المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 20 نيسان/لسنة 2023

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2023/arabic.april20.23.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

اضغط على الرابط في أعلى للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

 

Elias Bejjani/Click on the below link to subscribe to my youtube channel

الياس بجاني/اضغط على الرابط في أسفل للإشتراك في موقعي ع اليوتيوب

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

15 آذار/2023

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إِذْهَبُوا إِذًا فَتَلْمِذُوا كُلَّ ٱلأُمَم، وعَمِّدُوهُم بِٱسْمِ ٱلآبِ وٱلٱبْنِ وٱلرُّوحِ ٱلقُدُس

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/الحرب كات ضد لبنان وليس بين أهله

الياس بجاني/نص وفيديو/ذكرى حادثة بوسطة عين الرمانة في 13 نيسان 1975: مقاومة وعنفوان وإيمان وبطولية واستشهاد

 

عناوين الأخبار اللبنانية

رابط فيديو مقابلة من موقع سبوت شوط مع د. عصام خليفة: كشف للمخطط الكبير" ويحذيّر من"حرب مفتوحة وبدو يصير دم وسنصل إلى التفتيت

رابط فيديو مؤتمر صحفي من تلفزيون أم تي في يتناول إطلاق الصواريخ من لبنان - مؤتمر صحافي للجبهة السيادية للاعلان عن شكوى ضد حركة حماس

رابط فيديو تصريح رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه من بكركي بعد لقائه البطريرك بشارة الراعي

رابط فيديو مقابلة من اذاعة صوت لبنان مع الكاتب والحلل السياسي د. توفيق هندي/قراءة تحليلية في الكثير من الملفات المحلية والإقليمية

رابط فيديو مقابلة من تلفزيون ال ام تي في مع الصحافي سيمون أبو فاضل

رابط مقابلة من موقع بالمباشر مع الصحافي طوني بولس/بولس يكشف: جعجع سيعارض السعودية… هؤلاء يسعون لعمل أمني بهذه المناطق، وسأزور دمشق بهذا التوقيت!

تنسيق بين حماس و"الحزب".. ماذا قال شينكر لـmtv؟/اضغط هنا

ديفد شينكر يؤكد وجود تنسيق عالٍ بين حماس وحزب الله، ويتحدث للـmtv عن العقوبات الأميركية والاتفاق السعودي - الايراني.

حُكم الأشرار نظام "الشرموقراطية

الخارجية القطرية: لبنان يحتاج إلى جهد إقليمي دولي لإنقاذه

بوصعب وكنعان يتمايزان عن التيار: سعياً إلى زعامة ورئاسة

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 19 نيسان 2023

مقدمات نشرات الأخبار ليوم الأربعاء 19 نيسان/2023

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

لا أجندة قطرية في لبنان وفرنجية يحاول تجميل صورته لدى السعودية والخليج

واشنطن تعرض 7 ملايين دولار لرأس قيادي بـ"حزب الله"

بالألماس والفن موّل “الحزب”.. هكذا تحايل على العقوبات

هل تستبق المعارضة اللقاء الخماسي وتتوحد حول مرشح؟

فرنجية قدّم أوراق اعتماد فارغة

نواب “أمْرك سيِّدي” يمدّدون للبلديات

عين الحلوة على صفيح ساخن: حدثان أمنيّان في 3 أيام

الاحرار - الحدت: هل المطلوب ان نحمي أنفسنا بأنفسنا؟

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

رئيس الإمارات وملك الأردن يؤكدان مواصلة التنسيق والتشاور لتعزيز أمن المنطقة

الأسد: العلاقات مع السعودية تنطلق من عمق تاريخي يعود لعقود طويلة

المقداد: افتتاح السفارة بتونس خلال أيام.. والإدارة الذاتية تطرح مبادرة لحل الأزمة السورية

الأسد: العلاقات مع السعودية تنطلق من عمق تاريخي يعود لعقود طويلة

المقداد: افتتاح السفارة بتونس خلال أيام.. والإدارة الذاتية تطرح مبادرة لحل الأزمة السورية

مجلس القيادة اليمني يدعو الصين للضغط على طهران لإنجاح السلام

التحالف: الحوثيون يتنصلون من الاعتراف بـ104 أسرى

العراق: تعديل مرتقب على الحكومة والمحافظين والمديرين العامين

السوداني: مواقف بغداد ثابتة إزاء التحديات الإقليمية

قطر تعلن عن قرب فتح السفارات مع الإمارات ثم البحرين

قوات الاحتلال تقتحم “الأقصى” وتشن حملة اعتقالات في الضفة

البيت الأبيض اعلن عن مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا

زاخاروفا: نظام كييف يسعى إلى استغلال مبادرة البحر الأسود وطلب الرشاوى من أصحاب السفن

بيان مشترك لسفارات الدول الغربية  في الخرطوم اعلن عن مقتل أكثر من 270 مدنيا في حصيلة غير نهائية

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

بيان مشترك لسفارات الدول الغربية  في الخرطوم اعلن عن مقتل أكثر من 270 مدنيا في حصيلة غير نهائية

"احذر ممّا تتمنّاه"/نبيل بومنصف/النهار

الثقافة الفينيقية في حياة اللبنانيين اليومية/توفيق شومان/فايسبوك

واشنطن تلوّح بالعقوبات: أوقفوا التطبيع مع الأسد/طوني عيسى/الجمهورية

التضامن مع نزار صاغية.. لحظة 17 تشرين حقوقية/نور الهاشم/المدن

عصابة الأشرار/غسان العياش/النهار

"المجد لكاتم الصوت" بوصفه طريقة حكم وحياة/حازم صاغية/فايسبوك

إيران تقود معركة وحدة الساحات… أي ثمن يدفعه اللبنانيون؟/خلدون الشريف/نداء الوطن

ثلاثية باريس وطهران… و”الحزب”/سناء الجاك/نداء الوطن

مَن المستفيد الأول من جريمة التوتر جنوباً؟/فؤاد زمكحل/الجمهورية

الإنتخابات النقابية تُعيد “التيار” إلى حضن “الثنائي”!/طوني كرم/نداء الوطن

هل تنهي تفاهمات المنطقة حصرية “الحزب” للقرار في لبنان؟/غادة حلاوي/نداء الوطن

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

الكتائب: نرفض الاستسلام لارادة حزب الله في فرض رئيس للجمهورية وليكن الانتخاب ضمن اللعبة الديمقراطية

جعجع: ما جرى في المجلس النيابي والحكومة مهزلة

قاسم: الاتفاق الايراني السعودي قرار جريء وشجاع في آن معا

بيان مشترك لرئيسي الجامعة الأميركية وجامعة القديس يوسف: حرية التعبير أساس ميزة لبنان وديمومته في المنطقة

"الجبهة السيادية"عرضت في مؤتمر صحافي تفاصيل الشكوى ضد "حماس" لإطلاقها الصواريخ من الجنوب محفوض: ليتحمل كل طرف مسؤولية موقعه

"من تاريخ لبنان  (الموارنة - الجراجمة - المردة)/د. طارق أحمد شمس

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

إِذْهَبُوا إِذًا فَتَلْمِذُوا كُلَّ ٱلأُمَم، وعَمِّدُوهُم بِٱسْمِ ٱلآبِ وٱلٱبْنِ وٱلرُّوحِ ٱلقُدُس

إنجيل القدّيس متّى28/من16حتى20/”أَمَّا التَّلامِيذُ ٱلأَحَدَ عَشَرَ فذَهَبُوا إِلى ٱلجَلِيل، إِلى ٱلجَبَلِ حَيثُ أَمَرَهُم يَسُوع. ولَمَّا رَأَوهُ سَجَدُوا لَهُ، بِرَغْمِ أَنَّهُم شَكُّوا. فدَنَا يَسُوعُ وكَلَّمَهُم قَائِلاً: «لَقَدْ أُعْطِيتُ كُلَّ سُلْطَانٍ في ٱلسَّمَاءِ وعَلى ٱلأَرْض. إِذْهَبُوا إِذًا فَتَلْمِذُوا كُلَّ ٱلأُمَم، وعَمِّدُوهُم بِٱسْمِ ٱلآبِ وٱلٱبْنِ وٱلرُّوحِ ٱلقُدُس، وعَلِّمُوهُم أَنْ يَحْفَظُوا كُلَّ مَا أَوْصَيْتُكُم بِهِ. وهَا أَنَا مَعَكُم كُلَّ ٱلأَيَّامِ إِلى نِهَايَةِ ٱلعَالَم».

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الحرب كات ضد لبنان وليس بين أهله

الياس بجاني/13 نيسان/2023

الجهلة والأغبياء والذميين يقولون بان الحرب في لبنان كانت أهليه، فيما الحقيقة انها كانت بين لبنان واهله وبين الغرباء الإرهابيين ومعهم بعض من اللبنانيين الذين لا يؤمنون بلبنان ويسعون لتدميره

 

الياس بجاني/نص وفيديو/ذكرى حادثة بوسطة عين الرمانة في 13 نيسان 1975: مقاومة وعنفوان وإيمان وبطولة واستشهاد

الياس بجاني/13 نيسان/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/117381/117381/

إن كل صلاة وذكرى وعرفان بالجميل لأي شهيد من الشهداء الأبرار هي لكل شهداء لبنان، ولتراب الوطن المجبول والمسقي بتضحياتهم وعرقهم وعطرهم، وصلاة مع عطر البخور من الهوية اللبنانية المميزة، كما أنها صلاة من أجل كل اللبنانيين والأرض اللبنانية المباركة ولأرزنا المقدس والخالد.

صلاتنا للشهداء هي صلاة لكل أبناء وأمهات وشباب وشابات وأطفال لبنان. إن اللبناني الحر والسيادي والمؤمن هو كل مواطن مؤمن يرتضي طوعاً أن يكون "مشروع شهيد" وعلى استعداد دائم ليبذل نفسه من اجل لبنان ورسالته وشعبه وهويته وصون أرضه المباركة عملا بما جاء في الإنجيل المقدس: "ما من حب أعظم من هذا من أن يبذل الإنسان نفسه عن أحبائه" (يوحنا 15/13).

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط   https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw    لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

رابط فيديو مقابلة من موقع سبوت شوط مع د. عصام خليفة: كشف للمخطط الكبير" ويحذيّر من"حرب مفتوحة وبدو يصير دم وسنصل إلى التفتيت

https://eliasbejjaninews.com/archives/117547/117547/

عصام خليفة يكشف "المخطط الكبير" ويحذّر من "حرب مفتوحة": بدو يصير دم وسنصل إلى التفتيت!

موقع سبوت شوط/19 نيسان/2023

صراعٌ وتوتر دائم بين الاحزاب والطوائف يبين فشل الصيغة اللبنانية منذ تأسيسها.

والذي بات واضحاً إن الأزمة في لبنان أكبر من الخلافات السياسية, وتتعلق بطبيعة تفكير تاريخية داخل المجتمع اللبناني.

والواقع الحالي يشير أننا بتنا أمام خيارين: التقسيم  أو حماية الوحدة الوطنية.

فهل يتجه لبنان نحو التقسيم؟

وهل هو فعلاً قابل لذلك؟

وهل ممكن للتقسيم ان ينقذ لبنان؟

هل الدعوات للتقسيم هي محاولة لإستنهاض الشارع المسيحي؟

هذه الأسئلة وسواها يجيب عليها المؤرخ الدكتور عصام خليفة في حلقة جديدة من برنامج للآخر عبر "سبوت شوت".

https://eliasbejjaninews.com/archives/117547/117547/

 

رابط فيديو مؤتمر صحفي من تلفزيون أم تي في يتناول إطلاق الصواريخ من لبنان - مؤتمر صحافي للجبهة السيادية للاعلان عن شكوى ضد حركة حماس

https://www.youtube.com/watch?v=JDNE3pa4Cps

 

رابط فيديو تصريح رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه من بكركي بعد لقائه البطريرك بشارة الراعي

https://www.youtube.com/watch?v=zjnByUGKoAk

 

رابط فيديو مقابلة من اذاعة صوت لبنان مع الكاتب والحلل السياسي د. توفيق هندي/قراءة تحليلية في الكثير من الملفات المحلية والإقليمية

https://www.youtube.com/watch?v=obCaEuaz0i0&ab_channel=VoiceOfLebanon100.5FM

19 نيسان/2023

 

رابط فيديو مقابلة من تلفزيون ال ام تي في مع الصحافي سيمون أبو فاضل

https://www.youtube.com/watch?v=a7MrvxpTMjQ

 

رابط مقابلة من موقع بالمباشر مع الصحافي طوني بولس/بولس يكشف: جعجع سيعارض السعودية… هؤلاء يسعون لعمل أمني بهذه المناطق، وسأزور دمشق بهذا التوقيت!

https://www.youtube.com/watch?v=cDuLspkfqRI

 

تنسيق بين حماس و"الحزب".. ماذا قال شينكر لـmtv؟/اضغط هنا

ديفد شينكر يؤكد وجود تنسيق عالٍ بين حماس وحزب الله، ويتحدث للـmtv عن العقوبات الأميركية والاتفاق السعودي - الايراني.

 

حُكم الأشرار نظام "الشرموقراطية

بشارة شربل/نداء الوطن/19 نيسان/2023

"الأشرار دائماً يتّحدون رغم كراهيتهم المتبادلة. أما دعاة الخير فمتفرقون، وهو سرُّ ضعفهم". (برتراند راسل)

لا أعرف اسم الفقيه القانوني الذي أطلق صفة "عصابة أشرار" على مجموعة مرتكبين محترفين، مثلما أنني لم أجد ما يثبت أنها ترجمة عن association de malfaiteurs اللطيفة نسبياً والواردة في القانون الفرنسي واتُّهم بها أخيراً مروان خير الدين، وستنطبق على "الحاكم" رياض سلامة وثلة من شركائه "الحلوين". لكنني أوجِّه تحية إجلال لمن جعلها في نَص قانون العقوبات اللبناني، ولو كنتُ أملك البتَّ بنبوته، أو تطويبه قديساً، أو نحت تمثال له بحجم تمثال فخر الدين، لما تأخرت. وبغض النظر عما تحمله كلمة "شرّ" من مدلولات دينية خارجة عن الموضوع، فإن المُشرِّع وصَم بها أهل السوء والفساد. والقانون اللبناني جرَّم بعقوبات تصل الى الإعدام كل مجموعة من ثلاثة وأكثر تضامنت للمسّ بأمن الدولة والمجتمع والاعتداء على الأشخاص والأموال، كما لو أنه توقع أن تتجاوز "زعرناتها" الأذى الجسدي أو التآمر السياسي ليصل الى تشليح المتقاعدين المعاشات وسحب اللقمة من فم الفقراء والأيتام.

نعلم أن أنظمة "الاستبداد الشرقي" (وهنا نستنزل شآبيب الرحمة على أرسطو) أو الممانعة هذه الأيام، تستخدم هذا النص لاضطهاد المعارضين، وأن قضاءنا "العضومي" زمن الوصاية سجّل في هذا المجال سابقات ما أنزل الله بها من سلطان. لكن، ليس أفضل من "عصابة أشرار" لوصف الذين ارتكبوا الموبقات بحق لبنان واللبنانيين منذ ثلاثة عقود، وتحديداً بعد جريمة الانقلاب على "اتفاق الطائف" التي استباحت الدولة وعاثت فيها وأخضعتها للنهب المنظَّم بالتوازي مع التآمر على السيادة والنظام الديموقراطي. حينذاك تحديداً دشَّنت "المنظومة" رسمياً نشاط عصاباتها، ثم تفرَّع، على مرِّ الأيام ووفق حاجاتها ومتطلبات مشغِّليها، أذرعاً ومخالب ومناصب وصفقات وبواخر ومعابر و"نيترات" وفجوة مليارات. كثرت على مدى عقود الأوصافُ التي تطلق على أنظمة الحكم المصنفة في ذيل ترتيب الدول التي تحترم رعاياها وترفع مستواهم المادي والتعليمي وتحفظ حرياتهم. فبعد "جمهوريات الموز" الفوضوية، والديكتاتوريات العسكرية والدينية والحزبية والعنصرية المعروفة والراسخة في دول كبرى وصغيرة، فرضت السنوات الأخيرة تعابير جديدة مثل "المافيوقراطية" (روسيا بوتين)، والكلبتوقراطية" أو حكم السارقين، و"المديوقراطية" او حكم التافهين، وهي أوصاف خاصة أو ملازمة لدول الفساد... لكن لبنان وحده ينفرد بوصف "حُكم الأشرار" ما يتيح وصف نظام "المنظومة" بأنه "شرموقراطية"، بحكم التماثل والمحاكاة. من خصوصيات "حُكم الأشرار" اللبناني أن جريمته متمادية وكأنه "قاتل متسلسل" لا يزال يخطط للمزيد رغم ضبطه متلبساً مئات المرات. والتمديد للبلديات آخر جرائمه الموصوفة، ليس لافترائه المتواصل على المهل الدستورية فحسب، بل أيضاً لأنه في ظروف الانهيار يمارس تعذيب ضحاياه بدل المسارعة الى انتخاب رئيس والمباشرة في الإنقاذ. حسب قانون العقوبات يثبُت الجرم على "عصابات الأشرار" بمجرد قيام جمعياتها وثبوت الأهداف، و"يعتبر متدخلاً كل من ساعدها وسهل ارتكاباتها عن معرفة وادراك". ينطبق الوصف على جلسة مجلس النواب بأبطالها المجاهرين وبالذين "تحربأوا" لتأمين النصاب، وعلى حكومة التضليل والاحتيال، مثلما انطبق على القضاء المعرقل القاضي البيطار والعدالة في جريمة 4 آب، وعلى المصارف الناهبة ومجالس الادارات، وعلى كل من ساندَ "حُكم الأشرار". إنها "شرموقراطية" بلا زيادة ولا نقصان.

 

الخارجية القطرية: لبنان يحتاج إلى جهد إقليمي دولي لإنقاذه

المدن/19 نيسان/2023

أكّد المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، أنّه "يوجد جهد مستمر فيما يتعلق بلبنان، قام به وزير الدولة، وقبل ذلك رئيس الوزراء وزير الخارجية، في التواصل مع الجهات اللبنانية. وحضرت قطر الاجتماع الخماسي حول هذا الشأن، وشاركت في النقاش حول إمكانية التوصل إلى حل سياسي، والأكيد أنه ليس لقطر أجندة معينة فيما يتعلق بلبنان سوى تحقيق الاستقرار والازدهار". ولفت في حديث مع صحيفة "الشرق"، إلى أنّه "كانت الدوحة حريصة على دعم الجيش كمؤسسة وطنية في لبنان، لضمان أن تبقى صامدة في وجه أي أزمات اقتصادية أو سياسية، بالإضافة إلى كافة الجهود التنموية التي يمكن تحقيقها في لبنان، وعلى المستوى السياسي هذه الزيارة وما سبقها كان هدفها الأساسي هو استكشاف آفاق الحل". واعتبر الأنصاري، أنّ "الحل في هذه الأزمة هو لبناني- لبناني، أي طرف خارجي يجب أن يكون دوره ميسراً وداعماً ومحفزاً، وبناء على الأولويات اللبنانية. لذلك، فما نقوم به اليوم هو محاولة تكوين وجهات نظر، وهناك اتصال مع شركائنا الدوليين سواء في الإقليم مع المملكة العربية السعودية والأطراف الأخرى، كذلك مع فرنسا والولايات المتحدة الأميركية. اليوم لبنان يحتاج إلى جهد إقليمي دولي للخروج بلبنان من الأزمة".

 

بوصعب وكنعان يتمايزان عن التيار: سعياً إلى زعامة ورئاسة

المدن/19 نيسان/2023

تتزايد محاولات التمايز في أوساط بعض نواب تكتل "لبنان القوي". فإذا كان مفهوماً أن يبتعد عن "التيار الوطني الحر" أصحاب المصالح الذين يتقربون من كل العهود، مع أفول عهد الرئيس عون، فإن بروز التمايزات داخل التيار ونوابه تزداد وضوحاً وعلانية. تتظهر "الحساسية" داخل "التيار" من نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب. فهو، حسب أوساط "العونيين"، "طامح إلى الزعامة الأرثوذكسية، يروّج لصورته كمحاور ومنفتح على الجميع، ويذهب بعيداً في محاولته التمايز عن مواقف التيار، فيبدو مثلاً أقرب إلى رئيس مجلس النواب نبيه برّي منه إلى رئيس التيار جبران باسيل". إلى اليوم، لم يطوِ هؤلاء انتقاده باسيل في حديثه عن موضوع التوقيت الصيفي حين قال "أخطأ باسيل باستعمال بعض المفردات خلال انتقاده للقرار، لأنه لا يجوز أن نرد على قرار إداري خاطئ بخطاب أثار الغرائز الطائفية". يومها أضاف بوصعب "أعلم أن باسيل لم يكن يقصد ذلك". على هذا المنوال يتعاطى بوصعب مع "التيار الوطني الحر". ينتقد، يعبّر عن آرائه الخاصة، يبني علاقاته المتشعّبة ويعود ليؤكد التزامه بـ"التيار" بعد تمايز. كنعان-باسيل: عداوة الطموحبدوره يتمايز النائب ابراهيم كنعان أيضاً مع الإبقاء على خيط العلاقة معقوداً مع التيار. لكن هذا التمايز محط متابعة و"انزعاج" في أوساط "الوطني الحر". علامات استفهام كثيرة يطرحها هؤلاء حول حركة كنعان في العاصمة الأميركية ولقاءاته هناك. وقد نمي إليهم أنه "سعى إلى عقد اجتماعات فردية مع عدد من المسؤولين الأميركيين، كما مع أعضاء في صندوق النقد. وعلى الرغم من وجود وفد برلماني لبناني رسمي التقى صندوق النقد والبنك الدولي، إلا أن كنعان طلب مواعيد خاصة، ساعدته السفارة اللبنانية في واشنطن في التحضير لها وترتيبها. وما رشح عن اجتماعاته، هو حِرصُ كنعان على الدفاع عن حاكم مصرف لبنان وسياساته (على عكس مواقف التيار) وتحميل مسؤولية الانهيار إلى سياسات الدولة وبعض اطرافها".

أبو رميا ودعم كنعان

لم يعد طموح كنعان الرئاسي مكتوماً. صار علنياً ومعلوماً. وهذا مما يزعج باسيل حكماً، ويعزز لدى كنعان الرغبة بالتمايز عن "التيار"، علّه ينجح في أن يكون الإسم الذي يتم التلاقي عليه. وفي هذا الإطار، يُهمس في أوساط "التيار" أن "النائب سيمون أبي رميا الذي وصل أمس إلى العاصمة الفرنسية، سيسعى مع عدد من "أصدقائه من المسؤولين الفرنسيين إلى التسويق لكنعان تحت مجموعة عناوين منها الانفتاح على "الجو" المسيحي من دون معاداة أي طرف داخلي، إضافة إلى حرصه على "توزيع عادل للخسائر" من دون تدمير القطاع المصرفي". لا شك أنه في زمن الانتخابات والاستحقاقات السياسية تتداخل الحسابات والمصالح وتتزايد الحساسيات. لذا تقول أوساط "التيار" إن "ما كنا نتغاضى عنه في فترات سابقة تحت شعار استيعاب الجميع، لا يمكن أن نستمر فيه إذا بلغ مرحلة مناقضة طروحاتنا وقناعاتنا وخياراتنا السياسية". فهل وصلت العلاقة مع كنعان وبوصعب وغيرهما هذا الحد؟

تتحفظ مصادر "التيار" عن الإجابة وتقول: "الوقت يجيب على كل الأسئلة، تماماً كما يكشف معادن الناس".

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 19 نيسان 2023

وطنية/19 نيسان/2023

 النهار

بثت احدى المحطات تقريرا بدا مدفوع الثمن لتبرئة قريب مرشح من شائعات تتهمه بدفع بدلات مالية دعائية.

خرج اكثر من مشارك في احدى الندوات بتساؤلات عن الهدف من عقدها وتوقيتها والغاية من الحشد لها خصوصا ان موضوعها ليس شعبيا.

يتردد ان رجل اعمال بارزا وضع امكانات مالية كبيرة خارج لبنان للترويج لمرشحه الرئاسي لدى عواصم القرار.

يلتقي مرجع نيابي بارز قوى سياسية وأصدقاء بعيداً من الإعلام بناء على طلبه وتشدده في الابتعاد عن الضوء لجملة اعتبارات في هذه المرحلة.

عُلم أن مرشحاً رئاسياً بارزاً اتصل بمرجع سياسي معزياً بقريب له، ونُقل أن الاتصال كان ودّياً للغاية.

فشل كل من “حزب الله” وحركة “أمل” في إيجاد تسوية لمشكلة عائلية تطورت إلى القتل المتبادل رغم مساعيهما الظاهرة في هذا الاتجاه.

الجمهورية

نُقل عن قطب سياسي إستعداده لزيارة إحدى الدول العربية المجاورة قريباً.

دعا حزب فاعل الى انتظار المحطة الأخيرة من مسعى تقوم به جهة فاعلة لدى عاصمة إقليمية من أجل عقد صفقة تؤدي الى تحقيق مبتغاه أياً كان الثمن .

فرمل مرجع أمني سابق بعض الخطوات التي قررها سابقاً من أجل إطلاق دينامية معينة تغيّر في المشهد السياسي في محيطه.

اللواء

يشكو مرجع حكومي في مجالسه من حملة الإفتراءات والتعبئة ضده في الأوساط المسيحية الحزبية والروحية وحرصه على عدم الرد تفويتاً للمناخات الفتنوية في البلد!

حرصت مصادر معراب على نفي وجود أي تقارب مع التيار العوني، الذي نعت رئيسه المقاطعين للجلسة النيابية بـ«الكذب»، و«القوات» في مقدمة الممتنعين عن حضور جلسة اليوم!

تراقب أوساط سياسية الحركة الخارجية لنائب مرشح لرئاسة الحكومة والتي وصلت إلى واشنطن بعد ستوكهولم وبروكسل مع وفود نيابية موسّعة!

نداء الوطن

بدت لافتة إشارة رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل وإشادته بكلام القيادي الكتائبي السابق عبد الله ريشا خلال احياء ذكرى 13 نيسان، الذي وصفه باسيل بـ«الرفيق» بعدما قال الأخير «إنّنا قاتلنا من أجل الـ10452 كلم مربع وليس الـ2500 كلم»، والمقصود بها المنطقة المسيحية.

علم أنّ رجل أعمال بارزاً يعمل على خطّ الرئاسة مع مسؤولين فرنسيين قد عاد إلى نجيريا بعد إدراج الأخوين رحمة على لائحة العقوبات الأميركية.

يتردد أنّ مرشحاً بارزاً لحاكمية مصرف لبنان كان يحضّر لمقابلة تلفزيونية سيحاول من خلالها النأي بـ«حزب الله» عن قضية انفجار المرفأ بحكم متابعته القانونية للملف.

الأنباء

لوحظ أن تصريح احدى الشخصيات من مقرّ أساسي كان بمثابة اعلان برنامج أكثر منه اطلاق موقف بعد زيارة.

المزايدات كانت سمة السجالات تحت قبة البرلمان وعملية توجيه رسائلة وتسجيل نقاط ليس الا.

 

مقدمات نشرات الأخبار ليوم الأربعاء 19 نيسان/2023

موقع ام تي في/الأربعاء 19 نيسان/2023

ماذا جاء في مقدمات نشرات الأخبار؟

مقدمة نشرة أخبار mtv

ماذا يحصل على صعيد معركة رئاسة الجمهورية ؟ وهل صحيح ما يتردد من ان حظوظ سليمان فرنجية ترتفع يوما بعد يوم ، في ظل تراجع حظوظ المرشحين الاخرين ؟ السؤالان مبرران ، خصوصا بعد البيان شبه الرئاسي الذي اطلقه رئيس تيار المردة من الصرح البطريركي في بكركي .

وقد بلغت الثقة بفرنجية الى حد القول انه يريد ان يترك بصمة في عهده . الواضح ان فرنجية في معركته مدعوم بشكل اساسي من طرفين : الثنائي امل - حزب الله من جهة، وفرنسا من جهة أخرى.

والواضح ايضا ان الثنائي ، الذي يتسلح بالدعم الفرنسي ، يلوح بشكل او بآخر انه مستعد ان يعود الى معادلة عام 1988 التي اطلقها ريتشارد مورفي . فلمن لا يتذكر ، فإن الموفد الاميركي طرح يومها مبدأ :  مخايل الضاهر او الفوضى .

اما الثنائي فيطرح معادلة سليمان فرنجية او الفراغ ، اي انه يهدد باستمرار الفراغ في الرئاسة الاولى ما دامت الاطراف المحلية والاطراف الاقليمية لم تتجاوب مع مسعاه ، لايصال فرنجية الى قصر بعبدا.

في المقابل تبدو المعارضة عاجزة عن تحقيق اي خرق حقيقي. فتأييدها ميشال معوض اضحى نظريا، طالما ان لا جهد يبذل ولا اتصالات تجرى لتعزيز الاصوات المؤيدة له. ثم ان المعارضة مشتتة، اي انها تتفق على معارضة وصول فرنجية، لكنها عاجزة عن الالتفاف حول اسم يشكل نقطة تقاطع في ما بينها. وهو امر يعزز حظوظ رئيس المردة ، الذي يبقى بحاجة الى عاملين لحسم معركته: قبة باط اقليمية وتحديدا سعودية، ثم خرق الفيتو المسيحي الموضوع على اسمه انطلاقا من القوى الحزبية الثلاث: القوات اللبنانية، والكتائب، والتيار الوطني الحر.

