المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 04 آب /لسنة 2025

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

في أسفل رابط النشرة

                http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2025/arabic.august04.25.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

عناوين النشرة

عنوان الزوادة الإيمانية

سِرَاجُ الجَسَدِ هُوَ العَين. عِنْدَمَا تَكُونُ عَيْنُكَ سَلِيمَة، يَكُونُ جَسَدُكَ أَيْضًا كُلُّهُ نَيِّرًا

 

عناوين مقالات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/احتمال كبير أن تقوم إسرائيل باحتلال الجنوب وتهجير سكانه

الياس بجاني/نص وفيديو/في ذكرى اغتيال حزب الله الإرهابي إلياس الحصروني الحنتوش: جريمة لن يمحوها الزمن

الياس بجاني/الذكرى السنوية لاستشهاد 350 راهبًا مارونيًا

 

عناوين الأخبار اللبنانية

رابط فيديو تعليق للصحافي اسعد بشارة من موقع "ترانسبيرنسي"

رابط فيديو تعليق من موقع "البديل" للصحافي مروان الأمين: حزب الله يهدد ب ٧ أيار، بينما ينتظره ٢٧ ايلول

 رابط فيديو مقابلة من قناة "الحدث" مع رئيس الوزراء السابق فؤاد سنيورة

رابط فيديو تعليق للصحافي علي حمادة من موقعه ع اليوتيوب

رابط فيديو مقابلة مع الخبيرة الاميركية د. رندا سليم من موقع فادي شهوان من موقع ع اليوتيوب

رابط فيديو تقرير من قناة الحدث/حزب الله وحيداً.. انقلاب من الحلفاء قبل جلسة تسليم السلاح

رابط فيديو مداخلة للصحافي جو تابت من "قناة الجديد": سلاح الحزب سيُنزع إما طوعاً أو بالقوة

رابط فيديو مداخلة لملحم رياشي من "قناة الجديد"/وزراء القوات سيقدمون خطة بشأن السلاح "لا تجرح مشاعر أحد"

رابط فيديو للكاتب والإعلامي إبراهيم عيسى من موقع ع اليوتيوب/قطر سياسة الألف وجه

اتصالات مستمرة لتمرير جلسة الغد....ذكرى 4 آب... 5 سنوات من المطالبة بالعدالة

مسيرتان استهدفتا حفارة في يارون.. وقنبلة صوتية على أطراف يارون ولا إصابات

المسار الأميركي ثابت ولم يتغير والحكومة أمام امتحان صعب

لبنان يتسلم النص النهائي للورقة الأميركية: الالتزام وإلا

ترسانة «حزب الله» العسكرية تتآكل مع خروجه من حدود جنوب لبنان...خبراء: صواريخ الحزب باتت خارج الخدمة الفعلية

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

إيران لا تستعجل العودة للمفاوضات والمفتشون سيعودون بشروط

هل يمهِّد بن غفير لتقسيم «الأقصى» على غرار الحرم الإبراهيمي؟

بعد أول صلاة علنية له فيه... إدانات وتحذيرات فلسطينية وعربية

حماس تشترط: ممرات إنسانية مقابل السماح بإدخال الغذاء للأسرى

مسيرات في الضفة وسيدني رفضاً للتجويع ونصرة لغزة والأسرى

مجموعات الهجري تهاجم الأمن العام وتسيطر على تل حديد

الجيش الإسرائيلي يعلن تنفيذ غارة ومصادرة أسلحة في جنوب سوريا

سوريا: قتلى وجرحى في هجوم مسلّحين على قوات أمن بالسويداء...الهجوم كان منظماً وبدأ بتمهيد ناري بالدبابات وقذائف الهاون

دمشق تغلق مؤقتاً الممر الإنساني إلى السويداء بعد خرق اتفاق الهدنة

الوضع في الجنوب السوري يتعقد مع تجدد الاشتباكات وظهور خلافات داخلية بين المجموعات المسلّحة

مصدر أمني: اعتقال أخطر تجار المخدرات في سوريا والمنطقة بالتنسيق مع تركيا

إحباط تهريب كمية من مادة الحشيش المخدر داخل معبر الراعي الحدودي السبت

لجنة التحقيق في أحداث السويداء: سنرسل نسخة من تقريرنا النهائي للأمم المتحدة..قالت إنه لا يمكن تشكيل لجنة تحقيق دولية ما دامت الدولة قادرة على ذلك

سجال حاد بين بيرس مورغان ونجل نتنياهو على منصة «إكس»..المذيع البريطاني وصف يائير بـ«المختل»

«الخارجية» العراقية تطالب بالاعتراف الدولي بـ«الإبادة الإيزيدية»...الحكومة الاتحادية أحيت الذكرى وأربيل جددت انتقاداتها لبغداد

الإرهاب يتوسع في أفريقيا ليهدد العالم...تقرير: أكثر من 150 ألف قتيل بسبب العنف نصفهم في الساحل

إيران تقترب من تشكيل «لجنة دفاع عليا» تحسباً لتجدد الحرب

خامنئي قد يكلف لاريجاني أميناً عاماً لـ«الأمن القومي»

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الدولة والحزب في أصعب الأيام/غسان شربل/الشرق الأوسط

لبنان بين مأزق السلاح والتسوية مع سوريا/سام منسى/الشرق الأوسط

إخوانجيَّة تل أبيب» وتساؤلات/طارق الحميد/الشرق الأوسط

أحزاب لبنان: جمعيات غير خيرية لا تتوخى إلا الربح/إبراهيم الرز/المدن

التحرّك الأميركي - السعودي يفرض على لبنان خيار الدولة أو العزلة/طارق أبو زينب/نداء الوطن

عن القرار واللاقرار اللبنانيّين/حازم صاغية/الشرق الأوسط

هل إسرائيل شرطي المنطقة الجديد؟/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

جهود رئاسية لتثبيت حصرية السلاح وجدولته إنقاذاً لمجلس وزراء لبنان/ محمد شقير/الشرق الأوسط

تحقيقات انفجار مرفأ بيروت تبلغ خواتيمها بعد تجميدها ثلاث سنوات والقرار الاتهامي نهاية العام/يوسف دياب/الشرق الأوسط

بمناسبة عيد الجيش نتذكر العماد إبراهيم طنّوس: القائد الوحيد المقاتل في ذاكرة الجيش اللبناني والمقاومة الوطنية/ادمون الشدياق

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

رئيس الجمهورية شارك في القداس السنوي لعيد سيدة التلة في دير القمر: نطلب شفاعة العذراء ليبقى لبنان موحداً بكل أبنائه الى أي طائفة انتموا وليبقى منارة للحضارة والتعايش في قلب الشرق

البطريرك الراعي: على كل مسؤول أن يدرك أن المسؤولية ليست تسلّطاً بل خدمة وأن الزعامة ليست مصلحة بل شهادة

المطران عودة في جناز لراحة نفوس ضحايا 4 آب في مستشفى القديس جاورجيوس: كفى عرقلة للتحقيق وصمتا عن قول الحق وخوفا على المصالح

سلام في ذكرى 4 آب: لا أحد فوق المساءلة والمحاسبة

الراعي وعودة يجددان صرخة العدالة عشية ذكرى 4 آب

المفتي قبلان: مناقشة وضعية سلاح المقاومة يمرّ فقط بالسياسة الدفاعية للبنان  ووظيفة الحكومة مراكمة الدفاع الوطني لا انتزاع القوة الوطنية أو إضعافها

بيان صادر عن دائرة التشريعات - الدكتور بول الحامض

سلام لذوي ضحايا انفجار مرفأ بيروت: العدالة ستتحقق ولو تأخرت شدد على بسط سلطة الدولة على كل أراضيها

 

تفاصيل النشرة الكاملة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

سِرَاجُ الجَسَدِ هُوَ العَين. عِنْدَمَا تَكُونُ عَيْنُكَ سَلِيمَة، يَكُونُ جَسَدُكَ أَيْضًا كُلُّهُ نَيِّرًا

إنجيل القدّيس لوقا1من33حتى36/:”قالَ الربُّ يَسوعُ: «لا أَحَدَ يَشْعَلُ سِرَاجًا، وَيَضَعُهُ في مَكانٍ مَخْفِيّ، وَلا تَحْتَ المِكْيَال، بَلْ عَلَى المنَارَة، لِيَرَى الدَّاخِلُونَ النُّور. سِرَاجُ الجَسَدِ هُوَ العَين. عِنْدَمَا تَكُونُ عَيْنُكَ سَلِيمَة، يَكُونُ جَسَدُكَ أَيْضًا كُلُّهُ نَيِّرًا. وَإِنْ كَانَتْ سَقِيمَة، فَجَسَدُكَ أَيْضًا يَكُونُ مُظْلِمًا. تَنَبَّهْ إِذًا لِئَلاَّ يَكُونَ النُّورُ الَّذي فِيكَ ظَلامًا. إِذاً، إِنْ كانَ جَسَدُكَ كَلُّهُ نَيِّرًا، وَلَيْسَ فِيهِ جِزْءٌ مُظْلِم، يِكُونُ كُلُّهُ نَيِّرًا، كَمَا لَوْ أَنَّ السِّراجَ بِضَوئِهِ يُنيرُ لَكَ».

 

تفاصيل مقالات وتغريدات الياس بجاني

احتمال كبير أن تقوم إسرائيل باحتلال الجنوب وتهجير سكانه

الياس بجاني/03 آب/2025

قرار حزب الله هو عند الملالي وقادته اللبنانيين هم مجرد أدوات تنفذ ولا تقرر. هناك احتمال أن تورط إيران الحزب مع بيئته بحرب انتحارية وعبثية تهجرهم وتقتلعهم من الجنوب إلى الأبد

 

الياس بجاني/نص وفيديو/في ذكرى اغتيال حزب الله الإرهابي إلياس الحصروني الحنتوش: جريمة لن يمحوها الزمن

الياس بجاني/02 آب/2025

في مثل هذا اليوم من العام 2023، امتدت يد الغدر، يد الظلمة، يد "حزب الله" الإرهابي، لتغتال جسداً كان ينبض بالإيمان، وبالحق، وباللبنانية الصافية. في بلدة عين إبل الجنوبية، وفي أرضه التي أحب، وبين ناسه الذين خدمهم بإخلاص، سُفك دم إلياس الحصروني، المعروف بـ"الحنتوش"، في جريمة حاول الحزب الإرهابي التمويه عنها، زاعماً أنها حادث سير. لكن عين العدالة، تلك الكاميرات التي لا تكذب، فضحت المجرمين، وكشفت المخطط والنية، وسقط قناع "الحادث"، كما سقطت كل أكاذيبهم السابقة. منذ اللحظة الأولى، ضغط "حزب الله" بكل ثقله لمنع التحقيق، وهدّد ذوي الشهيد، ووصل الأمر إلى أن المحققين أنفسهم أبلغوا العائلة بأن لا تحقيق، لأن "الحزب" يرفض. أي دولة هذه التي يخضع فيها القضاء لمزاج ميليشيا؟ أي عدالة هذه التي تُكمم فيها أفواه الشهود ويُمنع فيها الحق من الظهور؟!

إلياس الحصروني: صورة الناشط اللبناني الحر

من يعرف إلياس الحصروني يعرف أن اغتياله لم يكن صدفة، بل قراراً. قرار باغتيال رجلٍ آمن بالدولة لا بالدولة البديلة، بالسلام لا بالحروب، بالعيش المشترك لا بالفتن، بالجنوب اللبناني لا بالجنوب الإيراني. كان "الحنتوش" ناشطاً سيادياً صلباً في بلدة عين إبل، محبوباً من الجميع، بلا تمييز طائفي أو مناطقي. ساعد الناس، خدم المحتاجين، نشر روح المحبة والتعايش بين أبناء المنطقة. كان عضواً فاعلاً في حزب القوات اللبنانية، يمثّل الصوت الوطني الجنوبي الرافض للاحتلال الإيراني المغلّف بشعارات المقاومة، المقاومة التي صارت ضد الشعب لا العدو. لم يكن يحمل سلاحاً، بل فكراً. لم يزرع حقداً، بل محبة. لم يهدد، بل ساعد. ولهذا اغتالوه.

سجلّ طويل من جرائم حزب الله

جريمة اغتيال إلياس الحصروني ليست منفصلة عن سجلّ أسود طويل من الإرهاب الذي مارسه ويمارسه "حزب الله" على اللبنانيين.

من غزوة 7 أيار 2008 التي اجتاح فيها بيروت والجبل.

إلى اغتيال المصوّر جو بجاني لأنه وثّق لحظة التفجير في مرفأ بيروت.

إلى منع التحقيق في انفجار المرفأ وتهديد كل قاضٍ حاول أن يقارب الحقيقة.

إلى اغتيال النائب جبران تويني ورفاقه في جريدة النهار.

إلى قتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومحاولة طمس العدالة الدولية.

إلى تصفية المفكر الحر لقمان سليم لأنه تجرأ وقال "لا".

إلى عشرات، بل مئات، من جرائم القتل والتهجير والكمّ والتهديد بحق ناشطين وصحافيين وسياسيين.

حزب الله لا يعرف الحوار، بل الرصاص. لا يعرف الديمقراطية، بل السلاح. لا يعرف لبنان، بل "ولاية الفقيه".

حزب الله: أداة إيرانية لنشر الموت

لم يعد خافياً على أحد أن حزب الله ليس حزباً لبنانياً. هو فرع تابع للحرس الثوري الإيراني، ينفذ أوامر الملالي في قم وطهران، لا أوامر الشعب اللبناني. هو يدّعي حماية لبنان، لكنه دمّره. يدّعي الشرف، لكنه يغتال الشرفاء. يدّعي المقاومة، لكنه يحتل البلد.

لا خلاص للبنان بوجود هذا الكيان العسكري ـ الأمني ـ المالي الذي اسمه "حزب الله". ولا قيام لدولة القانون والمؤسسات ما دام السلاح غير الشرعي يحكم، ويهدد، ويمنع التحقيق، ويقرر من يعيش ومن يموت.

لا قيامة للبنان إلا بتطبيق القرارات الدولية

إن إنقاذ لبنان لن يتحقق إلا من خلال تجريد حزب الله من سلاحه، واعتقال ومحاكمة قادته، وتفكيك بنيته العسكرية والأمنية، استناداً إلى القرارات الدولية 1559 و1680 و1701، وإلى اتفاقية وقف إطلاق النار التي تنتهك يومياً على حدود الجنوب. لبنان لن يُبنى فوق الدم. لا دولة تقوم فوق جثة القانون. ولا حرية في ظل هيمنة السلاح.

في الختام

في ذكرى استشهاد إلياس الحصروني، ننحني أمام دمائه الطاهرة، ونعاهده أن قضيته لن تُنسى، وأن اسمه سيبقى حيّاً في ضمير أحرار الجنوب وكل لبنان. وسنستمر، معه وباسمه، في مقاومة المشروع الإيراني، وفي المطالبة بدولة لبنانية حرة، سيدة، مستقلة، تحكمها العدالة لا الميليشيات، القانون لا الفوضى، والحق لا الرصاص.

يا شهيد لبنان الحرية والسياسة، أيها البطل الياس الحصروني - الحنتوش، إن صوتك ما زال يدوّي في عين إبل والجنوب وكل لبنان صارخاً: لا لإيران، لا لحزب الله الإرهابي، لا للإجرام ونعم للعدالة وللبنان.

الياس بجاني/فيديو/في ذكرى اغتيال حزب الله الإرهابي إلياس الحصروني – الحنتوش: جريمة لن يمحوها الزمن

https://www.youtube.com/watch?v=4TidGqbBZAU&t=9s

https://www.youtube.com/watch?v=ubjDYs2HE2U&t=60s

الياس بجاني/02 آب/2025

***الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الإلكتروني

https://eliasbejjaninews.com

عنوان الكاتب الإلكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

الذكرى السنوية لاستشهاد 350 راهبًا مارونيًا

الياس بجاني/31 تموز/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/08/145862/

شهادة من أجل المسيح والحق

في تاريخ الكنيسة المارونية محطات مضيئة سُطرت بالدم والدموع والصلاة، لكن قلّ أن نجد محطة أكثر إشراقًا وشهادة من مأساة استشهاد 350 راهبًا مارونيًا في سنة 517، على يد جيش بيزنطي بأمر من الإمبراطور “أنسطاسيوس” وبتحريض من البطريرك الهرطوقي “ساويرا الإنطاكي” ورفيقه “بطرس القصار”، لأنهم رفضوا أن ينكروا إيمانهم بعقيدة المجمع الخلقيدوني القائلة بأن في يسوع المسيح طبيعتين كاملتين: إلهية وإنسانية، متحدتين في شخص واحد.

لماذا قُتل الرهبان؟

كان الرهبان من دير بيت مارون في شمالي سوريا (قرب الحدود اللبنانية اليوم)، يتبعون تعليم القديس مارون الذي أسّس نهجًا نسكيًا وروحيًا راسخًا في العقيدة الأرثوذكسية الكاثوليكية. وعندما أعلن المجمع المسكوني الرابع في خلقيدونية عام 451 عقيدة الطبيعتين، التزم بها الموارنة ورفضوا تعاليم “أوطيخا” و”اليعاقبة” الذين ادّعوا أن في المسيح طبيعة واحدة، مما شكّل انقسامًا عقائديًا عميقًا في الكنيسة الشرقية. في عهد الإمبراطور أنسطاسيوس، شنّت حملة اضطهاد على الرهبان الكاثوليك الذين رفضوا بدعة الطبيعة الواحدة، وارتُكبت المجازر بقيادة ساويرا، الذي عُيّن بطريركًا على إنطاكية بقوة السلطة لا الإيمان.

 سنة 517، وقعت الكارثة

أغلق الجيش البيزنطي الأديرة، وطرد الرهبان، واعتقل البعض، وأحرقوا دير مار مارون. وعلى الطريق إلى دير القديس سمعان العمودي، نُصب كمين للرهبان، فذُبح منهم 350 راهبًا، حتى أن بعضهم استُشهد وهو ملتجئ إلى المذبح.

توثيق الشهادة

رفع الرهبان الناجون عريضة مؤثرة إلى البابا هرميسدا (514 – 523)، يشرحون فيها ما حلّ بإخوانهم، من تعذيب ومجازر، ويطلبون دعم الكنيسة الأم. فرد البابا برسالة رعوية عام 518، عزّاهم فيها وشجعهم على الثبات في وجه الاضطهاد، مؤكّدًا اتحاد الكنيسة معهم في صلاتها ومعاناتها. وقد دوّن المؤرخون مثل تاوافانوس وتاوفيل الرهاوي الماروني تفاصيل المذبحة، معترفين ببطولة الرهبان وثباتهم الإيماني.

الشهادة في المسيحية

في المسيحية، لا تُفهم الشهادة كموت عبثي أو كخسارة، بل كتتويج للاتحاد بالمسيح الذي قال: “طوبى للمضطهدين من أجل البر، فإن لهم ملكوت السماوات” (متى 5: 10). شهداء دير مار مارون هم ليسوا فقط ضحايا ظلم، بل شهود للحق، وثمرات حية لكلمة الإنجيل. دمهم هو زُرع في أرض الكنيسة، فأنبت قديسين ومؤمنين على مدى العصور. لقد فضّلوا الموت على نكران الإيمان، ووقفوا ضد السلطة، والهرطقة، والتهديد، وهم على مذابح المحبة الإلهية.

الموارنة شعب الإيمان والنسك والتفاني

شهداء الـ 350 راهبًا هم مرآة صادقة لماهية الموارنة

هم نتاج إيمان صلب وثابت على تعليم الكنيسة الجامعة

هم عنوان نسك روحي متجذّر في الجبال والكهوف

هم رمز محبة عميقة للبنان كوطن رسالة وقداسة

عبر الأجيال، لم يتخلّ الموارنة عن عقيدتهم رغم الحصار، ولم يتنازلوا عن حريتهم الروحية رغم الحروب. كانوا شعبًا راهبًا حتى داخل بيوتهم، يزرعون صليبًا في كل حقل، ويشعلون شمعة في كل ظلمة. وإن لبنان بقي حرًا، فالفضل في ذلك لإيمان هذا الشعب وتضحيات شهدائه.

 تذكار وشفاعة

تحتفل الكنيسة المارونية سنويًا في 31 تموز بتذكار شهداء دير مار مارون، وتطلب شفاعتهم. وقد عمّم البابا بندكتوس الرابع عشر الغفرانات المرتبطة بهذا العيد على جميع كنائس الطائفة المارونية. صلاتهم معنا، وإيمانهم مثال لنا. وليبقوا نورًا يهدي الطريق في زمن التحديات الروحية والكنسية.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الإلكتروني

https://eliasbejjaninews.com

عنوان الكاتب الإلكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل أهم الأخبار اللبنانية

رابط فيديو تعليق للصحافي اسعد بشارة من موقع "ترانسبيرنسي"

أسعد بشارة: ثلاثاء الاختيار بين الحياة أو الانتحار

https://www.youtube.com/watch?v=U1U34xiwuh8

 

رابط فيديو تعليق من موقع "البديل" للصحافي مروان الأمين: حزب الله يهدد ب ٧ أيار، بينما ينتظره ٢٧ ايلول

https://www.youtube.com/watch?v=3W4KxdCZOVU

 

 رابط فيديو مقابلة من قناة "الحدث" مع رئيس الوزراء السابق فؤاد سنيورة

https://www.youtube.com/watch?v=oB-MR4BigBM

 

رابط فيديو تعليق للصحافي علي حمادة من موقعه ع اليوتيوب

لبنان: الثلاثاء إما قرار بنزع سلاح الحزب او موجة قصف اسرائيلي واسعة بغطاء اميركي!

https://www.youtube.com/watch?v=KfJ6-Lamv7I

 

رابط فيديو مقابلة مع الخبيرة الاميركية د. رندا سليم من موقع فادي شهوان من موقع ع اليوتيوب

أمل واشنطن بعون تراجع، واجندة اسرائيلية إيرانية واحدة في سوريا.

https://www.youtube.com/watch?v=xBTVLlHQt6w

 

رابط فيديو تقرير من قناة الحدث/حزب الله وحيداً.. انقلاب من الحلفاء قبل جلسة تسليم السلاح

https://www.youtube.com/watch?v=QeoGLp6Yjdk

عزلة سياسية لم يواجهها منذ تأسيسه.. انقلاب سياسي للحلفاء يترك حزب الله "وحيداً" قبل الجلسة التاريخية للحكومة اللبنانية بشأن ملف تسليم السلاح

 

رابط فيديو مداخلة للصحافي جو تابت من "قناة الجديد": سلاح الحزب سيُنزع إما طوعاً أو بالقوة

https://www.youtube.com/watch?v=WJZO4XDhTZE&t=181s

 

رابط فيديو مداخلة لملحم رياشي من "قناة الجديد"/وزراء القوات سيقدمون خطة بشأن السلاح "لا تجرح مشاعر أحد"

https://www.youtube.com/watch?v=hAtM5bikJ38

 

رابط فيديو للكاتب والإعلامي إبراهيم عيسى من موقع ع اليوتيوب/قطر سياسة الألف وجه

https://www.youtube.com/watch?v=F_bHhDyzI-c

 

اتصالات مستمرة لتمرير جلسة الغد....ذكرى 4 آب... 5 سنوات من المطالبة بالعدالة

نداء الوطن/04 آب/2025

إنه يوم ضحايا جريمة العصر. جريمة تفجير مرفأ بيروت التي هزّت لبنان والعالم في 4 آب 2020 ولم تتكشف تفاصيلها ويحاسب مرتكبوها والمسؤولون عنها بعد. إنه يوم الشهداء الذين أزهقت أرواحهم قبل خمس سنوات، والمصابين الذين لم تندمل جروحهم بعد، يوم سكان المناطق المنكوبة الذين لم ترمّم ممتلكاتهم حتى الساعة، والأهالي الذين لم يملّوا من انتظار العدالة لدماء وآلام ذويهم. اليوم، وتحت شعار "خلصوا الخمسة أيام وصاروا خمس سنين"، يحيي الأهالي ذكرى أحبائهم بمسيرتين تنطلقان بشكل متزامن، وتلتقيان عند تمثال المغترب، الشاهد الأوّل على المجزرة. لا كلام يعلو على تضحيات من فقدوا حياتهم، ولا على آلام وخسائر من بقيوا على قيد الحياة. ولكن بعد خمس سنوات، كثرت المؤشرات والوعود بقرب تحقيق العدالة في هذا الملف، وهذا ما أكده رئيس الحكومة نواف سلام أمس الأحد، خلال جلسة حوارية بشأن تداعيات التفجير، حيث جزم ألا "تسوية على حساب العدالة، ولا نهاية لهذا الجرح الوطني إلّا بكشف كامل للحقيقة ومحاسبة جميع المسؤولين، أيّاً كانوا". موقفٌ عاد وكرّره في مساء اليوم نفسه، خلال افتتاح شارع يحمل اسم "ضحايا 4 آب" قرب مدخل مرفأ بيروت، حين قال "لا أحد فوق المحاسبة، ولا دولة من دون عدالة".

"جلسة السلاح"

وتحلّ الذكرى الخامسة لتفجير الرابع من آب، عشية جلسة مجلس الوزراء المرتقبة في بعبدا، والتي يتصدّر ملف السلاح جدول أعمالها. وفي هذا السياق، علمت "نداء الوطن" أن التواصل مستمر على خط بعبدا – السراي – عين التينة، في محاولة لتمرير "جلسة السلاح" بأقلّ أضرار داخلية وخارجية ممكنة على لبنان، لأنّ الجميع بات يعلم أنّ قرار نزع السلاح غير الشرعي قد اتّخذ ولا رجعة عنه، وهذا ما يحرص على تأكيده رئيسا الجمهورية والحكومة في كلّ تصريح ولقاء، انسجامًا مع خطاب القسم والبيان الوزاري. وتشير مصادر سياسية متابعة إلى أنّ الأهمّ يبقى الاتفاق بين الأطراف المعنية على آلية التنفيذ ومواعيدها، والإعلان عنها بشكل يطمئن الخارج والداخل، كي يثبت الجانب اللبناني جديته في هذا الملف، بعيدًا من أسلوب المراوغة والمماطلة ومحاولات كسب الوقت. وأمس أيضًا جدّد رئيس الحكومة القول إنّه لا يمكن بناء دولة في ظل وجود سلاح خارج إطار الشرعية، وإن قرار الحرب والسلم يجب أن يكون حصراً بيد الدولة، مؤكداً أنّ "بسط السيادة على كامل الأراضي اللبنانية هو التزام لا تراجع عنه، ويجب أن يتم بقواتنا الذاتية فقط". أيضًا عشية الجلسة – الحدث، برز منشور لافت لوزير العدل عادل نصار عبر منصة "اكس" جاء فيه: "إذا إختار "حزب الله" الانتحار برفض تسليم سلاحه، فلن يُسمح له بأن يجرّ لبنان والشعب اللبناني معه".

 

مسيرتان استهدفتا حفارة في يارون.. وقنبلة صوتية على أطراف يارون ولا إصابات

المركزية/03 آب/2025

استهدفت محلقتان اسرائيليتان مساء اليوم، بقنبلتين حفارة كانت مركونة في حي الفوارة في بلدة يارون في قضاء بنت جبيل، ما ادى الى اشتعالها وتضررها. كما ألقت مسيرة اسرائيلية قنبلة صوتية على أطراف بلدة يارون- حي السلطانة قرب الملعب البلدي، من دون وقوع إصابات. الى ذلك، سجل منذ الصباح، تحليق متواصل للمسيرات الإسرائيلية فوق صور وقرى النبطية. كذلك، حلّق الطيران المسير فوق كوثرية الرز وفي اجواء البقاع على علو منخفض جداً، وفوق جبشيت وحاروف وتول. وحلق الطيران المسيّر الاسرائيلي على علو منخفض في أجواء النبطية، شوكين، ميفدون، أرنون، يحمر، زوطر، دير الزهراني، زفتا، بفروى، النميرية، والمروانية.

 

المسار الأميركي ثابت ولم يتغير والحكومة أمام امتحان صعب

المدن/03 آب/2025

لا يُحسد لبنان على المنزلة التي وجد نفسه فيها. حجم الضغط الخارجي كبير جداً لخروج الحكومة في جلسة الثلاثاء المقبل بقرار واضح يتضمن جدولاً زمنياً مع خطة تنفيذية لسحب السلاح. والمقصود بهذه الضغوط ليس تكرار ما ورد في خطاب القسم والبيان الوزاري لجهة حصرية السلاح بيد الدولة؛ إنما الذهاب أبعد من ذلك في تحديد الخطوات العملية لتحقيق ذلك. هذا الضغط الخارجي هو الذي فرض تحديد موعد الجلسة الحكومية وعقدها، وهو ما سيفتح الباب أمام سيناريوهات كثيرة لمجرياتها، بين من يصفها بالجلسة المشابهة لجلسة 5 أيار 2008، ومن يرى فيها سياقاً طبيعياً وانعكاساً لكل الأحداث منذ ما بعد الحرب الإسرائيلية على لبنان. المطلوب من الحكومة وفق المعطيات هو الخروج بموقف رسمي يعلن الالتزام بسحب السلاح من كل القوى المسلحة غير الرسمية، هذا بالنسبة إلى حزب الله كان يُعتبر من الكبائر، لأن أي قرار من هذا النوع يعني سحب أي غطاء رسمي أو شرعي عن سلاحه ونزع صفة المقاومة عنه وتصويره بأنه ميليشيا. يعلم حزب الله حجم الضغوط وأنها تنسجم مع مرحلة جديدة في المنطقة، لها سياقها الذي يفرض متغيرات كثيرة وضعت سلاحه على طاولة المفاوضات، فيما هو يتمسك بشروطه المتصلة بعدم تسليم السلاح قبل انسحاب إسرائيل، ووقف الاعتداءات والضربات، وإطلاق سراح الأسرى، وبعدها الدخول في حوار داخلي حول استراتيجية دفاعية. هذه الاستراتيجية مرفوضة خارجياً ومن قوى عديدة داخلياً تصر على سحب السلاح بالكامل. كان حزب الله قد تفاهم سابقاً على مسار الحوار مع رئيس الجمهورية للوصول إلى استراتيجية دفاعية من ضمن استراتيجية الأمن الوطني التي تحدث عنها الرئيس جوزاف عون في خطاب القسم، إلا أن هذه العبارة المتصلة بالاستراتيجية غابت عن خطابه في عيد الجيش مشيراً إلى حزب الله بالاسم حول ضرورة تسليم السلاح. فزار رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد قصر بعبدا في محاولة للاستفهام عما جرى، وللبحث في مجريات جلسة الثلاثاء الحكومية ومقرراتها أو خلاصاتها، بوصف ذلك محاولةً لمنع حصول انفجار سياسي في البلد يؤدي إلى تعطيل عمل الحكومة ومسار العهد.

ماذا بعد الجلسة الحكومية؟

ينقسم لبنان بين خيارات متعددة، طرف لا يزال يفضل الحوار والهدوء، وطرف آخر يصرّ على الحسم والخروج بقرارات واضحة تتضمن جدولاً زمنياً وآلية تنفيذية. في حال بقيت المواقف متصلبة سينتج عنها توتر داخل الجلسة ينعكس على خارجها، في حين أنَّ الاتصالات مستمرة بين الرؤساء للوصول إلى صيغة تكون ملائمة للداخل والخارج، على أن تعلن الحكومة التزامها بتطبيق البيان الوزاري لجهة سحب السلاح وحصريته، ولكن مقابل تكليف الجيش اللبناني بتقديم دراسة واضحة حول ما حققه حتى الآن في جنوب الليطاني، والتصور الذي لديه لتطبيق ذلك في المناطق الأخرى لاحقاً عبر وضع آلية تنفيذية.

سيحاول لبنان الوصول إلى صيغة مقبولة نسبياً، يرى البعض أنها ستكسبه مزيداً من الوقت للوصول إلى الخطة والآلية التطبيقية، في حين يعتبر آخرون أن ذلك لن يكون مقبولاً وقد يؤدي إلى تراجع الاهتمام الأميركي والسعودي مع إمكانية لجوء إسرائيل إلى تصعيد عملياتها العسكرية. ذلك كله يبقى رهن الاتصالات والمفاوضات الجارية بين اليوم والثلاثاء، علماً أن كل الأنظار تتجه إلى ما بعد الجلسة.

