرح نفسه اليوم: كيف لرجل "ميليشيا" بحقه دعاوى من لبنانيين أن يتدخل في شؤونهم العامة ويفرض رأيه على الوطن؟

 

تسعى إيران بقوة وإصرار للتفاوض لسبب واحد وهو الحفاظ على نظامها على أن تلجأ للحرب لاحقًا

د. ماجد رافيزاد/معهد غيتستون/16 آب/2025

(ترجمة من الإنكليزية بتصرف بواسطة الياس بجاني وبالإستعانة بمواقع ترجمة ألكترونية)

https://eliasbejjaninews.com/2025/08/146354/

إنها نفس تلك الحكومة التي بنت هويتها السياسية بأكملها على كراهية أمريكا، ووصفت الولايات المتحدة بـ"الشيطان الأكبر" وهتفت "الموت لأمريكا" في كل تجمع كبير.

لقد تم تصفية بعض العلماء والمهندسين الإيرانيين البارزين الذين كانوا يدفعون جهودها نحو الأسلحة النووية. هذا ليس وضع القوة الذي تفضله إيران للتفاوض. هذا هو موقف نظام يكافح لإبقاء مشروعه العسكري الأكثر قيمة واقفًا على قدميه.

وفي هذا الموقف، فإن القيادة في طهران على استعداد للموافقة على أي شروط تقريبًا إذا كان ذلك يعني تأمين مساحة للتنفس، ورفع العقوبات والوصول إلى الأموال لإعادة البناء. إنهم يعرفون أن المفاوضات يمكن أن تمنحهم ما يحتاجون إليه بالضبط: التخفيف من "الضغوط القصوى" دون التخلي فعليًا عن طموحاتهم النووية.

وكان تتويج تمكين أمريكا لإيران هو مذبحة حماس للإسرائيليين في 7 أكتوبر 2023. فعندما تمنح النظام الإيراني الإغاثة المالية، فإنك تمول الإرهاب.

أسوأ خطأ يمكن أن يرتكبه الغرب الآن هو تخفيف الضغط في اللحظة التي بدأ فيها يعمل. فكما حدث في عام 2015، فإن الصفقة لن تقضي على هذا النظام، بل ستعيد شحنه.

إن النظام الإيراني لديه لعبة أخرى في ذهنه، وتلك اللعبة تنتهي بإيران كعدو أقوى وأكثر خطورة. هذه ليست لحظة الجلوس على الطاولة. إنها لحظة الوقوف بحزم وثبات.

فالنظام الإيراني، الذي طالما اتسم بالعداء والتحدي تجاه الولايات المتحدة وحلفائها، يصور نفسه فجأة على أنه حريص على التحدث. هذا هو نفس النظام الذي بنى هويته السياسية بأكملها على كراهية أمريكا، ووصم الولايات المتحدة بـ "الشيطان الأكبر" وهتف "الموت لأمريكا" في كل تجمع رئيسي.

النظام الإيراني، الذي اتسم منذ فترة طويلة بالعداء والتحدي تجاه الولايات المتحدة وحلفائها، يصور نفسه فجأة على أنه حريص على التحدث.

وتؤكد التقارير أن طهران تتفاوض الآن مع دول الاتحاد الأوروبي الثلاث - فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا - بل وصرحت بأنها منفتحة على المناقشات مع الولايات المتحدة. هذا هو نفس النظام الذي بنى هويته السياسية بأكملها على كراهية أمريكا، ووصم الولايات المتحدة بـ "الشيطان الأكبر" وهتف "الموت لأمريكا" في كل تجمع كبير. إنها نفس النخبة الحاكمة التي تعهدت مرارًا وتكرارًا بتصدير ثورتها الإسلامية إلى ما هو أبعد من الشرق الأوسط، بهدف زعزعة استقرار الدول الغربية والتسلل إليها بشكل خاص. السؤال إذن هو: لماذا يريد مثل هذا النظام المتعصب والجامد فكريا فجأة الجلوس على الطاولة مع أعدائه اللدودين؟

الجواب ليس حسن النية أو الإصلاح أو تغييرًا مفاجئًا في القلب. إنها نقطة ضعف. الحقيقة هي أن إيران تعرضت لسلسلة من الضربات الساحقة في الأشهر الأخيرة، والآن جفاف.

لقد ألحقت الضربات الأمريكية والإسرائيلية أضرارًا بالغة بالبرنامج النووي الإيراني - أضرار واسعة النطاق لدرجة أن المسؤولين الإيرانيين أنفسهم يعترفون بأن البنية التحتية الرئيسية قد تعطلت. وقد تدهورت أو دمرت المنشآت وأجهزة الطرد المركزي والمخزونات. لقد تم تصفية بعض العلماء والمهندسين الإيرانيين البارزين، الذين كانوا يقودون جهود الأسلحة النووية. هذا ليس وضع القوة الذي تفضله إيران للتفاوض. هذا هو موقف نظام يكافح لإبقاء مشروعه العسكري الأكثر قيمة واقفًا على قدميه.

وفي مثل هذا الموقف، فإن القيادة في طهران على استعداد للموافقة على أي شروط تقريبًا إذا كان ذلك يعني تأمين مساحة للتنفس، ورفع العقوبات والوصول إلى الأموال لإعادة البناء. إنهم يعرفون أن المفاوضات يمكن أن تمنحهم ما يحتاجون إليه بالضبط: التخفيف من "الضغوط القصوى" دون التخلي فعليًا عن طموحاتهم النووية. وكما أظهر التاريخ، يمكنهم التوقيع على اتفاقيات، والحصول على الفوائد، ومواصلة التقدم سرًا نحو سلاح نووي، تمامًا كما فعلوا بعد "الصفقة النووية" لخطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015.

وهناك عامل حاسم آخر وهو ضعف إيران عسكريًا وسياسيًا بعد حرب الأيام الاثني عشر الأخيرة. فقد ألحقت تلك المغامرة خسائر فادحة بالأصول العسكرية الإيرانية وشبكتها الإقليمية من الوكلاء، وحتى قيادتها الأساسية. تم ضرب المرافق الرئيسية. وقتل القادة والعملاء. وخرج النظام منهكا. ولأول مرة منذ سنوات، لا بد أن النخبة الحاكمة شعرت بأنه إذا تم إطلاق موجة أخرى من الضربات، فإن بقاءها قد يكون على المحك. ولهذا السبب تضع طهران الآن ابتسامة دبلوماسية وتتحدث عن التفاوض. إنها استراتيجية بقاء محسوبة. ومن خلال إظهار التعاون، يأملون في كسب الوقت لإصلاح قدراتهم العسكرية، وإعادة بناء شبكاتهم، وبمجرد أن يصبحوا في وضع أقوى، ينتقموا. هدفهم ليس صنع السلام - بل العيش لمواصلة القتال.

وعلى الصعيد الاقتصادي، فإن الصورة قاتمة بنفس القدر بالنسبة للنظام. ينهار الاقتصاد الإيراني تحت وطأة العقوبات الأمريكية والعزلة الدولية والفساد الهيكلي. عملة البلاد في حالة سقوط حر، مما يؤدي إلى تآكل مدخرات ورواتب الإيرانيين العاديين. النظام في أمس الحاجة إلى العملات الصعبة والوصول إلى النظام المالي العالمي. وهذا هو على الأرجح السبب في أنهم لا يرون أي خطر في الجلوس لإجراء محادثات يمكن أن تصلح برنامجهم النووي المتضرر.

الصفقة التي تؤدي إلى انتهاء العقوبات الدولية ورفع الإجراءات الأمريكية ستغرق النظام بالمال. وكما أظهر التاريخ، فإن هذه الأموال لن تذهب إلى الشعب الإيراني - بل ستذهب إلى الحرس الثوري الإسلامي وحزب الله وحماس والجماعات الإرهابية الأخرى. لقد رأينا هذا الفيلم. عندما وقعت إدارة أوباما على خطة العمل الشاملة المشتركة، تدفقت منصات من الأموال ومليارات الدولارات على شكل تخفيف للعقوبات إلى خزائن طهران. استخدم الحرس الثوري هذه المكاسب لزيادة نفوذه الإقليمي، وتسليح وكلائه، وتصعيد الهجمات على الولايات المتحدة وحلفائها. من عام 2021 إلى عام 2025، هاجمت إيران أكثر من 350 منشأة أمريكية في الشرق الأوسط.

وكان تتويج تمكين أمريكا لإيران هو مذبحة حماس للإسرائيليين في 7 أكتوبر 2023. فعندما تمنح النظام الإيراني الإغاثة المالية، فإنك تمول الإرهاب.

هذه المحادثات الحالية ليست طريقًا ذا اتجاهين؛ بل هي مجرد هدية من اتجاه واحد للنظام الإيراني، وهو الطرف الوحيد الذي يستفيد. من خلال التفاوض الآن، ستمنح الولايات المتحدة إيران الأكسجين الذي تحتاجه للتعافي من خسائرها العسكرية، وإصلاح برنامجها النووي، وإعادة تسليح وكلائها. وفي المقابل، لا تحصل الولايات المتحدة على شيء سوى وعود فارغة وتعهدات لا يمكن التحقق منها. لقد أثبت النظام الإيراني مرارًا وتكرارًا أنه بمجرد حصوله على ما يريد، فإنه سيغش ويخفي وينتهك أي اتفاق. إن التفاوض الآن سيكون بمثابة إلقاء شريان حياة لعدو يغرق.

إن الرغبة المفاجئة للنظام الإيراني في الانخراط في المحادثات النووية ليست سوى علامة على الخداع واليأس. أسوأ خطأ يمكن أن يرتكبه الغرب الآن هو تخفيف الضغط في اللحظة التي بدأ فيها يعمل. فكما حدث في عام 2015، فإن الصفقة لن تنزع أنياب هذا النظام - بل ستعيد شحنه. لقد علمتنا الاتفاقية النووية لخطة العمل الشاملة المشتركة في عهد أوباما هذا الدرس بالدم والخيانة. إذا قمنا بتمكين إيران الآن من خلال المحادثات والصفقات، فسوف تعود ببساطة بانتقام أكبر وأسلحة أفضل ووكلاء أكثر عدوانية.

إن النظام الإيراني لديه لعبة أخرى في ذهنه، وتلك اللعبة تنتهي بإيران كعدو أقوى وأكثر خطورة. هذه ليست لحظة الجلوس على الطاولة. إنها لحظة الوقوف بحزم وثبات.

**د. ماجد رافيزاد، هو عالم سياسي، ومحلل حاصل على تعليم من جامعة هارفارد، وعضو في مجلس إدارة هارفارد إنترناشيونال ريفيو. ألف عدة كتب عن السياسة الخارجية للولايات المتحدة. يمكن التواصل معه على dr.rafizadeh@post.harvard.edu

**تابع ماجد رافيزاد على X (تويتر سابقًا)

© 2025 معهد غيتستون. جميع الحقوق محفوظة. لا تعكس المقالات المنشورة هنا بالضرورة آراء المحررين أو معهد غيتستون. لا يجوز إعادة إنتاج أي جزء من موقع غيتستون أو أي من محتوياته أو نسخه أو تعديله، دون موافقة كتابية مسبقة من معهد غيتستون.

 

الطائفة التي ستحكمنا

نديم البستاني/نداء الوطن/16 آب/2025

إنّ تاريخ لبنان ينبِئُنا بكون التغييرات الكبرى تقوم على ركائز ثلاث، وهي أوّلًا دموية التغيير، وثانيًا اشتراط عامل الإرادة الخارجية، وثالثًا تخضيع الجماعات الخاسرة. فالمرحلة الانتقالية التي يعيشها لبنان اليوم لن تدوم طويلًا، ومن الحكمة التخلّي عن أيّ وهم بأي أمل معاكس. إذ لا طرف يمتلك حاليًا السطوة على السلطة بمفرده. وهذا وضع شاذّ في نظامنا المركزي حيث أثبتت التجربة كونه محكومًا بلعنة الأحادية والإقصاء. فنظام المتصرفية لم يبصر النور إلّا بعد مجزرتي 1841و 1860 وتدخل الدول الأوروبية الكبرى لنصرة المسيحيين وإخضاع الدروز. ومن ثمّ كيان لبنان الكبير لم ينشأ في العام 1920 إلّا بإرادة فرنسية على وقع مآسي الحرب العالمية الأولى ومجاعة جبل لبنان وهزيمة السلطنة العثمانية وما تلاها من انكسار لإرادة مسلمي المنطقة أمام الاستعمار الغربي المسيحي.

لم ينطلق دور السنة داخل المساحة اللبنانية إلّا مع الميثاق بفطنة الزعيم رياض الصلح، إلّا أنه جرى اغتياله في الأردن في تموز من العام 1951 على يد السوريين القوميين، وكان قد سبق ذلك بأشهر قليلة من العام ذاته وفاة الست نظيرة جنبلاط التي وقفت ضد سلطان باشا الأطرش ورفضت امتداد الثورة العربية إلى جبل لبنان وآثرت بكلّ حزم التمسّك بالكيان الناشئ، حيث مع غياب هاتين القامتين تبدّدت فرصة التوافق على الفكرة اللبنانية، ولم يتبقّ سوى الركيزة المارونية تترنّح بمفردها. النظام السياسي الجديد الذي كرّس نهاية سلطة الموارنة وبداية حقبة السنية السياسية بحلف مع الاحتلال السوري ومن خلفه توافق سعودي أميركي وفرنسي، ما انطلق إلّا معمّدًا بنهر الدم الذي سال مع الاندلاع المعلن للحرب الأهلية في العام 1975 وكانت تباشير نكبة الموارنة قد لاحت منذ العام 1969 مع اتفاق القاهرة. وكانعكاس له أتى اتفاق الطائف ليكون الوثيقة الرسمية الناظمة لهذا التبدّل، ما يشبه تمامًا اتفاق فيرساي الذي وقّعه الألمان للاستسلام المذلّ بعد خسارتهم الحرب العالمية الأولى. هذا طبعًا وقد وصم هذا التغيير بتهميش المسيحيين والتنكيل بقادتهم. امتدّت هذه الحقبة منذ العام 1990 حوالى 15 سنة، إلى أن جرى اغتيال رفيق الحريري في العام 2005 بحدث زلزالي، ليس بصفته زعيم السنة في لبنان فحسب بل أحد أبرز زعماء الاعتدال للعالم الإسلامي آنذاك، وقد تبعه اغتيال قادة "14 آذار" التي كانت السنية السياسية تلتف بهم، وفي الوقت ذاته انعقد تفاهم مار مخايل في العام 2006. ثمّ في تموز من العام ذاته، وقعت حرب ضروس بين إسرائيل و "حزب اللّه" الذي نجح في تفادي الهزيمة المطلقة، ما مكّنه من الخروج أقوى من هذه المحنة والسيطرة على الدولة بفعل هذا الزخم ولا سيّما بعد تدفّق أموال إعادة الإعمار إلى خزائنه، وقد كرّس توطيد نفوذه على أثر أحداث 7 أيار في العام 2007 وما رافقها من حملات التقتيل والترويع، وصولًا حتى الإخضاع المطلق للزعامة السياسية السنية وسائر رجالاتها في الحكم.

وكما سابقاتها، تقيّدت الشيعية السياسية أيضًا بشريطة صنع التغيير من خلال مخاض الفترة الدموية الانتقالية الممتدّة بين العامين 2005 و 2007، وبالاتكال على الدعم الخارجي المتمثل بإيران. امتدّت حقبة الشيعية السياسية طيلة 17 عامًا، اتّسمت بميزة التهدئة الصارمة في جبهة الجنوب وانهيار قاعدة حكم القانون في الداخل، وما انتهت إلّا مع خرق الشروط المرسومة دوليًا لهذه الجبهة، فكان اغتيال السيد حسن نصراللّه في 27 أيلول من العام 2024 الحادث الذي يرمز لانهيار هذه التجربة.

إن أفول الشيعية السياسية لم ينتج بفضل أية دينامية داخلية، وبالتالي فإن لحظة النهاية لم تكتب بعد، وحتى الساعة لم تتبلور هوية الطائفة التي ستتزعم النظام المأزوم. فالسنة يعيشون فورة استعادة سوريا إلى أحفاد بني أمية بعد تاريخ طويل من التهميش، وقد يتحقق فعلًا هذا الزخم داخل لبنان في حال كُلّف الطرف السوري بالمساعدة على اجتثاث "حزب اللّه"، في خضم عملية السلام العتيدة مع إسرائيل.

من ناحية ثانية، إن الدروز قد حققوا انتصارًا عسكريًا وسياسيًا في معركة السويداء، ونجحوا في تكريس فدرالية في منطقتهم بتحالف معلن ووثيق مع إسرائيل. فيما ينظر إليهم إخوانهم في العرفان من جبل الشوف بفخر وإعجاب شديدين مع توق لإعادة اللحمة بين القيسيين واليمنيين بعد 300 سنة من الانشقاق. وإذّاك، تكون تجربة حكم الإمارة الدرزية المستعادة من دفاتر التاريخ وإن بصيغة جمهورية، هي النتيجة الحتمية لهذا المسار. إلّا أن ذلك سيتطلب لا محالة توقيع اتفاق سلام بين لبنان وإسرائيل واستكمال الجيش الإسرائيلي استئصال "الحزب". من يدري، إن ممرّ داوود الذي يخطط له بغية ربط حلفاء إسرائيل الأشدّاء من الكرد في شمال شرق سوريا والدروز الموزعين بين السويداء والجولان، لربما له منفذ بحري سري آخر على المتوسط عبر شواطئ لبنان. والفريق الثالث هو الفريق المسيحي الذي ضاق ذرعًا بالنظام المركزي ويعيش هاجس الأصوليات الإسلامية من كلّ فقه ومذهب، وروحيته ترفض الديكتاتوريات العسكرية الشمولية، بحيث إنه الطرف الأكثر تجهيزًا لإرساء الفدرالية كنموذج لإعطاء الحكم الذاتي للجماعات القلقة في الشرق فضلًا عن استعداده التكويني لاحتضان النفوذ الغربي الذي لا يعتبره نسيجًا غريبًا عن جلدته، وبالسياق نفسه يأتي السلام مع إسرائيل من باب تجديد إقرار معاهدة 17 أيار للعام 1983، متكئًا في ذلك على تجديد الوثائق الأخرى التي لا تقل وزنًا عنها كما هي المبادرة العربية للسلام من بيروت للعام 2000، أو حتى اتفاقية الأمير فيصل مع حاييم وايزمان للعام 1919. هذا المسار إن صح لا محالة، فسيترافق بمأساة قد تأتي بالوبال على الشيعة عبر استقدام الأساطيل العسكرية الغربية من كل حدب وصوب لاجتثاث "حزب اللّه" من الوجود، إذ إنه قد يشارك في القتال ضده إخوة له من أبناء جلدته وبيئته، لا سيّما أن هؤلاء الإخوة بالذات لطالما كانوا رأس الحربة في الحفاظ على المصالح الأميركية في لبنان، وبالوقت ذاته أصحاب مرونة سياسية منقطعة النظير في التعامل مع الحكم المسيحي.