واذا كان تراجع القوات والكتائب عن موقفيهما صعبا، فان امل فرنجيه يبقى في ان تنجح الضغوط التي يمارسها حزب الله على التيار لحمل باسيل على تليين موقفه. فهل يرضى باسيل بفرنجية مقابل وعود وضمانات ومكتسبات تعطى له؟ الاجابة للايام المقبلة، علما بان تغيير باسيل موقفه يعني وصول مرشح حزب الله مرة ثانية على التوالي الى قصر بعبدا. فهل هذا ما يريده اللبنانيون؟ وهل هذا ما يريده المجتمعان العربي والدولي؟...

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون لبنان

على وقع  تأمين نواب الامة النصاب وتمرير التمديد  للمجالس البلدية والاختيارية لمدة سنة  واستعدادات قوى المعارضة  للطعن بقانون التمديد للمجالس البلدية والاختيارية فور صدوره في الجريدة الرسمية تابع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي التحضيرات لاجراء الانتخابات  البلدية والاختيارية، وجرى الاتفاق على أن يعد   الوزير مولوي الموازنة المستحدثة اللازمة لاجراء الانتخابات لكي يصار الى فتح اعتماد لها. وفي ضوء الموازنة الجديدة سيقوم وزير الداخلية ضمن  صلاحياته بتحديد المواعيد الجديدة للانتخابات.

وعلى وقع  تعليق جلسات الانتخاب الرئاسية  ومع اقتراب الفراغ الرئاسي من نهاية شهره السادس خرقت المشهد الداخلي دلالات المواقف والشكل والتوقيت لزيارة رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية الى بكركي امس حيث تحدث من منبر الصرح لأول مرة بوضوح تام كمرشح رئاسي ورد على "جو اعلامي"  الذي ينعى حظوظه

وعليه بدا واضحا ان فرنسا متمسكة بمرشحها  سليمان فرنجية علما ان الاتصالات و اللقاءات التي يجريها مستشار الرئيس الفرنسي باتريك دوريل مع القيادات اللبنانية مستمرة.

في وقت أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، تعليقا على سؤال حول حل الأزمة في لبنان، أنه ليس لقطر أجندة معينة فيما يتعلق بلبنان سوى تحقيق الاستقرار والازدهار ولفت  اليوم تحرك للسفيرة الاميركية دوروثي شيا باتجاه البطريرك الراعي والمطران عودة.

في الشأن الحياتي قاربت الحكومة الاجور  بخطوة متقدمة في القطاعين العام والخاص  ما يدفع الى انتظام العمل في المؤسسات الرسمية خصوصا ويعيد انتاجية العمل الى سابق عهدها فيما اعلن رئيس الاتحاد العمالي  بشارة الاسمر من السراي انه سيدعو  الى اجتماعات مع الهيئات الاقتصادية برعاية وزير العمل للبحث في امكانية رفع بدل النقل الى 450 ألفا اسوة بالقطاع العام.

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ان بي ان

الإتفاق السعودي-الإيراني ولد زحمة جوية شهدتها أجواء المنطقة في كل الإتجاهات...

دبلوماسية الطائرات التي تحط وتقلع تعكس دينامية مختلفة في العلاقات بين دول الإقليم.

وبعد زيارة وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان الى دمشق اجتمع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في جدة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباسفي لقاء تزامن مع زيارة وفد رفيع من حركة "حماس" بقيادة رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية بعد قطيعة بين الجانبين.

هذا في وقت يجري فيه التخطيط لعقد اجتماع رباعي على مستوى وزراء خارجية روسيا وسوريا وايران وتركيا بشأن الملف السوري يرجح أن يكون مطلع الشهر المقبل.

في لبنان تصدرت واجهة المتابعة إطلالة رئيس تيار المرده سليمان فرنجية من الصرح البطريركي وما تضمنته من مواقف وعناوين تعكس رؤيته الرئاسية في ظل مناخ التسويات الجارية في المنطقة...

فرنجية شدد على اهمية استفادة لبنان من المناخ الإيجابي للخروج من ازمته لافتا الى انه ليس لديه اي نظرة عدائية تجاه اي بلد صديق للبنان ولا سيما الدول العربية وخصوصا السعوديةوكشف استعداده لكي يسخر علاقته الشخصية مع الرئيس السوري بشار الأسد لمصلحة البلد واعادة النازحين.

بلديا تابع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي التحضيرات لاجراء الانتخابات البلدية والاختيارية انطلاقا مما ورد في القانون الصادر عن مجلس النواب.

وجرى الاتفاق على أن يعد وزير الداخلية الموازنة المستحدثة اللازمة لاجراء الانتخابات لكي يصار الى فتح اعتماد لها وفي ضوء الموازنة الجديدة سيقوم وزير الداخلية ضمن صلاحياته بتحديد المواعيد الجديدة للانتخابات...

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون المنار

على هدي رياح التقارب التي تحرك المنطقة، ووصول المرتفع الجوي السياسي الى الحدود اللبنانية، تحركت الملفات العالقة في اعماق الازمة، فكسر الجمود المسيطر على ملف الرئاسة بعض الشيء، وترددت تصريحات رئيس تيار المردة من بكركي في الاروقة السياسية اللبنانية.

هو مشهدٌ جديدٌ يحكم المنطقة عسى فيه الخير لاهلها، ولا بد ان يطال لبنان الذي يغرق اهله باصعب الأزمات، ما ضيق الخيارات لبعض المناورين الداخليين المعتاشين على التناقضات التي كانت تحكم المنطقة، فوجدوا انفسهم محرجين مع هذا التقارب الذي مما لا شك فيه قد حد من هامش مناوراتهم..

ومع ضرورة الاستفادة من المتغيرات الايجابية في المنطقة، الا ان الحل يبقى فيما بيننا كلبنانيين كما قال نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، الذي دعا جميع الكتل السياسية الى تدوير الزوايا وتقريب وجهات النظر وصولا الى الاتفاق وانهاء الفراغ الرئاسي ، والا فان خيار المعاندين يكون اسقاط البلد، وهو ما حذر منه الشيخ قاسم ..

معيشيا يسود الحذر اوساط الهيئات النقابية مع قرار الحكومة زيادة الرواتب، فيما رحب الاتحاد العمالي العام بالخطوة التي اعتبرها افضل الممكن في هذه الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد وماليتها المتهالكة..

ما يعيشه السودان من حرب حقيقية بات يؤرق المجتمع الدولي الذي ينظر الى تداعياتها الكارثية على الشعب المنهك اصلا والبلد المدمر اقتصاده والضائعة ثرواته، وما يزيد المأساة انها في زمن الصيام وعلى اعتاب عيد الفطر الذي يحل حزينا على السودانيين الذين يدفعون مجددا ثمن صراع قادتهم على السلطة، ورعاتهم الاقليميين والدوليين على النفوذ والثروة..

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون او تي في

تمديد، كلمةٌ واحدة تختصر المقاربة المعتمدة من المنظومة لحل الأزمات المتفجرة منذ 17 تشرين الأول 2019، كنتيجة مباشرة لأخطاء التسعينات، معطوفة على الفساد.

في ملف السيادة، تمديدٌ لتدخلات السفراء، وللنار تحت طبخات البحص الاقليمية والدولية، التي لن تنتج رئيسا طالما التفاهم اللبناني غير متاح، لأن احترام الميثاق الوطني محذوفٌ بفعل منطق الفرض.

في ملف الاقتصاد والمال، تمديد. تمديدٌ لاقتصاد الريع ولتسيب الحسابات ولتعدد أسعار الصرف ولتهريب الأموال والإفلات من الحساب.

في ملف العدالة، تمديدٌ للاعدالة في ملف انفجار المرفأ وللاستخفاف بالقضاء اللبناني في قضايا الفساد، ولمساعي الهرب من القضاء الاوروبي عند جميع المطلوبين.

في ملف الإصلاح، تمديدٌ للقوانين في أدراج المجلس، وللمراسيم التطبيقية على طاولة الحكومة، وللقرارات في مكاتب الوزراء، وللتخبط في خطة النهوض، وللتهرب من متطلبات التفاوض مع صندوق النقد الدولي.

اما تمديد ولاية المجالس البلدية والاختيارية امس، فتمديدٌ في الواقع لسياسات التعمية المعتمدة من نجيب ميقاتي ووزرائه. فبعد مسرحية الجلستين، اللتين مهدت لهما مزاعم غير واقعية عن القدرة على انجاز الاستحقاق متى توفر التمويل، واصل رئيس حكومة تصريف الاعمال نهج التملص من الحقيقة، فعقد اجتماعا اليوم مع وزير الداخلية، خصصاه للبحث في الاستحقاق البلدي والاختياري، وكأنهما محزونان على التمديد.

اما ديوان المحاسبة، فكان له كلامٌ من نوع آخر مع نجيب ميقاتي، نستهل به نشرة الاخبار.

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ال بي سي

من باب الوقائع، لا من باب الامال، يجب قراءة التطورات الديبلوماسية السعودية على مستوى المنطقة، وتحديدا ما يرتبط بالعلاقات السعودية الايرانية والسعودية السورية وامكان انعكاسها على الداخل اللبناني .

مما لا شك فيه ان السعودية تسترد دور اللاعب الاكبر في الشرق الاوسط. وعلى هذا الاساس تفاوض الايرانيين وعينها على اليمن تفاوض السوريين وعينها على جمع كل العرب .

في الملف اليمني  حوار بعيد من الاعلام وتقدم للايجابيات اما في الملف السوري فأكثر من قراءة .

صحيح ان صورة وزير الخارجية السعودي الامير فيصل بن فرحان مع الرئيس السوري بشار الاسد في سوريا شكلت الحدث امس اما الخبر اليوم , فهو بحثٌ في قدرة دمشق على تلبية الخطوات او الشروط التي تعيدها الى محيطها العربي ولعل ابرزها توفير البيئة المناسبة لوصول المساعدات الى كل الاراضي السورية  وتهيئة ظروف عودة النازحين السوريين الى اراضيهم وهذا ما طلبه بن فرحان من الاسد .

فهل دمشق قادرة على تلبية هذه الشروط لا سيما في ظل الوضع السوري المعقد مع وجود كل من روسيا وايران وتركيا والولايات المتحدة على اراضيها ؟ ام انها قد تكتفي بفتح علاقات ثنائية مع اكثر من دولة عربية وعلى رأسها السعودية  من دون ان تعود الى حضن الجامعة العربية؟.

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون الجديد

لبنان عالق في السودان والنار بالنار..

جنرال بجنرال وصلت شظاياها الى الجالية اللبنانية موزعة بين العاصمة الخرطوم وباقي الولايات وهناك لم يتغير على الهاربين من الجحيم شيئا حيث لا كهرباء ووسائل التواصل مقطوعة ولا من خطة للإجلاء بعد سيطرة طرفي النزاع على المطارات...

وتبعا للمعلومات الواردة فإن عددا من اللبنانيين كانوا موجودين في فندق الساحة بعد تعرضه لهجوم مسلح ونقلوا الى فندق آخر ويجري التواصل بين السفارتين اللبنانية والفرنسية للمساعدة في اجلاء اللبنانيين فور توفر الإمكانيات ولكن المطار غير صالح بسبب الصراع بين الطرفين المتحاربين، والطرق غير آمنة.

وقالت مصادر الخارجية أن الوضع خطير جدا على مستوى سلامة الطاقم الديبلوماسي بأكمله حيث يتم اقفال السفارات وتدميرها وسرقتها.

واللبنانيون كما اهل السودان هم بانتظار جلاء الدخان الأسود عن سماء بلد مهدد بالتقسيم وبفصل جنوبه عن شماله بحرب ليست أهلية بل بين جنرالين أحدهما قادم من إرث الجنجويد جنوبا والآخر يتربع على رأس السلطة العسكرية في الخرطوم...

ولأن السودان يعتبر سلة غذاء العالم، فهو يتمتع بموقع جيوسياسي بالغ الأهمية على دلتا النيل والبحر الأحمر وبينهما سد النهضة.

وأمام الأزمة المستجدة فإن أنظار دول القرار عليه إلا أن قلوب كل منها على أزمتها الخاصة وإلى حين ظهور إطفائي قادر على فرض وقف إطلاق النار، فإن لبنان نيرانه منه وفيه و"بدلة" الإطفاء لم تفصل بعد على مقاس الاتفاق السعودي الإيراني الذي حدد مدة شهرين لتنفيذ بنوده كاملة...

أما وقد مضى على توقيعه في العاصمة الصينية شهر وتسعة أيام فما تبقى من مهلة الاتفاق ليس إلا تقطيعا للوقت بانتظار إدارة دفة الحلول نحو لبنان الواقع في آخر " الليسته"...

وعلى الوقت الضائع ذاته تجري عمليات الهروب الكبير من الاستحقاقات الدستورية  بلدية كانت أم رئاسية وبعد تهريج جلسة التمديد للبلديات استدعى الرئيس نجيب ميقاتي وزير الحل والربط البلدي للوقوف على الجهوزية اللوجستية وطلب منه إعداد الموازنة اللازمة لاجراء الانتخابات كي يصار الى فتح اعتماد لها...

وضع اتفاق بري ميقاتي العربة أمام حصان البلدية وارجأ الزيادات لموظفي القطاع العام الى ما بعد العيد  وهذه الزيادة بقيت حبرا على ورق إلى حين صدورها في الجريدة الرسمية...

ومن المطبخ النيابي ذاته فإن إقرار تعديلات على قانون الشراء العامخلف وجهات نظر متعددة إذ رأى بعض النواب أن هذه التعديلات تمس في جوهر القانون وتشرع الفساد في حين أكد رئيس هيئة الشراء العام جان العلية أن القانون الذي جرى إقراره جيدٌ ولا يتعارض مع جوهر قانون الشراء بل يسهل تطبيقه من الهيئات وتحديدا البلديات نظرا للنقص في كوادرها ويحافظ في الوقت عينه على الشفافية...

كما ويساعد الهيئات على التقدم للمناقصات والنشر ويمر بالطبع عبر هيئة الشراء العام وعلى مبدأ المحاسبة ومن صلب ديوانها صدرت اليوم الفتوى المحاسبية.

في ملف تلزيم الترمنال تو والمشاريع المشابهة في المطار ووفق مطالعة  ديوان المحاسبة" فان  مشروع إنشاء المبنى الجديد ترعاه قوانين قديمة...

ويمكن اعتبارها ناقصة في أفضل الأوصاف أو واردة في غير محلها الطبيعي، ما يوجب العودة إلى المبادىء العامة الأساسية وإشراك الجميع بما يؤمن المساواة والمنافسة، وإن توصيف العقد يحتاج الى قانون ولا يخضع لقانون الشراء العام.

ولكن ديوان المحاسبة اذا اعطى اعتبر صفقة المطار باطلة فانه فتح دفاتر قديمة في تلزيمات المطار وتعود الى العام 2011 تشوبها مخالفات قانونية عديدة ويقتضي إحالتها إلى الغرفة القضائية المختصة لإجراء التحقيقات وترتيب المسؤوليات عند الإقتضاء.

والقانون يبدو انه " اذواق " ومراحل ومناسبات: فهيئة التشريع والقضايا التي قالت فتوى في العام الفين وعشرين وبتوقيع  حرم وزير العدل القاضية جويل فواز فانها اليوم تخالف هذا الرأي في دعوى رئيسة هيئة القضايا هيلانة اسكندر والفصل سيكون مع رأي قاضي التحقيق الاول في بيروت شربل ابو سمرا الذي يتجه الى اعتماد عدم احقية اسكندر في الادعاء على حاكم مصرف لبنان لكونها لم تنطلق من طلب الوزير المختص وزير المال...

وهذه قضايا غير خاضعة للجدل القانوني والاستنساب لان هيئة القضايا تعتبر بمثابة محامي الدولة .. والمحامي لا يرفع قضاياه الا بتوكيل من صاحب القضية.

 

تفاصيل متفرقات الأخبار اللبنانية

لا أجندة قطرية في لبنان وفرنجية يحاول تجميل صورته لدى السعودية والخليج

واشنطن تعرض 7 ملايين دولار لرأس قيادي بـ"حزب الله"

بيروت ـ من عمر البردان/السياسة/19 نيسان/2023

في الوقت الذي حاول مرشح “الثنائي الشيعي” رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، تجميل صورته لدى الدول الخليجية، وتحديداً السعودية، بتأكيده أنه لا يريد إلا الخير للسعودية والعرب، وبأنه لم يسمع بـ”فيتو” سعودي على اسمه، أكد ماجد بن محمد الأنصاري، مستشار رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية القطرية، أن “الدبلوماسية القطرية ترتكز على ثوابت وقيم غير قابلة للتفاوض أو التغيير تتمثل في الوقوف مع الحق وتحقيق العدالة ونصرة المظلوم والحرص على ضمان حقوق الشعوب في تقرير مصيرها، وأن هذا ما أكسب دولة قطر مكانة عالمية كشريك موثوق وفاعل في الساحة الدولية، وضمن استمرارية واستقرار السياسة الخارجية وتفاعلها الإيجابي مع محيطها الإقليمي والدولي”. وأوضح الأنصاري، أن قطر ليست لها أجندة معينة فيما يتعلق بلبنان سوى تحقيق الاستقرار والازدهار وإيجاد حل لدفع السلم”، موضحا أن لبنان يحتاج إلى جهد إقليمي دولي للخروج من الأزمة. وفي حين وقع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، قانون التمديد للبلديات بعد عرضه على مجلس الوزراء لإصداره وكالةً عن رئيس الجمهورية، على أن ينشر القانون في الجريدة الرسمية بعد عيد الفطر، أشار النائب أشرف ريفي، إلى أن الكتلة النيابية التي عطّلت الانتخابات الرئاسية، أطاحت بالإنتخابات البلدية. مشيرا إلى أن منظومة الانهيار والتعطيل تعمل بكفاءة بقيادة المايسترو “حزب الله”، وبتنسيقٍ بين الخصوم الوهميين، المختلفين على المحاصصة والمتفقين على استمرار المنظومة”. إلى ذلك، وفي موقف لافت، يعكس حجم معاناة اللبنانيين من النزوح السوري، أشار وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال هيكتور حجار، خلال لقاء مع مجموعة من المغتربين حول ملف النازحين السوريين، الى ان ملف النزوح السوري في لبنان ليس موضوعاً ثانوياً بل أصبح قضية حياة وموت، قائلا إنه خلال أقل من 10 سنوات، ستحدث تغييرات ديموغرافية خطيرة وسيصبح اللبنانيون لاجئين في بلاده ما لم تتم معالجة هذا الملف بسرعة كبيرة. على صعيد آخر، اتهم ممثلو ادعاء أميركيون ناظم أحمد بتمويل “حزب الله” اللبناني، عبر التحايل على العقوبات الأميركية المفروضة عليه، فيما، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية عن مكافأة تصل إلى سبعة ملايين دولار مقابل معلومات تقود إلى اعتقال إبراهيم عقيل القيادي في جماعة حزب الله اللبنانية أو إدانته. في هذه الاثناء أحيت السفارة الأميركية في لبنان، الذكرى الأربعين لتفجير مبناها في بيروت في 18 أبريل 1983، والذي أسفر عن مقتل 63 شخصًا، من بينهم 52 موظفًا لبنانيًا وأميركيًا. وقالت السفيرة الأميركية دوروثي شيا، “دعونا نظهر من خلال التزامنا المستمر بهذا المجتمع وهذه الأهداف المشتركة، أنه في جهوده لكسرنا، فشل حزب الله. لا أحد يستطيع كسر العزم الذي نتشاركه جميعًا في العمل معًا، والاعتناء ببعضنا البعض، ودعم مستقبل أفضل للشعب اللبناني”، مضيفة، “رباطنا أقوى من الفولاذ والإسمنت في أي مبنى ويمكننا الصمود أمام أعدائنا والمثابرة معًا في أحلك الأوقات”. إلى ذلك، تقدمت “الجبهة السياديّة”، باخبار ضدّ حركة “حماس” بعد إطلاق الصواريخ من الجنوب . وقالت، “سنلاحق قضائيًّا أيّ غريب يستخدم أرضنا كمنصة لإطلاق صواريخ” . وأضافت، “لا نريد لأحد أن يتعدّى على سيادتنا وهناك 11 قاعدة عسكرية فلسطينية خارج المخيمات تحتوي على أسلحة وعلى الدولة أن تتحمّل مسؤوليتها”.

 

بالألماس والفن موّل “الحزب”.. هكذا تحايل على العقوبات

قناة العربية.نت/19 نيسان/2023

من خلال تصدير الألماس وأعمال فنية قيمتها مئات الملايين من الدولارات، تمكن على ما يبدو ناظم أحمد من تمويل حزب الله. فقد اتهم ممثلو ادعاء أميركيون أحمد بتمويل الحزب اللبناني عبر التحايل على العقوبات الأميركية المفروضة عليه. وأفاد ممثلو الادعاء الاتحادي في بروكلين بأن ناظم أحمد عمل مع ثلاثة أفراد من عائلته وخمسة مساعدين آخرين على مواصلة التعامل في الألماس والأعمال الفنية مع إخفاء اشتراكه في الأمر. بدوره، قال تاي جونسون القائم بأعمال مدير وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك الأميركية، التي تنظر ذراعها المختصة بالتحقيقات في حالات انتهاك العقوبات، إن التحقيق “دليل على الالتزام الراسخ من جانب حكومتي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بمنع أسواق الأعمال الفنية والألماس من أن تصبح ملاذا للنشاط المالي غير المشروع”. إلى ذلك، قال ممثلو الادعاء إن أحمد تفاوض بشكل مباشر في 2021 على بيع أعمال فنية مع أحد الفنانين في نيويورك وطلب منه ألا يكشف عن اسمه.

وأضافوا أنه جرى بعد ذلك تصدير ست لوحات رسمها الفنان تقدر قيمتها بحوالي 200 ألف دولار إلى شركة لبنانية مرتبطة بأحمد. كما أوضحوا أن كيانات مرتبطة بأحمد شاركت في معاملات مالية تقدر قيمتها بأكثر من 440 مليون دولار إجمالا وكلها مخالفة للعقوبات، بما يشمل استيراد بضائع قيمتها 207 ملايين دولار إلى الولايات المتحدة وتصدير شحنات بقيمة 234 مليون دولار أغلبها من الألماس والأعمال الفنية.

 

هل تستبق المعارضة اللقاء الخماسي وتتوحد حول مرشح؟

لورا يمين/المركزية /19 نيسان/2023

في انتظار أي اجتماع مرتقب للخماسي الدولي الذي يتابع الملف اللبناني والذي قد يعقد بعد عيد الفطر، تكثف القوى المعارضة للمنظومة ضغوطها واتصالاتها لكسر معادلة “رئاسة الجمهورية لـ8 آذار مقابل رئاسة الحكومة لـ14 آذار”. في عطلة نهاية الأسبوع المنصرم، التقى رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل مستشار الرئيس الفرنسي باتريك دوريل في الاليزيه وأبلغه رفضا صارما للسير برئيس يرشحه حزب الله. وقال بوضوح لمضيفه الذي يسوّق للمقايضة هذه “اذا خضعنا مرة أخرى جميعنا لشروط “حزب الله”، فهذا يعني أن أي رئيس في لبنان او رئيس حكومة او وزير”رح ينطر ع بواب الضاحية لنيل البركة” قبل ان يستلم مسؤوليته”. وكشف الجميل بعد اللقاء “اننا لم نتكلم بالأسماء وهناك فكرة فرنسية كانت تتداول في هذا الاتجاه”، مضيفا “مسألة رئاسة الجمهورية ليست بالاسماء، انما بماذا نريد من الرئاسة”، مشددا على عدم امكانية انتخاب “مرشّح طرف” كرئيس تيار المردة سليمان فرنجية الذي، في الوقت ذاته، يطرح نفسه “توافقيا” قادرا على توحيد اللبنانيين. في الداخل، كان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع يكرر ايضا امام سفراء الخماسي الدولي عموما وامام السفيرة الفرنسية آن غريو خصوصا، رفضه هذه المقاربة الرئاسية، متمسّكا برئيس قادر فعلا على التغيير والإنقاذ والإصلاح الاقتصادي والسيادي، مذكّرا بأن الفريق الذي أوصل البلاد الى الانهيار لا يمكن ان يتولى عملية إخراجها منه. بدورهم، نواب المعارضة في تكتل تجدد وايضا النواب المستقلون والتغييريون، نقلوا الى مَن زارهم مِن دبلوماسيين ضرورة انتخاب رئيس من خارج الاصطفافات، وإن كان هؤلاء غير متفقين بعد على هوية الرئيس العتيد. ويبدو، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية” ان هذا التشدد الداخلي لم يثمر إلا “جزئيا”. فباريس لم تتخل عن طرح المقايضة، إلا أنها تريدها لانها ترى فيها باب الخلاص الوحيد للبنان، وقد قال الجميّل بعد اجتماع باريس ان “الفرنسيين غير مستعدين للقيام بأي عمل ضد مصلحة لبنان، وهم حريصون على البلد والمؤسسات، ولهذا السبب علينا طرح افكار اخرى”. انطلاقا من هنا، مِن واجب القوى المعارضة ان تسعى الى توحيد موقفها وصفوفها، لتطلّ على الخارج وعلى اللقاء الخماسي باسم جديد قادر على تحقيق خرق، وهي مُطالبة وفق المصادر، بأن تستبق الاجتماعَ الدولي المرتقب وان تتفق في ما بينها على المرشح العتيد فتفرضَه امرا واقعا جديدا على طاولة المتشاورين. الا ان البعض يقول، وهو محقّ في مكان ما، ان لا طائل من طرح الأسماء طالما الثنائي الشيعي يتمسّك بمرشحه فرنجية.. عليه، قد يكون التوجه الداخلي والدولي الأفضل الآن، الضغط على ايران لتُبدّل موقف حزب الله الرئاسي فيصبح اكثر مرونة، تختم المصادر.

 

فرنجية قدّم أوراق اعتماد فارغة

نداء الوطن/19 نيسان/2023

كاد رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية في إطلالته امس من على منبر بكركي، ان يكون نسخة طبق الاصل لإطلالة مماثلة له في 25 كانون الثاني الماضي، لولا الاضافة التي ادخلها على إطلالة أمس وتتعلق بالتواصل السعودي – الايراني والتواصل السعودي – السوري ليبني على ذلك ان هناك رياحاً مؤاتية لوصوله الى الرئاسة الاولى. فهل هناك فعلاً رياح تشتهيها سفن زعيم “المردة” والتي ترسو حالياً في مرفأ “حزب الله”؟ قبل الوقوف عند ما صرّح به فرنجية، لا بد من التوقف عند ما بثته قناة “المنار” التلفزيونية التابعة لـ”الحزب” عشية صعوده الى بكركي. فهي أعلنت عن حصول الزيارة، وان هذا التحرّك هو جزء من نشاط إعلامي لمرشح الممانعة الرئاسي وفيه “حديث اعلامي له نهاية هذا الاسبوع يتناول الانتخابات الرئاسية”، وذلك في مقابلة عبر قناة “الجديد” الاحد المقبل. وأوضحت “المنار” ان اعلان ترشح فرنجية “رسمياً غير معلوم بعد”، لتنتهي الى القول إنه من “المؤمل ألا تطول (فترة الغموض) الى ما بعد عيد الفطر”. الى جانب ما ذكرته قناة “حزب الله” التلفزيونية، أفادت معلومات ان دوائر “الحزب” عكفت في عطلة نهاية الاسبوع الماضي على “تجهيز” إطلالة فرنجية الجديدة، وتشمل خطة عمل لتلميع صورته بالاستفادة من المتغيّرات الخارجية، سواء ما يتصل بالسعودية وايران وسوريا، أو بما له علاقة بإستمرار فريق الاليزيه بالعمل على مقاربة ترشيحه، وهو ما قام به باتريك دوريل مستشار الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الاوسط في زيارته الاخيرة للرياض. كما سلف، كرّر فرنجية امس في بكركي ما سبق وقاله في نهاية كانون الثاني الماضي، لجهة “الوعد” بمعالجة سلاح “حزب الله” عن طريق “الحوار”، توصلاً الى “إستراتيجية دفاعية” على غرار “وعد” مماثل لرئيس أكبر كتلة مسيحية عام 2016 الجنرال ميشال عون والذي ذهب أدراج الرياح. كذلك كرّر فرنجية ان علاقته الشخصية بالرئيس السوري بشار الاسد تعطيه “إمتياز” معالجة ملف النازحين، وانه “سيسير بالاصلاحات ودعم الاتفاق مع صندوق النقد الدولي”. غير ان فرنجية الذي سئل عن الرفض المسيحي الواسع لترشيحه، أضاف الى تهديده المسيحيين في كانون الثاني الماضي، عندما قال إنه “إذا خربت هذه المرة لا يمكن تعميرها والخسارة الأكبر ستكون على الصعيد المسيحي”، فهو هدّدهم امس بأنهم سيواجهون “ما حصل في العامين 1989 – 1990 عندما بقيَ بعضهم خارج التسوية ودفّعوا المسيحيين الثمن”.صام فرنجية قرابة 3 أشهر عن الكلام الرئاسي، وها هو اليوم يفطر بتوظيف تحوّلات المنطقة لمصلحة ترشيحه، “مهبّطاً الحيطان” على المسيحيين إذا رفضوا رغبة الممانعة في وضع من تشاء في قصر بعبدا. والخلاصة أن إطلالة فرنجية الثانية من بكركي حملت، إضافة الى ممالأته المتكررة للرياض، “أوراق إعتماد فارغة”.