من باراك إلى عيسى: المسار واحد

من هنا لا بد من العودة إلى الأيام التي سلفت، وما رافقها من إشارات واضحة وضغوط حول حسم الأمر في مجلس الوزراء، وهذا المسار كان قائماً مع الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس، واستكمله توم باراك، ولكن الأبرز كان زيارة قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي مايكل كوريلا إلى لبنان بزيارة سريعة وخاطفة التقى خلالها برئيس الجمهورية جوزاف عون، هذه الزيارة جاءت بعد خطاب الرئيس، وهي تحمل إشارات واضحة حول ضرورة التعاطي بجدية مع ملف السلاح، بعد لقاء كوريلا حصل اللقاء بين عون ورعد، وبين وفيق صفا وقائد الجيش رودولف هيكل. يوضح ذلك أن المسار الأميركي هو نفسه، ولم يتغير بمعزل عن تغير الموفدين أو المبعوثين. وفي هذا الإطار برزت المعلومات التي تتحدث عن عدم مواصلة باراك متابعة الملف اللبناني، علماً أنه في الزيارة الأولى التي أجراها كان واضحاً أنه سيتابع ملف لبنان لفترة قصيرة ومحددة، وعلى المسؤولين أن ينتهزوا الفرصة لإنجاز ما هو مطلوب منهم، مؤكداً أن إيكاله بالملف مؤقتاً هو بسبب تغيرات في الإدارة الأميركية، مع إشارته إلى أنه سيُعيَّن سفير جديد في لبنان هو ميشال عيسى الذي سيتولى إدارة الملف من ضمن صلاحيات موسعة ممنوحة له، من دون إغفال أن عيسى قدم مقاربته أمام الكونغرس الأميركي الأسبوع الفائت وكانت مواقفه متشددة جداً تجاه الحزب وضرورة سحب سلاحه فوراً وسريعاً. في هذا السياق، برزت المعلومات التي تتحدث عن عودة الموفدة مورغان أورتاغوس لمواكبة الملف اللبناني، ولكن من موقعها في الأمم المتحدة، على أن تكون المهام موكلة على نحوٍ مباشر للسفير عيسى بعد تعيينه، في الوقت الذي تواصل فيه أورتاغوس متابعتها الملف، لا سيما بما يتعلق باستكمال تطبيق القرار 1701 ومسار ترسيم الحدود الجنوبية.

 

لبنان يتسلم النص النهائي للورقة الأميركية: الالتزام وإلا

غادة حلاوي/المدن/03 آب/2025

لم تعد عودة الموفد الأميركي توم باراك من عدمها هي القضية. فالخطوة بحد ذاتها لم تعد أساس البحث، ما دامت السياسة الأميركية تجاه لبنان لا تزال على حالها، بل ازدادت حدة. حتى ساعات ليل أمس، لم يكن لبنان قد تبلّغ بعد من سيكون خليفة باراك أو الموفد الجديد الذي ستوكل إليه مهمة إدارة الملف اللبناني، وإن كانت الترجيحات تشير إلى أن مورغان أورتاغوس قد تزور لبنان ريثما يتسلّم ميشال عيسى منصبه كسفيرٍ للولايات المتحدة لدى لبنان. لكن لا شيء رسمي بعد. وما تبلّغه لبنان باختصار هو أن أورتاغوس كُلِّفت بالمساعدة في الملف اللبناني، لكن من محل إقامتها في نيويورك، ومن دون أن تزور لبنان. الواضح أن السفارة الأميركية في بيروت ستتولى نقل التبليغات الجديدة. وقد علمت "المدن" أن السفارة سلمت المسؤولين اللبنانيين النص النهائي لورقة المقترحات أو الخطوات الواجب على لبنان تنفيذها. وتبيّن أن النص النهائي يتضمّن تعديلات غير جوهرية على الصيغة الأولية، لكنه يحتوي على مسوغات شرح جديدة باستخدام مصطلحات مختلفة.

الفرق بين النص القديم.. والجديد

أما الفرق الأبرز بين النص النهائي والصيغة السابقة، فهو أن هذا النص غير قابل للمراجعة أو التعديل، خلافًا لما أعلنه باراك سابقًا بأن الورقة الأولى كانت مقترحات يمكن للبنان تعديلها. والورقة الجديدة المعدلة، التي ستُعرض على مجلس الوزراء، تتضمّن تفاصيل العناوين الرئيسة، أبرزها:

مراحل تسليم سلاح حزب الله، من السلاح الثقيل إلى المسيّرات، ثم السلاح الخفيف، ضمن مهلة زمنية محددة. علاقة لبنان بسوريا، مع مطالبة بالإسراع في ترسيم الحدود بين البلدين، وترسيم الحدود مع إسرائيل. وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان، وانسحاب إسرائيل من النقاط التي تحتلها في الجنوب، وإطلاق سراح الأسرى اللبنانيين. إعادة الإعمار وسبل تحقيق الازدهار الاقتصادي في لبنان. وتتضمن الورقة معظم الأفكار التي سبق لباراك أن طرحها خلال زياراته ومواقفه المختلفة حيال المهمة الموكلة إليه. وتُظهر المقارنة بين النص النهائي والصيغة السابقة أن الأميركيين أجروا تعديلات جعلت النص غير قابل للنقاش، فإما أن يوافق عليه لبنان كما هو أو يرفضه ويتحمّل العواقب. وكان من أبرز التعديلات اعتماد مصطلحات دقيقة، مثل استبدال "الحدود المعترف بها دولياً" بـ"الحدود الدولية"، إلى جانب إعادة ترتيب الأولويات. كما حُذف مقطع عن حصة لبنان من مياه الوزاني، ورُبط الحديث عن مزارع شبعا بترسيم الحدود في المرحلة الرابعة.  من حيث التوقيت، بات من الواضح أن واشنطن أصرت على تسليم النص النهائي عشية الجلسة الحكومية، والتي يُدرج فيها ملف سلاح حزب الله ضمن جدول الأعمال. وهو ما يعني تصعيدًا في وتيرة الضغط الأميركي على لبنان، خصوصًا أن المطلوب إما إقرار الورقة كما هي، أو إعلان رفضها وتحمل التبعات. في حال الالتزام بتنفيذ الورقة، سينتقل لبنان إلى مرحلة من الازدهار، إذ تتحدث الورقة عن دور للدول المانحة في إعادة الإعمار ومساعدة لبنان. وهذا يعني أن الولايات المتحدة، التي تتحدث بلسان إسرائيل وتنوب عنها، ترفض أي مقترح لبناني كان مطروحًا على طاولة مجلس الوزراء، خصوصًا بشأن سحب سلاح حزب الله وإحالة الملف إلى المجلس العسكري أو أي هيئة عسكرية لتنفيذه وفق مراحل محددة. وإذا كانت الاتصالات في الساعات الماضية لم تُفلح في تلطيف أجواء الجلسة الحكومية المقررة الثلاثاء المقبل، فإن مصير هذه الجلسة لا يزال مرهونًا بمساعي الساعات الأخيرة والاتصالات الجارية بين الرئاسات الثلاث، وما ستؤول إليه. لقد فتحت الصيغة الجديدة إشكالية إضافية، وطرحت تساؤلات حول موقف الثنائي الشيعي من الجلسة، وكيف ستتعاطى الحكومة معها. فإذا كان هناك رفض سابق لمناقشة ورقة قابلة للتعديل، فكيف سيكون الموقف من ورقة نهائية مشروطة بالقبول الكامل أو الرفض وما يترتب عليه؟  الورقة اللبنانية رفضت بكامل مندرجاتها، لتحل مكانها الورقة الأميركية بصيغتها النهائية. الأنظار تتجه مجدداً إلى رئيس مجلس النواب واتصالاته مع حزب الله، وإلى تفاهم رئيس الجمهورية جوزاف عون مع الحزب، الذي يصر على عدم قطع أبواب العلاقة مع الرئاسة الأولى.

 

ترسانة «حزب الله» العسكرية تتآكل مع خروجه من حدود جنوب لبنان...خبراء: صواريخ الحزب باتت خارج الخدمة الفعلية

بيروت/الشرق الأوسط/03 آب/2025

عكست الدعوة الحكومية لجلسة يوم الثلاثاء المقبل لإقرار «حصرية السلاح»، أسئلة حول ترسانة «حزب الله» العسكرية التي يقول خبراء إنها تعرضت للتأكُّل نتيجة الحرب مع إسرائيل بين أكتوبر (تشرين الأول) 2023، ونوفمبر (تشرين الثاني) 2024، فضلاً عن الضربات الإسرائيلية المتواصلة، وعمليات التفكيك لمنشآت الحزب في منطقة جنوب الليطاني. وتقول الحكومة اللبنانية إن «حزب الله» انسحب من غالبية مواقعه العسكرية جنوب نهر الليطاني، بعدما تعرّضت أكثر من 90 في المائة من منشآته ومراكز الإطلاق التابعة له لغارات إسرائيلية مركّزة، وفكك الجيش اللبناني منشآت أخرى، في وقت يواصل الحزب الترويج لقدراته العسكرية والتلويح بتوسيع المعركة عند الضرورة. ويرى خبراء عسكريون تحدّثوا لـ«الشرق الأوسط»، أن وراء هذا الخطاب التصعيدي «تتكشف فجوات عميقة في البنية القتالية للحزب»، ويجمع هؤلاء على أن «(حزب الله) خسر ميزاته اللوجستية وتضرّر عمقه الاستراتيجي، في حين ارتفعت قدرة الرصد الإسرائيلي إلى مستويات غير مسبوقة؛ ما يجعل أي تهديد بالصواريخ بعيدة المدى مغامرة غير قابلة للتنفيذ وذات تكلفة باهظة». ورغم الانكفاء الميداني، يواصل الحزب التأكيد على امتلاكه صواريخ متوسطة وبعيدة المدى قادرة على إصابة العمق الإسرائيلي. لكن التطورات الميدانية تُثير شكوكاً جدية: فهل ما زالت هذه الترسانة فعالة؟ وهل يمكن استخدامها في ظل الرقابة الجوية الدقيقة؟

صواريخ مكشوفة وقابلة للإبطال

وفق تقييم الخبراء، فإن هذه الصواريخ، حتى لو بقي منها شيء، باتت عملياً خارج الخدمة. ويرى العميد الركن المتقاعد، خليل الحلو، أن الخطاب التعبوي لـ«الحزب» اللبناني «يخفي تراجعاً كبيراً في قدراته العملياتية، خصوصاً في ما يتعلق بإطلاق الصواريخ متوسطة وبعيدة المدى». ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «هذا النوع من الصواريخ يتطلب تجهيزات زمنية ومنصات ثابتة أو شبه ثابتة؛ ما يجعلها أهدافاً سهلة للرصد الجوي الإسرائيلي».

تفوّق التقنيات الإسرائيلية

يضيف الحلو: «لم يعد الجنوب بيئة آمنة للإطلاق، كما أن البقاع الشمالي تلقّى ضربات دقيقة. بالتالي، يمكن الجزم بأن هذا السلاح أصبح عاجزاً عن تنفيذ أي مهمة هجومية جدية. وحتى لو بقي جزء من هذه الصواريخ، فإن تشغيلها في ظل المراقبة الجوية الشديدة مستحيل من دون تعرّضها لكشف فوري أو ضربة وقائية». ويشير الحلو إلى أن «تل أبيب طوّرت شبكة مراقبة فائقة تعتمد على طائرات مسيّرة، وأقمار اصطناعية، واستشعار بيومتري، مدعومة بأنظمة ذكاء اصطناعي قادرة على تحليل الإشارات البصرية والحرارية. هذه الشبكة تجعل أي تحرّك صاروخي، أو نقل قاذفات، أو تجهيز للمنصات... خطوة محفوفة بالمخاطر». ويضيف: «إسرائيل بدأت باستخدام تقنيات اعتراض بالليزر إلى جانب (القبة الحديدية)، وهو ما يقلّص من جدوى أي قدرة صاروخية متبقية لدى الحزب، ويحوّل سلاحه إلى عبء أكثر منه رادعاً».

سوريا لم تعد ممراً آمناً

يؤكد العميد الركن المتقاعد نزار عبد القادر أن «حزب الله» يعيش حالة إنكار في ما يخص واقعه العسكري، وأن تهديداته بإطلاق صواريخ بعيدة المدى لا تعكس الواقع الميداني. ويشرح لـ«الشرق الأوسط»: «كنت أظن أن الحزب يستطيع الاستغناء عن التمركز جنوب الليطاني لإطلاق صواريخه، لكن الضربات الإسرائيلية التي طالت البقاع أثبتت أن هذه القدرة مقيّدة بشدة. لم يعد لديه مرونة في الإطلاق دون انكشاف أو استهداف». ويقول إن «طرق التهريب عبر سوريا أصيبت بالشلل، والمعابر البرية والمرافئ البحرية أصبحت تحت رقابة لصيقة؛ ما يجعل إدخال صواريخ أو معدات تصنيعها عملية شبه مستحيلة من دون التعرض لضربات إسرائيلية». ويرى عبد القادر أن تمسّك «الحزب» بسلاحه الثقيل اليوم: «لم يعد نابعاً من جدواه العسكرية، بل من رمزيته السياسية»، قائلاً: «ما تبقى من الترسانة لا يُستخدم عسكرياً، بل يُستثمر كورقة ضغط داخلياً وخارجياً».

ما الذي تبقّى من الترسانة؟

تُشير تقديرات عسكرية متقاطعة، وبينها إفادة القيادة الشمالية بالجيش الإسرائيلي قبل أيام، إلى أن ما تبقّى من الترسانة الصاروخية لا يتجاوز الـ30 في المائة من حجمها قبل اندلاع الحرب الأخيرة. ويؤكد الحلو أن «(الحزب) بات يعتمد على أسلحة خفيفة محمولة ومضادات دروع دفاعية، في إطار استراتيجية محلية تهدف إلى صد أي توغل، لا إلى تنفيذ ضربات استباقية».

من الردع إلى العبء

ورغم أن خطاب الحزب الإعلامي لم يتغيّر، فإن موازين القوى تبدّلت؛ فـ«الصاروخ الذي كان يهدد به تل أبيب قبل عشر سنوات، بات اليوم تحت مجهر الذكاء الاصطناعي»، وفق ما يُجمع عليه كل من الحلو وعبد القادر. في السياق، يلفت الحلو إلى أنه «مع الانسحاب من جنوب الليطاني، والانكشاف العسكري في الداخل اللبناني، تراجعت قدرة (الحزب) على المبادرة الهجومية. وباتت صواريخه البعيدة، حتى وإن وُجدت، أشبه بحطام معنوي. أما الرهان على سلاح الردع الثقيل، فقد انقلب إلى عبء سياسي وعسكري، لا ورقة قوة كما في السابق».

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

إيران لا تستعجل العودة للمفاوضات والمفتشون سيعودون بشروط

المدن/03 آب/2025

في أول تصريح إيراني رسمي بعد أسابيع من انتهاء الحرب الإقليمية التي اندلعت على خلفية الضربات الإسرائيلية والأميركية للمنشآت النووية الإيرانية، قال مساعد وزير الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، إن بلاده "ليست في عجلة من أمرها" للعودة إلى طاولة التفاوض مع الولايات المتحدة، مؤكداً في الوقت نفسه أن إيران "لا تنوي وقف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية". وأضاف خطيب زاده، خلال مؤتمر صحافي في طهران، أن "مفتشي الوكالة سيعودون في الأسابيع المقبلة إلى إيران"، مشدداً على أن "هؤلاء المفتشين غادروا طوعاً ولم يُطردوا"، في إشارة إلى مغادرتهم البلاد خلال فترة التوتر العسكري الذي بلغ ذروته في حزيران/ يونيو الماضي.

 تعليق التعاون النووي بقرار برلماني

ورغم التأكيد على نية طهران استئناف التعاون مع الوكالة، لم يوضح خطيب زاده ما إذا كانت بلاده ستسمح للمفتشين بزيارة المواقع النووية الحساسة. ويأتي هذا التصريح في ظل استمرار سريان مشروع قانون أقره مجلس الشورى الإسلامي بعد الهجمات الأخيرة، يعلّق التعاون بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية. وبحسب عضو هيئة رئاسة البرلمان، عليرضا سليمي، فإن المشروع "يمنع دخول مفتشي الوكالة إلى البلاد للتفتيش، ما لم يتم ضمان أمن المنشآت النووية والأنشطة السلمية"، مضيفاً أن تنفيذ هذا البند يتطلب موافقة المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني. ويُعد هذا التقييد أحد أبرز تداعيات الحرب الأخيرة التي شهدت استهداف منشآت نطنز وفوردو وأراك النووية، في ضربات نسبت إلى الولايات المتحدة وإسرائيل، وردت عليها طهران بإطلاق صواريخ وطائرات مسيرة طالت قواعد إسرائيلية ومراكز أمنية في الجولان المحتل.

 لا تفاوض بلا ضمانات

في السياق ذاته، أكد خطيب زاده أن إيران تلقت "الكثير من الرسائل" من أطراف دولية، بينها واشنطن، بشأن الرغبة في العودة إلى التفاوض، لكنه اعتبر أن "العدوان الأخير غيّر الكثير من المعادلات"، مشيراً إلى أن "التفاوض مستقبلاً، إذا حصل، قد يكون تفاوضاً مسلحاً، وستكون أصابعنا جميعاً على الزناد".

وأوضح أن بلاده لا ترفض مبدأ التفاوض، لكنها ترفض "الانخداع مجدداً"، مؤكداً أن إيران لن تدخل في أي نوع من التفاعل، غير المباشر أو المباشر، "ما لم تتوفر ضمانات حقيقية تضمن مفاوضات مثمرة قائمة على الاحترام المتبادل". ووصف خطيب زاده الولايات المتحدة بأنها "غير بارعة في الحسابات الاستراتيجية"، متهماً إدارة واشنطن بأنها تتخذ قرارات "ذات تبعات طويلة الأمد" من دون تقدير للعواقب، و"تستند إلى أوهام قوة لا تنعكس على الأرض".

 إيران تحذر من الحرب

وحول الوضع الإقليمي، شدد مساعد وزير الخارجية الإيراني على أن "مفتاح الاستقرار في المنطقة هو إقامة دولة فلسطينية مستقلة"، مشيراً إلى أن رفض إسرائيل لذلك "هو أصل جميع المشكلات". وقال: "القضية الفلسطينية هي الأهم. من دون عدالة للفلسطينيين لن يتحقق أي سلام". وأضاف أن "إسرائيل تسببت بكل هذه الحروب بإنكارها حقوق الفلسطينيين، والحرب الشاملة ليست بديلاً جيداً". وأكد أن إيران تصرفت "بحذر شديد" خلال الحرب الأخيرة، تفادياً لتصعيد التوتر وتمدده إلى الخليج ومضيق هرمز، "لكن هذا لا يعني التراجع عن الدفاع عن مصالحنا"، حسب تعبيره.

 التهديدات قائمة

وفي موازاة التصريحات الدبلوماسية، وجه القائد العام للجيش الإيراني، اللواء أمير حاتمي، رسائل عسكرية واضحة، مؤكداً أن طهران لا تعتبر التهديدات منتهية. وقال حاتمي، خلال اجتماع لقادة القوات البرية في الجيش: "يجب اعتبار التهديد بنسبة 1 في المئة تهديداً بنسبة 100 في المئة". ونقلت وكالة "إرنا" الرسمية عن حاتمي قوله إن بلاده "خرجت منتصرة من المواجهة غير المتكافئة في الدفاع المقدس الذي استمر 12 يوماً"، في إشارة إلى الحرب التي انتهت أواخر يونيو، مضيفاً: "لقد ألحقنا أضراراً جسيمة بالعدو وأفشلناه في تحقيق أهدافه". وشدد القائد العسكري على أن "قوة الصواريخ والطائرات المسيّرة الإيرانية لا تزال جاهزة للعمل"، معتبراً أن التهديدات الإسرائيلية لم تنته، بل تتطلب "أقصى درجات الحذر والاستعداد".

 تحذيرات إسرائيلية متواصلة

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي قد صرح الشهر الماضي أن بلاده "ستضرب إيران مجدداً إذا شعرت بأي تهديد"، وذلك بعد سلسلة من الضربات التي استهدفت منشآت نووية ومراكز أبحاث عسكرية في عمق الأراضي الإيرانية.

ويأتي هذا التهديد الإسرائيلي في وقت ما تزال فيه مفاوضات العودة إلى الاتفاق النووي شبه مجمّدة، وسط تزايد المؤشرات على تصعيد إقليمي أكبر، إذا ما أخفقت الجهود الدبلوماسية في إيجاد أرضية مشتركة بين واشنطن وطهران، على خلفية انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق عام 2018 وما تلاه من عقوبات واستهدافات متبادلة.

 

هل يمهِّد بن غفير لتقسيم «الأقصى» على غرار الحرم الإبراهيمي؟

بعد أول صلاة علنية له فيه... إدانات وتحذيرات فلسطينية وعربية

رام الله: كفاح زبون/الشرق الأوسط/03 آب/2025

اقتحم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير المسجد الأقصى، يوم الأحد، وقاد صلاة علنية هناك، متحدياً الوضع القائم في المكان، ومنادياً باحتلال قطاع غزة كله، وفرض السيادة الإسرائيلية عليه، كما فُرضت في الأقصى. وخرج بن غفير في فيديو تظهر فيه قبة الصخرة في الخلفية، وقال: «أُعلن من هنا تحديداً؛ حيث أثبتنا أن السيادة والحكم ممكنان، أنه يجب احتلال قطاع غزة كله، وإعلان السيادة على كامل القطاع، وطرد جميع أعضاء (حماس)، وتشجيع الهجرة الطوعية. بهذه الطريقة فقط سنعيد الرهائن وننتصر في الحرب». واقتحم بن غفير الأقصى على رأس مئات المستوطنين، في يوم «صيام التاسع من آب» حسب التقويم العبري، وهو اليوم الذي يحيي فيه اليهود «ذكرى خراب الهيكل» وفق الرواية التوراتية. وقاد صلاة علنية لم تتدخل فيها الشرطة الإسرائيلية. وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن الشرطة المُكلفة بفرض النظام في الحرم القدسي الشريف، لم تتدخل في الصلاة التي أمَّها بن غفير، ولكنها تعاملت مع أكثر من 30 حالة انتهاك أخرى لقواعد زيارة الموقع. ونشرت مجموعات متطرفة تُعرف بـ«إدارة جبل الهيكل» تسجيلاً مصوراً يظهر فيه بن غفير وهو يصلي بالأقصى، وهي أول مرة يظهر فيها علناً مؤدياً للصلاة هناك. فعلى الرغم من أنه أعلن في ثلاث مرات سابقة أنه صلى في الحرم، فإنه لم يُشاهد علناً.

الحرم الإبراهيمي

ويخشى الفلسطينيون من وضع يُقسّم فيه الإسرائيليون الأقصى كما حدث بالمسجد الإبراهيمي في الخليل. ففي عام 1994، قسَّم الإسرائيليون الحرم الإبراهيمي، بعد أن ارتكب المستوطن المتطرف باروخ غولدشتاين مذبحة بداخله، قَتل خلالها 29 مصلياً في أثناء إقامتهم صلاة الفجر في رمضان. وحوَّل الإسرائيليون جزءاً من المسجد إلى كنيّس يهودي يؤدي فيه غلاة المستوطنين الصلاة. وبينما حذر قاضي قضاة فلسطين، مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية، محمود الهباش، من تأجيج أكبر لنار الحرب الدينية في المنطقة، طالب الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة الإدارة الأميركية، بالتدخل الفوري والعاجل لوقف هذا العدوان «قبل فوات الأوان». كما أعربت رئاسة دولة فلسطين عن إدانتها الشديدة لاقتحام المسجد الأقصى، معتبرة أن «هذا السلوك الاستفزازي يعكس إصرار الحكومة الإسرائيلية على المضي في سياسات التصعيد، ويؤكد طابعها المتطرف»، داعية المجتمع الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة، إلى «لجم هذه الانتهاكات المتكررة، ومحاسبة إسرائيل على خرقها المواثيق الدولية».

الإدانات تتوالى

إضافةً إلى الفلسطينيين، أثار اقتحام بن غفير للأقصى وصلاته فيه ردوداً عربية غاضبة:

احتجت المملكة الأردنية بشدة، وأصدرت خارجيتها بياناً أكدت فيه أن اقتحام الأقصى «استفزاز غير مقبول وتصعيد مدان»، مشددة على أنه «لا سيادة لإسرائيل على الحرم القدسي الشريف». وحذَّر أيضاً الناطق الرسمي باسم الوزارة، السفير سفيان القضاة، من محاولة تقسيم الأقصى زمانياً أو مكانياً، وقال إن المسجد الأقصى المبارك بكامل مساحته البالغة 144 دونماً هو مكان عبادة خالص للمسلمين. وأعربت وزارة الخارجية السعودية، في بيان، عن إدانة المملكة «بأشد العبارات» تلك الممارسات، محذِّرة من أن هذه الانتهاكات المتكررة من قِبَل مسؤولي حكومة الاحتلال الإسرائيلي تؤجج الصراع في المنطقة. وجددت السعودية دعوتها إلى المجتمع الدولي لـ«التحرك الفوري لوقف هذه الانتهاكات التي تُقوّض جهود السلام وتخالف القوانين والأعراف الدولية».

كما أدانت جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي الاقتحام، وعدَّتا ما جرى «استفزازاً خطيراً لمشاعر المسلمين، وانتهاكاً للوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية في القدس». وأكدتا -في بيانين منفصلين- أن مثل هذه الممارسات تهدد بتفجير الأوضاع، وتقويض كل الجهود الرامية لتحقيق التهدئة والاستقرار.

من جانبها، استنكرت رابطة العالم الإسلامي الاقتحام بشدة، وندَّد أمينها العام محمد العيسى، رئيس هيئة علماء المسلمين، في بيان لأمانة الرابطة بهذه «الجريمة النكراء»، محذراً من «تداعيات التمادي المستمر لقوّات حكومة الاحتلال الإسرائيلي في انتهاكاتها الإجرامية». وتأتي هذه التطورات وسط تحذيرات متكررة من مغبة استمرار الاقتحامات والاعتداءات على المسجد الأقصى، الذي يُعد -حسب القانون الدولي- جزءاً من الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، وهو تحت الوصاية الأردنية بموجب الاتفاقيات الدولية المعترف بها.

«تحطيم» الوضع القائم

ويُعدُّ بن غفير أول وزير في حكومة إسرائيلية يصلي علناً بالأقصى، منذ اتفقت إسرائيل والأردن على إبقاء الوضع الراهن كما هو في المسجد، بعد احتلال الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية. والوضع القائم هو الترتيب السائد منذ عقود بالاتفاق بين إسرائيل والمملكة الأردنية، وهو وضع يُسمح فيه لليهود وغيرهم من غير المسلمين بالتجول في الأقصى خلال ساعات معينة، شريطة أن يكون العدد محدداً، ودون أداء أي طقوس دينية أو صلوات. وكان بن غفير قد تعهد منذ توليه منصبه في الحكومة عام 2022 بتغيير هذا الوضع، وصولاً للصلاة في المكان، متحدياً الحكومة الإسرائيلية أولاً، ثم المملكة الأردنية والفلسطينيين وعموم المسلمين. واقتحم بن غفير الأقصى 7 مرات بعد السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023؛ وفي كل مرة تقريباً كان مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يسارع إلى توضيح أن «الوضع الراهن في الحرم القدسي لم يتغير». وهذه المرة أيضاً، صرَّح مكتب نتنياهو، بعد ساعات، بأن «سياسة إسرائيل في الحفاظ على الوضع الراهن في الحرم القدسي لم ولن تتغير». لكن «القناة 12» الإسرائيلية قالت إن بن غفير انتهك في حقيقة الأمر هذا الوضع في كل مرة، بينما قالت صحيفة «معاريف» إنه يحطم الوضع الراهن.

«تحول نوعي وخطير»

وصلَّى بن غفير «من أجل الانتصار في غزة»، وصلَّى معه وزير النقب والجليل إسحاق فيرسلاوف، والتُقطت له صورة وهو يصلي ويبكي، ومعه أعضاء كنيست، وحوالي 3000 يهودي. وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية، إن 3023 إسرائيلياً اقتحموا الأقصى بقيادة بن غفير. واتهمت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الوزير الإسرائيلي بالعمل حثيثاً على السيطرة على المقدسات الإسلامية والمسيحية، من خلال خطة ممنهجة ومحددة بشكل واضح. كما حذَّرت محافظة القدس من أن ما يجري اليوم في المسجد الأقصى «يشكل تحولاً نوعياً وخطيراً في مسار عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على المسجد الأقصى». وقالت إن بن غفير والآخرين «أدخلوا أدوات ولفائف وشعارات توراتية إلى الأقصى، وأدوا صلوات تلمودية علنية أمام المسجد القبلي، في سابقة غير معهودة، ورفعوا رايات المعبد المزعوم في قلب المسجد الأقصى، التي كُتب عليها: (بيت الله العالمي)، في محاولة خطيرة لفرض رمزية توراتية على المكان الإسلامي الخالص». وأضافت: «إن ما يجري اليوم ليس مجرد اقتحام جديد؛ بل هو مرحلة مفصلية في المخطط الإسرائيلي الرامي إلى فرض سيادة يهودية بالقوة على المسجد الأقصى المبارك، وتقسيمه مكانياً بين المسلمين والمستعمرين، بعد أن تمادت سلطات الاحتلال في تنفيذ التقسيم الزماني خلال السنوات الماضية».

 

حماس تشترط: ممرات إنسانية مقابل السماح بإدخال الغذاء للأسرى

المدن/03 آب/2025

أعلن أبو عبيدة الناطق باسم كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، أن القسام مستعدة لتسليم مساعدات الصليب الأحمر للأسرى الإسرائيليين بقطاع غزة بشرط فتح إسرائيل الممرات الإنسانية بشكل دائم وإيقاف الطلعات الجوية أثناء التسليم. وقال أبو عبيدة في بيان اليوم الأحد، إن القسام "مستعدة للتعامل بإيجابية والتجاوب مع أي طلب للصليب الأحمر بإدخال أطعمة وأدوية للأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة". وأضاف "نشترط لإدخال الطعام للأسرى فتح الممرات الإنسانية بشكل طبيعي ودائم لمرور الغذاء والدواء لعموم أبناء شعبنا في كل مناطق القطاع". وأشار إلى أن الأسرى الإسرائيليون لن يحصلوا على امتياز خاص في ظل جريمة التجويع والحصار. وأكد أن كتائب القسام "لا تتعمد تجويع الأسرى لكنهم يأكلون مما يأكل منه مقاتليها وعموم أبناء الشعب الفلسطيني". وأشار أبو عبيدة إلى أن على إسرائيل وقف عملياتها الجوية أثناء تسليم المساعدات للأسرى الإسرائيليين.

تجويع ممنهج

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الأحد، إنه طلب من جوليان ليريسون، رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في إسرائيل والأراضي المحتلة، التدخل الفوري لتوفير الطعام والرعاية الطبية للأسرى الإسرائيليين لدى حركة "حماس". وزعم نتنياهو أن ما وصفها بكذبة حماس عن التجويع تُروَّج في جميع أنحاء العالم لكن الحقيقة هي أن التجويع الممنهج يُمارس ضد الأسرى الإسرائيليين، بحسب زعمه. وكانت مقاطع مصورة نشرتها كتائب القسام، وسرايا القدس، أظهرت اثنين من الأسرى الإسرائيليين هما أفيتار دافيد وروم براسلافسكي، في حالة صحية متدهورة بسبب المجاعة في قطاع غزة. وأثارت المقاطع حالة من الصدمة لدى الإسرائيليين الذين طالبوا بضرورة التوصل لصفقة مع المقاومة للإفراج عن أسراهم. وأظهرت المشاهد المنشورة أسيرين إسرائيليين شديدي الهزال والوهن، وكان الغرض منها تسليط الضوء على الوضع الإنساني الحالي بغزة، وما يعانيه القطاع المحاصر من سياسة التجويع. ومراراً، أعلنت "حماس" استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين "دفعة واحدة"، مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين. ومنذ بدئها الإبادة الجماعية في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، ترتكب إسرائيل بالتوازي جريمة تجويع بحق فلسطينيي غزة، حيث شددت إجراءاتها، في 2 آذار/مارس الماضي، بإغلاق جميع المعابر أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، ما تسبب بتفشي المجاعة ووصول مؤشراتها إلى مستويات "كارثية".

 

مسيرات في الضفة وسيدني رفضاً للتجويع ونصرة لغزة والأسرى

المدن/03 آب/2025

أحيا الفلسطينيون في الضفة الغربية، فعاليات اليوم الوطني والعالمي لنصرة قطاع غزة والأسرى، للعام الثاني على التوالي، بدعوة من الفصائل الفلسطينية ومؤسسات الأسرى، وسط مشاركة شعبية واسعة حملت رسائل سياسية وإنسانية في وجه الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة. وانطلقت المسيرة المركزية من دوار المنارة في قلب رام الله، وسط مئات المتظاهرين الذين قرعوا الطناجر وهتفوا بشعار "كيف بناكل وغزة جوعانة"، تعبيراً عن مشاركتهم في الإضراب المفتوح عن الطعام الذي يخوضه عدد من النشطاء منذ 11 يوماً، رفضاً لسياسات التجويع والإبادة التي يتعرض لها سكان قطاع غزة.

