المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل كانون الثاني 10

لسنة 2023

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2023/arabic.january10.23.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

اضغط على الرابط في أعلى للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

وكانَ يوحنا يُنَادِي قَائِلاً: «يَأْتِي بَعْدِي مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنِّي، مَنْ لا أَسْتَحِقُّ أَنْ أَنْحَنِيَ لأَحُلَّ رِبَاطَ حِذَائِهِ. أَنَا عَمَّدْتُكُم بِٱلمَاء، أَمَّا هُوَ فَيُعَمِّدُكُم بِٱلرُّوحِ القُدُس

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/اللبناني المتعامي عن احتلال حزب الله الكبتاكوني، هو أخطر بمليون مرة من الحزب واحتلاله

الياس بجاني/فيديو ونص/لا أمل ولا رجاء من تحقيقات الوفد القضائي الأوروبي

الياس بجاني/تركو ميشال عون يرتاح وريحوا الناس من اسقاطاته واوهامه والشرود

الياس بجاني/كل مقاربات جعجع لإحتلال حزب الله: جعجعة وذمية وعمى رؤية

الياس بجاني: جديد جريمة وفضيحة بيع الرهبنة الأنطونية شقق ومحلات تجارية لحزب الله/مع نص محضر اجتماع أبناء الحدت ورئيس دير مار أنطونيوس، الأب نادر الذي اعترف ببيع الشقق والمحلات

 

عناوين الأخبار اللبنانية

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الإثنين في 9 كانون الثاني 2023

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 9/1/2023

وحدك خبير وبالعيار ماحي المعاصي للتقي/الأب سيمون عساف

لا أحد جاهزاً لمعركة الرئاسة: ديمومة التعطيل المتبادل/منير الربيع/المدن

حجب "صيرفة" عن المؤسسات وتحديد سقف للأفراد... والدولار يعاود الارتفاع

الأوروبيون يضيّقون الخناق على سلامة والأميركيون معنيّون بخليفته!

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

بري: الجلسة الرئاسية المقبلة لن تبدّل شيئًا

ميقاتي يعوّل على مشاركة “الحزب” في “الجلسة الكهربائية

 الشرخ يتّسع بين “الحزب” و”التيار”

العونيون” والطعن: مطمر بزيت… ومطمر بسمنة!

تفاصيل “الخطة ب”

بلبلة واستياء في صفوف “التيار”

لبنان: دعم خارجي للحوار للخروج من المأزق وانتخاب رئيس

"سيدة الجبل": "حزب الله" يضغط للقبول بمرشحه

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

الاحتجاجات تعمّ إيران ومدن العالم رفضاً لقمع الملالي والإعدامات

البابا فرنسيس يدين... ودول أوروبية تستدعي سفراء طهران... والتجمعات الليلية تقض مضاجع النظام

ثلاثة أسباب رئيسية تجعل العودة إلى المفاوضات مع إيران مستبعدة

فرنسا متمسكة بالتواصل مع طهران لدورها في الأزمات الإقليمية

رفع الحظر عن وسم «الموت لخامنئي» في «إنستغرام» و«فيسبوك»

دول أوروبية تستدعي سفراء طهران تنديداً بأحدث الإعدامات

البابا فرنسيس أدان استخدام العقوبة القصوى ضد المتظاهرين

خامنئي يتهم المحتجين بـ«الخيانة»... وطهران تصدر أحكام إعدام إضافية

المرشد الإيراني دعا إلى مواصلة «المواجهة الصارمة»... وقلق على مصير متظاهرين

بغداد تتجاهل اعتراضاً إيرانياً بشأن «الخليج»

خامنئي يتهم المحتجين بـ«الخيانة»... وطهران تصدر أحكام إعدام إضافية

المرشد الإيراني دعا إلى مواصلة «المواجهة الصارمة»... وقلق على مصير متظاهرين

الغضب من الإعدامات يؤجج الاحتجاجات في إيران وأنباء عن حكم ابنة رفسنجاني بخمس سنوات سجن وإدانة أربعة رجال بسبب إضرابات سائقي الشاحنات

سوليفان يتهم إيران بالمشاركة في جرائم الحرب الروسية في أوكرانيا

إيران: الحكم بالسجن 5 أعوام على ابنة رفسنجاني

ألمانيا تستدعي سفير إيران للاحتجاج على إعدام محتجَّين

ضربات روسية على شرق أوكرانيا بعيد نهاية «الهدنة» وموسكو أعلنت مقتل مئات الجنود... وشهود شككوا... وصمت في كييف

دمشق تنفي لقاء وزراء خارجية سورية وروسيا وتركيا في موسكو

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

عون يتمترس بوزير الدفاع لتصفية حساباته “الرئاسية”/محمد شقير/الشرق الأوسط

مساعي “لبننة الاستحقاق الرئاسي” بلا نتيجة/غاصب المختار/اللواء

“لبنان القوي” أمام اختبار رئاسي صعب… فهل يفعلها باسيل؟/كلير شكر /نداء الوطن

هل يكسر باسيل جناح الضاحية؟/نجوى ابي حيدر/المركزية

بالأسماء: أفراد عصابة الإجرام التي تخطف الطفلين السوريين/داود رمال/وكالة أخبار اليوم

هل يفتح التحقيق الأوروبي في لبنان صندوق الأسرار؟/حنا صالح/الشرق الأوسط

ألحساب العددي لاقتسام السّلطة بدعة إستعمارية تقسيميّة/ألسفير د. هشام حمدان

المطلوب صدمة رئاسية/شارل جبور/الجمهورية

هل يمكن للضحية تقديس قاتلها؟/أحمد الأيوبي/نداء الوطن

تسلية باسيل ومناورات "الحزب"/وليد شقير/نداء الوطن

باسيل يشهر أوّل أسلحته الرئاسية: ندى البستاني مرشحة؟/أحمد عياش/هنا لبنان

"أم الشرائع"... المشعّة بالبؤس!/نبيل بومنصف/النهار

حقائق: دعهم يتسلون/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

هل تلجأ عائلة “الوسوف” إلى القضاء؟

“أمل”: موضوع الكهرباء يتجاوز النكد السياسي

الحلبي يتراجع عن اقتراحه: لن ندفع الـ5 دولارات

مولوي يؤكد: الانتخابات البلدية ستجري بموعدها

محمد الحوت: “شلنا من قاموسنا كلمة ما خلّونا”

أوسمة لـ6 مغتربين لبنانيين من “الخارجية”!

سيدة الجبل: لا انتخابات حرّة ولا انتظام للمؤسسات الدستورية ولا تعافٍ إقتصادي في ظلّ الإحتلال الايراني

جهاد العرب يتملّك مدرسة الحريري الثانية بـ 23 مليون دولار!

بري مستقبلا بوشكيان والعريضي... بويز: الحوار حاجة ورئيس المجلس الطباخ الاول للرئاسة

جعجع: الاستحقاق الرئاسي عملية انتخابية وليس أبو ملحميات

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

قال يوحنا للفريسيين: «أَنَا صَوْتُ صَارِخٍ في البَرِّيَّة، قَوِّمُوا طَرِيقَ الرَّبّ، كَمَا قَالَ آشَعيا النَّبِيّ»

إنجيل القدّيس يوحنّا01/من19حتى28/:"هذِهِ شَهَادَةُ يُوحَنَّا، حِينَ أَرْسَلَ إِلَيْهِ اليَهُود، مِنْ أُورَشَليم، كَهَنَةً ولاوِيِّينَ لِيَسْأَلُوه: «أَنْتَ، مَنْ تَكون؟». فَٱعْتَرَفَ، ومَا أَنْكَر، إِعَتَرَفَ: «أَنَا لَسْتُ المَسيح»، فَسَأَلُوه: «مَا أَنْتَ إِذاً؟ هَلْ تَكُونُ إِيلِيَّا؟». فقَال: «لَسْتُ إِيلِيَّا». قَالُوا: «هَلْ تَكُونُ أَنتَ النَّبِيّ؟». فَأَجَاب: «لا!». فَقَالُوا لَهُ: «مَنْ تَكُون، لِنُعْطِيَ جَوَابًا لِلَّذينَ أَرْسَلُونَا؟ مَاذَا تَقُولُ عَنْ نَفْسِكَ؟». أَجَاب: «أَنَا صَوْتُ صَارِخٍ في البَرِّيَّة، قَوِّمُوا طَرِيقَ الرَّبّ، كَمَا قَالَ آشَعيا النَّبِيّ». وكَانَ المُرْسَلُونَ مِنَ الفَرِّيسيِّين. فَسَأَلُوهُ وقَالُوا لَهُ: «لِمَاذَا إِذًا تُعَمِّد، إِنْ لَمْ تَكُنْ أَنْتَ المَسِيح، ولا إِيليَّا، ولا النَّبِيّ؟». أَجَابَهُم يُوحَنَّا قَائِلاً: «أَنَا أُعَمِّدُ بِٱلمَاء، وبَيْنَكُم مَنْ لا تَعْرِفُونَهُ، هُوَ الآتِي وَرائِي، وأَنَا لا أَسْتَحِقُّ أَنْ أَحُلَّ رِبَاطَ حِذَائِهِ».جَرَى هذَا في بَيْتَ عَنْيَا، عِبْرِ الأُرْدُنّ، حَيْثُ كَانَ يُوحَنَّا يُعَمِّد.

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

اللبناني المتعامي عن احتلال حزب الله الكبتاكوني، هو أخطر بمليون مرة من الحزب واحتلاله

الياس بجاني/09 كانون الثاني/2023

فهموها: كل صاحب شركة حزب وسياسي ومواطن ورجل دين معمي ع قلبه، ومش شايف احتلال حزب الله، هيدا أخطر من الحزب بمليون مرة.

 

فيديو ونص/لا أمل ولا رجاء من تحقيقات الوفد القضائي الأوروبي

الياس بجاني/08 كانون الثاني/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/114776/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%84%d8%a7-%d8%a3%d9%85%d9%84-%d9%88%d9%84%d8%a7-%d8%b1%d8%ac%d8%a7%d8%a1-%d9%85%d9%86-%d8%aa%d8%ad%d9%82%d9%8a%d9%82%d8%a7%d8%aa-%d8%a7/

لا أمل ولا رجاء من تحقيقات الوفد القضائي الأوروبي، مع 30 شخصية لبنانية بنكية ومصرفية، في مقدمهم رياض سلامة، وذلك في ملفات تحويل الأموال وتبيضها. عمل المجموعة القضائية هذه يأتي من ضمن اتفاقية دولية صادرة عن الأمم المتحدة لمحاربة الفساد، وقع لبنان عليها لبنان سنة 2008، وأقرها وصادق عليها المجلس النيابي اللبناني في سنة 2020.

حتى لا تغرق في غياهب الهلوسات والأوهام، فإنه لا قضاء ولا عدل ولا محاسبة، في ظل احتلال حزب الله الإرهابي، ومع أوباشه المنصبين في مواقع المسؤولية من الطرواديين، والودائع، والحكام، والنواب، والوزراء، وأصحاب شركات الأحزاب، والقضاة، والمحققين، والرسميين كباراً وصغاراً.

بظل هذا الاحتلال البربري والمجرم، لا حلول في لبنان، لا كبيرة ولا صغيرة، وفي أي مجال، وعلى أي مستوى، ولنا في مصير المحكمة الدولية الخاصة بلبنان خير مثال، حيث طبخت قبل قبول حزب الله والنظام السوري بها، حتى لا تطاول أحزاب ودول، بل أفراد.

وكذلك، فإن عمل المجموعة القضائية الأوروبية الحالية، هي أيضاً طبخت مع القضاء اللبناني المسيس، بحث تم خصيها بالكامل، وعطلت فاعليتها قبل أن تبدأ عملها، ولن تكون سوى مسرحية هزلية، لا أكثر ولا أقل.

على سبيل المثال لا الحصر، نسأل أين القضاء والعدل في جريمة تفجير المرفأ؟

وأين القضاء والعدل في جريمتي اغتيال هاشم السلمان ولقمان سليم، ووملفات العشرات من الشهداء الذين اغتالهم حزب الله والنظام السوري؟

وأين القضاء والعدل من محاكمة الجسم البنكي والمصرفي بكامله، وفي مقدمة هؤلاء السارقين، الفاسد والمفسد رياض سلامة المتربع على كرسي رئاسة البنك المركزي منذ العام 1993، ومعه كل أصحاب ومدراء المصارف، وأصحاب شركات الأحزاب، والحكام الذين سرقوا ودائع اللبنانيين؟

في الخلاصة المشكلة السرطانية في لبنان هي الاحتلال، وكل ما نراه من أزمات مالية وحياتية وقضائية وعلاجية وتعليمية وأمنية، هي مجرد أعراض لهذا الاحتلال…

إن علاج الأعراض لا يجدي نفعاً، لأنه مجرد ترقيع، وإن لم يعالج المشكل الإحتلالي السرطاني، فكل ما يجري هو تضييعاً للوقت، وتقوية للإحتلال. 

يبقى أن لبنان دولة محتلة وفاشلة ومارقة، والحلول من الداخل هي عبثية ورزمة من الأصفار.

الحل الوحيد الباقي والفاعل هو إعلان لبنان دولة فاشلة، ووضعه تحت البند السابع الدولي، وتسليمه بالقوة العسكرية للقوات الدولية، ومن ثم تنفيذ القرارات الدولية وهي، اتفاقية الهدنة، 1559، 1701 و1780، وإلا فالج لا تعالج.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninews.com

 

الياس بجاني/فيديو ونص/لا أمل ولا رجاء من تحقيقات الوفد القضائي الأوروبي

الياس بجاني/08 كانون الثاني/2023

https://www.youtube.com/watch?v=Ws7WHEt47M4&t=4s

 

تركو ميشال عون يرتاح وريحوا الناس من اسقاطاته واوهامه والشرود

الياس بجاني/07 كانون الثاني/2023

ارحموا ميشال عون وضبوه وما تخلوه لا يحكي ولا يعمل مقابلات. يا حرام، ماحي من ذاكرتو كل هرطقاته والخطايا بحق لبنان وشعبه. عايش بغير عالم


كل مقاربات جعجع لإحتلال حزب الله: جعجعة وذمية وعمى رؤية

الياس بجاني/06 كانون الثاني/2023

كل مقاربات جعجع لإحتلال حزب الله هي ذمية لأنه يعمل تحت مظلة احتلاله ويتملق رضاه ويقول بأن شعار الإحتلال هو فضفاض. حزب الله محتل وجعجع من فشل إلى آخر ما لم يجاهر بشجاعة بأن الحزب يحتل لبنان وبأن الإحتلال لا يواجه بالسبل الديموقراطية ولا من خلال مجلس نواب هو أداة احتلالية.

يسأل البعض لماذا الاصرار على"الاحتلال الايراني" وجوابنا الوطني والمنطقي والعملاني هو: لأن التعامل او مواجهة الاحتلال تختلف عن التعامل اوً مواجهة "حزب لبناني منتخب". في الخلاصة حزب الله اداة احتلال ايران  نحن قررنا مواجهته وحرّ من يريد تنظيم العلاقة معه ولكن على الأقل شرط اعتباره احتلال.

 

الياس بجاني: جديد جريمة وفضيحة بيع الرهبنة الأنطونية شقق ومحلات تجارية لحزب الله/مع نص محضر اجتماع أبناء الحدت ورئيس دير مار أنطونيوس، الأب نادر الذي اعترف ببيع الشقق والمحلات

https://eliasbejjaninews.com/archives/114738/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%ac%d8%af%d9%8a%d8%af-%d8%ac%d8%b1%d9%8a%d9%85%d8%a9-%d9%88%d9%81%d8%b6%d9%8a%d8%ad%d8%a9-%d8%a8%d9%8a%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%87/

الياس بجاني/06 كانون الثاني/2023

رغم فضح جريمة وخطيئة بيع الرهبنة الأنطونية لعدد كبير من الشقق والمحلات التجارية في منطقة الحدث، وهي املاك وقف، لم تتحرك البطريركية المارونية، اقله في العلن، لوقف ما جرى، ولا هي اصدرت أي بيان بهذا الشأن المخالف لقوانين الكنيسة التي تُحرّم البيع. وكذلك كان موقف الرهبنة الأنطونية الصامت والمريب، وهي التي اقترفت خطيئة بيع أملاك وقف كنسية. هي لم تعلق لا سلباً ولا إيجاباً ولا نفياً ولا تأكيداً، مما يعني ببساطة دكتاتورية وشرود إيماني، وعدم اكتراث القيمين عليها بالرأي العام المسيحي، وبالقوانين الكنسية، ولا بمبدأ وقوانين تحريم بيع أملاك الوقف.

نسأل هل هؤلاء الرهبان الموقرين هم تجار هيكل وكتبية وفريسيين وغير معنيين بنذورات العفة والطاعة والفقر، وهل هم فوق المحاسبة الكنسية على كافة مستوياتها؟

بالخلاصة، إن الخطير والمقلق، بل المخيف، في شأن هذه الفضيحة أن لا بكركي، ولا الرهبنة اوضحا ما جرى، مما يمكن تفسيره ببساطة، بأنهم لا يحترمون لا القوانين الكنسية، ولا إيمان وعقول وذكاء المؤمنين، لأنهم أرضيون بفكرهم وممارساتهم ومنسلخون عن أسس الإيمان والواقع.

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

أطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الإثنين في 9 كانون الثاني 2023

وطنية/09 كانون الثاني/2023

 النهار

يلاحظ أن عدداً لا يستهان به من مكاتب سياسيين ونواب اقفل أمام المناصرين والمراجعين لدواع مالية ولترقّب المرحلة المقبلة.

تدور شكوك حول هوية المستفيدين من غرامات التأخير في افراغ بواخر الفيول للكهرباء وما اذا كان المعرقلون يستفيدون بنسب مئوية من تلك الغرامات وهو امر يتكرر منذ زمن بعيد قبل وقوع الازمة المالية الحالية.

تضاربت المعلومات حول استماع الوفد القضائي الاوروبي الى حاكم مصرف لبنان رياض سلامه اذ رغم نفي القاضي عويدات الامر يصر ناشطون في “التيار الوطني الحر” بانه سيخضع ليس فقط للاستماع وانما للتحقيق لاحقا.

بدأ عدد من اصحاب المولدات ينذرون المشتركين بضرورة دفع بدلات اعلى من التسعيرة الرسمية لانها “ظالمة” او تحمل زيادة ساعات التقنين لـ”تخفيف الخسائر” كما يقولون من دون حسيب او رقيب.

الجمهورية

سُئل أحد المسؤولين اذا كان هناك ثمة مرشّح بديل في حال قطعت الطريق أمام الشخصية التي يدعمها لرئاسة الجمهورية؟ فقال ممازحاً: لدينا ثلاثة مرشحين: الأول سليمان فرنجية، والثاني رئيس تيار المردة، والثالث أبو طوني فرنجية وإذا بَدكم بعد في سليمان إبن زغرتا.

تَندّر مسؤول حزبي على من سمّاهم "مُهرّجي السياسة" وقال: من مآثرهم أنهم اخترعوا مرضاً جديداً  يجب أن يُدرج في لائحة الأمراض المستعصية إسمه “الإسهال” بطرح المبادرات.

أكد نائب في أحد التيارات البارزة نَفي رئيسه ترشيح وزير سابق لرئاسة الجمهورية مُستدركاً بأنه لا يرفض هذا الإسم.

اللواء

أصيب نائب تغييري بالإحباط بسبب عدم تجاوب رؤساء كتل وأحزاب مع مبادرته للتوصل إلى صيغة مشتركة تفتح الإنسداد السياسي وتُسهّل إنتخاب رئيس الجمهورية!

فوجئ النائب فيصل كرامي بحجم ردود الفعل السلبية من مؤيديه وأنصاره في طرابلس إثر إستقباله رئيس التيار العوني في منزله في الفيحاء!

تساءل وزير عدل سابق عن «القطبة المخفية» بين إنهاء إعتكاف القضاة الذي إستمر منذ آب الماضي، وتوقيت وصول الوفد القضائي الأوروبي إلى بيروت اليوم!

نداء الوطن

أبلغ النائب جبران باسيل بعض من التقوه وناقشوا معه ما أشيع عن ترشيحاته لبعض الشخصيات، حين سألوه عن ترشيحه أحدهم فأجاب بأنه لا يعرفه. لكن محدثيه كانوا التقوا المرشح المعني وسمعوا منه أنه اجتمع بباسيل مطولاً...

أكدت أوساط واسعة الإطلاع أنّ باريس تبلّغت من الجانب السعودي أنّه أقصى ما يمكن أن تقبل به خلال الاجتماع الرباعي المزمع عقده قريباً حول لبنان، هو تقديم المساعدات الإنسانية في إطار الصندوق المشترك الذي أنشئ السنة الماضية بين الدولتين، إذا استمر الوضع على حاله.

يتردّد أنّ ورشة تنظيف وتحسين سريعة حلّت على قصر العدل في بيروت خلال الأيام الأخيرة قبيل وصول الوفد القضائي الأوروبي، وقد تبيّن أنّ ثمة هبة مقدمة من الاتحاد الأوروبي لترميم قصر العدل ولم يتمّ صرفها بعد.

البناء

قال معلقون في القنوات التلفزيونية الإسرائيلية إن مأزق نتنياهو يكمن في أنه إذا توقفت استهدافات بن غفير للمسجد الأقصى تكون النتيجة سقوط اليمين المتشدّد ومزاعمه بأنه لا يقيم حساباً للتهديدات وإذا تابع التصعيد فالانفجار المقبل سيهدّد أمن “إسرائيل” ويضع الحكومة أمام خيارات صعبة.

قال خبراء عسكريون إن الجيش الروسي نجح بنموذج الهدنة التي أعلنها في عيد الميلاد الشرقي بإثبات التزامه بالتوقف عن الضربات النارية الواسعة لمساحة البنى التحتية للطاقة في كل أوكرانيا، وفي إثبات أنه القادر على تحقيق اختراق بري رداً على القول بأنه دعا للهدنة لتفادي تقدم أوكراني.

الأنباء

اجتهادات وتضارب معلومات حول هدف وطبيعة ومضمون مهمة من خارج الحدود دون أي تبرير رسمي واضح.

لقاء سياسي حصل منذ مدة لا يزال موضع تأويلات وتفسيرات الكثير منها بعيد عن الحقيقة بأشواط.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 9/1/2023

وطنية/09 كانون الثاني/2023

 * مقدمة نشرة اخبار تلفزيون لبنان

بعدما كانت الأنظار متجهة الى زيارة وفد قضائي اوروبي من ألمانيا وفرنسا ولوكسمبورغ، الى بيروت، بهدف جمع شهادات مسؤولين ماليين ومصرفيين في إطار التحقيقات المتعلقة بعمليات اختلاس وتبييض أموال وإثراء غير مشروع جاء الاعلان بعد ظهر اليوم عن ارجاء الزيارة الى الاثنين المقبل لاسباب لوجيستية في وقت استأنف القضاة في لبنان عملهم صباح اليوم، بعد اعتكاف دام لعدة أشهر..

رئاسيا الشغور على حاله ولا مؤشرات بأنه سينتهي قريبا لأن ميزان القوى النيابي لا يسمح لأي فريق بانتخاب رئيس من صفوفه.

مجلسيا يستمر تفنيد بنود (الكابيتال كونترول) ونائب رئيس المجلس النيابي الياس بو صعب شدد على ان الودائع "ما طارت" وهناك سعي لمنح كل مودع مبلغ 800 دولار نصفها ب"الفريش" والنصف الثاني بالليرة اللبنانية ولكن وفق السعر الفعلي للسوق.

أما حكوميا فيتريث رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في الدعوة الى عقد جلسة لمجلس الوزراء لبت ملف الكهرباء، في إنتظار استكمال الاتصالات السياسية التي يقوم بها، لتكون الجلسة الحكومية المتوقعة مشروع حل وليست بداية اشتباك سياسي جديد

وقد اكد الرئيس ميقاتي اليوم أن لبنان سيبقى متماسكا وشامخا وصامدا ولن ينهز ولن يرضخ لأي أحد وأن السلامة في هذا الوطن تكون بتعاون الجميع من أجل العمل على إنقاذه.

إذن من مجلس النواب أبو صعب يؤكد ان قانون "الكابيتال كونترول" سيخرج من اللجان المشتركة ولن يأخذ بعين الاعتبار سوى حقوق المودعين.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ان بي ان

جلسة واحدة وتنتهي اللجان النيابية المشتركة من نقاش الكابيتال كونترول لإقراره مع التعديلات التي أدخلتها على هذا المشروع.

ورغم التشكيك من جهات عدة بالقانون أكد نائب رئيس مجلس النواب إلياس بو صعب أن المشروع سيخرج من اللجان المشتركة آخذا في أولوياته حماية هذه الحقوق.

وإستكمالا لجمع هذه الحقوق تعقد لجنة المال والموازنة جلسة يوم غد مخصصة للإنتظام المالي العام وإعادة هيكلة المصارف.

على خط الإستحقاق الرئاسي شدد زوار مقر الرئاسة الثانية على الحاجة للحوار لاسيما وأن البلاد تمر بمأزق وبأزمة بهذه الحدة انطلاقا من أن القانون والدستور يعطيان الحق لرئيس المجلس أن يجمع الكلمة وأن يجمع الفرقاء ضمن اي طريقة من الطرق.

فإجراء إنتخاب رئيس جديد للجمهورية يجب أن ينطلق من معادلة مبنية على الإتفاق وأن أي مسعى خارجي يفترض أن يدعم ويسهم في تحقيقه وفق ما أكد المكتب السياسي لحركة أمل والذي دعا أيضا حكومة تصريف الأعمال إلى تحمل مسؤولياتها بعد استفحال الأزمات وتجاوزها مرحلة الإنهيار فالقضايا الملحة يجب أن تتجاوز النكد السياسي الذي يحاول بعض الأطراف ممارسته ضمن عناوين لم تعد تنطلي على أحد ولا حتى على اللبنانيين ولاسيما أزمة الكهرباء.

أما أزمة النقد فتستفحل هي الأخرى العملة الوطنية تزداد إنهيارا تحت سطوة دولار السوق السوداء والذي تجاوز اليوم عتبة ال46 ألف ليرة لبنانية.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ام تي في

التأجيل . انها الكلمة الوحيدة التي تختصر المشهد السياسي اليوم. رئيس مجلس النواب يؤجل الدعوة الى الجلسة الحادية عشرة لانتخاب رئيس للجمهورية لاسباب غير معلومة. ورئيس الحكومة يؤجل الدعوة الى جلسة ثانية للحكومة في ظل الفراغ الرئاسي لأن الظروف السياسية لم تنضج لذلك. حتى الوفد  القضائي الاوروبي الذي اشيع انه سيباشر تحقيقاته مطلع الاسبوع  الجاري أجل الامر الى الاسبوع المقبل. علما بان زيارة الوفد الاوروبي لن تكون يتيمة بل ستتبعها زيارة ثانية وربما زيارات ، ما يعني ان مهمة الوفد ستكون  على  مراحل .

ووفق معلومات ال "ام تي في"  فان ثلاثة قضاة لبنانيين سيواكبون عمل الوفد هم : رجا حاموش وميرنا كلاس وعماد قبلان. فهل يتمكن الوفد القضائي الاوروبي من تحقيق خرق في ملفات الفساد عجز عنه القضاء اللبناني بسبب تدخلات السياسييين و الخزعبلات القانونية  لرجالات  المنظومة؟

في الملف الرئاسي:  الحسم مؤجل. رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع كان واضحا في حديثه لل "ام تي في"،  عندما اكد ان لا خطة "ب" لدى القوات اللبنانية حاليا، وان اهم امر هو ان لا يأتي رئيس تتفق عليه القوات اللبنانية مع التيار الوطني الحر. وهذا يعني بتعبير اخر ان الابواب الى قصر بعبدا لا تزال موصدة، باعتبار ان الظروف المحلية والاقليمية والدولية لم تنضج بعد لترسيم صورة الرئيس الجديد.

وانعكاسا للوضع السياسي، فان الدولار الاميركي حقق قفزة لافتة في اول يوم من ايام الاسبوع بحيث  لامس  ال 46 الف  ليرة، اي  انه ارتفع الفي ليرة في بوم واحد.  مقابل ارتفاع الدولار فان سفن الفيول لا تزال في البحر، فيما الغرامات على لبنان تتراكم نتيجة كل يوم تأخير. وقد  بلغت قيمة  حتى الان  حوالى 800 الف دولار وهي مليون دولار في نهاية الشهر. فهل بهذه الخفة والاعتباطية واللامسؤولية تدار مالية بلد على شفير الافلاس؟

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون المنار

عودة من استراحة الاعياد الى عالم الفوضى في كل شيء ، والى فضاء اللاقرار والتخبط الذي لم يبدل فيه اهل السياسة مقدار انملة..

من التربية الى الكهرباء فالقضاء والمحروقات والمصارف ، كل هذا بفعل الارتجال ببعض القرارات حينا ، والاستنسابية الفاضحة بتطبيق التعاميم والتعليمات احيانا، ونتيجتها جميعها تظهر بعكس مصلحة المواطن، ولا تراعي الحد الادنى من الحفاظ على امنه الاجتماعي وكرامته كانسان في هذا البلد.

لم تعد المناكفات زوبعة في فنجان، بل اعصار يضرب كل شيء، والمعنيون سرعان ما يقفزون الى مدرجات المتفرجين، ومنهم من يتحسر على حالنا بدل ان يسارع لاداء دوره في المعالجة او التدخل من اجل ساعتي كهرباء مثلا، او عدم سوق المواطنين الى المصارف اسرى المنصة وابداعاتها التي تسبب التخبط في سوق الدولار بلا اي تردد ، وتدفع اصحاب المحطات مسارعين الى وزارة الطاقة لحصد جدول اسعار يومي متخم بالتقلبات والتضخم..

في المشهد ما هو مضحك ومبك، وما يؤكد المؤكد بان البلد لا يمكن ان يصلح دفعة واحدة، كأن يعود القضاة عن اعتكافهم بعد تحصيل حوافز دولارية، في مقابل قطاع تربوي رسمي انقسم على ذاته بين ملتحق بالمدارس واخر يعترض على دولارات وزير التربية الخمسة التي سحبت اليوم من التداول.

في المسارات السياسية، رجحت أوساط حكومية معنية في حديث للمنار عقد جلسة حكومية هذا الاسبوع ببند أساسي هو الكهرباء – وربما تكون هناك بنود أخرى – وتحديد ذلك رهن بالتشاور والاتصالات السياسية.

اما الاتصالات حول جلسة نيابية لانتخاب رئيس للجمهورية فقيد التنضيج، على ان يكون الحسم خلال الساعات المقبلة...

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون او تي في

لولا التقدم الذي تم إحرازه اليوم في اتجاه إقرار قانون الكابيتال كونترول، على ما أعلن نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب بعد اجتماع اللجان المشتركة، لأمكان القول إن البلد في حال مراوحة قاتلة على مختلف المستويات.

فعلى المستوى الرئاسي، مشهد الجلسات السابقة مرشح للتكرار، في ضوء المواقف المتصلبة من كل الأطراف، وغياب المبادرات الخارجية الواضحة للمساعدة على الحل.

