المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 05 آب /لسنة 2025

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

في أسفل رابط النشرة

                http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2025/arabic.august05.25.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

عناوين النشرة

عنوان الزوادة الإيمانية

أيُّها الفَرِّيسِيُّون، تُطَهِّرُونَ خَارِجَ الكَأْسِ وَالوِعَاء، ودَاخِلُكُم مَمْلُوءٌ نَهْبًا وَشَرًّا

 

عناوين مقالات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/نص وفيديو/في الذكرى الخامسة لانفجار مرفأ بيروت: جريمة حزب الله التي لن تُمحى من ذاكرة لبنان

الياس بجاني/احتمال كبير أن تقوم إسرائيل باحتلال الجنوب وتهجير سكانه

الياس بجاني/نص وفيديو/في ذكرى اغتيال حزب الله الإرهابي إلياس الحصروني الحنتوش: جريمة لن يمحوها الزمن

الياس بجاني/الذكرى السنوية لاستشهاد 350 راهبًا مارونيًا

 

عناوين الأخبار اللبنانية

احتمال كبير أن تقوم إسرائيل باحتلال الجنوب وتهجير سكانه

من هو علي سليمان أبو عباس المستهدف في غارة إسرائيلية على الخيام

نهاية 2025 نهاية السلاح؟...مجلس الوزراء أمام الامتحان… الجدول الزمني أو الانهيار

"المنار" تهاجم الرئيس عون: "الحزب" يتوجّس من العزلة

الحكومة أمام اختبار حصر السلاح: هل يمرّ القطوع بسلام؟

لبنان في حالة ترقّب: حزب الله يدرس تسليم السلاح والورقة الأميركية تضيّق الخناق!

حصرية السلاح على طاولة مجلس الوزراء الثلاثاء.. و«الحزب» في أضعف حالاته العسكرية!

رابط فيديو لقاء خاص مع أمير جبل الدروز حسن الأطرش والباحثة السياسية د. زينة منصور

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

زيارة مرتقبة للطاقة الذرية لإيران للمرة الأولى منذ الحرب

إيران تستعد لمرحلة جديدة من الحرب.. تأسيس مجلس الدفاع الوطني

مصادر في مكتب نتنياهو: سنحتل قطاع غزة والقرار اتُّخذ

نتنياهو متردد بشأن خطط غزة.. والجيش يطالبه بأوامر واضحة

قوات الاحتلال الإسرائيلي تتوغل شمال القنيطرة

وزارة الصحة: ارتفاع حصيلة شهداء الجوع إلى 180 بينهم 93 طفلاً

غزة: 28 طفلاً يموتون بالتجويع والقصف يومياً

رئيس مجلس النواب الأميركي في الضفة: دعم خطط الضم الإسرائيلية

إسرائيل تدفع بملف الرهائن في غزة إلى مجلس الأمن

تقرير عبري: هذه أسباب تسونامي الاعتراف بالدولة الفلسطينية

باراك: واشنطن تتوسط لدمج مناطق قسد ضمن سوريا موحدة

وفد أميركي بدمشق.. لتأسيس وجود دبلوماسي دائم

اللوبي النسوي السوري: المخطوفة مي سلوم بحاجة للحماية

نصائح سعودية لدمشق: احتواء الأقليات والإصلاح السياسي

الاستباحة كأداة للهيمنة والترويض في السياق السوري

بوتين يؤكد لنتنياهو أهمية تعزيز استقرار سوريا ووحدة أراضيها

مقتل الفنانة ديالا صلحي الوادي… جريمة تهز الوسط الفني السوري

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

محنة الشيعة في لبنان والمصير المشؤوم/الكولونيل شربل بركات

تفجير المرفأ: إبادة جماعية طالت 240 ضحية وأكثر من 7 آلاف جريح بينهم فوق الألف معوق ورمد قلب العاصمة/حنا صالح/فايسبوك

الرابع من آب: تاريخ خانته الدولة واغتاله القضاء/كارين عبد النور/جريدة الحرة

الرابع من آب 2025 /عقل العويط/فايسبوك

الإطار القانوني للاحزاب السياسية في لبنان: بين الواقع والمرتجى/المحامي البروفسور رزق زغيب/جنوبية

جلسة الثلاثاء..مفترق طرق بين الدولة والسيطرة الميليشياوية/حسين عطايا/جنوبية

جلسة السّلاح: بين ضغط الخارج وحسابات الداخل/ندى أندراوس/المدن

خمس سنوات على انفجار المرفأ: يأسٌ يتجدد والإهراءات للذكرى/نغم ربيع/المدن

عن المساعدات الإنسانية والمجاعة في قطاع غزة/ماجد عزام/المدن

غزة: ما وراء ترويج ويتكوف لصفقة شاملة.. لا جزئية؟/أدهم مناصرة/المدن

حتميّة إسقاط الإرهاب وقيام الدولة/أحمد الأيوبي/نداء الوطن

تسعة عادي، واحد إكسترا/عماد موسى/نداء الوطن

دوائر عين التينة: برّي "يفقّس" مبادرة للسلاح على حرارة صلاحيّات استثنائية لليونيفيل...دجاجة "حزب الله" أوّلًا أم بيضة إسرائيل؟/نورما أبو زيد/نداء الوطن

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

تبدل في الشكل ... الدولة البوليسية ولّت فحضرت الدولة الصديقة

جريمة المرفأ: القرار الاتهامي يتضمن مذكرات توقيف/جويس عقيقي/نداء الوطن

تنسيق بين أركان "الحلف الثلاثي"..ما السيناريوات المحتملة في جلسة الحكومة اليوم؟/ألان سركيس/نداء الوطن

السعودية تحتوي فتنة "الحزب" المذهبية وتمهد الطريق للدولة...واشنطن تمنح رئيس الجمهورية أقل من شهر قبل التصعيد/سامر زريق/نداء الوطن

انكتب علينا/جورج يونس/فايسبوك

شهداء مديرية التربية/سلطان السويداء/موقع أكس

رد على مقال "هل آن أوان طائف سوري؟" للكاتب يوسف الديني المنشور في صحيفة الشرق الأوسط السعودية/داني عبد الخالق/موقع أكس

ما يقارب المئة من النساء والأطفال العلويين خطفتهم جبهة النصرة | قاموا بفرض الحجاب حتى على الأطفال

الذكرى السنوية الـ 12 لمجازر ريف اللاذقية الشمالي

4 آب... الذاكرة مثقلة والعدالة مُعلّقة/ليلي جرجس/موقع أكس

 

تغريدات مختارة من موقع أكس

تغريدات مختارة لليوم 04 آب/2025

 

تفاصيل النشرة الكاملة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

أيُّها الفَرِّيسِيُّون، تُطَهِّرُونَ خَارِجَ الكَأْسِ وَالوِعَاء، ودَاخِلُكُم مَمْلُوءٌ نَهْبًا وَشَرًّا

إنجيل القدّيس لوقا11/من37حتى41/"فيمَا يَسُوعُ يَتَكَلَّم، سَأَلَهُ فَرِّيسيٌّ أَنْ يَتَغَدَّى عِنْدَهُ. فَدَخَلَ وَٱتَّكأ. وَرَأَى الفَرِّيسِيُّ أَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَغْتَسِلْ قَبْلَ الغَدَاء، فَتَعَجَّب. فَقَالَ لَهُ الرَّبّ: «أَنْتُمُ الآن، أيُّها الفَرِّيسِيُّون، تُطَهِّرُونَ خَارِجَ الكَأْسِ وَالوِعَاء، ودَاخِلُكُم مَمْلُوءٌ نَهْبًا وَشَرًّا. أَيُّها الجُهَّال، أَلَيْسَ الَّذي صَنَعَ الخَارِجَ قَدْ صَنَعَ الدَّاخِلَ أَيْضًا؟ أَلا تَصَدَّقُوا بِمَا في دَاخِلِ الكَأْسِ وَالوِعَاء، فَيَكُونَ لَكُم كُلُّ شَيءٍ طَاهِرًا".

 

تفاصيل مقالات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/نص وفيديو/في الذكرى الخامسة لانفجار مرفأ بيروت: جريمة حزب الله التي لن تُمحى من ذاكرة لبنان

الياس بجاني/ 04 آب 2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/08/145930/

في مثل هذا اليوم، الرابع من آب 2020، توقّف الزمن في بيروت، وسقط الوطن على ركبتيه وسط الدخان والنار والدم. انفجار مرفأ بيروت لم يكن قدَرًا، ولا حادثًا عرضيًا، بل كان جريمة إرهابية منظّمة، ارتكبها حزب الله بأدواته ومتفجراته وسلاحه غير الشرعي، على مرأى من دولة خائفة، صامتة، خانعة، جبانة.

في الرابع من آب، دوّى صوت الموت، وقُتل أكثر من مئتي إنسان بريء، وجُرح الآلاف، وتهجّر مئات الآلاف من بيوتهم، وتحولت العاصمة إلى مدينة منكوبة. كل هذا ليس بفعل زلزال أو كارثة طبيعية، بل نتيجة تخزين 2750 طنًا من نترات الأمونيوم، التي استخدمها حزب الله والنظام السوري في تصنيع براميل الموت التي أُزهقت بها أرواح آلاف السوريين، وخُطط لاستخدامها في عمليات إرهابية في أوروبا، بحسب تقارير رسمية من ألمانيا وقبرص ودول أخرى.

"هل يَسفِك الإنسان دمَ أخيه ويبقى بريئًا؟" (تكوين 4:10).

دماء الأبرياء ما زالت تصرخ من تراب بيروت، تطالب بالعدالة، وبإدانة من تاجروا بحياة الناس ومصير وطن بأكمله. منذ اللحظة الأولى للانفجار، سارع حزب الله إلى عرقلة التحقيق، وهدّد القضاة، واغتال الشهود، وأسكت كل من يملك معلومة تقرّبه من الحقيقة. قُتل الضابطان جوزيف سكاف ومنير أبو رجيلي، والموظف المصرفي وسام الطرّاف، والمصوّر الشاب جو بجاني داخل منزله في بلدة الكحالة، لأنهم عرفوا أو صوروا أو تكلموا.

"ويلٌ للذين يقولون للشر خيرًا، وللخير شرًّا" (إشعياء 5:20).

أي عدلٍ نطلبه من قضاء خاضع، وسلطة خائفة، ومسؤولين فاسدين يهربون من الحقيقة كما يهربون من ضمائرهم؟ هل يُعقل أنه بعد خمس سنوات لم يُحاسب أحد؟ لم يُسجن أحد؟ لم يُعاقَب أحد؟ أي دولة هذه التي لا تملك الشجاعة لتسمّي القاتل قاتلًا؟ في الذكرى الخامسة، ينزل أهالي الضحايا إلى الشوارع من جديد، لا ليذرفوا الدموع، بل ليصرخوا في وجه العالم: "الحق والعدالة، أو لا وطن". أمهات ثكالى، أطفال تيتموا، جرحى يعانون حتى اليوم، أرواح عالقة تحت الركام، تنتظر من ينصفها.

أي مستقبل نريده للبنان دون محاسبة؟ أي قيامة ممكنة دون حق وعدل؟

"لأنني الرب أحب العدل وأكره السلب" (أشعياء 61:8).

والله العادل لا يرضى بالظلم، ولا بسكوت القضاة، ولا بخنوع الحكّام.

إن حزب الله، ذراع إيران الإرهابية، هو المسؤول الأول عن هذه المجزرة، وأي محاولة لتبرئته أو تغطية جرائمه، هي خيانة للشهداء، وخيانة للبنان.

نعم، آن الأوان أن يُحاكَم القتلة. آن الأوان أن يدخلوا السجون، أو يُقادوا إلى المشانق.

لا عفو، لا مساومة، لا نسيان. فالعدالة الحقيقية ليست ورقة في درج المحكمة، بل سيف الحق الذي يجب أن يُرفع، وميزان الرب الذي لا يميل.

"الحَقَّ أَتْبَعَ وأَكرَهُ الباطِلَ" (مز 101:3).

فلنقف معًا، كلبنانيين أحرار، بوجه الظالم، ولنعِدّ أرواح الشهداء بأننا لن نسكت، ولن نرضخ، ولن ننسى. بيروت تستحق العدالة. لبنان يستحق الحياة.

الياس بجاني/فيديو/في الذكرى الخامسة لانفجار مرفأ بيروت: جريمة حزب الله التي لن تُمحى من ذاكرة لبنان

https://www.youtube.com/watch?v=NwuQvSOyu2Q&t=203s

الياس بجاني/ 04 آب 2025

***الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الإلكتروني

https://eliasbejjaninews.com

عنوان الكاتب الإلكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

احتمال كبير أن تقوم إسرائيل باحتلال الجنوب وتهجير سكانه

الياس بجاني/03 آب/2025

قرار حزب الله هو عند الملالي وقادته اللبنانيين هم مجرد أدوات تنفذ ولا تقرر. هناك احتمال أن تورط إيران الحزب مع بيئته بحرب انتحارية وعبثية تهجرهم وتقتلعهم من الجنوب إلى الأبد

 

الياس بجاني/نص وفيديو/في ذكرى اغتيال حزب الله الإرهابي إلياس الحصروني الحنتوش: جريمة لن يمحوها الزمن

الياس بجاني/02 آب/2025

في مثل هذا اليوم من العام 2023، امتدت يد الغدر، يد الظلمة، يد "حزب الله" الإرهابي، لتغتال جسداً كان ينبض بالإيمان، وبالحق، وباللبنانية الصافية. في بلدة عين إبل الجنوبية، وفي أرضه التي أحب، وبين ناسه الذين خدمهم بإخلاص، سُفك دم إلياس الحصروني، المعروف بـ"الحنتوش"، في جريمة حاول الحزب الإرهابي التمويه عنها، زاعماً أنها حادث سير. لكن عين العدالة، تلك الكاميرات التي لا تكذب، فضحت المجرمين، وكشفت المخطط والنية، وسقط قناع "الحادث"، كما سقطت كل أكاذيبهم السابقة. منذ اللحظة الأولى، ضغط "حزب الله" بكل ثقله لمنع التحقيق، وهدّد ذوي الشهيد، ووصل الأمر إلى أن المحققين أنفسهم أبلغوا العائلة بأن لا تحقيق، لأن "الحزب" يرفض. أي دولة هذه التي يخضع فيها القضاء لمزاج ميليشيا؟ أي عدالة هذه التي تُكمم فيها أفواه الشهود ويُمنع فيها الحق من الظهور؟!

إلياس الحصروني: صورة الناشط اللبناني الحر

من يعرف إلياس الحصروني يعرف أن اغتياله لم يكن صدفة، بل قراراً. قرار باغتيال رجلٍ آمن بالدولة لا بالدولة البديلة، بالسلام لا بالحروب، بالعيش المشترك لا بالفتن، بالجنوب اللبناني لا بالجنوب الإيراني. كان "الحنتوش" ناشطاً سيادياً صلباً في بلدة عين إبل، محبوباً من الجميع، بلا تمييز طائفي أو مناطقي. ساعد الناس، خدم المحتاجين، نشر روح المحبة والتعايش بين أبناء المنطقة. كان عضواً فاعلاً في حزب القوات اللبنانية، يمثّل الصوت الوطني الجنوبي الرافض للاحتلال الإيراني المغلّف بشعارات المقاومة، المقاومة التي صارت ضد الشعب لا العدو. لم يكن يحمل سلاحاً، بل فكراً. لم يزرع حقداً، بل محبة. لم يهدد، بل ساعد. ولهذا اغتالوه.

سجلّ طويل من جرائم حزب الله

جريمة اغتيال إلياس الحصروني ليست منفصلة عن سجلّ أسود طويل من الإرهاب الذي مارسه ويمارسه "حزب الله" على اللبنانيين.

من غزوة 7 أيار 2008 التي اجتاح فيها بيروت والجبل.

إلى اغتيال المصوّر جو بجاني لأنه وثّق لحظة التفجير في مرفأ بيروت.

إلى منع التحقيق في انفجار المرفأ وتهديد كل قاضٍ حاول أن يقارب الحقيقة.

إلى اغتيال النائب جبران تويني ورفاقه في جريدة النهار.

إلى قتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومحاولة طمس العدالة الدولية.

إلى تصفية المفكر الحر لقمان سليم لأنه تجرأ وقال "لا".

إلى عشرات، بل مئات، من جرائم القتل والتهجير والكمّ والتهديد بحق ناشطين وصحافيين وسياسيين.

حزب الله لا يعرف الحوار، بل الرصاص. لا يعرف الديمقراطية، بل السلاح. لا يعرف لبنان، بل "ولاية الفقيه".

حزب الله: أداة إيرانية لنشر الموت

لم يعد خافياً على أحد أن حزب الله ليس حزباً لبنانياً. هو فرع تابع للحرس الثوري الإيراني، ينفذ أوامر الملالي في قم وطهران، لا أوامر الشعب اللبناني. هو يدّعي حماية لبنان، لكنه دمّره. يدّعي الشرف، لكنه يغتال الشرفاء. يدّعي المقاومة، لكنه يحتل البلد.

لا خلاص للبنان بوجود هذا الكيان العسكري ـ الأمني ـ المالي الذي اسمه "حزب الله". ولا قيام لدولة القانون والمؤسسات ما دام السلاح غير الشرعي يحكم، ويهدد، ويمنع التحقيق، ويقرر من يعيش ومن يموت.

لا قيامة للبنان إلا بتطبيق القرارات الدولية

إن إنقاذ لبنان لن يتحقق إلا من خلال تجريد حزب الله من سلاحه، واعتقال ومحاكمة قادته، وتفكيك بنيته العسكرية والأمنية، استناداً إلى القرارات الدولية 1559 و1680 و1701، وإلى اتفاقية وقف إطلاق النار التي تنتهك يومياً على حدود الجنوب. لبنان لن يُبنى فوق الدم. لا دولة تقوم فوق جثة القانون. ولا حرية في ظل هيمنة السلاح.

في الختام

في ذكرى استشهاد إلياس الحصروني، ننحني أمام دمائه الطاهرة، ونعاهده أن قضيته لن تُنسى، وأن اسمه سيبقى حيّاً في ضمير أحرار الجنوب وكل لبنان. وسنستمر، معه وباسمه، في مقاومة المشروع الإيراني، وفي المطالبة بدولة لبنانية حرة، سيدة، مستقلة، تحكمها العدالة لا الميليشيات، القانون لا الفوضى، والحق لا الرصاص.

يا شهيد لبنان الحرية والسياسة، أيها البطل الياس الحصروني - الحنتوش، إن صوتك ما زال يدوّي في عين إبل والجنوب وكل لبنان صارخاً: لا لإيران، لا لحزب الله الإرهابي، لا للإجرام ونعم للعدالة وللبنان.

الياس بجاني/فيديو/في ذكرى اغتيال حزب الله الإرهابي إلياس الحصروني – الحنتوش: جريمة لن يمحوها الزمن

https://www.youtube.com/watch?v=4TidGqbBZAU&t=9s

https://www.youtube.com/watch?v=ubjDYs2HE2U&t=60s

الياس بجاني/02 آب/2025

***الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الإلكتروني

https://eliasbejjaninews.com

عنوان الكاتب الإلكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

الذكرى السنوية لاستشهاد 350 راهبًا مارونيًا

الياس بجاني/31 تموز/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/08/145862/

شهادة من أجل المسيح والحق

في تاريخ الكنيسة المارونية محطات مضيئة سُطرت بالدم والدموع والصلاة، لكن قلّ أن نجد محطة أكثر إشراقًا وشهادة من مأساة استشهاد 350 راهبًا مارونيًا في سنة 517، على يد جيش بيزنطي بأمر من الإمبراطور “أنسطاسيوس” وبتحريض من البطريرك الهرطوقي “ساويرا الإنطاكي” ورفيقه “بطرس القصار”، لأنهم رفضوا أن ينكروا إيمانهم بعقيدة المجمع الخلقيدوني القائلة بأن في يسوع المسيح طبيعتين كاملتين: إلهية وإنسانية، متحدتين في شخص واحد.

لماذا قُتل الرهبان؟

كان الرهبان من دير بيت مارون في شمالي سوريا (قرب الحدود اللبنانية اليوم)، يتبعون تعليم القديس مارون الذي أسّس نهجًا نسكيًا وروحيًا راسخًا في العقيدة الأرثوذكسية الكاثوليكية. وعندما أعلن المجمع المسكوني الرابع في خلقيدونية عام 451 عقيدة الطبيعتين، التزم بها الموارنة ورفضوا تعاليم “أوطيخا” و”اليعاقبة” الذين ادّعوا أن في المسيح طبيعة واحدة، مما شكّل انقسامًا عقائديًا عميقًا في الكنيسة الشرقية. في عهد الإمبراطور أنسطاسيوس، شنّت حملة اضطهاد على الرهبان الكاثوليك الذين رفضوا بدعة الطبيعة الواحدة، وارتُكبت المجازر بقيادة ساويرا، الذي عُيّن بطريركًا على إنطاكية بقوة السلطة لا الإيمان.

 سنة 517، وقعت الكارثة

أغلق الجيش البيزنطي الأديرة، وطرد الرهبان، واعتقل البعض، وأحرقوا دير مار مارون. وعلى الطريق إلى دير القديس سمعان العمودي، نُصب كمين للرهبان، فذُبح منهم 350 راهبًا، حتى أن بعضهم استُشهد وهو ملتجئ إلى المذبح.

توثيق الشهادة

رفع الرهبان الناجون عريضة مؤثرة إلى البابا هرميسدا (514 – 523)، يشرحون فيها ما حلّ بإخوانهم، من تعذيب ومجازر، ويطلبون دعم الكنيسة الأم. فرد البابا برسالة رعوية عام 518، عزّاهم فيها وشجعهم على الثبات في وجه الاضطهاد، مؤكّدًا اتحاد الكنيسة معهم في صلاتها ومعاناتها. وقد دوّن المؤرخون مثل تاوافانوس وتاوفيل الرهاوي الماروني تفاصيل المذبحة، معترفين ببطولة الرهبان وثباتهم الإيماني.

الشهادة في المسيحية

في المسيحية، لا تُفهم الشهادة كموت عبثي أو كخسارة، بل كتتويج للاتحاد بالمسيح الذي قال: “طوبى للمضطهدين من أجل البر، فإن لهم ملكوت السماوات” (متى 5: 10). شهداء دير مار مارون هم ليسوا فقط ضحايا ظلم، بل شهود للحق، وثمرات حية لكلمة الإنجيل. دمهم هو زُرع في أرض الكنيسة، فأنبت قديسين ومؤمنين على مدى العصور. لقد فضّلوا الموت على نكران الإيمان، ووقفوا ضد السلطة، والهرطقة، والتهديد، وهم على مذابح المحبة الإلهية.

الموارنة شعب الإيمان والنسك والتفاني

شهداء الـ 350 راهبًا هم مرآة صادقة لماهية الموارنة

هم نتاج إيمان صلب وثابت على تعليم الكنيسة الجامعة

هم عنوان نسك روحي متجذّر في الجبال والكهوف

هم رمز محبة عميقة للبنان كوطن رسالة وقداسة

عبر الأجيال، لم يتخلّ الموارنة عن عقيدتهم رغم الحصار، ولم يتنازلوا عن حريتهم الروحية رغم الحروب. كانوا شعبًا راهبًا حتى داخل بيوتهم، يزرعون صليبًا في كل حقل، ويشعلون شمعة في كل ظلمة. وإن لبنان بقي حرًا، فالفضل في ذلك لإيمان هذا الشعب وتضحيات شهدائه.

 تذكار وشفاعة

تحتفل الكنيسة المارونية سنويًا في 31 تموز بتذكار شهداء دير مار مارون، وتطلب شفاعتهم. وقد عمّم البابا بندكتوس الرابع عشر الغفرانات المرتبطة بهذا العيد على جميع كنائس الطائفة المارونية. صلاتهم معنا، وإيمانهم مثال لنا. وليبقوا نورًا يهدي الطريق في زمن التحديات الروحية والكنسية.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الإلكتروني

https://eliasbejjaninews.com

عنوان الكاتب الإلكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل أهم الأخبار اللبنانية

رابط فيديو مقابلة مع رئيس حركة "الرأي الآخر" المهندس ألفرد ماضي

القيادة تُؤخذ ولا تُعطى، الحل الممكن هو وضع لبنان تحت البند السابع، القيادات تعيش حالة إنكار وهي عاجزة وغير راغبة في تحمّل مسؤولياتها/حزب الله ضعيف وسلاحه لم يحمي حتى قادته.

https://eliasbejjaninews.com/2025/08/145939/

04 آب/2025

أجرى المقابلة الإعلامي أنطوان سعادة، ضمن برنامج "كلام يوصل"، عبر VTV و"أخبار البلد" و"صوت كل لبنان".

بعض عناوين مقابلة المهندس ألفراد ماضي مع الإعلامي انطوان سعد

سلاح حزب الله سوف يصادر إما بواسطة الجيش، أو طوعاً من قبل الحزب أو بواسطة نيتنياهو..دوره انتهى

الفوارق الكبيرة بين بشير القائد وبين قادتنا الحاليين الذين يفتقرون إلى ألف باء مقومات القيادة

تقييم لأداء ومواقف الرئيس جوزيف عون ومستشاري القصر.

تعليق على تعيين المدعي العام المالي والصفقة المُحكى عنها بين حزب الكتائب ونبيه بري.

سلاح حزب الله لم يحمِي حتى قادته.

الجيش لم يمارس قوته يوماً إلا على المسيحيين.

أكثرية المسيحيين والدروز والسنة، وعلى الأقل نصف الشيعة، يعارضون حزب الله وسلاحه...ومن هنا لا حرب أهلية

حزب الله ليس قويًا، بل من يواجهونه هم الضعفاء.

أوجه الشبه بين ملف محافظ الشمال وملف كازينو لبنان.

صحيح تمت اقالة محافظ الشمال وولكن الرجل لم يُحاسب 

سُجن مسؤولون في كازينو لبنان دون توضيح التهم الموجهة إليهم.

إذا كان محمود قماطي يعرف مكان سلاح القوات والكتائب، فليُخبر الجيش كي يصادره.

حافظ الأسد دخل إلى لبنان بناءً على شروط إسرائيلية... وبعض من الذاكرة مع الرئيس أمين الجميل وانسحاب أميركا من لبنان

ملاحظة/تفريغ وصياغة العناوين بواسطة الياس بجاني بحرية مطلقة

 

من هو علي سليمان أبو عباس المستهدف في غارة إسرائيلية على الخيام

جنوبية/04 آب/2025

شنّ الطيران الإسرائيلي الاثنين غارة بطائرة مسيّرة على سيارة مدنية في الحي الشرقي من مدينة الخيام جنوبي لبنان، ما أسفر عن استشهاد شخص وسقوط أربع إصابات بينهم أطفال. وقالت وزارة الصحة في بيان رسمي إن الحصيلة النهائية للغارة «شهيد و4 مصابين». كذلك، أفادت صحيفة «الأخبار» عن إصابة طفلين بجروح متفاوتة جرى نقلهما مع الآخرين على الفور إلى المستشفى الحكومي في مرجعيون لتلقي العلاج. من جهتها، قالت قناة «العربية» أن الغارة أسفرت عن مقتل عنصر من حزب الله كان داخل السيارة المستهدفة في البلدة، بينما تضررت المنازل والمحال القريبة. وقالت صفحات موالية لحزب الله أن «شهيد غارة المسيرة الاسرائيلية على مدينة الخيام هو علي سليمان أبو عباس». ويأتي هذا القصف في ظل استمرار الخروقات الإسرائيلية على الحدود اللبنانية الجنوبية خلال الأسابيع الأخيرة، حيث كثّف الاحتلال غاراته مؤخرا مستهدفًا مواقع يعتقد أنها تابعة لحزب الله أو تحركات عناصره. وتزعم إسرائيل إنها تغتال مسؤولين عسكريين في حزب الله وتقول إنها تستهدف أيضا مخازن صواريخ وطائرات مسيّرة.

 

نهاية 2025 نهاية السلاح؟...مجلس الوزراء أمام الامتحان… الجدول الزمني أو الانهيار

نداء الوطن/05 آب/2025

يمضي مجلس الوزراء في جلسته بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا في بحث جدول الأعمال الذي جرى توزيعه يوم الجمعة الماضي. ويتضمن البند الأول من هذا الجدول موضوع حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، ما يستدعي الذهاب الى إقرار الجدول الزمني لتنفيذ هذا الموضوع. وأتى تثبيت عمل الجلسة بعدما جرب ثنائي "حزب الله" وحركة "أمل" إلغاء بند السلاح من جدول الجلسة كليًا، فلم ينجح. كما حاول "الثنائي" تأخير طرح بند السلاح ليكون الأخير على جدول الأعمال فلم ينجح أيضًا. وعلمت "نداء الوطن" أن الجلسة ستشهد طرح بند السلاح وما يتصل به على التصويت بدفع من عدد من الأفرقاء من بينهم وزراء "القوات اللبنانية" في حال عدم الوصول إلى توافق على موضوع الجدول الزمني.  ولم تقتصر محاولات "الثنائي" على العبث بجلسة مجلس الوزراء بل تعدتها من خلال "حزب الله" إلى تحريك عباءة "عشائر البقاع – لبنان" ببيان مجهول المصدر عن تحركات ستنطلق اليوم دفاعًا عن سلاح "الحزب" بالتزامن مع انعقاد جلسة مجلس الوزراء.

الرد الأميركي بين عون وسلام

وعلمت "نداء الوطن" أن الرئيس نواف سلام زار بعبدا ظهر أمس لتنسيق الموقف مع الرئيس جوزاف عون خصوصًا قبل الجلسة، وأيضًا لبحث الرد الأميركي الذي وصل إلى لبنان السبت وركز بشكل حازم على تحديد الحكومة اللبنانية مهلة زمنية لسحب كل أنواع السلاح وبسط سلطة الدولة على كامل التراب اللبناني، في حين لم تمنح واشنطن أي ضمانات يطالب فيها لبنان. وبحسب معلومات موثوقة، فإن الجواب الأميركي لا يتطابق بالكامل مع المطالب اللبنانية التي تم رفعها خلال المحادثات في الأسابيع الماضية، لا سيما ما يتعلّق بالتدرج في تطبيق أي خطوات متصلة بملف السلاح. ووُصف اللقاء بين الرئيسيّن عون وسلام بأنه بالغ الأهمية في توقيته ومضمونه، حيث تناول السيناريوات المرتقبة خلال جلسة الحكومة المقررة بعد ظهر اليوم، في ظل التباينات الداخلية وارتفاع منسوب التوتر السياسي والأمني في البلاد. إلى ذلك تكثفت الاتصالات مساء أمس خصوصًا بين عون وسلام وبري، وسط تمسك "الحلف الثلاثي" المستجد بين "القوات اللبنانية" و"الكتائب" و"الاشتراكي" بموقفه في ما خص السلاح. وتشير المعلومات أيضًا إلى رصد رد الفعل العربي والدولي بعد موقف الحكومة في جلسة بعبدا اليوم.

بند السلاح وجلسة اليوم

وأبلغت مصادر وزارية "نداء الوطن" ليلًا أن الرئيسيّن عون وسلام "يسيران في التوجه العام مع الأخذ بالاعتبار التباين إذا ما وُجد لكنه تباين لفظي لكن الجوهر هو في بندَين: قرار حصر السلاح يطال المجموعات العسكرية غير الشرعية على كل الأراضي اللبنانية. والبند الثاني هو مهلة تنفيذ هذا القرار أقصاها 31 كانون الأول 2025".

البيئة الشيعية وتحركات "حزب الله

في السياق نفسه، رصدت الأوساط السياسية استياءً واضحًا داخل البيئة الشيعية من التهويل عبر وسائل التواصل والبيانات المشبوهة لتعطيل جلسة اليوم. وتعبّر هذه الأوساط عن قلقها من أن يؤدي أي تحرّك غير منضبط إلى إرباك الواقع الأمني وإعطاء فرصة ذهبية لجهات خارجية معادية للبنان للتسلّل إلى الساحة الداخلية وافتعال أحداث دموية أو فتنوية. وتشير المعلومات إلى أن اتصالات داخلية وخارجية كثيفة جرت في الساعات الماضية، وتم خلالها توجيه نصائح واضحة وصريحة إلى قيادة "حزب الله" بوجوب الإقلاع عن "لعبة الشارع"، لما تنطوي عليه من مجازفة كبيرة وغير محسوبة النتائج، خصوصًا في ظل خطورة الوضع الأمني، والتعقيدات السياسية الإقليمية والدولية. وتؤكد مصادر متابعة أن أي مساس بالاستقرار اللبناني في هذا التوقيت ستكون له تداعيات خطيرة، محليًا وخارجيًا، وأن المطلوب هو تغليب العقل على لغة الشارع، والإقلاع عن نظرية "السلاح مقابل الاستقرار" ردًا على الرئيس عون الذي قال "إما الاستقرار وإما الانهيار". والسؤال: هل تنجح السلطة في احتواء هذا التصعيد أم تُجر البلاد إلى حافة مواجهة جديدة؟

الذكرى الخامسة لانفجار المرفأ

من جهة ثانية، أحيا اللبنانيون بالقرب من مرفأ بيروت أمس الذكرى الخامسة للانفجار الكارثي الذي هز مرفأ بيروت في 2020 وأودى بحياة أكثر من 200 شخص، في أحد أكبر الانفجارات غير النووية في التاريخ.

 

"المنار" تهاجم الرئيس عون: "الحزب" يتوجّس من العزلة

نور الهاشم/المدن/04 آب/2025

شنّت قناة "المنار"، الناطقة باسم "حزب الله"، هجوماً على رئيس الجمهورية جوزاف عون، معتبرة أنه خضع للضغوط، واتهمته بالتراجع عن الموقف اللبناني الرسمي الموحّد الذي أبلغه بنفسه للموفد الأميركي توماس براك، والذي يتضمن الأولويات اللبنانية المتمثلة بالانسحاب الاسرائيلي من النقاط المحتلة، ووقف الخروق و"الاعتداءات"، والإفراج عن الأسرى، وإطلاق ورشة إعادة الإعمار. والهجوم الإعلامي المفاجئ، يرسم ملامح خلاف بين الطرفين، بعد نحو ثمانية أشهر على الانسجام، والآمال المعقودة على اصطفاف غير معلن، يحاول مقايضة ثقة الحزب وانفتاح عون على التواصل والحوار، باستخدام الدولة درعاً في مواجهة المطالب والشروط الدولية التي تتصدرها "حصرية السلاح". فشلت كل الرهانات في الدعوة لجلسة الحكومة، وترؤس عون لها في القصر الجمهوري، فاتخذ الحزب خيار الهجوم.

أين أصبحت المشاورات والاتصالات المتعلقة بجلسة الثلاثاء ؟

أفادت مراسلتنا بأن المداولات لا تزال مستمرة بحثًا عن حل قبل أقل من 48 ساعة من موعد انعقاد جلسة الحكومة المرتقبة، مشيرةً إلى أنه حتى الآن لم يتم التوصل إلى صيغة حل متوافق عليها

امتعاض الحزب

ما قالته "المنار" على لسان مراسلتها منى طحيني، في نشرة القناة مساء الأحد، يعكس حجم امتعاض الحزب من أداء الرئيس عون بعد خطاب اليرزة يوم الخميس الماضي. فأشارت إلى أن رئيس الجمهورية، "في لحظة مفاجئة قال إنه سيطرح ملف حصرية السلاح على جلسة مجلس الوزراء"، وأضافت: "لا يملك المعنيون خارج القصر تبريراً يقنعهم بأن الرئيس وعلى وقع الضغوط، أقدم على هذه الخطوة". وإذ تحدثت عن أن "الاستقرار" هو الخط الأحمر الذي يتحرك المسؤولون وفقه، قالت إن عون "وضع البند من دون اتفاق مسبق"، وتابعت: "من يفعل ذلك هو بمكان ما، لا تهمه الفوضى، أو أنه يراهن على عقلانية الطرف الآخر، أي ثنائي حزب الله وحركة أمل، وبيئة المقاومة التي تعتبر أنها في مرمى الهدف". واتهمت عون بأنه "قَبِل على نفسه أن يقال إنه خضع للضغوط الأميركية والسعودية وتراجع عن الموقف اللبناني الرسمي الموحد الذي أبلغه بنفسه للموفد توماس براك". ورأت أن "من التزم بالمطالب الأميركية والسعودية، هدفه الأساس هو الذهاب في اتجاه قرارات بأنياب". لا يمكن تفسير هذا الهجوم، من دون النظر في وضعية الحزب، وفي خيارات الدولة اللبنانية. من جهة "حزب الله"، هي المرة الأولى منذ العام 2014 على الأقل، التي لا يرى فيها الحزب تطابقاً مع رئاسة الجمهورية، أو الحكومة، حيال دوره ووضعيته السياسية الداخلية. ما يُقرأ في الهجوم، أن الحزب يتحسّس التغييرات التي طرأت، رغم انفتاح الرئيس على الحوار والمناقشة، ويشعر بأن تجربته مع السلطة اللبنانية تمر بتغيير جوهري: فلم تعد الدولة التي كانت تراعيه، هي نفسها التي تتنازل له في مقابل حماية الاستقرار.. ولم تعد الدولة التي تتفهّمه وتتفهم بيئته (إلى حد الخضوع أحياناً)، هي نفسها التي تعتبر أن المكون الشيعي هو الحزب، والعكس صحيح.

