المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 06 آب /لسنة 2025

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

في أسفل رابط النشرة

                http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2025/arabic.august06.25.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

عناوين النشرة

عنوان الزوادة الإيمانية

عيد التجلي/وظَهَرَتْ غمَامَةٌ تُظَلِّلُهُم، وجَاءَ صَوْتٌ مِنَ الغَمَامَةِ يَقُول: هذَا هُوَ ٱبْنِي الحَبِيب، فلَهُ ٱسْمَعُوا

 

عناوين مقالات وتغريدات الياس بجاني

عيد التجلي/وظَهَرَتْ غمَامَةٌ تُظَلِّلُهُم، وجَاءَ صَوْتٌ مِنَ الغَمَامَةِ يَقُول: هذَا هُوَ ٱبْنِي الحَبِيب، فلَهُ ٱسْمَعُوا

الياس بجاني/الياس بجاني/نص وفيديو/في الذكرى الخامسة لانفجار مرفأ بيروت: جريمة حزب الله التي لن تُمحى من ذاكرة لبنان

الياس بجاني/احتمال كبير أن تقوم إسرائيل باحتلال الجنوب وتهجير سكانه

الياس بجاني/نص وفيديو/في ذكرى اغتيال حزب الله الإرهابي إلياس الحصروني الحنتوش: جريمة لن يمحوها الزمن

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مجلس الوزراء ينتصر بالجدول الزمني و"حزب الله" ينقلب على الدستور

إسرائيل تغتال "مسؤولًا في حزب الله" بغارة مسيّرة قرب بريتال

مصادر الثنائي لـ"المدن": قرار الحكومة "تسرّع في غير محله"

مسيرات داعمة لسلاح "حزب الله" بالتزامن مع الجلسة الحكوميّة

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلثاء في 5 آب 2025

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الثلاثاء 5/8/2025

جلسة ثانية لمجلس الوزراء الخميس لاستكمال النقاش في الورقة الاميركية: تكليف الجيش وضع خطة لحصر السلاح قبل نهاية العام وعرضها قبل نهاية الشهر الجاري لاقرارها والرئيس عون: لعدم المماطلة في ملف انفجار المرفأ

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

هل يقدم نتنياهو على احتلال قطاع غزة كاملاً؟

نتنياهو بن غفير وسموتريتش من استشارات بشأن غزة

النرويج تراجع استثماراتها السيادية في إسرائيل

مصر تحذر إسرائيل: اجتياح غزة تهديد للأمن القومي المصري

قوات الاحتلال الإسرائيلي تتوغل شمال القنيطرة

إسرائيل تسمح بدخول سلع تجارية جزئياً إلى غزة

بوتين يتجاهل مهلة ترامب: الحرب أولاً… والسلام بعد السيطرة

يبرود: حملة واسعة للأمن السوري تستهدف تجار المخدرات

الشبكة السورية: فجوات خطيرة في مرسوم إلغاء الحجز الاحتياطي

نور خطفت من منزلها وقالت لزوجها "ما بعرف أنا وين، ما في وقت بس كرمال ما يعذّبوك أو يؤذوك، كرمالك أنا بطلّق، وهني عم بسجّلوا المكالمة"

بيان تاريخي صادر عن أبناء العشائر العربية في سوريا

طالما فضّينا الشراكة تعالوا لنعمل جردة حساب مبدئية.

لماذا تتصرف السلطة في دمشق وأعوانها وكأن سكان الكرة الأرضية قُصّر، أو أميّون، أو مختلّون عقلياً؟

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

نزع سلاح "الحزب": "مهما تأخّر جايي"/ألان سركيس/نداء الوطن

"الحزب" يحاول فكّ عزلته: إغراءات وابتسامات... وتهويل!/لارا يزبك/نداء الوطن

بين الشرعية والمقاومة... الدم يختلط بالدَجَل/مكرم رباح/نداء الوطن

"حزب الله" ضد الجيش والدولة والشعب سلاح الحكم الذاتي والتقسيم/نجم الهاشم/نداء الوطن

 سحب السلاح والمشروع الإيراني/رفيق خوري/نداء الوطن

خمس سنوات على انفجار المرفأ: يأسٌ يتجدد والإهراءات للذكرى/نغم ربيع/المدن

سرائيل تكشف التوزيع الجغرافي لضرباتها.. فما خطتها للبنان؟/أدهم مناصرة/المدن

تجارة لبنان الخارجيّة: عجز الميزان التجاري يرتفع مجدداً/علي نور الدين/المدن

تفجير بيروت ومرفأ "الاستثمارات"/أنطونيوس أبو كسم/المدن

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

مجلس الوزراء: تكليف الجيش وضع خطة لحصر السلاح

القوات: الخطوة تنهي حقبة حوّلت لبنان إلى ساحة مستباحة للحروب

 المقارعين حول سلاح حزب الله/القاضي فرنسوا ضاهر/فايسبوك

«المجلس الأعلى للدفاع» في لبنان: دور تنسيقي ضمن حدود التكليف الحكومي

لا يملك أي هامش للتصرّف المستقل ولا يحل مكان مجلس الوزراء

حزب الله عند باسيل قبيل جلسة "نزع السلاح"

الحكومة اللبنانية تُكلّف الجيش بوضع خطة لـ”حصر السلاح”.. وانسحاب وزيري حزب الله وحركة أمل

نص خطاب الشيخ نعيم قاسم : لسنا معنيين بسحب السلاح..والمقاومة جزء من اتفاق الطائف ومسألة ميثاقية

المفتي قبلان: الجيش اللبناني شريك المقاومة ورفيق سلاحها وتضحياتها وفوق المغامرة السياسية

 

تغريدات مختارة من موقع أكس

تغريدات مختارة لليوم 05 آب/2025

 

تفاصيل النشرة الكاملة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

عيد التجلي/وظَهَرَتْ غمَامَةٌ تُظَلِّلُهُم، وجَاءَ صَوْتٌ مِنَ الغَمَامَةِ يَقُول: هذَا هُوَ ٱبْنِي الحَبِيب، فلَهُ ٱسْمَعُوا

إنجيل القدّيس مرقس09/من01حتى07/:”قالَ الربُّ يَسوعُ: «أَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّ بَعْضًا مِنَ القَائِمِينَ هُنا لَنْ يَذُوقُوا المَوْت، حَتَّى يَرَوا مَلَكُوتَ اللهِ وقَدْ أَتَى بِقُوَّة». وبَعْدَ سِتَّةِ أَيَّامٍ أَخَذَ يَسُوعُ بُطْرُسَ ويَعْقُوبَ ويُوحَنَّا، وصَعِدَ بِهِم وَحْدَهُم إِلى جَبَلٍ عالٍ عَلى ٱنْفِرَاد، وتَجَلَّى أَمَامَهُم. وصَارَتْ ثِيَابُهُ بَيْضَاءَ نَاصِعَة، حَتَّى لَيَعْجُزُ أَيُّ قَصَّارٍ عَلى الأَرْضِ أَنْ يُبَيِّضَ مِثْلَها. وتَرَاءَى لَهُم إِيلِيَّا مَعَ مُوسَى، وكَانَا يَتَكَلَّمَانِ مَعَ يَسُوع. فقَالَ بُطْرُسُ لِيَسُوع: «رَابِّي، حَسَنٌ لَنَا أَنْ نَكُونَ هُنَا! فَلْنَنْصِبْ ثلاثَ مَظَالّ، لَكَ واحِدَة، وَلِمُوسَى واحِدَة، ولإِيلِيَّا واحِدَة». ولَمْ يَكُنْ يَدْري مَا يَقُول، لأَنَّ الخَوْفَ ٱعْتَرَاهُم. وظَهَرَتْ غمَامَةٌ تُظَلِّلُهُم، وجَاءَ صَوْتٌ مِنَ الغَمَامَةِ يَقُول: «هذَا هُوَ ٱبْنِي الحَبِيب، فلَهُ ٱسْمَعُوا!».

 

تفاصيل مقالات وتغريدات الياس بجاني

عيد التجلي الإلهي: نور المجد الذي يبدّد ظلال اليأس

الياس بجاني/06 آب/2025

يُحتفل في السادس من آب من كل عام بعيد "التجلّي الإلهي"، وهو من أبرز الأعياد المسيحية التي تُعرف بالأعياد "السيدية الكبرى" أي الأعياد التي تتعلّق بحياة السيد المسيح وأحداثها المفصلية. إن كلمة "سيديّة" في هذا السياق تعني "خاصّة السيّد"، أي بالرب يسوع المسيح. ويُطلق هذا التعبير في الكنائس الشرقية، كالمارونية والسريانية والكلدانية، على الأعياد المرتبطة مباشرة بسرّ المسيح، كميلاده وموته وقيامته وتجليه. وتُستخدم في بعض هذه الكنائس كلمة سريانية قديمة هي "بَسِيكْتَا" (ܦܣܝܟܬܐ / Peskitaوهي تشير إلى مجموعة من القراءات والعظات الليتورجية الخاصة بهذه الأعياد الكبرى. لذا فإن "عيد التجلي" ليس فقط مناسبة لذكرى حدث مقدس وإنجيلي حصل مرة واحدة، بل هو إعلان دائم عن هوية يسوع المسيح الإلهية، وهو كشف للمجد الإلهي الكامن فيه منذ الأزل.

في هذا العيد، نرى يسوع يصعد إلى جبل عالٍ، يُعتقد أنه جبل طابور، وهناك يظهر بمجده الإلهي أمام ثلاثة من تلاميذه: بطرس ويعقوب ويوحنا. يضيء وجهه كالشمس وتلمع ثيابه كالثلج، ويظهر معه النبيّان موسى وإيليا، في مشهد فائق للطبيعة يربط بين العهدين القديم والجديد. ويسمع التلاميذ صوت الآب السماوي يقول: "هذا هو ابني الحبيب الذي به سُررت، فله اسمعوا" (متى 17: 5).

إنّ التجلي هو إعلان مُسبق عن القيامة، وإشعاع للنور الإلهي الذي لا يُقهر، وبشارة بالانتصار على الموت والظلمة، ورجاء يُجدّد الإيمان في زمن الشك واليأس.

معاني العيد اللاهوتية والروحية

إعلان ألوهية المسيح: يظهر يسوع أمام تلاميذه بوجهٍ متلألئ كالشمس وثياب ناصعة كالضوء، في إعلان واضح لطبيعته الإلهية التي كانت مخفية وراء الجسد البشري. إنه "نور من نور، إله حق من إله حق".

استباق للقيامة: التجلي حدث قبل الصلب، وفيه سمح المسيح لتلاميذه الثلاثة أن يلمحوا مسبقًا مجده، كي لا يتعثروا عند مشاهدتهم آلامه. هو عربون رجاء بأن الموت ليس نهاية، بل عبور نحو النور.

اللقاء بين العهدين: ظهور موسى وإيليا إلى جانب يسوع يُمثّل العهد القديم – الشريعة والأنبياء – الذين يسلّمون العهد الجديد للمسيح، الذي هو كمال الناموس والنبؤات.

دعوة للثبات في الإيمان: صوت الآب من السحابة يقول: "هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت، له اسمعوا" (متى 17: 5). إنها دعوة لنا لنستمع دومًا للمسيح، مهما اشتدت ظلمة الأيام.

النصوص الكتابية التي تروي التجلي

في العهد الجديد:

إنجيل متى 17: 1-8:

"وأخذ يسوع بطرس ويعقوب ويوحنا أخاه، وصعد بهم إلى جبل عال منفردين. وتغيّرت هيئته قدّامهم، وأضاء وجهه كالشمس، وصارت ثيابه بيضاء كالنور..."

إنجيل مرقس 9: 2-8

"وتغيّرت هيئته قدّامهم، وصارت ثيابه تلمع بيضاء جدًا كالثّلج، لا يقدر قصّار على الأرض أن يبيّض مثلها..."

إنجيل لوقا 9: 28-36

"وفيما هو يصلي، صارت هيئة وجهه متغيرة ولباسه مبيّضًا لامعًا. وإذا رجلان يتكلمان معه، وهما موسى وإيليا..."

رسالة بطرس الثانية 1: 16-18

"لأننا لم نتبع خرافات مصنعة، إذ عرّفناكم بقوة ربنا يسوع المسيح ومجيئه، بل قد كنا معاينين عظمته..."

في العهد القديم (رموز وإشارات):

خروج 24: 15-18 – موسى يصعد إلى الجبل، ويغطيه السحاب، ويظهر مجد الرب.

خروج 34: 29-35 – وجه موسى يلمع بعد حديثه مع الرب.

ملوك أول 19: 8-13 – إيليا يختبر حضور الرب في جبل حوريب، لا في العاصفة بل في صوت نسيم لطيف.

تاريخ تحديد العيد في الكنيسة

عُرف عيد التجلي في الشرق منذ القرن الرابع، وتثبّت كعيد رسمي على يد البابا كاليستوس الثالث عام 1457، بعد انتصار الجيوش المسيحية على العثمانيين في معركة بلغراد، التي صادفت يوم السادس من آب. ومنذ ذلك الحين، أُقرّ الاحتفال بالعيد في هذا التاريخ، في زمن البابا نيقولا الخامس أولاً، ثم البابا كاليستوس. وقد صار رمزًا لانتصار النور المسيحي على ظلمة الاحتلال والاستبداد.

لبنان والتجلي: من الجلجلة إلى الفجر

لبنان اليوم يعيش جلجلته، مصلوبًا جراء الاحتلال الإيراني المذهبي والتوسعي والهمجي المتمثل بذراعه المحلية الطروادية افرهابية المسماة كفراً  "حزب الله"، هذا الحزب سرق من اللبنانيين أمنهم، ومن الشيعة تحديدًا أبناءهم وأحلامهم. لكن، كما لم تبقَ آلام الجلجلة بدون قيامة، هكذا لن يبقى لبنان في ظلمة الاحتلال الإيراني البربري هذا، وكما قال الرب لتلاميذه: "لا تخافوا" (متى 17: 7)، هكذا يقول اليوم للبنانيين: "تشجّعوا، أنا هو، لا تخافوا".

في التجلي، غيّر يسوع هيئة وجهه، وبدّل ظلمة الجبل إلى نور، ونحن المؤمنين والحرار اللبنانيين نؤمن أنه سيأتي اليوم الذي يتجلّى فيه نور السيادة والحرية والإستقلال على أرض لبنان، ويسقط كل صنم للعبودية، وكل هيكل للكذب والإرهاب والأصولية والجهادية والسلاح غير الشرعي.

صلاة ختامية

يا ربّ المجد المتجلّي على الجبل، أنِرْ بنورك دروبنا المعتمة، وافتح عيوننا لنرى وجهك في وسط أوجاعنا.

أزِل الغشاوة عن بصيرتنا، كما أزحتها عن تلاميذك، فندرك أن مجدك حاضر حتى في الألم.

أنقذ لبنان، وبدّد ظلمة الطغيان، وأشرق على وطننا بنور الحقيقة والسلام، لنتحوّل كما تحوّلت على الجبل،من عبيد للخوف إلى أبناء في النور.

آمين.

***الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الإلكتروني

https://eliasbejjaninews.com

عنوان الكاتب الإلكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

الياس بجاني/نص وفيديو/في الذكرى الخامسة لانفجار مرفأ بيروت: جريمة حزب الله التي لن تُمحى من ذاكرة لبنان

الياس بجاني/ 04 آب 2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/08/145930/

في مثل هذا اليوم، الرابع من آب 2020، توقّف الزمن في بيروت، وسقط الوطن على ركبتيه وسط الدخان والنار والدم. انفجار مرفأ بيروت لم يكن قدَرًا، ولا حادثًا عرضيًا، بل كان جريمة إرهابية منظّمة، ارتكبها حزب الله بأدواته ومتفجراته وسلاحه غير الشرعي، على مرأى من دولة خائفة، صامتة، خانعة، جبانة.

في الرابع من آب، دوّى صوت الموت، وقُتل أكثر من مئتي إنسان بريء، وجُرح الآلاف، وتهجّر مئات الآلاف من بيوتهم، وتحولت العاصمة إلى مدينة منكوبة. كل هذا ليس بفعل زلزال أو كارثة طبيعية، بل نتيجة تخزين 2750 طنًا من نترات الأمونيوم، التي استخدمها حزب الله والنظام السوري في تصنيع براميل الموت التي أُزهقت بها أرواح آلاف السوريين، وخُطط لاستخدامها في عمليات إرهابية في أوروبا، بحسب تقارير رسمية من ألمانيا وقبرص ودول أخرى.

"هل يَسفِك الإنسان دمَ أخيه ويبقى بريئًا؟" (تكوين 4:10).

دماء الأبرياء ما زالت تصرخ من تراب بيروت، تطالب بالعدالة، وبإدانة من تاجروا بحياة الناس ومصير وطن بأكمله. منذ اللحظة الأولى للانفجار، سارع حزب الله إلى عرقلة التحقيق، وهدّد القضاة، واغتال الشهود، وأسكت كل من يملك معلومة تقرّبه من الحقيقة. قُتل الضابطان جوزيف سكاف ومنير أبو رجيلي، والموظف المصرفي وسام الطرّاف، والمصوّر الشاب جو بجاني داخل منزله في بلدة الكحالة، لأنهم عرفوا أو صوروا أو تكلموا.

"ويلٌ للذين يقولون للشر خيرًا، وللخير شرًّا" (إشعياء 5:20).

أي عدلٍ نطلبه من قضاء خاضع، وسلطة خائفة، ومسؤولين فاسدين يهربون من الحقيقة كما يهربون من ضمائرهم؟ هل يُعقل أنه بعد خمس سنوات لم يُحاسب أحد؟ لم يُسجن أحد؟ لم يُعاقَب أحد؟ أي دولة هذه التي لا تملك الشجاعة لتسمّي القاتل قاتلًا؟ في الذكرى الخامسة، ينزل أهالي الضحايا إلى الشوارع من جديد، لا ليذرفوا الدموع، بل ليصرخوا في وجه العالم: "الحق والعدالة، أو لا وطن". أمهات ثكالى، أطفال تيتموا، جرحى يعانون حتى اليوم، أرواح عالقة تحت الركام، تنتظر من ينصفها.

أي مستقبل نريده للبنان دون محاسبة؟ أي قيامة ممكنة دون حق وعدل؟

"لأنني الرب أحب العدل وأكره السلب" (أشعياء 61:8).

والله العادل لا يرضى بالظلم، ولا بسكوت القضاة، ولا بخنوع الحكّام.

إن حزب الله، ذراع إيران الإرهابية، هو المسؤول الأول عن هذه المجزرة، وأي محاولة لتبرئته أو تغطية جرائمه، هي خيانة للشهداء، وخيانة للبنان.

نعم، آن الأوان أن يُحاكَم القتلة. آن الأوان أن يدخلوا السجون، أو يُقادوا إلى المشانق.

لا عفو، لا مساومة، لا نسيان. فالعدالة الحقيقية ليست ورقة في درج المحكمة، بل سيف الحق الذي يجب أن يُرفع، وميزان الرب الذي لا يميل.

"الحَقَّ أَتْبَعَ وأَكرَهُ الباطِلَ" (مز 101:3).

فلنقف معًا، كلبنانيين أحرار، بوجه الظالم، ولنعِدّ أرواح الشهداء بأننا لن نسكت، ولن نرضخ، ولن ننسى. بيروت تستحق العدالة. لبنان يستحق الحياة.

الياس بجاني/فيديو/في الذكرى الخامسة لانفجار مرفأ بيروت: جريمة حزب الله التي لن تُمحى من ذاكرة لبنان

https://www.youtube.com/watch?v=NwuQvSOyu2Q&t=203s

الياس بجاني/ 04 آب 2025

***الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الإلكتروني

https://eliasbejjaninews.com

عنوان الكاتب الإلكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

احتمال كبير أن تقوم إسرائيل باحتلال الجنوب وتهجير سكانه

الياس بجاني/03 آب/2025

قرار حزب الله هو عند الملالي وقادته اللبنانيين هم مجرد أدوات تنفذ ولا تقرر. هناك احتمال أن تورط إيران الحزب مع بيئته بحرب انتحارية وعبثية تهجرهم وتقتلعهم من الجنوب إلى الأبد

 

الياس بجاني/نص وفيديو/في ذكرى اغتيال حزب الله الإرهابي إلياس الحصروني الحنتوش: جريمة لن يمحوها الزمن

الياس بجاني/02 آب/2025

في مثل هذا اليوم من العام 2023، امتدت يد الغدر، يد الظلمة، يد "حزب الله" الإرهابي، لتغتال جسداً كان ينبض بالإيمان، وبالحق، وباللبنانية الصافية. في بلدة عين إبل الجنوبية، وفي أرضه التي أحب، وبين ناسه الذين خدمهم بإخلاص، سُفك دم إلياس الحصروني، المعروف بـ"الحنتوش"، في جريمة حاول الحزب الإرهابي التمويه عنها، زاعماً أنها حادث سير. لكن عين العدالة، تلك الكاميرات التي لا تكذب، فضحت المجرمين، وكشفت المخطط والنية، وسقط قناع "الحادث"، كما سقطت كل أكاذيبهم السابقة. منذ اللحظة الأولى، ضغط "حزب الله" بكل ثقله لمنع التحقيق، وهدّد ذوي الشهيد، ووصل الأمر إلى أن المحققين أنفسهم أبلغوا العائلة بأن لا تحقيق، لأن "الحزب" يرفض. أي دولة هذه التي يخضع فيها القضاء لمزاج ميليشيا؟ أي عدالة هذه التي تُكمم فيها أفواه الشهود ويُمنع فيها الحق من الظهور؟!

إلياس الحصروني: صورة الناشط اللبناني الحر

من يعرف إلياس الحصروني يعرف أن اغتياله لم يكن صدفة، بل قراراً. قرار باغتيال رجلٍ آمن بالدولة لا بالدولة البديلة، بالسلام لا بالحروب، بالعيش المشترك لا بالفتن، بالجنوب اللبناني لا بالجنوب الإيراني. كان "الحنتوش" ناشطاً سيادياً صلباً في بلدة عين إبل، محبوباً من الجميع، بلا تمييز طائفي أو مناطقي. ساعد الناس، خدم المحتاجين، نشر روح المحبة والتعايش بين أبناء المنطقة. كان عضواً فاعلاً في حزب القوات اللبنانية، يمثّل الصوت الوطني الجنوبي الرافض للاحتلال الإيراني المغلّف بشعارات المقاومة، المقاومة التي صارت ضد الشعب لا العدو. لم يكن يحمل سلاحاً، بل فكراً. لم يزرع حقداً، بل محبة. لم يهدد، بل ساعد. ولهذا اغتالوه.

سجلّ طويل من جرائم حزب الله

جريمة اغتيال إلياس الحصروني ليست منفصلة عن سجلّ أسود طويل من الإرهاب الذي مارسه ويمارسه "حزب الله" على اللبنانيين.

من غزوة 7 أيار 2008 التي اجتاح فيها بيروت والجبل.

إلى اغتيال المصوّر جو بجاني لأنه وثّق لحظة التفجير في مرفأ بيروت.

إلى منع التحقيق في انفجار المرفأ وتهديد كل قاضٍ حاول أن يقارب الحقيقة.

إلى اغتيال النائب جبران تويني ورفاقه في جريدة النهار.

إلى قتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومحاولة طمس العدالة الدولية.

إلى تصفية المفكر الحر لقمان سليم لأنه تجرأ وقال "لا".

إلى عشرات، بل مئات، من جرائم القتل والتهجير والكمّ والتهديد بحق ناشطين وصحافيين وسياسيين.

حزب الله لا يعرف الحوار، بل الرصاص. لا يعرف الديمقراطية، بل السلاح. لا يعرف لبنان، بل "ولاية الفقيه".

حزب الله: أداة إيرانية لنشر الموت

لم يعد خافياً على أحد أن حزب الله ليس حزباً لبنانياً. هو فرع تابع للحرس الثوري الإيراني، ينفذ أوامر الملالي في قم وطهران، لا أوامر الشعب اللبناني. هو يدّعي حماية لبنان، لكنه دمّره. يدّعي الشرف، لكنه يغتال الشرفاء. يدّعي المقاومة، لكنه يحتل البلد.

لا خلاص للبنان بوجود هذا الكيان العسكري ـ الأمني ـ المالي الذي اسمه "حزب الله". ولا قيام لدولة القانون والمؤسسات ما دام السلاح غير الشرعي يحكم، ويهدد، ويمنع التحقيق، ويقرر من يعيش ومن يموت.

لا قيامة للبنان إلا بتطبيق القرارات الدولية

إن إنقاذ لبنان لن يتحقق إلا من خلال تجريد حزب الله من سلاحه، واعتقال ومحاكمة قادته، وتفكيك بنيته العسكرية والأمنية، استناداً إلى القرارات الدولية 1559 و1680 و1701، وإلى اتفاقية وقف إطلاق النار التي تنتهك يومياً على حدود الجنوب. لبنان لن يُبنى فوق الدم. لا دولة تقوم فوق جثة القانون. ولا حرية في ظل هيمنة السلاح.

في الختام

في ذكرى استشهاد إلياس الحصروني، ننحني أمام دمائه الطاهرة، ونعاهده أن قضيته لن تُنسى، وأن اسمه سيبقى حيّاً في ضمير أحرار الجنوب وكل لبنان. وسنستمر، معه وباسمه، في مقاومة المشروع الإيراني، وفي المطالبة بدولة لبنانية حرة، سيدة، مستقلة، تحكمها العدالة لا الميليشيات، القانون لا الفوضى، والحق لا الرصاص.

يا شهيد لبنان الحرية والسياسة، أيها البطل الياس الحصروني - الحنتوش، إن صوتك ما زال يدوّي في عين إبل والجنوب وكل لبنان صارخاً: لا لإيران، لا لحزب الله الإرهابي، لا للإجرام ونعم للعدالة وللبنان.

الياس بجاني/فيديو/في ذكرى اغتيال حزب الله الإرهابي إلياس الحصروني – الحنتوش: جريمة لن يمحوها الزمن

https://www.youtube.com/watch?v=4TidGqbBZAU&t=9s

https://www.youtube.com/watch?v=ubjDYs2HE2U&t=60s

الياس بجاني/02 آب/2025

***الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الإلكتروني

https://eliasbejjaninews.com

عنوان الكاتب الإلكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل أهم الأخبار اللبنانية

مجلس الوزراء ينتصر بالجدول الزمني و"حزب الله" ينقلب على الدستور

نداء الوطن/06 آب/2025

جلسة تاريخية لمجلس الوزراء بمقرّراتها، وموقف لرئيس الحكومة نواف سلام سيحسب له في سجل الذهب. الكباش ظهر واضحًا بين الدولة المتمسّكة بالدستور و"حزب اللّه" المنقلب على الدستور. بهذا المعنى، يمكن القول إن "حزب اللّه" نفَّذ انقلابًا على المؤسسات الدستورية، لكنّ مجلس الوزراء ردّ على الانقلاب بتثبيت الجدول الزمني لحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية. بدأ الكباش اعتبارًا من الثالثة من بعد الظهر، مجلس الوزراء يبدأ جلسته برئاسة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، عند الخامسة ألقى الأمين العام لـ "حزب اللّه" الشيخ نعيم قاسم "حممه" السياسية التي شكلت انقلابًا على الدستور وعلى مجلس الوزراء، فألغى دوره ومفاعيله. يقول قاسم: "سأقولها بشكل واضح: المقاومة هي جزء من دستور الطائف، منصوص عليها هناك في الإجراءات التي يجب أن ‏تُتخذ بكافة الأشكال لحماية لبنان، لا يمكن لأمر دستوري أن يُناقش بالتصويت، الأمر الدستوري يتطلّب توافقًا، ‏ويتطلّب مشاركة مكوّنات المجتمع كافة لتتفاهم على القضايا المشتركة".

بهذا الكلام يكون الشيخ نعيم قاسم قد نسف الدستور اللبناني وانقلب عليه، لا يرد في الدستور ما يقوله الشيخ نعيم قاسم الذي لم يكتفِ بالتفسير، بل عمد إلى التزوير، فأين ترد في الدستور الجملة التي قالها الشيخ قاسم وهي: "لا يمكن لأمر دستوري أن يُناقش بالتصويت".

هجوم على توم برّاك وعلى "مسؤول عربي"

الشيخ قاسم لم يكتفِ بالرفض بل هاجم الموفد الأميركي توم برّاك وغمز من قناة الموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان، من خلال قوله: "لا أحد مرتاح، لأن برّاك أتى إلينا ورمى الورقة الأولى والثانية والثالثة، أين أنتم واقفون؟ ما القصة؟ كلّما تكلّم أحد أو ‏جاء مسؤول عربي إلى المسؤولين وقال لهم: "إفعلوا... وإلّا..."، ماذا تعني "وإلّا"؟ "وإلّا لا يوجد مال؟" (عمرها لا ‏تكون الأموال)، من أنت لتشترينا بالمال؟".

قاسم "قولوا لهم: راجعوا المقاومة"

قاسم بلغ في معارضته حدًا دعا فيه السلطة إلى التنحي جانبًا ليتسلّم "حزب اللّه" زمام الأمور، فقال: "عندما يضغط أحد عليكم، قولوا لهم: راجعوا المقاومة، ونرى نحن وإياهم ما الذي سنفعله". اللافت أنّ الشيخ نعيم قاسم قال كلمته في وقتٍ لم يكن مجلس الوزراء قد أنهى جلسته، ما يعني أنّ قرار "الحزب" بالتصعيد متخذ، بصرف النظر عن القرار الذي سيصدر عن مجلس الوزراء.

كيف ردّت الحكومة؟

في وقتٍ كان يلقي الشيخ قاسم كلمته، كان مجلس الوزراء منعقدًا. الجلسة التأمت برئاسة رئيس الجمهورية وغاب عنها وزير المال ووزير العمل الموجود في العراق. وبعد خمس ساعات ونصف الساعة، انتهت الجلسة مع انسحاب الوزيرين تمارا الزين وركان ناصر الدين وخرج بعد ذلك رئيس الحكومة ليتلو القرار المتعلق بحصرية السلاح، ومما جاء في القرار: "قرّر مجلس الوزراء استكمال النقاش في الورقة الأميركية بجلسة حكومية في 7 آب، وتكليف الجيش وضع خطة لحصر السلاح بحدود نهاية العام الحالي، وعرضها على مجلس الوزراء قبل 31 الشهر الجاري".

ماذا جرى في الجلسة عند نقاش بند السلاح؟

كان الرئيس سلام يتلقّى تباعًا ما يقوله الشيخ نعيم قاسم، وأكثر ما استفزّه كلام قاسم عن تسليم السلاح إلى الإسرائيلي، فكان ردّه بالسير بمناقشة البند حتى إقراره، حاول وزيرا "الثنائي" تأجيل النقاش، وكانا مزودين بهذا الاقتراح قبل دخولهما الجلسة، وتكشف معلومات لـ "نداء الوطن" أن الرئيس بري طلب مهلة أسبوع لكن طلبه لقي رفضًا إذ "مَن يضمن إمكان عقد جلسة بعد أسبوع؟" ثم تم تخفيض المهلة إلى يومين فرُفض الأمر أيضًا. إصرار الرئيس سلام على استكمال البند لقي دعمًا من رئيس الجمهورية ومن وزراء "القوات"، وحين اعترض الوزير فادي مكي على المهلة الزمنية حتى آخر السنة، قال له الوزير جو عيسى الخوري: "تحفَّظ".

وتضيف المعلومات أن الموقف الاشتراكي في الجلسة كان جيدًا.

كما علمت "نداء الوطن" أن الورقة الأميركية ستقرّ في مجلس الوزراء وذلك قبل أن تصل خطة الجيش إلى المجلس، وعندما توافق الحكومة على خطة الجيش يبدأ التنفيذ الفعلي على الأرض. وأشارت المصادر إلى أنه بعد انسحاب الوزيرين تمارا الزين وركان ناصر الدين بقي الوزير مكي كممثل عن الطائفة الشيعية ولم ينسحب، وبالتالي يعتبر قرار الحكومة ميثاقيًا مئة بالمئة رغم تحفظ مكي على المهلة الزمنية وسط موافقة جميع الوزراء على قرارات المجلس في ما خص حصرية السلاح وتكليف الجيش. ووسط تأكيد "الثنائي" المشاركة في جلسة الخميس، أكدت المصادر أن القرار السياسي بات واضحًا للجيش والجيش ينفذ قرارات السلطة، ولا أحد قادر على منعه من بسط سلطته بما أنه يتمتع بهذا الغطاء. وعن التهديد بتفحير الوضع الأمني، أشارت المصادر إلى أن لا أحد من القوى يتحمل ذلك، والجيش والقوى الأمنية سيحافظان على الأمن، ومهما ارتفعت التهديدات فإن هناك جهة مسؤولة عن قيادة البلد هي مجلس الوزراء وتمثل الجميع، وهناك أجهزة شرعية ستقوم بواجباتها من أجل الجميع.

" حزب الله" يحاول "تحصين" خطواته

"حزب الله"، في كل مرة يستعد للقيام بخطوة سياسية أو غير سياسية، يعمد إلى تحصين هذه الخطوة من خلال مروحة اتصالات ولقاءات مع مكوِّنات سياسية وحزبية لتوفر الغطاء له. في هذا السياق، التقى وفد من "الحزب" رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل. النائب علي فياض تحدث بعد اللقاء فاعتبر أن "لدى التيار الوطني الحر، قراءة ليست ببعيدة عن قراءاتنا، لقد استمعنا إلى الكلمات التي ألقيت في البرلمان، فهي مقاربة تعتبر أن الطريق إلى المعالجة هي الالتزام الإسرائيلي بالاتفاقيات وهناك دول ضامنة يجب أن تقف عند ضماناتها، وما عدا ذلك يجب أن يجري في إطار الاستراتيجية الوطنية التي تشكل الإطار لمقاربة موضوع السلاح وغيره، هذا هو موقف "التيار الوطني الحر" الذي يكرره عادة" . وعن تحالفات "حزب الله" النيابية، قال: "الوقت لا يزال باكرًا للتفكير في المسار الذي ستأخذه الانتخابات النيابية المبكرة ونحن أكدنا في نهاية الجلسة أهمية أن تجرى الانتخابات في وقتها المقرر من دون أي تأجيل مهما كانت الظروف".

يُذكَر أن الوفد نفسه كان زار الرئيس السابق العماد ميشال عون في الرابية.

تحركات الشارع "عفوية"!

تحركات الشارع التي قام بها "حزب الله"، أوجد لها تفسيرًا على أنها عفوية، وهذا ما عبّر عنه النائب علي المقداد الذي وصف التحركات بالعفوية التي تعبر عن نبض الشارع، نافيًا وجود قرار يشبه ما حصل عام 2008 وأدى إلى أحداث 7 أيار.

توقيع مرسوم التشكيلات القضائية

وأمس، وقع رئيس الجمهورية المرسوم 823 المتعلق بالتشكيلات والمناقلات القضائية. وحمل المرسوم تواقيع رئيس الحكومة نواف سلام، ووزراء العدل والمالية والدفاع الوطني، عادل نصار، ياسين جابر، واللواء ميشال منسى.

جادة زياد الرحباني

وكانت لفتة بالغة الأهمية من رئيس الجمهورية حين طرح من خارج جدول الأعمال بند إلغاء تسمية جادة الرئيس حافظ الأسد واستبداله بجادة زياد الرحباني، فوافق مجلس الوزراء على هذه التسمية .

 

إسرائيل تغتال "مسؤولًا في حزب الله" بغارة مسيّرة قرب بريتال

المدن/05 آب/2025

استهدفت مسيّرة إسرائيليّة سيارة بثلاثة صواريخ على أوتوستراد بعلبك عند نقطة بريتال. وصدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة بيان أعلن أن غارة العدو الإسرائيلي على سيارة في بلدة بريتال أدت إلى سقوط شهيد. هذا وتحدّث الإعلام الإسرائيليّ عن "اغتيال شخصية في بعلبك، في العمق اللبنانيّ، بواسطة طائرة مسيّرة"، وذكرت "القناة 13" الإسرائيليّة أنّ الجيش الإسرائيليّ اغتال مسؤول وحدة 1900 في حزب الله.  وقبل ذلك، ألقت مُسيّرةٌ معادية قنبلةً صوتيةً في أجواء حيّ الكساير في ميس الجبل، وعلى مقربةٍ من إحدى الحفّارات العاملة في إزالة الردم، ثمّ عادت بعد دقائق لتُسقط قنبلةً صوتيةً ثانيةً فوق حيّ كروم الشراقي، من دون تسجيل إصابات.

 

مصادر الثنائي لـ"المدن": قرار الحكومة "تسرّع في غير محله"

المدن/05 آب/2025

في أول ردّ فعل على مقررات مجلس الوزراء خلال جلسته التي عُقدت اليوم، وخصوصًا ما يتعلق بملف حصر السلاح، اعتبر مصدر نيابي في كتلة "التنمية والتحرير" في تصريح لـ"المدن" أن قرار الحكومة يشكّل "تسرّعًا في غير محلّه"، مشيرًا إلى أن الأولى بالحكومة كان التوجّه نحو مناقشة إمكانية وقف الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة، والبحث في سبل إعادة الإعمار ووقف الخروقات المتكررة، بدلًا من الذهاب في اتجاه تحديد مهَل زمنية وإلزام الجيش اللبناني بإعداد خطة لحصر السلاح. وأفاد مصدر وزاري في ثنائي "أمل – حزب الله" لـ"المدن" أن المشاركة في جلسة مجلس الوزراء المقبلة، يوم الخميس، ليست محسومة حتى الساعة، موضحًا أنه لا يوجد حتى الآن قرار نهائي بشأن المشاركة. وأشار المصدر إلى أن أجواء الجلسة لم تشهد احتدامًا أو توترًا مباشرًا، إلا أن قرار الانسحاب منها جاء اعتراضًا على عملية التصويت التي جرت، والمتعلّقة بتحديد مهَل زمنية لحصر السلاح، في وقت لا يزال فيه لبنان يرزح تحت الاحتلال ويتعرّض لخروقات إسرائيلية متكرّرة. كما أفادت مصادر وزارية "المدن":  أن رئيس الجمهورية جوزاف عون حاول تجنّب الصدام وطرح عدة مخارج خلال الجلسة، وهو  بذل جهودًا لتفادي أي صدام داخل مجلس الوزراء، وقدّم عدة طروحات لاحتواء الخلاف، إلا أن ما رجّح كفة الحسم السريع في ملف السلاح هو "الجدية في التعاطي مع الموقف الأميركي"، ما دفع إلى استعجال البتّ بالملف رغم اعتراض بعض الأطراف.

 

مسيرات داعمة لسلاح "حزب الله" بالتزامن مع الجلسة الحكوميّة

المدن/05 آب/2025

تشهد  الضاحية الجنوبيّة لبيروت، مسيرات دراجات نارية وُصِفت بأنّها دعمٌ لـ"سلاح حزب الله"، وذلك بالتزامن مع انعقاد الجلسة الحكوميّة المخصّصة لبحث بند "حصريّة السّلاح بيدّ الدولة".وعُلم أنّ  ‏مسيرة دراجات نارية انطلقت من الضاحية الجنوبيّة، باتّجاه كنيسة مار مخايل وقام الجيش اللبنانيّ بمنع مرور المسيرة على طريق صيدا القديمة وتمّ تحويلها إلى منطقة المشرفيّة - أوتوستراد السيد هادي. ويأتي النقاش وسط إشارات تحذيريّة أميركيّة وإسرائيليّة تؤكّد أنّ أيّ تخلّفٍ عن تنفيذ الالتزامات المنصوص عليها في الاتفاقات ذات الصلة سيُقابَل بتصعيدٍ إسرائيليّ جديد.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلثاء في 5 آب 2025

وطنية/05 آب/2025

النهار

بدت وزيرة الشؤون الاجتماعية حنين السيد الأكثر تأثراً بذكرى انفجار المرفأ لكونها فقدت والدتها بعد إصابة بالغة.

بدأ أحد المرشحين بقاعاً تنظيم زيارات إعلامية اسبوعية إلى مراكز مؤسسة يملكها للقيام بدعاية مجانية على مستوى البلد كله بعدما كان بث تلفزيونياً وقائع احتفالات ينظمها لقاء مبالغ ضخمة.

قال وزير ان نائب رئيس الحكومة طارق متري مثّل لبنان في مؤتمر حل الدولتين في نيويورك في الأسبوع الفائت بدلاً من الوزير يوسف رجي لـ "عدم حماسة الأخير للمشاركة ليس اعتراضاً على صاحبة الدعوة السعودية بل لعدم إزعاج الإدارة الاميركية الرافضة لطرح الدولتين".

قال نائب شيعي إن "الثنائي"لا يتوجه إلى عدم المشاركة في جلسة الحكومة ولو قرر وزراء "الثنائي" الأربعة التغيب عن الجلسة لشاركهم أيضاً الوزير الخامس فادي مكي.

أُبلغ الأمين العام لأحد الأحزاب من جهة حليفة أن لا إمكانية لترشيحه في الانتخابات النيابية المقبلة وأن دعمه الممكن يقتصر على بعض المساعدات المالية إن توافرت السيولة الكافية.

يركّز حزب بارز على لقاء رئيس حزب حليف سابق له من دون زيارة وريثه الذي تسلم القيادة من بعده.

يبدو التباعد قائماً بين شخصية تسلمت موقعاً قيادياً في الشأن المالي ومعاونيه الذين يعتبرهم من عهد مضى.

