المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 26 آذار/لسنة 2023

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2023/arabic.march26.23.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

اضغط على الرابط في أعلى للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

 

Elias Bejjani/Click on the below link to subscribe to my youtube channel

الياس بجاني/اضغط على الرابط في أسفل للإشتراك في موقعي ع اليوتيوب

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

15 آذار/2023

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أحد شفاء الأعمي وشرح لمعاني وعبر العجيبة

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/نص وفيديو/عجيبة شفاء الأعمى والعمى هو عمى القلب وليس عمى البصر

 

عناوين الأخبار اللبنانية

رابط فيديو القداس الإلهي الذي ترأسه البطريرك  الراعي اليوم  لمناسبة عيد سيدة البشارة من الصرح البطريركي في بكركي مع نص عظته

رسالتي إلى مُسلمي لبنان/الكاتب والمخرج يوسف ي. الخوري

المطران عودة يرفض استقبال موفد ميقاتي... قضيّة التوقيت تتفاعل: مزيد من العصيان!

ثورة الكهنة.../الاب طوني بو عساف/فايسبوك

بيان صادر عن مجلس قيادة حزب حراس الارز

"مجموعة النهار الإعلامية" تبقي برمجتها على التوقيت العالمي، وتقدّم ساعتها ساعة واحدة عند منتصف هذه الليلة

أسرار الصحف الصادرة صباح اليوم السبت 25 آذار 2023

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت 25 آذار 2023

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

واشنطن للبنانيين: إنقاذ بلدكم برئيس من خارج منظومة “حزب الله”

صندوق النقد الدولي يحذر من خطورة الأوضاع

حزن فاتيكاني على حال لبنان

"تسوية فرنجية -سلام"... ما وراء زيارة باربارا ليف إلى لبنان؟

تحذير أميركي: وضع لبنان لا يمكن أن يستمر كما هو

"الحزب" يُهاجم ليف: أتَت لتُعكّر تقاربات المنطقة

"تسوية فرنجية -سلام"... ما وراء زيارة باربارا ليف إلى لبنان؟

حزب الله" يهاجم الموفدة الأميركية: أتَت لتُعكّر تقاربات المنطقة

صفقة المطار: شبهات وشكوك حول "تهريبة" حميّة!

مع تأجيل تقديم الساعة... لبنان على مشارف كارثة تقنية تبدأ بالهواتف ولا تنتهي

هل يجرؤ باسيل على إجراء مراجعة… للتراجع؟/جان الفغالي/هنا لبنان

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

الانتشار الأميركي في سوريا وعلاقته بالصدام مع إيران

واشنطن تدك منشآت للحرس الثوري وتقتل 19 مواليا لإيران في سورية

طيران التحالف قصف مواقع في البوكمال والميادين ودير الزور

الولايات المتحدة: لا نسعى إلى خوض أي حرب مع إيران أو غيرها

طهران تعلن بدء تنفيذ بعض الاتفاقيات مع بكين

السعودية تعلن بدء محادثات مع سورية لاستئناف الخدمات القنصلية

بن فرحان يزور دمشق بعد العيد... والدوحة تدعم مبادرة الأردن.. وواشنطن تحض على عدم التطبيع مع الأسد

الفاتيكان: زيادة حادة في الاعتداءات على رجال دين مسيحيين في القدس

أميركا تصطدم بـ«ميليشيات إيران» في شرق سوريا

مقتل 14 مسلحاً مرتبطين بـ«الحرس» و«متعاقد أميركي»... وواشنطن تؤكد أنها ستحمي قواتها

نتنياهو يدعو الدول الكبرى لتعزيز الضغط على إيران وسط احتجاجات أثناء زيارته إلى لندن

الجيش الإسرائيلي: إصابة 2 في إطلاق نار بالضفة الغربية

إسرائيل... معركة هوية ومصير أم صراع قضائي؟

«دولة يهودا» تحاول كسر «دولة تل أبيب»... وهذه تحارب بأسنانها

المستشارة القضائية الإسرائيلية تبلّغ نتنياهو بمخالفته القانون والخطوة فسرت على أنها تمهيد لمسار جديد قد يفضي لإقالته

بوتين يعلن أن موسكو ستنشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا

تقديرات بريطانية تشير إلى تعثر الهجوم الروسي في باخموت

موسكو تخطط لتجنيد 400 ألف عسكري متعاقد تفادياً لسيناريو التعبئة وبوتين يخشى على شعبيته قبيل الانتخابات

زيلينسكي: لا يمكن بدء الهجوم المضاد بسبب نقص الذخيرة

العلاقات الاقتصادية واتفاق تصدير الحبوب في اتصال بين بوتين وإردوغان

رئيس البرازيل يرجئ زيارته للصين حتى إشعار آخر

أميركا تواصل مساعيها لمواجهة النفوذ الصيني في أفريقيا وهاريس تبدأ (الأحد) جولة في القارة للترويج لرؤية واشنطن

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

انطانس شباط الشاعر - من الجعبة/الكولونيل شربل بركات

هل ينتفي الدور الفرنسي لبنانيا بعد الاتفاق الايراني-السعودي؟/منير الربيع/المدن

السعودية وانتخاب رئيس الجمهورية: سقوط خيار فرنجية و"حزب الله"/نجم الهاشم/نداء الوطن

لا على البارد ولا على الساخن/سناء الجاك/نداء الوطن

إذا كان لا بدّ من طاولة حوار اقتصادي يا سيّد نصر الله/غسان صليبي/ النهار

الحزب” يعطّل الحلّ… لماذا يريد حواراً؟/راكيل عتيّق/نداء الوطن

قوى الارتهان تسقط الاتفاق اللبناني مع صندوق النقد!/حنا صالح/الشرق الأوسط

لبنان على ساعة برّي!/طوني كرم/نداء الوطن

لهذا هدّد نصر الله بالردّ على أيّ اعتداء إسرائيلي/أحمد الأيوبي/نداء الوطن

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

الراعي في عيد البشارة: ننتظر من المسؤولين الإقرار امام الله والناس بمسؤوليّتهم عن خراب الدولة بإحجامهم عن انتخاب رئيس للجمهوريّة

كلام رئاسي للسفير السعودي من معراب

اورا" و"لبنانيون من أجل الكيان" و"وحدة ورؤية" والمؤتمر المسيحي الدائم" اعلنوا عدم الالتزام بقرار تأخير التوقيت الصيفي

تثبيت الساعة يقسّم لبنان طائفيا ويلغي جلسة الحكومة

بيانٌ مهم من ميقاتي.. هذا ما أعلنه

الموت يغيّب المهندس سمير الخطيب

مناطق خارج الخدمة: تداعيات إضراب موظفي "أوجيرو" بدأت بالظهور

باسيل في عشاء التيار: نريد رئيسا يواجه المنظومة ليوقف إجرامها لا ان يكون استمرارا لمسارها

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

أحد شفاء الأعمي وشرح لمعاني وعبر العجيبة

(إنجيل القدّيس مرقس10/46-52)/"ووَصَلُوا إِلى أَرِيحا. وبَيْنَمَا يَسُوعُ خَارِجٌ مِنْ أَرِيحا، هُوَ وتَلامِيذُهُ وجَمْعٌ غَفِير، كَانَ بَرْطِيمَا، أَي ٱبْنُ طِيمَا، وهُوَ شَحَّاذٌ أَعْمَى، جَالِسًا عَلَى جَانِبِ الطَّريق. فلَمَّا سَمِعَ أَنَّهُ يَسُوعُ النَّاصِرِيّ، بَدَأَ يَصْرُخُ ويَقُول: «يَا يَسُوعُ ٱبْنَ دَاوُدَ ٱرْحَمْنِي!».فَٱنْتَهَرَهُ أُنَاسٌ كَثِيرُونَ لِيَسْكُت، إِلاَّ أَنَّهُ كَانَ يَزْدَادُ صُرَاخًا: «يَا ٱبْنَ دَاوُدَ ٱرْحَمْنِي!».فوَقَفَ يَسُوعُ وقَال: «أُدْعُوه!». فَدَعَوا الأَعْمَى قَائِلِين لَهُ: «ثِقْ وٱنْهَضْ! إِنَّهُ يَدْعُوك». فطَرَحَ الأَعْمَى رِدَاءَهُ، ووَثَبَ وجَاءَ إِلى يَسُوع. فقَالَ لَهُ يَسُوع: «مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَصْنَعَ لَكَ؟». قالَ لَهُ الأَعْمَى: «رَابُّونِي، أَنْ أُبْصِر!». فقَالَ لَهُ يَسُوع: «إِذْهَبْ! إِيْمَانُكَ خَلَّصَكَ». ولِلْوَقْتِ عَادَ يُبْصِر. ورَاحَ يَتْبَعُ يَسُوعَ في الطَّرِيق."

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/نص وفيديو/عجيبة شفاء الأعمى والعمى هو عمى القلب وليس عمى البصر

الياس بحاني/26 آذار/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/38018/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d8%b9%d8%ac%d9%8a%d8%a8%d8%a9-%d8%b4/

“جئت إلى هذا العالم للدينونة، حتى يبصر الذين لا يبصرون، ويعمى الذين يبصرون”. (يوحنا 09/39)

كم بيننا من أفراد وجماعات هم حقيقة عميان بصيرة، وقليلو إيمان، وخائبو رجاء، في حين أن عيونهم من الناحية الصحية سليمة مئة في المائة، غير إن علتهم تكمن في عمى البصيرة وليس عمى البصر، فهم وإن كانت عيونهم متعافية إلا أنها تحجب عن عقولهم ووجدانهم وقلوبهم المحبة فيعشون في ظلام دامس بعيدين عن الله. الأعمى ابن طيما الشحاذ الذي هو موضوع مقالتنا نذكره اليوم في كنائسنا المارونية ونسمي الأحد السادس هذا من الصوم الكبير باسم عجيبة شفائه، (أحد شفاء الأعمى).

يعلمنا الكتاب المقدس أن ابن طيما ولد أعمى ولم يكن يعرف الفرق بين النور والظلام، إلا أنه كان متنوراً في قلبه وضميره وإيمانه، وقوى وعنيد وثابت في رجائه. هذه العجيبة وردت في إنجيل القديس يوحنا 09(/01-41)، وفي إنجيل القدّيس مرقس (10/46-52)، وفي إنجيل القديس متى (20/29-34)

العجيبة كما وردت في إنجيل القدّيس مرقس(10/46-52): ووَصَلُوا إِلى أَرِيحا. وبَيْنَمَا يَسُوعُ خَارِجٌ مِنْ أَرِيحا، هُوَ وتَلامِيذُهُ وجَمْعٌ غَفِير، كَانَ بَرْطِيمَا، أَي ٱبْنُ طِيمَا، وهُوَ شَحَّاذٌ أَعْمَى، جَالِسًا عَلَى جَانِبِ الطَّريق. فلَمَّا سَمِعَ أَنَّهُ يَسُوعُ النَّاصِرِيّ، بَدَأَ يَصْرُخُ ويَقُول: «يَا يَسُوعُ ٱبْنَ دَاوُدَ ٱرْحَمْنِي!».فَٱنْتَهَرَهُ أُنَاسٌ كَثِيرُونَ لِيَسْكُت، إِلاَّ أَنَّهُ كَانَ يَزْدَادُ صُرَاخًا: «يَا ٱبْنَ دَاوُدَ ٱرْحَمْنِي!».فوَقَفَ يَسُوعُ وقَال: «أُدْعُوه!». فَدَعَوا الأَعْمَى قَائِلِين لَهُ: «ثِقْ وٱنْهَضْ! إِنَّهُ يَدْعُوك». فطَرَحَ الأَعْمَى رِدَاءَهُ، ووَثَبَ وجَاءَ إِلى يَسُوع. فقَالَ لَهُ يَسُوع: «مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَصْنَعَ لَكَ؟». قالَ لَهُ الأَعْمَى: «رَابُّونِي، أَنْ أُبْصِر!». فقَالَ لَهُ يَسُوع: «إِذْهَبْ! إِيْمَانُكَ خَلَّصَكَ». ولِلْوَقْتِ عَادَ يُبْصِر. ورَاحَ يَتْبَعُ يَسُوعَ في الطَّرِيق”.

يعطينا انجيل القديس يوحنا (09/08-34) المزيد من التفاصيل التي تبين لنا الإضطهاد والإرهاب اللذين تعرض لهما الأعمى بعد شفائه من أجل أن ينكر ما حصل: “”فتساءل الجيران والذين عرفوه شحاذا من قبل: أما هو الذي كان يقعد ليستعطي؟ وقال غيرهم: هذا هو. وقال آخرون: لا، بل يشبهه. وكان الرجل نفسه يقول: أنا هو! فقالوا له: وكيف انفتحت عيناك؟ فأجاب: هذا الذي اسمه يسوع جبل طينا ووضعه على عيني وقال لي: إذهب واغتسل في بركة سلوام. فذهبت واغتسلت، فأبصرت. فقالوا له: أين هو؟ قال: لا أعرف. فأخذوا الرجل الذي كان أعمى إلى الفريسيين، وكان اليوم الذي جبل فيه يسوع الطين وفتح عيني الأعمى يوم سبت. فسأل الفريسيون الرجل كيف أبصر، فأجابهم: وضع ذاك الرجل طينا على عيني، فلما غسلتهما أبصرت. فقال بعض الفريسيين: ما هذا الرجل من الله، لأنه لا يراعي السبت. وقال آخرون: كيف يقدر رجل خاطئ أن يعمل مثل هذه الآيات؟ فوقع الخلاف بينهم. وقالوا أيضا للأعمى: أنت تقول إنه فتح عينيك، فما رأيك فيه؟ فأجاب: إنه نبي! فما صدق اليهود أن الرجل كان أعمى فأبصر، فاستدعوا والديه وسألوهما: أهذا هو ابنكما الذي ولد أعمى كما تقولان؟ فكيف يبصر الآن؟ فأجاب والداه: نحن نعرف أن هذا ابننا، وأنه ولد أعمى. أما كيف يبصر الآن، فلا نعلم، ولا نعرف من فتح عينيه. إسألوه وهو يجيبكم عن نفسه، لأنه بلغ سن الرشد. قال والداه هذا لخوفهما من اليهود، لأن هؤلاء اتفقوا على أن يطردوا من المجمع كل من يعترف بأن يسوع هو المسيح. فلذلك قال والداه: إسألوه لأنه بلغ سن الرشد.

وعاد الفريسيون فدعوا الرجل الذي كان أعمى وقالوا له: مجد الله! نحن نعرف أن هذا الرجل خاطئ. فأجاب: أنا لا أعرف إن كان خاطئا، ولكني أعرف أني كنت أعمى والآن أبصر. فقالوا له: ماذا عمل لك؟ وكيف فتح عينيك؟ أجابهم: قلت لكم وما سمعتم لي، فلماذا تريدون أن تسمعوا مرة ثانية؟ أتريدون أنتم أيضا أن تصيروا من تلاميذه؟ فشتموه وقالوا له: أنت تلميذه، أما نحن فتلاميذ موسى. نحن نعرف أن الله كلم موسى، أما هذا فلا نعرف من أين هو. فأجابهم الرجل: عجبا كيف يفتح عيني ولا تعرفون من أين هو! نحن نعلم أن الله لا يستجيب للخاطئين، بل لمن يخافه ويعمل بمشيئته. وما سمع أحد يوما أن إنسانا فتح عيني مولود أعمى. ولولا أن هذا الرجل من الله، لما قدر أن يعمل شيئا. فقالوا له: أتعلمنا وأنت كلك مولود في الخطيئة؟ وطردوه من المجمع”

رغم أن ٱبْنُ طِيمَا كان أعمى وحاسة النظر عنده تالفة ومعطلة، غير أنه ومن خلال إيمانه وثقته بالله أدرك بعقله وقلبه أنه في حال ذهب إلى المسيح وطلب منه الشفاء فبقدرته أن يشفيه ويعيد له نعمة النظر التي حرم منهما منذ ولادته. عندما اقترب من المسيح تمرد ورفض التقيد بتعليمات وتحذيرات الذين حاولوا منعه من تحقيق غايته فلم يأبه ولم يرتد ورفع صوته عالياً ومدوياً معلناً أن المسيح هو المخلص وأنه قادر على إعادة نظره إن رغب بذلك، وطلب من المسيح أن يشفيه فكان له ما أراد. لم ييأس ولم يُحبط ولم يقبل بوضعية العاجز غير القادر على رؤية طريق الخلاص والسير عليها. عرّف قدرة وألوهية المسيح ولجأ إليه طالباً الرحمة والنعمة فحصل عليهما ومن ثم تبعه وتتلمذ له. رفض الإذعان لهرطقات الكتبة والفريسيين وبعناد الأبطال لم يُبدل ولم يغير كلمة واحدة عما قاله عن الأعجوبة. اتُهم بالخيانة والعمالة للغريب إلا أنه تمسك بالحقيقة وشهد لها غير مبالي بما سيوقعه عليه رجال الدين اليهود من تحريم ونبذ وعقاب ومضايقات. مشى الطريق لأنه كان في النور وهم ضلوا لأنهم عميان بصر وبصيرة وقليلي إيمان. ولو نظرنا اليوم حولنا في زمننا الحالي نجد أن الحال لم يتغير حيث أن جماعات المؤمنين يتعرضون للمضايقات والإضطهاد والذل والأذى الجسدي في معظم بلدان العالم إلا أنهم يقاومون بعناد متكلين على الله تماماً كما كان حال ابن طيما.

ما أحوجنا اليوم كلبنانيين مقيمين ومغتربين أن نقتدي بمثال هذا الأعمى المؤمن فنسير بقوة وعناد وإيمان وثبات على طريق الخلاص ونطلب من الله نعمة النور الإيماني لينير دروبنا وعقولنا وينجينا من شر عبادة مقتنيات الأرض الفانية وأن لا يدخلنا في فخاخ الشرور والتجارب الإبليسية.

من المحزن أن دفة سفينة وطننا الأم لبنان يمسك بها ويتحكم بحركتها رعاة وقادة وسياسيين ومسؤولين عميان بصر وبصير وقد أوقعوه بسبب قلة إيمانهم وخور رجائهم في آفات الفوضى والاضطرابات والحروب وزرعوا بين أبنائه بذور الفتنة وثقافة الموت .

يا رب نور عقولنا لندرك أنك محبة، وابعد عنا ظلمة الخطيئة ونجنا من التجارب.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

https://eliasbejjaninews.com

 

الياس بجاني/نص وفيديو/عجيبة شفاء الأعمى والعمى هو عمى القلب وليس عمى البصر

https://www.youtube.com/watch?v=NM-_dYAkFYw&ab_channel=EliasBejjani

الياس بجاني/نص وفيديو/عجيبة شفاء الأعمى والعمى هو عمى القلب وليس عمى البصر

26 آذار/2023

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

رابط فيديو القداس الإلهي الذي ترأسه البطريرك  الراعي اليوم  لمناسبة عيد سيدة البشارة من الصرح البطريركي في بكركي مع نص عظته

https://eliasbejjaninews.com/archives/116911/%d8%b1%d8%a7%d8%a8%d8%b7-%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%af%d8%a7%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%84%d9%87%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%8a-%d8%aa%d8%b1%d8%a3%d8%b3%d9%87-%d8%a7%d9%84-5/

الراعي في عيد البشارة: ننتظر من المسؤولين الإقرار امام الله والناس بمسؤوليّتهم عن خراب الدولة بإحجامهم عن انتخاب رئيس للجمهوريّة

وطنية/25 آذار/2023

 

رسالتي إلى مُسلمي لبنان

الكاتب والمخرج يوسف ي. الخوري/25 آذار/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/116917/%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%a7%d8%aa%d8%a8-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ae%d8%b1%d8%ac-%d9%8a%d9%88%d8%b3%d9%81-%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d8%b1%d8%b3%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%8a-%d8%a5%d9%84/

ليس الوقت وقت معايدات وتمنّيات، إذ ما نفعُ التهاني بالعيد هذه السنة إذا حلّ رمضان العام المقبل وليس في لبنان صيام!!؟

إنّها فرصتكم اليوم لتُبرهنوا أنّكم وإيّانا، كمسيحيين، جديرون بالتكامل في المواطنة ونستحق وطن الأرز لبنان. نحن، أُرهقنا، لا بل استُنزفنا، في مساعينا للحفاظ على لبنان ورسالته.

لَمّا واجهنا الفلسطيني كنتم في صفّه ضدنا وضدّ لبنان! ويوم كنّا الأقوى وفكَّينا الارتباط بالإسرائيلي حبًّا بكم وبلبنان، تركتمونا ندفع الثمن وحيدين وتخلّيتم عنّا، حتّى أنّكم انبريتم، ولا زلتم، لا تتردّدون باتّهامنا بالتعامل والعمالة وتستقوون علينا! ويوم ناضلنا في وجه السوري، تفرّجتم علينا، ويوم أخرجناه، وقفتم في 8 آذار 2005 تشكرونه من ساحة رياض الصلح، وبعد أسبوع في 14 آذار وقفتم تقولون له “إلى اللقاء وليس وداعًا”!

وصلت الحال بلبنان إلى ما هي عليه، حتّى صار اللبنانيون منقسمين ومفتتتين، ولم يعد معروفًا مَن المسيحي ومَن المسلم، ولا “مين مع مين”!

نحن، المسيحيون، نعشق جَلد ذواتنا وقد يكون هذا من صلب عقيدتنا، فقد أخذتنا الأوهام والجهالة في الآونة الأخيرة إلى الاعتقاد بأنّ زعاماتنا هي سبب كلّ علّة، وبأنّ خلافاتهم وصراعاتهم على السلطة ستودي بلبنان، لكن مع قرار “الساعة” الصادر بتواطؤ برّي – الميقاتي، ممثّلَيكم على رأس السلطتين التشريعيّة والاجرائيّة، لا بدّ لنا أن نسأل مَن المُعرقل ومَن الأخطر على لبنان، صراعات الزعامات المسيحية أم غباء ولا وَعي الآخرين؟ وهنا بيت القصيد من رسالتي الحاضرة.

فلأنّنا كالعادة “بدَأتجيين”، كما يترجم سعيد عقل كلمة Pioneer، ووقفنا بوجه فوضى بري – الميقاتي الممنهجة بشأن التلاعب بالتوقيت الصيفي بحجّة صيام شهر رمضان، لاقانا منكم مَن يتّهمنا بالطائفية وبمحاولة “جر البلاد الى انقسام طائفي لتأجيج الصراعات”، كمّا صرّح ممثل أهل السنّة الميقاتي!!!

مَن يكون الطائفي برأيكم، النرجسي الذي بحجّة صيام المسلمين يستغبي اللبنانيين بقرار غير مسؤول، أم مَن قال له “لن نلتزم” بغوغائيّتك؟

يا أيّها المسلمون، سنّة، وشيعة، ودروز، وعلويّون؛

قفوا معنا رأفة بلبنان، لاقونا في وقفتنا في وجه الجهل الظالم وأثبتوا أنّكم لبنانيون.

كفانا وكفاكم استهتارًا بمصيرنا، اليوم الساعة وغدًا شيء أكبر وأخطر! لا العرب يُفيدوننا ولا الفرس، ولا يُفيدُكم أن ندفع الخراج ونأكل الكرباج حبًّا بلبنان، بينما أنتم مخدّرين بأغنية عمر الزعني:

“والطقس جميل

والهوا عليل

والليل طويل

نعمة كريم”

ورمضانكم يا أخوة كريم.

ystema_delendum_est

#أنا_لن_ألتزم

 

المطران عودة يرفض استقبال موفد ميقاتي... قضيّة التوقيت تتفاعل: مزيد من العصيان!

صحف/25 آذار/2023

🔺فض المطران الياس عودة استقبال الصحافي فارس الجميل موفداً من نجيب ميقاتي، احتجاجا على قرار تأجيل التوقيت الصيفي وذلك لما للقرار من تداعيات على الطقوس الدينية في زمن الصوم الكبير كتوقيت الهجمة وجنازة المسيح وصرح له انه ملتزم بالتوقيت العالمي.

 

ثورة الكهنة...

الاب طوني بو عساف/فايسبوك/25 آذار/2023

كتب الاب طوني رزق : "بمناسبة عيد البشارة يحتفل بالقداس الإلهي غداً الأحد في جب جنين ٩،٣٠ صباحاً، المنصورة ١١ ظهرا. ملاحظة : سنلتزم بالتوقيت الصيفي  العالمي".

"الى العصيان در. اما نكون او لا نكون. وفي ظل هيمنة الجهات المعروفة على قرارات الدولة اعلنها وبكل صراحة اني لن التزم بقرارر الدولة وادعو اهل الرعية الى تقديم الساعة ليل ٢٥ ٢٦ اذار ولذلك الاحتفالات ستكون بحسب التوقيت الصيفي".

 

بيان صادر عن مجلس قيادة حزب حراس الارز

صحف/25 آذار/2023

اعتراضاً على قرار الحكومة اللبنانية المتسم بالغباء وعدم الجدوى سوى بث الحقد وتغذية النعرات الطائفية بين اللبنانيين يلتزم حزب حراس الارز بالتوقيت الصيفي العالمي ويدعوا جميع اللبنانيين بتغيير ساعتهم الى هذا التوقيت منتصف هذه الليلة وذلك كبداية حركة اعتراضية موجهة نحو العصيان المدني الكامل بوجه هذه الطغمة الحاكمة الهادف الى مقاطعة السلطة حتى تأمين سير المرفق العام بالشكل الذي يليق باللبنانيين جميعاً

لبيك لبنان.

 

"مجموعة النهار الإعلامية" تبقي برمجتها على التوقيت العالمي، وتقدّم ساعتها ساعة واحدة عند منتصف هذه الليلة

النهار/25 آذار/2023

تعلن "مجموعة النهار الإعلامية" أن برمجتها تبقى على التوقيت العالمي، فتقدّم ساعتها ساعة واحدة عند منتصف هذه الليلة.

 

أسرار الصحف الصادرة صباح اليوم السبت 25 آذار 2023

وطنية/25 آذار/2023

البناء

ـ كواليس

قال خبير عسكري إن إعلان الجيش الأميركي عن سقوط قتيل وجرحى في ضربة طائرة مسيّرة لقاعدة في حقل العمر شرق الفرات يعني أن الجيش الذي كان مرتاحاً لوضع اليد على عائدات بيع النفط السوري المنهوب ويرفض وضع المستوى السياسي يده على مصير الاحتلال الأميركي في سورية بدأ يستعدّ للتغيير.

ـ خفايا

قال وزير خارجية غربي سابق إن من علامات شيخوخة الغرب أنه فقد تفوقين تميّز بهما بكونه الفاعل الأبرز في العالم وأنه قادر على معرفة وتوقع الأحداث. وها هو ينتقل إلى موقع رد الفعل على فعل عسكري روسي واقتصادي صيني ويعجز عن توقع حدث بحجم الرعاية الصينية للاتفاق السعودي الإيراني.

الجمهورية

ـ سأل سفير دولة عربية عن مصير مجموعة إتفاقيات وقّعت مع لبنان قبل سنوات دون أن يوضع أي منها موضع التنفيذ، رغم أنّها جميعها تعود بفائدة كبرى على لبنان.

ـ نُقل عن إحدى الجهات الدولية المالية أنّ الودائع المحتجزة في المصارف ستحتاج إلى سنوات كثيرة حتى تعود إلى أصحابها، وأنّ تأخير الإصلاحات سيطيل الإنتظار.

ـ مرجع روحي عبّر عن إستيائه من الإستهداف الظالم وغير المبرّر الذي يتعرّض له رئيس هيئة رقابية رفيعة.

اللواء

ـ همس

ربطت جهات دبلوماسية بين تسابق دولة إقليمية نافذة ودولة كبرى على ربط نزاع مع حلفاء على الساحة اللبنانية بعد بروز دور دولي غير متوقع لدولة كبرى آسيوية.

ـ غمز

يلعب نقابي فئة أولى دور الوسيط بين مسؤول كبير والنقابات والهيئات القطاعية بحثاً عن حلول مالية للأزمات المتفجرة.

ـ لغز

بات لدى «الثنائي» أسماء عدة للرئاسة الأولى، لكن لا بحث بأي بديل، ما دام المرشح المعلن لهما لا يزال في الساحة!

النهار

ـ تعهدات لـ"حزب الله"

اوردت محطة تلفزيونية ان مرشحا رئاسيا قدم تعهدات لـ"حزب الله" بانه لن يقارب موضوع سلاحه بل سيولي اهتمامه الشأن الاقتصادي لكنه لم يحصل في المقابل على اي تعهد.

ـ عودة مهن قديمة

لوحظت عودة مهن قديمة وبكثرة في ظل حاجات الناس اليها، وهي تسجل حركة لافتة والتسعير بالدولار.

ـ ارتفاع أسعار الرحلات إلى بيروت

يشكو مغتربون من عدم توافر المقاعد ومن ارتفاع اسعار تذاكر الطيران المتوجه الى بيروت صيفا بالمقارنة مع وجهات اخرى.

ـ "المطالبة بالدولة المدنية والعلمنة يكاد يكون مستحيلاً"

قال وزير سابق ان ردود الفعل على جمعية المقاصد تؤكد ان المطالبة بالدولة المدنية والعلمنة امر يكاد يكون مستحيلا في لبنان.

ـ غياب الدعوات إلى افطارات كبيرة

تغيب الدعوات الى افطارات كبيرة للجمعيات والعائلات مقارنة بالاعوام التي سبقت الازمة المالية.

نداء الوطن

ـ يستعد وزير بارز في الحكومة لدخول القفص الذهبي قريباً والزواج من زميلة له في مجال عمله السابق.

ـ يتردّد أنّ حساباً خاصاً فتح لمؤسسة كهرباء لبنان في المصرف المركزي لإيداع الأرباح نتيجة تشغيل جزء من عائدات الجباية على منصة صيرفة.

ـ تأكدت جهات أمنية من حصول تواصل بين حركة اعتراضية تدّعي الحفاظ على حقوق المودعين وبعض المصارف لتنظيم احتجاجات أمام المصارف تمهيداً لتبرير العودة إلى الإضراب.

الأنباء:

*جمر تحت الرماد

تصاعد النبرة الطائفية عند كل محطة ينذر بما هو الأسوأ ويؤكد دائماً أن الجمر تحت  الرماد قد يحرق البلد في أي لحظة.

*تناقض وتوافق

الجولات الدبلوماسية على خط بيروت تظهر تناقضاً في مقاربة الحل السياسي ولكن التوافق شبه تام على النظرة للملف الاقتصادي والحلول المطلوبة.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت 25 آذار 2023

وطنية/25 آذار/2023

مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

أسعد الله مساءكم. السابعة والنصف في استوديوهات تلفزيون لبنان ولاحقا التزاما بقرار الحكومة إرجاء التوقيت الصيفي الى 21 نيسان المقبل.

في مواقع أخرى مواقف معترضة بينها لعدد من الابرشيات.. وقد صدر عن المكتب الاعلامي لصرح بكركي وبناء على توجيه البطريرك الراعي البيان الآتي:

ان القرار المفاجئ بإرجاء العمل بالتوقيت الصيفي لمدة شهر الصادر عن رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ارتجاليا ومن دون التشاور مع سائر المكونات اللبنانية ومن دون اي اعتبار للمعايير الدولية. وللبلبلة والأضرار في الداخل والخارج يحول دون امكانية البطريركية المارونية والابرشيات والمؤسسات التابعة لها الالتزام به.. وبالتالي تلتزم بتقديم الساعة ساعة واحدة منتصف هذه الليلة ليلة السبت-الأحد 25-26 اذار 2023 بحسب ما ورد في البيان.

الآن ترقب يسود وكأن الاوضاع ماشية متل الساعة,والعيشة نعيم..وطالما اننا في زمن الصيام ورمضان قبل الفطر والقيامة هل يصح في المشهد من كل الجهات من دون استثناء القول: "مرتا مرتا  تهتمين بأمور كثيرة بينما المطلوب واحد".

الرئيس ميقاتي الذي نقل عنه أن ما كتب قد كتب أصدر بيانا" أرجأ فيه جلسة مجلس الوزراء التي كانت مقررةالاثنين المقبل وأسف لمحاولة جر البلاد الى اقسام طائفي بغيض ودعا الى انتخاب الرئيس.

والحال في أي حال المطلوب أولا انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية كي يبدأ انتظام الأمور: الحراك الدبلوماسي في اتجاه لبنان مستمر وقد تزايدت تقاطعاته المعلنة تدريجا منذ العاشر من آذار-تاريخ توقيع الاتفاق السعودي-الايراني برعاية الصين في بكين. فبعد ساعات من جولة في بيروت لرئيس المجلس الاستراتيجي الايراني للسياسة الخارجية كمال خرازي زارت مساعدة وزير الخارجية الأميركية باربارا ليف العاصمة اللبنانية وأجرت أمس سلسلة لقاءات بدءا" برئيس الحزب التقدمي الاشتراكي فوزير الخارجية ثم رئيس البرلمان نبيه بري وبعدها لقاء وإفطار مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي.. وبغض النظر عن مرامي كل من الزيارتين الايرانية والأميركية فإن القاسم المشترك لما نقل عن كل من خرازي وليف تمثّل بما ملخصه: حضّ اللبنانيين على الإسراع نحو انتخاب رئيس الجمهورية.. عدم التدخل بالاستحقاق الرئاسي الانتخابي اللبناني والتسميات.. إبداء الارتياح حيال اتفاق بكين والأجواء التي أشاعها الاتفاق في المنطقة.. وهنا علامة الاستفهام حول الحقيقة المتعلقة بالنقطة الأخيرة خصوصا" أن استعراض القوة أو اختبار الوضع ظهر في شكل سلبي عند الحدود السورية الشمالية الشرقية ودير الزور حيث قصفت قاعدة أميركية في منطقة حقول النفط ليل الخميس-الجمعة فرد الأميركيون بالإغارة على مواقع إيرانية في سوريا.. المرصد السوري لحقوق الانسان زعم ان عدد قتلى الغارة الاميركية ناهزالعشرين.

في الغضون استمرت لقاءات السفيرة الفرنسية آن غريو مع المسؤولين في لبنان في إطار تشديد فرنسا على وجوب التوصل الى ما يؤدي لتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت.

كذلك عاود السفير السعودي وليد البخاري تحركه وقصد معراب قبل  ظهر اليوم ثم التقى الرئيس السنيورة بعد الظهر.. كما برز الحراك الفاتيكاني في بيروت حيث زار السفير البابوي المونسينيور باولو بورجيا رئيس مجلس النواب نبيه بري.. وقد حملت معلومات اللقاء مساء أمس حزنا" فاتيكانيا على ما آلت اليه الحال في لبنان وتشديدا" من الكرسي الرسولي على كل ما يجمع بين كل مكونات لبنان السياسية وعائلاته الروحية وما يمكن السياسيين من تجاوز أي خلافات بينهم وانتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت...

هذا الحراك يحصل قبل عشرة أيام من صلاة وخلوة وغداء في بيت عنيا-حاريصا للنواب المسيحيين برعاية البطريرك الراعي في الخامس من نيسان المقبل...

وما دمنا نستعين بالرجاء والصلوات لا بد من استلهام معاني عيد "بشارة السيدة العذراء المصادف اليوم 25 آذار" والابتهال إليها وإلى معاني عيد البشارة المشترك بين كل العائلات اللبنانية الروحية والاجتماعية من أجل خلاص لبنان من هذا الجحيم المعيشي والاقتصادي والسياسي وأن يتم انتخاب رئيس للجمهورية عله يكون المفتاح نحو ولوج مسارات الحلول في خضم أجواء سياسية إيجابية حتى الآن في المنطقة المحيطة بلبنان وأجواء مريبة عالميا: من جنوب شرق اوروبا على الأراضي الاكرانية وإلى بحر الصين امتدادا الى جنوب شرق آسيا.

في اي حال، فيما سادت اسئلة عن قرار في شأن الساعة والتوقيت  صدر عن رئيس الحكومة بيان أجل فيه اجتماع مجلس الوزراء الاثنين المقبل وأبدى فيه الأسف لمحاولات جر البلاد الى انقسام طائفي والى حرف الانظار عن المشاكل الاساسية داعيا الى انتخاب رئيس للجمهورية وتأليف حكومة وليتحمل كل فريق مسؤوليته وللبحث صلة..