وعلى المستوى الحكومي، التهويل بعقد جلسة جديدة لحكومة تصريف الاعمال لا يزال في إطار الكلام غير المقرون بأفعال، في وقت يبدو واضحا أن حزب الله غير متحمس للمشاركة في جلسة جديدة في الوقت الراهن، على وقع الموقف الرافض للتيار الوطني الحر والجو المسيحي بشكل عام.

أما على المستوى المعيشي، فمأساة انهيار الليرة هي العنوان الأبرز، فيما التعاميم والإجراءات المختلفة والمتقلبة، لا تعدو كونها كسبا للوقت، وهربا إلى الأمام من مواجهة جوهر الأزمة، وهو ما يتطلب تفاهما على توزيع الخسائر، وإقرارا لخطة نهوض جدية، وتوصلا إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي.

لكن، بعيدا عن اليوميات السياسية والحياتية، هذا الاسبوع على موعد مع ثلاثة مسارات قد تكون مؤثرة في اكثر من اتجاه.

المسار الاول، قضائي اوروبي، حيث ان الاشاعات التي سرت نهارا عن الغاء الوفد القضائي الاوروبي زيارته للبنان سرعان ما ظهرت حقيقتها، لناحية أن لا عودة الى الوراء في هذا الموضوع، وان الاتفاقات الدولية والقوانين المرعية تحتم التعاون بينه وبين لبنان.

المسار الثاني، مرتبط بموقوفي انفجار المرفأ، حيث تبين ان السفيرة الاميركية جالت على جهات قضائية وامنية لبنانية، متناولة ملف احد الموقوفين الذي يحمل جنسية اميركية، وهو ما ستكون له تبعات قانونية في حال بقاء الجانب اللبناني على جموده في هذا الملف.

أما المسار الثالث، فمرتبط بملف النازحين السوريين، الذي يعيد التيار الوطني الحر فتح بابه العريض الخميس المقبل، منظما مؤتمرا متكاملا حول الموضوع، من المتوقع ان تحضره شخصيات اقليمية ودولية وازنة، الى جانب معنيين من الجانب اللبناني، وزاريا ونيابيا وعلى مستوى البلديات والجمعيات.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ال بي سي

"القلة بتولد النقار"، فكيف إذا كان الوضع ما دون القلة؟ والتي تزداد يوما بعد يوم؟ الكهرباء أسطع عينة على ما نقول: اعتمادات، إذا وقعت، من أموال المودعين، الكابيتال كونترول يضع أموال المودعين في مهب الريح، والقفز البهلواني بين منصة صيرفة والسوق السوداء للدولار، حول المواطنين إلى مغامرين ومقامرين، فما الذي حدث؟

 تقول المعلومات إن كمية كبيرة من الدولارات دخلت من خارج لبنان من أجل تحويلها إلى الليرة وفق سعر السوق، وتم استخدام هذه الليرات في شراء الدولار وفق سعر صيرفة، وتحقيق أرباح في عملية مضاربة واضحة من خلال بيع ما تم شراؤه على سعر صيرفة، في السوق السوداء... هكذا، منظومة مالية دفع ثمنها مواطنون عاديون من خارج هذه المنظومة.

ملف الكهرباء يزداد تعقيدا، رئيس الحكومة يعتبر أن عقد جلسة لمجلس الوزراء هو الممر الإلزامي لاعتماد الكهرباء ، فيما يعارض وزير الطاقة هذه الآلية.

أما في الملف القضائي مع الوفد الأوروبي، ففي انتظار أن يباشر عمله ... رئاسيا، لا شيء ناضجا حتى الساعة على رغم كل التحركات والمواقف.

عربيا وإقليميا،  الدول الموقعة على "اتفاقيات أبراهام" تجتمع في ابو ظبي، وزارة الخارجية الإماراتية نشرت عبر حسابها على تويتر:  "انطلق الاجتماع الأول لمجموعات عمل منتدى النقب في أبوظبي بمشاركة الدول الست المؤسسة"، وأرفقت الخبر بصور للمسؤولين المشاركين من البحرين ومصر وإسرائيل والمغرب والإمارات والولايات المتحدة.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون الجديد

في أول أيام عمل السنة رسميا، بدت البلاد على صورة العام المنصرم.. ولا يتحرك أي من حجارة اللعب السياسي والاقتصادي إلا لمزيد من تحطيم الرقم القياسي في النكايات...

وطن لا يتمكن من التوافق على ساعة كهرباء واحدة، ويرمي ضوءها في البحر, لن ينهض للأتيان برئيس جمهورية من عمق البحار السياسية...

ولكن هذا البعد عن الاستحقاق لم يلغ جدله وحروبه ما بين الأفرقاء.. وهو اقترب إلى الحلفاء...

ولأن رئيس التيار الوطني جبران باسيل سيطرح الأمر على النقاش في جلسة التكتل غدا، فهذا يؤشر إلى أن أمر اليوم الرئاسي ما عاد حكرا على رئيس التيار داخل تكتله الذي يتضمن آراء ونقاشات وطروحا تختلف عن رؤية باسيل..

ولدى التكتل مرشحون من قلب أعضائه وقبيل الاجتماع بأيام، بدأت التسريبات عن أسماء سيتم طرحها..

ولكن هذا التوجه خاضع بدوره للحرب النفسية، من التيار إلى حزب الله الذي غالبا ما يرد على أعدائه بتحويل الأزمة إلى فرصة،

فكيف بالخصوم الجدد وإذا ما قرر جبران دك الضاحية رئاسيا وتنزيل تشكيلته الإسمية لشن الحرب على الورقة البيضاء.. فإنه سيكون قد رمى بورقة إلغاء على الحزب بعدما استعدى رئاسة المجلس، ونكل برئيس حكومة تصريف الأعمال، وانقلب على تفاهم سمير جعجع، ومد الخصومة إلى زغرتا مع سليمان فرنجية قاطعا له طريق بعبدا، وشيطن قائد الجيش واتهمه بدعم ثورة تشرين..

وسبق كل ذلك بأن أذاق سعد الحريري "نجوم الضهر" حتى خرج ولم يعد كل هذا المسار...

هل يضع باسيل في سلة التوافق لإنتاج رئيس مع مكون سياسي؟ وفي المقابل هل يتدرج حزب الله في مواقفه فيدعم عمليا جلسة حكومية على عنوان كهربائي لميقاتي؟...

هذه التساؤلات ستبدأ أجوبتها بالظهور تباعا، لأن رئيس حكومة تصريف الأعمال اشتدت سواعده لعقد الجلسة قريبا.. وهو بات في مرحلة تحضير جدول الأعمال.

ولكن الحزب سيأخذ الجلسات "على "،القطعة ولن يؤمن الغطاء مرحليا إلا للتيار الكهربائي النازف هدرا في البحر وفي الرؤية للملامح لم تظهر على ميقاتي أي علامات للتحدي في افتتاح ما عرف بالمبنى الأخضر لطيران الشرق الأوسط.. وهو في الحفل حلق بجناحين: سياسي وإنمائي فيما ناب عنه رئيس مجلس الإدارة محمد الحوت عندما وضع معايير للنجاح وميثاقا للتقدم، وأبرزها أن تحذف من قاموسك كلمة "ما فينا.. وما بتزبط"،

ولكن الأهم هو إلغاء عبارة "ما خلونا"، وهذه العبارات منعت صدور قوانين ومراسيم وقرارات لا تزال حتى اليوم محور تطبيل وتزمير في اللجان، وبينها الكابتال كونترل الذي "شاب" في جلسات البحث..

وقد أعلن اليوم أنه في أيامه الأخيرة وعلى ضفاف نقيضة...

 

وحدك خبير وبالعيار ماحي المعاصي للتقي

الأب سيمون عساف/09 كانون الثاني/2023

كل ما بصلي برتقي  وبصير أكتر من تقي

وبطير صوبك يا يسوع  وبالأرض بترك أَعتَقي

بالروح بُولد عن جديد  وبْغَسِّل الجرح الصديد

ومن شرّ طغماتو عديد  يا مريم العذرا اعتِقي

الصوت انطلق عاف الحما  وقمصان صدرك يا سما

حتى بْرحابك إنحمى  إستقبليني وفتِّقي

للملتقى هفيان جوع  وملهوف عا درب الرجوع

وبغير وجهك يا يسوع  مع مين بدِّي إلتِقي؟!

كانت حياتي مستَّره  صارت يتيمِهْ معتَّره

ومن غير نبعك يا تُرى  من وين بدي إستِقي؟!

حتى متى يقضي قضاك   ما إنحرم وسعة فضاك

مش مطلبي إِلا رضاك  وإلا الفدى مش متِّقي

نجِّي مصيري من العويل  ومن حسرة النوم الطويل

خلي طريقي مْسهَّلي  توصل إلك يا منهلي

والحلم لونو فستقي

وحدك خبير وبالعيار ماحي المعاصي للتقي

حبَّك رفيقي للديار  صوبك حنيني مرتقي

القدّيس فرنسيس دي سال (1567 - 1622)، أسقف جنيف وملفان الكنيسة

عظة للأحد الرابع من زمن المجيء

«أعدّوا طريق الربّ»

بما أنّ مخلّصنا الإلهي قريب، ما الذي يجب عمله لكي نتهيّأ لمجيئه؟ علَّمَنا القدّيس يوحنّا المعمدان ذلك بقوله: توبوا، وأخفضوا جبال الكبرياء واردموا أودية الفتور والفزع، بما أنّ الخلاص قريب. هذه الأودية ليست سوى الخوف الذي يحملنا إلى اليأس، إن كان ذاك الخوف كبيرًا. إنّ رؤية الأخطاء الكبيرة المُرتكبة تحمل معها دهشةً وخوفًا يحبطان القلب. ها هي الأودية التي يجب ملؤها بالثقة وبالرجاء، من أجل مجيء ربّنا يسوع المسيح.

اخفضوا الجبال والتلال: ما هي هذه الجبال وهذه التلال سوى الاعتداد بالنفس، والكبرياء والزهو، ممّا يشكّل حائلاً كبيرًا دون مجيء ربّنا الذي اعتادَ على إذلال المتكبّرين وعلى الحطّ من زهوّهم؛ فهو يدخل إلى أعماق القلب، ليكتشف الكبرياء المتخفّي في داخله. مهِّدوا الطرقات، وقوّموا تلك المعوجّة، لتصبح متساوية. وكأنّه كان يقول: قوِّموا الكثير من النوايا المنحرفة، كي لا يبقى لنا إلاّ النوايا التي ترضي الله من خلال توبتنا، وهو الهدف الذي يجب أن نسعى إلى تحقيقه.

قوِّموا الطرقات، اجعلوا طباعكم متساوية من خلال إماتة أهوائكم، وميولكم وأحقادكم. كم هو مبتغىً هذا التساوي للروح وللطباع، وكم يجب أن نعمل بإخلاص لاكتسابه! فنحن متقلّبون وغير مستقرّين بشكل كبير. قد نجد أشخاصًا يتواصلون معنا بطريقة ممتعة وفرحة حين يكونون بمزاج جيّد؛ لكن عند تبدّل الظروف، نجدهم في مزاج حزين وقلق... أي باختصار، الطرقات المعوجّة والوعرة التي يجب تقويمها لمجيء ربّنا يسوع المسيح...

 

لا أحد جاهزاً لمعركة الرئاسة: ديمومة التعطيل المتبادل

منير الربيع/المدن/10 كانون الثاني 2023

تنحصر المقاربات اللبنانية في تفاصيل سياسية يومية. هي بالمجمل تقع في سياق السجالات التي يستدعي أصحابها البحث عن أوراق جديدة. كل ذلك لا يؤشر إلى تحقيق نتائج جدية، لا في الانتخابات الرئاسية ولا في المقاربات المالية والاقتصادية. ومن هذه الموضوعات التفصيلية، تبقى العلاقة بين حزب الله والتيار الوطني الحرّ في الصدارة، مقابل بحث القوى الأخرى المعارضة للحزب عن مشروع أو خطة سياسية جديدة لمقاربة الاستحقاق الرئاسي.

البحث عن التمايز

بانتظار جلسة الانتخاب يوم الخميس المقبل، تستمر المشاورات داخل تكتل "لبنان القوي" حول الوجهة التي سيتم اتخاذها تصويتاً، لا سيما أن هناك أفكاراً متعددة لدى نواب التيار بعدم التصويت بالورقة البيضاء، لإظهار المزيد من التمايز عن حزب الله. في الجلسات السابقة لجأ التيار إلى التصويت بشكل مبهم وغير واضح لإظهار التمايز. ولكن في اجتماع الهيئة السياسية للتيار اليوم الثلاثاء سيكون البحث جدياً بتبني أحد الأسماء، خصوصاً أن الكثير من النواب يصرون على باسيل بضرورة تبنّي إسم من داخل التكتل. وهو الأمر الذي كان قد وصفه باسيل بـ"المزحة". يعرف باسيل أن الذهاب إلى التصويت بإسم واضح سيعني ذلك زيادة منسوب الخلاف مع الحزب، ما سيسهم أكثر في التباعد السياسي وتكريس القطيعة، علماً أن حزب الله لم يوافق على عقد جلسة حكومية مع رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، لعدم استفزاز التيار الوطني الحرّ أكثر. في هذا السياق، يستمر تبادل الرسائل بين الحزب والتيار الوطني الحرّ، في سبيل تحسين العلاقات وإعادة التنسيق في مختلف المواقف. هذا الأمر يحتاج إلى مزيد من الوقت، ولذلك ترجح مصادر متابعة أن لا يلجأ باسيل إلى خطوات من شأنها تكريس القطيعة مع الحزب أو تعميق الخلاف. في مقابل عدم إقدام الحزب على منح الغطاء لميقاتي من أجل عقد جلسة حكومية يغيب عنها التيار. كل ذلك يبقى ذلك مندرجاً في سياق التعطيل وليس ابتداع الحلول. إذ لا يمكن لهذه الآليات أن تؤثر على النتائج، خصوصاً أن الحزب لا يبدو جاهزاً لخوض المعركة الرئاسية بشكل واضح ونهائي في هذه المرحلة عبر مرشحه. والتيار الوطني الحرّ لم يجد من يؤيد فكرته بشكل واضح حول تبني خيار المرشح الثالث.

لا مؤشرات خارجية

ومثل هذه التفاصيل التي تتضارب فيها الحسابات، ستستمر طويلاً وتتكاثر في المرحلة المقبلة، طالما أن لا مؤشرات واضحة على جدية تمهد لإنجاز الاستحقاقات، خصوصاً ان "الاهتمام" الخارجي يتراجع يوماً بعد آخر في الملف اللبناني، لا سيما أن النظرة الديبلوماسية تشير إلى أن لا نضوج حتى الآن لبلورة حلّ الأزمة اللبنانية أو إيجاد تسوية مرحلية لسد الفراغ، ولكن لا تؤدي إلى إنتاج الحل الشامل. وفي هذا السياق تقول المصادر إن التواصل الخارجي بين عدد من الدول مستمر حول لبنان، ولكن ذلك لم يؤد حتى الآن إلى وضع برنامج عمل شامل ونهائي. وتضيف المصادر أن الحماسة اللبنانية أحياناً لا تتطابق مع واقع الأمور خارجياً، إذ أنه حتى الآن لم يتم تحديد موعد الاجتماع الذي كان يفترض أن يعقد في باريس، وقيل إن انعقاده سيكون في منتصف الشهر الحالي، فيما عادت مصادر أخرى وأشارت إلى أنه سيتم تأجيله، بينما بعض المعطيات تفيد بأنه سيكون مخصصاً للبحث في برنامج المساعدات وآلية تقديمها.

 

حجب "صيرفة" عن المؤسسات وتحديد سقف للأفراد... والدولار يعاود الارتفاع

الأوروبيون يضيّقون الخناق على سلامة والأميركيون معنيّون بخليفته!

نداء الوطن/09 كانون الثاني 2023

على المستوى الحكومي، لا تزال الاتصالات تراوح مكانها بانتظار إيجاد "تخريجة" تسووية لانعقاد مجلس الوزراء، ولا يزال رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ينتظر الضوء الأخضر من "حزب الله" لتوجيه الدعوة إلى عقد جلسة حكومية طارئة يتقدّم جدول أعمالها ملف الكهرباء، وسط معلومات تؤكد أنّ المشاورات بهذا الصدد وضعت على نار حامية بين "السراي" و"حارة حريك" و"ميرنا الشالوحي" بغية تحضير الأرضية التوافقية اللازمة لجدول أعمال الجلسة المنوي عقدها قبل منتصف الشهر الجاري.

أما على المستوى المالي – القضائي، فالخيارات باتت تضيق أكثر فأكثر أمام حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، بعدما تأكد أن وزارة الخزانة الأميركية لم تعد معنيّة به وبمصيره بقدر اهتمامها بخليفته. إذ أكدت مصادر مطلعة لـ"نداء الوطن" ان ما تردد عن موعد طلبه سلامة من وزارة الخزانة "لا يعدو كونه ذر رماد في العيون في هذه المرحلة الحساسة التي تنطلق فيها في بيروت جولة تحقيقات أوروبية واسعة النطاق ستتوسع باتجاهات لا تخطر ببال".

فتلك التحقيقات ستشمل، في هذه المرحلة، عدداً من الشهود المتصلين بقضية اختلاس وتبييض أموال وتهرب ضريبي مشتبه فيها بالدرجة الأولى رجا سلامة، شقيق "الحاكم". وبين المدعوين أمام المحققين الأوروبيين مسؤولين في مصارف: عودة، البحر المتوسط، سرادار، الموارد، الاعتماد اللبناني، وبنك مصر ولبنان. وهي البنوك التي مرت عبرها او استقرت فيها تحويلات ذات علاقة بشركة "فوري" التي حصدت 330 مليون دولار عمولات مشكوك فيها نتيجة عقد وساطة (مشكوك فيه أيضاً) مع مصرف لبنان. والشركة تعود لشقيق سلامة، مع تفتيش عن تحويلات ذهبت الى حسابات الحاكم نفسه ومقربين منه. كما ستشمل التحقيقات مدققي الحسابات في مصرف لبنان ومسؤولين في المصرف، إضافة إلى شخص من آل عون صاحب شركة وساطة مالية على علاقة أعمال بإبن رياض سلامة.

وعما قاله مدعي عام التمييز غسان عويدات عن ان الحاكم ليس بين المطلوبين للتحقيق، توضح المصادر "أن لدى المحققين شهادات لسلامة قدمها محاموه في عدد من الدول الأوروبية، وليسوا بحاجة للمزيد منها الآن. لكن ذلك لا يعني أنه ليس مدعواً للتحقيق في مرحلة لاحقة من الإجراءات القضائية التي تضيّق الخناق عليه تدريجياً، لا سيما من القاضية الفرنسية أود بوريسي التي طاردت الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي حتى أدانته".

بالعودة الي مصير الحاكم، فان الخيارات تضيق أمامه لا سيما أوروبياً وأميركياً، ولا تلوح إلا خيارات مثل البقاء في لبنان (مثل كارلوس غصن) او الاتجاه الى دبي أو البرازيل، وفق المصادر المتابعة. بيد أن المسألة لم تنته هنا، فهناك من يعمل على التمديد لسلامة في الحاكمية في حال لم يُنتخب رئيس للجمهورية قبل تموز المقبل. فرئيس مجلس النواب نبيه بري يرفض (توجساً وليس تعففاً) ان يستلم أعمال الحاكمية النائب الأول (الشيعي) وسيم منصوري، كما أن بري وميقاتي وآخرين في "المنظومة" يفضّلون بقاء سلامة في بيروت في شتى الظروف ولا يحبذون خروجه الى بلد آخر، لأسباب يعرفونها أكثر من غيرهم.

تبقى الإشارة الى خوف من تقاعس وزير المالية يوسف خليل حتى الآن عن تعيين محامين دوليين يتابعون حفظ حقوق لبنان في الأموال والأصول التي يمكن أن تُصادر أوروبياً في قضية سلامة ومقربين منه، علماً بأن الجانب القضائي اللبناني ثبّت حق الادعاء على حاكم مصرف لبنان. فبعد تحقيقات اجراها القاضي جان طنوس وبناء على المادة 13 من قانون أصول المحاكمات الجزائية طلب النائب العام لدى محكمة التمييز غسان عويدات تحريك دعوى الحق العام بحق المدعى عليه رياض سلامة وشركائه المتدخلين معه بجرائم الاختلاس والتزوير واستخدام المزور وتبييض الأموال والإثراء غير المشروع والتهرب الضريبي، لكنّ سلامة وشقيقه فعلا كما فعل النائبان علي حسن خليل وغازي زعيتر برفع دعوى مخاصمة الدولة في قضية انفجار مرفأ بيروت. وتلك القضايا عالقة لأن وزير المالية لا يوقع مرسوم تعيين غرف التمييز المعنية ببت الدعاوى... وما كل ذلك إلا من أفعال "منظومة خائفة" من افتضاح أمر ارتكاباتها المالية وغير المالية، وتعتبر نفسها فوق أي مساءلة أو محاسبة. توازياً، يبدأ الأسبوع المصرفي اليوم على تراجع دراماتيكي من حاكم المصرف المركزي عن تعميمه الأخير المتصل بسحوبات "صيرفة"، إذ تواترت المعلومات مساءً عن الاتجاه إلى الطلب من المصارف وقف عمليات تحويل الأموال عبر المنصة للمؤسسات وحصرها بالأفراد مع تحديد سقف مالي لكل فرد لا يتعدى صرف مبلغ 100 مليون ليرة إلى دولار شهرياً. وإثر شيوع هذه الأنباء، سرعان ما عاود سعر صرف الدولار ارتفاعه في السوق السوداء ليلامس مساءً حدود الـ45 ألف ليرة، وسط توقع مصادر مالية "تسجيل قفزات جديدة" بسعر الدولار خلال الساعات والأيام المقبلة، ربطاً بعودة الشركات والمؤسسات إلى التوجّه إلى الصرافين لتأمين حاجتها من الدولارات بعد إقفال مصرف لبنان باب "صيرفة" أمامها.

 

تفاصيل أخبار المتفرقات اللبنانية

بري: الجلسة الرئاسية المقبلة لن تبدّل شيئًا

الجمهورية/09 كانون الثاني 2023

يتجّه رئيس مجلس النواب نبيه بري للدعوة إلى جلسة جديدة لانتخاب رئيس الجمهورية قريباً، في حين أوضح أن لا جديد طرأ على المواقف، وبالتالي فإنّ الجلسة المقبلة لن تبّدل شيئاً في المراوحة السائدة، بحسب ما نقلت أوساط سياسية لـ”الجمهورية”.

وكشفت مصادر مطلعة لـ”الجمهورية”، عن أنّ الاتصالات لم تحمل حتى الآن جديداً يمكن ان يُبنى عليه لإنهاء الستاتيكو القائم في المواجهة المفتوحة بين النواب.

 

ميقاتي يعوّل على مشاركة “الحزب” في “الجلسة الكهربائية

الجمهورية/09 كانون الثاني 2023

على صعيد الجلسة الثانية لحكومة تصريف الأعمال، فإنّ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عاكف على «هندستها» عبر اتصالات سياسية في اتجاهات عدة، استعداداً للدعوة اليها على قاعدة ضرورة معالجة ملف الكهرباء وإيجاد ممر قانوني آمن لبواخر الفيول المتوقفة في عرض البحر. واكّدت اوساط ميقاتي لـ«الجمهورية»، انّ «الجلسة ستُعقد ولكنه يتأنّى ويتريث في الدعوة اليها لحرصه على انعقادها في اجواء سياسية هادئة وبمضمون يخدم البلاد ويخفف من وطأة الأزمات على المواطنين، ولا يريد اي تأزيم اضافي للاوضاع، ولذلك فإنّه سيستنفد بين اليوم وغداً وبعد غد كل الاتصالات والمشاروات اللازمة لعقد الجلسة، حتى ولو اقتصر جدول اعمالها على بند الكهرباء فقط». إلى ذلك، قالت مصادر مطلعة لـ”الجمهورية”، انّ ميقاتي يعوّل على مشاركة «حزب الله» في «الجلسة الكهربائية» لتأمين نصابها السياسي والعددي، بينما يبدو الحزب عالقاً بين احتمال اضطراره إلى هذه المشاركة، بغية إيجاد حل لمشكلة آلية تمويل بواخر الفيول وتخفيف الأعباء الملقاة على الناس، وبين حرصه على احتواء الأزمة المستجدة مع «التيار الوطني الحر» ومنع تفاقمها.

 

 الشرخ يتّسع بين “الحزب” و”التيار”

اللواء/09 كانون الثاني 2023

انفصل “التيار الوطني الحر” عن “حزب الله” في موضوع سلفة الكهرباء من جهة والتي تحتاج إلى مجلس وزراء ولا يزال وزراء التكتل العوني يعارضونها لتاريخه، والورقة البيضاء من جهة أخرى، فقد يسمي تكتل “لبنان القوي” شخصية يصوت لها لرئاسة الجمهورية. وأفادت معلومات “اللواء”، بأن “حزب الله” سيبني على الشيء مقتضاه، مع التشديد على تبدل في أجندته لجهة الاستعداد لتطورات قد تشهدها المنطقة على صعيد المواجهات الممكنة بين “محور الممانعة” الذي ينتمي اليه حزب الله، واسرائيل والمحور الذي تنتمي إليه برئاسة الولايات المتحدة مع اهتزازات على مستوى العالم ككل.

 

العونيون” والطعن: مطمر بزيت… ومطمر بسمنة!

نداء الوطن/09 كانون الثاني 2023

بات معلوماً أنّ «التيار الوطنيّ الحرّ» قرّر الطعن بالمراسيم الصادرة عن الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء والتي عقدت في الخامس من كانون الأول المنصرم بغياب الوزراء المحسوبين على فريق رئيس الجمهورية كما فريق «التيار»، من باب تحجيم جدول أعمال الجلسات المرتقبة التي ينوي رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي عقدها خصوصاً إذا وافق مجلس شورى الدولة على وقف التنفيذ. واختار من بين القرارات التي صدرت، وعددها يفوق الـ25 قراراً، تلك التي لا تمسّ الناس بشكل مباشر، بمعنى أنّها لم تنشئ حقوقاً مالية أو صحية كالأدوية. ولكن لماذا اختار المرسومين اللذين طعن بهما من دون سواهما، فذلك هو السؤال؟!

إذ إنّ الوزيرين في حكومة تصريف الأعمال هيكتور حجار وعصام شرف الدين طعنا بالمرسومين 10948 و10949 اللذين يقضيان بتسديد مبلغ يتجاوز المليون دولار لشركة «الجهاد للتجارة والتعهدات» لقاء أعمال نفّذت في مطمر الغدير المعروف باسم مطمر الكوستابرافا، وترك بقية المراسيم الصادرة قيد التنفيذ… ليتبيّن أنّ جدول المراسيم الناجمة عن القرارات التي اتّخذت عن تلك الجلسة يتضّمن مرسومين مشابهين للمرسومين المطعون بهما، لكنّ الوزيرين المتحمّسين للطعن، لم يقربا منهما. إذ يومها، قرّر مجلس الوزراء إصدار أربعة مشاريع مراسيم ترمي إلى دفع أموال من الصندوق البلدي المستقل تتعلّق بالنفايات، وهي:

دفع مبلغ 609,101,80 دولار أميركي لمشروع أعمال فرز ومعالجة النفايات المنزلية الصلبة لمناطق بيروت وجبل لبنان (باستثناء جبيل).

دفع مبلغ 4,744,560 دولاراً أميركياً لمشروع أعمال جمع ونقل النفايات الصلبة في قضاءي المتن وكسروان.

دفع مبلغ 607,854,20 دولاراً أميركياً لأعمال توسعة مطمر الغدير.

دفع مبلغ 860,908,42 دولارات أميركية لأعمال توسعة مطمر الغدير.

وبهذا يتبيّن أنّ «التيار» تقصّد التصويب على مطمر الغدير من دون سواه لكون وقف الأعمال المتصلة به إذا ما قرر المتعهّد ذلك بسبب عدم تسديد المبالغ المتوجّبة على الدولة، لا يحمل تبعات سلبية على جمهور «التيار»، ولهذا لم يطعن بالمرسومين المرتبطين بالمطامر الموجودة في قضاءي المتن وكسروان خشية من نقمة الناس في حال أوقف مجلس شورى الدولة التنفيذ وامتنعت الشركة المتعهّدة عن أعمال جمع ونقل النفايات. فاختار أن يكون استنسابياً في طعنه. والأهم من ذلك هو أنّ بلديات الضاحية الجنوبية تستخدم مطمر الغدير لرمي نفاياتها. ما اعتبره بعض المتابعين أنّه بمثابة رسالة سياسية سلبية من «التيار الوطنيّ الحرّ» إلى «حزب الله» عبر بريد النفايات!

إلى ذلك، أوضحت شركة «الجهاد للتجارة والتعهدات» أنّ «السيد جهاد العرب لم يعد معنياً بالشركة مطلقاً بأي شكل من الأشكال منذ أكثر من سنتين، كما أن الشركة غير مدرجة على لوائح العقوبات»، مشيرة إلى أنّ «استصدار مرسوم هو المعتمد دورياً منذ بداية المشروع منذ عام 2016 لتسديد قيمة كشوفات تنفيذ أعمال الصيانة والتشغيل لمشروع مطمر الغدير (الكوستابرافا) حيث تصدر أوامر تسديد قيمة الكشوفات بموجب مراسيم جمهورية، وأن هذين المرسومين هما لتسديد كشف رقم (54) عن الفترة الممتدة من 1/ 5 / 2022 ولغاية 31 / 5/ 2022 و كشف رقم (55) عن الفترة الممتدة من 1 / 6 /2022 ولغاية 30 / 6 /2022»، مؤكدة أنّه يتم «تسديد قيمة هذين المرسومين بعملة الدولار المحلي (لولار)».

 

تفاصيل “الخطة ب”

اللواء/09 كانون الثاني 2023

أوضحت مصادر “القوات” أنّه حتى يوم أمس لا جديد على هذا صعيد الملف الرئاسي، وكل ما يحكى عن “الخطة ب” غير دقيق وهي مختلفة عن كل ما يتم تداوله، مضيفة: “مبدئياً تتبلور الامور مع نهاية هذا الشهر”. وكشفت المصادر لـ”اللواء”، عن أنّ “الخطة ب” ليست بهذه السرية المطلقة وسبق وأعلنا عناوينها أنّه إذا لم نتمكن من توفير 60 صوتاً وما فوق للنائب ميشال معوض عندها نحن ومعوض ونواب المعارضة الآخرين نبحث عن مرشح يتمتع بصفتي الإصلاح والسيادة، ويُمكن أن يحصل على نسبة الاصوات المؤهلة لإنتخابه. واذا لم نتمكن من توحيد المعارضة على مرشح آخر سنبقى متمسكين بمعوض حتى قيام الساعة، وعلى الفريق الآخر ان يعلن اسم مرشحه ويشارك في جلسة التصويت حتى يتم انتخاب رئيس. وتابعت: “حتى لو اختلفنا على مواصفات المرشح السيادي وهو أمر قائم، لكن لا بدّ من أن نلتزم بآلية الانتخابات الرئاسية وحضور الجلسات، فنختلف ونتحاور في البرلمان حتى نتفق على مرشح مقبول”.

