المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل شباط 16/لسنة 2023

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2023/arabic.february16.23.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

اضغط على الرابط في أعلى للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

قَالَ لَهُم  يسوع: «إِحْذَرُوا، وَتَحَفَّظُوا مِنْ كُلِّ طَمَع، لأَنَّهُ مَهْمَا كَثُرَ غِنَى الإِنْسَان، فَحَياتُهُ لَيْسَتْ مِنْ مُقْتَنَياتِهِ

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/الذكرى 18 لإغتيال الرئيس رفيق الحريري والمحاسبة المعطلة بظل الإحتلال الإيراني

الياس بجاني/بالصوت/قراءة إيمانية في مثال الرجل المسكين لعازر والغني الذي كان يرتدي الأرجوان والكتان

الياس بجاني/حقارة وتفاهة الجيوش الألكترونية لدى أصحاب أحزاب لبنان

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فوضى حتى "بيع" الدولة/منير الربيع/المدن

10 ملايين دولار لمن يُدلي بمعلومات عن سليم عيّاش

18 عاماً على الزلزال الكبير.. وفود سياسية وشعبية الى الضريح

الاتفاق مع "الصندوق" بعيد.. الحريري في بيروت "زيارة": اشتقت الى لبنان!

العثور على جثة الياس حداد في تركيا

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاربعاء 15/2/2023

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

العقوبات الأميركية على سلامة باتت قريبة.. هذه علاقة الحزب

لا "ليبان بوست" بعد اليوم!

حمّى الدولار تستعر.. عصفٌ مالي أم تحمية للملف الرئاسي؟

اجتماع باريس بموقف حازم: الخارج ينتظر رئيس لبنان..قطع طرق وإطلاق نار احتجاجاً على الأوضاع

الحريري لن يغادر لبنان

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

مخاوف من كارثة صحية في مناطق الزلزال وانتشال ناجين في اليوم التاسع... والمفقودون هاجس وألم

كلاب الإنقاذ... أنوف حساسة تنتزع الحياة من تحت الأنقاض تحتاج وقتاً وجهداً شاقاً في التدريب وتعمل في أقسى الظروف

للتبرّع لمنكوبي الزلزال... أتراك يبيعون سياراتهم وأبقارهم

الصفدي في سوريا وتركيا بزيارة لا تخلو من الدلالات السياسية/أول زيارة لمسؤول أردني رفيع إلى دمشق منذ 2011

الاستقطاب السياسي يتحدى روح التضامن في مواجهة كارثة زلزال تركيا

مبادرات شعبية ناجحة نالها الهجوم وإشعال غير مبرر للجدل حول الانتخابات التركية

«الكنيست» يصادق على قانون يجرد من الجنسية الإسرائيلية المدانين بالإرهاب

عقوبات أوروبية جديدة تستهدف روسيا والمسيّرات الإيرانية

تقرير: صربيا... حيث تحظى موسكو في أوروبا بتأييد كبير

ستولتنبرغ يحث تركيا على قبول طلبي السويد وفنلندا للانضمام للحلف «بنفس الوقت»

قلق غربي واسع إزاء قرار إسرائيل بناء مستوطنات جديدة

تحقيق يكشف: فريق قرصنة إسرائيلي تدخّل بأكثر من 30 عملية انتخابية حول العالم/الوحدة معروفة باسم «فريق خورخي» ويديرها عنصر سابق في القوات الخاصة الإسرائيلية

واشنطن: نقف مع دول الخليج ضد أي تهديد وإيران الخطر الأكبر

بن زايد وبلينكن أكدا الالتزام المشترك بمكافحة التطرف ومجابهة التهديدات التي تواجه المنطقة

الأوروبي” يفرض عقوبات جديدة ضد إيران لدعمها روسيا

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لبنان كان يُقرض كندا والهند والبنك الدولي .. هل تصدقون؟/توفيق شومان/فايسبوك

الموارنة...والدّولة الجديدة/بول ناصيف عكاري/النهار

وقفت على البصل؟؟!!/سناء الجاك/نداء الوطن

14 شباط 2023 : "لا فرصة إيجابية"/وليد شقير/نداء الوطن

من أرشيف عام 1987/بقلم الأمين العام للجبهة اللبنانية إدوار حنين: كميل شمعون الممتلئ حباً بلبنان

زوار الأسد: جعجع فعلها أيضاً/عماد مرمل/الجمهورية

تشريع الضرورة: «أكثريات مؤقتة» ونكد و«ميثاقية فضفاضة»/جورج شاهين/الجمهورية

الإنقاذ لا يبدأ من الرئاسة/شارل جبور/موقع القوات اللبنانية

التداعيات الجيوسياسية والداخلية لزلزال تركيا وسوريا/راغدة درغام/النهار العربي

متى توقّع السعودية سلاما مع إسرائيل؟/حسين عبدالحسين/الحرة

حرب التحريض بين العرب/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

«الشاشة» ليست العالم/طارق الحميد/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

البابا يعيّن الأب ميشال جلخ أمين سر دائرة الكنائس الشرقية في الفاتيكان

بري استقبل الحريري واستبقاه الى مائدة الغداء

عوده استقبل وفدان من "الجبهة السيادية" و "اللقاء الديموقراطي" والبحث تناول انتخاب رئيس

"الوطني الحر": الإضراب المفتوح لجمعيّة المصارف يصيب مباشرةًأصحاب الودائع والموظفين كافة

أبو ناضر: لماذا أسقطت وزارة الزراعة جبل لبنانمن مشروعها المموّل من البنك الدولي؟

رعد خلال احياء ذكرى "استشهاد قادة المقاومة الثلاثة" في جبشيت: من يعطل التفاهم على اسم رئيس يليق بشعبنا سيطيل عمر الازمة

قاسم : للحوار والذهاب إلى انتخاب رئيس لأن المقابل الجمود والتعطيل ومساع واتصالات تحصل قد تثمر في المرحلة المقبلة

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

قالَ الربُّ يَسوع: «لا تَهْتَمُّوا لِنَفْسِكُم بِمَا تَأْكُلُون، وَلا لِجَسَدِكُم بِمَا تَلْبَسُون. فٱلنَّفْسُ أَهَمُّ مِنَ الطَّعَام، وَالجَسَدُ أَهَمُّ مِنَ اللِّبَاس.

إنجيل القدّيس لوقا12/من22حتى31/”قالَ الربُّ يَسوع: «لا تَهْتَمُّوا لِنَفْسِكُم بِمَا تَأْكُلُون، وَلا لِجَسَدِكُم بِمَا تَلْبَسُون. فٱلنَّفْسُ أَهَمُّ مِنَ الطَّعَام، وَالجَسَدُ أَهَمُّ مِنَ اللِّبَاس. تَأَمَّلُوا الغِرْبَان، فَهيَ لا تَزْرَعُ وَلا تَحْصُد، وَلَيْسَ لَهَا مَخَازِنُ وَأَهْرَاء، وٱللهُ يَقُوتُها. فَكَمْ أَنْتُم بِالحَرِيِّ أَفْضَلُ مِنَ الطُّيُور؟ وَمَنْ مِنْكُم، إِذَا ٱهْتَمَّ، يَسْتَطِيعُ أَنْ يُطِيلَ عُمْرَهُ مِقْدارَ ذِرَاع؟ فَإِنْ كُنْتُمْ لا تَسْتَطِيعُونَ القَلِيل، فَلِمَاذَا تَهْتَمُّونَ بِالبَاقِي؟ تَأَمَّلُوا الزَّنَابِقَ كَيْفَ تَنْمُو، وَهيَ لا تَغْزِلُ وَلا تَنْسُج، وَأَقُولُ لَكُم: إِنَّ سُلَيْمَانَ نَفْسَهُ، في كُلِّ مَجْدِهِ، لَمْ يَلْبَسْ كَوَاحِدَةٍ مِنْهَا. فَإِنْ كَانَ العُشْبُ الَّذي يُوجَدُ اليَومَ في الحَقْل، وَغَدًا يُطْرَحُ في التَّنُّور، يُلْبِسُهُ اللهُ هكذَا، فَكَمْ بِالأَحْرَى أَنْتُم، يَا قَلِيلِي الإِيْمَان؟ فَأَنْتُم إِذًا، لا تَطْلُبُوا مَا تَأْكُلُون، وَمَا تَشْرَبُون، وَلا تَقْلَقُوا، فَهذَا كُلُّهُ يَسْعَى إِلَيْهِ الوَثَنِيُّونَ في هذَا العَالَم، وَأَبُوكُم يَعْلَمُ أَنَّكُم تَحْتَاجُونَ إِلَيْه. بَلِ ٱطْلُبُوا مَلَكُوتَ الله، وَهذَا كُلُّهُ يُزَادُ لَكُم.”

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني: أحزاب لبنان شركات ووكالات واقفال شركة حزب الحريري خير مثال

الياس بجاني/16 شباط//2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/63786/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a3%d8%ad%d8%b2%d8%a7%d8%a8-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%88%d9%83%d9%84%d8%a7%d8%a1-%d9%84%d9%84%d8%ae%d8%a7%d8%b1/

لا أمل ولا رجاء ولا مستقبل للبنان في ظل الأحزاب الحالية وجشع وتلون وأنانية واكروباتية أصحابها والوكلاء..

الاستثناءات بالتأكيد موجودة ولكنها قليلة جداً وإن كان بنسب متفاوتة.

فإنه وعملاً بالمعايير الغربية لمفهوم وأعمال وتنظيم الأحزاب ومبدأ تبادل السلطات والمسؤوليات والنفوذ والمواقع بداخلها..

فإن أحزاب لبنان هي إما شركات عائلية تمارس التجارة بأبشع طرقها والجشع والغرائزية ..

أو وكلاء ومجرد وكلاء للخارج..

هي شركات ووكلاء لا علاقة لمعظمها لا بالوطن ولا بالمواطن ولا بالدستور ولا بالسياسة بمفهومها الغربي والحضاري والخدماتي والديمقراطي…

أحزاب لبنان هي باختصار شركات تجارية ووكالات للخارج هدفها الربح وفقط الربح، وخدمة من يمولها ويؤمن لها وجودها والأدوار.

وبضاعتها للأسف هي الشعب اللبناني والوطن بهويته وكيانه وتاريخه وسيادته واستقلاله.

عملياً وفيما يخص العقل والمنطق يصعب اعتبار من هم في هذه الأحزاب بسوادهم الأعظم أشخاص أحرار في فكرهم والقرار والمواقف والرؤية والبصر والبصيرة..

كلام صادم وقاسي ولكنه الحقيقة وهي حقيقة للأسف مرة ومدمرة في نتائجها والحواصل..

لكنها الحقيقة التي على كل لبناني عاقل أن يراها ويعترف بها لأن من لا يعترف بعلته..علته تقتله.

ترى هل من حزب واحد في لبنان يتم انتخاب صاحبه بحرية وديمقراطية ولا يتم تعنيه من قبل مرجعيته الخارجية أو يتم توريثه؟

علينا ان نعترف بشجاعة على أن من هم في الأحزاب اللبنانية هم في الواقع المعاش وبأفضل الأحول وبأغلبيتهم مجرد موظفين لا قرار ولا قول لهم في أي شأن، وعملياً ينفذون ولا يقررون.. وفي الغالب هم فرّق مدجنة من الهوبرجية والزلم والأتباع …

في الخلاصة، فإن الأحزاب اللبنانية بهيكلياتها وتنظيماتها ونهج عملها ورزم أهدافها والممارسات، وفي عقلية أصحابها والنرسيسية..

احزابنا هي المصيبة، وهي الكارثة، وهي العائق لإقامة دولة القانون والمواطن والحريات.

من هنا فإنه لا يمكن لهذه الأحزاب الشركات أن تكون الحل…لأنها هي وراء كل الكوارث ووراء كل حقبات الإحتلال بما فيها الحقبة الحالية.

بالتأكيد الأمل موجود ولكن الحل في لبنان بعيد وصعب المنال ويكمن بداية في حل هذه الأحزاب وإرسال أصحابها إلى بيوتهم والتوقف عن تقديسهم والتأليه..ومن ثم وتدريجياً العمل الجاد والمضني والطويل الأمد على إنتاج طاقم سياسي واحزاب حرة بمفاهيم وطنية وغير تجارية وغير قبلية..

لبنان بحاجة لطاقم سياسي خلاق جديد ومؤمن ويخاف الله ويوم حسابه الأخير ويعمل على خدمة لبنان واللبنانيين وليس العكس.

يبقى إن الوضعية العامة الغريبة والعجيبة والهجينة التي تظهرها الانتخابات النيابية حالياً تبين حتى للعمي والأطفال ما جنته الأحزاب وما تسببت به من ضياع وفقدان للبوصلة وتعهير كل مفاهيم السياسة الشريفة ووتقزيم وتسفيه العمل الوطني النظيف والخلاق.*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

الياس بجاني: أحزاب لبنان شركات ووكالات واقفال شركة حزب الحريري خير مثال

https://www.youtube.com/watch?v=uYGxpx9R67c&ab_channel=EliasBejjani

الياس بجاني/16 شباط//2023

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الذكرى 18 لإغتيال الرئيس رفيق الحريري والمحاسبة المعطلة بظل الإحتلال الإيراني

الياس بجاني/14 شباط/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/115723/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d9%86%d8%b5-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%83%d8%b1%d9%89-18-%d9%84%d8%a5%d8%ba%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84/

يتذكر لبنان اليوم جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري التي وقعت قبل 18 سنة في قلب العاصمة بيروت، وفي وضح النهار.

المجرم الذي نفذ الجريمة، هو حزب الله، وقد عُرّف وكُشّف أمره من الساعة الأولى لوقوع عملية الإغتيال، وكانت كل الدلائل تؤكد ارتكابه للمجزرة بدم بارد وعن سابق تصور وتصميم وبتخطيط، وبحماية وإشراف قوى الإحتلال السورية، ونظرائها الأمنيين والحكام اللبنانيين، وذلك بأوامر وبتخطيط نظامي دمشق وطهران.

ورغم ما صُرّف من مال اللبنانيين على المحكمة الدولية الخاصة بلبنان (بحدود البليون دولا) التي كُلّفت التحقيق في الجريمة من قبل مجلس الأمن، فإن المحاسبة لم تتم واكتفت المحكمة بتسمية الأفراد الذين نفذوا الاغتيال دون التمكن من اعتقالهم أومحاكمتهم، ودون أن تشير إلى من خطط ومول وأعطى الأوامر، وهما نظامي طهران ودمشق.

وفي نفس السياق، سياق غياب المحاسبة، ورغم معرفة الجهات التي تقف وراء كل جرائم الاغتيالات التي شهدها لبنان منذ الستينات، فإن ملفات كل الذين تم اغتيالهم في ظل الإحتلالات الفلسطينية والسورية والإيرانية بقت ولا تزال فارغة ولم تتم محاسبة أحد من القتلة ومن يقم ورائهم..

في الخلاصة، فإنه ما دامت المحاسبة القضائية العادلة بالكامل لم تتم إلى يومنا هذا، فإن جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وكذلك كل مجازر الاغتيالات الأخرى التي طاولت كوكبة شهداء لبنان ستبقى مستمرة.

الرحمة لأنفس الشهداء وصلاتنا من أجل راحة أنفسهم.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

الذكرى 18 لإغتيال الرئيس رفيق الحريري والمحاسبة المعطلة بظل الإحتلال الإيراني

https://www.youtube.com/watch?v=L_vE_3-2cyI

الياس بجاني/14 شباط/2023

 

بالصوت/الياس بجاني/قراءة إيمانية في مثال الرجل المسكين “لعازر” والغني الذي كان يرتدي الأرجوان والكتان

https://eliasbejjaninews.com/archives/52531/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%a1%d8%a9-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d9%85%d8%ab/

مثال لَعَازَرُ المسكين والغني الذي يلبس الإرجوان والكتان

https://www.youtube.com/watch?v=9V1mwRH_skQ

 

الياس بجاني/بالصوت/قراءة إيمانية في مثال الرجل المسكين لعازر والغني الذي كان يرتدي الأرجوان والكتان

https://www.youtube.com/watch?v=9V1mwRH_skQ

من أرشيف سنة 2016

 

حقارة وتفاهة الجيوش الألكترونية لدى أصحاب أحزاب لبنان

الياس بجاني/10 شباط/2023

الجيوش الألكترونية التي هي لدى كل أصحاب شركات الأحزاب اللبنانية لا علاقة لها لا بالصحافة ولا بالوطنية أو بهموم وشجون المواطن ولا باي شيء يمت للإعلام. هي عملياً مجموعات من الصنوج والطبول والأقلام والحناجر الفاجرة والمأجورة والربوتية المكلفة مهمة الدفالع الأعمى واللا اخلاقي عن أصحاب أحزابها..هذه حقيقة وهنا لا استثناء واحد

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فوضى حتى "بيع" الدولة

منير الربيع/المدن/16 شباط/2023

ليس من السهل تحليل الوقائع الاقتصادية والمالية بتداعياتها الاجتماعية في لبنان. الانهيار متسارع، ويحصل من دون أي رد فعل متكافئ معه. تحول الدولار إلى وظيفة مختلفة عن وظيفته الأساسية المرتبطة بمصالح الناس مثلاً. فما يجري هو تحويله إلى سلعة تحتكرها مجموعات لاستثمارها في مجالات أخرى. الهدف من وراء ذلك كله هو الذهاب إلى تخصيص أملاك الدولة أو استملاكها. فقدت الليرة قيمتها الشرائية، وكل ارتفاع إضافي في سعر الصرف أو ارتفاع منسوب التدهور بسعر الليرة، لن يكون له مواكبة بالسرعة نفسها للانهيار الاجتماعي. لكن ذلك سيقود إلى تعطيل فظيع لكل ما تبقى من هياكل الدولة ومؤسساتها. حتى أن الموازنة التي أقرت مؤخراً لم يعد لها أي قيمة أو حساب.

تدخل خارجي؟

كل ذلك يقود إلى تعطيل سياسي، مالي، اجتماعي. وهذا التعطيل سيستمر من دون توقف ومن دون أي أفق، ما قد يؤدي إلى ازدياد حالات التفلت. وسط هذا الواقع تستمر التساؤلات الكثيرة على الساحة اللبنانية حول السبيل إلى وقف هذا التدهور الكبير، وتتعزز الرهانات على حركة خارجية يمكنها أن تحدث خرقاً في هذا المجال، إلا أن ذلك لا يزال غير واضح. من هنا لا بد من طرح سؤال أساسي حول إذا ما كان لبنان يهدد مصالح إقليمية ودولية ما، يفرض تدخلاً خارجياً على خط الأزمة بجدية أكثر مما سبق؟ لا مؤشرات واضحة في هذا السياق، سوى أن التدخل الدولي ينحصر في مصالح معينة، عندما تسعى دولة معينة إلى تحقيقها تدخل بقوة. وبعد إنجازها تعود لتنكفئ. وهذا ما حصل في ملف ترسيم الحدود، أو في ملف إطلاق سراح موقوفي تفجير المرفأ، أو في إيقاف منصة صيرفة، أو حتى توقيف عدد من الصرافين في السوق السوداء، والذين لم يكن الهدف من توقيفهم تخفيض سعر الصرف.

لا بدائل؟

إزاء كل مسار الانهيار القائم، لا بد من ترقب أو توقع حصول رد فعل، لكنه رد فعل متأخر أو متعثر، وكأن هناك من يسعى إلى إشعال الوضع الاجتماعي ليصل إلى الانفجار، لكنه لا يزال يقاوم، أو أن ثمة أموراً أخرى تدفعه إلى البرودة. في المقابل، أيضاً وباعتبار أن السلطة القائمة ميئوس منها، إلا أنه لا وجود لأي بدائل قادرة على لعب دور أساسي في هذه المرحلة. لا بد من صدمة معينة تدفع إلى تغيير المسار، وبغض النظر إذا كان هذا المسار داخلياً أم خارجياً. أما الحاجة إلى تغييره فتفترض وقوع صدمة قوية، وتوافر عوامل متعددة تدفع في اتجاه معاكس. ويمكن لهذه الصدمة أن تتخذ شكلاً امنياً عسكرياً، أو تفرض تدخلاً دولياً وخارجياً أكثر، أو إعادة طرح شعارات تقسيمية سواء بالمعنى السياسي والجغرافي، أو بالمعنى الاجتماعي، كما هو الحال بالنسبة إلى الشعارات التي رفعت في اليومين الماضيين بأن السنّة في لبنان يشعرون باليتم. وهذا له أبعاد عميقة، أبرزها ان إيران ترعى الشيعة، والمسيحيون يحظون برعاية خارجية تاريخية، فيما السنّة لا يجدون من يرعاهم، وبالتالي يعيشون حالة تشتت. وهذا أحد التعابير عن الحاجة الداخلية إلى تدخل إقليمي أو دولي. إنها مرحلة متوقعة أن يصل إليها لبنان، بشكل يقود الانهيار المالي والاقتصادي إلى تأزيم المسارات. وربما هذا بهدف الوصول إلى تكريس خيار الفوضى الذي يفترض به أن يطغى على الواقع، باعتبار أن لا شيء سيكون قادراً على تغيير الواقع القائم كما حصل في فترات سابقة. ولكن ما هو غير معلوم هو شكل هذه الفوضى. إذ لن تكون عسكرية لأن القدرة العسكرية لدى حزب الله والمتفوقة على الجميع تمنع الذهاب إلى أي خيار عسكري. من هنا يبدو خيار الفوضى الاجتماعية والانفلات هو الأنسب لخلق هذا المسار.

 

10 ملايين دولار لمن يُدلي بمعلومات عن سليم عيّاش

نداء الوطن/15 شباط/2023

أعلنت الولايات المتّحدة الأميركيّة عن مكافأةٍ ماليّة لمَن يُدلي بمعلوماتٍ عن سليم عيّاش، المتّهم باغتيال الرّئيس الشّهيد رفيق الحريري. وكتب الحساب الرسميّ لبرنامج "مكافآت من أجل العدالة" التّابع لوزارة الخارجيّة الأميركيّة، في تغريدةٍ عبر "تويتر": "تلقّى سليم جميل عياش 5 أحكامٍ بالسّجن المؤبّد لدوره في تفجير بيروت سنة 2005 الّذي أسفر عن مقتل وجرح مئات الأشخاص، بمن فيهم رئيس الوزراء رفيق الحريري، قد تؤهلّك المعلومات الّتي تؤدّي إلى اعتقاله لمكافأةٍ تصلُ إلى 10 ملايين دولار".

 

18 عاماً على الزلزال الكبير.. وفود سياسية وشعبية الى الضريح

الاتفاق مع "الصندوق" بعيد.. الحريري في بيروت "زيارة": اشتقت الى لبنان!

نداء الوطن/15 شباط/2023

18 سنة مرّت على الزلزال الكبير: اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.. 18 سنة غيّرت الكثير من معالم لبنان السياسية خصوصاً في السنوات الثلاث الأخيرة، بعدما عاش لبنان أزمةً غير مسبوقة على الصعيد السياسي والمالي وما تبعها من انهيارات، دفعت أيضاً بنجله سعد الى تعليق عمله السياسي في البلاد والمغاردة إلى الإمارات العربية المتحدة. رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الذي عاد الى بيروت في زيارة قصيرة، لإحياء ذكرى استشهاد والده، لاقى، صباح الثلثاء، حشداً سياسياً وشعبياً كان بانتظاره عند الضريح، أمام جامع محمد الأمين وسط بيروت، في حين استقبل قسماً من الجسم السياسي في بيت الوسط، كوفد من اللقاء الديمقراطي وآخر قواتي موفداً من رئيس الحزب سمير جعجع، إضافةً إلى عدد كبير من الشخصيات السياسية البارزة. الحريري وفي حديث مع الإعلاميّين أكّد أنّ "الذين شاركوا اليوم في ساحة الشّهداء هم ضمانة البلد ورمز الاعتدال"، قائلاً: "أشتاق إلى لبنان كثيراً، ورغم أنّني تركتُ السياسة، إلّا أنّني لم أترك ناسي". الحريري أشار الى أنه ترك العمل السياسيّ كي لا يقول إنه "غير قادر"، واعتبر أن المكوّن السنيّ ليس مَن يعرقل اليوم انتخاب رئيس جمهوريّة، وقال: "لست من الأشخاص الّذين يقولون مش قادر وما بدّي.. فالبلد وصلَ إلى هذه الحالة نتيجة سوء الإدارة، ولبنان غنيّ جدّاً ويجب إدارته بما يصبُّ في مصلحة الناس". توازياً، وفي ذكرى اغتيال الحريري، أعلنت الولايات المتحدة الأميركية عن مكافأة بقيمة 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن المتّهم باغتياله ورفاقه، سليم عياش.

وفود ديبلوماسية وشعبية زارت ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ومن أبرز الوجوه، سفيرة الولايات المتحدة الأميركية في لبنان دوروثي شيا التي وضعت إكليلاً من الزهر، والسفير الروسي الكسندر روداكوف، فيما نعت الخارجية الروسية الحريري قائلةً: "في 14 شباط تحل الذكرى الـ18 لاغتيال الشخصية الوطنية الكبيرة والسياسي البارز وصديق روسيا رفيق الحريري وعدد من رفاقه، بعمل إرهابي دنيء". واستذكرت الخارجية الروسية دور الحريري في التوصل إلى اتفاق الطائف الذي وضع نهاية للحرب الأهلية الدموية والمدمرة في لبنان التي استمرت من العام 1975 حتى العام 1990، مشيرةً إلى أنه زار روسيا مرات عديدة وبذل جهداً شخصياً ومؤثراً في تعزيز علاقات الصداقة الروسية – اللبنانية وتطويرها.

جعجع نشر بدوره صورة للرئيس الشهيد على حسابه عبر "تويتر"، واصفاً الاغتيال بالزلزال الذي اغتال زعيماً كبيراً ومشروع لبنان الجديد. أمّا رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي فاستذكر الحريري أيضاً، بتغريدة له عبر "تويتر"، واصفاً الذكرى بالمحطة المضيئة في تاريخ هذا الوطن، بفضل الجهود الكبيرة التي بذلها في كل المجالات"، كما اعتبر وزير الداخلية بسام مولوي بعد قراءته الفاتحة وسط بيروت، أن "خسارة الرئيس الشهيد خسارة وطنية، ومن اغتاله أراد اغتيال الدولة، ونشدد على مسيرة إنقاذ لبنان من خلال الطائف والوحدة الوطنية والتمسك بالدولة". وعلى وقع الذكرى الأليمة، كانت الملفات المعيشية تزداد تعقيداً، حيث يواصل دولار السوق السوداء مساره التصاعدي ولكن بشكل جنوني، بعدما ارتفع أمس الثلثاء إلى 74000 ليرة للدولار الواحد، ورفع معه الأسعار بشكل كبير في الأسواق لا سيّما البنزين الذي بدأ يقترب من الـ1.500.000 للصفيحة الواحدة. هذا ولا حلول تلوح في الأفق، لا من بوابة رئاسة الجمهورية ولا حتى من بوابة صندوق النقد الدولي، وقد ظهر ذلك بعد لقاء ثلاثي جمع نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب بمدير إدارة الشّرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدوليّ جهاد أزعور ونائب رئيس البنك الدوليّ لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فريد بلحاج استكمالاً لنقاشات واشنطن، أشار بعده بو صعب إلى خلافات كبيرة تُعيق الاتفاق النهائيّ، "لكن للأسف لا حلول تُناقَش وليس هناك مَن يعملُ جديّاً لحلّها في لبنان".

 

العثور على جثة الياس حداد في تركيا

صحف لبنانية/15 شباط/2023

تمكنت البعثة اللبنانية، بعد البحث المعمق داخل أنقاض مبنى اوتيل اوزهان في تركيا، من العثور على الشاب اللبناني المفقود الياس حداد وقد اسلم الروح. ولا تزال جهود البعثة منصبة داخل الطبقات السفلية للمبنى للوصول الى الشاب محمد المحمد.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاربعاء 15/2/2023

 وطنية/15 شباط/2023

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون لبنان

الدولار في حالة جنون وأسعار المحروقات حارقة واسعار السلع الاستهلاكية نارية وما بين الجنون واشتعال الاسعار المواطنون في حالة صدمة معيشية.

اما الشارع فتحرك مجددا اليوم في العديد من المناطق احتجاجا على الاهتراء الحاصل والمتدحرج بشكل مخيف.

في  السياسة الافق مقفل رئاسيا وتشريعيا حتى إشعار آخر، بعدما اكد اجتماع الدول الخميس في باريس أن التعويل على تدخل خارجي لحسم الاستحقاقات اللبنانية في غير محله.

اما نيابيا فتستمر التعقيدات قائمة في وجه انعقاد جلسة تشريعية نظرا لعدم اكتمال النصاب السياسي، خصوصا المسيحي منه.

فيما لفت اليوم الزيارة التي قام بها الرئيس سعد الحريري الرى رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة  وحل ضيفا على مائدة الغداء.

في المقابل، تتجه الانظار الى المسار المتعلق بالكباش المصرفي- القضائي القائم والذي يترجم بتحذير جمعية المصارف من خطورة الاتهامات الموجهة الى المصارف بتبييض الأموال. بالتزامن مع اعلان استمرارها بالإضراب دون أن يطال  ماكينات الصرف الآلية.

في المقابل تؤكد اوساط حكومية معنية أن الرئيس نجيب ميقاتي ، تواصل، في الحدود المتاحة دستوريا، مع المعنيين في السلطة القضائية للدفع باتجاه ايجاد حل يحفظ سلطة القضاء ولا يتسبب في الوقت ذاته بمزيد من الانهيارات المالية والاقتصادية.