وكان قد نقل عن رئيس الحكومة أن ما كتب قد كتب ولن أدخل بسجال.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

إلى الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي: عذراً ... فال "أم تي في"  لن تلتزم قرارَكما الإعتباطيّ الخاص بتعليق العملِ بالتوقيت الصيفيّ. فقرارُكُما غيرُ قانوني وغيرُ منطقيّ وغيرُ علميّ، ويُخرج لبنان نهائياً من التوقيت العالميّ. هو غيرُ قانوني لأنَّ القرار المتعلق بتقديم التوقيت المحليّ ساعةً واحدة يحمل الرقم 5 ويعود تاريخُه إلى 20 آب 1998 وبالتالي فإنَ تعديل قرارِ مجلس الوزراء يجب أن يتمّ بقرار معاكسٍ في مجلس الوزراء، وليس بدردشة بينكما. فنحن، في المبدأ، يا حضرة الرئيسَين، ما زلنا نؤمن أننا في دولة قوانين لا في دولة "مرحبا يا خال"، كما تؤمنان انتما على ما يبدو !!  ثم كيف يحقُّ لكما  أن تضربا عُرض الحائط بالتزامات لبنانَ الدولية ؟ ألا تعرفان أنَّ التنصل من الإلتزامات الدولية بالنسبة الى التوقيت يجب أن يتم قبل سنة، وليس قبل  ثلاثة ايام كما فعلتما؟ لذلك، عذراً مرّةً جديدة. فنحن ومعنا وسائلُ إعلامٍ أخرى ومؤسساتٌ اقتصاديةٌ وطبيةٌ وتربويةٌ ومرجعياتٌ دينية لن نلتزم،  لأننا لن نقبل أن تُخرجا لبنان من التوقيت العالميّ تماماً كما أخرجتما لبنان من المجتمع الدولي ! فتراجعا عن خطأِكما إذا كان غيرَ مقصود، لأنَّ التراجع عن الخطأ فضيلة، إلا إذا كان هدفُكما المبيّتُ ومخططكُما المُضَمر هو عزلُ لبنان نهائياً عن العالم!

أما الى جمهور ال "ام تي في" والى اللبنانيين جميعا فنقول لهم: اتركوا هواتفكم الخلوية و كومبيوتراتكم على ال automatic settings،  اذ علينا ان نمشي مع العالم الى الامام لا ان نعود الى الوراء، وتذكروا ان  بعض المسؤولين،  كنبيه بري ونجيب ميقاتي،  يحاولون اخراجكم من التاريخ ومن الزمن! لكن الحقيقة  ان بري لا يتحمل المسؤولية كميقاتي. فبري طلب بل امر رئيس الحكومة ان ينفذ ما يريد، فرضخ الاخير صاغراً وفق مبدأ: "أمرك سيدي" . فهل ميقاتي رئيس حكومة لبنان، ام منفذ اوامر وطلبات عند نبيه بري؟ ومن نصب بري يا ترى رئيسا للبنان ؟ والا يدرك ميقاتي انه رئيس السلطة التنفيذية وان بري رئيس السلطة التشريعية ، وبالتالي لا يحق للاخير ان يشارك في القرار؟ والاهم الى اين اوصل قرار ميقاتي المتسرع والمتهور البلد ؟ اليس الى تقسيم الناس والى اعادة اطلاق الروح الطائفية من جديد؟ فقراره الاداري البحت ، كما وصفه في بيانه قبل قليل ، هو من اعاد اطلاق الروح الطائفية البغيضة. فيا سيد ميقاتي،  كن سيد نفسك ولو لمرة واحدة، وكن رجل دولة لا رجل نكايات وصفقات وتركيبات وقرارات همايونية عشوائية. مارس صلاحياتك بدلا من ان  تركض لاهثاً وراء المال ووراء الفضائح  وآخرها فضيحة المطار. وتذكر، انه ليس بالتسرع  والسطحية والسخافة والفساد يُحكم لبنان؟

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

لا شيء يتصدر المشهد الإقليمي إلا مسار التحولِ والإنفتاح بين دولِهِ العربية والإسلامية إنطلاقا من الإتفاق السعودي - الإيراني الذي تترجم آلياته التنفيذية بهدوء. وببركات هذا الإتفاق تلوح في الأفق مشاريع ومبادرات حلول من اليمن مرورا بالعراق وصولا إلى سوريا.

أما لبنان فيقبع على رصيف انتظار قطار التسوية من دون أن يحرك مسؤولوه ساكنا أو ينخرطوا في حوار داخلي مطلوب اليوم قبل الغد لملاقاة التحولات الإقليمية.

وبينما تتجه المنطقة إلى التهدئة والمزيد من التعاون بين دولها لا يخلو المشهد من محاولات التخريب والمشاغبة والإبقاء على بعض بؤر التوتر هنا أو هناك.

إحدى هذه البؤر في شرقي سوريا حيث صعدت القوات الأميركية عملياتها العسكرية ضد قوى المقاومة في المنطقة فردت هذه بضربات قوية للقواعد الأميركية وحذرت بلسان المستشارين الإيرانيين من أن الإنتقام لن يكون سهلا وبعيدا إذا تم استهداف المراكز أو القوات الإيرانية في سوريا.

في المقابل حرص الرئيس الأميركي جو بايدن على القول إننا لا نسعى إلى صراع مع إيران لكننا مستعدون للدفاع عن مواطنينا.

هذا الموقف جاء متزامنا مع مطالبة الجمهوريين بسحب القوات الأميركية من سوريا لتحاشي تعرضها لضربات وفقدانها عسكريين.

في لبنان لا جديد على المستوى السياسي فيما المآسي الإقتصادية والإجتماعية والمعيشية على احتدامها وهي ستحط على طاولة مجلس الوزراء بعد غد الإثنين حيث يفترض إقرار زيادات على مستوى التقديمات الإجتماعية للموظفين.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

انقطاع بالاتصالات الهاتفية وانعدام تلك السياسية، وتضارب بالمواقف والساعات بين توقيتٍ شتويٍ وآخر صيفي، دليل اضافي على ان خريف اللبنانيين مع العقلية السياسية السائدة طويل وطويل ..

حول الساعة الضائعة نصب اللبنانيون كلّ متاريسهم، كما في شتى الخلافات، فيما حقيقة البلد وعذابات اهله خارج وقت هؤلاء. فكرة الازمة المتعاظمة والليرة المنهارة، والاسعار المشتعلة بداعي الصوم – كلّها لم تعد ملحوظة امام التضارب بالتوقيت بين القوى السياسية والطائفية.

اما طائفة الفقراء والمعذبين العابرة لكلّ المعارك الدينكشوتية التي يخوضها هؤلاء، فواقفة على ابواب الامل في عيد بشارة السيد المسيح وشهر رمضان الكريم ..

مطلبيا لا أمل بحلولٍ واضحةٍ للقطاعات المضربة، زادها تأزما اضراب موظفي اوجيرو الذي بدأ بتعطيل بعض السنترالات الارضية، وسط خشيةٍ من التداعيات على الاتصالات الخلوية اذا اصرّ الموظفون على عدم امداد بعض المحطات المشتركة بالوقود ..

سياسيا لم توقد زيارة مساعدة وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى باربرا ليف طاقة في ايٍّ من الملفات اللبنانية – السياسية منها او الاقتصادية والكهربائية، فيما لفت حضور السفير السعودي في معراب موضحا أن الاتفاق السعودي الايراني يؤكد الرغبة المشتركة لدى الجانبين لحلّ الخلافات عبر التواصل والحوار..

فبالحوار والتواصل اذا تحلّ الخلافات، فهل هي نصيحة او ما يوازيها لحاكم معراب تنسحب على الوقائع الداخلية، فيعود عراب المقاطعة لايّ فكرة حوارٍ حول الملف الرئاسي عن عنترياته ؟

في الاقليم رسائل نارية شرق الفرات حملتها الصواريخ والمسيرات، اصابت العنتريات الاميركية، فتحسس قادتها خطورة الموقف.

اما الموقف الاخطر فما زال في اروقة الكيان العبري ومفاصله السياسية والعسكرية والاجتماعية، حيث بدأت الخلافات تتظهر على شكل اشتباكات، وهو ما نقلته وسائل اعلامهم عن خلافاتٍ بين الجنود الصهاينة شمال فلسطين المحتلة ادت الى وقوع عدة اصابات.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

في 17 تشرين الأول 2019، دفع خطأ البحث في فرض رسم على الواتساب بالناس إلى الشارع، فكانت بداية ثورة، ما لبثت أن خطفتها الأحزاب، قبل أن تستثمرها المنظومة، فتأتي النتيجة مجموعة مبعثرة من النواب، لا تتفق إلا على عدم الاتفاق. فهل يشكل رفض التلاعب بالتوقيت يوم 25 آذار 2023، شرارة الصحوة اللبنانية المنشودة، العابرة للمناطق والطوائف والمذاهب والانتماءات السياسية، والتي لا سبيل سواها لإعادة بث الأمل في نفوس اللبنانيين، بإمكان عودة الروح إلى الوطن؟

فإما الانتظار القاتل، او قتل الانتظار… هكذا قالت الأوتيفي أمس، وهكذا تكرر اليوم: الانتظار القاتل خيار غير سيادي، يقوم على انتظار معادلات وأحرف، من نوع سين- ألف، أو سين-سين او سواهما.

أما قتل الانتظار، فخيار سيادي، يخترق الولاءات العمياء لوريث من هنا، ومتمول من هناك، لمصلحة الانتماء الى وطن واحد هو لبنان، وقضية واحدة هي الإنسان.

فمتى الصحوة الشاملة، التي لا تقطع الطرق على الناس، بل على المسؤولين الفاسدين.

متى الصحوة الشاملة، التي لا تطالب بتوطين اللاجئين والنازحين، بل بعودتهم الى وطنهم بكرامة.

متى الصحوة الشاملة، التي لا تصوب سهامها بالسياسة في اتجاه واحد، بل تستهدف الفاسدين الفعليين، السياسيين والاداريين، وقد باتوا معروفين بالإسم ليس فقط في لبنان، بل في اوروبا، وأينما كان.

متى الصحوة الشاملة، التي لا تضيع بالشعارات، بل تحدد هدفا وترسيم خارطة طريق، وهل تكون انتفاضة الساعة اليوم، شرارة الصحوة؟

قد يكون من المبكر الإجابة على هذا السؤال، في انتظار تطورات الساعات والايام المقبلة، الا ان اول الغيث في هذا المجال، بيان غريب عجيب صدر عن الرئيس نجيب ميقاتي، لم يعلن فيه العودة عن مذكرته الخاطئة، بل أكد إلغاء جلسة حكومة تصريف الاعمال التي كانت مقررة الاثنين المقبل، متلطيا خلف شعار رفض المنحى الطائفي البغيض، كما قال.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي"

من حق اي دولة في العالم اتخاذ قرار يتعلق بتوقيتها، ومن حق العالم على اي دولة تنسيق هكذا قرار, لان البشرية كلها تسير وفق نظامِ ساعة عالمية واحد, الا لبنان، فهو يسير عكس العالم...

قبل 48 ساعة من بدء التوقيت الصيفي، ووفق معيار "مشيلي ياها " اتخذت الحكومة بشخص رئيسها نجيب ميقاتي، وبطلب من الرئيس نبيه بري، قرارَ تأجيل اعتماد هذا التوقيت من منتصف هذه الليلة ,حتى نيسان المقبل.

يقول العلم ان هكذا قراراً يبلَّغ الى المنظمات الدولية المعنية بالتوقيت العالمي، وتلك المعنيةِ بشركة الاتصالات الدولية، وحتى الاممِ المتحدة، ويفترض ابلاغه لكل هؤلاء مسبّقا وبوقت طويل، افساحا في المجال أمام إجراء التعديلات اللازمة، ومنعا لتحويل الدولة المعنية الى جزيرة معزولة، في عالم يترابط فيه الوقت بالانترنت.

فهل التزمت دولتنا بذلك؟ ام ان العلم شيء، ودولتَنا شيءٌ آخر؟

دولة مسؤولوها، ما حدا منن باله بلبنان "لانو بالن بشد العصب الطائفي عند جماعتن"، والاسوأ انهم بينجحوا...

بينجحوا يحولوا تغيير الساعة الى حلبة صراع طائفي بين جماعاتن...

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

اعتباراً من سوادِ هذا الليل يَنقسمُ هلالُ لبنان على توقيتين وساعتين وزمنين: توقيتٌ عالمي يتقدّم.. وآخَر محلي متخلّفٌ ساعةً إلى الوراء // فيدراليون منذُ التكوين.. وهذه الفدرالية أسّسها رئيسُ مجلسِ النواب نبيه بري وسارَ بها الرئيس نجيب ميقاتي بمُوجِبِ قانونِ الامرِ والطاعة/ والرئيسان برَجْعيةٍ وطائفية باعا المسلمين الصائمين وقتاً وهمياً، واشتريا ساعةً لمساومةِ الرب والتحايُلِ على شهرِهِ الكريم وإيهامِ الناس أن شُروقَهم صارَ غروباً، وأنّ ساعاتِ الصوم ستَجِدُ لها أسباباً تخفيفية// كَذِبوا عليه تعالى.. وفي لحظةِ دردشةٍ مصوّرة عن سابقِ إصرارٍ وتعميم، ظَهرَ بري كفانوسٍ رمضاني.. وميقاتي حَمَلَ الطبْلة كالمسحّراتي/ لكنّ المؤمنَيْن سالِفَي الذِكر كانا قد لَعِبا بساعةِ الأرض وسرَقا ستينَ دقيقة قَلبتِ النظام واستحضرتِ العقاربَ الطائفية التي بدأت رحلةَ اللسعِ السامة// اتَّحدَ المسيحيون للمرةِ الاولى على رؤيةِ شهرٍ ثالث عشَر, لا يُشبهُ الأشهرَ المعتادة.. فأعلنوا الانقلابَ على القرار وصولاً الى الطعنِ في ساعتِه.. وقرّرت وسائلُ اعلامية التزامَ التوقيتِ الصيفي وعدمَ تطبيقِ الفتوى الحكومية ابتداءً من هذه الليلة// وأمام سورياليةِ المشهد.. مصرِف لبنان وَقفَ في المنتصف، وأجرى عمليةَ طبعِ عُملة للوقت، فالتزمَ بتقديمِ الساعة تجنباً لمخاطرِ تعديلاتِ اللحظة الأخيرة/ أما لناحيةِ ساعاتِ العمل فأعلن التزامَه بموقفِ الحكومة/ في حين أَصدرت بكركي فتوى بتحريمِ التعامل معَ توقيتِ ميقاتي الارتجالي الذي جاءَ من دونِ التشاور معَ أحد، ومن دونِ أيِ اعتبارٍ للمعاييرِ الدولية/ وعلى هذا المسار مَشَت مدارسُ وأبرشياتٌ ومِطرانيات ومؤسساتٌ دينية من الطائفةِ المسيحية/ ومعَ الضغطِ العارم على رئاسةِ مجلس الوزراء فإنّ ميقاتي تراجَع.. لكنْ عن عقدِ جلسةِ مجلسِ الوزراء الاثنين، وليس عن التوقيتِ الصيفي/ وأصدر وأرفقَ السببَ بمحاولةِ البعض جرَّ البلاد الى انقسامٍ طائفي لتأجيجِ الصراعات// هَرَبَ ميقاتي من ساعتِه وحمّلَ الجميعَ مسؤولياتِه// والكلّ يسأل: ماذا عن الجديد؟/ إنّ هذه المؤسسة تلتمسُ رؤيةً رجْعيةً وطائفية في كلِ القراراتِ الواردة، مسلمين ومسيحين/ فقرارُ بري-ميقاتي إنما بُنِيَ على قانون "مرّقلنا ياها" العشوائي العابرِ للمؤسسات، وهذا يُعَدُّ أسوأَ مؤشّرٍ على طريقةِ إدارةِ البلد/ ولم تُقصِّر القياداتُ المسيحية في ردِّ الصاعِ الطائفي وفي التأسيس لفدرالياتٍ من ستين دقيقة، ولم تقتنص فرصةَ الوَحدة لتكوينِ موقفٍ ناظم لمؤسساتِ الدولة بأربعٍ وعشرين على أربعٍ وعشرين، وليس لساعةٍ واحدة فقط/ والكلُّ جاءت ساعتُه ليشغّلَها على توقيتٍ شعبوي شتوي وصيفي.. وفي كلِ الفصولِ اللاقطة للمراصِدِ الطائفية المقيتة.. وهو أيضاً مؤشّرٌ على تحالفٍ متخلّفٍ متطرّف اجتمعَ على ساعة وأَهملَ الزمنَ الذي يُغيّرُ في حياةِ الناس// فللمسيحيين: زعماؤُكم اليوم أغرقوكم في لُغةٍ تقسيمية, فيما رواتبُ رعيّتِكم أصبحت لا تساوي ثمنَ عملِ ساعةٍ واحدة/ وللمسلمين: لقد باعَكم بري وميقاتي من محصولِ إيمانِكم ومن هلالِكم ورمضانِكم الكريم الذي لم يَخضعْ يوماً لعمليةِ تفاوضٍ على الشروقِ والغروب، وعلى إفطارٍ وسُحور/ وللمدنيين والمتديّنين فإنّ ساعةَ القرار آتية.. ولن تعودَ إلى الوراء// وعملاً بالتوقيتِ الوطني فإنّ الجديد تَرفُضُ كلَ مقاربةٍ من منابِعَ طائفية، ولا تؤسّسُ ساعتَها إلا على نظامٍ موحّد لجميعِ الاديان/ وبناءً عليه وعلى كلِ هذه الدوامةِ الطائفية.. فإن نجيب ميقاتي باتَ محكوماً بالعودة إلى مواقيتَ عِلمية، واللَحاقِ بالنظامِ العالمي والتراجُعِ عن مذكِّرتِه اللاعبةِ على الزمن وأبناءِ الوطن/ وعملاً بهذا الزمن فإنّ الجديد لن تكونَ خارِجَه.. وهي إذ تَلتزم الدقّةَ في مسارِها الاعلامي، فسوف تَلتزمُ الدقّةَ عينَها في الساعة العالمية،وبساعةِ الأرض.. ولن تنزلِقَ إلى خطوطٍ وهمية استَبدلت "غرينتش" بـ"بري.. نتش"// هذا وقتُنا، على خطٍّ وطني وعالمي.. ساعتُنا بعقارِبَ لا يُسيِّرُها رئيسان خَرَجا عن القانون.. ولن نكونَ مُلحَقين في الوقتِ نفسِه بأسبابٍ مسيحية اتّبعت التقويمَ الطائفي/ ومنعاً للاصطفافات، وتحفيزاً للتغيير.. فإنّ الجديد تتوجّهُ لميقاتي: باقٍ لك ساعاتٌ معدودات، فتراجع قبلَ منتصَفِ الليلة.. وعندها فإنّ البلدَ سيَنقسمُ بأداةٍ من "عقربين" يَشغَلان مَنصِبَ رئيسين/ تراجَعْ.. قبلَ أن يَسبِقَك الزمن وتُصبِحَ خارجَ النظام/ ولأنّ النظامَ العالمي والعلمي والقانون ودُستور الساعة يُفتي بالتقدم.. فإنّ الجديد تتقدّم، وتتبعُ التوقيتَ الصيفي ولا تلتزمُ مذكِّرةَ مجلسِ الوزراء التي صنعها رؤساء لا يُقيمون وزناً للوقت.. وهم أَهملوا البلدَ واقتصادَه ورئيسَه، وورّطوا الناسَ اليوم بجدلٍ طائفي يكادُ يؤدّي الى حربٍ اهلية قد تندلعُ في ساعة تخلّي.

 

تفاصيل متفرقات الأخبار اللبنانية

واشنطن للبنانيين: إنقاذ بلدكم برئيس من خارج منظومة “حزب الله”

صندوق النقد الدولي يحذر من خطورة الأوضاع

بيروت ـ من عمر البردان/السياسة/25 آذار/2023

في ظل المراوحة السياسية السلبية، وعلى وقع التحذيرات القوية التي اطلقها صندوق النقد، كشفت المعلومات التي توافرت لـ”السياسة” أن مساعدة وزير الخارجيّة الأميركيّة لشؤون الشّرق الأدنى باربرا ليف أبلغت المسؤولين اللبنانيين الذين التقتهم، أن لبنان يقف على اعتاب مرحلة مفصلية، ستترك تداعياتها المباشرة عليه على مختلف المستويات، بعدما بدت الأمور بالنسبة إلى واشنطن مقلقة أكثر من أي وقت مضى. وأشارت المعلومات أن الدبلوماسية الأميركية كانت واضحة، بأن إنقاذ لبنان وإخراجه من مأزقه، يكون بانتخاب رئيس من خارج منظومة “حزب الله، وهو موقف تتشاطره واشنطن مع السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي. وأكدت المسؤولة الأميركية، أن قرار انتخاب رئيس للبنان يخص اللبنانيين وحدهم، وبالتالي لن يكون هناك تأثير كبير للاتفاق السعودي الإيراني على الملف اللبناني، مشددة على أنه يجب أن تستعيد المؤسسات اللبنانية دورها وفاعليتها، بالإسراع في انتخاب الرئيس الجديد.

وفي الوقت الذي أثار كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري بضرورة التوافق مع السعودية بشأن الاستحقاق الرئاسي، اهتمام الأوساط السياسية اللبنانية والخارجية، فإن قراءة القوى المعارضة لما قاله رئيس البرلمان، تشير إلى أن “الثنائي” وصل إلى قناعة باستحالة قدرته على إيصال مرشحه إلى قصر بعبدا. الأمر الذي يفرض العمل على فتح الخطوط باتجاه الرياض، للوقوف على رأيها من موضوع الانتخابات الرئاسية، دون أن يعني ذلك أن السعوديين هم من سيختار اسم الرئيس اللبناني، بقدر ما أن يكونوا موافقين على من سيتولى مقاليد الرئاسة اللبنانية، بعدما ضاقوا ذرعاً بممارسات العهد السابق الذي وفر الغطاء السياسي للحملات التي كانت تستهدف بلدهم وقيادته، وبقية دول مجلس التعاون الخليجي. وفي قداسه، لمناسبة عيد البشارة، أمس، أشار البطريرك بشارة الراعي، إلى أن حالة الشعب اصبحت مأساوية اقتصادياً ومالياً واخلاقياً واجتماعياً، نتيجة سوء الأداء السياسي وعبادة المصالح الخاصة والاستهتار في شؤون الشعب المتروك على قارعة الطريق كالنفايات. وأضاف، “ينتظر من المسؤولين الاقرار أمام الله والناس بمسؤوليتهم عن خراب الجمهورية بسبب احجامهم عن انتخاب رئيس وتعطيلهم المؤسسات الدستورية”. وفي الإطار،شدّد النائب أشرف ريفي، على أن الثنائي الشيعي يبرّئ ضميره تجاه النائب سليمان فرنجية، ويبالغ بدعمه كلاميًا، فهو مرغم بالتخلي عنه لأن لا قدرة لديه على إيصاله. وتوقع بانتخاب رئيس سيادي للجمهورية قبل الربيع وبيان وزاري مختلف وحكومة سيادية. وقال، “قائد الجيش العماد جوزيف عون هو الأوفر حظًا حتى اللحظة في السباق الرئاسي. في الاثناء أكد وفد صندوق النقد الدولي في زيارته الأخيرة إلى بيروت أن لبنان وفي ظل اتساع رقعة الانهيارات ينحدر إلى منزلقات خطيرة، تدفعه أكثر فأكثر إلى قعر الهاوية، داعيا حكومة تصريف الأعمال والمسؤولين إلى اتخاذ الإجراءات السريعة لإنقاذ البلد قبل أن يغرق نهائياً، إذا بقيت أوضاعه على هذا النحو.

 

حزن فاتيكاني على حال لبنان

الجمهورية/25 آذار/2023

برزت امس زيارة السّفير البابوي في لبنان المونسنيور باولو بورجيا إلى رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وعكست اجواء اللقاء بحسب معلومات موثوقة، حزناً فاتيكانياً على ما آل اليه الحال في لبنان، وتشديداً من الكرسي الرسولي على كل ما يجمع بين كل مكونات لبنان السياسية وعائلاته الروحية، وما يمكن السياسيين من تجاوز اي خلافات في ما بينهم، وانتخاب رئيس للجمهورية في اقرب وقت ممكن». وفي السياق ذاته، اندرجت زيارة السفيرة الفرنسية في بيروت آن غريو إلى الرئيس بري. وبحسب المعلومات، فإنّ السفيرة وضعت رئيس المجلس في اجواء الاجتماع الفرنسي – السعودي في باريس الاسبوع الماضي. وأكّدت المعلومات، انّ الجانبين الفرنسي والسعودي متفقان على العجلة في انجاز الانتخابات الرئاسية في لبنان، الّا انّهما متباينان في النظرة إلى بعض التفاصيل، وبالتالي لم يتوصلا إلى اتفاق حاسم بينهما حول الرئيس الجديد. وتشير المعلومات، إلى انّ المشاورات لن تُقفل وستبقى قائمة في الايام المقبلة، وسط حديث فرنسي متزايد عن انّ المدى الزمني للفراغ في سدّة الرئاسة اللبنانية يجب الّا يتعدّى بداية الصيف المقبل. وحتى الآن يمكن القول إنّ كل الاحتمالات ما زالت واردة.

 

"تسوية فرنجية -سلام"... ما وراء زيارة باربارا ليف إلى لبنان؟

 ليبانون ديبايت/السبت 25 آذار 2023

ليست المرة الأولى التي تتقاطع فيها المواقف الخارجية مع الداخلية، على أن الإنسداد قد عاد إلى الملف الرئاسي والحقيقي، وبأن طريق الإستحقاق الرئاسي ليست سالكة، لأن الخلاف السياسي حول الترشيحات عميق والإنقسام عامودي في البلد. ويعزو الكاتب السياسي والمحلل علي حماده، سبب الإنسداد، إلى فشل محاولة باريس تسويق "تسوية فرنجية -سلام"، لأن الرياض لم توافق عليها واعتبرتها "محاولة التفاف على خطة أو خارطة الطريق العربية، التي قُدمت للسلطات اللبنانية قبل عام وحددت السياسة العربية تجاه لبنان". ويكشف المحلِّل حماده ل"ليبانون ديبايت"، عن أن فشل باريس قد شجّع وجهة النظر لدى البعض في لبنان، بأنه قد حان الوقت لكي تتقدم واشنطن بخطوة إلى الأمام إلى جانب السعوديين لمقاربة الملف اللبناني. وعليه، وفي ما يتعلق بزيارة مساعدة وزير الخارجية الأميركي باربرا ليف، ينفي حماده أي علاقة لها باتفاق بكين، معتبراً أن باربرا ليف أساساً تتعاطى بالملف اللبناني أميركياً، وهي كانت دائما تزور باريس للتنسيق بهذا الموضوع مع السلطات الفرنسية، إلاّ أن زيارتها إستطلاعية، وتأتي في سياق التحذيرات الكثيرة التي تصدر بالنسبة إلى خطورة الوضع اللبناني، ولا سيّما بالنسبة للكلام الخطير الذي صدر عن رئيس بعثة صندوق النقد الدولي الذي قال بأن لبنان أصبح بوضع أخطر ممّا يكون إقتصادياً واجتماعياً على حافة الإنفجار. وعن مرشّح واشنطن الرئاسي، يؤكد حماده أن باربارا ليف "لا تحمل في جعبتها إسم مرشّح الولايات المتحدة، لكنها تحمل مطالب أميركية من السلطات اللبنانية عموماً وعملياً، هذه المطالب تستبطن مواصفات الرئيس المقبل، وهي مواصفات إصلاحية وتتعلق بالكفاءة كما بنظرة الولايات المتحدة إلى الوضع اللبناني، وبالتالي يمكن إسقاطها على أنها تتضمّن ضمناً مواصفات الرئيس المقبل". أمّا بالنسبة لاتفاق بكين، يقول حماده إنه "ليس أمنياً فقط، بل أمني ـ سياسي، ولا شيء إسمه أمني فقط، هو اتفاق بضمانة بكين بين أكبر قوتين إقليميتين في المنطقة، السعودية عن المحور العربي وإيران التي تقود محور ما يُسمّى بالممانعة"، لكنه يكشف أن ما من انعكاسات عاجلة وسريعة على الوضع اللبناني، لأن تلمّس الإنعكاسات في اليمن لم يبدأ بعد، ومن المبكر الحديث عن نتائج إيجابية على الساحة اللبنانية.

ورداً على سؤال حول خطورة الوضع في ضوء الإنهيارات المتسارعة، يشدد حماده على أن "لبنان في خطر وتصعيد إقتصادي واجتماعي مخيف، وقد تنفلت الأرض في لحظة ما، لكن حتى الآن لا يزال الوضع ممسوكاً ولا تزال هناك قدرة على الإمساك بالأرض ومنع أي انفجار أمني في البلاد على خلفية إقتصادية ـ إجتماعية". وعليه يشير حماده إلى كلام رئيس بعثة الصندوق الدولي الذي غادر بيروت يوم الخميس، والذي كان "قاسياً جداً" في المؤتمر الصحافي الذي عقده في فندق فينسا، إذ قال إن "المجتمع الدولي ممتعض جداً من سلوك السلطات اللبنانية في ما يتعلق بحزمة الإصلاحات المطلوبة من أجل مساعدة لبنان، وما من أموال مجانية آتية إلى لبنان، أي لن تُمطر أموالاً على رؤوس اللبنانيين ما لم تتغير مقاربة السلطات والمسؤولين اللبنانيين لمسألتي الإصلاح والمحاسبة، علماً أن خارطة الطريق معروفة وتتعلق بإصلاح الإدارة، وبإجراءات إصلاحية وليس بنصوص أو تشريعات إصلاحية فقط، إضافة إلى إصلاحات على صعيد السلطات النقدية أي المصرف المركزي وهيكلة المصارف واتخاذ إجراءات ذات طابع مالي عاجلة". وبالتالي، يلفت حماده إلى خارطة طريق وضعها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي بالنسبة إلى المؤسسات، لا سيّما الكهرباء، وهي شروط المجتمع الدولي لمساعدة لبنان، وأيضاً شروط الدول العربية التي تعتبر نفسها جزءاً من المجتمع الدولي، و"هي لن تعطي فلساً واحداً أو دولاراً واحداً للبنان، طالما لم تتغير طريقة حكم البلاد الحاصلة اليوم".

 

تحذير أميركي: وضع لبنان لا يمكن أن يستمر كما هو

بيروت: «الشرق الأوسط»/25 آذار/2023

نبّهت مساعدة وزير الخارجيّة الأميركيّة لشؤون الشّرق الأدنى باربرا ليف المسؤولين اللبنانيين إلى أن الوضع في البلاد لا يمكن أن يستمر على حاله، في ظل الأزمات الاقتصادية والمعيشية والسياسية، داعية إلى الاتفاق مع صندوق النقد الدولي. ووصلت ليف إلى بيروت، في زيارة التقت خلالها عدداً من المسؤولين اللبنانيين، ضمن جولة لها في المنطقة، شملت الأردن ومصر وتونس، وتستمر الزيارة في بيروت حتى 25 مارس (آذار) الحالي، بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية الأميركية التي أعلنت أن «الحاجة الملحة إلى انتخاب رئيس وتشكيل حكومة وتنفيذ إصلاحات اقتصادية مهمة لوضع لبنان على طريق الاستقرار والازدهار»، على جدول أعمال ليف. وجاءت زيارة ليف إلى بيروت، حيث التقت رئيس البرلمان نبيه بري، ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ووزير الخارجية عبد الله بوحبيب، ورئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، في لحظة سياسية حاسمة، بعد تحذير صندوق النقد الدولي، الخميس، من أن لبنان يمرّ في «لحظة خطيرة للغاية» في ظلّ انهيار اقتصادي متسارع، منبهاً من أن التقاعس عن تطبيق إصلاحات ملحّة من شأنه أن يدخل البلاد «في «أزمة لا نهاية لها»، في ظل انغلاق سياسي كامل في الداخل يحول دون انتخاب رئيس جديد للجمهورية. واستهلّت ليف زيارتها إلى بيروت بزيارة جنبلاط، حيث كانت ترافقها السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا، وعرض جنبلاط معها مجمل الأوضاع والتطورات السياسية في حضور نجله النائب تيمور جنبلاط. بعدها انتقلت إلى عين التينة، واجتمعت مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، قبل أن تحط في وزارة الخارجية للقاء الوزير عبد الله بوحبيب، وتمّ البحث في التطورات السياسية والاقتصادية في لبنان وما يجري في المنطقة من تحوّلات لا سيما انعكاسات الاتفاق السعودي - الإيراني والصراع اليمني والأزمة السورية، حسب ما ذكرت وسائل إعلام لبنانية. واختتمت جولاتها أمس بلقاء رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، حيث استضافها على العشاء.

وفيما قالت للصحافيين بعد خروجها من لقاء بري، إن اللقاء كان ممتازاً، ذكرت وكالة الأنباء «المركزية» أن ليف أكدت خلال لقائها مع رئيس مجلس النواب أنه «لا يُمكن أن يستمرّ الوضع في لبنان على ما هو عليه لمدة طويلة، في ظل الوضع الاقتصادي المتدهور، ويجب الاتفاق مع صندوق النقد الدولي على حلّ في أسرع وقت ممكن».

 

"الحزب" يُهاجم ليف: أتَت لتُعكّر تقاربات المنطقة

نداء الوطن/25 آذار/2023

توقف المراقبون عند الرسائل التي حملتها مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف إلى المسؤولين في لبنان حيث نقلت أوساط مواكبة للزيارة أنها عكست "قلقاً دولياً متصاعداً من اتساع رقعة تصدعات الانهيار اللبناني على أرضية الدولة اللبنانية ومؤسساتها"، مشيرةً إلى أنّ ليف "عبّرت بشكل واضح عن هذا القلق وكررت التحذيرات الأميركية نفسها لجهة ضرورة الإسراع في إنهاء الشغور الرئاسي والشروع فوراً في إنجاز الإصلاحات الهيكلية والبنيوية المطلوبة لإنقاذ لبنان وانتشاله من أزمته".  لكنّ زيارة الموفدة الأميركية لم ترق لقيادة "حزب الله" فقابلها بهجوم إعلامي صارم اختزن في مدلولاته توجّس "الحزب" من إقدام واشنطن على محاولة "خربطة" الاتفاق الإيراني مع المملكة العربية السعودية، فاعتبر في مقدمة نشرة "المنار" المسائية أنّ ليف "تحلّ ضيفة ثقيلة على اللبنانيين متنقلة بين المقرات ومستمرة بالتهديد والوعيد من الانهيار التام"، مع التصويب بشكل مباشر على كونها "أتت لتُعكّر الأجواء الإيجابية المرتجاة من التطورات والتقاربات التي تعيشها المنطقة"، في إشارة واضحة إلى اتهام الإدارة الأميركية بأنها تعمل على تقويض التقارب السعودي - الإيراني.