العقدة أن سطوة أي طرف على السلطة لن تمرّ بسلاسة مع سائر الطوائف، والجميع مستعدّ للقتال بأنيابه وأظافره للسيطرة على لبنان. إن لم يتفق اللبنانيّون من كلّ الطوائف على صيغة جديدة تؤمّن السلام والازدهار والاستقرار لمئة سنة مقبلة، قبل فوات الأوان، فإن ما ينتظرنا في المستقبل القريب هو الخراب الآتي.

 

في كلام الأمين العام لحزب الله

القاضي فرنسوا ضاهر/فايسبوك/16 آب/2025

إن حزب الله الذي أبرم إتفاق ٢٠٢٤/١١/٢٧ يكون قد وافق ضمناً على قرارات مجلس الوزراء في ٥ و ٧ آب ٢٠٢٥ التنفيذية له.

ويكون قد أسقط بنفسه كل سرديّاته التي ابتدعها وعمّمها وفرضها على اللبنانيين وأرهبهم بها وخوّنهم على أساسها.

ويكون بالتالي قد أسقط عن سلاحه الصفة المقاومة، وتنازل عن المطالبة بإستراتيجية دفاعية لشرعنته.

ويكون أسقط أيضاً مقولته بأن لإسرائيل مطامع في الأراضي اللبنانية، وبأنها لن تنسحب منها لأنها ترمي الى احتلالها والإفادة من ثرواتها الطبيعية.

كما ويكون أعلن وقف أعماله العدائية والحربية ضد دولة إسرائيل، وقبل بالتوصل الى حلّ نهائي وشامل ومستدام معها، وأسقط من عقيدته مشروع إزالة الكيان الصهيونى عن الخريطة العالمية، وإرتضى العودة الى حدود إتفاقية الهدنة لسنة ١٩٤٩ بين لبنان وإسرائيل، وقبل بترسيم الحدود الجنوبية برعاية الولايات المتحدة الاميركية، ووافق على فك ارتباطه العضوي والعقائدي والتسليحي والمالي بالجمهورية الاسلامية الايرانية، وقبل بالعودة الى كنف الدولة اللبنانية وتسليمها سلاحه الأميري.

اما السلطة في لبنان بقراراتها المتخذة يومي ٥ و ٧ آب، فقد رفعت بدورها غطاءها عن حزب الله وتوقفت عن تغطيته سياسياً ودستورياً للمرة الأولى منذ نشأته سنة ١٩٨٢، وأسقطت عن سلاحه طابع المشروعية.

من هنا، يكون كلام الأمين العام غير ذي جدوى ويقتضي إهماله وعدم التوقف عنده. لأن حزب الله قد وافق على ما ينقضه في ٢٠٢٤/١١/٢٧. وإن ما أبرمه في ذلك التاريخ هو ليس كسواه من الاتفاقات والقرارات الدولية التي دحضها وتنكّر لها ورماها بوجه اللبنانيين ودولتهم.

 

حكاية الأكثرية والأقليات وصراع الأُمم في بلاد الشام

ناصر زيدان/المدن/16 آب/2025

يصرُف المُحللون وبعض الصحافة حبراً وفيراً في الكتابة عن الأقليات والأكثرية، وعن مظلوميات كل منهما في الصراع القائم، لا سيما في بلاد الشام "المنظورةِ والمنكوبة"، بينما لا يحتاج الموضوع الى مثل كل هذه المقاربات والمطولات، لأن التعابير والمفاهيم وتولَّيف الحكايات؛ تُستحضر وفقاً للسيناريو المرسوم وللنتيجة المنتظرة، في مشهديةٍ تتحكَّم فيها لعبة الأُمم ومصالح الدول الكبرى. ولعلَّ أكثر ما سلَّط الضوء على الوضعية الراهنة، هو الإقتتال الذي جرى في أكثر من منطقة سورية، لا سيما في السويداء في الجنوب وفي جبلة في الساحل وفي المناطق الشمالية الشرقية من البلاد، إضافة إلى تفجير الكنائس ودور العبادة، وعمليات الإغتيال والسَبي التي حصلت خلال الأشهر الماضية. وكانت ذات الظاهرة طُرحت في العراق بُعيدَ مرحلة الغزو الأميركي، حيث طفت على سطح المفاهيم تعابير لم تكُن مستخدمة فيما سبق، لا سيما مفهوم "المكونات" الشعبية، ومَا هو حجم كلٍ منهم، أقصد؛ الشيعة والسنة والأكراد والمجموعات الأخرى من المسيحيين والأيزيدين والصائبة والكاكائيين. وساهمت الأحداث المؤلمة التي حصلت في لبنان خلال العام الماضي من جراء العدوان الإسرائيلي، في استحضار لغة الضمانات التي يتحدث عنها حزب الله بمناسبة مطالبتهِ بتسليم سلاحه للقوى النظامية اللبنانية بموجب اتفاق وقف النار بتاريخ 27 تشرين الثاني/ نوفبر 2024، وما تضمنه من إشارات واضحة حول تطبيق القرارات الدولية ذات الصلة، لا سيما القرار 1701، والذي يتحدث بوضوح عن حصر امتلاك السلاح في لبنان بالقوى الحكومية من دون غيرها. إسرائيل، كما الدول الاستعمارية السابقة والجديدة، تستغل ملف "الأقليات" لتنفيذ مآربها التوسعية والتفتيتية، ولإحداث شرخ بين مكونات الأمة. وهو ما اشتغلت عليه - ولو على شاكلة مختلفة - السلطنة العثمانية خلال 400 عام كانت "الخلافة" مُناطة بسلاطينها. وبالفعل، وبواقع الحال؛ هناك تباينات جوهرية في الرؤى بين قوى أساسية في بلاد ما بين النهرين والمنطقة الشامية، او ما يطلق عليها "سوريا الكبرى"، كذلك هناك تنوُّع ديني ومذهبي وإثني، يتم استغلاله بمناسبة الأحداث الكبيرة، وفي سياق رسم الخرائط وتوزيع النفوذ في كل زمان. والإشارة مفيدة في هذا السياق لما قامت به بريطانيا وفرنسا بُعيد انتهاء الحرب العالمية الأولى، حيث أخلتا بوعودهما للملك فيصل الهاشمي، فأغدقت الأولى على الحركة الصهيونية بوعد "بلفور" الذي سبّب اغتصاب فلسطين، بينما قسَّمت الثانية سوريا الى أربع دويلات على أسس مذهبية.

العرب أمةٌ واحدة وليسوا أكثرية وأقليات. والأمة فيها تنوع طبيعي، أكد على احترامه الرسول العربي الكريم محمد (ص). والغساسنة المسيحيون دافعوا عن العروبة بما لا يقل عن دفاع المسلمين عنها، بينما الفِرق والمذاهب الإسلامية، لم تكن في أي يوم مضى موحدة في رؤاها السياسية. والصراعات الدموية، غالباً كانت تحصل في سياق السِباق على السلطة، بينما الاختلافات الفقهية والمذهبية لا تُفسد في الودِّ قضية. وما يثار اليوم عن أكثرية إسلامية "سُنية" دائماً ما كانت تواجه بتحالف الأقليات لمنعها من الحكم؛ غير صحيح على الإطلاق. فلا الأكثرية السنية موحدة، وهي مؤلفة من عدة مدارس فقهية (وهابية وأشعرية وصوفية وحنفية ومالكية)، ولا الفِرق الإسلامية الأخرى كانت على حالة من الوحدة السياسية المُتماسكة، حيث كان للشيعة عدة مرجعيات، بينما الموحدون الدروز كانوا مع السُنَّة كأمة وليس كطائفة، ولدى العلويين تنوع ولا يتحملون بمجملهم موبقات حكم آل الأسد، بينما عاون هؤلاء عدد كبير من السُنَّة.

تحاول إسرائيل في توجهاتها العدوانية المُتفاقمة، تسعير حِدَّة التباينات بين مكونات الأمة، وهي تتعاطى مع البدو كونهم قومية خاصة، ومع الدروز كونهم قومية أخرى ايضاً، بينما كل هؤلاء لا يتحدثون إلا العربية، حتى أن أسماءهم عربية بالكامل ويلفظون العربية بفصاحة متناهية.

تجربة الشهور الماضية للإدارة السورية الجديدة، كانت وبالاً على "الحكاية" وهي أعطت فرصاً لإسرائيل لتتدخل بعدوانية شرسة، وتحت شعاراتٍ انسانية واهية، للدفاع عن الأقليات، بينما هي مصدر الخطر الأساسي على الجميع. وبعض دوائر السلطة الجديدة في دمشق، بالغت في توظيف المجموعات المُتفلِّته لتأديب المُطالبين بالمزيد من الحريات والديمقراطية وباللامركزية، بما فيهم الفصائل الكردية في شمال شرق سوريا، وغالبية هؤلاء جاءوا من تركيا واحتضنهم العرب واستقبلوهم برحابة صدر، بعد أن تعرَّضوا للظلمِ في الأزمنة الماضية.

والفصائل الخارجة عن القانون "كما تصفهم الإدارة الجديدة"، هم بالفعل مَن يقود الحملات التأديبية البغيضة في مناطق تعيش فيها "أقليات إسلامية"، خصوصاً في الساحل، وفي السويداء التي انخرط أبناؤها في معارضة النظام السابق بشراسة متناهية قبل سقوطه. والمكونات السورية المُختلفة، بما فيهم أغلبية "سنية" في دمشق وحلب وحمص، متخوفون من تركيبة الجيش العربي السوري الجديدة، بينما ما زالت المجموعات المُتفلِّتة تسرح وتمرح، وتقود الأعمال الحربية بغطاء من الحكومة، مثل فصائل "الحمزات" و "العمشات"، وغالبية هؤلاء لا يعرفون العربية، وليس لهم أي عاطفة اتجاه التاريخ والحضارة العربيتين... الأكثرية إذا وجدت فهي حضنٌ فسيح، وليست مقصَلة، وفي الحالة الثانية؛ فإن الأقليات سيخافون بطبيعة الحال.

 

أضاع "الحزب" كربلاء ويفتش في عوكر

أحمد عياش/نداء الوطن/17 آب/2025

مرّ عيد انتقال السيدة العذراء وسط ضوضاء تسبب بها الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم. واختار الأخير ذكرى أربعينية الإمام الحسين كي يجمع بين هذه الضوضاء التي عكر فيها صفو عيد السيدة وبين التشويش على سيرة الامام الكبير تاريخًا وحاضرًا ومستقبلًا. ويمتلك محبو السيدة والامام الحق بأن يتصوروا أن هناك ضرورة لمقاضاة قاسم بسبب إقلاق راحة السيدة والسطو على سيرة الامام.

اعتبر اللبنانيون تلاقي المناسبات الدينية إشارة خير. وكان يمكن الاستفادة الجمعة الماضي من هذا التلاقي لولا خطاب قاسم المتلفز الذي اعتبره كثيرون بيانًا كتب يوم الأربعاء الماضي ولخص ما دار بين قاسم وبين الأمين العام للحزب وبين الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني الذي زار لبنان في ذلك اليوم. وتضمن البيان الذي تلاه قاسم الجمعة كل الغضب الإيراني على الإهانة التي ألحقها رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس مجلس الوزراء نواف سلام تباعًا بالمسؤول الإيراني وأسمعاه كلامًا لم يسبق أن قيل مثله منذ حطت طائرة الامام الخميني عام 1979 في مطار طهران آتية من منفاه الباريسي وإيذانًا بوصول الأخير الى السلطة بدلًا من شاه ايران. تحدث قاسم عن قرار الحكومة في 5 و7 آب الخاص بحصرية السلاح وتكليف الجيش مهمة تطبيقه في مهلة أقصاها نهاية الجارية. ولم يبرر أمين عام الحزب الدراج لماذا تأخر الرد حتى 15 آب، ما يبرّر الشك بأن قاسم انتظر لاريجاني كي يتلقى منه الرأي فكان بيان الجمعة. يستطيع من استمع الى عظة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في عيد السيدة أن يفهم بعضًا من تاريخ المناسبة حيث القى بعد تلاوة الإنجيل المقدس، عظة بعنوان: "ها منذ الآن تطوّبني جميع الأجيال، لأنّ القدير صنع بي عظائم".

وفي المقابل، يستطيع من استمع وشاهد وقرأ خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" ان يقول العبارة الشهيرة: "شو جاب لجاب". يجب التوضيح أن هذه السنة شهدت للمرة الأولى في تاريخ شيعة لبنان منذ فجر تاريخهم إحياء ذكرى استشهاد الامام الحسين بعيدًا عن مكانين رئيسيين هما سوريا والعراق. نتحدث عن سوريا حيث يوجد مقام السيدة زينب شقيقة الامام الشهيد والذي تحول مزارها عبر الزمن مكانًا يقصد الشيعة من جميع الأقطار للتعبير عن ولائهم للسيرة الحسينية. لكن هذا المزار أصبح منذ انهيار نظام بشارة الأسد في نهاية العام الماضي خارج التوظيف من النظام الإيراني وتوابعه ولاسيما في لبنان. لذا، جرى التعويض عن خسارة هذا التوظيف هذه السنة بإحياء مراسم أربعينية الإمام الحسين في بعلبك حيث نظم الحزب مسيرة "موكب الأحزان" في مقام شيّده الإيرانيون منذ أعوام في مكان نسب الى ابنة الامام السيدة خولة.

ونتحدث عن العراق حيث المكان الأصلي لكل السيرة الحسينية من مبتدأها الى منتهاها. وكما حرم جماعة إيران في لبنان هذه السنة من مقام السيدة زينب في دمشق، حرموا كذلك من مزارات العراق بعد الحرب الدامية التي أتت أولا من إسرائيل في أيلول على معظم الحزب في لبنان وسقط فيها زعيمه التاريخي السيد حسن نصرالله. ثم أتت ثانية في حزيران الماضي على القدرات الجوية الإيرانية في حرب مشتركة من الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل.

ولا يفوت كثيرون ان النبطية اعتادت منذ زمن بعيد على احياء الذكرى كربلاء. لكنها وبعد حرب الاسناد التي شنها "حزب الله" في 8 تشرين الأول عام 2023 خسرت النبطية هذا الامتياز الذي حافظت عليه طويلا.

لا يكفي الأمين العام للحزب أن وجد في خطابه يوم الجمعة بديلًا جغرافيًا عن سوريا والعراق بل سعى الى بديل تاريخي عندما قال: "نحن ضد يزيد العصر، المتمثل بالطاغية الأميركي، وبالطاغوت الإسرائيلي، والعدوان الإسرائيلي".

وبعد تحوّل الاتهام من يزيد بن معاوية الى الأميركي والإسرائيلي، أعطى قاسم عنوان يزيد الجديد عندما قال: "إذا فُرضت (المواجهة) علينا نحن لها، ونحن مستعدون لها، ولا خيار أمامنا، حينها تحصل تظاهرة بالشوارع، تعم لبنان، تذهب على السفارة الأميركية". وصاح قاسم باعلى صوت تلفزيوني قائلًا: "سنخوضها معركة كربلائية إذا لزم الأمر، في مواجهة هذا المشروع الإسرائيلي الأميركي". اذًا، لم يعد مستبعدًا أن الحزب الذي صارت قوته الضاربة في الضاحية الجنوبية دراجات نارية ان يعتبر السفارة الأميركية في عوكر مكانًا للتفتيش عن كربلاء بدلًا من مكانها الأصلي في بلاد ما بين النهرين. لكن لن يتأخر الوقت حتى يدرك قاسم أن هذا التمويه لن يستمر طويلًا. وسيتأكد أن الطريق من الضاحية الى مقر السفارة الأميركية مفتوحة فقط امام طالبي تأشيرات السفر الى الولايات المتحدة الأميركية. ولعلّ قاسم سيكون أحدهم إذا قرّر ذلك يومًا. من يدري؟

 

المجتمع الشيعي بين الاعتدال والانغلاق: النمطية "الولائية" تسود

عباس هدلا/نداء الوطن/17 آب/2025

نماذج من لباس النساء في جبل عامل في خمسينات وستينات القرن الماضي

يطالعنا في كل فصل صيف ومع بداية فعالياته من نشاطات وحفلات وموسم سباحة، شروط هنا ومنع هناك، ورفض لبوركيني هنا، وحجاب هناك ولباس البحر في مكان آخر، وكأن لبنان أضحى مجموعة كانتونات لمجموعات تفرض فيها أساليبها وأنماطها، دون الأخذ بالاعتبار مفهوم احترام الخصوصية الشخصية وعدم تعميمها. وإذا كان منع دخول المحجبات لبعض المسابح الخاصة فعلًا عنصريًا يستهدف أفرادًا يتمتعون بخصوصية معينة، فإن فرض نمطية خاصة على مجتمع بكامله تحت حجة الأكثرية هو عملية ممنهجة لتدجين وتنميط هذا المجتمع بمفاهيم وأدبيات تفرضها هذه المجموعة أو الجماعة، وتجعل من أبناء هذا المجتمع أسرى لهذه النمطية عن رضى أو مكرهين، وهذا من أخطر الأمور التي تهدد المجتمع اللبناني وتماسكه. ولعل سرديات المنع والقمع التي حدثت في المناطق الشيعية من رفض للباس البحر، ومنع النزهات المشتركة للجنسَين، وإقفال محال الكحول وسحب رخصها، والشروط البلدية لصالات الألعاب وتحديد شكل اللباس، وغيرها من أساليب المنع، وعرائض الرفض والفرض و"فورات" المشايخ الحريصة على منع المنكرات ولو بالغصب، أظهرت هذا المجتمع، كمجتمع منعزل يرفض التنوع، ويسعى للتعميم، ويسحق الاختلاف في سبيل النمطية السائدة، وهو ما يتعارض مع روحية هذا المجتمع وحيويته المتجسدة في مشاركة أبنائه بشكل فعال وأساسي في مختلف فعاليات وأنشطة الترفيه في مختلف المناطق اللبنانية، كلاجئين خارجين من نمطية الحزن القهر.