الجمهورية

نفت أوساط حزب بارز الأنباء عن ضائقة مادية يعاني منها، واضعةً إياها في إطار الحرب النفسية التي تستهدفه.

تدرس المراجع المختصة إمكانية تأمين مصادر جديدة لتمويل موازنة لجهة دولية لا يُستغنى عن دورها، تعويضاً لنقص قد يتأتى من إحجام دولة كبرى عن المشاركة في هذا التمويل.

قرّر مسؤول كبير الامتناع عن استقبال أحد الديبلوماسيِّين الأجانب، ربطاً بمواقفه المستفزّة، التي تنحاز فيها دائماً إلى ما يتعارض مع مصلحة لبنان.

اللواء

لم تتوقف الاتصالات بين جهات لبنانية والجانب الأميركي، لمواكبة مجريات ما يمكن أن يحدث في مجلس الوزراء اليوم..

توقع مصدر قضائي صدور القرار الظني قبل بدء السنة القضائية الجديدة..

لا تفارق طائرات الاستطلاع سماء الجنوب (جنوب الليطاني وشماله)، ليلاً نهراً في هذه المرحلة، لاعتبارات تتعلق بمنع حزب الله من التقاط أنفاسه..

نداء الوطن

رأت مصادر سياسية معنيَّة أن البيان المنسوب إلى "عشائر البقاع" والذي أحدث ضجة، تقف وراءه جهة حزبية تحاول التهويل على جلسة مجلس الوزراء ويشكل رسالة واضحة حتى لو لم يتحقق.

وَضعت مصادر سياسية زيارة وفد من "حزب الله" للعماد ميشال عون، في خانة تشكيل جبهة معارضة ضد العهد على خلفية الاعتراض على تسليم السلاح للدولة، ولفتت هذه المصادر إلى ما أدلى به النائب علي فياض بعد الزيارة خصوصًا قوله: الزيارة للعماد عون شديدة الأهمية تحديدًا في هذه المرحلة.

في معرض استرجاع ذكرى 7 آب والاعتقالات التي جرت وقتها بإيعاز من الرئيس السابق إميل لحود وبتنفيذ من جهاز أمني خاضع له، لفت قيادي سابق في "التيار الوطني الحر" إلى أن الذين اعتقلوا يومها، هم مستقيلون اليوم من "التيار" وعلى خلاف مع قيادته الحالية.

البناء

تتوقع مصادر سياسية أن تتواصل الضغوط الأميركية على الحكومة اللبنانية لدفعها نحو التصادم مع حزب الله تحت شعار المطالبة بخطة تنفيذية تبرمج سحب سلاح المقاومة وعدم الاكتفاء بموقف يؤكد التزام الحكومة بنزع السلاح كما كان الطلب الأميركي الأصلي تماماً كما فعل الأميركيون بطلب انسحاب حزب الله من جنوب الليطاني ليضمنوا الانسحاب الإسرائيلي وعندما تم الانسحاب قالوا إنه لا يكفي وإنهم لا يستطيعون إلزام “إسرائيل” بشيء ولا ضمان قيامها بشيء ثم جاؤوا بطلب إعلان الالتزام بسحب السلاح ليضمنوا الانسحاب وسوف يأتون غداً ويقولون هذا لا يكفي نريد خطة عملية، وهذا ما فعلوه في سورية عندما طلبوا عدم تدخل النظام الجديد وترك “إسرائيل” تدمر قدرات الجيش السوري فإنهم يضمنون عدم التوسّع الإسرائيلي إذا تركت “إسرائيل” تدمر قدرات الجيش. وعندما انتهت “إسرائيل” من التدمير وتوسّعت طلبوا عدم التعرّض لها ليضمنوا عدم قصف العاصمة، وعندما قصفت العاصمة طلبوا التأقلم ليضمنوا عدم تكرار القصف وتوسيع نطاقه، وها هو النظام عالق في لائحة المطالب والتراجعات.

قال صحافي أميركي من معارضي حرب غزة والتورّط الأميركي في الحرب على إيران إنه فوجئ من عدم قيام الحشد الشعبي العراقي وأنصار الله في اليمن بتقديم أي مساعدة لإيران خلال الحرب الإسرائيلية الأميركية إذا اعتبرنا أن حزب الله وحماس في ظروف قد لا تسمح بالمساندة، ما دفعه للشعور بالسخافة في تكراره لسنوات نظريّة أذرع ووكلاء إيران وتكرار القول إن إيران تسلّح وتموّل هذه القوى لتكون سنداً لها في أي حرب تُشنّ عليها وأنه وجد أن عليه الاعتذار من جمهوره للمشاركة في ترويج بروباغندا مضللة لا يزال يكررها بعض الببغاوات العرب، حيث يروي أنه خاض حواراً مع أحد هؤلاء الذي قال له إن موقف حزب الله وحماس من رفض تسليم السلاح هو تصعيد إيراني تفاوضي، ولما سأله وعندما تنال إيران مطلبها سيقبلون تسليم السلاح برأيك؟ فأجابه على الأرجح نعم. فقال له ولكن ذلك ما سمعتك تقوله نفسه قبل الاتفاق النووي عام 2015 وعندما تم الاتفاق لم نرَ ما توقعته وزملاءك في سردية الأذرع والوكلاء ولم يسلم أي سلاح، لكنكم تجاهلتم سقوط المنطق كله ولم تراجعوه.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الثلاثاء 5/8/2025

وطنية/05 آب/2025

* مقدمة نشرة أخبار الـ "أم تي في"

بمعزل عما حصل في مجلس الوزراء، وبمعزل عن "عنتريات" نعيم قاسم، الأكيد أن مرحلة جديدة بدأت في لبنان اليوم. عنوان المرحلة واضح وصريح: حصر السلاح بيد قوى الشرعية اللبنانية، ما يعني حل كل الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية.

طبعا، المرحلة لن تكون سهلة، بل ستكون محكومة بعدد كبير من التجاذبات، وبعدد أكبر من الشروط والشروط المضادة، ومن محاولات التذاكي والالتفاف التي يتقنها حزب الله جيدا ويعرف متى وكيف يلجأ اليها.

ولكن الجميع يعرف أن "الزمن الاول تحول"، وأن المجتمعين العربي والدولي يطالبان لبنان الرسمي ان يستعيد المبادرة وان يرسم حدا فاصلا بين الدولة والدويلة.

والأهم من هذا كله ان السلطة اللبناني ككل حزمت أمرها، وقررت أن تنقل القضية إلى داخل المؤسسات الدستورية.

فللمرة الأولى يبحث حصر السلاح في مجلس الوزراء... واللافت أن الأمين العام لحزب الله استبق انتهاء جلسة مجلس الوزراء ليمارس أقصى درجة من درجات التصعيد الكلامي.

نعيم قاسم أكد أن المشكلة هي في العدوان الاسرائيلي لا في سلاح حزب الله، وأن سلاح الحزب لن يسلم، وأن استقرار لبنان لا يشترى بالتنازلات. كما وجدد التشبث بثلاثية شعب وجيش ومقاومة.

ولعل المضحك في الموضوع أن قاسم هدد اسرائيل بأنه في حال شنت حربا أوسع على لبنان فإن الصواريخ ستتساقط عليها. فمن أين جاء قاسم بهذه الثقة المفرطة بالنفس؟

هل نسي يا ترى ما حصل في حرب الاسناد وما تلاها؟

والأهم: ماذا تغير منذ تشرين الثاني الفائت الى اليوم حتى يعتقد قاسم انه قادر على  العودة الى نظرية توازن الرعب، وهي نظرية سقطت نهائيا في الحرب الاخيرة بين حزب الله وإسرائيل؟

البداية اذا من  بند سلاح حزب الله الذي بحث في جلسة  ماراتونية عقدتها الحكومة في القصر الجمهوري ويستكمل البحث في البند في جلسة لاحقة.

* مقدمة "المنار"

لا أحد يقدر على حرمان لبنان من قوته لحماية سيادته، ولا أحد يستطيع أن يمنع لبنان من أن يكون عزيزا.

هي رسالة الامين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم من على منبر شهيد فلسطين اللواء في حرس الثورة الايرانية الشهيد محمد سعيد إيزدي – الحاج رمضان.

ومع خطورة المرحلة التي يمر بها لبنان، فان المواجهة تكون بالوحدة ولا يمكن لاحد ان يهول علينا او يهددنا او يشترينا بالمال، وليعلم الجميع أنه لن يحصل حل من دون توافق – كما أكد الشيخ قاسم، فالعدوان هو المشكلة وليس السلاح، لذلك حلوا مشكلة العدوان وبعدها نحل قضية السلاح.

وللباحثين عن حلول باولويات مقلوبة، توضيح من الأمين العام لحزب الله بان على الدولة أن تضع خططا لمواجهة الضغط والتهديد وتأمين الحماية، لا أن تجرد مواطنيها ومقاومتها من قدرتهم وقوتهم، وأن تخسر نفسها أسباب القوة التي تساعدها على المقايضة والمطالبة والوقوف بوجه الضغوط.

بل على مجلس الوزراء الذهاب إلى جلسة وعلى جدول اعمالها بند عن سبل مواجهة العدوان الصهيوني وحفظ السيادة، ووضع جدول زمني من اجل تحقيق ذلك.

وأما وضع جداول زمنية لتسليم السلاح في ظل العدوان الصهيوني فهو أمر مرفوض تماما.

وبما أن اتفاق الطائف سقف الجميع – استشهد الشيخ قاسم بهذا الاتفاق الذي يعتبر المقاومة جزءا من دستوره، ولا يمكن لأمر دستوري أن يناقش بالتصويت وانما بالتوافق بين كل مكونات المجتمع، تماما ككل أمر ميثاقي كما قال.

ومع الحرص الكبير على إبقاء التعاون مع الرؤساء الثلاثة، والحرص على النقاش والتفاهم والتعاون، فقد تمنى الشيخ قاسم أن لا يحشر أحد أحدا، أو أن يحس البعض بضغط خارجي، فيقوم بضغط البلد.

بلد علقه الأميركي واعوانه على ورقة كل ما فيها المصلحة الإسرائيلية، فتبدلت الاولويات اللبنانية وحملت كرة النار الى مجلس الوزراء الذي وضع على رأس جدول اعماله بند السلاح، الذي ما زال يناقشه في جلسته المستمرة في قصر بعبدا حتى الآن.

* مقدمة الـ "أو تي في"

على المستوى الخارجي، من الواضح أن الضغط الإقليمي والدولي على السلطة اللبنانية بلغ حده الأقصى، ما دفعها إلى عقد جلسة لمجلس الوزراء تبحث في حصرية السلاح، بعد سبعة أشهر تقريبا من الإحجام عن المبادرة في اتجاه حل لبناني-لبناني يحمي البلاد من جهة، ويقارب الظروف المستجدة بواقعية من جهة أخرى.

وأما على المستوى الداخلي، فتخبط حكومي واضح، وسط تناقض اركانها، بين فريق يلامس تبرئة إسرائيل من أي أطماع في لبنان من ناحية، وفريق آخر يصر بعد كل الذي جرى، على ربط لبنان بقضايا خارج الحدود من ناحية أخرى، فيما المطلوب إقرار بالخطر الاسرائيلي من الفريق الأول، وتحرير لبنان من أي تبعية لأي دولة أو ملف خارجي من الفريق الثاني.

وفي غضون ذلك، وعلى وقع تهويل إعلامي كبير، وقمصان سود تبين أنها تجمع احتفالي لأحد مطاعم الدجاج بتجاوزه عتبة المليون متابع عبر مواقع التواصل، وأثناء انعقاد مجلس الوزراء، أكد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم عدم الموافقة على أي جدول زمني يعرض لينفذ تحت سقف العدوان الإسرائيلي.

واعتبر أن المقاومة سهلت للدولة كل الإجراءات المطلوبة منها في إتفاق 27 تشرين الثاني، مشددا على أن ما أتى به الموفد الأميركي توم براك هدفه نزع قوة وقدرة لبنان و هو لمصلحة إسرائيل بالكامل، موضحا أن براك اشترط نزع السلاح خلال ثلاثين يوما، وصولا حتى الى القنبلة اليدوية وقذائف الهاون.

* مقدمة الـ "أل بي سي"

في وقت يبحث مجلس الوزراء في بند حصرية السلاح، حزب الله لا يؤجل قرار رفض حصرية السلاح.

هذه هي المعادلة التي إرتسمت هذا المساء، ليكون السؤال: ماذا بعد هذه المعادلة؟

الكرة مجددا في ملعب الحكومة اللبنانية، فماذا ستفعل؟

حزب الله نفذ مناورة ميدانية إستعملت فيها أسلحة الخطابات والتصريحات والإعلام والتهويل والدراجات النارية.

والنتيجة لم تكن مفاجئة لأحد: حزب الله يرفض البحث في سلاحه. وأخطر ما قاله الشيخ نعيم قاسم هو الآتي: "لا يمكن لأمر دستوري أن يقر بالتصويت، ولن يحصل أي حل من دون توافق".

بهذا الموقف يكون حزب الله قد نسف أي آلية لحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية.

في هذه الحال، الحكومة اللبنانية أمام أكثر من إستحقاق، وفي مقدمها: بماذا ستجيب على ما هو مطلوب منها في ملف السلاح؟

الشيخ نعيم قاسم قطع الطريق على أي جواب محتمل فقال: قولوا لمن يضغط عليكم "روحوا راجعوا المقاومة" ونحن نتولى أمرهم.

الشيخ قاسم، وفي ما يشبه التأنيب وانتقاد  الموفد الاميركي والموفد العربي، من دون أن يسميه، قال: "براك أتى إلينا ورمى الورقة الأولى والثانية والثالثة، أين أنتم واقفون؟ ما القصة؟ كلما تكلم أحد أو ‏جاء مسؤول عربي إلى المسؤولين وقال لهم: "إفعلوا... وإلا..."، ماذا تعني "وإلا"؟ "وإلا لا يوجد مال؟" (عمرها لا ‏تكون الأموال)، من أنت لتشترينا بالمال؟ بحسب قاسم.

حزب الله قال كلمته، فبماذا ستجيب الحكومة؟ إن أي قرار تتخذه في موضوع حصرية السلاح، هو مواجهة  مع حزب الله، فهل من مخرج؟ وكيف سيكون؟

* مقدمة "الجديد"

ليلة من ألف ليلة وليلة أحيتها كركلا على مسرح البولشوي الروسي، شارع الحمراء، يرد التحية لزياد الرحباني، ويستعد ليحمل اسمه ويسجله في دائرة نفوس المدينة.

وشارع اصطبح على مشهد تسويقي مكلل بالسواد لزوم إعلان أثار البلبلة عن "فروج"، استدعى تحريض شارع "الديوك"، واستنفر ذوي الرؤوس الحامية، ليتكلل مشهد التناقضات في يوم من أدق الأيام اللبنانية على طاولة السلاح في القصر الجمهوري بجلسة top secret.

وفي معلومات "الجديد" حصل تواصل قبل الجلسة وبعدها، بين المعنيين، وكان ثمة تمن بتأجيل البند أسبوعا واحدا لأجل انضاج التفاصيل النهائية.

طرح التأجيل لقي اعتراضا من بعض الوزراء الذين أصروا على إقراره اليوم.

وبعد النقاش بين أصحاب الرأيين انتهى الأمر إلى تأجيل النقاش في بند السلاح.

على هامش الجلسة أطل الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، طارحا خريطة طريق لبناء لبنان وتثبيت الاستقرار فيه على ثلاث قواعد أساسية هي: المشاركة والتعاون عدم الالتهاء بالمطالب الخارجية وعدم الخضوع للوصاية.

كخلاصة للمراسيل الجوالة بين الدولة اللبنانية والإدارة الأميركية إذ اعتبر قاسم أن ما أتى به المبعوث الاميركي توم براك هو لمصلحة إسرائيل بالكامل وأميركا لم تأت لطرح اتفاق جديد بل إملاءات، وأعلن عدم موافقة الحزب على أي اتفاق جديد غير الاتفاق الموجود بين الدولة اللبنانية وإسرائيل.

وفي حال ذهاب إسرائيل إلى خيار الحرب، فهذا سيؤدي إلى دفاع الجيش والمقاومة، وسقوط الصواريخ في الكيان الإسرائيلي.

وفي معرض التمسك بحق لبنان في المقاومة ضد الاحتلال والعدوان، وقطعا للطريق أمام طرح التصويت على سلاحها في مجلس الوزراء، أكد قاسم أن المقاومة جزء من دستور الطائف ولا يمكن لأمر دستوري وميثاقي أن يناقش بالتصويت بل بالتوافق واللبحث حول الاستراتيجية الدفاعية.

وفي تشريح أحداث الأشهر الثمانية على اتفاق وقف إطلاق النار، تحدث قاسم عن انقلاب إسرائيل عليه وعدم الالتزام به.

ومن غير الممكن القبول بتخلي لبنان تدريجيا عن قوته من خلال جدول زمني يجرد لبنان من قوته ويبقي أوراق القوة كاملة بيد العدو الإسرائيلي.

وفي كلامه رفع الأمين العام لحزب الله سقف الخطاب كرافعة لرئاستي الجمهورية والحكومة بعد الضغوط التي تتعرضان لها ومعه دعا الدولة إلى إشراك كل المكونات للدفاع عن لبنان وإذا ضغطوا عليكم قولوا لهم راجعوا المقاومة ختم الأمين العام لحزب الله.

وفي تلخيص للواقع فلا الجيش اللبناني قادر على سحب السلاح تحت ضغط المهل ولا قيادة الحزب قادرة على تسليم سلاحها في ظل التهديد الإسرائيلي المتواصل وبين الأمرين لا مساعدات ولا إعادة إعمار وإسرائيل ليست بحاجة لشن حرب على لبنان وهي التي تحتل أرضه وأجواءه وتواصل اعتداءاتها واغتيالاتها وهي مشغولة في إبادة أهل غزة عن بكرة آخر طفل مجوع.

وفي اجتماعه الرباعي مع وزير حربه ووزير الشؤون الاستراتيجة ورئيس هيئة أركان الجيش، هرب بنيامين نتنياهو إلى الأمام، بقرار احتلال كل القطاع كرمى لعيون وزيري التطرف بن غفير وسموتريتش، وإنعاشا لائتلافه.

وإضافة إلى الحرب على غزة، فإن العالم مشغول باجتماع حل الدولتين، ولبنان لم يعد في قائمة الأولويات.

 

جلسة ثانية لمجلس الوزراء الخميس لاستكمال النقاش في الورقة الاميركية: تكليف الجيش وضع خطة لحصر السلاح قبل نهاية العام وعرضها قبل نهاية الشهر الجاري لاقرارها والرئيس عون: لعدم المماطلة في ملف انفجار المرفأ

وطنية/05 آب/2025

اقرّ مجلس الوزراء في جلسته التي عقدها بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، تكليف الجيش اللبناني وضع خطة تطبيقية لحصر السلاح قبل نهاية العام الحالي، في يد الجهات المحددة لاعلان الترتيبات الخاصة بوقف الاعمال العدائية وحدها، وعرضها على مجلس الورزاء قبل 31 من الشهر الجاري لمناقشتها وإقرارها. وسيستكمل المجلس درس مسألة حصرية السلاح، في جلسته المقبلة.

وتم خلال الجلسة ايضاً تعيين مجلس إدارة معرض رشيد كرامي الدولي، والتجديد للمدير العام للمؤسسة العامة للاسكان. وشدد الرئيس عون خلال الجلسة على "وجوب عدم المماطلة في ملف انفجار مرفأ بيروت بعد خمس سنوات على وقوع الحادث المشؤوم، والإسراع في الملف لتأخذ العدالة مجراها".

ودعا الرئيس عون المسؤولين الى "الكف عن تخويف الناس من بعضها وتوتير الوضع على أمور لا تستحق ذلك، وترك المجال امام الراغبين في الاستثمار وتمضية موسم الصيف، بدلاً من الكلام الباعث على الخوف والقلق، وتحديد مواعيد وهمية لضربات او لحرب".من جهته، أوضح رئيس مجلس الوزراء القاضي نواف سلام على ان "السلطة التنفيذية ستقدم للقضاء كل مايحتاج اليه للقيام بمهمته للبت في ملف انفجار مرفأ بيروت".

وكشف من جهة أخرى على ان" اعداد مشروع الفجوة المالية سينتهي قبل نهاية شهر أيلول المقبل لعرضه على مجلس الوزراء".

الرئيس سلام

وكانت الجلسة انعقدت عند الساعة الثالثة من بعد الظهر، وسبقها لقاء بين الرئيس عون والرئيس سلام تم خلاله البحث في المواضيع المدرجة على جدول الاعمال. وبعد انتهاء الجلسة، تحدث الرئيس سلام الى الصحافيين فقال:

"في ما يتعلق بالبند الاول من جدول الاعمال والذي ينص على استكمال البحث في بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها بقواها الذاتية، اتخذ القرار التالي:

أ- بناء على وثيقة الوفاق الوطني التي اقرت في مدينة الطائف والتي انبثق منها الدستور اللبناني الحالي، خصوصاً لجهة "استعادة سلطة الدولة حتى الحدود اللبنانیة المعترف بها دولیاً وبسط سلطة الدولة اللبنانية تدريجياً على كامل الأراضي اللبنانية بواسطة قواها الذاتية"، و"اتخـاذ كافـة الإجـراءات اللازمـة لتحریـر جمیـع الأراضـي اللبنانیـة مـن الاحـتلال الإسـرائیلي وبسـط سـیادة الدولـة علـى جمیع أراضیها ونشر الجیش اللبناني في منطقة الحـدود اللبنانیـة المعتـرف بهـا دولیـاً".

ب- بناء على البيان الوزاري لحكومة "الإصلاح والإنقاذ" الحالية التي نالت على أساسه في 26 شباط 2025 ثقة 95 نائباً من أعضاء المجلس النيابي والذي اكد على "ان الدولة اللبنانية تلتزم بالكامل مسؤولية امن البلاد والدفاع عن حدودها، وعلى تنفيذ قرار مجلس الامن 1701 كاملاً من دون اجتزاء ولا انتقاء، مع تأكيد ما جاء في القرار نفسه وفي القرارات ذات الصلة عن "سلامة أراضي لبنان وسيادته واستقلاله السياسي داخل حدوده المعترف بها دولياً" حسب ما ورد في اتفاق الهدنة بين إسرائيل ولبنان في 23 آذار 1949، والتشديد على "حق لبنان في الدفاع عن النفس في حال حصول أي اعتداء وذلك وفق ميثاق الأمم المتحدة".

ج- بناء على ما ورد في خطاب القسم للسيد رئيس الجمهورية في 9 كانون الثاني 2025، والذي اكدت الحكومة الحالية التزامه في البيان الوزاري، تحديداً في ما خص تنفيذ "واجب الدولة في احتكار حمل السلاح".

د- بناء على إقرار لبنان باجماع الحكومة السابقة على اعلان الترتيبات الخاصة بوقف الاعمال العدائية كما اقرّ في 27 تشرين الثاني 2024، وهو الإعلان الذي دعا الى الالتزام بقرارات مجلس الامن الدولي والتي تؤكد على ""نزع سلاح جميع الجماعات المسلحة في لبنان"، على ان تكون "القوات المسلحة اللبنانية، وقوى الأمن الداخلي، والمديرية العامة للأمن العام، والمديرية العامة لأمن الدولة، والجمارك اللبنانية، والشرطة البلدية، هي الحاملة الحصرية للسلاح في لبنان".

ه- وبعدما اطلع مجلس الوزراء على ورقة المقترحات التي تقدمت بها الولايات المتحدة الأميركية عبر السفير توم براك، من اجل "تمديد وتثبيت اعلان وقف الاعمال العدائية في شهر تشرين الثاني 2024، لتعزيز الوصول الى حل دائم وشامل" وعلى التعديلات التي اضافتها اليها بناء على طلب المسؤولين اللبنانيين، قرر مجلس الوزراء ما يلي:

1- استكمال النقاش في الورقة التي تقدم بها الجانب الأميركي يوم الخميس 7 من الشهر الجاري.

2- تكليف الجيش اللبناني وضع خطة تطبيقية لحصر السلاح قبل نهاية العام الحالي، في يد الجهات المحددة لاعلان الترتيبات الخاصة بوقف الاعمال العدائية وحدها، وعرضها على مجلس الورزاء قبل 31 من الشهر الجاري لمناقشتها وإقرارها".

الوزير مرقص

ثم تحدث وزير الاعلام بول مرقص، وتلا مقررات الجلسة فقال:

"عقد مجلس الوزراء جلسته في القصر الجمهوري برئاسة فخامة رئيس الجمهورية العماد حوزاف عون وحضور دولة رئيس مجلس الوزراء القاضي نواف سلام والسيدات والسادة الوزراء، في غياب وزيري المال والعمل. افتتح الرئيس عون الجلسة بالتعزية بالشهداء والضحايا الذين سقطوا في انفجار مرفأ بيروت في 4 آب 2020، ومنهم والدة معالي الوزيرة حنين السيد، لافتاً الى أهمية الإسراع في الانتهاء من هذا الملف من الناحية القضائية، وطلب من وزير العدل متابعة الموضوع وتسريع الإجراءات قدر الإمكان، كي تسود العدالة وتأخذ مجراها.

وبعدها، وقف الجميع دقيقة صمت على أرواح الشهداء والضحايا في هذا اليوم، واعتبر رئيس الجمهورية انه لم يعد بالإمكان المماطلة بالقرارات للبت بهذا الملف، فقد مرّت خمس سنوات على الحادث المشؤوم، ولا يمكن انتظار خمس سنوات أخرى، لان العدالة المتأخرة هي عدالة سيئة.

ثم تحدث الرئيس عون عن المؤشرات الإيجابية التي سجّلها موسم الاصطياف، لجهة الاعداد التي وفدت الى لبنان في هذه الفترة، والحركة الاقتصادية والسياحية المميزة التي تم تسجيلها، مستغرباً عدم الإضاءة على هذا الواقع الذي يساهم في تقدم وتطور البلد، كما طلب من المسؤولين ان يرأفوا بالبلد وبالمواطنين، والكف عن تخويف الناس من بعضها وتوتير الوضع على أمور لا تستحق ذلك، وترك المجال امام الراغبين في الاستثمار وتمضية موسم الصيف، بدلاً من الكلام الباعث على الخوف والقلق، وتحديد مواعيد وهمية لضربات او لحرب. وجدد الرئيس عون الطلب الى المعنيين والمسؤولين ووسائل الاعلام، التركيز على النواحي الإيجابية التي يشهدها البلد، وان يدعوا الناس يتمتعون بموسم الصيف.

وشدد الرئيس عون على أهمية الوحدة الداخلية للبنانيين الكفيلة بتجاوز كل الصعوبات والمشاكل، وهذه مسؤولية تطال الوزراء ايضاً لجهة التحدث بحسّ وطني، وعدم تخطي سقف الامن القومي والمصلحة العامة، مع مراعاة الحديث عن الإيجابيات التي تتحقق عبر انجازاتهم في الوزارات التي يتولونها.

وأشاد الرئيس عون باقرار مجلس النواب عدداً من القوانين اخيراً، ومنها قانون الإيجارات غير السكنية، وهيكلة المصارف، واستقلالية القضاء، وانه يجب بالتالي الانتقال الى الفجوة المالية للعمل على انهائها كي يصبح قانون هيكلة المصارف قابلاً للتطبيق.

وطلب الرئيس عون من الوزراء رفع لوائح بالالتزامات تجاه المنظمات الدولية التي لم تدفع بعد، ليصار الى درسها وتأمين التمويل لها، وذلك حفاظاً على موقع لبنان معنوياً وفعلياً في هذه المنظمات.

وأشار الرئيس عون الى انه وقّع اليوم مرسوم التشكيلات القضائية، ووجه الشكر الى وزير العدل ومجلس القضاء الأعلى لاقرارها للمرة الأولى منذ العام 2019، متمنياً ان يحقق القضاة ما هو متوقع منهم من قبل الجميع.

وختم رئيس الجمهورية بالطلب الى مجلس الوزراء تعديل اسم الجادة الممتدة من طريق المطار باتجاه نفق سليم سلام من "جادة حافظ الأسد" الى "جادة زياد الرحباني"/، الامر الذي وافق عليه مجلس الوزراء وطلب من معالي وزير الداخلية إتمام الإجراءات اللازمة بشأنه.

ثم تحدث دولة الرئيس سلام، فشدد على انه في موضوع انفجار مرفأ بيروت، فليس هناك مساومة على العدالة، وانه على الرغم من الالتزام بفصل السلطات، فإنه من مهام السلطة التنفيذية تسهيل عمل القضاء وعدم عرقلته، انطلاقاً من مبدأ التعاون بين السلطات، وستقدم السلطة التنفيذية للقضاء كل ما يحتاجه للقيام بمهمته.

وايّد ما يقوله رئيس الجمهورية لجهة أهمية قانون الفجوة المالية، فالناس تنتظره كما هي تنتظر منا اليوم قراراً ببسط سلطة الدولة على كامل أراضيها بقواها الذاتية، كما جاء في اتفاق الطائف، وهو ما بات معروفاً اليوم بعبارة "حصر السلاح بيد الدولة".

وقال دولة الرئيس: اما بالنسبة الى قانون الفجوة المالية الذي كان يتطلب اقرار قانوني رفع السرية المصرفية وهيكلة المصارف، فأوضح انه اتفق مع وزيري المال والاقتصاد والتجارة وحاكم مصرف لبنان على تسريع العمل في هذا الملف، على ان ينتهي اعداد المشروع قبل نهاية شهر أيلول المقبل لعرضه على مجلس الوزراء، وان سبب التأخير، ان كان هناك من تأخير، فيعود الى انتظار تشكيل لجنة الرقابة على المصارف، الا ان الأمور باتت الآن تسير بالسرعة اللازمة."

ثم انتقل مجلس الوزراء الى درس جدول اعماله، فأقر عدداً منها:

- تعيين مجلس إدارة معرض رشيد كرامي الدولي: هاني شعراني رئيساً، هاني الشمّاع، غابي خرياطي، باسم بخاش، جمانا تدمري، ليلى شحود أعضاء.

- تجديد تعيين المهندس روني لحود مديراً عاماً للمؤسسة العامة للاسكان.

كما وافق على مشاريع قوانين منها:

- مشروع قانون معجّل الرامي الى تشديد العقوبات على عدم التصريح عن نقل الأموال عبر الحدود.

- مشروع قانون الرامي الى تعديل القانون 44/2015 والقاضي بالامتثال اكثر فأكثر للمعايير الدولية.

- الموافقة على مشروع اتفاقية مع المنظمة الدولية للفرانكوفونية والمعهد الفرنسي في لبنان، لدعم موظفي القطاع العام وتعزيز قدراتهم باللغة الفرنسيةمن خلال تنظيم دورات تدريبية متخصصة باللغة الفرنسية.

- الموافقة على مذكرة تفاهم بين المكتبة الوطنية اللبنانية والمكتبة الوطنية الاسبانية.

وتقرر استكمال البحث في موضوع عرض وزارة الاتصالات توفير خدمات انترنت عبر الأقمار الاصطناعية والعروض التي تلقتها من شركات عالمية عاملة في هذا المجال، الى جلسة يوم الخميس من الأسبوع المقبل.

- الموافقة على اجراء مباراة لـ25 موظفاً في سلك الإطفاء في المديرية العامة للطيران المدني لملء الشغور في فرقة الإطفاء العاملة في مطار رفيق الحريري الدولي.

حوار

ومن ثم دار بين الوزير مرقص والصحافيين الحوار التالي:

سئل: لماذا انسحب وزيرا حركة امل وحزب الله؟

أجاب: انسحبا لعدم موافقتهما على قرار مجلس الوزراء الذي كان في صدد الصدور والذي تلاه رئيس الحكومة. وانسحبا فقط من الجلسة، وتحدثا بكلام جيد قبل انسحابهما، ولا مشكلة بتاتاً، وان شاء الله يتواجدان في جلسة الخميس التي ستعقد استكمالاً للبحث الذي بدأناه.

سئل: ماذا يعني القرار الذي اتخذ في موضوع السلاح وتسليمه قبل نهاية العام، كيف ستتم مواجهة ما يحصل في الشارع؟

أجاب: يعني ما يعنيه، أي تكليف الجيبش العودة الى مجلس الوزراء بخطة زمنية لاقرارها.

سئل: هل هناك ضمانات بمشاركة وزراء امل وحزب الله في جلسة الخميس؟

أجاب: نجن لا نطلب منهم ضمانات، ولا هم يقدمونها، فهم لا يزالون وزراء في الحكومة، ومن المفترض ان يحضروا الجلسات.

سئل: الحكومة اقرت سحب سلاح حزب الله على ان يقوم الجيش بوضع خطة قبل نهاية العام. هل هذا ما تريد ان تقوله الحكومة للمجتمع الدولي؟

أجاب: الحكومة اقرت في بيانها الوزاري حصر السلاح بيد قواتها الذاتية حصراً. وفي الحكومة السابقة في 27 تشرين الثاني الفائت، اقرّت الترتيبات التي تنصّ على ذلك، وقبلها القرار الدولي 1701. هناك مهلة للجيش للعودة الى المجلس بخطة تنفيذية هذا الشهر، ومهلة مبدئية لآخر السنة لتوحيد السلاح في يد الدولة.

سئل: ما جدوى جلسة الخميس اذا تم اتخاذ القرار؟ هل هناك ضمانات أميركية ان إسرائيل ستتوقف عن اعتداءاتها وتنسحب اذا تم إقرار الجدول الزمني لسحب السلاح؟

أجاب: هناك جلسة لاستكمال بحث ما بدأناه اليوم، لأننا لم ننته من الموضوع بعد، وبالتالي لم يتم إقرار الورقة، بل اتخذنا قرارات واضحة تلاها رئيس الحكومة.

سئل: ما تقولونه يتعارض مع ما قاله الشيخ نعيم قاسم. ماذا اذا لم يوافق حزب الله على هذه القرارات؟

أجاب: انا انطق بمقررات مجلس الوزراء ولا ادخل في سجالات وردود.

سئل: في الوقت الذي انعقدت فيه جلسة مجلس الوزراء كان العدو الإسرائيلي يعتدي على الأراضي اللبنانية.

أجاب: يتم ذكر هذه المسألة في كل جلسة، وفي هذه الجلسة ايضاً، ونحن نعيش هذه الهواجس.

سئل: كيف تتعامل الدولة مع إصرار بيئة حزب الله على التمسك بالسلاح، في ظل المظاهرات التي حصلت اليوم؟

أجاب: الدولة تتعامل مع هذا الامر وفق قرارات رسمية تصدر عن الحكومة التي هي على مسافة واحدة من الجميع، وملتزمة باستقرار البلاد وبحماية المواطنين، وتحترم كل فئات الشعب.

سئل: هل وافق كل الوزراء، ما عدا وزراء امل وحزب الله، على ما جاء من قرارات؟

أجاب: تحفظ الوزير فادي مكي لناحية معيّنة.

سئل: هل حددتم ايضاً قرارات لرد الاعتداءات وتحرير الأراضي المحتلة؟ وقال الشيخ نعيم قاسم ان الأولوية هي لوقف الاعتداءات والانسحاب، فكيف ستتعاملون مع الامر؟

أجاب: لم نبحث في الورقة بكليتها بعد، والبحث لم ينته، لذلك خصصنا جلسة إضافية يوم الخميس.

سئل: في ظل موقف الرئيس سلام وموقف الشيخ نعيم قاسم، هل هناك من قرار لوضع الجيش في وجه حزب الله؟

أجاب: لا لم يتم اتخاذ مثل هذا القرار، ولا يمكن اتخاذه، اطمئنوا.

سئل: سبق للحكومة ان اتخذت قراراً بالنسبة الى السلاح الفلسطيني ولم ينفّذ. هل قرار اليوم هو بسبب الضغوط الدولية المتزايدة؟

أجاب: هذا القرار الرسمي الصادر عن الحكومة، وهناك مهل ووضوح، وبالتالي نحن نتعهد ونلتزم بذلك، في ضوء ما سيرد من قيادة الجيش التي ستتولى دراسة الامر والعودة الينا.

سئل: ما الذي تحفظ عليه الوزير مكي؟ وفي حال غياب وزراء الثنائي الشيعي، هل ستنعقد الجلسة؟

أجاب: الأمور في اوانها، ولكن لم يقل الوزيران انهما لن يحضرا، بل هما متعاونان.

سئل: هل حصلت ضغوط من سفارات ودول اجنبية ادت الى إطالة مدة الجلسة؟

أجاب: سبب التأخير كان النقاش.

سئل: قال الرئيس سلام ان لبنان يتمتع بحق الدفاع عن النفس. فهل هذا يعني انه اذا حصلت اغتيالات او اعتداءات اعتباراً من الغد، سترد الدولة اللبنانية؟

احاب: هذه بدايات القرارات الحكومية التي لم تكتمل وستكتمل مع الجلسة المقبلة وربما ما سيليها من جلسات. وعندما تنهي الحكومة درس الورقة، يتم إقرارها وستكون هناك تكاملية في القرارات. انما اليوم حصل نقاش ديمقراطي وحيوي وتحدثنا بالسياسة وكان هناك قرار في هذا الاتجاه، وسنتخذ قرارات أخرى كلما استكملنا البحث.

سئل: هل تعاطيتم مع مسألة السلاح والورقة الأميركية وفق الفصل بينهما ام الجمع؟

أجاب: ان حصرية السلاح تم إقرارها في البيان الوزاري، وتم العمل عليها في ضوء خطاب القسم، وبالتالي لم يتم إقرارها هذه المرة، بل تم إقرار المباشرة بالبحث في الورقة ووضعنا مهلاً زمنية وتكليف الجيش وضع ورقة في هذا المجال.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

هل يقدم نتنياهو على احتلال قطاع غزة كاملاً؟

المدن/05 آب/2025

أفاد محللون إسرائيليون، اليوم الثلاثاء، بأن قيادة الجيش الإسرائيلي وفي مقدمتهم رئيس أركان الجيش، إيال زامير، يعارضون قرار رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، باحتلال قطاع غزة بشكل كامل، حسبما سرب مقربون من نتنياهو لوسائل الإعلام، أمس الإثنين، وجاء فيها أنه "إذا كان هذا الأمر ليس ملائماً لرئيس هيئة الأركان العامة، فليستقيل". لكن الجيش الإسرائيلي لا يطالب بإنهاء الحرب، ومن المقرر أن يقدم زامير لنتنياهو ثلاثة بدائل لتوسيع العمليات العسكرية في قطاع غزة، خلال مداولات تعقد اليوم، وتقضي بشن عمليات عسكرية في أطراف المناطق المأهولة بالسكان، "ولا تتحدث عن احتلال مدينة غزة ولا عن احتلال قطاع غزة كله"، بحسب المحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ناحوم برنياع. وأضاف أن تقديرات الجيش الإسرائيلي هي أن احتلال قطاع غزة سيؤدي إلى "مقتل جنود وعدد كبير من المدنيين (الفلسطينيين). والقرار بشأن احتلال واسع من شأنه أن يفكك الجيش الإسرائيلي والحكم على إسرائيل بعزلة دولية لم تشهد مثلها من قبل". وحسب برنياع، فإن "مسؤولين أمنيين يتعاملون بتشكك مع نبأ الاحتلال الذي صدر عن مكتب نتنياهو، ويقولون إن نتنياهو لم يأخذ على نفسه أبداً رهاناً بهذا الحجم". وأشار إلى أنه "إذا كان ادعاء مكتب نتنياهو، بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب وافق على توسيع الحرب، صحيحاً، فإنه يجدر بمكتب نتنياهو استخلاص الدرس من قصة الحب بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ففي بداية ولايته الحالية أيد ترامب بوتين في الحرب في أوكرانيا. وهو عملياً دفع بوتين إلى توسيع الحرب، وأضعف أوكرانيا وأهان زيلينسكي، وبوتين فهم التلميح. وبعد أن أيقن أن بوتين يرفض صفقة، انقلب ترامب ضده. والآن هو يهدد بوتين بعقوبات وبهجوم نووي. وبوتين سيصمد، لكن إسرائيل ليست روسيا ونتنياهو، حتى إذا كان ينسى أحياناً حجمه الحقيقي، ليس بوتين". وكرر نتنياهو، أمس، تعهده بتحقيق جميع أهداف الحرب على غزة، بالقضاء على حماس وتحرير الأسرى الإسرائيليين. ورأى برنياع أنه "بعد 22 شهراً من القتال النازف، يصعب التعامل بجدية مع تعهد كهذا. ويبدو أن للحرب في غزة يوجد هدف واحد لنتنياهو وهو مواصلة الحرب. ولا أذكر حرباً إسرائيلية في الماضي التي كان هدفها الاستمرار في القتال، ولم يكن هناك رئيس حكومة سعى إلى حرب أبدية". وعبر المحللون عن تخوف من أن احتلال القطاع من شأنه أن يؤدي إلى "فقدان جميع المخطوفين، الأحياء والأموات". وأشار المراسل العسكري في الصحيفة، يوسي يهوشواع، إلى أنه "ليس صدفة امتنعت إسرائيل حتى الآن عن إصدار أوامر للجيش بالعمل في عمق مخيمات وسط القطاع وفي مدينة غزة".

