المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل شباط 14/لسنة 2023

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2023/arabic.february14.23.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

اضغط على الرابط في أعلى للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

قالَ الربُّ يَسوع: «كُلُّ مَنِ ٱعْتَرَفَ بِي أَمَامَ النَّاس، يَعْتَرِفُ بِهِ ٱبْنُ الإِنْسانِ أَمَامَ مَلائِكَةِ الله. وَمَنْ أَنْكَرَني أَمَامَ النَّاس، يُنْكَرُ أَمَامَ مَلائِكَةِ الله

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/الذكرى 18 لإغتيال الرئيس رفيق الحريري والمحاسبة المعطلة بظل الإحتلال الإيراني

الياس بجاني/بالصوت/قراءة إيمانية في مثال الرجل المسكين لعازر والغني الذي كان يرتدي الأرجوان والكتان

الياس بجاني/حقارة وتفاهة الجيوش الألكترونية لدى أصحاب أحزاب لبنان

 

عناوين الأخبار اللبنانية

رابط فيديو مقابلة مع الناشط السيادي اللبناني- الأميركي توم حرب: النواب السياديون مقصرون بحق الشعب اللبناني

رابط فيديو مقابلة مع الصحافي محمد بركات من تلفزيون الجديد

رابط فيديو مقابلة مع الفنانة المميزة والقديرة السيدة فاديا طنب الحاج من التفزيون لبنان وذلك ضمن فقرة واشتقنا مع ايلي مكرزل

تعيين ليزا جونسون سفيرة أميركية جديدة في لبنان

لا جلسة تشريعية الخميس

رفض “التشريع المذهبي” يطيح بالجلسة!‏

قلب البابا على لبنان ولكن!

المطران الحاج يتنقل مجدداً… ووقف التصعيد

خماسية باريس: جوزيف عون رئيساً ولا قروض من خارج "الصندوق"

العثور على طفلة لبنانية على قيد الحياة في تركيا!

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 13 شباط 2023

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 13/2/2023

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

برّي يتقارب مع السعودية: رئيس توافقي يلتزم الطائف/منير الربيع/المدن

بكركي تصوّب البوصلة رئاسيا: الأزمة ليست مسيحية!

المرصد الأوروبي: قانون الكابيتال كونترول يحرم المودعين من أبسط حقوقهم

المجلس العالمي لثورة الأرز: ضرورة تحرك نواب سياديين الى دول القرار لشرح الاوليات السيادية

القطيعة مؤكّدة بين باسيل و”الحزب”؟

16 ألف مبنى معرّض للإنهيار في لبنان؟

عودة الحريري… رسالة سياسيّة؟

برلمان لبنان أمام مواجهة «ساخنة» بين تشريع الضرورة وانتخاب الرئيس وقائد الجيش يطلب عدم شموله بالتمديد

 “لبنان القوي” و”العوني” والمعارضة يُطيّرون جلسات البرلمان التشريعية

ترقب ثقيل لموقف المصارف... والدولار تجاوز الـ 67 ألفاً

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

84 مليار دولار خسائر تركيا جراء الزلزال… والضحايا إلى 37 ألف قتيل

تحذيرات أممية من انتشار الأوبئة... وعداد الموت يواصل حصد المزيد... ودمشق تدعو إلى رفع العقوبات

خطوة «دافئة» للتقارب بين أنقرة وأثينا وسط الكارثة

أعمال بحث وإنقاذ مكثفة... وعدد الضحايا يستمر بالتصاعد في اليوم السابع لزلزال تركيا

مسؤولون أمميون في دمشق لتسهيل دخول مساعدات إلى الشمال السوري

المقداد وبيدرسون يبحثان الاستجابة لآثار الزلزال في سوريا

حصيلة الزلزال تتجاوز 35 ألف قتيل... وتدفق كبير للمساعدات

وزير خارجية سوريا بحث مع بيدرسون في تعزيز دور الامم المتحدة فى الاستجابة لاثار الزلزال وضرورة عدم تسييس الشأن الانساني

الامم المتحدة أوكلت الى فوج الإطفاء الإيطالي تنسيق أعمال الاغاثة الدولية للمناطق المنكوبة

واشنطن أسقطت جسما طائرا فوق بحيرة هورون على الحدود مع كندا

«فاغنر» تعلن تقدمها باتجاه باخموت... واحتدام المعارك في دونيتسك

واشنطن وكييف تنسقان بشأن «أولويات» الاجتماع المقبل لـ«الأطلسي»

رئيس الأركان الفرنسي: مجموعة «فاغنر» خصم «مخيف» ونموذج سيتطور

الأمين العام للناتو: هجوم روسي جديد بدأ بالفعل

معركة باخموت الأطول والأعنف منذ بداية الحرب في أوكرانيا وموسكو تريد تحقيق انتصارها الأول بعد أشهر من الانتكاسات

الحرب في أوكرانيا والتوتر الصيني - الأميركي على جدول مؤتمر ميونيخ للأمن

الجيش الألماني يبدأ تدريب جنود أوكرانيين على دبابات “ليوبارد 2”

واشنطن تدعو رعاياها لمغادرة روسيا "فوراً"... وموسكو تسيطر على بلدات بإقليم دونيتسك

ستولتنبرغ: أوكرانيا تستهلك ذخائر أكثر مما ينتج «الناتو»

إيران: نسعى إلى حُسن الجوار والمفاوضات مع السعودية تتقدم

كني: الكويت والإمارات أعادا سفراءهما

نتنياهو يهدد بهجوم على القدس والضفة لمكافحة العمليات المسلحة رغم الكشف عن أن منفذ عملية القدس نزيل مستشفى أمراض عقلية

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

مجلس النواب أمام مواجهة “ساخنة”/محمد شقير/الشرق الأوسط

ما الغاية من تسييس القضاء في هذه المرحلة؟/بسام ضو/الجمهورية

مِن ضروري وشرعي وموقت إلى طارئ ومستجِدّ وإستثنائي/جان الفغالي/نداء الوطن

لبنان في عين العواصف دائما/منى فياض/الحرة

18 عاماً... والاغتيال يتدحرج!/نبيل بومنصف/النهار

عن التوظيف السياسي للتضامن الإنساني/وليد شقير/نداء الوطن

لماذا اغتالوا الحريري؟/شارل جبور/الجمهورية

شهيّة باسيل "السلطوية" تفتح نيران الراعي على برّي وميقاتي/ألان سركيس/نداء الوطن

لُبنان على فالق الطاقة العالمي بين السعودية وإيران/سامي كليب/أساس ميديا

"الخارجية" من الداخل: مخالفات ومحسوبيات وتنفيعات.... تخلّف عن دفع مستحقات أمميّة واستخدام عناوين إلكترونية شخصية وما بينهما/كارين عبد النور/نداء الوطن

"الذكرى الـ18 للحرب اللبنانية بنسختها المحدّثة 2005/سام منسى/الشرق الأوسط

واشنطن تخون الشعب السوريّ…. مرّة أخرى!/نديم قطيش/أساس ميديا

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

الحريري زار دريان واطمأن إلى صحته

رئيس حزب الكتائب زار الحريري في بيت الوسط

ميقاتي زار ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري وقرأ الفاتحة عن روحه وعن أرواح رفاقه الشهداء

الرئيس عون اتصل بالحريري مجددا تعزيته باستشهاد والده وتمنى عليه العودة إلى لبنان

بري استقبل سفراء دول الاجتماع الخماسي في باريس واستقبل لقاء "الهوية والسيادة"...هيئة مكتب مجلس النواب تستكمل نقاشاتها الاثنين المقبل

اقتراح قانون من نواب تكتل "الجمهورية القوية" بانشاء "مؤسسة مستقلة" لادارة أصول الدولة لاعادة تكوين الودائع وتعزيز المالية العامة

"لقاء سيدة الجبل": اتفاق ترسيم الحدود البحرية زاد الاهتمام الدولي بحزب الله وعلى النواب المعارضين الوقوف صفا واحدا

بقرادوني: لن نسمح بوصول رئيس من ٨ آذار ومعوض لا يزال مرشحنا

جعجع: أولوية "حزب الله" الإتيان برئيس يدين له بالولاء الكامل

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

قالَ الربُّ يَسوع: «كُلُّ مَنِ ٱعْتَرَفَ بِي أَمَامَ النَّاس، يَعْتَرِفُ بِهِ ٱبْنُ الإِنْسانِ أَمَامَ مَلائِكَةِ الله. وَمَنْ أَنْكَرَني أَمَامَ النَّاس، يُنْكَرُ أَمَامَ مَلائِكَةِ الله

إنجيل القدّيس لوقا12/من08حتى12/:”قالَ الربُّ يَسوع: «كُلُّ مَنِ ٱعْتَرَفَ بِي أَمَامَ النَّاس، يَعْتَرِفُ بِهِ ٱبْنُ الإِنْسانِ أَمَامَ مَلائِكَةِ الله. وَمَنْ أَنْكَرَني أَمَامَ النَّاس، يُنْكَرُ أَمَامَ مَلائِكَةِ الله. وَكُلُّ مَنْ يَقُولُ كَلِمَةً عَلَى ٱبْنِ الإِنْسانِ يُغْفَرُ لَهُ، أَمَّا مَنْ جَدَّفَ عَلَى الرُّوحِ القُدُسِ فَلَنْ يُغْفَرَ لَهُ. وَحِينَ يُقَدِّمُونَكم إِلى المَجَامِعِ وَالرِّئَاسَاتِ والسُّلُطَات، لا تَهْتَمُّوا كَيْفَ أَو بِمَاذَا تُدَافِعُونَ عَنْ أَنْفُسِكُم، أَوْ مَاذَا تَقُولُون. فٱلرُّوحُ القُدُسُ يُعَلِّمُكُم في تِلْكَ السَّاعةِ مَا يَجِبُ أَنْ تَقُولُوه».”

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الذكرى 18 لإغتيال الرئيس رفيق الحريري والمحاسبة المعطلة بظل الإحتلال الإيراني

الياس بجاني/14 شباط/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/115723/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d9%86%d8%b5-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%83%d8%b1%d9%89-18-%d9%84%d8%a5%d8%ba%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84/

يتذكر لبنان اليوم جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري التي وقعت قبل 18 سنة في قلب العاصمة بيروت، وفي وضح النهار.

المجرم الذي نفذ الجريمة، هو حزب الله، وقد عُرّف وكُشّف أمره من الساعة الأولى لوقوع عملية الإغتيال، وكانت كل الدلائل تؤكد ارتكابه للمجزرة بدم بارد وعن سابق تصور وتصميم وبتخطيط، وبحماية وإشراف قوى الإحتلال السورية، ونظرائها الأمنيين والحكام اللبنانيين، وذلك بأوامر وبتخطيط نظامي دمشق وطهران.

ورغم ما صُرّف من مال اللبنانيين على المحكمة الدولية الخاصة بلبنان (بحدود البليون دولا) التي كُلّفت التحقيق في الجريمة من قبل مجلس الأمن، فإن المحاسبة لم تتم واكتفت المحكمة بتسمية الأفراد الذين نفذوا الاغتيال دون التمكن من اعتقالهم أومحاكمتهم، ودون أن تشير إلى من خطط ومول وأعطى الأوامر، وهما نظامي طهران ودمشق.

وفي نفس السياق، سياق غياب المحاسبة، ورغم معرفة الجهات التي تقف وراء كل جرائم الاغتيالات التي شهدها لبنان منذ الستينات، فإن ملفات كل الذين تم اغتيالهم في ظل الإحتلالات الفلسطينية والسورية والإيرانية بقت ولا تزال فارغة ولم تتم محاسبة أحد من القتلة ومن يقم ورائهم..

في الخلاصة، فإنه ما دامت المحاسبة القضائية العادلة بالكامل لم تتم إلى يومنا هذا، فإن جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وكذلك كل مجازر الاغتيالات الأخرى التي طاولت كوكبة شهداء لبنان ستبقى مستمرة.

الرحمة لأنفس الشهداء وصلاتنا من أجل راحة أنفسهم.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

بالصوت/الياس بجاني/قراءة إيمانية في مثال الرجل المسكين “لعازر” والغني الذي كان يرتدي الأرجوان والكتان

https://eliasbejjaninews.com/archives/52531/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%a1%d8%a9-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d9%85%d8%ab/

مثال لَعَازَرُ المسكين والغني الذي يلبس الإرجوان والكتان

https://www.youtube.com/watch?v=9V1mwRH_skQ

 

الياس بجاني/بالصوت/قراءة إيمانية في مثال الرجل المسكين لعازر والغني الذي كان يرتدي الأرجوان والكتان

https://www.youtube.com/watch?v=9V1mwRH_skQ

من أرشيف سنة 2016

 

حقارة وتفاهة الجيوش الألكترونية لدى أصحاب أحزاب لبنان

الياس بجاني/10 شباط/2023

الجيوش الألكترونية التي هي لدى كل أصحاب شركات الأحزاب اللبنانية لا علاقة لها لا بالصحافة ولا بالوطنية أو بهموم وشجون المواطن ولا باي شيء يمت للإعلام. هي عملياً مجموعات من الصنوج والطبول والأقلام والحناجر الفاجرة والمأجورة والربوتية المكلفة مهمة الدفالع الأعمى واللا اخلاقي عن أصحاب أحزابها..هذه حقيقة وهنا لا استثناء واحد

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

رابط فيديو مقابلة مع الناشط السيادي اللبناني- الأميركي توم حرب: النواب السياديون مقصرون بحق الشعب اللبناني

https://eliasbejjaninews.com/archives/115710/%d8%b1%d8%a7%d8%a8%d8%b7-%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d9%85%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%a7%d8%b4%d8%b7-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%af%d9%8a-%d8%a7%d9%84/

توم حرب: ال FBI لديها تقرير عن انفجار المرفأ .

توم حرب:واشنطن عن الوفد النيابي: لا شفافية ولا وضوح .

توم حرب: النواب السياديون مقصرون بحق الشعب اللبناني

نقلاً عن موقع/Lebanese DNA News Agency

 

رابط فيديو مقابلة مع الصحافي محمد بركات من تلفزيون الجديد

https://www.youtube.com/watch?v=mVBwTLw1do4

 

رابط فيديو مقابلة مع الفنانة المميزة والقديرة السيدة فاديا طنب الحاج من التفزيون لبنان وذلك ضمن فقرة واشتقنا مع ايلي مكرزل

https://www.facebook.com/watch?v=747862633348701

13 شباط/2023

 

تعيين ليزا جونسون سفيرة أميركية جديدة في لبنان

المدن/14 شباط/2023

عين الرئيس الأميركي جو بايدن، ليزا جونسون، سفيرة جديدة للولايات المتحدة الأميركية في لبنان، خلفاً للسفيرة الحالية دوروثي شيا، والتي تمت الموافقة على نقلها إلى الأمم المتحدة، لتكون نائبة رئيس البعثة الأميركية في نيويورك. وهذا يعتبر بمثابة ترفيع لشيا. ويفترض أن يوافق الكونغرس الأميركي على هذا القرار لتحديد موعد استلام جونسون لمهامها الجديدة في لبنان. يشار إلى أن جونسون تشغل منصب نائبة مساعد وزير الخارجية لشؤون أوروبا وآسيا في مكتب مكافحة المخدرات وإنفاذ القانون. وقد تنقّلت جونسون في مواقع أساسية ضمن عملها الديبلوماسي، فكانت سفيرة لبلادها في نامبيا، كذلك كانت مندوبة بلادها في مكتب الأمين العام لمنظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في بروكسل. وداخل الولايات المتحدة عُينت مديرة لمجلس الأمن القومي لشؤون الشرق الأوسط منذ عام 2001، ومديرة لمكتب إسرائيل السياسي-العسكري في مكتب شؤون الشرق الأدنى في الخارجية، ومراقبة في مركز العمليات في مكتب شؤون الشرق الأدنى، ونائبة لقائد الكلية الحربية الوطنية الأميركية ومستشارته للشؤون الدولية، ومديرة مكتب أفريقيا والشرق الأوسط في "مكتب الشؤون الدولية لمكافحة المخدّرات وإنفاذ القانون". وتعرف جونسون لبنان جيداً، إذ خدمت في سفارة بلادها في بيروت بين عامي 2002 و2004. ولديها أيضاً صداقاتها وعلاقاتها مع مستويات لبنانية متنوّعة. وستكون جونسون بمثابة قائمة بالأعمال إلى حين انتخاب رئيس للجمهورية لتقديم أوراق اعتمادها له. جونسون من مواليد واشنطن عام 1967. بعد نيلها إجازة في العلوم السياسية من جامعة ستانفورد، تخصّصت بالشؤون الدولية في جامعة كولومبيا، قبل أن تكمل دراستها في "استراتيجية الأمن القومي" في National War College. دخلت السلك الدبلوماسي الأميركي عام 1992، وتشغل منصب كبيرة مستشاري جنوب ووسط آسيا في مكتب نائب الرئيس الأميركي، مديرة مجلس الأمن القومي لشؤون الشرق الأوسط منذ عام 2001، ونائبة مدير مكتب الشؤون الكندية، خدمت في لبنان بين عامي 2002 و2004 حين كان فانسنت باتل سفيراً لبلاده في بيروت، وشهدت عملية التسلّم والتسليم بينه وبين خلفه جيفري فيلتمان.

 

لا جلسة تشريعية الخميس

قنـاة الجديـد/13 شباط 2023

أفادت معلومات “الجديد” بأنه “لا جلسة تشريعية الخميس وهيئة مكتب المجلس ستستكمل نقاشاتها الاثنين المقبل”.

 

رفض “التشريع المذهبي” يطيح بالجلسة!‏

 نجوى أبي حيدر/وكالة الانباء المركزية/13 شباط 2023

القليلة المقبلة ميتة قبل ان تولد. فالمعطيات المتجمعة في افقها حتى اللحظة لا تشي بامكانية تأمين نصابها في ضوء جملة عوامل يتصدرها اولا: موقف الكتلتين المسيحيتين الكبريين “الجمهورية القوية” و”لبنان القوي” الذي اكدت مصادر مطلعة على موقفه حسم قرار عدم المشاركة، معتبرة عبر “المركزية” ان البنود المتوقع ادراجها على جدول الاعمال لا تندرج في خانة “الطوارئ المتعلقة بأوضاع مستجدة ولا في خانة الضرورة القصوى” التي تحدث عنها رئيس التيار النائب جبران باسيل في آخر اطلالاته، ودعّم التوجه هذا، ما تم تداوله عن ان النائب الان عون سيبلغ هيئة مكتب المجلس عدم مشاركة التكتل في الجلسة. ثانيا: بيان النواب الـ46 الصادر يوم السبت، رافضا التشريع في ظل الشغور الرئاسي واعتبار مجلس النواب هيئة ناخبة لايجوز قيامه بأي عمل آخر استنادا الى المادة 75 من الدستور، والمعلومات عن رفض نواب آخرين لم يوقعوا البيان، المشاركة في الجلسة وقد نُقل عن احدهم، من غير المسيحيين، قوله نرفض المشاركة في مجلس تشريع مذهبي. ثالثا: موقف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي من العملين الحكومي والتشريعي في ظل الشغور. تقول اوساط سياسية مطلعة لـ”المركزية” ان خلف قرار “لبنان القوي” عدم تأمين النصاب لجلسة التشريع اكثر من اعتبار. هو اولا يوجه صفعة للرئيس بري الذي يريد الجلسة في شكل خاص من اجل التمديد لمدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم، الذي يحفل سجله في موقعه هذا بالنجاحات والانجازات الباهرة، ليس على مستوى الداخل فحسب، انما في قضايا وازمات خارج الحدود، لا سيما لجهة تحرير مخطوفين، فيما يقر الجميع ويعترف بدور جبار أداه في ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل، افضى في نهايته الى توقيع الاتفاق الشهير. يدرك باسيل جيدا هذا الدور، الا انه يسعى لزكزكة بري. فالكيمياء المفقودة بين الرجلين تطفو الى السطح وتوظف في كل مناسبة، خصوصا ان تأمين النصاب من نواب التيار يعطي بري مكسبا مقابل صفر مكاسب للتيار، ولو انه تردد ان باسيل يتطلع الى التمديد لمدراء عامين في الدولة من حصة تياره في المقابل، الا ان ذلك لئن حصل، لا يوازي التمديد لابراهيم، نسبة لاهمية الموقع وحجم الرجل لدى الطائفة الشيعية. وتضيف: وليس قرار باسيل منفصلا عن “ردة إجر” لحزب الله الحليف مع وقف التنفيذ. هو من تخطى رأيه واعتراضه على عقد جلسات حكومية في ظل الشغور الرئاسي تكرارا، وامعن في تجاوزه، وقد بلغت العلاقة بينهما مبلغ سوء ينذر بقرب فك تحالف مار مخايل، ان لم تنجح جردة الحساب التي يجريها الطرفان. والى الاعتبارين آنفي الذكر، تضيف الأوساط ، ان الشعبية البرتقالية المتبقية الى جانب باسيل، لم تستسغ منطق رفض عقد جلسات حكومية مقابل قبول المشاركة في الجلسة التشريعية، واعتماد سياسة صيف وشتاء تحت سقف واحد، لا سيما بعدما عراه السجال الناري مع تكتل “الجمهورية القوية” مصوبا على هذه النقطة بالذات الى جانب مواقف مماثلة من نواب تغييريين. كل ذلك، تعتبر الاوساط انه سيترك بالغ التأثير على المشهد السياسي العام في البلاد وفي شكل خاص على حجم القوى السياسية او في شكل أدّق على تحجيمها، وهو عنوان المرحلة المقبلة في لبنان، بحيث ينتهي زمن القرار الاحادي لاي فئة، مهما علا شأنها، بما فيها حزب الله ، وهو اليوم غير حزب ما قبل ترسيم الحدود، نسبة للتعهدات التي قدمها والمسار الذي التزمه، ويبدأ عصر العمل السياسي من ضمن المؤسسات في الدولة.

 

قلب البابا على لبنان ولكن!

يولا هاشم/وكالة الانباء المركزية/13 شباط 2023

تتضارب الآراء حول اهتمام الفاتيكان بلبنان، فمنهم من يقول بأن البابا فرنسيس يولي اهتماما خاصا بالشأن اللبناني وثمة من يؤكد بأنه فرمل حراكه وان الفاتيكان بدأ يتعاطى ببرودة مع الملف اللبناني.لكنّ الثابت وسط موجة التحليلات والتكهنات ان الفاتيكان لا ولن يتخلى عن لبنان، هذا البلد الأحب الى قلب كل الباباوات الذين تعاقبوا على الكرسي الرسولي، ومواقف البابا فرنسيس خير دليل . فخلال لقائه أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد لدى الكرسي الرسولي مطلع هذا العام، أكد البابا فرنسيس أنه يتابع “عن كثب الوضع في لبنان، الذي ما زال في حالة انتظار لانتخاب رئيس الجمهوريّة الجديد، وآمل أن تلتزم جميع القوى السّياسيّة بالسماح للبلد بالتعافي من الوضع الاقتصاديّ والاجتماعيّ المأسويّ الذي هو فيه”. مصادر مطلعة تؤكد لـ”المركزية” ان ليس فقط الفاتيكان بل العالم أجمع، لن يتدخّل في الشأن اللبناني بالطريقة التي يطمح إليها اللبنانيون. ففي كل الاجتماعات التي حصلت من أجل لبنان وآخرها الاجتماع الخماسي في باريس، صدرت توصيات تطالب لبنان بإجراء إصلاحات، وان يتحمّل الحكّام مسؤولياتهم تجاه مواطنيهم وبلدهم، مؤكدين أنهم لن يفرضوا رئيساً للجمهورية. في المقابل، تشير المصادر إلى أن المجتمع الدولي ومن ضمنه دولة الفاتيكان مهتم ويتابع ولديه حرص كبير على بقاء لبنان، لكن العالم كله لا علاقة له بمشاكل لبنان الداخلية، فالفساد المستشري في المؤسسات والادارات العامة ليس هذا العالم سببه ، بل المنظومة الفاسدة الحاكمة ، بدءا من الانهيار الاقتصادي والمالي مرورا بالقضاء وصولا الى الكهرباء والدواء والنفايات والاستشفاء… وتلفت المصادر الى ان الفاتيكان يتابع ويتدخل من منطلق كيفية إنقاذ البلد. لكن إذا كانت المنظومة الحاكمة “فالج لا تعالج” فماذا يمكن ان يفعله الفاتيكان او غيره من الدول. لا أحد يمكنه ان يحل محل اللبنانيين. على المسؤولين واجبات، يتقاعسون عن القيام بها. وذكرت المصادر بموضوع الكهرباء الذي يعجز المسؤولون عن حلّه، مشيرة الى ان المنسق الخاص للمساعدات الدولية للبنان بيار دوكان زار لبنان منذ اسبوعين للتباحث في هذا الموضوع، وقد زاره تكرارا في السابق، إلا أن الحلّ لم يجد طريقه الى هذا القطاع الحيوي. كما ان دوكان كرر في كل زياراته العبارة نفسها “الاصلاحات” و”تعيين هيئة ناظمة”، واكد أنه متوجه الى الولايات المتحدة لبحث هذا الملف، لكن في حال لم يقم اللبناني بواجباته، لن يتمكن أحد من مساعدته. الدول كلها تعاني من مشاكل داخلية ولديها اولويات ولن توقف عملها كي تتفرغ للبنان. وهنا تؤكد المصادر ان أكثر الدول التي تضع لبنان في سلّم أولوياتها هي الفاتيكان، لكن هناك أمور لا يمكن للكرسي الرسولي القيام بها بدلاً من اللبنانيين. على لبنان القيام بأول خطوة جدية باتجاه الإصلاح وانتخاب رئيس، لأن العالم لن ينتخب عنا. قلب البابا على لبنان، لكن قلب مسؤوليه على الحجر، تختم المصادر.

 

المطران الحاج يتنقل مجدداً… ووقف التصعيد

بولا أسطيح/الشرق الأوسط/13 شباط 2023

يعود المطران موسى الحاج، النائب البطريركي العام للموارنة على القدس والأراضي الفلسطينية، خلال اليومين المقبلين إلى بيروت قادماً من الأراضي المحتلة عبر معبر الناقورة الحدودي (جنوب لبنان) الذي سلكه مغادراً منتصف كانون الأوّل، بعد نجاح الجهود والوساطات في حلحلة الأزمة التي نشأت الصيف الماضي على خلفية توقيفه من قبل جهاز الأمن العام لحيازته مبلغاً كبيراً من المال فاق النصف مليون دولار، وأغراضاً شتى حملها من لبنانيين يقيمون في إسرائيل إلى أقاربهم في لبنان. ولن يطيل الحاج، بحسب معلومات “الشرق الأوسط”، الإقامة في بيروت وسيعود إلى رعيته نهاية الأسبوع المقبل. وعلم أن الوسطاء تمنّوا عليه عدم حمل أي مبالغ أو أغراض هذه المرة حتى حلّ المسائل القضائية التي لا تزال عالقة، خاصةً أنه حتى الساعة لم يتم الإفراج عن الأموال المحتجزة. وقالت مصادر مطلعة على الملف لـ”الشرق الأوسط” إنه “تم الاتفاق، خلال الزيارة التي قام بها المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم إلى مقر البطريركية المارونية حيث التقى البطريرك بشارة الراعي قبل أسبوعين، على حلّ ما تبقى من ملفات عالقة مرتبطة بأزمة المطران، وأبرزها تلك القضائية، ما يؤدي إلى تحرير الأموال المحتجزة”. ولفتت إلى أنه “تم توكيل الوزير السابق المحامي ناجي البستاني، الذي يتمتع بعلاقات ممتازة بكل الفرقاء والذي تولى صياغة حل موضوع تنقل المطران مجدداً عبر معبر الناقورة، بمهمة التنسيق مع اللواء إبراهيم لحل الإشكاليات المتبقية”. وأضافت المصادر: “الحل الذي يجري التداول به يقوم على تولي الأمن العام التحقيق بهوية الأشخاص الذين أرسلوا الأموال والأغراض من إسرائيل، وبهوية الأشخاص المفترض أن يتلقوها في لبنان، وإذا تبين أنه لا شبهات عمالة لأي منهم فعندها يتم تسليم المقتنيات لأصحابها، علما بأن هذه المهمة توكل عادة إلى مخابرات الجيش”.

وعلم أن البطريرك الراعي وخلال لقائهما الأخير شكر اللواء إبراهيم على تعاونه في هذا الملف، وهو يدعم بقوة تمديد ولايته التي تنتهي على رأس المديرية العامة للأمن العام مطلع آذار المقبل. وقالت المصادر إن “المطران الحاج لم يكن ممنوناً من طريقة التعاطي معه حين توجه، إلى الأراضي المحتلة بعد أزمته الأخيرة عبر معبر الناقورة، عن طريق الأردن حيث تم تفتيشه بدقة في المطار هناك، لذلك تكثفت الجهود كي يتوجه إلى رعيته مجدداً عن طريق لبنان”. ونجح البستاني بحل هذه الإشكالية من خلال تعديل المذكرة الصادرة عام 2006 والتي تلحظ التنقل عبر معبر الناقورة من خلال استبدال اسم المطران بولس صياح الوارد فيها برئيس أساقفة حيفا والأراضي المقدسة للموارنة، ما سمح للمطران الحاج بالتنقل مجدداً عبر المعبر ومن بعده أي مطران يتسلم مهامه هناك. ولا يبدو أن “حزب الله” بصدد استكمال التصعيد في هذا الملف خاصةً أنه عند اندلاع الأزمة وجه انتقادات لاذعة للمطران والبطريركية المارونية وصلت لتوجيه اتهامات بالعمالة.

ومطلع الشهر الماضي زار وفد من “حزب الله” بكركي، بعد عامين مما يشبه القطيعة بين الطرفين، ووضعت الزيارة في خانة ترطيب الأجواء بينهما، إلا أن موقف نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم الأخير والذي وجه فيها رسالة مبطنة لبكركي والمسيحيين بقوله إن الحزب “يتحرك لانتخاب الرئيس وفق دستور الطائف، ويمارس حقه من خلال ممثلي الشعب، وأي قواعد أخرى لا ينص عليها الدستور ليست ملزمة لأحد، ولا نلتزم بتفاسير على قياس من لا يساعدهم الدستور على تحقيق خياراتهم”، من شأنها أن تعيد العلاقة بينهما لما كانت عليه من توتر باعتبار أن موقف قاسم قرئ على أن الحزب لن يلتزم بأي تفاهم مسيحي بموضوع الانتخابات الرئاسية بعد ما تردد عن سعي الراعي لجمع النواب المسيحيين لهذه الغاية.

 

خماسية باريس: جوزيف عون رئيساً ولا قروض من خارج "الصندوق"

نداء الوطن/13 شباط 2023

تتواصل خلف الكواليس محاولات تقصي المعلومات والأنباء المتواترة عن نتائج اجتماع اللجنة الخماسية في باريس، وما انتهى إليه من خلاصات وقرارات حيال مخارج الأزمة اللبنانية، خصوصاً وأنّ بعض المتابعين لأجواء التقارير الدبلوماسية الغربية نقلوا معطيات تتحدث عن ميل أوروبي إلى اعتماد سلوك مختلف عن السابق مع المنظومة الحاكمة في لبنان بما يشمل تطبيق آليات فاعلة من العقوبات على معرقلي الإصلاح والاستحقاقات الدستورية. غير أنّ مصدراً دبلوماسياً اطلع على محضر اجتماع باريس لفت في هذا الصدد إلى أنّ "الجانب الفرنسي لم يبدِ حماسةً لمسألة تحديد جدول زمني للإصلاح تحت طائل التهديد بالعقوبات، باعتبارها تجربة أثبتت فشلها سابقاً ومن شأنها أن تعقّد الأمور وتعرقل الحلول أكثر راهناً". وأوضح المصدر نفسه لـ"نداء الوطن" أنّ التركيز تمحور بشكل أساس بين المجتمعين حول سبل إعادة استنهاض الدولة اللبنانية وإعادة الانتظام للمؤسسات العامة بدءاً من ضرورة إنهاء الشغور الرئاسي وتشكيل حكومة قادرة على إنجاز الإصلاحات المطلوبة عربياً ودولياً، كاشفاً في هذا السياق عن تقاطع واضح في اجتماع باريس عند تأييد طرح ترشيح قائد الجيش العماد جوزيف عون لرئاسة الجمهورية، مع تميّز الموقف المصري عن باقي المواقف بالإبقاء على ترشيح سليمان فرنجية خياراً قائماً إلى جانب ترشيح قائد الجيش.

وإذ أشار إلى أنّ التداول بالملف الرئاسي بين أطراف اجتماع باريس لم يأتِ في سياق منفصل عن الحاجة إلى الاتفاق اللبناني على ضرورة "انتخاب رئيس للجمهورية تسانده حكومة عازمة بشخص رئيسها وتركيبتها على الإصلاح"، نوّه المصدر في هذا الإطار بأنّ مختلف المجتمعين استبعدوا اسم نجيب ميقاتي من قائمة المرشحين لتولي هذه المهمة باستثناء الجانب الفرنسي، في حين أعاد أحد الحضور طرح اسم تمام سلام على سبيل المثال كنموذج مطمئن وموثوق به لرئاسة الحكومة اللبنانية في المرحلة الإصلاحية المقبلة.

وعن الأجواء المحيطة بالمداولات التي دارت خلال الاجتماع، نقل المصدر الدبلوماسي أنّ كل أطرافه شاركوا، وإن بنسب متفاوتة، في عملية التداول بالاقتراحات والحلول اللازمة للوضع اللبناني المتأزم، لافتاً الانتباه إلى أنّ الوفد السعودي كان مستمعاً في معظم الأحيان وبدا حرصه جلياً على أن يكون الموقف العربي موحّداً حيال لبنان، بينما كان الجانب الأميركي مراقباً وقليل التفاعل طيلة الاجتماع، وسط تشديد تام على نقطة رئيسية مفادها بأنه لن تكون هناك "لا مساعدات ولا قروض للبنان من خارج نطاق صندوق النقد الدولي" تحت وطأة فقدان الثقة بالطبقة الفاسدة الحاكمة في البلد.

 

العثور على طفلة لبنانية على قيد الحياة في تركيا!

