المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل كانون الثاني 30

لسنة 2023

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2023/arabic.january30.23.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

اضغط على الرابط في أعلى للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إِنَّ رَجَاءَنَا وَطِيدٌ مِنْ جِهَتِكُم، لِعِلْمِنَا أَنَّكُم كَمَا تُشَارِكُونَ في الآلام، كَذلِكَ تُشَارِكُونَ أَيْضًا في التَّعْزِيَة

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/فيديو ونص: الاحتلال هو المشكلة الأساس وكل ما نراه من أزمات هو مجرد أعراض لهذا الاحتلال

 

عناوين الأخبار اللبنانية

رابط فيديو القداس الإلهي الذي ترأسة اليوم 29 كانون الثاني/2023/ في كنيسة بكركي البطريرك الراعي مع نص عظته ونص عظة المطران عودة

اتيان صقر ـ أبو أرز: هلْ فارس لْ كنّا ناطرينو إجا ليوم، وإسمو طارق البيطار اوعا تضيْعو هالفرصا

نص وفيديو: وينك انت ساكت ليش ما بتحكي؟/الكولونيل شربل بركات

رابط فيديو كلمة جبران باسيل/أفكّر جدّيًا بالترشح للرئاسة... و"ضرب جنون"!

رابد فيديو حلقة هلق شو من قناة الجديد: ضيوفها هم  جان عزيز، حسين ايوب، ميشال معوض، شكري حداد و يوسف دياب.

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 29 كانون الأول 2023

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

هوكشتاين يهنئ لبنان: نرحّب بالاستثمارات الجديدة بقطاع الطاقة

“توتال إنرجيز” تكشف موعد بدء التنقيب عن النفط!

الأزمة القضائية في لبنان تشعل انقساماً سياسياً يصل إلى البرلمان

السنيورة يدعو «مجلس القضاء الأعلى» لمعالجة الخلاف بين البيطار وعويدات

فارس سعيد: حذرنا ونحذر مجددا من وعدم إدراك فعلي لتبدل هوية المنطقة العقارية والسياسية والأمنية

بو صعب الى واشنطن للقاء مسؤولين في البنك الدولي وآخرين في مجلسي الشيوخ والكونغرس

هزة ارضية في البحر قبالة اللاذقية شعر بها سكان شمال لبنان

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

البابا فرنسيس يدين “دوامة الموت”

ضربة جوية استهدفت منشأة عسكرية في مدينة اصفهان تابعة لوزارة الدفاع، ومواقع الحرس، وطهران تعلن إسقاط مسيرات وتتوعد تل أبيب

رجوي تطالب بطرد نظام الملالي من “التعاون الإسلامي”

القيادة الفلسطينية تحمّل إسرائيل مسؤولية التصعيد وتحذّر من تدهور في المنطقة كلها

تأهب واستنفار وغضب ورعب في القدس... {المنفذ الأول بارع والثاني طفل}

هجمات في إيران حملت بصمات إسرائيلية في خضم أزمة نووية

قتيلان ومئات الجرحى جراء زلزال بقوة 5.9 درجات ضرب إيران

فرنسا «قلقة» من مسار الأحداث في إيران

تعدد الملفات الخلافية بين الغرب وطهران يجعل إطلاق الرهائن أمراً مستبعداً حالياً

حسن خميني يحذّر من تقلّص القاعدة الشعبية للنظام

البرلمان الإيراني يدرس مشروع قانون لمعاقبة المشاهير

الشرطة الإيرانية تهوّن من القلق على أمن المقرات الدبلوماسية

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الفاشيات الشيعية وتدمير الدولة/شارل الياس شرتوني

جنبلاط في بكركي يُسقط معادلة فرنجيّة ـ معوّض/جوزفين ديب/أساس ميديا

الدولار أميركيّ والمرابي إيرانيّ والضحيّة عراقيّ/فاروق يوسف/أساس ميديا

مجد لبنان أُعطي للبطريرك.. لكن ليس للقضاء/أيمن جزيني/أساس ميديا

باسيل: قائد الجيش مرشح "الفتنة" الأمنية/ملاك عقيل/أساس ميديا

إرهاب إيران و"القاعدة" مجدّداً/نديم قطيش/أساس ميديا

عن «تفاصيل تصفية سليماني»!/طارق الحميد/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

الراعي تمنى على البيطار مواصلة عمله: ماذا يبقى من لؤلؤة القضاء حين يتمرد قضاة على مرجعياتهم ؟ والدولة تبذل قصارى جهدها لتدفع المواطنين إلى الثورة المفتوحة

المطران عوده: العدالة لا تجزأ وليست انتقائية أو كيدية وتمقت ازدواجية المعايير

متفاهمون مع حزب الله على المقاومة ومختلفون على أولوية بناء الدولة

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

إِنَّ رَجَاءَنَا وَطِيدٌ مِنْ جِهَتِكُم، لِعِلْمِنَا أَنَّكُم كَمَا تُشَارِكُونَ في الآلام، كَذلِكَ تُشَارِكُونَ أَيْضًا في التَّعْزِيَة

رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس01/من03حتى07/ يا إخوَتِي، تَبَارَكَ ٱللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيح، أَبُو المَرَاحِمِ وإِلهُ كُلِّ تَعْزِيَة! هُوَ الَّذي يُعَزِّينَا في كُلِّ ضِيقِنَا، لِنَسْتَطِيعَ أَنْ نُعَزِّيَ الَّذِينَ هُم في كُلِّ ضِيق، بِالتَّعْزِيَةِ الَّتي يُعَزِّينَا ٱللهُ بِهَا. فَكَمَا تَفِيضُ عَلَيْنَا آلامُ المَسِيح، كَذلِكَ تَفِيضُ أَيْضًا بِالمَسِيحِ تَعْزِيَتُنَا. إِنْ كُنَّا نَتَضَايَقُ فَمِنْ أَجْلِ تَعْزِيَتِكُم وخَلاصِكُم؛ وإِنْ كُنَّا نَتَعَزَّى فَمِنْ أَجْلِ تَعْزِيَتِكُم، وهِيَ قَادِرَةٌ أَنْ تُعِينَكُم عَلى ٱحْتِمَالِ تِلْكَ الآلامِ عَيْنِهَا الَّتي نتَأَلَّمُهَا نَحْنُ. إِنَّ رَجَاءَنَا وَطِيدٌ مِنْ جِهَتِكُم، لِعِلْمِنَا أَنَّكُم كَمَا تُشَارِكُونَ في الآلام، كَذلِكَ تُشَارِكُونَ أَيْضًا في التَّعْزِيَة."

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/فيديو ونص: الاحتلال هو المشكلة الأساس وكل ما نراه من أزمات هو مجرد أعراض لهذا الاحتلال

27 كانون الثاني/2025

https://eliasbejjaninews.com/archives/115280/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d9%86%d8%b5-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%ad%d8%aa%d9%84%d8%a7%d9%84-%d9%87%d9%88-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b4/

من المحزن أن لبنان الدولة والمؤسسات والهوية والتاريخ والحكم والقانون والثقافة والرسالة والحضارة والانتظام العام والسلم الأهلي، هذه المقويمات والأسس والأصر، كلها تتفكك من ضمن مخطط منهجي لحزب الله هو لا يخفيه، لا بل يجاهر به. هدف المخطط كما هو وارد في كل مدونات وقوانين ومنشورات وخطابات وثقافة وأعمال واديولوجية ما يعلنه الحزب وما لا يعلنه، هو تحويل البلد تدريجياً وبشكل ممنهج وقوي إلى دولة ملحقة بنظام الملالي الإيراني بالكامل. من هنا لا حلول كبيرة أو صغير، وعلى أي مستوى، وفي أي مجال أو حقل، بظل هذ الاحتلال، ونقطة ع السطر.

اليوم التركيز الواضع والوقح هو على فرط القضاء وتهميش دوره، وتسييس القضاة وضعهم في مواجهة بعضهم البعض، وتسعير النزاعات المذهبية بينهم، والضرب عرض الحائط بكل ما هو قانون وأعراف ودستور وعدل وحق وحقوق وملفات قضائية في مقدمها ملف تفجير المرفأ.

مطلوب إقفال ملف التحقيق بجريمة تفجير المرفأ ووضعه في الأدراج بأي وسيلة الحزب قادر على تنفيذها، وهذا ما هو حاصل منذ يوم التفجير.

يبقى، أن حزب الله يقضم ويفترس البلد بشكل ممنهج ومستمر وهدفه معلن وليس سراً.

في الخلاصة، إن معالجة الأعراض أو التلهي بها لا يفيد، لا بل على العكس يخدم أجندة المحتل.

المطلوب: إعلان العصيان المدني، وتسمية الاحتلال باسمه، وترك المحتل يحكم وحده وتحميله مسؤوليات أعماله، والمطالبة علناً وبوضوح وشجاعة بوضع لبنان تحت البند السابع، وإعلانه دولة فاشلة، وتسليم شؤون حكمه للأمم المتحدة وتنفيذ القرارات الدولية... وإلا فالج لا تعالج.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

عنوان الكاتب الالكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

الياس بجاني/فيديو ونص: الاحتلال هو المشكلة الأساس وكل ما نراه من أزمات هو مجرد أعراض لهذا الاحتلال

https://www.youtube.com/watch?v=oZZM362Pp3I&t=3s&ab_channel=EliasBejjani

27 كانون الثاني/2025

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

رابط فيديو القداس الإلهي الذي ترأسة اليوم 29 كانون الثاني/2023/ في كنيسة بكركي البطريرك الراعي مع نص عظته ونص عظة المطران عودة

الراعي: أتمنى على البيطار مواصلة عمله وماذا يبقى من لؤلؤة القضاء حين يتمرد قضاة 'على مرجعياتهم؟

المطران عوده: العدالة لا تجزأ وليست انتقائية أو كيدية وتمقت ازدواجية المعايير

https://eliasbejjaninews.com/archives/115334/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%af%d8%a7%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%84%d9%87%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%8a-%d8%aa%d8%b1%d8%a3%d8%b3%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d9%88%d9%85-29/

وطنية/29 كانون الثاني/2023

 

اتيان صقر ـ أبو أرز: هلْ فارس لْ كنّا ناطرينو إجا ليوم، وإسمو طارق البيطار اوعا تضيْعو هالفرصا

30 كانون الثاني/2023

بيان من حراس الارز - حركة القومميي اللبنانيي

https://eliasbejjaninews.com/archives/115366/%d8%a7%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d9%86-%d8%b5%d9%82%d8%b1-%d9%80-%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%a3%d8%b1%d8%b2-%d9%87%d9%84%d9%92-%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%b3-%d9%84%d9%92-%d9%83%d9%86%d9%91%d8%a7-%d9%86%d8%a7%d8%b7/

إلنا سنين ناطرين فارس غير شكل جايي عَ حصان أبيض ليكشف الغطا عن لْوجوه السوْدا يلّي غتصبت السُلطا من عشرات السنين، ودمّرت أجمل وأئدس بلد بِلعالم، وفقّرت الناس ونهبت مصرياتن وجنى عُمرُن، وخانِت لْوطن وباعِتو للأمم الغريبي، ورتكبت كل أنواع لْجرايم وأخطرا فاجعة تفجير لْمرفأ وتدمير نِص بيروت عَ روس صحابا ...هلْ فارس لْ كنّا ناطرينو إجا ليوم، وإسمو طارق البيطار، قاضي نضيف وشجاع،  قرّر يتحدّى هل عصابي لْحاكمي، ويدِل بِ إصبعو علْ مجرمين لْكبار ويسمّيُن بأساميُن، ويطلُبن عَ التحقيق.

يا جماعا، هيدي اوّل مرّا من ٤٠٠ سني وجايي منتعرّف عَ مسؤول عندو هل مستوا العالي من الشجاعا، وبيسترجي ياخد قرارات مش عاديّي ضد اكبر زعما بِهالدولي المهتريّي.

وهالظاهرا هاي لازم كلنا ندعما بِكل قُوّتنا لحتى تنجح، وازا نجحت ممكن تكون بداية إنهيار إمبراطورية الفساد بلبنان، متل ما نْهارت امبراطورية الفساد بِ إيطاليا عَ إيام لقاضي الشهير انطونيو دي بييترو اللي بيشبه كتير لقاضي طارق البيطار.

لهسّبب، كل واحد بدّو يخلّص لبنان من هل مافيا المشلّشي بهالدولي لازم يوقف حد هل قاضي ويدعمو بكل الوسائل، وأهم شي لازم نحميه بعيونا وأجسادنا وضفيرنا ازا اقتضي لْأمر، لأن هل عصابي لْحاكمي رح تحاول تكسرو بشراسي لتحافظ عَ حالا، متل ما الحيّي لْمجروحا بتصير أشرس قبل ما تموت... والله يحميكن ويحمي هل قاضي لْبطل و يحمي لبنان.

#القاضي_طارق_البيطار

لبيك لبنان

اتيان صقر ـ أبو أرز

 

نص وفيديو: وينك انت ساكت ليش ما بتحكي؟

الكولونيل شربل بركات/29 كانون الثاني/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/115360/%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d9%86%d8%b5-%d9%88%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d9%8a%d9%86%d9%83-%d8%a7%d9%86/

وينك؟.. تعا.. هالعتّم زايد هون

وسمكت الغيمات.. عم تبكي

ومن كتر ما هالظلم عبا الكون

امواج من شعبك.. ورا أمواج

رافعا الايدين.. عم تشكي

وانت ساكت.. ليش ما بتحكي؟..

وينك؟..

اجو من بعيد..

تيزوروك.. ومعهن طيوب وعيد

ومشيوا كتير وحمّلوا مواعيد..

أنغام حلوي وحب وغناني..

وكبر تُقل الهم عا كتافهن

مرة بعد مرة.. يجربوا يخلوك

تتبسّم وتفتح خوابي الخير..

ليش بعدا مسكّرة بوابك

ومش سامع التنهيد.. يا ربي؟..

وينك؟..

بساعة من هاك الساعات

قادر تعبي الكون حنيي..

وتمرجحو بايديك المليانين

بالحب.. تنشر عطر أحلامك؟..

المفروض تجمعهن.. ومن دهور كتار

حافظينها لدروس بكتابك..

وبعدها أمرار..

بتبيعد المشوار

بيناتهن.. كلمات مكتوبة

على اسمك..

يصوّروك ملبّك ومحتار..

يزيد همهن.. والحمل يتقل

والبغض يكبر..

وانت مش قصدك..

يحمّلوك كل اوهامهن..

مش هيك بدك..

بس هيك عم بيصير

بعدك يا ربي بعيد

والظلم عم بيزيد

يا ريت انت بتكتب وبتقول:

شو بدك…

وينك؟..

ليش ما بتطل

عليهن.. ويغمرن نورك..

ليش ما بتفتح قلوبن هيك

تيجمعوا بعضن على حبك..

بدل ما هالحقد يبعدهن

وكاسات من علقم يشرّبهن..

كل ما بيفكروا يجافوا حدا

عم يبعدوا عنك..

والهيئة.. لما المسافة تزيد

بيناتهن.. بتهرب انت.. وما حدا..

بيعود قادر.. يشوف وجك..

ليش انت الحب؟

والأمان بيزرعو وجودك؟

وكل ما تعاونوا بيقربوا أكتر الك..

وبيصير وجك نور

عليهن يشعّ.. والخير يغمرهن؟..

وينك؟..

قالوا انت.. متسامح وسهران

تا ما حدا يضيّع طريقو ليك..

ويروح عالظلمة البدها تزيد

كل ما بعد عنك؟..

قولك هالفقر حاجة.. وأمرار

بتبقى تجوهر الافكار؟

تنشوف قديش الطمع مبغوض

وما حدا ماخد معو من هالدني..

غير ذكرى.. عند شي محتاج

شاف فيها أيد عم تعطي

خيرك انت وبواسطة انسان..

تعوّد يشوف الحب نعمة..

والجود بسمة..

بتشفي جرح مظلوم

البُعد ما خلاه

يقشع بعتم الليل

نورك الجايي ليه..

وليش البحبك

شو بعد محتاج غير لفتي

منك تقلّوا.. انت بعدك هون؟..

قرّب لعنا بعد يا ربي…

 

رابط فيديو كلمة جبران باسيل/أفكّر جدّيًا بالترشح للرئاسة... و"ضرب جنون"!

https://www.youtube.com/watch?v=sLZQLyzI4Rs

 

رابد فيديو حلقة هلق شو من قناة الجديد: ضيوفها هم  جان عزيز، حسين ايوب، ميشال معوض، شكري حداد و يوسف دياب.

https://www.youtube.com/watch?v=SpUOA4JVfQI&t=25s

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 29 كانون الأول 2023

وطنية/29 كانون الثاني/2023

 *مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

يفتح الاسبوع الطالع على وقع الانهيار المالي والشرخ القضائي في ملف انفجار مرفأ بيروت والتجاذب النيابي لجهة الدعوات الى عقد جلسات متواصلة لانتخاب رئيس للبلاد مترافقا مع التحضير لانطلاق موجة تحركات نقابية وعمالية واجتماعية بدءاً من تحرك للاتحاد العمالي العام..

وعليه تزاحمت المواقف

فالبطريرك الماروني أكّد في عظة الاحد من بكركي عدم السماح بأن تمرّ جريمة المرفأ من دون عقاب متمنيا على القاضي البيطار مواصلة عمله في وقت قال المطران الياس عوده إنّ  العدالة لا تجزأ وليست انتقائية أو كيدية وهي تمقت ازدواجية المعايير.

واليوم أعلن رئيس التيار الوطني الحرّ النائب جبران باسيل أنه يفكر جديا بالترشح لرئاسة الجمهورية مشيرا في كلمة له الى اننا نعيش تجليات الانهيار..

في اطار اخر وعلى مسار الترسيم البحري الجنوبي  بات لبنان على السكة العملية  للتنقيب مع التوقيع  في السراي الحكومي على  الملحقَيْن التعديليين لإتفاقيّتي الإستكشاف والانتاج في الرقعتين 4 و9  لمناسبة دخول شركة قطر للطاقة كشريكة مع توتال إنيرجيز وإيني.

وقد شدّد  رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على أن عملية الاستكشاف والانشطة البترولية في المياه اللبنانية سوف يكون لها الاثر الايجابي على إيجاد فرص للشركات اللبنانية المهتمّة  لافتا الى أنَّ الاستثمار القطري في قطاع الطاقة يشّكل شراكة استراتيجية بين لبنان ودولة قطر الشقيقة  ويفتح الطريق مستقبلاً لاستثمارات عربية وخليجية.

إذاً بداية النشرة من الشراكة النفطية الفرنسية-الايطالية-القطرية والرئيس التنفيذي لـ"توتال إنيرجيز" يذكّر بأنّ الشركة الفرنسية ساهمت في الوصول إلى اتفاق ترسيم الحدود البحريّة بدعم من الإدارتين الأميركية و الفرنسية ومن دولٍ عديدة.

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

لماذا يُصرّ النائب جبران باسيل على إلقاء خُطبه وتوجيه كلماتِه إلى اللبنانيّين يوم الأحد؟ ألا يدرك أنَّ الناس تعبوا، وأنه يحقُّ لهم أن يرتاحوا من النظريّات السياسيّة في عطلة نهايةِ الأسبوع على الأقل؟ لكن ما حصل قد حصل، ورئيسُ التيارِ الوطنيِّ الحرّ أتحفنا اليومَ بكلمة مليئة كالعادة بالمغالطات وزاخرة بالمواقف المتناقضةِ التي لا "تركب على قوس قدح" كما يقول مثلُنا العامي. المغالطة الأولى والفاقعة تتجلّى في كلامه عن المنظومة وكأنه منها براء، أو كأن لا علاقة له بها لا من قريب ولا من بعيد. لقد تحدث عن فضائح الطبقةِ الحاكمة كأنه لم يأت إلى الحكم يوماً، أو كأنّه لم يتنعّم بمنافع الحكم، منذ خمسة عشر عاماً على الأقل! فهل نسي باسيل أنه والتيار الوطني موجودان في مجلس النواب منذ عام 2005، وموجودان في مجلس الوزراء منذ عام 2008، وموجودان في رئاسة الجمهورية منذ عام 2016 وحتى نهاياتِ عام 2022؟ فكيف والحالُ هذه لا يعتبر نفسَه مع تياره من المنظومة الحاكمة؟ وكيف يتجاهل مآثرَه في الحكم وأبرزُها أنه وعد اللبنانيين بالطاقة فأصبحنا نشتاق إلى ساعة كهرباء ؟! ووعد الناسَ بالمياه المتدفقة من السدود، فإذا بالمياه تصبح عملةً نادرة بفضل سدودٍ جافة حتى في عزِّ الشتاء؟!

ولم يكتف باسيل بانتقاد المنظومة بل اطلق سهامَه ضد كل مرشح محتمل لرئاسة الجمهورية. لذا هاجم قائد الجيش العماد جوزف عون معتبرا أنه يخالف قوانين الدفاع والمحاسبة العمومية و"يتسلبط "على صلاحيات وزارة الدفاع، ويتصرف على هواه بالملايين الموجودة في صندوق للأموال الخاصة وبممتلكات الجيش.

ورغم الدوافع الرئاسية المعروفة والاسباب السلطوية المعلومة لباسيل، فان الاتهام خطر، غير مسبوق. إذ كيف يسمح رئيس تيار سياسي ان يطلق الاتهامات جزافاً، بهذه الطريقة الفجة ، القاسية؟ ومن نصبّه مدعيا عاما في الجمهورية، وقاضيا على الناس؟ علما ان اداءَه في الوزارات التي تسلمها تثبت انه لم يكن فوق الشبهات! ثم إن وزير الدفاع أوضح من أمام الصرح البطريركي في بكركي ألا مشكلة بينه وبين قائد الجيش ، فلماذا يريد باسيل افتعال مشكل مجاني بين الرجلين؟

في أي حال الحيلة الجبرانية لن تنطلي على احد، خصوصا أنها تنطلق من حلم عميق في الوصول الى رئاسة الجمهورية لا اكثر ولا اقل! وهو ما عبّر عنه عندما قال انه قد يُضطر الى اعلان ترشحه للرئاسة.

فلم يهدد باسيل بين فترة واخرى بانه سيترشح؟ ولم لا ينفذ تهديده؟ فيكتشف عندها ان لا احد مستعد لانتخابه، بعد ممارساته في الحكم كصهر للعهد طوال ست سنوات؟؟

في اي حال قد يكون الشعار الذي رفعه باسيل خلفه، وهو يلقي كلمته اليوم، خير معبر عن حالته. فهو رفع شعار "لوحدنا" ، وهو حقيقةً اضحى لوحده، ليس لانه ضد المنظومة كما يدعي، فهو احد ابرز اركانها. بل لأن المنظومة تعبت منه ومن طلباته ومن شهوته القاتلة الى السلطة.. ومهما كان الثمن!َ

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي"

غليان إقليمي من إسرائيل إلى إيران، وفي المقابل خطوطٌ مفتوحة ورسائل: عملية عسكرية، بواسطة طائرات "الدرونز" على مصنع للصواريخ في أصفهان - إيران، تشبه العمليات السرية التي استهدفت منشآت نووية في السنوات الأخيرة.

في المقابل تتلقى إيران، عبر قطر رسائل من دول مشاركة في مفاوضات الملف النووي المتوقفة، وفق ما أعلن وزير خارجيتها حسين أمير عبد اللهيان الأحد أثناء استقباله نظيره القطري في طهران. 

لم يورد المسؤول الإيراني أيَ تفاصيل عن مضمون الرسائل، لكنه رحب بالجهود التي تبذلها الدوحة لإحياء المفاوضات النووية المتوقفة منذ أشهر.

في المقابل، تدهور جديد في العلاقات الإيرانية - الفرنسية: الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أشاد اليوم بما وصفه "معركةَ" الإيرانية مهسا أميني "التي اغتيلت كشهيدة" لعدم ارتدائها الحجاب. جاء ذلك عند اعلانه قبول دفعة جديدة من المدافعين عن حقوق الإنسان في فرنسا.

دور قطري يضاف إلى نقل الرسائل بين الغرب وإيران. انضمت قطر اليوم خلال حفل رسمي في بيروت، كشريكة، إلى شركتي توتال إنيرجيز الفرنسية وإيني الإيطالية في إطار ائتلاف للتنقيب عن النفط والغاز في المياه البحرية اللبنانية، الحدودية مع إسرائيل.

في ملف المرفأ، جرعةُ دعم قوية تلقاها المحققُ العدلي في قضية تفجير المرفأ، البطريرك الماروني الكاردينال ماربشارة بطرس الراعي خصص حيزًا من عظته لهذا الملف فقال: نرجو أن يواصل المحقِّقُّ العدليَّ القاضي طارق بيطار عملَه لإجلاءِ الحقيقةِ وإصدارِ القرارِ الظنّي والاستعانةِ بأي مرجِعيّةٍ دوليّةٍ يمكن أن تساعدَ على كشف الحقيقة.

بعيدا من هذه الملفات، جهَر رئيس التيار الوطني الحر بموقفه من الرئاسة فقال: "رح فكّر جدياً بالترشّح لرئاسة الجمهورية بغض النظر عن الخسارة والربح"، جاء هذا الموقف في سياق حملة شعواء شنَّها بالإسم على الرئيس ميقاتي وحاكم مصرف لبنان وقائد الجيش، وقضاة، أما التوصيفات فجاءت على الشكل التالي: رئيس حكومة  يزوِّر، حاكم مصرف لبنان رئيس عصابة، قضاة ينفذون أجندات سياسية.

قائد جيش يخالف قوانين الدفاع والمحاسبة العمومية، يأخد بالقوّة صلاحيات وزير الدفاع، ويتصرّف على هواه بالملايين، بصندوق للأموال الخاصة وبممتلكات الجيش.

أما  حزب الله، فانتقده من دون ان يسميه، فقال: "في حدا بفكره وبسلوكه، ولا سمح الله بقراره، ناوي يفرض علينا رئيس جمهورية؟ يعني حتى مش قبلان نختار رئيس جمهورية، نحنا وايّاه، بالوفاق والشراكة".

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

إلى مقدمة المشهد الإقليمي قفز حدث أمني على الساحة الإيرانية... ثلاث طائرات مسيّرة حاولت إستهداف أحد المصانع العسكرية في محافظة أصفهان لكن المضادات الدفاعية تصدت لها بحيث لم يسفر الأمر عن أية خسائر بشرية أو اضرار مادية.

