المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 22 نيسان/لسنة 2023

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2023/arabic.april22.23.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

اضغط على الرابط في أعلى للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

 

Elias Bejjani/Click on the below link to subscribe to my youtube channel

الياس بجاني/اضغط على الرابط في أسفل للإشتراك في موقعي ع اليوتيوب

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

15 آذار/2023

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

يسوع يطرد من الهيكل الباعة والصيارفة ويقول لهم لا تَجْعَلُوا بَيْتَ أَبِي بَيْتًا لِلتِّجَارَة

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/سرطان حزب الله يتفشى في جسم نقابة المحامين

 

عناوين الأخبار اللبنانية

أسرار الصحف الصادرة صباح اليوم الجمعة 21 نيسان/ابريل

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة 21 نيسان 2023

التبرّؤ الفرنسي من ترشيح فرنجية يريح "المسيحيين" ولا يطمئنهم

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

من طلب من فرنجية أن يتحرك؟

رئاسة لبنان: انزعاج سعودي من الأسلوب الفرنسي

اتفاقٌ من بندٍ وحيد بين "التيّار" و"القوات"… فيكون لنا رئيسٌ

فرنسا ماكرون: لا "أمّ" ولا "حنون

لا تبدّل في المعطيات الرئاسية

الرياض على موقفها الرافض لفرنجية ولا لقاءات مع “الحزب”

تطوّر بارز: هذا ما تبلّغه سلامة من المدّعين الفرنسيّين

هذا ما ينتظره جنبلاط من "القوّات"

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

حكم بالسجن المؤبّد لمنفذ اعتداء على كنيس في باريس قبل 43 عاماً

مسؤول في الفاتيكان: الغرب يتحمل مسؤولية زعزعة استقرار الشرق الأوسط

الجيش الإيراني: مسيّراتنا الجديدة تصل لأهداف بعيدة

بلينكن يتعهد بعرقلة مشتريات طهران من السلاح

«البحرية» الأميركية تدحض «معلومات» إيرانية عن إبعاد غواصة في الخليج

الأسطول الخامس أطلق أول قارب مسير في مياه مضيق هرمز

إسرائيل ترسخ علاقاتها مع تركمانستان المحاذية لإيران

كندا تتعهد تقديم 9,8 مليار دولار لفولكسفاغن لبناء أول مصنع بطاريات للسيارات الكهربائية

بولندا ترفع جزئيا حظرها على واردات الحبوب الأوكرانية

بلينكن اتصل ب البرهان ودقلو وحضهما على التزام هدنة الفطر

بكين: طورنا مع موسكو نوعا جديدا من العلاقة ولا يحق لأي طرف التدخل

البيت الأبيض: لا قرار بشأن إجلاء البعثة الدبلوماسية من السودان

انحسار المعارك في الخرطوم أول أيام عيد الفطر

الجيش السوداني يعلن بدء "مرحلة التنظيف التدريجي لبؤر وجود الجماعات المتمردة"

محمد بن سلمان وبوتين يستعرضان المسائل المشتركة

حلفاء كييف يؤكدون على دعمها.. وموسكو تندد بانخراطهم بالحرب

وزير الدفاع الأوكراني قال إن اجتماع رامشتاين بدأ بمحادثات "مثمرة" حول المساعدات العسكرية، بين ممثلي كييف ونظرائهم الأميركيين

كييف تقر بتقدم روسيا بباخموت.. لكن "الوضع تحت السيطرة"

أمين عام حلف الناتو أعرب عن ثقته بقدرة أوكرانيا على تحقيق تقدم على الجبهة

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

بكين بعد بيغن... على حاجز المدفون/جان عزيز/أساس ميديا

السنّيّة السياسيّة بين الأدوار الثانويّة والكومبارس/سامر زريق/أساس ميديا

عن حياد لبنان و"تحييد" المقاومة/إيلي القصيفي/أساس ميديا

المعارضات " تبادر ...لائحة اسماء للموفد القطري ..لإسقاط ترشيح فرنجية/سيمون أبو فاضل/الكلمة اولاين

“عدّة” تسويق فرنجية تفضح “الممانعة”: الأسد يمنع عودة النازحين/راكيل عتيّق/نداء الوطن

الرياض تلاقي طهران ودمشق... ماذا عن «الحزب» وفرنجية؟/عماد مرمل/الجمهورية

السعودية أم الولايات المتحدة...14 آذار ضائعة!/مرلين وهبة/الجمهورية

هل يتلقّف باسيل وجعجع مبادرة فرنجيّة؟/طارق ترشيشي/الجمهورية

إختلال الحسابات بين فرنسا والسعودية/طوني عيسى/الجمهورية

التأجيل يُفاقم أزمات البلديات المنحلّة!/طوني كرم/نداء الوطن

الرئاسة خارج إملاءات الخارج/حبيب البستاني/اللواء

هل تفاؤل فرنجية في محلّه؟/عمار نعمة/اللواء

مبادرة جديدة لتوحيد المعارضة على مرشح رئاسي/يوسف دياب/الشرق الأوسط

المحكمة العسكريّة: التخصّص بمعاقبة السُّنّة/زياد عيتاني/أساس ميديا

مسيحيو لبنان وجناية فرنسا/مصطفى فحص/الشرق الأوسط

التفاهم مع إيران والتطبيع مع الأسد: أتخذل السعودية حلفاءها؟/منير الربيع/المدن

أزمة جديدة في عالم الجاسوسية/أمير طاهري/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

النائب أنطوان حبشي: لن نؤمن النصاب لجلسة انتخاب رئيس مدعوم من فريق الممانعة

الحاج ومكرزل في واشنطن للمشاركة في مؤتمر "القوات"

الرابطة المارونية أسفت لكلام واكيم بحق الراعي: بعيد كل البعد عن التعاطي الاخلاقي وعليه الاعتذار

المفتي قبلان: من يصر على القطيعة السياسية يدفع لبنان نحو حرب أهلية

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

يسوع يطرد من الهيكل الباعة والصيارفة ويقول لهم لا تَجْعَلُوا بَيْتَ أَبِي بَيْتًا لِلتِّجَارَة

إنجيل القدّيس يوحنّا02/من13حتى25/:”قَرُبَ فِصْحُ اليَهُود، فَصَعِدَ يَسُوعُ إِلى أُورَشَلِيم. ووَجَدَ في الهَيْكَلِ بَاعَةَ البَقَرِ والغَنَمِ والحَمَام، والصَّيَارِفَةَ جَالِسِين. فَجَدَلَ سَوطًا مِنْ حِبَال، وطَرَدَ الجَمِيعَ مِنَ الهَيْكَل، طَرَدَ الغَنَمَ والبَقَرَ، وبَعْثَرَ نُقُودَ الصَّيَارِفَة، وقَلَبَ طَاوِلاتِهِم. وقَالَ لِبَاعَةِ الحَمَام: «إِرْفَعُوا هذَا الحَمَامَ مِنْ هُنَا، ولا تَجْعَلُوا بَيْتَ أَبِي بَيْتًا لِلتِّجَارَة». فَتَذَكَّرَ تَلامِيذُهُ أَنَّهُ جَاءَ في الكِتَاب: «أَلْغيَرَةُ على بَيْتِكَ سَتَأْكُلُنِي!». أَجَابَ اليَهُودُ وقَالُوا لِيَسُوع: «أَيَّ آيَةٍ تُرِينَا وأَنْتَ تَفْعَلُ هذَا؟». أَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُم: «إِهْدِمُوا هذَا الهَيْكَل، وأَنَا أُقِيمُهُ في ثَلاثَةِ أَيَّام». فَقَالَ اليَهُود: «بُنِيَ هذَا الهَيْكَلُ في سِتٍّ وأَرْبَعِينَ سَنَة، وتُقِيمُهُ أَنْتَ في ثَلاثَةِ أَيَّام؟». أَمَّا هُوَ فَكَانَ يَتَكَلَّمُ عَلى هَيْكَلِ جَسَدِهِ. ولَمَّا قَامَ مِنْ بَينِ الأَمْوَات، تَذَكَّرَ تَلامِيذُهُ كَلامَهُ ذَاك، فَآمَنُوا بِٱلكِتَاب، وبِٱلكَلِمَةِ الَّتِي قَالَهَا يَسُوع. وبَيْنَمَا كَانَ يَسُوعُ في أُورَشَلِيم، في عِيدِ الفِصْح، آمَنَ بِٱسْمِهِ كَثِيرُون، لأَنَّهُم رَأَوا ٱلآيَاتِ الَّتِي كَانَ يَصْنَعُهَا. أَمَّا هُوَ فَمَا كَانَ يَأْمَنُ عَلى نَفْسِهِ مِنْهُم، لأَنَّهُ كَانَ يَعْرِفُهُم جَميعًا. ولا يُعْوِزُهُ شَاهِدٌ عَلى الإِنْسَان، لأَنَّهُ عَليمٌ بِمَا في الإِنْسَان.”

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/سرطان حزب الله يتفشى في جسم نقابة المحامين

سرطان حزب الله الإرهابي يتفشى في جسم نقابة المحاميين ويبعدها عن واجبها المقدس الذي هو الدفاع عن الحريات وليس قمعها.

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط   https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw    لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

أسرار الصحف الصادرة صباح اليوم الجمعة 21 نيسان/ابريل

وطنية/21 نيسان/2023

النهار

تأكد لمراقبين أن ثمة مافيا تحكم عمل مصلحة تسجيل السيارات والآليات النافعة اذ ان المطلق سراحهم لقاء كفالة مالية لم يتكلفوا اي قرش بل ثمة من تبره بسداد المبالغ المطلوبة عنهم لاطلاقهم بسند اقامة.

قال احد رجال الدين أن مرجعًا نيابيًا يعطل قيام المحافظة الجديدة التي اقرت لكسروان وجبيل، في حين أن التعامل مع قيام محافظات اخرى سابقًا تم في حينه بطريقة مختلفة وسجل على نواب المنطقة عدم متابعتهم الموضوع بالجهد الكافي.

نقل أن مواجهات كلامية شديدة اللهجة، تحصل بين البلديات، ونواب وسياسيين على خلفية التمديد للمجالس البلدية.

لا تزال دولة خليجية تتشدد في إجراءاتها لمنح تأشيرات للبنانيين، في سابقة هي الأكثرً حزمًا لهذه الدولة.

نداء الوطن

خلال اجتماع لجنة الزراعة النيابية التي عقدت الأربعاء لم يجد وزير الزراعة عباس الحاج حسن غير «الصرامي» لوصف شركات الأسمدة والأدوية الزراعية. لكن رئيس اللجنة عضو «أمل» أيضاً النائب أيوب حميد شطب «المداخلة الثمينة» من المحضر، ثم وشوش الوزير: «أحرجت فريقنا يا عباس».

يشير متابعون إلى أنّ مناخات التفاهم الاقليمي قد تتجه نحو البحث الجدي عن مرشح رئاسي متمرّس سياسياً ومستقل تماماً داخلياً وخارجياً.

يدور صراع صامت بين رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير داخليته بسام مولوي على خلفية الانتخابات البلدية. ميقاتي مؤيد للتمديد فيما مولوي متحمس لاجرائها لكونه يطمح ليكون رئيساً للحكومة انطلاقاً من انجازه الانتخابات النيابية ولاحقاً الانتخابات البلدية، وهذا ما يزعج ميقاتي.

اللواء

همس:

يعاني ابناء الجالية اللبنانية في دولة عربية من صعوبات في الحصول على إجازات عمل او تسهيلات سفر..

غمز:

يتحدث نواب على صلة بمرجع كبير عن استدراك تم التنبُّه إليه، مما يجعل موضوع الطعن بقانون التمديد للبلديات ليس أمراً ميسوراً..

لغز:

تدور تساؤلات لم تحظ بأجوبة مقنعة بعد حول الكلام الأخير الذي سمعه مرشح رئاسي من مرجعية روحية..

الأنباء:

*جهوزية عالية

جهوزية عالية تبشّر بالخير في قطاع واعد على أبواب الصيف.

*خلافات عميقة

خلافات عميقة في وجهات النظر لا تزال تؤخر استكمال خطوة سبق وبدأت حول لبنان.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة 21 نيسان 2023

وطنية/21 نيسان/2023

مقدمة "تلفزيون لبنان"

ما بعد عيد الفطر المبارك مرحلة جديدة ومركزة من الاتصالات التي تنشط بين كل العواصم العربية والدولية المهتمة بالوضع اللبناني وفي سياق عدد من المحطات المهمة في المنطقة حيث سيكون لبنان حاضرا فيها ولا سيما منها القمة المرتقبة في المملكة العربية السعودية بين الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس الايراني ابراهيم رئيسي والتي ستدشن عودة العلاقات إلى طبيعتها بين البلدين بعد اتفاق بكين ثم القمة العربية المقررة في السعودية في 19 ايار المقبل.

ولقد لوحظ ان الموقف الفرنسي المتعلق بالاستحقاق الانتخابي الرئاسي اللبناني لجهة إعلان الخارجية الفرنسية أن ليس لباريس مرشح لرئاسة الجمهورية اللبنانية تزامن هذا الموقف مع خبر إعلان الاتصال السعودي الايراني في شأن عقد القمة بين الملك سلمان والرئيس ابرهيم رئيسي قريبا في المملكة.

وإذا كانت دول اللقاء الخماسي: فرنسا الولايات المتحدة السعودية قطر ومصر على تشاور شبه دائم في شأن الاستحقاق الرئاسي اللبناني فإن عقد اجتماع ثان  معلن لممثلي اللقاء سيتحدد على ما يبدو بعد القمة السعودية الايرانية في وقت يستمر كل من  سفيرتي الولايات المتحدة وفرنسا وسفير مصر/ باتصالاتهم اللبنانية ومع دولهم هذا من جهة ومن جهة ثانية وبحكم اتصالات قطر الدائمة مع السعودية ومع فرنسا ينتظر أن تتحدد جولة ثانية في لبنان للموفد القطري الوزير محمد عبد العزيز الخليفي.

وإذا كانت فرنسا بموقفها الأخير أعادت الحراك الى الغرف الداخلية المغلقة فإن احتدام العقد الداخلية اللبنانية وتلبد المواقف المحلية في شأن الاستحقاق الرئاسي كلّها أمور تدفع نحو جولة متجددة من الاتصالات الدبلوماسية مع الأفرقاء اللبنانيين خصوصا الكتل المسيحية وقد تتم دعوة كل من القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر الى باريس للقاء المستشار الرئاسي باتريك دوريل والبحث في الأفكار والمعطيات في وقت كشف قيادي في "مكون الثنائي الشيعي" ل"اللواء" أن الرئيس نبيه بري يعتزم الدعوة مرة ثالثة لحوار لبناني- لبناني بموازاة تحرك فرنسا باتجاه القيادات المسيحية وسط معلومات عن امكانات إعطاء ضمانات فرنسية لتلك القيادات وفي ظل تطورات في المنطقة وتسويات آتية لا ريب فيها.

خطب الفطر المبارك شددت على انتشال الناس من الجحيم المعيشي وعلى انتخاب الرئيس وتأليف حكومة وعدم انتظار الخارجوعلى أن الحقوق هي للبنانيين وليس لهذه الطائفة او تلك.

مقدمة تلفزيون "أم تي في"

المبادرة الفرنسية تتهاوى، لكنها لم تسقط نهائيا بعد. فثمة من يتشبث بها : ان في الداخل او في الخارج خصوصا باتريك دوريل ، بيان وزارة الخارجية الفرنسية فتح صفحة جديدة في الاستحقاق الرئاسي، اذ بين ان باريس وان كانت تؤيد وصول سليمان فرنجية الى قصر بعبدا، لكنها لا تستطيع ، بتأثيرها المحدود، ان ترغم اطرافا خارجيين وداخليين على السير بطرحها. من هنا فان حراكا برلمانيا داخليا بدأ لرسم اتجاه آخر للمعركة الرئاسية. ينطلق الحراك من مبدأ ان قوى السلطة وقوى المعارضة المشتتة اثبتت انها لا تملك القدرة على الحسم. ذاك ان مرشحي (2) الموالاة والمعارضة المشتتة لا يمكنهما ان ينالا في افضل الاحوال اكثر من خمسين صوتا. وبالتالي فان هناك كتلة وازنة من ثلاثين نائبا تقريبا يمكنها ان تقرر، وهؤلاء النواب هم من المعارضة. من هنا بدأ حراك يتبلور للتوصل الى اسم ثالث، اي غير ميشال معوض وسليمان فرنجية، يمكن ان يجمع قوى المعارضة المشتتة، كما يمكن ان يجذب بشكل أو بآخر بعض قوى السلطة. فهل ينجح هذا الخيار في كسر الحلقة المفرغة، وفي تظهير صورة الرئيس العتيد قريبا؟

مهما يكن، الثابت ان فرنجية ليس في وضع مريح. فهو ينتظر دعما من المملكة العربية السعودية لن يأتي على الارجح . وحتى لو اتى، فان الامر لن يحل مشكلته. فالقوى المسيحية الثلاث الرئيسية اي القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر والكتائب، ترفض بقوة وصوله الى سدة الرئاسة الاولى، وهو ما عبر عنه بوضوح اليوم عضو تكتل الجمهورية القوية انطوان حبشي، اذ قال ان القوات اللبنانية لن تنتخب سليمان فرنجية، ولن تؤمن النصاب لانتخابه مهما كان الموقف السعودي. موقف القوات يتلاقى مع موقفي التيار الوطني والكتائب. ففي هذه الحال ماذا يستطيع ان يفعل فرنجية؟ وهل يتحمل ان يصل الى رئاسة الجمهورية من دون غطاء مسيحي وازن؟ لعل هذا الامر هو ما دفع فرنسا الى تليين موقفها ظاهرا. فهي تعرف ان القوى الاقليمية والدولية المشاركة في الاجتماع الخماسي لا تجاريها في خيار فرنجية. كما تدرك من جهة ثانية ان فرنجية لا يملك داخل بيئته المسيحية القوة اللازمة ليُنتخب وليحكم. ربما لهذا السبب اعلنت الخارجية الفرنسية بالامس : الى الوراء در. فهل يؤدي التراجع الدبلوماسي الفرنسي الى تقدم الاستحقاق الرئاسي ؟

مقدمة تلفزيون "أن بي أن"

يتوزع الإحتفال بعيد الفطر السعيد اليوم وغد حيث تعم العالم الإسلامي الصلواتْ وتصدح التكبيرات في ارجاء المعمورة من مكة المكرمة الى القدس الشريف وسوريا وكل العالم.

في لبنان دخلت البلاد في إجازة جديدة مع حلول عيد الفطر و برز اليوم توافق على مضمون خطب ورسائل العيد  اذ دعت جميعها الى التوافق والشراكة والاسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية وعودة المؤسسات الدستورية الى عملها بشكل طبيعي  والابتعاد عن خطاب الحقد والكراهية والدعوة الى الشراكة ومحاربة الفساد.

الى ذلك تنشط الاتصالات بين كل العواصم العربية والدولية المهتمة بالوضع اللبناني  وتركز كل هذه الاتصالات على ملاقاة جملة من المحطات المهمة في المنطقة  والتي سيكون لبنان حاضرا فيها  ولا سيما منها القمة المرتقبة في الرياضْ بين الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز والرئيس الايراني ابراهيم رئيسي  والتي ستتوج عودة العلاقات إلى طبيعتها بين البلدين  والقمة العربية المقررة في العاصمة السعودية في 19 ايار المقبل والتي ستكون فيها ملفات المنطقة العربية على جدول اعمالها ولاسيما فلسطينْ وسوريا واليمن والسودان.

وبالحديث عن السودان  ومع تكرار الدعوات الى وقف الاقتتال واطلاق النار وهدنة أقلها خلال فترة عيد الفطر المبارك  فلا تزال الاشتباكات تتواصل بين الاطراف المتنازعة فيما اكد قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان ان القوات السودانية عازمة على مواصلة الانتقال نحو الحكم المدني.

فلسطينيا اصابة العشرات من ابناء الشعب الفلسطيني بالرصاص خلال إقتحام قوات الاحتلال الاسرائيلي بلدة بيتا جنوب نابلس بالضفة الغربية المحتلة.

مقدمة تلفزيون "الجديد"

ارتدى فراغ الجمهورية ثياب العيد وكان ضيفا على صلاة الفطر عبر إئمة المساجد .

دعوات فجر العيد لانتخاب رئيس للجمهورية جاء بعضها مصحوبا  بمواصفات  موازية لرئيس حكومة العهد بحيث اعتبرت دار الفتوى ان مقام الرئاسة الثالثة لا يقلّ شأنا عن مقام رئاسة الجمهورية والمجلس النيابي.

وبهذه المطالبة بدا ان الرئاسة الاولى وضعت على قائمة التشريح عربيا ودوليا بعيدا عن سيوف العقوبات والفيتوات على الاسماء المطروحة وفي مقدّمها رئيس  تيار المردة سليمان فرنجية.

وينتظر ان يقدّم فرنجية من جانبه تطمينات  شفهيه على نقاط شكلت قلقا خليجيا وهو سيشْرح مقاربته للمعالجة في اللقاء مع الجديد مساء الاربعاء المقبل. وتؤكد أجواء بنشعي انه سيحمل اجوبة  للمستقبل رئاسيا  وان فرنجية قد بدأ بالفعل حركة  تواصل سياسي غير معلنة .

لا يذهب فرنجية بعيدا في التفاؤل وليس على برنامجه المستقبلي سياسة الاستعْداء وهو يبدي تجاوبا مع تمنيات البطريرك الراعي في التلاقي مع الافرقاء المسيحيين , اما في الرحلة الى القصر فما تزال دونها عدة شغل ومراحل لا يريد حرْقها .

ورئاسيا لكن على ضفاف الجبال فإن  رئيس الحزب التقدمي وليد جنبلاط  بلغ جدارا مسدودا مع الترشيحات وقال "لن أقومْ بعد الآن بترشيح أحد. لأنني في كل مرة أفعل ذلك أواجه معارضة من حلفائي، بما في ذلك القوات اللبنانية، وكذلك من قوى التغيير المتعنتة. اضاف ساخرا : ان هناك اسماء  كبيرة مدعوة حاليا إلى واشنطن وبروكسل،  في محاولة منهم لتغيير مسار التاريخ.

وكازينو الرئاسة لا يزال مفتوحا على كل ألعاب الميْسر السياسي الى ان تستوي التسوية ,اما في كازينو لبنان فقد وضع رئيس هيئة الشراء العام جان العلية الحد بسيف من العقوبات.

وحذّر إدارة الكازينو من أنها في حال عدم التقيد بالموجبات القانونية ستجد نفسها مضطرة إلى الطلب من ديوان المحاسبة تغريمها بالحد الأقصى من الغرامات المالية بالإضافة إلى ممارسة حقّها في اللجوء إلى المراجعات القضائية/ وهذه العقوبات بحسب العلية ستكون عبر غرامات مالية ستفرض على ادارة الكازينو وفي حال لم تستجب فإن الحساب سيكبر .

وفي الحسابات المالية والمصرفية على فرع قضائي فرنسي فإن الادعاء الباريسي سيعاود حركة  استجواباته في بيروت اعتبارا من الخامس والعشرين من نيْسان الحالي.

وفي معلومات الجديد ان الاسماء تتوزع بين مشتبه به وشاهد وتستمر المساءلة حتى الخامس من ايار المقبل.

وفي المعلومات ايضا ان محكمة استئناف باريس راسلت القضاء اللبناني وقدمت طلبا لمثول حاكم مصرف لبنان لديها في السادس عشر من ايار وأرفقت طلبها بلائحة اتهامات موقعة من القاضية أود بوريزي نائبة رئيس محكمة الاستئناف في باريس.

 واللافت ان اود بوريزي وقبل ان تصل الى بيروت اوفدت احكامها مسْبقا وقررت بمعزل عن  الاستماع الى رأي الشهود والمتّهمين  الوصول  الى خلاصات حكمية واستناجات افتراضية على المعنيين بملف شركة فوري .

وفي الاطلاع على اللائحة يتضح ان عددا من الاسئلة والاتهامات سبق وان وجهتها القاضية الفرنسية الى الشهود والمستمع اليهم اللبنانيين ولما سئلت عن مستندات وادلة توثق اتهاماتها فإنها كانت تستعين  باوراق  مسحوبة من "اقوال الصحف ". وتتهم اللائحة الفرنسية حاكم  مصرف لبنان بالتزوير وغسيل الاموال وتحقيق الثروات وتراكمها من دون الاخذ بمستندات سلامة والتي اظهر فيها مصادر ثروته.

مقدمة تلفزيون "أو تي في"

بعد بكير كتير. ثلاث كلمات تختصر المشهد الرئاسي حاليا، بعيدا عن الحملة المكشوفة للترويج بأن الامور حسمت، وان ما بقي مجرد تفاصيل. فانتخاب الرئيس الجديد حتى يتم، لا يزال يتطلب، كما منذ اليوم الاول لبدء المهلة الدستورية، العبور في ثلاث محطات:

المحطة الاولى ميثاقية، حيث لا يمكن بأي شكل من الاشكال تجاوز المكون الذي ينتمي اليه رئيس البلاد، ومن المستحيل ان تعود عقارب الساعة الى الوراء في هذا المجال، وإلا تحمل الطرف المسيحي المتنازل المسؤولية امام الرأي العام والتاريخ.

المحطة الثانية، اقليمية ودولية، اذ لا رئيس في هذه المرحلة بلا رعاية معروفةْ الاطراف، وطالما لم يُحدد موعد انتخاب رئيس، ولم يعدل افرقاء الداخل المتأثرون بهذا الطرف الخارجي او ذاك في مواقفهم، فهذا يعني حكما ان الرعاية المطلوبة لم تتأمن بعد.

اما المحطة الثالثة والاهم، فخارطة الطريق الانقاذية. اذ لا يكفي ان يدلي اي مرشح ببضع كلمات وعبارات يكرر فيها كلاما معروفا، لا يقدم ولا يؤخر، حتى يصبح مؤهلا للرئاسة. فكيف اذا شبه سهوا على الارجح، القوى المسيحية المعارضة له بداعش؟

بعد بكير كتير.

فلا غالبية ممثلي المكون المسيحي بدلوا رأيهم، على حد علم مناصريهم، ولا الافرقاء الخارجيون المعنيون عدلوا في توجهاتهم، ولا المرشح المعني اصلا قدم طرحا، الا الماضي غير المبشر والحاضر المحبط للاصلاح.

بعد بكير كتير. هذا بالنسبة الى الملف الرئاسي. اما في ملف التحقيقات الفرنسية مع رياض سلامة، فلم يعد بكير… حيث كشفت وكالة رويترز اليوم ان ممثلي الادعاء الفرنسي ابلغوا حاكم مصرف لبنان انهم يعتزمون توجيه اتهامات اولية ضده بجرائم الاحتيال وغسيل الاموال.

مقدمة تلفزيون "المنار"

ايام مباركة تعيشها الامة مفعمة بالامل لغد افضل، فساعات شهر رمضان تصرمت واطل هلال العيد والامة تعمل على ابراء جراحها ومداواة اوجاعها، فيما المتربصون بها يريدون لها كلما داوت جرحا ان يسيل جرح ..

وسط الاجواء الايجابية التي تعم المنطقة مع التقارب السعودي الايراني والعربي السوري، والعمل على وقف النزف اليمني، نزف السودان بفعل فاعل، وبقيت اصوات المدافع اقوى من مدفع العيد الذي دفن تحت انقاض الخرطوم وكردمان ودارفور وغيرها من المناطق المشتعلة في حرب الاخوة الاعداء، فيما استبدل السودانيون حلوى العيد بمر المآتم على الضحايا الموزعين في الشوارع والمستشفيات ..

اما الجرح الذي سيبرئ الامة فهي فلسطين وقدسها التي دخلتها الجموع المؤمنة مصلين وسيدخلوها فاتحين باذن الله عما قريب.. كما في ليالي الصوم المحمية صلواتها بأقوى المعادلات التي فرضها المقاومون والفدائيون، كانت صلاة العيد محمية بسيف القدس المسلط على رقاب الصهاينة الذين يعيشون اسوأ الايام ..

في الايام اللبنانية الصعبة، يتطلع اللبنانيون الى ايام ما بعد العيد عسى ان يجدوا الفرحة المسلوبة عنهم منذ اعياد بفعل الازمة المعمول لها لسنين وايام ، ويتطلعون الى ان يحل فضل هذه الايام المباركة على المعنيين فينطلقون بمسارات جدية لايجاد حلول سياسية تنتج رئيسا وتطوق الازمة الاقتصادية..