 

"تسوية فرنجية -سلام"... ما وراء زيارة باربارا ليف إلى لبنان؟

ليبانون ديبايت/السبت 25 آذار 2023

ليست المرة الأولى التي تتقاطع فيها المواقف الخارجية مع الداخلية، على أن الإنسداد قد عاد إلى الملف الرئاسي والحقيقي، وبأن طريق الإستحقاق الرئاسي ليست سالكة، لأن الخلاف السياسي حول الترشيحات عميق والإنقسام عامودي في البلد. ويعزو الكاتب السياسي والمحلل علي حماده، سبب الإنسداد، إلى فشل محاولة باريس تسويق "تسوية فرنجية -سلام"، لأن الرياض لم توافق عليها واعتبرتها "محاولة التفاف على خطة أو خارطة الطريق العربية، التي قُدمت للسلطات اللبنانية قبل عام وحددت السياسة العربية تجاه لبنان". ويكشف المحلِّل حماده ل"ليبانون ديبايت"، عن أن فشل باريس قد شجّع وجهة النظر لدى البعض في لبنان، بأنه قد حان الوقت لكي تتقدم واشنطن بخطوة إلى الأمام إلى جانب السعوديين لمقاربة الملف اللبناني. وعليه، وفي ما يتعلق بزيارة مساعدة وزير الخارجية الأميركي باربرا ليف، ينفي حماده أي علاقة لها باتفاق بكين، معتبراً أن باربرا ليف أساساً تتعاطى بالملف اللبناني أميركياً، وهي كانت دائما تزور باريس للتنسيق بهذا الموضوع مع السلطات الفرنسية، إلاّ أن زيارتها إستطلاعية، وتأتي في سياق التحذيرات الكثيرة التي تصدر بالنسبة إلى خطورة الوضع اللبناني، ولا سيّما بالنسبة للكلام الخطير الذي صدر عن رئيس بعثة صندوق النقد الدولي الذي قال بأن لبنان أصبح بوضع أخطر ممّا يكون إقتصادياً واجتماعياً على حافة الإنفجار. وعن مرشّح واشنطن الرئاسي، يؤكد حماده أن باربارا ليف "لا تحمل في جعبتها إسم مرشّح الولايات المتحدة، لكنها تحمل مطالب أميركية من السلطات اللبنانية عموماً وعملياً، هذه المطالب تستبطن مواصفات الرئيس المقبل، وهي مواصفات إصلاحية وتتعلق بالكفاءة كما بنظرة الولايات المتحدة إلى الوضع اللبناني، وبالتالي يمكن إسقاطها على أنها تتضمّن ضمناً مواصفات الرئيس المقبل". أمّا بالنسبة لاتفاق بكين، يقول حماده إنه "ليس أمنياً فقط، بل أمني ـ سياسي، ولا شيء إسمه أمني فقط، هو اتفاق بضمانة بكين بين أكبر قوتين إقليميتين في المنطقة، السعودية عن المحور العربي وإيران التي تقود محور ما يُسمّى بالممانعة"، لكنه يكشف أن ما من انعكاسات عاجلة وسريعة على الوضع اللبناني، لأن تلمّس الإنعكاسات في اليمن لم يبدأ بعد، ومن المبكر الحديث عن نتائج إيجابية على الساحة اللبنانية. ورداً على سؤال حول خطورة الوضع في ضوء الإنهيارات المتسارعة، يشدد حماده على أن "لبنان في خطر وتصعيد إقتصادي واجتماعي مخيف، وقد تنفلت الأرض في لحظة ما، لكن حتى الآن لا يزال الوضع ممسوكاً ولا تزال هناك قدرة على الإمساك بالأرض ومنع أي انفجار أمني في البلاد على خلفية إقتصادية ـ إجتماعية". وعليه يشير حماده إلى كلام رئيس بعثة الصندوق الدولي الذي غادر بيروت يوم الخميس، والذي كان "قاسياً جداً" في المؤتمر الصحافي الذي عقده في فندق فينسا، إذ قال إن "المجتمع الدولي ممتعض جداً من سلوك السلطات اللبنانية في ما يتعلق بحزمة الإصلاحات المطلوبة من أجل مساعدة لبنان، وما من أموال مجانية آتية إلى لبنان، أي لن تُمطر أموالاً على رؤوس اللبنانيين ما لم تتغير مقاربة السلطات والمسؤولين اللبنانيين لمسألتي الإصلاح والمحاسبة، علماً أن خارطة الطريق معروفة وتتعلق بإصلاح الإدارة، وبإجراءات إصلاحية وليس بنصوص أو تشريعات إصلاحية فقط، إضافة إلى إصلاحات على صعيد السلطات النقدية أي المصرف المركزي وهيكلة المصارف واتخاذ إجراءات ذات طابع مالي عاجلة". وبالتالي، يلفت حماده إلى خارطة طريق وضعها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي بالنسبة إلى المؤسسات، لا سيّما الكهرباء، وهي شروط المجتمع الدولي لمساعدة لبنان، وأيضاً شروط الدول العربية التي تعتبر نفسها جزءاً من المجتمع الدولي، و"هي لن تعطي فلساً واحداً أو دولاراً واحداً للبنان، طالما لم تتغير طريقة حكم البلاد الحاصلة اليوم".

 

حزب الله" يهاجم الموفدة الأميركية: أتَت لتُعكّر تقاربات المنطقة

صفقة المطار: شبهات وشكوك حول "تهريبة" حميّة!

نداء الوطن/25 آذار/2023

رغم "اجتهاداته القانونية" والتلطي خلف عباءة التنسيق مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، لم ينجح وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال علي حمية في إقناع الرأي العام والجهات الرقابية بما قام به لتلزيم توسعة المطار، من دون المرور بهيئة الشراء العام.

وفي حمأة الشكوك المتعاظمة على عدة مستويات، أرسل ديوان المحاسبة مذكّرة إلى حمية طلب فيها معلومات بشأن حقيقة تلزيم تشييد مبنى في المطار من دون اتباع الإجراءات القانونيّة ذات الصلة. وأعلن رئيس هيئة الشراء العام جان العلية أنّ "ملف المطار سيكون في بداية الأسبوع المقبل بين أيدي الجهات الرقابية المعنية المختصة قانوناً لإبداء الرأي القانوني فيه". وفي السياق نفسه قال عليّة إنه "طلب من وزير الأشغال العامة والنقل مستندات لتبيان الحقائق، ومعرفة ما إذا كان ثمة أي نص قانوني استندت إليه اتفاقية تلزيم مبنى مسافرين 2 في مطار رفيق الحريري الدولي".

وكان حمية برر ما قام به انه استناداً الى أحكام قانون رسوم المطارات الصادر في العام 1947 وتعديلاته بشأن إشغال الأراضي المكشوفة من شركات النقل الجوي وإقامة إنشاءات ومبانٍ على نفقتها الخاصة. وأشار إلى أن المادة 25 من قانون رسوم المطارات تاريخ 19 آذار 1947 ميّزت بين ثلاث فئات من المساحات في مطار بيروت على الشكل التالي:

الأولى: المكاتب (في مبنى المطار أو قاعة المسافرين أو خارج المبنى) والحظائر والمستودعات التي تؤجر من شركات النقل الجوي أو وكلائها لأعمالها الخاصة.

الثانية: الأراضي التي تشغلها شركات النقل الجوي وشركات بيع الوقود لأعمالها الخاصة.

الثالثة: سائر المباني والأراضي التي تشغل لغايات أخرى، وهي تؤجر بالمزاد العلني وفقاً لأحكام القرار 275 تاريخ 25-5-1926.

غير أنّ مصادر متابعة أكدت أنّ المطالعة التي قدمها حمية وعودته الى قانون عمره 76 عاماً تثبتان أنّ "في الأمر ما يثير الريبة، حيث كان بإمكان الوزير اعتماد طرح العرض عبر هيئة الشراء العام، بكل بساطة و درءًا لأي شبهة. اما نفضه الغبار عن قانون منذ القرن الماضي فيطرح أسئلة كثيرة مشروعة".

وأضافت: "إذا سلمنا جدلاً أن هناك قانوناً قديماً صالحاً لتلزيم عقود منشآت في المطار، فهذا يصلح لمكاتب وخدمات مساندة، ولا يصلح لإقامة مطار جديد يتسع لـ 3.5 ملايين مسافر. فما اقدم عليه حمية مختلف تماماً عما قامت به حكومة الرئيس الراحل رفيق الحريري في التسعينات لتحديث المطار وتوسعته". وما يثير الشكوك أكثر، وفق المصادر عينها، أنّ "إعلان التلزيم ظهر فجأة ومن دون اعلان مسبق يوضح على الملأ كيف ستتم توسعة المطار، ووفقاً لأي آليات وقوانين مرعية الأجراء. لذا بدا الأمر كأنه تهريبة".

وكشفت مصادر أخرى لـ"نداء الوطن" أنّ أحد الوسطاء بين الشركات، ويدعى علي مهنا "هو من يقف خلف الإتيان بالشركة التي ستتولى الأشغال في المبنى الجديد. وهو نفسه الذي حاول سابقاً الفوز بالتزام السوق الحرّة". ويتردد أنّه كان الوسيط لإحدى الشركات التي شاركت مرة في مزايدة السوق الحرة، وقد "تمّ رفضها لعدم تطابقها مع الشروط المفروضة"، وأنّه "يعمل بمثابة سمسار يتواصل مع الشركات العاملة في هذا الشأن لتأمين العقود لا أكثر".

إلى ذلك، أكدت مصادر مهنية أنّ "في العقد مخالفة صريحة لكونه عقد استثمار وليس عقد ايجار. لأن القانون الذي استند اليه الوزير حمية يحكم علاقة الايجار بين المطار والشركات العاملة لتحديد الرسوم لا للاستثمار فيه. كما ان الشركة الفائزة بالعقد هي شركة صغيرة تعمل في المطار ولا تتمتع بالكفاءة التي تتيح لها القيام بأعمال التوسعة".

وفي المقابل، يبدي حمية إصراراً على ما قام به، مؤكداً الشبه مع عقود سابقة من أيام وزراء أشغال سابقين (نجيب ميقاتي وغازي العريضي وميشال نجار..) و انه سيكرر ما قام به بعقد مماثل لتجمع شركات البريد (ارامكس، فيدكس، يو بي اس ونت غلوبل)، وسيتم وضع حجر الأساس خلال الأسابيع المقبلة.

أما في مستجدات المشهد السياسي العام، فقد توقف المراقبون عند الرسائل التي حملتها مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف إلى المسؤولين في لبنان حيث نقلت أوساط مواكبة للزيارة أنها عكست "قلقاً دولياً متصاعداً من اتساع رقعة تصدعات الانهيار اللبناني على أرضية الدولة اللبنانية ومؤسساتها"، مشيرةً إلى أنّ ليف "عبّرت بشكل واضح عن هذا القلق وكررت التحذيرات الأميركية نفسها لجهة ضرورة الإسراع في إنهاء الشغور الرئاسي والشروع فوراً في إنجاز الإصلاحات الهيكلية والبنيوية المطلوبة لإنقاذ لبنان وانتشاله من أزمته".

لكنّ زيارة الموفدة الأميركية لم ترق لقيادة "حزب الله" فقابلها بهجوم إعلامي صارم اختزن في مدلولاته توجّس "الحزب" من إقدام واشنطن على محاولة "خربطة" الاتفاق الإيراني مع المملكة العربية السعودية، فاعتبر في مقدمة نشرة "المنار" المسائية أنّ ليف "تحلّ ضيفة ثقيلة على اللبنانيين متنقلة بين المقرات ومستمرة بالتهديد والوعيد من الانهيار التام"، مع التصويب بشكل مباشر على كونها "أتت لتُعكّر الأجواء الإيجابية المرتجاة من التطورات والتقاربات التي تعيشها المنطقة"، في إشارة واضحة إلى اتهام الإدارة الأميركية بأنها تعمل على تقويض التقارب السعودي – الإيراني.

 

مع تأجيل تقديم الساعة... لبنان على مشارف كارثة تقنية تبدأ بالهواتف ولا تنتهي

جيلبير متري/نداء الوطن/25 آذار/2023

منذ إصدار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مذكرةً تقضي بتأجيل بدء العمل بالتوقيت الصيفي الى الأسبوع الأخير من شهر نيسان المقبل، دار جدل واسع بين مؤيد ومعارض للقرار على مواقع التواصل الاجتماعي، سرعان ما تحوّل الى جدل طائفي بين اللبنانيين، بحجة أن تأجيل تقديم الساعة مرتبط ببدء شهر رمضان. وعلى خط متّصل، بدأت حملة واسعة عبر مواقع التواصل الإجتماعي، تمحورت حول كيفية تطبيق قرار تأجيل تقديم الساعة على مختلف الأجهزة الإلكترونية التي يستخدمها اللبنانيون، والتي في العادة كانت تتبدّل تلقائياً وأوتوماتيكياً مع تغيير الساعة. والتوقيت الصيفي والشتوي، معتمد بين غالبية الدول منذ نحو 105 سنوات، حيث يتم إعتماد الصيفي مع بدء فصل الربيع فيتم تقديم الساعة ستين دقيقة، والعكس في التوقيت الشتوي الذي يبدأ مع بداية موسم الخريف. ولبنان التزم بهذا النظام رسمياً منذ العام 1988، حيث يغيّر التوقيت ليل السبت – الاحد من آخر اسبوع من شهر آذار ثم ليل السبت – الاحد من آخر اسبوع في شهر تشرين الاول، والجميع يسأل اليوم: ماذا سنفعل بهواتفنا وباقي الأجهزة الإلكترونية؟ موقع نداء الوطن تواصل مع أحد العاملين في إحدى شركات الإتصالات الذي أكد أن الحل في ما يخص الهواتف الذكية، هو بإعادة ضبط نظام الإعدادات المتعلقة بالوقت وإلغاء "Set automatically" منها، كي لا يقوم الهاتف بتقديم الساعة. أما المستشار والخبير في التحوّل الرقمي وأمن المعلومات رولان أبي نجم، فأشار في المقابل، الى ان هذه التقنية وحدها لا تكفي والمشكلة ستكون بحجم الكارثة "تقنياً"، لأن المشكلة لا تقتصر على الهواتف فقط في عصر الانترنت. واعتبر في حديث لموقعنا، أن الموضوع كارثة تقنية على الصعد كافة بالنسبة للأفراد والشركات وشركات الطيران والاتصالات وغيرها، فهناك ما يسمى بالـ "IoT Internet of Things"، أي ان كل أجهزة العالم الذكية وكاميرات المراقبة المرتبطة بالانترنت، وما يعرف بالـ "Servers" وبرامج الحماية ستكون بحاجة الى تعديل للتوقيت وإلا تقع الكارثة.

وشدد على ضرورة تراجع الحكومة عن قرارها كي لا نصل الى أزمة تقنية ومشاكل عدة، كاشفاً عن اجتماع في وزارة الاتصالات لبحث تداعيات قرار الحكومة.

 

هل يجرؤ باسيل على إجراء مراجعة… للتراجع؟

جان الفغالي/هنا لبنان/25 آذار/2023

التيار اليوم: عونيون، باسيليون، متقاعدون من الجيش اللبناني، الحرس القديم. فهل سينجح رئيس التيار في إيجاد جامع مشترك بينهم؟ ووفق أي خطاب؟ وهل سيراهن مرة جديدة على أن “عباءة الرئيس المؤسس”، العماد ميشال عون، كافية لتحقيق ما لن يحقّقه الخطاب السياسي؟

إثر الاجتياح الأسرائيلي عام 1982، وخروج منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان، قيادةً ومقاتلين، انهارت “الحركة الوطنية اللبنانية” التي كانت تضم الأحزاب اليسارية ومنظمة التحرير، ولم يبقَ منها سوى بعض الأصوات الفردية التي تطلِق بعض المواقف السياسية، بين حين وآخر، فوصَّف أحد أركان الحركة المخضرمين واقعها بالقول: “الحركة الوطنية أصبحت تشبه سيارة تدهورت ولم يبقَ منها شغالًا سوى المذياع تَصدر عنه الأصوات والأناشيد. التذكير بهذه الواقعة لا يعني المقارنة، لكنّ مسار الأحزاب والحركات والجبهات السياسية، يتشابه حينًا ويتباين حينًا آخر.

التيار الوطني الحر، غدًا الأحد في السادس والعشرين من آذار، يعقد مؤتمره السنوي

التنظيمي، ويتخلله إقرار الورقة السياسية وإعلانها كخريطة طريق للسنة الحزبية الآتية، إلى جانب ورشات عمل. سبق المؤتمر لقاء نظمه مع الشباب تحت عنوان “Ask Gebran”. في أدبيات التيار حديث عن “المواءمة بين الثوابت السيادية والإصلاحية من جهة، والبراغماتية والواقعية أو الـrealpolitik المطلوب بإلحاح لمقاربة الاستراتيجيات المتحركة إقليمياً ودولياً”، لكن هذه الأدبيات سقطت عند الممارسة على مدى العهد. على غِرار الأحزاب العقائدية الأوروبية والآسيوية، تميَّز التيار الوطني الحر بغزارة المواثيق والتقارير والكتب والتفاهمات، الجامع المشترك بينها أنها في معظمها وفي أساسياتها بقيت حبرًا على ورق.

عند التأسيس، أطلق التيار الوطني الحر “الكتاب البرتقالي” وهو عبارة عن “ميثاق الحزب”، ومَن يدقق في فصوله، يجد أن معظم بنوده لم يتحقق منها شيء. ورقة التفاهم، بين التيار الوطني الحر وحزب الله، لم يتحقق من بنودها شيء ولا سيما تلك التي عوَّل التيار على تحقيقها، لكنه آثر عدم إثارة ما لم يتحقق لأن الهدف الأساسي، وهو إيصال العماد ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية، وهذا الهدف كان أهم من تنفيذ بنود التفاهم. تفاهم معراب، سقط عند أول اختبار، وما أراده منه التيار، وصول العماد عون إلى قصر بعبدا، تحقق “والباقي تفاصيل”. حتى كتاب “الإبراء المستحيل” الذي أعدَّه النائب ابراهيم كنعان، ووضع مقدمته العماد ميشال عون، وضعه التيار على الرف، لأنه عقد التسوية الرئاسية مع مَن كان يُفترَض أن يكون “إبراؤهم مستحيلًا”. الوثائق الأربع، التي ثبت أن هدفها الحقيقي إيصال العماد عون إلى رئاسة الجمهورية، وضعها رئيس التيار على الرف: من “الكتاب البرتقالي” إلى تفاهم مار مخايل إلى تفاهم معراب إلى الإبراء المستحيل، فهل يمكن أن يكون مصير “الورقة السياسية” أو “خارطة الطريق” التي ستعلَن غدًا، أفضل من سابقاتها؟

العونيون والتياريون والباسيليون، ينتظرون من وريث التيار والعونيين، إجابات عن أسئلة قد لا تُطرَح في المؤتمر العام :

لماذا خرج مَن خرج من القياديين والمناضلين، من التيار؟ هل سيتضمن التقرير مراجعة ذاتية نقدية؟ أم أن حال الإنكار ستبقى هي الطاغية؟

مَن هم حلفاء التيار اليوم، بعدما خسر آخر حلفائه، حزب الله؟ هل ستكون هناك مراجعة جريئة لملف الفساد؟ أم أن السرديّة الرائجة أن “الجميع فاسدون إلا التيار” ستبقى هي السائدة، وسيصدِّقها الناس؟

التيار اليوم: عونيون، باسيليون، متقاعدون من الجيش اللبناني، الحرس القديم. فهل سينجح رئيس التيار في إيجاد جامع مشترك بينهم؟ ووفق أي خطاب؟ وهل سيراهن مرة جديدة على أن “عباءة الرئيس المؤسس”، العماد ميشال عون، كافية لتحقيق ما لن يحققه الخطاب السياسي؟ وهل يكون صدى الخطاب السياسي الجديد مشابهًا لمذياع سيارة “الحركة الوطنية”؟

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

الانتشار الأميركي في سوريا وعلاقته بالصدام مع إيران

الشرق الأوسط/25 آذار/2023

بين الولايات المتحدة وإيران يدور صراع مستمرّ منذ قيام «الثورة الإسلاميّة». أغلبه يحصل بالواسطة وفي المناطق الرماديّة. تجلّت قمّة الصدام في بيروت عام 1983 مع حادثة تفجير مركز المارينز، وأيضاً في العام 2020 عقب اغتيال مهندس ومُنفّذ الاستراتيجيّة الإيرانيّة الكبرى في منطقة الشرق الأوسط، الجنرال قاسم سليماني بواسطة مُسيّرة أميركيّة في بغداد، وبأمر مباشر من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب. تجلّت قمّة التعاون بين الدولتين في مسالتين مهمّتين، هما: أولاً: «إيران غيت - كونترا» في العام 1987، أي السلاح لإيران من إسرائيل، مقابل الإفراج عن الرهائن الأميركيين في بيروت. ثانياً، الاتفاق النووي بين إيران من جهّة ومجموعة الـ«5+1» من جهّة أخرى في العام 2015. لكن سقوط العراق في العام 2003، كما سقوط دول عربيّة إبان ما يُسمّى بـ«الربيع العربيّ» عام 2011، أديّا إلى إعطاء إيران نافذة استراتيجيّة وفرصة جيوسياسيّة قد لا تُتاح لها مرة ثانية لتنفيذ مشروعها. فكان المسرح وبأغلبه ضمن ما يُسمّى بالهلال الخصيب، أي العراق، سوريا، لبنان وفلسطين المحتلّة. تريد إيران إخراج أميركا من المنطقة. فالوجود العسكري الأميركي لا يناسب استراتيجيّتها الكبرى، وهو يُشكّل عائقاً كبيراً. فإيران اليوم تنظر إلى الشرق (الصين) كبديل عن الغرب الأميركيّ. لكنها تتّجه غرباً (بالمعنى الجغرافيّ) حيث العمود الفقري لاستراتيجيّتها الكبرى، أي ما يُسمّى بـ«محور المقاومة».

- الماكرو في مواجهة الميكرو

لم يكن القصف الأميركي البارحة في سوريا لمواقع ميليشيات مدعومة من إيران بالشيء الجديد. لا بل، هو النمط منذ عودة القوات الأميركيّة إلى كلّ من العراق وسوريا للحرب ضد تنظيم «داعش». أرادت إيران أن تقاتل «داعش» بواسطة اليد العسكريّة الأميركيّة. لكنها تكره أن يبقى الأميركي بعد إتمام المهمّة. وهدفها دائماً أن تنفّذ استراتيجيّتها لكن بوسائل لا تدفع هي ثمنها. وهكذا تتركّب المعادلة التالية «إن ربح الآخر أقاسمه الربح، وإن خسر يخسر وحده».

فمنذ يناير (كانون الثاني) العام 2021، وقع ما يُقارب من 78 هجوماً بوسائل مختلفة على القوات الأميركيّة وقوات التحالف الدولي في كلّ من العراق وسوريا. ومنذ ذلك الوقت، أمر الرئيس بايدن القوات الأميركيّة بالردّ أربع مرّات، آخرها البارحة. وكان مقياس الردّ الأميركي على أي اعتداء أو عدمه، يعتمد دائماً على ما إذا كان هناك من خسائر بشريّة أميركيّة.

- الظروف الاستراتيجيّة

تزامن الردّ الأميركي مع أحداث عدّة بين الجيوسياسيّة، الاستراتيجيّة كما التكتيكيّة، منها:

> في المستوى الجيوسياسيّ، تحتلّ زيارة الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى موسكو مركز الصدارة. فهي مهمّة جداً، لكن لأمور أكبر بكثير من حادثة الردّ الأميركيّ. كذلك الأمر، يندرج التقارب السعودي – الإيراني أيضاً في مستوى التحوّل الجيوسياسي الإقليمي المهمّ.

> يُضاف إلى هذه الأحداث، تسريب خبر توصّل إيران إلى مستوى متقدّم من تخصيب اليورانيوم، لكن دون قرار صنع القنبلة.

> كذلك الأمر، يندرج قرار «البنتاغون» بإعادة توزيع وسائل القوة العسكريّة الأميركيّة (Posturing) إلى كلّ من أوروبا وشرق آسيا، لكن على حساب قدرات القوّات الأميركيّة المتواجدة في منطقة الشرق الأوسط.

> سبق هذا التموضع الجديد، زيارة رئيس الأركان الأميركي مارك ميلي إلى شرق سوريا؛ الأمر الذي يدلّ على الأهميّة التي تعطيها أميركا لهذه المنطقة في المرحلة الحاليّة. فهي استثمار قليل مقابل مردود استراتيجي وتكتيكي كبير.

> إن التواجد الأميركي في كلّ من شرق الفرات وقاعدة التنف على الحدود الأردنية – السورية - العراقيّة، لهو أمر مهمّ جدّاً، ولكن كيف؟ في حالة السيناريو السيئ مع إيران، قد يمكن للقوات الأميركيّة المتواجدة في هاتين المنطقتين، وبعد تعزيزها بالطبع، أن تعزل المسرح العراقي عن المسرح السوريّ، وذلك عبر السيطرة على ممرّ البوكمال عسكريّاً، إن كان مباشرة أو عبر القوة الناريّة.

> لا يمكن فصل الأحداث التي تحصل في شرق سوريا عن الأحداث التي تحصل في غربها، خاصة من قبل غارات سلاح الجوّ الإسرائيلي على مواقع إيرانيّة. فإسرائيل تخوض الغارات من ضمن مبدأ: «الحرب بين الحروب». والهدف دائماً، منع إيران من تأسيس وتثبيت وجودها العسكري في سوريا.

> إذن، غارات أميركيّة شرق الفرات على ميليشيات مدعومة من إيران، وغارات إسرائيليّة متكرّرة على أهداف إيرانيّة داخل العمق السوري. حتى الآن، قد يمكن القول إن هناك تنسيقاً بين الجبهتين الشرقيّة والغربيّة، على الأقل في المستوى الاستخباراتي - الاستعلاميّ. لكن المؤشّر للتحوّل الكبير على الساحة السورية، هو عندما ينتقل التنسيق من مستوى تبادل المعلومات بين أميركا وإسرائيل، إلى مستوى التنفيذ الفعلي المُشترك بينهما.

إن غداً لناظره قريب.

 

واشنطن تدك منشآت للحرس الثوري وتقتل 19 مواليا لإيران في سورية

طيران التحالف قصف مواقع في البوكمال والميادين ودير الزور

واشنطن، دمشق، عواصم – وكالات/25 آذار/2023

بعد تصعيد خطير بين قوات التحالف الدولي وميليشيات إيران في سورية خلال اليومين الماضيين، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، ارتفاع عدد القتلى في قصف جوي نفذته قوات التحالف الدولي على دير الزور السورية إلى 19 قتيلا، موضحا أن القتلى 11 من الجنسية السورية العاملين ضمن الميليشيات الموالية لإيران، وثلاثة  عناصر من قوات النظام، وخمسة من المليشيات الموالية لإيران من جنسيات غير سورية، موضحا أن عدد القتلى مرشح للارتفاع لوجود جرحى بعضهم في حالات خطرة بالإضافة لوجود معلومات عن قتلى آخرين.وكانت ميليشيات إيرانية مسلحة قصفت بثلاث قذائف صاروخية قاعدة حقل العمر النفطي شرق دير الزور بشرق سورية ليل أول من أمس، وذلك بعد تبادل قوات التحالف الدولي والميليشيات القصف يومي الخميس والجمعة، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من الجانبين. ووفق المرصد، بدأت جولة التصعيد الجديدة حين قامت مسيرة تابعة للميليشيات الإيرانية باستهداف المطار ضمن قاعدة خراب الجير التابعة للتحالف الدولي بريف الحسكة الخميس الماضي، حيث قدمت الطائرة من الأراضي العراقية واستهدفت القاعدة، الأمر الذي أدى إصابة جنود أميركيين. وعقب القصف، بدأت طائرات التحالف الدولي بقصف مواقع تابعة للميليشيات الإيرانية، وتحديداً بعد منتصف ليل الخميس وفجر الجمعة، مستهدفة مستودع سلاح وذخيرة في مركز الحبوب ومركز التنمية الريفية مقابل اسكان الضباط في حي هرابش بمدينة دير الزور، ومواقع أخرى في بادية البوكمال وأطراف الميادين الجنوبية، موقعة قتلى وجرحى بالإضافة لخسائر مادية فادحة. ووفق المرصد، عمدت الميليشيات الإيرانية إلى إفراغ مواقعها ومقراتها الرئيسية في الميادين والبوكمال والانتقال إلى عمق البادية حيث مواقع محصنة أكثر، ومن ثم أطلقت صواريخ صباح الجمعة باتجاه حقل العمر النفطي، سقطت إحدى تلك الصواريخ على منزل مدني في ذيبان، ما أدى لأضرار مادية”. من جانبه، أكد الجيش الأميركي تعرض قواته في سورية لهجوم أدى لإصابة ستة جنود ومقاول، وأوضحت المتحدثة باسم القيادة المركزية الأميركية أبيجيل هاموك في بيان أن “حالة الجنود الستة المصابين في الهجوم مستقرة، وعاد اثنان منهم إلى العمل”، مبينو أن جندياً ومقاولاً تم علاجهم في بغداد، في حين يعالج جنديان آخران في أربيل. بدورها، أكدت وزارة الدفاع الأميركية تنفيذ “ضربات دقيقة” في شرق سورية، استهدفت منشأتين تستخدمهما جماعات تابعة للحرس الثوري الإيراني، بعد تعرض القوات الأميركية لهجوم من مسيرات انتحارية في إحدى قواعدها العسكرية في دير الزور. وبعد الغارات الأميركية الجديدة، حذرت ميليشيات في سورية في بيان من أنها قد ترد على أي ضربات أميركية أخرى. على صعيد متصل، أكد الرئيس الأميركي جو بايدن أن الولايات المتحدة مستعدة للتصرف بقوة لحماية الأميركيين، قائلا في معرض تعليقه على شن الجيش الأميركي لضربات جوية ضد الميليشيات، انتقاما لهجوم أسفر عن مقتل مقاول أميركي وإصابة خمسة جنود أميركيين، إنه أمر قواته بالرد السريع، محذرا من مزيد من الهجمات التي قد تستهدف القوات الأميركية. من جانبه، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، بتوجيه من الرئيس بايدن، تم السماح للقيادة المركزية الأميركية بشن غارات جوية دقيقة على المنشآت التي تستخدمها الجماعات التابعة للحرس الثوري الإيراني في شرق سورية، مضيفا أنه تم تنفيذ الغارات الجوية، ردا على الهجوم فضلا عن سلسلة من الهجمات الأخيرة ضد قوات التحالف في سورية، مشددا بالقول “لن تضرب أي جماعة قواتنا وتفلت من العقاب”. بدوره، قال رئيس لجنة القوات المسلحة بالكونغرس الأميركي مايك روجرز إن بلاده سترد على أي تهديد للقوات الأميركية في سورية، مؤكدا أن الولايات المتحدة نفذت ضربات ضمن جهودها لمكافحة الإرهاب. من جهتها، نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مسؤوليْن أميركيين قولهما إن نظام الدفاع الجوي الرئيسي في القاعدة العسكرية للتحالف شمال شرق سورية لم يكن يعمل بكامل طاقته، عندما تعرضت المنشأة لاستهداف بواسطة طائرة بدون طيار أسفر عن مقتل متعاقد أميركي وإصابة ستة أميركيين آخرين، مضيفين أن هناك تحقيق حول أسباب الهجوم وعدم وضوح الأسباب وراء عدم تشغيل النظام الدفاعي بشكل كامل. على صعيد آخر، وفيما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه إزاء الغارة الإسرائيلية على مطار حلب الدولي، أعلنت وزارة النقل السورية عودة المطار للخدمة اعتباراً من صباح الجمعة، قائلة إن كوادرها في المؤسسة العامة للطيران المدني أنجزت بالتعاون مع الشركات الوطنية إصلاح الأضرار الناجمة عن العدوان الإسرائيلي، داعية شركات الطيران إلى إعادة رحلاتها القادمة والمغادرة، مشيرة لاستعداد المطار لاستقبال طائرات المساعدات الإغاثية لمتضرري الزلزال. من جهة أخرى، قُتل 15 شخصاً خلال جمعهم الكمأة في وسط سورية، جراء هجوم شنّته خلايا تابعة لتنظيم “داعش”، بينما لا يزال 40 آخرون في عداد المفقودين، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، موضحا أن سبعة مدنيين وثمانية مسلحين محليين موالين لدمشق، قتلوا ذبحاً على يد خلايا تابعة لتنظيم “داعش”، أثناء جمعهم الكمأة في الريف الشرقي لمحافظة حماة. إلى ذلك، أعلن المركز الوطني للزلازل في سورية أن عدد الهزات التي سجلت يومي الخميس والجمعة بلغ 34 هزة.

 

الولايات المتحدة: لا نسعى إلى خوض أي حرب مع إيران أو غيرها

طهران تعلن بدء تنفيذ بعض الاتفاقيات مع بكين

واشنطن، طهران، عواصم – وكالات/25 آذار/2023

 أكد البيت الأبيض أن الولايات المتحدة الأميركية لا تسعى إلى خوض حرب مع إيران أو خوض أي حرب أخرى في المنطقة. وغداة إعلان وزارة الدفاع الأميركية “بنتاغون” أن الولايات المتحدة شنت غارات جوية في سورية، ردا على هجوم قاتل نفذته طائرة بدون طيار أفادت الاستخبارات الأميركية بأنها من أصل إيراني، قال منسق مجلس الأمن القومي الأميركي للاتصالات الستراتيجية جون كيربي لشبكة “سي.إن.إن” الإخبارية الأميركية: “نحن لا نسعى لخوض حرب مع إيران”، مشددا على أن الولايات المتحدة لا تسعى لنزاع مسلح مع طهران أو أي حرب أخرى في المنطقة، مجددا التأكيد على سعي واشنطن لحماية مهمة قواتها في سورية، والتي “تتعلق بهزيمة تنظيم “داعش”، وذلك بالإضافة إلى “ضمان تمكنها من حماية مواطنيها ومنشآتها ضد الجماعات المدعومة من إيران. وأكد أن الهجوم الذي قالت “بنتاغون” إنه استهدف ليل الخميس الماضي منشأة صيانة في قاعدة للتحالف الدولي لهزيمة “داعش” بالقرب من الحسكة في شمال شرق سورية، وأسفر عن مقتل متعاقد أميركي وإصابة خمسة من أفراد الخدمة الأميركية ومتعاقد أميركي، تم شنه من قبل مجموعات مسلحة تمولها إيران وتزودها بالموارد وتدربها ولديها منشآت هناك، مشيرا إلى أن إيران والحرس الثوري الإيراني يمتلكان منشآت في سورية، يتم من خلالها توفير الكثير من الموارد والتدريب والتسهيلات، لافتا إلى أننا “قمنا بضرب بعض تلك الأهداف”. في غضون ذلك، استقبل رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك نظيره الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في 10داونينج ستريت، وقال مكتب نتانياهو في بيان إنه تم التركيز على المسألة الإيرانية، في مسعى لتشكيل جبهة دولية متحدة ضد إيران لوقف برنامجها النووي.

على صعيد آخر، أعلنت الحكومة الإيرانية أن بعض الاتفاقيات المبرمة مع الصين دخلت حيز التنفيذ، لافتة إلى أن الأثر الاقتصادي لهذه الاتفاقيات سيظهر في مجال التجارة الخارجية. وقال المتحدث باسم الحكومة علي بهادري جهرمي إن أهمية الزيارة الأخيرة للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى الصين تكمن في إظهار إرادة إيران القوية والجادة لتعزيز العلاقات مع الصين، مشيرا إلى إن الفريق الاقتصادي الذي رافق رئيسي في زيارته لبكين، والمؤلف من وزير الصناعة والتعدين والتجارة ووزير النفط ووزير الطرق واعمار المدن ووزير الزراعة ووزير الاقتصاد ومحافظ البنك المركزي، أبرم اتفاقيات مع الصين في جميع المجالات. إلى ذلك، كشف المركز الإيراني لحقوق الإنسان أن نظام خامنئي أعدم نحو 699 سجينًا في العام الإيراني الماضي، بواقع 58 سجينًا كل شهر وما معدله 1 إلى 2 سجين يوميًا، أي أنه لم يمر يوم في عهد ولاية الفقيه، توقفت فيه دائرة القتل، مشيرا لتسجي أكبر عدد من عمليات الإعدام في يونيو، حيث بلغ عدد عمليات الإعدام 129 حالة، فيما سجلت أدنى إحصائية في أبريل الماضي حيث تم تنفيذ سبع عمليات إعدام. من جانبه، أعلن المدير العام لادارة شؤون الأزمات في محافظة أذربيجان الغربية بشمال غرب إيران أمير عباس جعفري، إصابة 82 شخصا جراء الزلزال الذي ضرب مدينة خوي بالمحافظة، مشيرا لتضرر عدد من الوحدات السكنية.إلى ذلك، أعلن المدير العام لادارة شؤون الأزمات في محافظة أذربيجان الغربية بشمال غرب إيران أمير عباس جعفري، إصابة 82 شخصا جراء الزلزال الذي ضرب مدينة خوي بالمحافظة، مشيرا لتضرر عدد من الوحدات السكنية.