وفي فلسطين المحتلة لم ينهض العدو الإسرائيلي بعد من صدمة العمليتين الفدائيتين في القدس المحتلة واللتين كرّستا توازنَ رعبٍ جديداً  وَجَدَ الكيانُ نفسَهُ مربكاً في ظله.

وإذا كان جُلُّ ما خرج به إجتماع الطاقم السياسي - الأمني الإسرائيلي هو إجراءات عقابية بحق عائلات منفذي الهجمات وتوسيع دائرة الإعتقالات في صفوف الفلسطينيين وإطلاق اليد في تسليح المستوطنين فإن جوهر الموقف الإسرائيلي هو قول بنيامين نتنياهو إننا لا نسعى إلى التصعيد.

ومما لا شك فيه أن توازن الرعب الجديد هو الذي غَلَّ يد نتنياهو وفريقِهِ السياسي والأمني.

في لبنان يوم نفطي طويل تخلله توقيع شركة (قطر للطاقة) عَقْدَها مع السلطات اللبنانية وشركتي توتال وإيني لمشاركتهما في التنقيب عن الغاز في البلوكين 4 و 9.

ولهذه الغاية شهدت بيروت حضوراً رفيع المستوى تمثل بوزير الدولة لشؤون الطاقة القطري - الرئيس التنفيذي لقطر للطاقة والمدير التنفيذي لكل من الشركتين الفرنسية والإيطالية.

وللمناسبة أكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أنه في حال إكتشاف كميات تجارية فإنه سوف يصار إلى تطوير هذا الإكتشاف بالسرعة المطلوبة وإمداد السوق اللبنانية وبخاصة معامل الكهرباء بالغاز الطبيعي مما سوف يخلق نمواً في الإقتصاد المحلي.

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

في السراي الحكومي، كان نجيب ميقاتي يحتفل بإنجاز ما عرقلته حكومته السابقة، ما دفع بوزير الطاقة السابق سيزار ابي خليل الى القول: التيار رسّم الحدود وعمل على القانون وهندس مشروع الغاز والنفط من الالف للياء. اما ميقاتي فاستقال عام 2013 حتى لا يوقع المراسيم واخرنا اربع سنوات…ليضيف: اليوم على المستريح وبلا ما يضرب ضربة، عم يحتفل بالتوقيع… بإيام القلّة والمِحِل.

اما في البترون، فكان الموعد مع كلمة مطولة للنائب جبران باسيل، فصّل فيها موقف التيار من مختلف العناوين المطروحة، الى حد قول الحقيقة الذي يجرح، فانبرى البعض الى تعليقات اشبه بالشتائم، ملتفين كالعادة على المضمون، ومصوبين فقط على الشخص. لكن، مهما يكن من امر، الرسالة وصلت الى من يعنيهم الامر من افرقاء الداخل واطراف الخارج.

وفي وقت يحكى الكثير عن مؤتمر باريس الخماسي القريب حول الوضع اللبناني، ثمة حركة داخلية معينة على الخط الرئاسي، محورها النائب السابق وليد جنبلاط، كادت ان تقوده اليوم الى عين التينة، في وقت نجحت مساعي حزب الله في ثني الرئيس نجيب ميقاتي عن جلسة استفزازية ثالثة للحكومة، حيث اعلن امس ارجاءها بذريعة عدم جهوزية الملف التربوي، حتى لا يقر بأنه لبى طلب حزب الله.

اما على جبهة القضاء، فثمة من يعول على اجراءات محتملة تعيد الامور الى نصابها، في مقابل من يعتبر اننا متجهون نحو اصدار القرار الظني في شكل سيجعل من الوضع الداخلي قابلا للانفجار السياسي من جديد.

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

وقّعَ لبنان اتفاقَ الشراكةِ نِفطياً.. واستَخرجَ جبران باسيل اتفاقَ الشراكة رئاسياً وبينَ البلوكين النِفطي والسياسي، كان البلدُ العائمُ على آمالٍ بحرية يُستنزَفُ بأزَماتِه الأرضية "وموجه تاخدو.. موجة تجيبو"، وأكثرُها ارتفاعاً هو ضرْبُ القضاءِ بالقضاء، وفتْحُ أبوابِ الترشيحِ الرئاسي على مِحور ميرنا الشالوحي.

لكنّ هذه التيارات لم تَحجِب الرؤيا عن حدثٍ اقتصادي يُصنَّفُ بالتاريخي للبنان، الذي أتمَّ وفي السرايا الحكومية التوقيعَ على اتفاقياتٍ معَ تحالفِ الشركات من أجلِ القيامِ بعملياتِ الاستكشافِ والإنتاج في الرُقعتين البحريتين رقْم 4 ورقْم 9، وبمُوجِبِ هذا التوقيع دَخلت قطر على خطِّ "التحالفاتِ الثلاثيّة العالمية" في حفلٍ حضَره وزيرُ الدولة لشؤونِ الطاقة القطري سعد الكعبي، والرئيسُ التنفيذي لشركة توتال إنرجي، ورئيسُ شركةِ الطاقةِ الرئيسية الإيطالية ايني.. على أنْ يبدأَ التنقيب أواخرَ العامِ الحالي وكَشفَ الكعبي أنّ قطر وتوتال في صددِ الاستثمار في الطاقةِ المتجددة، وغالباً الطاقة الشمسية، لحلِّ جُزءٍ من مشاكلِ لبنان وأعلن رئيسُ الحكومة نجيب ميقاتي أنه وفي حالِ اكتشافِ كمياتٍ تجارية، سيُصارُ إلى تطويرِ هذا الاكتشاف بالسُرعةِ المطلوبة وإمدادِ السوقِ اللبناني وخصوصاً معاملَ الكهرَباء بالغازِ الطبيعي.

على هذا التوقيت كانَ رئيسُ التيارِ الوطني الحر يُنتِجُ غازَ الميثان السياسي، وينبعثُ وحَداتٍ رئاسيةً اقتصاديةً مالية اختارَ لها شعار "لوحدنا"، وهو بعدَ انتهاء مؤتمرِه الصِحافي سيَكتشِفُ أنه ليسَ وحدَهُ فقط، بل صارَ معزولاً بفعلِ عَدائِه لجميعِ القوى فقد فَتحَ باسيل أعنفَ نيرانٍ على قائدِ الجيش العماد جوزف عون، واتَّهمه بمخالفةِ قوانينِ الدفاع والمحاسبةِ العمومية، وأخْذِ صلاحياتِ وزيرِ الدفاع بالقوّة، والتصرّفِ على هَواه بملايينِ الأموالِ الخاصة وبممتلكاتِ الجيش وتَحدّثَ جبران كمُنتسبٍ حديثاً إلى المجتمعِ المدني، المنظومةِ التي حَكَمَ فيها خمسةَ عَشَرَ عاماً، بينَها ستُّ سنواتٍ في سُدّةِ الرئاسةِ الأولى أصيلاً عن عمِّه الجنرال، وبرفضِهِ المنظومة أَطلقَ رئيسُ التيار الأُسُسَ لنظامٍ جديد يَستنهِضُ طاقاتِ البلد.. وهو وَجّهَ رسائلَ غيرَ مبطّنة لسمير جعجع، فدعاهُ إلى التوافقِ والحوار، وقالَ إنّ مَن يَرفُضُ هذه الدعوة سيَتحمّل مسؤوليةَ الفراغ وإضعافِ موقعِ الرئيس. أما المسيّراتُ الأعنف، فقد حلّقَ بها جبران باسيل من الضاحية إلى بنشعي.. منتقداً مواصفاتِ الثنائي ومُصوّباً على سليمان فرنجية.. وغَمَزَ من تحدّيهِ للقانون وحمايةِ المرتكبين من القضاءِ والعقاب.. واقتربَ أكثر من مواصفاتِ زعيمِ تيار المردة بوصفِهِ إياه أنه "رئيس ما فكّر ولا مرة بالحلول للمشاكل ولا إلو جلادة".

هذه لائحةُ الأعداءِ السياسيين لباسيل.. أما منَ الحلفاء فلم يَبْقَ إلا جبران باسيل "وحدَهُ"، لذلكَ فهو اختارَ أن يُزنِّرَ نفسَه بالترشيح ويَدخُلَ إلى الحَلْبةِ الرئاسية بديناميت الإصلاح وبناءِ الدولة وإطلاقِ التحقيقِ الجنائي ومحاسبةِ المنظومة، وبينَها حزبُ الله.. رافضاً أن "يجينا رئيس بالخوف والتخويف"، بَدّلَ رئيسُ التيار في قواعدِ الاشتباكِ الرئاسي، وأعلن أنه يفكّرُ جِدّياً في الترشح، في حالِ فَشَلِ مساعيه في الشراكةِ الرئاسية.. وقالَ إنه لن يَحسِبَها بمعدلاتِ الرِبحِ والخَسارة أما في حالِ رُفضت كلُ مساعيه وتأكّدت نوايا الإقصاء، فهو سوفَ يَذهب إلى الممانعةِ السياسية الشرسة وكلُ التقديرات تُرجّح الخِيارَ الأخير لجبران باسيل والقتالَ سياسياً حتى آخِرِ عنصرٍ في التيار وفي موزاةِ تهديدِ رئيسِ التيار بتفجيرِ نفسِه مرشّحاً في سباقِ الرئاسة.. فإنّ خِطابَهُ لم يَلْقَ أيَ ردودِ فعل، سَواءٌ سلبية أو إيجابية من الخصوم فيما لفتَ أنّ رئيسَ تيارِ المردة سليمان فرنجية ردَّ على مُسيّرةِ باسيل "باستطلاعٍ جوي عَبْرَ كاميرا الدرون"،.. جالَ بها معَ عقيلته ريما فوقَ أخضر بنشعي وفي غابةٍ خلاّبة.. والتَقطت كاميرتُه صُوراً من الطبيعة.. متفادياً الردَّ على تصريحاتٍ جاءت خلافاً للطبيعةِ السياسي.

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

بما التزمت به الشركاتُ المنقبة عن الغاز والنفط في مياه لبنان ألزَمت نفسَها بتطبيقِه خلال التوقيع على تعديلاتِ اتفاقيات ِالاستكشافِ والانتاج ِفي البلوكين 4 و9 وانضمام شركة قطر للطاقة الى تجمع توتال انرجيز الفرنسية و إيني الايطالية..

خلال جدولٍ استكشافيٍ من اثني عشر شهراً ابتداءً من شباطَ المقبل من المفترض ان يتلمسَ اللبنانيون حركة في بحرهم محاطة بأمرين : اولا باتفاق ترسيم ٍفرضَه لبنانُ بقوةِ موقفهِ الرسمي ومعادلات ِمقاومته ِلحماية ِحقوقِهِ النفطية ِمن الاطماع الصهيونية، وثانياً بما تتوقعُه الشركاتُ المستكشِفة من مخزون ٍكبير ٍمن الغازِ يشكلُ حاجة لاوروبا بعد فقدانِها الغازَ الروسي َجراء َتورطِها بالحرب ِالاوكرانية ِضد َموسكو.

واذ دخلَ لبنانُ اليوم َمرحلةً جديدة ًفي مسار ِاستكشافِ غازِه فإن اسئلة ًعدة ًتَطرحُ نفسَها في ظلِ ما يمر ُبه البلد ُمن ازمات ٍاقتصادية ٍوسياسية : ماذا عن احترامِ الجداول الزمنية المتفق عليها للاستكشاف والاستخراج ؟ وهل ستكون الشركات في حِلٍّ من الضغوط الاميركية؟.

وفي الاسئلة الداخلية التي لا تَقِلُ اهمية ً: اي لبنان ٍسياسي ٍسيواكب هذه المرحلة؟ وفي اي ِشكلٍ دستوري ٍومؤسساتي؟ واي منظومة ٍمصرفية ٍستديرُ اموال َالنفط ِوالغاز ِمستقبلاً؟

المخاوفُ لا شك َكبيرة ٌمن ان يٌفرَضَ على لبنان فصل ٌعامودي ٌبين َمساريه الداخلي ِوالنفطي، بحيث يبقى البلد ُتحت َالحصار ِوالافقار ِفيما تكون ُاولوية الاستفادة ِمن الغاز لطلبات ِالخارج..

في كل ِالسيناريوهات فان قدرة َلبنانَ على حماية ِحقوقِهِ قائمة ٌوتتعزز وما ينقص هو الكلمة الجامعة لانتخاب ِرئيس ٍللجمهورية ِباسرع ِوقت ٍيكون ُشريكا ًفي مهمة ِمواجهة ِأي ِنوايا عَدائيةٍ او استغلالية ٍمتطرفة ٍلثروات البلد.. وفي الاستحقاق الرئاسي، وزع َرئيس ُالتيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في اطلالتِه اليوم الرسائل َفي اتجاهات ٍعدة واصفا ًقائد َالجيش بمرشح الحاجة ِالامنية، وممهداً لترشيح ِنفسِه في حال لم تصل المساعي لانتخاب ِرئيس ٍيُشبهُ تيارَه…

الى النكبات السياسيةِ والامنية ِالصهيونية ِامام عمليات ِالمقاومة الفلسطينية في القدس المحتلة حيث بدا منسوب الانكسار ِكبيرا ًجدا ًداخل َحكومة بنيامين نتنياهو وذلك من خلال ما اتخذتهُ من اجراءات ٍتؤكد ُهروبَها من التورِط بأي تصعيد مع الفلسطينيين وايضاً عبر َزج ِجيشِها في شوارع تل ِابيب لمساندةِ الشرطة التي فقدت ثقة َالمستوطنين امنياً..

 

تفاصيل أخبار المتفرقات اللبنانية

هوكشتاين يهنئ لبنان: نرحّب بالاستثمارات الجديدة بقطاع الطاقة

تويتر/29 كانون الثاني/2023

غرّد المنسق الرئاسي الأميركي الخاص لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين عبر حسابه على “تويتر”، قائلًا: “تهانينا لبنان على انضمام qatarenergy إلى eni وTotalEnergies، نرحب بالاستثمارات الإضافية الجديدة في قطاع الطاقة في لبنان”، معتبرًا أنه “مثال آخر على التقدم المحرز في الاتفاقية البحرية”.

 

“توتال إنرجيز” تكشف موعد بدء التنقيب عن النفط!

صحف/29 كانون الثاني/2023

اكد الرئيس التنفيذي لشركة “توتال إنرجيز” باتريك بويانيه أن الشركة حريصة على بدء العمل في المنطقة التاسعة قبالة سواحل لبنان “في أقرب وقت ممكن”، لافتًا الى أنّ “حفر الآبار سيبدأ في الربع الثالث من عام 2023”. جاءت تصريحات بويانيه خلال مؤتمر صحافي مشترك في السراي الحكومي، خلال حفل توقيع الملحقين التعديليين لإتفاقيّتي الإستكشاف والانتاج في الرقعتين 4 و9 لمناسبة دخول “شركة قطر للطاقة” كشريكة مع “شركة توتال إنيرجيز” الفرنسية وشركة “إيني” الايطالية.

 

الأزمة القضائية في لبنان تشعل انقساماً سياسياً يصل إلى البرلمان

السنيورة يدعو «مجلس القضاء الأعلى» لمعالجة الخلاف بين البيطار وعويدات

بيروت: «الشرق الأوسط»/29 كانون الثاني/2023

تصاعدت الدعوات لمجلس القضاء الأعلى في لبنان؛ لمعالجة الأزمة القضائية الناشئة عن الإجراءات القضائية المتصلة بملف التحقيق بمرفأ بيروت، في ظل انقسام قضائي توسع إلى انقسام سياسي، أدى إلى اصطفافات بين نواب البرلمان. وانفجرت التوترات القضائية عندما وجه المحقق العدلي في الملف القاضي طارق البيطار استدعاءات قضائية، وادعى على شخصيات جديدة، بينها مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات، رغم أن دعاوى المتضررين كفت يد البيطار منذ سنة وأربعة أشهر، مما دفع عويدات، الأربعاء، لاتهام البيطار بأنه يغتصب السلطة. ورد عويدات على البيطار بإجراءات تضمنت إطلاق سراح سائر المحتجزين في الملف. وانقسمت البلاد على مختلف المستويات بين فريقين؛ أحدهما يدعم البيطار، والآخر يدعم مدعي عام التمييز. ونفّذ عدد من الناشطين، أمس السبت، اعتصاماً رمزياً أمام قصر العدل للمطالبة بإقالة عويدات، بغياب أهالي الضحايا. ورفع الناشطون لافتات تطالب بإقالة القاضي عويدات، وبرفع يد السياسيين عن القضاء، وبتوقيع مرسوم التشكيلات القضائية، وبتعديل المواد القانونية التي تقف عائقاً أمام عدالة التحقيق. من جهتهم، نبه أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت في بيان، السبت، لدعوات متقابلة، مؤيدة لعويدات ومعارضة له، ورأوا أنها «تهدف إلى العنف وإراقة الدماء في الشارع». وفي ظل تلك المخاوف، تصاعدت الدعوات لمجلس القضاء الأعلى لمعالجة الأشكال، جاء أبرزها في بيان أصدره رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة، وصف فيه الأزْمة القضائية بـ«الخطيرة وغير المسبوقة»، ورأى أن المواطنين اللبنانيين الصابرين «ينتظرون موقفاً حازماً من مجلس القضاء الأعلى ورئيسه، وهو المرجعية القضائية التي أولاها القانون السهر على حسن سير العمل القضائي وانتظام العمل في المحاكم».

وقال: «لهذا، فإن مجلس القضاء مدعو للاستجابة فوراً لنداء رئيس مجلس الوزراء، من موقعه الدستوري والوطني، وبالتالي الانكباب بكل مسؤولية على معالجة هذه الأزْمة القضائية والوطنية التي خضت وجدان اللبنانيين، وتركت آثاراً سلبية خطيرة على مسيرة الحياة العامة في البلاد». وأضاف: «يكون ذلك بالمسارعة إلى الاجتماع فوراً لإنهاء التباين الحاصل، ومعالجة كل ما نتج من هذه الأزمة القضائية من ذيول ومخاطر، وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح عبر القيام بالدور المنوط به في الحفاظ على العدالة والانتظام العام في الدولة، والالتزام بأحكام الدستور والقوانين النافذة، وبما يسهم في استعادة الثقة بالجسم القضائي، وكذلك في استعادة الثقة والاطمئنان إلى نفوس المواطنين، ولا سيما بما يتعلق بالتشديد على سلامة التحقيق في جريمة تفجير مرفأ بيروت، توصلاً لاكتشاف الحقيقة الكاملة، وكي لا تستمر الأمور نهباً للامبالاة والشعبوية وأصحاب مشاريع تفكيك الدولة اللبنانية ومؤسساتها». وفي السياق نفسه، قال عضو كتلة «اللقاء الديمقراطي» النائب بلال عبد الله، إن «وزارة العدل ومجلس القضاء الأعلى يشكلان المرجع الوحيد لمعالجة الإشكالات والإرباكات القضائية، خارج إطار حسابات ورغبات الكثيرين، في الداخل والخارج على حد سواء، على قاعدة إحقاق العدالة في جريمة العصر في المرفأ». وأضاف: «موقفنا كان ولا يزال مع تأمين كل موجبات الوصول إلى الحقيقة الكاملة، ورفع كافة أنواع الحصانات السياسية والأمنية والقضائية، ونحن باقون على هذا الموقف خارج إطار الاستثمار والتجيير والتمييع».

وتابع عبد الله: «في الإطار المتعلق بالتهجم والتجريح والتهديد، والتمادي بالتطاول على المدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات وما يمثل، إننا ننتمي إلى منطقة، لم تتقوقع يوماً في أطر فئوية، بل أبدعت في عطائها للوطن، وقدمت له خيرة كفاياتها في كل الميادين، وهي لن تسمح أو تقف مكتوفة الأيدي تجاه تطاول واستسهال البعض كيل الاتهامات والتخوين». وقال إن «الجهات الرسمية المولجة معالجة الخلل الحاصل، مطالبة اليوم قبل غد بالبتّ في هذا الملف؛ حفاظاً على آخر حصن للعدالة ومفهوم الدولة، أي القضاء»، مضيفاً: «من يعتقد أنه يمكنه الانقضاض، واستغلال الأزمة القضائية الخطيرة، للنيل من كرامة من يمثل غسان عويدات، فنقول له إنه واهم ومخطئ».

وفي دليل آخر على تطور الانقسامات الشعبية والقضائية والسياسية، انقسم النواب في البرلمان أيضاً؛ فعلى ضفة مؤيدي البيطار، اعتبر النائب إبراهيم منيمنة أن «ما حصل في العدلية هو نوع من انقلاب وتجسيد للتدخل السياسي الذي حذرنا منه، ومن الممكن أن يتحول إلى طائفي». وقال في حديث تلفزيوني: «من الواضح أن هناك تدخلاً سياسياً في قضية انفجار المرفأ، وهناك مسار سياسي ومحاولة لتعطيل القضاء»، لافتاً إلى أن «أي قانون أو ملف يهدد قدرة هذه المنظومة السياسية على ضبط المؤسسات لمصلحتها ستعرقله». ورأى أن «هناك تقاطعاً كبيراً بمجلس النواب، وبين الكتل السياسية، على أهمية قضية انفجار المرفأ، وأن يكون التحقيق فيها علمياً ومحايداً». وانسحبت التباينات على نواب يتقاطعون في ملفات كثيرة، بينهم النائبة حليمة القعقور والنائب وضاح الصادق الذي تحدث عن القعقور من غير تسميتها بالقول: «أنصح بعض زملائي النواب أن ينسوا لبعض الوقت الحسابات المناطقية الانتخابية الضيقة أمام ما نواجه من خطر على مصير البلد. توقّفوا قليلاً عن عدّ الأصوات وفكّروا أكثر كيف ننقذ لبنان». ولم توقع القعقور على البيان الذي أصدره 40 نائباً معارضاً طالبوا فيه، يوم الجمعة، بمحاسبة القاضي عويدات. لكنها أثنت أمس السبت، في بيان، على «موقف الزملاء والزميلات بشأن الانقلاب على التحقيق في جريمة تفجير بيروت، ورفض المساس بالمحقق العدلي، وضرورة محاسبة المدعي العام التمييزي عن خطواته غير القانونية الهادفة إلى دفن التحقيق». وقالت: «أؤكد أن المشكلة هي في تدخل السلطة السياسية بالقضاء، وصولاً إلى تحلل النظام القضائي استتباعاً للانهيار الكامل للدولة بظل هذا النظام».

 

فارس سعيد: حذرنا ونحذر مجددا من وعدم إدراك فعلي لتبدل هوية المنطقة العقارية والسياسية والأمنية

وطنية/29 كانون الثاني/2023 

 غرد رئيس "لقاء سيدة الجبل" فارس سعيد على حسابه في "تويتر": "في الشأن المحلي، يتجسد نفوذ حزب الله كمرجعية خدماتية في منطقة جبيل وكسروان، في المقابل بقاء الأحزاب والشخصيات الأخرى على سرديات الماضي وعدم إدراك فعلي لتبدل هوية المنطقة العقارية والسياسية والأمنية. كنا حذرنا ونحذر مجددا".

 

بو صعب الى واشنطن للقاء مسؤولين في البنك الدولي وآخرين في مجلسي الشيوخ والكونغرس

وطنية/29 كانون الثاني/2023 

غادر نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب لبنان متوجها الى واشنطن في زيارة يتخللها لقاءات عدة مع عدد من المسؤولين في الادارة الاميركية واعضاء من مجلسي الشيوخ والكونغرس، كما مع كبار المسؤولين في البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.  وستشهد الزيارة على بعض الاجتماعات المشتركة والتي سيشارك فيها بوصعب الى جانب النواب: نعمة افرام، ياسين ياسين ومارك ضو.  ومن المتوقع أن يستهل بوصعب يومه الاول من الزيارة بلقاء حواري وعشاء ينظمه القائم بالاعمال في السفارة اللبنانية السيد وائل هاشم، في مبنى السفارة، في حضور المنسق الرئاسي الاميركي الخاص السيد اموس هوكشتين والذي ستكون له كلمة مشتركة مع بوصعب حول المرحلة ما بعد اتفاقية ترسيم الحدود البحرية وانعكاسها على لبنان، في حضور النواب اللبنانيين وعدد من أعضاء مجلسي الشيوخ والكونغرس ومسؤولين من الإدارة الاميركية اضافة الى عدد من المدعويين.

 

هزة ارضية في البحر قبالة اللاذقية شعر بها سكان شمال لبنان

وطنية - المتن/29 كانون الثاني/2023

افاد المركز الوطني للجيوفيزياء في بحنس التابع للمجلس الوطني للبحوث العلمية انه عند الساعة 18،12 بالتوقيت المحلي، وقعت هزة ارضية بقوة 4،4 درجات على مقياس ريختر في البحر قبالة مدينة اللاذقية السورية على بعد 125 كلم من طرابلس ، وشعر  بها سكان شمال لبنان.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

البابا فرنسيس يدين “دوامة الموت”

 روسيا اليوم/29 كانون الثاني/2023

أدان الحبر الأعظم البابا فرنسيس، اليوم الأحد، تصاعد وتيرة العنف بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ودعا الجانبين إلى السعي “الصادق” لتحقيق التهدئة والسلام . وأكد البابا فرنسيس من ساحة القديس بطرس، أن تصاعد وتيرة العنف بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والتي وصفها بـ “دوامة الموت”، تتصاعد يوميا، وتشكل عقبة في طريق تحقيق السلام بين الشعبين. كما تطرّق إلى مداهمة الجيش الإسرائيلي لمخيم جنين، والتي أسفرت عن مقتل 10 فلسطينيين، والرد الفلسطيني الذي أسفر عن مقتل 7 مستوطنين إسرائيليين قرب كنيس يهودي في مدينة القدس. ودعا الحكومتين الفلسطينية والإسرائيلية إلى إيجاد حلول بديلة، والابتعاد عن العنف والتصعيد، والجلوس إلى طاولة المفاوضات، وإيجاد حلول سريعة وصادقة لإحلال السلام بين الطرفين.