 هياكل عظمية ودماء رمزية

وتقدّم المسيرة في رام الله شبان ارتدوا ملابس سوداء على هيئة هياكل عظمية، حاملين مجسمات رمزية لأطفال شهداء مضرّجين بالدماء، في محاكاة للإبادة الجماعية التي يتعرض لها المدنيون في القطاع، وردد المتظاهرون هتافات غاضبة تندد بالحصار، وجرائم الاحتلال في غزة والسجون الإسرائيلية، حاملين صوراً لأطفال يعانون من سوء التغذية، وصور أسرى فلسطينيين. ووصفت مديرة الإعلام في نادي الأسير الفلسطيني، أماني سراحنة، بأن ما يجري في السجون "نسخة مصغرة من الجرائم الجارية في غزة"، مشيرة إلى تشابه منظومة القتل والتجويع رغم اختلاف المساحات والوسائل. واعتبر منسّق القوى الوطنية والإسلامية في رام الله، عصام بكر،  الفعالية "صرخة وطنية وإنسانية ممتدة على مستوى العالم"، مؤكداً أن "الشعب الفلسطيني موحّد في مواجهة الإبادة، ومطالب بإدخال المساعدات الإنسانية فوراً ووقف الحصار". من جهته، دعا مدير مركز بيسان وعضو الهيئة التنسيقية لشبكة المنظمات الأهلية، أبي العابودي، إلى ترجمة هذه الفعاليات إلى قرارات سياسية، منتقداً استمرار العلاقات الرسمية الفلسطينية مع دولة الاحتلال. وأضاف: "لا يكفي الإضراب عن الطعام أو المواقف الرمزية، بل يجب تنفيذ قرارات المجلسين الوطني والمركزي بسحب الاعتراف بإسرائيل، والتحرك في الأمم المتحدة ضمن إطار متحدون من أجل السلام".

 الضفة تنتفض والشتات يردد

وتزامنت فعاليات رام الله مع وقفات ومسيرات في معظم المدن الفلسطينية بالضفة الغربية، بينها الخليل، نابلس، جنين، طولكرم، قلقيلية، سلفيت، وطوباس، حيث علت الهتافات الرافضة لجريمة التجويع، والمندّدة بالصمت الدولي تجاه الإبادة في غزة وانتهاكات الاحتلال بحق الأسرى. واحتشدت الجماهير في دوار ابن رشد في الخليل، في حين شهدت نابلس مسيرة جماهيرية دعت إلى إطلاق سراح الأسرى، وفرض عقوبات دولية على حكومة الاحتلال. وجاءت هذه الفعاليات في سياق اليوم الوطني والعالمي الذي أُطلق في الثالث من آب/ أغسطس 2023، ويربط بين قضيتي غزة والأسرى، لتشابه الجرائم رغم اختلاف السياقات. في موازاة الحراك الفلسطيني، شهدت مدينة سيدني الأسترالية واحدة من أكبر المسيرات التضامنية العالمية، حيث تحدى عشرات الآلاف الأمطار الغزيرة وعبَروا جسر هاربور الشهير في مسيرة حملت عنوان "من أجل الإنسانية"، رفعوا خلالها أواني الطهو تعبيراً عن التضامن مع ضحايا المجاعة في غزة، ولافتات تطالب بوقف العدوان وإدخال المساعدات الإنسانية. وشهدت المسيرة مشاركة مؤسس موقع "ويكيليكس"، جوليان أسانج، إلى جانب أطفال وعائلات ومسنين، وسط إجراءات أمنية مشددة ومحاولات سابقة من شرطة نيو ساوث ويلز لمنع الفعالية. وتدخلت المحكمة العليا لتسمح بتنظيم المسيرة، في خطوة اعتُبرت انتصاراً لحرية التعبير.

وقالت المسنّة تيريز كورتيس، وهي في الثمانينات من عمرها، إن مشاركتها في المسيرة تأتي بسبب حرمان الفلسطينيين من أبسط الحقوق الطبية والإنسانية، مضيفة: "أتمتع برعاية طبية جيدة هنا، في حين يتعرض الفلسطينيون للقصف في مستشفياتهم... لا يمكن أن نصمت".

 مجاعة تتفاقم وضحايا يتزايدون

أثناء ذلك، أعلنت وزارة الصحة في غزة، اليوم، ارتفاع عدد ضحايا المجاعة وسوء التغذية إلى 175  شهيداً، بينهم 93 طفلاً، في حصيلة تشمل ست وفيات جديدة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. يأتي ذلك في ظل تواصل الحصار الإسرائيلي، ورفض الاحتلال السماح بإدخال المساعدات، وسط فشل دبلوماسي في فرض وقف لإطلاق النار. وفي الوقت الذي أعلنت فيه فرنسا وكندا اعترافهما بدولة فلسطين، وهددت بريطانيا بالسير على خطاهما، أكد رئيس الوزراء الأسترالي، أنتوني ألبانيز، أن "ما تفعله إسرائيل من منعٍ لدخول المساعدات وقتلٍ للمدنيين أمر لا يمكن الدفاع عنه أو تجاهله"، في إشارة إلى اتساع الهوة بين الشارع العالمي الداعم لفلسطين، والأنظمة السياسية الداعمة لإسرائيل.

 

مجموعات الهجري تهاجم الأمن العام وتسيطر على تل حديد

المدن/03 آب/2025

قُتل عدد من عناصر الأمن الداخلي السوري وأصيب آخرون، اليوم الأحد، جراء هجوم مباغت شنته فصائل محلية درزية على مواقعهم في تل حديد في ريف السويداء، قبل أن يسيطر المهاجمون على التل الاستراتيجي.

وقالت مصادر محلية لـ"المدن"، إن اشتباكات عنيفة اندلعت في تل حديد، عقب هجوم عنيف شنته فصائل درزية بهدف السيطرة عليه، لافتةً إلى أن المهاجمون استخدموا عربات مدرعة ثقيلة خلال الهجوم. وأسفرت الاشتباكات عن وقوع عدد من القتلى والجرحى بصفوف الأمن العام، بينما تمكن المهاجمون من السيطرة على التل. وتزامن الهجوم، مع تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع الإسرائيلية فوق أجواء محافظة السويداء، فيما أكدت المصادر أن الهجوم جرى من قبل فصائل محسوبة على الزعيم الروحي للدروز في السويداء، حكمت الهجري، المناهض للحكومة السورية.

في غضون ذلك، نقلت "الإخبارية السورية" عن مصدر أمني سوري، قوله إن "المجموعات الخارجة عن القانون تخرق اتفاق وقف النار في السويداء وتهاجم قوات الأمن الداخلي وتقصف عدة قرى في ريف المحافظة".

وأضافت أن "خروقات وقف إطلاق النار من تلك المجموعات أدت إلى استشهاد عنصر من الأمن الداخلي وإصابة آخرين"، وأن "هذه الهجمات تأتي بالتزامن مع السعي الحكومي لإعادة الاستقرار والهدوء لمحافظة السويداء تمهيداً لعودة الخدمات ومظاهر الحياة فيها". وأكد المصدر "عزم المجموعات الخارجة عن القانون على إبقاء السويداء في دوامة التوتر والتصعيد والفوضى الأمنية كما تؤثر على عمل قوافل الإغاثة التي تصل إلى أهلنا في المحافظة". واندلعت في محافظة السويداء، في 13 تموز/يوليو، اشتباكات دامية بين مقاتلين دروز ومسلحين من عشائر البدو، أدت إلى مقتل العشرات، قبل أن تتدخل القوات السورية في الاشتباك، ما أدى إلى ازدياد حدة الاشتباكات، تلاها تدخل الجيش الإسرائيلي لصالح المقاتلين الدروز، قبل أن يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار بوساطة أميركية. وذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، أن 1013 شخصاً قُتلوا في المواجهات منذ 13 تموز/يوليو، بينهم 47 امرأة و26 طفلًا وستة من الكوادر الطبية. وأوضحت أن معظم الضحايا هم من الدروز، مشيرةً إلى أنه لم يتضح عدد المقاتلين أو المدنيين. وأوضحت الشبكة أن الغالبية العظمى منهم لقوا حتفهم بعد أن أدى وصول الجيش السوري إلى تصعيد حاد في القتال.

 

الجيش الإسرائيلي يعلن تنفيذ غارة ومصادرة أسلحة في جنوب سوريا

تل أبيب/الشرق الأوسط/03 آب/2025

قال الجيش الإسرائيلي اليوم الأحد إنه نفَّذ غارة على أهداف بجنوب سوريا أمس. وأضاف أنه صادر أسلحة واستجوب عدداً من المشتبه بهم، الذين قال إنهم متورطون في تهريب أسلحة في المنطقة، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء. وقال في بيان له إن قوات من اللواء 226 التابع للفرقة 210 دخلت إلى أربعة مواقع في وقت متزامن في منطقة حضر بجنوب سوريا وعثرت على كمية كبيرة من الأسلحة بحوزة مشتبه في أنهم مهربون. وأشار إلى أن قوات من الفرقة 210 لا تزال منتشرة بالمنطقة وتواصل عملياتها لمنع تمركز أي عناصر «إرهابية» في سوريا.وفي الوقت الذي يجري الحديث فيه عن مفاوضات إيجابية بين سوريا وإسرائيل في باكو، شكت مصادر في الجنوب السوري من أن قوات الجيش والمخابرات الإسرائيلية أقامت معسكراً يحتوي على خيمة اعتقال كبيرة، تجلب إليها معتقلين سوريين من سكان الجنوب، وذلك للتحقيق معهم حول نشاطات إرهابية تدعي أن إيران تحاول تنظيمها. وقال عدد من أقارب هؤلاء المعتقلين إن المحققين الإسرائيليين يجرون تحقيقات في ظل التخويف والتنكيل، ولا تتردد في احتجازهم لعدة أيام، وفي بعض الحالات تنقل المعتقلين إلى إسرائيل لاستكمال التحقيق. وذكرت المصادر أن قوات سلاح الهندسة الإسرائيلي نفذت عمليات حفر ورفع سواتر ترابية غربي بلدات بريقة وبئر عجم، ضمن مشروع «سوفا 53»، الذي بدأ الجيش الإسرائيلي بتنفيذه في نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 2022، ويهدف إلى تعزيز التحصينات العسكرية على طول الشريط الحدودي مع الجولان السوري المحتل.

 

سوريا: قتلى وجرحى في هجوم مسلّحين على قوات أمن بالسويداء...الهجوم كان منظماً وبدأ بتمهيد ناري بالدبابات وقذائف الهاون

دمشق/الشرق الأوسط/03 آب/2025

نقل تلفزيون سوريا، اليوم الأحد، عن قائد الأمن الداخلي في السويداء أحمد الدالاتي قوله إن جماعات مسلّحة هاجمت مناطق تل حديد وولغا وريمة حازم في ريف المحافظة، الواقعة في جنوب سوريا، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى. وأكد المسؤول الأمني أن الهجوم كان منظماً، وبدأ بتمهيد ناريّ بالدبابات وقذائف الهاون، وأدى إلى مقتل أفراد من الأمن الداخلي. وأشار قائد الأمن الداخلي في السويداء إلى أن السلطات أجرت اتصالات لإعادة الأمور لما كانت عليه بالمحافظة، مؤكداً أن الجماعات المسلّحة تستغلّ نفوذها لتمرير «أجندات خارجية». وفي وقت لاحق، أفاد تلفزيون سوريا بأن الأمن الداخلي استعاد السيطرة على منطقة تل حديد في ريف السويداء بعد طرد العناصر التي تنتمي إلى «المجموعات الخارجة عن القانون». بدوره، قال مصدر أمني لقناة «الإخبارية السورية» إن الجماعات المسلّحة انتهكت وقف إطلاق النار المتفَق عليه في المحافظة ذات الأغلبية الدرزية، الشهر الماضي، بعد اشتباكات بين مسلّحين أسفرت عن مقتل المئات.

ونقلت القناة عن المصدر قوله: «المجموعات الخارجة عن القانون تخرق اتفاق وقف النار في السويداء، وتهاجم قوات الأمن الداخلي، وتقصف عدة قرى في ريف المحافظة». وفي وقت لاحق، أفادت القناة بإغلاق ممر «بصرى الشام» الإنساني بالسويداء بشكل مؤقت، بعد الهجوم على قوات الأمن، وفقاً لوكالة «رويترز». واندلعت أعمال العنف في السويداء، في 13 يوليو (تموز) الماضي، بين مسلّحين من البدو والدروز. وجرى نشر القوات الحكومية لوقف القتال، لكن أعمال العنف تفاقمت، بينما نفّذت إسرائيل ضربات على القوات السورية قائلة إنها بهدف دعم الدروز. والدروز أقلية من طائفةٍ يعيش أتباعٌ لها في سوريا ولبنان وإسرائيل. ومحافظة السويداء ذات أغلبية درزية، لكنْ تقطنها أيضاً عشائرُ بدوية سنية. وهناك توتر قديم بين الدروز والبدو بسبب الأراضي والموارد الأخرى. وأنهت هدنةٌ، توسطت فيها الولايات المتحدة، قتالاً احتدم في مدينة السويداء وبلدات محيطة بها لمدة أسبوع تقريباً. وقالت سوريا إنها ستحقق في الاشتباكات، وشكّلت لجنة للتحقيق في الهجمات.

ومثّلت أعمال العنف في السويداء، الشهر الماضي، اختباراً كبيراً للرئيس أحمد الشرع، بعد موجة عنف طائفي في مارس (آذار) الماضي، أودت بحياة المئات من العلويين في منطقة الساحل السوري. ودخلت، خلال الأيام الماضية، قوافل مساعدات إلى السويداء بواسطة الهلال الأحمر السوري. وأعلنت «الأمم المتحدة»، الخميس، إرسال مساعدات منقذة للحياة من أجل تلبية «الاحتياجات العاجلة للأُسر والمجتمعات المتأثرة بالتطورات الأمنية الأخيرة والانقطاع الحاد في إمكانية الوصول إلى الخدمات الأساسية». ورغم صمود وقف إطلاق النار إلى حد كبير، قال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، التابع للأمم المتحدة، في تقرير، الاثنين الماضي، إن «الوضع الإنساني» في المحافظة لا يزال «حرجاً في ظل حالة عدم الاستقرار المستمرة والأعمال العدائية المتقطعة.

 

دمشق تغلق مؤقتاً الممر الإنساني إلى السويداء بعد خرق اتفاق الهدنة

الوضع في الجنوب السوري يتعقد مع تجدد الاشتباكات وظهور خلافات داخلية بين المجموعات المسلّحة

دمشق: سعاد جرَوس/الشرق الأوسط/03 آب/2025

تعقّد المشهد في جنوب سوريا مع خرق اتفاق وقف إطلاق النار وتجدد الاشتباكات بين المجموعات المسلّحة في محافظة السويداء ومُقاتلي العشائر والقوات الحكومية، في ريف المحافظة الغربي، وإغلاق السلطات السورية ممر بصرى الشام الإنساني، مؤقتاً، بالتزامن مع مستجدّات أخرى كشفت عن وجود خلافات داخلية بين زعامات المجموعات المسلّحة في السويداء. تزامن هذا التعقيد مع مواصلة إسرائيل توغلاتها، وشنّ حملات مداهمة في القرى السورية الحدودية، رافقها تحليق للطيران في أجواء الجنوب السوري. وأعلنت السلطات السورية، الأحد، إغلاق ممر بصرى الشام الإنساني بشكل مؤقت لحين تأمين المنطقة، وفق بيان رسمي، بعد ساعات قليلة من إعلان مصدر أمني سوري أن «المجموعات الخارجة عن القانون» خرقت اتفاق وقف النار في السويداء وهاجمت قوات الأمن الداخلي وقصفت عدة قرى في ريف محافظة السويداء. وقال مصدر أمني، في تصريحات نقلتها قناة «الإخبارية السورية» الرسمية، إن خروقات وقف إطلاق النار أدت إلى «استشهاد عنصر من الأمن الداخلي، وإصابة آخرين»، لافتاً إلى أن الهجمات تزامنت مع «السعي الحكومي لإعادة الاستقرار والهدوء لمحافظة السويداء تمهيداً لعودة الخدمات ومظاهر الحياة فيها»، كما أن الهجمات «تؤكد عزم المجموعات الخارجة عن القانون على إبقاء السويداء في دوامة التوتر والتصعيد والفوضى الأمنية، تؤثر على عمل قوافل الإغاثة التي تصل إلى أهلنا في المحافظة». وأشارت تقارير إعلامية إلى أن الاشتباكات بدأت بهجومٍ شنّه مقاتلو العشائر، بعد سيطرة فصائل السويداء على اثنين من التلال، الحديد والأقرع، اللذين كانا تحت سيطرة الأمن العام بضفته قوات فصل بين الفصائل المحلية ومقاتلي العشائر. وقد انسحبت قوى الأمن العام بعد تعرضها لهجوم وسيطرة فصائل السويداء على تل حديد. وأفاد موقع «درعا 24» بوصول سبعة مصابين من الأمن العام إلى مشفى بصرى الشام في ريف درعا، على أثر الاشتباكات على محور تل الحديد في السويداء، مشيراً إلى وصول إصابات أخرى إلى مشفيَي الحراك وإزرع من موقع الاشتباكات. من جهته، نقل مصدر أمني للإخبارية، مساء، أن قوات الأمن الداخلي استعادت السيطرة على النقاط التي تقدّمت إليها العصابات المتمردة في تل الحديد وريمة حازم وولغا بريف السويداء، وجرى تأمين المنطقة ووقف الاشتباكات؛ حفاظاً على استمرار اتفاق وقف إطلاق النار.

وأفاد قائد الأمن الداخلي في محافظة السويداء، أحمد الدالاتي، لتلفزيون سوريا، بأن الهجوم منظم بدأ بتمهيد ناري بالدبابات والهاونات والمضادات أسفرت الهجمات عن وقوع شهداء من عناصر الأمن الداخلي، وإصابة آخرين. وأعطينا الأمر بالرد على مصادر النيران، وتواصلنا مع الوسطاء؛ لإعادة الأمور إلى ما كانت عليه. وتابع الدالاتي أن «سلوك العصابات الحالي يدل بشكل قطعي على أن وجود الدولة هو الحل الوحيد لضمان أمن المحافظة، وأن العصابات تستغل نفوذها داخل المحافظة لتمرير أجندات شخصية وخارجية على حساب مصلحة البلد».في السياق نفسه، قالت مصادر من داخل السويداء، لـ«الشرق الأوسط»، الأحد، إن الأوضاع داخل المدينة مستقرة نسبياً، إلا أنه جرى خرق للهدنة في الريف الغربي، وحصلت اشتباكات بين فصائل السويداء ومقاتلي العشائر، كما حصلت حالات قنص. ووفق المصادر، فإن الاشتباكات حصلت لأنه لا يزال هناك أسرى لم يجرِ تحريرهم لدى مقاتلي العشائر، وهناك مدنيون محاصَرون وجثامين في الشوارع لم يسمح بدفنها، ما أدى إلى تجدد اشتباكات على محور «ثعلة ـ تل حديد ـ ولغا»، وقد تقدمت الفصائل المحلية في السويداء، واستعادت السيطرة على عدة نقاط. كانت السلطات السورية قد وقّعت، الشهر الماضي، اتفاقاً متعدد المراحل مع مجموعات مسلّحة في السويداء، لوقف إطلاق النار، بدعم من الولايات المتحدة الأميركية وتركيا والأردن، وذلك بعد اشتباكات دموية شهدتها المحافظة، بين مقاتلي العشائر البدوية ومجموعات مسلّحة في السويداء.

خلافات داخلية

في سياق متصل، طفت على السطح خلافات داخلية بين قيادات المجموعات المسلّحة في السويداء بعد ظهور زعيم المجلس العسكري طارق الشوفي، في مقطع فيديو تحدّث فيه عن اختطافه من قِبل قائد غرفة العمليات في المجلس العسكري، وإجباره على الظهور في فيديو ليقول إنه على تواصل مع الحكومة في دمشق. ووفق مصادر متقاطعة في السويداء، فإن قادة المجموعات يتبعون سليمان الهجري، نجل الشيخ حكمت، والخلافات بينهم ليست جديدة، ومنها ما يتعلق بتقاسم طرق التهريب في المنطقة. كما أشارت المصادر إلى وجود انقسامات في مواقف الزعامات الروحية في السويداء بين الشيخين يوسف جربوع وحمود الحناوي من جانب، والشيخ حكمت الهجري من جانب آخر، إذ ينحو الشيخان جربوع وحناوي باتجاه إيجاد مَخارج سياسية للوضع في السويداء تُخفف معاناة المدنيين، في حين يتشدد الشيخ الهجري بتزعمه المجلس العسكري والمجموعات المسلحة في مواقفه المناهضة للحكومة في دمشق، بالاستناد إلى الدعم الإسرائيلي. كما يبرز، في هذا الإطار، موقف الشيخ ليث البلعوس، زعيم مضافة الكرامة، بمواقفه المتعاونة مع الحكومة في دمشق. وقُتل في أحداث السويداء ما لا يقل عن 814 شخصاً؛ بينهم 34 سيدة، و20 طفلاً، وستة أشخاص من الطواقم الطبية، وشخصان من الطواقم الإعلامية، في محافظة السويداء منذ اندلاع التوترات، في 13 يوليو (تموز) الماضي، وفق إحصائيات الشبكة السورية لحقوق الإنسان.

توغل إسرائيلي جديد

تأتي التطورات في الجنوب السوري في ظل مواصلة القوات الإسرائيلية توغلها في القرى السورية الحدودية. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، عبر منصة«إكس»، إن قوات «اللواء 226»، بقيادة «الفرقة 210»، قامت، ليل الأحد - السبت، بالتعاون مع «الوحدة 504»، بعملية استجواب عدد من المشتبَه فيهم بتجارة بالسلاح في قرية حضر بريف القنيطرة، كما جرت مداهمة أربع مناطق بشكل متزامن، وعثرت على وسائل قتالية عدة تاجر بها المشتبَه فيهم، لافتاً إلى أن قوات «الفرقة 210» تنتشر في المنطقة «لمنع تموضع عناصر «إرهابية» على الحدود السورية»، وفق زعمه. كانت وسائل إعلام محلية قد ذكرت أن القوات الإسرائيلية استولت على أحد المنازل الواقعة على الطريق الواصل بين حضر وطرنجة بريف القنيطرة. وأفاد موقع «تجمُّع أحرار حوران» باستقدام القوات الإسرائيلية عربات عسكرية ونحو 40 عنصراً إلى المنزل، وتحويله إلى مقر لهذه القوات.

 

مصدر أمني: اعتقال أخطر تجار المخدرات في سوريا والمنطقة بالتنسيق مع تركيا

إحباط تهريب كمية من مادة الحشيش المخدر داخل معبر الراعي الحدودي السبت

دمشق/الشرق الأوسط/03 آب/2025

أفادت وسائل إعلام سورية، الأحد، باعتقال تاجر مخدرات بعد تنسيق أمني مع السلطات التركية. وأبلغ مصدر أمني قناة «الإخبارية» الرسمية، بأن عامر الشيخ هو «أحد أبرز وأخطر تجار المخدرات في سوريا والمنطقة»، مضيفاً أنه مطلوب في عدة دول بسبب اتهامات تتعلق بتصنيع وتهريب المواد المخدرة.

وقال المصدر الأمني إن عامر الشيخ مطلوب لعدة دول لما ارتكبه من جرائم منظّمة وخطيرة تتعلّق بتصنيع وتهريب المواد المخدّرة. وأشار إلى أن الشيخ يرتبط بشبكات تهريب دولية وشخصيات نافذة في عهد النظام البائد، بينها المجرم ماهر الأسد، حيث كان يشرف على تصنيع المخدرات، وتهريبها إلى دول الجوار وخارجها. وأعلنت الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية في منشور عبر منصة «إكس»، السبت، عن إحباط تهريب كمية من مادة الحشيش المخدر داخل معبر الراعي الحدودي مع تركيا بريف حلب الشمالي. وقالت إن قسم الأمن والسلامة في معبر الراعي الحدودي، تمكّن من إحباط محاولة تهريب كمية من مادة الحشيش المخدّر، كانت مخبأة داخل شاحنة، وجرى ضبط الشحنة بعد الاشتباه في سلوك السائق، وإخضاع المركبة للتفتيش الدقيق. يذكر أن وزارة الداخلية أعلنت في 21 يونيو (حزيران) الماضي، إلقاء القبض على وسيم بديع الأسد ضمن عملية أمنية محكمة، وهو من أبرز رموز النظام البائد المطلوبين بجرائم فساد وتجارة مخدرات. وهو مسؤول مباشر عن تأسيس وتوسيع تجارة الكبتاغون في سوريا. وخلال الأشهر الماضية، عملت وزارة الداخلية والأجهزة المختصة على ملاحقة واعتقال تجار ومروّجي المخدرات في مختلف المحافظات. ورفعت السلطات السورية، مؤخراً، من التنسيق الإقليمي في مجال تفكيك شبكات تهريب الكبتاغون، ومن حملاتها في مكافحة تهريب المخدرات، ضمن إطار تفكيك شبكات إنتاج وتهريب الحبوب المخدرة التي شكّلت عصب اقتصاد الحرب الذي أداره النظام السابق. وشهد الأسبوع الماضي، إحباط عدة عمليات تهريب للمخدرات في 4 محافظات سورية، منها عمليتان نوعيتان، أولاهما أثناء توجهها إلى العراق، والثانية إلى السعودية، في مؤشر إلى زيادة التنسيق الأمني السوري - الإقليمي في تفكيك شبكات الكبتاغون العابرة للحدود. ورغم سقوط نظام الأسد والتحولات الكبرى التي تشهدها المنطقة، لا تزال شبكات تهريب المخدرات في سوريا من أبرز التحديات الأمنية التي تواجه العلاقات السورية - الإقليمية، مع استمرار نشاطها باتجاه الأردن والعراق ودول الخليج العربي.

 

لجنة التحقيق في أحداث السويداء: سنرسل نسخة من تقريرنا النهائي للأمم المتحدة..قالت إنه لا يمكن تشكيل لجنة تحقيق دولية ما دامت الدولة قادرة على ذلك

دمشق/الشرق الأوسط/03 آب/2025

قال رئيس لجنة التحقيقات في أحداث السويداء، حاتم النعسان، اليوم السبت، إن اللجنة سترسل نسخة من تقريرها النهائي عن هذه الأحداث الدموية للأمم المتحدة. وأضاف النعسان: «منفتحون على التواصل مع أهالي السويداء وهم مكون أساسي من البلاد»، لكنه شدد على أن رفع علم إسرائيل في الأراضي السورية جرم لا بد من محاسبة مرتكبيه. وتابع القول إن اللجنة ستبدأ فوراً عملها بلقاء المسؤولين في محافظتي السويداء ودرعا، والمتضررين، مشدداً على أن «هدفنا هو كشف الحقيقة كاملةً وتحديد المسؤولين عن الأحداث الأليمة». ونقل تلفزيون سوريا عن اللجنة المكلفة بالتحقيق في أحداث العنف التي شهدتها محافظة السويداء بجنوب البلاد قولها إنه لا يمكن تشكيل لجنة تحقيق دولية في هذه الأحداث ما دامت الدولة قادرة على ذلك. وأكدت اللجنة أن عملها سينتهي بإصدار تقرير عن هذه الأحداث، وقالت: «نحن لسنا جهة قضائية ومهمتنا إحالة قوائم المتهمين للقضاء». وذكرت وكالة الأنباء السورية أن لجنة التحقيق في أحداث السويداء عقدت اجتماعها الأول في دمشق. ونقلت الوكالة عن وزير العدل مظهر الويس، الذي رأس الاجتماع، قوله إن نتائج عمل اللجنة «يجب أن تصب في مصلحة السلم الأهلي، وإعادة الأمن والأمان والاستقرار لجميع مكونات الشعب السوري». وتظاهر المئات من سكان محافظة السويداء، ذات الغالبية الدرزية، الجمعة، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية»، مطالبين السلطة الانتقالية بسحب مقاتليها من المنطقة ورفع «الحصار» عنها، بعد اشتباكات دامية. وتشهد المحافظة ظروفاً إنسانية صعبة رغم سريان وقف إطلاق النار منذ 20 يوليو (تموز)، الذي أنهى أسبوعاً من المواجهات التي اندلعت بين مقاتلين من الدروز ومسلحين بدو. وأسفرت أعمال العنف عن مقتل أكثر من 1400 شخص، العدد الأكبر منهم دروز، وفق وسائل إعلام سورية، وشردت 176 ألف شخص من منازلهم، وفق ما ذكرته الأمم المتحدة.

 

سجال حاد بين بيرس مورغان ونجل نتنياهو على منصة «إكس»..المذيع البريطاني وصف يائير بـ«المختل»

لندن/الشرق الأوسط/03 آب/2025

وقع سجال حاد بين يائير نتنياهو، نجل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والمذيع البريطاني بيرس مورغان، على منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي، وصل إلى حد وصف الأخير ليائير بأنه «مختل». وبدأ الخلاف بعد أن شارك مورغان تقريراً نشرته شبكة «بي بي سي»، وقالت فيه إنها جمعت بيانات عن أكثر من 160 حالة إصابة أطفال بالرصاص في غزة، ووجدت أن 95 حالة منها كانت إصابة الطفل في الرأس أو الصدر، وأن في معظم هذه الحالات، كان عمر الضحية أقل من 12 عاماً. وعلق المذيع البريطاني على الفيديو بقوله: «الجيش الأكثر أخلاقية في العالم»، في سخرية واضحة من الجيش الإسرائيلي الذي ارتكب هذه الجرائم. وتعليقاً على ذلك، قال يائير: «هذه افتراءات دموية من العصور الوسطى. أنتم تتصرفون بوحشية نازية»، ووجه كلامه لمورغان قائلاً: «بالمناسبة، ألم يخدم أخوك في أفغانستان والعراق؟ عشرات الآلاف من الأطفال الأبرياء قُتلوا على يد (الناتو) والجيش البريطاني هناك». ورد مورغان، مقدم برنامج «Piers Morgan Uncensored»، على نجل نتنياهو بتغريدة قال فيها: «أهلاً يائير، بعد أن تتوقف عن ترديد هرائك المتطرف المعتاد، هل يمكنك أن تطلب من والدك التوقف عن رفض طلباتي لإجراء مقابلة معه كما يفعل منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023؟ لديّ بعض الأسئلة له. شكراً». ويبدو أن رد مورغان أثار غضب يائير الذي اتهم المذيع البريطاني بأنه يستضيف في برنامجه «كل مجنون نازي معادٍ للسامية يجده على منصة (إكس) وبـ(الترويج لخطاب متطرف)»، حسب قوله. ورداً على ذلك، وصف مورغان نجل نتنياهو بأنه «مختل عقلياً»، وعرض عليه الظهور معه في برنامجه إذا أراد الدفاع عن والده، في دعوة رفها يائير قائلاً إن «أي ضيف مؤيد لإسرائيل في برنامجه لا يسمح له أن يتكلم أكثر من ثلاث كلمات»، ومتهماً مورغان بالوقوف في صف الضيوف الذين يهاجمون اليهود. وأعطى يائير مثالاً لذلك بحلقة في برنامج مورغان ظهرت فيها خبيرة القانون البريطانية ناتاشا هاوسدورف، قائلاً: «إنها خبيرة في القانون الدولي، ومهذبة، وأنيقة، وبريطانية، ولم تسمح لها بالتحدث لأنها يهودية تدعم الدولة اليهودية الوحيدة في العالم». وسخر مورغان من هذا التعليق، وأكد أنه يستضيف العديد من الضيوف المؤيدين لإسرائيل الذين يُدافعون عن أنفسهم دون تذمّر، وأضاف: «لكن لا تقلق، أرى أنك لا تملك الشجاعة للظهور في البرنامج بنفسك، لذا سأتركك تُصرّ على كلامك هنا كأحمقٍ مُختل». والأسبوع الماضي، أعلن مكتب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، أن بلاده تعتزم الاعتراف بدولة فلسطينية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) المقبل إذا لم تتخذ الحكومة الإسرائيلية خطوات جوهرية لإنهاء الوضع المروع في غزة. ونددت إسرائيل بهذه الخطة، ووصفتها بأنها مكافأة لحركة «حماس».