 

نواب “أمْرك سيِّدي” يمدّدون للبلديات

نداء الوطن/19 نيسان/2023

يذكر كثيرون جيداً كيف كانت تدار أمور لبنان عندما كان يحكم من سوريا على مدى 30 عاماً. ومن بين هذه الامور، ما يتعلق بالتمديد سواء لولاية رئيس الجمهورية او لولاية مجلس النواب او لولاية المجالس البلدية والاختيارية. ويكفي ان يأتي قرار التمديد من الحاكم الاداري للبنان من عنجر، سواء أكان اللواء غازي كنعان، أو اللواء رستم غزالة. وكان الامتثال الداخلي على مدى ثلاثة عقود يذيّل بعبارة “أمرك سيِّدي”، وهي العبارة اليومية المألوفة آنذاك. وأمس، في ساحة النجمة، عاد شبح الماضي، ولو بمايسترو جديد، ليخيّم على الجلسة النيابية غير الدستورية بنصاب 73 نائباً يمثلون كل اطياف زمن الوصاية السورية السابقة، مضافاً اليها “التيار الوطني الحر” الذي ينتسب اليوم الى جماعة “أمرك سيّد”. فكان ان مرَّر اقتراح قانون تمديد ولاية المجالس البلدية والاختيارية عاماً إضافياً، مماثلاً لتمديد تمَّ قبل عام خلا. ولكي تتم “تغطية السماوات بالقبوات”، إندلعت اعمال شغب في الجلسة التي تُعتبر الأقصر في تاريخ المجلس النيابي من حيث التشريع. فكان سجال حامي الوطيس بين رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي من جهة، ونواب “التيار”، من جهة أخرى، بعد شرارة من النائب أسامة سعد. وإذا كانت خلفية السجال جاءت من تقاذف المسؤوليات عمّن تسبب بالتمديد، إلا ان الرئيس ميقاتي كان سريعاً برد الكرة الى مرمى النواب العونيين عندما قال: “لو كنتم فعلاً لا تريدون تأجيل الإنتخابات البلدية، لما حضرتم اليوم وأمّنتم النصاب للجلسة الحالية…”.وطرح اقتراح القانون المتعلق بالشراء العام رقم 544/2021 تاريخ 19/7/2021. وبعد النقاش صدر الاقتراح وهو مقدم من النواب: علي حسن خليل، جهاد الصمد وآلان عون. وقد تبيّن أنّ التعديلات التي أدخلت على القانون لم تمسّ بجوهره، لا بل رفعت من مستوى الشفافية التي يؤمنها من خلال إلزام الشركات التي تتعامل مع الدولة بالتصريح عن صاحب الحقّ الاقتصادي، كما أدرجت تعديلات تقنية تجعل القانون قابلاً للتطبيق.

 

عين الحلوة على صفيح ساخن: حدثان أمنيّان في 3 أيام

نداء الوطن/19 نيسان/2023

نجا مخيّم عين الحلوة من قطوع أمني خطير، حين استهدف ناشطان إسلاميان في حي حطين الواقع عند الطرف الجنوبي للمخيم، عنصرين من حركة «فتح» كانا يمرّان في المنطقة. القطوع وصفته أوساط «فتح» بأنّه محاولة اغتيال كادت تدخل القوى الفلسطينية في أتون فتنة لا تُحمد عقباها، وطالبت بتسليمهما إلى الجيش اللبناني أسوة بمن قام بتعريض أمن المخيّم إلى الخطر. اللافت أنّ الحادث الأمني هو الثاني في غضون ثلاثة أيام فقط، إذ سبقه قيام أحد عناصر الأمن الوطني بإطلاق النار في أحد أزقّة رأس الأحمر – الطيرة، على ثلاثة ناشطين إسلاميين، أصاب اثنين منهم بجروح، إلى جانب طفلة صغيرة صُودف وجودها، وقد سارعت عائلته ورابطة «عرب زبيد» إلى تسليمه لمخابرات الجيش اللبناني في الجنوب، مؤكّدة حرصها على أمن المخيّم واستقراره. ويُعدّ الحادث الثالث خلال شهر ونصف أيضاً، إذ سبقهما مقتل العنصر الفتحاوي محمود زبيدات وسقوط 11 جرحى من بينهم مدنيون، على يد الفلسطيني خالد علاء الدين الذي ينتمي إلى «عصبة الأنصار الإسلامية» وقد جرى تسليمه إلى مخابرات الجيش، لينتهي التوتر الذي دام نحو أسبوعين، وسط إقفال المدارس والمحال التجارية وشلّ الحركة في الشارع الفوقاني. القوى الفلسطينية التي لم تسقط من حساباتها في يوم من الأيام هواجسها من توترات أمنية، ترصد باهتمام بالغ خلفية الحدثين الأخيرين لمعرفة ما إذا كانا مرتبطين أم مجرّد صدفة، وتقول أوساطها لـ»نداء الوطن»: «إنّ المؤشرات الأوّلية لا تشير إلى الترابط، بل هي عمليات انتقامية أو ثأرية على خلفية الإشكالات السياسية والأمنية السابقة»، موضحة أنّ قرارها حاسم لجهة تسليم أي مخلّ بالأمن أو من يحاول المسّ باستقرار المخيّم وإيقاع الفتنة.

ويشير قائد «القوة المشتركة» الفلسطينية العقيد عبد الهادي الأسدي لـ»نداء الوطن»الى أنّ «تزامن الحدثين بمنطقتين مختلفتين أحدث نوعاً من النقزة، لكنّ القوى السياسية حريصة على إحباط أي محاولة للتوتير، وقرارها واضح بل حاسم في تسليم أي مخلّ بالأمن لأي طرف إنتمى»، وتحدّث عن لقاء عقد مع لجنة حي حطين ومن خلال القوى الإسلامية من أجل الضغط لتسليم المرتكبين أسوة بمن جرى تسليمهم عقب إقدامهم على الإخلال بالوضع الأمني. ويعتبر المخيّم عاصمة الشتات الفلسطيني وأكبر مخيّمات اللجوء في لبنان، ويقطن فيه نحو 85 ألف نسمة على مساحة كيلومتر مربّع واحد فقط، وتتواجد فيه كل القوى الوطنية والإسلامية، إلى جانب مجموعات إسلامية متشدّدة، ويعيش دوماً على صفيح ساخن من التوتّرات الأمنية، إذ لا يكاد ينتهي إشكال أو اشتباك حتى يقع آخر، ما جعله محكوماً بمعادلة الأمن المفقود دون الانفجار الكبير، أو الأمن بالتراضي حيناً أو المربّعات الأمنية حيناً آخر. سخونة الأوضاع الأمنية دفعت القوى الفلسطينية الى عقد اجتماعين لهيئة العمل المشترك، الأول في قاعة مسجد النور في عين الحلوة، والثاني في مقرّ السفارة الفلسطينية في بيروت، وخلص المجتمعون إلى اعتبار ما جرى من محاولة اغتيال عملاً أمنياً مشبوهاً يصبّ في توتير الوضع الأمني في المخيم و»أي مخلّ بأمن أهلنا وشعبنا في المخيّم سيتمّ تسليمه الى القضاء اللبناني»، بينما التقى سفير دولة فلسطين أشرف دبّور مسؤول «عصبة الأنصار الاسلامية» الشيخ أبو طارق السعدي. وأوضح القيادي في هيئة العمل المشترك الفلسطيني في لبنان غسان أيوب لـ»نداء الوطن» أنّ القوى «أكّدت حرصها على أمن واستقرار المخيّمات ومنها عين الحلوة، وعلى تعزيز العمل المشترك لقطع الطريق على أي محاولة للتوتير، وعلى الحفاظ على الموقف الحيادي الإيجابي في عدم التدخّل بالشؤون اللبنانية خاصة في هذه المرحلة الدقيقة، وعلى دعوة وكالة «الأونروا» الى تحمّل مسؤولياتها كاملة في رعاية اللاجئين وتوفير الخدمات لهم للعيش بكرامة».

 

الاحرار - الحدت: هل المطلوب ان نحمي أنفسنا بأنفسنا؟

وطنية/19 نيسان/2023

عقدت لجنة فرع الحدت في حزب الوطنيين الأحرار اجتماعها الأسبوعي في مركز الفرع في الحدت، واستنكرت في بيان، "تعرض الشاب إيلي أنطوان عساف إبن بلدتنا لمحاولة سرقة دراجته النارية و إصابته بطلقات نارية عدة في ساقه"، مطالبة القوى الامنية  ب"تكثيف دورياتها وتحرياتها لمنع اعتداءات مماثلة والكشف عن هؤلاء المجرمين". وناشد المجتمعون أهالي الحدت "اتخاذ الحيطة و الحذر من السرقات و العصابات التي تنتحل صفات متعددة  لتنفيذ مآربها و تبليغ القوى الأمنية في حال الاشتباه بأحدهم". وسألوا: "هل المطلوب أن نحمي أنفسنا بأنفسنا، أو ما زلنا نعيش في دولة تهيب المؤسسات الأمنية؟"

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

رئيس الإمارات وملك الأردن يؤكدان مواصلة التنسيق والتشاور لتعزيز أمن المنطقة

أبوظبي، عمان، عواصم – وكالات/19 نيسان/2023

 أكد الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد وملك الأردن عبد الله الثاني حرصهما على مواصلة التنسيق والتشاور بما يعزز أمن واستقرار المنطقة، وبحثا في أبوظبي، العلاقات الأخوية الوثيقة بين البلدين ومختلف جوانب التعاون والعمل المشترك بما يعزز أمن واستقرار المنطقة.

وقال رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد في تغريدة على “تويتر”: “سعدت بلقاء أخي الملك عبدالله الثاني في أبوظبي. وتبادلنا الأحاديث الودية حول علاقاتنا الأخوية والحرص المشترك على التنسيق والتعاون بما يعزز تطور بلدينا وازدهارهما”. من جانبها، ذكرت وكالة أنباء الإمارات “وام” أن الشيخ محمد بن زايد تبادل مع الملك عبد الله الثاني، الأحاديث الودية التي تعبر عن متانة الأواصر الأخوية التي تجمع البلدين وقيادتيهما وشعبيهما، بينما أوضح الديوان الملكي الأردني أن الملك عبد الله الثاني بحث مع الشيخ محمد بن زايد سبل توسيع التعاون بين البلدين في شتى المجالات، بما يحقق مصالح الشعبين الشقيقين. وتأتي الزيارة في ظل مواصلة محادثات عربية حول عودة النظام السوري إلى جامعة الدول العربية. في غضون ذلك، أكد مستشار رئيس الإمارات أنور قرقاش ونائبة وزير الخارجية الأميركي ويندي شيرمان هاتفيا، الحاجة لوقف إطلاق نار فوري في السودان وضمان سلامة المدنيين، وشددا على التزامهما المشترك بتعزيز السلام في اليمن، والتخفيف من التوترات بين الإسرائيليين والفلسطينيين واغتنام الفرص لتعميق التعاون الثنائي.

 

الأسد: العلاقات مع السعودية تنطلق من عمق تاريخي يعود لعقود طويلة

المقداد: افتتاح السفارة بتونس خلال أيام.. والإدارة الذاتية تطرح مبادرة لحل الأزمة السورية

دمشق، الرياض، عواصم – وكالات/19 نيسان/2023

 أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن العلاقات مع السعودية تنطلق من عمق تاريخي يعود إلى عقود طويلة بين البلدين، قائلا خلال استقباله وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بدمشق، إن العلاقات السليمة بين سورية والسعودية هي الحالة الطبيعية التي يجب أن تكون، وهذه العلاقات لا تشكل مصلحة للبلدين فقط وانما تعكس مصلحة عربية وإقليمية. وقال بيان رئاسي سوري إن الرئيس الأسد حمل الأمير فيصل بن فرحان تحياته لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ووولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، مؤكدا أن الأخوّة التي تجمع العرب تبقى الأعمق والأكثر تعبيراً عن الروابط بين الدول العربية، وأن العلاقات السليمة بين سورية والمملكة هي الحالة الطبيعية التي يجب أن تكون، وهذه العلاقات لا تشكل مصلحة للبلدين فقط، وإنما تعكس مصلحة عربية وإقليمية، حيث تنطلق من عمق تاريخي يعود إلى عقود طويلة بين البلدين.

وأشار الأسد إلى أن السياسات المنفتحة والواقعية التي تنتهجها السعودية تصب لصالح الدول العربية والمنطقة، منوها إلى أن الدور العربي الأخوي ضروري في دعم الشعب السوري لتجاوز تداعيات الحرب على سورية كافة، واستقرار الأوضاع وتحرير كامل الأراضي السورية، معتبرا أن التغيرات التي يشهدها العالم تجعل من التعاون العربي أكثر ضرورة في هذه المرحلة، لاستثمار هذه التغيرات لمصلحة الشعب العربي في أقطاره المختلفة. من جانبه، نقل الأمير فيصل بن فرحان للرئيس الأسد تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ووولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وتمنياتهما للشعب السوري بالمزيد من الأمن والاستقرار والتقدم. وأعرب الوزير بن فرحان عن ثقة بلاده بقدرة سورية وشعبها على تجاوز آثار الحرب وتحقيق التنمية المستدامة، وأكد على وقوف المملكة إلى جانب سورية ودعمها لكل ما من شأنه الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وأمنها واستقرارها وتهيئة البيئة المناسبة لعودة اللاجئين والمهجرين. ولفت إلى أن المرحلة القادمة تقتضي أن تعود العلاقة بين سورية وإخوتها من الدول العربية إلى حالتها السليمة، وأن يعود دور سورية عربياً واقليمياً أفضل مما كان عليه من قبل. بدورها، أشارت وكالة الأنباء السورية “سانا” إلى أن الجانبين بحثا العلاقات بين البلدين وملفات أخرى سياسية عربية ودولية، بالإضافة إلى علاقات التعاون الثنائي بين سورية والسعودية بما يصب في مصلحة البلدين والشعبين. في غضون ذلك، أعلن وزير الخارجية السوري فيصل المقداد افتتاح سفارة بلاده بتونس خلال أيام، قائلا عقب لقائه الرئيس التونسي قيس سعيد، إن بلاده سترسل سفيرا والكادر الديبلوماسي إلى تونس خلال أيام، مضيفا أن دمشق وافقت أيضا على سفير جديد لتونس.وأضاف “أخذنا دفعة جديدة من أجل استمرار صمود سورية بقيادة الرئيس بشار الأسد في محاربة القوى الظلامية في كل الدول العربية”، متابعا “متفائل جدا بهذه العلاقات. مهمتي مع وزير الخارجية في تونس مناقشة التفاصيل والتوصل إلى اتفاقيات”. من جانبها، دعت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية إلى مبادرة سياسية أسمتها “الحل السلمي للأزمة السورية، وفق القرارات الأممية بعد فشل جميع المبادرات الدولية”، مطالبة في بيان الحكومة السورية لاتخاذ إجراءات عاجلة لتسريع الحل، داعية إياها إلى أن تظهر موقفاً مسؤولاً وأن تتخذ إجراءات عاجلة تساهم في إنجاح الحل، معربة عن استعداد الإدارة الذاتية للقاء حكومة دمشق والحوار معها، ومع جميع الأطراف السورية من أجل التشاور والتباحث لتقديم مبادرات وإيجاد حل للأزمة السورية. وأكد البيان ضرورة توزيع الثروات والموارد الاقتصادية الحالية بشكل عادل بين كل المناطق السورية، من النفط والغاز والمحاصيل الزراعية، لأنها ملك لجميع أبناء الشعب السوري، وضرورة مشاركتها من خلال الاتفاق مع حكومة دمشق عبر الحوار والتفاوض. وجاء في البيان أيضاً، عزم الإدارة الذاتية التي تسيطر على نحو 20 في المئة من مساحة سورية، في محافظة ريف حلب الشرقي والرقة ودير الزور والحسكة بدعم من الولايات المتحدة الأميركية، على مكافحة الإرهاب ومواصلة الحرب على تنظيم “داعش” والتنظيمات التي تهدد أمن سورية والعالم.

 

الأسد: العلاقات مع السعودية تنطلق من عمق تاريخي يعود لعقود طويلة

المقداد: افتتاح السفارة بتونس خلال أيام.. والإدارة الذاتية تطرح مبادرة لحل الأزمة السورية

دمشق، الرياض، عواصم – وكالات/19 نيسان/2023

 أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن العلاقات مع السعودية تنطلق من عمق تاريخي يعود إلى عقود طويلة بين البلدين، قائلا خلال استقباله وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بدمشق، إن العلاقات السليمة بين سورية والسعودية هي الحالة الطبيعية التي يجب أن تكون، وهذه العلاقات لا تشكل مصلحة للبلدين فقط وانما تعكس مصلحة عربية وإقليمية. وقال بيان رئاسي سوري إن الرئيس الأسد حمل الأمير فيصل بن فرحان تحياته لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ووولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، مؤكدا أن الأخوّة التي تجمع العرب تبقى الأعمق والأكثر تعبيراً عن الروابط بين الدول العربية، وأن العلاقات السليمة بين سورية والمملكة هي الحالة الطبيعية التي يجب أن تكون، وهذه العلاقات لا تشكل مصلحة للبلدين فقط، وإنما تعكس مصلحة عربية وإقليمية، حيث تنطلق من عمق تاريخي يعود إلى عقود طويلة بين البلدين. وأشار الأسد إلى أن السياسات المنفتحة والواقعية التي تنتهجها السعودية تصب لصالح الدول العربية والمنطقة، منوها إلى أن الدور العربي الأخوي ضروري في دعم الشعب السوري لتجاوز تداعيات الحرب على سورية كافة، واستقرار الأوضاع وتحرير كامل الأراضي السورية، معتبرا أن التغيرات التي يشهدها العالم تجعل من التعاون العربي أكثر ضرورة في هذه المرحلة، لاستثمار هذه التغيرات لمصلحة الشعب العربي في أقطاره المختلفة. من جانبه، نقل الأمير فيصل بن فرحان للرئيس الأسد تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ووولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وتمنياتهما للشعب السوري بالمزيد من الأمن والاستقرار والتقدم.

وأعرب الوزير بن فرحان عن ثقة بلاده بقدرة سورية وشعبها على تجاوز آثار الحرب وتحقيق التنمية المستدامة، وأكد على وقوف المملكة إلى جانب سورية ودعمها لكل ما من شأنه الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وأمنها واستقرارها وتهيئة البيئة المناسبة لعودة اللاجئين والمهجرين.

ولفت إلى أن المرحلة القادمة تقتضي أن تعود العلاقة بين سورية وإخوتها من الدول العربية إلى حالتها السليمة، وأن يعود دور سورية عربياً واقليمياً أفضل مما كان عليه من قبل. بدورها، أشارت وكالة الأنباء السورية “سانا” إلى أن الجانبين بحثا العلاقات بين البلدين وملفات أخرى سياسية عربية ودولية، بالإضافة إلى علاقات التعاون الثنائي بين سورية والسعودية بما يصب في مصلحة البلدين والشعبين. في غضون ذلك، أعلن وزير الخارجية السوري فيصل المقداد افتتاح سفارة بلاده بتونس خلال أيام، قائلا عقب لقائه الرئيس التونسي قيس سعيد، إن بلاده سترسل سفيرا والكادر الديبلوماسي إلى تونس خلال أيام، مضيفا أن دمشق وافقت أيضا على سفير جديد لتونس.وأضاف “أخذنا دفعة جديدة من أجل استمرار صمود سورية بقيادة الرئيس بشار الأسد في محاربة القوى الظلامية في كل الدول العربية”، متابعا “متفائل جدا بهذه العلاقات. مهمتي مع وزير الخارجية في تونس مناقشة التفاصيل والتوصل إلى اتفاقيات”.

من جانبها، دعت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية إلى مبادرة سياسية أسمتها “الحل السلمي للأزمة السورية، وفق القرارات الأممية بعد فشل جميع المبادرات الدولية”، مطالبة في بيان الحكومة السورية لاتخاذ إجراءات عاجلة لتسريع الحل، داعية إياها إلى أن تظهر موقفاً مسؤولاً وأن تتخذ إجراءات عاجلة تساهم في إنجاح الحل، معربة عن استعداد الإدارة الذاتية للقاء حكومة دمشق والحوار معها، ومع جميع الأطراف السورية من أجل التشاور والتباحث لتقديم مبادرات وإيجاد حل للأزمة السورية. وأكد البيان ضرورة توزيع الثروات والموارد الاقتصادية الحالية بشكل عادل بين كل المناطق السورية، من النفط والغاز والمحاصيل الزراعية، لأنها ملك لجميع أبناء الشعب السوري، وضرورة مشاركتها من خلال الاتفاق مع حكومة دمشق عبر الحوار والتفاوض. وجاء في البيان أيضاً، عزم الإدارة الذاتية التي تسيطر على نحو 20 في المئة من مساحة سورية، في محافظة ريف حلب الشرقي والرقة ودير الزور والحسكة بدعم من الولايات المتحدة الأميركية، على مكافحة الإرهاب ومواصلة الحرب على تنظيم “داعش” والتنظيمات التي تهدد أمن سورية والعالم.

 

مجلس القيادة اليمني يدعو الصين للضغط على طهران لإنجاح السلام

التحالف: الحوثيون يتنصلون من الاعتراف بـ104 أسرى

الرياض، صنعاء، عواصم – وكالات/19 نيسان/2023

 دعا مجلس القيادة اليمني، الصين، إلى الضغط على إيران والقيام بدور أكبر من أجل إنهاء الصراع الدائر في اليمن، حيث قال عضو مجلس القيادة سلطان العرادة لدى لقائه في الرياض القائم بأعمال السفارة الصينية لدى اليمن شاو تشنغ، إنه يأمل في أن تلعب الحكومة الصينية دوراً أكبر في حل الأزمة اليمنية، وإنهاء المعاناة الإنسانية التي سببها الحوثيون بإنقلابهم على مخرجات الحوار الوطني واختطاف مؤسسات الدولة، وقصف المدن والاعتداء على المدنيين وانتهاك حقوق الإنسان في مختلف المحافظات. ودعا بكين لممارسة ضغوط حقيقية ومؤثرة على طهران لوقف تدخلاتها المستمرة في شؤون اليمن الداخلية، ورفع يدها عن الحوثيين والتوقف عن دعمهم وإمدادهم بالأسلحة والأموال، والعمل على تهيئة الأجواء لإنجاح كافة الجهود الرامية لإحلال السلام العادل والشامل في اليمن، لافتا إلى الدور الصيني الإيجابي في تعزيز الأمن والسلم الدولي، وجهود الديبلوماسية الصينية ومساعيها الرامية لمعالجة العديد من القضايا المعقدة والملفات العالقة على المستوى الإقليمي والدولي. من جانبه، أكد رئيس الوزراء اليمني معين عبد الملك دعم جهود السعودية والمساعي الدولية لإحياء عملية السلام وإنهاء الصراع الذي يمزق اليمن منذ نحو تسعة أعوام، قائلا خلال اجتماع استثنائي لمجلس الوزراء إن الدولة والحكومة ترحب بجهود السلام وتدرك في الوقت نفسه مدى كذب وخداع ومراوغة الحوثيين. وأشار إلى أن الحكومة ترى أن الزخم الديبلوماسي المتصاعد في الوقت الراهن، يضع الحوثيين مجدداً أمام استحقاقات السلام القائم على إنهاء الانقلاب، واستعادة الدولة والحقوق والديمقراطية وإنهاء المعاناة الإنسانية التي تسببوا بها، مؤكدا حرص الحكومة على إنهاء معاناة الشعب اليمني وتعاطيها الإيجابي مع جهود الأشقاء والأصدقاء التي تصب في اتجاه الوقف الشامل لإطلاق النار، وإطلاق عملية سياسية شاملة تقودها الأمم المتحدة بما يؤدي إلى إحلال السلام وإنهاء الصراع، واستعادة مؤسسات الدولة وإحياء العملية السياسية على أساس المرجعيات المتفق عليها وطنيا وإقليميا ودوليا. على صعيد آخر، وصف رئيس لجنة التفاوض المشتركة لدول التحالف للأسرى والمحتجزين ناصر بن ثنيان، تنصل الحوثيين من الاعتراف ببعض الأسرى بأنه “غير أخلاقي ولا إنساني وتخلٍ عن عناصرها ومقاتليها.

 

العراق: تعديل مرتقب على الحكومة والمحافظين والمديرين العامين

السوداني: مواقف بغداد ثابتة إزاء التحديات الإقليمية

بغداد، عواصم- وكالات/19 نيسان/2023

 أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مواقف بلادة الثابتة إزاء التحديات الأمنية والاقتصادية إقليمياً ودولياً، معلنا أن حكومته مقبلة على إجراء تعديلات في التشكيلة الوزارية وعلى مستوى المحافظين والمديرين العامين خلال الفترة المقبلة. وخلال اتصال هاتفي تلقاه من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أكد السوداني مواقف العراق الثابتة إزاء القضايا والتحديات الأمنية والاقتصادية على المستوى الإقليمي والدولي، وتعضيد جهود التهدئة وتعزيز سياسة الحوار لحل الخلافات، بينما رحب بلينكن بالخطوات الجريئة التي اتخذها السوداني تجاه استقلال الطاقة وتحسين الخدمات للشعب العراقي، مشيدا بجهوده للتوصل إلى اتفاق بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان، وذكر بيان للخارجية الأميركية أن بلينكن ناقش مع السوداني الوضع في المنطقة، وأعاد التأكيد على دعم الولايات المتحدة لعراق مستقر وآمن وذي سيادة. على صعيد آخر، أعلن السوداني أن حكومته مقبلة على تعديلات في التشكيلة الوزارية وعلى مستوى المحافظين والمديرين العامين، مشيرا إلى أن التغيير الوزاري سيكون بعد انتهاء أول ستة أشهر من عمر الحكومة، قائلا إنه منح الوزراء ستة أشهر للتقييم، مشيرا إلى انه كان واضحا معهم منذ البداية بأنه سيكون هناك تقييم لإنجاز أعمالهم في الحقائب الوزارية، ولن يكون هناك أي مجاملة وإنما أدوات وخطة يجب على الحكومة تنفيذها. وأشار إلى أن انتخابات مجالس المحافظات لن تجرى قبل 20 ديسمبر المقبل، لافتا إلى إجراءات ومتطلبات لن تستطيع المفوضية إكمالها قبل هذا التاريخ، موضحا أن قوى سياسية مهمة في البرلمان ترى ضرورة تغيير المفوضية بعد إجراء تغيير قانون الانتخابات. على صعيد آخر، ندد عضو تحالف “الفتح” النائب أحمد الموسوي بتدخلات السفيرة الأميركية في بغداد، معتبراً إياها استهتار غير مقبول، قائلا إن السفيرة الأميركية استهترت كثيراً ولم تلق أي ردة فعل من الخارجية العراقية، لافتاً إلى أن السفيرة تتجول بين وزارات ومؤسسات الدولة وتتدخل في الجزئيات وتصرح بشكل معلن عن الموازنة والملفات الأمنية والاجتماعية، ما يمثل خرقاً للسيادة الوطنية. من جانبه، دعا الاتحاد الوطني الكردستاني في بغداد للتوسط بينه وبين تركيا، وقيادة التحقيق في معلومات أفادت بأن وكالة الاستخبارات التركية سمحت باستهداف مطار السليمانية مطلع الشهر الحالي.

 

قطر تعلن عن قرب فتح السفارات مع الإمارات ثم البحرين

الدوحة، أبوظبي، عواصم – وكالات/19 نيسان/2023

 أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري أن إعادة فتح السفارات مع الإمارات قد يتم خلال أسابيع، مشيرا إلى وجود إجراءات تمهيدية لافتتاح مماثل “في أقرب الآجال” مع البحرين، دون تحديد موعده. وقال الأنصاري: “بخصوص العلاقات مع الإمارات، (..) هناك تقدم إيجابي في كل اجتماعات اللجان الفنية التي تعمل على قدم وساق، وتقوم بزيارات متبادلة لتيسير فتح السفارات في أقرب وقت”، مضيفا أن “القضية الآن إجرائية ومن المتوقع فتح السفارات خلال أسابيع”. وبشأن تطور العلاقات الديبلوماسية مع البحرين، أوضح الأنصاري أن اجتماع لجنة المتابعة بين البلدين قرر في 12 أبريل الجاري في الرياض عودة العلاقات، مضيفا أن اللجان المختلفة تعمل على تمهيد الطريق لفتح السفارات مع البحرين وإعادة الطيران بين البلدين، وتحقيق أعلى درجات التعاون في أقرب الآجال، دون تحديد موعد. على صعيد آخر، أكد الأنصاري حرص قطر الشديد على الوقف السريع والفوري لإطلاق النار في السودان، مشددا على ضرورة الجنوح للحل السلمي والحوار، ودعم الجهود الإقليمية والدولية وكل ما من شأنه تسريع وقف إطلاق النار، قائلا إن الدوحة تدعم كل جهد يمكّن الأطراف المتصارعة من وقف إطلاق النار والعودة إلى الحوار، سواء من الجامعة العربية أو الاتحاد الأفريقي أو الأمم المتحدة والأطراف الدولية، لافتا إلى أن الاتصالات القطرية مستمرة، والتواصل مباشر مع أطراف النزاع.

 

قوات الاحتلال تقتحم “الأقصى” وتشن حملة اعتقالات في الضفة

رام الله، عواصم – وكالات/19 نيسان/2023

 اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس، صحن مسجد قبة الصخرة في المسجد الأقصى لإزالة الأعلام الفلسطينية، حيث أفادت مصادر بالقدس بأن شرطة الاحتلال أزالت العلم الفلسطيني عن الموازين القبلية لمصلى قبة الصخرة، كما ازالت لافتةً تم وضعها لدعم المقاومة، ما أدّى إلى انقطاع أسلاك الكهرباء عن إحدى بوائك المسجد. في غضون ذلك، قامت قوات الاحتلال بحملة دهم واسعة واعتقالات طالت عدداً من بلدات الضفة الغربية، منها جنين ونابلس وبلدة نحالين جنوب غرب بيت لحم وبلدة عارورة شمال غرب رام الله ومدينة أريحا ومخيم عين السلطان، إضافة إلى بلدة الرام شمال القدس المحتلة ومنطقة راس شحادة في مخيم شعفاط. وفي نابلس، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ قوات الاحتلال اعتقلت فلسطينياً بزعم تنفيذه عملـية إطلاق نار في حي الشيخ جراح في القدس، أدت إلى إصابة اثنين من المستوطنين بجروح، وفي جنين، اندلعت اشتباكات مسلحة بين فلسطينيين وقوات الاحتلال بعد اقتحامها المنطقة، وتحدث الإعلام الإسرائيلي عن اعتقال ثلاثة شبان فلسطينيين، فيما أصيب ثمانية بالرصاص الحي خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مخيم جنين.