 الوكالة الوطنية للإعلام/13 شباط/2023

 بشّر الامين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء الركن محمد خير بالعثور على الطفلة اللبنانية آسيا محمد ابراهيم شومان حيّة في تركيا، وهي موجودة حاليا في أنطاكيا في مركز اسعاف موقت تحت رعاية الهيئة العليا للاغاثة التي قامت بانقاذها. واعلنت الهيئة مسؤوليتها عن “القيام بنقلها الى لبنان على نفقة الهيئة وعنايتها في حال لم يعرف مصير اهلها”، واوضحت أنه “اثناء العثور على الطفلة كانت تعيش صدمة الزلزال وغير قادرة على تذكر اسم عائلتها، ولم يتم اخذ تفاصيل عنهم، وهي حاليا برعاية الهيئة العليا”. وناشدت الهيئة “كل من يعرف عنها او عن ذويها شيئا التواصل معنا لتأمينها وتسليمها الى ذويها”. ولفت اللواء خير الى ان “جميع اللبنانيين المصابين بالزلزال في تركيا تتم معالجتهم ومتابعة اوضاعهم من قبلي شخصيا”.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 13 شباط 2023

وطنية/13 شباط/2023

النهار

عُلم أنّ موفد مرجع سياسي الى دولة خليجية قصدها لمتابعة دعم مشروع صحي تساهم في جزء من تمويله الدولة المذكورة الى بحث الاستحقاق الرئاسي.

نُقل أن أحد نواب تكتل مسيحي وخلال لقائه مع مرجع روحي مسيحي بارز قال له يا سيدنا لا يجوز أن تساوينا بالآخرين في التعطيل، فردّ الاخير مبتسماً

في مسار التحقيقات مع المضاربين على الليرة انهم يتكلون على تحويل ملفاتهم الى القضاء حيث يضمن بعضهم تبرئته ويضغط هؤلاء بشدة على رفع سعر الصرف لاظهار مدى قوتهم في مواجهة الاجراءات الرسمية

زاد الطلب على الخبز الأبيض المدعوم في معظم المناطق في ظل تراجع الاقبال على الخبز الأسمر والخبز الفرنجي ومشتقاته التي لا تخضع لأي دعم.

سرت شائعات ليل السبت عن عملية تفجير واغتيال على طريق ضهر البيدر وهو ما نفته القوى الأمنية لاحقاً وأفادت أن الصور قديمة وتعود الى احتراق شاحنة.

يؤكد نائب في حركة "أمل" أن الرئيس نبيه بري يضمن العدد الكافي لانعقاد جلسة تشريعية ولا يكترث للضجيج القائم.

تزداد حوادث السرقات وآخرها في ضهور زحلة وفي الحازمية.

لوحظ أن معظم ماكينات الصراف الآلي ATM باتت متوقفة عن العمل قبل تنفيذ المصارف تهديداتها بوقف العمل بها.

يؤكد مصدر ديبلوماسي أمام زواره بأن أزمة الشغور الرئاسي لن تطول بعد كثيراً وأنها يمكن أن تحل في غضون شهرين الى ثلاثة أشهر حداً أقصى.

يقول مصدر مصرفي أن عدداً من المصارف الصغيرة لن يكون قادراً على الاستمرار في ظل

الوضع الراهن وقد يلجأ الى اعلان تعثره عن سداد المتوجبات البسيطة المطلوبة منه.

يقول نائب أن قانون الكابيتال كونترول بالصيغة الأخيرة المنجزة لم يلق قبولاً لدى صندوق النقد الدولي وبالتالي فإن التذرع بضرورة إقراره لعقد جلسة تشريعية يأتي في غير محله.

الجمهورية

تحدّث مرجع سياسي رفيع عن صعوبة وصول بعض الأسماء المرشحة للرئاسة بسبب عدم وضوح الموقف الدولي من هذه الأسماء.

حصلت حالة اعتراض واسعة داخل مرفق حيوي وأساسي نتيجة ترقيات طالت زوجة أحد الوزراء عن غير وجه حق.

مرجع روحي أبدى خيبته من سلبية بعض الفرقاء تجاه مبادرته الرئاسية لكنه أكد تصميمه على السير فيها.

اللواء

تمرُّ العلاقة بين مرجع روحي ورئيس حزب مسيحي بارز بمرحلة من التباين في المواقف والتقييمات بعد عدم تجاوب الأخير مع توجهات المرجع الرئاسية!

إعتذر وزيران عن المشاركة في الوفد الوزاري الذي زار دمشق بداعي "ظروف شخصية"، مع تأكيد تأييدهما للتضامن مع الشعب السوري الشقيق!

تساءل وزير عدل سابق عن "القطبة المخفية" في تبادل الإضرابات بين القضاة وجمعية المصارف، بحيث ما أن عاد القضاة إلى المحاكم حتى سارع أصحاب المصارف إلى إعلان الإضراب المفتوح!

نداء الوطن

علم أنّ النائب محمد رعد قدّم اعتذاراً صريحاً للسفير المصري عما ورد في خطاب السيد نصرالله الأخير والذي طال مصر.

خلافاً لتقديرات الفرنسيين عن إمكان تذليل العقبات أمام الغاز المصري، علم أنّ القاهرة وواشنطن على السواء لا تعتبران أنّ هناك مشكلة في الاستثناء من "قانون قيصر"، بل التقصير لدى وزارة الطاقة في تعيين الهيئة الناظمة والتزام الجباية.

سئل نائب عوني عن قرار "التيار الوطني الحرّ" بالمشاركة في الجلسة التشريعية من عدمها، فأجاب: لا نعرف بانتظار قرار السلطان.

البناء

قال خبراء في شؤون البناء والهندسة إ أكثر من ثلاثة أرباع الأبنية التي انهارت في سورية جراء الزلزال هي تلك التي تمّ بناؤها خلال فترة الحرب في مناطق استعادتها الدولة السورية في حلب أو مناطق لا تزال تحت سيطرة المسلحين وتم بناؤها خارج تدقيق المؤسسات الرسمية بمطابقة المواصفات.

قال دبلوماسي أوروبي في بيروت إن فتح الحكومة اللبنانية المعروفة بحجم اهتمامها بعدم إغضاب أميركا مطار بيروت أمام الطائرات التي تحمل المساعدات الى سورية كان أهمّ إشارة على استحالة استمرار العقوبات الأميركية على سورية ما فرض على واشنطن تعليقها والاكتفاء بالمراقبة والانتظار.

الأنباء

مسؤول بارز يضع نفسه في موقع هجومي ضد مؤسسة وطنية أساسية خدمة لأجندة رئيس فريقه السياسي الخاصة.

سجالٌ بين شخصين من فريق سياسي واحد نضح باتهامات متبادلة فضائحية بالفساد. 

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 13/2/2023

وطنية/13 شباط/2023

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون لبنان

نقدم نشرتنا المسائية في السادسة والنصف من مساء اليوم بدل السابعة والنصف لأن تلفزيون لبنان سينقل في السابعة من مساء اليوم مباشرة" على الهواء القداس الافتتاحي للسينودوس القاري الكاثوليكي في لبنان.

تركيا وسوريا تسابقان الزمن في استكمال المحاولات الاخيرة لانتشال أحياء بعد ثمانية أيام على زلزال القرن في البلدين وسط ارقام مرعبة فالضحايا والجرحى بعشرات الآلاف والمنكوبون بعشرات الملايين.

أما في الداخل وبعد ترددات الهزات نتيجة الزلزال يستذكر اللبنانيون إهتزاز البلاد منذ ثمانية عشر عاما في أعقاب اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والذي سيتم إحياء ذكراه غدا امام ضريحه في حضور نجله الرئيس سعد الحريري الذي وصل الى بيروت مساء الاحد.

وفي الداخل ايضا اسبوع آخر من الهزات السياسية الارتدادية في ظل أفق مسدود لكل الاستحقاقات المطروحة وفي مقدمتها الاستحقاق الرئاسي فيما العين رصدت عين التينة للوقوف على قرار  رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي قرر عدم السير في الجلسة التشريعية بعد ارتفاع أصوات معارضة بلغت السبعة والأربعين صوتا وحدد الاثنين المقبل موعدا ثانيا لاجتماع هيئة المكتب.

أما البارز -اللافت بعد مرور اسبوع على لقاء باريس الخماسي  فهو جولة الممثلين الدبلوماسيين للدول الخمس على المسؤولين محذرين من أن عدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية سيرتب اعادة النظر بمجمل العلاقات مع لبنان لأنه اذا لم يقم النواب بواجباتهم فالدول الخارجية لن تكون اكثر حرصا من المسؤولين اللبنانيين أنفسهم.

وأوضحوا أن عدم صدور بيان عن اجتماع باريس مرده الى أن الاجتماعات مفتوحة ومستمرة  من أجل دعم لبنان والتشجيع على إنتخاب رئيس جديد للجمهورية معتبرين أن الدعم الحقيقي للبنان سيبدأ بعد انتخاب الرئيس العتيد ومن ثم متابعة تنفيذ الاصلاحات المطلوبة.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ان بي ان

مع دخول الاسبوع الثاني على الزلزال المدمر في تركيا وسوريا واصل عداد الضحايا والجرحى ارتفاعه وبلغ حتى الان سبعة وثلاثين الف ضحية في البلدين المنكوبين فيما استمر جسر المساعدات الجوي والبري مفتوحا بين تركيا وسوريا والدول العربية الشقيقة وبعض الدول الاجنبية ولبنان جزء منها عبر السماح للطائرات والسفن بالهبوط والرسو في موانئه الجوية والبحرية والعبور عبر حدوده البرية

عداد ضحايا الزلزال ترافق في لبنان مع عداد ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية ومعه ارتفاع جديد في اسعار المحروقات.

وفي الاهتمامات اللبنانية لقاء لسفراء  دول باريس الخماسي مع الرئيسين بري وميقاتي.

وفي اليوميات اللبنانية اجتماع لهيئة مكتب المجلس النيابي ونقاش في جدول الاعمال الذي سيستكمل مجددا بداية الاسبوع المقبل

لبنانيا ايضا الرئيس سعد الحريري في بيروت لإحياء ذكرى اغتيال والده وترقب للقاءاته مع عدد من المسؤولين والدبلوماسيين والشخصيات والفاعليات التي اتصلت لحجز مواعيد لها في بيت الوسط

في المشهد الفلسطيني تطورات لافتة اليوم غارات اسرائيلية على مواقع للمقاومة الفلسيطنية واستشهاد فلسطيني خلال اقتحام الاحتلال لنابلس ومواجهات واعتقال مقاومين واحتجاجات مناهضة لخطة الاصلاح القضائي التي طرحتها حكومة الكيان الصهيوني.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ام تي في

" لا " بالخط العريض رفعها نواب المعارضة اضافة الى نواب تكتل لبنان القوي في وجه رئيس مجلس النواب. نبيه بري فشل في عقد جلسة تشريعية الخميس المقبل، فأجل الاستحقاق الى الاسبوع المقبل.

لكن التأجيل لا يعني البتة ان بري فقد الامل او انه سيتراجع عن مسعاه. فهو يريد عقد جلسة اشتراعية مهما كان الثمن لأسباب كثيرة. 

لذلك فانه سيعاود اتصالاته  برئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل عله يقنعه بالمشاركة في الجلسة. فهل سيبقى باسيل على موقفه المبدئي، ام سيدخل في بازار مع بري لتحقيق مطالبه؟ الاجابة للايام المقبلة، علما ان تغيير  باسيل موقفه لن يكون سهلا، وله انعكاسات سلبية عليه وعلى تياره ولا سيما لدى الرأي العام المسيحي.

رئاسيا، لقاء باريس الخماسي تجسد اليوم في بيروت.

 اذ جال سفراء الولايات المتحدة وفرنسا وقطر ومصر اضافة الى مستشار في السفارة السعودية والتقوا الرئيس بري والرئيس ميقاتي . اجواء اللقاءين تشير الى ان المجتمع العربي والدولي بدأ يرفع الصوت في وجه المسؤولين اللبنانيين ، محذرا من عواقب معينة في حال استمرار الشغور الرئاسي. فهل يتعظ المعرقلون لانتخاب رئيس قبل فوات الاوان ؟ في هذه الاجواء حط الرئيس سعد الحريري في بيروت للمشاركة في ذكرى والده . ومع ان الحريري لن يكون له اي نشاط سياسي ،  لكن وجوده في بيروت في مثابة رسالة سياسية لمن يعنيهم الامر. في الاثناء تتواصل عمليات الانقاذ والاغاثة في تركيا وسوريا بعدما تجاوز عدد القتلى السبعة والثلاثين الفا ، وهو عدد مرشح للارتفاع!

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون المنار

انتهى تعداد الناجين لكنه يصعب تعداد المفقودين، فيما انتشال المدفونين تحت الانقاض يرفع عداد ضحايا الزلزال التركي السوري الى عشرات الآلاف..

ومع اتضاح هول الكارثة زادت الاصوات المرتفعة بان ما يقدم من مساعدات غير كاف، وان ما تحتاجه الدولتان المنكوبتان أكثر بكثير من مساعدات عينية، على ان اعين المنظمات الدولية قد رصدت ما لا يمكن تجاهله في سوريا، حتى اعلنت الناطقة باسم الصليب الاحمر الدولي ايمان طرابلسي عبر المنار ان العقوبات فاقمت من ازمة السوريين المصابين بها قبل الزلزال، وان الابتعاد عن تسييس المساعدات امر ضروري لان حاجة السوريين أكبر بكثير من مؤن وخيم ايواء..

ولسد ما امكن من حاجات، تتواصل قوافل المساعدات الى تركيا من كل جهات الارض، والى سوريا بمبادرات محددة رسمية واخرى جماعية أو فردية، والى جانب الايرانيين والعراقيين والجزائريين والاماراتيين والكثير من العرب والعاملين بواجب انساني، وصلت اول دفعة من المساعدات التي اطلقها حزب الله الى اللاذقية، لتتسلمها الجهات المحلية، مع التأكيد على واجب الوقوف الى جانب الشعب السوري في هذه الظروف الصعبة، فيما حضر اليمنيون الى حلب متجاوزين مأساتهم بالحصار، مواسين السوريين مع صعوبة المرحلة الانسانية، وبوجه تداعيات الحصار الكارثية..

في الكوارث اللبنانية واصل الدولار حفلات الجنون بلا اسقف ولا ضوابط، وسط تداعي الاقتصاد المحكوم بكله الى اهل الميدان من مضاربين وتجار..

في السياسة لم تجر الرياح الباريسية وفق ما تشتهي بعض الاشرعة اللبنانية. ومع غياب اي بيان حول اجتماع باريس الى الآن، حضر سفراء الدول الخمس المشاركة او من ينوب عنهم الى عين التينة والسراي الحكومي لاطلاع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي على مجريات اللقاء..

اما هيئة مكتب مجلس النواب فلم تلتق على قرار جلسة نيابية الخميس، حيث ان جدول اعمال الجلسة تأثر بالجداول السياسية والمزايدات الطائفية للكتل والجماعات النيابية، فضرب الرئيس بري موعدا جديدا لهيئة المكتب الاثنين المقبل، فيما تشي التعقيدات الى ضرب اي امكانية لجلسة تشريعية ان بقيت حسابات البعض على تعقيدها...

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون او تي في

على مدى ايام، طبل المزايدون آذان اللبنانيين برفضهم عقد جلسة تشريعية، ولو تحت عنوان الضرورة، رافعين شعار الحرص على انهاء الشغور وانتخاب رئيس، وراحوا ينسجون لموقفهم المستجد، مبررات وتفسيرات، لم يصدقها سوى الانصار، لأن الآخرين من الناس يدركون جيدا ان الحريص على الموقع الرئاسي لا يتنازل عن صلاحياته في الطائف، ولا يستهدف ما تبقى منها خلال ولاية الرئيس العماد ميشال عون، تماما كما ان الساعي الى انهاء الشغور، لا يتمسك بمرشح يتحدى عبره اللبنانيين الآخرين، رافضا تفاهم المسيحيين، والتوافق الوطني، الاكثر من ملح في ظل الانهيار غير المسبوق الذي يعيشه لبنان.

وفي هذا السياق، تداول رواد التواصل الاجتماعي بكثافة كبيرة في الساعات الاخيرة فيديو لسمير جعجع، يؤكد فيه بتاريخ 30 تشرين الاول 2015، أنه مع تشريع الضرورة، في موقف يتناقض بشكل كامل مع كل ما يعلنه اليوم في هذا الاطار.

فيومها، كان ايضا شغور، وكان تشريع الضرورة مقبولا بالنسبة اليه، قبل أن يصبح مرفوضا اليوم.

هذا مع الاشارة الى ان المستهدف بالمزايدة، اي التيار الوطني الحر، قرر عدم المشاركة في الجلسة التي كان سيدعو اليها الرئيس نبيه بري، وأن النائب جبران باسيل كان شدد اكثر من مرة على رفض التشريع الفضفاض، كما كان يخطط البعض.

غير ان الاهم من المزايدات في موضوع الجلسة التشريعية، يبقى انحدار البلاد بسرعة كبيرة نحو الهاوية: فالمصارف على اضرابها، وعلى تهديدها بالاقفال التام… والتداعيات الاجتماعية والصحية والتربوية لملامسة سعر صرف الدولار السبعين الف ليرة تكاد لا تحصى او تعد. اما الحلول، فغائبة على المستويين الخارجي والداخلي:

فعلى الخط الاول، اكد سفراء الدول الخمس المعنية باجتماع باريس ان لقاءاتها مفتوحة ومستمرة، لكن بلا أفق الى الآن.

وعلى الخط الثاني، غياب حكومي الا عن الاستفزاز، من خلال التلويح بجلسات بلا معنى لحكومة تصريف الاعمال، على غرار الجلسات الثلاث السابقة، التي لم تنتج الا فشلا فوق الفشل.

تبقى اخيرا، اخبار الزلزال، وقوافل الحزن على الضحايا والمتألمين، من لبنانيين وغير لبنانيين، في مأساة اودت الى الآن بحياة خمسة وثلاثين الف انسان على الاقل، في لحظات.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ال بي سي

 حين يلامس الدولار الأميركي السبعين ألف ليرة ، وصفيحة البنزين المليون والثلاثمئة ألف ليرة . وحين تلوح نقابة الأفران بالتوقف عن العمل والإنتاج والبيع في صالات العرض والسوبرماركت ، في حال لم يصدر وزير الإقتصاد الليلة تسعيرة تراعي حقوق الأفران . وحين تكون المدارس الرسمية في حال تعطيل بسبب إضراب الاساتذة ويكون مصير الامتحانات الرسمية على المحك ، وحين تكون الإدارات الرسمية في حال إقفال بسبب إضراب موظفي الإدارة العامة . فإن الزلزال الذي يضرب لبنان ، مع كل ارتداداته، يبدو قاسيا خصوصا أن ارتداداته مستمرة .

ماذا نروي للبناني ؟ هل نروي له أن المساعدات بدأت تتدفق على مناطق الدمار في تركيا وسوريا ، بسبب الزلزال ، فيما هو لا يعترف أحد بأن تحت وطأة زلزال سياسي وقضائي وصحي وتربوي ولا أحد يتلفت إليه؟ هل نروي للبناني تطورات الحرب في أوكرانيا ومعاناة الأوكرانيين فيما فساد دولته أقسى عليه من الحروب

يتابع اللبناني أخبار العالم لكن لا أحد يهتم بأخباره ، يفهمه الجميع أن عليه أن يقلع شوكه بيديه ، فلا يسمع بل ينتظر ما سينتج عن الإجتماع الخماسي في باريس ، علما أن الإجتماع الخماسي هذا ، يحيل ألى اللبنانيين أن يجدوا العلاجات والمعالجات لأزمتهم.

لبنان ، عمليا ، في زلزال يومي ، وخسائره يومية ، والفراغ يملأ كل قطاعاته :

نيابيا وتشريعيا ، طارت الجلسة التشريعية المفترضة يوم الخميس المقبل .

رئاسيا ، لا جلسة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية .

نقديا ، المصارف على قرارهم ، وما زاد الطين بلة ، قرار النائبة العامة الإستئنافية في جبل لبنان القاضية غادة عون الإدعاء على بنك "عودة" ورئيس مجلس إدارته سمير حنا ورئيس مجموعة بنك "عودة "تامر غزالة، وكل من يظهره التحقيق بجرم تبييض الأموال، وأحالت الملف على قاضي التحقيق الأول في جبل لبنان القاضي نقولا منصور، طالبة إجراء التحقيق وإصدار مذكرات التوقيف اللازمة.

كما حددت بعد غد  الاربعاء في موعدا لعدد من المصارف كمهلة أخيرة لرفع السرية المصرفية عن رؤساء وأعضاء مجالس إدارتها ومفوضي المراقبة ومدققي حساباتها تحت طائلة ملاحقتهم بجرم تبييض الأموال .

الادارة  العامة  لبنك عوده ردت فأوضحت    أنها لم تتسلم لغاية تاريخه أي قرار رسمي صادر عن النيابة العامة الاستئنافية لجبل لبنان

تأتي هذه التطورات في وقت لامس الدولار الأميركي السبعين ألف ليرة.

وفي خبر لافت في توقيت نشره ، تسلمت قيادة الجيش اليوم، الدفعة الخامسة من الهبة المالية القطرية التي قدمها أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى الجيش، وباشرت توزيعها اليوم، بالتساوي على العسكريين.

ديبلوماسيا ، جال سفراء الدول الخمس الذين اجتمع ممثلون لبلادهم في باريس ، على الرئيسين بري وميقاتي ، ويبدو ان الرسالة التي أوصلوها تحمل كلاما حازما لجهة معطلي انتخابات رئاسة الجمهورية ، من دون الإفصاح عما يمكن أن تتخذه دولهم في حال استمر التعطيل .

البداية من المكان الذي يوجع اللبنانيين يوميا : الإقتصاد والنقد والتفتيش عن الدولار .

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

برّي يتقارب مع السعودية: رئيس توافقي يلتزم الطائف

منير الربيع/المدن/14 شباط/2023

تعثر انعقاد جلسة تشريعية. لا جلسات لانتخاب رئيس جديد للجمهورية. مؤسسات الدولة والهيئات التعليمية في حالة إضراب وشلل تام. ارتفاع سعر صرف الدولار يكاد يؤدي إلى انهيارات في كل القطاعات، من المخابز والأفران إلى المحروقات وسائر الأسواق، وسط تهديدات بالتوقف عن العمل ما لم يتم معالجة موضوع الأسعار. المصارف مستمرة في إضرابها ولا تزال تلوح باللجوء إلى الإقفال التام. وبحال لجأت المصارف إلى الإقفال التام وتوقيف الصرافات الآلية عن العمل، فهذا سيؤدي إلى غضب شعبي قد يقارب حدود الانفجار، لا سيما أن العسكريين يتقاضون المساعدات الاجتماعية على رواتبهم في اليوم 15 من الشهر، أي اليوم الذي تهدد فيه المصارف بإيقاف صرافاتها الآلية.

برميل بارود

تكفي هذه الأسباب للإشارة إلى أن لبنان يقف على برميل بارود قابل للاشتعال أو الانفجار، حتى أن تجار الدولار وصرافي السوق السوداء لم يعودوا قادرين على اللحاق بسعره، فيمتنعون عن بيعه، والتجار غير قادرين على التسعير والاستمرار. كل هذه الوقائع يمكنها في لحظة أن تستحيل انفجاراً شعبياً غير محسوب، أو ربما محسوب وبدقة، لا سيما في ظل النزاع القضائي المستمر حول آلية التعاطي مع المصارف. فهل هذا كله سيقود إلى تصاعد وتيرة الاحتجاجات والتحركات الشعبية، قد تؤدي إلى نوع من التوترات الأمنية، تفرض إيقاعاً سياسياً مختلفاً يقود القوى السياسية الى السعي الجدي للوصول إلى تسوية؟

لا مواعيد

ما يعزز هذه النظرية هو تسارع الحركة الديبلوماسية التي يقوم بها سفراء الدول الخمس، التي اجتمعت في باريس للبحث في الملف اللبناني. وبعد جولة السفراء، فإن كل سفير سيتحرك باتجاه القوى السياسية التي يرتبط معها بعلاقات جيدة، للبحث في مسار خطة العمل أو خريطة  الطريق للوصول إلى تسوية سياسية، تنتج رئيساً للجمهورية وحكومة منسجمة معه. يفترض بالسفراء وبعد الإنتهاء من هذه الجولة والمباحثات مع الأفرقاء السياسيين، أن يعملوا على إعداد تقارير وموافاة عواصمهم بها، ليتقرر بعدها إذا ما سيعقد اجتماع ثان على المستوى نفسه أو على مستوى أعلى. على وقع هذا التحرك تقول مصادر ديبلوماسية مواكبة لحركة السفراء أن اللقاءات التي عقدوها كانت إيجابية، وأنه في حال كان التعاطي جدياً من قبل المسؤولين السياسيين في لبنان، فبالإمكان الوصول إلى تسوية والاتفاق على رئيس خلال فترة قصيرة. وقد يكون ذلك خلال ثلاثة أشهر. وهنا تعيد المصادر التشديد على فكرة ضرورة انتخاب الرئيس وتشكيل الحكومة قبل انتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة. فيما مصادر لبنانية تقلل من أهمية هذا الكلام، لأنه في لبنان لا يمكن التسليم بضرب المواعيد ولا باحترامها، خصوصاً في السياسة.

تلويح بعقوبات

وتشير المصادر الديبلوماسية إلى أن لقاء السفراء الخمس مع برّي كان إيجابياً، وأكد برّي أنه حريص على انتخاب رئيس سريعاً، ولذلك دعا إلى الحوار. وانه يريد رئيس للجمهورية ورئيس للحكومة يلتزمان باتفاق الطائف. وهذا يعني التزام الطائفة الشيعية بالطائف. وتؤكد المعلومات أن برّي تقصّد تمرير مواقف إيجابية للمملكة العربية السعودية، وحتى أن كلام الديبلوماسي السعودي فارس العامودي لبرّي كان إيجابياً، وقال إن هناك تعويلاً على دور برّي في الوصول إلى تسوية. وتشير المعلومات إلى أن السفراء كانوا واضحين في إمكانية اتخاذ إجراءات أو فرض عقوبات بحق من لا يلتزمون بتسهيل الاتفاق ويعرقلون انتخاب الرئيس. وتفيد المعلومات بأنه لم يتم التداول بأي أسماء، ولكن جرى رسم ملامح ومواصفات معينة، أبرزها أن يكون الرئيس توافقياً ومتوازناً، ولا يشكل غلبة لطرف على الآخر، وقادر على استعادة علاقات لبنان مع الدول العربية والمجتمع الدولي. وتشير المصادر إلى أن هذا المسار يحتاج إلى مزيد من الوقت ليتبلور، ويتوقف على مدى استعداد المسؤولين اللبنانيين للتجاوب معه، لا سيما أن الوضع في لبنان لم يعد يحتمل في ظل كل الأزمات التي يعيشها، والتي أصبحت قابلة للانفجار.

 

بكركي تصوّب البوصلة رئاسيا: الأزمة ليست مسيحية!

لورا يمين/وكالة الانباء المركزية/13 شباط/2023

توجّه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى مَن ينتظرون مبادرة من بكركي رئاسيا قائلا  “يتكلّمون عن الحوار وعن مبادرة ما من البطريركيّة، إنّ الكرسي البطريركي الذي ما توانى يومًا عن تحمّل المسؤولية يتمنى على جميع القوى السياسية أن تشاركه المسؤولية بصراحة ووضوح ليكون النجاح حليفنا جميعًا. فإذا كان رئيس الجمهورية مارونيًّا فالناخبون ليسوا جميعهم موارنة ومسيحيين. وإذا كان جزء من مسؤولية الشغور الرئاسي يتحملها القادة المسيحيون، فالمسؤولية الكبرى تقع على غيرهم. لأن المسيحيين مختلفون على هوية الرئيس بينما الآخرون مختلفون على هوية الجمهورية. لذلك نحن حريصون على عدم المس بهوية لا الرئيس، ولا الجمهورية لأنهما ضمانة لوحدة لبنان والكيان في ظل المشاريع الداخلية والأجنبية التي وضعت لبنان على المشرحة دون أيّ اعتبارٍ لتاريخ هذه الأمّة وخصوصيتها. ولبنان ليس نظامًا ينتقل من فريق إل فريق، إنما أمّة تنتقل من جيل إلى جيل عبر الآلية الديمقراطية دون ما سواها”.

هذا الكلام قرأت فيه مصادر سياسية معارضة عبر “المركزية” اعادة تموضع من الراعي رئاسيا. فبعد ان كانت بعض الاصوات الداعية الى الحوار المسيحي – المسيحي، تضغط على الصرح ليبادر في هذا الاتجاه، بدا الراعي، بعد سلسلة الاتصالات التي اجراها الاسبوع الماضي وأبرزها مع وفد “قواتي” زاره الثلثاء، يقول للجميع ان الازمة ليست مسيحية – مسيحية فقط: فكما ان هناك مسيحيين يعطّلون وآخرين ينتخبون، هناك ايضا مسلمون يعطلون وآخرون ينتخبون. واذا حُلّت مسيحيا فهذا لا يعني بالضرورة ان الانتخابات ستحصل. وقد لمّح البطريرك الى احد اهم العوائق التي تحول دون الانتخاب، غامزا من قناة حزب الله الذي لا تعجبه “هوية لبنان” الحالية والتاريخية، ولا يعجبه موقعه الاستراتيجي او دوره في المنطقة، ويتطلع الى تغييرها ويرى في الشغور فرصة لذلك. لكن هل تخلى الراعي نهائيا عن فكرة التحرك رئاسيا؟ ليس بالضرورة ايضا، تقول المصادر، الا انه يريد تحرّكا ناجحا يتمكّن في خواتيمه، من تحقيق خرق في جدار الشغور السميك، وذلك يحتاج في رأيه، ووفق ما قال في عظته الاحد، الى مبادرة او الى صحوة ضمير “وطنية”، لا مسيحية فقط، تختم المصادر.

 

المرصد الأوروبي: قانون الكابيتال كونترول يحرم المودعين من أبسط حقوقهم

وطنية/13 شباط/2023

رأى "المرصد الأوروبي للنزاهة في لبنان " أنه "طال انتظار قانون الكابيتال كونترول، وكان من المفترض أن يتم التصويت عليه في الأيام القليلة التالية لبدء الأزمة في لبنان أي ما بعد 17 تشرين 2019 حين أقفلت المصارف أبوابها وخرجت رؤوس الأموال الكبيرة بعبارة أخرى حُوّلت المليارات الى خارج لبنان كما هو الحال في اليونان وقبرص". وأشار في بيان الى أنه "وبحسب نص قانون الكابيتال كونترول المفترض طرحه والتصويت عليه واقراره في جلسة تشريعية يجري الحديث عن الدعوة لعقدها هذا الاسبوع فإنه يحرم المودعين من أبسط حقوقهم".

 

المجلس العالمي لثورة الأرز: ضرورة تحرك نواب سياديين الى دول القرار لشرح الاوليات السيادية

وطنية/13 شباط/2023

أكد "المجلس العالمي لثورة الأرز" في بيان أن وفدا منه ومن "التحالف الشرق أوسطي" زار واشنطن "من أجل دعم الثورة الإيرانية وتحرك الشعب ضد نظام الملالي في إيران وذلك للضغط على الكونغرس والادارة الأميركية من أجل مواكبة تحركات الشعب الإيراني ومساعدته على التخلص من الظلم الذي يتعرض له".

وأشار إلى أن وفدا منه زار عددا من النواب والشيوخ في الكونغرس الأميركي ووزارة الخارجية حيث التقى مسؤولي مكتب الشرق الأدنى ومكتب لبنان في الوزارة واستمع إلى آرائهم وموقف الادارة مما يجري. ولفت إلى أن "المسؤولين في وزارة الخارجية بعد لقائهم وفد النواب اللبنانيين أخيرا أكد ضرورة قيام اللبنانيين أنفسهم بالمباردة في حال شعورهم بالحاجة لمساعدة خارجية في موضوع تطبيق القرارات الدولية وهو ما يمكن أن يصدر إما عن الحكومة وإما عن مجلس النواب ما لم يحدث حتى الآن. ووفق مصادر مطلعة كانت مطالب وفد النواب الذين زاروا واشنطن الأسبوع الفائت تتلخص برفع العقوبات عن بعض الأسماء والكيانات ولم تتطرق إلى الأمور الاستراتيجية اطلاقا". واعتبر الوفد،  بعد زيارة وزارة الخارجية، أن "الموقف بالنسبة للسياسين اللبنانيين لم يتغير حتى الآن"، لافتا إلى أن "المجلس العالمي لثورة الأرز، بالاشتراك مع عدد من المنظمات اللبنانية، أطلق في الخريف الفائت مبادرة لتنفيذ القرار الدولي 1559 على مراحل. ولكن رأي القوى السيادية في لبنان كان التمهل حتى الانتهاء من الانتخابات النيابية. وقد انتظرنا ذلك وطالبنا الكتلة السيادية بعد الانتخابات بإرسال وفد أو حتى رفع مذكرة إلى مجلس الأمن والحكومات الصديقة حول العالم لشرح الموقف والطلب بتنفيذ القرار ولو على مراحل وحيث أمكن ما يخلق ديناميكية جديدة قد تسهم في خلاص لبنان. ولكن دون جدوى حتى الآن ما أخر النقاش في هذا الملف".

وأشار إلى أن "عند مراجعة الكتلة السيادية في الموضوع قيل إن الأولوية الآن هي لانتخاب الرئيس مع أن هذا الموضوع لا يتناقض ابدا مع الطلب بتنفيذ القرار الدولي واعلام الكونغرس والادارة بتطلعات اللبنانيين على الأقل. وربما لو حصل كان سيعجل انتخاب الرئيس وليس العكس لأن المعطلين اليوم غير مستعجلين بتاتا". أضاف الوفد: "كما راينا في العام الماضي، المفاوضات حول ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل قد تمت بدون أن يكون هناك أي ملف في واشنطن يأخذ برأي جميع اللبنانيين بل تركت الساحة لحزب الله ليتفرد بالاتفاقات والقرارات وكأنه وحده من يمثل لبنان".

ولفت البيان إلى أن "الوفد  توجه إلى الكونغرس والتقى عددا من مكاتب ممثلي الشعب من نواب وشيوخ وعند مراجعته النائب داريل عيسى وهو عضو مشارك في المجموعة النيابية من أجل لبنان سمع الوفد منه كلاما قاسيا وصل بعضه إلى مسامع اللبنانيين عبر المقابلة التي أجرتها معه ال أم تي في. وهو صرح بأن مسؤولية انفجار مرفأ بيروت تقع على عاتق حزب الله وسأل عن مواقف ممثلي الشعب اللبناني إذا وجدوا. وقد طرح الوفد مجددا موضوع التنفيذ المرحلي للقرارات الدولية بانتظار النواب السياديين ومواقفهم".

