المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 15 نيسان/لسنة 2023

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2023/arabic.april15.23.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

اضغط على الرابط في أعلى للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

 

Elias Bejjani/Click on the below link to subscribe to my youtube channel

الياس بجاني/اضغط على الرابط في أسفل للإشتراك في موقعي ع اليوتيوب

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

15 آذار/2023

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

جَاءَ يَسُوعُ ووَقَفَ في الوَسَطِ وقَالَ لَهُم: «أَلسَّلامُ لَكُم!». قَالَ هذَا وأَرَاهُم يَدَيْهِ وجَنْبَهُ. فَفَرِحَ التَّلامِيذُ حِينَ رَأَوا الرَّبّ. فَقَالَ لَهُم ثَانِيَةً: «أَلسَّلامُ لَكُم! كَمَا أَرْسَلَنِي الآب، أُرْسِلُكُم أَنَا أَيْضًا».

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/الحرب كات ضد لبنان وليس بين أهله

الياس بجاني/نص وفيديو/ذكرى حادثة بوسطة عين الرمانة في 13 نيسان 1975: مقاومة وعنفوان وإيمان وبطولية واستشهاد

نص وفيديو/الياس بجاني: خطأ وخطيئة اعادة نظام الأسد الملالوي إلى الجامعة العربية

 

عناوين الأخبار اللبنانية

رابط فيديو تعليق للصحافي علي حماده: هل يعني الانفتاح العربي على النظام في دمشق عودة للنفوذ في لبنان؟

توتّر على الحدود الإسرائيلية-اللبنانية بعد تظاهرة لأنصار «حزب الله»

اليونيفيل: نحث الجميع على الامتناع عن أية أعمال تؤدي إلى تصعيد

أسرار الصحف الصادرة في 14 نيسان 2023

ماذا جاء في مقدمات نشرات الأخبار ليوم الجمعة 14 نيسان/2023؟

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

الكتائب تحيي ذكرى 13 نيسان بمسيرة مشاعل في عين الرمانة الشياح

انطلاق الدورة التاسعة في أكاديمية بشير الجميل

مولوي: شعبة المعلومات تحبط عملية تهريب نحو 10مليون حبة كبتاغون بشحنة كربون مطاطي من لبنان الى السنغال ومنها الى السعودية

 تنسيقية الدفاع عن حقوق العسكريين المتقاعدين: للنزول الى ساحة الشهداء الثلاثاء لمنع انعقاد جلسة مجلس الوزراء

الانتخابات البلدية ببيروت: نحو تفاهم "المستقبل" مع حزب الله؟

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

الأميركيون يفاوضون الأسد في عُمان: ورقة سياسية شاملة/منير الربيع/المدن

تركيا ترفض الشروط المسبقة للنظام السوري..وموسكو لا تراها مناسبة

جواء إيجابية حول عودة سوريا إلى الجامعة العربية ومصدر عربي قال لـ«الشرق الأوسط» إن «اجتماع جدة» يحسم القرار اليوم

نجاح المرحلة الأولى من تبادل الأسرى في اليمن

لندن: القوات الأوكرانية تُجبَر على الانسحاب من بعض مناطق باخموت مع تحسن التعاون بين وزارة الدفاع الروسية ومجموعة «فاغنر»

تجاذب روسي ـ أوكراني حول السيطرة على البحر الأسود وكييف دعت إلى تحويله لـ«نفوذ الناتو» وموسكو ردت بحزم

الصين تؤكد لأوروبا أنها لم ولن تقدم أسلحة لروسيا... ووزير دفاعها يزور موسكو

أوكرانيا تعلن عن عثورها على مكونات صينية في الأسلحة الروسية

8 دبابات كندية تصل إلى بولندا تمهيداً لتسليمها إلى أوكرانيا

الحاكم الأوكراني لدونيتسك: 8 قتلى بقصف روسي لمبنى سكني

الأسطول الروسي في المحيط الهادئ في حال تأهب قصوى

صادرات النفط الروسي في أعلى مستوى لها منذ ثلاث سنوات رغم العقوبات

قطر تعلن عن اتصالات مكثفة مع مصر لردع إسرائيل عن الانتهاكات في المسجد الأقصى

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الاحتلال ومخاطر الصراع/ادمون الشدياق/بيروت تايمز

ماذا عن "الشركاء" والتوطين السوري؟/نبيل بومنصف/النهار

سر حزب الله/حازم الأمين/موقع درج

هل ستتأجل عودة دمشق الى الجامعة العربية ؟/علي حمادة/النهار العربي

هل تنجح إيران في تغيير عمل «حزب الله»!/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

دوريل وضماناته في السعوديّة: عاد "خالي الوفاض"/جوزفين ديب/أساس ميديا

أيّ استراتيجية دفاعيّة في ظلّ "صواريخ" حماس؟/العميد الركن خالد حماده/أساس ميديا

بين ساحة النجمة والسراي: "البلديّات" في العرض الأخير!/ملاك عقيل/أساس ميديا

التطبيع مع الأسد: وقف الكبتاغون.. أم الحلّ السياسي؟/وليد شقير/أساس ميديا

كي لا تصبح تايوان أوكرانيا أخرى/الياس حرفوش/الشرق الأوسط

وجهة نظر حول الإصلاح الديني!/أكرم البني/الشرق الأوسط

إيران وإغراءات التحول الدولاري/أمير طاهري/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

الخارجية اللبنانية ترحب بالبيان السعودي - السوري المشترك بعد لقاء جدة

جعجع: ما يحصل في الانتخابات البلدية عملية غش موصوفة لتعطيلها

لجنة الإعلام في "التيار الوطني": أيهما نصدق جعجع أم نوابه؟

كنعان من واشنطن: اهتمام جدي بلبنان لكن تعميم الفراغ يجمد الحلول ويضاعف كلفة الحل

نصرالله: إنعكاسات الإتفاق الإيراني السعودي أسرع مما كان يتوقع الكثيرون وفي أكثر من ساحة وميدان

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

جَاءَ يَسُوعُ ووَقَفَ في الوَسَطِ وقَالَ لَهُم: «أَلسَّلامُ لَكُم!». قَالَ هذَا وأَرَاهُم يَدَيْهِ وجَنْبَهُ. فَفَرِحَ التَّلامِيذُ حِينَ رَأَوا الرَّبّ. فَقَالَ لَهُم ثَانِيَةً: «أَلسَّلامُ لَكُم! كَمَا أَرْسَلَنِي الآب، أُرْسِلُكُم أَنَا أَيْضًا».

انجيل القدّيس يوحنّا20/من19حتى25/في مَسَاءِ ذلِكَ اليَوم، يَوْمِ الأَحَد، كَانَ التَّلامِيذُ مُجْتَمِعِين، والأَبْوَابُ مُغْلَقَةٌ خَوفًا مِنَ اليَهُود، فَجَاءَ يَسُوعُ ووَقَفَ في الوَسَطِ وقَالَ لَهُم: «أَلسَّلامُ لَكُم!». قَالَ هذَا وأَرَاهُم يَدَيْهِ وجَنْبَهُ. فَفَرِحَ التَّلامِيذُ حِينَ رَأَوا الرَّبّ. فَقَالَ لَهُم ثَانِيَةً: «أَلسَّلامُ لَكُم! كَمَا أَرْسَلَنِي الآب، أُرْسِلُكُم أَنَا أَيْضًا». قَالَ هذَا ونَفَخَ فِيهِم وقَالَ لَهُم: «خُذُوا الرُّوحَ القُدُس. مَنْ غَفَرْتُم خَطَايَاهُم غُفِرَتْ لَهُم، ومَنْ أَمْسَكْتُم خَطَايَاهُم أُمْسِكَتْ عَلَيْهِم». أَمَّا تُومَا، أَحَدُ الٱثْنَي عَشَر، المُلَقَّبُ بِٱلتَّوْأَم، فَلَمْ يَكُنْ مَعَهُم حِينَ جَاءَ يَسُوع. فَقَالَ لَهُ التَّلامِيذُ الآخَرُون: «لَقَدْ رَأَيْنَا الرَّبّ!». فَقَالَ لَهُم: «مَا لَمْ أَرَ أَثَرَ المَسامِيرِ في يَدَيْه، وأَضَعْ إِصْبَعِي في مَوْضِعِ المَسَامِير، وأَضَعْ يَدِي في جَنْبِهِ، لَنْ أُؤْمِن!».

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الحرب كات ضد لبنان وليس بين أهله

الياس بجاني/13 نيسان/2023

الجهلة والأغبياء والذميين يقولون بان الحرب في لبنان كانت أهليه، فيما الحقيقة انها كانت بين لبنان واهله وبين الغرباء الإرهابيين ومعهم بعض من اللبنانيين الذين لا يؤمنون بلبنان ويسعون لتدميره

 

الياس بجاني/نص وفيديو/ذكرى حادثة بوسطة عين الرمانة في 13 نيسان 1975: مقاومة وعنفوان وإيمان وبطولة واستشهاد

الياس بجاني/13 نيسان/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/117381/117381/

إن كل صلاة وذكرى وعرفان بالجميل لأي شهيد من الشهداء الأبرار هي لكل شهداء لبنان، ولتراب الوطن المجبول والمسقي بتضحياتهم وعرقهم وعطرهم، وصلاة مع عطر البخور من الهوية اللبنانية المميزة، كما أنها صلاة من أجل كل اللبنانيين والأرض اللبنانية المباركة ولأرزنا المقدس والخالد.

صلاتنا للشهداء هي صلاة لكل أبناء وأمهات وشباب وشابات وأطفال لبنان. إن اللبناني الحر والسيادي والمؤمن هو كل مواطن مؤمن يرتضي طوعاً أن يكون "مشروع شهيد" وعلى استعداد دائم ليبذل نفسه من اجل لبنان ورسالته وشعبه وهويته وصون أرضه المباركة عملا بما جاء في الإنجيل المقدس: "ما من حب أعظم من هذا من أن يبذل الإنسان نفسه عن أحبائه" (يوحنا 15/13).

فلولا تضحيات الشهداء من السياديين والإستقلاليين والكيانيين لما بقي لبنان الرسالة، ولما كنا احتفظنا بحريتنا وكرامتنا، فلنصلي من أجلهم ونقتدي بهم دون خوف أو تردد. "فماذا نقول إذا كان الله معنا، فمن يكون علينا"؟

"إن الله الذي ما بخل بابنه بل أسلمه إلى الموت من أجلنا جميعا، كيف لا يهب لنا معه كل شيء" (روميه08/31).

ليس بإمكان وقدرة الشر أن يخيفنا لأنه عاجز عن إبعادنا عن الله مهما فعل: "لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون أن يقتلوها. بل خافوا بالحري من الذي يقدر أن يهلك النفس والجسد كليهما في جهنم".(متى10-31).

إن كل لبناني قدم نفسه من أجل وطن الأرز لن يموت وسوف يبقى حياً بالنفس مع الأبرار والصديقين في السماء حيث لا وجع ولا حزن ولا حروب، بل فرح وسلام.

إن إكرام الشهداء يتم بالتمسك بالأرض الغالية وبالهوية اللبنانية وبعدم رهن قرارنا للغريب كأئن من كان، وبالشهادة للحق، وبالحفاظ على الثوابت الوطنية وبالقرارات الدولية الخاصة بلبنان، وبالابتعاد عن الثقافة الغنمية وعقلية الزرائب والتبعية والارتهان.  والأهم التمسك بنعمة الحرية وعدم السير وراء القيادات الدينية والزمنية والرسمية الواقعة في فخاخ تجارب إبليس وبعدم السماح لهذه القيادات بغشنا وخداعنا.

في عين الرمانة بدأت أولى حلقات المؤامرة على لبنان وكيانه وهويته وتعايش شعبه، وهي لا تزال مستمرة دون هوادة أو تراجع ولو بوجوه جماعات وقوى وشعارات وأطر مختلفة.

يومها كانت بوجوه فلسطينية وسورية وليبية وجهادية، واليوم هي بوجه فارسية محلية والهدف كان ولا يزال اقتلاع اللبناني من أرضه، وتفكيك دولته ومؤسساتها، وتهميش وطمس هويته، وتزوير تاريخه، وإرهابه وسرقة ممتلكاته، ودفعه للهجرة القسرية أو إجباره بالقوة على الرضوخ وقبول الذل والهوان والعيش على قاعدة ومفهوم"أهل الذمة" دون قرار وحرية وكرامة ودون أي دور سياسي.

بدأت المؤامرة مع "بوسطة عين الرمانة"، وهي تتواصل فصولاً دون توقف أو رحمة. كان يومها السلاح الفلسطيني هو الحربة والأداة، واليوم يقوم بهذا الدور الجهنمي جيش حزب الله الإرهابي والفارسي واللالبناني  بواسطة سلاحه ودويلته وإرهابه وماله ومحور الشر الإيراني-السوري، وبالتعاون مع المارقين والمرتزقة من الجماعات والقيادات المحلية اللبنانية التي باعت الوطن بثلاثين من فضة وغيرت جلدها وهرولت على مسالك الأبواب الواسعة التي تؤدي إلى نار جهنم ودودها.

قاوم اللبناني الحر والسيادي المؤامرة بأسلحة الإيمان والرجاء والمحبة وبشجاعة كبيرة غير آبه بالتضحيات، وهو لا يزال في نفس موقع المواجهة هذا رغم اختراق هرمية مجتمعه وثوابته بواسطة رجال دين وسياسيين وأصحاب شركات أحزاب ذميين وطرواديين واسخريوتيين...باعوا أنفسهم وداكشوا الكراسي بالسيادة وتلحفوا بشعارات دجل نفاق وذمية "الواقعية" "والإستقرار"، وعقدوا الصفقات المعيبة على حساب دماء الشهادء والسيادة والهوية والتاريخ والوجود. إن المواجهة مستمرة، وبإذن الله سينتصر لبنان وأهله الأحرار والسياديين، وسيفشل الأبالسة، وسوف يحل غضب الله والملائكة على كل رجل دين ومسؤول وسياسي ومواطن اتخذ من الإسخريوتي مثالاً له وعمل نفس أعماله.

إن أحرار لبنان المؤمنين بشعار "لبنان أولاً" وبالحرية والديموقراطية والتعايش والمساواة والعدل يؤكدون للقاصي والداني وكل يوم، وعند كل شدة بالقول والفعل والفكر أنهم صامدون ولن يدعون الشر وأهله ينتصرون، بل أنهم سيغلبونهم بسلاح الإيمان والمحبة والشهادة وحب الوطن.