 

بلبلة واستياء في صفوف “التيار”

اللواء/09 كانون الثاني 2023

أدّى إعلان النائب أسعد درغام عن توجّه تكتل “لبنان القوي”، لتسمية مرشحه لانتخابات رئاسة الجمهورية في اجتماع يعقده التكتل يوم غد الثلثاء، بدلًا من التصويت بورقة بيضاء، كما فعل خلال جلسات الانتخاب العشر الماضية، إلى إستياء عارم لدى رئيس “التيار الوطنيّ الحرّ” النائب جبران باسيل، وداخل التكتل، لأنّ الأخير كان يزمع الاعلان عن هذا التوجه بنفسه بعد اجتماع التكتل مباشرة، وليس كما حصل من قبل النائب درغام، باعتبار أنّ تبني التكتل لهذا الخيار، يعتبر تحولًا في موقفه من الاستحقاق الرئاسي، قد يؤدي إلى تحريك الجمود بملف الانتخابات الرئاسية، ويعيد خلط الاوراق من جديد، وكان من الأجدى، عدم كشف هذا الأمر قبل أوانه. ولفتت مصادر قريبة من التكتل، إلى أنّ البلبلة والاستياء التي تسود بين أعضاء التكتل، تتجاوز ما أعلنه النائب درغام بخصوص موضوع الانتخابات الرئاسية، إلى تصرفات باسيل الأحادية، ومحاولته حصر كل ما يتعلق بالانتخابات الرئاسية، بشخصه، وكأن باقي الأعضاء فيه، شهود زور لا يحق لهم الانغماس بالنقاش، أو الوقوف على أرائهم، لا سيما إزاء ما يتردد عن توجه بتسمية شخصية من خارج التكتل، وليس من داخله، الأمر الذي أدّى إلى تلويح بعض الأعضاء بعدم الالتزام، بقرار الاقتراع للمرشح الذي سيعلن عنه رئيس “التيار الوطنيّ الحرّ”، والاتجاه للتصويت، إمّا بورقة بيضاء، أو لأحد المرشحين المطروحة أسماؤهم من قبل المعارضة، وذلك للتعبير عن رفضهم لهذا الأسلوب الإلغائي، لكل المؤهلين للترشح من داخل التكتل، وخصوصًا النائب ابراهيم كنعان الذي يعتبر ما يحصل، محاولة مكشوفة لاستبعاده من الترشح للانتخابات الرئاسية على وجه الخصوص، لأنّه يُشكّل منافسًا، لا يرتاح إليه باسيل، ولذلك يسعى من خلال تسمية مرشح من خارج التكتل، لاستبعاده من الترشح باسم التكتل.

 

لبنان: دعم خارجي للحوار للخروج من المأزق وانتخاب رئيس

"سيدة الجبل": "حزب الله" يضغط للقبول بمرشحه

بيروت ـ من عمر البردان/السياسة/10 كانون الثاني/2023

لا تترك فرنسا مناسبة إلا وتؤكد من خلالها الاستمرار في دعم لبنان حتى يخرج من أزماته السياسية والاقتصادية، وهذا ما أكدته السفيرة الفرنسية لدى بيروت آن غريو في رسالتها للبنانيين بمناسبة العام الجديد، لكنها شددت في الوقت نفسه على ضرورة وجود طبقة سياسية جديدة وموثوقة قادرة على مساعدة الشعب اللبناني، لتخطي الصعاب التي يواجهها. وفي هذا الإطار، كشفت أوساط ديبلوماسية لـ”السياسة” أن الموقف الفرنسي، يعكس استمرار دعمه للبنان، كاشفة أن هناك تحركاً فرنسياً جديداً، ظهرت مؤشراته في طيات رسالة السفيرة غريو، وهذا مؤشر جيد ومن شأنه أن يجدد الاهتمام الفرنسي بلبنان على المستويات كافة. وأشارت الأوساط إلى أن “التركيز الفرنسي منصب على ضرورة، انتخاب رئيس في أسرع وقت، لتستعيد المؤسسات دورها، ومن ثم العمل على تشكيل حكومة جديدة، قادرة على تنفيذ ما هو مطلوب منها على صعيد الإصلاحات، وأكدت أن المجتمعين العربي والدولي، سيوفران كل المؤازرة للمكونات السياسية، في اختيار الشخصية التي يرون فيها المؤهلات اللازمة لمنصب الرئيس. وشددت الأوساط على أن الحوار بين اللبنانيين هو مطلب خارجي، قبل أن يكون داخلياً، قائلة إن فرض رئيس للجمهورية، أمر ليس في مصلحتهم. ولذلك فإن اختيار الرئيس العتيد، هو شأن لبناني ومن بعدها تأتي المساندة الخارجية. وعلمت “السياسة” في هذا السياق، أن تحركاً ديبلوماسياً مرتقباً من جانب عدد من السفراء المعتمدين في لبنان، يهدف إلى الدفع باتجاه التوافق، انطلاقاً مما جاء في الرسالة الفرنسية، على أن يتزامن هذا التحرك مع حراك يقوم به رئيس مجلس النواب نبيه بري، لاستكشاف إمكانية العودة إلى للحوار، للخروج من المأزق الرئاسي.

وسط هذه الأجواء، رأى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، أنّ “أجنحة الميد إيست رفعت إسم لبنان بين دول العالم، وأصبحت صلة الوصل بين اللبنانيين في الوطن والمهجر”. وخلال افتتاح مبنى الإدرة العامة لشركة طيران الشرق الأوسط، قال ميقاتي: “السلامة تكون بتعاون الجميع من أجل إنقاذ الوطن من الأزمة التي يعيشها”. وأكّد أن الأرزة اللبنانية لا يمكن أن تنتحي لأي أحد، وهي صامدة وموجودة، ولبنان سيبقى صامداً وشامخاً ولن يرضخ لأي أحد”. في غضون ذلك رأى “لقاء سيدة الجبل”، أن “حزب الله يمارس ضغوطاً مستمرة لإحالة الجميع إلى طاولة حوار يديرها حليفه الرئيس نبيه بري وهدفها قبول الفرقاء جميعاً بمرشّح الحزب للرئاسة الأولى”، مطالباً “النواب بانتخاب رئيس للجمهورية أو الاستقالة، لأنهم فقدوا مبرّر وجودهم في مجلس لا يؤدي وظائفه الأساسية بحسب الدستور”. كذلك طالب “اللقاء، “حزب الله بتسليم سلاحه إلى الدولة وفقاً للدستور واتفاق الطائف وقرارات الشرعية الدولية وتحديداً القرارين 1559 و1701”. وفي إطار التحرك الذي يقوم به، لتعبيد الطريق أمام انتخاب رئيس الجمهورية، أوضح النائب غسان سكاف عقب لقائه رئيس حزب “الكتائب” النائب سامي الجميّل، أن تقاعس المجلس النيابي عن انتخاب رئيس للجمهورية، سيدفع الى تدخل خارجي يمكن ان يؤدي الى وصاية جديدة على لبنان، مشيرا إلى أن الجميع بانتظار لحظة انفصال لبنان عن التأثيرات الخارجية، الأقليمية والدولية، لانتاج رئيس للجمهورية تماما كما في موضوع ترسيم الحدود البحرية”. إلى ذلك، ومع استئناف القضاة عملهم، أمس، بعد اعتكاف دام لعدة أشهر، وذلك بعد أن تلقفوا بإيجابية الحلول المطروحة، بدا أن أزمة فيول الكهرباء إلى تفاقم، مع تمدد العتمة إلى كل لبنان، حيث كشف وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال، وليد فياض، أنّه يحاول “الاتصال بالرئيس ميقاتي منذ عيد الميلاد وهو لا يجيب بعد أن كان اعطاني موافقة استثنائية من أجل بواخر الفيول”. وقال فياض، كنا نحاول اعطاء كهرباء للمواطنين قبل نهاية العام والرئيس ميقاتي كان موافقا واليوم الموضوع متوقف عند وزير المالية”. في المقابل، لفت المُستشار الإعلامي لرئيس الحكومة، فارس الجميل، الى أنّ “هناك علامات إستفهام كبرى قد تصل إلى حد “الشبهة” في موضوع البواخر التي وُضعت كأمر واقع”. متسائلا عن من أدخل هذه البواخر خارج إطار الإعتماد المستندي الواجب فتحه قبل استقدامها؟”.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

الاحتجاجات تعمّ إيران ومدن العالم رفضاً لقمع الملالي والإعدامات

البابا فرنسيس يدين... ودول أوروبية تستدعي سفراء طهران... والتجمعات الليلية تقض مضاجع النظام

طهران، عواصم، وكالات/09 كانون الثاني 2023

 بالرغم من آلة القمع التي يتبعها النظام، صعّد الإيرانيون مواجهاتهم وواصلوا الاحتجاج ضد بطش الملالي، وارتفعت وتيرة التظاهرات وتحولت لمواجهات مع “الحرس الثوري” وقوات “الباسيج”، حيث شهدت مناطق مختلفة من طهران ومدن إيرانية أخرى، بما في ذلك قزوين وأصفهان ومشهد وسنندج وبندر عباس وجوهردشت كرج وأراك، تجمعات شعبية تلبيةً لدعوات إحياء الذكرى الثالثة لإسقاط الطائرة الأوكرانية بصواريخ “الحرس الثوري”، حيث ردد المحتجون شعارات مثل: “هذا العام هو عام الدم، سيسقط فيه المرشد خامنئي”، و”الموت للديكتاتور”، و”عار علينا، مرشدنا الجاهل”. ودعما للمحتجين في الداخل، نظم الإيرانيون وأنصار منظمة “مجاهدي خلق” تظاهرات متزامنة في نحو 12 مدينة في أوروبا وأميركا وأستراليا، وأدانوا وأعربوا عن اشمئزازهم من إعدام الشبابا المنتفضين في وجه نظام الملالي، وندد المتظاهرون بأي دكتاتورية في إيران وهتفوا بالموت للظالم سواء كان الشاه أو خامنئي. وطالب المتظاهرون في تجمعاتهم المجتمع الدولي بإبداء الصرامة في التعامل مع الإجراءات المعادية للإنسان من قبل نظام الملالي ضد الشعب الإيراني، وإغلاق سفارت النظام في الدول وطرد عناصره ومرتزقته من مختلف الدول، كما طالبوا بإدراج الدول المختلفة “الحرس الثوري” في قوائم الإرهاب، وطالبوا بتفكيك الحرس باعتباره القوة القمعية لنظام الملالي. في غضون ذلك، وفي تحد جديد للمجتمع الدولي واستمرارا لمقصلة الإعدامات التي يتبعها نظام الملالي ضد المحتجين، أصدر القضاء الإيراني أحكاما جديدة بالإعدام بحق ثلاثة أشخاص بزعم ضلوعهم في قتل ثلاثة عناصر من قوات الأمن وسط البلاد فيما يعرف بـ”قضية بيت أصفهان. وفيما أفادت وكالة أنباء “ميزان” التابعة للقضاء الإيراني بأن الأحكام صدرت بحق صالح ميرهاشمي بلطاقي، وماجد كاظمي شيخ شباني، وسعيد يعقوبي كردسفلي بتهمة “الحرابة”، رفعت الأحكام الجديدة التي لا تزال ابتدائية وقابلة للاستئناف، إجمالي عدد أحكام العقوبة القصوى الصادرة في قضايا متصلة بالاحتجاجات إلى 17، تمّ تنفيذ أربعة منها بينما صادقت المحكمة العليا على حكمَين آخرَين. من جانبه، ندد بابا الكنيسة الكاثوليكية البابا فرنسيس بإعدام المتظاهرين، مؤكدا أن عقوبة الإعدام لا يمكن أن تستخدم للعدالة لأنها ليست رادعا ولا تحقق العدالة للضحايا وإنما تقوي فقط التعطش للانتقام، قائلا إن الحق في الحياة مهدد أيضاً في الأماكن التي يستمر فيها فرض الإعدام، كما هو الحال في إيران هذه الأيام، عقب التظاهرات الأخيرة التي تطالب باحترام أكبر لكرامة المرأة، وكرر نداءه لوقف عقوبة الإعدام حول العالم، قائلاً إنها “مرفوضة دائماً لأنها تنتهك حرمة الشخص وكرامته”.

بدورها، أعلنت بلجيكا وهولندا والدنمارك أنّها ستستدعي سفراء طهران ردًا على احكام الإعدام بحق المتظاهرين، في وقت يجري العمل في الاتحاد الأوروبي على حزمة عقوبات جديدة. بدورهم، وصف ناشطون وحقوقيون الإعدامات التي يتبعها نظام الملالي بـ”القتل العلني”، فيما حذر مقرر الأمم المتحدة المعني بشؤون حقوق الإنسان في إيران جاويد رحمان، من أن النظام شن “حملة إعدامات” لقمع الانتفاضة الجارية في جميع أنحاء البلاد. في المقابل، اعترف المرشد علي خامنئي بمعاناة الإيرانيين من أزمة معيشية، لكنه اعتبر الاحتجاجات “خيانة” يجب التعامل معها “بشكل جاد”. وقال خامنئي لدى استقباله عددا من أهالي مدينة قم بمناسبة احتجاجات المدينة ضد نظام الشاه في التاسع من يناير عام 1979.”لدينا مشاكل اقتصادية ومعيشية لدى الناس، لكن هل يمكن حل المشكلة بحرق حاويات القمامة؟ وهل ستحل المشاكل بالنزول للشارع وأعمال الشغب؟”. وفي تكرار للاتهامات التي توجهها إيران للغرب بدعم الاحتجاجات، قال خامنئي: “أيادي العدو الأجنبي ظهرت خلال أعمال الشغب الأخيرة.. لقد تدخل الأميركيون والأوروبيون، وكل دولة أوروبية كانت متورطة في هذا الأمر بطريقة أو بأخرى.. وبشكل غير سري”.

 

ثلاثة أسباب رئيسية تجعل العودة إلى المفاوضات مع إيران مستبعدة

فرنسا متمسكة بالتواصل مع طهران لدورها في الأزمات الإقليمية

باريس: ميشال أبو نجم/الشرق الأوسط/10 كانون الثاني/2023

(تحليل إخباري)

ثمة اعتراف من على جانبي الحلف الأطلسي أن محاولة إحياء الاتفاق النووي مع إيران المبرم في صيف عام 2015 الذي تدور بشأنه مفاوضات شاقة منذ شهر أبريل (نيسان) من العام الماضي، دخلت في الثلاجة أو ربما ماتت تماماً، لا بل إن إعلان الوفاة غير الرسمي جاء على لسان الرئيس الأميركي جو بايدن، المعنيّ الأول بهذه المسألة. ففي مقطع فيديو صُوِّر منتصف الشهر الماضي، بمناسبة حديث له مع مجموعة من المعارضين الإيرانيين الذين يعيشون في الولايات المتحدة، قال بايدن إن الاتفاق «قد مات ولكن لن نعلن وفاته». وقبل ذلك بشهر، أعلن روبرت مالي، المبعوث الأميركي للملف النووي وأكثر الدبلوماسيين الأميركيين خبرة بهذا الموضع كونه كان من الطاقم المفاوض في العام 2015، في حديث صحافي، ما حَرفيته: «ليس من مهامي أن أعطي شهادة وفاة للاتفاق». ويضاف إلى ما سبق سيل من التصريحات الأميركية التي تؤكد أن الزمن الحالي «ليس للتفاوض» بشأن برنامج إيران النووي بعد الإخفاق الذي صدم الدبلوماسيين الأوروبيين والأميركيين في شهر أغسطس (آب) من العام الماضي بعدما توصلوا مع الوفد الإيراني، بوساطة مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، ومساعده الإسباني أنريكي مورا، إلى اتفاق تفصيلي متكامل. وقتها كان التفاوض يجري حول تحديد تاريخ للتوقيع الرسمي في فيينا.

بيد أن إيران، عقب عودة وفدها إلى طهران، عادت لتطرح مجدداً تمسكها بإغلاق ملف المواقع الثلاثة التي عثر فيها مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية سابقاً على جزيئات نووية تؤشر لعمليات تخصيب، ما عُدَّ «تهرباً» إيرانياً وانعكاساً لصراعات داخلية. ولأن هذه المسألة ليست جزءاً من الاتفاق، فقد رفض الغربيون التنازل. ورغم المحاولات التي جرت لاحقاً، فإنها بقيت من غير حل. ورمت لاحقاً مصادر دبلوماسية فرنسية كامل المسؤولية على طهران بقولها: «الاتفاق موجود على الطاولة ولا ينقصه سوى توقيع إيران ليصبح نافذاً».

تقول مصادر دبلوماسية أوروبية في باريس إن ثلاثة أسباب تجعل اليوم العودة إلى المفاوضات «أبعد مما كانت عليه في أي وقت مضى»، وأولها أنْ لا أحد أوروبياً أو غربياً «جاهز» اليوم للجلوس مقابل مبعوث إيراني للبحث في البرنامج النووي فيما طهران مواظبة على عمليات الإعدام والقمع بالتوازي مع مزيد من الانخراط في الحرب الروسية على أوكرانيا. والسبب الثاني أن السير في خطوة من هذا القبيل سيُنظر إليها، حسب المصادر الأوروبية، على أنها «إعادة تأهيل» للطرف الإيراني وتوفير شهادة «حسن سلوك واحترام» له بينما الدول الغربية من على جانبي الأطلسي تراكم العقوبات على المسؤولين عن القمع وعن التعاون العسكري الإيراني - الروسي. وثالث الأسباب أنْ لا أحد في العواصم المعنية يعتقد اليوم بـ«فائدة» إعادة ملف التفاوض باستثناء طهران التي تحاول الإيحاء بأن التواصل مستمر مع الجانب الأميركي عبر الوسطاء الغربيين وغير الغربيين.

من هذه الزاوية يتعين النظر إلى اللقاء الذي حصل بين وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان وجوزيب بوريل في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي على هامش أعمال قمة «بغداد - 2» التي استضافها الأردن، والزيارة التي قام بها الأول إلى مسقط يوم 28 الشهر نفسه، والتي أشار فيها إلى أن نافذة المفاوضات النووية «ما زالت مفتوحة ولكنها لن تبقى كذلك إلى الأبد». كما أفاد عبداللهيان بأن الملف النووي كان على رأس جدول المحادثات التي أجراها مع سلطان عمان ونظيره وزير الخارجية العماني. وسبق لـعبداللهيان أن أعلن أكثر من مرة أن ثمة «تبادل رسائل» مع واشنطن عبر الوسيط الأوروبي. وتجدر الإشارة إلى الدور الذي لعبته مسقط سابقاً في تسهيل التواصل بين طهران وواشنطن، ولذا يبدو واضحاً أن الجانب الإيراني يسعى إلى إعادة تفعيل هذه القناة الدبلوماسية. بيد أن المصادر الأوروبية تنبه إلى أن ما يصدر عن عبداللهيان أو عن الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية «يتعين التعاطي معه بكثير من الحذر» ولا يعني توافر فرصة جديدة، والدليل على ذلك أن المحاولات التي قامت بها الوكالة الدولية لتسوية ملف المواقع الثلاثة غير المعلنة لم تثمر، وبقي الملف عالقاً. يضاف إلى ما سبق أن البرنامج النووي الإيراني يتقدم بخطوات كبيرة وأبرزها بدء إيران بتخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المائة في موقع «فوردو» بالغ التحصين، وأن التقارير المتوافرة تشير كلها إلى أن طهران تمتلك من اليورانيوم مرتفع التخصيب ما يجعلها اليوم «قرب» الحافة النووية إن لم تكن قد تخطتها.

من بين جميع الأطراف الأوروبية المعنية بالملف النووي، يعدّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأكثر انخراطاً. فقد كان ماكرون المسؤول الغربي الوحيد الذي التقى الرئيس إبراهيم رئيسي في نيويورك، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم 20 سبتمبر (أيلول) الماضي، أي بعد أربعة أيام من وفاة الشابة الكردية مهسا أميني، وانطلاق الاحتجاجات ومعها القمع الأعمى. وقد انصبّت الانتقادات عليه بسبب مبادرته التي عُدّت أنها جاءت في غير وقتها. بيد أن ماكرون من دعاة الواقعية السياسية. ففي الطائرة التي حملته على طريق العودة من قمة «بغداد 2» سئل ماكرون عن تعليقه على قول بايدن إن الاتفاق النووي قد مات، وجاء رده كالتالي: «إذا كان هذا ما يعتقده، فعليه أن يعلن ذلك وأن يوضحه». ولا يبدو أن ماكرون، رغم مواقف باريس شديدة الانتقاد لإيران في الأسابيع الأخيرة بسبب القمع من جهة ومساعدة روسيا في حربها الدائرة في أوكرانيا من جهة ثانية، راغب في القطيعة مع طهران. وبرأيه، فإنه يتعين «تأطير الأنشطة النووية الإيرانية وكذلك الباليستية فضلاً عن وضع حد لدورها الإقليمي المزعزع للاستقرار» في تلميح إلى ما تقوم به طهران في اليمن والعراق وسوريا ولبنان... وكانت لافتة دعوته العراق، في كلمته الافتتاحية لقمة «بغداد 2» للخروج من الهيمنة الإيرانية.

بيد أن المقاربة الفرنسية العامة لا تعني أن باريس جاهزة اليوم لمبادرةٍ ما في الملف النووي. فالعلاقات بينها وبين طهران بالغة التوتر لسببين إضافيين: الأول، اعتبار ماكرون، بمناسبة استقباله يوم 11 نوفمبر (تشرين الثاني) أربع ناشطات إيرانيات في قصر الإليزيه، أن ما يحصل في إيران «ثورة» وعمد إلى تكرار هذا التوصيف عدة مرات لاحقاً. والآخر، تبعات نشر مجلة «شارلي إيبدو» الساخرة رسوماً كاريكاتيرية للمرشد الإيراني علي خامنئي، ورد طهران العنيف على ذلك وإغلاق «مركز الأبحاث الفرنسي» في طهران، فضلاً عن المظاهرات المعادية لباريس أمام السفارة الفرنسية والشعارات المنددة بـ«الإهانة» الفرنسية للمقامات الإيرانية العليا. ومن مظاهر التوتر بين الجانبين أن مشروع قانون قدمته مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ يدعو الحكومة والاتحاد الأوروبي إلى وضع حد للمفاوضات النووية وإغلاق المجال الجوي الأوروبي في وجه الطائرات الإيرانية وفرض عقوبات على الحرس الثوري ووضعه على لائحة التنظيمات الإرهابية. بيد أن هذا الاقتراح لا يعني تغييراً في السياسة الفرنسية، إذ يعود للحكومة الأخذ به أو إبقاؤه جانباً. بناءً على ما سبق، لا يبدو أن باريس «وهو ما يصح على لندن وبرلين» راغبةٌ في وأد المساعي الدبلوماسية رغم التشدد الواضح في اللهجة والإدانات. باريس ترى أن «المشكلات الإقليمية لا يمكن حلها من غير إيران». ورغم حديث ماكرون عن «الثورة»، فإنه «لا أحد اليوم يرى أن النظام مهدَّد حقيقةً بالزوال، ولذا يتعين استمرار التواصل معه». لكنَّ هذا لا يعني، وفق المصادر الأوروبية، أن مبادرة جديدة بخصوص الملف النووي ستُطرح غداً لأن التوجه العام اليوم منصبٌّ على تشديد العقوبات على طهران التي لا تبدو من جانبها مستعجلة في التجاوب مع المطالب الغربية بفضل «تحالفها» المزدوج مع الصين وروسيا وبالتالي ترى أنها قادرة على الانتظار.

 

رفع الحظر عن وسم «الموت لخامنئي» في «إنستغرام» و«فيسبوك»

نيويورك/الشرق الأوسط/10 كانون الثاني/2023

بعد الانتقادات الواسعة، تراجع مجلس الإشراف بشركة «ميتا» أمس، عن قرار الشركة حذف أي منشور على منصتي «فيسبوك» و«إنستغرام» يتضمن شعار «الموت لخامنئي»، وقال إن هذا لا يمثل انتهاكاً للقاعدة التي تحظر التهديدات العنيفة. وقال المجلس، الذي تموله الشركة لكنه يعمل بشكل مستقل، في قراره إن العبارة تُستخدم في الغالب بمعنى «الموت لخامنئي» في إشارة إلى صاحب الكلمة الفصل في النظام الإيراني المرشد علي خامنئي الذي يقود حملة قمع عنيفة ضد الاحتجاجات التي تشهدها بلاده منذ أشهر. وحث المجلس الشركة على تطوير طرق أفضل لتنقيح المنشورات في مثل هذا السياق بما يتماشى مع سياسات المحتوى الخاصة بها وتحديد الخطوط العريضة بوضوح للظروف التي يُسمح فيها بالتهديدات الكلامية لقادة الدول. وأضافت الهيئة المستقلة والمموَّلة من الشركة: «في سياق هذا المنشور والوضع الاجتماعي والسياسي والخطاب العام في إيران، ينبغي التعامل مع وسم (الموت لخامنئي)، على غرار (فليسقط). فالأمر يتعلق بشعار خطابي وسياسي، ولا ينمّ عن تهديد بالفعل». وواجهت «إنستغرام» وهي الأكثر شعبية في إيران، انتقادات بسبب حذف منشورات مندِّدة بالسلطات. وكان مشاهير إيرانيون قد وجهوا انتقادات العام الماضي إلى الشركة، وأثاروا تساؤلات حول احتمال اختراق الفريق المشرف على الشبكة من السلطات الإيرانية. ورأى مجلس الإشراف على الرقابة أن فشل «فيسبوك» في فرض حرية التعبير «أدى إلى إسكات الخطاب السياسي الرامي إلى حماية حقوق المرأة»، حسبما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية. ولطالما اضطرت «ميتا» إلى الاختيار بين التخفيف من حدّة المحتوى الذي يمكن عدّه عنيفاً أو الدفاع عن حرية التعبير. وتحظر الشركة أي أسلوب يحرّض على «العنف الخطير» لكنها تهدف إلى تجنب المبالغة من خلال جعل التنفيذ مقتصراً على التهديدات ذات المصداقية، مما يقود لحالة من الغموض بشأن متى وكيف يتم تطبيق القاعدة. فبعد غزو روسيا لأوكرانيا العام الماضي، على سبيل المثال، تبنت «ميتا» إعفاءً مؤقتاً يسمح بالدعوة بالموت للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإتاحة متنفس للمستخدمين في المنطقة للتعبير عن غضبهم إزاء الحرب.

 

دول أوروبية تستدعي سفراء طهران تنديداً بأحدث الإعدامات

البابا فرنسيس أدان استخدام العقوبة القصوى ضد المتظاهرين

لندن - برلين/الشرق الأوسط/10 كانون الثاني/2023

بعد يومين من تنفيذ المزيد من أحكام الإعدام بحق المتظاهرين وإصدار أحكام جديدة، استمر الاحتجاج الدولي على تمسك إيران بمواصلة تنفيذ الإعدام. واستدعت باريس ولندن وبرلين وعواصم أوروبية أخرى، السفراء الإيرانيين لإبلاغ إدانتها الشديدة لعمليات الإعدام، والقمع الحالي في إيران، في وقت يجري فيه العمل في الاتحاد الأوروبي على حزمة عقوبات جديدة. واستدعى وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي، أمس، القائم بالأعمال الإيراني بعد أن أعدمت السلطات الإيرانية المحتجين محمد مهدي كرمي وسيد محمد حسيني.وقال كليفرلي في بيان: «اليوم استدعيت القائم بالأعمال الإيراني للتنديد بأشد العبارات الممكنة بعمليات الإعدام المروعة التي شهدناها في مطلع الأسبوع»، حسب «رويترز». وفي خطوة مماثلة، استدعت باريس القائم بالأعمال الإيراني «لإبلاغه بإدانتها الشديدة» للإعدامات والقمع الحالي في إيران. وذكّرت الخارجية الفرنسية، في بيان، بأنها قامت بذلك «عدة مرات عبر قنوات مختلفة مع السلطات الإيرانية»، مضيفة أنها «تابعت بأكبر قدر من الاهتمام الاعتصام الذي نظم يوم أمس أمام السفارة الفرنسية في طهران والذي لم يكن عفوياً».وأعلنت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، أنها استدعت السفير الإيراني في برلين «مرة أخرى» للاحتجاج على إعدام محتجين السبت الماضي.

وحذرت بيربوك من أنها تعتزم «الإشارة بوضوح إلى أن القمع الوحشي والقمع وترهيب السكان والإعدامين الأخيرين لن تمر من دون عواقب»، حسبما أوردت «وكالة الصحافة الفرنسية».

ونقلت «رويترز» عن بيربوك قولها خلال مؤتمر صحافي في برلين: «النظام الذي يقتل شبابه لترويع شعبه ليس له مستقبل». وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية، شتيفن هيبشترايت، الاثنين، في برلين، إن «الحكومة الألمانية تدين بأشد العبارات استمرار النظام الإيراني في استخدام عقوبة الإعدام كوسيلة للقمع».

ودعا المتحدث، الحكومة في طهران «مرة أخرى وعلى وجه السرعة»، إلى عدم تنفيذ أي أحكام أخرى بالإعدام، وإلغاء عقوبة الإعدام على الفور، مضيفاً أنه سيُجرى مواصلة الضغط على إيران بالتعاون مع الحلفاء، وقال: «نطالب إيران بالإفراج الفوري عن جميع المعتقلين ظلماً»، حسبما أفادت «وكالة الأنباء الألمانية».

وجاء استدعاء السفير الإيراني، بعدما أعلنت بلجيكا وهولندا والدنمارك، أنّها ستستدعي سفراء طهران رداً على إعدام المحتجين. وكتبت وزيرة الخارجيّة البلجيكيّة، حجّة لحبيب، على «تويتر» (الأحد): «على غرار دول أوروبّية أخرى، سنستدعي سفير إيران»، قائلةً إنّها «شعرت بالذهول» بسبب عمليّات الإعدام. وأضافت: «يجري النظر في عقوبات جديدة من جانب الاتّحاد الأوروبي»، دون مزيد من التفاصيل. بدورها، استدعت الدنمارك (الاثنين) السفير الإيراني لديها للتعبير عن «غضبها» بعد إعدامات (السبت)، على ما أعلن (الأحد) وزير الخارجيّة الدنماركي لارس لوكي راسموسن.

وقال راسموسن في تصريحات صحافية: «نستدعي السفير الإيراني إلى اجتماع في وزارة الخارجية لإرسال أقوى إشارة ممكنة بأن الانتهاكات التي ارتُكبت ضد شعبه تثير سخطنا». وتابع راسموسن: «إن الوضع خطير جداً في إيران. إنه يثير مشاعر مختلفة، بما في ذلك الاحترام الكبير لبعض الأشخاص الذين يظهرون بطولة رائعة في معارضة نظام وحشي». وكتب وزير الخارجية الهولندي، ووبكي هوكسترا، على «تويتر» (الأحد): «سأستدعي السفير الإيراني للتشديد على قلقنا البالغ، وأدعو الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى فعل الشيء نفسه». وأضاف أن «حزمة رابعة من العقوبات ضد إيران قيد الإعداد قبل انعقاد مجلس الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي»، المقرر في 23 يناير (كانون الثاني)، مشدداً على «الحاجة إلى رد أقوى من الاتحاد الأوروبي». وبموازاة الردود الأوروبية الغاضبة، أدان البابا فرنسيس (الاثنين) استخدام السلطات الإيرانية، عقوبة الإعدام ضد متظاهرين يطالبون باحترام أكبر للمرأة.