اما على صعيد الزلزال الكارثي الذي ضرب تركيا وسوريا منذ عشرة ايام فاعداد الضحايا الى ارتفاع مستمر مع تجاوزها ال 41 الفا في تركيا وسوريا ومن بينهم عدد من الضحايا اللبنانيين في حين بد ان اثار الزلزال في سوريا  فتحت الباب سياسيا على عودة للعلاقات بين دول الجوار والخليج.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ان بي ان

لا صوت يعلو على دوي ارتفاع سعر الدولار الاميركي مقابل الليرة اللبنانية سوى اصوات الافواه الجائعة والبطون الخاوية والجيوب الفارغة التي انهكها الوضع الاقتصادي وتردي الرواتب والاجور في لبنان

لا صوت يعلو فوق اصوات الناس المتعبين المنهمكين والمنشغلين بتأمين قوتهم وقوت عيالهم بعدما بات كل شيء بالدولار. والدولار بعيد المنال.

في المنطقة كما في لبنان لا صوت يعلو سوى اصوات العائلات المنكوبة في تركيا وسوريا.

الشام التي اهلكها الزلزال بعد ان اهلكها الحصار وقبله الدمار حصار فرضته دول يفترض انها تتغنى بالانسانية والدفاع عن حقوق الانسان وهي تفتقد لابسط مبادئه بالتعامل مع اطفال ونساء.

وفي يوميات الزلزال تواصل لأعمال الاغاثة ورفع الانقاض وحكايات كثيرة يرويها الناجون فيما تمكنت البعثة اللبنانية من العثور على الشاب اللبناني الياس حداد وقد اسلم الروح ولا تزال جهود الفريق منصبة للعثور على الشاب محمد المحمد.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون المنار

جدر سياسية سميكة خلخلتها ارتدادات الزلزال التركي السوري واحدثت فيها الفجوات، فمشت عبرها الحكومة الارمينية الى تركيا متخطية عقودا من التاريخ المرير، وتجاوزت الحكومة اليونانية حدود الاشتباك مع أنقرة عابرة كل النزاعات. وعلى المقلب السوري وصلت الحكومة الاردنية ممثلة بوزير خارجيتها ايمن الصفدي بعد انقطاع طويل، وسبقته الامارات وحتى لبنان بوفود رسمية ودلالات انسانية تفوق كل الاعتبارات السياسية..

اما على الساحة اللبنانية فلا من يعتبر، ورغم الزلزال المدمر الذي يصيب الاقتصاد ومن خلفه كل البلاد، هناك من لا يريد ان يعبر احقاده واوهامه وقيود ارتهانه الخارجية، ويمشي ولو بالعناوين الانسانية للوصول الى بداية حلول سياسية مقدمة للانقاذ..

فالبعض عند جموده يرفض كل طروحات الحوار للوصول الى انهاء الفراغ الرئاسي، واعادة تكوين حكومة تتفرغ لاجتراح الحلول، في وطن تخطى دولار سوقه السوداء الخمسة والسبعين الف ليرة، ووصل مستوى الثقب بالاقتصاد حد تفريغه من كل عملة اجنبية، فيما المصرف المركزي وحاكمه في غاية العجز – وان كابروا، ومصارفه مضاربة واخرى متآمرة – وان انكروا، وقطاعاته الانتاجية في غاية الفوضى والتيه – وان تجمعوا في جمعيات ونقابات..

وامام جموع الازمات هذه، يرفض البعض حتى الآن التعقل والرأفة بالبلاد والعباد، ويصر على انتظار الخارج الذي يتمايل بسفرائه ومندوبيه على بقايا الوطن، ويرتقب آخر انفاس الدولة التي تحترق باسعار المحروقات وتختنق برائحة البصل وتجاره، ولا من ينبس ببنت شفة ، او يتدخل للحد من الكارثة – لا حكومة ولا وزارة مال ولا مجلسا مركزيا لمصرف لبنان ..

ووسط كل هذا الافلاس، مخزون من امل طالما انقذ البلد واهله، وما زال قادرا لو استعان بقيمه الجميع، انه خزان التضحية والفداء الذي جسده السادس عشر من شباط – ذكرى القادة الشهداء، الذين سقوا الوطن ومقاومته من دمائهم فقوي على البقاء. ومن منبرهم يطل غدا الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله عند الثالثة عصرا محييا ذكراهم، ومجددا ثوابتهم، ومتناولا ابرز التطورات...

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون او تي في

باستثناء بعض التحركات الخجولة المتنقلة بين المناطق، يمضي اللبنانيون ايامهم على وقع ارتفاع سعر صرف الدولار بشكل ينذر بالأسوأ، من دون أن يأتي رد فعلهم على مستوى الكارثة، علما أن كثيرين منهم نزلوا الى الشوارع في مرحلة 17 تشرين الاول 2019 لسبب يكاد لا يقاس من الناحية المادية بما يحدث اليوم.

فالرئاسة شاغرة، ولا أفق للحل، في ضوء المعلومات المتواترة عن فشل اللقاء الخماسي في التوصل الى مخرج قابل للحياة، وفي موازاة التناحر الداخلي المستمر بين جماعة الفرض، وجماعة التحدي، فيما صوت الفريق المنادي بحل مكتمل، يبنى على شخص وبرنامج، لا يزال بلا صدى حتى الآن.

والسلطة التشريعية مشلولة، لا بفعل تعطيل تشريع الضرورة، كما يصور البعض، بل بسبب إحجامها عن اقرار القوانين الاصلاحية والضرورية على رغم مرور ثلاث سنوات ونصف تقريبا على المأساة.

أما الحكومة، فساحة تصفية حسابات لرئيسها نجيب ميقاتي ومن يواليه من الاطراف، حيث ان جلساتها تقتصر على الاستفزاز الميثاقي، لا على البحث عن خطط وتطبيق حلول… كل ذلك، على خلفية قضاء غير فاعل، واضراب مصرفي مجهول المدى، حتى اشعار آخر. ولنا عودة في سياق النشرة الى كل هذه التفاصيل، غير ان بداية النشرة تبقى من آخر اخبار اعمال الاغاثة في تركيا، التي شملت لبنانيين.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ال بي سي

سؤال واحد يكرره اللبنانيون : " ليش عم يطلع هيك سعر الدولار ؟"

الجواب :كل ما حدا احتاج دولار , يشتريه من السوق فيرتفع سعر صرف الدولار.

ولكن من يشتري الدولار, ولماذا يحتاج اليه ؟وماذا عليه ان يسدد من مدفوعات؟

بالارقام , الدولة تدفع رواتب القطاع العام شهريا بالليرة اللبنانية .

صحيح ان هذه الرواتب ارتفعت ثلاث مرات ,ولكن الصحيح ايضا ان غالبية موظفي القطاع , يستفيدون من منصة صيرفة ,فيشترون  برواتبهم  الدولارات , مخافة ان يخسروا قيمة هذه الرواتب قبل حلول نهاية الشهر .

 حسابيا ,يشتري موظفو القطاع العام دولارات بحوالى  ثمانين مليون دولار .

هذه اولى المدفوعات المتوجبة على الدولة شهريا , يضاف اليها 35 مليون دولار لدعم ادوية الامراض السرطانية  شهريا, وثمانية مليون دولار لتأمين مشتريات القمح شهريا ايضا ,ومتفرعات  من هنا وهناك ....

اما المبلغ الاكبر الذي تسدده الدولة , فمرتبط بتأمين 300 مليون دولار لقطاع الكهرباء .

فبعد اطلاق خطة الطوارئ, التي دخلت المرحلة الاولى  منها حيز التنفيذ , دفعت الدولة  الشهر الفائت 62  مليون دولار  لسفينتي غاز اويل  في حين انها لم تدفع حتى الساعة 54 مليون لصيانة معملي دير عمار والزهراني, في وقت بدأت عملية لم الدولارات من السوق تحضيرا  لتأمين المرحلة الثانية من الخطة .

في حساب بسيط ,على الدولة المفلسة مدفوعات , وعلى المصرف المركزي تأمينها , ما يجعله الشاري الاول للدولار في السوق المحلي .

هذا علميا سبب ارتفاع سعر الدولار , وهو دخل في ازمة مفتوحة , لا معالجات لها .

ازمة مرتبطة بأي بلد نريد واي رئيس نريد ؟

رئيس يدير الازمة , او رئيس يحلها ؟

ازمة يبدو انها طويلة ,لان لا جواب حتى الساعة على اي بلد نريد .  

مقدمة ام تي في

كلُ الارقام القياسية تتهاوى امام الدولار . فسعر الصرفِ للعملة الخضراء لامس حدودَ ال 76 الف ليرة ،  في ظل غياب اي معالجةٍ رسمية ، و في ظل استمرار اضرابِ المصارف . انها الفوضى المالية شبه الشاملة ، تواكبها فوضى اقتصادية واجتماعية .  فالمحروقات ارتفعت اسعارُها مرتين اليوم : مرةً قبل الظهر ... ومرةً بعد الظهر لتواكبَ ارتفاعَ سعر  العملة الخضراء، ما تسبب بفوضى في التسعير وزحمةٍ امام المحطات ومطالبةِ بعضها بالتسعير بالدولار

! .  تزامناً ، ارتفعت اسعارُ ربطة الخبز ،  واعتصم معلمو الرسمي امام وزارة التربية مطالبين بدولرةِ رواتبهِم ، وهو امرٌ صعبٌ في دولة مفلسة ! اللافت انه ، ورغم تردي  الاوضاع المالية والاقتصادية والمعيشية ، فان لا حراكَ حقيقيا في  الشارع . صحيح ان دعواتٍ كثيرة وجهت على مواقع التواصل الاجتماعي للنزول الى الشارع ورفع الصوت ،  لكنَ التحركات الاعتراضية ظلت قليلةً ومحصورةً في مناطق معينة ومحددة . فهل تأقلم الناسُ الى هذا الحد مع الواقع  المرير ، وفقدوا كلَ املٍ في التغيير؟ 

 /سياسيا، سفراء الدول الخمس استكملوا جولتهم على المسؤولين اللبنانيين،  فزاروا وزير الخارجية اللبنانية، وشددوا على ضرورة الاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية. لكن التشديد بالنسبة الى الواقع اللبناني لم يعد يجدي. اذ اصبح ثابتا ان  زعماء محور الممانعة ينتظرون كلمة السر الرئاسية من الخارج، وتحديدا من ايران. لذلك يتمسكون بالورقة البيضاء وبتعطيل النصاب، ما ادى في النتيجة الى وقف عقد جلسات انتخاب رئيس للجمهورية. وفي اطار المشاورات،  لفتت  زيارة قام بها الرئيس سعد الحريري للرئيس نبيه بري، الذي استبقاه الى مائدة الغداء. وقد تردد ان الحريري سيلتقي في الساعات المقبلة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية المرشح لرئاسة الجمهورية. اما بالنسبة الى الجلسة التشريعية فان  امكان عقدها يتضاءل يوما بعد يوم، بعد المعارضة النيابية الواضحة، و التزام التيار الوطني الحر صف المعارضين لعقدها.  لذا بدأ البحث يتركز على ايجاد حل قانوني للواء عباس ابراهيم ليبقى في منصبه،  ومن دون الحاجة الى قانون في مجلس النواب!/

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون الجديد

من هزات قشرة الأرض، إلى زلزال قشرة البصلة في لبنان.. والتي التحقت بالمسار الطالع وأصبحت مادة تهرب إلى دول عربية وإفريقية، بعدما باتت على سعر تذرف له الدموع واللبناني يناجي العبارة الشهيرة "كول بصل وانسى الي حصل" لأن الأزمات باتت فوق قدرته على الاحتمال، والأسعار بمختلف قطاعاتها أصبحت معلقة على دولار بلغ سبعة وسبعين ألفا ويواصل مساره صوب المئة وشق الدولار قطاع المحروقات إلى سعرين اثنين بدوامين صباحي ومسائي..

وهو يأخذ هذه المادة إلى منصة حارقة، ممهدا الدرب أمام الدولرة ودفع فاتورة المحروقات على سعر صرف السوق السوداء وفي مؤتمر عقده تجمع الشركات المستوردة للنفط ونقابة موزعي الغاز وبعض أصحاب المحطات المستقلين قال رئيس التجمع مارون الشماس إن الدولار يسبقنا ويشكل ضغطا علينا، ويطير منا الجعالة..

ولكن لا عصا سحرية للحل إنما الدولرة هي للتخفيف من وطأة المواطن غير أن دولرة قطاع المحروقات يحتاج إلى سلطة مالية بحسب ما أعلن وزير الطاقة وليد فياض، متسائلا: "أين هي السلطة المالية في البلد، وأين هي القرارات المتعلقة بالأمور المالية في البلد "شو خصو وزير الطاقة.. أنا مجبور ضلني مكفى الدفع باللبناني".

وباللبناني السياسي فإن الانخفاض هو المسيطر على كل قطاع رئاسي وتشريعي وحكومي، ولاحقا في أجهزة أمنية سوف تفرغ من قادتها بفعل شغور مواقعها والفراغ الذي عبأه الرئيس سعد الحريري لأيام قليلة في بيروت انتهى بغداء في عين التينة مع الرئيس نبيه بري فيما أحيا شقيقه الأكبر بهاء الحريري ذكرى اغتيال والده في العاصمة الأميركية واشنطن، وبحضور عربي ودولي ولم يترك سعد الحريري في بيروت أي آثار عودة..

وهو أبلغ وفد القوات اللبنانية بالأمس أنه وأثناء ممارسته العمل السياسي ظل وحيدا، حيث لا حلفاء دعموه في مساعيه.. وذلك في إشارة ضمنية إلى تخلي القوات عن الحريري والتحاقها بشعبوبة الاستقالة الوزارية ويترك الحريري لبنان مجددا إلى أن تحين فرصة العودة المدعومة بحلفاء أوفياء..

ولكنه سيجد هذا البلد وإن بعد حين، وقد تآكلت فرص نجاته في وقت أن إسرائيل بدأت قطف ثمار البحر.. إذ إحتفت شركة إينيرجين المشغلة لحقل كاريش اليوم بتصدير النفط إلى الأسواق العالمية...

وفي الداخل الإسرائيلي يحتفي العدو بأسوأ القوانين القابضة على أرواح الفلسطنيين والعابرة من وراء حرياتهم ومواطنتهم..

وأقر الكنيست اليوم قانون سحب الجنسية والترحيل ضد منفذي الهجمات من الفلسطينيين.

وهذه القرارات المحرمة تتزامن وقرار المجلس المصغر في إسرائيل بإضفاء الشرعية على تسع مستوطنات في الضفة الغربية المحتلة من أصل سبع وسبعين، بطلب من وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير...

وحياله بدأت القيادة الفلسطينية إجراء اتصالات مع الدول الأعضاء في مجلس الأمن من أجل حشد التصويت ضد قرارات الحكومة الإسرائيلية.

وفي المقابل كثف مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة جلعاد إردان ومسؤولون كبار في الخارجية الإسرائيلية، اتصالاتهم بالإدارة الأميركية لضمان استخدامها حق النقض لنسف مشروع القرار.

وفي انتظار جلسة مجلس الأمن المثيرة للجدل.. فإن ما يشجع إسرائيل على قرارات عدوانية هو "قلق الأمم المتحدة" وعبارات الجامعة العربية التي لا تتعدى الاستنكار.. وأسف أكبر الدول العربية تأثيرا كمصر والسعودية.. وتجنب اتخاذ أي قرار رادع يمنع إسرائيل من تنفيذ مخططاتها، سواء في توسيع الاستيطان أو كل قرارات التعذيب الأخرى تجاه الشعب الفلسطيني فالعرب يرفضون..

أميركا تريد تفسيرا..

الاتحاد الأوروبي يتحدث عن عدم قانونية الاستيطان..

وعندما يستمع القادة الإسرائيليون إلى هذه المواقف يتحفزون لارتكاب مزيد من العدوانية.

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

العقوبات الأميركية على سلامة باتت قريبة.. هذه علاقة الحزب

صحف/15 شباط/2023

أشارت مصادر أميركية لـ"الحدث" إلى أنّ "واشنطن غير راضية على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، مشيرة إلى أن "الخزانة الأميركية كشفت علاقة تربط ممولين لـ"حزب الله" بالمصرف المركزي". وتابعت المصادر "ان الادارة الاميركية باتت متأكدة من علاقة الحاكم بحزب الله، وهي على مسافة خطوة واحدة من فرض عقوبات عليه".

 

لا "ليبان بوست" بعد اليوم!

صحف/15 شباط/2023

بعد 23 سنة من العمل، أبلغت شركة "ليبان بوست" موظفيها عن عدم مشاركتها في المزايدة التي أطلقتها وزارة الاتصالات لتلزيم قطاع البريد، مع الإشارة الى أنّ مهلة المشاركة في مناقصة البريد تنتهي في التاسعة من صباح الغد من دون أن تتقدّم أي شركة حتى حينه.

 

حمّى الدولار تستعر.. عصفٌ مالي أم تحمية للملف الرئاسي؟

الراي الكويتية/15 شباط/2023

هل «حمّى» الدولار التي تستعر في لبنان هي من «العوارض» الملتهبة للانهيار المالي الذي اتخذتْ ديناميتُه أشكالاً أكثر توحُشاً في ضوء التمادي الفاضح في تأخير إنجاز خريطة الطريق المرسّمة بوضوحٍ من صندوق النقد الدولي ما جعل «العاصفة الشاملة» تشتدّ منْذِرة بفصول أعتى؟ أم أن الهَزّات المتلاحقة في السوق السوداء التي تشتعل بأرقام مُرْعبة يناطح معها الدولار 80 ألفاً هي في سياقِ سيناريو متعمَّد لترْك البلاد تنزلق نحو الارتطام المميت و«تحمية» الأرض تمهيداً لشقّ حل «على الحامي» للمأزق الرئاسي؟

سؤالان خيّما على بيروت التي بالكاد تسنى لها إجراء «الحصاد السياسي» للمشهدية التي عبّر عنها تحوُّل ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري محطةً جدّدت «بوليصة التأمين» الشعبية لزعامة الرئيس سعد الحريري المتمسك بتعليق عمله السياسي حتى إشعار آخَر، بعدما تطايرتْ تشظياتُ الارتفاع الهستيري للدولار على أكثر من صعيد، وسط تحركاتٍ في الشارع بدت أقرب إلى «بروفة» غَضْبةٍ قابلة للاستثمار في اتجاهات عدة ترتبط بالأزمة الرئاسية و«أخواتها» على مستوى عمل الحكومة التي تجتمع على «رِجل ونصف» تحت يافطة البنود الطارئة، والبرلمان الذي يبذل رئيسه نبيه بري جهوداً حثيثة كي «يقف على رجليه» للانطلاق في «تشريع الضرورة» بعيداً عن «الهدف الأمّ» المتمثل بإنهاء الشغور الرئاسي الذي ما زال حتى الساعة أقرب إلى «المهمة المستحيلة». ومع تسجيل الدولار 77 ألف ليرة وسط إشاراتٍ إلى أنه ماضٍ في تحطيم أرقام قياسية على مدار الساعة، شهدت مناطق عدة عمليات قطع للطرق من مواطنين غاضبين، في بيروت والشمال ولا سيما في طرابلس حيث ترافقتْ بعض التحركات مع إطلاق نار، وفي عكار، وسط مؤشرات إلى أن رقعة الاحتجاجات ستتوسع كـ «بقعة زيتٍ» فوق نار غلاء أسعار السلع التي تشتعل ولم يعد بإمكانها اللحاق بالدولار المجنون الذي ارتفع منذ السبت بأكثر من 12 ألف ليرة. وسرعان ما أجّج «تحليق» الدولار الأسود الاضطرابات في الأسواق ولا سيما قطاع المحروقات الذي طالب إما بدولرة التسعير وإما بآلية أكثر مرونة تتيح صدور أسعار على مدار اليوم تُحاكي تحرُّك العملة الخضراء صعوداً أو هبوطاً، وسط إرباكاتٍ سادت بعد تلويحٍ بتوقف كل المحطات عن العمل وبفعل رفْع بعضها خراطيمه في أكثر من منطقة وتَفَلُّت بعضها الآخر من سقف التسعير الذي يصدر عن وزارة الطاقة (اقترب سعر صفيحة البنزين من مليون ونصف المليون ليرة) في محاولة للحدّ من الأضرار والخسائر الناجمة عن الوثبات المتتالية للدولار.

وفيما انعكس عصْف الدولار أيضاً على المحال التجارية ولا سيما الصغيرة التي أقفل بعضها، ازدادت المخاوف مما ستحمله الأيام المقبلة في ضوء عدم بروز إشاراتٍ إلى رغبةِ أو قدرةِ مصرف لبنان على التدخل بآخر «سلاح الاحتياط» الذي يملكه لإبطاء السقوط الحر مرة جديدة، في ظل استمرار الإضراب الجزئي للمصارف التي تشكّل «الجسر» لأي ضخّ للدولار عبر منصة «صيرفة»، وعلى وقع علامات استفهام كبرى حول سرعة «تَبَخُّر» مفاعيل القبض على «حيتان» سوق الصرافة من ضمن «معالجةٍ أمنية – قضائية» لمشكلة مالية - نقدية – سياسية كررتْها السلطة وأثبتت عدم جدواها.

ولم تعُد أوساطٌ واسعة الاطلاع تُخْفي قلقها من أن يكون ثمة مَن بدأ «يعدّ المسرح» لفرْض وقائع في الملف الرئاسي على وهْج فوضى، قد تبدأ مضبوطةً، ولكن أحداً لا يمكنه التكهّن بالمدى الذي يمكن أن تذهب إليه في ظلّ تَشابُك الأجندات واللاعبين، مبديةً الخشية في الوقت نفسه من أن خروجَ الوضع اللبناني عن «انضباطه» ربما «يفيد» في الدفْع نحو حلّ «قيصري» للاستحقاق الرئاسي في «توقيت» يختاره أفرقاء وازنون في الداخل، وليس في الزمان «المضبوط على ساعة» حِراك خارجي بات بمثابة «تدويل ضمني» يثير ريْبةَ هذه الأطراف ودولاً إقليمية.

 

اجتماع باريس بموقف حازم: الخارج ينتظر رئيس لبنان..قطع طرق وإطلاق نار احتجاجاً على الأوضاع

بيروت ـ من عمر البردان/السياسة/15 شباط/2023

مع تمدد الانهيارات على مختلف المستويات، وانعدام إمكانية وقف التدهور المتسارع في المجالات كافة، كشفت معلومات “السياسة” أن عنوان الرسالة التي حملها سفراء دول اجتماع باريس الخماسي للمسؤولين اللبنانيين، هو الإسراع في انتخاب رئيس الجمهورية ووضع مصلحة البلد والناس قبل مصالح الفرقاء في الموالاة والمعارضة. وأشارت المعلومات، إلى أن موقف السفراء خلال لقائهم أمس وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب كان حازماً، بأن الخارج ينتظر توافق اللبنانيين على الرئيس العتيد، ليفتح الباب أمام المساعدات، إذا ما استجاب لشروط المجتمعين العربي والدولي، بتنفيذ الإصلاحات للخروج من أزماته . وسط هذه الأجواء، وفيما أكدت أوساطه لـ”السياسة”، أنه “لن يعود عن قراره بتعليق عمله السياسي، اعرب رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري عن أسفه لما يشهده لبنان خلال الفترة الحالية، لافتا إلى أنَّ البلد وصل الى هذه الحالة نتيجة سوء الادارة.

ومع عودة الاتصالات التي يقوم بها رئيس مجلس النواب نبيه بري، من أجل عقد جلسة تشريعية، وسط معلومات توافرت لـ”السياسة”، بفتح الخطوط مجدداً بين بري ورئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، لتغيير موقفه الرافض للمشاركة، اعتبر عضو تكتل “لبنان القوي” النائب سليم عون أن، “الأولية يجب أن تكون لانتخاب رئيس للجمهورية قبل انعقاد جلسة تشريعية وقبل جلسات الحكومة”. وقال، “اتهموا التيار الوطني الحر بأنه يريد المشاركة في الجلسة التشريعية “وصدّقوا الخبرية” ولكن الحقيقة بانت في النهاية”. أوضح عون أنهم “ليسوا ضدّ تشريع الضرورة بالمطلق شرط أن يقنعوا بأنه ضرورة”.

وعلى وقع هذه الأجواء، اطلق مسلحون النار في الهواء في مدينة طرابلس لإرغام أصحابها على الإغلاق احتجاجاً على تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، وأقدم عدد من المحتجين على قطع الطريق المؤدي إلى سرايا طرابلس احتجاجاً على وارتفاع سعر صرف الدولار، بعد انهيار غير مسبوق بقيمة العملة. فيما عمل الجيش على تسيير دوريّات منعاً للفوضى. كما قطع أهالي طرابلس شوارع الميناء والبداوي ببسطاتهم وأشعلوا الإطارات. في الوقت الذي رفض فيه وزير الطاقة والمياه وليد فياض طلب نقابة أصحاب المحطات في لبنان، بإصدار جدول تركيب أسعار المحروقات بالدولار الأميركي، بعدما تجاوز سعر صفيحة البنزين المليون و300 ألف ليرة، بينما وصل سعر صرف الدولار الأميركي في السوق السوداء إلى حدود 77 ألف ليرة . وبالتزامن مع الذكرى الثامنة عشرة لاغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري الذي اغتالته مجموعة من “حزب الله” وفق ما أصدرته محكمة شكلتها الأمم المتحدة، أعلنت الولايات المتحدة،عن جائزة مالية كبيرة لمن يدلي بمعلومات تؤدي للقبض على القيادي في حزب الله، سليم عياش، المدان دولياً في الجريمة . وقال الحساب الرسمي لبرنامج “مكافآت من أجل العدالة” التابع لوزارة الخارجية الأميركية، في تغريدة عبر “تويتر”: “تلقى سليم جميل عياش خمسة أحكام بالسجن المؤبد لدوره في تفجير بيروت سنة 2005 الذي أسفر عن مقتل وجرح مئات الأشخاص، بمن فيهم رئيس الوزراء رفيق الحريري، قد تؤهلك المعلومات التي تؤدي إلى اعتقاله لمكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار”.

 

الحريري لن يغادر لبنان

كبريال مراد في موقع mtv/15 شباط/2023

لافتة كانت مشهدية الضريح يوم امس في ذكرى الرابع عشر من شباط. أثبتت الدقائق القليلة أن مكانة سعد الحريري في الساحة السنية لا تزال "غير الكل". ورئيس تيار المستقبل"لعبها ذكية" بترك الناس تتكلّم، تهتف، تلتقط صور "السيلفي"، وكأنها "مبايعة" جديدة، للقول للداخل والخارج "أنا هنا". أثبتت مشهدية الضريح أن الحريري ما زال هنا بالفعل، بين مؤيديه ومحبيه، الذين خاب أملهم باعتكافه او اعتزاله السياسة، فغضبوا منه، وربما شتموه بسرّهم، فتركه بعضهم، واعتكف آخرون. ولكن معزته عند الناس بدت هي هي. والدليل، أن أحداً لم يتمكن من حصد تمثيله البرلماني وشعبيته. فلم تنهه صناديق الاقتراع، وبقي طيفه حاضراً، حضور رفيق الحريري، في الوجدان الشعبي واللعبة السياسية. وبدا النواب السنة عاجزين حتى الآن عن ملء الفراغ. ودار الفتوى التي تتحرّك بين الحين والآخر للمّ الشمل وجمع الصوت، لم تتحوّل الى بديل فعلي عن الأصيل. قد تكون "غربة" سعد الحريري فرصة حقيقية لقراءة جديدة للواقع اللبناني، والخيارات المستقبلية، بمعنى "بكرا"، كما الخيارات المستقبلية، بمعنى التيار الأزرق الذي قد يحتاج بدوره الى غربلة وتجديد. مع نشر هذا المقال، سيكون سعد الحريري قد حزم حقائبه للعودة الى مقر اقامته في الإمارات، لكنه لن يغادر لبنان، بالمعنيين السياسي والشعبي، طالما أن هناك من لا يزال ينتظر أن يخرج "يوماً ما"، بعد سنة أو سنتين، او ربما في الانتخابات النيابية المقبلة ليقول "أنا عائد للفوز بالمقعد النيابي وأكثر… فتحضّروا".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

مخاوف من كارثة صحية في مناطق الزلزال وانتشال ناجين في اليوم التاسع... والمفقودون هاجس وألم

أنقرة: سعيد عبد الرازق - كهرمان ماراش: ثائر عباس/الشرق الأوسط/15 شباط/2023

تفاقمت المخاوف من حدوث كارثة صحية كبيرة في المناطق التي ضربها الزلزال في شمال وجنوب تركيا في السادس من الشهر الحالي، في ظل نقل المنكوبين إلى مخيمات تعاني من نقص المواد الأساسية والمواد الطبية ومستحضرات الوقاية من الميكروبات وتنتشر فيها المخلفات. وأطلقت «منظمة الصحة العالمية» تحذيراً ذكرت فيه أن عدد المتضررين من الزلزال في البلدين قد يتجاوز 23 مليون شخص، بينهم نحو 5 ملايين في وضع هش. وعبَّرت المنظمة عن قلقها «من أزمة صحية كبرى قد تتجاوز أضرارها خسائر الزلزال»، وعن مخاوفها من «انتشار وباء الكوليرا الذي ظهر مجدداً في سوريا»، ووجود «أعداد ضخمة من الجثث التي خلفها الزلزال». في غضون ذلك، تمكنت فرق الإنقاذ من انتشال ناجين جدد في اليوم التاسع للزلزال أمس، إذ جرى إخراج امرأة بعد بقائها 203 ساعات تحت أنقاض مبنى في هاتاي بتركيا، وشقيقين يبلغان من العمر 17 عاماً و21 عاماً، بقيا تحت أنقاض مبنى في كهرمان ماراش 198 ساعة. وبينما بدأت محاولات العودة إلى الحياة الطبيعية في مراكز المدن التركية العشر المنكوبة، برزت قضية المفقودين هاجساً للسلطات وألماً لأقاربهم. ووقفت «الشرق الأوسط» على حالة غالب الذي كان يقف في حديقة عامة قرب فندق في قلب كهرمان ماراش، يراقب بصمت وتوتر آليات رفع الأنقاض، منتظراً خبراً عن شقيقه الموجود مع 9 من زملائه في قلب الأنقاض. وقال غالب وكله أمل في الوصول إلى شقيقه حياً: «أريد أن آخذه معي إلى المنزل».

