المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 14 آب /لسنة 2025

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

في أسفل رابط النشرة

        http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2025/arabic.august14.25.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

عناوين النشرة

عنوان الزوادة الإيمانية

إِحْذَرُوا لأَنْفُسِكُم مِنْ خَميرِ الفَرِّيسِيِّين، الَّذي هُوَ الرِّيَاء. فَمَا مِنْ مَحْجُوبٍ إِلاَّ سَيُكْشَف، وَمَا مِنْ خَفِيٍّ إِلاَّ سَيُعْرَف

 

عناوين مقالات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/نص وفيديو: موقف جبران باسيل المستجد في معارضة سلاح حزب الله هو قمة النفاق والوصولية والانتهازية وانعدام المصداقية والنرجسية القاتلة

الياس بجاني/نص وفيديو/زيارة لاريجاني إلى لبنان هي استفزاز إيراني وقح وإهانة للدولة والشعب

الياس بجاني/ستة قرابين من أفراد الجيش اللبناني على مذبح الوطن دفاعًا عن لبنان الحر في مواجهة إرهاب وفارسية حزب الله

 

عناوين الأخبار اللبنانية

رابط فيديو مقابلة مع المهندس طوم حرب من موقع "دي أن أي"/طوم حرب يكشف خطة دمج عناصر الحزب بالجيش وتفخيخ نفق زبقين

رابط فيديو مقابلة من موقع "البديل" مع الناشطة ندين بركات/معلومات خطيرة عن تورّط الحزب بتجارة المخدّرات...نادين بركات: هذه تفاصيل ملفّات الكبتاغون والكوكايين

رابط فيديو تعليق للصحافي اسعد بشارة من موقع "ترانسبيرنسي"/ نزع السلاح أو الجحيم

رابط فيديو مقابلة من "صوت لبنان" مع د. حارث سليمان/ لاريجاني في بيروت لتقديم التنازلات وفي حال ارتكاب ح*ب الله حماقة سيتدخل”الشرع” في لبنان…

حارث سليمان لصوت لبنان: عوض تهديد النائب محمد رعد بعظائم الامور يروح يبلّط بيوت الجنوبيين والاقتناع بفرط عقد محور الممانعة

رابط فيديو مقابلة من "محطة الجديد" مع الصحافي بشارة شربل

رابط فيديو مقابلة من "قناة الحرة" مع إيهود أولمرت يكشف من خلالها أخطاء الحكومة الإسرائيلية بعد 7 أكتوبر

 رابط فيديو مقابلة من موقع "البديل" مع الناشطة ندين بركات/معلومات خطيرة عن تورّط الحزب بتجارة المخدّرات...نادين بركات: هذه تفاصيل ملفّات الكبتاغون والكوكايين

رابط فيديو تعليق للصحافي اسعد بشارة من موقع "ترانسبيرنسي"/ نزع السلاح أو الجحيم

صفعة من عون وسلام في وجه لاريجاني

أسرار الصحف المحلية الصادرة اليوم الأربعاء 13 آب 2025

عون للاريجاني: لبنان لا يرضى أن يتدخل أحد بشؤونه

أمين «الأمن القومي» الإيراني التقى المسؤولين في بيروت ودعا للتمسك بـ«المقاومة»

تراجع الدعم الخارجي يرغم «حزب الله» على ترشيد الإنفاق...خصومات رواتب ووقف مساعدات

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

روبيو يتحدث عن تصنيف «الإخوان المسلمين» جماعة إرهابية ...القرار قيد الإعداد وسط مشروع قانون في الكونغرس

هل تشهد إيران صراعاً بشأن إدارة المفاوضات النووية؟

عباس عراقجي يقلل من احتمال سحب الملف من «الخارجية»

ما دور مصر في استئناف المفاوضات النووية الإيرانية؟

القاهرة تسعى لتفعيل مبادرة «إخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل»

نتنياهو: الدبلوماسية ليست السبيل لإنهاء الحرب في غزة

هل تنجح محادثات القاهرة في إحياء مفاوضات «هدنة غزة»؟ وسط ترقب لإرسال إسرائيل وفداً إلى الدوحة

إسرائيل تدك مدينة غزة قبل الاحتلال المزمع..أكبر عدد قتلى في يوم واحد منذ أسبوع

إدانات خليجية وعربية لتصريحات نتنياهو بشأن «إسرائيل الكبرى»

السعودية حذَّرت المجتمع الدولي من إمعان الاحتلال في انتهاكاته الصارخة... ومصر طالبت بإيضاحات

مصر تدرب 5 آلاف شرطي فلسطيني لسد الفراغ الأمني في غزة حال وقف الحرب

«إسرائيل الكبرى» تشعل غضباً عربياً

انتقادات على مواقع التواصل لحديث نتنياهو عن «المهمة التاريخية»

أنقرة ودمشق تحذّران من مساعٍ خارجية لإثارة الفوضى في سوريا

أزمة السويداء وتدخلات إسرائيل ومناورات «قسد» سيطرت على مباحثات فيدان والشيباني

ترمب يريد لقاءً مع بوتين وزيلينسكي بعد قمة ألاسكا

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لبنان بين «الفيجِيلنتي» المحلّي والإقليمي/حازم صاغية/الشرق الأوسط

العنوان الخطأ في شأن «حزب الله» و«الحوثيين»/سليمان جودة/الشرق الأوسط

نهاية فاعلية سلاح «حزب الله»/د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط

مؤشرات تُضعف فرضية أن تكون شُحنة "بحري ينبع" لإسرائيل/مريم مجدولين اللحام/نداء الوطن

هل يسعى "الحزب" إلى "دوحة 2"؟/شارل جبور/نداء الوطن

إقفال "القرض الحسن": مدخل إلزامي لإحياء القطاع المصرفي اللبناني/عماد الشدياق/نداء الوطن

"الحزب" يكابر والشيعة يضرسون/مروان الأمين/نداء الوطن

حط عن جحشتك يا علي/عماد موسى/نداء الوطن

كيف سيستفيد نظام الحكم في غزة من الخطط القائمة في "اليوم التالي"/جيمس جيفري/معهد واشنطن

جبران باسيل... «التوبة» المتأخرة/فهد سليمان الشقيران/الشرق الأوسط

حصرية السلاح هدف الدولة اللبنانية/حنا صالح/الشرق الأوسط

ترمب يستثمر «اتفاقات أبراهام» في جنوب القوقاز!/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

قمة ألاسكا... عن الدلالات والماورائيات/إميل أمين/الشرق الأوسط

"إيران تحتمي ببقايا المحور"...لماذا كل هذا الضجيج حول السلاح؟/غسان العياش/أساس ميديا

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

الجيش: تشكيلات وفصل الضباط إجراء روتيني

رابط فيديو مقابلة من "صوت لبنان" مع د. حارث سليمان/ لاريجاني في بيروت لتقديم التنازلات وفي حال ارتكاب حزب الله حماقة سيتدخل”الشرع” في لبنان…

حارث سليمان لصوت لبنان: عوض تهديد النائب محمد رعد بعظائم الامور يروح يبلّط بيوت الجنوبيين والاقتناع بفرط عقد محور الممانعة

لقاء نهضة لبنان” التقي السفيرين الأسترالي والهولندي وسلمهما وثيقته المطالبة بوضع لبنان تحت البند السابع

المهندس ألفرد ماضي: نطالب بطرد السفير الايراني من لبنان، وقطع العلاقات الديبلوماسية مع ايران

 

تغريدات مختارة من موقع أكس

تغريدات مختارة لليوم 13 آب/2025

 

تفاصيل النشرة الكاملة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إِحْذَرُوا لأَنْفُسِكُم مِنْ خَميرِ الفَرِّيسِيِّين، الَّذي هُوَ الرِّيَاء. فَمَا مِنْ مَحْجُوبٍ إِلاَّ سَيُكْشَف، وَمَا مِنْ خَفِيٍّ إِلاَّ سَيُعْرَف

إنجيل القدّيس لوقا12/من01حتى05/:”في تِلْكَ الأَثْنَاء، ٱحْتَشَدَتْ عَشَرَاتُ الأُلُوفِ مِنَ الجُمُوع، حَتَّى دَاسَ بَعْضُهُم بَعْضًا، فَبَدَأَ يَسُوعُ يَقُولُ أَوَّلاً لِتَلامِيذِهِ: «إِحْذَرُوا لأَنْفُسِكُم مِنْ خَميرِ الفَرِّيسِيِّين، الَّذي هُوَ الرِّيَاء. فَمَا مِنْ مَحْجُوبٍ إِلاَّ سَيُكْشَف، وَمَا مِنْ خَفِيٍّ إِلاَّ سَيُعْرَف. لِذلِكَ فَكُلُّ مَا قُلْتُمُوهُ في الظُّلْمَةِ سَيُسْمَعُ في النُّور، وَمَا تَكَلَّمْتُم بِهِ هَمْسًا في المَخَادِعِ سَيُنادَى بِهِ عَلَى السُّطُوح. وَأَقُولُ لَكُم، يَا أَحِبَّائِي: لا تَخَافُوا مِمَّنْ يَقْتُلُونَ الجَسَد، وَبَعْدَ ذلِكَ لا يَقْدِرُونَ أَنْ يَفْعَلُوا أَكْثَر. بَلْ أُبَيِّنُ لَكُم مِمَّنْ تَخَافُون: خَافُوا مِمَّنْ، إِذَا قَتَل، لَهُ سُلْطانٌ أَنْ يُلْقِيَ في جَهَنَّم. نَعَم، أَقُولُ لَكُم، مِنْ هذا خَافُوا”.

 

تفاصيل مقالات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/نص وفيديو: موقف جبران باسيل المستجد في معارضة سلاح حزب الله هو قمة النفاق والوصولية والانتهازية وانعدام المصداقية والنرجسية القاتلة

الياس بجاني/13 آب/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/08/146238/

لا يمكن توصيف جبران باسيل في الحياة السياسية إلا بأنه دجال، منافق، حربائي، وفاسد حتى النخاع. نشير هنا إلى أنه لم يدخل هذا الرجل إلى الشأن العام والسياسة بفضل كفاءاته أو إنجازاته، بل لأنه صهر العماد ميشال عون، ولأن حزب الله قرر منحه غطاءً سياسيًا مقابل بيع سيادة لبنان وإعطاء الغطاء المسيحي لسلاح الميليشيا الإيرانية الإرهابية والجهادية.

الإدارة الأميركية لم تضعه عبثًا على قائمة ماغنيتسكي الخاصة بالفاسدين، بل بعد تحقيقات أكدت ضلوعه في ملفات فساد مالي وسياسي، وتورطه في صفقات وتقاسم مغانم السلطة على حساب الشعب اللبناني. واليوم، يحاول بخبث سياسي مكشوف إعادة تسويق نفسه مسيحيًا وأمريكيًا مدعيًا أنه يقف مع الدولة ضد سلاح حزب الله. لكن حتى في هذه "المعارضة" المزعومة، لا يزال يربط بقاء السلاح بكذبة ما يُسمى "الاستراتيجية الدفاعية" وبالهرطقة الممجوجة عن "الحفاظ على قوة لبنان" عبر سلاح الميليشيا الإرهابية التابعة لإيران.

التاريخ الأسود للتحالف مع حزب الله

الحقيقة التي لا يمحوها أي خطاب أو مؤتمر صحفي، أن باسيل وعمه ميشال عون دخلا في تحالف استراتيجي مع حزب الله منذ توقيع ورقة التفاهم في مار مخايل – 6 شباط 2006. هذه الورقة كانت انقلابًا على ثوابت استقلال لبنان، حيث نصّت صراحة على:

البند الرابع: "إن سلاح المقاومة هو وسيلة شريفة وضرورية للدفاع عن لبنان..."

البند الخامس: "لا يمكن البحث في مستقبل سلاح المقاومة إلا بعد زوال التهديد الإسرائيلي وقيام الدولة القادرة..."

هذه الصياغة، التي أقرها ميشال عون وباسيل، ربطت مصير السلاح بوجود إسرائيل، وألغت عمليًا أي التزام بقرارات مجلس الأمن، خصوصًا القرار 1559 الذي ينص على حلّ جميع الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية. والأسوأ أن الورقة تطرقت إلى الاحتلال السوري للبنان ووصفت تلك المرحلة بـ"التجربة التي شابتها بعض الأخطاء"، في محاولة لتبييض صفحة نظام الأسد الذي قتل واغتال واحتل لبنان لثلاثة عقود.

التواطؤ في الحروب والانقلابات الداخلية

عون، ومن ورائه باسيل، ساند حزب الله في حرب تموز 2006، ومنح الحزب غطاءً سياسيًا كاملًا رغم أن تلك الحرب جلبت دمارًا هائلًا للبنان. وفي أيار 2008، حين غزا حزب الله بيروت والجبل بالسلاح، وقف عون إلى جانب الميليشيا ضد شركاء الوطن.

والأخطر أن ميشال عون وقف ضد الجيش اللبناني، وصرّح أكثر من مرة أن الجيش غير قادر على حماية لبنان، وأن الحماية الحقيقية بيد حزب الله. بلغت الوقاحة ذروتها يوم اغتيال حزب الله الطيار في الجيش اللبناني سامر حنا في الجنوب، إذ سأل عون يومها علنًا: "ماذا كان يفعل سامر حنا في الجنوب حيث السلطة لحزب الله؟". ولم يكتفِ بذلك، بل زار برفقة محمد رعد ما يسمى "متحف المقاومة" في بلدة مليتا الجنوبية، وأعلنا من هناك أن حزب الله هو "حامي الحمى"، في رسالة واضحة مفادها أن الجيش الشرعي ليس حامي لبنان، بل الميليشيا التابعة لإيران.

خيانة المسيحيين والتحالف مع القتلة

جبران باسيل لا يتردد في المزايدة على حقوق المسيحيين، لكنه في الواقع خانهم في كل منعطف سياسي. فقد تحالف مع نظام الأسد المجرم الذي هجّر المسيحيين من مناطقهم ودمّر القرى، وأفرغ مناطق كاملة من سكانها. كما ساند مشاريع منح الجنسية لغير المستحقين من المسيحيين، حيث سجّل نظام الأسد وأدواته من اللبنانيين عشرات الآلاف من المجنسين في المناطق المسيحية اللبنانية، مما تسبب في اختلال التوازن الديموغرافي، وإضعاف الثقل السياسي للمسيحيين في وطنهم.

عدو المنتشرين اللبنانيين

عداء باسيل للمنتشرين اللبنانيين ظهر جليًا في موقفه من حقهم الانتخابي. فقد عارض أن يصوّت المنتشرون كما المقيمون لكل النواب الـ128 في دوائرهم الانتخابية، وتمسك مع حزب الله ونبيه بري بهرطقة "انتخاب المنتشرين 6 نواب" فقط، في مشروع وهمي وغير قابل للتطبيق.

هذه المؤامرة الانتخابية كانت تهدف بالدرجة الأولى إلى تقليص تأثير المغتربين، ومعظمهم من المسيحيين الذين لا يوالون حزب الله ولا يثقون بباسيل. وهو ما يؤكد أن باسيل لا يهمه لا حقوق المسيحيين ولا حقوق اللبنانيين في الاغتراب، بل يبحث عن مصالحه السلطوية التي يضمنها له تحالفه مع بري وحزب الله.

التمثيل النيابي الزائف

كل هالة باسيل النيابية والسياسية جاءت نتيجة دعم حزب الله، لا نتيجة تمثيله الشعبي أو إنجازاته الوطنية. فهو لا يمثل لا الوجدان، ولا الضمير، ولا الهوية، ولا التاريخ للمسيحيين اللبنانيين. إنما يمثل نموذج السياسي الانتهازي الذي يبدّل مواقفه كما يبدّل ملابسه، بحثًا عن مكاسب شخصية وسلطوية، حتى لو كان الثمن هو بيع السيادة، وخيانة الشراكة الوطنية، وإعطاء الغطاء المسيحي لأخطر مشروع تدميري شهده لبنان في تاريخه الحديث.

الخلاصة

بعد أن تعرّى جبران باسيل، ومن ورائه عمه ميشال عون، وانكشف تاريخهما الأسود في بيع السيادة والهوية والاستقلال، والتحالف مع حزب الله ونظام الأسد، نستغرب أن يبقى مسانداً لهما مواطنون لبنانيون، وخصوصًا في بلاد الانتشار... وبرأينا المتواضع، هؤلاء المُغرَّر بهم عليهم مراجعة أقرب عيادة متخصصة بالأمراض العقلية والنفسية.

الياس بجاني/فيديو: موقف جبران باسيل المستجد في معارضة سلاح حزب الله هو قمة النفاق والوصولية والانتهازية وانعدام المصداقية والنرجسية القاتلة

https://www.youtube.com/watch?v=d1DN7AChDVU

13 آب/2025

***الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الإلكتروني

https://eliasbejjaninews.com

عنوان الكاتب الإلكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

الياس بجاني/نص وفيديو/زيارة لاريجاني إلى لبنان هي استفزاز إيراني وقح وإهانة للدولة والشعب

الياس بجاني/12 آب/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/08/146171/

في خطوة تمثل قمة الاستفزاز والوقاحة والهيمنة، يستعد أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، لزيارة لبنان يوم الأربعاء المقبل. هذه الزيارة غير مرحب بها على الإطلاق، بل مرفوضة شعبيًا وسياسيًا ورسمياً من غالبية اللبنانيين، خصوصًا بعد تصريحاته الأخيرة التي تشكل تدخلًا سافرًا في الشأن اللبناني الداخلي وتحديًا صريحًا للدستور والقوانين والقرارات الدولية. ففي تصريح قالبفجور وعهر: "إيران لن تسمح بأن يسلم حزب الله سلاحه للدولة اللبنانية". هذا كلام صريح لرفض تنفيذ الدستور اللبناني، وقرارات مجلس الأمن، وعلى رأسها القرار 1701، واتفاقية وقف إطلاق النار الأخيرة بين لبنان وحزب الله، فضلًا عن كونه إهانة مباشرة لمؤسسات الدولة اللبنانية وجيشها. هذا لم يتوقف الأمر عند لاريجاني، بل سبقه ولحقه مسؤولون إيرانيون آخرون، منهم مستشار المرشد علي خامنئي، الذي قال مؤخراً: "سلاح حزب الله هو ضمانة قوة لبنان ولن يُسلَّم لأي جهة"،  في تصريح يكرّس دور طهران كوصي على لبنان، ويثبت ارتباط حزب الله التام بالمشروع الإيراني، على حساب سيادة الدولة ووحدتها. أما في الداخل، فقد صعّد قادة حزب الله من لهجتهم التحدّية، حيث صرّح النائب محمد رعد قائلاً: "سلاحنا هو شرفنا ومصيرنا، ومن يطالب بنزعه يطالب بإلغاء وجودنا"، مضيفًا إيحاءات عقائدية–انتحارية على الطريقة الكربلائية، في محاولة لإضفاء قداسة مزعومة على مشروع عسكري–إيراني يدمّر لبنان.

لماذا يجب رفض استقبال لاريجاني؟

 لأنه يحرض حزب الله ضد الحكومة اللبنانية ويشرعن سلاحًا غير شرعي يهدد وحدة البلاد وسلمها الأهلي.

لأنه يمثل الذراع الأمنية والعقائدية للمشروع الإيراني في لبنان، الساعي لتحويله إلى قاعدة أمامية للحرس الثوري.

لأن تصريحاته إهانة مباشرة لسيادة لبنان ورئيسه ومؤسساته ولأن لأن زيارته هي رسالة تحدٍ للمجتمع الدولي ورفض صريح لتنفيذ القرارات الأممية.

المطلوب فورًا إصدار قرار حكومي واضح وصريح برفض استقبال علي لاريجاني على الأراضي اللبنانية، و توجيه رسالة رسمية إلى طهران بأن التدخل في الشأن اللبناني مرفوض كليًا... كما  أنه أصبح من الضرورات الوطنية قطع العلاقات الدبلوماسية والسياسية مع إيران إلى أن تتوقف عن دعم الميليشيات الإرهابية على حساب الدولة.

يبقى أن إيران هي سرطان ينهش جسد لبنان، وحزب الله هو أداتها القاتلة. إن اسئصال هذا السرطان يبدأ برفض أي شرعنة سياسية أو بروتوكولية لرموزه، وبالتحرك الرسمي والشعبي لوقف الاحتلال الإيراني المقنّع بعباءة كذبة وتجارة ما يسمى زوراً مقاومة.

في الخلاصة أن غالبية الشعب اللبناني يريدون السلام واسترداد سيادة واستقلال وحرية بلدهم وهي تمنيات لن تتحقق ما دام القرار الوطني مرتهنًا في طهران، وما دام سلاح حزب الله الإراهي والجهادي غير الشرعي فوق القانون، وما دامت زيارات المسؤولين الإيرانيين تتم وكأن لبنان محافظة تابعة للملالي.

***الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الإلكتروني

https://eliasbejjaninews.com

عنوان الكاتب الإلكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

ستة قرابين من أفراد الجيش اللبناني على مذبح الوطن دفاعًا عن لبنان الحر في مواجهة إرهاب وفارسية حزب الله

الياس بجاني/09 آب/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/08/146104/

اليوم ارتوت أرض الجنوب الأبية والمباركة بدماء ستة من أبطال الجيش اللبناني الباسل، استشهدوا وهم ينفذون مهمة سيادية بمصادرة أسلحة غير شرعية تعود لحزب الله، العصابة الإيرانية الإرهابية والمجرمة التي تحتل قرار الدولة وتغتال سيادتها. هؤلاء الشهداء هم قرابين على مذبح الوطن المقدس، في معركة الدفاع عن هوية لبنان الحرة والسيادية والإستقلالية بوجه مشروع إيراني توسعي يقوم على الإرهاب والجهادية والفارسية العدوانية.

الرحمة لأنفسهم الطاهرة والعزاء لأهلهم ولشعب لبنان الحر والسيادي.

يبقى أنه من الصعب على عقل أي لبناني سوي، مهما كانت الحجج والبيانات الذمية، تبرئة حزب الله الإرهابي وماكينة الاغتيالات والغزوات من فرضية جريمة قتله جنود الجيش اللبناني في الجنوب اليوم عمدًا وعن سابق تصور وتصميم. وبالأغلب، وبالاستناد إلى سوابق مماثلة اقترفها هذا الحزب الإرهابي، قد يكون هو من فخّخ المنشأة التي دخلها الجيش...لهذا من المطلوب تحقيق جدي وسريع في الحادثة، وفي نفس الوقت اعتقال محمد رعد على خلفية تهديداته وفجوره وتحدّيه السافر للدولة.

***الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الإلكتروني

https://eliasbejjaninews.com

عنوان الكاتب الإلكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

رابط فيديو مقابلة مع المهندس طوم حرب من موقع "دي أن أي"/طوم حرب يكشف خطة دمج عناصر الحزب بالجيش وتفخيخ نفق زبقين

https://www.youtube.com/watch?v=g20pzmhwC7g

 

رابط فيديو مقابلة من موقع "البديل" مع الناشطة ندين بركات/معلومات خطيرة عن تورّط الحزب بتجارة المخدّرات...نادين بركات: هذه تفاصيل ملفّات الكبتاغون والكوكايين

https://www.youtube.com/watch?v=4Yffob4MmVg

 

رابط فيديو تعليق للصحافي اسعد بشارة من موقع "ترانسبيرنسي"/ نزع السلاح أو الجحيم

https://www.youtube.com/watch?v=iWe3uw1nQSE

 

رابط فيديو مقابلة من "صوت لبنان" مع د. حارث سليمان/ لاريجاني في بيروت لتقديم التنازلات وفي حال ارتكاب ح*ب الله حماقة سيتدخل”الشرع” في لبنان…

حارث سليمان لصوت لبنان: عوض تهديد النائب محمد رعد بعظائم الامور يروح يبلّط بيوت الجنوبيين والاقتناع بفرط عقد محور الممانعة

صوت لبنان/13 آب/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/08/146225/

 

رابط فيديو مقابلة من "محطة الجديد" مع الصحافي بشارة شربل

https://www.youtube.com/watch?v=H_eux2Yq2eQ

 

رابط فيديو مقابلة من "قناة الحرة" مع إيهود أولمرت يكشف من خلالها أخطاء الحكومة الإسرائيلية بعد 7 أكتوبر

https://www.youtube.com/watch?v=X0KzTE6vezI

 

 رابط فيديو مقابلة من موقع "البديل" مع الناشطة ندين بركات/معلومات خطيرة عن تورّط الحزب بتجارة المخدّرات...نادين بركات: هذه تفاصيل ملفّات الكبتاغون والكوكايين

https://www.youtube.com/watch?v=4Yffob4MmVg

 

رابط فيديو تعليق للصحافي اسعد بشارة من موقع "ترانسبيرنسي"/ نزع السلاح أو الجحيم

https://www.youtube.com/watch?v=iWe3uw1nQSE

 

صفعة من عون وسلام في وجه لاريجاني

نداء الوطن/14 آب/2025

المسافة بين القصر الجمهوري في بعبدا وبين مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، بضعة كيلومترات، لكنها بالنسبة إلى الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي في الجمهورية الإسلامية الإيرانية علي لاريجاني طويلةٌ جدًا، فما سمعه المسؤول الإيراني في بعبدا، ولاحقًا في السراي، يناقض ما قاله في عين التينة، خصوصًا أن الرئيس بري هو عرَّاب دعوة لاريجاني، فانقلب السحر على الساحر. لاريجاني سمع من رئيس الجمهورية أن "اللغة التي سمعها لبنان في الفترة الأخيرة من بعض المسؤولين الإيرانيين، غير مساعدة". لم يرد لاريجاني من بعبدا، بل انتظر ليصل إلى عين التينة ليقول: "الذي يتدخل بشؤون لبنان الداخلية هو الذي يزوّدكم بجدول زمني". كان واضحًا أن لاريجاني شاء أن يصفي حسابات بلاده مع واشنطن من لبنان، من خلال أكثر من موقف علني، ومن هذه المواقف: "لم نأت بأي ورقة إليكم كما فعل الأميركيون، وننصحكم بالمحافظة على المقاومة وتقديرها".

كلام الرئيس عون حاسم

رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون كان حاسمًا في ما أبلغه إلى لاريجاني، وأبرزه: "إن الصداقة التي نريد أن تجمع بين لبنان وإيران يجب ألا تكون من خلال طائفة واحدة أو مكوّن لبناني واحد بل مع جميع اللبنانيين". كما أكد رفضه "أي تدخل في شؤوننا الداخلية من أي جهة أتى"، وقال: "نريد أن تبقى الساحة اللبنانية آمنة ومستقرة لما فيه مصلحة جميع اللبنانيين من دون تمييز". وأكد أن "الدولة اللبنانية وقواها المسلحة مسؤولة عن أمن جميع اللبنانيين من دون أي استثناء، وأي تحديات تأتي من العدو الإسرائيلي أو من غيره، هي تحديات لجميع اللبنانيين وليس لفريق منهم فقط، وأهم سلاح لمواجهتها هو وحدة اللبنانيين".

حزم عون يباغت لاريجاني

وعلمت "نداء الوطن" أن الكلام الحازم الذي أدلى به عون أمام لاريجاني جاء في معرض الاعتراض على التصريحات الإيرانية، وتفاجأ لاريجاني بموقف عون ما دفعه إلى التعامل بليونة حيث أكد أنه هو المسؤول عن الملف اللبناني وما صدر عنه يعبر عن موقف إيران، فقاطعه عون وأشار إلى التصريحات الإيرانية التي اعترضت على القرار الحكومي، فأشار إلى أن تلك التصريحات لا تعبر عن موقف طهران الرسمي فكلامي في المطار هو من يعبر وهناك بعض التصاريح من مسؤولين إيرانيين لا يمكن ضبطها، وأشار إلى موقف وزير الخارجية يوسف رجي العالي السقف ليقول كما تصدر عندنا تصاريح يصدر عندكم تصاريح قاسية. وأكد لاريجاني لعون احترامه للقرار الحكومي الأخير لكنه دعا إلى توافق كل الأطراف وعدم وقوع صدام مشددًا على أن بلاده لن تتدخل في سلاح "حزب الله" إلا إذا طلبت الدولة اللبنانية منها ذلك معتبرًا أن "الحزب" قوة لبنانية ويجب الحوار معها. ولفت لاريجاني إلى الخروق الإسرائيلية بعد وقف إطلاق النار فرد عون قائلًا إن من يحمي لبنان هو الجيش اللبناني الذي يمثل الشرعية وليس فريقًا مسلحًا واحدًا، فقرار حصر السلاح اتُخذ ولا تراجع عنه ونتمنى على إيران التعامل معنا كدولة مستقلة. وفي معرض إشارته إلى إمكان مساعدة لبنان في إعادة الإعمار، أكد عون لضيفه الإيراني أن كل المساعدات تمر عبر الدولة ووفق القوانين اللبنانية لذلك كل الشكر على أي دعم وفق الأصول.

الرد من عين التينة

لاريجاني الذي لم يتكلم في بعبدا، أسهب في الكلام في عين التينة، ومما قاله: "نحن نؤكد دومًا على التعاون الودي والصداقة بين البلدان، ولا نؤكد على بعض الأوامر التي من خلالها يتم تحديد جدول زمني، فالذي يتدخل بشؤون لبنان الداخلية هو الذي يزوّدكم بجدول زمني". وعما إذا كانت إيران تعارض موقف الحكومة اللبنانية الأخير بموضوع الجدول الزمني لحصر سلاح المقاومة واعتراض بعض اللبنانيين على ما يعتبرونه تدخلًا إيرانيًا في الشؤون الداخلية، قال: "إن الدول الخارجية يجب ألّا توجه أوامرها من الخارج إلى لبنان، الشعب اللبناني شعب أبي وشجاع ويستطيع ويتمكن من اتخاذ القرار بنفسه، وأي قرار ستتخذه الحكومة بالتعاون والتنسيق مع فصائل لبنان، نحن نحترمه تمامًا. وعندما طرحت موضوع تحديد الجدول الزمني كنت أقصد به الورقة الأميركية المقدمة إلى لبنان مؤخرًا. من هنا، إن لبنان من خلال المشورة مع المقاومة يمكن اتخاذ القرار المناسب". وفي غمزٍ من قناة رئيس الجمهورية، أشاد لاريجاني بالرئيس نبيه بري قائلًا: "الرئيس بري صديقنا وهو رجل الساحة السياسية في لبنان.  وتابع لاريجاني: "كنا وما زلنا ننصحكم بالحفاظ على المقاومة وتقديرها عاليًا، وطبعًا لا يخفى على أي أحد منكم أن إسرائيل في يوم من الأيام أتت واحتلت بيروت خلال يوم واحد، آنذاك لم يكن هناك من أثر أو وجود لـ "حزب الله". ولكن اليوم "حزب الله" موجود ويتصدى لإسرائيل، فإسرائيل تحولت اليوم إلى حيوان مفترس ونجد "حزب الله" يقف في مواجهة هذا المفترس. نحن أصدقاءكم، ننصحكم جميعًا أن تقدروا أصدقاءكم تقديرًا قويًا".