المجتمع الشيعي من التهميش إلى الحيوية

لا شك أنه مع إعلان دولة لبنان الكبير عام 1920، دخل المجتمع الشيعي مرحلة جديدة ضمن إطار الدولة الفتية، فبعد قرون من الاضطهاد والتهميش والحرمان، أضحى اللبنانيون الشيعة يتمتعون بحقوق ويتوقون للقيام بواجباتهم تجاه الوطن الذي اعترف بهم وأخرجهم من الإنكار الذي كانوا يتعرضون له أيام العثمانيين إلى رحاب المواطنة والمساواة، فبحسب كتاب "الشيعة في لبنان طقوسًا ومجتمعًا وثقافة: من الحيوية إلى النمط الموجه" الصادر عن "أمم للتوثيق والأبحاث" عام 2023، انخرط اللبنانيون الشيعة في كافة مضامر الحياة الاجتماعية والثقافية في مجال الشعر والأدب والفن بمختلف أنواعه من مسرح وغناء ورسم وتمثيل وسينما حيث كانت دور السينما موجودة في المناطق الشيعية شأنها شأن سائر المناطق اللبنانية في خمسينات وستينات القرن العشرين. فعلى سبيل المثال، كانت السينما في النبطيَّة تُعرَضُ بدايةً في الهواء الطَّلْقِ على سطحِ مبنى علي حسين الصبّاح، إلى أن أنشأ حسيب جابر عام 1943 السينما الأولى فيها باسم "روكسي"، وفي 13 كانون الثاني 1960، دُشِّنَتْ سينما "ريفولي" من قِبَل عادل الصبّاح ويوسف خضرا، وبلغَ عددُ مقاعدِها 523 بين صالة وبلكون، كما كانت فترةُ الستينات مرحلةً ذهبيَّة للسينما في ساحل المتن الجنوبي، فقد أُنشئَتْ في الضاحية الجنوبيَّة لبيروت أولُ سينما، واسمها "راديو" وكانت في برج البراجنة ومالكُها من عائلة فرحات، كما افتُتحَتْ سينما "بالاس" لصاحبها أحمد سنّان وأشِقائه، والد المنتج جمال سنّان، وسينما "دنيا"، وكلها "على خط واحد من عين السكّة إلى الغبيري" التي أقيمَتْ فيها سينما "الأهرام"، وكان في بئر العبد سينما "ساندريلا" وسينما "هيلتون" التي تحوَّلتْ إلى مسرح لفرقة "أبو سليم" وسينما "راديو" وكانت صالاتُها تَشهَدُ حفلاتِ زجلٍ وغناء لمُطربين.

نمطية جماعة الولاية تسود: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

مع مجيء السيِّد موسى الصَّدر إلى لبنان عام 1959 بدأتْ تَتبلوَرُ حالةٌ ثقافيَّة إسلاميَّة شيعيَّة بوجهٍ جديد، لها أطُرها الثقافيَّة والفكريَّة المُرتَكِزَة على الأسُُس والمبادئ الدينيَّة للمذهب الشِّيعي، وكانت تأخذ مساحتها في ظل التنوع والحيوية دون أن تستأثر بنمطية معينة، فكان الانفتاح والالتزام متعايشين دون أن يكون هناك فرض لنمطية فكرية أو دينية، ولعل حادثة بائع المثلجات المسيحي في صور خير دليل على هذا التوجه الإسلامي المعتدل، حيث وصل إلى مسامع الإمام الصدر أن بعض أبناء صور الشيعة يقاطعون متجرًا لبيع المثلجات لأن صاحبه مسيحي، فما كان منه إلا أن توجه بعد صلاة الجمعة سيرًا على قدميه إلى متجر المسيحي وطلب صحن بوظة وجلس يتناوله أمام المتجر ليشاهده الجميع.

مع انتصار الثورة الإسلامية في إيران وبدء مشروع تصدير ثورتها إلى لبنان، ظهرت في الساحة الشيعية نمطية اجتماعية فكرية ثقافية دينية تقوم على رفض كل أنواع الترفيه واعتماد الإطار الديني كركيزة للحالة الاجتماعية في المناطق الشيعية فأضحى لها مُنَظِّروها ومؤسَّساتُها الثقافيَّة وإنتاجُها المتعدِّد من الكتابة إلى المسرح والسينما، وكل ميادين الثقافة والفكر والفنّ. تتداخَل لدى "حزب الله" العناوين وتتماسَك بشكلٍ يَصعُب تفكيكُها، فلا يمكن فَصْل الجانب الاجتماعي لديه عن ذاك الثقافي على اختلاف توجُّهاته من أدبيَّة، فنيَّة وأيديولوجيَّة. بدأ تنميط هذا التوجه الاجتماعي من خلال الدعوات في الجوامع والحسينيات واللقاءات الدينية، ومن خلال الشعارات التي أطلقها "الحزب" كشعار "حجابُكِ، أختي، أغلى من دمي" الذي انتشر في فترةِ الحرب الأهليَّة مُذيَّلًا بتوقيع "وصيَّة شَهيد"، وبعد تمدد "الحزب" وسيطرته على العديد من المناطق بدأت تظهر اللجان الاجتماعية التي تعمل على "الأمر بالمعرف والنهي عن المنكر" وتعلن الإرشادات والتقيّد بعدة أمور كـ "مراعاة الحشمة في اللباس في حدود المحافظة على الأجواء الإسلامية... والتذكر دائمًا أننا نعيش في مناطق إسلامية ولسنا في بلاد الكفر والشرك"، "عدم القيام بالحفلات المحرّمة... وضرورة التقيد بعدم رفع أصوات الغناء سواء في المنازل أو السيارات وغيرها"، وكان يطلق عليها اسم "لجان إحياء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر".

مع نهاية الحرب الأهلية، تمدد "النمط الولائي" فانعدمت الحفلات الفنية في المناطق الشيعية وأقفلت دور السينما فيها، إما رضائيًا أو مكرهة، فأضْحَتْ المناطق الشيعية تلبَسُ لَبُوسَه وتسير وِفْقَ أهوائه، وانغلقت تلك المناطق اجتماعيًا وثقافيًا ضمن ضوابط هذه النمطية وأدبياتها.

بين النمطية والرغبة: لجوء وهجرة

مع تسيّد النمطية "الولائية" المناطق الشيعية، أضحت أساليب الترفيه لدى المجتمع الشيعي خارج مناطقه، وأضحى من يرغب في الترفيه أو العيش وفق "النمطية اللبنانية" مجبرًا على التوجه إلى المناطق اللبنانية الأخرى كلجوء أو نزوح داخلي أو هجرة موقتة، ما ساهم في تفعيل وازدهار السياحة الداخلية، وبالتالي أصبح ظاهرًا أن إرساء نمطيات وبطريقة جبرية وممارسة الترهيب والفرض، تحت حجة الأكثرية وواقع المنطقة وأدبيات المجتمع لا تعمل على الإقناع إنما تشجع على النزوح إلى مناطق أخرى.

لا شك أن النمطية "الولائية" ترسخت في المناطق الشيعية من خلال الهيمنة المطلقة والسيطرة على المجالس المحلية من بلديات وحتى محافظين، وبالتالي أضحت هذه النمطية متجذرة بحكم الأمر والواقع والسلطة الإدارية والمناطقية، ولكن يبقى السؤال، ما هو دور الدولة اللبنانية في الحفاظ على التعدد والتنوع في المناطق وفي العمل على تنويع المناطق ديموغرافيًا بعدما فرزتها الحروب المتتالية؟ وهل يجوز إبقاء مناطق بنمطية محددة منغلقة عن المناطق الأخرى؟ أم يجب خلق مساحات متنوعة في تلك المناطق؟ يبقى السؤال الأساسي، متى تبادر الدولة اللبنانية وإداراتها وأجهزتها إلى معالجة تأثيرات الحرب اللبنانية ونتائجها؟ أم أنها ستبقى تدير الأزمات أو تقف موقف المتفرج؟ 

نماذج من لباس النساء في جبل عامل في خمسينات وستينات القرن الماضي

 

علم النفس العيادي وأمراضنا اللبنانية

د. أنطوان مسرّه/نداء الوطن/17 آب/2025

تبيّن قراءة المراسلات الدبلوماسية المتعلقة بلبنان من منطلق علم النفس السياسي والعيادي والذهنيات منبع أمراض ذهنية وتسمح باستكشاف سبل العلاج من خلال تأريخ علمي وواقعي والتربية والذاكرة. تتضمن صفحات عديدة في الأرشيف الدبلوماسي وصفًا في علم نفس الشعوب بدون ادعاء دبلوماسيين اختصاصهم في علم النفس السياسي والعيادي.

يتذمر قناصل فرنسيون من شمولية الكذب والتكاذب وانعدام إدراك الحدود والمعادلات والخلط بين الخاص والعام والتوجه الدائم في اتهام الغير بمساوئ بدون براءة في السلوك ومزيج من التسامح والتعصُّب والتسرّع الدائم في زج قوى خارجية في نزاع داخلي واستغلال هذا التدخل في خلافات داخلية. يظهر التناقض بين روايات السياح المستشرقين الذي يصفون سلوكيات لبنانية في الحياة اليومية. أما السلوك في الشأن العام فهو مختلف إذ قد يتمتع الإنسان بصفات ثقافية وأخلاقية راقية بدون سلوكيات مميّزة في الشأن السياسي العام.

يكتب القنصل Bourée إلى سفير فرنسا في روما، في 31/12/1845: "يفتقر السكان إلى الصفات المميّزة التي يذكرها مستشرقون". ويذكر في 16/8/1846: "لا يساهم التقاعس والخيانات في تسهيل مهمتنا". يحمل تاريخ طويل اللبنانيين على استغلال وسائل عديدة في سبيل الحماية تجاه المحتل. لكنهم يستمرون، بعد إعلان دولة لبنان الكبير سنة 1920 واستقلال 1943، في سلوكيات بدون استخلاص العبر. يكتب Guizot إلى القنصل Bourée في 14/7/1847: "يحملنا الواقع على الانجراف في المشاعر بدلاً من المقاربة السياسية وعلى اعتماد أوهام خلافًا للواقع". ويصف Schmidt القائم بأعمال قنصلية فرنسا في بيروت في مراسلة لـ Vicomte de la Hitte وزير الخارجية الفرنسية في 20/3/1850: "الضجة والضجيج والفضائح والكذب".

1. الباب العالي والتكاذب: يُستخلص من مراسلات دبلوماسية أن القيّمين على الحكم ينجرفون في نزاع داخلي في سبيل الدفاع عن النفس ولكن أحيانًا للاستقواء بفضل دعم قوة خارجية ويتم استغلال الشفقة الفعلية أو المفتعلة لهذه القوة الخارجية في سبيل الحصول على مكاسب داخلية. وتنخرط بالتالي قوى خارجية في مستنقع داخلي.

يبدي قناصل فرنسا في لبنان نصائح لممارسة الحذر وغالبًا ضرورة الحياد. يثني الوزير Drouyn في جوابه على القنصل Lesparda في 20/10/1852 في اعتماده الحذر تجاه ممثلي إحدى الطوائف لأنهم "لم يلتمسوا النصح إلا في سبيل توريط المسؤولية الفرنسية في دعمهم للسلطة العثمانية". ويكتب قنصل بروسيا في بيروت Wildenbruck إلى الأمير سعد الدين شهاب في 14/6/1844 مشجعًا على اعتماد الحياد في شؤون داخلية: "إذا تدخلتم في هذه القضية التي هي حصرًا دينية ستقعون ضحية أكاذيب أشخاص يسعون إلى زجكم في غايات خاصة".

تخشى قوى خارجية أن تصبح ضحية ألاعيب محلية ويسعى دبلوماسيون معتمدون في لبنان إلى تصويب المسار. يذكر Bourée في صفحات عديدة "بنيان من الأكاذيب والأقاويل والمبالغة تجاه فداحة الوقائع الملموسة. الكل يتآمر. إني في حالة تناقض بين مبالغة مسيحيين ومبالغة دروز. الأولى تتهمني لأنني لا أنساق في تصوراتها والثانية تتهم القنصلية الفرنسية بممارسة الضغوط".

يذكر Wedjihi Pacha في مذكرة إلى القوى العظمى الخمس في 10/5/1845: "إن الذين يستمعون بدون الانكباب على الواقع ينجرفون في تصديق الأقاويل". والقنصل Lesparda، بعد سرده قضية تعيين كاهن لكرسي الاعتراف وصلت أصداؤها إلى الكرسي الرسولي في الفاتيكان يقول: "أهملت التفاصيل التافهة لأنه في هذا البلد المسائل الصغرى تتعقّد في تفاصيل بدون مغزى". ويختتم بالقول في ما يتعلق بمعلومات وردت إلى وزارة الخارجية الفرنسية: "ليس في كل القضية عبارة واحدة حقيقية".

في ما يتعلق بمسألة أخرى تخطّت حجمها الواقعي يكتب Bourée إلى Guizot: "من المؤسف أنّ هذه المسألة البسيطة اتخذت حجمًا ضخمًا. تأكدت شخصيًا من تفاصيلها ولم يعد أي شك ممكنًا". ويرسم Bourée هذه الملامح الشخصية في مراسلة دبلوماسية في حزيران 1845: "إننا نجد ذهنية لبنانية ترتكز على المبالغة وبدون منهجية وبدون الحرص على الواقع ومن خلال ادعاءات كاذبة بدلاً من البرهان الجدّي".

2. النقص في أخلاقية رجال سياسة: تتم غالبًا معالجة الأزمات ليس من منطلق قانوني وسياسي، بل في علم النفس بفضل مرور الزمن والصبر، كما يذكر Bourée في رسالة إلى Guizot في 23/3/1847. ويكتب Bourée إلى سفير فرنسا في روما في 31/12/1845: "خلال خمس سنوات، رجل واحد كان وطنيًا وهو الوحيد الذي استحق باستمرار ثقة القنصلية في كلامه وصدقيته". ويكتب إلى Baron de Bourqueney، سفير فرنسا في القسطنطينية، في 3/5/1947: "تبقى صعوبة أخيرة في الجبل وهي إيجاد أشخاص غير فاسدين". ويقول الكونت Lallemand المكلّف بمهمة في لبنان لدى مغادرته بيروت في 9/12/1847: "يكمن الضعف الذي يؤدي إلى الامتناع عن الحكم في غياب رجال شرفاء وأصحاب قدرة في الطبقة الارستقراطية في لبنان".

ان اللبناني هو مثقف وتاجر ناجح ومغامر ومضياف... ولكن هل اكتسب بعد إعلان دولة لبنان الكبير واستقلال 1943 الإدراك لمفهوم الدولة والشأن العام؟ ماذا فعلنا في التربية والتاريخ العلمي والواقعي وبناء الذاكرة منذ إعلان دولة لبنان الكبير سنة 1920 واستقلال 1943؟ ورد في كلام أحد الدبلوماسيين الأوروبيين لدى مغادرته لبنان سنة 2024: "إذا استمريتم في ألاعيبكم manigances فلا تعتمدوا على دبلوماسيتنا". إنه انعدام الجديّة و"المعليشية" في ذهنية سياسية تعود جذورها إلى علم النفس التاريخي والعيادي ولم تخضع للمعالجة. نستخلص ملاحظات دبلوماسيين من الأرشيف التالي:

Adel Ismail, Documents diplomatiques et consulaires relatifs à l'histoire du Liban et du Proche-Orient du XVIIe siècle à nos jours, Beyrouth, Editions des œuvres politiques et historiques, 20 vol., 1977-1982.

من الضروري مستقبليًا مراجعة مراسلات دبلوماسية أخرى وبخاصة تلك التي نشرها د. أنطوان الحكيم ومؤرخون آخرون. ونحذر من التعميم من خلال وصفنا لأن اللبنانيين يتمتعون بتراث حافل من رجال دولة ومناضلين للحق والقانون والشأن العام. لكن بعض الرواسب في علم النفس التاريخي والعيادي يستغلها مخادعون وشعبويون خلال الأزمات ويزعزعون ثوابت لبنانية ونضال أجيال.

**عضو المجلس الدستوري، 2009-2019

 

ترامب يدفع نحو "اتفاق سلام".. زيلينسكي إلى واشنطن الاثنين

ناصر زيدان/المدن/16 آب/2025

استبعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم السبت، وقفاً فورياً لإطلاق النار في أوكرانيا، مشيراً إلى أنه يدفع مباشرة نحو "اتفاق سلام"، وذلك بعد ساعات على القمة التي عقدها مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في ألاسكا. وقال ترامب في منشور على منصته "تروث سوشل": "قرّر الجميع أنّ أفضل طريقة لإنهاء الحرب المروّعة بين روسيا وأوكرانيا، هي الذهاب مباشرة إلى اتفاق سلام من شأنه أن ينهي الحرب، وليس مجرد اتفاق لوقف إطلاق النار لا يصمد في كثير من الأحيان". وقال ترامب إنه سيستقبل الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلنسكي، في البيت الابيض الاثنين المقبل، و"إذا سارت الأمور على ما يرام فسوف نحدد موعداً لقمة" مع بوتين.

زيلينسكي مستعد للقاء ثلاثي

من جهته، أعلن زيلينسكي، أنه سيتوجه إلى واشنطن الاثنين، ليناقش مع نظيره الأميركي وضع حد للحرب. وجاء إعلان زيلينسكي بعد مكالمة هاتفية أجراها مع ترامب، وقال إن الأخير أطلعه خلالها على "النقاط الرئيسية" في محادثاته مع الرئيس الروسي. وأضاف زيلينسكي "الاثنين، سألتقي مع الرئيس ترامب في العاصمة واشنطن، لمناقشة كافة التفاصيل المتعلّقة بإنهاء القتل والحرب". وتابع: "أنا ممتن لهذه الدعوة". وأشار زيلينسكي إلى أنه أجرى "مكالمة مطوّلة وموضوعية مع ترامب"، بدأت كمحادثة ثنائية، قبل أن ينضم إليها قادة أوروبيون. ويعقد اللقاء في واشنطن بعد ثلاثة أيام من قمة ألاسكا، التي لم يتم التوصل خلالها إلى إعلان عن وقف لإطلاق النار كما لم تشهد اختراقاً مهما يؤدي إلى إنهاء الغزو الروسي لأوكرانيا. وغداة القمة الأميركية-الروسية، دعا زيلينسكي القادة الأوروبيين إلى الانخراط في "كلّ مرحلة" من المحادثات. كذلك أكد أنّه مستعد لعقد اجتماع ثلاثي مع ترامب وبوتين، وهو ما كانت تدفع كييف نحوه بينما رفضه الكرملين. وقال زيلينسكي إن "أوكرانيا تؤكد أن القضايا الأساسية يمكن مناقشتها على مستوى الرؤساء"، مشيرا إلى أن "الصيغة الثلاثية مناسبة لذلك".