صلوات رفعت اليوم وصلوات ترفع غدا، وجامعها الدعاء بأن ينقذ الله البلاد والعباد من تعنت داخلي وتربص خارجي، ليسلم البلد واهله.

مقدمة تلفزيون "أل بي سي"

فطر سعيد، لكن السياسة ليست في عيد بل في استمرار الصيام. الملفات مقفلة، وفي مقدمها ملف انتخابات رئاسة الجمهورية بعدما أَوصدت فرنسا أبواب مبادراتها لتقول لا مرشح لديها.

بعد هذا الموقف، يبدو أن ملف الرئاسة سيشهد عملية خلط أوراق، خصوصا أن لا ردات فعل صدرت عن المعنيين بالموقف الفرنسي، وفي مقدمهم صاحب العلاقة مباشرة، رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه، ورئيس مجلس النواب نبيه بري الذي رشح فرنجيه، والأمين العام لحزب الله الذي تبنى الترشيح.

لبنان في عطلة حتى الثلاثاء المقبل، لذا لا حركة سياسية لا في اتجاه فرنسا ولا في اتجاه الخليج الذي هو في عطلة أيضا، والتعويلُ على اجتماع جدة ثم على القمة العربية منتصف الشهر المقبل، علما أن حرب السودان من شأنها أن تُلقي بثقلها على القمة وتطرح نفسها بندا أول من خارج جدول الأعمال.

نقديا وقضائيا، تفردت وكالة رويترز بخبر مفاده أن وثائق مقدمة لمحكمة فرنسية كشفت أن ممثلي الادعاء الفرنسي أبلغوا حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أنهم يعتزمون توجيه اتهامات مبدئية له بالتزوير، فيما حاكم المصرف المركزي لم يعلِّق على ما أوردته رويترز.

البداية من ملف ساخن وينعكس سلبا على الأوضاع اللبنانية بكل مستوياتها، وهو ملف النازحين.

 

التبرّؤ الفرنسي من ترشيح فرنجية يريح "المسيحيين" ولا يطمئنهم

دنيز عطالله/المدن/21 نيسان/2023

استعادت الأحزاب المسيحية المعارضة لانتخاب سليمان فرنجية بعضاً من "توازنها"، مع إعلان الخارجية الفرنسية أمس أنه "ليس لفرنسا أيّ مرشّح لرئاسة الجمهورية في لبنان". فقد شكّلت الأيام الماضية عبئاً معنوياً ضاغطاً على الأحزاب المسيحية، مع ترويج مكثّف لفرنجية، وتشييع مناخ في البلد يوحي وكأن مفتاح القصر الجمهوري بات في جيب الأخير. لكن التدقيق في المشهد السياسي اللبناني وتعقيداته ومتابعة تطور المسارات الإقليمية والدولية المنعكسة على لبنان، لا تشي أن مشوار فرنجية إلى بعبدا نزهة شارفت على بلوغ مقصدها.

ومن دون تحميل موقف الخارجية الفرنسية أكثر مما يحتمل أي موقف ديبلوماسي "مبدئي" ينفي، عادة، تبني أي مرشح، ويجدد التأكيد أن "على اللبنانيين اختيار قادتهم"، إلا أنه يزعزع الشعار-التحدي الذي رُوّج له: "فرنجية أو الفوضى". هو إعلان يوحي، أقله، بإبقاء التفاوض قائماً بحثاً عن رئيس تتقاطع عنده التوافقات والمصالح الداخلية والخارجية.

مقايضة غير متوازنة

في السياق نفسه، يؤكد مصدر متابع لنشاط الوفد النيابي في واشنطن أن "كل كلام يتم تداوله عن مقايضة بين رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة لا يُبنى عليه. فرئيس الجمهورية يجب أن يكون فوق الصراعات ونقطة تلاق وتوافق بين اللبنانيين. وإن كان هناك مقايضة ، والأدق توازن، فيجب أن تكون بين مجلس الوزراء ورئاسة المجلس النيابي". ويسارع المصدر إلى التأكيد أن "هذا الكلام الذي سمعناه جاء على خلفية "مبدئية" ونظرية لما يفترض أن تكون عليه الأمور، وفق مقاربة أحد مسؤولي الإدارة الأميركية للوضع اللبناني". يضيف "في الواقع، لا يبدو لبنان مدرجاً على لائحة الأولويات الاميركية. وما سمعه الوفد يدخل في باب النصائح والوعود المشروطة بسلسلة الإصلاحات التي لم تلمس المؤسسات الدولية أي جدّية في تحقيقها".

حذر مسيحي من فرنسا

الكلام "النظري" المنسوب إلى المسؤول الأميركي، لا يُطمئن الأحزاب المسيحية المعارضة لفرنجية. كما لا تَطمئن تماماً لبيان الخارجية الفرنسية. ففي أوساطها تخوف وحذر من تناقض الكلام العلني مع محاولات التسوية التي تحيكها باريس في اتصالاتها السرية وزيارات مسؤوليها الخارجية.

ومن المفارقات التي تستدعي التوقف عندها أنه من المرات النادرة التي يقف القسم الأكبر من المسيحيين، أحزاباً ومستقلين والمزاج العام، ضد طروحات "الأم الحنون"، في مقابل رهانهم على ثبات المملكة العربية السعودية على موقفها من تسمية فرنجية. في كتابهم، "تبدو السعودية متفهمة لواقع البلد وتعقيداته وسبل إخراجه من أزماته المتناسلة أكثر بكثير من فرنسا التي تعطي الأولوية لمصالحها على حساب لبنان سياسياً واقتصادياً وحتى اجتماعياً".

أسد في سوريا وشبل في لبنان

يؤكد مسؤولون في كل من الكتائب اللبنانية والقوات والتيار الوطني الحر أنهم لن ينتخبوا سليمان فرنجية تحت أي ظرف.  على أي حال، ليست المرة الأولى التي يُطرح فيها إسم سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية. عام 2015 اعتبر عضو القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي النائب، يومها، عاصم قانصوه في حديث لـ"الجمهورية" أنه "إذا تمكّن فرنجية من اعتلاء سدّة الحكم، سيكون لنا عندئذ أسدٌ في سوريا وشِبلٌ في قصر بعبدا". هو تذكير لا "يتحسس" منه الرأي العام المسيحي فقط، إنما قسم كبير من الرأي العام اللبناني أيضاً. وإذا كان فرنجية يسوّق اليوم أن هذه العلاقة المميّزة مع النظام السوري ورئيسه تتيح له ما لا يُتاح لسواه في بعض الملفات، وتحديداً في ملف عودة النازحين، فإنها من المنطلق نفسه، تتيح للرئيس السوري "المونة" ذاتها، على الرئيس اللبناني العتيد.. وهنا مكمن الداء.

 

تفاصيل متفرقات الأخبار اللبنانية

من طلب من فرنجية أن يتحرك؟

 ليبانون ديبايت /21 نيسان/2023

مشهد الإرباك والغموض المحيط بالملف الرئاسي، مرشّح لأن يطول ويملأ الوقت الضائع الفاصل عن التسوية الشاملة المقبلة وكذلك الأمر بالنسبة للشغور في رئاسة الجمهورية، وكأن القطار اللبناني يسير عكس السير في المنطقة، كما أن مناخ التخبّط السياسي والدستوري والمالي والإقتصادي وحتى الأمني، يتناقض مع مناخات المنطقة، والتي يصفها الكاتب والمحلل السياسي علي حماده ب "مناخات المصالحات والتسويات، إنما الثنائية". ويوضح المحلل حماده لـ"ليبانون ديبايت"، أن لبنان بعيد عن هذه الأجواء، حيث أن المصالحات العربية أي مع النظام في دمشق، تسير وفق مسارات ثنائية وتجريها كل دولة بشكلٍ منفرد ووفق قراءتها للعلاقة مع دمشق، وذلك بالتوازي طبعاً مع الإتفاق السعودي – الإيراني، وهو اتفاق ثنائي، لكنه يتعامل مع الملفات المشتركة في المنطقة، فيما الملفين الأساسيين على طاولة الرياض وطهران، هما العلاقات الثنائية وملف اليمن. أمّا بالنسبة لملف لبنان، فلم يأت دوره بعد، بحسب حماده، الذي يكشف أنه جرى التداول بالملف اللبناني من زاوية التداول "بالأذى الآتي من لبنان على السعودية وهو أذى إيراني، أي الحملات الإعلامية والعمل الأمني والمخابراتي وتهريب المخدرات من سوريا عبر الأراضي اللبنانية وبحماية واضحة المعالم، لكن حتى الآن ليس هناك من كلام يتناول التسوية السياسية في لبنان". ورداً على سؤال عن موعد التسوية اللبنانية، يؤكد حماده أنها ستتأخر، موضحاً أن الرئاسة في لبنان هي موضوع ذو شقّين، شق إقليمي - دولي متصل بالقوى الإقليمية مثل السعودية وإيران والدولية مثل باريس وواشنطن، وحتى أن موسكو معنيّة أيضاً. ولكن الشقّ الآخر، يضيف حماده، فهو يتمثل بالموقف المسيحي الذي يمثل غالبيةً كبيرة من النواب المسيحيين في المجلس النيابي، والتي تعارض ترشيح رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، وتعتبره مرشّح "حزب الله"، وقد لا تقبل بتسوية يجري إسقاطها على الواقع اللبناني من باريس. وانطلاقاً من هذه المعطيات، لا يرى حماده أية إشارات حول حسمٍ قريب، كاشفاً عن "تحريك لفرنجية، بمعنى أنه طُلب من فرنجية أن يتحرك في الملف الرئاسي، ولكن في ما يتعلق بالموضوع الإقتصادي والمالي، فإن الأمر معلّق، لأن الموضوع لا يتعلق فقط برئاسة الجمهورية، بل يجب الإعلان أيضاً عن هوية رئيس الحكومة، والتفاهم على طبيعتها وبرنامجها قبل تشكيلها، بالإضافة إلى العديد من الملفات المتعلقة بالسلطة، ولذلك فإن الإنتظار سيطول أشهراً وليس لأسابيع معدودة. وعن قدرة لبنان واللبنانيين على الصمود، يجزم حماده أن لبنان يستطيع الصمود ولكن "الصمود سيكون في القعر، وهو ليس صموداً بالمعنى الصحيح، بل تطبيع للشعب اللبناني"، ويؤكد أنه "طالما لم يتحرك الشعب اللبناني للإحتجاج على هذا الواقع المزري، فلبنان يستطيع أن يبقى بحالة الدولة الفاشلة أو التي تلامس الفشل، ووفق المعالجات الترقيعية التي تمارسها حكومة تصريف الأعمال وفي ظل الفراغ الرئاسي، فإن الوضع سيبقى كما هو، معلقاً ومؤجلاً لأمدٍ بعيد".

 

رئاسة لبنان: انزعاج سعودي من الأسلوب الفرنسي

نداء الوطن/21 نيسان/2023

بين “ليلة” باتريك دوريل مستشار الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الاوسط، و”ضحى” المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية آن-كلير لوجاندر، خرج أمس لفظياً مرشح الممانعة لرئاسة الجمهورية سليمان فرنجية من لائحة الدعم الباريسي الصريح. ويأتي هذا التطور، مترافقاً مع معلومات حول قيام الرئيس مانويل ماكرون بزيارة الرياض بعد عيد الفطر. فهل هناك “صحوة صدق” متأخرة في الادارة الفرنسية، أم انها “مناورة تتوسل الكذب” كي تواصل باريس سياستها الممالئة لمحور الممانعة بزعامة طهران، والمعادية لحاجة لبنان الى انقاذ على يد رئيس إصلاحي لا يتابع مسيرة “المنظومة” التي خربت البلاد؟ في ظاهر الامور، ما زالت باريس في مربع الضاحية. وفي باطنها، تردد أنّ مسؤولين سعوديين عبّروا عن انزعاجهم من الأسلوب الفرنسي في مقاربة الملف اللبناني، في ضوء الإلحاح الذي يمارسه الفرنسيون لإقناعهم بقاعدة المقايضة القائمة على الضمانات، فيما يبحث السعوديون عن شراكة متكاملة لا تقتصر على منصب رئاسة الحكومة.

أما في واشنطن، ووفق معلومات “نداء الوطن”، فلا يرى بعض المسؤولين الأميركيين أنّ الاتفاق السعودي – الإيراني سينعكس رئيساً من قوى 8 آذار في لبنان. ويذهب هؤلاء إلى حدّ القول، إنهم متأكدون من ذلك، وإنّ المملكة العربية السعودية، وحتى في تقاربها مع سوريا لن تسلّم ورقة رئاسة الجمهورية إلى الممانعين. في باريس، أكّدت وزارة الخارجية الفرنسية امس أنّ باريس “ليس لديها أيّ مرشّح في لبنان” لرئاسة الجمهورية، وذلك بعيد حديث وسائل إعلام لبنانية عن دعم فرنسي كبير للوزير السابق سليمان فرنجية لهذا المنصب الشاغر منذ ستة أشهر.

وقالت المتحدثة باسم الوزارة آن-كلير لوجاندر خلال مؤتمر صحافي، إن “على اللبنانيين اختيار قادتهم”، في إشارة إلى الرسالة التي بعثتها باريس في الأشهر الأخيرة. وأكّدت المتحدّثة أنّ “على الجهات اللبنانية تحمّل مسؤولياتها وكسر الجمود السياسي لانتخاب رئيس جديد بسرعة”، مضيفة أنّ الشغور “يلقي بظلاله أولاً على الشعب اللبناني”. أضافت: “يتعلّق الأمر بانتخاب رئيس جديد وتشكيل حكومة مع كامل الصلاحيات تكون قادرة على تنفيذ الإصلاحات التي يحتاجها لبنان والشعب اللبناني بشكل عاجل في مواجهة الأزمة الخطيرة التي يمرّان بها”. وأشارت إلى أنّ فرنسا تجري “اتصالات كثيرة مع الجهات السياسية اللبنانية”.

 

اتفاقٌ من بندٍ وحيد بين "التيّار" و"القوات"… فيكون لنا رئيسٌ

داني حداد/موقع mtv/21 نيسان/2023

يحتاج انتخاب أيّ رئيسٍ للجمهوريّة الى دعم واحدةٍ من أكبر كتلتين مسيحيّتين، على الأقل. يمنحه الأمر أصواتاً يحتاجها، من جهة، وغطاءً من قلب طائفة الرئيس يتيح له أن يحكم. وإذا كان بعض اللبنانيّين انشغل في الفترة الأخيرة برصد نتائج اجتماعات الدول الخمس، وبما يجري على الخطّ الفرنسي السعودي، وباحتمال تغيير السعوديّة موقفها من ترشيح سليمان فرنجيّة، فإنّ الحريّ بهم أن يسألوا زعماءهم عمّا يقومون به للدفع نحو انتخاب رئيس، ونحن على عتبة الدخول في الشهر السابع من الشغور. رشّح الثنائي الشيعي فرنجيّة. إن وصل فسيكون لحزب الله وحركة أمل ممثّلهما في الرئاسة الأولى، وهي، حتى اليوم، مارونيّة. ولكن، ماذا عن الثنائي المسيحي، أي سمير جعجع وجبران باسيل؟ اتفاق الرجلين على اسمٍ واحد سيجعله مرشّحاً فوق العادة يحرج الجميع، بل يفرض نفسه على الجميع. من هنا، فإنّ الحاجة ماسّة اليوم الى اتفاقٍ بين التيّار الوطني الحر والقوات اللبنانيّة، ولا نقول بين باسيل وجعجع لرفع الموضوع من الإطار الشخصي وعدم فتح صفحات الماضي الذي أوصل الى ما وصلنا اليه في الأيّام الأخيرة من بياناتٍ وسجالات. اتفاق "التيّار" و"القوات" أوصل في العام ٢٠١٦ رئيساً للجمهوريّة، قبل أن يسقط الاتفاق في وحول المصالح والتعيينات وأعداد الوزراء… فلماذا لا نعيد الكَرّة، ويتفق الحزبان على مرشّحٍ واحد يتسلّح بأمرين: الصفات الشخصيّة من النظافة والكفاءة والشخصيّة القويّة، والقدرة على تمثيل القوّتين المسيحيّتين، ومعهما قوى أخرى مثل "الكتائب"، من دون استفزاز المكوّنات السياسيّة الأساسيّة الأخرى. هناك من الموارنة، بالتأكيد، من تنطبق عليه هذه الصفات. ولكنّ البداية يجب أن تكون من تواصلٍ، ولو غير مباشر، بين جعجع وباسيل ينحصر ببندٍ وحيد هو هويّة المرشّح التوافقي. فلنبدأ بالإسم المناسب، من دون التطرّق الى ملفاتٍ وقضايا ومن دون "نبشٍ" في قبور الماضي وأحقادها. مثل هذا الاتفاق يشكّل باباً للحلّ، ويعيد تكوين السلطة في لبنان، ويعيد حضور المسيحيّين في الدولة، وهو ما كان سيحصل لو ترفّع ميشال عون وجبران باسيل في عهدهما عن الصغائر، بعد أن حصلا على المنصب الأكبر. ومثل هذا الاتفاق يجعل الرئيس، وإن لم يكن زعيماً، قويّاً في طائفته ليصبح، حين يحكم، قويّاً في الوطن. ومثل هذا الاتفاق يجعلنا لا ننتظر ما تريده فرنسا ولا ما تفضّله السعوديّة ولا من تختاره ايران. الكرة في ملعب سمير جعجع وجبران باسيل. اتّفِقا على اسم، بعد أن اتفقتما على رفض الإسم.

 

فرنسا ماكرون: لا "أمّ" ولا "حنون"

خاص موقع mtv/21 نيسان/2023

فقدت فرنسا، خصوصاً مع ايمانويل ماكرون، صفة "الأمّ الحنون" التي التصقت تاريخيّاً بها. كانت فرنسا تؤدّي هذا الدور تجاه اللبنانيّين عموماً والمسيحيّين خصوصاً، فباتت بعيدة كلّ البعد عنه. تعتبر فرنسا اليوم أكثر دولةٍ تتدخّل في الشأن الرئاسي اللبناني، لا بهدف إيجاد حلّ يقضي بانتخاب رئيسٍ توافقيّ، بل دعماً لتركيبة توصل سليمان فرنجيّة الى الرئاسة. وبغضّ النظر عن أحقيّة فرنجيّة ببلوغ هذا المنصب، فإنّه يبقى مرشّح الثنائي الشيعي، وخصوصاً حزب الله. وهكذا، تؤيّد فرنسا مرشّح حزب الله في مواجهة ثلاثة أحزابٍ مسيحيّة أساسيّة هي الكتائب اللبنانيّة والقوات اللبنانيّة والتيّار الوطني الحر. ألا يدعو الأمر الى الاستغراب؟ ثمّ أنّ سلوك ماكرون تجاه لبنان، وادّعاءه السعي الى إسقاط المنظومة التي كانت حاكمة وأوصلت البلد الى ما وصل اليه، أصبح مشكوكاً به تماماً، لأنّ اسم فرنسا بات يتكرّر في الصفقات والتسويات، لا في الإصلاح ومحاربة الفساد. ولا يمكننا إلا أن نتوقّف هنا عند الموقف الذي صدر عن المتحدثة باسم وزارة الخارجيّة الفرنسيّة والتي نفت فيها دعم بلادها أيّ مرشّح رئاسي. لن يصدّق لبنانيٌّ واحد هذا الموقف لأنّ الجميع يعلم أنّ فرنجيّة يدعم فرنسا، وهي تعمل جاهدةً لإيصاله.

فهل هكذا باتت تتعامل دولة كبرى بحجم فرنسا؟

 

لا تبدّل في المعطيات الرئاسية

الأنباء الإلكترونية/21 نيسان/2023

مع دخول البلاد في إجازة عيد الفطر السعيد، لا جديد تغيّر على صعيد الملفات الداخلية، وعلى رأسها استحقاق رئاسة الجمهورية، فالأزمة ما زالت على حالها والرهانات على تبدلٍ ما في المواقف مستبعد إلى ما بعد انتهاء إجازة الأعياد، علماً أن موقفاً فرنسيا مهماً صدر أمس أكّدت من خلاله باريس عدم دعمها أي مرشّح، بعدما أُشيع في الإعلام أن سليمان فرنجية مرشّحها. وفي السياق، أكد رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط أن إعادة العلاقات بين السعودية وإيران، وبين الرياض ودمشق، لن يكون لها تأثير على ملف الرئاسة اللبنانية، مضيفاً في حديث صحافي: “لا أرى لبنان في كل هذا”، لافتاً الى أن “الأمر متروك لنا”. وأشار جنبلاط الى أنه لن يكون الرئيس المستقبلي مرشحًا يدعمه هذا المعسكر السياسي أو ذاك بل سيكون ثمرة اتفاق سياسي واسع، وقال: “ما زلت متمسكا بموقفي: لا لأي مرشح تحدّي…”. في هذا الإطار أوضح عضو كتلة اللقاء الديمقراطي النائب بلال عبدالله في حديث لجريدة “الأنباء” الالكترونية أن “لا جديد في الملف الرئاسي طالما أن ليس هناك تبدلاً في المواقف”، لافتاً إلى أن ما يتم الترويج له لجهة ارتفاع حظوظ مرشح دون آخرين “ربما يعود الى نوايا البعض في رفع معنويات هذا الطرف أو ذاك، لكن في الواقع لا شيء تغيّر، والتسوية الاقليمية لم تتطرق الى الملف اللبناني”. بدوره، اعتبر عضو تكتل “لبنان القوي” النائب سيزار ابي خليل أنه ما يتم ترويجه من أخبار حول تقدم خيار النائب السابق سليمان فرنجية “مختلق ولا أساس له من الصحة، وهو بالتأكيد عمل محلي لإشاعة نوع من التفاؤل بعد أن نسفت حظوظ المرشحين”. ووضع أبي خليل في حديث مع “الأنباء” ما جرى في خانة “الدعاية المحلية لبعض المرشحين الذين احترقت أوراقهم”، مشدّداً على أن “موقف التيار الوطني الحر يعبّر عنه رئيسه النائب جبران باسيل ولا يحتاج الى توضيح او تفسير من احد، وبالطبع ليس هناك من جديد في الملف الرئاسي”. في المحصّلة، فإن الأمور ما زالت تراوح مكانها، والأزمة ما زالت على حالها، بانتظار أي مستجد إقليمي يسرّع من وتيرة التواصل والعمل الداخلي ويحفّز الأفرقاء على التلاقي والحوار، لأن المساعي الداخلية تصل إلى آفاق مسدودة، والنوايا ليست بمجملها سليمة.

 

الرياض على موقفها الرافض لفرنجية ولا لقاءات مع “الحزب”

عمر البردان/اللواء/21 نيسان/2023”:

في الوقت الذي ينتظر فيه أن يطل مرشح «الثنائي» رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية في مقابلة تلفزيونية، بعد عطلة عيد الفطر، للبحث في تطورات الاستحقاق الرئاسي، وتحديداً في موضوع ترشيحه للرئاسة الأولى، بدت لافتة الحملة التي تتولاها قوى الثامن من آذار، لتلميع صورة فرنجية وحشد أكبر دعم له، محاولة الإيحاء بأنه لا يزال يتقدم كل المرشحين للرئاسة، في ظل التأييد الذي يحظى به من جانب الفرنسيين، في حين برز إلى الواجهة، ومن طرف واحد، الحديث عن إمكانية عقد لقاء بين «حزب الله» ومسؤولين سعوديين، من أجل البحث في الاستحقاق الرئاسي، وتحديداً في ملف فرنجية الذي يعمل من خلال الفرنسيين وسواهم، على طمأنه الجانب السعودي، وهذا ما شدد عليه بعد لقائه البطريرك بشارة الراعي قبل أيام. وعلمت «اللواء»، أن رئيس «المردة» سيحدد في المقابلة التلفزيونية التي سيجريها مع محطة «الجديد»، الأسبوع المقبل، موقفه بإسهاب من الانتخابات الرئاسية، ويعرض للتطورات المتصلة بهذا الملف، وتحديداً ما يتصل بالموقفين الفرنسي والسعودي. كما أنه سيكشف عن الخطوات الداخلية التي سيقوم بها، سيما مع القوى المسيحية لإزالة اعتراضاتها عليه، لتسهيل وصوله إلى قصر بعبدا. لكن في المقابل، فإن مصادر عليمة تستبعد أن يكون الطرف السعودي في وارد عقد أي لقاء مع «حزب الله» أو غيره من فريق الثامن من آذار بشأن الانتخابات الرئاسية، وتحديداً في شأن ترشيح فرنجية. باعتبار أن الحوار السعودي حول الاستحقاق الرئاسي اللبناني مقتصر على الجانب الفرنسي، وفي إطار الاجتماع الخماسي، مع التأكيد أن الانتخابات الرئاسي في لبنان، هي مسؤولية قادته قبل الآخرين، وإن كانت الأولوية لرئيس يعيد لبنان إلى الحضن العربي، وتتعدى سائر الأولويات الأخرى. كذلك الأمر، فإن العارفين ببواطن الأمور، يؤكدون أن لا تغيير طرأ على موقف المملكة من الانتخابات الرئاسية. وهذا الموقف لم يشهد أي تبديل، لجهة الاعتراض على انتخاب فرنجية، سيما وأن الرياض ليست معنية، لأن تعلن عن رفضها لرئيس «المردة» عبر وسائل الإعلام، وإنما قد أوصلت موقفها إلى من يعنيهم الأمر، عبر وسائلها الخاصة، سواء عبر الفرنسيين أو غيرهم. وهذا ما أكد عليه كذلك سفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد بخاري في العديد من اللقاءات التي عقدها مع عدد من القيادات السياسية والروحية في لبنان. ومن هنا فإن الاتصالات التي قام بها الفرنسيون مع الرياض، لم تحدث أي خرق في الجدار السعودي الذي لا زال رافضاً القبول بمرشح «حزب الله» رئيساً للجمهورية. لا بل أن كل الذين زاروا المملكة في الفترة الماضية، عادوا بنتيجة واحدة، وهي أن لبنان بحاجة إلى رئيس سيادي إصلاحي، وعلى مسافة واحدة من جميع الفرقاء، ولديه من القدرة والإمكانات ما يعيد بناء الجسور مع العالم العربي والمجتمع الدولي. وفيما تلقّى رئيس مجلس النواب نبيه بري، اتصالاً من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ناقشا فيه التطورات المتعلّقة بالملف الرئاسي اللبناني، فإن أوساطاً نيابية في الثامن من آذار، تشير إلى إمكانية عودة الحديث عن الحوار، بهدف إزالة العقبات من أمام انتخاب رئيس للجديد للجمهورية، لأنه لم يعد البلد قادراً على تحمل تبعات الشغور الرئاسي، وما خلفه من انهيارات اقتصادية ومالية ومعيشية تجاوزت كل الحدود. لكن هذا التوجه يقابله في الوقت نفسه، إصرار من جانب القوى المعارضة التي ترفض خيار فرنجية، على عدم  الاستسلام لإرادة حزب الله الذي يعمل لفرض رئيس للجمهورية يحمل مشروعه ويخضع لشروطه، وسط تحذيرات من العودة إلى ما يشبه صفقة ال2016، وما جرته على البلد من نكسات وخراب على كافة المستويات. ولم تستبعد معلومات لـ«اللواء»، أن يكون على جدول الزيارات إلى باريس، بعد عيد الفطر، عدد من القيادات السياسية، للبحث مع المسؤولين الفرنسيين في الملف الرئاسي، وسبل إنهاء الشغور الرئاسي، في ظل شبه إجماع تكون لدى المعنيين بهذا الملف، بأن لامجال إلا لانتخاب رئيس توافقي، لأن لا مكان لرئيس تحد، سيكون من المستحيل تأمين النصاب لانتخابه. وهذا هو الاقتناع الذي تكون لدى المعنيين بهذا الشأن في الداخل والخارج.