 

السعودية تعلن بدء محادثات مع سورية لاستئناف الخدمات القنصلية

بن فرحان يزور دمشق بعد العيد... والدوحة تدعم مبادرة الأردن.. وواشنطن تحض على عدم التطبيع مع الأسد

الرياض، الدوحة، دمشق، عواصم – وكالات/25 آذار/2023

أعلنت وزارة الخارجية السعودية انطلاق محادثات مع سورية لاستئناف الخدمات القنصلية بين البلدين، حيث قال مصدر في وزارة الخارجية السعودية تعليقا على ما تداولته بعض وسائل إعلام دولية إنه “في إطار حرص المملكة على تسهيل تقديم الخدمات القنصلية الضرورية للشعبين، فالبحث جار مع المسؤولين في سورية بشأن استئناف تقديم الخدمات القنصلية”. في غضون ذلك، جددت وكالة “سبوتنيك” الروسية للأنباء التأكيد أن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان سيجري زيارة إلى سورية عقب عيد الفطر، ناقلة عن مصادر سورية قالت إنها مطلعة، أن لقاءات بين وفود من السعودية وسورية تجري منذ نحو قرابة عام، مضيفة أن الموعد المقرر الذي تجري بشأنه الترتيبات لزيارة الأمير فيصل بن فرحان إلى العاصمة دمشق سيكون عقب عيد الفطر، دون تحديد التاريخ الدقيق للزيارة. ورجحت المصادر افتتاح القنصليات في البلدين خلال شهر رمضان الحالي عقب الانتهاء من الترتيبات اللازمة، موضحة أن اللقاءات التي جرت بين السعودية وسورية كانت على المستوى الديبلوماسي والعسكري والاستخباراتي، حيث زارت وفود سورية الرياض كما حلت وفود سعودية في دمشق، إلى جانب بعض اللقاءات التي جرت خلال زيارة رئيس النظام بشار الأسد إلى الإمارات في وقت سابق بين الجانبين.

وبشأن ما إذا كانت هناك زيارات مرتقبة للأسد إلى الرياض، أو زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى دمشق، قالت المصادر: “كل شيء وارد. الأمور تتسارع، وهناك تفاهمات أخوية”. من جانبها، قالت ثلاثة مصادر مطلعة إن سورية والسعودية اتفقتا على معاودة فتح سفارتيهما، بعد قطع العلاقات الديبلوماسية بين الدولتين قبل نحو عقد على إثر قمع النظام السوري للاحتجاجات الشعبية. بدورها، أعلنت قطر دعمها للمبادرة الأردنية المزمع إطلاقها في سورية، والتي تقوم على دور عربي مباشر ينخرط مع الحكومة السورية في حوار سياسي يستهدف حل الأزمة ومعالجة تداعياتها بمبدأ “خطوة مقابل خطوة”، حيث قال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد بن محمد الأنصاري إن قطر تدعم جميع المبادرات التي تهدف إلى إيجاد السلام الشامل في سورية، وتدعم جميع الجهود العربية والدولية في هذا الإطار. ولفت في بيان إلى أن هناك الكثير من المبادرات التي تم إطلاقها، وأن قطر منخرطة في العديد منها تهدف في المقام الأول إلى تحقيق تطلعات الشعب السوري ودعم أي جهد يحقق، مؤكدا أن الموقف القطري من الأزمة السورية يعتمد على محددين رئيسيين، الأول أن يقوم النظام بما يلبي تطلعات الشعب السوري في الحل السياسي وبيان جنيف واحد، والمحدد الثاني هو الإجماع العربي حول هذه التحركات.

في المقابل، أكدت واشنطن عدم تغيّر موقف الولايات المتحدة من التطبيع مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد، مشددة على أنها لا تشجع الآخرين على التطبيع معه.

وتعليقا على المحادثات بين السعودية والنظام السوري لإعادة علاقاتهما الديبلوماسية، قال متحدث باسم الخارجية الأميركية “لن نطبع مع نظام الأسد، ولن نشجع الآخرين على التطبيع في غياب تقدم حقيقي ودائم نحو حل سياسي يتماشى مع قرار مجلس الأمن رقم 2254، مضيفا “كنا واضحين بشأن هذا الأمر مع شركائنا. نواصل حض أي شخص يتعامل مع دمشق على التفكير بإخلاص وبشمولية، في كيفية أن يساعد تواصله مع النظام على توفير احتياجات السوريين المحتاجين بغض النظر عن المكان الذي يعيشون فيه، وفي تقريبنا من حل سياسي لهذا الصراع”.

واستطرد “كانت تلك رسالتنا الثابتة لشركائنا في المنطقة”، مشدداً على أنه “في أي تعامل مع النظام السوري يجب وضع خطوات حقيقية لتحسين حال الشعب في سورية في المقدمة”، حاضا شركاء الولايات المتحدة “على المطالبة بوصول المساعدات الإنسانية بشكل مستدام ومستقل ويمكن التنبؤ به، بما في ذلك من خلال توسيع استخدام المعابر الحدودية”. على صعيد متصل، أكد العلامة والمرجع الديني الشيعي وعضو مجلس حكماء المسلمين علي الأمين أن إيران اقتنعت بأهمية عودة علاقاتها مع جيرانها لتدخل المنظومة الدولية، معتبرا أن السياسة التي اتبعتها إيران في العقود الفائتة أثرت عليها خارجياً وداخلياً، متوقعا اندماج الأذرع المسلحة لإيران في مشاريع في الدول الموجودة فيها، وأن “حزب الله” اللبناني سيغير سياساته بعد الاتفاق بين السعودية وإيران، وسيطيع القيادة الإيرانية وسيسلم سلاحه إذا طلبت إيران منه ذلك.

إلى ذلك، أكدت 11 دولة من بينها قطر والسعودية والإمارات، التزامها التخفيف من معاناة المتضررين من الزلازل التي ضربت سورية وما تبعها من هزات ارتدادية، داعية عقب اجتماع في العاصمة الأردنية عمّان بشان سورية إلى وقف إطلاق النار على مستوى البلاد لضمان وصول المساعدات الإنسانية، مرحبة بنتائج مؤتمر المانحين في بروكسل.

 

الفاتيكان: زيادة حادة في الاعتداءات على رجال دين مسيحيين في القدس

تل أبيب: «الشرق الأوسط»/25 آذار/2023

في أعقاب الزيادة الحادة في عدد ونوعية الاعتداءات التي يتعرض لها رجال الدين المسيحيون والأماكن المقدسة لهم في القدس القديمة، من طرف المستوطنين اليهود المتطرفين، توجه الأب فرانشسكو فاتون، حارس الأراضي المقدسة ومندوب الفاتيكان، إلى الحكومة الإسرائيلية مطالباً بوقف هذه الاعتداءات القاسية ومعاقبة المعتدين، فيما طالبت جهات كنسية أخرى بالتدخل الدولي «لأن السلطات الإسرائيلية لا تعالج هذه الظاهرة بجدية». وقالت يسكا هارني، الباحثة في الشؤون المسيحية والمقربة من الكنائس: «منذ بداية السنة، أي مع تشكيل حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل، يلاحظ أن هناك ارتفاعاً حاداً ليس فقط في الاعتداءات على الكهنة والأماكن المقدسة المسيحية بل أيضاً في مستوى العنف والجرأة في تنفيذ الاعتداءات. فإذا كانوا يبصقون على رجل دين في الماضي ويختبئون، فإنهم اليوم يفعلون ذلك علناً».

وقال جون منيِّر، الباحث في مركز روسينغ الإسرائيلي للتربية والحوار بين الأديان: «إن رجال الدين المسيحيين من الطوائف الأرمنية يتعرضون مؤخراً لأكثر الاعتداءات لكون الحي الذي يقيمون فيه ملاصقاً للحي اليهودي. ولكن أيضا السريان يتعرضون لاعتداءات قاسية. يبصقون عليهم ويدفعونهم حتى يسقطوهم أرضاً. يوجهون ضربات على رؤوسهم. ومن آن لآخر، يكتبون شعارات بذيئة على جدران الكنائس والأديرة وينفذون أعمال تخريب داخل الكنائس ويحطمون شواهد القبور». وأضاف: «لقد صاروا يترددون في الخروج إلى الشارع». وجاء في تقرير للجنة التنسيق بين الكنائس المقدسية أن أحد الكهنة شكا من أنه تعرض للإهانة والبصق، ليس أقل من 90 مرة منذ مطلع السنة، أي أنه تعرض للإهانة مرتين في اليوم في بعض الأحيان. وهناك توثيق للاعتداءات التي تتعرض لها راهبات ورهبان، وبعضهم كبار السن، ولاعتداءين اثنين على كنيستين وتخريب المحتويات فيهما. وتحطيم القبور في عدة مقابر. وقالت اللجنة إن الهدف من هذه الاعتداءات واضح للغاية وهو ترحيل من تبقى من مسيحيين في القدس.

المعروف أن المسيحيين كانوا يشكلون ربع سكان القدس قبل مائة سنة، ونصف السكان العرب سنة 1948، وقد انخفضت نسبتهم إلى 1 في المائة اليوم أي ما يقارب 12500 نسمة. وتعتبر القدس ثاني أهم معلم ديني للمسيحية، لكونها تحتضن كنيسة القيامة. وقد بدا عدد الفلسطينيين المسيحيين فيها يتضاءل بشكل ملحوظ في المدينة، بعد الاحتلال الإسرائيلي في عام 1967. فقد صادرت إسرائيل 30 في المائة من أراضيهم في منطقة القدس وأبرمت صفقات للاستيلاء على عقارات عديدة للوقف الأرثوذكسي. وكان 50 في المائة من مسيحيي القدس، يملكون بيوتاً وعقارات أخرى في القدس الغربية. ومع أن السلطات الإسرائيلية أعلنت عن ضم القدس الشرقية وإقامة «القدس الموحدة عاصمة لإسرائيل» فإنها رفضت إعادة المنازل المصادرة في القدس الغربية إلى أصحابها. وبعد هدم حي المغاربة لغرض توسيع باحة حائط المبكى (البراق)، المقدس لليهود، هناك مخطط لترحيل الحي الأرمني أيضا. ولذلك فمن غير المستبعد أن يكون هدف المضايقات المتصاعدة هو الترحيل.

وكان رؤساء الكنائس المسيحية في الأراضي المقدسة، أصدروا بياناً عن «التهديد الحالي للوجود المسيحي في الأرض المقدسة»، قبل تشكيل حكومة نتنياهو الحالية، عشية أعياد الميلاد في نهاية ديسمبر (كانون الأول)، حذروا فيه من أن «المسيحيين في جميع أنحاء الأرض المقدسة، أصبحوا هدفاً لهجمات متكررة ومستمرة من قبل جماعات متطرفة». وأضافوا: «منذ 2012 كان هناك عدد لا يحصى من الاعتداءات الجسدية واللفظية على الكهنة وغيرهم من رجال الدين، والهجمات على الكنائس المسيحية، مع تخريب الأماكن المقدسة بانتظام وتدنيسها، والتخويف المستمر للمسيحيين المحليين الذين يسعون ببساطة إلى العبادة بحرية وممارسة حياتهم اليومية. ويتم استخدام هذه التكتيكات من قبل هذه الجماعات المتطرفة في محاولة منهجية لدفع المجتمع المسيحي إلى الخارج، وذلك لرغبتهم في الحصول على ملكية استراتيجية في الحي المسيحي بهدف تقليص الوجود المسيحي، بشكل كبير».

من جهتها، طالبت وزارة الخارجية الروسية بمحاكمة المسؤولين الإسرائيليين عن الهجوم على كنيسة قبر العذراء مريم «الجثمانية» في القدس، الأسبوع الماضي. وقالت المتحدثة الرسمية باسم الوزارة، ماريا زاخاروفا، إن «هذه السلوكيات المسيئة لا يمكن إلا أن تسبب قلقاً عميقاً. نلاحظ وجود وتيرة مقلقة في الزيادة الأخيرة لعدد الحوادث المعادية للمسيحيين. في الوقت نفسه، أصبحت الكنائس والمقابر لمختلف الطوائف المسيحية ورجال الدين والرهبان أهدافاً للهجمات. نحن مقتنعون بأنه لا يوجد ولا يمكن أن يكون هناك مبرر لمثل هذه الأعمال الإجرامية. ونأمل في أن تقدم السلطات الإسرائيلية تقييماً لا لبس فيه لما حدث وتتخذ إجراءات شاملة لتقديم الجناة للعدالة ومنع وقوع مثل هذه الحوادث في المستقبل».

 

أميركا تصطدم بـ«ميليشيات إيران» في شرق سوريا

مقتل 14 مسلحاً مرتبطين بـ«الحرس» و«متعاقد أميركي»... وواشنطن تؤكد أنها ستحمي قواتها

دمشق - لندن - واشنطن: «الشرق الأوسط»/25 آذار/2023

تحوَّل شرق سوريا ليل الخميس - الجمعة إلى ساحة مواجهة بين القوات الأميركية وميليشيات مرتبطة بـ«الحرس الثوري» الإيراني، على خلفية هجومٍ بطائرة مسيّرة على قاعدة عسكرية تسبَّب في مقتل «متعاقد» مع الجيش الأميركي. وردَّت الولايات المتحدة على الهجوم بقصف عنيف طال مراكز ومنشآت تخزين أسلحة، موقعاً ما لا يقل عن 14 قتيلاً من المسلحين الموالين لإيران. وسارع البيت الأبيض إلى التأكيد على أنَّ الولايات المتحدة لا تسعى إلى صراع مع إيران، لكنَّه حذَّر في الوقت ذاته من أنَّه لا ينبغي لطهران أن تشاركَ في دعم الهجمات على المنشآت الأميركية، بحسب ما قال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي. وأضاف كيربي لشبكة (سي. إن. إن) التلفزيونية: «سنعمل على حماية أفرادنا ومنشآتنا بأقصى طاقتنا. إنَّها بيئة محفوفة بالخطر». وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إنَّ الضربات الأميركية جاءت «رداً على هجوم اليوم (ليل الخميس - الجمعة) وسلسلة من الهجمات الأخيرة ضد قوات التحالف في سوريا من جانب مجموعات تابعة للحرس الثوري». وأضاف: «كما أوضح الرئيس (جو) بايدن: سنتَّخذ كلَّ الإجراءات اللازمة للدفاع عن شعبنا وسنردُّ دائماً في الوقت والمكان اللذين نختارهما». وأوضحت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنَّ هجوماً بطائرة مسيّرة من صنع إيراني، أسفر عن مقتل متعاقد أميركي، وإصابة متعاقد آخر وخمسة جنود أميركيين في قاعدة قرب الحسكة في شمال شرقي سوريا. وأكَّد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أنَّ الضربات الأميركية تسبَّبت في مقتل 14 مسلحاً متحالفاً مع إيران. هجمات متبادلة بين القوات الأميركية و«ميليشيات إيران» شرق سوريا

 

نتنياهو يدعو الدول الكبرى لتعزيز الضغط على إيران وسط احتجاجات أثناء زيارته إلى لندن

لندن: «الشرق الأوسط»/25 آذار/2023

حثّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس الجمعة، القوى الدولية الكبرى على تصعيد الضغط وزيادة الردع ضد إيران. وذكر حسابه على منصة «فيسبوك» أن نتنياهو بحث، خلال زيارته إلى لندن، مع نظيره البريطاني ريشي سوناك الملف النووي الإيراني، وأشاد بموقف بريطانيا الحازم في هذا الملف. كما اتفق الطرفان على إطلاق حوار استراتيجي لتعزيز التعاون في مجالات الأمن والاستخبارات والاقتصاد. ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلي نظيره البريطاني للقيام بزيارة رسمية إلى إسرائيل.

كما بحث سوناك ونتنياهو التهديد الذي تشكله إيران على الاستقرار الإقليمي، والتحديات الأمنية والدفاعية المشتركة، بما في ذلك الغزو الروسي لأوكرانيا. وناقش الزعيمان قلق بريطانيا وإسرائيل «الكبير» بشأن نشاط إيران المزعزع للاستقرار، واتفقا على أن الحكومتين ستستمران في العمل معاً عن كثب لإدارة مخاطر الانتشار النووي. تأتي زيارة نتنياهو إلى لندن بعد روما، ضمن حملته الدبلوماسية؛ في محاولة لإقناع الدول الغربية بمعارضة العودة إلى الاتفاق المتعلق بملف إيران النووي.

وقال بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء البريطاني إن سوناك استقبل «رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في داونينغ ستريت لإجراء محادثات حول تعزيز الشراكة الوثيقة بين المملكة المتحدة وإسرائيل. ورحّب الزعيمان بتوقيع خريطة الطريق البريطانية - الإسرائيلية 2030، هذا الأسبوع، والتي ستدفع العلاقات الثنائية إلى الأمام وتلتزم بمبلغ 20 مليون جنيه إسترليني لتمويل مشروعات علمية وتكنولوجية مشتركة على مدى العقد المقبل». وأضاف البيان أن سوناك «أعرب عن تضامنه مع إسرائيل في مواجهة الهجمات الإرهابية في الأشهر الأخيرة، وأن المملكة المتحدة ستقف دائماً إلى جانب إسرائيل وقدرتها على الدفاع عن نفسها. وفي الوقت نفسه أوضح سوناك القلق الدولي من التوترات المتزايدة في الضفة الغربية وخطر تقويض الجهود المبذولة لحل الدولتين، وشدد سوناك على أهمية التمسك بالقيم الديمقراطية التي تقوم عليها علاقة البلدين، بما في ذلك الإصلاحات القضائية المقترحة في إسرائيل». وأعرب رئيس الوزراء البريطاني لنظيره الإسرائيلي عن مخاوفه من تصعيد التوتر في الضفة، وتقويض حل الدولتين.وجاء لقاء سوناك ونتنياهو وسط تجمع لمئات المتظاهرين أمام مقر رئاسة الحكومة البريطانية؛ احتجاجاً على مشروع إصلاح النظام القضائي الإسرائيلي الذي تسبَّب في أجواء متوترة جداً في إسرائيل، وسط انقسامات حول مشروع نتنياهو الذي يحدّ من صلاحيات المحكمة العليا الإسرائيلية. ومنذ الإعلان عن المشروع في مطلع يناير (كانون الثاني) من قِبل أكثر الحكومات الإسرائيلية يمينية، تنظَّم أسبوعياً تظاهرات ضخمة ضد المشروع داخل إسرائيل. وفي لندن حمل مئات الأشخاص أعلام إسرائيل أمام مقر الحكومة البريطانية «10 داونينغ ستريت»، خلال استقبال سوناك لنتنياهو، وأطلقوا صيحات استهجان.

وقال الإسرائيلي الخمسيني ألون المقيم في لندن، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أظن أن نتنياهو يحاول الهيمنة على المحكمة العليا لجعل إسرائيل ديكتاتورية، وعلينا أن نعترض على ذلك بأكبر قدر من القوة الممكنة». ورفع عشرات المتظاهرين الآخرين أعلاماً فلسطينية؛ احتجاجاً على الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية. وأعربت دول غربية عدة؛ من بينها الولايات المتحدة، وألمانيا، عن قلقها من مشروع الإصلاح القضائي الإسرائيلي، كما حذّر الرئيس الإسرائيلي، الأسبوع الماضي، من «حرب أهلية». ولم تعلّق بريطانيا علناً على مشروع الإصلاح الذي يثير جدلاً. في غضون ذلك أكدت وزارة الخارجية الألمانية أنه جرى لقاء بين مساعد وزير الخارجية الإيراني علي باقري، ومسؤولين من 3 دول أوروبية في النرويج؛ لمناقشة خطة العمل الشاملة المشتركة المعروفة بـ«الاتفاق النووي»، لكنها قالت إن الاجتماع لم يكن للتفاوض، بل لإبلاغ موقف أوروبا إلى إيران من تصعيد التوتر.

وكان موقع «أمواج ميديا» الإخباري الناطق بالفارسية قد ذكر أن مساعد وزير خارجية إيران علي باقري كني أجرى محادثات حول خطة العمل الشاملة المشتركة مع دبلوماسيين من 3 دول هي بريطانيا وفرنسا وألمانيا في النرويج، الأسبوع الماضي. وحضر الاجتماع مساعد السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي.

ورداً على هذا التقرير، نشر حساب وزارة الخارجية الألمانية على تويتر قائلاً: «عقد دبلوماسيون من الدول الثلاث اجتماعاً مع الجانب الإيراني للتعبير بوضوح عن مواقفهم من تصاعد التوتر في عدد من المجالات، لكن لم يجرِ إلى الآن أي تفاوض حتى حول خطة العمل الشاملة المشتركة». من جانبه، كتب علي باقري كني، الذي سبق أن ترأس الوفد المفاوض الإيراني في فيينا، في تغريدة على تويتر، دون أن يشير إلى القضايا التي أثيرت في هذا الاجتماع: «عقدتُ اجتماعاً مع الزعماء السياسيين لثلاث دول أوروبية في أوسلو، ناقشنا مجموعة من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك». وأضاف: «لا نفوّت أي فرصة لتوضيح وجهات نظرنا والتحذير من بعض الحسابات الخاطئة، نحن عقدنا العزم على تعزيز مصالحنا الوطنية، بما في ذلك من خلال الدبلوماسية».

 

الجيش الإسرائيلي: إصابة 2 في إطلاق نار بالضفة الغربية

تل أبيب: «الشرق الأوسط»/25 آذار/2023

قال الجيش الإسرائيلي، اليوم السبت، إن شخصاً يشتبه بأنه مسلح فلسطيني أصاب شخصين في إطلاق نار من سيارة مارة في بلدة حوارة بالضفة الغربية المحتلة. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن المصابين إسرائيليان. ولم يصدر تعليق بعد من المسؤولين الفلسطينيين. وقال الجيش إنه يلاحق المشتبه به، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء. وهذه ثالث واقعة إطلاق نار يتم الإبلاغ عنها في حوارة خلال شهر، مما يثير مخاوف من اندلاع أعمال عنف خلال شهر رمضان الذي سيتزامن مع عيد الفصح اليهودي في أبريل (نيسان). ويوم الأحد، وهو اليوم نفسه الذي تعهد فيه مسؤولون إسرائيليون وفلسطينيون خلال اجتماع في مصر بتهدئة العنف، فتح مسلح فلسطيني النار على زوجين إسرائيليين في سيارتهما في حوارة، مما أدى إلى إصابة الرجل. وقتل مسلح من حركة «حماس» مستوطنين اثنين في سيارة في نفس البلدة خلال الجولة الأولى من محادثات خفض التصعيد بين الإسرائيليين والفلسطينيين الشهر الماضي في العقبة.

ورد المستوطنون على ذلك الهجوم بإضرام النار في منازل الفلسطينيين وسياراتهم، وقُتل فلسطيني واحد على الأقل. وخلال العام الماضي، قامت القوات الإسرائيلية باعتقال آلاف في الضفة الغربية وقتلت أكثر من 200 فلسطيني، بينهم مقاتلون ومدنيون، بينما لقي أكثر من 40 إسرائيلياً وثلاثة أوكرانيين حتفهم في هجمات شنها فلسطينيون.

 

إسرائيل... معركة هوية ومصير أم صراع قضائي؟

«دولة يهودا» تحاول كسر «دولة تل أبيب»... وهذه تحارب بأسنانها

القدس: نظير مجلي/الشرق الأوسط»/25 آذار/2023

قبل ثلاثين سنة بالضبط، انتخب بنيامين نتنياهو رئيساً لحزب «الليكود»، ليصبح زعيماً لمعسكر اليمين برمته. واليوم، يعتبر اليمين تحت قيادته، أقوى وأكبر من أي وقت مضى. لديه ائتلاف حكومي بأكثرية 64 نائباً، واحتياطي من نواب يمين آخرين (حزب أفيغدور ليبرمان وقسم من حزب بيني غانتس)، يقدر بأكثر من 10 نواب، كلهم مستعدون للتحالف مع «الليكود» في حال غاب نتنياهو. إلا أن الزحف نحو اليمين، الذي نشهده منذ سنين طويلة في الخارطة السياسية الإسرائيلية، يبدو أنه توقف الآن بسبب الخطة الحكومية للانقلاب على منظومة الحكم وإضعاف القضاء. والخطر على حكم اليمين وتراجع شعبيته بين الناس، لم يكن أكبر من أي وقت مضى. وبالفعل، كثيرون يسألون اليوم: «هل حفر نتنياهو قبره بنفسه؟» عندما شكّل هذه الحكومة بهذه التركيبة الائتلافية؟ وهل اختار نتنياهو السياسة الشمشونية «ومن بعدي الطوفان» و«عليّ وعلى أعدائي يا رب»؟ أم أن نتنياهو بدأ يعي أنه تورّط وأفلتت الأمور من يديه... لكنه لا يحسن سلوك طريق العودة؟ المشكلة اليوم تتجاوز هذه التساؤلات، وتصل إلى درجة الشعور بأن البيت بدأ يحترق، وأن خطر الصدام في الشوارع بين اليهود بات واقعياً ويهدد بسفك دماء. فالإصرار الحكومي على تمرير «خطة الانقلاب» على منظومة الحكم وإضعاف أجهزة القضاء، يقابَل اليوم بإصرار مضاد من طرف حملة الاحتجاج الضخمة بقيادة «الدولة العميقة» Deep state، ولا يبدو أن أياً منهما يتنازل. وهذا ليس عناداً لمجرد العناد، بل هو تعبير عن عمق الانقلاب الذي تريده الحكومة وعن عمق المعارضة له.

أطلقت الحكومة الإسرائيلية اليمينية الحالية على خطتها المثيرة للجدل اسماً مضللاً هو «خطة إصلاح القضاء»، إلا أنها باتت في نظر معظم الإسرائيليين «خطة لتحطيم الديمقراطية وإبدال الديكتاتورية بها»، و«برنامج عمل جهنمياً جاء ليخلد حكم اليمين لعقود طويلة»، لذلك تخوض المعارضة معركة شرسة ضدها، وتنجح في تنظيم مظاهرات احتجاج ضخمة مرتين في الأسبوع، للأسبوع الثاني عشر على التوالي، وتجنيد أكثر من ربع مليون شخص يشاركون فيها بشكل مثابر في المدن الكبرى وفي 130 موقعاً آخر. فقد تبين أن خطة الحكومة هذه، ليست جديدة، بل إن العمل عليها جار منذ 18 سنة، وأن نتنياهو انضم إليها أخيراً فقط وليس من البدايات. فهو تربى على مفاهيم أخرى لليمين الليبرالي الذي يؤمن بسلطة قضاء مستقلة، وأثبت ذلك بشكل عملي عندما رفض، وهو رئيس حكومة، العديد من المقترحات للمساس بالجهاز القضائي، أقل بكثير حدة من المقترحات التي يدفع بها هو ورفاقه اليوم. ولكن توجيه لائحة اتهام ضده بثلاث قضايا فساد خطيرة، جعله يحدث الانعطاف الكبير، فذلك أنه يخوض معركة حياة أو موت سياسية. وإذا لم يُجهض هذه المحكمة، فإنه يواجه خطراً حقيقياً بأن يمضي سنين طويلة في السجن. أما رفاقه المتطرفون في الحكم فلديهم أجندة أخرى. إنهم عقائديون. يتهيأون منذ سنوات عديدة لهذه الحقبة من الزمن، ويرون أن الفرصة لاحت لتطبيق أفكارهم ورغباتهم. وهم لا يريدون أن يفوتوا هذه الفرصة مهما كلفهم ذلك من ثمن.

ما هذه الخطة؟

القصة بدأت منذ زمن حكومة الليكود الأولى، برئاسة القائد التاريخي لليمين، مناحيم بيغن؛ إذ إنه شكّل حكومة يمين لكنه خشي من الحلفاء في واشنطن وأوروبا، وأيضاً من الدولة العميقة في إسرائيل. فالحلفاء أسمعوه يومذاك تصريحات يعبّرون فيها عن القلق من «الانقلاب السياسي في إسرائيل وتبعاته غير الديمقراطية»، مع أنه وصل إلى الحكم في الانتخابات. وفي تل أبيب انطلقت الدعوات لإسحق رابين، رئيس الوزراء المهزوم، بأن يتمسّك بالحكم ولا يسلمه إلى بيغن. ولقد تصرّف بيغن بحكمة آنذاك، إذ جلب خصمه اللدود، الجنرال موشيه ديان، وعيّنه وزيراً للخارجية بلا شروط، وبنى تحالفاً مع حزب الوسط الجديد بقيادة الجنرال يغائيل يدين. هذه الخطوة نزعت فتيل العداء لبيغن، وأصبح مقبولاً في الساحتين، الدولية والمحلية، لا سيما أنه توجه بالتجاوب مع «مبادرة السلام» التي طرحها الرئيس المصري أنور السادات، وتكللت بالنجاح في اتفاقيات «كامب ديفيد»، إلا أن اليمين المتطرف صعق من هذا التطور، وشعر أن اليمين يفوّت فرصة لإحداث انقلاب جوهري في الحكم. وعندما سلّم بيغن سيناء إلى مصر حتى آخر شبر، وأمّن إخلاء المستوطنين منها بالقوة، انشق عنه مجموعة من غلاة قادة الليكود برئاسة غئولا كوهن، وأسسوا حزباً جديداً باسم «البعث» (هتحياه)، لكن هذا اليمين كان أقلية ضئيلة، فلم يستطع تهديد الحكم.

يومذاك حاول بيغن البرهنة على أنه ما زال يمينياً صلباً، فأقدم على قصف المفاعل النووي في العراق (1981)، وضم هضبة الجولان إلى إسرائيل، وسن «قانون القدس الموحدة عاصمة أبدية»، وشن «حرب لبنان الأولى» لتصفية منظمة «التحرير» الفلسطينية، كما اتخذ عدة قرارات لتوسيع الاستيطان في الضفة الغربية وقطاع غزة. وعلى الأثر، انطلقت المظاهرات ضده، إثر مذابح صبرا وشاتيلا، فأصيب بحالة اكتئاب خطيرة، واضطر إلى اعتزال السياسة. وخسر الليكود الحكم عام 1992. وعاد رابين ليتولى رئاسة الحكومة ويوقع على «اتفاقيات أوسلو»، التي تضمّنت الانسحاب من قطاع غزة ومن 40 في المائة من أراضي الضفة الغربية... وتسليمها لمنظمة التحرير الفلسطينية برئاسة ياسر عرفات.

ردّ اليمين المتطرف جاء باغتيال رابين. ومن ثم، عاد الليكود إلى الحكم برئاسة بنيامين نتنياهو (1996)، فأكمل تطبيق «اتفاقيات أوسلو» وانسحب من الخليل، لكن اليمين المتطرف رد بإسقاط نتنياهو. وأعادت الانتخابات التالية حزب «العمل» إلى الحكم برئاسة إيهود باراك، الذي وافق على مشروع لإقامة دولة فلسطينية. غير أنه سقط في الانتخابات التالية بعد سنتين ليعود الليكود إلى الحكم من جديد، وهذه المرة برئاسة أريئيل شارون. ولكن، حتى شارون «تجاوز الخطوط الحمراء» التي وضعها اليمين المتطرف، عندما انسحب من قطاع غزة حتى آخر شبر (سنة 2005)، وأخلى 8000 مستوطن وشطب 21 مستوطنة، كما 4 مستوطنات في شمالي الضفة الغربية. والواقع أن شارون كان «الضربة الكاسحة» التي جعلت اليمين المتطرف يفكّر بخطة تحدث «انقلاباً جوهرياً» في نظام الحكم في إسرائيل وقوانينه، بحيث يبقى اليمين في الحكم لعقود طويلة. وبالفعل، في عام 2019 نشر رامي هود ويونتان ليفي، وهما من «صندوق بيرل كتسنلسون»، مقالاً اعتبرا فيه «خطة شارون» لفك الارتباط وإزالة المستوطنات في قطاع غزّة «حدثاً صادماً وجّه وحرّكَ الصهيونية الدينية نحو اختيار طريق التسلّط على الديمقراطية الإسرائيلية مِن الداخل». وهما يقتبسان الحاخام يسرائيل روزن من عام 2005، الذي اقترح «إرسال المزيد والمزيد مِن الأشخاص المُناسبين للعمل في وسائل الإعلام وفي عالَم القانون والقضاء والسياسة، وحتى إلى الفنون، لتعزيز أذرع الصهيونية الدينية و«الاستيطان في القلوب».

ويروي الكاتب الصحافي إيتان أريئيل، رئيس تحرير صحيفة «دي ماركر» الاقتصادية، في الثالث من مارس (آذار) الحالي، عن تعاون مجموعة من الجناح الراديكالي في الحزب الجمهوري الأميركي، مع مجموعة من قوى اليمين المتطرف في إسرائيل، في إعداد خطة استراتيجية متكاملة لإحداث هذا الانقلاب؛ إذ يقول: «هؤلاء الجمهوريون، وبعد دعمهم للتوجّه المحافظ في أميركا، يشعرون بوجود صراع فكري عالمي. ولذا من المُربح لهم أن يحيلوا إسرائيل إلى دولة محافظة. صحيح أن إسرائيل دولة صغيرة، لكنها صاحبة تأثير ومقدرة على نشر الأفكار، ومن المفهوم أنه يوجد أيضاً للكثيرين منهم مصالح اقتصادية في إسرائيل، ومِن المناسب لهم أن يكون المدينون لهم في السُلطة».

لهذا، فإن إصرار حكومة نتنياهو اليوم على دفع خطتها، والوتيرة السريعة التي تنفذ بها عمليات تشريع القوانين، والجرأة التي تتسم بها في طرح قوانين شخصية لخدمة نتنياهو (قانون يعفيه من دفع ضريبة وقانون يتيح له ألا يعيد قرضاً لابن خالته، اعتبرته المحكمة غير سليم. وكذلك القانون الذي يمنع المستشارة القضائية للحكومة من الإعلان عنه رئيس حكومة عاجزاً عن أداء مهامه)، أو لخدمة حليفه أربيه درعي، زعيم حزب اليهود الشرقيين المتدينين (يتيح له أن يكون وزيراً بعدما منعته المحكمة العليا من ذلك، وأجبرت نتنياهو على إقالته، وتم سن قانونين يتيحان له العودة إلى الحكومة)، أو قوانين حزبية (فرض الشريعة اليهودية كمرجعية للعديد من قضايا الزواج واعتناق الديانة اليهودية، والإعفاء من الخدمة العسكرية للشباب المتدين، مع منحه نفس الامتيازات التي تمنح للجنود).

 رد الفعل

في مقابل هذه العملية، توجد المعارضة السياسية وحملة الاحتجاج في الشارع.

المعارضة السياسية قائمة وقوية، لكنها حتى الآن محدودة. ثم إنها تتركز بالأساس في الكنيست، وهنا أيضاً قوتها محدودة، فالحكومة تتمتع بغالبية أوتوماتيكية من 64 نائباً (من مجموع 120). وفي كثير من الأحيان تبدو هذه المعارضة مشتتة ومخضبة بالخلافات والصراعات. لكن قياداتها تشارك في أعمال الاحتجاج، عندما تُدعى لذلك، وجماهيرها تشارك في المظاهرات بمبادرات محلية.

