المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل كانون الثاني 21

لسنة 2023

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2023/arabic.january21.23.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

اضغط على الرابط في أعلى للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

دَعَا يَسُوعُ تَلامِيْذَهُ الٱثْنَي عَشَر، فَأَعْطَاهُم سُلْطَانًا يَطْرُدُونَ بِهِ الأَرْوَاحَ النَّجِسَة، ويَشْفُونَ الشَّعْبَ مِنْ كُلِّ مَرَضٍ وكُلِّ عِلَّة

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/غباء المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جوانا ورونيك، التي وجهت شكر لمسؤول في حزب الله الإرهابي/مع مقالات ورسائل وتغريدات باللغة الإنكليزية تستنكر وتدين فعلتها

الياس بجاني/فيديو وبالصوت وبالنص/ذمية دور"محامي الشيطان" في الإعلام اللبناني عموماً والمسيحي منه خصوصاً

نص وفيديو/الياس بجاني: قراءة في مقابلة د. جعجع من تلفزيون الجديد: تعامي عن القرارات الدولية، وعدم رؤية لاحتلال حزب الله، وممارسة السياسة والتزام الدستور والقوانين بظله بدلاً من مواجهته/مع فيديو ونص المقابلة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

ربابط فيديو حلقة رياض قبيسي (يسقط حكم الفاسد) لليوم من تلفزيون الجديد/ وحدة التحقيقات الإستقصائية تتابع التحقيق في ملف التنفيعات الأمنية وجولة على مباني طرابلس

رابط فيديو مقابلة من تلفزيون الجديد مع الكاتب والصحافي يوسف دياب

رابط فيديو مقابلة من تلفزيون أم تي في مع الصحافي القواتي شارل جبور

رابط فيديو مقابلة من تلفزيون لبنان مع الصحافي وجدي العريضي

رابط فيديو مقابلة من صوت بيروت انترناشيونال معكلودين عون/تصريح جريء وصريح عن حياتها الشخصية وعلاقتها بوالدها عون وصهرها باسيل؟

رابط فيديو مقابلة مع الصحافي سيمون أبو فاضلمن موقع هنا لبنان: هذه الجهة "تخسّر" المسيحيين.. ولا حظوظ لمرشّحي التيار برئاسة الجمهورية

مصر تَعد تصريحات نصر الله بشأنها «عبثية»/مصدر لـ«الشرق الأوسط»: ترتبط بـ«تجاهل القاهرة لمغازلات طهران»

في 6 شباط… اجتماع باريس من رباعي الى خماسي!

“بطولات زائفة”… مصر ترد على نصرالله!

“إعتصام رئاسي” في البرلمان: برّي “خرج ولن يعود” تحت الضغط!

خطة الكهرباء في ملاعب متعدّدة/بسام أبو زيد/نداء الوطن

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 20 كانون الثاني 2023

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 20/1/2023

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

جنبلاط يستقبل حزب الله: مسار سياسي جديد ينتظر "الآخرين"؟/منير الربيع/المدن

هل تُعرقل الانتهاكات الإسرائيلية مهام “توتال” جنوبًا؟/ميريام بلعة/المركزية

ماذا يقول “الحزب” عن تطور الملف الرئاسي ومن يتحمل المسؤولية؟/يوسف فارس/المركزية

لبنان على قائمة الدول العربيّة الأعلى سعراً للبنزين

بعد رفضه "رجل أميركا".. ماذا عن "رجل إيران"؟/رانيا شخطورة/أخبار اليوم

ماذا في كواليس لقاء كليمنصو؟/شادي هيلانة/أخبار اليوم

اعتصامات انفجار مرفأ بيروت: نكء جرحٍ لم يلتئم/ميريام سويدان/موقع درج

لبنان يفقد حق التصويت في الأمم المتحدة

“الخارجية” بعد قرار الأمم المتحدة: عملية الدفع ستتمّ مباشرة!

نوّاب ناموا في البرلمان: لا يمكن الاستمرار بهذا النهج!

تيننتي: نؤكد حساسية أي أشغال قريبة من الخط الأزرق

لا جلسة رئاسية الخميس… وهذا ما دعا اليه بري

قلقٌ من انفجارٍ اجتماعي

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

البرلمان الأوروبي يتبنّى قراراً لمعاقبة منتهكي حقوق الإنسان في إيران/بروكسل ستضيف 37 كياناً جديداً للعقوبات على طهران... وعبد اللهيان حذر بوريل

«الوزاري الأوروبي» بين خيار التصعيد ضد طهران والتخوف من التبعات

غياب الحل لقضية «الرهائن» في إيران يفاقم معاناة عائلاتهم

أميركا تعتبر إيران «الراعي الأول للإرهاب عالمياً»

«الحرس الثوري» الدولة العميقة في إيران

كوريا الجنوبية وإيران تتبادلان استدعاء السفراء

عقوبات أوروبية جديدة على إيران الأسبوع المقبل

روسيا تستعد لمواجهة السلاح الغربي الثقيل... وتستحضر الحرب العالمية...دفاعات جوية على أسطح مباني موسكو وتلويح بتصعيد نووي

مسؤول: مدير «سي آي إيه» زار كييف سراً مؤخراً

إجراءات أميركية مشددة لمنع انتقال الدولارات من العراق إلى ايران اتخذتها وزارة الحزانة و«الاحتياطي الفدرالي»

برلين لواشنطن: قدموا «أبرامز» لأوكرانيا فنرسل إليها «ليوبارد»

وزير الدفاع الألماني الجديد يلتقي نظيره الأميركي بعد ساعة من تأديته اليمين لمناقشة الموضوع

زيلينسكي يطالب الحلفاء بمزيد من الدبابات لوقف «الشر»

«الكرملين»: الدبابات الغربية لن تغير «شيئاً» على الأرض

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لبنان المتراس: خواء الداخل والارتهان للخارج/د. حارث سليمان/جنوبية

فكّ حصار التغييريّين عن التغيير/جان قصير

مولوي لـ"نداء الوطن": السنّة يقومون بدورهم الدستوري... ونصف سكان لبنان سوريون/أحمد الأيوبي/نداء الوطن

باسيل في علبة مقفلة… و”التالت غير ثابت”!/كلير شكر/نداء الوطن

لئلّا ندفع 'نفقة' الطلاق!/نبيل بومنصف/النهار

هل تُحال مراسيم ترقيات الضباط كمشروع قانون إلى مجلس النواب؟/كارول سلوم/اللواء

مخاطر المأزق تحرّك الخارج؟/وليد شقير/نداء الوطن

سوء تقدير رئاسي سياسي خماسي للحزب/شارل جبور/الجمهورية

تقصير أمد الحرب الأوكرانية/أمير طاهري/الشرق الأوسط

من يراهن على نهاية الصحوة؟/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

معاني العودة إلى كيسنجر!/رضوان السيد/الشرق الأوسط

المعارضة السورية بين العجز والارتهان!/أكرم البني/الشرق الأوسط

هواجس إيران مع حلفائها/فايز سارة/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

الخارجية ردا على تعليق حق لبنان بالتصويت في الأمم المتحدة: عملية الدفع ستتم مباشرة

بري عرض مع زواره المستجدات ودعا اللجان الى جلسة في 26 الحالي وتسلم رسالة من نظيرته الاوغندية

مخزومي: المطلوب في هذه المرحلة إنتخاب رئيس للجمهورية

قوات العدو تطلق قنابل مضيئة فوق ميس الجبل وقوة مشاة تجتاز السياج التقني في محلة الكروم- الشراقي

جنبلاط عرض الأوضاع مع لقاء "الهوية والسيادة"

نعيم قاسم: لن نقبل برئيس يستفز ويواجه شرائح كبرى في لبنان لمصلحة سياسات أميركية

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

دَعَا يَسُوعُ تَلامِيْذَهُ الٱثْنَي عَشَر، فَأَعْطَاهُم سُلْطَانًا يَطْرُدُونَ بِهِ الأَرْوَاحَ النَّجِسَة، ويَشْفُونَ الشَّعْبَ مِنْ كُلِّ مَرَضٍ وكُلِّ عِلَّة

إنجيل القدّيس متّى1من01حتى07/:”دَعَا يَسُوعُ تَلامِيْذَهُ الٱثْنَي عَشَر، فَأَعْطَاهُم سُلْطَانًا يَطْرُدُونَ بِهِ الأَرْوَاحَ النَّجِسَة، ويَشْفُونَ الشَّعْبَ مِنْ كُلِّ مَرَضٍ وكُلِّ عِلَّة. وهذِهِ أَسْمَاءُ الرُّسُلِ ٱلٱثْنَيْ عَشَر: أَلأَوَّلُ سِمْعَانُ الَّذي يُدْعَى بُطْرُس، وأَنْدرَاوُسُ أَخُوه، ويَعْقُوبُ بنُ زَبَدَى، ويُوحَنَّا أَخُوه، وفِيْلِبُّسُ وبَرْتُلْمَاوُس، وتُومَا ومَتَّى العَشَّار، ويَعْقُوبُ بنُ حَلْفَى وتَدَّاوُس، وسِمْعَانُ الغَيُورُ ويَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيُّ الَّذي أَسْلَمَ يَسُوع. هؤُلاءِ الٱثْنَا عَشَرَ أَرْسَلَهُم يَسُوع، وقَدْ أَوْصَاهُم قَائِلاً: «لا تَسْلُكُوا طَرِيقًا إِلى الوَثَنِيِّين، ولا تَدْخُلُوا مَدِيْنَةً لِلسَّامِرِيِّين، بَلِ ٱذْهَبُوا بِالحَرِيِّ إِلى الخِرَافِ الضَّالَّةِ مِنْ بَيْتِ إِسْرَائِيل. وفِيمَا أَنْتُم ذَاهِبُون، نَادُوا قَائِلين: لَقَدِ ٱقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَات”.

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

غباء المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جوانا ورونيك، التي وجهت شكر لمسؤول في حزب الله الإرهابي/مع مقالات ورسائل وتغريدات باللغة الإنكليزية تستنكر وتدين فعلتها

الياس بجاني/20 كانون الثاني/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/115107/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%ba%d8%a8%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d8%a7%d8%b5%d8%a9-%d9%84%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%85/

من الضرورة الوطنية استنكار غباء وجهل المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جوانا ورونيك، التي علناً، وعلى صفحتها ع التويتر وجهت شكر لحزب الله هذا هو نصه باللغتين العربية والإنكليزية:

Joanna Wronecka/Tweeter/January 16/2023

I thank Mr. Ammar Moussawi of Hizullah for a tour d’horizon on issues of priority for # Lebanon, including the election of a new president, the functioning of state institutions and the impact of regional and international developments on the country

اشكر السيد عمار الموسوي من حزب الله على جولة بحث حول قضايا ذات أولوية للبنان، بما في ذلك انتخابا رئيس جديد للجمهورية وعمل مؤسسات الدولة وتأثير التطورات الإقليمية والدولية على البلاد.

هذه الجاهلة والغبية، ضربت دور ومصداقية وقوانين الجهة الدولية التي تمثلها (الأمم المتحدة) عرض الحائط، واستُدرِّجت على خلفية جهلها والغباء لشكر مسؤول في منظمة إرهابية، هي حزب الله التي تحتل لبنان، والتي كانت حاكمتها الأمم المتحدة من خلال افراد مسؤولين أمنيين كبار فيها لإرتكابهم جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، ومرافقيه وكثر من القيادات اللبنانية، واصدرت (المحكمة الخاصة بلبنان) احكام تدينهم.  أن تصرف هذا السيدة مرفوض ومستنكر، وأقل ما يقال فيه بأنه لا قانوني وغبي، وبالتالي لا يجب أن يمر دون مساءلة وعقاب من قبل الأمين العام للأم المتحدة، باعفائها من منصبها وابعادها عن لبنان.

 

الياس بجاني/فيديو وبالصوت وبالنص/ذمية دور"محامي الشيطان" في الإعلام اللبناني عموماً والمسيحي منه خصوصاً

الياس بجاني/20 كانون الثاني/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/91019/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%82-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d9%8a%d9%84%d9%82%d9%8a-%d8%a7%d9%84/

إن دور محامي الشيطان الذي يمارسه الإعلاميون عموماً والمسيحيون منهم خصوصاً في الإذاعات والتلفزيونات في لبنان خلال اجرائهم المقابلات هو دور ذمي فاقع ومرضِّي ومراقبة ذاتية.

هذا الدور الإعلامي المرّضي هو من بقايا عهر وإرهاب ثقافة عنجر الإحتلال السوري البغيض، وقد ورثه وطوره للأسوأ الإحتلال الإيراني الإرهابي والمجرم من خلال جماعة مرتزقته اللبنانيين المعروفين باسم حزب الله.

في دول العالم الحر وخصوصاً في دول الغرب كافة لا وجود بالمرة لهذه الظاهرة الإعلامية المرّضية. فعندما يتم استضافة أي كان تعطى له الحرية المطلقة للتعبيرعن وجهات نظره وعن أرائه دون ترهيب ومقاطعة ونقطة على السطر.

في الخلاصة، هذه الظاهرة الإعلامية الذمية في الغالب هي مخزنة في لا وعي كثر من الإعلاميين وتمارس على هذه الخلفية، إلا في الحالات التي يتم فرضِّها على الإعلاميين من جانب أصحاب الوسائل الإعلامية.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

عنوان الكاتب الالكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

 الياس بجاني/فيديو وبالصوت وبالنص/ذمية دور"محامي الشيطان" في الإعلام اللبناني

عموماً والمسيحي منه خصوصاً

الياس بجاني/20 كانون الثاني/2023

https://www.youtube.com/watch?v=eXQIRQ874_E_E&ab_channel=EliasBejjani

 

نص وفيديو/الياس بجاني: قراءة في مقابلة د. جعجع من تلفزيون الجديد: تعامي عن القرارات الدولية، وعدم رؤية لاحتلال حزب الله، وممارسة السياسة والتزام الدستور والقوانين بظله بدلاً من مواجهته/مع فيديو ونص المقابلة

17 كانون الثاني/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/115020/%d9%86%d8%b5-%d9%88%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%a1%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d8%af/

بعض المغالطات العملية والسيادية التي جاءت في مقابلة د. سمير جعجع من  تلفزيون الجديد

* عدم تسمية احتلال حزب الله باسمه، واعتباره، "الاحتلال شعار فضفاض" كما جاء على لسانه في مقابلات عديدة سابقة.

*اعتباره أن المشكلة في لبنان هي بالسياسية وبالإمكان معالجتها من خلال القوانين.

*تسوّقه لإمكانية انتخاب رئيس للجمهورية غير تابع لمحور الممانعة، وهو يعرف جيداً أن المحتل الذي هو حزب الله لن يسمح بذلك تحت أي ظرف.

*تعامى عن واقع احتلال حزب الله، وادعي بأن الحل هو بالدولة قوية، في حين أن لا دولة في ظل الاحتلال، بل الدولة وكل مؤسساتها هم أدوات بيد المحتل يسخرها لخدمة احتلاله.

*يتوهم بأن سلاح الموقف سيأتي بالإيجابيات، في حين أن حزب الله يهيمن بسلاحه وإرهابه على البلد ويمسك بمراكز القرار، وهو لا يعير أي اهتمام للمواقف التي يدرجها تحت خانة "العمالة والخيانة"، إن لم تكن متوافقة مع احتلاله، وخاضعة كلياً لإملاءاته ومتعامية عن مشروعه الإحتلالي والتوسعي والمذهبي الإيراني.

*يعارض خوف البطريرك الراعي من مؤامرة تستهدف المواقع المسيحية في الدولة.

*لا يرى أي خطر ديموغرافي على المسيحيين.

*يناور بخيارات ترك حزب الله في مناطقه "بالسياسة" في حال لم يعود للدولة ويغير ممارساته، ويرفض شرح تفاصيل هذا الخيار المبهم. و"الله يوفقو مطرح ما هو بس ما بقا فينا نكمّل هيك".

*يعتبر أن قوة حزب الله هي بقوة سيطرته على الدولة، ولا يسمي هذه السيطرة باسمها، أي احتلال.

*يعتقد وبقوة أن هناك دور فاعل وحاسم للمجلس النيابي، في حين أن المجلس بأغلبيته هو بيد حزب الله، وانه هو ونوابه هم مجرد ديكور يشرعنون الإحتلال ويغطونه دون أن تكون لهم القدرة على اتخاذ أي قرار، أو إقرار أي قانون وتشريع لا يريده المحتل.

*يسترضي الرئيس نبيه بري ويتملقه ويتجنب انتقاد ما يمارسه من هرطقات، وهو يعلم بأن حزب الله وبري هما واحد ومرجعيتهما الإيرانية واحدة ومشروعهما الهادف لإلغاء لبنان واحد.

*يعتبر الإنتخابات النيابية الأخيرة" "مقبولة"، وهو يعلم جيداً بان حزب الله فرض القانون الإنتخابي المفصل على قياس احتلاله، وانه منع الإنتخابات داخل بيئته الشيعية وفرض عليها جميع ال 27 نائباً بالقوة والإرهاب.

*لا يرى في ممارسات الرئيس نجيب ميقاتي أي تحدي للمسيحيين.

*في نفس سياق، تجنب مواجهة احتلال حزب الله، جاءت وإن من سياق غير منطقي ووغير مترابط، مقالة شارل جبور أمس في جردية الجمهورية التي سوقت لهزيمة إيران بوجه السعودية، على خلفية نفس المواجهة الغربية مع الإتحاد السوفياتي.

باختصار شديد: د. جعجع لا يريد مواجهة احتلال حزب الله، لأنه لا يرى أنه محتل، وهو راضي بالعمل تحت مظلته، والأخطر في مواقفه المغلفة بالتذاكي والتشاطر والحربقة الفاشلة والمكشوفة، أنه يسوّق دون خجل لإمكانيات نجاح الممارسات الديموقراطية، والعمل السياسي الرئاسي والنيابي والوزاري، بظل الإحتلال وارهابة، وهو أمر غير قابل للتطبيق لا اليوم ولا في أي يوم، وهو يناقض كل الحالات الدولية التاريخية المماثلة في العشرات من الدول.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninews.com

 

نص وفيديو/الياس بجاني: قراءة في مقابلة د. جعجع من تلفزيون الجديد: تعامي عن القرارات الدولية، وعدم رؤية لاحتلال حزب الله، وممارسة السياسة والتزام الدستور والقوانين بظله بدلاً من مواجهته/مع فيديو نص المقابلة

17 كانون الثاني/2023

https://www.youtube.com/watch?v=SgqVI7z4buE&t=547s

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

أطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

ربابط فيديو حلقة رياض قبيسي (يسقط حكم الفاسد) لليوم من تلفزيون الجديد/ وحدة التحقيقات الإستقصائية تتابع التحقيق في ملف التنفيعات الأمنية وجولة على مباني طرابلس

https://www.youtube.com/watch?v=15ICCzMuxLQ

 

رابط فيديو مقابلة من تلفزيون الجديد مع الكاتب والصحافي يوسف دياب

https://www.youtube.com/watch?v=X6VMd3AjH1A

 

رابط فيديو مقابلة من تلفزيون أم تي في مع الصحافي القواتي شارل جبور

https://www.youtube.com/watch?v=W-xFjuQLTpA

 

رابط فيديو مقابلة من تلفزيون لبنان مع الصحافي وجدي العريضي

https://www.youtube.com/watch?v=6BCa_i72y-M

 

رابط فيديو مقابلة من صوت بيروت انترناشيونال معكلودين عون/تصريح جريء وصريح عن حياتها الشخصية وعلاقتها بوالدها عون وصهرها باسيل؟

https://www.youtube.com/watch?v=pHpIJcmXJko

 

رابط فيديو مقابلة مع الصحافي سيمون أبو فاضلمن موقع هنا لبنان: هذه الجهة "تخسّر" المسيحيين.. ولا حظوظ لمرشّحي التيار برئاسة الجمهورية

https://www.youtube.com/watch?v=YTgtlTuh8aw&t=1017

 

مصر تَعد تصريحات نصر الله بشأنها «عبثية»/مصدر لـ«الشرق الأوسط»: ترتبط بـ«تجاهل القاهرة لمغازلات طهران»

القاهرة/الشرق الأوسط/ كانون الثاني/2023

وصفت القاهرة تصريحاتٍ للأمين العام لـ«حزب الله» اللبناني، حسن نصر الله، تضمنت انتقاداً لسياسة مصر وتعريضاً بوضعها الاقتصادي، بأنها «عبثية».

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية المصرية عن السفير أحمد أبو زيد المتحدث باسم خارجية البلاد، تعليقاً مقتضباً تضمن وصفه تصريحات نصر الله بأنها «عبثية، وليست سوى محاولة لاستدعاء بطولات زائفة». غير أن مصدراً مصرياً مطلعاً تحدث إلى «الشرق الأوسط»، شريطة عدم ذكر اسمه، ربط بين تصريحات الأمين العام لـ«حزب الله»، و«تجاهل مصر للمغازلات الإيرانية الداعية لفتح قنوات اتصال بين القاهرة وطهران». وكان نصر الله يتحدث خلال احتفال بذكرى افتتاح مركز بحثي، مساء (الخميس) وفق ما نقلت «الوكالة الوطنية للإعلام» في لبنان، عندما خاطب الحاضرين داعياً إياهم إلى مراقبة الأوضاع في مصر، ومعتبراً أن «إبرام مصر (معاهدة سلام) مع إسرائيل والتزامها بها، لم يَحُلْ دون لجوئها إلى الاقتراض من (صندوق النقد الدولي)». كما عرّض الأمين العام للحزب اللبناني بالأردن ودول أخرى. وعرفت العلاقة بين مصر و«حزب الله» منعطفات حادة ونادرة خلال العقدين الماضيين، إذ أوقفت مصر خلية تابعة للحزب كانت تعمل في مصر، وأدانتها عام 2010 بأحكام قضائية تراوحت بين 6 أشهر والسجن المؤبد، لكن العنصر البارز في الحزب سامي شهاب، تمكّن من الهرب مع آخرين من السجن عام 2011 ونال في عام 2015 حكماً جديداً غيابياً بالسجن عامين في قضية هروبه. ومع ذلك يرفض المصدر المصري المطلع الذي تحدث إلى «الشرق الأوسط»، «حصر تصريحات نصر الله في الإطار الثنائي مع مصر في ظل الارتباط الوثيق بين إيران والحزب، وتجاهل القاهرة المتكرر لدعوات طهران لتعميق الاتصالات بين الطرفين». وقال المصدر: «هناك طلبات واتصالات متكررة من جانب طهران لمحاولة التقدم بالعلاقات مع مصر، وكان هناك تصور لدى الإيرانيين بعد حضور وفدهم في (قمة المناخ كوب27) التي عُقدت في مدينة شرم الشيخ المصرية، ثم المشاركة إلى جانب مصر في (قمة بغداد2) التي استضافتها الأردن، أن هناك إمكانية لتطوير الأمور، لكن مصر لم تتفاعل مع ذلك». وكان حسن نصر الله قد استقبل قبل أسبوع تقريباً، وزير الخارجية ‏الإيراني ‏حسين أمير عبداللهيان في بيروت، وناقشا، حسب بيان، التطورات والأوضاع السياسية في لبنان وفلسطين ‏‏والمنطقة، والمستجدات والأحداث ‏‏الإقليمية والدولية.

وعاد المصدر للقول: «حسابات مصر بشأن إيران دقيقة وترتبط بعلاقات إقليمية وعربية، وتلتزم القاهرة في إطار ذلك بالرؤية الشاملة لا المتغيرات اللحظية». ووجهت إيران رسائل عدة طوال العام الماضي، بشأن الترحيب بـ«الحوار مع القاهرة»، وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، رحب وزير الخارجية الإيراني، بمقترح من محمد شياع السوداني، رئيس الوزراء العراقي، يهدف إلى «إطلاق حوار بين القاهرة وطهران»، في الوقت الذي واصلت فيه القاهرة «صمتها» إزاء العروض الإيرانية المتكررة للتقارب. وقال عبداللهيان إن «رئيس الوزراء العراقي أبدى خلال لقائهما معاً، في الأردن، على هامش الدورة الثانية لـ(مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة)، الرغبة في بدء مباحثات إيرانية - مصرية على المستويين الأمني والسياسي، ما يؤدي إلى تعزيز العلاقات بين طهران والقاهرة»، معرباً عن «ترحيبه بالفكرة». وشهدت الأشهر الماضية إشارات إيرانية متكررة بشأن «تعزيز العلاقات مع مصر»، حيث أكد وزير الخارجية الإيراني، في يوليو (تموز) الماضي، أن «تعزيز العلاقات بين طهران والقاهرة يصب في صالح دول المنطقة وشعبي البلدين». وبعدها بأيام، كتب محمد حسين سلطاني فر، رئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانية في القاهرة، على حسابه الشخصي، يشيد بما وصفه بـ«موقف مصر المعارض لمشروع تحالف أميركي ضد إيران». واستكمل سلطاني التلويح بتحسن العلاقات بين القاهرة وطهران، عبر مقال نشره في صحيفة «إيران ديلي»، ونقلته وكالة الأنباء الإيرانية، قال فيه إن «التطورات الراهنة تقتضي رفع العلاقات الثنائية بين البلدين من مستوى رعاية المصالح، إلى المستوى السياسي المنشود».

 

في 6 شباط… اجتماع باريس من رباعي الى خماسي!

المركزية/20 كانون الثاني/2023

علمت “المركزية” ان موعد الاجتماع الرباعي الاميركي- الفرنسي- السعودي- القطري في باريس تحدد في 6 شباط المقبل، على مستوى مستشارين ومديري خارجية الدول. وافيد ان مصر ستنضم ايضا الى الاجتماع الذي سيمهد الارضية لاجتماع على مستوى المسؤولين، والمرجح ان يكون لوزراء الخارجية في وقت لاحق. واشارت المعلومات الى ان الاجتماع الخماسي بانضمام مصر اليه، سيبحث في شكل اساسي في كيفية التنسيق والتعاون لمساعدة الشعب اللبناني والتحضير لاجتماع المسؤولين.

 

“بطولات زائفة”… مصر ترد على نصرالله!

روسيا اليوم/20 كانون الثاني/2023

علق المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد أبو زيد على تصريحات أمين عام “حزب الله” حسن نصرالله والتي دعا فيها لمراقبة الوضع المالي في مصر. وقال أبو زيد في حديث لوكالة أنباء “الشرق الأوسط” إنّ تصريحات نصرالله “عبثية وليست سوى محاولة لاستدعاء بطولات زائفة”.

 

“إعتصام رئاسي” في البرلمان: برّي “خرج ولن يعود” تحت الضغط!

نداء الوطن/20 كانون الثاني/2023

لم تخرج وقائع جلسة الانتخاب الرئاسية الـ11 بنتائجها عن مدار أجندة 8 آذار التعطيلية في ظل احتدام التناحر بين مكوناتها على خلفية معركة “كسر العظم” التي يخوضها رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل مع رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، والتي نتج عنها أمس تلاعب باسيل برصيد “الأوراق البيض” لتحجيم ثقل الثنائي الشيعي في صندوق الاقتراع رداً على تحجيمه حكومياً. أما ختام الجلسة فأتى خارجاً عن المألوف وعن سيطرة رئيس المجلس النيابي نبيه بري، في ضوء الخطوة المباغتة التي نفذها كل من النائبين ملحم خلف ونجاة صليبا بالإعلان عن بدء “اعتصام رئاسي” في القاعة العامة انسجاماً مع نص الدستور الذي يفرض بقاء الهيئة العامة في حالة انعقاد عند الشغور حتى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، الأمر الذي أثار حفيظة برّي واستياءه من هذه “الخطوة الاستعراضية” كما وصفتها مصادر نيابية في 8 آذار، مشددةً على أنّ “رئيس المجلس خرج من الجلسة الرئاسية بعدما رفعها لفقدان نصاب انعقاد الدورة الثانية، ومن يعرف الرئيس بري يعلم جيداً أنه لن يعود إلى ترؤس أي جلسة جديدة تحت ضغط هكذا تحركات شعبوية لن تقدّم ولن تؤخر في العملية الرئاسية، طالما لم تنضج ظروف الحوار ولم يتأمن التوافق اللازم لانتخاب الرئيس”. وفي أول الردود اللوجستية على خطوة خلف وصليبا التي استدرجت تضامناً نيابياً من زملاء لهم في كتل المعارضة داخل القاعة العامة وتعاطفاً شعبياً في محيط ساحة النجمة، أصرّ رئيس المجلس على إقفال مبنى البرلمان وإطفاء المولدات الكهربائية بعد انتهاء الدوام الرسمي ليبقي بعد مفاوضات خاضها نائبه الياس بو صعب مع النواب المعتصمين على “مدخل جانبي” مفتوح أمام حركة دخول وخروج النواب الراغبين بالبقاء في المجلس بغية تأمين مستلزمات مبيتهم فيه من “أكل وشرب ولوازم نوم من أوسدة وأغطية”.

 

خطة الكهرباء في ملاعب متعدّدة

بسام أبو زيد/نداء الوطن/20 كانون الثاني/2023

هل تنطلق خطة طوارئ الكهرباء بعدما أقرّ مجلس الوزراء سلفة خزينةٍ بـ62 مليون دولار لشراء الغاز أويل و54 مليون دولار للصيانة؟

هذا السؤال لا يمكن لمؤسسة كهرباء لبنان أن تجيب عنه حالياً لأنّ الكرة أصبحت في ملعب وزارة المال ومصرف لبنان واللجنة الوزارية التي انبثقت عن مجلس وزراء حكومة تصريف الأعمال يوم الأربعاء. وقالت مصادر في مؤسسة كهرباء لبنان إنّه بعد صدور مراسيم القرارات في ملحقٍ للجريدة الرسمية، فالمطلوب الآن من وزارة المال أن تُنجز المعاملات مع مصرف لبنان من أجل تأمين الأموال في حساب الدولة المعروف بالحساب 36، كي يمنح مصرف لبنان وزارة الطاقة رسالة الضمانات التي تحتاجها الشركة المستوردة للغاز أويل وهي Vitol كي تتمكن من إفراغ حمولة سفينتين، علماً أن هذه الشركة لن تتقاضى مستحقاتها إلا بعد 6 أشهر ومن غير المعروف بعد ما إذا كانت غرامات تأخير التفريغ والتي تجاوزت المليون دولار مشمولةً في سياق سلفة الـ62 مليون دولار علماً أن الحكومة كلّفت وزير الطاقة التفاوض مع Vitol من أجل تخفيض قيمة الغرامات أو إلغائها. إفراغ هاتين السفينتين لن يعدّل كثيراً في ساعات التغذية فهي في أحسن الأحوال لن تتجاوز الـ4 ساعات، ولكن الأهم أنّ هذه الكميات التي سيتمّ إفراغها في معملي دير عمار والزهراني هي ضرورية من أجل استمرار عمل بعض المرافق الحيوية مثل المطار والمرفأ ومحطات ضخّ مياه الشفة، كما أنّ هذه الساعات الأربع ستكون بمثابة تجربةٍ لقدرة مؤسسة كهرباء لبنان على وقف الهدر التقني وغير التقني أو ما يعرف بالتعدي على شبكات الكهرباء. وفي هذا المجال شدّدت مصادر “كهرباء لبنان” على أنّ المؤسسة ستقوم بكل ما هو مطلوب منها لتأمين التيار الكهربائي وفق ما لديها من كمياتٍ من فيول وغاز أويل وستتخذ كل التدابير للفوترة على السعر الجديد أي 27 سنتاً للكيلوواط لما فوق الـ100 كيلوواط، وعندها يأتي دور اللجنة الوزارية لدعم خطوات المؤسسة في الجباية ونزع التعديات، وهنا تكمن أهمية اللجنة لأنّها تضمّ الوزراء المنوطة بهم مسائل التمويل والأمن والملاحقة القضائية وقد تعهّد هؤلاء أن لا خط أحمر في ملاحقة المخالفين.

مصادر مؤسسة كهرباء لبنان أكدت أنّ تشدّدها وتشدد اللجنة هما السبيل الوحيد لإنجاح الخطة وللحصول على الـ300 مليون دولار كاملةً كي يتمّ رفع ساعات التغذية إلى حدود 8 ساعات وكي تتمكّن مؤسسة كهرباء لبنان من تكوين ملاءةٍ ماليةٍ تمكّنها أن تدفع بنفسها ثمن المحروقات التي تودّ شراءها للمعامل، علماً أنّه وبحسب المصادر فإنّ نجاح هذه الخطة المحلية والشفافية التي يمكن أن تتحلّى بها سيفتحان الباب أمام إنجاز مشروع استجرار الغاز والكهرباء من مصر والأردن، وسيكونان حافزاً لتطبيق الشروط الإصلاحية في قطاع الكهرباء وفي مقدّمها إنشاء الهيئة الناظمة.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 20 كانون الثاني 2023

وطنية/20 كانون الثاني/2023

النهار

سأل احد السفراء ضيوفه عن الاسماء المطروحة من خارج ثنائي فرنجيه – عون، وعمن يفضلون ما بين جهاد ازعور وزياد بارود وحبيب الزغبي ونعمة افرام

علم أن المساعي لإصلاح ذات البين بين أجنحة حزب عقائدي قديم، توقفت في الآونة الأخيرة نظراً للتعقيدات السائدة بين المنقسمين وفشل مساعي سفير دولة مقربة من الحزب المذكور

يحاول موفدون لمرجعيات سياسية ونواب من كتل متعدّدة ثني وزير الداخلية عن قراره بإجراء الإنتخابات البلدية في موعدها المحدّد في أيار المقبل دون جدوى، عبر إصراره على حصولها

اجتهد رئيس احد الاحزاب على إعادة اصدار مجلة حزبية كانت متوقفة بعدما فشل في استعادة مطبوعة ينشرها جناح اخر في الحزب

الجمهورية

سأل مرجع سياسي أحد نواب فريق يرفض الحوار والتوافق على رئيس للجمهورية قائلاً: بشرفك قل لي، هل تملكون شيئا غير المزايدة؟

إعتبر مسؤول كبير أنّ استحضار ما سمّاها لغة التقسيم معناه تحضير الأجواء الداخلية الى ما هو أخطر من الحرب الأهلية.