 

تطوّر بارز: هذا ما تبلّغه سلامة من المدّعين الفرنسيّين

رويترز/21 نيسان/2023

كشفت وثائق مقدمة لمحكمة فرنسية اطلعت عليها رويترز أن ممثلي الادعاء الفرنسي أبلغوا حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أنهم يعتزمون توجيه اتهامات مبدئية له بالتزوير وغسل الأموال تستند جزئيا إلى مزاعم عن تزوير كشوف حسابات مصرفية لإخفاء ثروته. ورد الاتهام باستخدام كشوف حسابات مصرفية مزورة، والذي لم يكشف عنه من قبل، في وثائق أرسلتها السلطات القضائية الفرنسية إلى سلامة قبل جلسة من المقرر عقدها بفرنسا في 16 أيار. ويعتزم ممثلو الادعاء الفرنسي خلال تلك الجلسة توجيه الاتهامات المبدئية لسلامة وتسميته رسميا بالمتهم. ورفض سلامة التعليق على مزاعم استخدامه وثائق مزورة, وقد نفى مرارا اتهامات له بالتزوير وغسل الأموال، قائلا إنه تحول لكبش فداء للمسؤولين عن الأزمة المالية التي تفجرت في لبنان عام 2019. وقال محامي سلامة في وقت سابق من الشهر الجاري إن موكله لم يقرر بعد ما إذا كان سيسافر إلى فرنسا لحضور جلسة 16 أيار. وفي إطار تحقيق مشترك مع ممثلي الادعاء في لبنان وأربع دول أوروبية أخرى على الأقل، يشتبه المدعون الفرنسيون في أن سلامة قد تواطأ مع شقيقه رجا لتحويل أكثر من 300 مليون دولار من الأموال العامة واستخدم بعضها في شراء عقارات في جميع أنحاء أوروبا. ونفى رياض ورجا سلامة قيامهما بتحويل أي أموال عامة. ويشتبه محققون فرنسيون وأوروبيون آخرون استجوبوا سلامة الشهر الماضي في بيروت في أن الجزء الأكبر من ثروته مصدره الأموال العامة التي يُقال إنه حولها إلى حسابه. وضمن رده على الاتهامات، أرسل سلامة عن طريق مروان خير الدين رئيس مجلس إدارة بنك الموارد اللبناني مذكرة من 65 صفحة لممثلي الادعاء الفرنسي. وتحتوي الوثيقة، على سلسلة من كشوف الحسابات المصرفية التي قال أحد محامي سلامة إنها تظهر كيف زادت مدخرات حاكم المصرف المركزي من 15 مليون دولار في عام 1993 إلى أكثر من 150 مليون دولار بحلول عام 2019 لأنه "قام برسملة الفوائد". لكن وفقا للوثائق المقدمة لمحكمة فرنسية والتي اطلعت عليها رويترز، خلص محققون فرنسيون إلى أن كشوف الحسابات المصرفية كانت مزورة. وقال ممثلو الادعاء الفرنسي في الوثائق القضائية إن سلامة "استخدم سجلات مزورة لحسابات مصرفية في بنك الموارد, وقدمها مروان خير الدين لتبرير مصدر ممتلكاته أو إيراداته عن طريق الخداع".

 

هذا ما ينتظره جنبلاط من "القوّات"

L'Orient Le Jour/21 نيسان/2023

أكد رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط أن إعادة العلاقات بين السعودية وإيران، وبين الرياض ودمشق، لن يكون لها تأثير على ملف الرئاسة اللبنانية، مضيفاً في حديث لصحيفة L’Orient-Le Jour: "لا أرى لبنان في كل هذا". وبرأي جنبلاط، فإن عودة الحرارة في العلاقات العربية تجاه دمشق "ليست سوى نصف خطوة لعودة بشار الأسد إلى الصف العربي، دون تنفيذ الإصلاحات اللازمة للنظام السياسي السوري وإغفال مصير اللاجئين"، ولذلك فهو لا يرى تداعيات لعودة هذه العلاقات على لبنان. ويعتبر جنبلاط أنّ الأمر نفسه ينطبق على التقارب السعودي الإيراني، فالاتفاق بين الطرفين "يدور بشكل أساسي حول الحرب في اليمن. اذ ما لم يكن هناك مخرج من هذه الحرب، فلن تكون المملكة العربية السعودية قادرة على تنفيذ مشاريعها العملاقة"، مشيرا الى أنه في لبنان يبقى "الأمر متروك لنا للاتفاق والخروج من الأزمة". يبدو جنبلاط مقتنعا أكثر من أي وقت مضى بصحة موقفه على الساحة السياسية والرئاسية. في نظره، لن يكون الرئيس المستقبلي مرشحًا يدعمه هذا المعسكر السياسي أو ذاك بل سيكون ثمرة اتفاق سياسي واسع، ويقول: "ما زلت متمسكا بموقفي: لا لأي مرشح تحدّي". وتابع جنبلاط: "سليمان فرنجية وفريقه لديهم أسبابهم الخاصة للاعتقاد بأن لديه فرص أفضل، وفرنسا تواصل دعمها له لأسباب أحاول أن أفهمها". وبعد ثلاثة أشهر على مبادرته للحوار مع مختلف الافرقاء المحليين وطرحه أسماء مقترحة للتوافق على أحدها للرئاسة، يقول جنبلاط: "لن أقوم بعد الآن بترشيح أحد. لأنني في كل مرة أفعل ذلك أواجه معارضة من حلفائي، بما في ذلك القوات اللبنانية، وكذلك من الجهة المقابلة، وأيضاً من قوى التغيير المتعنّتة، والأسماء الكبيرة المدعوة حاليًا إلى واشنطن وبروكسل، في محاولة منهم لتغيير مسار التاريخ"، قالها جنبلاط ممازحاً. وأضاف جنبلاط: "إنني أنتظر خروج القوات اللبنانية من تأملاتهم وتبنّي نهجًا أكثر واقعية للانتخابات الرئاسية". وختم ممازحاً: "أنا أيضًا أنتظر مواقف أكثر من استراتيجية للتيار الوطني الحر".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

حكم بالسجن المؤبّد لمنفذ اعتداء على كنيس في باريس قبل 43 عاماً

باريس: «الشرق الأوسط»/21 نيسان/2023

بعد 43 عاما على الهجوم على كنيس في شارع كوبرنيك في باريس، أصدرت المحكمة الجنائية الخاصة الجمعة حكمها على المتهم الوحيد في هذا الاعتداء اللبناني الكندي حسن دياب (69 عاما) الذي حوكم غيابيا ويؤكّد براءته، بالسجن مدى الحياة. بعد ثلاثة أسابيع من الجلسات وثماني ساعات من المداولات، حكمت المحكمة الجنائية الخاصة في باريس على هذا الأستاذ الجامعي بأقصى عقوبة وأصدرت مذكرة توقيف في حقه. وكانت النيابة طلبت عقوبة السجن مدى الحياة، وهي العقوبة الوحيدة «المعقولة» ضد دياب، قائلة إنه «لا شك» في أنه منفذ هذا الهجوم المعاد للسامية الذي أودى بحياة أربعة أشخاص قبل حوالى 43 عاما. من جهته، طالب الدفاع بالبراءة لموكّلهم وحضّوا القضاة الخمسة على «تجنب خطأ قضائي». ودياب هو الشخص الوحيد المتهم بالتفجير الذي استهدف الكنيس اليهودي في شارع كوبرنيك وأسفر عن سقوط أربعة قتلى وعشرات الجرحى في الثالث من أكتوبر (تشرين الأول) 1980.

وهذا الهجوم الذي استهدف الجالية اليهودية في فرنسا للمرة الأولى منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، نسبه المحقّقون بناء على معلومات استخباراتية، إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-العمليات الخاصة، وهي مجموعة منشقّة عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

وبعد توقف طويل في التحقيق، كشفت معلومات استخباراتية في 1999، أي بعد 18 عاما على الوقائع، أسماء الأعضاء المفترضين للمجموعة التي نفّذت الهجوم وبينهم دياب بصفته من صنع العبوّة الناسفة وحمّل الدراجة النارية بعشرة كيلوغرامات من المتفجّرات التي انفجرت أمام الكنيس.

ولا تملك المحكمة سوى صور بالأبيض والأسود لهذا المتّهم في أعمار مختلفة من حياته وتقارنها بصور للرجل الذي اشترى الدراجة النارية التي استخدمت في الهجوم وهي صور رسمت بناء على إفادات شهود في 1980. وتواجه الاتهام والدفاع أيضا بشأن صورة أخرى هي صورة سيئة النوعية لجواز سفر حسن دياب ركّز عليها الاتهام. وجواز السفر اللبناني الذي صودر في 1981 في روما من رجل يعتقد أنّه عضو في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-فرع العمليات الخاصة، عليه أختام دخول وخروج من إسبانيا، البلد الذي يعتقد أنّ المجموعة انطلقت منه في تواريخ قريبة من تاريخ التفجير. وترى النيابة الوطنية لمكافحة الإرهاب أنّ جواز السفر يشكل «عنصرا تجريميا» وأنّ «حجج دياب التي لا تصدّق» بشأن جواز سفره «أفضت إلى اقتناع بتجريمه». واعتبرت المحكمة أن هذه القطعة المركزية تثبت عضوية حسن دياب في المنظمة وأن هناك عناصر مادية تؤكد صحة المعلومات بأنه منفذ التفجير. وردّ الدفاع بأنّه «لا وجود لأيّ عنصر مادّي ولا دليل» يسمح بتأكيد أنّ موكّله كان في فرنسا عند الوقائع. وبعد الاستماع لإفادات رفاق سابقين له في الجامعة وصديقة سابقة أيضا، اعتبر قاضيا التحقيق أنّ وجوده في لبنان خلال الهجوم «مرجّح» وأمرا بردّ الدعوى في يناير (كانون الثاني) 2018. وبعد الإفراج عنه، عاد إلى كندا. لكنّ القضاء تراجع عن قراره بعد ثلاث سنوات وأحال أستاذ علم الاجتماع السابق على المحكمة الجنائية الخاصة. وسمح هذا بجمع أقوال 320 شخصا كانوا موجودين في الكنيس عندما انفجرت القنبلة في الشارع، تقدّموا بدعوى جديدة بعد أربعة عقود من «الصمت القسري»، كما أشار أحد محاميهم دافيد بير الذي قال إنّ موكّليه «ليسوا مدفوعين بروح الانتقام ولا يبحثون بشكل خاص عن مذنب بل يريدون إحقاق العدل».

 

مسؤول في الفاتيكان: الغرب يتحمل مسؤولية زعزعة استقرار الشرق الأوسط

وطنية /21 نيسان/2023

أكد مسؤول في الفاتيكان أن الغرب يتحمل مسؤولية كبيرة في زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط، بسبب نزعته في نقل ثقافته للمنطقة ومطالبة شعوبها بمواءمة حياتها مع هذه الثقافة، وفق وكالة "روسيا اليوم". ووفقا لموقع "فاتيكان نيوز"، جاء التصريح على لسان عميد دائرة الكنائس الشرقية المطران كلاوديو غوجيروتي، في حضور أكثر من 250 ممثلا عن الكنائس الكاثوليكية في الشرق الأوسط الحاضرين في افتتاح ندوة "متجذرون في الرجاء" التي تعقد في نيقوسيا حتى يوم الأحد المقبل. حيث تنظمها هيئة "رواكو" المعنية بمساعدة الكنائس الشرقية. وأضاف غوجيروتي أنهم "ككاثوليك غربيين يعتذرون لدعمهم هذه الرؤية القصيرة النظر". وتابع قائلا: "نحن نشيد بجهودكم البطولية لكونكم شهودا لإيماننا المشترك في المصاعب بجميع أنواعها". وأشارت إذاعة الفاتيكان إلى أن ما يقلق المطران غوجيروتي هو "شتات مسيحيي الشرق الأوسط الناجم عن الوضع المأساوي الحالي الذي يؤثر بشكل عميق على حياتهم اليومية".

 

الجيش الإيراني: مسيّراتنا الجديدة تصل لأهداف بعيدة

بلينكن يتعهد بعرقلة مشتريات طهران من السلاح

لندن - طهران: «الشرق الأوسط»/22 نيسان/2023

قال نائب قائد عمليات الجيش الإيراني محمود موسوي، إن وحدات قواته بات بمقدورها التخطيط لعمليات هجومية بطائرات مسيّرة ضد أهداف بعيدة، وذلك غداة إعلان الجيش الإيراني حصوله على أكثر من 200 مسيّرة متقدمة، مزودة بصواريخ وأنظمة حرب إلكترونية. وقال موسوي إن المسيّرات التي يمكن استخدامها في مجال مراقبة وتحديد وحراسة الحدود الإيرانية، براً وبحراً وجواً، على حد سواء، كانت جزءاً من مطالب قواته. وقال إن الجيش «يعتمد في خطط العمليات على قوة المسيّرات القتالية والهجومية». وأضاف: «مع القدرات الحديثة، أصبح من الممكن تخطيط وتنفيذ عمليات هجومية ضد أهداف بعيدة»، حسبما أوردت وكالة «أرنا» الرسمية. وتابع موسوي: «اليوم تتيح منظومة المسيّرات بمديات مختلفة للنظام يداً طويلة تمكنه من استخدامها ضد الأعداء إلى جانب المنظومة الصاروخية». بدوره، قال مسؤول منظمة الصناعات الجوية بالجيش الإيراني، أفشين خواجه فرد، إن «وزارة الدفاع وصلت إلى مرحلة النضج الكامل في إنتاج معدات المسيّرات». وتابع: «عندما نصل إلى مديات طويلة جداً، فإنه أحد المكونات الاستراتيجية، التي تمكننا من اختراق العمق الاستراتيجي للأعداء». في الأثناء، نقلت وكالة «أرنا» عن العميد أمير غلامعليان، قائد منطقة جنوب شرقي إيران، قوله إن أكثر من 80 في المائة من حدودنا غير آمنة، وبعض الدول تخطط لتهديدات ضد نظامنا من وقت لآخر، تحت تأثير سياسات دول الهيمنة. لكنه قال: «جاهزون لاستهداف أبعد قواعد للأعداء». في المقابل، وفيما أعلنت الإدارة الأميركية، الأربعاء، عقوبات على شركات تزود إيران بقطع غيار للمسيّرات، تعهد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الخميس، عرقلة أنشطة المشتريات العسكرية الإيرانية.

 

«البحرية» الأميركية تدحض «معلومات» إيرانية عن إبعاد غواصة في الخليج

الأسطول الخامس أطلق أول قارب مسير في مياه مضيق هرمز

لندن: «الشرق الأوسط»/21 نيسان/2023

دحض الأسطول الأميركي الخامس رواية القوات البحرية في الجيش الإيراني، بشأن إجبار غواصة «فلوريدا» الأميركية على «تصحيح مسارها» في المياه الإقليمية الإيرانية، قرب مضيق هرمز في الخليج. وانتقد الأسطول الخامس الأميركي، ومقرُّه البحرين، ما سمّاها «معلومات مضللة» إيرانية، واصفاً إياها بأنها «مزاعم كاذبة تماماً». وقال المتحدث تيموثي هوكينز، لـ«رويترز»: «لم تَعبر غواصة أميركية مضيق هرمز، اليوم، أو في الآونة الأخيرة». وشدد على أن «هذا الادعاء يمثل مزيداً من المعلومات المضللة الإيرانية، التي لا تسهم في تحقيق الأمن البحري الإقليمي والاستقرار».

وقالت «البحرية» الأميركية، في وقت سابق هذا الشهر، إن الغواصة «فلوريدا»، التي تعمل بالطاقة النووية، والمزوَّدة بصواريخ موجَّهة، تعمل في الشرق الأوسط دعماً للأسطول الخامس الأميركي. وقبل هوكينز بساعات، قال قائد البحرية الإيرانية شهرام إيراني، للتلفزيون الرسمي، الخميس، إن قواته أجبرت غواصة أميركية على الصعود إلى السطح، لدى دخولها مياه الخليج، لكن القيادي الإيراني لم يحدد توقيت هذه المواجهة. وقال إيراني: «كانت الغواصة الأميركية تقترب وهي مغمورة تحت السطح، لكن الغواصة الإيرانية (فاتح) رصدتها ونفَّذت... مناورات، لإجبارها على الصعود إلى السطح، أثناء مرورها عبر مضيق (هرمز)، ودخلت أيضاً مياهنا الإقليمية، ولكنها... صحَّحت مسارها، بعدما تلقّت إنذاراً». وأضاف إيراني: «كانت الغواصة تبذل قصارى جهدها، مستخدمة كل قدراتها للمرور في صمت تام، دون أن يجري رصدها... سنوضح، بالتأكيد، للهيئات الدولية أنها انتهكت حدودنا».

وأدلى إيراني؛ وهو عميد بحري، بعدّة تصريحات إعلامية، هذه الأيام، مع إحياء يوم الجيش في إيران، وهو من المناسبات في التقويم العسكري الإيراني التي تشهد قفزة في الظهور الإعلامي للقادة العسكريين. وكانت وكالة «إيسنا» الحكومية قد نقلت تصريحات عن إيراني، الثلاثاء الماضي، على هامش العرض العسكري السنوي. وقال فيها، للصحافيين، إن «تحرك السفن الحربية الأميركية تسبَّب في تعب المنطقة، وقواتنا تراقب أعمالهم المؤذية». وأضاف: «نحن عادةً نقدم إرشادات لهم». وأضاف: «إننا، اليوم، نشهد انتشاراً للقرصنة البحرية في المنطقة، فذلك يرجع إلى الوجود غير المبرَّر للولايات المتحدة».أتى الإعلان الإيراني، أمس، غداة إعلان «البحرية» الأميركية إطلاق أول زورق مسير، عبر مضيق هرمز الاستراتيجي. وقال هوكينز، لوكالة «أسوشيتد برس»، إن الرحلة، التي قام بها الزورق المسير «إل 3 هاريس أرابيان فوكس ماست -13»، وهو زورق سريع يبلغ طوله 13 متراً (41 قدماً)، ويحمل أجهزة استشعار وكاميرات، لفتت انتباه «الحرس الثوري» الإيراني، لكنها مرَّت دون وقوع حوادث. ورافق الزورق بارجتا خفر السواحل الأميركيتان «يو إس سي جي سي تشارلز مولثروب»، و«يو إس سي جي سي جون شيرمان». وأطلق الأسطول الخامس، العام الماضي، وحدة خاصة بالمسيرات البحرية، تهدف إلى إدارة أسطول من 100 مسيرة بحرية، في المنطقة. واستولت إيران، لفترة وجيزة، على عدد من المسيرات البحرية الأميركية، التي كان يجري اختبارها في المنطقة، في أواخر أغسطس (آب)، وأوائل سبتمبر (أيلول)، على الرغم من عدم وقوع أي حادث مماثل منذ ذلك الحين. ويقوم الأسطول الخامس، التابع لـ«البحرية» الأميركية، ويتخذ من البحرين مقراً له، بدوريات في مياه الشرق الأوسط، خصوصاً الخليج العربي ومضيق هرمز؛ للحفاظ على الممرات المائية مفتوحة أمام التجارة الدولية، فضلاً عن حماية المصالح والحلفاء الأميركيين. ومع ذلك تنظر إيران إلى وجود البحرية الأميركية بعين الارتياب. وتتقاسم بحرية الجيش الإيراني والوحدة الموازية لها، في بحرية «الحرس الثوري»، حماية الأمن الإيراني في الخليج العربي، ومضيق هرمز، وهو ممر مائي حيوي لإمدادات الطاقة العالمية، حيث يمر منه خُمس النفط المتداول. ويُعدُّ مضيق هرمز الخط الفاصل بين منطقة الخليج التي يتولى حمايتها «الحرس الثوري»، وخليج عمان الذي يقع ضمن مهامّ بحرية الجيش الإيراني. ووقع عدد من المواجهات بين القوات الإيرانية والأمیركية قبل ذلك. وقالت «البحرية» الإيرانية، في أوائل أبريل (نيسان)، إنها وجّهت تحذيراً لطائرة استطلاع أميركية، بعد رصدها قرب خليج عُمان. وفي عام 2019 أسقطت إيران طائرة أميركية مسيَّرة قالت إنها كانت تحلِّق فوق جنوب إيران.

 

إسرائيل ترسخ علاقاتها مع تركمانستان المحاذية لإيران

عشق آباد: «الشرق الأوسط»/21 نيسان/2023

افتتح وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، رسمياً، سفارة دائمة لبلاده في تركمانستان، الواقعة في آسيا الوسطى، أمس، ليؤسس بذلك الحضور الدبلوماسي الإسرائيلي الأقرب إلى إيران، وسط مساعٍ لتعزيز العلاقات مع الدول المجاورة. وعلى الرغم من إقامة علاقات دبلوماسية بين إسرائيل وتركمانستان، قبل 30 عاماً، فإنه لم يكن هناك سوى بعثة إسرائيلية مؤقتة في عشق آباد، ولم تكن لإسرائيل سفارة في البلاد ذات الأغلبية المسلمة. وكتب كوهين، في تغريدة من عشق آباد: «أتيت لأفتتح سفارة إسرائيلية على بُعد 17 كيلومتراً من الحدود مع إيران، ولعقد سلسلة من الاجتماعات مع الرئيس ومسؤولين آخرين»، وفق «رويترز».

وفي تصريحات، باللغة الإنجليزية، لصحافيين يرافقون كوهين، خلال الزيارة، قال وزير الخارجية في تركمانستان رشيد ميريدوف إن افتتاح السفارة «مثال ساطع جداً على صداقتنا». ووصف كوهين زيارته بأنها «تاريخية»، والتقى رئيس تركمانستان سردار بيردي محمدوف، وقال إن علاقات إسرائيل مع «القوة العظمى في مجال الطاقة بآسيا الوسطى» ذات أهمية استراتيجية. وقال كوهين، في لقطات فيديو نشرتها وزارة الخارجية الإسرائيلية: «نعتزم التوسع في العلاقات الاقتصادية، لتشمل الزراعة والمياه والتكنولوجيا والدفاع عن الحدود… لا شكَّ أن الدولتين ستستفيدان من توثيق التعاون». وعشق آباد هي ثاني دولة في شمال إيران ترسخ علاقاتها مع إسرائيل، بعدما افتتحت أذربيجان سفارتها لدى تل أبيب، الشهر الماضي، الأمر الذي أثار غضب طهران، بعدما أوقف كوهين التقارب مع باكو، بتشكيل «جبهة موحدة ضد إيران». وقالت «الخارجية» الإيرانية، مطلع هذا الشهر، إن «طهران لا يمكنها أن تبقى مكتوفة الأيدي تجاه مؤامرة الكيان الصهيوني ضدَّها من الأراضي الأذربيجانية». وقبل أن يصل إلى عشق آباد، كان كوهين قد توقّف في باكو، حيث أجرى مشاورات مع الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف.

وتناقلت الوكالات الرسمية الإيرانية، نقلاً عن الإعلام الإسرائيلي، خبر افتتاح السفارة في تركمانستان، لكن لم يصدر أي تعليق من طهران. وتتبع الدولة الآسيوية، الصحراوية الغنية بالغاز، سياسة الحياد الرسمي، حيث لا تنضم إلى أي تكتلات سياسية أو عسكرية. والصين هي الشريك الاقتصادي الرئيسي لتركمانستان، إذ تشتري أغلب صادرات تركمانستان من الغاز. وحجم تجارة تركمانستان مع إيران صغير نسبياً، وثمة نزاعات بين البلدين حول مخزونات هيدروكربونية ضخمة محتملة في بحر قزوين. وتوترت علاقات طهران وعشق آباد، في السابق، بسبب وقف صادرات الغاز من تركمانستان، مما دفع الحكومة الإيرانية للجوء إلى التحكيم الدولي. وعلى الرغم من توقيع الدول الخمس المُطلة على بحر قزوين، اتفاقية في 2018، لتسوية هذه النزاعات، فإن طهران لم تصادق بعدُ على الوثيقة التي تمنع أيضاً عشق أباد من تنفيذ خطط لبناء خط أنابيب، عبر بحر قزوين، لشحن الغاز إلى أوروبا.

وتملك إيران حقولاً كبيرة للغاز الطبيعي في جنوب البلاد، لكنها تستورد الغاز من تركمانستان منذ عام 1997؛ لتوزيعه في أقاليمها الشمالية، خصوصاً خلال فصل الشتاء.

 

كندا تتعهد تقديم 9,8 مليار دولار لفولكسفاغن لبناء أول مصنع بطاريات للسيارات الكهربائية

وطنية/21 نيسان/2023

 أفادت وكالة "فرانس برس"، ان الحكو مة الكندية ستقدم ما يصل إلى 13,2 مليار دولار كندي (9,8 مليارات دولار) على مدى 10سنوات لشركة صناعة السيارات الألمانية فولكسفاغن لبناء أول مصنع لبطاريات السيارات الكهربائية خارج أوروبا، في كندا. وأوضحت الحكومة "سيعتمد الاستثمار على عدد البطاريات المصنعة وسيتراوح ما بين 8 مليارات و13,2 مليار دولار". وقال رئيس الوزراء جاستن ترودو إن هذا المصنع سيوفر "ثلاثة آلاف وظيفة مباشرة وما يصل إلى 30 ألف وظيفة غير مباشرة" مشيرا إلى "إنجاز تاريخي". كانت فولكسفاغن أعلنت منتصف آذار الماضي اعتزامها بناء هذا المصنع في سان توماس في أونتاريو، ومن المقرر أن تبدأ أعمال البناء العام المقبل. وسيغطي هذا المصنع مساحة تزيد عن 378 ملعب كرة قدم. ومن المقرر افتتاحه عام 2027 وسينتج بطاريات لما يصل إلى "مليون سيارة كهربائية سنويا" بحسب بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء. وأضاف ترودو خلال مؤتمر صحافي "في كل أنحاء البلاد، سيكون مصنع سانت توماس بمثابة دعامة وطنية في سلسلة توريد السيارات الكهربائية".

 

بولندا ترفع جزئيا حظرها على واردات الحبوب الأوكرانية

وطنية/21 نيسان/2023

رفعت بولندا اليوم جزئيا الحظر الذي فرضته على واردات الحبوب الأوكرانية وغير ذلك من المواد الغذائية، ردا على احتجاجات المزارعين المحليين، وفق وكالة "فرانس برس". وكانت بولندا والمجر وسلوفاكيا وبلغاريا حظرت استيراد الحبوب وغير ذلك من المواد الغذائية من أوكرانيا الأسبوع الماضي، بعدما أشعل تراجع الأسعار احتجاجات في أوساط المزارعين المحليين.

 

بلينكن اتصل ب البرهان ودقلو وحضهما على التزام هدنة الفطر

وطنبة /21 نيسان/2023

حض وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، خلال مكالمتين هاتفيتين منفصلتين قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، وقائد الدعم السريع، محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي"، على التزام هدنة تستمر 3 أيام بالتزامن مع حلول عيد الفطر. وقالت" سكاي نيوز" ان  موقع وزارة الخارجية الأميركية نشر على الإنترنت بيانا عن مكالمتي بلينكن مع البرهان ودقلو، وأعادت نشره السفارة الأميركية لدى الخرطوم، اليوم.  ودان بلينكن" القتال العشوائي" الذي أسفر عن مقتل وإصابة عدد كبير من المدنيين فضلا تدمير البنية التحتية الأساسية. ودعا الجانبين إلى "التزام وقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة، الذي دعت إليه الأمم المتحدة، أو على الأقل حتى نهاية عيد الفطر". وعبّر الوزير  الاميركي عن" قلق الولايات المتحدة العميق بشأن الخطر الذي يحدق بالمدنيين وعمال الإغاثة وأفراد البعثات الدبلوماسية، بما في ذلك أفراد البعثة الأميركية التي تعرضت لإطلاق النار خلال الأيام الماضية".

 

بكين: طورنا مع موسكو نوعا جديدا من العلاقة ولا يحق لأي طرف التدخل

وطنية/21 نيسان/2023

أشارت بكين إلى أنها طورت مع موسكو "نوعا جديدا من العلاقات بين القوى الكبرى على أساس من الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون متبادل المنفعة". جاء ذلك في الإفادة الصحفية للمتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وين بين، ردا على طب من وكالة "تاس" للتعليق على خطاب وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين في جامعة جونز هوبكنز، حيث تابع وانغ وين بين أن الصين وروسيا "تلتزمان دائما بمبادئ عدم الانحياز وعدم المواجهة وعدم استهداف أطراف ثالثة، وقد طور البلدان نوعا جديدا من العلاقات بين القوى الكبرى على أساس الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون متبادل المنفعة. وليس من حق أي دولة أجنبية التدخل في العلاقات الصينية الروسية".