أوروبا تدعم بحذر

وفي السياق، أفادت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية، أن الرئيس الأميركي أطلع اليوم، زيلينسكي وقادة أوروبيين على نتائج قمته مع بوتين. وقالت إن الاتصال الذي شاركت فيه رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، ورئيس الحكومة البريطانية كير ستارمر، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته، دام "أكثر من ساعة بقليل". وأكد كل من فون دير لايين وماكرون وميرتس وستارمر، في بيان مشترك اليوم، استعدادهم للمساهمة في التحضير لعقد قمة بين ترامب وزيلينسكي وبوتين. وقال القادة في البيان المشترك: "نحن (...) مستعدون للعمل مع الرئيسين ترامب وزيلينسكي نحو قمة ثلاثية، بدعم من أوروبا". لكنهم أكدوا في المقابل، أن موسكو "لا يمكن أن تتمتّع" بحق النقض بشأن انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي أو حلف شمال الأطلسي. وأضافوا أنه "سيكون على أوكرانيا اتخاذ القرارات المتعلّقة بأراضيها". وقال القادة الأوروبيون إنهم مستعدون "لمواصلة الضغط" على روسيا من خلال العقوبات. وجاء في البيان: "سنواصل تشديد العقوبات والتدابير الاقتصادية المحدّدة الأهداف، للتأثير على اقتصاد الحرب الروسي إلى أن يتم تحقيق سلام عادل ودائم". وتعليقاً على القمة، نقلت وكالة "رويترز" عن رئيس الوزراء البريطاني، ترحيبه "باستعداد أميركا وأيضاً أوروبا لتقديم ضمانات أمنية قوية لأوكرانيا ضمن أي اتفاق". وقال: "تحدثت إلى زيلينسكي وترامب وشركاء أوروبيين، ونحن جميعاً على أهبة الاستعداد لدعم هذه المرحلة التالية". وأضاف ستارمر أن :الخطوة التالية يجب أن تكون إجراء المزيد من المحادثات بمشاركة زيلينسكي". واعتبر أن "جهود ترامب جعلتنا أقرب من أي وقت مضى لإنهاء حرب روسيا في أوكرانيا". من جهته، قال ماكرون إنه "من الضروري مواصلة دعم أوكرانيا والضغط على روسيا" حتى التوصل إلى "سلام راسخ" في أوكرانيا، محذراً "من ميل روسيا إلى عدم الوفاء بالتزاماتها بشأن أوكرانيا". وأضاف "سنعمل مع أميركا والشركاء في (تحالف الراغبين) لتحقيق تقدم نحو السلام الدائم في أوكرانيا".

 

 رحمون لـ"المدن": لقاء قصر تشرين نوافذ مفتوحة وبيع للأوهام

أنيس المهنا/المدن/16 آب/2025

على وقع دعوة من وزير الخارجية السورية أسعد الشيباني،  التقى خلاله الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا، إلهام أحمد،  بعد ظهر الإثنين الماضي في قصر تشرين بدمشق. يأتي اللقاء في سياق متشابك من الأزمات الداخلية والضغوط الدولية، بينما يبدو الجانب الكردي متشككاً في نوايا حكومة دمشق، معتبراً إياها محاولة للبحث عن "مخارج" مؤقتة و"حوار شكلي" لإنقاذ وضع متدهور، وليس سعياً جاداً إلى حل جذري. وكما يقول المثل الكردي: "الذئب يلعق السكين عندما يجوع" في رمزية ملفتة إلى أن الحكومة الانتقالية في دمشق، تلجأ للحوار فقط عندما تضيق بها الحال.

لتسليط الضوء على تفاصيل هذا اللقاء،السري، وقراءة خلفياته، التقت "المدن" بالنائب المشترك لرئاسة "مجلس سوريا الديمقراطي – مسد" علي رحمون.

المخارج المؤقتة

افتتح رحمون حديثه لـ"المدن" بتشخيص نمط تعامل الحكومة السورية الحالية: "لقد تعودنا على تصرفات هذه السلطة هي تبحث دوماً عن مخارج. لقد لاحظنا بعد كل مأزق أن هذه السلطة تبحث عن مخارج مؤقتة ليست جذرية أو استراتيجية". واستدل رحمون على ذلك بتسلسل الأحداث: "بعد مجازر الساحل التي تم ارتكابها من قبل فصائل جهادية تابعة للسلطة، وقّعت هذه السلطة اتفاق 10 آذار/ مارس بين رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) مظلوم عبدي، ثم جاءت أحداث جرمانا وصحنايا، بعدها، ولم تحاول هذه السلطة إجراء أي اتصالات جديدة مع الأكراد… هم يبحثون في واقع الأمر عن حوار شكلاني".

السويداء والبحث عن منقذ

وحول دوافع اللقاء الحالي، يربط رحمون بين الأحداث الأخيرة واستمرار الأزمة: "اليوم بعد كل ماحصل في السويداء من حوادث مؤسفة وما جرى في مجلس الأمن، والحصار من قبل المجتمع الدولي، إلى جانب الوضع الاقتصادي والخدمي الصعب بسبب تملص الدول العربية، كما يبدو من تقديم مساعدات حقيقية، لذلك فهذه السلطة تبحث عن منقذ لها وعينها على آبار النفط في دير الزور، وهي تحاول أن تراوغ مرة أخرى، في محاولة واهية لحل أزماتها على المستويين الاقتصادي والسياسي والاجتماعي". وأعرب عن أمله " أن لا يكون هذا الاجتماع الأخير مع إلهام احمد على حساب الشعب السوري".

رفض اجتماع باريس وهروب من الضمانات

وعن نتائج اللقاء نفسه، أكد رحمون محدوديتها: "بالنسبة للقاء في قصر تشرين لم يتم التوافق على أي شي محدد". مشيراً إلى نقطة خلاف رئيسية، بالقول: "هم يرفضون العودة للاجتماع في باريس". ومع ذلك، لاحظ رحمون بارقة أمل طفيفة: "لكنهم وافقوا على فتح بعض النوافذ للحوار بغية الحصول على بعض الحلول الممكنة وهي الشيء الإيجابي الوحيد". ليختم تقييمه للنتيجة العامة للاجتماع بشكل حازم : "لكن في آخر المطاف هذه السلطة تبيع الأوهام سواء للإدارة الذاتية أو لكل السوريين". وأوضح المسؤول الرفيع في " مسد "، لـ"المدن"، أن الحد الأدنى الذي تم التوافق عليه هو ذهاب وفد من قبل الحكومة الانتقالية إلى مناطق شمال وشرق الفرات، للبحث في آليات العمل المشترك ودوام التواصل، واللقاء "من أجل تدوير الزوايا" للوصول إلى التوافقات التي تؤدي إلى البدء في تنفيذ بنود اتفاق 10 مارس/آذار وخصوصاً على الصعيد الإداري في المؤسسات الإدارية والمالية، معرباً عن شكوكه في النوايا الحقيقية للحكومة في دمشق، لذلك رأى رحمون "أن هدف السلطة بوضع يدها على منابع النفط هو "السبب الرئيس في عدم تفاؤلي فيما يجري بما نرغب به أو نتمناه كسوريين". وأضاف سبباً آخر لعدم تفاؤله: "ويتمثل في عدم موافقة السلطة في دمشق في تحديد موعد جديد للقاء باريس، رغم الضغط الدولي التي تمارسه كل من باريس واشنطن من أجل إتمام هذا اللقاء وهي محاولة للعودة إلى الوراء والهروب من الضمانات الدولية لتنفيذ أي اتفاق". ورداً على سؤال "المدن" حول وجود قواسم مشتركة بين الحكومة الحالية مع الكرد، وسّع رحمون نطاق المشكلة، معتبراً أن "هذه القواسم ليست موجودة مع الكرد فحسب بل مع السوريين جميعهم"، في محاولة من قبل الحكومة للاستئثار بالسلطة وعدم مشاركة كل القوى السياسية من أجل إقصاء وتهميش الجميع عن مراكز القرار على كل المستويات وهذا "ما يجعل وجود قواسم مشتركة شبه مستحيل مع بقية السوريين".

اللامركزية..ضمان ضد الاستبداد

ورداً على سؤال "المدن" عن مصطلح اللامركزية الذي تتهرب منه حكومة دمشق بدعوى انه محاولة لتفتيت سوريا، وربطها بنوايا الدروز وإسرائيل. قال رحمون بوضوح  إن مفهوم الأكراد حول اللامركزية،  هو أقرب ما يكون "باللامركزية على أساس جغرافي"،  لكن هناك وزارات سيادية تبقى علاقتها في المركز كالدفاع والخارجية والمالية، أما بقية الوزارات يجب أن تكون إدارتها للاطراف أو المجالس المحلية أو الأقاليم التي سيكون لها صلاحية مجلس محلي "كانتخاب المحافظ مثلاً من خلال المجلس المحلي الأهلي وأن يكون مسؤول الأمن والقوات الامنية في هذه الأقاليم من أبناء المنطقة". وأضاف  رحمون مستشهداً بأحداث الساحل والسويداء، "بالطبع عزز لدينا هذا الشعور ماحدث في الساحل السوري والسويداء"إذ ليس من المعقول أن يكون مسؤول الأمن العام فيها من إدلب أو اللاذقية، وهو "بالطبع سيكون غريباً عن المنطقة وطبيعة تقاليدها، وهذا سينطبق طبعاً على مناطق الجزيرة ومناطق الإدارة الذاتية". وذكر رحمون سببين جوهريين لتبنيهم هذا المفهوم، الأول "العمل من أجل عودة الاستبداد لمعرفتنا أن السلطات المركزية هي فرصة أخرى لعودة الاستبداد بعد سقوط نظام الأسد، و"ستضع هذه اللامركزية مانعاً صلباً، أمام عودة تلك الديكتاتورية والاستبداد". اما النقطة الاخرى التي شدد عليها رحمون  فهي من أجل التنمية في الأطراف تحديداً ونحن نعلم كيف كانت تسمى بعض المحافظات في عهد الأسد الإبن والأب، "نامية مثل درعا والرقة ودير الزور والحسكة أو متخلفة" رغم أن أغلب اعتماد الاقتصاد السوري كان بشكل كبير وأساسي على تلك المحافظات (المتخلفة)، مما تنتجه من نفط وقمح وثروة حيوانية. فقد "قام النظام السابق بسرقة هذه الثروات" من دون وضع أي أسس للعمل على تنمية تلك المناطق لذلك، "سيسمح نظام اللامركزية بتوزيع جزء عادل من هذه الثروات على أهلها لتنميتها، والعمل على تقدمها على المستويات الخدمية والتعليمية والصحية. وهي عوامل أساسية "تدفعنا للتمسك بمبدأ اللامركزية".

التدخلات الإقليمية: إسرائيل وتركيا

وفي تحليله للصراع الإقليمي، قال رحمون ، إن "الصراع على النفوذ في المنطقة اليوم تتقاسمه بشكل واضح كل من إسرائيل وتركيا، لذلك هما يحاولان الاستحواذ والهيمنة على أكبر رقعة جغرافية". اما بخصوص إسرائيل و"بشكل موضوعي"، تحاول إسرائيل أن تكون داعمة للاقليات سواء طلبت هذه الأقليات أم لا،  وبالتالي، فإن إسرائيل ستحاول بسط نفوذها في سوريا واستمراره، سيحتم بالتأكيد عليها دعم تلك الأقليات. ونفى رحمون بشكل قاطع "أي علاقة لنا مع تل أبيب وكل مايتم تداوله هو مجرد بروباغندا إعلامية تخدم بعض الجهات في محاولة لتفريق السوريين عن بعضهم". أما في ما يتعلق بتركيا أضاف رحمون: "تركيا وبنفس الطريقة تستخدم هذه المتناقضات في علاقاتها مع السلطة الحالية، وبعض الفصائل المدعومة منها لكي تهيمن بشكل أكبر"،  مؤكداً أن أنقرة لن تقبل بأي توافق بين السوريين أنفسهم، إلا بما يخدم مصالحها سواء كانت القومية، أو مصالح حزب العدالة والتنمية الذي يرأسه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. لذلك فإن "تركيا تعمل على افشال لقاء باريس، فأي توافق بين السوريين سيضعف النفوذ والهيمنة اللتين تتمتع بهما تركيا اليوم في سوريا".

الأوهام واليقظة

يختتم علي رحمون حديثه لـ"المدن" بتأكيد رسالته الأساسية: "الثقة معدومة في نوايا الحكومة الحالية، التي تواصل بيع الأوهام وتبحث عن مخارج شكلانية لأزماتها المستعصية، مستخدمة الحوار كسكين تلعقه مؤقتاً تحت وطأة الجوع – جوع العزلة الدولية والأزمة الاقتصادية،وعينها على النفط". في مواجهة هذا، يظل التمسك باللامركزية كضمانة ضد عودة الاستبداد، وطريقاً لتنمية المناطق المهمشة، رغم محاولات حكومة الرئيس أحمد الشرع، شيطنة المفهوم، وتحذيرات رحمون من الدور المعرقل لكل من تركيا وإسرائيل لأي توافق سوري حقيقي. المشهد يبقى معقداً، واللقاء في قصر تشرين -الذي رفض في حديث مقتضب لـ"المدن" مسؤول العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية ،عبد الكريم عمر نفي انعقاده أو تأكيده- لم يزل ، بحسب رحمون، بعيداً عن أن يكون بداية حل جذري، بل حلقة أخرى في سلسلة طويلة من "المخارج المؤقتة والأوهام المباعة في الهواء".

 

 خديعة حزب الله الكبرى: من ميدان الحرب إلى السياسة

شهيد نكد/المدن/16 آب/2025

يقول صن تزو Sun Tzu في كتابه الشهير "فنّ الحرب": "كلّ حرب تقوم على الخداع... حين نكون قادرين على الهجوم نُظهر العجز، وحين نكون قريبين نُظهر البُعد." الخداع هنا ليس مجرّد تمويه أو تضليل بسيط؛ بل عملية مركّبة تعمل على المستويات الميدانية والنفسية والاستخباراتية، بهدف دفع الخصم لقراءة الواقع بطريقة تخدم خططك؛ أي على نقيض الحقيقة. في الحرب الأخيرة، طبّقت إسرائيل هذا المبدأ بحذافيره. فخلال أشهر وربما سنوات، تركت حزب الله يروّج لامتلاكه "توازن الرعب" وقدرة ردع متماسكة، في حين كانت تحضّر لاختراق نوعي تجسّد في تفجير أجهزة البيجر. كانت هذه العملية نقطة تحوّل في المواجهة، تبعتها اغتيالات دقيقة لضرب البنية القيادية للحزب، من الأمين العام السيد حسن نصرالله إلى خليفته السيد هاشم صفي الدين. أثبتت العملية أن إسرائيل لم تكن منشغلة بمسألة الردع بقدر ما كانت تركّز على تقويض قدرة الحزب على إدارة المعركة. وهكذا تحقق أهم مبادئ صن تزو: جعل العدو يظن أنه يمسك زمام المبادرة، في حين أنَّه يسير باتجاه الفخّ. لكن الخديعة في لبنان لا تقتصر على الميدان العسكري، فهي متغلغلة في السياسة اليومية، حيث النزاع على السلاح لا يدور فعليًا بين "الدولة" وحزب الله كما يوحي الخطاب العام؛ بل بين أحزاب سياسية تحتكر السلطة وتمثّل زعماء الطوائف. بعد اتفاق الطائف، لم يعانِ المسيحيون من إقصاء الدولة لهم بقدر ما عانوا من إقصاء الطبقة السياسية الحاكمة لهم، والتي تعاملت معهم بوصفهم خاسرين بدلاً من شركاء. يبدو أن هناك إمكانية لتكرار هذا النمط اليوم، تكرار التجربة اللبنانية القائمة على منطق رابح وخاسر الذي يولّد إحباطاً يتحوّل مع الوقت إلى خطاب أكثر تطرّفاً. فما حصل مع المسيحيين عند عودتهم إلى الحياة السياسية في العام 2005، ورفع شعار استعادة الحقوق، هو أكبر دليل على إصرارنا على التعامل مع بعضنا بعضاً وفقاً لمقولة "الدنيا دولاب"، وما يدور على خصمك اليوم قد يدور عليك غداً. وهكذا نبقى ندور في حلقة مفرغة، المنتصر الوحيد فيها هو منطق المنظومة السياسية، وليس منطق الدولة.