لم يكن رئيس تيار بارز ممتناً من وزير محسوب عليه وأظهر استياءه من حضوره جلسة مجلس الوزراء.

اللواء

غاب الكلام عن لبنان في لقاء عربي على مستوى القمة، من دون معرفة الخلفيات المحيطة بالموقف.

يلتزم نائب بارز في تكتل لبنان القوي الصمت إزاء ما يُثار عن خلاف قوى مع رئيسه في ضوء جملة اخفاقات برزت مؤخرا.

طلب مرجع كبير الحصول على نسخة مكتملة لبيان شهري صدر قبل أيام، لجهة مضامين العبارات المستخدمة في صياغته ودلالتها.

نداء الوطن

ستستمع لجنة الدفاع الوطني والداخلية والبلديات النيابية خلال الأسبوع المقبل لوزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي وتحديداً في ما خصّ التحضيرات التي تجريها الوزارة لإجراء الإنتخابات البلدية والإختيارية في موعدها وفق تأكيداته.

يستعدّ عدد من المغتربين اللبنانيين النافذين لإطلاق حراك سياسي دولي ضاغط في الخارج على أساس صيغة جديدة للنظام اللبناني جرى وضعها منذ مدة.

يعتزم عدد من الشخصيات والقوى السياسية القيام بخطوة تأتي كمتابعة لكلام رئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع الأخير، وعنوانه البحث في إطار لمواجهة نفوذ «حزب الله» في لبنان.

البناء

تقول مصادر روسية إن العرض الأميركي لتركيا حول تزويدها بطائرات اف 16 يشكل ترجمة لاعتراف أميركي بضعف الناتو وتفككه ومحاولة تقديم رشى للمّ الشمل. وقالت إن المقصود هو موقف تركيا من الوضع في سورية الذي يهم أميركا أكثر من تموضع تركيا في الحرب الأوكرانية وتوسيع الناتو.

قالت مصادر سياسية إن الموقف المفاجئ لمجلس المطارنة حول لا دستورية عقد جلسة لحكومة تصريف الأعمال بصورة معاكسة لتوصية مستشاري بكركي في القانون الدستوري يندرج في إطار تحويل قضية الحكومة كما قضية الرئاسة إلى قضيتين طائفيتين ودفع التيار الوطني الحر بعيداً عن حزب الله.

الأنباء

رئيس حزب بارز حاول تبرير موقف أطلقه في حديث إعلامي عبر رسالة نقلها هاتفياً أحد مساعديه الى احد نواب كتلة نيابية وسطية.

تعدّدت اللقاءات التي يُجريها فريق سياسي وفي كل لقاء يتم طرح إسم مختلف لموقع حساس.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 20/1/2023

وطنية/20 كانون الثاني/2023

 * مقدمة نشرة اخبار تلفزيون لبنان

تداعيات يوم أمس طغت طوال اليوم الجمعة على مجمل المشهد اللبناني سواء كانت سياسية وتحديدا لجهة ما شهده البرلمان أو ماليا ومعيشيا بما بتعلق بجنون الدولار وأسعار السلع الحيوية.

فلا الدولار الذي تخطى الخميسن ألفا لاقى معالجة تحد من ارتفاعه ولا الاحتباس السياسي الذي انعكس تصحرا برلمانيا على مدى إحدى عشرة جلسة لم تنتج رئيسا لا بل أنبتت مزيدا من التباعد بين الافرقاء وما اعتصام بعض نواب التغيير داخل حرم المجلس سوى صرخة في واد حاصرتها ليس عتمة الخصوم وحسب وإنما أصابتها سهام الأصدقاء أيضا والدليل أنها بقيت يتيمة نيابيا وشعبيا.  علما أن الاسبوع المقبل لن يشهد جلسة لانتخاب رئيس لانشغال المجلس بمناقشة قانون متعلق بعمل الضمان الاجتماعي.

الأنكى أن مصائب البلد لا تقتصر على انسداد الافق داخليا بل أضيف اليها اليوم إشكالية مالية ذات أبعاد دولية فقد توقفت مشاركة لبنان بالتصويت في الجمعية العامة للامم المتحدة على أقل من مليوني دولار بقليل هي مساهمة لبنان في ميزانية المنظمة الدولية قد تخلف عن سدادها وعليه سيحرم من حقه في التصويت وكالعادة سارعت الخارجية اللبنانية للتوضيح بأن مسار إجراءات الدفع قيد المعالجة.

قضائيا لخصت النيابة العامة التمييزية حصيلة خمسة أيام من عمل الوفد القضائي الاوربي في بيروت مبدية ارتياح القضاء اللبناني لمدى التعاون دون أن تتطرق لأي نتائج محددة.

وليس بعيدا من القضاء استعادت وزارة الاعلام اليوم زمام إدارة تلفزيون لبنان من الحراسة القضائية فتسلم وزير الاعلام زياد المكاري إدارة التلفزيون من الحارسة القضائية فيفيان لبس التي كان القضاء قد أعفاها من مهامها أواخر الشهر الفائت بعد سلسلة إخفاقات مالية وإدارية في التلفزيون انعكست حرمانا للموظفين من حقوقهم في الحصول على مساعدات وزيادات على الرواتب أقرتها الحكومة تباعا في السنة الماضية الأمر الذي ساهم في تراجع أداء المحطة والعاملين فيها.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ان بي ان

من بين 193 ست دول فقدت حق التصويت في الأمم المتحدة ومنها لبنان العضو المؤسس للأمم المتحدة والمساهم في وضع المواثيق الدولية كاد ان يفقد هذا الحق في الجمعية العمومية لعدم سداد المستحقات المالية قبل ان تتحرك الحكومة لحفظ هذا الحق وتعلن وزارة الخارجية المباشرة بدفع هذه المستحقات بعد تخلف سنتين من سدادها على ان سداد لبنان لمستحقاته الخارجية لم يحجب غياب القدرة عن إدارة إستحقاقاته الداخلية وعلى المستويين السياسي والإقتصادي.

على المستوى الأول عجز وإنسداد في التوصل إلى إنجاز الإستحقاق الرئاسي في ظل غياب التوافق وتعمق التباعد بين الأفرقاء المعنيين والمفارقة ان الجميع يتفق ان إنجاز هذا الإستحقاق يضع البلد على أول الطريق من أجل إنجاز الإصلاحات المطلوبة داخليا قبل الخارج وكلمة المفتاح في السر والعلن هي الحوار.

فأي موجبات أكبر من هم يغرق البلاد والعباد في أزمات عناوينها باتت معروفة لكن السؤال يبقى عن إدارتها في ظل إنهيار يسابقها ويسقط معها العلاجات الطارئة والمسكنة.

دولار السوق السوداء أكثر من خمسين ألف ليرة لبنانية وصفيحة البنزين تسير نحو المليون ورواتب المواطنين تتآكل ومعها تكاد تنعدم القدرة الشرائية لأدنى مقومات العيش.

الدولار كان اليوم في صميم ثلاثة تعاميم جديدة لمصرف لبنان الأول يمنع المصارف من قبول تسديد القروض الممنوحة بالعملات الأجنبية لغير المقيمين إلا من أموال جديدة محولة من الخارج والثاني يتيح للمصارف ان تسدد للعملاء ما يوازي قيمة المستحقات الدولارية بالليرة على سعر خمسة عشر ألف ليرة للدولار ضمن سقف 1600 دولار أميركي للحساب الواحد شهريا.

أما التعميم الثالث فيتيح لصاحب الحساب سحبا شهريا يصل الى اربعمئة دولار فضلا عما يوازي هذا المبلغ بالليرة اللبنانية شهريا على اساس سعر 15 الف ليرة للدولار الواحد.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ام تي في

 لبنان فقد حقه بالتصويت في الجمعية العامة للامم المتحدة. خبر وقع كالصاعقة على اللبنانيين  اليوم.  الامين العام للامم المتحدة اعلن النبأ،  مساويا بذلك بين لبنان وفنزويلا وجنوب السودان. وبعد الاعلان بقليل  اصدرت وزراة الخارجية اللبنانية بيانا ملتبسا يستدل منه ان الامر سوي، وان عملية الدفع النهائية ستتم بما يحفظ حقوق لبنان في الامم المتحدة. فهل الامر حقا يتعلق بتأخير روتيني من قبل وزارة الخارجية، ام ان التقاعس والتأخير مصدرهما وزارة المال؟ حتى الان لم نفهم، والارجح اننا لن نفهم حقيقة ما حصل. فمعظم وزرائنا بعيدون تماما عن الوضوح والشفافية، وهم الى ذلك فاشلون في أدائهم, لا هم لهم الا تنفيذ اوامر اولياء نعمتهم ، لا تنفيذ ما تقتضيه المصلحة الوطنية. ففي ظل هكذا وزراء وهكذا مسؤولين هل نتعجب كيف ان لبنان تحول من دولة مؤسسة للامم المتحدة الى دولة لا يحق لها التصويت في الجمعية العامة.. حتى اشعار آخر على الاقل؟ 

سياسيا، لم يتأخر رد رئيس مجلس النواب نبيه بري على الاعتصام في مجلس النواب للمطالبة بجلسات متتالية لانتخاب رئيس للجمهورية. فقبل مرور اربع وعشرين ساعة على بدء النائبين ملحم خلف ونجاة عون اعتصامهما،  دعا بري اللجان المشتركة الى الاجتماع الخميس المقبل، وهو اليوم المتعارف عليه لجلسات انتخاب الرئيس. وهذا يعني ان بري يقول للمعتصمين بصيغة مباشرة: لا تسريع لجلسات انتخاب الرئيس بل بالعكس و"روحو بلطو البحر اذا فيكن". فكيف سيتصرف النواب التغييريون ونواب المعارضة في هذه الحالة؟ هل يسكتون ويرضخون،  ام انهم سيرفعون من حدة المواجهة ويواجهون التحدي بالتحدي ؟ الجواب للايام المقبلة.  علما ان سياسة النكد التي يمارسها المسؤولون على اختلافهم لن تؤدي الا الى كوارث اضافية. وآخر التجليات مواصلة الدولار ارتفاعه الجنوني بحيث وصل اليوم الى 51 الف ليرة.  فالى متى سيواصل اركان المنظومة واقطاب الممانعة التزام سياسة تؤدي الى تكريس الشغور في الرئاسة الاولى؟  وهل في امكانهم بالتالي تحمل مسؤولية  الانهيار الكبير ؟.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون المنار

بين الحلول الممكنة والعقوبات المتمكنة من البلد كهربائيا وسياسيا واقتصاديا يعلق اللبنانيون، ولا من يريد سلوك اقصر الطرق للوصول ..

فالهبات الكهربائية حاضرة وتنتظر رفع الفيتو الاميركي، والمسارات الرئاسية ممكنة وتنتظر الحوار الجدي، اما الحلول الاقتصادية فكثيرة وتنتظر ارادة جدية. الا الدولار الذي لا حل له ما دام ان مربطه بيد شخص واحد يخفيه عن الجميع، ويدوره متى شاء وكيفما شاء ومعه كل اللبنانيين ..

فوق الخمسين الف ليرة لبنانية تربع الدولار الاميركي، وفوق الاقتصاد الوطني يتلاعب تجار الرغيف وتجار السلع وتجار الاشاعات، والابواب مشرعة على المزيد من الانهيارات ..

اما المنهارون اليوم لمنع لبنان من التصويت في الامم المتحدة لعدم سداد المستحقات عليه، وكأنه فقد حق النقض – الفيتو، لم ينهاروا يوما لعدم سداد حقوق المعلمين المضربين والموظفين المعذبين، ولم يهزوا منابرهم من اجل الوصول الى الكهرباء ولو بهبة ايرانية او روسية، بل انهاروا امام المطالب الاميركية، رافضين تلك الهبات، ولم يطلبوا لها استثناء حتى من عوكر ينقذ البلاد والعباد من هول الازمة ..

وكل هؤلاء يعلمون ان للبنان على الامم المتحدة والمجتمع الدولي مليارات الدولارات التي لم يسددوها له ، تاركينه بلدا منهكا بالنزوح، مانعين عنه كل اشكال الدعم المطلوب والمستحق ليتمكن واهله من تحمل اعباء نزوح تسببت به الحرب العالمية على سوريا ذات يوم، وتفرضه الامم المتحدة ومن يتحكم بقرارها اليوم، عبر منع النازحين السوريين من العودة الى بلادهم ..

وفي بلادنا استعراضات في العتمة، بدل اشعال شمعة حوار حقيقي على طريق انتخاب رئيس للجمهورية، وبهلوانيات سياسية عبر شاشات الهواتف، بدل الهتاف بصوت واحد بوجه المعرقل الحقيقي لكل حل لبناني – اي الاميركي...

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون او تي في

الدولار طاير طاير.

ليست هذه هي الثابتة الوحيدة على المسرح المحلي، المزدحم بالممثلين الداخليين والخارجيين، والحافل بالادوار المتناقضة، من دون أن يعرف أحد متى النهاية السعيدة.

فالثابتة الثانية، هي أن الفراغ الرئاسي يدوم ويدوم، على وقع توزع اللبنانيين بين خمسة أفرقاء:

فريق اول يسعى الى فرض مرشح فاقد للصفة التمثيلية ضمن المكون المسيحي، لكن تحت شعار التوافق.

فريق ثان، فشل في الاتحاد خلف مرشح واحد، وقد ينتقل طرف من اطرافه في اي لحظة الى تأييد مرشح الفريق الأول.

فريق ثالث، لم يطرح مرشحا بعد، ويرفض تأييد مرشح الفريق الاول، او الانضمام الى الفريق الثاني.

فريق رابع، مشغول بالاستعراضات المسجلة وصور السيلفي، في مشهد لا يعني اللبنانيين في شيء إلا كمادة للتسلية على مواقع التواصل.

وفريق خامس وأخير، يضم اللبنانيين الآوادم الذين يدفعون يوميا أبهظ الاثمان.

اما الثابتة الثالثة، فحكومية بامتياز، على وقع اصرار رئيس حكومة تصريف الاعمال وداعميه المعروفين، على انتهاك الدستور وضرب الميثاق وتحدى المسيحيين جميعا، بدءا بالكنيسة المارونية التي كان لها منذ يومين موقف واضح وحاسم من الشأن الحكومي.

لكن في مقابل كل ما تقدم، وفي وقت يدرك الجميع ان الحلول السياسية معلقة، وان ما يحكى عن مبادرات خارجية مجرد كلام بكلام، وفيما قابل الرئيس نبيه بري اعتصام النواب في المجلس بتطيير الجلسة الرئاسية المقبلة واستبدالها باجتماع للجان للبحث في قانون الضمان، ظلت تحقيقات الوفود القضائية الاوروبية محور متابعة وأمل، حيث اعلنت النيابة العامة التمييزية اللبنانية في بيان اليوم، خلاصة المرحلة الاولى من مهمة الوفد القضائي الاوروبي في لبنان.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ال بي سي

إنتهى الاسبوع إلى جلسة حادية عشرة لمجلس النواب لكنها لم تفض إلى شيء، رفع رئيس المجلس الجلسة بعد تطيير النصاب، من دون ان يحدد موعدا لجلسة ثانية عشرة ، لكن نوابا من كتلة التغيير خربطوا حسابات الرئيس بري، فاعتصموا في داخل القاعة العامة، ومنهم من بات ليلته فيها.

هذه الحركة الإعتراضية ليس لها أفق حتى الساعة، داخليا طبعا، خصوصا أن رئيس مجلس النواب نبيه بري لن يأخذ هذه الخطوة كأنها تشكل ضغطا عليه في موضوع إبقاء الجلسات مفتوحة إلى حين انتخاب رئيس، فالمسألة أبعد من مجرد اعتصام نواب داخل المجلس، بل إن الرئيس بري يربطها بجملة من الأعتبارات أبرزها التوافق، وهذا ما ليس متوافرا حتى الساعة.

لكن خطوة النواب المعتصمين من شأنها أن تثير اهتماما غربيا ، سواء في أوروبا أو في اميركا ، ففي الولايات المتحدة يحفظ الأميركيون اقتحام مجلس النواب في عهد ترامب ، لكنهم يعتبرون أن اعتصام بعض النواب اللبنانيين عملا راقيا حيث لم يشهد أي مس بالممتلكات العامة، بل أراد إيصال اعتراض عما آلت إليه الأوضاع النيابية في لبنان ، فهل يمكن اعتبار ان هذا الحراك من شأنه أن يحدث فرقا في اهتمام العقل الغربي ؟

قضائيا ، الوفد الأوروبي أنهى خمسة أيام من الأستماع إلى تسعة شهود ، فيما لم يحدد أي موعد لجولة ثانية . 

في ملف آخر، كلام السيد حسن نصر الله أمس والذي  تطرق فيه إلى مصر ودعا الى "مراقبة الوضع المالي فيها، استدعى ردا ديبلومسيا مصريا عالي السقف، السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية وصف تصريحات نصرالله  بأنها عبثية وليست سوى محاولة لاستدعاء بطولات زائفة.

دوليا، يبدو ان الحرب الروسية الأوكرانية ستطول ، فقد نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن جنرال أميركي قوله : "من الصعب جدا" دحر القوات الروسية من أوكرانيا هذا العام"

البداية من التطور النيابي الجديد الإعتصام في القاعة العامة لمجلس النواب .

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون الجديد

أول انعكاسات الاعتصام داخل القاعة العامة في مجلس النواب، أن رئيس المجلس نبيه بري "فرم" الجلسة وحولها قطعا إلى جلسات مشتركة يوم الخميس لتعديل أحكام قانون الضمان الاجتماعي.

وبهذا القرار ضمن بري عدم ابقاء جلسات انتخاب الرئيس مفتوحة.. وأحدث شغبا يعكر صفو الاعتصام المفتوح ويقلق ليل المقيمين تحت جنح الظلام المقصود لكن قرار النائبين نجاة صليبا وملحم خلف لايزال صامدا،

وقد ينضم إليه صوت ثالث عبر النائبة حليمة قعقور بإقامة دائمة، وليس زيارة اطمئنان وبدا أن الخطوة الجريئة ستتوسع مع نواب اخرين..

ولكن حدودها هم أعضاء تغييرون ونواب أقرب إلى السياديين فيما تتخوف القوات اللبنانية من قرار الانغماس نيابيا في الاعتصام، وتبقي على أعضائها خارج المشاركة لكونها تتوجس من تحويل هذا المشهد إلى خطوات غير محسوبة.

وأما الكتائب اللبنانية فتحرص على تأمين دوام جزئي بلا التزام بالمبيت خارج البيت الكتائبي وتلقت خطوة صليبا خلف دعما من ناشطين ورجال أعمال ومحامين يزورون المكان، وسط تدابير صارمة فرضت على المحيط والصرخة من نائبين اثنين تزامنت وبشكل غير متوافق عليه، ومبادرة بدأت طلائعها من دارة زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي في كلمينصو، وتحمل مساعي للدعوة إلى خفض السقوف في مواصفات الرئيس والعمل على طرح أسماء قد تجمع عليها بقية المكونات ونزع صفة الاستفزاز عنها.

ويستشعر جنبلاط بمبادرته هذه خطورة المرحلة، إذ يلتقط مرصده إنذارا بالانفجار عن قرب والمتزامن مع حالة متفلتة في الأسواق المالية وتاليا الاجتماعية وفي محاولة للحد من التفلت أصدر المصرف المركزي اليوم ثلاثة تعاميم، هي عبارة عن تعديلات تتماشى ورفع سعر الصرف الرسمي للدولار من 1500 إلى 15 ألف ليرة وهي القرارات التي أعقبت التهاما شبه كلي من المصارف للأرباح في السوق السوداء..

إذا إنها عمدت طيلة الأشهر الماضية إلى العمل الاستباقي وتسديد ديونها للمركزي على السعر القديم، قبل أن يتحول في الأول من شباط إلى الخمسة عشر ألفا حققت المصارف أرباحها وساهمت في إطلاق صاروخ الدولار ليضرب بسقف الخمسين والجشع المصرفي إلى جانب تآكل العملة والإضرابات وسوق الإدارة المتوقف، وغياب التيار الكهربائي.. كلها عوامل عجلت في العمل الحكومي وفي السعي.

في المقابل إلى طرح مبادرات رئاسية محلية، قبل أن يقول الفرنسي كلمته في المبادرة الرباعية في باريس لكن المفاجأة لم تأت من الرعية، بل من الرعاة الدينيين.. حيث شكل موقف مجلس المطارنة الموارنة الأخير فتوى كنسية تساهم في دعم التعطيل الوزاري.

وفي رسم علامات استفهام حول الاستحقاق الرئاسي وإبقائه صريع الموارنة أنفسهم ولم تستخدم بكركي في موقفها الموسع أي سطوة أو إشراف كنسي لها على أكبر كتلتين مسيحيتين هما القوات والتيار، لدفعهما إلى التنازل أو تقديم حلول تلتقي عندها جميع مكونات الوطن، لا بل إن بيانها الشهري كان بمثابة رعاية مارونية أبوية لهذين المكونين وطروحهما التي أصبحت خطرة وتقارب التقسيم والفدراليات الطائفية والكونتات المناطقية والتمسك بخيار الترشيح الحاد الذي يشهر عداءه للآخر.

فقائد القوات اللبنانية سمير جعجع أصبح يبحث عن النظام البديل وصيغة إعادة الهيكلة لكل الدولة.. ويتمسك بمبشال معوض وهو العارف أنه لن يتخطى أصواته المعهودة فيما يحارب جبران باسيل بعامل الوقت لكسبه، متأملا برفع العقوبات والترشح للرئاسة.. وهو الذي يخسر كل يوم داخل التيار وبعدما "لبط" باسيل بحزب الله طويلا واستفد كل ما في جعبته من دلال ودعم.. أصبحت الكنيسة اليوم راعيته الأولى لذلك ربما وجب في الاجتماع الشهري لشهر شباط المقبل رفع الغطاء من البطاركة الأجلاء عن كل مرشح يتظلل بالكنيسة ليقلب المعادلات والتوازنات في بلد الشراكة والمحبة.

 

تفاصيل أخبار المتفرقات اللبنانية

جنبلاط يستقبل حزب الله: مسار سياسي جديد ينتظر "الآخرين"؟

منير الربيع/المدن/20 كانون الثاني/2023

لتوقيت زيارة وفد حزب الله إلى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، أهمية لافتة. يكاد التوقيت، والجانب الشكلي لهذا التواصل أن يكون متقدّماً على المضمون، وذلك قبل الدخول فيه.

الانقسام الطائفي

من حيث الشكل أيضاً، سينتقل النقاش السياسي في لبنان من مكان إلى آخر. إذ أن اتصالات متعددة ستتركز لمعرفة فحوى اللقاء، والهدف منه، والمسار الذي سيفتح بموجبه. رمزية التوقيت أن اللقاء يأتي في ظل توتر العلاقات بين حزب الله والتيار الوطني الحرّ. كما أنه يأتي في ظل بروز بعض الاصطفافات الخطرة، من خلال محاولة جهات متعددة تقديم صورة تشير إلى الانقسام الطائفي في البلاد، من مواقف التيار الوطني الحرّ، إلى قوى مسيحية أخرى تدعو للفيدرالية، وموقف رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، الذي أشار إلى أنه في حال نجح حزب الله بإيصال مرشحه إلى رئاسة الجمهورية، فلا بد من البحث عن صيغة أخرى للنظام السياسي. وكلامه حول أن العلاقة مع جنبلاط على "القطعة"، ما استدعى رداً من جنبلاط، وصولاً إلى موقف البطريرك الماروني بشارة الراعي، الذي اعتبر أن هناك مخططاً لتفريغ مواقع المسيحيين والموارنة والسيطرة عليها. وهو ما استدعى أيضاً رداً من نصرالله.

فعلى ما يبدو، جدد نصرالله شروطه لانتخاب الرئيس، وفقد الأمل من باسيل، وذهب إلى التفاوض مع جنبلاط.

إذاً، اللقاء من حيث الشكل له جملة أهداف، أولاً تعزيز التواصل بين الجانبين، للبحث في المسار الرئاسي والملفات الإقتصادية. ثانياً، رسالة أساسية من قبل الطرفين إلى القوات اللبنانية والتيار الوطني الحرّ، لا سيما أن حزب الله يقول لباسيل إنه لا يحتكر وحيداً العلاقة مع الحزب وأن لدى الحزب علاقات متعددة. ثالثاً، هناك إصرار من قبل الطرفين على تهدئة الوضع ومنع تفاقم الخطاب الطائفي والمذهبي، وبالتالي لا بد من التواصل بين كل القوى للتخفيف من حدة هذا الانقسام، وذلك عبر التركيز على مسألة الحوار، للوصول إلى توافقات في ملف رئاسة الجمهورية.

رئاسة مقرونة بخطة

لم يحمل وفد حزب الله إلى اللقاء أي أجوبة على الأسئلة السابقة التي كان قد طرحها جنبلاط على وفد الحزب نفسه قبل أشهر، إذ تقول مصادر متابعة: "الجلسة السابقة أصبحت وراءنا لأن احداثها انتهت، فأسئلة جنبلاط تركزت حينها على الاتفاق النووي ومدى ربط حزب الله للبنان بمصير هذا الاتفاق. كما تركزت على مسألة ترسيم الحدود ومسيرات الحزب التي أطلقها باتجاه حقل كاريش والتلويح بالحرب". وبالتالي، لم يعد من داع لتقديم الأجوبة لجنبلاط. أما الملفات الأخرى التي حضرت بالتفصيل، فكانت استحقاق انتخاب رئيس للجمهورية، وكيفية الوصول إلى توافق بشأن إنجازه. وقد كان اتفاق بين الطرفين على ضرورة استمرار الحوار. وتقول المصادر: "قدم وفد حزب الله وجهة نظره الرئاسية، وكانت تنطلق من مبدأ بلورة مسألة ترشيح سليمان فرنجية، في ظل اختلاف الحزب مع التيار الوطني الحرّ". وهنا تقول مصادر متابعة، إنه لم يكن متوقع أن يأتي حزب الله إلى كليمنصو أو إلى أي طرف ليعلن عن البحث بمرشح آخر غير فرنجية. وركز وفد الحزب على أن التوافق على رئيس لا بد أن يرتبط بتوافق حول الخطة الاقتصادية وآلية تشكيل الحكومة ووضع مسار واضح للخروج من الأزمة. وهنا كان جنبلاط واضحاً في مسألة وجوب القيام بإصلاحات أساسية تطمئن الداخل والخارج، ولا سيما في مسألة ضبط الحدود ومنع التهريب.

المرشح الثالث؟

في سياق البحث أيضاً، تم المرور على ملف الاجتماع الذي يتم الحديث عن انعقاده في العاصمة الفرنسية باريس، ولكن لم يكن أي من الطرفين يمتلك معلومات تفصيلية حول هذا الاجتماع، وما يمكن أن يؤدي إليه، أو كيف سيتم تناول الملف اللبناني. وهنا تقول المصادر المتابعة إنه لا حلّ في لبنان إلا بالتفاهم. وهذا التفاهم لا بد أن يحصل في الداخل والخارج، لا سيما أن اتفاق جنبلاط وحزب الله وبرّي لن يؤدي إلى أي تغيير، ولا بد من انتظار موقف القوى الأخرى ولا سيما القوى المسيحية. هذا من جهة، ومن جهة ثانية تعتبر المصادر أن الخارج قد يدفع الداخل إلى الموافقة على بعض المسارات أو الخيارات، ولكن ذلك يحتاج إلى وقت ولا يزال مساره بعيداً حتى الآن. ولدى سؤال المصادر إذا ما كان اللقاء يؤسس إلى بدء البحث في الخيار الرئاسي الثالث؟ نفت المصادر ذلك، واعتبرت أنه لا يزال مبكراً الخوض فيه. وهذا لا يتبلور إلا من خلال متابعة الحوار والتشاور بين كل القوى. وتشير مصادر قريبة من جنبلاط إنه على موقفه، وهو لا يؤيد ترشيح فرنجية، طالما أن لا توافق داخلياً وخارجياً حوله.

الحصار والبدائل

الملفات الاقتصادية حضرت في كل تفاصيلها أيضاً، من الملف المالي والتحقيقات الأوروبية الحاصلة، إلى ملف الكهرباء، والملفات التربوية وغيرها. وأعلن جنبلاط أنه ضد ما حصل في جلسة مجلس الوزراء، وكان وفد الحزب موافقاً معه، ولكن لا أحد يمتلك خياراً بديلاً في ظل الوضع القائم. إذ اعتبر وفد الحزب أن الحصار المفروض على لبنان والضغوط القائمة لا تسمح بإيجاد أي حلول أخرى.  وقد أبدى الطرفان ارتياحهما إلى العلاقة الثنائية، ومسارها، مع التشديد على وجوب استمرار الحوار بين كل القوى السياسية للوصول إلى توافق وتفاهم. فيما لم يتم النقاش في الملفات الإقليمية والدولية، حسب ما تقول المصادر. وتختصر المصادر اللقاء بأنه خطوة في مسار جديد لا يمكن له إلا البحث عن فرص للتوافق مع غالبية القوى، ولكن هنا لا بد من متابعة رد فعل التيار الوطني الحرّ والقوات اللبنانية. واللافت أن زيارة وفد حزب الله إلى جنبلاط حصلت بالتزامن مع زيارة يقوم بها النائب وائل أبو فاعور إلى المملكة العربية السعودية.

 

هل تُعرقل الانتهاكات الإسرائيلية مهام “توتال” جنوبًا؟

ميريام بلعة/المركزية/20 كانون الثاني/2023

فيما لبنان يتخبّط بفوضى سياسية ومالية تاريخية، سجّل الجنوب على الحدود مع إسرائيل تطورات لافتة استدعت استنفاراً للجيش اللبناني عند الخط الأزرق، توازياً مع خروقات إسرائيلية جويّة وبحريّة بين الحين والآخر… هذا الواقع المتوتّر يثير التساؤل حول مصير اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، خصوصاً في ظل الانشقاق السياسي حول حكومة بنيامين نتانياهو وما إذا كان يهدّد نَصّ الاتفاق. الخبيرة في مجال حوكمة النفط والغاز في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لوري هايتايان تشير عبر “المركزية”، إلى أن شركة “توتال” تسير وفق خطة العمل التي وضعتها والتي هي جزء لا يتجزّأ من اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل الذي نصّ على مباشرة “توتال” خطة عملها فور التوقيع. أما بالنسبة إلى وصول الحفارة والبدء بالتنقيب “سيكون ذلك في حزيران 2023، بينما الفترة الراهنة هي لإتمام التحضيرات اللازمة من دراسات وأمور لوجستية، إنما فعلياً لم تحدّد “توتال” حتى الآن موعد البدء بالحفر ولكن من المعلوم أنه لن يكون قبل نهاية حزيران المقبل وفق ما تقتضيه خطة عملها، أي اعتباراً من تموز2023. وتُضيف: في حال اقتربنا من هذا الموعد وكان الوضع الميداني متأزماً على الحدود الجنوبية ويشهد بعض التصعيد، فبطبيعة الحال قد يتقرّر تأجيل البدء بالحفر أو المضي به وفق المعطيات القائمة حينذاك. وتلفت هايتايان في السياق، إلى أن “حكومة نتانياهو متطرّفة إلى أقصى الحدود، فقد تستسهل بالتالي اللجوء إلى تصعيد موسَّع على الجبهة الشمالية مع لبنان، علماً أن “حزب الله” لن يوفّر فرصة لتحريك الساحة من أجل ملف رئاسة الجمهورية”. وتختم: الانتظار سيّد الموقف إلى حين حلول شهر تموز لمعرفة مسار الأمور. وحتى ذلك الحين، يجدر السؤال اليوم قبل أي شيء آخر عما إذا كانت المؤسسات الدولية قادرة على مواكبة “توتال” في أعمالها، وهل هيئة إدارة قطاع البترول على جهوزيّتها التامة لذلك؟ هل لديها العناصر اللازمة كما كانت في مرحلة الحفر في البلوك 4 عام 2020، في ظل ترهّل الدولة اليوم؟ وهل الوزارات الأخرى قادرة على مواكبة التطورات والأمور اللوجستية والأذونات المطلوبة؟ المرحلة المقبلة كفيلة بالإجابة على كل تلك التساؤلات

 

ماذا يقول “الحزب” عن تطور الملف الرئاسي ومن يتحمل المسؤولية؟

يوسف فارس/المركزية/20 كانون الثاني/2023

ليس في الافق السياسي المنظور ما يشير الى امكان انتخاب رئيس للجمهورية، بل على العكس المعطيات تجمع على ان فترة الشغور ستطول ولن تكون حتى في فصل الربيع كما قيل، وان من المحتمل ان تلامس اشهر الصيف المقبل وذلك نتيجة الوضع الداخلي في لبنان الذي لا يسمح بانتخاب رئيس حاليا بسبب الخلافات السياسية ومواقف قادة الاحزاب والكتل النيابية. اضافة الى ان الوزير سليمان فرنجية طالما هو مرشح، فان حزب الله لن يسحب دعمه له وكذلك الرئيس نبيه بري. وفرضا ان التيار الوطني الحر التقى مع المعارضة على مرشح للرئاسة فلا يمكن انتخابه لانه سيكون غير ميثاقي بامتناع النواب الشيعة، حتى ولو استطاع تأمين اصوات النصف زائد بضعة اصوات. اما السبب الثالث الرئيسي لتأخير انتخاب رئيس الجمهورية فهو انه ليس هناك من اتفاق دولي يحصل على غرار ما حصل في الطائف او الدوحة، وحتى مثل ما رافق انتخاب العماد ميشال عون عندما انسحب الجميع له. والسبب الخارجي الاهم ان واشنطن غير مهتمة حاليا بالاستحقاق الرئاسي اللبناني ولا اوروبا ولا السعودية ولا ايران التي تترك التقرير لحزب الله في الموضوع. وبالتالي في غياب تركيبة اقليمية دولية تؤدي الى تأمين الغطاء والضغط لن يتم انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان، وقصارى القول ان السعودية غير مهتمة بالشأن اللبناني، اما فرنسا فهي غير مستعدة لحرق اصابعها في لبنان غلى غرار ما حصل عند تشكيل حكومة مهمة يوم تكليف السفير مصطفى اديب وما نتج عنها من فشل المبادرة الفرنسية. وعليه ان تجربة تحرك دولي لانتخاب رئيس جمهورية لن تتم في اشهر الربيع كما اشيع. عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن عز الدين يقول لـ”المركزية”:  “نعم اذا لم تتفق القوى السياسية وتاليا الكتل النيابية خلال الاسابيع المقبلة على انتخاب رئيس جديد للبلاد، فإن الشغور الرئاسي سيمتد حتما الى ما بعد فصل الربيع المقبل والى امد غير معلوم”، داعيا الى ضرورة التقاء اللبنانيين وتوافقهم على اجراء الاستحقاق كخطوة اولى تمهد لتشكيل حكومة بديلة كاملة المواصفات والصلاحيات تعمل على خطة انقاذية  لوقف التدهور المالي والاقتصادي. ويتابع : “نحن لم نعلن عن مرشحنا للرئاسة المعروف ضمنا لحرصنا على ابقاء باب الحوار مفتوحا مع الآخرين، علّه يصار الى التوافق بين المكونات السياسية على مرشح يحظى بقبول الغالبية”، معتبرا ان الانقسام العامودي في تركيبة المجلس النيابي هو الذي يحول حتى اليوم دون انتاج رئيس للبلاد ويسهم في انسداد افق التواصل والحوار. ويستطرد قائلا “لبنان متروك لقدره. الخارج غير مهتم وغير معني اطلاقا بما يجري عندنا، كفى التطلع اليه لحل مشكلتنا. الاميركي مشغول بما يجري في اوكرانيا والفرنسي يجرب حظو مع اميركا ومع السعودية المنصرفة كليا للوضع اليمني. لذلك قلنا اكثر من مرة علينا المبادرة الى حل مشاكلنا بأنفسنا ودعونا الى التلاقي والحوار وقد كان لرئيس المجلس النيابي نبيه بري اكثر من مبادرة في هذا الاتجاه ولكنها رفضت من الكتلتين الاكبر المعنيتين بانتخاب الرئيس. فاذا ما انحاز التيار الوطني الحر لاحد فريقي ما يعرف بالموالاة والمعارضة يتم انتخاب الرئيس غدا”.