مسافة مع سلاح الحزب

على النقيض، بدّد عون الخلط الملتبس بين الطائفة الشيعية و"حزب الله" السياسي من جهة، وسلاح الحزب من جهة أخرى. فمنذ كشفه عن المذكرة التي أودعها لبراك، وتضمنت تأكيداً على ثوابته لناحية وقف إطلاق النار وانسحاب اسرائيل بالكامل من الأراضي اللبنانية، عزز الثقة مع البيئة الشيعية، كواحدة من أكثر المكونات تضرراً من الحرب. بالتالي، فإنه تموضع على مسافة واحدة من المكونات كافة، وخلق مسافة مقابلة مع سلاح الحزب، بما يمكّنه من مخاطبة المجتمع الدولي، وتمهيد الطريق أمام مؤتمر المانحين المزمع عقده في فرنسا في أيلول/سبتمبر المقبل، لتمويل إعادة الإعمار.

هيبة السلاح

تتراكم الضغوط على عون العازم على المضي في استعادة الثقة مع المجتمع العربي والدولي، بهدف استقطاب الاستثمارات والدعم، وإعادة النهوض بالبلد.. وفي الوقت نفسه، هو يسير بين التناقضات، لحماية الاستقرار الذي، من دونه، لا يمكن اجتذاب الاستثمارات. تختلف حساباته عن حسابات "حزب الله"، المتوجس من عزلة سياسية بعد الانتكاسة العسكرية، ويتوهم بأن هيبة السلاح توفر له ضمانات الاستمرار في التجربة السياسية، أو الأقل، تمكنه من إجراء مقايضة. تتواجه حسابات الطرفين عشية انعقاد جلسة الحكومة المُلزَمَة، دولياً، بإقرار جدول زمني لتنفيذ حصرية السلاح، تحت ضغط إفشال مؤتمر إعادة الاعمار، في حال حاولت السلطات اللبنانية تسويف هذا الملف داخلياً، تحت عنوان "التسوية".  خرج "حزب الله" عن أدبياته السياسية في العلاقة مع الرئاسة، فيما يمضي الرئيس في الرهان على تثبيت نقطة جمع للبنانيين، عبر منح الجيش صلاحية حصر السلاح. وفي ظل هذا التباين، تُفتح المنابر الإعلامية للدفع برسائل سياسية، ستقرأها الحكومة، وتبحث في اجتماعها ما تجده مناسباً لحماية الاستقرار وإقناع المجتمع الدولي والعربي بضرورة دعم لبنان.

 

الحكومة أمام اختبار حصر السلاح: هل يمرّ القطوع بسلام؟

المدن/04 آب/2025

حتى ساعات متأخرة من الليل، استمرت الاتصالات السياسية للتوصل إلى صيغة القرار الذي ستتخذه الحكومة بشأن ملف سلاح حزب الله وتسليمه إلى الجيش اللبناني، عملاً بمعادلة حصر السلاح بيد الدولة. ستبقى الاتصالات مستمرة حتى اللحظات الأخيرة التي تسبق دخول الوزراء إلى الجلسة، لا سيما أن حزب الله ربط قراره بالمشاركة فيها بمعرفة مسبقة لما سينتج عنها أو ستقرره. وقد استند في ذلك إلى دور رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي يعلم جداً دقة الوضع، خطورته وحساسيته، لا سيما أنه يسعى إلى صيغة تكون ملائمة لمختلف القوى.  بقي المشهد ضبابياً، نظراً لوجود وجهات نظر متضاربة ومتعارضة. أطراف بقيت متمسكة بخيار اتخاذ قرار واضح وعلني بسحب كل السلاح الخارج عن سلطة الدولة، ووضع جدول زمني وبرنامج عملي لتحقيق ذلك في مهلة أقصاها نهاية سنة 2025. هذه الأطراف انطلقت من فكرة أنها تمثل رأي غالبية الشعب اللبناني وأكثر، لا سيما بعد صدور مواقف لحلفاء حزب الله يعلنون فيها ضرورة حصرية السلاح بيد الدولة، ما يعني بالنسبة إليها أن مطلب سحب السلاح يحظى بأكثرية 70 بالمئة من اللبنانيين، بينما حزب الله ومن يؤيد بقاء السلاح يمثل 30 بالمئة، ويعتبر هؤلاء أن لديهم أكثرية الثلثين في مجلس الوزراء، طبعاً إلى جانب الوزراء المحسوبين على رئيسي الجمهورية والحكومة، ولذا لا بد للحكومة من اتخاذ قرار واضح ولو اقتضى الأمر اللجوء إلى التصويت.

في المقابل، حزب الله لا يزال على موقفه، هو يريد تقديم المطالب اللبنانية على المطالب والشروط الدولية، لا يُمانع حزب الله النقاش في البنود الثمانية التي طرحها رئيس الجمهورية ومن ضمنها مسألة حصر السلاح بيد الدولة، ولكن بعد الانسحاب الإسرائيلي، وقف الاعتداءات والخروقات، إطلاق سراح الأسرى، وإطلاق مسار إعادة الإعمار. علماً أن الضغوط الدولية التي تُمارس على لبنان تركز على ضرورة أن يبدأ لبنان بحصرية السلاح وبوضع خطة تنفيذية واضحة لتحقيق ذلك مع مهلتها الزمنية. هنا يعتبر الحزب أنه لا يمكنه الموافقة على تسليم السلاح إلا بضمانات واضحة، علماً أنه منذ انتخاب رئيس للجمهورية كان قد تلقى وعوداً كثيرة ويعتبر أنه لم يتحقق منها شيء.

عمل حزب الله على إعداد مطالعته الواضحة، باعتبار أنه وافق على اتفاق وقف ترتيبات الأعمال العدائية، وكان يفترض بإسرائيل أن توقف عملياتها وتنسحب بعد 60 يوماً من وقف النار، بالإضافة إلى عقد مؤتمر لإعادة الإعمار، لكن كل هذه العروض أو الوعود لم يتحقق منها شيء، وهو سيركز على أن الأولوية لأن تلتزم إسرائيل بما جرى الاتفاق عليه سابقاً. إسرائيل في المقابل، تتعاطى مع لبنان من منطلق أنها الطرف الذي حقق انتصاراً وأن لبنان وحزب الله في حالة ضعف بعد تعرضهما لضربات قوية، ما يعني على الحزب أن يقدم التنازلات المطلوبة وعلى لبنان ان يلتزم بالمسار المعروض عليه.

كل هذه السجالات تنعكس على الواقع السياسي في البلاد، وستنعكس على طاولة مجلس الوزراء، علماً أن الحزب يبقى حذراً من أي خطوة قد تفاجئه، مثل اتخاذ قرار بالتصويت على سحب السلاح وعلى وضع جدول زمني، لا سيما في ضوء المعلومات التي تفيد بأن التعاطي الخارجي مع لبنان يركز على نقطة أساسية أنه يجب الالتزام بالورقة المعروضة والموافقة عليها وإقرارها مع جدولها الزمني من دون أي نقاش آخر، لذلك كان الحزب يصر على ضرورة معرفة فحوى القرار الذي ستتخذه الحكومة.

في الموازاة، برزت اقتراحات لتفادي الصدام، أو حصول أزمة حكومية، او توتر على المستوى السياسي أو الشعبي، من بينها أن يتم عرض الورقة الأميركية المعروضة واستعراض الخيارات والملاحظات اللبنانية على طاولة مجلس الوزراء الثلاثاء، فيكون النقاش قد فُتح ودخل لبنان الرسمي في مسار جدي لحصرية السلاح، على أن يتم ترحيل القرارات إلى جلسة أخرى إما تكون يوم الخميس، أو الأسبوع المقبل، وبذلك يتم سحب فتيل التوتر ومواصلة النقاش للخروج بقرار واضح، ومن بين الأفكار المطروحة أيضاً أن يتم تكليف الجيش اللبناني أو المجلس الأعلى للدفاع بالعمل على تقديم شرح حول ما تحقق حتى الآن، وتصور للآلية التنفيذية لاستكمال الانتشار وحصر السلاح والوقت الذي يحتاجه لذلك. إلا أن ذلك سيبقى بحاجة إلى معرفة ردة الفعل الأميركية والإسرائيلية.  بغض النظر عن كل التفاصيل، يبقى لبنان في مواجهة استحقاق مفصلي. المسؤولون يعلمون أنه لا بد من الخروج بقرار واضح وبرنامج عمل محدد. لكن ما تؤكده التجارب السياسية التاريخية، أن أي اتفاق من هذا النوع يبقى بحاجة إلى اتفاق سياسي تنضج ظروفه داخلياً وخارجياً. حتى الآن لا تبدو الظروف ناضجة لتحقيق حصر السلاح، بينما حزب الله لا يزال على موقفه المتمسك بسلاحه وشروطه، ما يعني أنه حتى لو اتخذت السلطة اللبنانية قراراً واضحاً بسحب السلاح، تبقى الأنظار متجهة على الآلية التنفيذية وكيف سيتم تنفيذ هذا القرار وإذا ما سيكون هناك قدرة على تنفيذه، أم أن سيناريو التاريخ الذي حدد لسحب السلاح الفلسطيني سيتكرر، أو أن تتكرر مشاهد الاعتراض على قوات اليونيفيل في الجنوب، علماً أن ذلك سيؤدي إلى انقاسم عمودي كبير داخلياً، من دون إمكانية لإغفال الضغوط الخارجية التي ستستمر وقد تتصاعد.

 

لبنان في حالة ترقّب: حزب الله يدرس تسليم السلاح والورقة الأميركية تضيّق الخناق!

جنوبية/04 آب/2025

في تطور غير مسبوق على الساحة اللبنانية، تتقاطع الضغوط الداخلية والدولية لتضع حزب الله أمام خيار وجودي يتمثل في تسليم سلاحه الثقيل تدريجياً إلى الجيش اللبناني، وفق خطة أميركية معدّلة تلقّاها لبنان خلال الساعات الماضية، عشية جلسة مجلس الوزراء المقررة غداً الثلاثاء، والتي ستشهد تصويتاً محوريًا على قرار حصر السلاح بيد الدولة.

الورقة الأميركية تُحسم

بحسب مصادر مطلعة، فإن النسخة المعدّلة من ورقة الموفد الأميركي توم برّاك، التي تم تسليمها رسمياً إلى لبنان، جاءت أكثر حزماً وأقل قابلية للنقاش. وأكدت المعلومات أن الورقة تنص على جدول زمني صارم لتسليم السلاح الثقيل فالمسيّرات، ثم السلاح الخفيف، مع مطالبات واضحة بترسيم الحدود مع سوريا وإسرائيل، ووقف العدوان الإسرائيلي، وإطلاق سراح الأسرى اللبنانيين، ضمن رزمة متكاملة لإعادة بناء الدولة وتحقيق الازدهار. وبحسب مصدر دبلوماسي متابع، فإن واشنطن “ترفع سقف التفاوض” وترى أن الوقت حان لـ”نهاية زمن تعدد الجبهات المسلحة”، مشيرة إلى أن الورقة غير قابلة للتعديل، وعلى لبنان إما القبول بها أو تحمّل تبعات سياسية واقتصادية قد تكون قاسية.

حزب الله: “الخروج بميني انتصار”

في المقابل، كشفت مصادر متابعة عبر موقع “الأنباء” أن حزب الله لا يمانع مبدئياً تسليم السلاح الثقيل للجيش اللبناني، لكنه يطالب بإطار يضمن له “حفظ ماء الوجه” أمام بيئته التي دعمته على مدى أكثر من أربعة عقود. فالحزب، بحسب المصادر، يسعى إلى الخروج بمظهر المنتصر ولو رمزياً، مقابل ما يعتبره “تنازلاً استراتيجياً” عن ذراعه العسكرية الثقيلة. ووفق المعلومات، فإن الحزب يدرس خيارات متعددة، من بينها الاحتفاظ بالسلاح الخفيف والمتوسط لأغراض داخلية وأمنية في مناطق نفوذه، وهو أمر ترفضه واشنطن والدول المعنية، التي تشترط تفكيكاً كاملاً لأي بنية مسلحة خارج إطار الجيش. على خط موازٍ، أكدت مصادر وزارية أن لا نية لدى وزراء الثنائي الشيعي (حزب الله وحركة أمل) لمقاطعة أو تعطيل جلسة الغد. بل على العكس، هناك “جهود مكثفة” تُبذل خلف الكواليس لتجنب التصعيد، على أن تكون المشاركة محسوبة بدقة، توازن بين الالتزام الحكومي والاحتفاظ بورقة تفاوضية في الجيب.

المرفأ: خمس سنوات على الانفجار… والعدالة تقترب

في مشهد آخر لا يقل ثقلاً عن ملف السلاح، أحيا اللبنانيون الذكرى الخامسة لانفجار مرفأ بيروت، الذي وقع في 4 آب 2020 وأسفر عن مقتل أكثر من 200 شخص وتشريد الآلاف، وسط أجواء قضائية تشير إلى أن المحقق العدلي القاضي طارق البيطار بات قريباً من إصدار القرار الاتهامي، بعد عقد عشرات الجلسات خلال الأشهر الأربعة الماضية واستجواب شخصيات سياسية وأمنية رفيعة. وفي هذا السياق، شدد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، في كلمة له بالمناسبة، على أن “الدولة بكل مؤسساتها ملتزمة بكشف الحقيقة كاملة مهما علت المناصب”، مضيفاً أن “العدالة لا تعرف الاستثناءات”. من جهتها، كتبت السفارة الأميركية في بيروت عبر منصة “أكس”: “نقف إلى جانب الشعب اللبناني في مطالبته بالمحاسبة… ويستحق لبنان نظاماً قضائياً مستقلاً لا يحمي النخب.”

ترسيم الحدود

الورقة الأميركية تضمنت أيضاً بنودًا حيوية تتصل بترسيم الحدود مع سوريا، واستكمال الترسيم مع إسرائيل، ما يعني أن ملف الحدود عاد بقوة إلى الواجهة، وارتبط تلقائياً بملف “شرعية السلاح”، في مسعى لإعادة ضبط المشهد السيادي اللبناني. ورغم حساسية المرحلة، فإن مصادر حكومية توقعت أن تكون جلسة الغد اختبارًا حقيقيًا لقدرة لبنان على اتخاذ قرارات سيادية تحت الضغط، مشيرة إلى أن الرد اللبناني الرسمي على الورقة الأميركية يُعد حالياً في بعبدا، حيث تجتمع اللجنة الرئاسية المعنية اليوم لمناقشته.

القرار الصعب أمام الدولة والحزب

لبنان اليوم ليس أمام معادلة أمنية فقط، بل أمام معادلة وجودية تختبر قدرته على تحويل اتفاقات الأمر الواقع إلى دولة حقيقية تمتلك وحدها قرار الحرب والسلم. ويبقى التساؤل: هل يشهد اللبنانيون غداً بداية مسار إنهاء حقبة “ازدواجية السلاح”، أم سيكونوا على موعد جديد مع المراوحة في حلقة الأزمات؟ الجواب في جلسة الغد… وتداعياتها ستُرسم لسنوات قادمة.

 

حصرية السلاح على طاولة مجلس الوزراء الثلاثاء.. و«الحزب» في أضعف حالاته العسكرية!

جنوبية/04 آب/2025

تتجه الأنظار إلى جلسة الحكومة اللبنانية المقررة الثلاثاء المقبل، والتي تحمل على جدول أعمالها بندًا أساسيا بعنوان «حصرية السلاح بيد الدولة». الدعوة إلى هذه الجلسة فتحت الباب أمام تساؤلات جدية حول واقع الترسانة العسكرية لـ«حزب الله»، وسط تقديرات تشير إلى أن قدراته القتالية تآكلت بشكل لافت نتيجة الحرب مع إسرائيل الممتدة بين أكتوبر 2023 ونوفمبر 2024، وما تلاها من غارات إسرائيلية متواصلة وعمليات تفكيك لمنشآته جنوب الليطاني. وبحسب ما تؤكده الحكومة اللبنانية، فقد انسحب «حزب الله» من معظم مواقعه العسكرية جنوب الليطاني، بعدما أصيبت نحو 90% من مراكزه ومنصات إطلاقه هناك بضربات إسرائيلية دقيقة، في حين أزال الجيش اللبناني منشآت أخرى ضمن نفس المنطقة. ومع ذلك، لا يزال الحزب يواصل التلويح بامتلاكه قدرات صاروخية قادرة على إصابة العمق الإسرائيلي، رغم الشكوك المتزايدة حول فعالية هذه الترسانة في ظل المتغيرات الميدانية.

الضربات تقوّض البنية القتالية

يرى خبراء عسكريون أن الخطاب التصعيدي لـ«حزب الله» لا يعكس حقيقة واقعه القتالي.

ويشير العميد الركن المتقاعد خليل الحلو إلى أن الحزب فقد كثيرًا من قدراته اللوجستية، وتعرض عمقه الاستراتيجي لضربات مؤلمة، في مقابل تطور غير مسبوق في أنظمة الرصد والمراقبة الإسرائيلية. واعتبر أن تشغيل الصواريخ متوسطة وبعيدة المدى بات «أشبه بالمستحيل»، إذ تتطلب هذه الأسلحة تجهيزات ومنصات واضحة يسهل رصدها واستهدافها. ويُضيف الحلو أن الجنوب لم يعد بيئة آمنة لإطلاق الصواريخ، حتى البقاع الشمالي – الذي كان يُعوّل عليه كبديل – بات مكشوفًا للغارات، وهو ما يجعل تنفيذ أي عملية هجومية باستخدام هذا السلاح خيارًا عالي الخطورة وغير مضمون النتائج.

تفوق استخباراتي إسرائيلي

بحسب التقييمات، طورت إسرائيل شبكة مراقبة متكاملة تشمل طائرات مسيّرة، أقمارًا اصطناعية، ونُظم ذكاء اصطناعي قادرة على تحليل الإشارات البصرية والحرارية في وقت شبه لحظي. وبحسب الحلو، فإن هذه القدرات تجعل أي تحرك صاروخي محتملًا للكشف أو الضرب الوقائي السريع. وبالإضافة إلى «القبة الحديدية»، بدأت إسرائيل استخدام منظومات اعتراض تعمل بالليزر، ما يضيّق أكثر على قدرة «حزب الله» في المناورة أو الردع.

سوريا لم تعد ممراً آمناً

من جانبه، يرى العميد الركن المتقاعد نزار عبد القادر أن خطوط إمداد «حزب الله» عبر سوريا باتت مشلولة، بسبب المراقبة المشددة على المعابر البرية والمرافئ. ولفت إلى أن الحزب يعيش «حالة إنكار» لواقعه الميداني، مستمرًا في استخدام تهديد الصواريخ كورقة سياسية لا عسكرية. ويؤكد أن ما تبقى من هذه الترسانة بات يستخدم كورقة ضغط داخلية وإقليمية، لا كسلاح هجومي فعّال، بعد أن فقد مرونة الحركة ومساحات الإطلاق الآمنة.

من الردع إلى الرمزية

تُشير التقديرات العسكرية إلى أن ترسانة الحزب الصاروخية فقدت نحو 70% من حجمها السابق، ولم يتبقّ سوى ما يُستخدم لأغراض دفاعية محلية. وبحسب الحلو وعبد القادر، فإن الصاروخ الذي كان يُستخدم للردع أصبح اليوم هدفًا مكشوفًا، وتحول «سلاح الردع» إلى عبء أمني وسياسي، بعد أن تراجعت قدرة الحزب على المبادرة.

ففي ظل الانكشاف الميداني وتفوق التكنولوجيا الإسرائيلية، باتت الترسانة أشبه بـ«قوة رمزية» أكثر منها أداة قتال فاعلة، فيما يبدو أن مرحلة جديدة تُرسم في علاقة «حزب الله» بسلاحه، وموقعه في معادلة القوة داخل لبنان وخارجه.

 

رابط فيديو لقاء خاص مع أمير جبل الدروز حسن الأطرش والباحثة السياسية د. زينة منصور

(الأحد 3 آب 2025)

https://www.facebook.com/SuwaydaEvent.newsroom/videos/1295206395328829

✅ حقيقة شرارة مجزرة السويداء التي نفذها الأمن العام

✅ حكومة الجولاني وقرار تدمير الأمة القومية السورية

✅ تفسير دخول إسرائيل على خطّ المواجهة بجانب الدروز

✅ دلالات دخول المسلحين الى دار عرى وحرق منزل الأمير جهاد

تنسيق دار الإمارة مع دار قنوات

✅إعلان منطقة جبل الدروز منطقة فدرالية

أسباب علاقة دار عرى مع البكور ودمشق

موقف دار عرى من التعاون مع إسرائيل كحل

https://www.facebook.com/SuwaydaEvent.newsroom/videos/1295206395328829

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

زيارة مرتقبة للطاقة الذرية لإيران للمرة الأولى منذ الحرب

المدن/04 آب/2025

يزور نائب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، ماسيمو أبارو، إيران في الأيام المقبلة، في أول موعد منذ انتهاء الحرب الإسرائيلية على إيران، بحسب ما أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، اليوم الاثنين. وأضاف بقائي أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لا تزال عضواً في معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية (NPT) وكذلك عضواً في اتفاقية الضمانات الشاملة التابعة للمعاهدة، مؤكداً أن إيران ملتزمة بتعهداتها ما دامت عضويتها قائمة في هذه الاتفاقيات، إلا أن ذلك لا يمنعها من تسجيل اعتراضها على "النهج السياسي وغير المهني للوكالة" عبر مختلف القنوات. وأشار بقائي إلى أنه في الوقت الراهن، "لا يوجد أي مفتش تابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية في إيران"، مؤكداً أن التعاون بين الوكالة والجمهورية الإسلامية يجب أن يُنظم بشكل كامل استناداً إلى آخر قرار صادر عن مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان). وتابع: "تلتزم الحكومة ووزارة الخارجية بتنظيم إطار التعامل مع الوكالة بناء على هذا القرار". وكان البرلمان الإيراني قد وافق في نهاية حزيران/يونيو الماضي، في أعقاب الحرب الإسرائيلية الأخيرة ضد البلاد، على مشروع قانون يُلزم الحكومة بتعليق التعاون بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية.

 أمن المنشآت النووية

وفي ذلك الوقت، صرّح عضو هيئة رئاسة البرلمان الإيراني، عليرضا سليمي، لوكالة "إيسنا" الإيرانية قائلاً إنه، وفقاً لمشروع قانون تعليق التعاون، "لا يحق لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة دخول البلاد بغرض التفتيش، ما لم يتم ضمان أمن المنشآت النووية والنشاطات النووية السلمية للجمهورية الإسلامية"؛ كما أن هذا الأمر مشروط بموافقة المجلس الأعلى للأمن القومي. وفي سياق متصل، تناول المتحدث باسم الخارجية الإيرانية مساعي الدول الأوروبية الثلاث؛ فرنسا وبريطانيا وألمانيا، لتفعيل آلية الزناد (سناب باك) من أجل إعادة فرض العقوبات وقرارات مجلس الأمن، مؤكداً أن هذه الدول الثلاث "لا تملك لا من الناحية القانونية ولا من الناحية الأخلاقية، أي حق في استغلال هذه الآلية لإعادة فرض العقوبات على الجمهورية الإسلامية الإيرانية". وحذّر بقائي من أن "أي استغلال لهذا الأدوات ستكون له بالتأكيد انعكاسات وتداعيات، سواء على نظام الحد من الانتشار النووي أو على هذه الدول الثلاث نفسها".

 سلمية البرنامج النووي

وفي معرض رده على تصريحات وزير الخارجية البريطانية ديفيد لامي، بشأن التشكيك في سلمية برنامج التخصيب في إيران، قال بقائي إن الأخير "ليس في موقع يُخوّله بإثارة الشكوك حول سلمية برنامج إيران النووي"، إلا إذا كان تصريحاته "مجرد موقف سياسي وتدخل سافر". وأضاف "إذا كان وزير الخارجية البريطانية يعتبر الوكالة الدولية للطاقة الذرية جهة معنية وموثوقة، فعليه بطبيعة الحال أن يقبل بتقاريرها الرسمية؛ إذ لم ترصد الوكالة في أي من تقاريرها أي انحراف عن الإطار السلمي في البرنامج النووي الإيراني“.

وأعرب بقائي عن استعداد إيران للدخول في أي مسار تفاوضي بجدية تامة، وقالت إنها اتفقت على مواصلة مفاوضات إسطنبول مع الترويكا الأوروبية بشأن ملفها النووي.

 

إيران تستعد لمرحلة جديدة من الحرب.. تأسيس مجلس الدفاع الوطني

طهران - مجيد مرادي/المدن/04 آب/2025

أقرّ المجلس الأعلى للأمن الوطني الايراني، تأسيس مجلس الدفاع الوطني، وذلك في إطار المادة 176 من الدستور. وسيتولى مجلس الدفاع دراسة الخطط الدفاعية وتعزيز قدرات القوات المسلحة بشكل مركزي.

يتولى رئاسة هذا المجلس، رئيس الجمهورية، ويضم رؤساء السلطات وقادة القوات المسلحة وبعض الوزارات ذات الصلة.

 دوافع تشكيل مجلس الدفاع:

1- يشكل إنشاء مجلس الدفاع في إيران دليلاً على أن نظام الجمهورية الإسلامية قد خلص إلى أن وقف إطلاق النار الحالي بين إيران وإسرائيل هشّ للغاية، وأنه قد ينتهي في أي لحظة كما ورد في تصرح لوزير الخارجية عباس عراقچي في مقابلة مع صحيفة "فاينانشال تايمز"، قال فيه: "لا يوجد أي اتفاق لوقف إطلاق النار. هم أوقفوا العدوان دون شروط، ونحن بدورنا أوقفنا الدفاع. كل شيء يمكن أن يستأنف. هم يستطيعون الاستئناف، ونحن نستطيع الاستئناف". وبالتالي، ترى إيران نفسها الآن على أعتاب حرب مفروضة عليها.

2- يبدو أن الاختلافات وصعوبات الوصول أحياناً إلى القائد الأعلى للقوات المسلحة، المرشد الإيراني علي خامنئي، خلال الحرب الـ12 يوما الماضية، لاتخاذ القرار النهائي، قد أوجبت ضرورة تشكيل هيئة تمتلك صلاحية صنع القرار واتخاذ القرارات الاستثنائية النهائية، في حال غياب القائد أو تعذّر الوصول إليه. 

وعلمت "المدن" أنه في اليوم الحادي عشر من الحرب الأخيرة بين إسرائيل وإيران، عندما قدم ستيف ويتكوف، مستشار ومبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عرض وقف إطلاق النار إلى وزير الخارجية الإيرانية، لم يتمكن الأخير من الوصول إلى خامنئي الذي كان مختبئاً في موقع سري للغاية جراء القصف الإسرائيلي. كما فشل في الاتصال بالرئيس مسعود بزشكيان أيضاً، فقرر عراقجي بالتعاون مع الجنرال محمد باکبور، القائد العام للحرس الثوري، قبول عرض وقف إطلاق النار بشكل ثنائي.

أثار هذا القرار، المتخذ في غياب القائد الأعلى للقوات المسلحة، استياء بعض المحافظين الذين يعتقدون أن إيران كانت تمتلك القدرة على مواصلة الحرب وإلحاق الهزيمة بإسرائيل.

وبطبيعة الحال، فإن الظروف الطارئة وعدم إمكانية الوصول إلى القائد العام للقوات المسلحة لاتخاذ القرار النهائي أو المصادقة على القرارات، يعرّض عملية صنع القرار لأزمة حقيقية.

3- أهم وظيفة لمجلس الدفاع هي تنظيم العلاقات بين الجيش الإيراني وقوات الحرس الثوري من جهة، والتنسيق بينهما وبين الحكومة والقضاء والبرلمان من جهة أخرى. فإيران، على عكس جميع دول العالم، تمتلك جيشين نظاميين، ودخول كليهما في ساحة المعركة أو الدفاع، يتطلب التماسك والتنسيق. 

من الناحية الإدارية، يتم التنسيق بين الجيش والحرس من قِبَل هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، ولكن في حالة الحرب، يصبح التنسيق الميداني بينهما وبين أركان الحكومة ضرورياً، ويتم عبر مجلس الدفاع الذي يضم أيضاً رئيس الحكومة ورئيس السلطة القضائية ورئيس البرلمان. وهكذا يشكل مجلس الدفاع الوطني حلقة وصل بين القوات المسلحة وبين الحكومة بشكل عام.

 التطور التاريخي ومهام المجلس

بعد الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، وبالنظر إلى التهديدات التي تشكلها الجماعات الانفصالية والمعارضة، تم تشكيل المجلس الأعلى للدفاع الوطني من قبل وزارة الدفاع. وبعد اعتماد الدستور عام 1979، انتقل المجلس ليكون تحت الإشراف المباشر للقائد الأعلى (المرشد)، وأعيد تعريف مهامه وتكوين أعضائه. وفقاً للمادة 110 من الدستور، فإن القيادة العامة للقوات المسلحة وتشكيل المجلس الأعلى للدفاع من صلاحيات المرشد. ضمّ المجلس في عضويته رئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء (قبل إلغاء المنصب)، ووزير الدفاع، ورئيس الأركان المشتركة للجيش، والقائد العام لحرس الثورة الإسلامية، بالإضافة إلى مستشارين يعينهما المرشد.

والمهام الرئيسة لمجلس الدفاع الأعلى كانت اتخاذ القرارات الاستراتيجية، أي اقتراح إعلان الحرب أو السلام، وتعبئة القوات، وترشيح القادة العسكريين الكبار للموافقة النهائية من القائد العام، والتنسيق بين المؤسسات العسكرية والمدنية اي تحقيق التكامل بين الجيش والحرس الثوري والمؤسسات الأمنية خلال فترة (الحرب العراقية-الإيرانية)، ووضع السياسات الدفاعية وتحديد الاستراتيجيات الدفاعية والرد على مبادرات وفود السلام الدولية.

 التغييرات بعد تعديل الدستور

بعد إقرار الدستور المعدل في 1989، تم إلغاء المجلس الأعلى للدفاع وحلّ المجلس الأعلى للأمن القومي محله مع توسيع الصلاحيات في المجالات الأمنية والاقتصادية والسياسة الخارجية.

وبعد الحرب الأخيرة بين إسرائيل وإيران، قرر المجلس الأعلى للأمن القومي تشكيل مجلس خاص للقضايا العسكرية تحت عنوان مجلس الدفاع، وهو في الحقيقة مجلس مصغر داخل المجلس الأعلى للأمن القومي، وهو ما يعزز دور المجلس الجديد في تأمين التنسيق والتماسك في عملية صناعة القرار والتنفيذ أثناء الأزمات. ويبدو أن ذلك لن يتسبب في تداخل وظيفي بين المجلسين، حيث سيركز المجلس الأعلى للأمن الوطني على المهام الأمنية والسياسية والاستراتيجية، بينما يتولى مجلس الدفاع الشؤون العسكرية.

 

مصادر في مكتب نتنياهو: سنحتل قطاع غزة والقرار اتُّخذ

المدن/04 آب/2025

ذكرت وسائل إعلام عبرية ، مساء اليوم الاثنين، أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، اتخذ قراراً بالمضي نحو "احتلال قطاع غزة"، في خطوة يُدفَع نحوها من قبل وزراء في اليمين المتطرف، رغم معارضة المؤسسة الأمنية وتحذيراتها من تعريض حياة الأسرى للخطر.

احتلال القطاع

ونقلت "القناة 12" العبرية عن مسؤول رفيع المستوى بمكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، قوله إن إسرائيل ستحتل قطاع غزة. وقال المسؤول: "سنحتلّ قطاع غزة، والقرار اتُّخذ"، زاعماً أن "حماس لن تُفرج عن أي رهائن آخرين من دون استسلام كامل، ولن نستسلم... إذا لم نتحرّك الآن، سيموت الرهائن جوعاً، وستبقى غزة تحت سيطرة حماس". كما نقلت القناة عن "جهات رفيعة في مكتب رئيس الحكومة" أن  "حماس لن تُفرج عن المزيد من الرهائن من دون استسلام كامل، ونحن لن نستسلم".وقالت: "إذا لم نتحرك الآن، سيموت الرهائن من الجوع، وستبقى غزة تحت سيطرة حماس". وبموجب القرار، فإن الجيش الإسرائيلي سيُقاتل في مناطق امتنع عن دخولها خلال الأشهر الماضية، بما يشمل المخيمات في وسط القطاع، التي يُعتقد بوجود أسرى فيها. من جهتها، نقلت "القناة 14" العبري عن مصدر سياسي، أن "نتنياهو بات يدرك أن الخطوة الصحيحة حتى الآن هي احتلال قطاع غزة لكنه لم يتخذ قراراً بذلك". وأضافت نقلاً عن مقربين من نتنياهو، "هناك قرار لدى رئيس الوزراء باحتلال كامل لقطاع غزة"، مشيرين إلى أنه "إذا واصل رئيس الأركان معارضة ذلك فبإمكانه الاستقالة".

جلسة أمنية غداً الثلاثاء

بدورها، ذكرت هيئة البثّ الإسرائيلية "كان 11" أن رئيس الحكومة سيعقد، غداً الثلاثاء، جلسة أمنية لبحث توسيع الحرب نحو المناطق التي يُخشى وجود أسرى فيها. وذكرت أن "المؤسسة الأمنية تعارض التوغل برا في الأماكن التي يُحتجز فيها رهائن، خشية المسّ بحياتهم". ونقلت القناة عن مصدر أمني مطّلع على تفاصيل المفاوضات قوله: "إسرائيل تدير ظهرها لجهودها وتتنازل أسرع مما ينبغي، فصفقة جزئية مع حماس كانت قريبة جدًا، لكن الحكومة تراجعت بسرعة، حماس وضعت العراقيل، لكن الفجوات كانت قابلة للجسر". وأضافت أن "وزراء تحدثوا مع نتنياهو قالوا إنه اتخذ قرارًا بتوسيع العملية العسكرية" في إطار حرب الإبادة على غزة، وذلك رغم تباين المواقف مع الجيش الإسرائيلي. واستخدم عبارة 'احتلال القطاع' حرفيًا خلال حديثه مع بعض الوزراء". وأشارت "كان 11" إلى أن القرار إذا أُقرّ رسمياً، فسيكون "مخالفاً لموقف الجيش ورئيس الأركان إيال زامير"، وقد يدفعه، وفق تقديرات بعض الوزراء، إلى الاستقالة من منصبه. إذ يرى زامير أن "التوغل في المناطق التي يُحتجز فيها رهائن يُعرّض حياتهم للخطر بشكل كبير".

زامير يلغي زيارة للولايات المتحدة

على صعيد متصل، ألغى زامير زيارة إلى الولايات المتحدة، والتي كان من المقرر أن يلتقي خلالها مسؤولين كباراً في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، ويشارك في مراسم تسليم قيادة القيادة المركزية الأميركية من الجنرال مايكل كوريلّا. ووفق "كان 11"، فإن إلغاء الزيارة جاء على خلفية انهيار مفاوضات تبادل الأسرى، والتسريبات الإعلامية من أوساط نتنياهو، والتي تفيد بأنه قرّر المضي باتجاه احتلال قطاع غزة، خلافًا لموقف الجيش والأجهزة الأمنية.