 

«الخارجية» العراقية تطالب بالاعتراف الدولي بـ«الإبادة الإيزيدية»...الحكومة الاتحادية أحيت الذكرى وأربيل جددت انتقاداتها لبغداد

بغداد: فاضل النشمي/الشرق الأوسط/03 آب/2025

جددت وزارة الخارجية العراقية، الأحد، التزامها بمواصلة العمل من أجل تحقيق العدالة وضرورة الاعتراف الدولي بفاجعة الإيزيديين وتوصيفها على أنها «إبادة جماعية». وجاء التشديد الدبلوماسي العراقي غداة الذكرى الـ11 للجريمة التي ارتكبها تنظيم «داعش» ضد الإيزيديين في قضاء سنجار التابع لمحافظة نينوى (شمال)، بعد أن تمكن من السيطرة عليه في أغسطس (آب) 2014، وقتْل واختطاف وسبْى آلاف الرجال والنساء والأطفال من المكون الإيزيدي.وأعربت «الخارجية» عن «تضامنها العميق مع الضحايا وأسرهم»، مؤكدة على «أهمية اعتراف المجتمع الدولي بتلك الانتهاكات بوصفها جرائم إبادة جماعية وعنفاً ممنهجاً واستعباداً إنسانياً». وأشارت إلى أنها «تواصل جهودها في تقديم الدعم المستمر للناجين وذويهم، والعمل على استعادة المختطفين، وضمان حصولهم على الحقوق المنصوص عليها في (قانون الناجيات الإيزيديات رقم 8 لسنة 2021)، (أقره البرلمان الاتحادي)، من خلال سفاراتها وقنصلياتها في الخارج». وجددت الوزارة دعوتها دول العالم إلى «الاعتراف بالجرائم المرتكبة ضد الإيزيديين وباقي المكونات بوصفها جرائم إبادة جماعية، وضرورة التعاون الدولي لاستعادة المختطفين، وتعزيز العمل المشترك مع الحكومات والمنظمات الدولية لمنع تكرار مثل هذه الجرائم مستقبلاً».ووفق إحصاءات الأمم المتحدة، فان التنظيم الإرهابي «ذبح الآلاف من الرجال، واختطف 6 آلاف و417 من الإيزيديين، وأخضع النساء والفتيات لأشكال مختلفة من العنف الجنسي الوحشي». وما زال «ألفان و847 من الإيزيديين في عداد المفقودين، بالإضافة إلى عدد غير معروف من المفقودين من مجتمعات أخرى»، وفق الأمم المتحدة. ويتحدث «الفريق الوطني للمقابر الجماعية» في إقليم كردستان عن اكتشاف 73 مقبرة جماعية في سنجار، لم ترفع جثامين الضحايا من بعضها حتى الآن. وما زالت أيضاً أعداد غير قليلة من الإيزيديين خارج مساكنهم الأصلية في سنجار، ويتوزع أكثرهم بين مناطق إقليم كردستان والدول الغربية.

بغداد تحيي الذكرى

وفي بغداد، وبرعاية رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وحضور كبار المسؤولين، أحيت الحكومة الاتحادية ذكرى الإبادة الإيزيدية. وتحدث السوداني عن الأولويات التي وضعتها حكومته في إطار برنامجها الحكومي المتعلق بـ«تنفيذ مشاريع مهمة في قضاء سنجار، لدعم توطين واستقرار سكانه، وتوفير فرص العمل، والالتزام بإزالة الآثار السلبية لجريمة الإبادة ضد أبناء شعبنا من الإيزيديين والمكونات الأخرى»، وفق البيان الحكومي. وذكر أن الحكومة «اتخذت قرارات وتوجيهات و(لإعداد) مقترحات تشريعات لضمان حقوق الإيزيديين، ومنها إعادة إعمار المعبد الرئيسي، الذي يزوره الإيزيديون من كل أنحاء العالم»، في إشارة إلى المعبد الرئيسي «لالش» للمكون في منطقة «الشيخان» التابعة لمحافظة نينوى. وأشار السوداني إلى التوجيهات المتعلقة بـ«ملاحقة القتلة ومحاسبتهم وعدم إفلاتهم من العقاب، بجانب جهد حكومي مستمر لإعادة المختطفات والمختطفين، والبحث عن المفقودين». وكشف عن تصويت مجلس الوزراء على أن «يكون أول أربعاء من شهر نيسان (أبريل) من كل عام عطلة رسمية لأبناء المكون الإيزيدي».

أربيل تنتقد بغداد

وفي ظل مناخ توتر العلاقة بين أربيل بغداد، لم يتردد الزعماء الكرد في استثمار إحياء ذكرى الإبادة وتوجيه الانتقادات إلى بغداد، بالنظر إلى حالة الاستقطاب والخلافات بين الطرفين على الموارد المالية ورواتب الموظفين الأكراد خلال الأشهر الماضية. وأدان زعيم الحزب «الديمقراطي» الكردستاني، مسعود برزاني، المجازر التي ارتكبها «داعش» ضد الإيزيديين، وقدم شكره إلى «قوات التحالف الدولي التي لعبت دوراً بارزاً في دعم البيشمركة ودحر (داعش)» ولم يشر إلى دور القوات العراقية في هذا الاتجاه. وقال برزاني في بيان إنه «يجب على الحكومة العراقية أن تتحمل مسؤولية تعويض ضحايا كارثة سنجار وكل الإبادات الجماعية التي ارتُكبت بحق شعب كردستان. كما يجب إنهاء تلك العقليات والسلوكيات الشوفينية التي ما زالت تُمارس الظلم بحق شعب كردستان بحجج مختلفة في كل مرة، وتتعامل بعقلية إنكارية لا إنسانية». ويميل معظم القادة الكرد في إقليم كردستان إلى عدّ الإيزيديين جزءاً من النسيج الكردي، لكن اتجاهات غير قليلة داخل المكون الإيزيدي لا تقر بذلك وترى أنها مكون خاص له جذوره التاريخية بعيداً من القوميات الأخرى. وشدد رئيس حكومة إقليم كردستان، مسرور بارزاني، على أن «عودة الإيزيديين إلى مناطقهم مرهونة بتنفيذ (اتفاقية سنجار)» وتعهد في بيان أصدره خلال الذكرى الـ11 للإبادة الإيزيدية بـ«مواصلة حكومته بذل الجهود لتحرير المخطوفين وكشف مصير المغيّبين». وأضاف أن «الأوضاع المضطربة وغير المستقرة في سنجار ومحيطها حالت دون عودتهم الآمنة إلى ديارهم». ولفت إلى «ضرورة اضطلاع الحكومة الاتحادية بمسؤولياتها الكاملة في تعويض إخواننا وأخواتنا الإيزيديين تعويضاً عادلاً ومنصفاً، وإنهاء المظاهر المسلحة، وإخراج جميع الميليشيات والمجاميع غير الشرعية (من سنجار)». ووقعت بغداد وأربيل في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، اتفاقاً من 3 محاور تتعلق بـ«إعادة الاستقرار وتطبيع الأوضاع» في قضاء سنجار، لكنه لم يأخذ طريقه إلى التنفيذ حتى الآن، نتيجة التقاطعات والخلافات القائمة بين مختلف الجماعات والفصائل المسلحة هناك.

 

الإرهاب يتوسع في أفريقيا ليهدد العالم...تقرير: أكثر من 150 ألف قتيل بسبب العنف نصفهم في الساحل

نواكشوط: الشيخ محمد/الشرق الأوسط/03 آب/2025

قررت سلطات السنغال، السبت، نشر وحدات من الدرك الوطني على الشريط الحدودي مع دولة مالي، لمواجهة خطر تسلل جماعات إرهابية، في ظل تحذيرات أممية من توسع نفوذ الجماعات الإرهابية في أفريقيا، وبشكل خاص في منطقة الساحل، وتقارير تحذر من خطرها على الأمن في العالم. وكانت هجمات منسقة قد استهدفت، في أوائل يوليو (تموز)، مواقع للجيش في عدة مدن غرب مالي، على الحدود مع السنغال، ومن بين المناطق التي تعرضت للهجوم بلدة ديبولي، الواقعة ضمن الشريط الحدودي مع السنغال، وعلى مسافة أقل من 500 متر من بلدة كيديرا السنغالية. وأثارت الهجمات مخاوف السنغاليين، خصوصاً بعد تبنيها من طرف «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين»، التابعة لتنظيم «القاعدة»، والتي يسعى قادتها، بحسب محللين، إلى التوسع داخل الأراضي السنغالية.

التحذير الأممي

في غضون ذلك، حذر خبراء في تقرير قُدم إلى مجلس الأمن الدولي، وجرى تداوله، الأربعاء الماضي، حذروا من تزايد خطر «القاعدة» و«داعش» في أفريقيا، وقال الخبراء في التقرير إن «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين» مستمرة في توسيع الأراضي الواقعة ضمن نفوذها، في دول الساحل الثلاث (مالي والنيجر وبوركينا فاسو). وذهب الخبراء في التقرير إلى أن تنظيم «داعش» هو الآخر توجه نحو القارة الأفريقية بسبب الخسائر التي تكبدها في الشرق الأوسط، ولكن هنالك «مخاوف متزايدة بشأن عودة المقاتلين الإرهابيين الأجانب إلى آسيا الوسطى وأفغانستان، لتقويض الأمن الإقليمي». وشدد الخبراء على أن تنظيم «داعش» المنتشر بشكل كبير في أفريقيا، لا يزال هو «التهديد الأبرز» لأوروبا والأميركيتين، حيث يكتتب مقاتلين عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات المراسلة المشفرة. ولفت التقرير إلى أن مخططات مزعومة لشن هجمات إرهابية كانت «مدفوعة بشكل كبير بصراع غزة وإسرائيل»، أو من قبل أفراد جندهم تنظيم «داعش»، حيث أشار التقرير إلى أن رجلاً أميركياً بايع «داعش»، ودهس حشداً في (نيو أورليانز) في الأول من يناير (كانون الثاني) الماضي؛ ما أسفر عن مقتل 14 شخصاً، في أكثر الهجمات دموية التي تنسب إلى «القاعدة» أو «داعش» في الولايات المتحدة منذ عام 2016.

كما أشار الخبراء في تقريرهم إلى أن «السلطات أحبطت هجمات، من بينها مخطط مستلهم من (داعش) لتنفيذ إطلاق نار جماعي في قاعدة عسكرية بولاية ميشيغان». التقرير لم يتوقف عند «داعش» وحدها، وإنما أشار إلى أن منطقة الساحل الأفريقي أصبحت مسرحاً تتحرك فيه «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين بحرية نسبية»، خصوصاً في شمال مالي ومعظم أراضي بوركينا فاسو، وهو ما يشكل تهديداً للأمن العالمي.

الغزو الإرهابي

في تقرير جديد صادر عن «مركز أفريقيا للدراسات الاستراتيجية»، جاء أن أفريقيا تجاوزت 150 ألف حالة وفاة بسبب الجماعات الإرهابية خلال السنوات العشر الأخيرة، مع تصاعد عدد قتلى الإرهاب منذ 2023 بنسبة 60 في المائة، وخلال العام الماضي سجلت أفريقيا أكثر من 22 ألف حالة وفاة، أكثر من نصفها في منطقة الساحل. ويشير التقرير إلى أن بوركينا فاسو وحدها سجلت نسبة 55 في المائة من الوفيات بسبب الإرهاب في الساحل، وكانت 83 في المائة من القتلى على يد تنظيم «القاعدة»، وتحديداً «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين». في المرتبة الثانية تحل الصومال، التي سجلت أكثر من 6 آلاف قتيل، بينما يشير التقرير إلى أن «حركة الشباب» التي تنشط في الصومال أصبحت تحصل على دعم «لوجيستي وعسكري» من الحوثيين في اليمن. وتسبب الإرهاب في نزوح أكثر من 3.5 مليون إنسان داخل القارة الأفريقية، أغلبهم في منطقة الساحل وغرب أفريقيا، مع احتمال أن يكون العدد الحقيقي أعلى بسبب ضعف التوثيق، وزاد من تعقيد الوضع تورط الجيوش النظامية في قتل المدنيين، حيث سجل في مالي وبوركينا فاسو مصرع أكثر من 6 آلاف مدني على يد قوات حكومية ومرتزقة «فاغنر»، ثم «فيلق أفريقيا» الروسي بعد ذلك. وأشار التقرير إلى تزايد العنف في بحيرة تشاد، حيث تنشط «بوكو حرام» و«داعش»، وأصبحت هذه التنظيمات تستخدم الطائرات المسيرة في هجماتها؛ ما يعكس تطوراً تكتيكياً مقلقاً. وخلص التقرير إلى أن الجماعات الإرهابية في أفريقيا أصبحت «أكثر تنظيماً وابتكاراً»، بينما يستمر «ضعف الدولة» وتورطها فيما سماه «القمع العشوائي» الذي يغذي التجنيد.

 

إيران تقترب من تشكيل «لجنة دفاع عليا» تحسباً لتجدد الحرب

خامنئي قد يكلف لاريجاني أميناً عاماً لـ«الأمن القومي»

لندن-طهران: «الشرق الأوسط»/03 آب/2025

أفادت وسائل إعلام تابعة لـ«الحرس الثوري»، الأحد، بأن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان سيتولى رئاسة «لجنة الدفاع العليا» الجديدة المنبثقة عن المجلس الأعلى للأمن القومي. وفي السياق نفسه، أشارت صحف إيرانية إلى قرب الإعلان عن تغييرات أمنية جوهرية، أبرزها عودة علي لاريجاني إلى منصب الأمين العام لأعلى هيئة أمنية في البلاد. ويتزامن الكشف عن الترتيبات الأمنية الجديدة مع تسارع الاستعدادات العسكرية الإيرانية تحسباً لجولة جديدة من الهجمات الإسرائيلية في عمق الأراضي الإيرانية. وأفادت «تسنيم» بأن تشكيل «لجنة الدفاع» تمت المصادقة عليه قبل أيام، وسيقودها الرئيس الإيراني. وأشارت إلى تسمية أمين عام جديد للمجلس الأعلى للأمن القومي، أو ما يعرف باسم «شعام» في الأوساط الإيرانية، وسيرشحه الرئيس من بين القوات المسلحة، بموجب «المادة 176» من الدستور. ولن تختلف تشكيلة اللجنة عن تشكيلة مجلس الأمن القومي؛ إذ ستضم رؤساء السلطات الثلاث، بالإضافة إلى قائد «الحرس الثوري»، ورئيس الأركان العامة، وقائد الجيش، وقائد عمليات هيئة الأركان، بالإضافة إلى وزير الاستخبارات. يأتي ذلك بعدما ذكرت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري»، الجمعة، أن «لجنة الدفاع» الجديدة سيعلن عنها بعد المصادقة عليها في مجلس الأمن القومي. وقالت إن اللجنة ستكلف بوضع «مهام استراتيجية في مجال سياسات الدفاع الوطني»، مشيرة إلى أن التطور يعد جزءاً من الترتيبات الجديدة للبلاد في مجال الدفاع والأمن. وقضى نحو 50 قيادياً رفيعاً في القوات المسلحة خلال حرب الـ12 يوماً مع إسرائيل، وكان من بينهم أبرز أعضاء «الأمن القومي» قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي، ورئيس الأركان محمد باقري، وقائد غرفة العمليات المشتركة غلام علي رشيد، وخليفته الجنرال علي شادماني.

صعود لاريجاني مجدداً

وعززت وكالة «فارس» التقارير عن احتمال عودة علي لاريجاني، المحافظ المعتدل، والبراغماتي، إلى الأمانة العامة لمجلس الأمن القومي. وكان لاريجاني أميناً عاماً للمجلس خلال العامين الأولين من حكم محمود أحمدي نجاد، وأشرف على المفاوضات النووية مع الدول الأوروبية الثلاث، لكنه قدم استقالته لاحقاً نتيجة خلافات مع الرئيس. وبعد 12 عاماً قضاها على رأس البرلمان، سعى للترشح لرئاسة الجمهورية مرتين، غير أن «مجلس صيانة الدستور» رفض أهليته في كلتيهما، وكان آخر رفض العام الماضي. ويضم المجلس في عضويته رؤساء السلطات الثلاث، وأمين عام المجلس، وممثل المرشد، ووزيرَي الاستخبارات والخارجية، ورئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، وقائد «الحرس الثوري»، وقائد العمليات في هيئة الأركان. ویتولى الجنرال علي أكبر أحمديان حالياً منصب الأمين العام لمجلس الأمن القومي منذ مايو (أيار) 2023، خلفاً للأدميرال علي شمخاني. ولفتت وكالة «فارس» إلى أن إدارة الملفات الاستراتيجية ستكون مهمة أحمديان الجديدة، دون أن تخوض في التفاصيل. واحتج نواب محافظون في البرلمان على التقارير. ورداً عليهم قال نائب رئيس البرلمان، علي نيكزاد، خلال جلسة الأحد إن «تشكيل اللجنة العليا للدفاع مرهون بموافقة المرشد، وبالتالي فإن البرلمان لا دور له». وقال النائب المتشدد حميد رسائي إن البرلمان «عملياً لا حول له ولا قوة، في حين يتم تشكيل مجالس أخرى». وكانت وكالة «نور نيوز»، التابعة للمجلس الأعلى للأمن القومي، أول من لمّح إلى تغييرات مرتقبة في أعلى المستويات داخل الهيئات والأجهزة الأمنية. من جهته، اعتبر موقع «تابناك»، المحسوب على مكتب محسن رضايي، القيادي في «الحرس الثوري»، أن عودة لاريجاني إلى المجلس تمثل «بداية مرحلة جديدة في إدارة السياسة الخارجية والداخلية». وأضاف: «أصبح الملف النووي مرتبطاً بالحرب، ولا تقدم ممكناً على الصعيدين الداخلي والخارجي دون إدارة موحدة، ولاريجاني يُعد الأنسب لهذه المهمة لدعمه من المرشد وخبرته الواسعة». وبدأ مشوار لاريجاني من المكتب السياسي في «الحرس الثوري». وقال موقع «تابناك» إن «خبرته السابقة في (الحرس الثوري) منحته فهماً عميقاً لهذا الذراع الحيوية للثورة، وهو ما يعزز موقعه ويضمن له دعماً واسعاً داخل المؤسسات الثورية في هذه المرحلة الحساسة. ولا شك أن أصعب مهامه السياسية تبدأ الآن»، متوقعاً أن تشهد فترته، بتكليف مباشر من المرشد علي خامنئي، «تعزيزاً لدور المجلس وزيادة نفوذه كمحور رئيسي في صنع القرار». وبعد رفض ترشحه للانتخابات الرئاسية، أوفد خامنئي لاريجاني في عدة مهام، وزار سوريا قبل أيام من سقوط بشار الأسد، كما توجه إلى لبنان، وبعد توقف الحرب الإيرانية - الإسرائيلية، نقل رسالة من المرشد إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

إعادة هيكلة دفاعية

ويقول المراقبون إن توسيع صلاحيات المجلس من شأنه تضعيف دور بزشكيان، في مؤسسات تربطها تركيبة معقدة من العلاقات، إلا أن موقع «خبر أونلاين»، المحسوب على فريق لاريجاني، ذكر الأحد أن تعيينه يأتي بموجب مقترح من الرئيس، وبعد الحصول على موافقة المرشد. ومع ذلك، أفاد الموقع بأن ترؤس لاريجاني للمجلس ليس كافياً لحصوله على حق التصويت، بل يتطلب حصوله على لقب «ممثل المرشد» في المجلس؛ ما يعني خروج المتشدد سعيد جليلي، مع تأكيد بقاء الممثل الآخر الأمين العام الحالي علي أكبر أحمديان. ورجح موقع «خبر أونلاين» نهاية عضوية سعيد جليلي بالمجلس. وكان جليلي مرشحاً للانتخابات الرئاسية، وخسر الجولة الثانية أمام بزشكيان. وأشارت بدورها صحيفة «دنياي اقتصاد» الإصلاحية إلى أن جليلي المرشح الأبرز للخروج من المجلس، مع تولي خصمه لاريجاني. وذكرت الصحيفة: «في السنوات الأخيرة لم يقتصر وجود جليلي على عرقلة اتخاذ قرارات أكثر مرونة في السياسة الخارجية فحسب، بل أدى إلى تصعيد الضغوط على النخب خلال الأزمات الداخلية أيضاً. وبالتالي، فإن التكهنات بالتغييرات المحتملة الوشيكة وردود فعل المسؤولين الرسميين في البلاد على هذه الاحتمالات، قد تشير إلى محاولات لإعادة هيكلة البنية السياسية والدفاعية في إيران ما بعد الحرب». أما عن الهدف الآخر لتشكيل اللجنة في التوقيت الحالي، فقد أشارت الصحيفة إلى أن «تعزيز القدرات الدفاعية الشاملة للبلاد»، و«إشراك قادة عسكريين إضافيين في المجلس (إلى جانب رئيس هيئة الأركان)»، و«تسريع اتخاذ القرارات الدفاعية»، هي أجزاء من أهداف تفعيل الإطار الدستوري الجديد. ونقلت الصحيفة عن النائب السابق غلام علي جعفر زاده إيمن آبادي، المقرب من لاريجاني، أن تعيين الأخير «بات وشيكاً». وأضاف: «تجب مراجعة الإصرار على مواقف ومبادئ معينة... التغييرات الفردية غير كافية، بل نحتاج إلى تغييرات جذرية». وكان إيمن آبادي قد وجّه انتقادات لاذعة للأوضاع الأمنية في إيران. وقال في مقابلة مسجلة الأسبوع الماضي: «بعض عناصر (الموساد) يبحثون عن (الموساد) بين عناصر (الموساد)!».

غرفة حرب دائمة

وبدوره، قال النائب السابق شهريار حيدري، إن «اللجنة الدفاعية هي جزء قانوني من مجلس الأمن القومي، وسيكون أكثر نشاطاً في ظروف الحرب مثل الأخيرة. ولاريجاني شخصية قوية لهذا المنصب». وأضاف: «مجلس الأمن القومي يمكنه وفقاً للدستور أن يشكل هيئات فرعية تحت اسم (لجان فرعية). فكل من (لجنة أمن البلاد) و(لجنة الدفاع) واردتان في الدستور». وصرح النائب السابق منصور حقيقت بور، وهو أحد مستشاري لاريجاني: «بعد الحرب، أعيد تشكيل المجلس الأعلى للدفاع. أما فيما يخص تركيبته، فلا بد أن ننتظر لنرى كيف سيشكلها المرشد». من جهتها، ذكرت صحيفة «سازندكي»، الناطقة باسم فصيل الرئيس الأسبق علي أكبر هاشمي رفسنجاني، أن «إقرار التغييرات الهيكلية النهائية في مجلس الأمن القومي يُظهر مؤشرات على إحياء إحدى المؤسسات المحورية في السنوات الأولى للثورة». وتحدثت عن إعادة تشكيل للمنظومة الأمنية. ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة أن «لجنة الدفاع» التي سيعلن عنها قريباً «لديها مهام تخصصية واستراتيجية في مجال السياسات الدفاعية». وقالت: «من المقرر أن يعلن المجلس كهيئة لصنع القرارات على أعلى مستوى دفاعي في البلاد»، وهي مؤسسة جديدة يصفها المحللون بـ«غرفة الحرب الدائمة». ونقلت عن محللين أن «إنشاء اللجنة الدفاعية ليس نتيجة التهديدات الإقليمية الأخيرة، بل ثمرة قرار طويل الأمد لإعادة هيكلة أكثر دقة لمنظومة صنع القرار الأمني في النظام». وأضافت أن النظام السياسي الإيراني يسعى إلى فصل المسؤوليات، ورفع الكفاءة في مواجهة التهديدات الهجينة الحديثة، مثل التهديدات السيبرانية، والحروب بالوكالة، والدبلوماسية العسكرية.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الدولة والحزب في أصعب الأيام

غسان شربل/الشرق الأوسط/04 آب/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/08/145904/

هل يستطيع لبنانُ العودةَ دولةً طبيعيةً يُصنع قرارُها في مؤسساتِها الشرعية، وتحترم التزاماتِها بموجب القوانين الدولية؟ هل يستطيع «حزب الله» التسليمَ بأنَّ «محور الممانعة» انتهى، وأنْ لا خيارَ أمامه غير الرجوعِ إلى الخريطة اللبنانية وطيّ صفحة «اللاعب الإقليمي»؟ هل يستطيع الحزب التسليمَ بدور أقل في لبنان إذا سلَّمت إيران بدور أقل في المنطقة انعكاساً لميزان القوى الجديد؟ لا يحتاج المراقب إلى جهد لاستنتاج أنَّ الزمن اللبنانيَّ تغير، وإن لم يستكمل ملامحه بعد. دخل جوزيف عون قصرَ الرئاسة بدعم لبناني وعربي ودولي تحت عنوان استعادة الدولة كامل مقوماتها. ودخل نواف سلام السرايا الحكومي بدعم من القماشةِ نفسها. وكان واضحاً منذ البداية أنَّ لبنان لن يحظى بدعم إقليمي ودولي لإعادة إعمار ما دمرته الحرب، إلا إذا عاد القرار في جنوب لبنان إلى الدولة اللبنانية وحدَها. تذكرت ما قاله لي سياسي عربي. قال إنَّ «محور المقاومة» كان يرتكز على ثلاثة أعمدة: الأول هو الجنرال قاسم سليماني وموقعه المميز لدى المرشد الإيراني، وداخل مشروع تصدير الثورة الوارد صراحة في الدستور. والثاني هو حسن نصر الله الذي كان شريكاً لسليماني في بناء مواقع المحور في سوريا والعراق واليمن، علاوة على لبنان. الثالث هو الجسر السوري الذي كان يتيح تدفق الأسلحة و«المستشارين» والأموال من طهران إلى بيروت، مروراً بالعراق وسوريا.

لاحظ أنَّ «حزب الله» بعد نصر الله لا بدَّ أن يكون مختلفاً، وكذلك الأمر بالنسبة إلى «فيلق القدس» بعد سليماني. ثم جاءت خسارة الجسر السوري، فلم يعُد باستطاعة الحزب التَّدفّق في الإقليم، والأمر نفسه بالنسبة إلى «الحشد» العراقي.

أضاف: «لا مبالغة في القول إنَّ (حزب الله) يواجه مرحلة هي الأصعب منذ قيامه على دوي الغزو الإسرائيلي لبيروت في 1982. لا نصر الله في بيروت، ولا سليماني في طهران، وسوريا الشرع لم تنسَ ما فعله سليماني ونصر الله على أرض سوريا لإبقاء نظام بشار الأسد حيّاً، وطهران نفسُها عانت من سيطرة المقاتلات الإسرائيلية على أجوائها. لا شك أنَّ الحزب قاتل بشراسة، لكن الأكيد أنَّ التَّفوقَ الإسرائيلي اقتلع أسس المحور».هذه الوقائع جعلت جوزيف عون يجرؤ على تسمية الأشياء بأسمائها بعدما ثبت لديه أنَّ لبنان مهدّد بمزيد من الاعتداءات الإسرائيلية، ولن يخرج من الركام ما لم يدفع الثمن، وتحديداً من دور «حزب الله» وترسانته. لهذا تجرأ على ما تفادى أسلافه حتى مجرد الإشارة إليه؛ وهو المطالبة بحصرية السلاح بيد الجيش اللبناني وتسليم الحزب أسلحته.

لا غرابة أن يجدَ «حزب الله» صعوبةً في قبول ما يعرض عليه، وهو العودة من رحلته الإقليمية كي يكون حزباً محلياً لا يمتلك قرار الحرب والسلم ولا ترسانة عسكرية، ولا يمتلك بالتالي حق صناعة الرؤساء وحق «الفيتو» على أي قرار لبناني لا يتوافق ورؤيته الإقليمية.

في بداية صيف 2004 كنت في مكتب الرئيسِ بشار الأسد. كان جوهر الحديث عن الغزو الأميركي للعراق وانعكاساته على المنطقة. لكن كان لا بدَّ من السؤال عن لبنان الذي كانت القوات السورية تنتشر في أرجائه، وفي قراره أيضاً. وكانت ولاية الرئيس إميل لحود، فردَّ: ستنتهي في الخريف. سألت الأسد عن همس يدور حول التَّمديد للحود، فرد بسؤال: «ألم يكن التمديد للرئيس إلياس الهراوي مكلفاً؟»، قلت: نعم، فأضاف: «ألا تعتقد أنَّ التمديد للحود سيكون مكلفاً أكثر؟»، قلت: بالتأكيد.

قال الأسد إنَّ لديه لائحة بأسماء يجري تداولها لرئاسة الجمهورية، وراح يعلق على الأسماء. استوقفني قوله إنَّ الوزير جان عبيد «بيفهم، لكن قيل إنَّ رفيق الحريري يمكن أن يبتلعه». فهمت أنَّ التقارير دخلتِ المعركة بقوة. سألته: «من مرشحك؟». حاول الإيحاء لي أنَّ اللبنانيين سيقرّرون في النهاية، لكنَّني لست سائحاً غريباً، فألححت عليه أن يقول لي اسم مرشحه، فأجابني: سليمان فرنجية. وأشاد بالرجل.خيار التمديد الذي استبعده الأسد هو الذي اعتمد واستُبعد فرنجية وربَّما لأنَّه صديق الأسد وعائلته. حين عدتُ في الخريف لأسأل الأسد عن سبب التمديد للحود، قال إنَّ صديقاً نصحه بأنَّ فرنجية يحتاج إلى مزيد من العلاقات الخارجية، خصوصاً في المنطقة. وأكَّد لي فرنجية لاحقاً أنَّ نصر الله هو «الصديق» الذي رجَّح لدى بشار خيار التمديد للحود، وهو خيار كان مكلفاً لسوريا خصوصاً بعد اغتيال رفيق الحريري.

كانَ «حزب الله» صانعَ رؤساء وحكومات. أبقى قصر الرئاسة شاغراً سنتين ونصف السنة، ليقدّمه مكافأة للعماد ميشال عون الذي تولَّى نبيه بري استنزاف عهده منذ اليوم الأول.

هل يستطيع حزبٌ كان يغيّر قرارات الأسد، ويرسل مستشاريه إلى اليمن وناصحيه إلى العراق، أن يرجعَ إلى الخريطة اللبنانية وبلا صواريخه؟ في المقابل؛ هل يستطيع الحزب تحمّل مسؤولية العزلة التي ستحدق بلبنانَ إذا أصرَّ على التمسك بترسانته، أو مسؤولية التسبب في فصل جديد من الحرب الإسرائيلية على لبنان؟ خسر الحزبُ زعيمَه القوي وعمقَه السوريَّ والقدرةَ على الاشتباك مع إسرائيلَ؛ فأيُّ دور بقيَ لترسانته؟ لكن؛ هل يستطيع اتخاذَ قرار التنازل عنها؟ الدولة اللبنانية في أصعب امتحاناتها وأيامِها، والحزب في زمنٍ مشابه.

 

لبنان بين مأزق السلاح والتسوية مع سوريا

سام منسى/الشرق الأوسط/04 آب/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/08/145901/

استبق «حزب الله»، عبر تصريحات أمينه العام الشيخ نعيم قاسم والنائب حسين جشي، خطاب رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون الأخير، الذي أعاد فيه الزخم لخطاب القسم لجهة حق الدولة بحصرية السلاح، كما استبق جلسة مجلس الوزراء المرتقبة غداً التي يتوقع أن تتناول ملف سلاح الحزب. الردّ الحزبي كان واضحاً: «دعوات تسليم السلاح وهم لن يتحقق»، بل هي بحسبه دعوة «لمنح إسرائيل سلاح قوة لبنان». هذا الاصطفاف عند خطوط التماس اللفظي بين منطق الدولة ومنطق المقاومة، يكرّس واقع الدوران في حلقة مفرغة. فلا المبادرات الدولية أحدثت خرقاً في جدار أزمة سلاح «حزب الله»، ولا ردّ الحكومة اللبنانية على الورقة الأميركية الأخيرة قدّم مؤشرات على تحوّل نوعي في الموقف الرسمي، بل كشف أننا لا نزال في مرحلة «الأخذ والرد»، أي استمرار الجمود وتآكل الفرص. لا يمكن للبنان أن يخرج من أزمته البنيوية وينفذ خطة متكاملة لسحب سلاح الحزب، دون السير في مسارين سياسيين متلازمين يشكّلان خريطة طريق واضحة. الأول هو إقرار رسمي بخروج لبنان نهائياً من النزاع العسكري مع إسرائيل، وطلب التوصل إلى تفاهمات تنهي العمليات القتالية من الحدود اللبنانية بصورة نهائية دائمة، ما من شأنه استعادة الأراضي المحتلة، وترسيم الحدود، وبسط سيطرة الجيش عليها. ما لم تُقدم الحكومة اللبنانية على هذه الخطوة تليها خطة موثوقة لنزع سلاح الحزب، ستبقى إمكانية عودة الأخير بوصفه قوة عسكرية واحتمالات اندلاع حرب جديدة قائمة، ولن يتلقى لبنان أي دعم ينقذه من التحول إلى دولة فاشلة أو مساعدات لإعادة الإعمار.