سلام للاريجاني: قراراتنا السيادية نابعة من مصلحتنا الوطنية

آخر المحطات الرسمية للاريجاني كانت في السراي الحكومي حيث استقبله الرئيس نواف سلام الذي أكد أن التصريحات الأخيرة لبعض المسؤولين الإيرانيين، ولا سيما وزير الخارجية عباس عراقجي، وعلي أكبر ولايتي، والعميد مسجدي، مرفوضة شكلًا ومضمونًا. فهذه المواقف، بما انطوت عليه من انتقاد مباشر لقرارات لبنانية اتخذتها السلطات الدستورية في البلاد، ولا سيما تلك التي حملت تهديدًا صريحًا، تشكّل خروجًا صارخًا عن الأصول الدبلوماسية وانتهاكًا لمبدأ احترام السيادة المتبادل الذي يشكّل ركيزة لأي علاقة ثنائية سليمة وقاعدة أساسية في العلاقات الدولية والقانون الدولي، وهي قاعدة غير قابلة للتجاوز.

وأضاف: "قرارات الحكومة اللبنانية لا يُسمح أن تكون موضع نقاش في أي دولة أخرى. فمركز القرار هو مجلس الوزراء، وقرار لبنان يصنعه اللبنانيون وحدهم، الذين لا يقبلون وصاية أو إملاءً من أحد". وأضاف: "لبنان الذي كان أول المدافعين عن القضية الفلسطينية، ودفع أغلى الأثمان بوجه إسرائيل، ليس بحاجة إلى دروس من أحد. والحكومة اللبنانية ماضية في استخدام كل الوسائل المتاحة، لإلزام إسرائيل بالانسحاب الفوري من الأراضي اللبنانية المحتلة ووقف اعتداءاتها". كما شدّد على أن "أي علاقة مع لبنان تمر حصرًا عبر مؤسساته الدستورية، لا عبر أي فريق سياسي أو قناة موازية. وأي مساعدات خارجية مرحّب بها، شرط أن تمر عبر القنوات الرسمية". وختم سلام: "قراراتنا السيادية، نابعة من مصلحتنا الوطنية، بما فيها أي خطط أو جداول زمنية".

تطابق بين بعبدا والسراي

مصادر سياسية متابعة أكدت لـ "نداء الوطن" أنّ مواقف رئيسي الجمهورية والحكومة الواردة في البيانات الرسمية هي نفسها التي تبلغها لاريجاني منهما مباشرة وبشكل حازم، وهذا دليل على أنّ لبنان انتقل إلى مرحلة جديدة بعد قرارات جلستَي الحكومة في 5 و 7 آب، وكانت الرسالة واضحة بأنّنا لن نقبل بأي تدخل خارجي في شؤوننا على غرار الطريقة التي كانت معتمدة سابقًا، وأنّ لبنان مصرّ على الانتقال إلى هذه المرحلة الجديدة قولًا وفعلًا.

المفتي قبلان يواصل هجومه على الحكومة

وأمس، واصل المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان حملته على الحكومة فاعتبر "أننا أمام نهج حكومي متهور وسطحي بافتعال الأزمات الوطنية، والقيادة التنفيذية للدولة تُدار بطريقة فاشلة وعاجزة ورخيصة".

ورأى أن "الحكومة في هذا المجال بيت بلا سقف وقوة من ورق، والبلد مع هذه الحكومة مشلول ومعلول وموتور وغارق بالظلام والعجز الشامل".

صدي يعترض على إعادة طرح الزيادة على المحروقات

التأم مجلس الوزراء في جلسة عادية واتخذ سلسلة من القرارات أبرزها، التأكد من تقيد جميع أصحاب المولدات بالقوانين، وعلى الوزارات التأكد من التزام أصحاب المولدات بالتسعيرة الرسمية وبتركيب العدادات. ومنح أصحاب المولدات مهلة 45 يومًا كحد أقصى لتسوية أوضاعهم، وسيتم تنظيم محاضر ضبط وحجز المولدات ومصادرتها عند الاقتضاء في حال استمرت المخالفات". وعلمت "نداء الوطن" أنه خلال الجلسة أعاد وزير المال ياسين جابر ووزير الاقتصاد عامر البساط طرح الضريبة على المحروقات، ما أثار اعتراض وزير الطاقة جو صدي، مما أرجأ البحث مرة جديدة بهذا الموضوع، وأكد صدي أن لا أحد ضد زيادة رواتب العسكريين ولكن توجد للدولة موارد عديدة إذا أحسنت إدارتها يمكن أن تعطي العسكريين ما يستحقون. ويعقد مجلس الوزراء جلسة اليوم لاستكمال ما تبقى من بنود على جدول الأعمال.

رياشي يلتقي عون

رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون استقبل النائب ملحم الرياشي، موفدًا من رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، وعرض معه الأوضاع العامة في البلاد والتطورات الإقليمية.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة اليوم الأربعاء 13 آب 2025

جنوبية/13 آب/2025

اسرار الصحف

الجمهورية

بنتيجة سقوط شهداء من مؤسسة عريقة، نصح خبراء بمراجعة عاجلة لبروتوكولات التعامل مع الذخائر، وتحديث خرائط مواقع التخزين، وجدولة إتلاف منظّم بإشراف دولي إذا لزم، تفادياً لتكرار الحوادث.

قال معنيّون إنّ دولة إقليمية وحلفاءها سيدفعون باتجاه ربط أي بحثٍ بنزع السلاح بجدول زمني طويل وضمانات سيادية وحدودية واضحة، واحتمال توظيف ورقة الحدود والغاز كعوائدٍ مقابلة.

من المتوقع وصول عدد من الموفدين إلى لبنان قريباً ما يؤشر إلى دخول مرحلة البحث في تسويات أو تفاهمات مرتبطة بالملفات الأمنية والإقليمية.

اللواء

بات بحكم الثابت بقوة أن الترتيبات الدبلوماسية في عدد من دول المنطقة المحيطة بإسرائيل، تسير وفقاً لوحدة المسارات، لا سيما على المسارين اللبناني والسوري..

حسب مصدر مطَّلع، لم ترتقِ الاتصالات بعد بين حزب بارز وتيار كان حليفاً الى مستوى التنسيق في ما خص السياسات المحلية.

رفضت مؤسسات مصرفية من الفئة الأولى، صرف شيكات بالدولار، صادرة عن مؤسسة مالية رفع الغطاء المالي الشرعي عنها مؤخراً..

نداء الوطن

تشكّل عمَّان محور لقاءات في غاية الأهمية، فبعد اللقاء الأميركي السوري الأردني، يزور رئيس الحكومة نواف سلام الأردن في التاسع عشر من هذا الشهر ويرافقه في الزيارة وزير الخارجية يوسف رجي.

كشفت معلومات موثوقة أنّ الأجهزة الأمنية تمكّنت من معرفة هوية مرتكب جريمة المعاملتين، ويجري تعقّبه فيما لا يزال متواريًا.

عُلم أنّ نائبًا سابقًا مقتدرًا متخلّفٌ عن سداد الرسوم البلدية المستحقة على “فيلّته” في كسروان منذ تسعة أعوام، وهو يتجاهل كلّ المطالبات بوجوب سدادها.

البناء

قالت مصادر إعلامية إسرائيلية إن حظوظ التوصل إلى اتفاق حول غزة ترتفع على احتمالات بدء عملية بنيامين نتنياهو بسبب حجم الأزمات التي يواجهها نتنياهو في خيار الحرب، وفي مقدّمتها أن الحرب فقدت جاذبيّتها وقدرتها على الإقناع خارجياً أمام هول مشاهد الموت جوعاً في غزة مقابل العجز العسكري لجيش الاحتلال أمام المقاومة في الميدان وتفاعل شعوب الغرب مع هذه الثنائية بالضغط على الحكومات إلى حدّ الفرض على بريطانيا وفرنسا وأخيراً ألمانيا المزوّد الثاني للسلاح لـ»إسرائيل» وقف تزويد الأسلحة بينما في الداخل سجلت الحركة الاحتجاجيّة تعاظماً بلغت معه التظاهرات رقم المئة ألف للمرة الأولى منذ سنة وهي مرشّحة لرقم الربع مليون قريباً أمّا عسكرياً، فالوضع الأشدّ سوءاً حيث تعصف الخلافات في كل علاقات الحكومة مع الجيش ويعجز الجيش عن تجنيد ما يكفي لمواصلة الحرب ومعنويّات الجيش تدهورت إلى حدّ أفقده القدرة على الصمود أمام هجمات المقاومة.

قال مصدر أوروبي إنّه لم يكن يتوقع أن تذبل صورة الحكمين الجديدين في سورية ولبنان بالسرعة التي ظهر فيها البلدان أمام أزمات وطنيّة كبرى، حيث المكوّنات تفقد قدرة التعاون تحت ظلال الحكم وحيث مخاطر الفتن الأهلية تطل برأسها بينما حديث الازدهار يفقد جاذبيته مع فقدان الاستقرار، بينما «إسرائيل» تتصرّف بطريقة عبثية تتسبب بإهانة وإذلال حكومات يفترض أنها ولدت في كنف رعاية أميركا ودعم مباشر من كبار حلفائها الإقليميين وأمام وضع أمني غير مبشّر بالاستقرار تتراجع الخدمات، وخصوصاً تتبخر وعود تأمين الكهرباء وتغلب على التعيينات محسوبيات و محاصصات وانتقائية وروح انتقامية ويكاد لا يحتاج المعارضون سوى الانتظار حتى يرون النظام الجديد وداعميه يأتون إليهم و يحاولون الاستقواء بهم على بعضهم، وهم بعض ضد بعض، طلباً للتعاون للخروج من الأزمات القاتلة، بينما تسيطر صورة مجاعة غزة على مخيلة من يريد رسم مشهد للسياسة الأميركية في المنطقة، ولا تبدو كل حملات التسويق في القنوات الفضائية العملاقة مجدية في تعويم ما ينهار في الواقع.

 

عون للاريجاني: لبنان لا يرضى أن يتدخل أحد بشؤونه

أمين «الأمن القومي» الإيراني التقى المسؤولين في بيروت ودعا للتمسك بـ«المقاومة»

بيروت: كارولين عاكوم/الشرق الأوسط/13 آب/2025

جدّد الرئيس اللبناني جوزيف عون موقفه الحاسم والرافض للتدخّل الإيراني في الشؤون اللبنانية، متوجّهاً بشكل مباشر إلى أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني خلال لقائه في القصر الرئاسي، بالقول: «إن لبنان الذي لا يتدخل بشؤون أي دولة أخرى ومنها إيران، لا يرضى أن يتدخل أحد في شؤونه الداخلية»، قبل أن يدعو لاريجاني بعد لقائه رئيس البرلمان نبيه بري، للتمسك بـ«المقاومة»، عادَّاً أن بلاده لا تتدخل في الشؤون اللبنانية، ومنتقداً بالمقابل «من يتدخل في الشأن اللبناني ومن يخطط لكم، ويعطيكم جدولاً زمنياً من على بعد آلاف الكيلومترات»، في إشارة إلى «الورقة الأميركية». ووصل لاريجاني إلى بيروت صباح الأربعاء للقاء مسؤولين وشخصيات سياسية في لبنان، حيث عمد «حزب الله» إلى بعث رسالة عبر العشرات من مناصريه الذين استقبلوا الموفد الإيراني في محيط المطار، رافعين شعارات «حزب الله» وعلم إيران.

عون: من غير المسموح لأي جهة أن تحمل السلاح وتستقوي بالخارج

استهل لاريجاني جولته في لبنان في قصر بعبدا، حيث اجتمع مع الرئيس جوزيف عون لمدة ساعة وعشر دقائق قبل أن يلتقي رئيس البرلمان نبيه بري، ومن ثم رئيس الحكومة نواف سلام. وقالت مصادر مطلعة على لقائه مع رئيس الجمهورية إن اللقاء اتسم بـ«المصارحة العميقة»، مؤكدة لـ«الشرق الأوسط» أن الموفد الإيراني أكد مراراً عدم نية بلاده التدخل في الشؤون اللبنانية، وأنه يمكن الاستفادة من المقاومة في المواجهة مع إسرائيل، كما عمد إلى الحديث مطولاً عن تاريخ «حزب الله» بمواجهة إسرائيل. وأبلغ الرئيس عون لاريجاني، بحسب بيان الرئاسة، «أن لبنان راغب في التعاون مع إيران ضمن حدود السيادة والصداقة القائمين على الاحترام المتبادل»، لافتاً إلى أن اللغة التي سمعها لبنان في الفترة الأخيرة من بعض المسؤولين الإيرانيين، غير مساعدة. وهذا ما ردّ عليه لاريجاني بحسب ما قالت المصادر بالتأكيد أن «بلاده لا تتدخل في الشؤون اللبنانية الداخلية، وأن ما أدلى به لدى وصوله إلى بيروت يعكس وجهة النظر الرسمية لطهران»، مشيراً إلى أنه قد تصدر دائماً أصوات ومواقف، لكن الأهم يبقى موقف الدولة، مذكراً في المقابل بموقف وزير الخارجية يوسف رجّي الذي وصف التعليقات الإيرانية بـ«المشبوهة». وكان الموفد الإيراني قال عند وصوله: «نبحث دوماً ونسعى إلى تحقيق مصالح لبنان العليا».وأكد الرئيس عون «أن الصداقة التي نريد أن تجمع بين لبنان وإيران لا يجب أن تكون من خلال طائفة واحدة أو مكوّن لبناني واحد، بل مع جميع اللبنانيين».

المؤسسات الدستورية

وشدد عون أمام المسؤول الإيراني على أن «من يمثل الشعب اللبناني هي المؤسسات الدستورية التي ترعى مصالحه العليا ومصالح الدولة، وإذا كانت الجمهورية الإسلامية الإيرانية تسعى إلى تحقيق مصالحها الكبرى فهذا شيء طبيعي، لكننا نحن في لبنان نسعى إلى تحقيق مصالحنا». وأضاف: «نرفض أي تدخل في شؤوننا الداخلية من أي جهة كانت، ونريد أن تبقى الساحة اللبنانية آمنة ومستقرة لما فيه مصلحة جميع اللبنانيين من دون تمييز. إن لبنان الذي لا يتدخل مطلقاً بشؤون أي دولة أخرى ويحترم خصوصياتها ومنها إيران، لا يرضى أن يتدخل احد في شؤونه الداخلية. وإذا كان عبر التاريخ اللبناني ثمة من استقوى بالخارج على الآخر في الداخل، فالجميع دفع الثمن غالياً، والعبرة التي يستخلصها اللبنانيون هي أنه من غير المسموح لأي جهة كانت ومن دون أي استثناء أن يحمل احد السلاح ويستقوي بالخارج ضد اللبناني الآخر».

أمن اللبنانيين

وأكد الرئيس عون على «أن الدولة اللبنانية وقواها المسلحة مسؤولة عن أمن جميع اللبنانيين من دون أي استثناء»، مشيراً إلى أن «أي تحديات تأتي من العدو الإسرائيلي أو من غيره، هي تحديات لجميع اللبنانيين وليس لفريق منهم فقط، ولعل أهم سلاح لمواجهتها هو وحدة اللبنانيين. وهذا ما نعمل له ونأمل أن نلقى التعاون اللازم، لا سيما وأننا لن نتردد في قبول أي مساعدة في هذا الصدد».

«لبنان لن يقبل التدخل في شؤونه»

وقال سلام في بيان عقب استقباله لاريجاني إن التصريحات الأخيرة لبعض المسؤولين الإيرانيين «مرفوضة شكلاً ومضموناً»، عادّاً أن هذه المواقف تشكل «خروجاً صارخاً عن الأصول الدبلوماسية وانتهاكاً لمبدأ احترام السيادة المتبادل». وأضاف: «لبنان لن يقبل، بأي شكل من الأشكال، التدخل في شؤونه الداخلية، ويتطلع إلى التزام الجانب الإيراني الواضح والصريح بهذه القواعد». وقال إن قرارات الحكومة اللبنانية «لا يُسمح أن تكون موضع نقاش في أي دولة أخرى. فمركز القرار اللبناني هو مجلس الوزراء، وقرار لبنان يصنعه اللبنانيون وحدهم، الذين لا يقبلون وصاية أو إملاء من أحد». وتابع: «مسألة حصر السلاح بيد السلطات الشرعية وحدها هو قرار اتخذه اللبنانيون منذ إقرار اتفاق الطائف عام 1989، وجددوا تمسكهم به في البيان الوزاري للحكومة الحالية». كما شدد سلام على أن «أي علاقة مع لبنان تمر حصراً عبر مؤسساته الدستورية، لا عبر أي فريق سياسي أو قناة موازية. وأي مساعدات خارجية مرحب بها، شرط أن تمر عبر القنوات الرسمية».

دعم الحكومة اللبنانية

وكان لاريجاني استهل اللقاء بنقل تحيات الرئيس الإيراني إلى الرئيس عون، مجدداً له الدعوة لزيارة طهران والرغبة في مساعدة لبنان في مجال إعادة الإعمار. وشرح موقف بلاده من الاعتداءات الإسرائيلية التي تعرضت لها قبل اشهر، مشيراً إلى أن بلاده ترغب في تعزيز علاقاتها مع الدولة اللبنانية والشعب اللبناني على الصعد كافة، منوّهاً بالدور الذي يلعبه الرئيس عون في تمتين الوحدة الوطنية وتوحيد الصفوف داخل الطوائف اللبنانية كافة، ومع جميع مكونات الشعب اللبناني. وجدد لاريجاني موقف بلاده لجهة دعم الحكومة اللبنانية والقرارات التي تصدر عن المؤسسات الدستورية اللبنانية، لافتاً إلى أن بلاده لا تتدخل في الشؤون اللبنانية الداخلية، وأن ما أدلى به لدى وصوله إلى بيروت يعكس وجهة النظر الرسمية للجمهورية الإسلامية الإيرانية. واقترح استحداث صندوق لإعادة إعمار المناطق التي تضررت نتيجة العدوان الإسرائيلي، مبدياً استعداد بلاده للمشاركة فيه وأن طهران راغبة في مساعدة لبنان إذا ما رغبت الحكومة اللبنانية في ذلك.

التمسك بـ«المقاومة»

ورغم تأكيده احترام «أي قرار تتخذه الحكومة اللبنانية بالنسبة للفصائل على أراضيها»، رفع لاريجاني من مستوى مواقفه إثر لقائه رئيس البرلمان نبيه بري، منتقداً ما قال إنه «توجيه الدول الأوامر إلى لبنان»، وداعياً اللبنانيين إلى التمسك بـ«المقاومة». وقال لاريجاني: «لبنان بلد صديق لنا ولدينا الكثير من الروابط التاريخيّة، واليوم لدينا أحسن العلاقات معه»، مضيفاً: «نحن مؤمنون أنّه من خلال الحوار الودي والشامل والجاد في لبنان يُمكن لهذا البلد الخروج بقرارات صائبة». وأكد أن «وحدة لبنان ونجاحه في الإنجازات والتطوّر والازدهار أمر مهمّ وسياسة إيران مبنيّة على أن تكون الدول المستقلّة في المنطقة قويّة وهذا النهج يأتي على عكس ما تميل إليه بعض الدول، لافتاً إلى عدم تأييده «للأوامر التي من خلالها يُحدد جدول زمنيّ ما»، ورأى أنه «ينبغي على الدول ألا توجّه أوامر إلى لبنان». وقال: «رسالتنا تقتصر على نقطة وحدة؛ إذ من المهم لإيران أن تكون دول المنطقة مستقلّة بقرارتها، ولا تحتاج إلى تلقّي الأوامر من وراء المحيطات». وكان لاريجاني وصل صباحاً إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، حيث استقبله ممثل وزارة الخارجية رودريغ خوري، وسفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية مجتبى أماني، ووفد من حركة «أمل» ممثلاً رئيس مجلس النواب نبيه بري، ووفد من كتلة «الوفاء للمقاومة» ضم النائبين أمين شري وإبراهيم الموسوي، وأحمد عبد الهادي ممثل حركة «حماس» في لبنان، ووفد من حركة «الجهاد الإسلامي» ضم إحسان عطايا ومحفوظ منور.

كلمة باسم بري

وكانت كلمة لعضو هيئة الرئاسة في «أمل» خليل حمدان، باسم بري توجه فيها إلى لاريجاني مرحباً به في لبنان، ومثنياً على دور إيران «التي حملت همّ الأمة الإسلامية منذ قيامها... ودفعت أثماناً كبيرة وتعرَّضت لعقوبات ظالمة». وبينما تحدث عما يواجهه لبنان من صعوبات وضغوط «ويتعرض للاعتداءات اليومية من كيان العدو الصهيوني»، توجه للموفد الإيراني بالقول: «أنتم تعلمون حجم التضحيات التي يقدمها اللبنانيون نتيجة عدم تطبيق العدو الإسرائيلي لكامل مندرجات القرار 1701، وخصوصاً وقف الاعتداءات والانسحاب من الأراضي التي احتلها وإطلاق الأسرى، وقد قدم بالأمس الجيش اللبناني ثلة من أبطاله شهداء، هذا الجيش الذين يتحمل مسؤوليات كبيرة وجسيمة للدفاع عن السيادة والأرض والشعب، كما عن الوحدة الوطنية والاستقرار والسلم الأهلي الذي نحرص، على عدم تعريضه لمخاطر الفتنة والتشرذم الذي لا يستفيد منه إلا أعداء لبنان»، وختم قائلاً: «نعول على جهودكم ودعمكم المستمر للبنان، كل لبنان، بكل فئاته ومكوناته».

 

تراجع الدعم الخارجي يرغم «حزب الله» على ترشيد الإنفاق...خصومات رواتب ووقف مساعدات

الشرق الأوسط/13 آب/2025

تشهد البنية المالية والتنظيمية لـ«حزب الله» مرحلة من التكيّف مع معطيات جديدة، دفعت «الحزب» إلى اعتماد إجراءات تهدف إلى ضبط النفقات وإعادة ترتيب الأولويات.

وتأتي هذه الخطوات في سياق تراجع الدعم المالي الخارجي، وتزايد الضغوط الاقتصادية، ما فرض مقاربة مختلفة في إدارة الموارد، سواء على المستوى التنظيمي أو الاجتماعي والسياسي. المحلل السياسي علي الأمين، قال في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن الحزب «يدرك تماماً أن ما يقارب 80 في المائة من مبرر وجوده حالياً يعود إلى قدرته المالية، وقدرته على دفع الرواتب وتقديم الخدمات، وبالتالي فإن أي تراجع في هذه القدرة يشكّل تهديداً وجودياً له». وأضاف أن «الحزب بات يتعامل مع هذا التراجع بوصفه مسألة حياة أو موت، لذلك بدأ بإعادة هيكلة أولوياته المالية بما يضمن استمرار صموده التنظيمي».

إعادة تموضع

تتركّز الأولوية اليوم، حسب الأمين، «على الدائرة التنظيمية الصلبة، وتحديداً الجناح الأمني والعسكري، إلى جانب المحازبين الأساسيين المنضوين في الهيكل الداخلي، أي من يشكّلون العمود الفقري للحزب». وفيما يواصل «الحزب » تسديد المستحقات الكاملة لفئات تعتبر مركزية في بنيته العقائدية، مثل الجرحى وعائلات مَن قتلوا في الميدان، يشير الأمين إلى أن «هؤلاء لا تزال مستحقاتهم تُصرف بشكل منتظم وكامل، لأنهم يُمثّلون رمزاً معنوياً وعقائدياً يصعب المساس به، ولأن أيّ تخفيض بحقهم من شأنه أن يثير ارتباكاً داخل القاعدة الحزبية». في المقابل، بدأت تظهر مؤشرات على تقليص حجم الدعم الموجّه إلى الحلقة الأوسع من المؤيدين والمناصرين غير المنتمين تنظيمياً. ويوضح الأمين أن «الحزب بدأ فعلياً بتقليص حجم الإنفاق على الحلقة الأوسع من المؤيدين والمناصرين غير المنظمين، ممن يشاركون في نشاطات عامة أو مهمات محدودة دون أن يكون لهم موقع رسمي داخل الهيكل الحزبي. هؤلاء كانوا يتقاضون رواتب تتراوح أحياناً بين 500 و600 دولار، لكن الحزب بدأ بتطبيق سياسة فرز وترشيد، وقد طلب في بعض القرى تقليص عدد المستفيدين إلى النصف، عبر مراجعة داخلية لتحديد الأكثر فاعلية أو ارتباطاً بالحزب». ويضيف أن «هناك إشارات واضحة على أن بعض فئات الضمان الاجتماعي التي كان الحزب يغطيها جزئياً، مثل أقساط المدارس أو الجامعات، بدأت تتقلص أو تُربط بشروط أكثر صرامة. لكن حتى اللحظة، لم تظهر مؤشرات حاسمة على أن الدائرة التنظيمية الصلبة تأثرت مالياً، وهو ما يدل على وجود محاولات للحفاظ على البنية العقائدية والوظيفية رغم الضغوط».ويختم الأمين قائلاً: «(حزب الله) لم يعد قادراً على الحفاظ على ذات الامتداد المالي الذي كان يميّزه قبل الأزمة، وقد أصبح أكثر انتقائية في الصرف، وهو ما يعكس إدراكه لحجم التحدي وخطورة المسّ بموارده المالية. ما يجري اليوم ليس أزمة مؤقتة، بل مسار انحداري يتطلب منه إعادة تعريف أولوياته حفاظاً على الحد الأدنى من تماسكه الداخلي».

خصومات وتغييرات

من بين الإجراءات التي طُبقت هذا الشهر، اقتطاع 200 دولار من رواتب الموظفين المتفرغين تحت بند مساهمة تعليمية. ووفق مصادر مطلعة، شمل هذا القرار الآلاف من العاملين في مختلف القطاعات التابعة لـ«الحزب». وقد أُبلغ المتفرغون بهذه الخطوة عبر إشعار داخلي مختصر من دون شرح تفصيلي. كما أوقفت قيادة «الحزب»، وفق المصادر نفسها، صرف «بدل خارج الحدود» للعناصر الذين كانوا في سوريا وعادوا مؤخراً. وكان هذا البدل يشكّل دعماً شهرياً أساسياً لهذه العناصر.

التمويل السياسي

ضمن السياسة المالية الجديدة، علمت «الشرق الأوسط» أن «الحزب» أوقف دعماً مالياً شهرياً كانت تتلقاه جهة سياسية حليفة بقيمة تقارب 200 ألف دولار سنوياً. وحسب مصادر متابعة، جاء هذا القرار على خلفية «ضغوط مالية داخلية»، بالإضافة إلى مراجعة سياسية اعتبرت أن استمرار التمويل لا يحقق مردوداً فعلياً في المرحلة الراهنة. وأشارت المصادر إلى أن «التمويل السياسي بات يخضع بدوره لمعادلة الربح والخسارة، بعد أن كان يُعتمد كجزء من سياسة التوسّع والتثبيت». وترى المصادر أن هذه الإجراءات، «تُظهر تحولاً تدريجياً في نهج إدارة الموارد داخل (الحزب) الذي يوازن بين استمرار العمل التنظيمي وضبط الإنفاق، في وقت تتطلب فيه التحديات الميدانية والسياسية مرونة كبيرة في التعامل مع الموارد».مع العلم أن ملف إعادة الإعمار يشكل عبئاً بدوره بالنسبة إلى «حزب الله» الذي لا يملك الأموال للتعويض ويضع هذا الأمر في سلّم أولوياته ويرمي الكرة بشأنه عند الدولة اللبنانية، وهو ما يعبّر عنه مسؤولوه في كلّ تصريحاته لعلمهم بأن بناء المنازل في الجنوب والضاحية يعد الشغل الشاغل للعائلات، ومن شأنه أن ينعكس سلباً على علاقته ببيئته وعلى الانتخابات النيابية التي يفترض إنجازها العام المقبل.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

روبيو يتحدث عن تصنيف «الإخوان المسلمين» جماعة إرهابية ...القرار قيد الإعداد وسط مشروع قانون في الكونغرس

واشنطن: علي بردى/الشرق الأوسط/13 آب/2025

كشف وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، عن أن إدارة الرئيس دونالد ترمب تجري مراجعة بصدد تصنيف «الإخوان المسلمين» منظمة إرهابية. وفي مقابلة مع الصحافي سيد روزنبرغ، الذي سأله: «لماذا لا تصنفون (الإخوان المسلمين) و(مجلس العلاقات الأميركية - الإسلامية) (كير اختصاراً) منظمتين إرهابيتين»، علماً أنهما تدعمان المرشح زهران ممداني في السباق الانتخابي على رئاسة بلدية نيويورك، قال روبيو إن «هذا قيد الإعداد»، موضحاً أن هناك فروعاً مختلفة لجماعة «الإخوان المسلمين»، وبالتالي «يجب تصنيف كل فرع منها منظمة إرهابية». وتحدث عن التحديات القانونية التي حالت حتى الآن دون فرض عقوبات على «الإخوان المسلمين»، متوقعاً أن يحصل طعن في هذا التصنيف في المحكمة، لأنه «يمكن لأي جماعة أن تقول: حسناً، أنا لست إرهابية حقاً». وأضاف: «عليك إظهار أوراقك (...) عند مثولك أمام المحكمة». كما أشار روبيو إلى أن هناك «عملية داخلية» تتضمن «إجراء مراجعة، وتوثيقها وتبريرها» بغية «التأكد من صحة الأمر»، مضيفاً: «نحن متورطون في مئات ومئات الدعاوى القضائية من مختلف الأنواع. كل ما تحتاج إليه هو قاضٍ فيدرالي واحد، وهناك الكثير بينهم، على استعداد لإصدار أوامر قضائية على مستوى البلاد، ومحاولة إدارة البلاد من على منصتها. لذا علينا أن نكون حذرين للغاية». وقال: «نحن نراجع باستمرار الجماعات التي نحددها على حقيقتها: داعمون للإرهاب، وربما إرهابيون أنفسهم، أياً كان. لم نفعل هذا منذ فترة طويلة، لذا أمامنا الكثير لنُكمله. وقد ذكرت بعض الأسماء، خصوصاً جماعة (الإخوان المسلمين)، التي تُثير قلقاً بالغاً». وجاء كلام روبيو في وقت يدفع السيناتور الجمهوري تيد كروز بمشروع قانون جديد أمام الكونغرس عنوانه «قانون تصنيف (جماعة الإخوان) منظمة إرهابية لعام 2025»، الذي يمنح وزارة الخارجية سلطات موسعة لإدراج الفروع المرتبطة بالجماعة على قوائم الإرهاب. ووفق وثائق وزعها مكتبه، سيتعين على الوزارة إعداد قائمة شاملة بهذه الكيانات خلال 90 يوماً من إقرار القانون.