ضوء أخضر أميركي

من جهته، ذكر موقع "واينت" أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، منح نتنياهو "ضوءاً أخضر" لتنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة. ووفق التقرير، فإن القناعة السائدة في كل من واشنطن وتل أبيب هي أن "حماس لا تريد التوصل إلى صفقة". وأشار الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" إلى أن رغم عدم دعوة الكابينيت للانعقاد خلال الأيام الماضية، إلا أن نتنياهو يعقد مشاورات ومداولات أمنية لبحث حول سُبل مواصلة الحرب على قطاع غزة بعد تعثر المفاوضات. ونقل عن "مسؤولين بارزين في محيط رئيس الحكومة" أن "القرار قد اتُّخذ"، وأن إسرائيل تتجه نحو "احتلال كامل لقطاع غزة وحسم المعركة ضد حماس". وأضاف هؤلاء المسؤولون أن "الخطة تشمل تنفيذ عمليات عسكرية في مناطق يُحتجز فيها رهائن". وأشارت المصادر إلى أنه "إذا لم يكن هذا القرار ملائمًا لرئيس الأركان – فليقدّم استقالته"، في إشارة إلى تصاعد التوتر بين المستويين السياسي والعسكري، وإلى ما نُشر حول احتمال أن يفكر زامير، في إنهاء ولايته. ووفقاً للتقرير، فإن نتنياهو سيطرح خلال جلسة الكابينت المرتقبة اقتراحاً بتكليف الجيش الإسرائيلي بتنفيذ عملية شاملة لاحتلال القطاع، بهدف "القضاء على حماس واستعادة الأسرى"، وذلك في ظل قناعة راسخة في إسرائيل بأنه لم يعد من الممكن التوصل إلى صفقة، سواء جزئية أو شاملة، للإفراج عنهم.

جلسات تقييم

في غضون ذلك، أفاد منسق شؤون الأسرى في الحكومة الإسرائيلية غال هيرش، في رسالة وجّهها إلى عائلات الأسرى، بأنه "منذ عودة الوفد الإسرائيلي من الدوحة، تُعقد بشكل متواصل جلسات تقييم ومداولات تتعلق بوضع الأسرى، وحالة المفاوضات، والخطط والبدائل المختلفة". وأشار هيرش إلى أن هذه النقاشات تُعقد "في منتديات مهنية وفي اجتماعات عمل على أعلى المستويات، بما يشمل اجتماعات برئاسة رئيس الحكومة نفسه"، مضيفًا أن "هذا الأسبوع من المقرّر عقد مداولات إضافية على مستوى رفيع، من بينها جلسة للكابينت". وأضاف: "هناك أسباب لترتيب هذه النقاشات والمواعيد التي تحدّدت لها". وادعى هيرش في رسالته أن السلطات "تعمل بكافة الوسائل والقدرات المتاحة وبطرق مختلفة في سبيل الإفراج عن الأسرى"، لافتًا إلى "إجراءات عاجلة على عدة مستويات".

 

نتنياهو متردد بشأن خطط غزة.. والجيش يطالبه بأوامر واضحة

المدن/04 آب/2025

يعقد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، في الأيام المقبلة، مناقشات عدة توصف بأنها "حاسمة"، بشأن المرحلة المقبلة من حرب الإبادة والتجويع الإسرائيلية على قطاع غزة، ستتبلور بعدها التوجهات الإسرائيلية، وسط آراء متباينة في الكابينت.

وذكرت القناة (12) العبرية، اليوم الاثنين، أن دولة الاحتلال تقف أمام قرار صعب بين توسيع القتال إلى مناطق إضافية في قطاع غزة، حتى لو كان في ذلك خطر على حياة المحتجزين الإسرائيليين، أو استنفاد فرص التوصل إلى صفقة مع حركة "حماس".

 حلفاء نتنياهو مع التصعيد

ويؤيد توسيع العملية العسكرية، حتى لو على شكّلت خطراً على حياة المحتجزين، كل من الوزراء رون ديرمر (مقرب من نتنياهو)، وبتسلئيل سموتريتش، وإيتمار بن غفير، والسكرتير العسكري لرئيس الوزراء رومان جوفمان، وسكرتير الحكومة يوسي فوكس. في المقابل، يقف في صف "استنفاد فرصة التوصل إلى صفقة" كل من الوزير جدعون ساعر، وعضو الكابينت أرييه درعي، ورئيس أركان جيش الاحتلال إيال زامير، ورئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي، ونائب رئيس فريق التفاوض الإسرائيلي الذي يُرمز إليه بالحرف "م"، ورئيس "الموساد" دافيد برنياع، ومسؤول ملف المحتجزين نيتسان ألون. أما "المترددون"، على حد وصف القناة، الذين سيحسمون القرار في النهاية، فهم نتنياهو، ووزير الأمن يسرائيل كاتس، والقائم بأعمال رئيس "الشاباك" الذي يُرمز إليه بالحرف "ش".

 الجيش يريد صفقة

ويدفع زامير إلى صفقة، ويقول إنه "بالإمكان تليين الموقف وبذل جهد من أجل التوصل إلى صفقة"، وإن "الجيش الإسرائيلي سيكون مستعدا لصفقة بأي ثمن يُقرر"، وفق إذاعة الجيش الإسرائيلي. وذكرت الإذاعة اليوم، أن رئيس أركان الاحتلال، يطالب الحكومة بمنح الجيش "وضوحاً إستراتيجياً"، وأن يقرر المستوى السياسي بشأن استمرار الحرب على غزة بادعاء أن عملية "عربات جدعون" العسكرية قد انتهت. وأضافت أن زامير يحذر من عدم انعقاد الكابينت منذ فترة طويلة، ويدعي أنه لا يوجد وضوح لدى الجيش، وأنه لا يتلقى أوامر وتعليمات واضحة من المستوى السياسي حول مستقبل الحرب. ولم تحقق عملية "عربات جدعون" العسكرية هدفها المعلن، وهو ممارسة ضغط عسكري على حماس كي توافق على تبادل أسرى ووقف إطلاق نار بشروط إسرائيلية؛ أي من دون إنهاء الحرب، ومن دون القضاء على حماس، وفق ما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم.

بدائل زامير

وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن، قبل أسبوعين، عن أن "عربات جدعون" وصلت إلى نهايتها، وطالب المستوى السياسي بالمطالب نفسها التي يضعها اليوم. وقال الجيش حينها، إنه "على المستوى السياسي اتخاذ قرارات حول كيف ستستمر عمليات الجيش"، في حين أفاد موقع "زمان يسرائيل" الإخباري، أن الجيش لا يُخفي رغبته بدفع صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق نار، وأن هذه "ضرورة فورية من أجل إنعاش القوات". لكن موقف الجيش الإسرائيلي، وفق الإذاعة، هو أنه "يجب الاستمرار في السيطرة على المناطق عند حدود القطاع في أي اتفاق مستقبلي"، ومن الجهة الأخرى، يدعي الجيش أنه "حتى إذا طولبنا بالتنازل، فإنه سنتمكن من السماح لأنفسنا بتليين الموقف". وأضافت الإذاعة أن زامير يحذر في "محادثات مغلقة" من أن البقاء في القطاع، "يشكل خطراً على قوات الجيش الإسرائيلي وسيكون لمصلحة حماس، وذلك إلى جانب الإرهاق المتزايد في الجيش". وفي حال عدم التوصل إلى صفقة، يعتزم زامير طرح بديلين أمام المستوى السياسي. البديل الأول، هو "احتلال القطاع كله، وهو ما يعارضه الجيش". ووفق زامير، فإن "احتلال القطاع كله ممكن من الناحية العسكرية وسيستغرق عدة أشهر، لكن تطهير المنطقة، فوق وتحت الأرض، قد يستغرق سنوات". والبديل الثاني الذي يوصي به الجيش الإسرائيلي، هو "التطويق والاستنزاف" عبر مواقع تسيطر على القطاع، "وإلا، فإنه بدلاً من أن نستنزف حماس، هي ستستنزفنا لاحقاً بحرب عصابات".

 بانتظار ترامب

في غضون ذلك، كان من المتوقع أن يصادق زامير، أمس الأحد، على خطط عملياتية تدريجية لتوسيع القتال في غزة. وقالت صحيفة "هآرتس" العبرية، إن هذه الخطط، التي ستُعرض لاحقاً على المستوى السياسي، تشمل توسيع العمليات العسكرية لتشمل أيضاً مناطق حساسة في غزة ومنطقة مخيمات الوسط، حيث امتنع الجيش الإسرائيلي حتى الآن عن المناورة البرية، بسبب الخشية من وجود محتجزين هناك. ونقلت عن مصدر اعتقاده بأن نتنياهو لم يحسم قراره بعد بشأن توسيع الحرب واحتلال غزة، أو السماح بإجراء مفاوضات لإنهاء الحرب، عبر التنازل جزئياً عن مطلب الاستسلام الكامل من قبل "حماس". وينتظر المسؤولون الإسرائيليون حالياً ما سيقوله الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وإن كان سيعلن عن خطة توزيع مساعدات "إسرائيلية-أميركية" تشمل جميع أنحاء غزة، أو سيلمح إلى ذلك، أو سيُصدر تصريحاً غامضاً تكون دلالته الإبقاء على آليات توزيع المساعدات الحالية كما هي، وفتح المجال أمام الأمم المتحدة للعمل على نحوٍ مستقل، في المناطق الخارجة عن السيطرة الإسرائيلية.

 

قوات الاحتلال الإسرائيلي تتوغل شمال القنيطرة

القنيطرة - نور الحسن/المدن/04 آب/2025

شهدت محافظة القنيطرة خلال اليومين الماضيين تصعيدًا ميدانيًا لافتًا، حيث توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي على الطريق الواصل بين بلدتي طرنجة وحضر ذات الغالبية الدرزية شمال المحافظة. وقد تمركزت القوات في منزل غير مكتمل البناء يقع غربي الطريق، حيث نصبت خيامًا عسكرية وأقامت نقطة تمركز رئيسية ضمت قرابة 40 جنديًا وآليات عسكرية إسرائيلية، بالإضافة إلى فرض حظر تام على اقتراب المدنيين من المنطقة وتحويلها إلى منطقة عسكرية مغلقة. وذكرت مصادر خاصة لـ"المدن" أن القوات الإسرائيلية أبلغت مالكي المنزل بعدم الاقتراب، كما منعت رعاة الأغنام من دخول المنطقة، وأطلقت النار تحذيريًا لمنعهم من التقدم نحو الموقع. بالتزامن مع هذا التوغل، نفذت قوات الاحتلال مداهمة في بلدة حضر، شملت عمليات تفتيش لعدد من المنازل، أسفرت عن مصادرة أسلحة من بعض تلك المنازل، وفق ما أكد المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، عبر صفحته الرسمية. كما اعتقلت القوات خلال هذه الفترة ثلاثة أشخاص في قرية الحميدية بريف القنيطرة الأوسط، قبل أن تفرج عنهم بعد نحو أربع ساعات من الاحتجاز. وفي مساء اليوم، انسحبت القوات الإسرائيلية من المنزل الذي استخدمته كمقر عسكري مؤقت بعد أن أمضت فيه يومين متتاليين. ورغم هذا الانسحاب، تواصل القوات الإسرائيلية تنفيذ دوريات في قرى وبلدات محافظة القنيطرة، مع نصب حواجز طيّارة بشكل متكرر، في ظل استمرار تحليق طيران الاستطلاع الإسرائيلي فوق الجنوب السوري، لا سيما منذ اندلاع أحداث محافظة السويداء الأخيرة. وتؤكد مصادر محلية أن القواعد العسكرية الإسرائيلية التسع لا تزال قائمة في المنطقة المنزوعة السلاح ضمن حدود محافظة القنيطرة، في انتهاك واضح لاتفاقية فض الاشتباك. وفي تطور ميداني آخر، دخلت قوات الاحتلال منطقة حربون في جبل الشيخ، حيث خاضت مواجهات محدودة ونشرت ألغامًا فردية في قمة الجبل القريبة من بلدة بيت جن بريف دمشق الغربي، مما يزيد من المخاطر الأمنية في المنطقة الحدودية.

 

وزارة الصحة: ارتفاع حصيلة شهداء الجوع إلى 180 بينهم 93 طفلاً

المدن/04 آب/2025

أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، وفاة خمسة مدنيين بالغين خلال الساعات الـ24 الماضية، جراء "حرب التجويع وسوء التغذية" المتواصلة في القطاع المحاصر، لترتفع بذلك حصيلة ضحايا الجوع إلى 180 شهيداً منذ بدء الحرب، بينهم 93 طفلاً، وفق بيان رسمي نشرته الوزارة على "فايسبوك".

وحذرت الوزارة من "ارتفاع خطير" في أعداد الإصابات بالشلل الحاد ومتلازمة غيلان باريه (Guillain-Barré Syndrome) بين الأطفال، نتيجة تدهور الوضع الصحي وسوء التغذية الحاد، مشيرة إلى أن الفحوصات الطبية كشفت عن وجود فيروسات معوية لا تتعلق بشلل الأطفال، مما يؤشر إلى بيئة خصبة لتفشي الأمراض المعدية. وفي بيانها، أكدت الوزارة وفاة طفلين دون سن الـ15، بسبب غياب الأدوية الأساسية اللازمة لإنقاذ حياتهما، محذّرة من "كارثة صحية وشيكة" في حال استمرار انعدام العلاج وتفاقم الانهيار البيئي داخل القطاع. وقالت: "هذه ليست مجرد وفيات، إنهم تحذير من كارثة معدية حقيقية محتملة".

 انهيار البنية الصحية

يتزامن هذا التحذير الصحي مع شحّ غير مسبوق في الأدوية والمستلزمات الطبية، في ظل الحصار المشدد وتقييد دخول الشحنات الإغاثية، حيث دعت وزارة الصحة جميع الجهات الدولية والإنسانية إلى التدخل العاجل "لتوفير الأدوية والعلاجات المنقذة للحياة"، مطالبة بوقف فوري للحصار لمنع تفشي الأمراض وانهيار المنظومة الصحية بالكامل. وتشهد مناطق واسعة من قطاع غزة، انتشاراً للأمراض المنقولة عبر المياه والأغذية الملوثة، في ظل غياب شروط السلامة البيئية، ووجود آلاف النازحين في مراكز إيواء تفتقر إلى الحد الأدنى من البنية التحتية والخدمات.

 فشل منهج الإسقاط الجوي

ورغم تنفيذ عدد من الدول لسلسلة عمليات إسقاط جوي للمساعدات في الأيام الأخيرة، فإن هذه الخطوة لم تلقَ ترحيباً فلسطينياً ولا أممياً، حيث وصفتها المتحدثة باسم وكالة "أونروا"، جولييت توما، بأنها "قد تكون خطيرة على المدنيين، وخصوصاً في سياق غزة"، مؤكدة أن "الطريقة الأسهل والأكثر أماناً هي إدخال الشاحنات عبر المعابر لتوصيل المساعدات". في السياق نفسه، زار المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، مركزاً لتنسيق المساعدات الإنسانية في مدينة رفح المصرية، دون أن يدخل إلى القطاع، في زيارة قيل إنها تهدف لبحث "الملف الإنساني لغزة"، وسط تشكيك فلسطيني في جدوى هذه التحركات دون رفع الحصار فعلياً.

 نهب المساعدات وتكريس الفوضى

وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن 80 شاحنة مساعدات دخلت إلى القطاع أمس الأحد، تعرضت أغلبها للنهب والسرقة بفعل الفوضى الأمنية "التي يكرسها الاحتلال الإسرائيلي بشكل ممنهج"، في تكرار لما حدث أول أمس السبت عندما دخلت 36 شاحنة فقط. وأشار المكتب إلى أن الاحتلال يستخدم سياسة "هندسة الفوضى والتجويع" للسيطرة على آليات توزيع المساعدات وتقويض أي استجابة منظمة للأزمة الإنسانية. وأكدت الجهات الحكومية أن الحد الأدنى من الاحتياجات اليومية للقطاع يتطلب دخول ما لا يقل عن 600 شاحنة يومياً، تشمل الغذاء، الأدوية، والوقود، "في ظل الانهيار الكامل للبنية التحتية بسبب حرب الإبادة الجماعية المستمرة"، وفق البيان. وفي شهادة جديدة تعكس فداحة الوضع، وصف طبيب بريطاني يعمل ضمن بعثة طبية تطوعية حالة الأطفال في غزة بأنهم "يقتاتون على الماء والملح"، متهماً الاحتلال الإسرائيلي بخلق "مجاعة مفتعلة" ترقى إلى "الهمجية من العصور الوسطى"، في تصريح يعكس جانباً من الأبعاد الأخلاقية والإنسانية الكارثية للواقع الحالي في غزة.

 

غزة: 28 طفلاً يموتون بالتجويع والقصف يومياً

المدن/04 آب/2025

قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، إن 28 طفلاً يموتون يومياً في غزة من القصف والتجويع وسوء التغذية ونقص الخدمات، وهو ما يعادل فصلاً دراسياً. فيما أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أن إسرائيل لا تزال تمنعها من الوصول إلى الأسرى الفلسطينيين في سجونها، مطالبةً تل أبيب بضرورة السماح بزيارتهم.

الوصول إلى الأسرى الفلسطينيين ممنوع

وجاء موقف اللجنة في بيان أصدرته، غداة مطالبة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، رئيس البعثة في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة جوليان ليريسون، بضرورة توفير الطعام والرعاية الطبية للأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة "حماس". وقالت: "لا تزال اللجنة الدولية ممنوعة من الوصول إلى المعتقلين (الفلسطينيين) لدى إسرائيل". وجددت تأكيدها على ضرورة "إبلاغها بأسماء الفلسطينيين الذين يتم اعتقالهم (من قبل الجيش الإسرائيلي) والسماح لها بالوصول إليهم".وفي السياق، أوضحت أنها يسّرت، اليوم الإثنين، عملية إطلاق سراح 7 أسرى فلسطينيين من سجون إسرائيل، ونقلتهم من نقطة حاجز "كيسوفيم" الإسرائيلي وسط القطاع، إلى "مستشفى شهداء الأقصى" الحكومي. وأوضحت أن فريقها "سهل تواصلهم مع عائلاتهم للقاء بهم ولمّ شملهم".  وأفادت مصادر طبية، بأن الأسرى السبعة أفرجت عنهم إسرائيل، بعد أشهر طويلة من الاعتقال تخللها تعذيب وإهمال طبي وتجويع.ووفق لجنة الصليب الأحمر، فإنها سهلت منذ آذار/ مارس الماضي وحتى اليوم، إطلاق سراح 217 معتقلا فلسطينيا بينهم 5 سيدات. وشددت اللجنة على ضرورة معاملة المعتقلين بطريقة "إنسانية وتوفير ظروف احتجاز لائقة، فضلا عن إتاحة المجال لهم للتواصل مع عائلاتهم"، مشيرةً إلى أنها تواصل "الحوار مع السلطات الإسرائيلية من أجل استئناف زياراتها لجميع المعتقلين الفلسطينيين". من جهته، قال مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك، إن "حرمان المدنيين من الوصول للغذاء قد يشكل جريمة حرب وقد يعد جريمة ضد الإنسانية" وشدد على أن " الصور القادمة من غزة لأشخاص يتضورون جوعاً مفجعة ولا تطاق، مضيفاً أن "وصولنا لهذه المرحلة في غزة إهانة لإنسانيتنا وأولويتنا هي إنقاذ الأرواح". وقال: "إسرائيل تواصل فرض قيود صارمة على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة"، لافتاً إلى أن "المساعدات القليلة التي يسمح بدخولها إلى قطاع غرة لا تفي بالاحتياجات".وتابع "على إسرائيل أن تسمح بدخول المساعدات إلى قطاع غزة فوراً وبدون عوائق".

توقف مركبات الدفاع المدني

أعلن الدفاع المدني في قطاع غزة، عن توقف 60% من مركبات الدفاع المدني عن العمل في كافة المحافظات "لعدم إمدادنا بكميات الوقود وقطع الصيانة اللازمة لإصلاحها". وقال: "استطعنا توفير كمية قليلة من الوقود من بعض المؤسسات، التي تعني بالدور الإنساني والإغاثي، بنسبة لم تتجاوز الـ15% من الاحتياج اليومي المهني". وأضاف "نقوم الآن بدمج الاستجابة لبعض المهمات اليومية التي لا تشكل خطراً مباشراً على حياة المواطنين، وتأجيل بعض المهمات، الأمر الذي يضعنا أمام كارثة إنسانية كبيرة".

67 شهيداً بينهم 30 من طالبي المساعدات

في غضون ذلك، واصل جيش الاحتلال اعتداءاته على قطاع غزة، وأدت الهجمات منذ فجر اليوم، إلى استشهاد 67 فلسطينياً بينهم 30 من طالبي المساعدات. وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم، عن تسجيل 5 حالات وفاة خلال الـ24 ساعة الماضية ناجمة عن المجاعة وسوء التغذية، وجميع الضحايا من البالغين. وبذلك يرتفع العدد الإجمالي للضحايا الذين قضوا نتيجة هذه الأزمة الإنسانية إلى 180 شهيداً، من بينهم 93 طفلاً. وأحصت الوزارة  وصول 94 شهيداً بينهم 4 انتشال إلى جانب 439 إصابة إلى مستشفيات القطاع خلال الـ24 ساعة الماضية، لترتفع حصيلة الشهداء منذ بدء الحرب في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، إلى 60 ألفاً و933 شهيداً و150 ألفاً و27 إصابة.

 

رئيس مجلس النواب الأميركي في الضفة: دعم خطط الضم الإسرائيلية

المدن/04 آب/2025

زار رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون، مستوطنة أرئيل في الضفة الغربية المحتلة، اليوم الاثنين، بموافقة من البيت الأبيض. وهذه الزيارة هي الأعلى لمسؤول أميركي يزور المستوطنات على الإطلاق.

زيارة استثنائية

ووصفت صحيفة "إسرائيل اليوم" الزيارة بـ"الاستثنائية"، إذ إنها أول زيارة على الإطلاق لشخصية بهذا المنصب إلى "السامرة"، وهي التسمية الإسرائيلية التي يطلقها الاحتلال على الجزء الشمالي من الضفة الغربية.

واجتمع جونسون في المستوطنة مع مجلس "ييشاع" الاستيطاني، وهو الهيئة الرسمية التي تمثل المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة.

موافقة البيت الأبيض

وأفادت الصحيفة بأن الزيارة حصلت على موافقة البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية، وحوفظ على سرّيتها بسبب الحساسية الأمنية. وشارك في الحدث "التاريخي"، وفق الوصف الإسرائيلي، جميع رؤساء السلطات المحلية الاستيطانية في الضفة، وأيضاً سفير الولايات المتحدة في إسرائيل مايك هاكابي، الذي كان بدوره قد استهل مهامه سفيراً لدى وصوله إلى تل أبيب، بزيارة مناطق استيطانية قريبة من أرئيل. وأثنى رئيس مجلس "ييشاع" الاستيطاني يسرائيل غانتس، على الزيارة مرحباً بجونسون، في حين قدّم رئيس مجلس شومرون الاستيطاني يوسي داغان هدية للمسؤول الأميركي، وشكر رئيس مستوطنة أرئيل يائير شاتبون هو الآخر جونسون، على قدومه إلى "عاصمة السامرة" على حد تعبيره. وقالت الصحيفة إن رئيس مجلس النواب الأميركي يُعتبر الشخصية الرابعة من حيث الأهمية في التسلسل الهرمي السياسي في الولايات المتحدة، بعد الرئيس ونائبه ورئيس مجلس الشيوخ.

جونسون: جبال يهودة والسامرة ملك لليهود

ونقلت الصحيفة عن جونسون، قوله خلال الزيارة، إن "جبال يهودا والسامرة (الضفة الغربية المحتلة) هي ملك شرعي للشعب اليهودي"، وانتقاده حلفاء إسرائيل الذين يدعون للاعتراف بدولة فلسطينية. واختتم جونسون تصريحه بالقول إنه "مع بدء الاحتفالات بمرور 250 عاماً على تأسيس الولايات المتحدة، يجب على أميركا أن تستغل هذه الفرصة من أجل تذكير الشعب الأميركي بالجذور اليهودية - المسيحية التي نشأت في أرض إسرائيل". وغضّ جونسون الطرف بذلك عن الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة بحق المقدسات المسيحية إلى جانب الإسلامية، والتضييق على المسيحيين والمسلمين حتى في مناسباتهم وأعيادهم، والاعتداءات المتكررة من قبل يهود إسرائيليين على رجال دين مسيحيين في القدس والضفة، والداخل الفلسطيني، فضلاً عن استهداف إسرائيل مواقع مسيحية منها كنائس، في إطار حرب الإبادة المستمرة على قطاع غزة.

خطوة لشرعنة الاستيطان

من جانبه، رأى مجلس "ييشاع"، الذي عمل خلف الكواليس خلال الأشهر الأخيرة لتنظيم الزيارة والدفع بها قدماً، في زيارة جونسون خطوة تمنح شرعية للاستيطان الإسرائيلي الذي كان موضع جدل لسنوات طويلة. يذكر أن المجلس الاستيطاني نفسه كان وراء قرار الكنيست، قبل نحو أسبوعين، تأييد فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية. كما يعتقد المسؤولون في المجلس أن في هذه الزيارة لرئيس مجلس النواب إشارة أميركية تفيد بأن الإدارة الأميركية لا ترفض خطوة السيادة. تجدر الإشارة إلى أنه في نهاية الولاية الأولى للرئيس ترامب، قام وزير الخارجية الأميركي آنذاك مايك بومبيو بزيارة المنطقة المُحتلة أيضاً.

 

إسرائيل تدفع بملف الرهائن في غزة إلى مجلس الأمن

المدن/04 آب/2025

أعلن وزير الخارجية الإسرائيلية جدعون ساعر، اليوم الإثنين، عزمه الدفع بملف الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة إلى صدارة الأجندة الدولية، عشية جلسة خاصة يعقدها مجلس الأمن الدولي بطلب مباشر منه لبحث القضية. وقال ساعر خلال مؤتمر صحافي في القدس: "يجب أن تكون هذه القضية في طليعة الاهتمام العالمي"، كاشفاً عن سفره إلى نيويورك للمشاركة في الجلسة التي "بادرتُ إلى عقدها" – على حدّ تعبيره – بهدف تركيز النقاش الدولي حول مصير الرهائن. وأضاف "تواصلت مع زملائي وطلبت منهم إدراج قضية الرهائن بشكل عاجل في صلب الأجندة الدولية". ويأتي هذا التحرك بعد نشر حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" خلال الأيام الماضية، ثلاثة تسجيلات مصورة لرهائن إسرائيليين بدت عليهم آثار سوء تغذية وهزال شديد، ما أحدث صدمة واسعة داخل إسرائيل وأعاد الزخم إلى المطالب الشعبية بوقف إطلاق النار والتوصل إلى اتفاق شامل يفضي إلى الإفراج عن المحتجزين.

 غضب داخلي

وهاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "حماس" قائلاً: "بينما نُدخل المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة، تقوم حماس بتجويع رهائننا عمداً وتصويرهم بأسلوب دنيء ومقزز". واتّهم نتنياهو الحركة كذلك بـ"تجويع سكان غزة بهدف خلق حملة دعائية مضللة ضد إسرائيل"، داعياً المجتمع الدولي إلى "رصّ الصفوف" لإدانة "الانتهاكات الإجرامية النازية التي ترتكبها منظمة حماس الإرهابية". وأشار رئيس الوزراء إلى أنه طلب من اللجنة الدولية للصليب الأحمر التدخل لتقديم الغذاء والعلاج الطبي للرهائن، في خطوة تعكس ضغوطاً داخلية متزايدة من عائلات المحتجزين والرأي العام. في المقابل، أعلن المتحدث باسم "كتائب القسام" أبو عبيدة، موافقة الحركة على دخول بعثات الصليب الأحمر لتقديم مساعدات للرهائن، لكنه ربط ذلك بضمان "تدفق دائم للمساعدات الغذائية والطبية إلى عموم قطاع غزة"، بالإضافة إلى "وقف الطلعات الجوية الإسرائيلية أثناء عمليات التسليم".

 ضغط مزدوج

ويأتي التصعيد السياسي والدبلوماسي الإسرائيلي بينما تتزايد الضغوط من الشارع والمجتمع المدني لعقد اتفاق يضمن عودة الرهائن، في ظل شعور بالإحباط من تعثر جهود الوساطة، واستمرار العمليات العسكرية في غزة دون أفق واضح للحسم. وقررت عائلات الأسرى الإبحار في سفينة إلى شواطئ غزة، في خطوة لتكثيف الضغط على حكومتها. وقالت صحيفة "إسرائيل اليوم"، اليوم، إن الإبحار بالسفينة يتطلب موافقة وتصريحاً من الشرطة وأجهزة الأمن الإسرائيلية، بزعم أن فصائل المقاومة "قد تبادر إلى شن هجوم لضرب السفينة بواسطة قذائف أو زوارق مفخخة". وتهدف الخطوة التي لا تزال في طور الفكرة، إلى جانب الضغط على الحكومة، أن يكون أهالي الأسرى "أكثر قرباً من أبنائهم" المحتجزين منذ أكثر من 668 يوماً في قطاع غزة، وفي محاولة أيضاً للتأثير على الرأي العام والحكومات الغربية، للضغط باتجاه الإفراج عن أبنائهم.

 

تقرير عبري: هذه أسباب تسونامي الاعتراف بالدولة الفلسطينية

المدن/04 آب/2025

تحدثت تقارير عبرية عن أسباب ما وصفته بـ"تسونامي" الاعتراف بالدولة الفلسطينية. وفي هذا السياق، ذكر تقرير لـ"معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب، اليوم الإثنين، أن "المشاهد القاسية في قطاع غزة واستمرار الحرب التي ترفض إسرائيل إنهاؤها ورفضها لأي مبادرة سياسية، وكذلك التصريح بنوايا حول ضم مناطق في الضفة الغربية وقطاع غزة وطرد فلسطينيين من أراضيهم وبيوتهم، هي أسباب تسونامي الاعتراف الدولي بدولة فلسطينية، انطلاقاً من إدراك عالمي يتسع بأن الصراع المستمر والنازف بالإمكان تسويته فقط إذا تم دفع فكرة الدولتين". وأشار التقرير إلى أن إسرائيل قامت بموجب قرار تقسيم فلسطين لدولتين، عربية ويهودية، في تشرين الثاني/نوفمبر العام 1947، وأنه "من ناحية القانون الدولي وموقف معظم دول العالم، حق الشعب الفلسطيني بتقرير المصير مطابق لحق الشعب اليهودي الذي على أساسه أقيمت دولة إسرائيل وتم الاعتراف بها. والدولة الفلسطينية لم تقم حتى اليوم، وحدود دولة إسرائيل غير متفق عليها رسمياً".

مشاهد التجويع والدمار

ولفت التقرير إلى أن مشاهد التجويع والدمار والحشود التي تتدافع إلى مراكز المساعدات حاملين أواني الطعام الفارغة والأطفال الذين يتضورون جوعاً، "تؤدي إلى انهيار سياسي إسرائيلي، والفجوة بين شعور إسرائيل بأن العدالة معها وإلى جانبها وأن جيشها هو الأكثر أخلاقية في العالم مقابل المشاهد الآتية من غزة وعلى إثر الانتقادات الدولية الشديدة لها، لم تكن أعمق أبداً". ووفقاً للتقرير "بدأ موقف دولي بالتبلور ويقوم على سحب من أيدي إسرائيل وحماس قوة الفيتو على دفع تسوية للصراع الإسرائيلي – الفلسطيني النازف"ـ وذلك "على إثر ما يبدو أنه طريق مسدود بعد سنتين من الحرب، والمعاناة البشرية والدمار الواسع الحاصل خلالها. وأوضح أن المجتمع الدولي "يتعامل بجدية مع تصريحات وزراء إسرائيليين، ووأدها في مهدها، حول ضم مناطق في الضفة الغربية وقطاع غزة وتشجيع هجرة طوعية للفلسطينيين من هذه المناطق، والتي تعني إدارة الصراع إلى الأبد. وبنظر المجتمع الدولي ثمة طريقة عمل واحدة ووحيدة وهي العودة إلى طاولة المفاوضات من أجل الاتفاق على شروط خطة الدولتين".

تبعات الاعتراف بفلسطين

واعتبر التقرير أن تبعات الاعتراف الدولي بدولة فلسطينية متعلقة برد فعل إسرائيل. "فإذا قررت إسرائيل تنفيذ خطوات انتقامية، مثل ضم مناطق في الضفة الغربية وقطاع غزة، أو تشجيع هجرة فلسطينيين من هذه المناطق، فإنها قد تواجه عقوبات دولية ومساً بالعلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع الدول العربية والغربية، وتوسيع اتفاقيات أبراهام سيُجمد إلى حين تغير إسرائيل سياستها وتوافق على البحث في تسوية سياسية بموجب خطة الدولتين للشعبين". وأوضح التقرير أن "معارضة إسرائيلية للاعتراف بدولة فلسطينية من شأنها أن تلجم مبادرة واستعداداً من جانب الدول العربية والمجتمع الدولي للعمل على استقرار وإعادة إعمار قطاع غزة من دون حكم حماس، وإنشاء ظروف لإيداع السيطرة في القطاع بأيدي سلطة فلسطينية بعد خضوعها لإصلاحات. وهذا يعني أن عبء السيطرة في القطاع المدمر كليا وعلى مليوني فلسطيني، سيلقى على كاهل إسرائيل".

وتوقع التقرير أن "تستمر إدارة ترامب في دعم إسرائيل واستخدام الفيتو ضد قرار الاعتراف بدولة فلسطينية، في حال اتخاذه في مجلس الأمن الدولي، ولكنها ستواجه صعوبة في الوقوف إلى جانب إسرائيل لفترة طويلة مقابل معظم دول العالم، خصوصاً إذا ردت إسرائيل بخطوات متطرفة تشمل جعل السلطة الفلسطينية تنهار اقتصاديا وتنفيذ الضم

منع تعزيز السلطة الفلسطينية

وأضاف أن "الحكومة الإسرائيلية تمنع تعزيز السلطة الفلسطينية وإعادتها للسيطرة في قطاع غزة، لأنها تعتبر ذلك رافعة لإقامة دولة فلسطينية. لكن اعترافاً دولياً بدولة فلسطينية سيعزز المكانة الدبلوماسية للسلطة وسيسمح لها بالوصول إلى هيئات ومحاكم دولية، وبذلك سيزداد المحفز الإسرائيلي بالتسبب بانهيار اقتصادي ووظيفي للسلطة، مثلما يحدث حاليا من خلال منع تحويل مخصصات المقاصة وفرض قيود على نشاط البنوك. ويعني انهيار السلطة أن إسرائيل ستتحمل العبء على حياة السكان في الضفة". وخلص التقرير إلى اعتبار أن "امتناع إسرائيل عن التوصل إلى تسوية الصراع مع الفلسطينيين، سيؤدي إلى تسريع وتصعيد التسونامي السياسي ضدها، وبضمن ذلك تبعاته الأمنية والاقتصادية. وفي المقابل، إذا اختارت الحكومة الإسرائيلية تنديداً سياسياً بمبادرة دولية أحادية الجانب، ولكن من دون خطوات استفزازية، سيكون بإمكانها مواجهة تحديات دبلوماسية وأمنية متصاعدة، ومن خلال إدارة علاقات دولية معقدة".

 

باراك: واشنطن تتوسط لدمج مناطق قسد ضمن سوريا موحدة

المدن/04 آب/2025

قال المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توم باراك، إن الولايات المتحدة تتوسط مع فرنسا من أجل دمج مناطق شمال شرق سوريا - الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) - ضمن سوريا موحدة، معرباً عن قلقه من اشتباكات السويداء ومنبج في ريف حلب.