قرار لبنان الرسمي إقفال ملف العمليات القتالية نهائياً لا يعني التخلي عن دعم حقوق الشعب الفلسطيني أو تطبيع العلاقات مع إسرائيل، ولا يدخل لبنان في مصالحة معها، لكنه أيضاً لا يدخله في مشاريع حروب أو مقاومة عسكرية، بل يسحب الذريعة الأساسية لبقاء سلاح الحزب، وتصبح مسألة تسليمه مسألة عملانية. المسار الثاني يتمثل في انخراط لبنان في حوار سياسي جدي لترتيب علاقاته مع سوريا. لا يمكن للبنان أن يبقى متفرجاً على تحولات الإقليم، خصوصاً إذا أفضت التفاهمات السورية - الإسرائيلية المحتملة إلى تحوّلات كبيرة في موازين القوى والدور الإقليمي لسوريا. ولا يجوز للبنان أن يستمر في إدارة ظهره لما يجري شرق حدوده، فيما ملف النازحين السوريين يضغط ديموغرافياً واقتصادياً، وملف الموقوفين السوريين يشكّل عبئاً أمنياً وقانونياً، وملف ترسيم الحدود الشرقية والشمالية، بما يشمل مزارع شبعا، لا يمكن حسمه من دون تسوية شاملة مع دمشق. هذا دون أن ننسى معاهدة الأخوة والتعاون التي أُبرمت في ظل الهيمنة السورية، التي تحتاج إلى إعادة نظر أو إلغاء بما يراعي السيادة اللبنانية. العلاقات الإيجابية مع سوريا من شأنها أيضاً أن تسحب من إسرائيل ورقة ابتزاز مزمنة تستند إلى الفوضى على الحدود، كما تمنع أي محاولة لإحياء التحالفات الهجينة بين بعض القوى المسيحية و«حزب الله».

قد تكون اللحظة الراهنة فرصة نادرة للبنان. فإيران، الحليفة الأساسية لـ«حزب الله»، تواجه أزمات داخلية كبرى، وتركز على الحفاظ على نظامها، وتضطر لإعادة التموضع خارجياً. وسوريا ما بعد الأسد تجد نفسها مضطرة للانفتاح، سعياً وراء الاعتراف والدعمين العربي والدولي، بما في ذلك الاستثمارات الضخمة.

في المقابل، يبدو لبنان وكأنه لا يزال أسير عقلية الستينات، وعاجزاً عن التكيّف مع متغيرات 2023 - 2024 والانخراط الفعلي في أي مشروع إقليمي بناء. فهل يستطيع أن يعيد تحديد موقعه من خانة التبعية لمحاور إقليمية، ومن عقلية «الموقع الجغرافي المحكوم بالقدر» اللتين تجعلانه ساحة لأي صراع، إلى المبادرة بصفته دولة ذات سيادة مدنية ومحايدة؟

الفرص لحظات عابرة لا تدوم، والمطلوب اليوم إخراج لبنان من موقعه الرمادي الحالي عبر جرأة سياسية ورؤية استراتيجية لا تقوم على إدارة الأزمة بل على تخطيها. الخيار الثالث ممكن، لا محور المقاومة، ولا محور التطبيع غير المشروط، بل دولة مدنية، سيادية ومنفتحة، ترفض الحروب دون أن تتخلى عن مبادئ العدالة وحقوق الشعوب. دولة تضع الدبلوماسية والتنمية في مقدمة أدوات قوتها، وتؤسس لعلاقات خارجية متوازنة قائمة على المصالح المشتركة، التي تفضّل التقدم الاجتماعي والاقتصادي على ديمومة النزاعات، لا على الانتماءات الآيديولوجية أو الولاءات العقائدية. دولة تمتلك الإرادة لتختار طريقاً واضحاً، لا أن تنتظر تفاهمات الآخرين لتركب موجتها أو تدفع ثمنها.

 

إخوانجيَّة تل أبيب» وتساؤلات

طارق الحميد/الشرق الأوسط/03 آب/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/08/145899/

أحياناً نجد في الأسئلة ما يشرح أكثر مما نجده في الأجوبة، وهنا سأطرح تساؤلات على مناصري الميليشيات، وليس من وسائل التواصل، حيث جُلّهم غرف تضليل، وروبوتات تنسخ وتلصق. بالنسبة إلى أسوأ وأبشع عملية تجويع كما يحدث في غزة، السؤال: ما هدف «حماس» أو الإخوان المسلمين المحدد؟ أو ليس رفع المعاناة عن أهل غزة، وفك الحصار؟ هو الطبيعي، والمنطقي، وبالتأكيد القارئ يقول إن هذا أمر مفروغ منه! حسناً، لماذا الاحتجاج في تل أبيب أمام السفارة المصرية من قِبل المحسوبين على الإخوان المسلمين من حاملي الجنسيات الإسرائيلية، وليس أمام مقرات الحكومة الإسرائيلية، أو مقر عمل أو إقامة نتنياهو؟ إسرائيل، وبقيادة رئيس وزرائها نتنياهو، هي من تقصف غزة وتحاصرها، وتُمعن في معاناة الغزاويين، فلماذا الاحتجاج أمام سفارة مصر؟ هل من مبرر أو منطق يشرح هذا الجنون، وما أكثر الجنون في منطقتنا، وبذريعة القضية الفلسطينية! وما دام الحديث عن القضية فإن السؤال التالي هو: أليس الهدف من كل ما يحدث، سواء نتفق مع الوسائل أو لا، هو الوصول إلى الدولة الفلسطينية؟ الإجابة الأكيدة، أو المفترضة، بالطبع هي نعم.

إذن، أين ردود أفعال «حماس» والإخوان المسلمين «الإيجابية» تجاه الجهد السعودي التاريخي، وبعض العرب، من أجل الاعتراف بالدولة الفلسطينية من قِبل كل من فرنسا، وبريطانيا، والبرتغال، وكندا، وغيرها من الدول التي أعلنت التزامها بذلك مؤخراً؟

وكل ما نلاحظه هو همز وغمز، وحملات تقلّل من حجم هذا التحرك الدبلوماسي الأهم، رغم أن ما حدث ويحدث من خراب وقتل كانت حجته الوصول للدولة الفلسطينية، فلماذا هذا «الارتباك» الآن؟ لماذا لا تقول «حماس»، مثلاً، إنه ما دامت هذه الدول وافقت على الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ومن أجل حقن الدماء، ورفع المعاناة عن أهل غزة؛ فإنها تقرر تفويض السلطة الفلسطينية حق التفاوض حول الرهائن الإسرائيليين، وإدارة غزة. وبذلك تفوّت الفرصة على نتنياهو، وكما يفعل بكل عقلانية الرئيس السوري أحمد الشرع، وتزيل الذرائع، وتحرج نتنياهو بالداخل الإسرائيلي، وأمام المجتمع الدولي، وتُضعف حجته كذلك مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وتقوي المعسكر المعادي لإسرائيل؟ هنا يأتي دور القارئ، الذي بالتأكيد يتساءل: وهل تتوقع أن تتنازل «حماس» عن حكم غزة بسهولة؟ وهذا سؤال منطقي، والرد عليه سيكون بسؤال، وقلت أعلاه، إن هذا المقال هو لطرح الأسئلة التي من شأنها إيصالنا إلى نتيجة محددة. سؤالي الآن: هل نحن بصدد الدفاع عن «حماس» أو الإخوان المسلمين، أم أن الهدف هو الوصول للدولة الفلسطينية العتيدة، وحماية أهل غزة، وتجنيب الضفة الغربية مصيراً مشابهاً لمصير القطاع، وربما أسوأ؟ هل كل هذه الدماء والدمار من أجل حماية «حماس» والإخوان المسلمين، وحتى «إخوانجية تل أبيب»؟ وهل كانت عملية السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 هي من أجل تمكين «حماس» التي كانت تحكم غزة أصلاً بالسلاح، أم من أجل الدولة الفلسطينية؟ هي أسئلة، لكنها تقود إلى أجوبة محددة، ولو قلتها مباشرة، لقيل إن الطرح حاد. فهل اتضحت الصورة بكل هدوء؟

 

أحزاب لبنان: جمعيات غير خيرية لا تتوخى إلا الربح

إبراهيم الرز/المدن/03 آب/2025

في بلد تتعدد فيه الانتماءات الطائفية، وتفرز أحزاباً تتنافس على النفوذ والتمثيل، يبدو لافتًا أن لبنان لا يملك حتى اليوم قانونًا خاصًا ينظم عمل الأحزاب ووظيفتها في الحياة السياسية وضمن هرمية السلطة. فالأحزاب اللبنانية، بمعظمها، لا تحتاج لتبصر النور إلا "العلم والخبر" الصادر عن وزارة الداخلية، وبموجب قانون الجمعيات العثماني الصادر سنة 1909. ومع أن هذا القانون يُعد من أقدم القوانين السارية في البلاد، إلا أنه لم يُعدَّل جذريًا أو يُستبدَل بقانون عصري يأخذ في الاعتبار خصوصية العمل الحزبي وأهميته في الحياة العامة.

وسهولة الحصول على "العلم والخبر" بموجب النظام الحالي، يحوّل الحزب إلى جمعية لا تهدف إلى الربح، ولا يفرض عليه أي التزام قانوني بمسائل تمويله، أو هيكليته الداخلية، أو شفافيته التنظيمية. وبذلك، تغيب الرقابة عن واحدة من أكثر الجهات تأثيرًا في القرار العام، سواء على مستوى السياسات، أو السلطة، أو تشكيل الحكومات. وهذا ما فتح شهية الطامحين إلى مكانة سياسية، وإن وهمية، لتأسيس أحزاب لا تضم إلا مؤسسها وبعض أفراد عائلته أو أصدقائه في أفضل الأحوال، وهو الأمر الذي لطالما لاءم الطبقة السياسية المتحكمة بالدولة، للادعاء بأن حرية العمل السياسي متاحة للجميع في تعددية ديموقراطية صورية.  إلا أن الحقيقة في مكان آخر، فالدولة اللبنانية ومنذ نشأتها، ثم خلال الحرب الأهلية بوجه خاص، كانت أحزابها نتاجًا طبيعيًا للهويات الفرعية الطائفية والمناطقية، لا لمشروع وطني جامع، كما لو أن القوى السياسية تعايشت عمدًا مع فراغ تشريعي مقصود في مسألة الأحزاب، إذ شكّل غياب القانون اللازم لتأسيسها وآلية عملها وتمويلها درعًا ضد الشفافية والرقابة، ومتنفسًا لبناء شبكات الزبائنية والولاء. فالسلطة في لبنان لم تكن يومًا قائمة على مبدأ المأسسة؛ بل على التسويات والمحاصصة، حيث القانون يُسقط أمام "الميثاقية". في المقابل، فإن تأخر إصدار قانون خاص بالأحزاب لا يعبّر فقط عن خلل تشريعي؛ بل يعكس غياب إرادة جدية ببناء دولة مدنية حديثة، تضع العمل الحزبي تحت المساءلة والرقابة وتفصل بين السلطة العامة والمصالح الخاصة. فكما أن قانون انتخاب طائفي يُنتج نوابًا طائفيين، فإن غياب قانون حزبي عصري يُنتج أحزابًا طائفية سلطوية مغلقة على المحاسبة. ويرى كثيرون أن بقاء الأحزاب بلا قانون ينظم عملها، هو أحد مكامن الخلل الأساسية في الحياة السياسية اللبنانية. فتغليب الانتماء الطائفي على الانتماء الوطني يشجع على تشكيل أحزاب مذهبية، ويحول دون وضع أسس بيئة تشريعية تحفّز على قيام أحزاب وطنية عابرة للطوائف. وفي هذا الإطار، يطرح كثير من الخبراء الحاجة إلى تشريع جديد ينظّم تأسيس الأحزاب، وهيكليتها، وتمويلها، ويضمن ديمقراطية داخلية، وشفافية مالية، قوامها الخضوع للرقابة والمساءلة.

لحظة إعادة فتح النقاش

ولعل النقاش حول قانون الأحزاب يجب أن يتقدم إلى الواجهة، ليس لأنه حاجة تشريعية، ولكن لأن تقاطعات سياسية وأمنية لها دلالاتها، تسلط الضوء على كيفية استسهال غالبية الأحزاب لاستغلال مؤسسات تنضوي تحت رايتها، حتى تنشئ شبكات تمويل لها، بمعزل عن القوانين المرعية الإجراء وفي غياب تام للمساءلة والمحاسبة. وموضوع “جمعية القرض الحسن” – الذي اتخذ مصرف لبنان قرارات بشأنه، يصب في هذا المنحى. وهذه الجمعية ليست الوحيدة المرتبطة بحزب من أحزاب السلطة. فكل حزب لديه "عدة الشغل" اللازمة إما لصرف الأموال وفقا لمصالحه الضيقة، أو استقطاب الأموال لإثراء غير مشروع، وبوسائل بعيدة كل البعد عن الشفافية. إلا أن قدرات وأدواره التمويلية "القرض الحسن" تتجاوز حدود الجمعيات، وتثير تساؤلات جدية حول غياب الرقابة المالية على الكيانات المرتبطة بالأحزاب، وغياب الفصل بين الأنشطة الاجتماعية والأنشطة السياسية ذات البعد التنظيمي. وهذا ما جعل البعض يربط بين إعادة فتح النقاش حول قانون الأحزاب، والحاجة إلى تنظيم قانوني ومؤسساتي يشمل كل الأطر المرتبطة بالعمل الحزبي، المباشر وغير المباشر. في هذا السياق يقول مدير شبكة المنظمات العربية غير الحكومية للتنمية، الأستاذ زياد عبد الصمد للمدن “مشكلة القرض الحسن إنه يمارس دور مصرفي، وهذا بحاجة لترخيص من نوع مختلف. ليس فقط لأنه تابع لحزب، بل لأنه يمارس نشاط مالي خارج إطار القانون.”

غياب الشفافية المالية

ما سبق يشير إلى أن المشكلة الأكثر حساسية في غياب قانون الأحزاب هي الشفافية المالية. فالأحزاب في لبنان، بحكم غياب التشريع، لا تُلزم بالإفصاح عن مصادر تمويلها، ولا عن كيفية إنفاقها، ولا تخضع لأي جهاز رقابي. وهو ما يفتح الباب واسعًا أمام المال السياسي، والزبائنية، والتمويل الخارجي غير المنضبط. يؤكد الأستاذ زياد عبد الصمد في هذا السياق أن “التمويل هو أكثر الجوانب حساسية. المطلوب أن يصرّح الحزب عن مصادر تمويله، وكذلك عن كيفية إنفاقه، كما تفعل الجمعيات التي تتمتع بمنفعة عامة، والتي تخضع لقواعد المحاسبة العمومية”. ويضيف: “تمويل الأحزاب لا يمكن فصله عن المال العام، لأن هذه الأحزاب تُمارس دورًا سياسيًا مؤثرًا في الشأن العام، وبالتالي يجب أن تخضع، كما الجمعيات ذات المنفعة العامة، لرقابة ديوان المحاسبة وسائر أجهزة الرقابة المالية في الدولة”. ويُلفت إلى خطورة غياب هذه الرقابة: “كيف يمكن على سبيل المثال أن يُسمح لحزب سياسي بأن يحصل على مئات ملايين الدولارات من الخارج من دون أن يقدّم كشفًا واحدًا يوضح كيفية الإنفاق؟ أين تذهب هذه الأموال؟ بعضها للتسلح وهذا ممنوع وبعضها الآخر على الخدمات وهذا أيضاً ممنوع. كما إلى شراء النفوذ، هذا الأمر لا يجوز أن يُترك بلا مساءلة، لأنه يضرب مبدأ العدالة السياسية ويفاقم الزبائنية”. ضرورة قانون خاص واستقلال تنظيمي من النقاط الأساسية التي يركّز عليها عبد الصمد أن “قانون الأحزاب في لبنان يجب أن يكون مستقلاً تمامًا عن قانون الجمعيات”، لأن “الجمعيات السياسية تسعى إلى ممارسة السلطة، بخلاف الجمعيات الاجتماعية التي قد تعمل بالشأن العام من دون أن تهدف إلى تسلّم مواقع مسؤولية”. ويشدد على أن “حق التنظيم السياسي حق مقدّس، لا يجوز تقييده، لكن من الضروري تنظيمه بموجب قانون واضح يحدد الفرق بين العمل السياسي والعمل الأهلي، ويضع آليات للرقابة من دون المساس بحرية العمل السياسي”.

عوائق بنيوية: الطائفية والزبائنية

لكن المشكلة لا تتوقف عند غياب القانون، بل تتعداها إلى النظام السياسي نفسه. فلبنان، بنظامه الطائفي، يُنتج أحزابًا طائفية بطبيعتها، تتوزع المقاعد والمكاسب وفق معادلات مذهبية. ويسأل عبد الصمد: “هل يمكن أن يُمنع قيام أحزاب طائفية في ظل نظام طائفي؟ كيف نطلب من حزب أن لا يكون مذهبيًا، في حين أنَّ الانتخابات نفسها تُبنى على قاعدة مذهبية؟” ويختم بالقول إن “الطائفية والزبائنية ليستا فقط نتيجة القانون؛ بل هما نتيجة تراكب بنية النظام السياسي والاجتماعي. لذلك، لا يمكن إصلاح الحياة الحزبية من دون إصلاح سياسي شامل، يُخرج لبنان من منطق الطائفة إلى منطق الدولة”.

 

التحرّك الأميركي - السعودي يفرض على لبنان خيار الدولة أو العزلة

طارق أبو زينب/نداء الوطن/04 آب/2025

تعيش الساحة اللبنانية حالة من الترقب الحذر قبيل اجتماع مجلس الوزراء المقرر يوم غد الثلثاء، في لحظة مفصلية قد تحدد مصير البلاد. يتصاعد الاهتمام العربي والدولي، وسط أجواء مشحونة بالتوتر، في ظل استمرار الانهيار السياسي والاقتصادي الذي يهدد بانفجار شامل. ويراهن اللبنانيون على مخرجات هذا الاجتماع الحاسم، الذي يُتوقع أن يتضمن تحديد مهلة زمنية واضحة لنزع سلاح جميع الميليشيات، في وقت يعمّق تصعيد "حزب الله" تعقيدات المشهد ويهدد الاستقرار الداخلي. في هذا السياق، تقود الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية جهودًا دبلوماسية وأمنية مكثفة، تعكس حالة استنفار غير مسبوقة، ورغبة جدّية في احتواء الأزمة المتفاقمة. ومع استمرار عجز الطبقة السياسية اللبنانية عن تنفيذ الإصلاحات المطلوبة، تأتي الرسائل الدولية حازمة وواضحة: لا دعم من دون إصلاحات جذرية، ولا مكان بعد اليوم للمماطلة أو التسويف، مع تأكيد قاطع على ضرورة حصر السلاح بيد الدولة.

وقد كشفت مصادر دبلوماسية أميركية رفيعة لـ"نداء الوطن" أن الولايات المتحدة وجهت رسائل واضحة إلى الدولة اللبنانية، مفادها بأن زمن التلكؤ قد انتهى، وأن واشنطن تراقب عن كثب جلسة مجلس الوزراء المرتقبة، والتي من المنتظر أن تبحث في تحديد مهلة زمنية لنزع سلاح جميع الميليشيات غير الشرعية، انطلاقًا من اعتبار الجيش اللبناني الجهة الشرعية الوحيدة المخوّلة بحمل السلاح.

رسائل حاسمة: لا للتسويف أو الالتفاف

وأفادت المصادر الدبلوماسية نفسها بأن الموفد الأميركي إلى لبنان توم براك، أجرى اتصالًا بنظيره السعودي الأمير يزيد بن فرحان، عقب زيارته الأخيرة لبيروت، مؤكدة وجود توافق كامل بين واشنطن والرياض حول مقاربة مشتركة للأزمة اللبنانية. كما نوّهت المصادر الأميركية بكلمة رئيس الجمهورية اللبنانية جوزاف عون، في العيد الثمانين للجيش، ووصفتها بأنها تعبّر عن التزام واضح بثوابت الدولة. وشددت على أن تنفيذ المطالب الدولية لم يعد موضع نقاش، وفي طليعتها حصر السلاح بيد الدولة، وإنهاء جميع أشكال التسلح غير الشرعي، إضافة إلى ضرورة الانطلاق الجدي بالإصلاحات الاقتصادية والإدارية التي طال انتظارها.

إشراف سعودي مباشر على المسار الأمني

على الصعيد الأمني، شهدت الرياض اجتماعًا أمنيًا رفيع المستوى بين لبنان وسوريا، برعاية وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، وبمشاركة الأمير يزيد بن فرحان، وحضور مدير المخابرات اللبنانية العميد طوني قهوجي ونظيره السوري حسين السلامة.

تناول الاجتماع ملفات أمنية بالغة الحساسية، أبرزها ملف الحدود والتوترات في محافظة السويداء السورية، وسبل الحدّ من تداعياتها المحتملة على الداخل اللبناني. وقد تقرر استمرار التنسيق الأمني اللبناني – السوري تحت إشراف سعودي مباشر، في مؤشر واضح إلى ازدياد اهتمام المملكة بمنع تسرب الفوضى والتهريب عبر الحدود بين البلدين. وبحسب مصادر لبنانية مطّلعة، يعكس هذا الانخراط السعودي حرصًا على عدم ترك الساحة اللبنانية رهينة للفراغ أو التجاذبات الإقليمية. فالمملكة، التي تعتبر استقرار لبنان جزءًا لا يتجزأ من استقرار المنطقة، تبدو عازمة على أداء دور متقدم، لا يقتصر على الضغط السياسي، بل يشمل مبادرات أمنية مباشرة تهدف إلى ضبط المشهد ومنع انفلاته . ويُقرأ هذا التحول في مقاربة الرياض للملف اللبناني على أنه خروج من سياسة "الانتظار والمراقبة" نحو استراتيجية أكثر فاعلية وحضورًا، خاصة في ظل التقارير التي تشير إلى تنامي نشاط خلايا متطرفة عند الحدود اللبنانية–السورية، واستغلالها للتوترات الأمنية المستجدة سواء على جانبي الحدود أو داخل الأراضي اللبنانية.

قلق خليجي من الانفلات وخيارات تصعيدية

تزامن هذا التحرك الحاسم مع تسريبات دبلوماسية كشفت أن دول مجلس التعاون الخليجي تتابع التطورات في لبنان عن كثب، وتدرس إجراءات مشددة تستهدف تجفيف مصادر التمويل التي يعتمد عليها حزب الله. وتشمل هذه الإجراءات فرض رقابة صارمة على التحويلات المالية إلى لبنان. وتأتي هذه التحركات في سياق خطوات مماثلة لقرار وزارة الخارجية الكويتية بفرض عقوبات على "جمعية القرض الحسن"، انسجامًا مع المطالب الدولية الرامية إلى تقييد قدرة الحزب على التحرك والتأثير . السلطة اللبنانية أمام قرار مصيري تحت ضغط دولي في الوقت الراهن، يقف لبنان أمام منعطف حاسم. فالرسائل التي حملها الحراك الأميركي – السعودي الأخير لا تقتصر على كونها تذكيرًا، بل تشكّل تحذيرًا نهائيًا. المجتمع الدولي اختار تصعيد الضغط، ولم يعد بالإمكان القبول بأي تسويات غامضة على حساب سيادة الدولة. الرسالة كانت قاطعة: لا دعم من دون التزام واضح وصريح بمشروع الدولة. وفي ظل هذا الواقع، تجد السلطة اللبنانية نفسها أمام خيارين لا ثالث لهما: إما الامتثال، أو مواجهة عزلة دولية وعربية متزايدة. يبدو أن لحظة الحسم قد اقتربت. فمع تصاعد الرسائل والتحذيرات العربية والدولية، لم يعد بمقدور الطبقة السياسية التذرّع بالظروف أو الاحتماء خلف شعارات جوفاء. إما انخراط جدي في مشروع الدولة والعودة إلى منطق المؤسسات، أو مواجهة عزلة خانقة وغير مسبوقة. ومع تسارع الأحداث، قد لا يُمنح لبنان فرصة إضافية لتدارك الانهيار ، ما لم يبادر سريعًا إلى إنقاذ نفسه قبل فوات الأوان.

 

عن القرار واللاقرار اللبنانيّين

حازم صاغية/الشرق الأوسط/03 آب/2025

يصرّ «حزب الله»، بلسان قائده ونوّابه، على أنّ سلاحه لن يُسلّم، كائنة ما كانت الشروط والظروف. وهو يُرفق إصراره هذا بتهديدات، مباشرة ومداورة، لمن تسوّل له نفسه المطالبة بتسليم السلاح.

وقبل أيّام كان السيّد جورج ابراهيم العبد الله، الذي خرج من سجنه الفرنسيّ بعد 41 عاماً، قد أعلمنا أنّ إسرائيل تعيش آخر أيّامها، فهزّ نوّابُ «حزب الله» الذين حضروا لاستقباله رؤوسَهم بالموافقة.

هكذا أتمّ الحزب، مسلّحاً بدقّة التحليل (العلميّ، كما قد يضيف الشيوعيّون)، استعداداته لمواجهة الجلسة الحكوميّة التي يُفترض انعقادها الثلاثاء للبحث في سلاحه، وفي «بسط سيادة الدولة على جميع أراضيها»، كما جاء في البيان الوزاريّ.

واقع الحال أنّ أمر الحزب ينطوي على شيء مثير للدهشة: فالقوّة العسكريّة التالفة تمضي في التحدّث بلسان جيش ينتقل من نصر إلى نصر، فيما ينيط بنفسه «الدفاع عن لبنان»، علماً بأنّه لم يستطع الدفاع عن تلك النفس. وهذا إذا كان ينطوي على قدر من الانفصال عن الواقع، فأغلب الظنّ أنّ مصدر الانفصال هذا انفصالٌ أكبر وأقدم عهداً عن لبنان ذاته، وهذا تحديداً ما يحمل بعض خصوم الحزب على اعتباره طرفاً إيرانيّاً. لكنْ إذا صحّ أنّ الدقّة تخون الوصف الأخير، لأنّ الحزب لبنانيّ، يبقى صحيحاً أنّ القرار الإيرانيّ كامن وراء غرابة الإصرار على الاحتفاظ بالسلاح.مع هذا هناك أسباب أخرى تساهم في تفسير الغرابة، أهمّها التعويل على ما كان القياديّ الفتحاويّ الراحل خليل الوزير (أبو جهاد) يسمّيه «استراتيجيّة التوريط». أمّا مفاد «الاستراتيجيّة» هذه فأن ينفّذ المسلّحون، الفلسطينيّون يومذاك واللبنانيّون اليوم، أبسط العمليّات العسكريّة وأقلّها جدوى، فتبادر إسرائيل، بالوحشيّة المعروفة عن ردودها، إلى ردّ يشكّل توريطاً للدولة اللبنانيّة. وعلى هذا النحو تتّسع رقعة المشاركين في الاشتباك الكبير الذي تُقحم فيه الدولة والمجتمع اللبنانيّان غصباً عنهما. وفي وسع الحزب، إذا مارس التوريط الذي يكفيه سلاحُه لممارسته، وإذا حصد الردود الإسرائيليّة القاتلة عليه، أن يكسب السجال الوطنيّ الأوّل والاخير. ذاك أنّ الجميع يصبحون على بيّنة من «الأطماع الصهيونيّة» التي لا تُعالَج بغير القتال والمقاومة. هكذا تكون الأحداث قد أكّدت صحّة تحليل الحزب وصدق رؤيته.

فإذا أضفنا الذريعة السوريّة المستجدّة، ومؤدّاها أنّ السلطة الجديدة في دمشق تطرح تهديداً على الأقلّيّات من غير العرب السنّة، أضيفت إلى حجج الاحتفاظ بالسلاح، بالضمنيّ منها والمعلن، حجّة أخرى.

وعلى العموم يغدو لبنان، دولةً وشعباً ومجتمعاً، مجرّد تكتيك في استراتيجية «حزب الله»، فيما تسود وتنتشر مجدّداً «ثقافة» تقديم الشهداء والأضاحي التي تطرد مهرجانات الفرح وباقي المناسبات التي لا تليق بـ «مجتمع مقاوم». بيد أنّ سيناريو كهذا قد يكون اليوم مكلفاً جدّاً، وربّما مكلفاً على نحو لا قيامة بعده، على ما يحذّر لبنانيّون كثيرون. فليس من التهويل في شيء أن يقال إنّ توازن القوى شديد الاختلال، طرفه الآخر حكومة إسرائيليّة مجرمة لا يردعها شيء عن الذهاب إلى أقاصي العنف، ويُرجّح أنّ هدفها الأوّل، منذ 7 أكتوبر، هو بالضبط توسيع حزامها الأمنيّ. ولئن تكاثرت البراهين على ذلك في غزّة وسوريّا، فمن غير المستبعد جعل رقعة الحزام الأمنيّ أرضاً محروقة إذا بدا أنّ صيغة كهذه ضروريّة ومُلحّة. ويُخشى أن يكون التلخيص الذي تتعرّض له المعارك في سائر ساحاتها مقدّمة لانحصار بقايا المواجهات في لبنان. وفي هذه الحالة الحربيّة التي لا تستريح، والتي تشبه أحوال نتانياهو وأخلاقه، ليس ثمّة رادع إقليميّ أو دوليّ. فروسيا والصين وتركيّا وسواها من البلدان ذات المواقف الرماديّة ستدين إسرائيل كثيراً لكنّها كثيراً ما سوف تغضّ النظر عن انتهاكاتها.

ونُذر وضع كهذا نراها اليوم في تلك المسيّرات الإسرائيليّة التي لا تتعب من التجوال في سماء لبنان، وفي تجدّد أعمال القصف المكثّف في الجنوب والبقاع، ومواصلة الاغتيالات، فضلاً عن الاحتفاظ بالتلال المحتلّة محتلّة. ثمّ لئن باتت إسرائيل محطّ إدانات عالميّة ضميريّة، ضخمة وغير مسبوقة، بسبب غزّة وتجويع أطفالها، فما يصحّ في غزّة لا يصحّ في لبنان و»حزب الله».ويميل المراقب إلى الظنّ أنّ الإسرائيليّين بحديثهم اليوميّ عن قوّة الحزب ومحاولاته ترميم سلاحه، إنّما يقلّدون الأميركيّين خلال الأشهر التي سبقت الهجوم على العراق في 2003، حيث شاع وصف «الجيش الرابع في العالم» لدى الحديث عن جيشه الذي انهار بسرعة لم يتوقّعها أحد. فالاستدراج إلى الحرب مُنية إسرائيل بناءً على معطيات صلبة، وهو أيضاً مُنية «حزب الله» بناء على تصوّرات خرافيّة وأوهام ورغبات تجمع بين انتحاره ونحرنا، كما تضعنا في مرحلة عالقة وخطيرة لا تستطيع سياسة اللاقرار أن تُخرجنا منها. فهل الخطاب الأخير الذي ألقاه الرئيس عون مقدّمة لقرار يُتّخذ يوم الثلاثاء، أم هو رفع للعتب يُستأنف معه اللاقرار في مواجهة المخاطر المصيريّة المحدقة؟

 

هل إسرائيل شرطي المنطقة الجديد؟

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/03 آب/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/08/145896/

قبلَ سبع سنواتٍ كتبتُ عن «صعود إسرائيلَ إقليمياً». اليومَ حضورُها أكبر فهيَ وراء التغيرات الجيوسياسيةِ الهائلة، إثرَ هجماتِ السَّابع من أكتوبر. بعدَ هذا كلّه، كيفَ تنظرُ إسرائيلُ إلى نفسها؟ من المستبعدِ أن تكتفيَ بدورها القديمِ وستبحث عن أدوارٍ سياسية تعكس قدراتَها العسكرية. كانت لتلِّ أبيبَ سياسةٌ على مدى نصف قرن ركيزتها حماية وجودِها وحدودها القديمة والمحتلة، شملت مواجهةَ إيران وملاعبةَ القوى المضادة مثل نظامي صدام والأسد. اليوم تدشّن مرحلة ما بعدَ تدمير القوى المحيطةِ بها. وللمرة الأولى في تاريخِها الحديث، لم تعد هناك قوةٌ تعلن تهديدها لإسرائيل وقادرة على فعل ذلك. حتى إيران لا تستطيع ذلك بعد التَّدمير الذي لحقَ بقدراتها الهجومية، وقد تتغيَّر هذه المعادلة مستقبلاً إن تمكَّنت ايران من إعادة بناء قوتها الداخلية والخارجية، لكنَّ الأمر يبدو مستبعداً أو بعيداً. بتبدّل الأوضاع تتبدَّل الاستراتيجية الإسرائيلية، تريد أن تكونَ لاعباً هجوميّاً في المنطقة وليس مجردَ حارسٍ للحدود. والمنطقة الآنَ في حال متبعثرة، وبلا تحالفاتٍ واضحة، كأنَّها تنتظر أن تحسمَ الأمور المضطربة، ومن بينها محور طهران الذي تقلَّص كثيراً. هناك احتمالان لما ستكون عليه إسرائيل. الأول: أن تعتبرَ نفسَها قوة لحفظ الواقع الجديد، و«استقراره»، والانخراط سلمياً مع الجوار باستكمال علاقاتِها مع بقية العرب. وهذا سيعني نهايةَ حقبةِ الحرب والمقاطعة. مع نهاية الأنظمة المعادية لها أو إضعافِها، ستعزّز إسرائيل مصالَحها بترسيخ الوضعِ الجيوسياسي وتنظيفِ محيطها وإقصاء ما تبقَّى من حركاتٍ معادية لها. الاحتمال الثاني: أنَّ إسرائيل بقوتها المتفوقةِ تريد أن تعيد تشكيلَ المنطقة وَفق منظورها السياسيِّ ومصالِحها وهذا قد يعني المزيدَ من المواجهات. فالدول الإقليمية لديها هواجسُ قديمة في هذا الشأن. فقد كانت هناك أنظمةٌ توسعية مثل صدام العراق وإيران اعتبرت إسرائيل عقبةً أمام طموحاتها الإقليمية وتبنَّت مواجهتها، وإن كانتِ العناوين دائماً تتدثّر بالقضية الفلسطينية. هجماتُ حركة حماس أخرجت إسرائيلَ من القمقم ووضعتها طرفاً في المعادلة الإقليمية أكثرَ من ذي قبل. فهل إسرائيل تبحث عن التعايش إقليمياً أم تطمح لتنصب نفسها شرطياً للمنطقة؟ كل شيء يوحي بأنَّ إسرائيلَ تريد أن تكون طرفاً في النَّشاط السياسيّ الإقليميَ ومعاركِ المنطقة، قد تكونُ المقاولَ العسكري أو لاعباً إقليمياً أو حتى زعيمةَ حلف. فهي سريعاً منعتِ التَّدخلَ العراقي في سوريا والتَّمدد التُّركيَّ كذلك.