تراجع حزب الله

منذ توقف الحرب الأخيرة، يشهد لبنان مؤشرات واضحة على تراجع موقع حزب الله داخليًا. انتخاب رئيس الجمهورية وتسمية رئيس الحكومة شكّلا بداية تجسيد لهذا التراجع. إزالة صور قيادات محور الممانعة من طريق المطار واستبدالها بإعلانات عن "عهد جديد" كانت بدورها إشارة رمزية لاهتزاز صورة الحزب، إضافة إلى فقدانه السيطرة الكاملة على المطار، وتراجع حضوره العلني في بعض المرافق والمؤسسات. هذا التراجع وضع الحزب في موقع يحاول فيه امتصاص الضغوط بدلاً من المبادرة. لكن بدلاً من أن يقابل "السياديون" هذا التحوّل بخطاب احتوائي، اختاروا رفع منسوب الاستفزاز والانقسام، وهو ما يجعل المناخ السياسي أكثر قابلية للانفجار. يُقابل هذا الإصرار بإصرار مضادّ من قبل حزب الله بأن المطالبة بحصر السلاح بيد الدولة هو خدمة لإسرائيل وإذعاناً للضغوط الخارجية. هكذا يتجاهل الحزب العجز العسكري الذي ظهر خلال المواجهة المباشرة مع إسرائيل، ويتجاهل أيضاً الرغبة الشعبية بتسليم سلاحه، ويحاول الإيحاء اليوم أن سلاحه هو ضمانة لبيئته وحمايةٌ لها، وهذا ما يُعزّز منطق الانقسام والاستقطاب. وبعيداً عن النتيجة التي ستؤول إليها الأمور -أغلب الظنّ أن السلاح سيُسلّم- هو إصرار الطرفين (الممانعين والسياديين) على إبقاء الجرح مفتوحاً، والنزف مستمراً، وهنا تكمن الخديعة: إن الخطاب المبدئي ليس فقط أداة لتصفية حسابات سياسية؛ بل يتجاوزها إلى التماهي مع مخطّطات استراتيجية مُصمّمة لمستقبل المنطقة ولبنان. فـ"خطة ينون" Yinon Plan (1982) وضعت تصورًا لتفتيت الدول المتعددة الطوائف أو الأعراق إلى كيانات صغيرة متناحرة يسهل السيطرة عليها، و"وثيقةClean Break (1996)، أوصت باستثمار الانقسامات الداخلية لخصوم إسرائيل لإخراجهم من المعادلة الإقليمية. في الحالتين، لبنان هو المثال النموذجي: بلد متنوع دينيًا وسياسيًا، منقسم إلى خطوط تماس دائمة تمنع قيام مشروع وطني جامع.

الانقسام الداخلي يخدم إسرائيل

وفي حين يظن كل فريق أنه يحمي قضيته من خصمه الداخلي، ينفّذ عمليًا السيناريو الذي يُبقي لبنان ضعيفًا ومشغولاً بصراعاته، تمامًا كما حصل بعد الطائف، وكما يتكرر اليوم. وإذا كانت الحرب الأخيرة قد أظهرت أن إسرائيل قادرة على ضرب البنية الداخلية لحزب الله من دون مواجهة شاملة، فإن استمرار الانقسام السياسي يحقق النتيجة نفسها في السياسة، من دون إطلاق رصاصة واحدة. والأخطر في كلّ هذا، أن هذه الخطط الاستراتيجية الإسرائيلية لم تعد تُعتبر من المحرّمات في الوعي العام؛ بل باتت تجد من يتبنّاها على نحوٍ مباشر. فهناك بيئة واسعة ترى أن التقسيم يحميها من "الآخر" ويضمن استمرارها. وهذه البيئة قابلة للتوسّع اليوم ما دامَ هناك إصرارٌ داخلي على منطق الرابح والخاسر. ومن المفارقات أن من يجاهر بعدائه لإسرائيل يتمادى في عزل بيئته والاستئثار بها، بدلاً من أن يدفعها في الاتجاه المعاكس عبر الانفتاح وبناء الجسور الداخلية. هذا السلوك يرسّخ صورة الانقسام، ويُبقي خطوط التماس النفسية والسياسية حامية.  إذا كان رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، كما يقول حزب الله (وهو محقّ في ذلك)، يخضعان لضغوط الخارج، فإن الضغط الداخلي الذي يمارسه الحزب من جهة، وخصومه/ زملاؤه من زعماء الطوائف من جهة أخرى، لا يساعد إطلاقاً على التعامل مع هذه الضغوط؛ بل يُفاقمها. فالاستنزاف المتبادل بين الداخل والخارج يترك الدولة في موقع أضعف، ويجعلها أكثر قابلية للابتزاز، بدلاً من أن يؤمّن لها سنداً سياسياً يواجه التحديّات. التحدي اليوم هو إنتاج معادلة لبنانية ذكية: تعيد الاعتبار لمؤسسات الدولة، وتفتح مسارًا سياسيًا يُطمئن الجميع بدلاً من أن يضاعف مخاوفهم. هذا يتطلّب التخلي عن منطق الرابح والخاسر الذي يخدم المنظومة السياسية، واعتماد مواجهة تقوم على فعل استراتيجي مشترك لا على ردود فعل متبادلة. حينها فقط، تتحوّل الخديعة من فخّ متكرر إلى درس يُبنى عليه.  أمام الدعوة للتخلّي عن الخداع، يبقى السؤال: هل يُعقل أن تتخلّى طبقة سياسية، تعيش على تغذية الانقسامات، عن الاستقطاب في موسم انتخابي مقبل بعد عدّة أشهر؟

 

 هل نضجت لحظة سحب السلاح من "حزب الله"؟

إبراهيم الرز/المدن/16 آب/2025

عبَّرت نشأة "حزب الله"، في أوائل الثمانينيات، وبدعم إيراني مباشر، عن معادلة القوة للسيطرة على الساحة الشيعية. حينذاك، اتُخذ السلاح أداة ليصبح الآمر الناهي في ساحته. بدأ بتصفية القوى اللبنانية الأخرى التي تحمل لواء المقاومة من خلال اغتيال قيادات الحزب الشيوعي، ثم تحول إلى "حركة أمل" ليرسي معها موازين القوى، بالمواجهات العسكرية أولاً، ومن ثم بإرساء نوع من تفاهم اقتضى توزيع الأدوار واقتسام مغانم السلطة بموجب مقتضيات المحاصصة في التركيبة اللبنانية وقواعدها. ولكن في موازاة هذه المسيرة، لا يمكن إنكار أن الحزب الذي استفرد بساحة المقاومة عن سابق تصور وتصميم، كان عنوان مواجهة للاحتلال الإسرائيلي، ليس على الصعيد اللبناني فحسب، وانما عربياً، وربما عالمياً. وقد تمكن من تكريس هذه الشرعية بموجب "تفاهم نيسان" الذي رعته الأمم المتحدة إثر حرب "عناقيد الغضب" و"مجزرة قانا"، وبفعل الجهود الدبلوماسية التي بذلها الرئيس الشهيد رفيق الحريري. لكن الحزب لم يكتفِ بدوره المقاوم، فهو دأب منذ لحظة انطلاقته على بناء عقيدة بنيوية داخل النظام السياسي اللبناني. فلم يعد الأمر مقتصرًا على وظيفة عسكرية، بل صار السلاح جزءًا من موازين القوى الداخلية وأداة لصياغة المعادلات السياسية والأمنية، ليتمدد إلى دور إقليمي يخدم الأجندة الإيرانية ومشاريعها التوسعية في المنطقة، بحيث بات أي نقاش حوله يتجاوز البعد العسكري إلى قدرة وجودية يمكن أن تزلزل بنيان الدولة. حتى إن المراقبين اعتبروا أن الحزب استخدم مسألة الحدود مع إسرائيل بعد انسحابها في 25 أيار 2000، وإعلان التحرير، ومن ضمنها "مزارع شبعا"، كـ"مسمار جحا" للاحتفاظ بسلاحه. كذلك افتعل حرب تموز 2006 للغاية نفسها، وسيطر بالسلاح على مفاصل الدولة اللبنانية. واليوم، تُطرح مجددًا مسألة حصر السلاح بيد المؤسسات الشرعية، مع عهد جوزاف عون الرئاسي، وحكومة نواف سلام. لكن وسط بيئة إقليمية ومحلية مغايرة جذريًا لما عرفته العقود الماضية.

من النشأة حتى الطائف: المقاومة كشرعية استثنائية

تأسس حزب الله عبر الحرس الثوري الإيراني الذي حضر إلى البقاع لتحقيق هذا الهدف، مستفيدًا من بيئة جنوبية يوجعها الاحتلال الإسرائيلي. وقد مكّنته هذه الظروف من بناء قوة قتالية منظمة، والأهم تأسيس خطاب يعتبر السلاح ضرورة وطنية مرتبطة بمشروع "المقاومة". ومع اتفاق الطائف في العام 1989، تحولت قضية السلاح إلى مساحة توافق سياسي ضمني، إذ نص الاتفاق على حلّ الميليشيات. ولم يمنح الحزب أي استثناء رسمي للاحتفاظ بسلاحه، بل استند إلى بند "مقاومة الاحتلال" كذريعة سياسية وفّر له غطاءً للاستمرار وتعزيز ترسانته.

الطائف حتى 2000: تثبيت الحضور خارج الدولة

في التسعينيات، ظلّ السلاح في منأى عن أي مواجهة سياسية فعلية، بفضل المظلة السورية وهيمنة معادلة "المقاومة" على المشهد. لم تكن هذه مرحلة توسع جغرافي بقدر ما كانت مرحلة ترسيخ لشرعية السلاح كأمر واقع. وأتاح التلاقي السوري – الإيراني للحزب أن يتمدد سياسيًا تحت غطاء المواجهة مع إسرائيل، مع الحفاظ على استقلالية قراره الأمني. وفي تلك المرحلة خاض مواجهات شرسة مع العدو الإسرائيلي، وشرعن وجوده من خلال هذه المواجهات، لا سيما بعد "عناقيد الغضب" و"مجزرة قانا" في العام 1996.

2000 - 2008: من التحرير إلى الصدام المفتوح

شكّل انسحاب إسرائيل من معظم الجنوب في العام 2000 لحظة اختبار للخطاب المقاوم. فقد زالت غالبية أسباب الوجود العسكري باستثناء مزارع شبعا، التي تحوّلت – رغم إشكالية هويتها – إلى مبرر استراتيجي لاستمرار السلاح. ومع اغتيال الرئيس رفيق الحريري عام 2005 وخروج الجيش السوري من لبنان، انتقل النقاش حول السلاح إلى صلب الانقسام السياسي بين معسكري 14 و8 آذار. ودعمت حرب تموز 2006  صورة الحزب كمقاومة لدى جزء من اللبنانيين وبعض العرب، لكنها أيضًا رسخت لدى خصومه اقتناعاً بأنه بات قوة فوق الدولة قادرة على جرّ البلاد إلى مواجهات كبرى من دون قرار وطني جامع. وذروة هذا المسار جاءت في 7 أيار 2008، حين رد الحزب بالقوة على قرار حكومة فؤاد السنيورة إزالة شبكة اتصالاته وإقالة مسؤول أمن المطار وفيق شقير. فخلال ساعات، سيطر مسلحوه على بيروت وتمددوا إلى الجبل، في مشهد وُصف بالانقلاب العسكري على الدولة. اتفاق الدوحة الذي أنهى الأزمة لم يكن مجرد تسوية سياسية، بل جاء تتويجًا لسيطرة الحزب على مفاصل القرار اللبناني، إذ ضمن له الثلث المعطل في الحكومات ورسّخ معادلة أن السلاح خارج أي نقاش داخلي.

2008 - 2024: السلاح في قلب الأزمات الإقليمية

بعد 2008، تمدد دور السلاح إلى ما هو أبعد من الساحة اللبنانية. فمشاركة الحزب في الحرب السورية منذ 2012 حوّلت ترسانته أداة تدخل إقليمي، أكسبته خبرات عسكرية متقدمة لكنها في المقابل عزلته عربيًا وكشفت بنيته أمام إسرائيل. داخليًا، ظل السلاح أداة ضغط سياسي في تشكيل الحكومات والملفات الأمنية، مع تعطيل أي مسار لنزعه. بقي المشهد قائمًا على معادلة توازن ردع داخلي: قدرة الحزب على منع أي مساس بسلاحه، مقابل عجز القوى الأخرى عن فرض حصره بيد الدولة.

2024 حتى اليوم: من فائض القوة إلى انكماش الخيارات

أحداث "حرب الإسناد" في العام 2024 وسقوط نظام الأسد ضربت العمق الاستراتيجي للحزب وقلّصت خطوط إمداده الرئيسية. الضربات الإسرائيلية – الأميركية للبنية العسكرية الإيرانية حدّت من قدرة طهران على تزويده بالسلاح النوعي. هذه التطورات خلقت بيئة جديدة لم يعد فيها استخدام السلاح داخليًا خيارًا بلا كلفة.

إقرار حكومة نواف سلام في آب 2025 خطة زمنية لحصر السلاح بيد الدولة شكّل اختبارًا لهذا الواقع الجديد. اللافت أن رد الحزب اقتصر على الرفض السياسي والإعلامي من دون تحرك عسكري، في مشهد قد يعكس إما تراجع قدرته على المواجهة كما في 7 أيار، أو تغيّر حساباته بفعل المستجدات الإقليمية.

وفي هذا الإطار، يرى الدكتور طلال عتريسي، الباحث في الشؤون الإقليمية، أنّ "معيار حزب الله في تحديد اللحظة المناسبة للانتقال بسلاحه من إطار الحزب إلى إطار الدولة يرتبط بأولويات واضحة أعلنها الحزب نفسه. المرحلة الأولى، وفق هذا المنطق، تقوم على استكمال انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية المحتلة، إطلاق الأسرى، وقف الاغتيالات والاعتداءات، عودة السكان إلى قراهم وبدء الإعمار. بعدها تأتي المرحلة الثانية: البحث في سلاح المقاومة ضمن رؤية لبنانية لاستراتيجية دفاعية، لا كقوة مستقلة خارجة عن مؤسسات الدولة."

لكن، كما يشير عتريسي، "هذا النقاش حول “الاستراتيجية الدفاعية” لا يعني بالضرورة تسليم السلاح بالكامل، بل قد يكون جزءاً من صيغة تجعل مقاتلي الحزب قوة رديفة ضمن الجيش، تابعة لقيادته ولعقيدته القتالية، مع الإبقاء على خبرتهم ودورهم في مواجهة أي تهديد. هذه المسألة، برأيه، ليست نهائية، وتخضع لمداولات داخلية يحددها ميزان التهديدات، إذ إن وجود عدو فعلي وتهديد مستمر يفرضان التفكير بكيفية الاستفادة من قدرات المقاومة، لا التخلي عنها." وحول دور السلاح بعد الانسحاب الإسرائيلي من جنوب الليطاني، يذكّر عتريسي بأن القرار 1701 أوجد مرحلة من الالتزام النسبي على الطرفين، لكن حزب الله اعاد انتشاره جنوب الليطاني على مراحل كما أن إسرائيل، منذ 2006، واصلت التحضير للحرب المقبلة." بالنسبة إليه، "النقاش اليوم يدور حول سؤال جوهري: إذا انتفت الحاجة العسكرية للسلاح، هل يسلم فوراً إلى الدولة وتنتهي المسألة؟ أم إن سلوك إسرائيل، التي قد تلتزم شكلياً بالقرارات الدولية بينما تبحث عن ذرائع جديدة، يستدعي صيغة أخرى تحفظ عنصر الردع؟"

ويضيف: "هذا النقاش ليس سياسياً فقط، بل استراتيجي بامتياز: ماذا يحدث في اليوم التالي لتسليم السلاح؟ ومن يضمن ألّا يعود الاحتلال أو الاعتداء؟ بالنسبة إلى الحزب، هذا مرتبط بالحصول على ضمانات حقيقية، وهو ما يعتبره عتريسي حتى الآن “أشبه بسمك في البحر”، في ظل استمرار الخروق والاعتداءات الإسرائيلية رغم المواقف اللبنانية الرسمية الخجولة الرافضة لها. ويأتي هذا الرفض خصوصاً عند مهاجمة الضاحية الجنوبية لبيروت".  في هذا السياق، يقول النائب عن حزب الكتائب إلياس حنكش لـ"المدن" إن الإصرار على تسليم السلاح اليوم ينبع من التزام بناء دولة قادرة على حماية جميع اللبنانيين، بما في ذلك حزب الله نفسه. كما يؤكد أن الاصرار من رئيس الجمهورية هو للحصول على ضمانات من الجانب الأميركي بانسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية، ما يشكل عامل طمأنة للحزب. ويرى حنكش أن السلاح لم ينجح في ردع إسرائيل أو حماية قيادته ومناطقه، وبالتالي لا يمكن الاعتماد عليه كضمانة مطلقة، مضيفًا: "اليوم، حزب الله مدعو إلى أن يكون وراء الشرعية اللبنانية". ويؤكد أن القرار الحكومي اتُّخذ ولا رجوع عنه، وأن اللقاءات مع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة أظهرت أن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح إذا توافرت الجدية في بسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية.

لكن عتريسي يعتبر "أن الحكومة اللبنانية، بتبنيها لأهداف ورقة براك، إضافة إلى ضربها الميثاقية عرض الحائط ، قلبت الأولويات، فبدل ألمطالبة بانسحاب الاسرائيلي اولاً، طالبت بحصرية السلاح من دون أي ضمانات، وهذا ما نقله براك بوضوح في زياراته. " كما حذر من أن نتنياهو يعترف بسعيه إلى تحقيق إسرائيل الكبرى.

وعند سؤاله عن أن حزب الله اليوم هو الوحيد الذي يرفض حصرية السلاح وأن حلفاء البارحة أصبحوا في مكان آخر، ومن ضمنهم الوزير ياسين جابر  المحسوب على حركة أمل الذي أعلن دعمه حصرية السلاح في يد الدولة، اعتبر عتريسي "أن الوزير جابر لا يمثل حركة أمل بل هو قريب من فلكها، وأن قيادات حركة أمل ونوابها هم في مكان آخر، وتصريحاتهم متماهية مع تصريحات نواب حزب الله" وقياداته. وينهي عتريسي حديثه بالقول "إن ما يحدث اليوم يخلق شعوراً لدى طائفة كبيرة في البلد بالاستهداف، خصوصاً أن لا خطة إعادة إعمار تعيد المواطنين إلى بيوتهم وقراهم". ويذكّر حنكش بأن تجربة سحب السلاح الفلسطيني تعثرت سابقًا بسبب غياب التنسيق الكامل مع قيادة الجيش وتعدد الفصائل الفلسطينبية التي لا تتبع كلها بالضرورة لسلطة رام الله، لكن الوضع مع حزب الله مختلف بسبب وجود سلطة مركزية وقرار موحد في الحزب. ويختم أن الجيش ملتزم بقرارات الدولة، والقرار واضح وصريح"، ويستبعد أي انقسام داخلي في حال تطبيق القرار. فالجيش ولاؤه الأول والأخير للمؤسسة العسكرية. ويضيف حنكش: لا مجال لأنصاف الحلول. فالقانون سيطبق، وهيبة الدولة ستُفرض بالكامل، وحزب الله مدعو إلى الالتقاء مع الشرعية في منتصف الطريق".