وأكد البيان أن "في لقاءاته مع سائر مكاتب الشيوخ والنواب سمع الوفد كلاما ثقيلا من المسؤولين بأن دولة لبنان أصبحت دولة فاشلة لسببين: الأول أن الحكومة من جهتها ترفض طرح تنفيذ القرار 1559 والثاني المضحك أن المعارضة في القالب الآخر غير مهتمة بهذا الملف بمقدار اهتمامها بمواقفها السياسية ضمن الستاتيكو ومعركة الرئاسة. من هنا ليس هناك ما يشجع على إيجاد حلول قريبة ما لم يتحرك الداخل لطرح القضية على الكونغرس الجديد والبرلمان الأوروبي ولا سيما أن إيران تتعرض لثورة شعبية بدأ الرأي العام العالمي مواجهتها وعلى اللبنانيين اعادة طرح قضية تحرير لبنان من القبضة الإيرانية ولا أولوية فوق هذه من أجل الحصول على دعم الكونغرس". وأشار المجلس العالمي  إلى أنه سيستمر بـ "التواصل مع أعضاء الكونغرس في المجلسين وهو كان أشار خلال لقاءات خاصة بعد ما تعرضت له المنطقة من زلازل وضغوط الأسبوع الفائت لايصال المساعدات الانسانية بأن مطاري حامات والقليعات يجب أن يوضعا ضمن المشاريع المستقبلية أقله في حالات انسانية مماثلة يمكن أن تسهل وصول المساعدات".

 

القطيعة مؤكّدة بين باسيل و”الحزب”؟

الراي الكويتيّة/13 شباط 2023

ما زالت علاقة «حزب الله» و«التيار الوطني الحر» في دائرة المعاينة اللصيقة في ضوء اهتزازها القوي على خلفية مزدوجة: الأولى اعتبار الحزب رئيس «المردة» سليمان فرنجية مرشحه رقم واحد، وإن من دون إعلان رسمي، ورفْع منسوب «التمسك به» ومحاولات استدراج توافقات على انتخابه سواء عبر حوار داخلي، أو من خلال اعتبار أي دخول خارجي على خط الأزمة اللبنانية «إملاءات» ما لم يكن لتغطية وصول رئيس «لا يتلقى التعليمات من سفراء». والثانية اجتماعات الحكومة التي يمضي التيار في مقاطعتها بوصفها «مجزرة ميثاقية» فيما يصرّ «حزب الله» على تغطيتها تحت عنوان «الملفات المُلِحّة».

وعلمت «الراي» من مصادر مطلعة أن علاقة «حزب الله» و«التيار» وصلت الى مفترق حقيقي بات معه السؤال «هل وصلت إلى القطيعة المؤكدة»، كاشفة أن رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل أبلغ أخيراً الحزب بأن التفاهم ذاهب الى النهاية ملوّحاً بفسخ التحالف بحال شارك وزراء حزب الله في جلسة جديدة للحكومة وإذا بقي على دعم ترشيح فرنجية. ووفق ما كشفتْه المصادر لـ«الراي»، فإن «حزب الله» أبلغ باسيل رسمياً أنه سيشارك في جلسات الحكومة «كلما اقتضت الحاجة ومصلحة البلاد» وأنه «مع نواب سنّة وبعض المسيحيين سنستمرّ في دعم فرنجية»، وهو ما فُسِّر على أنه دعوة رئيس التيار لـ «افعل ما شئت…». ولم تستبعد المصادر المطلعة في ضوء الارتجاج التصاعدي في العلاقة، أن يذهب التيار الحر إلى تشرذم وأن يكون هناك في صفوفه من كبار المسؤولين غير المستعدّين للخصومة مع «حزب الله»، ناقلة أجواء غير بعيدة عن الحزب مفادها بأن الأخير أعطى باسيل 6 سنوات (طوال عهد الرئيس السابق ميشال عون) ليفعل شيئاً ولكن جلّ ما قام به هو الدخول إلى ملعب الحزب والهجوم على الرئيس نبيه بري.

 

16 ألف مبنى معرّض للإنهيار في لبنان؟

صحف/13 شباط 2023

أشارت “شبكة سلامة المباني” الى أنه “يتم التداول عبر الاعلام بالرقم 16,250 مبنى معرضا للإنهيار في لبنان، لاسيما بعد الزلزال الذي ضرب تركيا و سوريا، ويتم استخدام هذا الرقم من وسائل الاعلام ومؤسسات عامة وبلديات وقطاع خاص وجمعيات، لكن في معظم الأحيان يتم استخدام هذا الرقم الذي نشرته شبكة سلامة المباني عام 2013 خارج اطاره العلمي، مما استوجب منها نشر هذا البيان لتوضيح الطريقة التي تم الاستحصال على هذا الرقم”. وأضافت الشبكة في بيانها: “عام 2013 وبعيد انهيار مبنى فسوح أصدرت وزارة الداخلية والبلديات التعميم الرقم 4148 الى كل بلديات لبنان للتعاون مع شبكة سلامة المباني في اطار السلامة العامة والوقاية من المخاطر في المباني مثل الحرائق والزلازل وكيفية القيام بأعمال المسح الميداني للمباني، وقد أعدت وطبعت حينها شبكة سلامة المباني بشكل تطوعي أكثر من 250 كتيب إرشاد حول سلامة المباني والمسح الميداني تم توزيعه مجانا على أكثر من 200 بلدية في لبنان من خلال ندوات في مختلف المناطق اللبنانية برعاية وزارة الداخلية والبلديات، ترافق ذلك مع جمع خرائط للمدن والبلدات اللبنانية من مختلف التواريخ و تم تحضيرها بشكل تطوعي من قبل مهندسي شبكة سلامة المباني وإدخالها ضمن برنامج GIS للخرائط ليتم تحليلها.”

وتابعت: “بناء على نتائج استبيان عمر الأبنية التي أصدرها برنامج  GIS، تبين أنه يوجد نحو 16,250 مبنى يعود تاريخ بنائه الى أكثر من 40 عاما موزعين على الأراضي اللبنانية وفق التالي: بيروت الكبرى 10,460، مدن طرابلس وصيدا وزحلة 4000، برج حمود والشياح 600، قرى جبل لبنان 640، قرى محافظتي البقاع والجنوب 460 وقرى محافظة الشمال 300. كما تم القيام بعملية تدقيق أو ما يعرف بـ cross checking لما نسبته 0.1% أي 160 مبنى للتأكد من صحة البيانات التي أصدرها برنامج  GIS.  ومع إدراك مهندسي شبكة سلامة المباني للواقع الانشائي للمباني القديمة التي يزيد عمرها عن 40 عاما، حيث ان مواد البناء في السابق لم تكن بجودة ومواصفات الحالية ولم يكن هناك قوانين ومراسيم للسلامة العامة بالاضافة إلى عوامل مثل مخالفات البناء والحرب وقانون الإيجارات القديم وعدم الترميم، كل تلك العوامل تضع 16,250 مبنى ضمن خانة المباني التي قد تشكل خطرا على مستخدميها ويتوجب وضعها في بداية سلم الأولويات في أي عملية مسح ميداني”. وأوضحت أن “الهدف الأساسي لشبكة سلامة المباني للقيام بعملية الاستبيان هو لوضع رقم تقريبي يعكس حجم وواقع حال المباني في لبنان، كونه لا يوجد أي أرقام أو قاعدة بيانات لدى أي من الجهات الرسمية أو الخاصة، كما يتوجب على من يستخدم هذه الأرقام الاشارة الى المصدر ومنهجية العمل لكي توضع في سياقها الصحيح، علما أن هذا الاستبيان هو غير دقيق ولا يعفي الجهات الرسمية لا سيما البلديات من القيام بالمسوح الميدانية وتحديد المباني التي تحتاج الى الترميم فوري”.

 

عودة الحريري… رسالة سياسيّة؟

إم تي في اللبنانية/13 شباط 2023

أشارت معلومات الـ mtv الى أن “عودة رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري ووجوده في بيت الوسط رسالة سياسيّة بحدّ ذاتها وهو يتلقّى عدداً من الإتصالات منذ لحظة وصوله.” وأضافت: “بيت الوسط سيكون مفتوحاً غداً أمام كلّ مَن يُريد إلقاء التحية على الحريري بعد انتهاء الصلاة فوق ضريح الشهيد رفيق الحريري”.

 

برلمان لبنان أمام مواجهة «ساخنة» بين تشريع الضرورة وانتخاب الرئيس وقائد الجيش يطلب عدم شموله بالتمديد

محمد شقير/الشرق الأوسط»/13 شباط 2023

يقف البرلمان اللبناني على مسافة أيام من المواجهة الساخنة الحتمية التي تشهدها الجلسة النيابية التشريعية في حال تقرر انعقادها الخميس المقبل وتدور بين فريق من النواب اتخذ قراره بمقاطعتها بذريعة أن الأولوية يجب أن تُعطى لانتخاب رئيس للجمهورية وفريق آخر يرى أن تعذُّر انتخابه لا يمنع تشريع الضرورة، لأنه من غير الجائز الاستمرار في تعطيل الجلسات إلى حين انتخاب الرئيس. فالجلسة التشريعية المنوي انعقادها تشقّ طريقها في حال اكتمال الحضور النيابي إلى حيّز التنفيذ، وهي تنتظر جدول أعمالها الذي تعده هيئة مكتب المجلس النيابي في اجتماعها اليوم (الاثنين) برئاسة رئيس البرلمان نبيه بري، الذي ينقل عنه بأن النصاب القانوني لانعقادها أصبح مؤمناً، إلا إذا بادر تكتل «لبنان القوي»، برئاسة النائب جبران باسيل، إلى إعادة النظر في موقفه بامتناعه عن المشاركة فيها لاستيعاب الهجوم الذي بدأ يتعرض له من خصومه في الشارع المسيحي، والذين يتزعّمون الدعوة إلى مقاطعتها. ومع أن الجلسة التشريعية في حال انعقادها ستكون الأولى بعد شغور الرئاسة الأولى، نهاية أكتوبر (تشرين الأول) 2022، فإن من يعارض انعقادها يتجاوز بموقفه جدول أعمالها إلى تقيُّده بالنص الدستوري الذي يُبقي الجلسات مفتوحة إلى حين انتخاب الرئيس. إلا أن مشاركة تكتل «لبنان القوي» في الجلسة لا تكفي لتأمين النصاب لانعقادها ما لم يشارك فيها نواب «اللقاء الديمقراطي»، برئاسة النائب تيمور جنبلاط، وعدد من النواب السنة المنتمين إلى كتلة «الاعتدال الوطني»، التي تشترط أن ينسحب التمديد للمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم على التمديد للمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان الذي يُحال على التقاعد في مايو (أيار) من عام 2024.

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية بأن كتلة «الاعتدال» أبلغت المعنيين بأن حضورها الجلسة التشريعية يتوقف على التمديد للواء عثمان، وستعلن موقفها في اجتماع تعقده غداً (الثلاثاء) في ضوء جدول أعمال الجلسة.

ووفق المعلومات أيضاً فإن «اللقاء الديمقراطي» عقد اجتماعاً مشتركاً مع الحزب «التقدمي الاشتراكي» برئاسة رئيسه وليد جنبلاط، وأبقى جلساته مفتوحة، واضعاً مشاركته بمقاربته لجدول أعمال الجلسة في اجتماع مشترك يُعقد غداً.

ونقلت المصادر النيابية عن جنبلاط قوله إن الحزب و«اللقاء الديمقراطي» على موقفهما بحضور الجلسات النيابية المخصصة لانتخاب الرئيس، وأيضاً جلسات مجلس الوزراء والجلسات التشريعية. وحذّر في المقابل من أن تؤدي جلسة تشريع الضرورة إلى توفير الغطاء النيابي للدخول في محاصصة.

وسألت المصادر عن الأسباب الكامنة وراء مشاركة تكتّل «لبنان القوي» في جلسة تشريع الضرورة؟ وهل يتوخّى باسيل من مشاركته فيها تمرير التمديد للمديرين العامين من غير المنتمين إلى الأسلاك الأمنية والعسكرية، وتحديداً المحسوبين عليه؟

كما سألت كيف سيبرّر باسيل لجمهوره ومحازبيه التوفيق بين مقاطعته لجلسات مجلس الوزراء وبين مشاركته في الجلسة التشريعية؟ وهل يطمئنّ إلى أن نوابه لن يخرجوا عن قراره؟ وماذا سيقول للبطريرك الماروني بشارة الراعي الذي شدد في عظته أمس (الأحد) على أن المجلس النيابي هيئة ناخبة لا اشتراعية بغياب الرئيس، ولا شرعية لعمل الحكومة والمجلس النيابي في حال الشغور الرئاسي؟ وفي المقابل، سألت مصادر سياسية ما إذا كانت هناك استحالة للتمديد للمديرين الأمنيين والعسكريين من دون انعقاد البرلمان في جلسة تشريعية؟ ولفتت المصادر إلى أن المشكلة لا تتعلق بالتمديد للقادة الأمنيين والعسكريين لئلا يتمدد التمديد باتجاه المؤسسات العسكرية التي لا تزال تقوم بواجباتها، فيما يتدحرج البلد نحو الانهيار؟ وسألت المصادر نفسها أيضاً ما إذا كان لدى القوى السياسية الداعمة لعقد جلسة تشريعية معلومات تفيد بأن الشغور الرئاسي سيكون مديداً، وأن الضرورة تستدعي تفادي الشغور في المؤسسات الأمنية والعسكرية التي تجمع القوى السياسية على تنوّعها على دورها في الحفاظ على الاستقرار وتحصين السلم الأهلي والتصدّي لمن يحاول الإخلال بالأمن، مع أن لا خلفية سياسية للحوادث المتنقلة بين منطقة وأخرى؟ لكن المفاجأة تكمن في أن قائد الجيش العماد جوزيف عون استبق التمديد للقيادات الأمنية والعسكرية بإعلام من يعنيهم الأمر بأنه ينأى بنفسه عن التمديد له، طالما أنه يتقاعد في 1-1-2024. وبالتالي لديه من الوقت الكافي للبقاء على رأس المؤسسة العسكرية لتأدية دوره في الحفاظ على الاستقرار ومنع الإخلال به.

أما لماذا لا يبدي العماد عون حماسة للتمديد له؟ وما هي الأسباب التي يركن إليها في معرض الدفاع عن موقفه؟ للإجابة عن السؤال لا بد من الإشارة إلى أن العماد عون لا يطلب التمديد لنفسه بعد أن تعذّر تأجيل تسريح ثلاثة من أعضاء المجلس العسكري كانوا أُحيلوا إلى التقاعد، مما أدى إلى تعذّر انعقاد اجتماعاته الدورية. وفي هذا السياق، يرى مصدر سياسي أن التمديد للعماد عون قد يؤدي إلى إحداث إرباك في الهرمية العسكرية، إضافة إلى أنه ليس في وارد بأن يسجل الآخرون، وتحديداً باسيل، بأنه سيكون ممنوناً له بمشاركته في جلسة التمديد، فيما يواصل حملته عليه ويضع فيتو على انتخابه رئيساً للجمهورية، رغم أنه لم يعلن ترشّحه، وصولاً إلى أن المتعارف عليه في لبنان أن يغادر قائد الجيش منصبه فور انتخاب رئيس جمهورية جديد يفترض أن يؤخذ برأيه في تعيين خلف له.

 

 “لبنان القوي” و”العوني” والمعارضة يُطيّرون جلسات البرلمان التشريعية

ترقب ثقيل لموقف المصارف... والدولار تجاوز الـ 67 ألفاً

بيروت ـ من عمر البردان/السياسة»/13 شباط 2023

طارت الجلسة التشريعية التي كان رئيس مجلس النواب اللبناني نبية بري بصدد الدعوة اليها الخميس المقبل، بسبب رفض نواب المعارضة وتكتل “لبنان القوي” المشاركة فيها. وأكّد النائب آلان عون، أنه ابلغ بري، مقاطعة كتلة “لبنان القوي” للجلسة التشريعية في حال الدعوة إليها. وذلك بعد إعلان رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل عدم المشاركة في الجلسة، على غرار عدم المشاركة في اجتماعات حكومة تصريف الأعمال في ظل الفراغ الرئاسي.” في وقت واصل سعر صرف الدولار الأميركي تحليقه في السوق السوداء، متجاوزاً الـ67 ألفاً. وقد أكدت مصادر نيابية في “العوني” لـ”السياسة”، عدم حدوث اي طارئ يستدعي عقد جلسة لمجلس النواب بحجة تشريع الضرورة. وبالتالي فإن نواب تكتل لبنان القوي لن يحضروها، لأن الأهم انتخاب رئيس للجمهورية، لتقصير أمد الشغور الذي يهدد البلد بعواقب وخيمة”. وفي السياق، حذّر نائب رئيس مجلس الوزراء السابق النائب غسان حاصباني، من أن لبنان مقبل على إنهيار أكبر مما يشهده الان، إذا لم يتم إنتخاب رئيس للجمهورية وينتظم عمل المؤسسات ويبدأ الإصلاح الفعلي”، مشيراً الى أن “مَن سيذهب الى جلسة تشريعية يتحمّل مسؤولية الزلزال الاقتصادي والاجتماعي الثاني ما بعد 17 تشرين”، قائلا إن “الاجتهادات وكسر القواعد التي ينص عليها الدستور قد يفتح الباب امام كسر قواعد كثيرة في البلاد كما حصل في السابق”. وغداة اجتماع باريس الخماسي، التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري، السفيرة الأميركية دوروثي شيا، السفيرة الفرنسية آن غريو، السفير المصري ياسر علوي، والقطري إبراهيم السهلاوي، والمستشار في سفارة المملكة العربية السعودية فارس العامودي، لإطلاعه على نتائج ما تقرر في الاجتماع. وفي الأثناء اعتبر “لقاء سيدة الجبل”، أنّ اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل اثبت يوما بعد يوم ازدياد الاهتمام الدولي بحزب الله لكونه يملك مفتاح الاستقرار على الساحة اللبنانية، والذي من دونه لا يمكن أن ينطلق مسار المسح والتنقيب عن النفط”، مشيراً إلى أن “هذه المقايضة بين الاستقرار والاستثمار وأمن إسرائيل، التي يتحكّم بها الحزب تقتضي يقظة لبنانية سياسية وشعبية استثنائية، لاسيما في ظلّ تداعي مؤسسات الدولة. واشار اللقاء أنّ حزب الله حوّل هذا الاتفاق إلى أداة ابتزاز للعرب والعالم، فإمّا أن يقبض الثمن السياسي لقبوله بالاتفاق بدءاً من انتخاب رئيس للجمهورية يواليه أو يعطّل الانتخابات، مؤكدا أن “النواب المعارضين وبالرغم من أهميّة موقفهم الرافض لعقد جلسات تشريعية في ظل الفراغ الرئاسي إلّا أنّ خطابهم وحركتهم ما يزالان دون السقف الوطني المطلوب. إلى ذلك، يتوقع أن يفتح “بيت الوسط” أبوابه، اليوم، في ذكرى الرابع عشر من شباط، أمام المواطنين، للسلام على رئيس “تيار المستقبل” سعد الحريري الذي وصل إلى بيروت، أول أمس. وعلمت “السياسة”، أن الحريريسيتوجه لقراءة الفاتحة على ضريح والده، وأضرحة رفاقة الشهداء، دون أن تكون له كلمة في المناسبة، على أن يستقبل عدداً من قيادات تياره وبعض الشخصيات السياسية، ومن ثم يغادر إلى الإمارات.

ووسط ترقب ثقيل لما ستقرره جمعية مصارف لبنان، بشأن إضرابها المفتوح الذي أعلنته قبل أيام، وصف الإتحاد العمالي العام الإضراب، بأنه هروب الى الأمام ولن يحلّ مشاكل المودعين او شركائها في النفوذ والسلطة، بل إنه سيزيد المشكلة تفاقماً والأزمة تفجراً”، داعياً “جمعية أصحاب المصارف للتراجع الفوري عن الإضراب والتوقف عن التهديد بالتصعيد الذي لا فائدة منه لا لها ولا للبلد والمجتمع”. وفي سياق غير بعيد، ومع الحديث عن اتجاه المصارف الى الاقفال العام ووقف خدمة الصراف الآلي، علم ان الاجهزة الامنية استنفرت بطلب سياسي منعاً لأي تطور ميداني مفاجئ، لا سيّما ان المودعين والمتقاعدين من العناصر الامنية والعسكرية يتوعدون بالتصعيد في حال لجأت المصارف الى هذا التدبير.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

84 مليار دولار خسائر تركيا جراء الزلزال… والضحايا إلى 37 ألف قتيل

تحذيرات أممية من انتشار الأوبئة... وعداد الموت يواصل حصد المزيد... ودمشق تدعو إلى رفع العقوبات

أنقرة، دمشق، عواصم – وكالات»/13 شباط 2023

فيما تواصل فرق الإنقاذ جهودها للبحث عن ناجين في الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسورية قبل تسعة أيام رغم تلاشي الآمال في العثور على أحياء تحت الأنقاض، قدر اتحاد الشركات والأعمال في تركيا حجم الأضرار الناجمة عن الزلزال الكبير الذي أودى بحياة نحو 31 ألف شخص في تركيا وحدها، بنحو 84 مليار دولار أو ما يعادل 10 في المئة من الناتج الإجمالي للبلاد. وأكد الاتحاد في بيان أن الزلزال المدمر تسبب في دمار مبان سكنية بنحو 70.8 مليار دولار، إلى جانب 10.4 مليار دولار أخرى في صورة خسارة في الدخل القومي، قائلا إن الخسائر في القوة العاملة قد تكلف اقتصاد تركيا 2.9 مليار دولار، حيث ضرب الزلزال 10 مقاطعات وأثر بشدة على ملايين الأشخاص في تركيا، وأيضا في سورية المجاورة. واستندت حسابات اتحاد الشركات والأعمال التركي على زلزال عام 1999 الذي كان قريبا من إسطنبول، وأودى بحياة نحو 18 ألف شخص، حيث تجاوزت حصيلة ضحايا الكارثة الحالية بفارق كبير زلزال 1999، ولا يزال الآلاف مفقودين. وقدر الاتحاد أن الضرر الواقع على البنية التحتية مثل الطرق وشبكات الكهرباء وكذلك المستشفيات والمدارس، قد يرفع عجز الموازنة التركية إلى نحو 5.4 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي خلال العام الجاري، مقابل التقديرات الرسمية البالغة 3.5 في المئة. في غضون ذلك، تجاوز عدد قتلى الزلزال في تركيا وشمال سورية حاجز الـ 37 ألفاً و500 شخص ونحو 87 ألفاً و500 مصاب، حيث أعلنت السلطات التركية وصول عدد القتلى إلى 31 ألفاً و643 شخصا، في حين وصل عدد القتلى في سورية إلى 5881 شخصاً.

وبلغ عدد جرحى الزلزال في تركيا 80 ألفاً و278 مصاباً، في حين وصل العدد في سورية إلى 7 آلاف و444 مصاباً، وتوقع المرصد السوري لحقوق الإنسان أن يصل عدد القتلى إلى سبعة آلاف في ظل وجود كثير من المفقودين تحت الأنقاض دون معرفة مصيرهم.

في موازاة ذلك، ارتفعت التحذيرات الأممية من إمكانية انتشار بعض الأوبئة لا سيما الكوليرا، بينما قدرت منظمة الصحة العالمية عدد المتضررين من الزلزال المدمّر بنحو 26 مليون شخص، يتوزعون على 15 مليوناً في تركيا و11 مليوناً في سورية، وأشار مسؤولو المنظمة الأممية إلى أن الكارثة تجاوزت قدرات الجميع وهناك حاجة للمعدات الثقيلة ومعدات الرفع، محذرين من انه ‏إذا لم تتواجد الخبرات والمعدات سيكون الوضع صعبا خاصة فيما يتعلق في التعامل مع الجثث. من جانبه، أكد منسق الأمم المتحدة للإغاثة مارتن غريفيث أن مرحلة عمليات الإنقاذ بعد الزلزال “تقترب من نهايتها”، وأن الحاجة الماسة ستصبح لتوفير الملاجئ والطعام والتعليم والرعاية النفسية والاجتماعية، مشددا على أن الأمم المتحدة ستعمل على أن يتم نقل مساعدات من مناطق سيطرة الحكومة السورية، لمناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في الشمال الغربي الذي ألحق الزلزال المدمر خسائر فادحة به أيضا، لافتا إلى أنه سيتم إطلاق نداءات لتقديم المساعدة لجميع المناطق التي تضررت من الكارثة. في الأثناء، بحث وزير الخارجية والمغتربين السوري فيصل المقداد مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسورية غير بيدرسون، الجهود التي يمكن القيام بها لتعزيز دور المنظمة الدولية في الاستجابة للآثار المدمرة التي خلفها الزلزال، مع التأكيد على ضرورة عدم تسييس الشأن الإنساني واحترام سيادة سورية وسلامة أراضيها، حيث عبر بيدرسون عن تعازيه الحارة بضحايا الزلزال، مؤكداً استعداده للقيام بكل ما بوسعه لمساعدة سورية على تخطي آثار الكارثة. من جانبه، أكد المقداد حرص سورية على تقديم كل ما تستطيع من دعم للمتضررين وإيصال المساعدات الإنسانية إلى كل محتاجيها في كل المناطق دون تمييز، مشددا على استعداد دمشق للعمل عن كثب مع مختلف وكالات الأمم المتحدة، لتعزيز ودعم جهود الدولة السورية في مواجهة التداعيات الكارثية التي خلفها الزلزال، مشيراً لضرورة رفع كل الإجراءات القسرية أحادية الجانب المفروضة على الشعب السوري.

 

خطوة «دافئة» للتقارب بين أنقرة وأثينا وسط الكارثة

أعمال بحث وإنقاذ مكثفة... وعدد الضحايا يستمر بالتصاعد في اليوم السابع لزلزال تركيا

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط»/13 شباط 2023

خيّم الحزن والألم على المناطق المنكوبة بالزلزال في 10 ولايات في جنوب وشرق وجنوب شرقي تركيا في اليوم السابع للزلزالين المدمرين اللذين ضربا تلك الولايات، من مركزيهما في بازاجيك وإلبيستان، فجر الاثنين الماضي، بقوة 7.7 و7.6 على التوالي... بينما واصلت فرق البحث والإنقاذ عملها بشكل مكثف، وسط آمال ضئيلة في العثور على ناجين تحت الأنقاض. وتلقت تركيا رسالة تضامن قوية من جارتها اليونان، بزيارة وزير خارجيتها لبعض المناطق المتضررة جنوب تركيا. وأعلنت إدارة الكوارث والطوارئ التركية ارتفاع حصيلة الوفيات جراء كارثة الزلزالين إلى 29 ألفاً و605 أشخاص، فضلاً عن إصابة 80 ألفاً و278 شخصاً. وقالت الإدارة، في بيان أمس (الأحد)، إنه تم إجلاء 147 ألفاً و934 شخصاً من مناطق الزلزال إلى ولايات أخرى، مشيرة إلى وقوع 2412 هزة ارتدادية في جنوب البلاد، عقب الزلزالين العنيفين اللذين كان مركزهما ولاية كهرمان ماراش.

وواصلت فرق البحث والإنقاذ جهودها المكثفة بآمال ضئيلة في العثور على ناجين تحت الأنقاض، وبدأ بعض الفرق ينتظر وصول بلاغات عن سماع أصوات تحت الأنقاض. وتمكنت فرق الإنقاذ من انتشال الطفل سميح إنجي (8 سنوات) من تحت الأنقاض في بلدة نورداغي بولاية غازي عنتاب بعد مضي 155 ساعة من الزلزال، ونقل الطفل المصاب إلى المستشفى، مع 6 أشخاص آخرين، تم إخراجهم من تحت أنقاض ذات المبنى. كما تم انتشال شخص من تحت الأنقاض في أديامان، بعد مرور 153 ساعة على وقوع الزلزال، كما أخرجت فرق الإنقاذ عجوزاً تبلغ من العمر 64 عاماً تدعى مُزين أوفكالي من تحت أنقاض مبنى في بلدة دفنة في هطاي، بعد 150 ساعة على وقوع الزلزالين المدمرين في ولاية هطاي، جنوب تركيا. وقبلها بساعة واحدة، نجحت فرق الإنقاذ في إخراج شاب يدعى مصطفى صاري غل (35 عاماً) على قيد الحياة من تحت أنقاض مبنى مؤلف من 6 طوابق في مدينة أنطاكيا، بعد جهود استمرت نحو 5 ساعات، بدعم من عناصر الجيش التركي وفرق قادمة من رومانيا. وتمكنت فرق الإنقاذ من انتشال الطفلة أيلول كيلتش، على قيد الحياة من تحت الأنقاض، الأحد، بعد 146 ساعة على الزلزال، في بلدة نزيب بولاية غازي عنتاب، بعد رصد صوت تحت أنقاض مبنى مؤلف من 6 طوابق، بعد جهود استغرقت نحو 9 ساعات.

كما تمكنت فرق الإنقاذ من انتشال امرأة حامل وشقيقها من تحت الأنقاض في بلدة نارليجا بولاية هطاي بعد مضي 140 ساعة على كارثة الزلزال. ونجحت فرق الإنقاذ في كهرمان ماراش في إخراج مسنة تدعى منكشة تاباك (70 عاماً). وأعلن وزير التعليم التركي محمود أوزار أن الدراسة ستستأنف في جميع المدارس في 71 ولاية تركية في 20 فبراير (شباط) الحالي، وفي الولايات العشر التي ضربها الزلزال في الأول من مارس (آذار) المقبل، بعد أن تقرر تعليق الدراسة عقب الزلزال. وكانت تركيا أعلنت عن تعطيل الدراسة وجهاً لوجه في الجامعات، واستئنافها عن بعد، وذلك من أجل استيعاب جانب من المتضررين من الزلزال في المساكن الطلابية. وقالت منظمة الصحة العالمية إن عدد المتضررين جراء الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا، الأسبوع الماضي، بلغ نحو 26 مليون شخص، محذرة من تضرر عشرات المستشفيات. وأطلقت المنظمة نداء عاجلاً، السبت، لجمع 42.8 مليون دولار لمساعدتها في تلبية الاحتياجات الصحية الطارئة والكبرى. وكانت المنظمة خصصت بالفعل 16 مليون دولار من صندوق الطوارئ التابع لها، وأفادت بأن عدد المتضررين من جراء الزلزال بلغ نحو 23 مليون شخص، لكن هذا العدد ارتفع السبت إلى 26 مليوناً، 15 مليوناً في تركيا، و11 مليوناً في سوريا.

وأفادت المنظمة بأن أكثر من 5 ملايين من هؤلاء يعتبرون من بين الأكثر عرضة للخطر. وبينهم نحو 350 ألف مسن، وأكثر من 1.4 مليون طفل.

تضامن من اليونان

إلى ذلك، استقبل وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، الأحد، نظيره اليوناني نيكوس ديندياس، في ولاية أضنة جنوب البلاد، بعد وصوله إلى مطار شاكر باشا في أضنة، وتفقد معه بعض المناطق التي ضربها الزلزال في الولاية، التي كانت إحدى الولايات التي ضربها زلزالا الاثنين الماضي، إلى جانب كهرمان ماراش، أديامان، هطاي، كيليس، عثمانية، مالاطيا، شانلي أورفا، غازي عنتاب، ديار بكر، ثم تفقدا بعض المناطق في ولاية هطاي. وأشاد أوغلو، في تصريحات مع نظيره اليوناني، من داخل أحد مخيمات المتضررين في هطاي، بعمل فرق البحث والإنقاذ اليونانية، قائلاً: «نود أن نشكر فرق البحث والإنقاذ اليونانية. منذ يوم وصولهم، بذلوا جهوداً على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع. يتجلى حسن الجوار في مثل هذه الأيام».

وأضاف أن اليونان «كانت من أولى الدول التي سارعت لعرض المساعدة بعد كارثة الزلزال، وأرسلت على الفور فرق البحث والإنقاذ، التي جلبت المساعدات الإنسانية إلى تركيا عبر كثير من الطائرات». واعتبر أن زيارة ديندياس لمناطق الزلزال «تعكس تضامن اليونان وشعبها مع تركيا».

ولفت أوغلو إلى أنه في عام 1999 وقع زلزال في تركيا، ثم في اليونان بفارق نحو شهر، مشيراً إلى أن البلدين «هرعا وقتها لمساعدة بعضهما، ومجلة التايم أعدت خبراً عن الموضوع في ذلك الوقت»، وهو لم يكن سياسياً في حينه، فبعث رسالة إلى المجلة، نشرتها لاحقاً... وأوضح أنه كتب فيها ما مفاده: «من المهم أن نساعد بعضنا البعض في الأوقات الصعبة، لكن لا يتعين علينا انتظار زلزال آخر وكارثة أخرى لتطوير علاقاتنا». وأكد أنه لا يزال يتبنى هذا الرأي، وقال: «آمل أن نبذل جهداً لمعالجة الخلافات في وجهات النظر بيننا أيضاً بشكل صادق عبر الحوار». وأعرب عن امتنانه لديندياس، الذي وصفه بـ«الصديق»، ولليونان حكومة وشعباً على تضامنهما مع تركيا في هذه الأيام العصيبة. وأعرب وزير الخارجية التركي عن أمله «بأن يبذل البلدان قصارى جهودهما لتحسين العلاقات بينهما عبر الحوار، برغم وجود تباين في وجهات النظر»، مشيراً إلى أن تحسين العلاقات بين البلدين «غير مرتبط بموقف من حدث معين، مثل كارثة الزلزال، إنما علينا أن نعمل معاً من أجل علاقات قائمة على حسن الجوار»، وهو ما أيّده الوزير اليوناني الذي أكّد اتفاقه مع نظيره التركي على «أن العلاقات لا تتوقف على أحداث بعينها».