ونقلت «رويترز» قوله في هذا الصدد: «الحق في الحياة مهدد أيضاً في تلك الأماكن التي يستمر فيها فرض عقوبة الإعدام، كما هو الحال بإيران في هذه الأيام، عقب المظاهرات الأخيرة التي تطالب باحترام أكبر لكرامة المرأة». وكانت تصريحات البابا، التي أدلى بها في خطابه السنوي للدبلوماسيين الذين يقدمون أوراق اعتمادهم لدى الفاتيكان، هي أقوى تصريحات له منذ بدء الاحتجاجات في أنحاء إيران بعد وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني (22 عاماً) في سبتمبر (أيلول) الماضي في حجز للشرطة. وأضاف البابا فرنسيس: «لا يمكن تطبيق عقوبة الإعدام من أجل تحقيق عدالة مزعومة لدولة؛ لأنها لا تشكل رادعاً ولا توفر العدالة للضحايا، لكنها تغذي فقط التعطش للانتقام»، ثم كرر نداء من أجل وقف عقوبة الإعدام في جميع أنحاء العالم، قائلاً إنها «مرفوضة دائماً؛ لأنها تنتهك حرمة الشخص وكرامته». وأعدمت السلطات في إيران 4 متظاهرين في أعقاب الاحتجاجات التي شهدتها وتعصف بالبلاد منذ أكثر من 4 أشهر.

 

خامنئي يتهم المحتجين بـ«الخيانة»... وطهران تصدر أحكام إعدام إضافية

المرشد الإيراني دعا إلى مواصلة «المواجهة الصارمة»... وقلق على مصير متظاهرين

لندن – طهران/الشرق الأوسط/10 كانون الثاني/2023

اتهم المرشد الإيراني علي خامنئي المحتجين بـ«الخيانة» والعمل بـ«استهداف نقاط القوة»، مطالباً بـ«مواجهة صارمة» للمسيرات المناهضة للنظام. وذلك في وقت، أعلن القضاء الإيراني عن إصدار حكم على ثلاثة محتجين بالإعدام، بتهمة «الحرابة» في تحدٍ للانتقادات الدولية والداخلية المتزايدة لحملة القمع ضد المتظاهرين. وألقى خامنئي خطاباً أمس تطرق فيه للاحتجاجات بشكل مفصل، بعد يومين من إعدام شخصين، أحدهما بطل رياضي حائز ميداليات عديدة، في محاولتها قمع الاحتجاجات. وكرر خامنئي وصف الاحتجاجات بـ»أعمال الشغب»، متهماً المحتجين بـ«ارتكاب خيانة». وأشار إلى أنه لا نية لدى الدولة في تخفيف موقفها، قائلاً في خطاب تلفزيوني، إن من «يضرمون النيران في الأماكن العامة يرتكبون خيانة بلا شك». وعقوبة الخيانة هي الإعدام في إيران، حسب «رويترز». وواصل خامنئي التقليل من شأن الاحتجاجات، وقال خلال استقباله في طهران جمعاً من أهالي مدينة قم «يأتي عدد من الأشخاص، في الشارع ويصرخون ويشتمون، ويكسرون الزجاج ويحرقون حاويات النفايات»، واستنتج خامنئي أن الاحتجاجات نتيجة «مشكلة اقتصادية ومعيشية... لكن الاحتجاجات لا تريد القضاء على نقاط الضعف الإدارية والاقتصادية، إنما العكس هو الصحيح، أرادوا القضاء على نقاط قوتنا». وأضاف «الأجهزة المسؤولة تتعامل بجدية وعادلة مع الخيانة، ويجب عليهم ذلك». كما وجّه تحذيرات من وسائل الإعلام وشبكات التواصل، عندما أشار إلى محاولات ما أسماها «إغواء الشباب». وقال «كانت الدعاية الجزء الأهم من نشاط العدو في أعمال الشغب الأخيرة، وليس نقاط الضعف الإدارية والاقتصادية». ومن هنا، طالب المسؤولين بزيادة التركيز على الشباب لشرح موقف النظام. وقال، إن «الإغواء الموجه للشباب والمراهقين لا يمكن أن يتراجع بالهراوات».

تزامناً مع ذلك؛ أعلن القضاء الإيراني عن الحكم على ثلاثة محتجين بالإعدام، في تحدٍ للانتقادات الدولية المتزايد لحملة القمع الدموية التي تشنها طهران لإخماد الاحتجاجات.

وقالت وكالة «ميزان»، التابعة للقضاء الإيراني، إن صالح مرهاشمي وماجد كاظمي وسعيد يعقوبي، الذين أُدينوا بقتل ثلاثة أفراد من ميليشيا «الباسيج» الذراع التعبوية لـ«الحرس الثوري» خلال الاحتجاجات المناهضة للحكومة في مدينة أصفهان، بوسعهم الاستئناف على الأحكام الصادرة عليهم.

وفي القضية ذاتها، أصدر القضاء أحكاماً بالسجن بحق متّهمَين آخرَين، أحدهما لاعب كرة القدم أمير نصر آزاداني البالغ من العمر 26 عاماً. وأصدرت المحكمة بحق اللاعب الذي يدافع عن ألوان نادي إيران جوان المحلي، ثلاثة أحكام بالسجن لفترات متفاوتة. ووفق القانون الإيراني، على نصر آزاداني أن يقضي العقوبة الأطول من بين فترات السجن، وهي الحبس 16 عاماً. وكانت قضية اللاعب واحتمال الحكم بإعدامه، قد أثارت انتقادات من أطراف خارجيين، تتقدمهم النقابة الدولية للاعبي كرة القدم «فيفبرو».

وكانت قوات «الباسيج» في طليعة عمليات قمع الاضطرابات التي أشعلتها وفاة مهسا أميني (22 عاماً) في أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق الإيرانية يوم 16 سبتمبر (أيلول). والاحتجاجات التي يشارك فيها إيرانيون من جميع أطياف المجتمع هي أحد أجرأ التحديات التي تواجهها القيادة الإيرانية منذ ثورة عام 1979، وتمثل تحدياً لشرعية المؤسسة الحاكمة من خلال المطالبة بسقوط حكامها. ويرى النشطاء الحقوقيون حالات الإعدام والاعتقال والعقوبات القاسية للمحتجين على يد أجهزة الدولة محاولة لترهيب المحتجين وقذف رعب كافٍ في قلوب المواطنين لإنهاء الحراك الاحتجاجي. وعلى الرغم من مضاعفة المؤسسة للقمع، لا تزال الاحتجاجات مستمرة في بعض مناطق طهران وأصفهان ومدن عدة أخرى. وأُعدم أربعة على الأقل منذ بدء الاحتجاجات، بحسب السلطة القضائية، من بينهم محتجان أُعدما يوم السبت بدعوى قتلهما لفرد من «الباسيج». وترفع الأحكام الجديدة التي لا تزال ابتدائية وقابلة للاستئناف، إجمالي عدد أحكام العقوبة القصوى الصادرة في قضايا متصلة بالاحتجاجات إلى 17، تمّ تنفيذ أربعة منها، بينما صادقت المحكمة العليا على حكمَين آخرَين، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. وقالت منظمة العفو الدولية الشهر الماضي، إن السلطات الإيرانية تسعى إلى الحكم على 26 آخرين على الأقل بالإعدام فيما تصفه بأنه «محاكمات صورية لترويع المتظاهرين». وحذرت منظمة حقوق الإنسان في إيران، ومقرها أوسلو، من أن 100 شخص على الأقل، يواجهون تهماً تصل عقوبتها للإعدام. وقال نشطاء حقوقيون على وسائل التواصل الاجتماعي، إن محتجَين آخرَين، هما محمد قبادلو (22 عاماً) ومحمد بورغني (18 عاماً)، نُقلا إلى سجن انفرادي؛ تمهيداً لإعدامهما في سجن رجائي شهر في مدينة كرج. وأظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، أشخاصاً مجتمعين في وقت متأخر من أول من أمس (الأحد) أمام السجن يرددون هتافات مناهضة لخامنئي. وأفاد حساب «تصوير 1500» عن سماع دوي إطلاق النار.

 

بغداد تتجاهل اعتراضاً إيرانياً بشأن «الخليج»

بغداد/الشرق الأوسط/10 كانون الثاني/2023

تجاهلت العراق احتجاجا إيرانياً على استخدام المسؤولين العراقيين، وفي مقدمتهم رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، مسمى «الخليج العربي»، إذ لم تصدر أي رد أو تعليق على ما أعلنه المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعان عن «اتخاذ إجراءات لازمة بخصوص واقعة استخدام تسمية الخليج العربي من قبل العراق». وجاء هذا الموقف بعد استخدام السوداني عبارة الخليج العربي في سياق ترحيبه بالوفود الخليجية الرياضية أثناء افتتاح بطولة «خليجي 25» في البصرة. و«الخليج العربي» عبارة دارجة في العراق وعبر كل المخاطبات الرسمية، وكذلك استخدمها زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر في تغريدته التي رحب فيها بتنظيم البطولة في محافظة البصرة. وبشأن الاعتراض الإيراني وكيفية الرد عليه بشأن عروبة الخليج، يقول اللواء الركن الدكتور جمال الحلبوسي، خبير الحدود والمياه الدولية العراقي، لـ«الشرق الأوسط» إن «تاريخ كل بلد لا يعني أن يسود على بلد آخر، إذ لكل بلد تاريخه ضمن المنطقة وما هو مؤشر لدينا غير ما هو مؤشر لدى غيرنا»، مبيناً أن «أول خريطة، منذ القرن الثامن عشر، كانت فرنسية وتشير إلى مسمى الخليج العربي. وقبلها يذكر التاريخ وجود كسرى ضمن أرض الرافدين ولم يصل إلى ضفتي الخليج الذي حمل أسماء متعددة مثل خليج العرب أو بحر العرب أو بحر عمان أو خليج أو بحر البصرة للمنطقة المحصورة بين مضيق هرمز وبحر العرب». وأضاف الحلبوسي أن «الدولة الصفوية والقاجارية والبهلوية لم يكن لها ما يثبت أن ضفتي الخليج فارسية». وأوضح أن «شط العرب هو شط يتوسط تكويناً عربياً على ضفتيه دون شك أو ريبة، بل حتى جغرافيا العراق حيث إن هناك مساحة للعراق في الجانب الإيراني لكنها عربية». وقال إن «التسمية لفترة معينة من الزمن لا تعني أنها ثابتة أو ملزمة لبلد آخر، ففترات التاريخ ومنها تاريخ ما قبل الإسلام وعصور الحكم الإسلامي بفتراته الأربع أكبر من أن تقبل طرحاً ينافي الصفة العربية للخليج».

أما أستاذ الإعلام في «جامعة أهل البيت» الدكتور غالب الدعمي فيرى أن «الاعتراض الإيراني غير مبرر وغير صحيح لأن الخليج اسمه منذ القدم الخليج العربي، وعرف أيضاً بخليج البصرة. كما أن الذين يسكنون على ضفتي هذا الممر المائي، وهذا في غاية الأهمية، هم من العرب سواء من الأقاليم التابعة لإيران الآن أو من الجهة الأخرى وهي دول الخليج العربي». وأضاف الدعمي، في تصريح إلى «الشرق الأوسط»، أن «السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: لماذا لم تعترض إيران سابقاً حين تم تنظيم البطولة في الكويت وفي قطر وفي دول أخرى، وبالتالي لماذا تعترض الآن حين يتم تنظيم البطولة في العراق؟ ولماذا لم تعترض على النظام السابق الذي كان يسمي الخليج بالعربي في كل خطاباته السياسية؟ ولماذا تعترض الآن على حكومة تعدها قريبة منها وفق التوصيفات السياسية أو في الأقل أن الجهات السياسية التي شكلت هذه الحكومة هي الأقرب إلى إيران؟». ويشير إلى أن «الموضوع أكبر من مجرد تسمية للخليج بل يتعلق بما هو أهم وهو التفاعل الجماهيري الكبير الذي كان في محافظة البصرة لجهة استقبال العرب من دول الخليج والتفاعل معهم بالطريقة التي رآها الجميع وما حملته من تاييد منقطع النظير سواء للمنتخبات الخليجية أو للجمهور الخليجي والأهم في تقديري هو اتضاح حقيقة الحب والتفاعل بين العراقيين وإخوتهم أبناء الخليج كتعبير عن امتدادهم القومي والعربي، وهي نقطة مهمة ولا يمكن تجاوزها»، مؤكداً أن «على الحكومة العراقية أن ترفض الاحتجاج الإيراني وأن تعمق علاقاتها العربية الخليجية وتحتفظ كذلك بعلاقات طيبة مع إيران من منطلق المصلحة العراقية العليا».

 

خامنئي يتهم المحتجين بـ«الخيانة»... وطهران تصدر أحكام إعدام إضافية

المرشد الإيراني دعا إلى مواصلة «المواجهة الصارمة»... وقلق على مصير متظاهرين

لندن - طهران/الشرق الأوسط/10 كانون الثاني/2023

اتهم المرشد الإيراني علي خامنئي المحتجين بـ«الخيانة» والعمل بـ«استهداف نقاط القوة»، مطالباً بـ«مواجهة صارمة» للمسيرات المناهضة للنظام. وذلك في وقت، أعلن القضاء الإيراني عن إصدار حكم على ثلاثة محتجين بالإعدام، بتهمة «الحرابة» في تحدٍ للانتقادات الدولية والداخلية المتزايدة لحملة القمع ضد المتظاهرين. وألقى خامنئي خطاباً أمس تطرق فيه للاحتجاجات بشكل مفصل، بعد يومين من إعدام شخصين، أحدهما بطل رياضي حائز ميداليات عديدة، في محاولتها قمع الاحتجاجات. وكرر خامنئي وصف الاحتجاجات بـ»أعمال الشغب»، متهماً المحتجين بـ«ارتكاب خيانة». وأشار إلى أنه لا نية لدى الدولة في تخفيف موقفها، قائلاً في خطاب تلفزيوني، إن من «يضرمون النيران في الأماكن العامة يرتكبون خيانة بلا شك». وعقوبة الخيانة هي الإعدام في إيران، حسب «رويترز». وواصل خامنئي التقليل من شأن الاحتجاجات، وقال خلال استقباله في طهران جمعاً من أهالي مدينة قم «يأتي عدد من الأشخاص، في الشارع ويصرخون ويشتمون، ويكسرون الزجاج ويحرقون حاويات النفايات»، واستنتج خامنئي أن الاحتجاجات نتيجة «مشكلة اقتصادية ومعيشية... لكن الاحتجاجات لا تريد القضاء على نقاط الضعف الإدارية والاقتصادية، إنما العكس هو الصحيح، أرادوا القضاء على نقاط قوتنا». وأضاف «الأجهزة المسؤولة تتعامل بجدية وعادلة مع الخيانة، ويجب عليهم ذلك». كما وجّه تحذيرات من وسائل الإعلام وشبكات التواصل، عندما أشار إلى محاولات ما أسماها «إغواء الشباب». وقال «كانت الدعاية الجزء الأهم من نشاط العدو في أعمال الشغب الأخيرة، وليس نقاط الضعف الإدارية والاقتصادية». ومن هنا، طالب المسؤولين بزيادة التركيز على الشباب لشرح موقف النظام. وقال، إن «الإغواء الموجه للشباب والمراهقين لا يمكن أن يتراجع بالهراوات».

تزامناً مع ذلك؛ أعلن القضاء الإيراني عن الحكم على ثلاثة محتجين بالإعدام، في تحدٍ للانتقادات الدولية المتزايد لحملة القمع الدموية التي تشنها طهران لإخماد الاحتجاجات. وقالت وكالة «ميزان»، التابعة للقضاء الإيراني، إن صالح مرهاشمي وماجد كاظمي وسعيد يعقوبي، الذين أُدينوا بقتل ثلاثة أفراد من ميليشيا «الباسيج» الذراع التعبوية لـ«الحرس الثوري» خلال الاحتجاجات المناهضة للحكومة في مدينة أصفهان، بوسعهم الاستئناف على الأحكام الصادرة عليهم. وفي القضية ذاتها، أصدر القضاء أحكاماً بالسجن بحق متّهمَين آخرَين، أحدهما لاعب كرة القدم أمير نصر آزاداني البالغ من العمر 26 عاماً. وأصدرت المحكمة بحق اللاعب الذي يدافع عن ألوان نادي إيران جوان المحلي، ثلاثة أحكام بالسجن لفترات متفاوتة. ووفق القانون الإيراني، على نصر آزاداني أن يقضي العقوبة الأطول من بين فترات السجن، وهي الحبس 16 عاماً.

وكانت قضية اللاعب واحتمال الحكم بإعدامه، قد أثارت انتقادات من أطراف خارجيين، تتقدمهم النقابة الدولية للاعبي كرة القدم «فيفبرو». وكانت قوات «الباسيج» في طليعة عمليات قمع الاضطرابات التي أشعلتها وفاة مهسا أميني (22 عاماً) في أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق الإيرانية يوم 16 سبتمبر (أيلول).

والاحتجاجات التي يشارك فيها إيرانيون من جميع أطياف المجتمع هي أحد أجرأ التحديات التي تواجهها القيادة الإيرانية منذ ثورة عام 1979، وتمثل تحدياً لشرعية المؤسسة الحاكمة من خلال المطالبة بسقوط حكامها. ويرى النشطاء الحقوقيون حالات الإعدام والاعتقال والعقوبات القاسية للمحتجين على يد أجهزة الدولة محاولة لترهيب المحتجين وقذف رعب كافٍ في قلوب المواطنين لإنهاء الحراك الاحتجاجي. وعلى الرغم من مضاعفة المؤسسة للقمع، لا تزال الاحتجاجات مستمرة في بعض مناطق طهران وأصفهان ومدن عدة أخرى. وأُعدم أربعة على الأقل منذ بدء الاحتجاجات، بحسب السلطة القضائية، من بينهم محتجان أُعدما يوم السبت بدعوى قتلهما لفرد من «الباسيج». وترفع الأحكام الجديدة التي لا تزال ابتدائية وقابلة للاستئناف، إجمالي عدد أحكام العقوبة القصوى الصادرة في قضايا متصلة بالاحتجاجات إلى 17، تمّ تنفيذ أربعة منها، بينما صادقت المحكمة العليا على حكمَين آخرَين، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وقالت منظمة العفو الدولية الشهر الماضي، إن السلطات الإيرانية تسعى إلى الحكم على 26 آخرين على الأقل بالإعدام فيما تصفه بأنه «محاكمات صورية لترويع المتظاهرين». وحذرت منظمة حقوق الإنسان في إيران، ومقرها أوسلو، من أن 100 شخص على الأقل، يواجهون تهماً تصل عقوبتها للإعدام.

وقال نشطاء حقوقيون على وسائل التواصل الاجتماعي، إن محتجَين آخرَين، هما محمد قبادلو (22 عاماً) ومحمد بورغني (18 عاماً)، نُقلا إلى سجن انفرادي؛ تمهيداً لإعدامهما في سجن رجائي شهر في مدينة كرج. وأظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، أشخاصاً مجتمعين في وقت متأخر من أول من أمس (الأحد) أمام السجن يرددون هتافات مناهضة لخامنئي. وأفاد حساب «تصوير 1500» عن سماع دوي إطلاق النار.

 

الغضب من الإعدامات يؤجج الاحتجاجات في إيران وأنباء عن حكم ابنة رفسنجاني بخمس سنوات سجن وإدانة أربعة رجال بسبب إضرابات سائقي الشاحنات

لندن - طهران/الشرق الأوسط/10 كانون الثاني/2023

تأججت المسيرات الليلية في عدة مدن إيرانية، بعد ساعات من إعدام محتجين، وسط شجب دولي للسلطات. وواصل القضاء الإيراني إصدار الأحكام ضد المحتجين، معلناً عن إدانة أربعة أشخاص بالسجن لفترات تصل لعشر سنوات على خلفية إضراب سائقي الشاحنات، وسط أنباء عن إدانة فائزة هاشمي، النائبة السابقة، وابنة الرئيس الإيراني الأسبق علي أكبر هاشمي رفسنجاني. وعادت المسيرات الاحتجاجية إلى منطقة ستارخان في العاصمة طهران، مساء الأحد، بعدما شهدت نحو عشرين منطقة في العاصمة طهران شعارات ليلية ومسيرات وتجمعات، ليلة السبت احتجاجاً على إعدام المحتجين محمد مهدي كرمي، ومحمد حسيني، مرددين شعارات «الموت لخامنئي» و«لا نريد الحكومة القاتلة للأطفال» و«كل شخص يقتل خلفه يقف ألف شخص» و«الموت للباسيج» و«الموت للحرس الثوري» و«الفقر والفساد والغلاء... متجهون لإطاحة النظام». ونزلت مجموعة من المحتجين إلى الشارع في مدينتي كرج وأراك، حسبما أظهرت فيديوهات على شبكات التواصل الاجتماعي. ونزلت مجموعة من النساء المحتجات إلى شوارع مدينة نجف آباد بمحافظة أصفهان أمس الأحد، ورددن شعارات منددة بالنظام، وفق مقطع فيديو انتشر على تويتر. ونشرت وكالة نشطاء حقوق الإنسان في إيران (هرانا) مقطع فيديو يظهر إضرابات في سوق مدينة سقز الكردية. وأثارت إيران إدانات دولية السبت بتنفيذها حكم الإعدام بحق محمد مهدي كرمي ومحمد حسيني بتهمة قتل عنصر من ميليشيا الباسيج الذراع التعبوية لـ«الحرس الثوري» أثناء احتجاجات غير مسبوقة أشعلتها وفاة الشابة الكردية مهسا أميني. وأفادت صحيفة «شرق» الإيرانية بأن السلطات سلمت جثة حسيني لشقيقه، قبل أن تجري مراسم دفنه في مقبرة إشتهارد بمدينة كرج. وارتفع بذلك، عدد عمليات الإعدام على خلفية الاحتجاجات إلى 4؛ إذ أعدم رجلان في ديسمبر (كانون الأول) ما أثار غضباً داخلياً ودولياً وفرض عقوبات غربية جديدة على إيران. وتزامن الاحتجاج على الإعدامات مع إحياء ذكرى إسقاط طائرة الركاب الأوكرانية، بصواريخ دفاعات «الحرس الثوري» والذي أسفر عن مقتل 176 شخصاً، بعد لحظات قليلة من هجوم صاروخي إيراني على مقر القوات الأميركية في قاعدة «عين الأسد» العراقية، بعد خمسة أيام على مقتل قاسم سليماني، مسؤول العمليات الخارجية في «الحرس الثوري» مطلع عام 2020.

إدانة الإعدامات

ودعا لاعب المنتخب الإيراني لكرة القدم، وفريق بورتو البرتغالي مهدي طارمي إلى وضع حد للإعدامات، وكتب اللاعب على تويتر: «لا يمكن تحقيق العدالة بحبل المشنقة، لدينا الكثير من المختلسين والمجرمين في السجن، كم سنة تستغرق محاكمتهم، لكن هؤلاء الشباب المضطهدين، من عائلات ضعيفة، وليس لديهم مصدر رزق، تعدمون على وجه السرعة؟ يكفي هذا، أي مجتمع سيجد الهدوء مع كل يوم من إراقة الدماء والإعدامات». وأدانت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بأشد العبارات السبت تنفيذ حكم الإعدام بحق الرجلين. وجاء في تغريدة للناطق باسم الخارجية الأميركية نيد برايس: «ندين بأشد العبارات المحاكمة الصورية لمحمد مهدي كرامي ومحمد حسيني وإعدامهما في إيران». وصرح برايس بأن «الإعدامات من هذا القبيل هي عنصر أساسي في استراتيجية النظام لقمع المظاهرات» التي يشهدها البلد منذ أشهر حسبما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية. في غضون ذلك، أعلنت دائرة الاستخبارات في مدينة مشهد، شمال شرقي البلاد عن اعتقال «16 ناشطاً» في شبكات التواصل الاجتماعي، واتهمت هؤلاء بـ«نشر أخبار كاذبة، وإثارة المشاعر، والتحريض على سلوك عنيف».

اعتقالات

من جهتها، أعلنت الشرطة في طهران أنها اعتقلت 13 شخصاً على خلفية قيادة الاحتجاجات في مقبرة «بهشت زهرا» أكبر مقابر العاصمة طهران، خلال أربعينية المحتج حميد رضا روحي. وكانت وزارة الاستخبارات قد نشرت بياناً ذكرت فيه أن «مجموعة من المخدوعين نشروا دعوات بذريعة حضور مراسم أربعينية القتلى، لإثارة الاضطرابات». من جانبه، أعلن القضاء الإيراني الأحد إصدار أحكام بالسجن لفترات متفاوتة في حق أربعة أشخاص على خلفية دعوتهم إلى الإضراب دعماً للاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ وفاة مهسا أميني. وهي المرة الأولى التي تعلن فيها السلطة القضائية إصدار أحكام مرتبطة بتهمة من هذا القبيل، منذ اندلعت في 16 سبتمبر (أيلول) بعد وفاة الشابة الكردية، مهسا أميني في ظروف غامضة، أثناء احتجازها لدى الشرطة. واعتمد المحتجون في الآونة الأخيرة أسلوب الدعوة إلى ثلاثة أيام من الإضرابات في مختلف المدن الإيرانية لدعم الحركة الاحتجاجية التي تقترب من إتمام شهرها الرابع.

وقال مسؤول السلطة القضائية في محافظة هرمزكان (جنوب) مجتبى قهرماني: «تم إصدار الأحكام الابتدائية بحق أربعة أشخاص حضوا السائقين على الإضراب في ديسمبر»، وفق موقع «ميزان أونلاين» التابع للقضاء. وأشار إلى أنه «تم الحكم على أحد المتهمين بالسجن عشرة أعوام، وآخر بالسجن خمسة أعوام لتشكيل مجموعة (...) بهدف الإساءة إلى أمن البلاد». وصدر حكم بالسجن عاماً واحداً بحق كل من المتهَمَين الآخرَين، وغرامة مالية «لتحطيمهما زجاج شاحنات» حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الإعلام الرسمي الإيراني. وكانت وكالة «إيلنا» العمالية، قد نقلت عن قهرماني الشهر الماضي تأكيده فشل «الدعوات الموجهة لسائقي الشاحنات للإضراب»، والتي أطلقتها «عناصر معادية للجمهورية الإسلامية». ولم يكشف قهرماني أسماء المدانين، إلا أنه شدد على أن «أياً منهم لم يكن سائقاً ولا علاقة له بقطاع النقل». ويؤشر ذلك إلى دعوات انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي للإضراب ثلاثة أيام بين الخامس والسابع من ديسمبر دعماً للاحتجاجات. وذكرت وكالة نشطاء حقوق الإنسان في إيران (هرانا) أن 517 شخصاً قتلوا خلال أربعة أشهر من الاحتجاجات حتى مساء أول من أمس(السبت)، ومن بين القتلى 70 قاصراً. وأشارت المنظمة إلى مقتل 68 عضواً في القوات الأمنية، فيما تقدر المنظمة عدد المعتقلين بـ19262 شخصاً في 163 مدينة و144 جامعة شهدت احتجاجات.

إلى ذلك، تناقلت مواقع إخبارية إيرانية أمس أنباء عن إدانة فائزة هاشمي، ابنة الرئيس الإيراني الأسبق علي أكبر هاشمي رفسنجاني، بخمس سنوات سجن. وأفاد موقع «بارسينه»، المقرب من الأوساط الإصلاحية أن «الحكم نهائي»، مشيراً إلى أن القرار يصدر بعدما أدينت فائزة هاشمي رفسنجاني في محكمة «الثورة» برئاسة القاضي أبو القاسم صلواتي، بالسجن ستة أشهر بتهمة «الدعاية ضد النظام» ويقضي الحكم بحرمانها خمس سنوات من الأنشطة السياسية والثقافية والإعلامية». ولم يصدر تعليق من مكتب أسرة هاشمي رفسنجاني، أو السلطات القضائية الإيرانية. وكانت مواقع «الحرس الثوري» قد أعلنت عن اعتقال فائزة هاشمي رفسنجاني في 26 سبتمبر الماضي، وقالت حينها إن سبب اعتقالها «تحريض مثيري الشغب على أثارة الفوضى». ولا تظهر مؤشرات على تراجع غضب الإيرانيين بعد أربعة أشهر من الاحتجاجات. وحاول المرشد الإيراني علي خامنئي، الأسبوع الماضي، أن يبدي مرونة مع النساء اللاتي لا يلتزمن بالحجاب الكامل، داعياً إلى عدم إخراجهن من «دائرة الدين والثورة»، وفي الوقت نفسه، تحدثت مواقع إيرانية، عن مشروع جديدة لتعديل الجزاءات ضد سوء الحجاب، وتشمل الحرمان من السفر إلى الخارج والحرمان من حق الدراسة والتوظيف. وقالت التقارير إن المسودة لتعديل قانون الحجاب لم تتطرق إلى «دورية الإرشاد» المسؤولة عن مراقبة ضبط قوانين الحجاب في شرطة الأخلاق. ودعت اللجنة العليا للثورة الثقافية، الخاضعة لمكتب خامنئي، في بيان أمس، المسؤولين والأجهزة المعنية بالحجاب إلى «مواجهة بعض السلوكيات الخارجة عن الأعراف في قضية الحجاب»، وحذرت من «الوقوع في فخ وضعه الأعداء». وفي إشارة إلى خطاب خامنئي الأخير بشأن الحجاب، قال البيان إن مواجهة «سوء الحجاب يجب أن تكون ذكية وواقعية». وفي تأييد لكلام خامنئي، قال البيان إن «ضعف الحجاب يجب ألا يفسر بأنه عدم إيمان بالمبادئ الدينية ومعارضة للثورة والجمهورية الإسلامية».

تهدید إمام زاهدان

في الأثناء، وجه ممثل نائب مدينة تشابهار في البرلمان الإيراني، النائب معين الدين سعيدي، انتقادات لاذعة للمنظر المحافظـ، محمد جواد لاريجاني، والذي طالب بموجبه إمام جمعة زاهدان، عبد الحميد إسماعيل زهي، أحد أبرز رجال الدين السنة في إيران، الذين انتقدوا قمع الاحتجاجات. ومحمد جواد لاريجاني كان رئيساً للجنة حقوق الإنسان في القضاء الإيراني، عندما كان شقيقه الأصغر صادق لاريجاني يترأس الجهاز القضائي. ووصف لاريجاني مسجد مكي الذي يلقي فيه إسماعيل زهي خطب الجمعة بـ«مكان المؤامرة». وقال إن «إسماعيل زهي يفتقد للمكانة العلمية ويسعى لإثارة الخلافات المذهبية بتحريض من الأجانب»، ودعا لاريجاني من وصف بـ«جبهة الثورة» إلى إبعاد «المجاملة» في التعامل مع إسماعيل زهي. ورداً على ذلك، قال النائب سعيدي: «إذا كان لاريجاني ينوي تقديم نفسه بعد فترة صمت وإفلاس سياسي، فهناك حلول أفضل». وأضاف: «إذا لم يستطع السيد لاريجاني تقديم مساعدة في تهدئة الوضع في محافظة بلوشستان، فإنه على الأقل لن يتسبب في ظهور توترات جديدة». وأضاف: «إذا كنت لا تجيد الكلام، فعلى الأقل تعلم الصمت».