الحل بالحوار

وقال باراك في تغريدة على منصة "إكس"، إن أعمال عنف مثيرة للقلق اندلعت في السويداء ومنبج، أمس الأحد، مشدداً على أن الدبلوماسية هي الطريق الأمثل لوقف العنف والوصول إلى حل سلمي. وأضاف أن الولايات المتحدة تتوسط للوصول إلى حل في السويداء، كما تشارك فرنسا بالواسطة لإعادة دمج شمال شرق سوريا ضمن سوريا موحّدة. وحثّ المبعوث الأميركي "جميع الأطراف على التمسك بالهدوء وحل الخلافات بالحوار لا بسفك الدماء"، مشدداً على أن "سوريا تستحق الاستقرار، والسوريون يستحقون السلام". وكان للولايات المتحدة الدور الأبرز في الوصول إلى اتفاق وقف إطلاق نار في السويداء، على خلفية الاشتباكات الدامية التي اندلعت في 13 تموز/يوليو الماضي، وأدت لمقتل أكثر من ألف شخص بحسب منظمات حقوقية. كما كان من المقرر أن يلتقي وفد من الحكومة السورية بآخر من "قسد" في العاصمة الفرنسية باريس، قبل أيام، بوساطة أميركية- فرنسية لكن الاجتماع جرى تأجيله إلى وقت غير محدد.

اشتباكات بالسويداء ومنبج

وتأتي تصريحات باراك على خلفية الاشتباكات التي اندلعت، أمس الأحد، في السويداء، بعد هجوم شنته فصائل محلية موالية للشيخ حكمت الهجري، ضد موقع الأمن العام على تل حديد وقريتي ولغا وريمة حازم في ريف السويداء الغربي، ما أسفر عن مقتل وجرح عدد من عناصر الأمن العام، الذي خسر تلك المواقع، وعاد بعد ساعات واستعاد السيطرة عليها. كما تأتي بعد قصف متبادل بين القوات السورية و"قسد" على جبهة منبج في ريف حلب الغربي، أدت لجرح عدد من عناصر وزارة الدفاع السورية. وقالت إدارة الإعلام والاتصال بوزارة الدفاع، إن قوات الجيش السوري تمكنت من صد عملية تسلل قامت بها "قسد" على إحدى نقاط الانتشار، قرب قرية الكيارية في ريف منبج. وأضافت أن قوات من "قسد" نفذت قصفاً صاروخياً استهدف منازل المدنيين بقرية الكيارية ومحيطها، "بشكل غير مسؤول ولأسباب مجهولة"، ما أدى لإصابة 4 من عناصر الجيش و3 مدنيين بجروح متفاوتة.

 

وفد أميركي بدمشق.. لتأسيس وجود دبلوماسي دائم

المدن/04 آب/2025

أجرى وفد أميركي برئاسة رئيس منصة سوريا الإقليمية نيكولاس غرانجر، زيارة إلى سوريا، ناقش فيها توسيع التعاون الأمني وإعادة تأسيس وجود دبلوماسي دائم في دمشق.

مناقشات فنية

وقالت السفارة الأميركية في سوريا، إن غرانجر ترأس وفداً مشتركاً بين الوكالات الأميركية إلى دمشق، مضيفةً أنه أجرى مناقشات فنية مع نظرائه السوريين، حول قضايا تتراوح بين إصلاحات القطاع المالي والفرص الاقتصادية، إلى العثور على الأمريكيين المفقودين. وشملت المناقشات ضمان وصول المساعدات الإنسانية، توسيع التعاون الأمني وإعادة تأسيس وجود دبلوماسي دائم في دمشق، بحسب بيان السفارة الأميركية. وقال البيان: "من خلال المشاركة والحوار البنّاء، ندعم جهود الحكومة السورية لبناء سوريا مستقرة وآمنة وموحدة، بما يتماشى مع رؤية الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب)"، مؤكداً أن لدبلوماسية تعني الوجود الميداني والعمل لتعزيز المصالح الأمريكية.

زيارة باراك

وفي 9 تموز/يوليو، التقى الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توم باراك، في دمشق. وذكرت قناة "الإخبارية السورية" الرسمية أن الشرع استقبل باراك والوفد المرافق له في قصر الشعب، بحضور وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني، وذلك في إطار زيارة رسمية تهدف إلى بحث آفاق التعاون المشترك وتعزيز الحوار السياسي بين البلدين. وكان الرئيس الأميركي قد وقع أمرا رئاسياً برفع العقوبات عن سوريا، في حزيران/يونيو الماضي، وهو ما اعتبر بمثابة تغير جذري بسياسة الولايات المتحدة الخارجية تجاه سوريا، بعد عقود من العلاقات التي تراوحت ما بين التوتر والقطيعة الكاملة، وصولاً للتعامل مع سوريا كدولة منبوذة.

 

اللوبي النسوي السوري: المخطوفة مي سلوم بحاجة للحماية

المدن/04 آب/2025

أطلق "اللوبي النسوي السوري" بياناً عاجلاً دعا فيه إلى تحرك عاجل لحماية المواطنة السورية مي سلوم، التي أثارت قضية اختفائها في اللاذقية وظهورها لاحقاً في حلب، مخاوف واسعة بين السوريين في مواقع التواصل الاجتماعي. واختطفت سلوم، وهي متزوجة وأم لأربعة أطفال، بتاريخ 21 حزيران/يونيو الماضي، عقب خروجها من مراجعة طبية في مدينة اللاذقية، ليظهر أطفالها لاحقاً بفيديو وهم يطالبون بعودة والدتهم، بعد ذلك ظهرت سلوم في فيديو وهي ترتدي الحجاب، وقالت أنها سافرت إلى صديقة لها في مدينة حلب وأخبرت أشقائها بالأمر، قبل أن تنفي عائلتها فيما بعد أن السيدة أخبرتهم أو أنها تعرف أحداً في حلب.

منذ يومين استطاعت العائلة بمساعدة فعاليات مجتمعية من تحديد مكان سلوم، وذهب زوجها وشقيقها وطفلها لرؤيتها ومحاولة استرجاعها، لكنهم فوجئوا بسلوك السيدة التي رفضت رؤية طفلها وصرخت وضربت رأسها بالجدران. وتم استرجاع سلوم بعد تهدئتها، لكن ظهرت عليها حالة غير سوية، وفي أثناء تواجدها في أحد مقاسم شرطة اللاذقية للإدلاء بشهادتها وعرضها على طبيب وفحص حالتها، خرج زوجها وشقيقها لجلب بعض الحاجيات المستعجلة لها، وبعد عودتهم لم يجدوها، وأخبروهم في قسم الشرطة أنها ناضجة راشدة وتركوها لأنها طلبت منهم ذلك وعادت إلى حلب.  وقالت العائلة بحسب وسائل إعلام سورية أن سلوم تعاني وتتصرف بشكل غير سوي، وحملت السلطات القائمة مسؤولية ما يحدث معها، وطالبت الجهات المعنية بعودته بأسرع وقت حيث ينتظرها أطفالها وزوجها ولتدارك وضعها الصحي المتدهور.

وأثارت القصة المأساوية نقاشاً واسعاً في مواقع التواصل، حيث تحدث ناشطون وصحافيون ومدافعون عن حقوق الإنسان، عن وجود نمط من الترهيب بحق النساء منذ سقوط نظام الأسد في كانون الأول/ديسمبر الماضي. وقال ناشطون أن قصة سلوم تحيل إلى الاختطاف القسري أو السبي، حيث انتشرت روايات قالت أنها تطلقت من زوجها من أجل الزواج في حلب، رغم أن ذلك ليس صحيحاً بحسب عائلتها. وقال "اللوبي" في بيان أنه يتابع تطورات القضية "في ضوء ما ورد من معلومات متقاطعة تفيد بتعرضها للاحتجاز مرتين خلال فترة زمنية قصيرة، كان آخرها في محافظة اللاذقية، بعدما تم تسليمها إلى قسم الشرطة الشرقي بهدف إتمام إجراءات قانونية، كان يفترض أن تنتهي بتسليمها إلى عائلتها ومتابعة وضعها الصحي والنفسي من قبل مختصين". وأكمل البيان أن "ما وثقناه لاحقاً يشير إلى نقلها بشكل مفاجئ إلى جهة أخرى، غالباً ما تكون هي ذاتها مكان اختطافها، وسط غياب أي شفافية أو ضمانات قانونية، ما يثير الشكوك حول سلامة الإجراءات المتبعة والظروف المحيطة بها".وبحسب البيان، فإن "الملابسات التي تحيط بهذه القضية، بما في ذلك الحديث عن نقل قسري، وعدم تقديم أي رعاية أو فحص طبي ونفسي، والضغط الممارس لتلفيق روايات تروج لعودتها طوعاً، تطرح تساؤلات جدية حول حرية قرارها، في ظل مؤشرات على تعرضها لضغوط وترهيب مباشرين، ما يستدعي تدخلاً من جهات مستقلة ومختصة لتبيان وضعها النفسي والطبي". وذكر البيان أنه "تم استخدام ذريعة الزواج، حيث جرى تزويجها خارج الإطار القانوني والشرعي، الأمر الذي يسلط الضوء على هشاشة الحماية القانونية للنساء، وتواطؤ بعض الأجهزة المرتبطة بالسلطة مع ممارسات تشرعن انتهاك حقوق النساء باسم الدين أو الأعراف، وتجيز تقييد حريتهن داخل منظومة من الترهيب والاستباحة". وأكد "اللوبي" على " ضرورة ضمان حماية مي سلوم وسلامتها الجسدية والنفسية بشكل فوري، بما يتيح لها الوصول الآمن إلى خدمات دعم مستقلة. وأهمية أن تخضع قضيتها لفحص طبي ونفسي محايد، وأن يتاح لها التحدث بحرية أمام جهة مستقلة من دون وجود ضغط أو مراقبة". وأوضح "اللوبي" موقفه الرافض "لأي سردية تبنى على موافقة تصدر في ظروف غير آمنة أو في ظل احتجاز، ونعتبر ذلك انتهاكاً إضافياً لكرامتها وحقها في اتخاذ القرار الحر"، مع تأكيده "على أن هذه الحادثة ليست معزولة، بل تعكس نمطاً واسعاً في سوريا، تستخدم فيه الأدوات الأمنية والاجتماعية لتقييد حرية النساء وفرض خياراتهن قسراً". وأعربت منظمات أممية لحقوق الإنسان، من ضمنها المقررة الخاصة المعنية بالعنف ضد النساء والفتيات، وفريق العمل المعني بحالات الاختفاء القسري، عن قلق بالغ إزاء ما لا يقل عن 38 حالة اختطاف لفتيات ونساء من الطائفة العلوية تتراوح أعمارهن بين 3 و40 عاماً، منذ شباط/فبراير 2025، ترافقت مع تهديدات، وزواج قسري، وانتهاكات جسدية ونفسية، في ظل غياب أي تحقيقات فاعلة من قبل السلطات المعنية، بحسب بيان مشترك صدر عن "مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة".

كما وثقت منظمة العفو الدولية "أمنستي" 8 حالات اختطاف لنساء وفتيات من الطائفة العلوية، بالإضافة إلى عشرات الحالات الأخرى التي أبلغ عنها أفراد المجتمع المدني، وأشارت المنظمة إلى أن هذه الحوادث، التي جرت معظمها في وضح النهار، رافقها تقاعس تام من أجهزة الشرطة والأمن، بما في ذلك امتناعهم عن التحقيق، أو تحميل الضحايا وأسرهن المسؤولية، أو تجاهل الأدلة. وفي ظل استمرار الإفلات من العقاب، تعيش النساء في هذه المناطق، وغيرها، في حالة من الرعب والتأهب المستمر، وسط مؤشرات على أن بعض المختطفات تعرضن للتزويج القسري، أو الاستغلال، أو الاحتجاز في ظروف تهدد سلامتهن الجسدية والنفسية، بحسب إفادات وشهادات موثقة.

 

نصائح سعودية لدمشق: احتواء الأقليات والإصلاح السياسي

مصطفى محمد/المدن/04 آب/2025

كشفت مصدر سوري مقرب من دوائر القرار السعودية، لـ"المدن"، أن الحكومة السورية تلقت توصيات ونصائح من المملكة العربية السعودية، متعلقة بضرورة الإصلاح السياسي ومشاركة الأقليات في الحكم، وذلك بهدف الخروج من حالة عدم الاستقرار في البلاد. وقال المصدر إن التوصيات سُلمت إلى دمشق، وتتعلق بضرورة احتواء الأقليات في سوريا، من خلال منحهم بعض المناصب القيادية في الدولة السورية. وأضاف أن النصائح تهدف بالدرجة الأولى إلى تمكين الحكومة السورية، لإدارة البلاد بكفاءة أعلى، والتركيز على تحسين الجانب الاقتصادي، الأمر الذي لا بد منه للاستقرار. وأوضح المصدر أن النصائح السعودية التي سُلمت لدمشق، تعبر كذلك عن وجهة نظر الأردن، خصوصاً أن الأخيرة يهمها كثيراً استقرار الجارة سوريا.

 إقصاء المتشددين

من جهة أخرى، أكد المصدر أن الرياض نصحت دمشق بإبعاد الشخصيات الإشكالية عن المناصب القيادية، خصوصاً المتشددة منها، نزولاً عند هواجس الأقليات السورية، والولايات المتحدة والغرب. وقال إن السعودية تعتقد أنه بإمكان دمشق إعطاء مناصب هامة لأبناء الأقليات السورية، لضمان مشاركتهم في الحكم، وكذلك امتثالا للمطالب الأميركية، على اعتبار أن الرياض هي الضامنة للإدارة السورية أمام واشنطن. ووفق المصدر، فإن أحداث العنف التي شهدتها السويداء ذات الغالبية الدرزية، أضرّت كثيراً بصورة الإدارة السورية في أميركا، غير أن الوقت لا يزال سانحاً لتجاوز ارتدادات الفترة الماضية.

 هل تستجيب دمشق؟

لكن لا يبدو للمصدر أن دمشق مستعدة للامتثال لكل النصائح السعودية. وقال: "السلطة السورية تتسم بالعناد عندما يتعلق الأمر بشكل الحكم، والاقتراب من أي إجراء يضعف الحكم المركزي". لكن موقف السعودية ودعمها القوي لدمشق قد يدفع بالحكومة السورية إلى الاستماع لتوصيات الرياض، التي تعزز من حضورها في البلاد. وتعتزم السعودية استئناف استثماراتها في سوريا بنحو 4 مليارات دولار، بعد توقف المشاريع السعودية في سوريا منذ 12 عاما، حسبما ما أفادت مصادر سعودية رسمية، موضحة أن الرياض تعتزم المساهمة في قطاعات الزراعة والصحة والتعليم والبناء والعقارات وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والطاقة والتجارة والتصنيع. وبذلك، يبدو أن السعودية مصرة على النهوض بسوريا، مستندة على العلاقات القوية التي تربطها مع الإدارة السورية، وعلى حاجة الأخيرة للدعم الاقتصادي والسياسي.

 علاقة "جيدة" مع "قسد"

كذلك، يمكن للرياض أن تلعب دوراً مفصلياً في نزع فتيل توتر محتمل بين دمشق وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تربطها علاقات مع السعودية. ويدل على ذلك، ترحيب قائد "قسد" مظلوم عبدي، بأي دور سعودي إيجابي يمكن للرياض أن تلعبه في حال دخولها كوسيط مع الحكومة السورية، وذلك في مقابلة أجراها مع قناة "العربية"، الأسبوع الماضي. وتشير قراءات سعودية إلى أن الرياض تعتمد في مقاربتها للملف السوري، على السياسة والأمن والاقتصاد، وتعتقد أن استقرار سوريا لا ينعزل عن استقرار المنطقة برمتها، ما يدفعها إلى الاهتمام بإدارة سوريا في هذه المرحلة الصعبة والحساسة.

 

الاستباحة كأداة للهيمنة والترويض في السياق السوري

مهيب الرفاعي/المدن/04 آب/2025

يشكل اجتياح قبائل "الفاندالز" الجرمانية (Germanic Vandals) لروما، سنة 455 ميلادية، نقطة انطلاق رمزية لفهم العنف المعمَّم بوصفه أداةً لإعادة هندسة السلطة، وتفكيك الهوية، ومصادرة المكان، واستباحة الذاكرة الجمعية للسكان. لم يكن الغرض من عمليات "الفاندالز" النهبَ المادي وحده، بل تأسيس نظام رمزي جديد يقوم على هدم الرموز، وإعادة ترتيب الجغرافيا والمقدسات وأفكار الهوية والانتماء والولاءات وفق عقيدة المنتصر. يتكرر هذا النسق في سوريا منذ عام 2011، وصولاً إلى أحداث الساحل السوري والسويداء في 2025، حيث احتوت هذه المدة عمليات القصف والتهجير والنهب وتفكيك الفضاءات الأهلية كأدوات لإعادة تشكيل المجال العام والخاص بما يخدم الشبكة السلطوية ومجموعة المستفيدين من هذه العمليات. خلال سنين الثورة السورية، والعمليات العسكرية التي رافقتها، لم تكن وسائل التهجير والحصار والتجويع أعراضاً جانبية للحرب، بل هدفاً بحد ذاته بالنظر إلى طبيعة النظام الوحشية والقمعية. فقد جُرِّد ملايين السوريين من أملاكهم، ولاحقاً استُخدمت مشاريع إعادة الإعمار كغطاء لنهب الثروات، وتكريس ولاءات اقتصادية واجتماعية جديدة. كانت أدوات هذه العمليات عناصر مسلّحة، بأعداد كبيرة وتغطية نارية كثيفة، من قطاعين: الأول، هو قطاع عسكري أمني رسمي تابع لوزارة دفاع نظام الأسد وقوى الأمن الداخلي وقوات الأفرع الأمنية، والثاني، هو قطاع عسكري غير نظامي ذو طبيعة مليشياوية قائم في بنيته على عناصر متطوعة (من مختلف الطوائف) ضمن مليشيات الدفاع الوطني وكتائب البعث واللجان الشعبية، المرتزقة من رجال أعمال وممولين محليين. هذه الاستباحة للمكان السوري – كما حدث لروما – لم تُمارَس فقط بالسلاح، بل بالقانون، والإعلام، والأمن، وبمشروع طويل الأمد لإعادة هندسة المدن والمجتمع بما يخدم النخبة الحاكمة.

 من الفضاء العام إلى الجغرافيا المعادية

تحوّل المكان في سوريا، في عهد نظام الأسد، إلى أداة للسيطرة الشاملة، وبدأ اغتصاب المكان ككُتلة بتحويل الشوارع والساحات والمدارس إلى منصات لفرض الرموز السلطوية، واستمر بإعادة هندسة المدن وفق منطق طائفي وأمني، بحيث يكون في كل مدينة حي أو مجموعة أحياء من الطائفة القريبة من السلطة. بالإضافة، لم تعد الأسواق والجامعات والمقاهي فضاءات للتفاعل المدني، بل ميادين محتلة بالحواجز وكَتَبة التقارير الأمنية؛ وبالنتيجة، فإن كل تجمع كان يُقرأ بوصفه خطراً، وكل كلمة تُرصد، حتى داخل البيوت. هذه الاستباحة للخاص والعام لم تكن مجرّد قمعٍ مباشر، بل تمّت من خلال إعادة هندسة الوعي ذاته؛ فقد المواطن علاقته الطبيعية بفضائه، وأصبح يتحرك فيه بلغة الخوف، لا الانتماء؛ وباتت المدن خرائط للعقاب والتصيّد، تُقصف وتُدمر لتأديب سكانها، وتُعاد هندستها ديمغرافياً بإفراغ الأحياء من سكانها الأصليين وإحلالهم بآخرين لتوسيع الجيوب الموالية للنخب الحاكمة.

المواطنة والميليشيات وهندسة الثروات

ترافق اغتصاب المكان مع استباحة موازية للهوية السورية نفسها، فخلال سنين الثورة السورية لم يتدمر النظام السياسي والدبلوماسي فحسب، بل انفجرت معه سردية الانتماء الوطني، وتحوّلت الهوية إلى عبء، والمواطن السوري إلى متهم سلفاً، سواء في الداخل، تحت عين النظام، أو في الخارج، كلاجئ لا يحمل سوى شبهة وجوده. داخلياً، مارست الأطراف المتنازعة والمليشيات العنف ضد الانتماء ذاته، ومارست الاعتقال التعسّفي والإخفاء القسري وبأدوات طائفية وشعارات وظيفية، ودمّرت الحواري والمدن  لتقتل الذاكرة، هجّرت السكان لتُعيد تركيب الهوية الطائفية، ونشرت ثقافة الاشتباه والعداء بين الفئات. كما تحولت السياسات الإعلامية والتعليمية إلى أدوات لإعادة تشكيل الرواية الوطنية أو المعارضة  من منظور سلطوي يختزل الوطن في صور القائد، والولاء الحزبي، والهوية الطائفية المقرّرة سلفاً. أعاد سقوط نظام الأسد في كانون الأول/ديسمبر 2024، النظر في طبيعة الفضاء العام واستعمالاته، وكيف تُبنى الثقة بين الدولة ومؤسساتها وبين الجمهور. لم يعد هناك رهبة للأبنية الأمنية، ولم يعد المرور بجانبها مربكاً أو معرِّضاً للاعتقال. لم تعد الساحات مقلقة، والمقاهي انتعشت بحرية اللقاءات، وأزيلت الحواجز التي قطعت أوصال المكان ونهشت شوارع المدينة. لكن ما لم يكن بالحسبان، وبعد مرور حوالي 7 أشهر على إسقاط نظام الأسد، هو أن لا يكون هناك استقرار أمني في البلاد، يمنع تكرار سيناريوهات مشابهة لدولة قمعية كتلك أيام الأسد. فعلياً، لم تظهر دولة بديلة ذات مؤسسات، بل تم إفراغ المؤسسة الأمنية والشرطية من مضمونها الأمني التقليدي، والاستعاضة عنها بمؤسسة عامة غير محددة الصلاحيات. هل جهاز الأمن العام هو جهاز أمن داخلي أم جهاز عسكري؟ ما هي المهام الموكلة للجهاز ليمنع تكرار مأساة نظام الأسد القمعي؟

فراغ أمني و"تفوق سني"

كان من الملاحظ بروز فراغ أمني، مع عنجهية واضحة عند الحديث عن التفوق السني (Sunni Supremacy) والأحقية بتسلّم شؤون البلاد وثرواتها والتصرف فيها بمنطق التفرد لا المشاركة، مع استباحة واضحة لحقوق الطوائف المتبقية. في خضم هذا التناحر الطائفي، وغياب مسار واضح للعدالة الانتقالية، كان الطريق سهلاً أمام الميليشيات المسلحة لتملأ هذا الفراغ، التي أعادت إنتاج منطق الاستباحة باسم الطائفة أو الثأر أو الثورة، وتفكك الجيش السوري، واستُعيض عنه بدورات تأهيلية قصيرة، وشبكات تجنيد طوعي، دون بناء جيش وطني فعلي. ومع فشل الاندماج الكامل للفصائل، لا سيما فصائل الجنوب، استمرت كثير من القوى في العمل كدول داخل الدولة، تسيطر على الموارد، وتفرض قوانينها، وتعيد توزيع الثروات بقوة السلاح. في الساحل، برزت ميليشيات مثل "لواء درع الساحل" بقيادة مقداد فتحية، والتي قادت محاولات الاستيلاء على الموانئ والطرقات، وفرضت نظاماً أمنياً استدعى تدخلاً عسكرياً في الساحل السوري لملاحقة ما أسمتهم الإدارة السورية الجديدة "فلول النظام السابق". الخطاب الإعلامي صدّر "مليشيات غير منضبطة" قادت العمليات في الساحل واستباحت أرواح مدنيين دون تمييز بينهم وبين العسكريين الذين قادوا التمرد ضد الدولة السورية الجديدة. تُدعى هذه المليشيات "العمشات" و"الحمزات"، وهي بقايا عسكرية للمعارضة المسلحة تدخلت في معارك الساحل بدوافع دينية طائفية ضد الطائفة العلوية، مع تمادٍ واضح وتعدٍّ على الممتلكات والأرواح بحجة محاربة فلول النظام السابق. تكررت العملية في السويداء في تموز/يوليو 2025، ضمن معارك أطلقت شرارتها اختطاف سائق درزي من قبل البدو في ريف السويداء، ما دفع دروز السويداء إلى هجوم على البدو، تبعه فزعة عشائرية تدخلت فيها حوالي 41 عشيرة من أنحاء سوريا، بإرسال مقاتلين لاقتحام السويداء واستعادة كرامة البدو والقبيلة، أدت إلى نزاع مسلح لعدة أيام راح ضحيتها آلاف القتلى والمصابين. هذه الدعوات غير المنظّمة وغير المرعية بقانون أو محكومة بعرف وقواعد اشتباك، هي أقرب لهجوم "فاندالز" استباح وجود الطائفة الدرزية ومقدساتها وممتلكاتها من محال ومنازل ومضافات، مع إهانة واضحة لرموزها الدينية وكتبها المقدسة. في الميزان ذاته نضع ما فعله دروز السويداء بالبدو المحسوبين على الطائفة السنية، إذ إنه لم يكن سوى عمليات انتقامية راح ضحيتها مئات الضحايا. تستغل هذه الميليشاوية الهجينة النزاعات الطائفية والعشائرية، لتُعيد تشكيل الرقعة السكانية، وسلب حق السكن، والتهجير، والتغيير الديمغرافي. هذه المليشيات، سواء العشائرية أو الدرزية، تشكلت بدعوى حماية المجتمع، لكنها تحوّلت إلى أداة لتعزيز سلطات جديدة قائمة على اقتصاد الحرب.

الملكية لم تعد حقاً مدنياً، بل تُصادر باسم الضرورة، أو الدين، أو الماضي السياسي للضحية، وغابت العدالة الانتقالية، وساد منطق الفتح والغنيمة. في كل العمليات العسكرية، كل بيت فارغ هدف، وكل أرض بدون سند فرصة، وكل سيارة غنيمة. النهب لم يكن فوضى بل سياسة: تدمير البيوت، احتلال الممتلكات، فرض النزعة الميليشيوية، كلها أدوات لترسيخ خارطة جديدة للقوة والسلطة.استباحت الفئات المتناحرة المكان والجسد والذاكرة، أُهين الشيوخ، نُهبت الوثائق، وطُرد البدو بحجج قانونية هشة. وكان الهدف واضحاً: لا مكان لهوية مستقلة أو ذاكرة محلية أو انتماء غير مركزي.

في التجربة السورية، تحول الجسد إلى ساحة مركزية لممارسة العنف السياسي، فقد عمد حملة السلاح إلى تجريد الجسد السوري من فردانيته وإنسانيته، وجعله كائناً قابلاً للإذلال، التعذيب، المراقبة والمحْو. لم يكن الهدف فقط تدميره جسدياً، بل تفكيك إرادته وتحويله إلى رقم أو "شيء" يُراقَب ويُعاقَب بلا هوية. من داخل المعتقلات، وفي ساحات القتال، تم التعامل مع الجسد على أنه أداة للردع لا تستحق الشفقة. القتل لم يكن أقسى ما يواجهه السوري، بل ابتذال القتل وتفريغ الموت من معناه، بحيث تحوّلت الجثث إلى مشهد يومي، والموت إلى روتين.

 

بوتين يؤكد لنتنياهو أهمية تعزيز استقرار سوريا ووحدة أراضيها

المدن/04 آب/2025

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أهمية تعزيز الاستقرار الداخلي السوري، مشدداً على وحدة الأراضي السورية. جاء ذلك خلال اتصال هاتفي بين بوتين ونتنياهو، اليوم الاثنين، والاتصال هو الثاني من نوعه بين الجانبين، تم خلاله مناقشة الشأن السوري والوضع في الشرق الأوسط، وفق ما أعلنت الرئاسة الروسية.

حقوق المجموعات العرقية

وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف للصحافيين، إن بوتين أكد لنتنياهو "موقفه الثابت الداعي إلى حل سلمي حصري للمشاكل والصراعات القائمة في المنطقة". وأضاف "أكد فلاديمير بوتين على وجه الخصوص، على أهمية دعم وحدة وسيادة وسلامة الأراضي السورية، وتعزيز استقرارها السياسي الداخلي من خلال مراعاة الحقوق والمصالح المشروعة لجميع المجموعات العرقية والدينية من السكان". ولفت بيسكوف إلى أنه "في ضوء التصعيد الأخير في المواجهة الإيرانية الإسرائيلية، أبدى الجانب الروسي استعداده لبذل كل ما في وسعه لتسهيل إيجاد حلول تفاوضية بشأن البرنامج النووي الإيراني"، فيما أشار إلى أن الجانبين "اتفقا على مواصلة الحوار حول القضايا الراهنة على الأجندة الدولية والثنائية". وخلال الاتصال السابق، قالت الرئاسة الروسية إن بوتين أجرى اتصالاً هاتفياً مع نتنياهو، ناقش خلاله تطورات الملفين السوري والإيراني. وأضافت أن "بوتين شدد على أهمية الحفاظ على سيادة سوريا ووحدة أراضيها".

زيارة الشيباني وأبو قصرة

ويأتي الاتصال الهاتفي، بعد زيارة هي الأولى من نوعها، الخميس الماضي، لوزير الخارجية السورية أسعد الشيباني ووزير الدفاع في الحكومة السورية الجديدة مرهف أبو قصرة، إلى موسكو.والتقى أبو قصرة نظيره الروسي أندريه بيلاوسوف، وناقش معه تعزيز التعاون العسكري والأمني بين البلدين والوضع في الشرق الأوسط، بحسب الوكالة السورية للأنباء (سانا). واستقبل بوتين الشيباني والوفد المرافق له في الكرملين، خلال زيارة هي الأولى من نوعها لمسؤول سوري بهذا المستوى منذ سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد الذي دعمته روسيا. وأكدت وزارة الخارجية السورية في بيان عقب اللقاء، انطلاق مرحلة جديدة من التفاهم السياسي والعسكري مع موسكو. وقال البيان إن بوتين "شدد على رفض روسيا القاطع لأي تدخلات إسرائيلية أو محاولات لتقسيم سوريا" كما "أكد التزام موسكو بدعم سوريا في إعادة الإعمار واستعادة الاستقرار". وأضاف البيان أن الشيباني "أكد التزام سوريا بتصحيح العلاقات مع روسيا على أسس جديدة تراعي مصالح الشعب السوري وتفتح آفاق شراكة متوازنة". وأكدت الخارجية السورية أن لقاء بوتين- الشيباني "التاريخي"، يشكّل انطلاق مرحلة جديدة من التفاهم السياسي والعسكري بين البلدين، تقوم على احترام السيادة السورية ودعم وحدة الأراضي السورية.

 

مقتل الفنانة ديالا صلحي الوادي… جريمة تهز الوسط الفني السوري

جنوبية/04 آب/2025

شهد حي المالكي الراقي في دمشق جريمة قتل مروعة استهدفت الفنانة ديالا صلحي الوادي، الحاملة للجنسيتين البريطانية والعراقية، وأسفرت عن مصرعها داخل منزلها إثر عملية سطو مسلح نفّذها مجهول أو مجهولون.

ماذا حصل؟

بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد طارد الجاني الضحية حتى مدخل منزلها، ثم اقتحم الشقة وخنقها حتى الموت، قبل أن يفرّ حاملاً مبالغ مالية ومصاغًا ذهبيًا. وأكّد فرع المباحث الجنائية في وزارة الداخلية السورية بدء التحري وجمع الأدلة الجنائية في مسرح الجريمة، لمعرفة الجاني وتقديمه إلى القضاء.

من هي ديالا الوادي؟

هي ابنة الموسيقار والموسوعي الأكاديمي الراحل صلحي الوادي، مؤسس المعهد العالي للموسيقى والدراما في دمشق والمدير السابق للمعهد الموسيقي العربي الذي يحمل اسمه خريجة دفعة 1986 من المعهد العالي للفنون المسرحية، ضمن جيل ضم نجومًا مثل حاتم علي وغسان مسعود وقاسم ملحو وغيرهم

شاركت في عدة عروض مسرحية وأعمال تلفزيونية، وكانت شخصية معروفة في الوسط الفني والثقافي السوري

هذا ونشرت نقابة الفنانين السوريين – فرع دمشق بيانا نعتت فيه الراحلة، قائلة: «تعازينا القلبية بوفاة الفنانة ديالا صلحي الوادي إثر سطو مسلح في منزلها. إنا لله وإنا إليه راجعون». ونعتها كذلك فنانات وفنانون بارزون عبر منصات التواصل الاجتماعي، منهم الفنانة شكران مرتجى التي عبّرت عن حزن عميق ووصفتها بالأستاذة والصديقة الغالية. وأشار المرصد السوري إلى أن عدد جرائم القتل ضد مجهول في سوريا منذ مطلع 2025 بلغ أكثر من 220 جريمة، منها عشرات في العاصمة دمشق وحدها.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

محنة الشيعة في لبنان والمصير المشؤوم

الكولونيل شربل بركات/04 آب/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/08/145915/

الطائفة الشيعية الكريمة التي تعتبر إحدى مركبات الوطن اللبناني، أقله منذ الألف الثاني للميلاد حيث ورد اسم عاملاتو من ضمن الشعوب التي تسكن جنوب لبنان في رسائل تل العمارنة والتي يرجع تاريخها إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد، هي جزء من السكان المحليين الذين تعاملوا مع المدن الفينيقية خاصة صور في المنطقة الجنوبية، حيث كانت التجمعات الصغيرة هذه مراكز تموين بالمنتجات الزراعية والحيوانية وتجهيز للمواد الصناعية والحرفية التي تشكل أساس تجارة هذه المدن، لا بل ساهم سكانها بشكل أو بآخر ضمن القوافل التجارية كمساعدين لتجار المدن أو عناصر حماية، وبالتالي كان ارتباطهم فيها وخاصة صور اساسي في مجال العمل والانتاج وبالطبع الحماية والدفاع. وقد كانت أيضا مراكز استيعاب للمغامرين لتعلّم حرفة أو عمل يسهم في مساعدتهم لركوب البحر مع تجار صور والانطلاق نحو مراكز اللجوء والاحتماء من العواصف، والتي ما لبست أن أصبحت أسواق التجارة المنتشرة في الثغور من حوله.

الشيعة هؤلاء عرفوا فترات من العز مع ملوك صور وجيرانهم الى الجنوب، خاصة فترة حكم النبي داوود وسليمان، ومن ثم عايشوا دولتي اسرائيل ويهوذا، واستمرار التعاون بين صور وملوك اسرائيل، وذاقوا مساوئ احتلال الجيوش الآتية من الشرق، خاصة فترة نبوخذ نصر وما تلاها من حروب وتهجير، وبعدها الانتشار الفارسي الذي هلل له الكثيرون، ولكنه أصبح عبئا بسبب الحكم المباشر الذي فرضه على شعوب المنطقة بالرغم من محاولة التنظيم، إلى أن ذاقوا مظالم ارتحشستا الثالث وحرق صيدا التي أدت لزوال دولة الفرس ومن ثم تدمير صور على يد الأسكندر الكبير نفسه.

لن نطيل الشرح التاريخي ولكننا سنذكّر بمراحل مهمة من هذا التاريخ الذي يخص هذه المجموعة الحضارية اللبنانية أو ما يصطلح على تسميته الطائفة الشيعية كما يلي:

– في العصر الروماني شكل ابناؤها جزء من الجندية اللبنانية (كتائب الفرسان المحليين لحماية المدن الساحلية).

– في القرن الأول استقبال الرسل المضطهدين ما سيعطي المنطقة اسمها الجديد “بلاد البشارة”.

– في العصر الأموي استقبال أحد الصحابة المنفي من قبل معاوية “ابو ذر الغفاري” وبالتالي التشيّع معه. وهنا نستطيع أن نقول على لسان بعض المؤرخين بأن عاملة حاربت الاسلام غازيا في معركة “أُحد”، ولكنها استقبلته لاجئا مع ابو ذر الغفاري.

– زمن العباسيين دخول بعض العشائر من العراق إلى البقاع اللبناني.

مع الفاطميين كان هناك مهادنة ولكن التاريخ يذكر ثورة علّاقة في صور ما يعتبر نوع من الرفض للحكم المركزي في مصر.

مهادنة الصليبيين ومن ثم تعاون مع مملكة القدس.

– المماليك خاصة مع بيبرس وأتباعه، اضطهاد ومنع السكن حتى مسيرة يوم كامل من البحر، ثم فتوى ابن تيمية التي استعدت الشيعة والدروز والاسماعيلية والعلويين.

– آواخر فترة المماليك الاتصال بالشاه اسماعيل الصفوي واطلاق الشيعة الأثني عشرية في إيران برعاية أئمة جبل عامل.