الخلاصة: مصير معلّق بين التجربة الفلسطينية والتسويات المؤجلة تاريخ سلاح حزب الله هو مرآة لأزمة الدولة اللبنانية، حيث تلتقي هشاشة الداخل مع عمق التشابك الإقليمي. من شرعية المقاومة في الثمانينيات، إلى الصدامات الداخلية في 2008، وصولًا إلى التحديات الاستراتيجية بعد 2024، بقي السلاح عنصر قوة للحزب وضعف للدولة. لكن اللحظة الراهنة قد تمثل منعطفًا: إما بداية مسار جدي لحصر السلاح بيد الدولة، أو فصلًا جديدًا من القرارات المؤجلة التي قد تنتهي كما انتهى ملف السلاح الفلسطيني، بخطط ثلاثية المراحل لم تُنفذ.

 

 خصوصية اللبنانين ضائعة: صور وتسجيلات مسربة بلا رادع!

راغب ملي/المدن/16 آب/2025

لم يعد اللبنانيون يتفاجؤون كلما ظهر مقطع فيديو على مواقع التواصل يوثق لحظة خاصة لشخص ما، التُقطت من دون علمه.  المشهد يتكرر: كاميرات مراقبة في الشوارع، عدسات في المحال التجارية، وأحياناً حتى في المرافق الخاصة. التسجيلات تسرب، الصور تُنشر، ولا أحد يعرف كيف وكم من الوقت تخزن هذه المواد، أو من يحق له الوصول إليها. لا قوانين واضحة، ولا ضوابط ملزمة، ولا عقوبات رادعة، وكأن الخصوصية مجرد تفصيل صغير في حياة عامة مكشوفة للجميع. على سبيل المثال، شهدت صيدا في نيسان/أبريل الماضي واقعة تختصر الفوضى. داخل أحد المقاهي في منطقة الجامعات، دخلت شابة إلى المرحاض النسائي لتلمح هاتفاً موضوعاً بطريقة مريبة، عدسته مفتوحة على وضعية تصوير الفيديو. تمالكت نفسها، تعاملت مع الموقف بحذر، وفي النهاية تدخلت القوى الأمنية وأوقفت المشتبه به. لم تكن هذه الحادثة الأولى، لكنها صورة مصغرة عن واقع يمكن أن يتكرر في أي مكان، وفي أي وقت. وفي سياق المخاوف بشأن الخصوصية وانتهاكاتها، ومع تزايد استخدام الطائرات المسيرة (درون)، باتت هذه التقنية تُستعمل من قبل جهات رسمية وبلديات وأفراد، وكذلك من قبل الأجهزة الأمنية في المداهمات أو أعمال الملاحقة، إضافة إلى توظيفها في المناسبات العامة والأعراس والفعاليات، والتصوير فوق المنازل والمرافق الخاصة، ما يعرّض الناس لانتهاكات مباشرة لخصوصيتهم. كل ذلك يجري في غياب إطار قانوني شامل يحدد الخط الفاصل بين مقتضيات الأمن وتوظيف التقنية وحماية الحياة الخاصة.

أوضحت الأستاذة الجامعية والاختصاصية في القانون الجزائي عطاف قمر الدين، في حديث مع "المدن" أن الحق في الخصوصية منصوص عليه عالمياً في المادة 12 من "الإعلان العالمي لحقوق الإنسان" والمادة 17 من "العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية"، لكن الدستور اللبناني لا يذكره صراحة، بل يكرسه ضمنياً عبر المادتين 8 و14، التزاماً بالمواثيق الدولية بموجب الفقرة "ب" من مقدمة الدستور. وأوضحت قمر الدين أن حماية الصورة الشخصية، بوصفها جزءاً من الحق في الخصوصية، لا تحظى بنص جزائي واضح، وإن كانت بعض مواد قانون العقوبات تتناولها ضمناً، مثل "المادة 533" التي تتعلق بالصور الخادشة للحياء، إلى جانب مواد أخرى مرتبطة بإفشاء الأسرار "المادة 579"، والابتزاز التهديدي "المادة 650". أما القانون الأقرب لحمايتها فهو القانون رقم 81/2018 لحماية البيانات ذات الطابع الشخصي، الذي يمنع جمع أو معالجة أي بيانات، بما في ذلك الصور، يمكن أن تكشف هوية الشخص من دون موافقته الصريحة، ويعاقب المخالفين بالغرامة والحبس من ثلاثة أشهر إلى ثلاث سنوات أو بإحدى هاتين العقوبتين. والخصوصية، بحسب قمر الدين، نسبية بحسب المكان. التصوير في الأماكن العامة ربما يكون مسموحاً إذا كان عرضياً وغير موجه لشخص بعينه، لكن إذا كان مقصوداً، يصبح انتهاكاً، خصوصاً في الأماكن العامة بالتخصيص مثل المساجد والمطاعم والمدارس، التي تتحول إلى أماكن خاصة خارج أوقات استقبال الجمهور.  وحتى في غياب نصوص جزائية صريحة، يمكن اللجوء إلى قضاء الأمور المستعجلة لوقف النشر أو حذف المحتوى، أو رفع دعوى مدنية استناداً للمادة 122 من قانون الموجبات والعقود للمطالبة بالتعويض عن الضرر غير المشروع. وعندما يتعلق الأمر بالطائرات المسيرة، أكدت قمر الدين أن أي استخدام لطائرة مسيرة مزودة بكاميرا يحتاج إلى تصريح مسبق من الجيش اللبناني، يتضمن بيانات دقيقة عن الطائرة والكاميرا ومكان وزمان التصوير وهدفه، إضافة إلى مستندات هوية المشغل. الترخيص مقيّد بالشروط المحددة، وأي مخالفة قد تؤدي إلى سحب الترخيص، مصادرة الطائرة، والملاحقة الجزائية، خصوصاً إذا صورت أماكن حساسة أو خاصة، بموجب المادة 281 من قانون العقوبات (جرائم التجسس) أو القانون 81/2018. من جهته، رسم الخبير في قضايا حوكمة الإنترنت والحقوق الرقمية وعضو لجنة البرامج في "مدرسة آسيا والباسيفيك لحوكمة الإنترنت" (APSIG) عبد الرحمن أبوطالب، صورة مختلفة في لبنان عن المشهد الأوروبي. ففي بريطانيا، تخضع كاميرات المراقبة لـ"UK GDPR" وقانون حماية البيانات 2018 "DPA" وإرشادات "هيئة حماية البيانات" (ICO) ومدونة كاميرات المراقبة بموجب قانون حماية الحريات العام 2012. وفي الاتحاد الأوروبي، ينظم الأمر الـ"GDPR" وإرشادات مجلس حماية البيانات الأوروبي (EDPB) رقم 3/2019، التي تعتبر تسجيلات الفيديو بيانات شخصية وتفرض أسساً قانونية صارمة للمعالجة، مع سياسات دقيقة للتخزين والحذف. وبموجب ذلك، يعتبر أي تسريب لمقاطع خاصة خرقاً للبيانات، ويجب إبلاغ الهيئة المختصة خلال 72 ساعة، وإخطار الأفراد إذا كان هناك خطر مرتفع. أما النشر لأغراض غير مرتبطة بالغرض الأصلي فيعد مخالفاً للقانون، ويعرّض الموظف للمسؤولية الجنائية بحسب المادة 170 من قانون "DPA 2018"، كما يحمّل المنشأة مسؤولية تنظيمية ومدنية. أما بالنسبة للطائرات المسيرة، فتشترط القوانين في بريطانيا تسجيل المشغل أو المالك وفق وزن الطائرة، والالتزام بارتفاع 120 متراً ضمن خط الرؤية، مع حظر التحليق فوق الحشود أو تصوير غير المشاركين، بينما يضع الاتحاد الأوروبي عبر وكالة "EASA"ق واعد بموجب لائحتي 2019/947 و2019/945، تصنّف العمليات حسب المخاطر، وتفرض بعض الدول الأعضاء شروطاً إضافية. والتصوير غير المصرح به للأفعال الحميمية أو التجسس يعد جريمة قد تؤدي إلى الغرامة أو السجن، في ظل تشريعات بريطانية متقدمة ومشروع قانون جديد لتوسيع نطاق جرائم "الصور الحميمية".

 

 متروكون بلا ماء ولا كهرباء... النازحون إلى التهجير الثاني؟

حسين سعد/المدن/16 آب/2025

ينهي نحو مئتي نازح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، أسبوعهم الأول دون كهرباء، داخل ثلاثة مراكز إيواء في مدينة صور، بعدما توقفت وحدة إدارة الكوارث في اتحاد بلديات صور عن تقديم أي مؤازرة أو دعم لهم منذ شهور، واتخاذ إدارات المدارس، التي يقيمون فيها، إجراءات تقضي بمنع تشغيل مولدات الكهرباء، على رغم تكفل النازحين في الآونة الأخيرة بشراء مادتي المازوت والزيت.

تهجير للمرة الثانية

ما يحصل في مراكز الإيواء هذه يأتي في إطار دفع النازحين، الذين يتحدرون من بلدات الضهيرة مروحين ويارين، وهي بلدات مدمرة بشكل كامل، إلى إخلاء أقسام من مدرستي صور الأولى والثانية الرسميتين والمعهد الفني، نظراً إلى حاجة المدارس لعشرات الصفوف المشغولة على أبواب العام الدراسي من جهة، وانعدام قدرة وحدة الكوارث عن الاستمرار في تقديم أي نوع من أنواع الدعم، وصولاً إلى توقف تقديم الوجبات اليومية منذ حوالي ثلاثة أشهر. يرى النازحون أن خطوات وقف تزويد مراكز الإيواء بالكهرباء والمياه، وقبل ذلك حجب المساعدات العينية عنهم، واقتصارها على النازحين خارج مراكز الإيواء، التي لم تعد معتمدة لدى وحدة إدارة الكوارث، هدفها تهجيرهم مرة أخرى لاسيما أنهم لا يملكون بدائل، سواء في بلداتهم، أو لناحية تمكنهم من استئجار منازل، في غياب فرص العمل والإمكانات المادية. وتقول ابنة الضهيرة، زهرة الأسمر، التي تهتم بمساعدة قريبتها المسنة في الغرفة عينها وهي في حاجة دائمة إلى الكهرباء لتشغيل ماكينة الأوكسيجين: "لقد قطعوا الكهرباء والمياه عن المركز، وكل يوم يسمعوننا مئة كلمة لكي نغادر المكان". وأكدت الأسمر أن العائلات المقيمة منذ اليوم الأول للنزوح في تشرين 2023 لا يملكون المال لاستئجار منازل، وتعبوا من هذا الوضع غير الإنساني. لا يختلف واقع الأسمر عن قريبتها نجوى أبو ساري التي تقول: "لا أحد يهتم بحالنا وأوجاعنا. والدي يعاني مشكلات صحية، ومنذ فترة وجيزة يجري عمليات غسل كلى تستلزم دفع أكلاف عالية. نحن لا نريد شيئاً منهم. جل ما نطلبه توفير عودتنا إلى قرانا والعيش بكرامة على أنقاض منازلنا المدمرة".

وحدة المخاطر تنأى بنفسها

"ضيقوا علينا كتير"، بهذه الكلمات يختصر حسين الأسعد، النازح في مدرسة صور الرسمية المختلطة، واقع النازحين وما وصل إليه في مراكز الإيواء. ويقول: "قريتنا يارين لم يبق فيها حجر على حجر. فقد سويت بيوتها بالأرض، ولا يمكننا العودة إلى بلدتنا الحدودية. لذلك المطلوب توفير الإيواء لنا ولأولادنا سواء بالبقاء هنا أو بتأمين بديل يقينا التشرد في الشوارع". يقترح رئيس بلدية الضهيرة الشيخ ناجي سويد جملة حلول للمشكلة الناجمة عن تداعيات النزوح، بينها تأمين مدرسة بديلة شاغرة، أو توفير عقار توضع فيه بيوت جاهزة لإيواء هذه العائلات المنكوبة بتدمير بيوتها. ووجهت وحدة إدارة الكوارث في اتحاد بلديات صور، التي فتحت أبواب المدارس لاستقبال النازحين بداية الحرب، كتاباً إلى قوى الأمن الداخلي تطلب فيه إخلاء المراكز الثلاثة. وعلمت "المدن"، أن محافظ الجنوب منصور ضو، طلب من قيادة قوى الأمن في المحافظة التريث في تنفيذ عملية الإخلاء لاعتبارات إنسانية. ويوضح رئيس وحدة إدارة الكوارث في اتحاد بلديات منطقة صور، مرتضى مهنا، أن الوحدة باتت في حل من المسؤولية تجاه هؤلاء النازحين في مراكز الإيواء، الذين حصلوا سابقاً على بدلات إيواء وأثاث منزلي. ولفت مهنا إلى أن طلب الإخلاء الذي وجهه إلى القوى الأمنية، ليس الأول وقد سبقته طلبات مماثلة. وذكّر بأن مراكز الإيواء في صور، كانت تضم حوالي ألف عائلة من قرى الحافة الأمامية وبلداتها كافة. وجميعهم تركوا هذه المراكز، ولم تبق سوى ستين عائلة من بلدات حدودية.

خسارة تمويل الترميم

من جانبها وزارة التربية، المعنية مباشرة في هذه القضية على بعد شهر واحد من انطلاق العام الدراسي، تتابع مجريات ما يحصل. لكنها لم تبلغ النازحين بشكل رسمي إخلاء المدارس الثلاث. ويؤكد مصدر مسؤول في الوزارة أنها تبلغت من إدارات المدارس بوجود هؤلاء النازحين، وعلمت من المسؤولين عن مراكز الإيواء بأنهم أصبحوا غير معنيين بالنازحين في هذه المراكز، وبأنهم توقفوا عن تقديم كل أنواع المساعدات إليهم. وأضاف المصدر أن الوزارة أبلغت محافظ الجنوب بكل المعطيات، مضيفاً أن بعض الجمعيات تعتزم إعادة تأهيل هذه المدارس، لكنها في المقابل تشترط عدم وجود نازحين فيها. ما يعني أن الوزارة قد تخسر تمويل هذا المشروع إذا بقي النازحون في المدرسة.

 جمعية تقترح حلاً موقتاً

دخلت جمعية "نساند" المحلّية، بالتنسيق مع وحدة الكوارث، على الخط لحل مسألة تصفير مراكز الإيواء. وقال أحد العاملين فيها: بدأنا تعبئة استمارات للعائلات النازحة في هذه المراكز. وتقوم الاستمارة على قاعدة دفع مبلغ شهري قيمته مئة وخمسين دولاراً لمدة ستة أشهر لكل عائلة".  وشرح المصدر: "قبل فترة عرضنا عليهم مبلغ مئة وثلاثين دولاراً لكنهم طالبوا بمئتين لتتمكن كل عائلة من استئجار منزل، فرفعناه إلى مئة وخمسين. ونأمل أن تجد هذه المشكلة الإنسانية حلاً لها في القريب العاجل".

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

بيان صادر عن معتقلو سجن_رومية

فايسبوك/16 آب/2025

بيان هام

‏ *بعد تداول عدد من الفيديوهات والبيانات التي تتضمن تهديدات بأعمال أمنية أو عسكرية تحت شعار حل قضية المعتقلين في سجن رومية، وبعد انتشار شائعات ووثائق اتصال أمنية مزورة تدعي نية أشخاص تنفيذ أعمال خطف واعتداء، نرغب بتوضيح التالي:

‏•  إن معتقلي رومية يرفضون أي خطاب يهدد السلم_الأهلي_في_لبنان، ويعتبرونه خطاباً لا يخدم قضيتهم العادلة و الأخلاقية.

‏• نرفض وبشكل قاطع استخدام قضيتنا العادلة كذريعة لخدمة  الدعاية السياسية التي تمارسها بعض الأحزاب في لبنان لخدمة مصالحها وأجنداتها الخاصة.

‏• نؤكد أن جميع تحركاتنا داخل وخارج السجون هي تحركات سلمية لا تنتهج العنف ولا تتبناه ولا تدعو إليه، بل تقتصر على العمل الإعلامي والاعتصامات وزيارات المسؤولين وأصحاب القرار في لبنان وسوريا.

‏• إن تصدير الشائعات والتهويل والفبركات الأمنية و الإعلامية التي تصدر عن بعض الغرف السوداء هدفها التشويش على قضيتنا العادلة، ولن تمنعنا من الاستمرار بالعمل المشروع لرفع الظلم عن أنفسنا وتنفيذ مطالبنا المحقة.

‏ *ختاماً.. نتمنى على وسائل الإعلام عدم أخذ الأخبار الزائفة على محمل الجد، كما ندعوها إلى اعتماد البيانات الرسمية الصادرة عن معرفاتنا في وسائل التواصل والتي تديرها لجنة_أهالي_السجناء_في_لبنان.

اللواء أشرف ريفي/نستنكر التعرض الدائم للإعلامية نانسي اللقيس

فايسبوك/16 آب/2025

صدر عن اللواء أشرف ريفي الآتي: نستنكر التعرض الدائم للإعلامية نانسي اللقيس، وكَيل الإتهامات المغرضة لها بسبب مواقفها، وندعو القضاء للتحرك لاسيما وأنها تعرضت لجملة مضايقات وتهديدات.

كل التضامن مع نانسي في مواجهة الترهيب.

 

عن ضياعنا الجردية

نبيل يوسف/فايسبوك/16 آب/2025

كان عندي اليوم واجب عزا بضيعة رام من أعلى ضيع بلاد البترون: ١٣٠٠ متر عن سطح البحر

اخدت طريق شبطين - حدتون: الله يساعد يللي بيسلكوا هالطريق

بتضل أفضل من طريق الدوق - ميفوق يللي صارت جلالي

كيف بدهم الناس يسكنوا ضياعهم وهيدا وضع  الطرقات؟

للأكيد مواقع فقرا واللقلوق وفاريا والأرز مش أحسن من رام والضيع المجاورة وكل جرد بلاد البترون: مناظر ولا اجمل مدى وقوع نظر حتى البحر

شو بيمنع يطلع مشاريع سياحية وشالبهات؟

قيل لي: ما في مي مشكلة رام وجوارها ندرة المي

أعلى جبالنا وما في مي

للأكيد اذا بيطلع مشاريع سياحية بجرودنا وبيتأمن  فرص عمل ما حدا بينزل على الساحل

بالعودة الى الطرقات: كل يللي التقيت فيهم بالجناز تقريبا" واجوا من ساحل البترون سلكوا اوتوستراد عمشيت - ميفوق ما أخدوا طرقات بلاد  البترون

معهم حق

بالرجعة اخدت طريق ميفوق - عمشيت ما أخدت معي ٢٥ دقيقة

أصبح يحق لرام ببلدية

الى متى سيبقى الحرمان يلف قرانا؟

اول ٣ مشاريع يجب تنفيذها لازالة هذا الحرمان عن بلاد البترون: الطرقات والطرقات والطرقات ومن ساحل البترون الى كل القرى والبلدات البترونية

 

إعلاميون من أجل الحرية: نستنكر بشدة حملات الترهيب والتخوين والاعتداءات التي تطال الإعلامية نانسي_اللقيس

فايسبوك/16 آب/2025

تجمع إعلاميون من أجل الحرية يستنكر بشدة حملات الترهيب والتخوين والاعتداءات التي تطال الإعلامية #نانسي_اللقيس، وتعتبر أن هذه الممارسات تمثل اعتداءً صارخاً على حرية الكلمة والرأي. كل التضامن معها في وجه محاولات إسكات الصوت الحر، وتؤكد أن حماية الإعلاميين واجب وطني وأخلاقي لا تراجع عنه، ونطالب الأجهزة المعنية بملاحقة الذين يمارسون أفعال التهديد والتخوين بحق الصحافيين.