وأكد ديندياس وقوف اليونان مع تركيا في محنتها، مشيراً إلى «أن فريق الإغاثة اليوناني أنقذ 50 مواطناً تركياً». وقال: «سنواصل بذل ما بوسعنا على المستوى الثنائي، أو في الاتحاد الأوروبي، لتجاوز هذه الأيام الصعبة». وقام الوزيران بجولة على متن مروحية في المناطق المنكوبة، وزارا أنطاكيا في هطاي حيث يشارك عمال إنقاذ يونانيون في عمليات البحث والإغاثة. وعلى الرغم من خصومة تعود لقرون، كانت اليونان من أوائل الدول الأوروبية التي أرسلت عمال إنقاذ ومساعدات إنسانية إلى البلد المجاور، بعد ساعات فقط على وقوع الكارثة. وتحدث رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، الاثنين، عبر الهاتف مع الرئيس رجب طيب إردوغان لعرض «مساعدة فورية». وأرسلت الحكومة اليونانية حتى الآن 80 طناً من المساعدات الطبية ومعدات الإسعافات الأولية إلى تركيا.

 

مسؤولون أمميون في دمشق لتسهيل دخول مساعدات إلى الشمال السوري

المقداد وبيدرسون يبحثان الاستجابة لآثار الزلزال في سوريا

دمشق - حلب: «الشرق الأوسط»/13 شباط 2023

شهدت دمشق خلال الأيام الأخيرة، زيارة مسؤولين أمميين لإقناع الحكومة السورية بتسهيل دخول مساعدات إنسانية إغاثية إلى مناطق الشمال السوري التي تقع تحت سيطرة المعارضة، في أعقاب الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا. وبحث غير بيدرسون، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا، الاثنين، مع وزير الخارجية والمغتربين السوري فيصل المقداد، الجهود التي يمكن القيام بها لتعزيز دور المنظمة الدولية في الاستجابة للآثار المدمرة التي خلفها الزلزال، فيما قال منسق الأمم المتحدة للإغاثة مارتن غريفيث من حلب، إن مرحلة الإنقاذ «تقترب من نهايتها»، وإن الحاجة الماسة ستصبح توفير الملاجئ والطعام والتعليم والرعاية النفسية والاجتماعية. وعبر بيدرسون عن تعازيه الحارة في ضحايا الزلزال، مؤكداً استعداده للقيام بكل ما بوسعه لمساعدة سوريا في تخطي آثار هذه الكارثة. وقال بيان صحافي للمسؤول الأممي، إنه أكد ضرورة العمل «في جميع مناطق سوريا»، وإنه سعد بسماع تطمينات من الحكومة السورية بأنها «ستدعم العمل الذي نقوم به». كما أشار إلى التحدي الخاص فور وقوع الزلزال للحصول على الدعم بالشمال الغربي، مشدداً على أن «هذا يتم تصحيحه رغم أنه لا يمكن إصلاح جميع المشكلات التي واجهتنا في البداية»، مؤكداً أن الدعم مقبل الآن، ومن المهم الحصول على مزيد من الموارد والمساعدة في خطوط العبور وعبر الحدود. ووفق الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا)، أعرب المقداد عن شكره للأمين العام للأمم المتحدة ولمبعوثه الخاص على تضامنهم مع سوريا في ظل هذه الكارثة الإنسانية غير المسبوقة، مؤكداً حرص سوريا على تقديم كل ما تستطيع من دعم للمتضررين من الزلزال، وعلى إيصال المساعدات الإنسانية إلى كل محتاجيها في كل المناطق دون أي تمييز.

في شأن متصل، قال منسق الأمم المتحدة للإغاثة مارتن غريفيث خلال زيارة لسوريا، الاثنين، إن مرحلة الإنقاذ بعد الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا قبل أسبوع «تقترب من نهايتها». ونقلت «رويترز» عن غريفيث من مدينة حلب الخاضعة لسيطرة الحكومة في شمال غربي سوريا، والتي كانت ساحة مواجهة رئيسية في الحرب: «الأكثر إثارة للدهشة هنا أنه حتى في حلب التي عانت كثيراً جداً طوال هذه السنوات، تمثل هذه اللحظة أسوأ ما كابده هؤلاء الأشخاص». وقال إن الأمم المتحدة ستعمل على نقل مساعدات من مناطق سيطرة الحكومة لمناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في الشمال الغربي، الذي يمثل خط مواجهة نادراً ما مرت عبره مساعدات أثناء الصراع. وأضاف أنه سيتم إطلاق نداءات لتقديم المساعدة لجميع المناطق التي تضررت من الكارثة. وتابع المسؤول الأممي: «الشمال الغربي ليس سوى جزء واحد من سوريا، ومن المهم للغاية أيضاً أن نعتني بالناس هنا». وقال إنه سمع روايات مؤلمة عن الكارثة من الناجين في حلب. «صدمة الأشخاص الذين تحدثنا إليهم كانت واضحة للعيان، وهذه صدمة يحتاج العالم إلى معالجتها». وكان مدير منظمة الصحة العالمية قد أعلن، الأحد، أن الرئيس السوري بشار الأسد، أبدى استعداداً للنظر في فتح مزيد من المعابر الحدودية لإيصال المساعدة إلى ضحايا الزلزال في شمال غربي سوريا الواقع تحت سيطرة المعارضة. وقال تيدروس أدهانوم غيبرييسوس لصحافيين بحسب وكالة الصحافة الفرنسية: «التقيت الرئيس الأسد الذي أوضح أنه منفتح على فكرة (فتح) معابر حدودية (استجابة) لهذا الوضع الملح». وأضاف غيبرييسوس في مؤتمر صحافي عبر الهاتف من دمشق: «الأزمات التراكمية للنزاع ووباء كوفيد والكوليرا والانحدار الاقتصادي والآن الزلزال، كل ذلك تسبب في خسائر لا تطاق». وقد تضررت نتيجة الزلزال طرق رابطة بمعبر باب الهوى؛ نقطة العبور الوحيدة حالياً من تركيا إلى مناطق المعارضة. ورغم أن المساعدات عادت إلى التدفق عبر المعبر منذ الخميس، تتزايد الدعوات لفتح نقاط عبور حدودية أخرى من أجل تسريع إيصال الدعم الضروري. وأكد مدير منظمة الصحة العالمية لمنطقة شرق المتوسط، ريتشارد برينان، الأحد، أنه «لم يتم تسليم أي مساعدات منذ الزلزال» إلى منطقة المعارضة من الأراضي التي يسيطر عليها النظام. وأضاف في تصريح للصحافيين، أنه قبل الزلزال، كان يُسمح للأمم المتحدة بتسيير قافلة مساعدات واحدة شهرياً، وهو مستوى لم يكن كافياً.

 

حصيلة الزلزال تتجاوز 35 ألف قتيل... وتدفق كبير للمساعدات

أنقرة: «الشرق الأوسط»/13 شباط 2023

دخلت قافلة أممية جديدة أمس (الأحد) إلى سوريا من تركيا محمّلة بمساعدات يحتاج إليها بشدّة الضحايا السوريون للزلزال الذي ضرب البلدين وأوقع أكثر من 35 ألف قتيل، في حصيلة قد «تتضاعف»ـ وفقاً للأمم المتحدة التي حذّرت من إخفاق في إيصال المساعدات إلى الأراضي السورية. ودخلت عشر شاحنات إلى سوريا من معبر باب الهوى في الشمال الغرب السوري، وفق مراسل وكالة الصحافة الفرنسية، محمّلة بلوازم للإيواء المؤقت مع خيام بلاستيكية وبطانيات وفُرش وحبال وما إلى ذلك. وتُنقل المساعدات الإنسانية المخصّصة لشمال غربي سوريا عادة من تركيا عبر باب الهوى، نقطة العبور الوحيدة التي يضمنها قرار صادر عن مجلس الأمن بشأن المساعدات العابرة للحدود. وأشار وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسّق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن غريفيث في تغريدة أطلقها إلى أن الوكالة الأممية «خذلت حتى الآن الناس في شمال غربي سوريا. هم يشعرون عن حق بأنهم متروكون»، داعياً إلى «تصحيح هذا الإخفاق بأسرع وقت». وأعلن مدير منظمة الصحة العالمية من جهته أن رئيس النظام السوري بشار الأسد أبدى استعداداً للنظر في فتح مزيد من المعابر الحدودية لإيصال المساعدة إلى ضحايا الزلزال في شمال غربي سوريا الواقع تحت سيطرة المعارضة. وقال تيدروس أدهانوم غيبرييسوس لصحافيين إن الأسد «أوضح أنه منفتح على فكرة فتح معابر حدودية استجابة لهذا الوضع الملح». وقال المسؤول في وزارة النقل السورية سليمان خليل إن 62 طائرة محمّلة بمساعدات حطّت حتى الآن في البلاد، ويتوقع هبوط طائرات أخرى في الساعات والأيام المقبلة، خصوصاً من السعودية. والأحد شكر الأسد خلال استقباله وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان في دمشق، دولة الإمارات على المساعدات الإنسانية والإغاثية «الضخمة»، التي قدمتها لبلاده منذ الزلزال المدمر. ووفق آخر التقارير الرسمية، أسفر الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجة عن 31643 قتيلا على الأقل في جنوب تركيا، فيما ذكرت الأمم المتحدة أنها تلقت تقارير تفيد بمقتل أكثر من 4300 شخص وإصابة 7600 جراء الزلزال بشمال سوريا. وحذّر غريفيث من أن حصيلة الزلزال الشديد في تركيا وسوريا «ستتضاعف أو أكثر». وقال متحدثاً لشبكة «سكاي نيوز»: «أعتقد أن من الصعب تقييم (الحصيلة) بدقة لأنّ علينا أن نرى ما تحت الأنقاض، لكنني واثق بأنها ستتضاعف أو أكثر». وأضاف: «لم نبدأ فعلياً تعداد القتلى بعد». وقال غريفيث السبت في فيديو نشر على حسابه على «تويتر»: «قريبا سيخلي الأشخاص المكلفون بعمليات البحث والإغاثة المكان للوكالات الإنسانية التي يقضي عملها بالاهتمام بالعدد الاستثنائي من الأشخاص المتضررين خلال الأشهر المقبلة».

في غازي عنتاب، حيث قضى نحو ألفَي شخص، ينتظر النازحون في طوابير في ظل درجات حرارة دون الصفر لتلقي وجبة ساخنة تقدّم في إطار حملة تضامن أطلقتها مطاعم في المدينة. ووزّع مطعم برهان تشاداش نحو أربعة آلاف وجبة مجانية للناجين. وقال تشاداش: «يجد موظفونا أنفسهم في وضع صعب جداً. سقط ضحايا من عائلاتهم ودمرت منازلهم». وتنام عائلة برهان تشاداش نفسه في السيارات منذ الاثنين. لكن موجة التضامن أقوى من كل الظروف. وأوضح تشاداش: «نريد المساعدة». وأكدت الوكالة الحكومية لإدارة الكوارث الطبيعية مشاركة نحو 32 ألف شخص في عمليات البحث والإنقاذ، إضافة إلى أكثر من ثمانية آلاف مسعف أجنبي. كذلك ينتشر أكثر من 25 ألف جندي تركي في المناطق المتضررة، وفقاً لوزير الدفاع التركي خلوصي أكار. وانتُشلت امرأة وطفل على قيد الحياة من تحت الأنقاض بأيدي فريق إغاثة سلفادوري الأحد في جنوب تركيا بعد ستة أيام على الزلزال الذي ضرب البلاد، حسبما أعلن الرئيس السلفادوري نجيب بوكيلة. والأحد وصل وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس إلى تركيا للتعبير عن دعم أثينا لجارتها إثر الزلزال، وقد دعا مع نظيره التركي إلى تحسين العلاقات بين البلدين. وهذه الزيارة هي الأولى لوزير أوروبي إلى تركيا منذ الكارثة التي وقعت الاثنين الماضي. وفُتح السبت معبر بين أرمينيا وتركيا للمرة الأولى منذ 35 عاماً للسماح بمرور مساعدات إنسانية بعد الزلزال الذي ضرب المنطقة، على ما أفادت وكالة الأناضول التركية الرسمية. والأحد قالت منظمة إغاثة إسرائيلية إنها علقت عمليات الإنقاذ بعد الزلزال الذي ضرب تركيا وعادت إلى البلاد بسبب تهديد أمني «كبير» لموظفيها. وكان الجيش النمساوي قد علّق السبت عمليات الإنقاذ لساعات قليلة بسبب «الوضع الأمني». واتخذت الوكالة الفيدرالية الألمانية للإغاثة قراراً مماثلاً، وكذلك فعلت منظمة غير حكومية ألمانية متخصصة في مساعدة ضحايا الكوارث الطبيعية. وتمكّن عنصرا إغاثة نمساويان بمساعدة كلبين مدربين من استئناف البحث بعد الظهر «تحت حماية الجيش التركي»، على ما أفاد ناطق باسم الجيش في فيينا. ويثير انهيار المباني الذي كشف أنها شيدت بطريقة رديئة، غضباً في البلاد. وأوقف السبت نحو 12 مقاولاً في تركيا بعد انهيار آلاف المباني جنوب شرقي البلاد، وبين الموقوفين مقاول في محافظة غازي عنتاب و11 في محافظة شانلي أورفا. وأعلنت منظمة الصحة العالمية السبت أن عدد المتضررين من الزلزال في تركيا وسوريا هذا الأسبوع، بلغ نحو 26 مليون شخص. وأطلقت المنظمة التابعة للأمم المتحدة السبت نداءً عاجلاً لجمع 42.8 مليون دولار لمساعدتها في تلبية الحاجات الصحية الطارئة والكبرى.

 

وزير خارجية سوريا بحث مع بيدرسون في تعزيز دور الامم المتحدة فى الاستجابة لاثار الزلزال وضرورة عدم تسييس الشأن الانساني

وطنية - دمشق/13 شباط 2023

بحث وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد اليوم مع المبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة الى سوريا غير بيدرسون، في الجهود التى يمكن القيام بها لتعزيز دور المنظمة الدولية فى الاستجابة للاثار المدمرة التى خلفها الزلزال فى سوريا، وعدم تسييس الشأن الانسانى واحترام سيادة سوريا وسلامة أراضيها.  وعبر بيدرسون عن تعازيه الحارة بضحايا الزلزال، موكدا استعداده "القيام بكل ما في وسعه لمساعدة سورية على تخطى اثار هذه الكارثة.  من جانبه، أعرب المقداد عن شكره للامين العام للامم المتحدة ولمبعوثه الخاص على تضامنهم مع سوريا فى ظل هذه الكارثة الانسانية غير المسبوقة"، موكدا حرص سوريا على تقديم كل ما تستطيع من دعم للمتضررين من الزلزال وعلى ايصال المساعدات الانسانية الى كل محتاجيها فى كل المناطق من دون أى تمييز".  وأكد المقداد استعداد سوريا "للعمل عن كثب مع مختلف وكالات الامم المتحدة  لتعزيز ودعم جهود الدولة السورية فى مواجهة التداعيات الكارثية التى  خلفها الزلزال"، مشيرا الى ضرورة "رفع كل الاجراءات القسرية أحادية الجانب المفروضة على الشعب السوري".

 

الامم المتحدة أوكلت الى فوج الإطفاء الإيطالي تنسيق أعمال الاغاثة الدولية للمناطق المنكوبة

وطنية - روما/13 شباط 2023

علمت "الوكالة الوطنية للإعلام" في روما من دائرة الأزمات في الخارجية الإيطالية أن منظمة الامم المتحدة أوكلت الى فوج الإطفاء الإيطالي مهمة تنسيق أعمال الاغاثة الدولية للمناطق المنكوبة في كل من تركيا وسوريا نظرا لتجربته في أعمال الإنقاذ أثناء الكوارث.

 

واشنطن أسقطت جسما طائرا فوق بحيرة هورون على الحدود مع كندا

وطنية/13 شباط 2023

أكد عضوان في الكونغرس الاميركي أن الجيش الأميركي أسقط جسما طائرا آخر فوق بحيرة هورون على الحدود مع كندا، في رابع عملية من هذا النوع خلال أسبوع. ونقلت "سكاي نيوز" عن النائبة عن ولاية ميشيغان، التي تقع جنوب البحيرة، إليسا سلوتكين" "أسقط طيارون من القوات الجوية والحرس الوطني الجسم"، كما قال النائب عن ميشيغان أيضا جاك بيرغمان إن الجيش الأميركي "عطّل" جسما فوق البحيرة". وغردت سلوتكين عبر حسابها على  "تويتر": "سنعرف المزيد عن الأمر في الأيام المقبلة، لكن في الوقت الحالي تأكدوا من أن جميع الجهات راقبته عن كثب منذ اللحظة التي اجتاز فيها مياهنا". وفي وقت لاحق، أعلن مسؤول كبير في الإدارة الأميركية  أن "الجسم الطائر الجديد الذي تم رصده قرب بحيرة هورون أسقط بأمر من الرئيس جو بايدن ولم يكن يشكل تهديدا عسكريا أرضيا". وقال : "في إجراء احترازي وبناء على توصية من القادة العسكريين، أمر الرئيس بايدن بإسقاط الجسم المجهول"، مضيفا "لقد قدرنا أنه لم يكن يمثل تهديدا عسكريا على أي شيء على الأرض لكن كان من المحتمل أن يشكل خطرا على الطيران المدني حيث حلق على ارتفاع ستة آلاف متر فوق ميشيغان". يأتي ذلك في وقت تعمل الولايات المتحدة وكندا على استرداد حطام ثلاثة أجسام غامضة أُسقطت فوق أراضيها، وفي ظل توتر متزايد أدى إلى عمليات إغلاق قصيرة للمجال الجوي في الأيام الأخيرة.

 

«فاغنر» تعلن تقدمها باتجاه باخموت... واحتدام المعارك في دونيتسك

واشنطن وكييف تنسقان بشأن «أولويات» الاجتماع المقبل لـ«الأطلسي»

موسكو - كييف: «الشرق الأوسط»/13 شباط 2023

أعلن رئيس مجموعة «فاغنر» المسلّحة الروسية، يفغيني بريغوجين، أمس الأحد، أن قواته سيطرت على بلدة كراسنا هورا الأوكرانية الواقعة على مسافة كيلومترات قليلة شمال باخموت التي تحاول موسكو الاستيلاء عليها منذ أشهر. ونقل عنه مكتبه الإعلامي قوله: «اليوم سيطرت الوحدات الهجومية في (فاغنر) على بلدة كراسنا هورا». ولم يمكن التحقق من صحة هذه التصريحات من مصدر مستقل. ومنذ أكثر من 6 أشهر، تحاول مجموعة «فاغنر» والجيش الروسي السيطرة على باخموت؛ وهي مدينة ذات أهمية استراتيجية محدودة؛ لكنها اكتسبت أهمية رمزية كبيرة بسبب طول مدة المعارك حولها.

وتحاول القوات الروسية في الأسابيع الأخيرة تطويق باخموت، ونجحت في قطع العديد من الطرق المؤدية إلى المدينة الحيوية لتزويد القوات الأوكرانية بالإمدادات. وكانت مجموعة «فاغنر» أعلنت في 11 يناير (كانون الثاني) الماضي أنها سيطرت على سوليدار؛ وهي بلدة قريبة من كراسنا هورا، لكنّ وزارة الدفاع الروسية انتظرت يومين قبل الإعلان عن احتلال سوليدار، مما كشف عن خلاف بين «فاغنر» والجيش الروسي. وقال بريغوجين أمس الأحد: «بعد السيطرة على سوليدار والضجة التي أثيرت حول وجود (جنود) آخرين في سوليدار، كان المقاتلون محبطين». وأضاف: «في نطاق نحو 50 كيلومتراً، ليس هناك إلا مقاتلو (فاغنر)، وسيسيطرون على باخموت». وكان القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوجني قد ذكر، السبت، أن القوات الأوكرانية تقيم دفاعات على طول خط المواجهة في دونيتسك؛ بما في ذلك بلدة باخموت المحاصرة، وذلك مع احتدام أعنف المعارك للسيطرة على مدينتي فوليدار ومارينكا.

وأضاف زالوجني أن روسيا تنفذ نحو 50 هجوماً يومياً في دونيتسك؛ وهي منطقة في جنوب شرقي أوكرانيا تحاول موسكو احتلالها بالكامل.

وقال زالوجني على تطبيق المراسلة «تلغرام» بعد اتصال مع الجنرال مارك ميلي رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية: «القتال العنيف مستمر في منطقتي فوليدار ومارينكا». وتابع: «نقيم دفاعات قوية. تمكنا في بعض مناطق الجبهة من استعادة المواقع التي فقدناها سابقا، وكسبنا موطئ قدم». ولم يحدد زالوجني الأماكن التي تمكنت القوات الأوكرانية من استعادتها. وأضاف أن أوكرانيا ما زالت تسيطر على باخموت وتحاول الحفاظ على الوضع في الخطوط الأمامية حول المدينة. وقالت بريطانيا في وقت سابق إن القوات الروسية تحقق مكاسب في شمال باخموت لكنها تواجه صعوبة أكبر في مهاجمة فوليدار الواقعة على بعد نحو 150 كيلومتراً جنوباً. وقال المحلل العسكري الأوكراني أوليه غدانوف إنه رغم الضغط الروسي في مارينكا؛ فإن القوات الأوكرانية تمكنت من بسط سيطرتها على الأرض. ومارينكا بلدة صغيرة مدمرة وشبه خالية كانت تمثل إحدى الجبهات منذ بدء الحرب قبل عام. وأضاف غدانوف في مقطع مصور على وسائل التواصل الاجتماعي أن «القتال مستمر في وسط المدينة، ولكن لم تحدث تغييرات خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية». وقال بريغوجين إن الأمر قد يستغرق من موسكو عامين للسيطرة على منطقتي دونيتسك ولوغانسك بالكامل. وكانت موسكو قد ضمت العام الماضي المنطقتين، إضافة إلى خيرسون وزابوريجيا، في تحرك أُدين من معظم الدول الأعضاء بالأمم المتحدة ووُصف بأنه غير قانوني. في سياق متصل، قالت الولايات المتحدة وأوكرانيا، السبت، إن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أجرى محادثات مع نظيره الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف بخصوص «الأولويات»؛ بما في ذلك الدفاع الجوي والمدفعية تمهيداً لاجتماعات سيعقدها حلفاء كييف في بروكسل. ويحث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ومسؤولون أوكرانيون الحلفاء على إرسال طائرات مقاتلة بعد تلقيهم وعداً بالحصول على عشرات الدبابات القتالية الحديثة؛ بما في ذلك دبابات «أبرامز» الأميركية، و«ليوبارد» الألمانية، و«تشالنجر» البريطانية. وستجتمع مجموعة الاتصال الدفاعية بشأن أوكرانيا يوم الثلاثاء في مقر «حلف شمال الأطلسي»، بعد مؤتمر انعقد في قاعدة رامشتاين الجوية في ألمانيا يوم 20 يناير الماضي وكان مهماً لقرارات إرسال الدبابات. وقال الجنرال باتريك رايدر؛ كبير المتحدثين باسم «وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)»، في بيان، إن أوستن وريزنيكوف بحثا أهمية توصيل القدرات المتعهد بها في أسرع وقت ممكن. وكتب ريزنيكوف على «تويتر» بعد المحادثة الهاتفية مع أوستن أن «دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا لا يتزعزع»، مضيفاً أن الجانبين بحثا أيضاً الوضع على الخطوط الأمامية.

 

رئيس الأركان الفرنسي: مجموعة «فاغنر» خصم «مخيف» ونموذج سيتطور

باريس: «الشرق الأوسط»/13 شباط 2023

وصف رئيس هيئة أركان الجيش الفرنسي مجموعة «فاغنر» الروسية العسكرية المنتشرة في عدد من الدول الأفريقية وعلى الجبهة في أوكرانيا بأنها «خصم مخيف» ونموذج سوف «يتطور». وقال الجنرال بيار شيل، الاثنين، خلال لقاء مع جمعية صحافيي الدفاع: «لننظر إلى ميليشيا (فاغنر) وإلى الاستعراض الذي تقوم به». وتابع: «إنها توجّه إلينا رسالة مفادها أننا سنواجه هذه الميليشيات في أماكن أخرى، إنها قادرة على دفع الثمن غالياً بدمائها لتحقيق أهدافها وستكون خصماً مخيفاً». وفرضت مجموعة «فاغنر» نفسها في الأشهر الماضية كقوة رديفة أساسية للجيش الروسي في أوكرانيا، ولا سيما في الخطوط الأمامية في المعركة من أجل السيطرة على باخموت (شرق). وأكد قائدها يفغيني بريغوجين، الأحد، السيطرة على بلدة كراسنا هورا على مسافة بضعة كيلومترات إلى شمال المدينة الكبرى في منطقة دونيتسك. وقال الجنرال شيل: «قبل عام كنت أركز على الحرب الهجينة القريبة من العتبة الخلافيّة... وتأثير الرسالة... فاغنر وهذا النوع من الأدوات التي يستخدمها الروس هي تماماً أداة لهذه العتبة، ستتطور حكماً في المستقبل». وأضاف: «هل أن كل المجموعات العسكرية الخاصة متساوية أو ستكون كذلك؟ على الأرجح لا، هناك قدر من الدعم الحكومي خلفها»، في إشارة إلى الروابط القوية بين بريغوجين والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وأوضح أن مجموعة «فاغنر، لأنها تكافح للحصول على مكانة في الكرملين بطريقة ما من خلال دفع ثمن باهظ، تطرح علينا مشكلة وتقول لنا إنها خصم مخيف». وأشار إلى أن الغزو الروسي لأوكرانيا الذي بدأ قبل نحو عام لم يكشف بعد عن كل عواقبه الجيوستراتيجية. وأكد: «نحن على الأرجح في مرحلة تغيير حقبة بنفس حجم حدث سقوط جدار برلين»، مشيراً إلى تغييرات «استغرقت سنوات لتتجسد وطبعت ثلاثة عقود». وتابع: «شهدنا تصاعد استخدام القوة من قبل عدد من الدول»، ذاكراً إيران والصين. وتابع: «هناك إعادة نظر في القانون الدولي كما تبلور منذ الحرب العالمية الثانية. تقول لنا بعض الدول: قانونكم ظرفي وغربي ونحن نرفضه».

 

الأمين العام للناتو: هجوم روسي جديد بدأ بالفعل

بروكسل: «الشرق الأوسط»/13 شباط 2023

قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ، اليوم (الاثنين)، إن هجوماً كان مرتقباً منذ وقت طويل للقوات الروسية ضد أوكرانيا بدأ بالفعل، وفق وكالة الأنباء الألمانية. وأضاف ستولتنبرغ  في مقر الناتو ببروكسل، «أظن أن الحقيقة هي أننا شهدنا البداية بالفعل». وأضاف أن روسيا تنشر بالفعل «آلافاً وآلافاً من المزيد من القوات، وتتقبل معدلاً عالياً للغاية للخسائر في الأرواح، وتتكبد خسائر كبيرة، لكنها تضغط على الأوكرانيين». وأشار إلى أن «ما ينقص روسيا هو الجودة، ويحاولون (الروس) تعويضه في الكم». وبيّن ستولتنبرغ قبيل اجتماع نحو 50 دولة بقيادة الولايات المتحدة يُعقد غداً الثلاثاء، لتنسيق شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا: «بالنسبة لي، هذا يبرز أهمية التوقيت. فالأمر الملح هو تزويد أوكرانيا بالمزيد من الأسلحة». وأضاف: «نحن في سباق فيما يتعلق باللوجيستيات». وقال: «لا بد أن تصل القدرات الأساسية مثل الذخيرة والوقود وقطع الغيار إلى أوكرانيا، قبل أن تستطيع روسيا امتلاك زمام المبادرة في ميدان القتال. السرعة سوف تنقذ الأرواح». يُذكر أن أوكرانيا وحلفاءها يقولون منذ أسابيع إنهم يتوقعون هجوماً روسياً كبيراً في الشرق مع اقتراب الربيع.

 

معركة باخموت الأطول والأعنف منذ بداية الحرب في أوكرانيا وموسكو تريد تحقيق انتصارها الأول بعد أشهر من الانتكاسات

كييف: «الشرق الأوسط»/13 شباط 2023

تتّجه سيارات الإسعاف مسرعةً نحو مركز يتجمّع فيه الجنود الأوكرانيون الجرحى، خارج باخموت (شرقاً) التي تعدّ مسرح المعركة الأطول والأكثر عنفاً في أوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي. ينتظر سائق سيارة الإسعاف إيفان على جانب الطريق وصول الجرحى الذين يتزايد عددهم مع اشتداد المعارك. وسط ساحة، يتنهّد إيفان قائلاً: «هناك، إنها مثل فردان»، في إشارة إلى معركة دامية في شرق فرنسا في العام 1916 خلال الحرب العالمية الأولى. تزداد معركة باخموت العنيفة رمزيةً مع اقتراب الذكرى الأولى لبدء الحرب في أوكرانيا في 24 فبراير (شباط)، إذ تريد موسكو تحقيق انتصارها الأول بعد أشهر من الانتكاسات، لكن كييف مصمّمة على الصمود. وبينما يسعى كلّ طرف إلى ترسيخ وجوده، طغت الخسائر البشرية بين القوّات المسلّحة والمدنيين على الأهمية الاستراتيجية للسيطرة على هذه المدينة الصناعية السابقة التي باتت أحياؤها الشرقية والشمالية والجنوبية دماراً.

يرى مارك كانسيان، المحلّل في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، أنّ المقاربة المعتمدة من الطرفين، تعدّ «مشكلة كلاسيكية من الحرب العالمية الأولى». ويقول إنه بعد فشل المحاولات الروسية الأولى لمحاصرة باخموت، «واصلت (روسيا) الهجوم» رغم أنّ الانتصار «لا يعني شيئاً على المستوى العسكري والاستراتيجي». ويضيف الضابط السابق في مشاة البحرية، الذي اعترف بأنّ خيارات أوكرانيا محدودة، أنه «بالتالي، هناك الكثير من الرمزية إذا سيطروا على باخموت، سيتظاهرون بأنّها مهمّة ولكنّها ليست كذلك». من جهتها، تفيد أجهزة الاستخبارات البريطانية بأنّ التقدّم الروسي توقّف ولكن الضغط مستمرّ. ويأتي ذلك فيما أعلنت مجموعة «فاغنر» الروسية المسلّحة، أمس (الأحد)، مسؤوليّتها عن السيطرة على كراسنا هورا، على مسافة بضعة كيلومترات شمالي باخموت. وهذا ما يبرّر دعوات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، المتكرّرة للدول الغربية لتزويد أوكرانيا بالمزيد من الأسلحة. وقال زيلينسكي في بداية فبراير أمام عدد من المسؤولين الأوروبيين الكبار المجتمعين في كييف: «إذا تسارعت عملية تسليم الأسلحة، خصوصاً بعيدة المدى، لن يقتصر الأمر على عدم الانسحاب من باخموت، و(لكن) سنبدأ في إنهاء احتلال دونباس». وأضاف أنّ الجيش سيدافع عن باخموت «لأطول فترة ممكنة».

ولكن هذه المعركة لا تتعلّق فقط بأسلحة عالية الدقة. إذ يشير المحلّل العسكري الأوكراني أولكسندر كوفالينكو، إلى أنّ كييف تحتاج بشكل أساسي إلى مدفعية وذخيرة شائعة الاستخدام. ويقول لوكالة الصحافة الفرنسية: «إذا لم يحدث ذلك، سنواجه مشكلات خطيرة في باخموت».

على الأرض، يعرب الجنود الأوكرانيون عن الحاجة نفسها. وكان يوري كريجبيرسكي، الجندي البالغ من العمر 37 عاماً، قد أوضح لوكالة الصحافة الفرنسية في نهاية يناير (كانون الثاني)، أنّ «العدو يملك ميزة كبيرة من حيث المدفعية». وأضاف: «يمكنكم الجلوس في قبو في فاسيوكيفكا (قرية شمال باخموت موجودة على الخط الأمامي أيضاً) لمدّة نصف ساعة وسماع مرور 40 قذيفة».

تتمثّل الميزة الثانية لدى روسيا في عدد المقاتلين الروس الذي يثير فضول هذا الرقيب الأوكراني المعروف باسمه الحركي «ألكور»، إذ قال: «نطلق النار، نطلق النار ثمّ نطلق النار، لكن بعد خمس دقائق، يظهر 20 رجلاً آخر أمامنا». وتُتهم موسكو و«فاغنر» باستخدام مجنّدين غير مهيّئين «وقوداً للمدافع»، الأمر الذي يرفضه المحلّل العسكري الروسي ألكسندر خرامتشيخين، معتبراً أنها «دعاية غربية». يبقى أنّ كييف تكبّدت خسائر فادحة. فقد أكد الرائد فولوديمير ليونوف، من قوات الدفاع الإقليمية الأوكرانية، سقوط نحو عشرة جرحى في صفوف قواته خلال ثلاثة أيام في يناير. كما قُتل خمسة من الجنود التابعين له، ولم يكن بالإمكان استرداد جثثهم. وقال للوكالة: «رجالنا متحمّسون، الجميع جاء للقتال»، مضيفاً: «لكن عندما لا يكون هناك دعم مدفعي، ولا توجد دبابات، يتمّ إطلاق النار عليك فقط، كما هو الحال في ميدان رماية». لم يعلن أي من المعسكرَين عن خسائره ولكنَّ الأوكرانيين، كالروس، يصفون معركة باخموت بأنها الأعنف خلال الحرب. قرب الجبهة الشمالية، شاهد مراسلو الوكالة في نهاية يناير نحو عشر جثث يبدو أنها تعود لعناصر في «فاغنر» متروكة على الأرض الجليدية. يعلّق الجندي الأوكراني فلاديسلاف على الأمر قائلاً: «على ما يبدو، ليس لديهم الحق في الانسحاب»، مضيفاً: «لم يستردّوا حتى جرحاهم. وفي النهاية ماتوا هنا، في الحقول». بالتوازي مع المواجهات في الميدان، تدور حرب كلامية بين الأوكرانيين والروس. فقد تحدّث المسؤول الموالي لروسيا في منطقة دونيتسك دنيس بوشيلين، أخيراً، عن «تحرير أرتيموفسك»، في إشارة إلى باخموت باسمها المستخدم خلال الحقبة السوفياتية حتى عام 2016. وفي نهاية ديسمبر (كانون الأول)، تحدّث زيلينسكي عن «حصن باخموت»، خلال زيارته للمدينة التي كان يبلغ عدد سكانها 70 ألفاً والتي كانت تُعرف بمناجم الملح وبنبيذها.