ويقترح المشروع ثلاثة مسارات متوازية للتصنيف: إقرار من الكونغرس بموجب «قانون مكافحة الإرهاب» لعام 1987، يليه تصنيف رسمي من وزارة الخارجية «منظمة إرهابية أجنبية»، ثم إدراجها على قائمة «الإرهاب العالمي»، وهو ما سيؤدي إلى تجميد أصول الجماعة في الولايات المتحدة وحظر أي تعاملات مالية أو خدمية معها من المواطنين الأميركيين. ويمكن لهذا التحرك في واشنطن أن يعيد فتح ملف العلاقة المعقدة بين الولايات المتحدة وحركات الإسلام السياسي، التي راوحت بين الانفتاح في عهود مختلفة أبرزها الرئيس الأسبق باراك أوباما، والمواجهة المباشرة مع إدارة الرئيس دونالد ترمب، التي تتهم الجماعة بدعم فصائل مسلحة على غرار «حماس».

 

هل تشهد إيران صراعاً بشأن إدارة المفاوضات النووية؟

عباس عراقجي يقلل من احتمال سحب الملف من «الخارجية»

لندن: عادل السالمي/الشرق الأوسط/13 آب/2025

تتواصل في إيران النقاشات حول صلاحيات إدارة الملف النووي بين وزارة الخارجية والمجلس الأعلى للأمن القومي، في ظل عودة علي لاريجاني إلى منصب أمين عام المجلس؛ ما أثار تكهنات بإمكانية نقل الملف من «الخارجية»، رغم نفي وزيرها عباس عراقجي. وقال عراقجي لموقع «خبر أونلاين»، المقرب من مكتب لاريجاني، الذي أثار احتمال إحالة الملف: «حالياَ لا يوجد مثل هذا البرنامج على جدول الأعمال، ولا أتصور أن يحدث ذلك». تشير هذه التصريحات، في سياقها الزمني، إلى محاولة تهدئة النقاش الدائر حول إعادة توزيع الصلاحيات، خاصة بعد الربط الإعلامي بين عودة لاريجاني وإمكانية إعادة الملف إلى المجلس الأعلى. تأتي تصريحات عراقجي بعد شهر من إقرار البرلمان الإيراني قانوناً يقضي بتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ويشترط موافقة المجلس الأعلى للأمن القومي على أي عمليات تفتيش مستقبلية للمواقع النووية. هذه الخطوة، وإن لم تمثل اختراقاً جديداً، إلا أنها تعدّ «مناورة» للضغط على القوى الغربية والوكالة الذرية، علماً أن لجنة فرعية تابعة للمجلس الأمن القومي ووزارة الدفاع، تعمل على تأمين المنشآت النووية، التي تتولاها فعلياً وحدة خاصة في «الحرس الثوري» تم إنشاؤها لحماية هذه المواقع، ومن بين مهام اللجنة المشتركة تنسيق دخول المفتشين الدوليين مع المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية. لكن خطوة البرلمان تدل على توجه لتعزيز الدور الأمني في إدارة الملف النووي، بما يمنح المجلس الأمن القومي مساحة أوسع في التحكم بمسار المفاوضات المقبلة.

تقلبات

النقاش حول صلاحيات إدارة المفاوضات ليس جديداً في إيران. فقد تغيرت التكتيكات مع تغير الحكومات، لكن جوهر السلطة بقي بيد المرشد علي خامنئي، صاحب القرار النهائي في قضايا الأمن القومي والسياسة الخارجية، وعلى رأسها الملف النووي. أبرز تحول في توزيع الصلاحيات حدث عام 2013، في عهد الرئيس الأسبق حسن روحاني، حيث نُقلت إدارة المفاوضات إلى وزارة الخارجية، لكن المجلس الأعلى للأمن القومي ظل المطبخ الأساسي للقرارات الحاسمة قبل إقرارها من المرشد. ومنح هذا التحول وزارة الخارجية دوراً أكبر في التواصل مع الأطراف الدولية، لكنه لم ينتزع سلطة القرار من مجلس الأمن القومي. عودة علي لاريجاني إلى منصبه أثارت الجدل من جديد، خاصة أن رد وزير الخارجية، عباس عراقجي، وهو الآن كبير المفاوضين الإيرانيين، على سؤال من موقع قريب من لاريجاني، حول احتمال إحالة الملف، عُدّ إشارة إلى جدية النقاش. لاريجاني شغل منصب الأمين العام لمجلس الأمن القومي بين 2004 و2006 وكان حينها كبير المفاوضين النوويين، قبل أن يستقيل بسبب خلافات مع الرئيس حينها، محمود أحمدي نجاد، الذي تبنى سياسة أكثر تشدداً أدت إلى إحالة الملف النووي إلى مجلس الأمن وإصدار ستة قرارات أممية، جُمدت لاحقاً بموجب اتفاق 2015. الخلافات حول الصلاحيات ليست وليدة اليوم. فقد شهدت فترة الرئيس الأسبق علي أكبر هاشمي رفسنجاني محاولات لنقل الملف من المجلس الأعلى للأمن القومي والحكومة إلى مجلس تشخيص مصلحة النظام، وهو الهيئة الاستشارية العليا للمرشد، ويرأسه حالياً صادق لاريجاني، شقيق علي لاريجاني. ونشبت الخلافات بين لاريجاني وأحمدي نجاد، بعدما حاول فريق الرئيس الأسبق علي أكبر هاشمي رفسنجاني في مجلس تشخيص مصلحة النظام، حينها، نقل صلاحيات التفاوض من المجلس الأعلى للأمن القومي والحكومة، إلى مجلس تشخيص مصلحة النظام، الذي يُعدّ أعلى هيئة تقدم استشارات سياسية للمرشد علي خامنئي. ويترأس المجلس حالياً صادق لاريجاني، شقيق علي لاريجاني. وفي الواقع، حاول رفسنجاني وفريقه استمرار السياسة التفاوضية التي بدأت خلال عهد الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي، وتحديداً في عام 2003، عندما كان حسن روحاني أميناً عاماً لمجلس الأمن القومي وكبيراً للمفاوضين النوويين.

حدود نفوذ الجهاز الدبلوماسي

في مارس (آذار) 2024، ظهرت مؤشرات على رغبة المرشد علي خامنئي في إعادة الملف النووي إلى مؤسسات تابعة مباشرة له، مثل المجلس الأعلى للأمن القومي، بعد تقارير عن تكليف مستشاره السياسي، علي شمخاني، مهمة إجراء مفاوضات موازية لتلك التي كانت تجريها حكومة الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي، قبل وفاته في حادث تحطم مروحية. وأكدت هذه المؤشرات أن القيادة العليا تسعى إلى إحكام قبضتها على الملف في مراحل التفاوض الحساسة؛ ما ينعكس على طبيعة الصلاحيات الممنوحة لوزارة الخارجية. شمخاني كان قد أشرف على المفاوضات النووية لمدة عشر سنوات خلال توليه منصب الأمين العام للمجلس منذ عام 2013، وهي الفترة التي شهدت نقل الملف إلى وزارة الخارجية، لكن دون أن يفقد المجلس تأثيره في رسم مسار المفاوضات والمصادقة النهائية على القرارات. يرى كثيرون في إيران أن الصلاحيات المحدودة لوزارة الخارجية مقارنة بمجلس الأمن القومي تزيد من تعقيدات المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة. هذه الفجوة في الصلاحيات كانت موضع شكوى الرئيس الأسبق حسن روحاني، خلال المفاوضات النووية، خصوصاً في الأشهر الستة الأخيرة من ولايته الثانية، عندما اقتربت مفاوضات فيينا مع إدارة جو بايدن من إحياء الاتفاق النووي، قبل أن تتوقف في مارس 2022 مع اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية. تشير هذه التجربة إلى أن غياب وحدة القرار التفاوضي يضعف قدرة إيران على تحقيق اختراقات دبلوماسية في المراحل الحرجة.

لجان موازية

وجود لاريجاني قد يمنح أنصار التفاوض في الداخل شعوراً بالاطمئنان؛ نظراً لدوره في تمرير اتفاق 2015 عندما كان رئيساً للبرلمان. ويُعزى رفض ترشحه للرئاسة في انتخابات 2021 و2024 جزئياً إلى خلافاته مع التيار المحافظ بسبب دعمه ذلك الاتفاق. وتشير سوابق لاريجاني التفاوضية بما في ذلك خلال فترة رئاسة البرلمان لمدة 12 عاماً إلى قدرته على المناورة بين الضغوط الداخلية والخارجية؛ ما يرجّح أن يكون لعودته أثر مباشر على صياغة الاستراتيجية التفاوضية المقبلة. على خلاف النظرة المتفائلة، يتخوف بعض أنصار التفاوض من أن يعود لاريجاني إلى فترة تحالفه الوثيق مع المحافظين، خصوصاً الآن هو مكلف تطبيق سياسات المرشد وتمثيله في مجلس الأمن القومي، ومطالب بتبني خطاب يعبر عن أعلى جهاز أمني في البلاد. وأرسل لاريجاني مؤشراً مبكراً على ذلك خلال حرب الـ12 يوماً مع إسرائيل، عندما هدد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي وتوعده بالمحاسبة. في 16 يوليو (تموز)، وفي ثاني ظهور علني له منذ اندلاع الحرب، أوصى خامنئي الدبلوماسيين بالالتزام بـ«التوجيهات» والعمل بحذر ودقة، وهي رسالة فُسّرت على نطاق واسع بأنها أوامر مباشرة تعكس حساسية المرحلة وأهمية ضبط مسار المفاوضات. الجدل حول صلاحيات التفاوض يتصاعد أيضاً بعد تصريحات وزير الخارجية الأسبق، علي أكبر صالحي، مطلع الشهر الحالي، والتي كشف فيها عن وجود لجنة موازية تدير المفاوضات من خلف الكواليس، خارج إطار المجلس الأعلى، لكنها تتمتع بنفوذ واسع وقدرة على اتخاذ القرارات. صالحي رفض الكشف عن أعضائها، مكتفياً بوصفها بـ«المؤثرة والفاعلة». تؤشر هذه التصريحات إلى أن مسار التفاوض لا يقتصر على الهياكل المعلنة، بل يشمل قنوات غير رسمية ذات تأثير معتبر في صياغة القرار. من جانبه، أوضح المتحدث باسم الخارجية، إسماعيل بقائي، أن الوزارة تعمل وفق تسلسل هرمي واضح، وتبلغ وجهات نظرها إلى الجهات المعنية بالقرار. ورغم أن سحب الملف من الخارجية يبدو مستبعداً في الوقت الراهن، فإن المعطيات الحالية ترجّح أن يلعب لاريجاني دوراً أكبر في صياغة التوجهات التفاوضية؛ استناداً إلى خبرته وصلاته المباشرة بالمرشد. تشير مجمل المعطيات إلى أن الجدل الدائر حول إدارة الملف النووي الإيراني يعكس توازنات قوة داخل النظام، أكثر من كونه نقاشاً حول الإجراءات الفنية. وزارة الخارجية تمتلك أدوات التواصل والخبرة الدبلوماسية، لكنها لا تتحكم في القرار النهائي، في حين يحتفظ المجلس الأعلى ولجانه الموازية بسلطة الحسم تحت إشراف المرشد. من المرجح أن تؤدي عودة لاريجاني إلى تعزيز مركزية القرار وتوحيد الخطاب التفاوضي، لكن هذا قد يحدّ في المقابل من قدرة الفريق الدبلوماسي على المناورة في القضايا الشائكة. وعليه، فإن نجاح طهران في المفاوضات المقبلة سيعتمد على قدرتها على الموازنة بين متطلبات الانضباط الداخلي وضغوط الأطراف الدولية.

 

ما دور مصر في استئناف المفاوضات النووية الإيرانية؟

القاهرة تسعى لتفعيل مبادرة «إخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل»

القاهرة/الشرق الأوسط/13 آب/2025

أشار سياسيون وبرلمانيون مصريون إلى جهود مصرية تستهدف التأثير الإيجابي في الملف النووي الإيراني واستئناف المفاوضات بشأنه، في الاتصالات المتواصلة بين القاهرة وطهران، ومع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وأجرى وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي اتصالين هاتفيين مع نظيره الإيراني عباس عراقجي، والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، مساء الثلاثاء. وحسب إفادة للوزارة، تأتي الاتصالات في إطار «التحركات المصرية الرامية لخفض التصعيد والتوتر في المنطقة». اتصالات عبد العاطي بعراقجي وغروسي باتت في الفترة الأخيرة متكررة، فقد سبق وأجرى اتصالين مماثلين، الأسبوع الماضي، وقبلها في يوليو (تموز) الماضي، وجميعها تتناول، حسب «الخارجية المصرية»، «سبل الدفع بالحلول السلمية واستئناف المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني». وأشار الاتصال الأخير لوزير الخارجية المصري إلى مناقشته «استئناف التعاون بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، والعودة إلى المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني، دعماً للمسار السياسي والدبلوماسي». وتستهدف الاتصالات المصرية - الإيرانية تفعيل مبادرة «إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل»، وفق أمين عام المجلس المصري للشؤون الخارجية، السفير عزت سعد، الذي قال إن «القاهرة وطهران من العواصم التي تتبنى تلك المبادرة منذ طرحها في سبعينيات القرن الماضي». وتتبنى القاهرة وطهران منذ عام 1974 قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تدعو إلى إخلاء الشرق الأوسط من الأسلحة النووية، وتقدمت مصر العام الماضي بقرار للأمم المتحدة لإقامة منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط. ولا تعكس الاتصالات المصرية دور وساطة للقاهرة في الملف النووي الإيراني، وفق سعد، الذي قال في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «التحركات المصرية تستهدف دفع وتفعيل الجهود الإقليمية الرامية لإعلان منطقة الشرق الأوسط خالية من السلاح النووي»، عاداً «امتلاك طرف إقليمي لسلاح نووي سيشكل مصدر قلق وعدم استقرار بالمنطقة باستمرار». وشدد وزير الخارجية المصري في اتصاله بنظيره الإيراني على «ضرورة تهيئة الظروف لاستئناف التعاون بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، بما يساهم في خلق مناخ مواتٍ لتحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي»، حسب الخارجية المصرية. ويرى سعد أن اهتمام القاهرة وطهران بمبادرة إخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل يأتي في إطار مساعي تطوير العلاقات الثنائية، وقال إن «البلدين يسعيان لدفع جهود التهدئة والاستقرار الإقليمي الفترة الحالية». وزار وزير الخارجية الإيراني، القاهرة، مطلع يونيو (حزيران) الماضي، وأشار وقتها إلى أن «علاقات بلاده مع مصر تشهد مساراً متقدماً وغير مسبوق نحو التعاون والتقارب»، وأن المباحثات «أسفرت عن الاتفاق على استمرار المشاورات السياسية». ورغم المناقشات بين البلدين بشأن الملف النووي، لا يرى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، وساطة للقاهرة في الأمر، وقال في تصريحات صحافية قبل أيام، رداً عما إذا كانت مصر وسيطاً بين إيران والوكالة الذرية، «لا، ليس هناك مثل هذا الأمر»، وأشار إلى أن «بلاده على اتصال مباشر مع الوكالة، ووفد الوكالة موجود في إيران»، منوهاً بأنهم «ليسوا في حاجة لوسيط في هذا الشأن».

وذكر بيان الخارجية المصرية، الأربعاء، أن عبد العاطي استمع خلال اتصاله بمدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، «لتقييمه للزيارة التي أجراها نائب المدير العام للوكالة إلى طهران مؤخراً، وسبل استعادة الثقة بين الوكالة وطهران، واستئناف التعاون بينهما»، إلى جانب «سبل دعم التعاون في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة النووية ودول المنطقة».ولا يختلف تقدير وكيل لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب المصري، أيمن محسب، للمشاورات المصرية الإيرانية، وقال إن «القاهرة تقوم بدور دبلوماسي نشط وإيجابي بغرض التهدئة ودفع الاستقرار في المنطقة، وجزء منها الاتصالات مع طهران والوكالة الدولية». ويعتقد محسب، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الغاية الأساسية من التحركات المصرية هي منع اتساع رقعة الصراع في المنطقة، ومعالجة الأزمات والتوترات القائمة، في مقدمتها وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وعدم امتداد الصراع إلى جبهات أخرى في الفترة المقبلة».

 

نتنياهو: الدبلوماسية ليست السبيل لإنهاء الحرب في غزة

تل أبيب/الشرق الأوسط/13 آب/2025

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأربعاء، إن الدبلوماسية ليست السبيل المناسب لإنهاء الحرب في قطاع غزة، وفق ما نقلته صحيفة «هآرتس». وأضاف خلال كلمة في القدس أن «النصر» هو الكلمة الوحيدة الباقية في قاموس الجيش، معتبراً أن الحل السياسي ما هو إلا وسيلة أخرى للتعبير عن الهزيمة والاستسلام».

 

هل تنجح محادثات القاهرة في إحياء مفاوضات «هدنة غزة»؟ وسط ترقب لإرسال إسرائيل وفداً إلى الدوحة

القاهرة/الشرق الأوسط/13 آب/2025

بدأت في القاهرة، الأربعاء، محادثات تمهيدية بحضور وفد قيادي من «حركة حماس»، تشمل عدداً من الملفات، بينها سبل وقف الحرب في قطاع غزة. تلك المحادثات الجديدة، تأتي غداة تأكيد أميركي على رفض وجود «حماس» في القطاع، وتلويح رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، بأنه في مهمة «دينية تاريخية» لاحتلال مزيد من الأراضي. وبدأ وفد «حماس» «لقاءات ومحادثات تركز حول سبل وقف الحرب على القطاع، وإدخال المساعدات، وإنهاء معاناة شعبنا في غزة»، وفق ما أفاد طاهر النونو القيادي في الحركة. وتدرس إسرائيل إمكانية إرسال وفد رفيع المستوى إلى الدوحة في وقت لاحق من هذا الأسبوع، للقاء مسؤولين قطريين في إطار جهود استئناف المفاوضات بشأن صفقة الرهائن، ووقف إطلاق النار في غزة، وفق ما ذكرت «القناة 12» الإسرائيلية، لافتة إلى أنه إذا ما توجه الوفد الإسرائيلي إلى الدوحة، فسوف تتناول المحادثات أيضاً الجهود المبذولة لصياغة اتفاق شامل يُنهي الحرب، ويُطلق سراح جميع الرهائن. وأعلن وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في مؤتمر صحافي الثلاثاء، أن القاهرة تعمل مع قطر والولايات المتحدة على «هدف رئيسي هو العودة إلى المقترح الأول بوقف إطلاق النار لستين يوماً»، لافتاً إلى «أن اليوم التالي المتفق عليه، يتضمن تولي إدارة قطاع غزة من قبل 15 شخصية فلسطينية من التكنوقراط، تحت إشراف السلطة الفلسطينية لفترة مؤقتة تمتد لـ6 أشهر». وفي نهاية الأسبوع الماضي، التقى المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف في إيبيزا بإسبانيا، رئيس الحكومة القطرية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وناقش معه صفقة الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، وفق ما نقلته قناة «آي نيوز24» الإسرائيلية الأربعاء. المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام الاستراتيجي»، الدكتور سعيد عكاشة، يرى «أن زيارة (حماس) للقاهرة تحمل فرص إحياء المفاوضات، وتكشف أن الضغوط الأخيرة لا سيما المرتبطة باحتلال غزة التي أعلنتها إسرائيل الجمعة، قد تدفعها لإبداء مرونة نسيبة للذهاب لهدنة جديدة». ويتوقع في ظل تلك التطورات «أن يكون الاحتمال الأقرب، هو الذهاب لهدنة جزئية وليس لاتفاق شامل، على أساس أن الصفقة الشاملة تحمل مطالب بنزع سلاح (حماس)، وهي لن تقبل بذلك، وستراهن على عنصر الوقت وحدوث تغييرات مستقبلية تجعلها باقية في المشهد». وبرأي المحلل السياسي الفلسطيني، نهرو جمهور، فإن «(حماس) ولا إسرائيل، لا تستطيعان غلق باب المفاوضات، حتى لو استمرت في إطار المفاوضات من أجل المفاوضات ومن دون نتائج»، مشيراً إلى أن الضغوط الأخيرة عقب إعلان خطة احتلال القطاع، «قد تشجع على إحياء المحادثات بالقاهرة أو الدوحة، لكن الفرصة مهددة بعراقيل إسرائيلية خاصة بشروطها لإنهاء الحرب ونزع سلاح (حماس)». ميدانياً، أعلن الجيش الإسرائيلي الأربعاء موافقة رئيس الأركان إيال زامير على «الخطوط المركزية» لخطة الهجوم على غزة التي أقرت بعد نحو أسبوعين من انسحاب أميركي إسرائيلي من المفاوضات للتشاور أواخر يوليو (تموز) الماضي. وجاء الإعلان غداة، حديث نتنياهو لقناة «آي نيوز 24» أنه يشعر بأنه في «مهمة تاريخية وروحية»، وأنه متمسك «جداً برؤية إسرائيل الكبرى»، التي تشمل الأراضي الفلسطينية، «وربما أيضاً مناطق من الأردن ومصر»، مؤكداً أنه سيعارض الإفراج التدريجي عن الرهائن، وأنه يريد «عودتهم جميعاً في إطار وضع حد للحرب بشروطنا»، بحسب صحيفة «تايمز أوف إسرائيل». وسبق أن قال مصدر فلسطيني لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، قبل أيام إن «الوسطاء بصدد بلورة مقترح جديد لاتفاق شامل لوقف النار»، وإنهم يناقشون «أفكاراً بعضها حول هدنة لستين يوماً، ثم مفاوضات لوقف إطلاق نار طويل الأمد، وصفقة تبادل كل الأسرى الإسرائيليين الأحياء والأموات دفعة واحدة». ويعتقد عكاشة أن المصادقة الإسرائيلية وتصريحات نتنياهو «جزء من زيادة الضغوط على (حماس)، وفي إطار المسار الإسرائيلي الذي يتبنى السير في خطين متوازيين العسكري والتفاوضي». ويرى جمهور أن المواقف الإسرائيلية «تمضي في مسارها نحو احتلال القطاع، ولن يعني قبولها بمسار المفاوضات وتعاطيها معها، إلا موقفاً مؤقتاً لاستنزاف المشهد وتفريغه من أي حالة نجاح»، متوقعاً أن تقدم إسرائيل «على صياغة تفسد المحادثات مجدداً كما تفعل كل مرة من أجل إتمام مشروع التهجير الذي يحلم به نتنياهو».

 

إسرائيل تدك مدينة غزة قبل الاحتلال المزمع..أكبر عدد قتلى في يوم واحد منذ أسبوع

غزة/الشرق الأوسط/13 آب/2025

دكّ الجيش الإسرائيلي مدينة غزة، الأربعاء، قبل تنفيذ خطته المزمعة لاحتلالها، وأسقط أكبر عدد من القتلى في يوم واحد منذ أسبوع مع استمرار الحرب المستعرة منذ نحو عامين. وقالت وزارة الصحة في القطاع إن النيران الإسرائيلية أوقعت 123 قتيلاً خلال 24 ساعة، حتى ظهر الأربعاء، بينما أُصيب 436 آخرون، فيما أورد التلفزيون الفلسطيني أن عدد قتلى الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة منذ فجر الأربعاء بلغ 89 بينهم 52 في مدينة غزة. وقصفت الطائرات والدبابات الإسرائيلية المناطق الشرقية من مدينة غزة بكثافة، ودمّرت العديد من المنازل في حيي الزيتون والشجاعية. وقال مستشفى الأهلي إن 12 شخصاً قُتلوا في غارة جوية على منزل في حي الزيتون. وذكر مسعفون فلسطينيون أن الدبابات دمرت أيضاً عدة منازل في شرق خان يونس في جنوب غزة، في حين سقط 9 قتلى ممن حاولوا الحصول على المساعدات في وسط القطاع بنيران إسرائيلية في واقعتين منفصلتين. وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة إن 8 آخرين، من بينهم ثلاثة أطفال، لقوا حتفهم بسبب الجوع وسوء التغذية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وبذلك ارتفع عدد مَن قضوا نحبهم جراء الجوع إلى 235 شخصاً، من بينهم 106 أطفال، منذ بدء الحرب. وكانت إسرائيل قد سيطرت على مدينة غزة في الأيام الأولى للحرب قبل أن تنسحب منها.

اتهامات دولية

على صعيد آخر، وجَّه الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، تحذيراً لإسرائيل بشأن ما وصفه بـ«معلومات موثوقة» حول مزاعم بارتكاب القوات المسلحة والأمنية الإسرائيلية أعمال عنف جنسي ضد أسرى فلسطينيين. وقال غوتيريش في رسالة موجهة إلى سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، داني دانون، ونشر الأخير مضمونها على منصة «إكس» الثلاثاء: «أنا قلق بشدة من معلومات موثوقة عن انتهاكات ارتكبتها القوات المسلحة والأمنية الإسرائيلية بحق فلسطينيين في عدة سجون ومراكز احتجاز وقاعدة عسكرية». وذكر دانون في المنشور أن الاتهامات لا أساس لها، وقائمة على معلومات منحازة.

وقال غوتيريش: «أضع القوات المسلحة والأمنية الإسرائيلية تحت المراقبة تمهيداً لاحتمال إدراجها في دورة التقرير المقبلة، نظراً للمخاوف الكبيرة من بعض أشكال العنف الجنسي التي وثقتها الأمم المتحدة باستمرار». ودعا غوتيريش الحكومة الإسرائيلية إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة «لضمان الوقف الفوري لجميع أعمال العنف الجنسي»؛ مؤكداً أنه يتوقع من إسرائيل أيضاً «وضع وتنفيذ التزامات محددة زمنياً»، بما في ذلك إصدار أوامر ضد العنف الجنسي والتحقيق في جميع الادعاءات الموثوقة. وكان الاتحاد الأوروبي قد ندّد مع 24 دولة بالمجاعة التي يعانيها سكان قطاع غزة، وطالبوا بتحرك «عاجل» لوضع حد لها وقالوا في بيان مشترك إن «المعاناة الإنسانية في غزة بلغت مستوى لا يمكن تصوره. هناك مجاعة على مرأى منا». وحثّت الدول الموقعة، إسرائيل، على «السماح بوصول جميع قوافل المساعدات الإنسانية وإزالة العوائق التي تمنع العاملين في المجال الإنساني من التدخل».

المساعدات

وفيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن المساعدات التي دخلت القطاع تعادل 15 في المائة فقط من الاحتياجات الفعلية، وتعرض معظمها للنهب والسرقة. وذكر المكتب الإعلامي، في بيان، أنه على مدار 17 يوماً دخلت 1535 شاحنة مساعدات فقط من أصل الكمية المفترضة التي تبلغ 10200 شاحنة. وأكد المكتب أن قطاع غزة بحاجة لأكثر من 600 شاحنة مساعدات مختلفة لتلبية الحد الأدنى من احتياجات سكان القطاع البالغ عددهم نحو 2.4 مليون، ودعا الأمم المتحدة والدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي إلى التحرك لفتح المعابر وضمان تدفق المساعدات. وفي الضفة الغربية، قُتل فلسطيني برصاص مستوطنين، الأربعاء، في بلدة دوما جنوب نابلس. وقالت وزارة الصحة، في بيان، إن «الشاب ثمين خليل رضا دوابشة (35 عاماً) استشهد متأثراً بإصابته برصاص المستعمرين الذين هاجموا بلدة دوما جنوب نابلس». وبحسب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان فإن عشرة فلسطينيين قد قُتلوا برصاص المستوطنين منذ بداية العام الحالي، لترتفع بذلك حصيلة القتلى برصاص المستوطنين إلى 30 منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

 

إدانات خليجية وعربية لتصريحات نتنياهو بشأن «إسرائيل الكبرى»

السعودية حذَّرت المجتمع الدولي من إمعان الاحتلال في انتهاكاته الصارخة... ومصر طالبت بإيضاحات

عمّان/الشرق الأوسط/13 آب/2025

لاقتْ تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن «إسرائيل الكبرى» استنكاراً وإداناتٍ خليجيةً وعربيةً. وأعربت السعودية في بيان لوزارة خارجيتها، الأربعاء، عن إدانتها بأشد العبارات هذه التصريحات، ورفضها التام للأفكار والمشاريع الاستيطانية والتوسعية التي تتبناها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدةً الحق التاريخي والقانوني للشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة ذات السيادة على أراضيه استناداً للقوانين الدولية ذات الصلة.وحذَّرت المجتمع الدولي من إمعان الاحتلال الإسرائيلي في الانتهاكات الصارخة التي تقوض أسس الشرعية الدولية، وتعتدي بشكل سافر على سيادة الدول، وتهدد الأمن والسلم إقليمياً وعالمياً. بدوره، أدان جاسم البديوي، أمين عام مجلس التعاون الخليجي، الأربعاء، تصريحات نتنياهو بشأن اقتطاع أجزاء من دول عربية، عادّاً ذلك «انتهاكاً صارخاً لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، واعتداءً سافراً على سيادة الدول ووحدة أراضيها». وأضاف في بيان أن «مثل هذه التصريحات والمخططات الخطيرة تشكل تهديداً مباشراً للأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، وتكشف بوضوح عن النهج الخطير الذي تنتهجه قوات سلطات الاحتلال». ودعا البديوي، المجتمع الدولي، إلى الاضطلاع بمسؤولياته واتخاذ موقف حازم «لوقف هذه التصريحات والمخططات الاستفزازية، والعمل على حماية المنطقة من أي إجراءات من شأنها تأجيج التوترات وتقويض فرص تحقيق السلام العادل والشامل». في السياق، نددت جامعة الدول العربية، الأربعاء، بتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن اقتطاع أجزاء من دول عربية تمهيداً لإقامة ما سماه «إسرائيل الكبرى»، وعدّت تلك التصريحات «استباحة لسيادة دول عربية ومحاولة لتقويض الأمن والاستقرار في المنطقة». وأضافت في بيان: «هذه التصريحات تمثل تهديداً خطيراً للأمن القومي العربي الجماعي، وتحدياً سافراً للقانون الدولي ومبادئ الشرعية الدولية، كما تعكس نيّات توسعية وعدوانية لا يمكن القبول بها أو التسامح معها». ودعت الجامعة العربية مجلس الأمن الدولي إلى «الاضطلاع بمسؤوليته والتصدي بكل قوة لهذه التصريحات المتطرفة التي تزعزع الاستقرار، وتزيد من مستوى الكراهية والرفض الإقليمي لدولة الاحتلال». كما أدان الأردن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بوصفها «تصعيداً استفزازياً خطيراً، وتهديداً لسيادة الدول، ومخالفةً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة».