 

نتنياهو بن غفير وسموتريتش من استشارات بشأن غزة

المدن/05 آب/2025

ذكرت صحيفة "إسرائيل اليوم"، أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، دعا إلى استشارات حاسمة بخصوص غزة، اليوم الثلاثاء، مستثنياً وزيري المالية بتسلئيل سموتريتش والأمن القومي إيتمار بن غفير، على الرغم من كونهما عضوين في الكابينت الأمني السياسي المُصغّر، مشيرةً إلى أن هذه هي المرة الثانية التي يستثنيهما نتنياهو من جلسة مقرر فيها اتخاذ قرارات مهمة بخصوص الحرب. وذكرت الصحيفة أن الوزيرين لم يُدعيا أيضاً إلى الجلسة التي اتخذ فيها الكابينت المصغر قراراً بتجديد إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، على الرغم من كونهما الشريكين الباقيين له في الائتلاف، إثر انسحاب الأحزاب الحريدية على خلفية قانون التجنيد. ومن المفترض أن يُشارك في الاستشارات المقررة اليوم، مسؤولون رفيعون في أجهزة الأمن الإسرائيلية، على أن يُعقد لاحقاً اجتماع للكابينت المصغر، لفتت الصحيفة إلى أن موعده لم يتحدد بعد، كما لم يتحدد أيضاً موعد اجتماع الكابينت الموسع. وفي وقت سابق، أُلغي سفر رئيس أركان جيش الاحتلال إيال زامير، إلى الولايات المتحدة الأميركية، بعدما أدرك أنه من غير المتوقع التوصل قريباً إلى وقفٍ لإطلاق النار في غزة. وبحسب الصحيفة، فإن خطط رئيس الأركان المعروضة على الكابينت تتضمن تطويق مناطق محددة في قطاع غزة وتقسيمها، وسط عمليات ضغط مكثفة ومتواصلة على حركة "حماس" هدفها خلق ظروف تتيح إطلاق سراح الأسرى. ويعتقد رئيس الأركان أن احتلالاً كاملاً لقطاع غزة ليس خياراً صائباً لأن ذلك يُشكل خطراً على حياة المحتجزين ويستنزف القوات التي تقاتل منذ نحو عامين.

في سياق متصل، أعلن وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أنه بلور موقفه حول "الخطوات الأمنية والسياسية التي يتعين على إسرائيل تنفيذها من أجل ضمان تحقيق أهداف الحرب" في غزة، وأنه سينقل موقفه إلى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، اليوم، وإلى وزراء الكابينت لاحقاً. كلام كاتس جاء في أعقاب جولة في قطاع غزة، اليوم الثلاثاء، وبعد مداولات سابقة أجراها مع قيادة الجيش الإسرائيلي. وجاء في بيان صادر عن مكتب كاتس، في ظل تقارير حول قرار نتنياهو باحتلال قطاع غزة كلّه، أن "هزيمة حماس في غزة، من خلال إنشاء ظروف لإعادة المخطوفين، هما الهدفان المركزيان للحرب في غزة وعلينا تنفيذ جميع العمليات المطلوبة من أجل تحقيقهما". وأضاف كاتس أنه "إلى جانب ذلك، علينا ضمان سلامة وأمن البلدات الإسرائيلية من خلال تموضع دائم للجيش الإسرائيلي في حزام أمني يحيط بأماكن تسيطر على غزة، التي سيكون بالإمكان منها منع استهداف البلدات وتهريب أسلحة إلى القطاع". وزعم كاتس أن "هذه العبرة الأساسية التي علينا استخلاصها من أحداث 7 أكتوبر، وكما هي الحال في مناطق أخرى، على الجيش الإسرائيلي هنا أيضاً الفصل بين العدو والبلدات، عدا استهداف العدو نفسه". وقال: "بعد أن يتخذ المستوى السياسي القرارات المطلوبة، سينفذ المستوى العسكري، مثلما فعل في جبهات الحرب حتى الآن، السياسة التي ستُقرر بمهنية. ومهمتي كوزير مسؤول عن الجيش الإسرائيلي، أن أتأكد من أن هذا سيحدث". في غضون ذلك، استشهد أكثر من 70 فلسطينياً في قطاع غزة، اليوم، بينهم 51 من منتظري المساعدات، فيما دخلت الحرب الإسرائيلية يومها الـ669 على التوالي، وسط استمرار الجرائم بحقّ المدنيين، تشمل القتل والتدمير والتهجير والتجويع، في ظلّ حصار خانق وإغلاق المعابر. وتسببت الحرب الإسرائيلية على القطاع بارتقاء أكثر من 60 ألفاً و199 شهيداً، بينهم 18 ألفاً و430 طفلاً و9 ألاف و735 امرأة، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض وفي الشوارع، على ما أفادت وزارة الصحة الفلسطينية. وتتزامن هذه الجرائم مع سياسة ممنهجة لتجويع السكان ومنع دخول المساعدات، ما تسبب بوفاة عشرات المدنيين، معظمهم أطفال، جراء سوء التغذية ونقص الخدمات الطبية.

 

النرويج تراجع استثماراتها السيادية في إسرائيل

المدن/05 آب/2025

أعلنت الحكومة النروجية، عن إطلاق مراجعة شاملة لمحفظة صندوق الثروة السيادي التابع لها، بهدف التأكد من استبعاد أي استثمارات في شركات إسرائيلية يُحتمل أن تكون متورطة في احتلال الضفة الغربية أو في العمليات العسكرية في قطاع غزة. وجاء الإعلان عقب تقرير نشرته صحيفة "أفتنبوستن" اليومية النروجية، كشف أن صندوق الثروة السيادية، البالغ حجمه 1.9 تريليون دولار، قام خلال عامي 2023 و2024 بزيادة استثماراته في شركة "BSEL"، وهي شركة متخصصة في صناعة المحركات النفاثة وتقدم خدمات لوجستية وتقنية للقوات الجوية الإسرائيلية، بما في ذلك صيانة الطائرات المقاتلة. وفي تصريح لهيئة الإذاعة العامة "NRK"، وصف رئيس الوزراء النروجي يوناس غار ستوير، استثمارات الصندوق بأنها "مثيرة للقلق"، مضيفاً "علينا أن نحصل على توضيحات دقيقة، لأن ما قرأته يثير لدي شعوراً بعدم الارتياح". وبحسب البيانات الرسمية لصندوق "NBIM"، الذي يتولى إدارة الصندوق السيادي، فقد بلغت حصة النروج في شركة "BSEL" نحو 1.3% في عام 2023، وتمت زيادتها إلى 2.09% بنهاية 2024، بقيمة إجمالية تبلغ 15.2 مليون دولار. ورغم المطالب المتزايدة باتخاذ موقف أكثر حزماً، فإن شركة "BSEL" لم ترد حتى الآن على طلبات التعليق بشأن أنشطتها. من جهته، أعلن وزير المالية النروجي ينس ستولتنبرغ أن البنك المركزي سيبدأ بمراجعة دقيقة لممتلكات الصندوق في الشركات الإسرائيلية، خاصة في ظل التصعيد العسكري في غزة والضفة الغربية، وما تثيره التقارير الإعلامية من تساؤلات أخلاقية. وأكد نيكولاي تانجن، الرئيس التنفيذي لـ"NBIM"، أن الشركة الاستثمارية الإسرائيلية المعنية لم تُدرج على أي من قوائم الاستبعاد الرسمية، بما في ذلك تلك الصادرة عن الأمم المتحدة أو مجلس الأخلاقيات التابع للصندوق. وكان البرلمان النروجي قد رفض اقتراحاً يقضي بسحب كامل استثمارات الصندوق السيادي من الشركات العاملة في الأراضي الفلسطينية المحتلة. لكن التطورات الأخيرة قد تدفع إلى إعادة فتح هذا الملف الحساس سياسياً. وتُظهر بيانات "NBIM" أن الصندوق يمتلك أسهمًا في 65 شركة إسرائيلية حتى نهاية عام 2024، بقيمة إجمالية تُقدّر بـ1.95 مليار دولار. وكانت النروج قد تخلت العام الماضي، عن حصصها في شركة طاقة إسرائيلية ومجموعة اتصالات، بينما يدرس مجلس الأخلاقيات إمكانية التوصية بالتخلي عن استثمارات في خمسة بنوك إسرائيلية. تأتي هذه الخطوة في وقت يتزايد فيه الضغط الشعبي والمؤسساتي في أوروبا لفحص التزامات الصناديق السيادية بمبادئ الحوكمة البيئية والاجتماعية والأخلاقية (ESG)، خصوصاً ما يتعلق بالاستثمار في مناطق النزاع أو الاحتلال العسكري. وتُعد النروج من أوائل الدول التي أسست إطاراً أخلاقياً صارماً لاستثمارات صناديقها السيادية، وغالباً ما تستند قراراتها إلى توصيات تصدر عن مجلس مستقل للأخلاقيات، يعتمد في تقييماته على القانون الدولي الإنساني، وقرارات الأمم المتحدة، ومعايير حقوق الإنسان. وقد يكون لهذه المراجعة الجديدة تداعيات أوسع على علاقات النروج التجارية مع إسرائيل، وعلى نقاشات متجددة داخل الاتحاد الأوروبي بشأن المعايير الأخلاقية لاستثمارات صناديق التقاعد والسيادة في الدول الغربية.

 

مصر تحذر إسرائيل: اجتياح غزة تهديد للأمن القومي المصري

المدن/05 آب/2025

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أن "الادعاءات التي يرددها البعض بأن مصر تشارك في حصار الشعب الفلسطيني أو المساهمة في تجويعه، هي إفلاس"، واصفاً هذه الاتهامات بأنها "كلام غريب وغير مسؤول". وأوضح السيسي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس دولة فيتنام، اليوم الثلاثاء، أن هناك أكثر من 5 آلاف شاحنة مساعدات إنسانية جاهزة على الأراضي المصرية، من مصر ودول أخرى، لكنها ممنوعة من الدخول بسبب السيطرة الإسرائيلية على الجانب الفلسطيني من معبر رفح. وشدد الرئيس المصري على أن معبر رفح لم يُغلق مطلقاً، لا قبل الحرب ولا أثناءها، بل تم تدميره أربع مرات بفعل القصف الإسرائيلي، وقامت مصر بإصلاحه في كل مرة. وأضاف أن "70% من المساعدات التي دخلت القطاع منذ بداية الحرب مصدرها مصر، لكن القضية الحقيقية هي إدخال أكبر كمية ممكنة من الإغاثة، وليس تسجيل النقاط السياسية". وأشار إلى أن قطاع غزة مرتبط بالعالم عبر خمسة منافذ، أربعة منها تسيطر عليها إسرائيل، والخامس هو معبر رفح، الذي يمثل شريان الحياة الوحيد للفلسطينيين اليوم. وقال: "نحن لم نتخلّ عن مسؤوليتنا، لكن القوات الإسرائيلية المتمركزة على الجانب الآخر من المعبر تعيق الحركة وتمنع المساعدات". وقال السيسي: "أنا لا أقول هذا للرأي العام في مصر والمنطقة فقط... أنا أقوله للعالم كله". وأضاف "الذي يحدث ليس مجرد حرب سياسية أو محاولة لتحرير رهائن، إنها حرب تجويع، حرب إبادة جماعية، حرب لتصفية القضية الفلسطينية، وحياة الفلسطينيين أصبحت ورقة سياسية في يد قوى كبرى".

في موازاة التصريحات العلنية، كشفت مصادر مصرية خاصة لموقع "العربي الجديد"، أن القاهرة وجّهت تحذيرات رسمية شديدة اللهجة إلى كل من الولايات المتحدة وإسرائيل، عبر قنوات دبلوماسية مباشرة، من مغبّة المضي قدماً في تنفيذ خطة لاحتلال كامل قطاع غزة، أو فرض واقع جديد من خلال اجتياح بري شامل.

ووفق المصادر، فإن مصر تعتبر أن أي تحرك عسكري بهذا الحجم لا يمكن فهمه إلا كمحاولة لإعادة رسم الوضع السياسي في غزة بالقوة، وهو ما تعتبره تهديداً مباشراً للأمن القومي المصري، وتطوراً يهدد اتفاقية السلام الموقعة مع إسرائيل منذ 1979. وتخشى القاهرة من أن تؤدي العمليات العسكرية الإسرائيلية، خصوصاً في مناطق رفح وخانيونس، إلى نزوح جماعي للفلسطينيين نحو الحدود المصرية، في ظل تقارير إسرائيلية وغربية تتحدث صراحة عن "حلول ترحيل". وتعتبر مصر هذا السيناريو خطاً أحمر وتهديداً وجودياً يتجاوز البعد الإنساني إلى أبعاد جيوسياسية وأمنية خطيرة. وأكد دبلوماسيون مصريون سابقون، أن استمرار العمليات الإسرائيلية بهذا الشكل، قد يشعل مواجهة سياسية أوسع. وقال السفير معصوم مرزوق، إن الوضع الراهن "يشبه اقتراب النار من مستودع بارود"، فيما شدد السفير رخا أحمد حسن، على أن الاحتلال، سواء في غزة أو الضفة أو جنوب لبنان وسوريا، هو "انتهاك فجّ للقانون الدولي ولن تقبل به مصر بأي حال". وفي وجه كل الضغوط والاتهامات، أكد السيسي أن مصر لن تكون أبداً جزءاً من أي مشروع لتهجير الفلسطينيين أو تصفية وجودهم الوطني. وقال: "مصر ستظل دائماً بوابة للمساعدات، لا بوابة لتهجير الشعب الفلسطيني"، مؤكداً أن الموقف المصري من القضية الفلسطينية ثابت ولا يتغير.

ولفت السيسي إلى أن مصر، ومنذ ما قبل الحرب، لعبت دوراً محورياً في منع التصعيد في قطاع غزة، وسعت إلى تهدئة التوترات. وأضاف "هذه الحرب الخامسة اللي مصر بتحاول توقفها"، مؤكداً أن الجهود المصرية مستمرة لإيقاف الحرب، وتأمين إدخال المساعدات، والمساعدة في إطلاق سراح الرهائن والأسرى.

ووجه نداءً مباشراً إلى المجتمع الدولي، وإلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشكل خاص، قائلاً: "أكرر ندائي... أوقفوا هذه الحرب، وأدخلوا المساعدات". واعتبر أن "التاريخ لن يرحم الدول التي تواطأت بالصمت، أو تفرّجت على إبادة شعب، وتصفيات جماعية، وانتهاكات متكررة للقانون الإنساني والدولي".

 

قوات الاحتلال الإسرائيلي تتوغل شمال القنيطرة

القنيطرة - نور الحسن/المدن/05 آب/2025

شهدت محافظة القنيطرة خلال اليومين الماضيين تصعيدًا ميدانيًا لافتًا، حيث توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي على الطريق الواصل بين بلدتي طرنجة وحضر ذات الغالبية الدرزية شمال المحافظة. وقد تمركزت القوات في منزل غير مكتمل البناء يقع غربي الطريق، حيث نصبت خيامًا عسكرية وأقامت نقطة تمركز رئيسية ضمت قرابة 40 جنديًا وآليات عسكرية إسرائيلية، بالإضافة إلى فرض حظر تام على اقتراب المدنيين من المنطقة وتحويلها إلى منطقة عسكرية مغلقة. وذكرت مصادر خاصة لـ"المدن" أن القوات الإسرائيلية أبلغت مالكي المنزل بعدم الاقتراب، كما منعت رعاة الأغنام من دخول المنطقة، وأطلقت النار تحذيريًا لمنعهم من التقدم نحو الموقع. بالتزامن مع هذا التوغل، نفذت قوات الاحتلال مداهمة في بلدة حضر، شملت عمليات تفتيش لعدد من المنازل، أسفرت عن مصادرة أسلحة من بعض تلك المنازل، وفق ما أكد المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، عبر صفحته الرسمية. كما اعتقلت القوات خلال هذه الفترة ثلاثة أشخاص في قرية الحميدية بريف القنيطرة الأوسط، قبل أن تفرج عنهم بعد نحو أربع ساعات من الاحتجاز. وفي مساء اليوم، انسحبت القوات الإسرائيلية من المنزل الذي استخدمته كمقر عسكري مؤقت بعد أن أمضت فيه يومين متتاليين. ورغم هذا الانسحاب، تواصل القوات الإسرائيلية تنفيذ دوريات في قرى وبلدات محافظة القنيطرة، مع نصب حواجز طيّارة بشكل متكرر، في ظل استمرار تحليق طيران الاستطلاع الإسرائيلي فوق الجنوب السوري، لا سيما منذ اندلاع أحداث محافظة السويداء الأخيرة. وتؤكد مصادر محلية أن القواعد العسكرية الإسرائيلية التسع لا تزال قائمة في المنطقة المنزوعة السلاح ضمن حدود محافظة القنيطرة، في انتهاك واضح لاتفاقية فض الاشتباك. وفي تطور ميداني آخر، دخلت قوات الاحتلال منطقة حربون في جبل الشيخ، حيث خاضت مواجهات محدودة ونشرت ألغامًا فردية في قمة الجبل القريبة من بلدة بيت جن بريف دمشق الغربي، مما يزيد من المخاطر الأمنية في المنطقة الحدودية.

 

إسرائيل تسمح بدخول سلع تجارية جزئياً إلى غزة

المدن/05 آب/2025

أعلن منسق أعمال حكومة الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، مصادقة "الكابينت" الأمني على آلية جديدة لاستئناف إدخال البضائع إلى التجار في قطاع غزة. وحسب الإعلان، "تمت الموافقة على عدد محدود من التجار المحليين وذلك بناء على معايير محددة وتقييم أمني دقيق". وأضاف المنسق أن البضائع تشمل مواد غذائية أساسية وغذاء للأطفال وفواكه وخضراوات ومستلزمات النظافة، مشيراً إلى أن عمليات الدفع ستتم عبر الحوالات البنكية فقط. ولفت إلى أن جميع البضائع ستخضع لتفتيش دقيق قبل دخولها. بالتوازي، دخلت حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة يومها الـ669 على التوالي، وسط استمرار الجرائم بحق المدنيين، من قتل وتدمير وتهجير وتجويع، في ظل حصار خانق وإغلاق المعابر. وأفادت مصادر طبية في قطاع غزة باستشهاد 9 فلسطينيين جراء قصف إسرائيلي، فجر اليوم الثلاثاء، بعد يوم دام استشهد فيه 56 شخصاً بنيران جيش الاحتلال، أغلبهم من طالبي المساعدات.

وأفاد مجمع ناصر الطبي باستشهاد 5 فلسطينيين في قصف إسرائيلي، فجر اليوم الثلاثاء، على خيمة نازحين غربي مدينة خان يونس جنوبي القطاع. ووسط القطاع، أفاد مستشفى العودة في غزة باستشهاد فلسطينيين اثنين وإصابة آخرين في قصف مدفعي إسرائيلي على شمالي مخيم النصيرات. وأمس الاثنين، أفادت مصادر في مستشفيات قطاع غزة بأن 56 شخصاً استشهدوا بنيران جيش الاحتلال، منهم 27 من طالبي المساعدات. بدورها، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، أمس الاثنين، إن نحو 28 طفلاً يقتلون يومياً في قطاع غزة، جراء القصف والتجويع الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من 660 يوماً. وأوضحت المنظمة أن الأطفال في غزة يواجهون الموت جراء القصف وسوء التغذية والجوع ونقص المساعدات والخدمات الحيوية. وأضافت "في غزة يُقتل يومياً ما معدله 28 طفلاً، أي بحجم صف دراسي واحد". وشددت المنظمة الأممية على أن أطفال قطاع غزة بحاجة إلى الغذاء والماء والدواء والحماية. والأهم من ذلك كله، هم بحاجة إلى وقف إطلاق النار، الآن. وقالت الأمم المتحدة، إن أكثر من 1500 شخص استشهدوا في قطاع غزة منذ أيار/مايو الماضي، أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء وعند نقاط توزيع المساعدات التي عسْكرتها إسرائيل وعلى طول طرق مساعدات الأمم المتحدة. سياسياً، أفادت وسائل إعلام عبرية، مساء أمس الاثنين، بأن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو قرّر احتلال قطاع غزة بالكامل. ونقلت هيئة البث الإسرائيلية (كان) عن وزراء تحدثوا إلى نتنياهو قولهم إنه قرّر "توسيع العملية العسكرية" في غزة، وذلك رغم الخلافات مع المؤسّسة الأمنية. وفي محادثاته مع عدد من الوزراء، استخدم رئيس الوزراء عبارة "احتلال القطاع"، وزعم أنه يرغب في احتلال كامل للقطاع "من أجل حسم المعركة ضدّ حماس“. ونقلت هيئة البث الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، عن مصدر أمني إسرائيلي وصفته بالمطلع قوله إن الاتصالات بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة لا تشهد أي تقدم، مضيفاً: "نحن عالقون في طريق مسدود، ولا توجد حالياً أي مفاوضات ولا تلوح صفقة في الأفق". في المقابل، قال القيادي في حركة "حماس" أسامة حمدان، مساء أمس الاثنين، إن مواصلة الاحتلال الإسرائيلي "سياسته الإجرامية في هندسة التجويع، وتصعيده كل صنوف الإبادة ضد أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة أمام مرأى ومسمع العالم، تعد جريمة ضد الإنسانية، وستبقى وصمة عار تلاحق كل داعمي الاحتلال والمتقاعسين عن منعها ووقفها"، داعياً أعضاء مجلس الأمن إلى الضغط على الاحتلال الإسرائيلي "لوقف المأساة الإنسانية في قطاع غزة، التزاماً بالقانون الدولي الإنساني، الذي يحمّل القوة القائمة بالاحتلال المسؤولية عن توفير ما يلزم لحياة السكان، وتأمين الغذاء والدواء والمياه لهم، وكل ما يلزم للحياة الكريمة".

 

بوتين يتجاهل مهلة ترامب: الحرب أولاً… والسلام بعد السيطرة

المدن/05 آب/2025

رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، التراجع أمام مهلة العقوبات التي حددها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي تنتهي يوم الجمعة المقبل، بحسب ما أفادت مصادر مطلعة وكالة "رويترز". وأكدت المصادر أن بوتين لا ينوي إنهاء الحرب في أوكرانيا قبل تحقيق هدفه بالسيطرة الكاملة على أربع مناطق شرق وجنوب البلاد، هي دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون. ونقلت "رويترز" عن ثلاثة مصادر مقربة من دوائر صنع القرار في الكرملين، أن الرئيس الروسي مقتنع بأن بلاده تحقق تقدماً في الحرب، رغم موجات العقوبات الغربية المتلاحقة، وأنه لا يرى في العقوبات الأميركية الجديدة تهديداً كبيراً يُمكن أن يدفعه لتغيير حساباته. وأضاف مصدران أن بوتين لا يرغب في خسارة فرصة تحسين العلاقات مع واشنطن في عهد ترامب، لكنه يرى أن استكمال أهداف "العملية العسكرية الخاصة" له الأولوية، ولا يمكن المساومة عليها في هذا التوقيت. وقال أحد المصادر إن الكرملين يعتبر أي تنازل الآن "انتحاراً سياسياً وعسكرياً"، في وقت يُقدّر فيه الجيش الروسي أن الجبهة الأوكرانية قد تنهار خلال شهرين أو ثلاثة. وكان ترامب قد هدّد بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على واردات الطاقة من روسيا، تشمل الصين والهند، إذا لم توافق موسكو على وقف لإطلاق النار. ويُتوقع أن يزور مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف روسيا هذا الأسبوع، في محاولة أخيرة لإنقاذ ما تبقى من فرص الاتفاق قبل حلول الموعد النهائي. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض آنا كيلي، إن "الرئيس ترامب يريد وقف القتل، ولهذا فهو يسلح الناتو ويهدد بوتين بعقوبات قاسية ورسوم جمركية ما لم يوافق على وقف النار". في المقابل، رفض الكرملين التعليق رسمياً على التصريحات الأميركية، بينما اكتفى المتحدث باسمه، دميتري بيسكوف، بالإشارة إلى أن موسكو ترى في تهديدات واشنطن "محاولات غير قانونية لإجبار دول ذات سيادة – مثل الهند – على تغيير شركائها التجاريين"، في إشارة إلى تصعيد تجاري متوقع بين روسيا والهند والولايات المتحدة.

ورغم الخطاب المتشدد، قال بوتين الأسبوع الماضي، إن المحادثات الجارية مع أوكرانيا "إيجابية"، في وقت التقى فيه وفدان من الطرفين ثلاث مرات منذ أيار/مايو. لكن المصادر الروسية أكدت أن المحادثات "شكلية" وخالية من مضمون حقيقي، باستثناء مناقشة بعض الملفات الإنسانية، وأن موسكو تستثمرها فقط لإثبات "الجدية" أمام ترامب. وتشمل المطالب الروسية المعلنة، انسحاب كييف الكامل من المناطق الأربع، والتزامها بالحياد العسكري، والقبول بقيود على حجم الجيش الأوكراني، وهي شروط رفضتها أوكرانيا حتى الآن. وقالت مصادر أوكرانية إن الكرملين أبدى مؤخراً انفتاحاً على عقد لقاء مباشر بين بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لكن بشروط "غامضة"، تتطلب "عملاً على مستوى الخبراء"، بحسب وصف بيسكوف، ما اعتبرته كييف محاولة لتأجيل اللقاء وإفشاله سياسياً. وعلى الأرض، أحرزت روسيا خلال الأشهر الثلاثة الماضية، مكاسب تُعدّ الأكبر منذ بداية عام 2025، بما في ذلك سيطرتها على 502 كيلومتر مربع في تموز/يوليو فقط، بحسب مركز "بلاك بيرد" الفنلندي. ومع ذلك، يقدّر "مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية" في واشنطن، أن موسكو لم تسيطر سوى على أقل من 1% من الأراضي الأوكرانية منذ بداية العام الماضي. وتُقرّ مصادر عسكرية غربية، بأن روسيا تحقق مكاسب "بطيئة ومكلفة"، في حين تشير مصادر موالية للكرملين، إلى أن بوتين يعتقد أن الحرب بلغت نقطة تحول استراتيجية لا تتيح التراجع، خصوصاً أن "الشعب الروسي والجيش لن يتفهما وقف العمليات الآن"، على حد وصف أحد المصادر. وبحسب مصدر روسي، كانت الولايات المتحدة قد قدمت عرضاً في آذار/مارس الماضي، تضمن رفع العقوبات الأميركية، والاعتراف بضم شبه جزيرة القرم، والقبول بسيطرة روسيا على الأراضي التي استولت عليها منذ 2022، مقابل وقف شامل لإطلاق النار. لكن بوتين رفض العرض، واعتبره "فرصة ممتازة ضاعت"، لأن "إنهاء الحرب أصعب من بدئها"، حسب المصدر.

لم تقتصر تداعيات تهديدات ترامب على موسكو وحدها، بل ردت الهند بقوة على الضغوط الأميركية، معتبرة أن فرض رسوم بسبب واردات النفط الروسي، "تهديد غير مبرر"، وتعهدت بحماية مصالحها الاقتصادية. ونقلت رويترز عن مصدرين حكوميين هنديّين، أن نيودلهي "لن تغيّر سياستها تجاه روسيا" رغم التهديدات.

في وقت يحاول فيه ترامب الضغط عبر التجارة والعقوبات، يتمسك بوتين بموقفه القائم على أن السيطرة الكاملة على "الأربع مناطق" هي مفتاح إنهاء الحرب والتفاوض على السلام. وبحسب جيمس رودجرز، مؤلف كتاب "عودة روسيا"، فإن بوتين يعتبر أن تحقيق هذا الهدف سيمنحه فرصة إعلان "النصر السياسي" وتبرير الحرب أمام الداخل الروسي. وقال رودجرز: "بوتين لا يرى نفسه مجرد رئيس… بل جزء من تقليد روسي تاريخي في مواجهة الغرب من أجل مصالح الأمة".

 

يبرود: حملة واسعة للأمن السوري تستهدف تجار المخدرات

المدن/05 آب/2025

أعلن الأمن الداخلي في مدينة يبرود في منطقة القلمون شمال دمشق، عن تنفيذ حملة أمنية واسعة استهدفت على أوكار تجار المخدرات في ضواحي المدينة. وقال الأمن الداخلي في بيان، إنه نفّذ "حملة مداهمات استهدفت عدداً من أوكار تجّار المخدرات، بعد عمليات مراقبة دقيقة وجمع معلومات استخباراتية". وأضاف أن "العصابات أقدمت على إطلاق النار باتجاه عناصر الأمن، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات تمكّنت خلالها القوات من السيطرة على الموقف، وأسفرت عن اعتقال عدد من المتورطين وإصابة آخرين". وأكد استمرار جهوده قوى الأمن في مكافحة تجارة وترويج المخدرات، مشدداً على أن هذه الحملة "ستتواصل حتى القضاء الكامل على هذه الظاهرة الخطيرة". كما دعا الأهالي إلى عدم الانجرار وراء الشائعات، والاعتماد فقط على المصادر الرسمية والموثوقة للحصول على المعلومات. وأعلن الأمن الداخلي بالتزامن مع العملية، عن فرض حظر تجوّل في المدينة حرصاً على سلامة المدنيين، كما طلب من الجميع الالتزام بالتعليمات والتعاون الكامل مع الجهات الأمنية. وأكدت مصادر محلية لـ"المدن"، أن الحملة استهدفت مجموعة من مروجي و تجار المخدرات في حي الصالحية، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة بين الجانبين، خلال محاولة هروب المجموعة، بينما أكدت عدم وقوع إصابات في صفوف عناصر الأمن. وتعتبر يبرود من المناطق الحدودية مع لبنان، وكانت على عهد نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، إحدى ممرات التهريب بين البلدين. وتُنفذ السلطات السورية عمليات نوعية تستهدف تجارة المخدرات ومروجيها وعمليات التهريب، بالتعاون مع الدول المجاورة، وذلك في سبيل إنهاء هذه الآفة بعد أن كانت سوريا على زمن نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، مصدراً لتصنيعه وتهريبه. والأحد الماضي، أعلنت السلطات السورية القبض على عامر جديع الشيخ، أخطر تجار المخدرات في سوريا والمنطقة، وذلك بالتنسيق مع الجانب التركي. ونقلت "الإخبارية السورية" عن مصدر أمني سوري، قوله إن القبض على الشيخ جاء إثر تنسيق عالٍ مع السلطات التركية، مضيفاً أن الشيخ "مطلوب لدول عدّة لما ارتكبه من جرائم منظّمة وخطيرة تتعلّق بتصنيع وتهريب المواد المخدّرة". وفي وقت سابق، أفادت مصادر أمنية مطلعة "المدن"، أن وزارة الداخلية السورية تمكنت على مدار الأشهر الماضية، من ضبط قرابة 70 في المئة من مصانع ومزارع المواد المخدرة، وإتلافها وتدميرها، في عموم البلاد، وذلك ضمن حملات أمنية موسعة ومكثفة بدأتها في الأسابيع التي تلت سقوط النظام البائد.

 

الشبكة السورية: فجوات خطيرة في مرسوم إلغاء الحجز الاحتياطي

المدن/05 آب/2025

قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، إن المرسوم التشريعي رقم 16 للعام 2025، يعاني من فجوات خطيرة في مضمونه، مشددةً على أن المرسم لم يحقق فعالية التطبيق حتى الآن. وفي 12 أيار/مايو الماضي، أصدر الرئيس السوري أحمد الشرع المرسوم رقم 16، القاضي بإلغاء جميع قرارات الحجز الاحتياطي الصادرة خلال الفترة الممتدة بين عامي 2012 و2024، والتي طالت ممتلكات آلاف المواطنين السوريين. وقالت "الشبكة السورية" في تقرير حمل عنوان: "تحليل قانوني للمرسوم التشريعي رقم 16 لعام 2025 بشأن إلغاء قرارات الحجز الاحتياطي: إجراء تصحيحي أولي يستلزم استكمالاً تشريعياً ضمن مسار العدالة الانتقالية"، إن "التشريع الجيد في سياق انتقالي لا يُقاس فقط بإلغاء مفاعيل سابقة، بل بقدرته على وضع أساس قانوني يحول دون تكرار الانتهاك، ويضمن أولوية الحقوق، ويوسّع أثر الإلغاء ليشمل جميع الانتهاكات المتصلة به". وشدد التقرير على أن الصياغة القانونية ينبغي أن تحقق ثلاثية التكامل: وضوح النص، وشمول الأثر، وفعالية التطبيق، "وهذا ما لم يتحقق بعد في مضمون المرسوم". وأضافت الشبكة أن التقرير "يأتي في لحظة مفصلية تمر بها سوريا في إطار المرحلة الانتقالية، حيث تحاول السلطة الجديدة تفكيك إرث الانتهاكات القانونية الجسيمة التي رسّخها نظام بشار الأسد، وعلى رأسها الحجز الاحتياطي غير القضائي الذي طال عشرات الآلاف من المواطنين لأسباب سياسية وانتقامية". ويُعد المرسوم 16 أول خطوة قانونية رسمية تُعيد الاعتبار إلى مبدأ سيادة القانون، من خلال الاعتراف ببطلان جزء من البنية التشريعية القمعية، بحسب التقرير.

وأكد التقرير أن المرسوم يعاني من قصور جوهري في بنيته التشريعية والأثر القانوني المترتب عليه، من أبرزها، عدم شمول قرارات الحجز القضائية الصادرة عن النيابة العامة أو قضاة التحقيق، وغياب أي إشارة إلى مصير الممتلكات التي تحوّل الحجز الاحتياطي المفروض عليها إلى حجز تنفيذي أو صودرت بشكل نهائي. إضافة لذلك، لم يلغِ المرسوم، نظيره رقم 63 لعام 2012 بشكل صريح، على الرغم من كونه الإطار القانوني الأساسي الذي شرعن قرارات الحجز. كما أن المرسوم تغيب عنه آليات واضحة لجبر الضرر، سواء عبر إعادة الحقوق إلى أصحابها (الرد)، كذلك استبعد المتضررين المقيمين في الخارج أو في المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة الانتقالية، وعدم وجود بدائل أو تسهيلات إجرائية لهم. ووفق التقرير، فإن ما أخطر ما تم تجاهله هو قضية تحويل الحجز إلى تنفيذ، موضحاً أن النظام المخلوع حوّل الحجز الاحتياطي إلى أداة لنقل الملكية عبر تحويله إلى حجز تنفيذي، ما سمح بنقل آلاف العقارات إلى الدولة أو أطراف موالية، دون سند قضائي. وشددت الشبكة على أن الرد (إعادة الممتلكات) هو الخيار القانوني الأساسي لجبر الضرر، وأن التعويض المالي لا يجوز اللجوء إليه إلا عند تعذّر الرد استناداً إلى قرار قضائي واضح.

ودعا التقرير، الحكومة السورية الانتقالية، إلى إلغاء صريح للمرسوم 63 لعام 2012 وكافة النصوص الاستثنائية المرتبطة بالحجز والمصادرة، وإدماج قرارات الحجز القضائية في إطار المراجعة والإلغاء، واستحداث قانون خاص لجبر الضرر، يتضمن آليات للرد أو التعويض العادل، وتجميد جميع المعاملات العقارية الجارية على الممتلكات المصادرة، لحين التحقق من مشروعيتها. كما أوصى التقرير بنشر قوائم الأفراد المشمولين بالمرسوم، وإتاحة الاعتراض واسترداد الحقوق، وفتح مسارات للمحاسبة المؤسسية والفردية ضد الجهات التي نفذت قرارات الحجز الباطلة، وإشراك المجتمع المدني في مراقبة التنفيذ والتوثيق، وطلب الدعم الفني من الجهات الدولية المتخصصة. وشدد على ضرورة تفكيك المنظومة القانونية التي شرعنت الاستبداد والانتهاك، ودعا إلى استكمال هذا الإجراء الجزئي بإصلاحات تشريعية ومؤسساتية أوسع، وبناء مسار قانوني يضع استرداد الحقوق في صلب العدالة الانتقالية.

 

نور خطفت من منزلها وقالت لزوجها "ما بعرف أنا وين، ما في وقت بس كرمال ما يعذّبوك أو يؤذوك، كرمالك أنا بطلّق، وهني عم بسجّلوا المكالمة"

المرصد الديموقراطي السوري

جزء من تقرير جريدة النهار/05 آب/2025

لم  تُختطف جميعهن من الطرقات وإنما تعرض بعضهن للخطف من داخل منازلهن، كما في  قصة نور (اسم مستعار)، البالغة 29 عاماً، والتي خُطفت من منزلها عند الساعة الخامسة فجراً.

نتحفظ عن ذكر الأسماء الحقيقية حفاظاً على سلامة المخطوفات وعائلاتهن، نظراً إلى التهديدات الخطيرة التي تواجههن، منها القتل أو الأذى، في حال الإفصاح للإعلام. الوضع هشّ وخطير للغاية، حيث رفضت العديد من العائلات التحدث خشيةً على حياتها وحياة بناتها.

يروي زوج نور المقعد لـ"النهار" تفاصيل حادثة الخطف التي وقعت في منزل قريبته، حيث لجأ لحماية عائلته، ليجد نفسه محاصراً في دوامة العنف والخطف. ويقول لـ"النهار" إننا "شهدنا حملة واسعة شنها مسلحون في منطقة سلحب في سوريا، حيث ارتُكبت فظائع بشعة شملت القتل والخطف والسلب، وأصبح الوضع الأمني كارثياً بكل المقاييس". يوضح الزوج في حديثه لـ"النهار" بالقول "زوجتي خُطفت أمام عتبة منزلنا… ما أن فتحت الباب حتى سحبوها بقوة، ولم أستطع فعل شيء". هذه الزوجة والأم لطفل واحد عمره ثلاث سنوات لم يُعرف عنها شيء قبل أن يتلقى زوجها اتصالات من الجهة التي خطفتها تُطالبه بتطليقها.

يتذكّر الزوج تلك الليلة بتفاصيلها المؤلمة. "كنا أنهينا السحور في رمضان، وكعادتنا كل ليلة، تزورنا ابنة عمتي التي تسكن بجوار بيت قريبتي فجراً. عندما طرق أحدهم الباب، ظننا جميعاً أنّها هي. لكن ما أن فتحت زوجتي الباب حتى صرخت وهي تستنجد بي: "دخيلك لحقني". زحفتُ إليها بكل ما أوتيت من قوة، فأنا مصاب بشلل في أطرافي السفلية، لكني لم ألحق بها. سمعتُ فقط صوت السيارة تهرب مسرعة، اختفت السيارة ومعها زوجتي إلى مكانٍ مجهول". حالة نور ليست الوحيدة في المنطقة، فقد شهدت الأحياء المجاورة على حالات اختطاف عديدة، كان آخرها قبل ليلةٍ واحدة فقط من خطف نور، وفي التوقيت نفسه تقريباً.

تلقى الزوج اتصالات من الجهة المخطوفة، وآخرها كان من زوجته نفسها التي طالبته بـ"الطلاق". يؤكد الزوج أن "كل الاتصالات كانت تتمحور فقط حول طلب الطلاق، من دون أي حديث عن فدية مالية أو شروط أخرى، بخلاف ما يحصل مع حالات خطفٍ أخرى".

يعيش الزوج تحت وطأة ضغطٍ نفسي هائل لإجباره على قبول الطلاق، إذ طُلب منه وفق ما يقول أن "يُنجز الطلاق بأسرع وقت ممكن وإلا ستكون حياته مهددة بالخطر". وفي آخر اتصالٍ ورد إليه، تحدّثت زوجته معه مباشرةً، وقالت له "ما بعرف أنا وين، ما في وقت بس كرمال ما يعذّبوك أو يؤذوك، كرمالك أنا بطلّق، وهني عم بسجّلوا المكالمة".وعن الهدف من طلب الطلاق للمخطوفات المتزوجات، يرى الزوج أنه قد يخفي وراءه غايتين، "الأولى الترويج أمام الرأي العام والمنظمات الحقوقية لفكرة أن الزوجات يطلبن الطلاق "بإرادتهن" ونفي واقع الاختطاف وتبرئة الجهة المسؤولة. أما الغاية الثانية، فهي "تزويجهن وأخذهن كسبايا".

 وجود تواطؤ بين بعض عناصر الأمن والخاطفين، عبر التستر على الوقائع وتضليل الحقيقة، مما يعمّق الأزمة ويعقّد جهود البحث. ثمة حالات أخرى لمخطوفات متزوجات تمّ تزويجهن قسراً، إذ تؤكد شهادات أن إحداهن "تم التكبير على رأسها" لتُعتبر شرعاً زوجة للخاطف، ولتصبح ملكاً له.

 تُجبر أخريات على ممارسة ضغوط نفسية على أزواجهن لدفعهم إلى تطليقهن، في محاولة لإضفاء غطاء شرعي زائف على هذه الانتهاكات الصارخة بحق النساء.

 

بيان تاريخي صادر عن أبناء العشائر العربية في سوريا

محمد هويدي/موقع أكس/05 آب/2025

بسم الله الرحمن الرحيم وأفضل الصلاة على النبي الأمين سيدنا محمد.

نحن مجموعة من أبناء العشائر العربية الأصيلة في سوريا، من أبناء قبائل: الجبور، والعقيدات، والبكارة، والنعيم، وشمر، وعنزة، والمسلط، واللهيب، والحديدين، والعساسنة، والمراشدة، والبري، والفواعرة، والموالي، والعبيدات، وبني خالد، والظواهر، والمعامرة، والبوصالح، والبوصخر، والبوصليبي، والفتلة، والسخانة، والمشاهدة، والجحيش، والدليم، والعكيدات، والبو شعبان، وغيرها من قبائل العز والمروءة والشهامة، نعلن رفضنا واستنكارنا الشديدين لما يقوم به بعض الأفراد المنضوين سابقا تحت راية الأمن العسكري أو الحرس الثوري الإيراني، من اعتداءات وتجاوزات بحق أهلنا الكرام في جبل العرب – السويداء.