مخاوف تركية من كارثة صحية وانتشار الأوبئة في المناطق المنكوبة

 

كلاب الإنقاذ... أنوف حساسة تنتزع الحياة من تحت الأنقاض تحتاج وقتاً وجهداً شاقاً في التدريب وتعمل في أقسى الظروف

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/15 شباط/2023

يقول خبراء الزلازل، إن الكلاب المدربة هي أفضل وسيلة وأكثر فاعلية في أنشطة البحث والإنقاذ في مواقع الكوارث... وهو ما برهنت عليه بالفعل كارثة زلزالي كهرمان ماراش اللذين ضربا 10 ولايات في جنوب وشرق وجنوب شرقي تركيا. جذبت مجموعة من الكلاب المدربة «ذات الأنوف الحساسة» الأنظار وهي تقود فرق الإنقاذ التركية والأجنبية إلى المواقع التي يوجد فيها أحياء تحت ركام الزلزال. وتعمل الكلاب ذات الأنوف الحساسة، ضمن وحدة معروفة بـ«كي 9»، وتظهر رفقة فرق الإنقاذ وقوات الجيش والدرك والشرطة، وتتطلب وقتاً طويلاً وجهداً كبيراً في تدريبها حتى تصل إلى مستوى العمل في مواقع الإنقاذ.

تمتلك تركيا 27 من هذه الكلاب ذات القدرات الخاصة، وأفضل أنواعها «كلاب الراعي» البلجيكية، والكلاب الألمانية. وفي 18 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، قبل أشهر من زلزال كهرمان ماراش، عقدت وزارة الداخلية التركية امتحاناً تحت إشراف لجان متخصصة في «المركز الإقليمي لإدارة الكوارث والطوارئ» التركية (أفاد) في ولاية سكاريا، غرب البلاد، لاختيار مجموعة من الكلاب ذات الأنوف الحساسة المؤهلة للمشاركة في عمليات البحث والإنقاذ مع مدربيها، للعمل في مناطق الكوارث المحتملة. و«كتبت» مجموعة من الكلاب المدربة من تركيا ومن خارجها قصص نجاح ستظل عالقة بالأذهان، كلما تذكر الناس في أنحاء العالم كارثة زلزال كهرمان ماراش في تركيا. «نكتار» و«بينيا» اثنان من الكلاب المدربة، حصلت عليهما إدارة قوات الدرك في أنقرة، وخاضا من قبل تجارب في انتشال جثث من تحت الماء، ونجحا في الإرشاد إلى وجود 140 شخصاً تحت حطام المباني المنهارة في أنطاكيا في ولاية هاتاي، وقامت فرق الإنقاذ بإخراجهم سالمين. «نكتار» و«بينيا» هما الوحيدان في العالم، اللذان سُجل باسمهما العثور على جثث تحت الماء، ورغم إصابتهما بجروح في الأقدام خلال عمليات البحث والإنقاذ، فإنهما واصلا العمل بعد أن قام الأطباء بخياطة الجروح ولفها بضمادات. الكلبة «سيلا» هي كلبة مدربة تابعة لكتيبة الإنقاذ من الكوارث الطبيعية في الجيش التركي، نجحت، بحسب بيان لوزارة الدفاع، في العثور على 12 شخصاً أحياء تحت الأنقاض خلال عمليات البحث والإنقاذ في ولاية مالاطيا شرق تركيا، وساهمت في إخراجهم.

وأيضا أصيبت «سيلا» بجروح في أقدامها بسبب قطع الزجاج والمعادن المتناثرة، وخضعت للعلاج من قبل الأطباء البيطريين المتطوعين، وتواصل المشاركة في أعمال البحث والإنقاذ رغم إصابتها. «أسكو» و«بيا» هما أيضاً من مجموعة «كي 9» المدربة، قدما من ألمانيا بصحبة فريق إنقاذ، وساهما رغم جراحهما العميقة التي أصيبا بها في إنقاذ حياة 10 أشخاص علقوا تحت الأنقاض في كهرمان ماراش في الأيام الخمسة الأولى لوقوع الزلزال. كما نجحت الكلاب المرافقة للبعثة الإماراتية في إنقاذ شخصين من العالقين تحت الأنقاض، بالتعاون مع فريق الإنقاذ الفرنسي بعد مرور 9 أيام من الزلزال.

كلاب البحث والإنقاذ ليست كغيرها، كما يقول جوكتان إيكار رئيس «جمعية تدريب الكلاب» في تركيا لـ«الشرق الأوسط»... فمنذ عملية «اختيارها إلى مشاركتها في عمليات البحث والإنقاذ، رحلة طويلة مليئة بالجهد والتعب في التدريبات».

وأضاف إيكار أن عملية الاختيار «تبدأ قبل مولد هذه الكلاب عن طريق اختيار الأب والأم ورعاية الكلاب الوليدة، ثم متابعة سماتها الشخصية، وأهمها أن يكون الكلب اجتماعياً ويمتلك روح الإصرار والمثابرة». وتابع، أنه «يوجد 27 كلباً فقط من هذا النوع في تركيا، وهو عدد غير كاف، ونقوم باختبارات كل عام لاختبار مدى الصلاحية للاستمرار، ويعمل الكلب في الخدمة لمدة 8 سنوات فقط». وأشار إلى أن الكلب «الذي يتمتع بأنف حساسة لديه القدرة على القيام بعملية الشم لفترة تتراوح بين 15 و20 دقيقة، ثم يُعطى راحة لمدة ساعتين بعد كل عملية يشارك فيها، ويجب أن يتحلى الكلب بالإصرار». وأوضح أن «التدريب يقوم على تحفيز الكلاب عن طريق الألعاب، حيث ندربها على العثور على الهدف داخل صندوق، وتكون مكافأتها هي الحصول على لعبة في النهاية. وفي حالات البحث تحت الأنقاض أحياناً، نعطي نحن الهدية أو نجعل الشخص الناجي يمنحها للكلب».

 

للتبرّع لمنكوبي الزلزال... أتراك يبيعون سياراتهم وأبقارهم

أنقرة/الشرق الأوسط/15 شباط/2023

تختصر ساريغول كاشان (70 عاماً) الفلاحة التي باعت بقرتها الوحيدة للتبرّع لمنكوبي الزلزال، تضامُن الأتراك الاستثنائي مع مواطنيهم في الجنوب والجنوب الشرقي، الذين طالتهم أسوأ كارثة شهدتها تركيا المعاصرة. في أكياكا، أقصى شرق البلاد، على الحدود مع أرمينيا، تتّكئ السيدة ذات الظهر المنحني على عصا ملوِّحةً بحزمة من الأوراق النقدية تريد التبرّع بها، 13 ألف ليرة تركية، أي ما يعادل 650 يورو، ثمن بقرتها. وبينما يجد ستة ملايين شخص على الأقل أنفسهم بلا مأوى وعاطلين عن العمل ومحرومين من كلّ شيء، بعد زلزال السادس من فبراير (شباط) الذي أودى بحياة أكثر من 35 ألف شخص في تركيا وحدها، تنقل الصحافة هذه المبادرات التضامنية التي لا تُعدّ ولا تُحصى. تقول ساريغول أمام الكاميرا: «بعتُ بقرتي الصغيرة، وسأُعطي المال للحاكم لصالح أولئك الذين ماتوا، ومَن هم تحت الأنقاض». مثل ساريغول كاشان، قامت فلاحات أُخريات بالتبرّع بأغلى ما لديهن: بقرة أو ثور أو عجل. في أرضروم الواقعة بجبال الأناضول الشرقية، التي ضربها في عام 1983 زلزال خلَّف 1550 قتيلاً، تخلّت الناجية نازيم كيليش عن الثور الذي «ربّته بيديها»، حسبما تقول لوكالة «دي إتش آي» (DHA)، وأرسلت ثمنه، الذي بلغ 230 ألف ليرة تركية (1130 يورو)، إلى منظمة الإغاثة التركية (AFAD). تقول السيدة العجوز: «لديَّ 8 أولاد. قلت لهم: (ساعدوهم قدر المستطاع)».لم تتردَّد سكينة تانريكولو دقيقة واحدة في التبرّع لصالح المنكوبين. هذه الأخيرة تخلّت عن عجلها الذي كانت تربّيه في محافظة يوزغات (وسط) لتحمّل نفقات فريضة الحج. كذلك الأمر بالنسبة لغولبر توسون التي تخلّت عن «عجلها المفضّل» في غرب البلاد، لتقدّم 900 يورو لضحايا الزلزال. كذلك تبرّع جافر غونش، وهو أحد الناجين من زلزال أرضروم أيضاً، بالأموال المخصّصة للعمرة، أي 40 ألف ليرة تركية (1980 يورو). في أماكن أخرى، تقوم النساء بتحمية الأفران لتحضير مئات من أرغفة الخبز يومياً، وإرسالها إلى المناطق المنكوبة، بواسطة الحاكم المحلّي. باع سعد الله سيزر سيارته القديمة، وحوّل نحو 5 آلاف يورو من ثمنها إلى منظمة الإغاثة التركية. يقول: «أريد أن أساعد الدولة... يسعدني أن أبيع سيارتي لصالح المحتاجين». أما سيركناز في بورصة (شمال غرب)؛ فهي لم تعد تترك أدوات الحياكة، إذ تنسج كنزات صوفية «بلا كلل» للناجين. وتقول: «كلّما تمكنت من المساعدة أكثر كان ذلك أفضل. الجو بارد جدّاً هناك. الملابس التي أنسجها ستدفئهم». في البستان، قرب كهرمان مرعش، مركز الزلزال، تنخفض درجة الحرارة إلى 15 درجة مئوية تحت الصفر في الليل. وسط الأنقاض، تكتشف امرأة لاجئة وعائلتها في خيمة «بسكويتاً» في جيوب سترة رمادية تلقّتها للتو، وقفّازات ودبّوساً وحلوى. تقول لقناة «تي آر تي» والدموع في عينيها: «هؤلاء الناس رائعون. حتى إنهم فكروا في دبّوس، في حال كان لدينا ملابس ممزقة». شهدت فرق الإغاثة الأجنبية أيضاً هذه اللفتات الصغيرة التي أظهرها السكّان الممتنّون. وكتب فريق من الأمن المدني الإسباني على موقع «تويتر»: «أوقفونا على الطريق ليقدّموا لنا الطعام، ولم يسمحوا لنا بأن ندفع ثمنه»، مرفقاً التغريدة بصورة لبيتزا تركية مع اللحم المفروم والجبن.

 

الصفدي في سوريا وتركيا بزيارة لا تخلو من الدلالات السياسية/أول زيارة لمسؤول أردني رفيع إلى دمشق منذ 2011

عمّان/الشرق الأوسط/15 شباط/2023

يقوم نائب رئيس الوزراء الأردني ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، اليوم، بزيارتين إلى الجمهورية العربية السورية والجمهورية التركية؛ تعبيراً عن تضامن الأردن مع البلدين في مواجهة تبِعات الهزات الأرضية التي ضربتهما. وبحسب وسائل إعلام سورية رسمية فقد التقى الصفدي الرئيس السوري بشار الأسد بعد وصوله إلى دمشق. وزيارة الصفدي إلى سوريا هي أول زيارة لمسؤول سياسي أردني رفيع إلى دمشق منذ بدء الأزمة السورية في عام 2011، إلا أن لقاءات جمعت الوزير الصفدي بنظيره السوري في نيويورك، خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. إلى جانب حراك سياسي لم يستمر بعد تلقّي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني اتصالاً هاتفياً من الرئيس السوري قبل عامين، تبعته زيارة وزير الدفاع السوري لعمان، وسط تنسيق أمني على مستويات رفيعة بين البلدين، وتنسيق الجهود بوساطة روسية على الحدود الأردنية السورية، خصوصاً مع ازدياد عمليات تهريب السلاح والمخدِّرات التي تسببت في رفع جاهزية الجيش الأردني وفرضه قواعد اشتباك جديدة. وبعيداً عن السياسة، فقد جرت عدة لقاءات بين مسؤولين فنيين من البلدين، واستقبلت عمان وزراء الاقتصاد في الحكومة السورية، إلى جانب مغادرة فِرق حكومية أردنية إلى دمشق؛ للمشاركة في اجتماعات اقتصادية بحثت التعاون التجاري بين دمشق وعمان، وسط ضرورات اقتصادية تتطلب عودة العلاقات مع الجارة الشمالية رغم التزام الأردن بالعقوبات على دمشق التي فرضها قانون قيصر الأميركي، واستثناء واشنطن عمان من بعض بنوده فيما يتعلق بالتجارة البينية ومتطلباتها. واهتم مراقبون بالشق السوري من جولة الصفدي، واعتبروا أنها تحمل مضامين سياسية بعيداً عن التضامن الأردني مع الجارة الشمالية بعد الزلزال الذي أوقع ضحايا في الشمال السوري، والجنوب التركي، في كارثة إنسانية استدعت جهوداً أممية للبحث عن ناجين تحت الأنقاض ودعم جهود تقديم الرعاية الصحية لهم وتأمين إقامة الملايين الذين فقدوا منازلهم. ووفق بيان مقتضب صدر عن وزارة الخارجية، سيبحث الصفدي، خلال الزيارتين، الأوضاع الإنسانية والاحتياجات الإغاثية التي يحتاج إليها البلدان، إذ تتزامن الزيارة مع إرسال المملكة، اليوم، طائرة مساعدات إلى تركيا، وطائرة مساعدات إلى سوريا التي تتواصل المساعدات البرية من الأردن إليها. ومنذ بدء أزمة تداعيات الكارثة التي ضربت البلدين، سيَّرت عمان عشرات القوافل المحملة بالمساعدات، إلى جانب إرسال فريق إنقاذ من الدفاع المدني الأردني، في حين استقبلت الهيئة الخيرية الهاشمية المساعدات الشعبية ونقلتها عبر القوافل عن طريق البر والجو إلى دمشق، كما أرسلت مستشفى ميدانياً متخصصاً إلى تركيا؛ لعلاج المصابين.

 

الاستقطاب السياسي يتحدى روح التضامن في مواجهة كارثة زلزال تركيا

مبادرات شعبية ناجحة نالها الهجوم وإشعال غير مبرر للجدل حول الانتخابات التركية

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/15 شباط/2023

كانت تركيا بحاجة إلى نفس جديد يخرجها من دوامة الاستقطاب السياسي، الذي اشتدت حدته، مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي كانت مقررة في 18 يونيو (حزيران) المقبل وأعلن الرئيس رجب طيب إردوغان تقديم موعدها إلى 14 مايو (أيار).

لم يكن أحد يتصور أن كارثة بحجم فاجعة زلزالي 6 فبراير (شباط) التي ضربت 10 ولايات في جنوب وشرق وجنوب شرقي تركيا، يمكن أن تكون هي الباب نحو هدنة من حالة الاستقطاب السياسي والمشاحنات، التي لم تبدأ فقط مع اقتراب موعد الانتخابات، وإنما وضعت بذرتها منذ عام 2015 عندما عجز «حزب العدالة والتنمية» الحاكم عن الفوز منفرداً بالانتخابات البرلمانية في يونيو من ذلك العام، فلجأ إلى انتخابات مبكرة في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) من العام ذاته، وبين الموعدين وقع ما وقع من أحداث وضعت المجتمع التركي في دوامة الصراعات السياسية التي تعمقت شيئاً فشيئاً، وصعدت إلى درجة أعلى بكثير مع طرح التعديلات الدستورية في نوفمبر عام 2017 للانتقال إلى النظام الرئاسي، بعد واحدة من الحوادث المفصلية تمثلت في محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا في 15 يوليو (تموز) 2016. التي كان لها من التوابع ما عمَّق مناخ الاستقطاب ودفع إلى تغيير وجه الديمقراطية في تركيا. ثم جاءت خطوة الانتقال إلى النظام الرئاسي في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المبكرة في يونيو 2018 لتشعل ما يشبه الحرب بين المعارضة و«حزب العدالة والتنمية» برئاسة إردوغان، الذي تحالف مع «حزب الحركة القومية» برئاسة دولت بهشلي، ضمن ما يُعرف بـ«تحالف الشعب»... وأصبحت معركة الاستقطاب في تركيا تدور حول النظام الرئاسي وحكم الرجل الواحد. من وجهة نظر المعارضة، التي يقودها «حزب الشعب الجمهوري» برئاسة كمال كليتشدار أوغلو، لا تتعلق المسألة فقط بتغيير نظام الحكم، وإنما بما يمكن أن يعتبرونه «الانقلاب» على إرث مصطفى كمال أتاتورك. وتوالت الأزمات التي صاحبت انتقال تركيا إلى النظام الرئاسي، سواء على صعيد اقتصاد متراجع منذ عام 2018، أو على صعيد القرارات التي أثرت سلباً على مناخ الديمقراطية والحريات، وكذلك ما لحق بعلاقات تركيا بمحيطها الخارجي، بسبب ما اعتبرته المعارضة «تخبطاً في السياسة الخارجية» كلَّف البلاد الكثير بسبب «تحكم فرد واحد في كل القرارات».

*هدنة قصيرة

جاء السادس من فبراير الحالي، وحلَّت بالبلاد كارثة الزلزال. وبقدر المفاجأة كان الارتباك، وتعمق الاستقطاب في أول يومين لوقوع الكارثة، حيث تطايرت الاتهامات من المعارضة لإردوغان وحكومته بالفشل والتقاعس عن اتخاذ التدابير لمواجهة الكارثة برغم التحذيرات السابقة، كما اتهام إردوغان وحزبه للمعارضة «بمحاولة استغلال الكارثة الإنسانية لأغراض سياسية». ضخامة الحدث دفعت الجميع إلى التفكير والهدوء بعد استيعاب حجم ما حلَّ بالبلاد. هدأ الخطاب الشعبوي من الجانبين، وشهدت تركيا للمرة الأولى منذ سنين توحيداً للخطاب في وسائل الإعلام المحسوبة غالبيتها على الحكومة، والقليل منها المحسوب على المعارضة، وصولاً إلى فكرة البث المباشر المشترك في حملة لجمع التبرعات، وتوارى كل شيء من أجل التركيز على الكارثة وسبل إنقاذ البشر، ومد يد العون للمتضررين... لكن الأمر لم يدم طويلاً. وبدا خلال تشييع جنازة رئيس «حزب الشعب الجمهوري» السابق دينيز بايكال، الثلاثاء في أنقرة، أن «ما في القلب في القلب»، وأن كلا الفريقين يقف على ناصية موقفه، وأن شيئاً لم يتغير. وأمام عدسات الكاميرات التي كانت تغطي الجنازة، صافح إردوغان الشخصيات التي تقدمت الجنازة، لكنه امتنع عن مصافحة رئيس الحزب كمال كليتشدار أوغلو ورئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، فيما لفتت مصافحته خصمه السابق من «حزب الشعب الجمهوري»، محرم إينجه، الذي انشق عن الحزب وأسس حزباً جديداً باسم «البلد» رغم انتقاداته الحادة لإردوغان وحكومته بسبب الاستجابة البطيئة لكارثة الزلزال. وفتح هذا التجاهل من جانب إردوغان لكل من كليتشدار أوغلو وإمام أوغلو، الباب لتأويلات كثيرة، أهمها، أنه رفض مصافحتهما «لأنهما منافسان محتملان له في انتخابات الرئاسة المقبلة». ليس هذا هو المشهد الوحيد، الذي أعاد إنعاش مناخ الاستقطاب السياسي وسط الكارثة. فقد كان هناك في اليوم نفسه هجوم حاد شنَّه شريك إردوغان في «تحالف الشعب»، دولت بهشلي، على جمعية «أحباب»، التي يترأسها الفنان التركي خلوق ليفنت، التي لعبت دوراً بارزاً جداً في كارثة الزلزال، وكانت أقوى المنظمات التي بادرت منذ اللحظة الأولى لوقوع الزلزال، ونجحت في جمع تبرعات بملايين الدولارات، فضلاً عن المساعدات والاحتياجات الإغاثية العاجلة، ولقيت حملتها دعماً واسعاً داخل تركيا وخارجها. شنَّ بهشلي هجوماً حاداً، خلال اجتماع مجموعة حزبه بالبرلمان التركي الثلاثاء، على جمعية «أحباب» وقناة «بابالا» على «يوتيوب»، التي يرأسها أوغوزهان أوغور، التي تدعم حملتها لإغاثة المتضررين من الزلزالين قائلاً: «لا ينبغي أن يتم السماح لـ(أحباب) و(بابالا) وأتباعهما بأن يرفرفوا بأجنحتهم مثل النسور... هؤلاء المحتالون يجب ألا يظهروا على التلفزيون التركي».

وجاء هجوم بهشلي عشية بث مباشر مشترك، ليل الأربعاء، ستجتمع فيه للمرة الأولى منذ سنين طويلة قنوات حكومية وأخرى محسوبة على المعارضة، في حملة لجمع التبرعات لضحايا الزلزال وإعادة إعمار المدن المتضررة تنظمها جمعية «أحباب» بمشاركة العديد من نجوم الفن والرياضة والشخصيات العامة البارزة في تركيا. وردَّ خلوق ليفنت رئيس جمعية «أحباب» على هجوم بهشلي، قائلاً عبر «تويتر»: «أعتقد أن مستشاري السيد دولت بهشلي ضللوه». كما علق أوغوهان أوغور مالك قناة «بابالا»، قائلاً: «في مواجهة هذه المأساة الكبرى لأمتنا العظيمة، اجتمعنا دون أي تمييز بين حكومة ومعارضة أو على أساس اختلاف الآراء... نعتقد أن السيد بهشلي حصل على معلومات كاذبة... نحن نعمل بالتنسيق مع مؤسسات دولتنا، بالإضافة إلى ذلك، قدم لنا العديد من الأصدقاء منهم نواب بحزب الحركة القومية ذاته دعماً كبيراً... نعتقد أن السيد بهشلي حصل على معلومات خاطئة نحن نجتمع بلا تمييز في مواجهة هذه المأساة الكبرى».

وقوبلت فكرة البث المباشر للقنوات الموالية للحكومة وبعض القنوات المحسوبة على المعارضة، مثل «فوكس» و«شو تي في» بارتياح كبير في الشارع التركي، الذي رأى فيها «خطوة على طريق التضامن وتنحية الخلافات وتخفيف حالة الاستقطاب الشديدة والعراك السياسي الذي لا يتوقف».

* إحياء جدل الانتخابات

في غضون هذا الجدل، تفجر جدل جديد حول موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة في 14 مايو (أيار)... بعد أن نشر أحد رفاق إردوغان القدامى وأحد أضلاع «حزب العدالة والتنمية» الحاكم عند تأسيسه رئيس البرلمان الأسبق، بولنت أرينتش، بياناً عبر «تويتر»، ليل الاثنين، دعا فيه إلى تأجيل الانتخابات.

وطعن أرينتش، وهو في الأساس محام مخضرم، في شرعية إجراء الانتخابات في الولايات العشر، التي ضربها الزلزال (كهرمان ماراش، هاتاي، عثمانية، كيليس، أضنة، أديامان، مالاطيا، شانلي أورفا، غازي عنتاب، ديار بكر)، قائلاً إنه «ليس من الممكن قانونياً وفعلياً في ظل هذه الظروف إجراء الانتخابات، يجب تأجيلها»، موضحاً أن تلك الولايات تضرر فيها أكثر من 15 مليون مواطن، ويمثلها 85 نائباً في البرلمان، وباتت القوائم الانتخابية في هذه المحافظات باطلة، وأصبح من المستحيل قانونياً وفعلياً إجراء انتخابات فيها.

واعتبر أرينتش، «أن البلاد بحاجة إلى التخلص من ضغوط الانتخابات في هذه الأيام المليئة بالألم»، قائلاً: «لن تكون هناك انتخابات في مايو أو يونيو، ولا يمكن أن تكون». واقترح تأجيل الانتخابات إلى نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، أو إجراءها مع الانتخابات المحلية المقررة في مارس (آذار) عام 2024.

ورأى أنه في حال حدوث خلاف بين الخيارين، «يمكن تحديد موعد تتفق عليه جميع الأطراف السياسية في البلاد». وفي إشارة إلى المادة 78 من الدستور، التي تمنع تأجيل الانتخابات إلا في حالة الحرب، وتشترط موافقة البرلمان على التأجيل، قال أرينتش إن «الدساتير ليست نصوصاً مقدسة، بل يمكن تغييرها. فجّر بيان أرينتش، غضباً في صفوف المعارضة التركية». وأعلن رئيس «حزب الشعب الجمهوري» كليتشدار أوغلو، في مؤتمر صحافي في أنقرة الأربعاء، رفض تأجيل الانتخابات والتمسك بنص المادة 78 من الدستور، قائلاً: «إنهم (إردوغان وحزبه) يحاولون تأجيل الانتخابات. أنا على اتصال بشعبي، لا أحد يرغب في تأجيل الانتخابات، ستكون الانتخابات في موعدها. أقول لكم إذا أقدم المجلس الأعلى للانتخابات على مثل هذه الخطوة فستكون صفعة للديمقراطية... الانتخابات يجب أن تُجرى في 14 مايو، أو في موعدها الأصلي في يونيو على أبعد تقدير».

وهاجم كليتشدار أوغلو الرئيس إردوغان لتصريحاته المتكررة التي يصف فيها كارثة الزلزال في تركيا بأنها «كارثة العصر»، وهو المصطلح الذي تتبناه أيضاً وسائل الإعلام القريبة من الحكومة، قائلاً: «إن كارثة العصر الحقيقية هي النظام الرئاسي وحكم الرجل الواحد في تركيا». وأضاف أن إردوغان «طالب المواطنين بمنحه عاماً آخر من أجل إعادة إعمار ما هدمه الزلزال»، قائلاً: «لقد منحك الشعب 20 عاماً، وكانت هذه هي النتيجة... لقد تجاهلت الدراسات العلمية والتحذيرات المتكررة من الزلزال ورحَّلت الأمر إلى القدر... لكن مع القدر هناك التدابير... لا تداري فشلك خلف الأقدار... سنزيل كل ذلك وسنسحب بلدنا من تحت أنقاض حكمك».

في السياق ذاته، أعلن حزب «الجيد» أيضاً رفضه تأجيل الانتخابات، مطالباً بإجرائها في 14 مايو أو 18 يونيو على أبعد تقدير. وجاء تعليق من «حزب العدالة والتنمية» الحاكم على لسان متحدثه الرسمي، عمر تشيليك، الذي كتب عبر «تويتر»: «في الوقت الحالي، نحن نكافح لإنقاذ حياتنا من الأنقاض... نكافح من أجل مداواة الجروح. نرى أنه من الخطأ جداً الحديث عن أي شيء يتعلق بالانتخابات، لا نجده صحيحاً بأي شكل من الأشكال. اليوم لدينا أجندة واحدة فقط. كيف يمكننا الاستمرار في الوقوف إلى جانب مواطنينا المشردين في الشوارع كيف يمكننا مواصلة معركتنا ضد هذه الكارثة دون مغادرة الميدان أبداً، بخلاف ذلك لا حديث عن انتخابات أو أي شيء آخر. نحن لا نتحدث. هذه الأنواع من الأحاديث لا علاقة لها بنا». وبينما نفى تشيليك علاقة «حزب العدالة والتنمية» باقتراحات ببيان أرينتش، اعتبر رئيس شركة «ماك» لاستطلاعات الرأي أن أرينتش لا يمكن أن يتحدث عن الانتخابات الآن «وفي هذه الظروف من تلقاء نفسه، وأن هناك من يقف وراء إصداره هذا البيان». ولا يخفي مسؤولون في الحزب الحاكم رغبتهم في تأجيل الانتخابات إلى نوفمبر المقبل، كما اقترح أرينتش، معتبرين أنه «سيكون التوقيت المعقول لإجراء الانتخابات»، لكن المعارضة ترفض وتتمسك بموعد الانتخابات، وتقول إن إردوغان «لن تكون له فرصة للترشح من الناحية الدستورية حال تأجيل الانتخابات».

* مبادرات للتضامن

وبعيداً عن جو الاستقطاب وحالة الشحن السياسي المتفاقمة رغم ظروف الكارثة، قررت أندية الدوري التركي الممتاز لكرة القدم، أن تتحمل العبء المالي عن ناديي «هاتاي سبور»، و«غازي عنتاب» بعد إعلان انسحابهما من النشاط الرياضي هذا العام بسبب كارثة الزلزال، وأعلن الناديان أنهما سيتحملان رواتب لاعبي الفريقين المنسحبين حال رغبتهم في الاستمرار في اللعب... كما طرحت الأندية التركية المنافسة الكروية جانباً، وقررت التضامن من أجل إغاثة منكوبي الزلزال المدمر. وأعلنت أندية: «غلطة سراي»، «فنر بخشة»، «بيشكتاش» و«طرابزون سبور»، وهي من أندية المقدمة في الدوري التركي، عن مبادرة لتصميم قميص مشترك، وطرحه للبيع لصالح ضحايا الكارثة. كما تواصل الأندية المشاركة في أعمال الإغاثة، وترسل عشرات الشاحنات بدعم من جماهيرها إلى الولايات المنكوبة. كما تجاوزت قيمة التبرعات التي جمعتها حملة أطلقها مدافع المنتخب التركي لكرة القدم ونادي «أتلانتا» الإيطالي، مريح دميرال، لصالح المتضررين من الزلزال حاجز الـ400 ألف دولار. وقال دميرال، عبر «تويتر»، الثلاثاء، إنه تم بيع قميصين للنجمين الفرنسي كريم بنزيما والإنجليزي هاري كين بالمزاد العلني، في إطار حملة التبرعات التي أطلقها.