في المقابل، حملة الاحتجاج القوية تتمثل في أولئك الذين يقودونها من القواعد المتينة لـ«الدولة العميقة»، وهم من قادة سابقين في الجيش والاستخبارات والشرطة، ومن قادة الاقتصاد والتكنولوجيا العالية ورجال العمال ورؤساء بنك إسرائيل والبنوك التجارية والبورصة، وكبار الموظفين في الدوائر الحكومية والمؤسسات الأكاديمية وجميع رؤساء الجامعات ومعاهد الأبحاث الليبرالية ووسائل الإعلام والجهاز القضائي ونقابات المحامين والأطباء، وعدد هائل من ضباط جيش الاحتياط، خصوصاً سلاح الجو والوحدات القتالية والكوماندوس والمثقفين والفنانين وغيرهم. هؤلاء يشكلون الآن قوة الاحتجاج الأساسية. ولقد نجحوا للأسبوع الثاني عشر على التوالي في الخروج إلى الشوارع بعشرات الألوف. ثم إنهم يتمكنون من إغلاق الشوارع ومفارق الطرق الأساسية ويغلقون مطار بن غوريون الدولي وميناءي حيفا وأسدود. ويشلون الحياة الرتيبة مرتين في كل أسبوع. ويعلنون إصرارهم على المضي قدماً في حملة الاحتجاج، «حتى لو طال أمدها أربع سنوات الحكم لهذه الحكومة»، كما يؤكدون. قادة الاحتجاج العميق هؤلاء يرفضون الدخول في مفاوضات حول الحلول الوسط. ويقولون إن معركتهم «مبدئية وجوهرية ليس فيها تنازلات، لأنه لا تنازلات في موضوع الديمقراطية الليبرالية». وهم يتهمون الحكومة، كما كتب ميرون رفافورت، بمحاولة «فرض سيادة دولة يهودا على دولة تل أبيب». والمقصود بـ«دولة يهودا» هم المستوطنون الذين بات عددهم يفوق نصف مليون نسمة، ومعهم «الحريديم» (اليهود المتزمتون دينياً)، الذين يحاولون فرض قوانين الشريعة اليهودية. رفافورت من كتّاب اليسار ويقود «بلاد للجميع»، وهي حركة تدعو إلى تسوية الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني بواسطة حل الدولتين للشعبين، إسرائيل وفلسطين، ولكن مع حدود مفتوحة وحرية تنقل للطرفين في البلاد. كذلك لدى رفافورت انتقادات شديدة لحكومات إسرائيل السابقة التي يتهمها بأنها أدارت «سياسة خطايا» كرّست الاحتلال الإسرائيلي والتنكيل بالفلسطينيين، وبذلك رسّخت قواعد بناء اليمين الإسرائيلي وتقويته. ومع ذلك فهو يؤيد حملة الاحتجاج ويستشف فيها أملاً في إحداث تغيير جوهري في السياسة الإسرائيلية. ويقول: «عندما ردد نحو 250 ألف متظاهر في تل أبيب، في انسجام تام، هتاف (دستور، دستور، دستور)، كان من الواضح تماماً أن القصة لم تعد منذ فترة طويلة مسألة إصلاح قانوني كهذا أو ذاك، وكم عدد السياسيين الذين سيجلسون في لجنة تعيين القضاة أو ما هي الأغلبية المطلوبة لإلغاء القوانين في المحكمة العليا أو إلغاء الإلغاء في الكنيست. لقد أطلق هذا الاحتجاج العنان لقوى تطمح إلى أعلى من ذلك بكثير. إذا كانت تحركات بنيامين نتنياهو وياريف ليفين (وزير القضاء) وسمحا روثمان (رئيس اللجنة البرلمانية لشؤون الدستور والقانون)، تستحق لقب «ثورة على النظام» فقد حان الوقت لتسمية المظاهرات ضدها «ثورة مضادة». وهنا يقترح رفافورت على قادة هذه «الثورة المضادة» أن يسعوا لضم قطاعات واسعة من اليهود الشرقيين والإثيوبيين والعرب فلسطينيي 48 إلى قيادة المظاهرات، حتى تعطي جواباً شافياً لتساؤلاتهم وشكوكهم. ويقول إن «الثورة المضادة» لن تنجح من دون التخلص من سياسيات الماضي التي نبذت الأقليات ومارست العنصرية. ولذا فهو يتنبأ بأن ترسم هذه الثورة مستقبلاً زاهراً لإسرائيل، في حال نجحت في تصحيح أخطاء الماضي. وهنا يرى البعض أن رفافورت رفع صوتاً يبدو خافتاً جداً في الصراع الذي تعيشه إسرائيل، لكنه بلا شك يؤسس لمرحلة جديدة في الدولة العبرية.

 

المستشارة القضائية الإسرائيلية تبلّغ نتنياهو بمخالفته القانون والخطوة فسرت على أنها تمهيد لمسار جديد قد يفضي لإقالته

تل أبيب: نظير مجلي/الشرق الأوسط»/25 آذار/2023

في خطوة اعتبرت تمهيداً لمسار قضائي جديد قد يفضي بإقالته، توجهت المستشارة القضائية للحكومة الإسرائيلية، غالي بيهارف ميارا، برسالة رسمية تبلغه فيها بأنه يتصرف بشكل مخالف للقانون ولقرار المحكمة العليا. ويؤكد المراقبون أن رسالة المستشارة صيغت بطريقة تبين أن المستشارة جادة في توجهها للإطاحة به، وهي تكتب بوضوح: «انتهكت بتصريحاتك حكم المحكمة العليا وقلت أشياء مخالفة للقانون ويشوبها تضارب في المصالح». وجاءت هذه الرسالة، أمس (الجمعة)، بعد أن كان نتنياهو أحدث دراما مساء الخميس، فقام بتأجيل سفره إلى لندن حتى يدلي ببيان مهم. وقال مقربون منه إنه سيعلن موافقته على وقف عملية سن القوانين، ضمن خطته للانقلاب على منظومة الحكم وإضعاف الجهاز القضائي. فارتفع سعر الشيقل (العملة الإسرائيلية) مقابل العملات الأخرى، وارتفعت الأسهم في البورصة. وطيلة 4 ساعات، امتلأت الشبكات الاجتماعية بالمنشورات المتضاربة. وراح «جيش الإنترنت» في الجناح اليميني المتطرف من حزب الليكود والحلفاء من أتباع الوزيرين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، يهاجمون «كل من يتنازل عن خطة الحكومة»، ودعوا وزير الدفاع، يوآف غالانت، إلى الاستقالة، لأنه أعلن أن «الجنود والضباط في الجيش يغلون غضباً من جراء هذه الخطة ويجب أن نوقفها إلى حين». وزادت هذه القناعة أن نتنياهو سيوقف الخطة، بعد أن نشر أن جميع رؤساء أجهزة الأمن والمخابرات، التقوا نتنياهو، وأبلغوه بأن الوضع سيئ في الشارع وفي الجيش وخطر لتمزق كبير. لكن، تبين أن نتنياهو لم يعلن وقف الخطة، بل أكد أنه سيعمل على استكمالها كما هو مخطط، وأنه هو شخصياً، بعدما قامت المستشارة ميارا بمنعه من التدخل في الموضوع، قرر الآن أن يتدخل في الحدث وبشكلٍ رسمي. وقال نتنياهو: «هذا يكفي. أنا سأدخل المفاوضات. لقد تركت كل شيء آخر جانباً. من أجل شعبنا وبلدنا سأفعل كل ما بوسعي للتوصل إلى حل». وفي صبيحة الجمعة، ردت المستشارة ميارا بحدة على خطاب نتنياهو، وقالت إنه «انتهك بتصريحاته حكم المحكمة العليا، كما أنّ بيانه غير قانوني ويشوبه تضارب في المصالح». وكتبت في بداية رسالتها إلى نتنياهو: «في التصريحات التي أدليت بها الليلة الماضية، أشرت سيادتك إلى المبادرات المتعلقة بالنظام القضائي، لا سيما تشكيل لجنة لتعيين القضاة، وأعلنت أنك الآن تشارك بشكل مباشر في هذه المبادرات الهادفة إلى التوصل لحلّ وسط. لكن هذا يشكل انتهاكاً لحكم المحكمة العليا، الذي بموجبه، بصفتك رئيس وزراء متهماً بارتكاب جرائم فساد، يجب عليك الامتناع عن اتخاذ إجراءات تثير مخاوف معقولة عن وجود تضارب في المصالح بين مصالحك الشخصية فيما يتعلق بالإجراءات الجنائية ومنصبك كرئيس للوزراء. وتحقيقاً لهذه الغاية، يجب العمل وفقاً للرأي الذي قدمه النائب العام لمنع تضارب المصالح». وعادت المستشارة القضائية لتذكر نتنياهو بنص رسالة سابقة وجهتها إليه في مطلع شهر فبراير (شباط) الماضي، التي ذكرت فيها أنه «يجب عليه الامتناع عن التدخل في مخطط تغيير النظام القضائي». وبدا من الرسالة تهديد مبطن بإقالة نتنياهو والإعلان أنه يتعذر عليه مواصلة مهامه كرئيس حكومة. فأقدمت حكومة نتنياهو على سن قانون يمنع المستشارة من ذلك، ويقرر أن إقالة رئيس حكومة لا تتم إلا إذا صوّت لأجل ذلك 75 في المائة من أعضاء الكنيست. لهذا خرج نتنياهو يعلن أنه أصبح حراً في التدخل، وأنه يفعل ذلك لـ«احتواء الموقف وردود الأفعال المتطرفة داخل الشارع الإسرائيلي».

يذكر أن نحو 200 طيار حربي إسرائيلي و150 ضابطاً وجندياً في الوحدة 8200 التابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية، أعلنوا الجمعة، أنهم سيتوقفون عن خدمتهم العسكرية في قوات الاحتياط، في إطار احتجاجهم على خطة الحكومة الإسرائيلية لإضعاف جهاز القضاء. وذكرت القناة 12 أن الطيارين الذين أعلنوا تجميد خدمتهم في الاحتياط، هم طيارون حربيون كبار ويقودون غارات جوية «لا تعترف إسرائيل علناً أنها هاجمتها»، مثل سوريا، ويعدون «طيارين نشطين جداً ويشاركون في تدريبات وعمليات عسكرية أسبوعياً. لكنهم قرروا تجميد خدمتهم العسكرية في الاحتياط في أعقاب خطاب نتنياهو، الذي قال خلاله إن الخطة القضائية ستستمر، وإن قانون لجنة تعيين القضاة سيصادق عليه الأسبوع المقبل». وجمّد الطيارون خدمتهم لأسبوعين، وبعدها سيبحثون استمرار تجميد الخدمة، وقالوا إن نتنياهو لا يعتزم وقف تشريعات الخطة وإنه يقود إسرائيل إلى نظام ديكتاتوري، ولذلك لا يمكنهم الاستمرار في الخدمة العسكرية.

 

بوتين يعلن أن موسكو ستنشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا

موسكو: «الشرق الأوسط»/25 آذار/2023

نقلت وكالة أنباء «تاس» عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قوله، اليوم السبت، إن روسيا أبرمت اتفاقاً مع جارتها بيلاروسيا لنشر أسلحة نووية تكتيكية على أراضيها. وأضاف بوتين أن مثل هذه الخطوة لا تنتهك اتفاقات حظر انتشار الأسلحة النووية، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة نشرت أسلحة نووية على أراضي حلفائها الأوروبيين، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

 

تقديرات بريطانية تشير إلى تعثر الهجوم الروسي في باخموت

لندن: «الشرق الأوسط»/25 آذار/2023

أشارت تقديرات الاستخبارات البريطانية إلى أن الهجوم الروسي على مدينة باخموت شرق أوكرانيا تعثر إلى حد كبير. وأعلنت وزارة الدفاع البريطانية، اليوم (السبت)، أن هذا التعثر «ربما جاء بالدرجة الأولى نتيجة للخسائر الكبيرة للقوات الروسية»، وأضافت أنه «من المرجح أن يكون موقف الروس تفاقم بسبب التوترات بين وزارة الدفاع ومجموعة (فاغنر)؛ إذ تنشر كلتاهما وحدات في هذا القطاع من الجبهة». كما أكدت لندن أن أوكرانيا أيضاً تكبدت خسائر فادحة خلال القتال الذي استمر على مدار شهور في باخموت. ورأت الاستخبارات البريطانية أن روسيا ركزت حالياً أكثر على مدينة أفديفكا الواقعة جنوباً، وعلى قطاع الجبهة القريب من كريمينا وسفاتوفا إلى الشمال من باخموت، وقالت لندن إن الروس يسعون إلى تثبيت الجبهة الأمامية هناك. ورأت الاستخبارات البريطانية أن هذا يشير إلى أن القوات الروسية ستعيد تموضعها مرة أخرى بشكل دفاعي أكثر، وذلك بعد أن فشلت محاولات شن هجوم كبير في تحقيق «نتائج حاسمة» منذ يناير (كانون الثاني) الماضي. ومنذ بداية الحرب، اعتادت وزارة الدفاع البريطانية نشر معلومات استخباراتية يومياً عن مسار الحرب في أوكرانيا، وذلك في مسعى من الحكومة البريطانية للرد على الروايات الروسية عن الحرب ولتحفيز الحلفاء. وفي المقابل، تتهم موسكو الحكومة البريطانية بشن حملة تضليل عن الحرب.

موسكو تخطط لتجنيد 400 ألف عسكري متعاقد تفادياً لسيناريو التعبئة وبوتين يخشى على شعبيته قبيل الانتخابات

موسكو: «الشرق الأوسط»/25 آذار/2023

تراجعت روسيا عن خططها لشن هجوم آخر في أوكرانيا هذا الربيع في ظل فشلها في تحقيق اختراقات كبيرة طيلة الأشهر الأخيرة، بل ستركز القوات الروسية على تقوية صفوفها للتصدي لهجوم أوكراني وشيك، وفق ما قالت وكالة «بلومبرغ». وبحسب ما نقلت الوكالة عن أشخاص مطلعين على التخطيط، تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة الأمور غير العامة، يسعى الكرملين إلى تجنيد 400 ألف جندي متعاقد خلال العام الحالي، لتجديد صفوف قواته التي استنزفت في الحرب بأوكرانيا. وقالت مصادر «بلومبرغ»، إنّ الكرملين يتفادى من خلال حملة تجنيد عسكريين متعاقدين عمليات التجنيد الإجبارية (التعبئة العامة) التي تلزم المواطنين الروس بالذهاب لخطوط المواجهة والتي لقيت غضباً ورفضاً واسعاً وأدت إلى نزوح نحو مليون روسي من البلاد، الخريف الماضي. وسط تكثيف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من حملته لإعادة انتخابه في وقت لاحق من هذا العام. ويوجد نحو 300 ألف جندي تم حشدهم في عملية التجنيد الأخيرة في ساحات القتال، وفقاً لمسؤولين أوكرانيين وغربيين، لم تتمكن روسيا طيلة الأشهر الأخيرة من السيطرة على أي مدينة من المدن الرئيسية، مما يثير التساؤلات عن نجاح خطط قواتها العسكرية. حتى مع التحديات الكبيرة التي تواجه قواته على الأرض، أعرب بوتين عن ثقته بأن بلاده «قادرة على الصمود في وجه أوكرانيا وحلفائها في الولايات المتحدة وأوروبا»، مراهناً على تراجع الدعم الخارجي لكييف، إذا ما فشلت القوات الأوكرانية في إحراز أي تقدم خلال الأشهر المقبلة. وتخطط أوكرانيا لشن هجوم عكسي كبير في الأسابيع المقبلة، مستعينة بقوات جديدة تلقت تدريبات في دول أوروبية والولايات المتحدة، ومزودة بأسلحة حديثة حصلت عليها خلال الأشهر القليلة الماضية من الحلفاء. وتسعى كييف لاختراق الخطوط الروسية لاستعادة المدن التي ضمتها موسكو وخاصة قطع الجسر البري الذي يربط شبه جزيرة القرم بالبر الرئيسي الروسي، وفقاً لمسؤولين أميركيين.

قرار يهدد نصر بوتين الانتخابي ووفق الوكالة، استعداداً للهجوم الأوكراني المرتقب، بدأت روسيا حملة تجنيد المتعاقدين، وهم متطوعون يسجلون في الجيش لمدة 3 سنوات مدفوعة الأجر. وكشفت مصادر مطلعة على العملية، أن السلطات الروسية تستهدف في البداية العسكريين القدامى وسكان الأرياف.

ولفتت الوكالة إلى أن بعض المسؤولين، قالوا إن هدف اجتذاب 400 ألف جندي متعاقد هذا العام، «قد يكون غير واقعي»؛ إذ إن هذا العدد يساوي تقريباً العدد الإجمالي للقوات الروسية قبل بدء الغزو.

في هذا الإطار، قال دارا ماسيكوت، باحث سياسي أول في مؤسسة «راند» للأبحاث: «في ظل الظروف الراهنة لا أعتقد أن السلطات قادرة على إغراء الناس للانضمام للقوات، باستثناء ربما الوطنيين المتعصبين، أو الأشخاص المعدمين اقتصادياً». وبينما يستعد بوتين لإعادة الترشح لولاية خامسة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، يخشى الكرملين من أن تؤدي خطط التجنيد الجديدة إلى «هز ثقة الناخبين غير الراضين عن مثل هذه الإجراءات»، وبالتالي تعقيد فرص تحقيقه لنصر انتخابي كبير. من جهته، أشار المحلل العسكري الروسي المستقل بافيل لوزين، وهو باحث زائر في كلية فليتشر للقانون والدبلوماسية بجامعة تافتس، إلى أن عدد المتطوعين الجدد بلغ أدنى مستوياته في العام الحالي مقارنة بالسنوات الماضية.

حتى 2024 على أقصى حد

وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، إن روسيا ستزيد عدد الجنود المتعاقدين إلى 521 ألفاً بحلول نهاية عام 2023. ووافق بوتين في أواخر العام الماضي على خطة لزيادة حجم الجيش الروسي إلى 1.5 مليون من 1.15 مليون حالياً، في خطة من المتوقع أن تستمر حتى عام 2026. وقال شويغو في سبتمبر (أيلول)، إن لروسيا 25 مليون جندي احتياطي، رغم أنها استدعت في البداية ما يزيد على 1 في المائة منهم فقط. ورغم الأعداد الكبيرة لقواتها، يشير المسؤولون الأوكرانيون إلى الصعوبات التي تواجه قدرة روسيا على مواصلة حربها، خاصة في ظل تراجع مخزوناتها من الأسلحة وتصاعد العقوبات الغربية التي تحد من قوتها. وتوقع نائب رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية، فاديم سكيبيتسكي، في مقابلة نُشرت الخميس، أن بإمكان القوات الروسية «مواصلة الحرب حتى نهاية عام 2024 على أقصى تقدير».

 

زيلينسكي: لا يمكن بدء الهجوم المضاد بسبب نقص الذخيرة

كييف: «الشرق الأوسط»/25 آذار/2023

وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الوضع العسكري في شرق بلاده بأنه «غير جيد». وفي مقابلة مع صحيفة «يوميوري شيمبون» اليابانية اليومية، نُشرت اليوم (السبت)، قال زيلينسكي إن السبب في ذلك هو «نقص الذخيرة». وعن بدء الهجوم المضاد المحتمل، أشار زيلينسكي إلى أنه «لا يمكننا البدء بعد»، موضحاً أنه من دون دبابات ومدفعية لا يمكن إرسال «جنود شجعان» إلى الجبهة. وبحسب الصحيفة، لفت زيلينسكي إلى النقص الخطير في الأسلحة، وقال: «ننتظر وصول ذخيرة من شركائنا». وأكد أن الجيش الروسي يطلق كل يوم ذخيرة تتجاوز 3 أمثال ما تطلقه القوات المسلحة الأوكرانية. كانت الصحيفة أجرت المقابلة يوم الثالث والعشرين من الشهر الحالي داخل القطار أثناء رحلة عودة زيلينسكي إلى العاصمة كييف قادماً من زيارة لمنطقة خيرسون الجنوبية القريبة من الجبهة. ولا يزال المدافعون الأوكرانيون يواجهون موقفاً صعباً في مدينة باخموت المتصارع عليها في منطقة دونيتسك. ولا تزال باخموت تعد أكثر القطاعات المتصارع عليها في الجبهة، غير أن وضع الجيش الأوكراني «استقر»، وفقاً لتصريحات القائد العام للقوات الأوكرانية فاليري زالوجني. وأعلن قائد القوات البرية الأوكرانية أولكسندر سيريسكي، عن قرب شن هجوم مضاد، وقال على قناة «تلغرام» في الأسبوع الماضي: «سنستغل هذه الفرصة قريباً جداً كما فعلنا في كييف وخاركيف وبالاكايا وكوبيانسك»، وأشاد القائد بشجاعة وصمود جنوده.

 

العلاقات الاقتصادية واتفاق تصدير الحبوب في اتصال بين بوتين وإردوغان

موسكو: «الشرق الأوسط»/25 آذار/2023

قال الكرملين، اليوم السبت، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تحدث عبر الهاتف مع نظيره التركي رجب طيب إردوغان. وأفاد الكرملين في بيان بأن إردوغان شكر بوتين على «موقفه الإيجابي» تجاه تمديد اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، وعبر عن «تفهمه للموقف الأخلاقي للجانب الروسي لتحقيق التنفيذ الكامل للجزء الثاني من الاتفاق، وتذليل العقبات أمام المنتجات الزراعية الروسية»، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء. وأصدرت روسيا، يوم الاثنين، شروطاً للموافقة على أي تمديد آخر لاتفاق حبوب البحر الأسود، وقال بوتين إن موسكو يمكنها إرسال حبوب مجانية إلى الدول الأفريقية إن لم تتم تلبية هذه الشروط. وذكر الكرملين أن بوتين وإردوغان «عبّرا عن الرضا عن الدوافع الإيجابية للتجارة والعلاقات الاقتصادية والتنفيذ الناجح للمشروعات الاستراتيجية المشتركة في قطاع الطاقة، من بينها إمدادات الغاز وإنشاء محطة أكويو للكهرباء في تركيا». وورد في البيان أنهما بحثا أيضاً في تطبيع العلاقات التركية السورية.

 

رئيس البرازيل يرجئ زيارته للصين حتى إشعار آخر

برازيليا: «الشرق الأوسط»/25 آذار/2023

أرجأ الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا الذي كان من المفترض ان يتوجه الى الصين لاجراء محادثات مهمة مع نظيره شي جينبينغ، رحلته الى أجل غير مسمى للتعافي من التهاب رئوي أصيب به، كما أعلنت الحكومة اليوم السبت. وكان لولا الذي خلف الرئيس اليميني المتطرف جايير بولسونارو مطلع السنة، يأمل في الاستفادة من هذه الرحلة لاستعادة دور بلاده في الدبلوماسية العالمية حيث كان يرتقب أن تركز المحادثات في بكين على تعزيز العلاقات التجارة الى جانب الحرب في أوكرانيا. ولم يتم تحديد موعد جديد لهذه الزيارة التي سبق أن أرجئت يوما واحدا بسبب «التهاب رئوي طفيف» بحسب مكتبه.

 

أميركا تواصل مساعيها لمواجهة النفوذ الصيني في أفريقيا وهاريس تبدأ (الأحد) جولة في القارة للترويج لرؤية واشنطن

القاهرة: فتحية الدخاخني/الشرق الأوسط»/25 آذار/2023

تبدأ نائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس، (الأحد)، جولة أفريقية تستهدف الترويج لرؤية واشنطن التي تعد القارة السمراء «مستقبل العالم». وتأتي الجولة، حسب خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط» في إطار المساعي الأميركية المتواصلة لتعزيز وجودها في القارة، ومجابهة النفوذ الصيني والروسي.

وتشمل جولة هاريس، ثلاث دول أفريقية، هي غانا، وتنزانيا، وزامبيا. ونقلت وكالات الأنباء عن مسؤول أميركي كبير، قوله إن الزيارة تستهدف «تبديد الأفكار البالية السائدة بشأن ما يعنيه العمل والاستثمار في أفريقيا»، موضحاً أن «هاريس مقتنعة بأن الابتكار والأفكار الأفريقية سترسم مستقبل العالم».

تأتي زيارة هاريس بعد أيام من زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لإثيوبيا والنيجر. واستكمالاً لسلسلة من الزيارات والمبادرات الأميركية لتعزيز تواجدها في القارة، واستعادة مكانتها، وإعادة رسم العلاقات مع الدول الأفريقية، بعد سنوات كانت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب تنظر فيها للقارة بوصفها «منطقة مشكلات». ويقول مايكل باتريك مولروي، النائب السابق لمساعد وزير الدفاع الأميركي السابق، وهو ضابط متقاعد عمل بوكالة المخابرات المركزية الأميركية CIA، إن «زيارة هاريس هي الزيارة الأعلى من نوعها للقارة الأفريقية، منذ وقت طويل». ويضيف في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «هذه الزيارة تظهر حرص واهتمام الولايات المتحدة الأميركية على الحفاظ على الشراكات الحالية مع دول القارة، وتكوين شراكات جديدة»، مشيراً إلى أن «هاريس ستركز خلال الزيارة على العلاقات الاقتصادية، فضلاً عن الشراكات الأمنية». وبدوره يرى إبراهيم إدريس، الباحث الإثيوبي المتخصص في الشأن الأفريقي، أن «الأهداف المعلنة لزيارة هاريس، هي نفسها التي قدمها بلينكن في الفترة الأخيرة خلال اعتماد ميزانية وزارة الخارجية الأميركية، والتي تتعلق بإيجاد أطر جديدة لدور واشنطن في أفريقيا»، ويقول في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «الزيارة تأتي استكمالاً لسلسلة زيارات أميركية للقارة تمت على عدة مستويات، كلها تؤكد أن هناك استراتيجية جديدة، وخطة عميقة تسعى واشنطن إلى تحقيقها في القارة الأفريقية». ولفت إدريس إلى أن «هذه الخطة الأميركية تبدو الآن في قمتها مع زيارة هاريس، إن لم يستتبعها زيارة أعلى على مستوى الرئيس الأميركي نفسه». وكانت واشنطن قد أعلنت العام الماضي عن استراتيجية أميركية جديدة تجاه أفريقيا جنوب الصحراء، قالت إنها تهدف «لتعزيز أولويات الولايات المتحدة في أفريقيا جنوب الصحراء، وإعادة صياغة مكانة أفريقيا بالنسبة إلى مصالح الأمن القومي الأميركي خلال السنوات الـ5 المقبلة».

ويقول مولروي إن «الولايات المتحدة كانت مساهماً كبيراً في الاستقرار والتنمية في جميع أنحاء أفريقيا، ويجب أن تستمر كذلك»، مشيراً إلى أن «هناك الكثير من الدول التي لديها اقتصادات قوية ومتنامية، ويجب على الولايات المتحدة تطوير علاقات معها، إلى جانب تعزيز النهوض بالمبادئ الديمقراطية، كما يحدث الآن في تنزانيا التي تشهد انفتاحاً سياسياً». ويضيف مولروي أن على «واشنطن الاستفادة من زيارة هاريس رفيعة المستوى في منح دفعة لاستراتيجيتها الجديدة تجاه أفريقيا».

وتأتي هذه الاستراتيجية، والزيارات الأميركية المتتالية، وآخرها زيارة هاريس في إطار مساعٍ أميركية للحد من الوجود المتزايد لبكين وموسكو في القارة، وهو ما أكده مسؤول أميركي كبير، بقوله إن «من المعروف أن واشنطن تخوض منافسة مع بكين، وتعمل بشكل واضح جداً لمواجهة المنافسة الصينية على المدى الطويل». وأشار إلى «قلق فعلي» بشأن القروض الصينية التي «تتيح لبكين زيادة السيطرة على الاقتصادات الضعيفة في القارة»، لكنه أكد أن «واشنطن لا تسعى إلى تكرار الأساليب الصينية».

وقال المسؤول الأميركي، حسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية، إن «علاقة واشنطن مع أفريقيا لا يمكن، ولا يجب أن تحدَّد عبر المنافسة مع الصين»، معلناً عن «برنامج إيجابي يستند إلى الشفافية وشراكات بين القطاعين العام والخاص». ويشير إدريس إلى أن «هذه الجهود والزيارات الأميركية تتزامن مع تصعيد موازٍ من قبل روسيا والصين، اللتين تعملان بقوة على فرض نفوذهما على القارة، اعتماداً على الاهتمام بالتنمية والتسليح والغذاء، وهو ما عكسته الزيارات المتتالية للمسؤولين الروس والصينيين للقارة الأفريقية خلال الفترة الماضية». وبدوره، يوضح النائب السابق لمساعد وزير الدفاع الأميركي السابق أن «الصين وسعت نفوذها في القارة الأفريقية بشكل كبير، لتحقيق مصالحها المالية، وكذلك فعلت روسيا». وأشار إلى أن «واشنطن أخطأت بعدم الوفاء بوعودها السابقة الكثيرة لدول القارة»، معرباً عن اعتقاده أن «هناك اهتماماً أميركياً الآن بتصحيح العلاقات مع دول القارة».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

انطانس شباط الشاعر - من الجعبة...

الكولونيل شربل بركات/26 آذار/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/116919/%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%86%d8%b7%d8%a7%d9%86%d8%b3-%d8%b4%d8%a8%d8%a7%d8%b7-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%a7/

نطانس شباط كان واحدا من أربعة حملوا أسم نطانس وعرفوا بميزة "القول" أي الشعر العامي، وهم على التوالي: نطانس الجشي المعروف بالشماس نطانس، ونطانس سلوم المعروف بالسبعيني، ونطانس حبوب، ونطانس شباط موضوع الحلقة.

إحدى الخبريات المشهورة عن شاعرنا أنه في بدايات القرن الماضي، وتحديدا 1906، وكانت أنشئت مطرانية صور المارونية بعد جهد وعناء كبيرين لم يخلوا من المصاعب والعقبات، قام المغفور له المطران شكرلله خوري أول مطران على هذه الابرشية بزيارة إلى عين إبل وهي مناسبة مهمة بنظر الأهالي، وكان يرافقه في هذه الزيارة الخوري ابراهيم الحرفوش، وهو كتب عن هذه الزيارات الرعوية في مجلة المشرق وخصص لاحقا في كتابه عن البطريرك الحويك فصلا كاملا عن المشاكل التي رافقت نشوء مطرانية صور والأراضي المقدسة، وتحدث عن إحدى زياراته لعين إبل برفقة المطران المذكور.

وصل المطران إذا إلى عين إبل واستقبل بالحفاوة المطلوبة، ولم يكن شاعرنا موجودا أثناء الاستقبال لسبب صحي، ولكن عند المساء وفي أثناء السهرة قام الخوري ابراهيم يتحدي شعراء البلدة بالزجل لكي يضفي على الجو بعض المرح، وكان معروفا عنه أنه قوّال وصاحب قلم، فلم "يقف بوجهه" أي من الشعراء الحاضرين، وشعر العينبليون أنهم غلبوا فقام البعض يطلب حضور شباط، وأرسل من يدعوه للمدافعة عن مكانة القرية، فاعتذر بسبب وضعه. ولكن تحدي الحرفوش وتباهيه بأن أحدا لن يجاريه حتى شباط المذكور جعل المختار يرسل الناطور خصيصا ويطلب من شباط أن يحضر لرد الاعتبار. وعندما عاد الناطور وبشّر بحضور شباط خرج البعض لينتظر وصوله، وكان الخوري الحرفوش متشوقا ليرى هذا "الشاعر المنتظر"، وإذا به رجلا قصير القامة وضيع المظهر يسير ببطيء، فقال الخوري، وكان طويل القامة عريض الجسم ممتلئ بالنشاط والحيوية:

حيرتونا بشباط ... ليك شو هالقشقوش ما بيطلع قد الكمشة

سمع شباط ولم يجب بل دخل إلى الدار معتذرا عن التأخير شارحا وضعه الصحي مقبّلا يد المطران، ثم جلس في وسط الديوان وبدأ بقصيدته التي مطلعها:

دقّت نواقيس الدير بحضورك يا سيدنا     

راح الشر وطل الخير وإجا العيد وعيّدنا

ويصول شباط ويجول، ويبدأ بالتعليق على كل ما يدور على الساحة المحلية والساهرين، ويضيف، كعادته، النكتة إلى النقد ويبرع في أبياته المتجانسة والسهلة التركيب والتي "تكرج"، كما كان يحلو له أن يقول: "متل المي بالنزلة"، إلى أن يصل إلى الخوري الحرفوش الذي إنما دعي لمنازلته فيقول:

 قلّو لبونا الحرفوش                  بالزغر ما يعيّرنيش

بقولك شو هالقشقوش           القد الكبشة ما بيجيش

والنحل أزغر الوحوش              وغير العسل ما بيجنيش

نكنك بالكبر مغشوش             جمال كتير ببلدنا

وبعد هذا الرد الدقيق، ولكن ضمن حدود اللياقة بالنسبة لكاهن ضيف، يعرف الخوري الحرفوش فعلا مقدرة الشاعر فلا يضيف أو يعاود التحدي بل يعتبر بأن قصيدة شباط وغمزه من قناته كافيان لرد الاعتبار للبلدة المضيفة.

وفي مكان آخر يأتي شاعر غريب يحاول تحدي شباط أيضا فيطلب منه أن يرد بالمخمس مردود؛ حيث يجب أن يستعمل الشطر الأول من كل بيت في الجواب. ويعتذر شباط لانشغاله، ما يعتبره ذلك الشاعر تهربا من المواجهة دلالة على عدم القدرة أو المعرفة بهذا النوع من الشعر فيقول له سوف أعطيك بيتين من الشعر فاذهب وفكر بالأمر وعندما تكون جاهزا عد لمنازلتي، ويبدأ بهذين البيتين:

يا نازل عا درب العين              قصدك تتعبي ميي

عنا عين بمزرابين                   وصفصافة ومستحية

فيرد شباط فورا كي لا يطيل الحديث ولا الانتظار وليفهم الغريم بأنه قادر على الرد ليس ببيتين فقط إنما بزوجين من الأبيات بنفس المعنى لينهي النزال مرة واحدة ويفهم هذا المتبجح بأنه قادر فيقول:

يا نازل عا درب العين              الميي حلوة وهنيي

عنا عيم بمزرابين                    وممنسقيش الغربيي

ويا نازل عدرب العين               ملّي الجرة وتلّيها

 عنا عين بمزرابين                   الغربيي ما منسقيها

وهكذا يعرف الشاعر الغريب بأن شباط ليس بقادر فقط على المنازلة وهو ليس بعاجز على ذلك بالتأكيد وأنه جدير بالاحترام ويمتلك سرعة الخاطر وغزارة المعاني وجرأة التعبير وهي صفات مهمة للشاعر الزجلي.

 

هل ينتفي الدور الفرنسي لبنانيا بعد الاتفاق الايراني-السعودي؟

منير الربيع/المدن/26 آذار/2023

تنقلب أحوال الدول رأساً على عقب. تتبدل أدوارها، وبذلك يتوسع نفوذها أو ينقبض. لكل دولة دور على حجمها، وأحياناً يفوق الدور الحجم تبعاً لعوامل وظروف متداخلة ومتشعبة. يعيش العالم في هذه المرحلة حقبة تحديد الأدوار أو اعادة صناعتها، بما فيها منطقة الشرق الأوسط، ولبنان خصوصاً الذي تبدلت أحواله وانتفت أدواره. مرحلتان حاسمتان أسهمتا في انهاء دور لبنان التاريخي والمعروف، المرحلة الأولى كانت الحرب الأهلية التي امتدت من العام 1975 الى العام 1990. والمرحلة الثانية حالياً في خضم هذه الأزمة الكبرى التي يعيشها على وقع انهيارات متتالية في قطاعات مختلفة، ومعظم هذه القطاعات هي التي كانت تصنع دور البلاد. واستناداً إلى تقرير صندوق النقد الدولي المرعب والمخيف فالصعوبة كبيرة في تجاوز الأزمة والخروج منها.

تغيّر الأدوار؟

وبقدر ما تنقلب الأحوال اللبنانية، ثمة انقلابات أخرى في أدوار القوى المؤثرة في المنطقة ولبنان ضمنها. هذا بالتحديد ينطبق على فرنسا مجدداً، التي كانت تضطّلع بدور سياسي أساسي في المرحلة الماضية وتحديداً في السنوات الأخيرة من لبنان إلى العراق، مستفيدة من علاقاتها مع كل القوى المختلفة في المنطقة، وسط الصراع السعودي الإيراني. تمكنت باريس من تحقيق تقدّم في دورها وتواصلها إنطلاقاً من تعاطيها مع كل القوى المتناقضة، في محاولة لتقريب وجهات النظر والوصول إلى تسوية. ولكن، ماذا بعد الإتفاق السعودي الإيراني وفتح خطوط التواصل بشكل مباشر؟ ثمة من يعتبر أن دور باريس سيكون آخذاً بالتراجع من دون أن يعني ذلك تراجع المصالح الفرنسية، لأن لا أحد سيكون هدفه ضرب هذه المصالح. إلا أن كل التطورات الحاصلة على الساحتين الداخلية والخارجية تشيران إلى انتفاء الحاجة إلى المساعي الفرنسية في المرحلة المقبلة، خصوصاً أن القوى التي كانت في حالة قطيعة مع بعضها، أصبحت مستعدة للتواصل المباشر.