 

البيت الأبيض: لا قرار بشأن إجلاء البعثة الدبلوماسية من السودان

واشنطن: «الشرق الأوسط»/21 نيسان/2023

قال البيت الأبيض، اليوم الجمعة إنه لم يتم بعد اتخاذ أي قرار بإجلاء أفراد البعثة الدبلوماسية الأميركية من السودان، لكن الولايات المتحدة تستعد لهذا الاحتمال إذا لزم الأمر. وقال المتحدث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي إن على جميع المواطنين الأميركيين في السودان «اتخاذ تدابيرهم الخاصة للبقاء في أمان» في وقت يهز فيه العنف البلاد. وأضاف أن الرئيس جو بايدن وافق على خطة في وقت سابق هذا الأسبوع لنقل قوات أميركية إلى مكان قريب في حالة الحاجة إليها للمساعدة في إجلاء الدبلوماسيين الأميركيين. وقال كيربي للصحافيين «نحن ببساطة نجهز سلفا بعض القدرات الإضافية في مكان قريب في حالة الحاجة إليها. لكنني أريد التأكيد مرة أخرى أنه لم يُتخذ قرار للمضي قدما بشأن أي صورة من صور الإجلاء في هذا الوقت». وأضاف أن الوضع في العاصمة الخرطوم ما زال متوترا وأن طرفي النزاع لم يلتزا بوقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه. وتابع: «نحن نركز الآن على الوضع الذي نحن فيه. نريد تعزيز موقف وسلامة كل أفراد السفارة» الأميركية.

 

انحسار المعارك في الخرطوم أول أيام عيد الفطر

الخرطوم: «الشرق الأوسط»/21 نيسان/2023

شهدت الخرطوم، الجمعة، معارك عنيفة نهارا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، قبل أن تتوقف مساء أصوات الانفجارات في بعض أحياء العاصمة السودانية وسط دعوات متزايدة إلى هدنة من أجل المدنيين في أول ايام عيد الفطر. ومساء أفاد شهود بأن أصوات الانفجارات توقّفت في أحياء عدة من العاصمة. وعلى غرار ما يفعلانه يوميا أعلن الجيش وقوات الدعم السريع الجمعة وقفا لإطلاق النار لكن هذه المرة لمدة ثلاثة أيام بمناسبة حلول عيد الفطر. ونهارا اتّهمت قوات الدعم السريع الجيش بخرق الهدنة، فيما اتّهم الأخير القوات الرديفة بخرقها مساء. وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إنه «يرحب بإعلاني» وقف إطلاق النار، مضيفا «لكن يبدو واضحا أن الاشتباكات مستمرة وأن الثقة معدومة» بين الجيش وقوات الدعم السريع. وقالت نقابة أطباء السودان إنّ مستشفيات جديدة تضرّرت بشدّة في الخرطوم، وقد أصيبت أربعة مستشفيات في الأبيّض الواقعة على بعد 350 كيلومتراً جنوب الخرطوم. ومن أجل مساعدة المدنيين دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى «السماح بوصول المساعدات الإنسانية فورا مع استمرار أعمال القتال في السودان». اندلعت المواجهات المستمرة منذ سبعة أيام، في الخرطوم وفي دارفور (غرب) خصوصاً، بين الجيش النظامي بقيادة عبد الفتاح البرهان الذي يعدّ الزعيم الفعلي للسودان منذ انقلاب العام 2021، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي). وتحوّل النزاع على السلطة الكامن لأسابيع بين الضابطين الكبيرين إلى معركة ضارية. وقال طبيب من منظمة أطباء بلا حدود إنّ «الوضع كارثي» في دارفور، التي تعدّ إحدى أفقر المناطق في السودان. وأضاف من دارفور: «يوجد الكثير من المرضى لدرجة أنّهم يتلقّون العلاج على الأرض في الممرات، لأنه ببساطة لا توجد أسرّة كافية». ولا يتردّد سلاح الجو، الذي يستهدف قواعد ومواقع قوات الدعم السريع المنتشرة في المناطق السكنية، في إلقاء القنابل. وذكرت نقابة الأطباء أنّ «سبعين في المائة من 74 مستشفى في الخرطوم والمناطق المتضرّرة من القتال توقّفت عن العمل»، إمّا لأنها قُصفت أو لنقص الإمدادات الطبية والكوادر أو بسبب سيطرة مقاتلين عليها وطردهم المسعفين والجرحى. في هذه الأثناء، تكثّفت الاتصالات الدبلوماسية في محاولة لإسكات المدافع. وقال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي الجمعة إنه قطع زيارته إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ عدة أيام «بسبب الوضع في السودان». والجمعة أعلن مسؤول في الاتّحاد الأوروبي أن التكتّل يعد خططاً لعمليات إجلاء محتملة لرعاياه من الخرطوم إذا سمح الوضع الأمني بذلك. وتسرع أعداد كبيرة من الناس، وغالبيتهم من النساء والأطفال على الطرق بين نقاط التفتيش والجثث، من أجل الفرار. وذكرت الأمم المتحدة أن بين عشرة آلاف وعشرين ألف شخص خصوصاً من النساء والأطفال توجّهوا إلى تشاد المجاورة.

 

الجيش السوداني يعلن بدء "مرحلة التنظيف التدريجي لبؤر وجود الجماعات المتمردة"

وطنية/21 نيسان/2023

قال الجيش السوداني اليوم إنه بدأ تطهير "بؤر وجود الجماعات المتمردة" حول العاصمة الخرطوم. وذكر في بيان اوردته وكالة"  رويترز": "تجاوزنا مرحلة الصمود والتحدي إلى مرحلة التنظيف التدريجي لبؤر وجود الجماعات المتمردة حول العاصمة".

 

محمد بن سلمان وبوتين يستعرضان المسائل المشتركة

الرياض: «الشرق الأوسط»/21 نيسان/2023

استعرض الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم (الاثنين)، العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تطويرها في مختلف المجالات. جاء ذلك في اتصال هاتفي أجراه الأمير محمد بن سلمان بالرئيس بوتين، الذي قدّم في بداية الاتصال التهنئة لولي العهد بعيد الفطر المبارك. كما جرى تبادل وجهات النظر حول عدد من المسائل ذات الاهتمام المشترك.

 

حلفاء كييف يؤكدون على دعمها.. وموسكو تندد بانخراطهم بالحرب

وزير الدفاع الأوكراني قال إن اجتماع رامشتاين بدأ بمحادثات "مثمرة" حول المساعدات العسكرية، بين ممثلي كييف ونظرائهم الأميركيين

العربية.نت»/21 نيسان/2023

أكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، اليوم الجمعة، أن الدعم الدولي لأوكرانيا ما زال "قوياً وراسخاً"، وذلك خلال افتتاحه في ألمانيا اجتماعاً مع دول حليفة لمناقشة سبل تقديم دعم إضافي لكييف في تصدّيها لروسيا. وعشية المحادثات التي شارك فيها ممثلون عن 50 دولة، حض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الحلفاء الغربيين على تزويد بلاده بمزيد من الطائرات المقاتلة والصواريخ بعيدة المدى لمواجهة القوات الروسية. وكان زيلينسكي طلب مساعدة مباشرة من الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ، الذي زار كييف قبيل توجهه إلى قاعدة رامشتاين الجوية للمشاركة في الاجتماع.

وقال أوستن في افتتاح المحادثات، إن "دعمنا لقوى الحرية في أوكرانيا ما زال قوياً وراسخاً"، بعد عام على بدء مسؤولي الدفاع اجتماعات لتنسيق الدعم لأوكرانيا. وذكّر الوزير الأميركي بأن اجتماع مجموعة الاتصال بشأن أوكرانيا الخاصة بالدفاع "سيركّز على ثلاث قضايا رئيسية: الدفاع الجوي والذخيرة وعناصر الدعم"، مشيراً إلى الدعم اللوجستي وغير ذلك ممّا يسمح بعمل الوحدات العسكرية. ويتردّد داعمو أوكرانيا في الغرب أيضاً في تسليمها صواريخ بعيدة المدى نظراً للمخاوف من إمكانية استخدامها لضرب أهداف داخل روسيا. وأقرّ ستولتنبرغ بالحاجة لمناقشة "منصّات جديدة" للدعم مع مضي أكثر من سنة على الحرب. وشدّد على ضرورة التأكد من أن الأسلحة التي تم تقديمها لا تزال تعمل. وأضاف: "أعتقد أنّنا في بعض الأحيان نقلّل من شأن جميع المسائل اللوجستية التي يجب أن تكون في مكانها لمجرد امتلاك قدرات دبابات قتالية تشغيلية، لذا ربما يكون الأمر أيضاً غير مثير للاهتمام ولكن اللوجستيات مهمة جداً". وتابع: "إنها الآن معركة استنزاف ومعركة الاستنزاف تتحول إلى حرب لوجستية". وأثار الاجتماع في رامشتاين غضب موسكو. وقالت وزارة الخارجية الروسية إن ما يقوم به الحلفاء من أجل أوكرانيا "يؤكّد انخراطهم المباشر في النزاع، ومشاركتهم في التخطيط لعمليات عسكرية". كما اتّهم المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، الناتو بالسعي "لاستيعاب أوكرانيا وجرّها إلى الحلف"، معتبراً أن روسيا كانت محقة في "شن هذه العملية" لضمان أمنها. بالمقابل، كتب وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف في تغريدة، أن اجتماع رامشتاين بدأ بمحادثات "مثمرة" حول المساعدات العسكرية، بين ممثلي كييف ونظرائهم الأميركيين.

وأرسلت دول منضوية في الناتو عدداً من المقاتلات السوفياتية الطراز إلى أوكرانيا، لكنها لم تقدم أي تعهدات بإرسال طائرات حديثة مثل تلك من طراز "إف-16" التي تريدها كييف. لكن أوكرانيا حصلت على أنظمة دفاع جوي. وأعلنت كييف في وقت سابق من الأسبوع، أنها تلقت أول شحنة من صواريخ "باتريوت" التي تعدّ أكثر الأنظمة الدفاعية الجوية تطوراً.كما سلّمت ألمانيا أوكرانيا نظاماً مضاداً للصواريخ من طراز "أيريس-تي". وتعدّ هذه المعدات ضمن أبرز مطالب كييف من الحلفاء الغربيين في وقت تسعى فيه للدفاع عن نفسها في وجه الهجمات الصاروخية الروسية. في سياق متصل، أعلن منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، اليوم، أن الاتحاد الأوروبي قام بالفعل بتدريب 16 ألف عسكري أوكراني، وسلم كييف أكثر من 600 مليون قطعة ذخيرة مختلفة، بما في ذلك الصواريخ. وقال بوريل في تغريدة عبر "تويتر": "في اجتماع مجموعة الاتصال بشأن أوكرانيا أشرت إلى دعم الاتحاد الأوروبي العسكري، حيث تم بالفعل تدريب أكثر من 16 ألف عسكري، وتسليم أكثر من 600 مليون وحدة من الذخيرة والصواريخ".

 

كييف تقر بتقدم روسيا بباخموت.. لكن "الوضع تحت السيطرة"

أمين عام حلف الناتو أعرب عن ثقته بقدرة أوكرانيا على تحقيق تقدم على الجبهة

العربية.نت/21 نيسان/2023

قالت أوكرانيا، اليوم الجمعة، إن القوات الروسية حققت بعض التقدم في المعركة الضارية للسيطرة على مدينة باخموت شرق البلاد لكن الوضع تحت السيطرة. وأدلت هانا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني بتصريحاتها قبل فترة وجيزة من قول وزارة الدفاع الروسية، إن قواتها المهاجمة تقاتل الآن في الأجزاء الغربية من باخموت، وهو آخر جزء تسيطر عليه القوات الأوكرانية في المدينة. وكتبت ماليار على تطبيق تليغرام: "الوضع متوتر، لكنه تحت السيطرة.. تُتخذ القرارات بحسب الاعتبارات العسكرية". يأتي هذا بينما أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" ينس ستولتنبرغ اليوم أنه "واثق" من أن أوكرانيا قادرة على استعادة المزيد من الأراضي في وقت تستعد فيه كييف لشنّ هجوم مضاد واسع النطاق على القوات الروسية. روسيا و أوكرانياحلفاء كييف يؤكدون على دعمها.. وموسكو تندد بانخراطهم بالحرب ورداً على سؤال لصحافيين في ألمانيا قال ستولتنبرغ: "أنا على ثقة من أنهم سيكونون الآن في وضع يمكّنهم من تحرير المزيد من الأراضي". وأضاف متحدثاً على هامش اجتماع لعشرات الداعمين الدوليين لكييف في قاعدة رامشتاين الجوية أن "إحدى القضايا الرئيسية هنا كانت مناقشة مختلف القدرات والأنظمة والإمدادات التي يحتاج لها الأوكرانيون من أجل استعادة المزيد من الأراضي". وأكد أن عدداً من أنظمة الدفاع الجوي طراز باتريوت سُلّمت إلى أوكرانيا. وقال إن "ألمانيا والولايات المتحدة سلمتا بطاريات باتريوت وهي قيد الخدمة في أوكرانيا".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

بكين بعد بيغن... على حاجز المدفون

جان عزيز/أساس ميديا/ الجمعة 21 نيسان 2023

يقول المختصّون إنّ من أكثر الأشرطة المصوّرة تداولاً في المدّة الأخيرة شريطين:

- الحوار بين رئيس بلدية القاع البقاعية، مستجوِباً نازحاً سوريّاً عن زيجاته الثلاث وأولاده الستّة عشر.

- وحوار مماثل مع نازح سوريّ آخر في منطقة زغرتا، سئل كم ولداً أنجب في لبنان؟ فأجاب: "شي 7".

مع ما في الشريطين من انتهاك لخصوصية شخصين بائسين وإنسانيّة مأساتهما.

علماً أنّ حساسيّة خاصّة تبدو موجودة في زغرتا حيال النزوح السوري. ربّما إثر سلسلة حوادث وجرائم بشعة ارتكبها أفراد. لكنّها ولّدت ردود فعل جماعية ضدّ شعب كامل. وهو ما لم يسعَ أيّ مسؤول محلّي لمعالجته، باستثناء دور الجيش...

قد تكون تلك الأشرطة عفويّة. وقد تكون مقصودة هادفة وغرضيّة.

لكنّها في الحالتين تقوم على قاسمين مشتركين: سوريّ، وفي منطقة مسيحيّة.

وبالتالي فهي عنصر من مجموعة التدليل على عودة المسيحيين إلى قفص رُهابهم وخوف وجودهم وهواجس هويّة مذعورة دائماً.

مع أنّهم عند كلّ محطّة مفصليّة على الأقلّ، انخرطوا كجيلٍ شابّ وبأكثريّة، في خطاب وطني ينتمي إلى محيطهم وينبثق منه.

جبران باسيل أزمته أكبر شخصيّاً. لكنّها أقلّ تأثيراً على الوضع العامّ. فإشكالية مستقبله السياسي عالقة بين حلقات صراعيّة متراكبة

مع "عون الأوّل" في حرب التحرير سنة 1989، ذهبوا لملاقاة الشريك فوق حواجز التقسيم.

وفي 14 آذار 2005 ملأوا الساحات نصرة لدم رفيق الحريري.

ومع الربيع العربي حلموا بأن يتحوّل جسد البوعزيزي ورفاقه في كلّ كهف من "كهوف الشرق"، شعلة عبور "إلى الشرق الجديد".

وأخيراً في 17 تشرين ببيروت، توحّدوا حتى الذوبان مع ساحة ثورة طرابلس ودوّار إيليا وبعقلين وصور والنبطية.

حتّى أدرك زعماؤهم خطورة التحوّل، فقرّروا إعادتهم إلى قفص الطوائفية العقيمة... ونجحوا جزئياً ومؤقّتاً.

لكنّ الأدهى أنّ هذه العودة إلى شرانق العصبيّات تحصل فيما القوى الأساسية للمسيحيّين تفتقر إلى أيّ خطاب أو رؤية أو مشروع واضح.

سمير جعجع مثلاً، صار أكبر قوّة اقتراعية مسيحية. نحو 170 ألف مقترع له وحده. وبفارق كبير عن ثانيه. قوّة تُرجمت كتلة نيابية تبدو في الحساب السياسي اليومي، وكأنّها مكوّنة من "نوّاب لولار". كما وصفها أحد الحريصين. قيمتها الفعليّة بحدود عُشر عددها.

فيما جعجع نفسه كان يردّد دوماً أنّ حلّ القضيّة اللبنانية بشكل جذري يقتضي الإجابة الصحيحة والناجعة على ثلاث إشكاليّات:

إشكالية تشخيص صحيح للأسباب الحقيقية والعميقة للأزمة. ثمّ إشكالية تقديم الحلول الفعليّة لها. وثالثاً إشكالية امتلاك الأدوات اللازمة للوصول إلى تلك الحلول.

معادلة صحيحة، يبدو بشكل جليّ أنّ واحدة من حلقاتها على الأقلّ مفقودة اليوم لدى جعجع كما لدى سواه.

من منهم قدّم تشخيصاً؟ من منهم أعطى حلّاً؟ من منهم بنى أدوات لتنفيذ الحلّ؟!

من جهته، جبران باسيل أزمته أكبر شخصيّاً. لكنّها أقلّ تأثيراً على الوضع العامّ. فإشكالية مستقبله السياسي عالقة بين حلقات صراعيّة متراكبة: من حلقة العائلة إلى الرفاق الحائرين، فالرفاق السابقين، وصولاً إلى علاقته النزاعية بكلّ مخلوق متحرّك على الأراضي اللبنانية.

لذلك بات أسير فالق يتّسع ويتباعد كلّ لحظة، بين وجدانه وسلوكه. بين ما يريد وما يفعل. بين أن يخاطب "السيّد" بكلمات الوفاء. وبين أن يضطرّ مغتبطاً إلى الاستعانة بوزير مجريّ صديق، هو أبشع صور أوروبا تصهيُناً.

لا لزوم لاستعراض القوى الأخرى الأقلّ تأثيراً.

لكنّ المسيحيين يبدون مدركين لأزمات زعاماتهم تلك. لذلك ذهبوا للبحث عن قنوات جانبية لحلول مستحدثة وبمبادرات من خارج القوى الحزبية.

وهنا ظهرت أخيراً ثلاث محاولات واضحة:

محاولة أولى صريحة جدّاً. اسمها العودة للدفاع عن "الخصوصية والوجود". وترجمتها العمليّة الفدرالية. مع كلام فوق السطوح. وأسباب موجبة بأن لم يعد لدينا ترف الوقت لننتظر ماذا سيحصل بين طهران والرياض. ولا كيف سيتطوّر الإسلام السياسي مع حركة بن سلمان التحديثية وتحدّيها للتجربة الخمينيّة الدوغماتية. ولا تأثيرات متغيّرات الإقليم على لبنان ووجدانات جماعاته.

فناسنا يرحلون. ولذلك علينا الآن أن نعطيهم الآن وفوراً، وعداً أو مشروع "جغرافيا مفيدة آمنة"، توقف نزفهم الديمغرافي القاتل. بعدها لكلّ حادث حديث.

وليس تفصيلاً أن تنضوي في هذا المشروع نخب مسيحية من خارج الاصطفاف الحزبي المسيحي: مستشار رئيس حكومة ونقيب قطاع اقتصادي كبير ونخب معارضة للزعامات المسيحية.

المحاولة الثانية، تحاول تصحيح مقاربة الفدراليين. بالقول لهم: إنتبهوا. مشكلتنا ليست مع المسلمين. ولا هي مع الشيعة. بل مع الحزب حصراً. وهي مع الحزب، لا كأفراد شيعة مسلمين لبنانيين. بل كأدوات للمشروع الإيراني في لبنان.

وبالتالي فلنعمل على توحيد كلّ القوى الأخرى في وجه هذا المشروع. تماماً كما فعلنا عند مواجهة المشروع البعثي في لبنان. ولننتظر لحظة إقليمية ودولية مؤاتية، لإعادة توحيد البلد واستعادته من كونه مختبر تجارب إقليمية للباسيج والباسدران. فنعيد تجديد معنى الميثاق والشراكة والحياة معاً!

- بين المحاولتين كانت هناك دوماً قراءة ثالثة. أطلّت مجدّداً من على منبر بكركي هذا الأسبوع. بلسان سليمان فرنجية.

إنّها النظرية القديمة الجديدة القائلة بأنْ صحيح أنّ المسيحيين في خطر. وصحيح أنّ كلّ من حولهم في لبنان ومحيطه يشكّل تهديداً لهم. لكنّهم أضعف من أن يحموا أنفسهم ذاتياً. فيما الرهان على وحدتهم مع شركائهم مجرّد وهم. لذلك الحلّ الوحيد لكم يا مسيحيين، هو بالاتفاق مع القويّ من حولنا والاحتماء به. ثمّ بالاستقواء به وبقوّته، للحفاظ على موقعنا في السلطة وحصّتنا فيها. أي التنازل عن الاستقلال مقابل هامش من الاستقرار. ذمّية سياسية. بدل أن نقول إنّنا الأضعف. نقول إنّنا حلفاء الأقوى. فنستقوي به ونحكم بعضلاته.

المسيحيين يبدون مدركين لأزمات زعاماتهم تلك. لذلك ذهبوا للبحث عن قنوات جانبية لحلول مستحدثة وبمبادرات من خارج القوى الحزبية

هي نظرية حلف الأقلّيات التي نظّر لها البعض وجرّبها بعض آخر، تعود اليوم بشكل صريح. لا بل بتهديد واضح.

كأنّ فرنجية أراد القول من بكركي للمسيحيين: إذا لم تقبلوا بي رئيساً، فستتكرّر مأساة 1990. في إشارة فجّة إلى الاجتياح السوري الذي ركب منظومة التجنيس والتفليس.

لكنّ أكثر ما لم يكن موفّقاً في كلام فرنجية، ملاحظته عن كون مسيحيّي جبل لبنان "مش قاطعين المدفون".

والمقصود طبعاً ذلك الجسر الصغير الفاصل بين قضاءي جبيل والبترون...

هي المرّة الثالثة التي يُذكر فيها المدفون في الأدبيات السياسية العامّة.

المرّة الأولى مع سمير جعجع في آذار 1985، يوم قال في الجامعة اليسوعية في الأشرفية، إنّه "لدينا بين المدفون وكفرشيما مقوّمات كافية لحلّ صحيح لكلّ الأزمة في لبنان".

المرّة الثانية يوم كان فرنجية نفسه وزير داخلية النظام بعد التمديد لإميل لحّود. وكان في حوار تلفزيوني استفزّ فارس سعيد. فتدخّل الأخير هاتفياً، ليقول له على الهواء: "سليمان فرنجية إنت حدود المدفون".

والمرّة الثالثة مع فرنجية نفسه هذا الأسبوع.

ما سها عن بال الجميع، وخصوصاً عن ذاكرة المسيحيين من الزعماء والعوامّ، أنّ المدفون هو موقع الحاجز السوري الذي فصل الجبل منذ سنة 1978. بعد مقتلة إهدن الرهيبة. بينما الحاجز المقابل عُرف باسم حاجز البربارة.

يومها حاول منظّرو "المجتمع المسيحي" البحث عن تفسيرات كونية لتبرير ما ارتكبوا بلديّاً. فطلع معهم أنّ ما حصل كان نتيجة ذهاب الرئيس أنور السادات إلى تل أبيب وانطلاق مسار السلام المصري الإسرائيلي والاستعداد لكامب ديفيد بعد أشهر قليلة.

وأنّ هذا ما جعل بيغن يطلب من واشنطن وقتاً مستقطعاً لتنظيف لبنان، قبل تفرّغه للاتفاق مع القاهرة. فحصلت عملية الليطاني في آذار. وتبدّلت الحسابات في لبنان. خرج فرنجية الجدّ من الجبهة اللبنانية ليصطفّ مع الأسد. فيما راهن زعماء "جبهة عوكر" على أحلام السلام... فوقع "الصراع الدولي" بين الطرفين. وكانت واقعة إهدن وما قبلها وما بعدها. وصارت هناك حدود إقليمية دولية في قلب جبل لبنان اسمها حاجز المدفون السوري... هذا وفق تخيّلات المسيحيين.

فيما السبب الحقيقي، أو الشرارة التي فجّرت ذلك الصراع على الأقلّ، كانت محاصصة شركات الترابة في شكّا والإتاوات الحزبية عليها ومنافعها وزبائنيّتها.

قصّة خوّات ماليّة بسيطة لا غير، جعل منها عقل الزعامات المسيحية صراعاً دولياً بين إهدن وبشرّي.

اليوم ثمّة من يحاول تكرار السيناريو نفسه. عبر الإيحاء بأنّ تداعيات اتفاق بكين، بأبعاده الكونية، هي ما يتمخّض الآن عندنا ويتجسّد في ترشيح فرنجية المواكب لتطوّرات عصر شي جينبينغ وخارطة "الحزام والطريق" العابرة لساحة الميدان. فيما خصومه ما زالوا في ماضي الأحاديّة الأميركية في قيادة العالم، من عند حاجز المدفون. بينما الحقيقة في النهاية، أيّاً كانت النهاية، أنّ اللعبة محدودة بإعادة تعويم منظومة الاستقواء بالخارج من قبل مقاطعجيّة الداخل. وبمن يرث حصّة الأخوين رحمة في الفيول ومن يستردّ الكازينو من باسيل ويوزّعه ويفرّعه. فضلاً عن بعض فضلات أخرى من بقايا وطن ودولة.

لمتابعة الكاتب على تويتر: JeanAziz1@

 

السنّيّة السياسيّة بين الأدوار الثانويّة والكومبارس

سامر زريق/أساس ميديا/السبت 22 نيسان 2023

يطلق المصريون على الممثّلين الذين يؤدّون الأدوار الثانية والثالثة خلف أبطال الفيلم السينمائي أو المسلسل التلفزيوني اسم "السنّيد". هو ليس ببطل للعمل الفنّي، ولا ينتمي إلى الكومبارس، بل في منزلة بين المنزلتين. تحوّل السُّنّة في لبنان إلى ما يُشبه السنّيد في المعادلة الوطنية وفقاً للتعريف المصري.

ثلاثة نماذج

ثلاثة تطوّرات حصلت في الآونة الأخيرة تؤكّد مدى هشاشة الحضور السياسي السنّيّ:

- الواقعة الأولى كانت قضية التوقيت التي وضعت السُّنّة بين مطرقة المسيحيّين وسندان الشيعة، فظهر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بمظهر "الباشكاتب" الذي ينفّذ أوامر رئيس مجلس النوّاب، فحوّله ذلك إلى هدف لحملة مسيحية هائلة بدا فيها مربكاً وضعيف الحيلة.

- الثانية تمثّلت بقرار ترحيل الانتخابات البلدية والاختيارية، الذي تشير التسريبات والمعلومات إلى أنّ الكتل النيابيّة جميعها مؤيّدة له. بيد أنّ السُّنّة وحدهم من أُريد لهم لعب الأدوار السيّئة، سواء كان ذلك من خلال تحميل رئيس الحكومة ووزير الداخلية مسؤولية عدم إجراء الانتخابات، أو من خلال دفع النوّاب السُّنّة إلى التقدّم باقتراح قانون لتأجيلها لمدّة سنة. وعُهد بالأمر إلى تكتّل الاعتدال الوطني، الذي دفع الحرج عن نوّابه السُّنّة برميها على عاتق النائب سجيع عطيّة، وإنْ كان دخول رئيس لجنة الدفاع والداخلية والبلديات النائب جهاد الصمد على خطّ الأزمة، وتبنّيه الاقتراح، خفّفا قليلاً من الحرج. فالصمد الذي يُعرف بمواقفه الصريحة، سواء اتّفقنا معه أم لم نتّفق، كان موقفه واضحاً منذ البداية باستحالة إجراء الانتخابات. وما قاله داخل أروقة البرلمان، هو نفسه ما صرّح به على منابر الإعلام. وفي المحصّلة، فإنّ نائبان سنّيان هما مَن حمل وزر الاقتراح نائبان، في حين تهرّبت باقي الكتل والقوى السياسية من حمل كرة النار لأسباب شعبوية محضة.

زار الوزير القطري رؤساء الأحزاب المسيحية الثلاثة. واجتمع برئيس كتلة الوفاء للمقاومة، والزعيم الدرزي وليد جنبلاط. أمّا لقاؤه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي فقد كان بروتوكولياً فقط

- الواقعة الثالثة حصلت في أثناء زيارة الموفد القطري وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية محمد عبد العزيز الخليفي لبيروت ليوم واحد، وما تزال آثارها تتفاعل حتى الساعة. وإذا كان الاهتمام الإعلامي انصبّ على موقف السعودية وقطر من ترشيح رئيس تيّار المردة سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، فإنّ ذلك لم يحجب أنّ الزيارة أثبتت أنّ السُّنّة هم على هامش المعادلة السياسية.

المرجعيّة السنّيّة الجديدة

لقد زار الوزير القطري رؤساء الأحزاب المسيحية الثلاثة. واجتمع برئيس كتلة الوفاء للمقاومة، والزعيم الدرزي وليد جنبلاط. أمّا لقاؤه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي فقد كان بروتوكولياً فقط، نظراً لمحدودية تأثير الأخير في مجريات الاستحقاق الرئاسي. ولا يمكن وضع اجتماعه برئيس البرلمان في هذه الخانة. فالرئيس برّي يُعدّ من أهمّ اللاعبين المؤثّرين في الساحة السياسية، ورقماً يصعب تجاوزه.