 

«الكنيست» يصادق على قانون يجرد من الجنسية الإسرائيلية المدانين بالإرهاب

تل أبيب/الشرق الأوسط/15 شباط/2023

صادَق البرلمان الإسرائيلي (الكنيست)، اليوم (الأربعاء)، على سحب الجنسية أو الإقامة من «نشطاء إرهابيين»، في خطوة توسّع نطاق السياسة الخاصة بجرائم «الإرهاب»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية». وقال بيان صادر عن «الكنيست» إن النواب وافقوا على «سحب الجنسية أو الإقامة من نشطاء إرهابيين يتلقون تعويضات (من السلطة الفلسطينية) لارتكابهم أعمالاً إرهابية». وفي تعليق منها على هذا القرار، قالت الخارجية الفلسطينية إن «إقرار (الكنيست) ما يُسمى (قانون سحب الجنسية) يجرّ الأوضاع نحو الانفجار الشامل». ويمهد القانون الذي تمت المصادقة عليه بأغلبية 94 صوتا مقابل 10 أصوات معارضة، الطريق أمام إسرائيل لطرد فلسطينيين من القدس الشرقية التي تحتلها الدولة العبرية منذ العام 1967. وتقدم السلطة الفلسطينية رواتب للعديد من عائلات المعتقلين لدى إسرائيل أو الأسرى المحررين بمن فيهم الضالعين بمقتل إسرائيليين. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عبر حسابه على تويتر عقب المصادقة على مشروع القانون "ردنا على الإرهاب هو أن نضربه بشدة". وسيؤثر القانون على مئات الفلسطينيين في القدس الشرقية وعشرات العرب في إسرائيل، ذلك بحسب داني شونهار مدير القسم القانوني في مجموعة "هموكيد" الإسرائيلية الحقوقية. وأضاف في تصريح سابق عندما تم طرح مشروع القانون "مستوى بدء التطبيق متدني جدا لذلك نحن قلقون بشأنه لا سيما تأثيره على القدس الشرقية". يحمل غالبية الفلسطينيين في القدس الشرقية بطاقات هوية إسرائيلية للإقامة في المدينة بدلا من الجنسية. وبحسب التشريع الجديد من من المتوقع طرد الذين يشملهم القانون إلى "مناطق السلطة الفلسطينية (الضفة الغربية المحتلة) أو قطاع غزة". وسبق أن جردت إسرائيل فلسطينيين من الإقامة أو المواطنة وكان آخرهم المحامي الفرنسي الفلسطيني صلاح الحموري الذي تم ترحيله في ديسمبر (كانون الأول) إلى فرنسا. وجاء ترحيل الحموري بعد توقيفه واعتقاله عدة مرات كما تم إلغاء تصريح إقامته.

وفي العام 2017، سحبت الدولة العبرية الجنسية الإسرائيلية من 20 شخصا يُشتبه في قتالهم في صفوف داعش الإرهابي.

 

عقوبات أوروبية جديدة تستهدف روسيا والمسيّرات الإيرانية

بروكسل/الشرق الأوسط/15 شباط/2023

اقترحت المفوضية الأوروبية اليوم (الأربعاء) عقوبات جديدة على روسيا تحرمها من منتجات بقيمة 11 مليار يورو، وتستهدف منتجي المسيّرات الإيرانية على وقع الحرب في أوكرانيا، حسبما أفادت به وكالة الصحافة الفرنسية. وقالت رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين إنها تأمل أن توافق الدول الأعضاء الـ27 في الاتحاد الأوروبي على حزمة جديدة كجزء من سلسلة عقوبات مشتركة تعدّها دول مجموعة السبع تزامناً مع الذكرى الأولى للغزو في 24 فبراير (شباط). وأفادت «نستهدف منتجات صناعية كثيرة تحتاجها روسيا ولا يمكنها الحصول عليها عبر بلدان ثالثة»، مشيرة إلى «منتجات حيوية مع المعدات الكهربائية والمركبات المتخصصة وقطع الآليات وقطع الغيار للشاحنات ومحرّكات الطائرات». وذكرت فون دير لاين أن بروكسل تسعى لفرض قيود على تصدير 47 مكوّنا إلكترونيا إضافيا «يمكن استخدامها في أنظمة الأسلحة الروسية بما في ذلك المسيّرات والصواريخ والمروحيات». وقالت إن «الحرس الثوري الإيراني يزوّد روسيا بمسيّرات شاهد»، وأضافت «لذلك، نضيف حالياً سبعة كيانات إيرانية إلى نظامنا ذي الاستخدام المزدوج. باتت (الكيانات) حالياً تخضع لحظر كامل على بيع المواد الحساسة لروسيا». وفرض الاتحاد الأوروبي بالفعل تسع حزم عقوبات غير مسبوقة على موسكو منذ أن بدأت هجومها على أوكرانيا في فبراير الماضي 2022.

واستهدفت العقوبات صادرات روسية أساسية مثل النفط في مسعى لقطع مصادر تمويل الحرب الروسية، لكنّ دبلوماسيين في التكتل أقرّوا بأن المجالات التي يمكن استهدافها مع كل حزمة عقوبات جديدة تنفد. وقال مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن العقوبات الجديدة ستتضمن أيضاً تجميد أصول مائة فرد وكيان آخر وحرمانهم من التأشيرات. وأضاف أن الكيانات المستهدفة تشمل «المسؤولين عن أنشطة عسكرية وقرارات سياسة، والمعلومات المضللة». وتابع بوريل «نستهدف المتورّطين في عمليات خطف بشر والترحيل والتبني القسري لأطفال أوكرانيين في روسيا، إضافة إلى أولئك الذين يفسحون المجال لنهب الموارد الأوكرانية».

 

تقرير: صربيا... حيث تحظى موسكو في أوروبا بتأييد كبير

بيروت/الشرق الأوسط/15 شباط/2023

تعتبر صربيا واحدة من آخر حلفاء روسيا في القارة الأوروبية، والتي تتجنب فرض عقوبات ضد موسكو، حيث تنتشر الدعاية الروسية في هذا البلد على نطاق واسع، ويلقى الكرملين تأييداً واسعاً لدى الرأي العام المحلي، وفق تقرير لصحيفة «لوفيغارو» الفرنسية. وفق التقرير، تقول ساسا سيريجينا، صانعة أفلام روسية شابة تعيش في بلغراد منذ 12 عاماً: «احتلت روسيا صربيا دون إطلاق رصاصة واحدة»، موضحة: «في الواقع، يمتد النفوذ الروسي إلى جميع قطاعات المجتمع مع رضا النظام القائم في بلغراد، لدرجة أنه أصبح محرجاً للرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش...». وفي حين أيدت صربيا قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في 2 مارس (آذار) 2022 الذي يدين الغزو الروسي لأوكرانيا، تظل صربيا واحدة من آخر حلفاء موسكو في القارة الأوروبية، التي تتجنب فرض عقوبات على روسيا. وأشار التقرير في هذا الإطار إلى تأكيد ميروسلاف لاجاك، المبعوث الأوروبي لمنطقة البلقان، في 9 فبراير (شباط) الحالي، أثناء تقديم تقريره عن صربيا أمام البرلمان الأوروبي، أن «النفوذ الروسي يظل مشكلة في صربيا».

«حملة فعالة»

يعتبر وضع كوسوفو، إحدى أدوات النفوذ الرئيسية التي تستخدمها موسكو على بلغراد، حيث تمارس موسكو حق النقض في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لمنع كوسوفو من أن تصبح عضواً في الجمعية الأممية (مؤيدة بذلك الموقف الرسمي الصربي الذي يرفض الاعتراف باستقلال كوسوفو عن صربيا). لكن صربيا تعتمد قبل كل شيء على روسيا في قطاع الطاقة، وفق التقرير. وتُعدّ شركة «غازبروم» الروسية، بشكل مباشر أو من خلال الشركات التابعة لها، المساهم الأكبر في شركة النفط المحلية الصربية، كما أنها المالك الرئيسي لخطي أنابيب الغاز اللذين ينقلان الغاز الروسي إلى المنازل والصناعات الصربية.

من خلال شبكة الشركات التابعة لها، كانت شركة الغاز العملاقة (غازبروم) أيضاً منذ سنوات راعية للأندية الرياضية، مثل نادي «ريد ستار» لكرة القدم، ونادي «بارتيزان» لكرة السلة. كما أنها تمول عدداً من المهرجانات والمؤسسات والفعاليات الثقافية. كما مولت شركة «غازبروم» الزخرفة الداخلية لكاتدرائية سانت سافا. هذه الأنشطة هي جزء من «حملة فعالة تحتفي بالعلاقات الروسية الصربية، وتستهدف الرموز التي لها تأثير كبير على المواطنين الصرب»، يشرح إيغور نوفاكوفيتش، من مركز بلغراد للشؤون الدولية والأمنية لصحيفة «لوفيغارو».

القوة الناعمة

تستخدم القوة الناعمة الروسية وكالة «سبوتنيك» لتشكيل الرأي العام الصربي؛ إذ تتبنى جميع وسائل الإعلام التي يسيطر عليها النظام رسائل «سبوتنيك». ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني)، افتتح تلفزيون «روسيا اليوم»، المحظور من الاتحاد الأوروبي، مكاتبه في بلغراد. يشرح إيغور نوفاكوفيتش: «إنهم يساهمون في خلق أجواء غير انتقادية تجاه روسيا، للاحتفال بأسطورة الأخوة السلافية والأرثوذكسية، وتقديم السوق الروسية كفرصة للمصدرين الصرب، على الرغم من المؤشرات الاقتصادية الحقيقية، التي تثبت أن الشركاء التجاريين الرئيسيين لصربيا هم بلدان الاتحاد الأوروبي». وعشية الغزو الروسي لأوكرانيا، عنونت الصحف الشعبية الصربية: «أوكرانيا هاجمت روسيا»، «الولايات المتحدة تدفع العالم إلى الفوضى». بعد مرور عام تقريباً على الحرب، استمر المشهد الإعلامي في إبراز هذه الدعاية، حيث انحاز الإعلام إلى جانب الكرملين، الذي تم تقديمه باعتباره (أي الكرملين) مجبراً على الرد على تهديدات الناتو و«التحويل النازي» لأوكرانيا.

إعلانات للقتال إلى جانب روسيا

وأفاد التقرير بأن ما أزعج الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، هو تعيين ألكسندر فولين في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، رئيساً لأجهزة الأمن الصربية (BIA). رجل موثوق به من الرئيس الصربي فوتشيتش، والمدير السابق لمكتب كوسوفو، ثم شغل مناصب وزير العمل والدفاع والداخلية، لا يخفي فولين صلاته بموسكو قائلاً: «صربيا هي الدولة الوحيدة التي لم تستسلم للهيستيريا المعادية لروسيا». وقد صرح بذلك في أغسطس (آب) الماضي، بعد لقائه سيرغي لافروف، رئيس الدبلوماسية الروسية. وفي ديسمبر أيضاً، نُشرت إعلانات في صربيا لتجنيد مرتزقة للقتال في أوكرانيا إلى جانب القوات الروسية، وسط شائعات عن افتتاح مكتب لميليشيا «فاغنر» في بلغراد. وفي إطار إظهار حجم التأييد لموسكو بين الصرب، أشار التقرير إلى نتائج استطلاع نشره مكتب البحوث الاجتماعية (بيرودي) في 13 فبراير الحالي؛ إذ أظهر أن 71.8 في المائة ممن شملهم الاستطلاع يعارضون فرض عقوبات على روسيا. وأنه بالنسبة إلى غالبية الصرب، يجب أن تظل صربيا محايدة في الصراع (بين روسيا والغرب)، وإذا كان من الضروري الاختيار بين الغرب وروسيا، فإن الثلث فقط سيختار المعسكر الغربي.

 

ستولتنبرغ يحث تركيا على قبول طلبي السويد وفنلندا للانضمام للحلف «بنفس الوقت»

بروكسل/الشرق الأوسط/15 شباط/2023

حث الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ اليوم (الأربعاء)، تركيا العضو في الحلف، على الموافقة على طلبي انضمام فنلندا والسويد إلى التكتل الدفاعي في نفس الوقت. وقال للصحافيين: «دعوتهم على مدار أشهر للموافقة على كليهما في نفس الوقت»، مضيفاً أن القرار يعود لتركيا في نهاية المطاف ما إذا كانت ستوافق على انضمام الدولتين في نفس الوقت أم لا، وقال: «هذا قرار تركي». ويعارض الرئيس التركي رجب طيب إردوغان طلب السويد بالذات بسبب ما قال إنه إيواؤها عناصر من حزب العمال الكردستاني المحظور في بلاده والذي تصنفه أنقرة جماعة إرهابية.

 

قلق غربي واسع إزاء قرار إسرائيل بناء مستوطنات جديدة

واشنطن: علي بردى - تل أبيب: نظير مجلي/الشرق الأوسط/15 شباط/2023

بينما اتخذت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس قرارات بالمضي في بناء مستوطنات جديدة في الضفة، أعرب وزراء خارجية خمس دول غربية، أمس، عن «قلقهم البالغ» حيال هذا القرار، محذرين من أن ذلك سيقوض الجهود المبذولة لتحقيق «حل الدولتين». وقال وزراء خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا، في بيان مشترك، إنهم «منزعجون بشدة» من إعلان الحكومة الإسرائيلية، وإنهم «يواصلون دعم سلام شامل وعادل ودائم في الشرق الأوسط، الذي يجب تحقيقه من خلال المفاوضات المباشرة بين الأطراف». وشددوا على أن «الإسرائيليين والفلسطينيين يستحقون العيش بسلام، مع تدابير متساوية من الحرية والأمن والازدهار»، مكررين التزام بلدانهم «مساعدة الإسرائيليين والفلسطينيين على تحقيق رؤية إسرائيل مندمجة بالكامل في الشرق الأوسط، تعيش جنباً إلى جنب مع دولة فلسطينية ذات سيادة وقابلة للحياة». ولفتوا إلى أنهم «يواصلون مراقبة التطورات على الأرض من كثب، التي تؤثر على جدوى حل الدولتين والاستقرار في المنطقة كلها».وكانت حكومة نتنياهو قد قررت المضي في توسيع المستوطنات في الضفة الغربية، بما لا يقل عن 9409 وحدات سكنية، وفي الوقت نفسه زيادة هدم البيوت الفلسطينية في القدس الشرقية والمناطق «ج» من الضفة، رغم الانتقادات الحادة التي صدرت في واشنطن والعواصم العربية والغربية. وقال مصدر في تل أبيب، إن الحكومة الإسرائيلية التي تعرف أن هدم البيوت الفلسطينية وبناء الوحدات السكنية للمستوطنين اليهود، يشعلان التوتر ويقودان إلى تصعيد شديد وخطير، قررت التعاطي مع الغضب الفلسطيني بمزيد من القوة والبطش، ونقلت 3 سرايا في قوات الاحتياط التابعة لوحدة حرس الحدود إلى القدس الشرقية، وأرسلت 70 في المائة من الوحدات القتالية في الجيش إلى الضفة. انزعاج أميركي ـ أوروبي من خطط الاستيطان الجديدة في الضفة

 

تحقيق يكشف: فريق قرصنة إسرائيلي تدخّل بأكثر من 30 عملية انتخابية حول العالم/الوحدة معروفة باسم «فريق خورخي» ويديرها عنصر سابق في القوات الخاصة الإسرائيلية

باريس/الشرق الأوسط/15 شباط/2023

كشف تحقيق جديد عن فريق من الإسرائيليين الذين يزعمون أنهم تلاعبوا بأكثر من 30 عملية انتخاب حول العالم باستخدام القرصنة والمعلومات المضلّلة الآلية على وسائل التواصل الاجتماعي، وفقاً لتقرير لصحيفة «الغارديان». يدير الوحدة تال حنان؛ وهو عنصر سابق في القوات الخاصة الإسرائيلية يبلغ من العمر 50 عاماً ويعمل الآن بشكل خاص باستخدام الاسم المستعار «خورخي»، ويبدو أنه كان يعمل تحت الرادار في الانتخابات في بلدان مختلفة لأكثر من عقدين من الزمن. كُشف عن أعمال حنان من قِبل اتحاد الصحافيين الدوليين. وجرى التدقيق بعمل حنان ووحدته، التي تستخدم الاسم الرمزي «فريق خورخي»، من خلال لقطات سرّية ووثائق جرى تسريبها إلى صحيفة «الغارديان». لم يردَّ حنان على أسئلة تفصيلية حول أنشطة وأساليب فريق خورخي، لكنه قال: «أنكر ارتكاب أي مخالفات». ويكشف التحقيق عن تفاصيل غير عادية حول كيفية استخدام الفريق المعلومات المضللة، وإدارة خدمة خاصة للتدخل سراً في الانتخابات دون أي أثر. تعمل المجموعة أيضاً مع عملاء من الشركات. وأخبر حنان المراسلين السريين أن خدماته، التي يصفها آخرون بـ«العمليات السوداء» ، كانت متاحة لوكالات المخابرات والحملات السياسية والشركات الخاصة التي أرادت التلاعب بالرأي العام سراً. وقال إنه جرى استخدامها في جميع أنحاء أفريقيا وأميركا الجنوبية والوسطى والولايات المتحدة وأوروبا. وإحدى خدمات «فريق خورخي» الرئيسية هي حزمة برامج متطورة أو Advanced Impact Media Solutions، والتي ترتبط بجيش ضخم من آلاف الملفات الشخصية المزيفة على مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك، إنستغرام، تليغرام، لينكد إن، يوتيوب، وغيرها).

*قضية مباركي

كشف تحقيق أجرته مجموعة دولية تضم 100 صحافي أن القضية التي استهدفت مقدِّم البرامج في شبكة «بي إف إم تي في» رشيد مباركي، المتهم بالخضوع لتأثير خارجي، مرتبطة بمشروع ضخم للتضليل تديره شركة إسرائيلية. وقال المدير العام للشبكة الإخبارية مارك أوليفييه فوجييل، لإذاعة «فرانس إنتر»، بعدما فتح تحقيقاً داخلياً وأوقف الصحافي، البالغ من العمر 54 عاماً، عن العمل: «لا شك في أن (بي إف إم) هي ضحية في هذه القصة، عندما يتخطى أحد موظفينا التسلسل الهرمي، فهذا يطرح مشكلة». وأفاد التحقيق، الذي أجرته مجموعة صحافيي «فوربيدن ستوريز» التي أسهمت فيها عن فرنسا وحدة التحقيق في صحيفة لوموند، وإذاعة فرنسا «راديو فرانس»، بأن هذه القضية مرتبطة بمشروع ضخم للتضليل تديره شركة إسرائيلية تبيع خدماتها في جميع أنحاء العالم؛ وهي «فريق خورخي». وتمكّن الصحافيون الاستقصائيون من مقابلة مسؤول بهذه الخلية في إسرائيل، وقد أكد لهم، مدعِّماً ذلك بعرضٍ أمامهم، أنه يستطيع أن يُحدث بشكل آلي حسابات مزوَّرة على الإنترنت وكتابة محتوى على شبكات التواصل الاجتماعي أو قرصنة بريد إلكتروني أو حسابات على تطبيق «تلغرام»؛ للتأثير على الحملات الانتخابية خصوصاً. وفي حالة مباركي على قناة «بي إف إم»، كانت الأخبار التي جرى بثها على الهواء تتعلق بالأثرياء الروس القريبين من السلطة، والسودان والكاميرون والصحراء الغربية «لحساب عملاء أجانب»، وفقاً للتحقيق. وكانت القناة الإخبارية الأولى في فرنسا قد فتحت تحقيقاً داخلياً في يناير (كانون الثاني) الماضي بسبب شبهات ضد رشيد مباركي. وقال فوجييل إن مباركي «تمكّن من طلب (بعض) الصور في اللحظة الأخيرة لتوضيح الأنباء، عندما ينشغل رئيس التحرير بأمر آخر وبث كل نشرته». واعترف مباركي بأنه «استخدم معلومات جاءته من مُخبرين» من دون أن يتبع «بالضرورة المسار المعتاد للتحرير». وأضاف أن «الأخبار كانت كلها صحيحة وتم التحقق منها... لا أستبعد أي شيء، قد أكون تعرضت للخداع، لكن لم أشعر بأن الأمر كذلك، أو أنني كنت جزءاً من عملية احتيال. لو عرفت لَما فعلت ذلك». في أكثر من 6 ساعات من الاجتماعات المسجلة سراً، تحدّث حنان وفريقه عن كيفية جمع المعلومات الاستخبارية عن المنافسين، بما في ذلك استخدام تقنيات القرصنة للوصول إلى حسابات «جي ميل» و«تليغرام». يبدو أن الكثير من استراتيجيتهم يدور حول تعطيل أو تخريب الحملات المنافِسة. تثير الأساليب والتقنيات التي وصفها الفريق، تحديات جديدة لمنصات التكنولوجيا الكبيرة، التي كافحت لسنوات لمنع الجهات المجهولة من نشر الأكاذيب أو خرق الأمن على منصاتها. والدليل على وجود سوق خاصة عالمية في المعلومات المضللة التي تستهدف الانتخابات يقرع أيضاً أجراس الإنذار للديمقراطيات في جميع أنحاء العالم. وقد تسبِّب اكتشافات فريق خورخي إحراجاً لإسرائيل التي تعرضت لضغوط دبلوماسية متزايدة في السنوات الأخيرة بسبب تصديرها الأساليب الإلكترونية التي تقوِّض الديمقراطية وحقوق الإنسان.

 

واشنطن: نقف مع دول الخليج ضد أي تهديد وإيران الخطر الأكبر

بن زايد وبلينكن أكدا الالتزام المشترك بمكافحة التطرف ومجابهة التهديدات التي تواجه المنطقة

واشنطن، أبوظبي، عواصم – وكالات/15 شباط/2023

 أكد المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية جون مور أن الولايات المتحدة تقف مع دول الخليج ضد أي تهديد لأراضيها أو شعوبها، معتبراً في الوقت ذاته أن إيران أكبر تهديد للأمن والاستقرار بالمنطقة. وقال مور في تصريحات لموقع “العين الإخبارية” الإماراتي، إن الولايات المتحدة تظل ملتزمة تجاه شركائها في المنطقة، حيث إن مثل هذه الشراكة تظل ذات أهمية قصوى للأمن والاستقرار الإقليميين، مضيفا أنه في السنوات الماضية، كان الالتزام الأميركي بالمنطقة يقاس بعدد الجنود على الأرض، ولكن الزمن تغير واستمرت القيادة المركزية الأميركية في الوقوف جنباً إلى جنب مع حلفائها وشركائها، لهزيمة وردع السلوكيات الخبيثة وجميع التهديدات الحاسمة، مشددا على أن القيادة المركزية ستظل ملتزمة بشراكاتها الإقليمية وهدفها تعزيز السلام والأمن في المنطقة. وبشأن أخطر التهديدات التي تواجه الشرق الأوسط، أكد مور أن إيران تعتبر أكبر تهديد للأمن والاستقرار الإقليميين، موضحا أن طهران تزود وكلاءها في المنطقة بالأسلحة وتوجههم للانخراط في أعمال إرهابية لتقويض الحكومات المحلية. وقال: “نراقب باستمرار تيارات التهديد في المنطقة، ونبقى على اتصال دائم مع شركائنا، ومن ضمن ذلك القوات المسلحة السعودية، وعند اقتضاء الحاجة فلن نتردد في اتخاذ إجراءات للدفاع عن قواتنا أو شركائنا في المنطقة”.

وفي السياق نفسه، أكد مور عمق ومتانة الشراكة الدفاعية طويلة الأمد بين القيادة المركزية الأميركية والقوات المسلحة الإماراتية، مشدداً على وقوف الولايات المتحدة مع أبوظبي ضد أي تهديدات. في غضون ذلك، أكد وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد ونظيره الأميركي أنتوني بلينكن، الالتزام المشترك بمكافحة التطرف ومجابهة التهديدات التي تواجه الطرفين في منطقة الشرق الأوسط، كما شددا على مواصلة العمل لتعزيز الاتفاق الإبراهيمي وضمان نجاحه. ووفق بيان نشرته وكالة الأنباء الإماراتية “وام”، فقد استعرض الوزيران مجموعة واسعة من القضايا الإقليمية والدولية والعلاقات الثنائية بين البلدين، إضافة إلى سبل خفض التصعيد بين الإسرائيليين والفلسطينيين، والجهود المتواصلة لتقديم المساعدات الإنسانية اللازمة للمتأثرين بالزلازل الذي ضرب تركيا وسورية. وأكد بلينكن أن الإمارات “شريك ستراتيجي وثيق للولايات المتحدة ونحن نعمل معا لدفع قضية السلام الإقليمي وتحقيق الاستقرار والأمن”، قائلا “نتطلع بشدة إلى استضافة الإمارات لمؤتمر الأطراف القادم والعمل المهم الذي نقوم به أيضا معا”. من جانبه، قال الشيخ عبد الله بن زايد إن لدى بلاده علاقة رائعة ومتنوعة مع الولايات المتحدة الأميركية، ويجب أن نفخر بكل ما حققناه معا ليس كحكومات فقط بل كشعوب أيضا، معربا عن أمله في ان تشهد العلاقات بين البلدين تحقيق المزيد في المستقبل. كما أكد الوزير الإماراتي التزام بلاده الصارم بمعالجة آثار التغير المناخي، والتعاون بشأن العديد من المبادرات الثنائية التي تهدف لتيسير الانتقال السلس لمصادر الطاقة المتجددة وزيادة الاستثمارات في مجال الزراعة والنظم الغذائية المتكيفة مع المناخ، بحسب الوكالة. بدوره، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس في بيان إن بلينكن ووزير خارجية الإمارات ناقشا التطورات الإقليمية الأخيرة، مثل حاجة الإسرائيليين والفلسطينيين لاتخاذ خطوات عاجلة لمنع المزيد من تصعيد العنف واستعادة الهدوء.

 

الأوروبي” يفرض عقوبات جديدة ضد إيران لدعمها روسيا

ستراسبورغ، طهران، عواصم – وكالات/15 شباط/2023

 كشفت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أمس، عزم الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على إيران تتصل بدعمها حرب روسيا في أوكرانيا، معلنة خلال الجلسة العامة للبرلمان الأوروبي في ستراسبورغ، أن مئات الطائرات المسيرة الإيرانية الصنع تستخدمها روسيا في ساحات القتال بأوكرانيا، موضحة أنه “لهذا السبب وللمرة الأولى نقترح أيضا فرض عقوبات على المنظمات الإيرانية، بما في ذلك المرتبطة بالحرس الثوري”. من جانبها، أعلنت الخارجية النيوزيلندية فرض عقوبات جديدة على إيران لتزويدها روسيا بطائرات مسيرة، ولاستخدام السلطات الإيرانية القوة ردا على الاحتجاجات السلمية ومنها تنفيذ أحكام الإعدام. وقالت وزيرة الخارجية النيوزيلندية نانايا ماهوتا، في بيان على موقع الخارجية النيوزيلندية، “تدين نيوزيلندا جميع الأفراد والكيانات الذين يدعمون الغزو الروسي غير القانوني وغير المبرر لأوكرانيا.”، مضيفة أن تزويد إيران روسيا بالطائرات المسيرة يهدد سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها، وهذه الطائرات تستهدف المدنيين والبنية التحتية الحيوية وتسبب المعاناة والدمار للشعب الأوكراني

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لبنان كان يُقرض كندا والهند والبنك الدولي .. هل تصدقون؟

توفيق شومان/فايسبوك/15 شباط/2023

يُصاب المرء بحيرة عاصفة حين ينظر إلى طريقة إدارة غالبية السياسيين اللبنانيين في إدارة بلادهم وكيف أنزلوها من رفعة العز إلى قاع الفاقة ، وتضرب الحيرة ما تبقى من رصانة حين يقارن بين الإنحدار المريع للعملة الوطنية وبين موقعها الماضي في المرتبة الرابعة عالميا ، أو بين ما يشترطه صندوق النقد الدولي على لبنان لتشحيذه ثلاثة مليارات دولار وبين الشروط التي كانت تفرضها المصارف اللبنانية على "البنك الدولي " الذي كان يقترض منها . 

في الأدبيات السياسية السائدة ، أن انهيار لبنان ليس سوى نتيجة لسحب الدور الذي أعطي له في مرحلة من المراحل ، وهذه الأدبيات غير العلمية وغير العقلانية تتغافل عن قصد أو عن قصور أن الدور يؤخذ ولا يُعطى ، فالبيئة العلمية والثقافية والمالية والإقتصادية التي ميزًت لبنان في مرحلة ما قبل الإستقلال وحتى عام 1975، لم يكن لها نظير عربي إلا في مصر، ولذلك تجاذبت البيئتان اللبنانية والمصرية أنظار العالم إلى أوائل الخمسينيات الماضية .