لقد بات واضحا أن هؤلاء يُستخدمون كأدوات مأجورة في يد السلطة، يتلقّون المال السياسي مقابل تجنيدهم وإرسالهم للاعتداء على إخوتهم السوريين. وهم لا يمثّلوننا، ولا يمثلون تقاليدنا، ولا أخلاق عشائرنا، بل أساؤوا إلينا وإلى تاريخنا الممتد عبر العصور.

ونؤكد، بعد تحقيقات دقيقة وميدانية، أن ما تم تداوله حول "حرق بيوت البدو في السويداء" هو تضليل إعلامي مفضوح، يهدف لشيطنة أهل الجبل. وتبيّن لنا بالأدلة والقرائن أن البدو هم من بدأوا بالعدوان، حيث قاموا بخطف سبعة عشر شابا درزيا، وسرقوا سيارة تعود لمواطن من السويداء على طريق دمشق، ما فجّر فتنة لا نرضاها ولا نتحمّل وزرها. لقد ضللوا قطاعا واسعا من أبناء العشائر، وحوّلوهم إلى أدوات فتنة تخدم أجندات السلطة. إن هذا البيان يُصدر اليوم كوثيقة تاريخية باسم الضمير العشائري، ويُرفع إلى كل السوريين، لنؤكد أننا أبناء العشائر لسنا جميعا مجرمين، وأن من لا خير فيه لأهله لا يُنتظر منه خير لوطنه. إن هؤلاء الخارجين عن الصف، من الفصائل والميليشيات، يمارسون القمع والسلب والقتل والتنكيل ضد أبناء شعبنا، دون حسيب أو رقيب، مشوهين بذلك سمعة العشائر، التي طالما كانت عنوان الشهامة والوفاء. ونشهد شهادة الحق أن أبناء السويداء، الذين يحاول البعض شيطنتهم، هم عرب أقحاح، وأصحاب أقدم بصمة جينية في المنطقة، وهم من قبائل تنوخ العريقة، ومن أحفاد الملوك الأشاهب، الذين لا تزال شواهدهم ماثلة: من قلعة المعنيين في حمص، إلى قبر جدهم "امرؤ القيس الأول" في جبل العرب، منذ ما قبل الإسلام. وإن من يُنكر دورهم التاريخي يُنكر الحق، فقد كانوا من أوائل من قاتل إلى جانب النبي محمد في معركة الخندق، ولا يصح شرعا ولا خُلقا أن يُستخدم الإعلام أو السلاح أو المال لتشويه صورتهم، خدمة للسلطة أو لأجندات دخيلة. ختاما، ندعو كل الشرفاء من أبناء العشائر إلى رفع الصوت، ونبذ الفتنة، ومقاطعة كل من باع نفسه للسلطة أو للخارج، فقد آن لهذا الشعب أن يتعافى، وأن يطهّر نفسه من المأجورين.

والله من وراء القصد.

حرر في: سوريا – آب 2025

العشائر العربية السورية

 

طالما فضّينا الشراكة تعالوا لنعمل جردة حساب مبدئية.

سلطان السويداء/موقع أكس/05 آب/2025

2011 راحوا الإخوان المسلمين ليعملوا حلف مع رفعت الأسد وعبدالحليم خدام، هذول القيادات نفسهم اللي طلعوا بسيارات مصطفى طلاس ورفعت الأسد باتجاه بريطانيا وعاشوا بعدين سوا بنبات. غير اللي انقتلوا فوراً بحماة، غير اللي اختفوا، غير اللي انسرق وانحرق، وغير المغتصبات، فيه الآلاف انعدموا على مراحل بتدمر ،هياكل عظمية عم تتنفس بأقفاص عشرات السنين ضحية هالعرصات رجع رفعت حيبب الإخوان لينهوا الفضيحة نزل عليهم بالحوامات وصفّاهم بتدمر من الـ 84 لقبل كوم سنة ورفعت بين إيدين كل  مغتربي الأكثرية، حافظ مات طبيعي، بشار 24 سنة وطلع عم يشرب المرطبات بروسيا

جردة الـ 14 سنة الماضية بكل الشهداء والمعتقلين والمعتقلات والكيماوي والتهجير والنهب والاغتصاب والمذابح والقبور الجماعية   مين تحاسب عليها من الروس الكبيرة؟ بيطلع ابن الزنا أحمد الشرع الجولاني ليقول الثورة انتهت.

وبيطلع إعلاميين والتافهات المنفخين فانزات الجولاني ليقولوا: خراي على الثورة تبعكم وعلى ثوار  2011

* جماعة الجولاني والشرع رئيسنا، والأمة أمتنا، إنتو بياعين وتجّار قضايا كل شي عندكم بالمزاد أقصى طموحكم تكونوا " شوفير صينية " عند المعلّم أولاد القحاب اللي راحوا يتصوروا بالقصر مع الداعشي المجرم أولاد القحاب اللي شاركوا بمؤتمرات المسخرة

داعش والنصرة والهيئة والإخوان هتكوا عرضكم إذا بتحبوا بلّش عد! لو كنتو بشر ، لو كنتو بتعرفوا شو الكرامة والحرية ، قبل ما تتعلق مشنقة الجولاني وكل قيادي معه ما في بلد ولا في عيش مشترك ولا سياسة .

إذا 100ألف من البدو والعشاير شاركوا بدمنا فالحل بسيط وواضح 100 ألف مشنقة..هذا اسمه بالجرد عم نقول يا هادي ونشوف الرصيد السابق.

 

لماذا تتصرف السلطة في دمشق وأعوانها وكأن سكان الكرة الأرضية قُصّر، أو أميّون، أو مختلّون عقلياً؟

سالي عبيد/موقع أكس/05 آب/2025

لماذا تتصرف السلطة في دمشق وأعوانها وكأن سكان الكرة الأرضية قُصّر، أو أميّون، أو مختلّون عقلياً؟ سؤال يُطرح في ضوء ما يُقدَّم يومياً من سرديات لا تصمد أمام منطق بسيط أو معلومة واحدة متاحة على الإنترنت. في أحدث هرطقات هذا العقل المتعالي على الوعي العام، خرجت حكومة الشرع لتعلن وصول الغاز الأذري إلى سوريا، وكأن شرياناً من بحر قزوين قد اندفع فجأة ليُنير شوارع حلب ويشغّل معامل حمص في أسبوع واحد فقط. لكن ما لم تقله الحكومة، ولم تقدّر أن الناس يعرفونه، هو أن مدّ خط غاز من أذربيجان إلى الأراضي السورية يتطلب سنوات من العمل، وتمويلًا يتجاوز تسعة مليارات دولار، ومسار جغرافي معقد يبدأ من باكو، ويمر عبر تركيا بطول 1800 كم، قبل أن يصل إلى نقطة دخول بسيطة لا تتجاوز 59 كم داخل سوريا. كيف يمكن لهذا المشروع أن يُنفّذ دون مناقصات، دون إعلان، دون وقت، ودون شركاء دوليين؟ الإجابة الوحيدة هي أنه لم يُنفذ، وأن ما يُضخ اليوم في أنابيب محطات الكهرباء هو ذاته الغاز المحلي المستخرج من بعض آبار ريف حمص ودير عطية، والذي أُعيد تدويره في مختبر الكذب الرسمي ليُسوّق كمنجز إقليمي. هذه ليست زلّة إعلامية، بل عملية تضليل ممنهجة تُذكّر بأتفه وأسفه لحظات البروباغندا، حيث تتحول الطاقة إلى مسرحية، والمعلومات إلى عبث، والشارع إلى متلقٍ قسري لخطاب لا يطلب التصديق، بل الاستسلام. وكأن الحكومة تقول للناس: لا نريد منكم أن تفهموا، فقط أن تردّدوا ما نقوله. الخط الذي تم إصلاحه، وجرى الإعلان عنه مؤخراً، هو خط “كلّس —حلب”، وهو ليس خطاً جديداً ولا يمت بصلة إلى مشروع استراتيجي مع أذربيجان، بل مجرّد ترميم لأنبوب كان يعمل جزئيًا في السابق، بقدرة محدودة لا تغطي أكثر من ثلث العجز الحاصل في قطاع الغاز السوري، الذي يتطلب 18 مليون متر مكعب يوميًا، بينما لا يُنتَج منه محليًا أكثر من تسعة ملايين. أما خط الكهرباء الذي قيل إنه سيدعم الشبكة بطاقة 280 ميغاواط، فهو بدوره قادم من تركيا، في اتفاق مؤقت لم تُكشف تفاصيله، ولا يُغيّر من واقع الانهيار شيئًا يُذكر. هنا يتجاوز الكذب حدود التجميل أو التبرير. نحن أمام سلطة تصوغ الوهم على أنه نصر وإنجاز، وتفرضه على مواطنين يعيشون تحت خط الفقر، بلا ماء ولا كهرباء ولا خبز. سلطة لا تحتقر فقط ذكاء شعبها، بل أيضاً ذاكرته وكرامته، متناسية أن السوريين خبروا سنوات من الحرب، والحصار، والانهيار، وأصبحوا يعرفون الفرق بين الغاز الحقيقي… والهواء الساخن.  الكذب السياسي أكثر فتكاً من أي قصف جوي. لأنه يقتل الحقيقة، ويغتال الثقة، ويحوّل الدولة بالون فارغ يعاد نفخه كلما احتاجت السلطة إلى جرعة انتصار وهمي. هذا النفاق  باسم الإنجاز الفارغ فإنها لا تُراهن إلا على أمر واحد.. على أن يكون الناس قد تعبوا من الحقيقة، وقبلوا بالوهم كقدر لا مفر منه. لكنهم لم يفعلوا.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

نزع سلاح "الحزب": "مهما تأخّر جايي"

ألان سركيس/نداء الوطن/06 آب/2025

كان نهار الإثنين 14 شباط 2005 مفصليًا في تاريخ لبنان. اِغتيل الرئيس رفيق الحريري وقلب هذا الاغتيال المعادلات في لبنان والمنطقة. انسحب جيش الاحتلال السوري وحصل الفراغ السياسي. فازت قوى 14 آذار بالأغلبية النيابية وبدأت مرحلة جديدة من تاريخ لبنان. لم ترق لـ «حزب اللّه» كلّ تلك التحوّلات فخطط للانقلاب على ثورة الأرز ونجح. منذ عام 2005، والخطأ نفسه يتكرّر. «الثنائي الشيعي» يُسمح له بحيازة كامل الحصة الشيعية الوزارية ويمتلك سلاح الميثاقية. وعندما اشتدّ ضغط 14 آذار لإسقاط الرئيس إميل لحود ووضع استراتيجية دفاعية وإقرار المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، أخرج رئيس مجلس النواب نبيه برّي أرنب الحوار ودعا القوى السياسية الأساسية إلى طاولة مستديرة في عين التينة. شارك أمين عام «حزب اللّه» السيد حسن نصراللّه شخصيًا في الحوار، وعندما طُلب منه عدم تعكير صفو الصيف لتنشيط الاقتصاد تجاوب، وفي 12 تموز 2006 نكث بوعده ونفّذ «حزب اللّه» عملية اختطاف جنود إسرائيليين وانفجرت حرب «تموز» وما تبعها من انقلاب سياسي داخلي كانت ذروته في 7 أيار 2008 حيث احتلّ بيروت وهاجم الجبل وفرض اتفاق «الدوحة». كانت 14 آذار في لحظة انتصار تاريخية لمشروع الدولة، بينما حصل الانكسار الكبير في 7 أيار عندما سيطر «حزب اللّه» على الدولة مستغلًا بعدها الغطاء المسيحي الذي أمّنه اتفاق مار مخايل. يعمل «الحزب» بعد وصول ملف سلاحه إلى لحظة الفصل إلى التهديد بـ 7 أيار جديد وقلب المعادلة السياسية في البلاد. قد تكون مخاوف بعض اللبنانيين طبيعية، فالتجارب السابقة لا تشجّع، إذ أمسك «حزب اللّه» البلاد بعد 7 أيار كما لم يمسكها الاحتلال السوري، لكن بين تلك المرحلة وهذه المرحلة فرق جوهري في السياسة والأوضاع الداخلية والإقليمية. كان عام 2008 نهاية لولاية الرئيس جورج بوش وللرئيس الفرنسي جاك شيراك اللذين يعتبران راعيي الـ 1559 ومرحلة ما بعد 2005. وعند انتخاب الرئيس باراك أوباما، تبدّلت الأولويات الأميركية في لبنان والمنطقة. النقطة الثانية كانت تقدّم محور «الممانعة» في المنطقة بعد استيعاب اغتيال الحريري، بينما تراجع محور «الاعتدال العربي» أمام الهجمة الإيرانية. من جهة أخرى، كان «حزب اللّه» يشهد على سطوع نجمه، واعتبر نفسه أنه خرج من حرب «تموز» منتصرًا وبدأت إيران تستثمر به أكثر، وشرّعت سوريا حدودها أمامه، وسط عدم مبالاة أميركية وإسرائيلية.

ويعتبر الفرق شاسعًا بين الأمس واليوم، أوّل تلك الأمور هو اغتيال نصراللّه وقادة الصف الأول والصفين الثاني والثالث في «الحزب»، وخروجه مهزومًا من حرب «الإسناد» بخسائر عسكرية وبشرية ومناطقية فادحة وتوقيع اتفاق الهدنة في 27 تشرين الثاني الماضي الذي هو أشبه باتفاق استسلام.

وعدا عن الخسائر، فقد «حزب اللّه» معظم حلفائه؛ فسنّة 8 آذار أصبحوا في حضن السعودية، وحلفاؤه المسيحيون من «التيار الوطني الحر» إلى تيار «المرده» يتبرّؤون منه، وكان آخرهم النائب طوني فرنجية الذي أعلن دعمه حصر السلاح. وتعتبر خسارة سوريا الضربة القاضية لـ «الحزب»، فسوريا كانت خط الإمداد ومصدر أهم المداخيل من الكبتاغون والتهريب، وفقد «الحزب» هذه الدولة الحيوية وقطع خط طهران- دمشق- بيروت، وانتصرت الثورة السورية التي حاول «حزب اللّه» قمعها لصالح الرئيس المخلوع بشار الأسد.

ويضاف إلى خسارة سوريا، الضربة الأخيرة التي وجّهت إلى طهران، فإيران باتت بلا أذرع ونظامها مهدّد وهي تحت سيف العقوبات ولا يمكنها مساندة «الحزب» لا ماليًا ولا عسكريًا. والأهم من هذا كلّه وجود بنيامين نتنياهو في رئاسة الوزراء وتحركه في كلّ المنطقة من دون رادع ووجود الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يريد القضاء على أذرع إيران في المنطقة. هما حاول «حزب اللّه» رفع الصوت والتهديد والوعيد، إلّا أنّ الواقع السياسي تبدّل في البلد والمنطقة، ونزع السلاح مهما تأخّر فسيبقى من الأولويات، والضغط الدولي يدفع في هذا الاتجاه، وإلّا ستصبح كلّ الدولة تحت العقاب. لذلك لن يبقى سلاح «الحزب» على ما هو عليه لأنّ كلّ الدلائل تشير إلى انتهاء صلاحيّته.

 

"الحزب" يحاول فكّ عزلته: إغراءات وابتسامات... وتهويل!

لارا يزبك/نداء الوطن/06 آب/2025

ليس أدل على الموقع الحرج الذي يجد "حزبُ الله" نفسَه فيه، مِن الجولة التي يقوم بها على القوى السياسية التي كانت حتى الأمس القريب، تسايره في موضوع سلاحه، لحسابات نفعيّة أو خوفًا على السلم الأهلي.

"الدولاب برم"

هذه المسايرة، بحسب ما تقول مصادر نيابية سيادية لـ "نداء الوطن"، كانت ضرورية في الحقبة السابقة عندما كان الحزب "الآمرَ الناهي" في لبنان، وسلاحُه يتحكّم باللعبة السياسية والقضائية والأمنية في البلاد. لكن بعد "حرب الإسناد" التي كسرت شوكةَ "الحزب" وانتهت بخسارة مكلفة له، وقد فَقَدَ خلالها أرفعَ قياداته والأخطر أنها أفقدته هالتَه وفائضَ قوته التي بنى عليها بعضهم أمجاده في الداخل أو كانوا يُدارونها على قاعدة "الإيد لي ما فيك ليا، بوسها ودعي عليها بالكسر"، التفَتَ الحزبُ من حوله، ليجد نفسه وحيدًا. فالدولاب "برم" وهو لم يعد "يذبح بظفره" كما إنه ما عاد يخيف أحدًا.

معادلة مغرية لباسيل

"التيار الوطني الحر"، أكبر حلفاء "الحزب" والمستفيدين منه سياسيًا، ابتعد عنه، تتابع المصادر، بعد أن فهم رئيسه النائب جبران باسيل أن الشارع المسيحي سئم من سلاح "الحزب" وحساباته الإيرانية. فقرّر الفريق البرتقالي إعلان الطلاق مع "الحزب". غير أنه لا يزال يراعيه ويطالب باستيعابه وبمدّ اليد له لا تحديه، وبِبحث سلاحه على طاولة حوار تُفضي إلى تسليمه السلاح طوعًا لا عنوة. وهنا، يجري باسيل حساباتٍ انتخابية، إذ سيحتاج حكمًا إلى أصوات شيعية في انتخابات أيار 2026. "الحزب" الذي فهم هذه اللعبة، شرع الإثنين في جولة بدأت بالرئيس الفخري لـ "التيار" رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون وشملت أيضا باسيل أمس حيث تحدث النائب علي فياض مِن ميرنا الشالوحي عن "قراءة ليست ببعيدة" بين الجانبين وعن اتفاق على "الاستراتيجية الوطنية التي يجب أن تشكل الإطار لمقاربة موضوع السلاح وغيره". بهذه الاجتماعات، يحاول ترطيبَ الأجواء مع "التيار" وترميمَ الجسور معه. فـ "الحزب" يحتاجه اليوم لفكّ عزلته، وإذا تجاوب "التيار"، فسيردّ له الجميل في الانتخابات المقبلة، وهي معادلة مرضية ومغرية لباسيل.

بين الدبلوماسية والتهديد

وفد "الحزب" يُفترض أن يزور أيضًا رئيس الحزب "التقدمي الإشتراكي" السابق وليد جنبلاط. فالأخير لطالما كان مرنًا في مسألة السلاح ويعتمد أسلوب تدوير الزوايا في مقاربته. ومع ذهابه اليوم نحو خطابٍ أكثر صرامة، لِخوفه من التداعيات الكارثية للتأخّر في حصر السلاح بيد الدولة، يحاول "الحزبُ" إعادة جنبلاط إلى المربّع الأول. للغاية، يستخدم الدبلوماسيةَ والوجوهَ الضاحكة، من خلال زيارات "الودّ" لجنبلاط، ويستخدم أيضًا التهديدَ والخشونة من خلال التلويح بتكرار سيناريو 7 أيار 2008. ما كان "الحزبُ" ليضطرّ إلى هذه الجولات لو لم يفهم أنه بات وحيدًا وبلا أي حليف وازن، لا مسيحيّ ولا درزيّ ولا سنّيّ. لكن بدلًا من المكابرة ومحاولة البحث عن مظلة داخلية لن يجدها لسلاحه، وبدلًا من ترهيب اللبنانيين عبر مسيرات درّاجة في شوارع العاصمة وتهديدهم بالقتل إذا طالبوا بقيام دولة، علّهم يخضعون له من جديد، الأفضل لـ "الحزب" أن يلاقيهم تحت سقف هذه الدولة وينخرط في مسيرة بنائها. وعليه أن يعلم أن اللبنانيين جميعهم ما عادوا يهابونه، تختم المصادر.

 

بين الشرعية والمقاومة... الدم يختلط بالدَجَل

مكرم رباح/نداء الوطن/06 آب/2025

في الآونة الأخيرة، عادت أبواق السلاح المَذهبي لتُطلق العنان لحناجرها، دفاعًا عن "شرعية المقاومة" ورفضًا لأي مسار يُفضي إلى نزع سلاحها. إنه خطاب مألوف، يُعاد تدويره عند كل مفترق سياسي حرج، وكأنّ لبنان لا يُمكن أن يكون دولة إلا إذا خَضع كُليًا لمعادلة البندقية المرفوعة التي تعلو على الدستور.

لكن الحقيقة الصارخة التي يتهرب منها هؤلاء أن ما يُقدَّم اليوم على أنه "سلاح مقاوم" لم يعد كذلك منذ زمن طويل. السلاح الإيراني في لبنان لم يعد أداة تحرير، بل وسيلة سيطرة داخلية، تُستخدم لإعادة هيكلة الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية بما يخدم مصلحة مشروع مَذهبي عابر للحدود. الاحتلال الإسرائيلي لا يفرض هذا السلاح، بل إن أصحاب هذا الأخير هم من يحتلون القرار اللبناني. خَير دليل على تحوّل هذا السلاح إلى عبء من الماضي، هو جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت بالأمس لمناقشة مسألة السلاح غير الشرعي. فالمفارقة أن الدولة ومجلس وزرائها، لا يتمتعان أصلًا، بموجب الدستور، بصلاحية شَرعَنة أو ترخيص سلاح خارج عن مؤسساتها الشرعية. إن الاجتماع بحد ذاته، هو إعلان ضمني بأن السلاح لم يَعد يُمثّل إجماعًا وطنيًا، بل أصبح بندًا خلافيًا يُناقَش على طاولة دولة منهارة، ويؤكد أن لا أحد بعد اليوم يشتري كذبة "المقاومة الدائمة". لكن الأخطر من ذلك، أن الاجتماع يعكس إصرار من يحمل هذا السلاح على تجاهل الدستور، بل وازدرائه بالكامل. فـ "الحزب" المتهم بقتل رفيق الحريري، وتدمير مرفأ بيروت، ناهيك عن الجرائم التي ارتكبها في سوريا والعراق واليمن، لا يرى في الدستور اللبناني إلا ورقة مهملة على طاولة تفاوض، أو نصًا يُستخدم متى شاء ويُخرق متى اقتضت مصلحته.

وما يزيد من مهازل هذا المشهد، هو أن بعض القوى داخل السلطة تطرح اليوم نقل النقاش إلى "طاولة حوار حول الاستراتيجية الدفاعية". وكأننا نعيش في بلد طبيعي يبحث بهدوء عن توافق وطني! في الحقيقة، هذا الطرح ليس سوى مهزلة موصوفة، تعكس محاولة بائسة لإعادة تدوير النقاش، وتمييع المطلب الجوهري: تطبيق الدستور. لا تُبنى أي "استراتيجية دفاعية" في ظل احتلال داخلي، ولا يكون أي حوار مثمرًا عندما يضع أحد الأطراف بندقيته فوق الطاولة وتحتها.

ولعلّ أكثر ما يُربك "حزب الله" اليوم، هو إدراكه العميق بأن فعالية سلاحه في الداخل لم تعد كما كانت. والتهديد المستمر بتكرار سيناريو "7 أيار" أصبح لا يُرعب أحدًا. لقد عايش اللبنانيون، بكل طوائفهم، انهيار دولتهم، إذ إن أنفاسهم تضيق في ظل الأزمة المعيشية السائدة، وأصبحوا رافضين للصمت أو الخضوع تحت تهديد السلاح. لا أحد يبالي بخطاب "حماية المقاومة" عندما لا يجد ربطة خبز أو دواء. أما سلاح "الهيبة"، ففَقَد رهجته، وتحول إلى عبء أخلاقي وأمني على صاحبه.

وعلاوة على ذلك، إن الزمن الذي كان يطلّ فيه الأمين العام لـ "الحزب"، على شاشاته، ليُطلق وصف "الأيام المجيدة" على الأيام السود قد ولّى. ذلك الخطاب أصبح غير مُقنع حتى بالنسبة لجمهوره الضيق. فالشيعة الذين دفعوا الثمن، قبل غيرهم، من أرواح أولادهم ومن أرزاقهم في مغامرات خارجة عن حدود الوطن، باتوا يدركون أن "الحزب" أصبح مجرّدًا من أي رؤية وطنية وأي مشروع اقتصادي، لا بل مُجَرّدًا من أي سلاح، يثير الذعر ويستورد الأزمات. إن منطق السلاح المذهبي يُناهض قيام الدولة، لأن بناء دولة بحد ذاتها ينسف امتيازاته: انتفاء الإصلاح القضائي، وغياب المالية العامة، وانعدام الأمن الموحّد، طالما بقي السلاح منفلتًا من رقابة الدولة. من يطالب بحصر السلاح بيد الجيش يُتّهم بالخيانة؛ ومن يرفض دولة المربعات الأمنية يُخَوَّن؛ ومن يصرخ من تحت أنقاض المرفأ يُسَكت. أما "المقاومة"، فهي في مكان آخر: في البيانات، في العروض العسكرية، وفي مقاطع الفيديو التي تُعد بعناية لترهيب الداخل لا العدو.

ثمّة فرق بين مقاومة الاحتلال، وبين احتلال الدولة؛ وبين من يواجه العدو، ومن يحكم بالسلاح. إن شرعية السلاح لا تُستَمد من سرديات النصر، بل من الإجماع الوطني، وهذا الإجماع سَقط يوم وُجه السلاح إلى صدور اللبنانيين، ويوم صمت عن قتل رفيق الحريري، وساهم في دفن الحقيقة في تفجير المرفأ.

في نهاية المطاف، سيتوجب على "الحزب" الذي يرفض التنازل عن سلاحه، أن يُعيد النظر في هويته. لأن التنازل، إن وقع، سيعني أبعد بكثير من تسليم صواريخ أو مستودعات ذخيرة: سيعني الحاجة إلى rebranding كامل في الشكل والمضمون. وهذا الأمر سيكون مكلفًا لحزب اعتاد الحصول على تمويله من تجارة الكبتاغون والتهريب، من المرفأ إلى الحدود، ولم يعد يملك لا الشرعية الشعبية ولا الشيعية، ولا الموارد المالية، ولا حتى الرواية المُقنِعة. السلاح الذي شَهَرَه "الحزب" لعقود تحوّل إلى قطعة من الماضي؛ أما الحروب اليوم فلا تُخاض بالبندقية، بل بالذكاء، وبالذكاء الاصطناعي تحديدًا، اللذين يفتقر إليهما "الحزب" بالكامل كما أثبتت الحرب الأخيرة. لذلك، لم تعد المشكلة تكمن في السلاح فحسب، بل في النظام الذي يعيش عليه: نظام قائم على اقتصاد الحرب، وثقافة الخوف، وسردية "المؤامرة الدائمة". أما لبنان، فقد آن له أن يخرج من تحت هذا الركام، لا لينزع سلاح الميليشيات فقط، بل ليستعيد كرامته ودولته.

في حال قرر مجلس الوزراء تأجيل النقاش إلى جلسات أخرى سيكون كالمرء الذي يبصق في الرياح العاتية، سيدفع بـ "الحزب" للقول "الدني عم بتشتي".

 

"حزب الله" ضد الجيش والدولة والشعب سلاح الحكم الذاتي والتقسيم

نجم الهاشم/نداء الوطن/06 آب/2025

لم يُبقِ "حزب الله" صاحبًا له لا في لبنان ولا في العالم، باستثناء إيران الجمهورية الإسلامية ويمن الحوثيين في صنعاء. لم يعد يَجِد من يدافع عنه وعن سلاحه. تلك مرحلة انتهت وصارت من الماضي. لذلك يجد "الحزب" نفسه في موقف ضعيف. هو مستمر بالتمسك بهذا السلاح ويربط الاحتفاظ به بمصير الطائفة ككل. ويجعل التخلّي عنه كأنّه هزيمة كاملة وانهيار، وكأن لا حياة له ولا للشيعة من دونه. وهو خطأ تاريخي يرتكبه وقد يجرّ عليه، وعلى الشيعة، المزيد من المآسي، لأنّ تاريخ نهضة الشيعة في لبنان لم يكن مرتبطًا بالسلاح أبدًا بل بالدولة ومؤسساتها.

يصوّر "حزب الله" الشيعة في لبنان وكأنّهم كانوا طائفة مهمّشة ولا حقوق لها ولم يصبح لها قوة ووجود إلا بعد تسلّطه عليها، وبعد تسليحها وربطها بإيران وبمشروع ولاية الفقيه. هذه النظرية ساقطة، لأن الشيعة في لبنان كانوا منذ ما بعد الاستقلال قوة أساسية في تركيب الدولة الجديدة. وهذه الدولة بالذات، دولة لبنان الكبير، هي التي أخرجتهم من معاناتهم التاريخية في ظلّ حكم السلطنة العثمانية، وهي صاحبة الفضل عليهم في التقدم الذي حقّقوه على مختلف الأصعدة، قبل أن يصير السلاح مصدر قوتهم وبقائهم.

قبل هذا السلاح كان الشيعة أقوياء ولهم حضورهم. ولم يكن هناك أي خوف عليهم وعلى مصيرهم. صحيح أن هذا السلاح أعطاهم مركزًا متقدّمًا بين الطوائف اللبنانية الأخرى، ولكنّه صار مع الوقت خطرًا عليهم وعلى استمراريتهم ووجودهم، وربما بات من مصلحتهم التخلّي عنه بقرار ذاتي قبل أن يكون قرار الحكومة والحكم الجديد في لبنان. لأنّ هذا السلاح لم يكن هو القاعدة بل كان الشواذ عن القواعد التي حكمت قيام الجمهورية اللبنانية ويحاول "الحزب" منذ تأسيسه، أن يجعل من هذا السلاح قاعدة للسيطرة على الدولة والجمهورية وسائر الطوائف المكوّنة لها، وأن يطبّق عليها أحكام "السلطنة الإيرانية"، قياسًا على تجربة اللبنانيين مع السلطنة العثمانية.

مصير الشيعة ليس مرتبطًا بالسلاح

يخطئ "حزب الله" عندما يربط مصير الشيعة في لبنان بمصيره. ويخطئ أكثر عندما يربط مصيره بمصير سلاحه. كأنّ التخلّي عن هذا السلاح هو نهاية التاريخ بالنسبة إليه وهو يصوّر للشيعة أن هذا الأمر يعيدهم إلى عهد والي عكا أحمد باشا الجزّار، ويرعبهم عندما يصوّر لهم أن الجزّار عاد اليوم إلى سوريا باسم أحمد الشرع. في الواقع لا يخيف أحمد الشرع "حزب الله" والشيعة لأنّهم "حزب الله" وشيعة. ما يخيف "الحزب" هو معرفته اليوم بأنه يحصد نتائج تدخّله في الحرب في سوريا وارتكابه الكثير من الأعمال العدائية ضد الشعب السوري، ليس دفاعًا عن نظام بشار الأسد، لأنّه بشار الأسد، بل لأنّ بقاء هذا النظام كان يؤمن ربط "الحزب" في لبنان بالأمة الإسلامية في إيران. لذلك يتصوّر "الحزب" أن آلاف القتلى الذين سقطوا على يده في سوريا يقومون من القبور للانتقام منه. ولذلك ارتدّت تجربة سلاح "الحزب" في سوريا وبالًا عليه، كما تجربة سلاحه في لبنان.

انهزم هذا السلاح في الحرب السورية وبدل أن يحمي المراقد الشيعية المقدسة، وخصوصًا مقام السيدة زينب في دمشق، ويدافع عن اللبنانيين الشيعة في داخل سوريا، انتهى به الأمر إلى الفرار من سوريا والتخلّي عن كل القواعد التي أنشأها هناك، وهرّب قواته التي وجدت نفسها من دون إنذار مسبق محاصرة ومتروكة لمصيرها. فرار الأسد وانهيار نظامه جعل "الحزب" يواجه المصير نفسه الذي واجهه "جيش لبنان الجنوبي" بقيادة اللواء أنطوان لحد بعد انسحاب إسرائيل في 25 أيار 2000. الانتصار الذي نسبه "الحزب" إلى نفسه نتيجة هذا الانسحاب صار هزيمة موازية بعد انسحابه من سوريا واضطراره إلى الاستنجاد بالجيش اللبناني للدفاع عن الحدود اللبنانية التي كان استباحها.

هزيمة في المساندة

سلاح "الحزب" قاده أيضًا إلى هزيمة كاملة في الحرب التي خاضها منذ 7 تشرين الأول 2023 مساندة لحركة "حماس" في غزة وليس لفلسطين كما يدّعي. لأن "حماس" تشكّل حالة خارجة عن السلطة الفلسطينية ومصلحة الفلسطينيين الأساسية بقيام دولتهم. وقد برزت نتائج تجربة الحركة في نتائج الحرب بعد عملية طوفان الأقصى. وهو مرّ بمرحلة اشتباك حتى مع هذه الحركة خلال تدخّلها في الحرب في سوريا ضدّه وضد النظام. وعلى رغم عودة التنسيق بينهما واستقبال أمينه العام السيد حسن نصرالله وفودًا من الحركة والربط بينها وبين طهران، فإن نصرالله نفسه لم يرتَح لقيام "حماس" بعملية طوفان الأقصى من دون أن يكون مطلعًا عليها سابقًا وعلى توقيتها. وهو لذلك تحاشى الدخول في هذه الحرب منذ البداية. وحتى لا يُقال إنّه تخلّى عن دعم "حماس" ذهب إلى الخيار الوسط بمساندتها. ولكن على رغم ذلك دفع الثمن وظهر أن كل شعاراته حول توازن الردع والقدرة على قصف أي موقع في إسرائيل ورميها في البحر، كانت ساقطة.

إذا كان سلاح "الحزب" ارتد عليه هزائم في سوريا وفي الحرب مع إسرائيل، فلماذا يريد أن يتمسّك به في لبنان؟ منذ العام 1990 قام "الحزب" على مساعدة النظام السوري له في أن يكون القوة المسلحة الوحيدة في لبنان، وأن يبقى دوره أكبر من دور الدولة والجيش. قام على ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة التي روّج لها وكأنّها قدر اللبنانيين. وبعد كل هذه التجارب انتهى إلى الصدام مع الجيش والشعب والدولة. وكأنّه يعود إلى بداياته.

 الحرب ضد الجيش والدولة مستمرة

أول ما قام به "حزب الله" بعد تأسيسه عام 1982 كان استهداف الجيش اللبناني ومؤسسات الدولة اللبنانية والتصويب على الأسباب التي أدّت إلى قيام دولة لبنان الكبير والكيان اللبناني بنظامه التوافقي بين الطوائف. لقد اعتبر دائمًا أنّ هذا النظام كافر. وصبّ دائمًا كل غضبه على المسيحيين والموارنة و"القوات اللبنانية" و"الجبهة اللبنانية" و"الجيش الطائفي" الذي يحمي هذا النظام، وعلى قيادته في اليرزة. ولذلك أول ما قام به في 3 أيلول 1983 كان احتلال ثكنة الشيخ عبدالله التابعة للجيش اللبناني في بعلبك، ومصادرة دوره واغتيال عدد من ضباطه وجنوده.

لم يكن من قبيل الصدف أن تهبط طوافة عسكرية في ثكنة الشيخ عبدالله في 22 تموز 2024، كانت تقلّ قائد الجيش العماد جوزاف عون في زيارة إلى منطقة البقاع لافتتاح طرقات على جرود السلسلة الشرقية تربط مراكز الجيش اللبناني ببعضها البعض. في 9 كانون الثاني 2025 صار العماد جوزاف عون رئيسًا للجمهورية رغمًا عن إرادة "حزب الله". اعتبر "الحزب" دائما أن بقاءه هو نتيجة حتمية لضعف الدولة والجيش ولذلك استمر بالإعلان عن أنّه يحمي لبنان لأنّ الدولة عاجزة والجيش غير قادر. هذه النظرية سقطت بشكل مريع. يطرح الرئيس عون مع مجلس الوزراء برئاسة الرئيس نواف سلام وبالتنسيق مع الرئيس نبيه بري مسألة حصرية السلاح و"الحزب" يرفض كأنه يعيد إحياء الاستراتيجية التي أتت به إلى ثكنة الشيخ عبدالله.

أداة تفجير الدولة

مع هذا الرفض المطلق الذي يبديه "الحزب" في مسألة التخلّي عن السلاح للدولة والجيش، هل يكون مع سلاحه أداة تفجير الدولة وإنهاء الكيان ودولة لبنان الكبير وبداية التقسيم على طريقة السلاح الدرزي في السويداء وإن بصورة معاكسة. التدخل الدولي مع الدروز أعطاهم، مبدئيًا، حكمًا ذاتيًا. الضغط المحلي والدولي ضد سلاح "حزب الله"، مع رفضه لذلك، يمكن أن يعطيه حجّة لكي يحمي نفسه بهذا السلاح، وبالتالي ليقيم حكمًا ذاتيًا في مناطق سيطرته طالما يعتبر أن الحكم اللبناني لن يدخل في حرب معه لنزع سلاحه، وأنّ إسرائيل لن تشنّ حربًا جديدة ضده لتحطيمه وإنهاء دوره، وأنّ واشنطن لا تفكّر أبدًا بإرسال المارينز لقتاله. وبذلك تصبح "دولة" "حزب الله" أمرًا واقعًا ويكون سلاحه في موقع سلاح الدروز في السويداء. خطاب الشيعة بشكل عام اليوم، من الشيخ علي الخطيب نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، إلى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، وعدد كبير من المشايخ، حتى غير المنتمين إلى "الحزب"، خطاب تقسيمي خصوصًا في ما يتعلّق بالسلاح. معظم هؤلاء يضعون أنفسهم خارج الدولة. ويتصرّفون على هذا الأساس. و"حزب الله" مسؤول عن وضعهم في هذا الموقع. وهو يتعرّى كل يوم من أي دعم يأتيه من حلفاء سابقين يتخلون عنه تباعًا. حتى عاد إلى الرهان على على دعم الرئيس السابق العماد ميشال عون في مواجهة الرئيس الحالي العماد جوزاف عون.

 

 سحب السلاح والمشروع الإيراني

رفيق خوري/نداء الوطن/06 آب/2025

سلاح "حزب الله" ليس قضية محصورة في لبنان، وإن بدا سحبه مسؤولية لبنانية في إطار "حصرية السلاح بيد الدولة". وحجة الممانعة في الحفاظ عليه ليست خارج لبنان، وإن كانت المواجهة ممتدة إلى واشنطن، والمهام مركزة على رد الخطر الإسرائيلي من الجنوب والخطر السلفي الجهادي من الشمال والشرق وحديث "التهديد الوجودي" للشيعة. والكل يعرف أن المسألة أكبر من السلاح الذي هو مجرد عامل في لعبة استراتيجية وجيوسياسية واسعة. عنوان اللعبة اليوم هو سحب المشروع الإقليمي الإيراني وسلاحه وضرب أذرعه في العراق ولبنان وغزة وصنعاء بعد إسقاط نظام الأسد على أيدي "هيئة تحرير الشام" وبقية الفصائل السلفية الجهادية. واللاعب الكبير هو الرئيس دونالد ترامب ومعه لاعبون أتراك وعرب، لكن الشريك الكامل له هو بنيامين نتنياهو.

قبل "طوفان الأقصى" ومعه، وبالطبع قبل حرب غزة ولبنان وحرب أميركا وإسرائيل على إيران، كان عنوان اللعبة مختلفًا تمامًا، بدءًا من الغزو الأميركي للعراق عام 2003. فالغزو فتح العراق أمام ترسيخ النفوذ الإيراني الذي تمدد إلى سوريا ولبنان وصنعاء وغزة بقيادة "حماس" ومعها "الجهاد الإسلامي". والمرشد الأعلى علي خامنئي رأى أن "اليد العليا في المنطقة" صارت للجمهورية الإسلامية التي بدأت تحقيق مشروع الولاية في بلدان عربية وإسلامية ومشروع "الشرق الأوسط الإسلامي" بقيادة طهران ردًا على خطط الشرق الأوسط "الأميركي".

أما حرب ترامب ونتنياهو على إيران بعد حرب غزة ولبنان وإسقاط النظام السوري، فإنها فتحت الباب لإعادة تشكيل الشرق الأوسط. أما الاتجاه، فإنه نحو انحسار النفوذ الإيراني، بصرف النظر عن تصرف الجمهورية الإسلامية الإيرانية كأنها منتصرة وقادرة على تغيير الاتجاه من جديد. والوقائع ناطقة. من كان يفاخر بحكم "أربع عواصم عربية" هي بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء يعتبر اليوم أن بقاء النظام هو "نصر إلهي". ومن أشرف على ولادة "حزب الله" في بعلبك على يد الحرس الثوري بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 ثم "المقاومة الإسلامية" التي حررت الجنوب، يبدو اليوم في موقع المتفرج على عودة الاحتلال الإسرائيلي لأجزاء من الجنوب، والمحاذر من دفع "حزب الله" إلى المقاومة خوفًا من أن تكمل إسرائيل تدمير قوته، والعاجز عن وقف الموجة المتنامية هنا وفي الخارج حول سحب السلاح من كل وكلائه. وهو يربط كل شيء بصفقة مع أميركا.