إن حال الأحرار في وطننا الأم الحبيب، وكذلك في بلاد الانتشار يقول بصوت عال ومدوي: "سوف نبقى فرحين بالرجاء، صابرين في الضيق، ومواظبين على الصلاة، ومتكلين على الخالق الذي يقول لنا: "لا تنتقموا لأنفسكم أيها الأحباء، بل أعطوا مكاناً للغضب". "لي الانتقام، يقول الرب، وأنا الذي يجازي".

لنصلي من أجل راحة أنفس الشهداء الأبرار الذين سقوا تراب وطننا المقدس بدمائهم وصانوه بأرواحهم ولنأخذ من ذكرى "بوسطة عين الرمانة" العبر ونعمل بهداها لمنع تكرارها.

مع رسول الأمم (رومية37/08-39): "فالكتاب يقول: من أجلك نحن نعاني الموت طوال النهار، ونحسب كغنم للذبح. ولكننا في هذه الشدائد ننتصر كل الانتصار بالذي أحبنا. وأننا على يقين أن لا الموت ولا الحياة، ولا الملائكة ولا رؤساء الملائكة، ولا الحاضر ولا المستقبل، ولا قوى الأرض ولا قوى السماء، ولا شيء في الخليقة كلها يقدر أن يفصلنا عن محبة الله في المسيح يسوع ربنا."

ننهي بتحية إكبار وإجلال وعرفان بالجميل من القلب والوجدان نرفعها إلى روح الشهيد جوزيف أبو عاصي، شهيد 13 نيسان، ولكل شهداء لبنان الهوية والرسالة والتاريخ والتعايش والسلام والمحبة والصمود.

 

الرئيس الشهيد بشير الجميل من تلة المير في 13 نيسان عام 1980

https://eliasbejjaninews.com/archives/117381/117381/

("هالمناسبة اليوم ما منقبل تكون مناسبة رمزيّة، إنما كوع بحياتنا الوطنيّة اللبنانية، لأن ب١٣ نيسان ١٩٧٥، بهالوقت بالذات، كان الكتائبي جوزيف أبو عاصي، أوّل شهيد بالمقاومة اللبنانية، عم يستشهد. ١٣ نيسان ١٩٧٥، بالنسبة لإلنا، كان درس جديد تعلّمناه من الفلسطيني يلّلي باع بلادو وهرب وإجا يستوطن ويلجأ ببلاد غيرو. تعلّمنا إنو إذا ما منحافظ على وطنّا رح يصير فينا متل ما صار بغيرنا. كان درس للعالم كلّو. كان درس للغرب يلٌلي أخلاقو عم تتدهور، إلّلي القيم عندو ما عادت ترمز لشي، إلّلي إتّبع سياسة التهرّب من الواقع والمسؤولية بلبنان وإلّلي إعتقد إنو إذا سلك هالسياسة بيحلّ أوضاع عم تخربط أوضاعو. ١٣ نيسان ١٩٧٥ كان إلنا البرهان والدليل إنو ما نتّكل على أي كان لمساعدتنا وتخليصنا. وما بعتقد إنو الخلاص رح يجي إلا من عند شهدائنا وأبناء شعبنا. الغرب رح يتعلّم من تجربة ١٣ نيسان اللبنانية كيف بتكون التضحيات للدفاع والحفاظ على الأوطان، نحنا أوّل الشعوب من بعد الحرب العالمية الثانية إلّلي عم تعطي مجدّداً البرهان والدليل إنو دولة أو شعب أراد المحافظة على حالو بدّو يصير فيه متل ما عم بيصير فينا نحنا اليوم. "ب ١٣ نيسان ١٩٧٥ ما ماتت فينا الشجاعة، إنما نحنا متنا بشجاعة. وإستخلصنا عِبٓرْ كثيرة أخلاقية وقومية، إستخلصنا معنى التمسّك بالأرض".)

 

الياس بجاني/نص وفيديو/ذكرى حادثة بوسطة عين الرمانة في 13 نيسان 1975: مقاومة وعنفوان وإيمان وبطولية واستشهاد

https://www.youtube.com/watch?v=gTTni7ivixM

الياس بجاني/13 نيسان/2023

 

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتوني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

نص وفيديو/الياس بجاني: خطأ وخطيئة اعادة نظام الأسد الملالوي إلى الجامعة العربية

الياس بجاني/12 نيسان/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/117351/117351/

من الخطأ أن تُعيد الدول العربية نظام الأسد الكيماوي والبراميلي والفارسي إلى جامعة الدول العربية وهو عملياً "خيال صحرا" لا سلطة وقرار ولا نفوذ له في وعلى المناطق التي هي تحت حكم نظامه، لأن الحاكم الفعلي في هذه المناطق هي إيران واذرعها الميليشياوية من مثل حزب الله الإرهابي وغيرها الكثير من افغان وعراقيين ويمنيين.

قرار عودة نظام الأسد إلى الجامعة العربية، هو ليس فقط خطأ وقصر نظر وعمى بصر وبصيرة، بل خطيئة مميتة لأن إيران الملالي والإرهاب هي التي ستدخل الجامعة. 

كيف يُعقل أن يعاد نظام الأسد المجرم والقاتل إلى الجامعة العربية، في حين أن الشعب السوري هو خارجها، كون الأسد لا يمثل الشعب السوري المهجر والمقهور...والمشرد في كل الأصقاع.

لبنانيأ، نحن لم نرى كلبنانيين في تاريخنا محتل مجرم وارهابي ودموي وابليسي، كما كان الإحتلال السوري البعثي والأسدي. فهو الذي سهل وجود حزب الله الفارسي وسلمه البيئة الشيعية بالقوة العسكرية. وهو الذي هجر شعبنا وافقره وخرّب مؤسساته، وزرع الفرقة بين شرائحه، واغتال قادته ومفكريه، وسجن وشرد واعتقل وخطف، في حين أن المئات من أهلنا لا يزالون في سجونه ومصيرهم مجهول.

باختصار إن قرار عودة نظام الإجرام الأسدي والفارسي إلى جامعة الدول العربية، هو جريمة كبرى، وخطا وخطيئة، ولن تكون نتائجه غير المزيد من ارتكابات هذا النظام للمزيد الإجرام والمحلي والإقليمي.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninews.com

 

نص وفيديو/الياس بجاني: خطأ وخطيئة اعادة نظام الأسد الملالوي إلى الجامعة العربية

https://www.youtube.com/watch?v=Mjy3PNlyXyk&t=102s&ab_channel=EliasBejjani

الياس بجاني/12 نيسان/2023

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط   https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw    لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

رابط فيديو تعليق للصحافي علي حماده: هل يعني الانفتاح العربي على النظام في دمشق عودة للنفوذ في لبنان؟

https://twitter.com/i/status/1646856004951261186

 

توتّر على الحدود الإسرائيلية-اللبنانية بعد تظاهرة لأنصار «حزب الله»

بيروت/الشرق الأوسط/15 نيسان/2023

دعت قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان (يونيفيل)، مساء الجمعة، إلى الهدوء بعد توتر بين حرس الحدود الإسرائيليين وأنصار لـ«حزب الله» كانوا يتظاهرون إحياءً لـ«يوم القدس». ونظّم «حزب الله» تظاهرات في أماكن عدّة في لبنان الجمعة بمناسبة «يوم القدس»، وقد اقترب بعض من أنصاره في جنوب لبنان من الحدود مع إسرائيل. وقالت نائبة المتحدّث باسم يونيفيل كانديس أرديل لوكالة الصحافة الفرنسية إنّ عناصر القبعات الزرق «شاهدوا جمعاً من 50 أو 60 شخصاً يرمون الحجارة ويضعون علم حزب الله على السياج الحدودي». وأضافت أنّ الجيش الإسرائيلي «ردّ بالقنابل الصوتية والدخانية». وأوضحت أنّ وحدات من الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل تدخّلت بسرعة لإعادة الهدوء. وأضافت «في هذا الوقت الحسّاس، نحضّ الجميع على الامتناع عن أيّ أعمال يمكن اعتبارها استفزازية ويمكن أن تؤدّي إلى تصعيد الموقف». من جهتها، أشارت «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية الرسمية إلى إصابة شخص بقنبلة دخان في رأسه خلال تظاهرة بالدراجات الناريّة على الحدود.

 

اليونيفيل: نحث الجميع على الامتناع عن أية أعمال تؤدي إلى تصعيد

ام تي في/14 نيسان/2023

أعلنت نائب مدير مكتب اليونيفيل الاعلامي كانديس ارديل انه في وقت سابق من هذا اليوم وقع توتر قرب ضريح الشيخ عباد بالقرب من كفركلا. وقالت: "لاحظ جنود حفظ السلام التابعون لليونيفيل حشدا من 50 أو 60 فردا يرشقون الحجارة ويضعون علم حزب الله على السياج التقني، ورد الجيش الإسرائيلي بإطلاق القنابل الصوتية والدخانية" واضافت: "وسرعان ما وصل الجيش اللبناني وعمل مع جنود حفظ السلام لتهدئة الوضع الذي اصبح مستقرا الآن". وختمت ارديل: "اننا نحث الجميع بشدة؛ وخاصة في هذا الوقت الحساس، على الامتناع عن أية أعمال يمكن اعتبارها استفزازية ويمكن أن تؤدي إلى تصعيد الوضع".

 

أسرار الصحف الصادرة في 14 نيسان 2023

وطنية/14 نيسان/2023

البناء:

- يعتقد دبلوماسي سابق أن الأولويات بين بعض الدول الفاعلة وبعض اللاعبين المحليين كانت واضحة ومتطابقة لعقد مضى ومحورها العداء لسورية والمقاومة، لكنها تصبح معقدة ومتباعدة محورها تراجع "إسرائيل" وعودة سورية، وهذا يرسم صورة للبنان الرسمي لا تناسبها شعارات الماضي ولا تحالفاته.

- قال مسؤول سياسي سابق شارك في الحرب إن ما يمنع الحرب هو غياب موازين قوى خارجية وداخلية لأن الخطاب السياسي الطائفي الحالي ليس تصالحياً، ولغة العيش المشترك هي “انت جيد لكن والدك كان غبياً فتسبب بالحرب”. فالكل يستعيد خطاب التميز والخصوصية ويلقي باللائمة على الشريك في الأزمات.

النهار:

ـ لم تقبل بعد استقالات أعضاء في بلدية الجديدة في المتن بفعل تدخلات حزبية وسط حالة من الفوضى والتخبط في البلدة.

ـ تبدي وجوه بيروتية استياءها من محاولات مقربين من الرئيس سعد الحريري الادعاء بأنهم يعملون تحت رايته وبالتنسيق معه فيما تصلهم أخبار بأن الحريري لا يجيب على اتصالات هؤلاء.

ـ عبر نواب عن ارتياحهم لتطيير الانتخابات البلدية لأنها كانت ستكشف حجم حضور الكثيرين منهم في بلدياتهم.

ـ تلقى طامحون متمولون لرئاسة مجالس بلدية وعودا بالحصول على دعم من نواب لقاء خدمات متبادلة في حال حصول الانتخابات، إلا أن سيف التمديد سيسبق الجميع..

اللواء:

همس

أصبح بحكم المؤكَّد أن التسوية في بلد عربي قريب تلحظ إجراءات متوازنة، في ما يتعلق بإبعاد القوى المسلحة مستوحاة من تجربة حلّ الميليشيات في لبنان بعد اتفاق الطائف.

غمز

حصل ما يشبه التلاسن في اللجنة الوزارية لتسيير المرفق العام حول زيادات الرواتب، كاد يُطيح بمقاربة الأرقام المقترحة لتحسين المداخيل.

لغز

دخلت تركة التفاهم بين تيار معروف وحزب بارز في مرحلة التصفيات الأخيرة، بعيداً عن الأخذ والردّ والتوتر الإعلامي!

نداء الوطن:

- استأجر المصرفي مروان خير الدين شقّة في باريس، ما يدل على أنّ التحقيقات الجارية في ملفّه وملفّ حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ستطول نسبياً.

- تبلّغ مرشّح ممانع باستياء أنّ زعيماً وسطياً رفض قطعاً تأييده أثناء لقاء مسؤول أمني كبير في عاصمة غربية.

- لاحظ بعض النواب أنّ النائب علي حسن خليل هو من سلّم النائب سجيع عطيه اقتراح قانون التمديد للبلديات وطلب منه تبنّيه وتقديمه.

- تتضمّن المقترحات الحكومية لدعم موظفي القطاع العام اقتراحات باعطاء العاملين في القطاع العام 7 رواتب ولمدة شهرين، وهو ما يخشى أن ينعكس ارتفاعاً في التضخّم وانهياراً اضافياً لليرة.

الأنباء:

*لا تصريح

لم يخرج اي تصريح من مسؤول سياسي مطروح جديا لاستحقاق داهم.

*عودة

لوحظ أن قيادياً في تيار سياسي عاد إلى التحرك والمشاركات العامة.

 

ماذا جاء في مقدمات نشرات الأخبار ليوم الجمعة 14 نيسان/2023؟

وطنية/14 نيسان/2023

مقدمة نشرة أخبار mtv

عطلة الفصح المجيد لدى الطوائف الشرقية بدأت، وتستمر الى صبيحة الثلثاء المقبل. ومع بدء العطلة ارتسم في الافق السياسي  مشهد رئاسي جديد. فحظوظ رئيس تيار المردة سليمان فرنجية تراجعت نسبيا ، وإن كان ثنائي امل حزب الله لا يزال على تأييده له. سبب التراجع ان فرنسا بدأت تُلوّح من خلال اتصالاتها في الداخل اللبناني وفي الخارج انها اصبحت في وارد الانتقال الى الخطة "باء" ، بعدما تأكد لها ان الخطة "أ" لن  تنجح. التراجع الماكروني مرده  ان  فرنسا اكتشفت ان فرنجية لن يمر لبنانيا، ولا عربيا. كما ان باريس  تلقت انتقادا قاسيا من الولايات المتحدة التي رأت ان فرنسا تتعاطى مع الملف اللبناني بنوع من الخفة وبروحية الصفقات، ما جعلها تفشل فشلا ذريعا وتصل الى الحائط المسدود.