 

سوليفان يتهم إيران بالمشاركة في جرائم الحرب الروسية في أوكرانيا

واشنطن: هبة القدسي/الشرق الأوسط/10 كانون الثاني/2023

قال جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، إن إيران «تسهم في جرائم حرب واسعة النطاق» في أوكرانيا، من خلال تزويد روسيا بطائراتها من دون طيار، مشيراً إلى الضغوط الأوروبية على إيران لوقفها عن دعم العدوان الوحشي على أوكرانيا، والعقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة ضد كيانات في كل من روسيا وإيران لجعل هذه المعاملات أكثر صعوبة. وقال سوليفان للصحافيين، خلال رحلة الرئيس بايدن إلى مكسيكو سيتي وبعد أسابيع فقط من إثارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي القضية خلال خطابه أمام الكونغرس في واشنطن العاصمة: «يتم استخدام أسلحتهم (أي أسلحة إيران) لقتل المدنيين في أوكرانيا، ومحاولة إغراق المدن في البرد والظلام، الأمر الذي يضع إيران، من وجهة نظرنا، في مكان يمكن أن تسهم فيه في جرائم حرب واسعة النطاق». وتوعد سوليفان بزيادة التكلفة التي تتحملها إيران في محكمة الرأي العام، وفي زيادة الضغوط الاقتصادية عليها. وأشار مستشار الأمن القومي إلى زيارته لإسرائيل لمناقشة قضايا عدة، في مقدمتها ملف إيران، موضحاً أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعارض خطة العمل الشاملة المشتركة، وقال: «أولويتنا الآن ليست خطة العمل الشاملة المشتركة، وقد أوضحنا أننا نواصل دعمنا للالتزام الذي قطعناه على أنفسنا، وهو ضمان عدم حصول إيران على سلاح نووي»، وأضاف: «ما زلنا نعتقد أن الدبلوماسية هي أفضل طريقة للقيام بذلك». وتعهد سوليفان بفرض مزيد من المسؤولية على الحكومة الإيرانية بسبب طريقة تعاملها مع المتظاهرين، وقال: «هذا دليل على وحشية الحكومة في إيران، وقد شجبنا القمع الوحشي للحكومة الإيرانية ضد شعبها، وسنواصل فرض تكلفة وعواقب على إيران مع الحلفاء والشركاء، وسنواصل مساعدة الإيرانيين وتقديم الوسائل ليكونوا قادرين على التواصل بشكل فعال مع بعضهم ومع العالم». وكان زيلينسكي في خطابه أمام الكونغرس أواخر ديسمبر (كانون الأول)، قال: «عندما لا تستطيع روسيا الوصول إلى مدننا بمدفعيتها، فإنها تحاول تدميرها بهجمات صاروخية. وقد وجدت روسيا حليفاً في سياستها الإبادة الجماعية وهي إيران. وتابع: «الطائرات من دون طيار الإيرانية القاتلة، التي أرسلت إلى روسيا بالمئات، أصبحت تشكل تهديداً لبنيتنا التحتية الحيوية»، مضيفاً: «هكذا وجد أحد الإرهابيين الآخر. إنها مسألة وقت فقط - متى سيضربون حلفاءك الآخرين، إذا لم نوقفهم الآن». وكان البيت الأبيض كشف لأول مرة عن خطط طهران لـ«إهداء» روسيا مئات الطائرات من دون طيار من طراز «شاهد – 136» في وقت سابق من عام 2022، وبحلول أغسطس (آب)، تم شحن 1000 طائرة من دون طيار قدمتها إيران إلى روسيا.

 

إيران: الحكم بالسجن 5 أعوام على ابنة رفسنجاني

باريس/الشرق الأوسط/10 كانون الثاني/2023

أصدر القضاء الإيراني حكماً بالسجن خمسة أعوام بحق ابنة الرئيس السابق أكبر هاشمي رفسنجاني، بعد توقيفها على خلفية الاحتجاجات التي أعقبت وفاة الشابة مهسا أميني، وفق ما قالته محاميتها لوكالة الصحافة الفرنسية اليوم (الاثنين). وكانت وسائل إعلام محلية قد أفادت في 27 سبتمبر (أيلول) عن توقيف فائزة هاشمي (60 عاماً) بشبهة «التحريض» على الاحتجاجات التي أعقبت وفاة أميني في 16 منه، بعد توقيفها من قبل شرطة الأخلاق على خلفية عدم التزامها القواعد الصارمة للباس الإسلامي. ووجه القضاء إليها بعد ذلك تهم «التواطؤ والإخلال بالنظام العام والدعاية ضد (الجمهورية الإسلامية)». وقالت محاميتها ندا شمس لوكالة الصحافة الفرنسية إن «محكمة البداية قضت بحبس موكلتي خمسة أعوام»، مشيرة إلى أنها «ستستأنف في المهلة القانونية هذا الحكم الذي لم يصبح نهائياً بعد». وسبق للنائبة السابقة والناشطة في مجال حقوق المرأة، أن دخلت في مواجهات مع السلطات، وتم توقيفها أكثر من مرة في الأعوام الماضية. ففي يوليو (تموز)، وجهت إلى فائزة تهمة الدعاية ضد إيران، والتجديف في تعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي، وفق ما أفاد به القضاء في حينه، وذلك في أعقاب تصريحات قالت فيها إن مطالبة إيران برفع اسم الحرس الثوري من القائمة الأميركية للمنظمات «الإرهابية» خلال مباحثات إحياء الاتفاق النووي، «تضر» بـ«المصالح الوطنية» لطهران. وفي 2012 حُكم عليها بالسجن ستة أشهر لـ«الدعاية ضد (الجمهورية الإسلامية)». وفي أكتوبر (تشرين الأول)، أشار المتحدث باسم السلطة القضائية مسعود ستايشي، إلى أن القضاء أصدر حكماً في حق فائزة في مارس (آذار) الماضي «أدانها بالسجن 15 شهراً، وعامين إضافيين من منع مزاولة أي نشاط على شبكة الإنترنت»، من دون تقديم تفاصيل إضافية بشأنه. ويعد أكبر هاشمي رفسنجاني من أبرز الشخصيات الإيرانية في حقبة ما بعد انتصار الثورة الإسلامية عام 1979، وتولى رئاسة البلاد بين 1989 و1997، وكان محسوباً على التيار المعتدل، ومن دعاة تحسين العلاقات مع دول الغرب.

 

ألمانيا تستدعي سفير إيران للاحتجاج على إعدام محتجَّين

برلين/الشرق الأوسط/10 كانون الثاني/2023

أعلنت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، اليوم الإثنين، أنها استدعت السفير الإيراني في برلين «مجدداً» للاحتجاج على إعدام رجلين على صلة بالتظاهرات التي أثارتها وفاة الشابّة الكردية مهسا أميني. وكشفت خلال مؤتمر صحافي عقدته في برلين أنها تعتزم «الإشارة بوضوح إلى أن القمع الوحشي والقمع وترهيب السكان والإعدامين الأخيرين لن تمر من دون عواقب». وقد أعلنت السلطة القضائية الإيرانية، اليوم، إصدار أحكام إعدام بحق ثلاثة أشخاص لضلوعهم في قتل عناصر من قوات الأمن وسط البلاد على هامش الاحتجاجات.وبعقب ذلك إعلان القضاء السبت تنفيذ حكم الإعدام بحق كل من محمد مهدي كرمي وسيد محمد حسيني لإدانتهما بالضلوع في عملية قتل روح الله عجميان، وهو عنصر في قوات التعبئة (البسيج)، في مدينة كرج غرب طهران في الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني). وفي ديسمبر (كانون الأول)، تم تنفيذ حكم الإعدام بحق كل من مجيد رضا رهناورد ومحسن شكاري بعد إدانتهما باعتداءات على عناصر من قوات الأمن أيضا. وأثارت الاعدامات الأخيرة انتقادات واسعة من دول غربية ومنظمات حقوقية

 

ضربات روسية على شرق أوكرانيا بعيد نهاية «الهدنة» وموسكو أعلنت مقتل مئات الجنود... وشهود شككوا... وصمت في كييف

موسكو - كييف/الشرق الأوسط/10 كانون الثاني/2023

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس الأحد، أن قواتها قتلت مئات العسكريين الأوكرانيين بهجوم صاروخي كبير على مبنيين في شرق أوكرانيا كانا مقرين مؤقتين لتلك القوات. وبينما لم تعلق أوكرانيا على الفور على هذه الأنباء، نقلت وكالة «رويترز» عن شاهد أن ضربة صاروخية روسية على مدينة كراماتورسك «تسببت في أضرار؛ لكنها لم تدمر المباني، ولم تكن هناك علامات واضحة على وقوع ضحايا». وجاءت هذه الضربة بعد ساعات من انتهاء الهدنة المعلنة من جانب واحد من قبل موسكو. وأضافت الوكالة أن صحافيين تابعين لها زاروا مسكنين جامعيين قالت وزارة الدفاع الروسية إنهما كانا يؤويان مؤقتاً جنوداً أوكرانيين بالقرب من خط المواجهة في الحرب وقت الضربة الليلية، «ولا يبدو أن أياً منهما قد أصابته صواريخ مباشرة أو لحقت به أضرار جسيمة. ولم تكن هناك علامات واضحة على أن جنوداً كانوا يعيشون هناك أو على جثث أو آثار دماء»؛ وفق الوكالة. وتحطم بعض النوافذ في النزل رقم «47» الذي وُجدت حفرة كبيرة في فناء مجاور له. أما المبنى الآخر رقم «28»، الذي جاء في إعلان وزارة الدفاع الروسية، «فقد كان سليماً تماماً. وكان هناك أثر لحفرة بالقرب من بعض المرائب على بعد 50 متراً من المبنى». ولم تعلق السلطات في كييف على الفور على هذا الهجوم؛ لكن رئيس بلدية كراماتورسك قال في وقت سابق، أمس الأحد، عبر «فيسبوك» إنه لم يسقط أي قتلى في هجوم استهدف مباني في البلدة. وذكرت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، أن الضربة على كراماتورسك تأتي انتقاماً للضربة المميتة التي شنتها أوكرانيا الأسبوع الماضي على ثكنة للقوات روسية في ماكيفكا الواقعة في جزء من منطقة دونيتسك تسيطر عليه قوات موسكو وقُتل فيه 89 جندياً روسياً على الأقل. وقالت الوزارة إنها استخدمت ما وصفتها بأنها معلومات استخباراتية موثوقة لاستهداف القوات الأوكرانية. وأضافت الوزارة الروسية أن أكثر من 700 جندي أوكراني كانوا في نُزل، بينما كان في آخر ما يزيد على 600. وتابعت الوزارة: «نتيجة للهجمة الصاروخية الضخمة على هاتين النقطتين المؤقتتين لنشر وحدات الجيش الأوكراني، أُبيد أكثر من 600 جندي أوكراني». وإذا صح ذلك، فستكون أكبر خسارة في أرواح الجنود الأوكرانيين منذ بداية الغزو الروسي في 24 فبراير (شباط) العام الماضي. وقال بافلو كيريلينكو، حاكم دونيتسك الأوكراني، في وقت سابق، إن روسيا شنت 7 ضربات صاروخية على كراماتورسك. بدوره؛ قال أولكسندر هونشارينكو، رئيس بلدية كراماتورسك، في وقت سابق أمس الأحد، إن الهجوم تسبب في دمار بمنشأتين تعليميتين و8 مبان سكنية ومرائب، لكن لم تقع إصابات.

ويُعتقد أن أوكرانيا أوقفت إيواء القوات قرب بعضها بعضاً في المنشآت بعد هجوم صاروخي روسي مميت على قاعدة في غرب أوكرانيا في مارس (آذار) الماضي أدى لمقتل العشرات. وكانت مسألة إسكان الجنود معاً برزت أيضاً بعد الضربة الأوكرانية على ماكيفكا هذا الشهر، مع تعرض القادة العسكريين الروس لانتقادات شديدة داخل روسيا لعدم تفريق قواتهم. وقصفت روسيا مراراً كراماتورسك الواقعة أيضاً في دونيتسك. ودونيتسك واحدة من 4 مناطق تدعي موسكو أنها اندمجت رسمياً في روسيا، وهو أمر لا تعترف به أوكرانيا ومعظم دول العالم. وتقع كراماتورسك على بعد أميال قليلة شمال غربي باخموت، وهي مدينة صغيرة تحاول روسيا السيطرة عليها منذ ما يزيد على 5 أشهر في معركة ضارية شهدت بعضاً من أعنف المعارك خلال الأسابيع الماضية. وقال مسؤولون أوكرانيون في وقت سابق إن شخصين على الأقل قُتلا في أماكن أخرى بقصف روسي ليل السبت – الأحد، بعد انتهاء وقف إطلاق نار أحادي الجانب من روسيا في عيد الميلاد عند المسيحيين الأرثوذكس. وقال حاكم منطقة خاركيف، أوليه سينهوبوف، عبر تطبيق «تلغرام» إن رجلاً يبلغ من العمر 50 عاماً قُتل في المنطقة الواقعة بشمال شرقي البلاد. وذكر مسؤولون محليون أن شخصاً آخر قتل في هجوم الليلة الماضية على سوليدار بالقرب من باخموت في منطقة دونيتسك. ولم يتسن التحقق من تلك الأنباء على الفور. من جهة أخرى؛ قالت وزارة الدفاع الروسية، أمس الأحد، إن أوكرانيا أعادت 50 عسكرياً روسياً أسيراً بعد مفاوضات. وأوضحت أن الجنود المفرج عنهم سيُنقلون جواً إلى موسكو لإعادة تأهيلهم طبياً ونفسياً. وأضافت وزارة الدفاع في بيان: «في 8 يناير (كانون الثاني) ونتيجة للمفاوضات، أُعيد 50 عسكرياً روسياً، كانوا في خطر مميت أثناء أسرهم، من الأراضي التي يسيطر عليها نظام كييف». وأكدت أوكرانيا المعلومات، وقالت إن روسيا أفرجت عن 50 عسكرياً أوكرانياً في سياق الاتفاق ذاته.

 

دمشق تنفي لقاء وزراء خارجية سورية وروسيا وتركيا في موسكو

دمشق، عواصم – وكالات/09 كانون الثاني 2023

 نفت مصادر سورية، ما تم تداوله بشأن عقد لقاء يضم وزراء خارجية سورية وروسيا وتركيا في موسكو غداً الأربعاء. ونقلت صحيفة الوطن السورية المقربة من الحكومة، نفي مصادر سمتها بالمتابعة “عقد لقاء يضم وزراء خارجية سورية وتركيا وروسيا في موسكو”. وأكدت المصادر أنه “لا يوجد حتى الآن مواعيد محددة لعقد لقاء بين وزيري خارجية سورية وتركيا، وكل ما ينشر حتى الآن لا أساس له من الصحة”، مضيفة أن “عقد اللقاء مرتبط بسير عمل اللجان المختصة، التي تم تشكيلها عقب اللقاء الثلاثي الذي جمع وزراء دفاع سورية وروسيا وتركيا في موسكو نهاية الشهر الماضي، والتي تهدف لمتابعة ضمان حسن تنفيذ ومتابعة ما جرى الاتفاق عليه خلال اللقاء”. في غضون ذلك، أعلنت طهران، أنها تخطط لزيارة مرتقبة للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سورية وتركيا. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، حول الزيارة المقبلة للرئيس الإيراني لعدد من دول المنطقة: “نظرا لتلقي دعوات بهذا الخصوص تدرس الحكومة زيارة الرئيس رئيسي الى سوريا وتركيا في المستقبل”. وصرح بأن هناك “محادثات تجري بين كبار المسؤولين الإيرانيين والسوريين واصفا العلاقات بين طهران ودمشق بأنها ممتازة”.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

عون يتمترس بوزير الدفاع لتصفية حساباته “الرئاسية”

محمد شقير/الشرق الأوسط/09 كانون الثاني 2023

بدأت تلوح في الأفق بوادر اندلاع اشتباك سياسي بين وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الأعمال العميد المتقاعد موريس سليم وقائد الجيش العماد جوزف عون، على خلفية التباين حول تعيين الضابط الذي سيكلف بتدبير أمور المفتشية العامة في الجيش خلفاً للواء ميلاد إسحق بإحالته إلى التقاعد في نهاية العام المنصرم لبلوغه السن القانونية.

وكان يمكن تفادي الاشتباك لو أن العلاقة بين وزير الدفاع وقائد الجيش بقيت في منأى عن إصرار رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون على الدخول في تصفية الحسابات مع العماد عون وبتدخل مباشر من رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل «بتهمة» أنه قاد «الانقلاب» ضد الرئيس بترك الذين انتفضوا على المنظومة الحاكمة في 17 (تشرين الأول) 2019 يسيطرون على الشوارع والساحات العامة، ما أدى إلى استقالة حكومة الرئيس سعد الحريري من دون أن يتدخل الجيش لإخلائها من المتظاهرين.

وفي هذا السياق، علمت «الشرق الأوسط» من مصادر سياسية أن الود بين الرئيس عون والعماد عون بدأ يتراجع ويفقد وهجه منذ ذاك التاريخ، خصوصاً أن الأخير رفض اللجوء إلى استخدام القوة ضد المتظاهرين ورسم لهم خريطة الطريق للحفاظ على السلم الأهلي وحماية الممتلكات العامة والخاصة من جهة، ولتأمين حرية العبور والتنقل للمواطنين من منطقة إلى أخرى، وهذا ما دفع وحدات الجيش المتواجدة في معظم المناطق إلى التدخل في الوقت المناسب لمنع الإخلال بالأمن وإقفال الطرقات الدولية والتعامل أحياناً بشدة مع المحتجين تحت سقف الحفاظ على الاستقرار كشرط للتعبير عن حرية الرأي.

وكشفت المصادر السياسية أن علاقة الرئيس عون بالعماد عون بدأت تتدهور بإتهام الأول للأخير بأنه قاد «الانقلاب» ضده، مع أنه هو الذي اختاره لتولي قيادة الجيش، وقالت إن الرئيس عون يحمل عليه أمام زواره إلى جانب هجومه الدائم على زعيم تيار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية، مشدداً على أنه سيقاتل بالمفهوم السياسي للكلمة لمنعهما من الوصول إلى سدة الرئاسة الأولى.

ولفتت إلى أن الرئيس عون يؤمن لوزير الدفاع الغطاء السياسي في خلافه مع قائد الجيش، وقالت إن باسيل يرعى شخصياً حملات التحريض التي تستهدفه في محاولة للتشويش عليه وضرب صورته في الداخل والخارج في ضوء ارتفاع منسوب التأييد الدولي له كمرشح لرئاسة الجمهورية، مع أنه لم يرشح نفسه ويحرص على إقفال الباب في وجه من يفاتحه بترشحه، وينقله في الحديث إلى مكان آخر يتعلق بدور المؤسسة العسكرية في الحفاظ على السلم الأهلي في ظل الظروف الصعبة التي يمر فيها البلد، وذلك بالتعاون مع المؤسسات الأمنية الأخرى.

واعتبرت المصادر أن التباين حول تعيين الضابط المكلف بتدبير أمور المفتشية العامة في الجيش التابعة للوزير سليم لا يستدعي كل هذه الضجة المفتعلة، وكان يمكن للأخير أن يعين الضابط المكلف بهذه المهمة لو بادر إلى التشاور مع العماد عون لأن لا شيء يمنعه من التواصل ولو من باب استمزاجه الرأي، بدلاً من أن يدخل معه في نزاع لا مبرر له ولا يخدم سوى باسيل والرئيس عون الذي اختار الوقت المناسب لفتح النار عليه، متذرعاً بقيادته «الانقلاب» الذي استهدفه.

ورأت أن الوجه الآخر للحملة لا يتعلق حصراً بصلاحية وزير الدفاع بالتعيين، وإنما أراد الرئيس عون وباسيل استغلال الخلاف الذي ينذر بالتصاعد لأنهما يعتقدان أن الوقت أصبح مناسباً لفتح النار على العماد عون لضرب مصداقيته داخلياً وخارجياً، مع تصدر اسمه لائحة المرشحين لرئاسة الجمهورية إلى جانب فرنجية. وقالت المصادر عينها إن سليم اختار العميد ملحم الحداد لتدبير أمور المفتشية من دون التشاور مع العماد عون الذي رأى أن مراعاة الأقدمية، كما تعهد بها وزير الدفاع، تقضي بتعيين مدير الأفراد في الجيش العميد جريس ملحم، وهذا ما رفضه سليم ما اضطر العماد عون إلى وضع الحداد بتصرف قيادة الجيش. ولفتت إلى أنه صودف وجود ملحم والحداد في المكتب الخاص بالمفتش العام ما استدعى وضع الأخير بتصرف العماد عون، وهذا ما أزعج وزير الدفاع وأدى إلى امتناعه عن التوقيع على قرار بتعيين ملحم، بدلاً من طبيب الأسنان العميد الحداد الذي هو في عداد الضباط العاملين في المفتشية العامة.

لكن الخلاف بين العماد عون والوزير سليم بدأ منذ مدة عندما قرر المجلس العسكري تشكيل العقيد خليل جابر إلى المحكمة العسكرية لتولي رئاستها خلفاً للعميد علي الحاج الذي أحيل إلى التقاعد في الأول من تشرين الأول الماضي وامتناع وزير الدفاع عن التوقيع على قرار تشكيله بذريعة أن المحكمة العسكرية تتبع له مباشرة. لذلك فإن العقيد جابر، الذي هو في عداد الضباط الذين لم تتم ترقيتهم إلى رتبة عميد، يداوم الآن في مكتبه في المحكمة العسكرية ويتولى تسيير الأمور الإدارية ريثما يصار إلى حل الخلاف الذي يؤخر ممارسته لمهامه التي تتولاها بالنيابة عنه الهيئة الاتهامية الاحتياطية في المحكمة العسكرية.

 

مساعي “لبننة الاستحقاق الرئاسي” بلا نتيجة

غاصب المختار/اللواء/09 كانون الثاني 2023

لا يبدو ان الاستحقاق الرئاسي سيشهد أي تطور بارز في الجلسة الانتخابية المرتقبة هذا الاسبوع، باستثناء إعلان عضو تكتل لبنان القوي النائب أسعد درغام الخروج من نمطية الورقة البيضاء حيث قال في حديث تلفزيوني: لدينا اجتماع يوم الثلاثاء سيَحسم مسألة التسمية والشخص التوافقي الذي قد نصوّت له في الجلسة المقبلة. بينما ما زالت حركة النواب المستقلين والتغييريين قاصرة عن التفاهم على اسم معين للتوافق عليه. ويؤكد عدد من النواب المستقلين الذين يقومون بزيارات ولقاءات مع المرجعيات السياسية، ان لا توافق بعد على أي مرشح حتى الآن، وان المواقف ما زالت على حالها متباعدة نتيجة الانقسامات السياسية القائمة، وان ما يجري العمل عليه يكمن في محاولة التوافق الى إسم مشترك بين معظم القوى والكتل النيابية من طرفي الانقسام وعلى برنامج وخطة عمل الرئيس العتيد التي تعتمد عنواناً أساسياً هو الإنقاذ. وعلى ضفة «نواب التغيير» تؤكد مصادرهم ان الأمور لدى هذه المجموعة ما زالت تراوح مكانها من عدم التوافق على اسم واحد بل هناك سلة من ثلاثة أو أربعة أسماء يجري التداول بها، (زياد بارود وصلاح حنين وناصيف حتى وعصام خليفة) وجرى عقد عدة لقاءات للتداول في الخيارات لكن أحداً لم يحسم قراره نهائياً أو يدفع بإتجاه تبنّي خيار معين. لذلك الكل باقٍ على ما هو عليه حتى الآن حتى إشعار آخر.

حتى ان بعض المرشحين للرئاسة، يبدو منتظراً ومتكتماً بل حذراً، بإنتظار تبلور مشهد التحركات السياسية الداخلية والخارجية الجارية، وهناك من يؤكد ان لا الوضع الداخلي ولا الخارجي يسمح الآن بإنتخاب رئيس للجمهورية نتيجة الصراعات الكبرى القائمة في المنطقة ما يدفع العديد من الدول الى النصيحة بأن يتوافق اللبنانيون على اسم الرئيس لأن الخارج مشغول بأمور أخرى أو لا يريد وضع يده في لبنان بعد التجارب المريرة مع الطاقم السياسي المتحكم بالأمور. لذلك اتجه عدد من النواب المستقلين الى التحرك تحت عنوان «لبننة الاستحقاق الرئاسي» لكن من دون جدوى حتى الآن.

وينقل أحد المرشحين المستقلين للرئاسة عن مرجعي رسمي وسياسي بارز تقديره أن «المحاولات مستمرة للتوافق عبر الحوار على اسم مرشح أو اسمين يجري انتخاب واحد منهما، لكن الظروف الداخلية والخارجية لا زالت غير مُساعدة حتى الآن لإنتخاب رئيس في فترة قريبة، ولكن لا بد من إيجاد نقطة انطلاق ليجري البناء عليها وهو أمر غير متوافر حتى الآن». وفي اعتقاد مصدر سياسي مسيحي متابع، ان خلاف القوى المسيحية هو العائق الأكبر أمام التفاهم على مرشح للرئاسة، لأن كل طرف من الأطراف المسيحية الأساسية له مقاربة ونظرة وشروط مختلفة عن غيره، عدا عن ان طروحات بعض القوى المسيحية لا تتلاءم مع شروط ومعايير القوى الأخرى غير المسيحية لا سيما «حزب الله» وبعض النواب السنّة المستقلين. وهنا يُطرح السؤال: هل يوافق الحزب والقوى الأخرى على رئيس تتفق عليه القوى المسيحية -إذا اتفقت- ما لم يراعِ المواصفات التي حددها الحزب والآخرين، لا سيما «رئيس لا يطعن المقاومة في ظهرها، ورئيس توافقي لا مرشح تحدٍ، ورئيس يحمل برنامجاً إنقاذيا اقتصادياً ومعيشياً»؟ على هذا كان من الطبيعي أن تفشل دعوات الرئيس نبيه بري للحوار بين الكتل النيابية، كما فشلت محاولات البطريرك بشارة الراعي لجمع القوى المسيحية تحت قبة بكركي للتفاهم على كل الأمور، لأن الكتل المسيحية منقسمة على ذاتها بين خلافات سياسية شخصية وعامة، ولأن رؤيتها للحوار مختلفة عن رؤية ومنطلقات وربما أهداف الرئيس برّي. لذلك يرى المصدر السياسي المتابع ان خلاف القوى المسيحية هو المعرقل الأكبر لعملية انتخاب رئيس الجمهورية.

 

“لبنان القوي” أمام اختبار رئاسي صعب… فهل يفعلها باسيل؟

كلير شكر /نداء الوطن/09 كانون الثاني 2023

لا جديد على الصعيد الرئاسي، وما عدا ذلك من لقاءات واتصالات ومحاولات استعراضية لتحقيق خرق ما، هو مجرّد لعب في الوقت الضائع، أو هروب إلى الأمام من اتهامات التعطيل. لا يبدي رئيس مجلس النواب نبيه بري رغبة في استدعاء الأضواء إلى برلمان عاجز عن انتخاب رئيس جديد للجمهورية فتتحوّل جلساته الانتخابية إلى حفلات مزايدة مملّة، عبثية، مثيرة لسخط الرأي العام وغضبه، لكنه في المقابل لن يقبل بتحميله مسؤولية التعطيل في حال اعتكف عن دعوة مجلس النواب إلى جلسة محكومة سلفاً بالفشل، ويفترض أن لا ينتظر كثيراً قبل أن يُجدول موعداً جديداً للجلسة الانتخابية، ولو أنّه على يقين، كما بقية الأفرقاء، أنّها ستكون نسخة طبق الأصل عن سابقاتها. في الأثناء، حاول رئيس «تكتل لبنان القوي» جبران باسيل أن يملأ الفراغ ببعض اللقاءات، العلنية وغير العلنية، في محاولة منه لإقناع الرأي العام بأنّه لا يقف متفرّجاً على الشغور الحاصل، والعجز المتحكّم بمسار الرئاسة الأولى، وأنّه بريء من دم التعطيل الحاصل والمرجّح له أن يطول طالما أنّ لا مشهدية تفاهمية بادية في الأفق. طبعاً، ما كانت حركة باسيل لتحمل طابعاً مختلفاً، لو لم يقع خلاف جذري بينه وبين «حزب الله»، حمل بالشكل عنواناً يتصل بجلسات حكومة تصريف الأعمال وبمدى دستوريتها، لكنه في العمق ينمّ عن تبدّل جوهري في سلوك «حزب الله» تجاه حليفه العوني، الأمر الذي أثار حفيظة باسيل، لا بل دفع به للخروج عن طوره لدرجة التشكيك بصدقية «الحزب» وأمينه العام ولو أنّه عاد وأوضح أنّ هذا التشكيك لا يطول الأمين العام السيد حسن نصر الله، لكن بالنتيجة هي المرّة الأولى التي يصل فيها الخلاف بين الحليفين إلى هذا الحدّ، ما اضطرّ «الحزب» إلى الردّ عبر نصرالله من خلال التأكيد أنّه لن يسحب يده من حليفه، لكنّه لن يمنع الأخير من فعلها إذا ارتأت مصلحته ذلك.

فعلياً، الخلاف أعمق من الإشكالية التي أثارتها جلسة حكومة تصريف الأعمال، وأعمق أيضاً من دعم «حزب الله» ترشيح رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، لكنّ الاستحقاق الرئاسي يشكّل محطّة معقّدة في العلاقة الثنائية. بهذا المعنى، قرّر باسيل الخروج عن إجماع حلفائه بالتصويت عبر ورقة بيضاء، لتبنّي مرشح جديد، علّه بذلك يرسم لـ»تكتل لبنان القوي» مساراً متمايزاً عن حلفائه، يحميه من تهمة التعطيل أولاً، ويساعده في المقابل، على إخراج فرنجية وقائد الجيش العماد جوزاف عون من المعادلة الرئاسية إذا أمكن. وعليه، سرت أخبار عن نيّة «تكتل لبنان القوي» مناقشة هذه المسألة خلال الاجتماع الدوري المفترض عقده يوم غدٍ الثلاثاء، بعدما صوّت العديد من نواب «التكتل» في الجلسة الانتخابية الأخيرة بورقة حملت تعبير «الميثاق الوطنيّ»، ولم تخرج إلّا قلة نادرة من نواب «التكتل» عن هذا الخيار. في الواقع، سيدخل النواب العونيون الاجتماع وهم لا يعرفون ماذا يدور في ذهن باسيل. لم يسبق له أن فاتحهم بأي ترشيح جدّي. لا بل هو يصرّ في كلّ اجتماع على لازمتين: لا لترشيح فرنجية ولا لتبنّي ترشيح جوزاف عون. غير ذلك يؤكد أمامهم أنّه لم يطرح أي ترشيح بديل في كلّ الاجتماعات واللقاءات التي يعقدها، ولو أنّ الأخبار التي تأتيهم تشي بغير ذلك.