 

ضربة جوية استهدفت منشأة عسكرية في مدينة اصفهان تابعة لوزارة الدفاع، ومواقع الحرس، وطهران تعلن إسقاط مسيرات وتتوعد تل أبيب

Iranian military factory hit by ‘unidentified attackers’ in drone strike

Ynetnews & Reuters/January 29/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/115356/iranian-military-factory-hit-by-unidentified-attackers-in-drone-strike-%d8%b6%d8%b1%d8%a8%d8%a9-%d8%ac%d9%88%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d9%87%d8%af%d9%81%d8%aa-%d9%85%d9%86%d8%b4%d8%a3%d8%a9/

وكالات/الشرق الأوسط/29 كانون الثاني/2023

أعلنت إيران أن دفاعاتها أحبطت هجوماً بطائرات مسيرة انتحارية تحمل متفجرات، على أحد مصانع الذخيرة التابعة لوزارة الدفاع في وسط مدينة أصفهان بالقرب من أكبر منشأة لتخصيب اليورانيوم، في وقت نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مسؤولين أميركيين ومصادر مطلعة قولهم إن إسرائيل وراء الضربة السرية، في أحدث هجوم يستهدف المنشآت الإيرانية الحساسة، وسط تصاعد التوترات الإقليمية والدولية التي تجتاح إيران.

وقالت وزارة الدفاع الإيرانية في بيان رسمي إن الهجوم نفذته ثلاث مسيرات صغيرة الحجم من نوع «كوادبتر»، فيما أشارت قنوات تابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني إلى سقوط أربع مسيرات «كوادبتر» أطلقت من بعد قليل. ولم تُفصح وزارة الدفاع الإيرانية عن أي معلومات بشأن من يُشتبه في أن يكون مُنفذ الهجوم، الذي جاء إثر اندلاع حريق بمصفاة للتكرير بصورة منفصلة في شمال غربي البلاد، مع زلزال قوته 5.9 درجة ضرب المنطقة المجاورة، مما أسفر عن مصرع ثلاثة أشخاص.

وقال محمد رضا جان نثاري، نائب الشؤون السياسية والأمنية لحاكم أصفهان في تصريح متلفز إنّ الهجوم «لم يُسفر عن إصابات»، مضيفاً أنّ تحقيقاً فُتح لتحديد أسبابه.

وأوضح بيان وزارة الدفاع الإيراني، الذي تناقلته وسائل الإعلام الرسمية: «أصاب الدفاع الجوي واحدة من (الطائرات المسيرة)... ووقعت الطائرتان الأخريان في فخاخ دفاعية وانفجرتا. ولحسن الحظ لم يتسبب هذا الهجوم الفاشل في خسائر في الأرواح وألحق أضراراً طفيفة بسقف المصنع». وقال البيان: «الهجوم لم يؤثر على منشآتنا ومهماتنا... ولن يكون لمثل هذه الإجراءات العمياء تأثير على استمرار مسيرة تقدم البلاد».

ووفق وكالة «إرنا»، لم تتضرر إحدى هاتين المسيّرتين كثيراً و«تم تسليمها إلى قوات الأمن المتمركزة في المجمّع». وأضاف أنّ الهجوم لم يتسبب بوقوع إصابات وإنّما أحدث فقط «أضراراً طفيفة في سقف أحد المباني».

وكانت وكالات أنباء إيرانية قد أفادت في وقت سابق بوقوع الانفجار القوي وبثت تسجيلاً مصوراً يسمع فيه صوت انفجار من ارتطام جسم طائر بأرض المصنع الذي قيل إنه مستودع ذخيرة، وشوهدت عربات طوارئ وعربات إطفاء خارج المصنع، على طول طريق السريع المزدحم، الذي يتجه إلى الشمال الغربي من أصفهان، وهي إحدى الطرق العديدة التي يسلكها السائقون ذهاباً إلى مدينة قُم والعاصمة طهران. وقد وقف حشد صغير متجمهراً بالقرب من موقع إطلاق النار المضادة للطائرات، يراقبون انفجاراً وشظايا تضرب مبنى مظلماظة.

وفي هذا الصدد، ذكرت وكالة «أسوشييتد برس» أن المعطيات تتوافق مع موقع في شارع «مينو» شمال غربي أصفهان بالقرب من مركز تسوق يحتوي على سجاد ومتجر للإلكترونيات. ونقلت وكالة «مهر» الحكومية عن مدير خلية الأزمة في محافظة أصفهان، منصور شيشة فروش أنه «سمعت أصوات غير معروفة في شارع الخميني ويتم التحقق من أسبابها». ويسمع أحدهم يقول: «يا إلهي! تلك كانت طائرة مسيرة، أليس كذلك؟ نعم، لقد كانت طائرة مسيرة». وقد فر من كانوا هناك بعد الضربة. وقبل أن يصدر بيان وزارة الدفاع الإيرانية، أكدت وكالتا «فارس» و«تسنيم»، التابعتان لـ«الحرس الثوري» وقوع الانفجار، لكنها وصفتا الأوضاع في المدينة بـ«العادية».

* «الحرس» يقر باستهداف ورشة مسيرات

وانتشرت عدة مقاطع فيديو بسرعة البرق على شبكات التواصل تظهر وقوع انفجارين ضخمين في المنشأة الواقعة قرب طريق سريع في ضواحي أصفهان. ويسمع من الفيديوهات صوت الدفاعات الجوية. وعكس إحدى المقاطع انفجاراً هائلاً وتصاعد عمود من النار. لم تذكر السلطات تفاصيل عن نشاط الموقع المستهدف والواقع شمال مدينة أصفهان الكبيرة، لكن قناة «صابرين نيوز» من المنابر الدعائية لـ«الحرس الثوري» على شبكة «تلغرام»، قالت في منشور لها إن الهجوم «استهدف ورشة لتجميع المسيرات». وبعد ساعات، أفادت قنوات «الحرس الثوري» على «تلغرام» في رسالة نشرت في توقيت متزامن أن «المعلومات تفيد أن عدة مسيرات انتحارية صغيرة الحجم، تحمل كل منهما كيلوغرامين من مادة آر - دي - إكس المتفجرة، أقلعت على مسافة نحو كيلومتر واحد، وأصاب إحداها مخازن الذخائر في أصفهان». ونشرت بعض قنوات «الحرس» رسالة كتب فيها إن «الرد سيكون بسقوط مسيرات انتحارية عن سفن إسرائيلية».وتعرضت إيران لهجمات مماثلة في السابق، وحمل هذا الهجوم نقاط تشابه مع الهجوم الذي استهدف منشأتي بارشين للأبحاث العسكرية، وكذلك ورشة لتجميع أجهزة الطرد المركزي في كرج، وهجوم استهدف منشأة نطنز النووية قبل عامين. وشكلت تلك الهجمات سجالاً داخلياً حول اختراق إسرائيل للداخل الإيراني، وانتقد مسؤولون كبار ما وصفوه بـ«التلوث الأمني».وفي محاولة لرفع معنويات الأجهزة الداخلية، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان: «تعمل أجهزتنا بقوة لتحقق أقصى مستويات الأمن في البلاد».

نجاح هائل رغم مزاعم إيران»

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مسؤولين أميركيين وأشخاص مطلعين أن إسرائيل نفذت ضربة سرية بطائرة مسيرة ضد مجمع عسكري في أصفهان، حيث تبحث الولايات المتحدة وإسرائيل عن طرق جديدة لاحتواء طموحات طهران النووية والعسكرية. ورفض المسؤولون الإسرائيليون التعليق على الهجوم. نادراً ما يعترف المسؤولون الإسرائيليون بالعمليات التي تقوم بها الوحدات العسكرية السرية في البلاد أو جهاز الموساد. لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي عاد مؤخراً إلى رئاسة الوزراء، كان لفترة طويلة يعتبر إيران التهديد الأكبر الذي يواجه بلاده. في هذا الصدد، نقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» عن مصادر المخابرات الغربية والمصادر الأجنبية، أن «هجوم المسيرات على إيران في أصفهان حقق نجاحاً هائلاً رغم المزاعم الإيرانية». وأكدت الصحيفة أن معظم الاستخبارات الغربية والمصادر الإيرانية نسبت الفضل إلى الموساد بسبب الهجمات الناجحة المماثلة التي كان قد نفذها الموساد في الماضي مثل قصف منشأة نطنز النووية الإيرانية في يوليو (تموز) 2020. ومرفق نووي مختلف في نطنز في أبريل (نيسان) 2021. ومنشأة نووية أخرى في كرج في يونيو (حزيران) 2021 وتدمير نحو 120 طائرة إيرانية من دون طيار أو أكثر في فبراير (شباط) 2022. بدوره، نفى مسؤول أميركي للإذاعة الإسرائيلية قيام قوات عسكرية أميركية بشن ضربات داخل إيران، وأضاف: «نراقب الوضع عن كثب بعد الهجوم على مستودع أسلحة في أصفهان». وصرح خبير أمني في الشؤون الإيرانية للإذاعة بأن «الطائرات من دون طيار وتسمى (كوادكوبتر) لأن لديها أربع دوارات، ولديها مدى طيران قصير، وبما أن أصفهان موجودة في العمق الإيراني بعيداً عن الحدود الدولية، فإن الاعتقاد الأقرب إلى المنطق، هو أن الطائرات المسيرة التي نفذت الهجوم يوم السبت أقلعت من داخل إيران. وهذه أول ضربة إسرائيل لمنشآت إيرانية، في ظل حكومة بنيامين نتنياهو الذي شهدت بلاده قبل أيام أضخم مناورات أميركية - إسرائيلية على الإطلاق، في خضم التوترات مع إيران. وشارك فيها الآلاف من الجنود، وسفن وقاذفات نووية للتدريب على السيناريوهات المتعددة. وتعيد العملية للأذهان سلسلة العمليات التي جرت في إيران بين عامي 2009 و2021، وكان أبرزها نقل الأرشيف النووي الإيراني من طهران إلى تل أبيب، في عملية معقدة سبقت الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي.

*أوكرانيا تربط الهجوم بدور إيران

وقال عبد اللهيان خلال مؤتمر صحافي مع نظيره القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني اليوم (الأحد): «وقع اليوم عمل جبان لجعل إيران أقل أمناً»، مضيفاً أن «مثل هذه الأفعال لا يمكن أن تؤثر على إرادة خبرائنا لتطوير الطاقة النووية السلمية». في غضون ذلك، حذر أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي للرئيس الإماراتي، على شبكة الإنترنت من أن هجوم أصفهان يمثل حدثاً آخر في «التصعيد الخطير الذي تشهده المنطقة راهناً». وقد استهدفت الإمارات بهجمات صاروخية وهجمات بطائرات مسيرة خلال العام الماضي، تبناها المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران. وغرد قرقاش على «تويتر»، قائلاً: «لا يصُب ذلك في مصلحة المنطقة ومستقبلها. ورغم أن المشاكل في المنطقة مُعقدة، فإنه لا بديل عن الحوار». وفي أوكرانيا، التي تتهم إيران بتزويد روسيا بالمئات من الطائرات المسيرة لمهاجمة أهداف مدنية في مدن بعيدة عن جبهة القتال، قال مستشار بارز للرئيس الأوكراني إن ما حدث في إيران له صلة مباشرة بالحرب في بلاده. واعترفت إيران بإرسال طائرات مسيرة إلى روسيا لكنها تقول إنها وصلتها قبل أن تبدأ موسكو غزو أوكرانيا العام الماضي. وتنفي موسكو استخدام قواتها طائرات مسيرة إيرانية في أوكرانيا رغم إسقاط عدد منها وانتشال بقاياه هناك. وقال مخايلو بودولياك في «تغريدة»: «منطق الحرب لا يرحم وفتاك. يحاسب المسؤول والمتواطئ بحزم... ليلة متفجرة في إيران... إنتاج مسيرات وصواريخ ومصاف نفطية. حذرناكم».

 

رجوي تطالب بطرد نظام الملالي من “التعاون الإسلامي”

بروكسل، عواصم – وكالات/29 كانون الثاني/2023

جددت الرئيسة المنتخبة من المقاومة الايرانية مريم رجوي دعوتها الى دول المنطقة لتشكيل جبهة مشتركة ضد نظام ولاية الفقيه في ايران، قائلة في كلمة موجهة عبر الفيديو إلى مؤتمر نظمته لجنة التضامن العربي الإسلامي مع المقاومة الإيرانية في بروكسل إنه “منذ سنوات طويلة ونحن ندعو دول المنطقة إلى إقامة جبهة مشتركة ضد نظام ولاية الفقيه، يعتبر الشعب الإيراني ومقاومته جزءًا ضروريًا مهمّا فيها”، مؤكدة أهمية الخطوة لتخليص إيران والمنطقة من شر التطرف الديني والإرهاب وإثارة الحروب. وأوضحت أن الشعب الإيراني لن یصل إلی الحرية والديمقراطية ما لم يسقط نظام الملالي، ولن تنال المنطقة والعالم السلام والطمأنينة إلا إذا تم استهداف مركز التطرف، المتمثل بنظام الولي الفقيه، مشددة على بديل النظام الذي يمثله المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ونضاله المستمر منذ عقود من أجل إيران حرة وبناء علاقات الصداقة والأخوة والسلام في المنطقة والعالم. وطالبت دول المنطقة بإدانة قتل وتعذيب وقمع المنتفضين في إيران والاعتراف بنضال الشعب الإيراني لإسقاط النظام، والتأكيد علی شرعية نضال الشباب الثوار ضد قوات الحرس وحقهم في الدفاع عن أنفسهم، وطرد نظام الملالي من منظمة التعاون الإسلامي، وقطع علاقات الدول العربية والإسلامية معه. وشارك في المؤتمر شخصيات عربية من فلسطين والأردن ولبنان واليمن والعراق وتونس والجزائر وموريتانيا والسودان بالإضافة إلى قادة المعارضة السورية، حيث حذر المشاركون من الدور الذي يلعبه حكم الولي الفقيه في زعزعة استقرار دول المنطقة، وأكدوا وقوفهم الى جانب الانتفاضة باعتبارها امتدادا للمقاومة المستمرة منذ أربعة عقود.

 

القيادة الفلسطينية تحمّل إسرائيل مسؤولية التصعيد وتحذّر من تدهور في المنطقة كلها

تأهب واستنفار وغضب ورعب في القدس... {المنفذ الأول بارع والثاني طفل}

رام الله: كفاح زبون/الشرقالأوسط/29 كانون الثاني/2023

فتح فلسطيني، في الثالثة عشرة من عمره، النار على مستوطنين في القدس، أمس السبت، في هجوم ثانٍ في المدينة خلال أقل من 24 ساعة، وأصاب اثنين من المستوطنين (في حالة خطيرة)، قبل أن يصيبه أحد المستوطنين في المكان بجروح خطيرة. وقالت خدمة الإسعاف الإسرائيلية إن اثنين من اليهود أُصيبا بجروح خطيرة في هجوم إطلاق نار قرب بلدة سلوان في البلدة القديمة في القدس، أحدهما عمره 45 عاماً، ونجله الذي يبلغ 22 عاماً. وجاءت العمليتان بعد قتل إسرائيل 10 فلسطينيين في هجوم دامٍ على جنين يوم الخميس أوقف معه الرئيس الفلسطيني محمود عباس التنسيق الأمني في أعقاب اجتماع طارئ للقيادة الفلسطينية. واجتمع عباس السبت مجدداً بالقيادة الفلسطينية التي حمّلت «حكومة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن التصعيد الخطير الذي وصلت إليه الأوضاع بسبب جرائمها التي وصلت إلى 31 شهيداً خلال الشهر الحالي، واستمرارها في ممارساتها الاستيطانية الاستعمارية، وضم الأراضي، وهدم البيوت، والاعتقالات، وسياسات التطهير العرقي والفصل العنصري، واستباحة المقدسات الإسلامية والمسيحية والاقتحامات للمسجد الأقصى». وقالت القيادة الفلسطينية في بيان إن «هذه السياسات هي نتاج لتنصّل حكومة الاحتلال الإسرائيلي من الالتزام بتطبيق الاتفاقيات الموقّعة وانتهاكها قرارات الشرعية الدولية». وحذرت «حكومة الاحتلال من الاستمرار بهذا النهج الذي سيؤدي إلى المزيد من التدهور، ما يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة كلها».ودعت القيادة الفلسطينية، المجتمع الدولي والإدارة الأميركية إلى «إلزام حكومة الاحتلال الإسرائيلي بوقف أعمالها أحادية الجانب، الأمر الذي يشكل المدخل العملي لإعادة الاعتبار للمسار السياسي بما يؤدي إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين على حدود عام 1967 بما فيها القدس الشرقية»، مؤكدةً «تمسكها بقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية».

وأكدت القيادة الفلسطينية، «الاستمرار في تطبيق القرارات التي اتخذتها في اجتماعها يوم الخميس الماضي، ومواصلة العمل مع الجهات الدولية، والعربية من أجل توفير الدعم، والإسناد، والحماية الدولية، وصولاً لنيل شعبنا حقوقه المشروعة كاملةً».

كما أكدت، «أهمية الاستجابة العاجلة لدعوة الرئيس عباس إلى الحوار الوطني الشامل، من أجل تحصين الجبهة الداخلية، وتعزيز الموقف السياسي، وتوحيده لمواجهة التحديات التي تعصف بقضيتنا وشعبنا». وجاء الهجوم الجديد في ظل حالة تأهب إسرائيلي غير مسبوقة، بعدما قتل فلسطيني 7 إسرائيليين قرب كنيس يهودي في المدينة يوم الجمعة. وأمر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هيرتسي هاليفي، أمس (السبت)، بتعزيز القوات العسكرية في الضفة الغربية، في حين قرر قائد الشرطة كوبي شبتاي رفع درجة الجهوزية والاستعداد في القدس إلى أعلى مستوى.

وشدد هاليفي وشبتاي على «زيادة اليقظة ورفع حالة التأهب وزيادة القوات» على طول خط التماس بين الضفة الغربية وإسرائيل وفي القدس. وأوعز هاليفي كذلك بعد جلسة تقييم أمنية، شارك فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بالاستعداد «لسيناريوهات تصعيد محتمل» في المنطقة بعد العملية التي نفذها الشاب خيري علقم (21 عاماً) من سكان الطور شرق القدس، واتضح للشرطة الإسرائيلية أنه من دون سوابق أمنية. وفي إطار التأهب، دعت الشرطة الإسرائيلية، الإسرائيليين إلى حمل أسلحتهم للتصدي لأي هجمات محتملة. لكن تنفيذ العملية في ظل كل هذا التأهب، أشعل غضب المستوطنين في المدينة الذين هاجموا العرب عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وكتبوا: «اهدموا بيوتهم» و«شردوهم». وخاطبوا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: «لا ترحمهم أو استقل». وكتب مراسل صحيفة «يديعوت أحرونوت» في القدس: «العاصمة تعيش حالة رعب». بينما أفاد مراسل «إذاعة كان»، بأن اليهود يشتكون من انعدام الأمن في القدس. وقال: «العملية نفذت على الرغم من أن قوات الشرطة منتشرة في كل مكان». وكان المستوطنون الغاضبون قد هاجموا نتنياهو ووزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، بعد وصولهما إلى مكان عملية السبت، وقالوا للوزير: «هذه العملية في رقبتك الآن وفي ولايتك»، ورد عليهم: «الموت للإرهابيين». وبدأت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية عملية تحقيق واسعة حول العمليتين، الأولى والثانية، بعدما تبين أن جد المنفذ الأول، واسمه أيضاً خيري علقم، قُتل على يد مستوطن عام 1998، وبسبب شكوك حول تخطيط مبيت للعملية، ظهر مع استخدام محترف للمسدس الوحيد الذي كان بيده.

ووقعت العملية الأولى التي وصفها الإعلام الإسرائيلي بالهجوم «الأكثر دموية منذ عام 2011»، (حين نفذت عملية أدت لمقتل 8 إسرائيليين في مدرسة دينية)، أمام كنيس يهودي في الحي الاستيطاني «نيفه يعقوب»، ومحيط الكنيس، وصولاً لمفترق بيت حنينا.

وقال قائد الشرطة الإسرائيلية، كوبي شبتاي، إن منفذ العملية تصرف بمفرده، ونفذ العملية بمسدس. وأظهر التحقيق أنه وصل بسيارته إلى المكان، ونزل ثم بدأ في إطلاق النار على المارة على بعد 100 متر من الكنيس، ثم تقدم نحو الكنيس وأطلق النار على مزيد من المارة، ثم عاد إلى مركبته، وعلى بعد أمتار قليلة خاض اشتباكاً مع أفراد الشرطة الإسرائيلية ثم قضى.

 

هجمات في إيران حملت بصمات إسرائيلية في خضم أزمة نووية

لندن/الشرق الأوسط/29 كانون الثاني/2023

استهدفت طهران، بغارات، طائرات مسيرة، يُشتبه بأنها إسرائيلية، في خضم حرب خفية مع منافستها في الشرق الأوسط، خصوصاً مع انهيار الاتفاق النووي مع القوى العالمية. ووقع عدد من الانفجارات والحرائق حول منشآت عسكرية ونووية وصناعية إيرانية في السنوات القليلة الماضية. وأثارت الانفجارات المخاوف في بعض الأحيان، وذلك في ظل حالة التوتر مع إسرائيل والولايات المتحدة بشأن برنامج إيران النووي. وتهدد إسرائيل، منذ وقت طويل، بالقيام بعمل عسكري ضد إيران، إذا فشلت المحادثات غير المباشرة بين واشنطن وطهران في إنقاذ الاتفاق النووي المبرم عام 2015.

وزادت الهجمات، بعدما دخلت المواجهة بين البلدين مرحلة جديدة، في أعقاب مقتل العقل المدبر لبرنامج التسلح النووي الإيراني، بحسب الأجهزة الغربية، نائب وزير الدفاع الإيراني لشؤون الأبحاث، محسن فخري زاده، نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، في هجوم استخدِم فيه، بحسب طهران، مدفع رشّاش يجري التحكّم به عبر الأقمار الصناعيّة.

وفيما يلي أبرز الهجمات على منشآت إيرانية يُشتبه بوقوف إسرائيل وراءها:

* أبريل (نيسان) 2021. استهدف هجوم غامض صالة لأجهزة الطرد المركزي من الجيل الأول في منشأة نطنز، ما أدى إلى تعطيل جميع الأجهزة، وتضرر دائرة الكهرباء. واتهمت طهران أحد التقنيين الإيرانيين بالعمالة لإسرائيل، وزرع قنبلة في الصالة الواقعة تحت الأرض. وكان هذا ثاني هجوم تتعرض له نطنز خلال عامين، بعد انفجار في صالة فوق الأرض. ورداً على ذلك، أعلنت طهران أنّها بدأت إنتاج يورانيوم مخصّب بنسبة 60 في المائة في موقع نطنز، مقتربة من عتبة 90 في المائة اللازمة لصنع قنبلة ذرّية.

* يونيو (حزيران) 2021، استهدف هجوم بطائرة من طراز «كوادكوبتر» منشأة «تيسا» لتجميع أجهزة الطرد المركزي في مدينة كرج، غرب العاصمة طهران، ونسبته إيران إلى إسرائيل. ورداً على الخطوة، أعلنت إيران عن افتتاح ورشة جديدة لأجهزة الطرد المركزي في أصفهان، كما أوقفت كاميرات المراقبة الدولية.

* منتصف فبراير (شباط) 2022. استهدفت 6 مسيرات انتحارية إسرائيلية قاعدة تابعة لـ«الحرس الثوري»، ما أسفر عن تدمير أسطول كامل من مئات المسيرات الإيرانية في منطقة ماهيدشت بمحافظة كرمانشاه. وقال «المجلس الأعلى للأمن القومي» إن «خزاناً للوقود انفجر في القاعدة التابعة للحرس الثوري الإيراني». ولاحقاً، أطلقت إيران 10 صواريخ باليستية على فيلا في محيط مطار أربيل، وزعمت أنها مقر للقوات الإسرائيلية.

* مايو (أيار) 2022، تعرضت منشأة «بارشين» العسكرية الحساسة في جنوب شرقي طهران لهجوم بطائرة مسيرة. وقال مسؤولون أميركيون لصحيفة «نيويورك تايمز» إن طائرة مسيرة انتحارية انفجرت في مبنى تستخدمه وزارة الدفاع الإيرانية لتطوير المسيرات. وأُعلن لاحقاً عن مقتل مهندس.

وقالت المصادر الإيرانية المطلعة إن طائرة مسيرة من طراز «كوادكوبتر» انطلقت من على مقربة من قاعدة بارشين العسكرية. وقال شبتاي: «إن المنفذ أطلق النار على المستوطنين من مسافة قريبة جداً». وأكدت وسائل إعلام عبرية، السبت، أن المؤسسة الأمنية بدأت التحقيق، «في المهارة التي أظهرها علقم، في إطلاق النار». وقال موقع «واللا» العبري، إن هناك شكوكاً أمنية بأنه قد يكون قد تلقى تدريباً على السلاح. وقالت «القناة 13» إن منفذ العملية «أظهر احترافية لافتة، وأصاب أهدافه بصورة دقيقة». ويجري البحث في إمكانية تلقي علقم مساعدة، أو مشاركة نواياه مع آخرين. واعتقلت الشرطة الإسرائيلية 42 فلسطينياً من القدس في إطار التحقيق المفتوح، بينهم أكثر من 15 فرداً من أفراد عائلة علقم، بينهم والداه، بعد أن اقتحمت قوات كبيرة منزلهم واعتدت على أفراد العائلة واحتجزتهم وأخضعتهم لتحقيقات ميدانية، ثم اعتقلت 15 منهم.وقرر المفتش العام للشرطة الإسرائيلية، كوبي شبتاي، تعزيز وجود وحدة «اليمام» للعمليات الخاصة في مدينة القدس بعدما رفع حالة التأهب إلى أعلى مستوى. وأججت العملية الثانية أمس (السبت) مخاوف إسرائيلية من تصعيد داخلي، في قلب إسرائيل، وليس عبر صواريخ من قطاع غزة أو عمليات في الضفة.

ووضع رئيس الحكومة نتنياهو،على أجندة اجتماع المجلس الوزاري الأمني المصغّر «الكابنيت» مساء السبت، 5 مقترحات رداً على عمليتي القدس اللتين نفذهما فلسطينيان من المدينة وتسببتا في قتل وجرح إسرائيليين.