في الاقليم المشهد يبدو مغايرا. العلاقات بين السعودية وايران تتطور يوما بعد يوم. آخر جديدها في اليمن، حيث بدأ تبادل الاسرى بين الحكومة والحوثيين و يشمل اكثر من 320 اسيرا. وستتواصل العملية المذكورة  بعد عيد الفطر لتشمل جميع الاسرى، وعندها يبدأ البحث بالهدنة، وصولا الى السلام الشامل. وفي جدة اجتماع لمجلس التعاون الخليجي اضافة الى مصر والاردن والعراق ، وذلك للبحث في عودة سوريا الى جامعة الدول العربية. فهل تحسم الدول  المجتمعة الامر اليوم، وتصدر قرارا بهذا الشأن وذلك قبل القمة العربية المزمع عقدها في 19 ايار المقبل؟ اذا فعلت،  فهذا يعني ان العالم العربي امام منعطف ايجابي.  فالى اي حد  سيستفيد لبنان من الواقع الجديد  ليحقق الخرق المنتظر على الصعيد الرئاسي؟

مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

في يوم الجمعة العظيمة للطوائف التي تتبع التقويم الشرقي، في يوم الآلام المقدسة، يتألم اللبنانيون على واقعهم المرير في ظل التخطب بأزمة مالية اجتماعية خانقة فيما البلاد تنتظر انفراجا خارجيا  في ملف استحقاق الرئاسة الاولى بعد استحالة حصوله داخليا، خصوصا ان تداعيات الاتفاق السعودي ـ الايراني آخذة في التوسع والتفاعل ايجابا على ساحة المنطقة.

واليوم برز الاجتماع البالغ الاهمية الذي تستضيفه السعودية لدول مجلس التعاون الخليجي بمشاركة مصر والعراق والأردن، لتبادل وجهات النظر بشأن عودة سوريا إلى الحاضنة العربية بعد تعليق عضويتها منذ العام  2012 وقبل شهر من انعقاد القمة العربية في المملكة، في وقت كانت اليمن تتبادل الاسرى بين طرفي النزاع في خطوة مكملة لثمرات التفاهم السعودي -الايراني، فهل يتم انجاز ملفي اليمن وسوريا ليحصد لبنان نتائج ايجابية لمشهد المتغيرات الاقليمية السريعة؟

على المسار النيابي الحكومي الداخلي وفي انتظار ثلثاء الجلستين المتعاقبتين اللتين سيعقدهما في يوم واحد مجلس النواب أولا ومجلس الوزراء بعده  فكل الاجواء تشير الى رغبة نيابية واسعة للتمديد للمرة الثانية للمجالس البلدية والاختيارية تزامنا مع تأكيد أوساط حكومية معنية أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي  ينوي تأمين المبلغ اللازم من صندوق السحب الخاص SDR بقرار من مجلس الوزراء، وتضيف الاوساط ان الحكومة قامت بما عليها وستجري الانتخابات، ويبقى ان يقرر مجلس النواب الثلاثاء ما يراه مناسبا من قرارات لتبيان كل الحقيقة أمام الناس.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

هي الجمعة الاخيرة من شهر رمضان المبارك أتت متزامنة مع الجمعة العظيمة لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الشرقي هي جمعة فلسطين الموعد الدائم مع القدسْ مع اولى القبلتين وثالث الحرمين  ولاجل القدس في يومها العالمي خرج الالاف في جمعة التضامن مع القضية الفلسطينية  حشود من بلدان عدة خرجت ملبية النداء تحت شعار الضفة درع القدس بدءا من فلسطين القضية الام مرورا بالعراق وسوريا واليمن وايران ولبنان.

وفي اليوم العالمي للقدس حذر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله من ان بعض أعمال العدو الاسرائيلي الحمقاء في القدس او غزة او الضفة الغربية او سوريا أو لبنان قد تجر المنطقة إلى حرب كبرى واشار الى ان سياسة الصمت التي اعتمدها حزب الله في اعقاب الأحداث الأمنية والعسكرية الأخيرة في الجنوب هي جزء من ادارة المعركة مع العدو.

في المشهد اليمني تسير عملية تبادل الاسرى بين اليمنيين والتحالف السعودي بمرحلتها الاولى بشكل طبيعي تحت رعاية الصليب الاحمر وستستكمل في اليومين المقبلين.

أما في لبنان فان البلاد ستكون بين استراحتي عطلة الأعياد على موعد مع السلطتين التشريعية والتنفيذية في استحقاقات مهمة خلال الجلستين المرتقبتين الثلاثاء المقبل وعلى جدول الاعمال ملف الانتخابات البلدية والاختيارية واوضاع القطاعين العام والخاص وملف الاتصالات.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

المسيحيون في لبنان ليسوا بحاجة الى مرشد سياسي. واذا احتاجوا الى مرشد من هذا النوع في يوم من الايام، فهو لن يكون بالتأكيد سمير جعجع. أما الاسباب فكثيرة جدا، وليس أخرها، مقولة “انتخبونا بينزل الدولار”. فمرات عدة في السابق، حاول “الحكيم” ان يجسد نفسه في دور “المرشد”، وفشل:

في الخيارات الدولية والاقليمية، ارشد الناس الى حكم الاخوان واسقاط الانظمة، فهزم الارهاب وعادت الانظمة او تكاد، الى احضان العرب. في الخيارات الوطنية، ارشد الناس الى الطائف، بالحرب والسلم، فكان سقوط لبنان في حكم الوصاية، وإسقاط رئيس القوات في السجن. في الخيارات المسيحية، ارشد الناس الى التحالف الرباعي عام 2005، والانقضاض على القانون الارثوذكسي عام 2013، والانقلاب على عهد ميشال عون وما يرمز اليه على المستويين المسيحي والوطني، فكان ان وقع الانهيار الاكبر، السياسي والميثاقي والمالي، الذي نتخبط فيه اليوم.

اما اليوم، فنصب جعجع نفسه مرشدا حول المشاركة في الجلسات التشريعية من عدمها، هو الذي يحفظ له الارشيف تسجيلا بالصوت والصورة، يؤكد فيه استعداد نواب القوات للمشاركة في جلسات تشريع ضرورة، ابان الفراغ الرئاسي بين عامي 2014 و2016. وهو نفسه الذي شارك نوابه في جلسات عدة في تلك المرحلة، وكلّ تفاصيلها بالحفظ والصون لدى كل وسائل الاعلام.

التمديد للبلديات والمخاتير من حيث المبدأ مرفوض. وهو ضربة قوية جديدة الى النظام الديمقراطي، واحترام المهل، وفكرة اللامركزية الادارية، وكل ما يمكن للسلطات المحلية ان تؤديه من خدمات في ظل انهيار الدولة المركزية. هذا المبدأ لا يختلف عليه اثنان. اما التكاذب المتبادل حول جهوزية الحكومة ووزارة الداخلية لإجراء الاستحقاق، فهو الذي يحتّم مواقف مسؤولة، تحول دون وقوع البلاد في فراغ بلدي واختياري، لا تحمد عقباه. وعدم الجهوزية تلك، واقعة شهد عليها نواب القوات اللبنانية في جلسة اللجان الاخيرة، موافقين على ان التحضيرات غير ناجزة، ومعتبرين بكل وضوح ان التزام المواعيد المحددة من وزير الداخلية امر مستحيل. فأيهما نصدق: جعجع ام نوابه؟ هكذا سأل التيار الوطني الحر ردا على هجوم رئيس القوات المتجدد والمركز عليه. فما قرأناه في بيان رئيس القوات اللبنانية يناقض مواقف نوابه في الجلسات النيابية، كشف التيار، وهم… اي نواب القوات، اعلنوا انهم لمسوا عدم جهوزية وزارة الداخلية وأجهزة الدولة ككل لاجراء الانتخابات البلدية والاختيارية وعبروا عن ذلك داخل الجلسة النيابية وفي الاعلام.

فنعم، المسيحيون في لبنان ليسوا بحاجة الى مرشد سياسي. فهم راشدون، واعون للحقائق، ومطلعون على محاولات ذر الرماد في العيون. فلما انتخبوا القوات، كان الدولار بثلاثين ألف ليرة، وها هو اليوم يتأهب للقفز مجددا فوق عتبة المئة الف، بعد رمضان الكريم.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

في يومِها الكلُّ يلهجُ باسمِها .. من ارضِها حتى اقاصي حُبِّها ..

هي قدسُنا، هي وعدُنا، وهي قداسةُ فكرِنا.. في يومِها الكلُّ ابحرَ نحوَها.. من كلِّ ارضٍ صامدة.. من كلِّ بحرٍ في مياهٍ هادرة .. حتى غَدَت في يومِها كلُّ المحاورِ طوعَها..

من ساحاتِ بيتِ المقدسِ الى اكنافِه، من لبنانَ وسوريا الى اليمنِ والعراق، وتركيا والبحرينِ وباكستانَ والعديدِ من الدولِ العربيةِ والاسلامية كانَ صوتُ القدسِ عالياً، كما في الجمهوريةِ الاسلاميةِ الايرانيةِ التي خَرَجت باضخمِ تظاهراتِها تلبيةً لنداءِ القدسِ ونصرةً لاهلِها.

وعلى امتدادِ الاحياءِ كانت الضفةُ درعَ القدس، وكانَ التأكيدُ على دعمِ صمودِها ونصرةِ اهلِها وتغذيةِ مقاومتِها بالمالِ والسلاحِ حتى الوصولِ الى الوعدِ المنشودِ الذي يرَوْنَه بعيداً ونراهُ قريبا..

وعن قربٍ من تفاصيلِ ايامِها وصولاتِ مجاهديها، اطلَّ الامينُ العامُّ لحزبِ الله سماحةُ السيد حسن نصر الله، باوضحِ المعادلات: المقدساتُ الاسلاميةُ والمسيحيةُ في القدسِ والخليلِ وكلِّ فلسطينَ خطٌ احمر، وعلى حكومةِ بنيامين نتنياهو ان تفهمَ أن تلكَ الاعتداءاتِ المستمرةَ لعبةٌ خطيرةٌ قد تجرُّ الى حرب..

وبينَ المسيراتِ التي حملت رسائلَ من سوريا ، والصواريخِ التي اُطلقت من لبنان، معادلاتُ ردعٍ للاسرائيلي وعواملُ قلقٍ له يجبُ ان لا يُطَمْئِنَهُ منها أحد. اما المعادلةُ الثابتةُ التي جدَّدَها السيد نصر الله فهي أنَّ ايَّ عملٍ عسكريٍ او امنيٍ يستهدفُ ايَّ شخصٍ على الاراضي اللبنانيةِ ستردُّ عليه المقاومةُ دونَ تردد، ولنتنياهو من السيد كلامٌ واضح: منشوف.. والايام بيننا.

وبينَ الهديرِ المباركِ على طريقِ القدس، وصلَ صوتُ الرئيسِ الايراني السيد ابراهيم رئيسي الى غزة، مخاطباً الفلسطينيينَ المحتشدينَ في باحاتِها أنَ الجمهوريةَ الاسلاميةَ الى جانبِكم حتى النصرِ الاكيد..

نصرٌ باتَ قريباً بحسَبِ قائدِ حركةِ حماس في غزة يحيى السنوار الذي اكدَ على صلابةِ محورِ القدسِ الناصرِ لصمودِ الفلسطينيينَ في الساحات والحاضرِ لتأديبِ العدوِ متى عاودَ تخطي الخطوطِ الحمر..

ومن خطوطِ العراقِ نداءٌ للمقاومتينِ العراقيةِ والفلسطينيةِ في احتفالِ القدسِ أنَ بغدادَ في قلبِ القدسِ وقضيتِها كما اكد الأميُن العامّ لحركةِ الجهادِ الاسلامي زياد نخالة وقادةُ المقاومةِ العراقية..

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي"

في اعادة الترتيب ِالجيوسياسي لمنطقة الشرق الاوسط، لم يعُد السؤال لماذا تُفكُ العزلة عن سوريا، وانما اصبح السؤال كيف ستفك هذه العزلة ومقابل ماذا؟

أولى الدول التي غيَّرت موقفها من النظام السوري, كانت الامارات التي اعادت العلاقاتِ الديبلوماسية مع دمشق في العام 2018، فاتحة باب تغيُّر الموقف العربي التدريجي,حتى وصلنا الى وقتنا هذا.

وفي الوقت الذي استقبلت فيه المملكة العربية السعودية وزيَر الخارجية السوري فيصل المقداد على اراضيها، تستضيف الليلة، دول الخليج ومصر والعراق والاردن، بهدف ِمناقشة الوضع السوري وامكانِ دعوة سوريا لحضور القمة العربية المقررة في السعودية في التاسع عشر من آيار المقبل.

صحيح ٌان لا اجماع َعربياً حول العودة، وهو ما عبّرت عنه قطر بوضوح، فهل يكون المخرجُ عبر تنازلات تُقدمها دمشق، او عبر الدفع بخطة سلام عربية مشتركة يقدِّمها الاردن،وتضع حدا للتبعات المدمرة للصراع السوري؟

ما يمكن قوله اليوم، إنَّ الرياض التي تقود حملة صُنع السلام في المنطقة, تريد تصفيرَ المشاكل لبناء مستقبل ٍ اقتصادي وتأمين ِحمايته.

 

تفاصيل متفرقات الأخبار اللبنانية

الكتائب تحيي ذكرى 13 نيسان بمسيرة مشاعل في عين الرمانة الشياح

وطنية/14 نيسان/2023

نظّمت مصلحة الطلّاب والشباب في حزب الكتائب اللبنانية بالتعاون مع إقليم بعبدا ومصلحة الشهداء مسيرة مشاعل في ذكرى ١٣ نيسان ويوم الشهيد الكتائبي في منطقة عين الرمانة الشياح، والقيت كلمات امام نصب الشهيد الأول لحزب الكتائب جوزف ابو عاصي.