جلّ ما بلغهم خلال الساعات الأخيرة هو أنّه ينوي تقديم ثلاثة مشاريع ترشيحات: زياد بارود، جهاد أزعور وبيار الضاهر. على أن يتمّ اختيار أحدهم لترشيحه في الجلسة المقبلة. لماذا هؤلاء دون سواهم؟ لا جواب واضح.

الأكيد أنّ طبخة تبنّي مرشح من جانب «تكتل لبنان القوي» غير ناضجة، ودونها الكثير من المعوقات. أول تلك المعوقات هو اعتراض بعض نواب «التكتل» لا سيما العونيين على اعتراض باسيل على طرح ترشيح أحد نواب «التيار الوطنيّ الحرّ»، وهو أعاد التأكيد في مقابلته الأخيرة أنّ «في التيار يفهمون جيّداً هذا الموضوع، ولن يسمحوا بالتلاعب به. وكلّ كلام من هذا النوع ليس كلاماً جدّيّاً». والأرجح قد يسمع كلاماً مماثلاً من بعض المعترضين على طرح ترشيح أحد الثلاثي المتداولة أسماؤهم… بمعنى أنّ ترشيح هؤلاء ليس كلاماً جدياً أيضاً.

الأهم من ذلك، هو أنّ هذا الطرح لا يزال خطة من دون استراتيجة، إذ إنّ أياً من تلك الأسماء لم يحقق خرقاً لدى الكتل الأخرى سواء من جهة الثنائي الشيعي أو من جهة المعارضة، بسبب الـBLOCKAGE الحاصل والذي يحول دون ارتقاء أيّ من هؤلاء في سلّم الترشيح، ليكون ترشيح أحدهم بمثابة هروب للأمام لا أكثر ومحاولة ضعيفة للخروج من حالة المراوحة. إذ إنّ تبني أحد هؤلاء الثلاثة، يعني الالتزام به والعمل على تسويقه وإلا يكون ترشيحه من باب حرقه، فيما لا يبدو أنّ هناك خطة متكاملة للمضيّ في أيّ من هذه الترشيحات. ولهذا قد لا يكون الخروج بالاتفاق على مرشح خلال اجتماع يوم الثلاثاء، مضموناً حتى لو طلب باسيل ذلك. ولو حصل ذلك، لا يبدو أنّ هناك رؤية واضحة لتسويق هذا المرشّح لتحقيق خرق جدي… لا بل من غير المؤكد أنّه سينال كل أصوات «التكتل».

 

هل يكسر باسيل جناح الضاحية؟

نجوى ابي حيدر/المركزية/09 كانون الثاني 2023

هي مسألة ساعات وفي الحد الاقصى ثلاثة ايام سيتحدد في ضوئها مصير تحالف ‏التيار الوطني الحر وحزب الله الذي تؤشر مجمل المعطيات المتجمعة في افق العلاقة ‏والخلافات المتراكمة في المرحلة الاخيرة الى احتمال انفراط عقده وقد شارف على ‏السقوط، استنادا الى استنتاجات تكونت جراء بيانات ومواقف حادة صدرت من الطرفين، ‏عززتها معلومات تسربت عن حركة رئيس التيار النائب جبران باسيل في اتجاه بكركي ‏وبعض المواقع الاخرى المؤثرة في القرار.‏

وفي انتظار اجتماع تكتل لبنان القوي غدا والموقف المرتقب صدوره على الاثر لجهة ‏الذهاب نحو تسمية مرشح والخروج من شرنقة الورقة البيضاء بتبعاتها التي تكسر ظهر ‏التيار وتحمّله مسؤولية في منع انتخاب رئيس الجمهورية المسيحي الوحيد بين دول منطقة ‏الشرق الاوسط، او البقاء في داخلها بعد جردة حساب للربح والخسارة جراء خطوة من هذا ‏النوع ستشكل نقطة الافتراق مع حليف مار مخايل، تقول مصادر سياسية اطلعت على نتائج ‏الاتصالات على هذا الخط حتى اللحظة لـ “المركزية”، ان حزب الله يبدو استشعر جنوح ‏التيار او بالاحرى باسيل نحو كسر الجرة معه، فسارع الى فتح قنوات التواصل التي تحدث ‏عنها الامين العام حسن نصرالله في اطلالته الاخيرة عبر اتصالات ولقاءات ستعقد بين ‏الطرفين، الا ان الامور لا تبدو متجهة في منحى تهدوي، موضحة ان باسيل حينما زار ‏الصرح البطريركي اخيرا عرض على البطريرك الراعي اربعة اسماء لوزراء سابقين في ‏حكومات متعاقبة لتزكية احداها، وكان للبطريرك رأيه لجهة تفضيل واحد من بينها، علما ‏ان الاسماء الاربعة من خارج التكتل، ما تسبب بامتعاض عدد واسع من الاعضاء الذين ‏يرون ان من بينهم من يستحق الترشح خصوصا من يمتلك شبكة علاقات واسعة مع ‏المعارضة والموالاة في آن، يمكن ان تفضي الى الاتفاق حوله. ‏

وعلى الاثر، وبعدما تبلغ الثنائي الشيعي النبأ، طلب باسيل موعدا من السيد نصرالله فكان ‏الجواب بوجوب التفاوض اولا مع المسؤولين في الحزب وتحديدا مسؤول وحدة التنسيق ‏والارتباط وفيق صفا بعيدا من الاضواء، لوضع خريطة طريق، حتى اذا ما تم التوافق ‏يتوج بلقاء باسيل – نصرالله. ‏

جواب الحزب لم يرض باسيل، الذي أسرّ لقريبين منه انه يتجه لخيار تسمية الشخصية التي ‏زكاها البطريرك، فإن فعل في الجلسة الحادية عشرة، تضيف المصادر، سيسدد ضربة ‏قوية للحزب المصّر على الاحتفاظ بقوة الورقة البيضاء بأكثر من 50 صوتا بما يعزز ‏موقعه التفاوضي في الملف الرئاسي في مواجهة فريق المعارضة. وهنا، تتوقع المصادر ان ‏يطلب الحزب من الرئيس نبيه بري عدم الدعوة الى جلسة انتخاب رئاسية الخميس المقبل ‏كما كان يعتزم بري، تلافيا للمحظور باعلان الطلاق بين التيار والحزب وافساحا في ‏المجال امام مروحة اتصالات جديدة قد تؤدي الى رأب الصدع او ارجاء الانفجار في الحد ‏الاقصى.‏

وتعتبر المصادر، ان باسيل إن اتخذ خيار الطلاق بتسمية مرشحه، فإنه سيدفع الملف ‏الرئاسي والوضع السياسي في البلاد عموما نحو حقبة جديدة مختلفة وقد يصح وصفها ‏بالمفصلية بالنظر الى انعكاساتها الواسعة على اكثر من مستوى، نتيجة انقلاب موازين ‏القوى ونسف التحالفات الحالية، ذلك انه سيكسر جناحا اساسيا من اجنحة حزب الله الذي ‏سيضطر انذاك الى التخلي عن زعيم تيار المردة سليمان فرنجية والتوجه نحو مرشح ‏الخيار الثاني، مستعينا بالرئيس بري موقعا وحنكة سياسية لايجاد اقل المخارج ضررا ‏عليه.‏

مسار آخر قد يشق طريقه في الجلسة الحادية عشرة الرئاسية، تختم المصادر، سيسبغ عليها ‏طبيعة مفصلية، من جانب فريقي الموالاة بالركون الى موقف باسيل المنتظر، والمعارضة ‏التي بدأت في البحث الجدي عن الخيار الآخر، اذا ثبت ان حظوظ انتخاب النائب ميشال ‏معوض معدومة. الساعات المقبلة لا بد ستكشف النقاب عن المستور وتفرز الخيط الابيض ‏الرئاسي من الاسود التحالفي السياسي.‏

 

بالأسماء: أفراد عصابة الإجرام التي تخطف الطفلين السوريين

داود رمال/وكالة أخبار اليوم/09 كانون الثاني 2023

ثلاثة اشهر اتمتها العملية الاجرامية المتمثلة بخطف الطفلين غالب ومهند العروب، من دون ان يرف للخاطفين جفن او يستيقظ لديهم بعضٌ من ضمير، وعلى مدى ثلاثة اشهر تخوض مديرية المخابرات في الجيش عملية مطاردة معقدة نظرا لتشعّب الشبكة الاجرامية وتوزعها في اكثر من منطقة، مما يجعل عملية الرصد والمتابعة ومقاطعة المعلومات على درجة عالية من الدقة والانتباه. وعلى الرغم من النداءات التي وجهت الى الخاطفين من ذوي الطفلين الا ان عصابة الاجرام التي نفذت عملية الخطف، لم  تستجيب لاي نداء وتستمر في جريمتها عن سابق تصور وتصميم، وهي جريمة غير مسبوقة كونها تستهدف طفلين الامر الذي استنفر الجمعيات الحقوقية والانسانية، كون ما حصل يحوّل الخاطفين الى مجرمين ضد الانسانية ويمكن مقاضاتهم امام المحاكم الدولية وفرض عقوبات عليهم وعلى عائلاتهم، بعدما ضربوا عرض الحائط  بكل القيم الانسانية والاخلاقية والدينية والعشائرية، وتجاوزوا كل الخطوط.

ووفق المعلومات انه “يوم 22 تشرين الثاني الماضي عند الساعة التاسعة وثماني دقائق، كان  الطفلان السوريان يسيران في حي الصلح في بعلبك، وبطبيعة الحال لم يكن في حسبانهما ان عصابة اجرام تكمن لهما لتحولهما الى رهائن تقايض عليهما بالمال بعد ابتزاز الاهل بأشبع اسلوب جبان واجرامي لم يعهده لبنان قبلا، وقد وثّقت احدى الكاميرات في مكان الجريمة عملية الخطف، وتبين بتحليل الصور ان عدد من الاشخاص يستقلون سيارة نوع جيب غراند شيروكي زجاجها داكن، عمدت الى مطاردة الطفلين وخطفهما أمام أعين بعض من تواجد في الشارع، ومنذ ذلك الحين ترسل عصابة الاجرام  صور تعذيب للطفلين ورسائل صوتية يناشد فيها الطفلان والدهما لانقاذهما. وبعدما حددت العصابة المجرمة مبلغا كبيرا للافراج عن الطفلين كان آخر عرض لها انها تطلقهما مقابل الحصول على مائة الف دولار اميركي”.

وحتى لا تبقى عصابة الاجرام “راجح” المجهول فان التشهير بأفرادها صار واجبا اخلاقيا وانسانيا وحقوقيا، اذ تشير المصادر الأمنية الى أن كل من “عبدالكريم علي وهبة، علي قاسم وهبي ومحمد قاسم وهبي، هم من قاموا بعملية خطف الطفلين وعمدوا الى تسليمهما الى من علي محمد جعفر وعلي محمد ايوب وهما متواريان عن الانظار داخل الاراضي السورية ويعملان لصالح حسين عباس جعفر، وان الطفلين المخطوفين نقلا الى داخل الاراضي السورية عبر الحدود المتداخلة والمعابر غير الشرعية”.

الا ان الاخطر بحسب المصادر ان “عصابة خطف الطفلين متشعبة ومنظمة أكثر وتعمل ضمن خطة وتبادل مصالح وخدمات وتقاسم عائدات عمليات الاجرام، وتبين ان كل من  ربيع عاصم عواضة المقرب من حسن عباس جعفر الذي انتقل منذ اكثر من سنة الى الداخل السوري، وقد شوهد لفترة قصيرة في الشراونة بالتزامن مع عملية الخطف، وناجي فيصل جعفر وهو ناشط في اعمال الخطف هما من يحتفظان بالطفلين السوريين في الداخل السوري . كما ان نقل الطفلين المخطوفين الى داخل الأراضي السورية عبر المعابر غير الشرعية يعطي أفراد العصابة هامش الضغط والمناورة والابتزاز والتهديد، انما مخابرات الجيش ومع تحويلها القضية الى قضية لحظوية تتابع بالثواني والدقائق، تعمل على تضييق الخناق عليهم، ومن هنا جاءت العملية التي أوقفت فيها قوة من مخابرات الجيش علي جعفر الملقب بـ”علي شادية” أحد المتورطين بعملية خطف الطفلين على طريق عام بعلبك بعد محاولته الفرار واطلاقه النار على الدورية مع مرافقه الذي قتل. وجاءت مداهمات الجيش في الدار الواسعة في بعلبك معقل بعض عائلات الخاطفين في اطار الضغط المباشر لانقاذ الطفلين”.

ودعا مصدر سياسي الى “تحويل قضية الطفلين المخطوفين لقضية رأي عام لبناني، والى مسارعة الجهات اللبنانية الرسمية الى تفعيل التواصل والتنسيق مع الجانب السوري لتضييق الخناق على الخاطفين المتواجدين مع المخطوفين داخل الاراضي السورية مما يسهل عملية الاطباق عليهم ودفعهم الى الاستسلام او اطلاق الطفلين والهرب، الا ان القاء القبض على الخاطفين امر اكثر من واجب لتقديمهم الى العدالة وانزال اشد العقوبات بحقهم”.

بعد طول جدل واجتهادات وتساؤلات ظهر ثابتا ان مهمة الوفود القضائية الأوروبية لكل من فرنسا وألمانيا واللوكسمبورغ في بيروت تتصل بخلفية بدء "الغابة اللبنانية" المالية الفالتة اسوة بفلتان وتحلل كل شيء في لبنان "المشع" اليوم بضخ تأثيراتها او جانب من انعكاساتها على المسارح المالية الأوروبية . هذه المهمة تنطوي على غموض في شأن حقيقة الأهداف التي حركت الوفود القضائية خصوصا وسط الالتباس القائم بين ملفات التبييض والفساد التي تسعى الى استجواب لبنانيين فيها وبين ما تثيره التحقيقات القضائية في هذه الدول في حق حاكم مصرف لبنان . والى ان تظهر حقيقة الخيط الأبيض من الخيط الأسود في هذه المهمة "الغامضة" بعيدا من التوظيف السياسي والدعائي الداخلي الذي ستتعرض له حتما وبشراهة مطلقة لا يمكن تجاوز المنعطف الابعد من التفاصيل التي ستعوم على سطح استجوابات في ملفات فساد ونعني بذلك ان الفوضى اللبنانية بلغت مراحل متقدمة وموغلة في الخطورة الى حدود اقلاق دول وحضها على الدخول في "المستنقع" الفوضوي بنفسها .

هذا الجانب المثير للخشية الغربية من انفلات مصرفي ومالي في لبنان والذي يأتي بعد اكثر من ثلاث سنوات على التاريخ "الرسمي" لانفجار الانهيار المالي في لبنان ليس معزولا اطلاقا عن اتساع رقعة الاخطار التي قد تحول لبنان برمته بؤرة اجتماعية متفجرة من شأنها ان تتطور وتتفاعل لاحقا الى بؤرة تفجير امنية إضافية في الشرق الأوسط . صحيح ان العالم تخلف بمعظم دوله عن الالتفات المركز الى الفوضى اللبنانية حين كان منهمكا بتداعيات الازمات العالمية من كورونا الى حرب روسيا على أوكرانيا الى أزمات الطاقة الى سواها وسواها ولكن الأوروبيين يبدون الأشد تأثرا وتوجسا من جوانب متصلة بالكارثة اللبنانية حين تمس امنهم الاجتماعي والمصرفي وغيره . ولكن لا تأخذنا الأوهام اطلاقا بان تحركا يتصل بجانب قضائي سيقود الى "تدويل" التحقيقات ولاحقا المحاكمات في ملفات الفساد اللبنانية لمجرد ان وفود ثلاثة أوروبية جعلتنا نكتشف ان ثمة معاهدة دولية للتعاون القضائي بين الدول في ملفات الفساد المعولم انضم اليها لبنان عام 2008 وتلزمه تسهيل مهمة هذه الوفود . لنقل ان الجانب الإيجابي الأساسي في هذه المهمة هو انه يفضح على الغارب المسألة المتصلة بحقوق ملايين اللبنانيين الضحايا للفساد وانهيار الدولة بسبب الفساد والذين لا يعرفون مستقبل ودائعهم هؤلاء سيشعرون ببعض العزاء حين يعاينون دولا كبرى ومتطورة ترسل وفودا قضائية لتجري استجوابات هي أساسا حق سيادي مطلق للقضاء المحلي لان الواقع اللبناني توغل في الخطورة الى حدود مس جوانب من المصالح الدولية . يحصل ذلك وسط تعاقب حقائق صادمة بفعل الانهيار واتساع تداعياته وتأثيراته المدمرة ومنها ان بيروت "ام الشرائع" التاريخية التي اغتيلت كما اغتيل شهداء مسار السيادة والاستقلال والقيم الكبرى في هذا البلد ، صارت مقصدا لوفود اجنبية تخشى تداعيات الفوضى اللبنانية لدى بلدانها. وبيروت الاشعاع التاريخي هذه وقبلة انظار الوفود السائحة من شتى انحاء العالم صنفها تقرير دولي بقسوة بالغة أخيرا بانها صارت من أسوأ عواصم الدول في مستوى الحياة والمعيشة للناس . هؤلاء الذين حولوا بيروت الى هذا المصير المخيف المحزن الصادم من تراه سيتمكن في زمن ما من جعلهم يقفون وراء القضبان ويحاكمهم في أسوأ ما عرفته دول من مصائر ؟ سيحتاج ذلك حتما الى ما يفوق معاهدة دولية لتنظيم تعاون قضائي بين الدول ، وحتى التدويل الكامل قد لا يحصر الكارثة !

 

هل يفتح التحقيق الأوروبي في لبنان صندوق الأسرار؟

حنا صالح/الشرق الأوسط/09 كانون الثاني/2023

هل أزف زمن فتح صندوق الأسرار الأسود، لكشف أكبر مخطط احتيالي «بونزي» أقدمت عليه طبقة سياسية متسلطة ومرتهنة، هي زبدة تحالف ميليشيات الحرب والمال، أو أن «النخبة» وفق توصيف البنك الدولي، التي تحاصصت عشرات مليارات الدولارات هي واردات عامة، وسَطَت على نحو 100 مليار دولار هي ودائع للمواطنين، قادرة على الإفلات مجدداً؟ يثور السؤال طارحاً نفسه عشية وصول 3 بعثات قضائية أوروبية للتحقيق مع رياض سلامة في جرائم مالية ارتُكبت في أوروبا. التهم المنسوبة إلى سلامة، وأوجبت إلقاء الحجز على ملكيات وحسابات تفوق الـ300 مليون دولار، تتناول عمليات تبييض أموال، وإثراء غير مشروع، وتحويلات احتيالية، إلى تهرب ضريبي! كانت المؤشرات عن اتهام حاكم «المركزي» بدأت تتواتر قبل سنوات على ثورة «17 تشرين» 2019، وقد واجهها سلامة، حاكم «المركزي» منذ 29 سنة، بالإنكار والإيحاء بأن الملفات والتحقيقات التي يرد اسمه فيها، ناتجة عن نكايات واستهدافٍ سياسي. كما دأب على التذكير بأن ثروته عندما غادر «ميرل لينش» كانت 23 مليون دولار (لم يسأله أحد لماذا لم ينقلها إلى لبنان)، ظناً منه أن هذا الرقم يغطي اكتشاف حسابات خارجية وملكيات تعود إليه وإلى شقيقه وأعوانه، تتجاوز قيمتها مئات ملايين الدولارات!

فُتحت ملفات التحقيق في ألمانيا وفرنسا ولوكسمبورغ وسويسرا قبل نحوٍ من 20 شهراً، ومنذ أكثر من سنة يمتنع القضاء اللبناني عن تقديم المساعدة للقضاء الأوروبي، انسجاماً مع توجه سياسي قضائي لبناني منع ملاحقة سلامة والكارتل المصرفي الذي نفذ أكبر عملية سطو احتيالي على ودائع أكثر من مليون مودع! وحتى الأمس القريب كانت تُدبج المقالات والمقابلات عن «نجاحات» الحاكم، وعن الجوائز العالمية التي نالها، وكيف مُنِحَ شرف قرع الجرس في «وول ستريت»، لتعلن براءته إعلامياً، في حين أن البراءة من عدمها باتت منوطة بأحكام تصدر عن القضاء الأوروبي... فيما صدر حكم الشعب اللبناني الذي اعتبر سلامة ركناً في عصابة «كلن يعني كلن»، التي نهبت لبنان وأفقرت شعبه وأرسلت اللبنانيين إلى الجحيم!

لكن ما إن أُعلن أنه بدءاً من 9 يناير (كانون الثاني) الحالي سيبدأ وصول البعثات القضائية، حتى أطلّ «توجس» أصاب الطبقة السياسية – المالية، فراحت ترفع عنوان «إشكاليات السيادة الوطنية»! وتبحث عن عقبات لتطويق البعثات القضائية، بعدما امتنعت طيلة أكثر من 3 سنوات إثر الثورة، عن اتخاذ أي إجراءٍ يحمي حقوق المواطنين ويصون مصالح البلد. واللافت أن «الثنائي المذهبي» تقدم المعترضين من باب مزعوم برفض الوصاية الأوروبية على القضاء اللبناني (...)، في تجاهل فاقع لواقع أن لبنان وقّع معاهدة الأمم المتحدة لمكافحة الفساد. وهي معاهدة تفترض أحكامها تعاوناً قضائياً غير مشروط؛ لأنها تسمو على القوانين المحلية. الأكيد أن خيارات سلامة وشركائه وحُماته تضيق، وسيكون متعذراً منع تعاون القضاء اللبناني؛ نظراً إلى حجم التداعيات المتأتية عن ذلك، لكن الأمر المثير للانتباه يكمن في استنفار «حزب الله» ضد البعثات القضائية الآتية، فالأكيد أنه لا ينطلق من خلفية «الوفاء» لمن أدار الظهر، إن لترسخ «الاقتصاد الموازي» للدويلة، أو لتوسع «القرض الحسن»؛ الجهاز المصرفي لـ«الحزب». بالعمق ما يقلق «حزب الله» هو قدوم محققين أوروبيين إلى بيروت؛ لأن في ذلك سابقة، يمكن أن ترسي الأساس الذي قد ينسحب على جرائم أخرى، فتسقط إذذاك، الحصانات، ويتعطل قانون الإفلات من العقاب. والخشية جدية حيال أي تحركٍ قضائي دولي لكشف الحقيقة في جريمة العصر: التفجير الهيولي للمرفأ الذي دمّر ثلث العاصمة، وأحدث إبادة بشرية! ومعروف أن التحقيق معطل نتيجة التدخل السياسي وممارسات تعسفية تصدرها «حزب الله»، وآلت إلى منع المحقق العدلي من إصدار القرار الاتهامي!

الأكيد بعدما نجح التحالف المافياوي في تجويف «التحقيق الجنائي»، أن التحقيقات الأوروبية قد تنسف السياسة الرسمية: «عفا الله عما مضى»، ومساعي طمس مسؤولية المصرف المركزي والكارتل المصرفي عن السطو على أموال المودعين. هم استثمروها مقابل رشوات وتهريب «أرباح»، فما هي مسؤولية أكثر من مليون مودع توجهت إليهم السلطة بالقول: «بدنا نتحمل بعضنا»؟

صحيح أن الواقعية تفترض التروي، لكن فتح ملف رياض سلامة والكارتل المصرفي، من شأنه أن يكشف الكثير من «أسرار» الانهيارات المالية وإفقار البلد وإرسال المواطنين إلى الجحيم، وقد يفتح مسارات جديدة ليست في حسبان «منظومة النيترات». الأمر الثابت أن مساراً طويلاً ومعقداً مرجحاً حدوثه، يتطلب احتضاناً شعبياً وإصراراً على بلوغ خواتيمه. هنا نفتح مزدوجين لتأكيد أن نواب «تكتل التغيير» الذين لمسوا لمس اليد حجم اللوبي النيابي المصرفي، الذي يحاول تمرير قوانين سداها ولحمتها العفو عن الجرائم المالية، مدعوون لتوفير الدعم للتحقيق؛ لأن كشف أسرار المنهبة محوري في سياق السعي لحماية حقوق المودعين.

سيكون لبنان أمام مسار قضائي جديد وصعب؛ جديد لأن الطبقة السياسية عملت طيلة السنوات الماضية على استبعاده، وصعب لأن المتوقع افتعال عقبات وعراقيل لإفشاله. ومن شأن هذا المسار الجديد فتح أبواب المحاسبة، إن اغتنمت قوى التغيير الفرصة لبلورة عمل سياسي شفاف واضح وصريح لاستعادة الثقة واستنهاض اللبنانيين واستعادتهم إلى الفعل السياسي. هنا من المفيد التذكير بأن قوة «17 تشرين» تمثلت في نقل المواطنين إلى موقع اللاعب السياسي صاحب الحقوق، فكانت عصيّة على التطويع. وهي قادرة اليوم إذا ما تأمنت الأدوات الكفاحية الحزبية السياسية المنظمة، على إعادة اجتذاب أصحاب المصلحة بالتغيير، فتكون قادرة على إبعاد تأثير قوى رمادية، تنادي بمحاسبة الفاسدين وتتجاهل حُماتهم خاطفي الدولة وقرارها، وتتعايش مع الذين استتبعوا إدارات الدولة ومؤسساتها للأحزاب الطائفية والميليشياوية، لذلك تجنب هذه الفئات ضرورة؛ لعدم تعطيل منحى استعادة الثقة الشعبية.

بالأمس قال الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا الذي أعادته صناديق الاقتراع إلى الرئاسة للمرة الثالثة: «الأمل أقوى من الخوف». في «17 تشرين» 2019 لم يكن لدى الناس إلّا الأمل، فتحدوا الخوف و«الإصبع المرفوع». غطوا ساحات لبنان بقرار حر اتخذه كل فرد منهم، وحقق التلاقي بينهم شعوراً بمسؤولية وطنية وأخلاقية وكرامة تمسكوا بها، لينجزوا أول وأعمق مصالحة تطوي صفحة الحرب الأهلية، ليبدو لبنان بثورته السلمية قِبلة للمنطقة، ويستحوذ اهتماماً خارجياً لافتاً، عندما بدا أن ربيعاً لبنانياً آخر بات ممكناً!

مرة أخرى، ملاقاة المسار القضائي تفترض بلورة وضع سياسي جديد، يضع أمامه مهمة إنهاء الخلل الوطني في ميزان القوى، ليكون ممكناً تقديم البديل السياسي: «الكتلة التاريخية» القادرة على امتصاص الخصوصيات الطائفية والمناطقية، فتفسح المجال أمام تقدم مشروع الدولة المدنية الحديثة، كبديل عن الدولة المزرعة، التي طوّعت الدستور لخدمة المتجبرين، وطوّعت القوانين خدمةً لمصالح فئوية.

 

ألحساب العددي لاقتسام السّلطة بدعة إستعمارية تقسيميّة

ألسفير د. هشام حمدان/09 كانون الثاني/2023

قراءة التّاريخ عند اللّبناني، سيف ذو حدّين. فهناك قارئ، بعين متلهّفة لإقتناص معلومات، يوجّه من خلالها السّهام ضدّ خصمه، وآخر يتلّهّف لمعرفة أسباب أمراضنا الإجتماعيّة، ممّا يسهّل معالجتها. وقد سعينا إلى مثل هذه القراءة، فتبيّن لنا، أنّ موضوع العدد السّكّاني، كان وسيلة، إستغلّها الأمير بشير الشّهابي الثّاني لمواجهة النّفوذ الكبير للشّيخ بشير جنبلاط. فالأمير بشير، دفع بالموارنة في الشّوف، بعد أن اتّخذ لنفسه الدّيانة المارونيّة لمواجهة بشير جنبلاط، لأنّ الموارنة، كانوا قد فاقوا الدّروز عددا، نتيجة المذابح الدّرزيّة- الدّرزيّة في حرب القيسيّين واليمنيّين، وإضطهاد الولاة العثمانيّين لهم. هذا مع العلم، أنّ جنبلاط هو الذي زكّاه أصلا، مع الدّروز، لتولّي الإمارة. فإمارة الجبل إنتقلت من المعنيّين الدّروز إلى الشّهابيّين السّنّة، بتزكية ودعم من الدّروز أنفسهم. لم يكن هناك إعتبارات طائفيّة تسود العلاقات بين أهل لبنان، بل كانت العائليّة هي معيار العلاقات. ويشهد التّاريخ، أنّ الأمير المعني الكبير، كما الأمير بشير الثّاني، عاشا خلال طفولتهما في كنف عائلات كسروان من الموارنة. فماذا حصل كي تتبدّل هذه العلاقات العائليّة بين اللّبنانيّين، لتأخذ ذلك المجرى الطّائفي البغيض؟

ساهم بشير الثّاني في نجاح حملة إبراهيم باشا المصري للسّيطرة على بلاد الشّام، ومنها لبنان. وعندما واجهه الدّروز، ألذين كان يعتبرهم  زنادقة، ساعد بشير الشّهابي، ألباشا المصري في حربه ضدّهم، ودفع بثلاثة آلاف مقاتل من جنوده من الموارنة، لهذا الغرض. وعليه، فقد قامت بين الشّهابي والدّروز حالة من العداء والكراهية، إستمرت إلى أن قام الفرنسيّون والبريطانيّون بقتاله لطرده من بلاد الشّام إستجابة لطلب السّلطان العثماني. خرج الباشا المصري من لبنان، وخرج الشّهابي الثّاني، لكنّ الفرنسيّين والبريطانيّين، حلّا مكانهما. تحوّل الفرنسيّون، حماة المسيحيّين في مناطق السّلطنة العثمانيّة، إلى حماة المسيحيّين في لبنان. وهم أصرّوا، على أن يكون حاكم الشّوف، مارونيّا، بحجّة أنّهم الأكثر عددا فيه. وهكذا، صار العدد السّكّاني ذريعة للمطالبة بالسّلطة.

تجاوز هذا المبدأ كلّ المبادئ التّاريخيّة التي سادت العائلات قبل الشّهابي. ووجد الإكليروس في هذا الأمر، وسيلة لمواجهة قوّة العائلات في المناطق المارونيّة، ولا سيّما آل الخازن وآل حبيش. توافقت مصلحة الإستعمار الفرنسي مع مصلحة الإكليروس المحلّي، بغية المطالبة بحكم الشّوف. بدأت تنمو منذ ذلك الحين، ألعصبيّة الطّائفيّة بين الدّروز والموارنة. وبدأت الأحداث الطّائفيّة في أوائل أربعينيّات القرن التّاسع عشر. وجد العثمانيّون والأوروبيّون حلّا من خلال نظام القائممقاميّتين. هذا النّظام، زاد في التّباعد بين الجانبين، إلى أن جاءت ثورة طانيوس شاهين على الإقطاع العائلي الماروني، والمدعومة من الإكليروس، لتمتدّ نحو الإقطاع العائلي الدّرزي في الشّوف، فحصلت أحداث عام 1860. وقف الفرنسيّون إلى جانب الموارنة. ووقف البريطانيّون إلى جانب الدّروز. تاريخ العلاقات بين الموارنة وفرنسا، يعود إلى الحروب الصّليبيّة. لكن، لم يكن يوجد أيّ رابط ديني يجمع بين الدّروز والبريطانيّين. فلماذا كان هذا الدّعم في حينه؟ ألسّبب هو أنّ البريطانيّين، وجدوا في حماية الدّروز فرصة مقابلة لتعزيز موقعهم لدى السّلطنة، وتمكينهم من مواجهة النّفوذ الفرنسي وخاصّة في مصر، حيث كان الحديث عن شقّ قناة السّويس، قد بدأ. منذ ذلك الحين، بدأ تقاسم النّفوذ بين المستعمرين، على الطّوائف، مستخدمين بكلّ بساطة، شعور الخوف على المصير (هنا دخلت روسيا مثلا، لحماية الأرثوذكس.)