– العثمانيون يتغلبون على الشاه فينعزل الشيعة مجددا في لبنان ويحتمون بالدروز أمراء لبنان.

– تعاون مع الأمير فخر الدين.

– تميز في الفترة الشهابية ونوع من الحكم الذاتي مع ناصيف النصار وحماية حدود لبنان الجنوبية ضد ضاهر العمر من جهة ووالي الشام من جهة أخرى

– الجزار وعودة ارهاب الدولة والقمع فاضطهاد العامليين بشكل كبير.

أثناء الحملة المصرية بقي الشيعة بانتظار وترقب، ثم بعد انسحاب المصريين محاولة للتقرب من العثمانيين.

لم ينتقم العثمانيون من الشيعة كما فعلوا مع المسيحيين والدروز واعتبروهم رعايا عثمانيين.

– المتصرفية لم يكن للشيعة دور فيها وبقيوا بعهدة السلطنة فكثر بينهم عملاء السلطة.

بعد الحرب العالمية الأولى حنين إلى دور ما بتغيّر السلطة ومحاولة التقرب من فيصل ولكن يوسف العظمة دفعهم إلى الغوغائية فتحكّم فيهم العملاء وغاب دور الزعامة والقرار.

لبنان الكبير أعاد لهم الاعتبار وميزهم بالمحاكم الشرعية أي اعترف بهم كمذهب رسمي.

– الأحزاب والتطورات في المحيط بقيت تدغدغ البعض وخاصة بعض السياد الذين يفتشون على دور سياسي فخسروا الولاء للدولة.

مع عبد الناصر سنة 1958 انحازوا كما السنة والدروز لمشروع الوحدة دون أن يدروا بأنه يسعى لمنع تحوّل بيروت “ميناء العرب” وبالتالي قطع رزق اللبنانيين من عملية الترانزيت.

– زمن فؤاد شهاب تغلغل اليسار بين المتنورين منهم فحاربوا زعماء الطائفة وهمشوها ما أدى إلى إلى دخول الامام الصدر الساحة وبروزه.

– الامام الصدر أخذ من الدولة الكثير ليس فقط المركز الثاني الفعال بل أيضا محافظتين شيعيتين وكأنه يفرض اللامركزية بل نوع من الحكم الذاتي أو ما يمكن تسميته فدرالية.

– مع التمدد الفلسطيني ضاعوا بصفوف الاحزاب اليسارية فاضطر الصدر لمجاراتهم خاصة بعد فشل الجيش بالقضاء على المنظمات كما فعل الملك حسين، فولدت “أمل”.

بعد حرب 1978 حاولت أمل التميّز وتعاونت مع المنطقة الحدودية واعتبرت “عناصر صديقة” أثناء عملية “سلامة الجليل”.

– بعد استشهاد بشير الجميل ورئاسة أخيه أمين أدى عدم ابرام اتفاق انسحاب الاسرائيليين (17 ايار) إلى ولادة حزب الله على يد الحرس الثوري وسيطرته على الساحة الشيعية بواسطة المال الإيراني.

– قبض الحزب شيئا فشيئا على الطائفة وألغى كل الزعامات بعد حربه مع أمل حتى في القرى الصغيرة ليتفرد بالسيطرة على الطائفة وما سماه المقاومة وقام بشراء كل السياد والأئمة بواسطة المعاشات والهبات من موازنة الحرس الثوري.

– على مدى أربعين سنة تفرّد الحزب بالقيادة فأنتج أجيال مؤدلجة وتابعة بدون أية معارضة فسقطت الطائفة برمتها في دوامة الولاء الغير منطقي لأوامر ضباط الحرس الثوري ومشاريعهم للهيمنة ولم يعد للطائفة أي راي أو قرار حرّ.

بعد هذا العرض التاريخي المقتضب يمكن أن نرى محنة الطائفة الشيعية اليوم، فهي لم تعد قادرة على خوض الحرب التي أوكل بها الحزب، ولم يعد فيها من الزعامات المدنية أو الدينية من هو حر التفكير ومستقل من حيث التمويل ويعرف مصلحة الناس من حوله، والكل موظف يخاف على مستقبل معاشه تعويضاته، من هنا لا يوجد أمل بأن يتخذ الشيعة اللبنانيين أي قرار على مستوى المشاركة الوطنية، وهم سيخضعون للأوامر بدون تردد، وبالتالي إذا كانت الأوامر الإيرانية تقضي بمحاربة الدولة فلا خيار لهم سوى ذلك، وإذا كانت الأوامر بالتريث فهم مجبرون، وإذا كانت بمواجهة اسرائيل ولو بالانتحار فليس لهم خيار سوى الانتحار.

من هنا على الدولة أن تتفهم الوضع وتسعى إلى تخليص هذه الفئة من اللبنانيين من شرور من يدّعون القيادة، فتقطع الاتصالات بطهران كليا، وتمنع من يدعي الأمرة من التواصل مع الناس، ربما بالاقامة الجبرية، لكي لا يزج بهم في متاهات تقضي على الطائفة بكاملها، وعليها أن تجمع الأسلحة لمنع المغامرين من التصرفات العشوائية.

ونحن نرى ما يحصل في غزة حيث تقوم مجموعة من الخارجين عن القانون بالادعاء بالسيطرة على الأرض، وهي تمنع أي تفاهم حول اعادة الاسرى ولا تريد أن تستسلم وتريح بقية المواطنين من شرور الحرب. فهل سيكون مصير الطائفة الشيعية في لبنان مشابه لمصير فلسطينيي غزة فيقاتلون حتى آخر قرية وآخر شيعي لبناني بدون وعي ولا ادراك أو مسؤولية؟

إن الطائفة الشيعية في لبنان تمر بمحنة كبيرة يجب أن تعالج بشكل واعي، وعلى من يتحلى بالفهم من هذه الطائفة أن يتعاون مع الدولة وبقية المجموعات الحضارية التي تشكل هذا الوطن، لتخليص الشيعة من شرور من يدّعون قيادتهم، وإلا فالآتي أعظم.

 

تفجير المرفأ: إبادة جماعية طالت 240 ضحية وأكثر من 7 آلاف جريح بينهم فوق الألف معوق ورمد قلب العاصمة

في صبيحة اليوم ال2028 على بدء ثورة الكرامة   

حنا صالح/فايسبوك/04 آب/2025                  

كان الوعد أن الحقيقة ستعلن خلال 5 أيام، واليوم 4 آب صاروا 5 سنين ع أكبر تفجير هيولي ضرب بيروت، أحدث إبادة جماعية طالت 240 ضحية وأكثر من 7 آلاف جريح بينهم فوق الألف معوق ورمد قلب العاصمة وهجر #نحو 300 ألف مواطن، نصفهم لم يتمكن من العودة إذ طال التدمير أكثر من 60 ألف وحدة سكنية وأكثر من 20 ألف مؤسسة عامة وتجارية. أهالي الضحايا الذين إستمروا في الساحة كل رابع من كل الأشهر التي مرت، يعلمون أن أحداً ممن قتل غيلة لن يعود، لكن ما يبلسم الجراح ويخفف من وطأة الوجع، هو وضع نهاية لقانون الإفلات من العقاب حتى لا يكون ممكناً تكرار مثل هذه الجريمة. وكل العيون على الخطوة المتوقع أن يعلنها قاضي التحقيق العدلي طارق البيطار، وهو العارف بلا مبالغة بأن مئات الألوف من المواطنين ما زالوا عالقين عند تاريخ 4 آب 2020 والساعة السادسة و7 دقائق لقد توقف عندهم الزمن. ولا شيء يمكنهم من إستعادة بعض وقع حياتهم إلاّ الحساب وتبيان الحقيقة وتحقيق العدالة ومحاسبة المرتكبين. كل من كان يعلم، من رئيس الجمهورية آنذاك ميشال عون إلى آخر موظف في السلطة، مكانهم وراء القضبان!

كل المدعى عليهم بجناية "القصد الإحتمالي " بالقتل ولا سيما الوزراء: علي حسن خليل وغازي زعيتر ونهاد المشنوق ويوسف فنيانوس، إلى كل المطلوبين من سياسيين وأمنيين وعسكريين وقضاة وإداريين، يسرحون ويمرحون وحولهم مرافقة أمنية(..) فارون من وجه العدالة يتمتعون بالحصانات ولتاريخه ما زال يحميهم قانون الإفلات من العقاب!

4 آب يوم غضب مقدس على كل منظومة النيترات المرتهنة للخارج، الناهبة المسؤولة عن أخطر إبادة جماعية تنفذ بحق اللبنانيين. و4 آب ليس مجرد يوم، بل هو وعد يتجدد كل يوم، لإسقاط رهان المتسلطين على الوقت لتدمير الذاكرة..وعد يتجدد رغم كل ما شهدناه وعرفه القاصي والداني عن الإجرام في محاصرة التحقيق والمحقق العدلي والمضي بالتآمر على الحقيقة والعدالة.. في يوم 4 آب رجاء وحيد: طارق البيطار أنت حارس العدالة، ليكن القرار الإتهامي شاملاً كاملاً محكماً. اللبنانيون الذين رفعوا صورك ولم يلتقون بك ولم يعرفوك وضعوا ثقتهم بك. يريدون أجوبة على كمية كبيرة من الأسئلة: من هو صاحب نيترات الموت "الأمونيوم"؟ من هي الجهة التي نقلتها إلى مرفأ بيروت؟ من هي الجهة المسؤولة عن إدخال الشحنة؟ من هم الذين علموا بالخطر الناجم عنها وتعاموا عنه؟ من هم الذين تشاركوا في التغطية على الجريمة؟ وما هو دور حزب الله ومن هم الشركاء الذين سهلوا له السيطرة وإخراج دفعات من النيترات إرسالها إلى نظام الجريمة والإبادة في دمشق لقتل الشعب السوري؟ ومسؤولية الحزب كعنوان أمر معروف وثابت سواء مع التدخلات الفجة لحسن نصرالله الذي أصرّ مراراً على إقفال التحقيق، أو مع الدور الذي أداه وفيق صفا الذي هدّد بإقتلاعك؟

طارق البيطار أهل الضحايا، المتضررون، بيروت وكل لبنان واللبنانيين يريدون معرفة من كان يعلم أن العاصمة تنام على وسادة نووية وخدع الناس، وليس فقط ميشال عون الذي أعلن أنه علم قبل أسبوعين فقط (..) لكن "ترو تار" كما قال بالفرنسية. "ترو تار" أن يتحمل رئيس البلاد، رئيس المجلس الأعلى للدفاع والقائد السابق للجيش مسؤوليته؟ أووف! طارق البيطار. من ترك بيروت تنام على وسادة نووية، جعل الضاحية وعشرات المدن والبلدات في الجنوب وغير الجنوب تنام وتحت غرف النوم مترو أنفاق مليء بالصواريخ والمتفجرات وتسبب بتقديم البلد لقمة سائغة للعدو الذي تفنن في إنزال العقاب الجماعي بالشعب اللبناني؟ طارق البيطار القرار الإتهامي المنتظر ينبغي أن يكون جزءا لا يتجزأ من مسيرة إستعادة سلم لبنان وإستدامة أمنه ولا يكون ذلك مع أي سلاحٍ لا شرعي يستبيح ويهدد ويقتل ويستدرج الإحتلال مجددا!

وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن.

 

الرابع من آب: تاريخ خانته الدولة واغتاله القضاء

كارين عبد النور/جريدة الحرة/04 آب/2025

في مثل هذا اليوم قبل خمس سنوات، لم تُشرِق شمس على بيروت. أظلمت السماء بغيمة خيانة تقطعت أذرعها في جسد وطن، وانفجرت صمتاً ثائراً أغرق العاصمة غدراً وخذلاناً. منذ ذلك اليوم لم يسقط مطر يغسل جراح الشوارع فأصابت نيازك الألم قلوب أمهات تفتّتت تحت وطأة صمت المسؤولين، ونفاق السياسيين، وتواطؤ القضاء الذي لم يزل يوصد الأبواب بوجه الحقيقة. بيروت لم تحترق. بيروت ذابت في نار النيترات، وانفجرت دموعها كأشلاء متناثرة في رياح الغدر، تغطيها غمامة الخزي والعار. خمس سنوات ونحن ننتظر خريفاً يضمّد جراح المدينة، لكنه جاء خريفاً من رمادٍ وأسلاكٍ شائكة تُحكم بها قيود النسيان، وتُدفن بها كل الحقيقة في مقابر الإهمال. لا، لم يكن الرابع من آب عاصفةً عابرة. كان زلزالاً مدروساً كشف الوجه القبيح لدولةٍ لا تملك سوى تعليق العدالة في صالات انتظارٍ بلا أبواب، ولا مفاتيح. هو صرخة غابت في جوف الصمت. شهادة لم تُسمع. دماءٌ ظلت تُسكب على مذابح الخيانة. وجثثٌ بقيت ملقاة بلا أمل في محاكم عمياء. السياسيون يرقصون فوق رماد الجثث كراقصي مأتمٍ يتفننون في حركات النفاق، يختبئون خلف أقنعة الخطابات، يمسحون وجوههم بأكاذيب التحقيقات، ويتقنون لعبة البيع والشراء.

أما القضاء، فهو قصر عدالةٍ مسكون بالأشباح، لا يُسمع فيه سوى صمت الإجرام وسط أنين الأمهات.

منذ خمس سنوات وهذه الغيمة معلّقة على سماء بيروت، تمطر وجعاً متقطعاً وتحجب الضوء حين تدنو الحقيقة من أعتاب العدالة. الملفات مقطوعة الأوصال، والنيترات أُدخلت بأيدٍ متآمرة، والألسنة ملتزمة الصمت، وقلوب أهالي الضحايا تنزف صبراً وغضباً في آن.

أمهات الشهداء، لا يزلن يجترحن في دروب دماء أبنائهن، يحملن صورهم مثل راياتٍ معلقة على جدران صمتٍ قاتل، والآباء يحدقون في فراغ، في غرف لا تردّ الصدى، ولا تحتضن الوجع. بيروت اليوم لم تعد تنتظر مطراً من السماء. بيروت تنتظر عاصفةً تهبّ على ضمائر الحكام، تمسح غبار الخيانة، وتسقط القناع عن وجوه المجرمين. لا تطلبوا من الشهداء أن يغفروا لكم من السماء، ولا من الأحياء أن ينسوا ما ارتكبته أيديكم على الأرض. نحن لا نُجيد النسيان، بل نحفر أسماء القتلة على جدران الذاكرة لنقول: في هذا الوطن لا المطر يغسل، ولا الشمس تشرق، بل الحقيقة وحدها – وهي آتية لا محال – ستمطر كالصاعقة، لتكسر صمت الأبدية، وتعيد للعدالة وجهها المفقود. https://hura7.com/?p=63046

 

الرابع من آب 2025

عقل العويط/فايسبوك/04 آب/2025

في مقدورنا في مستطاعنا أنْ تتكرّر كلّ يوم، وفي تمام الساعة السادسة وسبع دقائق من كلّ مساء، فجيعة الرابع من آب 2020. وأنْ تقع. وبالحذافير. وبالجرائم ولا استثناء. وبالأرقام. وبالوثائق. وبالضحايا. وبالأوجاع. وبالكوابيس. وبرباطة الجأش. وبالدم البارد. وبالخيال الكالح جميعه. وبالوقاحة المتمادية. وبالصفاقة. ولا شيء يمنع أو يحول. ولا أحد يردع. ولا قانون. ولا دولة القانون. ولا البيان الوزاريّ. ولا خطاب القسم الجمهوريّ. ولا العدالة. ولا القضاء. ولا أيضًا القضاء والقدر. ففي مقدورنا ومستطاعنا أنْ نهدّد والآن وغدًا وبعد. وبعد بعد غدٍ وغد. وأنْ نرهّب. وأنْ نستبيح. وأنْ نغتصب. وأنْ ننهب. وأنْ نرتكب. وأنْ ندمّر. وأنْ نقتل. وأنْ ننحر. وأنْ ننتحر. وأنْ نُجبَر على الانتحار والنحر. وأنْ نفوز بقصب السبق. وأنْ ننتزع الرقم القياسيّ والأرقام القياسيّة. وأنْ نحصل على البراءات والشهادات، وعلى شهادة "غينيس"، وعلى كلّ "غينيس". وعلى الشهادة في التلوّث. وفي التعاسة. وفي الميلانكوليا. وفي العبث. وفي العدم. وفي الهباء. وفي اللّاجدوى. وفي الدموع المسفوكة. كما في الدماء التي تذهب إهدارًا. وفي البيوت المكسورة الخاطر. وفي النوافذ المتّشحة بالسواد. وفي الدموع المبحلقة في اللّاشيء. وفي العصافير المذبوحة في هوائها الطلق. وفي العيون المسبلة. وفي الموت. وضدّ الحياة. وضدّ الحياة ومرارًا وتكرارًا وبلا هوادة وإلى آخر الدهر.

في مقدورنا وفي مستطاعنا أنْ وأنْ وأنْ... ومَن لم يصدّق ففي مقدوره وفي مستطاعه أنْ يجرّب. وأنْ يعاود الكرّة حيث يشاء ومتى يشاء: في الخيال، وفي الحلم، وفي الواقع، وعلى أرض الوقيعة والواقع، وفي التخييل، وفي الذكاء الافتراضيّ، وفي البور، أي المرفأ، وفي المطار، وفي وسط العاصمة، وفي ساحة رياض الصلح، وفي ساحة الشهداء، وفي السرايا لا سيّما. وفي القصر الجمهوريّ خصوصًا وأيضًا ودائمًا. وفي ساحة النجمة وعلى رأس السطح وعلى عينكَ يا تاجر، يا فاجر، وهناك يسمّونه "سيّد نفسه"، وموضع السلطة التشريعيّة، ويُدعى أيضًا مجلس العار أو مجلس الرذيلة أو مجلس النوّاب، سيّان ولا فرق. وفي المستطاع ولا شكّ في الجنوب. وفي البقاع. وفي جبل لبنان بيسراه ويمناه، وبجبله والساحل. وفي الشمال بطرابلسه وعكّاره والأقضية. وفي البقاع جميعه، الغربيّ والأوسط والشماليّ وأيضًا الشرقيّ، وحيث تدعو الحاجة.

وفي العاصمة. ومَن لم يصدّق ففي مقدوره وفي مستطاعه أنْ يتثبّت ويتأكّد بنفسه ويحصل على البرهان، إنْ بوضع اليد في موضع الجروح، وحيث الطعنة، وحيث الكأس المرّة، وحيث إكليل الشوك، وحيث الطريق المفضي إلى رسوّ السفن، إلى الجلجلة، وإلى كلّ جلجلة، وليس في لبنان كلّه من مرقد عنزة ومن مَوضع ومن ملجأ إلّا ما يوازي طريق الصلب على خشبة، وقهرًا، ويأسًا، وانعدام أفقٍ وأملٍ ومصير. وما سبق، هو جميعه، وسواه كثيرٌ كثيرٌ كثير، طريق الرابع من آب، وفي تمام الساعة السادسة وسبع دقائق مساءً من العام 2020، ومن كلّ عام، ومن كلّ يومٍ وعام، ومَن لا يصدّق ففي مقدوره أنْ يجرّب، وفي يقينه ويقيننا أنّه لن يعود خائبًا.إسألوا تجدوا. إقرعوا تُفتَح لكم الأبواب. وليس من بابٍ وأبوابٍ في لبنان سوى باب الرابع من آب. وهذا كلّه، وسواه، رغمًا منّي، وغصبًا عنّي، وعن كثيراتٍ وكثيرين. والسلام.

 

الإطار القانوني للاحزاب السياسية في لبنان: بين الواقع والمرتجى

المحامي البروفسور رزق زغيب/جنوبية/04 آب/2025

تطرح مسألة تنظيم الأحزاب السياسية في لبنان إشكالية مزدوجة تتعلق بطبيعة هذه الكيانات من جهة، وغياب الإطار القانوني الناظم لها من جهة أخرى. فعلى الرغم من الدور الحاسم الذي تلعبه الأحزاب في الحياة العامةفي لبنان، فإنها لا تزال تعمل في ظل قانون الجمعيات العثماني الصادر عام 1909، ما يثير تساؤلات جوهرية حول مدى التزامها بالمعايير الديمقراطية والحوكمة الرشيدة. من هنا، تأتي هذه المحاضرة للبروفسور رزق زغيب في إطار ندوة من تنظيم البروفسور فيليب سالم في جامعة سيدة اللويزة تاريخ 17/7/2025، من اجل تفكيك هذا الواقع وتقديم مقاربة قانونية وسياسية شاملة لسؤال: من ننظّم؟ وماذا ننظّم؟ ولماذا حان الوقت لتشريع جديد يضع حدًا لهذا الفراغ الخطير.

اسمحو لي بداية بالتوجه بوافر الشكر الى حضرة البروفسور فيليب سالم الذي قال عنه الأديب والصحافي الكبير سمير عطاالله في نهار الامس انه طبيب بشهرة عالمية ، وسياسي بشهرة النقاء ، ولبناني كلي ، على هذه الدعوة التي مكّنتني من لقاء هذا الحضور الراقي من نخبة المجتمع في هذا الصرح الجامعي المرموق لنتحدث عن ظاهرة حاضرة بقوة في حياة النظام السياسي في لبنان وباتت أقلّه بعد العام 1990 مؤثرة الى أبعد حدود في طبيعة هذا النظام الذي امسى مختلاً وفي مساره الذي ما زال متعثراً بعد ان كان منحدراً انحداراً واضحاً ، عنينا بها ظاهرة الاحزاب السياسية في لبنان .

ان مساعي وضع إطار قانوني خاص يرعى نشأة وعمل واندثار الاحزاب السياسية في لبنان قديمة العهد . فقد ورد في البيان الوزاري لحكومة الرئيس صائب سلام في ايار 1953 في عهد الرئيس كميل شمعون “ان الحكومة اذ تهدف الى دعم الحريات العامة وتعزيز النظام الديمقراطي فتتقدم الى هذا المجلس بمشروع قانون الاحزاب السياسية لانه لم يعد من الجائز قيام الاحزاب في ظل قانون الجمعيات البالي” . الا ان هذه الحكومة التي لم تعمّر الا أقلّ من اربعة أشهر لم تتمكن من القيام بما وعدت به ، فقامت الحكومة التي أتت من بعدها برئاسة الرئيس عبدالله اليافي بالتقدم من مجلس النواب في 3 تشرين الثاني 1953 بمشروع قانون حول الجمعيات والاحزاب السياسية ابرز ما تضمنه اخضاع الاحزاب لنظام ترخيص لا يُمنح للاحزاب المرتبطة باحزاب خارجية في حال لم تلتزم بالقوانين والانظمة المرعية الاجراء او في حال كانت اهدافها تتعارض مع مصلحة الأمة ، الأمة اللبنانية طبعاً . وقد انتقد حزب النجادة هذا النص بشدّة فاغلق مقرّه ثم تنامت المعارضة حيث عُقد مؤتمر للاحزاب التي يطغى عليها طابع طائفي معيّن خلص الى المطالبة بسحب مشروع القانون هذا الذي ضاع في أروقة المجلس النيابي ولم يُكتب له ان يرى النور .

أما المحاولة الثانية لتنظيم الاحزاب السياسية قانوناً فقد حصلت بعد عشرين عام في عهد الرئيس سليمان فرنجية ، وأتت في ظرف محدد أدى الى تبعات معيّنة على الحياة السياسية اللبنانية حيث كان قد أقدم وزير الداخلية في حينه كمال جنبلاط في 15 آب 1970 وقبل ايام معدودة من انتهاء عهد الرئيس شارل الحلو على منح العلم والخبر لثلة من الاحزاب المحظورة وهي الحزب الشيوعي ومنظمة العمل الشيوعي وحزب البعث العربي الاشتراكي والحزب القومي الاجتماعي وحركة القوميين العرب وحزب الهنشاك . فتقدمت حكومة الشباب او حكومة المجهولين كما سمّيت في حينه برئاسة الرئيس صائب سلام بتاريخ 3 آذار 1972 بمشروع قانون ينظّم نشاط الاحزاب السياسية في لبنان ويخضعها لرقابة صارمة . اعتبرت الاحزاب اليسارية في حينه هذا المشروع ضرباً للحريات العامة في لبنان . وكانت هذه الحادثة مناسبة لاول تدخل رسمي لنظام البعث في نسخته التصحيحية في الشؤون الداخلية اللبنانية حيث صدر بيان مشترك في 29 آذار 1972 عن كل من القيادة في سوريا وكمال جنبلاط يرفض بشدة مشروع القانون هذا الذي كان مصيره كمصير المشروع الذي سبقه ، اذ اهمله مجلس النواب ولم يتم اقراره بعد ان خفّت حماسة الحكومة له .

وأتت المحاولة الثالثة في العام 1983 حيث فوّض مجلس النواب حكومة الرئيس شفيق الوزان إصدار مراسيم تشريعية في مواضيع مختلفة فصدر المرسوم الاشتراعي رقم 153 تاريخ 16/9/1983 المتعلق بالجمعيات غير السياسية والاجنبية والسياسية على حدّ سواء الا ان هذا المرسوم الاشتراعي الذي دخل حيزّ النفاذ لم تطل به الامور حتى عمدت حكومة الاتحاد الوطني برئاسة رشيد كرامي الى الغائه بمرسوم اشتراعي آخر في العام 1985 .

ومؤخراً طرح رئيس لجنة الادارة والعدل النيابية السابق المرحوم النائب روبير غانم بمؤازرة البروفسور فاديا كيوان اقتراح قانون تنظيم الاحزاب السياسية في لبنان في شهر حزيران من العام 2017 الا ان الاقتراح هذا ما زال قابعاً في جوارير مجلس النواب .

ان فشل هذه المحاولات يظهر بشكل جلي رفض الاحزاب السياسية المطلق لصدور قانون ينظّم نشاطها وهي ترفع في الظاهر شعار حماية الحريات العامة ومنع التعرّض لها كون ان ما يجمع مشروعيّ القانونين لعاميّ 1953 و1972 كما والمرسوم الاشتراعي لعام 1983 هو اخضاع الاحزاب السياسية، على عكس ما هو قائم حالياً بالنسبة لها على وجه الخصوص وبالنسبة لسائر الجمعيات على وجه العموم لنظام ترخيص مسبق اعتبر المجلس الدستوري الفرنسي في قراره الشهير حول حرية التجمّع لعام 1971 انه منافٍ للتقليد الليبرالي وبالتالي للمبادئ العامة الدستورية في فرنسا . ان وجهة النظر هذه على أحقيتها تخفي ارادة مضمرة من قبل الاحزاب برفض اخضاعها لتنظيم قانوني محكم نتيجة تحوّلها في الغالب الى احزاب اشخاص ومصدر استرزاق في آن، وهنا يكمن بيت القصيد، مما يقتضي معه ، وبغية اعطاء الموضوع المطروح امامنا حقّه ، التطرق الى هوية من الفئة التي يهدف أي قانون جديد الى تنظيمها والى مضمار ونطاق هذا التنظيم

أقدم وزير الداخلية في حينه كمال جنبلاط في 15 آب 1970 وقبل ايام معدودة من انتهاء عهد الرئيس شارل الحلو على منح العلم والخبر لثلة من الاحزاب المحظورة وهي الحزب الشيوعي ومنظمة العمل الشيوعي وحزب البعث العربي الاشتراكي والحزب القومي الاجتماعي وحركة القوميين العرب وحزب الهنشاك

اولاً ـ مَن ننظّــم:

 خرج الصحافي خليل الجميل في مقال له في صحيفة لوجور الناطقة بالفرنسية في العام 1946 بمقال عن الاحزاب السياسية في لبنان ليخلص فيه انه لا احزاب سياسية في لبنان بالمعنى الحقيقي للكلمة ذلك ان هذه التجمعات المسماة احزاب إما هي عبارة عن تحلّقات حول اشخاص كحزبيّ الاتحاد الدستوري والكتلة الوطنية او احزاب اقرب الى الحركات الكشفية منها الى الاحزاب كحزبيّ الكتائب والنجادة او مجموعات عقائدية عابرة للحدود ولكن تبقى ذات أثر محدود في الحركة السياسية اللبنانية كالحزب الشيوعي والحزب السوري القومي الاجتماعي . وقد وافقه الدكتور شارل رزق في كتابه عن النظام السياسي اللبناني في العام 1966 على هذا القول معتبراً ان لا احزاب سياسية بالمعنى العلمي للكلمة في لبنان ذلك ان هذه التجمعات لا تسعى الى الظفر بالسلطة بشكل مطلق وطبع المجتمع بمبادئها واهدافها متى وصلت الى الحكم والتأثير عليه أو جعله يعتنق مبادئها تمهيداً لذلك .  وقد كان لفؤاد افرام البستاني عبارات قاسية خصّ بها الاحزاب السياسية حيث اعتبر انها مجردة مجموعات مسلحة بنسب مختلفة ذات مصالح فئوية اقطاعية قبلية او طائفية لا علاقة لها بالمعنى المتعارف عليه لهذه التسمية في الديمقراطيات الغربية .  ويحاول البعض طبعاً التخفيف من هذا المعطى بالقول انه ان كان صحيحاً ان لا نظام سياسي حزبي في لبنان الا أن ذلك لا ينفي وجود احزاب سياسية تسعى للوصول الى السلطة وان بشكل جزئي وتطمح بالتأثير على المجتمع . وما الدليل على توجس الدولة الناشئة المستقلة من الاحزاب واعتبارها انها عامل مؤذٍ في المجتمع الا تشديدها في المادة 14 من النظام العام للموظفين الموضوع في العام 1959 على حرمان هؤلاء من الانتماء الى الاحزاب .  الا ان هذا المعطى قد تبدّل في لبنان جذرياً بعد العام 1990 ووقوع الحرب الاهلية حيث انتقلنا من دولة فيها احزاب على علاتها الى دولة تقبض على مفاصلها الاحزاب بشكل محكم ولعلّ افضل تجسيد لهذا المعطى هو التعديل الذي ادخل على المادة 14 من قانون الموظفين بموجب القانون رقم 144 تاريخ 6/5/1992 الذي اجاز انتماء الموظف الى الاحزاب والهيئات والمجالس والجمعيات السياسية والطائفية ذات الطابع السياسي شرط عدم توليّ مهام او مسؤوليات فيها . فاجتاحت الاحزاب الادارة وقد اكتمل هذا الاجتياح بعد العام 2005 في الشق المسيحي من الادارة العامة لتتحوّل هذه الادارة من مسيّر للاحزاب في لبنان ترهِبُ ولا تُرهب الى مُسيرة من قبل الاحزاب .

وبالفعل وان نظرنا الى مجلس النواب الحالي نرى ان حوالي 80 نائباً من اعضائه باتوا حزبيين ، الامر الذي ينسحب على المجالس البلدية والاختيارية المنتخبة وعلى النقابات والنوادي وغيرها .

وقد يجد المرء في ذلك إفادة للوهلة الاولى وعلامة تطور في المجتمع اللبناني حيث باتت الحياة السياسية منتظمة عبر احزاب تؤطر الافكار وتبلورها في إطار تيارات مقوننة وهادفة تسعى الى الوصول الى الحكم . الا ان هذا المعطى تعتريه ظاهرتان مقلقتان الاولى هي سيطرة نموذج احزاب الطوائف حيث وبدل ان يكون همّ الاحزاب الاساسي وضع آليات واعتماد خطاب او حتى عقد تحالفات تمكّنها من تشكيل اكثرية في المجلس النيابي كشرط لاقامة حكومة منسجمة ومتضامنة تمكّن نظامنا الديمقراطي البرلماني من العمل، تسعى الاحزاب قاطبة الى الاستئثار بتمثيل طوائفها بحيث بات لكل طائفة او يكاد حزبها او تكتل احزابها ينطق باسمها ويعبّر عن هواجسها ويطالب بالمشاركة في الحكم من منطلق تمثيله الحصري لها الذي يُمنع على احد منازعته عليه ، بحيث اندثرت او تكاد تندثر الاحزاب العابرة للطوائف ، فبات تمثيل مجمل هذه التنظيمات ، على تناقضاتها ممراً الزامياً لتأليف الحكومات التي درجت العادة ان تطول فترة تشكيلها أمداً لا يراعي أي مهل معقولة وأن تصعب ادارتها متى شُكلت كونها تضمّ اضطاداً فيتبخر فيها مبدأ التضامن الوزاري وتصبح آلية اتخاذ القرار وفق ما تنص عليها الفقرة الاخيرة من المادة 65 متعثرة على أبعد حدود ، مما يقضي على مبدأ تداول السلطة مع ما يرافقه من تفشي الفساد كظاهرة طبيعية للاستمرار اللامتناهي في الحكم من قبل الجهات عينها .

والظاهرة الثانية هي تعثر العديد من الاحزاب في اقتباس الحياة الحزبية المتعارف عليها لتتحوّل الى حزب القائد او العائلة القابض على كل كبيرة وصغيرة في حزبه ، فالمال بيده كما التأهيل والترشيح للمناصب السياسية والادارية والمحلية على اختلافها .

 هاتين الظاهرتين تجعل وضع نظام قانوني جديد يرعى الاحزاب السياسية في لبنان امراً ملحاً ولكن يبقى السؤال عن مضمار وحدود هذا التنظيم.

ثانياً ـ ماذا ننظّــم:  ما زالت الاحزاب السياسية في لبنان شأنها شأن باقي الجمعيات تخضع لاحكام قانون الجمعيات الصادر في 3 آب 1909 ابان السلطنة العثمانية والمأخوذة احكامه بدورها من القانون الفرنسي حول الجمعيات لعام 1901 . ولعلّ السمة الابرز لهذا القانون هو الطابع الليبرالي حيث انه لا يخضع تأليف الجمعيات الى نظام الترخيص بل تنشأ الجمعيات ومنها الاحزاب بمشيئة اعضائها المؤسسين فقط الذين يكتفون باعلام الادارة المختصة وهي دائرة الشؤون السياسية والاحزاب والجمعيات في مصلحة الشؤون السياسية والانتخابية لدى المديرية العامة للشؤون السياسية واللاجئين في وزارة الداخلية والبلديات في حالتنا الحاضرة بتأسيسها فتقوم هذه الاخيرة باعطائها علماً وخبراً بهذا التأسيس يمنحها الاهلية القانونية اللازمة للقيام بسائر الاجراءات والاعمال التي يقتضيها نشاطها من اتخاذ مقرّ لها وفتح حساب مصرفي وخلافه .

الا ان هذا القانون الذي مرّ على وضعه أكثر من قرن يبقى قاصراً في الاحاطة بجوانب عديدة تتعلق بالاحزاب السياسية على وجه الخصوص تقتضي قواعد الحوكمة الرشيدة ان تكون منظمة تأميناً للمصلحة العامة وحماية للديمقراطية الصحيحة ، اذ لم يعد ممكناً اكتفاء القانون بالزام الجمعيات ومنها الاحزاب بمسك ثلاثة دفاتر تسطّر في الاول منها هوية اعضاء الجمعية وفي الثاني مقررات الهيئة الادارية ومخابراتها وفي الثالث ما يعود للجمعية من الواردات والمصارفات .

لذلـك وجب على اي قانون جديد ان يتطرق الى مسألة الديمقراطية الحزبية من جهة والى تمويل الاحزاب من جهة ثانية .

أ ـ في الديمقراطية الحزبية:

 لا بد من التعريف في هذا السياق بين الديمقراطية العامودية في الحزب من جهة وعن تلك الافقية فيه .