 

رسالة إلى نعيم قاسم: سنتعامل معك كأنطوان لحد!

د. علي عزالدين/أخباركم – أخبارنا/16 آب/2025

أنا د. علي عزالدين، مواطن من جنوب لبنان، أقول بأنني قد عملت مجانًا في مستشفى تبنين الحكومي كل نهار اثنين من العام 1996 وحتى العام 2000 دون انقطاع، على خط التماس في مواجهة العدو الإسرائيلي. عالجت الناس، وأجريت عمليات جراحية، وعالجت مقاتلين من حزب الله ومن حركة أمل أُصيبوا في المواجهات.أنا من عمل في حرب نيسان هناك بعد أن نقلتني طوافة ثم دبابة إلى المستشفى، في العام 1996 خلال حرب نيسان. أنا من قام في العام 2000، أثناء ما يسميه الناس التحرير، بالتعامل مع موجات الجرحى والشهداء التي وصلت إلى المستشفى بالعشرات.

أنا من أخرج جثتي ضحيتين من ضحايا حزب الله في حرب نيسان من تبنين إلى صور، وأوقف آنذاك الموكب طيران المروحي الإسرائيلي خمس مرات في محاولة للعثور على قتلاكم، وأنا من كان مسؤولًا عن سحبهم إلى خارج منطقة المعارك. أنا من واجه الإسرائيلي بصمت.

أقول لك أيها الشيخ: أنا مواطن لبناني، وأنا لا أقبل لا بالاحتلال الإسرائيلي ولا بالاحتلال الإيراني الذي تمثله أنت، كما مثل أنطوان لحد الاحتلال الإسرائيلي. وأنا أقول لك بمناسبة كلامك اليوم، إنه بعد اليوم لا مكان لكم بيننا، وسنتعامل معكم بنفس طريقة العداء التي تعاملنا بها مع جماعة لحد.

إننا لا نريد سلاح مجرمين، ولا سلاح يحمي المخدرات، ولا سلاح يحمي عصابات سرقة السيارات والخطف والسرقة وتبييض الأموال الذي يمثله سلاحكم. أنا أقول لك بمناسبة كلامك اليوم إنه لا علاقة لكم بمقاومة الاحتلال، وإنكم لستم فصيل مقاوم، بل فصيل من حرس الإرهاب الإيراني، وإنك أنت وحزبك أوهن من بيت العنكبوت، وإنكم لا محالة زائلون. وأنا أريد دولة تملك وحدها السلاح وتقضي على العصابات وعلى العمالة للخارج، من أي جهة أتت، وخاصة إذا كانت إيرانية أو إسرائيلية، مع أنه تبين لنا مع الوقت أن العمالة لإسرائيل محصورة ببيئة حزبك.

أنا المواطن من جنوب لبنان، أعلن ولائي للدولة وللقانون وللاستقلال وللسيادة وللحياد وللعلمنة، وأعلن أن نظام ولي الفقيه وأتباعه هم أعدائي وأنا أتبرأ منهم إلى يوم الدين. وأنا أطالب كل مواطن شريف أن يقطع علاقاته كافة مع جماعة إيران في لبنان، على المستوى الفردي والاجتماعي والاقتصادي والتربوي وفي كل نواحي الحياة. كفى من هؤلاء سموماً وشروراً. وأقول لك يا شيخ نعيم، إنني كمواطن سأفعل كل شيء متاح كي أمنعك من التضحية بجنوب لبنان وبأهله وبالشيعة في الجنوب والبقاع والضاحية وبلبنان الوطن وبشعبه. وأطالب كل الناس بإعلان مواقف واضحة من ذاك الحزب ومؤيديه ومعاقبتهم من خلال المجتمع اللبناني. فليسقط نظام الملالي في طهران، فليسقط حزب الله بكامل مشروعه الخبيث.

عاش لبنان وطناً حراً أبياً.

 

وقف و تجريم التجييش الطائفي، و لغة الكراهية، و شيطنة الآخر.

يحيى العريضي/موقع أكس/16 آب/2025

توقّع كل شيء مِن مواطنين سوريين اعتديتَ عليهم بلا حق، فقط لأنهم لم يذعنوا لسلطتك؛ و لأنهم ليسوا من ملّتك؛ ولأنهم لا يثقون بك، و لا تثق بهم؛ ولأنك أتيتهم غازياً، تهدف إلى إبادتهم….فتوقع من السويداء، و من غيرها: - رفع علم أي دولة عربية أو أجنبية، من الدول التي تستجديها حضرتك،

و تسعى لودّها لتبقى في السلطة. - توقّع هتافات برفضك، و وصفك بالارهابي. - توقع جاهزية لمقاومتك، و كشف لحقيقتك………

و كل ذلك في سياق الدفاع عن النفس،

و ردٌ على أفعالك الاجرامية الموثقة بحقهم

== أعرف أن السقف أعلى بكثير عند المكلومين، و قد تكون الأمور وصلت إلى نقطة اللاعودة، و لكن، لبراءة الذمة أمام سوريا و التاريخ، إذا كان هناك من حلٍ، فلا بد على هذه السلطة الالتزام بهذه النقاط أولاً:

-  لجنة تحقيق دولية مستقلة  لتحديد المسؤوليات دون تدخل السلطة.

- الإطلاق الفوري لكل المختطفين….

- الخروج الكامل لقوى "الأمن العام" و "وزارة الدفاع" من محافظة السويداء الآن.

- فتح و تأمين طريق دمشق-السويداء.

- الإصلاح الفوري لمصادر المياه والكهرباء و الصحة، الذي خرّبته القوات المهاجمة.

- الإغاثة الفورية للمحافظة بسبل الحياة.

- اعتذار من سكان السويداء (بدو و دروز ومسيحيين)

- وقف و تجريم التجييش الطائفي، و لغة الكراهية، و شيطنة الآخر.

 

بعد تفكيك شبكة “فساد” في وزارة الخارجية… العصابة تنتفض بحملة إعلامية ممنهجة

موقع ترانسبيرنسي/16 آب/2025

ليس جديداً على لبنان أن كل محاولة إصلاح حقيقية في مؤسسات الدولة تتحول فوراً إلى معركة مع شبكات الفساد العميقة التي تجذرت لعقود، وتغذت على النهب والابتزاز، وحوّلت الإدارات العامة إلى إقطاعات خاصة. لكن ما تشهده وزارة الخارجية والمغتربين اليوم ليس مجرّد خلاف إداري أو جدل إعلامي، بل هو انتفاضة منظمة من عصابة مصالح فقدت امتيازاتها، فاختارت الرد عبر حملة تضليل وتشويه تستهدف شخص الوزير ومسار الإصلاح برمّته. هذه العصابة التي عملت سنوات على إفقار الدولة وإذلال المواطن، كانت تتحرك في الظل، وتفرض على اللبنانيين دفع “إتاوات” مقنّعة لإنجاز معاملاتهم. أما اليوم، فقد انقلبت الطاولة عليهم: إقفال منافذ الهدر، ضبط الأداء، إدخال أنظمة شفافة تمنع الرشوة، وفرض الانضباط الإداري. والنتيجة؟ هستيريا سياسية وإعلامية هدفها وقف الإصلاح قبل أن يقضي على آخر مواردهم غير الشرعية. وبحسب معلومات موثوقة من موظفين في الوزارة يرفضون التشويه الممنهج، فإن ما يجري اليوم هو محاولة لإخفاء جرائم فساد موثّقة، وكسر إرادة الإصلاح قبل أن تتسع خطواته لتطال إدارات أخرى.

أولاً – واقع المبنى قبل الصيانة

الصور المرفقة كفيلة بإسكات كل من يحاول تبرير الإهمال: مبنى في حالة انهيار، أوساخ متراكمة، قوارض وحشرات، أسلاك كهربائية مكشوفة تهدد السلامة، ومكاتب تصلح لكل شيء إلا لخدمة المواطنين. هذا الخراب لم يكن صدفة، بل نتيجة إهمال مقصود يوفر بيئة مثالية للفوضى والتلاعب بالمعاملات.

ورشة الصيانة التي انطلقت بتمويل كامل من متبرعين – دون أن تتحمل الدولة ليرة واحدة – جاءت لتعيد المبنى إلى معايير محترمة، وتضع حداً لسنوات من الإذلال للمواطنين.

ثانياً – أرشيف متخلف ومكننة تفضح المستفيدين من الفوضى

بعض الصور تكشف عار الأرشيف: سجلات ووثائق الدولة اللبنانية مكدّسة في زوايا رطبة، عرضة للتلف أو الضياع. هذه كانت “أمانة” الدولة في عهد الفاسدين. اليوم، أُغلق هذا الباب نهائياً، وانتقلت الوزارة إلى سيستم إلكتروني متكامل يحفظ البيانات ويؤمّن الوصول السريع لها، ويمنع أي تلاعب أو إخفاء للملفات. وهنا تحديداً بدأ الخوف الحقيقي لدى الفاسدين: المكننة تقتل الفوضى، والفوضى كانت مصدر رزقهم.

ثالثاً – وقف التصديقات المؤقت: ضربة في قلب الرشوة

قرار وقف التصديقات مؤقتاً خلال الصيانة كان كاشفاً لحقيقة مُرّة: بعض الأشخاص المستفيدين كانوا يفلّوا على بيوتهم برشوة تصل إلى الألف دولار يومياً. هذا النزيف توقف فجأة، فانطلقت الحملة الإعلامية وكأنها دفاع عن “حقوق المواطن”، بينما حقيقتها دفاع عن خزائن شخصية امتلأت من جيوب المواطنين.

رابعاً – التلاعب بالرقم التسلسلي: سرقة موصوفة للمال العام

التحقيقات الداخلية كشفت أن بعض الأشخاص كانوا يعطّلون الآلة التي تطبع الرقم التسلسلي على التصديقات، ما يحرم الدولة من إيراداتها، ويحوّلها مباشرة إلى جيوبهم. إنها سرقة موصوفة، موثقة، ومنظمة، جرى إيقافها، فكان الصراخ الإعلامي هو الرد الطبيعي من العصابة.

خامساً – النظام الإلكتروني الجديد: محاولة تخريب فاشلة

مع اقتراب إطلاق النظام الإلكتروني الجديد (E-Electronic Digital) الذي يسمح للمواطن بحجز معاملته وتتبعها بشفافية، ويغلق أبواب الرشوة والابتزاز، لجأت الأيادي القذرة إلى أسلوب خسيس: زرع فيروس في السيرفر لتعطيله. الهدف كان واضحاً – منع انطلاق الإصلاح بأي ثمن – لكن المحاولة فشلت، وسيتم تشغيل النظام قريباً.

سادساً – ليبان بوست: فضح الخلفيات

عقد ليبان بوست أُبرم في أيام جبران باسيل عام 2017، لكن المعاملات لم تكن تسلك مسارها الطبيعي عبر الشركة، لأن الموظفين – بالتنسيق مع السماسرة في الخارج – كانوا يربطون المعاملة بالموظف المكلّف من ليبان بوست ويهددونه، فتبقى المعاملة مركونة لشهر أحياناً من دون أن يلمسها أحد، لفتح المجال للسماسرة لابتزاز المواطن وتشغيل السوق السوداء. هذا الواقع كان قائماً قبل أن تبدأ الوزارة بتنظيم التعاون المؤقت مع ليبان بوست خلال فترة الصيانة لضمان استمرار الخدمات. الوزارة ليست مسؤولة عن رسوم الشركة أو طريقة جبايتها، فهي خاضعة لعقد مع الدولة وتحت رقابة الجهات المعنية.

المعركة بدأت ولن تنتهي إلا بإسقاط الفساد

ما يجري اليوم ليس سوى الفصل الأول من مواجهة مفتوحة بين الدولة وشبكات النهب. كل صراخ إعلامي أو سياسي ضد الإصلاح هو دليل نجاحه، وكل محاولة تشويه هي اعتراف من العصابة بأنها خسرت امتيازاتها. وزارة الخارجية لن تتراجع، والمعركة لاستعادة الدولة من براثن الفساد مستمرة حتى النهاية.

 

تسجيل خطير يفضح غياب هيبة الدولة

ندين بركات/موقع أكس/16 آب/2025

https://x.com/i/status/1956714486938919291

تسجيل خطير يفضح غياب هيبة الدولة: مافيات تتحدث عن الاغتيالات وكأنها في فيلم أميركي طويل

في مشهد صادم يعكس حجم الانهيار الأمني وفقدان هيبة الدولة، تنفرد صفحة "وينيه الدولة" بنشر تسجيل هاتفي خطير بين المدعو #كامل_فرج وأحد رجال العصابات في لبنان. التسجيل يكشف تفاصيل صادمة عن مخطّط #اغتيال مدبّر بطلب من رجل الأعمال المعروف كامل فرج، الذي لجأ – بحسب مضمون الاتصال – إلى عصابة "ولاد أمور" في جنوب لبنان، وكلفها بإطلاق النار على المدعو علي سويدان مقابل مبلغ مالي يدفع عند التأكد من إدخاله المستشفى. وخلال المكالمة، يدور حديث بين المتصل وكامل فرج حول عملية التنفيذ، ليؤكد الأخير أن إطلاق النار الذي حصل منذ يومين لم يصب #سويدان المستهدف بل شخصاً آخر. الحوار، كما بدا واضحاً، يجري ببرودة أعصاب مريبة، وكأن الحديث لا يتعلق بجريمة تهدد حياة إنسان، بل بصفقة تجارية عابرة. من يستمع إلى التسجيل يخال نفسه أمام مشهد مقتبس من فيلم عصابات أميركي طويل، حيث تتحكم #المافيات بالوطن وتغيب الدولة تماماً عن المشهد، تاركة الشارع رهينة الفوضى والسلاح المتفلّت. هذا التسجيل الخطير يضع #الأجهزة_الأمنية والعسكرية أمام مسؤولياتها المباشرة، ويستدعي تحقيقاً عاجلاً وشاملاً، ومحاسبة المتورطين الذين لم يترددوا في الاعتراف، بشكل واضح وصريح، بأن لبنان بات "بلداً فاشلاً" و"حارة كل من إيدو إلو".

فهل تتحرك الدولة لحماية ما تبقى من هيبتها، أم يُترك اللبنانيون لمصيرهم تحت رحمة المافيات؟  وينية_الدولة

 

خطاب الشيخ نعيم قاسم، مرفوض بالمقاييس كلها

د. سمير جعجع/موقع أكس/16 آب/2025

إن خطاب الشيخ نعيم قاسم، أمس، هو خطاب مرفوض بالمقاييس كلها، إذ يشكّل تهديدًا مباشرًا للحكومة اللبنانية بالدرجة الأولى، وللأكثرية النيابية التي منحت هذه الحكومة الثقة بالدرجة الثانية، وللمؤسسات الدستورية كافة في لبنان، وفي طليعتها رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة. وهو تهديد مباشر أيضًا لكل لبناني حر. إذا كان الشيخ نعيم يَفترض أنّه لم يَعُد في لبنان لبنانيون أحرار، فهو مخطئ، بل مخطئ جدًا. وإذا كان يَفترض أنّه بهذه الطريقة يفرض هيبته غير الموجودة أصلاً على هؤلاء اللبنانيين الأحرار، فهو مخطئ أيضاً وأيضاً وأيضاً. في هذه اللحظات الحساسة من تاريخ لبنان، نقف جميعًا كلبنانيين أحرار، ونحن نشكّل الأكثرية الكبرى في لبنان، خلف مؤسساتنا الدستورية، ممثلة خصوصا برئيس الجمهورية وبرئيس الحكومة اللذين يسعيان بكل ما أوتيا من وطنية واندفاع وقوة إلى إعادة لبنان إلى نفسه، وإلى إعادة الدولة الفعلية إلى انتظامها، وإلى إعادة أصدقاء لبنان إليه، وإلى إعادة المجتمع الدولي أيضًا إلى جانبه. إن المرحلة التي نعيش هي مرحلة تأسيسية بامتياز، ولن نألو جهدًا في دعم مؤسساتنا الدستورية، والوقوف جميعًا خلفها وإلى جانبها، ولن نألو جهدًا في بذل كل ما يمكن في سبيل عدم السماح لأيّ كان بإفشال هذه المحاولة من جديد.

 

هذا النفاق رغم كونه لا يرضي الله ولا رسوله. إلا أنه مفيد جدا للسلطة في سوريا.