اللافت أنّ الوزير القطري التقى النائب السابق طلال أرسلان، وهو الذي ليس لديه أيّ تمثيل في البرلمان الحالي، في حين أنّه لم يجتمع بأيّ نائب سنّيّ. وعوضاً عن ذلك زار مفتي الجمهوريّة الشيخ عبد اللطيف دريان، تأكيداً للدور الجديد لدار الفتوى المتمثّل في كونها مرجعيّة سياسية سنّيّة تحظى بإجماع وتوقير كلّ الأطياف. فالحال أنّ مفتي الجمهورية ومفتي المناطق، ولا سيّما بعد انتخابات الإفتاء الأخيرة التي منحتهم شرعية سياسية واجتماعية ضخمة، صاروا يمثّلون المرجعيّة الوطنية ذات الخطاب الهادئ والعقلاني والوحدوي الذي يسمو فوق الفئويّات، ويؤدّون أدواراً يعجز السياسيّون والنوّاب السُّنّة عن القيام بها. وخير دليل على ذلك الجهد الهائل الذي بذله مفتي عكّار زيد بكّار زكريا في قضية خطف واغتيال الشيخ أحمد شعيب الرفاعي، لكشف ملابسات الجريمة واستيعاب تداعياتها، وسحب فتيل الفتنة المذهبيّة التي كانت تلوح في الأفق، وسط دعم مطلق من مفتي الجمهورية.

يقول نائب من تكتّل الاعتدال الوطني إنّ "زيارة الوزير القطري أتت بالتنسيق مع المملكة العربية السعودية. وليس تكتّل الاعتدال خارج العباءة السعودية في تموضعه الاستراتيجي، فأينما تكن المملكة يكن الخير كلّه

مع ذلك، كانت ثلاثة أطراف غائبة عن جدول زيارات الوزير القطري، ثمّ اجتمع اثنان منها به فيما بعد:

- الأوّل رئيس المردة سليمان فرنجيّة.

- الثاني بعض نوّاب التغيير الذين كسروا الحُرُم الذي وضعوه بأنفسهم لحظة انتخابهم على الاجتماع بالسفراء العرب لمناقشة الأمور السياسية الداخلية. وقد قاموا بزيارة السفارة القطرية، واجتمعوا بالوزير القطري محمد عبد العزيز الخليفي عبر تقنيّة "Zoom" بهدف إبداء رأيهم في الاستحقاق الرئاسي.

التموضع وضعف التأثير

لم يبقَ سوى الطرف الثالث مُغيّباً، وهم النوّاب السُّنّة. فالنائب إبراهيم منيمنة الذي كان في عداد "وفد السفارة" كما زميلته حليمة قعقور يرفضان تصنيفهما كنائبين سنّيَّين.

جملة تساؤلات تحيط بهذا الغياب السنّيّ الفاقع: هل هو بسبب انعدام تأثيرهم السياسي؟ أم لوضوح خياراتهم وتموضعهم في شأن الاستحقاق الرئاسي؟ أم لتفرّقهم وتباعدهم بما يجعل الاجتماع معهم غير ذي جدوى؟ ولماذا أهمل تكتّل الاعتدال ذا الصبغة السنّيّة، والذي يتجاوز عدد أعضائه 11؟

يقول نائب من تكتّل الاعتدال الوطني إنّ "زيارة الوزير القطري أتت بالتنسيق مع المملكة العربية السعودية. وليس تكتّل الاعتدال خارج العباءة السعودية في تموضعه الاستراتيجي، فأينما تكن المملكة يكن الخير كلّه". يُذكر في هذا الإطار أنّ "التكتّل سبق أن أعلن شرطين يجب توافرهما لدى المرشّح كي يحوز أصوات أعضائه: واحد داخلي، وهو الميثاقية الوطنية التي لا تتوافر إلا بنصاب الثلثين. والثاني خارجي، وهو عدم انتخاب رئيس لا يحظى بتأييد العرب، وعلى رأسهم السعودية، وإلّا فسنمدّد للأزمة الاقتصادية لستّ سنوات جديدة". من هذا المنطلق فإنّ "لقاء تكتّل الاعتدال مع الوزير الخليفي وعدمه سيّان".

أمّا عن عدم لقاء الوزير القطري بالنوّاب السُّنّة الآخرين فيقول النائب نفسه إنّ "هذا مردّه إلى تفرّقهم، ومعرفة المملكة المسبقة لخيارات هؤلاء النوّاب، ومن هو معها ومن حسم أمره بالتصويت لسليمان فرنجية"، غامزاً بذلك من قناة النائبين فيصل كرامي وجهاد الصمد. ولا تفوته دعوة جميع القوى السياسية إلى "الاتّعاظ والتعلّم من الاتفاق السعودي - الإيراني الذي سيغيّر شكل المنطقة، والذي أكّد صوابية خيار تكتّل الاعتدال الذي يشدّد على ضرورة الحوار وتطبيق الاعتدال قولاً وفعلاً والبعد عن التطرّف والاصطفافات التي لن تفيد البلد شيئاً".

 

عن حياد لبنان و"تحييد" المقاومة

إيلي القصيفي/أساس ميديا/السبت 22 نيسان 2023

أعاد إطلاق الصواريخ من الجنوب على إسرائيل هواجس الماضي وكوابيسه، لكنّه سلّط في الوقت نفسه أضواءً كاشفة على الحاضر. وكأنّ الماضي يعيد نفسه أو لا يزال حاضراً مع فارق اللاعبين وتبدّل الظروف المحلية والإقليمية، وإن بقيت القضية الفلسطينية عالقة ومعها تبعاتها في "دول الطوق".

ما يعقّد الموقف من أحداث الأسبوع الماضي ليس صعوبة قراءة ظروف المواجهة بين إسرائيل و"جبهة الممانعة" وحدود هذه المواجهة واحتمالاتها، وإنّما قراءة الحدث من زاوية الموقف من إسرائيل نفسها كدولة احتلال تواصل سياسات الاستيطان والتمييز والعنصرية بحقّ الشعب الفلسطيني. وهو ما يجعل الموقف منها موقفاً مبدئياً، سياسياً وأخلاقياً، يتجاوز ما إذا كانت إسرائيل تريد الاعتداء على لبنان أو لا، باعتبار أنّ الموقف من إسرائيل هو أوّلاً موقفٌ من سياساتها ضدّ الفلسطينيين في الأراضي المحتلّة، وتحديداً في القدس والضفّة الغربية.

موقفٌ داخليّ

هذا الموقف لا يمليه دعم القضية الفلسطينية أو قضية الفلسطينيين، لكي نخفّف عن التعبير حمولاته التاريخية التوظيفية، وحسب، بل يمليه أيضاً تحقيق الشروط السياسية والأخلاقية لقيام دول ديمقراطية لا تميّز بين مواطنيها على أيّ أساس كان، أي دول توفّر إمكانات المساواة بين مواطنيها وتحقّق العدالة الاجتماعية وتتيح الحرّيّات العامّة والفردية.

إذا كان سلاح حزب الله في الداخل وفي حركته الإقليمية مشكلة لبنانية رئيسية، فإنّ خلفيّات المواقف الرافضة له تفاقم، في مجملها، تلك المشكلة

لذلك الموقف من إسرائيل هو أيضاً موقف داخلي لبناني لأنّه بموازاة السؤال عن أيّ سياسة دفاعية وخارجية نريد للبنان، هناك سؤال آخر لا يقلّ أهمّية وهو: أيّ دولة نريد؟ بمعنى أيّ نظام سياسي نريد وأيّ نموذج حكم؟ هل نظام عصري، أي يسعى إلى تحقيق أفضل شروط العيش في عالم اليوم. وهو ما يقتضي وعياً بالديناميكيات العالمية على المستويات السياسية والاقتصادية والقيمية؟ أم نظام يصادر الوعي ويكيّفه مع مصالح وقيم قواه الرئيسية، ولو كانت هذه المصالح وهذه القيم ضدّ مصالحة لبنان مع عالم اليوم؟

هذا يحيلنا إلى المقاربة الموضوعية لمسألة إسرائيل وقضية فلسطين، بوصفهما ساحة اختبار عالمي، لا عربي وحسب، لقدرة الأفراد والدول على صوغ موقف سياسي وأخلاقي من الأحداث الجارية، سواء داخل إسرائيل أو على مستوى الصراع بين الفلسطينيين ودولة الاحتلال.

والحال فإنّ طريقة مقاربة هذين الموضوعين تعكس المنظومة القيمية التي تملي حركة الأفراد والقوى، سياسياً وأخلاقياً، داخل دولهم.

إشكاليّة مزدوجة

تحيلنا هذه المقاربة إلى الإشكالية المزدوجة الرئيسية في الواقع اللبناني، أي إشكالية حزب الله والمقاومة مقابل إشكالية الحياد.

إنّ هذه الإشكالية بوجهَيها، أي المقاومة والحياد، تقوم من جهة حزب الله على مقاربة المسألة الإسرائيلية وقضية الفلسطينيين مقاربة أمنيّة وعسكرية بحت تحرّكها الاستراتيجية الإيرانية في المنطقة. وتقوم من جهة الداعين إلى الحياد على بناء الموقف من هذه المسألة وتلك القضية على قاعدة أنّ رفض العمل المسلّح ضدّ إسرائيل من لبنان، أي الدعوة إلى حياد لبنان عسكرياً، أدّى ويؤدّي إلى الحياد السياسي والأخلاقي عن هاتين المسألة والقضيّة.

خطر رئيسيّ

الخطر الرئيسي في هذه المعضلة اللبنانية البنيوية يكمن في أنّ الموقف من سلاح حزب الله وارتباطه بالمنظومة الإيرانية يجذّر دعوات الحياد المطلق عن قضية الفلسطينيين وكأنّها لا تعني الداخل اللبناني من قريب أو بعيد. أي أنّ الحزب بمصادرته "القضية المركزية" وبتحويلها إلى قضية أمنيّة وعسكرية بحت، يُجري عن وعي أو لا، عملية كيّ للوعي الجمعي إزاء تلك القضية الأساسية، بحيث "يموت" الموقف منها أو "ينحرف"، بينما هو موقفٌ ضروري لبناء تصوّر عن لبنان المستقبل، أو لاختبار منظومة القيم التي ستعيد تشكيل العقد الاجتماعي في لبنان.

إذا كان سلاح حزب الله في الداخل وفي حركته الإقليمية مشكلة لبنانية رئيسية، فإنّ خلفيّات المواقف الرافضة له تفاقم، في مجملها، تلك المشكلة، أو لا تنبئ بأنّ البدائل عن نموذج الحكم الذي يقدّمه الحزب هي بدائل عصرية قادرة على اقتراح مستقبل عصري للبنان. تماماً كما أنّ ما يحصل في إسرائيل هو صراعٌ على مستقبلها ونوعيّته، بغضّ النظر عن هامش الفوارق في موقف طرفَي ذاك الصراع من الفلسطينيين.

لو سلّمنا جدلاً بضرورتها كجزء من سياسة دفاعية عامّة، فإنّ مسألة "تحييد" المقاومة هي مسألة إشكالية

أيّاً يكن من أمر، لم يواجَه المحتجّون في إسرائيل، حتى الآن، بعنف الميليشيات كما حصل في لبنان والعراق من جانب "قوى المقاومة".

وظائف جانبيّة

يحيلنا هذا الواقع إلى الوظائف "الجانبية" لتلك القوى في الداخل. وهي وظائف تستند أساساً إلى "تحييد" المقاومة عن الداخل، أي عزلها في مساحة طائفية لا يدخل إليها أحد من خارجها، فتغدو بذلك جزءاً من الصراع الطائفي عوض أن تكون أحد المخارج منه. وهذا بغضّ النظر عن نقاش مسألة المقاومة الأمنيّة لناحية ضرورتها وشروطها.

لكن حتى لو سلّمنا جدلاً بضرورتها كجزء من سياسة دفاعية عامّة، فإنّ مسألة "تحييد" المقاومة هي مسألة إشكالية، ولا سيّما عندما "يُتاح" لقوى غير لبنانية الانخراط في المقاومة من خارج أيّ سياق دفاعي لبناني!

أيّ إجماع؟

في المقابل تُطرح إشكالية دعوات الحياد نفسها، إذ هي لا تنطلق أساساً من "التحييد الطائفي" للمقاومة وتحوُّلها قوّة طائفية في اللعبة الداخلية. وهذا قبل نقاش مسألة المقاومة بذاتها، أو السياسة الدفاعية للبنان. أي أنّ هذه الدعوات تحيّد نفسها عن "تحييد" المقاومة، وهذا عطبٌ أساسي فيها.

في موازاة ذلك، فإنّ تناولَ حزب الله لقضية الإجماع اللبناني حول المقاومة يستبعد كلّيّاً تأثيراتِ "التحييد الطائفي" للمقاومة على مقاربة قضية المقاومة وتحوُّلها أحد عناوين الانقسام الطائفي.

هذا كلّه نقاش لبناني لم يُفتح بعد ولم تتحقّق أدنى شروط الخوض فيه، ولا مؤشّرات إلى إمكان تحقّقها قريباً، بينما يمرّ الوقت ثقيلاً وتتفاقم الأزمة حتّى حدود سقوط الدولة... وكأنّ المقاومة لا تنتصر إلا بسقوط الدولة حتّى الرمق الأخير!

لمتابعة الكاتب على تويتر: eliekossaifi@

 

المعارضات " تبادر ...لائحة اسماء للموفد القطري ..لإسقاط ترشيح فرنجية..

سيمون أبو فاضل/الكلمة اولاين/21 نيسان/2023

رشح الفريق المعارض للممانعة النائب ميشال معوض، الى رئاسة الجمهورية ،وشاركت هذه القوى في جلسات انتخاب رئيس الجمهورية بالاقتراع له تكرارا، بحيث كان هذا الفريق في حالة تقدم على الفريق الممانع اي الثنائي الشيعي -التيار الوطني الحر الذي لم يكن لديه مرشحا رئاسيا، لحسابات متعددة ومتناقضة، وكان يقترع بالورقة البيضاء نتيجة الخلافات الناتجة عن دعم الثنائي الشيعي للمرشح سليمان فرنجية ورفض رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل لهذا التأييد. ثم اتت مبادرة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط ،بضرورة الانتقال نحو التفاهم على رئيس للجمهورية طارحا يومها عدة اسماء ( قاىد الجيش العماد جوزاف عون، الوزير السابق جهاد ازعور ،النائب السابق صلاح حنين ) ،على قاعدة اضافة اخرين اليها، واعرب جنبلاط عن تجاوبه مع دعوة رئيس مجلس النواب الرئيس نبيه بري الى الحوار للخروج من ازمة الاستحقاق الرئاسي ، مع قراره بعدم المضي في الاقتراع لمعوض الذي لن يتمكن من دخول قصر بعبدا ، ولا ايضا اي مرشح مواجه قاصدا بذلك النائب السابق سليمان فرنجية قبيل بروز ترشحه من قبل الثنائي ..وكان المحور الداعم لمعوض يجد ذاته في حالة تقدم على الفريق المقابل ، رغم تشتته، وينتقد الاقتراع بالورقة البيضاء، الى ان اعلن كل من بري وامين عام حزب الله السيد حسن نصرالله ترشيح فرنجية الى رئاسة الجمهورية، ورافق هذا الاعلان موقف فرنسي واضح وداعم بقوة لرئيس تيار المردة، الى ان كان الموقف الاخير لوزارة الخارجية الفرنسية الذي انكر تبني باريس للمرشح فرنجية، مع دعوة الفرقاء اللبنانيين للتوصل الى انتخاب رئيس للجمهورية واختيار رئيس حكومة ...

حتى بعد صدور الموقف الفرنسي الذي يبدد حتى حينه، انحياز الرئيس مانويل ماكرون لمحور الممانعة فقط في تبني فرنجية، الذي رشح ذاته مؤخرا من بكركي، فإن المحور المعارض المكون من احزاب ومستقلين وتغيريين، بات يبدو متراجعا بعد حالة الهجوم التي كان عليها ،الى حالة الدفاع في مواجهة فرنجية ،دون المعرفة النهائية لمصداقية ماكرون في الملف الرئاسي اللبناني ،ولا سيما في نقضه الالتزام بالمواصفات الرئاسية التي باتت مطلب دولي وتبنتها اللجنة الخماسية ،ومنطلقها المعايير التي تفاهم عليها ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان مع كل من الرئيسين الاميركي والفرنسي ،جو بايدن وماكرون وتبعه بيان ثلاثي في ايلول الماضي يؤكد على هذه المواصفات لانقاذ لبنان ومعالجة ازماته ،من قبل كل من واشنطن ،باريس والرياض ..

الواقع الراهن للمحور المعارض للممانعة وحلفائها ، يظهر انه ليس في واقع سليم ،ولم يعد استمراره على حاله مقبولا حتى من قبل افراده على تنوع التزاماتهم السياسية والحزبية كما تقول اوساط هؤلاء ،لا سيما ان ترشيح فرنجية وبعيدا عن الموقف الفرنسي الناكر لدعم اي مرشح ،شكل واستنادا الى ما اعلنه قفزة نحو الامام ،ليصبح مباشرة وجها لوجه مقابل الفريق المعارض لوصوله ،معززا بدعم من الثنائي ورهان على تسوية داخلية لصالحه كنتيجة للعلاقة المستجدة بين السعودية وبين طهران ..

وباتت معظم القوى داخل المحور المعارض "احزاب ،مستقلين ،تغيريين ونواب من الطائفة السنية .." وفق اوساط هؤلاء ،على قناعة بضرورة اعتماد خطوة تطويرية لتنظيم قرارهم ، وكان رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل عكس باعلانه عن سعيه لتوحيد المعارضة ،بعد زيارته باريس ،مدى ما يحدق بهم من تحديات ،في ظل الدعم الفرنسي القوي لفرنجية ،وهي خطوة تبقى رهينة تجاوز الحسابات الشخصية المتشنجة ،ومن يتقدم ادارة القرار، في وقت تقول الاوساط بأن كافة فرقاء هذا المحور باتت على قناعة بضرورة اللجوء الى خطوة متقدمة ..

وتقول الاوساط المتحركة بين المعارضين والمستقلين وضمنهم النواب السنة والتغيريين ،على اجنحتهم المتعددة وكتلة اللقاء الديموقراطي من موقعها الرافض لترشيح فرنجية ومؤيدة لرئيس توافقي ،بانه بعد انتهاء شهر رمضان الكريم ،سيعود الموفد القطري وزير الدولة محمد بن عبد العزيز الخليفي ،الى تحرك بغطاء سعودي، ودعم من فرقاء في اللجنة الخماسية ، في اتجاه القوى اللبنانية ،وهو الامر الذي يتطلب وحدة تصور لمعارضي فرنجية دون تقديم طرح جديد يتجاوز التمسك بترشيح معوض ،بحيث ستحصل اتصالات مع رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع لهذه الغاية .

وتتابع الاوساط بانها في صدد صياغة ورقة موحدة تنطلق من قاعدة اسماء محددة لاطلاع الموفد القطري عليها بحيث تشكل ورقة قوة لها في هذا الملف الرئاسي ومتفرعاته وتدرجاته نزولا في المواقع لاحقا ،متى طرح الموضع بتفاصيله قبيل التسوية الداخلية ، وهي افكار تتم مناقشتها مع هذا المحور المعارض سواء الاحزاب او الكتل او "افراديا ".. وستتضمن " المسودة الشفهية " التي تخرج هذا الفريق من موقع الدفاع الى المبادر ، وفق الاوساط قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون ،وفق قاعدة الثقة التي تعبر عنها معظم القوى تجاهه وقدرته على طمأنة اكثرية القوى نتيجة ممارساته الحالية ، النائب نعمت افرام وفق قاعدة الخبرة الاقتصادية المطلوبة واحتمال طمأنة الفريق المقابل بخطابه المعتدل ،النائب السابق صلاح حنين الذي يتمسك به عدد من التغيريين ويتبنى قناعات المعارضة دون ان يشكل تحديا للاخرين ، وان ثمة اسماء على غرار الوزيران السابقان روجيه ديب وزياد بارود ممكن ان تضاف الى اللائحة اذا ما تفاهم مع باسيل حولها ، على ما تطرح بعض القوى وعدد من الافراد في اجنحة القوى المعارضة. وتوضح الاوساط بان عدم ادراج الوزير السابق جهاد ازعور ضمن اللائحة بعد ان كان ادرجه جنبلاط في عداد لائحته الاولية ،لأن الاحزاب المعارضة لا تدعم ترشحه نظرا لتلاقي رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة على ترشيحه ،مشيرة الى ان لائحة مقتضبة للاسماء تتضمن مواصفات تشكل قاسما مشتركا يعتبر عاملا جديا للاسراع في طي صفحة الفراغ الرئاسي ،اذا كان لدى الثنائي كل من موقعه النية او الضؤ الأخضر الاقليمي لتسهيل التسوية لانقاذ البلاد واللبنانيين...

 

“عدّة” تسويق فرنجية تفضح “الممانعة”: الأسد يمنع عودة النازحين!

راكيل عتيّق/نداء الوطن/21 نيسان/2023

يركّز مؤيدو انتخاب رئيس تيار «المرده» سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية، لا سيما منهم «الثنائي الشيعي»، ضمن الحملة التسويقية لمرشح فريق «الممانعة»، على ملفين أساسيّين: الاستراتيجية الدفاعية وعودة النازحين السوريين إلى بلادهم. فيحاول مريدو فرنجية «دغدغة» مشاعر اللبنانيين وخصوصاً المسيحيين بـ»وعودٍ افتراضية» لجهة أنّ فرنجية يُمكنه استثمار علاقاته بمحور الممانعة لتحقيق خرق في هذين الملفين. «عدة» التسويق هذه باتت «عنوان» حملة فرنجية. لكن لماذا سيحقّق فرنجية ما لم يتمكّن الرئيس ميشال عون من تحقيقه؟ وكيف ستتمّ إعادة النازحين عبر علاقة فرنجية بالرئيس السوري بشار الأسد في وقتٍ يواظب محور «الممانعة» على تأكيد أنّ المجتمع الدولي هو من يمنع هذه العودة؟ وإذا باتت الظروف الإقليمية والدولية في المرحلة المقبلة تتيح تحقيق هذه العودة، فعندها يُمكن أن يشهد عهد أي رئيس غير فرنجية عودة النازحين إلى سوريا. وإذا كان التواصل بين الدولتين اللبنانية والسورية هو المطلوب لمعالجة هذا الملف، فسبق أن حصل هذا التواصل وزار وزراء لبنانيون دمشق لهذه الغاية، ولم يشهد الملف أي خرق إيجابي. مصادر قريبة من «الثنائي الشيعي» تعتبر أنّه «عندما يحصل تنسيق بين الدولتين اللبنانية والسورية على صعيد حكومي ورئاسي وليس فقط وزاري، يُمكن فرض قرار عودة النازحين على المجتمع الدولي، والعمل على تنظيم العودة إلى سوريا حتى لو مانع المجتمع الدولي». في المقابل، ترى جهات معارضة، أنّ «محور الممانعة» فضح نفسه عبر الترويج بأنّ علاقة فرنجية والأسد ستلعب إيجاباً في ملف النازحين، إذ كأنّه يعترف بأنّ الأسد يمنع عودة النازحين. كذلك تؤكد هذه المعادلة أنّ النظام السوري يريد من لبنان الرسمي وعلى أعلى المستويات التواصل معه بغية حلحلة هذا الملف. وبالتالي يستخدم «محور الممانعة» هذا الملف الإنساني سياسياً ضمن أجندة تخدم مصالحه. أمّا في حال تبوّأ فرنجية سدة الرئاسة الأولى ومدّه الأسد بجرعة دعم لعهده، عبر ملف النازحين، فهذا يعني أنّ حجة «الممانعة الدولية» سقطت وأنّ لبنان يتحمّل هذا العبء بسبب هذا المحور. أمّا إذا واجه لبنان رفضاً دولياً لهذه العودة لعدم توافر ظروف آمنة، فهل يُمكن للبلد تحمُّل هذه الخطوة؟ وهل يتمكّن فرنجية من الإقدام عليها في حين أنّ عون لم يفعل؟ وكيف سيتمكّن عهد فرنجية من فرض العودة على النازحين إذا لم يضمنها المجتمع الدولي؟ هل سيعود النازحون إذا لم تنقل الأمم المتحدة المساعدات التي تمنحهم إياها من دول النزوح الى سوريا؟ وهل سيعودون إذا لم تتحقّق إعادة الإعمار؟ وهل سيعودون إذا لم تشجّعهم المنظمات الدولية والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين واستمرّت في اعتبار أنّ المناطق التي باتت تحت سيطرة النظام السوري ليست آمنة؟

وما هي التسهيلات التي سيقدّمها النظام السوري للنازحين لتشجيعهم على العودة غير التسهيلات التي سبق ووعد بتقديمها ونقلها عنه وزراء ومسؤولون في «حزب الله»؟

ولماذا سيتمكّن فرنجية من تحقيق ما لم تتمكّن حتى روسيا من تحقيقه على مستوى عودة النازحين، بسبب غياب الدعم المالي العربي والغربي لمبادرتها بعد قمة هلسنكي عام 2018 بين بوتين والرئيس الأميركي؟ حتى خطوات أخرى في هذا الإطار، لم تؤتِ ثماراً، ومنها مؤتمر في دمشق عام 2020، خصّص لعودة النازحين برعاية روسيا، وشارك فيه لبنان الرسمي ممثلاً بوزيري الشؤون الاجتماعية والخارجية والمغتربين.

وقبل أن تلوح المبادرة الروسية في الأفق، شهد عام 2018 تنظيم العودة الطوعية للنازحين، تولّتها المديرية العامة للأمن العام، ودخل على خطّها عدد من الأحزاب، أبرزها «التيار الوطني الحر» و»حزب الله». إلّا أنّ هذه العودة الطوعية لم تكن حرّة، بل مرتبطة بموافقة النظام السوري، الذي تُرسل إليه الأسماء ويوافق على مَن يريد منها، ويرفض مَن يريد. وفي عام 2019 تخلّى رئيس الحكومة آنذاك سعد الحريري عن حقيبة وزارة الدولة لشؤون النازحين بعد سنوات من اتهامه بأنّه وفريقه يعرقلان عودة النازحين. وارتضى تسليمها إلى وزير الحزب «الديموقراطي اللبناني» حليف سوريا، على رغم معارضة تيار «المستقبل» أي «تطبيع مع نظام الأسد». ورفض حينها الوزير معين المرعبي إجراء مراسم التسليم والتسلُّم في الوزارة مع خلفه الوزير صالح الغريب. وبعد إعلان التشكيلة الوزارية وقبل نيل حكومة «الى العمل» الثقة، زار الغريب دمشق بعد دعوة رسمية للبحث في ملف النازحين وسبل تأمين عودة آمنة لهم. وبعدها أعدّ خطة لإعادة النازحين، أقرّتها لاحقاً حكومة الرئيس حسان دياب. وكما سلفه تواصل وزير الدولة لشؤون النازحين رمزي المشرفية مع سوريا، كذلك فعل وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال عصام شرف الدين. وكان كلّ من هؤلاء الوزراء يأتي بتطمينات وتسهيلات سورية، لكن لا الزيارات لدمشق ولا التسهيلات حقّقت أي خرق في ملف النزوح. إستناداً إلى التجربة سقطت معادلة «ضرورة التنسيق مع سوريا لإعادة النازحين»، بحسب مصادر معارضة، إذ لطالما كان هدف «الممانعة» منها ولا يزال، «التطبيع» مع نظام الأسد عبر بوابة النازحين، فيما لو كان الأسد يريد فعلاً عودة النازحين فهو لا ينتظر أحداً كي «يدعس على رجله»، إلّا أنّه لا يريد تحقيق هذه العودة لأسبابٍ ديموغرافية إضافةً الى ترك هذا الملف ورقةً في يده متى حان وقت الحلّ السياسي، فالنظام السوري لن يخسر هذه الورقة من دون أي ثمن عربي أو غربي. لذلك تعتبر المصادر نفسها أنّ فريق الممانعة «يضحك» على الناس عبر إيهامهم بأن فرنجية سيأتي بالحلّ لملفين ساخنين، فيما حلّ أي منهما لا يتعلّق لا بهوية رئيس الجمهورية ولا بارتباطه بمحور الممانعة.