 ولكن مع حركة التأميم التي اعتمدتها مصر بعد عام 1952، غدا لبنان متفردا ومنفردا ببيئة جاذبة لرؤوس الأموال والوكالات والشركات والإستثمارات الإقليمية والدولية فتعزز شأنه وأضيف إلى بيئته الأصلية عناصر التميز المضاعفة التي لم يبرز لها شبيه في دولة عربية وربما في دول العالم الثالث ، وبذلك تحولت الليرة اللبنانية إلى عملة دولية واستطاعت البيئة المحلية المؤهلة والكفوءة أن تجعل لبنان صندوق المال الإقليمي وأحد أهم صناديق المال الدولية .

كتب الوزير اللبناني الأسبق الياس  سابا في مجلة " الرائد العربي" ـ شباط / فبراير 1961 ـ  فقال " في مجال تثبيت قيمة نقده الخارجية ، على لبنان أن يقوم بكل ما من شأنه أن يعزز الليرة اللبنانية كنقد مناطقي يشمل الشرق العربي بكامله "، وهذه التوصية أو الخلاصة تقترب من الدعوة إلى تحويل العملة اللبنانية  إلى مثيل " اليورو " الأوروبي  الذي لم يكن مسموعا به في تلك الفترة على الإطلاق ، وهذه القوة التي كانت عليها الليرة اللبنانية استمرت على جادتها الصاعدة في السنوات اللاحقة ومعها تبوأت ليرة لبنان المرتبة الرابعة عالميا مثلما جاء في تقرير نشرته صحيفة " الحياة " اللبنانية في العشرين من شباط / فبراير 1965 حيث ورد فيه : 

" وصل إلى الدوائر الرسمية تقرير القسم المالي العالمي في الأمم المتحدة عن أوضاع البلدان الستة في الفئة المالية العالمية الأولى ، من حيث الودائع والقوة المالية ، وقد احتل لبنان بين البلدان الستة الأوائل المقام الرابع عالميا والأول في الشرق الأوسط ".

بعد  شهرين من أزمة " بنك أنترا "  نقلت صحيفة " الحياة " في الثالث والعشرين من كانون الأول / ديسمبر 1966 عن " مصدر اقتصادي مطلع أن البلاد قد تغلبت على الأزمة بفضل وعي المواطنين والإجراءات السريعة التي وضعتها الحكومة لمجابهتها ، ونود أن نلاحظ بأن الأزمة وُضعت في مستوى غير حقيقي والدليل أن التغطية الذهبية في لبنان ما تزال تبلغ 86 في المئة وهي من أعلى النسب في العالم ، والبلاد تخطت الأزمة عمليا بسبب مكانة لبنان المنيعة ومركزه وموارده وقوة النقد اللبناني الناتجة عن قوة الطلب عليه ".

وعلى هذه الحال ، تجاوز لبنان أزمة " بنك أنترا " بسلامة (180post) ثم تجاوز مخاطر حرب الخامس من حزيران / يونيو 1967 ، وبحلول السبعينيات عمل " البنك الدولي " على الإقترض من المصارف اللبنانية وكذلك الأمر مع الهند وكندا ، وشروحات ذلك تظهر في التالي : 

ـ 1 ـ " البنك الدولي " : في التاسع من كانون الأول / ديسمبر 1972ذكرت صحيفة " الأنوار " البيروتية أن رئيس الجمهورية " سليمان  فرنجية بحث مع رئيس جمعية المصارف السيد جوزيف جعجع الأوضاع المصرفية والقرض الذي ستمنحه المصارف إلى البنك الدولي بالليرة اللبنانية " وفي 17 ـ 12 ـ 1972 نسبت " الأنوار " إلى  مصادر مالية قولها " إن هناك قروضا بالليرات اللبنانية ينتظر الكشف عنها قريبا على غرار القرض الذي ستكتتب به المصارف لتقديمه إلى البنك الدولي " ، وأعلن جعجع ( " الأنوار" ـ 28 ـ 12 ـ 1972) بعد زيارته للرئيس سليمان فرنجية " تم الإتفاق مع البنك الدولي لإقراضه ".

وكانت صحيفة " النهار " اللبنانية قد كشفت في الأول من كانون الأول /  ديسمبر 1972 عن اتصالات جرت " في الفترة الأخيرة  مع كبار المسؤولين في صندوق الضمان الإجتماعي حول إمكان إقراض الصندوق البنك الدولي مبلغ 30 مليون دولار بالليرات اللبنانية من أصل المبالغ المتوافرة لديه من تعويضات نهاية الخدمة ، ومبلغ الثلاثين مليون دولار من صندوق الضمان هو غير مبلغ العشرين مليون دولار الذي تفاوضت جمعية مصارف لبنان بشأنه مع مسؤولي البنك الدولي " و قالت الصحيفة (22 ـ 12 ـ 1972) ذاتها "  عقد ممثلو المصارف التي أبدت رغبتها في الإكتتاب بالقرض المنوي تقديمه إلى البنك الدولي اجتماعا في فندق بريستول تدارسوا فيه نتائج الإتصالات مع مسؤولي البنك الدولي ، وأبلغت جمعية المصارف أن مجموع المبالغ التي أبدت المصارف رغبتها في الإكتتاب بها وصلت إلى 89 مليون ليرة في حين أن القرض المتفق عليه مبدئيا هو في حدود الستين مليون ليرة ". 

وعندما بدأت المفاوضات كان ل " البنك الدولي " شروطه وللمصارف اللبنانية شروطها ،  وعرضت " النهار " في عددها المسبوق ذكره آليات المفاوضات فأظهرت " أنه من خلال الإتصالات التي أجراها رئيس جمعية المصارف أن البنك الدولي يطلب أن تكون مدة القرض 7 سنوات وأن يدفع القسط الأول بعد خمس سنوات ، في حين كان الإتفاق المبدئي على تسديد القرض في مهلة خمس سنوات ، وفي حال إصرار البنك الدولي على شروطه ، فإن الكثير من المصارف الوطنية ستضطر إلى سحب عروضها ".

وبعد  التوصل إلى اتفاقية القرض كتبت " النهار" في الثالث عشر من كانون الثاني / يناير 1973 " وصلت المبالغ التي اكتتبت بها المصارف العاملة في لبنان لتقديم قرض إلى البنك الدولي بالليرات اللبنانية إلى 75 مليون ليرة ، وجاء هذا الإقبال على الإكتتاب بعد تذليل العقبات وموافقة البنك الدولي على جعل هذه المدة خمس سنوات بدل سبع سنوات ".

بطبيعة الحال أدت عملية الإقتراض إلى مضاعفة قوة الليرة الوطنية وارتفاع الإقبال على تداولها فتحدثت " النهار" في عددها المؤرخ في 22 ـ 1ـ 1973عن " اشتداد الطلب على الليرة اللبنانية بسبب قرض البنك الدولي "  وفي مؤتمر صحافي عقده رئيس جمعية المصارف جوزيف جعجع ( " النهار " ـ  24 ـ 1 ـ 1973) قال :

" إن القرض هو الأول من نوعه في لبنان وتبلغ قيمته 75 مليون ليرة بفائدة 7،6في المئة ويستحق بعد خمس سنوات ، وهو يتمثل بسندات لحاملها تُرفق بها قسائم الفوائد ، ويُدفع رأس المال في بيروت بالليرات اللبنانية ويُطبق عليه القانون اللبناني ويخضع للمحاكم اللبنانية ".

ـ 2 ـ الهند : في الحادي عشر من كانون الأول/ ديسمبر 1972 جرى التوقيع على اتفاقية قرض من المصارف اللبنانية إلى "بنك دولة الهند " وتطرقت صحيفة " الأنوار" إلى ذلك في اليوم التالي فقالت " تم أمس في فندق فينيسيا توقيع اتفاقية قرض بمبلغ 15 مليون ليرة لبنانية بين الدكتور رفيق الأخرس المدير العام لبنك المشرق والسيد ديولا لكار مدير القسم الدولي لدى بنك دولة الهند ، ويُعتبر هذا القرض الذي اشترك بتمويله 16 مصرفا الأول من نوعه بإعتبار أنه أعطي وسيُسترد بالعملة اللبنانية  بفائدة  7،5في المئة لمدة خمس سنوات ، تُسدد على دفعات كل منها لمدة ستة أشهر". 

وتناولت صحيفة " النهار" هذه الإتفاقية فأشارت إلى" توقيع اتفاق القرض الذي أصدره بنك المشرق لمصلحة بنك الدولة الهندي لمدة 5 سنوات بمبلغ 15 مليون ليرة لبنانية ، وقال الدكتور الأخرس إن قرض ال15مليونا سيكون نقطة البداية ، وشكر ديولا لكار مدير القسم الدولي لدى بنك دولة الهند  المصارف اللبنانية وبيًن أهمية الخطوة على صعيد العلاقات بين لبنان والدول العربية والهند " ، وهذا المصرف ( " الأنوار " ـ 28 ـ12 ـ1972 ) لديه " مئة ألف موظف في أربعة آلاف فرع يبلغ مجموع الودائع فيها ثلاثة مليار دولار".

صحيفة " الأنوار" كانت سألت قبل توقيع الإتفاقية (3 ـ12 ـ 1972) عددا من الخبراء المصرفيين والإقتصاديين عن قراءتهم  لإقتراض " بنك الدولة الهندي"  من المصارف المحلية بالليرة اللبنانية فقال جوزيف جعجع  إن هذا القرض لا يخرج عن نطاق الإنفتاح على العالم بالليرة اللبنانية ، ورأى الرئيس السابق للجنة المالية البرلمانية جوزيف شادر للمرة الأولى تُقرض المصارف في لبنان مؤسسة رسمية هي بنك دولة الهند وبالليرات اللبنانية ، وهذا موضع فخر واعتزاز، ويرى وزير الإقتصاد السابق رفيق نجا  أن الميزة الأولى والأهم للقرض أنه يُعطى بالنقد اللبناني ، واكتفى رئيس لجنة مراقبة المصارف الدكتور سليم الحص ـ رئيس الحكومة اللبنانية لمرات عدة ـ بالتعليق قائلا إنه بادرة خير للإقتصاد اللبناني لا سيما وأنه يُعطى بالعملة اللبنانية ".

ـ 3 ـ كندا : قالت صحيفة " النهار" في الثامن والعشرين من تشرين الأول / اكتوبر 1972" استقبل الرئيس فرنجية أمس رئيس جمعية المصارف الشيخ جوزيف جعجع الذي عرض له نتائج الرحلة الإستطلاعية التي قام بها الوفد المصرفي اللبناني إلى الولايات المتحدة وكندا واستغرقت ثلاثة أسابيع ، وعلمت النهار أن المسؤولين الكنديين أبدوا استعدادهم للإقتراض من لبنان وبالعملة اللبنانية ، وذلك بعد أن يكون البنك الدولي خطا خطوته في هذا المجال". 

وفي تعليقها على الإقتراض الدولي بالليرة اللبنانية قالت صحيفة " القبس " الكويتية في التاسع والعشرين من آذار / مارس 1973 " ارتفعت ودائع البنوك اللبنانية في الخارج رغم الإتجاه نحو تحويل بعض الأرصدة إلى الليرة اللبنانية ودخولها الأسواق المالية كعملة دولية ، وزاد إقراض البنوك اللبنانية للخارج  بالليرات اللبنانية، فتمت صفقة بين بنك المشرق وبنك الهند، وفي الشهر  الماضي أعلن بنك عودة عن قرض لشركة رينو الفرنسية للسيارات ، وساهمت بنوك لبنانية اخرى في تقديم قرض كبير إلى البنك الدولي ".

ونشرت  صحيفة " فاينشال تايمز " الإقتصادية البريطانية ملفا مؤلفا من خمس صفحات عام 1972عن الإقتصاد اللبناني وساهم فيه الياس سابا ،  ونقلت صحيفة " الرأي " الأردنية (8ـ 12 ـ 1972) مقتطفات منه جاء فيها " قال الدكتور الياس سابا النائب السابق لرئيس الوزراء في لبنان ، إن بلاده تنعم برخاء اقتصادي ، وقال إن رخاء الأوضاع الإقتصادية وعودة الثقة بالإستقرار السياسي والإجتماعي والإستقرار النسبي لليرة اللبنانية ، كل هذه أسهمت في نشاط الأوضاع النقدية والمصرفية ".  

أخيرا : عن الليرة والدولار في السبعينيات : 

في التاسع عشر من أيار / مايو 1973 كتب رؤوف أبو زكي في صحيفة " النهار" فقال :

"  يجتاز الدولار في سوق بيروت المالية وضعا حرجا ، إن الأزمة لم تعد أزمة انخفاض في سعر الدولار في بيروت فحسب ، بل هي كذلك أزمة ارتفاع في قيمة الليرة اللبنانية وما يتبع ذلك من مضاربة على هذه الليرة قد تفوق طاقة لبنان على تحملها ، وأمس خرج مصرف لبنان عن صمته وانتقل من مرحلة درس حركة النقد في السوق ومراقبتها إلى مرحلة التدخل في مجرى هذه الحركة ، في محاولة للحد من التدهور السريع في سعر الدولار وتخفيف الضغط على الليرة ".

كانت الليرة تناطح الدولار وتغلبه

كانت فوق وصارت أدنى من تحت

من الذي ينظم لنا نشيد القهقرى ؟

من الذي يعزف لنا نشيدا مطلعه إلى الوراء در ؟

 

الموارنة...والدّولة الجديدة

بول ناصيف عكاري/النهار/15 شباط/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/115769/%d8%a8%d9%88%d9%84-%d9%86%d8%a7%d8%b5%d9%8a%d9%81-%d8%b9%d9%83%d8%a7%d8%b1%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%88%d8%a7%d8%b1%d9%86%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%91%d9%88%d9%84%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ac/

أحوال البلاد تؤكّد، بما لا لبس فيه، نظريّة إبن خلدون بأنّ عمر الدّولة هو مئة عام. لبنان الكبير على مشارف النّهاية، ونشهد على آخر فصوله. لا بدّ أنّ دولة جديدة ستولد قريبًا. هل للموارنة المنكوبين أيّ دور رياديّ وفعّال، كعادتهم، في استنباط الدّولة المرجوّة؟

الموارنة عاصروا دولتين في القرنين الماضيين. الأولى، امتدّت من أيّام إبراهيم باشا لغاية سقوط الدّولة العثمانيّة، والّتي اتسمت بمجازر دمويّة بحقّهم، ترقى إلى مستوى الجرائم ضدّ الإنسانيّة، بتغطية ومساهمة فعّالة من الأتراك ومن والي دمشق تحديدًا. سياسيّا، تمخّضت تلك الأحداث عن إقامة نظام المتصرفيّة حيث نعم اللبنانيّون بنوع من الاستقرار وهناء العيش.

الطامّة أنّ الدّولة انتهت، بإبادة إنسانيّة لمجتمع بكامله من خلال جريمتين موصوفتين ضدّ الإنسانيّة؛ مجاعة ظالمة تسبّب فيها، عن سابق تصوّر وتصميم، حقد العثمانيّين وتعصّبهم الدينيّ، وساهم بها الأوروبيّون، إلى حدّ ما، بحصارهم البحريّ. هذه الدولة الطورانيّة الإرهابيّة المتعصّبة، أجادت وأمعنت في تعذيب وظلم وتجويع وترويع أهالي جبل لبنان الموارنة، حيث تمكّنت من إفناء ثلثهم. بالتّزامن، تمكّن الأتراك من سرقة أموال أهالي الجبل وجنى عمرهم، بالتّكافل والتّضامن مع المرابين والصّرّافين والفاسدين، والمحتكرين من تجّار المدن الأساسيّة. تمكّنوا من الأهالي من خلال قانون "الموراتوريوم"، والمساهمة في انهيار قيمة العملة الورقيّة للدّولة العثمانيّة، التي فقدت حوالي التّسعين بالمئة من قيمتها خلال سنتين. استُبدلت، بالقوّة والتعسّف والتّرهيب، مدّخرات أهالي الجبل من ذهب ومعادن بتلك العملة البالية، مترافقة مع قيام سوق سوداء للمتاجرة بالنّقد. ناهيك عن الجند الألمانيّ، الذي ساهم في ارتفاع أسعار الموادّ الغذائيّة وفقدانها من الأسواق. انتهت المتصرّفية وزالت السّلطنة! الأهمّ من كلّ ذلك، لولا وقوف الكنيسة ورهبانها مع شعبهم لكان الموارنة في خبر كان...

الثّانية، بدأت مع الانتداب الفرنسيّ وقيام "دولة التجّار". نعمت تلك الدولة اليافعة بحقبة قصيرة من الازدهار والبحبوحة ورغد العيش، في مرحلة عرفت بحقبة "المارونيّة السياسيّة". من ثمّ، توالى على هذه الدّولة الناصريّ والفلسطينيّ والسوريّ البعثيّ، وحاليّا الفارسيّ بالتعاون الوثيق مع اليهوديّ، بمعاونة خونة من عملاء ومرتزقة محليّين. من نتائج تلك الحروب العبثية، تنكيل اللبنانيّين بعضهم بالبعض الآخر من خلال أعمال شريرة وظالمة. ومن سخرية القدر، وكالعادة، دفع الموارنة الفاتورة، وخصوصًا أهالي الجبل من خلال المجازر (ضدّ الإنسانيّة) التي ارتكبت بحقّهم وتهجيرهم، وسرقة أرزاقهم، وتهديم منازلهم وكنائسهم.

واستكمالًا لإنهاء الدّولة، وعن سابق تصوّر وتصميم، تمكّنت، بعد أن تمسكنت، #المنظومة_المافياوية المؤلّفة من #عصابة_الستة، وبقيادة "الثّنائيّ الشّيعيّ"، وبتخاذل من أبناء الصبحا والسوالم، من الشّعب اللبنانيّ ودولته، من خلال جريمتين لم يشهد التّاريخ الإنسانيّ مثلهما. الأولى، تمثّلت في سرقة ونهب أموال اللّبنانيّين وجنى عمرهم وأرزاقهم ومشاعاتهم. بالتّوازيّ، أمعنت تلك المنظومة، في نهب الدّولة وتدمير مؤسّساتها، وتدمير الاقتصاد، وتهجير الآلاف المؤلّفة من المواطنين العزّل. انهارت العملة، وفقدت حوالي التّسعين بالمئة من قيمتها خلال السّنتين الأخيرتين. استعرت السوق السّوداء، فقد الدّواء واحتكرت الموادّ الغذائيّة، واضمحلّت الخدمات الأساسيّة، وأضحى الشّعب ذليلًا خانعًا راضيًا...

بالتّزامن مع السّرقات والنّهب والفساد والنّصب والقتل، تمكّنت المنظومة الحقودة المتعصّبة المجرمة، والّتي تعتاش من مداخيل الجريمة المنظّمة والمعونات الإلهيّة، من تدمير نصف العاصمة من خلال مجزرة تفجير المرفأ ونكبة بيروت، والّتي تعتبر إبادة إنسانيّة لمجتمع بكامله وجريمة موصوفة ضدّ الإنسانيّة. 

هذه المنظومة خلقت من رحم زواج إبليسيّ بين نظامي البعث والوليّ الفقيه. تستمدّ قوّتها الشيطانيّة من إله اخترع لهذه المهمّة، والّذي أغدق عليها السّلاح الطّاهر (نفس المفهوم اليهوديّ الكلاسيكيّ)، والأموال الطاهرة المطبوعة في الجنّة، ومن الفتاوى الّتي تبيح المحظورات، وهي طريقة فعّالة لخداع تعاليم الإله الحقيقي. بكلّ بساطة، هذه المنظومة تنتمي وتعمل لدى "جماعة المرابين العالميّين" وتنفّذ إملاءاتها خانعة خاضعة.

مع زوال الدّولة، نأمل زوال البعث والوليّ الفقيه! الأهمّ من كلّ ذلك، الكنيسة ورهبانها في خبر كان، والموارنة في أحلك أيّامهم لأنّ بعضًا من الموارنة "السّوالم"، بلّ معظمهم، تواطأوا مع المنظومة والممانعة على حساب شعبهم ووطنهم، من أجل هيكل كرسيّ مهترئ....

العبرة من هذه المقاربة، أنّ الموارنة يتعرّضون، كلّ مئة عام، إلى ما يقل عن ثلاثة أنواع من الجرائم المتوحّشة البشعة، من إبادة ومجاعة وتنكيل ونهب. على مرّ التّاريخ، لم يتعرّض أيّ شعب لما تعرّض له أبناء مارون. والمحزن، أنّ الذّاكرة الجماعيّة للموارنة ضعيفة جدًّا، ويعيشون في حالة نكران دائمة ومستمرّة. والمخزي، أنّهم لم يستفيدوا من عبر الماضي للمحافظة على كيانهم الانتروبولوجيّ اللّبنانيّ وتطويره. الكنيسة والرهبان كانوا على الدّوام صمّام الأمان لأمّتهم، والمثل الصالح في ترسيخ مفاهيم القداسة والقيم والتضامن الاجتماعيّ الإنسانيّ ضمن الرعيّة والوطن. ولكن، وبعد إخضاعه المؤسسة السياسيّة المسيحيّة، تمكّن "الثّنائيّ" البعثيّ الفارسيّ، بدهائه الشّرّير العبثيّ وتقيّته، من المؤسسة الدينيّة الفاقدة للحصانة الدينيّة والإنسانيّة، بإفسادها بالمعاصي والمحارم. أضحت فضائحها الماليّة والجنسيّة والدينيّة والثقافيّة والمؤسّساتيّة على كلّ لسان، وباتت تنحر ضمير الشعب المعتّر المسكين الّذي يتعرّض للمساءلة ولا يسأل. للتذكير، عندما يشرُد الراعي عن الرعيّة وينكفئ الجيش الأسود ويفشل في تحمّل مسؤولياته، يدخل الموارنة تلقائيّاً في الدرك الجهنّميّ...

يجب على الموارنة أن يحزموا أمرهم باستعادة دورهم الرّياديّ والوطنيّ من أجل الحفاظ على لبنان كوطن يجمع بينهم وبين الطّوائف الأخرى، ضامنًا مصالح كل طائفة ومؤمّنًا العيش الحرّ الكريم الإنسانيّ للجميع. بما أنّ المؤسّستين أثبتتا فشلهما في حماية شعبهم ووطنهم، فلا بدّ  لهما أن تدفعا ثمن تقاعسهما، بالابتعاد طوعًا عن الحياة السياسيّة والوطنيّة والدينيّة وفقًا للتّالي:

• تحت مظلّة بكركي ومجلس البطاركة، يتقدّم من يعرف ب"الزّعماء"، و"القادة"، ورؤساء الأحزاب، باستقالتهم من الحياة السّياسيّة. يسلّم هؤلاء، كلّ في منظومته، القيادة إلى أعضاء كفؤين منزّهين، يؤتمنون على أحوال الموارنة ولبنان خير ائتمان. النوّاب منهم، يظلّون يمارسون دورهم النّيابيّ لحين الانتخابات القادمة، وتكون مهمّتهم محصورة في مساندة الرّئيس العتيد في بناء لبنان، السيّد الحرّ المستقل.

• يطرح المجلس البطاركة  ثلاث شخصيّات من الانتشار لمنصب رئاسة الجمهوريّة، ليصار إلى انتخاب أحدهم ضمن اللعبة البرلمانيّة الديمقراطيّة، شاء من شاء، وأبى من أبى...("الثّنائيّ" و#العونية_البولانجية مثلًا).

• عند انتخاب الرّئيس العتيد، وتأليف الحكومة المرجوّة، تبدأ عمليّة التّنقية الذّاتيّة للمؤسّسة الدينيّة، من الأعلى إلى الأسفل، بابتعاد كلّ من له ملفّ مشبوه، من رهبان وكهنة وكهّان الهيكل، عن الحياة الدّنيويّة والانكفاء، كفّارة عن ذنوبه، إلى الأديار ليستعيدوا "روحيّة قنّوبين"*. ومن ثمّ المواظبة على عناية الرّعيّة دينيًّا ومجتمعيًّا، وإعادة العمل بالبشارة، والعمل على استعادة الأراضي الّتي تخلّى عنها الخونة والجهلة. عندها، ينتخب رؤساء عامّون للرهبنيّات ومجالسها أمثال العظماء السالفين.

• يستقيل البطريرك وفريق عمله المرتهن والفاشل، ويصار إلى انتخاب بطريرك جديد مشهود له بالنّقاء والاستقلاليّة والوطنيّة والشّهامة.

إعادة هيكلة جميع المؤسّسات التّربويّة والتّعليميّة والصّحيّة وما شابه، بهدف خدمة شعبها بفعّاليّة وشفافيّة.

• تعمل المؤسّستان الجديدتان، مع باقي مكوّنات الوطن الشريفة، على بناء الإنسان والمواطن الصالح لحماية وصون الوطن، من "السّوالم" والخونة والمرتزقة والمافيات...

*:وردت في مقال سابق

بول ناصيف عكاري

 

وقفت على البصل؟؟!!

سناء الجاك/نداء الوطن/15 شباط/2023

فشل، حتى الساعة، رئيس مجلس النواب نبيه بري في تأمين النصاب لعقد جلسة تشريعية. والأسباب تتراوح بين رفض فريق من النواب لتجاوز الدستور، الذي يقضي بتحول المجلس إلى هيئة ناخبة، وظيفته الوحيدة انتخاب رئيس للبلاد، وبين المزايدات النابعة من حق المسيحيين بهذا الرئيس، قبل التشريع.. وإلا المقاطعة وصولا إلى الفيدرالية.. وبين الابتزاز لأن في طيات أعمال الجلسة تمديد لقادة أمنيين وموظفين في مناصب عليا، بما يتيح لذوي الجوع العتيق المقايضة لمزيد من التحاصص في عز هذه الحشرة.

المشهد طبيعي ومنتظر في البانوراما السياسية لأهل المنظومة، التي كان سعيها، ومنذ جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، الذي تحل ذكراه الثامنة عشرة، واضح الهدف، وهو تغيير الأولويات، واستبدال الوصاية بالاحتلال.

لذا، وبالتزامن مع "العهر" الدستوري المتواصل، جنّ جنون الدولار الصاعد كالصاروخ إلى أرقام قياسية كارثية، مع تلويح المصارف بالإقفال التام، بما يعني ألا رواتب آخر الشهر، ولا معاملات لتأمين استيراد الضرورات.

وهات على انتعاش لأسواق سوداء، أسفرت عن دخول البصل إلى البورصة، لأن تجاراً يتمتعون بفائض من النزاهة لمَّوا الكميات الموجودة في السوق وصدَّروها إلى حيث يقبضون ثمنها بالدولار الطازج.. بعد تقصير الهند والباكستان عن تغذية الأسواق بهذه السلعة.

وقبل أزمة البصل وبعدها، يزدهر الانهيار غير المسبوق في دولة تتهاوى مرافقها من دون سيادة، ومن دون رجال دولة.

ولعل هذا الواقع هو ما دفع سفراء الاجتماع الخماسي الباريسي إلى التحذير من أن عدم انتخاب رئيس للجمهورية سيرتّب إعادة النظر في مجمل العلاقات مع لبنان. وكأن هذه الدول، وعلى رأسها فرنسا، تحاول إفهام من تلتقيهم، بأنها منحتهم أكثر من فترة سماح، ومكنتهم من الالتفاف على انتفاضة الشعب، ومدّدت حتى تاريخه بقاءهم في السلطة، وتحديدا بعد جريمة تفجير مرفأ بيروت، إلا أنهم لم يستوعبوا ولم يتلقفوا الفرصة، لذا لا بد من اللجوء إلى التهديد بغسل الأيدي من مجرد التعامل معهم ونبذهم، لعلهم يفقهون.

ولعل أصحاب الوجوه السوداء والنفوس الأكثر اسوداداً يتمنون لو أن الزلزال وقع عندنا ليحظوا باهتمام دولي، وليس بتأنيب دولي، حينها لربما كانت ديبلوماسية الكوارث تعيد لهم "برستيجهم"، وتجنبهم هذه البهدلة الآتية من خلف البحار.

فمن حظي بهذا الاهتمام على الرغم من فظاعة جرائم نظامه ليس أحسن منهم. بالتالي كان من الأفضل لهم لو أن الطبيعة جادت عليهم ببعض زلازلها وهزاتها وأعاصيرها التي لا توازي بفظاعتها فطائع مصالحهم القذرة.

وفي حين يبدو أن الحظ لا يضعهم في مرماه هذه الفترة، وأن عليهم أن يطأطئوا رؤوسهم أمام الأجانب المستنفرين لحثهم على أداء واجبهم الدستوري وانتخاب رئيس للجمهورية ومن ثم تشكيل حكومة من دون تكرار مشاهد قرف الحقبة الماضية، لا يلوح في الأفق ما يبشر بالفرج على أسس واعدة.

وجل ما يمكن انتظاره، إذا ما تجاوب أهل المنظومة والحاكم بأمرهم مع مطالب سفراء دول الاجتماع الخماسي، هو صفقة يسمح بها رأس المحور، ويستفيد منها، لأنه الطرف الوحيد الممكن التفاوض معه، في غياب أي حيثية لأصحاب الوجوه السوداء العاجزين عن الحلِّ والربط.

ولنا في ترسيم الحدود البحرية مع العدو الإسرائيلي الغاشم عبرة.

فتاريخنا غنيّ بالسوابق منذ الطائف الذي انحسر تطبيقه لمصلحة الوصاية السورية، وبمباركة دولية.

والظاهر أننا لا نزال في الدائرة ذاتها وان تغيرت هوية الوصاية وتحولت احتلالا. وصارت كل الصفقات بشأن لبنان أسيرة سوق سوداء سياسية، ولن تقتصر أضرارها على السلع الأساسية أو حتى الكماليات.