شهية حكومةِ نتنياهو للقتال المستمرة أحيت مخاوفَ مشروع إسرائيل الكبرى، والتخطيط للتوسع في المنطقة. الحقيقة أنَّ معظمَ هذه الطروحات تسوّقُ لها الأطرافُ المنخرطة في الصّراع مثل إيران وسوريا والإخوان واليسار. إسرائيل ربَّما تبحث عن دور مهيمن، لكنَّ التَّوسعَ الجغرافي مستبعد. فهيَ على مدى خمسين عاماً انكفأت على نفسها وسخرت إمكانياتها المادية والعسكرية والقانونية لابتلاع الأراضي التي احتلتها في حرب 1967. ولا تزال تصارعُ للحفاظ عليها وإفشال العديد من المحاولات لتخليصها بإقامة دولة فلسطينية أو إعادتها تحت الإدارتين الأردنية والمصرية. الدولة الإسرائيلية صغيرة وستبقَى كذلك نتيجة طبيعة نظامِها المتمسّك بالحفاظ على يهوديتها. حالياً عشرون في المائة من مواطنيها فلسطينيون، ولو ضمَّت الأراضيَ المحتلة للدولة ستصبح نسبتُهم نصفَ السُّكان تماماً. هذا يجعل التحديَ استيعابَ الضفة وغزة وليس التوسع. الخشية أن يسعى المتطرفون الإسرائيليون إلى الاستفادة من حالة الفوضى لهذا الغرض، كما حدث بعد أكتوبر، إذ استُغلَّت هجمات «حماس» للتخلّص من جزءٍ من سكان الضفة وغزة. هذا احتمالٌ وارد وله تداعياتُه الخطيرة. إنَّما توجد مبالغة فيما يروّج له المؤدلجون محذرين ممَّا يسمى إسرائيل الكبرى، مستشهدين بصور ومقالاتٍ تدعو للتوسع لما وراء نهر الأردن. قد تكون ضمنَ الطروحات التلمودية والسياسية التي تشبه الحديث عن «الأندلس» عندَ الذين يحنُّون للتاريخ العربيّ والإسلاميَ القديم. ديموغرافياً إسرائيلُ محكومةٌ بمفهومها للدولة اليهودية وتخشى من أن تذوبَ إثنياً بخلاف معظم دول المنطقة التي تشكَّلت واستوعبت أعراقاً وإثنياتٍ متنوعة. إسرائيل تسعى للهيمنة لكنَّها تخاف من الاندماجات الديموغرافية الحتمية نتيجة الاحتلالات. سياسياً، تبقَى استراتيجية الدولة اليهودية المقبلة، عقب انتصاراتها الأخيرة، غامضةً وربَّما لا تزال تحت التَّشكّل. ومهما تريد لنفسها، سواء أكانت تريد دولة مسالمة منفتحة على جيرانها العرب أم شرطياً للمنطقة منخرطاً في معاركَ دائمة، فإنَّ للمنطقة ديناميكيتها التي تحركها عواملُ مختلفة ومتنافسة ولا تستطيع قوةٌ واحدةٌ الهيمنةَ عليها.

 

جهود رئاسية لتثبيت حصرية السلاح وجدولته إنقاذاً لمجلس وزراء لبنان

 محمد شقير/الشرق الأوسط/03 آب/2025

تبقى آمال اللبنانيين معقودة على مشاورات اللحظة الأخيرة بين رؤساء الجمهورية العماد جوزيف عون، والمجلس النيابي نبيه بري، والحكومة نواف سلام، التي تأتي استباقاً لجلسة مجلس الوزراء الثلاثاء المقبل، لعلهم يتوافقون على صيغة لاستكمال تطبيق البيان الوزاري ببسط سلطة الدولة اللبنانية على كل أراضيها بأدواتها الذاتية، على أن تتبناها الحكومة مجتمعةً لاستيعاب الضغوط الدولية والعربية المطالبة بحصر السلاح بيد الدولة وسحبه من القوى المسلحة ومن ضمنها «حزب الله»، وتسليمه إلى الجيش اللبناني. فالغموض، وإن كان يكتنف لقاء المصارحة بين الرئيس عون ورئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، فإن القوى السياسية من موقع الاختلاف تراهن على دور للرئيس بري قبل انعقاد الجلسة للتوصل إلى صيغة توافقية لحصرية السلاح، كونه يتعاطى بواقعية وانفتاح حيال بسط سلطة الدولة ولديه القدرة على إقناع حليفه «حزب الله» بأن يتموضع سياسياً تحت سقف الصيغة التي يجري العمل على إنضاجها لاحتواء الضغوط التي تستهدف لبنان وتدعوه لالتقاط الفرصة الأخيرة لإنقاذه، وقاعدتها جمع سلاح الحزب.

مراحل زمنية

ورغم أن المشاورات الرئاسية تتلازم والتواصل بين عون ورعد في ضوء المصارحة التي اتسم بها لقاؤهما الأول، وغلب عليه الطابع الإيجابي، فإنه لا شيء نهائياً حتى الساعة لأن النتائج تبقى بخواتيمها، فإن المشكلة التي تتصدر اجتماع مجلس الوزراء لا تكمن في بسط سلطة الدولة وإنما في تحديد المراحل الزمنية لطرحها، بدءاً من التوافق على موعد لانطلاقتها لتفكيك الضغوط الخارجية التي تنصبّ على لبنان. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر سياسية مواكبة للقاء عون - رعد، أن جدول أعمال الجلسة يبقى محصوراً في مناقشة الرد الرئاسي على الأفكار التي طرحها الوسيط الأميركي، توم برّاك، لمساعدة لبنان على وضع آلية تطبيقية لوقف النار، مع أنها تتوقع أن يصل جوابه على الرد في الساعات المقبلة قبل انعقادها. وأكدت المصادر أن الهواجس التي طرحها رعد على عون لا تمتّ بصلةٍ إلى خطابه في عيد تأسيس الجيش، وتأييده بلا تحفّظ لثلاثية الأولويات التي أوردها، بدءاً بوقف فوري للأعمال العدائية، وإطلاق الأسرى وانسحاب إسرائيل وبسط سلطة الدولة، وسحب سلاح جميع القوى المسلحة ومن ضمنها «حزب الله»، وإن كان يفضّل عدم ذكر اسم الحزب باعتبار أنه وافق على البيان الوزاري ويشارك في الحكومة. ولفتت إلى أن هواجس رعد محصورة في أنه لا يحبّذ تحديد جدول زمني لسحب سلاح الحزب، ما دامت إسرائيل ماضية في خروقها واعتداءاتها وترفض الالتزام بوقف النار وتمنع إعادة الإعمار، وبالتالي من غير الجائز التفريط مجاناً في ورقة سلاحه بغياب الضمانات التي تُلزم إسرائيل بوقف أعمالها العدائية والانسحاب من الجنوب تطبيقاً للقرار 1701.

اندفاعة بري

ورأت المصادر، نقلاً عن مسؤول بارز في «الثنائي الشيعي» فضّلت عدم ذكر اسمه، أن مجرد الحصول على ضمانات أميركية بإلزام إسرائيل بوقف اعتداءاتها وانسحابها من الجنوب، من شأنه أن يُسقط الذرائع التي يتذرّع بها الحزب لتبرير عدم موافقته على وضع جدول زمني لسحب سلاحه ينفّذ على مراحل، وذلك يتيح للرئيس بري التدخل لدى حليفه لتعبيد الطريق أمام الشروع بتطبيق حصرية السلاح، لأنه لن يجد ما يقوله وسيضطر حتماً إلى مراعاة المزاج الشيعي الذي ينشد الاستقرار ويتحضّر لعودة النازحين إلى قراهم، وإعمار ما تهدّم منها. وقالت إن بري كان أكثر اندفاعاً للتوصل إلى اتفاق وقف النار الذي التزم به الحزب ولم تتقيّد به إسرائيل، وكان قد تمايز عن حليفه بعدم تأييده إسناده غزة، لكن لا بد من تدعيم موقفه بتوفير الضمانات للبنود الثلاثة التي ركز عليها عون في خطابه، وهذا ما شدد عليه بري في لقاءاته مع الوسيط الأميركي، الذي وصف اجتماعه الأخير به بأنه كان ممتازاً وإيجابياً، قبل أن ينقلب عليه بدعوته الحكومة لتطبيق حصرية السلاح بخلاف مطالبة بري بالضمانات لتطبيقه، وأكدت أن الحزب لن يبيع ورقة سلاحه بلا أي مقابل سياسي، ويمكن استخدامها لإلزام إسرائيل بالانسحاب لأنه بحاجة إلى تلميع صورته أمام جمهوره وحاضنته، وصولاً إلى ترتيب بيته الداخلي. وأضافت المصادر أن الحزب بات على قناعة بأن الولايات المتحدة وإسرائيل لن توقفا استهدافه لإلغائه من المعادلة السياسية وتقليل نفوذه، سواء احتفظ بسلاحه أو تخلى عنه للدولة، وبالتالي فإن قيادته تفضّل الاحتفاظ به ما لم تتوافر الضمانات بانسحاب إسرائيل. وقالت إنه لا يمكن استباق المشاورات الجارية بين الرؤساء، ولا بد من التريث لحين التأكد مما ستؤول إليه، لما سيكون لها من انعكاس على المداولات داخل الجلسة التي يشارك فيها 3 وزراء شيعة من أصل خمسة، لوجود وزير المالية ياسين جابر خارج البلد في إجازة عائلية في إسبانيا، واضطرار وزير العمل، محمد حيدر، إلى السفر (الأحد) إلى بغداد للقاء كبار المسؤولين العراقيين، وعلى رأسهم رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، على أن يعود إلى بيروت الأربعاء المقبل.

مكابرة «حزب الله»

لذلك، يقف الحزب الآن أمام ضرورة اتخاذه قراراً شجاعاً يجرؤ فيه على التخلي عن سلاحه ويودعه في عهدة الدولة بعيداً عن المكابرة، ليكون في وسعها الاستقواء به، ليس لاستيعابها مسلسل الضغوط الخارجية المطالبة بحصريته فحسب، وإنما لاستقدام رافعة دولية بضمانات موثوقة للضغط على إسرائيل وإلزامها بالانسحاب، وبذلك يكون قد أنقذ الجلسة وأسهم في تنفيس الاحتقان المذهبي والطائفي وأخرجها من التأزم، الذي يراهن البعض على أنه سيحاصرها، وبالتالي يفتح الباب أمام تصويب علاقته بخصومه وحلفائه الحاليين والسابقين على السواء، ويعيد الثقة الدولية بلبنان، بخلاف تمسكه بذريعة أنْ لا خيار أمامه سوى الاحتفاظ به ما دامت الولايات المتحدة وإسرائيل على موقفهما بإضعافه واستهدافه، سواء احتفظ بسلاحه أو تخلى عنه. فهل يفعلها الحزب ويخطو خطوة للتصالح مع المزاج الشيعي الذي هو الآن في حاجة إلى التقاط الأنفاس ليعيد ترتيب أوضاعه؟ أم أن لديه حسابات لن تبدل من الوضع الميداني باختلال ميزان القوى وعدم قدرته على الدخول في مواجهة مع إسرائيل، ولو من باب الدفاع عن النفس؟

 

تحقيقات انفجار مرفأ بيروت تبلغ خواتيمها بعد تجميدها ثلاث سنوات والقرار الاتهامي نهاية العام

يوسف دياب/الشرق الأوسط/03 آب/2025

الفارق الوحيد بين الذكرى الخامسة لانفجار مرفأ بيروت هذا العام وسابقاتها، أنها تتزامن مع انتهاء التحقيقات القضائية التي أجراها المحقق العدلي القاضي طارق البيطار، وتخطّي العقبات التي اعترضت الملفّ وجمّدته لأكثر من ثلاث سنوات. قد لا يلبّي استئناف التحقيق طموح أهالي الضحايا الذين يتوقون إلى صدور القرار الاتهامي قبل حلول الذكرى الخامسة، وكشف حقيقة زلزال الرابع من أغسطس (آب) 2020، الذي أسفر عن مقتل 232 ضحية وإصابة الآلاف وتدمير نصف العاصمة بيروت، إلّا أن الأهالي باتوا مطمئنين إلى أن الحقيقة لن تضيع، وأن كلّ محاولات طمس الملفّ وتطيير المحقق العدلي، إن بالتهديد المباشر داخل مكتبه أو بالرسائل الأمنية أو بعشرات الدعاوى القضائية ضدّه، باءت بالفشل.

بانتظار الاستنابات

يقترب البيطار من إعلان ختم التحقيق بالملفّ، بعدما عقد عشرات الجلسات في الأشهر الأربعة الماضية، استجوب فيها سياسيين وقادة أمنيين وعسكريين وقضاة وموظفين كباراً في مرفأ بيروت.

وكشف مصدر قضائي مواكب لإجراءات المحقق العدلي أن الأخير «بات قاب قوسين أو أدنى من ختم التحقيق وإحالة الملفّ على النيابة العامة التمييزية لإبداء مطالعتها بالأساس قبل إصدار القرار الاتهامي».

وأوضح المصدر لـ«الشرق الأوسط»، أن البيطار «ينتظر ورود أجوبة على استنابات وجهها الشهر الماضي إلى 6 دول عربية وأوروبية، طلب فيها معلومات حول وقائع محددة ليس من ضمنها صور الأقمار الاصطناعية»، مشيراً إلى أن قاضي التحقيق العدلي «الذي يعكف على دراسات محاضر الاستجوابات الأخيرة، سيكون أمام احتمالين: الأول ختم التحقيق بالوضع الحالي وإصدار القرار الاتهامي في مهلة أقصاها نهاية العام الحالي، والثاني أن يتريّث إلى أن تبتّ محاكم التمييز والهيئة العامة لمحكمة التمييز بدعاوى الردّ والنقل والمخاصمة المقامة ضدّه من قبل سياسيين وأمنيين ملاحقين في القضية».

دراسة قانونية

ودخل ملفّ المرفأ في دوامة التعطيل منذ 24 ديسمبر 2022، بناء على دعاوى الردّ والمخاصمة التي قدّمت ضدّه، آخرها من وزير الأشغال السابق النائب غازي زعيتر، ثم تسارعت وتيرتها حتى بلغت 43 دعوى.

وبناء على تكبيله بكلّ هذه الإجراءات التعطيلية، أصدر البيطار في 23 يناير (كانون الثاني) 2023 دراسة قانونية اعتبر فيها أن «المحقق العدلي لا يمكن مخاصمته أو ردّه عن الملفّ». وأعلن تخطي كل هذه الدعاوى واستئناف التحقيق، وأصدر لائحة ادعاء جديدة بينها اسم النائب العام التمييزي (السابق) القاضي غسان عويدات والمحامي العام التمييزي القاضي غسان الخوري، حينها سارع عويدات إلى الادعاء على البيطار بـ«انتحال صفة محقق عدلي واغتصاب سلطة».

كما أصدر مذكرة إحضار بحقّه وقراراً بمنعه من السفر، ولم يكتفِ بذلك، بل اتخذ قراراً بالإفراج عن 17 موقوفاً بملفّ المرفأ، كان البيطار رفض مراراً إخلاء سبيلهم. ولا تزال كلّ هذه الدعاوى عالقة، ولم تصدر محاكم التمييز قرارات بقبولها أو رفضها. وقال مصدر مقرّب من المحقق العدلي إن الأخير «يفضل أن تصدر قرارات بهذه الدعاوى، وأن تبتّ الهيئة الاتهامية التي تشكلت حديثاً في الدعوى التي أقامها عويدات ضدّه، حتى لا تثار هذه الدعاوى أمام المجلس العدلي وتعرّض القرار الاتهامي للطعن أو الإبطال، وحتى لا تتوقف إجراءات المحاكمة بمجرّد أن يتقدم أي محامٍ بدفع شكلي لوقف جميع الإجراءات».

تفكيك العقد

وكان البيطار استجوب جميع المدعى عليهم من سياسيين وقادة عسكريين وأمنيين، أبرزهم رئيس الحكومة السابق حسان دياب، وزير الداخلية السابق نهاد المشنوق، قائد الجيش السابق العماد جان قهوجي، المدير العام السابق للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، والمدير العام السابق لأمن الدولة اللواء طوني صليبا، فيما امتنع أربعة عن المثول أمامه هم: الوزيران السابقان (النائب الحالي) علي حسن خليل ويوسف فنيانوس (صدرت بحقهما مذكرتا توقيف غيابيتان)، بينما امتنع عن المثول أمامه مؤخراً وزير الأشغال السابق النائب الحالي غازي زعيتر، والنائب العام التمييزي السابق القاضي غسان عويدات. ولم يخفِ المصدر القضائي أن «استئناف التحقيق جاء ترجمة فورية لما تعهَّد به رئيس الجمهورية جوزيف عون فور انتخابه، بأنه سيدفع باتجاه استكمال التحقيقات، وتفكيك العقد التي عطلت الملف»، لافتاً إلى أن «الثمرة الأولى لذلك تمثّلت بإعلان النائب العام التمييزي القاضي جمال الحجار استئناف التعاون مع المحقق العدلي وتنفيذ المذكرات التي تصدر عنه».

خطوة مؤجلة

ولم يتخذ البيطار أي إجراء بحق من استجوبهم مؤخراً، وقرر تأجيل ذلك إلى مرحلة صدور القرار الظني. ورجّح المصدر القضائي أن «يستدعي المحقق العدلي كلَّ الذين استجوبهم بعد استئناف تحقيقاته ويطلب منهم المثول أمامه، ويبلغهم القرارات التي سيتخذها بشأنهم، وهذه القرارات تتراوح بين من يتمّ تركه بسند إقامة ومن يُترك رهن التحقيق ومن يصدر بحقه مذكرة توقيف وجاهية»، مشيراً إلى «استحالة أن يحال الملف على المجلس العدلي من دون أن يقرر مصير من خضعوا للاستجواب ويحدد وضعهم القانوني». أما بشأن الموقوفين الـ17 الذين أمر القاضي عويدات بالإفراج عنهم متخطياً المحقق العدلي، فتوقع المصدر أن «يصرف النظر عن توقيفهم باعتبار أنهم أمضوا فترة طويلة بالسجن، ولا داعي إعادة توقيفهم مجدداً».

وزير العدل يتعهّد

وزير العدل اللبناني عادل نصّار اعتبر أنّ «ما حدث في 4 أغسطس (آب) 2020 جريمة وكارثة إنسانية، والدولة ملزمة تأمين قضاء يجيب عن الأسئلة المطروحة، وصولاً إلى المحاسبة القضائية، وذلك وفقاً للقانون ولكل المبادئ القانونية مع حق الدفاع، ولا بدّ أن يصل هذا الملف إلى خواتيمه». وقال نصار في مؤتمر صحافي: «القاضي البيطار وصل إلى المراحل الأخيرة في الملف، لكن لا معلومات لدي عن مضمون هذا العمل، وليس من صلاحياتي أن أتدخل لمعرفته، إلا أنني في المقابل أضع نفسي في تصرفه لمؤازرته ضمن صلاحياتي أو من خلال متابعتي عبر عقد اجتماعات مع سفراء معنيين بالاستنابات القضائية، لطلب تسريع الأمور من أجل الحصول على الأجوبة اللازمة، وبالتالي يحصل المحقق العدلي على كل المعلومات المطلوبة». وتعهَّد وزير العدل بـ«بذل كل الجهود الممكنة لإنهاء ملف انفجار المرفأ؛ إذ من حق أهالي الضحايا والمتضررين وكل الشعب اللبناني، معرفة حقيقة ما جرى ومحاسبة المرتكبين والمتسببين».

 

بمناسبة عيد الجيش نتذكر العماد إبراهيم طنّوس: القائد الوحيد المقاتل في ذاكرة الجيش اللبناني والمقاومة الوطنية

ادمون الشدياق/03 آب/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/08/145889/

في مسار التاريخ العسكري اللبناني الحديث، قلّما برز قائد استطاع أن يجسّد ببذته العسكرية كرامة وطن بأسره كما فعل العماد إبراهيم طنّوس (1929 – 1999)، القائد الفذّ الذي أعاد للقيادة العسكرية معناها الحقيقي في فترة من أحلك فترات الحرب اللبنانية (1975-1990). لقد كان طنّوس استثناءً نادراً في قيادة الجيش، ليس بصفته قائداً على الورق، بل قائداً على الأرض، في خنادق القتال، ومع جنوده، وفي عمق الشارع المقاوم.

النشأة والمسيرة العسكرية

ولد إبراهيم طنّوس في بلدة القبيات (عكار) سنة 1929، في بيئة جبلية قاسية تربّى فيها على قيم الصلابة والشرف. التحق بالكلية الحربية وتخرّج ضابطاً في الجيش اللبناني سنة 1951. طوال مسيرته العسكرية، عُرف طنّوس بنزاهته وانضباطه، وابتعد عن دهاليز السياسة وزواريب الولاءات الطائفية التي عصفت بالمؤسسة العسكرية في سنوات ما قبل الحرب[1].

رُقّي إلى رتبة عماد وتسلّم قيادة الجيش اللبناني في كانون الأول 1982، في مرحلة مصيرية تزامنت مع اغتيال الرئيس بشير الجميّل واحتدام المواجهات بين القوى السيادية اللبنانية من جهة، والميليشيات الفلسطينية واليسارية والسورية من جهة أخرى[2].

قائد مقاوم في زمن السقوط

على عكس العديد من قادة الجيش الذين سبقوه وتلوه، كان العماد إبراهيم طنّوس يؤمن بأن الجيش ليس مؤسسة بيروقراطية تقف على الحياد بينما تُنهَك الدولة، بل هو الحارس الأخير لهوية لبنان. رفض نظرية “الجيش الحيادي” في حرب وجودية، وسعى إلى إعادة بناء العقيدة القتالية للجيش على أساس “القتال من أجل السيادة”، وهو ما وضعه في خط المواجهة المباشرة مع قوى الوصاية والاحتلال[3].

في عهده، أُعيد تشكيل وحدات قتالية فعّالة داخل الجيش اللبناني، وتحولت الألوية من نمطية كلاسيكية إلى وحدات مدرعة وخفيفة قادرة على الاشتباك الميداني. ويُسجَّل لطنّوس أنه أول قائد جيش في تاريخ لبنان الحديث يقاتل فعليًا على الأرض، ويقود عملياته ميدانياً، متحدياً جميع المخاطر التي كانت تتهدده شخصيًا[4].

معركة مار مخايل: صورة القائد المقاوم

تبقى معركة تحرير كنيسة مار مخايل - الشياح سنة 1983 الحدث المفصلي الذي يُختصر فيه معنى القيادة العسكرية عند إبراهيم طنّوس. فحين كانت الميليشيات الفلسطينية واليسارية تسيطر على المحور الممتد من الصفير إلى مار مخايل، تقدّم طنّوس بنفسه إلى ساحة القتال مع عناصر من الجيش والقوات اللبنانية، وأشرف ميدانياً على العمليات القتالية لتحرير الكنيسة.

المشهد الذي بقي محفوراً في الذاكرة هو حين أمسك طنّوس بجهاز "الموتورولا" وأمر دبابات الـ M-48 بفتح نيرانها على مواقع القنّاصة، رافضاً أن يبتعد عن مرمى القصف رغم تحذيرات طواقم الدبابات. في تلك اللحظة، جسّد طنّوس صورة القائد الميداني الذي يُفضّل الشهادة واقفاً على أن يقود جنوده من مكاتب القيادة المحصنة[5].

العلاقة مع المقاومة اللبنانية (القوات اللبنانية)

تميّزت علاقة العماد إبراهيم طنّوس مع القوات اللبنانية بقيادة الدكتور سمير جعجع والرئيس بشير الجميّل، بعلاقة تعاون ميداني وتنسيق وطني بعيداً عن الحساسيات الحزبية. فقد أدرك طنّوس مبكرًا أن المعركة الوجودية في وجه الاحتلال الفلسطيني والسوري تتطلب تكاتف جميع القوى السيادية في لبنان، سواء العسكرية النظامية أو الشعبية المقاومة.

لم يتعامل طنّوس مع القوات اللبنانية كميليشيا، بل كجزء من مشروع مقاومة لبنانية شاملة، وكان أول قائد جيش يُشيد بمساهمات القوات اللبنانية في الدفاع عن المناطق الحرة، بل شارك معهم في عمليات تحرير مباشرة[6].

مواقفه في السياسة الوطنية

لم يكن طنّوس رجل سياسة، لكنه كان يحمل في داخله رؤية وطنية صلبة. عارض بحزم اتفاقات الإذعان التي كانت تُفرض على لبنان، ورفض أي صيغة حلول تضعف من سيادة الدولة أو تفرّط بدور الجيش. وعندما حاولت قوى الوصاية السورية اختراق الجيش عبر إغراء بعض الضباط، كان موقف طنّوس حازمًا: “إما جيش واحد للوطن أو لا جيش”[7].

نهاية المسيرة والإرث الوطني

أُجبر العماد إبراهيم طنّوس على الاستقالة من قيادة الجيش في 23 يونيو 1984، بضغط مباشر من النظام السوري وحلفائه في الداخل اللبناني، بعد أن أصبح حجر عثرة أمام مشاريع تقاسم لبنان. لكنه غادر القيادة مرفوع الرأس، تاركًا وراءه نموذجاً في القيادة العسكرية المقاومة يصعب تكراره.

توفي العماد طنّوس سنة 2012، لكنه بقي في الذاكرة الوطنية اللبنانية رمزاً للقائد الشريف، المقاوم، والوفي لقسمه العسكري. لم يبحث عن الأضواء، ولم يساوم على شرف البذلة العسكرية.

حائز:

• وسام الجرحى.

ميدالية الاستحقاق اللبناني الفضية.

• وسام الأرز من درجة فارس.

• وسام 31/12/1961 التذكاري.

• وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط.

• وسام الاستحقاق اللبناني ذو السعف من الدرجة الثانية بالأقدمية.

• الوسام الحربي مرتين.

• وسام الأرز الوطني من رتبة كومندور.

• وسام الأرز الوطني من رتبة الوشاح الأكبر.

• وسام الاستحقاق اللبناني من الدرجة الأولى.

• تنويه العماد قائد الجيش مرتين.

• تهنئة العماد قائد الجيش ثلاث مرات.

ــ تابع عدة دورات دراسية في الداخل وفي فرنسا وإيطاليا.

ــ توفي بتاريخ 26/12/2012.

ــ متأهل وله أربعة أولاد.

الخاتمة: الجنرال الذي لن يُنسى

إبراهيم طنّوس لم يكن مجرّد قائد عسكري عابر في دفتر القيادة اللبنانية، بل كان حالة وطنية بحد ذاتها. في زمن التخاذل، كان هو الوجه المشرق للشجاعة؛ وفي زمن التفكك، كان الصوت الصارخ بالوحدة؛ وفي زمن الغدر، كان آخر حصون الكرامة.

لقد أثبت أن القائد الحقيقي هو من يمشي بين جنوده في ساحات النار، لا من يختبئ خلف جدران المكاتب. ترك لنا إرثاً من الشرف العسكري الذي لا يُشترى ولا يُباع، وأثبت أن مقاومة الاحتلال ليست خياراً سياسياً بل واجباً أخلاقياً.

الهوامش:

[1] موسوعة الجيش اللبناني – تاريخ القيادات 1950-1985.

[2] يوسف شبل، "لبنان بين بشير ورفيق"، بيروت، 2003، ص 145.

[3] أنطوان صفير، "الجيش اللبناني: أزمة المؤسسة وبُعد العقيدة"، مجلة الدراسات اللبنانية، 1995، العدد 12.

[4] مقابلة مع اللواء المتقاعد ميشال عون في مجلة الدفاع الوطني، 1987.

[5] مقابلة أرشيفية مع العماد إبراهيم طنّوس، تلفزيون لبنان، 1984.

[6] سركيس نعوم، "الجيش اللبناني والقوات اللبنانية: تحالف الضرورة"، النهار، 1992.

[7] جوزيف سماحة، "الجيش اللبناني في معادلة الشرق الأوسط"، مركز الدراسات اللبنانية، بيروت، 1990.

المراجع:

موسوعة الجيش اللبناني، المجلد الثالث: قيادات الجيش 1950-1990.

أنطوان صفير، "الجيش اللبناني وتحديات الهوية"، بيروت، 2001.

يوسف شبل، "لبنان بين بشير ورفيق"، بيروت، 2003.

أرشيف تلفزيون لبنان، مقابلات 1983-1984.

سركيس نعوم، "الجيش اللبناني والقوات اللبنانية: تحالف الضرورة"، النهار، 1992.

جوزيف سماحة، "الجيش اللبناني في معادلة الشرق الأوسط"، مركز الدراسات اللبنانية، بيروت، 1990.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

رئيس الجمهورية شارك في القداس السنوي لعيد سيدة التلة في دير القمر: نطلب شفاعة العذراء ليبقى لبنان موحداً بكل أبنائه الى أي طائفة انتموا وليبقى منارة للحضارة والتعايش في قلب الشرق

وطنية/03 آب/2025

شارك رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون عند الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم، في القداس الالهي في كنيسة سيدة التلة في دير القمر، بمناسبة عيد سيدة التلة، والذي حضره السفير البابوي في لبنان باولو بورجيا، والنواب مروان حمادة، جورج عدوان،  فريد البستاني،  كميل شمعون، غسان عطاالله، ونجاة عون، والوزير السابق ناجي البستاني والوزيرة السابقة غادة شريم وقائمقام الشوف مارلين قهوجي وقائد منطقة جبل لبنان في قوى الامن الداخلي العميد عبدو خليل والمدير العام لمؤسسة الإسكان روني لحود ورئيس بلدية دير القمر الدكتور ناجي جرمانوس  وأعضاء المجلس البلدي وعدد من المسؤولين الأمنيين والقضائيين والفعاليات الرسمية والمدنية. ولدى وصول الرئيس عون كان في استقباله في أنطش سيدة التلة، الرئيس العام للرهبانية المارونية المريمية الاباتي ادمون رزق  ورئيس الأنطش الأب جوزيف ابي عون، وكهنة الرعية  والسفير البابوي، والمونسنيور عبدو أبو كسم ممثلا راعي الأبرشية المطران مارون العمار الذي تغيب لاسباب صحية ،  وعدد من الآباء. واتجه الرئيس عون الى  ساحة دير القمر حيث تجمع عدد من المغتربين اللبنانيين الاتين من اميركا وأوروبا والذين هتفوا بحياة الرئيس عون وازدهار لبنان .

وبعد استراحة قصيرة في صالون الدير الاثري استمع خلالها الى شروحات من الاب ابي عون حول تاريخ الصالون والدير ، دوَّن الرئيس عون كلمة في السجل الذهبي للأنطش، جاء فيها: "في هذا المكان المقدس، يلتقي الايمان مع التاريخ. كنيسة سيدة التلة المباركة في دير القمر المشرفة على هذه المدينة التاريخية الخالدة، شاهدة على قرون من الايمان والصمود، ومنارة للسلام والمحبة في قلب جبل لبنان، وهي ملاذ المؤمنين من كل انحاء لبنان والمنطقة في بلدة دير القمر, هذه الجوهرة التراثية في تاريخ لبنان المليء بالمحطات المضيئة التي دونها تاريخ وطننا. في هذا اليوم المبارك، نسأل العذراء مريم، سيدة التلة، ان تبسط حمايتها على لبنان وشعبه، وان تهب أرضنا الحبيبة السلام والازدهار، ونطلب شفاعتها ليبقى لبنان موحداً بكل أبنائه الى أي طائفة انتموا، ليبقى منارة للحضارة والتعايش في قلب الشرق. تحية الى أبناء دير القمر والشوف، الذين يجدون في سيدة التلة شفيعة، وهذه الكنيسة التاريخية مركز اشعاع روحي وثقافي".