ذلك أن الجمهورية الإسلامية عملت على بناء قوة في الداخل وفي المنطقة بالوكالة، لا فقط لمواجهة إسرائيل بل أيضاً لمواجهة أميركا التي هي العقبة الكبيرة أمام المشروع الإقليمي الإيراني. لكن "حكم المقاولين" في أميركا كشف نقاط الضعف الهائلة في "حكم المقاومين" في إيران. وإذا كانت طهران التي خسرت سوريا وما عادت الرابحة في لبنان تصر على التمسك بنفوذها في العراق والدفع نحو قانون يكمل شرعنة "الحشد الشعبي"، فإن الوضع العراقي ليس ثابتاً وحاجة بغداد إلى واشنطن على المستوى الأمني كبيرة. وليس من السهل على طهران معاودة العمل في المشروع النووي بعدما كشفت الضربات الأميركية، وسط الخلاف على مدى الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية، أن طبيعة المنشآت تحت الجبال تشير إلى أن البرنامج النووي ليس فقط سلميًا بل أيضًا عسكريًا.

ولا مجال للمماطلة الطويلة. فالمشروع الإقليمي الإيراني يتفكك. ودور السلاح انتهى، وإن كان الأفضل والأسلم تسليمه للدولة بدل تركه لضربات إسرائيل. وبالمقابل، لا بد من ترتيب أمني إقليمي في المنطقة بإشراف دولي، يبدأ بقيام دولة فلسطينية وينتهي بالتوازن بين الأدوار الإقليمية مرورًا باستعادة الدول الصغيرة مثل لبنان للسيادة وحصرية السلاح وقرار الحرب والسلم. الباحث جيمس فيرون يتحدث عن "اللوتري المكلف" للحرب. ويطالب بتفادي الحرب عبر إجراءات "تجعل كل طرف رابحاً بلا حرب". لكن هذا يبدو صعبًا في الشرق الأوسط.

 

خمس سنوات على انفجار المرفأ: يأسٌ يتجدد والإهراءات للذكرى

نغم ربيع/المدن/05 آب/2025

مرّت خمس سنوات على انفجار المرفأ في الرابع من آب 2020، وليس أصعب من مرور الزمن في بلدٍ بلا ذاكرة رسمية، بلا اعتراف، بلا عدالة. بلدٌ يحترف طمس المآسي كما يطمس النفايات في التربة، ويُتقن إعادة طلاء الجدران المهدّمة بينما يترك القاتل طليقًا، والمحكمة مغلقة، والناس وحيدون في حزنهم.

في الرابع من آب لم تنفجر بيروت فحسب، بل تهشّمت علاقتها بالدولة، وتصدّعت الثقة، بعدما تلاشت الفكرة البسيطة بأن هناك من يحمي، من يسهر، من يُحاسب. المدينة التي تحوّلت إلى غيمة من الغبار والدماء والزجاج، أعادوا بناءها حجرًا بحجر، شارعًا بشارع، بارًا ببار. لكنها لا تزال مثقوبة من الداخل، أشبه برئة جريحة لا هواء فيها. في زواياها صرخات ما زالت تتردّد، صورٌ لا تغيب، رائحة نترات لم تُمحَ، ووجوه أحبّة غادروا بلا وداع.

الحفاظ على الإهراءات والاعتراف بالجريمة

وبينما اعتاد المسؤولون الصمت أو التلاعب أو الإنكار، جاء هذا الأسبوع تفصيل صغير بحجم إشارة، لكنه معبّر بالمعنى، وزير الثقافة غسان سلامة أدرج إهراءات القمح على لائحة جرد الأبنية التراثية. فهي ليست مجرد صوامع باهتة. هي آخر ما تبقّى واقفًا من أثر الجريمة. شاهدة على لحظة الخراب، وعلى ما تلاها من صمت رسمي طويل. فكّروا في هدمها، كأنهم يودّون التخلص من الشاهد الصامت، كما تخلّصوا من كل محاولة لكشف الفاعلين. إدراج الإهراءات تراثًا، لأول مرة منذ خمس سنوات، هو اعتراف، ولو خجولًا، بأن شيئًا ما جرى ويجب ألا يُنسى. كأن الدولة - تلك التي أنكرت وتواطأت وتلكّأت - تقول أخيرًا: نعم، حصلت جريمة. نعم، هذه الصوامع كانت جزءًا منها. وها نحن نحفظها، لا لأنها معمارٌ جميل، بل لأنها مرآة لقبحنا. شاهدٌ من إسمنت محترق على جشع نظام، واستهتار مؤسسات، واستخفاف بأرواح الناس. إنه اعتراف لا يشبع، لا يُغني، ولا يعيد مَن رحلوا. لكنه، في بلد ينكر كل شيء، قد يكون الخطوة الأولى نحو أن نسمّي الأشياء بأسمائها: هذا ليس حادثًا. هذا انفجار. وهذه الإهراءات ليست أطلالًا، بل ذاكرة. والذاكرة، حين تُهمل، تصبح شراكة في الجريمة.

أعداد أقل وأهالي ينتظرون

أسوة بكل عام نظّم أهالي الشهداء مسيرة وطنية للمطالبة بالعدالة. المختلف عن السنوات السابقة هو ترافق الذكرى مع وضع الإهراءات على لائحة الجرد وغرس 75 شجرة زيتون تحمل أسماء ضحايا الانفجار، تخليداً لأرواحهم، عند مدخل المرفأ. لكن، كما في كل عام، لا تزال القضية القضائية رهينة السياسة. لم يُحاسَب أحد. لم تُكشف الحقيقة. كل ما تغيّر هو عدد الشموع، وتراكم الخطب، وتكرار الوعود. في المسيرة الخامسة هذا العام، حضرت بعض الوجوه السياسية كضيف ثقيل على الذكرى. تسلل أصحاب تلك الوجوه بين الحشود كأنهم كانوا يحاذرون غضب المشاركين، وكانوا مطأطئين الرؤوس أحيانًا، أو يلهثون للتصريح أمام عدسات الكاميرات. لكن المشاركون لم يرحبوا بهم. بل بدت علامات التأفّف على وجوه العديد منهم. امرأة واقفة وسط الزحمة والانتظار قالتها بوضوح، وكأنها تنطق باسم الجميع: "يحلّوا عنّا هني وتصريحاتهم." فالمنصّة ليست لهم. والمشهد لا يتّسع لمزايدات إضافية. فهنا وجوه أخرى تستحق الضوء: أمهات حملن صور أولادهن، آباء يسندون بعضهم ببكاء صامت، أشقاء فقدوا المعنى واللغة. لكن بدا لافتاً انخفاض المشاركة الشعبية في هذه المناسبة. قد يكون السبب تعب اللبنانيين، أو خيبتهم، أو فقدان أملهم بالتغيير. ومع ذلك، لا يزال الأهالي المنقسمون مصرين على موقفهم: لن يرتاحوا قبل العدالة. سار المشاركون بالعشرات وانطلقوا بمسيرتين واحدة من ساحة الشهداء وأخرى من فوج الإطفاء الكائن في الكرنتينا، والتقوا عند تمثل المغترب لإحياء الذكرى. ورفع المشاركون صور أحبّتهم ومشوا على وقع النشيد الوطني، ملوحين بالعَلَم، ذاك العلم الملطّخ بالدم الذي صار رمزًا للحقيقة الضائعة. وساعة الانفجار، تلك التي تكسّرت عقاربها عند لحظة الهول، ما زالت على حالها. في محيط الإهراءات، بعيدًا قليلًا عن ضجيج الشعارات والكاميرات، جلس رجل خمسيني على الرصيف، يضع بين قدميه صورة كبيرة لإبنته. سيجارة مشتعلة في يده، ووجهه متجهم كمن يراقب جنازته للمرة الخامسة. حين مرّ بالقرب منه أحد المصوّرين، قال بصوت خافت لكنه حاد: "شو بدك تصوّر بعد؟ خلصت الصور." لم يكن غاضبًا فقط، بل مهزومًا. كأنه عاد إلى هنا فقط ليؤكد لنفسه أن الجرح لم يندمل، لا ليشارك بالمسيرة ولا ليهتف. بعد قليل، نهض، حمل الصورة، ومشى وحده، عكس اتجاه الناس.

كأن الذكرى لا تحتاج إلى تجديد، بل تحتاج إلى نهاية… إلى عدالة.

صدام في نهاية المسيرة

في اللحظات الأخيرة من المسيرة، التي طغى عليها التعب واليأس، وقع ما بدا أنه إعادة تذكير بأن الرابع من آب ليس مجرد ذكرى، بل ساحة مفتوحة على كل أنواع المواجهة. فقد حدث إشكال بين ويليام نون، شقيق الشهيد جو نون، وأحد المسلحين، انتشرت حوله روايات متعددة، لكن الأرجح أنه انفعل بعد كلمة نون التي وجّه فيها انتقادات مباشرة لحزب الله، كما دأب في كل سنة. التوتر تصاعد بسرعة، والناس احتشدت، قبل أن تتدخل عناصر من المخابرات وتقوم باعتقال المسلح. ربما أُنهكوا. وربما أُحبطوا. وربما، ببساطة، فهموا أن الوجع وحده لا يكفي ليحقق عدالة. لكنهم رغم كل شيء، عادوا إلى المكان، إلى الساعة، إلى الصور. ليقولوا: لم ننسَ. ولن نسامح.

 

سرائيل تكشف التوزيع الجغرافي لضرباتها.. فما خطتها للبنان؟

أدهم مناصرة/المدن/05 آب/2025

ليست صدفة أن يستبق موقع "علما" المقرب من الاستخبارات الإسرائيلية، جلسة الحكومة اللبنانية لبحث مسألة حصر السلاح في يد الدولة، بنشر تقرير تقييمي وتحليلي لحصيلة الاستهدافات الإسرائيلية في لبنان وتوزيعها المناطقي منذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار أواخر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.

وأراد القائمون على الموقع بوصفهم متخصصين بالجبهة الشمالية، أن يبعثوا رسالة تجمع بين الابتزاز والتهديد إلى كل لبنان، حكومةً وشعباً وأيضاً إلى "حزب الله" مفادها أن الهجمات الإسرائيلية ستتواصل إلى أجل غير مسمى، وأنها غير مرهونة بما ستفعله الحكومة اللبنانية بشأن سلاح "حزب الله"، وسط قلق من سيناريوهات التصعيد تبعاً لما ستؤول إليه أجواء الترقب والتوتر في لبنان على إثر انتقال الدولة اللبنانية إلى مرحلة الاختبار الأصعب بشأن مستقبل سلاح الحزب. وبتفصيل تقرير "علما"، فإن نحو 47.5% من الضربات الإسرائيلية كانت جنوبي نهر الليطاني، و36.9% منها شمالي الليطاني، و13.5% منها في سهل البقاع، و2.1% منها في بيروت، حيث أسفرت عن تدمير 90 منصة إطلاق صواريخ، و40 مستودع أسلحة، و40 بنية تحتية تابعة لـ"حزب الله"، و20 مركز قيادة، و5 مواقع لإنتاج الأسلحة، و3 معسكرات تدريب تابعة لـ"قوة الرضوان"، إضافة إلى آلاف الصواريخ، بحسب أحدث تقرير للجيش الإسرائيلي قبل أيام.

خريطة موقع "علما" الإسرائيلي

 وأشار تقرير "علما" ومن قبله الجيش الإسرائيلي، إلى أن الاعتداءات المستمرة على لبنان تجري وفق "منهجية عسكرية.. لا عشوائية"، مروراً بمحاولة فرض مصطلح "خروق حزب الله" في مقابل "معالجات إسرائيل الأمنية" في مسعى إلى "شرعنة" العدوانية الإسرائيلية المتواصلة رغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار.

وفصّل موقع "علما" "خروقات حزب الله" بـ"الأرقام" مشيراً إلى إبلاغ إسرائيل لآلية مراقبة وقف إطلاق النار عن 1263 "خرقاً" من قبل "حزب الله" منذ 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، أي خلال أكثر من 8 أشهر، وأن 71% من الخروقات وقعت في جنوب لبنان، وهي نسبة قال الموقع أنها تتماشى مع التوزيع الجغرافي للضربات الإسرائيلية طوال الفترة المذكورة. وقال "علما" أن الجيش اللبناني تعامل مع 453 من مجمل الخروق، بينما قامت إسرائيل بالتعامل عسكرياً مع معظم الـ810 المتبقية عبر الهجمات المباشرة، وبقيت نسبة صغيرة منها "من دون معالجة". وهنا، لم يوضح الموقع الإسرائيلي الاعتبارات التي منعت الجيش الإسرائيلي من التعامل العسكري مع تلك النسبة القليلة المتبقية. والحال أن ما تسميه تل أبيب "خروقات حزب الله"، تقصد بها محاولات الحزب إعادة بناء قدراته العسكرية. ولا يتعلق الأمر بإحباط هجوم وشيك على العمق الإسرائيلي، وهو المبرر الذي طالما روجت له تل أبيب خلال مفاوضات وقف إطلاق النار لتبرير نيتها المسبقة خرق الاتفاق، ما يعني أنه بغض النظر عن مضمون مزاعم تل أبيب، فإنه لا مسوغ لاستمرار انتهاكاتها لسيادة لبنان، خصوصاً أن تقرير "علما" نفسه أقر بأن الدولة اللبنانية تقوم بالتزاماتها بموجب الاتفاق الذي رعته الولايات المتحدة وأطراف أخرى.

وعاد الموقع للقول أن الأرقام السابقة تتعلق فقط بـ"خروقات حزب الله المعروفة"، زاعماً وجود العديد من الخروقات الأخرى التي لم تكتشف بعد، على حد تعبيره. وبناء على هذا الافتراض، طرح "علما" سؤالاً مفاده: "هل يقترب هذا النهج في تطبيق وقف إطلاق النار من الحد الكافي لثني حزب الله عن إعادة بناء قدراته؟"، وأجاب: "لا، إن هذا الردع يعطل عملية إعادة البناء. لكنه لا يمنعها تماماً". ولعل اعتبار الموقع الإسرائيلي الخروقات والاعتداءات الإسرائيلية مجرد "معالجة لانتهاكات حزب الله"، مروراً بتشكيكه في "الردع الكامل" الذي يمكن أن تحققه آلية وقف إطلاق النار القائمة حيال مساعي "حزب الله" تأهيل بنيته العسكرية، يثير علامات استفهام كبيرة بشأن غايات التقرير الأمني الإسرائيلي، وما إذا كانت مقاصده هي فتح الباب أمام تمهيد إسرائيلي لابتزاز الدولة اللبنانية ومقايضة ملفات بأخرى.

وما يعزز هذه التساؤلات، هو ادعاء "علما" في تقرير آخر، أنه رغم النقاشات اللبنانية والتصريحات الصادرة عن حكومة نواف سلام بشأن نزع سلاح "حزب الله" فإن الحزب يواصل جهوده على الأرض لإعادة بناء قدراته العسكرية وتعزيزها بشكل مستمر، ما يوحي أيضاً بأن إسرائيل تسير في مسار آخر لفرض وقائع مستجدة في لبنان. وبموازاة الجانب الميداني، بدأت إسرائيل تراقب تحركات "حزب الله" استعداداً للانتخابات البرلمانية المقررة في أيار/مايو  2026. وخصص "علما" مادة هذا الأسبوع قال فيها أن "حزب الله" إلى جانب جهوده في إعادة "تأهيل قدراته العسكرية"، يعمل على تعزيز جناحه السياسي وزيادة نفوذه في المشهد اللبناني، مشيراً إلى أن الحزب و"حركة أمل" ينشطان في مختلف جوانب التحضير للانتخابات. وتعتبر الدوائر الأمنية والاستراتيجية الإسرائيلية أن الانتخابات النيابية اللبنانية القادمة، بمثابة "اختبار حاسم" لقوة "حزب الله" في الساحة الداخلية اللبنانية، على نحو أكثر أهمية من الانتخابات البلدية الأخيرة، مضيفاً أن نجاحه سيقاس بقدرته على تشكيل كتلة برلمانية قوية ومتماسكة.

 

تجارة لبنان الخارجيّة: عجز الميزان التجاري يرتفع مجدداً

علي نور الدين/المدن/05 آب/2025

أصدرت الجمارك اللبنانيّة الأرقام الكاملة لتجارة لبنان الخارجيّة، للنصف الأوّل من هذه السنة، أي لغاية أواخر شهر حزيران. ومجددًا، أظهرت الأرقام زيادة ملحوظة في قيمة السلع والخدمات المستوردة، مقابل زيادة موازية في قيمة الصادرات. أمّا النتيجة الإجماليّة لهذه الأرقام، فكانت ارتفاعًا في عجز الميزان التجاري، مقارنة بالفترة المماثلة من العام الماضي. وهو ما يعني زيادة الحاجة للعملة الصعبة لتمويل الفارق السلبي ما بين حجميّ الصادرات والواردات. وفي جميع الحالات، ظلّ حجم التصدير الإجمالي محدودًا للغاية، قياسًا بحاجة البلاد للاستيراد لتلبية الطلب الداخلي على الاستهلاك.

أرقام الميزان التجاري

خلال النصف الأوّل من العام الجاري، أظهرت الأرقام ارتفاعًا مؤثّرًا في قيمة السلع والواردات المستوردة، لغاية 9.61 مليار دولار أميركي، مقارنة بقيمة لم تتجاوز 8.38 مليار دولار أميركي خلال الفترة المماثلة من العام 2024. وهو ما يشير إلى نسبة زيادة قدرها 14.65 بالمئة بين الفترتين. وهذا التحوّل، كما كان واضحًا، جاء مدفوعًا بزيادة معدلات الاستهلاك، بعد دخول البلاد مرحلة وقف إطلاق النار منذ أواخر تشرين الثاني الماضي. مع الإشارة إلى أنّ البلاد كانت تشهد طوال العام الماضي ضمورًا في النشاط الاستهلاكي، جرّاء المواجهات في جنوب لبنان قبل أيلول 2024، ثم اتّساع نطاق الحرب إلى سائر أنحاء لبنان بعدها. في المقابل، وخلال النصف الأوّل من العام الحالي أيضًا، سجّلت أرقام التجارة الخارجيّة زيادة موازية في قيمة السلع والخدمات المُصدّرة من البلاد، إلى حدود 1.74 مليار دولار أميركي، مقارنة بمستوى لم يتجاوز 1.42 مليار دولار أميركي خلال الفترة المماثلة من العام الماضي.

ومرّة جديدة، بدا هذا التحسّن في أرقام الصادرات اتعكاسًا لتعافي النشاط الإنتاجي خلال العام الحالي، بموازاة الاستقرار الأمني النسبي هذه السنة، مقارنة بالسنة الفائتة. كما يبدو أنّ القطاعات الإنتاجيّة اللبنانيّة قد تأقلمت مع الوقائع المُستجدة منذ أواخر العام 2023، المرتبطة بأمن الملاحة البحريّة، ووجدت أسواقًا وخطوط شحن جديدة تتناسب مع حاجات التصدير الخاصّة بها. ومن المعلوم أن اضطرابات البحر الأحمر أدّت إلى ارتفاع كلفة الشحن والتأمين على الشحن البحري على مدى السنة الماضية، وهو ما اربك خطوط التجارة الدوليّة، قبل أن تعود الشركات المصدّرة للتأقلم تدريجيًا. في خلاصة هذه الأرقام، بلغ حجم العجز في الميزان التجاري، أي الفارق ما بين الصادرات والواردات، حدود 7.87 مليار دولار أميركي خلال النصف الأوّل من هذه السنة، مقارنة بمستوى لم يتخطى 6.96 مليار دولار خلال الفترة المماثلة من العام 2024. وهذا ما يعني أنّ عجز الميزان التجاري ارتفع بين الفترتين بنسبة 12.95 بالمئة. وبشكلٍ عام، يمكن القول أنّ هذا المبلغ يمثّل الحاجة الإجماليّة للعملات الأجنبيّة، لتمويل حركة الاستيراد، وتغطية الفارق ما بين قيمة السلع والخدمات المستوردة من جهة، وتلك المُصدّرة من جهة أخرى.

تغيّرات شهر حزيران

على صعيد شهر، سجّل شهر حزيران تغيّرات مفاجئة وواضحة. إذ انخفض حجم الاستيراد خلال هذا الشهر إلى 1.47 مليار دولار أميركي، مقارنة بقيمة تجاوزت 1.82 مليار دولار أميركي خلال شهر أيّار، أي بانخفاض كبير نسبته 19.37 بالمئة. وخلال الشهر نفسه، انخفضت قيمة الصادرات بنسبة 7 بالمئة أيضًا، من 284 مليون دولار أميركي خلال شهر أيّار، إلى نحو 264 مليون دولار أميركي خلال شهر حزيران. وكان واضحًا أنّ جميع هذه التحوّلات جاءت مدفوعة بالاضطرابات التي رافقت التصعيد ما بين إسرائيل وإيران، خلال ذلك الشهر بالتحديد. ومن المعلوم أنّ هذه الأحداث لم تؤثّر بشكلٍ مباشر على خطوط الشحن البحري، ولم تؤدّي إلى انقطاع خطوط الملاحة الجويّة في مطار بيروت، إلا خلال فترة وجيزة جدًا. ولكنّ الاضطرابات ساهمت بفرملة خطط الشراء لدى الشركات اللبنانيّة، بانتظار انجلاء الوضع، واتضاح تأثير هذه الأحداث على لبنان. كما ساهمت هذه الاضطرابات في تريّث المُصدّرين والمستوردين، قبل تسجيل طلبات الشحن، تحسبًا لإمكانيّة تضرّر خطوط الشحن البحري.

وجهات التصدير والاستيراد

على مستوى الاستيراد، ظلّت الصين الشريك التجاري الأوّل للبنان، إذ بلغت قيمة السلع الصينيّة المستوردة إلى البلاد حدود 1.07 مليار دولار أميركي خلال النصف أوّل من السنة، ما شكّل 11 بالمئة القيمة الإجماليّة للسلع المستوردة. وحلّت في المرتبة الثانية اليونان، بقيمة واردات بلغت 879 مليون دولار، وبنسبة 9 من إجمالي الواردات. ثم الإمارات العربيّة المتحدة بقيمة واردات بلغت 732 مليون دولار وبنسبة 8 بالمئة من الواردات.  أما على مستوى التصدير، كانت سويسرا الوجهة الأولى للصاردات اللبنانيّة، وبقيمة 362 مليون دولار خلال النصف الأوّل من السنة (تمثّل 21 بالمئة من الصادرات الإجماليّة). وحلّت في المرتبة الثانية الإمارات العربيّة المتحدة، بصادرات قيمتها 314 مليون دولار، ونسبتها -من إجمالي الصادرات- 18 بالمئة. وأخيرًا، حلّت الولايات المتحدة الأميركيّة في المرتبة الثالثة، بصادرات قيمتها 77 مليون دولار أميركي، ونسبتها 4 بالمئة من إجمالي الصادرات. وبشكلٍ عام، يمكن القول أنّ 39 بالمئة من الصادرات اللبنانيّة كانت وجهتها سويسرا والإمارات العربيّة المتحدة، ما يشكّل نسبة تركّز كبيرة ومؤثّرة لهذه الصادرات. في النتيجة، ظلّت الأرقام تعكس أبرز معالم الهشاشة في النموذج الاقتصادي اللبناني، المتمثّلة في إفراط البلاد في الاعتماد على الاستيراد، مقابل محدوديّة حجم الصادرات الإجماليّة. فقيمة الصادرات، لم تعد تمثّل اليوم أكثر من 18 بالمئة، مقارنة بحجم الاستيراد الإجمالي. وبهذا الشكل، بات البلاد أسيرة الحاجة لتدفّقات منتظمة من العملات الأجنبيّة، من تحويلات المغتربين، لتمويل الحاجات الاستهلاكيّة. وهذا الخلل البنيوي، بات مستقرًّا في طبيعة النظام الاقتصادي نفسه.

 

تفجير بيروت ومرفأ "الاستثمارات"

أنطونيوس أبو كسم/المدن/05 آب/2025

شكّل انفجار مرفأ بيروت الإجرامي في الرابع من آب، مناسبة فريدة لكافة أنواع الاستثمارات السلبية. على رأسها، الاستثمار السياسي، والاستثمار المالي، والاستثمار الاقتصادي والاستثمار الاجتماعي والاستثمار الأمني أيضاً.

وقع الانفجار في وقت كانت الدولة تتهاوى ومؤسساتها، وقسم من الشعب يثور ضدّ جزءٍ من الطبقة السياسية وضدّ نفسه. الأخطر أنّ هذه الاستثمارات السلبيّة أدّت إلى استغلال المتضررين وذوي الضحايا وتحويلهم إلى ضحايا مرّة ثانية، ضحايا اللاعدالة وضحايا اللاإنسانيّة.

لن أكرّر وأعيد ما كنت قد كتبته مراراً ومنذ سنوات بخصوص عدالة مرفأ بيروت، لكنّه بإمكاني أن أجزم، أنّه لم تشهد العدالة فصولاً من الإخفاقات والذلّ كالتي شهدها ملف انفجار المرفأ. العدالة نفسها ارتُكِبَت فيها الجرائم، في سبيل قتلها. مشتبه فيهم ومتهمون أمام القضاء يقاضون القضاة، القضاة يقاضون بعضهم البعض، قضاة يطلقون سراح كلّ الموقوفين تحقيقاً لرغبة سلطات أجنبيّة. فكانت للأسف عدالة سدوم وعمورة...

أُضيف للضحايا، ضحية جديدة، هي العدالة، التي استشهدت على أيدي أبنائها. إلّا أن سفاح القربى يلاقي ما يجد له أسباباً تخفيفيّة، إلّا أنّ جراح أهالي الشهداء لم تجد لها بلسماً ولا دواء. على حجّتهم وتطبيقاً للقول المأثور مصائبُ قومٍ عند قومٍ فوائدُ، شكّلت مصيبة أهل بيروت فائدة للمجتمعات السياسية والدينيّة والاجتماعيّة الفاسدة. فباسم الانفجار، تمّ استغلال مساعدات إعمار المساكن المتضرّرة، تمّت المتاجرة بالمساعدات الغذائية للمشردين، تمّ تجديد أبنية مؤسسات استشفائية وتربويّة وإنمائية وتجهيزها تحت ستار الترميم. بقد ما كانت تقديمات المانحين كثيرة، بقدر ما كان الاستغلال على روح وأنفس الضحايا أكبر.

إنّ أهالي شهداء مرفأ بيروت، ليسوا فقط ضحايا جريمة القتل الممنهج عبر الانفجار بغية تهجيرهم لأسباب ديموغرافية واقتصادية سياسيّة، بل هم ضحايا الفساد الذي طال كرامتهم يوم شرّدوا وتشرّدوا ويوم تمّ إذلالهم بلقمة العيش والدواء ونوافذ الزجاج. لا نعرف ما ستكون نتيجة العدالة التي يتوسّلها أهالي الشهداء، إلا أنّ العدالة في هذا الملف يجب أن تشمل ملفات الفساد المرافقة لهذه الجريمة، قبل ارتكابها وبعد ارتكابها. لا أحد بإمكانه أن يصدّق أنّ الجرائم المرتبطة بانفجار 4 آب ليست ممنهجة.

بعد ما شهد أهل بيروت من حرب ودمار منذ نصف قرنٍ، ليس بإمكانهم تصديق نظريات تبسيطيّة بحجّة استتباب السّلم الأهلي والسير وراء مقولة رحم الله الشهداء. إنّ الموقع الجيوسياسي والجيو-اقتصادي لمرفأ بيروت وموقعه على المتوسط ما بين طرطوس وحيفا، يكتسب أهميّة استراتيجيّة. فضرب هذا المرفأ هو شطب لبنان عن خارطة خطوط التجارة العالميّة. كما أنّ هذا الموقع يكتسب أهميّة استراتيجية عسكريّة، كما وللأسف يقع على خطّ مسارات التهريب الدوليّ المرتبط بدول وبتنظيمات عابرة للقرّات. أين الدولة من الاستثمار الاقتصادي والتجاري لمرفأ بيروت؟ وأين أجهزة الرقابة من النيترات المخزّن في نفوس الفاسدين والمجرمين؟ أيّ غدٍ لبيروت بعد هذه الكارثة الانسانية؟ لكي تعود بيروت أمّ للشرائع، يفترض بها أن تكون بيروت مدينة خالية من الفساد وعاصمة منزوعة السلاح وتحديداً السلاح الخفيف والمتوسّط. فبيروت زينتها برجال الدولة وليس بسلاح الميليشيات والميني-ميليشيات والمافيات. إنّ بيروت يجب أن تعلن الحداد على موت الضمائر وليس على شهداء المرفأ، فهم أحياء في سماوات لبنان الخالد.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

مجلس الوزراء: تكليف الجيش وضع خطة لحصر السلاح

المدن/05 آب/2025

انتهى مجلس الوزراء إلى إيكال الجيش إعدادَ خطةٍ لسحب السلاح قبل نهاية هذا العام. وقد أثار ذلك استياء وزراء الثنائيّ داخل الحكومة، حيث سُجِّل انسحاب الوزيرين ركان ناصر الدين وتمارا الزين اعتراضًا على تحديد مهلةٍ زمنيّةٍ لحصرية السّلاح. وأكّدت مصادر وزاريّة محسوبة على الثنائيّ لـ"المدن" أنّ مشاركتها في جلسة مجلس الوزراء المقرَّرة يوم الخميس المقبل "غير محسومة"، موضحةً: "لم نعلن المقاطعة، ولكننا لا نؤكّد المشاركة". وأوضحت المصادر أنّ الاعتراض يتركّز على "وضع مهلٍ زمنية لسحب السّلاح قبل تنفيذ الانسحاب الإسرائيليّ ووقف الخروقات"، معتبرةً أنّ هذا المطلب "خطير ولا يراعي الوضع الأمنيّ المتوتّر في الجنوب." وكشفت المصادر أنّ وزراء الثنائيّ "غادروا الجلسة بطريقة ودّية" احتجاجًا على القرار القاضي بتحديد مهلةٍ زمنيةٍ لحصر السلاح بيدّ الدولة، مؤكدةً أن موقفهم ينبع من "ضرورة إلزام إسرائيل بتنفيذ التزاماتها وفق اتفاق وقف إطلاق النار قبل تحديد أي مواعيد نهائيّة." من جهتها، وصفت مصادر نيابيّة محسوبة على الثنائيّ في حديثها إلى "المدن" أنّ قرار الحكومة بوضع مهلٍ زمنيّة تسرعٌ في غير محله.

سلام: تمديد النقاش للخميس

وكان رئيس مجلس الوزراء نواف سلام، شدد بعد انتهاء الجلسة في قصر بعبدا، على التزام الحكومة بما ورد في بيانها الوزاري لحكومة "الإصلاح والإنقاذ"، ولا سيّما ما يتعلّق بأمن البلاد ومسؤولية الدفاع عن حدودها، وتنفيذ القرار الدولي 1701 كاملًا ومن دون أي تجزئة. وبناءً على ما ورد في خطاب قسم رئيس الجمهوريّة، وبناءً على إقرار لبنان، بإجماع الحكومة السّابقة، إعلان الترتيبات الخاصّة بوقف الأعمال العدائيّة، وبعد اطّلاع مجلس الوزراء على "ورقة المقترحات" التي قدّمتها الولايات المتحدة عبر الموفد توماس باراك، وعلى التعديلات الّتي أُضيفت إليها بناءً على طلب المسؤولين اللّبنانيين، قرّر مجلس الوزراء استكمال النقاش في الورقة الأميركيةّ يوم الخميس المقبل، وتكليف الجيش اللبناني وضع خطةٍ تطبيقيّةٍ لحصر السلاح قبل نهاية العام الحالي، وعرضها على مجلس الوزراء قبل 31 من الشهر الجاري لمناقشتها وإقرارها. ويأتي تصريح سلام عقب جلسة وزاريّة حامية، إذ تحدّثت مصادر وزارية عن "تكتم شديد" رافق المداولات في ما بدا محاولةً لتفادي تسريب أي اصطفافات حادّة قد تفجّر الشارع. وأفادت المعلومات بوجود أجواءٍ محتدمة داخل القاعة، وهو ما اضطَرّ رئيس الجمهورية إلى التدخّل أكثر من مرة لتهدئة النقاش.

مقرّرات الجلسة

وبعد حديث سلام، تلا وزير الإعلام بول مرقص مقرّرات الجلسة قائلًا: "الرئيس عون جدَّد التركيز على النواحي الإيجابيّة الّتي يتمتّع بها البلد، وشدَّد على أنّ وحدة اللبنانيين كفيلةٌ بحلّ المشكلات، وأشاد بإقرار مجلس النواب عددًا من القوانين". وأوضح مرقص أنّ "الوزيرَين تمارا الزين وركان ناصر الدين انسحبَا من الجلسة لعدم موافقتهما على قرار مجلس الوزراء الذي تلاه لاحقًا رئيس الحكومة نواف سلام"، وذكر أنّ "مجلس الوزراء وضع مهلةً حتّى آخر العام لتوحيد السلاح بيد الدولة اللبنانية". وأشار إلى أنّه "يوم الخميس ستُعقَد جلسةٌ لاستكمال بحث ما بدأناه اليوم، ولم نُقِرّ بعدُ الورقة". كما تقرّر "تبديل اسم جادّة حافظ الأسد على طريق المطار إلى جادّة زياد الرحباني"، وتمّت الموافقة على "إجراء مباراةٍ لتعيين 25 موظفًا في سلك الإطفاء في المديرية العامّة للطيران المدنيّ".

جلسة وزاريّة حاميّة

وكان مجلس الوزراء قد بحث بند حصرية السّلاح، وهو البند الأبرز والأكثر جدلًا في جلسة اليوم، وقد تخلّل البحث مشادّةٌ كلاميةٌ حامية. وانسحب الوزيران المحسوبان على الثنائي اعتراضًا على طرح هذه المسألة، فيما تابع الوزير فادي مكي الاجتماع. واستهلّ المجلس جدول أعماله المؤلَّف من عشرة بنود ببند التعيينات الأقلّ سخونة، وخلافًا لما كان متفقًا عليه أُرجئ البحث في بند استكمال بسط سيادة الدولة على كامل أراضيها بقواها الذاتية إلى آخر الجلسة، رغم أنه كان مُدرَجًا أوّلًا. ويرتبط هذا البند بترتيبات اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي جرى التوصّل إليه في تشرين الثاني 2024. حضر الجلسة اثنان وعشرون وزيرًا، في حين تغيّب وزيرا المال والعمل بداعي السفر، وسبقتها خلوة بين الرئيس عون ورئيس الحكومة نواف سلام للتشاور في الآلية التي ستُعتمد لمقاربة البنود المطروحة. وكان عون قد أدلى سابقًا بحديثٍ إلى صحيفة "نيويورك تايمز" أبدى فيه تفهّمًا جزئيًّا لموقف "حزب الله" في ما يتعلّق بمواجهة إسرائيل إذا جرى التخلّي عن وسائل الدفاع، لكنّه شدّد على أن موقف الحكومة واضح ويقضي بأن يتخلّى الحزب عن سلاحه بوصفه خطوةً أولى، مشيرًا إلى أن مخاوف الحزب "مشروعة" غير أن الجيش والدولة مسؤولان عن حماية الجميع، بمن فيهم "حزب الله." وأكّد الوزير فادي مكي للصحافيين أنه "لا نيّة لدى وزراء الثنائي للانسحاب من الجلسة." وأعلنت وزيرة الشؤون الاجتماعية حنين السيّد أنها ستصوّت دعمًا لبند سحب سلاح الحزب، في حين شددت وزيرة السياحة لورا الخازن لحود على تأييدها حصر السلاح بيد الدولة وسحبه. أمّا وزير الصحة ركان ناصر الدين فاكتفى بالقول: "سيُبنى على الشيء مقتضاه." تعكس هذه المواقف تبايناتٍ حادّةً يُتوقَّع أن تطبع النقاشات داخل مجلس الوزراء، في ظل حساسية ملف سلاح "حزب الله" وتداعياته الداخلية والخارجية.

 

القوات: الخطوة تنهي حقبة حوّلت لبنان إلى ساحة مستباحة للحروب

المدن/05 آب/2025

تباينت المواقف السياسيّة حيال قرار الحكومة اللبنانيّة تحديد مهلة لحصر السلاح بين فريقٍ عدّه خطوةً سياديّةً ضروريّة، وآخر رأى فيه استجابةً لإملاءات خارجيّة. ومع انعقاد الجلسة وما تلاها، توالت البيانات والتصريحات من قوى وأحزاب وشخصيّات رسميّة، مُغذيّةً سجالًا يزداد حدّة حول مستقبل السلاح غير الشرعي في البلاد.

القوّات تُرحّب

رحّبت "القوات اللّبنانيّة" بقرار الحكومة تكليف الجيش اللبناني إعداد خطة لحصر السلاح بيد الدولة، واصفةً إيّاه بأنّه "قرار تاريخي" يمهِّد لإنهاء السلاح غير الشرعي قبل نهاية العام. وأوضحت في بيان صحافي أنّ الحكومة "كلّفت الجيش حصر السلاح بيد القوى الشرعية ووضعت جدولًا زمنيًا لنزع هذا السلاح"، معتبرةً أنّ هذه الخطوة "تنهي حقبة حوّلت لبنان إلى ساحة مستباحة للحروب" وتعيد للدولة دورها في "حماية الوطن والدفاع عن اللبنانيين وحصر قرار الحرب والسلم بها."

قبلان والإسلاميّ الشيعيّ الأعلى يُندّد

في المقابل، رأى المفتي الجعفريّ الممتاز أحمد قبلان، في بيان، أنّ "لبنان أكبر من توقيع يخدم إسرائيل، والسلم الأهلي يمر بحماية القوة الوطنية السيادية وتعزيزها لا تمزيقها وتطويقها، والمقاومة هي التي استرّدت لبنان يوم كان البعض جزءً من الاحتلال الإسرائيلي فضلًا عمّن كان يجوب العالم للسياحة والترفيه، والحكومة وظيفة وطنية وليست سوق بضاعة أميركية أو إقليمية، ومن يغامر بالسلم الأهلي يضع لبنان بقلب المجهول، ومن يحمل وطنه بحقيبة لا يحق له أن ينادي بسيادة هذا الوطن، ومن تلطخ تاريخه بالعمالة لإسرائيل وقتال الجيش اللبناني هو آخر من يحق له الحديث عن سيادة البلد وحصر السلاح، ومن يضع لبنان بقلب الكارثة يتحمّل تداعيات مواقفه التي تخدم إسرائيل، واللحظة تاريخ، والسيادة الوطنية جيش وشعب ومقاومة ومن يطعن هذه الحقيقة يطعن لبنان، والجيش اللبناني شريك المقاومة ورفيق سلاحها وتضحياتها وفوق المغامرة السياسية القذرة، وجماعة النعيم السلطوي الجدد يقامرون بالوحدة الوطنية والسلم الأهلي، وحذار من 17 أيار جديد لأنّ البلد بارود وإطفاءه بالبنزين يضع لبنان كله بقلب النار." وفي السياق نفسه، وجّه نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب رسالة حادّة إلى الحكومة والسلطة السياسية، اتّهم فيها بعض الأطراف بالسعي إلى "تكرار سيناريو الاستسلام" الذي مثّله "اتفاق 17 أيار" عام 1983. وقال إنّ الضغوط المالية والإعلامية لنزع سلاح المقاومة "لن تُجدي نفعًا"، مؤكّدًا أنّ "المقاومة لا تزال تحظى بتأييد شعبي واسع." وتساءل الخطيب: "أيّ سلطةٍ هذه التي تشارك في حصار شعبها وتصادر الأموال المخصَّصة لإعادة إعمار المنازل المهدّمة؟"، معتبرًا أنّ خضوع مجلس الوزراء لـ"إملاءات خارجية" يسقط عنه صفة الثقة الوطنية.

نصّار: لفرض تهدئة

إلى ذلك، وصف وزير العدل عادل نصّار انسحاب وزيري الثنائي الشيعي من جلسة مجلس الوزراء بأنّه تمّ "بصورة حضارية"، معربًا عن أمله في "حضورهم الجلسة المقبلة لتعزيز الحوار والاستمرار في العمل الحكومي." وأشار نصّار إلى أنّ "ظروف المواجهة العسكرية الداخلية ليست مؤاتية لحزب الله في الوقت الراهن"، داعيًا إلى التهدئة والبحث عن حلول توافقية تحفظ الاستقرار.

حجّار: جلسة إيجابيّة

هذا وأعلن وزير الداخلية أحمد الحجار، أنّ جلسة مجلس الوزراء التي عُقدت اليوم برئاسة رئيس الجمهورية كانت "إيجابية"، وتمّ خلالها "حسم مسألة حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية"، مع الاتفاق على "استكمال مناقشة الورقة الأميركية" خلال جلسة تُعقد الخميس المقبل. وأضاف الحجار أنّ الجيش اللبناني "كُلِّف بإعداد خطة شاملة لنزع السلاح"، من المتوقّع عرضها نهاية الشهر الجاري تمهيدًا لتطبيقها "قبل نهاية العام الحالي"، مشدّدًا على أنّ "السلطة الشرعية يجب أن تبسط سيادتها على كامل الأراضي اللبنانية." وكشف الحجار أنّ وزيرَي حزب الله وحركة أمل، ركان ناصر الدين وتمارا الزين، "انسحبا من الجلسة قبل إقرار مخرجاتها"، لكنّه أكّد أنّ "الانسحاب كان من الجلسة فقط وليس من الحكومة"، في إشارة إلى أنّ "المسار السياسي لا يزال مستمرًا على الرغم من التباينات." وختم وزير الداخلية بأنّ المرحلة المقبلة "ستشهد تركيزًا على تنفيذ خطة الجيش لحصر السلاح وضبط الحدود وانتشار القوى الشرعية"، بما يضمن "استقرار البلاد وتثبيت سيادة الدولة على كامل أراضيها."