وأكد الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير الدكتور سفيان القضاة «رفض المملكة الأردنية المطلق لهذه التصريحات التحريضية»، مشدداً على أن «هذه الأوهام العبثية التي تعكسها تصريحات المسؤولين الإسرائيليين لن تنال من الأردن والدول العربية ولا تنتقص من الحقوق المشروعة وغير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني». وأضاف أن «هذه التصريحات والممارسات تعكس الوضع المأزوم للحكومة الإسرائيلية، ويتزامن مع عزلتها دولياً في ظل استمرار عدوانها على غزة والضفة الغربية المحتلتين». وقال القضاة إن «هذه الادعاءات والأوهام التي يتبناها متطرفو الحكومة الإسرائيلية، ويروجون لها تشجع على استمرار دوامات العنف والصراع، وبما يتطلب موقفاً دولياً واضحاً بإدانتها والتحذير من عواقبها الوخيمة على أمن المنطقة واستقرارها ومحاسبة مطلقيها». وشدد على «ضرورة تحرك المجتمع الدولي فوراً لوقف جميع الإجراءات والتصريحات التحريضية الإسرائيلية المهدِّدة لاستقرار المنطقة والأمن والسلم الدوليين». من جهتها، أعربت قطر، اليوم (الأربعاء)، عن إدانتها واستنكارها لتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي.

ورأت قطر، في بيان أصدرته وزارة الخارجية، أن تصريحات نتنياهو «امتداد لنهج الاحتلال القائم على الغطرسة وتأجيج الأزمات والصراعات والتعدي السافر على سيادة الدول والقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة». كما أكدت أن «الادعاءات الإسرائيلية الزائفة والتصريحات التحريضية لن تنتقص من الحقوق المشروعة للدول والشعوب العربية»، مشددةً على ضرورة تضامن المجتمع الدولي «لمواجهة هذه الاستفزازات التي تعرّض المنطقة لمزيد من العنف والفوضى». من جانبها، أدانت مصر ما أثير في بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية حول ما يُسمى بإسرائيل الكبرى. وطالبت في بيان لوزارة الخارجية بإيضاحات لذلك في ظل ما يعكسه هذا الأمر من إثارة لعدم الاستقرار، وتوجه رافض لتبني خيار السلام بالمنطقة والإصرار على التصعيد. وأكدت مصر حرصها على إرساء السلام في الشرق الأوسط، معتبرةً أن ما أثير يتعارض مع تطلعات الأطراف الإقليمية والدولية المحبة للسلام والراغبة في تحقيق الأمن والاستقرار لجميع شعوب المنطقة. وشددت على أنه لا سبيل لتحقيق السلام إلا من خلال العودة إلى المفاوضات وإنهاء الحرب على غزة وصولاً لإقامة دولة فلسطينية على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس الشرقية على أساس حل الدولتين والقرارات الدولية ذات الصلة.

من جهتها، أدانت حركة «حماس»، اليوم، تصريحات نتنياهو. وقالت في بيان: «تدين الحركة بأشد العبارات تصريحات رئيس حكومة العدو الصهيوني، الإرهابي نتنياهو، التي أكد فيها ارتباطه بما سماه رؤية إسرائيل الكبرى، التي تتضمن السيطرة على أراض مصرية وأردنية وسورية وغيرها من الأراضي العربية».

وتابع البيان: «إن هذه التصريحات تؤكد بوضوح خطورة هذا الكيان الفاشي على كل دول وشعوب المنطقة، ومخططاته التوسعية التي لا تستثني أي دولة». وأضافت الحركة أن «تأكيد مجرم الحرب نتنياهو أنه في مهمة تاريخية وروحية لتحقيق هذه الرؤية الشيطانية والإجرامية هو تجسيد لحالة الجنون والهذيان التي تحكم سلوكه مع الزمرة المتطرفة الحاكمة، والتي تقود حرب إبادة وتجويع وحشية ضد شعبنا في غزة، وتسعى لتوسيع عدوانها ضد دول المنطقة». وأكدت أن «هذه التصريحات الفاشية تستدعي مواقف عربية واضحة، وفي مقدمتها اتخاذ خطوات جادة لدعم صمود شعبنا في فلسطين، وإسناد شعبنا في قطاع غزة، وقطع العلاقات وسحب السفراء مع هذا الكيان الفاشي، ووقف كل خطوات التطبيع المهينة، والتوحد خلف خيار مواجهة الاحتلال والتصدي لمخططاته». ودعت الحركة «المجتمع الدولي لإدانة هذه التصريحات الصهيونية، والتحرك للجم نتنياهو وحكومته، ووقف حربه الوحشية ضد المدنيين الأبرياء في قطاع غزة، والتصدي لطموحاته في توسيع عدوانه استجابة لنبوءات وأوهام فاشية، بما يهدد الأمن الإقليمي والدولي». كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد صرّح لوسائل إعلام محلية بأنه يشعر بأنه في «مهمة تاريخية وروحية»، وأنه متمسك «جداً» برؤية «إسرائيل الكبرى». وتحدّث نتنياهو لقناة «i24» الإسرائيلية عن «الحلم الإسرائيلي» بوصفه «مهمة أجيال» يُسلمها جيل إلى جيل، وكيف أنه يشعر بأنه في مهمة «روحية وتاريخية» من أجل الشعب اليهودي. وهنا أهداه المذيع شارون جال (وهو نائب يميني سابق) علبة بها تميمة تحمل خريطة «إسرائيل الكبرى». قال له المذيع: «لا أهديها لك، فلا أريد توريطك (بسبب قضية الهدايا التي تلاحقه) بل هذه هدية لزوجتك سارة»، وفقاً لما ذكرته صحيفة «ذا تايمز أوف إسرائيل».وعندما سُئل عمّا إذا كان يشعر بارتباط «بهذه الرؤية» لإسرائيل الكبرى، أجاب نتنياهو: «بالتأكيد»، ولم يُقدّم له الهدية على الهواء.

 

مصر تدرب 5 آلاف شرطي فلسطيني لسد الفراغ الأمني في غزة حال وقف الحرب

القاهرة/الشرق الأوسط/13 آب/2025

قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، إن مصر بدأت تدريب 5 آلاف شرطي فلسطيني بالتنسيق مع الأردن والسلطة الوطنية الفلسطينية لسد الفراغ الأمني في قطاع غزة حال وقف الحرب. وأضاف الوزير في مقابلة مع قناة تلفزيونية مصرية، أن خطط سد الفراغ الأمني في القطاع تشمل أيضا نشر 5 آلاف آخرين من أفراد الشرطة التابعة للسلطة الفلسطينية.وأضاف: «الرؤية واضحة تماما بشأن إدارة غزة بعد الحرب وسيتم مناقشتها في مؤتمر إعادة إعمار القطاع بعد الحرب». وأوضح قائلاً إنه تم التفاهم مع «كل الأطراف المعنية» على 15 من الشخصيات التكنوقراط البارزة في غزة لإدارة القطاع لمدة 6 أشهر «ليكونوا نواة حقيقية لفرض الأمن والقانون في غزة".

 

«إسرائيل الكبرى» تشعل غضباً عربياً

انتقادات على مواقع التواصل لحديث نتنياهو عن «المهمة التاريخية»

القاهرة : فتحية الدخاخني/الشرق الأوسط/13 آب/2025

أشعل حديث رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو عن كونه في «مهمة تاريخيّة وروحية»، مرتبطة بـ«إسرائيل الكبرى»، غضباً عربياً وانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي، في وقت عدها خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، محاولة لـ«مغازلة الداخل الإسرائيلي»، مطالبين بتحرك عربي للرد عليها، «بوصفها جزءاً من مساعي نتنياهو لإعادة صياغة منطقة الشرق الأوسط». وأشار نتنياهو، في حديثه لقناة «i24» الإسرائيلية، إلى «الحلم الإسرائيلي» بوصفه «مهمة أجيال» يُسلمها جيل إلى جيل، وقال إنه «يشعر بأنه في مهمة روحية وتاريخية من أجل الشعب اليهودي»، وفقاً لما نشرته صحيفة «ذا تايمز أوف إسرائيل». وأهداه المحاور شارون جال (وهو نائب يميني سابق)، علبة بها تميمة تحمل خريطة «إسرائيل الكبرى». وقال مازحاً: «لا أهديها لك، فلا أريد توريطك (بسبب قضية الهدايا التي تلاحقه) بل هذه هدية لزوجتك سارة». وعندما سُئل عمّا إذا كان يشعر بارتباط «بهذه الرؤية» لـ«إسرائيل الكبرى»، أجاب نتنياهو: «بالتأكيد»، ولم تظهر صورة الهدية على الشاشة، وفقاً للحوار الذي شاركه نتنياهو عبر حسابه على منصة «إكس». ومصطلح «إسرائيل الكبرى» استخدم من قبل بعد حرب الأيام الستة في يونيو (حزيران) 1967 للإشارة إلى إسرائيل ومناطق القدس الشرقية والضفة الغربية، وقطاع غزة، وشبه جزيرة سيناء في مصر، ومرتفعات الجولان.

وسعت «الشرق الأوسط» إلى الحصول على تعليق رسمي من مصر بشأن تصريحات نتنياهو، لكن لم يتسن لها ذلك.وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي تصريحات نتنياهو، محذرين من خطورتها، ومطالبين بالتنبه لـ«أطماع إسرائيل التوسعية» في المنطقة. وتساءل الأمين العام لـ«حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية»، مصطفى البرغوثي، في منشور عبر حسابه على منصة «إكس»، عن موقف الدول العربية إزاء هذه التصريحات. بينما عدها الإعلامي المصري، نشأت الديهي، بمثابة «انتحار» من جانب نتنياهو، وقال عبر حسابه على منصة «إكس» إن تصريحات نتنياهو «حول ما يسمى بإسرائيل الكبرى ستكون بمثابة الرمح الذي يخترق عنقه ليكون عبرة لمن يعتبر». ووصف الخبير في شؤون الأمن القومي المصري، اللواء محمد عبد الواحد، تصريحات نتنياهو بأنها «الأجرأ على الإطلاق». وقال، عبر حسابه على منصة «إكس»: «تعكس طموحاً استراتيجياً لإعادة تشكيل الشرق الأوسط، وتوسيع النفوذ الإسرائيلي». وتسببت تلك التصريحات في غضب على مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما مع ذكر مصر والأردن بأنهما جزء من «إسرائيل الكبرى»، رغم أن نتنياهو لم يذكر في الحوار صراحة اسم أي دولة. وتساءل المدون المصري، لؤي الخطيب عبر حسابه على منصة «إكس»: «هل سمعت نتنياهو يقول إنه يريد ضم مصر والأردن لإسرائيل الكبرى؟»، وقال: «إجرام نتنياهو وتطرفه ليسا محل نقاش، لكنه لم يتجرأ ليقول مثل هذا الكلام على مصر».الإعلامي وعضو مجلس النواب المصري مصطفى بكري، وصف تصريحات نتنياهو بأنها «خطيرة وتكشف النقاب عن المخطط الحقيقي لإسرائيل، التي تستهدف المنطقة بأسرها». وقال: «نتنياهو يعلن العداء... وعلينا الاستعداد للمرحلة المقبلة لدرء خطر مخطط حقيقي»، مشدداً على أن «مصر مستعدة لمواجهة كل من يحاول المساس بأمنها القومي». وعد مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، عضو «المجلس المصري للشؤون الخارجية»، السفير رخا أحمد حسن تصريحات نتنياهو «كلاماً جاداً يستلزم رداً جاداً». وقال إن «نتنياهو يخاطب الداخل الإسرائيلي الحالم بدولة كبرى، ويحاول تنفيذ مخططه السابق بإعادة صياغة خريطة الشرق الأوسط»، مشيراً إلى أن «نتنياهو يفعل ذلك تحت مظلة دعم أميركي، ما يتطلب موقفاً عربياً موحداً لمواجهة هذه المخططات».

وسبق أن تحدث نتنياهو عن رغبته في «إعادة صياغة خريطة الشرق الأوسط». وفي سبتمبر (أيلول) 2023 ألقى كلمة أمام اجتماع الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة، رفع خلالها خريطة للشرق الأوسط لم تظهر فيها الضفة الغربية أو قطاع غزة. والعام الماضي وأمام الأمم المتحدة أيضاً، أعاد نتنياهو رفع الخريطة نفسها مع خريطة أخرى، وقارن بينهما، عادّاً أن الأولى تمثل «النعيم»، والثانية تمثل «اللعنة»، وفي الخريطتين لم يكن هناك وجود لغرة أو الضفة. الكاتب والمحلل السياسي الأردني، الدكتور عبد الحكيم القرالة، أكد أن تصريحات نتنياهو «تعكس حقيقة اليمين الإسرائيلي المتطرف وأطماعه الاستيطانية والأجندات التي يسعى إلى تحقيقها وعلى رأسها تصفية القضية الفلسطينية». وأضاف أن «نتنياهو يغازل عبر هذه التصريحات الداخل الإسرائيلي المؤمن بحلم إسرائيل الكبرى». وأشار إلى أهمية توقيت حديث نتنياهو عن «إسرائيل الكبرى»، في ظل «تنديد دولي بحرب الإبادة والتجويع في قطاع غزة». وقال: «نتنياهو يحاول التغطية على جرائمه وجعلها جزءاً من حلم ومهمة تاريخيّة، إضافة إلى أنه يسعى إلى عرقلة الجهود الدولية للاعتراف بدولة فلسطين».

واتفق معه الأكاديمي المصري المختص بالشؤون الاستراتيجية والأمن الإقليمي، العميد خالد عكاشة، مشيراً إلى أن «نتنياهو يستهدف الداخل الإسرائيلي، ويسعى إلى تسويق نفسه أمام الولايات المتحدة بوصفه يخوض معركة مصيرية تمس عقيدة الدولة، ما يضفي مشروعية على الحرب ويربطها بأصل المشروع الصهيوني». وقال عكاشة إن «هذه التصريحات تأتي في ظل احتجاجات في الداخل الإسرائيلي، ورفض لخطة احتلال قطاع غزة، ناهيك عن التنديد الدولي بتجويع سكان القطاع، وإعلان عدد من الدول عزمها الاعتراف بدولة فلسطين».

وأشار، إلى أن «نتنياهو يقوم بتحركات استباقية لإجهاض التفاعلات الدولية المرتقبة مع فلسطين في الأمم المتحدة»، لكنه أكد في الوقت نفسه، أن «نتنياهو لم ولن ينجح في تحقيق طموحاته التوسعية».وأدانت الأمانة العامة للجامعة العربية تصريحات نتنياهو وعدتّها «استباحة لسيادة دول عربية، ومحاولة لتقويض الأمن والاستقرار في المنطقة». وأكدت في بيان أن «هذه التصريحات تمثل تهديداً خطيراً للأمن القومي العربي، وتحدياً سافراً للقانون الدولي، ومبادئ الشرعية الدولية». كما أنها «تعكس نيات توسعية وعدوانية لا يمكن القبول بها أو التسامح معها، وتكشف العقلية المتطرفة الغارقة في أوهام استعمارية».

 

أنقرة ودمشق تحذّران من مساعٍ خارجية لإثارة الفوضى في سوريا

أزمة السويداء وتدخلات إسرائيل ومناورات «قسد» سيطرت على مباحثات فيدان والشيباني

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/13 آب/2025

سيطرت ملفات التطورات في السويداء والتصعيد من جانب «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) وإظهار عدم التزامها بالاتفاق مع دمشق، ومخاطر التقسيم والتدخلات الخارجية على مباحثات وزيري الخارجية التركي هاكان فيدان ونظيره السوري أسعد الشيباني في أنقرة، الأربعاء. واتهم فيدان إسرائيل بالعمل على إثارة الفوضى في سوريا، والسعي لإضعافها وزعزعة استقرارها. وحذَّر من أن التدخلات الخارجية السلبية تعرقل مسار الاستقرار في سوريا، وأن هناك أطرافاً لا تريد لها الاستقرار. وبالإشارة إلى التطورات في السويداء، لفت فيدان، في مؤتمر صحافي مشترك مع الشيباني في ختام مباحثاتهما، إلى أن الحكومة السورية تريد أن يعيش جميع السوريين في أمان.

تركيا تجدّد دعمها لدمشق

وأضاف وزير الخارجية التركي، أن «سوريا تتجه للاستقرار وتطوير علاقات دولية بناءة، لكنها لا تزال تواجه صعوبات وتحديات، وأن تركيا تساعدها في تجاوزها»، مشيراً إلى أن «مسار إعادة بناء سوريا يتطلب وقتاً، وعلى الجميع دعمها. وأكد فيدان دعم تركيا لجهود الحكومة السورية من أجل حل الأزمة في السويداء.

بدوره، أكد الشيباني أن بلاده تواجه تدخلات خارجية تحاول دفعها نحو الفتنة، وتمر بوقت دقيق أثر على كل بيت فيها، وأن الإدارة السورية تواجه تحديات لا تقل خطورة عن التي واجهتها البلاد خلال الحرب. وعدّ الشيباني أن استقرار سوريا هو استقرار للمنطقة، لافتاً إلى أنها بدأت خطوات للتعافي خلال الفترة الماضية. وبشأن أزمة السويداء، أكد الشيباني التزام الحكومة السورية بالمحاسبة على أي انتهاكات في السويداء، رافضاً استغلال أهالي السويداء من قِبل إسرائيل أو غيرها. وأكد أن «حماية السويداء وسكانها هي مسؤولية الدولة السورية».وأشار الشيباني إلى أنه تم خلال اللقاء مع فيدان بحث التعاون السياسي والاقتصادي والأمني مع تركيا، مضيفاً: «نمد يدنا لكل الدول بشرط عدم التدخل في شؤوننا». من جهة أخرى، التقى وزير الدفاع اللواء المهندس مرهف أبو قصرة رفقة وزير الخارجية أسعد الشيباني ورئيس جهاز الاستخبارات العامة حسين سلامة، وزير الدفاع التركي يشار غولر، وشهد اللقاء توقيع اتفاقية تدريب واستشارات عسكرية على مستوى وزارتي الدفاع السورية والتركية، تشمل دورات تدريبية وبرامج ومساعدات فنية تهدف إلى تعزيز وتطوير إمكانات الجيش العربي السوري.

أزمة السويداء

وجاءت زيارة الشيباني لتركيا ومباحثاته مع فيدان، التي رافقه فيها وزير الدفاع مرهف أبو قصرة ورئيس المخابرات حسين سلامة، غداة اجتماع ثلاثي عُقد في العاصمة الأردنية عمّان، الثلاثاء، جمع الشيباني مع كل من وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، والمبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا سفير واشنطن لدى تركيا، توم براك؛ لبحث تطورات الأحداث في السويداء، كان الاجتماع الثاني من نوعه بعد اجتماع عُقد في يونيو (حزيران). وجاء الاجتماع في ظل بيان رئاسي صادر عن مجلس الأمن وصف ما يجري في السويداء بأنه نزاع داخلي بين مجموعات محلية. وأكد اجتماع عمّان أن السويداء جزء من سوريا، وأن حقوق أبنائها مصونة، وتم الاتفاق على تشكيل مجموعة عمل سورية - أردنية - أميركية لدعم جهود حكومة دمشق في تعزيز وقف إطلاق النار في المحافظة الواقعة جنوب البلاد والتي شهدت اشتباكات بين الدروز والبدو الشهر الماضي. وزار فيدان دمشق، الخميس الماضي، قبل أيام من انعقاد الاجتماع والتقى الرئيس السوري، أحمد الشرع؛ لبحث التطورات في سوريا وأزمة السويداء وعدم التزام «قسد» بتنفيذ الاتفاق الموقع في مارس (آذار) الماضي مع دمشق على الاندماج في مؤسسات الدولة. وقالت مصادر دبلوماسية تركية إن فيدان اطلع خلال الاجتماع مع الشيباني وأبو قصرة وسلامة على ما تم في اجتماع عمّان، وآخر التطورات فيما يتعلق بالتصعيد الأخير من جانب «قسد»، ومناوراتها ومماطلتها في تنفيذ اتفاق مارس، إلى جانب «مؤتمر وحدة الموقف»، الذي عقدته «الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا» في الحسكة، الجمعة الماضي، بمشاركة لممثلي مكونات المنطقة.

تصعيد ومناورات «قسد»

ولم تبدِ تركيا رد فعل رسمياً على المؤتمر، وظهرت تعليقات في بعض وسائل الإعلام القريبة من حكومتها رأت أن مشاركة جميع المكونات بما فيها العربية والتركمانية في المؤتمر لم تكن أمراً سلبياً. وشدَّد فيدان، خلال المؤتمر الصحافي، أن على مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية، التي تقود «قسد» المدعومة من أميركا، أن تتوقف عن المماطلة في تنفيذ اتفاق الاندماج. أضاف أن تركيا «لن تكون مرتاحة، ولن تقف مكتوفة الأيدي، ما لم تتم معالجة مخاوفها الأمنية في سوريا». بدوره، أكد الشيباني أن «مؤتمر الحسكة» يشكّل انتهاكاً للاتفاق الموقَّع مع «قسد» في دمشق في 10 مارس الماضي، وأن هذا المؤتمر لا يمثل، بالتأكيد، الشعب السوري أو الغالبية العظمى من النخب والعشائر والمجموعات الدينية، وحتى من النخب الكردية، بل كان محاولة يائسة لاستغلال ما يحدث في السويداء، وقد أكدنا رفضنا له؛ كونه يعدّ انتهاكاً للاتفاق الموقع مع «قسد». ولفت إلى أن الحكومة السورية والدولة هما المظلة التي يجب أن ترعى جميع الأقليات، والتي يجب أن تحل جميع المشاكل من خلال الحوار، وأن أي محاولات عبثية أو استغلال لما يحدث هنا أو هناك لن تصل إلى نتيجة.والثلاثاء، وقعت اشتباكات جديدة بين القوات الحكومية السورية ومجموعتين من «قسد» تسلّلتا نحو نقاط انتشار الجيش السوري في منطقة تل ماعز شرق حلب، خلال الليل؛ ما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة أسفرت عن مقتل جندي من الجيش.وحسب وزارة الدفاع السورية، ردت وحدات الجيش على مصادر النيران «ضمن قواعد الاشتباك»، وأفشلت عملية التسلل، مجبِرة القوات المهاجمة على الانسحاب إلى مواقعها الأصلية. وجاء هذا التصعيد بينما تواصل «قسد» استهداف مواقع الجيش في منطقتي منبج ودير حافر، إلى جانب إغلاق بعض الطرق في مدينة حلب بشكل متقطع انطلاقاً من مواقعها قرب دوار الليرمون، ضاربة بعرض الحائط جميع التفاهمات والاتفاقات المبرمة مع الحكومة السورية.

 

ترمب يريد لقاءً مع بوتين وزيلينسكي بعد قمة ألاسكا

واشنطن/الشرق الأوسط/13 آب/2025

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اليوم الأربعاء، أنه يرغب في تنظيم لقاء بينه وبين نظيريه الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، «مباشرة تقريباً»، بعد قمته مع الرئيس الروسي الجمعة في ألاسكا، بهدف وضع حد للحرب في أوكرانيا. وتحدث الرئيس الأميركي إلى الصحافيين في واشنطن عقب ما وصفه بـ«اتصال جيد جداً» مع قادة أوروبيين، في خضم تقدم غير مسبوق للقوات الروسية في أوكرانيا. وقال ترمب: «سنعقد قريباً اجتماعاً ثانياً بين الرئيس بوتين والرئيس زيلينسكي وأنا، إذا رغبوا في حضوري». ومع ذلك، أعلن الرئيس الأميركي أنه قد يقرر عدم عقد هذا الاجتماع، بناء على نتائج لقائه مع بوتين، الجمعة، في قاعدة عسكرية أميركية في ألاسكا. وقال: «إذا رأيتُ أنه من غير المناسب عقده لأننا لم نحصل على الإجابات التي يجب أن نحصل عليها، فلن يكون هناك اجتماع ثانٍ». وأمل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم، أن «يكون الموضوع الرئيسي للاجتماع» بين ترمب وبوتين، الجمعة، في ألاسكا هو «وقف إطلاق نار فوري». وتحدّث زيلينسكي من برلين حيث استقبله المستشار الألماني فريدريش ميرتس لإجراء اجتماع عبر الفيديو مع ترمب، وكبار القادة الأوروبيين في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي. وتحدث رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عن وجود فرصة «حقيقية» للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في أوكرانيا بفضل ترمب. وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم، أن واشنطن ترغب في «التوصل إلى وقف إطلاق نار» في أوكرانيا.

إجلاء

وجرت المحادثات غداة تسجيل القوات الروسية، أمس، أكبر تقدم لها خلال 24 ساعة في الأراضي الأوكرانية منذ أكثر من عام، وفق تحليل لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» بالاستناد إلى بيانات معهد دراسات الحرب الأميركي. تقدمت القوات الروسية أو سيطرت على أكثر من 110 كيلومترات مربعة إضافية في 12 أغسطس (آب) مقارنة باليوم السابق، بوتيرة لم تُسجل منذ أواخر مايو (أيار) 2024. وفي الأسابيع الأخيرة، كان يستغرق تحقيق هذا القدر من التقدم ستة أيام. وفي إشارة إلى تدهور الوضع، أمرت أوكرانيا، الأربعاء، بإجلاء عائلات من نحو عشر بلدات قرب المنطقة الشرقية حيث حقق الجنود الروس تقدماً سريعاً في الأيام الأخيرة. وأعلنت موسكو السيطرة على قريتين، نيكانوريفكا وسوفوروف، في دونيتسك شرق أوكرانيا. وقُتل ثلاثة أشخاص على الأقل في هجمات بالمدفعية الروسية وبمسيّرات في منطقة خيرسون الجنوبية في وقت باكر من صباح اليوم، وفقاً للسلطات الإقليمية. وتشهد الساحة الدبلوماسية نشاطاً مكثفاً منذ الإعلان عن القمة في إنكوريج، كبرى مدن ألاسكا، التي يخشى الأوروبيون من أن تعود بنتائج سلبية على أوكرانيا بعد أكثر من ثلاث سنوات ونصف من الصراع. وطالب ميرتس بضرورة مشاركة أوكرانيا في الاجتماعات المقبلة. وتطالب موسكو بأن تتنازل كييف عن أربع مناطق تحتلها جزئياً (دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون)، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها في 2014، وأن تتخلى عن تسلم الأسلحة الغربية وعن طموحها بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.

«عواقب وخيمة جداً»

وتوقع ترمب أن يتم «تبادل أراض»، في حين يسيطر الجيش الروسي حالياً على نحو 20 في المائة من مساحة أوكرانيا. وقبل وصوله إلى برلين، دعا زيلينسكي إلى الحذر من سبل «الخداع» التي قد تلجأ إليها روسيا. وقال على «تلغرام»: «يجب الضغط على روسيا من أجل سلام عادل»، وذلك بعد أن استبعد أي انسحاب لقواته من شرق أوكرانيا، كجزء من اتفاق محتمل مع موسكو بوساطة أميركية. وأكد المستشار الألماني أن أوكرانيا «مستعدة لمناقشة قضايا متعلقة بالأراضي»، لكن ليس «اعترافاً قانونياً» باحتلال روسيا لأجزاء معينة من أراضيها. وأكد ماكرون، اليوم، بعد المحادثة مع ترمب، أن «قضايا الأرض التي تعود لأوكرانيا لا يمكن التفاوض عليها، ولن يتفاوض عليها إلا الرئيس الأوكراني»، مشيراً إلى أنه «لا توجد خطط جدية لتبادل الأراضي مطروحة حالياً». وأكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته، الأربعاء، أن الأوروبيين وترمب «متحدون» في مساعيهم لإنهاء الحرب في أوكرانيا. وأضاف: «الكرة الآن في ملعب بوتين». وأشادت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، اليوم، بـ«محادثة جيدة للغاية» مع ترمب وقادة أوكرانيا والدول الأوروبية، فيما عدّت موسكو المشاورات بين الأميركيين والأوروبيين «بلا معنى». وهدّد ترمب روسيا في مؤتمر صحافي، اليوم، بـ«عواقب وخيمة جداً» إذا لم تنهِ الحرب في أوكرانيا. أما زيلينسكي فدعا، اليوم، إلى «فرض العقوبات وتعزيزها إذا لم توافق روسيا على وقف إطلاق النار». في موازاة ذلك، ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال»، نقلاً عن مصادر مطلعة، أن الرئيس زيلينسكي والزعماء الأوروبيين عرضوا على الرئيس ترمب في اتصال هاتفي، اليوم الأربعاء، خمسة خطوط حمراء ليحملها إلى قمة ألاسكا يوم الجمعة مع الرئيس بوتين حول أوكرانيا. وتتضمن هذه الخطوط الحمراء وقف إطلاق النار بوصفه شرطاً مسبقاً لأي محادثات لاحقة، وأن تبدأ أي مناقشات حول الحدود من خطوط التماس الحالية، فضلاً عن تقديم ضمانات أمنية غربية ملزمة يجب أن تقبلها روسيا، وفقاً للمصادر.ونقلت الصحيفة الأميركية عن عدة مصادر أن زيلينسكي والزعماء الأوروبيين أبلغوا ترمب بأن الاعتراف بالوضع الحالي على الأراضي التي تسيطر عليها روسيا يمكن أن يكون جزءاً من اتفاق مستقبلي.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لبنان بين «الفيجِيلنتي» المحلّي والإقليمي

حازم صاغية/الشرق الأوسط/14 آب/2025

الفيجِيلنتي (vigilante) ظاهرة عرّفتنا بها السينما الأميركيّة، ويُرجّح أنّ كلينت إيستوود كان أهمّ رموز هذا الجنس السينمائيّ المشوّق.