وقال مصدر سياسي رفيع لوسائل إعلام إسرائيلية: «إن الرد الإسرائيلي على عمليتي نفيه يعكوف وسلوان سيكون سريعاً وقاسياً». وأضاف: «من المواضيع المطروحة تكثيف وجود القوات العسكرية في الميدان، وسد منازل الإرهابيين فوراً، واعتقال أفراد عائلاتهم، والعمل على سن قانون يتيح إبعاد الإرهابيين بمن فيهم سكان القدس وأبناء عائلاتهم. كما يتم البحث في تعجيل الإجراءات الضرورية لإصدار تصاريح حمل السلاح للمواطنين (الإسرائيليين)».

 

قتيلان ومئات الجرحى جراء زلزال بقوة 5.9 درجات ضرب إيران

لندن/الشرق الأوسط/29 كانون الثاني/2023

قُتل شخصان على الأقلّ وأصيب مئات آخرون جرّاء زلزال بقوّة 5,9 درجات ضرب مساء أمس (السبت) شمال غرب إيران قرب الحدود مع تركيا. وذكر مركز رصد الزلازل في جامعة طهران، أنّ الزلزال ضرب مدينة خوي في محافظة أذربيجان الغربيّة الإيرانيّة (شمال غرب) الساعة 21,44 (18,14 بتوقيت غرينتش).

ونقلت ، وكالة الأنباء الرسميّة الإيرانيّة (إرنا) عن محافظ أذربيجان الغربيّة محمد صادق معتمديان قوله، إنّ "هذا الزلزال تسبّب حتّى الآن في إصابة 580 شخصاً ومقتل اثنين" آخرين. وأضاف: "وزير الداخليّة ورئيس جمعيّة الهلال الأحمر في طريقهما إلى خوي". تقع إيران فوق الكثير من الصفائح التكتونيّة الرئيسيّة وهي عرضة لنشاط زلزالي متكرّر. في 18 يناير (كانون الثاني)، ضرب زلزال بقوّة 5,8 درجات بالقرب من خوي وخلف مئات الجرحى. وفي فبراير (شباط) 2020، قُتل تسعة أشخاص إثر زلزال بقوّة 5,7 درجات هزّ قرية حبش عليا في غرب البلاد على الحدود مع تركيا. لكنّ الزلزال الأكثر دمويّة في تاريخ إيران الحديث وقع عام 1990 وبلغت قوّته 7,4 درجات وقد أودى بحياة 40 ألف شخص في شمال البلاد، وأدّى إلى إصابة 30 ألف شخص وتشريد نصف مليون آخرين.

 

فرنسا «قلقة» من مسار الأحداث في إيران

تعدد الملفات الخلافية بين الغرب وطهران يجعل إطلاق الرهائن أمراً مستبعداً حالياً

باريس: ميشال أبونجم/الشرق الأوسط/29 كانون الثاني/2023

تَجَمَّعَ العشرات أمس في «ساحة حقوق الإنسان» الواقعة في محلة التروكاديرو في باريس للتعبير عن دعمهم لمن تسميهم الحكومة الفرنسية «رهائن دولة» للمطالبة بإطلاق سراحهم فوراً، بعدما تنامى القلق بشأن مصير المواطنين الفرنسيين السبعة - ومنهم مزدوج الجنسية - المحتجزين منذ فترات متفاوتة في السجون الإيرانية، وأبرزها سجن إيفين القريب من طهران. وجاء التجمع بناءً على دعوة من عائلات الرهائن واللجان الداعمة لهم، وعلى وجه الخصوص من عائلات فاريبا عادلخواه، الباحثة الأكاديمية الفرنسية ــ الإيرانية، والنقابية سيسيل كوهلر التي أرغمت على الاعتراف مع زوجها بأنها عميلة للمخابرات الخارجية الفرنسية، وبنجامين بريير، المحتجز في إيران منذ عام 2020 بتهمة التجسس. وفي البيان المشترك الصادر عن الأهالي ولجان الدعم ورابطة حقوق الإنسان في فرنسا جاء أن «تهماً مزيفة» قد سيقت بحق الرهائن المعتقلين بشكل «اعتباطي» وهم «محرومون من أبسط الحقوق البدائية وأولها المحاكمة العادلة». وأشار البيان إلى «الظروف غير الإنسانية» التي يعانون منها في المعتقلات، ومن حرمانهم من التواصل مع عائلاتهم، فيما عدد منهم موجود في الحبس الانفرادي بما لذلك من تأثير كبير على صحتهم الجسدية والنفسية. ودعا البيان إلى الإفراج الفوري عن كافة الرهائن «لأنهم أبرياء، ولزيف التهم الملصقة بهم».

وهذا التجمع ليس الأول من نوعه، وأحد أغراضه الضغط على الحكومة الفرنسية للتحرك على جميع المستويات من أجل إعادة مواطنيهم إلى بلادهم. بيد أن جهود الحكومة لم تفلح حتى اليوم رغم التواصل غير المنقطع بين باريس وطهران وآخره الاتصال الهاتفي بين وزيرة الخارجية كاترين كولونا ونظيرها الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وفي أثناء كل اتصال، تكرر باريس المطلب نفسه وهو الإفراج «الفوري» عن جميع الرهائن الذين تعدّهم «رهائن دولة». وبما أن فرنسا ليست وحدها في هذا الوضع، فإن باريس تسعى لتعبئة الدول الأوروبية المعنية وذلك في بحثها عن «رافعة» لمفاقمة الضغوط على طهران، وهو ما طالبت به كولونا في آخر اجتماع لوزراء الخارجية الأوروبيين يوم الاثنين الماضي. وهناك 40 رهينة أوروبية في أيدي الأجهزة الأمنية. وإحدى الصعوبات التي يواجهها الغربيون أن اتصالاتهم محصورة بوزارة الخارجية. والحال، وفق مصادر واسعة الاطلاع على الأوضاع الداخلية في إيران، يقول إن الخارجية «ليست الجهة الصالحة للبت بموضوع الرهائن»، بل «الحرس الثوري»، وبالتالي ينحصر دور الدبلوماسية الإيرانية في نقل الرسائل. وترى هذه المصادر أن تعدد الملفات الخلافية «البرنامج النووي، القمع الدموي للحركات الاحتجاجية، دعم روسيا عسكرياً في حربها على أوكرانيا...» بين باريس والعواصم الأوروبية الأخرى وإيران يجعل إطلاق سراح الرهائن أمراً مستبعداً في الوقت الحاضر. وعلى أي حال، فالرأي السائد في باريس المستند إلى تجربة فرنسا التاريخية وتجارب عواصم غربية أخرى مع طهران في موضوع الرهائن، يقول إن إيران تسعى دوماً إما لمقايضتهم بمواطنين لها محتجزين في الغرب، وإما للحصول على امتيازات.

انغلاق في الداخل والخارج

وأول من أمس، عبّرت مصادر رسمية فرنسية رفيعة المستوى عن «قلقها» من المسار الذي تسلكه الأوضاع في إيران بما في ذلك علاقاتها مع فرنسا واصفة ما تعرفه في الوقت الحاضر بـ«الأزمة متعددة الأشكال»؛ إذ إنها من جهة داخلية وعنوانها سياسة قمع الحركات الاحتجاجية، والقطيعة بين الأجيال وبين النظام وفئات عديدة من السكان التي تشمل الشباب والنساء، ولكن أيضاً المجموعات الإثنية المختلفة وليس الأكراد وحدهم. ومن جهته، يتوقع الباحث الأكاديمي الفرنسي كليمان تيرم تواصل الحركات الاحتجاجية ليس فقط للمطالبة بحقوق الإنسان والحريات والحجاب، بل أيضاً لأسباب حياتية واقتصادية ستضاعف النقمة على النظام ومنها، على سبيل المثال، أن السلطات عاجزة عن توفير الغاز للمواطنين في بلد يمتلك ثاني أكبر احتياطيات من الغاز في العالم. ويشير الباحث الفرنسي إلى مسألتين: الأولى، توجُه النظام إلى مزيد من الانغلاق في الداخل، ولكن أيضاً في الخارج؛ إذ إنه «أحد أعضاء مجموعة الدول التي فرضت عليها عقوبات دولية» إلى جانب سوريا وكوريا الشمالية وروسيا والصين. والمسألة الثانية التي لا يتوقف عندها الإعلام الغربي إلا لماماً هي الزيادة الملموسة التي تخصصها الحكومة لأجهزتها الآيديولوجية والأمنية «الحرس الثوري، الباسيج... وغيرهما من المجموعات» مقابل تراجع الميزانيات الاجتماعية الأخرى الخاصة بالبنى التحتية والاستثمارات المنتجة، الأمر الذي يعكس مخاوف النظام العميقة. وعلى المستوى الاستراتيجي، يرى الباحث في استدارة طهران نحو الشرق أي نحو الصين وروسيا والابتعاد عن الغرب بمثابة «البحث عن ضمانة للبقاء» فيما يرى أن الحرب الروسية على أوكرانيا قد أسدت خدمة لإيران؛ لأن الأنظار مركزة على روسيا لا على إيران. وعلى أي حال، يرى الباحث أنه إذا كان الغرض من العقوبات الغربية تغيير النظام الإيراني، فإنها «فشلت» في تحقيق الهدف منها بسبب قدرة إيران على الالتفاف عليها، لا بل إنها اليوم «تساعد روسيا» للاحتذاء بها.

مقاربة متوازنة

تتخوف باريس، وفق مصادرها الرسمية، من تواصل سياسة إيران الإقليمية المزعزعة للاستقرار، وتزايد التوتر بالنسبة لبرنامجها النووي وبأنشطته التخصيبية عالية المستوى «60 في المائة إلى ما فوق» واقترابها من الحافة النووية بينما ما زالت المفاوضات لإعادة إحياء اتفاق عام 2015 مجمدة. كذلك تتخوف باريس من مواصلة إيران سياسة العنف والترهيب «من غير حدود» في الداخل وفي الخارج. وبالتوازي، فإن باريس تتوقع أن يتعزز التقارب بين إيران من جهة وروسيا والصين من جهة أخرى، وكذلك الأمر بالنسبة للدعم العسكري الذي توفره طهران لموسكو في حربها على أوكرانيا. وفي محاولتها لرسم أولويات السياسة الفرنسية إزاء إيران للأشهر القادمة، تؤكد المصادر الرسمية أن باريس سوف تنتهج «مقاربة متوازنة تأخذ بعين الاعتبار الدفاع عن حقوق الإنسان، والتنديد بالعنف، والتحذير من برنامج إيران النووي، ومنعها من الحصول على السلاح النووي، لكن بالمقابل فإنها تريد إطلاق سراح مواطنيها المعتقلين في إيران، والمحافظة على أمن مواطنيها في الداخل والخارج، وتعزيز الأمن الإقليمي، وخفض التوترات». وتشير هذه المصادر إلى الجهد الفرنسي المبذول في إطار مؤتمريْ «بغداد 1» و«بغداد 2» اللذين ترى فيهما منصة للحوار بين الأطراف الإقليمية، وتنفيساً للاحتقانات، وترويجاً لمشاريع تنموية مشتركة وملموسة تهم السكان. وتُدرج باريس سياستها في الإطار الأوروبي الأوسع؛ ولذا «فنحن نعمل مع شركائنا في المنطقة ومع أقراننا في الاتحاد الأوروبي»

 

حسن خميني يحذّر من تقلّص القاعدة الشعبية للنظام

البرلمان الإيراني يدرس مشروع قانون لمعاقبة المشاهير

لندن - طهران/الشرق الأوسط/29 كانون الثاني/2023

ذكرت وسائل إعلام إيرانية، أن حسن خميني حفيد المرشد الإيراني الأول، حذر في لقاء مع أعضاء حزب «اعتماد ملي»، فصيل الزعيم الإصلاحي مهدي كروبي، من تراجع القاعدة الشعبية لنظام الجمهورية الإسلامية في إيران، فيما تتواصل الهتافات اللیلیة المنددة بالمؤسسة الحاكمة في إيران. وقال خميني من «يريدون إطاحة النظام إلى جانب بعض التيارات المتشددة في الداخل يبذلون كل مساعيهم لإثارة التوتر وعزل الأمة عن الدولة». ودعا إلى العودة إلى «المبادئ والأساليب والنماذج التي قامت الثورة على أساسها»، حسبما أوردت صحيفة «اعتماد» الإصلاحية.

ورأى خميني أن القاعدة الشعبية للنظام «انتقلت من أكتاف المحرومين إلى أكتاف المتدينين، وخطابها موجه للمتدينين». وأضاف: «صحيح أن المتدينين يشكلون النواة الصلبة للدفاع عن الجمهورية الإسلامية، لكن خطابنا كان موجهاً إلى الطبقة المحرومة في البداية»، مضيفاً أن «طبقة المحرومين كانت مناصرة للنظام بنسبة 100 في المائة». وحذر خميني من «الفقر الناجم عن الظلم»، قائلاً إنه «يتسبب في الغضب والفوضى، وقد يتحول إلى ثورة بمقاس أوسع». وحسب الصحيفة، قدم أعضاء الحزب الإصلاحي «طروحات عملية للتغلب على التحديات التي تواجه الدولة». وقال خميني إن «الحوار هو المخرج من الأوضاع الراهنة للبلاد». وقال، «يجب خفض مستوى العنف في المجتمع، لا يمكن أن يقول الطرفان (في السلطة) نحن نقوم بأعمالنا بشرط القضاء على الطرف الآخر».في سياق متصل، حذر عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام، محمد رضا باهنر، من «الفساد» و«عدم الكفاءة» و«تجاهل صوت الناس»، مشدداً على أن القضايا الثلاث من «واقع النظام».وقال باهنر، «لأن هذه القضايا لم يتم حلها، فإن الاحتجاجات لم تنته، على خلاف ما يعتقده المسؤولون»، مشدداً على أن الاحتجاجات أشبه بـ«النار تحت الهشيم ستشتعل بحجة أخرى». واندلعت الاحتجاجات المناهضة للنظام في إيران 16 سبتمبر (أيلول) بعد وفاة الشابة الكردية مهسا أميني (22 عاماً) في ظروف غامضة أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق بدعوى «سوء الحجاب». وألقت إيران باللوم في الاضطرابات على خصومها الأجانب، منهم الولايات المتحدة، رغم أن المحتجين ينتمون لجميع الفئات في الجمهورية الإسلامية، وحظوا بدعم عام من شخصيات ثقافية ورياضية بارزة.

وتتواصل الاحتجاجات في أنحاء البلاد بأساليب مختلفة مثل الشعارات الليلية، وكتابة الهتافات على الجدران. ويعمل نواب البرلمان الإيراني على صياغة مشروع قانون لمعاقبة المشاهير الذين «نشروا أخباراً غير رسمية»، ويطالب بعقوبة سجن تتراوح من 10 إلى 15 سنة، إضافة إلى غرامة مالية باهظة الثمن تصل لـ550 مليون ريال إيراني، حسبما أوردت صحيفة «اعتماد»، أمس.وقالت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان (هرانا)، إنها حتى مساء الجمعة رصدت مقتل 527 متظاهراً خلال الاحتجاجات، بينهم 71 قاصراً. وأضافت أن 70 من أفراد قوات الأمن قتلوا أيضاً، وتعتقد أن السلطات اعتقلت ما يصل إلى 19571 محتجاً في 164 مدينة شهدت مسيرات منددة بالحكام. وأفادت «إذاعة فردا»، وهي من وسائل الإعلام الفارسية في الخارج، بأن عدة أحياء من العاصمة طهران شهدت تجدد الشعارات الليلية ضد النظام، مشيرة إلى هتافات في مناطق غرب طهران.

وأضافت أن أهالي حي طهران بارس في شمال شرقي العاصمة رددوا هتافات «الموت للديكتاتور» و«هذا الوطن لن يصبح وطناً ما لم نضع الملالي في كفن».

 

الشرطة الإيرانية تهوّن من القلق على أمن المقرات الدبلوماسية

لندن - طهران - باكو/الشرق الأوسط/29 كانون الثاني/2023

غداة هجوم دامٍ على سفارة أذربيجان في طهران، أسفر عن مقتل دبلوماسي وجرح آخرين، قال المتحدث باسم الشرطة إنه «لا يوجد قلق على أمن المقرات الدبلوماسية»، وذلك بعدما واجهت طهران انتقادات ومطالب بضمان أمن المقرات الدبلوماسية، بموجب اتفاقيات فيينا للعلاقات الدبلوماسية. وقال المتحدث باسم الشرطة الإيرانية الجنرال مهدي حاجيان، إن «الشرطة تعد من واجبها توفير الأمن للأماكن الدبلوماسية، وتولي اهتماماً خاصاً، ولن تدخر جهداً في أداء الواجب». وإذ أعرب حاجيان عن أسفه لمقتل دبلوماسي في السفارة الأذربيجانية، قال: «من المؤكد أنه لا يوجد قلق فيما يتعلق بأمن الأماكن الدبلوماسية وأنشطة الأمن، والسلامة المهنية للدبلوماسيين الأجانب». وشن رجل مسلح هجوماً قَتل فيه دبلوماسياً بالرصاص، وأصاب شخصين آخرين في سفارة أذربيجان بطهران صباح الجمعة. وأظهر مقطع مصور بكاميرات المراقبة، حصلت «رويترز» على نسخة منه، المهاجم وهو يقتحم المبنى ويطلق النار على رجلين، قبل أن يدخل في صراع مع موظف ثالث بالسفارة. وفي وقت لاحق، عرض التلفزيون الرسمي الإيراني رجلاً ذا شعر رمادي قيل إنه المهاجم. وقال الرجل إنه استهدف بتصرفه إطلاق سراح زوجته الأذربيجانية التي يعتقد أنها محتجزة في السفارة. وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، إنه «تم اتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة لاستئناف الأنشطة المعتادة للسفارة ولدبلوماسيي جمهورية أذربيجان في طهران». لكن وزارة خارجية أذربيجان قالت إن «الحملة المعادية لأذربيجان» في إيران ساهمت في الهجوم، دون أن تقدم توضيحاً، واتهمت إيران بتجاهل استمر طويلاً لدعوات باكو، من أجل تعزيز الأمن عند سفارتها في طهران.

وفي وقت متأخر، تفقد عبد اللهيان جريحين من طاقم السفارة في مستشفى تجريش شمال طهران، لكن وزارة خارجية أذربيجان قالت إنها تعتزم إجلاء موظفي سفارتها من طهران. واستدعت أيضاً السفير الإيراني في باكو؛ للتعبير عن غضبها، والمطالبة بتحقيق العدالة.

وظهر عبد اللهيان في مؤتمر صحافي مع السفير الأذربيجاني علي عليزاده، قائلاً إن «الحادث ليس عملاً إرهابياً ومنظماً»، وقلل الوزير الإيراني من أهمية التقارير عن إجلاء طاقم السفارة الأذربيجانية، واصفاً العلاقات بين البلدين بـ«الطبيعية». وأضاف: «تحدثت إلى وزير الداخلية ووزير الاستخبارات والأجهزة الأمنية وقائد الشرطة، ونتابع القضية». وفي الوقت نفسه، قال السفير الأذربيجاني: «نحن نعد الهجوم المسلح حادثاً إرهابياً، ونتيجة هذا العمل قتل دبلوماسي وجرح دبلوماسيان آخران». وقال: «نطالب الجمهورية الإسلامية بتحديد وملاحقة جميع عوامل هذا الحادث الإرهابي، وتقديم النتائج إلى السلطات الأذربيجانية».

من جانبه، تحدث رسول موسوي، مساعد وزير الخارجية الإيراني، على «تويتر»، عن إدارة الأحداث المتعلقة بسفارة أذربيجان «بسرعة». وقال: «لقد مرت دبلوماسية الجمهورية الإسلامية بيوم صعب، ولكنه ناجح». وقال: «ما حدث في سفارة أذربيجان الذي لم يكن وراءه أي شيء سوى الدافع الشخصي، كان من الممكن أن يكون مكلفاً للبلاد».

وركز المسؤولون الإيرانيون على قضية دوافع المهاجم. وفي الصدد، ألقى السفير الإيراني السابق لدى أذربيجان، محسن باك آيين، باللوم على باكو بسبب ما وصفها بـ«المواقف المتسرعة والعاطفية في وصف الهجوم على السفارة بالإرهابي». وقال إن «الهجوم بدوافع شخصية وغير سياسية».

وقال باك آيين إن مسؤولي وزارة الخارجية تدخلوا بسرعة؛ لكيلا يترك الحادث تأثيراً سلبياً على علاقات البلدين، وأشاد بـ«ضبط النفس» من وزير الخارجية الإيراني حيال «المواقف الحادة» لمسؤولي أذربيجان. من جانب آخر، وجّه أصابع الاتهام إلى الغربيين بالسعي لتصوير الحادثة على أنها ذات تأثير على علاقات طهران وباكو، وتقديم صورة غامضة وغير واضحة لهذه العلاقة. وقال: «التوجه الغربي هو أن يقول إن السفارة غير آمنة في إيران، في حين أن هذا كان حدثاً نادراً جداً... إيران تعد الدفاع وحماية الممثلين السياسيين الأجانب من واجبها». في غضون ذلك، أعلنت لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، أنها ستعقد اجتماعاً؛ لبحث الهجوم على سفارة أذربيجان في طهران. ونقلت وكالة «إيسنا» الحكومية عن المتحدث باسم اللجنة يعقوب رضا زاده، قوله: «نظراً لاعتقال المهاجم، اتضح أن دوافعه عائلية».

غير أن وسائل الإعلام الأذربيجانية أصرت على وصف الهجوم بـ«الإرهابي». وقال الناطق باسم وزارة خارجيتها أيخان حاجيزاده، إن باكو سترسل طائرة إلى طهران لإجلاء موظفي السفارة وأفراد أسرهم وجثة الدبلوماسي أورخان أصغروف، حسبما نقلت وكالة «ترند» الأذربيجانية. وفي وقت متأخر، الجمعة، أدانت الولايات المتحدة الهجوم على سفارة أذربيجان في طهران. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، في بيان صحافي: «تدين الولايات المتحدة الهجوم على سفارة أذربيجان في طهران، ونكرّر ما دعا إليه الرئيس (إلهام) علييف لإجراء تحقيق فوري في هذا العنف غير المقبول». وأضاف المتحدث: «نتقدم بأحرّ التعازي لأسر وأحباء من قضوا وجرحوا. إن أي هجوم على الدبلوماسيين أو المنشآت الدبلوماسية هو أمر مرفوض، ونذكّر حكومة إيران بمسؤوليتها بموجب اتفاقيات جنيف عن حماية الدبلوماسيين الأجانب في إيران».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الفاشيات الشيعية وتدمير الدولة  

شارل الياس شرتوني/29 كانون الثاني/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/115339/%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%a7%d8%b4%d9%8a%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%8a%d8%b9%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%aa/

لقد ظهرت الأزمة القضائية الناشئة وجها أساسيًا من أوجه تفكيك الدولة، وتمادي السياسة الانقلابية للفاشيات الشيعية في عملية هدم الكيان الدستوري والميثاقي والمعنوي للدولة اللبنانية، وإحالة البلاد الى نزاعات أهلية مفتوحة على كل الصراعات الاقليمية، وابقائها في دائرة الأزمات المالية والحياتية القاتلة التي دمرت الذخر الاجتماعي الذي بني على مدى المئوية التي تلت إنشاء دولة لبنان الكبير. إن ما جرى على المستوى القضائي في الأيام الماضية هو انقلاب سافر على ركائز دولة القانون، ودليل إضافي على دخولنا المعلن في دائرة الإرهاب المتعدد الأوجه وصراعات النفوذ النافرة، كما تبلورت مع إقالة القاضي طارق بيطار، وإطلاق سراح المتهمين من قبل المدعي العام التمييزي غسان عويدات، بعد انقضاء سنتين ونصف على توقيفهم دون مقاضاة، ونسف التحقيق الجنائي، ومراكمة المخالفات القانونية لجهة التعدي على صلاحيات المحققين العدليين وإقالتهم وعرقلة عملهم، والاغتيالات المرتبطة بحيثيات الانفجار، وإحالة ملف الانفجار الى وضعية الموت السريري، وثني ضحايا الانفجار والحراكات المدنية المرافقة عن متابعة حركتهم من أجل إحقاق الحق. لقد تجاوز المدعي العام التمييزي صلاحياته وكسر موجباته المهنية وما تمليه من التزام دقيق بالآليات والاخلاقيات القانونية، لحساب أداء مسيس ومعطوف بشكل مباشر على إملاءات السياسة الانقلابية التي يديرها الثنائي الشيعي، بالتواطؤ مع رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، على قاعدة المقايضات المصلحية بين أطراف الاوليغارشيات الحاكمة.

نحن أمام عملية تفكيك منهجية للمبنى الدولاتي من خلال التفخيخ، ووضع اليد، ونهب الموارد العامة، وتحويل الادارات العامة الى أدوات تصريف للسياسة الانقلابية، واستخدام القضاء لتشريع سياسات السيطرة، وتثبيت مراكز القوى داخل المؤسسات العسكرية والأمنية، وترسيخ الائتلافات الاوليغارشية، واستعمال العنف الاستنسابي من أجل السير قدما في سياسة الاطباق على روافع العمل العام والقرار السياسي. ثمة تداخل عضوي بين الرئاسة الاسمية والحكومات والمجالس النيابية الصورية والمتواطئة وغير المستقلة والمهمشة، والقضاء المستخدم، ودور حاكمية المصرف المركزي كمهندس لسياسات نهب وتبييض الأموال العامة والخاصة، واستعمال وزارة الخارجية كاداة تخريج لسياسة السيطرة، وتغييب لبنان عن الحياة الدولية وتطويعه ومحاصرة دوره، وتثبيت موقعه كرافعة للسياسة الانقلابية التي يديرها النظام الاسلامي الايراني إقليميًا.