 

لبنان على قائمة الدول العربيّة الأعلى سعراً للبنزين

 قناة الحرة/20 كانون الثاني/2023

نشر موقع “غلوبال بترول برايس” قائمة بأسعار اللتر الواحد من بنزين أوكتان 95 في نحو 168 دولة العالم، إذ احتلت فنزويلا المرتبة الأولى بسعر بلغ 0.016 دولاراً للتر الواحد. وجاءت ليبيا ثانيا بـ0.031 دولاراً للتر الواحد، تلتها إيران 0.053 وأنغولا رابعاً 0.318 ومن ثم الجزائر 0.338 والكويت 0.344 ومصر 0.366. وحل العراق في المرتبة 12 بنحو 0.513 تلته البحرين 0.531 وجاءت قطر في المرتبة 16 بـ 0.577 والسعودية في المركز 18 بسعر بلغ 0.620.

أما على صعيد الدول التي لديها أعلى سعر للبنزين فقد حلت هونغ كونغ بالمرتبة الأولى بسعر لتر بلغ 2.954 دولاراً تلتها أيسلندا بـ2.251 ومن ثم النرويج 2.217 دولاراً.

بالنسبة للدول العربية، حلت سوريا في المرتبة الأولى بسعر لتر واحد من البنزين بلغ 2.043 تلتها الأردن 1.607 والمغرب 1.4 والسودان 1.073 ومن ثم لبنان 1.033 دولاراً.

 

بعد رفضه "رجل أميركا".. ماذا عن "رجل إيران"؟

رانيا شخطورة/أخبار اليوم/20 كانون الثاني/2023

ما بين مشهد النواب المعتصمين في مبنى المجلس حتى انتخاب رئيس للجمهورية، رافضين المماطلة والتعطيل، وبين الموقف العالي النبرة الذي عبر عنه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اننا "نريد رئيسًا للجمهورية شجاعًا مستعدّاً للتضحية ولا يهمه تهديد الأميركيين وبدّنا رئيس إذا نفخوا عليه الأميركيين ما يطير من قصر بعبدا على البحر المتوسط"... يبدو ان الازمة الرئاسية تتخطى الحلول الداخلية وتؤدي الى تشعب الازمات. وفي هذا الاطار، رأى مرجع سياسي، عبر وكالة "أخبار اليوم" انه لو كنا في بلد طبيعي فان عملية انتظار التطورات الخارجية امر مستغرب يناقض مفاهيم الديموقراطية والسيادة والحرية، مشددا على ان قرار انتخاب رئيس للجمهورية هو قرار داخلي ويعود الى الشعب، اما في لبنان فاننا نعيش حالة خاصة منذ زمن طويل لا بل بات الامر تاريخيا، وقد يكون لبنان البلد الوحيد الذي توجد فيه قوى داخلية مرتبطة بالخارج وتعلن ذلك جهارا وتتلقى من الخارج المال والسلاح وصولا الى الدعم السياسي وتعود الى الخارج قبل اتخاذ اي قرار، هذا الامر سائد منذ عشرات السنوات وبات يظهر وكأنه طبيعي، في حين انه استثناء. وقال: لا شك انه في المبدأ لا يجوز ان ننتظر الخارج، اما في الواقع فان الخارج موجود بقوة على كافة مستويات القرار، بمعنى ان هناك افرقاء لبنانيين لا يحسمون امرهم الا برضى وقبول او التنسيق مع  هذا الخارج. وتعليقا على كلام نصر الله بالامس، اشار المرجع الى انه من جهة هو يضع مواصفات مقبولة حين يتكلم عن رئيس توافقي او عندما يطالب بالحوار، لكنه من جهة اخرى، رفع النبرة مطالبا برئيس معادٍ لمحور معين، وهو يعلم (اي نصر الله) ان هذا الامر مضرّ في الاقتصاد وبالسياسة والامن، حيث ان لبنان لا يتحمل المزيد من الضغوطات الخارجية والعقوبات. واضاف: كان عليه التوضيح انه الى جانب رفضه "لرجل اميركا" لن يكون الرئيس رجل ايران او الحزب، ما كان ليخلق نوعا من التوازن.

 

ماذا في كواليس لقاء كليمنصو؟

شادي هيلانة/أخبار اليوم/20 كانون الثاني/2023

بحسب المعلومات، سيصدر موقفاً جديّاً عن كتلة اللقاء الديمقراطي، في الأيام القليلة المقبلة، يتناول تكرار سيناريو التعطيل في الجلسات الرئاسية السابقة، بتعليق المشاركة، والتي تأتي بمثابة دق ناقوس الخطر لاستدراك المرحلة الخطيرة والدقيقة، واي فوضى مُرتقبة على مختلف الاصعدة، وملاقاة الرئيس نبيه برّي في دعواته الحواريّة، لإنهاء الشغور على مستوى السدة الاولى. وفي ظل الحديث عن أنّ رئيس المجلس لم يقفل الباب نهائياً على اي حراك أو مبادرة جديدة قد تؤدي الى انتخاب الرئيس، قال مصدر عليم بالملف الرئاسي لوكالة "اخبار اليوم"، انّ مقاطعة نوّاب "التقدمي الاشتراكي" على ما يبدو رسالة مبطنة، ليُبنى على الشيء ومُقتضاه، تهدف الى كشف نوايا الآخرين، الذين ساهموا بشكل أو بآخر في إطالة امد الشغور، فالكرة اليوم في ملعب هؤلاء، للوصول الى نتيجة ايجابية تترجم بانتخاب الرئيس. في هذا الوقت زار وفد "حزب الله" كليمنصو، للقاء زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط مساء امس، في الاطار عينه، وعلمت وكالة "اخبار اليوم"، انّ اللقاء جاء للتحاور من أجل توحيد الرؤية وفكّ بعض الالغام الرئاسيّة بأفكار جديدة. الّا انّ هذا اللقاء يفتح تساؤلات عن مدى فائدة هذا التواصل، خصوصاً انّ مفهوم الحزبين معاكس سياسيّا في المسلمات والمبادئ. ولكن المشترك بينهما انهما ينتظران التطورات الاقليمية، تحديدًا بين الخليج وايران، حيث ان لِجنبلاط والحزب علاقات خارجية واسعة تمكنهما ربما من تقريب وجهات النظر خلالها. فبين التلويح بمقاطعة "الاشتراكي" الجلسات واعتصام نواب التغيير داخل قاعة المجلس النيابي، لا يبدو أنّ الاستحقاق الرئاسي قريب من الحل، في ظل الاختلاف بين اركان المعارضة أنفسهم، كما الموالاة، كل ذلك امام مشهد مُخيف يُنذر بفوضى وربما بإغتيالات. فهل من عينٍ تقرأ وآذان تسمع؟

 

اعتصامات انفجار مرفأ بيروت: نكء جرحٍ لم يلتئم

ميريام سويدان/موقع درج/20 كانون الثاني/2023

العدالة في لبنان تنتظر دوماً مُخلّصاً “خارجياً”، سواء كنا نتحدث عن انفجار المرفأ أو فساد المصارف. كل وقفة احتجاجية أو تظاهرة هي مناسبة يُنكأ فيها جرح، فوالدة الضحية أحمد قعدان، الذي لم يلتئم جرحها، تصرخ في وجه النائب مروان حمادة والدموع تغمر وجهها: “أنا إبني راح مين بياخدلي حقّه؟”. فيما انتظرت والدة الضحية الياس الخوري النائب فؤاد المخزومي حتى اتّجه نحوها، فحدّقت في عينيه قائلةً: “بتعرف شو يعني تخسر ولد؟”. احتشد أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت أمام مجلس النواب، تزامناً مع انعقاد الجلسة الحادية عشرة لانتخاب رئيس للجمهورية، كوسيلة ضغط على النواب لوضع قضية المرفأ على جدول أعماله، والبتّ بقرارات تسمح باستكمال التحقيق في القضية العالقة منذ أكثر من عام. حضّر أهالي الضحايا تعهّداً ليُوقِّع عليه النواب المتضامنون، فالتزم عدد من النواب بالبيان، منهم نواب قوى التغيير، فيما امتنع آخرون، لا سيما أن بعضهم، كالنائب قاسم هاشم المحسوب على “حركة أمل”، اتّهم “نواب التّغيير” بـ”المتاجرة بدم الضحايا”. علماً أن لدى الحزب المذكور متّهمين أساسيين في القضية لم يَمثلا بعد أمام القضاء ولا يزالان يُمارسان عملهما النيابي بمواكبة القوى الأمنية نفسها، التي تُسخَّر لمواجهة أهالي الضحايا في كل تظاهرة. يرى النائب والمحامي فراس حمدان، في حديثٍ مع “درج”، أنه يُجالس “منظومة سياسية مجرمة يسعى الى محاربتها”، ويُضيف: “المزايدة والشعبوية والمتاجرة تتمثّل بتعطيل مسار التحقيق”. إذ تقدّمت مجموعة من النواب التغييريين بمشروع قانون لتعديل أصول المحاكمات المدنية، الذي بدوره يسمح بإعادة إطلاق التحقيق في جريمة 4 آب/أغسطس. حمدان هو واحد من تسعة نواب قرّروا بدء اعتصام مفتوح داخل مجلس النواب اعتراضاً على الفراغ الرئاسي. يترافق هذا مع مشهد عام يُثير السخرية، فلا كهرباء في المجلس بعد الساعة الثانية والنصف ظهراً، ويبدو أن الحمامات مغلقة أيضاً!

قضاة فرنسيون للتحقيق في الجريمة

من جهة أخرى، التقى المحقّق العدلي طارق البيطار، على رغم كفّ يده عن ملف تفجير المرفأ، وفداً قضائياً فرنسياً مؤلفاً من القاضيين نيكولا أوبيرتين وماري كريستين أديار ومترجم، صباح الأربعاء 18 كانون الثاني/ يناير، في مهمة قضائية مخصّصة لمتابعة التحقيقات في قضية المرفأ. استقبل البيطار الوفد الفرنسي في مكتبه، المغلق منذ 2021، في قصر العدل في بيروت، عارضاً أمامهم العراقيل التي واجهته في هذه القضية بسبب دعاوى الرد الموجّهة ضده، في لقاءٍ طويل تخطّى الثلاث ساعات. كما زار القاضيَان المرفأ لمعاينة مكان الانفجار، واطلعا على تفاصيل عملية المحاكاة التي أجريت لكيفية حصول الانفجار، أما اهتمام الوفد الفرنسي بقضية انفجار المرفأ، فسببه التحقيق في مقتل مواطنين فرنسيين. شملت العراقيل التي تحدّث عنها البيطار، دعاوى الردّ الموجّهة ضدّه، والتي كفّت يده عن الملف، علماً أنه تلقّى دعوى رد جديدة صباح الأربعاء، وبذلك يفوق عدد الدعاوى الأربعين. الحملة ضد البيطار لا تزال مستمرة، تقودها وسائل إعلام تابعة للثنائي الشيعي “حزب الله” و”حركة أمل”، اللذين نجحا في تفرقة أهالي الضحايا، لا سيما أن “لجنة تجمع أهالي وجرحى ومتضرري انفجار مرفأ بيروت” دعت إلى المشاركة في تحرك أهالي المعتقلين “الأسرى في سجون القاضي طارق البيطار”، بالتزامن مع اعتصام الأهالي، مُعتبرةً أن “تسييس القاضي بيطار للقضية أصبح واضحاً وفاضحاً”. في السياق ذاته، شمل التدخل الخارجي التحقيق في فساد المصارف، إذ استأنف الوفد القضائي الأوروبي جلسات الاستجواب في قاعة محكمة التمييز لليوم الثالث على التوالي، وحقّق مع المدير التنفيذي لمصرف لبنان المركزي نعمان ندّور، ورائد شرف الدين، الذي شغل مناصب عدة في مصرف لبنان، وأهمها النائب الأول للحاكم بين عامي 2009 و2019. الواضح أن العدالة في لبنان تنتظر دوماً مُخلّصاً “خارجياً”، سواء كنا نتحدث عن انفجار المرفأ أو فساد المصارف، وكأن القضاء الخارجيّ منزّه عن التسييس، علماً أن تدخّل القضاء الفرنسي في قضية المرفأ يعود سببه الى موت مواطنين فرنسيين، أي أن القضاء الفرنسي لم يتحرك إلا لأجل مواطنيه لا لأجل الضحايا، علماً أن “القضاء” ذاته ترك مواطنيه في مخيمات شمال سوريا ليلاقوا حتفهم، باختصار، عدالة “الخارج” انتقائية في بعض الأحيان، ولا تشمل “الجميع”.

 

لبنان يفقد حق التصويت في الأمم المتحدة

صحف/20 كانون الثاني/2023

أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في بيان، الجمعة، أن فنزويلا ولبنان وجنوب السودان متأخرة عن سداد مستحقات لميزانية تشغيل الأمم المتحدة وهي من بين 6 دول فقدت حقوقها في التصويت في الجمعية العامة المكونة من 193 عضوًا.

ووفقًا لرسالة الأمين العام، فإن الحد الأدنى من المدفوعات اللازمة لاستعادة حقوق التصويت هو 76244991 دولارًا لفنزويلا، و1835303 دولارًا للبنان، و619103، و196130 دولارًا لجنوب السودان.

 

“الخارجية” بعد قرار الأمم المتحدة: عملية الدفع ستتمّ مباشرة!

صحف/20 كانون الثاني/2023

أوضحت وزارة الخارجية والمغتربين أنه “عطفاً على الخبر الذي تناقلته وسائل الاعلام عن تعليق حق لبنان بالتصويت في أجهزة الأمم المتحدة نتيجة لعدم تسديد المساهمات المترتبة ضمن ميزانية المنظمة الدولية، يهم وزارة الخارجية والمغتربين التوضيح بأن سائر المراحل الخاصة لتسديد المبلغ المطلوب قد أنجزت”. وأضافت في بيان، أنه “بعد الاتصالات التي تم اجراؤها مع كل من دولة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ومعالي وزير المال يوسف خليل، تبين أن عملية الدفع النهائية ستتم مباشرة بما يحفظ حقوق لبنان في الأمم المتحدة”.

 

نوّاب ناموا في البرلمان: لا يمكن الاستمرار بهذا النهج!

 المؤسسة اللبنانية للإرسال/20 كانون الثاني/2023

مرّت الليلة الاولى للنواب المعتصمين في مجلس النواب، الذين أمضوا ليلتهم في القاعة العامة، في وقت كانت اعداد النواب المتضامنين من كتل أخرى ومنها نواب الكتائب تتزايد. وقالت النائبة نجاة عون صليبا في حديث للـLBCI من داخل مجلس النواب صباح اليوم، إن ما نقوم به هو ممارسة واجباتنا الدستورية وليس اعتصاما. وشدد النائب ملحم خلف من جهته على أننا ملزمون بأن يكون لدينا مسؤولية وطنية حقوقية وأخلاقية تفرض علينا إنقاذ البلد. ورأى خلف أنه من دون رئيس للجمهورية ستبقى المؤسسات معطّلة، مؤكدا أنه لا نستطيع الاستمرار بهذا النهج التعطيلي والبقاء بهذا الجمود.

 

تيننتي: نؤكد حساسية أي أشغال قريبة من الخط الأزرق

الوكالة الوطنية للإعلام/20 كانون الثاني/2023

اعلن الناطق الرسمي باسم “اليونيفيل” اندريا تيننتي في بيان، أن “جنود حفظ السلام التابعين لليونيفيل موجودون على الأرض في موقع الأشغال لمراقبة ما إذا كان هناك  أي انتهاك للخط الأزرق وتقليل التوتر ومنع سوء الفهم. نحن على اتصال دائم مع كلا الطرفين ونؤكد  حساسية أي أشغال أو أنشطة قريبة من الخط الأزرق”.وأكد أن “الوضع هادئ على الارض”.

 

لا جلسة رئاسية الخميس… وهذا ما دعا اليه بري

صحف/20 كانون الثاني/2023

دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري اللجان النيابية المشتركة الى عقد جلسة في تمام الساعة العاشرة والنصف من قبل ظهر يوم الخميس المقبل الواقع فيه 26 كانون الثاني 2023 وذلك لدرس مشرع القانون الوارد بالمرسوم رقم 13760 الرامي الى تعديل بعض أحكام قانون الضمان الإجتماعي وإنشاء نظام التقاعد والحماية الإجتماعية.

 

قلقٌ من انفجارٍ اجتماعي

جريدة الأنباء الإلكترونيّة/20 كانون الثاني/2023

في كليمنصو، تناول لقاء رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وحزب الله السبل المتاحة للخروج من مربع التعطيل في انتخابات الرئاسة، وكان تشديد “اشتراكي” على عدم قدرة البلاد تحمل المزيد من تضييع الوقت لانتخاب رئيس للجمهورية في ظل العوامل المتفجرة التي تضرب كل مقومات الحياة اجتماعياً واقتصادياً، وكان هناك تبادل وجهات نظر في الآليات التي تسمح بخروج النقاش من البعد النظري الى الشق العملاني بما يسمح بالتوصل الى التوافق المطلوب لإتمام الاستحقاق الرئاسي.

وفيما تؤكد قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي استمرار تمسك الحزب بقناعته طرق باب الحوار لأن لا سبيل سواه، في المقابل تبدو الساحة المحلية مقفلة حتى الساعة أمام اي انفراجات محتملة. وبحال لم يتم التلاقي مع مساعي جنبلاط أو مع أي مسعى حواري آخر، فالقلق كل القلق مما ستؤول إليه الأمور على مستوى الانفجار الاجتماعي الذي بدأت تلوح معالمه في حراك المعلمين والموظفين وفي التحركات الشعبية التي تطل برأسها في مناطق متعددة.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

البرلمان الأوروبي يتبنّى قراراً لمعاقبة منتهكي حقوق الإنسان في إيران/بروكسل ستضيف 37 كياناً جديداً للعقوبات على طهران... وعبد اللهيان حذر بوريل

لندن- طهران/الشرق الأوسط/20 كانون الثاني/2023

لليوم الثاني على التوالي، وافقت غالبية أعضاء البرلمان الأوروبي على قرار يؤكد مطالبة الاتحاد الأوروبي بإدراج «الحرس الثوري» الإيراني كياناً إرهابياً، بالإضافة إلى معاقبة الجهات والأفراد الضالعين في انتهاكات حقوق الإنسان، وذلك في وقت حذرت فيه طهران الكتلة الأوروبية من أنها «ستطلق النار على قدمها» إذن بتلك الخطوة. وجاء التحذير الإيراني في وقت تبنّى فيه النواب الأوروبيون المجتمعون في جلسة عامة قراراً برفع الأيدي لتمرير مشروع يؤكد مطلبهم من تصنيف «الحرس الثوري»، ويدعو لمعاقبة منتهكي حقوق الإنسان، والمسؤولين عن قمع الاحتجاجات؛ بمن في ذلك المرشد الإيراني علي خامنئي، والرئيس إبراهيم رئيسي، والمدّعي العام محمد جعفر منتظري، بالإضافة إلى الحرس وذراعه الخارجية للعمليات الاستخباراتية والعسكرية «فيلق القدس»، وميليشيا «الباسيج» التي تشاركت في حملة قمع المتظاهرين. ويدعو القرار إلى حظر «أي نشاط اقتصادي أو مالي» مع «الحرس الثوري» المنخرط في أنشطة اقتصادية عبر تكتلات من الشركات بشكل مباشر أو غير مباشر في مختلف القطاعات. في غضون ذلك أبلغ مصدران وكالة «رويترز» بأن الاتحاد الأوروبي سيضيف 37 فرداً وكياناً إلى عقوباته على إيران، يوم الاثنين المقبل. وقال أحد المصدرين؛ وهو دبلوماسي من الاتحاد الأوروبي: «سنعتمد الحزمة الرابعة من العقوبات على إيران، يوم الاثنين، ونعتقد أننا يجب أن نبدأ بالفعل العمل على الحزمة الخامسة لتصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية». وقال البرلمان الأوروبي، في بيان: «يتعين على السلطات الإيرانية إنهاء حملة قمع مواطنيها... يجب إضافة المرشد الأعلى علي خامنئي والرئيس إبراهيم رئيسي إلى قائمة العقوبات». واندلعت احتجاجات واسعة مناهضة للحكومة في إيران، في سبتمبر (أيلول) بعد وفاة الكردية الإيرانية مهسا أميني في مقر للشرطة بعد اعتقالها بدعوى «سوء الحجاب». وجاء في القرار الذي أقره البرلمان الأوروبي «ازدراء النظام الإيراني الصارخ لكرامة الإنسان والتطلعات الديمقراطية لمواطنيه، وكذلك دعمه لروسيا» يقتضيان تعديلات أخرى في موقف الاتحاد الأوروبي تجاه إيران. وأدان البرلمان الأوروبي بأشدّ العبارات أحكام الإعدام وعمليات إعدام المتظاهرين السلميين في إيران، وطالب السلطات الإيرانية بإنهاء أعمال القمع ضد شعبها. وحثّ المشرِّعون على ضمان الإفراج الفوري وغير المشروط لجميع المتظاهرين الذين حُكم عليهم بالإعدام، كما أدانوا حقيقة استخدام النظام الإجراءات القانونية وعقوبة الإعدام بوصفها سلاحاً لقمع المعارضة ومعاقبة المواطنين لممارستهم حقوقهم الأساسية. وأضاف النواب أنه يجب محاسبة المسؤولين عن مقتل المئات من المتظاهرين. ودعا القرار إلى «توسيع الإجراءات التقييدية» ضد إيران إذا استمرت في تزويد روسيا بطائرات من دون طيار وصواريخ سطح سطح. كان غالبية أعضاء البرلمان الأوروبي قد دعوا الاتحاد الأوروبي، خلال جلسة عامة في ستراسبورغ، الأربعاء، إلى تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية، متهماً إياه بقمع المحتجّين في البلاد وإمداد روسيا بطائرات مسيَّرة تستخدمها في أوكرانيا، وهي قضايا أدت إلى رفع منسوب التوتر بين طهران والغرب. وقال يانيك جادو، النائب الأوروبي عن حزب البيئة والخضر، إن الوقت حان لإضافة «الذراع الأيديولوجية والقمعية لنظام الملالي» إلى القائمة الأوروبية للمنظمات الإرهابية. وأضاف: «هكذا ستكون أوروبا بمستوى النضال الرائع للإيرانيين والإيرانيات من أجل حرياتهم وقيم الاتحاد»، مؤكداً أن الكرة أصبحت الآن في ملعب المجلس الأوروبي، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». والاثنين، تجمّع نحو 12 ألف شخص من كل أنحاء أوروبا، أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ؛ للمطالبة بإدراج «الحرس الثوري» على هذه القائمة السوداء، كما فعلت الولايات المتحدة. ويأتي تشديد الموقف الأوروبي في وقتٍ صعّدت طهران من لهجة التحذير والوعيد إزاء تسمية «الحرس» منظمة إرهابية، وقالت إن الخطوة ستكون لها «عواقب سلبية».

ودان الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي النص الذي تبناه النواب الأوروبيون، معتبراً أنّ «هذه الخطوة جاءت من منطلق اليأس والعجز وبعد جهودهم الفاشلة في الشارع لضرب الشعب الايراني» بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. وقال رئيسي «وقال «هذا العمل مخالف للقوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة». وقال نواب البرلمان الإيراني إنهم سيقومون بتمرير قانون متماثل للقرار الأوروبي. وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، في اتصال هاتفي مع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل: «قلنا مراراً إن الحرس الثوري منظمة رسمية وسيادية تلعب دوراً محورياً في ضمان أمن إيران» وفقاً لـ«رويترز». وأضاف عبد اللهيان: «خطوات البرلمان الأوروبي لتصنيف المنظمة إرهابية نوع من إطلاق النار على قدم أوروبا نفسها». وقالت «الخارجية» الإيرانية إن عبد اللهيان «انتقد بشدة النهج المتوتر والانفعالي للبرلمان الأوروبي، واعتبره سلوكاً غير مدروس وخاطئاً»، ودعا البرلمان الأوروبي إلى «التفكير في العواقب السلبية لهذا السلوك الانفعالي على أوروبا، والتركيز على مسار الدبلوماسية والتفاعل البنّاء»، وفقاً لما أوردته «وكالة الصحافة الفرنسية». وقال عبد اللهيان: «من الضروري احترام الأمن المتبادل في عالم الدبلوماسية وتعزيز الثقة المتبادلة، بدلاً من اتباع لغة التهديدات والأعمال غير الودية. وفي حال أي تصنيف إرهابي، ستردّ إيران بإجراءات مقابلة». وذكرت «رويترز» نقلاً عن وسائل الإعلام الرسمية أن هيئة الأركان العامة للقوات المسلّحة التي تنسِّق الأنشطة بين أسلحة الجيش النظامي والجهاز الموازي له «الحرس الثوري» حذّرت أيضاً الاتحاد الأوروبي من تصنيف «الحرس» منظمة إرهابية. وجاء في بيان هيئة الأركان: «الإجراء الأخير للبرلمان الأوروبي سابقة في القواعد والأنظمة الدولية سيؤثر على الأمن والسلم على الصعيدين العالمي والإقليمي، ويجب على البرلمان الأوروبي أن يكون مدركاً لذلك»، وفقاً لـ«رويترز». ووفق نص البيان الذي نقلته مواقع إيرانية، فإن هيئة الأركان الإيرانية تصف البرلمان الأوروبي بـ«العاجز»، ووصفت قراره بـ«المضحك». ويتابع البيان أن «القوات المسلحة لن تتراجع عن الإرهابيين الذين ترعاهم الولايات المتحدة وبريطانيا والكيان الصهيوني». وأضاف: «في المستقبل القريب فإن الحكومة المُعادية ستدرك إنها ارتكبت مرة أخرى خطأ في الحسابات». واتهم البيان القوى الغربية بالضلوع في احتجاجات واسعة مناهضة للمؤسسة الحاكمة هزّت البلاد منذ منتصف سبتمبر (أيلول) بعد وفاة الشابة الكردية مهسا أميني في مقر للشرطة إثر اعتقالها بدعوى «سوء الحجاب».

نقاط من القرار الأوروبي

إدانة بأشد العبارات لإعدام 4 محتجّين.

• المطالبة بوقف فوري وغير مشروط لأية خطط لتنفيذ عمليات الإعدام.

• الإطلاق الفوري لجميع المعتقلين في الاحتجاجات ومن حكم عليهم بالإعدام.

• التضامن مع الشباب الإيراني بما في ذلك الأقليات.

• إدانة لاستخدام القوة على نطاق واسع ووحشي ومتعمد لقمع المتظاهرين.

• يدعو النظامَ الإيراني إلى السماح بإجراء تحقيق دولي.

• يطالب المجتمع الدولي بالضغط على السلطات لوقف إعدام المتظاهرين.

• قلق إزاء اعتقال أكثر من 80 إعلامياً.

• يحث السلطات الإيرانية على الإفراج الفوري عن جميع مواطني الاتحاد الأوروبي.

• توسيع عقوبات منتهكي حقوق الإنسان بما يشمل المرشد علي خامنئي والرئيس إبراهيم رئيسي.

ترحيب بالتحضير الجاري في بريطانيا لإدراج «الحرس الثوري» على قائمة الإرهاب.

• المطالبة بإضافة «الحرس الثوري» وميليشيا الباسيج وفيلق القدس على قائمة الإرهاب.

حظر جميع أنشطة «الحرس الثوري» بما في ذلك الأعمال والأنشطة التجارية.

• إدانة هجوم «الحرس الثوري» على إقليم كردستان.

• تعزيز الدعم الملموس للتطلعات الديمقراطية لشعب إيران.

• يحث السلطات الإيرانية على السماح لمراقبين مستقلين من سفارات أوروبية.

• تمكين الإيرانيين من الوصول إلى الإنترنت المجاني.

• توسيع نطاق الإجراءات التقييدية في ضوء تقديم إيران مسيَّرات وصواريخ لروسيا.

 

«الوزاري الأوروبي» بين خيار التصعيد ضد طهران والتخوف من التبعات

(تحليل إخباري)/باريس: ميشال أبو نجم/الشرق الأوسط/20 كانون الثاني/2023

يلتئم مجلس الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي في بروكسل صباح الاثنين المقبل برئاسة جوزيب بوريل، مسؤول الشؤون الخارجية والأمن في الاتحاد، وعلى جدول أعماله، النظر في القرارين اللذين صوّت عليهما البرلمان الأوروبي في اجتماعه الأربعاء الماضي في مدينة استراسبورغ.

وينص الأول على إدراج المرشد الإيراني علي خامنئي، والرئيس إبراهيم رئيسي، والمدعي العام الإيراني، وجميع كيانات «الحرس الثوري» على قائمة العقوبات وذلك في إطار السلة الرابعة منها التي يتهيأ وزراء الخارجية الأوروبية لفرضها على طهران. والثاني، يتناول إدراج «الحرس الثوري» وما يتفرع عنه من تنظيمات على اللائحة الأوروبية للمنظمات الإرهابية. وحتى اليوم، وحدها الولايات المتحدة تعد «الحرس» تنظيماً إرهابياً، تُضاف إليها كندا التي أصدرت قانوناً يمنع القيادات الإيرانية المختلفة وعلى رأسهم مسؤولو «الحرس» من دخول أراضيها كما تفرض عليهم عقوبات مختلفة.

وحتى اليوم، فرض الاتحاد ثلاث مجموعات من العقوبات أبرزها ما أُقر في 12 ديسمبر (كانون الأول) الماضي حيث استهدف بعقوباته 150 شخصية وهيئة «منهم وزير الداخلية، وقادة القوى الأمنية، والحرس الثوري، والتلفزة...» الذين جُمِّدت أصولهم ومُنعوا من الدخول إلى بلدان الاتحاد الـ27.

ومن العقوبات الإضافية طرد إيران من لجنة المرأة التابعة للأمم المتحدة وتحريم تصدير معدات حساسة يمكن أن تساعد النظام في عمليات القمع التي يصفها الاتحاد بـ«الوحشية». بيد أن مَن وما يستهدفه البرلمان الأوروبي يُدخل العلاقة بين طهران والمجموعة الأوروبية في حالة من التوتر الشديد التي يمكن أن تكون لها انعكاساتها على أكثر من صعيد. ولهذا سببان: الأول، أنها تستهدف الشخصيتين الرئيسيتين في الجمهورية الإسلامية وهما المرشد علي خامنئي الذي له اليد العليا على الشؤون الاستراتيجية في إيران، ورئيس الجمهورية الذي يليه أهمية. ومعنى فرض العقوبات عليهما أنه سيكون من المستحيل لاحقاً أن يتعاطى الاتحاد الأوروبي معهما لأن العقوبات تعني تجميد أصولهما «إذا كانت لهما أصول في الاتحاد» ومنعهما من الدخول إلى أراضيه. وهذا يعني حالة من القطيعة الدبلوماسية المستقبلية بين الطرفين، وبالتالي دفع التوتر الموجود راهناً بينهما إلى أبعاد جديدة. أما بالنسبة إلى «الحرس الثوري»، الذي يعد درع النظام في الداخل وذراعه الضاربة في الخارج، فإن وضعه على اللائحة الإرهابية يعني منع التعاملات المصرفية والمالية والتجارية معه مباشرةً أو مع الهيئات المرتبطة به أو التي قد يلجأ إلى إيجادها لاحقاً. يضاف إلى ذلك تجميد «وربما» مصادرة موجوداته وعزله ومنع التواصل معه تحت طائلة القانون.