«الحارس اليقِظ» قد يكون التعريبَ الأدقّ للكلمة. فهو من يأخذ على عاتقه إحقاق حقّه وحقّ جماعته بيده، فلا تغمض عينه عن خطأ، ولا يستريح إلاّ بعد تقويمه. وهو يفعل ذلك لشعوره أنّ الدولة غافلة عن مسؤوليّتها، ومؤسّساتها فاسدة ومتواطئة، فيما تطبيق القانون يرتّب إجراءات معقّدة تحبط المُطالِب بالعدل الفوريّ. وربّما كان للفيجيلانتيّة مصدر آخر مفاده أنّ المجتمع نفسه ساهٍ عن مخاطر تتهدّده ويحول التواؤها دون تنبّهه إليها. وتلك التصوّرات ليست عديمة الصلة بأفكار تفوقها تعقيداً، كالفوضويّة (الأناركيّة) في عدائها للدولة، وفكرة أنّ العنف المباشر يصنع التغيير، والتي لا يقتصر حملها على الفاشيّين، أو التمثيل النخبويّ لشعب لا يعرف مصالحه، ولا حاجة إلى استشارته في تمثيله.والميليشيا، إذا صدّقنا مزاعمها الآيديولوجيّة، تنطوي على كثير من الفيجيلنتيّة. فهي، وتجربة «حزب الله» بليغة، تقدّم نفسها طرفاً يحرّر ويحمي نيابة عن دولة غائبة ومتواطئة وعن مجتمع ضالّ ومضلّل.

بيد أنّ أكثريّة اللبنانيّين يجدون أنفسهم اليوم أمام فيجيلنتية إقليميّة تسارعت علامات غضبها على ما تقرّره السلطات الشرعيّة اللبنانيّة. فقد افتتح الحملة وزير الخارجيّة الإيرانيّ عبّاس عراقجي مبشّراً بأنّ خطّة بيروت لحصر السلاح ستفشل، تلاه عضو المجلس الاستراتيجيّ للعلاقات الخارجيّة بطهران، علي باقري كنّي، فرأى أنّ نزع السلاح لن ينجح لأنّ الحزب «تيّار نابع من داخل الشعب اللبنانيّ». أمّا مستشار المرشد، علي أكبر ولايتي، فأكّد معارضته القرار لأنّ سلاح الحزب «لطالما ساعد الشعب اللبنانيّ والمقاومة»، وما يصحّ في «حزب الله» في لبنان يصحّ، عنده، في «الحشد الشعبيّ» العراقيّ، إذ لولاه «لابتلع الأميركيّون العراق». وأمّا حجّته التي لا تُدحض فإنّ الحشد «يؤدّي في العراق الدور نفسه الذي يؤدّيه (حزب الله) في لبنان».

والنزعة الفيجيلانتيّة تقيم عميقاً في التجربة الإيرانيّة منذ ثورة 1979. فعامذاك أنجزت مصر وإسرائيل معاهدة كامب ديفيد للسلام، وكانت مصر حتّى ذاك الحين أكثر الدول العربيّة تورّطاً في الحرب مع الدولة العبريّة وتحمّلاً لأكلافها الباهظة. وإذ بدا لوهلة أنّ ثمّة أفقاً سلميّاً قد يرتسم في أفق المنطقة، أعلنت الجمهوريّة الإسلاميّة عزمها على «إزالة إسرائيل»، وأطلق الخميني عبارته الشهيرة: «لو كان المسلمون متّحدين، لاستطاعوا إغراق إسرائيل بأن يتولّى كلّ واحد منهم قذفها بسطل من الماء». بطبيعة الحال يبقى الفارق كبيراً بين الفيجيلنتي المحلّيّ والآخر الإقليميّ. فالأوّل هو الذي سيقاتل ويُقتل في ما لو سارت الأمور في لبنان على ما لا يرام. وهو الذي يتولّى الأدوار البذيئة كتلك الحملة التشهيريّة التي يتعرّض لها رئيس الحكومة نوّاف سلام، وكذلك الأدوار الترويعيّة، التي فقدت الكثير من قدرتها على الترويع، كعراضات الدرّاجات الناريّة في الضاحية الجنوبيّة لبيروت. وإذ يتفرّغ الفيجيلنتي الإقليميّ لتحسين موقعه التفاوضيّ دوليّاً، كما يحاول ربط قضيّته بقضايا بلدان أخرى كروسيا (التي يجمعها به العداء لمشروع الممرّ الأذريّ – الأرمنيّ)، فالفيجيلنتي المحلّيّ يزداد ضيقاً وانحصاراً، وتزداد قضيّته انقطاعاً عن أيّة قضيّة أخرى يُعنى بها اللبنانيّون. وبينما يشدّد الفيجيلنتي الإقليميّ، مبالِغاً أو غير مبالِغ، على «وحدة الإيرانيّين حوله دفاعاً عن الوطن»، يقضي ستّة من الجنود اللبنانيّين بانفجار مخزن أسلحة خلّفه الحزب في الجنوب. بطبيعة الحال تجمع بين الطرفين رواية تأسيسيّة واحدة. فكمثل صورة «حزب الله» عن لبنان ودولته بوصفهما لاهيين عمّا يحيق بهما، إن لم يكونا متواطئين معه، رسمت إيران صورة عن المنطقة بوصفها ضالعة في مشاريع خيانيّة واستكباريّة شتّى. وبالطبع فإنّ الخلاص والأمل، هنا وهناك، معقودان على الطرفين الفيجيلانتيّين إيّاهما. أمّا اليوم فهذه الرواية بات خللها المنطقيّ يجعلها تبدو قليلة الجدّيّة. فلو أنّ السلاح الذي يُراد التمسّك به عاد مظفّراً من حروبه لأمكن هضم فكرة التمسّك به. أمّا الحكمة المعمول بها فمن طبيعة عجائبيّة مفادها التالي: بما أنّ هذا السلاح قد هُزم شرّ هزيمة بات من المُلحّ التمسّك به! وهذا منطق مستمدّ من قاموس جمع الآثار والتحف المتعلّقة بما انقضى وزال. هكذا بتنا أمام أفكار غير مقنعة تضاف إلى أسلحة غير مخيفة. فلا الحارس كان حارساً ولا اليقظ يقظاً. ووضع كهذا يضاعف الحضّ على تنفيذ خطّة الحكومة اللبنانيّة، وإن كان لا يعفي من توجّس مشروع وضروريّ. ذاك أنّ العلاقة بين «الحارسين اليقظين» علاقة عاشق بمعشوق، ما تتراجع الحسابات العقلانيّة أمام حمولته الشعوريّة. وهي علاقة تغدو انتحاريّة مع إصرار العاشق على إرضاء المعشوق كائناً ما كان الأمر وكائنة ما كانت الأكلاف. فالعاشق يرى المعشوق حتّى لو اختفى الأخير واندثر، فإن لم يره بالبصر رآه ببصيرة فاسدة. وهو ما قد يدمّر الاثنين، وفي طريقه قد يدمّر آخرين نحن منهم.

 

العنوان الخطأ في شأن «حزب الله» و«الحوثيين»

سليمان جودة/الشرق الأوسط/14 آب/2025

يقول المَثَل الشعبي المصري: «يموت الزمَّار ولكن إصبعه تظل تلعب»، وأظن أن هذا المثل ينطبق على إيران هذه الأيام أكثر مما ينطبق على غيرها من الدول في الإقليم. فليس الزمَّار هنا إلا إشارة إلى حكومة طهران، وليست الإصبع التي لا تزال تلعب إلا بعض أذرع هذه الحكومة في المنطقة، وفي المقدمة منها «حزب الله» في لبنان. أما فعل «يموت» فيشير إلى حصيلة المعركة التي خاضتها إيران منذ إطلاق «طوفان الأقصى» من قطاع غزة، وقد خاضت معركتها مرتين: مرة بشكل غير مباشر بواسطة أذرعها في أرجاء المنطقة، ومرة ثانية بشكل مباشر عندما تبادلت الضربات مع إسرائيل لمدة 12 يوماً. لست ضد حركات المقاومة، وأعتقد دائماً أن أي حركة مقاومة هي قرين الاحتلال، وأن العلاقة بينهما علاقة طردية، وأن وجود المحتل يقتضي وجود المقاومة بالضرورة، وأن زوالها يرتبط بزواله ارتباط النتيجة بالمقدمة. هذه قاعدة مستقرة منذ أن كان في الدنيا احتلال، ومنذ أن كانت فيها مقاومة، ولا فرق بين أن تكون حركة المقاومة هي «حزب الله» وأن تكون أي حركة مقاومة سواه، ولا فرق بين أن يكون المحتل هو إسرائيل وأن يكون أي دولة سواها. ولكن الإقرار بحق المقاومة للحزب مشروط في تقديري بشيئين: أولهما أن تكون المقاومة لحساب لبنان لا إيران، وألا يتم الخلط بين دور الحزب بوصفه مقاوماً، وبين دوره بوصفه حزباً سياسياً مشاركاً في الحياة السياسية اللبنانية، مع سائر القوى السياسية في البلد. إنني ضد أن يتحول الحزب إلى أداة لتعطيل لبنان من داخله، وضد أن يعمل طول الوقت في اتجاه تعكير صفو الحياة السياسية هناك، أو في تجميد هذه الحياة في مكانها كلما أراد لبنان الذهاب إلى المستقبل، وليس أدل على ذلك إلا موقفه في قضية انتخاب الرئيس اللبناني قبل مجيء الرئيس جوزيف عون. فلقد بقي البلد بلا رئيس مدة تزيد على عامين، ولم يكن هناك سبب لذلك إلا موقف «حزب الله» الذي كان يعطل أي اختيار لا يأتي بالرئيس الذي يريده! ولولا الضربات التي تلقاها الحزب في مرحلة ما بعد «طوفان الأقصى»، لكان لبنان بلا رئيس إلى اليوم. فالضربات نالت منه كما لم يحدث له منذ نشأته، وكانت نتيجتها أنها أضعفت موقفه، فانحنى للعاصفة، ومرر اسم الرئيس جوزيف عون في البرلمان.

وقد بَدَت موافقته على تمرير عملية انتخاب الرئيس تحت وطأة ما تلقاه من ضربات، وكأنها إشارة منه إلى أنه تغيَّر، وأن «حزب الله» الذي عشنا نعرفه قبل «طوفان الأقصى»، ليس هو الذي نعرفه في مرحلة ما بعد «الطوفان»، فلما جاءت معركة نزع سلاحه تبين أنه لم يتغير وأنه لم يتبدل، وأنه هو هو كما كان من قبل، وكانت النتيجة أن معركة نزع السلاح التي تخوضها معه حكومة نواف سلام في بيروت وصلت إلى طريق مسدود! فلقد قال الحزب على لسان أحد نواب كتلته في البرلمان، إنه لن يُسلِّم ولا حتى إبرة من سلاحه، وقال مستشار المرشد في طهران، إن حكومة المرشد ضد تسليم سلاح «حزب الله» في لبنان، وضد تسليم سلاح ميليشيات «الحشد الشعبي» في العراق! ولأن عناصر الحزب لبنانيون في الأساس، ولأن عناصر ميليشيات «الحشد» عراقيون في الأصل، فالمفترض أن الجهة التي توافق على نزع السلاح أو عدم نزعه هي حكومة محمد شياع السوداني في بغداد، وحكومة نواف سلام في بيروت؛ لا الحكومة في طهران.

هذا هو منطق طبائع الأمور، وما سواه يظل وضعاً معوجاً لا يمكن أن يبقى إلى ما لا نهاية، ولو دام واستمر فترة، ومهما طال دوامه واستمراره. ولا بد من أن الكلام مع الحزب في قضية نزع سلاحه حديث لا يجدي في شيء؛ لأن الكلام في القضية يتعين أن يتم مع إيران لا مع الحزب، فهي أصل والحزب فرع، وفي وجود الأصل يصبح التوجه بالكلام إلى الفرع نوعاً من طرق الباب في العنوان الخطأ. قلت هذا من قبل عن جماعة «الحوثي» في اليمن، وأقوله الآن عن «حزب الله» في لبنان؛ لأنه لا الجماعة تُخفي علاقتها بطهران، ولا الحزب يخفي علاقته بها، وفي الحالتين لا جدوى من الحديث مع الجماعة في صنعاء، ولا مع الحزب في لبنان، وإلا لكانت قضية نزع سلاحه قد وصلت إلى نتيجة، أو كان عبث الجماعة في اليمن وفي البحر الأحمر قد توقف منذ وقت مبكر. عنوان الجماعة الحوثية في طهران لا في صنعاء، وعنوان «حزب الله» في مكتب المرشد لا في لبنان، وكل خطاب يتوجه إلى غير هذا العنوان لا يصل، ولو أرسله العالم المهتم بالقضية في لبنان أو في اليمن والبحر الأحمر ألف مرة ومرة.

 

نهاية فاعلية سلاح «حزب الله»

د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط/14 آب/2025

نهاية فاعلية سلاح «حزب الله»، سواء بالتسليم طواعية أو بنزعه أو سحبه، خطوة مهمة نحو تمكين الدولة اللبنانية من بسط نفوذها كدولة على جميع التراب اللبناني، فـ«حزب الله» مع سلاحه كان دائم الوجود في الجبهة الخطأ، مما تسبب في فشل وانسداد الحياة السياسية في لبنان وعرقلة أي توافق وطني، بل تسبب في فراغ وشغور رئاسي لسنوات بسبب تعنت الحزب وفرض مرشحين موالين له أو متحالفين معه في أدنى الأحوال. فلبنان لم يكن في حاجة لأي تحالفات مسلحة، أو في حاجة لإبقاء السلاح في عهدة الأحزاب بعد اتفاق الطائف، حيث تمت تسوية الخلاف السياسي والمسلح بتقاسم السلطة بين المكونات الثلاثة بينما لم يلتزم «حزب الله» في حينها إلى اليوم بتسليم سلاحه، الذي تسبب في دمار كبير في لبنان عندما انفجرت شحنات نترات الأمونيوم المخزنة لحساب «حزب الله» في مرفأ بيروت، فهذه الميليشيا كانت دائمة التصرف بمعزل عن الدولة بل والتصادم مع قوانينها.

«حزب الله» رغم أنه ممثل سياسياً في الحياة السياسية في الحكومة والبرلمان إضافة إلى سيطرة عناصره على المنافذ سابقاً ومنها المطار والمرفأ فإنه بقي يتصرف كميليشيا مسلحة وليس كحزب سياسي يؤمن بتداول السلطة ديمقراطياً. رئيسا الجمهورية اللبنانية جوزيف عون والحكومة نواف سلام وقائد الجيش رودولف هيكل ثلاثتهم عازمون على أن يكون السلاح فقط بيد الدولة. ورغم انسحاب وزراء «الثنائي الشيعي» من جلسة مجلس الوزراء الخميس الفائت وافق مجلس الوزراء من دون وجود وزراء «الثنائي» في الجلسة التي كانوا طالبوا فيها بإعطاء وقت لمناقشة القرار، على أهداف الورقة الأميركية بنزع سلاح «حزب الله» بحلول نهاية العام الجاري وإنهاء العمليات العسكرية الإسرائيلية في البلاد. وكان بارزاً أيضاً تصريح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بدعم موقف «حزب الله» الرافض لقرار الحكومة اللبنانية سحب سلاحه، الأمر الذي يعتبر تدخلاً في الشأن الداخلي اللبناني.

العملية العسكرية الإسرائيلية ضد «حزب الله» رغم رفضنا لها فإنها كشفت عن ضعف ووهن في الجهاز الأمني قبل العسكري للحزب الذي لطالما تغنى به أمينه العام الراحل حسن نصر الله إلى أن اغتيل هو والعشرات من قادة الحزب في بضع ساعات، في ضربة خاطفة، مما يؤكد الاختراق الأمني الكبير.

فلبنان لعشرات السنين كان ضحية لمغامرات «حزب الله» وحسن نصر الله الذي تغنى بالمقاومة والتمسح بعباءة المقاومة بهدف تحرير فلسطين وتحرير مزارع شبعا، وجميعها أمور لم يفعل «حزب الله» منها شيئاً، وقاتل عناصره في العراق وسوريا واليمن بل وحتى ليبيا من دون أن يتوجه عنصر واحد نحو فلسطين أو حتى مزارع شبعا المحتلة. ظاهرة «حزب الله» ظاهرة إقليمية، بل وشبه عالمية تسببت في العديد من الأزمات والمشاكل حول العالم، بسبب تحوله إلى ذراع خارجية في المنطقة وتجاوزه دور الحزب السياسي المدني وممارسة التداول السلمي إلى تحوله إلى ميليشيا مسلحة داخل الدولة وخارج سيطرتها.

ولكن اليوم لم يعد مقبولاً تسلط «حزب الله» والاستقواء بالخارج على الدولة اللبنانية، وأن يقوم بمقام دولة داخل الدولة، والهدف الإبقاء على لبنان بلدا مضطربا وعلى حافة حرب أهلية بين الحين والآخر، وهي غاية إقليمية ودولية، ويقوم باستغلال مشكلات لبنان المتعددة المبنية على محاصصة طائفية. بينما لبنان اليوم ينشد التحرر من سطوة «حزب الله» وأمثاله في ظل جيل جديد لم يكن شريكاً في صنع الطائفية ولا فرض وجود «حزب الله» المسلح، وسيكون من السهل عليه نبذ الطائفية، بخاصة وهو لا يريد العيش في جلبابها. دور ميليشيا «حزب الله» المسلح اليوم أصبح من الماضي المؤلم للبنان والشرق الأوسط، وصفحة طويت وأظنها مزقت من صفحات تاريخ لبنان، ولكن رغم ماضي الحزب المسلح فإنه يمكن له أن يكون حزباً سياسياً كغيره للتعايش مع اللبنانيين والشرق الأوسط، شريطة نبذ العنف وطي صفحة الميليشيا وأن ينسى كونه كان الثلث المعطل للحياة في لبنان وجواره، وعليه إتمام إجراءات تسليم سلاحه.

 

مؤشرات تُضعف فرضية أن تكون شُحنة "بحري ينبع" لإسرائيل

مريم مجدولين اللحام/نداء الوطن/14 آب/2025

بصياغة ملعونة تحترف براعة الإيحاء أكثر من التبنّي الصريح، خرج الخبر الإيطالي عن حادثة ميناء جنوة إلى مسامع "أشرف الناس" كأنه كشف حصريّ وتقرير موثّق وموثوق عن "سفينة سعوديّة محمّلة بالأسلحة إلى إسرائيل"، رُصِفت فيه مزاعم الجرم المسموم بإتقان، من "صالح إسرائيل" القادم تحت راية المرجعية السنية، إلى "الحصار الشعبي الغربي"، ثمّ قفزة درامية إلى "جرائم الحرب في غزة"، وكأنّ الشرق الأوسط لا يعرف حربًا سوى غزة، مع أنّ المتظاهرين الإيطاليين الذين شكّلوا خلفية المشهد، أعلنوا نشاطهم على السلاح في كل ساحات النزاع، من اليمن إلى السويداء وقسد إلى قلق سيناء.

هكذا، انتقى كُتاب الفرضية من الجبهات ما يخدم الأجندة السياسية التي يسهل تفصيلها على مقياس أجندة التحرير الإيرانية، لا الحقائق. وحراجة اللحظة تظهر جليًا، في محاولة جريدة "الأخبار" وأخواتها إلباس السفينة السعودية ثوب "التطبيع العسكري" مع إسرائيل، فهي لا تصطدم فقط بالحقيقة، بل بالفيزياء العسكرية نفسها!والحال، أنه ومن ضمن الصور التي جرى تداولها تظهر بوضوح صور AAVP-7A1، وهي ملالة برمائية أميركية ثقيلة، لتتوقف هذه الفرضية الهوليوودية، عند حاجز المنطق العسكري. فإسرائيل لا تملك ولا تستخدم هذا الطراز من الملالات، لا في مخازنها ولا في عقيدتها القتالية. لا بل حتى سلاح البحرية الإسرائيلي ككلّ، لا يدير وحدات إنزال برمائي ثقيل من الأساس، ولا يملك سفنًا مهيأة لتحميل أو إنزال هذا الوحش الحديدي إلى جيشه الذي لن يحتاجه في عملياته العسكرية ضد الغزيين في البرّ. أما مصر، بالمقابل، وهي تحضر كوجهة نهائية للسفينة، فتملك سفن "ميسترال" المهيأة خصيصًا لهذه الملالة بالتحديد ولعمليات الإنزال البرمائي، وقد تستفيد منها مصر للمناورات البحرية المصرية – الأميركية مثل "تحية النسر".

بالمقياس البارد للعمليات العسكرية، لو أرادت إسرائيل ناقلة جنود، فستصنع أو تشتري شيئًا يناسب جغرافيتها واحتياجاتها، ولن تستورد منصة سبعينية مخصّصة لهجوم بحري لا تقوم به أصلًا. أما مصر، فهي عادة ما تُحدّث وتستبدل دفعات من هذه الملالات، ولديها البنية، والأطقم، والعقيدة لتشغيلها.

ولنفترض أن هناك أي علاقة تسليحية بين أميركا وإيطاليا ومصر وإسرائيل على متن سفينة عربية سعودية، وهذا غير مثبت أصلًا، سيكون المسار الطبيعي مباشرًا من الولايات المتحدة أو أوروبا إلى ميناء إسرائيلي (حيفا/أسدود)، ولإسرائيل وصول مفتوح للمصانع الأميركية والأوروبية، ولا تحتاج لمسار ملتوٍ عبر دولة ثالثة لتعقيد المسألة من دون وجود سبب وافٍ. حتى نظريًا، لو فُرِّغت الملالات الضخمة في ميناء نظامي قريب من غزة، ذلك لا يعني بالضرورة نقلها لإسرائيل، ونقلُ أسلحة إلى إسرائيل يتطلّب اجتياز معابر خاضعة لرقابة نحو "112 مليون مصري" على الأقل. تاريخيًا، حتى تهريب الفصائل الفلسطينية للأسلحة من مصر، اعتمد الأنفاق/القوارب الصغيرة، لا سفن Ro-Ro العابرة للمحيطات. بالنظر إلى الحقائق المُعلنة، إنّ الشحنة، التي يبني عليها محور الممانعة نظريته الخنفشارية، تتطابق مع الواقع التشغيلي العسكري في مصر، لا مع أحلام محابي إيران في شيطنة السعودية.

يبدو أن هناك شرخًا عميقًا بين طموح المتخبطين في نجاة ما، والخلاصة العلمية البحتة، إذ إن اتهام السعودية بتسليح إسرائيل عبر ملالات AAVP-7A1 يشبه اتهام "بوب الأمين" بشراء عربة ثلجية ليقاوم بها في الصحراء، ولا يتخطى كونه "نكتة سمجة". ثم هناك السوابق التي يتجاهلها مهندسو السرديات المعادية للسعودية، كالجدل العالمي الذي حضر عامي 2019 و 2020 حول سُفن "البحري"، بما فيها البيانات النارية الصادرة عن منظمة العفو الدولية التي كانت تتمحور حول حرب السعودية على الحوثيين. حينها لم تكن العناوين في الصحافة الأوروبية تتهم السعودية بتهريب الأسلحة نحو إسرائيل، بل كانت تنادي بإيقاف شحن الأسلحة التي قد تُستخدم في قصف اليمن. حتى أمنستي، التي لا تسلم الرياض من نقدها، لم توثّق يومًا هذا الخيط الإسرائيلي الذي يدّعيه اليسار الممانع. لم تركز إلّا على مسألة الخشية من استخدام السلاح في اليمن، وهي حرب علنية لا اختباء فيها ولا مؤامرات، مستندة إلى عقود بيع موثقة وتصاريح تصدير رسمية لا مجموعة متظاهرين ضد التسليح بشكل عام. لو كان هناك نصف دليل على أن سفنًا سعودية تمدّ إسرائيل بالسلاح في خضمّ حرب غزة، لكان بيان منظمة العفو قد تحوّل إلى عاصفة سياسية في البرلمان الأوروبي ومجلس الأمن. لكن الصمت هنا أبلغ من أي نفي.

نحن هنا، أمام حالة كلاسيكية من إعادة تدوير الغضب. وبما أنّ اللبناني يعلم تمامًا مخاطر ميليشيا الحوثي توأم "حزب اللّه" المسلّح في اليمن العزيز، ويدعم استئصال أذرع إيران من بلداننا العربية، ارتأى كُتاب طهران، من بيروت، صناعة خبر ساخن لافت، لجمهور يعاني تقويضًا لفائض قوّته ومصيرًا ذليلًا من ختام رحلته الخامنئية، فكان الخبر ممهورًا بمعادلة بائعي البهارات: تبديل ملصق الشك من اليمن كوجهة معتادة لشحنات السفينة نفسها، إلى وجهة إسرائيل. طبخة رائحتها تأخذ من خرج من مطبخ القرار، إلى مطبخ المحقق كونان.

أما النفي الصادر عن الشركة الوطنية السعودية للنقل البحري "البحري" فلا يمكن التعامل معه كمجرّد ردّ مبرمج أو أوتوماتيكي عابر، بل هو بيان ذو ثقل قانوني وتجاري وسياسي، يصعب الطعن فيه منطقيًا إذا ما وُضع في سياقه الواقعيّ. فالسفينة "بحري ينبع" لم تُعرف في سجلّاتها السابقة، ولا في تتبّعاتها عبر أنظمة التتبّع العالمية، كمركب يفعّل خط ترانزيت سرّيًا لإسرائيل، بل كانت كلّ اعتراضات الماضي، وأبرزها في لوهافر وجنوة عام 2019، مرتبطة حصرًا بشحنات مخصّصة لجبهات حرب اليمن، وهو ما وثّقته كبرى الصحف الأوروبية ومنظمات مثل العفو الدولية بوثائق دامغة. تاريخيًا، إنّ أيّ خرق فاضح من هذا النوع سيكون انتحارًا دبلوماسيًا أمام الرأي العام العربيّ، فضلًا عن كونه ضربة قاصمة لسمعة "البحري" كشركة مدرجة تخضع لرقابة صارمة ومعايير امتثال دولية. وعليه، فإنّ النفي ليس محاولة للتغطية بقدر ما هو إعادة وضع الرواية في إطارها الواقعي، حيث تنكشف اتهامات التسليح لإسرائيل كقراءة تافهة لا تسندها لا خرائط الملاحة، ولا سجلّات الشحن، ولا حقائق الميدان العسكري... بل آمال من ضاعت آماله على أبواب مكة.

 

هل يسعى "الحزب" إلى "دوحة 2"؟

شارل جبور/نداء الوطن/14 آب/2025

عندما لمس "حزب اللّه" أنّ خروج جيش الأسد من لبنان رفع الغطاء الرسمي عنه، وأدّى إلى نشوء أكثرية وزارية ونيابية ضدّ مشروعه المسلّح، وضع مخططًا للتخلُّص من هذا الواقع، استهلّه بإبرام تحالف مع العماد ميشال عون والبحث عن تحالفات أخرى، وتواصل معه اغتيال النواب من أجل إنقاص الأكثرية النيابية، وافتعل حرب تموز 2006 حرفًا للأنظار عن قطار الدولة الذي انطلق مع انتفاضة الاستقلال، وخرج من بعدها من الحكومة إلى الشارع محاصرًَا السراي الحكومي وساعيًا إلى تعطيل عمله ببسط سلطة الدولة بقواها الذاتية، وصولًا إلى استخدام سلاحه ضد أهالي بيروت والجبل في أيار 2008، والذي قاد إلى "اتفاق الدوحة" الذي انتزع من خلاله الثلث المعطِّل وحق الفيتو بهدف فرملة اندفاعة الدولة، وقد أنهى هذا الاتفاق فعلًا دينامية انتفاضة الاستقلال. ويبدو أن "حزب اللّه"، وعلى الرغم من اختلاف الظروف، يعتبر أنّ تعطيل قطار الدولة الذي انطلق مع انتخاب العماد جوزاف عون رئيسًا للجمهورية وتكليف القاضي نواف سلام رئاسة الحكومة، يستحيل إيقافه وفرملته سوى من خلال مسار تعطيليّ يقود في نهايته إلى "اتفاق دوحة 2" يكون كفيلًا بإنقاذ مشروعه المسلّح المتداعي الذي أصبح بخطر فعليّ وجدّي مع قرار الحكومة في 5 آب الحالي بنزع السلاح غير الشرعي وفي طليعته سلاح "الحزب".

إنّ إعلان "حزب اللّه" رفضه الانصياع لقرار الحكومة، وتمسّكه بسلاحه، وإصراره على أدبيّاته، ونزول أنصاره إلى الشارع يوميًا، تؤشر على أنه يعدّ العدّة لخطوة ما ينتظر تبلورها، خصوصًا أنّ الوقت لم يعد يعمل لمصلحته، حيث يُدرك أنّ الحكومة لن تتراجع عن قرارها، وأن الوقائع الجغرافية التي أطبقت عليه مع النظام الجديد في سوريا ليس من السهولة تغييرها، وأنّ الوقائع العسكرية التي منحت إسرائيل، بتوقيعه، الحقّ باستهدافه لن تتبدّل، وأنّ الوقائع السياسية التي أدّت إلى نشوء سلطة جديدة مع رئيس جمهورية ورئيس حكومة وأكثرية وزارية متمسّكة بتطبيق الدستور لجهة حصرية السلاح بيد الدولة لن تتبدّل، وأنّ الوقائع المتصلة بانفكاك تحالفاته من حوله من الصعوبة ترميمها بعد هزيمة مشروعه في لبنان والمنطقة.