فلناحية الاولى ، اي الديمقراطية العامودية ، فهي تتمثل في مدى تمكّن كل عضو من اعضاء الحزب في المساهمة في شكل مناسب في تشكيل الادارة الحزبية وتمتعه على وجه أدق بحق متساوٍ في التصويت ان لهيئات الحزب القيادية او خاصة لاعداد قوائم المرشحين في الانتخابات النيابية وذلك بالاقتراع السري كما ومدى جواز اعطاء قيادة الحزب حق منع قبول اعضاء جُدد سواء كان هذا المنع عاماً او محدداً بفترة زمنية معيّنة كما يأتي في هذا السياق ايضاً تحفيز دور المرأة داخل الحزب بحيث لا تبقى واجهة لتلميع الصورة بل تمسي في جوهر القرار .  اما لجهة الثانية ، فهي تكمن في التنوّع الافقي الطائفي داخل الحزب، وتتمثل في مدى عدم جواز تأسيس حزب سياسي باسم يرمز الى عنصر او مذهب او عدم جواز حصر العضوية في الحزب بعنصر او طائفة او باهل اقليم معيّن يؤدي عملياً الى ذلك كما ومدى جواز فرض تواجد فعلي للحزب في أكثر من 80% من الاقضية اللبنانية لتشجيع العمل على مفهوم الحزب العابر للطوائف والمناطق .  صحيح ان هاتين الاشكاليتين اي الديمقراطية العامودية والتنوع الطائفي الافقي تحتملان الجدل، فبعضهم وباسم حرية تأليف الجمعيات التي كفلتها المادة 13 من الدستور وقانون الجمعيات الحالي لعام 1909 لا يستسيغون هذا التدخل في التنظيم الداخلي للحزب ويفضلّون ترك هذا الامر للمؤسسين انطلاقاً من ان مكة ادرى بشعابها . الا انه لا بد من القول انه وإن كان عدم اخضاع تأسيس الحزب للترخيص أمراً محمود لا بل مفروض ، والحرص على التنوع الطائفي والمناطقي داخل الاحزاب مسألة فيها نظر، الا ان تأمين مستلزمات الحدّ الادنى من التشكل الديمقراطي لهيئات الحزب القيادية ولاختيار مرشحيه الى الاستحقاقات الوطنية والمحلية أمرٌ لا بدّ منه شأنه شأن تمويل الاحزاب بشكل شفاف ومحدد. من ناحية مصادر التمويل فيقتضي حظر التمويل الاجنبي للاحزاب السياسية كما حظر التمويل من الاشخاص المعنويين وحصره بالافراد ووضع سقف للتبرع الشخصي والاستفادة من التعديلات الاخيرة التي تمّت على قانون السرية المصرفية تأميناً لهذه الغاية

ب ـ في تمويل الاحزاب:

ان تنظيم مسألة تمويل الاحزاب إن لناحية مصادر هذا التمويل او مراقبة هذا التمويل كما ومراقبة مالية الحزب عامة أمرٌ بات مفروغ منه في دولة تسعى الى التقيّد باهداب دستورها وبمقتضيات دولة القانون.

اذ لم يعد جائزاً عدم الاطلاع على الحسابات المصرفية للحزب السياسي من قبل الادارة المختصة . وكان من الاجدى ايراد الاحزاب من ضمن الادارات والهيئات المشمولة باحكام قانون الحق في الوصول الى المعلومات رقم 28/2017 كما وقانون التصريح عن الذمة مالية والمصالح ومعاقبة الاثراء غير المشروع رقم 189/2020. فهل يُعقل ان النواب والوزراء اذا كانوا اعضاء في الاحزاب ملزمين بالتصريح عما تقاضوا من اموال من الحزب في حين ان رئيس الحزب لا يصرّح عن الذمة المالية له اذا لم يكن نائباً او وزيراً . فصحيح ان الاحزاب السياسية تشكّل اشخاص من القانون الخاص الا ان دورها المحوري في المجتمع وفي الحياة السياسية وفي تشكّل السلطات العامة يجعل أمر اخضاعها لاحكام هذه القوانين التي ترعى اشخاص القانون العام يستمّد حاجته من الصالح العام .

 كما انه يقتضي على اجهزة وزارة المال اخضاع الاحزاب السياسية لاحكام المادة 29 من قانون الاجراءات الضريبية رقم 44/2008 التي الزمت المؤسسات المستثناة من ضريبة الدخل على الارباح من غير الشركات ان تمسك السجلات المطلوب مسكها من المكلفين على اساس الربح المقطوع (اي سجلات اليومية والاصول الثابتة وسجل الرواتب والأجور) كما والتصريح بها لوزارة المالية وعدم الاكتفاء بقطع الحساب والموازنة المصرّح بها للداخلية فحسب . كما يقتضي الزام الاحزاب بتعيين خبراء محاسبة محلفين للمراقبة تعزيزاً للشفافية . هذا من ناحية ، اما من ناحية مصادر التمويل فيقتضي حظر التمويل الاجنبي للاحزاب السياسية كما حظر التمويل من الاشخاص المعنويين وحصره بالافراد ووضع سقف للتبرع الشخصي والاستفادة من التعديلات الاخيرة التي تمّت على قانون السرية المصرفية تأميناً لهذه الغاية مع بقاء طبعاً تحدي تلقي الجمعيات الدينية والاهلية التي لها اذرع سياسية دعماً لا سقف له ، الا ان ذلك لا يعفي المشرّع من ولوج باب تنظيم مالية الاحزاب كي لا تبقى ابوابها مشرّعة للدفق المالي من دول وجهات اجنبية فيمسي لهذه الاحزاب القابضة على البلاد والعباد أعلام وإعلام ومؤسسات تربوية وصحية وتشكيلات عسكرية وسياسة خارجية خاصة بها وتصبح امتداداً للخارج في الداخل بدل ان تكون اشعاعاً للداخل في الخارج ، كل ذلك على انقاض دولة أُفرغت من مضمونها فأمست هيكلاً خاوياً وجسداً بلا روح بلغ سوء الطالع بها مبلغاً اصبح يهددها باسم مَن دَخَل عاصمة مجاورة على دراجة بضمّها بتاريخها وحضارتها وعراقة اجدادها اليه وشطبها بشخطة قلم .

 

جلسة الثلاثاء..مفترق طرق بين الدولة والسيطرة الميليشياوية

حسين عطايا/جنوبية/04 آب/2025

ثمة أزمة حقيقية ستتمخض عنها جلسة الغد “الثلاثاء” التي تحددت استثنائياً لتكون مختلفة عن سابقاتها، خصوصاً بعد أن وصلت الأمور إلى زقطة اللا رجعة عنها من قِبل المجتمع الدولي والعربي، من حيث المواد المطروحة على جدول أعمالها، وأبرزها ما يتعلق بحصرية السلاح، ووضع برنامج لتسليم وتسلم سلاح حزب الله خلال فترة محددة التواريخ والمعالم، لتكون فعلاً استثنائية بنقاشاتها والمقررات التي ستصدر عنها.

قرارات الغد تكشف موقف العهد الجديد

وبالتالي، بناءً عليه، ستتحدد نظرة العالم للسلطات اللبنانية من حيث النظر إليها كدولة سيدة مستقلة، أو سلطة خاضعة لقرارات ورغبات ميليشيا حزب الله. وبناءً على القرارات التي ستصدر عنها، سيُحدد كيفية تعاطي الدول العربية – والخليجية منها – والغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، مع لبنان.

وبناءً على قراراتها، سيجري تحديد النظر إلى مواضيع إعادة الإعمار وبقية التوجهات التي تتعلق بدعم لبنان وقرارات الاستثمار فيه، كماً ونوعية. من هنا تأتي أهمية جلسة الغد وما سينتج عنها، وستكون مؤشراً لاتجاه المرحلة المقبلة، من حيث مكانة وموقع لبنان في خريطة المنطقة وأهمية دوره المُنتظر، وهل بإمكانه أن يعود لاعباً إلى خريطة السياسة الدولية والإقليمية، أو سيبقى على الهامش دون الاهتمام المطلوب في لعب دوره الطبيعي، أو سيبقى ساحة صراعات تتقاذفها أهواء سياسات دول الإقليم والمجتمع الدولي فقط. من هنا يتظهّر كم لجلسة الغد من أهمية داخلياً على مستوى الفعل والقرارات والتوجهات التي سترافق المرحلة المقبلة، أم سيبقى لبنان مفعولاً به، أو سيصبح لبنان والعهد الجديد فاعلاً له أهميته في هذا الشرق، أو على هامش مجريات السياسة، وبالتالي ستبقى سوريا وحكمها الجديد يغطيان على كل الواقع المستجد، وسيبقى لبنان ودوره هامشياً فحسب.لذا، المطلوب من العهد وحكومته أن يكونا على قدر تطلعات اللبنانيين واهتماماتهم في التخلص من المرحلة السابقة بكل مجرياتها “أسباباً ونتائج”، ليعود للبنان دوره الفاعل في سياسة المنطقة، ويعود ليستقطب الاهتمام من الأقربين والأبعدين. وبناءً على مداولات ومقررات جلسة الغد، سينظر العالم إلى لبنان الدولة السيدة الفاعلة، أم لبنان الدولة الخاضعة لرغبات ميليشيا حزب الله ومن خلفها إيران ومحورها المنهار. المطلوب كثير، والمنتظر أكثر.

 

جلسة السّلاح: بين ضغط الخارج وحسابات الداخل

ندى أندراوس/المدن/05 آب/2025

تتجه الأنظار إلى جلسة مجلس الوزراء التي تُعقد عند الثالثة من بعد ظهر الثلاثاء في القصر الجمهوري في بعبدا، برئاسة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، والتي يُفترض أن تناقش مستقبل سلاح حزب الله. غير أنّ المؤشرات السياسية والميدانية مجتمعة توحي بأن الجلسة لن تفضي إلى قرار حاسم، في ظل ترجيحات بتأجيل مناقشة هذا البند إلى جلسة الخميس المقبل أو الأسبوع الذي يليه، ضمن مساعٍ حثيثة لتفادي انقسام حكومي قد يهدد الاستقرار ويدفع البلاد إلى أزمة مفتوحة. من الناحية الدستورية، الشروط الإجرائية مكتملة: نصاب الثلثين متوافر لانعقاد الجلسة، كذلك الميثاقية مؤمّنة، وحتى التصويت، إن حصل، فهو مضمون من الناحية العددية. ومع ذلك، تُفضّل الرئاسة اللبنانية، ومعها أطراف أخرى في الحكومة، اعتماد خيار التوافق السياسي، إدراكًا منها لحساسية الملف وإنعكاساته على توازنات الحكم. وتشير معلومات لـ"المدن" إلى أن لبنان طلب مهلة إضافية من أسبوعين لاستكمال المشاورات وتفادي التصويت، وهو ما وجد تجاوبًا من الإدارة الأميركية عبر رسائل متبادلة بين بعبدا وواشنطن: "الرئيس جوزاف عون لا يريد أي مواجهات داخلية قد تهزّ الحكومة، وهو لن يسمح بانزلاق البلاد إلى صدام داخلي تحت أي عنوان".

جدول زمني ولا للمراوغة

وإن كانت واشنطن قد وافقت على منح مهلة إضافية، فإنّ موافقتها لم تأت من دون شروط واضحة. فالأميركيون، وفق مصادر دبلوماسية مطلعة، يعتبرون المهلة "فرصة أخيرة"، لا للمراوغة أو التمييع، بل لوضع جدول زمني واضح ومحدّد لتسليم سلاح حزب الله إلى الدولة. وتشدد الرسائل الأميركية وتذكر أنّه "لن يكون هناك دعم سياسي أو اقتصادي لحكومة لا تلتزم قرارًا واضحًا"، فيما يشبه الإنذار بأن الاستمرار في تغييب القرار سيعيد الملف اللبناني إلى المجهول. مهلة أميركية تتزامن مع بدء مرحلة دبلوماسية جديدة. إذ من المنتظر أن يتسلّم السفير الأميركي الجديد، ميشال عيسى، مهامه في بيروت مطلع أيلول، ما يُعتبر، في نظر دوائر سياسية، بداية فصل جديد من الضغوط الأميركية، خصوصًا مع خروج توم باراك من الواجهة، وعدم إعادته إلى مورغان أورتاغوس، التي إن عادت إلى بيروت قريبًا، ستكون عودتها محصورة في إطار مشاورات التمديد لليونيفيل، وسط توجه لخفض العديد في ظل الضغط الأميركي والتوجه لخفض حصة الولايات المتحدة من التمويل لمهمة القوات الدولية في الأمم المتحدة.

حزب الله: ضغط وحشد

في المقابل، يتحرك حزب الله على عدة محاور لحماية سلاحه من أي قرارات قد تطال شرعيته أو وجوده. فعلى مستوى الإعلام، أطلق الحزب حملة مبرمجة، من بينها نشر الإعلام الحربي شريطًا مصورًا يبدأ بكلام للأمين العام الراحل السيد حسن نصر الله حول سلاح المقاومة، ويُختتم بتأكيد أنّ "المقاومة وسلاحها هما سند للجيش اللبناني"، في رسالة تحمل أبعادًا تركز على معادلة "الجيش والشعب والمقاومة." أما ميدانيًا، فقد برزت دعوات إلى تحرّكات شعبية من البقاع ومناطق جنوبية باتجاه بيروت، تتزامن مع إنعقاد جلسة مجلس الوزراء، تحت شعار "دعم بقاء السلاح". ويجري الترويج لهذه التحركات على أنها عفوية، في حين تؤكد أوساط متابعة أنّها جزء من حملة منسقة هدفها الضغط على الحكومة ومنع أي قرار يقترب من جوهر وظيفة الحزب وسلاحه.

 المصطلحات والضمانات

توازياً، تكثفت المشاورات بين بعبدا والسراي الحكومي وعين التينة، وصولًا إلى حارة حريك، لصياغة الموقف أو القرار الذي قد يصدر عن الجلسة. وتدور الاتصالات حول صياغة دقيقة تتجنب الاصطدام المباشر، مع نقاشٍ مفتوح في المصطلحات: هل تُستخدم عبارة "نزع السلاح" أو "تسليم السلاح"؟ وهل يشمل القرار جميع القوى والفصائل المسلحة بما فيها حزب الله، أم تُعتمد صيغة شاملة غير محددة؟ كما يُطرح في هذه المشاورات مدى التزام حزب الله للتعاون في تنفيذ أي خطة محتملة: هل سيكشف الحزب عن كل مخازنه ومراكزه؟ هل سيسلّم كامل ترسانته، من السلاح الثقيل إلى المتوسط والخفيف؟

كما أن حزب الله سواء في التفاوض أو في خلال الجولات التي يقوم بها نوابه وقياديون، يسأل إذا كانت هناك ضمانات فعلية لانسحاب إسرائيل من الجنوب؟ والأهم بالنسبة إليه هل لدى الدولة خطة تتعلق بالجيش وتعزيز قدراته وتسليمه السلاح؟ وبالتالي، ضمان حماية كل اللبنانيين.

بناءً على هذه الأسئلة، يتمسك حزب الله وحركة أمل بإتفاق وقف إطلاق النار كمنطلق لأي نقاش "ما دام لبنان التزم بمندرجات الاتفاق بكامله". كما يتمسك الثنائي بما ورد في ورقة لبنان الرسمية إلى الموفد الأميركي توم براك، التي شددت على وحدة الموقف اللبناني وربط أي خطوة ميدانية بانسحاب إسرائيل أولًا. "ومن ثم يبحث في المراحل التي تلي، أي حصر السلاح بيد الجيش اللبناني، بموجب تفاهم لبناني داخلي صرف."

الجدول الزمني وإلا؟

في موازاة كل ذلك، تقود القوات اللبنانية  والكتائب اللبنانية وقوى أخرى جبهة الضغط السياسي داخل الحكومة لإبقاء ملف السلاح على الطاولة، وحسم مسألة الجدول الزمني والآلية التنفيذية وتحديد خريطة طريق واضحة لذلك. وهي تُحذّر من أن يتحوّل تأجيل النقاش إلى دفنٍ للملف، بدلًا من أن يُشكّل خطوة نحو ترسيخ مرجعية الدولة في الأمن والدفاع، تمهيدًا لتوحيد السلاح تحت سقف المؤسسة العسكرية، من دون أن يعني ذلك تفجير الحكومة، أو أن يسمح رئيس الجمهورية لأي طرف من الأطراف بأخذ الأمور نحو المجهول. لذلك، وإن كان المرجّح حتى الآن صدور موقف لا قرار نهائي بشأن السلاح، فإن المسار، من دون شك، طويل، معقّد، ومتعدد الاتجاهات. أما النافذة التي فُتحت، فلن تُقفل من الآن فصاعدًا. فالمهلة ليست فترة سماح، والتحذير الأميركي واضح: لا مفرّ من اتخاذ القرار، ولا بديل عن جدول زمني واضح. وإن استمرّت الاتصالات حتى اللحظة الأخيرة، فالثابت أن لبنان دخل مرحلة رسم التوازنات النهائية بين منطق الدولة ومنطق السلاح.

 

خمس سنوات على انفجار المرفأ: يأسٌ يتجدد والإهراءات للذكرى

نغم ربيع/المدن/05 آب/2025

مرّت خمس سنوات على انفجار المرفأ في الرابع من آب 2020، وليس أصعب من مرور الزمن في بلدٍ بلا ذاكرة رسمية، بلا اعتراف، بلا عدالة. بلدٌ يحترف طمس المآسي كما يطمس النفايات في التربة، ويُتقن إعادة طلاء الجدران المهدّمة بينما يترك القاتل طليقًا، والمحكمة مغلقة، والناس وحيدون في حزنهم. في الرابع من آب لم تنفجر بيروت فحسب، بل تهشّمت علاقتها بالدولة، وتصدّعت الثقة، بعدما تلاشت الفكرة البسيطة بأن هناك من يحمي، من يسهر، من يُحاسب. المدينة التي تحوّلت إلى غيمة من الغبار والدماء والزجاج، أعادوا بناءها حجرًا بحجر، شارعًا بشارع، بارًا ببار. لكنها لا تزال مثقوبة من الداخل، أشبه برئة جريحة لا هواء فيها. في زواياها صرخات ما زالت تتردّد، صورٌ لا تغيب، رائحة نترات لم تُمحَ، ووجوه أحبّة غادروا بلا وداع.

الحفاظ على الإهراءات والاعتراف بالجريمة

وبينما اعتاد المسؤولون الصمت أو التلاعب أو الإنكار، جاء هذا الأسبوع تفصيل صغير بحجم إشارة، لكنه معبّر بالمعنى، وزير الثقافة غسان سلامة أدرج إهراءات القمح على لائحة جرد الأبنية التراثية. فهي ليست مجرد صوامع باهتة. هي آخر ما تبقّى واقفًا من أثر الجريمة. شاهدة على لحظة الخراب، وعلى ما تلاها من صمت رسمي طويل. فكّروا في هدمها، كأنهم يودّون التخلص من الشاهد الصامت، كما تخلّصوا من كل محاولة لكشف الفاعلين. إدراج الإهراءات تراثًا، لأول مرة منذ خمس سنوات، هو اعتراف، ولو خجولًا، بأن شيئًا ما جرى ويجب ألا يُنسى. كأن الدولة - تلك التي أنكرت وتواطأت وتلكّأت - تقول أخيرًا: نعم، حصلت جريمة. نعم، هذه الصوامع كانت جزءًا منها. وها نحن نحفظها، لا لأنها معمارٌ جميل، بل لأنها مرآة لقبحنا. شاهدٌ من إسمنت محترق على جشع نظام، واستهتار مؤسسات، واستخفاف بأرواح الناس

إنه اعتراف لا يشبع، لا يُغني، ولا يعيد مَن رحلوا. لكنه، في بلد ينكر كل شيء، قد يكون الخطوة الأولى نحو أن نسمّي الأشياء بأسمائها: هذا ليس حادثًا. هذا انفجار. وهذه الإهراءات ليست أطلالًا، بل ذاكرة. والذاكرة، حين تُهمل، تصبح شراكة في الجريمة.

أعداد أقل وأهالي ينتظرون

مسيرة في الذكرى الخامسة لانفجار مرفأ بيروت(مصطفى جمال الدين)

أسوة بكل عام نظّم أهالي الشهداء مسيرة وطنية للمطالبة بالعدالة. المختلف عن السنوات السابقة هو ترافق الذكرى مع وضع الإهراءات على لائحة الجرد وغرس 75 شجرة زيتون تحمل أسماء ضحايا الانفجار، تخليداً لأرواحهم، عند مدخل المرفأ. لكن، كما في كل عام، لا تزال القضية القضائية رهينة السياسة. لم يُحاسَب أحد. لم تُكشف الحقيقة. كل ما تغيّر هو عدد الشموع، وتراكم الخطب، وتكرار الوعود. في المسيرة الخامسة هذا العام، حضرت بعض الوجوه السياسية كضيف ثقيل على الذكرى. تسلل أصحاب تلك الوجوه بين الحشود كأنهم كانوا يحاذرون غضب المشاركين، وكانوا مطأطئين الرؤوس أحيانًا، أو يلهثون للتصريح أمام عدسات الكاميرات. لكن المشاركون لم يرحبوا بهم. بل بدت علامات التأفّف على وجوه العديد منهم. امرأة واقفة وسط الزحمة والانتظار قالتها بوضوح، وكأنها تنطق باسم الجميع: "يحلّوا عنّا هني وتصريحاتهم." فالمنصّة ليست لهم. والمشهد لا يتّسع لمزايدات إضافية. فهنا وجوه أخرى تستحق الضوء: أمهات حملن صور أولادهن، آباء يسندون بعضهم ببكاء صامت، أشقاء فقدوا المعنى واللغة.

مسيرة في الذكرى الخامسة لانفجار مرفأ بيروت(مصطفى جمال الدين)

لكن بدا لافتاً انخفاض المشاركة الشعبية في هذه المناسبة. قد يكون السبب تعب اللبنانيين، أو خيبتهم، أو فقدان أملهم بالتغيير. ومع ذلك، لا يزال الأهالي المنقسمون مصرين على موقفهم: لن يرتاحوا قبل العدالة. سار المشاركون بالعشرات وانطلقوا بمسيرتين واحدة من ساحة الشهداء وأخرى من فوج الإطفاء الكائن في الكرنتينا، والتقوا عند تمثل المغترب لإحياء الذكرى. ورفع المشاركون صور أحبّتهم ومشوا على وقع النشيد الوطني، ملوحين بالعَلَم، ذاك العلم الملطّخ بالدم الذي صار رمزًا للحقيقة الضائعة. وساعة الانفجار، تلك التي تكسّرت عقاربها عند لحظة الهول، ما زالت على حالها. في محيط الإهراءات، بعيدًا قليلًا عن ضجيج الشعارات والكاميرات، جلس رجل خمسيني على الرصيف، يضع بين قدميه صورة كبيرة لإبنته. سيجارة مشتعلة في يده، ووجهه متجهم كمن يراقب جنازته للمرة الخامسة. حين مرّ بالقرب منه أحد المصوّرين، قال بصوت خافت لكنه حاد: "شو بدك تصوّر بعد؟ خلصت الصور." لم يكن غاضبًا فقط، بل مهزومًا. كأنه عاد إلى هنا فقط ليؤكد لنفسه أن الجرح لم يندمل، لا ليشارك بالمسيرة ولا ليهتف. بعد قليل، نهض، حمل الصورة، ومشى وحده، عكس اتجاه الناس.

كأن الذكرى لا تحتاج إلى تجديد، بل تحتاج إلى نهاية… إلى عدالة.

صدام في نهاية المسيرة

في اللحظات الأخيرة من المسيرة، التي طغى عليها التعب واليأس، وقع ما بدا أنه إعادة تذكير بأن الرابع من آب ليس مجرد ذكرى، بل ساحة مفتوحة على كل أنواع المواجهة. فقد حدث إشكال بين ويليام نون، شقيق الشهيد جو نون، وأحد المسلحين، انتشرت حوله روايات متعددة، لكن الأرجح أنه انفعل بعد كلمة نون التي وجّه فيها انتقادات مباشرة لحزب الله، كما دأب في كل سنة. التوتر تصاعد بسرعة، والناس احتشدت، قبل أن تتدخل عناصر من المخابرات وتقوم باعتقال المسلح. ربما أُنهكوا. وربما أُحبطوا. وربما، ببساطة، فهموا أن الوجع وحده لا يكفي ليحقق عدالة. لكنهم رغم كل شيء، عادوا إلى المكان، إلى الساعة، إلى الصور. ليقولوا: لم ننسَ. ولن نسامح.

 

عن المساعدات الإنسانية والمجاعة في قطاع غزة

ماجد عزام/المدن/04 آب/2025

تجمع وكالات ومنظمات أممية مرموقة على وصول قطاع غزة إلى حافة المجاعة فعلاً، كما على استخدام إسرائيل الجوع بوصفه سلاحاً في الحرب ضد القطاع، في حين وصلت الجريمة إلى ذروتها بمنع وصول المساعدات إلى المنظمات الدولية خاصة وكالة الأونروا، وحصرها بمنظمة غزة الإنسانية اللقيطة، وتحويل مقراتها إلى مصائد قتل للمجوّعين في مشهد  دموي سوريالي يكاد يختصر الواقع الراهن كله في القطاع منذ اندلاع الحرب قبل عامين، والتي أشارت وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" في تقرير صادم لها أول أمس الجمعة إلى أبعاد وجوانب أخرى للحرب، مع تأكيدها أن غزة تبدو من الفضاء مظلمة تماماً قياساً إلى واقع ما قبل 7 تشرين أول/ أكتوبر 2023.

حافة المجاعة

إذن، وصل قطاع غزة فعلاً إلى حافة، المجاعة كما تقول الأمم المتحدة ومنظمات ووكالات أممية موثوقة أخرى مثل الأونروا وبرنامج الغذاء العالمي، وحدوث 175 حالة وفاة نتيجة الجوع الشديد بينهم 100 طفل تقريباً مع خطر جدي يهدد 100 ألف طفل أخرين ضمن 2 مليون غزي يعيشون على حافة المجاعة المتفاقمة يوماً بعد يوم. الحقيقة أن هذا الواقع المؤلم ناتج مباشرة عن استخدام إسرائيل الجوع بوصفه سلاحاً في الحرب، مع تقييد دخول المساعدات، تحديداً منذ احتلال معبر رفح وتدميره في أيار/ مايو العام الماضي، ثم إيقافها تماماً منذ الانتهاك الفظّ لاتفاق الهدنة في كانون ثاني/ يناير الماضي ومطلع آذار/ مارس الماضي والعودة للحرب منتصف الشهر نفسه.

الانسان أولاً

أما المتغير النوعي بالشأن الإنساني، أو المجاعة للدقة، فحدث بعد ذلك بشهرين، أي نهاية أيار/ مايو هذا العام، وبحجة التخفيف من حدة الأزمة الإنسانية مع الإقرار بوجودها، جرى إطلاق منظمة غزة الإنسانية، اللقيطة التي تبدو بمنزلة استنساخ لمنظمة "بلاك ووتر" الأمنية سيئة الصيت، ولكن مع قناع إنساني وتحت ذريعة توزيع المساعدات التي تم غُلّفت بعبارة الإنسان أولاً في حين أن ما جرى نقيض لذلك. تحوم الشبهات خلف المنظمة وحولها مع قيادة مسؤولين أمنيين سابقين لها، وإشراف وتمويل إسرائيلي تام لها منذ انطلاق عملها نهاية أيار/ مايو الماضي، وفي محيطها المباشر أو في طرق وصول المساعدات إليها قُتل وأُصيب قرابة 20 ألف فلسطيني، بعد أن جُوّع الغزيون، ثم استدعوا للحصول على المساعدات وقتلوا بدم بارد، وعملياً خُيّروا بين الموت جوعاً أو بالرصاص، كما تصف وعن حق منظمات حقوق إنسان مرموقة -هيومان رايتس ووتش أمس السبت- ومسؤولين غربيين بارزين مثل وزيري خارجية فرنسا جان نويل بارو وبريطانيا ديفيد لامي، وحتى إسرائيليين كما فعل الجنرال عمرام ليفين قائد المنطقة الشمالية بجيش الاحتلال ونائب رئيس جهاز الموساد السابق مساء السبت أيضاً.

التجويع جزء من الحرب

إذن كان الجوع ولا يزال سلاح بيد حكومة بنيامين نتنياهو ووزرائه الأكثر تطرفاً وعنصرية، ووسيلة لتحقيق عدة أهداف أهمها الانتقام من قطاع غزة وإبادته وجعله غير قابلة للحياة، علماً أن قتل المجوّعين حصل بظل تدمير واسع بالقطاع بلغ 88 بالمائة كما قال المكتب الإعلامي التابع لسلطة "بقايا" حماس الأسبوع الماضي، بمعنى أن القتل والتجويع كان ولا يزال جزءاً من حرب الإبادة الإسرائيلية العامة ضد غزة. وبناء على ذلك، يبدو الواقع الذي خلقه الاحتلال فاجعاً ومؤسفاً وعاراً وكارثياً فعلاً وفق تعبير الرئيس الأميركي دونالد ترامب، غير أن ذلك لم يمنعه من إيفاد مبعوثه ستيف ويتكوف إلى  القطاع الجمعة في زيارة تجميلية للواقع الصادم، كما لتهدئة وتخفيف تسونامي الانتقادات الدولية للمجاعة والحرب عى نحوٍ عام، في حين بدت اللافتة خلفه  معبرة عن أهداف الزيارة المنكرة للواقع، فلم توزع منظمة غزة غير الإنسانية بالتأكيد 100 مليون وجبة على الغزيين، ولو جرى ذلك فعلاً لما كانت غزة على حافة المجاعة كما تقول عن حق الأمم المتحدة ومنظماتها ووكالاتها العاملة هناك.

ضغط بالمفاوضات

وبالعموم بدا التكتيك الإسرائيلي المدعوم أميركياً تقليدياً لجهة احتكار المساعدات لقتل وإذلال وقهر وكسر كرامة الناس، ثم وقف القتل وزيادة إدخال المساعدات ولو نسبياً، في حين تبقي منظمة غزة غير الإنسانية بوصفها جسماً شرعياً هناك، وهذا يشبه تكتيك المفاوضات حول المنطقة العازلة التي تبتلع ثلث مساحة القطاع وسلة غذائه ومحاور فيلادلفيا أو نتساريم 1 و2 و3 و4 و5 و6، ولا فرق في التسمية حيث الجوهر واحد، لجهة خلق الوقائع بسقف مرتفع، ثم التراجع وتصوير ذلك كتنازل لإخفاء تدمير قطاع غزة وإعادته سنوات بل عقود للوراء، ومنعه من تهديد إسرائيل لسنوات بل عقود قادمة، وقبل ذلك وبعده شرعنة مراكز التوزيع،  للمؤسسة اللقيطة، وإبقاء التهجير وحتى الاستيطان على جدول الأعمال، مع تحويل الـ75 بالمائة من القطاع  إلى منطقة عازلة وحشر 2 مليون فلسطيني بـ25 بالمائة من مساحته حتى لو تمت إعادة الانتشار لجيش الاحتلال على 50 أو 60 بالمائة منه بأحسن الأحوال.

إضافة إلى ما سبق كله، يجري استخدام سلاح التجويع والقتل كورقة ضغط بالمفاوضات حول اتفاق وقف إطلاق النار ونهاية الحرب، رغم الإقرار الإسرائيلي أن حركة حماس لم تظهر أي اكتراث، ولم تشعر بالضغط أمام مشاهد التجويع والقتل والتدمير، ولا تزال متمسكة بموقفها الواضح بالعودة إلى ما قبل 7 تشرين أول/ أكتوبر؛ أي كانت التضحيات والخسائر التكتيكية، حتى لو وصلت إلى 100 ألف شهيد –تجاوز العدد ذلك وحتى تضاعف فعلياً- باعتبارهم خسائر تكتيكية، وهذا لا يبرىء إسرائيل بالطبع، ولكنه ليس في مصلحة حماس بالتأكيد مع تصوير نفسها كسلطة بغزة – مع مكتب إعلامي وجبهة داخلية وحتى قضاء عسكري - كما تقول هي عن نفسها، كما لا يبرىء القيادة الفلسطينية العاجزة والمتشبثة بالسلطة على طريقتها، وأخلاقيا ومنهجياً يجب ألا تسمح أية قيادة بوصول شعبها إلى هذا الواقع أياً كانت التضحيات لمنعه. أخيراً، باختصار وتركيز يكاد يصطف العالم كله ضد إسرائيل المعزولة دولياً والتي ستدفع الثمن ولو بعد حين، مع التذكير بقضية الإبادة الجماعية ضد الدولة العبرية أمام محكمة العدل الدولية والثانية ضد قادتها أمام الجنايات الدولية، لكن للأسف في المقابل ما من استراتيجية فلسطينية مضادة لوقف الحرب وقفاً فورياً ولو مؤقتاً أياً كان الثمن، لوقف القتل والتجويع والتهجير والتدمير، ثم العمل على الوقف الدائم ونهاية الحرب وفق رؤية فلسطينية مدعومة عربياً تستند إلى إنهاء الانقسام على قاعدة سلطة واحدة وقانون واحد وسلاح واحد، والاحتكام إلى صندوق الانتخابات، واستغلال الزخم المساعد والداعم للقضية والرواية العادلة كما اتضح من تسونامي الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهو محور قراءتنا القادمة بإذن الله.

 

غزة: ما وراء ترويج ويتكوف لصفقة شاملة.. لا جزئية؟

أدهم مناصرة/المدن/04 آب/2025

بغض النظر عن جدية النوايا وفرص التطبيق، ثمة أمران لافتان وردا في حديث المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف مع أفراد من عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة مساء السبت، أولاً قوله إن "الولايات المتحدة على وشك إنهاء الحرب"، لكنه لم يوضح كيفية تحقيق هذه الغاية، وما إذا كان المقصود تغيير شكل ووتيرة الحرب في حال لم تقبل حركة "حماس" بالشروط الأميركية والإسرائيلية؟! وأما المسألة اللافتة الثانية، فتكمن في تأكيد ويتكوف لرغبة ترمب بصفقة شاملة، وليست على مراحل، تحت عنوان "إما كل شيء.. أو لا شيء"، مدعياً أن أميركا تحاول التأكد من جدية "حماس" لتنفيذ استعدادها لـ"نزع" سلاحها في سياق الصفقة الكاملة، وأن دولاً عربية تواكب الحدث.

"وضع السلاح".. لا "نزعه"؟!

ورغم مسارعة "حماس" إلى نفي ادعاءات ويتكوف حول موافقتها على "نزع" السلاح، إلا أن مصادر سياسية مطلعة أكدت لـ"المدن" أن الأسابيع الأخيرة شهدت نقاشات فعلية للصفقة الشاملة مع "حماس"، سواء عبر رجل الأعمال الأميركي من أصول فلسطينية بشارة بحبح، أو عبر مسارات أخرى، وجرى التطرق خلالها إلى "مقترح أولي" استخدم تعبيرَ "وضع سلاح حماس وتنظيمه" وليس "نزعه" ضمن الصفقة النهائية.  ووفق المصادر، فإن قيادة الحركة التي شاركت في النقاشات المباشرة وغير المباشرة مع مسؤولين أميركيين، أبدت إيجابية مبدئية لمصطلح "وضع وتنظيم السلاح"، لكن الإدارة الأميركية عادت لتشدد على مصطلح "نزع السلاح" باعتباره شرطاً للصفقة الكاملة، ومتطلباً لإخراج "حماس" من اليوم التالي لغزة.

 "الصفقات الجزئية.. غير مجدية"

كما أكدت مصادر "المدن" أن الموضوع عاد ليُركّز عليه عبر تكثيف الاتصالات ونقل الرسائل في الأيام الخمسة الأخيرة، وبعيداً من الإعلام، رغم تعثر مفاوضات الدوحة، لكن المصادر شددت على أن الاتصالات معقدة، كونها تتمحور حول اليوم التالي للحرب، خصوصاً أن هناك قناعة لدى أميركا وإسرائيل بعدم جدوى الصفقات الجزئية، ما دفعهما إلى التفكير بصفقة شاملة تقود إلى صياغة اليوم التالي بشروطهما، أبرزها خروج "حماس" من مشهد ما بعد الحرب. وأوضحت المصادر أن المباحثات "صعبة وليست سهلة"، وتحتاج وقتاً ليس بالقليل، متوقعة أنه لن يكون نضوج لشيء قبل تشرين أول/ أكتوبر القادم.

والحال أن محرر الشؤون السياسية للإذاعة العبرية الرسمية شمعون آران، نقل أيضاً عن مصادر سياسية، بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يرغب هو الآخر بصفقة شاملة. والمفارقة أن الصفقة الشاملة كانت مطلباً لـ"حماس" في الفترة الماضية؛ أي قبل أن تصبح مطلباً مشتركاً لترمب ونتنياهو، لكن الحركة ترفض أن تكون هذه الصفقة على قاعدة الشروط الأميركية والإسرائيلية.