وتجدر الإشارة إلى أن مسألة رفع العقوبات الأميركية عن «الحرس الثوري» كانت إحدى العُقد الرئيسية التي أجهضت التوصل إلى اتفاق حول إعادة إحياء الاتفاق النووي بين إيران والغرب. والسبب في ذلك أن «الحرس» يمثل، وفق التقديرات المتوافرة، إضافةً إلى وزنه الأمني في الداخل والخارج، ما لا يقل عن نصف الاقتصاد الإيراني «شركات ومؤسسات وهيمنة على القطاع النووي والتسليح...»، وبالتالي فإن جعله منظمة إرهابية على مستوى ثاني أكبر اقتصاد في العالم وفي نظر 27 دولة أوروبية التي يمكن إضافة بريطانيا إليها، سيعني توجيه ضربة موجعة للنظام ولاقتصاده.

ومن المفيد الإشارة إلى أن الرغبة في المزيد من معاقبة إيران ليس مصدرها فقط الإعدامات والقمع وأعداد الضحايا المدنيين وكل ما تمارسه السلطات منذ أربعة أشهر، بل أيضاً الدور الذي تلعبه في الحرب الروسية على أوكرانيا من خلال تزويدها بمئات المسيّرات. وتفيد معلومات استخبارية في باريس بأن ما لا يقل عن 500 مسيّرة من طراز «شاهد» تصل إلى روسيا من إيران أسبوعياً. بالنظر إلى ما سبق، يمكن فهم ردة الفعل الإيرانية التي جاءت على لسان كثيرين من المدنيين والأمنيين وعلى رأسهم وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان الذي نبّه أمس، في إطار اتصال هاتفي مع بوريل، من «العواقب السلبية» المترتبة على قرارات أوروبية كهذه. وجاء في بيان صادر عن الخارجية الإيرانية أن عبداللهيان «انتقد بشدة النهج المتوتر والانفعالي للبرلمان الأوروبي»، وعده سلوكاً «غير مدروس وخاطئاً». وبرأيه، فإن الاتحاد «يطلق بذلك النار على قدمه». وعسكرياً، جاء الرد من هيئة الأركان التي أصدرت أمس، بياناً نبّهت فيه من تأثير القرار الأوروبي على «الأمن والسلم على الصعيدين الإقليمي والدولي ويجب على البرلمان الأوروبي أن يكون مدركاً لهذه العواقب».

يمكن النظر لردود الأفعال على أنها «استباقية» وغرضها ثني وزراء الخارجية الأوروبيين عن تبني نهج البرلمان أو على الأقل التأثير على عدد منهم ،لحملهم إما على رفض القرار البرلماني وإما على تأجيل اتخاذ القرار. والمعروف أن إجراءات من هذا النوع تفترض الإجماع بين الأعضاء الـ27، كما تتطلب موافقة اللجنة القانونية داخل الاتحاد على تدبيرٍ من هذا النوع. ثم إن هناك مجموعة عناصر يتعين توافرها للتمكن من وضع «الحرس الثوري» على اللائحة الإرهابية. وأشار وزير خارجية فنلندا قبل يومين إلى «وجود جدل» بين الأوروبيين بشأن ملف «الحرس»، مؤكداً في الوقت عينه الحاجة إلى «رد حازم» على قمع السلطات. وذهب نظيره السويدي في الاتجاه عينه عندما عدّ فرض عقوبات «ثقيلة» على «الحرس» أكثر فائدة من ضمه إلى لائحة الإرهاب. وفي المقابل، فإن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، أعربت أول من أمس، من دافوس، عن «تفهمها ودعمها» لمطلب البرلمان وهي بذلك تجاري وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك التي تعد الأكثر حماسة على هذا الصعيد. من هنا، فإن اعتبار وضع اسم «الحرس» على لائحة الإرهاب أمراً مكسوباً يعد رهاناً غير مضمون ويعني النظر فيما سيحصل في الأيام القليلة التي تفصلنا عن اجتماع وزراء الخارجية الأوروبيين لرصد اتجاه الريح.

يبقى السؤال: ما الذي يمكن أن تكون عليه ردة الفعل الإيرانية؟ من الناحية النظرية، يمكن افتراض أن الرد الإيراني سيتناول مزيداً من التشدد في الملف النووي الموجود راهناً في البراد، وذلك من ثلاث جهات: الأولى، إبقاء المفاوضات مع الغربيين بشأن إعادة إحياء اتفاق العام 2015 حيث هي، أي في الطريق المسدود. والثانية، التشدد في التعامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن المواقع الثلاثة غير المعلنة سابقاً التي عُثر فيها على آثار جزيئات نووية مخصبة. والثالثة، مضاعفة جهود التخصيب بنسب عالية «60 في المائة وما فوق» خصوصاً في موقع «فوردو» بالغ التحصين ما سيشكّل ورقة ضغط على الغربيين بشكل عام. ثم إن إجراءً أوروبياً كما يطلبه البرلمان سيكون من تبعاته دفع إيران إلى الالتصاق أكثر فأكثر بروسيا ومدها بأسلحة أخرى غير المسيّرات كالصواريخ مثلاً التي تمتلك منها إيران كميات ونماذج كثيرة. وثمة من يرى أن التدبير الأوروبي في حال إقراره سيدفع النظام الإيراني إلى مزيد من التشدد والقمع في الداخل والعمل على زعزعة الاستقرار في جواره الإقليمي بوجه خاص وهو ما يستشف بوضوح من بيان هيئة الأركان الإيرانية. بين الرغبة في إبراز العضلات الأوروبية من جهة والتخوف من التبعات من جهة ثانية، ستدور مناقشات وزراء الخارجية. وما سيخرج من مداولاتهم سيدل على الاتجاه الذي ستسلكه العلاقات الأوروبية - الإيرانية في الأشهر والسنوات المقبلة.

 

غياب الحل لقضية «الرهائن» في إيران يفاقم معاناة عائلاتهم

باريس/الشرق الأوسط/20 كانون الثاني/2023

أدى تقليص الاتصالات بين إيران والغرب بسبب قمع حركة الاحتجاجات إلى تفاقم قلق ومخاوف عائلات محتجزين أجانب في إيران، أغلبهم في قبضة «الحرس الثوري». ويتهم نشطاء، طهران بمتابعة استراتيجية «دبلوماسية الرهائن» الهادفة إلى انتزاع تنازلات من الغرب. استعاد في الماضي الكثير من حاملي جوازات السفر الأجنبية حريّتهم من السجون الإيرانية بعد مفاوضات سرية غالباً ما شهدت إطلاق سراح إيرانيين محتجزين في الخارج أو رفع تجميد أصول إيرانية. ولكن مع تعثر المفاوضات بشأن إحياء اتفاق 2015 الخاص بالبرنامج النووي الإيراني واستدعاء السفراء الإيرانيين بانتظام في أوروبا على خلفية قمع الاحتجاجات، لا مجال كبيراً لإبرام مثل تلك الصفقات. وتحمل عائلات المحتجزين، وغالبيتهم من أصحاب الجنسية المزدوجة، مشاعر متناقضة بين الإعجاب باحتجاجات «المرأة والحياة والحرية» والخوّف على مصير أقاربهم. ومن بين المحتجزين المواطنة الألمانية الإيرانية ناهد تقوي (68 عاماً) التي أُوقفت في أكتوبر (تشرين الأول) 2020 وحُكم عليها عام 2021 بالسجن 10 سنوات بتهم تتعلق بالأمن القومي تنفي عائلتها صحّتها. ونظراً لسوء حالتها الصحية؛ سُمح لها بمغادرة السجن لمدة أربعة أشهر العام الماضي، لكنها أُعيدت إلى سجن إوين في طهران في نوفمبر (تشرين الثاني). وقالت ابنتها مريم كلارين، التي تقود حملة من أجل الإفراج عنها «بصفتي إيرانية تعيش في الخارج، فإنني أؤيد الاحتجاجات كلياً. لكن على المستوى الشخصي ليس لدي الآن أي فكرة عما سيحدث في الأشهر والسنوات المقبلة في قضيّة ناهد». وتضيف كلارين في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية «العلاقة بين إيران وألمانيا آخذة في التدهور. لم يحدث أي تطور بشأن قضيّة والدتي أو غيرها من مزدوجي الجنسية». وتتابع ابنة الناشطة «لكنّي لا أريد أن أحصر الأمر بقضيّتنا الشخصيّة. هناك شيء أكبر يحدث مع الاحتجاجات». ومن بين المحتجزين في ظروف مماثلة مواطنون من الولايات المتحدة، وفرنسا، وبريطانيا، وألمانيا، والنمسا والسويد، وعددهم في تزايد. وقالت السلطات الإيرانية، إنها اعتقلت 40 أجنبياً في الاحتجاجات الأخيرة.

سلعة باهظة الثمن

بدأ المواطن الأميركي سياماك نمازي، وهو من أصل إيراني وأوقف في أكتوبر 2015، إضراباً عن الطعام لمدة سبعة أيام في محاولة لدفع الرئيس جو بايدن لإعطاء أولوية أكبر لقضيته. وقال نمازي في بيان أصدره محاموه الأميركيون «لا شيء يمكن أن أقوله يمكن أن ينقل ألم محاولتي الصمود إزاء القسوة وانعدام القانون المحطّمين للروح». وأضاف «كيف يمكن للمرء أن يصف شعور التجريد من الإنسانيّة والتعامل معه على أنه سلعة باهظة الثمن؟». الإضراب عن الطعام هو الحلّ الذي لجأ إليه أيضاً برنار فيلان، مستشار الأسفار الإيرلندي الفرنسي وأحد المواطنين الفرنسيين السبعة المحتجزين في إيران، بعد توقيفه في أكتوبر.

يضرب فيلان عن الطعام منذ بداية العام وبات يرفض شرب السوائل أيضاً، وفق ما أفادت شقيقته كارولين ماس فيلان. وقالت، إن الخطوتين تعرّضان حياته للخطر، لكنه «يفعل ذلك لأنه لم يعد يتحمل الوضع»، وتضيف «هذا هو سلاحه الوحيد».

سعر أعلى للإفراج عن مزدوجي الجنسية

شبح عقوبة الإعدام التي استخدمت حتى الآن في أربع قضايا متعلقة بالاحتجاجات، لا يزال يهدد رعايا أجانب بعد إعدام المواطن الإيراني - البريطاني والمسؤول السابق بوزارة الدفاع الإيرانية علي رضا أكبري في نهاية الأسبوع الماضي إثر إدانته بتهمة التجسس لحساب لندن. أوقف أحمد رضا جلالي، وهو مواطن سويدي - إيراني مزدوج الجنسية، عام 2016 وحُكم عليه بالإعدام في العام التالي بتهم تجسس تنفيها عائلته بشدة. ويواجه الألماني جمشيد شارمهد، الذي تقول عائلته، إن قوات الأمن الإيرانية خطفته في دولة مجاورة على ما يبدو عام 2020، عقوبة الإعدام بتهم تتعلق بالإرهاب. وقيل، إن المحاكمة انتهت الأسبوع الماضي، لكن الأسرة ما زالت تجهل الحكم. يرى جايسن برودسكي، مدير السياسات في منظمة «متحدون ضد إيران النووية» ومقرها في الولايات المتحدة، أن الجهود لإطلاق سراح المحتجزين يجب أن تستمر رغم تعثر المحادثات النووية، مشيراً إلى أن العلاقات بين العواصم الأوروبية وطهران لم تنقطع. ويضيف «لكنّ التعقيد يكمن في أنّ الإيرانيين سيفرضون على الأرجح سعراً أعلى للإفراج عن مزدوجي الجنسية مقارنة بمن لا يحملون جنسية إيرانية، مثل الإفراج عن أصول مجمدة أو إرهابيين مدانين أو مجرمين». لكن في غياب أدنى مؤشر ملموس على حدوث انفراج في ملفات الموقوفين، تتفاقم معاناة عائلاتهم.

في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية، تقول بلاندين بريير التي أوقف شقيقها الفرنسي بنيامين بريير في مايو (أيار) 2020 قبل أن يُحكم عليه بالسجن ثماني سنوات بتهمة التجسس، إن «أخي يفقد الأمل». وتضيف «لم يعد يختبئ وراء القول أنا بخير لأن ظروف الاحتجاز غير إنسانية وغير صحية»، وتردف «نحن خائفون على صحته». واحتجز «الحرس الثوري» الإيراني العشرات من مزدوجي الجنسية والأجانب في السنوات الأخيرة، ومعظمهم واجهوا تهم تجسس، في حين يتّهم نشطاء حقوقيون إيران باعتقال مزدوجي الجنسية والأجانب بهدف الضغط على دول أخرى لتقديم تنازلات.

 

أميركا تعتبر إيران «الراعي الأول للإرهاب عالمياً»

واشنطن: علي بردى/الشرق الأوسط/20 كانون الثاني/2023

وصف الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، إيران بأنها «الراعي الأول للإرهاب في العالم». غير أنه تلافى الرد على تقارير عن اجتماع عقده المبعوث الأميركي الخاص لإيران روبرت مالي مع المندوب الإيراني الدائم لدى الأمم المتحدة سعيد إيرواني. ورداً على سؤال في شأن إدراج الاتحاد الأوروبي لـ«الحرس الثوري» على القائمة السوداء كمنظمة إرهابية أجنبية، أكد برايس خلال مؤتمره الصحافي في واشنطن، أن ذلك «اعتراف من شركائنا الأوروبيين بأن إيران هي الراعي الأول للإرهاب في العالم»، مضيفاً أنه «لا يوجد مصدر شائن للإرهاب الدولي أكثر من إيران». ولفت إلى أنه «لا يوجد خلاف بين الولايات المتحدة وحلفائنا الأوروبيين حول هذا الموضوع»، مشدداً على «الحاجة إلى التعاون لمواجهة التهديدات التي شكّلها الحرس الثوري الإيراني». وفي إشارة إلى القمع الدامي للاحتجاجات الشعبية التي عمت إيران خلال الأشهر الماضية، قال «شهدت أوروبا والولايات المتحدة والدول حول العالم والمناطق في كل أنحاء العالم مظاهرات حية للغاية على مدى فتك الحرس الثوري الإيراني، ورغبته البغيضة في إزهاق أرواح الأبرياء في عملياته». وأكد، أن الولايات المتحدة تندد بأي تهديد، بما في ذلك ضد المواطنين الأميركيين، مذكراً إيران بـ«أننا نأخذ مثل هذه التهديدات الحقيقية على محمل الجد، ونحن مستعدون للرد والرد بشكل حاسم إذا كان ذلك مناسباً». ولم يشأ برايس التعليق إيجاباً أو سلباً عما نشره موقع «إيران إنترناشونال» المعارض في شأن لقاء مالي مع إيرواني في نيويورك ثلاث مرات على الأقل خلال الشهرين الماضيين. ولكنه أكد، أنه «يجري توجيه رسائل إلى طهران بالتنسيق الوثيق مع حلفائنا وشركائنا»، موضحاً أنه «كلما تطلبت المصالح الأميركية ذلك، لدينا طرق لتوجيه رسائل محددة وحاسمة» إلى إيران، على رغم أن إحياء الاتفاق النووي «ليس على جدول الأعمال». وكشف، عن أن مضمون الرسائل «يتعلق بعدم قتل المتظاهرين، وعدم إعطاء أسلحة لروسيا لقتل الأوكرانيين، وتحرير المواطنين الأميركيين المسجونين في هذا البلد». في مقابل التكتم الأميركي، نفى المندوب الإيراني التقرير عن لقاء إيرواني ومالي، قائلاً، إن المسؤولين الإيرانيين لم يجروا أي «مناقشات» مع المسؤولين الأميركيين. في غضون ذلك، قال كبير مستشاري مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات ريتشارد غولدبرغ، إنه على الكونغرس الأميركي أن يحقق بشكل كامل في التقارير المتعلقة باجتماع مالي مع السفير الإيراني، ومن شارك في هذا العمل يجب أن يطلب منه الإدلاء بشهادته. وأضاف، أنه في هذه المرحلة، يجب على جميع الأميركيين إدانة هذه «الخيانة السرية للشعب الإيراني».

 

«الحرس الثوري» الدولة العميقة في إيران

لندن/الشرق الأوسط/20 كانون الثاني/2023

بعد أربع سنوات من وضع «الحرس الثوري» الإيراني على القائمة الأميركية للمنظمات الإرهابية، يقترب حلفاؤها الأوروبيون من خطوة مماثلة، لتقييد أنشطة الجهاز الموازي للجيش النظامي في إيران. وفيما يلي بعض الأسئلة والأجوبة عن «الحرس الثوري»، القوة العسكرية المهيمنة في إيران، بقواته البرية والبحرية والجوية وجناحه الاستخباري، وشركات اقتصادية.

* ما هو «الحرس الثوري»؟

تشكل الحرس الثوري بعد قليل من ثورة 1979 لحماية النظام الحاكم بعد تبني نظام ولاية الفقيه وتوفير ثقل مقابل للقوات المسلحة التقليدية. ويتبع الحرس المرشد الإيراني علي خامنئي، وله نحو 125 ألف مقاتل في وحدات برية وبحرية وجوية. ويقود الحرس أيضاً ميليشيا «الباسيج» وهي قوة من المتطوعين موالية للمؤسسة الحاكمة وتُستخدم في كثير من الأحيان لقمع الاحتجاجات المناهضة للحكومة. ونفذت ميليشيا «الباسيج» هجمات «الموجات البشرية» على القوات العراقية خلال حرب الثمانينات. وفي زمن السلم، تفرض القوانين الاجتماعية في إيران. ويقول محللون إن متطوعي الباسيج قد يصل عددهم إلى الملايين، منهم مليون عضو نشط حسب «رويترز». ويعد «فيلق القدس» هو ذراع التجسس الخارجية وشبه العسكرية لـ«الحرس الثوري» الإيراني الذي يؤثر بشدة على الميليشيات والجماعات المسلحة المتحالفة معه في جميع أنحاء الشرق الأوسط، من لبنان إلى العراق ومن اليمن إلى سوريا. ويقاتل أعضاؤه لدعم الرئيس بشار الأسد في الحرب الأهلية السورية ونشطوا في العراق بعد سقوط نظام صدام حسين في 2003. وقتلت الولايات المتحدة قائد الفيلق، العقل المدبر لعمليات «الحرس» الخارجية، قاسم سليماني، في هجوم بطائرة مسيرة في العراق عام 2020. وأثار موته مخاوف من اندلاع صراع كبير. وقال قائد كبير في «الحرس الثوري» الإيراني في وقت لاحق إن «قتل جميع القادة الأميركيين لن يكفي للانتقام لسليماني». وعلى مدار سنوات، سعى «الحرس الثوري» الإيراني، إلى توسيع نطاق إيران في منطقة الشرق الأوسط وصياغته بصورة تخدم مصالح طهران.

* ما القدرات العسكرية لـ«الحرس الثوري» الإيراني؟

يشرف «الحرس» على برنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية الذي يعتبره خبراء الأكبر في الشرق الأوسط.

واستخدم «الحرس» هذه الصواريخ في هجمات ضد المسلحين في سوريا وجماعات إيرانية كردية معارضة في شمال العراق. وألقت الولايات المتحدة والقوى الأوروبية والسعودية باللوم على إيران في هجوم بالصواريخ والطائرات المسيرة عام 2019 أدى إلى تعطيل أكبر منشأة في العالم لمعالجة النفط في السعودية.

وأشار الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى برنامج إيران الصاروخي بوصفه واحداً من الموضوعات التي لم يتناولها الاتفاق النووي المبرم عام 2015، وقال إنه انسحب لهذا السبب في عام 2018.

ويمتلك «الحرس الثوري» الكثير من معدات القتال التقليدية وقدرات ظهرت خلال مشاركته في الصراعين بسوريا والعراق.

* ما موقع «الحرس الثوري» في النظام السياسي؟

يشغل ضباط «الحرس الثوري» السابقون مناصب رئيسية في المؤسسة الإيرانية، من الحكومة إلى البرلمان. معظم أعضاء حكومة الرئيس إبراهيم رئيسي هم ضباط سابقون في «الحرس الثوري» الإيراني.

وكان تفويض «الحرس الثوري» بحماية مبادئ الثورة يدفعه إلى التحدث عندما يشعر بأن النظام معرض للخطر.

* ماذا عن المصالح في قطاع الأعمال؟

بعد حرب العراق في الثمانينات، شارك «الحرس الثوري» بقوة في عمليات إعادة الإعمار في إيران ووسع نطاق مصالحه الاقتصادية لتشمل شبكة واسعة من الشركات بدءاً من مشروعات النفط والغاز وانتهاء بالتشييد والاتصالات. وتقدر مصالحه الاقتصادية بمليارات الدولارات.

 

كوريا الجنوبية وإيران تتبادلان استدعاء السفراء

لندن/الشرق الأوسط/20 كانون الثاني/2023

استدعت إيران وكوريا الجنوبية سفير كل منهما لدى الجانب الآخر في خلاف متصاعد بشأن تصريحات لرئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول، وصف فيها إيران بأنها عدو الإمارات. وقال يول الذي كان يخاطب قوات بلاده المتمركزة في أبوظبي هذا الأسبوع إن كوريا الجنوبية والإمارات في ظروف «متشابهة جدا»، إذ تواجهان كوريا الشمالية وإيران باعتبارهما «العدو، والتهديد الأكبر». وكانت العلاقات بين سيول وطهران متوترة بالفعل بسبب الأموال الإيرانية المجمدة في كوريا الجنوبية والاشتباه في صفقات أسلحة بين إيران وكوريا الشمالية. وقال مكتب الرئيس الكوري الجنوبي إن التعليق قُصد به أن يكون كلمات تشجيع لجنود كوريا الجنوبية. وقالت وزارة الخارجية الخميس إنها قدمت مراراً تفسيرات لطهران. لكن طهران التي لم يرضها هذا استدعت سفير كوريا الجنوبية يون كانغ هيون الأربعاء وحذرت من احتمال إعادة النظر في العلاقات، إذا لم يتم حل المشكلة، وفقا لتقرير لوكالة «إرنا» الرسمية. وجاء في تقرير الوكالة أن نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون القانونية رضا نجفي أبلغ السفير يون أن إيران لديها «علاقات عميقة الجذور وودية» مع معظم جيرانها. ووصف تعليق الرئيس الكوري الجنوبي بأنه «تدخل»، مضيفا أن الرئيس الكوري الجنوبي «يقوض السلام والاستقرار في المنطقة». وأضاف أن نجفي اتهم أيضا سول باتباع «نهج غير ودي» تجاه إيران، وتطرق إلى قضية الأموال المجمدة. ودأبت إيران على المطالبة بالإفراج عن نحو سبعة مليارات دولار من أموالها المجمدة في بنوك كوريا الجنوبية بموجب عقوبات أميركية. وبعد هذا بساعات، قالت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية الخميس إن النائب الأول لوزير الخارجية جو هيون دونغ استدعى سفير إيران في سول سعيد بادامتشي شبستاري، ليشكو من تصريحات نجفي. ونقلت «رويترز» عن الوزارة أن نجفي أدلى بادعاء «لا أساس له على الإطلاق» بأن الرئيس الكوري الجنوبي ألمح إلى تطوير سلاح نووي. وذكر الرئيس الكوري الجنوبي الأسبوع الماضي أن سول قد تضطر إلى الضغط لإعادة نشر أسلحة نووية أميركية تكتيكية أو صنع قنابلها الخاصة لردع كوريا الشمالية، لكنها تعمل حاليا بدلا من ذلك على تحسين التخطيط المشترك وتنفيذ ما يسمى الردع الأمريكي الموسع أو القدرة العسكرية، بما في ذلك القوات النووية بوصفها وسيلة «واقعية وقابلة للتنفيذ». وقال ليم سو سوك، المتحدث باسم وزارة الخارجية الكورية الجنوبية، في إفادة صحافية، إن «تصريحات رئيسنا أريد بها تعزيز فاعلية الردع الموسع لمواجهة التهديدات النووية والصاروخية المتصاعدة لكوريا الشمالية». وقد تُسبب تصريحات الرئيس الكوري متاعب له محليا. فقد اتهمه نواب المعارضة بالتسبب في «كارثة دبلوماسية»، وقال بعض أعضاء حزبه إنه كان يجب أن يتوخى قدرا أكبر من الحذر. وتجري سول وطهران محادثات بشأن سبل إلغاء تجميد الأموال واستئناف واردات النفط الإيراني. وكانت كوريا الجنوبية في الماضي من أكبر مشتري النفط الإيراني في آسيا، لكنها أوقفت الواردات بعد أن فرضت واشنطن عقوبات على طهران في 2018.

 

عقوبات أوروبية جديدة على إيران الأسبوع المقبل

بروكسل/الشرق الأوسط»/20 كانون الثاني/2023

سيفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة على 37 مسؤولاً وكياناً إيرانياً على خلفية قمع التظاهرات التي تشهدها إيران منذ وفاة الشابة مهسا أميني، لكنه لا يزال يبحث في إدراج الحرس الثوري الإيراني على قائمة التنظيمات الإرهابية، حسبما قال دبلوماسيون اليوم (الجمعة). ومن المقرر أن يوافق وزراء خارجية دول التكتّل على تبني الحزمة الرابعة من العقوبات على طهران، بسبب قمعها للمتظاهرين في اجتماع مقرر الاثنين، ببروكسل. ومنذ 16 سبتمبر (أيلول)، تهزّ إيران تظاهرات واسعة على خلفية وفاة الشابة مهسا أميني (22 عاماً)، بعدما أوقفتها شرطة الأخلاق في طهران لعدم التزامها بقواعد اللباس الصارمة في إيران. وأوقفت إيران 14 ألف شخص على الأقل خلال الاحتجاجات، وفق الأمم المتحدة. وأعدمت السلطات 4 أشخاص لارتباطهم بحركة الاحتجاجات، وأصدرت أحكام إعدام على 18 شخصاً، ما أثار غضباً دولياً واسع النطاق. وسبق أن فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات شملت تجميد أصول وحظر إصدار تأشيرات على أكثر من 60 مسؤولاً إيرانياً وكياناً على خلفية قمع التظاهرات، بما فيها شرطة الأخلاق بطهران وقادة بالحرس الثوري ووسائل إعلام رسمية. لكن التكتّل لا يزال يبحث إضافة الحرس الثوري إلى القائمة السوداء للمنظمات الإرهابية على وقع دعوات من ألمانيا ودول أعضاء أخرى إلى اتخاذ هذه الخطوة. وحذّرت إيران الاتحاد الأوروبي من أمر مماثل، فيما يخشى مسؤولون أوروبيون أن يعطل ذلك محاولات إحياء اتفاق 2015 بشأن برنامج طهران النووي، التي تتوسط فيها بروكسل. وقال مسؤول أوروبي كبير: «أعتقد أنها ليست فكرة جيدة لأنها تمنع المضي قدماً في مسائل أخرى».

 

روسيا تستعد لمواجهة السلاح الغربي الثقيل... وتستحضر الحرب العالمية...دفاعات جوية على أسطح مباني موسكو وتلويح بتصعيد نووي

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط/20 كانون الثاني/2023

لا يجد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مفاوضاً من الطرف الآخر، ولا موضوعاً للنقاش مع روسيا «الحالية»، وفق تصريحاته الأخيرة في منتدى «دافوس»، وهو ينطلق من قانون أقرّه بنفسه، يحظر التفاوض مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ويحدد شروطاً للحديث مع أي محاور روسي آخر. لا تقبل أوكرانيا، وفق تصريحاتها، أدنى من اعتراف روسي بهزيمة كاملة واستعداد لتلقي العقاب. في المقابل، لا تجد روسيا من تتفاوض معه في أوكرانيا، وتضع شروطها أيضاً للسلام. القيادة الحالية في كييف، وفق رأي موسكو، «صنيعة الغرب»، و«هو يقرر على ماذا وكيف يمكن أن تتفاوض»، على ما جاء في تصريحات الوزير سيرغي لافروف. والأهم من ذلك، أن موسكو لن تقبل بمفاوضات «آنية» تتناول وقف الصراع على أوكرانيا وفيها فقط. فهي تريد حواراً «شاملاً وندياً» مع الغرب، يحسم ملف الأمن الاستراتيجي في أوروبا، بما في ذلك على صعيد إزالة كل البنى التحتية لحلف «الناتو» من حول روسيا، ويمنح ضمانات مكتوبة تراعي مصالحها الاستراتيجية.

على خلفية الموقفين التعجيزيين لكل من كييف وموسكو، يجتمع اليوم «الغرب الجماعي»، وفقاً للمصطلح الذي بات الأكثر رواجاً في أروقة السياسة الروسية حالياً، ليبحث نقل الصراع إلى «مستوى جديد» وفق تعبير الكرملين، عبر تزويد كييف بأسلحة ثقيلة ستكون قادرة هذه المرة على استهداف العمق الروسي. قبل أسابيع معدودة من وصول الحرب التي كان يجب أن تكون خاطفة، لإغلاق عامها الأول، يحبس العالم الذي تغيّرت معالمه كثيراً الأنفاس، وهو يراقب مسار الانزلاق نحو توسيع المواجهة. تعقد الدول الداعمة لكييف عسكرياً اجتماعاً مفصلياً في ألمانيا، اليوم (الجمعة)، قال زيلينسكي، إنه يتوقع أن تصدر عنه «قرارات قوية»، مثل إرسال مركبات مدرَّعة ثقيلة لمساعدة بلاده في المعارك الحاسمة المقبلة مع روسيا. وقبل ساعات قليلة من هذا الاجتماع الذي يُعقد في قاعدة «رامشتاين» الأميركية، أعلنت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والسويد والدنمارك عن شحنات جديدة كبيرة من الأسلحة إلى أوكرانيا.

بهذه الشريحة الجديدة، يرتفع إجمالي المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا إلى 26.7 مليار دولار منذ بدء الحرب. في الوقت ذاته، يزيد الجدال حول تقديم دبابات ثقيلة وأنظمة صاروخية جديدة إلى كييف.

رد الكرملين الاستباقي، جاء على لسان الناطق الرئاسي ديميتري بيسكوف الذي حذر من «تطور خطر ينقل الصراع إلى مستوى جديد»، بينما قال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف، إن «القوى النووية لا تُهزم في النزاعات الكبرى التي يتوقف عليها مصيرها». استحضر مدفيديف الذي غدا أحد أبرز «صقور» الحرب الأوكرانية، شبح المواجهة النووية مجدداً، رافعاً من لهجة التحذير، وهو أمر سرعان ما انبرى الكرملين لتثبيته من خلال إشارة بيسكوف إلى أن «تصريحات مدفيديف تنطلق من جوهر العقيدة النووية الروسية». يقف العالم إذن أمام منعطف خطير. خلال الأسابيع القليلة الماضية كان خبراء في موسكو قد أعربوا عن تفاؤل حذر، على وقع التقدم الميداني في دونباس، والسيطرة على سوليدار والانتقال إلى باخموت ومحيطها؛ تمهيداً لحسم معركة دونباس كاملة. قام التفاؤل على فكرة أن الكرملين يحتاج بعد مرور عام على «العملية العسكرية الخاصة» إلى تسجيل «انتصار» ملموس، يقوم على تكريس الأمر الواقع العسكري في دونباس سياسياً، من خلال هدنة تثبت خطوط التماس الجديدة. لكن هذا الخيار، ما زال يبدو صعباً، مع التشدد الذي يظهر في المواقف الأوكرانية والغربية. لذلك؛ جاء استحضار فكرة المواجهة الشاملة، وذكريات الحرب العالمية الثانية. وبدا أن موسكو بدأت تحشد الوضع داخلياً وفي المحيط القريب؛ تحضيراً للسيناريو الأسوأ في حال واصل الغرب تسليح أوكرانيا ومدها بسلاح ثقيل قد يؤثر على مجريات القتال في دونباس ومحيطها.

ولم يكن غريباً أن يستحضر الرئيس الروسي مقارنات مع الحرب «الوطنية العظمى» عندما تحدث عن المواجهة الحالية أمام حشد من القادة العسكريين قبل يومين. قال بوتين في اجتماع مع قدامى المحاربين في الذكرى الـ80 لرفع الحصار عن لينينغراد، إن «الحرب الوطنية العظمى شهدت مشاركة العديد من الجنسيات لقوات الاحتلال ضد روسيا». وأضاف عاقداً مقارنة مع الوضع الحالي «كان الأمر دائماً كذلك، يكفي فقط إعادة قراءة (الحرب والسلام) لليف تولستوي لنرى كيف تجمعت الجنسيات المختلفة من أوروبا لتواجه روسيا في الحرب الوطنية عام 1812، حيث وضع نابليون بونابرت تحت سيطرته كل قوات أوروبا». ووفقاً لبوتين، فقد تكرر ذلك في الحرب العالمية الثانية 1941 - 1945، بعد أن أخضع هتلر كل أوروبا لسيطرته. العبارات نفسها، تقريباً، كان وزير الخارجية لافروف يرددها في وقت متزامن، فهو اتهم الولايات المتحدة بالاقتداء بالزعيم النازي، والقائد الفرنسي نابليون بونابرت، في محاولتها حشد الدول الأوروبية ضد بلاده، لخوض حرب بالوكالة عن واشنطن. اللافت في حديث لافروف، إشارته إلى مواجهة بلاده «حرباً كونية جديدة»، وقوله، إن ما حدث في أوكرانيا هو «نتيجة التحضيرات التي قامت بها واشنطن وحلفاؤها على مدى سنوات طويلة، لشن حرب كونية هجينة على روسيا».

موسكو تبدو مقتنعة، وفقاً للافروف، بأن حرب أوكرانيا هي مجرد مقدمة رتّب لها «الغرب الجماعي» في إطار استراتيجية كاملة تهدف إلى إيجاد «حل نهائي للمسألة الروسية» من خلال «إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا».