 

البيت الأبيض اعلن عن مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا

وطنية/19 نيسان/2023

أعلن البيت الأبيض، أن "الولايات المتحدة سترسل قريبا مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا"، من دون أن يكشف عن قيمتها، بحسب "وكالة الصحافةالفرنسية" واوضحت المتحدثة باسم الرئاسة الأميركية كارين جان-بيار خلال مؤتمر صحافي، إن "هذه الشحنة الجديدة ستضمّ ذخيرة لأنظمة مدفعية يستخدمها الجيش الأوكراني"، مشيرة إلى أنّ "البنتاغون سيقدم مزيدا من التفاصيل".

 

زاخاروفا: نظام كييف يسعى إلى استغلال مبادرة البحر الأسود وطلب الرشاوى من أصحاب السفن

وطنية/19 نيسان/2023

قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا:" إن نظام كييف يسعى إلى استغلال مبادرة البحر الأسود، ولا يتوانى عن إساءة استخدام القواعد الإجرائية أو طلب الرشاوى من أصحاب السفن"، بحسب وكالة "تاس". أضافت : "توجد حاليا في موقع مركز التنسيق المشترك (JCC) في اسطنبول صعوبات في تسجيل السفن الجديدة وعمليات التفتيش. وهي تنشأ فقط نتيجة تصرفات ممثلي أوكرانيا، وكذلك أعضاء الأمم المتحدة، الذين على ما يبدو لا يريدون أو لا يستطيعون الاعتراض". ولفتت إلى أنه "في كييف في ممارساتهم الأخيرة، لم يتجاهلوا الاعتبارات الإنسانية فقط، بل تجاهلوا أيضا الآداب والأخلاق الأساسية، إنهم يسعون جاهدين لاستغلال مبادرة البحر الأسود بقوة، عن طريق إساءة استخدام قواعد الإجراءات أو طلب الرشاوى من أصحاب السفن. كل شيء من أجل الحصول على أقصى ربح تجاري".

 

بيان مشترك لسفارات الدول الغربية  في الخرطوم اعلن عن مقتل أكثر من 270 مدنيا في حصيلة غير نهائية

وطنية/19 نيسان/2023

أعلنت سفارات الدول الغربية في الخرطوم، في بيان مشترك، "مقتل أكثر من 270 مدنيا في المعارك الدائرة منذ السبت بين الجيش وقوات الدعم السريع، في حصيلة غير نهائية"، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية". وأشارت البعثات الدبلوماسية ال 15 ومن بينها سفارات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، الى إن الحصيلة مرتفعة، ويجب على طرفي القتال أن يوقفوا الأعمال العدائية فورا وبدون شرط". وحذرت من أن "المعارك الضارية المتواصلة تتخللها هجمات تستهدف المدنيين والدبلوماسيين والعاملين في المجال الإنساني". ويخشى من أن الحصيلة الفعلية للقتلى أعلى بكثير، إذ أن العديد من الجرحى لا يمكنهم الوصول إلى المستشفيات. ويشهد السودان منذ نحو 4 أيام، اشتباكات عنيفة بين الجيش بقيادة رئيس المجلس الانتقالي عبد الفتاح البرهان، مع قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

فرصة الحزب الرابعة والأخيرة

شارل جبور/الجمهورية/19 نيسان/2023

فوّت «حزب الله» ثلاث فرص متتالية لقيام دولة طبيعية في لبنان: الأولى مع اتفاق الطائف، والثانية مع الانسحاب الإسرائيلي، والثالثة مع الانسحاب السوري. فهل يفوِّت الفرصة الرابعة مع الاتفاق السعودي - الإيراني؟

 يتحمّل «حزب الله» مسؤولية هدر 33 عاماً من عمر اللبنانيين الذين من حقهم عيش حياة طبيعية بعيدة من العنف وعدم الاستقرار، وقد استفاد من انشغال عواصم القرار العربية والغربية باجتياح الرئيس صدام حسين للكويت من أجل وضع اليد على لبنان، محتفظاً بسلاحه الإقليمي خلافاً لاتفاق الطائف الذي تمّ الانقلاب عليه بشقّه السيادي الأساسي، فيما شكّل هذا الاتفاق فرصة لإنهاء الحرب وإعادة بناء الدولة والثقة بين اللبنانيين.

وارتكزت سردية «حزب الله» كلها على ما اصطلح بتسميته «المقاومة ضد إسرائيل»، وبعد انسحاب الأخيرة من لبنان لاعتبارات داخلية، اخترع الحزب مزارع شبعا السورية التي لم يؤكّد حليفه النظام السوري لبنانيتها رسمياً بعد، وانتقل من نظرية ما يُسمّى بالتحرير إلى ما يسمّى بتوازن الردع، فيما شكّل الانسحاب الإسرائيلي فرصة لأن يسلِّم سلاحه وينخرط في مشروع الدولة، ولكن حساباته الإقليمية التي لا يدخل لبنان كدولة ضمنها، حالت دون تسليم هذا السلاح.

وما يجدر ذكره، انّ الانسحاب الإسرائيلي الأحادي من لبنان فتح معركة تحرير لبنان من الاحتلال السوري، وهو الأخطر على لبنان بسبب سيطرته على مفاصل الدولة اللبنانية كلها، ولولا هذا الانسحاب لما كان هناك إمكانية لفتح هذه المعركة بحجة عدم جواز المطالبة بخروج الجيش السوري قبل خروج الجيش الإسرائيلي. وفي غضون أربعة أشهر على هذا الخروج أطلق البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير معركة إخراج الجيش السوري، وبعد خمس سنوات خرج من لبنان تحقيقاً لهدف كان بمثابة حلم في مواجهة نظام اعتقد انّ وجوده في لبنان تحوّل إلى أبدي وسرمدي.

ومع خروج الجيش السوري أطلّت الفرصة الثالثة لـ»حزب الله» بأن يسلِّم سلاحه ويتصالح مع الفكرة اللبنانية والشعب اللبناني، ولكنه فعل المستحيل لوراثة نظام الأسد، من خلال إمساكه بمفاصل الدولة الاستراتيجية، ودخل لبنان في حقبة من الاغتيالات والحروب وتعطيل المؤسسات واستمرار العنف الذي بدأ منذ ما قبل اتفاق القاهرة. وبعد 18 سنة على خروج الجيش السوري، ما زال لبنان ساحة عنف، ولم يتمكّن «حزب الله» من وضع يده على لبنان كله، ولن يتمكّن بفعل تركيبته التعددية التي لا تسمح لمذهب بأن يسيطر على المذاهب الأخرى ويفرض عليهم ثقافته ومشروعه، ولم يتعِّظ من استحالة تحقيق أهدافه، وما زال يحاول فرض انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل سلطات دستورية تشكّل الغطاء لسلاحه ودوره الإقليمي.

وعلى رغم الطابع الأهلي للنزاع اللبناني، إلّا انّ ارتباطات بعض فئاته بالخارج أدّت إلى تعقيد الحلول وتصعيبها، بدءاً من الثورة الفلسطينية، مروراً بالاحتلال السوري، وصولاً إلى الثورة الإيرانية التي أدّت إلى إقفال الحلول من الباب اللبناني، وجعلت اي حلّ مدخله هزيمة هذه الثورة او تغيير دورها من مزعزع للاستقرار والتدخُّل في شؤون الدول الداخلية، إلى نفوذ سياسي يحترم سيادة الدول ودساتيرها.

ومن هذا المنطلق تحوّل الاتفاق السعودي-الإيراني إلى بارقة أمل، وأصبح الرهان على هذا الاتفاق لإنهاء الدور الإقليمي الأمني والعسكري والثوري لطهران، وبدأت طلائعه بالظهور في اليمن، ومع هذا الاتفاق تلوح في الأفق الفرصة الرابعة لـ»حزب الله» من أجل ان يسلِّم سلاحه، خصوصاً انّ الهدف الجوهري للاتفاق معالجة الدور الإيراني من جذوره، اي بالجملة، ولو انّ الحلول ستكون بالمفرّق من خلال معالجة ملف تلو الآخر. والفارق بين الفرصة الرابعة والفرص الثلاث التي أُهدرت، يكمن في الثلاثية التالية:

أولاً، المؤازرة التي تلقّاها «حزب الله» بين عامي 1990 و 2000 من جيش الاحتلال السوري في ظل تقاسم نفوذ سوري وإيراني للساحة اللبنانية، والرهان الخاطئ على لبننته في العام 2005 بأنّ الخروج السوري سيدفعه إلى تسليم سلاحه بناءً على هذا التطور الكبير، فيما لم يعد اليوم من مؤازرة سورية ولا أوهام لبننة وما شابه.

ثانياً، وصول جميع من في الداخل والخارج إلى قناعة باستحالة حلّ الأزمة اللبنانية من دون حلّ إشكالية سلاح «حزب الله» ودوره.

ثالثاً، الانهيار الكبير الذي انزلق إليه لبنان كوّن قناعة بأنّ لا فائدة من حلول ترقيعية ومؤقتة. إذ بعد ان وصلت الأزمة إلى ما وصلت إليه، لم يعد هناك من شيء يمكن خسارته بعدم الذهاب إلى تسويات، كل الهدف منها ان يشتري «حزب الله» الوقت ويعيد ترتيب أوضاعه على حساب أوضاع البلد.

فما بين الدفع السعودي الخارجي لشرق أوسط جديد قائم على الاستقرار، وما بين الدفع اللبناني السيادي لحسم ازدواجية السلاح، يمكن الحديث عن انطلاق دينامية جديدة في المنطقة ولبنان، ولكن لا مؤشرات إلى انّ «حزب الله» في وارد مواكبة التوجُّه الجديد وصولاً إلى تسليم سلاحه، فيما أقصى ما قد يُقدم عليه، التهدئة السياسية التي تذكِّر مثلاً بأدواره بعد الخروج السوري من لبنان وبعد اتفاق الدوحة وبعد انتخاب العماد ميشال عون، اي تهدئة ما يلبث ان ينقلب عليها.

فلا يجب توقُّع أكثر من تسوية رئاسية جديدة، ما زال يحاول «حزب الله» الدفع لانتخاب مرشحه الرئاسي، ولم ينتقل بعد إلى التفاهم على مرشح لا يمثِّل تحدّياً لأحد، وحتى لو وصل إلى هذا الخيار انطلاقاً من قناعة أو ضغط، فإنّ السقف الذي يمكن ان يحكم المرحلة ليس أبعد من فترة استراحة بين جولتين من المواجهات التي ستتواصل فصولاً ما لم يسلِّم الحزب سلاحه، ولكنه لن يسلِّم هذا السلاح، ومصير الفرصة الرابعة لن يختلف عن مصير الفرص الثلاث التي أُهدرت.

وأي مقاربة موضوعية للتطورات الإقليمية تفيد بأنّ لبنان لن يبقى حالة استثنائية على المناخ التوافقي الذي تتسارع وتيرته في المنطقة، ولكن حدوده لن تتجاوز في المرحلة الحالية حدود التسوية الرئاسية التي تشكّل مصلحة مباشرة لـ»حزب الله» ولو تخلّى فيها عن مرشحه الرئاسي، لأنّ التهدئة السياسية تشكّل مطلباً من مطالبه، من أجل ان يعيد ترتيب أمور البلد مالياً تحت سقف سلاحه، لأنّ الأزمة المالية تحولت إلى عامل ضاغط عليه ليس فقط داخل بيئته، إنما الأساس على مستوى عدم قدرته على الخروج منها من باب الدولة التي يمسك بمفاصلها، وفي ظل خشيته من ان يضطر إلى تقديم تنازلات سياسية لأخصامه مقابل الخروج من هذه الأزمة.

والمصلحة العليا للمعارضة تكمن في رفض أي تسوية رئاسية من دون تنازلات جوهرية من «حزب الله» تقود إلى إطلاق مسار الدولة قدماً، والمقصود طبعاً ليس تسوية على مرشّح الحزب غير المتوافرة ظروفه الداخلية والخارجية، إنما رفض انتخاب مرشّح وسطي لمجرّد الانتخاب، لأنّه من دون سلّة شروط تبدأ بانتخاب رئيس لا يتأثر بموازين القوى يعني إمداد الحزب بالاوكسيجين من دون مقابل سيادي وإصلاحي يحصِّن مشروع الدولة، كما يعني انّه سيتحيّن الفرصة الأولى للانقضاض على التسوية، فيما المصلحة العليا تقضي بمقايضة الخروج من الانهيار بخطوات إصلاحية جدّية وليس بانتظام دستوري يستفيد منه الحزب لا البلد. وخلاف ذلك استمرار الشغور يبقى الخيار الأفضل...

 

"احذر ممّا تتمنّاه"...!

نبيل بومنصف/النهار/19 نيسان/2023

تنعدم الشفافية لدى معظم القوى اللبنانية اكثر فاكثر حيال تحولات ضخمة مثيرة للقلق كمثل الاتفاق السعودي – الإيراني كلما ازداد الغموض حول مضامينه "الأخرى" غير المعلنة بعد في البعد المتصل بتسوية الصراع المزمن بين الدولتين حول النفوذ الإقليمي . يمكن فهم الكثير من انعدام الشفافية لدى الفريق الأكثر امتلاكا لما يسمى أوراق القوة ، وهو في لبنان فريق المحور الممانع لان لديه الكثير مما يخسره فيما تختلف طبيعة القلق وتبدو مبررة لدى خصومه القوى الأخرى التي لا تبدو بدورها مطمئنة بالكامل الى ما سيتأتى على لبنان من أي تسوية . وعلى كلا الجانبين ترانا امام حقبة تستعيد في الظاهر وقوف اللبنانيين على حافة غامض مجهول يفضح انعدام المناعة السياسية السيادية الى حد بعيد لديهم ويترقبون "تسقط" تطورات ما قد يفصل لهم في كواليس العناوين الفرعية للتسوية السعودية الإيرانية تماما كما مر في تاريخ تسويات دولية وإقليمية سابقا يضج بها أرشيف هذا البلد الاغرب من الغرابة . ولكن الجديد الخطير في التجربة الراهنة ان لبنان لم يكن يوما ، وحتى في عز حقبات الحرب ، على منسوب قاتل من الانهيار كما هو الان ليتحمل ما قد "يرده" ويفد اليه او يتدفق عليه من سلبيات وايجابيات تسويات او صفقات "الاخرين على ارضه" هذه المرة . 

وبتفصيل لا بد منه ، نجدنا امام فريق "ممانع" تتسابق لديه الرهانات يمينا ويسارا وقياما وقعودا ان حيال وصول الصفقة السعودية الإيرانية الى لبنان معززة بمكاسب لإيران تسلم بها السعودية نظرا الى اعتبار يتسع تداوله لدى هذا الفريق في شأن تراجع لبنان أساسا في سلم أولويات المملكة العربية السعودية منذ ستة أعوام تماما . يضاف الى هذا الرهان الطارئ الاخر المتصل بواقع اندفاع العرب والخليجيين الى إعادة سوريا الى الجامعة العربية بما يفسره هذا الفريق مكسبا استراتيجيا للنظام الاسدي بزعم تعويمه . يمكن الاستناد الى اثبات هذين الرهانين المتزامنين في نفح الفريق الممانع الروح في الزعم باحياء معادلة ما يسمى ال"سين سين" كأن 11  عاما من الدمار الكارثي في الحرب السورية لم تمر ولم تكن ، الامر الذي يدلل على الهبوط المريع في مستويات التفكير السياسي الجدي لدى الممانعين . كما يمكن الاستدلال على غطرسة استباقية في رهانات هذا الفريق على تفوق ايران في لعبة تجميع وامتلاك الأوراق على السعودية في "حفلة الصواريخ" التي تباهت باطلاقها من الجنوب منظومة اذرع ايران اللبنانية والفلسطينية للقول ان التسوية الاتية لا تبدل حرفا في متانة نفوذ ايران هنا .

اما في المعسكر المقابل فان معالم الحذر تغلب على الرهانات الموضوعية التي تربط المصلحة اللبنانية بتوازن اي تسوية شرط ان تقف السعودية بمتانة كافية في وجه اطماع ايران لعدم جعل فريقها ومحورها "يحكم لبنان" بموافقة ضمنية او مكشوفة سعودية . هي معادلة لا يملك أحدا الان ان يطلق بشكل قاطع ضمانات حاسمة حيال طبيعتها لان ما بدأ في اليمن لم يكتمل لاعتماده نموذجا لقياس التوازن في التسوية ، وحتى لو اكتمل فقد لا ينطبق النموذج اليمني نفسه على ما سيتمدد الى لبنان ان كان لبنان على طاولة التسوية كبند كامل مستقل بذاته .  بكل المعايير، ان أسوأ ما قد يصيب القوى اللبنانية التي تتعجل الزعم ب "الحسم" لمصلحتها ان تقع في رعونة الرهانات الاستباقية ..والقاعدة التاريخية لتجنب المقاتل تقول "إحذر مما تتمناه".!

 

الثقافة الفينيقية في حياة اللبنانيين اليومية

توفيق شومان/فايسبوك/19 نيسان/2023

كثيرة هي المفردات التي يتداولها اللبنانيون في حياتهم اليومية ، ومن دون أن تدرك غالبيتهم أن تلك المفردات تعود إلى جذور فينيقية ما فتئت تشكل حتى أيامنا هذه رافدا أساسيا في بنائهم الثقافي وجانبا هاما من عاداتهم وتقاليدهم المتوارثة منذ آلاف السنوات.

الأمر الذي يخرج عن الجدال والنقاش ، أن العادات والتقاليد بما هي تعبيرات ثقافية سلوكية وعملية ، هي في الوقت نفسه رفيقة الزمن الممتد الذي يعطيها صلابة واستمرارية في مواجهة المتغيرات والمتبدلات ، ومع أن كثيرا من تقاليد الشعوب تتكيف مع الطارئات من الأحداث والثقافات الوافدة أو تذوب و تتلاشى بحسب قاعدة البقاء للأقوى ، فإن بعضها يتحول مع تعاقب الأزمان إلى  ممارسات واعتقادات مقطوعة عن  الجذور او مجردة من  المعنى او حتى فاقدة للتفسير ، والقسم الثاني ينطبق على أكثر التقاليد والثقافات الموروثة لدى الشعوب كافة ومن ضمنها الحالة الفينيقية ـ اللبنانية ، ومن ضمن ما يتدوله اللبنانيون ( والسوريون والفلسطينيون )  من ثقافة فينيقية موروثة هذه النماذج المختارة: 

ـ 1ـ : مزروعات على بعل :  من الشائع في الأرياف والقرى اللبنانية أن يقال " هذا الزرع على بعل " ويُستخدم هذا التعبير في مفاصل الحياة اليومية في المنازل وأسواق الخضار حيث يقال على سبيل المثال  " هذه بندورة ـ طماطم ـ بعلية " و تمتد القائمة إلى ما لا يمكن حصرها .

والشائع لدى غالبية اللبنانيين أن المزروعات البعلية هي التي تنمو وتنضج من دون ري وماء ، وفي حقيقة الأمر أن جذور هذا التعبير تعود إلى الثقافة الفينيقية الموغلة في وعي اللبنانيين ، فالفينيقيون كان " يؤمنون " بأن " إله المطرـ أي بعل "  ( الإله لا يعني بالضرورة مفهوم الألوهة كما في المفاهيم الحالية بل قد يعني السيد أو الأمير ) وهو الذي يروي مزورعاتهم  فتنمو هذه المزروعات من دون سقاية وري ، فبعل " إله المطر"  أو " سيد المطر" أو " أمير المطر"  يتكفل بنمو تلك المزورعات وإنضاجها .

في  " الموسوعة العربية "  الصادرة في العاصمة السورية دمشق  " ترد في النصوص الأدبية الأوغاريتية أكثر من خمسمئة إشارة إلى بعل، وقد انتشرت عبادته في مدن الساحل السوري وأنحاء الهلال الخصيب التي تعتمد في الريّ على مطر السماء منذ الألف الثالث ق.م." ، وفي الجزء الثاني من "موسوعة تاريخ الأديان"  العائد لمجموعة من الباحثين وأشرف على تعريبه وتحريره  أستاذ الحضارات القديمة فراس السواح " إيل الإله والملك الأرفع ، أما إبن إيل فهو بعل إله الجبال والمطر والعواصف " .

وفي " المدن الفينيقية " لمحمد أبو المحاسن عصفور " يأتي على رأس الآلهة الكنعانية الإله إيل ، وقد وُلد لإيل ولد هو بعل وهو رب الجبال والمطر والعواصف ويُعد أيضا إله الجو " وفي كتابه "معالم حضارات الشرق القديم "  أن " بعل هو إله المطر والمحاصيل "  كما " أننا نجد في الأوغاريتية أن  بعل يوصف براكب الغيوم على ما جاء في " تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين"  للمؤرخ فيليب حتي " ويرى أستاذ تاريخ الأديان والحضارات خزعل الماجدي في " المعتقدات الكنعانية " أن إسم بعل " مأخوذ من كلمة بل التي كان يُلقًب بها الإله البابلي مردوخ وتعني السيد أو الزوج ، وأصبح بعل مناظرا للإله مردوخ في صفاته ، حيث أصبح إله طقس كنعاني ، وهو يذكرنا بجذر مردوخ الطقسي وهو الإله أنليل السومري إله الهواء والطقس".  

وضمن ثنائية "بعل ـ المطر" يتحدث المؤرخ انطوان القسيس ( قناة " الميادين " ـ 15 ـ 7 ـ 2017) عن أن" البعل هو إله المطر والصواعق والعواصف والبرق والرعد ونحن نعرف أن المطر يحيي الأرض والأرض البعل هي المرويّة بالمطر وغير المرويّة بالإنسان فهذه موروث قديم" وفي " مغامرة العقل الأولى " لفراس السواح أن " معظم الأراضي هي ملك لبعل يسقيها كيف يشاء وعندما يشاء، ولا تزال الكلمة مستعملةً في سوريا حتى الآن عندما يُقال أرض بعل، بمعنى أنها الأرض التي تُسقى بمياه الأمطار".

يتوسع أنيس فريحة في "  ملاحم وأساطير من رأس شمرا " حول مفهوم بعل ودوره :

" من ألقاب بعل الجميلة راكب السحُب والغيوم ، صوته الرعد وبهاؤه البرق ، عندما يتكلم تزلزل الأرض زلزالها ، وإذا احتجب انحبس المطر وجفُت السواقي ويبُس العشب وذبُل الزهر، واختفى الحب ، الحب بين الناس ، وانقطع النسل والتناسل ،  بعل إله المطر والعاصفة وشفيع الزراعة  ومتعهد الغلال " .

في " ديانات الشرق الأوسط " لرينيه لابات وآخرين هذه الأبيات الشعرية عن بعل مأخوذة من ألواح مدينة أوغاريت : 

سيحدد بعل وقت هطول المطر

وقت تدفق السوائل

وسيجعل الغيوم تُدوِي .

ـ 2ـ الموت وحرارة الصيف : يربط اللبنانيون في العادة بين حرارة فصل الصيف والموت ، فيقولون "  الطقس موت " ، أي أن ارتفاع درجات الحرارة  لا تُحتمل ، وعلى الأرجح ان هذه المزواجة بين المفردتين عائدة إلى عقيدة فينيقية تتحدث عن الصراع بين " الإله بعل " والإله موت " ـ موت بالمعنى نفسه في العربية ـ فينتصر "موت "على "بعل"  ويحل فصل الصيف بجفافه وارتفاع درجات حرارته .

في " المدن الفينيقية " يقول محمد عصفور " تدور الأسطورة حول صراع بعل ضد موت الذي يمثل حرارة الصيف ، ويبدأ الصراع ببعل قويا ، ويرسل الصواعق والمطر مدرارا ، ولكن سلطان بعل لا يصمد كثيرا أمام قوة موت ، ويضطر بعل إلى أن يخلي المجال لموت الذي يأمر بأن تسود الحرارة والدفء ، وهكذا يموت بعل وينزل إلى باطن الأرض "  حيث يغيب المطر والخصب ويسود الصيف الموازي للموت بحرارته ولهيبه .

وضمن هذا الإتجاه تجري نصوص دونالد هاردن في " موسوعة تاريخ الأديان " فقد " كشفت التنقيبات في أوغاريت وبيبلوس ـ مدينة جبيل اللبنانية ـ ومواقع فلسطينية عديدة أشياء كثيرة عن الديانة الكنعانية القديمة ، غير أن أهم الشواهد هي التي تأتت مما حققه كلود شيفر في أوغاريت من اكتشاف رائع لسلسلة من النصوص العائدة إلى القرن الرابع عشر قبل الميلاد ، وتصف الألواح  مدى خصوبة بعل ، فبعد صراع مع موت حر الصيف ينزل إلى رحم الأرض ، وتمضي ـ الآلهة ـ عناة ـ أناة ـ  ضاربة في كل اتجاه بحثا عنه ".

هذا الصراع بين " بعل" و" موت "، يدرجه المؤرخون والباحثون في الحضارات القديمة في سياق دورة الحياة الزراعية  القائمة على الخصب والجفاف، وكذلك في إطارالصراع بين الخير المتمثل في الخصب والشر المتمثل في الجفاف ، فالأول هو الحياة برمزية "بعل" ومائه ومطره وخصبه والثاني هو " موت " بدلالة جفافه وقحطه وحرارته التي لا تُطاق.

وعلى ما يرى ف. دياكوف وس. كوفالييف في " الحضارات القديمة " إن المعتقدات الفينيقية ـ الكنعانية تقوم في المقام الأول على " العبادات الزراعية الموقوفة على آلهة الخير، المطر وخصب التربة والمواسم والحصاد ، ويُعطى هذا إلى عليون ـ بعل ـ موزع المطر الذي يهطل فجاة قبل البذار وينتصر على إله الجفاف موت " والتأويل نفسه يقترب منه انيس فريحة في "   ملاحم وأساطير من رأس شمرا " فقد " كان صراع البعل ضد يم إله الفوضى صراعا كونيا غايته ترسيخ النظام ، بينما كان صراعه ضد موت صراعا فصليا الغاية منه رتابة الفصول وتنظيم المطر، وكل هذا لخير الإنسان ، وإن دلت هذه الملحمة على شيء ، فعلى أنها تعبير صادق عن إيمان قدماء الفينيقيين بأن عوامل الخير أقوى من عوامل الشر والفساد المساوية للإله موت ".        

وهذه الخلاصة يتطرق إليها المفكر انطون سعادة مؤسس الحزب " السوري القومي الإجتماعي " في " الصراع الفكري في الأدب السوري " إذ يقول " قتل معط ـ موت ـ عليين ـ بعل ـ فصار الناس يشكون إلى الآلهة ، فقد جفت الأرض وأمست السباع تطوف المدن ، فتنهض الآلهة عناة لمناقشة معط على ما جنت يداه ، فينكر فعلته ويعد بتحويل الصحارى إلى مروج خضراء ولكنه يخفق ، حينئذ ينفد صبر عناة فتأخذ منجلا فتقتله ، وبعد انتقام اناة يُبعث عليين ـ بعل ـ ويعود المطر إلى السقوط ".

ولفراس السواح في " لغز عشتار" أن معارك " بعل" الأولى " كانت ضد المياه الأولى المتمثلة بالإله يم ـ النهر أو البحرـ الذي صرعه دون صعوبة ، وبعده ينتصر على التنين ذي الرؤوس السبعة ، ثم يجنح إلى الراحة ، غير أن هذا الوضع الجديد لبعل لا يدوم طويلا ، لأن إله العالم الأسفل موت ينبري له ، وهنا لا يبدأ بعل استعداده للمعركة كما فعل عندما تصدى له الإله يم ، بل نراه ينزل من عليائه مختارا ويستسلم طائعا لإله الموت ".

وليس بعيدا عن هذا المعنى ، كان فيليب حتي في " تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين "  قد تحدث عن أهمية التنقيبات المكتشفة في أوغاريت والتي أعادت " جانبا هاما من الأدب الكنعاني الذي فُقد لمدة طويلة ، وتدور إحدى القصائد حول النزاع السنوي بين إله النبات عليان بعل وخصمه موت ، وينتصر موت على بعل في أول الأمر وهذا طبيعي في بلاد يضع فيها جفاف الصيف حدا لحياة النبات ، والصفات البارزة في ديانة الخصب السامية هي الحزن على موت إله النبات وإجراء طقوس لتمكينه من الفوز على خصمه إله الموت والعالم السفلي ".

وإذا كانت المجابهة السنوية بين "بعل" و"موت " كما في "ديانات الشرق الأوسط " لرينيه لابات " تدل على تناوب الفصول ، ونزول بعل في شدق موت الجائع يدل على اسطورة سقوط الأمطار التي تسقي التربة الجافة بفعل جفاف الصيف في الشرق الشبيه بفصل الموت " فإن " موت " عند فيلون الجبيلي (القرن الأول للميلاد ) يحمل معنى الموت الشائع مثلما يورد يوسف الحوراني في "نظرية التكوين الفينيقية " وهو أيضا بحسب " الحضارة الفينيقية " لمحمد الخطيب " الذي يسمى حرارة الصيف ".