 

الرياض تلاقي طهران ودمشق... ماذا عن «الحزب» وفرنجية؟

عماد مرمل/الجمهورية/21 نيسان/2023

مِن المُرتقب ان تدور المحركات الدبلوماسية والداخلية بأقصى طاقتها عند انتهاء عطلة عيد الفطر، لفك الصيام الرئاسي ومحاولة «توليد» اسم رئيس الجمهورية الذي لا تزال أحرفه مبعثرة ومتعثرة. هناك من يرجّح ان تتبلور، بعد العيد، معالم التسوية الخارجية حول لبنان، بعدما تكون قد اكتملت مكوّناتها في الوعاء الفرنسي، ونضجت على النار الاقليمية التي انتقلت من ان تكون سبباً للحرائق الى مصدر لـ«الدفء» في الساحات التي كانت مسرحاً للمواجهات بين السعودية وحلفائها ومحور المقاومة والممانعة. ولأنّ للاتفاق السعودي - الايراني ديناميته التلقائية والعابرة للحدود، فإنّ وصول زَخمه الى لبنان لا يعدو كونه مسألة وقت، والمهم بالنسبة إلى اللبنانيين العاديين اختصار هذا الوقت قدر الإمكان، لأنّ كلفة الانتظار على رصيف المنطقة باهظة، بينما البلد يستمر في التحلّل. ولكن حسابات القوى الخارجية مختلفة، وهناك قراءة تفترض انّ قدرة تلك القوى على فرض التسوية ستكبر كلما تفاقمَ الانهيار الداخلي وتمددت الازمة مع مرور مزيد من الايام الصعبة، إذ عندها ستبرد الرؤوس الحامية وستنخفض السقوف، وبالتالي ستضعف إمكانية عرقلة مسار التسوية وستصبح الجهات الداخلية أكثر قابلية لتلقّف المعالجات المستوردة ودفع «الجمرك» السياسي عليها.

ويعتبر المواكبون لما يجري في الإقليم انّ اختصار مدة الانتظار العبثي وآلامه يتوقف على الطريقة التي سيتعامل بها الافرقاء اللبنانيون مع المتغيرات الإقليمية والدولية، وما اذا كانوا سيجيدون مواكبتها أم سيسبحون في عكس تيارها، علماً انّ المؤشرات الأولية توحي بأنّ البعض لم يتعلم بعد من التجارب السابقة، مع انه دفع ثمنها غالياً من كيسه. وبالتالي، لا يزال يكابر في مقاربته للتحولات الكبرى، محاولاً تفسيرها على قياس عواطفه ومصالحه، بعيداً من دلالاتها الحقيقية. يبقى انّ السؤال الكبير يتركز حول طبيعة النتيجة التي ستنتهي اليها التسوية المفترضة بعد اكتمال عقدها ونصابها، وهل سترسو في بنشعي على اسم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ام على خيار آخر؟

بالنسبة إلى داعمي فرنجية، توحي كل المؤشرات بأنّ أسهمه تواصل ارتفاعها وإن يكن ببطء، مراهنين على أنّ الموقف السعودي حياله قابل للتليين والتعديل وانّ مصالحات المنطقة تصبّ في صالح تعزيز أوراقه الرئاسية وتسهيل قبول الرياض به، ولو بعد حين.

أصحاب هذا الرأي من مؤيّدي فرنجية يعتبرون انه ما دامت الرياض قد اتفقت مع طهران فلن تبقى الخصومة بينها وبين «حزب الله» في لبنان على حدّتها، وما دامت قد صالحت الرئيس السوري بشار الأسد فلن «تغصّ» بحليفه فرنجية، خصوصاً اذا استندت التسوية الى ركيزتين متكاملتين: رئيس للجمهورية قريب من فريق 8 آذار ورئيس للحكومة قريب من خصوم «حزب الله». ويستغرب هؤلاء ان يرفض البعض هذه المعادلة، على الرغم من انّ دور رئاسة الحكومة هو وازِن جداً في السلطة بموجب دستور الطائف، خلافاً لما آلت اليه صلاحيات مركز رئاسة الجمهورية.

في مقابل هذا السيناريو، لا يزال حزب القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، المختلفين حول كل شيء، يتقاطعان عند رفض انتخاب فرنجية، ويؤكدان ثباتهما على هذا الموقف بمعزل عمّا يمكن أن تُنتجه اي تسوية خارجية، مع الاشارة الى انّ كليهما يستبعد حتى الآن حصول توافق إقليمي - دولي كافٍ حول فرنجية.

وحتى إذا تم توافق من هذا النوع، فإنّ الطرفين يعطيان انطباعاً بأنهما سيعارضانه ولن يقبلا بوصول فرنجية مهما كلف الأمر، كلٌ لأسبابه، في حين انّ المعوّلين على اندفاعة التسوية يبدون واثقين في أنّ واحداً من الجانبين المسيحيين، على الاقل، سيُجاري رياحها عندما تهبّ على لبنان، ولو من باب تأمين النصاب لجلسة انتخاب فرنجية من دون التصويت له بشكل مباشر. ولعلّ «الخاصرة الرخوة» لطرح التيار والقوات يكمن في أنهما لم يتفقا بعد على مرشح مشترك، ما يترك «فجوة» واسعة من شأنها لاحقاً ان تسهل على التفاهم الخارجي، مع تقاطعاته الداخلية، المرور عبرها ليفرض إيقاعه.

 

السعودية أم الولايات المتحدة...14 آذار ضائعة!

مرلين وهبة/الجمهورية/21 نيسان/2023

يسود شيء من الضياع فريق الرابع عشر من آذار، بعدما تظهّر التباين علناً بين الموقفين السعودي والاميركي، إذ وجد هذا الفريق نفسه محرجاً كيف يحافظ على رضا الطرفين ودعمهما في الوقت نفسه. الاّ انّ مصادر مطلعة، ترجّح ان يسير فريق الرابع عشر من آذار خلف القرار السعودي، ليس فقط بسبب التمويل، بل بسبب تردّد الادارة الاميركية ووقوفها موقف المتفرّج على التحوّل الاقليمي الناتج من الاتفاق بين المملكة العربية السعودية وايران، الذي تجاوز دورها كعرّابة تاريخية للتفاهمات والمفاجآت والتسويات الاقليمية. تتساءل مصادر ديبلوماسية «لماذا لم نشهد أي ردة فعل لإدارة الرئيس الاميركي جو بايدن عندما اعلن مثلاً ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان ودولة الامارات عن بيع الصين نفطاً بالعملة الصينية؟ وكيف لم نشهد أي ردة فعل لإدارة بايدن عندما تحرّكت اوروبا على هذا الأساس، وأرادت هي ايضاً بيع نفطها وغازها باليورو، في وقت استمرت الادارة الاميركية باتباع سياسة الصمت والترقّب امام هذا التحوّل، وهو مؤشر لضياع كبير على مستوى القرار الاميركي؟». لكن المصادر أضافت في المقابل، انّ «هذا لا يعني انّ اميركا لا تنوي الردّ، بل بالتأكيد هي في سياق التخطيط لردّ على هذا التحوّل والانقلاب الاوروبي والعربي والسعودي تحديداً، وقد تكون حرب السودان بداية لهذا الردّ».

وتوقعت «ردّاً أميركياً أعنف وأقسى، لكنه ما زال غير واضح المعالم، اي كيف واين ومتى يجب ان يكون الردّ. وهذا الضياع الاميركي، بحسب المصادر، سيجعل فريق 14 آذار يتموضع مع السعودية وليس مع الولايات المتحدة». إلى ذلك، كشفت مصادر مقرّبة من السفارتين السعودية والفرنسية، أنّ الرياض بدأت بإرسال إشارات إلى حلفائها في لبنان، تطلب منهم التريث في التصعيد الإعلامي تجاه المرشح الرئاسي سليمان فرنجية، مؤكّدة في المقابل تريثها في اتخاذ قرار حاسم لقول كلمتها النهائية، في انتظار تبيان شكل التسوية المقبلة. وكشفت أنّ بعض فريق 14 آذار تبلّغوا احتمال الاصطدام في النهاية بأمر واقع يقضي بالسير بفرنجية، هذا بحسب تعبير مصادر ديبلوماسية. كذلك نفت مصادر فرنسية ما تناقلته وسائل اعلامية عن توقف المسعى الفرنسي الداعم لفرنجية، وقالت إنّ هذا الامر «بالنسبة للفرنسيين ليس مطروحاً نهائياً». ورأت المصادر، انّ المناخ الفرنسي ربما يبرّر التوقيت الذي اختاره فرنجية للتوجّه الى بكركي والتأكيد من هناك للبطريرك الماروني بشارة الراعي وللاعلام، أنّ فكرة استبعاده ليست مطروحة. كما نقل فرنجية اجواء الرسائل الإيجابية التي وصلته من الطرف السعودي. في الخلاصة، يبدو انّ «الصمت الكبير» الذي تتبعه السعودية في المرحلة الحالية تجاه السير بفرنجية يخفي ربما مفاجأة «لتسوية ثلاثية كبيرة» رئاسية وحكومية ورئاسة حاكمية مصرف لبنان.

 

هل يتلقّف باسيل وجعجع مبادرة فرنجيّة؟

طارق ترشيشي/الجمهورية/21 نيسان/2023

بعد التوقعات التي سادت على مرّ الاشهر الماضية من انّ الامور تتجّه الى تأييد اقليمي ودولي ومحلي لا بأس به لترشيح رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، فإنّه لا بدّ من التطرّق إلى خواتيم هذه الرحلة من زاوية مصلحة اللبنانيين اولاً والمسيحيين ثانياً. يقول متابعون للإستحقاق الرئاسي، انّ وصول فرنجية إلى سدّة الرئاسة الاولى يجب تقييمه بصورة أساسية من زاوية عقل الرجل السياسي المبني على الموضوعية السياسية التي تتجلّى في الإيمان بمصلحة لبنان فوق كل اعتبار شخصي وسياسي. ويضيف، انّ وصول فرنجية إلى رئاسة الجمهورية لن يكون مصادفة او حتى لن يكون وفاء من «حزب الله»، له حتى ولو كان ذلك صحيحاً، وانما الامر يعود إلى معايير موضوعية فرضت شخصية فرنجية على هذه المرحلة بالذات من تاريخ لبنان، ونحن هنا نتكلم عن شخصية مرنة وقوية في آن، مبدئية وغير حاقدة، ملتزمة بسقف استراتيجي معيّن مع قدرة على إحداث قاسم مشترك مع الخصوم في السياسة.

ومن هذا المنطلق، يقول المتابعون، يجب إتمام هذا الحدث بالطريقة المثلى للامور، سواء على الصعيد الوطني العام او على الصعيد المسيحي، خصوصاً في ضوء المعطيات الآتية:

ـ اولاً، لا شك في انّ فرنجية أظهر منذ اللحظة الاولى قبولاً اسلامياً واضحاً، سواء على المستوى السنّي او على المستوى الشيعي، على رغم من الخلاف الاستراتيجي الاقليمي بين هذين المستويين. فالشيعة يرون في فرنجية ضمانة استراتيجية ثابتة. اما السنّة فيرون فيه ضمانة اخلاقية وسياسية نابعة من علاقاته التاريخية معهم وإيمانه بـ«اتفاق الطائف» في شكل اساسي. كذلك يرون فيه ضامناً لصلاحيات رئيس الحكومة، إذا مارس هذا الاخير صلاحياته بموضوعية من دون محاولة قضم صلاحيات رئيس الجمهورية او تقويضها

- ثانياً، يحفظ فرنجية الخصوصية الدرزية في لبنان لجهة وضعها السياسي في هذا الشرق المتمايل والمتحرك، فيعتبر انّ سلامتها هي من سلامة الصيغة اللبنانية، وبالتالي يعتبر الدروز في لبنان ايضاً انّ فرنجية يشكّل ضمانة اخلاقية وسياسية وغير استفزازية مهما صعبت الظروف او تبدّلت.

- ثالثاً، يرى قسم كبير من المستقلين المسيحيين، كما البطريركية المارونية، انّ فرنجية يشكّل صوتاً صارخاً في الحفاظ على الوجود المسيحي في الشرق، وبالتالي يرى هؤلاء انّ وجوده في سدّة رئاسة الجمهورية من شأنه ان يضع المسيحيين في قلب المعادلة الاقليمية لا ان يكونوا تابعين لها. كما انّهم يرون انّ وصول فرنجية يشكّل دعماً لفكرة التعددية المسيحية التي لطالما تشكّل حماية اساسية لوجودهم وتبعدهم عن الرهانات الشخصية التي لطالما اختبروها في السابق.

- رابعاً، انّ الاوساط السياسية والرأي العام في لبنان لا يزالون يجهلون كيفية مقاربة رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل لوصول فرنجية إلى سدّة الرئاسة، ويعتبرون انّ ما من مزاج شخصي في المقاربات السياسية، وانما هناك مقاربات استراتيجية موضوعية ترتكز عليها المواقف السياسية. فـ«حزب الله» الذي يعتبر نفسه انّه انتصر في الاقليم وذهب بمعية حلفائه إلى تسوية كبيرة بضمانات دولية كبيرة، يمكن ان تصمد لعقود من الزمن، وبالتالي يبقى السؤال عن كيفية مقاربة باسيل لخيار الخروج من التحالف مع «حزب الله»، والعيش في بيت لا سقف له.علماً انّ ما من خيار آخر يمكن اللجوء اليه طالما انّ النزاع في لبنان كصندوق بريد قد انتهى. أضف إلى انّ هناك في لبنان من يرى انّ تأييد باسيل لفرنجية استناداً إلى تحالفه مع «حزب الله» يجعل منه حُكماً رئيساً للجمهورية في العام 2029 إذا ما استمر «الستاتيكو» الاقليمي على ما هو عليه، وبالتالي هل من يجيب عن هذا السؤال؟ واكثر من ذلك، كيف يجيب باسيل عن تساؤلات قيادات في «التيار الوطني الحر» عن ماهية سير القافلة العونية التي يقودها؟ هل هي ذاهبة في اتجاه الولايات المتحدة الاميركية؟ ام فرنسا؟ ام السعودية؟ ام روسيا؟ ام ايران؟ فهذه الدول تعمل اليوم في اتجاه وصول فرنجية إلى رئاسة الجمهورية، فبماذا يجيب باسيل على «التياريين»؟ هل يجيبهم انّه سيتحالف مع رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع؟ وهل يضمن لهم عدم سير جعجع بترشيح فرنجية بإصرار سعودي مثلاً؟

- خامساً، في المقلب «القواتي» ثمة تساؤلات عمّا يمكن ان يُقدم عليه جعجع في ظل اجواء اقليمية لم تكن في الحسبان لديه، فهل يعاكسها؟ وإذا ما عاكسها فما هي خياراته السياسية في ظل عدم وجود اي مشروع سعودي للمواجهة في لبنان، خصوصاً انّ المسألة اليمنية التي كانت تشكّل ضغطاً سياسياً على السعودية، باتت في حكم المحلولة، عدا عن المقاربة السعودية الجديدة تجاه سوريا التي يكنّ لها جعجع كل العداء، فماذا يفعل؟ هل يعيد صوغ علاقاته السياسية في الداخل على نحو آخر؟ ام يراهن على مقاطعة باسيل لجلسات الانتخاب الرئاسي وتطيير النصاب؟ وهل جعجع بدوره يضمن عدم سير باسيل في التسوية في ربع الساعة الاخير، خصوصاً بعد زيارة وزير الخارجية السعودي الامير فيصل بن فرحان سوريا، وهي المعقل الاخير الذي حاول باسيل التلطّي به؟

وعليه، يبقى ان يتلقف كل من باسيل وجعجع مبادرة فرنجية التي اعلنها من بكركي، والتي اكّد فيها استعداده لتلبية الدعوات وتبديد الهواجس. وهو قد قال مراراً وتكراراً انّه اذا ما قدّر له ان يكون رئيساً للجمهورية فسيسعى إلى ان يحكم بمعية الآخرين، وسيكون على استعداد بعد انتخابه للذهاب إلى الآخرين والطلب منهم المشاركة ووضع تصوراتهم على الطاولة للأخذ بها، لأنّه عبّر عن غايته السامية من الرئاسة، وهي ترك بصمة فقط، ما يعني عدم استعداده للوقوع في الفخ الذي وقع فيه الآخرون، وهو السعي الى الزعامة المسيحية الواحدة.

 

إختلال الحسابات بين فرنسا والسعودية

طوني عيسى/الجمهورية/21 نيسان/2023

هل صحيح ما رَشَح من الأوساط القريبة من «حزب الله»، عن أنّ المملكة العربية السعودية باتت أكثر اقتناعاً بالطرح الفرنسي للتسوية، وأقل تشدّداً في رفض وصول رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية إلى رئاسة الجمهورية؟ واستطراداً، هل حصلت السعودية على إغراءات تدفعها إلى التنازل أمام إيران في الملف اللبناني؟ في رأي ديبلوماسي واسع الاطلاع، أن إيران مرتاحة في مجال نفوذها الشرق أوسطي، لا بسبب امتلاكها القوة فحسب، بل أيضاً بسبب تضعضع المعسكر المضاد لها، وانصراف كل قوة داخل هذا المعسكر إلى البحث عن مصلحتها الخاصة مع إيران:

الولايات المتحدة تتصرّف على أساس أنّها صاحبة النفوذ الإقليمي الأوسع، وهي ستقاتل لئلا يشاركها أحد فيه، ويبقى زمام الحل والربط في يدها وحدها. ولذلك، هي تخوض غمار التفاوض مع إيران مثلاً، لكنها تعرقل أي صفقة يحاول الآخرون إبرامها مع الجانب الإيراني. ويفترض الأميركيون أنّ أي صفقة يبرمها أي طرف مع طهران ستأخذ عملياً من حسابهم ورصيدهم الإقليمي.

وأما فرنسا، فتنطلق من قاعدة معاكسة. فهي لا تملك في الشرق الأوسط إلّا القليل، ولاسيما في لبنان. ولذلك، هي تقاتل للحفاظ على هذا القليل وتحاول توسيعه ما أمكن. وتعتبر أنّ أي ربح تجنيه في أي تسوية مع إيران سيكون مكسباً لها.

وبين هذه وتلك، يعتبر السعوديون أنّهم أصحاب الرصيد العربي الأكبر، وأنّهم الأولى بتحديد الخيارات في المنطقة العربية. كما يمتلك السعوديون قدرات مالية لا يمكن لأحد أن يتجاوزها. ولذلك، هم لن يكون قرارهم رهن أي قوة خارجية، كما بدا في مراحل سابقة من تاريخهم. وعلى أي قوة دولية أو إقليمية أن تدرك أنّ المملكة ممر إجباري في أي تسوية إقليمية.

هذا التباين في المصالح يمنح إيران فرصة ثمينة لرفع سقف مطالبها، و«الاستفراد» بكل خصم على حدة، واللعب على التباينات داخل المعسكر المضاد. ففيما توقفت المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران حول ملفها النووي ونفوذها الإقليمي، تنشط المفاوضات على الخط السعودي- الإيراني برعاية الصين، ووصلت مفاوضات فرنسا مع الإيرانيين إلى اقتناع بأنّهم ليسوا مستعدين للتنازل لها، ما دامت غير قادرة على تسديد الثمن الذي يطلبونه. ولكن، في المقابل، يدرك الفرنسيون أنّهم يمتلكون موقعاً مميزاً داخل لعبة التوازنات ويريدون استثماره جيداً. فهم وحدهم القادرون على تقديم أنفسهم كوسطاء بين إيران وكل من الأميركيين والسعوديين. وبناءً على هذا الامتياز، هم يحاولون اليوم القيام بجهودهم في لبنان وتسويق التسوية. وإذ يوجّه البعض أصابع الاتهام إلى الفرنسيين بمراعاة المصالح الإيرانية «أكثر من اللازم» في هذه التسوية، فإنّ باريس تصرّ على القول إنّها لم تخرج يوماً عن ثوابت سياستها الرامية إلى ترسيخ التوازنات في لبنان، ولكن المرحلة تقتضي المزيد من الواقعية.

وفي المبدأ، يتوافق الفرنسيون مع السعوديين، ومع الأميركيين أيضاً، على هدف مشترك هو إضعاف النفوذ الإيراني في المنطقة. لكنهم يعتبرون أنّ تحقيق هذا الهدف مستحيل من دون إرضاء إيران بحدّ مقبول من المكاسب. والتباين الحاصل بين فرنسا والسعودية حول التسوية في لبنان لا يتعلق بالهدف، أي إبعاد النفوذ الإيراني وتحقيق التوازن داخل دائرة القرار اللبناني، بل هو يترجم اختلالاً في النظرة إلى الأسلوب الواجب اعتماده لتحقيق هذا الهدف والخلل في الحسابات بين الطرفين:

فالسعوديون يرون أنّ التوازن داخل ثلاثي السلطة يقوم على الآتي: رئيس لمجلس النواب حليف لـ«حزب الله»، يوازيه رئيس للحكومة أقرب إلى المملكة، ويأتي رئيس الجمهورية متموضعاً في منطقة محايدة بشكل واضح ومضمون.

وهذه المعادلة يرتاح إليها الأميركيون أيضاً. ويعتبرها الفرنسيون مثالية، ويذكرون بأنّهم كانوا أساساً من الدعاة إليها، ولكنها لم تحقق الهدف. ولذلك، من الممكن الاكتفاء بضمانات معينة يقدّمها رئيس الجمهورية، ولو كان محسوباً على الخط الحليف لـ«الحزب»، كرئيس «المردة» سليمان فرنجية، ما دام هذا الأمر يتكفل بإنجاح التسوية. إنّه أفضل الممكن «الواقعي» لا «الافتراضي»، وفق النظرة الفرنسية. يردّ السعوديون على باريس بالقول: نعم. في هذه الحال ستنجح التسوية. لكنها ستكرّس «الستاتيكو» القائم حالياً في لبنان، والذي يسلّم القرار إلى «حزب الله» وإيران لست سنوات أخرى. وحتى رئيس الحكومة الذي يُراد منه أن يكون من خارج خط «الحزب» سيكون ضعيفاً داخل تركيبة حكومته ومنظومة النفوذ المسيطرة، وقد لا يستمر في موقعه طويلاً. وسريعاً، ستخلو الساحة لمحور واحد. لذلك، إنّ الضمانة الحقيقية تكون بالرئيس المعروف بأنّه توافقي فعلاً.

وسط هذه التعقيدات، تبدو التسوية اللبنانية غير ناضجة حتى الآن… إلّا إذا دخل عنصر جديد على اللعبة: استكمال مسار الانفتاح السعودي والعربي على الرئيس بشار الأسد، الحليف الإقليمي الأول لفرنجية. ففي هذه الحال، قد يستفيد الفرنسيون من هذا التقارب لإقناع الرياض بحساباتهم الخاصة للتسوية. هل هذا الاحتمال وارد؟ من المبكر الحسم في هذه المسألة، خصوصاً أنّ هناك الكثير من التشابكات ما زال يكتنف اللعبة إقليمياً ومحلياً. وسيكون على لبنان أن يجلس على قارعة الانتظار مترقباً ما سيقرّره له اللاعبون.

 

التأجيل يُفاقم أزمات البلديات المنحلّة!

طوني كرم/نداء الوطن/21 نيسان/2023

أعاد تأجيل الإنتخابات البلدية والإختياريّة للمرة الثانية على التوالي إلى الواجهة مجدّداً، التحدّيات التي تواجه سكّان ما يفوق 110 بلديات منحلّة أو مستحدثة منذ العام 2016، كبلدة تربل في قضاء زحلة. ما دفع أبناء هذه البلدة (على سبيل المثال لا الحصر) إلى رفع الصوت عبر «نداء الوطن»، ومطالبة وزير الداخليّة بإعطائهم الحقّ في اختيار سلطتهم المحليّة. ويلفت أحد أبناء البلدة إلى أنّ تفاقم التحدّيات التي تواجههم ناجم عن إرجاء الإنتخابات البلدية في تربل في العام 2016، وتعليق انتخاب مجلسها البلدي بعد مطالبة أبناء البلدة بإعادة النظر في النطاق البلدي التابع للبلدية؛ حيث تمّ استحداث بلدية جديدة باسم «إشهابيّة الفاعور» في العام 2019 إلى جانب البلدية القائمة في تربل. وكان من المرتقب أن تشملهما الإنتخابات البلدية الفرعية في العام 2019 قبل أن تدفع التحرّكات الشعبيّة حينها، وزارة الداخليّة إلى إرجاء هذا الإستحقاق. وهذا ما أبقى تسيير أمور البلدية في عهدة المحافظ الذي يجد نفسه مقيّداً في إنجاز الأمور الضرورية المسندة إليه والتي تحرم البلدة بطبيعة الحال من المشاريع الإنمائية. وإذ يشكو الأهالي من غياب المحافظ عن متابعة أمور البلدة كما عن القيام بإصلاح أو تزفيت الطرقات التي تفاقم المخاطر التي تحيط بالسائقين، يوضح أحد أبناء البلدة أن المشكلة الكبرى التي تواجههم تكمن في ارتفاع أعداد الوحدات السكانيّة للنازحين، والتي فاقت الـ350 «وحدة سكنية» (خيمة)، فيما يتعذّر إحصاء عدد الذين يشغلونها مع ارتفاع أعداد الولادات وعجز شرطة البلدية «غير الموجودة» عن القيام بدورها وضبط أو إحصاء أعداد المقيمين والعاملين في البلدة. وذلك وسط الإرتفاع الكبير في أعداد المهاجرين من أبناء البلدة التي تضمّ ما يقارب الـ600 وحدة سكنية. ويشير إلى أنّ هذا الأمر إنعكس على المؤسسات التي تضمّها البلدة ومنها التربوية، وذلك بعد إشارته إلى إتجاه راهبات (عبرين) إلى إقفال المدرسة التي تقع تحت إدارتهنّ جرّاء التحديات الماليّة والإقتصادية التي تمرّ بها.

ومع التوقّف عند تداعيات حرمان أبناء البلدة من الصرح التعليمي لأولادهم في حال الإستغناء عن المدرسة الخاصة، لفت إلى تحوّل المدرسة الرسمية إلى التلامذة غير اللبنانيين الذين يحظون بدعم المنظمات الدولية كما الجمعيات غير الحكومية NGO والتي تمدّ (غير اللبنانيين) بكافة مستلزماتهم التعليميّة. ويلفت أحد أبناء البلدة إلى أنّ أموال البلدية وصلت في العام 2019 إلى ما يقارب المليار ومئتي مليون ليرة لبنانية كان من شأنها أن تعالج العديد من مطالب أبناء البلدة قبل أن يفقد هذا المبلغ قدرته الشرائيّة جرّاء تمادي الإنهيار المالي والإقتصادي. ويلفت إلى أنّ غياب المجلس البلدي يحول دون تعزيز عديد شرطة البلدية، وتحفيزهم للسهر على أمن البلدة بعد الإرتفاع المستمرّ للسرقات، والتي لا تغيب عنها سرقة الأسلاك المعدنية والمحطات الكهربائية، والفواصل الحديديّة في الطرقات وكل ما تيسّر… وهذا ما رأى فيه بعض أبناء البلدة تنصّلاً من قبل المحافظ من متابعة مطالب أبناء البلدة، ما دفعهم إلى تجديد مطالبتهم وزارة الداخليّة بإيجاد الحلول الكفيلة للحدّ من تفلّت غير المقيمين، وتعزيز دور شرطة البلدية في محاولةٍ للحدّ من تمادي السرقات وتجنّباً لحماسة بعض الأهالي المطالبين بـ»الأمن الذاتي»، قبل العودة إلى تأكيدهم وجوب إجراء إنتخابات لمجالسهم المحليّة اليوم قبل الغد. وإلى جانب التحديات البلدية، تُحرم تربل أيضاً من وجود مختار وقد عُهدت مهامه إلى مختار بلدة رياق المجاورة لتسيير أمور أبناء البلدة.