اتصالات مع السلطة

بدوره، أكد مسؤول بالسلطة الفلسطينية لـ"المدن" أن هناك اتصالات جرت من قبل أوساط إقليمية وأميركية مع السلطة مؤخراً، ليكون لها دور محدد ضمن اليوم التالي لغزة، ولكن دون عودة حكمها إلى القطاع، باعتباره مرفوضاً إسرائيلياً. والمقصود بالدور المحدود، هو أن الجهات الدولية والأممية التي ستتولى إدارة مشهد غزة الإنساني بقيادة أميركا، مضطرة للتعامل مع عنوان فلسطيني رسمي فيما يتعلق بالمساعدات وتحويلات الأموال وأمور أخرى. و أشار المسؤول إلى أن الانطباع الحاصل لدى قيادة السلطة في رام الله، هو أن ترمب يريد فقط إنهاء ملف المحتجزين في غزة، تحت عنوان "الصفقة الشاملة"، ولا يهمه ما سيحصل بعد ذلك في القطاع الذي بات مدمراً، وإعادة إعماره تحتاج سنوات طويلة.

نهج "التوازي.. لا التوالي"

وفي الوقت الذي تبحث فيه واشنطن عن مسارات وقنوات لصفقة شاملة، فإنه لا يُعرف نوايا نتنياهو الحقيقية، عدا أنه من السابق لأوانه الحديث عن قرب الصفقة؛ لأن نضوجها بحاجة إلى فترة طويلة، ويعتمد على إمكانية الوصول إلى "حلول وسط" مع "حماس"، وتحديداً سلاحها.

ويبدو أن الولايات المتحدة تتبع الآن "نهج التوازي" وليس "التوالي"؛ أي العمل على صفقة كاملة بشأن غزة، إلى جانب إجراء اتصالات واتخاذ خطوات بخصوص المساعدات، وتحشيد إقليمي وعالمي لأداء دور ما في المشهد الإنساني للقطاع، وهو ما أدرجته تحليلات عبرية في سياق مساعٍ أميركية لمنع إثارة صور "المجاعة في غزة" للغضب العالمي.. وفرض أمر واقع في غزة على مقاسٍ أميركي وإسرائيلي، وبما يتضمن إنهاء حضور "حماس" في المشهد القادم.

الانتخابات الإسرائيلية.. كدافع خفيّ!

مع ذلك، تبدو الانتخابات الإسرائيلية المقررة بعد نحو عام، هي المتغيّر الأهم من الآن فصاعداً، وهي أحد الدوافع التي تقف وراء موقفي واشنطن وتل أبيب حيال تحقيق الصفقة الشاملة وإنهاء ملف المحتجزين الإسرائيليين، وفق ما أكده مصدر سياسي مقيم في واشنطن لـ"المدن". وأوضح المصدر أن الإدارة الأميركية تقوم بخطوات موازية أيضاً لتكريس مشروعها بشأن "شرق أوسط جديد"، عبر المضي قدماً بـ"الاتفاقات الإبراهيمية" وإنهاء ملف المحتجزين وتهدئة حرب غزة، إلى جانب خطوات أخرى.  في حين، أفادت هيئة البث العبرية بنشوء خلافات حادة في الجلسة الأخيرة للكابينت حول احتلال مدينة غزة وتطويقها، إذ يصر وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش على احتلال كامل للمدينة، في حين حذرت قيادة الجيش الإسرائيلي خلال محادثات مغلقة من أن الخطوة ستهدد حياة المحتجزين الإسرائيليين، حيث تقدر الاستخبارات الإسرائيلية بأن عدداً منهم موجودون بمدينة غزة. كما قال المراسل العسكري لتلفزيون "مكان" العبري إن موقف الجيش هو أنه لا مبرر لمواصلة القتال بالطريقة الحالية؛ لأنها تعني التورط في حرب لا نهاية لها، وهو ما سينعكس سلبياً على الجيش بنيوياً وعملياتياً. ووفق المراسل العسكري، فإن الجيش قدم خطة للمستوى السياسي، عنوانها "النموذج اللبناني"؛ أي إبرام صفقة بموازاة مواصلة العمليات العسكرية في القطاع، كما يفعل في لبنان خلال اتفاق وقف إطلاق النار.

 

حتميّة إسقاط الإرهاب وقيام الدولة

أحمد الأيوبي/نداء الوطن/05 آب/2025

كلّما اقترب "حزب اللّه" من الاصطدام بالحقيقة وأصبح أمام استحقاق المفاصلة بينه وبين لبنان الدولة والشعب والمؤسّسات... كشّر عن أنيابه وأطلق زبانيته لإنذار دعاة الدولة بالقتل والفوضى والتخريب، وهذا ما يفعله "الحزب" الآن على الجبهات جميعها، فهو يُشعل سُعار الحملات المذهبية التكفيرية على ألسنة فوجٍ جديد من غلمان وفيق صفا الذين يدفعهم بكثافة إلى الواجهة، وينشر فلول بشار الأسد على الحدود مع سوريا ويهدّد خاصرة القاع الرخوة ويعيد إحياء ميليشيا "سرايا المقاومة" في المناطق، ويهدِّد بنشر الفوضى في بيروت... كلّ هذا حتى يهرب من حتمية نزع سلاحه الغادر.

يشنّ "حزب اللّه" حربًا إعلامية منظمة أخرج فيها دفعة جديدة من الشتامين ومثيري النعرات والشاتمين لرئيس الدولة والطاعنين في السنة والمهدِّدين للمسيحيين والمستهدفين للدروز وناشري التفرقة بين الجميع، وخاصة بعد إعلان "الحزب" دعمه داعية الفتنة والإرهاب وئام وهّاب، وتوسيع الانتشار لوجوه البوم التي تستدعي الصراع مع السنة بشكل مكشوف، خلافًا لكلّ مزاعم "الحزب" عن الحرص على "الوحدة الإسلامية" المدفونة تحت أقدام ملالي طهران، هذا فضلًا عن تحويل منابره الإعلامية إلى أدوات تحريض مباشر على القتل.

ينشر "الحزب" فلولَ بشار الأسد الذين كان يقودهم وسيم الأسد قبل القبض عليه من الإدارة السورية، على مقربة من الحدود السورية في منطقة الهرمل في محاولة منه للتلاعب بالأمن بين البلدين، والدفع بمجموعات مسلّحة أخرى إلى الخاصرة الرخوة في جوار بلدة القاع البقاعية المسيحية، استعدادًا لإشعال أحداث أمنية ملتبسة يسهل معها اتهام سوريا الجديدة باستهداف المسيحيين لدفعهم إلى الانزلاق نحو خطئية نديم الجميل في إعلان التعاطف مع سلاح "الحزب" والتخلّي عن المطالبة بنزعه وإحراج الأغلبية العظمى من اللبنانيين ومحاولة تبديد الإجماع على هذه القضية. تكشف المعلومات أنّ "حزب اللّه" أعاد إحياء شبكاته الإرهابية في الداخل اللبناني تحت مسمى "سرايا المقاومة" وبعد أشهر من قطع الدعم المالي، أعاد "الحزب" تنشيط هذه الخلايا في مختلف المناطق السنية، استعدادًا لاستخدامها في تخريب السلم الأهلي ونشر الفوضى في الداخل، وهنا نسأل الدولة والحكومة: لماذا لم تُصدِر حتى الآن قرارًا بحلّ هذه الميليشيا الخارجة على القانون، ولماذا تستمرّ في إعطائها حصانة العمل المسلّح، وكيف يمكن فهم هذا السلوك من مواقع القرار الدستورية والأمنية؟! وبينما ينتظر اللبنانيون تداعيات جلسة الثلثاء الحكومية حول السلاح غير الشرعي غداة إحياء ذكرى جريمة تفجير مرفأ بيروت، يرسل "الحزب" المزيد والمزيد من رسائل التهديد والوعيد بتكرار جريمة 7 أيار 2008، متناسيًا أنّه سقط أمام اللبنانيين في خلدة أمام العشائر العربية، وأنّه لم يستطع العبور من الطيونة إلى عين الرمانة وأنّه لم يعد يخيف أحدًا وأنّ هيبته تمرّغت بالوحل بعد مقامرته الأخيرة في "حرب الإسناد" التي راكمت الفعل الإجرامي لـ "حزبٍ" قام على الاغتيال والإرهاب وما زال كذلك.

لا حاجة إلى الربط بين "حزب اللّه" وجريمة تفجير المرفأ فهو سبق أن فجّر كلّ لبنان بحروبه المتعاقبة، فكلّ دروب الإدانة تقود إلى "الحزب"، لكنّ المهم هو دور الدولة الناهض من تحت ركام التخريب السياسي والأمني والاقتصادي وتصدّيها لمحاولات استغلال المرافق العامة لتهريب السلاح والممنوعات كما حصل في كشف صفقة الطائرات المسيّرة في مرفأ بيروت، كما تعمل الدولة السورية على كشف وتعقّب مافيا السلاح الناشطة بين لبنان وسوريا. لقد فجّر "حزب اللّه" لبنان في "حرب الإسناد" فكانت الكارثة الكبرى، وهو اليوم يستعدّ ليكرّر الجريمة نفسها تحت ذريعة الدفاع عن سلاحه الذي يستدعي لأجله المهدي وينشر الوهم في أوساط قواعده الشعبية تحت هذا العنوان، لكنّ لحظة الحقيقة حانت وناقوس قيامة الدولة يقرع في الأعالي وأذان نهوضها يتردّد في أرجاء الوطن، وحتميّة نزع السلاح الآن وفق جدول زمني لا يتجاوز الأشهر الثلاثة، هي الحدّ الأدنى المقبول لإنهاء هذا التسلّط الطويل على الكيان والشعب والمستقبل، فهذه هي اللحظة التي ينبغي التقاطها لإنقاذ الوطن وإنهاء دويلة "حزب إيران" في لبنان.

 

تسعة عادي، واحد إكسترا

عماد موسى/نداء الوطن/05 آب/2025

كلّ الأنظار مشدودة اليوم إلى جلسة مجلس الوزراء التي ستعقد في الثالثة بعد الظهر بنصاب "مذهبي" كامل إلّا في حال توافق الوزراء الأرثوذكس، لغاية في نفس يعقوب، على خيار المقاطعة وتسجيل موقف للتاريخ احتجاجاً، ربما، على موعد الجلسة الموافق في عز دين مواقيت الـ "سياستا".

على جدول أعمال جلسة اليوم عشرة بنود: واحد إكسترا مع توم زيادة وكبيس وتسعة عادي. الإكسترا هو البند الأول ونص على"استكمال البحث في تنفيذ البيان الوزاري للحكومة، في شقّه المتعلّق ببسط سيادة الدولة على جميع أراضيها بقواها الذاتية حصراً، وبالترتيبات الخاصة بوقف الأعمال العدائية...".  لا مشكلة في هذا البند خلافاً لما يتصوره البعض، فـ "حزب الله واسم الله" مستعد للبحث، وبعقل منفتح وبراغماتي، في تنفيذ البيان الوزاري للحكومة السلامية بكل مندرجاته، على قاعدة التكامل والتناغم بين دور الشعب ودور المقاومة ودور الجيش. ومما لا شكّ فيه أن بسط سلطة الدولة مصدر بسط للجميع، ومن الآن وحتى انتهاء البحث في البسط "إما يموت الملك أو يموت جحا أو يموت الحمار". كلما تعقدت الأمور، يلجأ أركان السلطة إلى اللغة العربية، كمصدر وحيد لاستنباط الحلول المطاطية التي تجعل أخطر مسألة كيانية مسألة مثل العلكة. أما البنود العادية، مع "لحسة طرطور"، كمثل تفويض وزير الثقافة التوقيع على مذكرة تفاهم بين المكتبة الوطنية اللبنانية والمكتبة الوطنية الإسبانية فمن يهتم حتى لو كان التوقيع على مذكرة تعاون بين وزارة السياحة الكورية الشمالية ووزارة السياحة اللبنانية وتقضي بتبادل الفنانين: يرسلون إلينا مثلاً المغنية راي كينغ سوق فنبعث إليهم بالنجم عزيز عبدو؟

صراحة، لستُ ادري لماذا تقدم بند بسط سيادة الدولة على البند التاسع الرامي إلى طلب الموافقة على مشروع مرسوم يرمي الى تحديد التعويض الشهري لمدير عام تلفزيون لبنان والأعضاء غير المتفرغين

وعلى سيرة الرامي لماذا أهمل مجلس الوزراء بند الزامية البقشيش في المطاعم والمقاهي بما يشكل من 12 إلى 15 % من قيمة الفاتورة؟ النقيب طوني الرامي أضاء على هذه المسألة الخطيرة من دون أن تحرّك الحكومة ساكنًا. ولعلها أكثر خطورة وإلحاحًا من مسألة لمّ السلاح، الخفيف والثقيل، من أيدي الميليشيات ومخازنها. نستطيع كلبنانيين أن ننتظر إعمار الجنوب والبقاع والضاحية واستعادة القدس وإزالة إسرائيل وبعدها "يُستكمل البحث في حصرية السلاح" أما إلزامية البقشيش فقضية لا تحتمل التأجيل والتسويف.

ولماذا لم يتلقف مجلس الوزراء أطروحة الزواج السعيد التي أعدها وأخرجها النائب الياس جرادة لإصدار مراسيمها التنظيمية بدل التلهي بأمور هامشية كحصرية السلاح؟

 

دوائر عين التينة: برّي "يفقّس" مبادرة للسلاح على حرارة صلاحيّات استثنائية لليونيفيل...دجاجة "حزب الله" أوّلًا أم بيضة إسرائيل؟

نورما أبو زيد/نداء الوطن/05 آب/2025

حين قصد رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد قصر بعبدا الأسبوع الفائت، لم يكن اللقاء مع الرئيس جوزاف عون مجرّد اختلاف في وجهات النظر، بل "مواجهة" بين الرئيس الذي قال إنّ دجاجة "حزب اللّه" أوّلًا، ورعد الذي اعتبر بيضة إسرائيل قبل دجاجتهم!

بحسب مصادر مطّلعة، أصرّ رعد على مقاربة رباعية، تُقدّم الانسحاب الإسرائيليّ من الجنوب، وإطلاق الأسرى، وإعادة الإعمار، وضبط الحدود الشرقية، كأرضيّة لا بدّ منها قبل أيّ نقاش في مسألة السلاح. أمّا الرئيس عون، فكانت له مقاربة مقلوبة: نبدأ أوّلًا من الدجاجة - سلاح "حزب اللّه" - التي تتيح لإسرائيل مواصلة إنتاج "البيض" في جنوب لبنان، مستفيدة من غياب القرار الواحد. تقول المصادر إنّ الرئيس عون أرادها جلسة مكاشفة، وقد شرح لرعد أنّه عمل على مدى سبعة أشهر على تطييب جرح "حزب اللّه"، وأنه آن وقت استثمار الوقت في تعافي البلد.

النقاش لم يكن سياسيًا فحسب، بل كان تقنيًا أيضًا، وسرعان ما تحوّل إلى سلسلة أسئلة عسكرية مباشرة، أمطر بها الرئيس عون النائب رعد، دون أن يترك متّسعًا للمناورة: هل لا يزال السلاح عنصر حماية أم بات عبئًا استراتيجيًا؟ هل لا يزال بمقدور "حزب اللّه" أن يخوض حربًا فعّالة؟ هل يتمتّع "حزب اللّه" بشبكة علاقات دولية تُنتج مظلّة سياسية تحميه من الحرب أو العزلة؟

ثمّ مضى عون في طرح الأسئلة المالية الأكثر إحراجًا: هل تستطيع المقاومة أن تستمرّ، بينما الدولة تتآكل من حولها؟ إلى متى يمكن لبيئة "حزب اللّه" أن تصمد بلا إعمار؟ وهل بمقدور لبنان أن يتحمّل كلفة الاستنزاف المالي المستمرّ الناتج عن معادلة الاحتفاظ بالسلاح؟

التقدّم إلى الأمام يمرّ بتسليم السلاح

تقول المصادر إنّ الرئيس عون قدّم لرعد خلاصة واحدة مفادها أنّ التقدّم إلى الأمام يمرّ حصرًا عبر تسليم السلاح للدولة، لا باعتباره استسلامًا، بل انتقالًا من مشروع فئوي، إلى مشروع وطني جامع تحت سقف الدولة. وضع جوزاف عون "حزب اللّه" أمام Impass، وترك للرئيس نبيه برّي إيجاد مخارج تحت سقف تسليم السلاح، انطلاقًا من كونه "الأخ الأكبر" و "أم الصبي". فهو ليس الأقرب إلى "حزب اللّه" فحسب، بل الأقدر على إحراجه بالحقيقة المجرّدة، أنّ الطائفة الشيعية دفعت ثمن الإسناد الخارجي من رصيدها الداخلي، وأنّ البيئة التي رفعت لواء المقاومة، باتت في موقع الدفاع عن نفسها، لا عن الحدود. وحده برّي من "أهل البيت"، ومن داخل الدار، ويستطيع أن يقول لـ "حزب الله"، ما لا يقوله الرئيس عون أو رئيس الحكومة نوّاف سلام.

برّي يسير على خطّ دقيق

تفيد مصادر مقرّبة من عين التينة، بأنّ رئيس المجلس، منذ دخول جوزاف عون إلى قصر بعبدا، يسير على خطّ دقيق بين مشروعين متباعدين: يضع رجلًا في بور العهد، وأخرى في فلاحة "حزب اللّه". ويحرص بخبرته المجرّبة على ألّا تتقدّم رجله اليمنى على رجله اليسرى ولو بمقدار سنتمتر واحد، خشية أن تميل الكفّة وتسقط اللعبة. وعليه، تتوقّع المصادر أن يواصل بري في جلسة اليوم، لعبة التأييد الحذر، فيؤيّد من حيث الشكل مبدأ حصر السلاح، تحت سقف النقاط المطروحة. فطالما لا جمرك على الكلام، لا مانع من الموافقة على الشعارات. وتحت هذا السقف المطّاط، يجد برّي متّسعًا لحكمته المفضّلة: "روح علّم الحمار... يا بيموت الحمار. يا بيموت الملك. يا بيموت المعلّم". أمّا إذا قرّر مجلس الوزراء، إحالة ملفّ حصر السلاح إلى المجلس الأعلى للدفاع، فذلك، أشبه بمدّ العمر للأطراف الثلاثة: الحمار، والملك، والمعلّم.

الحفاظ على كينونة الدولة

لكنّ دوائر عين التينة نفسها، تؤكّد أنّ العنوان العريض هو تسليم السلاح، ولم يعد موضع نقاش. هذا أمرٌ بحسبها، بات بحكم المسلّم به، والخلاف لم يعد على المبدأ، بل على التوقيت: هل يتمّ عاجلًا، أم يُترك للمستقبل القريب حين تنضج ظروفه؟

تضيف الدوائر: الرئيس نبيه برّي، بصفته "أم الصبي" داخل الطائفة، وبكونه أحد أعمدة الدولة، يحاول الجمع بين المسؤوليّتين عبر عنوان موازٍ رفعه بخطٍ عريض: الحفاظ على كينونة الدولة. ووفق المصادر، لا أحد، بما في ذلك "حزب اللّه"، على استعداد لتخطّي هذا العنوان، أو القفز فوقه، وهذا أساس يمكن البناء عليه.

هل يعني ذلك، أنّ "الحزب" بات مدركًا أنّه أصبح وجهًا لوجه مع مطلب تسليم السلاح؟

تجيب الدوائر، أنّ برّي بوصفه الطرف الشيعي الأكثر تمرّسًا في العمل السياسي، هو من ينسج خيوط المظلّة السياسيّة التي تتيح لهذا التحوّل أن يتمّ بلا انفجار، فيما يبقى "حزب اللّه"، رغم كلّ التصلّب، ضمن مدار المظلّة لا خارجها.

جولة لا خاتمة

ترجّح الدوائر أن تكون جلسة اليوم مجرّد جولة، لا خاتمة المشهد. فالرئيس برّي ينشط على أكثر من محور، وعلى أكثر من خطّ تشاور داخلي وخارجي، ويتبادل مسوّدات وصيغًا مع قصر بعبدا، والسراي الحكومي، وحارة حريك، في محاولة لبلورة مخرج متوازن، يُبقي الجميع تحت سقف الحكومة. وبحسب المصادر، فإنّ الصيغة الختامية المرجوّة، ترتكز على ثابتة لا يُساوم عليها: التأكيد على الانسحاب الإسرائيلي قبل تحديد مهل تسليم السلاح. لكن، هل يعني ذلك أنّنا عدنا إلى معادلة "الحمار والملك والمعلّم"، حيث الزمن هو المخرج الوحيد؟ تجيب الدوائر عن السؤال بسؤال: "ما معنى تحديد مهلة؟ فحين تُربط قضية كبرى مثل تسليم السلاح بسقف زمني معلن، يبدو الأمر كمن يشدّ مغيطة لا أحد يعرف متى تنفلت، ولا على من ترتدّ".

هندسة تسليم مشرّف

وتضيف أنّ الرئيس برّي يدرك تمامًا، أنّ تسليم السلاح هو العنوان الحتميّ والأوحد، لكنّه يسعى إلى هندسة تسليم مشرّف، قائم على حلّ من شقين: ربط التسليم بالانسحاب الإسرائيلي الكامل، وإبقاء المهلة مفتوحة من دون تحويلها إلى أداة ضغط.

كيف؟

تشرح المصادر أنّ برّي، وبعد سقوط مبادرة الـ 15 يومًا بلا اغتيالات التي أجهضتها إسرائيل، يحاول اليوم الاستعاضة عنها بمبادرة أخرى عبر مسار دبلوماسي بديل. تكشف المصادر أنّ مباحثات يُجريها برّي مع السفارة الأميركية والفرنسيين، تتركّز على صيغة لبنانية جديدة، تواكب موعد تجديد ولاية قوات اليونيفيل ختام الشهر الجاري، وتقوم على منح هذه القوات، ضوءًا أخضر لبنانيًا واضحًا، يتيح لها توسيع هامش حركتها ونطاق عملياتها، من دون الحاجة إلى تنسيق مسبق مع الجيش اللبناني، لا باعتبارها طرفًا رقابيًا فحسب، بل ضابط إيقاع ميدانيًا، يحلّ محلّ إسرائيل التي تفرض قواعد الاشتباك. وهو طرح، بحسب المصادر، يلقى قبولًا من "حزب اللّه". لذلك، لا يُتوقّع أن يُحسم النقاش في جلسة اليوم، بل يُرجّح أن تُحدّد جلسة جديدة يوم الخميس، ريثما تنضج صيغة نهائية مدوّرة الزوايا، تُطرح للتصويت دون أن تصطدم بمكوّنات حكوميّة لا تكنّ ودًّا عظيمًا لـ "حزب اللّه"، كما لا تحرج "الحزب" إلى حدّ دفعه إلى قلب الطاولة، وترضي الخارج الذي يريد "قطف السلاح" لا قتل الناطور!

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

تبدل في الشكل ... الدولة البوليسية ولّت فحضرت الدولة الصديقة

جريمة المرفأ: القرار الاتهامي يتضمن مذكرات توقيف

جويس عقيقي/نداء الوطن/05 آب/2025

خمس سنوات مرّت على جريمة العصر، تفجير 4 آب، نحو عام ونصف العام منها أمضاها المحقق العدلي القاضي طارق البيطار مكفوف اليد، ممنوعاً، من قِبَل الطبقة السياسية الوقحة، من استكمال عمله في التحقيق وصولاً إلى الحقيقة! لكن الحقيقة، كالشمس، لا يمكن للأصابع الملطخة بالدم، والفساد والكذب والرياء إخفاؤها ... ولأن القاضي البيطار، يؤمن بالحقّ والعدل، أكمل المشوار الصعب، هو الذي قال يومًا قبل تسلّم ملف المرفأ: "يمكن قدري إستلم هالملف" وعندما غاص في تفاصيله، وفي عزّ محاربته بدعاوى الرد والنقل والمخاصمة، وفي عزّ تهديد رئيس وحدة الارتباط والتنسيق في "حزب الله" وفيق صفا له "بالقبع" قال البيطار: "حياتي مش أهم من حياة كلّ اللّي ماتوا بالتفجير" وأكمل المسيرة!

وها هو البيطار، يصل إلى آخر المشوار!

فالقرار الاتهامي أنجز وسيصدر قريبًا، قبل نهاية العام بحده الأقصى، وما هو أكيد، أن أهالي الشهداء لن يحيوا بعد اليوم الذكرى الأليمة لموت أبنائهم، إلا والحقيقة في جعبتهم! القرار الاتهامي، بحسب معلومات "نداء الوطن"، مؤلف من مئات الصفحات التي تروي حقيقة ما حصل بالتفاصيل، بالوقائع والحوادث وسيضع القرار نقاط الحقيقة على حروف العدالة، وستبان تلك الحقيقة ساطعة كدم الضحايا والجرحى الذين سقطوا، لا بل ارتفعوا، في تلك الجريمة! ولكن ثمة من يسأل: "لماذا لم يصدر المحقق العدلي القرار الاتهامي بعد؟" أولًا، ينتظر البيطار الأجوبة عن ست استنابات وجهها إلى ست دول عربية وأوروبية، بهدف طلب مساعدتها في الحصول على معلومات مرتبطة بصلب التحقيق. هذه الاستنابات سطرها البيطار منذ فترة وأرسلتها النيابة العامة منذ شهرين تقريبًا إلى الدول المعنية وذلك بعد ترجمتها وحتى الساعة، لم يتسلم البيطار أي أجوبة عن أسئلته، لكنه يعطي نفسه فترة شهرين للحصول على الأجوبة التي تساعد في تحصين القرار الاتهامي، علمًا أن عدم حصول لبنان على أجوبة، لا يعني عدم قدرة البيطار على إصدار القرار الاتهامي!

ثانيًا: لم يعمد البيطار إلى إصدار القرار الاتهامي بعد، لأنه لا يريد أن يتعرض القرار للطعن في المجلس العدلي!

لماذا؟

لأن في حق البيطار دعاوى رد ونقل وارتياب مشروع ومخاصمة قدمها الكثير من المتضررين من وصول البيطار إلى الحقيقة، وعلى رأسهم السياسيون، بهدف وقف التحقيق وعرقلته بحجة أنه مسيَّس! أضف إلى ذلك، دعوى اغتصاب السلطة التي رفعها مدعي عام التمييز السابق القاضي غسان عويدات في وجه البيطار وأي من هذه الدعاوى لم يبت بعد، لذلك ينتظر البيطار أن يبت بهذه الدعاوى، ليصدر قرارًا اتهاميًا محصنًا غير قابل للطعن! علمًا أن دعاوى الرد والنقل تنظر فيها الهيئة العامة لمحكمة التمييز بينما دعوى اغتصاب السلطة تنظر فيها هيئة اتهامية خاصة أنشئت لهذه الغاية، على رأسها القاضي الياس عيد. أما عندما يصدر البيطار القرار الاتهامي، فيحال على المجلس العدلي، الذي عليه أن ينظر بالقضية ويغوص في تفاصيل الاتهامات التي أصدرها البيطار ويدقق فيها. وعلمت "نداء الوطن" أن البيطار، وفي متن قراره الاتهامي، يتوقع أن يعمد إلى إصدار مذكرات توقيف وإلقاء قبض بحق عدد من المتهمين، وسيكون من مسؤولية الضابطة العدلية، التي يترأسها وزير الداخلية أحمد الحجار، تنفيذ هذه المذكرات بأمر من مدعي عام التمييز جمال الحجار. وزير الداخلية أبدى استعداده للتعاون المطلق لتنفيذ القانون، وبانتظار أن يفعل مدعي عام التمييز الأمر نفسه، اتصلت "نداء الوطن" بوزير العدل عادل نصار الذي أكد ضرورة صدور القرار الاتهامي وضرورة حصول المحاسبة بعد صدور القرار! وقال: "ملف تحقيقات المرفأ كان أولوية بالنسبة إلي عندما عينت وزيراً للعدل وأخذت على عاتقي تحريك الملف وتحريره من العرقلة وهذا ما فعلته". وعندما سألناه عن الدعاوى المرفوعة ضد البيطار أجاب نصّار: "أنا لا أتدخل في عمل القضاء لكنني مسؤول عن تسريع وتيرة العدالة وعدم السماح بعرقلتها". وختم نصار: "أؤكد أنه إذا لمست أي عرقلة سياسية للملف سأكون لها بالمرصاد!".على أي حال، في الشكل تبدلت الأمور، فالدولة البوليسية التي كانت تحكم الملف ولّى زمنها، وبتنا اليوم أمام دولة صديقة للملف، ووزراء ونواب يسيرون مع أهالي الضحايا، يداً بيد، في مسيرتهم السنوية، وصولًا إلى الحقيقة ... نعم، المشهد تبدّل، على أمل أن يلاقي التبدل في الشكل التبدل في المضمون، كي لا تغتال العدالة بنيران صديقة هذه المرة.

 

تنسيق بين أركان "الحلف الثلاثي"..ما السيناريوات المحتملة في جلسة الحكومة اليوم؟

ألان سركيس/نداء الوطن/05 آب/2025

سيحلّ ملف سلاح "حزب الله" ضيفًا على طاولة مجلس الوزراء بعد طول انتظار. في الفترة السابقة أخذ رئيس الجمهورية جوزاف عون على عاتقه مسألة الحوار مع "حزب الله". وبعد وصول الأمور إلى نقطة الحسم سيُطرح هذا الملف على الطاولة الحكومية بعدما قال عون ما يجب قوله في عيد الجيش. كان حزب "القوات اللبنانية" من أشدّ المطالبين بوضع جدول زمني لسحب السلاح. وتسلّح وزراؤه بالدستور الذي يعتبر مجلس الوزراء السلطة التنفيذية. وبدأ اعتراض "القوات" منذ فترة وتصاعد بعد عدم عرض ورقة المطالب الأميركية على الحكومة. ولا يحصل أي اجتماع للحكومة، إلا ويثير وزراء "القوات" ملفّ السلاح ويدعون رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة نواف سلام لعرضه على طاولة البحث. وتعتبر "القوات" الأشدّ عملاً للوصول إلى قرار حاسم في جلسة اليوم، وتضغط لإقرار مجلس الوزراء مهلة زمنية لتسليم السلاح قد يكون أقصاها آخر هذا العام، وتريد عبارة واضحة هي "اتخذ مجلس الوزراء قرارًا بتسليم كل السلاح في مهلة أقصاها...".

وتتكل "القوات" على الحلفاء وعلى رأسهم حزب "الكتائب اللبنانية" والحزب "التقدّمي الاشتراكي"، لكنها في المقابل، تؤكّد التنسيق مع عون وسلام لأنه بلا رئيسي الجمهورية والحكومة لا يمكن الوصول إلى أي قرار حازم.

وبعد معرفة روحية الردّ الإسرائيلي والأميركي، واشتراط واشنطن أخذ الحكومة القرار الحازم بسحب السلاح، باتت الحكومة أمام الأمر الواقع، إما دراسة ملف السلاح وإما  تأجيله وترك البلاد تواجه الحرب الإسرائيلية الجديدة. ويعمل كل من عون وسلام ورئيس مجلس النواب نبيه برّي على تمرير الجلسة الحكومية بأقلّ أضرار ممكنة. ولا يرغب الرئيس عون  بالتصادم مع "حزب الله" رغم ارتفاع منسوب الضغوط الأميركية والعربية والغربية، لكنه في الوقت نفسه يبدو حازمًا. ولا يريد الرئيس سلام  تفجير الحكومة من الداخل وفرطها ويرغب أيضاً بتسليم السلاح. ويعمل الرئيس برّي على  الوصول إلى تسوية لأنه من أكثر الأشخاص الذين يعرفون ماذا سيحلّ بالبيئة الشيعية في حال أخذ "حزب الله" البلاد إلى حرب جديدة، ويحاول التوفيق بين مطالب واشنطن والمجتمع الدولي وبين مواقف "حزب الله" التصعيدية التي تتحدّى المجتمع اللبناني والدولي وترفض تسليم السلاح.

عدا عن اقتراح التأجيل الوارد في أي لحظة، ترسم سيناريوات عدّة حول جلسة مجلس الوزراء التي ستناقش حصرية السلاح بيد الدولة، السيناريو الأول،  هو تصادمي حيث سيقرّر "حزب الله" الذهاب في الموضوع إلى الآخر، وبطبيعة الحال سيتضامن معه وزراء "أمل" عن قناعة أو عن غير قناعة، في مشهد قد يعيد سيناريو ما بعد حرب تموز 2006.

أما السيناريو الثاني المحتمل، فهو تصاعد النقاشات من دون الوصول إلى حلّ أو اتخاذ قرار بحصرية السلاح وتبقى الأمور معلّقة إلى أجل غير مسمى. أما السيناريو الأخير،  فقد يكون بإحالة الملف على التصويت. عندها، سيتم فرز القوى بين مؤيّد ومعارض،  وربما هناك من يقف على الحياد. وإذا نظرنا إلى خريطة الإصطفافات في مجلس الوزراء تظهر التوازنات التي قدّ تؤثّر على أي قرار يُتخذ. فعند ساعة الفرز يصطفّ كل فريق مع فريقه. وشكّلت "القوات اللبنانية" رأس حربة في مطلب وضع السلاح على طاولة مجلس الوزراء، ويقف إلى جانب وزراء "القوات" الأربعة كل من وزير حزب "الكتائب اللبنانية" ووزيرا الحزب "التقدمي الإشتراكي"، وبالتالي هناك 7 وزراء من أصل 24 مع القوى السيادية. في الجهة المقابلة، سيكون وزراء حركة "أمل" إلى جانب وزراء "حزب الله"، لكن يبدو أن النصاب الوزاري الشيعي لن يكون مكتملًا، ليس بفعل المقاطعة بل لوجود وزير المال ياسين جابر ووزير العمل محمد حيدر خارج البلاد رغم أهمية الجلسة. ويملك كل من عون وسلام موضوع الحسم في الجلسة، وإضافة إلى سلام،  هناك 4 وزراء سنة يدورون في فلكه، ويضاف إليهم نائب رئيس مجلس الوزراء طارق متري ووزير الثقافة غسان سلامة، وبالتالي هناك 7 أصوات هم أقرب إلى القوى السيادية ومع مسألة حصر السلاح بيد الدولة وعدم جرّ البلاد إلى الحرب. ويبقى في الميدان الحكومي 5 وزراء مسيحيين محسوبين على رئيس الجمهورية، وهؤلاء لن يقفوا إلى جانب "حزب الله"، خصوصاً بعد موقف رئيس الجمهورية الأخير في عيد الجيش. بات واضحاً وجود أكثرية وزارية مع تسليم السلاح إلى الدولة ووضع مهلة زمنية. وإذا كانت "القوات" تعمل في هذا الاتجاه، إلا أن الأنظار ستكون موجهة إلى موقفي كل من عون وسلام، وما إذا كانا طبخا الطبخة مع برّي ويكتفيان ببيان يُستوحى من خطاب القسم والبيان الوزاري، أو إنهما سيغوصان أكثر في الموضوع ويعملان على وضع جدول زمني لتسليم السلاح، ما قد يغضب "حزب الله" ويفتح أبواب المواجهة بين الشرعية و"الدويلة".