شو وقفت على البصل؟؟

 

14 شباط 2023 : "لا فرصة إيجابية"

وليد شقير/نداء الوطن/15 شباط/2023

حاول الجمهور الذي التقى الرئيس سعد الحريري على ضريح والده الشهيد رفيق الحريري ثم إلى بيت الوسط بالأمس، أن يتشبّع بحضوره بعد غياب ما يقارب الـ 13 شهراً، من أجل التمسّك بالأمل بإمكان تغيير المعاناة اللبنانية اليومية.

لعلّ من لم يأتوا إلى الضريح أيضاً ممّن يحنّون إلى مرحلة الحريري الأب، ساورهم الشعور نفسه، لأنّ المناسبة تذكّرهم بما سعى إليه رفيق الحريري من نهوض اقتصادي وعمراني خلال سنوات ما بعد الحرب الأهلية، على طريق إعادة بناء الدولة الذي عرف من اغتالوه أنهم بإزاحته يجهضون قيامها. فرفيق الحريري الذي حاولت الوصاية السورية ومؤيدوها في لبنان حصر دوره بالاقتصاد ليترك لهم السياسة الخارجية والداخلية، كان يعرف ماذا يفعل.

إذ كان يردّد حيال من يرفعون الصوت عن حق، ضد انتقاص السيادة، أن الأخيرة لا يمكن أن تتحقق من دون قيام الدولة وتعزيز مؤسساتها، وهذا يصعب الوصول إليه من دون تمتين الاقتصاد والنهوض به، "وهذا ما نفعله". ولربما لهذا السبب قبل الحريري لفترة من الزمن أن يتعايش مع الوصاية على فداحة الأثمان التي يتطلبها ذلك، في انتظار أن يشتدّ عود الدولة اللبنانية. لكنّ خصومه الفعليين في الخارج والداخل، كانوا هم أيضاً يدركون ما يقوم به، ولذلك حاولوا تعطيل خطواته ثم أزاحوه.

لا عجب أن تهترئ مؤسسات الدّولة الإدارية والقضائية والدستورية، ويصيبها العفن الذي يستمر في الحفر في أجسادها الهشّة أصلاً، الواحدة تلو الأخرى، وسط معاندة معظم القيّمين عليها، طالما أن الاقتصاد قد انهار. هذا إذا أراد المرء العودة إلى القاعدة التّي تبنّاها الحريري الأب في نهجه. بل أنّ سبباً من أسباب الانهيار الذي تزداد تداعياته الاجتماعية والحياتية كلّ يوم، أنّه جرى إخضاع الاقتصاد عبر تشابك علاقة قوى داخلية بمصالح خارجية، لمقتضيات الوصاية على القرار السياسي اللبناني ومصادرته.

قد يشي حضور الحريري الإبن الذكرى الثامنة عشرة للاغتيال، وسط الحشود، ولأن لا مجال لإبعاد السياسة عن الضريح، بأنّه مناسبة تمهّد لوصل ما انقطع في العلاقة مع الحلبة السياسية في فترة مقبلة، لكن العودة إلى ما كان قاله في كلمة تعليقه العمل السياسي "التقليدي" وتيار "المستقبل"، تبقي هذه اللحظة رهن المزيد من الوقت. فهو قال في 24 كانون الثاني 2022 في تبرير قراره الابتعاد، إنه "مقتنع أن لا مجال لأي فرصة إيجابية للبنان في ظل (1)النفوذ الايراني و(2)التخبط الدولي، و(3)الانقسام الوطني و(4)استعار الطائفية و(5)اهتراء الدولة".

بصرف النظر عن الظرف الإقليمي الذي يحيط بوقف تعليق عمله السياسي "التقليدي"، لا يبدو أن شيئاً تغيّر في واقع الحال الذي وصّفته الجملة المذكورة، طالما أن لا تسوية سياسيّة تنبئ بإمكان إحداث تغيير في العناصر الخمسة التي تضمنتها تلك العبارة، حتى تكون هناك "فرصة إيجابية" تسوغ العودة إلى الحلبة السياسية. وفي كل الأحوال، فإن الحشد الذي لاقى سعد الحريري أمس ونوستالجيا الجمهور السنّي العريض إلى زعامة تمثّله في التركيبة اللبنانية، تؤدّي إلى طرح السؤال عمّا إذا كان ممكناً أن تحصل تسوية حقيقية تتناول تلك العناصر الخمسة من دون مشاركة الحريرية السياسية في شقها الداخلي، طالما لم تفرز الساحة بدائل.  في خطابه الشهير بتعليق عمله السياسي قال الحريري إن التسويات التي قام بها و "أتت على حسابي" ومنها انتخاب الرئيس ميشال عون، تدعو إلى التساؤل عمّا إذا كانت دعوة الأخير له في اتصاله معه أول من أمس للعودة، قد نجمت عن استيعاب مدى الضرر الذي ألحقه بالحريري على مدى السنوات الثلاث التي تعامل معه خلالها.

قد تكون العودة إلى ما كتبه من واكب الأب والإبن بصمت ووفاء بعيداً عن المصالح والمنافع، الوزير السابق باسم السبع في 13 شباط 2022، مخاطباً رفيق الحريري بكلمة سياسية وجدانية، من أجل وضع اللحظة الراهنة في نصابها. فهو قال عن خروج سعد من الحلبة: "لعلّك شعرت بغصّته... بالغدر الذي تعرّض له... واليأس من التعاون مع قوى اليأس والإنكار والهروب والتعطيل وفنون الكيد السياسي. أفترض أنك فرحت لخروجه من مستنقع لطالما أفصحت أنت عن رغبتك في تركه والتخلّص من طحالبه".

من يلتقون الحريري بعد عودته وقبلها في أبو ظبي ينقلون عنه ارتياحه إلى أنه ليس في سدّة المسؤولية في هذه المرحلة التي تجلب تعقيداتها الويلات والمصائب في ظل عجز عن مواجهة المآسي التي تسبّبها.

 

من أرشيف عام 1987/بقلم الأمين العام للجبهة اللبنانية إدوار حنين: كميل شمعون الممتلئ حباً بلبنان

https://eliasbejjaninews.com/archives/115771/115771/

كان كميل شمعون في الخامسة والعشرين من عمره. وكنت في العاشرة، يوم عرفته في بيتنا في الوروار – كفرشيما حيث كان لأبيه الذي كانت تربطه بوالدي صداقة حميمة، بيت يرتاح الى أهله والى موقعه في غابات غضة من الصنوبر والزيتون، وحيث كان يجد كميل واخوته مكاناً يمارسون فيه هواية صيد العصافير، ثم تسجلت في مكتبه للتدرج، وبقيت أعيش في كنفه، بعدما انتخبت نائباً عن قضاء بعبدا – المتن الأعلى، ايام رئاسته للجمهورية، السنة 1957، ولا أزال.

كانت مسيرة كميل شمعون في المحاماة، في النيابة، في الوزارة، في رئاسة الجمهورية، في رئاسة حزب الوطنيين الأحرار، وفي رئاسة الجبهة اللبنانية مسيرة مميزة في الاستقامة والنشاط والصلابة وفي حسن التعامل مع الناس.

الطرافة في حياة كميل شمعون انه عاش في بيت جبلت فيه شخصيته، من صفات اللبنانيين، جيدة ورديئة، التي منها الجدية والعمل والمحبة والشجاعة والصمود والمشاركة في الواجبات والعونات، وطلاب الافضل بفهم وآدمية ومواظبة مستمرة، والتي يقابلها حب المراجل والتباهي والافتخار، مع ما يرافق كل ذلك منذكر وقائع التاريخ، الكبيرة منها والصغيرة، واخبار الشطارة والبطولات والمحازبة، ومن الرغبة في التعرف الى ائمتها.

في المحاماة كان يستمع الى قضايا الناس، وينصح ويوجه بمقدار ما كان يتولى خدمتهم.

مرة، قدم اليه رجل من “مجد المعوش” يشكو اليه أن جاراً له اقتحم جنينته ليلاً، وأخذ يقطع من عماد اشجارها ويقلع ويخرب، فسأله هل انت اكيد من ان جارك فلان هو الفاعل، وهل له ملك؟ قال نعم، فقال عد الى بيتك وافعل بجارك ما فعله هو بك، ودعه يتقدم بشكواه عليك، بعدها، ترجع الي وانا اتولى الدعويين، في آن دعواه عليك ودعواك عليه، ثم ارسل “زلمته” الياس يسأل عن الشاكي في قريته، فعاد الياس ولم يعد الشاكي.

ومرة ثانية، وكانت أوكلت اليه النيابة عن الشوف، قدم اليه رجل من “وادي الست” يشكو رجلاً من قرية في جوار قريته غار عليه محاولاً قتله. فقال له هل تقدر، انت، على قتله اذا شئت؟ فقال الرجل: لا، انه قوي وله عائلة قوية. فقال النائب شمعون استعن بأصدقائك عليه، وأجرِ معه ما اجراه معك، وقف، كما وقف هو، عند حدود المحاولة والتهديد، فالمرء قوي بأخيه، والقوة تلجم القوة.

اما وقد اصبح كميل شمعون وزيراً فأصبح الحاكم العادل، وصار ينصح باحترام القانون، ويقسو في معاقبة الذين يخالفونه، ولا يقبل وساطة يستفيد منها مخالف.

وفي رئاسة الجمهورية عمل فخامة الرئيس شمعون لخدمة القضايا العامة ولا يهمل علاقته مع الناس الذين كانوا مشوا في معاركه الانتخابية.

وظل هكذا، بعدما غادر الرئاسة، الى ان ولي رئاسة الجبهة اللبنانية بإرادة مجمعة من الرئيس سليمان فرنجية والشيخ بيار الجميل والاباتي شربل قسيس وجواد بولس وشارل مالك وفؤاد افرام البستاني وانا.

ففي الجبهة اللبنانية كانت تكاملت شخصية الرئيس شمعون المكونة مما كان قد جبل منه من صفات اللبنانيين، ومما كان اخذ عن ابيه، ومما كان كسب من نضج وخبرة، فراح يتصرف تصرف المرجع الاخير في معالجة القضايا العامة، وفي التعامل مع الناس. فما من قضية عامة الا لقيت، عنده تفهما. وما من عقدة الا لقيت حلا. وما من مظلوم الا لقي فيه نصيرا، وما من تجاوز الا وجد فيه محذرا ومسعفا على استبعاد التجاوز.

فالمواقف التي كان الرئيس شمعون يحمل الجبهة على وقوفها كانت تتميز، جميعا، بالشجاعة وباحترام الحقوق وابتغاء الخير والحفاظ على كرامة الانسان. وكان مؤمنا بان القضية العادلة التي لا تقترن بموافقة الجبهة يزهق شيء من عدلها، وان المراجعة التي لا تقع موقع القبول في الجبهة يصعب عليها ان تقبل. وكان واثقا ان الجبهة اللبنانية هي المرجع الذي لا يليه مرجع من المراجعات، فيجد ان عليه ان ينصف في حكمه، والا خشي على الانصاف ان لا يكون، او ان يضام.

لذلك كان يتمهل في الاستعلام والاستقصاء، وكان يكثر الاصغاء الى اقوال اعضائها، ويعطي اهتماما كبيرا لشهادة من كان يرى استدعاءه للشهادة.

فكان واحداً من سلالة سليمان الحكيم يحكم، او كبيراً من كبار اساتذة مدرسة الحقوق الرومانية في بيروت يتولى النظر في القضايا العامة المعروضة على الجبهة اللبنانية.

#فخامة_الملك

 

زوار الأسد: جعجع فعلها أيضاً

عماد مرمل/الجمهورية/15 شباط/2023

أعاد اللقاء الأخير بين الوفد الوزاري اللبناني والرئيس السوري بشار الأسد في دمشق، تظهير إشكالية الانقسام الداخلي الحاد حول العلاقة مع سوريا، من دون أن تنفع صدمة الزلزال في ترتيب جديد للأولويات وتشذيب الخلافات، ولو كإستثناء.

ما أن خرج الوفد الوزاري اللبناني من الاجتماع بالأسد، حتى وجد في انتظاره على «الكوع» عدداً من خصوم دمشق الذين اتهموه باستغلال المعاناة الإنسانية لفك الحصار السياسي عن الرئيس السوري والتطبيع معه، ما استفز بعض حلفاء سوريا ودفعهم إلى ردّ الصاع صاعين.

وهكذا، وقعت القوى السياسية مجدداً تحت أنقاض السجالات، فيما أخذ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على عاتقه، تحت هول الفاجعة، تغطية الزيارة الوزارية، معلّقاً ولو إلى حين، العمل بسياسة النأي بالنفس التي كان من رموزها.

ويؤكّد وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال هيكتور حجار، الذي كان ضمن عداد الوفد الزائر للأسد، انّه لا يجوز إعطاء اللقاء أبعاداً مضَخّمة لا يتحمّلها، قائلاً لـ»الجمهورية»: «إذا كنت تقاطع جارك في المبنى الذي تسكنه ثم تعرّض لمصاب جلل فإنك تتجاوز كل الاعتبارات وتذهب لمواساته وعرض المساعدة، فكيف إذا كان جارك البلد الذي يقع على حدودك مباشرة وتعرّض لكارثة بحجم زلزال».

وشدّد على أنّ الزيارة لم تتخطّ في جوهرها حدود الوقوف إلى جانب شعب منكوب، «ومن الطبيعي انّ أي آلية للمساعدة والمساندة تتطلب التواصل مع رئيس الدولة».

ويشير حجار، إلى انّ «من يسمع بعض المزايدين من أصحاب الاعتراضات يظن اننا نحن من كنا نداوم في عنجر، ونستجدي رضاها»، مستغرباً ان يضع البعض الاجتماع بالرئيس السوري في سياق التطبيع السياسي، ولافتاً إلى انّ هذا المصطلح لا يصح استخدامه «لأنّ هناك خصوصية في العلاقة بين البلدين اللذين تجمعهما روابط عدة، اجتماعية وجغرافية وتجارية وعائلية، مع الأخذ في الحسبان وجود خلافات او انقسامات داخلية حول نمط المقاربة السياسية لهذه العلاقة».

ويكشف حجار، انّه خاطب الأسد في اللقاء قائلاً: «خلال حرب تموز عام 2006 فتح السوريون ابوابهم أمام النازحين اللبنانيين واستقبلوهم بحفاوة، وبعد الحرب التي اندلعت في سوريا عام 2011 استقبل اللبنانيون في كل المناطق، النازحين السوريين من دون قيد او شرط وفتحوا لهم كل الأبواب».

وتابع مخاطباً الأسد: «نحن دول متجاورة تقع في منطقة هي منبع الديانات السماوية، وعندما تقع أزمات كبيرة، من أضعف الإيمان تظهير الجانب القيمي في العلاقة بين تلك الدول».

ويؤكّد حجار، انّ هذا هو سقف الزيارة لسوريا، لا أكثر ولا أقل، «وعلى كلٍ لبنان بلد ديموقراطي، ومن لم يعجبه الأمر، حقه أن يعترض ويمكنه أيضاً ان يطرح الثقة بنا في مجلس النواب، ولكن لا مبرّر لتحريف مبادرتنا وتشويهها بتفسيرات سياسية لا تمت إلى الحقيقة بصلة».

ويضيف: «لقد ذهبنا إلى دمشق في وضح النهار من أجل تأدية مهمّة تضامنية وانسانية، ولنبدي كل الاستعداد للمساعدة ضمن قدراتنا، بينما توجد دول تتواصل مع سوريا في العتمة وتحت الطاولة، أما نحن فليس لدينا ما نستحي به او نخجل منه، ولم ننتظر ان يوشوش أحد في أذننا ليمنحنا الإذن».

ويتابع: «حين كنا نتهيأ للتوجّه إلى دمشق راحوا يصوّبون علينا من زاوية اننا لن نلقى الاستقبال اللائق، وحين استقبلَنا الأسد استمروا في استهدافنا انما من زاوية اننا نساهم في تلميع صورته.. بصراحة لم نعد نعرف ماذا يريدون، حيّرونا».

ويلفت حجار إلى انّ المأساة التي عصفت بسوريا تستوجب تعاطياً يرتقي إلى المستوى الانساني المطلوب، «وحتى الولايات المتحدة اضطرت إلى تعليق مفاعيل قانون قيصر لمدة 180 يوماً، بغية تسهيل وصول المساعدات، فيما فتحت أرمينيا ممراً إنسانياً مع تركيا، وزار وزير الخارجية اليوناني اسطنبول تضامناً، وذلك على الرغم من كل الخصومة الحادة بين هاتين الدولتين وتركيا». ويضيف: «لا داعي لنذهب بعيداً.. ألم يتجاوز رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع العداوة بينه وبين النظام السوري وبادر في لحظة إنسانية إلى زيارة القرداحة وتقديم العزاء إلى الرئيس حافظ الأسد بوفاة ابنه باسل؟».

ويعتبر حجار، انّ رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي اتخذ القرار السليم بتكليف وفد وزاري بزيارة سوريا ليعرض على قيادتها المساعدة، انسجاماً مع الأصول والقواعد التي تحكم العلاقات بين الدول، «الّا إذا كان المطلوب استخدام الحمَام الزاجل لإيصال رسالتنا».

 

تشريع الضرورة: «أكثريات مؤقتة» ونكد و«ميثاقية فضفاضة»

جورج شاهين/الجمهورية/15 شباط/2023

ما ان أعلن عن رفع اجتماع هيئة مكتب المجلس النيابي امس الذي كان مخصّصاً للبحث في جدول أعمال ثاني جلسات مجلس النواب التشريعية منذ خلو سدة الرئاسة لاستكمالها الاثنين المقبل، حتى استذكر البعض ما رافق سقوط الدعوة الى الجلسة الاولى التي كانت مخصصة للبحث في الادعاء على مجموعة من وزراء الاتصالات قبل ان يتبيّن انّ هناك فوارق عدة بين الجلستين من دون إغفال ما يتصل باستمرار المناكفات والكيديات السياسية التي أفضَت الى أكثريات نيابية مختلفة. وعليه، ما الذي يقود الى هذه القراءة المعقدة؟

أحيت التحضيرات، التي أطلقها رئيس مجلس النواب نبيه بري لعقد الجلسة التشريعية للبَت بمجموعة من اقتراحات ومشاريع القوانين المطروحة على الهيئة العامة للمجلس بالعشرات، مظاهر النزاع مجدداً بين دعاة «تشريع الضرورة» من جهة وأولئك الذين يرفضون أي دور تشريعي للمجلس النيابي طالما انه لم ينجز المهمة الاولى المطلوبة منه لانتخاب رئيس جديد للجمهورية بعدما خلت سدة الرئاسة منذ الاول من تشرين الثاني الماضي بمعزل عن اهمية البنود المطروحة على الجلسة وما هو مطلوب لضمان استمرار العمل في بعض المرافق العامة في الداخل، وما هو مطلوب من الخارج في إطار المفاوضات القائمة بين الحكومة وصندوق النقد الدولي عندما يتصل الأمر ببعض القوانين التي أدرجت على لائحة الخطوات الاصلاحية المطلوبة من المجتمع الدولي.

وبعيداً مما يقول به الدستور وما انتهت إليه قراءات فريقي النزاع المتناقضة لمضمون بعض المواد الدستورية، ولا سيما منها المادة 75 التي قالت ما حرفيته «إنّ المجلس الملتئم لانتخاب رئيس الجمهورية يعتبر هيئة انتخابية لا هيئة اشتراعية ويترتّب عليه الشروع حالاً في انتخاب رئيس الدولة من دون مناقشة أيّ عمل آخر»، فإنّ هناك من يقول ان ما نصّت عليه هذه المادة ينطبق على الجلسة الواحدة التي يوجّه الدعوة إليها رئيس مجلس النواب بالاستناد الى مضمونها. فإن قالت الدعوة انها من اجل انتخاب الرئيس يطبّق مضمون هذه المادة وهو امر يبرر الدعوات الاخرى الى جلسات تشريعية بمعزل عن وجود رئيس الجمهورية في موقعه من عدمه، وهو أمر يرد عليه أصحاب الرأي المناقض بالقول ان «الاولوية الدستورية التي تُوجب انتخاب رئيس للجمهورية غير قابلة للتلاعب أو التمييع، تماشياً مع قاعدة «الرئاسة أولاً» في عمل المجلس النيابي خلال فترة الشغور.

وعليه، وطالما انّ الجدل الدستوري حول مضمون هذه المادة، وكذلك القائم حول مضمون المادة 49 من الدستور ما زال قائماً، فإنّ المسرح النيابي ما زال مفتوحا على مزيد من الآراء المتناقضة التي اتخذت مختلف أشكال التسويات والتفاهمات التي يمكن ان تحسم لمصلحة اصحاب أيّ من النظريتين. وهو أمر أدرج على لائحة الأعراف والسوابق بعدما اختبرت نماذج منها على مستوى السلطة التنفيذية حيث رجّحت المساومات والتفاهمات انعقاد ثلاث جلسات حكومية حتى الأمس القريب بعد ضمان النصاب القانوني لها على رغم من مجموعة الترددات السلبية التي تركتها على العلاقات بين المكونات السياسية والحزبية بعد الحكومية من بين الحلفاء من أهل البيت وحلفاء الحلفاء والخصوم على حد سواء.

وعليه، توقفت مراجع سياسية ونيابية أمام التجربة الجديدة الهادفة الى عقد جلسة نيابية تشريعية لتُجري فرزاً بين التجارب السابقة وتلك المطروحة اليوم. ولما أحيت الذاكرة التجربة الفاشلة التي أدت الى تطيير الجلسة التشريعية الاولى التي دعا إليها بري في السابع من كانون الأول الماضي، والتي كانت مخصصة للبحث في «العريضة الاتهامية» في حق ثلاثة من وزراء الاتصالات السابقين: نقولا صحناوي، بطرس حرب وجمال الجرّاح، وما يمكن ان تبتّ به الهيئة العامة للمجلس في حقهم. إذا أظهرت المقاطعة المسيحية لها على خلفية رفضها لمبدأ التشريع الى تطييرها بمعزل عن مضمون الادعاء القضائي وللاسباب عينها التي تواجه الدعوة الى الجلسة الحالية للمجلس.

إلا ان المراجع عينها التي عاينت مصير الجلسة السابقة ترى ان هناك فوارق كبيرة تدفع بعض الكتل النيابية الى عدم إجراء اي مقارنة نهائية ما بين الجلستين، فالبَت بمصير الوزراء الثلاثة الذي كان رهناً بعقد الجلسة السابقة لا ينطبق على ما هو مطروح اليوم. فعلى جدول الأعمال المحتمل هذه المرة قضايا مختلفة في شكلها ومضمونها عن تلك المتصلة بالسابقة، وأن على المجلس النيابي البت بقضايا دقيقة وحساسة تتصل بملفات مطلوبة بإلحاح على مستوى الداخل وخصوصاً لجهة ضمان استمرارية العمل في بعض المرافق العامة ومنها مؤسسات عسكرية وامنية وقضايا اخرى مختلفة، ولا تقف الامور عند ملاحقة ثلاثة وزراء سابقين من بينهم نائب حالي وقد التقت المصالح على تطييرها بمعزل عن مصير الاتهامات الموجهة إليهم والحاجة لملاحقتهم من عدمها.

وعند النظر الى ما هو مطروح من زوايا اخرى، فإنّ الاشارة واجبة الى التمعن في الهدف من الجلسة المقبلة وهي تتصل بقضايا مطلوبة من الخارج، وخصوصا عند النظر في مصير مشروع قانون الكابيتال كونترول وبنود اصلاحية مالية ونقدية اخرى يحجب البَت بها التزاماً من الجانب اللبناني بما تعهّد به في الاتفاقات المعقودة بالأحرف الأولى وعلى مستوى الموظفين الكبار بين الحكومة اللبنانية وصندوق النقد الدولي لضمان استمرار المفاوضات معه مخافة أن تلقى مصير تلك التي كانت جارية مع البنك الدولي، الذي جمّد البحث في القرض المطلوب بـ 300 مليون دولار لاستجرار الغاز المصري والكهرباء الاردنية بعدما تخلّف لبنان عن تنفيذ الخطوات المطلوبة منه ولا سيما منها تلك المتصلة بإنشاء الهيئة الناظمة لقطاع الطاقة واجراءات اخرى لم تلغِها التعديلات التي أقرّت حول كلفة الطاقة الكهربائية.

ولذلك، فقد رأت هذه المصادر، في رفع اجتماع هيئة مكتب المجلس امس من دون البت بالموعد المحدد للجلسة من اولى المؤشرات أنّ المواجهة ما زالت مستمرة بين أصحاب نظريتي الحق في التشريع من عدمه، وأن الطرفين جَنّدا مختلف ما يمتلكانه من قدرات على هذا المستوى. وما يوحي بحماوتها المنتظرة يبنى على المضي بالمناكفات المستمرة على خلفية المفاوضات الجارية تحت شعار تعديل جدول اعمال الجلسة بما يضمن التوازن في التعاطي مع التمديد لقادة الاجهزة الامنية من دون ان تنسحب عملية التمديد على بقية موظفي الفئة الأولى الذين انتهت مهماتهم او أولئك الذين يمكن ان تنتهي مهماتهم في وقت قريب.

وفي الختام، لا بد من الاشارة الى انّ تأجيل اجتماع هيئة مكتب المجلس الى الاثنين المقبل يعني ان هناك مهلة لا بد من احترامها للبَت بمصير الجلسة التشريعية التي يمكن ان تعقد قبل نهاية الشهر الجاري للتمديد لقادة الأجهزة الامنية، بعد ضمان «الاكثرية» المطلوبة وتجميد النكد والمناكفات السياسية لفترة محدودة محصورة بالهدف من الجلسة وتقليص المخاوف من «الميثاقية الفضفاضة» وتوفيرها بالحد الادنى المطلوب. وكل ذلك يجري من دون ان يكون هناك ضمان لتوسيع العملية لتشمل حاكم مصرف لبنان. والى تلك اللحظة يخلق الله ما لا تعلمون.

 

الإنقاذ لا يبدأ من الرئاسة

شارل جبور/موقع القوات اللبنانية/06 شباط/2023

لن تتمكّن المعارضة من انتخاب رئيس للجمهورية يتمتّع بصفتي السيادة والإصلاح، ولكن لو سلّمنا جدلاً بأنها نجحت في انتخاب هذا الرئيس، فلن يستطيع القيام بشيء في حال قرّر الفريق الآخر تعطيله.

يُفترض أن يشكّل الشغور الرئاسي، بالنسبة إلى المعارضة، فرصة لحوار ليس حول انتخاب رئيس للجمهورية، إنما حول النظام السياسي القائم، حيث أظهرت تجربة 18 سنة على خروج الجيش السوري من لبنان انّ هذا النظام معطّل ويعطِّل حياة اللبنانيين، ولم تعد أوضاع البلد المالية ولا أوضاع الناس الحياتية تحتمل تأجيل البحث في حلّ هذه الإشكالية البنيوية والجوهرية، خصوصاً انّ الفريق المعطِّل للدستور والانتخابات الرئاسية قدّم المبرِّر الموضوعي لمقاربة ما فوق رئاسية، لأنه لو التزم بالمهلة الدستورية لكان تفادى تهيئة مناخات إثارة جوهر الأزمة اللبنانية المرتبط بازدواجية السلاح من جهة، ودور هذا الفريق الذي يستحيل قيام دولة بالشراكة معه من جهة أخرى.

ولو تمّ الافتراض، لضرورات النقاش، انّ المعارضة نجحت في انتخاب رئيس سيادي-إصلاحي، فهل سيتمكّن هذا الرئيس بالتفاهم مع رئيس الحكومة المكلّف من رفض تخصيص الطوائف بحقائب، وان يرفض مثلاً أن تبقى وزارة المالية مع الشيعة وبيد الثنائي الشيعي ووزارة الطاقة مع المسيحيين وبيد "التيار الوطني الحر"؟ وهل سينجح في إقفال المعابر غير الشرعية وضبط المعابر الشرعية ووقف التهريب؟ وهل بإمكانه الشروع في ورشة إصلاحية تبدأ بالكهرباء ولا تنتهي بالاتصالات وما بينهما المرفأ والمطار؟ وهل سيكون قادراً على توفير بيئة حاضنة لاستقلالية القضاء وترشيد القطاع العام؟ وهل سيفرض هيبة الدولة بدءاً من الموظفين، وصولاً إلى جميع اللبنانيين ولا يقبل سوى بمعيار الكفاءة في التعيينات وتطبيق القانون على الجميع؟ وهل سيتصدى لكل ما يُعكِّر علاقات لبنان خارجية ويضبط السياسة الداخلية ويُعلي الدستور في الممارسة ويضع نصب عينيه أولوية الاستقرار والازدهار؟

وهذه عيّنة من الخطوات البديهية التي يجب على أي رئيس للجمهورية بالتعاون مع رئيس الحكومة والحكومة فرضها واتباعها، والعيّنة تطول بمعزل عن ازدواجية السلاح التي يستحيل حسمها من دون ظروف خارجية، ولن تنجح أي سلطة تنفيذية لا في مكافحة الفساد ولا في الشروع في الإصلاحات المطلوبة، لأنها ستصطدم عند كل مفترق بالفريق المتحكِّم بالقرار والذي سيلجأ بالحد الأدنى إلى سلاح الفيتو المذهبي والتعطيل على غرار تعطيله انطلاقة الحكومة الأخيرة في عهد الرئيس ميشال عون رداً على المحقِّق العدلي في انفجار المرفأ طارق البيطار، وبالتالي المشكلة الحقيقية التي تعيق قيام دولة فعلية مزدوجة: مشكلة سلاح يمنع بسط سيادة الدولة وهيبتها ويحول دون العدالة ويُبقي الانقسام بين اللبنانيين عمودياً ويُسيء إلى علاقات البلد الخارجية، ومشكلة الممارسة السياسية لفريق السلاح القائمة على حَدّي التعطيل والفساد.