من جهته، أشار يفغيني بريغوجين، رئيس مجموعة «فاغنر»، إلى أنّ القتال «الشرس» في الأحياء الشرقية من باخموت وقع في «كلّ شارع، كل منزل وكلّ سلّم». تبدو آثار القتال في المدينة المحاصرة ظاهرة للغاية في كلّ مكان تقريباً، مثل المباني المحترقة، وبقايا القذائف، أو حتى الثلوج التي تناثرت عليها أشلاء بشرية. حسب السلطات، فقد دُمّر أكثر من نصف مباني باخموت. كما أنّ الجسر الذي يمرّ فوق النهر الصغير الذي يعبر المدينة لم يعد أكثر من مجموعة متشابكة من الألواح الخشبية والإطارات والمنصّات النقّالة. باتت ناتاليا شيفتشينكو، التي تستخدم الجسر كل يوم لجلب مياه الشرب، معتادة على دويّ القذائف. وتقول شيفتشينكو التي تعدّ واحدة من 6500 شخص اختاروا البقاء في باخموت: «أعيش في القبو في الوقت الحالي. عندما أخرج، أكون مثل الخلد، يجب أن أُعوّد عينيّ على الضوء». بدورها، توضح تيتيانا تشيتشرباك، وهي متطوّعة في مركز إنساني، أنّ مدنيين اثنين آخرين غادرا المدينة منذ اشتداد القتال. عند نقطة انطلاق عمليات الإخلاء، ينتظر البعض طوال الليل حيث يتجمّعون قرب المواقد مع بعض الأغراض التي تمكّنوا من نقلها معهم. كما خرج آخرون من منازلهم بمساعدة متطوّعين تحدّوا القصف ووجدوا أنفسهم أحياناً في قلب المعارك. يقول ميكولا، وهو متطوّع يبلغ من العمر 24 عاماً كان في كييف يشارك في مراسم نُظّمت لتأبين واحد من متطوَّعين بريطانيين اثنين قُتلا في سوليدار في يناير، إنّ البقاء على قيد الحياة هو إذاً «مسألة حظ». في بداية فبراير، قُتل عامل إنساني أجنبي آخر في باخموت، هو الأميركي بيت ريد.

حاولت نتاليا ييفتوشنكو البالغة 38 عاماً، مرّتين مغادرة المدينة. في المرة الأولى في أبريل (نيسان)، قُتل ابنها البالغ 16 عاماً مع 60 مدنياً آخر، بصاروخ أصاب محطّة القطار في كراماتورسك، المدينة الرئيسية التي تسيطر عليها كييف في المنطقة. وفي المرة الثانية، تعرّضت لحادث سيارة. تقول: «حاولت بما فيه الكفاية». تعمل ييفتوشنكو حالياً متطوّعة في مراكز إنسانية في باخموت، حيث تساعد في إطعام وتدفئة السكان، بينما يجعل الشتاء هذه الحياة غير المستقرّة أكثر صعوبة. في الخنادق الواقعة على الأطراف، لا يحظى الجنود بهذا الدعم. إنّهم يتحمّلون البرد القارس ويتشبّثون بالشموع التي صنعها متطوّعون، من دون أن يتمكّنوا أحياناً من النوم لعدّة أيام متتالية. تستعد القوات الأوكرانية لهجوم جديد، عبر حفر خنادق في محاولة لاحتواء الهجوم الروسي. في سلوفيانسك الواقعة على مسافة نحو خمسين كيلومتراً إلى الشمال الغربي، دُفن أحد الجنود في الأرض المتجمّدة. وشُيِّعت جنازة أولكسندر كوروفني (28 عاماً)، أحد أفراد كتيبة آزوف الذي قُتل في باخموت. يشير أحد أصدقائه أولكسي ستوروغ إلى نصب تذكاري للحرب العالمية الثانية، ويقول: «التاريخ يعيد نفسه»، متسائلاً: «ما الهدف من كلّ هذا؟».

 

الحرب في أوكرانيا والتوتر الصيني - الأميركي على جدول مؤتمر ميونيخ للأمن

ميونيخ: «الشرق الأوسط»/13 شباط 2023

تشكِّل الحرب في أوكرانيا، بعد عام تقريباً على الاجتياح الروسي والتوترات المتنامية بين بكين وواشنطن، الرهانات الرئيسية في مؤتمر ميونيخ حول الأمن الذي ينطلق (الجمعة)، وفق وكالة الصحافة الفرنسية. ومن القادة الذين سيحضرون القمة، المستشار الألماني أولاف شولتس، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى جانب وزير الخارجية الصيني وانغ يي. وتحضر المؤتمر كذلك نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، فضلاً عن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ، الذي يغادر مهامه الخريف المقبل. ويجمع مؤتمر الأمن هذا سنوياً، مسؤولين وخبراء في ميونيخ، عاصمة مقاطعة بافاريا في ألمانيا.

وفي حين تستعد أوكرانيا لهجوم روسي جديد، يُتوقع أن يجدد القادة التزامهم دعم كييف لصد الغزو الروسي الذي بدأ في 24 فبراير (شباط) 2022. وقال مدير الحدث كريستوف هوسغن، اليوم (الاثنين)، خلال مؤتمر صحافي، إن المؤتمر يواجه سؤالاً، بعد سنة على ارتكاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «انتهاكاً للحضارة»، لمعرفة «كيف يمكن احترام نظام عالمي مبنيّ على قواعد» محددة؟ وتساءل هوسغن: «في المستقبل، هل سيتوافر نظام تسيطر عليه قوة القانون أم نظام تسوده شريعة الغاب؟»، وأضاف أن مسألة «طريقة التعامل مع أفراد وقادة سياسيين لا يحترمون دولة القانون» ستكون مطروحة أيضاً. ويُتوقع أن يكون التوتر بين الولايات المتحدة والصين الذي أجَّجه تحليق منطاد صيني فوق الأراضي الأميركية، مطروحاً أيضاً. وشددت بكين على أن المنطاد له أغراض مدنية، وردّت (الاثنين) متهمةً الولايات المتحدة بإرسال مناطيد لتحلق فوق أراضيها. وأكد مدير المؤتمر: «أتمنى فعلاً حصول محادثات على هامش الحدث. وسبق أن شددت على حضور وفد أميركي رفيع المستوى».

 

الجيش الألماني يبدأ تدريب جنود أوكرانيين على دبابات “ليوبارد 2”

واشنطن تدعو رعاياها لمغادرة روسيا "فوراً"... وموسكو تسيطر على بلدات بإقليم دونيتسك

برلين، موسكو، عواصم وكالات/13 شباط 2023

 أعلنت وزارة الدفاع الألمانية بدأ تدريب جنود أوكرانيين على استخدام الدبابات القتالية الثقيلة (ليوبارد2) التي تعهدت الحكومة الألمانية وحكومات أوروبية أخرى أخيرا بتسليمها للقوات الأوكرانية لمساعدتها على صد الهجوم الروسي. وقالت متحدثة باسم الوزارة ان “الدورات التدريبية ستجرى بشكل أساسي في مدينة (مونستر) بولاية (ساكسونيا السفلى) حيث سيتم تأهيل الجنود الأوكرانيين حتى نهاية مارس المقبل على استخدام هذه الدبابات”. ويأتي ذلك بعد بدء الجيش الألماني بتدريب جنود أوكرانيين على استخدام المدرعة الخفيفة (ماردر) التي وافقت على تسليمها لأوكرانيا. في الأثناء علنت وزارة الدفاع الأوكرانية أن الدنمارك سلمت جميع مدافع هاوتزر ذاتية الدفع من طراز “سيزار” إلى أوكرانيا، للمساعدة في صد العمليات العسكرية الروسية. وقالت الوزارة في بيان نشرته عبر موقع “تويتر” للتواصل الاجتماعي، ونقلته وكالة أنباء “يوكرين فورم” الأوكرانية الرسمية

وأشارت إلى أن الحكومة الدنماركية قررت في يناير الماضي نقل 19 مدفعا ذاتي الدفع من طراز سيزار تم طلبها من فرنسا إلى أوكرانيا. في سياق اخر قالت وزارة الدفاع البريطانية، إن روسيا تعزز وتوسع مواقعها الدفاعية في المناطق التي تحتلها في أوكرانيا، مع اقتراب الحرب من عامها الثاني.وقالت الوزارة، في تقريرها الاستخباراتي اليومي، عبر تويتر، إن القوات الروسية “عززت على الأرجح التحصينات الدفاعية” على الجبهة الجنوبية في منطقة زابوريجيا، بالإضافة إلى نشر المزيد من الأفراد.وأضافت الوزارة أنه في حال اختراق القوات الأوكرانية جبهة زابوريجيا، فإن “الجسر البري” الروسي بين منطقة روستوف الروسية وشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا سيواجه تحديا “خطيرا”. موضحة أن تحقيق أوكرانيا نجاحا في منطقة لوهانسك في شرق أوكرانيا من شأنه أن يشكل تهديدا لهدف روسيا المعلن المتمثل في “تحرير” دونباس، التي تضم لوهانسك ودونيتسك. في المقابل اعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن قواتها بسطت سيطرتها على بلدة (كراسنيا غورا) في إقليم دونيتسك الواقع في شرق أوكرانيا. وذكر الناطق باسم الوزارة ايغور كوناشينكوف في بيان وزع هنا أن “القوات الروسية قضت على 150 عسكريا أوكرانيا في قاطع العمليات بضواحي مدينة (اوغليدار) و(كوبيانسك) و(كراسني ليمان)”. وأوضح كوناشينكوف ان القوات الروسية أسقطت منذ بداية العملية العسكرية الروسية في شرق اوكرانيا في فبراير العام الماضي 384 طائرة حربية و207 طائرات مروحية و3105 طائرات مسيرة ودمرت 7840 دبابة و1015 عربة عسكرية للاطلاق الكثيف و4073 مدفعا و8350 آلية عسكرية متنوعة. في فضون ذلك حثت الولايات المتحدة، مواطنيها على مغادرة روسيا بأسرع ما يمكن، وفق ما جاء في تحذير نشر على الموقع الإلكتروني التابع للسفارة الأميركية لدى موسكو. ووفق ما جاء في التحذير، يجب على المواطنين الأميركيين الامتناع عن السفر إلى روسيا “بسبب العواقب غير المتوقعة” للنزاع في أوكرانيا، وأوصت من يعيش منهم في روسيا، أو يسافر إليها، بمغادرة البلاد على الفور بسبب “خطر الاعتقال”، . ونبهت السفارة الأميركية إلى أن الجانب الروسي “قد يحرم مواطني الولايات المتحدة من الاعتراف بالجنسية المزدوجة، أو يحرمهم من الوصول إلى المساعدة القنصلية، أو تقوم بتجنيدهم ومنعهم من مغادرة البلاد”.

 

ستولتنبرغ: أوكرانيا تستهلك ذخائر أكثر مما ينتج «الناتو»

بروكسل: «الشرق الأوسط»/13 شباط 2023

حذّر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «ناتو» ينس ستولتنبرغ، اليوم الاثنين، من أن القوات الأوكرانية تستهلك كمية ذخائر أكبر بكثير من تلك التي تنتجها الدول الأعضاء في الحلف.وقال، خلال مؤتمر صحافي، عشية اجتماع لوزراء الدفاع في دول «الناتو»، إن «الوتيرة الحالية لاستخدام الذخائر في أوكرانيا أكبر بكثير من وتيرة إنتاجنا الحالية». وأضاف: «هذا الأمر يضع صناعاتنا الدفاعية تحت الضغط». في سياق متصل بدأ الجيش الألماني، اليوم، تدريب جنود أوكرانيين على استخدام الدبابات القتالية من طراز «ليوبارد 2». وقالت متحدثة باسم وزارة الدفاع في برلين، إن التدريب يُجرى بشكل رئيسي في مدرسة القوات المدرّعة بمدينة مونستر بولاية سكسونيا السفلى. ومن المقرر أن يكتمل التدريب بحلول نهاية الربع الأول من هذا العام؛ وذلك حتى يمكن أيضاً «مزامنته» مع تسليم الدبابات لأوكرانيا. وكانت الحكومة الألمانية قد وعدت أوكرانيا بتسليمها 14 دبابة من طراز «ليوبارد 2 إيه 6». بالإضافة إلى ذلك هناك برامج تدريبية أخرى في ألمانيا للجنود الأوكرانيين على مركبات المشاة القتالية من طراز «ماردر». ويتوقع وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس أن يؤدي إمداد أوكرانيا بالدبابات القتالية إلى تعزيز دفاعاتها بشكل كبير ضد المهاجمين الروس، وفق ما ذكره الوزير، يوم الأربعاء الماضي، خلال زيارة للقوات في مدينة أوجستدورف الألمانية.

 

إيران: نسعى إلى حُسن الجوار والمفاوضات مع السعودية تتقدم

كني: الكويت والإمارات أعادا سفراءهما

طهران، عواصم – وكالات/13 شباط/2023

أكد نائب وزير الخارجية للشؤون السياسية في إيران علي باقري كني، أن حكومة بلاده حريصة على سياسة حسن الجوار مع دول المنطقة، مشيرا إلى أن هناك تقدما في المفاوضات مع الجانب السعودي لافتا إلى ان الكومة العراقية السابقة، بذلت جهود كثيرة لدفع المفاوضات مع السعودية وان الحكومة الجديدة، تلعب هذا الدور أيضاً وقد عقدت خمس جولات من المحادثات حتى الآن. وأوضح باقري أن “حكومة إبراهيم رئيسي، تعتبر موضوع حسن الجوار على رأس أولويات السیاسة الخارجیة الإیرانیة، في ما یخص دول المنطقة. وأشار إلى أنه “من هذا المنطلق نجد أن علاقتنا مع بعض الدول التي كانت لدینا علاقات شبه مقطوعة معها، نجدها الیوم علاقات حیویة وخرجت من ثباتها و خاصة تركمنستان وطاجیكستان”. وأضاف: “وفيما یخص حدودنا الجنوبیة، كما نعلم أنه في الحكومة السابقة الإمارات والكویت سحبت سفرائها من إیران والیوم في حكومة رئيسي أعادت سفرائها إلى طهران”.

في سياق اخر، سحبت مجموعة من عائلات ضحايا الطائرة الأوكرانية التي أسقطها الحرس الثوري الإيراني بالقرب من طهران، شكواها من محكمة طهران العسكرية التي شكلتها السلطات الإيرانية بهذا الخصوص. وأعلنت العائلات أن هذه المحكمة “إهانة للحقيقة”، مشيرين إلى أن مجراها تم تحديده مسبقاً من قبل هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية والمرشد الأعلى للنظام علي خامنئي. بدوره، أوضح المحامي وأحد أهالي ضحايا الطائرة عباس صادقي، أسباب سحب هذه الشكوى برسالة بالفيديو، واصفاً القائمين على المحكمة بـ”عملاء عسكريين زوروا الحقيقة وألقوا بها في المسلخ”.

وأضاف “تمت إهانة الحقيقة بأبشع شكل في هذه المحكمة، لهذا السبب، سحبنا شكوانا الأحد الماضي، مضيفاً “نعتقد أن المحكمة لا تتمتع بالكفاءة ولا بالقدرة والإرادة للتعامل مع هذه القضية بشكل مستقل وحيادي”. وفي إشارة إلى نفي السلطات الإيرانية في الأيام الثلاثة الأولى بعد استهداف الرحلة PS752، قال عباس صادقي: “زعمت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة من خلال نشرها الأكاذيب والكذب، ومحو الآثار من مسرح الجريمة وإتلاف الأدلة فيها، أن الطائرة أسقطت بسبب خطأ بشري غير مقصود”، كما أكد المحامي أنهم توصلوا إلى استنتاج أن “الجريمة كانت جريمة حرب”.

 

نتنياهو يهدد بهجوم على القدس والضفة لمكافحة العمليات المسلحة رغم الكشف عن أن منفذ عملية القدس نزيل مستشفى أمراض عقلية

تل أبيب/الشرق الأوسط/13 شباط/2023

هدد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بشن عملية عسكرية واسعة في القدس الشرقية والضفة الغربية، بغرض وقف العمليات الفلسطينية المسلحة. وقال، في مستهل جلسة حكومته الأسبوعية (الأحد)، إن المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت) سيعد خطة بهذا الشأن.

وأمر نتنياهو بالاستعداد لعملية واسعة النطاق ضد منفذي الإرهاب وداعميه في الضفة الغربية وشرقي القدس، مع الحرص على ألا يُمس المدنيون غير الضالعين بهذه الأعمال، قدر الإمكان. وأشار إلى أن حكومته سترد على هذه العمليات أيضاً بتعزيز «الاستيطان في بلادنا، الذي يحاول المخربون اقتلاعه» بحسب تعبيره. وكان نتنياهو يتكلم بروح الانتقام لعملية الدهس التي نفذها فلسطيني في مستوطنة «راموت» في القدس الشرقية (الجمعة). ومع أنه كان على علم بأن الشاب المذكور كان مريضاً نفسانياً، فإنه أصر على أنها «عملية إرهابية»، وقال لوزرائه إن «الرد المناسب على الإرهاب هو بضربه بقوة وتعميق جذورنا في بلادنا أكثر». وأوضح أن الكنيست سوف يصادق الأسبوع الجاري على مشروع قانون يقضي بسحب المواطنة في إسرائيل أو الإقامة في القدس الشرقية من أسرى فلسطينيين وطردهم إلى الخارج. يذكر أن تحقيقات الشرطة أظهرت بوضوح أن منفذ العملية حسين قراقع (31 عاماً)، كان يعالج في مستشفى للأمراض العقلية في مدينة طمرة بالجليل، ويخضع لرقابة وزارة الصحة الإسرائيلية. وقد عرف بمشاغبات كثيرة وقع آخرها يوم الخميس، فقررت إدارة المستشفى طرده. إلا أنه توجه غاضباً إلى القدس، الواقعة على بعد 200 كيلومتر، وأخذ سيارة زوجته ونفذ عملية الدهس في حي راموت الاستيطاني وتسبب في مقتل ثلاثة مدنيين، بينهم طفلان شقيقان في السادسة والثامنة من العمر. كما تبين في التحقيقات أن قراقع ذو ماضٍ جنائي. لكن السياسيين الإسرائيليين تجاهلوا هذه الحقائق وراحوا يتعاملون معه وكأنه من قادة التنظيمات الفلسطينية المسلحة. وبناء على أوامر رئيس الوزراء، نتنياهو، قامت السلطات الإسرائيلية بإغلاق المنزل الذي يعيش فيه قراقع مع زوجته وأولاده الثلاثة، تمهيداً لهدمه، مع أن البيت مستأجر وصاحبه ليس مذنباً. وقالت الشرطة الإسرائيلية في بيان مقتضب، إن «قوات كبيرة من عناصرها، قامت بمساعدة قوات من الجيش الإسرائيلي بإغلاق منزل حسين قراقع في حي الطور منفذ عملية الدهس في حي راموت في القدس، التي قتل فيها 3 إسرائيليين وأصيب 4 آخرون». وقالت الشرطة إنها اعتقلت عشرة من أقارب منفذ الهجوم في العيساوية والطور، من بينهم والداه وشقيقه وزوجته وصاحب المنزل الذي كان يسكن فيه، لكنها أطلقت سراح غالبيتهم. وأكدت الشرطة أن صفحة قراقع على «فيسبوك» تضم منشورات تشيد بالهجمات ضد جنود ومدنيين إسرائيليين. وإنه في منشور بأغسطس (آب) الأخير، أشاد قراقع بقائد حركة «الجهاد الإسلامي» جهاد زياد النخالة. وفي منشور أحدث له في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أحيا قراقع ذكرى أعضاء في جماعة «عرين الأسود» في نابلس، بعد مقتل عدد منهم خلال عملية للجيش الإسرائيلي.

أما على الجانب الفلسطيني، فقد رحب العديد من قادة تنظيمات المعارضة بعملية يوم الجمعة. وقال الناطق باسم حركة الجهاد في الضفة الغربية، طارق عز الدين: «نرحب بالعمل البطولي في القدس الذي يؤكد مراراً وتكراراً أن شعبنا الفلسطيني مستمر في مقاومته للاحتلال حتى تتم إزالته من قدسنا التي ستبقى رمزاً للصمود والعمل البطولي».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

مجلس النواب أمام مواجهة “ساخنة”!

محمد شقير/الشرق الأوسط/13 شباط 2023

يقف البرلمان اللبناني على مسافة أيام من المواجهة الساخنة الحتمية التي تشهدها الجلسة النيابية التشريعية في حال تقرر انعقادها الخميس المقبل وتدور بين فريق من النواب اتخذ قراره بمقاطعتها بذريعة أن الأولوية يجب أن تُعطى لانتخاب رئيس للجمهورية وفريق آخر يرى أن تعذُّر انتخابه لا يمنع تشريع الضرورة، لأنه من غير الجائز الاستمرار في تعطيل الجلسات إلى حين انتخاب الرئيس. فالجلسة التشريعية المنوي انعقادها تشقّ طريقها في حال اكتمال الحضور النيابي إلى حيّز التنفيذ، وهي تنتظر جدول أعمالها الذي تعده هيئة مكتب المجلس النيابي في اجتماعها اليوم برئاسة رئيس البرلمان نبيه بري، الذي ينقل عنه بأن النصاب القانوني لانعقادها أصبح مؤمناً، إلا إذا بادر تكتل «لبنان القوي»، برئاسة النائب جبران باسيل، إلى إعادة النظر في موقفه بامتناعه عن المشاركة فيها لاستيعاب الهجوم الذي بدأ يتعرض له من خصومه في الشارع المسيحي، والذين يتزعّمون الدعوة إلى مقاطعتها.

ومع أن الجلسة التشريعية في حال انعقادها ستكون الأولى بعد شغور الرئاسة الأولى، نهاية تشرين الأول 2022، فإن من يعارض انعقادها يتجاوز بموقفه جدول أعمالها إلى تقيُّده بالنص الدستوري الذي يُبقي الجلسات مفتوحة إلى حين انتخاب الرئيس.

إلا أن مشاركة تكتل «لبنان القوي» في الجلسة لا تكفي لتأمين النصاب لانعقادها ما لم يشارك فيها نواب «اللقاء الديمقراطي»، برئاسة النائب تيمور جنبلاط، وعدد من النواب السنة المنتمين إلى كتلة «الاعتدال الوطني»، التي تشترط أن ينسحب التمديد للمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم على التمديد للمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان الذي يُحال على التقاعد في أيار من عام 2024. وعلمت “الشرق الأوسط” من مصادر نيابية بأن كتلة “الاعتدال” أبلغت المعنيين بأن حضورها الجلسة التشريعية يتوقف على التمديد للواء عثمان، وستعلن موقفها في اجتماع تعقده غداً في ضوء جدول أعمال الجلسة.

ووفق المعلومات أيضاً فإن “اللقاء الديمقراطي” عقد اجتماعاً مشتركاً مع الحزب “التقدمي الاشتراكي” برئاسة رئيسه وليد جنبلاط، وأبقى جلساته مفتوحة، واضعاً مشاركته بمقاربته لجدول أعمال الجلسة في اجتماع مشترك يُعقد غداً.

ونقلت المصادر النيابية عن جنبلاط قوله إن الحزب و”اللقاء الديمقراطي” على موقفهما بحضور الجلسات النيابية المخصصة لانتخاب الرئيس، وأيضاً جلسات مجلس الوزراء والجلسات التشريعية. وحذّر في المقابل من أن تؤدي جلسة تشريع الضرورة إلى توفير الغطاء النيابي للدخول في محاصصة.

وسألت المصادر عن الأسباب الكامنة وراء مشاركة تكتّل “لبنان القوي” في جلسة تشريع الضرورة؟ وهل يتوخّى باسيل من مشاركته فيها تمرير التمديد للمديرين العامين من غير المنتمين إلى الأسلاك الأمنية والعسكرية، وتحديداً المحسوبين عليه؟

كما سألت كيف سيبرّر باسيل لجمهوره ومحازبيه التوفيق بين مقاطعته لجلسات مجلس الوزراء وبين مشاركته في الجلسة التشريعية؟ وهل يطمئنّ إلى أن نوابه لن يخرجوا عن قراره؟ وماذا سيقول للبطريرك الماروني بشارة الراعي الذي شدد في عظته أمس على أن المجلس النيابي هيئة ناخبة لا اشتراعية بغياب الرئيس، ولا شرعية لعمل الحكومة والمجلس النيابي في حال الشغور الرئاسي؟

وفي المقابل، سألت مصادر سياسية ما إذا كانت هناك استحالة للتمديد للمديرين الأمنيين والعسكريين من دون انعقاد البرلمان في جلسة تشريعية؟ ولفتت المصادر إلى أن المشكلة لا تتعلق بالتمديد للقادة الأمنيين والعسكريين لئلا يتمدد التمديد باتجاه المؤسسات العسكرية التي لا تزال تقوم بواجباتها، فيما يتدحرج البلد نحو الانهيار؟ وسألت المصادر نفسها أيضاً ما إذا كان لدى القوى السياسية الداعمة لعقد جلسة تشريعية معلومات تفيد بأن الشغور الرئاسي سيكون مديداً، وأن الضرورة تستدعي تفادي الشغور في المؤسسات الأمنية والعسكرية التي تجمع القوى السياسية على تنوّعها على دورها في الحفاظ على الاستقرار وتحصين السلم الأهلي والتصدّي لمن يحاول الإخلال بالأمن، مع أن لا خلفية سياسية للحوادث المتنقلة بين منطقة وأخرى؟ لكن المفاجأة تكمن في أن قائد الجيش العماد جوزيف عون استبق التمديد للقيادات الأمنية والعسكرية بإعلام من يعنيهم الأمر بأنه ينأى بنفسه عن التمديد له، طالما أنه يتقاعد في 1-1-2024. وبالتالي لديه من الوقت الكافي للبقاء على رأس المؤسسة العسكرية لتأدية دوره في الحفاظ على الاستقرار ومنع الإخلال به. أما لماذا لا يبدي العماد عون حماسة للتمديد له؟ وما هي الأسباب التي يركن إليها في معرض الدفاع عن موقفه؟

للإجابة عن السؤال لا بد من الإشارة إلى أن العماد عون لا يطلب التمديد لنفسه بعد أن تعذّر تأجيل تسريح ثلاثة من أعضاء المجلس العسكري كانوا أُحيلوا إلى التقاعد، مما أدى إلى تعذّر انعقاد اجتماعاته الدورية. وفي هذا السياق، يرى مصدر سياسي أن التمديد للعماد عون قد يؤدي إلى إحداث إرباك في الهرمية العسكرية، إضافة إلى أنه ليس في وارد بأن يسجل الآخرون، وتحديداً باسيل، بأنه سيكون ممنوناً له بمشاركته في جلسة التمديد، فيما يواصل حملته عليه ويضع فيتو على انتخابه رئيساً للجمهورية، رغم أنه لم يعلن ترشّحه، وصولاً إلى أن المتعارف عليه في لبنان أن يغادر قائد الجيش منصبه فور انتخاب رئيس جمهورية جديد يفترض أن يؤخذ برأيه في تعيين خلف له.

 

ما الغاية من تسييس القضاء في هذه المرحلة؟

بسام ضو/الجمهورية/13 شباط 2023

يعرّف علم القانون القضاء بأنه مجموعة من القوانين يضعها مُشرّعون ويعمل القضاء من خلال قوانين وضعية تنجزها الأجهزة القضائية المختصة لِفض أي نزاع بين الناس ولتكريس العدل بين النانس وحماية الحقوق والحريات ورفع الظلم الذي يلحق بأي مواطن، سواء أكان من السلطات العامة أو من مجموعة من الناس أو من مؤسسات عامة وخاصة أو من دول، ويتم التعويض على الضحايا بما يتناسب مع حجم الجرم ونوعه. إنّ القضاء يسعى وفقًا للأصول القانونية إلى احتراف الوصول إلى العدالة الصارمة والصادقة في أحكامه، والتي تُعدّ قانونيًا الميزة المُثلى لأي نظام قضائي فاعل. كما أنّ علم القانون يذكر ما يلي «لا يمكن تصوّر إمكانية نهوض القضاء بأمانة العدل من دون تأمين الإستقلال الفعلي والكامل له، فالقضاء المُنزه الموثوق والفاعل هو شرط أساس للدولة القانونية وللتنمية السياسية ويجب أن يبقى مستقلاً بعيدًا عن المؤثرات والمداخلات من أي جهة أتتْ، ومن أي نوع كانتْ، وعند هذا المفصل يمكن تحديد مدلول استقلال القضاء بكونه استقلاله كمؤسسة ويتجسد ذلك في سلطة القضاء إداريًا وماليًا كما يتجسد ذلك في سلطة إتخاذ القرار». إنّ تسييس القضاء هو من أبرز مسببات الأحكام الجائرة التي تعيق عمل العدالة، وتسييس القضاء هو اعتماد منطق المخالفة وبالتالي عمليًا نقيض موضوعي لإستقلال القضاء وضمان حياديته والذي يصفه أحد الفقهاء بأنه «عملية إضفاء صفة سياسية على موقف معيّن ليس له بالأصل هذه الصفة». وفي معرض البحث عن تسييس القضاء يلفت مرجع قانوني إلى «أحد أهم أسباب التسييس القضائي هي إصدار أحكام لخدمة أغراض سياسية للسلطة الحاكمة أو لجهة سياسية نافذة بالتعرّض لضغوط ما، منها مثلاً ترهيبية أو إغراءات، وتنبثق ظاهرة التسييس في الغالب بين مفصلين رئيسيين أولهما التدخل في تشكيل السلطة القضائية بصورة تخدم توجهات السلطة السياسية ومصالحها، والثانية التغاضي عن إظهار الحقيقة».

قرأتُ مقالاً للدكتور القاضي نوّاف سلام حيث اعتبر أنّ ما يحتاج إليه لبنان مرحليًا هو «التصدّي الجاد للجذور العميقة للأزمات المالية والإقتصادية والمالية التي يُعانيها، وهذا يتطلب إصلاحات جذرية ورؤية واضحة لبناء إقتصاد حديث ومنتج يؤمّن فرص عمل جديدة ونمّو مُستدام… غير أنّ الشرط الأساسي لتحقيق هو قيام دولة قادرة، دولة قانون ومؤسسات ترتكز على قيَم المساواة والحرية والعدالة الإجتماعية وتوفر شروط المساءلة والمحاسبة الديمقراطية».

يضيف الدكتور القاضي نوّاف سلام، في معرض حديثه عن جريمة العصر جريمة مرفأ بيروت، حيث يتساءل عن ملابسات التحقيق وتعرجاته ولا سيّما في أسباب توّقف هذا التحقيق وما دور السلطة السياسية في كل ذلك، وهل القضاء «اليوم في بنيته وأنظمته الراهنة على تحقيق استقلاله المطلوب عنها كسلطة قضائية قائمة بذاتها؟» إنّ مشروعية ما يُثار في كل ما يتم تداوله من أمور خطيرة تلفّها شبهات فساد وهدر وصفقات وفضائح كما أنّ التدخلات السياسية تحول دون قيام ملاحقات وتحقيقات قضائية جديّة بشأنها، كما أنّ التدخلات السياسية لا تسمح بالوصول إلى الخواتيم المرجوة.

في معرض البحث عن معوقات العمل القضائي يظهر أنّ هناك العديد من المعوقات التي تحول دون تحقيق العدالة الناجزة، تبدأ من إبطاء إجراءات التقاضي وعدم حصول المتقاضين على حقوقهم في الوقت المناسب ومعاناتهم عند تنفيذ الأحكام القضائية وحاجة بعض التشريعات للتعديل… ومن الملاحظ أيضًا أن تنفيذ الإستنابات القضائية هي من أهم المواضيع المطروحة في جريمة مرفأ بيروت خصوصًا في مجال الإجراءات التنفيذية، سواء تعلّق الأمر بالصعوبة الإجرائية التنفيذية أو الموضوعية القانونية للإستدعاءات، وهذا ما يُثير إشكالية المسؤولية عن عدم التنفيذ ودور القضاء في الوقوف على تنفيذ الأحكام، ذلك أنه لا فائدة تُرجى من النطق بالأحكام ما لم تقترن بالتنفيذ.

بات من الضروري التفكير في إعادة النظر في الكثير من نصوص قانونية يتم عرقلتها من قبل السلطات السياسية أو بعض المراجع النافذة، هذا بالنظر الى الدوافع الممارسة في جريمة مرفأ بيروت من تساؤلات عن حالات عدم الإمتثال أمام القضاء. هل يُعقل أنّ يتمرّد مطلوب على القضاء ؟ وفقًا للقانون إنّ أمر المثول أمام القضاء هو أمر قوي وفعّال في جميع أنواع الإستدعاءات وهو استدعاء بقوة الحكم القانوني. إنّ امتثال الأفراد أمام القانون يتحقق وفقًا لمبدأ الإلتزام بالأحكام والمبادىء التي تتضمنها القواعد القانونية وتطبيقها، ويتحقق ذلك وفقًا لإفتراض الخضوع والإمتثال بمعنى تطبيق الأحكام والمبادىء على النحو الذي تحدده القوانين. إنّ ما يحصل في ملف جريمة تفجير مرفأ بيروت هو هرطقة قانونية وخاصة لناحية تَزامن إعادة تحريك الملف الذي هو بحوزة القاضي البيطار وإطلاق سراح الموقوفين، وهذه بدعة سياسية يُراد منها تعطيل التحقيق.

إستوقفني ما قاله الكاتب البولندي برونو جاسينسكي «لا تخافوا من منفّذي التفجيرات، أسوأ ما يمكن أن يقوموا به هو قتلكم. لا تخافوا من الجماعات الإرهابية… في أسوأ الأحوال يمكنهم التخطيط لهجوم، خافوا من المسؤولين الفاسدين فإنهم لا يقتلونكم ولا يتآمرون عليكم بل إنّ أفعالهم وجرائهمهم تستشريان بسبب موافقتهم الصامتة…». حقًا ما غاية هؤلاء الساسة من تسييس القضاء في هذه المرحلة وخصوصًا في جريمة تفجير مرفأ بيروت؟!!

 

مِن ضروري وشرعي وموقت إلى طارئ ومستجِدّ وإستثنائي

جان الفغالي/نداء الوطن/13 شباط 2023

من «أدبيات» الحقبة السورية، أنّه حين احتدم النقاش حول «الوجود»، أو «الإحتلال» السوري في لبنان، خرج منظِّرو تلك الحقبة بشعارٍ، اختزلوا فيه، من وجهة نظرهم، الواقع السوري في لبنان، فقالوا إنّه «ضروري وشرعي وموقت».