 علياء سعيد/موقعغ أكس/26 آب/2025

في اللقاء الختامي لاجتماع عمان يقول وزير الخارجية السوري إن الدروز جزء أصيل من الشعب السوري. وإن حمايتهم واجب يقع على عاتق الحكومة السورية ـ منذ عودتي إلى سوريا صليت أربع جمع، في أربعة مساجد ومدن مختلفة. ثلاثة من الأئمة الأربعة تحدثوا في السياسة. أحدهم دعا لإخوانه "المجاهدين" في سوريا، والثاني دعا على اليـ هـ و د ومن والاهم في "الداخل" والخارج. أما الثالث فقد دعا بالاسم على الدروز! ليس هذا النفاق المفضوح بل والمقزز هو فقط ما يثير الاستغراب. بل ما يثير الاستغراب حقا هو أنَّ الذين يؤيّدون كل ما يقوله وزير الخارجية ويرون فيه دليلا على نوايا الحكومة الطيبة. هم أنفسهم من يُؤَمِّنون على دعاء الشيوخ.! وهم أنفسهم من سيشتمون كاتب هذه الكلمات ربما، أو يتهمونه بأنه يحرض على الفتنة فقط لأنه يشير إلى أن البلد لا يسير بالاتجاه الصحيح. هذا النفاق رغم كونه لا يرضي الله ولا رسوله. إلا أنه مفيد جدا للسلطة في سوريا. هذا النفاق يسهم في تثبيت دعائم الحكم للسلطة الجديدة عن طريق شد العصب السني حولها، إلا أنه مدمر للوطن أو بالأحرى لما بقي منه. إذا أرادت الحكومة أن تضع قدما على طريق الإصلاح حقا، فإن أول شيء يجب أن تقوم به هو أن تتوقف عن النفاق.  أن تعترف بأنها ارتكبت خطأ فادحا راح ضحيته آلاف السوريين، وتحمَّل من ارتكب الخطأ المسؤولية بدل الهروب إلى الأمام، والتمترس وراء الطائفة وتوريطها، في تصرف خسيس هو عبارة عن نسخة كربونية لما كان يفعله نظام الأسد.

 

تغريدات مختارة من موقع أكس

تغريدات مختارة لليوم 16 آب/2025

يوسف سلامة

العدل أساس الملك،

‏عندما نصل لزمن يستطيع خلاله القاضي أن يتعامل مع الشيخ نعيم قاسم ومع أي مسؤول أو قائد سياسي نال من هيبة الدولة واغتصب حقوق الوطن والمواطن بنفس الوتيرة التي يتعامل بها مع الجناة العاديين، عندها نقتنع أننا استعدنا السيادة وانطلقنا في مسيرة إنقاذ لبنان،

‏ننتظر.

 

روبا

عدو الاستقرار في المنطقة هو الإسلام السياسي الجهادي، سواء بعمامته السوداء أو البيضاء. لا فرق بين سني وشيعي حين يتحوّل الدين إلى أداة سلطة وسلاح مدمر.

لا مستقبل في الشرق الأوسط طالما هذه الأيديولوجيا الظلامية تتحكم برقاب الناس. الخلاص يبدأ من اقتلاع الإسلام السياسي بكل أشكاله.

 

الياس الزغبي

هل يحق لنعيم قاسم تهديد الدولة والتلويح بالحرب الأهلية رداً على قرار الحكومة سحب سلاح "حزبه"؟ إنه جرم مشهود "بالصوت والصورة"، تسقط معه كل الحصانات.

وفي الأساس، لا حصانة لكل خارج على القانون وعلى قرارت الشرعية الدستورية، فهل هناك مَن لديه خرزتان في ظهره ويضع حدّاً لهذا الفجور !؟

 

الياس الزغبي

"حزب الله" يستخدم كل وسائل التوتير والتهديد لتبرير تمسكه بسلاحه:

من بخ شائعات عن حشود سورية لاقتحام لبنان

إلى دق أسافين بين الجيش ورئاستي الجمهورية والحكومة

إلى تخوين كل داعٍ إلى حصر السلاح

إلى التلويح بحرب أهلية

إلى توظيف المقدّس في"الحرب الكربلائية"...

فيخبط في مأزقه خبط عشواء!

 

 غازي المصري

https://x.com/i/status/1956707046193004767

الشعب الدرزي في السويداء يطالب بالاستقلال التام عن دولة داعش والقاعدة ..وهذا حق شرعي وقانوني وانساني حين يكون المركز عبارة عن زومبي ...

حصل ذلك في يوغوسلافيا سابقا عندما لم يعد هناك اي امكانية للتعايش الشعوب مع بعضها البعض ...

 

غسّان شربل

نجح ترمب في التقاط صورة مع القيصر ودفع ثمنها من الأراضي الاوكرانية.

 

افيخاي ادرعي

https://x.com/i/status/1956405973012377898

جيش الدفاع هاجم بنى تحتية عسكرية في موقع تابع لحزب الله الإرهابي بجنوب لبنان

أغارت طائرات حربية تابعة لسلاح الجو قبل قليل في منطقة تلة الشقيف بجنوب لبنان على بنية تحتية عسكرية وبنية تحتية تحت أرضية في موقع تابع لحزب الله الإرهابي والذين شهدا نشاطات عسكرية.

وجود هذا الموقع والنشاطات فيه يشكلان خرقًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان.

يواصل جيش الدفاع العمل على إزالة أي تهديد على دولة إسرائيل

 

انطون حداد

في خضم الخطاب الهستيري المتصاعد والتهديد والوعيد بعظائم الأمور، يوشك السؤال الجوهري بالضياع: لماذا يريد الحزب الاحتفاظ بسلاحه؟ ألِمقاتلة إسرائيل؟ من يمنعه عن ذلك، الآن، ومنذ ٨ أشهر! لماذا يصمت الحزب، واسرائيل تقصف وتغتال وتعربد يومياً؟

بعد الاستسلام المذلّ في ٢٧ نوفمبر، بات للسلاح وظيفة واحدة ممكنة: الهيمنة على قرار الداخل، منع قيام دولة فعلية في لبنان، وإبقاء لبنان ساحة للنفوذ الإيراني.

في عهد الرئيس جوزاف عون وحكومة الرئيس نواف سلام، هذا بات من الماضي.

ما تبقى (شعارات كربلائية، مظلومية شيعية، إلخ..) مجرد ديكور دعائي فاقد الصلاحية. كل اللبنانيين سواسية أمام القانون.

 

 خالد ممتاز

عند اطلاق حزب الله اول رصاصة تجاه الجيش يكون قد صدر حكم الإعدام بكل من يحمل السلاح . نصيحة الى عناصر هذا الحزب رغم اني أعلم ان من سيسمع أقل من قليل .... القوا السلاح و تعلموا من تجربة و مآسي  الذين حملوا السلاح خارج الدولة قبلكم ، عيشوا مع اولادكم و عائلاتكم و اهاليكم و اتركوا هذه الطريق.

 

نديم قطيش

الخنفرية السياسية هي تقديم السياسة كقدر غيبي يحمله "الانفجار" الذي سيعيد لنا "الأصل"، فيما الواقع أثبت أن كل انفجار (العراق، سوريا، لبنان) أنتج مزيداً من الخراب لا الخلاص.

خطاب بلا مرتكز علمي هو مجرد شعوذة جماهيرية تسوّق الهزيمة كبطولة والانهيار كولادة جديدة والمآسي كوقود ضروري

 

نديم قطيش

شيخ نعيم ما بقى تضييع وقتك مع دولة انهزامية عميلة.. كلهم عملاء.. رؤوساء السلطات السياسية متواطئون ومتآمرون على المقاومة كما ذكرت حضرتك بشكل غير مباشر.

إنساهم. لا تتكل عليهم. ولا تنتظر منهم شي. شمر عن زنودك وقاوم وحرر ودمر واهزم واسترد العزة والكرامة. يلا يا كبير

 

رياض قهوجي

قال نعيم قاسم ان #حزب_الله جاهز للحظة كريلائية إذا لزم الأمر في مواجهة قرار الحكومة اللبنانية بنزع سلاحه. ألم يكن الحزب يواجه موقعة كربلائية في تشرين الثاني ضد اسرائيل؟ فلماذا إذا وافق على وقف إطلاق النار ورضي بشروط اسرائيل متجنبا واقعة كريلائية؟ #لبنان ليس لفئة لتضحي به. ايران لن تحميكم، فقط الدولة هي الضمان

 

نجاح واكيم

نواف سلام :

"قراراتنا تؤخذ في مجلس الوزراء ، ولا أحد يمليها علينا".

ولووووه .كنت مفتكر إنو فؤاد السنيورة هو أحط وأنفق مخلوق على وجه الأرض .

نواف بطحو وحطلو مئة بحصة .

العمى شو مقرفين .

 

بيتر جرمانوس

عندما يصبح المجتمع عاجزًا عن التمييز بين الخير والخطيئة، ويصفّق لتجار المخدرات وناهبي المال العام ومبييضي الاموال  ويهين المعلمين والمثقفين، عندها لا يكون قد فقد أخلاقه فحسب، بل أصبح أسير عقيدة شريرة تحكمه.

 

 

جهاد بقردوني

نعيم قاسم بعد ما دمّر البلد وشرّد الناس من بيوتها وعمل عبر حكومتو إتفاق مع العدو، جايي يستقوي عاللبنانيّين ويهدّدن بحرب أهليّة !

شيخ نعيم ما حدا رح يعمل معك حرب أهليّة، بس في دولة وجيش وشرعيّة وقانون ودستور بدّن يتطبّقو

 

علي الامين

مأزق حزب_الله يكمن في عملية الانتقال من حزب عسكري إلى حزب سياسي. رغم أنه وافق على اتفاق وقف_اطلاق_النار الواضح في مسألة حصر السلاح ضمن أمور أخرى.

وهؤلاء الذين يعترضون في الشارع إنّما يعترضون على قطع لقمة عيشهم ورواتبهم وليس على حصر السلاح بسد الدولة.

 

فيصل صولي

بالمعلومات

تهديدات حزب ايران في وطن الارز، «حزب الله»، أقرب إلى ابتزاز تصعيدي لا إلى حرب أهلية شاملة.

الحرب تحتاج تمويلاً وإمدادًا وبيئة حاضنة—وكلّها اليوم هشّة.  المطلوب: صلابة قرار الدولة، حماية الجيش، واحتضان البيئة الشيعية المتضرّرة… كي لا تُدار البلاد بالرصاص مرّة أخرى

 

منى صليبا

معلومات mtv: مورغان أورتاغوس تزور لبنان هذه المرة وهي ممسكة بملف "اليونيفيل"، وتقول مصادر مطلعة لـmtv إنّ "التمديد لم يُحسم بعد والجانب الأميركي مصرّ على إدخال تعديلات تعطي القوات الدولية حرية الحركة وحرية التدخل، ليمرّ التمديد".

 

فيصل صولي

استنادًا إلى معطياتٍ متقاطعة، فإنّ زيارة السفير توماس برّاك برفقة مورغان أورتيغاس ستتناول، بصورة مباشرة وغير مسبوقة، تداعيات زيارة علي لاريجاني إلى بيروت. الزيارة ستحمل رسائل واضحة باتجاه إيران، وتتضمّن ترتيبات متابعة مع السلطات اللبنانية وشركاء دوليين، لتكريس مرجعية الدولة وحصرية قرارها

 

ماهر شرف الدين

يعني بتهجموا على الدروز تحت شعارات إبادية تشبه وجوهكم القبيحة… وبس الدروز يحكوا ب"تقرير المصير"… بتصيروا تتبكبكوا وتحكونا بالوطنيات وسوريا الموحّدة!!

دم الدروز مش لعبة اللي خلفكم، ولا أعراضهم، ولا أرزاقهم، وبالتأكيد… ولا مستقبلهم!

لنا كل الحقّ بتقرير مصيرنا، بعدما شاهدنا بأُم العين ما هو مصيرنا لو لم ننتصر عليكم.

 

زينا منصور

وقفة الجاهلية التي انعقدت بالمركز الإجتماعي للبلدة تدل ان قرار جنبلاط بمنع إعتصامات دروزلبنان تضامنا مع موقف جبل الدروز ساري المفعول. ووهاب نفسه ملتزم به ضمن تنسيق ضمني. الوقفة التضامنية الفعلية كان ينبغي أن تكون بساحة عامة في قلب الجبل.

الشعبوية لم تعد مفيدة

المطلوب معارضة حقيقية

 

 زينا منصور

بعد100سنة من الصمت وعدم الرضا عن السياسات المتبعة، والتي إنتهت بمجازر وتطهير عرقي،

بعد 100سنة من الإهمال والحرمان الحقوقي والثقافي والهوياتي،

الشعب الدرزي في سوريا يطالب بالإستقلال لضمان حقوقه وتحقيق مصالحه،

بهدف الحفاظ على هويته وتلبية إحتياجاته وهو ما كان يتم تجاهله طوال100سنة.

 

زينا منصور

جبل الدروز مركز التغييرات في المنطقة وفي صميم الأزمة. فمن قلب العاصفة، سيتم إعادة تشكيل خارطة الشرق الأوسط بأكملها. ستسقط الخلافات والولايات، وتنهض الشعوب الأصلية، وذلك بعد 100 سنة تهميش وإستبداد ومحو حقوقي وثقافي و400 سنة من الإحتلال عثماني.

 

ماهر شرف الدين

قال حزب وليد_جنبلاط عامل مقترح لملف السويداء وحاطط الملف "على طاولة الدول العربية والغربية" كما صرّح أحد مسؤوليه!! طبعاً غير إنو أفضل مقترح إنكم تحلّوا عن سمانا، أيضاً ما توردونه في مقترحكم السخيف يثبت بأنكم لا تعلمون شيئاً عما يجري، حتى في الأروقة العربية والغربية! ولولا أن القضية حساسة جداً لكنتُ كتبتُ معلوماتٍ عن كواليس ما يجري، عربياً وغربياً، تثبت بأنكم لا تعرفون "الطبيخ بدار مين"! اخجلوا على أنفسكم وحلّوا عنّا. خيانتكم في تسليم بلدة المزرعة جعلتكم أنتم وحكومة الدواعش في مرتبة واحدة!

 

ميس حرب

كان الأجدى أن تفهموا قبل اليوم أن السويداء سورية لا أن ترسلوا جيوش لإبادتها ثم تتهموها بالخيانة

كان الأجدى أن تقفوا بوجه حملات التحريض والتخوين التي بدأت زوراً منذ أشهر ضد السويداء

أن تقوموا بتأمين حدودها وطريق دمشق شريان حياة المحافظة

لا أن ترسلوا قطاع طرق "للوي ذراع المحافظة"

 

 ميس حرب

https://x.com/i/status/1956658117543911457

مقام النبي داوود في قرية المجدل بعد أن دخلته القوات الحكومية والمجموعات الإرهابية

هذا واحد من خمسين مقام أو أكثر تم تدميرهم ليس كردة فعل انتقامية..أبداً.. بل كفعل مخطط له ومقصود قام به التتر بكل هدوء ومتعة نابع من

حقد وجهل وحقارة

نسخة إلى قلب الوزيرة المعتصر

 

 المرصد الديموقراطي السوري

كتب الدكتور أمجد بدران:

حول دعوات الانفصال في السويداء... يتساءل أنصار الجولاني باستغراب وبلاهة:

معقول منشان اغتصبنا أمك واغتصبنا مرتك وحتى بنتك الصغيرة اغنصبناها وبيك دبحناه وجدك قصينا شواربو وابنك خطفناه ورزقك ومالك سرقناه؟!!! وحرقنا بيتك وزرعك!!!!

معقول هيك شغلات بسيطة بتستاهل تطالبو بانفصال!!!!!!!!!

 

 المرصد الديموقراطي السوري

https://x.com/i/status/1956670868035178719

��🇨 السويداء: خرجت مظاهر حاشدة اليوم 16 آب/أغسطس في مدينة السويداء تحت شعار "حق تقرير المصير"

رفعت شعارات مثل "جولاني ولاك مابدنا ياك" و "بدنا الاستقلال"، ورفعت أعلام اسرائيل. هذه نتيجة حتمية لهيمنة جماعات إرهابية سلفية متطرفة، تتخذ من قتل الأبرياء والخطف والاغتصاب والسرقة وحرق المنازل والغابات ديناً وعقيدة، وتدعي أنها تريد بناء وطناً "موحداً"، نحن هنا نتحدث بصراحة عن عواقب تسليم الحكم لفلول القاعدة و داعش، والتوقع منهم أن يتصرفوا كبشر، ولا نبرر فقط نعرض الواقع كما هو، بلا زيف أو تضليل.

 

ماهر شرف الدين

تصوّروا لو أن الشعب السوري وقف ضد حملة الإبادة التي شنها دواعش الشرع ضد السويداء. تصوّروا لو أنه أدانها، وقال بأنه يرفضها. لو حدث ذلك، وعلى الرغم من كل جراحنا، لما وجدتم شخصاً واحداً في السويداء يتحدث عن الانفصال.

هذه حقيقة عليكم أن تفكروا بها.

 

داني عبد الخالق

لولا سلطان لما كانت سوريا ، ودون جبل الدروز لا وجود لسوريا ، اقولها وبكل قناعة ، لا سوريا بعد اليوم ... بلاد الشام تسير على خطى الأندلس. ستتحرر وتطرد الغزاة الغرباء الرعاع ، وستعود لأهلها الأصليين الطيبيين.

 

يمان عموري

"طلاق دروز… طلاق دروز… طلاق دروز" الجملة التي جاءت على لسان السيدة الدرزية في مظاهرة السويداء اليوم، ورددتها ثلاث مرات، تشرح ما آلت إليه الأمور تماماً في المحافظة، فالطلاق في العقيدة الدرزية هو طلاق قطعي نهائي لا رجعة فيه.

موضوع السويداء انتهى، حتى أبناء الطائفة الذين اتخذوا موقف "الحياد الإيجابي" تجاه "السلطة الانتقالية"، أو صُنفوا كـ "موالاة ناعمة"، وكانوا على خلاف مع الشيخ الهجري، باتوا اليوم في صف المعارض الصريح الرافض كليّاً للإدارة الجديدة.

أهالي السويداء اليوم، هم كالسوريين الذين خرجوا ضد بشار في الـ 2011، لا يمكن أن يقبلوا بالسلطة الحالية بأي حالٍ من الأحوال.

والسويداء اليوم هي إدلب.2، خارج سلطة "الدولة" وقبضتها وحكمها.

الحل الأمني في السويداء كان خيار السلطة الكارثي، وخطاب التحريض الطائفي (الدروز ضد السنة) هو خيارها الانتحاري…

 

******************************************

في أسفل رابط نشرة الأخبار اليومية ليومي 16-17 آب /2025/

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 16 آب/2025

/جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/2025/08/146339/

ليوم 16 آب/2025

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For August 16/2025/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/2025/08/146342/

For August 16/2025/

**********************
رابط موقعي الألكتروني، المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

https://eliasbejjaninews.com

Link for My LCCC web site

https://eliasbejjaninews.com

****

Click On The Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

*****

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا الرابط  https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

*****

حسابي ع التويتر/ لمن يرغب بمتابعتي الرابط في أسفل

https://x.com/EliasYouss60156

My Twitter account/ For those who want to follow me the link is below

https://x.com/EliasYouss60156

@followers

@highlight