هذا المدخل لتفسير الحرب الجارية يؤكد، كما يقول خبراء، أن أي هدنة محدودة في أوكرانيا حتى لو نجحت أطراف وسيطة في التوصل إليها (وهو أمر مستبعد حالياً) لن تكون قادرة على إنهاء المواجهة المتصاعدة، وأن للحرب الحالية ما يليها من حسم مطلوب لكل الأطراف. على هذه الخلفية جاء تكرار الحديث عن تهديد الانزلاق نحو استخدام السلاح النووي، وأيضاً عن ترتيبات قوية تقوم بها موسكو لتعزيز جبهتها في مواجهة السيناريوهات المقبلة. في هذا الإطار، أعلنت موسكو، أن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، بحث، الخميس، مع نظيره البيلاروسي مجموعة من إجراءات «الردع الاستراتيجي»، ورزمة من التحركات لإعداد وتجهيز مجموعة القوات المشتركة. ويجب التذكير هنا بأن بيلاروسيا كانت قد أعلنت في وقت سابق أنها ستمنح موسكو مجالاً لنشر أسلحة نووية على أراضيها في حال تزايدت المخاطر على البلدين. هكذا يمكن فهم المقصود بعبارة «إجراءات الردع الاستراتيجي». بعد محادثات وزيري الدفاع، وجولة محادثات لوزيري الخارجية أيضاً، أعلنت موسكو ومينسك أنهما مستعدتان «لأي سيناريوهات» من «الجيران الغربيين».

ماذا تبقى من مؤشرات توقع الأسوأ؟

على أعتاب اكتمال العام الأول للحرب في أوكرانيا، «تبدو العاصمة موسكو وكأنها تنتظر مفاجآت من السماء». هكذا نقلت وسائل إعلام خبر نشر أنظمة دفاع جوية فوق اسطح المباني في وسط العاصمة الروسية موسكو، وهو أمر لم تؤكده السلطات الروسية رسمياً.

تناقلت وسائل إعلام صور أقمار صناعية أظهرت نشر منظومات صاروخية من طراز «بانتسير» فوق أبنية تحيط بالكرملين. و«بانتسير» سلاح دفاعي فعال قصير المدى، وتم تجريبه بقوة وتحديثه بناء على «التجربة السورية» وهو يشكل مع الأنظمة متوسطة المدى التي تحمي العاصمة الروسية تقليدياً درعاً متكاملة. ونشره في حال صحت تلك المعطيات يعني الاستعداد لتهديد مباشر، مثل أن يتعرض وسط العاصمة لهجمات باستخدام طائرات مسيّرة أو صواريخ موجهة. على ذمة ما تداولته التقارير الإعلامية، فإن من بين المباني ظهر مقر وزارة الدفاع الروسية، ومبنى آخر من ثمانية طوابق تستخدمه الوزارة على طول نهر موسكو. وأظهر مقطع فيديو آخر أنظمة «بانتسير» على سطح مبنى تعليمي في منطقة تاغانكا، على بعد كيلومترين جنوب شرقي الكرملين.

 

مسؤول: مدير «سي آي إيه» زار كييف سراً مؤخراً

واشنطن/الشرق الأوسط/20 كانون الثاني/2023

قال مسؤول أميركي لوكالة «رويترز»، أمس (الخميس)، إن ويليام بيرنز، مدير «وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية» (سي آي إيه)، سافر سراً إلى كييف، في الآونة الأخيرة، للقاء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وأضاف المسؤول الأميركي، الذي طلب عدم الكشف عن هويته: «سافر المدير بيرنز إلى كييف، حيث التقى بنظراء في الاستخبارات الأوكرانية، وكذلك الرئيس زيلينسكي، وشدد على دعمنا المستمر لأوكرانيا ودفاعها في مواجهة العدوان الروسي». وأحجم المسؤول عن الكشف عن موعد الزيارة. وقالت صحيفة «واشنطن بوست» إن الزيارة حدثت في مطلع الأسبوع. وأضاف التقرير أن بيرنز أطلع زيلينسكي على توقعاته بشأن الخطط العسكرية الروسية المقبلة، وذكر أنه أقر أيضاً بأنه في مرحلة ما سيصبح الحصول على المساعدة الأميركية أصعب. كما ذكرت الصحيفة، نقلاً عن مصادر، أن زيلينسكي وكبار مسؤولي الاستخبارات الأوكرانية بحثوا، خلال اللقاء، إلى أي مدى يمكن أن تتوقع كييف استمرار المساعدات الغربية والأميركية، بعد فوز الجمهوريين بأغلبية بسيطة في مجلس النواب الأميركي، في انتخابات التجديد النصفي. وقالت الصحيفة إن زيلينسكي ومساعديه خرجوا من الاجتماع بانطباع أن دعم واشنطن لكييف لا يزال قوياً. يذكر أن  بيرنز التقى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في رحلة سرية إلى كييف قبل الغزو الروسي العام الماضي، لتحذيره من وجود مخطط روسي لاغتياله، وذلك وفقاً لكتاب ألفه الكاتب الأميركي الشهير كريس ويبل، وأطلق عليه اسم «معركة حياته: جو بايدن في البيت الأبيض»، وكشف الكتاب أن الزيارة وقعت في يناير (كانون الثاني) 2022، أي قبل شهر واحد من بدء حرب أوكرانيا.وحسب موقع «بيزنس إنسايدر»، فقد ورد في الكتاب أيضاً أن بيرنز حذر زيلينسكي خلال تلك الزيارة أيضاً من «مخطط روسيا لغزو أوكرانيا» لمساعدته على الاستعداد لهذا الأمر، إلا أن الرئيس الأوكراني كان يرفض تصديق هذه الفكرة، وكان يشير إلى أن تحذيرات أميركا من هذا الأمر تخلق «حالة من الذعر»، وأنها سيكون لها تأثير سلبي على الاقتصاد الأوكراني.

 

إجراءات أميركية مشددة لمنع انتقال الدولارات من العراق إلى ايران اتخذتها وزارة الحزانة و«الاحتياطي الفدرالي»

واشنطن: علي بردى/الشرق الأوسط/20 كانون الثاني/2023

كشف مسؤولون أميركيون وعراقيون أن انخفاض قيمة الدينار العراقي وارتفاع أسعار المواد الغذائية والسلع المستوردة في البلاد، مردهما التغيير الملحوظ في السياسة التي تعتمدها وزارة الخزانة الأميركية والاحتياط الفيدرالي في نيويورك للجم عمليات غسل الأموال، والاستيلاء غير القانوني على الدولارات بواسطة المصارف التجارية العراقية لمصلحة إيران ودول أخرى تخضع لعقوبات في الشرق الأوسط. وأوردت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، أن الاحتياط الفيدرالي باشر في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي فرض ضوابط أكثر حزماً على معاملات البنوك التجارية العراقية التي كانت تعمل بموجب قواعد أقل حزماً منذ الغزو الأميركي عام 2003. وأفاد مسؤولون أميركيون وعراقيون بأن «الوقت قد حان لجعل النظام المصرفي العراقي يمتثل لممارسات تحويل الأموال العالمية». ومنذ دخول الإجراءات الجديدة حيز التنفيذ، جرى حظر 80 في المائة أو أكثر من تحويلات الدولار اليومية للعراق، علماً بأن مجموعها كان يصل في السابق إلى أكثر من 250 مليون دولار يومياً؛ بسبب عدم كفاية المعلومات حول وجهات الأموال أو أخطاء أخرى، وفقاً لبيانات رسمية عراقية. وفي ظل ندرة الدولار، تراجعت قيمة العملة العراقية بما يصل إلى 10 في المائة مقابل الدولار، مما أدى إلى ارتفاع حاد في أسعار السلع المستوردة، بما في ذلك السلع الأساسية مثل البيض والدقيق وزيت الطهي. ونقلت الصحيفة عن رئيس مجلس إدارة «مصرف الجنوب الإسلامي» محمود داغر، وهو مسؤول سابق في البنك المركزي العراقي أنه «على مدى 20 عاماً، اتبعنا النظام نفسه»، لكن سياسة الصدمة التي انتهجها الاحتياط الفيدرالي الأميركي أحدثت أزمة داخل الاقتصاد العراقي.

غير أن المسؤولين الأميركيين يؤكدون أن القواعد الحازمة للتحويلات الإلكترونية للدولار من قبل المصارف العراقية الخاصة، لم تكن مفاجئة للمسؤولين في بغداد، بل تنفذ بشكل مشترك منذ نوفمبر الماضي، بعد عامين من المناقشات والتخطيط بين البنك المركزي العراقي ووزارة الخزانة الأميركية ومجلس الاحتياط الفيدرالي. وأضافوا أن ارتفاع سعر صرف الدولار لم يكن بسبب الإجراءات الجديدة.

وأدى التدقيق في المعاملات بالدولار، إلى اندفاع نحو العملة الخضراء في العراق في ظل سيل من الانتقادات للنظام الجديد. وقال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الذي تولى منصبه في الوقت الذي بدأت فيه العملة في الانخفاض، إن تصرف الاحتياط الفيدرالي «يضر بالفقراء ويهدد ميزانية الحكومة العراقية لعام 2023». ووجه المسؤولون العراقيون المرتبطون بإيران انتقادات أشد حدة. وقال قائد ميليشيات «الحشد الشعبي»، هادي العامري للسفير الفرنسي في بغداد أريك شوفاليه، إن «الجميع يعرفون كيف يستخدم الأميركيون العملة سلاحاً لتجويع الناس». وقال مسؤولون أميركيون إن النظام الجديد «يهدف إلى الحد من استخدام النظام المصرفي العراقي لتهريب الدولارات إلى طهران ودمشق وملاذات غسل الأموال في كل أنحاء الشرق الأوسط». ونقلت «وول ستريت جورنال» عن مسؤول أميركي أن الإجراءات ستحد من «قدرة الجهات الخبيثة على استخدام النظام المصرفي العراقي». وامتنعت وزارة الخزانة والبنك المركزي العراقي عن التعليق. ووصف البنك المركزي العراقي المنصة الإلكترونية الجديدة في بيان صدر في 15 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بأنها تطلب «تفاصيل كاملة عن العملاء الذين يريدون تحويل الأموال». ومنع البنك المركزي العراقي أربعة مصارف هي مصرف «آسيا الإسلامي» ومصرف «الشرق الأوسط العراقي» ومصرف «الأنصاري الإسلامي» ومصرف «القبود الإسلامي»، من إجراء أي معاملات بالدولار. ويضغط المسؤولون الأميركيون على العراق منذ سنوات لتعزيز ضوابطه المصرفية. وفي عام 2015، أوقف الاحتياط الفيدرالي ووزارة الخزانة موقتاً تدفق مليارات الدولارات إلى البنك المركزي العراقي؛ بسبب مخاوف من أن العملة ستصل في نهاية المطاف إلى المصارف الإيرانية وربما تحول إلى متشددي تنظيم «داعش». وأيد بعض المسؤولين العراقيين تشديد الرقابة على البنوك الخاصة. وقال النائب هادي السلامي وعضو هيئة مكافحة الفساد في مجلس النواب، إن الأحزاب السياسية والميليشيات العراقية تسيطر على معظم المصارف، وتستخدمها لتهريب الدولارات إلى دول الجوار. ويمكن ملاحظة تأثير الضوابط على معاملات المصارف العراقية بالدولار. ففي 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بلغت التحويلات اليومية 224.4 مليون دولار. ووفقاً للبيانات، وصلت في 17 يناير (كانون الثاني) الجاري إلى 22.9 مليون دولار فقط، بانخفاض يقارب 90 في المائة. ويبلغ سعر الصرف الرسمي 1470 ديناراً للدولار الواحد. لكن في المصارف ومكاتب الصرافة، يباع الدولار بـ1620 ديناراً عراقياً، بارتفاع يصل إلى 10 في المائة عن السعر في نوفمبر الماضي.

 

برلين لواشنطن: قدموا «أبرامز» لأوكرانيا فنرسل إليها «ليوبارد»

وزير الدفاع الألماني الجديد يلتقي نظيره الأميركي بعد ساعة من تأديته اليمين لمناقشة الموضوع

برلين: راغدة بهنام/الشرق الأوسط/20 كانون الثاني/2023

فيما تتزايد الضغوط على ألمانيا لتزويد أوكرانيا بدبابات «ليوبارد» الألمانية الصنع، بدأ وزير الدفاع الألماني الجديد بوريس بيستوريوس مهمته على عجل. والتقى بيستوريوس في برلين وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن بعد ساعة على أدائه القسم وتسلمه مهامه رسميا، ليناقش الرجلان تسليح أوكرانيا عشية مؤتمر أصدقاء دعم أوكرانيا الذي يرأسه أوستن في قاعدة رامشتاين الأميركية غرب ألمانيا. ويطارد بيستوريوس منذ اليوم الأول لتسلمه مهامه خلفا لكريستينا لامبريشت التي استقالت مطلع الأسبوع، بخصوص قرار تسليم أوكرانيا دبابات «ليوبارد» التي ترفض برلين حتى الآن تسليمها. وأبلغ المستشار الألماني أولاف شولتس أعضاء حكومته قبل يومين، بأنه أوضح للرئيس الأميركي جو بايدن الذي تحدث إليه عبر الهاتف، أن ألمانيا لن تزود أوكرانيا بالدبابات الألمانية الصنع إذا لم تزودها الولايات المتحدة بدبابات «أبرامز» الأميركية الصنع. ولمح بيستوريوس إلى هذا الموقف في لقائه مع أوستن، وقال إن برلين «تقف كتفا إلى كتف» مع واشنطن فيما يتعلق بدعم كييف. وتفادى الرجلان ذكر مسألة الجدل حول الدبابات، ولكنهما أكدا أن النقاش سيركز على استمرار الدعم العسكري لأوكرانيا ونوع الأسلحة والمعدات التي تحتاجها، في إشارة إلى إمكانية الاتفاق على مسألة الدبابات. ورغم رفض واشنطن تسليم دباباتها لأوكرانيا، فهي تحث ألمانيا على تسليم دبابات ليوبارد. وقال مسؤول أميركي في البنتاغون إن أوستن سيحث نظيره الألماني على اتخاذ الخطوة. وقال إنه «متفائل بأنه سيكون هناك تقدم في هذه النقطة» سريعا. والتقى أوستن في برلين أيضا رئيس المستشارية فولفغانغ شميت، المسؤول عن ملف تسليح أوكرانيا. وحتى الآن، كان شولتس هو الذي يتخذ قرارات تسليح أوكرانيا وليس وزارة الدفاع. وكانت وزيرة الدفاع لامبريشيت التي استقالت، تسمح للمستشار باتخاذ كل القرارات المتعلقة بتسليح أوكرانيا. وبدأ رفض ألمانيا تزويد أوكرانيا بالدبابات التي تطالب بها أو السماح للدول التي اشترتها منها بتمريرها إلى أوكرانيا، بإثارة غضب حلفائها، حيث انتقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ألمانيا من دون تسميتها، وقال في كلمة أمام مؤتمر دافوس، إن التحجج بأن دولا أخرى لا ترسل نوعا معينا من الأسلحة لعدم إرسالها، هي «استراتيجية خاطئة» وغير مفهومة بالنسبة إليه. وهدد رئيس الوزراء البولندي ماتيوز مورافيكي بإرسال دبابات ليوبارد 2 كانت بولندا اشترتها من ألمانيا: «من دون إذن برلين»، وقال في مقابلة نقلت عنها صحف ألمانية، إن الحصول على موافقة ألمانيا هو «أمر ثانوي»، وإن بولندا ستقوم «بما هو مناسب». ويقول شولتس إن ألمانيا «لن تسير منفردة» بتسليمها دبابات ليوبارد، في إشارة إلى استمرار رفض واشنطن اتخاذ خطوة مماثلة. وترفض واشنطن الأمر حتى الآن لأنها لا تريد إرسال دبابات لا يمكن للجيش الأوكراني صيانتها أو الحصول على قطع غيار لها. ولكن فرنسا وبريطانيا أعلنتا نيتهما إرسال دبابات محلية الصنع لأوكرانيا، من دون انتظار الولايات المتحدة. حذّر الكرملين الخميس من أنّ تسليم الدول الغربية أوكرانيا أسلحة طويلة المدى قادرة على استهداف عمق الأراضي الروسية سيؤدّي إلى تصعيد خطير في النزاع المسلّح بين موسكو وكييف. وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف: «هذا الأمر قد يكون خطراً جداً، سيعني ذلك أن النزاع سينتقل إلى مستوى جديد لا يشي بالخير للأمن الأوروبي».

وتتزايد الضغوط داخليا كذلك على الحكومة الألمانية. وقالت رئيسة لجنة الدفاع في البرلمان الألماني النائبة ماري أغنيس شتراك زيمر التي تنتمي للحزب الليبرالي المشارك في الحكومة، إنها تأمل أن يعلن بيستوريوس من رامشتاين عن موافقة ألمانيا على إرسال دبابات ليوبارد إلى أوكرانيا. وأضافت «علينا أن نتوخى الحذر ألا تصبح ألمانيا سببا في انقسام أوروبا».

وصرح خبير أمني ألماني بارز أنه يرى أن العالم بأسره ينتظر قرار برلين بهذا الخصوص. وقال الخبير الأمني فولفغانغ إيشينغر، الذي كان يرأس مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن، أمس الخميس لإذاعة ألمانيا، إنه لاحظ أن الجميع خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس «ينتظرون أن تعطي ألمانيا الضوء الأخضر لذلك فعليا - مع الولايات المتحدة الأميركية أو من دونها». وأوضح إيشينغر أن ذلك يعني توفير دبابات ليوبارد من جانب دول شريكة، وكذلك توريد دبابات من المخزون الألماني مباشرة لأوكرانيا، وقال إن القرار بهذا الشأن تأخر طويلا. وأضاف الخبير الأمني أنه لا يتعين على ألمانيا التخوف الآن من «اتخاذ إجراء أحادي الجانب» بعدما أعلنت بريطانيا وبولندا عزمهما توريد دبابات لأوكرانيا. ودعا إيشينغر أيضا للتخطيط لتقديم دعم لأوكرانيا على المدى الطويل، وأوضح أنه يجب ألا يقتصر التخطيط على الأسابيع القادمة فحسب، ولكن يجب أن يشمل الأشهر القادمة فيما يتراوح بين 6 و12 شهرا. وأشار إلى أن كل الإشارات تقول إن روسيا تستعد لحرب طويلة المدى، وشدد على ضرورة أن يتسنى للمرء الرد على ذلك. وانتقد رئيس الوزراء البولندي ماتيوز مورافيكي كذلك وزير الدفاع الألماني الجديد، وقال إنه لا يعرف الكثير عنه «ولكن ما أعرفه يخيفني، فهو صديق مقرب من رمز العام المستشار الألماني الأسبق غيرهارد شرودر، الشخص الذي يتحدث إلى بوتين كل الوقت وكأن شيئا لم يكن». ويثير استمرار شرودر رفضه إبعاد نفسه عن بوتين استياء كبيرا في ألمانيا، فهو ما زال عضو مجلس في مجلس إدارة نورد ستريم الروسية، وصديقا مقربا للرئيس الروسي. وحاول في بداية الحرب التوسط معه لإنهاء الحرب على أوكرانيا من دون نتيجة. وبقي في منصبه رافضا انتقاد بوتين أو الحديث علنا عن الحرب. وبيستوريوس الذي ينتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي ينتمي إليه شرودر، كان روج في العام 2018 لرفع العقوبات عن روسيا المفروضة عليها منذ ضمها القرم. وقال إن العقوبات لا تؤدي إلى نتيجة، بل تؤثر على الاقتصاد الألماني وتؤذي العلاقات الثنائية. ولكن منذ بداية الحرب، أدان العملية الروسية بشكل واضح. بدوره حذر حزب اليسار الألماني المعارض من توريد دبابات لأوكرانيا. وصرح رئيس الحزب مارتين شيرديفان أمس الخميس «عندما يشاهد المرء التهديد بالسلاح من جانب بعض السياسيين، يجب أن يتخوف المرء من أنه لن يستغرق الأمر فترة طويلة... إنني قلق للغاية بشأن النقاش الحالي وأتساءل إلى أين يتجه هذا». ودعا شيرديفان مجددا لاتباع مساع دبلوماسية من أجل إنهاء «الحرب الإجرامية الروسية ضد أوكرانيا»، وأضاف أنه أمر مروع أن يهيمن الطلب على المزيد من الأسلحة الثقيلة على النقاش حاليا في ألمانيا، وقال: «أتمنى أن يتم مع هذا الالتزام مناقشة الفرص المتوفرة للمبادرات الدبلوماسية والعقوبات الموجهة نحو هدف معين».

 

زيلينسكي يطالب الحلفاء بمزيد من الدبابات لوقف «الشر»

قاعدة رامشتاين الجوية (ألمانيا): «الشرق الأوسط»/20 كانون الثاني/2023

حثّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الجمعة، الحلفاء المجتمعين في ألمانيا على تسريع إرسال شحنات أسلحة ثقيلة إلى بلاده، لا سيما دبابات وصواريخ طويلة المدى، دعماً لكييف في معاركها الحاسمة المقبلة ضد روسيا. وأكد زيلينسكي، عبر الفيديو في افتتاح اجتماع الأطراف الداعمة لأوكرانيا في قاعدة رامشتاين الجوية الأميركية في جنوب غرب ألمانيا: «في مقدوركم إطلاق عملية إمداد واسعة توقف الشر». وأضاف: «يمكنني أن أشكركم مئات المرات (على الدعم الذي سبق وقدمته هذه الأطراف)، إلا أن مئات عمليات الشكر ليست مئات الدبابات». ورد الكرملين على الفور، مؤكداً أن شحنات الدبابات هذه لن تغير الوضع على الأرض. وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن «هذه الشحنات لا يمكن أن تغير شيئاً، بل ستسبب مشكلات جديدة لأوكرانيا»، ذاكراً خصوصاً عبء «صيانتها وتصليحها». وأكد: «يجب عدم المبالغة في أهمية تسليم أسلحة كهذه أو قدرتها على تغيير أي شيء... هذا لن يغير شيئاً على صعيد تقدم الجانب الروسي باتجاه تحقيق أهدافه». واتهم الناطق باسم الكرملين الدول الغربية كذلك بـ«التشبث بوهم مأساوي بقدرة أوكرانيا على تحقيق النصر على أرض المعركة». في افتتاح الاجتماع في رامشتاين، دعا وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إلى زيادة المساعدة العسكرية المقدمة لكييف. وقال: «علينا أن نبذل مجهوداً أكبر، إذ إن المرحلة حاسمة في أوكرانيا. أعين الشعب الأوكراني شاخصة إلينا وأعين الكرملين والتاريخ أيضاً». قبل ساعات على انطلاق الاجتماع، أعلنت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والسويد والدنمارك إرسال دفعات أسلحة جديدة وكبيرة إلى كييف. مساء الخميس، أعلنت الولايات المتحدة عن شريحة جديدة من المساعدات العسكرية لأوكرانيا بقيمة 2.5 مليار دولار، تشمل خصوصاً مئات المركبات المدرّعة من أنواع مختلفة لكنّها لا تضمّ دبابات ثقيلة من طراز «أبرامز». وتشمل الشريحة الجديدة 59 مركبة مصفّحة من طراز برادلي ستُضاف إلى 50 مركبة مدرّعة خفيفة من هذا النوع كان قد تم التعهد بها في 6 يناير (كانون الثاني)، فضلاً عن 90 ناقلة جند مصفحة من طراز سترايكر «ستوفر لأوكرانيا لواءين مدرعين» حسبما قال البنتاغون في بيان. كذلك، سيسلّم الجيش الأميركي أوكرانيا 53 مركبة مدرّعة مضادة للألغام (MRAP) و350 مركبة نقل همفي طراز M998. وبذلك، يصل إجمالي المساعدات العسكريّة الأميركيّة لأوكرانيا إلى 26.7 مليار دولار منذ بدء الغزو الروسي في 24 فبراير (شباط). غير أنّ هذه الشريحة الجديدة لا تشمل أي دبابات ثقيلة مثل دبابة «أبرامز» التي لم تعلن الولايات المتحدة حتّى الآن استعدادها لتزويد كييف بها، مبرّرة هذا الرفض بمسائل تتعلّق بالصيانة والتدريب.

من جهتها، تعهدت بريطانيا، الخميس، بتزويد أوكرانيا بـ600 صاروخ إضافي من طراز برايمستون، فيما وعدت الدنمارك بتزويدها بـ19 مدفع قيصر فرنسي الصنع والسويد بمدافع «آرتشر». ويبلغ مدى كلّ هذه المنظومات عشرات الكيلومترات، لكنّ أوكرانيا تطالب بالمزيد. وكانت لندن تعهدت بإرسال 14 دبابة ثقيلة من طراز «تشالنجر 2» إلى كييف، وأبدت بولندا استعدادها لإرسال 14 دبابة ليوبارد 2 ألمانيّة الصنع، وهو ما يقلّ كثيراً عن مئات الدبابات التي تقول أوكرانيا إنّها تحتاج إليها لشنّ هجمات.

اجتماع الجمعة هو الثالث في الصيغة التي تُعرف باسم «رامشتاين» منذ بداية الحرب. ويجتمع خلاله وزراء الدفاع وكبار المسؤولين العسكريين من نحو خمسين دولة. وقال وزير الدفاع الليتواني أرفيداس أنوسوسكاس، مساء الخميس، إنّ «بضع دول» سترسل دبابات «ليوبارد 2» إلى كييف. ووعد الوزير في اتّصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية بـ«معلومات أخرى»، الجمعة، خلال اجتماع رامشتاين. بدوره، قال رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي: «هناك حاجة إلى دبابات ألمانيّة، ودبابات فنلنديّة، ودبابات دنماركيّة، ودبابات فرنسيّة. هذا يعني أنّ أوروبا الغربيّة نفسها يجب أن تُخصّص الآن دبابات أكثر حداثة لأوكرانيا، حتى تتمكّن من الدفاع عن نفسها». وكتب مستشار الرئاسة الأوكرانيّة ميخايلو بودولياك على «تويتر»: «حان وقت التوقّف عن الارتجاف أمام بوتين واجتياز المرحلة الأخيرة». في حديث عبر الفيديو على هامش منتدى دافوس الاقتصادي في سويسرا، سخر زيلينسكي، الخميس، ممن يقولون «سنسلّمكم الدبابات إذا قام طرف آخر بذلك»، في إشارة واضحة إلى المستشار الألماني أولاف شولتس، الذي أبلغ أعضاء في الكونغرس الأميركي في دافوس أنّ بلاده لن تزوّد أوكرانيا دبابات ثقيلة إلا إذا فعلت الولايات المتحدة ذلك، وفق ما قال مسؤول أميركي كبير. ويفيد خبراء بأن حصول كييف على دبابات حديثة ثقيلة غربية الصنع سيعطيها دعماً حاسماً في المعارك المتوقعة في شرق أوكرانيا، حيث استعادت روسيا زمام الهجوم بعدما تعرضت لنكسات عدة في الفترة الأخيرة. وتؤكد السلطات الأوكرانية كذلك أنها بحاجة إلى صواريخ يزيد مداها على مائة كيلومتر لضرب سلسلة الإمدادات اللوجستية الروسية، ولا سيما مخازن الذخيرة. لكنّ الغربيين يخشون، رغم التطمينات الأوكرانية، احتمال أن تستعمل كييف أسلحتهم في ضرب عمق الأراضي الروسيّة والقواعد الجوّية والبحريّة في شبه جزيرة القرم التي ضمّتها روسيا عام 2014.

 

«الكرملين»: الدبابات الغربية لن تغير «شيئاً» على الأرض

موسكو: «الشرق الأوسط أونلاين/20 كانون الثاني/2023

أكّد «الكرملين»، اليوم (الجمعة)، أن تسليم دبابات غربية لأوكرانيا «لن يغيّر شيئاً» في الوضع على الأرض، وذلك تزامناً مع اجتماع مهم لحلفاء كييف في ألمانيا مخصص لتعزيز الدعم العسكري لها. وقال الناطق باسم «الكرملين»، دميتري بيسكوف، إن «هذه الشحنات (من الدبابات) لا يمكن أن تغير شيئاً، بل ستسبب مشكلات جديدة لأوكرانيا»، بينما اعتبر أن الغرب «واهم» بشأن إمكان تحقيق انتصار في أوكرانيا، مضيفاً أن الصراع «يتطور في دوامة تصاعدية». وأضاف أن علاقات روسيا مع الولايات المتحدة في أدنى مستوياتها على الإطلاق، وأنه لا يوجد أمل في تحسنها، في الوقت الحالي. وتدهورت العلاقات المتوترة بالفعل بين الولايات المتحدة وروسيا أكثر في العام الماضي، منذ أن أرسلت موسكو قواتها المسلحة إلى أوكرانيا، وردَّت الدول الغربية بمجموعة من العقوبات الاقتصادية، وتزويد أوكرانيا بالأسلحة.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لبنان المتراس : خواء الداخل والارتهان للخارج

د. حارث سليمان/جنوبية/20 كانون الثاني/2023

كان يطيب لبعض المفكرين العرب وخاصة الكاتب المصري محمد حسنين هيكل ان يطلق على لبنان في علاقته بالمشرق العربي صفة " شرفة العرب، او "نافذة المشرق الى العالم" وكانت تطرب لهذه الصفة ولهذا الدور، شريحة لبنانية كبيرة، تبدأ من نخب مثقفة اتقنت طريقة التعامل مع الغرب، لغات اجنبية وجامعات متطورة، ووكالات تجارية وخدمات مالية وبنوك،  ووساطة أعمال عمرانية هندسية، و ساهمت في توفير مستشفيات ورعاية صحية عالية الجودة، و قد كانت تتنافس في جو الحرية النسبية المتاحة، وتمتد الى مؤسسات اعلامية وفكرية، ودور نشر ومطابع كتب ومجلات، تجعل من بيروت عاصمة مستمرة للثقافة والمسرح والفنون والأفكار العربية الجديدة، كما تنتشر في بيروت وكالات دور ازياء من كل انحاء المعمورة وماركات مواد تجميل عالمية، ومحلات بيع وتسويق عطور مشهورة، و مراكز صناعة مجوهرات غالية القيمة والفكرة، و معارض احذية وجلود، وتجهيزات كهربائية وسلع الكترونية، وخدمات سياحية وفندقية، اضافة لمطاعم واماكن لهو واستجمام وتزلج...

نافذة المشرق العربي هذه، كانت متنفسا للعرب وحاجة ضرورية لخلق فضاء يحاكي تقدم الاجيال العربية وتفتح وعيها السياسي والاجتماعي، وخروجها من عزلة مجتمعاتها المغلقة بسبب من سيطرة تقاليد القبيلة تارة، او استبداد الامن تارة اخرى، او سيطرة رجال الدين على المجال العام، وتنميط السلوك الاجتماعي بدواعي ايديولوجية او عقائد دينية محافظة، او استبداد امني يمارسه جنرالات جيوش الانقلابات الثورية ووكالات بطش المخابرات المتعددة ، كان لبنان نافذة لرياح اخرى مختلفة عن السائد في الداخل المشرقي، تُنعِشُ من سئم العيش في وحدانية الخيار المتاح في كل دولة عبر سلطات اسرية واستبدادية، وشرفة يطل منها اعراب الداخل على منجزات العصر وتقدم مجتمعاته وانجازات علمائه.

كانت هذه الشرفة مجالا للحرية والتثاقف والابداع في مجال الفن، ولرفعة الاناقة والتمدن والحداثة في مجال المأكل والملبس والجمال والانوثة،  و افقاً واسعا لطموحات الشباب واحلامهم في مجال العلم والمعرفة والاختصاص، وملاذا آمنا لكل صاحب خوف من حكامه، او وجع وعلة يبرأ من امراضِه ويشفى بارفع تقنيات الطب والعناية الصحية...

ولعل هذه الصورة الوردية لوطن الارز، لم تكن الا واجهة خارجية براقة لماعة لواقع داخلي، يخفي حقائق كاملة اخرى، من عدم العدالة في توزيع الثروة والخدمات والازدهار وفرص العمل بين المدن والارياف، ومن تمركز شديد للنشاط الاقتصادي وخدمات الصحة والتعليم والسياحة في بيروت الكبرى دون غيرها، وفي تأخر مضطرد وتدن في عوائد القطاعات الانتاجية في الزراعة والصناعة...

على مر سنوات وعقود تحولت الشرفة او النافذة هذه مع الوقت ومرور الأجيال، من فتحة اطلالة او موقع استشراف واضطلاع، الى جسر عبور وقناة تواصل وتفاعل، كان الغرب الرأسمالي  الأوروبي والشرق الشيوعي أيضا، مهتمين ب لبنان لانهما يهتمان بالمشرق العربي ودوله، خاصة في العراق وسورية، وكانت مكاتب شركاته في بيروت تعمل من اجل دخول اسواق السعودية والإمارات والكويت وقطر وسلطنة عمان، ومن اجل ايجاد سبل لاختراق اسواق مصر والسودان...

لم تكن علاقة العالم باطراف السلطة في لبنان في ذلك الوقت، طوائف واحزابا وشخصيات، علاقة تحالف او صداقة او اعجاب، كما تهيأ لبعض النخب اللبنانية، او كما حاولت ان تشيع طروحاتها بعض الجماعات الطائفية، فخارج لغة المجاملات اللطيفة، لم تكن العلاقة  تحمل صفة التساكن والاقامة، فلا يقيم احد على شرفة منزل حتى لو زارها، ولا ينام على سرير نصبه في نافذة مشرعة على حائط، واما الجسر فهو اداة عبور تصبح خلف من يعبر، ويجد العابرون دائما وسيلة عبور اخرى حين يجبرون على الوقوف طويلا على جسر مأزوم مشلول الحركة...

في سبعينات القرن الماضي، احدثت حرب تشرين سنة ١٩٧٣ وما تلى ذلك، زلزالا وضع المنطقة برمتها على مسار مختلف وغير مسبوق ؛ اسعار النفط، كامب ديفيد وزيارة السادات لاسرائيل، اتفاق فصل القوات مع الاسد في الجولان، خطاب عرفات في الامم المتحدة، ثورة الخميني في ايران والحرب العراقية الايرانية، ثم اجتياح اسرائيل لعاصمة لبنان في بيروت سنة ١٩٨٢...

 خلال اقل من عشر سنوات حصلت احداث جسام، كان لبنان يتخبط بدماء ابنائه وسكانه!! وكانت دول الاقليم تتجه خطوة خطوة لبناء بدائل عن وظيفة لبنان ودوره وخدماته.