الخلافات مع فرنسا

هنا لا بد من التوقف عند بعض الملاحظات. ففي ظل التقارب السعودي الإيراني، يظهر تباعد الطرفين مع فرنسا. فالخلاف السعودي الفرنسي واضح حيال مقاربة الملف اللبناني. تكشف مصادر متابعة أنه قبل انعقاد الإجتماع الثنائي في باريس بين الفرنسيين والسعوديين قبل أيام كان الموقف السعودي واضحاً في رفض المقاربة الفرنسية، وحصل تنسيق سعودي قطري وسعودي أميركي حول هذا الرفض ولو أدى الأمر إلى الخلاف وانفراط عقد هذا الإجتماع. ولم تتأخر بوادر الخلاف حتى  طفت على السطح. كذلك الأمر بالنسبة إلى الخلاف الفرنسي الإيراني، لا سيما بعد تصريح وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الذي طلب فيه من الحكومة الفرنسية ضرورة احترام حقوق المتظاهرين، وفي ذلك رد إيراني على التصريحات الفرنسية تجاه التظاهرات في إيران. ولا يتوقف التوتر في العلاقة عند هذا الحد. فأساسه يبقى الخلاف والتوتر والضغوط الأوروبية التي مورست على طهران بسبب تورطها في الحرب الأوكرانية.

يعني ذلك تقاطع إيراني سعودي على الإختلاف مع فرنسا، وهذا سيكون لها تبعات عديدة، قد تؤدي إلى إخراج باريس من معادلة التأثير لبنانياً، وهذه ليست المرة الأولى التي يحصل ذلك.

استعجال الخطى

العودة إلى المبادرة الفرنسية في العام 2020 يمكن التقت قوى متعددة على الإطاحة بها، بداية حزب الله الذي رفض الإلتزام بكل بنودها وطلب استثناء 10 بالمئة منها ما فتح الطريق أمام اجهاضها. وفيما بعد السعودية وأميركا باعتبار أن المبادرة قاصرة وناقصة ما حتم فشلها. اليوم، يمكن أن يتكرر ذلك أيضاً، خصوصاً بما يتعلق بمسألة المقايضة التي تطرحها باريس وتتبناها. إذ هناك من يعتبر أن فرنسا قد استعجلت الخطوات كثيراً، وهي التي دفعت رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى الإستعجال في الإعلان عن ترشيح سليمان فرنجية. هنا تؤكد مصادر متابعة أنه قبل إقدام بري على تلك الخطوة، أي ترشيح فرنجية بشكل سريع ومفاجئ، كان الرجل قد تلقى إتصالين هاتفيين من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون شخصياً، وقد حصل التواصل المباشر بينهما، فاعتبر برّي أن يده أصبحت ممتلئة للإنطلاق في طرحه وترشيحه لرئيس تيار المردة. هناك من يعتبر أن هذه الإندفاعة الفرنسية قد تصاب بانتكاسة، بالنظر إلى كل التطورات التي تحصل في المنطقة والعالم، خصوصاً على وقع التطورات الكبرى التي تشهدها فرنسا أولاً، وثانياً بفعل حاجة الإيراني والسعودي إلى الأميركي وليس الى الفرنسي. كما أن الإتفاق السعودي الإيراني برعاية صينية سيحفز واشنطن على التقدّم أكثر، وهذا ما يمكن أن يظهر أوضح بعد معرفة تفاصيل ونتائج زيارة مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى باربارا ليف إلى بيروت ولقائها المسؤولين. يشير هذا الإصطفاف إلى التقابل بين قطبين، الصين من جهة والتي بدأت تشهر سياسة خارجية في الشرق الأوسط وفي أوروبا إنطلاقاً من الإتفاق السعودي الإيراني والمبادرة تجاه حل الحرب الروسية الأوكرانية، في مقابل القطب الأميركي، وهنا حتماً ستكون أدوار القوى الأخرى في حالة من التراجع.

مؤشرات لإنتفاء الدور

يمكن لاستعادة ثلاث محطات تاريخية أن تساعد على قراءة التطورات أو استشرافها. ففي مؤتمر يالطا اقترب الرئيس الأميركي روزفلت من رئيس الوزراء البريطاني وينستون تشرشل لإبلاغه أنه سيتوجه إلى مصر ومن هناك سيذهب للقاء الأمير عبد العزيز آل سعود، وكان يومها الإتفاق الإستراتيجي الأميركي السعودي. فهم تشرشل حينها أن الشرق الأوسط سيدخل في حقبة النفوذ الأميركي على حساب بريطانيا.  المحطة الثانية هي في حرب العام 56 والتي تعرف بالعدوان الثلاثي على مصر، إذ يعتبرها البريطانيون محطة أساسية لتكريس النفوذ الأميركي في المنطقة من خلال وقف الحرب ودعم عبد الناصر في مواجهة العدوان، لتعزيز هذا النفوذ على حساب بريطانيا أيضاً. أما المحطة الثالثة فلبنانية، تمثلت في الضربة القاسمة التي وجهت إلى بنك انترا في لبنان، والذي كان يعتبر في حسابات الأميركيين حينها أنه جزء من النظام المصرفي الفرنسي. وهنا تجدر الإشارة إلى الشراكة التي اضطلع بها البنك مع شركات ومؤسسات فرنسية بما فيها شراء حصة طيران فرنسا لصالح شركة طيران الشرق الأوسط. فيما جاءت تصفية البنك عنواناً لإدخال لبنان في حقبة النظام المصرفي الأميركي. يضاف إلى ذلك معياران حاليان، الاول إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن الخروج من أفريقيا. والثاني إلغاء زيارة الملك البريطاني تشارلز إلى باريس بفعل التظاهرات والإحتجاجات. يؤشر ذلك إلى أنه بدل أن يكون ماكرون هو بوابة بريطانيا الى أوروبا، فإن الملك تشارلز سيتوجه إلى ألمانيا، التي طالما سعى ماكرون  إلى التقدم عليها في قيادة الإتحاد الأوروبي. إنطلاقاً من هذه الوقائع، ثمة من يعتبر أن التراجع الفرنسي لا بد أن يكون له صدى متراجعاً في لبنان أو المنطقة، طالما أن الدور الذي كانت تلعبه باريس في التواصل مع طرفين متناقضين قد انتفى بفعل الإتفاق بينهما.

 

السعودية وانتخاب رئيس الجمهورية: سقوط خيار فرنجية و"حزب الله"

نجم الهاشم/نداء الوطن/25 آذار/2023

لماذا يُعطى الموقف السعودي من انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان هذا المقدار من الإهتمام؟ ولماذا يُعتبر أنّه يجمّد وصول رئيس غير سيادي وغير إصلاحي؟ المملكة لا تغادر موقف الإعتراض والرفض للمساهمة بأي حل خارج هذا السياق، وهي تعتبر أنّ المدخل لعودتها إلى المساعدة في لبنان يكون من رئاسة الجمهورية. ورغم الإتفاق مع إيران لم تخرج عن هذا الموقف الذي بدأت تطبيقه منذ العام 2016. في شباط 2016 قرّرت المملكة العربية السعودية، إيقاف المساعدات التي كانت تعهّدت تقديمها إلى لبنان لتسليح الجيش اللبناني عن طريق فرنسا، وقدرها ثلاثة مليارات دولار أميركي، وإيقاف ما تبقّى من مساعدة المليار دولار المخصّصة لقوى الأمن الداخلي اللبناني. هذه القرارات جاءت على خلفية المواقف السياسية والإعلامية التي يعلنها الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله ضد المملكة، ومواقفه المؤيّدة لإيران والمعادية لدول الخليج بشكل عام.

في 29 كانون الأول 2013 أعلن الرئيس ميشال سليمان، أنّ المملكة العربية السعودية قرّرت تقديم مساعدات عسكرية بقيمة ثلاثة مليارات دولار أميركي للجيش اللبناني، وهي الأكبر في تاريخه، وتقوم على شراء أسلحة حديثة وجديدة من فرنسا من ضمن صفقة تتناسب مع حاجاته وتطلعاته وتساعد على تمكينه من تنفيذ مهامه. ونقل يومها سليمان عن الملك السعودي قوله إنّ «شراء الأسلحة سيتمّ من الدولة الفرنسية وبسرعة نظراً للعلاقات التاريخية التي تربطها بلبنان ولعمق علاقات التعاون العسكري بين البلدين». هذه المساعدة العسكرية كانت مدار بحث واتفاق بين خادم الحرمين الشريفين والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند خلال القمة السعودية الفرنسية التي عقدت في التاريخ نفسه في الرياض. هذا الإعلان صدر بعد يومين على اغتيال وزير المالية الأسبق محمد شطح في وسط بيروت، وهو أتى بعد انتشار الجيش اللبناني في طرابلس لوضع حد لاشتباكات المحاور بين جبل محسن وباب التبانة المرتبطة بالحرب الدائرة في سوريا.

الحرب على المملكة

دأبت المملكة العربية السعودية على تقديم الدعم والمساندة لعدد من الدول العربية والإسلامية ومن بينها لبنان، الذي وقفت إلى جانبه في المراحل الصعبة التي مرّ بها، وساندته من دون تفريق بين طوائفه وفئاته. وكان دعمها للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي حرصاً منها على أمن لبنان واستقراره وسيادته.

ولكن مقابل هذا الدعم كانت المملكة تُقابَل بمواقف لبنانية مناهضة لها على المنابر العربية والإقليمية والدولية، في ظل مصادرة «حزب الله» لقرار الدولة، وتزامن ذلك القرار مع ما حصل في مجلس جامعة الدول العربية وفي منظمة التعاون الإسلامي، عندما لم يصدر عن لبنان موقف يدين الاعتداءات على سفارة المملكة في طهران والقنصلية العامة في مشهد.

إعتبرت المملكة أنّ هذه المواقف مؤسفة وغير مبرَّرة، ولا تنسجم مع العلاقات الأخوية بين البلدين، ولا تراعي مصالحهما، وتتجاهل كل مواقفها التاريخية الداعمة للبنان خلال الأزمات التي واجهته اقتصادياً وسياسياً. ولذلك قامت بمراجعة شاملة لعلاقاتها مع لبنان بما يتناسب مع هذه المواقف ويحمي مصالحها، معتبرة أيضاً أنّ هذه المواقف المعادية لها، لا تعبِّر عن إرادة الشعب اللبناني. وأبدت في الوقت نفسه حرصها على استعادة العلاقة المميزة التي كانت تربطها بلبنان.بين قرار الدعم وقرار حجبه كانت المملكة انتقلت من عهد إلى عهد. اتُخذ القرار خلال ولاية الملك عبدالله، وعاد عنه الملك سلمان الذي كان تولّى العرش بعد وفاة سلفه في 23 كانون الثاني 2015، وتزامن مع بدء مسيرة الأمير محمد بن سلمان في رئاسة مجلس الوزراء ثم في ولاية العهد ليصير الرجل القوي في المملكة. كان هذا القرار بداية تغيير نمط العلاقة بين المملكة العربية السعودية ولبنان طالما أنّه يُستخدم في الحملات التي يشنّها «حزب الله» عليها. لم تعد المملكة بوارد تقديم خدمات مجانية لبلد تحوّل منصّة للهجوم عليها، لذلك اختارت الإنسحاب حتى لا تتعرّض للإبتزاز. قبل هذا القرار كانت حصلت في أيار 2015 محاولة لاغتيال السفير السعودي في لبنان علي عواض العسيري اضطر بعدها إلى مغادرة لبنان. هذه المواجهة كانت تحصل بينما كان «حزب الله» يتهم المملكة بدعم الثورة في سوريا وكان يريد الضغط عليها في لبنان. لم يحصل أن انسحبت السعودية من الساحة اللبنانية. حتى عندما أعلنت هذا القرار واتجهت إلى الإبتعاد كانت حاضرة بقوّة وهذا الحضور يتمثّل في هذه المرحلة من خلال موقفها من انتخاب رئيس جديد للجمهورية. لم تدخل المملكة في لعبة الأسماء. أعطت المعايير والمواصفات ووقفت تراقب. دورها مطلوب في عملية الإنقاذ التي يمكن أن تُخرِج لبنان من أزمته، ولكنّها لن تساهم في أي مخرج لا يحقّق هذا الخيار.

عودة إلى الماضي

بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط 2005، الذي كان محاولة لاغتيال دورها في لبنان وإبعادها عن التأثير في القرار اللبناني، وبعد حرب تموز 2006، بادرت المملكة وساهمت في عمليات إعادة الإعمار. وكانت المملكة ساهمت بدعم لبنان مالياً بحيث بلغ مجموع القروض والمنح المباشرة التي حصل عليها منها منذ عام 1980 وحتى نهاية 2010 نحو 2.53 مليار دولار، تضاف إليها القروض الواردة من مؤسسات التمويل الإقليمية التي تقدّر بنحو 2.2 مليار دولار، ولكن في النتيجة بقيت تتعرّض للهجومات. المشكلة بينها وبين «حزب الله» كانت متأتّية بشكل أساسي من موقف «حزب الله» منها ومن دورها في لبنان وفي المنطقة استتباعاً لموقف الجمهورية الإسلامية في إيران التي يتبع لها «الحزب» في مواقفه وخياراته. هذا الموقف العدائي برز منذ قيام الجمهورية الإسلامية وتجلّى في أكثر من مناسبة بأعمال عدائية كان أبرزها تفجيرات أبراج الخبر في المملكة في 25 حزيران 1996 التي قتل فيها 19 جندياً أميركياً من بين الوحدات الأميركية التي كانت تتمركز هناك. وذكّرت بتفجيرات مقرّ المارينز في بيروت في 23 تشرين الأول 1983، خصوصاً أنّ التحقيقات الأميركية والسعودية اتهمت أيضاً «حزب الله» وإيران بالوقوف وراء هذه التفجيرات. ويذكر في هذا المجال أن القاضية الأميركية لوريتا بريسكا أصدرت حكماً في 22 آذار الحالي يفرض على البنك المركزي الإيراني دفع 1.68 مليار دولار لأسر جنود قُتلوا في ذلك الهجوم. واستندت القاضية إلى قانون اتحادي صدر عام 2019 جرّد البنك المركزي الإيراني من حصانته السيادية من الدعوى القضائية التي سعت إلى إنفاذ حكم ضد إيران بسبب تقديمها دعماً مادياً للمهاجمين.

تجارب رئاسية

سبق للمملكة أن حاولت الدخول إلى استحقاق رئاسة الجمهورية أكثر من مرّة. لم يُسجّل لها دخول مباشر وقوي قبل العام 1976. قبل هذا التاريخ كانت علاقاتها تسري بانسيابية وبشكل طبيعي وإيجابي مع لبنان خلال العهود الرئاسية منذ الإستقلال. وكان لبنان يشكّل بالنسبة إليها الواحة الدائمة للإستقرار حيث سُجِّل خلال هذه المرحلة اعتماد لبنان كمقرّ ثان لأكثر من ملك أو أمير سعودي. صحيح أنه لم يكن لها دور كبير في انتخاب الرئيس الياس سركيس في العام 1976، إلا أنّ دورها الأساسي كان في محاولة دعم عهده لإخراج لبنان من الحرب عبر مؤتمري الرياض والقاهرة، ولكن النظام السوري أجهض هذه المحاولة وانقلب على هذه المقرّرات. المحاولة الثانية بذلتها السعودية في العام 1982 من خلال استقبال الرئيس بشير الجميل قبيل انتخابه رئيساً للجمهورية للبحث في طريقة دعم حكمه بعد انتخابه، وإرسال الرئيس رفيق الحريري إلى لبنان للمساهمة في عمليات إعادة الإعمار. ولكن النظام السوري أيضاً أجهض هذه المحاولة. وفي العام 1989 كررت السعودية التجربة مع اتفاق الطائف وانتخاب الرئيس رينيه معوض ولكن اغتيال معوض أجهض محاولتها وأعطى النظام السوري فرصة الإنقلاب على هذا الإتفاق. لم يكن للمملكة دور في انتخاب الياس الهراوي عام 1989 ثم في التمديد له في العام 1995. ولا في انتخاب الرئيس أميل لحود عام 1998، أو التمديد له في العام 2004، ولكنها اتُّهمت مع الرئيس رفيق الحريري بتدبير الإنقلاب على الوصاية السورية في لبنان وعلى سلاح «حزب الله» من خلال دعم القرار 1559 الصادر عن مجلس الأمن الدولي والمطالب بسحب الجيش السوري من لبنان ونزع سلاح «حزب الله». رغم ذلك، ورغم اغتيال الرئيس الحريري لم تنسحب المملكة من لبنان. لم يكن للملكة دور مقرّر في انتخاب الرئيس ميشال سليمان بعد تسوية الدوحة في ايار 2008. عملية 7 أيار التي نفذها «الحزب» كانت انقلاباً عسكرياً على شرعية أكثرية قوى 14 آذار النيابية التي يعتبر «الحزب» أنّ السعودية كانت إلى جانبها. عندما حاولت المملكة الدخول عبر مساعدة الجيش اللبناني، كانت كأنّها ترتكب معصية معاكسة لسير «حزب الله» وطبيعة عمله في لبنان. من هذه الخلفية يمكن فهم الخلاف الذي وقع بين الرئيس سليمان وبين «حزب الله» قبل انتهاء ولايته وحديثه عن الثلاثية الخشبية.

تجربة عون الفاشلة

عملياً أخرجت السعودية نفسها من دائرة التدخل في لبنان منذ الإعلان عن وقف المساعدة للجيش اللبناني. ضمن هذا الجو أتى انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية. أعطى عون وعوداً بالإنفتاح على المملكة ولكنّه ظلّ أسير قرار «حزب الله». عهده انتهى إلى خصام كامل مع المملكة نتيجة تسليم القرار بالكامل إلى «الحزب». من هناك يبدأ تعاطي المملكة مع استحقاق الإنتخابات الرئاسية حالياً. قيل إنّها لم تكن مع خيار سليمان فرنجية في العام 2015، وحقيقة موقفها تظهر حالياً تجاه رفض هذا الترشيح على خلفية أنّه لا يحقِّق سيادة لبنان واستعادة قراره. الموقف السعودي تجلى في الورقة العربية التي سلِّمت إلى لبنان وفي البيانات المشتركة السعودية الأميركية الفرنسية قبل لقاء باريس الخماسي الذي لم يتبدّل موقف السعودية فيه ولا تبدّل بعده. ثمة رهان على تبدّل موقف السعودية بعد الإتفاق بينها وبين إيران بوساطة الصين. ولكن حتى هذا الرهان ساقط عملياً لأنّ النتيجة الأولى له لبنانياً كانت سقوط ترشيح فرنجية بعدما كان الثنائي الشيعي قد رشّحه وخاض معركته قبل أن يترشّح شخصياً.

 

لا على البارد ولا على الساخن

سناء الجاك/نداء الوطن/25 آذار/2023

يشير الأمين العام لـ»حزب الله» السيّد حسن نصر الله إلى أنّ الأمور تسير ببطء في الملف الرئاسي على اعتبار أنّ العجلة من الشيطان، مؤكّداً أنّ «القرار داخلي بالدرجة الأولى، أمّا العامل الخارجي فمساعد وليس حاسماً، ما يجري تداوله بشأن ملحق للاتفاق السعودي- الإيراني حول لبنان واليمن وغيرهما ليس صحيحاً، ولم يتم التطرق إلى لبنان لا من قريب ولا من بعيد». الأصح أنّ نغمة «العامل الخارجي المساعد وغير الحاسم» لا تملك حجة الإقناع، لا من قريب أو بعيد. وتأكيد نصر الله على أولوية «القرار الداخلي»، هو للردّ على الآخرين، الذين يؤكدون بدورهم أنّ ما يحول دون إنجاز الاستحقاق الرئاسي حتى الساعة هو القرار الخارجي، أو بدقة أكبر، الخلاف الخارجي المتمثل بعدم موافقة السعودية على الصفقة الفرنسية القاضية بانتخاب سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية. فالمملكة تتعامل معه على أنّه مرشح «حزب الله»، كذلك تتعامل معه فرنسا وتروّج له وتفاوض حتى تنجح في تأمين الغطاء السعودي له.

و»الحزب» يتصرّف وكأنّه على يقين من أن رفض ثنائي «القوات اللبنانية» و»التيار الوطني الحر» لفرنجية، سيزول عندما يتأمّن الغطاء. فالمهم هو تذليل العقبة الخارجية ليمشي «الثنائي المسيحي» بما تتطلبه التطورات، فيتأمن النصاب وتُقام الأفراح والليالي الملاح.

وهذه المرة أيضاً، يبدو أنّ خريطة الطريق واضحة «للحزب» ومحوره. لكن ماذا لو لم يأت الغطاء المطلوب والكفيل بإيصال الرجل المطلوب الى المكان المطلوب؟ ماذا لو اضطر «الحزب» إلى الالتزام بخيار آخر قد تفرضه عليه إيران وفقاً لأولويات المرحلة التوافقية ومتطلباتها التي تفرض الوقوف على خاطر السعودية؟ بالطبع سيجد نصر الله الخطاب اللازم لتبرير الالتزام، وإقناع بيئته بأنه لا يزال الممسك بالقرار وإن تغيّر التكتيك.

وفي انتظار هذا الحسم، إمّا سلباً أو إيجاباً، يعزف نصر الله على إيقاع بطيء من خلال دعوة القوى السياسية العاطلة عن العمل إلى ملء الوقت الضائع، ويضع في محفظتها برنامج نشاطات قوامه «طاولة حوار للشأنين الاقتصادي والمعيشي».

وكأنّ البلاء الاقتصادي والمعيشي ليس وليد البلاء السياسي ومصادرة السيادة وحماية الفساد، أو أنّ إمكانية معالجته تكفيها طاولة حوار، أو كأن الذاكرة مبتورة بشأن وظيفة «طاولات الحوار» منذ العام 2005، والتي كانت ولا تزال مناورات التفافية لا هدف لها إلا ضرب الدستور وتمهيد الأرضية اللازمة لفرض إملاءات «الحزب» ومحوره وصولاً إلى تشديد قبضته على مفاصل القرار في لبنان. أو أنّ المهم تذليل العقبات الخارجية المتعلقة بالفيتو السعودي... فقط لا غير... وبعد ذلك لكل حادث حديث...

وهنا مربط الخيل وعنق الزجاجة لإخراج حل قد يحتاج إلى تسخين على الأرض. فقد تعودنا على أنّ عمليات إخراج الحلول في لبنان لا تستوي سيناريواتها إلّا على الساخن.

وقد تترافق بعض الأحداث الضاغطة والابتزازية مع أحاديث تروِّج للوئام والسلام وقرب الوصول إلى بر الأمان، وان اكتنفت هذه المسيرة تداعيات مؤسفة في اللحظات الأخيرة التي قد تمتد شهوراً لتنضج الطبخة قبل أن يتبلور الحل على الساخن.

وبالطبع، لن تنتشل «طاولة حوار اقتصادي ومعيشي» لبنان من الخراب، وتحديداً مع هذا العبث الإجرامي بسعر صرف العملة، ليقتصر جهد المسؤولين على إجراءات آنية غير مجدية، يأملون منها أن تربك اللبنانيين وتتلاعب بهم وتنفس غضبهم وتمتص نقمتهم.

وعندما يسأل مواطن عبر الشاشة: كيف سنصوم وعلى ماذا سنفطر؟ لا لزوم لانتظار الجواب، لأنّ الدعوة إلى «طاولة حوار اقتصادي ومعيشي» لن تجنب هذا المواطن وغيره الجوع والقهر بصحن فتوش يتم إعداده على البارد، أو بطبق حساء ساخن...

 

إذا كان لا بدّ من طاولة حوار اقتصادي يا سيّد نصر الله

غسان صليبي/ النهار/25 آذار/2023

 محقّ انت يا سيد #نصر الله عندما تدعو إلى طاولة #حوار اقتصادي لمعالجة الأزمة الماليّة والاقتصاديّة المتفاقمة يوماً بعد يوم. لكن تلبية هذه الدعوة وجعلها تثمر، تتطلّب منك الأخذ في الاعتبار الأمور الآتية:

1- لا تستطيع أن تدعو الى حوار اقتصادي، وفي الخطاب نفسه، تهدّد بالحرب مع #إسرائيل، حتى ولو هاجمت اسرائيل كما قلت، أطرافاً مسلّحين غير لبنانيّين، موجودين على أرض لبنان. هذا لا يصح مع ذاك يا سيّد نصر الله. وإذا كان من حقّك ان تخفي عن إسرائيل أسرار تفجيرات حصلت داخلها وتتهمك بها، فلا يحقّ لك في المقابل إخفاء ذلك على السلطة السياسيّة اللبنانيّة التي تطالبها بمعالجة الوضع الاقتصادي. فالاقتصاد هو اقتصاد سياسي، وربما يكون ذلك من الدروس الماركسيّة القليلة التي حفظها بعض أصدقائك الشيوعيين، رغم انهم لا يطبّقونها عندما يبررون كل سياسات حزبك. وفي الوقت الذي تنتقد خصومك بأنهم لا يريدون الحوار إلاّ حول سلاح المقاومة، ها أنت تثبت صحة موقفهم، وأنت تطالبهم بالحوار الاقتصادي فيما لا تتوقّف عن التهديد بالحرب.

2- تقول في خطبتك حرفيّاً: "انه في الوضع الاقتصادي والمعيشي الصعب وحركة الدولار، الدولة لا تستطيع القول إنها لا تستطيع أن تفعل شيئاً، هناك تدابير يجب ان تتّخذ وتستطيع أن تخفف. مصير البلد متروك، وكلما تحدّث أحد يقولون قانون النقد والتسليف والموضوع عند حاكم المركزي، هذه مسؤوليّة كل القوى السياسيّة". جيّد ان تقرّ بــ"المسؤوليّة السياسيّة" وأنه في الإمكان اتخاذ تدابير لتخفيف وطأة الأزمة، لكنّك تعود و"تُضيّع" المسؤولية، مؤكّداً انها "مسؤوليّة كل القوى السياسيّة في البلد". صحيح ان "كل القوى السياسيّة" ساهمت في إيصال الوضع الى ما نحن فيه، لكن الجهة التي تستطيع اتخاذ التدابير التي تطالب بها، أي السلطة الحاليّة، لا تضم "كل القوى السياسيّة" بل تضم حصريّاً حلفاءك من القوى السياسيّة. لقد حمى حزبك هذه السلطة يا سيّد نصر الله عندما حاولت الانتفاضة هزّ أركانها، وتحكّمت بالمفاصل الرئاسيّة والحكوميّة الرئيسيّة خلال عهد عون، وأنت تشرف اليوم على مسار الانتخابات الرئاسيّة واجتماعات المجلس النيابي والحكومة، وبالتالي تقع عليك المسؤوليّة الأولى في جعل هذه السلطة تتّخذ التدابير اللازمة لتخفيف معاناة الناس.

3- إن المعالجة الاقتصاديّة تتطلّب استخدام مصطلحات اقتصاديّة وليس دينيّة يا سيّد نصر الله، كما تتطلّب النظر الى الاقتصاد اللبناني كوحدة كليّة من دون اقتصاديات موازية غير رسميّة. لا أقصد فقط "مؤسّسة القرض الحسن". فقد تقدّم "الثنائي الشيعي" أخيراً بمشروع قانون تحت عنوان "قدسيّة الودائع"، ممّا يوغل في هذا النهج الذي يتعاطى مع السياسة والاقتصاد، بمفاهيم دينيّة، لا تساهم إلاّ بإضعاف علمية وموضوعيّة المعالجات، فضلا عن إدخالها على النقاش، تعابير تصعِّب على المتحاورين الفهم المشترك والتوصّل الى إقرار معالجات عمليّة، في إطار لغة ونظرة وطنيّة مشتركة.

ليست المرّة الأولى التي تُقحَم "القدسيّة" في الشؤون الماليّة والسياسيّة والعسكريّة، وهي محاولة لإعطاء صدقيّة دينيّة لما يُطرح من أفكار ومشاريع، وبحيث تصبح هذه المشاريع غير قابلة للنقاش. لكن ما تبادر الى ذهني عندما قرأت تعبير "قدسيّة الودائع"، في ظل شكوك متعاظمة عند المودعين حول إمكان استعادة ودائعهم، معاكس تماماً للصدقيّة. فإما المقصود أن الودائع أصبحت "مقدّسة"، وبالتالي ممنوع "لمسها" لـــ"قدسيّتها"، حتى من أصحابها، او أن "قدسيّتها" تبرّر عدم معرفة عنها أي شيء، مثل الأسرار التي تحيط عادةً بكل المقدّسات.

4- الحوار الاقتصادي الذي تدعو اليه يا سيّد نصر الله، لا يمكن ان يشبه الحوار السياسي من حيث طبيعة أطرافه. فالحوار المطلوب هو اقتصادي – اجتماعي وليس اقتصادياً بحتاً، والأزمة متكاملة، اقتصاديّة واجتماعيّة. والحوار الاقتصادي – الاجتماعي من اختصاص الأطراف المعنيين بالوضع الاقتصادي والاجتماعي، وهو ما نسمّيه عادةً "الحوار الاجتماعي الثلاثي" الذي يضم الدولة وممثلي العمّال وأصحاب العمل. وفي الأزمات الكبرى، لا يمكن معالجة الوضع من وجهة نظر طرف واحد، هي السلطة، لا سيّما انها لا تحظى بثقة، لا العمّال ولا أصحاب العمل. هناك إطار للحوار الاجتماعي الاقتصادي إسمه "المجلس الاقتصادي الاجتماعي"، لكنّه للأسف تحوّل الى منصّة للآراء المختلفة، بدل ان يشكّل طاولة مفاوضات بين الأطراف الثلاثة، للوصول الى سياسات اقتصاديّة اجتماعيّة مشتركة، أهمّها اليوم ما يُعرف بــ"خطّة التعافي" التي تتفرّد السلطة، وحتى أجزاء منها، بطرح مشاريع متبدّلة دوريّاً.

يمكن لهذا المجلس الاقتصادي الاجتماعي، أو غيره، أن يكون إطاراً للحوار الذي تنادي به يا سيّد نصر الله، فهو يمثّل الكثير من الفئات الاجتماعيّة، حتى ولو جاء التمثيل للاسف على أسس حزبيّة ومذهبيّة، كما هي حال المجلس اليوم. ولا بدّ من إضافة أطراف آخرين الى هذا الحوار الثلاثي المطلوب، لا سيّما أولئك غير الممثّلين حاليّاً، والذين يطرحون قضاياهم باستمرار في الشارع. فهؤلاء هم المحاورون الأحقّ بالجلوس الى طاولة الحوار التي تطالب بها يا سيّد نصر الله. فهل تمارس "مونتك" على السلطة التي تحميها، لحثها على مباشرة حوار جدي مع هؤلاء، ومع الجهات الاقتصاديّة والسياسية والإداريّة المطلوب منها إقرار مطالبهم. أمّا بالنسبة لهؤلاء المناضلين الذين يثابرون على التظاهر والاحتجاج في الشارع، فأعتقد انه حان الوقت لكي يقتنعوا، بأن لا الثورة ممكنة في ظل موازين القوى الحالية، ولا المعالجات القطاعيّة كافية في أزمة شاملة بهذا الحجم. مطلوب منهم وبإلحاح، التفاوض مع السلطة على معالجات شاملة تبدأ بخطّة التعافي، وبحيث يصبحون، أحد الأطراف الأساسيّين الذين يفاوضون أيضاً صندوق النقد الدولي، أو على الأقل يجعلونه يأخذ أطروحاتهم في الاعتبار، لا سيما بعدما عبّر أخيراً عن استيائه التام من السلطة الحالية.

 

الحزب” يعطّل الحلّ… لماذا يريد حواراً؟

 راكيل عتيّق/نداء الوطن/25 آذار/2023

أكد الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله، في إطلالته الأخيرة، أنّ «أيّ اعتداء على أي إنسان متواجد على الأراضي اللبنانية، سواء كان لبنانياً أو فلسطينياً أو من جنسية أخرى… سنردّ عليه رداً قاطعاً وسريعاً». هذا الردّ مع ما يستجلبه للبنان من دمار، أمرٌ محسوم لدى نصرالله ولا يستدعي أي نقاش أو حوار، ولا يتطلّب حتى قراراً من الحكومة اللبنانية. كذلك قرّر «حزب الله» مع حركة «أمل» أنّ رئيس تيار «المرده» سليمان فرنجية مرشح «توافقي» لرئاسة الجمهورية. المعارضة المسيحية شبه الشاملة لانتخاب فرنجية، ورفض قوى خارجية مؤثرة لأي مرشح من محور «الممانعة»، غير مهمّين بالنسبة الى «حزب الله»، ويريد حواراً رئاسياً لإقناع الآخرين بـ»التوافق» على فرنجية أي التوصُل الى تسوية تأتي بمرشحه رئيساً مقابل «مكاسب» و»مناصب» أخرى للمعارضين. أمّا الحوار على اسم آخر رئاسياً فلن يخوضه «الحزب» الآن.

وفي حين أنّ إنجاز الاستحقاق الرئاسي هو المدخل الأساس لإعادة تشكيل السلطة التنفيذية وللجم السعر السياسي لليرة، وإجراء الإصلاحات المطلوبة للخروج من الانهيار، يدعو نصرالله القوى السياسية إلى طاولة حوار للإنقاذ الاقتصادي. وهذا يعني، بحسب جهات سياسية معارضة، أنّ نصرالله يُمعن باعتماد منطق التحدي وابتزاز الأفرقاء الآخرين، وكأنّه يقول إنّ الفراغ الرئاسي سيطول إلى أن تقتنعوا بفرنجية أو تتوافر ظروف انتخابه. واستثماراً للوقت، يدعو إلى حوارات أو يُشجّعها، وآخرها الحوار الاقتصادي، علماً أنّ هذا الحوار لا يغيّر في واقع الانهيار بغياب رئيسٍ للجمهورية وحكومة أصيلة.

لذلك تعتبر جهات معارضة أنّ هناك فريقاً سياسياً يريد أن يسيّر الدولة بطريقته من دون العودة إلى الدستور. وتسأل: «لماذا لا يدعو نصرالله إلى حوار حول الرد على أي اعتداء؟ وبأي حق يرد؟ ومن كلّفه بالرد؟». وترى أنّ نصرالله يعتبر أنّ «هذه مهمة إلهية مُكلف بها، وغير قابلة للنقاش، وهو المرجعية الوحيدة لاتخاذ القرار فيها. في المقابل، الملفات التي لا يضع يده عليها بقوة السلاح، بدلاً من تطبيق الدستور لحلّها عبر الذهاب إلى انتخابات رئاسية بجلسات متتالية، يريد حواراً حولها، لأنّه قرّر أنّها تتقرّر بالحوار، فيما من المعلوم كيف تبدأ جلسات الحوار وكيف تنتهي، إذ إنّ وجهة نظر كلّ فريق معروفة. فهو يريد رئيساً يحمي ظهر المقاومة والفريق الآخر يريد رئيساً سيادياً إصلاحياً».

وبالتالي، إنّ نصرالله يعلم أنّ الحوار لن يؤتي أي ثمار، ويهدف منه، بحسب الجهات المعارضة نفسها، الى رمي مسؤولية الشغور على طاولة الحوار وأن يرفع المسؤولية عن رئيس مجلس النواب والنواب الذين يعرقلون عقد جلسات انتخاب متتالية. وفي الوقت نفسه يأخذ «الحزب» من طاولة الحوار مشروعية سياسية لجهة أنّه يجلس مع القوى الأخرى ويبحث عن حلّ، ما يعطيه براءة ذمة على هذا المستوى، فيما أنّه واقعياً هو من يعطّل الحلّ. ما يسري على الحوار رئاسياً ينسحب على الحوار اقتصادياً، بحسب المصادر إيّاها، فـ»حزب الله» لا يملك الحلّ الاقتصادي بل هو مسبّب الأزمة الاقتصادية التي لا تحلّ بحوار بل بانتخابات رئاسية تعيد الانتظام المؤسساتي وتفتح الباب أمام خطوات اصلاحية في سياق مسار دستوري ومؤسساتي يؤدّي إلى استقرار ثم فرملة الانهيار تباعاً وتدريجاً. علماً أنّ رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون دعا إلى طاولة حوار اقتصادية، في 2 ايلول 2019، إلّا أنّ هذا الحوار وعلى رغم وجود رئيس ومؤشرات انهيار واضحة المعالم، لم يوصل إلى أي نتيجة. وطرح آنذاك رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع تأليف حكومات لا تأثير للقوى السياسية بتسمية وزرائها، إذ لا حلول اقتصادية في ظلّ التركيبة الحالية والنمط نفسه بتأليف الحكومات، بحسب «القوات»، فـ»قاموا قيامتن، وما عملوا شي».