في انشودة ل"بعل" موجهة إلى "عناة " حين كانت تقاتل "موت "هذه الأبيات في " اناشيد بعل" لحسني حداد وسليم مجاعص :

اقيمي في الأرض سلاما

وابذري في التراب محبة

واسكبي سلاما في الأرض

وعسلا في الحقول .

ـ 3 ـ لبن أمه والشاكرية : من أطباق الطبخ والطعام المعروفة في لبنان طبق " لبن أمه " أو " الشاكرية " وهو الأسم الشائع لهذا الطبق في سوريا ، والصنفان الأساسيان في هذا الطبق هما اللحم واللبن ، وعلى ما يظهر في كتب التاريخ والبحوث الحضارية أن هذا الطبق كان معروفا عند الفينيقيين ، إذ كانوا يطبخونه من لبن الشاة ولحم الجدي الصغير.

يقول ج. كونتينو في " الحضارة الفينيقية " الذي راجعه عميد الأدب العربي طه حسين ، إن " في قصائد رأس شمرا محصول كبير يمكن استخراجه ، ففيها وصف العادات والعقائد الكنعانية ، وأهمية هذا الوصف أنه يمدنا لأول مرة في التاريخ بأخبار ثابتة عن الكنعانيين ، وكذلك تلقي نصوص رأس شمرا ضوءا أنصع على بعض أوامر الكتاب المقدس ـ التوراة ـ مثال ذلك تحريم طبخ العنز الصغير بلبن أمه ، وهو تحريم ظلت علته غير مفهومة مع أن شرحه بسيط ، وهو أنه رد فعل ـ يهودية ـ ضد عادة كنعانية صيغتها أطبخ الحمل باللبن " . 

ويعيد خزعل الماجدي في " المعتقدات الكنعانية " هذا الطبق إلى طقوس " السابوع الإلهي "  حيث " نهاية السنوات السبع العجاف وبداية السنوات السبع السمان ، ويتكون نص هذه الأسطورة من 12 مشهدا ـ منها ـ طقس طبخ الجدي في لبن أمه ، وهو طقس كنعاني قديم تذكره التوراة معترضة عليه ، ويتم ذلك في حقول عشيرة الفردوسية زوجة إيل ومعها إبنتها عناة ".

وبإعتباره طبقا ـ طقسيا يُعِده " الوثنيون " الكنعانيون ، فقد نهت التوراة عن تحضيره ، ففي " سفر الخروج " تحريمان واضحان  " احملوا آوائل بواكير أرضكم إلى بيت الرب إلهكم ، لا تطبخوا الجدي بلبن أمه " و أيضا " لاتقدموا لي ذبيحة مع خبز مختمر ولا تحتفظوا بشيء من ذبيحة عيد الفصح إلى الغد ، جيئوا ببواكير غلات أرضكم إلى بيت الرب إلهكم ، لاتطبخوا الجدي بلبن أمه " وفي " سفر التثنية " تحريم ثالث "  لاتأكلوا حيوانا فاطسا تعطونه للغريب الذي في مدنكم فيأكله أو تبيعونه لأنكم شعب مقدس ، ولا تطبخوا جديا بلبن أمه ".

وإذ لا تقدم النصوص التوراتية مبررا لتحريم هذا الطبق ، فالعديد من الدارسين للحضارة الفينيقية ـ الكنعانية يردون التحريم إلى النزعة التوراتية العدائية للكنعانيين ، في حين أن التلمود يرده إلى ذريعة تشريعية تقول " لئلا تجتمع روحان في طبخة واحدة "   كما في " عوائد العرب " للخوري بولس البولسي.

ـ 4ـ بيبي الطفل : يطلق اللبنانيون ( والشاميون عموما )على الطفل الرضيع لقبا دلعيا هو " بيبي " وغالبا ما يذهب الإعتقاد بأن هذا اللقب مرجعه إلى إحدى اللغتين الفرنسية bébé أو الإنكليزية baby  ، إلا أن الفيلسوف الدمشقي دامسكيوس (450م ) في كتابه " حياة إيزيدور أو التاريخ الفلسفي "  الذي نقله إلى العربية عادل الديري ، يقدم هذه الرواية :

" رُزق هيرمياس ـ فيلسوف ـ من أيديسيا بطفل ، وعندما كانت تلاعبه أيديسيا بشكل طبيعي في عمر الأشهر السبعة ، كانت تناديه بابيون  أو حتى أيها الطفل الصغير، ونقل هيرمياس الكثير من القصص العجيبة عن إبنه ، فقال إنه لم يكن قادرا على تحمل الوجود الجسدي المادي ، وربما هذا ما جعله يغادر الحياة في عمر السابعة ، السوريون وخصوصا أولئك الذين يسكنون في دمشق يدعون الأطفال وحتى الفتيان الأكبرعمرا بلفظة ببيًا على إسم بابيا وهي آلهة يعبدونها ".

ـ 5 ـ شقائق النعمان : يحفظ اللبنانيون والسوريون قصة أدونيس وعشتروت عن ظهر قلب ، فأدونيس كما في الأسطورة المعروفة قتله خنزير في الغابة ، و" كان لقبه الفينيقي نعمان " كما يقول المؤرخ اللبناني فيليب حتي في " تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين "  ومفردة " Anemone الإنكليزية أتت بطريق اليونانية بينما كلمة نعمان العربية أتت بطريق السريانية ".

هذا الرأي حول " شقائق النعمان " سيأخذ به المؤرخ السوري أحمد داوود في " تاريخ سوريا الحضاري" حين يستشهد بقصيدة للشاعر الروماني أوفيد (القرن الأول للميلاد) عن عشتروت (Venus باللاتينية) التي " صبًت على دم أدونيس رحيق زهرة عطر ، ولم تمض ساعة حتى انبثقت من بين الدماء زهرة بلون الدم قصيرة العمر واهنة الساق هي زهرة شقائق النعمان "، والرواية نفسها تقريبا في "تاريخ الحضارة الفينيقية الكنعانية " لجان مازيل " أما أدونيس فتقول الأسطورة إنه ذهب إلى الصيد وأصيب بجرح قاتل عندما هاجمه خنزير بري ، فظل دمه ينزف ثم تسرب في الأزهار ، وهكذا نبتت شقائق النعمان التي تتفتح بكثرة خلال الربيع في الريف اللبناني ". 

ولا يبتعد فراس السواح في "مغامرة العقل الأولى " عن الآراء الواردة آنفا بقوله " إلى يومنا هذا نطلق على بعض الزهور الربيعية الحمراء إسم شقائق النعمان أي جراح ادونيس ، وذلك بقية من الإعتقادات القديمة التي كانت ترى على هذه الأزهار دم الإله القتيل الذي افترسه الخنزير البري ".

أخيرا : قصيدة إلى عشتروت منشورة في مجلة " الأديب " اللبنانية في الأول من تشرين الأول / أكتوبر 1948:

لعشتروت الزورق الأخضر / يسبح في النور ولا يعثر

يضرب صدر الغيم مجذافه / وخلفه الأجواء والأبحر .

للحديث بقية ...

 

واشنطن تلوّح بالعقوبات: أوقفوا التطبيع مع الأسد

طوني عيسى/الجمهورية/19 نيسان/2023

مع اقتراب موعد القمة العربية، المقرّر عقدها في الرياض الشهر المقبل، يرتفع منسوب التحدي لدى القوى العربية الساعية إلى التطبيع مع نظام الرئيس بشار الأسد. وبعدما بَدا التطبيع محسوماً، تباطأت الخطى نسبياً في الأيام الأخيرة. ويقول العارفون: «فتشوا عن أميركا»!

 عندما باشرت القيادة السعودية الجديدة مسار التطبيع مع الأسد، لم تكترث للاعتراضات الأميركية المتوقعة. وفي تقديرها أن مصلحة المملكة تكمن في الانفتاح شرقا وغربا وتنويع مصادر الدعم والتبادل. ولذلك، أحدثت الرياض في الأشهر الأخيرة خروقات واسعة في جدران العلاقات مع الصين وإيران ونظام الأسد.

وأساساً، ومنذ اللحظة الأولى، نشأت علاقات متوترة أو فاترة بين القيادة السعودية الشابة وإدارة الرئيس جو بايدن.

بعض المتابعين في الخليج ينتقدون واشنطن بالقول: يتصرف الأميركيون وكأنهم ما زالوا ممسكين وحدهم بزمام الأمور في الشرق الأوسط. وقد تمادت إدارة بايدن في توجيه الانتقادات إلى القيادة السعودية الجديدة حول سلوكياتها في مسائل مختلفة، ولم تُبد الانفتاح الكافي عليها، فيما كانت تفاوض إيران في شكل حثيث وتعمل على إحياء الاتفاق معها.

حتى إن واشنطن لم تقدّم الدعم الذي كان السعوديون والإماراتيون يتوقعونه في حربهم الشرسة مع إيران في اليمن، خصوصا عندما تعرضت منشآتهم للغارات بالصواريخ والمسيرات.

ويتردد في بعض الأوساط الخليجية أنّ واشنطن تتصرف باستعلاء مع بعض حلفائها الخليجيين، وتعتقد أنهم باقون في «الجيب» مهما تقلبت الظروف، وسيحتاجون دوماً إلى دعمها.

ولكن، في الواقع، يميل الخليجيون إلى المزيد من التفرد والاستقلالية في مقاربة العديد من الملفات الساخنة. فقد رفضوا مشاركة الولايات المتحدة حصارها النفطي لروسيا عند اندلاع الحرب في أوكرانيا. كما تجرأوا على الانفتاح شرقاً، نحو موسكو وبكين، وأبرموا اتفاقاً مع طهران برعاية صينية، وهم يستعدون للتقدم خطوات في مسار التطبيع مع الأسد.

وفي هذه المسألة الأخيرة، حصلت «انزلاقات» عربية عديدة، وعلى مدى سنوات، في اتجاه التطبيع مع نظام الأسد. وكان مقرراً إنهاء القطيعة بين الجامعة العربية ودمشق في قمة الجزائر العام الفائت، ولكن تبين أنّ الخطوة لم تكن ناضجة عربياً، كما أنها لم تلق الترحيب أميركيّاً.

وفي الواقع، جاءت حرب أوكرانيا لتفرض تحولات سياسية عميقة. إذ قلبت الموازين وبدّلت في طبيعة العلاقات والتحالفات بين القوى الإقليمية والدولية، وكان أبرزها استفادة الصين من الانشغال الأميركي والأوروبي لتوسيع دورها، خصوصا في آسيا وإفريقيا. وفي هذا السياق، هي نجحت في دفع المملكة العربية السعودية إلى الانفتاح والتطبيع مع إيران.

هذا الواقع أثار حفيظة الأميركيين الذين أدركوا أن قواعد اللعبة تبدّلت في الشرق الأوسط، وأنهم على وشك فقدان الامتياز الذي تمتعوا به طويلاً، أي احتكار النفوذ على هذه البقعة البالغة الأهمية استراتيجياً. لكن هذا الأمر لم يمنع المملكة من المضي في نهجها الجديد، القائم على الانفتاح وحلحلة الأزمات باستخدام البراغماتية بدلاً من المواجهة. وفي هذا السياق، يأتي انفتاحها على نظام الأسد.

واليوم، يطلق الأميركيون تحذيرات جدية في اتجاه الخليجيين، من مغبّة تطبيع علاقاتهم «مجاناً» مع دمشق. وفي تقدير واشنطن أنّ الأسد سيستفيد من هذا الانفتاح لإنقاذ نفسه ونظامه، لكنه لن يلتزم أي تعهّد يقطعه أمام العرب، لا في مسائل الإصلاح الداخلي ولا في النأي بالنفس عن الصراعات التي تخوضها طهران في المنطقة. وسيبقى مرتبطاً بإيران وروسيا والصين مهما تقلبت الظروف.

لم تنجح الولايات المتحدة في ثَني المملكة وحليفاتها الخليجيات عن التطبيع مع الأسد. لكنها قررت تحريك حجارة اللعبة في مكان آخر. ففقدان «الحماسة» من جانب مصر والأردن والكويت ودول أخرى للانفتاح على الأسد، جاء نتيجة دخول الأميركيين على الخط، وسعيهم إلى فرملة التطبيع بين الأسد والقوى العربية والإقليمية.

وحتى اليوم، لم تتكفّل رسائل واشنطن بوقف مسار التطبيع على الخط السعودي. ولكن، كان لافتاً بيان وزراء الخارجية العرب الذين عقدوا مؤتمرهم أخيراً في جدة، إذ خلا من الكلام على عودة دمشق إلى الجامعة العربية، وفي المقابل استفاضَ في الدعوة إلى تسوية سياسية في سوريا يرعاها العرب، وانتقد الدور الذي تضطلع به إيران والقوى الموالية لها. وهذا الأمر له مغزاه السياسي.

في تقدير المتابعين أن الأميركيين دخلوا على خط التطبيع مع الأسد، وذكّروا الذين يعنيهم الأمر بأنّ العلاقات مع النظام ما زالت خاضعة لضوابط قانون قيصر، ما يعني إمكان شمول المطبّعين بالعقوبات. وهذا التحذير كان أساسياً في التزام العديد من الدول العربية جانب التريث وفرملة مسار الانفتاح.

والسؤال الأساسي الذي يطرحه الأميركيون على حلفائهم العرب هو: هل حصلتم على ضمانات من الأسد بالتزام التعهدات، قبل الدخول في مسار التطبيع؟

طبعاً، ليست هناك ضمانات. لكن العرب يقولون: جرّبنا مواجهة الأسد لسنوات، فلم ننجح في تحصيل حقوق الشعب السوري، وازداد نفوذ إيران. واليوم نجرّب طريقا آخر، ونحاول استيعاب الأسد ودفعه إلى التزام الحلول السياسية من خلال التطبيع، لعل ذلك يقدم فائدة عملانية للسوريين.

وضمناً، هناك عتب عربي على الولايات المتحدة لا يجري البوح به. وثمة من يقول إن القوى الغربية التي ادّعت أنها كانت تقاتل لإسقاط نظام الأسد، هادَنته في غالب الأحيان، ولم تكترث لمعاناة الشعب السوري.

ويقول البعض: كل ما يريده الأميركيون هو أن يحفظوا لأنفسهم الامتياز برعاية التطبيع مع الأسد والتوافق مع طهران، وأن يقطفوا الثمار هم لا الصين ولا روسيا. ولهذه الغاية أيضا، أوعَزوا إلى حليفتهم الإقليمية تركيا بوقف التقارب مع دمشق، بعدما بلغ شوطا متقدما، برعاية موسكو.

إذاً، مسألة التطبيع مع الأسد وصلت إلى نقطة حاسمة، بين إصرار بعض القوى العربية الفاعلة على التطبيع، ومساعي واشنطن لفرملتها باعتماد سياسة «هز العصا». فما هي الحدود التي يمكن أن تبلغها؟

 

التضامن مع نزار صاغية.. لحظة 17 تشرين حقوقية

نور الهاشم/المدن/19 نيسان/2023

ليست قرارات مجلس نقابة المحامين الأخيرة، وقضية استدعاء المدير التنفيذي لـ"المفكرة القانونية" المحامي نزار صاغية، منفصلة عن التحولات السياسية في مرحلة ما بعد 17 تشرين في لبنان، والتحولات الإقليمية ما بعد مرحلة الحرب الروسية على أوكرانيا.

تدور عقارب الساعة الى الوراء، بما يتيح للسلطات، في المنطقة، إعادة تشكيل هوية سياسية بمفعول رجعي، تطيح كامل المكتسبات التي حققتها الشعوب لناحية انتزاع حقوق مثل الرأي والتعبير، والتغريد خارج سرب "الإطار" المسموح به، والسقوف الموضوعة لإبداء الرأي أو تشكيل رأي عام يحاسب ويراقب ويدعم، خارج علبة التسويات السياسية داخل النظام اللبناني نفسه، وعلى مستوى العالم في المجال الأوسع.

خلال العقد الأخير، رفع العالم الحرّ لواء الحريات، وناصرها عبر دعم أي حراك يسعى للتغيير، وتوسع الدعم الى منظمات المجتمع المدني حيناً، والقوى البديلة التي انتزعت حصتها من السلطة، أو شكلت إطاراً مستقلاً يراقب ويحاسب، حيناً آخر.. شهد لبنان أكبر حراك من هذا النوع، استطاع إيصال 13 نائباً من القوى المدنية الى البرلمان، وتراجعت الحكومة عن قرارات عديدة، وأذعنت لإرادة تغييرية داخلية، ولتبنّي المجتمع الدولي لتلك الإرادة.. ولعل إجراء الانتخابات النيابية الأخيرة في موعدها، أبرز مثال على الاستجابة الداخلية لصوت الناس. 

جاءت الحرب الروسية على أوكرانيا، وبدأت إعادة تشكيل هويات مختلفة وتحالفات سياسية في العالم، بالتزامن مع الأزمات التي انشغلت بها أوروبا وسواها من داعمي التغيير في لبنان، لتقلب كل شيء. انحسرت مساحة التأثير، مما ترك لكل هوية سياسية خاصة بكل بلد، فرصة التقاط الأنفاس، وتزامن ذلك مع تحولات في المنطقة، وتشظي التحالفات الدولية.

تقتنص السلطة في لبنان هذه اللحظة. تحاول طيّ صفحة 17 تشرين، باستعادة لحظة التوافقات السابقة، ولا يمكن لذلك أن يتحقق من دون "إعادة تنظيم" المؤسسات التي كانت تقليدياً على تماس مع مؤسسة الدولة، والقادرة على التأثير في الرأي العام، وتكاد تلك المؤسسات تتلخص في نقابة المحامين، وفي احتواء الصحافيين.  الطرف الأول (المحامون) يمتلك من التأثير القانوني وتفنيد الملفات ما يكفي لعرقلة السيستم المقبل، الذي كان، قبل 17 تشرين، قائماً على توافقات ألغت المعارضة داخل المؤسسات، وأتاحت المحاصصة والزبائنية، وربما، الإفلات من العقاب، ما دفع إلى ظهور معارضة من خارج النظام. أما الطرف الثاني (الصحافة)، فيمتلك ما يكفي من النفوذ لتجييش الرأي العام، وإحباط صفقات، وافتضاح ممارسات داخل السيستم. وإذا لم تستطع التغيير، فإنها تبذر الشكوك، وتهشم صورة الفاعلين في السلطة، وتعيد تشكيل ملامحهم خارج هالتهم النمطية كحُماة للبلاد، وضمانة للسلم الأهلي...

من هذا المبدأ، يصبح التضامن مع نزار صاغية واجباً، كونه جمع الملفَّين، الحقوقي والإعلامي، في مشروع واحد هو "المفكرة القانونية". الوقوف الى جانبه، هو مناصرة لحرية الرأي، ولحلم التغيير، في ظل محاولات طمس مسارات داخلية وخارجية لمحاسبة المسؤولين عن الانهيار (الملفات المالية ومحاكمة رياض سلامة نموذجاً)، أو المسؤولين عن انفجار المرفأ، وهما ملفان حملهما صاغية على عاتقه.ولعل التضامن مع صاغية، وسائر المحامين الرافضين لقرارات مجلس نقابة محامي بيروت، يشبه، رمزياً، لحظة الاحتجاج في ساحات 17 تشرين. لحظة مواجهة لإعادة تشكيل السلطة بصيغة ما قبل 17 تشرين. والمعادلة هنا التي يؤمن بها صاغية، هي: عندما يشتد الحراك، تصبح الحرية أكبر. تخاف السلطة شعباً غاضباً، تهاب التضامن الاجتماعي الواسع، كما هو حال التضامن مع صاغية، الذي يصبح متاحاً عند الإيمان بضرورة المحاسبة. التحشيد وحده، سيظهر أصحاب السلطة فاقدين لنفوذهم ولقدرتهم على التحكم، وهو ما يخيفهم لأن التغيير يبدأ من كلمة ونضال لمنع الإفلات من العقاب.

 

عصابة الأشرار

غسان العياش/النهار/19 نيسان/2023

إخفاء الحقيقة عن الجمهور سلوك معتاد من القيادة السياسية في أي نظام. إنها قاعدة ثابتة على مرّ التاريخ، لكن لا شيء يشبه طريقة منع اللبنانيين من معرفة الحقائق المتعلّقة بالكوارث التي لحقت بهم في السنوات الأخيرة.

ليس هناك أوقح من الإخفاء القسري للحقيقة في قضية تفجير مرفأ بيروت. جهات نافذة في النظام قرّرت منع التحقيق القضائي في القضية ووقف كل الملاحقات والتعقّبات. إنه أكبر استخفاف بتهديم العاصمة، وبدماء الشهداء، لاسيما الشباب منهم الذين قضوا وهم يؤدّون الواجب ببسالة وشرف.

أيضا، إخفاء الحقيقة في الكارثة المالية التي حلّت بلبنان لا سابق له لا في لبنان ولا في أي مكان في العالم. تتلهّى وسائل الإعلام بالتحقيقات التي تقودها فرنسا بشأن احتمال اختلاس حوالي 330 مليون دولار وتبييضها في أوروبا. لكن هذا المبلغ لا يزيد عن نصف بالمئة من حجم الكارثة. فالخسائر التي تعرّض لها النظام المالي اللبناني تزيد عن 70 مليار دولار، وقد أصابت، على وجه الخصوص، ادّخارات اللبنانيين وغير اللبنانيين، الذين آمنوا بأن لبنان ملجأ آمن للودائع والثروات.

القضية المثارة أمام القضاء الفرنسي والأوروبي يجب أن تنال حصّتها المحدودة من الأهمّية والاهتمام، والانصراف إلى إقامة تحقيق شامل وعميق للإجابة عن الأسئلة الكبيرة والجوهرية: من أهدر أو سرق حقوق الناس المودعة في المصارف؟ من المسؤول عن السياسات الكارثية التي قادت إلى هذه المأساة؟ من قضى على نظام لبنان المصرفي بعد قرن ونصف القرن من ولادته ونجاحه، بل تألّقه في المنطقة؟ واختصارا، من قبع الاقتصاد اللبناني من جذوره دافعا البلاد إلى الإفلاس والشعب إلى الفقر والجوع؟

هذا التحقيق مستحيل في لبنان، لأنه لو قرّر مجلس النواب إجراءه وعيّن له لجنة تتمتّع بالكفاءة والنزاهة والاستقلالية لظهرت بنتيجته "عصابة الأشرار" التي تسبّبت بمقتل بلد بكامله، بماضيه ومستقبله. إنها عصابة واسعة تضمّ عددا من الذين شاركوا في صياغة السياسة المالية والموازنات وصوّتوا عليها وتولّوا تنفيذها عبر الممارسات الخاطئة، يضاف إليهم المسؤولون عن سياسة سعر الصرف ومصرفيون استغلّوا الظروف والسياسات لزيادة ثرواتهم الشخصية قبل ثروات مصارفهم.

فهل يطلق النظام، عبر هذا التحقيق، الرصاص على رأسه؟

في موضوع متّصل، لم تقتصر نتائج الإعصار على المال الخاص بل ألحقت أضرارا فادحة في المالية العامّة للدولة، فشوّهت أرقامها وزعزت أنظمة المالية العامّة وانتهكتها رغم أنها تنبثق من الدستور.

تعتبر الاجازة البرلمانية شرطا لا زما للإنفاق ولجباية الضرائب. وكل إخلال بهذه القاعدة يناقض القواعد التي نصّ عليها الدستور وقانون المحاسبة العمومية، وقد تكرّر في السنوات الثلاث الأخيرة انتهاك هذه القواعد وقواعد الشفافية، كما تبيّن بعض الممارسات المختارة على سبيل المثال لا الحصر.

يجري اعتماد سعر منصّة صيرفة لاحتساب رواتب الموظفين وفقا لإستنساب وزير المالية وحاكم مصرف لبنان، بإشراف رئيس الحكومة. ويحدّد السعر بشكل عشوائي لفئات الموظفين ولكل فئة منهم على حدة. يؤدّي ذلك إلى تعديل اعتمادات الرواتب زيادة أو نقصانا دون العودة إلى مجلس النوّاب، خلافا للدستور، عدا عن الفوضى التي يخلقها هذا الأسلوب وعدم المساواة في أنظمة رواتب موظفي القطاع العام.

تسلّم لبنان من صندوق النقد الدولي أكثر قليلا من مليار دولار هي حصّته من حقوق السحب الخاصّة التي قرّر الصندوق توزيعها على الدول الأعضاء لمساعدتها على مواجهة نتائج جائحة كورونا. وهذه الواردات الاستثنائية كان يفترض معاملتها مثل أية واردات عادية فلا تنفق إلا بموجب قانون. لكن الحكومة قرّرت هنا أيضا مخالفة القاعدة الدستورية فأنفقت هذا المال بشكل سرّي وغير شفاف وفقا لاستنساب الحكومة ومصرف لبنان، ودون نيل الإجازة من البرلمان.

بيّنت أرقام وزارة المالية أن الدين العام الإجمالي في لبنان بلغ في تشرين الثاني الماضي حوالي 102 مليار دولار، أي أربعة أضعاف الناتج المحلي الإجمالي، منها الدين بالعملات الأجنبية البالغ 41 مليار دولار. ومن مظاهر الفوضى وعدم الشفافية أن وزارة المالية لا تحتسب الفوائد المتراكمة على الدين بالعملات بحجّة أن الدولة توقفت عن تسديد هذه الدين. ولكن هذا التوقف لا يعني تجاهل الفوائد المتراكمة المقدّرة بثمانية مليارات دولار إلى أن يتمّ الاتّفاق مع الدائنين أو تقرّر الدولة ماذا ستفعل بسندات اليوروبوندز.

 

"المجد لكاتم الصوت" بوصفه طريقة حكم وحياة

حازم صاغية/فايسبوك/19 نيسان/2023

قبيل اغتيال الكاتب والناشط لقمان سليم، أُلصقت على جدران منزله شعارات يقول أحدها: "المجد لكاتم الصوت".

والعبارة لا تخلو من غرابة. ذاك أنّ الجمع غير مألوف بين العظَمة المفترَضة التي تُسبَغ على "المجد" عادةً وما يوصف به كاتم الصوت. فـ"المجد" صوته هادر ومُدوٍّ يصعب كتمانه، فيما مظهره ساطع يستحيل حجبه عن الأعين، وهو بالطبع ممّا يتباهى به صانعوه، أو مدّعو صنعه، فلا يخجلون من نسبته إليهم أو نسبة ذواتهم إليه. أمّا كاتم الصوت فيُخِلّ بقيم كما بأعراف كثيرة، في عدادها ربطه الدارج بالجبن والاغتياب (الذي هو ابن عمّ لغويّ أصغر للاغتيال)، ووصمه الشائع بالخسّة والوضاعة والإجرام ممّا يلازم كلّ ذكر له أو تذكير به.

فوق هذا، كثيراً ما تُدرَج المهمّة التي يُناط تنفيذها بأداة كاتمة للصوت، والتي لا ينجزها أحد بعينه، في أفعال "التاريخ" و"الجماهير"، فيما يكون ضحيّة كاتم الصوت، في غالب الأحيان، فرداً يكرهه أولئك الناطقون بلسان التاريخ أو الشعب فيرسمونه مكروهاً منهما. ثمّ إنّ الصوت من أهمّ الوسائل التي توفّر لصاحبه حضوره في الفضاء العامّ، كما تعزّز ذاك الحضور. ولهذا يقال أنّ لفلان صوتاً بينما سواه لا صوت له، أو أنّ الخيار السياسيّ الأدقّ إنّما ينجم عن أصوات تمارس عمليّة التصويت. أمّا كتم الصوت طوعيّاً فلا يعلن إلاّ تواضعاً وتعفّفاً زائفين لا يُعرف كاتمه، ممثّل التاريخ والجماهير المزعوم، إلاّ بعكسه.

فبأكثر من معنى إذاً تبدو عبارة "المجد لكاتم الصوت" تناقضاً داخل الكلام ذاته، أو ما يُسمّى بالانكليزيّة oxymoron، كأنْ نقول مثلاً "ثلج ساخن"، أو "مجرم إنسانيّ"، أو ذاك التعبير الذي أتحفَنا به مؤخّراً القاموس الكوفيديّ: "تباعد اجتماعيّ". وهذا إنّما يرقى إلى انقلاب في اللغة وعليها، أو إلى "كلام جديد" من صنف أورويليّ ما. ولربّما كانت "الديمقراطيّة الشعبيّة" التي سادت أوروبا الشرقيّة والوسطى بين نهاية الحرب العالميّة الثانية ونهاية الحرب الباردة، من ألمع المساهمات التي يُعتدّ بها في تاريخ هذا الانقلاب المتواصل على اللغة.

لكنْ لماذا ينشأ ذاك التنصّل الذي يقدم عليه من ينفّذ أعمالاً مجيدة وتاريخيّة وجماهيريّة، وربّما إلهيّة، بعد أن يتوسّل لتنفيذها أدواتٍ بلا صوت؟.

لقد عرف تاريخ لبنان الحديث ما لا حصر له من الخصومات السياسيّة، لكنّ إميل إدّه لم يلجأ إلى اغتيال بشارة الخوري، ولا لجأ الخوري إلى اغتيال إدّه، والأمر نفسه يصحّ في فؤاد شهاب وكميل شمعون، وفي صائب سلام ورشيد كرامي، أو في كميل شمعون وكمال جنبلاط. أمّا الاغتيالات السياسيّة القليلة التي حصلت في أزمنة السلم، كاغتيال محمّد العبّود في 1953 وعبد الله عسيران في 1972، فكانت ثارات عائليّة وعشائريّة لا تترك أثراً يُذكر على أحوال السلطة في المركز وعلى الصراع عليها أو تعديل توازناتها. بيد أنّ اغتيال القوميّين السوريّين رياض الصلح في 1951، واغتيال الأجهزة الناصريّة كامل مروّة في 1966، وهما عملان تأسيسيّان في الاغتيالات السياسيّة لأزمنة السلم، فيشيان بأنّ التقليد هذا وليد مصدرين تجمع بينهما أنساب كثيرة: التنظيمات شبه العسكريّة التي تزدري الديمقراطيّة والسياسة والقانون، والأنظمة الأمنيّة والعسكريّة العربيّة التي تشاركها ازدراءها ذاك.