لم تكن الحرب اللبنانية التي امتدت اكثر من سبعة عشر سنة متواصلة خسارة بالانفس البشرية والاموال والعمران وخراب اواصر العلاقات الاجتماعية والاسرية، و انهيار سلم القيم الآمرة بالفضيلة والصدق والاعتدال والانتماء الوطني فحسب، بل كانت الخسائر افدح كلفة وابهظ ثمنا في مجال إهدار الفرص المتاحة والتأخر عن مواكبة تطورات المنطقة وتحديث اليات الحكم والادارة والتنمية وإجادة  استعمال التقنيات الجديدة والابتكارات المكتشفة.

خلال تلك السنوات العجاف فقد لبنان الكثيرَ من مجالات ريادته، كما فقد فرادة دوره في قطاعات اخرى، واتت تجربة الحريري لتعاود اعمار ما تم هدمه، ولتحاول اعادة لبنان الى ما كان عليه قبل الحرب، كتجربة في حال نجاحها، لا تستجيب لتعويض الزمن الفائت ومواكبة التقدم الاقليمي المنجز وتوالي الوقائع في دول الجوار.

لم ينتبه شعب لبنان انه حين كانت ربوعه تشتعل بحروب الاحياء والزواريب، كانت مراكز الثروات المالية في العالم تنتقل نسبيا الى دول العرب و الخليج بعد ارتفاع اسعار النفط، وكانت مراكز الانتاج الصناعية الكبرى تنتقل من الغرب واوروبا الى الصين ونمور آسيا في الشرق الادنى، بعد اعادة تحديث الصناعة وتخليها عن الحاجة الى المناجم والتعدين واحلال الكربون بديلا في كل مجال، وتطوير  استعمال الربوتات فيها، وان لبنان الذي كان مركز تسوق اقليمي ومعبرا ومصبا للنفط الخام العراقي والسعودي، وكان مطاره ومرفأه  وشركات النقل الجوي فيه مرافق ناشطة تقدم خدمات عبور اقليمية أساسية، بحاجة الى استنباط دور متجدد ووظائف اقتصادية مستدامة، ومن انتبه الى ذلك لم يكن في موقع التأثير والقرار.

ولم تنتبه نخبه التي استلمت سلطته بعد اتفاق الطائف ، ان لبنان هذا فقد ادواره دورا تلو الاخر، مع قيام كل مرفق او مرفأ او جامعة او مستشفى في مدن الاقليم وشواطئه، من جبل علي في الامارات، الى خطوط الطاقة والغاز والنفط  في تركيا، الى شركات الطيران و الجامعات في القاهرة والرياض ودبي و عمان.

ولم تكن الميليشيات التي شكلت عماد هذه السلطة برعاية سورية، مؤهلة اصلا لمواكبة التغيرات العالمية العميقة التي تلت سقوط المنظومة الاشتراكية وسطوع خيار اقتصاد السوق وفتح أسواق التجارة العالمية الحرة، وهو تحدي يفرض تحديثات عميقة قانونية وجمركية وقطاعية تفتح باب التنافس على مدى العالم، وتلزم المنتجين الى اي قطاع انتموا، بمعايير الجودة ومقاييسها، كان دور لبنان الاقتصادي على صعيد المنطقة بحاجة الى اعادة تعريف وتاهيل بدل اعادة احياء دور قديم.

خطوة تلو خطوة تم تحويل الشرفة إلى موقع قتال، وتحولت النافذة الى متراس حربي يتلقى القذائف ويواجه الهجمات، وتسابق العرب لدعم صمود لبنان ورعاية رحلته الميمونة للانتحار في وظيفته الجديدة، والتي تقضي بان يكون تارة صندوقا لتبادل الرسائل الاقليمية الملتهبة، او طاولة يتم تسوية علاقات دول الاقليم مع الغرب فوق سطوحها، او  متراسا اقليميا يتم من خلاله خوض حروب استباقية واستثمارها.

كان الدور الاقليمي الجديد في لبنان يتطلب المزيد من انكشاف الداخل اللبناني أمام الخارج الإقليمي،  ويتطلب ذلك ثلاثة مسائل متلازمة :

١) فكفكة وتعطيل الدولة؛ مؤسسات ووظائف وطنية، وهتك معاييرها الدستورية وتقاليد حياتها الديموقراطية وسيادة ثقافة الخروج عن الدستور او الاحتكام للقانون وانفاذ العدالة، واستبعاد رجالاتها وتصفية رموزها السياسية الجامعة( موسى الصدر ، كمال جنبلاط، رينيه معوض، رشيد كرامي، ريمون اده، نسيب لحود، حسن خالد الرفاعي، سليم الحص، حسين الحسيني، المفتي حسن خالد، ثم رفيق الحريري.

٢) خواءا في الاقتصاد والانتاجية عبر سياسات الفوائد المرتفعة والفقاعات العقارية والجرائم البيئية وتكبير حجم الاقتصاد الريعي، وتسهيل تبييض الاموال وعوائد الجريمة المنظمة وترسيخ اقتصاد اسود موازي، يستنزف موارد الدولة ويخنق الاقتصاد الشرعي الحقيقي.

 ٣). ترسيخ الطائفية والمذهبية وتحويل المذهب من جماعة ايمانية وعقائدية الى هيكلية منظمة، تنافس الدولة في وظائفها وخدماتها، واختصار الجماعة بأحزاب تحفظ  استتباب هيكلة الطائفة وتنظيمها وعسكرتها بالعدوى والتوالي، وتعميم الظاهرة وايجادها حيث تغيب، كأداة لامساك الوطن  وتسهيلاً  لإرتهان الطوائف للخارج.

لبنان المتراس  سيبقى ساحة يعبث بها الخارج عبر أحزاب الطوائف ، ولبنان الوطن هو لبنان المواطنة والسيادة والمساءلة والدولة؛ الدولة بمؤسساتها ودستورها وقيمها الديمقراطية ورجالاتها الذين نفتقد نماذجهم في كل أزمة.

اما لبنان المتأرجح بين الشرفة والمتراس فهو لبنان الآلام التي نكابدها.

 

فكّ حصار التغييريّين عن التغيير

جان قصير/20 كانون الثاني 2023

السيرك النيابي

لطالما شعرت بالذلّ والعدم عند متابعة الجلسات التلفزيونية لانتخاب رئيس للجمهورية. فلم أرَ في مبارزات السماجة بين النواب والأستاذ نبيه سوى أداة جديدة في ترويض المشاهدين المهزومين. أداة لتسخيف السياسة وطمس الجريمة وترسيخ نشوة الانتصار على أحلام الناس. سيرك تلفزيوني يبثّ أسبوعياً لإعلان العودة الرسمية الى الحياة السياسية الطبيعية، أي هذا العالم الموازي حيث الفارّ من العدالة علي حسن خليل والمدافع عن أهالي الضحايا ملحم رياشي يتصافحان بودّ تحت أعين الأستاذ نبيه. لكن في الجلسة الأخيرة، أبى نوّاب التغيير إلّا أن يحلّوا ضيوف شرف في السيرك النيابي، لكن رفضاً للسيرك. متسلّحين بخطاب دستوري أخلاقوي، ومطالبين بتأمين نصاب انتخاب رئيس للجمهورية فوراً، قرّر النائبان ملحم خلف ونجاة صليبا البقاء داخل قاعة المجلس النيابي حتى جلسة الخميس المقبل. ومع هذا الإعلان المدوّي، بات الحديث عن لوجستيات المنامة والطعام واستخدام الحمام داخل المجلس المنقطع عن الكهرباء ليلاً، الشغل الشاغل للإعلام.

أخطاء تخدم السلطة

في الشكل، تبدو الخطوة منفصلة عن الواقع. ففي اليوم ذاته الذي وصل فيه سعر صرف الدولار إلى 50 ألف ليرة وبات أهالي الضحايا في أوج معركتهم للدفاع عن التحقيق، رأى بعض النواب أن «الخضّة» السياسية المناسبة هي بالتمسّك بالأصول الدستورية ومناشدة سلطة النترات والانهيار بالالتزام بقوانين اللعبة. مقاربة تجسّد وهم نظريّة التغيير من داخل المؤسسات، وتتناسى أن الأزمة هي أزمة نظام أوّلاً. فأصبحت سياسة الـstunt أو الضربات الإعلامية الخرطوشةَ الوحيدة للنوّاب التغييريّين للحفاظ على دورٍ ما في المشهد السياسي بعد تسعة أشهر من تراكم الأخطاء والانقطاع عن قواعد الانتفاضة.

أمّا في المضمون، فتشكّل مبادرة النائبَيْن خطأ تكتيكياً فادحاً يخدم مصالح السلطة. فمطلب التغييريّين بتأمين نصاب للجلسة يحرمها من أداة التفاوض الأبرز التي ما زالت متاحة لهم. فبعد التصعيد الأخير، أصبح من شبه المستحيل للتغييريّين عدم حضور الجلسات لمنع انتخاب رئيس يعيّنه حزب الله او حزب المصارف. كما بات من الأسهل اليوم لقوى 8 آذار ضمان عدم تغيّب معظم النواب التغييريّين عن الجلسات، للسعي لتأمين الأصوات اللازمة لمرشّحها سليمان فرنجية. تأتي هذه الخطوة لتتوّج الفشل المستمرّ للنوّاب التغييريّين في الملف الرئاسي منذ المبادرة الرئيسية التي توهّم فيها التغييريّون أنّ السلطة بحاجة لهم لإيجاد تسوية لأزمتها الرئاسة.

لكن يبقى الأخطر في توقيت المبادرة. فبعد عودة قضية 4 آب إلى الواجهة على خلفية استدعاء أهالي الضحايا إلى التحقيق واعتقال وليام نون وزيارة القضاة الأوروبيين واستعادة الشارع، أتت خطوة التغييريين لتعيد الحديث إلى موضوع انتخاب الرئيس. فبدل الاكتفاء بدعم الأهالي في اعتصامهم أمام المجلس، فضّل هؤلاء النواب تحوير الحديث إلى موضوع آخر، وخطف الكاميرات من خارج القاعة إلى داخلها. تشكّل هذه الخطوة خدمةً إضافية لقوى 8 آذار التي تسعى إلى نزع مركزية قضية 4 آب عن النقاش السياسي بعدما عرقلت التحقيق وحمت المطلوبين المقربين منها. كما تشكل هذه الخطوة فرصة مجانية للقوات اللبنانية التي تحاول التسلّل إلى خطوط الدفاع الأمامية في قضية 4 آب، إذ لا يفوّت نوابها فرصةً للتواجد مع أهالي الضحايا والتصريح أمام الكاميرات. تقدُّم القوات الإعلامي في قضية 4 آب يصب أيضاً في مصلحة قوى 8 آذار التي تسعى إلى تحويل قضية وطنية إلى قضية فريق سياسي أو طائفة، وذلك منذ انشقاق إبراهيم حطيط عن لجنة أهالي الضحايا مروراً بأحداث الطيّونة، والتدخّل الأخير للبطريرك الماروني لإطلاق سراح وليام نون.

فكّ حصار التغييريّين عن التغيير

من نشوة الانتخابات إلى سيرك الضربات الإعلامية، لم يستطع نواب التغيير الحفاظ على رصيد القوة والثقة الذي منحهم إياه الناخبون. وباتت الحياة السياسية لقوى 17 تشرين محكومة بنشاطات و«سقطات» هؤلاء النواب الذين يتحرّك معظمهم دون تكليف أو تفويض من أحزاب أو قواعد شعبية. ومع كلّ حادثة يزداد شعور عدد كبير من الناشطين المعارضين بأنهم محاصرون وعاجزون عن التحرك خارج الإطار النيابي الذي باتوا محكومين به. بات فكّ هذا الحصار الخيار الوحيد لاستعادة قواعد المعارضة للمبادرة وفرض ممكن سياسيّ آخر. هناك أسباب كثيرة ومعقّدة لتفسير فشل التجربة النيابية للتغييريّين حتّى الآن، لكنّ السبب الأبرز هو عجز الناشطين والقواعد الشعبية عن التنظيم ضمن أحزاب ديمقراطية وازنة تستطيع فرض المواقف والتكتيك على نوابها من جهة، ومنحهم الشرعية والزخم السياسي المطلوب، من جهة أخرى. على أبواب انتخابات بلديّة مفصليّة قد تشكّل فرصة تاريخيّة للسلطة للقضاء على القوى التغييرية، يبدو أن الأفق الوحيد للاستمرار بالمواجهة مع النظام يكمن في قدرة الناشطين التغييريين على كسر الحصار الذي فرضه نوّابهم عليهم، وتوحيد الصفوف ضمن بنى سياسية منظّمة ووازنة تستعيد المبادرة وتصحّح المسار السياسي للمعارضة ونوّابها

 

مولوي لـ"نداء الوطن": السنّة يقومون بدورهم الدستوري... ونصف سكان لبنان سوريون

أحمد الأيوبي/نداء الوطن/20 كانون الثاني/2023

يقف وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي في المساحة المشتركة بين الأمن والعدالة ساعياً إلى الإمساك بزمام المبادرة لتوفير الأمان والاستقرار في ظلّ الانهيار بتداعياته الكبيرة على القوى الأمنية، متمسِّكاً برفع معنوياتها والعمل لتأمين احتياجاتها، فنحن «مستمرون بأداء واجباتنا السياسية الدستورية القانونية، وبما يفرضه علينا ضميرنا ودستورنا والقانون، وحرصنا على مصالح وحقوق الناس»، معتبراً أنّه لا يمكن تعطيل الدولة بانتظار انتخاب رئيس للجمهورية داعياً إلى وقف منهج التعطيل في الاستحقاقات الدستورية. يفتتح مولوي حديثه لـ «نداء الوطن» بتأكيد الحرص على العلاقات مع العرب، مذكِّراً بما قاله لوزير خارجية الكويت عند استقباله في الوزارة إنّه لا يصلح أن يكون لبنان مصدر أذى فعلياً أو لفظياً للدول العربية، و»نحن إذْ ننادي بالاستقلال، لن نقبل أن يكون بلدنا منطلقاً للتدخل في سياسات الدول العربية أو أمنها، ولا معبراً للمخدِّرات أو الفكر السياسي الهدّام للمجتمع والسلام والأمن… في الوقت الذي طالما وقف فيه العرب إلى جانب لبنان، وخاصة دعمهم لإعادة إعمار لبنان بعد حرب تموز 2006». ولفت إلى أنّ «دول الخليج العربي أصبح لديها رؤية واضحة سياسياً واقتصادياً، مجتمعياً وأمنياً، تسمح بمعرفة التطورات المستقبلية فيها بعد عشر سنوات، ونحن في لبنان ينبغي أن نملك هذه الرؤية الواضحة». يحرص وزير الداخلية والبلديات على التمسّك بالإيجابيات رغم كلّ الوقائع السلبية القائمة، أهمّها «نعمة لا يراها الكثيرون، وهي أنّ اللبناني لا يريد الحرب، والدليل أنّ حادثة الطيونة انتهت في ساعتين، وكان يمكن أن تشعل حرباً لو كانت هناك رغبة فيها، فالوعي الديني والأخلاقي ما زال مسيطراً، وهناك قناعة بأنّ الاقتتال لا يفيد أحداً».

نهائية الكيان اللبناني وعروبة لبنان

وشدّد مولوي على ضرورة «التمسك بالدستور واتفاق الطائف الذي أكّد نهائية الكيان وعلى عروبة لبنان الذي أصبح بموجبه عربيّ الهويّة والانتماء، وهذه العروبة لها علاقة بتوازن الحكم، فعدم التوازن قبل الطائف أدى الى الحرب. وما نعيشه اليوم من عدم التوازن هو سبب المشاكل، فالتوازن مطلوب للحفاظ على صلاحيات الجميع، من دون استهداف لأيّ موقع رئاسي، كما هو حاصل اليوم باستهداف رئاسة الحكومة التي تمارس صلاحياتها». وحذّر مولوي من التأزم والاشتباك السياسي الكبير المستمر من دون أفق، كما أنّه «لا يُعقل أن تتعطّل الدولة إذا لم يتوصّل النواب إلى انتخاب رئيس للجمهورية، وندعوهم إلى أن ينتخبوا رئيساً في أسرع وقت ممكن، ولكن لا أستطيع أن أكلِّف المواطن أعباء باخرة موجودة في عرض البحر 18 ألف دولار يومياً تؤخذ من ودائع المودعين بذريعة أيّ نوع من أنواع التعطيل… ولا نستطيع إيقاف الدواء والطحين والخبز عن الناس، ونقول إنّ هذا يتعلّق بحقوق المسيحيين وأنّ السني يأخذ مكانهم…»، موضحاً أنّ «السّنة لا يأخذون صلاحيات غيرهم، بل يمارسون دورهم الدستوري، ولا نقبل أن يعتدي أحد على صلاحيات رئيس الحكومة الدستورية، وخاصة صلاحيته في وضع جدول الأعمال». وصف مولوي ما نشهده بـ»الكارثة السياسية» الناتجة عن «عدم احترام الدستور وقيام فريق بممارسة صلاحياتٍ لم يعطها إيّاه الدستور، فلم يجد وسيلة لممارسة هذه الصلاحيات سوى بالتعطيل والعرقلة، بينما يجب أن تسود الإيجابية في التعامل مع الشأن العام». وفي استحضار لموقعه القضائي قال مولوي: إنّ نظامنا الدستوريّ يقول إنّه في حال شغور منصب رئيس الجمهورية يحلّ مكانه مجلس الوزراء فقط، وما قاله وزير العدل حول المادة 62 من الدستور خاطئ. فالواقع أنّها تنصّ على أنّ صلاحية رئيس الجمهورية تنتقل إلى رئاسة مجلس الوزراء، ولم يذكر مجتمعاً، فلا صحة لوجوب توقيع جميع الوزراء، بل يكفي تأمين النصاب.

مسؤولون عن الأمن ونتحملّ نتائج الكارثة

يضع مولوي نقاط القطع والوصل في التعامل مع الأزمة، فيؤكّد أنّه ووزارته مسؤولان عن الأمن و»على المسؤولين عن الملف الاقتصادي أن يحسموا خياراتهم ويجدوا الحلول، فحلول الانهيار ليست عند وزارة الداخلية، لكنّها تتحمّل نتائجها، مثل أزمة المصارف والغلاء وهي تُلقي بأثقالها علينا، لأنّ القوى الأمنية مضطرة أن تعمل في ظلّ هذه الظروف القاسية، ومن واجباتي أن أسعى لتأمين مستلزمات صمودهم واستمرارهم في أداء واجباتهم. فأنا معهم في علاقة مودّة ومحبة وأتابعهم في كلّ شؤونهم». ومن تداعيات الأزمة على عمل وزارة الداخلية أنّه في ظل الانقطاع الكامل للتيار الكهربائي وغياب الاستشفاء والغذاء، «نحن مضطرون لتأمين كلّ هذه الأمور للسجون، فلا نستطيع السماح بانطفاء الكهرباء ولا بغياب الغذاء عن السجون، وهذه معاناة حقيقية تتحملها وزارة الداخلية من خارج مهماتها»، لافتاً إلى أنّ نصف سكان لبنان أصبحوا سوريين، وأن أكثر من نصف السجناء القصّار سوريو الجنسية، وثلث السجناء البالغين سوريون أيضاً، بالإضافة إلى جنسيات أخرى. واستغرب تصرّف القضاء في ظلّ هذه الأزمة، «حيث يتكدّس 81 % من الموقوفين بلا محاكمة، بينما تطبيق أصول المحاكمات الجزائية يفرض إخلاء سبيل 1200 سجين فوراً، وهذا التأخير يزيد أعباء الوزارة في الحراسة والإضاءة والاستشفاء والغذاء».

لن نصطدم بالناس

رفض مولوي أن تصطدم قوى الأمن بالناس خلال معالجة تداعيات أزمة المصارف كما رفض إسالة الدماء «لأنّ مهمة القوى الأمنية حماية الناس وليس قمعهم، وإذا تظاهر الناس أمام وزارة الداخلية، فأنا أفتح الأبواب لهم وأقول هذا بيتكم، مؤكداً أنّه تابع يومياً كلّ حالة اقتحام للمصارف بشكل مباشر مع الضباط على الأرض، وكان يشدّد على الحلّ السلمي، فالمودعون أصحاب حقوق والداخلية تعمل على حماية المجتمع والمواطن والنظام العام وليس المصارف». لا يتوانى مولوي عن تأكيد تمسّكه بالأخلاق العامة ورفض انتهاكها، سائلاً «هل مشكلة لبنان في «المثلية» التي يحرّكونها من وقت لآخر؟ فليراجعوا مجلس الشورى، وليُصدر كلّ يوم قراراً بوقف التنفيذ، وأنا سأقوم كلّ مرة بمنع أنشطتهم، متسائلاً لماذا نذهب إلى هدم المجتمع بدل بنائه»، مؤكّداً أنّه ينطلق من ثوابت إيمانية وأخلاقية في موقفه هذا، وأنّه مستمر في مكافحة هذا الأذى الذي يلحق بمجتمعنا اللبناني وبمجتمعاتنا العربية، مشيراً إلى أنّه قال لسفراء زاروه ولبعض نواب التغيير: هذه ليست حرّية، هذه أذيّة، فالحريّة تنتهي عندما تتحوّل اعتداءً على الآخرين، في القانون وفي الأخلاق. وأكّد أنّ «الأمن مضبوط ومستوانا الأمني جيد قياساً بعواصم أوروبية، فمعدلات الجريمة في العام 2022 أفضل مما سبق في كلّ أنواع الجرائم، باستثناء النشل في الأماكن التي ينتشر فيها السوريون»، لافتاً إلى أنّ القوى الأمنية تمكنت من إلقاء القبض على مطلقي النار في جريمتي القتل اللتين وقعتا في طرابلس، مستشهداً بالتراجع الواضح في مستوى إطلاق النار في رأس السنة، وأنّه واكب شخصياً عمل القوى الأمنية على الأرض، وكان الجوّ إيجابياً.

 

باسيل في علبة مقفلة… و”التالت غير ثابت”!

كلير شكر/نداء الوطن/20 كانون الثاني/2023

لا يُحسد جبران باسيل على ما آل إليه وضعه. الإرباك بادٍ على حراكه السياسي، بوضوح. لا داعي للإستفسار كثيراً حول الخلفيات والمسبّبات. التخبّط هو عنوان منزلته السياسية منذ 31 تشرين الأول الماضي. الأصحّ منذ ما قبل هذا التاريخ، ولكنّ ظواهر هذا التخبّط راحت تظهر للعلن منذ خروجه، والرئيس السابق ميشال عون من قصر بعبدا. يحتار باسيل من يزكّي لرئاسة الجمهورية. مروحة الأسماء التي يحملها في جعبته وينقلها من لقاء إلى آخر ومن اجتماع إلى آخر، باتت واسعة. لكنّ حيرته لا تنبع من طبيعة الأسماء أو هوية المرشحين الذين نقل بعضهم إلى مصاف الترشيحات الرئاسية، وإنما من أسباب أخرى لا تتصل أبداً بمكوّنات «القائمة الذهبية»، وإنّما بمصير باسيل نفسه. أولويات رئيس «التيار الوطنيّ الحرّ» في مكان آخر. يريد أولاً أن يتخلّص من ترشيح رئيس «تيار المرده» سليمان فرنجية وقائد الجيش جوزاف عون. يريد ثانياً رئيساً يكون هو رئيسه، أو شريكه المضارب. ولذا لا تعود للاسم أهمية بالغة، بمقدار نجاحه في إقناع الآخرين، حلفاء أو خصوماً بهذا الاسم. بهذا المعنى طرق باسيل كلّ الأبواب المتاحة، محلياً وخارجياً لعلّه ينجح في تزكية الخيار الثالث الذي يحيله من رئيس محتمل إلى صانع رئيس. فاتح الفرنسيين كما القطريين، وطرح الفكرة على الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله، تحدّث مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي كما رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، كذلك فلش الأسماء أمام البطريرك الماروني بشارة الراعي في محاولة لتشكيل حلف ثنائي مسيحي على قاعدة الخيار الثالث… لكن النتيجة كانت «صفراً». لم تتقدّم مبادرته أي خطوة للأمام. في الواقع، لا تكمن أزمة باسيل في الأسماء التي حملها، ولو أنّها بالنتيجة لا تنطلق في حسابات الأرقام والأصوات من عتبة مؤهّلة تكفيها لدخول البرلمان كترشيحات جدية، على عكس وضع كلّ من قائد الجيش وسليمان فرنجية وميشال معوّض. أزمته تكمن في سيرته، وسلوكه وأدائه طوال السنوات الماضية. يكفي لمن التقى باسيل، وتحديداً برّي وجنبلاط أن يراجعا الرسم البياني للعلاقة الثنائية مع رئيس «التيار الوطنيّ الحرّ» لكي يسارعا إلى إقفال الباب أمام أي مبادرة يحملها الضيف، تعيده من «الحديقة الخلفية» إلى قصر بعبدا. عامل الثقة مفقود، والكيمياء غير متوافرة، وأيّ منهما غير مستعد لتقديم طوق نجاة لجبران باسيل مهما كان الثمن.

فعلياً، حين تأكّد رئيس «التيار الوطنيّ الحرّ» أنّ «حزب الله» غير مستعدّ للإصغاء إلى أي طرح ثالث، يحيل فرنجية إلى مرشح سابق، سعى باسيل إلى تشكيل لوبي ضاغط، مسيحي وغير مسيحي لعلّه يتمكن من فرملة اندفاعة «الحزب» ويفرض مرشحه الثالث، كخيار أمر واقع.

لكنّ مبادرة جبران باسيل لم ترَ النور، وبقيت سلّة ترشيحاته حبراً على ورق. لم يجد آذاناً صاغية ولا من يمدّ له يد التعاون. حتى مع «القوات» حاول دغدغة مشاعر التعطيل تحت عنوان الميثاقية المسيحية لقطع الطريق أمام سليمان فرنجية لكنّ رئيس الحزب سمير جعجع سارع إلى وضع شروطه: إما ميشال معوّض وإمّا أبواب معراب لن تفتح أمام باسيل، مع العلم أنّ التنسيق بين الطرفين جارٍ على مستوى النواب، ولكن معضلة باسيل، كما مع بقية الأطراف بكونه «شخصاً غير مرغوب فيه».

وقد تكون ردّة فعل القوى السياسية تجاه مبادرة باسيل متوقّعة، لكن موقف نواب «تكتل لبنان القوي» هو ما يستدعي التوقف عنده. فقد حاول رئيس «التكتل» طرح فكرته على النواب والدفع بهم باتجاه تبنّي مرشح محدّد، لرسم حدود فاصلة بينه وبين «حزب الله»، من جهة، والدفع باتجاه تعزيز الخيار الثالث في الترشيحات من جهة ثانية، لكنّ عدداً لا بأس به من النواب العونيين تصدّوا لتلك الفكرة، تحت عنوان «الكنيسة القريبة ما بتشفي؟» بمعنى أنّه إذا كان باسيل يقرّ أنّ حظوظه معدومة فلماذا يقطع الطريق أمام ترشيح أحد النواب العونيين للترويج لخيار ثالث؟ يدرك باسيل جيداً أنّه إذا ما أصرّ على موقفه بطرح خيار ثالث وفرض على النواب الذهاب نحو وضع اسم لأحد مرشحيه على القصاصات الصغيرة، فحينها سيغامر بوحدة «التكتل». الأكيد أنّ «الطاشناق» لن يسايره، كما النائب محمد يحيى، وكذلك عدد من النواب العونيين. وعندها ستصعب عليه إعادة عقارب الساعة إلى الوراء ولحم ما انكسر.

بالنتيجة، باسيل زرك نفسه في الزاوية، لا بل في علبة مقفلة يصعب عليه الخروج منها. أما مبادرته في الخيار الثالث… فلا ثابت لها!

 

لئلّا ندفع 'نفقة' الطلاق!

نبيل بومنصف/النهار/20 كانون الثاني/2023

ليس مهما من يكون الزوج ومن تكون الزوجة في "الطلاق" البائن بين قطبي "تفاهم مار مخايل" المتهاوي بأنفاسه الأخيرة ، بل ان ما يعني اللبنانيين من تداعيات نهايته هو الا يدفعوا اكلاف "نفقة الطلاق" اسوة باكلاف منهكة للقران سحابة ١٧ عاما . تزداد وتتسع وتيرة الصراعات احتداما حول الواقع الحكومي لحكومة تصريف الاعمال بفعل انفجار متدحرج للعلاقة بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" بما بات يتحكم بالكثير من مجريات ازمة الفراغ الرئاسي أولا وتاليا ازمة الاجتهادات المتصلة بإدارة حكومة تصريف الاعمال لمرحلة الشغور الرئاسي . هذا الصخب الذي يتفجر في كل مرة تملي احتقانات وازمات البلاد الاتجاه الى جلسات حكومية تحول واقعيا الى مظهر من مظاهر ترجمة الاثمان الأساسية السياسية والدستورية لانفجار التفاهم المزمن بين "الحزب " و"التيار" اكثر منه لاي دافع اخر بما فيه "الذعر" الماروني والمسيحي مما تسميه بكركي "تغييب" المواقع الكبرى للطائفة .

والحال ان مفارقة ولا اغرب انزلق اليها لبنان في فترة قصيرة قياسية تتمثل في ان قطبي "تفاهم مار مخايل" اللذين ارغما البلاد قسرا ، بفعل اختلال ميزان القوى الداخلي منذ انقلب ميشال عون على الجبهة السيادية مع عودته الى لبنان من فرنسا ، على تجرع الاثمان والاكلاف المدمرة لذاك التحالف ، يدفعان بالنمط نفسه لبنان كله اليوم لتكبد اكلاف انهيار تحالفهما . الحزب الحديدي الذي يزعم اللهفة على وحدة البلاد ويهاجم سمير جعجع بزعم اتهامه بالتقسيم اقام كل معالم الاستقواء على الدولة الواحدة الموحدة في ما يعتبر اخطر أرضية للتقسيم بغطاء مطلق من "التيار العوني" واذا به الان يلجأ الى الأسلوب النمطي الذي فقد كل مضمون وكل صدقية في استسهال التخوين للخصوم واسباغ الشهادات بالوطنية. واما حليفه "التيار" الناهد الى طلاق سريع بعدما فقد الجنة والاخرة في هذا التفاهم البائد فراح يحول ازمة حساباته الخاسرة عقب انهيار البلاد بين ايدي عهده البائس الى ازمة ذات امتدادات وحشوة طائفية لاستدراج القوى المسيحية كافة الى مزالق يسأل عنها هو أولا وأخيرا بفعل "مندرجات" تحالفاته المنهارة اسوة بعهده .

لعله يتعين على القوى الأخرى كافة ، مسيحية وإسلامية ، التوقف بحذر شديد جدا عند هذه النقطة التي تتصل بواقع جدي هو ان تحالفا سياسيا وسلطويا ذات طبيعة داخلية وإقليمية حلت في جانب واسع منه مكان سلطة وصاية النظام السوري المنسحب من لبنان قبل سنة واحدة من ولادة تحالف "الحزب" و"التيار" ، تحالف بهذا الحجم وبذاك التداخل ليس ممكنا مرور انهياره وتدحرجه نحو النهاية على ما تثبت كل الوقائع الجدية من دون اكلاف باهظة داخليا . الجاري الان في ترسيخ ازمة الشغور الرئاسي كما في التوترات الطائفية لواقع إدارة حكومة تصريف الاعمال هو الترجمة الاوسع نطاقا لانهيار تحالف مار مخايل لا اكثر ولا اقل . هذا الانهيار يحتم قيام "مواجهة" مختلفة تتسم بانماط محدثة وغير تقليدية وبعيدة كل البعد عن أي مضمون انفعالي طائفي لئلا تتحول القوى الأخرى "كومبارس" في خدمة طرفي الطلاق اسوة بخدمتهما من بعض القوى او كثيرها في زمن التحالف . ليس اول تحالف يولد وينهار في تاريخ لبنان السياسي فثمة جبهات عريضة قامت وانتهت وتركت اثارا في صناعة المصائر السياسية . لكنه تحالف نجح نجاحا مذهلا في استرهان سلطوي للبنان طويلا ، فحذار نجاحه في ادفاع اللبنانيين الكلفة الأخيرة لانهياره

 

هل تُحال مراسيم ترقيات الضباط كمشروع قانون إلى مجلس النواب؟

كارول سلوم/اللواء/20 كانون الثاني/2023”:

مع استمرار الشغور الرئاسي والمناكفات السياسية، يستحيل أن تشق الملفات الرئيسية طريقها، وإن تم ذلك فيكون «بطلوع الروح»، لم يعد التوافق المنشود يبسط سيطرته، وكل مكون سياسي جهز سلاح المواجهة سواء من خلال الدستور أو الميثاقية أو غير ذلك. والنتيجة واحدة : تأجيل أو تعطيل لهذه الملفات.

ليس هناك من ملف الا وتباينت حوله المقاربات وافتعلت بشأنه الأزمات، واستمر الأمر على هذا المنوال لفترة طويلة من الزمن،وحدها قراءة «مرقلي تمرقلك» كانت السائدة. ولأن الشغور قد يطول فإن سلسلة قضايا قد تواجه إشكالية دستورية يصعب حلها لاسيما إذا كان مجلس الوزراء يطبق صفة التصريف الضيق للأعمال وفي المحصلة، بنود قد تمر بصفة الضرورة، في حال إنعقاد المجلس، وبنود أخرى قد ترحل لاسيما إذا لم تحمل تواقيع الـ ٢٤ وزيرا. ومن ضمن الملفات التي تنتظر البت أو الحسم ملف الترقيات لضباط الجيش اللبناني الذي لا يزال مصيره مجهولا مع العلم أن وزير الدفاع الوطني موريس سليم قد وقع مراسيم ترقية الضباط من الرتب كافة والتي وردت إليه من المجلس العسكري في الثلاثين من شهر كانون الأول من العام الماضي وذلك للدفعة الأولى من العام ٢٠٢٣ ، كما وقع مراسيم ترقية الضباط من رتبة عقيد إلى رتبة عميد عن الأعوام ٢٠٢٠و ٣٠٢١ و٢٠٢٢ كونها لم تصدر في حينه واحالها كلها إلى الأمانة العام لمجلس الوزراء وفقا للأصول. وعلمت اللواء أن الوزير سليم عمل على انجاز هذه المراسيم.