منيمنة: لتبني قرار سحب السلاح

وقال النائب إبراهيم منيمنة، في منشور على منصّة "إكس"، إنّ اللبنانيّين "يترقّبون اليوم هذه الجلسة المصيريّة لمجلس الوزراء وما سيصدر عنها"، معربًا عن أمله في أن يكرَّس "بقرار واضح ما ورد في خطاب القسم والبيان الوزاري" وأن يؤكِّد على "سيادة الدولة الكاملة على أراضيها" وعلى "خطة حصر السلاح بيد الدولة"، معتبرًا ذلك "مصلحة لبنانيّة وطنيّة."وأضاف منيمنة أنّ "كافّة القوى السياسيّة في الحكومة مدعوّة لأن تكون جزءًا من هذا القرار التاريخي، انسجامًا مع ما تم التوافق عليه في البيان الوزاري"، مشدّدًا على أنّه "لا مكان لأيّ مكابرة أو محاولة تهويل على اللبنانيّين داخليًّا"، فـ"هذا الأمر مرفوض، ولن يغيّر في واقع ما أوصلنا إليه السلاح خارج الدولة من انقسام وضعف." وختم النائب بقوله إنّ "وحدتنا الوطنيّة، والتزامنا بالدستور، والتفافنا حول مؤسّساتنا وجيشنا الوطني، هي التي تمنحنا فرصة بناء دولة قادرة وعادلة تحمي بلدنا وتؤمّن مستقبلًا مزدهرًا لجميع اللبنانيّين."

الجميّل: الوقت قد حان

بدوره، اعتبر النائب نديم الجميّل، عضو كتلة الكتائب، أنّ الوقت قد حان بعد 25 عامًا ليتساوى حزب الله مع باقي اللبنانيين تحت سقف القانون والدستور، مشددًا على أن لا أحد فوق الدولة، ولا يمكن الاستمرار في ما وصفه بـ"الاستباحة الدائمة" التي كان السلاح غطاءً لها. وقال الجميّل: "نحن سلّمنا سلاحنا جميعًا، إلا حزب الله، وحان الوقت ليُطبّق ما طُبّق علينا"، مؤكدًا أن كرامة اللبنانيين خط أحمر، ولن يسمح أحد بأن يُستوطى حيطهم أو يُمارَس عليهم التهديد. وردًّا على كلام الشيخ نعيم قاسم بشأن أن المقاومة مذكورة في اتفاق الطائف، قال الجميّل: "هذا الكلام غير صحيح، وهو تضليل واضح ككثير من الشعارات التي يرفعها الحزب"، معتبرًا أن الحديث عن الأسرى أو قدسية السلاح ما هو إلا وسيلة لتبرير استمرار الحزب كقوة مسلحة خارج إطار الدولة. وحذّر الجميّل من اللعب بورقة الشارع، قائلًا إن ذلك "يدخل لبنان في مسار خطير لا أحد يعرف إلى أين ينتهي"، داعيًا إلى العودة إلى منطق الدولة والمؤسسات. وعن جلسة مجلس الوزراء الأخيرة، قال الجميّل إن "المجتمع اللبناني منقسم بوضوح بين من يريد حصر السلاح بيد الدولة ومن يدعمه"، لكن الواقع أثبت، وفق تعبيره، أن "السلاح استخدم في الداخل لتحقيق مكاسب سياسية لبعض الأطراف، وهو ما خلق خللًا في التوازن الوطني." وأشار إلى أن رفضه للضغوط الخارجية لا يعني التخلي عن المطالبة بحصر السلاح، قائلًا: "منذ 20 سنة نطالب بذلك، ولكن كل من رفع هذا الصوت كان يُغتال، من رفيق الحريري إلى سمير قصير"، مضيفًا: "اليوم نعيش تداعيات تورّط حزب الله في حروب خارجية تحت عنوان الإسناد، وهو يدفع الثمن، ولبنان يدفع معه."

وختم الجميّل بالقول: "نظام الأسد انتهى، ونهج الممانعة ينهار، وحان وقت الدخول في مرحلة جديدة عنوانها بناء الدولة، لا التهويل ولا سلاح خارج الدولة."

 

 المقارعين حول سلاح حزب الله

القاضي فرنسوا ضاهر/فايسبوك/05 آب/2025

إن المقارعين حول سلاح حزب الله إنما يخدمونه في الباطن، لأنه باقٍ على سلاحه، وهم باقون على مطالبهم الخاوية، منذ عقدين من الزمن وحتى بعد إتفاق ٢٠٢٤/١١/٢٧. في حين، أن المقارعة الفاعلة تمرّ بمطالبة هؤلاء بعقد مؤتمر وطني تأسيسي في ضوء تمسك حزب الله بسلاحه، وتمسك الآخرين بقيام دولة تستأثر وحدها بالسلاح على كامل أراضيها.وحبذا لو تمّ عقد هذا المؤتمر قبل إعادة تكوين المؤسسات الدستورية في ٢٠٢٥/١/٩. لكانت تكوّنت في ضوء نتائجه.  بدليل أنها تتدوّر حول سلاح الحزب وقد ثبّت موقعه فيها وأعاد مسك مفاصلها من خلال المصطلحات

غير الدستورية التي إبتدعها وعمّمها على أهل الحكم الذين إرتضوها وقبلوا بها.

 

«المجلس الأعلى للدفاع» في لبنان: دور تنسيقي ضمن حدود التكليف الحكومي

لا يملك أي هامش للتصرّف المستقل ولا يحل مكان مجلس الوزراء

بيروت: «الشرق الأوسط»/05 آب/2025

يتصدّر «المجلس الأعلى للدفاع» واجهة النقاش السياسي في لبنان مجدداً، مع ازدياد الحديث عن إمكان تكليفه متابعة ملف سحب سلاح «حزب الله»، وسط نقاشات سياسية في الداخل لاتخاذ القرار. وفيما يُروَّج لـ«المجلس» بوصفه جهة قادرة على إيجاد مخارج «تقنية» لهذا الملف، تطرح الأوساط القانونية والدستورية علامات استفهام بشأن صلاحياته الفعلية، وحدود تدخّله في القضايا السيادية الكبرى.

تفويض حكومي

ويؤكّد الخبير الدستوري الدكتور سعيد مالك، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن «المجلس الأعلى للدفاع» لا يتحرّك من تلقاء نفسه، ولا يتدخّل في الملفات السيادية إلا بتكليف واضح من مجلس الوزراء. ويوضح أن «مقاربة ملف سلاح (حزب الله) مسؤولية تقع حصراً على عاتق مجلس الوزراء، الذي يمتلك الصلاحية الدستورية لاتخاذ القرار السياسي المناسب. وفي حال ارتأى المجلس إحالة هذا الملف إلى (المجلس الأعلى للدفاع)، فإن الأخير لا يتصرّف من تلقاء نفسه؛ بل يُكلَّف تنفيذ ما يُطلب منه حصراً». ويشدّد مالك على أن «المجلس» لا يملك أي هامش للتصرّف المستقل، قائلاً: «ليس هناك أي غياب للتوازن السياسي يمكن البناء عليه لتفسير دور (المجلس الأعلى للدفاع)؛ إذ إن هذا (المجلس) لا يحلّ مكان الحكومة، بل ينفذ ما يُكلَّف به من قرارات صادرة عن مجلس الوزراء». ويضيف: «دوره يقتصر على تنفيذ القرارات الحكومية، ولا يُعطيه القانون هامشاً للتصرف المستقل».

دور في الأزمات

ويربط مالك تعاظم دور «المجلس» بالفترات الحرجة التي تمر بها البلاد، لكنه يضع ذلك ضمن الإطار القانوني الضيق لـ«المجلس». ويقول: «هذا التعاظم هو انعكاس طبيعي لما تمر به البلاد من مخاطر وتجاذبات؛ مما يرفع منسوب الحاجة إلى التنسيق الأمني ويُعزّز دور المؤسسات الأمنية والعسكرية تحت إشراف (المجلس الأعلى للدفاع)، ضمن سقف المقررات الحكومية». ويضيف أن «المجلس الأعلى للدفاع» يستمدّ شرعيته القانونية من «قانون الدفاع الوطني»؛ «الصادر بالمرسوم الاشتراعي رقم 102/ بتاريخ 16 أيلول (سبتمبر) 1983، وتحديداً من المواد 7 و8 و9، وبالتالي؛ فإن (المجلس) ليس مجرد هيئة استشارية، بل هو منصوص عليه في قانون نافذ ويؤدي دوراً محدداً بموجب هذا النص».

يعمل بسرّية

يفصّل مالك تركيبة «المجلس» التي يحدّدها القانون، قائلاً: «يتألف، بموجب (المادة 7) من القانون نفسه، من: رئيس الجمهورية رئيساً، ورئيس الحكومة نائباً للرئيس، ويضم في عضويته وزراء الخارجية والداخلية والدفاع والمالية والاقتصاد، أي 7 أعضاء، ويُتاح لهم استدعاء من يرونه مناسباً من قادة أمنيين أو عسكريين للمشاركة في الاجتماعات وفق الحاجة». ويشرح أن «(المادة الثامنة) من (قانون الدفاع الوطني) تمنح (المجلس) صفة تنفيذية؛ إذ ينفذ قرارات الحكومة حين يُكلَّف ذلك، إلى جانب صلاحية تقديم المشورة والتوصيات». ويشدّد على أن «دور (المجلس) يكتسب طابعاً تنفيذياً عندما توكِل إليه الحكومة مهمة محددة، فينحصر عمله حينها ضمن إطار ما حدده مجلس الوزراء». ويختم بالقول: «لا وجود لسوابق دستورية أو قانونية جرى فيها تفعيل (المجلس الأعلى للدفاع) خارج قرار سياسي صادر عن الحكومة. المجلس لا يُفعَّل ولا يُعوَّم من تلقاء نفسه، بل يبقى ضمن التسلسل القانوني والهرمي الذي يخضع لرئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة، ولا يملك صلاحيات تتجاوز حدود التكليف الحكومي».

لا قرار سياسياً

يلتقي هذا التوصيف القانوني مع موقف وزير الداخلية اللبناني الأسبق مروان شربل، الذي يرى أن التعويل على «المجلس الأعلى للدفاع» لمعالجة ملف سلاح «حزب الله» يتجاوز صلاحياته الواقعية. ويقول في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «(المجلس الأعلى للدفاع) ليس بديلاً عن الحكومة، ودوره يقتصر على التنسيق الأمني وتقديم الرأي في الموضوعات التي تُعرض عليه». ويتابع شربل: «الحديث عن إحالة ملف (السلاح) إلى (المجلس الأعلى للدفاع) لا يحل الأزمة كاملة؛ لأن هذا (المجلس)، الذي يضم رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووزيري الدفاع والداخلية... وقادة الأجهزة الأمنية، يُصدر توصيات سرية بناء على مقررات اتخذتها الحكومة سابقاً». ويضيف: «أغلب الظن أن (المجلس)، في حال جرى تكليفه، سيقترح أن يتولى الجيش اللبناني الملف، سواء من خلال استيعاب عناصر (حزب الله) أو عبر ترتيبات أمنية معينة تُدرس بواقعية».

ضمانات سياسية

يرفض شربل المقاربات الجزئية أو التقنيّة لملف «السلاح»، مشيراً إلى أبعاد تتجاوز إطار «المجلس». ويقول: «التعامل مع ملف السلاح لا يمكن أن يكون بـ(المفرق) أو بقرارات مرتجلة؛ لأن هناك هواجس حقيقية في البيئة الشيعية وبيئة (الحزب) يعلمها جميع المسؤولين». ويؤكّد أن الحلّ لا يكمن في المعالجات الداخلية فقط، قائلاً: «المقاربة الواقعية لهذا الملف تستدعي مساراً سياسياً جامعاً على شكل مؤتمر وطني برعاية عربية ودولية»، مشدداً على أن «المطلوب اليوم ليس فقط حواراً داخلياً، بل أشبه بمؤتمر يناقش مصير كل أنواع السلاح في لبنان، بما فيها سلاح (حزب الله)، والأسلحة الفلسطينية، وأسلحة باقي الأحزاب». ويختم بالدعوة إلى إعادة الاعتبار لمؤسسات الدولة، قائلاً: «تحصين الدولة اللبنانية يكون من خلال دعم الجيش ورئاسة الجمهورية، والعمل على معالجة الملف من جذوره، وليس عبر خطوات موضعية قد تُفجّر التوازن الداخلي بدل أن تحققه».

 

حزب الله عند باسيل قبيل جلسة "نزع السلاح"

المدن/05 آب/2025

فيما تتجه الأنظار نحو الجلسة الحكومية الاستثنائية التي يناقش فيها لبنان ولأول مرة ملف سلاح حزب الله، وأمام كل الاحتمالات المفتوحة بين تصعيد وتلويح بأزمة داخلية واستمرار الضغوط الخارجية والاعتداءات الإسرائيلية من جهة، وبين تأجيل ومراوحة من جهة أخرى، جمعت طاولة حوار "ميرنا الشالوحي" وفدًا من "حزب الله". إذ زار وفد من الحزب، رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، قبيل ساعات على الجلسة الحكومية في القصر الجمهوري. وبعد اللقاء كان تصريح للنائب علي فياض، الذي ركز على أن العقبة اليوم أمام بناء الدولة هي بوجود العدوان الإسرائيلي، مشيراً إلى أنه "تناقشنا مع باسيل في العديد من الأمور، وأهمها استمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان، كما تشاركنا وجهات النظر حول المخاطر القائمة والمحتملة التي يتعرض لها البلد". وتابع فياض: "تماسك الموقف الرسمي اللبناني، ومن ثم تفهمه وتمسكه بالثوابت التي تقوم على أولوية الانسحاب الإسرائيلي ووقف الأعمال العدائية والالتزام باتفاق وقف إطلاق النار، هو بمثابة مدخل لاستراتيجية الخروج من الوضع الصعب الذي يمر به البلد، أمّا ما عدا ذلك، الجميع سيكون أمام مشكلة".  ورأى فياض أن "للتيار الوطني الحر قراءة ليست بعيدة عن قراءتنا ولديهم مقاربة تعتبر أن الطريق إلى المعالجة تبدأ بالتزام العدو الإسرائيلي أولًا بالاتفاقيات وبأن تقوم الدول الضامنة بدورها". وأشار إلى أنه "من الطبيعي أن نلتقي مع أصدقائنا في التيار، هذا اللقاء مع باسيل كان فرصة مهمة في هذه المرحلة للنقاش حول الأوضاع اللبنانية من مختلف الزوايا". وعن تحالفات "حزب الله" النيابية، قال: "الوقت لا يزال باكرا للتفكير في المسار التي ستأخذه الانتخابات النيابية المبكرة، ونحن أكدنا في نهاية الجلسة أهمية أن تجري الانتخابات في وقتها المقرر من دون أي تأجيل مهما كانت الظروف".

مواقف تستبق الجلسة

على مستوى جِلسة مجلس الوزراء، استبقت شخصيات سياسية الجلسة بسلسلة من المواقف. فأكد وزير العدل عادل نصار أنّ "سيناريوهات عدّة تواجه جلسة اليوم، من بينها إتاحة المجال لمزيدٍ من النقاش وتأجيل البتّ ببند السلاح إلى جلسة أخرى تُعقد يوم الخميس"، لافتًا في حديث تلفزيوني إلى أنه "لم يطلع بعد على ورقة السفير الأميركي توم بارّاك"، كاشفاً أنّه سيطالب في الجلسة بجدولٍ زمنيّ لتسليم سلاح حزب الله. وقال نصار: "نتمنّى أن تستيقظ ضمائر المسؤولين في حزب الله، فيسلّم سلاحه ونذهب معاً إلى بناء الدولة، ولكن إذا أصرّ على الإبقاء عليه فمن غير المقبول أن يأخذ الشعب اللبناني معه إلى الانتحار".

بدورها كتبت النائبة ستريدا جعجع على صفحاتها الرسميّة عبر مواقع التواصل الاجتماعي: اليوم يجب أن يكون لبنان وطناً نهائياً لجميع أبنائه، اليوم يجب احترام دستور الأمة اللبنانية وقوانينها وحفظ استقلال الوطن اللبناني وسلامة أراضيه، اليوم لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك".

وأضافت: "اليوم مجلس الوزراء يضع السياسة العامة للدولة في جميع المجالات ويتخذ القرارات اللازمة لتطبيقها، لا سيما في مجال الأمن والدفاع الوطني. اليوم علينا جميعاً أن ندرك حجم المسؤوليّة الملقاة على كاهلنا وحجم التداعيات والأخطار التي تحدّق بمستقبل بلادنا وشعبنا... اليوم جل ما يجب علينا القيام به هو احترام أنفسنا كدولة لها دستور وقوانين ومؤسسات دستوريّة". وفي مقابل المواقف الحاسمة بشأن تسليم حزب الله سلاحه وتحديد موعد زمني، أشار النائب في كتلة "الوفاء للمقاومة" علي مقداد إلى "التهويل الإعلامي والسياسي الذي صوّر الجلسة على أنها مفصلية أو تاريخية"، موضحاً في حديث إذاعي أن "الأولى والأهم هو عقد جلسات مفصلية تبحث في قضايا مصيرية كالأراضي المحتلة، والأسرى، وإعادة الإعمار". وسأل "هل هذه الجلسة ضرورة للبنان، أم للعدو الإسرائيلي والأميركي؟"، منتقداً "التماهي مع الخطاب الإسرائيلي والأميركي".

وحول احتمال طرح التصويت على نزع سلاح الحزب، قال المقداد: "لن نوقّع على قرار بإعدام السيادة أو محو قسم كبير من اللبنانيين عن الوجود".

 

الحكومة اللبنانية تُكلّف الجيش بوضع خطة لـ”حصر السلاح”.. وانسحاب وزيري حزب الله وحركة أمل

موقع المنار05 آب/2025

انتهت جلسة مجلس الوزراء اللبناني مساء الثلاثاء، حيث كان على جدول أعمالها عدة بنود، من بينها بند البحث في سلاح المقاومة. وفي السياق، أفادت مراسلة قناة المنار من القصر الجمهوري أن “المعلومات تشير إلى أن النقاش استمر في هذا البند أكثر من ثلاث ساعات”، وتابعت أن “كل الوقت كانت المعلومات تشير إلى أن التعاطي سيكون إيجابيًا، وسيتم إرجاء البحث في البند”.ولفتت مراسلة المنار إلى أن “وزيري حزب الله وحركة أمل، ركان ناصر الدين وتمارا الزين، قد انسحبا قبل انتهاء الجلسة بعد إصرار رئيس الحكومة نواف سلام على اتخاذ قرار في هذا البند الحساس من دون توافق”. وبعد الجلسة الحكومية، تحدث نواف سلام حيث قال إنه “سيتم استكمال النقاش في الورقة الأميركية يوم الخميس المقبل”، وأضاف “تم تكليف الجيش اللبناني بوضع خطة تطبيقية لحصر السلاح قبل نهاية العام الجاري”، وتابع: “سيُعرض المشروع على الحكومة قبل 31 آب/أغسطس الحالي”.

ثم تحدث وزير الاعلام بول مرقص حيث قال إن “الرئيس جوزاف عون شدد خلال الجلسة على أهمية الوحدة الداخلية لتجاوز الصعاب”، واوضح ان “الوزيرين تمارا الزين وركان ناصر الدين انسحبا من الجلسة لعدم موافقتهما على قرار مجلس الوزراء الذي تلاه الرئيس سلام”، وذكّر بأن “مجلس الوزراء وضع مهلة حتى آخر العام لتوحيد السلاح بيد الدولة اللبنانية”، واشار الى ان “يوم الخميس ستُعقد جلسة لاستكمال بحث ما بدأناه اليوم ولم نقر بعد الورقة”. واضاف مرقص ان “مجلس الوزراء قرر استكمال البحث بشأن العروض المقدمة لوزارة الاتصالات حول توفير الانترنت عبر الأقمار الصناعية في جلسة الخميس”، ولفت الى ان “مجلس الوزراء قرر تغيير اسم جادة حافظ الاسد من المطار الى سليم سلام الى جادة زياد الرحباني”.

 

نص خطاب الشيخ نعيم قاسم : لسنا معنيين بسحب السلاح..والمقاومة جزء من اتفاق الطائف ومسألة ميثاقية

موقع المنار05 آب/2025

https://www.youtube.com/watch?v=qYG7XuTidVs&t=757s

 اعتبر الأمين العام لحزب الله، سماحة الشيخ نعيم قاسم انه “يجب إدراج على جدول أعمال مجلس الوزراء بند واضح بعنوان: كيف نواجه العدوان الإسرائيلي ونحمي السيادة؟ ما هي الإجراءات العملية المطلوبة؟ ما هو الجدول الزمني لتنفيذها؟ ما هي المقومات التي يمكن الاستفادة منها؟ كيف يمكن إشراك الأحزاب والقوى والطوائف والشعب وسائر المعنيين في عملية الدفاع عن لبنان؟ كيف نقف معًا من أجل إخراج الاحتلال الإسرائيلي؟ كيف نزيد الضغط على العدو الإسرائيلي من خلال الرعاة المتواطئين أو بطرق أخرى؟”. وأضاف سماحته خلال كلمة في الذكرى الأربعين لاستشهاد القائد الكبير، شهيد فلسطين، اللواء محمد سعيد إيزدي، “الحاج رمضان” (رضوان الله تعالى عليه)،: “هذه هي الأولوية، وليست الأولوية هي سحب السلاح إرضاءً للعدو الإسرائيلي. لسنا معنيين بسحب السلاح لأن الولايات المتحدة أو إحدى الدول العربية تسعى وتضغط بكل ما أوتيت من جهد لفرض هذا الخيار”. وتساءل الشيخ قاسم: ” إذا كنتم فعلاً تدعمون لبنان، فعليكم أن تكونوا مع وقف العدوان، وإخراج الاحتلال الإسرائيلي، والبدء بإعادة الإعمار، والإفراج عن الأسرى. بعد ذلك تعالوا وتحدثوا معنا في أي شأن تشاؤون، ونحن جاهزون”. وأكد أن “المقاومة جزء من اتفاق الطائف، وهي منصوص عليها في الإجراءات المطلوبة لحماية لبنان بكافة الوسائل، ولا يمكن أن يُناقش أمر دستوري بالتصويت، بل يتطلب توافقاً ومشاركة مختلف مكونات المجتمع حول القضايا المشتركة”.وتابع الشيخ قاسم : “كما أن إلغاء الطائفية السياسية يتطلب توافقاً عاماً، وكما أن توزيع المناصب وفقاً للاطمئنان الطائفي يُعدّ ميثاقياً، فإن المقاومة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي أيضاً مسألة ميثاقية لا تُناقش إلا بالتوافق”. ودعا الشيخ قاسم إلى نقاش وطني حول استراتيجية الأمن الوطني والدفاعية، قائلاً: “الأمن الوطني يتجاوز مسألة السلاح، ويأخذ في الاعتبار تراكم القوة، ووحدتها، والدفاع عن لبنان في مواجهة العدو الإسرائيلي. الاستراتيجية ليست لنزع السلاح وفق جدول زمني كما يتوهّم البعض”.وأردف سماحته: “كنا ننتظر أن نجتمع مع المعنيين كمقاومة لمناقشة استراتيجية الأمن الوطني، لكنهم بدلاً من ذلك اختزلوا كل شيء بمطلب نزع السلاح، ولم يقدموا أي تصور حقيقي عن أمن وطني جامع. نحن لا نقبل بذلك، ونعتبر أنفسنا مكوّناً أساسياً من مكونات لبنان، وبالتالي نحن بحاجة إلى إعادة نظر في مقاربة هذا الملف”.

كما أكد حرص حزب الله على “استمرار التعاون والتفاهم والنقاش مع الرؤساء الثلاثة”، مشدداً على أنه “لا يجوز أن يُشعر أحد بالضغط فيلجأ إلى ممارسة الضغوط الداخلية، لأن مصلحة لبنان تقتضي أن يعرف الجميع أن هذا البلد له خصوصيته”.وتابع سماحته قائلاً: “لا يصح أن يُمارَس الضغط على الداخل اللبناني بهدف انتزاع التنازلات عن الحقوق والسيادة. هذه نقطة خاطئة. يجب أن نواجه الغرب والولايات المتحدة وكل الجهات الضاغطة بالقول: في لبنان لدينا مقومات. وعلينا أن نتفاهم بيننا. كما ينبغي أن ننتبه لدعاة الفتنة الداخلية، ومن تلطّخت أيديهم بالدماء، ومن يعملون كخدام للمشروع الإسرائيلي في الداخل والخارج”.

ودعا الشيخ قاسم إلى عدم الانجرار خلف الإملاءات الخارجية، مضيفاً: “لا أحد مرتاح في هذا البلد، فالضغوط تتوالى علينا تباعاً. لكننا نقول بوضوح: هذه قضايا داخلية لا تُناقش إلا بين اللبنانيين. لا يحق لأحد أن يفرض علينا اتفاقات من الخارج. نحن نريد اتفاقاً فيما بيننا من أجل السيادة والاستقلال”.

وأكد سماحته أن “حل أي أزمة في لبنان لا يتم إلا بالتوافق، وهذا موضوع استراتيجي وأساسي يجب أن ننجزه من خلال المؤسسات، والجيش، والمقاومة التي تُعد جزءاً لا يتجزأ من هذا النسيج الوطني”. وأضاف الشيخ قاسم : “اليوم، يمكن للدولة اللبنانية أن تعلن أمام المجتمع الدولي مسؤوليتها عن الحدود الجنوبية والشرقية. ولتُحاسب الدولة اللبنانية إذا وقع أي حادث هناك، لأنها تقوم بواجبها كاملاً على المستوى الداخلي، وقد أثبتت قدرتها على ضبط الإيقاع ومنع المجازر والتعقيدات في القرى”.

وأردف: “يجب أن يُقال للعالم إن الدولة اللبنانية تضمن حماية حدودها وسيادتها، وهي تتحمّل مسؤولية ما يجري داخلها. ولكن لا يجوز أن يُستخدم المجتمع الدولي للمطالبة بتحقيق أهداف العدو الإسرائيلي التي عجز عن تحقيقها بالحرب”. وتابع سماحته: “لا يحق لأحد أن يحرم لبنان من عناصر قوته التي تحمي سيادته، ولا يحق لأحد أن يمنع لبنان من أن يكون عزيزاً. هذا أمر أساسي، ويجب أن يُرسّخ في الأذهان. لقد قدمنا الكثير، وقدّم اللبنانيون والجيش والشعب تضحيات عظيمة. لا يحق لأحد أن يستخف بذلك”.

وقال الشيخ قاسم: “من قدّم التضحيات وحرّر الأرض أكثر وطنية ممن عبث بالوطن وقتل المواطنين. لا أحد يُزايد علينا. لنا تاريخ مشرف، وتاريخنا يختصره سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه، الذي رحل شهيداً مقداماً، شجاعاً، وقدّم للإنسانية، ولفلسطين، ولبنان ما لم يقدّمه الكثيرون”.

وتابع: “لدينا السيد الهاشمي والقادة الشهداء، ولدينا خمسة آلاف شهيد في معركة طوفان الأقصى ومعركة أولي البأس، ولدينا 13 ألف جريح، ولدينا دمار ونزوح، وكل هذا تم تقديمه من أجل إيقاف العدوان. وقد نجحنا في ذلك”.وأوضح أن” العدوان الإسرائيلي كان سيصل إلى بيروت، وكان يستهدف تغيير كل شيء في لبنان، لكن المقاومة والجيش والشعب وقفوا في وجهه ومنعوه من تحقيق أهدافه”. وأضاف: “المقاومة بخير، قوية، تمتلك الإيمان والإرادة، وهي مصممة على حماية سيادة لبنان واستقلاله. جمهور المقاومة صابر ومتماسك، والمجاهدون على أتمّ الجهوزية للتضحية. وهذه حقيقة يعرفها الجميع”.

شهيد فلسطين الإيراني

واستهل الشيخ قاسم كلمته بالإشارة إلى أن الشهيد إيزدي، شهيد فلسطين الإيراني، جاء من أقاصي الأرض ليكون في خدمة فلسطين، شعباً وأرضاً، وقضية، ومقاومة، مؤكداً أن بوصلته كانت دائماً متجهة نحو القدس.

واضاف سماحته :”ولد الحاج رمضان عام 1964 في محافظة كرمنشاه، والتحق بالحرس الثوري الإسلامي منذ تأسيسه، وشارك في الحرب المفروضة على إيران منذ بداياتها. وعندما بلغ سن التاسعة عشرة، عُيّن نائباً لقائد لواء النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهو ما يعكس نبوغه ووعيه وإمكاناته القيادية منذ ريعان شبابه”.

وتابع سماحته :”في العام 1984، قَدِم إلى لبنان مسؤولاً عن مقر الحرس في منطقة الهرمل، ثم انتقل للعمل في مكتب فلسطين، الذي يعنى بالتنسيق مع فصائل المقاومة الفلسطينية في لبنان. وفي السابع عشر من كانون الأول/ديسمبر 1992، حين أبعد العدو الإسرائيلي 415 مقاومًا فلسطينيًا إلى مرج الزهور جنوب لبنان، أمضى الحاج رمضان ثلاثة عشر شهراً معهم، يقاسمهم المأكل والمشرب والمسكن، ويؤمّن لهم حاجاتهم، ويشرف على تدريبهم ورعايتهم، وكان من بينهم القادة الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، الحاج إسماعيل هنية، عماد العلمي، والدكتور محمود الزهار، وقد استشهد معظمهم لاحقاً”.

واردف بالقول :”بقي الحاج رمضان في لبنان حتى عام 1995، ثم عاد إلى إيران. وبعد تحرير جنوب لبنان عام 2000، ومع بدايات إرهاصات انتفاضة الأقصى، عاد مجدداً إلى لبنان بطلب من الشهيد القائد عماد مغنية (رضوان الله عليه) وبموافقة من الشهيد القائد الحاج قاسم سليماني (رضوان الله عليه)، قائد قوة القدس آنذاك، وبرضى سماحة سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله (رضوان الله عليه). تولّى عندها مسؤولية ملف فلسطين في قوة القدس في الحرس الثوري الإسلامي”.

لرسالة والنهج

وقال الشيخ قاسم إن الآية القرآنية: {الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون}، تنطبق تمامًا على الشهيد الحاج رمضان وإخوانه. فقد واكب تطورات الانتفاضة الفلسطينية، ودعم المقاومة في فلسطين، ونقل الخبرة والتجربة والسلاح والتدريب إلى مختلف فصائل المقاومة.

وأضاف:” أن الحاج رمضان، إلى جانب الشهيد عماد مغنية، أشرف بعد تحرير غزة عام 2005 على إعداد الخطة الدفاعية للقطاع، وكان له اهتمام خاص بتطوير العمل المقاوم في فلسطين، ومتابعة مختلف شؤونها السياسية والعسكرية والأمنية والإعلامية والاجتماعية”. وأشار سماحته إلى أن” الشهيد آمن بوحدة الصف الفلسطيني، وكان يلتقي دائماً بقيادات الفصائل الفلسطينية. وعند جمعه لهذه القيادات في لبنان، كثيراً ما كان يتواصل معنا للحضور، تأكيداً على العلاقة المباشرة مع الإخوة الفلسطينيين. كما كان الشهيد رمضان يشرف على اللقاءات المشتركة بين حزب الله والفصائل الفلسطينية في طهران”.

فلسطين فوق الجغرافيا

وتطرق الشيخ قاسم إلى الوضع الفلسطيني الحالي، مشيراً إلى حجم المأساة التي يواجهها الشعب الفلسطيني، قائلاً: “ما من شعب في العالم يمكنه تحمّل ما يتحمّله الفلسطينيون. أكثر من 61 ألف شهيد، و150 ألف جريح، وأكثر من مليونين ومئتي ألف نازح يتنقلون من مكان إلى آخر، معرضين للقتل والتجويع، بل يُقتلون وهم يبحثون عن الطعام والمساعدات”. وأضاف أن” هذا الإجرام الممنهج هو نتاج تواطؤ منظّم بين الولايات المتحدة الأميركية والكيان الإسرائيلي لإبادة الشعب الفلسطيني، في محاولة للاستيلاء الكامل على الأرض لصالح الكيان الغاصب. إلا أن الشعب الفلسطيني، صامد منذ 77 عاماً، حاملاً راية المقاومة والحق، وماضٍ في طريقه بثبات حتى النصر”.

وتابع: “قال الحاج رمضان عن طوفان الأقصى إنه معجزة لم تحققها أي مقاومة في العالم، وأكد أن القدس ترفع وتعز من يخدمها”، مشيراً إلى أن هذه النظرة تنبع من منهج الإمام الخميني (قدّس سره) الذي وصف الكيان الإسرائيلي بالغدة السرطانية الخبيثة، التي لا علاج لها سوى الاستئصال.

نهج الثورة الإسلامية

وأوضح الشيخ قاسم أن” الإمام الخميني (قدّس سره) منذ اليوم الأول لانتصار الثورة الإسلامية عمل على دعم فلسطين عملياً، من خلال تشكيل قوة القدس، وإنشاء جيش العشرين مليون، وتحويل سفارة الكيان إلى سفارة لفلسطين، وإعلان يوم القدس العالمي، انطلاقاً من رؤية واضحة تعتبر فلسطين أولوية تتقدم على ما سواها”.

وأشار إلى أن” الإمام الخامنئي (دام ظله) سار على هذا النهج، مؤكداً أن “الدفاع الصريح عن الشعوب المظلومة، لا سيما الشعب الفلسطيني، كان في صلب أولويات نهج الإمام الخميني”، لافتاً إلى أن فلسطين ليست مجرد قطعة أرض، بل قضية إنسانية وأخلاقية ودينية وتربوية وعالمية”.

العلاقة بحزب الله

وأشاد الشيخ قاسم بالعلاقة الوثيقة التي ربطت الحاج رمضان بقيادة حزب الله، وعلى رأسها سماحة السيد حسن نصر الله (رضوان الله عليه)، وقال إنه كان يعرف كل قادة الحزب، وشارك في حرب تموز 2006 وفي معركة “أولي البأس”، وعاد إلى لبنان بعد يومين فقط من استشهاد السيد نصر الله، واضعاً نفسه بتصرّف الحزب.

وأكد أنه كان عاشقاً لحزب الله، وللمقاومة، وللسيد نصر الله، ولكل من يعمل في سبيل الله تعالى، مشيراً إلى أن الحاج رمضان كان يتمتع بصفات شخصية رفيعة: مؤمن، عرفاني، عاشق للإمام الخميني (قدّس سره)، وللإمام الخامنئي (دام ظله)، متواضع وحازم في آن، ذو هيبة وكرم نفس، وكان لأبناء الشهداء مكانة خاصة جدا في قلبه واهتماماته”.

الاغتيال

واضاف سماحته:”استشهد اللواء محمد سعيد إيزدي في 21 حزيران/يونيو 2025، في مدينة قم المقدسة في إيران، خلال العدوان الإسرائيلي الغادر. وعلّق وزير حرب العدو الإسرائيلي على عملية الاغتيال بالقول: “إن اغتيال محمد سعيد إيزدي أبرز إنجازات الحرب على إيران”، وهو ما يُعدّ دليلاً على حجم تأثيره ودوره في إيلام العدو”.

دعوة لإنهاء ملف المرفأ ورفضٌ لإملاءات براك الجديدة

وتوقّف الشيخ قاسم، عند الذكرى السنوية الخامسة لانفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب، واصفاً إياه بـ”الكارثة الكبيرة” التي أدت إلى وقوع ضحايا وجرحى وخلّفت دمارًا وألمًا، وأثّرت في أوضاع العديد من المواطنين، فضلاً عن إحداثها “جرحًا بليغًا في لبنان، لمواطنيه ولكل المحبّين”. ودعا الشيخ قاسم إلى “الإسراع في إنجاز المحاكمات والتحقيقات بعيدًا عن التسييس الذي أخّر النتيجة إلى هذا الوقت”، متمنيًا أن تكون المرحلة المقبلة “مرحلة إنجاز سريع، بعيدًا عن التسييس والتطييف، وبعيدًا عن الاتهامات الجاهزة والأوامر الخارجية”، حتى يعرف الناس الحقيقة وتصل القضية إلى نتيجة صحيحة، “فيُعاقب المرتكب ويُبرّأ البريء”. وختم هذا المحور بالدعاء للضحايا بالرحمة، وللجرحى بالشفاء، ولعائلاتهم بالصبر والسلوان.

مصلحة لبنان هي استعادة السيادة والاستقلال والتحرير

وانتقل الشيخ قاسم إلى الوضع السياسي، مشيرا الى “خارطة الطريق لبناء لبنان وتثبيت الاستقرار فيه”، مؤكدًا أن هناك ثلاث قواعد أساسية لتحقيق ذلك:

المشاركة والتعاون في إطار وحدة وطنية ليكون الشعب اللبناني “قلبًا واحدًا” في سبيل النهضة.

تحديد الأولويات التي تؤسّس للواقع اللبناني وعدم الانشغال بالقشور أو الطلبات الخارجية.

عدم الخضوع للوصاية الأجنبية، سواء كانت أمريكية أو غيرها، لأن الخضوع “يُبطل قدرتنا وإنجازاتنا ويدفعنا باتجاه آخر”.

وأشار سماحته إلى أن” الاتفاق الذي جرى في 27 تشرين الثاني 2024 كان “اتفاقًا غير مباشر بين الدولة اللبنانية والعدو الإسرائيلي” لوقف العدوان، وقد أظهر “تعاونًا وثيقًا ومميزًا بين المقاومة والدولة”. ولفت إلى أن “المقاومة، لا سيما حزب الله، سهّلت للدولة جميع الإجراءات دون مناكفة أو تأخير”، مشيدًا بالالتزام الكامل من قبل حزب الله مع الحكومة والجيش ورئاسة الجمهورية. وأكد عدم تسجيل أي خرق من المقاومة لا في مواجهة العدو الإسرائيلي ولا في التنسيق مع الجيش اللبناني والدولة”.

وقال الشيخ قاسم إن” هذا التعاون يُشكّل “نموذجًا لكيفية تفاعل المقاومة مع الدولة عند وجود توافق وإيمان مشترك”، بينما في المقابل، “لم تلتزم إسرائيل بالاتفاق، ونفّذت آلاف الخروقات”، معتبرًا أن ما جرى في سوريا أثّر على موقف الاحتلال الذي “ندم على صياغة الاتفاق، لأنه أعطى لبنان وحزب الله قدرة على الاستمرار”. وتابع: “لذلك، قررت إسرائيل أن تستمر كما فعلت في سوريا، وتحاول تكرار الأمر في لبنان، وتسعى إلى تغيير الاتفاق الذي لم تلتزم به أصلًا”.

وأضاف سماحته: “مصلحة لبنان هي استعادة السيادة والاستقلال والتحرير، أما مصلحة الكيان الإسرائيلي فهي إضعاف لبنان للتحكّم بمساره”، مؤكدًا: “نحن كمسؤولين ومقاومة وشعب وجيش، علينا أن نفتّش عن مصلحة لبنان، لا عن مصلحة الاحتلال الإسرائيلي”.

وحول الوساطة الأمريكية الجديدة، قال: “أمريكا لم تأتِ لتطرح اتفاقًا جديدًا، بل جاءت بإملاءات، تسعى لنزع قدرة حزب الله ولبنان بالكامل، وتجريد المقاومة والشعب من قوته، لجعل لبنان مكشوفًا أمام الكيان الإسرائيلي”. وأشار إلى أن “ما أتى به الموفد الأمريكي توم براك يصبّ بالكامل في مصلحة الاحتلال”.

ولفت إلى أن “المذكرة الثالثة التي حملها براك إلى الحكومة اللبنانية، أسوأ من سابقتيها”، مضيفًا: “فيها بندٌ يقول إن المرحلة الثانية تمتد بين 15 و60 يومًا، وتشمل نزع السلاح، مع ذكر أمثلة للأسلحة التي يجب تسليمها، مثل الهاون، القنابل اليدوية، المتفجرات، الصواريخ أرض – جو، والطائرات المسيّرة، وغيرها”. وأوضح: “بحسب المذكرة، يجب تفكيك هذه الأسلحة خلال 30 يومًا، أي أن كل الإمكانات العسكرية يجب أن تُسلّم خلال 45 يومًا للدولة اللبنانية”.

وتابع قائلاً: “هم لا يتحدثون عن سلاح ثقيل أو متوسط فقط، بل عن القنابل اليدوية وقذائف الهاون التي تُعد أسلحة بسيطة، وتنتشر لدى العديد من العشائر والجهات، ويطلبون أن تُسلَّم جميعها”. واستنكر ذلك بالقول: “حتى القنابل يريدونها، ويطلبون نزعها”.