يبدو أنّ منظِّري «التيار الوطني الحر» يستعينون بتلك الأدبيات، ويستعيرون منها ما يرونه مناسباً، في معرض موقفهم من الجلسة التشريعية التي يعتزم رئيس مجلس النواب نبيه بري الدعوة إليها. يقولون في أحد بياناتهم: «إنّ أي تشريع محكوم بضوابط شديدة يحكمها «الطارئ والمستجِد والإستثنائي»! أليست هذه المصطلحات شبيهة بمصطلحات الحقبة السورية، «ضروري وشرعي وموقت؟».

ألا يعني ذلك أنّ ما سيتم تشريعه هو «ضروري وشرعي»؟ وأكثر من ذلك، بماذا يختلف ما سيجري في مجلس النواب عما جرى على مدى جلستين لمجلس الوزراء؟ في مجلس الوزراء تباكٍ على الميثاقية، في مجلس النواب «الطارئ والمستجِد والإستثنائي» أقوى من الميثاقية.

«التيار الوطني الحر» ليس ضدّ أن ينعقد مجلس الوزراء في فترة الفراغ الرئاسي، بل يشترط حضور جميع الوزراء ووضع تواقيعهم جميعاً، وفي حال غاب وزير واحد، يَعتبر قرارات مجلس الوزراء غير شرعية وغير دستورية.

السؤال هنا: لماذا لا يتمسّك «التيار الوطني الحر» بالشرط الذي وضعه بالنسبة إلى الحضور؟ هل يكون حضور جميع الوزراء منطقياً، ولا يكون حضور جميع النواب منطقياً؟ أكثر من ذلك، إذا كان أي مشروع قانون، يصدر عن مجلس النواب، بحاجة إلى توقيع رئيس الجمهورية، فمَن سيوقِّع؟ وكيف سيتم التوقيع، ليصبح القانون نافذاً، في غياب رئيس الجمهورية؟

رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل يريد أن يُسدِّد دَيْناً للمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، الذي من بنود جدول أعمال الجلسة التشريعية، التمديد له. اللواء ابراهيم كان استضاف رئيس «التيار» جبران باسيل، في جولته الجنوبية، فنام في دارته ثم انطلق في اليوم التالي في الجولة. اللواء ابراهيم يرفض التمديد وفق صيغة تصدر عن وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي، وهي الصيغة التي سبق أن اعتمدت عند التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي.

تبقى هناك صيغة ثانية وهي أن يصدر قانون عن مجلس النواب، فهل تمر الجلسة؟ رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل يربط حضور الجلسة بأن يتضمن جدول أعمالها قانون الكابيتال كونترول، على رغم الاعتراضات الهائلة عليه، بهذا المعنى، ما هو التوصيف لقانون «الكابيتال كونترول»؟ هل هو «الطارئ» أو»المستجِد» أو «الاستثنائي»؟ إذا انعقدت الجلسة التشريعية، يكون باسيل قد خسِر معركة «ميثاقية» جلسات مجلس الوزراء، إذ لا يعقل أن يتمسك بالميثاقية في السراي، ويفرِّط بها في ساحة النجمة، وثلاثية «الطارئ والمستجد والإستثنائي»، لا تغطّي عيب «عدم الميثاقية».

 

لبنان في عين العواصف دائما

منى فياض/الحرة/13 شباط/2023

استفاق اللبنانيون  في صقيع فجر السادس من فبراير على زلزال داهمهم وهم بعد نيام، وتمهل كثيرا قبل أن يرحل. ينضم هذا الزلزال إلى قائمة الكوارث التي يعيشونها. ولكنه أشفق على اللبنانيين فأعفاهم من الأضرار الهائلة التي فتكت بسكان جنوب تركيا وشمال وغرب سوريا، موقعة عشرات آلاف الضحايا وملايين المتضررين.  في عشية ذلك الفجر كنا في خيمة المغدور لقمان سليم، نحيي الموعد الثاني لاغتياله منذ عامين.  تناولت في تلك المناسبة وتحت عنوان "لبنان في عين العاصفة"، ارتدادات العواصف التي تمر في المنطقة وتأثيرها على لبنان. فكثيرة هي العواصف التي هددت، وتهدد، لبنان منذ نشأته. البعض ينسبها للداخل وتكوينه ونظامه الطائفي والبعض للخارج والمحيط العدائي.  فهل النظام اللبناني وطوائفه هم المسؤولون عن اهتزاز الوضع اللبناني؟ أم المحيط الخارجي والموقع الجغرافي؟ 

يشير ليبهارت، منظّر الديمقراطية التوافقية، إلى أن لبنان، قبل  عام 1975، تعرّض لانفجار الصراع الأهلي عدة مرات، ولكنه تمكن من البقاء رغم ذلك وأبقى ضررها محدوداً؛ من ذلك الحرب الأهلية التي اندلعت عام 1958، والتي يجد أنها كانت "حربا أهلية سلمية بصورة استثنائية". فلبنان يتميز أنه مجتمع تعددي ويحتوي على عدة فئات، لكنها كلها أقليات، وكانت في حينها متساوية تقريبا، لذا ظلت تحافظ على نوع من التوازن. وكانت المخاطر الخارجية في حدها الأدنى.

ففي زمن الكفاح من أجل الاستقلال ضد السيطرة الخارجية التي كانت تمارسها سلطة الانتداب الفرنسي في عام 1943، توحّدت الطوائف الدينية.

وينقل عن حسن صعب "كل مشاكل المجتمع، والحياة اللبنانية العميقة الأخرى أخضعت لهذا الشاغل الغالب. فالقضايا الاجتماعية الأعمق غورا كان من شأنها أن تقسّم، أما الحاجة الملحّة فكانت للتوحد وراء هدف التحرير الوطني العام". ولكن بعد الاستقلال تفاقمت صراعات الشرق الأوسط. ما أخل بالتوازن.

وبؤرة الصراع في الشرق الأوسط قضية فلسطين، عام 1948. دخل لبنان عين العاصفة منذ ذلك الحين؛ وإن بشكل متقطع ومتناوب الحدة والخطورة. 

زاد اللجوء الفلسطيني حينها عبء الدولة، التي استقلت قبل خمس سنوات فقط، وكشف عيوبها التي ستتفاقم مع الوقت. فاحتلال فلسطين هجّر أعدادا كبيرة من الفلسطينيين إلى لبنان، ويرى ليبهارت أن هذا اللجوء تسبب باختلال التوازن، لأنه فرض أعباء استيعاب أعداد كبيرة حينها. 

نتج أيضا عن الاحتلال هجرة سكانية جنوبية نحو العاصمة بسبب انقطاعهم عن مجالهم الحيوي في فلسطين. وغالبيتهم من المزارعين الشيعة والريفيين غير المهرة. وانطلقت مقولة: "عمال مرفأ ونظافة" مثلا وشعارا. 

لم تكن العدالة الاجتماعية مركز اهتمام من الطبقة الحاكمة تحت سلطة المارونية السياسية. لكن فؤاد شهاب تنبّه إلى مخاطر اللاعدالة والتنمية غير المتساوية، وحاول معالجتها. ففتح المدارس الرسمية وعفى عن الطفار ونجح في إرساء دعائم دولة قانون ومؤسسات تضمن حسن سير القضاء وآليات المحاسبة. 

لم تتحمله الطبقة الحاكمة من العائلات المارونية التي ميّزها الانتداب الفرنسي، خصوصا التي تعاونت معه. فانقلبت هذه الفئة على شهاب الذي لقّب بالمسلم، ولم تقبل التنازل عن أي من مكتسباتها للشركاء الآخرين في الوطن.

في عام 1969، وطمعا بكرسي الرئاسة، وبضغط من رشيد كرامي باسم المسلمين، تم التنازل عن السيادة مع اتفاق القاهرة الذي أدخل السلاح الفلسطيني. 

وَجدت ما عُرف بالحركة الوطنية، وغالبيتها من المسلمين، فرصتها للانقلاب على المارونية السياسية المتعنتة ضد المطالب الاصلاحية، بواسطة التحالف مع الفلسطينيين وسلاحهم. يشير ليبهارت إلى أن ذلك ما وضع الفئات المسيحية في مواجهة المسلمين الميالين إلى العرب في عدة قضايا. 

ويستخلص ليبهارت أن واقع انهيار النظام الديمقراطي، في عام 1975، يجب أن يعزى إلى بيئة لبنان الدولية غير المؤاتية، المتردية بصورة متزايدة، والمقرونة بالعيب الداخلي المتمثل في الجمود التوافقي.

على هذه الخلفية انفجرت الحرب الأهلية برعاية الجيرة المتحفزة للقضاء على النموذج اللبناني المتمسك خصوصا بالحريات. لكن حافظ الأسد احترم الدستور والقوانين شكليا ولم ينسفها كما فعل حزب الله لمصلحة الهيمنة الإيرانية.

مقابل استجارة المسلمين بالسلاح الفلسطيني وقضيته، لجأ الطرف المسيحي إلى إسرائيل العدوة التي احتلت لبنان.

تزامن ذلك مع نجاح الثورة الإسلامية في إيران، التي تحاول التمدد في لبنان منذ ما قبل الثورة. كمجيء موسى الصدر، واختلاف الآراء والتحليلات حول مرجعيته وأدواره.  استطاعت إيران بعد ركوب قضية فلسطين، التسلل تحت شعار "مقاومة الاحتلال الإسرائيلي". واحتكرت المقاومة، بعد مناورات ومسيرة طويلة من العمليات الإرهابية وخطف الرهائن وقتل المفكرين والمقاومين، ناهيك عن الحروب الصغيرة بين المكونات الشيعية ومع المكونات اللبنانية الأخرى. وأعلنت أنها  "المقاومة الإسلامية في لبنان". بعد ذلك أصدر الخميني فتوى ألزمت الثنائي الشيعي، الأخوة – الأعداء، بالتحالف الحديدي. 

استتب الأمر للمقاومة الإسلامية في لبنان إلى حين خروج الاحتلال الإسرائيلي عام 2000. لم يعترف الحزب والممانعة، تحت راية حافظ الأسد ومن خلفه إيران، بالتحرير. ووجدوا ذريعة مزارع شبعا للحفاظ على السلاح.

بعد اغتيال الحريري، سمح تراخي ومصالح القوى، التي عرفت بـ "14 آذار"، لحزب الله التمكن وقضم مساحات الدولة اللبنانية ببطء، باستخدام وسائل متنوعة: حرب مع إسرائيل وقمع واغتيال وغزوات وإغراءات. ثم تحالف مع طرف مستميت لكرسي الرئاسة وجمع المكاسب، وأطراف مهادنة، إما خوفا أو تواطؤا، ومصلحة خاصة مالية وسلطوية. وقاموا بتغيير وجه النظام بواسطة اتفاق الدوحة، إثر غزوة بيروت الشهيرة. نحن الآن رهينة الاحتلال الإيراني بواسطة ذراعه اللبنانية، حزب الله، بما هو فرقة في الحرس الثوري في نفس الوقت. 

وكما نرى، لبنان يقع على خط فيالق زلزالية جغرافيا وسياسيا. وكلما مرّ الوقت، ضعفت الدولة ومؤسساتها وازداد السماسرة، الذين يتزعمون الطوائف ويصادرون قرارها، ارتباطا وارتهاناً كل للخارج الذي يراهن عليه للاستقواء على منافسيه على السلطة. 

يزداد الوضع في لبنان تعقيدا كل يوم. فالوضع العالمي والإقليمي يتشابك بشكل كارثي. 

وهناك رأيان حول تأثير ذلك على لبنان، الأول يقول إننا لسنا على رادار أحد وإن لبنان متروك لمصيره وعليه تدبر أمره مع محتليه الذين أنتجهم بنفسه؛ والآخر يرى أن لبنان غير متروك، وهناك محاولات جدية لإخراجه مما هو فيه. لكن نجاح ذلك يعتمد على مسؤولية الداخل في القيام بواجباته وفي توضيح مطالبه وتوحيدها والقيام بالخطوات الإصلاحية.  في هذا الوقت يستمر التدهور المعيشي والاقتصادي وعض الأصابع بانتظار من يصرخ أولا. هل يعني ذلك الاستسلام؟ أبدا، لكنه يتطلب رفع مطلب تحرير لبنان من الاحتلال وعدم الخضوع لابتزاز حزب الله وحلفائه، ومتابعة النضال، كل من زاويته الصغيرة. 

فليقم كل منا بواجبه من زاويته الصغيرة وألا يعتقد أن مساهمته غير مهمة. التغيرات الكبرى تحصل نتيجة تراكمات صغيرة. هكذا يمكن أن نراكم خروقات وخدوشا صغيرة لتهز جدار السلطة المنيع.

لم يتوقف لقمان سليم عن النضال والقيام بواجباته رغم التهديد والمخاطر التي كان يتعرض لها. فلنحاول أن نكون كلقمان سليم والنساء الإيرانيات الشجاعات اللواتي يواجهن الدكتاتورية باللحم الحي.

 

18 عاماً... والاغتيال يتدحرج!

نبيل بومنصف/النهار/13 شباط/2023

في عرض "خاطف" للتحولات الجوهرية العميقة في صميم الواقع السياسي والدستوري والنظام اللبناني التي أعقبت اغتيال الرئيس رفيق الحريري منذ 18 عاما يتبين بسهولة الجواب على المخاوف المتعاظمة التي يبديها بطريرك الموارنة حاليا على اثر الفراغ الرئاسي على "هوية لبنان". لم يكن ذاك الاغتيال وما شكله من اشتعال لشرارة حرب الاغتيالات تباعا سوى نذير زج للبنان في حرب تغيير هويته مذاك وليس الجاري الان ، بعد 18 عاما منذ 14 شباط 2005 ، سوى توغل متقدم للغاية في ترسيخ الأهداف الاستراتيجية البعيدة المدى التي وضعت لازاحة الحريرية وتصفية القوى والقدرات السيادية اللبنانية قاطبة . الى احداث اخطر خلل في التوازن السياسي والطائفي والميثاقي والبدء بزعزعة الدستور – الطائف وافقاد المحور الدولي – العربي – الغربي سنده الأكبر في لبنان ذاك الذي كان يرزح تحت عصف ابشع نظام طاغية في الشرق الاوسط ، لا يحتاج أي مؤرخ في ظل تسلسل الاحداث والاغتيالات والتطورات والحروب الإقليمية والتورطات في حروب الإقليم والأزمات الداخلية وابرزها التسبب بالفراغ مرتين في رئاسة الجمهورية والفتن الطائفية المسلحة كفتنة 7 أيار في بيروت ، بلوغا الى انهيار لبنان انهيارا لم يعرف العالم مثيلا له منذ قرنين ، الى عودة الاغتيالات مع لقمان سليم …

كل هذا وسواها وسواها من تداعيات الازمات الداخلية – الخارجية على لبنان المستباح لا تترك ادنى مجال بعد في وجوب إعادة النظر وإعادة تصويب مفهوم اغتيال رفيق الحريري رغم مرور كل هذه السنوات على مقولات جامدة لم تتطور. الحال ان اغتيال الدستور والنظام بشتى الوسائل الترهيبية الانقلابية والاجرامية قبل اكتمال تنفيذ اتفاق الطائف هو التوصيف الحي الواقعي الموضوعي لاغتيال الهوية المميزة التعددية الفريدة للبنان وليس اقل من ذلك .

لا يحتاج اللبنانيون بعد 18 عاما على اغتيال رفيق الحريري الى استعادة معنى وتوقيت اغتياله في ظل وقائع تلك الحقبة لجهة انخراطه في المعركة الكبرى للتحرر من وصاية النظام السوري الاسدي على لبنان ، ولكنهم يحتاجون قطعا الى التبصر بعمق اكبر في دلالات دراماتيكية قادت الرئيس سعد الحريري الحاضر راهنا للحظات في بيروت الى الانسحاب من السياسة قبل سنة تماما أي بعد 17 عاما من اغتيال والده . افرغ انسحاب الحريري الابن من السياسة اخر ثقل كبير لدى الطائفة التي لا توازن وطنيا وسياديا من دونها كما كان النفي والسجن افرغا ثقل المسيحيين بعد الطائف واجهزا على معالم أساسية في استرجاع السيادة اللبنانية . ليس من مجال للخطأ الجسيم هنا في قراءات القوى والنخب السيادية الى مرحلة الاغتيالات ولا الى مرحلة الانهيار التي أدت لاحقا مع ظروف أخرى طبعا الى خروج الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل من السياسة قبل الانتخابات . هذا الحاصل في مجمل مردوداته الدراماتيكية المخيفة في المصير الوطني راهنا ، بما فيه الفراغ الرئاسي المفتوح ودمار الدولة التام ، وانهيار كل مقومات الصمود الشعبي تباعا ، والتفكك المتدحرج لقدرات البقاء امام زعزعة الايمان بلبنان وطنا ودولة ومجتمعا واقتصادا ومستقبلا ، ليس اقل من اغتيال ناجز كامل لهوية لبنان . اذا كان من شكوك بعد لدى السذج منا ان لبنان ليس مستباحا لاخطر مؤامرة داخلية – إقليمية تسعى الى تتويج انتصاراتها على ارض محروقة بتبديل هوية لبنان التاريخي بهوية هجينة وحكم دمية فان ال 18 سنة منذ اغتيال رفيق الحريري كفيلة وحدها باثبات الربط المحكم بين الاغتيالات والانهيار والاجهاز على لبنان التاريخي .

 

عن التوظيف السياسي للتضامن الإنساني

وليد شقير/نداء الوطن/13 شباط/2023

بات هناك عامل إضافي لتراجع الاهتمام الدولي بلبنان بعد الزلزال الكارثي الذي ضرب جنوب تركيا وشمال غرب سوريا، وتداعياته الإنسانية الضخمة والمأسوية في المرحلة المقبلة.

الأرجح أن وقع الزلزال على ممثلي الدول الخمس التي اجتمعت في باريس، بعد ساعات قليلة على وقوعه في 6 شباط، من أجل بحث سبل معالجة الأزمة اللبنانية ومشكلة الشغور الرئاسي، كان مقلقاً وله أثره على مدى حماستهم لمواصلة جهودهم في هذا الشأن، أمام تشعبات انعكاساته المتعددة الأوجه التي أخذت تتكشف في اليومين اللذين أعقبا ارفضاضه، والتي ستشغل العواصم الخمس عن الأزمة اللبنانية. وهذا يعني أن مقولة «ساعدوا أنفسكم في ما لا تقع مسؤوليتنا عن القيام به، كي نساعدكم»، ستحكم سلوك هذه العواصم أكثر من السابق.

خلافاً لسوريا التي اضطرت الأمم المتحدة إلى الاعتراف بفشلها في مساعدة آلاف المدنيين السوريين، وعجزها عن إيصال المساعدات إلى المنكوبين في الشمال السوري، وبأن السوريين في تلك المناطق المنكوبة «على حق في شعورهم بالتخلي عنهم... وبأنهم يتطلعون إلى مساعدة دولية لم تصل أبداً»، تعتقد الدول الرئيسة المهتمة بلبنان أنها قامت بالكثير لأجله فيما بعض قياداته السياسية يتسبب في إطالة أزمته وعرقلة ملء الشغور الرئاسي. وهي قيادات تعرفها بالاسم ومطلعة على مناوراتها وأهدافها من وراء إفشال التوافق على انتخاب الرئيس، وتردد في أروقة وزارات خارجيتها أوصافاً مقذعة في حق هذا البعض.

والمفارقة تكمن في أنّ المسرح السوري عانى من الإهمال الدولي والغربي تحديداً قبل الزلزال، فتُرك السوريون لمصيرهم في العلاقة مع نظام آخر اهتماماته إنقاذ ناسه بالمقارنة مع توفيره كل إمكانيات الاستبداد السلطوي، فيما وفّر الاهتمام الدولي بعض أسباب الصمود لمؤسسات لبنان المدنية على تواضع المساعدات التي قدمها المجتمع الدولي لها، في انتظار أن يعاد تكوين السلطة كي تنفذ الإصلاحات المطلوبة فيه، كشرط لتساعده مالياً بعدها من أجل إخراجه من الدوامة التي هو فيها.

قبل الزلزال كانت هناك فجوة في المساعدات للمناطق السورية غير الخاضعة لسيطرة نظام بشار الأسد والتي كانت تعتمد على إعانات المنظمات الدولية، تقدر بـ48 في المئة (أنفقت العام الماضي في تلك المناطق 271 مليون دولار)، فيما الحاجة هي إلى 802,1 مليون دولار، في وقت كانت المساعدات (على رغم تقنينها أيضاً) التي قدمت للبنان الأصغر حجماً في المرتبة الثالثة بعد اليمن وسوريا في العالم، قياساً إلى صغر حجمه وعدد سكانه مقارنة مع هاتين الدولتين، وحتى بالنسبة إلى مناطق شمال غرب سوريا التي سبق نكبتها الزلزالية تردي أوضاعها المعيشية وتفشي وباء الكوليرا وسائر الأمراض فيها.

إهمال المناطق السورية كانت وراءه سياسة غربية أدت إلى تحكم النظام، مع إيران، بمصير السوريين، واستخدام الأرض السورية ميداناً لتبادل الرسائل وامتلاك الأوراق بصرف النظر عن مصير الشعب السوري، فجاءت النتيجة القصور الفظيع سواء لدى النظام أو قوى المعارضة في القدرة على الاستجابة لما بعد الزلزال... فيما سيستفيد رأس الحكم في دمشق من انفتاح بعض الدول عليه باسم المساعدات الإنسانية، لتعود الملايين الخمسة التي في المناطق خارج سيطرته فتخضع للإهمال.

في لبنان يتم إلهاء اللبنانيين بشتى النزاعات المفتعلة، تارة حول شرعية أو عدم شرعية انعقاد البرلمان للتشريع وللتمديد لقيادات أمنية، وأخرى بوعود رفع التغذية بالطاقة الكهربائية إلى 3 أو 4 ساعات، وثالثة بالاجتماعات الطائفية وطروحات الفيدرالية، ورابعة بمظاهر تقديم المساعدات للشعب السوري المأزوم بفعل الزلزال، وسط تسابق على التطبيع من قبل قوى 8 آذار وحلفائها من بوابة الحاجات الإنسانية، وبحجة تواضع إمكانات النظام.

وما يجري على هذا الصعيد هو الوجه الآخر لاعتراض قوى الممانعة على تشييع المساعدات الإنسانية. فبحجة التضامن الإنساني يتم توظيف هذا التضامن بهدف المشاركة في تعويم النظام بالتزامن مع المزاحمة الإيرانية للدول التي هبت لتقديم المساعدة للسوريين في مأساتهم.

على هامش عمليات الإلهاء للبنانيين يبدو أنّ معظم الفرقاء وقعوا في فخ إهمال أولوية إنهاء الفراغ الرئاسي، ليكرسوا العجز عن ابتداع التسويات من أجل إحداث اختراق في جداره السميك.

 

لماذا اغتالوا الحريري؟

شارل جبور/الجمهورية/13 شباط/2023

شكّل اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط 2005 صدمة سياسية وشعبية كبرى بسبب الانطباع الذي كان سائداً بأنّ شخصية بحجم الحريري عربياً ودولياً لديها من الحصانة التي تُبعد عنها الاغتيال، فضلاً عن انّ أسلوبه لم يكن صدامياً. وبالتالي، لماذا اغتيل؟

يصعب عدم ربط اغتيال الشهيد الحريري في 14 شباط 2005 بالقرار الدولي 1559 الذي صدر في 2 أيلول 2004، اي بعد خمسة أشهر على صدور هذا القرار، وبعد ثمانية أشهر على الاحتفالات بالعيد الستين لإنزال النورماندي في حزيران 2004، والتي جمعت الرئيسين جورج بوش وجاك شيراك وكانت مناسبة للمصالحة بينهما بعد الخلاف حول العراق ومن ثمّ التقاطع حول لبنان، حيث اعتبر محور الممانعة انه في حال لم يكن الحريري مُساهماً بهذا القرار بفعل صداقته مع شيراك فكان بإمكانه تعطيله.

ولا شك في انّ القرار 1559 سرّع في الاغتيال ليس فقط من زاوية انتقامية، إنما سعياً للتخلُّص من الشخصية الأكثر قدرة بعلاقاتها وحيثيتها على التقاطع مع هذا القرار وترجمته لبنانياً، وبهدف فرض أمر واقع يعيد الأوضاع إلى ما قبل صدوره، ولكن هذا لا يعني إهمال السياق الخلافي الطويل مع الحريري والذي يمكن اختصاره بالتالي:

أولاً، لم يُغيَّب المكون السني عن الاتفاق الثلاثي الذي حصل برعاية الرئيس حافظ الأسد بالصدفة، إنما لأنه يخشى من صعود الدور السني في لبنان وارتداداته المحتملة على الداخل السوري، وهذا بالذات ما جعله في مواجهة مع الثورة الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات خوفاً من تمددها إلى سوريا، فضلاً عن انّ المُكوّن السني يحظى برعاية عربية تبدأ بالقاهرة ولا تنتهي بالخليج، ما يشكل قلقاً دائماً للنظام السوري.

ومع إقرار اتفاق الطائف ونجاح الأسد في استبدال النسخة اللبنانية بنسخة سورية تأسيسًا على الظروف المحلية (حرب الإلغاء) والإقليمية (حرب الخليج الثانية) وانتزاعه تفويضًا أميركيًا بإدارة لبنان، اضطر إلى استبدال المكوِّن المسيحي في الاتفاق الثلاثي بعدما عاد واصطدم معه بالمكوِّن السني إرضاءً لدول الخليج التي انشغلت بتطور اجتياح الرئيس صدام حسين للكويت.

وأرسى الأسد توازناً في لبنان بين السعودية من خلال الحريري من جهة، وإيران من خلال «حزب الله» من جهة أخرى، فسَلّم الأول الشق المالي والاقتصادي والإعماري، وسلّم الثاني الشق الأمني والعسكري، وكل ذلك طبعاً بإشرافه وتحت إدارته وسيطرته. وقد نجح الأسد الأب بإقامة علاقة متوازنة مع طهران والرياض في آن واحد خلافاً لنجله الذي لم ينجح بذلك، فيما كان القرار السياسي للبنان بيده بشكل كامل.

ثانياً، انتقال الملف اللبناني من الأسد الأب إلى الأسد الابن في العام 1998 شكّل تحولا أساسيًا في علاقة النظام السوري مع الحريري، حيث وجد بشار نفسه غير قادر، خلافاً لوالده، على التعاطي مع شخصية من وزن الحريري، وهذا الانتقال في الملف حصل على أثر التراجع بصحة حافظ الأسد ورغبة الأخير في إعادة تحجيم الدور السني قبل وفاته تلافياً لصعود لا يتمكّن نجله من ضبطه والسيطرة عليه في لبنان وسوريا، وخوفه الأساسي كان من صعود سني في لبنان يُخرج الحالة السنية في سوريا من القمقم على غرار ما حصل لاحقاً مع ثورة الشعب السوري.

ثالثاً، إسقاط نظام الرئيس صدام حسين في العراق في العام 2003 فتح أبواب المنطقة أمام الثورة الإيرانية التي كانت تستفيد في لبنان من عمقها السوري، ولكن بعد سيطرتها على العراق أصبحت على حدود سوريا، وقد وجدت هذه الثورة بالرئيس رفيق الحريري عقبة أساسية أمام تمددها في لبنان وسوريا والعراق بسبب حيثيته السنية وحجمه العربي والدولي الذي يشكل عائقا وسدا منيعا لتوسعها ونشر ثورتها.

وكان قد سبقَ سقوط صدام تحولات لبنانية مهمة أبرزها انسحاب إسرائيل من لبنان وموت حافظ الأسد، ومطالبة الكنيسة المارونية بخروج الجيش السوري بعد خروج الجيش الإسرائيلي، وتشكيل لقاء سياسي (قرنة شهوان) ضد الوجود السوري في لبنان، وانطلاق دينامية سياسية توِّجت بلقاء البطريرك مار نصرالله بطرس صفير مع رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط تحت عنوان المصالحة في الجبل، وبدايات التقاء المعارضة مع الرئيس رفيق الحريري.

وفي موازاة الاهتزاز السياسي في لبنان، فإن المنطقة كانت تشهد اهتزازات متواصلة على أثر اجتياحها من قبل الولايات المتحدة الأميركية ردا على أحداث 11 أيلول 2001، ولم يتمكن بشار الأسد الذي استلمَ السلطة حديثاً من مواجهة أرض متحركة في لبنان والمنطقة في آن معاً، وفشل في إمساك عصا العلاقة بين طهران والرياض من وسطها، ومع تفاقم مخاوفه وازدياد الضغوط عليه تقدّم الدور الإيراني في سياق تمدُّد الثورة الإسلامية التي أرادت السيطرة على لبنان بعد سيطرتها على العراق بهدف تشييد جسر متين بين طهران وبيروت، والعائق الأكبر أمام هذا المشروع كان الرئيس رفيق الحريري الذي تحوّل إلى الشخصية السنية الأبرز في العالم العربي والإسلامي والتي لديها علاقة وثيقة ومتينة مع عواصم القرار الدولية.

رابعاً، العائق أمام مشروع الثورة الفلسطينية في لبنان كان مسيحياً، والعائق أمام مشروع الهيمنة السورية كان مسيحياً، ومع تغييب المكوِّن المسيحي تحوّل الحريري إلى العائق أمام تمدُّد مشروع الثورة الإسلامية الإيرانية، فتقرّر إزاحته من المشهد السياسي كما كان قد تقرّر إزاحة المكوِّن المسيحي، إذ كان يستحيل سيطرة محور الممانعة بعمقه الإيراني على لبنان في ظل الحريري ودوره وشبكة علاقاته.

خامساً، على رغم الاحتلال السوري للبنان نجح الحريري عن طريق خطته للنهوض في الداخل وشبكة علاقاته مع الخارج في اختراق قرار السيطرة السورية على لبنان ومنح وطن الأرز حيّزا مهما من الاهتمام الدولي، هذا الاهتمام الذي لم يكن صداميا مع دمشق، ولكنه أعاد الاعتبار لموقع لبنان المغيَّب سوريا وخلافا لإرادتها، ما جعلها تتوجّس من هذا الدور الذي أعاد الاهتمام الدولي بلبنان بفِعل التوازن الذي فرضه على الساحة اللبنانية.

سادسا، الفارق الأساس بين رفيق الحريري و»حزب الله» ان الأول حافظَ على الخط اللبناني ونمط عيش اللبنانيين ووضع كل ثقله لإبقاء لبنان طليعيا في القطاعات التي شكلت ميزته الأساسية في السياحة والتعليم والاستشفاء والمصارف وغيرها من القطاعات، وذلك تجسيدا للخط اللبناني الذي بدأه رياض الصلح واستكمله رفيق الحريري، فيما الثاني عمل ويعمل على تغيير هوية لبنان ونسف خطه وتبديل دوره وأعاد بسيطرته على مفاصل الدولة استنساخ تجربتي المجاعة في الحرب العالمية الأولى، والانقسام والانهيار والمآسي في زمن الحرب اللبنانية.

شكل الرئيس رفيق الحريري علامة لبنانية فارقة ومميزة بشخصه وعلاقاته ودوره وديناميته وطموحه وعمله ومشروعه، وأراد منذ لحظة دخوله الرسمي إلى الحياة السياسية اللبنانية إدخال لبنان إلى الحداثة والتطور ولغة العصر، وهي لغة المال والاقتصاد والازدهار، ونجح في تجاوز كل المعوقات والعقبات والعراقيل التي وضعها النظام السوري أمامه من التشويش عليه داخل الحكومات وتكبيل حركته، إلى إبقاء القرار الأمني بيد ميليشيا، وما بينهما القرار السياسي في دمشق، وعلى رغم كل ذلك أعاد وضع لبنان على الخارطة الدولية ونقله من واقعه المدمّر بعد الحرب إلى واقع متطور ومُنافس وحديث، ولكنهم تحيّنوا اللحظة لاغتياله لأنّ المطلوب إبقاء اللبنانيين في مستنقع الانهيار بهدف تهجيرهم تغييراً لهوية البلد ودوره، كما إبقاء الدولة معزولة وفاشلة ومارقة على نسق دولة المحور الأم إيران.

 

شهيّة باسيل "السلطوية" تفتح نيران الراعي على برّي وميقاتي

ألان سركيس/نداء الوطن/13 شباط/2023

عاشت البلاد منذ نهاية الأسبوع الماضي حالة سجال مسيحية بين «القوات اللبنانية» و»التيار الوطني الحرّ» على خلفية عزم «التيار» المشاركة في الجلسة التشريعية التي سيدعو إليها رئيس مجلس النواب نبيه برّي. يُجمع من يتعاطى الشأن الدستوري في بلد بات فيه الدستور وجهة نظر، على تحوّل مجلس النواب هيئة إنتخابية لا تشريعية في آخر 10 أيام قبل انتهاء ولاية رئيس الجمهورية وبعد وقوع الشغور الرئاسي، لكن في لبنان كل شيء معرّض للخرق وفق شعار «الغاية تبرّر الوسيلة».

وإذا كان رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع هو أوّل من تصدّى لمحاولة إعطاء الجلسة المزمع عقدها ميثاقية مسيحية ووطنية، فقد سجّل الدخول الأقوى للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في عظة الأحد ووجّه صفعة قوية إلى النائب باسيل، وأصاب جلسة برّي بالصميم، ولم يسلم رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي من نيران البطريرك الماروني.

وعلى وقع تهديد «القوات اللبنانية» على لسان النائب غسان حاصباني بحصول زلزال ثانٍ بعد 17 تشرين في حال ذهبت الكتل للجلسة التشريعية، حسمها سيّد بكركي بالأمس وقال كلاماً واضحاً لا يقبل التأويل أو التفسير ومفاده أنّ «المجلس النيابي هيئة ناخبة لا اشتراعية في ظلّ غياب رئيس الجمهورية ولا شرعية لعمل الحكومة والمجلس النيابي في حالة الشغور الرئاسي».

إنتظر الراعي أكثر من 48 ساعة بعد ورود أخبار عن نية عقد الجلسة التشريعية وإمكانية مشاركة «التيار الوطني الحرّ» فيها، واطّلع على كل المواد القانونية المحيطة بعمل مجلس النواب أثناء الشغور الرئاسي والتي هي أصلاً معروفة لدى الجميع، وتواصل مع عدد من القانونيين والنواب المشرّعين الذين عارضوا عقد هذه الجلسة. وأبدى الراعي إرتياحه للعريضة النيابية التي وقعها 46 نائباً معارضاً والتي ترفض التشريع في ظل الشغور الرئاسي.