 

السعودية تحتوي فتنة "الحزب" المذهبية وتمهد الطريق للدولة...واشنطن تمنح رئيس الجمهورية أقل من شهر قبل التصعيد

سامر زريق/نداء الوطن/05 آب/2025

أميركا أفسحت المجال عون حتى آخر آب الجاري للبدء بعملية جمع السلاح

تعيش البلاد حالًا من الترقّب المشحون بانتظار ما ستفضي إليه جلسة مجلس الوزراء اليوم في بعبدا، حيث تشير مصادر سياسية إلى أن الاتصالات لم تنتج توافقًا على صياغة تحظى بإجماع الأطراف المشاركة في الحكومة، وفق رغبة رئيس الجمهورية الحريص على استقرار البلاد وعدم شعور فئة بأنها مستهدفة، والتي تلتقي مع مطالب واشنطن. وتبين المصادر أن أميركا أفسحت المجال أمام رئيس الجمهورية حتى آخر آب الجاري للبدء بعملية جمع السلاح، قبل أن ينتقل التصعيد ضد لبنان، وليس "حزب الله" فقط، إلى مراحل أشد إيلامًا، بدءًا من شهر أيلول مع وصول سفيرها الجديد ميشال عيسى إلى بيروت. لكنها تضغط لإقرار مجلس الوزراء برنامجًا بتواريخ محددة في غضون أيام فقط. وبالتالي فإن الترجيحات تميل إلى أن جلسة اليوم لن تخرج بقرار حاسم مصحوب ببرنامج تنفيذي لجمع سلاح "حزب الله" وأنسبائه خلال مهلة زمنية محددة، حيث لا تزال الأمور بحاجة إلى المزيد من المشاورات. على أن لا تتجاوز مفاوضات إنضاج الصيغة حدود جلسة أخرى يوم الخميس، أو الأسبوع المقبل في حدّها الأقصى. ومع ذلك، ليس تفصيلًا أن ينتقل لبنان خلال أشهر من "الثلاثية الخشبية" كمعادلة حكم استمرت زُهاء عقدين فرضت بقوة السلاح والترهيب، وأنتجت حكومات وتوازنات وسياسات خنقت الدولة من داخلها، إلى طرح مسألة حصرية السلاح على طاولة مجلس الوزراء كقضية مركزية ضمن مسار انتقالي يحظى برعاية الفاعلين المؤثرين في الساحة اللبنانية، وعلى رأسهم السعودية، لتخفيف كلفة هذا الانتقال ووأد الفتن المفتعلة.

لم يبدُ "حزب الله" ضعيفًا ولا معزولًا كما اليوم غداة ارفضاض حلفائه عنه، بما دفعه إلى توسّل خطاب مذهبي متطرّف ومشحون، وتوظيف كل أداوت النفوذ التي اصطنعها، ولا سيما ضمن بنية الدولة المؤسساتية، واستثمار أحداث "السويداء" الأليمة من أجل تفجير فتنة مذهبية لإشاحة الاهتمام عن سلاحه.

حسب دراسات أجرتها منظمات بحثية متخصصة، فإن لبنان كان في طليعة الفاعلين في عوالم التواصل الاجتماعي في التحريض ضد دمشق، واستخدام خطاب مثقل بالكراهية، تشير مصطلحاته إلى أن "الحزب" هو الفاعل الأساسي في صياغته وترويجه عبر جيشه الإلكتروني. بالتوازي مع استثمار قدرات آلته الإعلامية على التأثير في الرأي العام المحلي، واختراقها منصات ومجموعات إخبارية مناطقية، من أجل ضخ سيل من التسريبات والأخبار المضلّلة حول اعتقال خلايا وقيادات داعشية، وانتشار حشود سورية على الحدود، اضطر الجيش إلى تكذيبها غير مرة.

أما الأخطر فهو دور "الحزب" في موجة اعتقالات لبعض الأجهزة الأمنية طالت أشخاصًا سوريين، وما صاحبها من تسريبات تصب الزيت على نار الفتنة، وتبيّن مدى نفوذه على بعض قادتها على حساب ولائهم للدولة، وسعيه من خلال هذه الاعتقالات إلى خلق خلافات مع الجانب السوري تصرف النظر عن سلاحه، وأدت إحدى العمليات إلى وفاة شاب سوري تحت التعذيب. هذه الموجة التي انطلقت منذ أسابيع طالت أيضًا عددًا من الشباب السني، ولا سيما أشخاصًا ينتمون إلى التيار السلفي، الذي تنتمي إليه القيادة السورية الجديدة، وزادت من منسوب الاحتقان.

بيد أن السعودية وعملاً بالآية الكريمة "كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادًا والله لا يحب المفسدين" سارعت إلى احتواء الشارع السني ووأد الفتنة التي كان يحاول "حزب الله" إشعالها، من خلال دعم تحركات دار الفتوى على أكثر من صعيد، وضبط الخطاب الديني، وجولات سفيرها وليد البخاري واستقبالاته، وانفتاحها على العديد من الشخصيات، ولا سيما تلك التي كانت مقربة من محور الممانعة، وفئات وقوى اجتماعية مؤثرة. تلك الخطوات الفعالة، التي تندرج ضمن دعم الرياض لمشروع الدولة، أسهمت في تجريد "الحزب" من حلفائه، ومهدت الطريق أمام خطوة رئيس الجمهورية بوضع مسألة حصرية السلاح على طاولة مجلس الوزراء. وهذا ما دفع "الحزب الإلهي" إلى شن حملة إعلامية شعواء على المملكة وموفدها الأمير يزيد بن فرحان، لشعوره بأنه صار محشورًا في الزاوية. في حين أتت تصريحات العميد المتقاعد مارون خريش، المقرّب من رئيس الجمهورية، منذ يومين، والتي تنفي بالاستناد إلى تقارير أمنية وجود خلايا تكفيرية في الشمال، لتسكب ماءً باردًا على مساعي "الحزب" الفتنوية وتدحض ذرائعه، وتجعل موقفه أضعف أكثر فأكثر.

 

انكتب علينا...

جورج يونس/فايسبوك/04 آب/2025

نِدفِن ناسنا ونمشي. كأنهم طرائد مش بشر! كأنهم إجو عهالدني بس ليموتو بأيادي سودا ما بتعرف الله. كأنهم أحجار شطرنج، انوجدو ليتساقطو فداءً للملك. كأنو أعمارهم ورق روزنامة بإيد كل فاتك ومتسلّط، بيقطعها وبْيِرْميها وقت اللي بدو. انكتب علينا لا يكون الحاكم حاكم، ولا الجندي جندي، ولا رجل الدين رجل دين، ولا القاضي قاضي، ولا الإعلامي إعلامي. منفتّش عالعدل، منعرف إنو ضايع بزَواريب الزعران. منفتّش عن الأمن، منلاقيه هربان خلف السلاح الغير شرعي. منفتّش عن الحرية، منتفاجأ إنها مدفونة عَ حدود الشعارات الفارغة. منفتّش عن السلام، منكتشف إنو مسروق لحماية مصالح الدول. منفتّش عن الصلاة، منلاقي أبياتها قميص عثمان بإيد تجّار الهيكل. منفتّش عن القائد، منتذكّر إنو غافي خلف بواب السما وشلوح الأرز المكسّرة. منفتّش عن السيادة، بيخبرونا إنها منتهَكة خلف الحيطان الواطية وسكك التهريب. منفتّش عن الشرعية، منشوفها سارحة خلف السهرات والمهرجانات والزيارات الفولكلورية. منفتّش عن الأبطال، بيردّو علينا من تحت التراب. منفتّش عن الأوادم، منتفاجأ إنهم نايمين ورا بواب الصمت والهجرة والتعتير.

انكتب علينا نصير نحنا والدمع إخوة، نمشي دروب جلجلة ما بتنتهي، نخاوي الوجع كأنو خلقنا كرمالو، نسيّج دروبنا ببيارق الموت اللي زرعوها زعماءنا بيوميّاتنا بلا ما نعرف كيف. انكتب علينا نودّع بعض بعد كل لقاء، لأنو يمكن تكون آخر مرة منلتقي. انكتب علينا نشوف أشلاء أهلنا متناثرة بزوايا شوارعنا، نبكي دمار عاصمتنا كل عشر سنين، نشطف طرقات بيروت بدموعنا، نشحد الكرامة على بواب اللي بطّلو يعرفو الله، نروي بحر مرفأنا بدم وأشلاء اللي منحبهم. انكتب عَ حيطان ذاكرتنا، إنو دمّنا صار كتير رخيص قدّام جشع طبقة ما بتعرف تتعاون إلا عالإجرام والعمالة والعمولة، ليبنو قصور أمجادهن من مداميك مآسينا المتراكمة. يوم انفجار ٤ آب ٢٠٢٠ ما بيشبه ولا يوم من تاريخنا الماضي وحتى المستقبلي. هوّي مش هفوة إهمال عاديّة، ولا عمل فردي لفريق معيّن، ولا سوء طالع. إنما الحقايق بتقول إنو كل أطراف المنظومة كانو عارفين بوجود النيترات بالمرفأ، وكلّن ما رفعو الصوت لإزالة خطرها. شي لأنو كان يهرّب كميات منها للنظام السوري، وشي لأنو قابض سمسرة عليها، وشي لأنو سكوتو مدفوع سلف، وشي لأنو ما بيعرف ربّه، وشي لأنو غاشي وماشي طمعاً بمنفعة شخصية أو سلطوية أو تملقاً لقوى الأمر الواقع. بالنهاية، ولِنلخّص الوجع اللي انحفر بقلوبنا عن هاليوم المشؤوم، ما فينا إلا ما نتذكّر آخر كلام وجّهو بطل فوج الإطفاء "شربل كرم" لمرتو وولادو، هوّي ورايح عَ أخر مهمة. بوقتها قاللهم: "هاي حياتي، هاي حبيباتي 👋. رايحين نطفّي حريق عالبور 🚒 وراجع لعندكن ولليوم صار مارق خمس سنين، وبعدهم هني ناطرين، وبعدو هوي ما رجع، وبعدهم المجرمين مصادِرين قرار القضاء، وبعدها الحقيقة ما انكشفت، وبعدها رحمة الله ما نزلت لا علينا ولا عَ وطنّا. https://www.maronite.news/post/٤-آب-تاريخ-ن

 

شهداء مديرية التربية

سلطان السويداء/موقع أكس/04 آب/2025

اعطوا فأجزلوا العطاء وربّوا فأحسنوا التربية .وتاج عطاءهم الشهادة .

ـالشهيد الاستاذ عارف محسن طربيه

ـالشهيد الاستاذ أيمن حسان .المزرعة .

ـالشهيد الاستاذ عمر عدنان نعيم .السويداء .

ـالشهيد الاستاذ وجيه عسقول.السويداء.

ـالشهيد الاستاذ وليد زهر الدين .المزرعة .

ـالشهيد الاستاذ سامح فلحوط .موجه اختصاص .

ـ الشهيد الاستاذ طلال الخطيب ..السويداء .

ـ الشهيد الاستاذ الشيخ سلمان عثمان شرف .المجمر

ـالشهيد الاستاذ فراس زيد فهد .السويداء

ـ الشهيد الاستاذ زياد زين الدين .قنوات .

ـ الشهيدة الاستاذه نجوى سلمان الشومري .صلخد

ـ الشهيد الاستاذ معذى سعيد .المزرعة .متقاعد

وزوجته الشهيدة الأستاذة نايفة ابوفخر .المزرعة .متقاعدة ..

ـ الشهيد الاستاذ كميل جدعان ناصر ..

ـ الشهيد الاستاذ أنيس سلمان ناصر  .

ـ الشهيد الاستاذ رماح العربيد ..

ـ الشهيد الاستاذ حمزة جمول .  .

ـ الشهيدة الأستاذة لينا نعمان .

ـ الشهيد الاستاذ  باسم صافي مرشد .السويداء

ـ الشهيد الاستاذ جهاد نايف حلاوة .السويداء .

ـ الشهيد الاستاذ مجدي رضوان .السويداء .

ـ الشهيد الاستاذ حمد الحمود .الثعلة .

تغمدهم الله بالرحمة والرضوان واسكنهم فسيح الجنان

ستندمون

 

رد على مقال "هل آن أوان طائف سوري؟" للكاتب يوسف الديني المنشور في صحيفة الشرق الأوسط السعودية

داني عبد الخالق/موقع أكس/04 آب/2025

قرأت المقال المنشور على موقع صحيفة الشرق الأوسط تحت عنوان "هل آن أوان طائف سوري برعاية سعودية؟"، وأود الرد على هذا الطرح الذي، رغم أنه يبدو عقلانياً ومنفتحاً من حيث الشكل والمضمون، إلا أنه يتجاهل تماماً الواقع المرير الذي يعيشه السوريون اليوم، خاصة أبناء الأقليات.

إن أي حديث عن "طائف سوري" برعاية سعودية يصطدم بجدار الحقيقة الدموية التي لا يمكن تجاوزها. فالرئيس الذي يتم الترويج له اليوم كـ"واجهة بديلة" للأسد، أي أحمد الشرع، هو المسؤول المباشر عن المجازر التي ارتكبتها عصاباته على مدار الأشهر الماضية في السويداء وجوارها. والمملكة العربية السعودية، للأسف، قدّمت الغطاء السياسي والدبلوماسي لهذا المشروع، وسوّقته باعتباره بداية جديدة لسوريا، بينما هو في الحقيقة مجرد نسخة طائفية متطرفة ومسلحة من الماضي القريب، لكن بلباس مختلف.

ما حدث في السويداء لا يمكن وصفه بمجرد "تشنجات طائفية" أو "هشاشة عقد اجتماعي"، بل هو إعلان صريح عن سقوط مشروع سوريا الواحدة. الطلاق التاريخي بين مكونات سوريا وقع فعلياً، ولا رجعة فيه. الدروز لن ينسوا ما فعلته بهم عصابات "الجيش والأمن العام" التابعة للشرع. العلويون كذلك لن يسامحوا من حرّض عليهم وهدّد مناطقهم. المسيحيون باتوا يترقبون مصيرهم في ظل فوضى الشعارات. هذه ليست بيئة لمصالحة، بل لمزيد من الانفجار.

يدعو كاتب المقال إلى مشروع مصالحة شبيه بـ"اتفاق الطائف" اللبناني، متناسياً أن ما ارتُكب في سوريا في ثمانية أشهر من قبل الجولاني وأتباعه المدعومين سعودياً يفوق ما حدث خلال خمسة عشر عاماً من الحرب اللبنانية. من كان وراء التحريض، والتمويل، والتمويه السياسي والإعلامي، لا يمكنه أن يكون الراعي لمشروع الإنقاذ والمصالحة. أبناء الأقليات في سوريا اليوم لا يحتاجون إلى خطابات مطمئنة، بل إلى أمان فعلي، ودستور حقيقي، وسلاح محايد، وعدالة انتقالية تقتص من المجرمين. وهذا لا يمكن أن يتم مع استمرار القوى الداعمة للعنف في لعب أدوار مزدوجة، فتدعم الإرهاب باليد اليمنى، وتطالب بالاستقرار باليد اليسرى. ختاماً، سوريا اليوم ليست على أعتاب طائف جديد، بل على أعتاب تشظٍ أخير. وأي تسوية لا تبدأ بالاعتراف بالمظلومية ووقف دعم الجماعات المسلحة المتطرفة، لن تكون سوى وصفة إضافية للفوضى.

 

ما يقارب المئة من النساء والأطفال العلويين خطفتهم جبهة النصرة | قاموا بفرض الحجاب حتى على الأطفال

Syrian Democratic Ob. | المرصد الديموقراطي السوري

موقع أكس/04 آب/2025

 ما يقارب المئة من النساء والأطفال العلويين خطفتهم جبهة النصرة | قاموا بفرض الحجاب حتى على الأطفال

إن قيام تنظيم هيئة تحرير الشام الإرهابي بقيادة أبو محمد الجولاني (أحمد الشرع) بخطف النساء والأطفال هو ليس بالأمر الجديد، نضع لكم تقرير مفصل من هيومن رايتس ووتش عن جرائم الخطف والقتل الذي قام بها الجولاني بعام 2013

قامت قوات جبهة النصرة (الاسم السابق لتنظيم هيئة تحرير الشام الإرهابي) بقيادة الجولاني باحتلال عدة قرى علوية في ريف اللاذقية الشمالي في مناطق ناحية صلنفة بتاريخ آب/أغسطس 2013، واتكبوا مجازر إبادة جماعية راح ضحيتها مايقارب 200 شخص من أبناء الطائفة العلوية بينهم نساء واطفال، وقد تم تنفيذ عمليات إعدام ميدانية واسعة ووحشية. الجولاني زعيم تنظيم جبهة النصرة الإرهابي، قام باختطاف 105 امرأة وطفل علويين موثقين بالاسم من قبل منظمة هيومن رايتس ووتش، قاموا بتحجيب حتى الفتيات الصغار وحلاقة شعر الصبيان.

الرهائن، ومعظمهم من النساء والأطفال، تعرضوا لخطر التعذيب أو القتل، وتم احتجازهم في ظروف قاسية. وقد طالبت الفصائل المسلحة بمبادلتهم بمعتقلين في سجون النظام السوري، لكن السلطات رفضت ذلك، مما أثار استياء واسعاً في المناطق ذات الأغلبية العلوية.

في عام 2014 أرسلت الجولاني زعيم التنظيم الإرهابي مقطع فديو للنساء والأطفال للمطالبة بمبادلتهم بمعتقلين. استمرت المفاوضات 4 سنوات حتى تسليم النساء والأطفال المخطوفين، ولكن مع ذلك مايزال حتى الآن مصير 20 منهم مجهولاً، ولم يتم الكشف عن معلومات مؤكدة حولهم.

رابط التقرير من هيومن رايتس ووتش بكامل التفاصيل لاسماء المخطوفين واسماء المقتولين وتوثيق لأماكن ارتكاب المجازر ومنازلهم وتصوير لجثامين عدد منهم:

 

الذكرى السنوية الـ 12 لمجازر ريف اللاذقية الشمالي

Syrian Democratic Ob. | المرصد الديموقراطي السوري

موقع أكس/04 آب/2025

يوافق اليوم الذكرى السنوية الـ 12 لمجازر ريف اللاذقية الشمالي والتي تعد من أوائل المجازر التي ارتكبت بحق العلويين من قبل أذرع أردوغان الإرهابية

ارتكبت المجازر على أيدي تحالف من فصائل ماكان يسمى الجيش الحر وفصائل تركستانية وأوزبكية وبقيادة وتوجيه من تنظيم جبهة النصرة الارهابي الذي أصبح تنظيم هيئة تحرير الشام الإرهابي الحاكم حالياً

مع فجر يوم 4 آب 2013 بدأت قطعان من مغول وتتار العصر غزوة بربرية،  والتي أسموها "غزوة عائشة أم المؤمنين" وهاجمت مراصد صغيرة للجيش التي تحرس الريف الشمالي  وتمكنت من السيطرة عليها لتتوغل بعدها في القرى العلوية الصغيرة التي لم يتمكن سكانها من الهروب لتبدأ حملة تطهير طائفي بحق هذه القرى.خلال هذه الغزوة استشهد أكثر من 400 مدني و 150 مخطوف معظمهم من الاطفال والنساء. شهدت هذه القرى أحد أفظع الجرائم في التاريخ وقامت منظمة هيومن رايتس ووتش، بإجراء تحقيقات ميدانية وتوثيق أسماء جميع الضحايا والمخطوفين الذين سقطوا على يد مقاتلين من أتباع أبو محمد الجولاني وفصائل أخرى.

 

4 آب... الذاكرة مثقلة والعدالة مُعلّقة (فيديو)

ليلي جرجس/موقع أكس/04 آب/2025

لا شيء يُسكِّن الخسارات سوى "الحقيقة"، هي وحدها قادرة على تضميد نار الغضب الساكن في النفوس

من جهته، اعتبر رئيس الحكومة نواف سلام أنّ "معرفة حقيقة انفجار مرفأ بيروت ومحاسبة المتورطين قضية وطنية جامعة"، لافتاً إلى "أنّ بيروت عاصمة ثكلى على أبنائها، لكن الخامس من آب يمثل اندفاع الشباب من كل المناطق لمداواة الجراح وهو جيل يريد قيام الدولة".

أضاف سلام: "أعلم أن الكثير من اللبنانيين واللبنانيات يشعرون أن الحقيقة ما زالت بعيدة، وأن العدالة متأخرة. لكنّي أقولها اليوم بوضوح: لا تسوية على حساب العدالة. لا غطاء فوق رأس أي مسؤولية. ولا نهاية لهذا الجرح الوطني إلا بكشف الحقيقة، ومحاسبة المسؤولين، كل المسؤولين وأياً كانوا، أمام القضاء".

وأعلن مرفأ بيروت التوقّف عن العمل اليوم عند الساعة السادسة مساء اليوم، في الذكرى الخامسة للانفجار، وذلك وقوفاً دقيقة صمت إجلالاً لأرواح شهداء الانفجار. وفي هذه اللحظة الرمزية، ستُطلق البواخر صافراتها، وترفع الرافعات إلى الأعلى، في تحية وفاء وصمت يُجسّد عمق الجرح الوطني في هذه الذكرى الأليمة"، وفق بيان لرئيس مجلس الإدارة المدير العام لمرفأ بيروت، عمر عيتاني.

السفارات

وعلّقت سفارات بيروت بمناسبة هذه الذكرى، فقالت السفارة الأميركية: "يصادف اليوم مرور خمس سنوات على انفجار مرفأ بيروت المأسوي الذي أودى بحياة أكثر من 200 شخص وشرّد الآلاف... نقف إلى جانب الشعب اللبناني في مطالبته بالمحاسبة".

في الذكرى الخامسة لانفجار المرفأ... سفارات بيروت إلى جانب الشعب في المطالب والعدالة

وقالت السفارة الفرنسية في لبنان: "بعد مرور خمس سنوات على انفجار ٤ آب، تشيد فرنسا بالجهود المبذولة لكشف الحقيقة كاملة وتحقيق العدالة للضحايا وكل من أصابته هذه الفاجعة. وكما أكّدت السلطات اللبنانية، فإن وضع حدّ للإفلات من العقاب يُعدّ أمراً أساسياً من أجل نهوض لبنان. فمن دون عدالة، لا قيام لدولة القانون"

 

تغريدات مختارة من موقع أكس

تغريدات مختارة لليوم 04 آب/2025

من الجلباب للبدلة، ومن الجولاني للشرع.. هل التحولات حقيقية؟

https://www.youtube.com/watch?v=cidrrxT8N1c

الجولاني مهما قصر شعر لحيته النتنة أو ارتدى البدلات الفرنسية والأحذية الإيطالية سيبقة المجرم والداعشي ..هكذا مخلوق شيطاني لا يتغير

 

 غازي المصري

التعريب بداء مع العصر العباسي بعد ان تم حرق جميع الوثاىق والمطبوعات والترجمات اكتر من مرة وثم المغول حرقوا المكاتب العباسية وثم العثمانيين فعلوا ما فعلوه واساسا نصفهم مغولي وثم بيطلع واحد تافه عدو التفكير ،بقلك اعطيني وثيقة!!! ... القصة بدها عقل ومنطق وبحث

 

فيصل نصولي

تشير تقديراتنا إلى أنّ ٨٠٪ من الأزمات المزمنة التي تنزف منها الدولة اللبنانية—من العجز المالي وانهيار العملة إلى العزلة الدبلوماسية واستنزاف الكفاءات—ترتبط مباشرةً بسلاح #حزب_الله الذي جرَّ البلاد إلى منطق الدويلة ويقف عائقاً أمام أي إصلاح أو استثمار دولي. لا خلاص للبنان إلاّ بتوحيد السلاح تحت سلطة الدولة وإعادة الحق للمؤسسات الشرعية.

 

بشارة شربل

4 آب ابن شرعي للسلاح غير الشرعي: تفجير المرفأ ليس سحراً ولا من أسرار الآلهة. قرار نزع السلاح سيَفُك أغلال القرار الاتهامي، ومصادرته ستأتي بالمتهمين الى المحاكمة .

 

الأب طوني خضرا

"من فجر المرفأ فجر قلب الوطن، ومن يعرقل العدالة يرتكب الجريمة مرّةً ثانية."

 

حسين عبد الحسين

بعض من منطق حزب الله:

- السلاح لحماية لبنان... مع أن السلاح لم ينجح في حماية نصرالله نفسه أو معظم الصف القيادي للحزب ولا منع الدمار الشامل في الجنوب والتهجير.

- السلاح وجهته خارجيا فقط... ولكن إن طلب اللبنانيون ودولتهم تسليم السلاح، يتم استخدامه في الداخل في حرب أهلية.

- السلاح لحماية كل لبنان... ولكن لا ضير من استخدامه لحماية المقامات الشيعية في سوريا أو إسناد غزة والفلسطينيين.

- لبنان لا يمكن حكمه الا بالاجماع... باستثناء السلاح الذي لا يتطلب اجماعا أبدا لأن حيازته بديهية بسبب المؤامرات الكونية.

 

يوسف سلامة

٤ آب ٢٠٢٠ كشف بنية الدولة، ‏تداعيات انفجار المرفأ كشفت فجور السلطة وثقافة شريعة الغاب، ‏كنا نأمل أن يكون ٤ آب ٢٠٢٥ نقطة انطلاق لبناء دولة حديثة تستعيد فيها السلطة وقارها وهيبتها،

النتيجة غير مشجعة، ‏وعود السلطة كاذبة وكلامها فارغ، مقاومتها حق وواجب، ‏شعبنا لا يملك ترف الوقت.

 

شارل شرتوني

وقاحة وبذاءة نواف سلام وغسان سلامة ممثلي حماس وصلت لاستعمال مسرح الجريمة الارهابية باسم الضحايا. مين اللي سمحلكن وله تتصرفو بذاكرتنا ومآسينا

 

إيلي أبو عون

في الذكرى الخامسة على انفجار مرفأ بيروت، والذي يُعدّ من أقوى الانفجارات غير النووية في التاريخ الحديث، فكرتان تخطران في بالي:

1- تسبب الانفجار باستشهاد أكثر من 200 شخص، وجرح حوالي 7000 آخرين، ومع ذلك لم يتحقق أي تقدم في كشف الحقيقة أو محاسبة المسؤولين. من المعيب أن يُصبح الإفلات من العقاب أمرًا طبيعيًا، ومن المحبط رؤية سردية عامة تتعامل مع الانفجار وكأنه حدث غامض بلا أصل، بلا مسؤولين، وبلا نتائج.

2- وسط الدمار الذي خلفه الانفجار، برزت واحدة من أكثر المنظمات غير الحكومية كفاءة وشفافية في لبنان، وهي arcenciel، لتقدّم دعمًا للضحايا وعائلاتهم، في رسالة مدوية عن قوة المجتمع المدني اللبناني، حتى في وجه حملات التشويه الظالمة. تستحق arcenciel دعم الجميع.

arcenciel.aec  Lebanese Presidency رئاسة مجلس الوزراء - لبنان    European Union in Lebanon U.S. Embassy Beirut United Nations Lebanon The Lebanese Diaspora Network

المزيد في هذا الفيديو | More in this video

https://www.youtube.com/watch?v=ZOMnVz1uXA4

 

روي

تفجير_المرفأ ٤_آب عدا كونه ذكرى استشهاد مواطنين لبنانيين ضحايا التفجير

الا أنها ذكرى عار الشعوب اللبنانية ذكرى عار حكام لبنان ذكرى عار الزعماء والقادة مسيحيين ومسلمين

ذكرى تخاذلكم وتواطؤكم وارتشائكم! أنتم أسوأ ما أتى على لبنان حتى باستشهادهم قدموا لكم فرصة تاريخية يا قتلة لبنان

 

أمين اسكندر

في ٢ اب ١٩٨٦ انفجار سيارة مفخخة امام فرن للخبز قرب سوبرماركت ابي حيدر على اوتوسراد جل الديب قتل ٤٥ و اصابة ١٢٠ شخص، المنفذ وفيق صفا - حزب الله.

 

عادل نصار

اذا إختار حزب الله الإنتحار برفض تسليم سلاحه، فلن يسمح له بأن يجر ّ لبنان والشعب اللبناني معه!

**٤ آب: المحقق العدلي القاضي طارق البيطار وصل إلى المراحل الأخيرة، وبات قريبًا من إنجاز القرار الظني، بعدما قطع شوطًا متقدّمًا في جمع المعطيات المطلوبة، ولن يكون هناك أي تراجع في هذا الشأن.

 

نديم الجميّل

خمس سنوات من تضليل التحقيق، حصار القضاء، وتهديد القضاة.

اليوم، وبعد أن تحررت الدولة جزئيًا من هيمنة الدويلة، آن الأوان لإصدار القرار الاتهامي، وعلى الأجهزة الأمنية أن تتحمّل مسؤولياتها.

أنصاف الحلول لم تعد تنفع… فإمّا قضاء ودولة، أو القضاء على أمل قيام دولة.

 

داني عبد الخالق

https://x.com/i/status/1952010160693731328

في الذكرى الخامسة لإنفجار مرفأ بيروت

جاء هذا العمل المبدع بعد تفجير المرفأ بيومين ، تم عرض هذا الفيديو على عدة قنوات تلفزيونية عربية ، دبي ، مصر ، المغرب ، الأردن ، الكويت.

كلمات: الرفيقة غادة المر

أداء: الرفيقة رنا العيد

فيديو : شباب الخيمة

حزب اللبنانيون الجدد 2020

 

تيمور جنبلاط

٤ آب ليس ذكرى بل عبرة لكي ندرك قيمة وضرورة أن تكون الدولة قادرة سيدة قرارها بمؤسسات فاعلة تولي حياة اللبنانيين المسؤولية الكاملة. المطلوب المضي في التحقيق حتى خواتيمه ومنح العدالة مسارها الطبيعي إكراماً للحقيقة ولأرواح الشهداء وآلام الجرحى والعائلات والمتضررين.

 

 جاسم الجريّد

سؤال/ هل رأيتم أي دولة عضو في «جامعة الدول العربية»، عبّرت عن رفضها أو استنكارها، لقتل الأقليات الدروز؟ أو العلويين؟ أو الأيزيديين؟ أو الأكراد؟ أو المسيحيين؟

 

جاسم الجريّد

باختصار شديد… أمير تنظيم القاعدة الجولاني (الشرع بالبدلة) على اليمين، ومجاهد قاعدي، خريج تركيا، أسعد الشيباني على اليسار. يحتفلون بنجاح قتل الأقليات من الدروز والعلويين والأيزيديين والأكراد من خلال تعتيم الإعلام الدولي على جرائمهم، بمساعدة "المرتاحة من الجولاني" السعودية. 🇸🇦

 

ندين بركات

إذا الدولة بتعتقل وفيق صفا ومسؤولين بالحزب بكل الجرايم يلي عملوها وموجودة عند الاجهزة، ويتوقفوا رؤوس عصابات المخدرات والكبتاغون….

بيتسلّم السلاح بلا مشاكل، لانه بيكونوا المجرمين صاروا بالحبوس. كبّوهم بالسجون وشوفوا النتيجة. لانه لما الدولة تاركة الحزب يتحكّم بكل شي، ما رح يسلّم سلاحه. لانه هو الدولة!!!!

حاج تضحكوا علينا.

 

بيتر جرمانوس

الثنائي مهزوم، وهذه حقيقة ثابتة، لكن من هزمه ليس الداخل اللبناني، بل على العكس، الداخل غالبًا ما تورّط معه أمنيًا وعسكريًا، واحتضن بيئته خلال الحرب. أمّا ارتداد الثنائي المسلّح إلى الداخل، فهو فعل عشوائي وعبثي، لا يُغيّر في ما كُتب دوليًا وإقليميًا، ولا يؤخّر مسار الأحداث المحتوم.

 

ايلي خوري

انـفـجــار

بـ 4 آب ما انفجر المرفأ ومنطقة من بيروت بس، انفجر معو وطاوة سائدة بتدّعي انو دولة وعصابة بيتعايشوا سوا، او انّو في امكانية لأي اصلاح بوجود سلاح محور مجارير. معركة بين غالبية صامتة منهوبة واقلية شرعوبة مجرمة،

اما اليوزفول إديوتس فمصرّين يعملوا ستريپتيز تافه بالنصّ.

 

يوسف الحسيني

حماس هي فخر الصناعة الاسرائيلية

مقابل ١٠٠ أسير اسرائيلي

الاحتلال قتل اكثر من ٨٠ الف فلسطيني

إبادة و تجويع الفلسطينيين في غزة اتفاق بين اسرائيل و حماس ثم افراغ القطاع بالتهجير القسري او الطوعي

الاحتلال يأخذ غزة و يضم الضفة حماس تنهب الأهالي و تهرب الأموال وتضيع فلسطين

 

افيخاي ادرعي

https://x.com/i/status/1952000672955531676

ليس ضروريًا أن أكون من "النسيج اللبناني" كي أتشارك مع الشعب اللبناني أحداثًا تتجاوز حدود الجغرافيا. في الفن والثقافة تسقط الحواجز وتذوب الاختلافات، لأن هناك لغة واحدة اسمها الإبداع. لمن استغرب تعزيتي بزياد الرحباني أقول: نحن لسنا مثلكم. نحن نفكر بعقلية تختلف عنكم انتم تتحدثون فئويات ومزايدات، اما  نحن في إسرائيل، فلكل شيء مقامه، اعتدنا التمييز، نعزي حيث يجب، وننتقد حيث يجب، ونعترف بالإبداع بصرف النظر عن الاختلاف. هذه ثقافتنا، وهذه حضارتنا، ولا يعنيني القيل والقال. وفهمكم كفاية

 

السفارة الأميركية في سوريا

"اندلعت أعمال عنف مقلقة أمس في السويداء ومنبج. الدبلوماسية هي السبيل الأمثل لوقف العنف وبناء حل سلمي ودائم. تفخر الولايات المتحدة بمساعدتها في التوسط لإيجاد حل في السويداء، وبالتشارك مع فرنسا في التوسط لإعادة دمج الشمال الشرقي في سوريا موحدة. الطريق إلى الأمام بيد السوريين، ونحث جميع الأطراف على الحفاظ على الهدوء وحل الخلافات بالحوار لا سفك الدماء. سوريا تستحق الاستقرار، والسوريون يستحقون السلام."

 

اتيان صقر- ابوأرز 

فاجعة العصر

٤_آب ، وصمة_عار على جبين الدولة اللبنانية من رأسها الى كعبها. ٤ آب، جرحٌ غائر في جسم الوطن، لن يندمل الا بعد ما تنكشف كافة حقائق هذه الجريمة-الفاجعة، ويطال سيف #العدالة كافة المجرمين الضالعين بارتكابها، ويتم التعويض المعنوي والمادي على كافة اهالي الضحايا

لبيك_لبنان ، ابو_ارز .

 

عبد الله الخوري

توعدوا،هددوا،إغتالوا،توغلوا بإسفافهم ليثنوا من عزيمة القضاء وإقصاء القضاة بتدبيج اجتهادات لم يألفها قانون تحت الشمس سوى مايُفتى في ولاية الفقيه ومقلديها. كل ذلك بهدف منع خروج التحقيق والقرار الظني الى دائرة الضوء،مايجرمهم دون التباس بالتسبب بجريمة العصر التي اودت بالعاصمة بيروت وسكانها الابرياء الذين أوكلوا نظريا أمنهم وأرواحهم الى عهد بائد ودولة مفترضة خارجة من رحم الدويلة آنذاك تُحجم عن احقاق الحق،وتلوك ببغائيا ما يمليه حزب ايران من هتك بالقيم ودوس للأعراف والقوانين. يا أرواح ضحايا الغدر والاستخفاف والهيمنة،إصدحوا من عليائكم وبأعلى منسوب للمظلومية التي  أدت بكم الى حتفكم،اصرخوا وانفخوا في  قرائح المعنيين إن وجدوا ويتسلحون بوازع من ضمير كي تظهر الحقيقة ويكتمل عقاب حزب الاجرام ومن آزره من ذميين وانبطاحيين مارقين. يا ذوو ضحايا الاهمال نستمطر لكم الصبر والسلوان علّ القصاص المبين يقض مضاجع المجرمين ويساقون بحضرة العدالة الالهية والوضعية بلسمة للجراح وتخفيفا للقهر

آمين

 

ماهر شرف الدين

ذبحوا أكثر من ٢٠٠٠ من أهلي، سرقوا وأحرقوا

منازل ٣٦ قرية من محافظتي، خطفوا أكثر من ٨٠ امرأة (بعضهن مع أطفالهن)، حاولوا قتلي وقصفوا بيتي... ثم يأتي متسكع ليقول لي: أنت تثير الفتنة بمنشوراتك!!!

******************************************

في أسفل رابط نشرة الأخبار اليومية ليومي 04-05 آب /2025/

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 04 آب/2025

/جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/2025/08/145908/

ليوم 04 آب/2025

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For August 04/2025/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/2025/08/145912/

 For August 04/2025

**********************
رابط موقعي الألكتروني، المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

https://eliasbejjaninews.com

Link for My LCCC web site

https://eliasbejjaninews.com

****

Click On The Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

*****

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا الرابط  https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

*****

حسابي ع التويتر/ لمن يرغب بمتابعتي الرابط في أسفل

https://x.com/EliasYouss60156

My Twitter account/ For those who want to follow me the link is below

https://x.com/EliasYouss60156

@followers

@highlight