وأشار سماحته إلى” بند آخر في المذكرة ينص على “تفكيك 50% من البنية التحتية بحلول اليوم الثلاثين”، وعلّق على ذلك : “أحد القادة العسكريين سألهم: كيف نعرف ما هو 50%، إن لم نكن نعرف ما هو 100%؟”، معتبراً أن هذا “لغم” يُمكن للعدو استخدامه لاحقًا للادعاء بعدم الالتزام الكامل”. وأضاف: “إذا تم تنفيذ كل ما ورد، نكون قد وصلنا إلى اليوم 45، فتبدأ إسرائيل حينها بالانسحاب من النقاط الخمسة، لكن يشترط للانتقال إلى المرحلة الثالثة أن تنسحب من ثلاث نقاط على الأقل، بين اليوم 60 واليوم 90، عندها يبدأ الحديث عن إطلاق الأسرى”.

واشار الشيخ قاسم الى ان ” المطلوب اليوم هو تجريد لبنان من قدرته العسكرية، عبر تجريد المقاومة، ومنع الجيش اللبناني من امتلاك السلاح إلا بما يؤدي وظيفة داخلية، ولا يؤثر على الكيان الإسرائيلي لا من قريب ولا من بعيد”، مؤكداً أن هذا ما يُراد فرضه على لبنان حتى وإن تم تمرير المذكرة. وتساءل: “لكن ماذا لو أن الاحتلال الإسرائيلي لم ينفذ حتى هذه البنود عديمة القيمة؟”. وأضاف الشيخ قاسم أن” المذكرة تنص على عواقب في حال حدوث خرق من قبل أي طرف، متسائلاً: “ما هي عواقب الخرق الإسرائيلي؟ قالوا إنها الإدانة من مجلس الأمن الدولي وإعادة النظر في عدم الاشتباك العسكري! وكأنهم يقولون: ‘أقسم أيها الكاذب’!”. وتابع: “هل أصبحنا اليوم نعوّل على صدق الأميركيين والإسرائيليين؟ هل مجرد توقيعهم وضماناتهم تكفي؟ الأميركي نفسه يقول الآن إنه لا ضمانات”. وتابع :”في حال تجاوز الكيان الإسرائيلي حدوده، تساءل الشيخ قاسم: “ما الذي يمكننا فعله؟ أن نشتكي إلى مجلس الأمن؟ أهلاً وسهلاً! أنتم إذاً تقولون إن يد الكيان الإسرائيلي مفتوحة حتى مع تقديم كل هذه التنازلات من الجانب اللبناني”. وتابع: “أما إذا التزم لبنان، فالعقوبة ستكون تجميد المساعدات العسكرية المشروطة وفرض العقوبات الاقتصادية، رغم أن لبنان خاضع للعقوبات أصلاً منذ عام 2019، والمساعدات متوقفة”. ورأى سماحته أن” الولايات المتحدة تتنصل من أي التزام تجاه لبنان، مشيراً إلى أن ما يُطلب من المذكرة هو “تجريد لبنان من قوته مقابل انسحاب جزئي غير مضمون، في ظل اختلال واضح في ميزان القوى”.

وأشار الشيخ قاسم إلى أن” المسار الذي سبق أن جرى الاتفاق عليه قد ألغي”، قائلاً: “معناه أننا دخلنا في نفق جديد اسمه اتفاق جديد، ونحن لا نوافق على أي اتفاق غير القائم بين الدولة اللبنانية والكيان الإسرائيلي. فليُنفذ الاتفاق أولاً، ثم يمكن النقاش في أي شيء آخر”. وأكد سماحته أن “أي جدول زمني يُعرض للتنفيذ تحت سقف العدوان الإسرائيلي مرفوض”، موضحًا أن “الجدول الزمني يعني التزامًا من طرف واحد في ظل استمرار العدوان”. وتابع: “هل المطلوب الذهاب إلى نقاش أم تسليم السلاح دون أي بحث في الأمن الوطني أو الاستراتيجية الدفاعية؟ هذا أمر مرفوض”. وشدد الشيخ قاسم على أن “لا يمكن للبنان أن يلتزم بالتخلي التدريجي عن قوته، فيما تبقى كل أوراق القوة بيد العدو الإسرائيلي”، لافتًا إلى أن بعضهم يبرر هذا التوجه بذريعة “إزالة الحجج” من أمام الخارج، تحت ضغط التهديد بوقف التمويل وفرض العقوبات.

وتساءل: “ما نفع التمويل إن سُلِب قرارنا، وانتهكت سيادتنا، وبقي جزء من أرضنا محتلًّا، وصار البلد بلا خيار؟ سنصبح عبيدًا! ونحن لا نقبل أن نكون عبيدًا لأحد، لا لأميركا، ولا لبعض الدول العربية، ولا لأي جهة في العالم”. وأشار الشيخ قاسم إلى أن الضغط الذي يُمارَس اليوم هدفه التخويف بالحرب وتوسيع العدوان، سائلاً: “لماذا يعتمد الكيان الإسرائيلي اليوم الاعتداءات المحدودة والضغط السياسي الأميركي، ولا يذهب مباشرة إلى عدوان واسع؟ لأن مصلحته أن لا يخوض حربًا شاملة، إذ إن المقاومة، والجيش، والشعب سيدافعون، وسقوط الصواريخ في داخل الكيان الإسرائيلي سيُسقط كل الأمن الذي بنوه منذ ثمانية أشهر في ساعة واحدة”.

وأضاف: “العدو يدرك أن الرد سيكون مكلفًا، لذا يتجنب الحرب المفتوحة، وعلينا ألّا نسمح لأحد بتهويل الأمور علينا”، متسائلاً: “هل إذا قدمنا كل شيء سيتوقف العدوان؟ لا! بل العكس، إذا لم يتبقَّ لدينا شيء، تصبح فرصة الاعتداء أكبر”. وأكد الشيخ قاسم أن” لا أحد يحمي لبنان وشعبه في حال التنازل، مستشهداً بتصريح وزير المالية الإسرائيلي سموتريتش الذي قال إن “الجيش الإسرائيلي لن ينسحب من النقاط الخمس جنوب لبنان، وإن القرى التي دمّرت لن يُعاد إعمارها”، متسائلًا: “ألا يعني هذا أن الاحتلال يُصرّ على إبقاء يده فوق لبنان؟”.

ورأى سماحته أن “الرهان على الخارج لا يُجدي، فإن كان الخارج يريد استقرار لبنان، سيرضخ لإرادته حين يصمد، أما إن لم يكن يعنيه، فلن تجدي كل التنازلات”.

وأشار الشيخ قاسم إلى أن” الدعم المقدّم للجيش اللبناني اليوم هو في حدود ضيقة ولغايات داخلية فقط، وليس لمواجهة الكيان الإسرائيلي. وتابع: “منذ عام 2019 يُقال للبنانيين: ‘قوموا بواجبكم لنساعدكم’، لكن أميركا وبعض العرب أنهكوا لبنان تحت هذا العنوان”. وأكد أن “لبنان يمتلك اليوم رئيسًا وحكومة ومؤسسات مستقرة إلى حدٍّ ما، وأن الأزمة الأساسية هي العدوان الإسرائيلي”. وتساءل: “أين الحكومة من البيان الوزاري الذي ينص على تحصين السيادة؟ هل التخلي عن السلاح واستسلام لبنان للكيان الإسرائيلي هو تحصين للسيادة؟”.

وذكّر بالفقرة الرابعة من البيان الوزاري التي تقول إن الدولة مسؤولة عن الدفاع عن حدودها وردع المعتدي، متسائلًا: “أين الردع؟ أين حماية المواطنين؟ أين الدفاع عن الحدود؟ إن كنتم عاجزين، لا تزيدوا على أنفسكم. وإن كنتم غير قادرين، فلنبنِ خطة تمنح الجيش القدرة العسكرية والبشرية لمواجهة أي عدوان”.

المقاومة ميثاقية

وطالب سماحته بخطة دفاعية واضحة تتيح للجيش ردع الاعتداءات، مذكرًا بأن “ثمانية أشهر مرّت من دون ردع حقيقي”، مضيفًا أن الفقرة الخامسة من البيان الوزاري، المأخوذة من وثيقة الوفاق الوطني (الطائف)، تنصّ على “اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لتحرير جميع الأراضي اللبنانية من الاحتلال الإسرائيلي”، متسائلًا: “أين هذه الإجراءات؟ وأين الأعمال التي تثبت أن لدى الدولة القدرة على مواجهة العدو الإسرائيلي؟”.

وشدد سماحته على ضرورة أن تضع الدولة خططاً واضحة لمواجهة التهديدات والضغوط، وتأمين الحماية بدلاً من تجريد المواطنين والمقاومة من عناصر قوتهم، معتبراً أن هذه القوة هي التي تمكّن لبنان من المطالبة بحقوقه، والمقايضة، والثبات، والمواجهة، وتحرير الأرض، وتحقيق السيادة الحقيقية.

الجرحى اهل ايمان وبصيرة ونموذج لا يهزم

وتوقف الشيخ قاسم عند ما وصفه بـ”النماذج العظيمة من الجرحى الذين يُعدّون شهداء أحياء”، مشيراً إلى أن بعضهم رغم فقدانه البصر، يسعى للتخصص في الذكاء الاصطناعي وحقق نجاحاً متقدماً في امتحانات الشهادة الرسمية، كما أن آخرين اختاروا دراسة علم النفس لخدمة الناس، مؤكداً أن “هؤلاء الجرحى هم مصدر فخر، وهم من يُكملون المسيرة”. وأضاف: “كل واحد من هؤلاء لديه راية مختلفة، لكن يجمعهم العزم والإيمان والصلابة. الجرحى ليسوا خارج المعركة، بل هم في قلبها، ويواصلون العطاء”. وتابع :”ايها الشهداء الاحياء ، ايها الجرحى لديكم ايمان وبصيرة وانتم نموذج لا يمكن ان يهزم”. واضاف:”جرحى “البايجر” وكل الجرحى هم أصحاب بصيرة وأصحاب عزم وبقمة العطاءات والعزيمة وحققوا نجاحات في الامتحانات الرسمية”.

وأكد الشيخ قاسم أن “المقاومة لا تقتصر على حزب الله وحركة أمل، بل تشمل أحزاباً وقوى وشخصيات من مختلف الطوائف والأفكار، علمانيين، مؤمنين، شيوعيين وغيرهم، وهؤلاء جميعاً يشكلون رصيد المقاومة الكبير”. وأضاف “عدونا لم يحقق أهدافه بعد، وهو ليس مطلق اليد. لا تسمحوا له أن يحقق ما فشل فيه عبر الهزيمة النفسية. نحن لسنا مهزومين. قولوا لكل من يضغط عليكم: راجعوا المقاومة. نحن باقون، صامدون، وسننتصر بإذن الله، وستبقى المقاومة، مع الجيش والشعب، في الميدان، ونحن جماعة هيهات منا الذلة”.

وأوضع الشيخ قاسم ان”لبنان لا يستقر إلا بجميع أبنائه، وليس بإعطاء فئة على حساب فئة أخرى، ولا فئات على حساب فئات أخرى”، مشدّدًا على أن “لبنان المستقر، الواحد والموحد، يجب أن تتجسّد فيه الدولة بكل مكوناتها، ومن ضمنها المقاومة، كجسم واحد، فلا يوجد فريق باسم الدولة وآخر باسم المقاومة، بل إن المقاومة جزء من تركيبة الدولة”. وأضاف الشيخ قاسم: “اعلموا أننا متفاهمون ومتعاونون، ولا صحة لما يُشاع عن وجود خلاف بين حزب الله وحركة أمل. على العكس، نحن كالسمن والعسل، متفاهمون، وعلى قلبكم مجتمعون”، “، في إشارة إلى ثبات العلاقة بين الطرفين رغم ما يُثار من محاولات التشكيك”.

وأكد أن “أحدًا لا يملك أن يُمارس التهويل علينا”، مضيفًا: “من يمتلك الشرف والمقاومة لا يمكن إلا أن يكون صاحب عزّة وأنفة، يحافظ على قوته وعلى شعبه”. وحذّر الشيخ قاسم من أن المعركة الدائرة اليوم تمسّ الكيان الوطني بأسره، قائلًا: “اعلموا أن هذه المعركة، إما أن يفوز فيها لبنان، كل لبنان، أو أن يخسر فيها لبنان، كل لبنان. لا يمكن لفريق أن يربح ولفريق آخر أن يخسر، بل كلنا نربح معًا أو نخسر معًا. ونحن على قناعة تامة بأننا قادرون على أن نربح معًا”. وأضاف: “عندما يبدأ دعاة الفتنة وبعض الانهزاميين بالتحرك، محاولين خلق مشاكل وتعقيدات، وتسخير لبنان لمصلحة الأجنبي، فذلك يعني أنهم يتسببون بخسارة لبنان”. وأردف: “من يُغلّب مصلحته الخاصة المتقاطعة مع المصلحة الإسرائيلية، هو المسؤول عن أي ضرر يلحق بلبنان”.

ورأى سماحته أن “العدوان هو المشكلة، وليس السلاح”، داعيًا إلى “حل مشكلة العدوان أولًا، ثم مناقشة موضوع السلاح لاحقًا”، مؤكّدًا أن “الحل يكون بامتلاك أسباب القوة، لا بالتخلي عنها”.

وشدّد على أن “الاعتماد يجب أن يكون على الله وعلى الشرفاء، لا على الذئب الطاغي الأميركي وزبانيته”، مضيفًا: “يجب أن نكون كالأسود لعبور هذه المرحلة، لا أن نعجز أنفسنا فنكون كالحملان، فنُؤكَل ولا يبقى لنا أثر”. وختم الشيخ قاسم كلمته بتلاوة الآية الكريمة: “يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا، واذكروا الله كثيرًا لعلكم تفلحون. وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم، واصبروا إن الله مع الصابرين”.

وأكد في الختام أن “الوطن يواجه اليوم وصاية أجنبية، وتغوّلًا أميركيًا عربيًا، وتنمرًا داخليًا”، معتبرًا أن “هذه المرحلة هي من أخطر مراحل استقلال لبنان، لكننا أقوى بالاستقلال، وبثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، وبالوحدة الوطنية، وهذا هو ما سنواصل العمل عليه”.

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق، مولانا وحبيبنا ‏وقائدنا أبي ‏القاسم محمد، وعلى آل ‏بيته الطيبين الطاهرين، وصحبه الأبرار المنتجبين، وعلى جميع الأنبياء ‏والصالحين إلى قيام ‏يوم الدين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.‏

‏ نلتقي اليوم في ذكرى أربعين الشهيد القائد، شهيد فلسطين، اللواء محمد سعيد إزدي الحاج رمضان رضوان ‏الله تعالى ‏عليه، لنتحدث عن ‏سيرته ومواقفه وعطاءاته وجهاده، وفي القسم الثاني من الحديث سنتكلم عن ‏الأوضاع السياسية ‏الحالية في لبنان.‏

نبدأ مع شهيدنا الكبير، ‏اللواء إزدي الحاج رمضان، شهيد فلسطين الإيراني الذي جاء من أقصى الأرض من ‏أجل أن ‏يكون في خدمة فلسطين وتحرير فلسطين ‏وشعب فلسطين وبوصلة فلسطين.‏

ولد في سنة 1964 في محافظة كرمانشاه، التحق بالحرس الثوري الإسلامي منذ تأسيسه وشارك في ‏الحرب ‏المفروضة ‏على إيران من أولها، عندما أصبح في عمر 19 سنة، أصبح نائبًا لقائد لواء النبي الأكرم محمد ‏صلى الله عليه وآله ‌‏وسلم، وهذا يدل على نباهته وقدراته وإمكاناته التي جعلته قائدًا في موقع حساس منذ ‏سن الشباب سنة 19.‏

في العام 1984، جاء إلى لبنان ‏كمسؤول مقر الحرس في منطقة الهرمل، لينتقل بعدها إلى العمل في مكتب ‏فلسطين ‏المعني بالتنسيق والمتابعة مع فصائل المقاومة ‏الفلسطينية في لبنان.‏

في سنة 1992، وبالتحديد في 17-12-1992، أبعد العدو الإسرائيلي 415 مقاومًا من داخل فلسطين إلى ‏مرج ‏الزهور ‏في جنوب لبنان، أمضى الحاج رمضان 13 شهرًا مع المبعدين، أي أكل، نام، شرب، جلس ‏معهم، يؤمن لهم حاجاتهم ‏ومتطلباتهم، ‏يؤمّن كل الأمور المطلوبة، فضلًا عن التدريب والرعاية والاهتمام. ‏ومنهم القادة: الدكتور عبد العزيز ‏الرنتيسي، الحاج إسماعيل هنية، عماد ‏علمي، الدكتور محمود الزهار، ‏والأغلب أصبحوا شهداء.‏

بقي الحاج رمضان في لبنان إلى سنة 1995، ثم غادر إلى إيران، بعد تحرير ‏جنوب لبنان سنة 2000، ‏ومع بدء ‏إرهاصات انتفاضة الأقصى، عاد إلى لبنان بطلب من الحاج الشهيد عماد مغنية رضوان الله تعالى ‌‏عليه، ومن الحاج ‏قاسم سليماني رضوان الله تعالى عليه، الذي كان وقتها هو المسؤول وقائد قوة القدس، ‏وبالتالي بموافقة من سماحة سيد ‌‏شهداء الأمة السيد حسن نصر الله رضوان الله تعالى عليه.‏

جاء الحاج محمد سعيد إزدي، الحاج رمضان، إلى لبنان ليكون مسؤولًا عن ‏ملف فلسطين في قوة القدس في ‏حرس ‏الثورة الإسلامية المباركة. ينطبق عليه قوله تعالى: “الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله ‌‏بأموالهم وأنفسهم ‏أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون.”‏

تابع الحاج رمضان وإخوانه تطورات الانتفاضة، ودعم المقاومة في فلسطين، ‏ونقل التجربة والسلاح ‏والتدريب إلى كل ‏الفصائل الفلسطينية، بعد تحرير قطاع غزة في العام 2005، أشرف الحاج رمضان إلى ‏جانب ‏الحاج عماد مغنية، ‏رضوان الله تعالى عليهما، على الخطة الدفاعية لغزة وتطوير المقاومة فيها، ‏وكذلك، كان للحاج رمضان اهتمام خاص ‌‏بتطوير العمل المقاوم في فلسطين، وهو الذي كان يتابع كل الشأن ‏الفلسطيني: سياسيًا، وعسكريًا، وأمنيًا، وإعلاميًا، ‏واجتماعيًا.‏

آمن الحاج ‏رمضان بوحدة الصف الفلسطيني، وكان دائمًا يجتمع مع القيادات المختلفة على المستوى ‏الفلسطيني، وكان ‏عندما يجمع القيادات ‏الفلسطينية في لبنان، غالبًا يتصل بي ويطلب مني أن أكون حاضرًا، ‏ليكون دائمًا حزب الله مع ‏الفلسطينيين مباشرة مع القادة، كذلك، عندما ‏كنا نذهب إلى طهران، كنا نجتمع ‏معهم برعاية وإشراف الحاج رمضان، ‏الذي كان ينسق الجلسة المشتركة بين حزب الله والفصائل ‌‏الفلسطينية المختلفة.‏

اليوم، ترون في فلسطين الإجرام والإبادة لهذا الشعب العظيم، ولا يمكن لأي شعب في العالم أن يتحمل ما ‏يتحمله هذا ‌‏الشعب الفلسطيني، إلى الآن: 61 ألف شهيد، 150 ألف جريح، مليونان و200 ألف من الذين ‏ينتقلون من مكان إلى ‏مكان آخر، وهم ‏معرضون للقتل اليومي وللتجويع الدائم، بل يُقتلون عندما يأتون لأخذ ‏التموين أو بعض المساعدات. ‏هذا كله إجرام ممنهج، منظم، يومي، ‏وقتل للأطفال والنساء في الخيم والبيوت ‏والشوارع، وعند تلقي بعض الخدمات ‏كالغذاء أو ما شابه.‏

هذا يدل على أن أمريكا وإسرائيل ‏تعملان بشكل منظم لإبادة هذا الشعب الفلسطيني، لأنهم يريدون أرضه ‏لإسرائيل ‏الغاصبة، ولا يريدونه أن يعيش ويحيا لكنه شعب ‏سيستمر بإذن الله تعالى وهو الذي صمد كل هذه ‏الفترة، صمد 77 ‏سنة، وهو يحمي لواء المقاومة والحق المقدس، وصمد حوالي سنتين إلى ‏الآن بهذا ‏الإجرام البشع والقتل البشع، ومع ‏ذلك هو أبيّ وسينتصر إن شاء الله تعالى.‏

قال الحاج رمضان عن طوفان الأقصى: “إنه معجزة لم ‏تحققها أي مقاومة في العالم”، وقال: “القدس ترفع ‏وتعز من ‏يدعمها ومن يخدمها.” هذه هي نظرته، هذه النظرة عند الحاج رمضان هي متأثرة ‏بشكل أساسي ‏بمنهجية الإمام ‏الخميني، قدس الله روحه الشريفة، الذي كان يقول عن الكيان الإسرائيلي إنه “غدة صهيونية ‏سرطانية”، وتعرف ‌‏السرطان، ينتشر بطريقة خبيثة، وبالتالي يؤثر على كل من حوله، وبالتالي أيضًا يؤثر ‏في أن يقتل، وأن ينتشر بطريقة ‏خبيثة، السرطان لا ‏حل معه إلا بالاقتلاع، هذه نظرة الإمام الخميني قدس ‏الله روحه الشريفة، الذي عمل من اللحظة ‏الأولى على أن يدعم القضية الفلسطينية ‏إجرائيًا وعمليًا، من ‏خلال التشكيلات، ومن خلال قوة القدس، ومن خلال جيش ‏العشرين مليون، ومن خلال تحويل السفارة ‏الإسرائيلية إلى ‏سفارة فلسطينية، وإعلان يوم القدس العالمي، كل هذا العمل ‏من الإمام الخميني، قدس سره، ‏لأنه يرى أن نصرة فلسطين أولوية وتتقدم على ‏ما عداها.‏

وهكذا أيضًا تابع الإمام الخامنئي، دام ظله، وهو القائل: “إن الدفاع الصريح عن الشعوب المظلومة، لا سيما ‏الشعب ‏الفلسطيني، كان ‏ضمن أولويات نهج الإمام الخميني، قدس سره”، وقال أيضًا: “قضية غزة ليست ‏قضية قطعة من ‏الأرض، وقضية فلسطين ليست قضية ‏جغرافية، إنها قضية الإنسانية.”‏

هذه نظرة الولي الفقيه، هذه نظرة قيادتنا، التي تعتبر أن فلسطين تتجاوز الموضوع الجغرافي إلى الموضوع ‌‏الإنساني، ‏والأخلاقي، والديني، والتربوي، والعالمي، وهذا ما يجعل المسؤولية على الجميع بأن يدعموا ‏فلسطين.‏

الحاج رمضان كان على ‏علاقة ممتازة مع حزب الله، على علاقة ممتازة مع سماحة سيد شهداء الأمة، السيد ‏حسن نصر ‏الله رضوان الله تعالى عليه، يعرف كل ‏القادة في حزب الله، وكذلك كان له مشاركة في حرب ‏تموز سنة 2006، في ‏معركة أولي البأس، قدم إلى لبنان بعد يومين من اغتيال ‏سماحة سيد شهداء الأمة، ‏السيد حسن نصر الله، رضوان الله ‏تعالى عليه، يَدَعي نفسه بتصرف حزب الله، هو عاشق لحزب الله، ‏وللمقاومة، ‏وللسيد حسن، ولكل هؤلاء الذين يعملون ‏في سبيل الله تعالى.‏

الحاج رمضان تميز بصفات شخصية مهمة، هو مؤمن، عرفاني، عاشق للإمام ‏الخميني قدس سره، والإمام ‏الخامنئي ‏دام ظله، متواضع وحازم في نفس الوقت، ذو هيبة، كريم النفس، وكان لأبناء الشهداء مكانة ‏خاصة جدًا في قلبه وفي ‏اهتماماته.‏

استُشهد في 21 حزيران 2025 في ‏مدينة قم المقدسة في إيران، قال وزير حرب العدو عن عملية الاغتيال: ‏إن اغتيال ‏محمد سعيد إزدي أبرز إنجازات الحرب على إيران، رحمك الله أيها اللواء الشهيد، أيها القائد ‏الملهم، الحاج رمضان، ‏شهيد فلسطين، إلى روحه وأرواح الشهداء نهدي ثواب السورة المباركة ‏الفاتحة، مع ‏الصلاة على محمد وآل محمد.‏

قبل أن أتحدث عن الوضع السياسي، أتوقف عند الكارثة الكبيرة التي حصلت في الرابع من آب منذ ‏خمس ‏سنوات في ‏انفجار المرفأ، وما أدّت إليه من ضحايا وجرحى ودمار وألم، وخرّبت أوضاع الكثيرين، فضلًا ‏عن أنها أحدثت جرحًا ‌‏بليغًا في لبنان، لمواطنيه ولكل المحبين.‏

نحن ندعو إلى الإسراع في إنجاز المحاكمات والتحقيقات، بعيدًا عن التسييس الذي أخر النتيجة ‏إلى هذه ‏الفترة، نتمنى ‏أن تكون هذه المرحلة، مرحلة إنجاز سريع، بعيدًا عن التسييس، بعيدًا عن التطييف، بعيدًا ‏عن الاتهامات الجاهزة ‌‏والأوامر الخارجية، حتى يعرف الناس الحقيقة، وحتى نصل إلى النتيجة الصحيحة، ‏ويُعاقب المرتكب ويُبرّأ البريء، ‏ولكن لا بد لهذا الملف ‏أن ينتهي إلى خير وإلى نتيجة، وإن شاء الله الرحمة ‏لكل الضحايا، ونطلب من الله تعالى الشفاء ‏للجرحى، والصبر والسلوان للعوائل ‏المكلومة التي أُصيبت ‏بأولادها وأحبائها.‏

أدخل إلى الوضع السياسي، سأتحدث عن خمس نقاط في الوضع السياسي:‏

أولًا: ما هي خارطة ‏الطريق لبناء لبنان وتثبيت الاستقرار فيه؟ نحن نعتبر أنه لا بد من ثلاث قواعد أساسية ‏لبناء ‏لبنان:‏

القاعدة الأولى: أن نتشارك ونتعاون في ‏إطار وحدة وطنية، حتى نكون قلبًا واحدًا لنهضة لبنان، يعني ‏المشاركة ‏والتعاون.‏

ثانيًا: أن نضع الأولويات التي تؤثر وتؤسس لكل المبنى ‏في الواقع اللبناني، ولا نتلهّى بالقشور وبالطلبات ‏الخارجية.‏

ثالثًا: عدم الخضوع للوصاية الأميركية أو غير الأميركية، لأن الخضوع ‏للوصاية يُبطل قدرتنا ويُبطل ‏إنجازاتنا، ‏ويجعلنا نذهب في اتجاه آخر.‏

إذًا، نحن نؤمن أنه لبناء لبنان لا بد من توفير هذه القواعد الثلاث:‏

المشاركة والتعاون، رسم الأولويات، وعدم الخضوع للوصاية الأجنبية كائنًا ما كانت، دولية أو عربية.‏

الاتفاق الذي انعقد في 27 تشرين ‏الثاني سنة 2024 هو اتفاق غير مباشر لوقف العدوان الإسرائيلي ‏ومترتبات وقف ‏العدوان، وانعقد بين الدولة اللبنانية والعدو الإسرائيلي ‏بشكل غير مباشر. هذا الاتفاق أبرز ‏تعاونًا وثيقًا ومميزًا بين ‏المقاومة والدولة، يعني من أرقى أشكال التعاون أن المقاومة سهّلت للدولة ‏كل ‏الإجراءات المطلوبة منها في الاتفاق من ‏دون أن تُضطر إلى مناكفة أو تأجيل أو مشكلة أو حادثة.‏

بالعكس 8 أشهر حزب الله ‏والمقاومة بشكل عام، التزموا التزامًا كاملًا مع إجراءات الدولة اللبنانية، مع ‏الحكومة، مع ‏الجيش اللبناني، مع رئاسة الجمهورية، مع كل ‏المعنيين، ولم يُسجَّل لا خرق في مواجهة العدو ‏الإسرائيلي، ولا خرق ‏في عدم الاستجابة للجيش اللبناني والتعاون مع الدولة اللبنانية.‏

هذا ‏نموذج لكيفية تعاون المقاومة مع الدولة عندما يكون هناك توافق وتعاون وإيمان مشترك وقلب واحد.‏

في المقابل، إسرائيل انقلبت على ‏الاتفاق، ولم تلتزم، وتجاوزت بآلاف الخروقات، ولأكن واضحًا معكم، ما ‏حصل في ‏سوريا أثّر كثيرًا على هذه الإجراءات التي اتخذتها ‏إسرائيل، حيث ندمت على صياغة الاتفاق، ‏واعتبرت أنه يُعطي ‏لبنان ويُعطي حزب الله قدرة وإمكانية لاستمرار القوة الموجودة في لبنان، ‏لذلك اعتبروا ‏أنه “لا، دعونا نكمل كما نفعل ‏في سوريا، دعونا نفعل في لبنان”، وبالتالي يريدون تغيير هذا الاتفاق، وهم ‏لم يلتزموا به أصلًا.‏

مصلحة لبنان: استعادة السيادة والاستقلال والتحرير، ومصلحة إسرائيل: إضعاف لبنان، ليتحكّموا بمساره.‏

اليوم نحن، عندما نعمل ‏كمسؤولين ومقاومة وشعب وجيش وكل المعنيين، نريد أن نبحث عن مصلحة ‏لبنان، وليس عن ‏مصلحة إسرائيل، جاءت أمريكا، أمريكا ‏لم تأتِ لتطرح اتفاقًا جديدًا، من يطّلع على ‏الاتفاق الذي جاء به باراك لا يجده ‏اتفاقًا، بل يجده إملاءات، يجده نزع قوة وقدرة حزب الله ‏ولبنان بالكامل، ‏ونزع قوة المقاومة، ونزع قوة الشعب، يعني ‏يريد أن يجعل لبنان مجردًا تمامًا أمام الكيان الإسرائيلي.‏

ما أتى به باراك هو ‏لمصلحة إسرائيل بالكامل، أنا أحببت أن أذكر بعض فقرات من المذكرة الثالثة، التي ‏هي أسوأ من ‏الأولى والثانية.‏

مذكرة باراك إلى ‏الحكومة اللبنانية تقول:‏

المرحلة الثانية هي من 15 إلى 60 يومًا، يعني في أول 15 يومًا، على أساس أنه – قال – تحت عنوان ‌‏وقف العدوان ‏وما شابه، لكن كله إنشاء عربي. ‏

من 15 إلى 60 يومًا: نزع السلاح، مثلًا، يعطون أمثلة حتى يكون كل شيء واضح: مثل ‏الهاون، وقاذفات ‏الصواريخ، ‏القنابل اليدوية والمتفجرات، وأجهزة الصواريخ الحارقة، جو-أرض، أرض-أرض، والأسلحة ‏التي تسبب ‏إصابات ‏جماعية، والأسلحة البيولوجية والكيميائية، والطائرات من دون طيار، والتي يتم ‏تفكيكها في جميع أنحاء البلاد في ‏غضون 30 يومًا، يعني من 15 إلى 30 يومًا، يكون قد مرّ 45 يومًا، كل ‏الإمكانات يجب أن تكون قد فُكِّكت واستلمتها ‏الدولة اللبنانية.‏

هذه ليست أسلحة ‏ثقيلة، هذه ليست أسلحة متوسطة، القنبلة اليدوية يريدونها، القاذفات مثل الهاون يريدونها، ‏والهاون ‏يُعتبر من السلاح ‏العادي البسيط، الذي عادة العشائر والجهات المختلفة لديها مثل الخبز، نحن نحمل ‏مسدسًا، لكنهم ‏يحملون ‏RPG‏ ويحملون مثل هذه الهاونات والقنابل، قال هذه كلها مطلوب أن تُفكَّك خلال 30 ‏يومًا.‏

الأحسن من ذلك، ضعه بين هلالين، لأنه قد يقول أحدهم: يا أخي، كلها صعب أن تُفكك ‏كلها في 30 يومًا، ‏قال: لا، ‏الحمد لله هم عقلاء ويفهمون، قال: المطلوب تفكيك 50% من البنية التحتية بحلول اليوم الثلاثين.‏

في أحد القيادات ‏العسكرية، كنا هكذا نتحدث، قال: “أنا سألتهم، قلت لهم: من يعرف كم هي 50%؟”، وهو ‏لا يعرف كم ‏هي 100%. وبالتالي، هذا اللغم، يعني ‏غدًا يقول لك: “لا، أنت الذي سحبته لم يصل بعد إلى ‌‏50%.” لو ظللت تسحب ‏حتى تصل إلى 99%، سيقول لك: “أنت لم تصل إلى 50%.” نحن نعرف ‌‏الإسرائيلي، ونعرف كيف يتحرّك.‏

قال: إذا فعلوا كل هذه، أين وصلنا؟ يوم 45؟ تبدأ إسرائيل الانسحاب من النقاط الخمسة، تبدأ، سيسهّل ‏الانسحاب ‏من ‏ثلاث نقاط، نجاح المرحلة الثالثة، قال: بما أنه هناك خمس نقاط، إسرائيل تنسحب من ‏الخمس نقاط، لكن كبداية، يعني ‏تبدأ بالانسحاب ‏على الأقل، مطلوب أن تنسحب من ثلاث نقاط، حتى ندخل ‏في المرحلة الثالثة، التي هي من 60 إلى ‌‏90 يومًا، وساعتها يبدأ الحديث ‏عن إطلاق الأسرى.‏

هذا ماذا يُسمّى؟ هذا يُسمّى: تجريد لبنان من قدرته العسكرية، بتجريد مقاومته، وعدم السماح للجيش اللبناني ‏أن ‏يكون ‏لديه سلاح، إلا بمقدار ما يؤدي وظيفة داخلية، ولا تؤثر على إسرائيل، لا من قريب ولا من بعيد، ‏هذا هو المطلوب أن ‏يُنَفّذ، حتى لو سلّمنا جدلًا بأن هذه المذكرة سارت، فماذا لو لم تنفّذ إسرائيل حتى هذا ‏الأمر الذي لا طعم له؟

قال: “هناك عواقب للخرق”، أي إذا خرقت إسرائيل أو إذا خرق لبنان، فما هي عواقب الخرق الإسرائيلي؟ ‏قال: ‌‏”إدانة من مجلس الأمن الدولي ومراجعات عدم الاشتباك العسكري”، قالوا للكذّاب احلف”، قال: ‌‏”جاءت والله جلبها”‏

هل نحن الآن نراهن على أن يكون الأميركيون والإسرائيليون صادقين؟ وإذا قلنا لهم: “احلفوا” سيمضي ‏الأمر؟

تعطون ضمانات؟ ‏

على كل حال، الأميركي يقول من الآن: “لا توجد ضمانات”، ماذا نفعل إذا تجاوزت إسرائيل حدودها؟ ‏نشتكي عليها ‏في مجلس الأمن؟ أهلًا وسهلًا، يعني أنت في النهاية تقول: “يد إسرائيل مفتوحة حتى عندما ‏تقدمون كل هذا التنازل!، ‏في المقابل، ماذا يحدث للبنان إذا افترضنا أنه لم يلتزم؟ قالوا: “تجميد المساعدات ‏العسكرية المشروطة والعقوبات ‏الاقتصادية!”. أنتم أصلًا أهلكتم لبنان بالعقوبات الاقتصادية وبالمساعدات ‏العسكرية منذ 2019 حتى الآن، ولم تعطوا ‏شيئًا، وأمريكا تنصلت من كل ما له علاقة بالكيان الإسرائيلي، ‏ما هي المساعدات التي تقدمها أمريكا؟ ما هي ‏المساعدات التي تقدمها الدول العربية وغيرها؟ هل أحد يقدم ‏شيئًا؟ إذن المطلوب من المذكرة هو تجريد لبنان من قوته ‏مقابل انسحاب جزئي غير مضمون، والتفاوض ‏بين الطرفين مع اختلال ميزان القوى، المسار الذي وافقنا عليه في ‏الاتفاق الأول، أين أصبح؟ معناه أنه تم ‏إلغاء الاتفاق الأول، وتمت تبرئة إسرائيل من كل هذه التجاوزات، ودخلنا في ‏نفق جديد اسمه “اتفاق جديد”، ‏نحن لا نوافق على أي اتفاق جديد غير الاتفاق القائم بين الدولة اللبنانية والكيان ‏الإسرائيلي.‏

فليُنفّذوا الاتفاق أولًا، ثم ليتحدثوا عن كل ما يريدون الحديث فيه.‏

الأمر الثاني: ما لا علاقة له بلبنان، أي جدول زمني يُعرض لينفذ تحت سقف العدوان الإسرائيلي، لا يمكن ‏أن نوافق ‏عليه، لأن الجدول الزمني يعني أن تلتزم بشيء والعدوان لا يزال قائمًا، كيف تضع جدولًا زمنيًا ‏وتحدد أوقاتًا تصبح ‏مطالبا فيها في حين أن الإسرائيلي لم يفعل شيئا حتى الآن.‏

هل المطلوب أن نذهب إلى نقاش، أم أن نسلم السلاح دون نقاش لا أمن وطني، ولا استراتيجية دفاعية؟

هذا أمر خاطئ، لا يمكن أن نقبل بأن يلتزم لبنان بالتخلي التدريجي عن قوته بينما تبقى كل أوراق القوة في ‏يد العدو ‏الإسرائيلي.‏

ثانيًا: اليوم، ماذا يقولون لنا؟ يقولون: “نحن مضطرون أن نزيل الذرائع”، لماذا؟ قالوا: “لأن هناك ضغطًا ‏خارجيًا بعدم ‏التمويل وفرض العقوبات.” هل وفروا لنا شيئًا أصلًا؟ ثم ما فائدتنا إذا كان لدينا تمويل بينما ‏سُلب قرارنا، وانتهكت ‏سيادتنا، وبقي جزء من أرضنا محتلًا، وأصبحنا بلا خيار؟ ما فائدة هذا التمويل الذي ‏يمكن أن يعطونا إياه؟

لا فائدة فيه، لأننا سنصبح حينها أزلام وأتباع وعبيد، نحن لا نقبل أن نكون عبيدًا لأحد، لا لأمريكا، ولا ‏لبعض الدول ‏العربية، ولا لأي مخلوق على وجه الأرض، ماذا تقولون؟ ضغط خارجي؟ يمنعون عنا ‏التمويل؟ فليمنعوه! هم يمنعونه ‏أصلًا، هل هناك تمويل أصلًا؟ هل أعطونا مرة شيئًا؟ كل مرة يقولون: ‌‏”بعدما تنفذون، نعطيكم.”، لذلك، هذا ليس أمرًا ‏يجوز لأحد أن يخضع له، فليهددوا ما يهددوا.‏

يقولون: “يخوفون من الحرب وتوسيع العدوان.”، أسألكم: لماذا تعتمد إسرائيل حاليًا هذه الطريقة في ‏الاعتداء المحدود ‏والضغط السياسي الأميركي، ولا تلجأ مباشرة إلى العدوان الواسع؟

لأن مصلحة إسرائيل ألّا تذهب إلى العدوان الواسع، لأنه إذا حدث، فالمقاومة ستدافع، والجيش سيدافع، ‏والشعب ‏سيدافع،

هذا الدفاع سيؤدي إلى سقوط صواريخ داخل الكيان الإسرائيلي، وكل الأمن الذي بنوه خلال 8 أشهر ‏سينهار خلال ‏ساعة واحدة، فكم من الوقت سيحتاجون لإعادة الترميم؟ لذلك، مصلحتهم ألّا يخوضوا هذه ‏الحرب الواسعة كي لا ‏يواجهوا ردة فعل المقاومة والدفاع، هذه هي مصلحتهم، وهم يفكرون بهذه الطريقة، ‏لذا، لا يهوّل أحد عليكم كثيرًا، وهم ‏في أي لحظة، يمكن أن يشنّوا هذا العدوان.‏

لكن، هل إذا سلمتم لهم كل شيء، سيتوقف العدوان؟ لا، لن يتوقف، لأنه بيدهم كل شيء.‏

بالعكس، إذا لم يعد لدينا شيء، فإن فرصة الاعتداء وفرصة العمل الإجرامي ستكون أكبر بكثير من أي ‏وقت مضى.‏

إذا لم يبقَ معنا شيء، فمن يحمي لبنان وشعب لبنان؟

ألم تسمعوا وزير المالية “سموتريتش”؟ وهو ركن أساسي في الحكومة الإسرائيلية.‏

يقول: “الجيش الإسرائيلي لن ينسحب من النقاط الخمس في جنوب لبنان، وأن القرى التي دمّرها الجيش ‏الإسرائيلي ‏في جنوب لبنان لن يُعاد بناؤها.”‏

يقولها لكم ذلك بشكل واضح؟ نحن لدينا من يقول: “لا، ليس كذلك فهذا كلام…”‏

كيف لهذا أن يكون كلاما؟ فكل الذي قالوه فعلوه، كل ما قالوه فعلوه، وكل ما لم يقولوه يفعلوه.‏

لذلك، إذا كان لبنان المستقر يعني الخارج، ويريدون أن يكون لبنان مستقرًا، تأكدوا أنهم سيرضخون عندما ‏يثبت لبنان.‏

وإذا كان لبنان الخارج لا يعني لهم شيئًا، فمهما قدمنا لهم، لن يعني ذلك شيئًا، لذلك، لا يراهن أحد على أن ‏هذا الأمر ‏مرتبط بما نقدّمه. اليوم هم يدعمون الجيش اللبناني بمقدار قليل جدًا، لماذا؟