ولأنّ "الحاجة أمّ الاختراع"، طوّر هذا النمط من الأنظمة والتنظيمات مبدأ القتل المصحوب بتجهيل الفاعل، مع ما ينطوي عليه التجهيل من رغبة في تعليق التاريخ وحجز المعنى وجعل السرّيّة تدير العالم وترسم وجهته. والحال أنّ من سمات السلوك هذا صدور خلفيّته الأبعد عن أعمال العصابات وجماعات الغزو والنهب الطافرة، ووفادة خلفيّته الأقرب من نزوع توتاليتاريّ يناهض السياسة والديمقراطيّة والشفافيّة القانون.

أمّا الحال مع السلطة "الرسميّة"، شريطة ألاّ تكون من صنف أمنيّ وعسكريّ، فتختلف. فهي حين تُعدِم، وكلّ إعدام عمل جائر، فإنّها لا تتكتّم  عن صنيعها أي أنّها لا تغتال، سيّما وأنّها تسبّق القتل بمحاكمة قد تكون صوريّة وقد لا تكون. فمن أنطون سعادة في 1949 إلى ابراهيم طرّاف في 1983، نعرف كلّنا من هو القاتل بحيث تُخلي الأحاجي الطريق الموصلة إلى الوضوح. وهذا ما لا يصحّ في أعمال القتل التي استهدفت رياض الصلح وكامل مروّة وحسين مروّة ومهدي عامل ورفيق الحريري وباسل فليحان وسمير قصير وجبران تويني وبيار الجميّل ومحمّد شطح وسواهم، حيث تغدو المطالبة بالتحقيق فيها جلاءً للحقيقة مسألةً صراعيّة مُلحّة. والشيء نفسه يمكن قوله في ضحايا غير إنسانيّين، وإن قضى بنتيجتها بشر أبرياء، كتفجير مرفأ بيروت، أو قبلذاك حرائق الرايخستاغ والقاهرة وسينما ركس في عبادان. فهي كلّها أحداث تتوافر فيها شروط الجريمة من دون مجرم أو عناصر القتل ذي المصدر المُجهَّل. 

بديهيٌّ أنّ الاغتيال، في الغالبيّة العظمى من حالاته، تمارسه أطراف ناقمة لا ترى في السياسة وسيلة مُستحبّة لتعبيرها عن نقمتها. إلاّ أنّ تجربة اللبنانيّين تقترح، إلى ذاك الصنف "الكلاسيكيّ"، سبباً آخر مفاده أنّ الذين يمسكون بشطر من السلطة ومن صنع القرار لا يودّون الظهور بهذا المظهر. فالحكم، في بلد كبلدنا، يخالف ما تعرفه بلدان استولت الديكتاتوريّة أو التوتاليتاريّة عليها ولم تمنعها من ذلك انشقاقات مجتمعاتها الدينيّة أو المذهبيّة أو سواها. والراهن أنّ طول المسافة بين امتلاك القوّة الفعليّة وحجب مظهر القوّة هو ما يسهم في تفسير كثرة الاغتيالات في لبنان، إمّا بكاتم الصوت أو بالتفجيرات على أنواعها، أو أنّ هذا، على الأقلّ، يصحّ في ما شهده العام 2005، حين سجّل القتل المموّه ارتفاعاً نوعيّاً. فاللبنانيّون، بالتالي، وبهذا المعنى، غدوا محكومين بأن ينضمّوا إلى شعوب قليلة تعيش سلطة نهاريّة وسلطة ليليّة، ما ينطوي على وضاعة بنيويّة، إن صحّ التعبير، تلازم كلّ من يختبيء في النهار متهرّباً ممّا فعله في الليل.

وفي الأحوال جميعاً، يستحيل اشتغال المنظّمات والأنظمة، الديكتاتوريّة والتوتاليتاريّة، من دون الكذب الشامل الذي يكاد يرقى إلى ديانة تتعدّى عمليّات القتل. ذاك أنّ بيئة الاغتيال هي البيئة التي يولد فيها "أهالٍ"، لا يعرف أحدٌ مَن هم، يعتدون على القوّات الدوليّة، أو تنطلق منها صواريخ نادراً ما يقول مُطلقها أنّه مُطلقها، أو يظهر من يحمل جوازات سفر مزوّرة، أو من توفّر له أنظمة أمنيّة جوازات ديبلوماسيّة كي يهرّب السلاح أو المخدّرات. وقد تكتسب ديانة الكذب هذه القدرة التي للأديان، كأنْ يُرَدّ إلى "الأحداث"، وهي بالطبع "مؤلمة" و"مؤسفة"، كما يقول "الحياديّون" و"الموضوعيّون"، مقتل مئات آلاف السوريّين وتهجير ملايينهم. ولا نكون مبالغين إذا قلنا إنّ أخلاق أجهزة المخابرات وسلوكها هي مصدر استيحاء بيئة الكذب والتجهيل هذه، إذ العمل في المخابرات أكثر المهن تقيّداً بالغفليّة، لا ينافسها على امتيازها إلاّ نسيبها ممثّلاً في الأسماء السرّيّة أو "الحركيّة" التي تعتمدها الأحزاب غير الديمقراطيّة. وفي حالة التنظيمات التي تمكّنت من الاستحواذ على السلطة وصارت هي نفسها أنظمة، توفّر تجربة الاسم الحركيّ خبرة مفيدة تؤهّل صاحبها العمل في المخابرات.

والحقّ أنّ الاسم كالوجه ليس تفصيلاً هنا. ذاك أنّ ارتكاب جريمة يستدعي، بطبيعة الحال، كتم الاسم تماماً مثلما يستدعي تقنيعَ الوجه، فيما تذليل مشكلة ما أو إجراء مصالحة بين متخاصمين يستدعيان مَن هو حريص على اسمه وعلى "ماء وجهه"، فإذا نجح في مسعاه ذاع اسمه وانتشرت صوره في الصحف ووسائل الإعلام.

وهناك على هذا الكذب، الحديث والمُديّن في آن معاً، أمثلة تأسيسيّة لا حصر لها صنعها كبار أساتذة النهج هذا. فمثلاً، بعد شهر على ما عُرف بالانقلاب للاستيلاء الكامل على السلطة التشيكوسلوفاكيّة، رُمي وزير الخارجيّة جان ماساريك من نافذة الوزارة وقيل أنّه انتحر. فالتخلّص من ماساريك، السياسيّ الشعبيّ وغير الشيوعيّ الذي قاوم الاحتلال النازيّ، والذي هو أيضاً نجل توماس ماساريك، مؤسّس دولة تشيكوسلوفاكيا وأوّل رؤسائها، كان شرطاً لاستقرار حكم الحزب الواحد ولشرعيّته لكنّه، للأسباب ذاتها، كان يتطلّب الكتمان والتنصّل.

وسبق لتشيكوسلوفاكيا نفسها أن شكّلت مسرحاً لمَثَلٍ أفدح وأشدّ مأسويّة. حصل ذلك حين قرّر النازيّون غزوها متذرّعين باضطهاد تتعرّض له الأقلّيّة الألمانيّة في السودِتنلاند الحدوديّة. وهم ذهبوا بعيداً جدّاً، فاختاروا بعض مساجين المعسكرات وألبسوهم بزّات الجيش الألمانيّ ثمّ صفّوهم على الحدود، متّهمين التشيكوسلوفاكيّين "الطامعين بألمانيا" بقتل جنود ألمان.

أمّا تلامذة هذا النهج عندنا فأكاذيبهم سريعاً ما تُفتضح تبعاً لتلميذيّتهم الكسولة. هكذا مثلاً، وهو المَثَل الذي صار كليشيهاً عن حرب 67، كانت القاهرة الناصريّة تعلن إسقاط الطائرات الإسرائيليّة بالعشرات في اللحظة التي تُدمّر فيها الطائرات المصريّة على أرض مطاراتها وتُحتَلّ الأراضي السوريّة والفلسطينيّة، فضلاً عن المصريّة.

وما من شكّ في أنّ الأنظمة والتنظيمات الديمقراطيّة تكذب هي الأخرى، غير أنّها ليست مؤسّسة بنيويّاً على الكذب كما حال الأنظمة والتنظيمات غير الديمقراطيّة. يعود هذا إلى أنّ ما تفعله الأخيرة يفتقر، بادىء بدء، إلى الشرعيّة التي تفتقر هي نفسها إليها. فالأنظمة لم تصل إلى السلطة بالانتخاب، والتنظيمات غالباً ما تدعو إلى التغيير بالعنف، من غير أن تتقيّد بالديمقراطيّة في حياتها الداخليّة. وإلى هذا، فإنّها تتوسّل الحالة الشعبيّة في لحظات الأزمة العامّة وتتذرّع بها، فإذا استحوذت على السلطة وأسّست نفسها في أنظمة، أنهت السياسة وأنهت معها كلّ عمل شعبيّ، منظَّماً كان أم غير منظّم. وفي هذه الغضون فإنّها، أنظمةً وتنظيمات، تسبغ على نفسها شرعيّة أخرى تستمدّ منها مهمّاتها المفترضة (إنشاء وحدة عربيّة أو إسلاميّة، تحرير فلسطين، إقامة الجنّة الاشتراكيّة على الأرض)، إلاّ أنّ استحالة تحقيق تلك المهمّات، وهي تعرف أنّها مستحيلة، ومعها الخوف من مصارحة الشعوب بذلك يجعلان الكذب استراتيجيّة لا مهرب منها.

فوق هذا، تفتقر الأنظمة والتنظيمات المذكورة إلى سائر أنواع القيم، القديم منها والجديد. فالنوع الأوّل خادم لمصالح تناوىء الشعب وهو رجعيّ سليل زمن بائد أو جاهليّةٍ ما، والنوع الثاني هو ممّا صنعه الغرب الإمبرياليّ والمستكبِر أو الاستشراق أو باقي شياطين الحداثة. بيد أنّ افتقارها إلى القيم لا يعني استعدادها للدخول في مواجهة رأسيّة وصريحة مع تلك القيم. فهي، في مكان عميق من نفسها، تدرك أنّها أوهن من أن تخوض مواجهة كهذه، تماماً كما تدرك أنّ قيمها الحزبيّة والسلكيّة لن تصير قيم المجتمع أو تيّاره العريض، وهذا سبب وجيه لشعور صاحبه بالوضاعة. فالمواطن يعرف، بالتجربة الحيّة وبذكاء حدسيّ، أنّ ما يُبشَّر به مصطنع وكاذب، فضلاً عن قيامه على حساب حياته أو حرّيّاته. أمّا اضطراره للتواطوء أو للتظاهر بالعكس، لأسباب يتصدّرها الخوف، فلا يعني تصديقه لها وإقراره بها، على ما يشي بذلك، وهذا مَثَل من أمثلة كثيرة، انهيار القيم الشيوعيّة بعد سقوط بلدان الكتلة الشرقيّة.

هكذا نجد تلك الأنظمة والتنظيمات تقدّم، في المنعطفات الكبرى، تنازلات للقيم التي يُفترض أنّها ثارت عليها، بالقديم منها والجديد، مستفيدةً من خبرة تواريخها الحزبيّة التي درّجت "مراعاة الجماهير" والظهور بمظهر يُرضيها. فمن غزَل ميشيل عفلق بـ"الرسول العربيّ"، إلى مواظبة عبد الخالق محجوب على صلاة الجمعة، إلى مطالبة "المناضل" بأن يلبس ويتحدّث على نحو يشبه لبس "الجماهير" ويقلّد نطقها، تشكّلَ تراكم أوّليّ مُعتبر من الكذب الذي يفيد أصحابه حين يستولون على السلطة.

والحال أنّ الأوضاع الحربيّة والتعبويّة مواسم يتضاعف فيها الكذب حتّى في البلدان الديمقراطيّة، فكيف في أنظمة وتنظيمات مؤسّسة أصلاً على الكذب، ومنشدّة إلى إرساء السياسة والاجتماع على تخوم الحرب والتعبئة. ولسوف يكون مفتوحاً على مصراعيه دائماً طريق الهبوط من ذروة الملحميّة اللفظيّة إلى أشكال كيتشيّة أو رثّة. فمن النِكات السوداء الكثيرة للحرب الأهليّة في لبنان أنّ قائد إحدى الميليشيات تمكّن من إقناع مموِّلِه معمّر القذّافي بأنّه يقاتل في "بلاد السوديكو" لتحريرها. هكذا نسج "المناضل" اللبنانيّ تعبيره على منوال "بلاد الزولو"، التي تقارب مساحتها الـ15 ألف كيلومتر مربّع، كي يصف قطعة من بيروت تقلّ مساحتها عن كيلومتر مربّع واحد.

وفي اجتماع هذه العناصر وسط العجز عن تناولها النقديّ في الفضاء العامّ، وخصوصاً في ظلّ انشطار "المجتمع المدنيّ" و"الرأي العامّ" المفترضين "مجتمعاتٍ مدنيّةً" و"آراءً عامّةً" عددها يكاد يناهز عدد الطوائف والمذاهب والجماعات، يغدو القتل "عاديّاً"، بحسب التعبير الذي استخدمه وضّاح شرارة. هكذا لا يفقد الاغتيال استثنائيّتَه فحسب، بل تُخمَد كلّ رغبة في وقفه وكلّ عزم على منعه. وفي نهاية المطاف تنجح ديانة الكذب والتجهيل في إنفاذ عقيدتها وجعلها "طريقة حياة" تزوّر العالم أو تعيد خلقه مُزوّراً، فتحجز لنفسها، بفعلها هذا، موقعاً في النجاح والتوطّد سبق أن أحرزته ديانات كثيرة. وقد يكفي القول إنّ أربابها قادرون على القتل ساعة يشاؤون، وقادرون على النفي كلّما قتلوا.

ولأنّ ما أنجزه الشرّ على هذه الدرجة من الضخامة والرسوخ والتأصّل، فضلاً عن الاطمئنان إلى نجاحه، يلوح مبدأ التصدّي لـ"الإفلات من العقاب"، والذي ترفعه في بلداننا جماعات أخلاقيّة وحقوقيّة محترمة وحسنة النوايا، أقرب إلى جهد تقنيّ لا تمنحه تقنيّتُه البريئة أيّة حصانة حيال مسلسلات اليأس والإحباط المتواليين. فإعمال القتل، لا بأفراد فحسب بل بشعوب أيضاً، لم يعد "أحداثاً"، بل صار أشبه بطبيعة ثانية ترزح على صدر الطبيعيّ أو ما يُفترض أنّه كذلك.

وهذا إنّما يُعدم كلّ مشترك بين الطرفين ويُعدم كلّ وهم حول جدوى "الحوار". فإذا اختلف مساجلان عقلانيّان تبقى هناك اتّفاقات كثيرة مقيمة في خلافهما: لنتخيّل مثلاً أنّ (أ) أراد وضع فنجان القهوة على الجهة اليمنى من الطاولة فيما أراد (ب) وضعه على الجهة اليسرى، ففي خلاف كهذا تتأكّد اتّفاقات أربعة على الأقلّ: أنّ الفنجان فنجان، وأنّ الطاولة طاولة، وأنّ الفنجان يوضع على الطاولة، وأنّ البشر (ممثَّلين هنا بـ أ وب) هم الذين يضعونه على الطاولة. لكنْ إذا اعتبر أحد هذين الشخصين أنّ الفنجان دجاجة أو كيس، فعندها تنتفي كلّيّاً إمكانيّة الحوار، بل إمكانيّة التواصل بالكلام.  

واليوم، لا نبالغ إذا وصفنا الفوارق بين السكّان المقيمين على ضفّتي طريقة الحياة المذكورة بالفوارق الأنطولوجيّة، إذ هي، وقد كرّستها عقود متطاولة، لم تعد تقلّ عن الفوارق التي تفصل بين الكائنات في تعدّد أنواعها وأجناسها. ذاك أنّنا، في المشرق العربيّ، بِتنا قاتلين ومقتولين، ومهجِّرين ومهجَّرين، ومجهولين ومعلومين، وسارقين ومسروقين، ومكذوب عليهم وكاذبين. وفي أحسن أحوالنا نتبدّى مثل مخطوفي الحروب الأهليّة أو سجناء الزنازين الذين لا يعيدهم خاطفوهم وسجّانوهم لكنّهم يبقون، في الوثائق الرسميّة، مواطنين كاملي الحقوق المواطنيّة.

أمّا بالعودة إلى كاتم الصوت الذي أودى بلقمان سليم، يبقى أنّ الذين يكتمون أسماءهم، بعد تنفيذهم أعمالاً "مجيدة"، يموتون مجرّدين من الاسم ومن الصوت ومن الوجه ممّا يحظى به لقمان.

 

إيران تقود معركة وحدة الساحات… أي ثمن يدفعه اللبنانيون؟

خلدون الشريف/نداء الوطن/19 نيسان/2023

وكأنّ التاريخ يعيد نفسه، هذا الانطباع الذي تكوّنه متابعة التطوّرات في لبنان والمنطقة اليوم. فبعد اغتيال الرئيس المصري أنور السادات في العام 1981، في أعقاب توقيع اتفاقية كامب ديفيد 1979، تلقّف الرئيس السوري حافظ الأسد العمل الأميركي الحثيث على عقد مؤتمر للسلام، فأراد أن يُمسك بالساحتيْن الفلسطينية واللبنانية في مشروع «وحدة المسار والمصير». وفي العام 1982 حاول الإسرائيليون التخلص من المقاومة الفلسطينية عبر اجتياح لبنان وصولاً إلى عاصمته بيروت في عملية كلّفت لبنان ويلات وحروباً لم تنتهِ بعد. ويأتي اليوم مشروع فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني للمنطقة ليطرح توحيد الجبهات من فلسطين إلى لبنان فسوريا مروراً بالعراق، في خطوة تمهّد إلى تطوّرات قد لا تحمد عقباها.

لبنان ووحدة المسار والمصير

بعد اجتياح الصهاينة لبنان ازدادت هواجس الأسد الذي واكب خروج «منظمة التحرير» وقائدها من بيروت إلى تونس معتقداً أنّ الساحتين اللبنانية والفلسطينية قد آلتا إلى قيادته. إلاّ أنّ أبا عمّار كان أقرب إلى الرئيس العراقي صدام حسين منه إلى الأسد فعاد من بوابة الشمال طرابلس لإعادة تشكيل مقاومة فلسطينية. لم يرق الأمر للسوريين، فاندفعوا إلى شق الحركة الأم «فتح» في العام 1983 عبر تأسيس «فتح الانتفاضة» في خرق مهّد لمعارك في البقاع وأخرى في طرابلس التي خرجت مصفاتها، أهم منشأة لاقتصاد المدينة، عن الخدمة، كما وتعرّض مرفأها لقصف دمّر منشآت أساسية فيها إلى سفن عديدة كانت راسية فيه. وهكذا، أخرج أبو عمار من طرابلس برفقة 4500 مقاتل بمواكبة فرنسية، اندلعت بعدها «حرب المخيمات»، بين العاميْن 1985 و1988، بين فتح الانتفاضة، و»الجبهة الشعبية – القيادة العامة» و»حركة أمل» الموالية جميعها لسوريا وحركة فتح الموالية لعرفات. بالعودة إلى العام 1982، دخلت إيران على الخط من خلال تشكيل تنظيميْن مقاوميْن، الأول شيعي أصبح «حزب الله»، أمّا الثاني فسنيّ في طرابلس وقد سُمّي بـ»حركة التوحيد الإسلامي». الاختراق الإيراني للساحة الطرابلسية استفز السوريين الذين أرادوا إنهاء الحالة الإيرانية السنيّة الشماليّة المتقاطعة مع أبي عمار. وهذا ما حدث في أيلول العام 1985، فاشتعلت حرب ثانية في طرابلس دمرت مناطق سكنية واسعة وأدت إلى عودة الجيش السوري إلى المدينة بكاملها وإحكام الأمن السوري سيطرته على مفاصلها.

سوريا تعزز وجودها في لبنان

بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد في العام 1979 وسقوط الاتحاد السوفياتي، واحتلال العراق للكويت، وحصول انقسامات عربية كبرى، ووقوف منظمة التحرير إلى جانب الرئيس العراقي، فُرِضَ حصار مالي وسياسي محكم على المنظّمة التي فقدت الكثير من التضامن العربي الرسمي وخاصة الخليجي. في المقابل، عززت سوريا موقعها العربي عبر مشاركتها في التحالف الواسع لتحرير الكويت الذي رسخ حضور الأسد العربي وأفضى إلى تنفيذ اتفاق الطائف لصالح تمكين النفوذ السوري في لبنان. في خضم هذه التطورات، التقطت الولايات المتحدة الفرصة لعقد مؤتمر دولي للسلام في مدريد 1991 ما مهّد وسهل توقيع اتفاق أوسلو في 13 أيلول من العام 1993. وليس هذا الاتفاق إلاّ ثمرة التراكمات السابقة، وها نحن اليوم نعيش مرحلة مشابهة وسط تغيّر للاعبين.

الهلال الشيعي وتوحيد الجبهات

في العام 2004 حذّر العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني من نشوء هلال شيعي. وبعد أحد عشر عاماً، تُرجم تحذيره عملياً، إذ قال وزير استخبارات إيراني سابق في حكومة الرئيس محمود أحمدي نجاد، حيدر مصلحي، عام 2015 إنّ إيران تسيطر على أربع عواصم عربية، وعنى وقتها صنعاء وبغداد ودمشق وبيروت. واليوم، أصبح الهلال الشيعي أمراً واقعاً، ففي خطابه في يوم القدس العالمي في العام 2021، أعطى المرشد الإيراني السيد علي خامنئي إشارة انطلاق مشروع وحدة الساحات الفلسطينية قائلاً: «الفلسطينيون، سواء في غزة أم في القدس أم في الضفة الغربية وسواء كانوا في أراضي 1984 أو في المخيّمات، يشكّلون بأجمعهم جسداً واحداً، وينبغي أن يتّجهوا إلى استراتيجية التلاحم». وبالفعل، بعد ثلاثة أيام، ونتيجة اعتداء اسرائيلي على منطقة الشيخ جراح، وإصدار المحكمة العليا قراراً بإخلائها من الفلسطينيين، ونتيجة الاعتداء على الأقصى والمصلين، أعطى محمد الضيف، القائد العسكري لـ»حماس» مهلة لم يلتزم بها الإسرائيليون، فانطلقت معركة «سيف القدس» التي دامت أحد عشر يوماً. وفي شهر آب من العام 2022، خاضت حركة «الجهاد الإسلامي» معركة أسمتها «وحدة الساحات» رداً على اغتيال قائد المنطقة الشمالية في «سرايا القدس» تيسير الجعبري. وفي أواخر آذار الفائت، حصلت عملية «مجيدو» التي ما زالت تثير الحيرة حتى اليوم. وبحسب الرواية الإسرائيلية، تسلل مقاوم أو أكثر من لبنان إلى الأراضي المحتلة، بعد ظهور واسع لـ»حزب الله» في منطقة القرار 1701 ونشاط مكثّف لجمعية «أخضر بلا حدود».

رسالة إسرائيلية إلى دمشق

لم يكد حبر اتفاق بكين بين السعودية وإيران يجف حتى انطلقت حملات منسقة من فلسطين وسوريا ولبنان لمواجهة الغطرسة الاسرائيلية في الأقصى، والاعتداء على المصلين ومحاولة تدنيس أولى القبلتيْن وثالث الحرميْن. وترافقت الحملات الإسرائيلية مع إطلاق صواريخ من لبنان أولاً ومن سوريا ثانياً باتجاه الأراضي المحتلة تبعها الترويج لفيلم دعائي قصير بعنوان «وعد الآخرة» يظهر غرفة عمليات مشتركة تضم قوى محور المقاومة. ومن المؤكد أنّ صنعاء تأخذ مسارها للخروج من محور إيران إلى الوسط، ولعل هذا الخروج هو ما دفع مكوّنات المحور الأخرى لإظهار تكاملها ووحدتها في مواجهة إسرائيل.

اختارت إسرائيل أن ترد على إطلاق 34 صاروخاً من لبنان عبر ضرب أهداف هلامية، غير أنّ ردّها في سوريا جاء مختلفاً. فبحسب تقرير نشره موقع «يديعوت أحرونوت»، أُرسلت طائرات مقاتلة لضرب محطة رادار تقع شمال دمشق وقاعدة رئيسية للفرقة العسكرية السورية الرابعة، بعيداً عن مكان إطلاق الصواريخ. وجاء في التقرير: «قصف مركز للفرقة الرابعة جاء كرسالة إلى الحكومة السورية مفادها أن السماح للمجموعات المدعومة من إيران بحرية الحركة على طول الحدود، سيكون مكلفاً».

معارك بين الحروب يقابلها توحيد الجبهات

عملت اسرائيل منذ فترة ليست بقصيرة على الفصل بين المعارك، فإذا أرادت مواجهة «الجهاد» طمأنت «حماس» و»حزب الله»، وإذا ضربت في سوريا حيّدت «الحزب». واليوم، يبدو أنّ القرار اتُخذ لرسم قواعد اشتباك جديدة وبدا ذلك واضحاً في قول السيد حسن نصرالله لمناسبة يوم القدس العالمي إنّ «العدو يقسّم الساحات ويستفرد بالقطاع ويستفرد بالضفة ويقول إن هناك قواعد اشتباك وأقول للعدو هذه اللعبة خطرة لا في المسجد الأقصى ولا في كنيسة القيامة ولا في غزة ولا في سوريا ولا في لبنان وهو أجبن من الاعتداء على إيران، يجب أن نوجه تحذيراً واضحاً للعدو الإسرائيلي أن بعض انفعالاتك أو أعمالك الحمقاء في القدس أو الضفة أو غزة أو لبنان أو سوريا قد تجر المنطقة إلى حرب كبرى».

أي ثمن يدفعه لبنان؟

في سياق وحدة الساحات والجبهات وصمود ومقاومة الفلسطينيين، من المؤكد أنّ موازين القوى لم تعد لصالح إسرائيل لأسباب شتى منها الداخلي ومنها الخارجي. وبعد خطاب السيد حسن نصرالله الأخير والتحذير من حرب كبرى، يتساءل اللبنانيون الذين كوتهم تجارب العقود الماضية عن الثمن الواجب دفعه في ظل أسوأ ازمة مالية واقتصادية ووسط تخلي الاشقاء والحلفاء والأصدقاء عن بلدهم، وإعادة تشكّل مقاومة فلسطينية جديدة للانطلاق من الأراضي اللبنانية قوامها «حماس» و»الجهاد الإسلامي» المدعوميْن من «حزب الله» وإيران. يوماً بعد يوماً، يفقد اللبنانيون قدرتهم على الصمود والتعلق بالحياة وسط عدم اكتراث القوى المحلية بمصالحهم وأرزاقهم وودائعهم وصحتهم ومستقبل أولادهم. أمّا الحزب الأقوى، فيركّز على تشكيل الجبهات وتعزيز القدرات العسكرية بعيداً عن الانخراط في تلمّس حلول للأزمات الداخلية المتناسلة، ولو أنّ كلاماً جديّاً يتردّد عن فتح قناة حوار سعودية مع «الحزب» استكمالاً لما جرى مع الحوثيين والعراقيين والسوريين بناء على نصيحة إيرانية تقضي بفتح قنوات لحلفاء إيران في المنطقة لاستكمال مسار المصالحة السعودية- الإيرانية. فوّت المسؤولون اللبنانيون فرصة تلو الأخرى، فضعفت آمال اللبنانيين بالتوصل إلى حلول تنقذهم من أدران الانهيار والتقهقر، خصوصاً وأنّ المدخل الأساسي هو محاربة الفساد والتزام مشروع إنقاذ صندوق النقد وتفعيل القضاء وهيكلة المصارف وتحديد وظيفة لبنان المقبلة الاقتصادية والسياسية بشكل مختلف عما كانت عليه في العقود المقبلة. لنصبر ونرَ. إنّ غداً لناظره قريب.

 

ثلاثية باريس وطهران… و”الحزب”

سناء الجاك/نداء الوطن/19 نيسان/2023

قبل شهر ونيف، اتهمت فرنسا إيران بخرق معاهدة دولية تحدد العلاقات القنصلية بين الدول، وباحتجاز رعايا أجانب بشكل تعسفي. وقبل ذلك كانت قد وصفتها بأنها تتصرف على شاكلة «أسوأ الأنظمة الديكتاتورية». من جهتها، كانت طهران، وقبل ثلاثة أسابيع، قد قالت إنّها «تدين بشدّة قمع» المتظاهرين في فرنسا، مناشدة باريس تجنّب العنف و»الإصغاء» إلى المتظاهرين المحتجين على إصلاح نظام التقاعد، تخلّلته أعمال عنف أوقف خلالها المئات.

ولكن تسجيل النقاط بين الدولتين لم يفسد للود قضية. فقد اتفق الرئيسان الإيراني إبراهيم رئيسي والفرنسي إيمانويل ماكرون، قبل يومين، على فتح صفحة جديدة للتعاون الثنائي والإقليمي بين البلدين، وذلك في ثاني اتصال هاتفي لافت بينهما خلال أقل من شهر.