ولم تفشل الحكومات المتعاقبة منذ العام 2005 بالصدفة، إنما لكَون الإدارة المتحكمة بالقرار السياسي لا تُتقن فنّ الحكم، والرهان على تحييد هذه الإدارة او ان تُبدِّل في ممارستها، هو رهان واهم وخاطئ وتجربة 18 سنة أكثر من كافية للخروج بقناعة راسخة بأنّ الإنقاذ غير ممكن بواسطة الانتخابات والرقابة البرلمانية وسنّ القوانين والمشاركة بالحكومات، وهذه التجربة تشكّل سلاحاً للقطع مع هذه المرحلة والانتقال إلى مرحلة سياسية جديدة، خصوصا مع إصرار الفريق المُمانع على رئيس من صفوفه وفي ظل سوء تقدير كبير من قبله للنقمة الشعبية والانهيار المالي، الأمر الذي يجب الاستفادة منه من خلال الإصرار أيضاً على رئيس سيادي وإصلاحي مرفوض من الممانعة، وذلك رفضاً لأي تسوية تُبقي لبنان وسط الانهيار والفشل.

ويختلف الشغور الرئاسي هذه المرة عن المرات السابقة في جانبَين أساسيين: الأول يتعلّق بالانهيار غير المسبوق، والثاني يرتبط بوصول الناس إلى قناعة بأنّ هذه الصيغة لم تعد صالحة وحان الوقت للتفكير جدياً بصيغة جديدة تؤمِّن لهم أبسط مقومات شؤونهم الحياتية، وهذا الاختلاف بالشغور يستدعي تحويله إلى فرصة للإنقاذ، فيما انتخاب رئيس للجمهورية يعني تمديداً للأزمة لـ6 سنوات إضافية، ومن مصلحة المعارضة ان يتشدّد فريق الممانعة ويتمسّك بمرشحه بهدف نقل الإشكالية من شغور رئاسي، إلى عُطب جوهري في النظام السياسي يقود إلى مؤتمر أو صيغة أمر واقع.

والمعارضة محكومة بخيارين فقط لا غير: خيار انتخاب رئيس للجمهورية يرفض اي مساومة، إن في طريقة تأليف الحكومة أو في الخطوات الإصلاحية أو في دور الدولة ومُستعد على مواجهة تقود إلى تعطيل ليقود بدوره إلى إعادة نظر بالنظام، والخيار الثاني رفض اي تسوية رئاسية وتهيئة الظروف السياسية والشعبية لمقاربة تطال جوهر النظام السياسي.

والتطور المهمّ هو ان الناس لم تعد تريد النظام الحالي من جهة، وان بعض القوى السياسية عبّرت صراحة من جهة ثانية عن رفضها وصول رئيس مُمانع، ورفضها اي تسوية مع الفريق الممانع، وإصرارها على ممارسة سياسية لا قيود أمامها سوى الدستور والقانون، لأنّ المطروح اليوم إمّا التمديد للوضع القائم من خلال انتخابات رئاسية لن تقدِّم ولن تؤخِّر، وهذه جريمة وخطيئة بحق الشعب اللبناني الذي اكتوى بنار الأزمة، وإمّا استخدام الشغور الرئاسي كوسيلة للبحث جدياً في أسس التركيبة الحالية.

ولن تجد المعارضة أفضل من الظرف الذي انزلقت إليه البلاد، ليس بسبب مؤامرة كونية او إمبريالية، إنما بسبب الممارسة الكارثية للممانعة التي حققت ثلاثة أهداف في مرماها، اي ضد مصلحتها: انهيار تتحمّل مسؤوليته، عجز عن الخروج من الانهيار، وقناعة شعبية بالفصل عن الممانعة. وهذا الظرف لن يتكرّر، خصوصا في حال انتخاب رئيس تمنح الناس معه فترة سماح، فيما يفترض ان تكون القوى المناوئة للممانعة وصلت إلى قناعة بأنّ البلد لا يحكم بالشراكة مع هذا الفريق التي جُرِّبت ونتائجه معروفة.

فالعطب الجوهري يرتبط بأسس النظام الحالي منذ ان تم الانقلاب عليه مع العصا السورية في العام 1990، والرهان على تغييره من داخله وَهم كبير، والخيارات أصبحت معروفة: إمّا استمرار المراوحة الحالية إلى ما شاء الله من دون سيادة ولا دولة ولا استقرار ولا إصلاحات، ما يعني استمرار الهجرة حتى تغيير وجه لبنان ونجاح الممانعة بوضع يدها كاملة على البلد بفِعل التبدلات الديموغرافية، وإما القطع مع هذه الممارسة التي بدأت مع النظام السوري منذ مطلع تسعينات القرن الماضي وتواصلت مع "حزب الله" منذ العام 2005، وتجربة 33 سنة أكثر من كافية باستحالة قيام دولة في لبنان مع هذا الفريق.

والخلاصة الأساسية التي على معظم اللبنانيين استخلاصها انّ أزماتهم السيادية والدولتية والمالية لا يمكن حلّها بانتخاب رئيس للجمهورية، وانه مهما كانت نوعية هذا الرئيس وتصميمه على الإصلاح، فإنه سيصطدم بماكنة تعطيل تمنعه من تحقيق اي خطوة، وفي حال أصرّ على خطواته تعمل على مقاطعته وشَل الحكومة وتعطيل كل شيء. وبالتالي "فالج ما تعالج"، فطريق الإنقاذ الفعلي والحقيقي لا يبدأ من انتخاب رئيس الجمهورية، إنما يتحقّق من خلال فكّ الشراكة مع الفريق الحاكم انطلاقاً من قناعة بأن لا دولة ولا بلد ولا استقرار مع هذا الفريق، وان الخلاص يبدأ من كَفّ يد هذا الفريق، وبمعزل عن كيفية ترجمة هذا الانفصال بأشكاله الدستورية، لأن الشكل الدستوري هو مجرّد تفصيل، فيما الأساس يكمن في قيام دولة طبيعية تعيش الناس في ظلها في أمن وسلام واستقرار، الأمر الذي يعدّ ممكناً مع تركيبة 13 تشرين 1990 وتتمّتِها في 8 آذار 2005.

 

التداعيات الجيوسياسية والداخلية لزلزال تركيا وسوريا

راغدة درغام/النهار العربي/15 شباط/2023

ستكون هناك تداعيات سياسية، داخلية واقليمية ودولية، للزلزال الرهيب الذي ضرب تركيا وسوريا وخلّف كارثة إنسانية واقتصادية ضخمة. ستهتزّ الحسابات الانتخابية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي أعلن عدم تأجيل موعد انعقادها منتصف أيار (مايو) وأرفق ذلك بفرض قانون طوارئ قال انه سيكون مفيداً في مكافحة مثيري الفتنة والتجار والفاسدين- فيما وجده آخرون إجراءً قد ينعكس سلباً على أردوغان وطموحاته الرئاسية. أما الرئيس السوري بشار الأسد فإنه لن يتلقى إعادة التأهيل السياسي له ولنظامه كإفرازٍ جانبي للتعاطف الدولي والعربي مع نكبة السوريين الزلزالية. فأوروبا لن تهرول الى التطبيع معه والولايات المتحدة ستصّد محاولات تجاوز العقوبات المفروضة على النظام. روسيا مكبّلة بحربها في أوكرانيا ومع حلف شمال الأطلسي، لكنها ستساعد بقدر المستطاع -وهو ليس بحجم الاحتياجات السورية- ثم إنها ستكون حذرة مع تركيا لا سيما أمام ما قد تراه أنقرة استفزازات إيرانية كزيارة قائد "فيلق القدس" اسماعيل قآني الى حلب والتصريحات التي أدلى بها. فالرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحتاج الرجلين في أنقرة ودمشق كما أنه في حاجة إلى طهران- لذلك إبحاره سيكون شقيّاً.

 حلب جرح مفتوح لأنها المدينة العريقة التي دُمَّرت قبل الزلزال وعانت عبر السنوات من قصف روسي وبراميل متفجرة شاركت إيران ووكلاؤها في إعدادها. إنها على حدود تركيا، وأنقرة لا يعجبها أن تتوجه إيران اليها بعد الزلزال بعنجهية رسالة نحن هنا، ونحن نسيطر. إنها بذور لمواجهة تركية - إيرانية ضحيتها حلب وجوارها وأهاليها.

قد تتحسن العلاقة التركية - السورية اضطراراً بسبب الكارثة التي أصابت الشعبين، لكن الحديث عن تقارب تركي - سوري على مستوى القيادتين سيتراجع على الأرجح، ليس فقط بسبب الانشغال بالنكبة الإنسانية وإنما أيضاً بسبب المنافسة بين العنجهية الإيرانية والعنجهية التركية في وقتٍ حساس بامتياز، لا سيما أن النظام في دمشق يقع تحت سيطرة إيرانية.

 إيران ستضطر لأخذ تأثير الزلزال في تركيا وسوريا على مشاريعها وخياراتها الإقليمية في الاعتبار- وقد تتأنّى. فهذه الكارثة ليست إنسانية فحسب وإنما تداعياتها الإقليمية والجيوسياسية تتطلّب العودة الى طاولة رسم السياسات والسيناريوات. سوريا فائقة الأهمية في قائمة "الممتلكات" الإقليمية لدى قادة النظام في طهران. إنها أولوية استراتيجية ضرورية للمشاريع الإيرانية. وطهران عازمة على منع التسلل الى تقويض سيطرتها على سوريا والتي أتت بوكالة روسية. فالزلزال وجّه الأنظار الى سوريا والى القبضة الإيرانية على سوريا برضا النظام في دمشق.

 الكونغرس الأميركي الذي يسيطر عليه الحزب الجمهوري اليوم سيكون بالمرصاد للمشاريع الروسية والإيرانية في سوريا كما لأيّ محاولة لتعويم نظام الأسد أو لتجاوز العقوبات. إنه أيضاً بالمرصاد لإدارة الرئيس جو بايدن لعلّها تسمح باستثناءات لقانون قيصر الذي أصدره الكونغرس ويستهدف الأفراد والشركات التي تقدم التمويل أو المساعدة للرئيس السوري وللكيانات الإيرانية والروسية التي تقدم الدعم لحكومة الأسد.

 إدارة بايدن والكونغرس على السواء ليسا في وارد رفع العقوبات عن النظام في دمشق بدافع الكارثة الإنسانية. فالولايات المتحدة تبحث في آليات مكمِّلة لآليات المنظمات الدولية للإغاثة، مثل المنظمات التابعة للأمم المتحدة، وهي لن توافق على التعاقد مع النظام في دمشق لإيصال المساعدات إلى المناطق المتضررة سواءً أكانت تحت سيطرة النظام أو المعارضة.

فالعقوبات الأميركية أصلاً لا تُطبَّق على المساعدات الإنسانية، والكونغرس لن يسمح باستغلال الكارثة الإنسانية لفك العزلة عن بشار الأسد أو لتطبيع الأمر الواقع معه. واشنطن تدرك أن الدول العربية ستشعر بالنخوة نحو الشعب السوري وبعضها قد يتحمس لكسر طوق العقوبات، إلا أن الكونغرس الأميركي لن يسمح بأن تنجر الولايات المتحدة والدول الأوروبية الى استفادة نظام الأسد من الكارثة.

وكمثال، إن الكونغرس في صدد تشديد عزمه على منع مشروع الغاز والكهرباء من مصر إلى الأردن فسوريا ولبنان والذي كان في ذهن إدارة بايدن بذريعة مساعدة لبنان. هذا المشروع تطلّب استثناءً لقانون قيصر. تطلّب أيضاً دوراً أساسياً للبنك الدولي. لكن البنك الدولي تردّد منذ البداية بأن يكون طرفاً في عملية قفز على قانون قيصر حتى وإن كان بطلب من إدارة بايدن وهو أوضح أخيراً أنه ليس في صدد التورط في استثناءٍ لقانون للكونغرس من دون موافقة الكونغرس.

هناك تحرك آخر يقوم به الحزب الجمهوري في الكونغرس ليضمن فصل المساعدات الإنسانية والإغاثة الى سوريا عن النظام في دمشق، ولتجاوز الفيتو الروسي على فتح المعابر الى المناطق المنكوبة الواقعة خارج سيطرة النظام. رأيه أن آليات المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة وغيرها ليست كافية، وأن هناك حاجة لآليات جديدة للتنسيق بين القوات الأميركية في سوريا وبين الجيش التركي، لا تمر عبر الحكومة السورية، لتأمين المساعدات عبر المعابر الى المناطق المتضررة وذلك عبر خطة مستدامة تتطلّب البدء بالعمل الآن ومن دون انتظار موافقة حكومة الأسد.

بكلام آخر، ما قد تسمح به إدارة بايدن سيواجه تعطيلاً من الكونغرس الرافض أن تكون الكارثة وسيلة لتعويم بشار الأسد. وهناك تحرك داخل الكونغرس لإصدار قوانين إضافية تحول دون استفادة الأسد وإيران و"حزب الله" من الكارثة التي خلّفها الزلزال.

 الزلزال قد يرطّب أجواء العلاقات الأميركية مع الرئاسة التركية لأن الاحتياجات التركية ضخمة وتتطلّب من الرئيس أردوغان النزول من أعلى السلم على عدّة أصعدة.

فتركيا في حالة اقتصادية حرجة جداً، مدن كبرى فيها دُمِّرت بما يتطلّب مليارات الدولارات التي لن تسددها المساعدات الفورية بملايين الدولارات. أوروبا مكبّلة بمشاكلها وبحربها مع روسيا التي قد تتخرّج من اللامباشر الى حرب أوروبية بل وعالمية. أميركا غير متحمّسة لتقديم المليارات إلا إذا كان الثمن المقابل يستحقها على نسق تسلّق رجب طيب أردوغان نزولاً من سلّم المكابرة بالذات في مسألة عضوية فنلندا والسويد في حلف شمال الأطلسي (ناتو) الذي تنتمي تركيا اليه والذي يتطلّب إجماع جميع أعضائه للقبول بعضوية دول جديدة.

ماذا سيفعل رجب طيب أردوغان بما تعتبره أوروبا والولايات المتحدة غطرسة فوق العادة في مواقفه نحو فنلندا والسويد واليونان في زمن حاجة تركيا الماسة الى مساعدات بمستوى الكارثة الكبرى الناتجة من الزلزال؟ لعلّه يكابر، ولعلّه يعيد الحسابات بما في ذلك حسابات علاقاته مع فلاديمير بوتين والتي هي المنفذ الرئيسي للرئيس الروسي لكسر طوق العزل الغربي عليه وللشريان الاقتصادي لروسيا المكبلة بالعقوبات.

 حاجة أردوغان الى مساعدات ضخمة من الولايات المتحدة وبقية أعضاء حلف الناتو ستفرض عليه التأقلم مع المطالب الغربية- أقلّه لجهة التوقف عن استفزاز الناتو أوروبياً ومن البوابة الروسية. الأرجح أن الرئيس التركي سيتوقف عن تهديداته لليونان والسويد وفنلندا وعن خططه لتحدّي حلف الناتو. الأرجح أنه سيضطر للتواضع قليلاً- الأمر الذي يسبب له ألماً كبيراً.

هذا يعني أن على رجب طيب أردوغان أن يغيّر أسلوبه وأن ينسى أحلام إحياء العظمة العثمانية لأن ذلك الحلم مكلف بالمليارات فيما حاجة الإغاثة وإعادة البناء في تركيا بعد الزلزال ستتعدّى قدرات الاقتصاد التركي الركيك أساساً. ثم إن هذا الزلزال المرعب قد لا يكون وصل خاتمته وهناك من يتحدّث عن إمكانية حدوث زلزال آخر بقوة هذا الزلزال- عندئذ سيكون الدمار محطِّماً فوق العادة.

 زلزال شباط (فبراير) سيطوّق الكثير من مشاريع أردوغان الممتدة من جيرته في آسيا الوسطى بالذات نحو أذربيجان، الى نشاطاته في ليبيا، الى تبنيه مشروع "الإخوان المسلمين". سيفرض عليه تغيير سياساته الخارجية الى جانب التوقف عن التهديد مثلاً بفرض حزام أمني داخل الأراضي السورية.

ضرر الزلزال كبير على الرئيس التركي وكذلك على الرئيس الروسي كما على مشاريعهما التي تطلّبت استثمارات ضخمة. فلاديمير بوتين وجد نفسه مضطراً لربط مصير الاقتصاد الروسي بشخص رجب طيب أردوغان وضرورة استمراره في الحكم في تركيا.

لكن الهزة الأرضية قد تغيّر الحسابات الانتخابية التركية لعدّة أسباب من أبرزها أن الرئيس التركي كان قد اتخذ من سياساته الخارجية ذخيرة مهمة لإقناع الناخبين ببرنامجه السياسي الطموح لتركيا. اضطراره لتحويل جهوده نحو الداخل بسبب ما تتطلّبه تداعيات الزلزال سيسحب منه ورقة ثمينة كان وضعها أساساً لحملة إعادة انتخابه رئيساً.

بكلام آخر، لعل الزلزال يخدم المعارضة في تركيا التي أمامها فرصة أن تتوحّد ولربما أن تفوز في الانتخابات لأن المعركة ستكون أكثر تركيزاً على الداخل وليس على السياسة الخارجية. ثم أن فرض حال الطوارئ قد يتحوّل الى سلعة انتخابية يستخدمها أردوغان والمعارضة على السواء- وهي سيف ذو حدّين. فمزاج الأتراك قد لا يتحمل الانقلاب الكامل على الديموقراطية.

من المبكر تقويم أبعاد كارثة فتكت بالأتراك والسوريين وخلّفت أكثر من 30 ألف قتيل ودمّرت مدناً بكاملها وأبكت ملايين الناس الذين رافقوا انتشال الأطفال من تحت الركام وحاولوا أن يتصوروا حجم المأساة لعائلات تمزّقت. المؤلم أيضاً أن هذه ليس خاتمة الأحزان، وأن العالم الذي قبض على أنفاسه وهو يراقب هذه التراجيديا سينصرف قريباً الى تطورات عالمية أخرى تتربّص له- فيما معاناة الأحياء من الضحايا ستطول كثيراً حسبما يبدو الآن.

 رحم الله الموتى وساعد الأحياء.

 

متى توقّع السعودية سلاما مع إسرائيل؟

حسين عبدالحسين/الحرة/15 شباط/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/115776/%d8%ad%d8%b3%d9%8a%d9%86-%d8%b9%d8%a8%d8%af%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b3%d9%8a%d9%86-%d9%85%d8%aa%d9%89-%d8%aa%d9%88%d9%82%d9%91%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d8%b9%d9%88%d8%af%d9%8a%d8%a9-%d8%b3%d9%84%d8%a7/

تضاعف المعدل السنوي للإعدامات في السعودية منذ وصول الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان

المواجهة مع إيران قد تضغط على السعودية لتغيير سياساتها القديمة ضد إسرائيل

اليوم قبل 78 عاما التقى الراحلان مؤسس السعودية الملك عبدالعزيز ابن سعود ورئيس الولايات المتحدة فرانكلين روزفلت على متن ”يو اس اس كوينسي“ في البحر الأحمر. تصدّر الحوار — في ذاك اللقاء الشهير الذي أسس تحالفا بين الدولتين — مطالبة العاهل السعودي بوقف هجرة اليهود الى فلسطين وشرائهم الأراضي فيها. واقترح الزعيم السعودي توطين اللاجئين اليهود في دول المحور المهزومة في الحرب الثانية، وقال أن تعايش اليهود صعب مع العرب، وأن للعرب الحق في الأرض، وأنهم سيختارون الموت على التنازل عن أرضهم لليهود.

لم يكن الملك السعودي الراحل يتحدث عن الفلسطينيين متضامنا معهم، بل كان يتحدث باسمهم وباسم العرب والمسلمين. كان شكل الدول وفلسفتها يختلف تماما عن مفهوم اليوم. كانت الدول توسعية، وكان ابن سعود في صدارة التوسعيين، فهو اعاد تأسيس الدولة السعودية، وتمدد في نجد، وهزم قبيلة شمر في حائل، وتزوّج منهم، فأنجب الملك الراحل عبدالله، وانتزع الحجاز من الهاشميين، وهزم الإخوان المسلمين. وقامت القبائل التي هزمها بقسم الولاء له، ومنها قبائل كانت تمتد من حائل شمالا حتى جنوب ووسط سوريا، وحاول الملك عبدالعزيز ضم ديارهم الى السعودية، لكن فرنسا وبريطانيا تقاسمتا المشرق— سوريا للفرنسيين والأردن للبريطانيين وحلفائهم الهاشميين.

لم يثن انتزاع القوى الأوروبية أراضي القبائل المتحالفة مع الملك ابن سعود، مثل الروله والعنزة، عن منحه لهم الجنسية السعودية، حتى من كان يعيش منهم في العراق وسوريا والأردن. مؤسس السعودية كان ينتصر للفلسطينيين في سياق العروبة.

لكن الزمن ما لبث أن تغير، وبطلت عادة الشعوب العابرة للحدود، وقامت الدول القومية ذات السيادة على أرض محددة.

الفلسطينيون لم يجاروا التاريخ، ولم يقيموا دولة على أراض 67، بل تمسكوا بوحدة عربية بائدة، ورفضوا القرارات الأممية التي نصت على تقسيم فلسطين بين العرب واليهود. أما السعودية، فرأت في العمل الديبلوماسي حلا وحيدا، فسلكت مسرى التضامن في جامعة الدول العربية، وقادت مقاطعة إسرائيل ديبلوماسيا واقتصاديا بهدف اضعافها، وانتزاع السيادة منها، ونقلها للفلسطينيين. أما القوى الثورية بقيادة جمال عبدالناصر، فعايبت الديبلوماسية، وانخرطت في حروب خسرتها جميعها.

لسبب ما، تمسكت غالبية من الفلسطينيين وماتزال بالقوى الثورية والفوضى، وحمّلت السعودية مسؤولية الشقاء الفلسطيني.

اليوم، يتغير العالم مرّة جديدة، وتتغير السعودية، فيما غالبية فلسطينية تصرّ على  ربط مستقبل السعوديين والمنطقة بمخيلة فوضوية عاطفية تصرّ على مواصلة صراع لم ينجب إلا الشقاء في الماضي، ولن ينجب إلا البؤس مستقبلا.

قلبت العولمة النظام العالمي، وخصوصا الاقتصادي، واندثر النموذج السعودي المبني على إنفاق عائدات النفط الضخمة على السعوديين والمنطقة. الإمارات العربية أدركت الأمر، وتلتها السعودية منذ تسلّم الملك سلمان بن عبد العزيز ونجله ولي العهد محمد الحكم.

تدرك السعودية اليوم أن مستقبل الشعوب ورفاهيتها لم يعد يعتمد على المساحات أو الثروات الوطنية، وهو ما تطلب انقلابا جذريا قاده ولي العهد وفق خطته المعروفة بـ ”رؤية 2030”“ لتحويل الاقتصاد السعودي من النفط الى اقتصاد معرفة وخدمات. هذا النوع من الاقتصادات لا يعرف حدودا للدول، ولا يزدهر وسط الصراعات المفتوحة الأمد، بل هو اقتصاد عالمي تتنافس فيه الشركات من كل الدول على أسواق بلا حدود، وتسعى لاستقطاب مواهب من عموم البشر، والى تطوير الموارد البشرية المحلية.

الانقلاب في السياسة السعودية ترافق مع تغيير جذري في رؤية السعودية لنفسها ولسياستها الإقليمية والدولية، فهي لم تعد تنافس إيران على زعامة الإقليم، ولا هي مهتمة بشراء صداقات حكومات عربية. مشكلة السعودية مع إيران اليوم ليست تنافسا في الإقليم بل الخطر الأمني الذي تشكله إيران على كل حكومات وشعوب المنطقة، بمن فيهم السعودية. إيران لا تفهم معنى جوار بل تسعى لاخضاع العرب وتتصور نفسها زعيمة العالم الإسلامي، بل العالم بأكمله. 

أما السعودية، فخرجت من السباق الإقليمي، وصارت سياستها تتلخص بشعار ”السعودية أولا“، أي أن الرياض مستعدة أن تنفق على أي حكومة في الإقليم مقابل مكاسب واضحة للسعودية. هكذا، لم تعد تكترث المملكة للبنان أو لشؤونه لأنه قضية خاسرة وفي جيب طهران تماما، ولا فائدة واضحة لأي أموال قد تنفقها السعودية على اللبنانيين، ومثل ذلك السوريين وغيرهم.

الغريب أن إعلاء المصلحة السعودية لم يطل الموضوع الفلسطيني بعد، إذا على الرغم من أن المصلحة الاقتصادية والاقليمية للسعودية تقضي بتوقيع سلام فوري مع إسرائيل، ما تزال السعودية متمسكة بتضامن مفتوح الأمد مع الفلسطينيين.

طلب التضامن هو طلب فلسطيني يؤجل العرب بموجبه مصلحتهم في السلام الثنائي مع إسرائيل الى أن ينال الفلسطينيون مطالبهم. مشكلة الفلسطينيين أن لا قيادة لهم ولا مطالب مفهومة، فقط شعارات، وشعبوية، ومشاعر، وصراع أجيال مفتوح الأمد لا يشبه السياسات الحديثة للدول العربية، مثل الإمارات والسعودية، وهي دول صارت تربط سياساتها بجداول زمانية واضحة، فالوقت مال، وإضاعته إضاعة للموارد والفرص.

لا بأس في تضامن العرب والسعودية مع الفلسطينيين، مثل تضامن تركيا ورئيسها رجب أردوغان مع القضية، أي تضامن في المواقف والتصريحات. أما في المصلحة الاقتصادية والسياسية، فعلاقات تركيا متينة بإسرائيل، بما في ذلك تبادل تجاري يكبر يوميا وعلاقات ديبلوماسية قوية.

عندما ينظر أي فلسطيني في عيني أي سعودي ويطلب التضامن وعدم توقيع سلام مع إسرائيل، لا يمكن للفلسطيني تقديم أي حجج تثبت أن في تأجيل السلام السعودي مع إسرائيل مصلحة سعودية، بل هو مصلحة فلسطينية حصرية، وحتى هذه المصلحة الفلسطينية، عبثية وعاطفية، ولا خطة خلف مواصلة الصراع مع إسرائيل بل تستر على عجز الفلسطينيين عن حكم أنفسهم، وهو عجز يحاولون إخفائه خلف إسرائيل لأن لوم الآخر أسهل من الاعتراف بالخطأ وإصلاح الذات.

إن السلام الثنائي لكل من الدول العربية مع إسرائيل هو مصلحة وطنية خالصة يمكن تأجيلها لو أن للتأجيل مكاسب واضحة للفلسطينيين. لكن تأجيل هذه المصالح العربية في السلام مع إسرائيل في سبيل استمرار الفوضى الفلسطينية والفشل القائم هو خطأ يضاعف خسارات العرب باضافته الى الشقاء الفلسطيني تخلّف باقي العرب عن السير في ركب الاقتصاد العالمي واللحاق بالعصر الحالي.

 

حرب التحريض بين العرب

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط»/15 شباط/2023

قبل أيام أضرمت جموعٌ غاضبةٌ النيرانَ في مبنى في ليفربول البريطانية بعد إشاعة تقول إنَّ أبناءَ المهاجرين الذين أسكنتهم الحكومة فيه قاموا بالتحرش بفتاةٍ من الحي. وقد لا تكونُ القصة سوى محضِ خيال، وقد تكون صحيحةً، ولا يصحُّ أن تعاقبَ جماعةٌ بجريرة فردٍ فيها.

هذا التأليب صارَ حالةً عاديةً وظاهرةً عالمية، يتمُّ نشرُ ما يثيرُ البغضاءَ ويحرّض ضد الآخرين. بعضهم يفعلُها ضمن أجندةٍ سياسيةٍ أو فكرية، ومعظمُها مجردُ بطولاتٍ وشعبوية، مع أنَّ كثيراً من المشاركين نقرأ في المعرفات عن أنفسهم، أنَّهم محبُّون للغير، وإنسانيون، وغير ذلك من الهراء المستنسخ، الذي لا يعكسُ حقيقةَ ما يكتبونه ويقولونه.

هذا لا يعني أنَّ الناسَ في الماضي كلهم كانوا ملائكة، أو بلا رأي في من حولهم، الأشخاص والأجناس والدول والعقائد، لكن إن كانت لنا آراء سلبيةٌ فهي محدودة التأثير.

لا ننكر أنَّه قد يوجد في دواخلنا شيءٌ من عنصريةٍ مندسة، يصاحبُها بعضٌ من كراهية موروثة ثقافياً، أو تعكس إحباطاتِ التجارب الحياتية الفردية.

من بينها سخريةُ العربِ المتبادلة من بعضهم بعضاً، دائماً موجودة، لكنَّها في الآونة الأخيرة انتشرت وصار بعضُها تحريضاً مؤذياً.

الآراء الساخرة في ذاتها لا تشكل خطراً، وموجودة بين الجيران، مثلها مثل رأي الفرنسيين والبريطانيين في بعضهم. البريطانيون يعتبرون جيرانَهم الفرنسيين مادتهم المفضلة في السخرية.