مما لا شك فيه أن التعايش مع هذا الواقع لم يعد ممكنا، وأن المواجهة مع الفاشيات الشيعية قد أصبحت خيار الضرورة. تلتئم المواجهة حول المحاور التالية: ١/ الحؤول دون متابعة تفخيخ المؤسسات الدستورية عبر استكمال وضع اليد عليها من خلال اللعبة السياسية القائمة في البلاد . ٢/ العودة الى التحكيم الدولي من خلال انفاذ القرارات الدولية (١٥٥٩، ١٦٨٠، ١٧٠١) على نحو فعلي ومنع الفاشيات الشيعية من تعطيل دور القوات الدولية من خلال الارهاب (اغتيال جندي اليونيفيل)، ومتابعة مسألة نزع السلاح، ووضع حد لتستر حزب الله بالقرارات الدولية من أجل متابعة سياسة التسلح والتوتر الاستنسابي، التي تختصرها مقولة "حماية سلاح المقاومة" ومدلولها الحقيقي، تأمين مسار سياسة السيطرة على البلاد وتداعياتها الإقليمية. ٣/ المباشرة الفورية بالاصلاحات المالية الهيكلية بالتعاون مع المؤسسات الدولية والدول المانحة، لجهة التحقيق الجنائي المالي، وإصلاح القطاع المصرفي، وإعادة أموال المودعين ووضع حد لمهزلة توزيع الخسائر، وإعادة إطلاق الحياة الاقتصادية على قاعدة التداخل بين الاستقرار السياسي، وتحفيز الاستثمارات، وربط الاقتصاد المالي بالاقتصاد الفعلي. ٤/ تدويل التحقيق الجنائي العائد لانفجار المرفأ الارهابي، وضم الملف القضائي اللبناني الى المحكمة الدولية.

المرحلة تتطلب حسما في الخيارات لجهة التصدي غير الموارب للعمل الانقلابي عبر  التسويات السياسية والاصلاحية الوفاقية، ونزع سلاح حزب الله غير المشروط، وتحكيم الأمم المتحدة، والا فسياسة الخيارات المفتوحة ليست حكرا على أحد. على الفاشيات أن تعي أن التسليم بالارهاب وسياسة القضم والكذب وتعميم السلوك الهمجي، هي استدعاء لمتاهات خبرناها في السابق مع التحالف الفلسطيني واليساري الفاشي، وعلى وجه التأكيد لا أحد بصدد التسليم بسياسات الارض المحروقة والمفرغة التي لن تفضي الى شيء، وغدًا لناظره قريب

 

جنبلاط في بكركي يُسقط معادلة فرنجيّة ـ معوّض

جوزفين ديب/أساس ميديا/الأحد 29 كانون الثاني 2023

لم يكن المشهد القضائي أكثر زخماً من المشهد السياسي الرئاسي. فقد مضى أسبوع حافل رئاسياً، وسيتبعه أسبوع يتمّمه من خلال زيارات ولقاءات لاستكمال ما بدأه. قد يكون أهمّ ما حصل في الأيام الماضية هو انطلاق مبادرة رئيس الحزب التقدّمي الاشتراكي وليد جنبلاط الداعية إلى ضرورة نزول القوى السياسية عن الشجرة وإيجاد مساحة مشتركة تنتج رئيساً توافقياً للجمهورية.

بناء على هذا الأساس السياسي سيشهد الأسبوع المقبل "حركة رئاسية" من كليمنصو إلى الصرح البطريركي سيكون في تفاصيلها عناوين المرحلة المقبلة التي تتوزّع بين إمكان انتخاب رئيس بـ65 صوتاً واستبعاد الكتلتين المسيحيّتين الكبريَيْن عن انتخاب الرئيس وغير ذلك.

لم يكن المشهد القضائي أكثر زخماً من المشهد السياسي الرئاسي. فقد مضى أسبوع حافل رئاسياً، وسيتبعه أسبوع يتمّمه من خلال زيارات ولقاءات لاستكمال ما بدأه

اللقاء الديمقراطيّ في بكركي: لا لرئيس تحدٍّ

ممّا لا شكّ فيه أنّ رئيس تيار المردة سليمان فرنجية يرغب بأن يكون رئيساً توافقياً وليس رئيس تحدٍّ لقسم من اللبنانيين، ولذلك قال من على منبر الصرح إنّه ليس مرشّح حزب الله. وهو في رغبته هذه صادق. ومن المعروف عن فرنجية صراحته وصدقه في تعبيره عن قناعاته وأفكاره ورغباته. من ذلك المنطلق طلب فرنجية موعداً من البطريرك ليعبّر له عن صدق رغبته بأن لا يكون رئيس تحدٍّ للقوى المسيحية. غير أنّ الواقع السياسي يخالف ما عبّر عنه من  نيّة صادقة، فالمفاوضات الرئاسية الصريحة بين القوى تسمّي فرنجية مرشّحاً لحزب الله، وتسمّي ميشال معوّض مرشّحاً للقوات اللبنانية وحلفائها. وفي تعقيد كهذا يصبح الترجيح أن يسقط الطرحان على طريق البحث عن مرشّح ثالث، وهذا هو جوهر مبادرة جنبلاط التي مهّد لها بالقول في مقابلة تلفزيونية: "يجب إيجاد حلّ وسطي بين فرنجية ومعوّض.

في معلومات خاصة بـ"أساس"، سيزور اللقاء الديمقراطي يتقدّمه النائب تيمور جنبلاط الصرح البطريركي الأسبوع المقبل حاملاً معه مبادرة الحزب الاشتراكي التي أُطلقت بعد لقاء جنبلاط مع وفد حزب الله وعرضه عليهم ثلاثة أسماء هي جهاد أزعور، صلاح حنين وقائد الجيش جوزف عون.

قالت مصادر الحزب التقدّمي الاشتراكي لـ"أساس" إنّ زيارة بكركي ستكون لشرح موقف الاشتراكي الداعي إلى إيجاد اسم وسطيّ بين الجميع، مع تمسّك اللقاء الديمقراطي بعدم الذهاب إلى التصويت لرئيس لا يأتي بتوافق بين اللبنانيين.

يأتي هذا الكلام ردّاً على كلّ ما يقال عن إمكانية فتح أبواب مجلس النواب لانتخاب فرنجية بالنصف زائداً واحداً بسبب تمسّك رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل بمعارضته لوصول فرنجية إلى سدّة الرئاسة الأولى.

يتقاطع هذا الطرح مع ما سبق أن قاله النائب مروان حمادة من الصرح نفسه متحدّثاً عن رفض الحديث عن "انتزاع 65 صوتاً من أجل أيّ مرشح".

في المعلومات أيضاً أنّ اللقاء الديمقراطي سيشرح إلى البطريرك عن خطورة طروحات التقسيم والفدرالية، وسيصدر عن اللقاء ما يميّز بين الطرح الفدرالي وطرح اللامركزية الإدارية الموسّعة.

الاعتدال الوطنيّ: الغطاء العربيّ أوّلاً

هذا الموقف للحزب الاشتراكي الذي رفض الذهاب إلى رئيس تحدٍّ بـ65 صوتاً لاقاه موقف لـ"تكتّل الاعتدال الوطني"، الذي يضمّ نوّاباً سُنّة من منطقة الشمال تربطهم علاقة ممتازة بفرنجية، اعتبر أنّه لا يمكن الذهاب إلى انتخابه من دون غطاء عربي خليجي.

يقول أمين سرّ تكتّل الاعتدال الوطني هادي حبيش ذلك بصراحة في حديثه لـ "أساس"، مُضيفاً أنّه "لن يكتمل نصاب الثلثين في المجلس إذا لم تتوافر ظروف التسوية العربية الخليجية، وهو ما ليس متوافراً حالياً لفرنجية، وبالتالي لا يمكن الذهاب إلى انتخابه بـ65 صوتاً. فكما نعرف فرنجية جيّداً، يرفض هو نفسه أن يُنتخب من دون أن يوفّر ذلك انفتاح لبنان على الخليج العربي".

يقطع هذا الموقف لكتلتَيْ التقدّمي والاعتدال الطريق أمام كلّ "توجّه" إلى جمع 65 صوتاً لفرنجية، لا بل إنّ المعطى الأساس اليوم هو الإعداد لاختيار اسم يشترك في تسميته حزب الله والتيار الوطني الحر بمبادرة من وليد جنبلاط الذي نصح حزب الله: "لا تتركوا جبران باسيل يذهب بعيداً في خلافه معكم، لأنّ ذلك يعيد إحياء الثنائية المسيحية ويعزّز الانقسام المسيحي المسلم. وهذا ما لا قدرة على احتواء تداعياته على الأرض".

في قراءة جنبلاط للمشهد السياسي أنّ عدم الاتفاق على سليمان فرنجية سيأتي بقائد الجيش جوزف عون رئيساً. فالمعطيات الدولية وإن كانت لم تسمِّ بعد أيّ شخصية للرئاسة فهي تتقاطع على اسم قائد الجيش. من هنا جاء طرح جنبلاط لجوزف عون في لقائه وفد حزب الله، ومن هنا جاء وصف مروان حمادة لعون من منبر الصرح البطريركي بأنّه "رجل يعمل بتفانٍ".

حتى الآن ورقة فرنجية لم تسقط بعد بانتظار أن يعلن ذلك بنفسه منطلقاً من اقتناعه بأنّ فرصته الرئاسية ليست سانحة

باسيل وحزب الله: اتّفاق مرتقب؟

 لذلك تقرأ الأوساط العاملة على خطّ حارة حريك-ميرنا الشالوحي أنّ اتفاق الطرفين على اسم مقبول من الجميع يقطع طريق الرئاسة أمام قائد الجيش جوزف عون. فقد أصبح معروفاً أنّ باسيل لا يناسبه وصول عون إلى الرئاسة، ومن يعرف كواليس حزب الله يعرف أنّ الحزب لا يطمئن إلى عون وإن كان بعض المسؤولين في الحزب سبق أن أعلنوا أن لا فيتو على اسمه.

هل تتقاطع مصلحتا حزب الله وباسيل على ضرورة الاتفاق على اسم غير فرنجية؟ ثمّة من بدأ الكلام في هذا الشأن. وفي المعلومات أنّ القوى السياسية المعنيّة تبحث فيما بينها عن اسم يطمئنّ له الحزب ويوفّر البعد الإقليمي العربي الدولي للرئاسة.

حتى الآن ورقة فرنجية لم تسقط بعد بانتظار أن يعلن ذلك بنفسه منطلقاً من اقتناعه بأنّ فرصته الرئاسية ليست سانحة.

هل حان الوقت للخطة باء؟

منذ حوالي أسبوعين، قال نائب القوات ملحم الرياشي إنّه مع نهاية كانون الثاني سيبدأ الحديث عن الخطة باء. اليوم وبعد مبادرة جنبلاط يبدو أنّ الكلام عن "الخطة باء" بدأ من دون الاعتراف بعد بسقوط اسمَيْ فرنجية ومعوّض. وبينما ترزح البلاد تحت وطأة الأزمة المعيشية المالية القضائية والسياسية، تبحث القوى المعنيّة عن اسم للرئاسة.

فعليّاً بدأ السباق بين اجتماع باريس الخماسي المرتقب من أجل لبنان وبين إمكانية توافق حزب الله مع التيار الوطني الحر على سليمان فرنجية أو أيّ اسم آخر للرئاسة. وما دام موقف باسيل من فرنجية ثابتاً يبقى على الفريقين التفاهم على اسم آخر. وبالتالي مَن يسبق الآخر: حزب الله والتيار في اختيار مرشّح مقبول من الجميع، ولا سيّما القوى الدولية والعربية الخليجية، أم وقائع اجتماع باريس الذي سيفتتح معركة الضغط لوصول قائد الجيش إلى بعبدا؟

الامتحان صعب أمام الحزب وباسيل، لكنّه ليس مستحيلاً. ولهذا المسار سياق في المقبل من الأيام.

 

الدولار أميركيّ والمرابي إيرانيّ والضحيّة عراقيّ

فاروق يوسف/أساس ميديا/الأحد 29 كانون الثاني 2023

لم يتعرّف العراقيون على الدولار الأميركي إلا في تسعينيّات القرن الماضي. لقد مرّ عقد الثمانينيات عليهم وهم ممنوعون من السفر. لم تكن لديهم حاجة إلى الدولار. أمّا في السبعينيات فقد كان السفر متاحاً، غير أنّ التحويلات كانت مقيّدة. وحين انهارت العملة العراقية منتصف التسعينيات قيل لهم إنّ سعر الصرف مقابل الدولار هو السبب. ومنذ ذلك اليوم صار الدولار هو العقدة التي تتحكّم بمستواهم المعيشي ولقمتهم اليوميّة.

الدولار الحاكم والحَكَم

"الدولار" هو عنوان حرب خاضها العراقيون من طرف واحد إلى أن حلّت "نقمة الاحتلال" الأميركي عام 2003 فصار الدولار أشبه بعملة محلّية يُقاس عليها مستوى الشخص وقيمة دخله، فتراجعت درجة موظّفي الدولة على سلّم المكانة الاجتماعية فيما صعدت مكانة أناس كانوا في حقيقتهم عاطلين عن العمل غير أنّ النظام السياسي وضعهم في أعلى درجات ذلك السلّم بعدما منحهم تعويضات بسبب "خدماتهم الجهادية" وخصّص لهم رواتب لم يكن يحصلون على عُشرها قبل الاحتلال على الرغم من أنّ معظمهم لا يقيم في العراق ولا يزوره إلا من أجل تأكيد بقائه على قيد الحياة.

لم يتعرّف العراقيون على الدولار الأميركي إلا في تسعينيّات القرن الماضي. لقد مرّ عقد الثمانينيات عليهم وهم ممنوعون من السفر. لم تكن لديهم حاجة إلى الدولار

كان دخول الدولار الدورة الاقتصادية في العراق إيذاناً ببدء ظاهرة التمييز بين نوعين من العراقيين. يقف الحزبيون، وفي مقدَّمهم أعضاء حزب الدعوة، في طرف، فيما يقف في الطرف المقابل أبناء الداخل العراقي ممّن صاروا يُحسبون على النظام السابق مع وجود استثناءات تمتّع بها بعض الشيعة ممّن لم يُشملوا بقانون اجتثاث البعث على الرغم من أنّهم كانوا أكثر بعثيّة من الآخرين الذين حُرموا رواتبهم التقاعدية أسوة بشهداء الحرب العراقية الإيرانية الذين قُطعت الرواتب عن ذويهم الذين لا يملكون مُعيلاً.

تهريب الدولار

على مستوى موازٍ نشط عراقيّو الأحزاب في تأسيس بنوك أهلية صارت تملك أسبقية في الحصول على الدولار في سوق بيع العملة التي أقامها البنك المركزي العراقي، حيث يُباع الدولار بالسعر الرسمي الذي هو أقلّ من سعره في السوق. ولقد حدث أن أغلقت بعض تلك البنوك أبوابها عند حصولها على المبلغ المطلوب في ظلّ غياب مؤسّسات الرقابة وعجز مؤسّسة النزاهة عن تنفيذ قرارات الملاحقة والقبض على الهاربين. في الوقت نفسه تمّ الكشف عن بنوك لم يكن لها وجود على أرض الواقع على الرغم من أنّها كانت تحصل على حصّتها من العملة الصعبة. وكان الغطاء الحزبي قد لعب دوراً ضاغطاً على القضاء من أجل تمرير تلك المخالفات التي هي في حقيقتها واجهة لتهريب مبرمج للعملة إلى إيران وميليشياتها في سورية ولبنان واليمن.

الدولار نقمة على العراقيّين ونعمة على الإيرانيّين

كان الدولار الذي يقضّ مضاجع العراقيين هو مسألة موت أو حياة بالنسبة إلى إيران التي فُرض عليها حصار اقتصادي أميركي لم تكن الاستثناءات فيه إلا وسيلة لمنع انهيار النظام الإيراني من الداخل. غير أنّ ما حدث أنّ المليارات التي كانت تُنهب من الشعب العراقي كانت سبباً في حماية الاقتصاد الإيراني واستمرار الحرس الثوري في رعاية وتمويل مشروعه الإرهابي في المنطقة.

قبل أن يصل الوفد الأميركي إلى بغداد كانت وزارة الخزانة الأميركية قد أوقفت تحويلات عراقية تحوم حولها الشبهات

ما لا يدركه البعض أنّ انهيار سعر صرف الدينار العراقي مقابل الدولار هو جزء من حرب أميركية إيرانية. وكان الوفد الأميركي الذي زار بغداد أخيراً قد وضع على طاولة العراقيين شروطه التي تمثّل وجهة النظر الأميركية الجديدة التي من شأن تطبيقها أن ينهي الجزء المعلن من نهب العملة الصعبة من البنك المركزي وتهريبها إلى إيران ولبنان بطريقة منتظمة وأمام أعين الخبراء. قبل أن يصل الوفد الأميركي إلى بغداد كانت وزارة الخزانة الأميركية قد أوقفت تحويلات عراقية تحوم حولها الشبهات. ولأنّ الحكومة العراقية قد أدركت أنّ الوثائق تشكّل عنصر إدانة لها ولم تناقش القرار الأميركي بل لجأت إلى رفع سعر صرف الدولار مقابل الدينار العراقي بغية الضغط على الشعب العراقي من خلال ارتفاع أسعار الموادّ الغذائية. أرادت الحكومة العراقية من خلال هذه الحيلة تقديم الشعب العراقي باعتباره ضحيّة للإجراء الأميركي القاضي بإيقاف التحويلات. ليس من المستبعد أن تكون إيران هي من أوعزت إلى الحكومة العراقية بالقيام بذلك الإجراء الذي لم يكن ليحدث في دولة أعلنت حكومتها قبل شهرين أنّ احتياطات بنكها المركزي تبلغ أكثر من سبعين مليار دولار. إذاً القرار سياسي وليس اقتصادياً. وهو أيضاً قرار إيراني وليس عراقياً. فبعدما استعادت الأحزاب هيمنته على السلطة العراقية لم يعد في الإمكان الحديث إلا عن ثروة عراقية تستعملها إيران في تمويل مشروعها الإرهابي في المنطقة، وهو ما يضع الشعب العراقي في قلب حرب يدفع تكلفتها من غير أن يكون له ذنب فيها.

 

مجد لبنان أُعطي للبطريرك.. لكن ليس للقضاء

أيمن جزيني/أساس ميديا/الإثنين 30 كانون الثاني 2023

لا يني الساسة اللبنانيون يكرّرون "نداءات الوطنية" في مخاطبة اللبنانيين. المهول أنّهم يطالبونهم بـ "فرادة وطنية" مستحيلة التحقّق في دولة محكومة من خطرين: المراجع الروحية، وأمراء الحرب. الطوائف في لبنان فصيحة جدّاً وهي "تُعهّر" السياسة من أجل "تقديس" الهواجس. في الأساس يستحيل جمع "المُقدّس" مع "المدنّس"، أي الدين مع السياسة. وهذا بالطبع لا يروم الدعوة إلى إقرار نظام علماني هو أقرب إلى الخيال منه إلى الواقع. والاثنان، المراجع الروحية والساسة، يقدّمان لرعاياهما "شعبوية" لا تخاطب غير الغرائز البدائية.

إذاً هذه الإشكالية التي تطرح سؤالاً: كيف تحمي دولة لبنان نفسها؟ وكيف للبنان أن ينهض من الانهيار المريع الذي بلغه؟ الجواب عند المراجع الروحيّة كلّها ومعهم الساسة: إنّ صريخ الطوائف وضوضاءها هو الجواب. وجواب كهذا لا يني يتكرّر على الدوام جاعلاً من حياة اللبنانيين أقصر، ومن سني عمر الطوائف أطول. وهذا ما يجعل من الطوائف فصيحة ومن لبنان وطناً أبكم.

بهذا المعنى جاءت أمس عظة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الذي ناشد القاضي طارق البيطار مواصلة عمله لكشف الحقيقة، وقوله: "ما يؤسفنا أنّ فقدان النصاب يطال أيضاً اجتماعات الهيئات القضائية، وهذا غير مقبول، فللقضاء آليّته وتراتبيّته". هذه المرّة الثانية التي يُخطىء فيها البطريرك، إذ أقام في المرّة السابقة قدّاساً لروح الضحايا جاعلاً من قضية تفجير المرفأ "قضية مسيحية" راحت تتراكم فوق غيرها من القضايا الطائفية. بينما لا تزال دار الإفتاء تنتظر جواباً على رغبتها بالمشاركة في قدّاس ضحايا انفجار المرفأ حتى اليوم. وليستقيم النقاش ينبغي الفرار من المواربة، ذلك أنّ التفجير المُرعب عاشه المسيحيون وكأنّه استهداف لهم حصراً. حتى إنّ بعض المقولات التي راجت آنذاك كانت من طبيعة مقيتة: كيف حمت الإهراءات غرب بيروت فيما ارتدّ عصف الانفجار على شرقها؟

هذه المرّة الثانية التي يُخطىء فيها البطريرك، إذ أقام في المرّة السابقة قدّاساً لروح الضحايا جاعلاً من قضية تفجير المرفأ "قضية مسيحية" راحت تتراكم فوق غيرها من القضايا الطائفية

قضية التحقيق في تفجير المرفأ ضرورة وطنية وأخلاقية وسياسية. ولا أحد يمكنه النقاش في صوابيّة وضرورة إنجاز "هذا الواجب". والحقّ أنّ كلام البطريرك من حيث الشكل قاطع قي صحّته ودقّته. إنّما فلنسأل أنفسنا ولو لمرّة واحدة: لماذا يرتاب البطريرك بالقضاء حيناً كما حصل في الكلام عن مواقع حاكم المصرف المركزي وقائدي الجيش السابق والحالي، وحتى قضائية في ما يتعلّق بحادثة قبرشمون، ويمدحه في أحايين أخرى؟ وكيف تستقيم والحال هذه الدعوة إلى تآزر اللبنانيين ضدّ الأخطار التي تلفّ البلد كلّه؟

أن يقبع اللبنانيون على قلق بانتظار مفاعيل عظة البطريرك، فليس ممّا يدعو إلى المفخرة والعظمة لأنّ إقلاقهم ودفعهم إلى الخوف وحزم الحقائب لن يكونا مصدر منعة وقوّة. والدولة وأبنيتها الدستورية والسياسية والقضائية لا تنهض بالخطابات. الدولة تُحمى أوّلاً وأخيراً حين يتوافق اللبنانيون على أنّها دولتهم ووطنهم، وهذا ما يبدو أنّه غير متوفّر الآن. وإذا البطريرك أًعطي مجد لبنان فهذا لا يشمل القضاء حتماً.

الصورة على المقلب الثاني: ماذا لو أطل علينا غداً مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان ليسعف المدّعي العامّ التمييزي غسان عويدات في مواجهة البيطار وحرب الصلاحيّات، خصوصاً أنّ الأخير أطلّ على اللبنانيين بصياغة قرار على الضد من البيطار بآية من القرآن وأخرى من الإنجيل.  لقد بالغ القاضي المدني حين أصدر حكمه بموجب آيتين من كتب الدين، بدل أن يصدره بموجب القانون، وبدل أن يفتتحه باسم الشعب اللبناني. لكنه خطأ معطوف ومضاف إليه خطأ البطريرك الأصلي. فحين دخلت بكركي إلى العدلية أجبرت عويدات على اللغة نفسها، ويرد لها الزيارة.

أن يقبع اللبنانيون على قلق بانتظار مفاعيل عظة البطريرك، فليس ممّا يدعو إلى المفخرة والعظمة لأنّ إقلاقهم ودفعهم إلى الخوف وحزم الحقائب لن يكونا مصدر منعة وقوّة

المشهد الثالث: لاقي المفتي الجعفري الممتاز أحمد قبلان هذا الاحتدام بخطبة عصماء، وهو ذرب اللسان، خصوصاً في التأجيج الطائفي والتهديدات المستمرّة، ليطلب "وقف التحقيق" في ظلّ شخص من طبيعة طارق البيطار الذي استفاق على "عضلاته" وقوّته بعد لقاء الوفد القضائي الفرنسي، إضافة إلى تواصله مع السفيرة الأميركية بعد "نومٍ عميقٍ" استغرق 13 شهراً. وهذه كلّها عناصر شعبوية تلائم أيّما ملاءمة خطاب "الشيعية السياسية" التي تريد لبنان أرضاً مفتوحة لـ"مقاومة أبدية" لا يعرف أحد وجهتها، ولا تريد قراءة أكلافها وأثمانها على البلد أوّلاً وثانياً... وعاشراً. أساساً المفتي قبلان ليس بحاجة إلى من يقرأ عنوان مقرّه الذي منه يمنح شهادات في الوطنية، وعكسها الخيانة. فقد سارع إلى اعتبار "البيطار مشروع فتنة ويجب محاكمته".

في المبدأ، لا أحد يمنع أو يستطيع منع مفوّهي الطوائف وقادتها من إطلاق خطاباتهم الإشكاليّة. لكنّ عدم القدرة هذه تجد نفسها بالمعادل السياسي أنّه يستحيل بناء دولة في ظلّ هذه المرجعيّات وهؤلاء السياسيين. وليس من حسن الفطن أن يباشر هؤلاء آراءهم من "الغيتوات الطائفية" التي صارت مناخات فكرية للبنان الذي صار فيه من ينشد الفصل بدلاً من الوصل.

لا حديث في لبنان إلّا عن التعطيل. ويجتهد اللبنانيون في تقدير من يكون الطرف المعطِّل، أو الذي يناسبه التعطيل أكثر من غيره. لكنّ هذا الاجتهاد والبحث لا يغيّران في الوقائع القائمة وصلابتها. ذلك أنّ حدوداً صفيقة وصمّاء تفصل بين الطوائف والقوى. الطوائف اللبنانية ما عادت تقبل الرأي الآخر. والكلام عن الشراكة موقوف على تشنّجات الكتل الطائفية. وما يحصل فعليّاً ليس تعطيلاً للمؤسّسات فقط، بل هو تعطيل متمادٍ للعيش المشترك ولنهائية الكيان وعروبته.

على هذا الواقع صار هناك ميزان دقيق على ظهر هياكل الدولة التي لن تخطو خطوة واحدة إلى الأمام بل أكثر من خطوة إلى الوراء.

 

باسيل: قائد الجيش مرشح "الفتنة" الأمنية..

ملاك عقيل/أساس ميديا/الإثنين 30 كانون الثاني 2023

بدا المشهد النفطي في السراي الحكومي أمس مُنسلِخاً بالكامل عن "الجزيرة اللبنانية" المنكوبة بإعصارٍ يضربها من أكثر من جهة.

احتفى لبنان رسمياً بانضمام شركة "قطر إنرجي" إلى الكونسورتيوم النفطي المؤلّف من شركتَيْ "توتال" الفرنسية و"إيني" الإيطالية إيذاناً ببدء أعمال الحفر في البلوكين 4 و9 بعد توقيع اتفاقيّتَيْ الاستكشاف والتنقيب، وذلك في الوقت نفسه الذي "تتغمّق" فيه أعمال الحفر في "آبار" الأزمات الرئاسية والحكومية والقضائية والماليّة بعد تسليم كثيرين بأنّ "دولار الأزمة بات خارج السيطرة مع ما يعني ذلك من انزلاق الوضع الماليّ نحو الأسوأ. فيما لا أحد يعوّل على اجتماع المصرف المركزي اليوم للجم الارتفاع الجنونيّ في سعر الصرف".