إلى ذلك، ترى جهات مطّلعة، أنّ «حزب الله» يريد استباق نتائج الاتفاق السعودي – الايراني بوضع يده على رئاسة الجمهورية، لأنّه يعتبر أنّ الوقت اليوم لصالحه بينما قد لا يصبّ غداً لصالحه في حال طُبقت مندرجات اتفاق بكين. لذلك يريد استباق هذا الاتفاق بإيصال رئيسِ ممانع يكفل له في حال اضطر إلى اجراء تنازلات أن يتراجع في ضوء رئيس لا يُمكن أن يبدّل في موقفه السياسي بفعل أي تبدُّل في ميزان القوى فعلياً.

بالتوازي، يركز «الثنائي الشيعي»، وتحديداً رئيس مجلس النواب نبيه بري على أنّ العقدة الرئاسية مارونية، محاولاً استغلال عدم الاتفاق المسيحي – المسيحي على اسم، فيما أنّه يتخطّى إرادة المسيحيين و»اتفاقهم» على رفض فرنجية. وتسأل جهات معارضة: إذا اتفق المسيحيون على ترشيح رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أو رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل هل يقبل بري بأي منهما؟ هذا الابتزاز والغمز من قناة عدم اتفاق جعجع وباسيل، لا يستدرج «القوات» إلى عقد اتفاق «كيفما كان مع «التيار». وتؤكد مصادر «القوات» أن لا امكانية لحوار كهذا، لأنّ ما ينطبق على الحوار الوطني ينسحب على الحوار المسيحي. وتقول: «نحن منقسمون مسيحياً كما وطنياً بين مشروعين سياسيين كبيرين. واللقاء لا يمكن أن يحصل في ظلّ مقاربة مختلفة لطريقة إدارة الدولة، ولا يمكن الجمع بين ما نريده وما يريده الفريق الآخر. فضلاً عن أنّ «حزب الله» تخلّى عن باسيل وليس الأخير من بدّل خياراته ومقارباته». وتشدّد على أنّ المعطّل واضح، مهما حاولوا «اختراع» حجج تعطيلية أخرى، فـ»الفريق الممانع بفروعه المسيحية والاسلامية يريد رئاسة تبقي لبنان مربوطاً بمحور الممانعة، ويمنع وصول رئيس إلّا الرئيس الذي يريده».

 

قوى الارتهان تسقط الاتفاق اللبناني مع صندوق النقد!

حنا صالح/الشرق الأوسط/25 آذار/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/116915/%d8%ad%d9%86%d8%a7-%d8%b5%d8%a7%d9%84%d8%ad-%d9%82%d9%88%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%b1%d8%aa%d9%87%d8%a7%d9%86-%d8%aa%d8%b3%d9%82%d8%b7-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%aa%d9%81%d8%a7%d9%82-%d8%a7%d9%84%d9%84/

منذ بدء الانهيار المالي قبل نحوٍ من أربع سنوات، يحمل كل يوم يمر على لبنان، المزيد من الوجع والمزيد من المؤشرات عن تعاظم كرة الانهيارات، واتساع التشوه الاقتصادي وتفاقم العوز. حتى إن حالات الانتحار التي فاقمها اليأس لم تعد تترك التأثير الذي تستحقه. لكن ما حمله يوم 23 الحالي من مواقف صادمة أعلنتها بعثة صندوق النقد الدولي، وضعت اللبنانيين أمام الحائط المسدود أكثر من أي وقت مضى: «لبنان عند مفترق طرقٍ خطير، ودون إصلاحات سريعة ستغرق البلاد في أزمة لا نهاية لها»!

بيان البعثة بدا مضبطة اتهام للسلطة اللبنانية التي أخلت عمداً بكل شروط «الاتفاق المبدئي» مع صندوق النقد الذي رسم خطة لبدء نهوض لبنان. رئيس البعثة أرنستو راميريز ريغو لم يجامل ولم يهادن، بل حذّر من خطورة نهج الترقيع وتعليق خطوات الإصلاح الضرورية، متخوفاً من أن ذلك سيعني هبوطاً مستمراً في سعر صرف الليرة، وتضخم مفرط، وتسارع الدولرة، وتزايد هجرة العمال المهرة، ما سيقوض آفاق النمو!

ما قالته البعثة الدولية بالغ الخطورة، سداه ولحمته، إن المتسلطين يمنعون أي خطوة إصلاحية، ويتنكرون لكل تعهداتهم، ويمعنون بارتهان اللبنانيين وإبقاء لبنان في الجحيم. ورأت البعثة في قانون السرية المصرفية التفافاً على الإصلاح، وانحرافاً عن الأهداف المتوخاة، فيما مشروع الـ«كبيتال كونترول» المطروح لا يؤمن الحفاظ على حقوق المودعين، أما هيكلة المصارف فيبدو أنها عنوان مؤجل! وذهبت التحذيرات أبعد، مع خطر تآكل الاحتياطات التي ستُفقد بدءاً من سبتمبر (أيلول)، ومعها يكون لبنان قد اقترب من مرحلة الفوضى الاجتماعية، وقد لا يستطيع «تمديد اتفاقات دعم رواتب القوى العسكرية والأمنية»!

كل ما نص عليه «الاتفاق المبدئي»، تم تفريغه من محتواه الإيجابي. كل المعطيات موجودة لدى الصندوق، فمحور العمل الحكومي والبرلماني كان السعي لإصدار قوانين عفو عن الجرائم المالية، وحماية الكارتل المصرفي السياسي الميليشياوي من أي ملاحقة قضائية. مع منح الأولوية لمخطط شطب القسم الأكبر بعد «الهيركات» اللاقانوني الذي ذوّب 40 مليار دولار من الودائع تقاضاها المودعون على أسعار صرف للدولار أعلاها 15 ألفاً، ليسددوا الرسوم والضرائب وتكلفة الحياة اليومية على سعر صرفٍ تجاوز الـ100 ألف ليرة! لكن حتى تكون الأمور في نصابها ماذا حمل «الاتفاق المبدئي»؟ وكيف تم ترتيب إفراغه من محتواه؟ وهل كانت هناك خطة مبرمجة لنسف التعامل مع صندوق النقد الدولي، وتالياً مع المجتمع الدولي؟

في السادس من أبريل (نيسان) 2022 توصلت السلطة اللبنانية إلى الاتفاق على مستوى موظفين، ينص على مساعدة بـ3 مليارات دولار لدعم اعتزام لبنان النهوض من الانهيار الاقتصادي، ويرسم طريق خروج من الكارثة التي صنفها البنك الدولي كواحدة من أكبر 3 كوارث ضربت العالم خلال آخر 150 سنة.

استغرق الوصول إلى هذا الاتفاق بضعة أشهر. يومها وصفه رئيس الحكومة ميقاتي بأنه «تأشيرة للدول المانحة أن تبدأ بالتعاون مع لبنان لإعادته إلى الخارطة الطبيعية المالية العالمية». ولتأكيد الاهتمام بالكوة التي فُتحت للخروج بلبنان وأهله من النفق المظلم الذي دُفِعَ إليه، أكد بيان مشترك ممهور بتوقيعي عون وميقاتي: «الالتزام الكامل باستمرار التعاون مع صندوق النقد الدولي من أجل إخراج لبنان من كبوته ووضعه على سكة التعافي والحل»!

توازياً، أوضحت بعثة الصندوق أن «الاتفاق المبدئي» مساعدة تندرج في «إطار خطة السلطات الإصلاحية لإعادة النمو والاستقرار المالي». كما نبهت، آنذاك، إلى حجم المخاطر بعدما «خسرت الليرة 90 في المائة من قيمتها، وبات أربعة من كل خمسة لبنانيين يعيشون تحت خط الفقر»! وبات معلوماً أن الاتفاق ليتحول إلى واقع يتطلب إقرار برنامج «لإعادة هيكلة الدين مع مشاركة كافية من الدائنين لاستعادة القدرة على سداده وسدِّ فجوات التمويل».

ومنذ ذلك التاريخ جرى اعتماد كل ما هو مغاير بالكامل لمضمون الاتفاق. عمل البرلمان المنقسم شكلاً بين تيارين كبيرين: تيار المصارف وتيار دويلة «حزب الله»، على الحيلولة دون الاعتراف بالفجوة المالية، والمضي في سياسة تخسير المودعين أكثر من 80 في المائة من قيمة ودائعهم، وفرض إدارة مالية خطيرة عبر تعاميم المصرف المركزي، فتآكلت أكثر فأكثر القدرة الشرائية، لتختفي الطبقة الوسطى مع اتساع الفقر عندما اتسع العوز ليطال أكثر من 83 في المائة من اللبنانيين! لم يعترف أهل الحل والربط بحجم الخسائر المالية التي يتكبدها المصرف المركزي والمصارف التجارية، فانتفى أي جهد صادقٍ للمعالجة، يقوم على تحميل المصارف وكبار المودعين هذه الخسائر، كما يشترط صندوق النقد.

اللافت أنهم باشروا باكراً الحديث عن «ودائع مؤهلة» وودائع «غير مؤهلة»، في حين أن المطلوب أمر آخر يفترض وضع خطٍ فاصلٍ بين ودائع مشروعة وأخرى غير مشروعة متأتية من تبييض الأموال والتهريب والإثراء غير المشروع وخلاف ذلك. لكن بالعمق هناك خلفية سياسية خلف مخطط تجويف مشاريع الإصلاح، والمضي في تنفيذ موجبات الاتفاق المبدئي مع صندوق النقد. فالأكيد أن التحالف المافياوي تنبه باكراً إلى الخطورة على مصالحه وحصصه، فعمد البعض إلى العرقلة التشريعية، كما الرهان على إمكانية تعديل الشروط، وهذا ما حصل خلال زيارات رسمية إلى واشنطن حصدت الفشل الكامل!

لكن الأخطر ربما تمثل في تحالف موضوعي للمتضررين، جمع جهات مصرفية وأخرى فاعلة في نظام المحاصصة الزبائني مع «حزب الله»، ما قوَّض موجبات المنحى الإصلاحي. فالأكيد لم يستسغ «حزب الله» فكرة أنه مطالب بالخروج من المرفأ والمطار وتسليم المنافذ البرية وما تعنيه، ومخططه الإمساك أكثر بمفاصل البلد لاستكمال استتباعه! والأكيد فإن رئيس مجلس النواب، الذي فرض سيطرة فريقه على وزارة المال فبات وزيره للمالية يمتلك، نيابة عن «الثنائي المذهبي» حق الفيتو على الدولة، هاله أنَّ صندوق النقد يشترط اعتماد الشفافية المالية والتدقيق في الواردات والنفقات، وإخضاع كل عمليات المالية لرقابة لصيقة من جانبه... إلى جهات أخرى متضررة على ما أظهرته نقاشات البرلمان! مع هذه الطبقة السياسية يستحيل الرهان على الإصلاح والإنقاذ. من برمج المنهبة والارتهان وخطوات الخراب ليس جهة مؤتمنة على الإصلاح والإنقاذ وإعادة الإعمار. هنا ينبغي التوقف عند المنحى المختلف والواضح الذي عبّر عنه حسن نصرالله مستبقاً موقف البعثة الدولية بـ24 ساعة فقط، عندما امتدح يوم 22 الحالي، الذراع المالية لحزبه، «المؤسسة المهمة والعظيمة، التي نمت بشكلٍ طبيعي بأموال جمهور (حزب الله) ممن أقفلت حساباتهم وأخرجت أموالهم من البنوك، وذهبت إلى «القرض الحسن»... ليعلن «نحن نحب أن نخدم الناس»! لقد عرف السبب فبطل العجب، والكارت الأحمر مرفوع الآن بوجه غالبية اللبنانيين!

 

لبنان على ساعة برّي!

طوني كرم/نداء الوطن/25 آذار/2023

بأسلوبه المعتاد، أراد رئيس مجلس النواب نبيه بري الإشارة إلى أن لبنان يسير وفق ساعة عين التينة، لا أكثر، رغم الإنتكاسة الرئاسيّة التي أصابت عقارب «الثنائي»، وادّت إلى فرملة إندفاعته لسماع «طقّات» ساعة بنشعي في بعبدا. ما بين المزاح و»التمريك» على رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، صار قرار تأجيل تقديم الساعة موضوع الساعة، بعدما أخرج الرئيس بري «الفيديو» إلى الإعلام، الذي أظهر آليّة إتخاذ القرارات في الدولة، لا بل كيفيّة «إملائها» على رئيس الحكومة، الذي التزم فوراً بطلبات لا بل إملاءات الرئيس بري، التي رأى فيها البعض تعبيراً واضحاً يعكس الواقع «المضحك والمبكي».

وإن كان الولوج إلى التوقيت الصيفي اليوم، أو الإبقاء عليه حتى الأسبوع الأخير من شهر نيسان المقبل لا يقدم ولا يؤخّر في روزنامة الإنهيار وتربّص اللبنانيين في متابعة عقارب صرف الدولار و»صيرفة»، إلّا أن تبعاته قد لا تقتصر على الخلل الذي قد يصيب التوقيت المبرمج مسبقاً للأجهزة الإلكترونية، وتذاكر السفر… وفي هذا السياق، إستغرب رئيس «حزب القوات اللبنانية» سمير جعجع «قرار الحكومة الذي سيعرقل الكثير من الأعمال خصوصاً على مستوى حركة الطيران والشركات العالمية التي لها علاقة مع الشركات اللبنانية والأسواق وسواها من القطاعات». واعتبر رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، أن «قصّة الساعة ما بتنقبل ومعبّرة كثيراً بمعانيها… ما بيجوز السكوت عنها لحدّ التفكير بالطعن فيها أو بعصيانها»، أما النائب الياس حنكش فقال إن الجهاز القانوني في الكتائب يدرس الأطر القانونية للطعن في القرار».

بدوره علّق النائب زياد حوّاط بتغريدة قال فيها: «يغيّرون نظاماً عالمياً بالتوقيت «ع فنجان قهوة»… هذه خطوة أخرى لعزلنا عن العالم». وفي السياق أوضح نائب رئيس مجلس الوزراء السابق والنائب غسّان حاصباني لـ»نداء الوطن» أن عدم الإلتزام بتقديم الساعة ساعة جرياً على عادتنا السنوية وتماشياً مع سائر الدول ستكون له التداعيات التالية:

– تخسّرنا ساعة عمل مع دول الغرب فيصبح فرق الوقت مع توقيت «غرينيتش» مختلفاً عن سائر الدول.

– يتطلب الموضوع تعديل أوقات رحلات الطيران ما يزيد من تعقيد السفر ويقلل من فعالية استخدام الوقت .

– الأخطر هو الاشكاليات التي ستحصل مع البرامج الالكترونية التي تعتمد على الوقت بطريقة تلقائية مثل الهواتف وبرامج القطاع المالي وغيرها. فهي تحصل على الوقت من ساعات الكترونية مبرمجة مسبقاً لتتحول تلقائياً الى التوقيت الصيفي. ذلك قد يرتب خسائر مادية كبيرة وقد يصل إلى حدّ تهديد السلامة العامة في بعض الأحيان.

– لم يحتسب أحد كلفة تعديل البرامج الالكترونية يدوياً لتتماشى مع الغاء التوقيت الصيفي، فذلك يتطلب تدخلاً من قبل مبرمجين ومسحاً لكل الأجهزة التي تتطلب تعديلاً في برامجها، ويمكن أن تحصل أخطاء تتسبب في خسائر مادية او مالية.

وأحدثت تلك السابقة الإستثنائية وغير المألوفة والتي تنمّ عن القرارات العشوائية التي يتّخذها السياسيون، إرباكاً في بعض القطاعات التي ترتبط مباشرة بالتوقيت العالمي. وسيضطر اللبنانيون بدءاً من يوم الأحد المقبل إلى التعاطي مع عدد من المتغيرات اذ سيكون توقيت الدولة متأخراً ساعة كاملة.

وبدأت القطاعات المعنية تأخذ الإجراءات اللازمة للتعامل مع هذا القرار، لا سيما أنه أتى متأخراً، أي قبل يومين فقط من موعد بدء العمل بالتوقيت الصيفي، بينما سيعمد المواطنون في المرحلة الأولى إلى التحكم في هواتفهم وآلياتهم الذكية الخاضعة للبرمجة الأوتوماتيكية، آلياً، على أن تقوم لاحقاً وزارة الاتصالات ببرمجته أوتوماتيكياً. واعتبر مدير مطار رفيق الحريري فادي الحسن أن القرار «سيشكل بعض الإرباك»، لكن « التعامل معه ليس بالأمر الصعب» على حدّ تعبيره.

ومعلوم أنّ لبنان التزم بنظام التوقيت الصيفي رسمياً منذ العام 1988، حيث يغير التوقيت ليل السبت – الاحد من آخر اسبوع من شهر آذار ثم ليل السبت – الأحد من آخر أسبوع في شهر تشرين الاول.

 

لهذا هدّد نصر الله بالردّ على أيّ اعتداء إسرائيلي

أحمد الأيوبي/نداء الوطن/25 آذار/2023

أثار إعلان الأمين العام لـ»حزب الله» حسن نصر الله أنّ «أي اعتداء على أي إنسان موجود على الأراضي اللبنانية سواء كان لبنانياً أو فلسطينياً أو من جنسية أخرى أو الاعتداء على منطقة لبنانية، سنردّ عليه رداً قاطعاً وسريعاً وهذا يجب أن يكون مفهوماً»، التساؤلات عن أسباب وأبعاد هذا الموقف ولماذا جاء بهذه الدقّة والحَرْفيّة ليشمل أيضاً الجنسية الإيرانية التي تقع تحت تفسير «من جنسية أخرى»، دفع مراقبين إلى الاعتقاد بوجود معطيات وإشارات وصلت إلى قيادة «الحزب» ودفعت نصر الله إلى إطلاق هذا التحذير. من حيث الإطار العام، ساد اعتقاد بأنّ ما بعد توقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية سيكون مرحلة تسكين متوسّط المدى للجبهة الجنوبية، خاصة مع انطلاق أعمال استخراج الغاز في حقل كاريش. لكنّ المتابعين يشيرون إلى أنّ هذا لا يُلغي الحربَ الأمنية التي تشنّها الأجهزة الإسرائيلية على الوجود الإيراني وتوابعه في المنطقة، واقترابها من النطاق اللبناني. هل يخشى نصر الله تمدّد العمليات الإسرائيلية من سوريا إلى لبنان مع انفلاش معاناة إيران هناك وتضاعف الضربات الإسرائيلية كمّاً ونوعاً ضدّ الميليشيات الإيرانية، وكان آخرها عمليات كفرسوسة والقصف المتواصل لمطار حلب (النيرب) المدني – العسكري... وبالتالي جاء موقف نصر الله بمثابة تحذير من تداعيات هذا الاتجاه؟

مصادر مطلعة كشفت أنّ قيادات المنظمات الفلسطينية الموالية لإيران في لبنان وسوريا تداولت في الآونة الأخيرة احتمالات تعرّض مواقع وشخصيات فلسطينية مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني، لضربات إسرائيلية في مخيمات الجنوب وبعض المناطق الأخرى، نظراً لأنّ الجانب الإسرائيلي يُحَمّل حركة الجهاد الإسلامي وبعض الواجهات الموازية لها مسؤولية التصعيد في الضفة الغربية وفي الأراضي المحتلة عام 1948، ولعلّ هذا ما يفسِّر الحملة الأمنية الشعواء التي يشنّها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قيادات «الجهاد» في الضفة الغربية وحتى في قطاع غزة قبل أشهر.

وتتوقّف المصادر عند تسريب وسائل إعلام إسرائيلية أنّ الشخص «المتسلّل» المسؤول عن ما سُمّي إعلامياً «عبوة مجدو» هو فلسطيني من مخيّم عين الحلوة وأنّه تسلّل من خلال الحدود مع لبنان، كتبرير محتمل للقيام بمثل هذه الضربات.

لدى التدقيق في المشهد الإعلامي المثار بعد تلك «الحادثة» نجد أنّ الجانب الإسرائيلي عمد إلى تضخيم ما جرى على الحدود بشكل مبالَغٍ فيه، حيث تعامل الجيش الإسرائيلي بحساسية مفرطة مع الوضع الحدودي إلى درجة تنفيذ استنفار بَرّي وجوّي في الأيام التالية للحادث ليتضح أنّ المتسلّل هو خنزير برّي.

مع تأزّم الوضع الداخلي الإسرائيلي يحتاج بنيامين نتنياهو لحركة خارجية تُلهي الداخل وتُغيِّر أولويات الاهتمام، وبما أنّ ضرب «حزب الله» في لبنان قد يؤدّي إلى احتمال فتح مواجهة واسعة، وهذا ما لا يريده الطرفان، يصبح خيار توجيه ضربة إلى أهداف تابعة لحركة الجهاد في مخيم عين الحلوة مخرجاً يعتقد المستوى الإسرائليي أنّه قد يمرّ من دون أثمان باهظة، ولهذا جاء موقف نصر الله الاستباقي بهذا التفصيل والتحديد، ليقول إنّ توجيه هذا النوع من الضربات المسكوت عنه في سوريا، لا يمكن احتمالُه في لبنان وسيؤدّي لاشتباك قد يخرج عن السيطرة.

بقيت نقطة عالقة في هذا السياق، وهي إشكالية ما جرى على الحدود وحقيقة «عملية مجدو»، وهنا تكشف مصادر جنوبية في المنطقة الحدودية أنّ السبب الحقيقي لاعتماد «حزب الله» ما يعتبرها «سياسة الغموض البنّاء» هو أنّه يريد إبقاء حالة الالتباس حول الوضع الحدودي لنشر دعاية مجانية عن قدرته على اختراق الحدود، لكنّ المصادر توضح أنّ ما جرى كان جزءاً من عمليات التهريب الناشطة على الحدود حيث تنشط مافيات تتبادل السلع والمخدِّرات والأموال من خلال أكثر من 40 نقطة تهريب مسكوت عنها برضى الجميع، ولذلك فإنّ كلّ طرف استخدم «الحدث» وفسّره بما يخدم مصالحه على جانبَي الحدود.

تهتزّ الكواليس الخلفية السياسية والأمنية في لبنان والمنطقة على وقع الاتفاق الإيراني السعودي ويبقى أنّ وظيفة السلاح فقدت صلاحيتها، حتى وإن كلّف نصر الله نفسه الردّ على العمليات الإسرائيلية الحاصلة أصلاً في إطار حرب لا ناقة للبنان فيها ولا جمل.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

الراعي في عيد البشارة: ننتظر من المسؤولين الإقرار امام الله والناس بمسؤوليّتهم عن خراب الدولة بإحجامهم عن انتخاب رئيس للجمهوريّة

وطنية /25 آذار/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/116911/%d8%b1%d8%a7%d8%a8%d8%b7-%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%af%d8%a7%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%84%d9%87%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%8a-%d8%aa%d8%b1%d8%a3%d8%b3%d9%87-%d8%a7%d9%84-5/

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، قداس عيد البشارة، الذي يصادف مع الذكرى الثانية عشرة لبدء خدمته البطريركيّة، عاونه فيه المطرانان سمير مظلوم وانطوان عوكر، امين سر البطريرك الاب هادي ضو، ومشاركة السفير البابوي المونسينيور باولو بورجيا ، ولفيف من مطارنة الطائفة وعدد من الرؤساء العامين والرئيسات العامات ، في حضور عميد المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، رئيس المجلس الاغترابي في بلجيكا المهندس مارون كرم، قنصل جمهورية موريتانيا ايلي نصار، رئيس حزب البيئة العالمي ظومط كامل ، نجل الشهيدين صبحي ونديمة الفخري باتريك ، وحشد من الفاعليات والمؤمنين.

بعد الانجيل المقدس القى الراعي عظة بعنوان "ها أنا أمة الربّ فليكن لي بحسب قولك" ( لو 1: 38) قال فيها : "أمام الدعوة الإلهيّة التي حملها الملاك جبرائيل إلى مريم، لتكون أمّ العليّ القدّوس وهي عذراء، جعلت من نفسها خادمة لمن سيولد منها ولتصميم الله الخلاصيّ، فأجابت: "ها أنا أمة الربّ، فليكن بحسب قولك" (لو 1: 38). هذه الكلمة "نعم"قلتها بدوري عندما سألني مدبّر الكنيسة البطريركيّة رئيس سينودس أساقفة كنيستنا الإنتخابيّ آنذاك، المثلّث الرحمة المطران رولان أبو جوده: "إذا كنت أقبل بانتخابي بطريركًا لأنطاكية، أبًا ورأسًا لكنيستنا المارونيّة"، وقلت "نعم"،  وكان ذلك في 15 آذار 2011. ففهت للحال أنّ "الأبوّة والرئاسة" دعوة دائمة إلى الخدمة. واتخذت يومها الشعار لخدمتي: "شركة ومحبّة". الشركة ببعديها: العاموديّ إتحاد دائم بالله، والأفقيّ وحدة دائمة مع الجميع وبين الجميع. وهذا يقتضي عملًا دؤوبًا لا ينتهي. أمّا المحبّة فهي التي تشدّ أواصر الشركة، كالإسمنت الذي يثبّت حجارة البناء. لقد حاولت بمؤآزرتكم، اخواني السادة المطارنة، وما زلت، مع النقص هنا وهناك، مواصلة تعزيز هذه الشركة والمحبّة داخل كنيستنا المارونيّة في لبنان والنطاق البطريركيّ وبلدان الإنتشار، وعلى مستوى الكنائس الشقيقة، وبخاصّة على مستوى العائلة اللبنانيّة بتعدّديتها الدينيّة والثقافيّة. وبقيت مؤمنًا بإمكانيّة الوصول إلى عيش "الشركة والمحبّة"، بالإتكّال على شفاعة أمّنا مريم العذراء، لأنّ فيها، وبواسطتها تحقّقت "الشركة والمحبّة": فالآب اصطفاها، والإبن تجسّد منها، والروح القدس حلّ عليها وجعلها أمًّا للإبن الالهي وللبشر أجمعين. ومن هذا الحدث الروحيّ والتاريخيّ إنطلقت "الشركة المحبّة" ببعديها، ومنها كان وهج قداسة الكنيسة، وكانت سعادة الإنسان والشعوب".

وتابع: "ليس صدفة أن اختار المسلمون والمسيحيّيون عيد بشارة السيّدة العذراء بمرسوم رسميّ بتاريخ 27 تشرين الأوّل 2010 عيدًا وطنيًّا مشتركًا. فهي عندهم جميعًا "أمّ" بل هي أكرم وأقدس الأمّهات التي تجمع أبناءها وبناتها وتوحّدهم. كتب بالأمس أحد المفكّرين المسلمين اللبنانيّين: "إنّها لنا مسيحيّين ومسلمين رمز اندماجنا معًا وعيشنا الواحد معًا ومصيرنا معًا. ولذا، "نحن مريميّون". أن نكون مريميّين يعني أن نكون إخوة معًا حقيقيّين في الوطن، وأن نكون أحرارًا غير مستلحقين لأحد من أصنام رجال المذهبيّة والحزبيّة والفئويّة. أن نكون مريميّين يعني أن لا نخاف من أحد وأن لا نخيف أحدًا. ويعني أن نكون مسلمين حقًّا ومسيحيّين حقًّا، وبالتالي أن نصبر على بعضنا البعض، وأن نثق ببعضنا البعض، وأن نستكين إلى وطننا لبنان" (الوزير السابق إبراهيم شمس الدين، في النهار 24 آذار 2023: " مريم السيّدة، مريم الحرّة، مريم الأمّ). يأتي هذا العيد الروحيّ والوطنيّ المشترك مع بداية شهر رمضان المبارك، وبمناسبته وجّه مجمع الحوار بين الأديان في الفاتيكان رسالة تهنئة ودعاء إلى الإخوة المسلمين بعنوان: "مسلمون ومسيحيّيون: روّاد المحبّة والصدافة". في هذه الرسالة دعوة للمحافظة على العيش المشترك السلميّ والودّي بوجه العديد من التحديات والتهديدات، ونقرأ: " كلّ شيء يبدأ بموقفنا تجاه بعضنا البعض، لا سيما عندما تكون هناك اختلافات بيننا في الدين أو العِرق أو الثقافة أو اللغة أو السياسة. يمكن اعتبار الاختلافات بمثابة تهديد، ولكن لكل واحد الحق في هويته الخاصة بميزاتها المتنوعة، دون تجاهل المشتركات أو نسيانها: "فكل الشعوب جماعة واحدة ولها أصل واحد لأن الله هو الذي أسكن الجنس البشري بأسره على وجه الأرض كلها؛ ولهم غاية أخيرة واحدة وهي الله الذي يشمل الجميع بعنايته وشهادة جودته وتصاميم خلاصه الى أن يتّحد المختارون في المدينة المقدسة التي سينيرها مجد الله وستمشي الامم هناك في نوره" (في عصرنا Nostra Aetate بيان حول "علاقة الكنيسة بالديانات غير المسيحية"٬ 28 تشرين الأول/أكتوبر ٬1965 رقم 1)". إنّ نقيض السلوكيات السلبية هو الاحترام والطيبة والإحسان والصداقة والعناية المتبادَلة للجميع والمسامحة والتعاون من أجل الخير العام ومساعدة كل من هُم في أيٍ من أنواع الاحتياج٬ والاهتمام بالبيئة من أجل الحفاظ على "بيتنا المشترك" مكانًا آمِنًا وبهيجا يُمْكننا فيه العيش معًا في سلام وفرح. وإذ نحتفل معًا بهذه الليتورجيا الإلهيّة، فإنّا نرفعها ذبيحة شكر لله على الأحد عشر سنة التي انقضت في خدمتي البطريركية، وعلى كلّ النعم التي أفاضها الله علينا وعلى أبرشيّاتنا ورهبانيّاتنا، وعلى إكليروسنا وشعبنا في النطاق البطريركيّ وبلدان الإنتشار. ونقدّمها ذبيحة رحمة لنفوس الذين سبقونا إلى بيت الآب، وبخاصّة المثلّث الرحمة البطريرك الكردينال مار نصرالله بطرس، والمثلّثي الرحمة إخواننا المطارنة. كما نصلّي من أجل إخواننا السادة المطارنة المرضى والمسنّين والغائبين والبعيدين. من نعم الله علينا وعلى كنيستنا وسائر الكنائس، أنّه يخاطبنا ليس فقط بابنه يسوع، وبكلام الحياة وبشتّى الطرق، ولكن أيضًا بواسطة القدّيسين: مار شربل ومار نعمةالله والقديسة رفقا والطوباويين الأخ إسطفان وأبونا يعقوب حدّاد الكبّوشي، وليونار ملكي، وتوما صالح الكبوشيّين، وفي هذه السنة موافقة قداسة البابا فرنسيس على إعلان الطوباويّين الإخوة المسابكيّين الثلاثة فرنسيس وعبد المعطي وروفائيل الدمشقيّين قدّيسين في الكنيسة الجامعة. ويسعدني أن تكون رسالتي الراعويّة العاشرة التي أعلنها اليوم عن "الطوباويّين الإخوة المسابكيّين الشهداء" ليكونوا لنا مثالاً في شهادة الايمان وبخاصة بالنسبة للعلمانيين الذين يعيشون على مثال الاخوة المسابكيين حياتهم في العالم على اساس من الايمان والروحانية كما فعلوا". 

وقال: "هؤلاء القديسون والطوباويّون عاشوا ملء الشركة، إتّحادًا عميقًا مع الله ووحدةً بطوليّة مع جميع الناس، وعاشوها بقوّة المحبّة التي في قلوبهم. حالة شعبنا في لبنان اليوم مأساويًّة: إقتصاديًّا وماليًّا واجتماعيًّا وأخلاقيًّا، مع الحفاظ عند معظمهم على وديعة الإيمان. هذه المأساة تتأتّى، كما الكلّ يعلم ويقرّ، من سوء الإداء السياسيّ والفساد وعبادة المصالح الخاصّة والفئويّة، والإستهتار بالشعب المقهور والمظلوم والمتروك على قارعة الطريق مثل "نفايات"، كما يقول قداسة البابا فرنسيس. هنا ترتسم حقول عملنا ورسالتنا: إذكاء ديناميّة العمل الروحيّ والراعويّ والرسوليّ؛ المزيد من التضامن في مساعدة شعبنا ماديًّا ومعنويًّا وحياتيًّا؛ والسعي بشتّى الطرق لتعزيز الوحدة بين متعاطي السياسة والسلطات المدنيّة، ولحضّهم على القيام بمسؤوليّاتهم بعد الإقرار بأخطائهم وبفشلهم وبمسؤوليّتهم المباشرة عن إفقار المواطنين وإذلالهم وتهجيرهم وموتهم في بيوتهم لجوعهم، ولعدم إمكانيّة شراء دواء ودخول مستشفى، وعن انتحارهم يأسًا لعجزهم عن تأمين المأكل والمشرب لأولادهم. فينتظر من هؤلاء المسؤولين الإقرار امام الله والناس، بمسؤوليّتهم عن خراب الدولة والجمهوريّة بإحجامهم عن انتخاب رئيس للجمهوريّة، وبتعطيلهم انتظام المؤسّسات الدستوريّة".

وختم الراعي: "في هذا السياق، إيمانًا منّا بأنّ الرجوع إلى الله وبالإصغاء لصوته، والتفاعل مع نعمته، يشكّل مفصلًا أساسيًّا في حياة الإنسان، فإنّا سنلتقي بسرور، الأربعاء الخامس من نيسان المقبل، مع السادة النوّاب المسيحيّين في خلوة روحيّة في دار بيت عنيا قرب مزار سيّدة لبنان: نستمع فيها معًا إلى كلام الله، ونتأمّل فيه بالصمت والصلاة والسجود أمام القربان المقدّس والصوم والوقفة مع الذات والتوبة. في ذلك اليوم الذي نتهيّأ فيه لعيش النعمة الفصحيّة بالعبور إلى حياة جديدة، تنبعث من موت المسيح وقيامته، فإنّا سنصلّي من أجل خلاص لبنان من أزمته السياسيّة ومعاناته الماليّة والإقتصاديّة والإجتماعيّة. ونحن راسخون في المسيح رجائنا، ونرفع المجد والتسبيح للثالوث القدّوس، الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

وفي ختام القداس، التقى الراعي المؤمنين الذين شاركوا بالذبيحة الالهية.

 

كلام رئاسي للسفير السعودي من معراب

وطنية /25 آذار/2023

التقى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في معراب، سفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري، في حضور عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب ملحم رياشي. وبحسب بيان، فقد تطرق المجتمعون، خلال اللقاء المطول الذي استغرق نحو ساعتين، الى "الملف الرئاسي بشكل اساسي ولو انه لم يبحث في الأسماء، ولكن تم التشديد على ضرورة الإسراع في اتمام هذا الاستحقاق والإتيان برئيس سيادي إصلاحي خارج الإصطفافات. كما تم التأكيد أن موقف المملكة ثابت تجاه لبنان ولن يتغير، وبالتالي لن يشهد البلد انعكاسا سلبيا للاتفاق السعودي – الإيراني بل سيتأثر بشكل ايجابي. اما لجهة دور السعودية في اللجنة الخماسية، فهو معروف انه يصب في مصلحة لبنان وسيادته". وحذر بخاري من مغبة عدم إجراء الانتخابات الرئاسية في لبنان، ولفت الى ان "الاتفاق السعودي - الإيراني تضمن الرغبة المشتركة لدى الجانبين لحل الخلافات عبر التواصل والحوار بالطرق السلمية والأدوات الدبلوماسية"، مؤكدا ان "يد المملكة ممدودة كما دائما للتَّعاون والتحاور مع دول المنطقة والعالم، في كل ما من شأنه حفظ أمن المنطقة واستقرارها، لذا جهود المملكة المبذولة تهدف إلى تأمين شبكة أمان دولية لمواجهة التحديات والمخاطر، صونا لمبدأ العيش المُترك ورسالة لبنان في محيطه العربي والدولي". واذ رأى ان "لبنان عضو مؤسس في جامعة الدول العربية من هنا يرتبط حماية شعبه وإنقاذ هويته بالأمن القومي العربي والسلام الإقليمي والدولي"، وضع البخاري العمق العربي في الإطار الطبيعي لحل الأزمة اللبنانية.