لأنهم يعتبرون أن هذا المقدار هو من أجل الشأن الداخلي فقط، أما بخصوص الأمر الإسرائيلي، فلا هذا ‏ليس دعما. ‏

في عام 2019 حصلت التظاهرات وبدأ التغيير في لبنان، ومنذ 2019 حتى اليوم، ماذا يقولون لنا؟

‏”نفّذوا حتى نعطيكم.”، “افعلوا ما عليكم حتى نمنحكم.”‏

أمريكا أنهكت لبنان، ومعها بعض الدول العربية، تحت عنوان: “نفّذوا وسنقدّم.”، اليوم لدينا رئيس ‏جمهورية، ولدينا ‏حكومة، ومؤسسات تُبنى، ووضع داخلي مستقر، كل الأزمة الأساسية اليوم هي نتيجة ‏العدوان الإسرائيلي.‏

هنا، أعود إلى البيان الوزاري، لأنه يُقال دائمًا: “لنعد إلى البيان الوزاري”، وكأن المقاومة تطلب مواقف ‏خارجة عن ‏مواقف الدولة، ماذا يقول البيان الوزاري؟

الفقرة الثالثة منه تقول:‏

‏”إن أولى الأهداف التي تضعها الحكومة أمام أعينها، وأرقى المهام التي ستنكب على إنجازها، هو العمل ‏على قيام دولة ‏القانون بعناصرها كافة، وإصلاح مؤسساتها، وتحصين سيادتها”، أخبرونا أيتها الحكومة، أين ‏تعملون على تحصين ‏السيادة؟

‏”أخبرونا ما هي الإجراءات العملية التي أدت إلى تحصين السيادة؟ هل التخلي عن السلاح هو تحصين ‏للسيادة؟ هل ‏الاستسلام لإسرائيل هو تحصين للسيادة؟ هل تسليم السلاح لإسرائيل بناءً على طلبها وطلب ‏أمريكا وبعض الدول ‏العربية هو المطلوب في هذه المرحلة ويؤدي إلى سيادة لبنان؟

في الفقرة الرابعة التي جاءت بعدها: “والدولة التي نريد هي التي تلتزم بالكامل مسؤولية أمن البلاد والدفاع ‏عن حدودها ‏وثغورها، دولة تردع المعتدي، وتحمي مواطنيها، وتحصن الاستقلال.”‏

أين ردع إسرائيل؟ أين الدولة التي تدفع البلاء عن لبنان؟ أين مسؤولية الأمن في مواجهة العدو الإسرائيلي؟ ‏أين الدفاع ‏عن الحدود والثغور؟

تقولون لنا إنكم عاجزون، إذا كنتم عاجزين، لا تعجزوا أنفسكم أكثر، تقولون إننا لا نستطيع، نقول لكم على ‏مهل دعونا ‏نبني القدرة، دعونا نضع خطة عسكرية ليكون للجيش إمكانات عسكرية، وليكون لديه أعداد ‏بشرية، وقدرة على ‏مواجهة العدو الإسرائيلي إذا اعتدى علينا أو بقي محتلاً.‏

الآن تقولون في بيانكم الوزاري في الفقرة الرابعة إنكم تريدون حفظ الدفاع عن الحدود والثغور، وأن هذه ‏الدولة تردع ‏المعتدي، أعطوني برنامجكم لردع المعتدي، أعطوني جدولاً زمنياً لردع المعتدي، أعطوني ‏خطوات عملية لردع ‏المعتدي، أين؟ صرنا ثمانية أشهر ولا يوجد ردع.‏

في الفقرة الخامسة، كان دائماً يتغنى رئيس الحكومة –ومعه حق أن يتغنى – لأن هذه فقرة مهمة جداً، ‏ونحن جميعاً ‏نتغنى بها مثله، أخذ الفقرة من دستور الطائف، ماذا يقول الطائف؟

‏”وتلتزم الحكومة، وفقاً لوثيقة الوفاق الوطني المقررة في الطائف، وهذا مكتوب في البيان، باتخاذ ‏الإجراءات اللازمة ‏كافة لتحرير جميع الأراضي اللبنانية من الاحتلال الإسرائيلي، وبسط سيادة الدولة على ‏جميع أراضيها.”‏

أول شيء يجب أن تقوموا به هو اتخاذ كل الإجراءات لتحرير الأرض اللبنانية، ماذا يعني “كل ‏الإجراءات”؟ يعني ‏الجيش، يعني الشعب، يعني المقاومة، يعني الأحزاب.‏

عندما يكون البلد مهدد، كل القوى معنية بأن تدافع وتتصدى، فإذن، في قلب الطائف، وفي قلب الوثيقة ‏الوطنية، وقد ‏أوردتموها أنتم في البيان الوزاري الذي وافقنا عليه جميعاً، تقولون: “باتخاذ الإجراءات ‏اللازمة كافة لتحرير جميع ‏الأراضي اللبنانية من الاحتلال الإسرائيلي”، أرونا أين هي الإجراءات التي ‏تُتخذ؟ أين الأعمال التي تثبت إمكانية أن ‏نواجه العدو الإسرائيلي؟

على الدولة أن تضع خططاً لمواجهة الضغط والتهديد وتأمين الحماية، لا أن تُجرد مواطنيها من قدرتهم ‏وقوتهم، وتُجرد ‏مقاومتها من قدرتها وقوتها، وتخسر أسباب القوة التي تساعدها على أن تطالب وتُقايض ‏وتثبت وتواجه وتُحرر ‏الأرض، وتجعل هناك سيادة حقيقية للبنان.‏

هذه هي الوظيفة التي يجب أن تقوم بها الدولة، يعني يجب أن نذهب إلى مجلس الوزراء ونضع بنداً: كيف ‏نواجه ‏العدوان الإسرائيلي ونحمي السيادة؟ ما هي الإجراءات العملية؟ ما هو الجدول الزمني لتحقيق ذلك؟ ‏ما هي عناصر ‏القوة التي نستفيد منها؟ كيف يمكن أن نُشرك الأحزاب والقوى والطوائف والشعب وكل ‏المعنيين في عملية الدفاع عن ‏لبنان؟ كيف نقف معاً من أجل إخراج إسرائيل؟ كيف نزيد الضغوط على ‏العدو الإسرائيلي من خلال الرعاة المتواطئين ‏أو بأي طريق آخر؟

هذا ما يجب القيام به أن نضع برنامج في هذا الموضوع ونضع له جدول زمني، هذه الأولوية الموجودة، ‏وليس ‏الأولوية الذهاب لسحب السلاح كرمى لعيون إسرائيل، وليس سحب السلاح لأن الأمريكان ولأن ‏إحدى الدول العربية ‏تسعى وتضغط بكل جهد أن هذا أولوية، ماذا تريدون بإسرائيل؟ حتى لو بقيت، أين ‏السيادة؟ أنتم، هل تعملون للبنان أم ‏تعملون لمن؟ إذا كنتم تعملون للبنان، إذا كنتم تدعمون لبنان، فيجب أن ‏تكونوا مع إيقاف العدوان، وإخراج الاحتلال ‏الإسرائيلي، وبداية الإعمار، والإفراج عن الأسرى، بعد ذلك، ‏تعالوا تحدثوا معنا بما شئتم، نحن حاضرون.‏

وسأقولها بشكل واضح: المقاومة هي جزء من دستور الطائف، منصوص عليها هناك في الإجراءات التي ‏يجب أن ‏تُتخذ بكافة الأشكال لحماية لبنان، لا يمكن لأمر دستوري أن يُناقش بالتصويت، الأمر الدستوري ‏يتطلب توافقاً، ‏ويتطلب مشاركة مكونات المجتمع كافة لتتفاهم على القضايا المشتركة.‏

كما أن إلغاء الطائفية السياسية يتطلب توافقاً عاماً، وإلغاء فكرة العدد لمصلحة التوزيع الطائفي الذي يطمئن ‏الطوائف ‏هو أمر ميثاقي، كذلك المقاومة لمواجهة إسرائيل أمر ميثاقي يُناقش بالتوافق.‏

تعالوا نناقش استراتيجية أمن وطني، واستراتيجية دفاعية، الأمن الوطني يتجاوز موضوع السلاح، لأنه ‏يأخذ بعين ‏الاعتبار قوة لبنان، وتراكم القوة، وتجميع القوة، ومحاولة الدفاع، ومواجهة العدو الإسرائيلي.‏

ليست الاستراتيجية جدول زمني لنزع السلاح، كنا ننتظر أن نجلس يوماً مع المعنيين كمقاومة لنناقش ‏ماهية ‏استراتيجية الأمن الوطني، يبدو أنهم وضعوا استراتيجية الأمن الوطني جانباً وبات الموضوع فقط ‏أعطونا السلاح ولا ‏أمن وطني، كيف ذلك؟ نحن لا نقبل، لأننا نعتبر أنفسنا مقوم أساسي من مقومات لبنان، ‏لذلك، يجب إعادة النظر في ‏كيفية المقاربة.‏

ثالثاً، نحن حريصون على بقاء التعاون بيننا وبين الرؤساء الثلاثة، حريصون على النقاش، وعلى التفاهم، ‏وعلى ‏التعاون، لا يضغط أحد على الآخر، لا يعتبر أحد نفسه مضغوطاً، فيقوم بالضغط علينا في الداخل، ‏لا، أحد مضغوط، ‏في النهاية، كل شخص يعرف أن لبنان هو أصل: ما الذي ينفع لبنان ونفعله، لا يحصل ‏أن تتعرض للضغط، فتضغط ‏علينا لنتنازل عن الحق والسيادة، هذه نقطة خاطئة.‏

نحن وإياكم يجب أن نكون معاً، قولوا للغرب، قولوا للأمريكيين، قولوا لكل من يضغط: نحن لدينا مقومات ‏في لبنان، ‏ونريد أن نتفاهم مع بعضنا، لا تستطيعون أن تلزمونا.‏

علينا الانتباه أيضاً من دعاة الفتنة الداخلية، ومن الذين تلطخت أيديهم بالدماء، وعلينا الانتباه من الذين ‏يعملون كخُدام ‏للمشروع الإسرائيلي داخلياً وخارجياً.‏

أتمنى عليكم ألّا تضيعوا الوقت بالعواصف التي تثيرها الإملاءات الخارجية، اليوم، البلد كله متلبك من أوله ‏إلى آخره، ‏لا أحد مرتاح، لأن باراك أتى إلينا ورمى الورقة الأولى والثانية والثالثة، أين أنتم واقفون؟ ما ‏القصة؟ كلما تكلّم أحد أو ‏جاء مسؤول عربي إلى المسؤولين وقال لهم: “افعلوا… وإلا…”، ماذا تعني “وإلا”؟ ‌‏”وإلا لا يوجد مال؟” (عمرها لا ‏تكون الأموال)، من أنت لتشترينا بالمال؟

ماذا تقولون أنتم؟ هذا بلد، هذا بلد قُدمت فيه تضحيات، وقُدمت فيه دماء، ما يتعلق بلبنان، نناقشه نحن في ‏لبنان، لا أحد ‏يناقش في الداخل اللبناني ما نفعله نحن كلبنانيين، لا أحد يفرض علينا إملاءات، لا نريد أن ‏نقوم بالاتفاق مع أحد في ‏الخارج، نحن نريد أن نقوم بالاتفاق فيما بيننا من أجل سيادتنا واستقلالنا، نحن ‏كلبنانيين نرتب وضعنا الداخلي بالتعاون ‏والتفاهم، وليعلم الجميع: لن يحصل حل من دون توافق، هذا ‏موضوع استراتيجي وأساسي، دعوهم ينفذون الاتفاق، ‏ونحن ننفذ مصلحتنا في لبنان بالتوافق فيما بيننا من ‏خلال المؤسسات، والجيش، والمقاومة جزء لا يتجزأ من هذا ‏النسيج.‏

أنا أقول لكم: تقدر اليوم الدولة اللبنانية أن تقف بقوة، وتتعهد للمجتمع الدولي أنها مسؤولة عن الحدودين ‏الجنوبية ‏والشرقية، دعوهم يطالبون الدولة اللبنانية، إذا حدث شيء على الحدود الشرقية أو الجنوبية — ‏هذه ثمانية أشهر تجربة ‏بيد الدولة اللبنانية — لم يحدث شيء على الحدود الجنوبية، وكذلك بيد الدولة ‏ضبطت الإيقاع على الحدود الشرقية، ‏ومنعت من إمكانية أن تحصل مجازر ومشاكل وتعقيدات في تلك ‏القرى، ما زالت الدولة اللبنانية تقوم بواجبها تمامًا ‏على المستوى الداخلي. قولوا للعالم: إذا كان مطلوبًا أن لا ‏يكون لبنان مؤثرًا على أحد، فالدولة اللبنانية هي التي تضمن ‏أن تعمل لحماية حدودها وسيادتها، وتتحمل ‏مسؤولية ما يجري في داخلها، ومن داخلها تقدر أن تقف أمام العالم وأمامكم ‏تجربة، ودعوا المجتمع الدولي ‏يحاسب لبنان إذا قصر، لكن لا يتدخل المجتمع الدولي ليطالب لبنان بتحقيق أهداف ‏إسرائيل التي لم تحققها ‏بالحرب. لا، لا أحد يستطيع أن يحرم لبنان من قوته ليحمي سيادته وسياسته وقدراته، لا أحد ‏يستطيع أن ‏يمنع لبنان من أن يكون عزيزًا — ضعوا هذه الفكرة في رؤوسكم، ولتكن أساسًا.‏

نحن جماعة أعطينا، قدمنا، قدم اللبنانيون، قدم الجيش، قدم الشعب تضحيات كثيرة، لا يأتي أحد ليعمل علينا ‏ويقول إنه ‏يعوّض عنا في سلامتكم، هذا زمن مضى.‏

رابعًا، من قدّم التضحيات وحرر الأرض هو أكثر وطنية ممن عبث بالوطن وقتل المواطنين، لا يعمل أحد ‏نفسه الآن ‏شريفًا طاهرًا، أو أنه يأتي ليمثل دور الإنسان النقي من الأطهار. لا، كل واحد له تاريخ معروف، ‏وتاريخنا أيضًا ‏معروف، تاريخنا في سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله رضوان الله تعالى عليه، الذي ‏انتقل إلى جوار الله تعالى ‏شهيدًا عظيمًا كبيرًا مقدامًا شجاعًا، أعطى للإنسانية، وليس لفلسطين فقط، وليس ‏للبنان فقط، ما لم يعطه الكثيرون.‏

نحن عندنا هذه التضحية نحن عندنا السيد الهاشمي عندنا القادة الشهداء عندنا خمسة آلاف شهيد في معركة ‏طوفان ‏الأقصى ومعركة أولي البأس، 13 ألف جريح نتيجة لهذه المعارك، دمار، نزوح كل هذا تم تقديمه ‏لإيقاف العدوان، ‏وأوقفنا العدوان.‏

قالوا لنا: ماذا فعلتم؟ أوقفنا العدوان، هذا العدوان كان سيصل إلى بيروت، هذا العدوان كان سيأخذ كل ‏شيء، هذا ‏العدوان كان يريد أن يغير نمط لبنان، حضور لبنان، جغرافية لبنان، استراتيجية لبنان، مستقبل ‏لبنان. المقاومة والجيش ‏والشعب هم الذين منعوا هذا العدو الإسرائيلي من أن يحقق أهدافه بهذه التضحيات ‏العظيمة التي تم تقديمها.‏

تقولون لي: هذا الذي قدمناه جعل وضعنا صعبًا؟ لا، لا، لا، المقاومة بخير، قوية، عزيزة، تمتلك الإيمان ‏والإرادة، ‏ومصممة على أن تكون سيدة في بلدها، وأن يكون بلدها لبنان سيدًا، مستقلاً، عزيزًا. جمهور ‏المقاومة قوي، صابر، ‏متماسك، مجاهدو المقاومة مستعدون لأقصى التضحيات، وأقصى التضحيات هذا ‏أمر معروف للجميع.‏

أما التاج الكبير والراية الكبيرة، أنا كنت البارحة يوم الاثنين، أشاهد على تلفزيون المنار حلقة عن جرحى ‏البيجر، ‏هؤلاء جرحى؟ هؤلاء أبطال، هؤلاء جماعة أعزاء، هؤلاء جماعة شهداء أحياء، شهود على كل ‏أولئك المتخاذلين، ‏جرحى البيجر، وكل الجرحى، هم أصحاب بصيرة، أصحاب عزم.‏

سمعت كلماتهم؟ معقول أن أختًا لا ترى بعينيها، ولكنها ترى بقلبها وعقلها وإيمانها وشجاعتها، وتقول إنها ‏تريد أن ‏تتخصص بالذكاء الاصطناعي، وتخرج من الناجحات بدرجة جيد جدًا في امتحانات البكالوريا ‏القسم الثاني؟ ما هذا ‏العطاء والعزيمة! أو الآخر الذي ينجح بدرجة جيد جدًا، ويقول: أريد أن أدرس علم ‏نفس من أجل أن أقدم خدمات ‏للناس.‏

لكل واحد راية مختلفة، لكن يجمعهم العزم، الإيمان، الصلابة. إذا فكّرت إسرائيل أن الجرحى لدينا أصبحوا ‏خارج ‏الدائرة لا، الجرحى لدينا يشتعلون، الجرحى لدينا يقدمون، الجرحى لدينا يتقدمون، والله هذه النماذج ‏عظيمة جدًا.‏

أنا أريد أن أقول لكم اليوم، يا جرحى البيجر، كل الجرحى، أتمنى أن تقبلوا أن أكون أنا وإياكم كالأصحاب ‏الذين ‏يكملون المسيرة معًا، لا يمكن أن تكون هناك مسيرة إلا بكم، المسيرة تتألق بكم، أيها الجرحى، أيها ‏الشهداء الأحياء، ‏أيها المعطاؤون، الذين، في الحقيقة، عندما يسمعكم أحد تتحدثون، يقول: هناك أناس ‏مثقفون، فلاسفة، لديهم عشق لله ‏تعالى، بصيرة استثنائية، مميزة، إيمان بالولاية، محبة لمحمد وآل محمد، ‏صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، هذا ‏النموذج لا يمكن أن يُهزم، ولا يمكن أن يخسر.‏

أنا أقول للذين يريدون أن يسمعوا: ماذا لدينا؟ لدينا هؤلاء الجرحى الذين نجحوا في الامتحانات، وهنا أريد ‏أن أبارك ‏لكل الذين نجحوا في الامتحانات من جميع الطوائف والمذاهب والمناطق، ولكن، حقيقةً، ‏النجاحات المتقدمة بدرجة جيد ‏وجيد جدًا لجرحى البيجر، أمر كبير جدًا.‏

معنا أيضًا شرفاء لبنان الوطنيون، لا تظنوا أن المقاومة هي فقط حزب الله وحركة أمل، لا، المقاومة هي ‏الأحزاب ‏والقوى، هي الشخصيات من الطوائف، من القوى السياسية المختلفة، من الأفكار المختلفة: ‏علمانية، مؤمنة، شيوعية، ‏أفكار متفاوتة، كلهم يعتبرون أنفسهم مقاومة، نحن لدينا هذا الرصيد، الرصيد ‏الكبير، لا يظننّ أحد أن رصيدنا صغير، ‏لا، واعلموا أن عدونا ليس مطلق اليد، ولم يحقق إلى الآن ما يريد، ‏لم يحقق. لا تتركوه يحقق بالانهزام، يا أخي، لا ‏تنهزموا، نحن لسنا مهزومين، من قال لكم أن تتحدثوا ‏باسمنا؟ من قال لكم أن تقفوا وأنتم خائفون من الآخرين؟ كونوا ‏أقوياء.‏

على كل حال، عندما يضغط أحد عليكم، قولوا لهم: راجعوا المقاومة، ونرى نحن وإياهم ما الذي سنفعله.‏

‏﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾.‏

العنوان في هذه الفقرة: نحن صامدون، وسنتجاوز هذه المرحلة، إن شاء الله تعالى، وسنبقى مرفوعي ‏الرأس.‏

واعلموا أن هذه الجماعة المقاومة، حركة أمل، حزب الله، كل المقاومين الشرفاء، مع الجيش اللبناني، مع ‏الشعب ‏اللبناني هؤلاء سيبقون في الميدان، وسينتصرون، هؤلاء جماعة “هيهات منا الذلة”.‏

أختم بالنقطة الخامسة:‏

لبنان يستقر بجميع أبنائه، وليس بإعطاء فئة على حساب فئة أخرى وليس فئات على حساب فئات أخرى، ‏يعني في ‏لبنان المستقر الواحد الموحّد، الدولة بكل مكوّناتها، ومنها المقاومة، أمر واحد، لا يوجد فريقان ‏فريق اسمه الدولة وفريق ‏اسمه المقاومة، لا، نحن جزء من تركيبة الدولة، المقاومة جزء من تركيبة الدولة. ‏واعلموا أننا متفاهمون ومتعاونون، ‏يعني اليوم بعضهم يراهن على أن هناك خلافاً بين حزب الله وحركة ‏أمل، لا، لا، لا، لا، لا يوجد خلاف، بالعكس، ‏نحن كالسمن والعسل، متفاهمون، ونجلس على قلوبكم، ومن ‏لا يعجبه فليضرب رأسه بالحائط.‏

لا يظن أحد أنه قادر على التهويل علينا، لأن من يملك الشرف، من يملك المقاومة، لا يمكن إلا أن يكون ‏صاحب عزّة ‏وعنفوان، ويحافظ على قوّته، ويحافظ على شعبه.‏

اعلموا أن هذه المعركة اليوم، إما أن يفوز فيها لبنان، كل لبنان، أو أن يخسر فيها لبنان، كل لبنان، لا يوجد ‏أحد يربح ‏في لبنان وآخر يخسر، لا، إما أن نربح سويا أو نخسر معاً، نحن قناعتنا أن نربح جميعاً معاً، ‏وبإمكاننا أن نربح معاً، ‏ولكن عندما يبدأ دعاة الفتنة وبعض الانهزاميين بمحاولة إثارة المشاكل والتعقيدات ‏وتسخير لبنان لمصلحة الأجنبي، ‏فهؤلاء هم من يخسرون لبنان.‏

وإذا غلّب بعضنا المصلحة الخاصة التي تتقاطع مع المصلحة الإسرائيلية، فهو المسؤول عن أي ضرر ‏يصيب لبنان، ‏العدوان هو المشكلة، وليس السلاح، حلّوا مشكلة العدوان، وبعدها نناقش موضوع السلاح، ‏والحل يكون بامتلاك أسباب ‏القوة، لا بالتخلي عنها، والاعتماد على الله والشرفاء، لا على الذئب الطاغي ‏الأمريكي وزبانيته. يجب أن نكون أسوداً ‏لنجتاز هذه المرحلة، لا أن نُعجز أنفسنا فنكون حملان فنُؤكل ولا ‏يبقى لنا أثر.‏

‏”يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون، وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا ‏فتفشلوا ‏وتذهب ريحكم، واصبروا إن الله مع الصابرين”‏

سنواجه الوصاية الأجنبية، والتغوّل الأمريكي-العربي، والتنمّر الداخلي، بالتأكيد هذه مرحلة خطيرة من ‏مراحل استقلال ‏لبنان، لكننا أقوى بالاستقلال، وثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، والوحدة الوطنية، وهذا ما ‏سنعمل عليه، ‏والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.‏

 

المفتي قبلان: الجيش اللبناني شريك المقاومة ورفيق سلاحها وتضحياتها وفوق المغامرة السياسية

وطنية/05 آب/2025

رأى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، في بيان، أن "... لبنان أكبر من توقيع يخدم إسرائيل، والسلم الأهلي يمر بحماية القوة الوطنية السيادية وتعزيزها لا تمزيقها وتطويقها، والمقاومة هي التي استرّدت لبنان يوم كان البعض جزءً من الاحتلال الإسرائيلي فضلاً عمّن كان يجوب العالم للسياحة والترفيه، والحكومة وظيفة وطنية وليست سوق بضاعة أميركية أو إقليمية، ومن يغامر بالسلم الأهلي يضع لبنان بقلب المجهول، ومن يحمل وطنه بحقيبة لا يحق له أن ينادي بسيادة هذا الوطن، ومن تلطخ تاريخه بالعمالة لإسرائيل وقتال الجيش اللبناني هو آخر من يحق له الحديث عن سيادة البلد وحصر السلاح، ومن يضع لبنان بقلب الكارثة يتحمّل تداعيات مواقفه التي تخدم إسرائيل، واللحظة تاريخ، والسيادة الوطنية جيش وشعب ومقاومة ومن يطعن هذه الحقيقة يطعن لبنان، والجيش اللبناني شريك المقاومة ورفيق سلاحها وتضحياتها وفوق المغامرة السياسية القذرة، وجماعة النعيم السلطوي الجدد يقامرون بالوحدة الوطنية والسلم الأهلي، وحذار من 17 أيار جديد لأنّ البلد بارود وإطفاءه بالبنزين يضع لبنان كله بقلب النار".

 

تغريدات مختارة من موقع أكس

تغريدات مختارة لليوم 05 آب/2025

يوسف سلامة

تواجه السلطة اليوم امتحانًا ليس كباقي الامتحانات، ‏أخطر ما فيه: "ناجح" أو "راسب" لا تُقاس نتيجته بالنقاط، ولا مجال فيه لعلامات استلحاقٍ أو إعادة،

‏هل يُدرك هذا المتبارون؟ ‏أم هم أسرى جوعهم إلى السلطة والمال ومراهنين على خارجٍ  يلعب بمصيرهم ومصير الوطن؟ ‏"أخاف منهم وعليهم"

 

المطران انطوان بونجم

نرفع اليوم صلاتنا إلى الله في هذه الذكرى الأليمة على نيّة أهالي ضحايا إنفجار مرفأ بيروت ليبلسمَ جراحهم ويمدّهم بالرجاء، ونطلب من الله أن ينير عقول المسؤولين ويُلهمهم لكي تظهر الحقيقة وتتحقّق عدالة الأرض، لأنّ العدالة ليست إنتقامًا بل إعلان للحقّ.

 

الأب طوني خضرا

"بيروت لا تحتاج إلى دموع، بل إلى قضاة لا يخافون إلا من الله، لا من الزعماء!"

 

 طوني أبي نجم

أثبت محور الممانعة منذ الأمس أنه بات عاجزاً عن التهديد باللعب بالأمن داخلياً. تظاهرة "موستيكات" ليلية باهتة لم تتجاوز الـ50 "موستيكاً". صريخ ووعيد نابعان عن ضعف وعجز… سلّموا ما تبقى من سلاحكم أفضل لكم ولغة الوعيد بلّوها واشربوا ميّتها

 

علي صبري حمادة

تصدر بيانات وبيانات مضادة بإسم عشائر البقاع رفضا لتسليم السلاح وتأييدا للجيش . هذه البيانات مشبوهة وتسعى لخلق شمّاعة إسمها عشائر البقاع . ليس هناك أي مجموعة بهذا الإسم وأرجو من الجميع التنبه وعدم الأخذ بها.#لبنان_بعين_الله

 

بيروت تايمز

قناة المنـار تتطاول على رئيس الجمهورية: تحريض متواصل

ويأتي كلام الصحافية في المنـ/ـار، منى طحيني، تعليقا على جلسة مجلس الوزراء المرتقبة يوم غد الثلاثاء والتي ستبحث مسألة سحب سلاح حزب الـ/ـله.  مراقبون رأوا في تصريحات طحيني تهويلا وتخويفا للبنانيين وزيادة منسوب التوتر، فضلا عن التحريض على رئيس الجمهورية، جوزيف عون، والعهد الجديد.

 

 سامي نادر

أكبر خدمة للعدو هو ان تظهر له انك عاجز عن الخطوة الأولى لإقامة دولة.

 

منشق عن حزب الله

وحدة القمصان السود التابعة لحزب الله انكشف زيفها

 لم يعد بإمكانهم ترويع أحد. رأيناهم يفرون من تغريدات  افيخاي ادرعي بكلاسينهم البيض من دويلة الضاحية_الجنوبية ليختبئوا في مناطق الدولة خوف من الموت و الحرب .

 

فيصل نصولي

ياسين جابر – وزير المالية، من حركة أمل (شيعي) 

•تمارا الزين – وزارة البيئة، من حركة أمل (شيعية) 

•راكان نصر الدين – وزارة الصحة، من حزب الله (شيعي) 

•محمد حيدر – وزارة العمل، من حزب الله (شيعي) 

•فادي مكي – وزارة التطوير الإداري، من التمثيل الرئاسي ولكنه من الطائفة الشيعية (وفق تصنيفه) 

كل هؤلاء الوزراء هم لبنانيون ونامل ان يكونوا كذالك في 6 آب 2025

 

قاسم يوسف

اذا تجرأ حزب الله على وضعنا بين خيارين

اما الاذعان واما الحرب الأهلية

فيا مرحبًا بالحرب الأهلية

وليكن بعد ذلك ما يكون

 

دانيا كرياكوس

تنسيق أمني بين "الحزب" و"التيار"؟

 أشارت مصادر سياسية  إلى أن اللجنة الأمنية في حزب الله تجري تنسيقاً عالي المستوى مع قيادات في التيار الوطني الحر، لبحث مجريات هذا اليوم التاريخي نظراً لطرح بند السلاح غير الشرعي على طاولة مجلس الوزراء.

جبران_باسيل العميل الواطي الفاسد

 

ندين بركات

لما كانت إسرائيل عم تقصف، ولا جردون منكم طلع هددها وتفلسف! كنتوا ناطرين افيخاي وحاملين شناتينكم واراغيلكن وناطرين وين تروحوا واي ساعة تفلوا. وكل ما واحد راح قريب من ال٥ نقاط ياكل صاروخ يفطس بارضه. ولا نفس سمعنا منكم يا حثالة! وهلق كل جرذون فيكم طلع يهدد اللبنانيين؟ شفتوا انه سلاحكم هو عنترة علينا بس؟  ليك ولك يا جردون انت وياه، يلي عم تهددوا اليوم من ورا شاشة:

قريباً رح يتحوّل الجرذون لفأر

متل ما امين العام كان حسن صار نعيق.

(شوفو تعليقاتهم هلقكلو مستوى رفيع)

 

شارل جبور

حزب الله مثل الحرامي يلي سرق بيت وبدو يحطوا باسمه، وبدو يعمل مشكل تا يحافظ عا البيت السارقه، وانت عم تقلوا طلاع منو وما بدي منّك شي، يعني رجِّع الحق لصحابه، وهوي مصر ما بدو... هيك نوع من البشر لازم التعامل معها يكون على قاعدة طردها من البيت، وإدخالها عا الحبس، وتدفيعها عطل وضرر.

 

ساي كليب

لا الدولة اللبنانية قادرة على نقل خطابها بشان حصرية السلاح إلى ارض الواقع، ولا الحزب سيسلم سلاحه وسط الظروف الحالية ….جلسة اليوم والجلسات جميعها ستكون اذًا حفلة تبادل المجاملات او الاتهامات قبل الانتقال إلى مرحلة اكثر تعقيدًا داخليًّا وخارجيًّا.  اكثر تعقيدا وخطورة….. وسيثبت ساسة البلد مرّة جديدة أنهم إذا تُركوا لوحدهم يتصارعون، واذا اعتمدوا على الخارج ينقسمون.  لننتظر إذا ليس فرجًا من جلسة اليوم بل الحيلة التي سيخرجون بها للضحك على الناس ان لم يفرط الاجتماع

 

 غازي المصري

لا اعتقد ان اسرائيل ستوجه ضربة ثانية لحزب الله بسبب رفضه تسليم السلاح للدولة اللبنانية بل ستقوم بهذه الحجة في توسيع مساحة الاحتلال في الجنوب وتعتبر السلاح شأن داخلي في وقت جميع الاطراف السياسية اللبنانية يعيشون في ملعب الاسلام السياسي بشقيه وامريكا ستفرض عقوبات

 

غازي المصري

لا حرب ولا تقدم ولا انماء ولا تطور ولا ازدهار  ...

400 عائلة لبنانية تسيطر على ثروات البلد

 والاخرين عايشين على الفتات والهشك بشك

اللبنانيون مرتاحين لهذه الحياة والمهم لديهم بقاء الزعيم ومصالحه الخاصة

قلة قلية ترى ان دور لبنان اكبر من ذلك ولكنها منبوذة من الغالبية

 

 علي حماده

فيديو- متابعة -

https://x.com/i/status/1952328947879825858

جلسة مجلس الوزراء تاريخية؟ 

هل يفجر الحزب والحركة الجلسة؟ و هل سيستخدمان الشارع للعرقلة و التعطيل؟

١- واشنطن رفضت شروط الحزب المسبقة. المطلوب تسليم السلاح من دون شروط ضمن مهلة زمنية محددة ب ٣ اشهر تنتهي بنهاية شهر تشرين الاول ٢٠٢٥!

٢- هل تستغل اسرائيل رفض الحزب تسليم كل السلاح لشن الحرب الثانية ؟ كيف ومتى؟

٣- حلفاء الحزب التقليديين يقفزون من مركبه الواحد تلو الآخر!

 

 مريم مجدولين اللحام

متذكرين لما نبيه بري حرّك أوركيسترا النقابات العمالية لينزل "الشيعة شيعة شيعة" يرتكبوا جرائم بحقنا بحجة "الخبز والمعيشة" بيومهم المجيد ٧ أيار؟

نزل أبدايت بلاعب اسمه نتنياهو عليه ملف فساد

فتكرار  ٢٠٠٨ أو إحالة ملف السلاح للجنة بحث ذريعة مفصلة عذوقه

يأتيكم برعاية فلافل فلفلوكي

 

شارل شرتوني

ميشال عون متواطىء حقير، حسن نصرالله منسق العمل الإرهابي ومدبره، بشار الأسد مجرم البراميل المتفجرة.اما اللعبة الحقيقية فهي تدمير الشق المسيحي الشرقي لبيروت كجزء من السياسة الانقلابية الشيعية التي يديرها النظام الاسلامي الايراني.

 

ماهر شرف الدين

يا لعاركم يا أتباع #وليد_جنبلاط وأنتم تضلّلون على دماء أهل السويداء، وأنتم تتنقلون بين الشاشات للومنا نحنُ، وتبرئة دواعش الشرع الذين قتلوا شيوخنا وأطفالنا!!

يا لعاركم وأنتم تقولون بأن "الدولة" (أي همج الدواعش) التزموا بالاتفاق والشيخ الهجري لم يلتزم!!!

يا لعاركم وأنتم صامتون على الخيانة الكبرى التي اقترفها جنبلاط -عبر صبيّه ليث البلعوس- بتسليم بلدة المزرعة!! هذا التسليم الذي أدّى إلى سقوط جزء كبير من الريف الغربي وتنفيذ مذبحة طالت المئات من أهلنا!!

يا لعاركم… يا لعاركم… يا لعاركم!!

 

ماهر شرف الدين

الدالاتي (قائد حملة الإبادة ضد الدروز) يقول للعربية بأن الشيخ الهجري يخالف قاعدة "الدين لله والوطن للجميع"!!!!!!! على أساس الدالاتي يعترف بهذه المقولة! ولا يُكفّر الذين يعملون بها!!

حتى أكاذيبهم تفتقد إلى الانسجام! يعني على الأقل اكذبوا كذبة تنسجم مع ذهنيتكم ومع ما تعتقدون به… احتراماً لجمهوركم!

 

ماهر شرف الدين

لا أعتقد أن هناك خزياً في التاريخ أكبر من أن يكون الإنسان مرشداً للغزاة الذين يقتحمون ديارَ أهله ويقتلونهم ويحرقون بيوتهم! فما بالكم بالخائن الذي شارك الغزاة في غزوهم وقاتل معهم وسرق معهم وأحرق معهم!!!

ليث البعلوس وإخوته (وغيرهم من المتمشيخين الذين قنصوا الطرقات يوم الغزو)… عاركم خالد، وخزيكم مؤبَّد، يا أدلّاء الغزاة وحميرهم المغبّرة!

 

ابتسام كعدي

ليلّي بعدن ببرروا سلاح المسماة المقاومة:

كم حرب بعد بدكن؟ كم شهيد؟ كم خراب؟ كم تهجير؟

‏شو بعد لازم يصير لتقتنعوا إنو السلاح خارج الدولة = حكم ميليشيا = انهيار شامل؟

‏حزب اللا ما حمي لبنان، حزب اللا خنقو وخنقنا!

حوّل الوطن لساحة رسائل بين طهران وتل أبيب،

دمر الاقتصاد، عزلنا عن العالم، وفوقها عم ياخدنا لحرب ما حدا طلبا!

نحنا بدنا دولة، مش جبهة! بدنا مستقبل لولادنا، مش قبورهم!

‏الشرعية الدولية واضحة. القرار 1701 واضح.

والصمت الدولي جريمة، بس صمتنا نحنا أخطر!

للمجتمع الدولي: لبنان رهينة.

لكل لبناني شريف: سلاح إيران بلبنان لازم ينتهي!

مش دفاع عن الوطن، هيدا تدمير للوطن!

لبنان كلّو بخطر!

وساكتين؟!

‏ما بقا فينا نتحمل، مابقا لازم نسكت.

بدنا دولة، مش دولة داخل دولة.

بدنا جيش واحد، علم واحد، سلاح واحد.

وإلا…ما رح يبقالنا لا حجر، ولا بشر، ولا بلد!

لبنان بخطر

 

يوسف سلامة

‏عندما يُصبح كلام القائد مدعاة لسخرية الناس يكون قد دخل حالة من الانكار وأدخل مناصريه وحزبه بمرحلة من الاحتضار الوطني، ‏كلام الشيخ نعيم قاسم يدعو إلى الشفقة، ‏شيخ نعيم، ‏صحيح أننا شعب تعلّم أن يُسامح ويغفر ولكننا لسنا سُذّج، ‏رجاءً، أنقذ بيئتك وشعبك وساهم بتحصين لبنان الرسالة.

 

المرصد الديموقراطي السوري

 استشهاد طفلين علوتين على يد فصائل تركمانية في ريف حمص

ريف حمص: استشهاد الطفلتين دلع محمد الأسعد (14 سنة ) - و نتالي محمد الأسعد (7 سنوات)، وإصابة شقيقتهما الطفلة بيسان محمد الأسعد (نحو 4 سنوات) بجروح خطيرة، وذلك مساء يوم أمس 4 آب/أغسطس ، في قرية قنية العاصي(التي تتشكل من خليط سكاني من عرب علويين، و تركمان سنة) في ريف حمص الشمالي.

التفاصيل: قامت مجموعة تركمانية دخلت عن طريق حاجز لميلشيات "الأمن العام"، على استهداف منزل المواطن محمد جهاد الأسعد برمي القنابل وإطلاق الرصاص مما أدى إلى استشهاد ابنته وإصابة الثالثة، بالإضافة إلى إصابة الشاب إياد بربورة، أحد الجيران، بجروح بالغة، واسعف إلى المشفى ووضعه حرج.

- تعمل المجموعات التركمانية على تهجير العلويين في القرى المختلطة عبر القتل والخطف و الإرهاب.

 

المرصد الديموقراطي السوري

اختطاف شابة علوية في ريف مدينة حمص الجنوبي الغربي

ريف حمص: اختطاف الشابة يمامة منيف إدريس، 19 عاماً، جنوب غرب حمص، من قرية القرنية الواقعة جنوب غرب محافظة حمص مساء يوم أمس 4 آب/أغسطس.

بحسب مصادر أهلبة، تعاني يمامة من مرض كلوي مزمن وتتطلب رعاية طبية مستمرة.

شهود عيان أكدوا قيام سيارة جيب سوداء باختطاف الفتاة وبدخولها إلى القرية وخروجها مروراً بحاجزين لميلشيات الأمن العام، وهما حاجزي الناعم و الحوز، في تواطؤ واضح في تسهيل عملية الخطف.

 

 المرصد الديموقراطي السوري

 شهيد علوي جديد في سجون الجولاني بمدينة حمص

حمص: اكتشفت عائلة السيد محمد نجيب عبود، اليوم 4 آب/اغسطس، وبعد 3 أشهر على غيابه بعد اعتقاله من قبل ميلشيات الأمن العام الإرهابية من حي العباسية في حمص بتاريخ 1 أيار/مايو ، أن السيد محمد نجيب عبود جرى إعدامه في اليوم التالي مباشرة على اعتقاله، دون توجيه أي تهمة قضائية له أو تقديمه للمحاكمة العادلة.

عائلته لم يعلموا بمقتله ودفنه في مقبرة تل النصر  بحمص إلا اليوم بعد مراجعتهم لأحد مشافي المدينة وشاهدوا اسمه وصورته بقائمة للضحايا المعدمين في سجون النظام الإرهابي.

******************************************

في أسفل رابط نشرة الأخبار اليومية ليومي 05-06 آب /2025/

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 05 آب/2025

/جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/2025/08/145954/

ليوم 05 آب/2025/

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For August 05/2025/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/2025/08/145958/

For August 05/2025

**********************
رابط موقعي الألكتروني، المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

https://eliasbejjaninews.com

Link for My LCCC web site

https://eliasbejjaninews.com

****

Click On The Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

*****

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا الرابط  https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

*****

حسابي ع التويتر/ لمن يرغب بمتابعتي الرابط في أسفل

https://x.com/EliasYouss60156

My Twitter account/ For those who want to follow me the link is below

https://x.com/EliasYouss60156

@followers

@highlight