ثمّة من يشير في هذا السياق إلى "بلدة شتورة التي تتحوّل ليلاً إلى لاس فيغاس تَغلي بالتداول بالدولار حتى ساعات الفجر. صيارفة لا ينامون وحدود مفتوحة على مصراعيها لنقل دولارات والتهريب إلى الداخل السوري الذي بات مَصرفه المركزي يحتوي منذ أزمة النفط احتياطياً بالليرة اللبنانية، في مقابل حركة تحويل أموال إلى الخارج لم تتوقّف منذ بدء الأزمة".

يلفت مصدر مطّلع في حديث إلى "أساس" إلى أنّه على الرغم من خطورة ما يَحصل في القضاء والقفزة الجنونية للدولار ليس من توجّهٍ إلى تخصيص جلسة حكومية للتباحث في هذين الملفّين

الأمن مجدّداً

خُلاصة الأيام الماضية تُنبئ بالمزيد من التطوّرات السلبية المُتراكِمة التي تكمن خطورتها في "نشاطها الزائد" القادر على استقطاب أحداث أمنيّة خطيرة لم يعد الكلام عنها تنظيراً وتخويفاً وحسب:

- على مستوى الحكومة، وخلافاً للبيان الصادر عن رئاسة الحكومة يوم السبت الذي حصر المسألة بجدول الأعمال واستكمال ملفّ التربية، يرتبط القرار النهائي المتعلّق بانعقاد الجلسة الثالثة لمجلس الوزراء في ظلّ الشغور الرئاسي مرتبط حصراً بمحاولة تداعيات التئام الحكومة مجدّداً. والتخريجة المقترحة تقوم على صدور المراسيم المرتبطة بجدول أعمال معروف يتضمّن البنود المؤجّلة من "جلسة الكهرباء" يضاف إليها بند الملفّ التربوي. ولذلك توقيت الجلسة ممكن في أيّ وقت.

في هذا السياق يلفت مصدر مطّلع في حديث إلى "أساس" إلى أنّه "على الرغم من خطورة ما يَحصل في القضاء والقفزة الجنونية للدولار ليس من توجّهٍ إلى تخصيص جلسة حكومية للتباحث في هذين الملفّين".

- على صعيد حرب الصلاحيّات والدعاوى بين مدّعي عامّ التمييز القاضي غسان عويدات والمحقّق العدلي طارق البيطار، تشي المعلومات بصعوبة التئام مجلس القضاء الأعلى هذا الأسبوع بعد تطيير مشروع الجلسة الماضية، وخصوصاً أنّ أيّ اجتماع من هذا القبيل سيكشف غَلَبة التحالف المضادّ داخل المجلس في وجه ثنائية سهيل عبّود ـ طارق البيطار.

- لن يدعو رئيس مجلس النواب إلى جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية ربطاً بتضاؤل فرص التوافق الرئاسي، فيما بات الحديث الفعليّ يتركّز أكثر على احتمال انعقاد جلسة تشريعية من ضمن بنودها اقتراح التمديد للمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم على أساس سلّة يجري الحديث عنها همساً وتشمل المدير العامّ لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان وقائد الجيش العماد جوزف عون، ومن أسبابها الموجبة التخوّف من فراغ أمنيّ خطير في حال تطوّر الأزمة السياسية-الماليّة-القضائية سلباً وترجمتها من خلال أحداث أمنيّة على الأرض.

باسيل: التفاهم سقط

في مقابل هذه الوقائع أتى كلام النائب جبران باسيل عالي النبرة أمس في سياق تكريس وفاة "تفاهم مار مخايل" من خلال إعلان الاستعداد لـ"عقد تفاهم جديد مع حزب الله ومع أيّ مكوّن سياسي حول بناء الدولة شرط تنفيذه"، سائلاً "شو بعد فينا نعمل أكتر من هيك". وغَمَز من قناة الحزب حين لفت إلى أنّ "منع الفتنة هو عمل سلبيّ بالمنع وليس إيجابياً كإنجاز"، مشيراً إلى "علامات استفهام لدينا حول السلوك المتعلّق باحترام الشراكة".

بات لافتاً في الشكل إبراز باسيل شعار "لِوَحدنا" ضمن خلفيّة الصورة التي ظهرت وراءه في خطابه أمس، وذلك في تجسيد واقعي ربّما لانتقال حليفه الشيعي إلى الجهة المضادّة لمسار شريكه المسيحي.

تفيد المعلومات، نقلاً عن مصادر في التيار، بوجود ملفّ يُعمَل عليه بشكل سرّيّ بمتابعة شخصية من باسيل يتضمّن معطيات وأرقاماً وأسماء لمتعهّدين على صلة مباشرة بالعماد عون

باسيل - قائد الجيش: حرب مفتوحة

في الوقائع كلّ ما قاله باسيل يصبّ في سياق زيادة الشرخ مع جميع أخصامه، بالتزامن مع وضع خطوط حمر حيال أوراق التفاوض التي لا تزال قائمة مع حزب الله، وخصوصاً الرئاسية منها، عبر تكريس الفيتو ضدّ اسمَيْ رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وقائد الجيش جوزف عون. فكلام نائب البترون تجاوز كلّ السقوف من خلال توجيهه للمرّة الأولى اتّهامات صريحة لقائد الجيش بالفساد "عبر مخالفته قانون الدفاع وقانون المحاسبة العمومية. بياخد بالقوة صلاحيات وزير الدفاع وبيتصرّف على هواه بالملايين بصندوق للأموال الخاصة وبممتلكات الجيش"، مشيراً إلى "تهديدنا بانهيار أمنيّ، والحقن شغّال لتبرير وصول مرشّح الحاجة الأمنيّة".

تفيد المعلومات في هذا السياق، نقلاً عن مصادر في التيار، بوجود "ملفّ يُعمَل عليه بشكل سرّيّ بمتابعة شخصية من باسيل يتضمّن معطيات وأرقاماً وأسماء لمتعهّدين على صلة مباشرة بالعماد عون يتولّون بعض الأعمال والصفقات المرتبطة بالجيش، فضلاً عن تأكيد باسيل وصول أموال طائلة إلى قيادة اليرزة لا رقيب عليها ولا حسيب".

من جهة أخرى، نَزَع باسيل عن فرنجيّة "نَفَسَه الإصلاحي والمؤسّساتي. المنظومة بتعرف مين بدّها رئيس جمهورية، ونحن منعرف مين بمثّلها وبيشبهها. رئيس بتاريخه وحاضره يتقاسم الثروة النفطية مع أركان المنظومة، ويوقف التحقيق بسرقة العصر، ورئيس تعوّد يتحدّى القانون ويحمي المرتكبين. رئيس ما فكّر ولا مرّة بالحلول للمشاكل ولا إلو جلادة".

ضرب جنون

في المقابل، حمّل باسيل خصومه وحزب الله مسؤوليّة فرض رئيس في حال عدم اتفاق المسيحيين على مرشّح واحد قائلاً: "إذا ما اتّفقنا مش معناها بيحق لحدن التفكير بأن يتخطّانا جماعيّاً. ضرب جنون إنّو حدا يفكّر بانتخاب رئيس جمهورية من دون المسيحيّين".

إلى ذلك تدعو مصادر متابعة إلى رصد ردّة فعل حزب الله حيال جدول اقتراحات باسيل في المرحلة المقبلة وفق الترتيب الآتي:

- التصويت أو التوافق على لائحة مصغّرة من أسماء تضمّ أسماء طرحها التيار، لكنّ الأخير "لا يتمسّك بها ولم يتبنَّ ترشيحها".

- الموافقة على "أيّ مرشّح قادر على الوصول شرط أن تنفّذ الكتل المؤيّدة له مطالب إصلاحية محدّدة". هنا تحديداً يقول مطّلعون إنّ باسيل فتح ثغرة في الجدار الرئاسي يوحي بإمكانية "تقطيعه" لاسم فرنجية إذا تمكّن من حصد 65 صوتاً مع تكبيل مسبق له ولداعميه بسلسلة شروط إصلاحية.

- في حال فشل الخيارين الأوّل والثاني أعلن باسيل تفكيره جدّيّاً بالترشّح لرئاسة الجمهورية لحفظ مبدأ أحقيّة التمثيل. وبتأكيد قريبين من التيار الوطني الحر "هو الخيار الأقرب إلى أجندة باسيل".

- آخر الخيارات هو "المُمانَعة السياسية الشرِسة ضدّ كلّ المنظومة والنظام. أنا ما عم هدّد وعنّا خياراتنا لنعيش بكرامتنا من دون ما نتقاتل مع شركائنا"، في تلميح صريح من باسيل إلى السير بخيار الفدرالية، التي يختصرها باللامركزية الإدارية والماليّة الموسّعة.

 

إرهاب إيران و"القاعدة" مجدّداً

نديم قطيش/أساس ميديا/الإثنين 30 كانون الثاني 2023

حين قال وزير الخارجية الأميركي السابق مايك بومبيو إنّ إيران هي البيئة الحاضنة الجديدة لتنظيم القاعدة، اتّهمته كبريات الصحف الليبرالية الأميركية، وأصوات قيادية في الحزب الديمقراطي بأنّه لم يقدّم أدلّة كافية تسند استنتاجاته. يعود بومبيو في كتاب مذكّراته "لا تتراجع قيد أنملة.. الدفاع عن أميركا التي أحبّها" إلى هذا الصراع السياسي والعقائدي داخل النخبة الأميركية حول الصلة بين الإرهابَيْن "السنّيّ" و"الشيعي"، كاشفاً أنّ إدارة الرئيس جو بايدن ضمّنت أحد تقاريرها استنتاجاتٍ مطابقة لاستنتاجاته حول أنّ إيران هي قاعدة "القاعدة" الجديدة. هكذا يكشف تبنّي إدارة بايدن استنتاجات خصومها، التي سبق للديمقراطيين أن هاجموها بضراوة، بدعوى حجم "التسييس" الذي يسمّم الحياة السياسية الأميركية حتى في قضايا الأمن القومي.

ادّعاءات إيران وتورّطها مع "القاعدة"

‏يتزامن تذكير بومبيو لنا بهذه العلاقة بين "القاعدة" وإيران، مع قرار البرلمان الأوروبي بدعوة الاتحاد إلى تصنيف الحرس الثوري على قوائم الإرهاب السوداء. ‏ففي هجومها المضادّ على هذه الخطوة الأوروبية استندت إيران إلى سرديّة تقول إنّ طهران شريك في الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب، ولا سيّما عبر جهودها في مواجهة "داعش" في العراق وسوريا، في محاولة لتسخيف قرار البرلمان الأوروبي والتشويش على دوائر الإعلام والأكاديميا والسياسة بطرح ملتوٍ يغطّي على الصلات الفعليّة بين إيران وتنظيمات الإرهاب "السنّيّة".

وفقاً لتقرير لجنة التحقيق في جريمة 11 أيلول 2001، ثمّة مؤشّرات جدّية إلى التعاون بين "القاعدة" وحزب الله في التسعينيات، ولا سيّما في السودان

ممّا لا شكّ فيه أنّ العلاقة بين "القاعدة" وإيران موضوع خلافيّ بين المتخصّصين في ملفّ الإرهاب. وتراوح الآراء بين فكرة أنّ هذه العلاقة ليست أكثر من "بوليصة تأمين" لكلا الجانبين، إلى الاعتقاد بأنّها شراكة عميقة واستراتيجية. بيد أنّ ما هو ليس موضع خلاف، هو الاتّفاق على وجود علاقة بين الاثنين.

وقائع تورّط إيران بالإرهاب

وفقاً لتقرير لجنة التحقيق في جريمة 11 أيلول 2001، ثمّة مؤشّرات جدّية إلى التعاون بين "القاعدة" وحزب الله في التسعينيات، ولا سيّما في السودان. وجاء في التقرير أنّ القيادي البارز في ميليشيا حزب الله، المقتول في سوريا، عماد مغنية، أشرف على تدريب عناصر "القاعدة" على أنشطة مختلفة راوحت بين إعداد المتفجّرات وتفجيرها وتزوير الوثائق الضرورية. ومن بين مَن درّبهم مغنية مشاركون في الاعتداءات على سفارتَيْ أميركا في تنزانيا ونيروبي وهجومات نيويورك وواشنطن.

وبات معلوماً وموثّقاً أنّه في السنوات التي أعقبت هجمات 11 أيلول لجأ العديد من كبار قادة "القاعدة"، وبينهم أفراد من أسرة بن لادن، إلى إيران، حيث وفّرت لهم الحكومة الإيرانية ملاذات آمنة، كان يشرف عليها جهاز يتبع مباشرة للجنرال قاسم سليماني الذي قتلته غارة أميركية في العراق عام 2020. في هذا السياق مثلاً، كشف اغتيال أبي محمد المصري في طهران، وهو الرجل الثاني في تنظيم القاعدة، عن حجم التآمر بين إيران وقيادات التنظيم، حيث كان المصري يتمتّع بالحصانة خلف هويّة مزوّرة وحياة موازية كأستاذ جامعي، وكلّ ذلك بالتنسيق التامّ مع المخابرات الإيرانية.

كما توفّر وثائق "آبوت آباد"، أو ما يُعرف أيضاً باسم أوراق بن لادن، وهي من مجموعة من الرسائل والمذكّرات والوثائق الأخرى التي استولت عليها الفرقة الأميركية التي هاجمت مجمّع أسامة بن لادن في باكستان في عام 2011، نظرة ثاقبة للعلاقة بين "القاعدة" وإيران.

الإرهاب إذ يتجاوز خلافاته العقائديّة بطهران

ففي حين لا تُخفي الوثائق توتّرات العلاقة بين "القاعدة" وإيران، إلا أنّها تشير إلى نجاح الطرفين في إدارة تحالف براغماتي خطير، يتجاوز الاختلافات العقائدية بين الطرفين. وفي إحدى الرسائل، كتب بن لادن إلى أحد كبار أعضاء "القاعدة" لمناقشة إمكانية العمل مع إيران لاستهداف القوات الأميركية في العراق، عبر حزب الله اللبناني والعراقي وبقيّة الميليشيات الشيعية التابعة لنظام الملالي.

كما تشير إحدى الوثائق الموجودة في المجموعة، وهي رسالة من عطيّة عبد الرحمن، أحد كبار قادة "القاعدة"، إلى أسامة بن لادن يناقشه فيها بشأن علاقات التنظيم مع إيران، إلى أنّ إيران كانت تزوّد "القاعدة" بـ"المال والسلاح" و"التدريب في معسكرات حزب الله".

حقيقة الأمر أنّ هذه العلاقة لم تنشأ في الفراغ. فهي وُلدت في عالم ما بعد سقوط الاتحاد السوفيتي وتردّي العلاقة بين بن لادن والسعودية وواشنطن، وانفتاح المنطقة على خيار السلام العربي ـ الإسرائيلي، والحضور الميداني العسكري للولايات المتحدة في الخليج بعد اجتياح صدّام للكويت. كما لعب الداعية الإسلامي والسياسي السوداني حسن الترابي دوراً استراتيجيّاً في التقريب بين الفصائل الإسلامية "الجهادية" المتعدّدة المذاهب منذ مطلع التسعينيات، تحت مظلّة "المؤتمر الشعبي العربي الإسلامي" ليكون هذا الأخير بديلاً عن منظّمة "التعاون الإسلامي".

نشأت هذه العلاقة واستمرّت ومرّت بمنحنيات مختلفة، ونجحت في التأقلم مع متغيّرات سياسية وجيوسياسية زلزالية في الشرق الأوسط والعالم ولا تزال. بيد أنّ المثير أكثر من ذلك هو استمرار إيران بالتمتّع بتلك القدرة العجيبة على انتحال صفة مكافحة الإرهاب، كلّما اقتربت منها تهمة المشاركة في الإرهاب، لا بل قيادته، في كلّ أنحاء العالم.

 

عن «تفاصيل تصفية سليماني»!

طارق الحميد/الشرق الأوسط/29 كانون الثاني/2023

ورد في كتاب مذكرات وزير الخارجية الأميركي الأسبق مايك بومبيو: «لا تعطِ أي بوصة... القتال من أجل أميركا التي أحب»، معلومات لافتة ومهمة عن إيران، وبعضها معلوم بالعموم، لكن التفاصيل الآن تستدعي نقاشاً مفصلاً. بومبيو ليس كبير الدبلوماسيين الأميركيين في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب وحسب، بل هو أيضاً مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) الأسبق، بين يناير (كانون الثاني) 2017 وشهر أبريل (نيسان) 2018. وفي كتابه قدم بومبيو معلومتين، وفي أثناء شرحه للمعطيات التي قادت إلى اتخاذ قرار تصفية قاسم سليماني، قائد «فيلق القدس»، في الثالث من يناير 2020 بعد خروجه من مطار بغداد، وأيضاً تصفية أبو مهدي المهندس، مؤسس «كتائب حزب الله» في العراق. الأولى قوله إنه بإحدى زياراته لبغداد، كرئيس مخابرات، اجتمع مع رئيس الوزراء وقتها حيدر العبادي لإقناعه بعدم الحصول على موارد الطاقة من إيران. يومها قال له العبادي: «حضرة المدير، حين تغادر، سيأتي قاسم سليماني ليراني. يمكنك أن تأخذ أموالي. هو سيأخذ حياتي». والثانية قول بومبيو إنه أدرك مبكراً أن «النظام الإيراني مجرد تنظيم إرهابي» تجلبب بعباءة، واتخذ هيئة «دولة بما فيها من مكونات»، وخلص إلى أن المقر الرئيسي لتنظيم «القاعدة» هو بطهران و«ليس في تورا بورا بأفغانستان، أو باكستان، أو العراق، أو سوريا».

حسناً، نحن هنا أمام مذكرات مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأسبق، وكذلك وزير خارجية الولايات المتحدة السابق، ولا يمكن أن تمر معلوماته هذه دون تدقيق، وهو الرجل الذي مرت عليه الكثير من المعلومات غير القابلة للنشر، ولا يمكن أن يتحدث باستخفاف. ولذا فإن السؤال هنا هو هل يعقل أن ما توصل إليه بومبيو من معلومات حول الدور الإيراني الإرهابي والتخريبي في العراق، والمنطقة، كان فقط حصرياً على شخصه، وليس معلومات دولة وأجهزة؟ هل يعقل أن ما كان يعرفه بومبيو، بأن مقر «القاعدة» العملياتي كان في طهران، وليس بمكان آخر، وأن «النظام الإيراني مجرد تنظيم إرهابي» تجلبب بعباءة واتخذ هيئة «دولة بما فيها من مكونات»، وأحد رموز إرهابه كان قاسم سليماني أمر خافٍ على إدارة أوباما؟ ما رواه بومبيو عن سليماني، عبر قصة لقائه بالعبادي، أو أن مركز «القاعدة» العملياتي كان بطهران لم يكن سراً مجهولاً، بل سراً معلوماً، لكن يدور حوله صمت مطبق بالإعلام الأميركي، رغم محاولات البعض تسليط الضوء عليه. وممن حاولوا فعل ذلك الجنرال ديفيد بترايوس، حيث قدم قصة شبيهة له مع سليماني بالعراق. وسمعت، شخصياً، بدايات 2012 من مسؤول عربي كبير أن أجهزة استخباراته كانت ترصد تحركات الإرهابي السابق أبو مصعب الزرقاوي من العراق إلى الأراضي الإيرانية. والقصص كثيرة بهذا الشأن.

وعليه فإن الواضح الآن هو أن المعلومات الأمنية والاستخباراتية تسيس بالولايات المتحدة، مثلها مثل كل شيء، وإلا فكيف يتم تجاهل كل تلك المعطيات والمعلومات عن إيران، وسليماني، سواء في فترة إدارة أوباما، أم الآن من قبل إدارة الرئيس بايدن؟

أمر مذهل... ويبدو أن الخافي أعظم.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

الراعي تمنى على البيطار مواصلة عمله: ماذا يبقى من لؤلؤة القضاء حين يتمرد قضاة على مرجعياتهم ؟ والدولة تبذل قصارى جهدها لتدفع المواطنين إلى الثورة المفتوحة

وطنية/29 كانون الثاني/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/115334/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%af%d8%a7%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%84%d9%87%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%8a-%d8%aa%d8%b1%d8%a3%d8%b3%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d9%88%d9%85-29/

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي عاونه فيه المطرانان حنا علوان وانطوان عوكر، ومشاركة عدد من المطارنة والكهنة والراهبات، في حضور وفد من مصلحة طلاب حزب الكتائب اللبنانية وحشد من الفاعليات والمؤمنين.بعد الانجيل المقدس، القى الراعي عظة بعنوان:”من تراه الوكيل الأمين الحكيم

نص عظة البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي

أحد تذكار الكهنة

بكركي – 29 كانون الثاني 2023

من تراه الوكيل الأمين الحكيم ” (لو 12: 42)

1. تبدأ مع هذا الأحد أسابيع التذكارات الثلاثة: فنذكر تباعًا الكهنة والأبرار والصدّيقين والموتى المؤمنين. تذكار الكهنة اليوم يشمل التأمّل في سرّ الكهنوت وشخصيّة الكاهن ورسالته، والتماس الراحة الأبديّة للكهنة المتوفّين، والصلاة من أجل تقديس الكهنة الأحياء المنصرفين إلى خدمتهم، وثبات الدعوات الكهنوتيّة، والطلب إلى الله أن “يرسل فعلة لحصاده الكثير” (متى 9: 38).

كلام الربّ يسوع في إنجيل اليوم يطبّق على كلّ مسؤول وصاحب سلطة في الكنيسة والعائلة والمجتمع والدولة، لكون مسؤوليّته توكيلًا لخدمة الجماعة، وتوفير ما يلزمها لتعيش بكرامة وتحقّق ذاتها. فالمطلوب من المسؤول-الوكيل “أن يكون أمينًا وحكيمًا”(لو 12: 42).

الكاهن موكّل من المسيح الربّ والكنيسة؛ الأزواج والوالدون موكّلون بحكم الشرع الطبيعي والوضعي، المسؤولون المدنيّون موكّلون من الشعب. نذكرهم جميعًا مع الاحبار والكهنة لكي يدركوا حجم مسؤوليّتهم التي سيؤدّون حسابًا عنها ثوابًا أم عقابًا. ذلك أنّ الموكّل الأوّل هو الله وهو يطالب كلّ مسؤول، كما يعلّمنا إنجيل اليوم.

2. يسعدنا ان نحتفل معكم بهذه الليتورجيا الإلهيّة، ونرحّب بالجميع، ولا سيما بالوفد من الطلاب الكتائبيّين الذين أحيّيهم وأشجّعهم على عيش ما تربّوا عليه من محبّة للبنان وإخلاص وتفان في سبيله، كما تعلّموا من تاريخ حزب الكتائب اللبنانيّة. تعرفون أنّ لبنان تأسّس على فكرة أساسيّة حدّدت هويّته وهي “الإنتماء إلى دولة لبنان يكون بالمواطنة لا بالدين”. ما يعني أنّ لبنان يفصل بين الدين والدولة، ولكن الدين يحترم الدولة، والدولة تحترم الدين. هذا هو منطوق المادّة التاسعة من الدستور. ولكن بكلّ أسف ثمّة من يعمل على إعطاء لبنان لونًا دينيًّا وطائفيًّا ومذهبيًّا. فينبغي أن نكون يقظين وندافع عن هويّة لبنان وفرادته في العالم العربيّ، وعن رسالته ونموذجيّته التي تعطيه دورًا رائدًا في البيئة العربيّة.

3. تقرأ الكنيسة إنجيل اليوم في تذكار الاحبار الكهنة. لا بدّ أوّلًا من توضيح معنى سرّ الكهنوت المعروف بسرّ الدرجة المقدّسة. وهو أحد الأسرار السبعة في الكنيسة، بالإضافة إلى المعموديّة والتثبيت والإفخارستيّا والتوبة ومسحة المرضى والزواج. الأسرار هي علامات تدلّ على النعمة الإلهيّة وتحقّقها في قابليها، وقد أسّسها السيّد المسيح وسلّمها إلى الكنيسة لكي تمارسها باسمه. ولكلّ سرّ من الأسرار نعمته الخاصّة يمنحنا إيّاها الروح القدس ليشفينا من خطيئتنا ويقدّسنا، ويؤهّلنا لنعاون في خلاص الآخرين، وفي نموّ جسد المسيح السرّيّ الذي هو الكنيسة (التعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة 1131 و 2003). يشمل “سرّ الدرجة المقدّسة” ثلاث درجات: الأسقفيّة، والكهنوت، والشمّاسيّة.

4. الكاهن وكيل أقامه سيّده، يسوع المسيح الكاهن الأزليّ، ليعطي طعام الكلمة والنعمة والمحبّة في حينه، بشكل دائم ودؤوب، إلى بني بيته أي جميع الناس الذين افتداهم واقتناهم بدمه، فأصبحوا خاصّته. بالتوكيل يعطيه سلطانًا ورسالة، توجيهًا وغاية، لكي يعمل بشخص المسيح الكاهن الوحيد، ووسيط الخلاص بين الله والناس. فمن خلال خدمة الكاهن، المسيح نفسه حاضر في الكنيسة، كرأسٍ لجسده، وراعٍ لقطيعه، وكاهنٍ لذبيحة الفداء، ومعلّم للحقيقة. وبالتوكيل، الذي يجري بالرسامة الكهنوتيّة، يصبح الكاهن بالنعمة الإلهيّة، في كيانه الداخليّ، كاهنًا على صورة المسيح ومثاله، وينال من الروح القدس السلطان ليعمل بشخص المسيح نفسه الذي يمثّله وباسمه.

5. يطلب من الكاهن-الوكيل أن يكون “أمينًا وحكيمًا” (لو 12: 42). أمانته: للمسيح الذي وكّله بواسطة الكنيسة، وللجماعة التي أُوكل عليها، ولذاتِه الكهنوتيّة التي تقتضي منه أن يكون شبيهًا بالمسيح الكاهن الذي صوّره على مثاله في كيانه الداخلي بفعل الروح القدس. وحكمته يستمدّها من موهبة الروح القدس المعطاة له. فالحكمة هي أولى مواهب الروح السبع. وتقتضي منه أن يتصرّف ويعمل ويتكلّم من منظار الله. وبما أنّ “رأس الحكمة مخافة الله”، فالحكمة هي السعي إلى مرضاة الله في كلّ شيء، والخوف من إهانته وخيانته والإساءة إليه.