لم تقتنع بكركي بكل التبريرات التي سمعتها بشأن مشاركة نواب «التيّار» في الجلسة، وعلى رغم بقاء الإتصالات مفتوحة مع «ميرنا الشالوحي»، رأى الراعي أنّ المراوغة ومحاولات شراء الوقت لن تنفع لأن هناك نية للقفز فوق الرئاسة الأولى والتصرّف وكأن البلد «ماشي» بلا رئيس. لا تعتبر بكركي أنّ موقف الراعي موجّه ضد طرف مسيحي وحده أو ضد فريق معين، بل ضدّ كل نائب مسيحي وغير مسيحي يعطّل جلسات إنتخاب الرئيس ولا يقوم بدوره الذي على أساسه نال التفويض الشعبي، بينما يبرم صفقات مخالفة للدستور لتسيير أي مصلحة تخصّه.

وإذا كان باسيل قدّ تلقّى صفعة من البطريرك الراعي، إلّا أنّ الصفعة الأقوى التي خرجت من بكركي، أصابت الرئيس برّي، فالرجل كان متحمّساً للجلسة التشريعية وعقد «صفقة» مع باسيل، لكن موقف الراعي نزع عن جلسته الغطاء المسيحي وجعله في مواجهة مع البطريركية المارونية. وليست هذه المرة الأولى التي تحصل فيها مواجهات بين بكركي وعين التينة، فعندما دعا برّي إلى حوار حول انتخاب الرئيس كان جواب بكركي: الدستور ينصّ على ضرورة قيام النوّاب بانتخاب رئيس والحوار كما كان يحصل في السابق هو مضيعة للوقت ولن يوصل إلّا إلى مزيد من التأزّم.

وتتّسع الهوّة بين بكركي وعين التينة، خصوصاً أنّ البطريركية ترى تصرفات «الثنائي الشيعي» ورغبته المتمادية في التعطيل من أجل فرض الرئيس الذي يريده، ومن هنا كلام الراعي في العظة نفسها عن أنّ «المسيحيين مختلفون على هويّة الرئيس بينما الآخرون مختلفون على هويّة لبنان». لم تُكسر الجرّة نهائياً بين الراعي وبرّي، لذلك تأمل بكركي في سحب برّي دعوته لعقد جلسة تشريعية في ظل غياب رئيس الجمهورية والتركيز على انتخاب رئيس، وعدم الدخول في «بزارات» على حساب المطلب الأهم وهو إنهاء شغور الرئاسة الأولى.

يتكلّم الراعي من منطلق دستوري بحت برفضه الجلسات التشريعية وانعقاد جلسات الحكومة، من هنا لم يسلم ميقاتي هو الآخر من كلام الراعي، وتتخوّف بكركي من نشوء «ديو» بين برّي وميقاتي بمباركة «حزب الله» يستغلّ طموح بعض المسيحيين للسلطة ويكون شبيهاً ربما لحالة «الترويكا» التي نشأت بين أعوام 1990 و2005 والتي حكمت لبنان بلا المكوّن المسيحي، من هنا أطلق الراعي سهامه في كلّ الإتجاهات، بغض النظر عن الجلسة التشريعية أو أي جلسة حكومية معلناً افتتاح مرحلة جديدة من المواجهة والتي سيكون عنوانها رفض تغيير هويّة لبنان عبر إطالة أمد الفراغ الرئاسي.

 

لُبنان على فالق الطاقة العالمي بين السعودية وإيران

سامي كليب/أساس ميديا/الإثنين 13 شباط 2023

قالت وزيرة الخارجيّة الفرنسيّة كاترين كولونا بعد اتصالها بنظيرها الأميركي أنتوني بلينكن يوم الجمعة الماضي إنّهما ناقشا "ضرورةَ عودة إيران إلى التزاماتها الدوليّة وتعاونها الكامل مع وكالة الطاقة الدوليّة، كما انَّ الوزيرة تطرّقت الى النشاطات الإيرانيّة المُزعزِعة والتهديد المتنامي الذي يمثّله تطوير مخزونها من الصواريخ الباليستيّة وتوريد صواريخ الى ميليشيات، ونقل المسيّرات، وضرورة تدعيم الرد الدولي على هذا التهديد".

كان هذا ثاني هجوم تشنّه كولونا ذات الباع الدبلوماسيّ الطويل على إيران، وذلك بعد أن قالت كلامًا مُماثلاً عن النظام الإيراني في صحيفة " الشرق الأوسط" خلال زيارتيها الى السُعوديّة والإمارات، تمامًا كما وصفت الرئيس السوري بشّار الأسد ب “الكاذب" والنظام اللبناني ب" الفاشل".

تُساق ثلاثةً أسباب لتفسير هذا الموقف الفرنسي المُستجدّ في الهجوم على إيران: أوَّلُها وقوف القيادة الإيرانيّة إلى جانب روسيا سياسيًّا وعسكريًّا في غزوة أوكرانيا، وثانيها احتجازُ 7 فرنسيّين في إيران، وثالثُها عدمُ تعاون طهران مع وكالة الطاقة الدوليّة، ما يُنذر بالوصول إلى انتاج قنبلة نوويّة، وهو الموضوع الذي كثّف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضغوطه حياله أثناء زيارته الى باريس قبل فترة قصيرة، والتي اختارها أولى محطّة خارجيّة له بعد توليه أكثر الحكومات تطرّفًا وخطرًا. لُبنان الذي نجا بأعجوبة من الزلازل الطبيعيّة ربما بمِنَّة من الله عليه، بعد أن كثُرت هزّات السياسة والأمن والاقتصاد فوق جسده المُنهك، يقع حاليًّا على فالق زلزالَيّ الطاقة والحروب أمّا السببُ غيرُ المُعلن، فيتعلّق بالطاقة. لنتذكّر أنّ إيران كانت قد أعربت في شهر أيلول/سبتمبر من العام الماضي، على لسان وزير نفطها جواد أوجي عن استعدادها لتعزيز أمن الطاقة العالميّ، وقال الوزير صراحة :"إنّ إيران مستعدّة للمساعدة في عرض النفط وتعزيز أمن الطاقة  باعتبارها منتجاً رئيسًا للنفط والمشتقات النفطية في العالم".

دروب النفط الإيراني إلى الصين

كان الغربُ مُستعدًّا لمُبادلةِ الانفتاح الإيراني بمثله. لكن حرب أوكرانيا قلبت كلّ الموازين، ليس في مواجهة روسيا فحسب، بل في ما يتعلق بالتحدّي العالميّ الأكبر بالنسبة للأطلسي والذي تمثّله الصين. يتبيّن وفق التقارير الموثوقة أنَّ هذا البلد الأسيوي الهائل يستورد معظمَ النفط الإيرانيّ وهو سيستقبل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي قريبًا لإزالة غمامة موقف بكين المؤيد للخليج حيال الجزر الإماراتية الثلاث. يتبيّن كذلك، أنَّ إيران وبالرغم من الحصار، زادت انتاجها بنحو 40 ألف برميل يوميًّا لترتفع صادراتها الى نحو 1،4 مليون برميل يوميًّا، وهذا أعلى مستوى في 4 سنوات، وكشف الوزير أوجي إنَّ طاقة إنتاج النفط الإيرانية تقترب من أربعة ملايين برميل يوميًّا، في حين تبلغ الطاقة الإنتاجيّة للغاز الطبيعي مليارَ مترٍ مكعب يوميًّا.  وهي ارقامٌ قريبة من تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأمريكيّة التي قالت إنّه:" في حالة رفع العقوبات على إيران، فإن إنتاجها قد يعود إلى أقصى طاقته والتي تقدر بحوالي 3.7 مليون برميل يوميًّا".

هذا هو عامل القلق الحاليّ، وقد اكدّ روبرت مالي المبعوث الأميركيّ الخاص لشؤون إيران في حديث لتلفزيون" بلومبيرغ" أنّ بلاده "تسعى إلى زيادة الضغط على الصين لوقف وارداتها النفطيّة من طهران، وذلك لأنَّها الوجهة الرئيسة للصادرات غير الشرعية لإيران".

في المقابل تكثّف الدول الغربيّة لقاءاتها في الخليج خصوصًا مع السعوديّة والإمارات، وتستضيف مصر مؤتمراً اليوم الاثنين لأمن الطاقة وتعزيز مذكّرة التفاهم الثلاثيّة الموقّعة بين الاتحاد الأوروبي والقاهرة وإسرائيل لتأمين بدائل عن واردات أوروبا من الغاز الروسي، وفي هذا السياق تزور مصر مفوضة الاتحاد الأوروبيّ للطاقة كدري سمسون، والتي تشارك في معرض ومؤتمر مصر الدوليّ للبترول 2023 ويفتتحه الرئيس عبد الفتّاح السيسي.

أين لُبنان في كلّ هذا؟

لُبنان الذي نجا بأعجوبة من الزلازل الطبيعيّة ربما بمِنَّة من الله عليه، بعد أن كثُرت هزّات السياسة والأمن والاقتصاد فوق جسده المُنهك، يقع حاليًّا على فالق زلزالَيّ الطاقة والحروب، فهناك من جهة ثروات الغاز العتيدة في البحر، ومن جهة ثانية أمن إسرائيل ومستقبل اللاجئين والنازحين. لا ينظُر العالم إليه اليوم سوى من هذه الزوايا. ويتبيّن من تسريبات مؤتمر باريس الخُماسي بين فرنسا والولايات المتحدة الأميركية والسعوديّة ومصر وقطر، ومن اتصالات كاترين كولونا في الخليج ومع إسرائيل ثمّ مع الاميركيّين، أنّ الضغوط ستتزايد عليه لتسريع انتخاب رئيسٍ للجمهورية وتشكيل حكومة حقيقيّة وفعّالة تبدأ مرحلة الإصلاحات الجذريّة والاتفاق مع صندوق النقد الدولي وتضبط مسألة النازحين واللاجئين. أمّا الهدف الآني الأهم، فيتمثل بمساعدته انسانيًّا واجتماعيًّا كي لا تنهار على أرضه منظومة النزوح واللجوء. اليوم الاثنين يستقبل رئيس مجلس النوّاب نبيه بري سفراء الدول التي شاركت في مؤتمر باريس. سيعرف منهم أكثر التوجّه العام دوليًّا وعربيًّا، قبل أن يمضي قُدُمًا في عقد جلسةٍ تشريعية بالرغم من اعتراض 46 نائبا عليها، وكذلك قبل أن ينتقل الى الخطوة الثانية في سياق انتخاب سليمان فرنجيّة رئيسًا أو الذهاب الى تسوية حول اسمِ رئيسٍ توافقي.

حزب الله في المُعادلة

هنا بالضبط تبدو محوريّة حزب الله في المعادلة سلبًا أو ايجابًا. فالحزب الذي مرّر مسألةَ ترسيم الحدود ببُعدها الاستراتيجيّ المتعلّق بأمن الطاقة العالميّ والقابل بعدم الانجرار إلى إيّ حربٍ مع إسرائيل تعيق هذا الأمن راهنًا، سيتحرّك وفق 3 أجندات واضحة، أولُها الاجندة الإيرانية واشتباكها مع المجتمع الأطلسي حاليًّا ومآلاتها مع السعوديّة، وثانيتُها الاجندة الاستراتيجيّة الأشمل والممتدّة من بيروت وفلسطين الى سوريا واليمن فالعراق وإيران، وثالثُتها تحالفاتُه الداخليّة في سياق الرئاسة والتي تقتضي الأخذ بعين الاعتبار العامليَن الأوّلين. بعد زلزاليّ سوريا وتركيَّا، وحلحلة "قانون قيصر" مؤقّتًا لصالح سوريا من قِبل إدارة جو بايدن، ومع مؤشرات التقارب السوري-التركي   ومسارعةِ دولٍ عربيّة من مصر حتّى الجزائر مرورًا بالخليج إلى نجدة المنكوبين ، تبقى مسألة اليمن أولويّة سعوديّة في التقارب السعودي-الإيراني العتيد. يبدو حزب الله والرئيس نبيه برّي على الأقل حتّى الآن، متمسكّين بالمرشح غير المُعلن سليمان فرنجيّة، وثمة مؤشرات بأنّ طبخة تُطهى على نارٍ هادئة في عين التينة ويقترب منها رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط، ولو حصل برّي على ضوء أخضر أو حتّى أصفر سعودي، سيمضي في عقد جلسةٍ قبل نهاية حزيران/يونيو المقبل لانتخاب الرئيس. تنشط قطر في الوقت الراهن على أكثر من خطّ بين مؤتمر باريس وطهران ولُبنان، قد تصلُ الأمور إلى صفقة، لا تتعلق بلُبنان فحسب بل أيضًا بتسويةٍ لحرب اليمن، هذا ما يُقلقُ فعليًّا أطرافًا لُبنانيّة تشعُر بأن الصفقة قد تمرّ في غفلةٍ عنها. وهذا ما يُفسّر قسمًا كبيرًا من التشدّد حيال الجلسة التشريعيّة.

هل تقبل إسرائيل؟

لكن بعيدًا عن الحسابات اللُبنانيّة الداخلية التي ليس لها علاقةٌ فعليّة بتحوّلات العالم، يبقى السؤال الأكبر والأهم والأخطر، هل ستقبل إسرائيل والأطلسي بأن تكونَ إيران متحكّمة بجزءٍ من أمنِ الطاقة العالميّ مع مخزونِها من الأسلحة واحتمال انتاج قنبلة نووية، وهل سيقبل الطرفان أيضًا أن يكون حزب الله متحكّما بأمن الطاقة والحدود في الجزء اللبناني من البحر المتوسط مع كل السلاح الذي يملكه؟  الجواب، يفترض ثلاثة احتمالات: أما الحرب الضروس، أو التطبيع، أو المزيد من الاهتراء والحصار والعقوبات وخضّات أمنية داخليّة في ظلال ارتسامِ محاور اقليميّة ودوليّة جديدة.... لا يوجد غير هذه الاحتمالات. لعلّ الهزّة الاجتماعية والسياسيّة التي تضرب إيران داخليًّا منذ أشهر، ما زالت تُرجّح الاحتمال الثالث بانتظار صفقة على الأقل مع السعوديّة، لو حصلت ستكون السبيلَ الافضل لمساعدة لُبنان على انتخاب رئيس. أمّا إسرائيل فهي ستستمرّ على الأرجح في استهدافها لإيران داخليًّا وعلى الأراضي السورية بعد أن تهدأ الحملةُ الانسانيّة التي فرضتها الزلازل والهزّات. فهي أيضًا، تمامًا كحزب الله وإيران، تُفكر استراتيجيًّا، ويزداد تفكيرُها خطرًا مع هكذا نوع من الحكومات التي لا يلجمها حاليًّا سوى أمن الطاقة العالميّ.

*نقلاً عن موقع "لعبة الأمم"

 

"الخارجية" من الداخل: مخالفات ومحسوبيات وتنفيعات.... تخلّف عن دفع مستحقات أمميّة واستخدام عناوين إلكترونية شخصية وما بينهما

كارين عبد النور/نداء الوطن/13 شباط/2023

لسنا هنا بصدد تذكّر استخدام وزيرة الخارجية الأميركية السابقة، هيلاري كلينتون، لبريدها الإلكتروني الخاص في مراسلات رسمية. وهو ما قضى، بحسب كثيرين، على فرصها الرئاسية في 2016. ولا نحن أمام مشهد استقالة وزيرة الداخلية البريطانية، سويلا بريفرمان، في تشرين الأول الماضي لإرسالها مستنداً رسمياً من بريدها الإلكتروني الشخصي. لا بل نتكلّم عن تعميم جديد مصدره وزارة الخارجية اللبنانية: حصر إرسال البرقيات السياسية ذات المحتوى الحساس على عنوانين لبريدين إلكترونيين شخصيين. ومن هنا ننطلق في جولة جديدة خلف كواليس الوزارة.

عطفاً على التعميم الصادر في 2021/09/15، صدر آخر بالرقم 16/أ.ع في 2023/01/27 ليحصر إرسال البرقيات بعنوانين شخصيين: الأول، يعود إلى الوزير عبدالله بو حبيب (arbouhabib@gmail.com)، والثاني للأمين العام للوزارة، السفير هاني شميطلي (hanich@hotmail.com). أما البرقيات السياسية الأخرى ذات الطابع العادي، فتُرسَل إلى الوزارة عبر الرموز، أسوة بتلك العائدة لسائر المواضيع المتنوعة الأخرى. تعميم أقلّ ما يقال فيه، برأي مصادر مطّلعة، إنه «كتلة مغالطات». فماذا وراءه؟

أبعد من التعميم

التعميم يحمل الترقيم «أ.ع» (أمين عام) وتوقيع الوزير، ما يعني أن الأول أعدّ والثاني وقّع. وهذا يخالف الإجراءات الاعتيادية. كذلك، وخلافاً للقانون وضرورات السرية المعتمدة في الوزارة، يُمنع اعتماد عناوين إلكترونية شخصية، وهذا ما أكّد عليه الأمين العام نفسه في تعميم سابق. فهل من تفسير؟ من جهّتها، تتساءل المصادر عن مصير هذه البرقيات السرية وغير السرية في حال تنحّى الأمين العام عن منصبه لسبب أو لآخر. فهل يسلّمها للوزارة أم يحتفظ بها في بريده الخاص؟ وكذا الحال بالنسبة للوزير. ثم ما الفائدة من بريد الوزارة الرسمي الذي كلّف ما كلّف، والعناوين التابعة لكل دبلوماسي وفقاً لعملية الربط، إن كان سيتم استخدام العناوين الشخصية؟

وتكثر الوشوشات. البعض يرى في التعميم محاولة من الوزير والأمين العام لإخفاء معلومات سرية عن المرجعيات العليا أو استخدام المعلومات باستنسابية أو بشكل مخالف للقانون. في حين يعتبرها البعض الآخر وسيلة لحصر مواضيع البيع والشراء في البرقيات ومحتواها تبعاً لما يرياه مناسباً. إذ، بدلاً من أن تتلقى المرجعيات البرقيات بشكل منهجي، يصبح الحصول عليها مرتبطاً بـ»تسجيل نقاط» من الوزير وأمينه العام. وهكذا لا يعود مستغرباً أن يثير التعميم امتعاض عدد غير قليل من السفراء في الخارج.

فوضى طائفية

مسلسل المخالفات والقرارات الجدلية في الوزارة متواصل. ولا ضير من التذكير السريع بالإجحاف الحاصل بحق دبلوماسيي الإدارة مقارنة مع دبلوماسيي الخارج. كما بالتعيينات العشوائية والتنفيعات لأهداف سياسية واسترضاء لبعض الجهات. ناهيك بتفرّد أصحاب الشأن في الوزارة باتّخاذ القرارات. ونكمل.

مصدر متابع يشير إلى تحوّل الأمين العام إلى أمين على طائفة دون سواها. فهو يقوم بتحضير مهمات لدبلوماسيين من تلك الطائفة مطعّمة بدبلوماسيين آخرين لـ»تضييع الشنكاش». ويتساءل: «هل كانت زيارة الوزير والأمين العام إلى إحدى المرجعيات السياسية الأسبوع الماضي بهدف تسويق مشروع تشكيلات سفراء من لون طائفي معيّن للحصول على غطاء «طائفي» من تلك المرجعية؟». وهذا مثال عن حالة مشابهة. فمن المتوقّع أن يحلّ أحد السفراء السنّة مكان السفير الماروني في البحرين. لكن المنطق يفرض استبدال سفير سنّي في بعثة أخرى بآخر ماروني. فهل سيحصل ذلك أم أن الغاية هي استرضاء الأمين العام لأبناء طائفته تأميناً على بقائه في منصبه؟ على الضفة الأخرى، تمّ إرسال السفير الماروني، غادي خوري، إلى أثينا. مع العلم أن القائم بالأعمال هناك ما زال موجوداً في غياب أي أعمال تُذكر، ما يتناقض مع مزاعم الوزارة بأن السفير في أثينا يجب أن يكون أرثوذكسياً. بالمقابل، ورغم انتهاء مهمة السفير السنّي في ملبورن، زياد عيتاني، منذ أربع سنوات، إلّا أنه ما زال موجوداً في الخارج ويتقاضى راتبه بحجة عدم توافر سفير سني آخر ليحلّ مكانه. فلِمَ لم يُستبدَل بسفير من طائفة أخرى على غرار ما حصل في أثينا؟

أي ثقافة تسود؟

«المجموعة المتحكّمة بوزارة الخارجية نشرت ثقافة الفساد. هي قسّمت السلك إلى محظيّين وغير محظيّين. وقضت على بذور التغيير مقزّمة دور الدبلوماسيين. علّمت هؤلاء الخضوع أمام السياسيين. وجعلت من الاستعطاف والتزلّف والمنافسة غير السويّة طريقاً لتحقيق الهدف». هذا نزر يسير مما يسمعه السائل مِن إجابات تصدر عمّن يدورون في فلك الوزارة. لكن هناك ما هو أدهى. فالحديث يتعاظم عن عملية تحايل واسعة تجري داخل الوزارة لإضفاء الطابع القانوني على عدة مهمات اضطلع بها مدير مكتب الوزير في الخارج. والهدف ليس أكثر من تقاضي بدلات عن تلك المهمات بالدولار الأميركي، في حين أن زملاء آخرين في الإدارة، والمحرومين من نعمة المهمات أصلاً، ما زالوا يتقاضون رواتبهم بالليرة. مصادر أخرى تتحدّث بدورها عن صفقة تُحضَّر بين مرجع سياسي ومسؤول رفيع، بحيث يقوم وزراء مقرّبون من المرجع بحضور جلسات الحكومة لقاء تمرير مشروع تشكيلات يكون للأول فيها حصة الأسد. والعين على سفارة لبنان في واشنطن. هذا وقامت الوزارة بإرسال دبلوماسي من أقرباء مسؤول العلاقات الدولية في أحد التيارات السياسية إلى روما في مهمة مفتوحة كدبلوماسي ثالث في السفارة، رغم غياب الاعتمادات كما يُشاع. هذا ولم نأتِ بعد على طريقة تعيين سفيرة في بعثة لبنان في نيويورك، بعد بلوغ سلفها سن التقاعد، ذي «انتماء سياسي واضح وشخصية جدلية»، بحسب المتابعين.

لقاءات متوتّرة

من ناحيته، لا تزال ممارسات الوزير بو حبيب تثير حفيظة المراقبين. فـ»التوتّر الملحوظ» الذي طغى على اجتماعاته الأخيرة مع سفراء دول الخارج كان ظاهراً للعيان. وتلفت المعلومات إلى إحدى تلك الواقعات. فخلال لقائه مؤخّراً مع سفراء الدول الاسكندينافية وسويسرا، بحضور الأمين العام ومدير الشؤون السياسية في الوزارة، تطرّق إلى إيقاف الدعم المالي عن اللاجئين السوريين معرباً عن عدم احتياج لبنان لتلك الأموال (مع علم المعنيين الذي يقارب اليقين بأن اللاجئين باقون حالياً بدعم أو بدونه). فما كان من سفيرة إحدى تلك الدول إلّا أن سألت إن كان عليها مخاطبة حكومتها لوقف إرسال الدعم المالي ليأتيها الردّ انفعالياً من الوزير بعدم مقاطعة كلامه. وفي اجتماع آخر، استدعى بو حبيب سفير ألمانيا أندرياس كيندل مشترطاً حضور ثاني البعثة (القائم بالأعمال). السفير سمع من الوزير كلاماً حاد اللهجة مفاده عدم مسؤولية لبنان عن سلامته في حال تعرّضه للخطر في مكان عام. وهو ما نتج عنه استدعاء سفير لبنان في برلين، مصطفى أديب، من قِبَل الخارجية الألمانية. ووصل الأمر إلى محاولة مسؤول لبناني رفيع التدخّل للتهدئة مع السفير الألماني.

... وجوازات دبلوماسية

وإلى «توزيع» الجوازات الدبلوماسية في الخارجية. فقد أشارت مصادر إلى منح خطيب إحدى الدبلوماسيات جوازاً دبلوماسياً في وقت لا يُمنح هذا المستند إلّا للزوج بحسب القانون. أما عن كيفية حصول ذلك، فتقول المصادر: «من خلال شهادة زواج ديني غير منفّذ في سجلات النفوس، وليس وثيقة زواج قانونية صادرة عن دوائر النفوس». ثم هناك الموافقة على إصدار جوازات سفر دبلوماسية بطلب من رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، القاضي كلود كرم، لأفراد الهيئة ورئيسها حيث «سيمثّلون الدولة اللبنانية رسمياً في جميع المؤتمرات والاجتماعات الدولية ذات الصلة بموضوع مكافحة الفساد». وهذا يطرح بدوره العديد من التساؤلات لأن ما يُمنح هنا هو جواز خدمة محدّد زمنياً وليس جوازاً دبلوماسياً. فبموجب أي سند قانوني يُمنح لقب «سفير لبنان» لأي شخص كان، وهل يجوز عدم تحديد الدولة أو البعثة التي سيقوم بتمثيل بلده فيها؟ والأكثر غرابة، بحسب المصادر نفسها، هو أن الجواز الدبلوماسي يُمنح بقانون وليس بطلبٍ من قاضٍ وهو ما أكّد عليه المرسوم رقم 4780 الصادر عام 1960. فهل من إجابات مقنعة أو تبقى الارتجالية سيّدة الموقف؟

أسفار وترتيبات

ونعود إلى استمرار رحلات الـ»بيزنس» في «عصر التقشّف». المصادر تدلّل على الجولات الأميركية تحت مسمّى «جولات عملية» والتي نشطت في الآونة الأخيرة من قِبَل الوزير. وثمة من يقول إن دعوته كبار موظّفي الكونغرس إلى السفارة اللبنانية في واشنطن لتتكبّد الخزينة اللبنانية كافة النفقات كانت في إطار طموحات رئاسية ما. وما توزيع الأوسمة الذي شهدته السفارة هناك بحضور الوزير على أفراد داعمين لهذا التوجّه سوى خير دليل على ذلك. الأمين العام، بدوره ومن خلال خطوة غير مفهومة، قرّر التقدّم بإخبار بحقّ مستشار أمام المدعي العام المالي لإرغامه على إعادة المال المقبوض بدل إجازات لم يستفد منها في الخارج. فماذا في التفاصيل؟ «كان النظام ينصّ على إعطاء الدبلوماسيين مستحقاتهم بالدولار بعد عودتهم من الخارج. وبعد أن حصل الأمين العام على مستحقاته، خرج باجتهاد حجب من خلاله الراتب بالدولار عن الدبلوماسيين الذين أتوا بعده بحجة التوفير على خزينة الدولة. لكن المستشار المحال إلى النيابة العامة المالية تمكّن من تقاضي راتبه بالدولار كونه لم يوقّع على الالتحاق على عكس الدبلوماسيين الآخرين. وهذا ما أغضب الأمين العام الذي بدا عاجزاً عن القيام بردّ فعل في حينه»، كما يجيب مصدر مطّلع. أخيراً وليس آخراً، نعرّج على الترتيبات التي يقوم بها الأمين العام لنقل أحد الدبلوماسيين إلى مكتبه رغم أن مكتبه ليس «أمانة عامة». وهذا ما شدّدت عليه هيئة التشريع والاستشارات في وزارة العدل التي لا تعترف بوجود كيان مستقل في الخارجية يُسمّى بـ»الأمانة العامة». وبذلك يتخطى الأمين العام رأي الهيئة، مع التذكير بأن هذا الموضوع كان سبباً رئيسياً في الخلاف الذي نشب سابقاً بينه وبين وزيرة الدفاع السابقة، زينة عكر.

القائمة بأعمال البعثة اللبنانية لدى الأمم المتحدة تقوم بنشر صور لها على وسائل التواصل الاجتماعي. وهو أمر عادي في الأحوال الطبيعية. لكن أن يتزامن ذلك مع حرمان لبنان من حق التصويت في الأمم المتحدة لتخلّفه عن دفع مستحقات بقيمة 1.835 مليون دولار- دون تحديد المسؤوليات أو اتخاذ إجراءات بحق المقصّرين- فشأن آخر. وأمام تهالك كهذا، تصبح مسائل من قبيل إعداد مشروع تشكيلات وإعادة من انتهت مهامهم الخارجية عصراً للنفقات- كما ينادي من يشعرون بالغبن- «ثانوية»، على أهميّتها. وفي هذا، للأسف، ما يشي بالكثير عن واقع الوزارة، خصوصاً، والديبلوماسية اللبنانية، عموماً.

 

الذكرى الـ18 للحرب اللبنانية بنسختها المحدّثة 2005

سام منسى/الشرق الأوسط/13 شباط/2023

يصادف يوم الثلاثاء، 14 فبراير (شباط)، الذكرى الـ18 لاندلاع الحرب اللبنانية بنسختها الثانية، إثر اغتيال رئيس الحكومة رفيق الحريري سنة 2005. وذلك باعتبار أن الحرب الأولى انتهت سنة 1990، بعد دخول الجيش السوري إلى قصر بعبدا ووزارة الدفاع، وهرب العماد ميشال عون، رئيس الحكومة يومها، إلى السفارة الفرنسية. لن ندخل بسجال ما إذا كانت الحرب الأولى 1975 – 1990 هي حرب أهلية أم حرب الآخرين على أرض لبنان، كما وصّفها البعض. السجال الفعلي يدور بشأن انتهائها فعلياً سنة 1990 أم أنها استمرت كامنة حتى زلزال تفجير موكب الحريري لتأخذ شكلاً ومنحى مختلفين عن سابقتها، وتصبح نسخة محدّثة على وقع المتغيرات اللبنانية والإقليمية والدولية. نبدأ بتداعيات الغزو الأميركي للعراق عام 2003 من «انفلاش» الجماعات الإسلامية المتطرفة وشبه تسليم البلاد لإيران، مروراً بالربيع العربي ومحطته الأخيرة المتمثلة بالثورة ضد نظام بشار الأسد في سوريا عام 2011 وما نتج عنها من دخول روسي متجدد إلى المنطقة، وصولاً إلى النزاع الإيراني - الخليجي، إثر توغل مشروع ولاية الفقيه المذهبي التوسعي في دول المشرق، ونقطة ارتكازه لبنان، وليس التخلص من قامة سنية لبنانية وعربية مثل رفيق الحريري إلا إشارة لبلورة الأهداف النهائية لهذا المشروع. وتكلل كل ذلك بتراجع أميركي من المنطقة، وخواء وضعف أوروبي، وتخلخل العلاقات الأميركية مع حلفائها العرب، وتغيّر جذري في مسار النزاع العربي الإسرائيلي مع اتفاقيات أبراهام والتطبيع. الحرب بنسختها الجديدة لا تزال مستعرّة دون أفق لحل أو تسويات ممكنة. وقد يسأل البعض بأي حق تُعتبر هذه المرحلة استمراراً للحرب اللبنانية التي اندلعت سنة 1975؟ السؤال مشروع كون حرب 1975 شهدت معارك عسكرية وخطوط تماس وعمليات خطف واحتجاز رهائن أجانب وتصفيات بالجملة وتفجير سيارات مفخخة واغتيالات كثيرة طالت رئيسين للجمهورية ورئيساً للحكومة وسياسيين ورجال دين، على رأسهم مفتي الجمهورية، واجتياحين إسرائيليين في 1978 و1982، بلغ الثاني العاصمة بيروت، ومبادرات عربية ودولية، وتدخلاً عسكرياً عربياً ودولياً، انتهى بتسوية الطائف ودخول قوات الردع العربية، التي اختصرت لاحقاً بالجيش السوري.

النسخة الجديدة من الحرب اللبنانية أكثر تعقيداً وصعوبة من الأولى نتيجة لعوامل داخلية كثيرة، وخارجية، نتركها لمساحة أخرى. أول هذه العوامل هو حضور المنظمات الفلسطينية المسلحة حتى سنة 1982، ونظام الأسد بجيشه ومخابراته لأكثر من 29 سنة (1976 - 2005). اليوم الوضع مختلف تماماً. فالسطوة الإيرانية لا تحتاج إلى براهين، لكن تصعب مقاربتها ومعالجتها لتخفّيها بثياب لبنانية صرفة. إبان الوجودين الفلسطيني والسوري، كانت المطالبة بخروج الأجنبي سهلة ومشروعة وطبيعية، وحظيت أخيراً بدعم دولي مباشر، ولا سيما أميركي - فرنسي، أدى إلى خروج الجيش السوري من لبنان وانتقال دوره إلى الحليف الإيراني مباشرة. المطالبة بخروج اللاعب الأجنبي غدا أمراً صعباً. ولعل أقرب حدث يؤكد هذا الواقع هو اجتماع باريس الأسبوع الفائت، الذي لم يتوصل إلى بيان يجمع عليه المشاركون الخمسة، فأحالوا الأمر إلى اللبنانيين، بدعوتهم لانتخاب رئيس، والمباشرة بالإصلاحات، دون أي إشارة إلى «حزب الله»، ولا يستطيعون إنكار أنه مكون لبناني على الرغم من تبعيته الكلية لإيران. العامل الثاني هو الطابع السياسي أكثر منه الطائفي للحرب الدائرة حالياً. فعلى الرغم من سيطرة «حزب الله» الذي يملك قدرات عسكرية ومالية واستخبارية مكّنته من نفوذ منفرد لقوة سياسية طائفية، غير مسبوق في تاريخ لبنان الحديث، فقد عرف أهمية إعطاء الطوائف الأخرى نوعاً من الأمن والأمان، وترك بيروت مساحة متعددة تتمتع بالحد الأدنى من بريقها السابق، علماً بأنها تعرضت لتغييرات ثقافية واجتماعية عميقة نتيجة الدور الإيراني وتأثيره في البيئة الشيعية عبر الحزب، وما استتبع ذلك من تأثيرات طالت كل أطياف المجتمع اللبناني. دغدغ الحزب شريحة من المسيحيين بمشروع متوهم، هو حلف الأقليات، بحجة حمايتهم والحفاظ على حقوقهم.

العامل الثالث هو تعطل وشلل مؤسسات الدولة الدستورية بشكل غير مسبوق، وصل حداً بات يصح معه وصف البلاد بالدولة الفاشلة. إبان حرب 1975، بقيت مؤسسات الدولة تعمل بقدر ما كانت الأحوال الأمنية تسمح، ولم تعطل المناكفات السياسية، على حدتها، انتخابات الرئاسة، ولا تشكيل الحكومات، وبقيت للقضاء هيبته وللبعثات الأجنبية في العالم مكانتها.