قداس

ثم ترأس رزق القداس عاونه الآباء، رئيس أنطش سيدة التلة وكاهن الرعية جوزف أبي عون، رئيس دير مار عبدا ومدير جامعة سيدة اللويزة فرع دير القمر وليد موسى، وكيل أنطش سيدة التلة والنائب المعاون في الرعية الأب شربل عيد والمعاون في الرعية إيلي طربيه. وخدمت القداس الإلهي جوقة سيدة التلة بقيادة السيدة ليليان شلهوب. وألقى رزق عظة قال فيها: "نَسْتَقْبِلُكمْ الْيَوْمَ بِقُلُوبٍ مَلأى بِالْإِيمانِ وِالرَّجَاءِ، مُتَّقِدَةٍ بِالْمَحَبَّةِ، فِي عِيدِ سَيِّدَةِ التَّلَّةِ، هُنَا فِي دَيْرِ الْقَمَرِ، حَيْثُ جَعَلَتِ الرَّهْبَانِيَّةُ الْمَارُونِيَّةُ الْمَرْيَمِيَّةُ بيتَ شفيعتِها وباتت ترعى هذا المقامِ المقدّس منذُ أجيالٍ، وتصونُهُ بالصلاةِ والخدمةِ، وتَتَجَدَّدُ فِيهِ الرَّوَابِطُ بَيْنَ أَبْنَاءِ هٰذِهِ الْأَرْضِ الطَّيِّبَةِ. عيد مريم قد أتى، هلموا نحتفل معاً بعيد أمنا. في مستهل كلمتي أنقل اليكم يا صاحب الفخامة محبة وصلاة ومعايدة راعي أبرشية صيدا المارونية المطران مارون العمار السامي الاحترام، الذي تعذر حضوره. عيد مريم يجلب معه الأحبة من كل صوب، وديرها دير القمر، يصبح ساحة بهجة بوجود أحبائها، الذين يأتون مسرعين ليفرحوا في عيدها وفي هذا المقام، مقامها الكريم. أنقول المثل اللبناني الشهير "الأم بتلم"؟ أم نقول" الجنة تحت أقدام الأمهات"؟ نحن اللبنانيين، نحب امهاتنا وهن أساس مجتمعنا، واعيادهن فيها اجمل اللقاءات واطيب الولائم. فعيد الأم هو عيد كل واحد من أبنائها وبناتها، الكل يلتقي لأن الأم تدعوهم واحداَ واحداً ليزوروها، وتزرع فيهم الشوق والأمان، فيأتون اليها. نعم، هذه حال سيدة التلة التي تدعونا كل سنة لنزورها هنا، في مقامها الكريم، لنلتقي ببعضنا البعض في عيد ولا اجمل: عيدها هي وعيد بيتها، وعيد هذه البلدة الحبيبة: دير القمر العريقة".

أضاف: "ما أبهى هذا اللقاء وما اقدسه، اذ ينعقد تحت نظر العذراء مريم شفيعة لبنان الأولى ونجمة رجائه. عِيدُ سَيِّدَةِ التَّلَّةِ لَيْسَ مُنَاسَبَةً مَحَلِّيَّةً فَحَسْبُ، بَلْ مَوْعِد وَطَنِيّ رُوحِيّ، يَتَجَدَّدُ فِيهِ اللِّقَاءُ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، بَيْنَ الْإِيمَانِ وَالدَّوْلَةِ، بَيْنَ الْعَذْرَاءِ وَلُبْنَانَ الرِّسَالَةِ. وَنَحْنُ الْيَوْمَ نُحْيِي تَقْلِيدًا عَرِيقًا، عُمْرُهُ أَكْثَرُ مِنْ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً، بَدَأَهُ الرَّئِيسُ بِشَارَةُ الْخُورِي (1943–1952)، وأكمله ابن هذه البلدة الرئيس كميل شمعون، حِينَ ثَبَّتَ مُشَارَكَةَ رَئِيسِ الْجُمْهُورِيَّةِ فِي قُدَّاسِ هٰذَا الْعِيدِ، تَجَاوُبًا مَعَ دَعْوَةِ الْمُطْرَانِ أَغُوسْطِينُوسَ الْبُسْتَانِي عَامَ 1936، فَصَارَ هٰذَا الْعِيدُ مَحَطَّةً وَطَنِيَّةً مُضِيئَةً، يَتَجَلَّى فِيهَا حُضُورُ الدَّوْلَةِ فِي قَلْبِ الْإِيمَانِ، حَتَّى عَامَ 1974. وَيُشَرِّفُنَا الْيَوْمَ، يَا فَخَامَةَ الرَّئِيسِ، أَنْ نَسْتَعِيدَ هٰذَا التَّقْلِيدَ مَعَكُمْ، وَأَنْ نَرْفَعَ مَعَكُمُ الصَّلَاةَ مِنْ أَجْلِ وَطَنِنَا الْجَرِيحِ، فِي زَمَنٍ دَقِيقٍ، تَتَزَاحَمُ فِيهِ الْأَزَمَاتُ، وَتَتَعَمَّقُ فِيهِ الْحَاجَةُ إِلَى رَجَاءٍ صُلْبٍ لَا يَخِيبُ. وَبِاسْمِ الرَّهْبَانِيَّة الْمَارُونِيَّة الْمَرْيَمِيَّة، نُهْدِي إِلَيْكُم أَيْقُونَة سَيِّدَةِ التَّلَّةِ، عُرْبُونَ مَحَبَّةٍ وَوَفَاءٍ، وَصَلَاتُنَا أَنْ تُرَافِقَكُمْ فِي مَسْؤُولِيَّتِكُمْ الْوَطَنِيَّةِ. فَهٰذِهِ الْأَيْقُونَةُ لَيْسَتْ مُجَرَّدَ هَدِيَّةٍ رَمْزِيَّةٍ، بَلْ صُورَةُ الْأُمِّ الْحَامِيَةِ، السَّاهِرَةِ مِنْ عَلْيَاءِ التَّلَّةِ عَلَى هٰذَا الشَّعْبِ، الْهَامِسَةِ فِي صَمْتِهَا: "ٱفْعَلُوا مَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ!" (يو 2: 5). ان ايقونة سيدة التلة هي رفيقة كل اهل هذه الديار أينما كان مسكنهم: في لبنان ام في الخارج. ولهذا فان هدية اهل هذه المنطقة لكم، هي هدية الاخوة والبنوة لمريم والانتماء لهذه الأرض. فالعذراء الحامية تسهر على بنيها وهي تشهد لتاريخ التآلف في ارض الجبل، كأنه بدأ هنا، لأن سيدة التلة بجمع بنيها جعلته تاريخ تواصل واحترام ومودة بين أبناء الدير وأبناء الرهبانية، فنمونا بانتماء واحد: انتماء وطني وروحي، اجتماعي وثقافي، تحت نظر الام الواحدة، واتحدنا كأخوة وروابطنا قوية ومبادؤنا ثابتة.. كلنا مريميون . كلنا اهل البيت وعيدنا اليوم". وتابع: "هكذا يأخذ هذا العيد بعدا اخويا صلبا يتحدى كل الاختلافات ليصبح مقام السيدة العذراء ديرا للرهبان ولأهل دير القمر. وهذا دليل ونموذج صالح على جمال العيش المشترك، وعلى غنى قلوبنا جميعا بالمحبة وتواصل سعينا من اجل السلام. نعم، بيت سيدة التلة هو نموذج مصغر عن "وطن الرسالة"، لبنان. اليوم، وقد اجتمعنا في رحاب مريم لا يمكننا ان نتغاضى عن التأمل بسر عظمة العذراء المتواضعة، التي أنشدت:" تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي". وهذا إقرار صادق بأننا حين نعترف بعظمة الرب وعمله في حياتنا سيمتلكنا الفرح لأن صغرنا وضعفنا لن يكونا حاجزين امام سعادتنا. هذا سر المؤمنين الذين يدركون ان الله يعمل الحق والخير والجمال، في حياة كل واحد منا، والاتكال عليه وعلى عنايته هو رجاء محرر من قيود الخوف والقلق امام الغد المجهول. هذا سر التضامن بين البشر، بين اهل كل دار وديار، أن اعترف اني لست الأقوى لأن الله القوي الجبار هو الأقوى، ومعه لا يمكن للخوف ان يدركنا. هذا مسار الاخوة ان نسير معا في اتجاه الهدف الواحد في التواضع والفرح، وفي الإسراع الى الخدمة والعمل من اجل الخير العام. اجل، هكذا هي هذه التلة: دير ايمان وتضامن واخوة. دير للقمر الذي ينير بتواضع على اهل هذه الدار ولا يميز بين بيت بيت وآخر، ولا يخفي نوره عن أي دار. اليوم، نعظم الرب معاً ونشكره على كل ما صنع في ارضنا ومن اجلنا، وعلى هذا العهد الجديد مع فخامة رئيس جمهورية نضع فيه ثقتنا وآمالنا".

وختم: "شُكْرًا لِحُضُورِكُمْ، وَلِوُقُوفِكُمْ مَعَنَا، وَلِقُرْبِكُمْ مِنْ هٰذَا الْبَيْتِ الْمَرْيَمِيِّ. نُصَلِّي مِنْ أَجْلِكُمْ، وَمِنْ أَجْلِ وَطَنِنَا، لِيَبْقَى لُبْنَانُ مَنَارَةً لِلرَّجَاءِ فِي هٰذَا الشَّرْقِ الْمُتْعَبِ. وَنُرَحِّبُ بِكُلِّ الشَّخْصِيَّاتِ الرَّسْمِيَّةِ وَالرُّوحِيَّةِ، الْمَدَنِيَّةِ وَالْعَسْكَرِيَّةِ، وَبِكُلِّ مُؤْمِنٍ جَاءَ الْيَوْمَ لِيُكَرِّمَ أُمَّنَا الْعَذْرَاءَ، سَيِّدَةَ هٰذَا الْجَبَلِ، وَحَامِيَةَ هٰذَا الْوَطَنِ. نَسْأَلُ سَيِّدَةَ التَّلَّةِ أَنْ تُبَارِكَ خُطَاكُمْ، وَتَحْفَظَ لُبْنَانَ، رَئِيسًا وَشَعْبًا، وَأَنْ تَزْرَعَ فِي الْقُلُوبِ الطُّمَأْنِينَةَ، وَفِي النُّفُوسِ السَّلَامَ، وَفِي هٰذَا الْوَطَنِ الرَّجَاءَ. أَهْلًا وَسَهْلًا بِكُمْ فِي دَيْرِ الْقَمَرِ، بَلْدَةِ الْوَفَاءِ، فِي حَضْرَةِ سَيِّدَةِ التَّلَّةِ، أُمِّ الرَّجَاءِ. كُلُّ عِيدٍ وَأَنْتُمْ بِخَيْرٍ، وَعِيدٌ مُبَارَكٌ لِلْجَمِيعِ، في ظلِّ حِمَايَةِ سَيِّدَةِ التَّلَّةِ."ثم كانت كلمة في ختام القداس للأب ابي عون شكر فيها الرئيس عون على مشاركته في قداس عيد سيدة التلة حفاظا" على التقليد الرئاسي منذ الاستقلال ، وقال:" نحيي فيكم الشخص رجل القرار، تعرفون متى تتخذون القرار المناسب والضروري في الوقت المناسب. ونحيي فيكم رجل المحبة والتواضع وهذا يظهر بابتسامتكم وقربكم". وأهدى بعدها الاباتي رزق والأب ابي عون رئيس الجمهورية أيقونة سيدة التلة.

وألقى بعدها رئيس بلدية دير القمر الدكتور ناجي جرمانوس كلمة، رحب فيها برئيس الجمهورية في دير القمر، معتبرا ان هذه الخطوة هي رسالة محبة وصدق ووفاء لهذا الشعب المتجذر في الأرض والتاريخ، ولبلدة كانت وما زالت منارة الجبل والبحر. وشكر الرئيس عون على جهوده لاستكمال انشاء مستشفى دير القمر. واشار الى ان رؤية رئيس الجمهورية ستقود لبنان نحو مستقبل آمن .وأهدى جرمانوس الرئيس عون، لوحة تضم صورة لكنيسة سيدة التلة، والى جانبها صورة الرئيس عون. وبعد انتهاء القداس، أقيم غداء تكريمي على شرف الرئيس عون حضره عدد من المدعوين الروحيين والسياسيين.

 

البطريرك الراعي: على كل مسؤول أن يدرك أن المسؤولية ليست تسلّطاً بل خدمة وأن الزعامة ليست مصلحة بل شهادة

وطنية/03 آب/2025

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد التاسع من زمن العنصرة في كنيسة الصرح البطريركي في الديمان، عاونه المطرانان جوزيف النفاع والياس نصار والمونسينيور فيكتور كيروز والاب فادي تابت والقيم البطريركي الخوري طوني الآغا والاب هادي ضو، وخدمت القداس المرنمة ألين سابا الشدياق . وبعد تلاوة الانجيل المقدس القى البطريرك عظة بعنوان : "روح الرب علي مسحني وأرسلني" (184). قال فيها : "طبق الرب يسوع عليه نبوءة أشعيا التي سمعناها. فهي تظهر هويته وسالته، هويته هي مسحة الروح القدس. ورسالته مثلثة النبوءة والكهنوت، والملوكية. فهو نبي بامتياز لأنه يعلن كلمة الله، وهو نفسه هذه الكلمة. وهو كاهن بامتياز لأنه الكاهن والذبيحة، إذ يقرب ذاته ذبيحة فداء عن خطايا البشرية جمعاء. وهو ملك بامتياز، لأنه يعلن ملكوت الله، وهو ذاته هذا الملكوت. وقد أشرك كنيسته جسده السري بهذه الهوية والرسالة، اللتين تشملان كل مؤمن ومؤمنة بحكم سري المعمودية والميرون فيشرك هؤلاء في كهنوته العام، الذي منه يختار من يقيمهم في كهنوت الدرجة المقدسة الشمامسة والكهنة والأساقفة. بهذه الشركة في الهوية والرسالة، لا يُطلب من المؤمن أن ينعزل أو يتقوقع، بل أن ينخرط في بناء عالم أكثر إنسانية، ويشع نورا في ظلمات هذا العالم".

واضاف : "يسعدني أن أرحب بكم جميعًا للإحتفال معا بهذه الليتورجيا الإلهية، التي تحيي فيها هويتنا المسيحية ورسالتنا ملتمسين إدراكهما والالتزام بهما. وفيما نهار غد يتزامن مع الذكرى الخامسة لتفجير مرفاء بيروت، وهو الأعظم في تاريخ البشرية بعد هيروشيما، نصلي أولا لراحة نفوس الضحايا، وشفاء المرضى والمعوقين الكثر، ونعزي أهل الضحايا والمصابين والمتضررين على اختلاف فئاتهم. وإنا نطالب القاضي البيطار بممارسة صلاحياته القضائية كاملة، إظهارا للحقيقة، وصوتا للعدالة، وضمانة للقضاء الحر الذي يعلو الجميع من دون أية حصانة".

وأشار إلى أن "هوية يسوع هي هوية الكنيسة والمعمدين ورسالته هي رسالتهم. بمسحة الميرون أشركهم الرب يسوع هويته، وأرسلهم المتابعة رسالته في النبوءة والكهنوت والملوكية. أما النبوءة فظاهرة في نبوءة أشعيا: أرسلني لأبشر المساكين وأعيد البصر للعميان. فبالكلمة يستنير أولئك الذين أعمتهم الخطيئة، وأولئك الذين يتخبطون في أهواء العالم، بعيدين عن الله وحبه والاستنارة بنور كلامه وأما الكهنوت في تعبير أشعيا: أرسلني لأشفي منكسري القلوب، وأحرر المأسورين. بالخدمة الكهنوتية يمنح الغفران للتائبين، ويحررهم من قيود الخطيئة ومن أميالهم الرديئة. وأمّا الملوكية: "وأعلن زمنًا مرضيا للرب" هو زمن الحقيقة والمحبة والسلام. إن الإنجيل الذي سمعناه ليس نصاً من الماضي، بل دستور يومي، وخريطة طريق للإنسان الجديد، ولكل من مسح بمسحة الروح ليشع نوره في عالمه حيث يعيش. فقد أصبح نبيا يتكلم الحق، وكاهنا يقدم ذاته حبا وخدمة، وملكا يملك بالعدل والرحمة. وهكذا إن دعوة كل مؤمن أن يعيش هويته بالعمق، ويجسد رسالته في محيطه في عائلته ووطنه وكنيسته وعالمه". وتابع: "إن زمن العنصرة الذي نعيشه في هذه المرحلة من السنة الطقسية، هو زمن حلول الروح القدس الدائم على الكنيسة، وهو زمن التجدد الداخلي والرسالي. وها إنجيل اليوم يبين كيف تبدأ كل رسالة أصلية من مسحة الروح. فكما كانت بداية رسالة يسوع بالروح، كذلك كل قداس نحتفل به هو استمرار لهذه المسحة: ففي الإفخارستيا نمسح بالكلمة ويجسد الرب ودمه، لكي ترسل إلى العالم. كل قداس هو إرسال، وكل إرسال ينبع من سر المذبح والجماعة المصلية. في إطار الهوية والرسالة للبنان أيضًا هويته ورسالته. فهويته نابعة من تنوعه الغني، ومن تاريخه المشرقي، ومن دوره الريادي في الحرية والتعددية. أما رسالته فأن يكون أرض تلاق وحوار. وجسر تواصل بين الأديان والثقافات، ومنارة فكر وحريات في محيط كثير العتمة. ونتساءل: هل لبنان باقي وفيا لهويته؟ وهل يحمل رسالته بشجاعة ومسؤولية؟ كلنا مدعوون، مسؤولين ومواطنين، إلى أن نعيد للبنان وجهه الحقيقي، نعيد إليه العدل، ونطلق فيه الحرية، ونفتح أمام شبابه أبواب الرجاء، ونبني دولة تليق بتضحيات الآباء وبأحلام الأطفال. على كل مسؤول أن يدرك أن المسؤولية ليست تسلّطاً بل خدمة، وأن الزعامة ليست مصلحة بل شهادة. فليكن في قلوبنا إصرار روحي وأخلاقي على أن ننهض بوطننا، ليس بالكلام فقط بل بالأفعال والمثابرة، وبحكمة من يتعلم من الألم، ويصنع من الجراح رجاء جديدا. يريد الرب يسوع من كل مؤمن ومؤمنة أن يكونا صوتا للحق، وخادمين للمصالحة، وبناة للعدل. هذا ما يحول كل مواطن صالحًا، وكل مسؤول حاملا رسالة تتخطى الحسابات والمصالح الضيقة".وأكد إن "لبنان لا يقسم المواطنين بين أقليات وأكثريات. فمثل هذا المنطق يخفي نزعة نحو السيطرة والغلبة، لا المشاركة الحقيقية، لأن دولتنا المدنية لا تفرز المواطنين إلى أكثريات وأقليات. فالأساس يبقى المواطنة الشاملة".

وختم الراعي: "فلنرفع صلاتنا إلى الله لكي يسكب روحه القدّوس على كنيسته وشعبه، ويجدد هويتنا ويقوي رسالتنا، ويجعلنا نعيش نبؤتنا وكهنوتنا وملوكيتنا، ويحررنا من الخوف والخمول، ويلهمنا الجرأة والخير والصدق في الشهادة، والإلتزام في الحق. ونمجده مع ابنه الوحيد، وروحه القدوس الآن وإلى الأبد، آمين".

وبعد القداس، استقبل الراعي والمطرانان نفاع ونصار المشاركين بالذبيحة الالهية، وقدم له الكاتب انطوان يزبك كتابه الجديد بعنوان" بكفيا الكبرى".

 

المطران عودة في جناز لراحة نفوس ضحايا 4 آب في مستشفى القديس جاورجيوس: كفى عرقلة للتحقيق وصمتا عن قول الحق وخوفا على المصالح

وطنية/03 آب/2025

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها المطران الياس عودة خدمة القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس، وأقام جنازا لراحة نفوس ضحايا 4 آب الذين سقطوا في مستشفى القديس جاورجيوس وفي بيروت. حضر القداس حشد من المؤمنين بالإضافة إلى مدير مستشفى القديس جاورجيوس الجامعي مع الأطباء والموظفين فيه وأهالي الضحايا. بعد قراءة الإنجيل ألقى عظة قال فيها: "نعاين في إنجيل اليوم ربنا يسوع المسيح خارجا من السفينة، ناظرا إلى الجمع الكثير، متحننا عليهم وشافيا مرضاهم. هذه النظرة الإلهية المملوءة حنانا هي نظرة الراعي الصالح الذي لا يطيق رؤية خرافه مطروحة بلا معين. نظر إليهم لا بعين القاضي الغاضب بل بعين الأب الرؤوف الذي يتألم لوجع أبنائه، فاقترب منهم ولمس ضعفهم وأقامهم من بؤسهم وأوجاعهم. لما صار المساء تقدم إليه تلاميذه قائلين: «المكان قفر والساعة قد فاتت. فاصرف الجموع ليذهبوا إلى القرى ويبتاعوا لهم طعاما». لكن الرب لا يرسل الإنسان خائبا فارغا لذلك قال لتلاميذه: «لا حاجة لهم إلى الذهاب. أعطوهم أنتم ليأكلوا». هكذا يعلمنا الرب درس الرحمة الحقيقية، فلا نكتفي بالتعبير عن العاطفة الباردة قولا، بل نترجم محبتنا فعلا وخدمة وبذلا. قال له تلاميذه: «ما عندنا ههنا إلا خمسة أرغفة وسمكتان» فأخذها الرب وأمر الجموع أن يتكئوا على العشب، ورفع نظره نحو السماء وبارك وكسر وأعطى التلاميذ والتلاميذ أعطوا الجموع فأكلوا جميعا وشبعوا «ورفعوا ما فضل من الكسر إثنتي عشرة قفة مملوءة، وكان الآكلون خمسة آلاف رجل سوى النساء والصبيان». إنه حقا لسر عظيم".

أضاف: "الله لا يطلب منا ما ليس عندنا، لكنه يسألنا عما لدينا، مهما بدا صغيرا أو تافها في عيون الناس. فإذا قدمناه له بإيمان، يباركه ويضاعفه ويجعله بركة للعالم أجمع. الله هو الإله الذي من ضعفنا يظهر قوة، ومن فقرنا يخرج غنى، ومن بخلنا يصنع سخاء، إذا فتحنا له القلب. أراد الرب أن يشرك تلاميذه في هذا العمل الخلاصي فجعلهم يوزعون الطعام على الجموع. يريدنا ربنا أن نكون أدوات لرحمته لا متفرجين على عجائبه وحسب. يجعلنا شركاء في تحقيقها، لأن المحبة، إذا لم تترجم عملا ملموسا، تبقى وهما وكلاما أجوف لا يحيي ولا يشبع. إن الله قادر أن يشبعنا بكلمة أو بفعل لكنه يشاء أن يتم العطاء بواسطتنا نحن البشر لكي نتعلم العطاء ولكي يقدس قلوبنا ويطهرها من الأنانية والجشع فنكون مثله رحماء نعطي ونساند كل متألم ومهمش".

وتابع: "ها نحن اليوم، في هذا البلد المتألم، نأتي إلى الرب حاملين أمامه جوعنا ومرضنا وآلامنا وخوفنا. نأتي إليه حاملين ذكرى موجعة هزت ضمير العالم فيما بقيت بعض الضمائر عندنا صماء عن الحق وعن آلام الشعب وعذاباته. نقف أمام الرب حاملين جراحنا وجراح وطننا لبنان. نأتي إليه مستذكرين، بقلوب دامية، تفجير الرابع من آب، ذلك اليوم المشؤوم الذي دوى فيه إنفجار الظلم والفساد والإهمال في قلب عاصمتنا الحبيبة بيروت، فهز أركانها ودمر أحياءها، وخطف حياة الأبرياء، وخلف الجرحى، وزرع الخراب في آلاف البيوت، ما جرح القلوب وأدماها. لم يكن إنفجار مواد كيميائية وحسب، بل إنفجار ضمائر ميتة، ضمائر من باعوا الحق بثمن بخس، فدمروا الإنسان قبل الحجر. هذا الإنفجار لا يزال جرحا مفتوحا في جسد بيروت، ووصمة عار على جبين كل من عرف ويعرف ولم يبح بالحقيقة أو خبأها وساهم في إخفائها وطمسها، أو رفض المثول أمام المحقق".

وقال: "إن الرب الذي لم يترك الجموع جائعة ومتعبة، بل أشبعها، هو نفسه الرب الذي يبغض الظلم ويرذل التواطؤ والسكوت عن الحقيقة. سوف نصلي اليوم للضحايا الشهداء، وللأحياء المعذبين والقلوب الثكلى، لكن صلاتنا لا تكتمل إن لم نصرخ في وجه الشر والباطل. ما نفع صلاتنا إن بقيت بلا فعل حق، وما نفع سجودنا إن صمتنا عن كلمة عدل. إن الرب نفسه قال: «ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون... لأنكم تشبهون قبورا مجصصة تظهر من خارج جميلة وهي من داخل مملوءة عظام أموات وكل نجاسة». إذا صمتنا عن الحق وخنقنا الصوت النبوي الذي فينا خوفا أو نفاقا أو مصلحة نصير نحن قبورا نتنة. فيما رفض الرب صرف الجموع بلا طعام نجد دولتنا، منذ خمس سنوات، تترك شعبها بلا حقيقة ولا عدالة. الرب لم يطرد الجموع ولا ارتضى أن يبقوا جائعين، أما مسؤولو هذا الزمان فقد أغلقوا آذانهم وقلوبهم، تركوا الأيتام بلا جواب، والأمهات الثكلى بلا عزاء، والآباء المكسورين بلا كلمة حق. كيف ينامون مرتاحي البال فيما آلاف العائلات تنتظر معرفة من أزهق نفوس أبنائها أو شردها؟ كيف يستطيع القاضي أو النائب أو الوزير أو من له علاقة بهذه الكارثة أن يتابع حياته بشكل عادي فيما أمهات بيروت يقضين الليالي بالدموع والوجع، وبعض المصابين ما زالوا يئنون؟ كفى عرقلة للتحقيق، وصمتا عن قول الحق، وخوفا على المصالح".

أضاف: "إن تفجير الرابع من آب لم يكن زلزالا طبيعيا ولا مصيبة عارضة، إنما كان نتيجة الإهمال والفساد والتقصير والتواطؤ وعدم المبالاة. أما ضحاياه فلم يقترفوا ذنبا ليعاقبوا، ولم يشنوا حربا ليقتلوا، ولم يشاؤوا الموت ولم يطلبوا الشهادة ولا أرادوا قضاء بقية حياتهم في الأوجاع، ولا ترك بيوتهم أو أحيائهم أو مدينتهم. لقد دفع بعضهم دفعا إلى هجر منازلهم المدمرة لأنهم لم يجدوا من يساعدهم على بنائها أو من يعزي قلوبهم المكلومة أو من يحمي أولادهم من كارثة أخرى. أهل بيروت لم يغادروها طوعا. من غادروا أجبروا على الإنتقال إلى منطقة أخرى أو الهجرة لأنهم شردوا، ولأنهم أهملوا وقهروا، ولأنهم يئسوا من المماطلة في إعلان الحقيقة وتطبيق العدالة. غادروا كما غادر سواهم من اللبنانيين قبلهم خوفا أو قرفا أو خيبة وإحباطا أو هربا من التهديد والوعيد. وعندما استقروا وتحسنت أوضاعهم أصبحوا مصدر تمويل للداخل، والصندوق الذي يقصد عند كل ضيق. هؤلاء حرموا من العيش في وطنهم، والآن هناك من يحاول سلخهم مجددا عن وطنهم بحرمانهم من حقهم في التعبير عن رأيهم، واختيار نوابهم الذين يتكلمون باسمهم، ويدافعون عن حقوقهم في وطنهم. لذلك، نصلي اليوم ونسأل الرب بشفاعات والدة الإله وجميع قديسيه أن يرسل روح القوة والحق إلى قلب القضاة ليعملوا بلا خوف، ويطلبوا المحاسبة لكل مذنب، وأن يلين قلوب المسؤولين ليتخلوا عن كبريائهم ومصالحهم ويعملوا على إحقاق الحق، وأن يقيم في هذا الوطن رجالا ونساء يخافون الله أكثر من البشر، ويطلبون ملكوت الله وبره قبل كل شيء".

وتابع: "بارك الرب خمسة أرغفة وسمكتين وأشبع منها الآلاف. نحن اليوم ليس عندنا سوى القليل: قلب منكسر ودمعة محرقة وصلاة موجوعة وصوت يصدح بالحق دون خوف أو وجل، لأن الصامت عن الحق لا يحبه الله. قال يعقوب الرسول: «من عرف كيف يصنع الخير ولم يصنعه ارتكب خطيئة» (4: 17). ونقرأ في سفر الأمثال: «إفتح فمك لأجل الأخرس في قضية كل أبناء الخذلان. إفتح فمك واحكم بالعدل وأنصف البائس والمسكين» (31: 8-9). فلنقدم هذا القليل الذي نملكه للرب بثقة، ولنعمل بكل ما أوتينا من محبة وصلاة وتصميم على قول كلمة الحق بجرأة ، لكي يشبع الرب جوع قلوبنا إلى العدالة. قد لا نستطيع كشف الحقيقة بأيدينا، لكننا قادرون أن نكون شهودا للحق، نربي أبناءنا على رفض الظلم والقهر، وننشر حولنا ثقافة العدل والرحمة والمسؤولية والسلام، ولا نتخلى عن إنسانيتنا أمام قسوة هذا العالم وهمجيته. ليكن رجاؤنا ثابتا بمن أقام الموتى وشفى المرضى وأشبع الجياع بكلمة، وهو قادر أن يقيم هذا الوطن من موت الظلم إلى قيامة النور والحق، وأن يشرق شمس عدالته على بيروت الجريحة، وعلى لبنان المعذب، وأن يملأ كل قلب محزون بتعزية الروح القدس الذي لا يترك مظلوما بلا إنصاف، ولا حزينا بلا عزاء. إطمئنوا «لأنه ليس خفي لا يظهر ولا مكتوم لا يعلم ويعلن» (لو 8: 17) كما قال الرب يسوع".

وختم: "سوف نرفع الصلاة معا من أجل راحة نفوس أحباء أزهقت أرواحهم فيما كانوا في مستشفى القديس جاورجيوس يستشفون أو يزورون المرضى أو يعالجونهم. مرضى وممرضات وزوار أصابهم الإنفجار كما أصاب المستشفى وبيروت وأهلها، وخلف جرحا لم يندمل وألما لن يستكين قبل معرفة الحقيقة وإرساء العدالة. صلاتنا نرفعها أيضا من أجل راحة نفوس كل الضحايا، لكي يغمرهم الرب برحمته ويمنحهم السلام الذي لم يعرفوه على هذه الأرض".

 

سلام في ذكرى 4 آب: لا أحد فوق المساءلة والمحاسبة

وطنية /03 آب/2025

أكد رئيس الحكومة الدكتور نواف سلام، في كلمة ألقاها قبل الجلسة الحوارية المشتركة، بين وزير الثقافة غسان سلامة ووزيرة الشؤون الإجتماعية حنين السيد، لمناقشة تداعيات انفجار الرابع من آب بعد مرور خمس سنوات على وقوعه، في المكتبة الوطنية - الصنائع، أن "دولة القانون لا تُبنى بالشعارات، بل تُبنى حيث يُحترم القضاء، وتُصان استقلاليته". وقال: "في هذا اليوم، نستحضر واحدة من أكثر اللحظات وجعا في تاريخنا المعاصر. لحظة لم تُصِب أهل الشهداء والضحايا وحدهم، بل أصابت الوطن بكامله في قلبه وضميره. انفجار 4 آب لم يكن مجرّد كارثة انسانية، كان لحظة صادمة اختُبرت فيها الثقة بين المواطن والدولة، وانكشفت فيها ثغرات عميقة في حياتنا العامة وفي واقع المساءلة في بلادنا. ولذلك، فإنّ معرفة الحقيقة عمّا جرى، ومحاسبة من يتحمّل المسؤولية، ليسا مطلبا خاصا، بل قضية وطنية جامعة.