ما يعني أنّ ماكرون قرر أن يطوي صفحة الانتقادات المتبادلة، ويجدد علاقاته مع طهران، ويوطدها، لتكون فرنسا ضلعاً في ثلاثية جديدة مع إيران و»حزب الله»، تحل محل ثلاثية «جيش وشعب ومقاومة». وكله آذان صاغية لإشارة رئيسي إلى أنّ «تشكيل حكومة قوية في لبنان ممكن عبر دعم إيراني وفرنسي ودعم «حزب الله». وأكثر من ذلك، قد يستفيد من نصائح نظيره عن أنّ «الاستقلال السياسي لإيران وفرنسا يشكل حتماً رصيداً قيماً لإقامة علاقات متوازنة وقوية ومستدامة بين البلدين، ومصالحنا المشتركة تستدعي منع تدخل العوامل الخارجية في هذه العلاقات».

والاستقلال السياسي الذي يدعو رئيسي ماكرون إليه، هو استقلال عن الولايات المتحدة الأميركية تحديداً. فهي دون سواها مصدر العوامل الخارجية. ولعل صدى هذا الطرح سيصل إلى قمة برج إيفل ويلقى القبول المطلوب، أو لعل ماكرون مقتنع تماماً بنظرية الأمين العام لـ»حزب الله» حسن نصر الله. لذا كثف توجهه شرقاً. ولمَ لا، فالرئيس الفرنسي حاضر دائما لمسايرة التطورات، لا سيما تلك التي تعود على الشركات الفرنسية بفوائد دسمة. لذا كانت الصين قبلته، قبل فترة وجيزة، في محاولة لتدارك تأخر بلاده في دخول سوق استهلاكها الضخم، ورافقه إلى بكين نحو 54 رئيس شركة فرنسية لها ثقلها الاقتصادي.

والأمر بديهي لأنّ الاقتصاد أولوية لا نزاع حولها في برنامج الرئيس الفرنسي، وهو حاضر ليطوِّع مواقفه السياسية وفق متطلبات هذه الأولوية، لذا لا بأس إن تابع مع رئيسي الفوائد الدسمة، ولا غضاضة إن هو بحث عن الدسم في استثمارات قد يمده بها السوق اللبناني.

وكله بيع وشراء. لذا لن تنكفئ فرنسا عن تسهيل وصول مرشح «حزب الله» المسيطر على لبنان. أمّا الحكومة القوية، فهي بدورها تتعلق بالرصيد، أكثر من ذلك، يبدو أنّها من مؤيدي الإبقاء على الرئيس نجيب ميقاتي، كما أشارت بعض المصادر، على رأس الحكومة، بعد انتخاب الرئيس العتيد، لأن الاستثمارات مضمونة مع ميقاتي. وعلى الرغم من رفض السعودية العروض المتواصلة لماكرون وفريق عمله لترويج مرشح «حزب الله» الحالي سليمان فرنجية، وإصرارها على المواصفات التي تخدم لبنان قبل أي أمر آخر، إلا أنّ المسعى الفرنسي لا يزال يتحايل للالتفاف على الرفض، ويحاول إسقاط المواصفات المطلوبة على من يريده «الحزب»، دون سواه، ويعمل ما يلزم لإقناع السعودية به. اليوم سليمان فرنجية هو المنشود. وإذا غيّر «الحزب» قراره، يلتزم المسعى الفرنسي. وتتم قولبة المواصفات لتنطبق على من رست عليه المناقصات الإقليمية والدولية بهمة فرنسية. المهم أن يبقى الاستقلال السياسي بين باريس وطهران لتستمر المقايضة بلبنان عبر هذه الثلاثية المستحدثة… وإلا كيف يُفهم كلام الرئيس الإيراني عن تشكيل حكومة قوية في لبنان ممكن عبر دعم إيراني وفرنسي… ودعم «حزب الله»؟

 

مَن المستفيد الأول من جريمة التوتر جنوباً؟

فؤاد زمكحل/الجمهورية/19 نيسان/2023

فوجئنا بهجوم غير متوقع وتوتر مخيف على حدودنا الجنوبية. فهل سيدفع لبنان مرة أخرى ثمن التوترات والصراعات الداخلية والإقليمية والدولية على أرضه؟ ومن المستفيد الأول من جريمة هذا الهجوم الممنهج والمبرمج؟

كنا ننتظر ونتوقع فصل أعياد مزدهراً، حيث تزامنت أعياد الفصح المجيد والفطر المبارك في آن واحد، وسمعنا عن حجوزات تفوق الـ 80% في الفنادق والمطاعم، وعدد الطائرات الآتية إلى لبنان، التي تحمل عدداً كبيراً من المغتربين، الذين سيضخّون بعض العملات والسيولة في السوق المحلية. فلا شك في أنّ التوتر في جنوب لبنان، قد يخيف بعض القادمين، ويضرب مرة أخرى أي فرصة لإعادة النهوض. وبالتأكيد، فأنّ المستفيد الأول هنا هو مَن يضرب لبنان وبنيته التحتية واقتصاده منذ عقود.

من جهة أخرى، إنّ التوتر والانقسام السياسي في بلد مجاور لحدودنا الجنوبية، يتزايد يوماً بعد يوم. فالتوتر على الحدود يُمكن أن يُبعد الأنظار عن الانقسام والخلاف السياسي، ويرصّ الصفوف حيال المخاطر الأمنية، ويُبعد الأنظار عن الخلافات والتجاذبات السياسية الراهنة.

فالمستفيد الأول هنا بوضوح، مَن كان يواجه مخاطر سياسية، وكان مهدّداً بالإنقلاب الداخلي، والنقمة الاجتماعية. فالتوتر الأمني يُحصّن موقعه ويُبعد الأنظار والأضواء عن الانقسامات السياسية.

من جهة أخرى، إنّ التفاهم والاتفاق على الحدود البحرية وبدء التنقيب في أواخر العام 2023 لا يُرضي الكثيرين، فلا شك في أنّ هناك مصلحة لخلق توتر جديد على حدودنا لاستبعاد موعد بدء التنقيب، في حين أنّ البعض الآخر متقدّم جداً في العمليات التجارية النفطية والغازية.

كذلك، إنّ التحالف والاتفاق الأخير الدولي برعاية الصين بين المملكة العربية السعودية وإيران، ليس مرحّباً به من الجميع. فهناك بعض المصالح لخلق توتر جديد لإعادة خلط الأوراق ومنع أي تداعيات إيجابية من هذا التفاهم الراهن. إضافة إلى ذلك، ليس سراً على أحد أنّ بعض المجموعات لا تستطيع أن تعيش وتتعايش، وأن تنمو وتموّل إلّا في الحالات الإضطرابية، في ظلّ التوترات وحتى الحروب. فلا شك في أنّ هناك مصالح مشتركة في هذه التوترات لإثارة اقتصاد الحرب، وحتى تمويله.

في المحصّلة، لا شك في أنّ هناك مصالح مختلفة على بعض الأصعدة الداخلية والإقليمية والدولية، لكن الأكيد أنّ الذي يدفع الثمن المباشر وغير المباشر هو الشعب اللبناني المنهار واقتصاده المهترئ وشركاته المتزعزعة. لذا، لا شك في أنّ الهجوم الأخير من الأراضي الجنوبية هو مبرمج وممنهج بالأيادي السود عينها التي تريد تدمير لبنان. وهذه الصواريخ تحمل رسائل عدة مباشرة وغير مباشرة، ويمكن أن تُشعل الفتيل في أي لحظة ممكنة، لمصالح عدة. فلمعرفة المستفيدين الأوائل من جريمة هذا الهجوم والتوتر الجديد على حدودنا الجنوبية، علينا بسهولة أن نقرأ بين الأسطر.

 

الإنتخابات النقابية تُعيد “التيار” إلى حضن “الثنائي”!

طوني كرم/نداء الوطن/19 نيسان/2023

أعادت الإستحقاقات السياسيّة والنقابيّة إستنهاض تحالف قوى الثامن من آذار، واستطراداً تحقيق هدفين في مرمى قوى المعارضة الغارقة في نبش سرديات الماضي التي تحول دون انتقالها مجتمعةً إلى طرح مشروعٍ متكاملٍ لإنقاذ لبنان.

العناوين الهامشيّة الخلافيّة أو الإلغائيّة التي ترفعها قوى «17 تشرين» لمقارعة «أحزاب المعارضة»، مكّنت ثنائي «حزب الله» – حركة «أمل»، من احتواء اعتراض «التيار الوطني الحرّ» وضمّ فريق تيار «المستقبل» إلى أجندته السياسيّة؛ ما مكّن هذا الفريق (8 آذار) من تحقيق الفوز في الإنتخابات التي شهدتها نقابة المهندسين يوم السبت الفائت، وتأمين الغطاء السياسي والطائفي لتأجيل الإنتخابات البلدية والإختياريّة، والذي يعدّ تمهيداً لقدرة قوى 8 آذار على إيصال مرشّحها إلى سدّة الرئاسة الأولى.

ومع نجاح رئيس مجلس النواب نبيه بري في كسر «الحصار التشريعي» المفروض على المجلس إلى حين انتخاب رئيس الجمهورية، نجح «التيار الوطني الحرّ» في العودة إلى خارطة الإستحقاقات النقابيّة عبر لوائح «الثنائي الشيعي»، كما فعل تيار «المستقبل»، وذلك بعدما دفعتهم التحركات الشعبيّة الرافضة أحزاب السلطة، إلى تعليق مشاركتهم في تلك الإستحقاقات، وهذا ما مكّن «النقابة تنتفض» من اكتساح غالبيّة المجالس النقابيّة في العام 2021، ومنها نقابة المهندسين مع إيصال النقيب عارف ياسين و9 أعضاء آخرين، واقتصار حصّة قوى 8 آذار على مقعدٍ يتيم لا أكثر.

وما بين 2021 و2023، عامان كانا كفيلين بتبديد نتائج فورة 17 تشرين. تلاشى عقد «النقابة تنتفض»، ليقتصر على مجموعة «مصمّمون» التي تضمّ بشكلٍ أساسي الحزب الشيوعي اللبناني، ومجموعتي «لحقي»، و»مدينتي»، وبعض المجموعات الأخرى. واستطاع «حزب الله» أن يضمّ إلى تحالفه مع حركة «أمل»، «التيار الوطني الحرّ» وتيار «المستقبل» قبل أن يشكّل المفارقة الأساسيّة دعمه مرشح «مصمّمون» على الهيئة العامة، روي داغر. وحظيت في المقابل مرشحة «مصمّمون» على رئاسة الفرع الثاني هاله يونس بدعم تحالف أحزاب المعارضة («القوات اللبنانية»- «الكتائب»- «التقدمي الإشتراكي»).

وفي قراءة لنتائج الإنتخابات التي شهدتها نقابة المهندسين، توقّف المتابعون عند النقاط التالية:

1 – قدرة الثنائي «حزب الله» – «أمل« على استعادة التحالف مع «التيار الوطني الحرّ» وضمّ تيار «المستقبل» إلى تحالفه الإنتخابي، كما دعم مرشح «مصمّمون» بهدف قطع الطريق على مرشح «القوات اللبنانية» إلى عضوية الهيئة العامة.

2 – إندثار تأثير قوى «17 تشرين» كوحدات متحالفة، وتبادل الأصوات بين «مصمّمون» وقوى 8 آذار.

3 – خوض «الحزب التقدمي الإشتراكي» الإنتخابات عبر مرشحه يوسف عبيد بوجه تحالف أحزاب السلطة، وتحديداً حركة «أمل» وتيار «المستقبل».

4 – تحالف بين «التيار الوطني الحرّ» وحركة «أمل» وتبادل للأصوات بينهما، وهذا ما مكّن مرشح «أمل» على الفرع السادس سلمان صبح من الفوز، بالتوازي مع فوز مرشح «التيار الوطني» لعضوية الهيئة العامة جهاد شاهين.

5 – دعم تحالف قوى المعارضة («القوات»- «الكتائب»- «الإشتراكي») وآخرين مرشحة «مصمّمون» على رئاسة الفرع الثاني هاله يونس، وحجب هذا الفريق أصواته عن مرشح المعارضة لرئاسة الفرع السادس يوسف عبيد كما عن مرشحيها لعضوية الهيئة العامة.

وفي لغة الأرقام، من أصل 4997 مهندساً شاركوا في الإنتخابات، نال مرشح قوى 8 آذار على رئاسة الفرع الثاني بسام علي حسن 2134 صوتاً مقابل 2081 صوتاً للمرشحة هاله يونس بعدما حظيت بتصويت المعارضة لها، رغم إمتناع المرشح إيلي حاوي (نال دعم المعارضة في الدورة الأولى) عن الإنسحاب ونيله 183 صوتاً، واقتصر الفرق بين يونس وعلي حسن على 53 صوتاً.

وفي الفرع السادس، لم يفاجئ فوز مرشح 8 آذار سلمان صبح (حركة «أمل») ونيله 1932 صوتاً المتابعين الذين توقّفوا بدورهم عند النتائج التي نالها أول الخاسرين، أي مرشح الإشتراكي يوسف عبيد (1586 صوتاً)، وتحديداً بعد خوضه الإنتخابات في وجه مرشح «أمل»، واقتصر الفارق على 346 صوتاً.

أما الهيئة العامة، فقد جسّدت التنافس الحاد بين تكتل أحزاب المعارضة وقوى 8 آذار التي عمدت عبر «حزب الله» إلى التوافق مع مرشح «مصمّمون» والتصويت له، في خطوة مدروسة لقطع الطريق على مرشحي المعارضة والقوات تحديداً.

وحلّ مرشح تيار «المستقبل» أولاً بنيله 2505 أصوات، ومرشح «التيار الوطني» جهاد شاهين ثانياً بنيله 1994 صوتاً، فيما كان المقعد الثالث من نصيب «مصمّمون» عبر نيل روي داغر 1724 صوتاً. ومع نيل مرشح «القوات» سامر واكيم 1614 صوتاً يكون أول الخاسرين بفارق لا يتعدى 110 أصوات. ونال مرشح الإشتراكي محمد السيّد 1278 صوتاً، والكتائب وليد حداد 1115 صوتاً. فيما بدت لافتة النتائج التي حقّقها المستقلّون ومن بينهم مرشح «لبنان عن جديد» شارل فاخوري ونيله 533 صوتاً. ووسط إجماع المهندسين على وجوب إنقاذ النقابة بعد الإنتهاء من الحملات الإنتخابية، ودعوتهم إلى التكاتف والتعاون معاً، فإن هذه المهمة ستكون على عاتق مجلسٍ يضمّ:

النقيب عارف ياسين الذي وصل عبر «النقابة تنتفض» والمقرّب من الحزب الشيوعي، والأعضاء: جوزيف مشيلح، يوسف بو كرم، ربيع حسن الزين، كميل هاشم وعلي درويش ويحظون بدعم «النقابة تنتفض»، مع تسجيل تناغم بين هاشم و»الكتائب» كما بين درويش و»مواطنون ومواطنات في دولة». أما حصة «الثنائي الشيعي»، فقد توزّعت على الشكل الآتي: لـ»حزب الله» التمثيل الأكبر عبر الأعضاء وليد جباوي، توفيق سنان، بسام علي حسن، كما روي داغر الذي ساهم في إيصاله. وتتمثل «حركة «أمل» عبر سلمان صبح، و»التيار الوطني الحرّ» عبر جهاد شاهين، وتيار «المستقبل» عبر حسن دمج. أما المستقلون فيتمثلون عبر نزيه هلال، شارل الحج ويوسف غنطوس.

 

هل تنهي تفاهمات المنطقة حصرية “الحزب” للقرار في لبنان؟

غادة حلاوي/نداء الوطن/19 نيسان/2023

في معرض تعليقه على التطورات المتسارعة لعودة العلاقات العربية والخليجية مع سوريا، يقول مصدر ديبلوماسي إن بلاده لم تعد تستوعب الخطوات المتسارعة للإنفتاح على سوريا وبشكل يصعب رصده بسهولة. ويضيف إنّ تزاحم الدول العربية على إعادة الوصل مع سوريا ليس سهلاً فهم أسبابه وأبعاده لكنه يشكل تحولاً في المنطقة العربية وفي العلاقات الخليجية، يبنى عليه. ليس تطوراً عابراً أن تضيء دولة الإمارات العربية المتحدة برج خليفة في دبي بألوان العلم السوري احتفالاً بعيد الجلاء الـ77 للجمهورية العربية السورية، وأن تضيء سلطات الأردن جسر عبدون في العاصمة عمان للمناسبة ذاتها، وأن تكثف السعودية رحلات الطائرات المحملة بالمساعدات باتجاه العاصمة السورية. مستبقة موعد إنعقاد القمة العربية على أراضيها في شهر أيار المقبل، تضاعف السعودية جهودها باتجاه سوريا لإعادة العلاقات الثنائية معها وإعادتها الى المحور العربي والخليجي بعد قطيعة زادت على 12 عاماً. بعدما استقبلت وزير الخارجية السوري فيصل المقداد قبل أيام، إفتتحت السعودية أولى زياراتها الرسمية تجاه سوريا، فوصل وزير خارجيتها فيصل بن فرحان إلى دمشق والتقى الرئيس السوري بشار الأسد في زيارة هدفها تسليم الأسد دعوة لزيارة المملكة ووضعه في إطار المباحثات التي جرت في إجتماع دول مجلس التعاون الخليجي الذي انعقد مؤخراً في السعودية ومواقف الدول العربية والخليجية بخصوص عودتها إلى جامعة الدول العربية. عارضت المغرب وقطر هذه العودة بينما كان مستغرباً الموقف المصري السلبي. ترغب السعودية في حمل أوراق إضافية تساعدها في مرافعتها عن عودة سوريا خلال الإجتماع الثاني لوزراء الخارجية المرتقب عقده في الأردن قريباً.

تسعى السعودية جاهدة لإنجاح القمة العربية التي ستستضيفها. تستفيد من لحظة الضعف الأميركي لتعيد ترتيب موقعها وتظهر كلاعب أساسي تربطه علاقات متينة مع الجوار وتقابل خطوتها بحفاوة سورية بالغة ومرونة في المواقف بعدما بلغت الأوضاع مستوى من التردي الإقتصادي والمعيشي لم تعد تنفع معه المكابرة خاصة وأنّ سوريا ووفق ما ورد في مواقف وزير خارجيتها الأخيرة لا تحمّل السعودية مسؤولية التآمر عليها بقدر ما تتهم تركيا وقطر. لكن وللمفارقة وفي لحظة الإستنفار السعودي تجاه سوريا لإعادة العلاقات على أسس متينة، يستمر غياب السعودية عن لبنان الذي تتفق آراء أكثر من ديبلوماسي على اعتبار أنّ وضعه لا يحتل أولوية في سياق التفاهمات التي تحيط به.

من الخطوات التي تعيد من خلالها رسم حضورها العربي والإقليمي بات واضحاً أنّ المملكة ما عادت تتعاطى مع الأفرقاء المحليين بعدما فقدت ثقتها بمن لا يلتزمون القرار سواء بالنسبة للثنائي الشيعي أو المسيحيين. ليس معلوماً متى ستبلغ حلفاءها في لبنان عن حجم التطورات الطارئة، ولكن المملكة وبالوقائع إنتقلت للتفاهم مع الطرف السوري وقللت حضورها في الملف اللبناني حدّ الغياب. حتى الأمس القريب كانت المعادلة أن سوريا وإيران حصرتا القرار اللبناني في يد أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله. معادلة كهذه لن يرضى السعودي في التسليم بها، وحين يراجع وزير خارجية السعودية نظيره السوري في الشأن اللبناني لن يقول له سأراجع السيد حسن بل سيكون الأمر موضع بحث وتفاهم بين الدولتين بالنظر إلى غياب السلطة المركزية في لبنان، بدليل غياب رئيس الجمهورية وتداخل الأزمة الداخلية وتعقيدها. وليس بعيداً أن تعيد التفاهم مع سوريا حول الشأن اللبناني لرغبتها في التعاطي مع طرف مسؤول يمكن أن يتشارك معها في تحمل مسؤولية أي قرار في هذا البلد. وهذا معناه أنّ على لبنان أن ينتظر ريثما ينتهي ترتيب العلاقات السعودية – السورية وتعود سوريا إلى سابق علاقاتها مع دول الخليج ليحل ملفه ضيفاً ضمن المعادلة. فهل ستنهي التفاهمات التي تشهدها المنطقة وكالة «حزب الله» الحصرية للقرار في لبنان؟ منذ 14 آذار ومهرجان «شكراً سوريا» نال «حزب الله» وكالة إدارة الشأن السياسي في لبنان لكن هذا التفويض تقابله اليوم رغبة سعودية بالتعاطي مع الدول وليس مع أطراف، فهل سيتم تجميد التفويض مقابل عودة «السين سين» مجدداً؟ أم أنّ سوريا وإيران ستصران على إبقاء التفويض، وعندها ما سيكون موقف السعودية؟ هل سترضى بفتح حوار مع «الحوثي» اللبناني لإعادة إنتاج السلطة في لبنان؟ في المعلومات أنّ هناك جهات تسعى بالفعل لفتح حوار سعودي مع «حزب الله». بذل العراق جهداً في هذا المسار ودخلت دول أخرى على الخط. لم يطرأ ما من شأنه أن يُعدّ تحولاً حتى الساعة لكن الفكرة قيد البحث خاصة وأنّ «حزب الله» دخل في مهادنة المملكة وهو بات يعتبر أنّ مثل هذا الحوار ممكن وغير مستحيل. مثل هذا الحوار يحتاج إلى وقت أيضاً لحاجة الطرفين إليه. يسلم «حزب الله» بحقيقة دور السعودية في وضع حد للإنهيار في لبنان خاصة وأنّ دولاً كثيرة دخلت على خط المساعدة لكنها لم تعوض بحضورها عن غياب السعودية خاصة وأنّ قطر حاولت لكنها لم تستطع أن تحقق ما اعتادت المملكة تحقيقه.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

الكتائب: نرفض الاستسلام لارادة حزب الله في فرض رئيس للجمهورية وليكن الانتخاب ضمن اللعبة الديمقراطية

وطنية/19 نيسان/2023

عقد المكتب السياسي الكتائبي اجتماعه برئاسة نائب رئيس الحزب النقيب جورج جريج وبعد التداول أصدر بيانا، جدد فيه رفضه "الاستسلام لإرادة حزب الله الذي يراهن على الوقت وعلى تيئيس اللبنانيين لفرض رئيس للجمهورية يحمل مشروعه ويخضع لشروطه واملاءاته"، مؤكدا "ان اي تنازل جديد في هذا الاتجاه على غرار ما حصل في العام 2016 يعني تكريس عرف تسليم قرار تسمية الرئيس اللبناني لحزب الله لعهود قادمة". ورأى "أن المأزق لا يحل عبر تغليب إرادة فريق على آخر وان الحل الوحيد القابل للطرح هو اختيار رئيس قادر على جمع اللبنانيين ويملك الجرأة والارادة لمناقشة كل المواضيع المحرمة حتى الساعة، وعلى رأسها سلاح حزب الله واستعادة سيادة البلد وقراره الحر وعلاقاته مع اصدقائه التاريخيين بموازاة خطة دقيقة للنهوض عبر تطبيق الاصلاحات الملحة واتمام التفاوض مع صندوق النقد الدولي بشكل جدي وشفاف". واعتبر المكتب السياسي "ان أي مرشح رئاسي لا بد وان يعلن برنامجه للبنانيين وان يتعهد امامهم بتنفيذه وبناء عليه يتم اختيار مجموعة من الأسماء، ينتخب النواب من بينها على ان تسلك اللعبة الديموقراطية طريقها الطبيعي في البرلمان".  وشدد حزب الكتائب على "أهمية توحيد الجهود لمواجهة اي ضغوط يمكن ان يفرضها حزب الله لتنفيذ اجندته الرئاسية وفرض شروطه على اللبنانيين".  وأسف حزب الكتائب لاستمرار "حالة الفوضى المؤسساتية وآخرها الاطاحة بالانتخابات البلدية والاختيارية ومصادرة حق اللبنانيين في اختيار مجالسهم المحلية في قرار اتخذته منظومة سياسية غير جاهزة لمواجهة صناديق الإقتراع وهو فشل جديد يضاف إلى سجلها الحافل بمخالفة الدستور والقوانين"، محملا المسؤولية في هذا القرار "إلى الحكومة التي تقاعست عن توفير البنية اللوجستية للانتخابات بما فيها الادارة والتمويل ضمن المهل الدستورية المعروفة، ومجلس النواب الذي خالف الدستور وشرع في ظل الفراغ الرئاسي". أضاف البيان:" جريا على النهج المدمر السائد، جاء قرار الحكومة في زيادة نفقات الخزينة عبر سلسلة اجراءات كارثية تهدف الى اسكات صوت القطاع العام المحق عبر منحه زيادات في الراتب والنقل لن تلبث ان تزول كما زالت سابقاتها".  إن هذه القرارات الارتجالية الى جانب كونها تصدر في غياب أي موازنة ستؤدي الى المزيد من طبع العملة وزيادة التضخم وتدهور سعر الصرف ومعه الأسعار مع ما يعني ذلك من ادخال البلد في دوامة جديدة من الانهيار اشار اليها صندوق النقد صراحة في بيانه الأخير محذرا من سقوط لا يمكن الخروج منه". وإعتبر المكتب السياسي "ان نزعة رفع الدولار الجمركي لتأمين المزيد من الواردات اثبتت فشلها وكارثية نتائجها وهي ستدفع ما تبقى من القطاع الخاص الشرعي الى اللجوء الى الاقتصاد الموازي والتهرب الجمركي هربا من الأعباء التي تفرض عليه". ورأى المكتب السياسي ان "لا خروج من التخبط الحالي الا بالانصراف الى مشروع اصلاحي متكامل وتعاون لصيق مع صندوق النقد تتولاه مجموعة تملك رؤية واضحة للخروج من الأزمة وليس منظومة سياسية تنتهج الارتجال وتفتقر الى ادنى المقومات المطلوبة للإصلاح".

 

جعجع: ما جرى في المجلس النيابي والحكومة مهزلة

وطنية/19 نيسان/2023

اعتبر  رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع،  في بيان ان" جلسة مجلس النواب التي انعقدت يوم أمس كانت مهزلة هزيلة، عدا عن كونها غير دستورية. وأكد أنه بأقل الإيمان كان باستطاعة هذا المجلس الذي اجتمع من أجل التمديد للمجالس البلدية والاختيارية ، الإلتئام لتأمين الاعتمادات اللازمة لإجراء الإنتخابات بدل أن يعمد إلى تعطيلها وتطييرها. وفي مطلق الأحوال "حبل الكذب قصير". اضاف:"وأما مجلس الوزراء الذي اجتمع بدوره يوم أمس ولكن بعد الظهر واتخذ قرارات عديدة بصرف الأموال في أمور معينة ، وعلى سبيل المثال لا الحصر إعطاء وزراة الصحة 35 مليون دولار من حقوق السحب الخاصة، لماذا لا يمكنه الصرف في إنجاز الإنتخابات البلدية والاختيارية، خصوصا ان المبلغ الذي تحتاجه هو ما دون العشرة ملايين دولار؟. وبما ان مجلس النواب ترك للحكومة حق إجراء هذا الإستحقاق في اي وقت تراه مناسبا ربطاً بجهوزيتها الإدارية، فلماذا لم تقدم على صرف الموازنة المطلوبة والبدء بالتحضيرات اللوجستية التي كرّر وزير الداخلية في أكثر من موقف أن الجهوزية الإدارية واللوجستية مؤمنة فور صرف الاعتمادات اللازمة؟". وقال:" إن ما جرى في المجلس النيابي كان مهزلة، وما جرى في الحكومة كان أكثر هزالة ،فضلاً عن أن الذين اجتمعوا في البرلمان يتحمّلون مسؤولية تعطيل الانتخابات البلدية والاختيارية ولو بعضهم قام بذلك عن حسن نية ،ناهيك عن أن الحكومة تتحمّل، منذ اجتماعها يوم أمس، المسؤولية الكاملة لجهة إتمامها في مواعيدها المقرّرة والمحدّدة من وزير الداخلية"،لافتاً الى أن" هذه الحكومة ستتحمّل من الآن فصاعدا ، مسؤوليّة أيَّ تلكؤ بشكل مباشر وكامل". وأعلن أن تكتل "الجمهورية القوية" وقوى المعارضة يحضِّرون للطعن بقانون التمديد للمجالس البلدية والاختيارية فور صدوره في الجريدة الرسمية".