العامل الرابع هو حصرية السلاح غير الشرعي بيد ميليشيا واحدة، ما همّش أدوار الأطراف الأخرى أو على الأقل حدّ من فاعليتها، وبات حاملوه أقوى من معظم جيوش المنطقة النظامية، وأرخى التهديد الكامن دوماً، والمعلن أحياناً باستعماله في الداخل، بظلاله على موازين القوة الداخلية، ليجعل من حامليه القابضين على القرار السياسي. هذا العامل أيضاً هو من أسباب عدم تحول الصراع السياسي الحاد إلى نزاع عسكري أو قتال بين الميليشيات، على غرار حرب 1975، لكن إذا كانت حرب الميليشيات العسكرية توقفت، فقد استمرت الحرب المافياوية عبر الاغتيالات التي طالت الشخصيات المعارضة.

العامل الخامس يتمثل بما حملته السنوات الـ18 من تغيير في الاقتصاد والاجتماع وانتقال للثروة، إلى ما لحق بالطبقة الوسطى، التي بات معظمها يعاني تراجعاً على أكثر من صعيد، هدد دورها وتأثيرها السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي. بلغ هذا التغيير ذروته مع انهيار العملة الوطنية، وتهاوي القطاع المصرفي برمته، وضياع الودائع بين عامي 2019 و2003، إلى جانب تهافت القطاعات الصحية والتربوية والسياحية والخدماتية بنسب مختلفة، وإصابتها كلها في صميم أدوارها وميزاتها.

العامل السادس هو وجود أكثر من مليون نازح سوري، يصعب تصوّر عودتهم إلى سوريا في المنظور القريب، حتى المتوسط، لاعتبارات كثيرة، أبرزها مستوى العنف غير المسبوق، الذي وصل أحياناً إلى حدّ التطهير العرقي، والدمار الهائل الذي أصاب المدن والقرى والبنى التحتية. بالتوازي، يجدر عدم إغفال العامل الديمغرافي وهجرة اللبنانيين، ولا سيما الشباب والفئات المتعلمة من مهنيين وغيرهم وشرائح اجتماعية ميسورة من الطوائف كافة، مع أرجحية مسيحية. أهدر اللبنانيون فرصة إنهاء حرب 1975 عندما استبدلوا الوجود الفلسطيني المسلح بجيش النظام السوري الذي تحكّم بلبنان بشكل مطلق حتى العام 2005. وأهدروا أيضاً فرصة إنهائها بتطبيق الطائف، عندما رفض العماد عون تسليم الحكم إلى الرئيس المنتخب رينيه معوض، وشنّ حروبه الهوجاء. ومع الاهتمام الأميركي - الفرنسي غير المسبوق من جهة، وخروج الجيش السوري من جهة ثانية عام 2005، أهدروا للمرة الثالثة فرصة تاريخية لإنهاء الأزمة اللبنانية، كانت كفيلة بتحجيم «حزب الله» عبر تطبيق القرار 1559، فكانت خطيئة الحلف الرباعي، وسوء تقدير الأطراف اللبنانية كافة، لقوة «حزب الله» والمراهنة على لبنانيته، فانقلب على الجميع مستنسخاً دور النظام السوري، فاستمرت الحرب، ولم تنتهِ. في المحصلة، حرب 2005 المفتوحة حملت معظم مساوئ حرب 1975، وأضافت للعنف السياسي والعسكري عنفاً من نوع آخر، هو العنف الاقتصادي والاجتماعي والمالي والتربوي والصحي. ما شهدته المرحلة الأولى من الحرب تكرر معظمه في المرحلة الثانية، إنما بأساليب مختلفة، هدفت بشكل أساسي إلى القتل المتعمد لمقومات الدولة والكيان. ومع كل المستجدات الداخلية والإقليمية والدولية، تبقى التسويات المحلية والدولية الصالحة لزمن غابر غير صالحة لهذا الزمن، ولن تؤثر على جوهر الأزمة اللبنانية.

 

واشنطن تخون الشعب السوريّ…. مرّة أخرى!

نديم قطيش/أساس ميديا/الإثنين 13 شباط 2023

لم يكن ليخطر في بال بشّار الأسد أنّه في سعيه إلى تحقيق مكاسب سياسية عبر استغلال الزلزال الكارثيّ الذي ضرب سوريا (وتركيا) سيأتيه الدعم والسند من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن. فقرار وزارة الخزانة الأميركية بتعليق بعض العقوبات المفروضة على سوريا لمدّة 180 يوماً، بغية السماح بتسهيل جهود الإغاثة "التي كانت ستُقيّد بموجب لوائح العقوبات"، أضفى مصداقية كبيرة على بروباغندا نظام الأسد بأنّ العقوبات تعرقل جهود المساعدة. لقد نجحت حملة التضليل التي شنّتها حكومة الأسد في خداع الكثيرين في العالم للاعتقاد بأنّ رفع العقوبات عن البلاد هو شرط مسبق لتوصيل المساعدات إلى المتضرّرين من الزلزال، خلافاً لحقيقة أنّه لا علاقة بين الاثنين، على ما يدلّ استمرار وصول المساعدات إلى المحتاجين إليها منذ سنوات وفي ظلّ العقوبات نفسها. ولئن شدّد بيان الخزانة الأميركية ذاته على أنّ "برامج العقوبات الأميركية تحتوي بالفعل على إعفاءات قويّة للجهود الإنسانية"، يجوز السؤال عن سبب قرار إدارة بايدن تخفيف العقوبات ومنح الأسد نجاحاً دبلوماسياً وسياسياً قيّماً.

صفقة بين الغرب والأسد

كرم شعّار، وهو خبير اقتصادي سياسي، ومستشار موثوق متخصّص في الملفّ السوري، شرح بالتفصيل عبر حسابه على منصّة تويتر ما يبدو أنّه صفقة تمّ إبرامها بين الدول الغربية المانحة ونظام الأسد لإيصال المساعدات إلى المتضرّرين من الزلزال الأخير:

انتظرت حكومة الأسد خمسة أيّام بعد الزلزال المدمّر للموافقة على إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق الخارجة عن سيطرتها في شمال البلاد

مقابل تجميد وزارة الخزانة لبعض العقوبات على سوريا لمدّة 180 يوماً، يقول الشعّار إنّ نظام الأسد وافق على توفير سعر صرف عادل للأموال المحوَّلة إلى الأمم المتحدة والجهات الإنسانية الأخرى والمخصّصة لجهود الاستجابة للزلزال، وإعلان بعض المحافظات "مناطق منكوبة"، وهو ما يمنح الجهات الفاعلة الإنسانية مزيداً من الاستقلالية في إدارة المساعدات، وأخيراً الاتفاق على تقديم مساعدات عبر المعابر إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في شمال غرب سوريا.

إن ثبتت صحّة ذلك، تكون إدارة بايدن قد اختارت تسوية تافهة مع الأسد، على حساب أرواح لا تُحصى من السوريّين، وفوّتت فرصة إظهار شجاعة سياسية تتناسب مع حجم مسؤوليّتها في الأزمة السورية التي بدأت منذ 2011.

تفاهة التسوية

انتظرت حكومة الأسد خمسة أيّام بعد الزلزال المدمّر للموافقة على إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق الخارجة عن سيطرتها في شمال البلاد. أُعلن يوم الجمعة عن "الاتّفاق" المذكور، بعدما مات مَن مات تحت الأنقاض، فيما لم يتّضح إلى الآن إن كانت طبيعة المعونات المقدّمة تتناسب مع حجم الكارثة.

يكفي للتيقّن من تفاهة التسوية التي عقدتها واشنطن مع الأسد تحت الطاولة، النظر إلى أنّ الاتفاقات السابقة مع الأمم المتحدة لإيصال المساعدات إلى المقيمين في المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة في شمال سوريا، لم تمنع توقّف تدفّق المساعدات المفترضة طوال الأسابيع الثلاثة الماضية، وسط مناشدات صارخة من الجمعيّات المعنيّة على الأرض.

يحتاج المرء إلى الكثير من حسن النوايا والسذاجة ليثق بأيّ وعود يقدّمها طاغية بقسوة بشار الأسد لا يرى في مآسي السوريين الكثيرة، خاصة في شمال غرب سوريا، إلّا فرصة لتعزيز أهدافه السياسية الخاصة، ولا يتردّد في استخدام المساعدات الدولية سلاحاً في مواجهة خصومه في الداخل والخارج.

وجّه مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة، بسام الصباغ، رسالة واضحة، بهذا المعنى، في مؤتمر صحافي عقده في نيويورك في أعقاب الزلزال قال فيه: "نحن مستعدّون للعمل مع كلّ من يريد توفير الدعم لسوريا، من داخل سوريا. الوصول من داخل سوريا متوفّر. من يرغب في مساعدة سوريا يمكنه التنسيق مع الحكومة وسنكون مستعدّين للقيام بذلك".

الرسالة واضحة: تواصلوا معنا، أو غامروا بترك الناس يواجهون الموت.

المساعدات سلاحاً في ترسانة الأسد

حقيقة الأمر أنّه لأكثر من عقد من الآن، استخدم نظام الأسد أدواته للقمع والسيطرة بكفاءة قاتلة، بما في ذلك إساءة استخدام المساعدات الدولية. فعلى الرغم من الجهود الدؤوبة التي بذلتها وتبذلها الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى على امتداد الحرب السورية، ما يزال تسييس المساعدات يشكّل عائقاً هائلاً أمام إيصال المساعدات الحيوية إلى المحتاجين إليها، وهو ما يُديم حال البؤس التي يعيشها السوريون ويزيد من حدّة الأزمة الإنسانية الأليمة أصلاً في البلاد.

إنّ استغلال نظام الأسد للمساعدات ظاهرة واضحة وموثّقة ومستمرّة منذ اندلاع الصراع في عام 2011. ولطالما كان تخصيص المساعدات سلاحاً في ترسانة نظام الأسد للتلاعب والسيطرة. كانت الإمدادات تُنقل بانتظام إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، فيما تُركت أو صودرت أو سُرقت أو أُتلفت تلك الموجودة في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة ما أمكن. وفي أحيان كثيرة اضطرّت المنظّمات الإنسانية إلى التفاوض مع الحكومة للوصول إلى مناطق إيواء المحتاجين، وكثيراً ما اضطرّت إلى دفع رشى أو تقديم تنازلات للحصول على إذن بتوزيع المساعدات.

أمّا في المناطق الواقعة تحت الحصار، فكان الطعام يُستخدم عادة وسيلةَ ضغطٍ لإكراه الناس على الاستسلام أو لمعاقبة المعارضة كما حصل في مضايا وجوارها. بالإضافة إلى ذلك، وثّقت تقارير دولية توظيف نظام الأسد لآليّات المساعدات والتعاون في توزيعها من أجل جمع المعلومات الاستخبارية ومراقبة عمليات المنظّمات الإنسانية والناشطين على الأرض. ووثّقت تقارير دولية، منها تقرير الحملة السورية "جرائم الحرب في سوريا: دور الهلال الأحمر السوري"، حقيقة أكثر إثارة للقلق في عام 2016. بحث التقرير في دور الهلال الأحمر العربي السوري في توزيع المساعدات في سوريا أثناء النزاع، وكشف أنّ المنظّمة التي يُفترض فيها الحياد، تخضع للتلاعب من حكومة الأسد، وتُوظَّف لتعزيز أجندة النظام السياسية والعسكرية، من خلال تحويلها إلى جزء لا يتجزّأ من استراتيجية نظام الأسد للسيطرة على إيصال المساعدات في البلاد والتلاعب بها.

خير دليل على دقّة هذا الاستنتاج جاء خلال مؤتمر صحافي عقده في دمشق رئيس الهلال الأحمر العربي السوري خالد حبوباتي بعد الزلزال، دعا فيه الاتحاد الأوروبي إلى "رفع عقوباته عن سوريا" في ظلّ الدمار الهائل الذي أحدثه الزلزال. وقال حبوباتي إنّ العقوبات تفاقِم "الوضع الإنساني الصعب". وأضاف أنّه "لا يوجد وقود حتى لإرسال قوافل (مساعدات وإنقاذ)، وهذا بسبب الحصار والعقوبات"، وهو ترداد حرفيّ لدعاية النظام الكاذبة. فقانون قيصر، وهو مجموعة من العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على سوريا، ويهدف إلى إجبار نظام الأسد على وقف حربه ضدّ الشعب السوري، ينصّ بوضوح على ما يلي: "قانون قيصر والعقوبات الأميركية الأخرى على سوريا لا تستهدف المساعدة الإنسانية للسوريين أو تعرقل جهودنا لتحقيق الاستقرار في شمال شرق سوريا".

الحقيقة التي لا مفرّ منها أنّ مأساة الزلزال في سوريا تفاقمت بسبب السياسة الوحشيّة لنظام الأسد، الذي سعى إلى استخدام الكارثة أداةً للاستغلال السياسي. كان من الممكن إنقاذ آلاف الأرواح البريئة، جزئيّاً، عبر ردّ دولي أكثر حسماً وقيادة متنبّهة لتكتيكات الأسد وألاعيبه، وإدخال أدوات ومعدّات الحفر والتنقيب والإنقاذ إمّا من المنافذ بين تركيا وسوريا وإمّا عبر القواعد الأميركية المتمركزة في مناطق قريبة من المناطق المنكوبة. لم يكن الزلزال وحده هو الذي أودى بحياة هذه الأرواح، بل الحقد الذي لا ينتهي لنظام الأسد على السوريين، واللامبالاة المشينة للمجتمع الدولي، ولا سيّما إدارة بايدن.

لمتابعة الكاتب على تويتر: NadimKoteich@

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

الحريري زار دريان واطمأن إلى صحته

وطنية/13 شباط/2023

زار الرئيس سعد الحريري هذا المساء مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان واطمأن إلى صحته.

 

رئيس حزب الكتائب زار الحريري في بيت الوسط

وطنية/13 شباط/2023

 زار رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل، بيت الوسط، حيث التقى الرئيس سعد الحريري. وأفاد بيان للكتائب أنه "تم خلال اللقاء التداول في المستجدات".

 

ميقاتي زار ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري وقرأ الفاتحة عن روحه وعن أرواح رفاقه الشهداء

وطنية/13 شباط/2023

زار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري في وسط بيروت، بعد ظهر اليوم وقرأ الفاتحة عن روحه وعن أرواح رفاقه الشهداء.

 

الرئيس عون اتصل بالحريري مجددا تعزيته باستشهاد والده وتمنى عليه العودة إلى لبنان

وطنية/13 شباط/2023

أعلن المكتب الإعلامي للرئيس العماد ميشال عون، أن عون "أجرى مساء اليوم اتصالا بالرئيس سعد الحريري مجددا التعزية باستشهاد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه. وتمنى الرئيس عون على الحريري العودة إلى لبنان بعد طول غياب، لأن الوطن يحتاج اليوم إلى جميع أبنائه وطاقاته".

 

بري استقبل سفراء دول الاجتماع الخماسي في باريس واستقبل لقاء "الهوية والسيادة"...هيئة مكتب مجلس النواب تستكمل نقاشاتها الاثنين المقبل

وطنية/13 شباط/2023

استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة  سفراء الدول التي شاركت في الاجتماع الخماسي الذي عقد في العاصمة الفرنسية، وضم سفيرة الولايات المتحدة الاميركية دوروثي شيا، السفيرة الفرنسيةآن غريو، سفير جمهورية مصر العربية الدكتور ياسر علوي ، السفير القطري إبراهيم عبد العزيز السهلاوي ونائب سفير المملكة العربية السعودية في لبنان فارس العامودي.

وكان بري استقبل وفدا من لقاء "الهوية والسيادة" برئاسة الوزير السابق يوسف سلامة الذي سلم رئيس المجلس "رؤية اللقاء" حول لبنان بعنوان "رؤية جديدة للبنان الغد دولة مدنية لا مركزية حيادية" .

 هيئة مكتب المجلس

وبعد الظهر، ترأس بري إجتماعا لهيئة مكتب مجلس النواب حضره أمينا السر آلان عون وهادي ابو الحسن، والنواب: هاغوب بقرادونيان، عبد الكريم كبارة وميشال موسى والأمين العام لمجلس النواب عدنان ضاهر الذي تلا بيانا بعد الاجتماع جاء فيه : عقدت هيئة المكتب جلستها وقررت استكمال نقاشاتها في جلسة مقبلة نهار الاثنين المقبل الواقع في 20-2-2023 الساعة الثانية من بعد الظهر.

 

اقتراح قانون من نواب تكتل "الجمهورية القوية" بانشاء "مؤسسة مستقلة" لادارة أصول الدولة لاعادة تكوين الودائع وتعزيز المالية العامة

وطنية/13 شباط/2023

عقد النواب في تكتل "الجمهورية القوية" : غسان حاصباني، جورج عقيص ورازي الحاج، مؤتمرا صحافيا في مجلس النواب، أعلنوا فيه تقديم اقتراح قانون انشاء "مؤسسة مستقلة" لادارة أصول الدولة بهدف اعادة تكوين الودائع وتعزيز المالية العامة". ولفتوا الى انهم بتقديم هذا الاقتراح،"قاموا بخطوة اصلاحية فعلية تواكب مقاربة التعافي بدل ما يتم اقتراحه الآن من شطب لقيمة الودائع وتفاد لتوزيع المسؤولية عن الفجوة المالية بين الدولة، من ضمنها مصرف لبنان، والمصارف وصولا الى بعض الودائع المشبوهة".

نص الاقتراح

تلا النائب حاصباني نص الاقتراح. وللاطلاع عليه الضغط على المربع اعلاه.

 

"لقاء سيدة الجبل": اتفاق ترسيم الحدود البحرية زاد الاهتمام الدولي بحزب الله وعلى النواب المعارضين الوقوف صفا واحدا

وطنية /13 شباط/2023

عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الدوري إلكترونياً، بمشاركة: أنطوان قسيس، أحمد فتفت، إيلي قصيفي، إيلي كيرللس، إيلي الحاج، أمين محمد بشير، إدمون رباط، أنطوان اندراوس، أنطونيا الدويهي، إيصال صالح، بهجت سلامة، بسام خوري، بيار عقل، توفيق كسبار، جوزف كرم، جورج سلوان، جورج كلاس، حبيب خوري، حُسن عبود، خالد نصولي، خليل طوبيا، رالف غضبان، رالف جرمانوس، رودريك نوفل، سامي شمعون، سناء الجاك، سعد كيوان، سيرج بو غاريوس، طوني حبيب، طوني خواجا، طوبيا عطالله، عطالله وهبة، غسان مغبغب، فارس سعيد، فادي أنطوان كرم، فيروز جوديه، فتحي اليافي، لينا تنّير، ماجد كرم، مأمون ملك، ميّاد حيدر، منى فيّاض، نورما رزق، نيللي قنديل، ونبيل يزبك. ولفت اللقاء في بيان إثر الاجتماع، الى أنه تابع "باهتمام الإجتماع الخماسي حول لبنان والذي انعقد في باريس بمشاركة كلّ من الولايات المتحدة والسعودية وفرنسا ومصر وقطر". وقال: "إنّ أهمية هذا الإجتماع تكمن في مجرّد انعقاده إذ يشكّل إطاراً عربياً ودولياً ثابتاً للتعاطي مع الأزمة اللبنانية ويخلق حلقة ربط بين الخارج والداخل في ظلّ عجز الأفرقاء اللبنانيين عن المبادرة السياسية لانتخاب رئيس للجمهورية.

يتبيّن يوماً بعد يوم أنّ اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل زاد الاهتمام الدولي بحزب الله لكونه يملك مفتاح الاستقرار على الساحة اللبنانية والذي من دونه لا يمكن أن ينطلق مسار المسح والتنقيب عن النفط. إنّ هذه المقايضة بين الاستقرار والإستثمار وأمن إسرائيل والتي يتحكّم بها حزب الله، تقتضي يقظة لبنانية سياسية وشعبية استثنائية ولاسيما في ظلّ تداعي مؤسسات الدولة وهو ما يجعل الحزب أكثر قدرة على التحكّم بقراراتها السياسية والإقتصادية بما في ذلك العقود مع شركات التنقيب عن النفط. كما أنّ الحزب حوّل هذا الاتفاق إلى أداة ابتزاز للعرب والعالم، فإمّا أن يقبض الثمن السياسي لقبوله بالاتفاق بدءاً من انتخاب رئيس للجمهورية يواليه أو يعطّل الإنتخابات الرئاسية.

أضاف: "في المقابل، فإنّ النواب المعارضين وبالرغم من أهميّة موقفهم الرافض لعقد جلسات تشريعية في ظل الفراغ الرئاسي، إلّا أنّ خطابهم وحركتهم ما يزالان دون السقف الوطني المطلوب، ولاسيما لجهة عدم وقوفهم صفاً واحدة وعلى قاعدة وطنية ضدّ عملية الابتزاز التي يديرها حزب الله وحركة أمل والتيار العوني ومن ورائه ايران على حساب لبنان واللبنانيين. كما أنّ موقفهم المبدئي يفترض أن يلقى ترجمات عملية، فما هي خطوتهم التالية؟ وإذا كانوا غير قادرين على انتخاب رئيس، فهل يقبلون أن يجرّ الفراغ الرئاسي تعطيلاً في سائر المؤسسات الدستورية؟".

وعبّر اللقاء عن تضامنه "مع ضحايا الزلزال في سوريا وتركيا والذين يحتاجون إلى كلّ مساعدة إغاثية وانسانية من الشرق والغرب، لكن في الوقت نفسه فإنّ الاستعراض الاعلامي المرافق لحملات التضامن يفقدها معناها الإنساني ويجعل منها أداة للاستثمار السياسي فوق عذابات المنكوبين، كما أنّ زيارة الوفد الحكومي اللبناني لدمشق تندرج شكلاً ومضموناً في خانة التوظيف السياسي للكارثة".  واستذكر "الرئيس الشهيد رفيق الحريري في الذكرى 18 لاغتياله واليوم أكثر من أي وقت مضى، فلبنان الذي أعاد رفيق الحريري الاعتبار لمعناه كوطن للعيش المشترك وكوطنٍ يقوم بأدوار ايجابية في المنطقة، هو الآن يعيش على فالق الانقسامات الطائفية بما يهدد وحدته نفسها، كما يخسر أدواره الإيجابية واحداً تلوَ الآخر بعدما سخّره حزب الله للأدوار الإيرانية في المنطقة".  وذكّر "كل القوى السياديّة بأن إنجاز خروج الجيش السوري في العام 2005 لا يدوم إلاّ باستكمال رفع الإحتلال الإيراني عن لبنان".

 

بقرادوني: لن نسمح بوصول رئيس من ٨ آذار ومعوض لا يزال مرشحنا

وطنية/13 شباط/2023

اكد عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب جهاد بقرادوني في حديث الى "لبنان الحر" ضمن برنامج "الجمهورية القوية"، "إننا نريد رئيساً سيادياً ولديه رؤية إصلاحية ويواجه و"قبضاي"، ولديه الجرأة أن يقول "لا" بوجه أيّ ملف يعارض مصلحة لبنان"، مشدداً على أن "أي شخص يمثل خط الممانعة ليس سيادياً، ولن نسمح بوصول رئيس من فريقهم، ولن نؤمّن نصاب لرئيس من 8 آذار". ورأى بقرادوني أن "رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجيه هو رمز مشروع 8 آذار واستمرارية للست سنوات السابقة"، وأشار إلى أن "تكتل الجمهورية القوية، هو خط الدفاع الأول والأخير عن السيادة والخروج من هذه الازمة، ولن نُفرّط بالبلد بانتخاب "مين ما كان". وشدد على أنه "لا يمكن الوصول إلى رئيس الجمهورية المطلوب من دون تكاتف الجميع، والتشاور بين القوى السيادية"، وقال: "نحن على تنسيق تام مع النائب ميشال معوض، الذي لا يزال مرشحنا الثابت حتى الساعة". وعن اجتماع بكركي، قال بقرادوني: "لسنا ضد دعوة بكركي لأننا نريدها أن تكون ناجحة، لا فلكلورية وصوريّة، إضافة إلى وجوب طرح آلية عمليّة وجديّة للرئاسة، وإلاّ لا معنى لهذا الاجتماع سوى توريط بكركي بعدم اتفاق المسيحيين".

 

جعجع: أولوية "حزب الله" الإتيان برئيس يدين له بالولاء الكامل

وطنية/13 شباط/2023

اكد  رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع  في مقابلة عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أن "أولويات "حزب الله" ليست كأولويات المواطن اللبناني ولهذا السبب وصل الأخير إلى ما وصل إليه اليوم، فعلى صعيد الانتخابات الرئاسية من مصلحة المواطن اللبناني أن يجري هذا الإستحقاق البارحة قبل اليوم وأن يأتي رئيس اصلاحي، سيادي غير فاسد يبغي فعلا بناء الدولة، في حين ان أولوية "حزب الله" هو الإتيان برئيس يدين له بالولاء الكامل بغية مساعدته  في بناء المحور ككل، بدءا من الضاحية الجنوبية في بيروت وصولا إلى طهران ومن ثم إلى صنعاء، من هذا المنطلق يقوم "حزب الله" بتعطيل الإنتخابات الرئاسية".

وأوضح أنه "في حال أراد "حزب الله" الإنتقال من ترشيح رئيس تيار المرده إلى مرشح آخر فالامر سيان، باعتبار أن هذا "الآخر" يريده مشابها لفرنجية، لأن أولويته هي مصالح المحور التي تتطلب رئيسا للجمهورية يخدم هذه المصالح". وأشار إلى أنه "لا مانع لدى "حزب الله" من وصول رئيس يقوم بالإصلاحات في لبنان شرط أن يكون "رئيسا للمحور" بالدرجة الأولى قبل القيام  بأي محاولة إصلاحية، في حين أن هذين الأمرين متناقضين تماما فمن المستحيل أن يأتي رئيس يخدم مصالح المحور من جهة، ويقوم بالإصلاحات اللازمة من جهة أخرى".

ورأى"  اننا  أمام معادلة مغلقة ولا سيما أن هناك نحو 20 نائبا من المعارضة لا يريدون حتى اللحظة، اتخاذ أي موقف "كلٌ  لأسبابه"، والحل الوحيد يكمن في الإستمرار بالتواصل مع بقية أفرقاء المعارضة بهدف  التوصل إلى تفاهم على مرشح واحد".

وشدد جعجع على أن "الشعب اللبناني يعيش في هذه الأيام مأساة حقيقية، ونحن بأمس الحاجة لمركز قرار كي تبدأ خطة الإصلاح المطلوبة ومن ثم تتحقق العملية الإنقاذية، خصوصا بعد أن وصلنا إلى الشهر الثالث من الفراغ الرئاسي، عقب شهرين من المهلة الدستورية، في الوقت الذي كان من الأجدى أن ينتخب مجلس النواب رئيسا قبل انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون."

واضاف: "وفي هذا الإطار وعلى أثر كل ما نشهده  أود أن أذكر الجميع في أنه ما بين العامين 1975 و1976 انتخب الياس سركيس رئيسا للبنان قبل 6 أشهر من انتهاء ولاية الرئيس سليمان فرنجية الجد لأن مجلس النواب اعتبر آنذاك أن البلاد  تمر في ظروف استثنائية وبالتالي من الواجب  القيام بخطوات استثنائية، إلا أننا اليوم،وللاسف، لم نكتف فقط بعدم القيام بأي خطوة إستثنائية وإنما تأخرنا حتى اللحظة  5 أشهر عن القيام بالخطوة العادية". وقال: "لا تحاولوا الدفاع عن أنفسكم لأن أهم محام عنكم هو الوقائع ولا تحاولن الهجوم على خصمكم لأن أهم مهاجم له هو أيضا الوقائع.وفي الإطار قد عقد مجلس النواب 11 جلسة لإنتخاب رئيس في حضور الإعلام والجميع رأى من هم النواب الذين كانوا ينسحبون من الجلسة بعد الدورة الأولى من الإنتخاب بغية إفقاد النصاب وهؤلاء هم نواب "حزب الله" و"محور الممانعة" وهذا ليس من باب إبداء الرأي بل واقعة ملموسة."

وتابع: "يدعون القيام بهذه الخطوة ويبررون انسحابهم من الجلسات بعدم توافر التوافق على انتخاب رئيس في حين أن الدستور ينص على انتخاب رئيس للجمهورية وليس التوافق على رئيس للجمهورية، وبالتالي من الواجب علينا جميعا الذهاب لإنتخاب رئيس بما تيسر، وفي هذا السياق حبذا لو نحذو حذو مجلس النواب الأميركي حيث كان هناك انتخابات رئيس المجلس، بعد الإنتخابات النصفية لم يتمكنوا من إنجازها في الجلسة الأولى فعقدوا دورات متقاربة لأيام متتالية حتى تمكنوا في اليوم الرابع وفي دورة عُقدت عند الساعة الواحدة من بعد منتصف الليل من انتخاب رئيس للمجلس، صحيح أنهم تأخرواولكن لأربعة أيام فقط.من هنا،  ألم يكن بالحري أن يدعو الرئيس بري، في ظل الوضع المأساوي، الذي تعيشه البلاد إلى جلسة مفتوحة بدورات متتالية خلال اليوم نفسه ويوما بعد يوم حتى انتخاب رئيس جديد للجمهورية؟".

  وردا على سؤال حول المصلحة في تعطيل انتخابات الرئاسة أجاب جعجع: "من يطرحون هذا السؤال يقاربون المسألة تبعا لقناعاتهم وليس وفق قناعات وطريقة تفكير من يعطلون الإنتخابات، وفي هذا الاتجاه ، إذا  أردنا أن نفهم الخصم علينا الجلوس مكانه قليلا : هم لا ينهمكون اليوم بالتفكير بجوع الشعب اللبناني أو عدم إمكانية دخوله إلى المستشفى،فأولوية قادة"حزب الله" ليست كيفية مساعدة الشعب وتأمين حاجياته وإنما القضية "بمفهومهم الخاص" وليس بمفهوم الناس الذين يمثلون، هي الجمهورية الإسلامية بنسختها وطبعتها الإيرانية، هذه نقطة الثقل في العالم وهذا هو مصدر الحياة السياسية لا بل أكثر من ذلك الحياة الكونية بالنسبة لهم". وجدد جعجع التأكيد أن "حزب الله يريد رئيسا يدين له بالولاء من أجل مساعدته في بناء هذا المحور وليس الدولة ،من هنا يعطل الاستحقاق الرئاسي لأنه لم يتمكن من جمع الأصوات اللازمة لإيصال مرشحه فرنجية ،لذا يستمر بالضغط على الشعب اللبناني الى ان يقبل بمرشحه".

 أما في موضوع انفجار مرفأ بيروت، لفت رئيس القوات إلى" أنه حتى إشعار آخر يفضل استعمال تعبير إنفجار مرفأ بيروت وليس تفجير مرفأ بيروت، ولو انهم ،وللأسف، لم يسمحوا أن يكمل التحقيق مجراه ويصدر القرار الظني الذي كان من المفترض صدوره هذا الشهر وهو كناية عن 500 صفحة وفق ما جاء في جميع وسائل الإعلام في لبنان ، والذي سيضيء جوانب عديدة، إن لم نقل جميعها، من قضية هذا الإنفجار".

وتابع: "هناك كمية من نيترات الأمونيوم تم تخزينها في مرفأ بيروت، وهذا الأمر بحد ذاته مخالف للقانون وحتى لقوانين المرفأ إلا أنها بقيت مخزنة هناك على مدى 6 سنوات، وهي كمية كبيرة بدأت بـ2700 طن إلا أن هناك من يقول أن الكمية التي انفجرت هي عبارة عن 500 أو 700 أو 1000 أو 1200 طن ولهذه الناحية المعطيات غير جلية بعد".

واذ أوضح أنه لا يعرف صراحة ما ستؤول إليه نتائج التحقيقات في هذه القضية، لفت جعجع إلى أنه "منذ وقوع هذا  الإنفجار ،الى البدء في عرقلة التحقيق، لم أشعر في أي لحظة  بأن "حزب الله" مسؤول عن هذا الإنفجار أو له علاقة به،  لأنني كنت أعتبر أن المسألة هي مسألة نيترات دامونيوم و"حزب الله" لديه مواد أشد خطورة ومدمرة أكثر بكثير منها، لذا استبعدت بكل صراحة  أي علاقة للحزب في هذا الشأن بالرغم من كل النظريات التي اجتاحت السوق اللبناني في حينه، إلى أن بدأ يظهر تباعا وللملأ أن "حزب الله" يتدخل في التحقيقات وهمه الأساسي إيقافها، عندها بدأت بالشك، الذي انقلب يقينا في ما بعد،  بأنه هناك مسؤولية ما، تقع  على عاتق حزب الله، إذا لم نقل كل المسؤولية، في انفجار المرفأ وإلا ما الذي أجبره على التدخل بهذا الشكل الواضح والفاضح في تحقيقات مرفأ بيروت؟ فهل مَن يقدم على تعطيل أو عرقلة تحقيق يجري في قضية بحجم انفجار مرفأ بيروت من دون أي مردود؟ ولو لم يكن للحزب مسؤولية معينة في الإنفجار لما كان أرسل الى قصر العدل  مسؤول وحدة التنسيق والارتباط في"الحزب وفيق صفا  ليوجه تهديدا مباشرا لقاضي التحقيق طارق البيطار، بالإضافة إلى محاولاته المتكررة والمستمرة الهادفة إلى عزل الأخير بعد أن نجح في تهديد وإخافة القاضي الذي سبق بيطار؟ لذا وبناء على كل ما تقدم ينطبق على "حزب الله" في قضية انفجار المرفأ المثل العربي القائل "كاد المريب أن يقول خذوني". واردف: "بالنسبة لي  انتهى تحقيق المرفأ بناء على كل هذه المعطيات والأسباب التي ذكرناها، وهم مستمرون حتى يومنا هذا بتعطيل التحقيقات من خلال ممارسة الضغط على بعض المراجع القضائية المعينة   إلى جانب مراجع أخرى، إلا ان هذا ليس بيت القصيد باعتبار أن انفجار المرفأ هو أحد مظاهر المرض وعوارضه، شأنه شأن الأزمة الإقتصادية المعيشية التي لم يشهد  لبنان مثيلا لها ،سوى في أيام المجاعة الكبرى منذ مئة وعشرة أعوام، ناهيك عما نراه اليوم في انتخابات رئاسة الجمهورية".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 13- 14 شباط/2023

رابط الموقع                                                                       

http://eliasbejjaninews.com

لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

Click On The above Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 13 شباط/2023/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/115705/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1689/

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For February 13/2023

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/115707/lccc-lebanese-global-english-news-bulletin-for-february-13-2023-compiled-prepared-by-elias-bejjani/