 

الرئاسة خارج إملاءات الخارج

حبيب البستاني/اللواء/21 نيسان/2023

تحتدم المعركة الرئاسية كلما لاح في الأفق اتفاق أو تسوية إقليمية ما، وعشية الحديث عن اجتماع خماسي في الرياض يضم الولايات المتحدة، فرنسا، العربية السعودية ومصر وقطر، وبالرغم من عدم وجود أي إعلان رسمي عن ذلك بعد، بادر سليمان فرنجية لإعلان ترشيحه من على منبر بكركي. لقد ذهب رئيس تيار المردة إلى أبعد من مجرد إعلان ترشيح، بل راح يشرح وبإسهاب عن نواياه وخطواته المستقبلية في الرئاسة، فالرجل بدا كالواثق من نفسه في الوصول وأنه هو ولا أحد غيره من رست عليه التسوية الإقليمية والدولية، وهو كمن كان يدعو الأطراف للالتحاق بهذه التسوية التي لا بد آتية. فماذا قصد فرنجية بهذا الإعلان وما هي الرسائل التي وجهها ولمن؟ من الواضح أن فرنجية يريد استباق الاجتماع الخماسي الموعود، وهو بالتالي يبغي من إعلان الترشيح وضع كل الأفرقاء أمام أمر واقع، ولا سيما أنه كانت هنالك أخبار مفادها أن فرنسا ستطلب من فرنجية الانسحاب من السباق الرئاسي ذلك لوجود عقبات أساسية تحول دون وصوله، فعدا عن الموقف السعودي – القطري غير الداعم لفرنجية هنالك أفرقاء سياسيين وازنين على الساحة المسيحية الذين يرفضون وصول فرنجية بالمطلق، وهذا الموقف تم إبلاغه للسفيرة الفرنسية آن غريو من قبل رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل وقائد القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل. فنتيجة هذا الرفض المسيحي المعلن ضد وصول فرنجية، أراد هذا الأخير دحض تلك الأقاويل والإيحاء أن بكركي لن تمانع في وصوله للرئاسة، وبكركي وكما هو معلوم لها تمثيلها الكبير إن لم يكن الأكبر على الساحة المسيحية، وبالتالي فمن يحظى بعباءة بكركي فإن ذلك يكفي لأخذ الغطاء المسيحي. وهكذا جاء الإعلان من على منبر الصرح بغية حشر بكركي والإيحاء أن هذه الأخيرة داخل التسوية وليست خارجها، وربما غاب عن بال فرنجية أن غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي لا يريد الدخول في عمليات الفرض بل هو يريد أن يكون راعياً لتوافق مسيحي ينتج عنه ترشيح معين يمكن لبكركي أن تدعمه عندئذٍ. فإذا كان صحيحاً أن بكركي لن تكون خارج التسوية لا سيما على الموقع المسيحي الأول في البلاد، إلا أنها ترفض أن تكون طرفاً في صراع تحت مُسمى التسويات. كذلك أراد فرنجية من استعجال الإعلان عن الترشيح، إجبار الواقفين وراء ترشيحه وتحديداً الثنائي الشيعي على التشدد في موضوع الترشيحات الرئاسية، فالثنائي الذي ظهر وحتى كتابة هذه السطور وكأنه ليس فقط المؤيد لترشيح فرنجية إنما الطرف الوحيد الواقف وراء هذا الترشيح. إن موقف الثنائي الشيعي هذا قد أضرّ بصورته الداخلية وبعلاقته مع كل اللبنانيين، فلا أحد يرضى من المسيحيين ولا من بقية الأطراف أن يصبح الثنائي صاحب الكلمة الفصل في مسألة ترشيح رئيس للجمهورية، أما الحديث عن أوجه الشبه بين ترشيح العماد عون للرئاسة في العام 2016 وبين ترشيح فرنجية، فإن الفرق شاسع بين الترشيحين وذلك لعدة أسباب أهمها:

لقد حاز العماد عون على استقطاب أكثرية المسيحيين واللبنانيين بعد عودته من فرنسا في انتخابات أيار 2005، ليس هذا فحسب بل إن العماد عون قد ترشح في هذه الانتخابات عن دائرة كسروان الفتوح وهي الدائرة التي ترشح عنها الرئيس كميل شمعون قبل تبوئه الرئاسة، وهكذا فالرئيس عون سبق وخاض معمودية النار لفوزه في هذه الدائرة وذلك كي يستطيع لبس عباءة الزعامة المسيحية بدون منازع. وهكذا فإن أية تسوية خارجية لا يمكن فرضها على لبنان لا سيما المسيحيين منهم، حتى لو كان الثنائي الشيعي هم من عرّابوها، فالجميع يريد تأييد كل المكونات السياسية للوصول إلى الرئاسة ومنهم الثنائي، ولكن لا أحد يقبل أن يكون الثنائي أو الثلاثي أو الرباعي هو من يقرر عن المسيحيين.

 

هل تفاؤل فرنجية في محلّه؟

عمار نعمة/اللواء/21 نيسان/2023

توقع البعض أو تمنى أن يخرج زعيم “تيار المردة” من لقائه الأخير مع البطريرك الماروني بشارة الراعي، بعزوف عن الترشح الرئاسي قياساً إلى ظروف ترشيحه الصعبة وسط موازين قوى داخلية معارضة ورياح خارجية غير مؤاتية. فات هذا البعض أن مُرشِحَي فرنجية، ثنائي “حزب الله” وحركة “أمل”، أي الثنائي الشيعي، سيما الأول، لم يعلنا ترشيحهما الرئاسي ليتراجعا عنه وأن المسألة باتت أكبر من فرنجية لناحية انسحابه من السباق بهذه السهولة. المنطق الذي خرج به فرنجية ليعلن ترشيحه من على منبر المرجعية المسيحية الدينية المارونية، لم يختلف عما أبداه الرجل في زيارته لبكركي قبل نحو ثلاثة أشهر. الجديد في الأمر هو ما استجد من تطورات إقليمية أراد فرنجية والثنائي توظيفها لصالحه والذهاب الى نفي كل ما جاء به الإعلام من معلومات حول عدم قبول خليجي ودولي بالرجل. الأكيد أن ما حصل من تطورات في الإقليم لم يُزك فرنجية في هذه اللحظة الدقيقة كما يريد مؤيدوه وحلفاؤه الإيحاء به، وما خرج به زعيم المردة هو من عدّة “الشغل” ليس أكثر. لكن الأكيد أيضاً أن معركة معارضي المنظومة و”حزب الله” أمام نزال صعب جداً كون الحزب هو الأقوى داخلياً والأقدر على قيادة المعارك والصبر عليها حتى تساقط الآخرين، خاصة وأنه أعلن عن دعم فرنجية أو ترشيحه لا فرق وعلى لسان أمينه العام السيد حسن نصر الله.

لكن الحزب قد يعلم أيضا، وقد لا يعلم، أن معركته لفرض فرنجية أودت بعلاقته بحليفه المسيحي القادر الوحيد “التيار الوطني الحر”، لكن لا يبدو أن الأمر يهم الحزب اليوم كثيراً.

إلا انه سيكون صعباً جداً كسر إرادة التيار والشارع المسيحي المعارض لفرض وصول فرنجية الذي سيعيد المسيحيين الى زمن الاحباط الماضي والذي سيفتح الابواب مشرعة امام مختلف الاحتمالات ليس التوتر الاهلي سوى أحد أوجهها.

باتت سياسة الحزب في إيصال فرنجية تسمى شبه رسمياً في أدبيات التيار بسياسة الفرض وهو ما يشير ببساطة إلى حجم الفجوة بين التيار والحزب. واذا ما أراد الحزب تحصين البلد، لا تكفي المراهنة على عامل الوقت لتليين موقف الرئيس ميشال عون وزعيم التيار جبران باسيل بعد مواقف ملتزمة معارضة وصول فرنجية أمام جمهورهما وبات من الصعب العودة عنها.

على أن الإستقرار الهش في البلاد قد يفرض على الحزب مراجعة حساباته مع حليفه المسيحي عندما ينتقل الغليان المسيحي على وسائل التواصل الاجتماعي الى الأرض، ويصبح الحزب أمام تحدي حفظ السلم الأهلي أو إعادة عقارب الساعة الى زمن لا يريد الحزب معايشته من جديد.

الحزب الذي لا يريد حرباً في المنطقة لكنه يستعد وربما يتشوق لها، يعلم أن أية حرب وهجرة ديموغرافية جنوبية نحو الشمال يجب أن يكون هناك من يحتضنها. كما أن أية معركة في وجه العدو يجب أن يكون هناك من يحصنها من الداخل.

تذكير فرنجية لما حصل في أوائل التسعينيات عندما اصطف المسيحيون خارج التسوية التي جاءت على حسابهم، ليس دقيقاً. ذلك أن القادة المسيحيين اليوم هم غيرهم في ذاك الزمان وقد تعلموا من دروس الماضي وثمة من يؤكد أنهم سيواجهون أية تسوية على حسابهم مهما جمعت من تأييد اقليمي ودولي. وسيفتح فرض رئيس رغماً عن إرادة الغالبية المسيحية، الأبواب مشرعة أمام تطورات لبنانية داخلية خطيرة كما أمام خيارات مسيحية اعتقد اللبنانيون ان المسيحيين لفظوها.

ولناحية مؤيدي فرنجية، هم يرون أن مسار التسوية في المنطقة ينحو في اتجاه خياره.

لكنها رؤية استشرافية لمسار الأمور فقط، بينما فرنجية ما زال حتى الساعة مُعارَضاً من قبل اللاعبين الخارجيين الكبار وعلى رأسهم الخليج وزعيمته السعودية والولايات المتحدة الأميركية وغن لم تجاهر بذلك. ليس هناك ما يشير الى قرب التسوية الرئاسية وثمة من يقول إن ضمانات فرنجية المقدمة الى السعوديين ليست سوى شيك من دون رصيد. في الأيام الأخيرة برز تطوران لم يجريا لصالح فرنجية. أولهما التطور الصاروخي الأخير في الجنوب الذي لم يدل للمناسبة المرشح الرئاسي بموقفه منه، وثانيهما ما سبقه من تعهد إقتصادي قدمه إلى السعوديين متعلق برؤيته الإقتصادية الداعمة لـ”صندوق النقد الدولي” والتي سرعان ما عرّاها “حزب الله” بإعلان معارضته الشرسة لتدخل الصندوق الذي لا مناص منه لتوفير الثقة الدولية بلبنان. لكن فرنجية لا ييأس وهو عمل على توفير دفع معنوي لترشيحه بزيارته لبكركي وإعلان ترشيحه الرئاسي ضمناً، ضمن رؤية تقوم على مقايضة لبنانية رئاسية مع اليمن. بينما ثمة ملفات أكبر من لبنان قد تتم التسوية أيضاً فيها ومنها العراق وإعمار سوريا وقد يكون اليمن نفسه من ضمنها وأمن الخليج.

 

مبادرة جديدة لتوحيد المعارضة على مرشح رئاسي

يوسف دياب/الشرق الأوسط/21 نيسان/2023”:

تحاول قوى وأحزاب المعارضة اللبنانية توحيد جبهتها حيال الاستحقاق الرئاسي. وعشية جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية يرجّح أن يدعو إليها رئيس مجلس النواب نبيه برّي بعد عطلة عيد الفطر، أطلق النائب الدكتور غسان سكاف مبادرة جديدة، بدأ بتسويقها لدى الأحزاب والكتل الوازنة في البرلمان، بالإضافة إلى كتلة «النواب التغييرين»، وتهدف إلى الاتفاق على اسم مرشّح واحد، تواجه به رئيس تيّار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية، الذي رشّحه الثنائي الشيعي (حزب الله وحركة أمل) للرئاسة، ويرفض البحث عن أي شخصية أخرى. سكاف استهلّ مهمّته بلقاء عقده مع رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في معراب، نقل إليه رغبته بـ«ضرورة توحّد المعارضة على اسم مرشح لمواجهة أي مرشح آخر». وشدد على «وجوب الإسراع في إنهاء الشغور الرئاسي من خلال إطلاق العملية الانتخابية عقب الأعياد، وعندها ليحدد المترددون خيارهم ويقرروا توجههم». وقال سكاف: «وقت المسرح انتهى بفصله الأول (جولات الانتخاب الـ11 التي لم تسفر عن أي نتيجة)، ويُفترض الانتقال إلى الفصل الثاني والأخير، حيث لا مكان للأوراق البيضاء والشعارات كما لإسقاط النصاب». وينطلق سكاف بمبادرته من حيثيته الجامعة لأطراف المعارضة، التي صوتت له خلال انتخاب نائب رئيس مجلس النواب، ونال 62 صوتاً، وبفارق صوتين اثنين عن النائب آلياس بو صعب الذي فاز بهذا المنصب، وأكد سكاف لـ«الشرق الأوسط» أن «قوة الفريق الآخر (حزب الله وحلفاؤه) لا تكمن بقوة مرشحه، بل بضعف المعارضة التي تواجهه». وأضاف: «تملك المعارضة 45 صوتاً، والفريق الآخر عدداً مماثلاً، ويبقى نحو 30 نائباً مترددين في خياراتهم، إذا اتفقنا على مرشّح جامع لأطياف المعارضة قد نستميل المترددين، وما دُمنا نتغنّى بالديمقراطية فعلينا أن نتقبل أي نتيجة ونبارك للفائز فيها». وكشف سكاف أن «مروحة لقاءاته ستشمل كلّ الكتل المعارضة والنواب التغييريين والمستقلين، ولن تستثني (رئيس التيار الوطني الحر) النائب جبران باسيل، كونه معارضاً لوصول سليمان فرنجية، ولمحاولة إقناعه بالتصويت للمرشح الذي تتفق عليه المعارضة». وتعدّ هذه المبادرة الثالثة من نوعها، بعد التي سوّقها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وأخرى قدمها نواب التغيير. وأوضح النائب سكاف أن «الأسماء التي يحملها في مبادرته وضعت قيد النقاش، هناك 3 أسماء قيد التداول، ونحاول تصغير الخيارات للاتفاق على شخص واحد»، معترفاً بأن «ضمنها اسماً ورد في مبادرة وليد جنبلاط». وشدد على أن «هذا الخيار الأول الذي يجمع المعارضة ويقويها هو الاتفاق فيما بينها على مرشحها، أما الخيار الثاني فهو اتفاق المعارضة والموالاة على اسم واحد، لكن الأمر غير متاح حالياً، ما دام الفريق الآخر متمسّكاً بمرشحه (فرنجية)، ويطلب منّا أن نتحاور معه على هذا الاسم فقط». وتابع سكاف: «إذا كنا مرتبطين بالخارج، فعلينا أن نستفيد من التقارب السعودي – الإيراني، لإنضاج تسوية داخلية تنهي أزمة الشغور الرئاسي وشلل المؤسسات». شخصيّة النائب سكاف الهادئة وغير المستفزّة، وانفتاحه على الجميع، ربما تشكل عامل قبول لدى ما يعرف بـ«القوى السيادية»، والتي ترفض الخضوع لشروط «حزب الله» في هذا الاستحقاق، إذ اعتبر النائب بلال عبد الله، عضو كتلة «اللقاء الديمقراطي» التي يرأسها تيمور جنبلاط، أن كتلته «تؤيد وتدعم أي مبادرة توصل إلى إنجاز الاستحقاق الرئاسي، وتأتي بمرشّح توافقي يلقى قبولاً في الداخل، ويعيد فتح علاقات لبنان مع عمقه العربي ومع دول العالم». وأوضح في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أنه «لا تعارض بين مبادرة (رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي) وليد جنبلاط، وبين مبادرة النائب سكاف». وقال: «نحن قدمنا عدداً من الأسماء، ولسنا متمسكين بأي منها، المهم بالنسبة لنا الاتفاق على اسم قادر على جمع اللبنانيين، والانطلاق بورشة إصلاح حقيقية تخرج البلاد من هذا المستنقع». من جهته، رأى عضو كتلة «النواب التغييريين» ملحم خلف أن «كلّ المبادرات مرحّب بها، شرط أن تصبّ في سياق انتظام الحياة العامة وإطلاق عجلة المؤسسات». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «حتى الآن لسنا على بيّنة من هذه المبادرة، ونحن ما زلنا عند مبادرتنا الأساسية التي طرحنا فيها 3 أسماء، هم: الوزيران السابقان زياد بارود وناصيف حتّي، والنائب السابق صلاح حنين، ولا شكّ أننا منفتحون على أسماء أخرى». ودعا خلف إلى أن «يعي المسؤولون اللبنانيون خطورة المرحلة». وسأل: «هل يعقل أن هناك 5 دول تتحدث عن الانتخابات الرئاسية، ولبنان غير موجود بينها؟ أين الكرامة الوطنية عندما ينتظر المجلس النيابي تسوية خارجية ومن ثمّ يجتمع ويعلن نتائجها في انتخابات صورية؟».

 

المحكمة العسكريّة: التخصّص بمعاقبة السُّنّة

زياد عيتاني/أساس ميديا/الجمعة 21 نيسان 2023

قبل الكلام

ليست المشكلة في قساوة الأحكام التي أصدرتها المحكمة العسكرية بحقّ الموقوفين من شباب عرب خلدة، فقد اعتدنا أحكاماً كهذه. ولا المعضلة في هيمنة الحزب غير المعلنة على قرار المحكمة وأحكامها، فغياب الإعلان لا ينفي الحقيقة المؤكّدة عند عامّة الناس. بل المشكلة في بعض النواب والمشايخ السُّنّة الذين راهنوا بخفّة وقلّة حكمة وسوء تدبير على المحكمة ومنطق التسوية مع الحزب وقيادته، فانطبق عليهم ما جاء في الحكمة الشهيرة "يا طالب الدبس من مؤخّرة النمس قال كفاك الله شرّ العسل". لم تُصدر المحكمة العسكرية منذ عام 2005 بعد خروج الجيش السوري أحكاماً مغلّظة مشدّدة إلا إذا كان المتّهم من أهل السُّنّة. فيما مسلك التساهل والأحكام المخفّفة لا تعرفه تلك المحكمة إلا مع المتّهمين المنتمين لباقي الطوائف، بدءاً من المقاتل في صفوف الحزب الذي قتل الطيّار سامر حنّا عام 2014، مروراً بفايز كرم المقرّب من الرئيس السابق ميشال عون وصهره جبران باسيل والذي اعتُقل بجرم العمالة  للعدوّ الإسرائيلي في عام 2010، وانتهاء بالمخطّط والمدبّر لتفجير المساجد والكنائس في الشمال عبر الوزير السابق ميشال سماحة. إذا كانت الأمور غير ذلك فالسؤال: كيف يمكن مقارنة 10 سنوات سجنيّة لمتّهم شارك في اشتباك دفاعاً عن منزله بوجه مقاتلين غرباء عن المنطقة هاجموا منزله بثلاث سنوات سجنيّة لمتّهم بنقل متفجّرات والتخطيط لنسف السلم الأهلي عبر الكنائس والمساجد، وبـ6 أشهر لقاتل نقيب في الجيش اللبناني برصاصة في رأسه، وبسنتين لمتعامل مع استخبارات العدوّ الإسرائيلي، إلّا كون المتّهم بالمشاركة في اشتباك مسلّح ينتمي إلى الطائفة السنّيّة فيما المتّهمون الآخرون لا ينتمون إليها. المكوّن السُنّيّ صار نهباً، ولا يحظى بغطاء سياسي، وأمّا البقيّة فصُنعت الأغطية السياسية لستر عورات أمثالهم، والعذر كلّ العذر لقساوة المشهد الطائفي، لكن يجب أن تُقال الأمور بأسمائها.

اللافت في الشواهد الكثيرة عبر الأيام أنّه عندما تقع مشكلة أمنيّة ما ويكون أحد من السُّنّة واحداً من أطرافها تتمّ محاكمتهم جماعياً

ما هو منطق المحكمة؟

أصدرت المحكمة العسكرية قبل أيام أحكامها بحقّ 36 شابّاً تمّ الادّعاء عليهم في أحداث خلدة التي وقعت في آب 2021، وتراوحت الأحكام بين المؤبّد والسجن من  7 إلى 10 سنوات، وبراءة 11 شخصاً قبعوا كلّ الأشهر الفائتة في السجن.

يُطرح تساؤل على خلفيّة هذه الأحكام: ما هو المنطق الذي استندت إليه المحكمة في أحكامها؟ المنطق يقول إنّها ذهبت في أحد اتّجاهين:

1- اعتبار ما حصل اشتباكاً مسلّحاً بين مجموعتين، إحداهما تمكّنت من قتل ثلاثة أشخاص من المجموعة الثانية، وهي المجموعة التي ادّعت أنّها تدافع عن منازلها، وبالتالي يجب أن تشمل الأحكام متّهمين من المجموعتين المتورّطتين بالاشتباك وإطلاق النار فيما الأحكام الصادرة لم تشهد أيّ اتّهام لشخص من المجموعة التي هاجمت المنازل في خلدة.

2- إنّ ما حصل هو جريمة قتل بعيداً عن كلّ ما أحاطه، وشهد سقوط ثلاث ضحايا، وهو أمر مفروغ منه. فهل يُعقل أن يقتل 36 شخصاً ثلاثة أشخاص أم يجب الادّعاء وفق المنطق القانوني على من أطلق النار على الضحايا مباشرة بقصد القتل وليس على هذا الكمّ من المتّهمين إن اعتبرنا أنّ ما حصل جريمة قتل وليس اشتباكاً؟

السُّنّة والمحاكمات الجماعيّة

اللافت في الشواهد الكثيرة عبر الأيام أنّه عندما تقع مشكلة أمنيّة ما ويكون أحد من السُّنّة واحداً من أطرافها تتمّ محاكمتهم جماعياً. هذا ما حصل في عبرا حينما تمّ تجريم مدينة صيدا وشبابها فأُحضر المئات وعُذّب وسُجن العشرات، وهذا ما حصل في مدينة طرابلس عندما قُتِل مخبر أمنيّ متقاعد فتمّ اعتقال العشرات، وبعد أشهر طويلة قال مطلق النار أمام المحكمة إنّه لا يعرف أحداً من الموقوفين ولا ينتسب إلى أيّ مجموعة إرهابية، وإنّ ما فعله جاء انتقاماً لشرفه بعد المضايقات التي مارسها المخبر الأمنيّ بحقّ عائلته.

تكاد الأمور أن توصلنا إلى نتيجة واحدة مفادها أنّ المحكمة العسكرية مهمّتها محاكمة السُّنّة كطائفة وكمجموعة، ومن يقول عكس ذلك فليردّ على كلّ الشواهد والوقائع

بالمقابل في مدينة بعلبك وضواحيها تُقطع الطرقات بالسلاح الثقيل فيكون الخبر أنّ القوى الأمنيّة من جيش وغيره قامت بمعالجة الأمر، والمعالجة غير التحرّك، وبعد أن تُفتح الطريق يتمّ التعامل مع الأمر وكأنّ شيئاً لم يكن. وإن اتُّخذ إجراء فلا يتجاوز إصدار وثيقة أمنيّة بحقّ بعض الأسماء. وعندما خرجت مجموعة تطلق على نفسها "جنود الربّ" حاملةً السلاح والعتاد الحربي في قلب بيروت دفنت القوى الأمنية والمراجع القضائية رأسها في الرمال وكأنّ شيئاً لم يحدث أو سلاحاً ومسلّحين لم يكونوا هناك.

تكاد الأمور أن توصلنا إلى نتيجة واحدة مفادها أنّ المحكمة العسكرية مهمّتها محاكمة السُّنّة كطائفة وكمجموعة، ومن يقول عكس ذلك فليردّ على كلّ الشواهد والوقائع. هي الوجه القضائي لمشروع استهداف السُّنّة في لبنان. البعض تكفّل بالجانب السياسي حاملاً راية حقوق المسيحيين، والثاني تكفّل بالجانب الأمني حاملاً شعار محاربة الإرهابيين. أمّا محكمة المتحف فتكفّلت بالجانب القضائي.

في منطقة المتحف حيث يقف نصب جندي لبناني يحمل ميزان العدالة يجب تصويب البوصلة نحو المحكمة العسكرية كما هو حاصل في كثير من البلدان المتطوّرة لأنّ الجندي والعسكر ليس المطلوب منهم أن يحملوا ميزان العدالة بل المطلوب منهم أن يحموا من يحمل هذا الميزان من قضاة متخصّصين أقسموا اليمين على أن يحكموا بالحقّ ولا شيء غير الحقّ.

لمتابعة الكاتب على تويتر: ziaditani23@

 

مسيحيو لبنان وجناية فرنسا

مصطفى فحص/الشرق الأوسط/21 نيسان/2023

لم تترك باريس بابا إلا وطرقته، ولم تترك نافذة إلا وتحاول الدخول منها، لم يتردد رئيسها المثير للقلق وليس فقط للجدل في استغلال زيارته الأخيرة لبكين لكي يُظهر تماهيا مع أجواء الاتفاق السعودي الإيراني، ولكن غايته في ذلك تحقيق مبتغاه اللبناني، في إيصال مرشح الثنائي الشيعي لسدة الرئاسة، لذلك لا يمكن الفصل أيضا ما بين تصويبه على واشنطن في تصريحاته أثناء زيارته الأخيرة للصين وما بين محاولاته أن يتمايز شرق أوسطيا عن شريك بلاده التقليدي الولايات المتحدة. هذا التمايز وإن كان يحمل في ظاهره مقاربة إستراتيجية مختلفة في بعض نواحيها عن الموقف الأميركي، إلا أنها في باطنها تحمل دوافع اقتصادية تضع في صلب أهدافها مصالح الشركات الكبرى الفرنسية على حساب علاقات باريس التقليدية في منطقة شرق المتوسط وتحديدا في لبنان وللتحديد أكثر مع مسيحييه. في الاستحقاق الرئاسي اللبناني يمكن القول إن «الأم الحنون» (فرنسا) كما يطلق عليها اللبنانيون قد تخلت عن أبنائها المسيحيين، ففي رأي أغلبيتهم أن تصرفاتها تجاوزت مسألة التخلي ووصلت إلى مرحلة الظلم، هذا الظلم لا يُختصر في معناه الرئاسي في خيارات باريس الانتخابية، بل إنه يضرب بعرض الحائط هواجسهم المستقبلية في السياسة والاقتصاد والاجتماع والثقافة ويهدد ما تبقى لهم من دور، لأن هناك من يربط دورهم بعددهم، ويحاول استغلاله من أجل استكمال هيمنته على الدولة والمجتمع والاقتصاد بمباركة باريس، لذلك يستخدم ما لديه من فوائض قوة للالتفاف على الصيغة والدستور واتفاق الطائف الذي تمسك بالشراكة الإسلامية المسيحية وبالمناصفة بينهما ويمنع ربط الدور بالأحجام. فما تتجاهله باريس أن هناك ضرورة للحفاظ على دور حيوي لمسيحيي لبنان حماية للتعددية التي تتقلص في منطقتنا، بعدما وللأسف باتت شبه معدومة في سوريا والعراق وتقاوم من أجل مجرد البقاء في القدس، بسبب الهجرات الجماعية في هذه البلدان والحروب الأهلية والاحتلالات والتهميش والقمع الممنهجين.

يمكن القول إن خيارات باريس الرئاسية الخاطئة مكمّلة لأخطاء تاريخية ارتكبتها جهات سياسية مسيحية لبنانية معروفة عدّت نفسها في مرحلة ما تحتكر تمثيلهم، ودغدغت مشاعرهم المُحبطة بأنها قادرة على تعويضهم ما خسروه من امتيازات بعد نهاية الحرب الأهلية ورفع التهميش الذي فرضته سياسة الوصاية السورية، ومن ثم تماهت مع حلف الأقليات ووضعت المسيحيين في موقع مخالف لطبيعتهم. وكان الأخطر انفجار مرفأ بيروت الذي دفعهم إلى هجرة جماعية جديدة بعدما تحطمت آمالهم التي حاولوا استعادتها في 17 تشرين بعدما تحطمت مدينتهم وكل ما يرتبط بتراثهم. وهم الآن ليسوا وحدهم، بل إن لبنان أمام مرحلة نزيف ديمغرافي جديد ستطال ما تبقى من طبقة متوسطة إضافة إلى نخب وكفاءات تستعد للرحيل، إذا ما حصلت انتكاسة سياسية جديدة وأصرت باريس وحلفاؤها الجدد في محور الممانعة على فرض مرشح من داخل منظومة السلطة يضمن استمرارها ويضمن مصالح فرنسا على حساب خيارات اللبنانيين بالعام والمسيحيين بالخاص. فعليا كانت انتفاضة 17 تشرين لحظة وطنية جامعة تخلت فيها الجماعات والأفراد عن جزء من هوياتهم الفرعية، لصالح هوية وطنية جامعة، وكانت التعددية السياسية المسيحية واحدة من أوراق الغنى الاجتماعي والثقافي للحياة السياسية اللبنانية غير الموجودة لدى جماعات أخرى، والتي تتعرض الآن لاستهداف ممنهج تشارك فيه باريس بجناية موصوفة ويتحمل أعباءها المسيحيون الذين يدافعون عن آخر مواقعهم في الدولة، لذلك لا يمكن أن يكون الرفض لمرشح باريس الرئاسي مسيحيا فقط، بل المطلوب غطاء وطني يضع حدا للذين يراهنون على انقسام مسيحي مسيحي أو إسلامي مسيحي من أجل تمرير صفقتهم.