6. نتعلّم من سياق الإنجيل أنّ المسؤوليّة، كلّ مسؤوليّة، ليست ملكًا خاصًّا للتصرّف بها كما نشاء ويحلو، بل كما يريد الموكِّل المباشر، وكما يريد الموكِّل الأساسيّ الذي هو الله. ولهذا يتكلّم الإنجيل عن الثواب بالخلاص الأبديّ، وعن العقاب بالهلاك (راجع لو 12: 43-46). فالقاعدة الإلهيّة هي “أنّ من أعطي كثيرًا يُطلب منه الكثير” (لو 12، 48).

7. تنصّ مقدّمة الدستور اللبنانيّ على “أنّ الشعب هو مصدر السلطات، ويمارسها بواسطة المؤسّسات” (ي). بموجب هذا القول: كلّ أصحاب المسؤوليّة في المؤسّسات الدستوريّة موكّلون من الشعب. فنراهم على العكس وبكلّ أسف أعداء الشعب. لقد فقّروه وجوّعوه ومرّضوه: حرموه من حاجاته وحقوقه الأساسيّة للعيش؛ منعوا عنه الخبز والغذاء؛ أماتوه بغلاء الدواء والطبابة. وفوق ذلك حرموه العدالة بتسييس القضاء؛ جعلوه كخراف لا راعي لها. كلّ ذلك بأحجامهم عن إنتخاب رئيس للجمهوريّة. وهذا هو باب الفلتان والفوضى في حكم المؤسّسات.

8. فأين مجلس النوّاب الذي أضحى هيئة ناخبة، ويحجم عن انتخاب رئيس للجمهوريّة، قاطعًا من جسم الدولة رأسها؟ ألم يحن الوقت ليجتمع نواب الأمّةِ في المجلس النيابي، ويختاروا الرئيس المناسب والأفضل بالنسبة إلى حاجات البلاد وشعبها؟ وإذ نشجع مبادرة النواب المجتمعين في قاعةِ المجلسِ للضغطِ من أجلِ انتخابِ رئيسٍ، نتمنى أن يَكتملَ العددُ حتى النصابِ وتَتمَّ العمليةُ الانتخابيّة. والرئيسُ المناسب والأفضل هو الذي يُعيد اللبنانيّين إلى لبنان مع الاستقرار والازدهار. ولا يغيب عن بالنا أنَّ تحدّيات إقليميّةً ودوليّةً تحاصر لبنان برئيسه وحكومته، فالمنطقة على مفترق أحداث خطيرة للغاية ويصعب التنبّؤ بنتائجها وانعكاساتها على لبنان.

من جِهتنا ككرسيٍّ بطريركيٍّ نواصل الاتَصالات والمساعي للدفعِ نحو انتخاب رئيسٍ جديدٍ، بالتنسيق الوثيق مع سائر المرجِعيات الروحيّةِ والسياسيّةِ آملين التوافق مع جميع شركائنا في الوطن. فرئيسُ الجمهوريّةِ وإن كان مارونيًّا ليس للموارنةِ والمسيحيّين فقط، بل لكلِّ اللبنانيّين. ونودّ أن يكون اختيارُه ثمرةَ قرارٍ وطنيٍّ ديمقراطي. فالمرحلةَ المقبلةَ هي مرحلةُ انتشالِ لبنان من الانهيارِ وإعادتِه إلى ذاتِه وهُويّته في نطاق الكيانِ اللبناني.

9. أين العدالة التي هي أساس الملك، والقضاة في حرب داخليّة؟ قضاةٌ ضِدَّ قضاةٍ، وصلاحيّاتٌ ضِدَّ صلاحيّات، وأحقادٌ ضدَّ أحقاد. لم يَعرف لبنانُ في تاريخِه حربًا قضائيّةً أذَلّت مَكانةَ القضاء وسُمعةَ لبنان وحَوّلت المجموعاتِ القضائيّةَ ألويةً تَتقاتل في ما بينها غيرَ عابئةٍ بحقوقِ المظلومين والشعب. حين يَختلف القضاةُ على القانونِ من سيَتفِقُ عليه؟ وهل حقًّا كان الخلافُ على الموادِّ القانونيّةِ أم على الموادِّ المتفجِّرةِ لتعطيلِ مسارِ التحقيق في جريمة تفجير المرفأ؟ وإذ يؤلمنا ذلك، نرجو أن يواصل المحقِّقُّ العدليَّ القاضي طارق بيطار عملَه لإجلاءِ الحقيقةِ وإصدارِ القرارِ الظنّي والاستعانةِ بأي مرجِعيّةٍ دوليّةٍ يمكن أن تساعدَ على كشف الحقيقة وأمام ضمائرنا 245 ضحيّة وخراب بيوت نصف العاصمة ومؤسّساتها. وما يؤسفنا أكثر أنْ نرى فِقدانَ النصابِ يطال اجتماعاتِ الهيئاتِ القضائية، فَيُقدِمُ قضاةٌ ومُدّعون عامِّون على تخطّي مجلسِ القضاءِ الأعلى ورئيسِه ويَمتنعون عن حضوِر الاجتماعات. وهذا غير مقبول! فللقضاء آليّته وتراتبيّته.

10. ماذا يبقى من لؤلؤة القضاء، حين يتمرّد قضاةٌ على مرجعيّاتِهم عوضَ أن يَتمرّدوا على السياسيّين، ويُزايدون على بعضِهم البعض، ويُعطّلون تحقيقاتِ بعضِهم البعض، ويُطلقون سراحَ متَّهمين بالجملة ويَعتقلون أهالي ضحايا المرفأ؟ وحين يُطيحون أصولَ الدهمِ والاستدعاءِ والجلبِ، ويَنقلِبون على أحكامِهم، ويَخضَعون لأصحاِب النفوذ؟ وحين يخالفون القوانينَ السياديّةَ ويَنتهكون سريّةَ التحقيقاتِ أمام دولٍ أجنبيّةٍ قبل أن يَعرفوا أهدافَها الحقيقيَةَ ومَن يُحرّكُها؟ وحين يُورِّطون ذواتَهم في مخَطّطاتِ الأحقادِ والانتقامِ؛ ويَستقوون على الضعفاءِ ويَضعَفون أمام الأقوياء ويُهرِّبون المعتقلين الأجانب؟ لن نسمحَ، مهما طال الزمنُ وتغيّر الحكّام من أن تمرَّ جريمةُ تفجير المرفأ من دون عقاب. وبالمناسبة، ماذا تنتظر الدولةُ اللبنانيّةُ لإعادةِ إعمار مرفأ بيروت ليستعيدَ حركتَه الطبيعية، خصوصًا أننا نسمع عن مشاريع لدى بعضهم لنقل مرفأ بيروت التاريخي إلى مكانٍ آخر.

11. نستطيع القول إنّ الدولة بمؤسّساتِها وأجهزتِها، تبذلُ قصارى جُهدِها لتخسِرَ ثقةَ المواطنين بها ولتدفَعَهم إلى الثورةِ المفتوحة. لمصلحةِ مَن هذا المخطّط؟ والأخطرُ أنَنا نرى البلادَ اليومَ تَسودُها الأجهزةُ الأمنيّةُ والعسكريّةُ في غيابِ أيِّ سلطةٍ سياسيّة ودستوريّة وأي رقابة حكوميّة. فأين الحكومة التي تدّعي أنها تَملِكُ الصلاحيّاتِ لتَحْكم؟ وأين السلطة التي تحمي المواطنين والشرعيّة؟

هذا كله نتيجة عدم انتخاب رئيس للبلاد. فحيث يغيب الرأس يتبدد الجسم كله. لا يريدون تصديق ذلك. إلا اذا كان عدم انتخاب الرئيس مقصودًا.

12. نصلّي لكي يلهم الله كلّ صاحب سلطة أن يمارسها بالأمانة والحكمة، فهو موكّل لا سيّد. بهذا الإقرار نمجّد الله ونحمده، الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين.

#البطريركية_المارونية #البطريرك_الراعي #شركة_ومحبة #حياد_لبنان #لبنان_الكبير #الراعي #بكركي #معا_من_أجل_لبنان #لبنان

https://www.facebook.com/maronite.patriarchate.bkerki/videos/693226189121026

 

المطران عوده: العدالة لا تجزأ وليست انتقائية أو كيدية وتمقت ازدواجية المعايير

وطنية/29 كانون الثاني/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/115334/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%af%d8%a7%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%84%d9%87%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%8a-%d8%aa%d8%b1%d8%a3%d8%b3%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d9%88%d9%85-29/

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده خدمة القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس.

بعد الإنجيل المقدس ألقى عظة قال فيها: “بعدما تعرفنا الأسبوع الماضي على زكا، رئيس العشارين الذي كان شعبه يكرهه، لكن الرب أنعم عليه بالمغفرة والمكوث تحت سقف بيته، ها نحن اليوم أمام امرأة وثنية جاءت تسترحم يسوع من أجل ابنتها. هذان المثالان يعدان المؤمنين لمرحلة مقبلة تشتد فيها التهيئة للدخول إلى معترك الصوم الكبير المقدس، وربح المعركة تجاه الشرير، وصولا إلى الاحتفال العظيم بالقيامة البهية. تعلمنا من زكا العشار كيف نتخطى كل الصعوبات التي يضعها الشرير في طريقنا كي لا نعاين المسيح المخلص، ولا نتذوق حلاوته، فنتوب ونعود إليه ونخلص. اليوم، نحن أمام امرأة، ليست يهودية مثل زكا، بل هي وثنية كنعانية. التاريخ البشري يشهد للعداوة الشديدة بين اليهود والكنعانيين، حتى إن اليهود كانوا يتمنون لو يباد الشعب الكنعاني بأكمله، رغم أنه جاء بحضارة عميقة، ومعه جاءت الزراعة وغيرها. لم ينظر اليهود إلى الكنعانيين من ناحية الغنى الثقافي أو الحضاري، ولا نظروا إلى ما منحهم الله من العطايا التي يمكن لليهود أن يغتنوا منها، بل رأوهم شعبا يهدد وجودهم الديني ويجب محوهم عن الأرض، فقط لأنهم لم يعرفوا الإله الحقيقي بعد. لكن شعبا يدعي معرفة الله، كيف يفكر بالشر في قلبه؟”

أضاف: “فيما كان اليهود، المتمثلون بتلاميذ المسيح، يقولون: «إصرفها، فإنها تصيح في إثرنا»، مع أنها كانت تعلن إيمانا لم يجده المسيح في «شعب الله»، كانت الكنعانية تصرخ نحو الرب يسوع قائلة: «إرحمني، يا رب، يا ابن داود فإن ابنتي بها شيطان يعذبها جدا». هذه الغريبة عن اليهودية طلبت الرحمة من معلم يهودي، واعترفت أنه الرب، ابن داود، أي الملك الممسوح من ذرية الملك داود، الآتي ليخلص شعبه، ولهذا تجرأت، أمام شعب لا يزال ينتظر مجيء مسيح الرب، على أن تطلب منه شفاء ابنتها المعذبة من الشيطان. ربما فضح صراخها الإيماني التلاميذ الذين كانوا مع المسيح كل حين، مثل سائر الشعب اليهودي، ولكنهم لم يعرفوه حتى الساعة، لذلك أرادوا إسكاتها وطلبوا من الرب أن يصرفها. قال لها يسوع: «لم أرسل إلا إلى الخراف الضالة من بيت إسرائيل». قد يتهم البعض الرب يسوع بالعنصرية، وبحصر الخلاص بالشعب اليهودي. هؤلاء يخطئون لأن المسيح بقوله هذا إنما يعلن ما يفكر به تلاميذه، وما حفظوه من الناموس، ويعتبر هذا الفكر خطيئة يجب أن تظهر إلى النور حتى يتم الشفاء منها، لأن «الكل إذا توبخ يظهر بالنور، لأن كل ما أظهر هو نور» (أف 5: 13). أراد المسيح أن يعلمهم نبذ الأفكار الشريرة عن سائر الأمم، وأنه غير محصور بالشعب اليهودي، لأن الله خلق الجميع لا اليهود وحدهم، على صورته ومثاله و«يريد أن كل الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون» (1تي 2: 4).

وتابع: “ألحت الكنعانية على طلب الخلاص، كما فعل زكا. قالت للرب يسوع: «أغثني يا رب». لم تهتم لرفضها من قبل اليهود والتلاميذ الذين كان عليهم أن يقبلوا الجميع. قال لها الرب يسوع قولا قد يجده قراء الإنجيل صادما: «ليس حسنا أن يؤخذ خبز البنين ويلقى للكلاب»، لكن متى عرف المعنى الكامن وراء هذه العبارة ينتفي كل عجب. هنا أيضا، أظهر الرب علانية مكنونات قلوب اليهود. فبعدما أرادوا حصر يسوع بشعبهم فقط، ربما افتكروا في أنفسهم أن مرضاهم وخرافهم الضالة» هم أولى بعجائب الرب، فلماذا يعطى خبز البنين للغرباء؟! إن كلمة «الكلاب» ليست إهانة كما يعتقد الكثيرون، إنما هي موروث ثقافي لدى العبرانيين للدلالة على من هم خارج الإيمان. لقد أراد المسيح أن يظهر للجميع أنه جاء إلى كل الأجناس البشرية لأن «للرب الأرض وملؤها، المسكونة وكل الساكنين فيها» (مز 24: 1). إذا، لم يقصد الرب إهانة الكنعانية، بل استخدم معتقدا شعبيا يهوديا يظهر أن اليهود يستعلون على سواهم من الأمم، والدليل على ذلك أن المرأة كانت تعرف هذا القول وتتمته إذ أجابت: «نعم، يا رب، فإن الكلاب أيضا تأكل من الفتات الذي يسقط من موائد أربابها». مع أنها علمت موقف اليهود من شعبها، ثابرت على إيمانها وعرفت المسيح حقا، هو الذي لم يعرفه أبناء شعبه. ولكي يلقن اليهود وتلاميذه درسا في المحبة الكاملة التي لا تفرق بين يهودي وأممي، قال لها يسوع: «يا امرأة، عظيم إيمانك، فليكن لك كما أردت».

وسأل: “ألا يفعل اللبنانيون في غالبية الأحيان ما فعله اليهود مع الكنعانيين؟ للأسف، يقع البعض في خطيئة إدانة الآخر ومحاولة إقصائه. المسيحي فطر على المحبة، لا على الدينونة، إذ إن الله هو الديان العادل، والمانح الخلاص لجنس البشر. لذلك من واجب المسيحي أن يتشبث بالمسيح ويسعى مثل زكا والكنعانية إلى التوبة وإعلان الإيمان بالمخلص، وأن يتعلم منهما التواضع الذي سنعاينه الأسبوع المقبل مع العشار، حتى يكون مستحقا لفرح القيامة ويظهر أهلا للعرس السماوي، وإلا فإن الصوم الآتي لن ينفع قلبا متحجرا مغلقا على الإنسان الآخر. المسيح تجسد ليخلص الجميع، ولن ينال الخلاص إلا من تشبث به مثل زكا والكنعانية”.

وقال: “خلاص بلدنا يكون على أيدي أبنائه إن هم نبذوا الحقد والتعالي والإستقواء والإدانة والإقصاء. بلدنا يحتضر. لا رأس للدولة، والحكومة مستقيلة، والمجلس النيابي مشرذم ومشلول، لم يتوصل بعد إحدى عشرة جلسة إلى انتخاب رئيس، يكون الخطوة الأولى في مسيرة انتظام عمل المؤسسات. والمؤسف أن الإنهيار في لبنان لم يقتصر على النواحي السياسية والمالية والإقتصادية والإجتماعية بل تسرب إلى القضاء، وما شهدناه من تخبط وانقسام وصراعات وفوضى ينذر بتهاوي الملجأ الأمين لكل مستضعف ومقهور ومظلوم، والحصن المنيع الذي يحمي الدولة والمواطنين ويرسي العدالة على أساس الحق”.

أضاف: “العدالة أساس الملك، وهي لا تجزأ وليست إنتقائية أو كيدية، وتمقت ازدواجية المعايير. لقد سميت بيروت منذ القديم أم الشرائع لتمسكها بالقانون، ومدرسة الحقوق الرومانية فيها لم تكن علامتها الوحيدة المضيئة إذ عرفت على مر الأزمنة رجال قانون لامعين، لم يدينوا إلا بالحق وما طأطأوا الرأس إلا أمام الله والحقيقة. لكن الحقيقة ضاعت في جريمة تفجير المرفأ وقسم من بيروت وأبنائها، أو هناك من شاء تضييعها لأسباب نجهلها ويعرفها المعطلون. ما نعرفه وما هو منطقي أن على كل مطلوب الذهاب إلى التحقيق حفظا لكرامته وإثباتا لبراءته. أما التعنت وعدم المثول أمام المحقق فيشكلان إدانة واضحة لمن يتمسك بهما. عندما يخضع الجميع للقانون ويحترمونه تستقيم الأمور، وعندما يغيب العدل تعم الفوضى، ويصبح صاحب الحق مقهورا أو مدانا، والمجرم المطلوب للعدالة متفرجا مستقويا بمن يحميه. لقد أصبحت المواجهة بين القضاة، عوض أن تكون بين القضاء والمذنبين الذين فجروا العاصمة وها هم يفجرون القضاء. هذا الوضع لم نشهد له مثيلا في تاريخ لبنان، ولم يعهده قصر العدل. وعوض التمسك باستقلالية القضاء دخلت السياسة والطائفية إلى القضاء. لقد أدت السياسة المعتمدة عندنا إلى تحلل الدولة وانهيارها، لذلك على ذوي الضمائر الحية الساهرة على البلد عدم ترك السياسة تقضي على القضاء. لذا نتوقع من أولي الأمر مواقف على قدر جسامة الوضع، لا تصاريح فارغة لم تعد تجدي”.

وختم: “الإستهتار بأرواح الناس وحياتهم حرام، ومن حق كل متضرر معرفة الحقيقة، ومهما كبر غلو السلطة لا بد للحقيقة أن تظهر. نحن نعيش في أدغال سياسية واقتصادية وقضائية بسبب عدم كفاءة السياسيين وقلة مسؤوليتهم. متى ينقضي هذا الكابوس عن حياة اللبنانيين؟ بيروت الحزينة على أبنائها تنتظر استكمال التحقيق وجلاء الحقيقة. ولبنان كله حزين على وضعه وينتظر انجلاء الليل القاتم وبزوغ فجر النهوض. عسى ألا يكون الإنتظار طويلا”.

https://www.facebook.com/maronite.patriarchate.bkerki/videos/693226189121026

 

متفاهمون مع حزب الله على المقاومة ومختلفون على أولوية بناء الدولة

وطنية/29 كانون الثاني/2023

تطرق رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل في مؤتمر صحافي عقده اليوم الى "وضع البلد"، قائلا: "المشهد مقلق: فراغ، منظومة وانهيار، جمهورية بلا رئيس يعني جسم بلا رأس، وحكومة فاقدة لثقة المجلس النيابي، وبالتالي للشرعية، ومفتقدة لمكون اساسي، وبالتالي للميثاقية، وتأخذ مكان رئيس جمهورية بطريقة غير دستورية، ورئيسها يضع توقيعه 3 مرات على المرسوم، ومكان رئيس الجمهورية، ويصدره بلا توقيع الوزراء، وهذا تزوير. حكومة عاجزة ومبتورة، تحكم البلد كأن الوضع طبيعي، "وما منزيح الا ما نجيب الرئيس يلي بدنا ياه". منظومة متحكمة بالبلد وترفض اصلاحه، تحكم سياسيا من خلال التعسف بالدستور والقوانين، وتحكم ماليا من خلال تعاميم همايونية للمركزي تتسلط فيها على اموال الناس؛ حاكم المركزي هو حاكم البلد ماليا؛ وهو رئيس عصابة مثلما وصفه القضاء الفرنسي، مبيض ومختلس اموال الدولة واللبنانيين، ملاحق من القضاء الأجنبي واللبناني، هارب من العدالة (ما بيسترجي ينزل على مجلس النواب خوفا من ان يتم توقيفه) يتلاعب بالدولار طلوعا ونزولا، لينهب هو ومنظومته اموال الناس. انهيار مالي واقتصادي واجتماعي وصحي وتربوي ومؤسساتي وقضائي وقانوني، والخوف ان يتحول امنيا، ويهددونا به، والحقن شغال لتبرير وصول "مرشح الحاجة الأمنية".

أضاف: "نعيش تجليات الانهيار الدولار بـ 60 الف وبلا سقف. خط الفقر طلوع. البنزين فوق المليون. فلتان بسوق الأدوية.القطاع التربوي مهدد. تسيب بالادارة، بالموظفين وبالمعاملات. قضاة يشتكون على بعضهم وينفذون اجندات سياسية. قائد جيش يخالف قوانين الدفاع والمحاسبة العمومية، يأخذ بالقوة صلاحيات وزير الدفاع، ويتصرف على هواه بالملايين بصندوق للأموال الخاصة وبممتلكات الجيش. رئيس حكومة يصدر قرارات غير قانونية وآخرها وضع مدراء عامين بالتصرف. إضافة الى هذا كله، المنظومة، مع نهاية العهد، بدأت تنفذ مخططها للإقصاء وضرب الشراكة. حتى اليوم لا قرار خارجيا بالتفجير، ولا قرار داخليا بالاقتتال، والتفلتات الأمنية بسبب الوضع المعيشي متوقعة، ولكن حذار! من يضمن؟ يلعبون بالدولار وبالقضاء وبالناس ليفجروا الوضع ويطيروا التحقيق الأوروبي؟ والأصعب موجة هجرة متجددة، وهي الأكبر من الـ 1915، تؤدي الى خروج اللبنانيين واستبدالهم بالنازحين واللاجئين، وهذا الشيء يحصل بإدراك من الدول نفسها التي تعمل لتوطين النازحين وتعطي الفيزا انتقائيا للبنانيين، وكأنها تعربهم بحسب طوائفهم او قدراتهم، وتفرغ لبنان من طاقاته - ونضيف على الفراغ الرئاسي فراغ بشري. هكذا لبنان كله مهدد، وليس فريقا لوحده. وهناك أناس تعبر عن فرحتها بالنتيجة لأن "باسيل عم يخسر"؛ حساباتهم خطأ، كالعادة، ليس باسيل من يخسر طالما قضيته حق وتياره معه، الوطن كله يخسر. الشعب عندما يكون مهددا بالاندثار، الأرض ولو تبقى، الكيان ينتهي والهوية تضيع. كل هذا وهناك من يقول: بعد بكير، لم الاستعجال؟ كلا ليس مكبرا، نحن تأخرنا كثيرا بترميم الدولة، واصحاب نظرية "خلوا الوضع يهترئ اكثر لنعمره عن أول وجديد"، هم لا يرون انه لم يبق أناس لتعمر واصحاب مشروع "خلوا الدولة تهترئ ونحنا منصير اقوى منها ومنمسك شارعنا"، هم من الجهتين، يمددون امد الفراغ ليستفيدوا من غياب الدولة. باختصار من دون رئيس ليس هناك دولة، ومن دون رئيس مع برنامج ليس هناك حل. صحيح الأولوية لانتخاب الرئيس، ولكن انتخاب الرئيس لا يكفي، ووحده ليس الحل. يلزمه برنامج، نحن سميناه "الأولويات الرئاسية"، يأتي الرئيس لتنفيذه مع الحكومة وبالتعاون مع المجلس النيابي. هذا يتطلب وفاقا وشراكة، ومن دونهما، لا افق ولا حل".

وتابع باسيل: "ومن هنا نبدأ الوفاق والشراكة: لا وفاق من دون شراكة، ولا شراكة من دون وفاق، ومن دونهما لا لبنان. الوفاق والشراكة لا يقدران أن يكونا انتقائيا على الاساسيات. الأصول ان يطبقوا بعملية تشكيل الحكومة على الوزراء المسلمين والمسيحيين، واذا لم يطبقوا باختيار الوزراء المسلمين، لا يجوز أن يطبقوا على اختيار الوزراء المسيحيين وحدهم. واذا لم يطبقوا على رئيس المجلس ورئيس الحكومة لأنهم من اختصاص المذاهب التابعين لهم، لا يجوز أن يطبقوا على رئيس الجمهورية! اما شراكة بكل شيء، او اورثوذكسي بكل شيء، وكل واحد يختار رئيسه ووزراءه. كيف بالأحرى اذا كان هناك، ولا سمح الله، أحد يريد أن يفرض علينا رئيس جمهورية؟ يعني حتى لا يقبل أن نختار رئيس جمهورية، نحن واياه، بالوفاق والشراكة. وبكل الأحوال، على المسيحيين مسؤولية ان يتفقوا، لأن بإتفاقهم يقدرون بهذا النظام، أن يحققوا خيارهم، طالما خيارهم وطني. وهنا أحمل المسؤولية لمن يرفض الحوار، او يرفض بالمطلق الاتفاق. هذا الرفض يحمله مسؤولية الفراغ، واضعاف الموقع، وتفويت الحق بحسن التمثيل. من المؤكد أن الأفضل للموقع ان تكون شرعية تمثيله، منه وفيه، وليست مستعارة؛ ولكن بحال التعذر، مثل اليوم، فعلى الأقل يكون مدعوما من القوى صاحبة التمثيل. لو تعرفون كم نوفر على البلد لو نتفق، وليس هناك اي تبرير لعدم المحاولة على الاتفاق! وفورا أقول، اذا لم نتفق هذا لا يعني أنه يحق لاحد التفكير بأن يتخطانا جماعيا. وفي الحالتين، يبقى على بكركي مسؤولية جمع الكلمة، ومسؤولية رفض اي تخط لهذه الكلمة".