لا شك أنّ "حزب اللّه" يدرك ذلك كلّه، ويدرك أيضًا أنّ وضعه اليوم أصعب بكثير من وضعه بعد خروج جيش الأسد من لبنان، ولكنه لا يريد لا هو ولا مرجعيته الإيرانية التنازل عن ورقة استُثمِر فيها كثيرًا وطويلًا، وجاءت زيارة علي لاريجاني إلى بيروت لتعالج في الشكل المواقف التي صدرت عن أكثر من مسؤول إيراني وشكّلت استفزازًا كبيرًا للبنانيين بسبب الكلام عن منع الحكومة اللبنانية من تنفيذ قرارها بنزع السلاح غير الشرعي، ولكن من دون التغيير في مضمون الموقف الإيراني الذي أشاد بما يسمّى المقاومة، ودعا إلى الحوار بين الدولة وما يسمّى المقاومة، ما يعني أنه رافض خطوة نزع السلاح، وما زال يعوِّل على حوار حول السلاح، الأمر غير الوارد حكوميًا بعد صدور قرار الخامس من آب والذي لا عودة عنه إطلاقًا، ولا حوار حول تنفيذ الدستور اللبناني، وقد عبّر الرئيس جوزاف عون بصراحة تامة أمام ضيفه الإيراني "بأنه من غير المسموح لأي جهة كانت ومن دون أي استثناء أن تحمل السلاح وتستقوي بالخارج ضد اللبناني الآخر". وواهم من يعتقد أنّ إيران ومعها "حزب اللّه" سيتنازلان عن ورقة السلاح بهذه السهولة، ولا قيمة أساسًا ولا معنى لأي ذراع إيرانية من دون سلاح، خصوصًا أنّ هذه الدولة لم تقرِّر بعد الانتقال من سياسة النفوذ العسكري والأمني إلى سياسة النفوذ السياسي، وطالما لم تتخِّذ هذا القرار فيعني أن تمسّكها بسلاح "الحزب" لم يتبدّل على الرغم من المعطيات الداخلية والخارجية التي لم تعد لمصلحة "الحزب" ولا أذرعها في الدول الأخرى ولا مشروعها التوسّعيّ في المنطقة، ولكن يبقى السؤال علامَ تراهن إيران؟ رهانها الأساس على الصمود وسط العاصفة بانتظار متغيّرات معيّنة، ولكن هذه المتغيّرات لن تأتي كون صراعها هذه المرّة هو مع إسرائيل التي تمكّنت من "حزب اللّه" عسكريًا، ولن تتراجع بعد "طوفان الأقصى" عن تحقيق أهدافها بإنهاء الأذرع الإيرانية، وصولًا إلى اقتلاع أنياب إيران النووية والبالستية والتوسّعيّة، ورغم هذا المعطى لن تسلِّم إيران ورقة سلاح "الحزب"، وستتمسّك بهذا السلاح وتحاول منع الحكومة من تنفيذ قرارها.

قد تكون خطة "حزب اللّه" وخلفه إيران مواصلة التصعيد ورفض تسليم السلاح وصولًا إلى اتفاق دوحة جديد تحافظ بموجبه على السلاح من ضمن ترتيب جديد، ولكن هذا الرهان هو وهم بعد التبدّلات الخارجية والداخلية، ومحاولة ستبوء بالفشل حتمًا وتؤدي إلى تأخير الحلّ اللبناني وتُبقي باب الخسائر المجانية مفتوحًا في صفوف "الحزب" لمجرّد أنّ طهران ترفض الاعتراف بالوقائع الاستراتيجية الجديدة التي يستحيل تبدّلها. فلا "اتفاق دوحة 2" ولا أي شيء من هذا القبيل، ولا خيار أمام "حزب اللّه" سوى الالتزام باتفاق الطائف الذي سيطبّق بقرار دولي حازم هذه المرة، وهو أساسًا اتفاق بين اللبنانيين برعاية عربية ودولية، وبقدر ما يؤخِّر في تنفيذه، يخسر من رصيده السياسي المتبقي، لأنّ مشروعه المسلّح انتهى إلى غير رجعة.

 

إقفال "القرض الحسن": مدخل إلزامي لإحياء القطاع المصرفي اللبناني

عماد الشدياق/نداء الوطن/14 آب/2025

تعميم مصرف لبنان رقم 170، الذي حظر التعامل مع جمعية "القرض الحسن" قبل أسابيع، جاء متناغمًا مع قرار الحكومة الأخير بحصر السلاح بيد الدولة، في إشارة واضحة إلى أنّ المعركة لم تعد أمنية فقط، بل مالية أيضًا. فكما أنّ احتكار القوة العسكرية شرط لقيام الدولة، فإن احتكار السلطة النقدية والمالية هو الركيزة الثانية لاستعادة السيادة. في بلد يعاني من انهيار اقتصادي غير مسبوق، تتشكّل موازين القوة المالية خارج النظام الرسمي، ويصبح الاقتصاد الموازي هو اللاعب الأخطر. في قلب هذا المشهد، تبرز جمعية القرض الحسن، التي تتخذ من العمل الخيري غطاءً، لكنّها عملياً تعمل كمؤسسة مالية متكاملة خارج رقابة الدولة. استمرار وجودها لا يعني فقط تحديًا للقوانين، بل تهديدًا مباشرًا لعملية إعادة بناء القطاع المصرفي وإعادة الثقة إليه. فحين تمتلك جهة واحدة، مرتبطة بشكل وثيق بتيار سياسي - عسكري خارج سلطة الدولة، القدرة على منح القروض وإدارة المدخرات، وحتى تشغيل أجهزة الصراف الآلي، فإنّنا أمام مصرف كامل يعمل في الظل، يمتص جزءًا من النشاط المالي بعيدًا من مصرف لبنان والقطاع المصرفي الشرعي. أهمية إقفال "القرض الحسن" لا تتعلق فقط بمنع جهة سياسية من استخدام المال كأداة نفوذ، بل بوقف عملية إفراغ المصارف الرسمية المرخّصة من دورها. منذ العام 2019، ومع تجميد أموال المودعين، لجأ عشرات الآلاف من اللبنانيين إلى هذه الجمعية بحثاً عن سيولة وخدمات مصرفية، ما جعلها تحلّ مكان البنوك التقليدية في شريحة واسعة من المجتمع. هذا التحول عزّز اقتصادًا موازيًا يصعب ضبطه، وخلق نظامًا ماليًا مزدوجًا، أحدهما خاضع للرقابة والالتزامات الدولية، والآخر خارج أيّ إطار قانوني أو مصرفي عالمي.

القطاع المالي في لبنان، رغم أزماته، لا يمكن أن يُعاد إحياؤه إلاّ إذا كان موحدًا، شفافًا، وخاضعًا للمعايير الدولية. وجود مؤسسة بحجم "القرض الحسن"، تمارس نشاطًا مصرفيًا من دون ترخيص مصرفي، يقوّض أيّ محاولة للتفاوض مع المؤسسات المالية الدولية أو جذب الدعم الخارجي. فالمجتمع الدولي، وصندوق النقد الدولي تحديدًا، يراقب قدرة لبنان على ضبط حركة الأموال ومنع استخدامها في تمويل أنشطة محظورة، واستمرار هذه الجمعية يعني رسالة واضحة أنّ الدولة عاجزة عن بسط سلطتها على كامل النظام المالي.

من زاوية اقتصادية بحتة، إغلاق القرض الحسن سيعيد جزءًا من الكتلة النقدية إلى المسار الرسمي، ويجبر المتعاملين معها على العودة إلى البنوك الخاضعة للرقابة، وهو ما قد يسهم في إعادة بعض التوازن للقطاع المصرفي. أما من الزاوية السياسية، فإنّ إنهاء نشاطها يسحب من "حزب الله" ورقة ضغط قوية على الداخل اللبناني، حيث شكّلت الجمعية على مدى عقود وسيلة لتثبيت الولاءات من خلال تقديم القروض والخدمات بشروط ميسّرة، مستفيدة من الانهيار المالي لتوسيع نفوذها. الإبقاء على هذه المؤسسة يعني استمرار التناقض القائم بين الخطاب الرسمي عن الإصلاح، والواقع الذي يسمح بوجود نظام ماليّ موازٍ لا يعترف بالقوانين المصرفية. والأخطر أنّ هذا التناقض يفتح الباب أمام مزيد من العزلة المالية للبنان، حيث ستُصنّف البلاد كملاذ غير آمن للاستثمار، وتبقى تحت شبح العقوبات، ما يعرقل أيّ خطة للنهوض الاقتصادي. إنّ إقفال "القرض الحسن" ليس مسألة مواجهة سياسية، بل خطوة أساسية لإعادة بناء الدولة من أساسها، وإعادة الاعتبار للمؤسسات المالية الشرعية، وإثبات أنّ لبنان قادر على إدارة اقتصاده ضمن قواعد القانون الدولي. في النهاية، معركة إقفال القرض الحسن هي معركة على شكل لبنان المالي في المستقبل: هل سيكون بلدًا بثنائية اقتصادية ومالية تُغذّي الانقسام وتمنع الإصلاح، أم دولة تملك سلطة واحدة على اقتصاد واحد، قادر على النهوض من أزمته واستعادة ثقة مواطنيه والعالم به؟

 

"الحزب" يكابر والشيعة يضرسون

مروان الأمين/نداء الوطن/14 آب/2025

في متابعة ردّ "حزب الله" على قرار الحكومة تحديد جدول زمني لحصر السلاح، يمكن تسجيل جملة من الملاحظات اللافتة. أولًا، لم يُقدم "الحزب" حتى اللحظة على أيّ تحرّك عسكري أو أمني داخلي، على الرغم من التهديدات التي سبقت الجلسة الحكومية بإعادة تكرار مشهد 7 أيار 2008. هذا الامتناع يعود إلى تغيّر الظروف الداخلية والإقليمية، إذ لم يعد "الحزب" يمتلك القوة والهيمنة والدور المحلي والإقليمي الذي كان يتمتع به آنذاك. كما أنه يفتقر اليوم إلى تحالفات عابرة للطوائف تمنحه الغطاء السياسي لمثل هذه الخطوات. يضاف إلى ذلك أنّ الرئيس نبيه بري، لا يبدو مستعدًا للدخول كشريك سياسي وميداني في أي تحرّك أمني، وهو ما ظهر جليًا في رفض حركة أمل مسيرات الدراجات النارية ودعوتها مناصريها إلى عدم النزول إلى الشارع. ثانيًا، يسعى "الحزب" بوضوح إلى تحييد رئيس الجمهورية جوزاف عون، وحصر المواجهة بالرئيس نوّاف سلام وتحميله وحده مسؤولية اتخاذ هذا القرار. فخطاباته وتصريحات مسؤوليه تتقصّد الإيحاء بوجود تناقض بين موقفي الرئيسين، واتهام سلام بالانقلاب على مواقف عون. لكن هذه المناورة تسقط أمام الحقائق البسيطة: الجلسة انعقدت برئاسة عون، وكان بوسعه رفعها، لكنه لم يفعل. كما أنّ وزراءه صوّتوا لصالح القرار.

من الواضح أنّ "حزب الله"، عبر هذا الفصل المصطنع بين الرئيسين، يسعى إلى التلاعب بالمشهد السياسي وتصويره كأنه صراع مع جزء محدود من السلطة، أي مواجهة سياسية كلاسيكية بينه ورئيس الحكومة، وفي ذلك محاولة متعمّدة لتشويه الحقيقة. الحقيقة هي أنّ "الحزب" يقف اليوم في مواجهة مباشرة مع الشرعية اللبنانية، وليس مع طرف سياسي، ما يجعل من سلاحه ومواقفه خارجين عن إطار الشرعية والقانون.

ثالثًا، يصف "حزب الله" قرار الحكومة بأنّه انقلاب على اتفاق الطائف، مدّعيًا أنّ وثيقة الوفاق الوطني تمنح "المقاومة"، وبالتالي سلاحه، غطاءً شرعيًا. غير أنّ المفارقة اللافتة أنّ كلمة "مقاومة" لا ترد في أيّ من بنود الوثيقة. ما يجعل هذه الرواية أقرب إلى إعادة تأويل انتقائية تخدم مصالحه.

وإذا سلّمنا جدلًا بصحة ما يدّعيه "الحزب"، يبرز سؤال مشروع: لماذا كان من أشدّ المعارضين لاتفاق الطائف، إذا كان هذا الاتفاق ـ وفق روايته ـ يُشرعن قضيته الأقدس؟ وكيف نُفسّر أنّ قوى سبقت "حزب الله" في العمل المقاوم، كـ "الحزب الشيوعي" اللبناني وحركة "أمل"، سلّمت سلاحها استنادًا إلى نفس الاتفاق، بينما احتفظ هو بسلاحه؟

أن يعمل "حزب الله" على التذاكي وتشويه الحقيقة، لا يغيّر من جوهر الواقع شيئًا. فالحقيقة تبقى حقيقة، والتزييف مصيره السقوط مهما طال عمره. واليوم، يبدو أنّ ساعة الحقيقة قد دقّت، إيذانًا بانهيار كل التشوّهات التي راكمها ونشرها نظام الأسد، و"حزب الله"، ومنظومة الفساد والسلاح.

"حزب الله"، وبإيعاز إيراني بات علنيًا، ماضٍ في المكابرة والإنكار، يواصل الغرق في وهم شراء الوقت وإمكانية تبدّل الظروف لصالحه. لكن كل يوم يمرّ من دون الإقرار بالواقع يزيد من حجم الخسائر البشرية والدمار، وتتضخم معه الفاتورة السياسية. هكذا فعل حين أغلق الباب أمام أي مبادرة لفكّ جبهة لبنان عن جبهة غزة، وهذه المرة قد تكون النهاية أكثر مأسوية. الإيراني يصرخ بالشعارات من طهران، فيما شيعة لبنان يُساقون من مجزرة إلى مجزرة. ليت "حزب الله" يدرك أنّ البطولة ليست انتحارًا جماعيًّا. حمى الله الشيعة من هذا الجنون.

 

حط عن جحشتك يا علي

عماد موسى/نداء الوطن/14 آب/2025

ما إن شاع قرار "حصرية السلاح" بيد الدولة اللبنانية حتى أطلقت "الجمهورية الإسلامية الإيرانية" صفارات الإنذار في طهران وحرّكت ببغاوات نظامها لمؤازرة سلاح "الحزب الأصفر"، ودعمه بوصفه "روح لبنان" ما يعني أن نزع السلاح يعني نزع الروح يا روحي. أوفدت طهران إلى بيروت عقلها المفكر الدكتور علي لاريجاني أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني لزيارة "كبار المسؤولين اللبنانيين ويلتقي بنخبة من الشخصيات السياسية والفكرية" كما صرح العلامة التجارية لـ "بايجر" مجتبى أماني واستقبلته على طريق المطار وحدة من الموستيكات العاملة ضمن نطاق ولاية الضاحية الجنوبية لــ ...قم إلى حشد من المواطنين رفعوا أعلام الجمهوريتين الإسلاميتين في إيران ولبنان. ما حفز لاريجاني على التحرّك صدور فتوى شرعية عن كبير الزعماء الزمنيين في لبنان، اختزلت لآلئ الفكر الجهادي حسم فيها قضية جوهرية بقوله إن "تسليم السلاح في خضم المعركة يعتبر خيانة في المفهوم العسكري". خضّ العماد البحار وجدان مواطنيه فزحفوا إلى بعبدات للتبرّك من "إجر" بنطلونه الصيفي الفضفاض ما حال دون وصول لاريجاني لعتبات بعبدات المقدسة أمس الأربعاء. لاريجاني موفد غير عادي. "سبسيال". هدف زيارته الواضح "دعم الدويلة" في وجه قرار الدولة وإن أظهر العكس بلغة دبلوماسية تنم عن خبث فوق العادة. فقوله قبيل زيارته أن "حزب الله يمتلك نضوجًا سياسيًا، والمقاومة ليست بحاجة إلى وصاية" يستدعي ردًّا عصيًّا على عقل المترجم وخلاصته بالعامية اللبنانية "حطّ عن جحشتك يا علي وزيارتك ما كنش لها لزوم". جاء لاريجاني إلى بلاده ومعه فريق من مهندسين وتقنيين ومستشارين وخبراء من كل الاختصاصات مهمتهم الأولى تركيب حيطان دعم لمحور يترنح بشعاراته الفضفاضة وشد ركاب المكابرين الكربلائيين.

المهمة الثانية: رد الحكومة اللبنانية إلى الصراط المستقيم بالإقناع، وانتشالها من الحضن الأمريكي.

المهمة الثالثة: إبلاغ اليتامى أن البابا مش تاركهم ورح يبعتلن مصاري.

المهمة الرابعة: إفهام إسرائيل أن أيامها معدودة بعد انتهاء فترة السماح المعطاة لها.

المهمة الخامسة: تقديم هبة كناية عن موستيكات جديدة مع غيار زيت مجاني وفلاتر لمدة سنة وصيانة تلك العاملة ضمن فيلق التحشيد والتفحيش.

المهمة السادسة : بيع الدولة باقة أكاذيب بسعر الكلفة.

المهمة السابعة: إعلان "حزب الله" ثروة وطنية.

المهمة الثامنة : دعم ترشيح الشيخ نعيم قاسم لجائز نوبل للكيمياء. فبينه وبين السياديين كيمياء مدهشة أدهشت العلماء. المهمة التاسعة: تقديم هبة "دسمة" لاتحاد بلديات الضاحية للمضي قدمًا في "أيرنة" المنطقة.

 

كيف سيستفيد نظام الحكم في غزة من الخطط القائمة في "اليوم التالي"

 جيمس جيفري/معهد واشنطن/13 آب/2025

أشارت المنظمات غير الحكومية والمسؤولون الأجانب بالفعل إلى العديد من أهم قضايا الحكم الانتقالي والأمن التي قد تنشأ أثناء أو بعد انسحاب إسرائيل المحتمل، وجميعها ستتطلب درجة معينة من الإشراف والقيادة من قبل الولايات المتحدة. عندما  أعلن المسؤولين الإسرائيليين في 8 آب/أغسطس عن فرض "السيطرة" المؤقتة على كامل قطاع غزة، أصدروا مجموعة من المبادئ التي توضح كيفية إشراف الدول العربية على إدارة القطاع بعد انتهاء الوجود الإسرائيلي. وعلى الرغم من أن هذه المبادئ لم تتضمن سوى القليل من التفاصيل ولم تُحدد أي جدول زمني، فقد أكدت عدة نقاط مهمة، من بينها رغبة إسرائيل في ممارسة نوع من الإشراف الأمني، ومنع "حماس" أو السلطة الفلسطينية من إدارة غزة، فضلاً عن نزع السلاح من القطاع.  هذه الشروط ليست جديدة بالطبع، إذ عمل الإسرائيليون مع محاورين عرب وأمريكيين على نماذج مختلفة لـ"اليوم التالي" على مدى ثمانية عشر شهراً، كما عُرضت بعض هذه النماذج على مسؤولين فلسطينيين. لكن هذه هي المرة الأولى التي تتخذ فيها الحكومة الإسرائيلية موقفاً رسمياً بشأن قضية الحكم في غزة، وتربطه بالتزامها بسحب جميع قواتها.   وقد نوقشت بالفعل، وبدرجات متفاوتة، أهم القضايا التي يجب أن تتناولها أي خطة لحكم غزة ضمن ثلاثة من نماذج "اليوم التالي" السابقة:

خطة مقترحة أعدها خبراء أمريكيون وإسرائيليون، ونشرها مركز ويلسون في أوائل عام 2024، وتم مشاركاتها مع المسؤولين الإسرائيليين. (إيضاح: شارك المؤلف في صياغة خطة ويلسون خلال فترة توليه منصب رئيس برنامج الشرق الأوسط في المركز).

خطة شركة راند التي صدرت هذا العام وتداولتها الاوساط الحكومية الامريكية على نطاق واسعة. مجموعة من المبادئ أصدرتها الإمارات العربية المتحدة، وتُعد خياراً مرجّحاً أكثر من الخطط العربية الأخرى، نظراً لواقعية مقترحات أبوظبي وعلاقاتها الوثيقة مع إسرائيل. 

وفوق كل ذلك، اتفق الخبراء المشاركون في المناقشات السابقة عموماً على أن الدور الدبلوماسي والرقابي للولايات المتحدة سيكون ضرورياً للغاية لأي خطة حكم انتقالية، لا سيما إذا كانت إدارة ترامب تنوي تجنب تخصيص موارد عسكرية ومالية أمريكية كبيرة لغزة.

الهيكلة والتفويض والمهام 

فيما يتعلق بقضية الهيكلة، تقترح خطة ويلسون، وهي الأكثر شمولاً بين الخطط الثلاث، إنشاء "قوة متعددة الجنسيات" بقيادة عربية، تضم عناصر أوروبية وربما كيانات تابعة للأمم المتحدة. وستشرف على هذه القوة مجموعة اتصال دولية تضم معظم الأعضاء أنفسهم، مع إضافة أعضاء "مجموعة السبع"، وإسناد دور قيادي إلى الولايات المتحدة (ولو بشكل غير رسمي إذا لزم الأمر). بالإضافة إلى ذلك، تدعو الخطة "القوة متعددة الجنسيات" إلى الإشراف على "قوة شرطة" دولية.   تشمل المهام الرئيسية لـ"القوة متعددة الجنسيات" إدارة قطاع غزة مؤقتاً، وإرساء الأمن، وإنهاء سيطرة حركة "حماس" على الحكم المدني، وبدء إعادة الإعمار المادي والاجتماعي، وتوفير ظروف أفضل لسكان القطاع. وستختتم الخطة بالانتقال إلى الحكم والأمن الفلسطينيين المحليين وفقاً لبنود محددة في "ميثاق" من نوع ما (انظر أدناه). لكن صياغة هذا الميثاق والاتفاق عليه يجب ألا يعرقلا العملية الملحّة لإنشاء السلطة متعددة الجنسيات. تتبنى دراسة راند نهجاً مماثلاً، حيث تقترح "إنشاء" قوة أمنية مؤقتة متعددة الجنسيات" تضم عناصر من الجيوش الغربية والعربية، بدعم من قوة أمنية فلسطينية خضعت للفحص والتدريب. أما اقتراح الإمارات العربية المتحدة فيدعو إلى تشكيل "بعثة دولية مؤقتة" دون توفير تفاصيل كثيرة عن تكوينها، لكنه يحدد بوضوح الانتقال إلى الحكم الذاتي لغزة كحد أدنى، وهو الوضع النهائي الذي تتصوره الخطط الثلاث.   المسؤولية. تشير كل خطة إلى أن الكيان الحاكم يجب أن يكون مسؤولاً عن كل جانب من جوانب انتقال غزة وإعادة إعمارها، وأنه يجب أن يظل منفتحاً على توجيهات الولايات المتحدة. وهذا مطلب صعب بالنظر إلى الدور الذي ستلعبه الأمم المتحدة ومختلف المنظمات غير الحكومية المانحة للمساعدات. ومع ذلك، هناك سوابق ناجحة، بما في ذلك الترتيبات البوسنية المنصوص عليها في اتفاقات دايتون والتي أقرها قرار مجلس الأمن رقم 1031. 

الربط بين العصا والجزرة: أعرب كبار المسؤولين الإسرائيليين والأمريكيين عن تقديرهم حين اشترطت الخطط السابقة، بشكل قاطع ورسمي، تقديم المساعدة لغزة مقابل التزام الفلسطينيين بالأحكام الأمنية لـ"الميثاق" الذي ينص على إنشاء هيكل الحكم. وهذا أمر بالغ الأهمية لتجنب المشاكل التي شهدتها التسوية في لبنان بعد حرب 2006، عندما لم تشترط جهود إعادة الإعمار الكبرى التي بذلتها الأمم المتحدة وأوروبا والولايات المتحدة نزع سلاح حزب الله أو الوفاء بأحكام رئيسية أخرى من قرار مجلس الأمن 1701. في المقابل، حددت اتفاقات دايتون والفقرة 10 من القرار 1031 ارتباطاً مباشراً بين الطرفين. 

السلطة القانونية. يمكن أن يستند تولي المجتمع الدولي المؤقت لمهام الحكم في غزة إلى أي من البدائل القانونية العديدة، على الرغم من أن الخيارين الأولين قد يكونان صعبين من الناحية الدبلوماسية: (1) تنازل السلطة الفلسطينية عن المسؤولية المؤقتة؛ (2) قيام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بصياغة قرار قوي بموجب الفصل السابع يمنح السلطة الحاكمة ولاية لمرة واحدة غير قابلة للتجديد دون أن يكون للأمم المتحدة دور إداري مباشر (على غرار القرار 1546 الذي سمح للقوة المتعددة الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة بحكم العراق في عام 2004)؛ (3) تولي إسرائيل المسؤولية عن قطاع غزة بصفتها قوة احتلال بموجب القانون الدولي، ثم نقل سلطتها إلى السلطة الوطنية الفلسطينية بموجب مذكرة تفاهم؛ أو (4) قيام السلطة الدولية بوضع ميثاقها الخاص بصفتها تحالفاً للأطراف الراغبة.    أدوار الولايات المتحدة. تدعو خطتا ويلسون وراند إلى قيام الولايات المتحدة بدور رئيسي في تنسيق إنشاء كل من "القوة متعددة الجنسيات" ومجموعة الاتصال. أحد الخيارات المطروحة هو دمج "مؤسسة غزة الإنسانية" التي تدعمها الحكومة الأمريكية في "القوة متعددة الجنسيات" (انظر القسم التالي لمزيد من المعلومات حول الجوانب الأمنية لدور الولايات المتحدة). سيتعين على واشنطن أيضاً تسهيل الجهود الرامية إلى تلبية احتياجات المدنيين بما يتجاوز تقديم المساعدات المباشرة، مثل المساعدة في إعادة تنظيم المؤسسات الفلسطينية المحلية التي تعاني حالياً من الفوضى. (توضح خطة راند هذه الخطوات).  

قضايا محددة 

حماس والانتقال. تفترض جميع الخطط التوصل إلى حل مسبق للصراع بين "حماس" وإسرائيل على أساس وقف إطلاق النار. وكما ذُكر أعلاه، ستشمل اتفاقية وقف إطلاق النار "ميثاقاً" يغطي انتشار القوات الدولية وقواعد عملها، على أن توافق عليه ما تبقى من قيادة "حماس". لم تتطرق أي من هذه الخطط إلى تفاصيل محتوى أو طرق تنفيذ مثل هذه الاتفاقية، لكنها تفترض جميعها أن القوات الأجنبية لن تسعى إلى محاربة "حماس"، بل ستقوم بمهام شرطية عادية وستدافع عن نفسها إذا لزم الأمر.   وفي هذا الصدد، بينما يبدو احتمال قيام إسرائيل بالقضاء التام على القدرات العسكرية لـ"حماس" أمراً مستبعداً، فإن بعض الإجراءات الإسرائيلية قد يكون لها آثار إيجابية. على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي استمرار بعض الضغوط العسكرية، وفصل عناصر الحركة المتمردين عن غالبية السكان، ومنع تدفق الأسلحة  لـ"حماس" إلى إضعاف موقف الحركة، مما يجعلها ربما أكثر استعداداً لقبول اتفاق تقبل بموجبه التسامح مع حكم دولي انتقالي مقابل انسحاب إسرائيل.   أما بالنسبة لبنود صفقة "حماس" - سواء مع إسرائيل أو مع القوة الدولية - فإن وقف إطلاق النار على غرار المفاوضات الأخيرة التي قادتها مصر وقطر هو السيناريو الأكثر ترجيحاً. خلال المرحلة الانتقالية، قد يشبه وضع الجماعة في غزة موقف قوات جمهورية صربسكا (صرب البوسنة) بعد اتفاقات دايتون، أو نمط رحيل القيادة الذي شهده ياسر عرفات عندما غادر لبنان في عام 1982، أو الوضع الحالي لـ"حماس" في الضفة الغربية. ما يجب تجنبه تماما هو تكرار سيناريو وقف إطلاق النار في لبنان عام 2006، الذي تجاهل بعده "حزب الله" الأحكام الدولية وهدد قوات حفظ السلام. أياً كان الترتيب، يجب أن تكون جميع الأطراف واضحة بشأن مبدأ واحد، وهو أن القضاء على قدرة "حماس" على تهديد إسرائيل عسكرياً أو التنافس على الحكم في غزة هو شرط أساسي لانسحاب إسرائيل ودخول القوة الدولية.  

دور السلطة الفلسطينية. على الرغم من أن المحاورين الإسرائيليين نصحوا واضعي مشروع خطة ويلسون بتجنب الإشارة بشكل محدد إلى دور السلطة الفلسطينية في الحكم، إلا أن بعض هؤلاء المحاورين أقروا بأن السلطة الفلسطينية ستضطر على الأرجح إلى لعب دور إداري ما نظراً لوضعها القانوني ولعدد موظفيها الكبير المتبقين في غزة. كما سيتعين على السلطة الفلسطينية أن تمنح الضوء الأخضر لأي دور عربي رسمي في غزة، وربما تشارك فيه أيضاً. تؤكد خطة الإمارات العربية المتحدة على الدور الرائد للسلطة الفلسطينية، على الرغم من أنها تشير، خلافاً للخطط العربية الأخرى، إلى أن إصلاح السلطة الفلسطينية شرط أساسي لهذا الدور. تتصور خطتا ويلسون وراند انتقالاً في نهاية المطاف إلى إدارة فلسطينية محلية لحكم غزة وتعزيز أمنها الداخلي، دون تحديد العلاقات مع السلطة الفلسطينية.   العلاقة بالصراع الإسرائيلي - الفلسطيني. لا تربط خطة ويلسون بين استقرار غزة والتقدم نحو صنع سلام أوسع بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وقد أوضحت الحكومة الإسرائيلية أن هاتين المسألتين منفصلتان. لكن نهجي راند والإمارات يربطان بينهما بشكل مباشر. من المفترض أن هذه المواقف المتعارضة يمكن التفاوض عليها للتوصل إلى حل وسط، لكن ذلك سيتطلب على الأرجح دوراً للولايات المتحدة.  