يقول سمير حميد فرنجية في كتابه «رحلة إلى أقاصي العنف» عن تجربة لقاء قرنة شهوان المعارض: «في تلك المرحلة أدرك ممثلو المعارضة المسيحية ضرورة خوض معركة الاستقلال على قاعدة وطنية لا طائفية، ولذلك أصدروا بيانهم التأسيسي بتاريخ 30 نيسان 2001 في صيغة نداء إلى جميع اللبنانيين ولا سيما المسلمين منهم من (أجل حوار وطني)»، وهو النداء الذي تحتاجه المعارضة المسيحية وغير المسيحية الآن من أجل منع باريس من ارتكاب جنايتها.

 

التفاهم مع إيران والتطبيع مع الأسد: أتخذل السعودية حلفاءها؟

منير الربيع/المدن/22 نيسان/2023

هل يمكن أن تتخلى السعودية عن حلفائها في لبنان والمنطقة، بانتهاج سياسة جديدة ومسار مختلف عن السابق؟ إنه السؤال الأكثر طرحاً في هذه المرحلة، خصوصاً بعد التحول السعودي باتجاه طهران وباتجاه النظام السوري. ليست المرّة الأولى التي يطرح فيها هذا النوع من الأسئلة، وخصوصاً على مستوى القوى اللبنانية. طوال السنوات الماضية، كان حزب الله، وعلى لسان أمينه العام السيد حسن نصرالله، يؤكد أنه شريك طهران في اتخاذ القرارات، وأن إيران لا تملي عليه ما يتوجب فعله، كما أنها تضعه في تطورات مساراتها السياسية. وكان نصرالله يهاجم خصومه باعتبار أنهم غير شركاء في قرارات حلفائهم الإقليميين. ولطالما لمّح الرجل إلى أنه بتغير سياسات هذه الدول غالباً ما تكون النتائج على حساب حلفائها.

المعارضتان اللبنانية والسورية

على مراحل متعددة، كرر نصرالله تخلي خصوم إيران الدوليين والإقليميين عن حلفائهم، منذ تخلي واشنطن عن زين العابدين بن علي، وعن حسني مبارك، إلى التخلي عن حماية دول الخليج ومقومات التحالف بعد الاعتداءات على أرامكو وغيرها. وكان يستند إلى مثل الإشارات للتوجه إلى خصومه في لبنان، داعياً إياهم للذهاب إلى حوار وتفاهم معه، لأن الرهان على الخارج قد لا يفيد، بسبب احتمال تغير مواقف هذا الخارج. حالياً، يتجدد هذا النوع من السجالات لبنانياً، وعلى صعيد المنطقة أيضاً، خصوصاً في ظل التقارب السعودي مع النظام السوري. كان هذا النوع من الأسئلة بدأ يُطرح بعد الإعلان عن الاتفاق السعودي الإيراني، وإذا كانت انعكاساته ستكون لصالح إيران وحلفائها. وما عزز هذه التساؤلات هو الملف السوري، خصوصاً بعد الانفتاح السعودي على دمشق. ما ترك المعارضتين السورية واللبنانية في حالة يُتم وترقب وانتظار لما ستؤول إليه التطورات، لا سيما أنه بنظر البعض فإن الرياض تسلك طريقاً مستعجلاً جداً للتطبيع مع النظام السوري، قبل الوصول إلى تحقيق أي تنازلات سياسية جدية منه. وهو ما دفع القوى الحليفة للرياض إلى التخوف، تحسباً لما سيكون هناك من نتائج لهذا التقارب. وفي موازاة هذا المسار، تستمر أجواء حزب الله وحلفاء طهران ودمشق بتسريب أجواء تشير إلى أن الرياض بتحولها الجديد تتخلى عن اعتبارات حلفائها.

"الحضن العربي"

من هنا يعطي المقربون من أجواء حزب الله الكثير من الأمثلة اللبنانية على ذلك، وتحديداً في العام 2008، عندما لجأت الرياض إلى مصالحة بشار الأسد في القمة الاقتصادية بالكويت، بمبادرة قام بها الملك عبد الله بن عبد العزيز، تحت شعار استعادة سوريا إلى الحضن العربي، فقام بمصافحة الأسد. ومنذ تلك المصافحة فتح مسار جديد في العلاقات أوصل إلى تسوية "السين- سين"، والتي توجت بزيارة أجراها الملك السعودي إلى دمشق، ومنها انتقل مع الرئيس السوري بشار الأسد إلى بيروت. وهو مسار دفع برئيس تيار المستقبل سعد الحريري إلى زيارة دمشق أيضاً ومصافحة الأسد، بالإضافة إلى موقف وليد جنبلاط في حينها بالذهاب إلى دمشق أيضاً. لم تستمر معادلة السين سين طويلاً. إذ حصل الانقلاب على حكومة سعد الحريري، ودخل لبنان وسوريا في مسار جديد زاد من ابتعادهما على "الحضن العربي" باتجاه طهران، وهو ما استمر إلى اليوم. حالياً، تعود السعودية إلى مصالحة خصومها، من طهران إلى دمشق، وحركة حماس وغيرهما. وفيما هي تشدد على مسألة الاستقرار والتفاهمات السياسية، فإن أكثر ما يزدهر على الضفة الإيرانية هو منطق توحيد الجبهات، من خلال التكامل بين حماس، الجهاد الإسلامي، حزب الله، الحرس الثوري، والنظام السوري. وقد كان المثال الأبرز على ذلك هو عملية إطلاق الصواريخ الأخيرة من جنوب لبنان، بالتزامن مع المصالحة الإيرانية السعودية. في مقابل هذه القراءة لدى حلفاء طهران، والتي يحاولون فيها إلحاق الوهن في عزيمة الخصوم، ثمة من يعتبر أنه لا بد من انتظار مسار التطورات ونتائجها وانعكاساتها، والتي تحتاج إلى مزيد من الوقت كي تظهر في مسار استعادة التوازن ومن دون التخلي عن الحلفاء.

 

أزمة جديدة في عالم الجاسوسية

أمير طاهري/الشرق الأوسط/21 نيسان/2023

بعد أسبوعين من تسريب هائل لما يُفترض أنها وثائق سرّية تخص الحكومة الأميركية، لا تزال إدارة بايدن تبدو عاجزة عن تفسير ما حدث، ناهيك باقتراح سبل لتجنب معاودة وقوع مثل هذا الحادث المأساوي الهزلي في آن واحد. عند إمعان النظر بالأمر، قد لا يبدو ذلك الوضع مثيراً للدهشة بالنظر إلى أنه لا يوجد حتى الآن طرح موثوق به يشرح ما حدث عندما سربت «ويكيليكس» 700.000 ألف وثيقة سرّية منذ ما يقرب من 13 عاماً. ومع ذلك، فإن التركيز على الجوانب الشرطية من هذه الحوادث ربما يشتت الانتباه بعيداً عن قضايا أخرى ذات صلة، فيما يتعلق بتصنيف الوثائق السرية واستغلالها من جانب صناع القرار.

بدايةً، تتضمن الوثائق المسربة عدداً كبيراً من التقارير التي كان قد ظهر فحواها بالفعل عبر وسائل الإعلام الرئيسية. على سبيل المثال، لم يكن من المثير للدهشة معرفة أن أوكرانيا لا تملك جميع الأسلحة الضرورية خلال الربيع بوجه الاحتلال الروسي. ولم يكن من المثير للدهشة معرفة أن الولايات المتحدة تتجسس على حتى حلفائها الذين، حسب افتراضنا، يتجسسون من جانبهم على الولايات المتحدة. الواضح أن تصنيف «السرية» أو حتى «شديد السرية» يطلَق على عدد هائل بصورة مفرطة من الوثائق. وربما يعود ذلك إلى رغبة من يقدمون هذه الوثائق في رفع مكانتهم. بيد أن هذا الأمر يثير كذلك التساؤل حول ما إذا كان صناع القرار سيتمكنون من قراءة جميع هذه الوثائق، ناهيك باستيعابها. ومن الممكن أن يخلق هذا موقفاً تصبح في إطاره لدى جهاز صنع القرار جميع المعلومات التي يحتاج إليها، لكنه غير قادر على فهم ما يجري حقاً.

عندما وضعت كتابي عن العلاقات الإيرانية - الأميركية منذ سنوات، استعنت بأكثر من 30 مجلداً من الوثائق التي صادرها «طلاب» الخميني من داخل السفارة الأميركية المحتلة في طهران. وكانت المجلدات التي نشرها «الطلاب» عبارة عن عينات منتقاة من مجموعة ضخمة من الوثائق، وكشفت أن وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) لديها أكثر عن 5000 «مصدر» أو «مخبر» عبر إيران، وأنها تتلقى تقارير على نحو منتظم عن تقريباً جميع جوانب المشهد السياسي والاجتماعي والاقتصادي الإيراني. ومع ذلك، لم يكن المرء بحاجة إلى خيال خصب ليدرك أن الكثير مما يطلق عليها وثائق «شديدة السرية» حملت أصداء ما يمكن للمرء أن يقرأه في الصحف الصادرة في طهران أو خلال زيارة عادية للسوق الكبيرة بالمدينة. وقد جرى استغلال ختم «سري» أو «شديد السرية» لتعزيز مكانة من وضعوا هذه الوثائق. بل الأسوأ من ذلك أنه في الحالات التي يمكن للمرء تتبع مسار وثيقة ما من المصدر عبر الترتيب الهرمي لجهاز صنع القرار، بدا واضحاً أن الفواصل والتعرجات في رفع التقارير حالت دون استغلال كبار صناعي القرار في واشنطن المعلومات المتاحة. وكشفت هذه الوثائق، مثل الأخرى التي جرى تسريبها تواً، أمراً آخر: أن التقارير السرية المفترضة تحمل أصداء المزاج العام السائد إزاء القضايا المعنية.

ويعني ذلك أن التأثير العام لهذه التقارير السرية كان التأكيد على ما كان الجميع يفترضون بالفعل أنه صحيح في ذلك الوقت. وعليه، فإن المحلل الاستخباراتي المعنيّ بدأ عمله من فرضية قائمة بالفعل، وحاول تأكيدها.

منذ ذلك الحين، عاينّا الكثير من الأمثلة على مثل هذه الطريقة الغريبة في العمل. يُذكر أنه حتى اللحظة الأخيرة، لم يتمكن مراقبو الكرملين داخل واشنطن من توقع انهيار الاتحاد السوفياتي مثل بيت من الورق. بدلاً عن ذلك، ركزوا على سياسات «بيريسترويكا» و«غلاسنوست» الخاصة بميخائيل غورباتشوف، بمعنى آخر فإنهم رددوا ما كان يقرأه الجميع في الصحف. وكانت النتيجة إنتاجهم سيلاً من التقارير «شديدة السرية» عن أشخاص أصبحوا دون قيمة تُذكر في لمح البصر. في أثناء الحرب العراقية الإيرانية، توقع «مجتمع الاستخبارات» نصراً سريعاً لجيش صدام حسين. كان الملالي قد قطعوا رأس الجيش الإيراني، وسجنوا فعلياً جميع الطيارين في القوة الجوية، وأعادوا المجندين إلى الوطن، على أمل أن يضمن الإمام المخفيّ أمن إيران. على أرض الواقع، استمرت الحرب «الخاطفة» التي شنها صدام ثماني سنوات، وانتهت بالتعادل الغارق في الدماء.

عند غزو أفغانستان عام 2001، بالغ «مجتمع الاستخبارات» في تقدير القدرات القتالية لجماعة «طالبان». واستمرت الصورة النمطية للمقاتل البشتون بوصفه «آلة حرب بشرية» لفترة طويلة بعد فرار الملا محمد عمر من كابل على متن دراجته النارية اليابانية الصنع. وبعد سنوات، قال الجنرال ستانلي ماكريستال، قائد قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أفغانستان، خلال مؤتمر صحافي في لندن، إن البشتون هزموا جميع الغزاة الأجانب في أفغانستان، من الإسكندر وصولاً إلى البريطانيين. وبالمثل نجد أنه قبل اشتعال حرب الخليج التي أثمرت تحرير الكويت، بالغ «مجتمع الاستخبارات» في تقدير قوة الجيش العراقي، واصفاً إياه أحياناً بأنه «القوة العسكرية الرابعة على مستوى العالم»، ونصح بالاستعداد لحرب طويلة. في المقابل نجد أنه على أرض الواقع، انتهى الأمر برمته في غضون عدة أيام فحسب.

كما أن الانسحاب الكارثي من جانب الرئيس بايدن من أفغانستان جاء مدفوعاً في جزء منه على الأقل، بالمبالغة في تماسك، ناهيك بولاء، الجيش الأفغاني في عهد الرئيس أشرف غني. كان ذلك جيشاً ينعم بأحدث أنظمة الأسلحة على مستوى دول الجوار، ويقوده ضباط مدربون في أكاديميات أميركية مرموقة. ما لم يذكره الخبراء الاستخباراتيون هنا أنه لأكثر عن عام قبل الانهيار الأخير، كانت أعداد متزايدة من ضباط الجيش وضباط الصف يرسلون أموالهم وعائلاتهم إلى الخارج. كما سمح الرئيس غني للمواطنين الأفغان بمغادرة البلاد بمبلغ يصل إلى 10000 دولار في كل رحلة. ومع رحيل آخر القوات الأميركية عن كابل، لم يكن هناك من يطفئ الأنوار في كل تلك الثكنات الفاخرة ومستودعات الأسلحة التي جرى بناؤها بمليارات الدولارات من جيوب دافعي الضرائب الأميركيين. نفس مجتمع الاستخبارات رأى أن صليل السيوف الروسية على شبه جزيرة القرم مجرد إشارات من فلاديمير بوتين في سياق الصراع على السلطة داخل كييف، ما عزز التأييد لقرار الرئيس باراك أوباما عدم الدخول في قتال مع الروس. عندما غزا بوتين واحتل شبه الجزيرة عام 2014 حاول أوباما الخروج من زاوية ضيقة بإعلانه أن روسيا «قوة إقليمية»، وأن تصرفاتها الانفرادية ليست شأناً يخص «الأمن الوطني» للولايات المتحدة.

من ناحيتها، وضعت أجهزة الاستخبارات تقاريرها «السرية للغاية» لتلائم تحليل أوباما الساذج، الأمر الذي أعطى بوتين الضوء الأخضر بغزوه الثاني للأراضي الأوكرانية خلال عام. كما بالغت التقارير نفسها في تقدير القوة العسكرية الروسية، متجاهلةً حقيقة أن الكثير من أسلحتها عتيقة ورثتها البلاد عن الحقبة السوفياتية. في المقابل، ثبتت صحة توقعات أجهزة الاستخبارات عندما تنبأت بغزو بوتين العام الماضي، لكن هذا التوقع لم يدفع صناع القرار في واشنطن نحو صياغة سياسات للتعامل مع الأزمة المرتقبة.

وعليه، ربما كان من الأفضل لصناع القرار قراءة الصحف، بدلاً من قراءة التقارير «شديدة السرية» التي تلقوها وتجاهلوها.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

النائب أنطوان حبشي: لن نؤمن النصاب لجلسة انتخاب رئيس مدعوم من فريق الممانعة

وطنية/21 نيسان/2023

أكد عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب أنطوان حبشي، أنه "على الرغم من جهود القوى الأمنية، التفلت الأمني في منطقة بعلبك الهرمل أكبر دليل على تفتت الدولة وغياب المحاسبة"، مشيرا إلى أن "مقتل المغدور محمد علي رايد من عرسال وحسين محمد عز الدين وأخيه في جرد العاقورة، وسرقة مشروع وليد رزق في القاع وكذلك في العوجة ودير الأحمر خير دليل". وعن الاستحقاق الرئاسي، لفت حبشي في مقابلة عبر "الجديد"، إلى أن "الفريق الذي رشح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية حيرنا". وقال: "ساعة يجب الاستفادة من الأجواء الإيجابية من التقارب السعودي - الإيراني وساعة الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله يقول، إنه لا يمكن الرهان على المفاوضات الإيرانية الأميركية أو الاتفاق السعودي الإيراني للوصول إلى انتخاب رئيس للجمهورية". وشدد على أن "فرنجية في صلب فريق الممانعة أما حزب القوات اللبنانية، فريق يريد الإصلاح وبطليعة المطالبين بسيادة الدولة"، مؤكدا "اننا لن نؤمن النصاب لجلسة انتخاب رئيس للجمهورية مدعوم من فريق الممانعة". وقال: "موقفنا لا يرتبط بالخارج على الرغم من علاقات الصداقة والاحترام التي تربطنا بالغرب وبالدول العربية وعلى رأسها السعودية، فموقفنا واضح، وهو لا يمكن أن تحل المشكلة إلا باستعادة الدولة، كما أن موقفنا من التسوية مرتبط بالخطوات العملية على أرض الواقع، وما يهمنا مواصفات الرئيس وكل ما هو مخالف لهذه المواصفات لن نقبل به". وأضاف: "إذا كانت التسوية ضد مصلحة لبنان يجب ألا نتبناها، والتسوية اليوم لن تخرج عن المعايير من السيادة لضبط السلاح". وتابع: "نصرالله يقول في إحدى المقابلات عندي عينتين رئيس الجمهورية السابق ميشال عون وفرنجية، لكن إذا كان الثنائي الشيعي يعتمد عليهما علينا أن نسأل اليوم ماذا فعل عون خلال عهده سوى الأزمات؟ لذلك لا نأمل خيرا بفرنجية". وأكد أن "كل من يدور في فلك حزب الله لا يأخذ قراره بنفسه بل نصرالله يقرر عنه. كما أن محور الممانعة لا يعلم كيف يدير البلاد وإذا انتخب فرنجية فنحن ذاهبون إلى أسوأ ما كنا عليه خلال عهد عون". وأردف حبشي: "نصرالله شبه المسيحيين بطريقة سلبية لداعش عندما قال ما تكونوا مثل داعش"، مضيفا: "نحن نكن كل الاحترام لشخص فرنجية، على وضوحه وصدقه إنما هو بصلب محور الممانعة ويدعم سياسة الحزب في كل افعاله".

وإذ أكد حبشي أن "حزب الله ليس لديه اسم لأي مرشح سوى فرنجية، إذ لا ثقة بأحد آخر ليدير البلد كما يريد هو ووفق استراتيجيته وخياراته"، قال: "إننا مستعدون للحوار مع الممانعة تحت قبة البرلمان من خلال فتح الدورات لانتخاب رئيس، فلا يمكنهم دعوتنا إلى الحوار والاتفاق على اسم توافقي فيما عطلوا الاستحقاق الرئاسي ومارسوا سياسات تعطيلية لأشهر". أما عن الحوار مع "التيار الوطني الحر"، قال حبشي: "لا مشكلة شخصية مع النائب جبران باسيل وأنا لا أعرفه شخصيا، إنما نرفض سياسته"، مؤكدا أن "المطلوب منه اليوم موقف واضح لكيفية بناء الدولة لا موقف رمادي من السلاح، لأنه لا سيادة عندما يكون هناك سلاح خارج الجيش اللبناني". واعتبر أن "المطلوب من باسيل موقف واضح من السيادة، لكن الحقيقة أنه لا يستطيع". ولفت إلى أن "من إشكاليات إدارة الدولة اللبنانية هي سياسة محور الممانعة، وعندما يصبح موقف باسيل من السيادة والسلاح واضحا، فنبحث حينها بالحوار"، مشددا على أن النائب ميشال معوض "من أكثر الأشخاص الذين موقفهم واضح من السيادة والسلاح، ونحن نثق به". وأضاف: "فريق الممانعة يراهن على التسوية لإيصال الرئيس الوحيد الذي يستطيع اختياره في ظل الظرف الذي نمر به"، مشيرا إلى أن "رسالة رئيس حزب القوات سمير جعجع التي سيحملها عبر الجديد واضحة وشبيهة بمطلب آخر مواطن لبناني منحنا ثقته، وهي أننا لا نريد الترقيع، بل المطلوب حل جذري". ولفت إلى أن "هناك حديث عن مقايضة مع القوات اللبنانية، الحاكمية مقابل الرئاسة. إنما كلا، ما بدنا وليس هكذا تبنى السلطة أو يتم الإصلاح. سوء إدارة هذا الفريق أوصل البلد كله لهذا الدرك، فيبحثون عن صفقات لحل أزمة". وشدد حبشي، في ذكرى اعتقال جعجع، على أن "هذه الذكرى أكبر رد على منطق التسوية ومن ظن أن بإمكانه قطع رأسنا لينظر اليوم إلى القوات التي لديها أكبر كتلة برلمانية". كما عايد حبشي اللبنانيين، متمنيا أن "يكون لنا في العام المقبل سيادة ودولة على الرغم من الأسى الذي نعانيه"، وقال، "لن نسمح باستمرار هذه الممارسة للسلطة لأنها المرض، ولن نسمح ان يموت لبنان ونحن نشهد على ذلك".

 

الحاج ومكرزل في واشنطن للمشاركة في مؤتمر "القوات"

وطنية/21 نيسان/2023

ينظم حزب "القوات اللبنانية" في الولايات المتحدة الأميركية، بمشاركة  "قوات" كندا، مؤتمره الرابع والعشرين اليوم، برعاية رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع ويستمر حتى الأحد بإصدار توصيات. وبدأت الوفود الحزبية المشاركة بالوصول تباعا من مختلف الولايات الأميركية ومن المدن الكندية، إلى العاصمة واشنطن، حيث يستضيف مركز واشنطن المؤتمر هذا العام. أما من لبنان، فوصل كل من عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب رازي الحاج والأمين العام لحزب "القوات" إميل مكرزل، حيث كان في استقبالهما في المطار، رئيس مركز واشنطن سامر نعوم، وأعضاء من اللجنة الإدارية للمركز، وعدد من المنتسبين والمناصرين. وتتركز محاور المؤتمر، على عدد من العناوين والقضايا الرئيسية، لا سيما التنظيمية الحزبية والسياسية، حيث تعقد مساء اليوم الجمعة سلسلة اجتماعات لكل من منطقتي الولايات المتحدة وكندا، وتليها ندوة سياسية حول مستجدات الأوضاع في لبنان. وتعقد طيلة يوم غد السبت جلسات تتناول كل الموضوعات المدرجة في جدول أعمال المؤتمر، وسيقام في ختام اليوم الثاني حفل عشاء رسمي. وفي اليوم الثالث الأحد، ستشارك الوفود في القداس الإلهي، الذي سيقام في كنيسة سيدة لبنان في واشنطن، على أن يختتم اليوم بإصدار التوصيات الختامية.

 

الرابطة المارونية أسفت لكلام واكيم بحق الراعي: بعيد كل البعد عن التعاطي الاخلاقي وعليه الاعتذار

وطنية/21 نيسان/2023

أسف المجلس التنفيذي للرابطة المارونية، للكلام الصادر عن النائب السابق نجاح واكيم بحق البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي، وقال في بيان: "تداولت بعض وسائل الإعلام كلاما منسوبا الى السيد نجاح واكيم يتوجه فيه الى البطريرك الماروني بالقول: "ماذا يريد الراعي من الدين الأعوج، روح إنضب بوظيفتك كرجل دين".ان هذا الكلام اقل ما يقال فيه انه بعيد كل البعد عن التعاطي الاخلاقي في ما خص الشأن العام، ويفتقر إلى التهذيب والادب. وإن هذا النهج المرفوض والممجوج، بات سلوكا ملازما للسيد واكيم الذي يحفل قاموسه بكل المفردات الخارجة عن اللياقة الاخلاقية". واعتبر ان "الانتقاد حق لكل متعاط في الشأن العام ولكل مواطن، ويمكن التعبير عنه بغير البذاءة التي تفوه بها السيد واكيم في حق بطريرك انطاكية وسائر المشرق للموارنة"، لافتا الى ان "إصرار السيد واكيم على التهجم على بكركي وسيدها واستعادة ادبيات ترقى الى زمن الحرب تزخر بالكراهية، يدل على انحطاط متماد لم يفارقه يوما منذ حملته الصدفة الى عالم السياسة مترسملا بلسان يجيد السباب والتجني والافتراء فقط". وختم البيان: "المطلوب من السيد واكيم الاعتذار عن الذي قاله في حق الكاردينال البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، وأن يبادر الى سحبه. واذا رفض مثبتا سوء مقصده، مصرا على مواقفه الحاقدة والسخيفة والمقززة، لا يسعنا عندها إلا أن نقول: الاناء ينضح بما فيه".

 

المفتي قبلان: من يصر على القطيعة السياسية يدفع لبنان نحو حرب أهلية

وطنية/21 نيسان/2023

ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، وقال: "تصادف هذه الجمعة الأخيرة من شهر رمضان جمعة القدس، كأساس للقبلة الأولى، وهو الشعار الذي أعلنه الإمام الخميني ليؤكد أن القدس ضرورة أخلاقية ووجودية للمنطقة، وأن القبول بإسرائيل قبول بسرطان فتاك، ولا حل مع هذا السرطان إلا الاستئصال، واليوم القدس وفلسطين تتعرض لأعظم الجرائم الاستيطانية والإرهابية، وخيارنا المقاومة، ولا يزيل إسرائيل من الوجود إلا المقاومة، والأيام شواهد إن شاء الله تعالى". وأضاف:"يطل علينا عيد الفطر والبلد يسبح بالأزمات القاتلة، والناس تلتهم الجمر وتصبر، لأنها تريد قيامة هذا البلد من جديد، ورغم أن مفتاح الحلول يبدأ بالسياسة، ولكن المؤسف أن البعض يصر على القطيعة السياسية على خلفية بازار خطير، وعليه أن يفهم ويعي أن لبنان بأمس الحاجة للتلاقي والنجدة السياسية، لأن البديل قد لا يبقي من الدولة إلا الآثار والأطلال، فالحل ممكن إن أراد إيماننا بهذا الوطن، ونحن طوائف تعيش شراكة وطنية، ونريد هذه الشراكة ونصر عليها، والمطلوب تسوية رئاسية سريعة تضمن هذه الشراكة، لأن مزيدا من القطيعة السياسية يأخذنا نحو المجهول، والمجهول في بلد كلبنان هاوية، وتاريخ الكوارث اللبنانية شاهد للعيان". وتوجه للحكومة والقوى السياسية، و"لكل متنفذ في هذا البلد" بالقول:"تداركوا القطاع العام وموظفيه، لأن الدولة قطاع عام، ونهاية الدولة يعني فوضى بل حرب أهلية، يعني بلد على شفير كارثة، والدولة كقطاع وإدارات عامة هي ضرورة وجود للشراكة الوطنية، وكذلك مالية الدولة في هذا المجال رأس الضرورات توازيا مع حماية الأسواق والأساسيات، ولذلك المطلوب تضامن سياسي وطني للانقاذ، والمؤسف أنه غير موجود الآن، لذلك لجماعة القطيعة السياسية أقول: المنتصر بالقطيعة خاسر، ولا بديل عن مركزية الشراكة الوطنية وكل ما دون ذلك خراب".  وعن النزوح السوري اعتبر قبلان أن "البلد مهدد بوجوده، لأن النزوح يدمر هياكل البلد، والغرب لا يهمه من لبنان سوى الخيم، والسكوت وترك لبنان بهذه الطريقة ضياع للبنان، والمطلوب انتفاضة وطنية على سياسات الغرب ونفير وطني عابر للطوائف لحماية لبنان بعيدا عن نار العنصرية، وإغلاق البحر يخدم أوروبا وواشنطن ولا يخدم لبنان، ومفوضية اللاجئين تدير خطط حرب شاملة ضد البلد وقوته العاملة وتركيبته السكانية وبنيته التحتية وسلمه الأهلي، وبعض السفارات الغربية أوكار حرب، والغرب يضغط لمنع أي علاقة مع دمشق، وعينه على خرائط النزوح، والقطيعة مع دمشق قطيعة للبنان، ودون علاقة قوية مع دمشق لا حل للنزوح، وللأسف صرنا في زمن نحتاج فيه إلى حماية اللبناني، فيما الحكومة العمياء تصر على رضا الغرب حتى لو طار لبنان". 

وختم: "للمرة الألف، لبنان بخطر داهم، وإنقاذه يمر بتسوية رئاسية، ومن يصر على القطيعة السياسية يدفع لبنان نحو حرب أهلية لن تبقي ولن تذر".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 21-22 نيسان/2023

رابط الموقع                                                                      

http://eliasbejjaninews.com

لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

Click On The above Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins

 

Elias Bejjani/Click on the below link to subscribe to my youtube channel

الياس بجاني/اضغط على الرابط في أسفل للإشتراك في موقعي ع اليوتيوب

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 21 نيسان/2023/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/117572/117572/

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For April 21/2023/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/117575/117575/