 

اورا" و"لبنانيون من أجل الكيان" و"وحدة ورؤية" والمؤتمر المسيحي الدائم" اعلنوا عدم الالتزام بقرار تأخير التوقيت الصيفي

وطنية/25 آذار/2023

أعلن اتحاد "اورا"، "تجمع لبنانيون من اجل الكيان"، "تجمع وحدة ورؤية"، و"المؤتمر المسيحي الدائم" في بيان، رفض قرار رئيس الحكومة القاضي بتأخير تقديم الساعة حتى تاريخ 20 - 21 نيسان 2023. وأكدوا "عدم الالتزام به" معتبرين ان "لا مبرر للخروج عن الاجماع العالمي في تقديم الساعة ساعة واحدة التزاما بالتوقيت الصيفي". وسألوا:" لماذا الخروج عن منظومة الدول الاسلامية التي تلتزم بالتوقيت الصيفي ولم تبادر الى عدم الالتزام به في الشهر الفضيل، علما ان لا فرق للصائم ان بقي التوقيت كما هو ام قدم، اذ فترة الصيام لن تزيد او تنقص". وناشدوا رئيس الحكومة "العودة عن هذا القرار نظرا للاضرار التي يحدثها هذا القرار على الصعد كافة، والاقتصادية منها بصورة خاصة".

 

تثبيت الساعة يقسّم لبنان طائفيا ويلغي جلسة الحكومة

المدن/25 آذار/2023

ما كان ينقص البلاد إلا الإنقسام على تقديم الساعة أو تثبيتها. صراع أخذ كل أبعاده المقيتة مذهبياً وطائفياً، فوضع لبنان مجدداً خارج الزمن وخارج السياق. أدى هذا القرار إلى تكريس الإنقسام اللبناني، بين من يريد اعتماد التوقيت الصيفي ومن يريد البقاء على التوقيت الشتوي، فيما الإنقسام سيكرس إرباكاً في مختلف القطاعات، على الرغم من ابتداع مصرف لبنان لصيغة اعتماد التوقيتين. بغض النظر عن الإنقسام، فإن العودة إلى الفيديو الذي تسرّب قصداً عن لقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، يثبت "الجاهلية" التي يعيشها اللبنانيون، وما يتعرضون له من استهزاء ومن إهانات. خصوصاً في كيفية مقاربة المسألة والتي اختصرها بري بالقول:" مشيلهم اياها". وفيما كان ميقاتي بالفيديو المسرّب يشير إلى صعوبة الأمر نظراً لتضاربه مع مواقيت الطيران إلا أن المفاجئ كان إصدار المذكرة بمجرد وصوله إلى السراي الحكومي فالتزم بتعليمات رئيس المجلس حرفياً.

البطريركية والأبرشيات

سريعاً بدأت الردود على هذا القرار، فانقسم البلد إسلامياً ومسيحياً. وأعلن المكتب الاعلامي في الصرح البطريركي في بكركي التزام تقديم الساعة ساعة واحدة منتصف هذه الليلة، ليل السبت-الاحد 25-26 آذار 2023. واعتبرت بكركي في بيان أن هذا القرار المفاجئ الصادر عن رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ارتجالي ومن دون التشاور مع سائر المكونات اللبنانية ومن دون أي اعتبار للمعايير الدولية. في السياق أعلنت مطرانية بيروت المارونيّة، أنه "بناء على البيان الصادر عن المكتب الإعلامي في البطريركية المارونية، نلتزم في رعايا أبرشية بيروت المارونية ومؤسساتها كافة باعتماد التوقيت الصيفي العالمي في مواعيد احتفالاتنا الليتورجية وفي دوامات مدراسنا والجامعة والمؤسسات كافة، وعليه يتمّ تقديم الساعة ساعة واحدة اعتبارًا من من ليل السبت – الأحد 25-26 آذار 2023".

كذلك، وجهت مطرانية أنطلياس المارونية كتاباً "إلى الآباء الأجلاء الكهنة الأبرشيّين، والرهبان، الذين يخدمون رعايا أبرشية أنطلياس المارونية" جاء فيه "عطفًا على المذكرة رقم 28/م الصادرة عن رئاسة مجلس الوزراء، والمُتعلّقة بموضوع تأجيل بدء العمل بالتوقيت الصيفي حتى منتصف ليل 20-21 نيسان 2023 وبما أن لهذا القرار إنعكاسات على الحياة الكنسية، لذا، جئنا بكتابنا هذا نطلب منكم اعتماد التوقيت الصيفي لتحديد مواعيد القداديس والصلوات اعتبارًا من ليل السبت الأحد 25 - 26 آذار 2023".

وصدر عن المكتب الاعلامي في أبرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك البيان الآتي: "بعد اللغط الحاصل حول موضوع التوقيت الصيفي، يعلن سيادة المطران ابراهيم مخايل ابراهيم التزام ابرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك التوقيت الصيفي العالمي فيما يتعلق بمواعيد الصلوات والقداديس والاحتفالات الدينية، حرصا منا على استمرار التزامنا الانفتاح ليس فقط على محيطنا العربي، بل على المجتمع الدولي بأسره في لحظة يحتاج فيها لبنان إلى عودته السريعة إلى حضن هذا المجتمع الدولي. لذلك نطلب من الكهنة الاجلاء تقديم مواعيد الصلوات والقداديس ساعة واحدة اعتباراً من منتصف ليل السبت - الأحد 25 - 26 آذار 2023".

المصرف المركزي: توقيتين

وقد وصلت رسالة الى المصارف، مفادها أن مصرف لبنان المركزي، لن يطبّق تغيير التوقيت على أنظمته بسبب المخاطر العالية الناتجة عن التعديلات في اللحظة الأخيرة. ولكنه سيلتزم بقرار الحكومة المتعلّق بالحضور وساعات العمل. وأضافت الرسالة أنّه "في جميع الحالات، سيقوم مصرف لبنان بإبلاغ كل واحد منكم بذلك شفهياً ولن يصدر أي توجيهات مكتوبة في هذا الصدد". ووفقاً لرأي مصرف لبنان، لا حاجة لتغيير أي شيء في النظام لأنه سيتبّع تغيير الوقت الطبيعي بدلاً من قرار الحكومة.

جعجع: للعودة عن القرار

ولفت رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، إلى "أنني أستغرب قرار الحكومة بعدم اتباع التقليد المتبع في لبنان، منذ عشرات السنين، بتقديم الساعة ساعة واحدة في آذار من كل عام، والذي ما زال حتى الساعة، معتمدًا في معظم دول العالم". واشار إلى أن "هذا التدبير الذي اتخذته الحكومة سيعرقل الكثير من الأعمال، خصوصًا على مستوى حركة الطيران والشركات العالمية، التي لها علاقة مع الشركات اللبنانية والأسواق وسواها من القطاعات. إن الحكومة مدعوة الى العودة عن قرارها قبل فوات الآوان، اي قبل مساء الغد وقبل ان تضع الكثير من قطاع الأعمال في لبنان، أمام مصاعب إضافية جمة".

نموذج عن إدارة البلد

غرّد النائب وضاح صادق عبر حسابه على "تويتر": "تغيير التوقيت هو نموذج صارخ عن كيف يدار البلد منذ سنوات. قرارات تتخذ وفق أهواء وخيارات شخصية في مجلس النواب ومجلس الوزراء، كلها خفة وانتقائية وعشوائية ومن دون أي دراسة علمية، يعتقدون أنّهم يستطيعون فعل كلّ شيء دون أي رادع أو اعتبار للعواقب العملانية والإرباك الذي يتسببون به".

لهم لبنانهم...

وكتب النائب نديم الجميّل في تغريدةٍ على حسابه عبر "تويتر": "لن نلتزم بتوقيتهم… لهم توقيتهم… لنا توقيتنا… لهم دويلتهم… لنا لبناننا". وأضاف، "لن نطبق توقيتكم، بل سنلتزم بالتوقيت العالمي واللبناني الطبيعي". ووجّه الجميّل تحية "لكل مؤسسة لم تلتزم بالقرار".

المدارس الكاثوليكية

فيما أّكّد الأمين العام للمدارس الكاثوليكية الأب يوسف نصر أنّ "المؤسسات التربوية الخاصة واتحاد مؤسسات المدارس الخاصة ملتزمة بقرار مجلس الوزراء حتى صدور أي قرار معاكس"، يرجح الأ تلتزم المدارس الكاثوليكة بتثبيت التوقيت انسجاماً مع قرار البطريركية والأبرشيات التي تتبع لها عدد من المدارس. واعتبر نصر أن "قرار المدارس الخاصة الالتزام بتأجيل العمل بالتوقيت الصيفي هدفه منع إحداث بلبلة في المؤسسات التربوية الخاصة وعدم تضييع الأهل".

الكتائب الالتزام بقرار "الصيفي"

وصدر عن الامانة العامة لحزب الكتائب اللبنانية البيان التالي: "يطلب من جميع الرفاق العاملين في البيت المركزي الالتزام بالحضور الى العمل بحسب التوقيت العالمي المعتمد وعدم التقيد بتأجيل اعتماد التوقيت الصيفي الصادر عن رئاسة الحكومة اللبنانية. كما وان جميع الاجتماعات الحزبية سوف تعقد بالمواعيد المحددة بحسب التوقيت الصيفي الجديد". كما أعلن تجمّع رجال وسيّدات الأعمال في لبنان (RDCL) التزامه بالتوقيت الصيفي العالمي، تماشيا مع مصلحة القطاع الخاص بعلاقاته مع شركائه العالميين، وحفاظا على انتظام العمل في أجهزة الكمبيوتر والبرامج الإلكترونية والعمليات المصرفية، كما وتوفيرا لاستهلاك الطاقة على الشركات والعموم. كفى امعانا في عزل لبنان عن العالم!

بيان ميقاتي:الغاء جلسة الحكومة

فيما بعد أصدر ميقاتي بياناً قال فيه:"نشهد محاولة لجر البلاد الى انقسام طائفي لتأجيج الصراعات، واعطاء اجراء اداري  بحت منحى طائفيا بغيضا. ونظرا للظروف المستجدة المتعلقة بمحاولة البعض جر البلاد الى انقسام طائفي  لتأجيج الصراعات، ولاننا نتحمل المسؤولية الدستورية  بقناعة وطنية ولكن من دون ان نسمح بجرنا الى الانتحار او الى ما لا يشبه قناعاتنا،  لكل هذه الاسباب نعلن الغاء جلسة مجلس الوزراء التي كانت مقررة الاثنين، فأمام السادة النواب والقيادات السياسية والروحية المعنية مسؤولية انتخاب رئيس جديد وتشكيل حكومة جديدة . فليتحمّل كل طرف مسؤوليته. وللبحث صلة".

وأعرب ميقاتي عن أسفه "للمنحى الطائفي الذي تتّخذه مسألة تأخير التوقيت الصيفي والذي لا علاقة له بالموضوع". وتابع:"هل المطلوب هذه التعبئة الطائفية بدل الحرص الضروري على العيش الواحد فيما كان يتوجّب تفعيل اجتماعات الطوارئ والاهتمام بمناقشة كيفية الخروج من المخاطر التي عبّر عنها صندوق النقد الدولي؟ وأضاف ميقاتي:أرسلت كتاباً لوزير الأشغال العامة لدراسة موضوع تأخير التوقيت الصيفي منذ 6 أشهر وكان الردّ أن قطاع الطيران هو الذي يتأثر وطرحنا الموضوع على رئيس "طيران الشرق الأوسط" الذي أشار إلى أنه لا مشكلة إذا اقتصرت المسألة على 3 أسابيع".

 

بيانٌ مهم من ميقاتي.. هذا ما أعلنه

وطنية /25 آذار/2023

صدر عن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي البيان الآتي: تشكل عملية إنتخاب رئيس الجمهورية الأولوية المطلوبة لاكتمال عقد المؤسسات الدستورية وإعادة الانتظام الكامل الى الدولة اللبنانيةـ وهذا الأمر الذي نشدد عليه في كل مواقفنا ولقاءاتنا واجتماعاتنا يتحمّل مسؤوليته السادة النواب المطلوب منهم دون سواهم انتخاب الرئيس وعدم التلكؤ في القيام هذا الواجب الدستوري. لكن يبدو أن البعض يحاول تحويل الانظار عن تعطيله لعملية الانتخاب او فشله في تأمين التوافق المطلوب لاتمام هذا الاستحقاق، بالتصويب مجددا على الحكومة التي تجهد لتأمين استمرارية عمل المرافق العامة ومعالجة القضايا الاساسية قدر المستطاع وبما تسمح به الامكانات. وبدل أن تأخذ القيادات الوطنية والسياسية المواقف والتحذيرات الدولية من خطورة الاوضاع بعين الاعتبار وتتوحد على اتمام المعالجات المطلوبة، وتتفعل اجتماعات الطوارئ والاهتمام بمناقشة كيفية الخروج من المخاطر التي عبّر عنها صندوق النقد الدولي، بدل كل ذلك نشهد محاولة لجر البلاد الى انقسام طائفي لتأجيج الصراعات، وإعطاء اجراء اداري بحت منحى طائفياً بغيضاً. ونظراً للظروف المستجدة المتعلقة بمحاولة البعض جر البلاد الى انقسام طائفي لتأجيج الصراعات، ولأننا نتحمل المسؤولية الدستورية بقناعة وطنية ولكن من دون ان نسمح بجرنا الى الانتحار أو إلى ما لا يشبه قناعاتنا، لكل هذه الاسباب نعلن الغاء جلسة مجلس الوزراء التي كانت مقررة الاثنين. أمام السادة النواب والقيادات السياسية والروحية المعنية مسؤولية انتخاب رئيس جديد وتشكيل حكومة جديدة، فليتحمّل كل طرف مسؤوليته، وللبحث صلة".

 

الموت يغيّب المهندس سمير الخطيب

وطنية /25 آذار/2023

غيب الموت فجر اليوم رئيس اتحاد مجالس رجال الأعمال اللبنانية – الخليجية عضو مجلس إدارة شركة "خطيب وعلمي"، المهندس سمير الخطيب. ينقل الجثمان الى بلدته مزبود في اقليم الخروب قضاء الشوف، حيث يوارى في الثرى بعد صلاة عصر اليوم. تقبل التعازي قبل الدفن وبعده ويومي الثاني والثالث في دارته في تلة الغياب - مزبود، ويومي الثلثاء والأربعاء في قاعة seasid pavillon - ، "البيال" سابقا، من العاشرة قبل الظهر حتى الواحدة بعد الظهر، ومن الثالثة بعد الظهر حتى السادسة مساء. ونعى مطران صيدا ودير القمر للطائفة المارونية مارون العمار الراحل. وقال في بيان: "غياب الأخ والصديق المهندس سمير محمود الخطيب فاجأ الجميع، وهو خسارة كبيرة ليس للعائلة والاصدقاء فقط، بل لكل العارفين، وخصوصا للوطن لبنان، الذي كان يؤمن به وبرسالته في مشرقنا العزيز وفي العالم. أحب الشعب اللبناني في كل مركباته الإنسانية والدينية، وكان على استعداد دائم ليقدم له ما يستطيع من الخدمات الشريفة والجميلة التي تخدم وجوده المشرق والآمن والمتعاون بين كل فئاته". وختم: "اذهب الى ربك قرير العين لأنك قمت برسالتك على أكمل وجه. قبلك الله في سمائه مع الأبرار الصالحين. ترافقك صلاتنا إلى مثواك الاخير".

 

مناطق خارج الخدمة: تداعيات إضراب موظفي "أوجيرو" بدأت بالظهور

الكلمة اونلاين/25 آذار/2023

بدأ إضراب موظفي هيئة "أوجيرو" ينعكس شللاً في الخطوط، حيث استفاق أهالي بعض المناطق على توقف الهواتف الأرضية عن العمل. وقرّر موظفو "أوجيرو"، بدءاً من صباح أمس الجمعة الإضراب العام في كل القطاعات وعدم الحضور الى مراكز العمل والتوقف كليا عن القيام باية أعمال، بسبب تجاهل المطالب وتعديل الرواتب، وفق بيان صدر عن المجلس التنفيذي لنقابة "اوجيرو".

 

باسيل في عشاء التيار: نريد رئيسا يواجه المنظومة ليوقف إجرامها لا ان يكون استمرارا لمسارها

وطنية/25 آذار/2023

 أقام "التيار الوطني الحر"، حفل العشاء السنوي التمويلي في فندق Hilton Beirut Habtoor Grand، بحضور الرئيس ميشال عون وعقيلته ناديا الشامي عون، رئيس التيار النائب جبران باسيل وعدد من نواب التيار وكوادره.

 وألقى باسيل كلمة شدد فيها على "ضرورة التمويل الداخلي للاحزاب كي تبقى مستقلة في قرارها"، متطرقا إلى مواقف التيار من الامور السياسية الحالية، وقال:"نلتقي اليوم في عشائنا التمويلي السنوي، في تقليد يجمع ذكرى حرب التحرير ب14 آذار لاستعادة سيادتنا، مع نضالنا السنوي لنبقى مستقلين بتمويلنا واحرارا بقرارنا، لقد كنا أساس 14 آذار في العام 89، وقلب 14 آذار في العام 2005، هم تركوا 14 آذار ونحن بقينا فيه"

اضاف: "في هذه السنة صاحب الذكرى والنضال موجود معنا، هو الحاضر الحاضر قبل العهد وخلاله وبعده، وانا اقول له: جنرال نضالك لا يأخذه زمن ومبادؤك مزروعة في ضميرنا، ستبقى حاضرا معنا طالما نحن موجودون وطالما هناك تيار وطني حر يتنفس حرية، وينبض سيادة، ويخفق استقلالا، وطالما هناك وطن اسمه لبنان وانت جزء من وجدانه الجماعي،  وكما هتفنا معك قبل: حرية، سيادة، استقلال معك نهتف اليوم: سيادة، حرية، لبنان للبنانيين".

 وتابع: "ان لهذا العشاء رمزيته وقيمته في الوقت نفسه. البعض يقول التيار بغير دني، يقيم عشاء ببطاقة غالية وكأنه لا يوجد ازمة، لكن العكس هو الصحيح ففي الازمة، يؤكد التيار على صموده المادي وحضوره المعنوي، فهذا موعد مكرس ونحن حريصون بان نحافظ عليه في اصعب الظروف لنلتقي مع احبائنا ولنؤمن مواردنا، ان قيمته، من مشاركين ومتبرعين، غطت اكثر من نصف مصاريف التيار السنوية. ومن مال الناس الأحرار، نتمول حتى نبقى أحرارا."

 وقال باسيل: "في مؤتمرنا نهار الأحد، سيقطع المجلس الوطني حساب السنة الماضية الذي بلغ اقل من مليون دولار، من مصاريف دورية ونشاطات، اكيد من دون الانتخابات التي كلفت التيار على مستوى كل لبنان أقل من 3% من انفاق احد الأحزاب، وأقل من انفاقه في دائرة واحدة صغيرة، اقول هذا لاخبركم كم هي كبيرة قيمة مساهمتكم معنا وكم هي ضئيلة ميزانية التيار التي كانت  في العام 2020 اقل من معاش سنة لكادر واحد كبير بأحد الأحزاب اللبنانية، ان مشاركتكم في العشاء مشكورة، ومشكورون كل الذين ساهموا ولم يحضروا. فالمساهمة مهما كانت صغيرة هي بنظرنا كبيرة ونقدرها كفلس الأرملة الذي يخرج من القلب، اما القيمة الأكبر، والتي لا تقدر  بثمن، فهي العمل التطوعي الذي ما يزال قائما في التيار ويجعل ميزانيتنا السنوية وكلفة انتخاباتنا منخفضة. هذا هو  البرهان على أن التياريين ابناء القضية، يضحون من وقتهم ومن مالهم ومن اوقات عيالهم لاجل التيار ولبنان، والقيمة الأكبر والأكبر، هي صمود مؤيدي التيار، الذين قاوموا المال السياسي ورفضوه، هذا المال هو أكبر آفة ضربت بلدنا ومجتمعنا لأنه اشترى ضمائر بعض الناس وحريتهم، وهو أخطر بكثير من سرقة الودائع، الودائع تعود لكن كيف نسترد الضمير والحرية اذا بيعت؟ بالخلاصة، ان قيمة هذا العشاء كبيرة وقيمتكم اكبر عنا، لكننا لا نستطيع أن نكمل بهذه الطريقة، ففي مؤتمرنا هذه السنة سوف نحيي مشاريعنا الاستثمارية التي كنا بدأنا الاعداد لها في العام 2019 وتوقفت بسبب 17 تشرين، سوف نطلعكم عليها تباعا، ونريدكم ان تستثمروا فيها، ليكون التيار منتجا لنفسه وللمساهمين بمشاريعه، ويتأمن له تمويل ذاتي يزيد فعاليته، لأننا لا نستطيع ان نكمل مواجهة ماكينات مالية سياسية واعلامية ضخمة في البلد بعشاء، اما رمزية هذا العشاء فهي ان تيارا نشأ من وجع الناس وحلم الناس، لا يتمول الا من الناس. هذا فخرنا وهذه ميزتنا. نمد ايدينا لشعبنا وليس للخارج لأن الذي يتمول من الداخل ينبع قراره من الداخل اما من يتمول من الخارج فيصبح مرهونا للخارج، ان الرمزية تبقى في أن تيارا بهذا االحجم وبهذا الانتشار يتمول من عشاء واذا اتتنا مساعدات ومساهمات ثانية فهي  مشكورة، لان مردودها كبير علينا وعبئها صغير على اصحابها الذين يقدموها عن قناعة ولا ترتب أي التزامات أو الزامات لا عليهم ولا علينا، وتبقي علاقتنا علاقة أحرار مع أحرار، ان التيار حر غير مرتبط بتمويل ولا هو قبل ان يقيد قراره، ويصبح أسير تمويل من فرد أو جماعة أو دولة. هذا كلفته كبيرة علينا لكننا ارتضيناها ووجدنا انها أقل بكتير من ثمن فقدان الحرية، واخترنا ان نبقى أحرارا".

 وعن العقوبات قال باسيل: "لقد ارتضينا العقوبات لنبقى احرارا، كي لا يسجل علينا احد في يوم من الإيام انه اشترى حرية خيارنا وقرارنا لا بالترغيب ولا بالترهيب. صحيح ان العقوبات كان لها ضرر مادي، وسيبقى هذا الضرر طالما بقيت؛ ولكن كان لها منفعة معنوية مهمة كثيرا. كشفت نظافتنا، لأنه بمجرد ما وضعوني على لائحة OFAC، انكشفت كل حساباتي في لبنان وفي العالم. كل المصارف المركزية بالعالم قدمت، متل المصرف المركزي في لبنان، تقريرا عن اي حسابات او حوالات او عمليات مصرفية قمت فيها، أنا أو أحد أفراد عائلتي وقد تبين انه لا يوجد أي حساب او حوالة او عملية مصرفية تعود لي في العالم كله؛ وتبين في مصرف لبنان، ان حساباتي وعملياتي المالية مرتبطة  بأعمالي الهندسية فقط ، وهذا شرف كبير لي كوني ما زلت اعيش من عملي الخاص من دون اي علاقة بالسياسة، والفخر الأكبر للتيار  سيكون يوم ترفع العقوبات بعدما نجحت في أن أثبت ان سببها كان سياسيا وليس فسادا،  لقداحتجيت في أميركا رسميا فور وضع العقوبات علي عام 2020، وسأستمر بكل الوسائل والاكلاف حتى اثبت بطلان العقوبات (وهنا دور هذا العشاء بالذات)، أن العقوبات الظالمة والانتخابات النظيفة وهذا العشاء يشكلون اكبر دليل على نظافة التيار واعتزازه بفقره. وهذا يدحض كل الحملات الإعلامية المدفوعة وبعض الإعلاميين المأجورين الذين يعانون من اغتيالنا معنويا ويقبضون من المنظومة ومن رئيسها المالي، البنكرجي الكبير. بدليل أن احدهم يكون معك، يصبح ثمنه شقة ويصبح ضدك. والثاني ثمنه سيارة، وآخر ثمنه ساعة وبعض مئات الدولارات، كل واحد له سعره. بعض اعلاميي هذا البلد الصغار تسعيرتهم معروفة، اما الأكابر منهم فسعرهم مفتوح بشيكات لولار يقبضوها حوالة دولار فعلي في الخارج بعلم أو بإدارة مباشرة من البنكرجي الكبير، هل عرفتم لماذا لا يوافقون على قانون فعلي للكابيتال كونترول، ولا يقرون قانون استعادة الأموال المحولة للخارج؟ هل عرفتم لما لا ترون حملة من الاعلام على حاكم لبنان ومنظومته؟ ان كل اعلامي ساكت مدفوع ثمنه، وكل اعلامي يتجرأ ويتكلم هو اعلامي شريف ولم يقبض اموالا. وهذا الشي ينطبق على السياسيين والنواب الذين لا يقرون هذه القوانين، هل عرفتم لماذا بقي التيار الوطني الحر الحزب الوحيد الذي  تجرأ والذي يلاحق في القضاء في الداخل وفي الخارج، ان آخرة لمنظومة آتية، وايامها معدودة مهما تسلطت على اموال الناس".

 واردف: "لقد نشأ التيار على مبدأ الحرية والسيادة والاستقلال، ولهذا فإن السيادة مزروعة بجيناته الوطنية، لا يستطيع أحد أن يأخذ من لقب سيادي، هذا لا يعني انه يحتكر السيادة ابدا. وكل الطارئين على موضوع السيادة مرحب فيهم، كسياديين جدد  ونبقى نحن السياديين الاصيلين، نمارس السيادة ليس فقط بالحدود والأرض والقانون، لكن ايضا بالقرار الحر، فما النفع اذا كانت حدودنا مسيجة، وأرضنا محررة، وقوانيننا مطبقة لكن قرارنا ليس حرا ومرهونا لفئة او لدولة، بالمال او بالتبعية؟ بمعنى آخر، ماذا تنفع سيادة الأرض اذا فقدنا سيادة القرار؟ القرار يكون حرا عندما تأخذه من رأسك، ومصالحك، وليس بناء على مصالح وحسابات غيرك. يحق لك أن تأخد بالاعتبار مصالح غيرك، ولكن المهم ان تأخذ قرارك بحريتك وليس غصبا عنك، وبقناعتك ومصلحة بلدك. سيادة القرار، انك تقول نعم عندما تريد ولا عندما تريد. "ليكن كلامك نعم نعم، لا لا" ونحنا قلنا: لا، يستطيع الخارج ان يعاقبنا، ولكن لا، لن يأخذ قرارنا.يستطيع المتسلط ان يقهرنا، ولكنه لا، لن يأخذ ارادتنا. يستطيع المتجبر ان يسحقنا، ولكن لن يأخذ توقيعنا. هذا هو  معنى وجودنا معا الليلة. لبنان سيبقى وطن حرية ولا يستطيع أحد أن  يحولنا عبيدا او تابعين، اليوم وغدا ومن زمان، نحن السيادة بلبنان".

 وقال باسيل: "في موضوع ال لالا، و النعم نعم: اولا نريد رئيسا يواجه المنظومة ليوقف إجرامها لا ان يكون جزءا منها وإستمرارا لمسارها، وقراره من رأسه وليس من غيره، ثانيا نريد رئيسا يجعل من لبنان محورا، ولا يضعه على محاور صراعات لا تعنيه، ويتصدى للدول ويرفض بقاء النازحين واللاجئين، ولا يسكت إذا هدده سفير. ثالثا نريد رئيسا يعرف إن الرئاسة مسؤولية وشغل وتعب وسهر، وفهم في الملفات كلها من اقتصاد إلى مال وقانون، وإن القصر  الجمهوري هو خلية عمل وليس كازينو، وإن مدخول الكازينو يعود للدولة وليس للمرابات والزلم. رئيسا، اذا جاع شعبه، يطعمه بالقانون، ولا يتحجج بجوع شعبه ليطعم نفسه من خارج القانون. رابعا نريد رئيسا اذا انتخبناه نستطيع ان نتطلع بعيون أولادنا وتيارنا وشعبنا، لا أن نخجل اذا سألونا لماذا اخترتموه؟ خامسا نريد  رئيسا يحفظ للرئاسة موقعها وصلاحيتها ويصدق انه هو سلطة وليس صورة، وانه شريك بالحكم وليس حكما بلا صفارة. هل عرفتم قيمة الرئيس القوي بعدما انتهى عهده؟ بدولار 5 او 10 و20 الفا إعتبروا عهده جهنم، بدولار 100 و200 ألف ومليون ماذا يعتبرون عهدهم؟ دم ودموع، سوف تبكي الناس عندما تكتشف انها لن تجد رئيسا يواجه كل طامع بثرواتنا وأرضنا، وكل متسلط على شراكتنا وكل معتد على أموالنا ومؤسساتنا".

 وقال رئيس التيار:"يبقى عهدهم ثنائية التسلط والفساد (الله يسترنا ما يصيروا ثلاثية)، اولا في عهدهم ينشأ مطار من دون مناقصة كرمى لراعيهم الجديد. ثانيا في عهدهم تحدث الIMF عن "حالة اللا فعل" للحكومة والبرلمان والمصرف المركزي وانه بدون الاصلاحات، لبنان سيغرق في ازمة لا نهاية لها. نحن لسنا مغرومين بصندوق  النقد ولكننا نعتبره وسيلة ضغط لتنفيذ الاصلاحات اللازمة وتأشيرة للحصول على المساعدات والاستثمارات. لكن المشكلة ان البنكرجي لا يريده، لهذا ترفضه المنظومة وتصبح بحالة اللافعل، وبدون خطة بديلة، بديلهم تعاميمه المشبوهة ومراسيمهم اللاشرعية. ثالثا في عهدهم يديرون البلد بالطريقة التي يغيرون بها الساعة، لا يسألون عن توقيت دولي وعن ارتباط باقتصاد عالمي، وعن عزل لبنان عن المجتمع الخارجي وتوقيتاته وتطوراته. ولا تتفاجأوا انه في الوقت الذي حولت فيه دولة الإمارات العربية يوم الأحد الى نهار عطلة شطبوا نهار الأحد من الرزنامة، السلطة التنفيذية ذابت بالسلطة التشريعية، لكن أين أنتم  ايها الناس؟ السكوت لا يجوز، ويجب الا يكون أقل من طعن بقرارهم او عصيان له، اذا لم يلغ القرار بشرط ألا يكون  رد فعل طائفيا، لأن القصة ليست طائفية، بل هي عجرفة وجهل واثبات الذات. شوفوا "انا الحاكم بأمري".

 وأضاف: "لذلك على التيار ان يبقى صمام أمان وحدة لبنان يرفض تقسيم لبنان الكبير، لبنان ال 10452 كلم مربع؛ وهنا احذر من أي مغامرة تقسيم يفكر البعض فيها، ولبنان غير قابل للتقسيم ولا ينقصه مزيدا من التجارب الفاشلة والمغامرات المجربة، والمسيحيون ليسوا حقل تجارب لمؤامرات البعض، ومن جهتها لن نكتفي بالرفض بل سنتصدى وسنمنع اي واقع تخريبي على الأرض يخلف الدمار، في الوقت نفسه نحن نرفض واقع تأجيل اللامركزية الموسعة بحجة كاذبة انها تقسيم او فدرلة، انهم يجرون الناس ان يطبقوا بالأمر الواقع اللامركزية التي هي من صلب الطائف. لقد ثبت العهد القوي الناس بالوحدة الوطنية، وحتى على حسابه حتى في مظاهرات 17 تشرين، أن عهدهم يدفع الناس على الفيديرالية والتقسيم، ونحن نشدهم على الدولة المركزية بلامركزية ادارية ومالية موسعة. عهدهم ومنظومتهم تعطل الدولة والدستور والقانون، وتحرض الغرائز الطائفية، وهي مستعدة ان تشعل فتنة وحرب حتى تحافظ عل السيطرة، كما وهي مستعدة لتبقى بلا رئيس، ولا ترضى برئيس الا اذا كان شريكا معها بالفساد وخاضعا لقراراتها.نحن سنبقى  حاضرين نتصدى لمنظومة الإجرام التي أوصلتنا للانهيار، للشياطين الذين حولوا لبنان لجهنم".

 وتابع: "نحن نعيش  بثلاثية دائمة: مبارح اليوم وبكرا – حرية وسيادة واستقلال؛ السنة ينعقد مؤتمرنا تحت ثلاثية: المؤسسة – الجماعة – والكيان.المؤسسة تعني تيارا فاعلا، الجماعة تعني مجتمعا قادرا، الكيان يعني وطنا فريدا. - التيار الفاعل ليبقى حامل القضية ويطور حاله، ويتجدد بشبابه ويعتمد اللامركزية بعمله والمركزية بسياسته (متل ما الدولة لازم تكون)، ويكون منتجا بفضل طاقاته البشرية المنتشرة. - المجتمع القادر ليبقى صامدا باقتصاد منتج واستثماري وبنظام اجتماعي يعطي الأمان لكل الناس. والتيار يساهم من ضمن هذا المجتمع، بإعطاء الفرص للشباب لكي يؤمن انه غير محكوم للأبد بمنظومة لا تحاسب عندما تسرق كل امواله وآماله.- اما الوطن الفريد ليبقى بلدنا متميز بالمناصفة، ويحافظ على هويته الثقافية التي تحمل خصوصيات مكوناته، ولا يتم تهديدها بلجوء او بنزوح، او بفرض ثقافات غريبة، وبتسلل تقاليد واعراف وانماط لا تشبهه."

 وعن اللاجئين قال باسيل: "ان مصدر الخطر هو وجود اتجاه دولي واضح لنقل النازحين واللاجئين لوضعية التجنيس والتوطين، واذا لم تتسرع عودتهم، فالتحول الديمغرافي وتغيير الهوية السكانية سيفرض بالامر واقعا وسينهي صيغة لبنان وهويته. تصوروا كيف سيكون لبنان بعد عشر سنين لو بقيوا واستمرت اعداد ولاداتهم تفوق 5 مرات اعداد ولاداتنا، تصوروهم مكتومي الجنسية، مع مجتمع دولي يضغط لتجنيسهم. ماذا سيبقى منا ومن دولتنا؟ نحن لا نريد خلافا مع الغرب، ولكن لن نسلم رقبتنا ونتفرج على زوال بلدنا ارضاء لمصالحه. الضغوط كبيرة وبلغت حد التهديد. أن هذه المؤامرة ستصيب كل الطوائف وكل المناطق، وهي لتغيير وجه لبنان والنسيج الديموغرافي فيه وفي سوريا. مؤامرة تتكامل مع الانهيار المالي، وبالمؤامرتين تترتب على بعض السياسيين مسؤولية كبيرة، هذه المؤامرة تذكرنا بالHela Hela و"بالنازحين جوا جوا وباسيل برا برا". صمدنا وتجاوزنا وقطعت، اليوم ثلاثية التيار تعطينا الرؤية للمستقبل، ليبقى التيار شعلة نضال وحامل الأمل؛ تيار العمل وليس تيار الكسل، يضع الافكار والخطط، ولا يقع باليأس والقرف، تيار الطاقة الايجابية للبنان الواحد".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 25-26 آذار/2023

رابط الموقع                                                                       

http://eliasbejjaninews.com

لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

Click On The above Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

 

Elias Bejjani/Click on the below link to subscribe to my youtube channel

الياس بجاني/اضغط على الرابط في أسفل للإشتراك في موقعي ع اليوتيوب

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

15 آذار/2023

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 25 آذار/2023/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/116887/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1727/

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For March 25/2023

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/116889/lccc-lebanese-global-english-news-bulletin-for-march-25-2023-compiled-prepared-by-elias-bejjani/