أمن إسرائيل. تصر إسرائيل بحق على أنها ستحتاج إلى لعب دور في الإشراف الأمني في غزة بعد الانسحاب، بما في ذلك على الأرجح الحق في اتخاذ إجراءات عسكرية ضد التهديدات المباشرة التي قد تواجهها. ونظراً لصغر حجم الأراضي، سيكون من الضروري تنسيق مثل هذه الإجراءات مع القوة الدولية.  

دور الأمم المتحدة. سواء سمحت هيئات الأمم المتحدة رسمياً بالوجود الدولي أم لا، فمن المؤكد أن مجلس الأمن والجمعية العامة سيصران على أداء أدوار إشرافية مختلفة، والتي سيتعين على الولايات المتحدة إدارتها بعناية نظراً لحساسية إسرائيل المشروعة تجاه تسييس الأمم المتحدة. على الصعيد الفني، يمكن لوكالات الأمم المتحدة أن توفر خبرة لا مثيل لها، ومن المرجح أن يطالب المشاركون العرب بمشاركتها. لدى إسرائيل أسباب وجيهة للمطالبة بخروج إحدى هذه المنظمات، وهي "وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، من غزة. إذا حدث ذلك، سيتعين على المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين العمل مع مختلف المنظمات غير الحكومية والوكالات الحكومية الأجنبية لتعويض مهام "الأونروا"، كما هو الحال بالفعل مع "برنامج الأغذية العالمي" ومنظمة "أنيرا" ومنظمات أخرى.  

إزالة الطابع السياسي. شدد المحاورون الإسرائيليون على ضرورة أن تحافظ أي سلطة انتقالية على إبعاد رسائل الكراهية ضد إسرائيل عن المدارس والمؤسسات الثقافية ووسائل الإعلام الرسمية في غزة. من الواضح أن هذه مهمة حساسة، ولكنها ضرورية إذا أراد سكان غزة العيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل على المدى الطويل. وبطبيعة الحال، فإن الخطوة الأولى في هذه العملية هي إعادة بناء المدارس والمؤسسات المدنية الأخرى المُدمرة.  

دور الجيش الأمريكي. لا تتصور أي من الخطط دوراً مباشراً مهماً للقوات الأمريكية في أمن غزة، غير أن لواشنطن أدواراً أساسية يجب أن تضطلع بها في هذا الصدد، ويجب عليها البدء في الاستعداد لذلك. أولاً، يمكنها توسيع قوات الأمن الخاصة التي تدعمها بالفعل في إطار "مؤسسة غزة الإنسانية"، ودمجها في القوة الأمنية الدولية. ثانياً، لا يزال مكتب منسق الأمن الأمريكي (USSC) يعمل مع قوات الأمن الفلسطينية في الضفة الغربية ويمكنه المساهمة في جهود إنشاء وتشكيل عناصر أمنية في غزة وتجهيزها لتكون قادرة على العمل. ثالثاً، يمكن للجيش الأمريكي تشغيل مركز اتصال في مصر أو إسرائيل أو في الخارج لدعم القوات الدولية، وتوفير قدرات القيادة والسيطرة، والموظفين، واللوجستيات، والاستخبارات، وفي الحالات القصوى، المساعدة المباشرة (مثل الإجلاء الطبي، وقوات الرد السريع، وعمليات مكافحة الإرهاب). 

التعافي المبكر وإعادة الإعمار والتنمية الاقتصادية: تغطي خطط مؤسستي ويلسون وراند هذا العنصر الحاسم بالتفصيل. ستكون التكلفة باهظة (إذ تُقدَّر بأكثر من خمسين مليار دولار، وفقاً لتقديرات البنك الدولي)، لكن المجتمع الدولي يمتلك الوسائل والخبرة والدافع للنجاح، شريطة تنفيذ جميع الترتيبات التنظيمية والأمنية والسياسية المذكورة أعلاه بشكل فعّال. وسيتطلب هذا العنصر أيضاً مفاوضات وتخطيطاً دقيقين لتلبية احتياجات التعليم والرعاية الصحية، إلى جانب الاعتبارات المعقدة التي ينطوي عليها مشروع إعادة الإعمار- كما ورد في خطة راند.  

**انضم جيمس جيفري مؤخراً إلى معهد واشنطن بصفته زميلاً متميزاً في برنامج "فيليب سولوندز". وتشمل مسيرته الحكومية المتميزة مناصب عدة، منها مبعوث خاص للولايات المتحدة إلى سوريا وسفير لدى تركيا والعراق.

 

جبران باسيل... «التوبة» المتأخرة

فهد سليمان الشقيران/الشرق الأوسط/14 آب/2025

منذ أواخر التسعينات بدأ جبران باسيل طموحه السياسي. نشط مع مجايليه وتسلّم مناصب متدرّجة في «التيار الوطني الحر». صاهر رئيس الجمهورية السابق ميشال عون عام 1999 وبزغ نجمه بعد ذلك بفضل حظوته واقتناع رئيسه به. ورغم خسارته الانتخابات في البترون عامي 2005 و2009 فإنه ببراغماتيته المعروفة غطّى على هزائمه ودرَج نحو الهدف. لم يكن محظوظاً بالفوز في أي انتخابٍ وحتى في رئاسته لـ«التيار الوطني الحر» عام 2015 انتخب بالتزكية. تسبب ذلك الصعود غير المبوّب ديمقراطياً في تصدّع بـ«التيار الوطني الحر» حتى انشقّ عنه جمع من المؤثرين منهم إلياس بوصعب وآلان عون وآخرون.

المهندس باسيل كان من صائغي اتفاقية «مار مخايل» في فبراير (شباط) 2006 وهي اتفاقية مربكة ومركّبة؛ وهدفها الأساسي كما في الصياغة حماية التعايش بين المسلمين والمسيحيين، وهي وثيقة لغوية، ولكن الهدف الأكبر منها ذو جانبٍ سياسي صبّ من دون شك في قناة «حزب الله».

كانت الوثيقة أساسية للدفع نحو «القانون النسبي» كما مثّلت نقطة التشريع «المسيحي» للانبعاث الصاعد لـ«حزب الله» الذي خلتْ له الساحة في الداخل مع ضمور التدخل السوري، ومن ثمّ تعبيد الطريق له للقيام بأعماله الجهنميّة في الخارج وهي معروفة ومشهودة.

هذه الاتفاقية أساسية نحو وصول ميشال عون للرئاسة ولتمدد نفوذ جبران باسيل في الدولة ليكون من أهم المقرّرين في الحكومات المتعاقبة منذ توليه أولى الوزارات عام 2008. رحلة غير قصيرة من تولّي الوزارات والجدل حول النتائج والأداء. الصدمة الكبرى حين فُرضت عليه عقوبات من وزارة الخزانة الأميركية في إطار قانون «ماغنيتسكي» في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020. اتسمت علاقاته وتياره مع الأحزاب المسيحية بالكثير من الجفاء حتى مع المسيحيين المناصرين لـ«حزب الله» مثل «تيار المردة». البعض يعيد ذلك إلى شخصيّته المركّبة بدليل أن الشارع في حراكه ينسى المسؤولين الآخرين ويركّز عليه وكأنه وزير القرية الوحيد.

بعد العقوبات الأميركية صرّح باسيل أكثر من مرة برأيه حول الصراع مع إسرائيل. تصريحاتٌ لم تعجب «حزب الله» آنذاك، فكلّ تصريحٍ يعقبه توضيح أو إعادة صياغة، أو زيارة للأمين العام. «حزب الله» لم يكن متسرّعاً في المحاسبة. ولكن بعد التحوّل الإقليمي الكبير ثمة مواقف عديدة برزت على الساحة حول المستقبل المنشود للبنان. رئيس مجلس النواب نبيه برّي يتجه نحو بسط يد الدولة، وكذلك «تيار المردة» كما في تصريحات رئيسه حول السلاح، وأخيراً «التيار الوطني الحرّ».

بالتزامن مع زيارة الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني أعلن جبران باسيل عن انقلاب شبه كامل على الخطّ الذي سار عليه طوال عشرين عاماً. لقد نقض اتفاقية «مار مخايل»، بل اعتبر أي سلاح خارج الدولة غير شرعي، وأن وظيفة سلاح «حزب الله» الردعية سقطت بعد مشاركته الأحادية في الحرب الأخيرة، وأن بقاء السلاح خارج سلطة الدولة بات يشكل مصدر تهديد وخطر على لبنان. يقول بالنص: «انطلاقاً من أن التعريف القانوني للدولة هو أنها تحتكر استخدام القوة للدفاع عن البلاد، فإن أي سلاح خارج الدولة غير شرعي، إلا في حال الدفاع عن النفس وتحرير الأرض وإذا أذنت به الدولة بحسب دستورها وقوانينها، وهو ما كان قائماً منذ 1990 حتى 2025». الخلاصة أن «توبة» جبران باسيل من اتفاقه مع «حزب الله» لن تضيف أي جديدٍ إلى المشهد، إنها براغماتية فاقعة، وقفز متأخّر من السفينة، والذهاب نحو خياراتٍ معيّنة لأسبابٍ انتخابيّة لن يغيّر من تاريخ التخبّط السياسي الأوّل الذي سببتْه الأفكار المتعالية على الواقع. نعم ثمة رمال متحركة في الإقليم لن يصدّها تراجع أو بيان. المرحلة بحاجة إلى رجالات دولة يتهجون نحو الخيارات الصعبة المؤثرة في حينها وفي أوانها، أما إعلان البطولات بعد هزيمة الحليف أو موته فهو أقرب إلى «التوبة» منه إلى «الشجاعة».

 

حصرية السلاح هدف الدولة اللبنانية

حنا صالح/الشرق الأوسط/14 آب/2025

منذ اتخذ مجلس الوزراء، في جلستَي 5 و7 أغسطس (آب) الحالي، قرارات تاريخية بحصر السلاح بيد الدولة، وبسط السيادة على جميع الأراضي اللبنانية بقواها الشرعية من دون أي شريك، حتى تكرر إطلاق المواقف الإيرانية التي تحرّض أتباع النظام على رفض هذه القرارات والتمرد لإفشالها.

البداية مع موقف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الذي شجب «وقاحة» قرار تسليم سلاح «حزب الله» الذي «أعاد بناء قدراته»، ليدعو بعده علي أكبر ولايتي مستشار المرشد من سمّاهم «عقلاء لبنان» إلى الوقوف بوجه السلطة، «وإلا فإن المقاومة ستتصدى لذلك»، مضيفاً أن هذه القضية «فشلت في السابق، وستفشل هذه المرة»، فيما ذهب مجلس «صيانة الدستور» إلى الادعاء أن «نزع سلاح (حزب الله) حلم واهم». لتبدو هذه المواقف أشبه بأمر عمليات يحضُّ على رفض تسليم السلاح وكسر القرار الحكومي.

لقد قفزت طهران بتدخلها في الشأن الداخلي اللبناني، فوق المتغيرات في المنطقة مع سقوط «محور الممانعة». ومعروف أن خسائرها التي لا تُعوّض هي خروجها من سوريا بعد سقوط نظام الأسد، ومقتل حسن نصر الله وخليفته هاشم صفي الدين وأغلبية القادة العسكريين، الذين سقطوا قبل أن يُطلقوا طلقة واحدة نتيجة الاختراقات الأمنية وخلايا العملاء في «فيلق القدس» من رأسه في طهران إلى الضاحية الجنوبية. وعندما تعلن بتحدٍّ التمسك بسلاح هذه الميليشيا، فلأنها تدرك أن جمع السلاح إعلان بسحب مشروعها للهيمنة نهائياً، واستكمال تصفية أذرعها في المنطقة.

الهلع الإيراني حيال قرارات الحكومة اللبنانية، ومعها ما يجري في العراق لطي صفحة «الحشد الشعبي»، دفع أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني إلى المسارعة في زيارة بغداد وبيروت الذي قُوبل باستهجان واسع. يندرج كل ذلك في سياق محاولات النظام الإيراني مواجهة التطويق المتسارع الذي يستكمل حرب الأيام الـ12. فالاتفاق الأذري - الأرميني برعاية الرئيس الأميركي دونالد ترمب فاقم مخاوفها؛ لأنه يُنهي نفوذها في جنوب القوقاز، مع وجود مباشر للأميركيين في ممر «زنغزور» على طول حدودها مع أرمينيا!

معروف أن «حزب الله» منذ تأسس هو جهاز أمني وعسكري، وجزء من استراتيجية الدفاع عن النظام الإيراني. وعلى الدوام كان «يتباهى» حسن نصر الله بأن سلاح الحزب وماله ومأكله ومشربه من إيران، و«يتفاخر» بإعلان ذلك. وبالتالي فإن «فيلق القدس» وحده من يحدد مهام هذا السلاح وكيفية استخدامه، مما يرتب على هذه الجهة المسؤولية عن موجة الاغتيالات الخطيرة التي عرفها لبنان، كذلك المسؤولية عن جريمة 7 مايو (أيار) 2008 عندما اجتيحت بيروت، إلى المسؤولية عن زج هذه الميليشيا في حربٍ آثمة على الشعب السوري وغيره من شعوب المنطقة. لقد أفَل المشروع الإيراني والتفاخر بالهيمنة على 4 عواصم عربية، بينها بيروت، وأصبح من الماضي، وبالأساس ما كان ذلك ممكناً لولا «التسامح» الأميركي الذي بدأ فعلياً عام 2003 مع إعلان بريمر حل الجيش العراقي؛ مما فتح الباب أمام طهران لملء الفراغ، وتعزيز نفوذها في سوريا ولبنان. لكن هذه اللعبة انتهت، فمشروع الهيمنة طُويَ، والتجربة اللبنانية الكارثية تؤكد انتفاء دور السلاح اللاشرعي. وهنا يجب أن نضع جانباً هذيان نعيم قاسم وآخرين في قيادة حزبه الذين يهدّدون السلطة، وينفون حدوث الهزيمة، فهم يعيشون في غربة عن واقع البلد ومآسي أهله. صعب على هذه الجماعة التكيّف مع الواقع بعد كارثة حرب «الإسناد»، وقد يتأخر الوقت لتظهر لديهم إمكانية التعايش مع البلد، وقد فقدوا قدرة الإمساك بالرئاسة وتشكيل الحكومات وإملاء السياسات المالية والاقتصادية التي تخدم المجتمع الموازي الذي أقاموه. إن أحداث الأشهر الثمانية على ترتيبات استعجلها «حزب الله» لوقف النار، إعلان مكرر بنهاية دور السلاح الذي عجز عن حماية حامليه. كل السرديات المتعلقة به انكشف زيفها بعدما رتبت الأثمان الباهظة. سلاحهم أو ما بقي منه ما زال لليوم بين أيديهم، وها هو العدو الإسرائيلي يواصل إجرامه، لم يوقف الحرب التي اتخذت طابع قتل الناشطين العسكريين والماليين الأعضاء في «الحزب»، ويواصل تحويل جنوب الليطاني إلى منطقة محروقة غير قابلة للعيش، وتطول تعدياته الإجرامية العمق اللبناني، وبات دور «الحزب» تعداد الخروقات وممارسة الضغط على السلطة بإعلانه التمسك بسلاحه! لا يمكن للبنان أن يواجه التحدي الصهيوني وعودة الاحتلال وتمركزه في 5 نقاط وتوسعه يومياً مع بقاء الدويلة التي تنفّذ إملاءات النظام الإيراني. إن الحد الأدنى الذي قد يمنح البلد شيئاً من التوازن يمكّنه من جعل العودة إلى اتفاق الهدنة أمراً ممكناً يفترض المضي في خطوات بسط السيادة وجمع السلاح: سلاح «الحزب» والسلاح الفلسطيني وأي قوى أخرى، واستعادة قرار الحرب والسلم، ولا مكان للتراخي والتهاون!

 

ترمب يستثمر «اتفاقات أبراهام» في جنوب القوقاز!

هدى الحسيني/الشرق الأوسط/14 آب/2025

في لحظة فارقة تُعيد رسم خرائط النفوذ في مناطق التماس بين الشرق والغرب، جاء توقيع اتفاق إطار سلام بين رئيس أذربيجان، إلهام علييف، ورئيس وزراء أرمينيا، نيكول باشينيان، في البيت الأبيض، بحضور الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ليُشكل محطة مفصلية في مسار نزاع استمر لعقود. الاتفاق لا يقتصر على إنهاء المواجهات بين الطرفين، بل يفتح الباب أمام ترتيبات اقتصادية وأمنية تمنح الولايات المتحدة حقوق تطوير حصرية لممر استراتيجي في جنوب القوقاز، في منطقة تتقاطع فيها خطوط الطاقة والنفوذ بين روسيا وأوروبا وإيران وتركيا.

يحمل هذا الاتفاق، الذي أُطلق عليه اسم «مسار ترمب للسلام والازدهار الدولي»، أبعاداً استراتيجية واسعة، إذ يقع في قلب منطقة غنية بالطاقة لطالما أعاقتها الصراعات عن استثمار إمكاناتها. ويرى مراقبون أنه يُشكل ضربة لموسكو، مع احتمال أن يتضمن دوراً عسكرياً أميركياً لحفظ السلام، فضلاً عن إمكانية انضمام أذربيجان إلى «اتفاقات أبراهام»، وهو ما لقي ترحيباً من أنقرة، التي تأمل في تعزيز صادراتها من الطاقة، في حين انتقده آخرون باعتباره يمنح باكو إعفاءً من المساءلة عن اتهامات بالتطهير العرقي في ناغورنو كاراباخ. ولتعزيز المكاسب السياسية، تراهن واشنطن على البُعد الاقتصادي للاتفاق بوصفه ركيزة للاستقرار في المنطقة. كما يأمل الجانب الأميركي في أن يُشكل هذا الاتفاق بوابة لدمج أذربيجان في منظومات تعاون إقليمي أوسع، بما يفتح طرقاً جديدة للطاقة والسلع، ويُعزز دورها بصفتها جسراً اقتصادياً بين آسيا وأوروبا، وهو ما يمنح واشنطن ورقة ضغط إضافية في التوازنات الدولية. هذا البُعد الاقتصادي لا يقل أهمية عن الأبعاد الأمنية، لأنه يربط أذربيجان بشبكات التجارة العالمية، ويُعزز مناعتها أمام الضغوط الروسية والإيرانية، ويُمكِّن الولايات المتحدة من ترسيخ وجود طويل الأمد في منطقة تتنافس عليها قوى كبرى منذ عقود.

وتُشير مصادر أمنية إلى أن الاهتمام الغربي بأذربيجان يرتبط بثروتها النفطية الكبيرة التي سمحت لها بتطوير قدراتها العسكرية، واستعادة ناغورنو كاراباخ في حرب خاطفة قبل أعوام. كما أن تحالفها غير المُعلن مع إسرائيل يُثير قلق إيران، خصوصاً لوجود أقلية أذرية كبيرة في غربها قد تُصبح عنصر ضغط داخلي. إلى جانب ذلك، عمّقت باكو تعاونها مع تركيا، وزادت إمداداتها من الغاز إلى أوروبا، لتصبح بديلاً مهمّاً عن الغاز الروسي، في وقت دعّمت فيه أوكرانيا وقلّصت مشترياتها من السلاح الروسي، وهو ما أثار غضب موسكو التي خذلتها في معاركها السابقة.

هذه التحوّلات، وفق المراقبين، تفتح فرصة للغرب لتقليص النفوذ الروسي في كل من أذربيجان وأرمينيا، خصوصاً بعد حادث إسقاط طائرة مدنية أذرية من قِبَل منظومة دفاع روسية في 25 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وهو الحادث الذي أدّى إلى مقتل 38 شخصاً في أثناء محاولة الطائرة إجراء هبوط اضطراري قرب مدينة أكتاو في كازاخستان. ضعف الحضور الروسي في باكو، وتزايد تململ يريفان من الاعتماد الاقتصادي والأمني على موسكو، يتيحان إعادة تموضع استراتيجي قد يمتد إلى تعزيز الروابط مع جورجيا. كما برز دور أذربيجان في ملفات إقليمية أوسع، من خلال وساطات في لقاءات غير مباشرة بين أطراف إسرائيلية وسورية، ما يعكس قدرتها على التأثير خارج نطاقها الجغرافي المباشر.

ولتكتمل صورة المشهد الإقليمي المعقد، تمتد بؤر التوتر جنوباً نحو الأراضي الفلسطينية؛ حيث تتداخل الحسابات السياسية والأمنية في الضفة الغربية، مع توازنات أوسع تتجاوز حدود المنطقة.

وفي موازاة ذلك، يتصاعد القلق من الوضع في الضفة الغربية؛ حيث يُحذر مراقبون من أن خطورته لا تقل عن غزة، رغم ضعف حضوره في العناوين الإخبارية. فتصاعد عنف المستوطنين المتطرفين ضد الفلسطينيين، من الاستيلاء على الأراضي إلى إحراق المزارع وتدمير المحاصيل وقتل المدنيين، يجري في ظل تقاعس الجيش الإسرائيلي أو تواطئه، خصوصاً أن العديد من جنود الاحتياط ينتمون إلى المستوطنات نفسها. ويُخشى أن يؤدي هذا الواقع إلى ضم فعلي للضفة، ما قد يُشعل موجة تصعيد إقليمي، خصوصاً مع تحركات بريطانية وفرنسية للاعتراف بدولة فلسطين، في انسجام مع مواقف روسيا والصين المؤيدة لهذا الاعتراف في مجلس الأمن. وتزداد المخاوف من أن اندلاع انتفاضة جديدة قد يفرض على إسرائيل ضغوطاً دولية غير مسبوقة. في الجهة الشرقية من القارة الأوروبية، تبرز مولدوفا بوصفها محور اهتمام متزايد، بعد تحذيرات قيادتها من تدخل انتخابي روسي غير مسبوق. وتُشير مصادر أمنية إلى أن موسكو تستخدم أدوات «المناطق الرمادية» لتوسيع نفوذها في هذا البلد الهش اقتصادياً وعسكرياً والمرتبط بأوكرانيا من الجنوب. نجاح روسيا في جذب مولدوفا إلى صفها سيكون مكسباً استراتيجياً مهماً؛ نظراً لموقعها الحساس، في حين هشاشتها السياسية والاقتصادية تجعلها عرضة لهجمات المعلومات والتأثير السياسي. ويقارن المراقبون وضعها برومانيا التي حافظت بصعوبة على توجهها الغربي، رغم محاولات روسية للتأثير، إلا أن مولدوفا تفتقر إلى القدرات التي مكّنت جارتها من الصمود، ما يجعل التحذيرات الحالية بمثابة إنذار من الدرجة القصوى يتطلب دعماً اقتصادياً وسياسياً عاجلاً من الغرب. من جنوب القوقاز إلى الضفة الغربية وصولاً إلى تخوم أوروبا الشرقية، تتضح صورة شبكة من البؤر الجيوسياسية التي تُمثل فرصاً وتحديات في آنٍ واحد. أذربيجان وأرمينيا توفران منفذاً للحد من النفوذ الروسي والإيراني، والضفة الغربية تُشكل عامل تفجير محتملاً لأي مسار سلام في الشرق الأوسط، ومولدوفا تُمثل ساحة اختبار لقدرة الغرب على صد التغلغل الروسي في خاصرته الشرقية. وفي عالم تتسارع فيه التحولات، وتشتد فيه المنافسة على النفوذ، فإن تجاهل هذه البؤر المشتعلة لن يعني فقط خسارة فرص استراتيجية، بل سيفتح المجال أمام خصوم الغرب لفرض وقائع جديدة على الأرض، تُعيد رسم الخريطة الدولية بملامح لا مكان فيها لتوازن القوى الحالي.

 

قمة ألاسكا... عن الدلالات والماورائيات

إميل أمين/الشرق الأوسط/14 آب/2025

سيكون اللقاء نهار الجمعة (بعد غدٍ) على أرض ولاية ألاسكا العظيمة... هكذا تكلم الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بصيغة أفضل التفضيل، في إشارة لن يغفلها بوتين الذي راودته مؤخراً فكرة استرداد تلك الرقعة الجغرافية التي كانت روسية قبل بيعها للأميركيين في عام 1867.

تبقى ألاسكا رمزاً للإرث المشترك بين روسيا والولايات المتحدة؛ حيث يُنظر إلى العهد الروسي ليس بوصفه مجرد أسطورة من الماضي البعيد؛ بل بوصفه جزءاً من الهوية المحلية. وتبدو علامة الاستفهام حول السر وراء الموافقة السريعة من الطرفين على إتمام اللقاء؛ حيث يبدو ستيف ويتكوف قد نجح في مهمته إلى أبعد حد. المؤكد هنا أن البراغماتية هي الفيصل والحَكَم ما بين البلدين اللذين سيناقشان الشروط الواجب التوصل إليها من أجل إنهاء الحرب العبثية الدائرة على مدى 3 سنوات ونيف. الرئيس الروسي فلاديمير بوتين -من جانبه- يسعى إلى تحسين علاقته المتوترة مع الولايات المتحدة، وتجنب مزيد من العقوبات والضغوطات الاقتصادية التي تعجل بأزمات الشارع الروسي؛ غير أن هناك من يجزم بأن بوتين ربما يمارس تكتيكاً جديداً لتسويف الوقت، وتحسين موقفه التفاوضي مع أوكرانيا. نجح ويتكوف بالفعل في تذكير بوتين بأن «القوى العظمى ينبغي أن تحدد مجالات نفوذها»، الأمر الذي أثبتته وقائع التاريخ في يالطا عام 1945، حين التقى روزفلت وتشرشل مع ستالين، بهدف تقسيم أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية. لكن هل يعني ذلك أن ترمب سوف يقبل بسهولة شروط بوتين التي لم ينفك يعلنها لوقف الحرب مع أوكرانيا؟

مطالب بوتين تتمثل في تأكيد سيادة روسيا على مناطق شرق أوكرانيا، وإبقائها خارج حلف شمال الأطلسي، ومنع الغرب من التوسع في الجمهوريات الروسية السابقة، والحد من حجم الجيش الأوكراني، وضمان أن تكون حكومتها صديقة لموسكو. غير أن ويتكوف لديه رواية أخرى تشي بأن بوتين سيوافق على إنهاء الحرب، إذا وافقت أوكرانيا على التنازل عن منطقتي لوغانسك ودونيتسك اللتين احتلت القوات الروسية معظمهما منذ الغزو، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم. ويتكوف كذلك لمَّح إلى انطباع بأن بوتين على استعداد للتنازل عن مطالبته بمنطقتين أوكرانيتين أخريين تسيطر عليهما روسيا جزئياً (خيرسون، وزابوريجيا) الأمر الذي يعتبر تنازلاً ذا شأن مقارنة بالمواقف الروسية السابقة. على الجانب الأميركي، يرى ترمب أن نجاحاته الممكنة في وقف الحرب الأوكرانية -ولا سيما بعد قمة السلام التاريخية بين أذربيجان وأرمينيا التي رعاها- ستفتح له أبواب جائزة نوبل للسلام، وكتابة اسمه في سجل القياصرة الأميركيين من جهة، ومن جهة ثانية ستجنب العالم هواجس مواجهة حرب عالمية نووية لا تُبقي ولا تذر، عطفاً على أن سلاماً روسياً– أوكرانياً سيزخم جهود إدارته في تعظيم أوضاع أميركا الداخلية اقتصادياً، والتفرغ لمقابلة الصين على الصعيدين العسكري والمدني دفعة واحدة، وجميعها تصب في خانة أميركا العظيمة من جديد.

حديث القمة يبدو أنه غير مريح للحلفاء في أوروبا، ولهذا مضى نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس إلى المملكة المتحدة، في محاولة للتوصل إلى مواقف مشتركة قبل اجتماع يوم الجمعة المقبل. وليس سراً أن الأوروبيين يؤمنون بما قاله جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأميركي السابق: إن قمة ألاسكا في حد ذاتها انتصار دبلوماسي لبوتين. يظل التاريخ هاجس البشر، والجغرافيا خريطة تنفيذ المطامع والمطامح، ولهذا فإن أوروبا تخشى أن تكون التنازلات التي ستقدم لبوتين في ألاسكا -في حال تقديمها بالفعل- ستمثل تكراراً غير مقبول أو غير معقول لفشل وزير الخارجية البريطاني الأسبق، نيفيل تشامبرلين، في الوقوف في وجه ألمانيا النازية في عام 1938، وأن تكون القمة فرصة لبوتين لإعادة تجميع صفوفه قبل التمدد عسكرياً في أوكرانيا، أو غيرها من دول البلطيق المجاورة.

لا تبدو احتمالات النجاح في ألاسكا مطلقة، ولا سيما إذا رفض ترمب شروط بوتين، في حال أصر الأخير على صفقة سيئة، ما سيذكِّر الأميركيين والعالم بانسحاب رونالد ريغان من لقاء مع الزعيم السوفياتي الأخير ميخائيل غورباتشوف، في محاولته لإنهاء الحرب الباردة. وفي كل الأحوال يبدو التساؤل المثير: هل يمكن للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن يقبل بفكرة تبادل الأراضي مع روسيا؟ الأمر يحتاج إلى استفتاء شعبي بموجب دستور أوكرانيا، مع الأخذ في الاعتبار أنه رئيس منتهية ولايته. في ألاسكا يبدو مكر التاريخ -حسب الفيلسوف الألماني جورج هيغل- حاضراً، على الجانب الروسي تحديداً؛ حيث بوتين لا يزال يعتبر ما جرى للاتحاد السوفياتي أكبر كارثة جيوسياسية جرت في القرن العشرين، ولهذا لا ينكر افتراض نيات الغرب في تكرار الأمر في روسيا عما قريب. دعونا لا نستبق الأحداث وننتظر، ويوم الجمعة لناظره قريب.