انطلقت المسيرة تحت شعار "ماتوا لنحيا" من امام قسم الشياح الكتائبي، وعلى وقع الأناشيد الحزبية سار الطلاب حاملين المشاعل والرفاق رافعين الأعلام اللبنانية والكتائبية، بمشاركة الوزير السابق الان حكيم، الشيخ امين بيار الجميل، الامين العام للحزب سيرج داغر، أعضاء المكتب السياسي مجيد العيلي، لينا جلخ، بشير عساكر سعد الله عردو، رئيس إقليم بعبدا الكتائبي جورج جمهوري، رئيس إقليم المتن روجيه ابي راشد، رئيس اقليم زحلة داني فياض، رئيس منطقة الرميل إيلي لبكي، رئيس مصلحة الطلاب والشباب في الحزب الياس سمعان، المفتش العام ناجي بطرس، رئيس قسم الشياح ايلي صليبي، رئيس بلدية الشياح ادمون غاريوس، بشير ابو عاصي نجل الشهيد جوزف ابو عاصي، وحشد من الكتائبيين ومن أبناء المنطقة. وألقى كلمة حزب الكتائب المفتش العام ناجي بطرس الذي استذكر معاني المناسبة، مؤكداً ان "عين الرمانة -الشياح؛ أرضُ بطولةٍ منها ولدت شرارة الحرب؛يدعونها الحرب الأهلية وهذا غلط وكذب ؛ إنها حرب الغير على أرضها. أنا قائدٌ وشاهد ؛ هي حربُ الفلسطيني المحتل ومن بعدها السوري المحتل. عندما وقفثْ حركة أمل ضد الفلسطيني. أمدّيتها بالذخيرة وبالمأكل وبجلاء الجرحى الى مستشفى الحازمية؛ لنعود ونقول أننا توحّدنا في ذلك الوقت ضد الطغيان والهيمنة؛ ضدّ الطامعين بمقدرات الوطن وشعبه ؛ لم يحسِبوا حسابا بوقفةٍ أذهلّت العالم وبواخره. من بيوتنا ومدارسنا وجامعاتنا خرج الأبطال وتشابكت الأيدي وتوحّدت البندقية مع بشير، كالصخر هبّوا للدفاع عن الأرض والوطن والكرامة. وقفت الكتائبُ، وقف بشير وقفة عنفوانٍ وشموخ دون خوفٍ دون تردّد؛ جاحدين بالمخاطر والرياح الدوليّة، وقدموا دمائهم الذكيّة على مذبح للحياة، للبنان، للعدل، للمساواة؛ للكرامة، ولعزّة النفس. هذه الشهادة يا شباب هي أمانةٌ في أعناقنا كل يوم ؛ ومع كل نفس. لقد ضحّوا لنحيا ونعيش بوطنٍ شامخ العزّةٍ لجميع أبنائه".وتابع: "يلفتني أبناءً الشهداء معنا اليوم؛ وافقينَ مستمعين؛ ويجري بدمائهم دم من استشهد مثل أبو عاصي وأمير الشهداء بيار أمين الجميّل والقائد بشير وباقي الرفاق".

جمهوري

واكد رئيس إقليم بعبدا جورج جمهوري، أننا "نقف في هذه الذكرى لنجدّد إلتزامنا قضية لبنان لبنان فقط، بخطوات ثابتة لأن الكتائب ثابتة مع رئيسها النائب سامي الجميّل في وقت يتحالف البعض ويتآمرون على وطننا مع أطراف خارجية أو يعتمدون سياسة التنازلات لأهداف صارت معروفة للجميع، مشددا على أن قضيتنا محقة وإستشهاد الحبيب بيار ورفيقنا أنطوان غانم أكبر دليل على إستقامة هذه القضية وإستقامة حزبنا ويسألوننا ما هي قضيتكم؟ قضيتنا هي الحقيقة التي لا تكون موسمية أو "عل موضة".

سمعان

من جهته، قال رئيس مصلحة الطلاب والشباب في الكتائب الياس سمعان: "سألونا لماذا اخترتم الوقفة الرمزية في عين الرمانة وهي منطقة حساسة ولماذا تريدون العودة لتذكيرنا بتاريخ أليم وأنتم طلاب وشباب المستقبل؟" الجواب البديهي للبعض هو لأنّه منها انطلقت شرارة الحرب، لكن جوابنا نحن مختلف، وله رسائل عدة على الجميع أن يفهمها، فمن يريد جعل من 13 نيسان ذكرى كأننا جمعية أبو ملحم ويبوّس لحى وعفا الله عمّا مضى ونيته غير صافية ويريد تزوير التاريخ وقلب الحقائق، وأن يجعل من المجرمين أبطالا ومن الأبطال مجرمين، ومن العملاء مقاومين ومن المقاومين عملاء، فليفعل ذلك في جمهوريته وليس ي جمهوريتنا". وشدد على أننا "كما دعا رئيس الكتائب النائب سامي الجميّل مع المصارحة الحقيقية والتي ننتظرها منذ زمن، ولكن ليس في كل مرة تخوّنوننا وتدّعون تجريمنا، هذه المرة ربما مرت باعتذار أما في المرة المقبلة فربما لن تمر". ووجه تحية لأهالي عين الرمانة: "كنتم خط الدفاع الأول عن التاريخ ولبنان السيادة والحرية والاستقلال ونقول معكم: كل العيون ترتاح عندما تتعب إلّا عين الرمانة" .

صليبي

وقال رئيس قسم الشياح ايلي صليبي: "اهلا بكم في قلعة الصمود  نحن اليوم نحتفل برمزة هذه الذكرى الاليمة، ولا يسعني الا ان انحني اجلالا امام نضال هذا الشعب وقدسية ما قدمه شهداؤنا من الشهيد الأول جوزف ابو عاصي مرورا  بشهداء الشياح عين الرمانة  ال ٤٠٠  ولشهداء المقاومة اللبنانية ٦٠٠٠،   لتبقى هذه الأرض المقدسة جامعة لنا ولتحقيق حلم ما ارادوه الشهداء. ولبعض السياسيين نقول لا تلعبوا بوجودنا وبمستقبل لبنان لأن التاريخ لن يرحمكم".

وضع الأكاليل

بعد ذلك، وضع جمهوري وبشير ابو عاصي والشيخ أمين بيار الجميّل اكليل عائلة الشهيد، وقدّم سمعان اكليل مصلحة الطلاب، ثم اكليل قسم الشياح وانطلقت المسيرة لاحقا الى نصب الشهداء" تمثال الرصاص". وامام نصب شهداء الكتائب "تمثال الرصاص" وضع غاريوس اكليلًا باسم البلدية، فاكليل المقاومة اللبنانية وضعه بطرس واكليل حزب الكتائب قدّمه داغر، ثم أنشد الحضور النشيد الكتائبي.

 

انطلاق الدورة التاسعة في أكاديمية بشير الجميل

وطنية/14 نيسان/2023

انطلقت الدورة التاسعة في أكاديمية بشير الجميل، بمشاركة 120 عنصرا جديدا من لبنان والخارج ومن مختلف الأعمار والاختصاصات والطوائف. وستكون كل حلقات الدورة عن بعد.

تتألف هذه الدورة من 11 جلسة، يتحدث فيها رفاق بشير عنه وعن عمل الفريق في المراحل المفصلية وكيف تحققت الانتصارات العسكرية والسياسية. وتنطلق مع رئيس الأكاديمية الفريد الماضي بشرح عن شخصية بشير القيادية وزياراته للولايات المتحدة. ويختتمها عن الهيئات الشعبية ومقاربة وحوار عن الوضع الحالي. أما موضوع بشير والاقتصاد فيحاضر فيها روي بدارو، وخصص فصل لتاريخ المقاومة اللبنانية وتاريخ لبنان المعاصر مع عماد مراد. أما فؤاد أبو ناضر فيحاضر عن تطور القوى العسكرية، ونعوم فرح عن العلاقات الخارجية في عهد بشير، ويحل أنطوان نجم محاضرا عن موضوع الأزمات اللبنانية عبر التاريخ والعبرة منها. استهل الجلسة الأولى لهذه الدورة، الماضي مرحبا بالحضور وشارحا أكثر عن الأكاديمية، وعن أهمية هذه الدورات، واستمع لعدد من الطلاب، وعن اسباب التحاقهم بالأكاديمية. وكان إجماع على أن بشير لا يزال في الذاكرة اللبنانية قصة نضال وتاريخ ونموذج عن القيادي الوطني الذي لا يتكرر ورمز الثورة الحقيقية، وضرورة تنشئة الأجيال الصاعدة على هذا المسار، والحاجة الماسة خاصة للمغتربين للتعرف أكثر والتعمق في ما تقدمه الأكاديمية وأهميتها، خاصة في ظل كل هذه الأزمات الوجودية التي يتخبط بها لبنان. بعدها تحدث عن أهداف الأكاديمية، أبرزها تعليم فكر بشير وحياته ومسيرته، وتخريج قادة فاعلين وقادرين على التغيير في مجتمعهم أينما كانوا، وخلق جيل مقاوم، بالإضافة إلى ضرورة الحوار والأخلاق التي ميزت بشير وتشكل القاعدة الأساسية للتعامل بهدف بناء مجتمع ووطن. كذلك فصل الصفات التي ميزت بشير والشخصية التي تفرد بها. وتستكمل الأكاديمية دورتها التاسعة مساء كل ثلثاء وخميس عن المواضيع المشار إليها.

 

مولوي: شعبة المعلومات تحبط عملية تهريب نحو 10مليون حبة كبتاغون بشحنة كربون مطاطي من لبنان الى السنغال ومنها الى السعودية

وطنية/14 نيسان/2023

اعلن وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال عبر حسابه على "تويتر ":"‏إحباط شعبة المعلومات تحضير عملية تهريب حوالي ١٠ مليون حبة كبتاغون بشحنة كربون مطاطي من لبنان الى السنغال ومنها الى السعودية. وبناء لمعلومات توافرت لرئاسة الشعبة حول قيام المطلوب للقضاء ج.ش بالتحضير للتهريب، تمكنت الشعبة من تحديد اعضاء الشبكة ومستودع البضاعة بمنطقة القبة - طرابلس".

 

 تنسيقية الدفاع عن حقوق العسكريين المتقاعدين: للنزول الى ساحة الشهداء الثلاثاء لمنع انعقاد جلسة مجلس الوزراء

وطنية/14 نيسان/2023

دعت تنسيقية الدفاع عن حقوق العسكريين المتقاعدين، موظفي القطاع العام في الخدمة الفعلية والتقاعد وعائلاتهم الى ان ينزلوا إلى ساحة الشهداء يوم الثلاثاء في 18 الحالي "ليمنعوا انعقاد جلسة الإهمال والهرب من المسؤولية وليرفضوا معا هذه السلطة المجرمة وكل قراراتها الظالمة"، وذلك بعد تجاهل أي مشروع لمعاشات القطاع العام في الخدمة الفعلية وفي التقاعد في جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء. وقالت في بيان: "انتهى الكلام مع هذه السلطة، وصدر جدول أعمال ودعوة لمجلس الوزراء تجاهل كليا أي مشروع لرواتب ومعاشات القطاع العام في الخدمة الفعلية والتقاعد.

سبق لكل القطاع العام ان رفض قبض المعاش على سعر 60000 ل ل صيرفة. والان نرفض كل بحث في معاش أو راتب أو مساعدة لا يؤخذ فيها في الاعتبار سعر ثابت للدولار كنا قد حددناه على سعر 28500 ل ل". أضافت: "تحديتم وقررتم تجاهل مطالبنا، ونحن قبلنا التحدي وسوف نعتبر انكم شهرتم سيفكم لقطع أعناقنا بقطع أرزاقنا. وسوف نمنعكم من التمادي في المضي بذلك بكل الوسائل". وتابعت: "نتوجه اليكم للمرة الأخيرة ان تعدِّلوا الجدول وتُصدِروا قراركم بصرف معاشاتنا على سعر ثابت لصيرفة لا يزيد عن 28500 ل ل وتأمين الاموال اللازمة لطبابة كل الاسلاك العسكرية، وفي مقدمهم قوى الامن الداخلي والضابطة الجمركية، والا تعقدوا جلسة لمجلس الوزراء الا وقد عممتم ذلك مسبقا في جدول الأعمال". ودعت "قادة القوات المسلحة الى أن يقفوا مع جنودهم ومتقاعديهم ويعلنوا أنهم لن يقفوا في وجه من يطالب بحقوقهم وحقوق عائلاتهم في المعاش والخدمات الاجتماعية كافة وان يبلَّغوا رئاسة مجلس الوزراء انهم غير معنيين باتخاذ أي تدابير حول السرايا الحكومية في موعد الجلسة"، وتوجهت إلى موظفي القطاع العام في الخدمة الفعلية والتقاعد وعائلاتهم  الى ان "ينزلوا إلى ساحة الشهداء يوم الثلاثاء 18 نيسان 2023 الساعة الواحدة بعد الظهر ليمنعوا انعقاد جلسة الإهمال والهرب من المسؤولية وليرفضوا معاً هذه السلطة المجرمة وكل قراراتها الظالمة".

 

الانتخابات البلدية ببيروت: نحو تفاهم "المستقبل" مع حزب الله؟

جنى بركات/المدن/14 نيسان/2023

رغم إصرار وزير الداخلية والبلديات، بسام المولوي، على إجراء الانتخابات البلدية والاختيارية في موعدها، إلا أن التأجيل هو سيد الموقف. كما الأجواء لا توحي بالاستعداد لها، خصوصاً في بيروت. فلا وجود ليافطات دعائية أو إعلان عن لوائح. أما التيارات والأحزاب، فهي ما زالت في مرحلة التخطيط والاجتماعات لحسم أمور التحالفات واللوائح. في بيروت، ليس الأمر مختلفاً عن صراع الانتخابات النيابية لعام 2022. إذ يبدو أن الأحزاب عينها ستخوض المعركة. لكن قد تطرأ تغيرات على بعض التحالفات لم نشهدها في الانتخابات الأخيرة.

تيار المستقبل وقرار العودة

غاب تيار المستقبل عن الساحة السياسية منذ الانتخابات النيابية الأخيرة، وانتهى المطاف، رغم المحاولات الحثيثة من القياديين في الداخل، إلى عدم المشاركة في الاستحقاق بطلب من رئيس التيار ورئيس الحكومة السابق سعد الحريري. وبرز حينها صراع بين أمين عام تيار المستقبل أحمد الحريري، ورجل الأعمال أحمد هاشمية، انتهى بتمويل الأخير للائحة "هيدي بيروت" التي يترأسها النائب الحالي نبيل بدر. اليوم، يسعى أحمد الحريري وبإصرار تام على خوض معركة البلدية، في حال إجرائها، خصوصاً في بيروت، كونها العاصمة أولاً، ومعقل التيار الذي سيطر على هذه البلدية لسنوات طويلة. تفيد مصادر "المدن" المقربة من تيار المستقبل، أن خلفيات الإصرار هو التمسك بما تبقى من فتات هذا التيار في بيروت. اللافت، حسب المصدر، أن انقساماً يسيطر على داخل التيار بين مؤيد ومعارض للمشاركة في هذا الاستحقاق. فالقسم الذي يؤيد ويدعم قرار أحمد الحريري مثل أمين سر المكتب السياسي في تيار المستقبل، فادي سعد، يبرر أن خوض المعركة غاية في الأهمية لأنها "تحمي" ما تبقى من التيار. أما الجانب المعارض، فيسير مع قرارات الرئيس الحريري بالابتعاد كلياً عن الساحة السياسية. لجهة التحالفات، ليس أمام التيار خيارات كبرى. وستكون المرة الأولى الذي سيشكل لائحة باسمه خلافاً للاستحقاقات السابقة، حين كان يموّل ويدعم ولا يشكل لائحة بشكل علني، في حال المشاركة. لذا، يتحث المصدر لـ"المدن" عن خيار أساسي يتمثل بالتفاهم مع حزب الله، مشيراً إلى أن التحالف مع التغييريين شبه مستحيل، وكذلك التحالف مع النائب فؤاد المخزومي ليس وارداً.