وشدد باسيل على أنه "ضرب جنون، وطني وسياسي، ان يفكر أحد بانتخاب رئيس جمهورية من دون المسيحيين، وموقف وطني مسؤول لمن يرفض أن يتخطاهم، ويعول عليه لبناء حياة مشتركة ومتشاركة بقلب الجبل. مخطىء كثيرا من يفكر أن يعيد مرحلة 05-90 من دوننا، ومخطىء اكثر اذا فكر انه ينجح. الأصل، ان هذا الموقع بنظامنا الطائفي ومثل بقية المواقع، يعود لأصحاب الشرعية الشعبية - وهذا مبدأ لا يحق لنا أن نتنازل عنه الا بقرار منا؛ بدعم من نختاره فقط هذه المرة بسبب الظرف الاستثنائي. لهذا السبب تنازلنا بسبب قلقنا على الوضع، ونتيجة التجربة التي عشناها، ورفضنا للفراغ ولإطالته. لم نترشح، وقلنا نريد الدولة وليس السلطة، نريد الجمهورية وليس رئاسة الجمهورية (متل 88). لم نفرض مرشحا رغم حقنا، ولا قلنا نريد أن نكون صانعي الرئيس وحدنا. اقل حقوقنا أن نقول نريد "رئيس مستقبلو ما بيستحي من ماضيه" (متل ما بيقول البطريرك صفير) - وبدنا "رئيس ما نستحي نقول لأولادنا اننا أيدناه" ونقدر أن نشرح لهم اننا ايدناه بوطنيته وآدميته ونفسه الاصلاحي والمؤسساتي والدستوري، وقدرته على العمل الجدي. اقل حقوقنا دولة تستنهض طاقات البلد، وليس منظومة تضع يدها عليه. دولة متماسكة بقوة العدالة والقانون وليست ممسوكة بتسلط الفساد والاستفزاز السياسي الذي يولد الشعور باليأس ويدفع للهجرة. دولة تحمي وحدة الأرض، حتى لا يهددنا أحد بالتقسيم، دولة تطبق ثقافة قبول الآخر حتى لا يمارس أحد علينا احادية المعايير والتفكير، ودولة تحقق المساواة بين الناس حتى لا يتعالى علينا أحد بعدم تطبيق القوانين ويتباهى بفائض احتقار الدولة".

وأردف باسيل: "في المقابل المنظومة تعرف تماما من تريد رئيسا للجمهورية، ونحن نعرف جيدا من يمثلها ويشبهها - ومن حقنا واقل واجباتنا ان نرفضه. واذا رفضناه لا نكون نعرقل انتخاب رئيس، نكون نحفظ الجمهورية وموقع الرئاسة. المنظومة تريد رئيسا يعزل المشروع الاصلاحي والاصلاحيين والتيار على رأسهم، رئيسا يوقف التحقيق بسرقة العصر ويحمي الحاكم ويفشل التدقيق الجنائي ويلغي التحقيق المالي. رئيسا يطمس التحقيق بجريمة العصر بالمرفأ. رئيسا يعرف جيدا، بتاريخه وبحاضره، كيف يتقاسم الثروة النفطية مع اركان المنظومة. تخيلوا أن نسلمهم قطاع الغاز بعد انجاز الحدود! تريد رئيسا تعود أن يتحدى القانون ويعرف كيف يحمي المرتكبين من القضاء ومن العقاب، رئيسا لم يفكر بالحلول للمشاكل، وطبعا لا يملك مشروعا اصلاحيا. المنظومة تعرف من هو الرئيس الذي تعيد انتاج نفسها معه لتتحكم بمقدرات دولة مؤسساتها مفككة وشعبها مسروق ويائس وينتظر الهجرة. المنظومة تعرف حساسية المقاومة، وتلعب على وتر خوفها من استهدافها، وتخويف الناس منها - ويأتينا رئيس بالخوف والتخويف وليس بالثقة والاطمئنان. وهنا نتذكر كلام الإمام الصدر: "خوف من هنا يقابله خوف من هناك... سبحان الله! الفئات متجاورة وبامكانها ان تكون متحاورة". نحن نعرف ماذا نريد، ونعمل ليكون هناك رئيس يشبهنا، ووضعنا في التيار مسودة لائحة اولية بأسماء، من دون تبنيها او ترشيحها، ومن دون التمسك بأي واحد فيها، ولكن اخترناها على قاعدة انها افضل من غيرها، أقله افضل مما هو مطروح، وبدأنا جولة اتصالات مع نواب وكتل لنسمع طرحها وللتوافق معها على مجموعة اسماء، على قاعدة الأنسب نسبيا، الأقدر على تنفيذ البرنامج والأصلح لتأمين التوافق عليه من دون تحد. نحن نمد يدنا للجميع، وندعو للتشاور بعجلة، ثنائيا او جماعيا، وبأي شكل، ليكون هناك توافق على برنامج صغير وسريع التطبيق، وتوافق على لائحة مصغرة من الأسماء للاتفاق على واحد منها، او اقله للتصويت عليها اذا تعذر اختصارها بإسم واحد. نوجه دعوة للتلاقي، ونبادر باتجاه اي متعاون، ونتجاوب مع اي مسعى في هذا الاتجاه. امأ اذا لم نلاق اي نتيجة، ندرس لاحقا الموافقة على أي مرشح، بشرط ان قبل انتخابه، تنفذ الكتل المؤيدة له مطالب اصلاحية لا تتعلق بالتيار ولا بمحاصصة، بل فيها خير لكل اللبنانيين، وابرزها قانون اللامركزية وقانون استعادة الأموال المحولة وغيره، وهذا للتأكيد ان المشروع يهمنا وليس الشخص. اما في حال فشل المسعى الأول والثاني، واعتبرت مواقفنا منطلقة من الضعف بدل اعتبارها منطلقة من الحرص، سنفكر جديا بالترشح لرئاسة الجمهورية بغض النظر عن الخسارة والربح، لنكون اقله احتفظنا بمبدأ أحقية التمثيل. نتنازل عنه استثنائيا لنحصل تجاوب الآخرين ونتجنب نهاية الدولة، اما اذا كان تنازلنا دون مقابل وذاهبون الى نهاية الدولة، فالأفضل ان نحافظ على الحق. حتى لا نكون متل Chamberlain، قبل العار ليتفادى الحرب، حصد العار والحرب. وبحال رفضت كل مساعينا وتأكدت نوايا الإقصاء، نذهب الى الممانعة السياسية الشرسة ضد كل المنظومة والنظام، وانا هنا لا أهدد مثل غيري، ولكن لا نموت، ولدينا خياراتنا لنعيش بكرامتنا من دون أن نتقاتل مع شركائنا.

وقال رئيس التيار: "المنظومة لا تريد أن تنفذ الطائف، ولا تريد لامركزية، ولا دولة مدنية، ولا شراكة متوازنة بنظام طائفي... ماذا تريد؟ انا استبق اي سوء تفسير وأقول نحن لا نريد الا لبنان الواحد العربي المشرقي المتوسطي بالـ 10452 كلم مربع، مقابل خطاب الانغلاق ومحاولة اقناع المسيحيين بأن الحل هو بالافتراق، وهذا خطاب تصدينا له منذ زمن مع كل المؤمنين بلبنان الكبير. هنا اريد أن أعرض عليكم سلسلة من الوقائع التي حصلت معنا بالطائف وبالتلاقي وبالتفاهم، وهنا اريد منكم أن تضعوا أنفسكم مكاننا وتحكموا ماذا يجب أن نفعل:

1 - الطائف: نحن دفعنا ثمن الحفاظ على الشرعية وعلى الدولة قبل الـ 90 وبعدها، ومن وقت عودة الجنرال بالـ 05، ندفع ثمن حماية الميثاق والتوازن الوطني. ومن غرائب الأمور ان التيار المعترض على الطائف وقت اقراره، صار اليوم اول المطالبين بتنفيذه الفعلي. ومن يدعون الحفاظ عليه، ينحرونه بمخالفته كل يوم. الطائف يعيش عندما تنفذ اللامركزية (مش الفدرالية) ومجلس الشيوخ والدولة المدنية، وعندما تتصحح الثغرات فيه، وعندما يتطور، وليس عندما يرفضون وضع المهل بالدستور لمنع استنساب الوزراء باصدار المراسيم، واستنساب رؤساء الحكومات بتأليفها، واستنساب رؤساء الجمهورية باجراء الاستشارات. ماذا تريدون أن نعمل عندما نرى ان دستورنا لا ينفذ، ولا تعالج ثغراته ولا أحد يرد علينا بتطويره؟؟

- التلاقي: من 90 للـ 05 شركاء المنظومة وضعوا ايديهم على القرار الوطني، السياسي والاقتصادي على حساب الشراكة الوطنية المتوازنة. منذ عودتنا بالـ 05، حاولنا أن نتلاقى معهم على الاصلاح، رفضونا عبر التحالف الرباعي، ومن بعدها بالحكومة، ومن بعدها برئاسة الجمهورية 08 بالرغم من 73% تمثيل، وظلوا يرفضونا بقانون الانتخاب وبالحكومات وبالكهرباء وبكل مشروع او قانون جيد للبلد واعتمدوا سياسة النكد وعدم السماح بالانجاز. عادوا ورفضونا برئاسة الجمهورية (لو ما اصرار حزب الله)، ورفضونا بست سنين العهد، وبدل أن يتجاوبوا مع مشروع الاصلاح صار عندهم رغبة بالانتقام منه، بهدف تفشيلنا، وتفشيل فكرة الرئيس القوي ولبنان القوي. من 90، راكموا الارتكابات حتى أوصلونا الى سرقة العصر ونهب اموال اللبنانيين. نحن نمد يد التعاون للبناء وهم يرفضون - رضينا بالهم والهم ما رضي فينا-  صار الطالح بدو يحاسب الصالح - والمنظومة التي يجب أن تحاكم تريد أن تحاسبنا وتعزلنا! برأيكم ماذا يجب أن نفعل؟

وتحدث عن "التفاهم"، فقال: "نحن رغبنا بالتفاهم الوطني مع كل اللبنانيين، مع المستقبل والاشتراكي وأمل والقوات والكتائب وغيرهم. اكثر طرف تجاوب معنا هو حزب الله، وعملنا معه تفاهما قام على 3 ركائز: الاستراتيجية الدفاعية وبناء الدولة والشراكة المتوازنة. وقف هذا التفاهم على سلم من 3 أرجل ولم يقو أحد على هزه؛ بعدها تخلخلت رِجل بناء الدولة، وبدأ السلم يهتز وبقي واقفا على رجلين، انما استند على حائط هو الوحدة الوطنية، والحاجة للحفاظ عليها، فصمد. في عهد الرئيس عون، انقطعت رجل بناء الدولة، وفور نهاية ولايته بدأت رجل الشراكة تهتز، فاذا انقطعت رجل الشراكة، يبقى السلم واقفا على رجل واحدة ومستندا الى الحائط، وهذا الأمر يؤدي الى سقوطه حتما، الا اذا وجد حائط ثان ليسنده، أي يبقى واقفا على زاوية حائطين، والحائط الثاني الوحيد الممكن هو منع الفتنة، وهذا عمل سلبي بالمنع وليس عملا ايجابيا بالانجاز، وهكذا نكون قد منعنا الفتنة لكننا لم نؤمن الشراكة ولم نبن الدولة؛ ونحن بطبيعتنا، لا نكتفي بالمنع من دون الانجاز".

أضاف: "قلنا ان الشراكة هي علة وجود لبنان، والشراكة سلاحنا ولا نتخلى عنها. التفاهم هو لخدمة الشراكة، وهكذا تكون الشراكة ضمانة التفاهم، وليس ضحية للحفاظ عليه. نحن مستعدون أن نعقد تفاهما جديدا مع حزب الله ومع اي مكون سياسي حول بناء الدولة بالشراكة شرط تنفيذه. نحن ضحينا عن قناعة لنحافظ على التفاهم. وعندما لا يؤدي الحكي بالغرف المغلقة الى نتيجة، نضطر ان نحكي في الاعلام من حرصنا عليه، ولأن جمهورنا حقه علينا أن يعرف. للأسف، يبدو ان المقاومة لم تقتنع معنا ان ما يحميها من الغدر هو التفاف كل الناس حولها وليس فقط بيئتها، هو المشروع وليس فقط الشخص، هو الدولة وليس فقط رئيسها. ما يحميها دولة متحررة من الفساد ومحصنة بالقانون والعدالة. مشروع المقاومة لا يجب أن يتناقض مع مشروع الدولة، بل يجب ان يكمله ليقبل به كل اللبنانيين".

وتابع: "ان تكرار تجربة التحالف الرباعي لا يحصد نتائج معاكسة عن وقتها، (حرب  تموز)، وأي مكون مهما اعتبر نفسه أقوى لا يحفظه الا الاحتضان الوطني. لا يكفي وجود رئيس لا يطعن بالضهر، هذا من المسلمات! الرئيس لا سجب أن يطعن أحدا من اللبنانيين، ولكن لا يجوز أن تكون مهمة الرئيس فقط ألا يطعن بالضهر. الرئيس ليس لديه بعد واحد هو المقاومة، الرئيس عنده عدة ابعاد: بعد لبناني بالداخل، بعد لبناني بالخارج، بعد الدولة والسيادة والدستور والقانون والشراكة والبناء الاقتصادي والمناعة المالية. الرئيس يجب ان يحمل مشروعا يقنع الناس، أن يكون صاحب سلوك محترم ببناء الدولة، ان يكون قادرا على جعل الشباب يحلمون ببلد يشبههم، ويتفاءلون بالمستقبل، ويطمئنون الى ان الدولة تحمي حقوق المواطنين مثلما المقاومة تحمي الحدود من العدوان والارهاب".

وقال: "نحن متفاهمون مع الحزب على المقاومة، انما هذا لا يكفي لأننا مختلفون على أولوية بناء الدولة، وأصبح لدينا علامات استفهام حول السلوك السياسي المتعلق بمدى احترام الشراكة المتوازنة. قد تختلف الأولويات، لكن لا اولوية تعلو على بناء الدولة. ان المنظومة التي تمنع الاصلاح وتعمل لتثبيت سلطة الفساد، هي الحليف الأول لعقلية التقسيم، والخطر عندما تتلاقى مصالحهم على انهاء الدولة ليحلوا محلها، فيصبح الاثنان غير مستعجلين على الرئاسة، الأول لأنه يحل محل الدولة، والثاني لأنه يعتقد انه سيتحكم بشارعه، والاكيد ان المقاومة لا يجب ان تكون لا هذا ولا ذاك. صحيح، مثل ما قال السيد حسن، ان على الجميع تحمل المسؤولية لإنقاذ البلد، والحريصون يجب ان يتحملوا اكثر من غيرهم المسؤولية للمستقبل؛ لكن لا يجوز ان يتحمل الجميع المسؤولية عن الماضي وكوارثه. هناك أناس يخافون على التفاهم وانا على رأسهم، وهناك من ينفخ بالنار حتى يكبر الخلاف وينفجر، وينتظر ليشمت. وأنا أريد أن أتوجه للخائفين والحريصين على البلد، واسألهم: شو بعد فينا نعمل اكثر من هيك؟ بالطائف وبالتلاقي وبالتفاهم صارت القصة قصة وجودنا وكرامتنا، وهيك البحث عن البديل بيفرض حاله! الشعوب يلي ما عندها بديل بتموت؛ ونحنا شعب ما بيموت".

وأكد باسيل أن "لا دولة من دون قضاء، ومن دون عدالة، ومن دون محاسبة. وأريد أن أتحدث عن الحقيقة والعدالة بموضوعي المرفأ والأموال المسروقة.

بالمرفأ، لا يهمنا اي قاض، لسنا مع أحد ولا ضد أحد، يهمنا استمرار التحقيق وصدور القرار الظني لتحويل الملف للمجلس العدلي. التحقيق لا يجوز ان يقتصر على التقصير الوظيفي، من دون ان يمتد للنيترات وللتفجير- الملف بثلاث ابعاد، والتركيز على بعد واحد بالموظفين. ونحن لسنا مع القضاء الدولي، لكن أنا قلت سابقا انه بحال تخاذل القضاء اللبناني، لا بيبقى لأهالي الضحايا، الا القضاء الخارجي، وهذه ضربة للبنان. لذلك ندعو مجلس القضاء الأعلى، الى ايجاد حل لإعادة سير العدالة، ونحمل المسؤولية لرئيس المجلس الذي بإمكانه دعوة الهيئة العامة للتمييز بالأصيلين والمناوبين، وعقد جلسات متتالية للمجلس لصدور القرارات اللازمة بموجب قانونه وبتسهيل من مدعي عام التمييز والأعضاء، لاستكمال التحقيق. ونحن مستعدون لأي تحرك يدعم التحقيق من دون مزايدة او شعبوية".

أضاف: "أما بالنسبة الى الاموال المسروقة، فقد صار معروفا ومثبتا لدى القضاء الاوروبي واللبناني ان رياض سلامة ارتكب جرائم مالية عدة منها تبييض، اختلاس وتهريب اموال للخارج بتعاون بعض المصارف. نحن قمنا بجهد كبير لاثبات  هذه الحقائق ونجحنا ببعضها، وعملنا لاستعادة هذه الأموال، وتحركنا بالشارع، وتقدمنا باخبار للقضاء، قدمنا قانونا لاستعادة هذه الأموال، وتقدمنا بطلب لجنة تحقيق برلمانية. لم ننجح لأن لديه حماية المنظومة الرافضة اقرار القوانين وتحريك الملفات بالقضاء باستثناء بعض القضاة المتمردين وغير المتورطين. ولما عجزنا عن اصدار ادعاء وحجز اموال بالقضاء اللبناني، اسعفنا القضاء الأوروبي؛ وبدأنا مؤخرا بالسعي لدى دول اخرى، اسم الله عليه، موزع عملياته على 13 دولة حسب التقرير الرسمي الفرنسي. الأهم الآن استعادة هذه الأموال لأنها للمودعين وللدولة اللبنانية".

وذكر كيف أن "لبنان انضم لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد (القانون 33/2008)، وصارت جزءا من انتظامه القانوني، واعلى من القوانين الداخلية كونها اتفاقية دولية. اهم ما فيها الفصل الخامس كدليل استعادة الأموال المتأتية من الفساد، وفق مبادرة STAR (Stolen Assets Recovery). الآلية تبدأ بالتحري عن اموال الفساد وتتبعها ملاحقة الفاسدين وتجميد اموالهم ومصادرتها، والأهم انها تكتمل باستردادها. بادرت بعض الدول متل سويسرا، المانيا، فرنسا، بلجيكا وغيرها لاصدار قرارات الحجز والمصادرة، وتخلف لبنان ولم يدع قضاؤه بعد، وتم احتجاز قرار تغطية تكاليف محامي الدولة التي تقترحها هيئة القضايا بناء على طلب النيابة العامة التمييزية ليشارك لبنان بالحجز. هذه الأموال عمومية، وليست فقط متأتية من الفساد، طالما ينسب لسلامة وشركائه جرم اختلاس المال العام، وبالتالي الأموال المهربة هي اموال الشعب اللبناني".

أضاف: "القضاء اللبناني عنده ولاية عليها بمجرد ان مرتكبيها لبنانيون او انها ارتكبت بداية بلبنان والقوانين المرعية التي تنص على عقوباتها كتيرة، آخرها قانون استعادة الأموال المتأتية من الفساد الذي قدمناه وأقر سنة 2020، وبموجبه انشأت وزارة العدل "مكتب التعاون الدولي" لتلقي طلبات المساعدة القضائية تنفيذا للمادة 18 منه، والتي على اساسها العمل قائم مع القضاء الاوروبي! فكيف يسترجع لبنان هذه الأموال اذا لم يطالب بها بحسب المادة 52 من اتفاقية الامم المتحدة لمكافحة الفساد؟ ويبقى للبنان ايضا الحق باللجوء الى القضاء المدني الأجنبي لتثبيت حق الدولة اللبنانية بالأموال التي اكتسبها لبنانيون من جرائم الفساد وتبييض الأموال. وعليه، كيف يمكن لقاض او نائب أو مسؤول، انو يتردد بتوجيه مثل هذه المطالبة للدولة اللبنانية بمرجعياتها المختلفة؟ سبقتنا عدة دول باسترداد الأموال العامة المنهوبة ومنها الجزائر، ويقال انها استردت مليارات. هل نزيد على لبنان ضياع حقه باسترداد امواله لدى القضاء الاجنبي؟ هل هناك تقاعس وتواطؤ اكثر من ذلك؟ التيار هو الوحيد الذي تجرأ على خوض هذا التحدي لأنه غير متورط ولا متقاعس ولا متفرج، اشتغل بصمت بداية، والآن نعلن بدء عمل ناشط وعلني اكثر".

وتوجه باسيل الى "التياريين" قائلا: "مكتوب علينا، واخترنا بوعينا، أن نخوض معارك مستحيلة، اختار غيرنا، عن وعي وادراك، عدم خوضها، لذلك نحن وحدنا، وهذه مفخرة لنا، وليست عزلا ولا انعزالا، ننعزل عندما يتركنا شعبنا؛ نحن نختار خوض المعارك المبدئية، ولو لوحدنا، لكن من دون ان نكون انتحاريين. هكذا عملنا بال 88-90 حرب التحرير، وب 90-05 معركة الحرية والسيادة والاستقلال، وبال 05 معركة اثبات الوجود، ومن ال 05 لل 2016 معركة استعادة الحقوق، ومعركة الاصلاح والتغيير، وهيك صار فينا بست سنين العهد وما حدا وقف معنا".

وسأل: "من وقف معنا لما قدمنا ملف الاتصالات الأسود للقضاء سنة 2008؟ من وقف معنا بتنفيذ خطة متكاملة للطاقة ومن ضمنها الكهرباء؟ من وقف معنا بملف الإبراء المستحيل؟ من وقف معنا لما رفضنا سلسلة الرتب والرواتب وشفنا فيها تسريع للإفلاس؟ من وقف معنا لما ب 13 تموز 2017 طرحنا ورقة اقتصادية عملية من 60 صفحة؟ بال 2018، وبجلسة شهيرة بمجلس الوزراء لما الرئيس عون نبه بالمعطيات من خطر الانهيار، أجابوه ان معطياته غلط. من وقف معه؟ في نيسان 2019 عندما كشف وزير الاقتصاد مخاطر وخسائر سياسة حاكم المركزي واخفاءه للحقائق، من وقف معه؟ بمنتصف ال 2019 حصلت المواجهة الكبرى بعشرين جلسة بمجلس الوزراء بين وزرائنا والآخرين ورفض كثير من اقتراحاتنا، ووصفوني بالمزعج، من وقف معنا؟ ب 2 ايلول 2019، قدم الرئيس عون ورقة اقتصادية انقاذية، من فعلا اعتمدها؟ بقينا وحدنا. ب17 تشرين 2019، سرعت المؤامرة وقوع الانهيار وحملونا المسؤولية؛ رئيس الحكومة استقال كي لا يواجه، والكل قبلوا بحكومة تكنوقراط كي لا يحملوا المسؤولية، وبقي الرئيس وحده! بأوائل 2020، قدمت حكومة حسان دياب خطة تعاف، وحملت حاكم المركزي مسؤولية كبيرة وقررت تغييره- انعمل انزال جوي ببعبدا لحمايته، بحجة ان لا يصل الدولار الى عشرة آلاف ليرة- كان وقتها تحت ال 5 آلاف. صار فوق ال60 ألف ولا يزال رياض، ولا يزالون يحمونه ويحملوننا المسؤولية وحدنا! ب2021 و22، خضنا معارك لإقرار الكابيتال كونترول، لوقف التحويلات الاستنسابية للخارج، وعملنا معارك لإقرار التدقيق الجنائي، (بالمناسبة Alvarez اعطت مهلة اخيرة لآخر الشهر لتسليمها المعلومات اللازمة)، وعملنا معارك لإقرار قوانين استعادة الأموال المنهوبة، واستعادة الأموال المحولة، ولكشف حسابات واملاك القائمين بخدمة عامة. واليوم ما زلنا وحدنا نواجه المنظومة والاعلام والقضاة لوقف سرقة العصر؛ نواجه عراة من دون مال ومن دون اعلام ومن دون دعم خارجي ولا داخلي. لوحدنا، هذه هي الحقيقة، وهذه خيبة الأمل، وهذا هو جوهر الخلاف الحقيقي بيننا وبين معظم القوى السياسية. اما هي بمواجهتنا، اما انها لا تقدر ان تواكبنا، والنتيجة ذاتها: لوحدنا. لوحدنا نواجه مخالفات الحكومة المبتورة، لوحدنا برئاسة الجمهورية نرفض كل العروض والضمانات، حول الحاضر والمستقبل، لأن المعروض لا يلبي حاجة لبنان للنهوض، ويرضي فقط مصالح سياسية خاصة اصغر بكتير من خلاص البلد".

أضاف: "لوحدنا نحاول ان نتواصل مع الكل، الاخصام والاصدقاء، لننهي الفراغ، وننتخب رئيسا وبرنامجا للانقاذ. لوحدنا، لدينا ورقة اولويات رئاسية، ورؤية كاملة لتطوير النظام، ومشروع اقتصادي ومالي، وخطة طاقة ونفط وغاز ومياه وسدود، وخطط قطاعية متعددة. لوحدنا لدينا تيار فيه مساحة حرية وديمقراطية، ولو استفاد منها البعض من الداخل ليتمايز، او من الخارج ليستهدفنا. بآذار كالعادة سنعقد مؤتمرنا الوطني، نطلق فيه ورقتنا السياسية، مع ورشة تنظيمية لنهضة جديدة تركز على الشباب والمرأة والانتشار والاستثمار وتجدد الدم. تيارنا بتطور دائم ليكون مؤسسة منتظمة تكون على قدر الأمانة التي سلمنا إياها الرئيس المؤسس". وختم باسيل: "رفاقي، التيار متل ارزة لبنان، تأخد وقتها لتنمو، ولكن تنمو بثبات وتبقى شامخة للسماء، وجذورها عميقة بالأرض، غصونها ممتدة، في بعض الأوقات يثقل حملها وينكسر منها غصن ضعيف، لكن لا تتأثر، لا بشموخها ولا بجذورها. المهم ألا يضربها المرض، مرض السلطة أو الأنانية أو الفساد، وهذا لن نسمح بحصوله لأن تيارنا مناعته وماويته بجذوره العميقة بتاريخه ونضاله وشعبه".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 29-30 كانون الثاني/2023

رابط الموقع                                                                      

http://eliasbejjaninews.com

لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

Click On The above Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 29 كانون الثاني/2023/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/115327/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1674/

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For January 29/2023

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/115330/lccc-lebanese-global-english-news-bulletin-for-january-29-2023-compiled-prepared-by-elias-bejjani/