فمن ناحية، يحبُّون طبخَ الفرنسيين، وشرابَهم، وذوقَهم في هندامَهم، ونساءَهم، وعمارتَهم التاريخية، لكنَّهم يسخرون من فوقيتهم وجلافتِهم في تعاملاتهم الشخصية. والفرنسيون كذلك يبادلون البريطانيين الثناءَ والنميمة. معجبون بروح السخرية الإنجليزية الراقية، وتاريخهم العظيم، واختراعاتهم، وتفوقهم في المجالات الإبداعية من موسيقى ومسرح وأفلام، ولكنَّهم ينتقدون فوقيتَهم الثقافية وغرورَهم التاريخي وذوقَهم الرديء في الطبخ والملبس. وهكذا هي الحياة الطبيعية، تتَّسع لشيء من السخرية والانتقادات التي لا تتحوَّل إلى عنصرية بغيضة.

لكل مجتمعٍ رأيُه في نفسه وجيرانه، والعرب، مثل غيرهم، في حالة تنافس مع بعضهم بعضاً لا تتوقف، لكنَّها في السنوات القليلة تمادت واستشرت، وهبطت مع انحدار «الصراحة» في نقاشات الإعلام الاجتماعي. وصار يشارك فيها أناسٌ، يفترض أنَّهم أكثر ثقافة، ودراية بالمسؤولية الاجتماعية.

تذكروا أنَّ مثلَ هذا التفكير المنحدر نحو القاع، والمستعد لإيذاء الأبرياء ينقلب على أصحابه في الأخير، الكراهية ثقافة تترسَّخ وليست مجردَ خصومةٍ تذهب مع الريح، مع الوقت تعمُّ ولا حدود لها. من دون رادع تتجرأ وتتجاوز إلى مجتمعك الكبير، ثم دوائر مجتمعك الصغير، من الأديان إلى الطوائف، ومن البلدان الأخرى إلى منطقتك وبلدتك، ومع الوقت والانتشار تتحوَّل إلى هواية جماعية.

التحريض أخطرُ الأسلحة، فتَّاك، ودماره شامل، ووسائل الإعلام الاجتماعي التي تنقله مثل سكاكين المطبخ متوفرة وسهلة الاستعمال.

في السابق، كنَّا نظنُّ أنَّ المجتمعات الجاهلة هي التربة الخصبة لبذور الكراهية، لكن ها هي أمامنا، في حرم الجامعات المحترمة، ونسمعُها من العوام والنخبة.

 

«الشاشة» ليست العالم

طارق الحميد/الشرق الأوسط»/15 شباط/2023

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، في كلمة مسجلة، أمس الثلاثاء، بالقمة العالمية للحكومات المنعقدة بدبي: «في تركيا دائماً ما نقول إن استقرارنا وأمننا مرتبطان بشكل وثيق باستقرار وأمن منطقة الخليج».

ويأتي حديث الرئيس التركي بعد كارثة الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، وتشير التوقعات إلى أن خسائر تركيا وحدها بسبب الزلزال، وبحسب شركة «فيرسيك» لتقييم المخاطر، على الأرجح ستتجاوز 20 مليار دولار، بحسب «رويترز».

وقال إردوغان بـ«حسب العلماء، فإن الطاقة التي انبعثت من الزلزال تعادل 500 قنبلة ذرية». وحدثت هذه الكوارث فوق كوارث سابقة من صنع البشر، وكما ذكرت بمقالي السابق هنا، حيث جرائم نظام الأسد وإيران وميليشياتها بسوريا.

اليوم، المنطقة أمام كارثة إنسانية، ومالية، ومن هنا فإن حديث الرئيس إردوغان بأن «في تركيا دائماً ما نقول إن استقرارنا وأمننا مرتبطان بشكل وثيق باستقرار وأمن منطقة الخليج»، يعيدنا إلى نقطة جوهرية مهمة، وهي أنه لابد من الحفاظ على أمن المنطقة واستقرارها. صحيح أن كارثة الزلزال مأساوية، وأرواح البشر لا يعوضها شيء، وصحيح أن تأثر الناس حقيقي بحجم الأزمة التي حلت جراء الزلزال، لكن العالم ليس الشاشة التلفزيونية التي تنتقي لنا الأحداث المأساوية بشكل إنساني. العالم أكثر سوءاً مما نتخيل، وهنا قصة بسيطة محزنة، وهي مؤشر على الخطر الذي يضرب منطقتنا، حيث قال مسؤول في مستشفى عفرين، شمال سوريا أمس الثلاثاء، إن مسلحين اقتحموا المستشفى، حيث تتلقى الطفلة السورية المولودة تحت الأنقاض الرعاية بعد ولادتها. والطفلة التي هزت قصتها العالم كانت قد ولدت تحت أنقاض منزل عائلتها الذي دمره الزلزال، وسميت «آية»، حيث قام المهاجمون بضرب مدير المستشفى، والأنباء تتضارب حول محاولة اختطاف من عدمه.

حدثت هذه القصة رغم كل هذه المآسي، وقد يقول قائل: هل حدثت هذه الواقعة بمناطق سيطرة المعارضة أو النظام الأسدي، والحقيقة أن الإجابة هنا غير مهمة، والأهم أن السبب هو غياب الدولة، ومؤسساتها، ومفهوم الدولة أصلاً في سوريا.

وهذه القصة تظهر لنا أزمة منطقتنا من العراق إلى لبنان، ومن اليمن إلى سوريا، وتظهر حجم الخراب والدمار الذي تسببت به إيران وميليشياتها بمنطقتنا، وكل طرف فعال همش مفهوم الدولة لتحقيق مصالح ضيقة، ووفق منطلقات لا عقلانية، ولا سياسية.

وعليه، فإن الأمن والاستقرار كل لا يتجزأ. ولا يتحقق دون إعلاء هيبة الدولة، وكف يد الميليشيات، والصراعات الآيديولوجية البالية التي كلفت منطقتنا الأرواح والأموال طوال عقود من الزمن، وبلا طائل. استقرار المنطقة وأمنها يتطلبان إعلاء مفهوم الدولة، واحترام الإنسان، وذلك لا يتحقق إلا بوقف الصراعات، والجنوح للسلم في معالجة جل الأزمات، والمشاكل، وذلك لا يتحقق أيضا إلا بعقلانية سياسية، وليس توافقاً وحسب. ولتحقيق ذلك، لا بد من حل سياسي جذري في سوريا، ووقف التدخل بشؤون الدول الأخرى، والاهتمام بإصلاح دولنا من الداخل، بدلاً من الانشغال بالدول الأخرى، وضرورة وقف التدخل الإيراني بالمنطقة. أبرز عيوب هذه المنطقة أن قلة نادرة تتعلم من الأخطاء، فهل حان وقت الاعتبار من هذه الكوارث، والمآسي؟

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

البابا يعيّن الأب ميشال جلخ أمين سر دائرة الكنائس الشرقية في الفاتيكان

وطنية/15 شباط/2023

صدر عن الأمانة العامَّة للرهبنة الأنطونيَّة البيان التالي: "عيّن قداسة البابا فرنسيس رئيس الجامعة الأنطونيَّة، الأب ميشال جلخ، أمين سر دائرة الكنائس الشرقية في الفاتيكان، وهو المعاون الأوَّل للكردينال الرئيس. تُعنى هذه الدائرة الحبريَّة بكل الأمور الكنسيَّة والتنظيميَّة التي تتعلّق بالكنائس الشرقيَّة الكاثوليكيَّة وأبرشيّاتها وأساقفتها والإكليروس والرهبان والراهبات والعلمانييّن كافّة انطلاقًا من صلاحيّاتها الواسعة التي أعطيت لها وفق الدستور الكنسي. يُذكر أنها المرة الأولى التي يتبوأ فيها ماروني أو لبناني هكذا مركز منذ تأسيس الدائرة سنة 1917 ولغاية الآن. إن المجلس العام للرهبنة الأنطونية إذ يشكر قداسة البابا على لفتته الأبويَّة تجاه الرهبنة، يتمنى للأب جلخ النجاح في رسالته الكنسية هذه واعدين بمرافقته بالصلاة والدعم الروحي.

الاب ميشال جلخ

دخل الرهبنة الأنطونيَّة عام 1977 وأبرز نذوره فيها سنة 1985. درس الفلسفة واللاهوت في جامعة القدِّيس توما الأكويني في روما، وسيم كاهنًا سنة 1991. عُيِّن وكيلًا إداريًّا على أملاك الرهبنة الأنطونيَّة في روما منذ سنة 1993 وحتى العام 2005، ووكيلًا عامًّا لدى الكرسيّ الرسوليِّ سنة 1999. خدم في مجمع الكنائس الشرقيَّة مدَّة ثماني سنوات حتّى سنة 2008 حيث عاد إلى لبنان واستلم مهام الإدارة الماليَّة في دير مار يوحنا عجلتون ومدرستها ثلاث سنوات. انتُخب أمينًا عامًّا لمجلس كنائس الشرق الأوسط سنة 2013 وبقي في هذا المنصب حتى سنة 2018. في العام 2017 عيَّنه مجلس الرهبنة رئيس الجامعة الأنطونيَّة.

أستاذ جامعي في مواد علوم الكنيسة والمسكونيّات وعضو في حلقة القديس إيريناوس الأرثوذكسيَّة-الكاثوليكيَّة العالميَّة. حائز على الشهادة العليا في العزف على البيانو (1996) وعلى شهادة الدكتوراه في العلوم الكنسيَّة الشرقيَّة من روما (2008). له عدَّة مؤلّفات في الإكليزيولوجيا والحوار المسكونيّ وقضيَّة مسيحيِّي المشرق.

دائرة الكنائس الشرقيَّة

دائرة الكنائس الشرقيَّة، أو ما كان يعرف بمجمع الكنائس الشرقيَّة، يعود أصلها إلى السادس من كانون الثاني عام 1862 حين أعلن البابا بيوس التاسع في الدستور الرسولي "الحبر الروماني" إنشاء "دائرة شؤون الطقوس الشرقيّة" التابعة لمجمع نشر الإيمان، الذي جعلها البابا بنديكتوس الخامس عشر في الأوَّل من أيّار عام 1917 مجمعًا قائمًا بذاته، ومنحه اسم "مجمع الكنيسة الشّرقيّة". غير أنّ البابا بولس السادس في الخامس عشر من شهر آب عام 1967 عدّل هذه التّسمية مُطلِقاً عليه اسم "مجمع الكنائس الشرقيّة"، وأوكل إليه مهمّة التواصل مع الكنائس الشرقيّة الكاثوليكيّة بغية مساعدتها على صون إرثها الروحيّ وقوانينها في سبيل التكامل مع الكنيسة الجامعة، إلى جانب الكنيسة اللاتينيّة وسائر التقاليد المسيحيّة الشرقيّة المختلفة. يمارس المجمع بحكم الشرع على الأبرشيّات والأساقفة والإكليروس والرهبان والراهبات والعلمانيّين من الكنائس الشرقيّة الكاثوليكيّة الصلاحيّات عينها التي لدوائر الأساقفة، والحياة المكرّسة، والتربية الكاثوليكيّة، على الأبرشيّات والأساقفة والإكليروس والرهبان والراهبات والعلمانيّين من الكنيسة اللاتينية. كما تشمل سلطته البلدان التالية: مصر وشبه جزيرة سيناء والأردن وفلسطين ولبنان وسوريا والعراق وإيران وقبرص واليونان وتركيّا وإريتريا وأثيوبيا وشرق أوروبا وجنوب الهند، إلخ".

 

بري استقبل الحريري واستبقاه الى مائدة الغداء

وطنية/15 شباط/2023

إستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة الرئيس سعد الحريري واستبقاه على مائدة الغداء .

 

عوده استقبل وفدان من "الجبهة السيادية" و "اللقاء الديموقراطي" والبحث تناول انتخاب رئيس

وطنية /15 شباط/2023

استقبل متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده، وفداً من "الجبهة السيادية"، ضمّ، النائب كميل شمعون، الوزير السابق ريشار قيومجيان، الدكتور عبد المجيد عوض ممثلاً النائب اشرف ريفي، الدكتور شربل عازار، العميد سعيد الفرخ، الدكتورة ماغي الصقر، ماريان رنو، ساميا خداج، ايلي محفوض، جوزف داود، طوني خوري، نبيل سمعان، الياس شربشي، شكري مكرزل، جوزف حجار وكميل جوزف شمعون.

"الجبهة السيادية"

واوضح النائب شمعون، أن الزيارة تأتي "في إطار سلسلة الزيارات التي نقوم بها للمرجعيات الروحية والسياسية لتقديم وثيقة عن تصوّرنا لمستقبل لبنان، وكيف علينا العمل جميعاً من أجل معالجة هذا الوضع الشاذ الذي نحن فيه، يبدأ بانتخاب رئيس سيادي للجمهورية يمثّل رأي معظم اللبنانيين، وفي الوقت نفسه نرفض كل التجاوزات التي نراها اليوم وكل التعطيل الذي يحصل"، وقال: "أولاً، يهمّنا وضع المواطن وحقوقه وأن يتمكّن من العيش بكرامته في بلاده، وألا يضطر الى الهجرة، وهذا كان محور الحديث مع سيدنا. كما نحبّ التأكيد من هذا الصرح ثباتنا على مواقفنا ونتمنى ترجمتها فعلياً بأعمال على صعيد كل الوطن".

"اللقاء الديموقراطي"

ثم استقبل البطريرك عوده وفداً من "اللقاء الديمقراطي"، ضمّ، النواب تيمور جنبلاط، مروان حماده، راجي السعد وفيصل الصايغ والمستشار حسام حرب. اثر اللقاء، قال النائب جنبلاط: "بدايةً الشكر الجزيل لسيادة المطران عوده على استقباله الكريم. قمنا اليوم بزيارة سيادته لاستكمال سلسلة اللقاءات التي بدأناها منذ فترة لكل الفاعليات السياسية والروحية". اضاف: "نحن مؤمنون كلقاء ديموقراطي أن الحل الوحيد لأزمات البلد هو الحوار والتواصل مع الكل. واتفقنا مع سيادة المطران على أكثر من عنوان، وهم الحفاظ على الطائف والدستور وتطبيقهما وإنقاذ ما تبقى من مؤسسات في البلد".

وختم متمنيا على الجميع التواصل والتعاون والتوقف عن "الفلسفات والمزايدات على الآخر من أجل انتخاب رئيس للجمهورية والبدء بإنقاذ البلد وشعبه ومؤسساته".

 

بو حبيب اطلع من السفراء المشاركين في اجتماع باريس على نتائجه

وطنية/15 شباط/2023

استقبل وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال الدكتور عبدالله بوحبيب سفراء الدول الخمس التي عقدت اجتماعا في باريس قبل أيام لبحث الملف اللبناني وهم :سفيرة فرنسا آن غريو، سفيرة الولايات المتحدة الاميركية دوروثي شيا، سفير مصر ياسر علوي، سفير قطر إبراهيم عبد العزيز السهلاوي، القائم بأعمال سفارة المملكة العربية السعودية فارس حسن العمودي.    خلال الاجتماع اطلع السفراء الوزير بو حبيب على خلاصة الاجتماع الخماسي الذي كان عقد في باريس وشدّدوا على "ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية". كما أكّدوا "ضرورة البدء باجراء الإصلاحات الاقتصادية والمالية اللازمة، علمًا أنّ الدول الخمس ستبقي إجتماعاتها مفتوحةً لمتابعة التطورات".

كما التقى الوزير بوحبيب مفوضة الحكومة الألمانية لسياسة حقوق الإنسان والمساعدات الإنسانية لويزه أمتسبرج حيث تم البحث في آخر التطورات السياسية في لبنان وضرورة تكثيف الحوار لوضع خارطة طريق لمعالجة ازمة النزوح السوري في لبنان.

 

"الوطني الحر": الإضراب المفتوح لجمعيّة المصارف يصيب مباشرةًأصحاب الودائع والموظفين كافة

وطنية /15 شباط/2023

دان "التيّار الوطنيّ الحرّ" في بيان، "الإضراب المفتوح الذي أعلنته جمعيّة المصارف، والذي يصيب مباشرةً أصحاب الودائع اللبنانيين وكافة الموظفين الذين ائتمنوا تلك المصارف على ودائعهم وجنى عمرهم، فتصرفت بها على نحو ما تصرفت ، بالتواطؤ مع حاكم مصرف لبنان، وهرّبت جزءاً غير قليل من هذه الأموال الى الخارج بانتقائية واستنسابية، تخدم مصالح بعض اصحاب المصارف ومصالح من يحميهم، حيث راح بعض هؤلاء يتهرّبون من أي مساءلة من القضاء بذريعة قانون السرّية المصرفية، الى ان عدّل مجلس النواب هذا القانون. وهنا لابد من أن نثني على ردّة فعل الذين تجاوبوا مع القضاء وعمدوا الى رفع السرية المصرفية عن حساباتهم وتسليم ما يلزم الى القضاء، وهذا يدلّ على أن من لم يرتكب خطأ لا يهاب شيئاً".

اضاف: "إن اقفال المصارف كما حصل في 17 تشرين 2019 سيؤدي الى المزيد من الإنهيار المالي والإقتصادي ونتائجه الكارثية بدأت بالظهور، وهو إجراء لا يحق لأصحاب المصارف اتخاذه بل يُعتبر ضغطاً وإبتزازاً لوقف أي شكل من أشكال المساءلة والمحاسبة، وهو قصاص جماعي للشعب اللبناني بمختلف فئاته وللبنان كدولة.

يحق للمصارف إتخاذ أي إجراء ضمن القانون ضد أي قاضٍ أو فردٍ أو جماعة، ولكن ليس بالالتفاف على القانون وضد كل الشعب اللبناني. فليفتح المعنيون أبواب المصارف وليذهبوا الى القضاء حيث يثبتوا أن لا شيئ يخافونه ويظهروا براءة الابرياء منهم".

 

أبو ناضر: لماذا أسقطت وزارة الزراعة جبل لبنانمن مشروعها المموّل من البنك الدولي؟

وطنية/15 شباط/2023

أشار رئيس جمعية "نورج" الدكتور فؤاد أبو ناضر في بيان الى انه "تابع باهتمام اطلاق وزارة الزراعة مشروع الحكومة اللبنانية المموّل من البنك الدولي بواسطة هبات وقروض، والهادف الى دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، المزارعين، وقدراتهم الانتاجية والتسويقية في المناطق الريفية في كلّ من عكار والبقاع والجنوب. لكنّنا فوجئنا أنها استثنت منه محافظة جبل لبنان، حيث الزراعة والتصنيع الزراعي والغذائي منتشران في القرى والمدن على طول المساحة الجغرافية للمحافظة الممتدّة ساحلاً ووسطاً وجبلاً وجرداً وصولاً الى أعالي جبل صنين." أضاف:" لا يتأمّن النمو الاقتصادي والرفاه الاجتماعي وتثبيت الناس في أرضهم إلا عبر الانماء المتوازن، وتحقيق العدالة في المشاريع التنمويّة التي تفيد جميع اللبنانيين. لذلك نطالب بادراج جبل لبنان بالمشروع . ونتمنى أن يكون "ابعاد" الجبل وحرمانه من الاستفادة سهواً وعرضياً. لن نهمل القضية، وسوف نتابعها مع الجهات المسؤولة والمعنية حتى نتأكد من تصحيح الخطأ اذا وجد، مقصوداً كان أو غير المقصود. فهذا المشروع الضروري والحيوي والواضح الأهداف والمموّل بمائتي مليون دولار، لا بدّ أن يغدو شاملاً ومغطّياً كافة الأراضي اللبنانية، وألَا يُنفّذ كما على الطريقة اللبنانية "ايد وإجر"، خصوصاً أن صفة الحرمان لم تعد حكراً على طائفة أو مذهب أو منطقة. فهي أصبحت للأسف عامة. ونحن مدعوّون جميعاً الى التعاضد والعمل التعاوني الانقاذي المشترك لاخراج لبنان من أزمته."

 

رعد خلال احياء ذكرى "استشهاد قادة المقاومة الثلاثة" في جبشيت: من يعطل التفاهم على اسم رئيس يليق بشعبنا سيطيل عمر الازمة

وطنية - النبطية/15 شباط/2023

أحيا "حزب الله" في منطقة جبل عامل الثانية، ذكرى "استشهاد قادة المقاومة الثلاثة" الشيخ راغب حرب، والامين العام السابق للحزب عباس الموسوي وعماد مغنية، بمراسم رسمية عند "روضة الشهيد الشيخ راغب حرب" في بلدة جبشيت، في حضور رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، مسؤول منطقة جبل عامل الثانية علي ضعون وإمام البلدة الشيخ عبد الكريم عبيد وعائلة الشيخ راغب حرب وعوائل الشهداء والأهالي.

 استهلت المراسم بآداء ثلة من مجاهدي المقاومة قسم الولاء للامين العام للحزب السيد حسن نصرالله، وعزفت الفرقة الموسيقى في "كشافة الامام المهدي لحن التعظيم للشهداء القادة، ألقى مسؤول المكتب الصحفي في النبطية الزميل عماد عواضىة كلمة تعريف

رعد

والقى النائب رعد كلمة، فقال: "أيها المقاومون الشرفاء، المقاومة مشروع استراتيجي يحكم كل مسلكنا في هذه الحياة، والشيخ راغب حرب كان يقول: البيت الذي لا نملك مفاتيحه ماذا يعني بالنسبة الينا، لا يعني لنا شيئا. ونحن نقول اليوم المنطقة التي لا نملك سيادتها يجب ان نقاوم ونجاهد حتى نحقق هذه السيادة في كل منطقتنا وكل بلداننا. نحن ماضون في هذا الخط. قد يتعب البعض لكن تعبهم لن يؤثر في عزيمتنا وفي سيرنا. نحن قوم عزمنا على ان نصل الى اهدافنا كما وصل القادة الى اهدافهم، وقد خطوا لنا الطريق واوضحوا لنا المسير ولن نتردد او نتقاعس او نتباطأ في السير على نهجهم وطريقهم".

 اضاف: "عهدنا للشهداء القادة ونحن نواجه ازمتنا الداخلية اليوم في لبنان، ان نتصدى لهذه الازمة بالشكل الذي يتناغم ويتناسب مع امكانية الاستمرار في تطلعاتنا المقاومة نحو تحقيق العز والفخار لوطننا"، وقال: "نحن نرفض اي تدخل اجنبي في استحقاقاتنا الدستورية، وان  انتخاب رئيس للجمهورية هو انتخاب وطني دستوري بامتياز، وعلى اللبنانيين ان يتصدوا لهذا الاستحقاق، لا ان تفرض عليهم اسماء واختيارات، ولا نقبل على الاطلاق ان تفرض اسماء واختيارات، واذا كان انتخاب رئيس الجمهورية هو المفتاح للتخفيف من عبء الازمة، فإن هذا الرئيس يجب ان نُحسن اختياره بحيث لا يعير آذانه لهذه التعليمة او لهذه التوصية من هذا الاجنبي أو ذاك. تعالوا ايها اللبنانيون لنتفاهم على اسم رئيس يصلح لبلدنا وخصوصا في هذه المرحلة، وهذا ما ندعوا اليه ونشجع عليه".

 وأشار الى أن "الذي يعطل التفاهم على اختيار اسم يليق بشعبنا في هذه المرحلة هو الذي يأخذ البلاد الى حيث لا يريد ابناؤها وسيطيل عمر الازمة الى ما شاء الله، نريد ان نزرع الأمل في شعبنا حتى تحت وطأة ارتفاع سعر العملة"، وقال: "يريدون تجويعنا، نريد ان نقول للمتآمرين ان الجوع لن يغير من موقفنا، ونحن قوم نعبد الله بالصوم ونأنس بهذه العبادة. وأقول لكم اختاروا طريقا للضغط غير هذا الطريق، فلن تلووا ذراعنا ولن تثنونا عن الصبر والتحمل في سبيل تحقيق اهدافنا التي هي اهداف كل اللبنانيين الشرفاء الذين ينشدون العزة والاستقلال والسيادة والتحرر في بلدهم. عهدنا للشهداء القادة ان نلتزم خطهم وتطلعاتهم والى المزيد من الانجازات والانتصارات".

 بعد ذلك وضع رعد وعبيد وعائلة الشيخ حرب اكليل ورد على ضريحه، كما وضعت وفود شعبية ونقابية وصحية وتربوية وعلماء دين اكاليل من الورد على ضريحه وتلوا سورة الفاتحة.

معرض

وسيفتتح "حزب الله" قبل ظهر الجمعة المقبل معرضاً فنيا في تفاحتا بعنوان "صفحات من دفاتر الشمس"  عن سيرة الشهيد المقاومة السيد عباس الموسوي.

 

قاسم : للحوار والذهاب إلى انتخاب رئيس لأن المقابل الجمود والتعطيل ومساع واتصالات تحصل قد تثمر في المرحلة المقبلة

وطنية /15 شباط/2023

ألقى نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم كلمة في لقاء لمناسبة ذكرى الشهداء القادة : "لقد أحسن لبنان من خلال حكومته عندما أرسل رئيس الحكومة وفدا للتضامن مع سوريا والتقوا ‏بالرئيس الأسد، وأحسنَ وزير الأشغال بالتنسيق مع رئيس الحكومة في فتح المطار والمرافق والحدود ‏لكل المساعادات التي تأتي من الخارج إلى سوريا بدون أي رسم عبور أو جمارك، أي أنها تصل الى أصحاب الحاجة مباشرة وهذا عمل مهم جدا ويشكر عليه من قام به. نأمل أن يكون هذا العمل فاتحة لكسر الجليد بين المسؤولين في لبنان والمسؤولين في سوريا، ويفتح صفحة سياسية للمستقبل، لأن لبنان دائما يحتاج إلى سوريا وسوريا دائما تحتاج إلى لبنان، وكلما تعاونا مع بعضهما حلا الكثير من ‏المشاكل الاقتصادية والاجتماعية ومشكلة النزوح وغيرها، ونحن بحاجة إلى المزيد من الانفتاح على سوريا".

وعن الوضع الداخلي، قال قاسم :"المجلس النيابي اليوم متنوع جدا وفيه كتل متعددة تختلف في آرائها ومواقفها، ولم نعد الى المجلس النيابي السابق الذي كان الانقسام فيه عاموديا إلى تكتلين كبيرين يجمع عدة كتل، الآن عندنا بين 6 و7 ‏تكتلات ومع هذه التكتلات أفراد يدورون حولها، لذا جو المجلس النيابي جو متنوع، وهذا التنوع ‏يصعِّب انتخاب رئيس الجمهورية إذا أصر كل طرف على من يريده. لا بدَّ من الحوار بين الكتل ‏المختلفة من أجل تقريب وجهات النظر، لأنَّه لا قدرة لاجتماع عدد من الكتل على موقف موحد من دون الحوار الذي يفتح هذا الباب".

أضاف :"لقد فشلت اقتراحات التحدي، لأن السائرين على نهج الاستفزاز من ‏الكتل والنواب لا يمثلون الأكثرية في البلد، ولو كانوا يمثلون الأكثرية لخاضوا تجربة الاستفزاز إلى نهايتها ولكنهم عاجزون . نحن نصحناهم لإعطاء الأولوية للبنان وليس لأميركاومن معها، لأننا كلبنانيين سنعيش معا لأجيال وأجيال. أمَّا الأجنبي من الخارج، فيأخذ خيراتنا ثم يتركنا من دون ‏شيء، هذه هي تجارب الاستكبار والاستعمار والدول الكبرى في التعاطي مع الدول الصغرى".

وتابع قاسم :"إنَّ ‏إعلان التهديد بالتعطيل من قبل بعض الأحزاب اللبنانية، لأنَّهم يريدون الرئيس على مقاسهم دليل أنَّهم ‏يائسون، وهذا دليل أنهم يرفضون الخيار الشعبي باختيار النواب، وهذا دليل أنَّهم أهل المناكفة وليسوا ‏أهل المشاركة مع المواطنين اللبنانيين الآخرين الذين يعيشون على أرض واحدة. الخارج لم يتدخل حتى الآن، والاجتماع الخماسي تحدث بالعموميات، وثبت عدم تدخل الخارج أنهم قاموا باجراء استطلاع أولي كل بحسب بلده، فوجدوا أن لا إمكانية لتجميع عدد من الكتل على قياسهم ‏ليختاروا رئيسا، لذلك بدل أن يتورطوا ويفشلوا قالوا أنهم ينتظرون اللبنانيين ليختاروا، لذلك هذا ‏الخارج لن يتدخل لأنًّ الفسيفساء النيابية مبعثرة، فمن يراهن على الخارج يضيِّع الوقت ويمدد الفراغ، والأفضل ألا يتدخل الخارج لأنه إذا تدخل سيكون منحازا وسيخرِّب أكثر من هذا الخراب في بلدنا".

 واستطرد قاسم :"اقتراحنا كحزب الله قلناه ونكرره، اقتراحنا الحوار ثمَّ الذهاب إلى الانتخابات لأنَّ المقابل هو الجمود ‏والتعطيل. أقول لكم بكل صراحة اليوم إذا استمررنا على هذه الشاكلة سيتأخر الانتخاب ولا أحد يعلم ‏إلى متى، بعض المساعي والاتصالات التي تحصل اليوم قد تثمر في المرحلة القادمة".

وختم قاسم :"اليوم مع هذه الأزمة الاقتصادية الاجتماعية وما نعيشه وارتفاع الدولار الجنوني الذي لا يمكن أن يحتمل. لا حل له إلا بسلوك الطريق الدستوري بانتخاب رئيس للجمهورية ومن بعده حكومة ومن ثمَّ خطة انقاذ، وإذا بقيت الأمور بدون اتفاق على حل معين فالأمور صعبة ومعقدة".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 15- 16 شباط/2023

رابط الموقع                                                                       

http://eliasbejjaninews.com

لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

Click On The above Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 15 شباط/2023/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/115755/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1691/

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For February 15/2023

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/115757/lccc-lebanese-global-english-news-bulletin-for-february-15-2023-compiled-prepared-by-elias-bejjani/