يبقى للمستقبل خياران، إما تشكيل لائحة واحدة خالية من التحالفات، أو التحالف مع الجماعة الإسلامية. ويبدو أن الأخيرة لا تنوي اتخاذ هكذا خطوة مبدئياً.

بيروت ما زالت "تقاوم"

ساهمت الانتخابات النيابية الأخيرة، خصوصاً في بيروت، في قلب المعادلة رأساً على عقب. فخرقت المعارضة لوائح الأحزاب التقليدية، وتمكنت من ضمان ثلاثة مقاعد عن دائرة بيروت الثانية. يقول الناشط السياسي كريم صفي الدين إن تنظيمات المعارضة تستعد لخوض الانتخابات البلدية. مشيراً إلى أن الأجواء في بيروت إيجابية، خصوصاً مع تراجع تيار المستقبل. وأوضح أنه من الصعب خلق لوائح مكتملة. وفي هذه الحالة سيعملون على دعم مرشحين في لوائح معارضة. يدور نقاش بين القوى المعارضة اليوم لعدم تكرار أخطاء الانتخابات النيابية، التي شرذمت الأصوات ولم توحد الصفوف. لذا، يقول صفي الدين إنهم ما زالوا بصدد النقاش في كيفية بناء اللوائح، عدد المرشحين، والشخصيات المطروحة، التي لا يجب أن تحوم حولها فساد. أما النائب ابراهيم منيمنة فيشدّد على أنهم معنيون كقوى تغيير في هذه الانتخابات بطرح رؤية بديلة للعاصمة، إنطلاقاً من حاجاتها وخياراتها السياسية. ويضيف، أنهم لا يُسقطون على الناس "خيارات من فوق" قد تخدم مصالح فئة صغيرة من المجتمع. وعن تغيير المزاج الشعبي، يشير منيمنة إلى أن الانتخابات البلدية تعكسه بشكل أساسي لأنها تخرج من العناوين السياسية، والتي بدورها تعتمد على إثارة العصب الطائفي. يعتقد منيمنة أن انتخابات البلدية مهمة في إطار المحاسبة المباشرة عن أداء السلطة السياسية.

الجماعة الإسلامة: بين حزب الله وبدر

الانتخابات الداخلية للجماعة الإسلامية أدت إلى شرخ فيها، ووظهور آراء متعارضة انعكست على أداء الجماعة وقراراتها. وينعكس ذلك على الانتخابات البلدية. تشير المعلومات "المدن"، أن فلكي الجماعة في صراع حول كيفية خوض هذه الانتخابات والتحالفات. تيار رئيس الجماعة المنتخب، محمد طقوش، يميل إلى فتح أنفاق التواصل مع حزب الله مجدداً. إذ اجتمع النائب المحسوب على حزب الله محمد الخواجة مع قيادة الجماعة. أما الطرف الثاني، الذي يترأسه النائب عماد الحوت، فيميل إلى عدم التواصل مع حزب الله أو التحالف معه، إنما يحث على التواصل مع النائب فؤاد المخزومي إضافة إلى النائب نبيل بدر وكذلك النائب وضاح الصادق. كل ذلك غير مؤكد حتى اللحظة لأن موعد الانتخابات رهن التغيير والتأجيل لأربعة أشهر، وربما لن يكون حسب القانون الذي اقترحه نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب الذي يقضي بتأجيلها أربعة أشهر. إذ تشير مصادر "المدن" إلى أن الفترة ممكن أن تمتد قرابة العام الكامل.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

الأميركيون يفاوضون الأسد في عُمان: ورقة سياسية شاملة..

منير الربيع/المدن/15 نيسان/2023

ما يُحكى في الكواليس السياسية عن طريقة تفاوض رئيس النظام السوري، بشار الأسد، مع القوى الدولية، يتجاوز "السوريالية" بأشواط. أداء يظهر الأسد وكأنه بطل عالمي على المستوى الدولي. هو الذي بإمكانه الخروج متبجحاً لإعلان انتصاره على "مؤامرة كونية"، اشتركت بها قوى دولية وإقليمية وعربية لإسقاطه لكنها تعود لتفاوضه. يتخذ موقعه التفاوضي من نقاط قوة يرتكز عليها، وعنوانها أنه لم يُهزم في الحرب، لا بل هزم الجميع.

تقدّم الصين

لم تشهد الأشهر الفائتة مفاوضات أمنية أو سياسية تركية وسعودية ومصرية فقط مع النظام السوري، بل كانت هناك مفاوضات أميركية معه أيضاً، وصلت إلى عقد اجتماعات مباشرة وعلى مستويات رفيعة بين مسؤولين أميركيين ومسؤولين من النظام السوري، في سلطنة عمان. ولكن قبل الدخول في تفاصيل هذه اللقاءات وما ارتكزت عليه مباحاثاتها، لا بد من تسجيل بعض النقاط والملاحظات. في قراءة للمشهد الدولي، ظهر مؤخراً، تقدّم للصين على المسرح العالمي والشرق أوسطي، وهو ما أبرزته بكين في رعايتها للاتفاق السعودي الإيراني، وتالياً في تقديم مبادرة لوقف الحرب الروسية على أوكرانيا. تلى ذلك زيارة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى بكين ولقائه بالرئيس شي جين بينغ، وبعدها صرّح ماكرون بأنه لا يجب على أوروبا أن تبقى في حالة تبعية للولايات المتحدة الأميركية. يوحي هذا المشهد بوجود خلاف ومشكلة داخل الحلف الواحد مثلاً، أي بين أميركا وأوروبا. كما هو الحال بالنسبة إلى خلافات أوروبية- أوروبية حول ملفات كثيرة.

الأسد وفرض الشروط

كذلك، وفي ظل التقارب السعودي الإيراني وبرعاية صينية، يبرز خلاف أميركي سعودي، وخلاف أميركي إسرائيلي، وصولاً إلى التسريبات التي حصلت مؤخراً وقيل إنها تمسّ الأمن القومي الأميركي، وتفضح الكثير عن العلاقات الأميركية مع الحلفاء. كل ذلك يؤدي إلى حالة من التضعضع في هذا المحور. وفي إسرائيل أيضاً، مشاكل داخلية قابلة للانفجار في أي لحظة. عربياً أيضاً، ثمة خلافات بين عدد من الدول حول مسألة إعادة سوريا إلى الجامعة العربية، في ظل اعتراض خمس دول كما يُقال. وهو ما يدفع الأسد إلى القول إنه لا يريد ارباك أحد بالعودة إلى الجامعة العربية، إنما هو يركّز ويحرص على تطوير العلاقات الثنائية. على الرغم من المفاوضات العربية الدائرة مع الأسد، للبحث في إعادة العلاقات معه أو إعادته إلى الجامعة العربية، يظهر أيضاً تباين كبير في آراء الدول. فمثلاً مصر شددت في لقاء وزيري خارجية البلدين على ضرورة تطبيق القرار 2254، والذي يتحدث عن انتقال سياسي للسلطة. هذا القرار غاب عن البيان السعودي السوري، الذي اقتصر الحديث فيه فقط عن الحل السياسي من دون أي ذكر للقرارات الدولية. وهذا ما يجعل الأسد مزهواً أكثر بكل ما يجري وبالإختلافات البينية. قبل ذلك أيضاً، كان بشار الأسد وخلال زيارته لموسكو للبحث مع المسؤولين الروس في تطبيع العلاقات مع تركيا، قد فرض شروطاً مرتفعة السقف، أولها لجهة رفض لقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل الانتخابات، وثانيها بوضع شرط أساسي على تركيا يتعلق بوضع جدول زمني للانسحاب من سوريا.

لقاءات عُمان

مثل هذه الشروط يكررها بشار الأسد على الأميركيين أيضاً. وحسب ما تكشف مصادر متابعة، فإن أكثر من لقاء مباشر عقد بين وفود من النظام السوري والأميركيين في سلطنة عمان. وقد كان المجال التمهيدي لهذه اللقاءات، مفاوضات غير مباشرة بين الجانبين، تركزت حول عدد من النقاط، أبرزها إطلاق سراح 7 رهائن أميركيين في سوريا، على رأسهم أوستن تايس. فيما بعد تم وضع ورقة سياسية شاملة، هي التي فرضت الذهاب إلى حوار مباشر. وهذا الحوار بالتأكيد معلوم بالنسبة إلى عدد من العواصم. وبالإرتكاز إليه تسارعت وتيرة التفاوض بين دول عربية والنظام السوري. هنا يمكن طرح سؤال إذا ما كان المسار السعودي في الانفتاح على دمشق، يشبه المسار نفسه في الانفتاح على طهران. أي أن السعودية كانت على علم بوجود مفاوضات أميركية إيرانية ومفاوضات أميركية سورية، فأرادت الرياض استباق ذلك بانتهاج طريق خاص بها بمعزل عن الأميركيين.

المخدرات والرهائن

تتضمن الورقة السياسية التي يتم التفاوض عليها بين النظام السوري والأميركيين نقاطاً متعددة، تختلف الأولويات فيها بالنسبة إلى كل طرف. فالأميركيون يضعون شروطاً تبدأ من إطلاق سراح الرهائن، وبعدها يتم البحث في المجالات السياسية. بينما الأسد يشترط البحث السياسي، كما يشترط الانسحاب الأميركي من شرق الفرات، لأنه يريد السيطرة بنفسه على المناطق الغنية بالنفط، بالإضافة إلى الوصول لتفاهم حول المسألة الكردية. وبعدها يكون إطلاق سراح الرهائن هو النتيجة لهذه المفاوضات. يتعاطى الأسد مع الوضع بأنه قائم ومستمر بحكم الأمر الواقع. وهو يعود إلى استخدام لعبة قديمة جديدة ترتكز على ابتزاز دول العالم، فكما يبتز أحد الأطراف في مسألة تهريب المخدرات، يبتز الأميركي بورقة الرهائن. بناء عليه، يستخدم الأسد لعبة الاستثمار بالوقت، وهي أكثر ما يحترفه النظام السوري الذي أرساه حافظ الأسد. وربما حصل تطور في آليات هذا الاستثمار انطلاقاً من تعميد العلاقة مع إيران بالدم. حسب ما تقول المعلومات، فإن المفاوضات الأميركية السورية تتركز على الأمور الداخلية السورية، فيما يطرح الأسد إيجاد حلّ لمسألة الأكراد ووقف الدعم الأميركي لهم. بينما يعتبر آخرون أن الأميركيين يريدون مقابل التعاطي مع الأسد، بحكم الأمر الواقع، أن يتعاطى هو أيضاً بواقعية مع الأمر الكردي، بالإضافة إلى ملفات أخرى تتعلق بالوضع في جنوب سوريا ولا سيما ملف الجولان. لا يزال من المبكر التكهن بكل هذه المسارات ونتائجها، فيما تختلف التقديرات والمواقف حول من يعتبر أن الأسد باق والجميع سيتعاطى معه، وبين من يعتبر أن لا إمكانية لذلك من دون حصول حلّ سياسي حقيقي، يقود إلى تغيير في المرتكزات السياسية، أو في طبيعة سوريا ككيان.

 

تركيا ترفض الشروط المسبقة للنظام السوري..وموسكو لا تراها مناسبة

المدن/14 نيسان/2023

أكد وزير الخارجية التركية مولود تشاووش أوغلو أن بلاده لن تقبل بانسحاب القوات التركية من سوريا أو أي شروط مسبقة للحوار مع النظام السوري، فيما اعتبر وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف أن وضع شروط مسبقة ليس مناسباً.

لا شروط مسبقة

ونقل موقع "خبر تورك" عن تشاووش أوغلو قوله إن "الاتصالات مع النظام السوري ممكنة في المستقبل، لكن ما زال هناك الكثير من العمل". وأضاف: "لن نقبل بأي شروط مسبقة، ولن نقبل شرط انسحاب قواتنا من سوريا للمفاوضات لأنه يعني عودة التهديدات ضد تركيا". واعتبر أن النظام السوري "لا سلطة له على أراضيه" إذ كان من المفترض وفق الوزير التركي أن يقضي النظام على جميع التهديدات القادمة من حدوده ضد تركيا، وذلك وفقاً لاتفاقيات جرى التوصل إليها بين الجانبين في وقت سابق. وشدد على أن بلاده لا تريد الإضرار بالأراضي السورية، لكنها في الوقت نفسه تريد عودة آمنة للاجئين السوريين، ليس فقط في المناطق الآمنة الخاضعة للنفوذ التركي شمالاً، وإنما مناطق سيطرة النظام كذلك.

لافروف يدعم أوغلو

وحول الاجتماع الرباعي لوزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران والنظام السوري، قال أوغلو: "نحتاج إلى الانخراط والعمل مع النظام، ونعتقد أن الاجتماع على مستوى وزراء الخارجية قد يعقد بداية أيار/مايو، وعندما يتم تحديد موعد الاجتماع سنحضر". وبدا وكأن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يدعم نظيره التركي، إذ قال للصحافيين من أوزبكستان إنه " يجب ألا تكون هناك شروط مسبقة لاجتماع وزراء خارجية روسيا وإيران وسوريا وتركيا"، مضيفاً: "موقفنا بسيط للغاية، والشروط المسبقة ليست مناسبة هنا". وأكد لافروف أنه لا يجري فقط التحضير لاجتماع وزراء الخارجية الرباعي، وإنما يجري الاتفاق على مكان وزمان ومعايير المباحثات بين أنقرة ودمشق ضمن مسار التطبيع بينهما، بحسب وكالة "سبوتنيك" الروسية. وكان من المقرر عقد الاجتماع الرباعي في 10 نيسان/أبريل، لكن مندوب الرئيس الروسي الخاص في سوريا ألكسندر يفيموف أعلن عن تأجيل موعد الاجتماع إلى مطلع أيار.