 

قاسم: الاتفاق الايراني السعودي قرار جريء وشجاع في آن معا

وطنية/19 نيسان/2023

قال نائب الامين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم في كلمة خلال حفل إفطار جمعية "الامداد" الخيرية في بيروت: "في لبنان الكل ينتظر انتخاب رئيس للجمهورية، وللأسف القوى التي تمثل المجلس النيابي مشتتة وموزعة في آرائها وقناعاتها إلى درجة يصعب معها أن نجد القواسم المشتركة بسهولة. هذا التوسع بالكتل النيابية يعقد انتخاب الرئيس، أي يعقد اجتماع 65 أو الثلثين من أجل النصاب، وهذا يتطلب جهدا وعملا". اضاف: "واحدة من مشاكلنا في تركيبة المجلس النيابي الحالي أن أغلب الكتل متمسكة بقناعاتها المبنية على الاستئثار، وإلا لا مانع لديها من أن ينهار البلد شرط ألا يعطوا أصواتهم إلا لمن يكون تحت إدارتهم، هذا خطأ في السياسة ويفترض أن يكون هناك مرونة، في السياسة يفترض أن يكون هناك تعاون، وطالما أن عددا كبيرا من الكتل لا تستطيع أن تنجز وحدها هذا الانتخاب فهذا يعني أن عليها أن تتعاون مع الكتل الأخرى. ما هو التعاون؟ التعاون يبدأ بالحوار ثم بالبحث عن القواسم المشتركة ثم بتنظيم الخلاف إن وجد كي نتمكن من الاجتماع على شخص حتى ننجز هذا الاستحقاق ليبدأ العمل في البلد باتجاه الحكومة والإصلاح كي نخرج من هذه الهاوية التي وقع فيها لبنان، لا يمكن أن ننجز الاستحقاق إذا كل واحد بقي متشبثا برأي قناعاته". وتابع: "كل كتلة من الكتل التي تريد أن تأخذ كل شيء ولا تريد أن تتنازل عن شيء ولا أن تدور الزوايا ولا أن تبحث عن قواسم مشتركة مع الآخرين، فهي تفضل الفراغ على الانتخاب، وهذا خطأ وخطر وأمر لا يناسب لبنان على الإطلاق. اليوم لا يمكن الاعتماد على الخارج، بل نحن لا ندعو للاعتماد على الخارج بالأصل، لكن الخارج إما لا يملك القدرة كبعض الدول التي لا تملك القدرة، ودول أخرى تمارس دور التعطيل ودول أخرى غير مبالية، فضلا عن أن الذي كان يراهن في الداخل على أن يدعمه الخارج من أجل أن يأخذ مكتسبات، الفرصة غير مؤاتية لأن الوضع الخارجي غير ملائم لبعض من يفكر في الداخل بمكتسبات. أين الحل؟ الحل في ما بيننا أن نقرب وجهات النظر وأن نتفق وإلا يصبح الخيار خيار إسقاط  لبنان، وهذا أمر لا يناسب أبدا وليس صحيحا". وقال: "نحن نرى المنطقة ذاهبة إلى التسويات والاستقرار والحل السياسي وعلى رأس ما حصل في المنطقة الاتفاق السعودي الإيراني. هذا الاتفاق كان حلماً، هذا الاتفاق كان شبه مستحيل في نظر الكثيرين نظراً للتعقيدات الموجودة بين البلدين، لكنه حصل لأنَّ هناك قرارا جريئا وشجاعا من كل من إيران والسعودية لأنهما تريدان التعاون مع بعضهما وتريدان توجيه البوصلة نحو الاستقرار السياسي لمصلحة بلديهما ولمصلحة المنطقة في آن معا. هذا قرار جريء وشجاع في آن معا".

اضاف: "اليوم هذه المناخات الإيجابية وجدت بينما لم نكن نتوقع أن تحصل، أليس الأولى أننا نعيش في بلد واحد، أن نرى كيف نجري تسويات في ما بيننا حتى نتفاهم، لأن هذا البلد لنا جميعا ونشترك فيه وسيكون للأجيال القادمة، وما حصل في الاتفاق السعودي الإيراني غيَّر الاتجاه في المنطقة، كان الاتجاه أن إيران هي العدو، وإسرائيل تريد أن تجتمع مع بعض العرب من أجل مواجهة إيران. اليوم بالاتفاق السعودي الإيراني تغيَّر الاتجاه، وعادت إسرائيل كعدو حقيقي للجميع، ولذلك نجد التخبط في إسرائيل والمرارات التي يعيشونها من هذا الاتفاق، وهذا كله ببركة الموقف الجريء الإيراني السعودي". وتابع: "اليوم الاتجاه في المنطقة أنَّ الكيان الإسرائيلي هو العدو، يعني عدنا إلى البداية في مرحلة يعاني هذا الكيان من صعوبات داخلية في مرحلة يعاني هذا الكيان من ترهل وضعف في مرحلة نجد فيه محور المقاومة يتقدم بإنجازات وانتصارات وبداية حلول في اليمن وفي سوريا وفي مناطق أخرى، إضافة إلى ازدياد القوة الموجودة فلسطينياً عند هذا الشعب المجاهد داخل كل فلسطين، فضلاً عن ذلك كل الإنجازات التي أنجزها محور المقاومة، هذا كله سيكون في مصلحة أن نتقدم إلى الأمام وفي مصلحة أن نحقق إنجازات مقابل الفشل الإسرائيلي". وختم: "علينا دائماً أن نبقى في حالة استعداد كمقاومة، وأن نزيد من قوتنا إلى الحد الأقصى، وألا يكون هناك حدٌّ للإعداد والتدريب والتسليح والتبرير وزيادة المؤيدين والمناصرين والعاملين والذين يحملون راية تحرير فلسطين والقدس، لأنَّ عوامل القوة هذه عندما تزداد وتجتمع معنا نستطيع أن نحقق الانتصار الكبير إن شاء الله بسقوط هذا الكيان الذي سبَّب الخراب والانهيارات والمشاكل الكبيرة في منطقتنا".

 

بيان مشترك لرئيسي الجامعة الأميركية وجامعة القديس يوسف: حرية التعبير أساس ميزة لبنان وديمومته في المنطقة

وطنية/19 نيسان/2023

اكد رئيس الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور فضلو خوري ورئيس جامعة القديس يوسف في بيروت الأب سليم دكاش في بيان مشترك، ان "حرية التعبير أساس ميزة لبنان وديمومته في المنطقة"،ة وجاء فب البيان: "نشهد في الآونة الأخيرة تضييقًا ممنهجًا على بعض الناشطين الحقوقيين والصحافيين والأكاديميين وأهل الرأي، ويهمنا أن نسلط الضوء على خطورة تلك الممارسات التي تحد من الحريات التي أقرها الدستور اللبناني بوجه مباشر.  إن الجامعتَين المنارتين في التعليم العالي المنفتح والحُر وفي حرية التعبير لن تألوا جهداً في الدفع دوماً نحو العمل على إزدهار العقول النيرة والحرة من خلال خلق بيئة للحوار البناء في أحرامها وبين مختلف أطياف المجتمع الذي أساسه حرية الأفراد في التعبير عن أفكارهم وآرائهم  وهو أساس ميزة لبنان في المنطقة. وكما إن حرية التعبير تكمن في جوهر وفي صلب رسالة الجامعات، وعلى وجه التحديد رسالة الجامعة الأميركية في بيروت وجامعة القديس يوسف في بيروت، فإن تلك الصفة يجب أن تنعكس على المجتمع اللبناني ككل، فتلك الجامعتان تأسستا قبل نشأة لبنان الكبير، وستبقيان حاملتين شعلة الحرية الكاملة للتعبير والتفكير في الإبداع والحوار، ليكون للبنانيين وللبنان "عيشًا حرًا يحترم ويقوي حرية الآخرين في التفكير والتعبير" كما يقول نلسون منديلا".

 

"الجبهة السيادية"عرضت في مؤتمر صحافي تفاصيل الشكوى ضد "حماس" لإطلاقها الصواريخ من الجنوب محفوض: ليتحمل كل طرف مسؤولية موقعه

وطنية/19 نيسان/2023

عقدت "الجبهة السيادية من اجل لبنان"، مؤتمرا صحافيا في مقرها في السوديكو - البيت المركزي لحزب الوطنيين الاحرار، اعلنت  خلاله عن تفاصيل الشكوى التي تقدم بها عدد من أعضائها ضد منظمة حماس الفلسطينية وكل من يظهره التحقيق في عملية إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان.

وتحدث خلال المؤتمر  رئيس حزب "حركة التغـيير" المحامي ايلي محفوض وقال : "قالوا لنا أن الخليج يطبّع علاقاته مع النظام السوري، قلنا لهم فليطبعوا كما يريدون. وطالما النظام السوري ولغاية اليوم يخطف ويحتجز ٦٢٢ لبنانيا  ولا يعترف بوجودهم ولا يكشف عن مصيرهم فموقفنا باق هو هو".

اضاف: "قالوا لنا أن الخليج يقوم بمصالحات مع ايران واسماعيل هنية في السعودية، جوابنا، كان هنية او سواه أو أي غريب يستعمل ارضنا كمنصّة لإطلاق الصواريخ سوف نلاحقه بالقضاء ولدى أي محفل إستطعنا الوصول اليه"، مشيرا الى ان "الملف  أصبح اليوم أمام المحكمة العسكرية. فقد تقدمنا بالإخبار أمام النيابة العامة العسكرية وطالبنا بالتحقيق مع كل من تظهر إدانته وتورطه بعملية إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان". وتابع محفوض: "يسأل الكثيرون "شو رح يطلع من هالإخبارات؟". سوف أستعير بجوابي كلاما لسعيد عقل الذي قال ردًا على سائليه لمن تكتب ولماذا تعترض فأجاب بالتالي : "ما بدي بعد ١٠٠ سنة ينقال انو ما التقى من عداد الشعب اللبناني حدا يوقف ويعلّي صوته بوجه الشواذ. ما بدي بعد ١٠٠ سنة ينقال انو شعبنا ميت ما بينبض كرامة وعنفوان". واكد ان "لا مطالب لنا من أحد، لكن بالمقابل لا نريد ولا نقبل أن يتعدّى أحد على سيادتنا، فأرضنا "مش سايبة" ولا مْشاع  لأي جماعة "طلع عبالها" ان  تورّطنا في حرب تستعمل ارض الجنوب.. أما دولتنا  فهي غائبة". وقال: "دولتنا  "شاطرة" تعدّ شكاوى أمام الامم المتحدة و"تغمّض عيونها" على تجاوزات "الزعران الفلتانين" ..ليأتينا من هنا وهناك من يتّهمنا بالعنصرية، تماما كما فعلوا عند الإدلاء بموقفنا من أزمة اللجوء السوري...والقضية الفلسطينية التي قدّمنا لها أغلى التضحيات. ليس هناك من شعب او دولة  ضحّت كما نحن من أجل القضية الفلسطينية". واشار الى ان ارضنا تدمرت وشعبنا تهجّر اولاده والخزينة أفلست، وقال: " أتضامن معكم بقدر إحترامكم لأرضي وسيادتي، أما ان يُسمح لأحد عشر (11) قاعدة عسكرية وخارج المخيمات وأوامرها من الشام ان تستمر من الناعمة حتى قوسايا. أحد عشر (11) قاعدة عسكرية خارج المخيمات الفلسطينية وهي بإمرة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومن أخطرها  قاعدة قوسايا على الحدود اللبنانية السورية وقاعدة الناعمة وهذه القواعد تحوي مئات المسلحين، حيث أوامرهم وتمويلهم وتحريكهم يأتي مباشرة من النظام السوري. هذه القواعد أشبه بجزر معزولة وهي خارجة عن سلطة الدولة اللبنانية". اضاف: "يكفي أن نعلم مدى خطورة قاعدة الناعمة مثلا، التي تشرف على مطار بيروت الدولي وكذلك على اوتوستراد الجنوب وطريق الشوف، وفيها انفاق مخيفة نظرا لعمقها وتشعباتها ولا يسهل الدخول إليها... والخطأ أننا لم نربط قرار إنسحاب جيش الاحتلال السوري بانسحاب المسلحين في تلك القواعد لأنهم يشكلون جزءا لا يتجزأ من الاحتلال السوري". وختم: "إخبار  وقدّمناه، وواجبنا قمنا به بضمير وطني ومن الآن وصاعدا كل واحد يتحمّل مسؤولية موقعه".

 

من تاريخ لبنان  (الموارنة - الجراجمة - المردة)

 د. طارق أحمد شمس/موقع العربي

يُعتقد أن الموارنة هم الجراجمة أو المردة الذين عُرفوا في بلاد الشام منذ العصر البيزنطي، حيث ذكرهم البلاذري قائلًا:

«حدثني مشايخ من أهل أنطاكية أن الجراجمة من مدينة على جبل اللكام ... فيما بين بياس ( قرب أنطاكيا) وبوقا (قرب حلب)، يقال لها الجرجومة، وأن أمرهم كان في أيام استيلاء الروم على الشام وأنطاكية إلى بطريرك أنطاكية وواليها، فلما قدم أبو عبيدة أنطاكية وفتحها لزموا مدينتهم وهموا باللحاق بالروم إذا خافوا على أنفسهم،... ثم إن أهل أنطاكية نقضوا وغدروا، فوجه إليهم أبو عبيدة من فتحها ثانية، وولّاها بعد فتحها حبيب بن مسلمة الفهري، فغزا الجرجومة فلم يقاتله أهلها، لكنهم بدروا بطلب الأمان والصلح، فصالحوه على أن يكونوا أعوانًا للمسلمين وعيونًا ومسالح في جبل اللكام، وألا يؤخذوا بالجزية، وأن ينفلوا أسلاب من يقتلون من عدو المسلمين إذا حضروا معهم حربًا في مغازيهم.  ودخل من كان في مدينتهم من تاجر وأجير وتابع من الأنباط وغيرهم وأهل القرى في هذا الصلح، فسموا الرواديف لأنهم تلوهم وليسوا منهم.  ويقال إنهم جاؤوا بهم إلى عسكر المسلمين وهم أرداف لهم فسموا رواديف، فكان الجراجمة يستقيمون للولاة مرة ويعوجون أخرى فيكاتبون الروم ويمالئونهم».

كان هؤلاء الجراجمة يدعمون المسلمين حينًا وينقلبون عليهم أحيانًا وهو ما ورد عند ابن الأثير في الكامل في التاريخ عن أحداث 69هـ/ 688م، حول خروج قائد من قادة الضواحي في جبل اللكام على عبد الملك بن مروان: «خَرَجَ أَيْضًا قَائِدٌ مِنْ قُوَّادِ الضَّوَاحِي فِي جَبَلِ اللُّكَّامِ، وَاتَّبَعَهُ خَلْقٌ كَثِيرٌ مِنَ الْجَرَاجِمَةِ وَالْأَنْبَاطِ وَأُبَّاقِ عَبِيدِ الْمُسْلِمِينَ وَغَيْرِهِمْ، ثُمَّ سَارَ إِلَى لُبْنَانَ، فَلَمَّا فَرَغَ عَبْدُ الْمَلِكِ... أَرْسَلَ إِلَى هَذَا الْخَارِجِ عَلَيْهِ، فَبَذَلَ لَهُ كُلَّ جُمُعَةٍ أَلْفَ دِينَارٍ، فَرَكَنَ إِلَى ذَلِكَ...» ثم أرسل عبد الملك إليه أحد أعوانه وتخلص منه.

الأمويون والجراجمة

لذلك لم يثق الأمويون بهم، حيث أورد البلاذري أن بني أمية قد احتاطوا للجراجمة فوضعوا عليهم العيون والجند لمراقبتهم كي لا ينقلبوا عليهم وينضموا إلى البيزنطيين.

ويعتقد بعض المؤرخين أن الجراجمة كانوا مجرد تجمّع عسكري تستخدمه بيزنطيا وقت الحاجة، وهو رأي قوي لعدة أسباب:

1 -نسبتهم إلى جرجوما، وهي مدينة، فلو كانوا قومًا لنسبوا إلى قومهم.

2 -قول المؤرخ البيزنطي تيوفانوس: وفي مدة وجيزة غدوا آلافًا عدة واحتلوا ما بين أمانوس والمدينة المقدسة أورشليم، إذًا لو كانوا قومًا لتزايدوا تزايدًا طبيعيًا وبطيئًا، وكونهم تجمعًا عسكريًا تزايدوا في مدة وجيزة.

3 -قول البلاذري في الفتوح: واستحوذوا على قمم لبنان وانضم إليهم كثيرون، إذًا فإن انضمام الكثير إليهم يعني أنهم ليسوا جنسًا واحدًا.

أ- المردة:

أما المردة فيعرّفهم كمال الصليبي مؤكدًا أنهم الجراجمة أنفسهم، فيقول: «قومٌ من النصارى عرفهم العرب باسم (الجراجمة) - نسبة إلى قاعدتهم في بلدة جرجومة -.... ويبدو أن هؤلاء الجراجمة أو المردة كانوا في الأصل عشائر من برّ الأناضول أو ما يليه شرقًا من بلاد آسيا الصغرى، جاء بهم الروم إلى جبل اللكام في زمن متأخر ووطنوهم هناك كرديف عسكري للاستعانة بهم في حروبهم ضد الفرس أول الأمر ثم ضد المسلمين، وقد استمروا مقيمين في تلك المنطقة بعد الفتح الإسلامي للشام، وظلوا في الوقت ذاته على صلة عسكرية بالروم بعد جلائهم عن البلاد. وتفيد المصادر الإسلامية (البلاذري) وتواريخ الروم، بأن الجراجمة- أو المردة - كانوا يخرجون من جبل اللكام إلى الشام فينضم اليهم الكثيرون من أبناء البلاد من الأنباط والأسرى واللصوص ويغيرون معهم على بلاد المسلمين، وفي عام 708م تمكن الوليد بن عبد الملك منهم وخرّب مدينتهم جرجومة ووزعهم على مناطق مختلفة شمال الشام، ولم يعد لهم بعد ذلك شأن يُذكر».

بناء على ما ورد عند الصليبي وما مرّ معنا سابقًا، نستنتج أن المردة والجراجمة فئة واحدة كانت تخضع للبيزنطيين واستخدمها هؤلاء في قتال الفرس كما استخدموا الغساسنة، مقابل المناذرة التابعين للحكم الفارسي.

والسؤال الذي يُطرح الآن: ما علاقة المردة - الجراجمة - بالموارنة؟ فلنتعرف على تاريخ الموارنة أولًا.

ب- الموارنة:

ورد الموارنة عند المسعودي ( توفي 346هـ/ 957م) عند ذكره لأباطرة الروم: «رجل من أهل مدينة حماة من أعمال حمص يعرف بمارون، إليه تنسب المارونية من النصارى... وأمرهم مشهور بالشام وغيرها، أكثرهم بجبل لبنان وسنير (جبل بين حمص وبعلبك - معجم البلدان). وحمص وأعمالها كحماة وشيزر ومعرة النعمان.

وكان له دير عظيم يعرف به شرقي حماة وشيزر، ذو بنيان عظيم حوله أكثر من ثلاثمائة صومعة فيها الرهبان، ... وهو قريب من نهر الأرنط (نهر العاصي - ياقوت)، نهر حمص وأنطاكية.

وكان مارون قد أحدث آراء بان بها عمّن تقدمه من النصارى في المشيئة وغيرها وكثر متّبعوه... وموافقته الملكية والنسطورية واليعاقبة في الثالوث، ومخالفته إياهم فيما يذهب إليه من أن المسيح جوهران أقنوم واحد مشيئة واحدة...».

أما الأب هنري لامنس فيتحدث عن تاريخ الموارنة قائلًا: «...  كان الموارنة في ذلك العهد عبارة عن مجموع زُمر آرامية لم يمّسها العنصر اليوناني وتمدنه، تقيم خصوصًا على مقربة من أفامية (مدينة وكورة من نواحي حمص - ياقوت) في جهات دير مار مارون ومنه اتخذوا اسمهم، ثم انتشروا في وادي العاصي خصوصًا في معرة النعمان وشيزر وحماة وحمص...» ثم يتحدث عن وجود للموارنة إلى الشمال من سورية في منبج وقنسرين وما يعرف بالعواصم، ويحتمل وجودهم في أنطاكية وجوارها.

نستنتج مما ورد أن الموارنة هم في الأصل السكان المحليون في منطقة حمص وحماة، كانوا يجاورون ديرًا يرأسه راهب يدعى مارون ويضم عددًا من الرهبان تحت إمرته، ومع الزمن استطاع هذا الدير بسط نفوذه الديني على تلك المنطقة، وتوسع هذا النفوذ ليطول أجزاء من شمال سورية، فأطلق على أتباع الدير لقب الموارنة نسبة إلى مارون الراهب.

إلا أن المقريزي يعيد بناء الدير إلى ما بعد وفاة القديس مارون بقوله: «وفي أيام الملك موريق قيصر، زعم راهب اسمه مارون، أن المسيح - عليه السلام - طبيعتان ومشيئة واحدة وأقنوم واحد، فتبعه على رأيه أهل حماة وقنسرين والعواصم وجماعة من الروم ودانوا بقوله، فعرفوا بين النصارى بالمارونية، فلما مات مارون بنوا على اسمه دير مارون بحماة».

فيكون بناء الدير - حسب المقريزي - بعد وفاة الراهب مارون الذي كان يعيش - كما غيره من الرهبان - في صومعة، كما يذكر أتباعه من حماة وقنسرين والعواصم وجماعة من الروم.

الموارنة والراهب مارون

أما بالنسبة للراهب مارون والموارنة فقد عثرتُ على عدة تعريفات لهذه الشخصية سأذكر منها:

- عن محمد كرد علي: «الموارنة طائفة من النصارى الكاثوليكيين الشرقيين يعرف من تواريخهم أنهم ينتسبون إلى الناسك البار القديس مارون القورسي النشأة، على ما يرجح.

اعتزل هذا الفاضل الدنيا أواخر القرن الرابع ولجأ إلى صومعة في قمة جبل غير بعيد عن إنطاكية فما لبث عرف فضائله أن فاح في تلك الأنحاء، فجذب إليه جماعات قصدوه ليلتمسوا منه بركته وصلواته ويسترشدوا بتعاليمه ويقتدوا بسيرته. وقد زهد قوم منهم في الدنيا واختاروا العزلة والتفرغ لخدمة الله بالمغاور وأعالي الجبال ليقيموا بعيدين عن ضوضاء العالم، على أن أريج حياتهم الطاهرة لم يمكن إخفاؤه فتقاطر المجاورون حول تلك المناسك وتألفت منهم طائفة عرفت فيما بعد باسم الطائفة المارونية، وكان أهم المراكز التي التفوا حولها دير القديس مارون المبني على ضفاف النهر العاصي في نواحي أفامية».

ثم يضيف قائلًا: «ولما توافر عددهم مسّت الحاجة إلى تنظيم أحوالهم الروحية، فأقيم لهم بطريرك هو البار يوحنا مارون وبه تبتدئ سلسلة بطاركة الموارنة، وعاش هذا البطريرك الأول أواخر القرن السابع، في حين كان للموارنة أمراء يديرون شؤونهم الزمنية، ثم أخذ الموارنة يهجرون إلى الأقطار المجاورة، فنزل قوم منهم في جبال عكار وعمروا فيها القرى، وسارت فئة نحو الجنوب إلى لبنان الشمالي فما عتموا أن قويت شوكتهم فيه ...».

هكذا تعرّفنا بشكل واضح على مار مارون الناسك المتعبد الذي عُرف أتباعه بالموارنة نسبة إليه، وهو غير البطريرك مارون الذي انتقل بأتباع مار مارون إلى لبنان، فمن هو البطريرك مارون؟

- يوحنا مارون: كان بطريرك الموارنة عادة يُعين من قبل القسطنطينية، وشهد كرسي البطريركية المارونية شغورًا من عام  609م حتى 742م، أي نحو 133 عامًا، إلى أن اتخذ الموارنة قرارًا اعتبر خطوة على طريق الاستقلال عن بيزنطية من خلال انتخابهم بطريركهم بأنفسهم، واختاروا لهذا المنصب أسقف البترون (شمال لبنان)، يوحنا مارون، باسم (بطريرك إنطاكية). والبطريرك الجديد من مواليد منطقة إنطاكية حيث درس أثناء مرحلة شبابه اللغتين السريانية واليونانية ليلتحق بعدها بدير مار مارون في وادي العاصي.

انتخب يوحنا مارون أسقفًا على بلاد البترون في لبنان عام 676م، واتخذ من دير مار مارون مركزًا له حتى عام 685م، لينتقل بعدها إلى جبل لبنان على إثر هجوم للجيش البيزنطي على دير مار مارون، حيث ارتكبوا مجزرة داخل الدير سقط خلالها خمسمائة من الرهبان ودمروه بالكامل.

أسباب انتقال الموارنة إلى لبنان

كما لاحظنا آنفًا، فإن هجومًا تعرض له دير مار مارون من قبل العسكر البيزنطي أدى إلى تدمير الدير وقتل بعض من فيه من الرهبان، وهذا ما ينقلنا- لنتعرف على أسباب هذه الغارة البيزنطية - إلى د. كمال الصليبي الذي ينقل أن الامبراطور البيزنطي يوستينيانوس الثاني (الأخرم) (685-695م)، بعث بالعسكر إلى سورية بعد حلف عقده مع الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان (توفي عام  86هـ/ 705م): «فخربوا دير مار مارون وشتتوا رهبانه (لم يقل قتل)، ولجأ عدد من هؤلاء وعلى رأسهم يوحنا مارون السرومي إلى جبل لبنان». ثم يُعرفه بقوله: «ويوحنا مارون هذا، على ما يروى، هو أول بطاركة الموارنة، وقد توفي في كفر حي ببلاد البترون عام 707م».

ورغم هذه المحنة بقيت مجموعات من الموارنة مستقرة في وادي العاصي، وهو ما ظهر من خلال تاريخ المسعودي المتوفى عام (346هـ/ 957م): «أكثرهم في جبل لبنان وسنير وحمص وأعمالها كحماة وشيزر ومعرة النعمان...».

ومع وصول نقفور الثاني (963-969م) ويوحنا الأول المعروف بالشمشيق (969-976م) على رأس الإمبراطورية البيزنطية خضعت سورية للبيزنطيين على أثر تراجع النفوذ العباسي مدة قرن كامل، هاجمت خلالها بيزنطيا أنحاء من سورية وأخضعت مدنها، وفي هذه المرحلة اختفى الموارنة بالكامل من وادي العاصي ولم يتبق منهم إلا من هم في حلب التي لم تخضع للاحتلال البيزنطي، حيث إمارة بني حمدان (317-394هـ/929-1003م) وبني مرداس من بعدهم (414-472هـ/1023-1079م). وفي تلك المرحلة أصبح جبل لبنان الشمالي موطنًا للموارنة مع القرن العاشر للميلاد.

أما الأسباب التي دفعت البيزنطيين إلى مهاجمة أتباع مار مارون فهي انفصالهم عن بطريركية إنطاكية، حيث أقاموا عليهم بطريركًا هو يوحنا مارون.

إذًا فالخلاف يدور حول طبيعة السيد المسيح، وتحول إلى عمل عسكري ضد الموارنة.

أين الموارنة من هذا الانقسام؟

نقلاً عن الأب لامنس يقول: في عهد هرقل (610-641) وقعت المشاحنات بين اليعاقبة والموارنة، واستطاع الموارنة بدعم من القسطنطينية السيطرة على كنائس اليعاقبة في البداية، إلا أن اليعاقبة حاولوا استعادتها أثناء حكم معاوية في دمشق ففشلوا: «ولا غرو أن اليعاقبة كانوا يترقبون الفرصة ليزاحموا الموارنة شيئًا فشيئًا ويضطروهم إلى أن يخرجوا من أماكنهم، فطلب الموارنة لهم ملاجئ حريزة... ولعلّ خراب دير مار مارون حدث في ذلك العهد وكان بعض اليعاقبة سببًا في خرابه...».

والاختلاف حول تعريف الإيمان والعقيدة تحول إلى صراع وتجريح واضطهاد وسفك للدماء بين طرفين، هما: الديوفيزيون أي أصحاب الطبيعتين في السيد المسيح، والمونوفيزيون أي أصحاب الطبيعة الواحدة، وقد دفع الموارنة ثمنًا باهظًا من خلال تهجيرهم وملاحقتهم وإبعادهم عن مواطنهم ففضّلوا النزول في جبل لبنان حيث الأمان بعيدًا عن عيون القسطنطينية واليعاقبة.

ويعتبر الصليبي أن انتخاب يوحنا مارون أتى بعد أن أدان المجمع المسكوني السادس مذهب المشيئة الواحدة وعزل البطريرك مكاريوس الذي كان على هذا المذهب عن كرسي إنطاكية، فاختير يوحنا مارون مرشحًا لروما، لتظهر الكنيسة المارونية الممثلة للبابوية في روما مما سبب إزعاجًا لبيزنطيا.

انتقال الموارنة وغيرهم إلى لبنان من خلال خطط الشام

أفضل صورة حول انتقال الموارنة إلى لبنان يوردها محمد كرد علي قائلًا: «وفي سنة 189 أرسل هارون الرشيد منشورًا إلى ثابت بن نصر الخزاعي أمير الثغور الشامية ومناشير أخرى إلى باقي عمال الشام أن يطلقوا التنبيه في البلاد بالرحيل إلى لبنان لتشتد قوة أمرائه. ومثل ذلك وقع منذ خمسة قرون، فهاجرت مئات الأسر المسيحية في القرن الرابع عشر وبعده من حوران وما إليها إلى لبنان، واعتصمت في معاقله لا سيما بعد الفتح العثماني... كما أن الموارنة انتقلوا من أرجاء حمص وجبل سنير وظلوا ينتشرون شمالي لبنان حتى وصلوا إلى كسروان والمتن والشوف وأقصى لبنان في جزين، كما انتقل الدروز في الأعصر الثلاثة الأخيرة من الشوف ووادي التيم وغيرهما إلى جبل حوران الذي كان يسمى جبل الريان وجبل بني هلال أو أمالدانوس وأصبحوا فيه الأكثرية المطلقة».

بذلك تشكلّ لبنان السياسي والاجتماعي، واستمر نفوذ طوائفه - رغم تغيّر بعض المواقع الجغرافية الداخلية بسبب الصراعات المختلفة - إلى اليوم، حيث تقاسمت هذه الطوائف السلطات مع الانتداب الفرنسي ليظهر لبنان، لبنان الكبير في الأول من أيلول عام 1920، ومن ثم الجمهورية 1926، لتستقل هذه الدولة عام 1943 فيما بعد، إلا أن الامتدادات الخارجية لبعض أحزاب لبنان - على اختلاف مذاهبهم وطوائفهم - أضعفت الدولة اللبنانية وشرذمت سكانها ومناطقها

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 19-20 نيسان/2023

رابط الموقع                                                                      

http://eliasbejjaninews.com

لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

Click On The above Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins

 

Elias Bejjani/Click on the below link to subscribe to my youtube channel

الياس بجاني/اضغط على الرابط في أسفل للإشتراك في موقعي ع اليوتيوب

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 19 نيسان/2023/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/117542/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1735/

 

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For April 19/2023/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/117544/117544/