لم تتّخذ فرنسا أو بريطانيا في بلديهما، مبدأ العدديّة لتكوين السّلطات فيها. بل أن البلدين، إعتمدا المفاهيم التّحرّريّة اللّيبراليّة، والمفهوم الدّيمقراطي التّمثيلي، بعد فصل السّلطات الدّينيّة عن السّلطة. أما في بلدان الشّرق، ومنها لبنان، فقد قاما بتغذية هذا التّوجّه العددي، لتعزيز الإنقسام الطّائفي بين سكّانها، وبالتّالي، للمحافظة على هيمنتهما على شؤونها، وتشديد قبضتيهما عليها.

كان الحلّ بعد نزاع عام 1860، إخضاع الجبل إلى نظام المتصرّفيّة. لم يكن الحاكم لبنانيّا، لذلك ساد الهدوء، وسادت الطّمأنينة. لم تقع أيّة نزاعات أخرى بين الدّروز والموارنة، بل استعادا بسرعة كبيرة، ألعلاقات الطّبيعيّة بينهما.

بعد الحرب العالميّة الأولى، خضع لبنان الكبير للإنتداب الفرنسي. طالب الموارنة، بأن يحكموا لبنان، بحجّة غلبة عددهم. رفض الفرنسيّون، وأصرّوا على أن يحكم لبنان، فرنسيّا. كان الفرنسيّون يدركون تماما، واقع لبنان الجديد. أجروا إحصاء، وقاموا على ضوئه بتوزيع السّلطات بين اللّبنانيّين. زالت الثّنائيّة المارونيّة الدّرزيّة، وقامت ثلاثيّة جديدة هي المارونيّة، والسّنّيّة، والشّيعيّة. فاختارت سلطات الإنتداب، توزيع السّلطات بينها على أساس أن تكون الرّئاسة للموارنة، ورئاسة الحكومة للسّنة، ورئاسة المجلس النّيابي للشّيعة. من هنا برزت المحاصصة الطّائفيّة. وهكذا كان الحال عند وقوع الحرب العالميّة الثّانية.

كرّس النّظام الدّستوري الإستقلالي، فكرة المحاصصة. يعتقد كثيرون، أنّ الميثاق الوطني، كرّس هذه الثّلاثيّة. لكنّ الحقيقة، هي أنّ الميثاقيّة كانت تعني، أن يتراجع المسلمون عن المطالبة بالإنضمام إلى سورية، والقبول بنهائيّة لبنان كوطن قوميّ لهم، مقابل تراجع الموارنة عن الرّوابط السّياسيّة مع الغرب. وهكذا، قام لبنان بعد الإستقلال، على ثنائيّة أساسيّة هي المارونيّة، (ألوجه الغربي للبنان)، والسّنّة (ألوجه العربي للبنان). إذا وجد الموارنة خللا في مكانتهم في السّلطة، لجأوا إلى الغرب. وإذا وجد السّنّة خللا، لجأوا إلى العرب. ألشّيعة، لم يكونوا جزءا من الميثاق. وهم مثل الطّوائف الأخرى، شعروا بالحرمان، والغبن، خاصّة مع زيادة شراسة ألسّلطة السّياسيّة في قمع الإحتجاجات. كلّ هذا، ساهم بالقضاء على التّماسك بين اللّبنانيّين، وبإبقاء الشّرذمة بينهم.

تزامن هذا الأمر مع صعود الدّور السّوفياتي. لم يعد الغرب وحده، سيّد القرارات الدّوليّة. ساعدت هذه الحالة في تطوّر الأفكار الإيديولويجيّة، وخاصّة بين القوى الشّاعرة بالحرمان والغبن. نهضت الأحزاب اليساريّة الإشتراكيّة (ألشّيوعيّة وغيرها)، وخاصّة بين الدّروز، والشّيعة، والأرثوذكس. وبرزت القوميّة (ألسّوريّة والعربيّة)، بمفاهيم قوميّة، خارج الإطار الدّيني التّقليدي، فالتفّ حولها الكثيرون من اليساريّين، وأيضا من أهل السّنّة أنفسهم. فوصلنا إل حالة الحرب الأهليّة عام 1975.

إنتهت تلك الحرب بصيغة اتّفاق الطّائف.وانتهت الحرب الباردة. لا يمكن لأحد أن ينكر الدّور الغربي- العربي المشترك، في إيجاد هذه الصّيغة. فرنسا لم تكن سعيدة بهذا الإتّفاق. هذا الإتّفاق سينهي دورها الإستعماري في لبنان، وربّما في الشّرق الأوسط. أنقذ نظام حافظ الأسد، فرنسا، في حينه، حين عاند في استكمال تطبيق اتّفاق الطّائف، إنتقاما لرفض أميركا طلبه، أن يكون هو صاحب الرّأي بشأن مستقبل فلسطين، في مؤتمر مدريد عام 1990 . فمساواة سورية كوفد مستقلّ، مع الوفد الفلسطيني المستقلّ، وغيرها من الوفود العربيّة، أفشل مخطّطه الأوسع، ألهادف إلى فرض هيمنته على قرارات العالم العربي. إغتيال الرّئيس رفيق الحريري، أنهى دور سورية، وفتح الباب أمام دور إيران المطلق. تدخلّت فرنسا لإنتاج تسوية تجمع صديقها الصّدوق، ألجنرال ميشال عون، وصهره جبران باسيل، بحزب إيران في لبنان. فرنسا ألتي احتضنت الخميني، عادت من خلالهما إلى لغة العدد والمحاصصة في لبنان، والتي تمّ إقرارها في مؤتمر الدّوحة منذ عام 2008. بدأ الموارنة يتحسّسون خطورة هذه القاعدة. فالشّيعة، وكذلك السّنّة، فاقاها عددا. هنا، تبيّن بوضوح، أن لغة العدد، ليست لغة محلّيّة، بلّ لغة الإستعمار، نطقت بها أفواه محلّيّة بين الحين والحين، وفقا لمصالحها.

ألغرب الأميركي مشغول عنّا، بواقع تنظيم المنطقة برمّتها. نحن الآن في حالة انتظار. لكن، أكثر ما يقلقني، هو تصاعد نغمة بعض المفكّرين الموارنة بالدّعوة إلى الفدرلة. ألأمر الذي يخدم فقط، ألمزيد من تقهقر الدّور الماروني التّاريخي في هذا البلد. الموارنة في لبنان، كما الدّروز، والشّيعة، والسّنّة وكلّ طائفة أخرى مقيمة في لبنان، هم وحدة واحدة، مكوّنة لهذا الوطن الذي هو صنيعتهم جميعا. يجب التّوقّف عن الصّيغ الطّائفيّة، والنّظر إلى واقع العالم اللّيبرالي الحالي. إتّفاق الطّائف، مدخل أساسيّ، لبلوغ تلك المرحلة الحضاريّة الإنسانيّة القائمة. فلا بناء للسّلام في لبنان، دون أن نتحوّل إلى جزء من هذا العالم الحضاري حولنا.

 

المطلوب صدمة رئاسية

شارل جبور/الجمهورية/09 كانون الثاني/2023

مع انسداد الأفق الرئاسي أصبحت الحاجة ملحّة لصدمة رئاسية من طبيعة سياسية أو غيرها، من أجل ان تخلط الأوراق وتفرض وقائع جديدة وتدفع باتجاه انتخاب رئيس للجمهورية.  يستحيل الخروج من المأزق الرئاسي بالطرق الكلاسيكية المعهودة، لأنّ فريق الموالاة لا يريد المنازلة الديموقراطية في مجلس النواب، ولأنّ الحوار في غياب الاستعداد لتنازلات متبادلة تُفضي إلى ملاقاة في منتصف الطريق يصبح مضيعة للوقت، ولأنّ ميزان القوى البرلماني لا يسمح لأي فريق بانتخاب رئيس من صفوفه، ولأنّ الخارج لا يملك أدوات الفرض على الداخل، ولأنّ المعارضة غير مستعدة تحت أي عنوان أو ذريعة إبرام تسوية بشروط الموالاة، وبالتالي لكل هذه الأسباب وغيرها وصل الاستحقاق الرئاسي إلى الحائط المسدود. ومن هذا المنطلق أصبحت الانتخابات الرئاسية بحاجة لصدمة تخرجها من عنق الزجاجة، وما لم تحصل هذه الصدمة فإنّ الشغور سيبقى سيِّد الموقف. ولكن يبقى السؤال عن طبيعة هذه الصدمة وكيفية حدوثها بشكل عفوي أم مفتعل، ومن الجهة التي ستدفع في هذا الاتجاه؟ وغير صحيح انّ الصدمة هي من اختصاص الفريق الممانع الذي بإمكانه إما افتعال أحداث أمنية محسوبة بهدف تسريع الانتخابات الرئاسية، وإما إعادة توحيد صفوفه على مرشح واحد، إنما من مسؤولية المعارضة ان تكون في موقع المبادر لا ردّ الفعل، وان تبحث بدورها عن كيفية افتعال صدمة تؤدي إلى تحريك الجمود الرئاسي، لأنّه من غير المقبول إبقاء المبادرة بيد «حزب الله» الذي يُمسك بعامل الوقت بانتظار اللحظة التي ينجح فيها بإعادة النائب جبران باسيل إلى بيت الطاعة، أو أن يدفع باتجاه تحريك الأوضاع الاجتماعية عندما يشعر انّ كلفة استمرار الشغور أصبحت مكلفة عليه، وفي الحالتين إبقاء الرئاسة بيد الممانعة.

وغالباً ما ينجح صاحب المبادرة في تسييل النتيجة لمصلحته، لأنّه يتحكّم بعامل الوقت وفي كيفية تحريك الأوضاع بما يخدم أهدافه الرئاسية والسياسية. كما انّه غالباً ما يدفع المتلقّي الثمن. ومن هنا أهمية ان تفكِّر المعارضة جدّياً بالخطوات التي تضع من خلالها الفريق الممانع في موقع ردّ الفعل، وبما يمكنها من تقصير أمد الشغور الرئاسي، وهذا هو الأهم على مستويين أساسيين:

المستوى الأول، انتخاب رئيس للجمهورية يمهِّد لتكليف رئيس حكومة وتأليف حكومة، فتستعيد السلطات الدستورية انتظامها والحياة السياسية حيويتها، والتحدّي الأساس يكمن في تسريع إنهاء مرحلة الشغور.

المستوى الثاني إنقاذي، حيث انّ عملية الإنقاذ ستبقى متعثرة والأزمة المالية ستراوح في حال استمر الشغور الرئاسي، والتحدّي الأساس في هذه المرحلة يكمن في فرملة الانهيار والحدّ من تداعياته وفتح باب المعالجات من أجل إعادة الوضع تدريجياً إلى ما كان عليه قبل الانهيار.

ولا مؤشرات إلى انّ الممانعة منزعجة من الشغور الرئاسي، بل تراهن على عامل الوقت الذي يسمح لها بتحقيق هدفها في المومنتم المطلوب، وبالتالي هدف المعارضة يجب ان يكون في إقلاق راحة الممانعة ودفعها إلى مغادرة تموضعها الانتظاري بحثاً عن مخارج رئاسية توافقية. ومن الأفكار الصدمات التي يمكن ان تلجأ إليها المعارضة نتوقّف أمام الأمثلة الآتية:

الصدمة الأولى، في الدعوة إلى تظاهرات شعبية أمام البرلمان، وفي حال وجود إرادة لتجنُّب الاحتكاكات، الاتفاق مع البطريرك الماروني على تحويل ساحة بكركي إلى تجمعات مفتوحة وتحويل منبرها إلى مواقف تصعيدية، فينتقل المشهد من أسبوعي فولكلوري في البرلمان، إلى يومي شعبي في بكركي.

الصدمة الثانية، في إعلان المعارضة رسمياً رفض المشاركة في جلسات الانتخاب الأسبوعية المعروفة النتيجة سلفاً، وتخيير رئاسة المجلس بين جلسات مفتوحة حتى انتخاب رئيس، او مقاطعة الجلسات.

الصدمة الثالثة، في الدعوة إلى العصيان والإقفال والتظاهر حتى انتخاب رئيس للجمهورية.

الصدمة الرابعة، في استقالة المعارضة من مجلس النواب والإعلان ان المواجهة الديموقراطية الكلاسيكية التي اعتُمدت منذ العام 2005 لم تعد مجدية، والانتقال إلى مقاطعة كل ما يمت بصلة إلى الدولة والمطالبة بمؤتمر وطني عام يعيد صياغة التفاهمات بين اللبنانيين بعدما تمّ الانقلاب على اتفاق الطائف ولم يُنفّذ بشقه السيادي.

وهذه بعض الأفكار التي يمكن ان تشكّل صدمات رئاسية-سياسية وربما تأسيسية، من أجل وضع حدّ للأزمة اللبنانية المتمادية، ومسؤولية المعارضة ان تبادر وألّا تبقى في موقع المتلقّي، وان تجازف، فلا سياسة من دون مجازفة، لأنّ الأوضاع لم تعد تُطاق وخطورتها تكمن في استمرارها وتفريغها للبنان من شعبه وشاباته وشبابه تحديداً، كون الهجرات على هذا المستوى تجاوزت الأرقام القياسية.

وقد يكون التوقيت الراهن لمبادرة المعارضة باتجاه خطوات جريئة أكثر من مؤاتٍ لثلاثة أسباب أساسية يجب استغلالها واستثمارها وعدم تفويتها:

السبب الأول، نتيجة الأزمة المالية المتفاقمة والغضب الشعبي مما آلت إليه أوضاعه، وأي دعوة من معارضة جامعة للنزول إلى الشارع او غيرها من الخطوات ستتلقفها الناس سريعاً انتقاماً من الممانعة المتحكمة وسعياً إلى إنهاء أوضاعها الشاذة.

السبب الثاني، نتيجة الخلافات الرئاسية داخل الممانعة بين «حزب الله» و»التيار الوطني الحر»، كما انّ الفريق الممانع يفتقد إلى التماسك وخرج من الانتخابات النيابية بخسائر كبرى على المستوى المسيحي والسنّي والدرزي، وتصعيد المعارضة يؤدي إلى مزيد من شرذمته لا توحيده. السبب الثالث، نتيجة مأزومية إيران مع شعبها ومع دول الخليج والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، فتستغل المعارضة هذه المأزومية لتطالب المجتمعين العربي والغربي برفع اليد الإيرانية عن لبنان، ولن تلتفت عواصم القرار إلى الوضع اللبناني سوى في حال نجحت المعارضة في توفير البيئة الحاضنة للتدخُّل الخارجي.

وهذا لا يعني انّ فريق الممانعة سيقف مكتوف الأيدي، إنما سيستعيد بالتأكيد هوايته المحببة في الاغتيالات، ولكن هذه الهواية ستسرِّع في هذا التوقيت بالذات في نهايته كما سرعّت في العام 2005 في إخراج الجيش السوري من لبنان. وما لم تبادر المعارضة سريعا فإنّها ستخسر المومنتم الحالي المثالي للتحرُّك والإقدام، بسبب السخط الشعبي وانقسام الممانعة والضُعف الإيراني.

 

هل يمكن للضحية تقديس قاتلها؟

أحمد الأيوبي/نداء الوطن/09 كانون الثاني 2023

كشفت كلمة الأمين العام لـ»حزب الله» حسن نصرالله في ذكرى اغتيال قائد «فيلق القدس» قاسم سليماني المزيد من الفوارق الوطنية والثقافية والنفسية بين منظومة «الحزب» وبين سائر اللبنانيين، وأظهرت أنّ هذه الفوارق باتت تساوي سنوات ضوئية في الفكر والسياسة والاقتصاد ونمط العيش على جميع المستويات، ما يدفع إلى الكثير من الاستنتاجات الحادّة حول المآل والمصير في بلد شهد أكبر انهياراته تحت حكم محور الممانعة. ركّز نصرالله في إشادته المطوّلة بقاسم سليماني على ما كان «يتمتع به من صدق وإخلاص كبيرين، وكان على درجة عالية من التقوى والشوق للقاء الله، وعقل وحكمة وذكاء وابداع وألمعية وقدرة هائلة على تحمّل التعب». وهنا تقع المفارقة الكبرى في التقييم والاعتبار الديني والقيمي، لأنّ سليماني كان يحقِّقُ الانتصارات في حروب يخوضها، وليس في مباريات شعرية أو مناظرات سياسية. ونتج عن تلك الحروب ملايين الضحايا دُفن مئات الآلاف منهم جَماعياً وتركت حروب سليماني إبادات وتغييراً سكانياً لن تزول آثاره في الجغرافيا ولا في المستقبل، بعد أن تحوّلت حمص وحلب إلى مدن أشباح وتركت الموصل خراباً، وما زال أكثر من نصف أهل العراق وسوريا واليمن مهجّرين داخل أراضيهم وخارجها...

مجدُ قاسم سليماني في نظر أحزاب إيران، قائم على إزالة مدن كثيرة، «يصدف» أنّ أكثر ساكنيها يحملون هوية أهل السنةّ، وأنّ الزاحفين لإزالتهم يرفعون «ثارات الحسين» حتى ليقول قائلهم: نوري المالكي: إن المواجهة هي بين أحفاد الحسين وأحفاد معاوية... و»يصدف» أيضاً أن يجتاح لواء القدس مئات المدن والقرى العربية وأن يضلّ طريقه إلى القدس.

يستند نصرالله في إطنابه بالإشادة بقاسم سليماني إلى مدى إخلاصه الشديد وغير المحدود لنظام الوليّ الفقيه، وهو يربط مصير لبنان بهذه العقيدة حتى بات يعتبرها هوية لبنان الدينية والسياسية والثقافية والاجتماعية، وبات يفرض ممنوعات على النقاش السياسي، وأبرزها سلاحه غير الشرعي وطريقة إدارته وحكمه للبلد، فحلفاؤه مقدّسون، ولو كانوا قبل تحالفهم معه عملاء على رأس السطح، وخصومه خونة، ولو كانوا قدّموا الشهداء ضد الاحتلال الإسرائيلي، فالمعيار هو الانتماء إلى عقيدة ومحور ولاية الفقيه، من دون النظر إلى ما سيتركه ذلك من تداعيات خطرة على تركيبة لبنان ومستقبله ككيان قائم على الحريات والتنوّع والشراكة. يرى نصرالله أنّه كان طبيعياً قدوم قاسم سليماني إلى لبنان وتجاوزه الكيان والدولة، وتأسيس جيش موازٍ في بلد كان يحتاج إلى دعم مؤسساته الدستورية والشرعية، فاستغلّ ضعف الدولة ليتوسّع على حسابها، مخترقاً السيادة والحدود.

في نظر نصرالله أنّه يحقّ لسليماني أن يمتلك قرار السلم والحرب في البلدان التي نخرها بـ»حرسه الثوري»، كما فعل في لبنان مراراً، وكان آخر تلك الحروب عام 2006 التي دمّرت لبنان ومنعت في نهايتها إطلاق رصاصة باتجاه فلسطين، رغم اعترافه بخطأ قرار خوض تلك الحرب عندما قال ذات خطاب: «لو كنتُ أعلم». يعمل «حزب الله» عموماً على صبغ وجه بيروت وحيث يسيطر جنوباً وبقاعاً، بالصبغة الإيرانية، فصُور قادة إيران على طريق المطار وغيرها، وعندما يدفع «الحزب» أتباعه من المجموعات اللبنانية وبعض الفصائل الفلسطينية إلى إقامة الاحتفالات وإصدار البيانات وتفعيل المشاركات السياسية والإعلامية في ذكرى اغتيال سليماني، فإنّه يريد فرض التطبيع مع ثقافة تقديس قادته، وعلى رأسهم سليماني، الذين قامت شهرتهم على استباحة المدن في سوريا والعراق، وهو بذلك يريد إذلال هذه الشعوب بإظهار أنّ «المهزومين» يقدّسون محتلّيهم ويمجّدونهم.

يبحث اللبنانيون عن مساحات مشتركة تجمعهم في زمن العواصف الدولية والإقليمية، لكنّ هناك من تجاوز هذا البحث وأصبح في الشوط الأخير من مشروعٍ بات واضحاً أنّه سيغيّر وجه لبنان، وأنّ هناك من تطبّع مع هذا الاتجاه، ليبقى السؤال: هل يمكن للمقتول أن يقدِّس القاتل؟!

 

تسلية باسيل ومناورات "الحزب"

وليد شقير/نداء الوطن/09 كانون الثاني 2023

بلغت عملية اللعب في الوقت الضائع حداً مفضوحاً من قبل بعض الفرقاء المطالَبين بتحديد مواقفهم الواضحة من الاستحقاق الرئاسي وضرورة إنهاء المراوحة القاتلة في شأنه، سواء من قبل الدول المعنية بلبنان، أو من المرجعيات لا سيما المسيحية، التي بات تشديدها وإلحاحها على ملء الفراغ الرئاسي ولا سيما البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي وراعي أبرشية بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، محرجاً لهؤلاء. تغلب المناورات على التحركات التي يقوم بها بعض هؤلاء الفرقاء المعنيين بالإفراج عن الرئاسة، لأنّ همهم في الوقت الضائع الإيحاء بأنهم يقومون بجهد من أجل حسم الأمور، لتجنب المزيد من الحملات عليهم، في وقت تكشف هذه المناورات مقاصدهم الفعلية، بأن الأمور لم تنضج بعد. مقاصدهم إما رفع التهمة عنهم بأنهم سبب تعطيل انتخاب الرئيس، أو انتظار ما يعتقدونه تسوية في الخارج على الرئاسة في لبنان، في شكل يتناقض بوضوح مع ادعاء الدعوة إلى التوافق الداخلي حول الاستحقاق.

يشكّل تسريب الأسماء التي تنشر هنا وهناك، واحداً من أساليب ملء الوقت الضائع. وفي حين يتم تسريب بعض الأسماء على أنّها طرحت خلال اجتماع فلان بفلان، لا تلبث الوقائع أن تثبت أنّه لم تُطرح في ذلك الاجتماع. وهذه هي حال ما يتم تسريبه عن أسماء اقترحها رئيس «التيار الوطنيّ الحر» النائب جبران باسيل، حيث ينفي بعض من التقاهم، حصول بحث معهم في ما جرى تسريبه. تارة يسرّب بأنه اقترح دعم ترشيح رئيس قسم الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي الوزير السابق جهاد أزعور، ثم ينفي ذلك، بعدما كان أوحى (في باريس) بأنه يميل إلى الوزير السابق زياد بارود، لينتهي الأمر باقتراحه رئيس مجلس إدارة محطة «إل. بي. سي. آي» بيار الضاهر، فيما الهدف زكزكة وإثارة رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع بسبب الخلاف بينهما على ملكية المحطة، ولإحراج رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط نظراً إلى المصاهرة بينهما، مع أن أوساط الأخير تنفي أن يكون ناقش مع باسيل هذه الفكرة.

أمّا سائر نواب «التيار الحر» فيؤكدون أن ما يُنسب إلى باسيل من أسماء، لا علم لهم به، ولم تتم مناقشته لا في «التيار» ولا في تكتل «لبنان القوي» وبعضهم يذهب إلى القول إنهم لن يأخذوا بهذه الأسماء إذا اقترحها باسيل عليهم، ويصفون ما يحصل على هذا الصعيد بأنه أقرب إلى «التسلية» وحرق الأسماء.

«حزب الله» يشدد في تصريحات قادته على أنّه لا فائدة من انتظار الخارج ويدعو مع رئيس البرلمان نبيه بري الى الحوار في الداخل من أجل التوافق على اسم الرئيس، ويجزم بأنّ إيران لا تتدخل في الشأن اللبناني الداخلي وفي الموضوع الرئاسي وتطلب من الدول التي تراجعها في شأن الاستحقاق أن تتحدث «إلى أصدقائنا» أي «الحزب»، والسفير الإيراني في بيروت مجتبى أماني يزور الرئيس السابق العماد ميشال عون من أجل دعوته إلى «تقريب وجهات النظر لانتخاب رئيس الجمهورية في أسرع وقت»، فيما الحديث تناول تقريب وجهات النظر بين الحليفين «حزب الله» و»التيار الوطني الحر». أي أن إيران تدخل على خط معالجة الخلاف بين الحليفين حول سعي «الحزب» إلى ضمان انتخاب رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية.

الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصر الله يؤكد أنّ إيران لا تتدخل في الاستحقاق الرئاسي، ويدعو الفرقاء إلى عدم انتظار الخارج، فيما تلفزيون «المنار» يتحدث عن تفكير بدعوة إيران إلى الاجتماع الرباعي الذي يضم مستشارين ودبلوماسيين مكلفين بملف لبنان في كل من فرنسا والسعودية وأميركا وقطر، المنتظر في باريس بعد أيام لبحث أزمة الفراغ الرئاسي، وهو ما فهمه بعض المراقبين على أنّه رسالة عبر بث هذا الخبر بأن بحث الدول الأربع لملف الرئاسة غير مفيد من دون اشتراك طهران... لكن هذا الأمر غير وارد عند الدول المعنية، حتى أنّ الاجتماع لم يكن قد تأكد بعد.

في الخلاف بين «حزب الله» و»التيار الحر» حول تمسك الأول بترشيح فرنجية، والذي كان التباعد في الموقف من دعوة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مجلس الوزراء إلى الانعقاد امتداداً له، يؤكد قادة الحزب أنه قابل للمعالجة ويتحدثون عن التواصل قريباً في هذا الصدد، فيما أوساط قيادة «التيار» تنفي حصول أي تواصل في اليومين الماضيين، معتبرة أنه مع فرضية حصول لقاءات لبحث الخلاف، هناك صعوبة في التوافق على الرئاسة الأولى لأنّ أجواء القيادة والجمهور العوني صارت في مناخ آخر، بعدما ظهر لدى هذه القيادة وهذا الجمهور أن لدى «الحزب» رأياً يعمل على فرضه.

 

باسيل يشهر أوّل أسلحته الرئاسية: ندى البستاني مرشحة؟

أحمد عياش/هنا لبنان/09 كانون الثاني 2023

بعد تلويح بعزم “التيار الوطني الحر” بالانتقال من التصويت بالورقة البيضاء في جلسات الانتخابات التي بلغت حتى الآن عشر جلسات على أن تكون الجلسة الحادية عشرة هذا الأسبوع، رددت أوساط إعلامية قريبة من فريق “الممانعة” أن “التيار” قد قرر ترجمة هذا العزم بترشيح أحد أعضائه، ألا وهي النائبة ندى البستاني وزيرة الطاقة السابقة التي تولت هذه الحقيبة في حكومة الرئيس سعد الحريري عام 2019. لن يطول الوقت حتى يتبيّن الخيط الأبيض من الخيط الأسود على هذا الصعيد. علماً أن “التيار” تبنّى في الساعات الماضية، التكهنات الإعلامية في نهاية الأسبوع الماضي والتي حملت عنوان “التيار يعلن الثلاثاء اسم الشخص الذي سيصوت له”. وجاء في نبأ نشرته صحيفة “الشرق الأوسط” في عددها الأحد الأخير، وتولى تعميمه “التيار”، الآتي: “يدخل الاستحقاق الرئاسي في لبنان في الأسبوع المقبل مرحلة النقاشات الأكثر عمقاً بالأسماء، مع إعلان “التيار الوطني الحر” أنه سيحسم يوم الثلاثاء المقبل (غداً) مسألة التسمية والشخص التوافقي الذي سيدعمه”. إذاً، هناك ما يدعم فرضية ترشيح “التيار” النائبة في تكتله والتي تقدمت إلى الواجهة في نهاية العام الماضي، عندما ترأست وفد “التيار” في كسروان الفتوح وزارت الصرح البطريركي في بكركي وقدمت للبطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي المعايدة لمناسبة عيدي الميلاد ورأس السنة. وقد أعربت البستاني بعد الزيارة عن الأمل في أن “تثمر جهود البطريرك وجهود رئيس “التيار” النائب جبران باسيل، في الوصول لانتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن”.

هل كانت زيارة وفد “التيار” إلى بكركي برئاسة النائبة البستاني بمثابة التحضير لقرار النائب باسيل بالانتقال من الورقة البيضاء في جلسات البرلمان لإنتخاب رئيس للجمهورية إلى الورقة المكتوبة وعليها اسم البستاني؟

على ما يبدو أن الجواب هو الإيجاب، وزاده وضوحاً تكليف باسيل نائبته خوض السجال الكهربائي في الأيام الماضية مع المكتب الإعلامي لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي على خلفية السلفة الجديدة لمؤسسة كهرباء لبنان والتي ما زالت عالقة على خط التوتر العالي بين حكومة ميقاتي وبين التيار العوني على خلفية العودة إلى مجلس الوزراء لبت السلفة؟

أين “حزب الله” من هذا التطور المحتمل في ترك حليفه التصويت بالورقة البيضاء لمصلحة ورقة البستاني؟

في معلومات من أوساط مواكبة للاستحقاق الرئاسي، أنّ “حزب الله” وإن كان سيفقد ثقل أصوات “التيار” في حجم التصويت بالورقة البيضاء كما حصل العام الماضي، لا يبدو “مستاءً”، حسب تعبير هذه الأوساط، من ترشيح حليفه نائبته، والسبب أن حصيلة هذا الترشيح ستصب عملياً في مصلحة الحزب التي تكمن في عدم وصول مجلس النواب فعلياً إلى إنتخاب رئيس جديد للجمهورية. وجلّ ما في الأمر بعد ترشيح البستاني أن فريق الورقة البيضاء ما زال موحداً ولو انقسم شكلياً بالترشيح الجديد.

ليس خافياً على المراقبين أن خيار “حزب الله” الجدّي هو زعيم “تيار المردة” سليمان فرنجية في المرحلة الراهنة، وهو أي “الحزب” إذا ما تخلى عن هذا الخيار، فلن يكون لمصلحة مرشحة “التيار” الذي صار خارج الحسابات الجدية على مستوى ترشيح الشخصية التي ستصل إلى قصر بعبدا. كما تبين مراراً أنّ رئيس “التيار” باسيل شخصياً، هو خارج الترشيحات الجديّة كلياً. وباسيل يدرك هذا الأمر ويعبّر بين حين وآخر عنه بطرق مختلفة.

لن يتأخر الوقت ليتبيّن أن ترشيح البستاني لو حصل غداً، هو من أجل ملء الفراغ في الوقت الضائع لمصلحة “حزب الله” الذي ما زالت قمرة قيادة “التيار” الفعلية بيده. ولأنّ منصب الرئاسة الأولى يعود إلى الطائفة المارونية، فكان لا بد من الاستعانة بالحليف الذي تبيّن بعد 17 عاماً منذ توقيع “تفاهم مار مخايل” أنه ما زال على عهد التفاهم مهما عصفت به التباينات كما حصل إبان أزمة الجلسة الأخيرة لحكومة تصريف الأعمال.