التطبيع العربي

وعن التطبيع العربي مع النظام السوري، اعتبر الوزير التركي أن انخراط أنقرة بمحادثات مع دمشق أدى إلى تسريع تقارب بعض الدول من النظام، معتبراً أنه من الجيد أن تأتي المشاركة مع النظام بنتائج، لأنها رغبة تركيا أيضاً. وقال: "نحن بحاجة إلى العمل معاً على خريطة طريق في سوريا، مع دول أخرى خليجية وعربية ومصر والاتحاد الأوروبي". وأكد أن اللقاءات بين أنقرة ودمشق لم تعجب الولايات المتحدة، لأن التعاون مع النظام السوري يشكل تهديداً لحزب "العمال" الكردستاني. وقال إن واشنطن انسحبت من سياسة سوريا، ولم تفِ بالتزاماتها وتتخذ خطوات ضد النظام بعد استخدامه السلاح الكيماوي، مشيراً إلى أن "الأجندة الأميركية لا تدعم سوى حزب العمال الكردستاني وتقسيم سوريا".

العملية السياسية

وحول العملية السياسية السورية، فإن أوغلو أكد أن احتمال قيام النظام بخطوة في ما يتعلق بالعملية "سيكون أقل بكثير، لأنه لا يفضل الحل السياسي، بل الحل العسكري"، لكنه اعتبر أن الامر لن يتم بهذه السهولة إذ قامت المعارضة السورية بتعزيز قوتها وتدريبها. وشدد على ضرورة إحياء عملية التفاوض وفق قرار مجلس الأمن 2254 وكذلك العمل الجاد لإيجاد حل بما في ذلك مسار أستانة الذي يشارك فيه النظام السوري والمعارضة.، قائلاً إن هناك "خطوات يجب على النظام السوري أن يتخذها حتى تُؤتي العملية السياسية نتائجها، بما في ذلك مبادرة خطوة مقابل خطوة".

 

جواء إيجابية حول عودة سوريا إلى الجامعة العربية ومصدر عربي قال لـ«الشرق الأوسط» إن «اجتماع جدة» يحسم القرار اليوم

القاهرة: أسامة السعيد/الشرق الأوسط/15 نيسان/2023

في الوقت الذي تتجه الأنظار إلى الاجتماع التشاوري، اليوم (الجمعة)، لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، إضافةً إلى مصر والأردن والعراق، في جدة، رجحت مصادر عربية مطّلعة أن يشهد الاجتماع «صدور القرار الحاسم بشأن الموقف من عودة سوريا إلى الجامعة العربية، وحضورها القمة العربية المقرر عقدها في الرياض الشهر المقبل». وأفاد مصدر دبلوماسي عربي، تحدث لـ«الشرق الأوسط» شريطة عدم الإفصاح عن هويته، بأن قرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية «لا يزال محل إنضاج»، وأن هناك أجواء وصفها بـ«الإيجابية» تسود المشاورات الجارية حالياً بين عدة عواصم عربية فاعلة. ولفت المصدر إلى أن «الزيارات المكوكية التي قام بها وزير الخارجية السورية، فيصل المقداد لعدد من العواصم العربية، ومن قبلها التقارب والحراك الدبلوماسي الذي شهدته الساحة السورية في أعقاب زلزال 6 فبراير (شباط) الماضي، أسهم في (تليين المواقف)»، مضيفاً أن «عدد الدول العربية الممانعة لعودة سوريا إلى الجامعة العربية يبدو أقل من أي وقت مضى». وكان وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، قد زار (الأربعاء) مدينة جدة في أول زيارة رسمية إلى السعودية منذ انقطاع العلاقات بين البلدين عند بداية النزاع في سوريا، وفق ما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا). وقبيل زيارة المقداد السعودية، تم الإعلان عن اجتماع لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، إضافةً إلى مصر والأردن والعراق، (الجمعة)، في جدة، لبحث عودة سوريا إلى الجامعة العربية.

وكان وزراء الخارجية العرب قد علقوا عضوية سوريا في الجامعة بأغلبية 18 دولة، بعد اجتماع طارئ بالقاهرة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2011 بعد نحو 8 أشهر من اندلاع الاحتجاجات في سوريا. وفي الشهرين الماضيين، زار الرئيس السوري بشار الأسد، سلطنة عمان والإمارات. وفي 3 أبريل (نيسان) الحالي، ذكرت الرئاسة التونسية أن الرئيس التونسي قيس سعيد، أعطى تعليمات لوزير الخارجية نبيل عمار، بالشروع في إجراءات تعيين سفير لبلاده في دمشق. فيما أعادت الإمارات فتح سفارتها في دمشق عام 2018.ووصف الدكتور محمد عز العرب، رئيس وحدة الدراسات العربية والإقليمية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، اجتماع جدة بأنه سيكون «لقاءً فاصلاً» بشأن القرار العربي حول عودة سوريا إلى الجامعة العربية، معرباً عن اعتقاده أن «الأجواء مهيأة أكثر من أي وقت مضى» لحضور سوريا القمة العربية المقبلة في الرياض.

وأوضح عز العرب في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أنه «لا تزال هناك ممانعة من بعض الدول العربية، لعودة سوريا مجدداً إلى الجامعة العربية». إلا أن هناك مؤشرات وصفها عز العرب بـ«الجادة» بشأن إمكانية إحداث تحول في المواقف خلال اجتماع جدة. وشدد على «أهمية الدور السعودي في هذا الصدد، لا سيما بعد استقبال السعودية، وهي الدولة المضيفة للقمة العربية المقبلة، وزير الخارجية السوري». وأضاف عز العرب أنه «للمرة الأولى منذ 11 عاماً تتوافر هذه الملابسات الداعمة لعودة سوريا إلى مقعدها بالجامعة العربية، ومنها التعاطف العربي الكبير مع سوريا عقب أزمة زلزال فبراير الماضي»، فضلاً عمّا وصفها بـ«الاستدارة في المواقف الإقليمية»، واستعادة دول عربية وإقليمية فاعلة مثل السعودية ومصر والإمارات العلاقات مع تركيا وإيران، وهو ما يمثل منطلقاً لتحسين العلاقات العربية البينية. وحول ما يمكن أن يُطرح من مطالب بشأن العودة السورية إلى الحاضنة العربية، أشار عز العرب إلى أن الجانب السوري سيكون مطالباً باحتواء المعارضة السورية السلمية، إضافةً إلى تسهيل إجراء انتخابات شفافة وعودة اللاجئين، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية لجميع الأراضي السورية، خصوصاً تلك التي يسيطر عليها النظام.ولفت إلى أنه لا يمكن توقع أن تكون العودة السورية تماماً كما كانت قبل 2011 إلا أنها ستكون عودة تدريجية، تغير صورة سوريا «المأزومة والمتحاربة»، وفي الوقت ذاته تجنب العرب ما وصفه بـ«الخطأ التاريخي» عندما تم التخلي عن العراق بعد الغزو الأميركي عام 2003 فهيمنت عليه إيران.

  

نجاح المرحلة الأولى من تبادل الأسرى في اليمن

عدن: محمد ناصر/الشرق الأوسط/15 نيسان/2023

ظهر جانب من أسرى الحوثيين بكامل لياقتهم البدنية، باستثناء رجلين مقعدين، في مطار عدن، صباح الجمعة. ودّع الأسرى الحضور الرسمي والشعبي الذي كان ينتظر في الوقت نفسه عودة الأسرى من الجانب الحكومي، القادمين من صنعاء. رغم الطقس الحار والرطب، استُكملت بنجاح المرحلة الأولى من عملية تبادل الأسرى بين الحكومة اليمنية والحوثيين، ونقلت طائرات «اللجنة الدولية للصليب الأحمر» نحو 300 أسير، على أن تتواصل العملية يومي السبت والأحد لتبادل نحو 900 من أسرى الجانبين، عبر 15 رحلة إلى 6 مطارات داخل اليمن وفي السعودية. منذ ساعات الصباح الأولى، احتشد المئات من السكان في محيط مطار عدن الدولي الذي أحيط بإجراءات أمنية مشددة، في انتظار وصول الدفعة الأولى من الأسرى، وبينهم وزير الدفاع الأسبق اللواء محمود الصبيحي الذي يتمتع بشعبية عالية في أوساط اليمنيين. في حين انتشرت الفِرق، التابعة للصليب الأحمر، في ساحة المطار ومحيطه؛ لاستقبال نحو 249 أسيراً للحوثيين، أقلّتهم عدة حافلات الى المطار على دفعتين. ظهر هؤلاء بكامل لياقتهم البدنية، والابتسامة تعلو وجوههم، باستثناء رجلين كانا متأثرين من إصابتيهما، خلال المعارك، وقد وُدّع هؤلاء الأسرى بالتحيات من الحضورين الرسمي والشعبي. وزير الدفاع اليمني اللواء محسن الداعري، ومعه وزير الدولة محافظ عدن أحمد لملس، ووزير الخدمة المدنية عبد الناصر الرالي، ووزير الشؤون الاجتماعية محمد الزعوري، وجمع كبير من المسؤولين؛ من مدنيين وعسكريين، كانوا قد وصلوا إلى المطار قبل ساعتين من موعد هبوط الطائرة التي تحمل الدفعة الأولى من الأسرى، واستكملت فِرق الصليب الأحمر التأكد من قوائم الأسرى الحوثيين الذين أدخلوا صالة المغادرة في مطار عدن، حيث ظل هؤلاء الأسرى يتبادلون، بودٍّ، الأحاديث مع المسؤولين عن حراستهم، وأغلبهم كانوا مسؤولين عن مراكز الاعتقال. بعد ذلك جرى توزيعهم على الدفعتين، إذ حملت طائرة تتبع الخطوط الجوية اليمنية، استأجرها الصليب الأحمر، في الرحلة الأولى 125 منهم إلى مطار صنعاء، في رحلة استغرقت نحو 35 دقيقة، في حين نقلت، بالتزامن مع ذلك، طائرة تتبع «اللجنة الدولية للصليب الأحمر» 35 أسيراً من الجانب الحكومي، في مقدمتهم اللواء الصبيحي، واللواء ناصر هادي، شقيق الرئيس السابق عبدربه منصور هادي.

* الصبيحي وناصر هادي

وما إن حطّت الطائرة التي تحمل الدفعة الأولى من الأسرى في مطار عدن، حتى طوّقها حشود من المستقبِلين والجنود، وظهر اللواء الصبيحي من بوابتها بلباسه التقليدي مبتسماً، وحيا مستقبِليه، وطلب منهم إفساح الطريق أمامه للنزول، قبل أن يتمكن من شق طريقه وسط الحشود التي طوّقت محيط الطائرة؛ لحضور الاستقبال الرسمي الذي أقيم له ولزملائه في أرضية المطار، بحضور وزير الدفاع وجمع المسؤولين والقادة العسكريين وقادة الوحدات الأمنية. أما خارج المطار فقد أغلقت حشود المستقبِلين شارع المطار، واصطفّت عشرات السيارات، التي تحمل صور الصبيحي، على جانبي الشارع، في انتظار خروجه، فتحوَّل موكبه إلى تظاهرة شعبية سارت من مطار عدن في مديرية خور مكسر، إلى مديرية البريقة في غرب عدن، حيث اجتمع الآلاف من قبائل الصبيحة التي ينتمي إليها، في ذلك المكان للاحتفاء بإطلاق سراحه بعد 8 سنوات من وقوعه في الأَسر. وتوجّه، بعد ذلك، إلى مسقط رأسه في عزلة «هويرب» بمديرية المضاربة في محافظة لحج، جنوب اليمن. وفي رحلة ثانية استقبل مطار عدن الدولي، مساء الجمعة، 34 أسيراً جرى إطلاق سراحهم، ضمن هذه الدفعة في يومها الأول، كما نقلت طائرة أخرى تتبع الخطوط الجوية اليمنية إلى صنعاء 124. وأكد بشير عمر، أحد المتحدثين باسم «اللجنة الدولية للصليب الأحمر»، والذي كان موجوداً في مطار عدن، أنهم سيسيرون 15 رحلة، خلال الأيام الثلاثة المحددة لإتمام ثاني أكبر عملية تبادل الأسرى تشمل 887 من الطرفين، وأكد أن هذه الرحلات ستتم عبر 6 مطارات داخل اليمن والمملكة العربية السعودية. وقال فابريزيو كاربوني، المدير الإقليمي لـ«اللجنة الدولية للصليب الأحمر» في الشرق الأدنى والأوسط، في تصريح وزَّعه مكتب الصليب في اليمن: «تأتي هذه العملية، اليوم وخلال شهر رمضان المبارك، لتلمَّ شمل مئات العائلات التي مزّقها النزاع»، واعتبر ذلك «دليلاً على حسن النوايا وبصيص أمل، وسط معاناة كبيرة. نتمنى أن تعطي مثل هذه العمليات زخماً لحل سياسي أوسع، نأمل بأن يؤدي بدوره إلى عودة المزيد من المحتجَزين إلى أحبائهم».

* ترحيب أممي

المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ، رحّب ببدء عملية الإفراج عن الأسرى، ووجَّه الشكر إلى الأطراف؛ على تعاونهم مع مكتبه، و«اللجنة الدولية للصليب الأحمر»؛ لتنفيذ الخطة المتفق عليها في مارس (آذار). وعبَّر عن امتنانه للجنة ودورها، والشراكة المستمرة في اللجنة الإشرافية. وقال، في تصريح وزّعه مكتبه، إن عملية الإفراج هذه تأتي في وقت يسوده الأمل في اليمن، بوصفها تذكيراً بأن الحوار البنّاء والتسويات المتبادلة بمثابة أدوات قوية قادرة على تحقيق نتائج مهمة. وذكر أن مئات العائلات اليمنية تستطيع الآن أن تحتفل بالعيد مع ذويها؛ لأن الأطراف تفاوضوا وتوصلوا إلى اتفاق. وعبَّر المبعوث الأممي عن آمله بأن تنعكس هذه الروح في الجهود الجارية للدفع بحل سياسي شامل؛ لأن آلاف العائلات الأخرى لا تزال تنتظر لمّ شملها مع أحبائها. وتمنّى أن تبني الأطراف على نجاح هذه العملية للوفاء بالالتزام الذي قطعوه على أنفسهم تجاه الشعب اليمني في اتفاقية ستوكهولم، وحضّ الأطراف على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الأفراد المحتجَزين تعسفاً، وعلى الالتزام بالمعايير القانونية الدولية، فيما يتعلق بالاحتجاز والمحاكمات العادلة. من جهته رحّب اللواء صغير بن عزيز، رئيس هيئة الأركان، بالأسرى المحرَّرين، ووصفهم بـ«الأبطال الأحرار الباذلين أغلى ما لديهم من أجل اليمن»، وكتب، عبر حسابه على «تويتر»، مخاطباً اللواء الركن محمود الصبيحي، وزير الدفاع الأسبق، واللواء ناصر منصور هادي، قائلاً: «كل الفخر والاعتزاز لكم، أنتم القيادة التي لم تَلزم مكاتبها، بل واجهتم في ميدان المعركة، وكل القوات المسلحة تفخر بكم».