اليوم، لا يمكننا أن نُحيي ذكرى 4 آب من دون أن نستذكر كل اسم من اسماء الشهداء والضحايا التي لا تغيب عنّا، فكل اسم منهم حكاية مفقودة، في ذاكرة هذا الوطن. كل واحد منهم كان حياةً كاملة، فردًا وعائلةً، واقعاً وحلماً، حاضراً ومستقبلاً، وجرحهم ما زال مفتوحا، لأن العدالة لم تتحقق بعد، ولأن المحاسبة تأخرت. وبيروت ... بيروت التي استُهدفت، في ثوانٍ، في قلبها وأبناءها وواجهاتها وحياتها، عاصمة ثكلى على مرفئها، مدينة ما زالت حتى اليوم تلملم شظاياها بألم لم يفارقها، لكن مدينتنا الحبيبة قامت من رمادها، وبقيت عصية على الانكسار.

ففي مقابل وجه 4 آب موجِع، هناك وجهٌ آخر لا يقل عمقًا: وجه الخامس من آب. الخامس من آب هو اسمٌ آخر لإرادة الحياة وللتضامن الوطني. هو اندفاع الشابات والشباب من كل المناطق، من دون دعوة، من دون مقابل، ليرفعوا الركام، ليداووا الجراح، ويستردّوا نبض المدينة. جيل لم يكن في موقع المسؤولية عمّا جرى، لكنه اليوم في طليعة من يطالب بالعدالة، لأنه يريد قيام دولة تحفظ امن الناس وتذود عن ارزاقهم. هذا هو وجه لبنان واللبنانيين الذي لا يُقهر. ولأننا مدينون لهؤلاء، فإن العدالة في 4 آب ليست مسألة خاصة أو قضائية فقط. إنها في جوهرها سؤال حول طبيعة البلد الذي نريد أن نعيش فيه. فمن دون عدالة، لا معنى للمواطنة، ولا جدوى من الدولة. فلا دولة من دون قانون، ولا قانون من دون قضاء، ولا قضاء من دون محاسبة. الإفلات من العقاب، عبر عقود، لم يعد مجرد نتيجة عرضية، بل أصبح ثقافة. ثقافة أعاقت الإصلاح، وشوّهت السيادة، وقوّضت الثقة بالمؤسسات، وأضعفت شعور المواطن بحقوقه. ثقافة الإفلات من العقاب هي التي جعلت الفساد مستمرا، والانهيارات متكرّرة، والجرائم السياسية بلا أجوبة. هي التي أوصلتنا إلى ما وصلنا إليه، لأنها ألغت مبدأ المسؤولية، وضربت مبدأ المساواة أمام القانون، فقوّضت المحاسبة. ولذلك، فإن مواجهة هذه الثقافة تتطلب التزاماً تأسيسياً. هي نقطة البداية لأي إصلاح حقيقي، ولأي بناء سليم لمؤسسات الدولة. لا سيادة بلا محاسبة. لا إصلاح بلا محاسبة. لا دولة قانون بلا محاسبة. دولة القانون لا تُبنى بالشعارات، بل تُبنى حيث يُحترم القضاء، وتُصان استقلاليته، ويُترك له أن يقوم بعمله من دون تعطيل أو تدخل أو خوف. فالمحاكمة العادلة لا تكون منّة من أحد، بل واجب الدولة، وحق للضحايا كما للمتهمين، وضمانة للعدالة نفسها. من هنا، كان التزام الحكومة، والتزامي الشخصي، الدفع قُدُمًا نحو إقرار قانون استقلالية القضاء العدلي، لأنه المدخل لإنهاء زمن التدخلات وزمن الإفلات من العقاب، والانتقال إلى دولة يحكمها القانون وحده. أعلم أن الكثير من اللبنانيين واللبنانيات يشعرون أن الحقيقة ما زالت بعيدة، وأن العدالة متأخرة. لكنّي أقولها اليوم بوضوح: لا تسوية على حساب العدالة. لا غطاء فوق رأس أي مسؤولية. ولا نهاية لهذا الجرح الوطني إلا بكشف الحقيقة، ومحاسبة المسؤولين، كل المسؤولين وأياً كانوا، أمام القضاء.

كل التجارب في بلدنا، على مدى العقود، أظهرت أن منطق التسويات لا يصنع عدالة. أنصاف الحلول لا تُنهي المآسي، بل تعيد إنتاجها. أما العدالة، فهي وحدها التي تفتح طريق الإنصاف، وبلسمة الجراح والمصالحة وبناء الثقة. لذلك، فإن الخروج من هذه المأساة، كدولة ومجتمع، يبدأ من لحظة حاسمة واحدة: أن نقرّ بأن لا أحد فوق المساءلة والمحاسبة. وأن العدالة ليست ضد أحد، بل في مصلحة الجميع. أعرف عمق الألم، وأتفهم الشك، وأشعر بالمسافة التي نشأت بين المواطن والدولة. لكنّي أيضا أؤمن أن التغيير بدأ، وأنه لن يتوقف. وإن كانت الطريق طويلة، فإنها بدأت تُرسم، بثبات، بإصرار، وبخطوات واثقة نحو دولة حقيقية، وفي هذا السياق، أجدد اليوم امامكم تمسكنا بما التزمنا به في البيان الوزاري:

بناء دولة قوية عادلة، سيّدة، حرّة، مستقلة. دولة لن توفّر جهداً لأنهاء الاحتلال الإسرائيلي عن كل شبر من أراضينا، ولبسط سلطتها على كامل أراضيها بقواها الذاتية حصراً. دولة يكون قرار الحرب والسلم في يدها وحدها. دولة حق وقانون تنهي الإفلات من العقاب وتحقق العدالة، ويبقى ان طريقنا الوحيد اليها هو استكمال مسيرة الإصلاح السياسي والمالي والإداري. لنُسمِع كل من ظنّ أن لا عدالة يمكن ان تقوم يوماً في هذا البلد أن زمن الصمت قد انتهى. هذا التزامنا أمامكم. وهذا واجبنا الوطني والإنساني والاخلاقي تجاه الشهداء والضحايا وذكراهم. وهذا إيماني الشخصي، أن لبنان، برغم كل الصعاب، قادر على النهوض بعزيمة شابّاته وشبابه، وأن العدالة، ولو تأخرت، لا بد أن تتحقق، وان لا سبيل اليها الا بجلاء الحقيقة. فلنجعل من 4 آب خاتمة زمن الإفلات من العقاب، وبداية زمن دولة الحق، دولة القانون، دولة العدالة".

 

الراعي وعودة يجددان صرخة العدالة عشية ذكرى 4 آب

المدن/03 آب/2025

استغلّ البطريرك الماروني بشارة الراعي قدّاس الأحد التاسع من زمن العنصرة، الذي أُقيم في الصرح البطريركي في الديمان، ليجدّد سلسلة مواقفه السياسية حيال الأزمة اللبنانيّة. وعشية الذكرى الخامسة لانفجار 4 آب، وجّه الراعي تحيّة إلى أرواح الضحايا قبل أن يرفع سقف المطالبة القضائية قائلًا: "نطالب القاضي طارق البيطار بممارسة صلاحياته كاملة، إظهارًا للحقيقة، وصوتًا للعدالة، وضمانةً لقضاء حرّ يعلو على الجميع من دون أي حصانة". وفي مقاربته لماهيّة المسؤولية شدّد الراعي على أنّ الزعامة "ليست مصلحة بل شهادة، والمسؤولية ليست تسلّطًا بل خدمة".

هوية لبنان ورسالته

حثّ الراعي المسؤولين على "إعادة العدل، وإطلاق الحرية، وفتح أبواب الرجاء أمام الشباب، وبناء دولة تليق بتضحيات الآباء وأحلام الأطفال". ورفض في عظته تقسيم اللبنانيين إلى أكثريات وأقليات، معتبرًا أنّ هذا المنطق "يخفي نزعة نحو السيطرة والغلبة". وأردف: "دولتنا المدنيّة لا تفرز المواطنين إلى أكثريات وأقليات؛ فالأساس يبقى المواطنة الشاملة". وانطلاقًا من غنى التنوّع اللبناني رأى الراعي أنّ رسالة الوطن هي أن يكون "أرض تلاقٍ وحوار، جسر تواصل بين الأديان والثقافات، ومنارة فكر وحريّات في محيط كثير العتمة". وسأل: "هل لا يزال لبنان وفيًّا لهويته؟ وهل يحمل رسالته بشجاعة ومسؤوليّة؟". وحمّل الجميع، من رسميّين ومواطنين، مسؤولية استعادة "وجه لبنان الحقيقي". واختتم الراعي رسالته بالحثّ على "إصرار روحي وأخلاقي" لانتشال البلاد "ليس بالكلام فقط، بل بالأفعال والمثابرة"، مجدّدًا الدعوة إلى أن يكون كل لبناني "صوتًا للحق، وخادمًا للمصالحة، وبانيًا للعدل".

عودة: لتحقيق العدالة

من جهته، ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس إلياس عودة قدّاس الأحد في كاتدرائية القدّيس جاورجيوس في وسط بيروت، وأقام جنازًا عن راحة نفوس ضحايا انفجار الرابع من آب الذين سقطوا في مستشفى القدّيس جاورجيوس. وأشار عودة إلى أنّ ذكرى 4 آب ليست مجرّد حادث عرضي أو انفجار مواد كيميائية، بل كانت انفجارًا لـ"الظلم والفساد والإهمال" في قلب العاصمة، دمّر أحياءها وخطف الأبرياء وترك جرحًا مفتوحًا في جسد بيروت، ووصمة عار على جبين كلّ من عرف الحقيقة وأخفاها أو رفض المثول أمام المحقّق العدلي. وأكّد أنّ الصلاة لراحة الضحايا لا تكتمل من دون صرخة حقّ في وجه الباطل، منتقدًا الدولة التي، منذ خمس سنوات، تركت الشعب بلا حقيقة ولا عدالة، والأمهات الثكالى بلا عزاء، والأطفال اليتامى بلا جواب. وقال: "كفى عرقلة للتحقيق، وصمتًا عن الحق، وخوفًا على المصالح". وشدّد على أنّ ضحايا الانفجار لم يقترفوا ذنبًا، ولم يختاروا الموت أو التشريد، بل أُجبروا على مغادرة منازلهم المدمّرة بعدما تُركوا من دون دعم لإعادة البناء أو حماية من كارثة أخرى. وأشار إلى أنّ من اضطر إلى الهجرة تحوّل لاحقًا إلى مصدر دعم مالي للوطن، لكنّه يُحرم اليوم حتّى من حقّه في المشاركة السياسية واختيار ممثّليه. ودعا عودة القضاة إلى العمل بشجاعة بعيدًا عن الضغوط، وأن يتخلّى المسؤولون عن مصالحهم وكبرياءاتهم، وأن ينهض في لبنان رجال ونساء يخافون الله أكثر من البشر، ويضعون الحقّ فوق كلّ اعتبار. وأكّد أنّ قول كلمة الحقّ واجب، وأنّ الصمت عن الحقّ خطيئة، مستشهدًا بالكتاب المقدّس الذي يدعو إلى الحكم بالعدل وإنصاف المظلوم. وختم بالدعاء لراحة نفوس الضحايا، ولا سيما من كانوا في مستشفى القدّيس جاورجيوس يوم الانفجار من مرضى وممرّضين وزوّار، مؤكّدًا أنّ الألم لن يهدأ قبل معرفة الحقيقة وإحقاق العدالة، وأنّ رجاء القيامة يبقى أقوى من الظلم، فـ"لا خفيَّ إلا ويظهر، ولا مكتومَ إلا ويُعلَمَ ويُعلن".

 

المفتي قبلان: مناقشة وضعية سلاح المقاومة يمرّ فقط بالسياسة الدفاعية للبنان  ووظيفة الحكومة مراكمة الدفاع الوطني لا انتزاع القوة الوطنية أو إضعافها

وطنية/03 آب/2025

وجّه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان رسالة وطنية جاء فيها: "لا أجد لحظة أهم من هذه اللحظة التاريخية لأكاشف جهات الدولة والحكومة اللبنانية فضلاً عن القوى السياسية والشعب اللبناني بالحقيقة التالية: وهي أنّ لبنان قضية تاريخية إلا أنّ العيش المشترك فيه لم يكن قدَراً، لذا اخترناه، وهنا تكمن القيمة التاريخية للعائلة اللبنانية، ورغم العواصف ولعبة الأمم والكوارث ظلّت الإرادة الإسلامية المسيحية مصرةً على الشراكة الوطنية وما زالت كذلك، والمطلوب حماية بلدنا وعائلته الوطنية، وكل ما دون ذلك تفصيل يمكن حلُّه، وبكل صدق وصراحة أقول: لا قيمة للمسلمين بلا المسيحيين ولا للدولة بلا مكوناتها، وكل طائفة بهذا البلد لها نفس الثقل التكويني والميثاقي للبنان، والدولة دولة بمكوناتها الوطنية وطبيعة مواثيقها الناظمة، والتوازن السياسي والطائفي في هذا البلد أساس التكوين الوطني للبنان، وبلا توازن وطني لا استقرار  سياسي، والأشياء بأسبابها والتاريخ بظروفه، لذا كما لا يمكن فصل لبنان عن أصل نشأته التاريخية كذا لا يمكن فصله عن المقاومة التي انتزعته من قبضة الاحتلال الإسرائيلي وما زالت تمارس واجباتها السيادية حتى هذه اللحظات من تاريخنا الحسّاس، وتاريخياً ضعف لبنان بموازين القوة وتخلّي الأمم المتحدة وباقي الأطراف عنه ألزمه بإعادة تشكيل نفسه بمشاريع مقاومة كان هدفها حماية لبنان وإنقاذ ما أمكن من أرضه وسيادته وقد استطاعت هزيمة إسرائيل وتحرير لبنان في العام ألفين، والمخاطر الإسرائيلية اليوم أكبر بكثير من قبل، واللحظة للتضامن الوطني لا الإنقسام، ولا بديل للدول الضعيفة عن تضامنها وتجميع قدراتها الداخلية وتنويع مصادر إمكاناتها لأنّ الخارج مجرم مصالح لا يشبع من الخراب، واللحظة للحقيقة، والحقيقة منذ نصف قرن تؤكّد أن المقاومة والدفاع عن سيادة لبنان لا ينفصلان، وما نحتاجه الآن خرائط منظومة دفاع وطني تستفيد من كل قدرات لبنان لا شطبها وسحبها من هياكل قدرتها العميقة التي أثبتت نجاحها الإستراتيجي لدرجة أنّ الجيش الإسرائيلي عجز عن التثبيت بقرية أمامية واحدة أو احتلال بلدة حدودية مثل الخيام، واللحظة للمصارحة لا المغالبة، ولا للإنقسام ولا للخصومة الوطنية ولا للثأر ولا لإضعاف واقع لبنان وكشفه، وإسرائيل كيان إرهابي عدواني عاش ويعيش على الاحتلال والعدوان ولا يمكن التعامل معه بغصن زيتون، لذلك أقول للمسؤولين بالدولة اللبنانية: حماية لبنان ضرورة وجودية، والمقاومة مكوّن رئيسي بمنظومة حماية لبنان طيلة نصف قرن، وأي خصومة معها أمر كارثي لأنه يصب بالمصلحة الإسرائيلية، والقرارات الإنقسامية تضع البلد كله بالجحيم، والدولة الضعيفة لا قيمة لها فوق طاولة الأمم، والتنازل السيادي ينهي البلد، واللعبة الدولية الإقليمية تريد ابتلاع لبنان، لذلك المصلحة الوطنية تقضي بالإستفادة من قوة المقاومة لا مخاصمتها، خاصة أن شرعية المقاومة من شرعية الحاجة السيادية الوطنية وهذا مبدأ أممي لا خلاف عليه، ولأن المصلحة السيادية مهدّدة لا يمكن السكوت عن أي طريقة من شأنها إضعاف لبنان فيما إسرائيل تعربد وتنتهك وتمارس شتّى أنواع الإرهاب على البلد من جنوبه إلى شرقه بما في ذلك العاصمة بيروت، ولأن لبنان تحت الغارات وبقلب التهديد الوجودي لا يمكن المساومة على سلاح القوة الوطنية أبداً، والحل بإعادة تنظيم القوة الوطنية وطبيعة خدمتها وشراكتها لا شطبها، وهنا نتحدث عن نصف قرن من القتال والتضحيات السيادية وانتصاراتها والتي انتهت بتحرير لبنان، واللحظة لحماية لبنان لا كتابة شروط استسلامه، على أن واقع التجربة التاريخية يؤكد أنّ الشراكة بين الجيش والمقاومة ضرورة بقائية للبنان، وتحت هذا العنوان لا يمكن القبول بتمرير أي موقف أو قرار يعطي العدوان الإسرائيلي أي أفضلية، والقضية ليست طائفة أو حزب أو تيار بل قدرة لبنان على البقاء، وبصوت عالي : لبنان بوضع استثنائي، والمنطقة بوضع استثنائي، والمخاطر وجودية واستثنائية، وحماية البلد استثنائية ووسائلها استثنائية وما لا يصحّ بالأمور العادية يصبح من أوجب الواجبات بالظروف الإستثنائية، وطبيعة التهديدات الإسرائيلية ونوعيتها تلزمنا بتكوين استراتيجية دفاعية تليق بإمكانات الدفاع الوطني وتنوعه أمام قوة عدوانية مدعومة من أكبر قوة بالعالم، ولا يمكن قتال إسرائيل بقوة مكشوفة أو قدرات ضعيفة وإلا طار البلد، ونموذج جنوب النهر بعد اتفاق وقف النار ونقل الضامن الأمني يؤكد ما أقول بالصميم".

وتابع: "كل يوم هناك استباحة وغارة وقتل وعدوان وتوغل دون أي مانع، وتاريخياً ما زلنا نذكر مجزرة حولا التي ارتكبها الإسرائيلي عام 1948 ومثلها كثير، والقضية هنا ليست خلافاً بالرأي بل القضية "نفس وجود لبنان وما يلزم لحمايته" وسط عالم يعيش على الأنياب لا الأخلاق، لذلك يوم الثلاثاء سيكون لبنان كله بين يدي الحكومة وأي خطأ بموضوع سلاح المقاومة سيضع رأس لبنان بيد إسرائيل ويدفع نحو كارثة وطنية، والتاريخ يقول لنا: نزع القوة يعني الإستسلام، وعليه فإن مناقشة وضعية سلاح المقاومة يمرّ فقط بالسياسة الدفاعية للبنان، ووظيفة الحكومة مراكمة الدفاع الوطني لا انتزاع القوة الوطنية أو إضعافها، ولمن يهمه أمر لبنان أقول: الرئيس نبيه بري قامة تاريخية مقاوِمة وأساس تكويني بالعصر الإستقلالي الجديد ورمز إنقاذ وطني مشهود، وأي تجاوز لمشورة الرئيس نبيه بري بجلسة الحكومة يوم الثلاثاء هو تجاوز للبنان ودفع للبلد نحو الإنتحار، واللحظة للعقلاء بهذا البلد وسط شرق أوسط تبتلعه الأزمات الوجودية والخرائط الأميركية الدموية، وتقدير المخاطر وتأمين القدرات الداخلية وحفظ الوحدة الوطنية بهذه اللحظات المصيرية بمثابة ضرورة وجودية للبنان".

 

بيان صادر عن دائرة التشريعات - الدكتور بول الحامض

أمانة الإعلام المركزية/03 آب/2025

صدر عن أمانة الإعـلام المركزية للناشط السياسي الدكتور بول الحامض البيان التالي نصُّه :

 للذكرى في الرابع من آب 2020 ، حصل في العاصمة اللبنانية بيروت أفظع إنفجار حصل في التاريخ المعاصر ،في ضوء هذه الكارثة السياسية والعسكرية والإجتماعية تتوّقف "الدائرة التشريعية " للناشط السياسي بول الحامض مطالبة النظام العربي والدولي المُساعدة في كشف تفاصيل هذه الجريمة التي عجز النظام السياسي اللبناني عن كشف خيوطها لا بل ومن الملاحظ أنه منذ تاريخ الإنفجار هناك سكوت مطبق من قبل الأجهزة اللبنانية على هذه الجريمة وهذا الأمر يُثبتْ تورط النظامين السياسي والقضائي على هذه الجريمة . إنّ واقع هذه الجريمة بعد تمييع التحقيق يجد اللبنانيون وأهالي الضحايا أنفسهم أمام عدالة شبه معطّلة جرّاء تعليق التحقيق بفعل التدخلات السياسية القضائية التي على ما يبدو تثبت للجميع أن كل الأجهزة اللبنانية الرسمية السياسية والمدنية متورطة في هذا الجرم الشنيع . إنّ "الدائرة التشريعية" تعتبر أن أسباب عرقلة التحقيق في هذه الجريمة إستمرار الخلافات السياسية وتظْهر مدى تورط هؤلاء المسؤولين في هذه الجريمة

إنَ " الدائرة التشريعية " بعد خمس سنوات من سوء الإدارة القضائية والفساد السياسي وتزامنًا مع الرابع من آب ذكرى إنفجار مرفأ بيروت الذي أودى بحياة 218 شخصًا عدا عن المعاقين وخرابًا وصل لكل العاصمة وهذا الإنفجار ناتج عن تفجير أطنان من نيترات الأمونيوم وهو عبارة عن مركب كيمائي يُستخدم في صناعة المتفجرات أدخلت إلى المرفأ بواسطة باخرة "روسوس" رافعة علم مولدوفا في العام 2013 حيث تمّ تفريغ حمولتها في العنبر 12 تحديدًا بتاريخ 23 و 24 تشرين الأول 2014 ، إن "دائرة التشريعات" تُثير في هذه المناسبة العديد من التساؤلات عن الغاية من هذه الحمولة وعن مستندات الشحن ولماذا حُوّلتْ إلى بيروت ، كما أن "دائرة التشريعات " تسأل النظام السياسي اللبناني لماذا تمّ التغاضي عن هذه الحمولة ؟ ومن سمح بإفراغها داخل حرم المرفأ ؟ ولما تقاعستْ الدولة قبل وبعد الإنفجار عن القيام بواجباتها ؟ علمًا أنّ هذه الحمولة تخلق خطرا على السلامة العامة وتسبب أخطارا غير مسبوقة والدليل ما أحدثه الإنفجار وهذه أمور تستدعي المساءلة عليها بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان لأنها تشكل تقاعسا من قبل الدولة عن التحرك لمنع المخاطر المتوقعة على حياة اللبنانيين للحق في الحياة .

· إزاء هذه الجريمة النكراء وأمام تقاعس الدولة تُطالب " الدائرة التشريعية " المجتمع الدولي ومحكمة العدل الدولية مؤازرتها في إحقاق الحق ومساعدتها في كشف ملابسات هذه الجريمة لأنّ الأدلة تشير بقوة المدعمة بالوقائع أن أغلبية المسؤولين اللبنانيين مسؤولين حكما عن هذه الجريمة لأنهم كانوا على علم بوجود نيترات الأمونيوم في المرفأ ، كما أن التقارير الموثقة التي حصلتْ عليها "الدائرة التشريعية " تُشير إلى "أنّ السياسيين اللبنانيين الرسميين تقبّلوا ضمنيًا مخاطر خطورة هذه المواد وعلموا أنّها تسبِّبْ مخاطر حدوث وفيات في حال حدوثها ، وهناك تقارير أممية تُشير إلى محادثات مع السلطات اللبنانية بإزالة هذه المواد من العنبر ولكن السلطات الرسمية تمّنعت عن التنفيذ ، وهذا الإهمال الوظيفي للسلطات الرسمية يرقى إلى جرائم القتل على اساس القصد الإحتمالي أو بغير قصد ، كما أنه يرقى إلى مستوى إنتهاك الحق في الحياة بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان " . إنّ "الدائرة التشريعية" في سياق ما حصل تطالب الأجهزة القضائية الدولية المُساعدة في فتح تحقيق دولي يطال كل مسؤول متورط في هذه الجريمة التي أودت بحياة العشرات من اللبنانيين .

إنّ "الدائرة التشريعية " وإستنادًا للبيانات التي توصلت إلى جمعها عن الجريمة وهي في أغلبيتها وثائق رسمية ( المسؤولين العاملين في المرفأ – وزارة النقل – موظفو الجمارك – السلطة القضائية – السلطة التنفيذية – السلطة الإجرائية – هيئة القضايا في وزارة العدل – قائد الجيش – الأجهزة الأمنية العاملة ضمن حرم المرفأ – مجلس النواب رئيس الجمهورية) ، وكل المسؤولين الذين كانوا على علم بالخطر التي تشكله هذه السفينة بحمولتها هم مسؤولين أمام الشعب والمحكمة الدولية وبالتالي جميعهم مُطالبين بالمثول أمام هذه المحكمة من أجل مقاضاتهم علما أن هناك عيوب إجرائية ومنهجية في التحقيق إلى ما جعله عاجزا عن تحقيق العدالة بشكل موثوق ، وبما أنه لم تحترم معايير المحاكمة العادلة وبما أن هناك إنتهاك للإجراءات القانونية الواجبة لتلك الأسباب وغيرها ستقوم "الدائرة التشريعية " وبكامل أعضائها بتقديم إخبار بالإنابة عن ذوي الضحايا وكل اللبنانيين للمحكمة الدولية طالبة منها التدخل وإجراء التحقيقات ليُبنى على الشيء مقتضاه ، لأن العدل أساس الملك .

الدكتور بول الحامض

 

سلام لذوي ضحايا انفجار مرفأ بيروت: العدالة ستتحقق ولو تأخرت شدد على بسط سلطة الدولة على كل أراضيها

بيروت: كارولين عاكوم/الشرق الأوسط/03 آب/2025

جدد رئيس مجلس الوزراء نواف سلام تأكيده الالتزام بأن يكون قرار الحرب والسلم في يد الحكومة وحدها وبسط سلطتها على كامل أراضيها بقواها الذاتية حصراً، مشدداً على أن العدالة في قضية انفجار مرفأ بيروت قبل خمس سنوات لا بد أن تتحقق ولو تأخرت، «ولا سبيل إليها إلا بجلاء الحقيقة».

وجاءت مواقف سلام خلال جلسة حوارية مع ذوي ضحايا الانفجار في ذكراه الخامسة، وقبل يومين من موعد جلسة الحكومة المقررة يوم الثلاثاء للبحث في «بسط سلطة الدولة اللبنانية على جميع أراضيها بأدواتها الذاتية»، حيث تتواصل المشاورات المكثفة بهذا الشأن، فيما لم يعلن «الثنائي الشيعي» موقفه النهائي والواضح منها. وجدد سلام التأكيد على التزامه في البيان الوزاري، لجهة «بناء دولة قوية عادلة، سيّدة، حرّة، مستقلة. دولة لن توفّر جهداً لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي عن كل شبر من أراضينا، ولبسط سلطتها على كامل أراضيها بقواها الذاتية حصراً. دولة يكون قرار الحرب والسلم في يدها وحدها. دولة حق وقانون تنهي الإفلات من العقاب وتحقق العدالة، ويبقى أن طريقنا الوحيد إليها هو استكمال مسيرة الإصلاح السياسي والمالي والإداري». وتشير المعلومات إلى أن الصيغة النهائية لموقف الحكومة سيكون ضمن سقف خطاب القسم لرئيس الجمهورية جوزيف عون والبيان الوزاري لحكومة نواف سلام، لكن المشكلة الأبرز تكمن ليس في المواقف المعلنة في هذا الإطار، وإنما في تحديد مهل زمنية لهذه المهمة، وهو الأمر الذي تطالب به قوى لبنانية عدة كما جهات خارجية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية.

«القوات»

ويرفض حزب «القوات اللبنانية» كل الحديث عن إمكانية أن تنتهي جلسة الحكومة يوم الثلاثاء المقبل من دون وضع خطة واضحة مع مهلة زمنية لسحب سلاح «حزب الله»، وإلا «يعني ترك البلد مكشوفاً أمام كل الاحتمالات»، وفق ما تقول مصادره لـ«الشرق الأوسط». من هنا، تؤكد مصادر «القوات» على موقفها الذي سيتمسك به وزراؤها في جلسة الثلاثاء، وتقول: «الإصرار على وضع جدول زمني هذا أمر طبيعي وبديهي ولن نقبل بأقل من ذلك». وتضيف: «نحن أمام خيارات محدودة في حال لم تتحمل الدولة مسؤوليتها من أجل احتكار السلاح أي يعني أن نترك البلد مكشوفاً، أي في الحد الأدنى أن يبقى أمام الضربات الإسرائيلية وفي الحد الأقصى أن نذهب لموجة عنف جديدة أو حرب إسرائيلية جديدة». وتشدد المصادر على أنه «يجب أن يأخذ مجلس الوزراء قراره انطلاقاً من اتفاق الطائف والبيان الوزاري وخطاب القسم واتفاقية وقف النار وأن يقر بشكل واضح ضرورة نزع السلاح غير الشرعي للتنظيمات غير الشرعية ضمن مهلة أقصاها شهران أو ثلاثة أشهر وأن يتولى المجلس الأعلى للدفاع مهمة التنفيذ».

«الكتائب»

وتبدو معظم القوى اللبنانية الممثلة في الحكومة، باستثناء «حزب الله» و«حركة أمل» تدفع في هذا الاتجاه، وهو ما عبّر عنه وزير العدل، المحسوب على حزب «الكتائب اللبنانية» عادل نصار، كاتباً على منصة «إكس»: «إذا اختار (حزب الله) الانتحار برفض تسليم سلاحه، فلن يسمح له بأن يجرّ لبنان والشعب اللبناني معه!».

«حزب الله»

وبانتظار ما ستنتهي إليه المباحثات حول مشاركة وزراء «الثنائي» وما سيتفق عليه مجلس الوزراء الثلاثاء، لا يزال «حزب الله» يتمسك بموقفه لجهة المطالبة بالانسحاب الإسرائيلي ووقف العدوان وإعادة الإعمار، قبل البحث بتسليم سلاحه. وهو ما عبّر عنه عضو كتلة الحزب النائب علي فياض، مشيراً إلى أن «الإسرائيلي يريد أن يتصادم اللبنانيون بعضهم ببعض، ونحن حريصون على أن يتفاهم اللبنانيون بعضهم مع بعض». وقال: «الجانب اللبناني قد أبلغ الوسيط الأميركي بالموقف اللبناني، وهو لم يتلقَّ جواباً حتى اللحظة، والموقف يقوم على أن الإسرائيلي يجب أن يلتزم ابتداءً بوقف إطلاق النار والانسحاب من الأراضي التي احتلها، فهذه هي الخطوة الأولى التي لا يمكن تجاوزها في أي مسار معالجة؛ لأنه وبكل صراحة ووضوح، لا شيء يوحي أو يضمن أو يؤشر على أن بنية الإسرائيلي الانسحاب من التلال الـ5 أو إيقاف الأعمال العدائية مهما تكن الالتزامات اللبنانية، علماً بأنه من زاوية موجبات تفاهم وقف إطلاق النار في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، فإن لبنان قام بما يجب أن يقوم به». وشدد على «ضرورة أن يثبت الموقف اللبناني عند التراتبية التي وردت في كلام فخامة الرئيس، من ناحية أولوية وقف الأعمال العدائية والانسحاب من أرضنا من قبل العدو الإسرائيلي، قبل أي بحثٍ آخر».

قبلان يحذر

حذّر المفتي الجعفري عبد الأمير قبلان من أن «يوم الثلاثاء سيكون لبنان كله بين يدي الحكومة وأي خطأ بموضوع سلاح المقاومة سيضع رأس لبنان بيد إسرائيل ويدفع نحو كارثة وطنية». وأضاف في بيان: «أي تجاوز لمشورة الرئيس (رئيس البرلمان) نبيه بري بجلسة الحكومة يوم الثلاثاء هو تجاوز للبنان ودفع للبلد نحو الانتحار، واللحظة للعقلاء بهذا البلد وسط شرق أوسط تبتلعه الأزمات الوجودية والخرائط الأميركية الدموية، وتقدير المخاطر وتأمين القدرات الداخلية وحفظ الوحدة الوطنية بهذه اللحظات المصيرية بمثابة ضرورة وجودية للبنان».

******************************************

في أسفل رابط نشرة الأخبار اليومية ليومي 03-04 آب/2025/

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 03 آب/2025

/جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/2025/08/145884/

ليوم 03 آب/2025

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For August 03/2025/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/2025/08/145886/

For August 03/2025/

**********************
رابط موقعي الألكتروني، المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

https://eliasbejjaninews.com

Link for My LCCC web site

https://eliasbejjaninews.com

****

Click On The Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

*****

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا الرابط  https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

*****

حسابي ع التويتر/ لمن يرغب بمتابعتي الرابط في أسفل

https://x.com/EliasYouss60156

My Twitter account/ For those who want to follow me the link is below

https://x.com/EliasYouss60156

@followers

@highlight