في موازاة ذلك، لا بد من رصد تكتيك “حزب الله” من أجل إطالة أمد الشغور الرئاسي. وفي آخر الكلام على هذا التكتيك ما صرّح به عضو المجلس المركزي في “الحزب” الشيخ نبيل قاووق فأقام جداراً بين “فريقين في لبنان: فريق يريد الحوار والتوافق الوطني لانتخاب رئيس للجمهورية، وفريق آخر يرفض الحوار والتوافق، ويصر على التحدي والمواجهة، وينتظر التدخلات الخارجية… وهذا يعني أن المعادلة باتت واضحة، حيث إنه لا يوجد لأي طرف القدرة على الإتيان برئيس للجمهورية دون توافق، وإذا أرادوا أن يجربوا المجرب فهم أحرار”.

هل هذا واقع الحال الذي يظهر عقم جلسات الانتخابات الرئاسية؟ بالطبع ليس هو واقع الحال، وإنما واقع ورقة التعطيل التي يفرضها فريق “الممانعة” بزعامة “حزب الله”. وجاءت الفرصة من واشنطن لتبيان هذا النهج التعطيلي، كما قال رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع الذي تمنى لو أنّ “نواب محور الممانعة ورئيس المجلس النيابي يتّعظون قليلاً مما جرى هذا الأسبوع في انتخابات رئاسة مجلس النواب الأميركي، حيث عند اشتداد المنافسة وعدم تمكن أي من المرشحين من الفوز بالأكثرية المطلوبة، تتالت الدورات يومياً وبقيت الجلسات مفتوحة ودارت المناقشات والحوارات إبان الجلسات في المجلس النيابي حتى توصل المتنافسون إلى اختيار أحدهم وانتخاب رئيس لمجلس النواب الأميركي بعد 15 جولة تصويت”. هنا بيت القصيد، أن يدخل مجلس النواب إلى جلسة انتخاب من دون انقطاع، ومن دون ذريعة النصاب الوهمية. فهل سيتحقق ذلك؟ للأسف، لن يسير برلمان بيروت على خطى الكونغرس في واشنطن. ولهذا تأتي خطوة ترشيح نائبة “التيار” كإحدى أدوات التعطيل التي يشرف عليها “الحزب”.

 

"أم الشرائع"... المشعّة بالبؤس!

نبيل بومنصف/النهار/09 كانون الثاني 2023"

نبيل بومنصفبعد طول جدل واجتهادات وتساؤلات ظهر ثابتا ان مهمة الوفود القضائية الأوروبية لكل من فرنسا وألمانيا واللوكسمبورغ في بيروت تتصل بخلفية بدء "الغابة اللبنانية" المالية الفالتة اسوة بفلتان وتحلل كل شيء في لبنان "المشع" اليوم بضخ تأثيراتها او جانب من انعكاساتها على المسارح المالية الأوروبية . هذه المهمة تنطوي على غموض في شأن حقيقة الأهداف التي حركت الوفود القضائية خصوصا وسط الالتباس القائم بين ملفات التبييض والفساد التي تسعى الى استجواب لبنانيين فيها وبين ما تثيره التحقيقات القضائية في هذه الدول في حق حاكم مصرف لبنان . والى ان تظهر حقيقة الخيط الأبيض من الخيط الأسود في هذه المهمة "الغامضة" بعيدا من التوظيف السياسي والدعائي الداخلي الذي ستتعرض له حتما وبشراهة مطلقة لا يمكن تجاوز المنعطف الابعد من التفاصيل التي ستعوم على سطح استجوابات في ملفات فساد ونعني بذلك ان الفوضى اللبنانية بلغت مراحل متقدمة وموغلة في الخطورة الى حدود اقلاق دول وحضها على الدخول في "المستنقع" الفوضوي بنفسها .

هذا الجانب المثير للخشية الغربية من انفلات مصرفي ومالي في لبنان والذي يأتي بعد اكثر من ثلاث سنوات على التاريخ "الرسمي" لانفجار الانهيار المالي في لبنان ليس معزولا اطلاقا عن اتساع رقعة الاخطار التي قد تحول لبنان برمته بؤرة اجتماعية متفجرة من شأنها ان تتطور وتتفاعل لاحقا الى بؤرة تفجير امنية إضافية في الشرق الأوسط . صحيح ان العالم تخلف بمعظم دوله عن الالتفات المركز الى الفوضى اللبنانية حين كان منهمكا بتداعيات الازمات العالمية من كورونا الى حرب روسيا على أوكرانيا الى أزمات الطاقة الى سواها وسواها ولكن الأوروبيين يبدون الأشد تأثرا وتوجسا من جوانب متصلة بالكارثة اللبنانية حين تمس امنهم الاجتماعي والمصرفي وغيره . ولكن لا تأخذنا الأوهام اطلاقا بان تحركا يتصل بجانب قضائي سيقود الى "تدويل" التحقيقات ولاحقا المحاكمات في ملفات الفساد اللبنانية لمجرد ان وفود ثلاثة أوروبية جعلتنا نكتشف ان ثمة معاهدة دولية للتعاون القضائي بين الدول في ملفات الفساد المعولم انضم اليها لبنان عام 2008 وتلزمه تسهيل مهمة هذه الوفود . لنقل ان الجانب الإيجابي الأساسي في هذه المهمة هو انه يفضح على الغارب المسألة المتصلة بحقوق ملايين اللبنانيين الضحايا للفساد وانهيار الدولة بسبب الفساد والذين لا يعرفون مستقبل ودائعهم هؤلاء سيشعرون ببعض العزاء حين يعاينون دولا كبرى ومتطورة ترسل وفودا قضائية لتجري استجوابات هي أساسا حق سيادي مطلق للقضاء المحلي لان الواقع اللبناني توغل في الخطورة الى حدود مس جوانب من المصالح الدولية . يحصل ذلك وسط تعاقب حقائق صادمة بفعل الانهيار واتساع تداعياته وتأثيراته المدمرة ومنها ان بيروت "ام الشرائع" التاريخية التي اغتيلت كما اغتيل شهداء مسار السيادة والاستقلال والقيم الكبرى في هذا البلد ، صارت مقصدا لوفود اجنبية تخشى تداعيات الفوضى اللبنانية لدى بلدانها. وبيروت الاشعاع التاريخي هذه وقبلة انظار الوفود السائحة من شتى انحاء العالم صنفها تقرير دولي بقسوة بالغة أخيرا بانها صارت من أسوأ عواصم الدول في مستوى الحياة والمعيشة للناس . هؤلاء الذين حولوا بيروت الى هذا المصير المخيف المحزن الصادم من تراه سيتمكن في زمن ما من جعلهم يقفون وراء القضبان ويحاكمهم في أسوأ ما عرفته دول من مصائر ؟ سيحتاج ذلك حتما الى ما يفوق معاهدة دولية لتنظيم تعاون قضائي بين الدول ، وحتى التدويل الكامل قد لا يحصر الكارثة !

 

حقائق: دعهم يتسلون

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/09 كانون الثاني/2023

يوم كانت «ساحة البرج» مركزاً للحركة التجارية في كل بيروت، كان من معالمها مجموعة من المهاجرين المغاربة الذين يتوزعون على أطراف الساحة، وفي يد كل منهم مسبحة طويلة تقرأ له بخت المارة وحظوظهم والثروات التي ستهبط عليهم. بل كانوا يعرفون أسماء الناس أيضاً ويقرأونها في خطوط يدك ويتمتمونها، فإذا لم يكن اسمك يوسف فهو سليم أو حليم. من هم مارة «ساحة البرج» تلك الأيام؟ هم البسطاء النازلون من الجبال والقادمون من الأرياف باحثين عن حياة جديدة في غربة لا يعرفون عنها شيئاً. عاد المنجمون المغاربة إلى ديارهم، وفرغت «ساحة البرج»، وأصبح قراء راحة الأيدي يقرأون بدلاً منها الصحف والمصائر والأوبئة وأسماء الرؤساء المقبلين. ويقدمون تحليلاً مجانياً للحرب الأوكرانية. وعلى طريقتهم، يتولى عدد كبير من الصحافيين حول العالم توقع الأحداث الآتية، وهي عادة مرئيات بديهية، أو تكهنات غامضة يمكن أن تقع في أي زمان ومكان، وغالباً ما لا يرتفع مستواها التحليلي عن مستوى منجمي ساحة البرج، سليم أو حليم. اليائسون والبؤساء يقرأون حظوظهم في قعر فناجين القهوة. وثمة شعوب بأكملها تنتظر على قارعة الطريق لتعرف إذا ما كانت الرحمة آتية أم أن الشقاء جاثم لا يزول؟ يتشارك في هذا المهرجان السنوي ثلاثة أفرقاء من ذوي النوايا الحسنة: الضاربون في الرمل، والقنوات، والمشاهدون بمئات الآلاف. وهي رياضة مربحة للبعض ومريحة للجميع إلا الذين يقعون في دائرة «السواد»، و«الحداد». «وأرى من حول السياسي الفلاني علامة استفهام كبرى»، باعتبار أنها لو كانت صغرى لما أثارت الاهتمام. هكذا يزرع الوسواس في نفوس كثيرين في انتظار العام التالي. ولا تخلو سلسلة التكهنات من المصالح الخاصة والتبجيلات والمدائح. وتشمل هذه أحياناً أسماء مضحكة تذكِّر بعصر المنجمين المغاربة ومسابحهم الطويلة. ويقسم السادة والسيدات مرتقبات العام الطالع إلى ثلاثة أقسام: المحلي والعربي والعالمي. وربما كان من متابعيهم الصين وروسيا ومنغوليا لكي يرسموا مخططات الحكم وفقاً لما هو متوقع. أهمية الحقائق أنها الضوء الذي يبنى عليه. والتمنيات الطيبة حق من حقوق البشر. وكذلك الأمنيات والآمال، خصوصاً في البلدان المعذبة والواقعة تحت الظلم. وما عدا ذلك دعهم يتسلون.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

هل تلجأ عائلة “الوسوف” إلى القضاء؟

صحف/09 كانون الثاني 2023

أكدت محامية عائلة الوسوف مايا مطر أن “هذه الأيام هي للحزن والألم والصلاة على روح وديع، وأي إجراءات ليست من أولويات العائلة اليوم، بما في ذلك تفاصيل ما حدث في المستشفى”. وأضافت في حديث عبر قناة “ON”: “كلّ المواضيع حول مع حصل في المستشفى ليس من أولوياتنا, والطبيب الذي كان يتابع نجل سلطان الطرب جورج وسوف, وديع وسوف, هو أكفأ الأطباء العاملين في مستشفيات بيروت, فنحن لسنا بوارد الشكّ به دون الحصول على المستندات والأدّلة القاطعة”. كما لفتت إلى أن “فتح تحقيق أو التأكّد من وجود أي خطأ حصل مع وديع, قد يحصل في وقتٍ لاحق, ولكن الآن هناك فقط وقت للحزن والألم والصلاة على روحه”.

 

“أمل”: موضوع الكهرباء يتجاوز النكد السياسي

صحف/09 كانون الثاني 2023

اعتبر المكتب السياسي لحركة أمل أن العنوان الأساس يبقى إجراء انتخاب رئيس جديد للجمهورية من منطلق معادلة وطنية داخلية مبنية على الاتفاق على رئيس يجمع ولا يفرق ويحل الأزمة بدلاً من إدارتها، وأي مسعى خارجي يفترض أن يدعم ويسهم في تحقيقه. وشدد المكتب السياسي في بيان بعد اجتماعه الدوري اليوم الاثنين على ضرورة تحمل حكومة تصريف الاعمال مسؤولياتها كاملة خصوصاً في الملفات الملحة والضاغطة اجتماعياً واقتصادياً وخدماتياً على كاهل المواطنين جميعهم، بعد أن استفحلت الازمات وتجاوزت مرحلة الانهيار إلى تفكك المؤسسات وحالة الجمود والهريان التي تضرب فيها، مما دفع الكثيرين إلى البحث عن حياة كريمة ولو عبر الهجرة غير الشرعية في مراكب الموت. وأكد ان القضايا الملحة للبنانيين خصوصاً في موضوع الكهرباء والعناوين الحياتية اليومية للمواطن تتجاوز النكد السياسي، والمناكفات التي يحاول بعض الأطراف ممارستها ضمن عناوين لم تعد تنطلي على أحد وهي خارج اهتمام المواطنين.

ودعا المكتب السياسي الكتل النيابية على اختلاف مشاربها إلى القيام بدورها التشريعي من دون التنصل من مسؤولياتها عبر اقرار القوانين لا سيما منها التي تحفظ حقوق المودعين ومصالحهم قبل أي اعتبار آخر.

 

الحلبي يتراجع عن اقتراحه: لن ندفع الـ5 دولارات

الوكالة الوطنية للإعلام/09 كانون الثاني 2023

أعلن وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي “سحب اقتراحه القاضي بدفع الخمسة دولارات عن كل يوم حضور لأفراد الهيئة التعليمية، بغية دعم الإنتاجية، وتمكينهم من تحمل التراجع المستمر لقيمة العملة اللبنانية تجاه الدولار الأميركي”. إلى ذلك، أكد الوزير أنه “لم يدر في خلده مطلقا أن يتم اعتبار مسعاه سببا لجرح كرامات أفراد الهيئة التعليمية، إذ أنه يقدر تضحياتهم عاليا جدا، ويعتبرهم عصب استمرارية التعليم”. كما أشار الوزير إلى أن “الأساتذة والمعلمين عبروا عن رفضهم القيمة المتوافرة، بالإضرابات والتظاهرات والتوقف عن التدريس والتصريحات والمواقف الحادة ، لافتا إلى أن كرامات المعلمين على المستويات كافة موضع عنايته واحترامه”. إذ شدد على أنه “سوف يتابع مساعيه مع الجهات المعنية في الداخل والخارج بغية الحصول على دعم أفضل”، لافتا إلى أنه “سوف يصطحب معه رؤساء الروابط إلى رئاسة الحكومة للقاء دولة رئيس مجلس الوزراء الاستاذ نجيب ميقاتي وعرض مطالبهم، كما سيكون هناك لقاء للرئيس ميقاتي مع نقيب المعلمين الاستاذ نعمه محفوض لعرض مطالب معلمي المدارس الخاصة”.

 

مولوي يؤكد: الانتخابات البلدية ستجري بموعدها

 الوكالة الوطنية للإعلام/09 كانون الثاني 2023

أكد وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال القاضي بسام مولوي، خلال استقباله في مكتبه قبل ظهر اليوم الإثنين، النائب ملحم الرياشي، أن “الانتخابات البلدية والاختيارية ستجري بموعدها “، مُبدياً “إصراره على إجرائها”.

وقد أعرب الرياشي “عن دعمه لموقف مولوي في هذا الاتجاه”. وتناول البحث الوضع الأمني وأهمية الحرص على الأجهزة الأمنية التي تسهر على الأمن في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان.

 

محمد الحوت: “شلنا من قاموسنا كلمة ما خلّونا”

صحف/09 كانون الثاني 2023

لفت رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، إلى أنّ “أجنحة الميد إيست رفعت إسم لبنان بين دول العالم، وأصبحت صلة الوصل بين اللبنانيين في الوطن والمهجر”. وخلال افتتاح مبنى الإدرة العامة لشركة طيران الشرق الأوسط، قال ميقاتي: “السلامة تكون بتعاوننا جميعاً داخل الوطن من أجل إنقاذه من الأزمة التي يعيشها”. وأكّد أن “الأرزة اللبنانية لا يمكن أن تنتحي لأي أحد، وهي صامدة وموجودة رغم كل شيء ولبنان سيبقى صامداً وشامخاً ولن يرضخ لأي أحد”. وشدد على أنه “يجب على الجميع التعاون لإنقاذ الوطن مما يمرّ به، ومن خلال رؤية إدارة شركة طيران الشرق الأوسط السّليمة استطعنا أن نصل إلى الحفاظ عليها وهي اليوم باتت تُحصل الأرباح والبقاء بعدما عانت من الخسائر قبل سنوات طويلة”. كما قال رئيس مجلس إدارة شركة طيران الشرق الأوسط محمد الحوت: ““شلنا من قاموسنا كلمة ما خلّونا” وأعدهم في الأيام المُقبلة بأنهم لن يستطيعوا “ما يخلونا””. بدوره، أكّد وزير الأشغال في حكومة تصريف الأعمال علي حميّة أن “الشركة عبّرت عن أنّ لبنان الذي تنتمي إليه يستحق منها الأفضل”.

 

أوسمة لـ6 مغتربين لبنانيين من “الخارجية”!

صحف/09 كانون الثاني 2023

قلّد وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بو حبيب، في ختام زيارته إلى الولايات المتحدة الأميركية، “وسام المغترب” لـ6 مغتربين لبنانيين تميزوا في حقول الطب والاقتصاد وعلم الفلك، وذلك خلال رعايته احتفالا تكريميا في سفارة لبنان في واشنطن. إذ أشاد بوحبيب “بالطاقات اللبنانية المبدعة التي لطالما شكلت الدعامة الأساسية لصمود لبنان”. كما أكد أن “مشاركة نحو ربع مليون مغترب لبناني حول العالم بالانتخابات النيابية الأخيرة، والدور المؤثر لأصواتهم، أسهمت في إدخال وجوه جديدة إلى البرلمان اللبناني”، مثنيا على “إنجازات المكرمين الذين تركوا بصمة متميزة كل في ميدانه”.

 

سيدة الجبل: لا انتخابات حرّة ولا انتظام للمؤسسات الدستورية ولا تعافٍ إقتصادي في ظلّ الإحتلال الايراني

صحف/09 كانون الثاني 2023

عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الدوري إلكترونياً بمشاركة السيدات والسادة أنطوان قسيس، ادمون رباط، أحمد فتفت، أمين محمد بشير، أنطوان اندراوس، أنطونيا الدويهي، إيصال صالح، ايلي قصيفي، ايلي كيرللس، ايلي الحاج، بهجت سلامة، بيار عقل، توفيق كسبار، رالف جرمانوس، رالف غضبان، ربى كبارة، رودريك نوفل، جوزف كرم، جورج الكلاس، حُسن عبّود، حبيب خوري، خالد نصولي، سناء الجاك، سامي شمعون، فارس سعيد، فادي كرم، فتحي اليافي، فيروز جودية، طوني حبيب، طوني خواجا، طوبيا عطالله، عطالله وهبي، غسان مغبغب، لينا تنّير، ماجد كرم، ميّاد صالح حيدر، مأمون ملك، منى فيّاض، نورما رزق، نبيل يزبك ونيللي قنديل وأصدر البيان التالي :

للشهر الرابع على التوالي يواصل الشعب الإيراني انتفاضته المطالِبة بالحرية بالرغم من القمع والأحكام بالسجن والإعدام لداعمي الإحتجاجات، وهو ما جعل العالم بأسره يتعاطف مع هذه الإنتفاضة ويدعمها إلا البرلمان اللبناني حيث لم يصدر صوتٌ لنائب أو نائبة يؤيد حراك الشعب الإيراني، وكأنّ أصداء المطالبة بالحريّة ما عادت تلقى آذاناً صاغية في بيروت.

داخلياً، يطلّ علينا خميس جديد هذا الأسبوع ليؤكدّ مرّة جديدة على شلل المجلس النيابي والأحزاب الممثلة فيه والذي ينعكس عجزاً عن انتخاب رئيس جديد للجمهورية وفق الأطر الدستورية.

يحصل ذلك في وقت يمارس “حزب الله” ضغوطاً مستمرة لإحالة الجميع إلى طاولة حوار يديرها حليفه الرئيس نبيه بري وهدفها قبول الأفرقاء جميعاً بمرشّح الحزب للرئاسة الأولى.

إزاء هذا الواقع يطالب لقاء سيدة الجبل:

- أولاً، النواب بانتخاب رئيس للجمهورية أو الاستقالة، لأنهم فقدوا مبرّر وجودهم في مجلس لا يؤدي وظائفه الأساسية بحسب الدستور.

- ثانياً، حزب الله بتسليم سلاحه إلى الدولة وفقاً للدستور واتفاق الطائف وقرارات الشرعية الدولية وتحديداً القرارين 1559 و1701.

إن اللبنانيين يزدادون يقيناً يوماً بعد يوم أن وطنهم أسيرٌ ويقبع تحت الإحتلال الإيراني بواسطة سلاح “حزب الله”، ولا سبيل لحلّ أزماتهم إلا من خلال وحدتهم لرفع هذا الإحتلال عن لبنان، فلا انتخابات حرّة ولا انتظام للمؤسسات الدستورية ولا تعافٍ إقتصادي في ظلّ الإحتلال.

ويلفت "اللقاء" إلى إن مجيء لجنة التحقيق القضائية الأوروبية إلى لبنان هو نتيجة من نتائج وضع “حزب الله” يده على المؤسسات الرسمية اللبنانية وعرقلة عمل كل مؤسسة تعصى عليه، كما حصل للقضاء في التحقيق بتفجير مرفأ بيروت، وسواه من القضايا الإجرامية التي تلوح فيها مسؤولية ما على “حزب الله”.

 

جهاد العرب يتملّك مدرسة الحريري الثانية بـ 23 مليون دولار!

"ليبانون ديبايت"/الاثنين 09 كانون الثاني 2023       

علم "ليبانون ديبايت" أن المتعهد جهاد العرب المعاقب دولياً، قام بشراء عقار مدرسة الحريري الثانية من فهد الحريري، شقيق الرئيس سعد الحريري، بمساعدة سلوى البعاصيري رئيسة مؤسسات الحريري وشقيقة الرئيس فؤاد السنيورة. وفي التفاصيل، أن فهد الحريري، طلب من العرب مبلغ 23 مليون دولاراً أميركياً مقابل بيع المدرسة، وخلال المفاوضات خفّض فهد السعر إلى 18 مليون دولاراً بحجّة أن هدف العرب هو المحافظة على إرث الرئيس الشهيد رفيق الحريري، أي أنه حسم من السعر الأساسي 5 ملايين دولار. بعد الإتفاق بين فهد والعرب، طلب الأخير من سلوى البعاصيري، إقراضه مبلغ 9 ملايين دولاراً من صندوق المؤسسة على أن يُسدّد العرب المبلغ بفوائد مرتفعة، وبعدما تسلّم المبلغ من البعاصيري، تمّت عملية البيع والشراء بين جهاد العرب وفهد الحريري. واللافت أنه بعد إتمام الصفقة، فرض العرب على البعاصيري، استئجار المدرسة منه لست سنوات مقابل مبلغ مليون ونصف دولار سنوياً، وبذلك يكون العرب قد سدّد دينه دون أن يدفع من جيبه دولاراً واحداً. وقبل انتهاء مدة الإيجار وبعد انتشار خبر إعادة تنظيم مؤسسة الحريري لإدارة المؤسسات التربوية وإعادة النهوض بها بعد الأزمات الإقتصادية والإجتماعية، قرر مالك العقار جهاد العرب إخلاء المدرسة وإغلاقها ووجّه إنذاراً بإسم شركة "580 زقاق البلاط" وهي شركة أُسّست خصيصاً لشراء هذا العقار وتسلّمت مجلس إدارتها عقيلة جهاد العرب، وهكذا يكون المتعهد المعاقب دولياً قد حافظ فعلًا على إرث الشهيد رفيق الحريري. وللحديث تتمة عن هذه الصفقة مع نشر التفاصيل الدقيقة والمشاركين بها والمستندات التي تكشف المستور.

 

بري مستقبلا بوشكيان والعريضي... بويز: الحوار حاجة ورئيس المجلس الطباخ الاول للرئاسة

المركزية/09 كانون الثاني 2023

استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، الوزير السابق غازي العريضي، وتم عرض للاوضاع العامة وآخر المستجدات السياسية.

بويز: واستقبل بري الوزير السابق فارس بويز، وعرض معه الاوضاع العامة.

وقال بويز في تصريح: "اللقاء مع دولة الرئيس بري لا يمكن ان يتم خارج الاوضاع التي تعيشها البلاد وعلى رأسها الفراغ على مستوى سدة رئاسة الجمهورية والذي يتفاقم يوما بعد يوم ليصبح مهددا للكيان برمته، من هنا تحدثنا مع دولة الرئيس عن الظروف المحيطة بهذا الاستحقاق وضرورة القيام بكل ما يجب أن يحصل".

أضاف: "وطبعا في هذا الاطار، على عاتق رئيس المجلس النيابي مسؤولية كبرى في هذا الأمر، مسؤولية اولا طبيعية جدا، بأن يجمع بين الأطراف الناخبة في المجلس النيابي، وثانيا مسؤولية تاريخية، لطالما أن رئيس مجلس النواب هو الطباخ الاول للعملية الرئاسية، ولا أرى على الاطلاق تناقضا بذلك مع الديموقراطية ولا مع القانون والدستور فمن حق رئيس المجلس، لا بل من واجبه ان يجمع الكلمة ومن واجب رئيس المجلس ان يجمع الافرقاء ضمن اي طريقة من طرق الحوار بين هذه القوى".

أضاف بويز: "طبعا الإنتخاب والتصويت يتم داخل المجلس النيابي، لكن التحضير لهذا الأمر كما يحصل في معظم دول العالم التي تتبنى النظام البرلماني، يتم من خلال هذا المنطلق، أي دائما هناك حاجة للحوار فكيف بالأحرى عندما تمر البلاد في مأزق وأزمة في هذه الحدة ؟ وانا أعتقد أنه من واجبات دولة رئيس المجلس النيابي بأن يقوم بكل ما يستطيع من اجل حلحلة هذا الأمر ومن اجل اجراء نوع من التواصل مع الافرقاء كافة للوصول الى استنتاج النتائج المطلوبة".

بوشكيان: كما استقبل الرئيس بري بعد الظهر وزير الصناعة في حكومة تصريف الاعمال جورج بوشكيان حيث تم عرض آخر المستجدات، اضافة الى شؤون متصلة بشؤون القطاع الصناعي .

برقية الى الرئيس السنغالي: على صعيد آخر، أبرق الرئيس بري الى رئيس جمهورية السنغال رئيس الإتحاد الإفريقي ماكي سال، معزيا بالضحايا الذين سقطوا جراء حادث التصادم بين حافلتين لنقل الركاب وسط السنغال.

وجاء في البرقية :"ببالغ الحزن والأسى، تبلغنا تفاصيل حادث تصادم الحافلتين وسط السنغال والذي أدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا والجرحى، وإزاء هذا المصاب الجلل أتقدم بإسمي الشخصي وبإسم المجلس النيابي وبإسم الشعب اللبناني من فخامتكم ومن الشعب السنغالي الصديق ومن ذوي الضحايا، بأسمى آيات العزاء ومشاعر المواساة والتضامن، متمنين للجرحى الشفاء العاجل ولكم وللسنغال حكومة وشعبا دوام الأمن والتقدم والإستقرار".

 

جعجع: الاستحقاق الرئاسي عملية انتخابية وليس أبو ملحميات

 وطنية/09 كانون الثاني 2023  

أكد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في مقابلة مع MTV "أن الإستحقاق الرئاسي هو عمليّة انتخابية وليس "أبو ملحميات" وأن الحوار حاضر بشكل دائم، حتى ولو البعض يعتقد أن لا تواصل ما بين الأفرقاء السياسيين الذين لن يتحاورون إلا حين يجلسون إلى طاولة الحوار، ما هو غير صحيح على الإطلاق، باعتبار أن قنوات التواصل مفتوحة وبشكل دائم بين الكتل النيابيّة إما بشكل مباشر أو غير مباشر(عبر الوساطة). واردف جعجع :" هكذا يكون الحوار في ما يتعلّق بالأمور المشابهة لإنتخابات رئاسة الجمهوريّة، أما الحوار على طاولة رسميّة فينعقد حول مواضيع معقّدة وشائكة مطروحة كمسألة الإستراتيجيّة الدفاعيّة على سبيل المثال لا الحصر، ولكن حين ينص الدستور على أنه مع شغور الرئاسة يتحوّل المجلس إلى هيئة ناخبة ويستمر في الإلتئام حتى التوصل إلى انتخاب رئيس، عملياً يعني أن نحذو حذو مجلس النواب الأميركي".

وقال"إذا دعا الرئيس بري الى انعقاد جلسة واختار ان تكون مفتوحة عندها يقوم بتطبيق الدستور بحرفه وروحه وليس فقط بنصه بنسبة 100%." وفي الشأن الانتخابي الرئاسي قال جعجع: "يقولون إننا في نهاية هذا الشهر سننتقل إلى "الخطة ب" في حين أن هذا الأمر غير صحيح ولن ننتقل إلى أي خطّة بديلة، ولكن في أي وقت من الأوقات يبرز مرشح قادر على جمع عدد أكبر من الأصوات التي ينالها معوّض الآن، أي 59 أو 60 او61 أو 62 صوتا، فعندها أول من سيذهب باتجاه التصويت لصالحه هو ميشال معوض ومن بعده نحن والأفرقاء الباقون الذين يقترعون لصالح معوض اليوم، ولكن السؤال البديهي، من هو هذا المرشّح القادر على نيل هذا الكم من الأصوات؟ لم تخل الدنيا أبدا إلا ان المشكلة تكمن في من لم يقترعوا لصالح معوض لم نستطع حتى الساعة من اقناعهم بالتصويت لصالحه أو لصالح أي مرشح آخر."

وهل الانتقال سيكون فورا من اسم معوض الى اسم الرئيس المستقبلي؟، أجاب" هذا ما هو مفترض الا إذا استطعنا اقناع الاخرين بانتخاب معوض، وهذا ما نسعى اليه". وعن إمكانية ان يحوز رئيس الجمهورية موافقة الكتلتين المسيحيتين الكبرتين؟، علق جعجع :  "وكأن الكتلتين متفقتان على كل المبادئ ويخافان من الاتيان برئيس من خارج هذه المبادئ، ما هو غير صحيح بخاصة وأن كتلة التيار في مكان آخر تماما وبالتالي الاهم الا يأتي رئيس تتفق عليه الكتلتان المسيحيتان لانه سيكون (مدري كيف)". وعن إمكان استقباله جبران باسيل قال: "أشر الى نقطة التقاء واحدة مع باسيل، عندها مستعد لاسقباله الآن، ولكن مقولة ان كل اسم مطروح من باسيل هو مرفوض، خاطئة. فمثلا اذا طرح التصويت لمعوض، فعندها نقول له (اهلا وسهلا فيك). وإذا طرح باسيل اسما من اصحاب الكفاءة، فرد جعجع: اذا طرح اسما يتمتع بالمواصفات التي نبحث عنها فحينها نجتمع كمعارضة ونقرر".

سئل : وإن جمع مرشح 8 اذار اكثرية 65 صوتا ما ردك على هذا السيناريو؟ اجاب: "سنضع كل جهدنا في المقابل لجمع نصف زائد واحد. يمكن ان نعطل الجلسة مرة او اثنين او اكثر في محاولة لـ"فرط" الـ65 صوتا ولكن إن وجدنا استحالة في ذلك، وأصبح لديهم "Bloc 65 صوتا لا يمكن تخفيضه فعندها لن نعطل".

 

 /New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 09-10 كانون الثاني/2023

رابط الموقع                                                                      

http://eliasbejjaninews.com

لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

Click On The above Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

 

 

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 09 كانون الثاني/2023/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/114790/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1654/

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For January 09/2023

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/114792/lccc-lebanese-global-english-news-bulletin-for-january-09-2023-compiled-prepared-by-elias-bejjani/