* الحوثيون: قحطان على قيد الحياة

الحوثيون، وعلى لسان رئيس الفريق المفاوض في ملف الأسرى والمعتقلين عبد القادر المرتضى، أقروا بأن القيادي البارز في «حزب الإصلاح» محمد قحطان لا يزال على قيد الحياة، ووصف المرتضى موضوع الإفراج عنه بأنه «كان من أعقد المفاوضات» التي رعتها الأمم المتحدة، الشهر الماضي، في سويسرا، وذكر أن «حزب الإصلاح» طالب بالإفراج عنه، وأنهم ردّوا بعدم الممانعة، إلا أنه وعند التفاوض وجدوا - الحوثيون - أن «حزب الإصلاح» غير جادٍّ في الأمر، في حين ذكرت مصادر قريبة من المحادثات أن الجانب الأممي اقترح الإفراج عن قحطان مقابل 100 من أسرى الحوثيين، لكن تبيَّن عند مناقشة القائمة أن الحوثيين يطالبون بخمسين شخصاً من المفقودين وليسوا أسرى لدى الجانب الحكومي، وأن ذلك تسبَّب في توقف النقاش حول هذا الموضوع.

 

لندن: القوات الأوكرانية تُجبَر على الانسحاب من بعض مناطق باخموت مع تحسن التعاون بين وزارة الدفاع الروسية ومجموعة «فاغنر»

لندن: «الشرق الأوسط»/15 نيسان/2023

ذكر مسؤولون في كييف أن الجيش الروسي واصل شن هجمات بلا هوادة على مدينة باخموت شرق أوكرانيا، وقصف أيضاً مدينة خيرسون جنوب البلاد. ووسط توقعات بأن تشن كييف هجوماً مضاداً في الأسابيع أو الأشهر المقبلة، بهدف استعادة أراضٍ تسيطر عليها روسيا في الجنوب والشرق، قال أمين مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني أوليكسي دانيلوف أمس (الجمعة)، إن أوكرانيا «ستختبر وتستخدم» أي أسلحة غير محظورة لتحرير أراضيها، بما في ذلك شبه جزيرة القرم. وكتب دانيلوف عبر «تويتر»: «شبه جزيرة القرم أرض أوكرانية، وسنختبر ونستخدم هناك أي أسلحة لا تحظرها القوانين الدولية، وسيساعد ذلك في تحرير أراضينا». واستولت روسيا على شبه جزيرة القرم في 2014.ويضغط الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ومسؤولون كبار على الحلفاء لتزويد بلاده بمزيد من الأسلحة التي تأمل كييف في أن تمكنها من شن هجوم مضاد كبير في وقت لاحق من العام. وقال زيلينسكي في خطاب مصور في وقت متأخر الخميس: «نتطلع لوصول الأسلحة التي تعهد بها شركاؤنا. نقرب النصر إلينا قدر الإمكان». وقدم شركاء كييف الغربيون الدعم العسكري الضروري منذ بداية الحرب العام الماضي، بما في ذلك الدبابات والمركبات المدرعة الحديثة. لكنهم أحجموا عن تقديم أسلحة أثقل مثل مقاتلات «إف - 16» التي طلبتها أوكرانيا. وأعلن وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، أنه لا تغيير في موقف حكومته من توريد مقاتلات غربية إلى أوكرانيا، وذلك بعد موافقة برلين الخميس، على توريد بولندا مقاتلات «ميغ - 29» إلى أوكرانيا. وقال الوزير المنتمي إلى حزب المستشار أولاف شولتس الاشتراكي، خلال وجوده في باماكو عاصمة مالي، إن المهم هو كل شيء يمكنه أن يساعد بشكل سريع. وأوضح بيستوريوس أن «المسألة تتعلق بطائرات ميغ، لأن من الممكن استخدامها على الفور من جانب القوات المسلحة الأوكرانية، لأنها معروفة، ولأن من الممكن القيام بالصيانة والإصلاح من دون صعوبة وبشكل سلس». وأردف أن «كل هذا لا ينطبق على المقاتلات الغربية، لا سيما تلك التي لدينا في ألمانيا، ولهذا السبب فإن هذا النقاش غير مطروح بالنسبة لنا». كانت بولندا أرسلت طلباً للحكومة الألمانية للحصول على تصريح بتصدير طائرات ميغ سوفياتية الصنع إلى أوكرانيا، وكانت بولندا حصلت على هذه الطائرات من ألمانيا من مخزونات جيش ألمانيا الشرقية السابقة في عام 2003، وردت الحكومة الألمانية بالإيجاب على هذا الطلب في غضون ساعات قليلة من تسلمه من وارسو. وتطور كييف أيضاً أسلحتها الخاصة، مثل الطائرات المسيرة وصواريخ نبتون التي تقول إنها استخدمتها في إغراق السفينة الرئيسية بأسطول البحر الأسود الروسي في العام الماضي. وكتبت نائبة وزير الدفاع الأوكراني هانا ماليار على تطبيق «تليغرام» أن قتالاً عنيفاً دار الخميس، في جميع المناطق على الجبهة الشرقية. وأضافت أن قوات موالية لكييف تصدت للهجمات في أغلب تلك المناطق. وتابعت: «أغلب جهود العدو الهجومية تجري في قطاع باخموت»، مضيفة أن القادة الروس أعادوا توجيه الجنود إلى هناك من مناطق أخرى. وأضافت: «يستخدم العدو وحداته الأكثر احترافية هناك، ويلجأ إلى استخدام كمية كبيرة من قطع المدفعية والطيران. يومياً، ينفذ العدو في باخموت من 40 إلى 50 عملية اقتحام و500 عملية قصف».

وباخموت، التي كان يعيش فيها نحو 70 ألف شخص قبل الحرب، هي الهدف الرئيسي لروسيا في هجومها الشتوي الكبير الذي لم يحقق حتى الآن سوى مكاسب هزيلة رغم قتال المشاة بضراوة لم تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وستكون السيطرة على المدينة أكبر انتصار عسكري لروسيا في 8 أشهر. وتقول موسكو إن انتزاع باخموت سيفتح طريقاً للسيطرة على مزيد من الأراضي في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا، مما يمثل هدفاً آخر رئيسياً للحرب. وقال رئيس مجموعة «فاغنر» العسكرية الروسية الخاصة هذا الأسبوع، إن قواته تسيطر على 80 في المائة من باخموت، لكن الجيش الأوكراني ذكر أن النسبة مبالغ فيها. وقالت بريطانيا أمس (الجمعة)، إن القوات الأوكرانية اضطرت للانسحاب من بعض الأراضي في مدينة باخموت مع شن روسيا هجوماً جديداً هناك بنيران المدفعية الثقيلة على مدى اليومين الماضيين. وأضافت: «بثت روسيا النشاط من جديد في هجومها على بلدة باخموت في دونيتسك أوبلاست، إذ تحسن التعاون بين وزارة الدفاع الروسية ومجموعة فاغنر». وأضاف الجيش البريطاني في تحديث يومي لمعلومات المخابرات: «تواجه القوات الأوكرانية مشاكل كبيرة تتعلق بإعادة الإمداد، لكنها نفذت انسحابات منظمة من مواقع اضطرت للتنازل عنها».

وتتولى مجموعة «فاغنر» زمام قيادة الجانب الروسي في المعركة المستمرة منذ شهور والأكثر دموية في الحرب، لكن زعيم مجموعة المرتزقة اشتكى من تراجع دعم الجيش لقواته. وجاء في البيان البريطاني أن «الدفاع الأوكراني ما زال يحتفظ بالمناطق الغربية من البلدة، لكنه يتعرض لنيران مدفعية روسية مكثفة على نحو خاص خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية». وذكر أن وحدات «فاغنر» تركز الآن على التقدم في وسط باخموت، وأن قوات المظلات الروسية تقدم لها الدعم بهجمات على جوانب المدينة.

 

تجاذب روسي ـ أوكراني حول السيطرة على البحر الأسود وكييف دعت إلى تحويله لـ«نفوذ الناتو» وموسكو ردت بحزم

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط/15 نيسان/2023

رد الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، بحزم على دعوات أطلقها وزير الخارجية الأوكراني دميتري كوليبا «لتحويل البحر الأسود إلى منطقة خاضعة لنفوذ حلف شمال الأطلسي»، مؤكداً أن الحديث عن تحويل البحر الأسود إلى «بحيرة أطلسية» بعيد عن الواقع و«لن يحدث أبداً».

وكان كوليبا قال في كلمة عبر الفيديو أمام مؤتمر عن أمن البحر الأسود في بوخارست، إنه «حان الوقت لتحويل البحر الأسود إلى منطقة خاضعة لنفوذ الحلف الأطلسي والعمل على نزع السلاح فيها». وأضاف، أن بلاده «تأسف لأن الغرب ليست لديه استراتيجية واضحة ومنسقة» حول ذلك. وزاد «لقد حان الوقت لتحويل البحر الأسود إلى ما أصبح عليه بحر البلطيق، إلى بحيرة لـ(الناتو)... ندعو إلى نزع السلاح من البحر الأسود حتى تتمكن البلدان المسالمة التي تحترم القانون من استخدامه للتجارة والسفر». وزاد كوليبا، أن بلاده لن تتخلى عن مسار استعادة «كل الأراضي التي احتلتها روسيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم». وفيما بدا تجاذباً بين الطرفين، رد بيسكوف على ذلك بالإشارة إلى «تناقض الدعوة الأوكرانية بين نزع السلاح في المنطقة، وجعلها بحيرة للحلف الأطلسي»، وقال إن الطرح الأوكراني «يستند إلى تناقضين: (الناتو) ونزع السلاح مفهومان متعارضان (...) البحر الأسود لن يكون أبداً بحراً لـ(الناتو)». ميدانياً، نفى الجيش الأوكراني إعلان يفغيني بريغوجين، رئيس مجموعة «فاغنر»، السيطرة على أكثر من 80 في المائة من باخموت بشرق البلاد، وقال، إنها ادعاءات «غير صحيحة». وأوضح سيرهي تشيرفاتي، المتحدث باسم القيادة العسكرية الشرقية لأوكرانيا «اتصلت تواً بقائد أحد الألوية التي تتولى الدفاع عن المدينة. ويمكنني أن أقول بثقة إن القوات الدفاعية الأوكرانية تسيطر على نسبة أكبر بكثير من أراضي باخموت». وأضاف «يريد بريغوجين على الأقل، إظهار نوع من الانتصار في المدينة، التي يحاولون الاستيلاء عليها منذ تسعة أشهر متتالية؛ وهذا هو السبب في إدلائه بهذه التصريحات». موسكو لن تسمح بتحويل البحر الأسود إلى «بحيرة للناتو»

 

الصين تؤكد لأوروبا أنها لم ولن تقدم أسلحة لروسيا... ووزير دفاعها يزور موسكو

أوكرانيا تعلن عن عثورها على مكونات صينية في الأسلحة الروسية

بكين - بروكسل: «الشرق الأوسط»/15 نيسان/2023

دعت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، الجمعة، بكين إلى مطالبة «المعتدي الروسي بوقف الحرب» في أوكرانيا، معتبرةً أنه «لا يوجد دولة أخرى لها تأثير على روسيا أكثر من الصين»، في حين ردت الأخيرة قائلة: «لن نسكب المزيد من الوقود على النار»، ولن تمد موسكو بالأسلحة. وقالت وزيرة الخارجية الألمانية خلال مؤتمر صحافي في بكين إلى جانب نظيرها الصيني تشين غانغ: «يجب أن أقول بصراحة إنني أتساءل: لماذا لا يتضمن الموقف الصيني حتى الآن طلباً للمعتدي الروسي بوقف الحرب؟». وتأتي زيارة وزيرة الخارجية الألمانية إلى الصين بعد أسبوع من زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين اللذين حثّا أيضاً بكين على لعب دور في السلام في أوكرانيا. وفي الأسابيع الأخيرة، تصاعد الضغط الدولي لدفع الصين إلى التدخل لدى روسيا وإحضارها إلى طاولة المفاوضات. أكدت الحكومة الصينية أنها لم ولن تدعم روسيا في حربها ضد أوكرانيا بالأسلحة. وقال تشين غانغ لنظيرته بيربوك: «نحن لا ولن نقدم أي أسلحة لأطراف النزاع»، مضيفاً أنه يُجرى أيضاً التحكم في تصدير ما يسمى بالسلع ذات الاستخدام المزدوج، والتي يمكن استخدامها للأغراض المدنية والعسكرية، وفقاً للوضع القانوني، موضحاً أن دور الصين فيما يتعلق بأوكرانيا يتمثل في تعزيز المصالحة ودفع مفاوضات السلام إلى الأمام. قال مستشار كبير في مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لـ«رويترز»، إن القوات الأوكرانية عثرت على المزيد من المكونات صينية الصنع بالأسلحة الروسية المستخدمة في حرب أوكرانيا، مع تراجع المكونات الغربية التي تقيدها العقوبات. وقال فلاديسلاف فلاسيوك الذي يقدم المشورة إلى رئيس الأركان بشأن سياسات العقوبات: «نواصل العثور على إلكترونيات مختلفة في الأسلحة التي حصلنا عليها من ساحة القتال». وقال في مكالمة فيديو: «الاتجاه العام الآن هو تراجع في المكونات غربية الصنع، ولكن مع زيادة في المكونات من دولة، ليس من الصعب تخمينها. إنها الصين، بالطبع». ونفت الصين مراراً إرسال معدات عسكرية إلى روسيا منذ بداية الحرب. وتفيد معلومات جمعها خبراء أوكرانيون من ساحة القتال واطلعت عليها «رويترز»، بوجود مكونات صينية في نظام الملاحة في طائرات مسيّرة من طراز «أورلان» التي كانت تستخدم سابقاً نظاماً سويسرياً. وحثت بيربوك الصين على العمل بجدية أكبر من ذي قبل على دفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا، مشيرة إلى أن زيارة الرئيس الصيني شي جينبينغ لموسكو أظهرت أنه لا يوجد دولة أخرى لها نفوذ على روسيا أكثر من الصين، وقالت: «القرار بشأن كيفية استخدام هذا النفوذ يؤثر بشكل مباشر على المصالح الجوهرية لأوروبا». وأعربت الوزيرة عن رغبتها في أن تؤثر الصين على روسيا لإنهاء العدوان في أوكرانيا والمشاركة في حل النزاع سلمياً، على غرار الجهود الناجحة التي بذلتها الصين للتوصل لتسوية سلمية بين إيران والسعودية. وذكرت بيربوك أن الصين، بصفتها عضواً دائماً في مجلس الأمن، تتحمل أيضاً مسؤولية خاصة، مضيفة في إشارة إلى ورقة موقف قدمتها بكين بشأن حل سياسي للحرب الأوكرانية، والتي لاقت انتقادات من الغرب، أنه أمر جيد أن تلمح الصين إلى أنها مهتمة بإيجاد حل، «لكن عليّ أن أقول بصراحة إنني أتساءل: لماذا لم يتضمن الموقف الصيني حتى الآن مطالبة لروسيا المعتدية بوقف الحرب؟». وأضافت: «نعلم جميعاً أن الرئيس بوتين يمكنه فعل ذلك في أي وقت... من المهم أيضاً عدم السماح بتسليم أسلحة إلى روسيا، الأمر الذي من شأنه إطالة أمد هذا العدوان، ومن المهم أيضاً الحيلولة دون استخدام سلع ذات استخدام مزدوج في الحرب».