 

"إيران تحتمي ببقايا المحور"...لماذا كل هذا الضجيج حول السلاح؟

غسان العياش/أساس ميديا/14 آب/2025

في اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل الذي أعلن في تشرين الثاني الماضي، ورد بند موجز وواضح يغني عن كل الجدال الدائر حول مصير السلاح. الغريب أنه وسط الخطابات الصاخبة حول سحب السلاح لم يتطرّق أحد إلى هذا البند الذي جاء فيه: " حزب الله وجميع الجماعات المسلحة الأخرى في الأراضي اللبنانية لن تقوم بأي عمل هجومي ضد إسرائيل".هذا البند الذي وافق عليه حزب الله هو حدث تاريخي كبير، ليس لأنه يعني توقف "حرب الإسناد" التي دارت منذ 8 تشرين الأوّل 2023 وخلّفت دمارا وخسائر جسيمة واغتيالات مدوّية، بل لأنه يعني نهاية المقاومة من أرض لبنان لأوّل مرّة منذ سنة 1969. فلا مقاومة فلسطينية بعد الآن، ولا مقاومة وطنية لبنانية ولا مقاومة إسلامية، ولا سلاح يوجّه بعد اليوم إلى إسرائيل انطلاقا من لبنان.

فما هي الحاجة بعد ذلك إلى السلاح، وكل سلاح خارج الدولة؟ هناك وظيفة وحيدة تبقى للسلاح وهي الاقتتال بين اللبنانيين، الذي تقول كل الفئات إنها لا تريده. من الطبيعي إذن أن تقرّر الدولة سحب السلاح من الجميع.

ما إن اتّخذت الحكومة اللبنانية قرار سحب السلاح من التنظيمات غير الشرعية حتى انتفض الحزب غاضبا مهدّدا، متجاهلا الاتّفاق الذي وافق عليه. بموازاة ذلك، انبرت شخصيات رئيسية في النظام الإيراني لتعترض على القرار وتدافع عن حقّ الحزب بالحفاظ على سلاحه.

لو كان المسؤولون الإيرانيون حريصين حقّا على لبنان وعلى حزب الله وبيئته، لقرأوا بعمق ورويّة، كعادتهم، مذكّرة مبعوث الرئيس الأميركي توماس برّاك إلى الحكومة اللبنانية ولنصحوا الحزب بالموافقة عليها دون تردّد لأنها تتضمّن العناصر الأساسية التي تنهي الصراع المدمّر مع إسرائيل، وتلبّي المطالب اللبنانية الأساسية. فقد تضمّنت أهداف المذكرة، التي وافقت عليها الحكومة، انسحاب إسرائيل من كافة الأراضي اللبنانية، وانتشار الجيش اللبناني حتى الحدود الدولية، ووقف جميع الانتهاكات والأعمال العدائية، وعودة المدنيين في القرى والبلدات الحدودية إلى منازلهم وممتلكاتهم، ودعم الجيش وقوى الأمن الداخلي وعقد مؤتمر اقتصادي لدعم الاقتصاد اللبناني وإعادة الإعمار. كل ذلك مقابل ثمن متّفق عليه وهو سحب السلاح من جميع القوى غير الشرعية، بما فيها حزب الله.

لكن إيران لم تتعوّد أن تنظر إلى المسائل الإقليمية بهذه النظرة المجرّدة والموضوعية، بل هي ترى حلفاءها وجيرانها العرب مجرد وسائل لخدمة مشروعها الكبير الذي أحياه الإمام الخميني وهو تأسيس الإمبراطورية الفارسية الكبرى، التي تشمل العراق وسورية ولبنان لكي تصل إلى شواطيء البحر الأبيض المتوسّط. إلا أن هذا الحلم الامبراطوري يصطدم بعقبات وعوائق تضعف إيران في مفاوضاتها المحتملة مع الولايات المتحدة الأميركية.

أبرز العقبات هو الوضع الاقتصادي الضعيف لإيران وترهّل هيكلها الاقتصادي رغم أهمّية قطاع الهيدروكاربونات. فهي تحتل المرتبة الثانية عالمياً في احتياطيات الغاز الطبيعي والمرتبة الرابعة في احتياطيات النفط الخام المؤكدة. وفي حين أن قاعدتها الاقتصادية متنوعة نسبياً بصفتها بلداً مُصدراً للنفط، إلا أن النشاط الاقتصادي والإيرادات الحكومية تعاني من التقلّبات الشديدة بسبب الاعتماد المفرط  على عائدات النفط. إن الصدمات الخارجية، بما فيها العقوبات الغربية الصارمة، وتقلّب أسعار السلع الأولية تؤدّي إلى ضعف النموّ الاقتصادي ووصول التضخّم إلى أكثر من 40% وانخفاض القوّة الشرائية للأسر الإيرانية بشكل كبير، ولم يكن خلق الوظائف كافيا لاستيعاب الأعداد الكبيرة من الشباب والمتعلمين، على حدّ ما ورد في تقارير البنك الدولي. إيران المتخلفة اقتصاديا وتكنولوجيا والتي تعرّضت لضربة عسكرية كبيرة وخسرت معظم أذرعها التي أنفقت عليها مئات مليارات الدولارات، تتمسّك بما تبقّى من هذه الأذرع لكي لا تتعرّى من كل أشكال القوّة في مفاوضاتها مع إدارة ترامب. فإيران تحتمي ببقايا النظام الإقليمي الذي بنته. إنها بحملتها على قرار الحكومة اللبنانية لا تحمي سلاح الحزب بل تحتمي به، وتسعى في الوقت نفسه إلى منع انهيار المنظومة الأمنية الحليفة لها في العراق، التي تترنّح وسط تقلّص النفوذ الإيراني في بلاد الرافدين.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

الجيش: تشكيلات وفصل الضباط إجراء روتيني

موقع أكس/لبنان 12 آب, 2025

أعلنت قيادة الجيش – مديرية التوجيه، أنه “يتم التداول على بعض وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي، بمذكرة تشكيلات وفصل لضباط المؤسسة العسكرية، بحيث يقوم البعض بإجراء التحليلات والتأويلات حول أسباب نقل الضباط وتشكيلهم من مراكزهم، يتضمن بعضها توجيه اتهامات غير صحيحة”.وأوضحت القيادة في بيان، أن “تشكيلات وفصل الضباط إجراء روتيني ودوري”، داعية “وسائل الإعلام والإعلاميين إلى عدم تداول المستندات العسكرية أو المعلومات غير الدقيقة والتحليلات المتعلقة بعناصر المؤسسة العسكرية وضباطها، لما له من تأثير سلبي على معنويات أفرادها والمؤسسة بشكل عام”. وأكدت أنها “باشرت بالتحقيقات اللازمة لتحديد المسؤولين عن تسريب المستندات لاتخاذ الإجراءات التأديبية بحقهم”.

 

رابط فيديو مقابلة من "صوت لبنان" مع د. حارث سليمان/ لاريجاني في بيروت لتقديم التنازلات وفي حال ارتكاب ح*ب الله حماقة سيتدخل”الشرع” في لبنان…

حارث سليمان لصوت لبنان: عوض تهديد النائب محمد رعد بعظائم الامور يروح يبلّط بيوت الجنوبيين والاقتناع بفرط عقد محور الممانعة

صوت لبنان/13 آب/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/08/146225/

ادرج الباحث السياسي وامين سر المنبر الوطني للانقاذ الدكتور حارث سليمان في حديث الى برنامج”الحكي بالسياسة” عبر صوت لبنان وشاشة Vdl 24 زيارة امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني علي لاريجاني الى بيروت في اطار تقديم التنازلات وارساء اسس تصليح العلاقة مع الدولة اللبنانية، قائلا:”ليس لدى لاريجاني ما يواجه به” اذ انه ومع اكتمال المشهد السياسي العام في المنطقة وبالنظر الى تغير مقومات موازين القوى المحلية والاقليمية والدولية وعيش طهران راهنا مفاعيل ازمة اقتصادية خانقة جدا (والمرتطبة ضمنا بتداعيات حرب اسناد غزة وتلك الاميركية والاسرائيلية الاخيرة عليها وسقوط نظام الاسد)، لا يمكن تزويد ايران اية اوراق تفاوضية قوية او يمكن لها اعطاء الاخرين سلة من الاملاءات لتنفيذها، مؤكدا ان ليس لدى الزائر الايراني سوى خطاب”العنتريات والمراجل” والتأكيد على ايرانية سلاح حزب الله واعتباره ورقة”بيع وشراء”يمكن الركون الدائم اليها.

وفي مقلب اخر، وصف سليمان العراق بـ”صندوق نقد ايران” والذي يعمل المجتمع الدولي على اقفاله ما سينعكس سلبا على حركة تمويل الانشطة الاقليمية الايرانية وسرق عائدات النفط العراقي وضبط مسار الاموال التابعة لشركتي نفط البصرة والعراق لصالح القيمين على النظام الايراني والحرس الثوري، ملقيا الضوء على اصرار اقطاب الحكم في العراق لنزع السيطرة الايرانية وفككة الفصائل المسلحة التابعة لها، عائدا بالتاريخ الى عهد رئيس الجمهورية الاسبق اميل لحود الذي وفرّ للحزب ممر تهريب وخدمات قصوى في مرفأ ومطار بيروت وكافة الادارات والمؤسسات الرسمية العامة دون اي حسيب او رقيب، ما سمح له بخط امداد لتهريب البضائع الفاسدة والمواد المخدرة يصل بين تركيا وسوريا ولبنان وارسا رابط تواصل مع قيادة الجيش اللبناني تهدف الى حل وادارة شؤون عناصر الحزب المذكور اعلاه طيلة العقود الـ40 الماضية.

وربطا، غمز سليمان من قناة تحول سلاح حزب الله الى عبء على ابناء الطائفة الشيعية بخاصة ولبنان بعامة، وذلك يغض النظر عن عمل ما يعرف بـ”الجيش او الذباب”الالكتروني ، مدرجا قرار احتكار سلاحه بيد الشرعية اللبنانية في اطار اعادة مفهوم “المواطنة الحقة” الى قاموس عناصر وقيادات الحزب وابناء الطائفة الشيعية كافة، بعد ان كانوا في مرتبة “فوق الجميع”  وتم الغاء حقوقهم كافراد لبنانيين عاديين، دون اغفال سحق ما يعرف بـ”المجال العام والتعددية والتنوع” الشيعي وحصره في خطاب واحد متاح، مسطرا العلاقة ما بين اتخاذ قرار سحب السلاح واعادة بناء الدولة والعمل السياسي الى الفضاء العام الشيعي القابع راهنا في قلب سردية “سوبرمان والعبيد” ومظلومية امتلاك السلاح. واستطرادا، استبعد سليمان حدوث اي انقسام داخل المؤسسة العسكرية والمتطلب وجود قناعة داخلية مسيحية ومسلمة تستوجب ذلك كما لطرف اقليمي ودولي قادر على تمويل السيناريو السالف الذكر، سائلا من سيوقف سلة الاعتداءات والاغتيالات الاسرائيلية اليومية على لبنان ومن سيباشر بعملية اعادة الاعمار، اذ انه وعوض تهديد النائب محمد رعد بـ”عظائم الامور” يروح يبلّط بيوت الجنوبيين والاقتناع بفرط عقد “محور الممانعة”، مثمنا موقف كل من رئيسي الجمهورية والحكومة، واصفا اياهم بـ”رجال دولة” وذلك بعيد 30 عاما من التخاذل الرسمي  واعتبار الحزب “شيئا مقدسا” والاعجاب الضمني به.

وفي الاطار عينه، لفت سليمان الى مضمون ورقة الموفد الاميركي المتضمنة 11 بندا يتراوحون ما بين جدولة مسار نزع السلاح التدريجي وعلى مراحل متعددة (على مدى 120يوما) ويصار في خلالها اطلاق الاسرى اللبنانين لدى تل ابيب وترسيم الحدود المشتركة بين لبنان وسوريا وفلسطين وانسحاب الجيش الاسرائيلي من النقاط الامامية الجنوبية وذلك عملا بمعادلة “خطوة في مقابل خطوة” وغيرها من البنود الاساسية.

واضاف سليمان موضحا انه وفي حال ارتكب قياديو حزب الله لحماقة التسبب في حرب داخلية سيعمد الرئيس السوري الى دخول لبنان عبر ما يقارب الـ700الف سوري مقيم فيه، يضاف اليهم الاطراف الموالية له، مسجلا قطع ما يعرف بـ”طريق بوتين – الهند – ايران”، مطالبا باهمية تصحيح سلم اولويات العلاقة اللبنانية – السورية والغاء مجلس التنسيق بينهما واعادة النظر بمضمون اتفاقيات التعاون لما فيه المصلحة الونية العليا(على غرار تأهيل خطوط مرور النفط العراق من منطقة الشمال الى سوريا والعمل بخط سكك حديد الحجاز – الرياق البقاع وغيرها الكثير..). وختاما، القى سليمان الضوء على اهداف المنبر الوطني للانقاذ المعارض للوصاية السورية والايرانية والمقاتل لاسرائيل والعابر للطوائف والمذاهب اللبنانية والمنبر الحقيقي للمتدين والعلماني واليساري واليميني والديموقراطي الهوى والمعارض، ما سيسهم في ارساء اسس اعادة التنوع والتعددية داخل الطائفة الشيعية(بمساعدة ومساندة الافرقاء المحليين) وتمثيلها الحقيقي في مجلس النواب وآلية تداول السلطة، اضافة الى كسر احتكارها من قبل القيمين على الثنائي الشيعي”.

 

لقاء نهضة لبنان” التقي السفيرين الأسترالي والهولندي وسلمهما وثيقته المطالبة بوضع لبنان تحت البند السابع

موقع الفايسبوك/13 آب/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/08/146210/

قام وفد من اللقاء ضمّ : المهندس الفراد ماضي، الاستاذ حسان قطب، الاستاذ جاد الأخوي، والسيدات نسرين ياغي ابتسام كعدي وريما سعد بزيارة لِكل من:

- سفير استراليا في لبنان السيد اندرو بارنز بحضور السيدة اليس كالسال نائب رئيس البعثة، والسكرتير الثاني في السفارة السيد بين غريغ

- وسفير هولاندا السيد فرانك مولان بحضور السيد الان واكد مسؤول اول لشؤون السياسات

قدم الوفد للسفيران الوثيقة الصادرة عن المؤتمر والمذكرة القانونية التي اعدها اللقاء بشأن تفعيل الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة في الحالة اللبنانية ووضع لبنان تحت وصاية دولية مؤقتة نظرا  لما وصل اليه الوضع الداخلي من تهديد مباشر للسلم والامن الاقليمي والدولي.

تناقش الطرفان بالوضع الداخلي، خاصة ان دول الخارج لا تدرك حجم خطورة الوضع اللبناني ولا تتلمس يومياته وانعكاساتها الخطيرة حياتيا وامنيا على فئات الشعب اللبناني الرافض لهذا السلاح وما تسبب به من ويلات على مدى ٤٠ عاما، وان المطالبة بوضع لبنان تحت الفصل السابع والحياد ما هي الا في سبيل انقاذه من براثن المخططات الخبيثة التي جعلته رهينة حروب عبثية وضحية ايديولوجية لا تشبهه او تشبه شعبه.

 

المهندس ألفرد ماضي: نطالب بطرد السفير الايراني من لبنان، وقطع العلاقات الديبلوماسية مع ايران

رئيس حركة الخيار الآخر المهندس ألفرد ماضي/موقع فايسبوك/13 آب/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/08/146210/

بعد "النجاح الباهر" يلي حققوا حزب الله بالدفاع عن لبنان ويلي كانت نتيجتو:

مقتل كل قيادات الصف الاول والتاني والتالت واكتر من ١٥ الف قتيل وجريح!

وتدمير وتهجير كل الجنوب ونصف الضاحية وشقفة من بعلبك الهرمل !

وضرب الاقتصاد اللبناني!

وبما انو ايران يلي فيا ٧٠ مليون مواطن ما قدرت توقف بِوج اسرائيل يلي فيا ٧ مليون مواطن اسرائيلي!

وبعد تصريحات عراقجي ولاريجاني وباقري وولايتي ومسجدي يلي بترفض تسليم سلاح حزب الله للدولة !

وبما انو الحزب ما بيعترف بوجود لبنان، وبيتبع ولاية الفقيه!

ما كان لازم المسؤولين يخلوا لاريجاني يدخل ع لبنان واكيد ما كان لازم حدا من اركان الدولة يستقبلوا

وبطالب:

ب طرد السفير الايراني من لبنان، وقطع العلاقات الديبلوماسية مع ايران ...

وارسال كل عناصر حزب الله الى ايران يدافعوا عنا متل ما "نجحوا" بالدفاع عن لبنان!!!

ونحنا منتكفل ب أمن لبنان وبحمايته!!!

 

تغريدات مختارة من موقع أكس

تغريدات مختارة لليوم 13 آب/2025

محمد الأمين

بطولات الكرتون بلاها.. بزيارة لاريجاني،استقبلو ممثل الخارجية  مع الأحزاب والفصائل اللبنانية والفلسطينية المسلحة  ع المطار. وكفا برمتو ع الجمهورية كلها. واللي رتب الزياره رئيس النواب ،ف اللي عندو مواقف عاليه وقوية "متل ممنوع يدعس لبنان وهالاخبار يطالب صمام الأمان والشاطر والمعتدل اللي بتقولو عنو ما بيشبه حزب الله رفيقكم  نبيه بري.

 

يوسف سلامة

ما يهمّ اللبنانيين هو معرفة ما قاله "لاريجاني" في اجتماعه المغلق مع دولة الرئيس بري وليس ما صرّح به للإعلام.

 

يوسف سلامة

التاريخ إن حكى، أمس، توزعت الطوائف على مرجعيات خارجية فخسر لبنان سيادته، تفككت دولته وأُعطي جائزة ترضية لسوريا ثم لإيران، اليوم، أجمعت الطوائف على الترحيب بانتداب أميركي سعودي مباشر، له حق الإشراف والتنفيذ على إعادة بناء الدولة،

"مئة عام هُدرت وكأنها لم تكن، غدًا يوم آخر"

 

فراس حاطوم

جبران_باسيل وفي معرض تبريره لتغير مقاربته لملف سلاح #حزب_الله أشار الى ثلاثة مسائل الأولى تفرد الحزب بقرار فتح جبهة الأسناد والثانية انخراط سلاحه في مشروع اقليمي!! والثالثة خسارته للجزء الأكبر من قوته الردعية. بالنسبة للتفرد فقد حدث سابقاً في حرب تموز وفي كل الأعمال العسكرية التي كان الحزب جزءًا منها أما الانخراط في مشروع إقليمي فحربي سوريا واليمن مر عليهما اكثر من عشر سنوات واعقبهما وصول العماد عون الى سدة الرئاسة بفعل تحالفه مع الحزب يبقى السبب الثالث هو الأقرب للتصديق:نتيجة الحرب وهذا  السبب يؤكد عدم صحة ما رُدٍّد  عام ٢٠٠٦  من أن الموقف مبدئي ولم ولن يتغير حتى لو خسر الحزب الحرب. بالمختصر كانت طريق بعبدا تمر من حارة حريك فكان الأمر يستحق عناء المواجهة (الكلامية طبعاً)حتى مع الولايات المتحدة أما الآن فيبدو ما عاد في شي بيستاهل!

 

زينا منصور

اذا كان إستقبال لاريجاني يطرح مشكلة الولاء المزدوج. والولاء المزدوج يطرح مشكلة النظام المركزي الفاشل. إستقبال البابا يثير مشكلة الولاء المزدوج.

وغدا إستقبال الجولاني. وبعد غد إستقبال الشيخ طريف يثير مشكلة الولاء المزدوج. فما الحل؟ الحل فيدرالية أو تقسيم متل جارتنا الهانئة قبرص.

 

بيتر جرمانوس

الهجوم على ستارلينك في لبنان

هو من اجل حماية الانترنت غير الشرعي اي اكثر من 600 الف مشترك. نفس قضية المازوت وصهاريج المياه. من سيفكك هذه الكارتيلات المافيوية التي ابتلعت مداخيل الدولة. هذه مشكلة اكبر من مشكلة السلاح

تبييض أموال - كابتغون - جمهورية كل شي غير شرعي

 

فيصل نصولي

علي لاريجاني يقول: “لا نتدخّل”… ويشترط “التشاور مع المقاومة”. هذا هو التدخّل بعينه. قرار لبنان يُتّخذ في مؤسّساته الشرعية فقط. لا شريك للدولة على السلاح والقرار—الدستور والطائف و1559 و1701… وما عداها باطل

اطردوه من بلاد الارز

 

محمد الأمين

المعارضة الشيعية كانت موجودة منذ بدايات الاستئثار والهيمنة من قبل الثنائي المسلح “أمل – حزب الله” على الطائفة الشيعية وقتل منها من قُتل وسجن من سجن وأُبعد من ابعد بقوة السلاح، وبقيت وهي تتنامى ولم تتوقف عن القيام بدورها، رغم كل التخلي عنها منذ العام ٢٠٠٥.. وهنا المطلوب من الدولة التي ينادي بها المعارضون ان تلاقيهم وتحميهم، بعدم مراعاة قوى الأمر الواقع. وبهذا الصدد أطلقنا “لقاء اللبنانيين الشيعة” للتأكيد على أن الطائفة ليست كتلة صمّاء، بل مكوّن غني بالتنوّع والرؤى الوطنية المتعددة. وعلى أن التمثيل لا يُحتكر، والانتماء لا يُختزل بقوى الأمر الواقع”

 

محمد الأمين

 ·بيعترضوا"أحزاب، شخصيات سياسية،مشايخ،طوايف" على زيارة لاريجاني وبيقدموا أوراقن للجولاني.

الوصاية والتبعية مرفوضه بالمطلق  إذا بدك تكون لبناني. لبنان وبس

 

مع "نواف سلام"

‏استعادت رئاسة الحكومة ثقة كل اللبنانيين المؤمنين بلبنان دولة مدنية سيّدة حرّة ومستقلة، ‏نشعر معه أننا أمام"رياض صلح"آخر أو "سامي صلح" آخر، ‏شكرًا نواف سلام،‏نمرّ بلحظة مفصلية تتطلب جرأة وتجرّد، وأنت لجريء ومتجرّد،

‏الظروف تصنع القادة أو تمحيهم، خدمتك الظروف.

 

يوسف سلامة

‏التاريخ إن حكى، ‏أمس، ‏توزعت الطوائف على مرجعيات خارجية فخسر لبنان سيادته، تفككت دولته وأُعطي جائزة ترضية لسوريا ثم لإيران، ‏اليوم، ‏أجمعت الطوائف على الترحيب بانتداب أميركي سعودي مباشر، له حق الإشراف والتنفيذ على إعادة بناء الدولة، ‏"مئة عام هُدرت وكأنها لم تكن، غدًا يوم آخر"

 

يوسف سلامة

ما تسرّب عن حديث فخامة الرئيس مع السيد لارجاني أعادنا إلى أجواء خطاب القسم، هل أنّ فترة السماح التي أعطاها فخامته للقوى الممانعة قد انتهت؟ أم أنّ في الأمر قطبًا مخفية؟

 

نديم قطيش

لذيذ علي لاريجاني يقول بأننا لا نتدخل في لبنان ونحن مع أي قرار تتخذه الحكومة اللبنانية بالتشاور مع المقاومة. ليس في النظام اللبناني شيء اسمه التشاور بين الحكومة والمقاومة..

يعني يقول بأنه لا يريد أن يغير قرار الحكومة اللبنانية ولكن يبدو بأنه يريد تغيير النظام اللبناني… فقط

 

غازي المصري

التافه الذي يتكلم عن حلف الاقليات الذي لم يتكون حتى اليوم وهذا خطأ استراتيجي للاقليات انا اساله اليوم ماذا فعلت الاكثرية كي تطمئن الاقليات على وجودها ؟ 1450 سنة والاقليات االي اصلا اصحاب الارض تخوض صراع البقاء في مواجهة الاستكبار  المكدس والتطرف المقدس...

شوفوا العيب فيكم ...

 

قاسم جابر

الظريف اللطيف؛ الساخر الساحر؛ السهل الممتنع، الواثق المقتنع، لا يلوك ولا يصطنع؛ سلاحه الكلمة، لسانه يقصف، صوته يعصف، وصاروخه ينسف؛ مبدع وخلاق، محارب النفاق، عدو لأهل الشقاق، وخصم لكل كذوب افاك. عنيد في الحق، وعلى الباطل يشق. لبناني أغر و #وطني_غيور.

 

شارل جبور

لم تستوعب طهران بعد خسارة الورقة اللبنانية كورقة من أوراق ابتزازها ومفاوضاتها، وخسارة درّة تاجها التي أنفقت عليها عشرات المليارات وكانت أوّل نتاج لتمدُّد مشروعها التوسعي والتخريبي، وبالتالي لم تستوعب خسارة الورقة اللبنانية بعد خسارة الورقة السورية والفلسطينية.

عا مهلها بتستوعب..

 

سلطان السويداء

هام انتشر اليوم على عدة صفحات فيديو يظهر قيام مجموعة بإطلاق النار  على مئذنة الجامع الكبير في السويداء، الفيديو يوثق حادثة مستنكرة وقعت أثناء انسحاب قوات الحكومة الانتقالية من مدينة السويداء حيث ادعى بعض المسلحين أن هناك قناص عند مئذنة الجامع وقاموا بإطلاق النار، يومها نشر الراصد فيديو يظهر تدخل رجال دين من السويداء وطرد مطلقي النار بعد دقائق من فعلتهم هذه، بل دخل رجال الدين إلى الجامع واستنكروا التصرف وأكدوا قيامهم بحماية الجامع وتأمين كل ما يلزم للدفاع عنه ومن فيه.. نعيد الآن نشر الفيديو الذي يثبت تدخل أبناء السويداء بعد الحادثة بدقائق.

 

فارس سعيد

هل صحيح ان الرئيس الشرع  اقفل الاجواء الإقليمية السورية امام طائرة لاريجاني؟ إذا صحيح تصبح ترتيب العلاقات مع سوريا الجديدة اكثر من ضرورة

 

 طوني أبي نجم

مشاهد استقبال لاريجاني الهزيلة جداً شعبياً على طريق المطار، بعد مشاهد عراضات الموستيكات الهزيلة تؤكد وجود أزمة حقيقية لدى حzب الله شعبياً وتراجع قدراته التنظيمية بعد تراجع إمكاناته المالية، كما تؤكد هذه المشاهد رفض حركة "أمل" الانخراط مع الحزب في تحركاته…

طوني بولس

 لماذا لا يريدون أرامكو

منذ أكثر من ثلاثة عقود ولبنان يغرق في أزمات المحروقات والصفقات المشبوهة، والطبقة الفاسدة نفسها ترفض أي حل شفاف يضع حدًّا للنهب.  الجميع يعلم أن التعاقد مع أرامكو، أكبر شركة نفط في العالم، يعني وضوحًا كاملًا ومحاسبة صارمة، وهو ما لا يناسب لصوص السياسة في لبنان.

 هؤلاء يريدون الشركات والوسطاء الذين يتيحون لهم السمسرة والسرقة وتقاسم الأرباح على حساب الشعب، لأن مع أرامكو لا يمكن تمرير الحيل ولا الصفقات السوداء.  لهذا، منذ الطائف حتى اليوم، يتجنّبون الخيار الذي يصب في مصلحة لبنان، ويفضّلون إبقاءه رهينة الجشع والفساد.

 

غسّان شربل

ابرز دليل على التغيير الذي حصل في المنطقة هو ان لاريجاني صار يأتي من بغداد إلى بيروت من دون المرور بدمشق.

 

هادي مشموشي

مخابرات الجيش اللبناني تكشف عن نفق في بلدة اليمّونة (قضاء بعلبك) يحتوي على اكبر معمل لتصنيع الكبتاغون والكريستال ميث اخطر انواع المخدرات.

تلك هي إحدى أفرع بيئة حزب الله التي تموله بالمال ويؤمن لها الغطاء الأمني.

الآتي أعظم...

 

ماهر شرف الدين

أحرق دواعش الشرع في غزوتهم الإبادية ثلاثين مقاماً دينياً للدروز… واليوم يتباكون كاذبين مضلّلين بأن الدروز يحرقون جامع السويداء!!!

أإلى هذه الدرجة يمكن للإنسان أن يكون وضيعاً؟

 

المرصد الديموقراطي السوري

انقطاع الاتصال بطبيب علوي في طرطوس ومخاوف من اختطافه

انقطع الاتصال بالدكتور الشاب حازم محمد أكثم غانم،  33 عاماً، حيث خرج من منزله في الحمرات في طرطوس ظهر يوم السبت 9 آب/ أغسطس، ولامعلومات عن مصيره حتى الآن.

 

حين يُكتب التاريخ بالصوت والصورة،

داني عبد الخالق

في الماضي، ارتكب الدواعش الأوائل الكثير من الجرائم في البلاد التي فتحوها، لكن تلك الجرائم بقيت في إطار الروايات التاريخية والكتب القديمة، لا يراها الناس إلا كصفحات مطوية في ذاكرة الماضي.

أما اليوم، فالوضع مختلف تماماً، كل جريمة

 

دارا عبدالله

أفشل عملية عسكرية في تاريخ حروب البشرية ربما هي عملية السويداء. عدم تحقيق أي هدف، وأضعفت من شن الهجمة كثيرا، ومددت قانون قيصر وألجمت الأوروبيين، وأدخلت دولة الإبادة لقلب الصدع العميق بين السويداء وسوريا، وصار وزير الخارجية يسافر ليل نهار ليسيطر على إبعاد الكارثة.

فشل هائل.

 

ماهر شرف الدين

كاتب سوري يعمل مديراً لمشروع قَطَري يُسمّى "الذاكرة السورية"، يُسخّر نفسه هذه الأيام لإثبات أن "عصابات الهجري" هي التي ارتكبت جريمة المستشفى!!!

يعني خوش مؤتمَن على الذاكرة السورية وأنت تحاول تزوير الحاضر الموثّق بالكاميرا! لعنة الله على قطر ومشاريعها ومرتزقتها!!

 

******************************************

في أسفل رابط نشرة الأخبار اليومية ليومي 13-14 آب /2025/

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 13 آب/2025

/جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/2025/08/146203/

ليوم 13 آب/2025/

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For August 13/2025/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/2025/08/146206/

 For August 13/2025

**********************
رابط موقعي الألكتروني، المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

https://eliasbejjaninews.com

Link for My LCCC web site

https://eliasbejjaninews.com

****

Click On The Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

*****

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا الرابط  https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

*****

حسابي ع التويتر/ لمن يرغب بمتابعتي الرابط في أسفل

https://x.com/EliasYouss60156

My Twitter account/ For those who want to follow me the link is below

https://x.com/EliasYouss60156

@followers

@highlight