وتقول مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن ليس هناك من أي قرار واضح بشأن مصير هذه المراسيم التي أصبحت في عهدة رئاسة المجلس، والتي بغياب رئيس البلاد وتوقيعه تبقى عالقة، في حين أن استصدارها من الحكومة يواجه إشكالية التواقيع وبما أنها تأخرت عن الصدور قبل نهاية العام وفق ما هو متعارف عليه فإن ثمة اتجاها إلى أن تحيلها الحكومة كمشروع قانون إلى مجلس النواب كي تصدر عنه. وتكشف هذه المصادر أن هذا التوجه غير محسوم بعد، وتقول ان الضابط يحصل على حقه في الترقية وفق التاريخ الذي ورد فيه جدول الترقية، وهنا تفيد أن ما من رابط بين الدفعتين اللتين تصدران عن جداول الترقية بحيث أن الأولى تستحق في الأول من كانون الثاني من كل عام والثانية في الأول من تموز من كل عام أيضا. وتلفت إلى أنه سيصار إلى حفظ حق الضابط في هذه الترقية.

وتشرح أن العمل في موضوع الترقيات تم على مرحلتين وإن المرحلة الأولى تتضمن جداول القيد، قيد الضباط على جداول الترقيات وفق دفعتين كما ورد سابقا. وهذه المراسيم تحمل تواقيع رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع ووزير المال. وبالحديث عن مرسوم ترقيات الضباط، فإن المصادر تلفت إلى ترقية العمداء جراء إشكال مرسوم دورة العام ١٩٩٤ والذي أشعل خلافا بين الرئيس ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري في ضوء تمنع وزراء المال الذين تمت تسميتهم من الرئيس بري عن توقيعه بسبب ما ذكر وقتها خلل في التوازن الطائفي. وتؤكد أن هناك صعوبة في ترقية أي عميد في أي دورة قبل البت بمصير ترقية دورة العام ١٩٩٤، مشيرة إلى أن هناك ٦ دفعات من ضباط برتبة عقيد لم تصدر مراسيم ترقيتهم إلى رتبة عميد، فهناك دفعتان عن العام ٢٠٢٠ ودفعتان عن العام ٢٠٢١ ودفعتان عن العام ٢٠٢٢، مشيرة إلى ان هذه المسألة أي عدم معالجة مراسيم ترقية العقداء إلى عمداء تلحق ضررا معنوبا وماديا بالضباط وتخلق فجوات ولها تاثيرها على وظائف قيادة الجيش. ويقول مراقبون أن مشكلة الترقيات متراكمة وربطت بالمناكفات السياسية، في حين أنه يجب إبعاد هذه المسألة عن السياق السياسي وعدم إخضاعها لاعتبارات طائفية، فهناك دورات قد يفوق فيها عدد الضباط المسلمين على المسيحيين، ومعلوم أنه في دورة العام ١٩٩٤ ساهمت الظروف وقتها في أن يكون هناك عدد أكثر للضباط المسيحيين علما أن هؤلاء انتظروا خمس سنوات حتى انتهاء دورتهم. لكن مصادر مراقبة ترى أن مراسيم الترقيات تصدر عن مجلس الوزراء، لكن الصيغة غير واضحة في ضوء الاعتراض على المراسيم الجوالة من جهة والتئام الحكومة من جهة ثانية مشيرة إلى أنها قد لا تبت قريبا. إذاً السؤال الذي يمكن طرحه في هذا المجال، هل يبقى هذا الموضوع في ثلاجة الإنتظار، كما غيره من المواضيع أو يحل من خلال تسوية علما ان مظاهرها لم تبرز بعد او هل تنتظر وصول رئيس جديد إلى سدة الرئاسة؟

 

مخاطر المأزق تحرّك الخارج؟

وليد شقير/نداء الوطن/20 كانون الثاني/2023”:

الفصل الحادي عشر من المسرحية التي يتم تقديم فصولها في جلسات المجلس النيابي لانتخاب رئيس الجمهورية باتت تحرج اللاعبين جميعاً على اختلافهم.

الفريق الذي يمسك بالاستحقاق معلّقاً على شرطه التوافق على اسم الرئيس الذي لا يطعن المقاومة في الظهر، ويؤجل العملية الانتخابية عبر إفقاد الهيئة العامة نصابها، لم يعد مرتاحاً الى وضعه مع تصاعد الحملات ضده، لا سيما في الوسط المسيحي، كما بيّنت ذلك مواقف هذا الأسبوع من تصريحات القادة المسيحيين والبطريركية المارونية ومجلس المطارنة. ومع تناقص الأصوات التي تصب في خيار الورقة البيضاء فإنّ الأمر يتجاوز ما قاله الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله بأنّ ليس هناك فريق لديه الأكثرية، وأنّ المشكلة في الكتل المارونية، إلى مزيد من الاحتقان المسيحي حيال «الحزب».

خروج 14 نائباً من «التيار الوطني الحر» من خيار الورقة البيضاء، ما يخفضها من زهاء 50 صوتاً إلى 37، بالقدر الذي يفقد «الحزب» حجة القول إنّ في جعبته أكبر عدد من الأصوات يمكن تجييرها لمرشحه سليمان فرنجية، لا يفيد «التيار» بشيء، لأنّ العدد الأكبر من نوابه ما زال يمارس الخطوة الثانية في لعبة تعطيل نصاب الثلثين مع «الحزب». أي أنّ الرسالة بمزيد من الافتراق عنه لا تعني أنّ لدى «التيار» خياراً عملياً آخر، قابلاً للتنفيذ، بدليل امتناع تكتل «لبنان القوي» عن طرح اسم مرشح بديل لمرشح «الحزب» ولرئيس حركة «الاستقلال» النائب ميشال معوض.

قد يقول قائل إنّ «حزب الله» وحلفاءه لا يأبهون كثيراً للحملة السياسية المتصاعدة ضده في الوسط المسيحي، والتي تأخذ بعض فرقاء هذا الوسط إلى أجواء «فيدرالية» كما ظهر من تلميحات رئيس «التيار الحر» النائب جبران باسيل، في تعليقه على انحياز «الحزب» إلى اجتماع مجلس الوزراء أول من أمس رغم معارضته لهذا الاجتماع لأسباب ميثاقية، إذ اعتبر أنّ ذلك يضرب التوازنات ويذهب بالبلد إلى أبعد من ضرب التفاهم مع «الحزب». لكن رفض رئيس حزب «القوات اللبنانية» استمرار تحكّم «الحزب» بالرئاسة، وتحذيرات الكنيسة من تفريغ المنصب الماروني الأول والمناصب الأخرى، تعبير عن تعميم المناخ المتغيّر في الرأي العام المسيحي (كما قال البطريرك بشارة الراعي)، ضد «حزب الله»، بما فيه جمهور «التيار الحر»، على رغم عدم تبني جعجع والكنيسة طروحات الفيدرالية. لا يتوقف الإحراج على الفريق الذي يتشكل منه محور الممانعة. فالفريق السيادي يراوح مكانه، وترشيح معوض لم يطرأ عليه أي تطور في عدد الأصوات التي يتكرر رقمها، وصفة التشرذم لازمته طوال الجلسات الـ11 من دون جذب أصوات «التغييريين»، أو المستقلين والوسطيين الذين لا يطرحون أي خيار بديل سواء لمعوض، أو للورقة البيضاء أو لفرنجية، وباتوا بدورهم يحتاجون مثل الفريق الممانع إلى القيام بمبادرة ما ألمح إليها معوض نفسه، من دون بلورة مضمونها الفعلي. تُلامس تفاعلات تعطيل انتخاب الرئيس الجديد، بالتزامن مع المزيد من التدهور المخيف للوضع المعيشي، درجة من الخطورة. إضافة إلى الاحتقان المسيحي، أطلق اعتصام النواب «التغييريين» في البرلمان صرخة مدوية، تهدف إلى إبقاء الجلسات مفتوحة حتى يصدر الدخان الأبيض. وهذه سابقة في العمل البرلماني تحرج رئيسه نبيه بري وحليفه «الحزب». ولوّح «الحزب التقدمي الاشتراكي» بالامتناع عن حضور الجلسات الممجوجة لرفضه الغرق في لعبة إضاعة الوقت، وتبعه لقاء رئيسه وليد جنبلاط مع «حزب الله». قد يكون أثر هذه التفاعلات تحريك الخارج لدرء المخاطر السياسية والاجتماعية، على رغم القناعة العامة لدى الجميع أن أياً من الدول ليس مستعداً للانغماس في لعبة الأسماء، مع قرب اجتماع باريس المنتظر بين مسؤولين فرنسيين وأميركيين وسعوديين وقطريين، واحتمال توسيع مشاركة دول أخرى. لكن الجهد الذي تبذله باريس على هذا الصعيد ينطلق من قناعة عميقة بأن المشكلة أبعد من الفراغ الرئاسي، وهي في توفير مقومات تصحيح الوضع الاقتصادي والبنى التحتية ولا سيما الكهرباء، وفق استراتيجية كما وصفها الرئيس إيمانويل ماكرون في حديثه قبل أسابيع، من أجل تمكين أي رئيس من الإنجاز العملي، وليس مجرد ملء الفراغ.

 

سوء تقدير رئاسي سياسي خماسي للحزب

شارل جبور/الجمهورية/20 كانون الثاني/2023

إرتكب «حزب الله»، في معرض خوضه للانتخابات الرئاسية، خمسة أخطاء في التقدير السياسي كانت كافية لنقله من موقع القوة إلى موقع الضعف، وستدفعه قريباً إلى مغادرة تَموضعه الانتظاري بحثاً عن رئيس توافقي.

يُخطئ من يعتقد انّ القرارات السياسية التي يتخذها «حزب الله» نابعة عن دراسة وتمحيص وتخطيط ومُحاكاة للسيناريوهات المختلفة، إنما يؤشّر معظمها إلى ارتجالية موصوفة، وأحد أبرز الأمثلة على ذلك تعليق مشاركته في الحكومة الحالية بعد أسابيع قليلة على نَيلها الثقة مُخيّراً إيّاها بين كَفّ يد القاضي طارق البيطار، وبين ان تبقى مشلولة، وعندما وجد انّ موقفه غير قابل للترجمة ووضع نفسه في مواجهة مع شريحة واسعة من اللبنانيين الذي يريدون العدالة، وفئة أخرى تُحمِّله مسؤولية تعطيل الحكومة وسط الانهيار، تراجع عن هذا الموقف وعاد إلى قواعد ما قبل اتخاذه.

وهذا يعني أولاً انّ «حزب الله» يتخِّذ مواقفه على قاعدة ردّة الفعل كونها تفتقد إلى الإحاطة بظروف أي موقف يُقدم عليه، ويعني ثانياً ان الحزب يتراجع عن مواقفه عندما يصطدم بالحائط المسدود، ومن الأمثلة أيضا عندما أعلن رفضه لحكومات غير سياسية بعد ثورة 17 تشرين، وما لبث ان تراجع مُسمّياً وزراء من فئة التكنوقراط، وكل ذلك للقول ان الصورة التي يقدِّم نفسه فيها الحزب لجهة ان مواقفه مدروسة ولا يتراجع عن هذه المواقف غير صحيحة.

وكي لا تبقى الأمثلة في الماضي، فمن المفيد الإضاءة على وقوع «حزب الله» في سوء تقدير سياسي خماسي في استحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية:

الخطأ الأول في سوء تقدير «حزب الله» لردّ فعل النائب جبران باسيل على ترشيحه النائب السابق سليمان فرنجية لموقع رئاسة الجمهورية، وهذا يعني ان الحزب يجهل حليفه الذي كان قد بَدّل في مواقف ظنّ البعض انها مبدئية وشكلت جوهر خطابه السياسي بين عامي 1988 و2006، ولكنه تراجع عنها جذرياً لأنها بكل بساطة تقطع عليه طريق الرئاسة الأولى، ولم يجد نفسه مُحرجاً بالخروج من خطاب شيطنة الميليشيات في الحرب، إلى التحالف مع ميليشيا بعمق إيراني، وكل ذلك لأنّ هدفه الأول والأخير رئاسة الجمهورية.

وهل يعقل انّ الحزب يجهل بأنّ حليفه المسيحي المستجد منذ العام 2006 لم يأت إلى خياره قناعة بما يسمّى المقاومة، إنما لكَون رئاسة الجمهورية تشكل أولوية الأولويات بالنسبة إليه، وانه لو تبنّت 14 آذار ترشيحه لَما قفز إلى حضن الحزب؟ ومسألة ترشيح النائب باسيل أو ان تكون الورقة الرئاسية بيده لم تستجِد مع الشغور الرئاسي، إنما تحولت إلى الهدف الأول للعهد منذ اليوم الأول لانتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، وهذا معروف بالممارسة بمعزل عن المعلومات التي تحدثت أكثر من مرة عن مُفاتحة عون للسيد حسن نصرالله بهذا الشأن.

وإذا كان يتوقّع الحزب ان يقبل باسيل على مَضض ترشيح خصمه نزولاً عند رغبته، فهذا يعني بكل بساطة انه أساء التقدير بدليل الرفض القاطع لرئيس التيار، فيما كان باستطاعة السيد نصرالله ان يجسّ النبض قبل مفاتحته لباسيل بالأمر، إلا في حال كان يراهن على تأثيره الشخصي عليه وقبوله خجلاً!

وإذا كان يعتبر «حزب الله» انه قد أدى قسطه للعلى مع انتخاب الرئيس عون وانتهى «وعده الصادق» عند هذا الحدّ، فإنّ مقاربة «التيار الوطني الحر» مناقِضة تماماً، وهي ان جوهر التحالف بين الحزب والتيار قائم على معادلة سين-سين، أي سلاح مقابل سلطة، والسلطة تعني الرئاسة الأولى التي شكلت وتشكل الهدف الأول للتيار، وعندما يتخلى الحزب عن الشق المتعلِّق بدعم التيار سلطوياً، فإنّ التيار سيتخلى عن الشقّ المتعلِّق بتغطية سلاح الحزب ودوره، وما ارتكبه الحزب هو خطأ كبير في التقدير، لأنّ الصغير والكبير يُدركان أن لا هدف للتيار منذ العام 1988 سوى رئاسة الجمهورية.

الخطأ الثاني في سوء تقدير «حزب الله» لطريقة إدارة المعركة الرئاسية الحالية التي تختلف عن إدارة المعركة السابقة بكل ظروفها الداخلية وأبعادها الخارجية، فلم يكن هناك أزمة مالية ولا تَململ شعبي ولا انتفاضة تشرينية ولا انتخابات نيابية أفقدت الممانعة أكثريتها النيابية واستطراداً المسيحية، ولا بل كان تبنّى الحزب في العام 2014 الأكثر تمثيلاً عند المسيحيين وفي ظروف إقليمية مريحة لإيران التي وقّعت اتفاقها النووي في العام 2015، فيما طهران اليوم في أسوأ أوضاعها الداخلية والخارجية: انتفاضة لم تنته مفاعيلها بعد، أزمة علاقة مع السعودية، الاتفاق النووي معلّق، أزمة مع الدول الأوروبية على خلفية الحرب الروسية ضد أوكرانيا وتفاقمت مع إعدام المسؤول علي رضا أكبري.

وقد وقع «حزب الله» في خطأ تقدير رئاسي-سياسي كبير وهو انّ بإمكانه ان يكرِّر تجربة العماد عون مع النائب السابق سليمان فرنجية، ولم يأخذ في الاعتبار موقف حليفه باسيل، ولا كل المعطيات الداخلية والخارجية التي لا تسمح بوصول رئيس من 8 آذار.

الخطأ الثالث في سوء تقدير «حزب الله» لوزنه السياسي الذي مهما كبر يبقى طائفة من الطوائف اللبنانية ولا يستطيع ان ينتحل دور النظام السوري في وصايته على لبنان. فلا يمكن للسيد نصرالله ان يقتبس دور الرئيس حافظ الأسد، ولا ان يتولى الحاج وفيق صفا دور غازي كنعان ورستم غزالة، وبالتالي قد أساء الظن بحجمه مُعتقداً انّ بإمكانه تسمية فرنجية وان باسيل سيمتثل لقراره.

الخطأ الرابع في سوء تقدير «حزب الله» لانعكاسات خسارة «التيار الوطني الحر» نيابيا وسياسيا وشعبيا، وإذا كان يراهن على غياب الخيارات البديلة للتيار، فإن خيارات الحزب محدودة بدورها، وليس لديه اي بدائل مسيحية او غيرها تسد الفراغ الذي سيتركه التيار في حال تجرّأ الأخير على إعلان فك التحالف نهائياً.

فقد أساء الحزب التقدير السياسي، فيما كان من الأنسَب لمصلحته ان يخرِّج المسألة الرئاسية بالتفاهم مع الثنائي عون وباسيل وليس ان يضعهما أمام الأمر الواقع الرئاسي.

الخطأ الخامس يتمثّل في سوء تقدير «حزب الله» لردّ فعل المعارضة الرافضة اي تسوية تحت اي ظرف على مرشحه الرئاسي، بل استعدادها لمواجهة من خارج العلبة وخلافاً لكل السقوف المعتمدة منذ العام 2005، لأنّ تسويات أنصاف الحلول منذ خروج الجيش السوري من لبنان لم تضع حداً للانهيار وأبقَت الدولة مشلولة وفاقَمت حِدّة الأزمات على اختلافها، ما أوصَل المعارضة إلى قناعة بأن اللاتسوية أفضل بكثير من التسوية على مرشح من 8 آذار.

ويخطئ «حزب الله» التقدير في حال اعتقد ان المعارضة ستتراجع تحت عناوين «أم الصبي» والتلويح بتطيير الدستور والانهيار الحاصل أساساً، لأنه ما كان يصح سابقاً لم يعد يصح اليوم بعدما خسر اللبنانيون كلّ ما دفعهم سابقاً للتنازل حفاظاً على استقرار مالي وسياسي وسعياً لقيام دولة فعلية، أصبح هناك شبه قناعة انّ هذه الدولة يستحيل قيامها في ظل أنصاف الحلول والخضوع لمشيئة 8 آذار. وعليه، فإن سوء التقدير السياسي الخماسي لـ»حزب الله» أدى خدمة كبرى للمعارضة السيادية-الإصلاحية وسيضعه في موقع الضعف وطنياً وسياسياً، وسيدفعه رئاسياً إلى التخلي عن مرشحه تمهيداً لفتح باب التوافق على المرشح الرئاسي العتيد.

 

تقصير أمد الحرب الأوكرانية

أمير طاهري/الشرق الأوسط/20 كانون الثاني/2023

عندما أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باجتياح أوكرانيا قبل عام تقريباً، توقع العديد من المحللين مواجهة تتماشى مع النظرة السائدة للحرب على أنها ترنيمة قصيرة للقوة العسكرية. تبلورت هذه النظرة على مدى عقود عديدة مع تلاشي ذكريات الحروب في العصور القديمة خلال القرن الثامن عشر. كانت حرب الفرس والروم التي دامت قرابة المائتي عام طويلة الأمد، شأن الحرب الدينية التي استمرت مائة عام، وتلك الحرب التي استمرت ثلاثين عاماً في أوروبا. والمعنى هنا أن الحروب باتت أقصر أمداً مع مرور الزمن. والحروب النابليونية، التي بدأت بالثورة الفرنسية، استمرت 23 عاماً. وكذلك استمرت حرب الانفصال الأميركية أربع سنوات. وباتت الحروب التي تستمر أربع سنوات نمطاً متكرراً في كلتا الحربين العالميتين. واستمرت الحرب الأميركية الفلبينية ثلاث سنوات كما حدث في الحرب الكورية. واستمرت الحرب الأميركية الإسبانية ثمانية أشهر، بينما استغرقت الحرب الأميركية المكسيكية عامين فقط.

وكما هو الحال دائماً، كان هناك استثناء واحد للقاعدة الجديدة، حيث استمرت حرب فيتنام قرابة عشر سنوات.

ومع ذلك، كان لدينا أيضاً حرب الأيام الستة بين إسرائيل وجيرانها العرب والاستيلاء الأميركي على «غرينادا» في غضون أربعة أيام. واستمرت الحرب بين الأرجنتين وبريطانيا العظمى على جزر فوكلاند 70 يوماً. كانت الحرب السوفياتية في أفغانستان التي استمرت ما يقرب من عشر سنوات، والحرب العراقية الإيرانية التي استمرت ثماني سنوات، سبباً لأن تتغير الصورة الذهنية للحرب بوصفها اشتباكاً شرساً قصير الأجل. ومع ذلك، عندما جاء اجتياح بوتين لأوكرانيا، كان غالبية المحللين لا يزالون يرون الحرب على أنها ترنيمة قصيرة للنصر وليست سيمفونية طويلة للموت. ومع اقتراب عامها الثاني، يبدو أن حرب أوكرانيا ستصبح سيمفونية طويلة للموت بدلاً من ترنيمة قصيرة للنصر. لكن لماذا باتت أوكرانيا مسرحاً لحرب مكلفة قد تستمر إلى الأبد؟ أحد الأسباب هو أنها لم يجرِ إطلاقها كوسيلة لتغيير الوضع الراهن، ولكن كمحاولة للمحو التام لسياق بلورة ما بات وضعاً راهناً. أراد بوتين أن يعطي أوكرانيا صبغة روسية، إذ إنه رغم التاريخ الطويل من تبادل الخبرات الروسية، فقد كانت أوكرانيا تسير باتجاه تشكيل هوية مستقلة ومتميزة. وهكذا ساد الشعور بأن الهزيمة في ساحة المعركة أقل تأثيراً من الاستسلام لقوة متفوقة في طريقها إلى الانقراض كدولة قومية. لا يتحقق كسب أو خسارة أي حرب حتى يعترف أحد الطرفين بالهزيمة، أو يدمر أحد الطرفين الجانب الآخر تماماً. لم يعترف هتلر بالهزيمة، وهو ما كان وارد الحدوث حتى عام 1944؛ لأن ذلك كان سيعني نهاية إمبراطورتيه. في حرب الأيام الستة، اعترف الزعيم المصري جمال عبد الناصر بالهزيمة؛ لأن ذلك لم يشكل تهديداً وجودياً لمصر أو حلمه بعبور قناة السويس صوب الضفة الأخرى.

بدأت الحرب السمفونية في أوكرانيا بمبادرة قصيرة وحادة شهدت وصول قوات بوتين إلى جزء من الشواطئ الأوكرانية لنهر «دنيبر» والتقدم صوب منطقة «دونباس»، ثم تمكنت أوكرانيا من إيقاف التقدم الروسي تماماً بعد أسابيع فقط من الاجتياح. بحلول أبريل (نيسان)، تحولت ما بدأ كحرب حركة إلى حرب مواقع. ومنذ ذلك الحين، أدى النجاح الأوكراني في استعادة أجزاء من الأراضي إلى خلق ما يطلق عليه «وهم الحركة». ومع ذلك، فإن الواقع على الأرض يصور حالة من الجمود من الناحية العسكرية. لم يمنع هذا الجمود، أو ربما تسبب، في تغييرات اجتماعية وسياسية، ليس فقط في الأجزاء التي تسيطر عليها روسيا في «دونباس»، لكن أيضاً في شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في عام 2014. في لوهانسك (مدينة أوكرانية قريبة من الحدود الروسية)، فقدت موسكو السيطرة التي حققتها قبل بضعة أشهر، وباتت الأراضي الأوكرانية القريبة منها مقسمة بين عدة متنافسين بغرض فرض السيطرة. لا تزال الميليشيات المحلية الموالية لروسيا تهيمن على جزء واحد من الإقليم، بينما أقام مرتزقة «فاغنر» إقطاعيتهم الخاصة. ويوجد «المتطوعون» الشيشان والمقاتلون «المتعاقدون» السوريون في جزء آخر من «لوهانسك». في شبه جزيرة القرم، أقام بوتين وحدات مسلحة مختلطة من التتار وأصحاب العرق الروسي كمساعدين لجيشه في مواجهة نقص أعداد المقاتلين. في «دونيتسك»، تشعر روسيا بقلق متزايد بشأن تغيير الجماعات المحلية الموالية لروسيا. وهذا هو السبب في تسارع وتيرة نقل سكان «دونيتسك» إلى روسيا، ظاهرياً لأسباب إنسانية، في الأسابيع الأخيرة. في كل من «دونيتسك» و»لوهانسك»، سمح غياب السلطة الفعالة للعصابات الإجرامية، بمن في ذلك تجار السوق السوداء ومهربو البشر، ببناء قواعد للعمليات العسكرية. إن الجمود القاتل، أو سيمفونية الموت، طال أمدها بسبب عدم النجاح في إدراك أن الهدف المتمثل في طمس هوية أوكرانيا قد أوقع الروس في حرب طويلة من المواقف التي لا يمكنهم السير فيها إلا بشن هجمات متواصلة ذات نتائج عكسية في نهاية المطاف، من دون خوض حرب شاملة، على أهداف مدنية، وهو ما يمكن أن يعزز التحدي الأوكراني. ويظهر تعيين الجنرال فاليري جيراسيموف، أكبر قائد عسكري روسي، قائداً في حرب أوكرانيا أن بوتين غير مستعد لتغيير مساره. ومع ذلك، تساعد الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون أيضاً في إطالة أمد هذه الحرب، حيث يدعي المحللون المناهضون للغرب أن هذا يرجع إلى رغبة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في إطالة أمد الحرب لاستنزاف روسيا، وإيجاد وضع جديد في أوروبا مع توسيع حلف شمال الأطلسي (الناتو). أنا لا أتفق مع هذا الرأي، لكنني أعتقد أن إدارة بايدن، شأن حليفتها الأوروبية الرئيسية ألمانيا وفرنسا، تفتقر إلى الرؤية، أو الشجاعة، لتزويد أوكرانيا بالأجهزة اللازمة لتهديد شعور روسيا بالحصانة. إن تقديم مجموعة محدودة من الأسلحة المعاد تدويرها، والإيماءات الدبلوماسية مثل إنشاء محكمة لمحاكمة بوتين ورفاقه، لن تقصر سيمفونية الموت هذه.

الأمور لا تسير على ما يرام بالنسبة لروسيا. فالصناعة الروسية تتعرض لضغوط لتوفير الاحتياجات المادية لهذه الحرب المكلفة. والطريقة الوحيدة لتقصير أمد الحرب هي رفع إيقاعها. فقد تم تقصير أمد الحرب في أفغانستان عندما زودت إدارة الرئيس رونالد ريغان التمرد المناهض للسوفييت بصواريخ «ستينغر» التي أنهت سيطرة الجيش الأحمر على السماء بطائرات هليكوبتر حربية وناقلات الجنود. إن قرار بريطانيا وفرنسا تزويد أوكرانيا بعشرين أو ثلاثين مركبة آلية ودبابة بإيماءة من واشنطن يظهر أن القوى الغربية لا تزال عالقة في المأزق الذي يأمل بوتين في الإبقاء عليه على الأرض.

لحظة «ستينغر» التي يمكن أن تقصر أمد هذه الحرب لم تأت بعد.

 

من يراهن على نهاية الصحوة؟

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/20 كانون الثاني/2023

الملاحظ، ولا جديد فيه إلا للغافلين، محاولات إعادة تفعيل خدمة الصحوة، أي التيارات الأصولية السياسية، تحت عناوين مختلفة. في المقال السالف هنا، تمَّت الإشارة إلى تبخّر ماء الوعي بخطر هذه الجماعات الداهم، بعد مرور عشر سنوات تقريباً، تزيد أو تنقص، بعد الربيع العربي مطلع العشرية السابقة. لو عدنا لعام 2013، وقبله بعام، وبعده بعام، لوجدنا زخماً شديداً للتحذير من جماعة الإخوان المسلمين في مصر وتونس والسعودية والخليج، وبنفس الوقت نتذكر حالة الهياج والتبجح التي كان عليها الإخوانيون والسروريون، على طريقة: أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي! كان خطيبهم السعودي يبشّر من جامع عمرو بن العاص بمصر بقدوم الخلافة الراشدة قريباً، ونجد الخطيب اليماني يعلمنا ببزوغ عصر الخلافة الجديد، كانوا سادة المشهد، ووجدنا أنصارهم في كل بلد يَعِدون بعصر إخواني مديد، لا نهاية له في المدى.

كان من يقف ضد أكذوبة الربيع العربي، يجابَه بالتخذيل والسخرية، كان المناهضون للربيع العربي ندرة، والوثائق والسجلات الصحافية موجودة، ولا معنى لمن يريد تزييف التاريخ وادّعاء بطولات وهمية. أتذكر كثيراً من الجدالات مع إعلاميين ومثقفين عن خطأ موقفي، أنا، من الربيع العربي حينذاك، وإن الزمن لن يكون في صالح من يقف ضد الربيع العربي، وإننا مصابون بمرض فوبيا الإخوان، وإنه: ما هو المانع من منح «الإخوان» فرصة للحكم مثل غيرهم من التيارات، وإنه إذا حكم «الإخوان» سيتعدل سلوكهم وفكرهم، ففكر المعارضة غير فكر الحكم ومسؤولية الدولة، وعلى كل حال الأرشيف موجود وشاهد على كل صاحب موقف ومقالة. اليوم أستذكر هذه اللحظات، ولو لماماً، فلها وقت آخر للتوسع كثيراً، والاعتبار، ليس في مقالة وجيزة، لكن أستذكر هذه اللمحات، حتى نرصد اليوم وبعد مرور عقد من الزمان «تخدّر» الوعي من جديد، وهذا ما شجّع «الإخوان» وأنصارهم وحلفاءهم من مثقفي اليسار، وبعض الانتهازيين للفرص السياسية، ومن بقي من غوغاء الإعلام، على الظهور من جديد علناً.

في مصر يستغلّون الأزمة الاقتصادية الصعبة، وعلى مركب الأزمة هذه يريدون صناعة الحال في مصر، وفي غير مصر يفعلون ذلك أيضاً ولذات السبب، أما في السعودية فنراهم يركبون على زورق حقوق الإنسان، وهي النغمة التي يطرب لها من يطرب من «الخواجات». رأينا حملات إعلامية على «تويتر» وبقية منصات السوشيال ميديا، وندوات ومؤتمرات لتقديم رموز الصحوة والتيارات الأصولية المسيَّسة، بوصفهم دعاة حرية وحقوق إنسان، وليس دعاة فتنة وتكفير وثورات وتخريب، وإنَّهم سجناء ديمقراطية مثل مانديلا.. مثلاً. حملات تجد من يتعاطف معها، وينسى أو يتناسى تاريخ زعماء «الإخوان» والسرورية وأنصار أسامة بن لادن، في السعودية، ومرة أخرى، كل شيء محفوظ في سجل لا يكذب، بقي فقط إعادة تنشيط الذاكرة، كل يوم. هذه رسالة لمن يقول لقد انتهت الصحوة وانتهى زمنها... وكما قالت الأحدية الشهيرة العامية القديمة: مهبول يا قايل قضت.. توّه عمر دخّانها!

 

معاني العودة إلى كيسنجر!

رضوان السيد/الشرق الأوسط/20 كانون الثاني/2023

خلال الأشهر الثلاثة الماضية، عرفتُ 5 كتبٍ صدرت عن هنري كيسنجر وزير الخارجية الأميركية الأسبق. وقد يكون الأحرى القول إنّ ما عرفته 4 كتب، لأنّ الخامس هو من تأليف كيسنجر نفسه الذي يبلغ التاسعة والتسعين من العمر! وقد اشتهر أكثر من المؤلَّفات عنه بسبب موضوعه، فهو بعنوان «القادة»، وهو يتحدث فيه عن 6 سياسيين قادوا بلدانهم بعد الحرب العالمية الثانية فنجحوا وأبدعوا وتركوا آثاراً في الحاضر وللمستقبل. وهم شارل ديغول، وأنور السادات، ومارغريت تاتشر، ولي كوان يو، وكونراد أديناور، وريتشارد نيكسون. صحيح أنّ كيسنجر عرف هؤلاء شخصياً، وأثّر في سياسات بعضهم؛ لكنّ مقاييسه للنجاح السياسي بقيت كما في سائر مؤلفاته، التي كتبها عندما كان أستاذاً للعلوم السياسية بالجامعات الأميركية، أو بعد أن ترك منصبه في الخارجية. السياسي الناجح عنده - بحسب كتاب مارتن أنديك عنه – هو الذي يملك رؤية، ويحرص على التوازن بالداخل ومع الخارج، ويتّسم بالجرأة التي لا تبلغ حدود المجازفة، لكنها تنمّ عن إدراكٍ عميقٍ للضرورات. ومن وجهة نظره، فإنّ النمساوي مترنيخ في حقبة ما بعد نابليون هو السياسي المثالي لهذه الجهة.

لماذا الاهتمام بكيسنجر إلى هذا الحدّ، رغم أنّ سياسيّي الحزبين ما عادوا مهتمين بأفكاره ولا بما أنجزه؟ هذا السؤال سأله كاتب المقالة عن كتابه في مجلة الشؤون الخارجية، كما سأله الذي كتب عن المؤلفات عنه في مجلة «نيويورك ريفيو أوف بوكس». وقد اختلفت الإجابات، إنما يمكن تلخيص جوامعها بالافتقار إلى الأفكار الاستراتيجية الكبيرة، في الولايات المتحدة بالذات! ومن قل ماله بحث في جيوب ملابسه القديمة، أو في دفاتره القديمة كما يقال.

بيد أنّ هذا الأمر يحتاج إلى تفصيل. فالاستراتيجيون الأميركيون في الخمسينات من القرن الماضي، وكانوا الطرف الأقوى، انتهجوا نهج الاستيعاب للخطر السوفياتي، وقد كان للاستيعاب فلاسفته وكُتّابه، وصار برنامجاً شاسعاً وشاملاً في ستينات القرن؛ حتى إنه جرى الحديث عن «الحرب الباردة الثقافية» للاعتزاز بالتفوق الأخلاقي المدَّعى على الأنظمة التوتاليتارية. كيسنجر ما كان يرى فائدة تُذكر من الدخول في «صراع ثقافي» مع السوفيات؛ فالشبان في أميركا متأثرون بالنموذج السوفياتي للعدالة والخروج من الاستعمار. وهم منزعجون من حرب فيتنام.

في حقبة زحف الولايات المتحدة على الاتحاد السوفياتي في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، كانت المقارنة تجري بين كيسنجر وبريجنسكي الذي صار مستشاراً للأمن القومي الأميركي أيام كارتر، وهو من دعاة الأوراسية. وبريجنسكي صراعي، بينما يعتبر الجميع كيسنجر براغماتياً. ورغم براغماتيته فهو يعترف في كتابه الأخير «القادة»، أنه كان (مع نيكسون) يريدان استخدام العلاقات مع الصين ضد روسيا السوفياتية؛ وأنّ الذي أفشل تلك السياسة ما أصاب نيكسون، واضطراره للاستقالة بعد التجسس على مؤتمر الحزب الديمقراطي عام 1974. في حين يذهب آخرون إلى أنّ الصين أفادت كثيراً في النهوض الاقتصادي من إقبال الولايات المتحدة عليها، ولم تستجب للتحريض على روسيا.

إنّ الذي يكشف أسباب الإقبال على كيسنجر مؤخراً عبارة قالها الرئيس بايدن مؤخراً في تقييمه للاستراتيجية الأميركية في عهده، فقد قال إنّ الولايات المتحدة هي الأكثر تأهلاً لقيادة العالم! وهذا حكمٌ لا يوافقه عليه كثيرون، ليس منذ الآن؛ بل منذ بدايات رئاسة أوباما الأولى، قبل 15 عاماً. فقد ركّز أوباما على الانسحاب من العراق ومن أفغانستان، والتوجه شرقاً باتجاه الصين. وأيام ترمب أُضيفت مسألة الانسحاب من أوروبا وحلف الأطلسي، والاقتراب الخفي من روسيا بوتين. لكنْ كان في سياسات ترمب الاستراتيجية عنصرٌ آخر، أساسه الانعزاليات الداخلية الأميركية، باعتبار أنّ الشعب الأميركي يدفع في العسكر وفي الاقتصاد عن الآخرين، وعلى حساب رفاهية الأميركيين. ولم يتردد الجمهوريون في التذكير بمبدأ مونرو من القرن التاسع عشر بشأن الاكتفاء الذاتي، وأنه لا مصلحة لأميركا في ممارسة الاستعمار، ولا في مهنة بوليس العالم. وما نجح الرئيس وودرو ويلسون بعد الحرب الأولى التي شاركت أميركا في آخرها، في إقناع الكونغرس بالانضمام إلى عصبة الأُمم عام 1920. وانقلبت السياسات الاستراتيجية الأميركية بالطبع خلال الحرب الثانية وبعدها، حين أسست الأمم المتحدة، واندفعت في الحرب الكورية، ثم الحرب الفيتنامية، وأسست حلف الأطلسي، وصارت الركن الأول في النظام العالمي خلال الحرب الباردة، وظلت تناطح الاتحاد السوفياتي حتى سقط عام 1990.

والحقيقة أنّ فترة الجزْر الجديدة في سياسات الولايات المتحدة الاستراتيجية، كانت قد بدأت في حقبة الهيمنة (1990 - 2008) لولا هجمة «القاعدة» عليها عام 2001. بيد أنّ اعتقاد العجز عن مواجهة التحديات الخارجية عاد للظهور آخر أيام بوش الابن، وصار سياسة مقررة أيام أوباما. وهذه المراوحة بين خوف الفشل، والخوف في الوقت نفسه من الهزيمة وفقد الهيمنة، أدّت إلى الإخفاقات المتكررة وسوء التقدير في العراق وأفغانستان، وفي مواجهة هجمات روسيا الأوروبية منذ العام 2008 بعد أن تخلّت أميركا لروسيا عن سوريا، ولإيران عن العراق، ولروسيا عن شبه جزيرة القرم 2014.

سرُّ جاذبية كيسنجر المستجدة أمران؛ تذكُّر سياساته في السبعينات، ومنها إنهاء الحرب الفيتنامية، والتوجه نحو الصين، وكامب ديفيد. والأمر الثاني تقريره أنه لم تعد للولايات المتحدة سياسات استراتيجية، رغم ضخامة الجيوش، وقوة الاقتصاد. وهو يرى أنّ نقطة الضعف الرئيسية تقع في السياسة الخارجية التي تفتقر للأفكار والمبادرات كلياً. وهو لا ينكر أنّ فقد الهيبة آتٍ من فقد الصدقية. فلتكن الاستعادة بالتركيز على الصدقية، وستعود الهيبة بالتدريج، مع اعترافه ثانية بأنّ روس اليوم غير روس الأمس، وصين اليوم غير صين الأمس. بل هند اليوم غير هند الأمس! وفي أوروبا لا أمل إلا في ألمانيا وبريطانيا. لكنّ ألمانيا لا تريد مخاصمة روسيا، بل لا يمكن استخدامها في الواجهة. لا بد من صلات مباشرة بروسيا، كما مع الصين. وسيقول كثيرون إنّ سياسات الضغوط والعقوبات لم تنفع، لكنّ كيسنجر يرى أنّ الصينيين والروس يعرفون جيداً أنّ الولايات المتحدة تستطيع دائماً أن تنفع وتضرّ بالعقوبات والمبادرات، لا بالإعراض والتجاهل. لا بد من الحركة في كل مكان ولعند الأصدقاء كما لعند الخصوم. وفي هذه الظروف، فإنّ الرئيس القوي والمبادر هو الذي يستطيع استعادة ثقة العالم واحترامه. لا يملك كيسنجر فلسفة جديدة للقوة الاستراتيجية الأميركية. لكنه يملك عشرات الأفكار والاقتراحات الصغيرة في شتى مسائل السياسة الخارجية، بعد أن سكتت كل الأصوات، وانصرف الأميركيون للانشغال بالبحث في الذات. وهو داءٌ يدفع للاختباء في الأجساد، كما دفع وباء «كورونا» للاختباء في البيوت!

 

المعارضة السورية بين العجز والارتهان!

أكرم البني/الشرق الأوسط/20 كانون الثاني/2023

مع تواتر مظاهرات السوريين في ريف حلب ومدينة إدلب وأريحا وأعزاز وحارم وسلقين والدانا وغيرها، للتعبير عن رفضهم لخطوات التقارب التركية الأخيرة مع النظام السوري، بدا لافتاً تهجم بعضهم في مدينة أعزاز على رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، احتجاجاً على تماهي موقفه وموقف الائتلاف المعارض الذي يترأسه، مع رغبة أنقرة في التطبيع مع نظام دمشق، وقبلها عمّت المناطق ذاتها موجة غضب على الحكومة السورية المؤقتة عقب ما رشح عن ترحيب رئيسها بالاجتماع الثلاثي الذي عُقد في موسكو بين وزراء دفاع تركيا وروسيا وسوريا، واعتباره خطوة مهمة نحو الحل السياسي في البلاد، وبينهما ثمة شعارات رفعها متظاهرون نددت بتصريحات وبيانات لبعض الكتل المحسوبة على المعارضة السورية، كالمجلس الإسلامي السوري، وتنظيم الإخوان المسلمين، وحركة سوريا الأم وغيرها، التي اكتفت بمهاجمة النظام السوري، وتجنبت توجيه أي انتقاد لتركيا، بل خص بعضها حكومة أنقرة بالشكر لدعمها الشعب السوري وحسن استقبالها للاجئين، معرباً عن تضامنه معها وتفهمه للضغوط التي تواجهها على المستوى المحلي والدولي، كذا!

الموقف السلبي للسوريين وعدم ثقتهم بالمعارضة السياسية التي تدّعي تمثيل مصالحهم ليس جديداً، بل قديم قدم ارتهانها لإملاءات الآخرين وعجزها عن لعب دورها المفترض في قيادتهم والدفاع عن حقوقهم والاهتمام بشؤونهم، والقصد أنه ليس أمراً مفاجئاً حين لا يكون قادتها موضع قبول وترحيب شعبيين، أو حين يتعرضون لسيل من الانتقادات تجاه سياساتهم المبهمة والذليلة والتي استهترت غير مرة بما يكابده الملايين واستسهلت التفريط بحقوقهم.

كيف يمكن أن يثق السوريون بمعارضة وضعت نفسها في طليعة المروّجين للأوهام عن دور خارجي «إنقاذي وخلاصي» وربطت سياساتها به، ما جعلها في كثير من المحطات تنصاع لأوامر الخارج، الإقليمي أو الدولي، وتسير وفق حساباته وتوقيتاته، ضاربةً عرض الحائط بالجهود المفترض بذلها لمواجهة تحديات الداخل، ولتمكين الذات أولاً، والتأكيد على أن خلاص السوريين لن ينجَز إلا بأيادي السوريين أنفسهم، ولنتذكر هنا، مثلاً، كيف ارتبطت محطات تطورها السياسي وتشكيلاتها التنظيمية بأجندة لا تتعلق بالوضع السوري العياني بقدر ما كانت تتعلق بمطالب الخارج، وكيف تَسابق المعارضون لعقد المؤتمرات وإعلان التكتلات السياسية تلبيةً لإشارات صدرت من هذا الطرف الخارجي أو ذاك، وكيف وُلد «الائتلاف الوطني» نفسه كاستجابة مكشوفة لاشتراط الغرب منحه الشرعية ودعمه، ولنتذكر أيضاً، مرارة ما جلبه انتظارها وتعويلها المزمن على تدخل أميركي جدّي وحازم في الملف السوري؛ مرةً على ما كان يعلنه البيت الأبيض من خطوط حمر ومن مواقف متشددة تجاه نظام دمشق، ومرةً ثانيةً على العقوبات التي فُرضت، كقانون قيصر، ومؤخراً قانون الكبتاغون. ولنتذكر تالياً الخيبات المتكررة من مبالغة بعض زعماء المعارضة في الرهان على حصول توافق بين موسكو وواشنطن يُنهي الحكم السوري ويفتح آفاقاً لمرحلة الانتقال السياسي، كما على ما عدّوه خلافاً بين روسيا وإيران حول المستقبل السوري، ما سمح بتمرير مسار روسي كان همّه الالتفاف على القرار الأممي (2254) وفرض تسوية على مقاس مصالحه. والأهم، لنتذكر الاتكاء المفرط لأهم جماعات المعارضة السورية على تركيا، ومنحها ثقة مطلقة حتى بدا الانصياع لأوامرها كأنه ضرورة لاستمرار الوجود السياسي المعارض نفسه، ما أفضى إلى التسليم بتحالف حكومة أنقرة مع موسكو وطهران، والإذعان لإملاءاتها في المشاركة باجتماعات الآستانة وسوتشي، وفرض مناطق خفض التصعيد وإنجاح ما رُسم من «تسويات ومصالحات» كما إلى تغطية «عملياتها العسكرية» في شمال غربي البلاد، من دون أن ننسى مبالغات المعارضة في التعويل على الدور الأممي وعلى الخطط التي حملها المبعوثون الدوليون، وعلى ما عُرفت بمفاوضات جنيف، وحالياً على ما يمكن أن تسفر عنه أعمال اللجنة الدستورية، وإيهام الناس بأنها باتت مدخل التغيير السياسي.

علاوة على ما سبق يلحّ السؤال: أيُّ موقع يمكن أن تحتله المعارضة السياسية عند السوريين حين تبدو كأنها في وادٍ والمعاناة الشعبية في وادٍ آخر، وتعجز عن بناء قنوات للتواصل والتفاعل مع الناس ومدهم بأسباب الدعم، كما عن توظيف الجهد المطلوب لتنظيم الحياة في المناطق التي خرجت عن سيطرة السلطة؟ وأي قيمة يمكن أن تحوزها معارضة غضّت النظر عن قوى إسلاموية متطرفة نجحت في فرض وجودها على الأرض وخلق واقع اجتماعي يناهض الشعارات الوطنية والديمقراطية، أو حين يتمكن تنظيم الإخوان المسلمين من السيطرة على أهم مؤسساتها وفرض مواقف سياسية عليها تخدم التزامه الآيديولوجي على حساب الهم الوطني، فلا يتردد، مثلاً، تلبيةً لمصالح «إخوته في الدين»، في حضّها على تسعير العداء بين الكرد والعرب والتخلي عن مسؤوليتها الوطنية والأخلاقية في إعادة بناء الثقة بين هذين المكونين السوريين على قاعدة معاناتهم المشتركة من القهر والتمييز؟

واستدراكاً، من أين يمكن أن تستمد المعارضة الرضا والقبول الشعبيين، حين لا تنجح في إظهار نفسها كقدوة ومثلاً يُحتذى، وتنزلق جماعاتها إلى تنازع مفضوح على المناصب والامتيازات، أو حين تتصدر صفوفها ثلة ممن يفتقدون الحد المطلوب من المصداقية والكفاءة وبات دورهم يقتصر على إصدار البيانات وحضور الاجتماعات الرسمية، وتحفل أحاديثهم بسيل من الشتائم والتهم تصل إلى حد التخوين لقاء اختلاف سياسي هنا أو مزاحمة تنظيمية هناك؟

يتفهم السوريون أن ثمة مثالب وأمراضاً تعاني منها بعض جماعات المعارضة، جراء عقود من جور السلطة وظلمها وعنفها، وربما يتفهمون أن ثمة شروطاً موضوعية وتوازنات إقليمية ودولية صارت تتحكم في الوضع السوري ومسارات تطوره وهي تتحكم بالضرورة في الحقل المعارض، لكن أن تغدو المعارضة التي كانوا يتوخّون منها قيادتهم وتوجيههم، وبعد أكثر من عشر سنوات، عنواناً للعجز، بينما تتنامى حاجتهم لمعارضة تمثلهم وطنياً وتنتصر لهويتهم وحلمهم الديمقراطي، متحررةً من الإملاءات الخارجية، وتحنو على مختلف وجوه معاناتهم، وتأخذ بيدهم في هذا الوقت بالذات، الوقت الذي يئنّ فيه الوطن تحت وطأة الضياع والاحتلالات والشروخ المتخلفة، وتتعاظم معه شدة ما يكابده جميع السوريين أينما كانوا، من القهر والنبذ والتمييز، ومن شروط أمن وحياة لم تعد تطاق.

 

هواجس إيران مع حلفائها

فايز سارة/الشرق الأوسط/20 كانون الثاني/2023

يقودنا تأمل المبادرة التركية في الانفتاح على نظام الأسد والمصالحة معه على طريق تطبيع العلاقات بين الطرفين إلى قول، إن الإبعاد الإقليمية والدولية للمبادرة تتضمن توسيع الحضور والدور التركي في سوريا، وهو أمر لا يمكن أن يتم من دون تأثير مباشر على حضور ودور الإيرانيين والروس الذين يسيطرون على القسم الرئيس من الفضاء السوري، تاركين جزءاً منه للطرف الأميركي الحاضر مقنعاً خلف حليف محلي تجسده «قوات سوريا الديمقراطية» في شمال شرقي البلاد، وحليف أصغر قرب قاعدة التنف في الجنوب باسم «جيش سوريا الحرة» (مغاوير الثورة) سابقاً، وكله مضافٌ إلى قسم محدود في شمال غربي البلاد تحت السيطرة التركية.

وإذا كانت مخاوف روسيا من الدور التركي في حدود دنيا على اعتبار موسكو هي القوة الدافعة لأنقرة باتجاه مبادرتها السورية، إضافة إلى علاقات واسعة ووثيقة ومجرّبة بين الطرفين، فإن إيران التي لم تشارك الدور الروسي، تبدي بعض الحذر حيال المبادرة التركية، وهو ما صدرت عنه إشارات إيرانية كثيرة، أبرزها عن وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان في خلال زيارته الأخيرة إلى دمشق ومباحثاته هناك، حيث أشار إلى علاقات طهران - أنقرة القوية، وركز على تشاركهما في آستانة من دون أن يذكر روسيا شريكهما الثالث والأهم بأي كلمة.

دواعي الحذر الإيراني حيال المبادرة التركية في سوريا تتصل بالدور المتنامي للعلاقات الروسية - التركية، التي تعززت بقوة في السنوات الأخيرة، ليس في المستوى الثنائي فحسب، بل في مستوى علاقات تركيا بقضايا حساسة ومصيرية بالنسبة لموسكو، خاصة التقارب مع دورها في سوريا من جهة، وموقفها من الصراع الروسي في أوكرانيا وما يحيط به، وقد لعبت أنقرة أدوراً مهمة في الحالتين؛ مما جعل موسكو إلى جانب أسباب أخرى، تضغط على أنقرة من أجل توسيع دورها وحضورها في سوريا باعتبارها صديقاً وحليفاً لروسيا، يمكن أن يشغل حيزاً من فراغ الانسحابات الروسية من سوريا لتعزيز قوة روسيا في أوكرانيا.

وتستجيب مساعي التمدد التركي في المشهد السوري للطموحات الواضحة في استراتيجية تركيا وسياساتها، ويحظى تمددها ربما ببعض القبول العربي؛ لأنه يحدّ من قوة إيران في المنطقة، ويمنع بدرجة ما إحكام القبضة الإيرانية على سوريا والاستفراد بها على ما هو الحال في العراق ولبنان، وقد باتت طهران المتحكم في مسارات بلدان عدة، وخاصة في الجوانب السياسية والاقتصادية.

ومما لا شك فيه، أن إيران تدرك كل ما يحيط بمساعي وطموحات تركيا، وتراقبها بكل مجرياتها وتفاصيلها، واحتمالاتها، وتسعى إلى تحويل جهود أنقرة لتتقاطع مع مصالح إيران ونظام الأسد، ورغم حقيقة التنافس بين البلدين الجارين، فإنها تستند في مراهنتها إلى مجموعة عوامل، بينها أن تركيا شريكة لها مع روسيا في إعلان موسكو وفي آستانة، وكلتاهما رسمت حدود الموقف المشترك إزاء الملف السوري، وقد أثبتت تركيا حضورها الإيجابي في هذه الشراكة خلال السنوات الماضية، كما أن علاقات قوية تربط الطرفين وبين مؤشراتها مبادلات تجارية حجمها السنوي نحو ثمانية مليارات، يسعى الطرفان لرفعها إلى ثلاثين مليار دولار سنوياً، وأن تركيا مارست سياسة تخفيف العقوبات الدولية على حكم الملالي، وتستمر علانية في انفتاحها التجاري على إيران وخاصة لجهة استيراد النفط والغاز، وتصدير السلع والبضائع التركية.

ورغم ما يظهر من قوة علاقات إيران مع نظام الأسد الممتدة عقوداً والتي تعززت أكثر في سنوات العقد الأخير، فإن إيران بسبب ظروف داخلية وإقليمية ودولية، صارت أكثر حذراً إزاء مبادرة المصالحة التركية مع نظام الأسد، التي يمكن أن تقدم للنظام، إذا تمت دعم ومساندة تساعده في التغلب على الصعوبات والمشاكل التي يواجهها، وتساهم في تأهيله وعودته إلى المجتمع الدولي بعد كل ما ارتكبه من جرائم، لكنها في الوقت نفسه ستمثل تمدداً تركياً في القضية السورية، تعارضه طهران؛ لأنه يؤثر سلباً على الحضور والدور الإيراني.

وسط تشابك السياسات والأهداف الراهنة في المنطقة وحول الوضع في سوريا واحتمالاته، ظهرت هواجس ومخاوف إيران وخاصة حيال الأطراف ذات العلاقة والتأثير في سوريا وحولها، وركزت جهودها في أمرين، أولهما تقوية أسس وجودها في سوريا وإعطاؤه مزيداً من القوة عبر ضغوط واتفاقات تعقدها مع حكومة الأسد وسط أزمة خانقة يواجهها حالياً على المستويات السياسية والاقتصادية، وقد تم تمرير محتويات اتفاقات تتعلق بإمدادات النفط والاستثمارات، واتفاقات إملاء تخرق السيادة السورية، تعطي الإيرانيين حق المعاملة مثل السوريين، من دون إخضاعهم للقانون السوري بحيث تتم مقاضاتهم أمام المحاكم الإيرانية، والأمر الآخر فيما تسعى إليه إيران في سوريا، هو إعادة تقييم الوضع السوري وحدود مواقف نظام الأسد من المبادرة التركية في أبعادها المختلفة، وتأكيد حضور ودور إيران في سوريا بما فيه التعامل مع المبادرة التركية، وقد صدرت إشارات متعددة عن مسؤولين إيرانيين بهذا الاتجاه، يضاف إليها توجه وزير الخارجية حسين عبداللهيان إلى أنقرة في خطوة تسبق زيارة الرئيس الإيراني القريبة إلى تركيا.

خلاصة الأمر، أن إيران التي تواجه أوضاعاً داخلية صعبة، تعيش مرحلة قلق وهواجس حيال حلفائها؛ مما يدفعها إلى اتخاذ خطوات وإجراءات، أهمها في سوريا وحولها، وتدقيق في الأوضاع المحيطة ومنها المبادرة التركية حيال نظام الأسد في إطار مساعي طهران ترتيب وتدقيق بعض علاقاتها مع الأطراف الأقرب إليها وفيهم الروس وتركيا ونظام الأسد؛ حتى لا تحصل أي مفاجآت غير محسوبة تلحق ضرراً بوجود إيران في الإقليم عموماً، وفي سوريا على وجه الخصوص. ولا يحتاج إلى تأكيد قول، أن كل التحركات والإجراءات، لا يمكن أن تطمئن إيران؛ ذلك أن الوضع في المنطقة وخاصرته الهشة في سوريا وحولها، لا يحسم من خلال إيران والثلاثة الأقرب إليها، بل إن فيه قوى فاعلة إقليمية ودولية ذات تأثير بينها بعض البلدان العربية وإسرائيل، إضافة إلى أوروبا والولايات المتحدة، وهذه كلها لا تملك أوراقاً مهمة في ملفات المنطقة والموضوع السوري فحسب، بل كلها أصبحت في صراع واسع ومعلن مع طهران، وأكثرها بات يتطلع إلى إخراج إيران من سوريا، إن لم يكن من أجل السوريين ووقف معاناتهم، فمن أجل وقف تمدد إيران وسياساتها التوسعية والعدوانية في المنطقة.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

الخارجية ردا على تعليق حق لبنان بالتصويت في الأمم المتحدة: عملية الدفع ستتم مباشرة

وطنية/20 كانون الثاني/2023

 صدر عن وزارة الخارجية والمغتربين البيان الآتي: "عطفا على الخبر الذي تناقلته وسائل الاعلام عن تعليق حق لبنان بالتصويت في أجهزة الأمم المتحدة نتيجة لعدم تسديد المساهمات المترتبة ضمن ميزانية المنظمة الدولية، يهم وزارة الخارجية والمغتربين التوضيح بأن سائر المراحل الخاصة لتسديد المبلغ المطلوب قد أنجزت، وبعد الاتصالات التي تم اجراؤها مع كل من دولة رئيس مجلس الوزراء ومعالي وزير المال، تبين أن عملية الدفع النهائية ستتم مباشرة بما يحفظ حقوق لبنان في الأمم المتحدة".

 

بري عرض مع زواره المستجدات ودعا اللجان الى جلسة في 26 الحالي وتسلم رسالة من نظيرته الاوغندية

مخزومي: المطلوب في هذه المرحلة إنتخاب رئيس للجمهورية

وطنية/20 كانون الثاني/2023

استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة رئيس حزب "الحوار الوطني" النائب فؤاد مخزومي، حيث تم عرض للأوضاع العامة، سيما الإقتصادية منها وآخر المستجدات السياسية.

 وقال النائب مخزومي بعد اللقاء :" لقاؤنا مع دولة الرئيس نبيه بري لإعادة تقييم الوضع الذي نحن فيه والجميع يعرف أن سعر صرف الدولار قد وصل الى الخمسين الف ليرة وصعودا وهذا يدل على عدم الثقة بالوضع الاقتصادي الذي نحن فيه. وهناك أيضا لدينا مشكلة دواء وكهرباء ومدارس. وعليه وصلنا الى مرحلة أصبح فيه الاصلاح أمرا اساسيا وكل العالم ينظر الى لبنان ويربط عملية دعمه للبنان سواء بواسطة صندوق النقد الدولي أو من دول العالم الغربي ومن دول الخليج وبخاصة من المملكة العربية السعودية بإنتخاب رئيس للجمهورية وحكومة يكون لديها برنامج عمل واضح وصريح كي تستطيع ان تقدم صورة للعالم بأننا قادرون ومستعدون  للسير في طريق واضح وصريح نحو الاصلاح".

 وأضاف :"الجميع يعرف أن مجلس النواب هو يعمل كخلية نحل والرئيس بري أعطى تعليماته لجميع النواب للعمل في اللجان وهي تعمل إسبوعيا من يوم الاثنين وحتى الخميس من الصباح الى المساء من أجل إنجاز القوانين لكن في النهاية الكل يعرف اذا لم ننتخب رئيسا للجمهورية وشكلنا حكومة من الصعب تطبيق القوانين.

 وتابع :"نحن مستمرون في السير بعملية الإصلاح وننسق كثيرا في ما بيننا. كل النواب يريدون الإصلاح لكن بصراحة وقياسا مع الظروف التي يعيشها أهلنا لا يمكن الاستمرار لكننا قادرون على الوصول الى شاطئ الامان. ونأمل ان نتمكن من انتخاب رئيس للجمهورية لانه هذا هو المطلوب في هذه المرحلة".

 العريضي

كما عرض الرئيس بري للمستجدات السياسية وآخر التطورات خلال لقائه الوزير السابق غازي العريضي.

 قنصل اوغندا

واستقبل بري قنصل أوغندا لدى لبنان السيد محمد خضر حسين في حضور رئيس المنتدى اللبناني الاوغندي سليم فرح.

وسلم القنصل حسين الرئيس بري رسالة خطية من رئيسة مجلس النواب الاوغندي انيتا امونغ.  كما كانت الزيارة مناسبة تم في خلالها عرض للاوضاع العامة والعلاقات الثنائية بين البلدين .

دعوة اللجان

على صعيد آخر، دعا الرئيس بري لجان :المال والموازنة، الادارة والعدل، الصحة العامة  والعمل والشؤون الإجتماعية الى جلسة مشتركة في العاشرة والنصف من قبل ظهر يوم الخميس الواقع فيه 26 كانون الثاني 2023، وذلك لدرس مشروع القانون الوارد في المرسوم رقم 13760 الرامي الى تعديل بعض احكام القانون قانون الضمان الإجتماعي وإنشاء نظام التقاعد والحماية الاجتماعية .

 

قوات العدو تطلق قنابل مضيئة فوق ميس الجبل وقوة مشاة تجتاز السياج التقني في محلة الكروم- الشراقي

مرجعبون/وطنية/20 كانون الثاني/2023

اطلق جيش العدو الاسرائيلي منذ قليل قنابل مضيئة فوق ميس الجبل.

كما اجتازت قوة مشاة تابعة لقوات العدو قوامها 20 جنديا السياج التقني في محلة الكروم- الشراقي خراج بلدة ميس الجبل- قضاء مرجعيون.

 

جنبلاط عرض الأوضاع مع لقاء "الهوية والسيادة"

وطنية/20 كانون الثاني/2023

استقبل رئيس كتلة "اللقاء الديمقراطي" النائب تيمور جنبلاط، في مكتبه في كليمنصو، وفدا من "لقاء الهوية والسيادة"، بحضور أمين سر الكتلة النائب هادي أبو الحسن ومستشار النائب جنبلاط حسام حرب.

وخلال اللقاء، تم جرى عرض الأوضاع العامة.

 

نعيم قاسم: لن نقبل برئيس يستفز ويواجه شرائح كبرى في لبنان لمصلحة سياسات أميركية

وطنية/20 كانون الثاني/2023

أشار نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم إلى أن "كل النقاش في لبنان اليوم يدور حول ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية حتى لا يكون هناك فراغ رئاسي، وكي لا يستمر هذا الفراغ فترة طويلة من الزمن"، وقال: "الفراغ فيه أضرار جسيمة على كل الوضع في لبنان من دون استثناء". أضاف قاسم في ذكرى مرور ثلاثة أيام على وفاة مريم زراقط: "نحن كحزب الله متحمسون ونعمل ليل نهار لتسهيل الخطوات العملية من أجل انتخاب رئيس للجمهورية، لكننا لسنا وحدنا من ينتخب رئيس الجمهورية، فعدد أعضاء مجلس النواب مائة وثمانية وعشرين، هذا المجلس فيه تنوع وتوزيع في الكتل النيابية إلى درجة أنك لا تستطيع أن تقول إنَ في المجلس اتجاهين، بل هناك خمسة أو ستة أو سبعة تكتلات موجودة في داخله. وإذا أردت أن تنتخب رئيسا للجمهورية في الدورة الأولى تحتاج إلى ثلثين، وفي الدورة الثانية تحتاج إلى خمسة وستين "النصف زائدا واحدا". وتابع:  "لا كتل متفاهمة متجانسة إلى الآن استطاعت خلال هذه الفترة السابقة أن تحقق الحد الأدنى، وهو النصف زائدا واحدا، وإن كانت هناك كتل تأمل في أن تصل إلى هذا العدد، لكن من المسؤول؟ الكل مسؤولون ومعنيُّون. يخرج بعض النواب أحيانا يشتمون النواب الآخرين، ويحملون النواب الآخرين المسؤولية وينسون أنفسهم أنهم مسؤولون أيضاً".

وسأل: "كيف نستطيع أن نخرج من هذا المأزق مع هذا التوسع الموجود بين الكتل النيابية؟ نستطيع ذلك بإجراء حوارات واتفاقات ومحاولة تقريب وجهات النظر. يمكن للبعض أن يقول: لكن لا يمكن تقريب وجهات النظر بين المتباعدين. فلنسأل هؤلاء المتباعدين  لماذا هم متباعدون؟ إذا كانوا متباعدين لأنهم يريدون رئيسا كما يرغبون، وهم غير قادرين على الإتيان بهذا الرئيس، فهل يعقل أن يبقوا على تصميمهم ورفضهم لحلحلة الأمور بالتعاون مع الآخرين؟". وقال: "لنفترض أن مجموعة من الكتل اتفقت وتبين معها أنها تستطيع أن تختار شخصا مناسبا، وكان عدد الكتل مثلا ثلاثين، خمسة وثلاثين، أربعين.. من النواب، وكتل أخرى أو نواب آخرين يجمعون عشرة أو خمسة أو يكون وحده، فهل يعقل ألا يقترب هذا الذي لديه صوت واحد أو ثلاثة أصوات أو خمسة أصوات من الذي لديه أصوات أكثر؟ بعضهم يقول أن نأتي إليهم! ولكن هم يعلمون أن لا قدرة كافية لديهم".

أضاف: "إذا أردت التسهيل فعليك أن تتنازل، والتنازل عن صفات تفصيلية لأنَّ الصفات الجوهرية بالتأكيد يجب أن تكون متوافرة ولا يمكن لأحد أن يتنازل عنها. المطلوب داخلياً أن تحدث تنازلات في التفاصيل. أما في الجوهر فبالتأكيد يجب أن تكون لهذا الرئيس  مواصفات محددة لا يمكن التنازل عنها. هذا الرئيس يجب أن يكون عابراً للطوائف بعلاقاته وإمكانية التعاون مع كل الأطراف والقوى السياسية الموجودة في البلد. كما يجب أن يكون قادرا على الانفتاح على الشرق والغرب والعرب وباقي الدول لما فيه مصلحة لبنان، وأن يكون وطنياً لا يفرِّط بالوضع اللبناني خدمة للمشروع الأميركي - الإسرائيلي، الذي يريد أن يبقي لبنان ضعيفاً أو يريد أن يُبقي لبنان محتلاً، أو أن يوطن الفلسطينيين في داخل لبنان، أو أن يبقى جاثماً على قلوبنا في المنطقة". وتابع: "هذا الرئيس يستطيع بتجربته وسلامة خطه السياسي ورؤيته أن يستعين باقتصاديين وماليين وبالجهات السياسية المختلفة، ليبدأ بخطط الإنقاذ والتعافي حتى نتمكن من أن نتخلص من هذه المشاكل الموجودة، أو أن نضع الأمور على سكة الحل.  نحن متحمسون لاختيار هذا الرئيس، أما أن يأتي البعض ويقول إنه يريد رئيساً يستفز ويواجه شرائح كبرى في لبنان لمصلحة سياسات أميركية، فطبعاً هذا لن يمر، وهذا لا نقبل به، حتى لو كائناً من كان". وأردف: "هم يتحملون المسؤولية لأنهم يتمسكون بمشروع واقتراحات استفزازية لشركائهم في الوطن. أما نحن فليست لدينا اقتراحات استفزازية، ونحن نقول يجب أن يتعاون هذا الرئيس مع الجميع، وأكثر من ذلك نقول عندما يصبح رئيساً، من المفروض أن يأخذ في الاعتبار متطلبات القوى المختلفة بحسب القوانين والأنظمة. هنالك جماعات معقَّدة في لبنان، يريدون رئيساً يضرب ويواجه الشرائح الكبرى في لبنان وهم عاجزون عن ذلك، لكنهم لا يعترفون بذلك. على كل حال الناس يرون ويعرفون الحقائق". وختم: "إن حزب الله لا يتحمل وحده مسؤولية الإتيان برئيس، فحزب الله شريحة من الشرائح الموجودة في لبنان، ومن المفروض أن نتعاون مع الشرائح الأخرى حتى يأتي هذا الرئيس، وإن شاء الله يكون هذا الأمر قريباً".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 20-21 كانون الثاني/2023

رابط الموقع                                                                      

http://eliasbejjaninews.com

لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

Click On The above Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 20 كانون الثاني/2023/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/115095/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1665/

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For January 20/2023

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/115098/lccc-lebanese-global-english-news-bulletin-for-january-20-2023-compiled-prepared-by-elias-bejjani/