 

8 دبابات كندية تصل إلى بولندا تمهيداً لتسليمها إلى أوكرانيا

أوتاوا/الشرق الأوسط/15 نيسان/2023

أفادت وزيرة الدفاع الكندية أنيتا أناند، اليوم (الجمعة)، بأن 8 دبابات من طراز «ليوبارد-2» كانت أوتاوا قد وعدت بتسليمها إلى كييف لمساعدتها في الحرب مع روسيا، وصلت إلى بولندا المجاورة، وفقاً لوكالة «الصحافة الفرنسية».وكانت أوتاوا أعلنت في فبراير (شباط) أنها ستضاعف عدد الدبابات التي وعدت قبل شهر من ذلك بأن تسلّمها إلى كييف. والدبابة «ليوبارد-2» هي مدرعة ألمانية بوزن 55 طناً، وتشكل العمود الفقري للترسانة العسكرية الكندية وأحد أكثر أسلحتها تقدماً. وفي تغريدة عبر «تويتر» قالت أناند: «وصلت إلى بولندا كل دبابات (ليوبارد-2) التي تعهدت كندا بتزويد أوكرانيا بها. سنواصل الوقوف إلى جانب أوكرانيا وتزويد الأوكرانيين بما يحتاجون إليه من أدوات للقتال والانتصار في هذه الحرب». وزودت ألمانيا وبريطانيا خلال الشهر الماضي، أوكرانيا بـ18 دبابة «ليوبارد-2»، و14 دبابة من طراز «تشالنجر-2»، وكلها مدرعات متطورة جاهزة للاستخدام على خط الجبهة بعدما استكملت القوات الأوكرانية التدرب عليها. إلى ذلك، تعهّدت إسبانيا بتزويد أوكرانيا بـ6 دبابات «ليوبارد»، كما تعهدت الولايات المتحدة بتزويد كييف بـ31 دبابة «أبرامز»، لكنّها أشارت إلى تعذّر تسليمها قبل الخريف.

 

الحاكم الأوكراني لدونيتسك: 8 قتلى بقصف روسي لمبنى سكني

كييف/الشرق الأوسط/15 نيسان/2023

ارتفعت حصيلة قصف روسي استهدف اليوم (الجمعة) مبنى سكنياً في مدينة سلوفيانسك إلى 8 قتلى أحدهم رضيع، حسبما أفاد حاكم منطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا بافلو كيريلينكو، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. وقال كيريلينكو في تصريحات للتليفزيون الأوكراني إن «القصف أوقع 8 قتلى و21 جريحاً، وفق أحدث حصيلة». وفي وقت سابق، ذكرت الشرطة الأوكرانية في منشور على تطبيق المراسلة «تيليغرام» أن القتلى سقطوا بعد أن دمرت صواريخ «إس-300» عشرة مبانٍ سكنية ومواقع أخرى. وقالت المسؤولة البارزة في مكتب الرئيس الأوكراني داريا زريفنا، إن طفلاً أُخرج حياً من موقع الهجوم توفّي وهو في طريقه إلى المستشفى. وكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في منشور منفصل أرفق معه مقطعاً للمباني المتضررة: «تظهر دولة الشر معدنها مجدداً. تقتل الأفراد في وضح النهار. وتخرّب وتدمّر جميع أشكال الحياة».

 

الأسطول الروسي في المحيط الهادئ في حال تأهب قصوى

وطنية/14 نيسان/2023

وضعت موسكو أسطول المحيط الهادئ الروسي بأكمله في حالة تأهب قصوى اليوم  لإجراء تدريبات مفاجئة ستشمل تدريبا على إطلاق صواريخ، في استعراض هائل للقوة وسط توترات مع الغرب بسبب القتال في أوكرانيا، وفق "سكاي نيوز". وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إن" الهدف من التدريبات الحربية هو اختبار قدرة القوات المسلحة الروسية على شن رد على عدوان". وأضاف:" علاوة على إطلاق الصواريخ، ستشارك في التدريبات أيضا قاذفات استراتيجية ذات قدرة نووية ومقاتلات حربية أخرى إلى جانب طائرات من الذراع الجوية لأسطول المحيط الهادئ. وأعلنت وزارة الدفاع أن المناطق الواقعة في الجزء الجنوبي من بحر اوخوتسك، خليج بطرس الأكبر من بحر اليابان وخليج افاتشا على الساحل الجنوبي الشرقي لشبه جزيرة كامتشاتكا، ستغلق أمام الحركة البحرية والجوية لفترة اختبار طوربيدات وقاذفات صواريخ وإجراء تدريبات مدفعية. وأضافت الوزارة أن نائب وزير الدفاع، ألكساندر فومين، أبلغ الملحقيات العسكرية الأجنبية بالتدريبات، وشدد على أن هدفها "اختبار جهوزية أسطول المحيط الهادي لصد أي عدوان". ووصفت الوزارة الإبلاغ بأنه يعكس ”الشفافية الطوعية” لروسيا. ونشرت وزارة الدفاع أيضا مقاطع مصورة تعرض سفنا حربية وغواصات تبحر للمشاركة في المناورات. وفي إطار التدريبات نشرت وحدات بحرية على سفن إنزال برمائية ونقلت أنظمة دفاع صاروخي ساحلية إلى مواقع إطلاق. ووصف المتحدث باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف، التدريبات بأنها جزء من تدريبات روتينية تهدف "للحفاظ على المستوى اللازم من جهوزية القوات المسلحة". وقال شويغو إن "مخطط مناورات اليوم عبارة عن رد على محاولة خصم للهبوط في جزيرة سخالين وجزر الكوريل الجنوبية ".

 

صادرات النفط الروسي في أعلى مستوى لها منذ ثلاث سنوات رغم العقوبات

وطنية/14 نيسان/2023

أفادت وكالة "فرانس برس"، ان "صادرات النفط الروسي في آذار، بلغت أعلى مستوى لها منذ نيسان 2020، على الرغم من العقوبات المفروضة على موسكو، لكن عائداتها تراجعت عما كانت عليه قبل عام، وفق ما ذكرت وكالة الطاقة الدولية اليوم الجمعة". وقالت وكالة الطاقة إنه على الرغم من العقوبات القاسية التي يفرضها الاتحاد الأوروبي ومجموعة السبع "ارتفع إجمالي شحنات النفط في آذار بمقدار 600 ألف برميل يوميا وبلغ 8,1 ملايين برميل يوميا".

 

قطر تعلن عن اتصالات مكثفة مع مصر لردع إسرائيل عن الانتهاكات في المسجد الأقصى

وطنية/14 نيسان/2023

قال رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني إن "بلاده تقوم حاليا بالتواصل بشكل مكثف مع مصر والأردن، بهدف ردع إسرائيل عن الانتهاكات في المسجد الأقصى، بحسب ما ذكرت وكالة "روسيا اليوم" أضاف آل ثاني في تصريح: "العالم يتعامل بازدواجية معايير حيال ما جرى في المسجد الأقصى المبارك"، مشيرا الى أن "هناك تواصل مكثف مع الأردن ومصر وأمريكا لردع الإسرائيليين عن انتهاكاتهم في المسجد الأقصى". وكانت وزارة الخارجية المصرية قد أعربت عن قلق مصر البالغ نتيجة التصعيد المتسارع والخطير الذي تشهده المنطقة. وطالب المتحدث باسم الخارجية المصرية جميع الأطراف ب "ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، والتجاوب مع الجهود المبذولة للتهدئة وحقن الدماء وحماية الأرواح، محذرا من "المخاطر البالغة التي تحيق بالمنطقة اذا استمرت موجة العنف الحالية".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الاحتلال ومخاطر الصراع

ادمون الشدياق/بيروت تايمز/15 نيسان/2023

- رئاسة الجمهورية اللبنانية محتلة

-  مجلس الوزراء محتلة

- المجلس النيابي محتل

المحتل واحد ومعروف من اصغر طفل الى اكبر فيلسوف في لبنان. يعرف المحتل.

 الثورة مقسمة وفاشلة ولا رأس لها كما كانت الثورة السورية ضد النظام الوحشي السوري وستسقط تحت ثقل حملها لأن اي تحرك في التاريخ لا يقوم بدون فكر، مطالب عملية معروفة وقيادة ملهمة.

سامي الجميل ركب مركب الثورة وهو من لا وزن له والذي بقصر نظره حجٌم حزب الكتائب اكثر مما كان اصلاً محجٌم. وقدم استقالته بشعبوية فاضحة لا معنى لها نكاية بالقوات التي هي عقدة اوديب عنده وخصمه اللدود (وليس حزب الله او ايران ). وبحسب منطقه سبب كل مشاكله والشماعة التي يلقي عليها كل محدودياته وتقصيره الواضح والفاضح.

حزب الوطنيين الأحرار وكثير من المستقلين نيتهم حسنة ولكن لا وزن لهم على الأرض ليسببوا اي تغيير او تاثير على الوضع اللبناني.

وليد جنبلاط يغازل سمير جعجع والسنة ليقبض من بري وحزب الله الثمن مضاعفاً ويتصرف كرئيس قبيلة بني معروف وكأنه في غيتو درزي وبمواقفه حجٌم الدروز الذين كانوا من اول مؤسسي الدولة اللبنانية ومن قواها الرئيسية الى قبيلة صغيرة تستعطف نبيه بري ليساعدها على البقاء ولو كطائفة درجة ثانية تعيش على التأرجح بين المواقف والركض بين النقط لتنجو من الغرق. 

اما السنة فبعد أن كانوا العامود الثاني الذي قام عليه لبنان برجالات دولة على حجم الوطن و المنطقة مثل رياض الصلح ورفيق الحريري اصبحت طائفة ثانوية على حجم سعد الحريري الذي أثبت انه ليس قادر على اخذ قرار حاسم ولو سلم له على طبق من فضة. اراد ان يلبس لباس الشهيد رياض الصلح ولباس والده الشهيد رفيق الحريري فجأة البدلة مبهبطة بطريقة مضحكة حتى أصبح مسخرة السياسة اللبنانية والعربية. وكان شواذ المثل القائل من خلف ما مات ، فهو كل يوم يغمق قبر ابيه الذي يتحرك في قبره من الغيظ والخيبة. سعد الحريري الذي كان بلبل في يد الحزبالهية السياسية تحركه عندما تريد .كان يفرح وكما البلبل بالخيط الطويل هو لا يدري بأنه كلما طال الحبل كلما كان البلبل يحقق رغبت سيد البلبل فبلا الحبل الطويل لا حركة للبلبل.وهذا ما حدث في النهاية فانهى مستقبله السياسي وشرزم طائفته وأحدث فراغ قاتل كان هو سببه الاول والاخير. واصبح بدل أن يكون مساعداً في تحرير لبنان وتخليصه من الاحتلال هو أحد وجوه واسباب ضعفه.

اما القوات اللبنانية فحدث ولا حرج فهي التي تواجه اكبر مشكلة على الساحة اللبنانية،فهي التي انتقلت من المقاومة الفعلية الفاعلة إلى المقاومة السياسية. تعلم في قرارة نفسها أنها الفريق الوحيد المؤ٠هل والمنظم كفاية ليواجه حزب الله والاحتلال الايراني ان دارت الدوائر ولكن القوات لا تريد أن تبداء المواجهة هي فالمواجهة تعرف كيف تبداء ولكن لاتعرف كيف تنتهي خاصة وأن ليس هناك من حليف اساسي لها دولياً قادر على امدادها بلوازم الصراع فالقوات جاهزة لحرب دفاعية وليس لحرب هجومية مكلفة على الصعيد المادي والبشري.

 وبالمقلب الاخر وبرغم ما قلنا سابقاً فهذا الفريق اي القوات ليس مستعد ان يتخلى عن الصراع وان يرفع العلم الأبيض والا خسر قاعدته ونفسه ومبرر وجوده ولذلك قرر المواجهة بالممكن من الداخل في اللعبة السياسية والتي هو ليس مقتنع بها وهو أول العارفين ان المجلس النيابي هو جسم محتل ولو كان للقوات ١٢٨ نائب فلن يغير شيء طالما سلاح الحزب والحزب يمتلكون مقدرات البلاد ويتحكمون بها، وهم قادرون غداً على إعلان ولاية الفقيه ولن يواجههم احد على الصعيد السياسي، الا اذا قامت القوات اللبنانية بمقاومة عسكرية للاحتلال. لكن تسعى القوات حتى يأتي قدر الانفجار الكبير ( برأيي ) على إبقاء المجتمع المسيحي متأهب بربح معارك وانتصارات صغيرة حتى تأتي ساعة الصفر التي ستفرض عليها وعلى البلد المواجهة الكاملة. 

القوات تلعب لعبة الوقت الخطرة التي وان طالت ستعمل على تأكل رصيدها الشعبي الذي هو وبالاساس يأتي من خلفية مقاومتية نضالية استشهادية وليس من خلفية الهروب الى الامام وتعليق المواجهات عندما يدعو الواجب ويكون هناك ضرورة للمواجهة ان دعى داعي.

  الدكتور سمير جعجع اليوم هو بين مطرقة المواجهة التي لم يحن وقتها ولم تفرض عليه بعد وسندان شارعه المتململ من النطرة على ضفة النهر والمتحفز للمواجهة. الدكتور جعجع يواجه هذه المصاعب وعلى ظهره ينطنط عدة سعادين أولها شعبوية الكتائب وأسلوب المواجهة المباشر الذي تتبعه معه وكانه صليب لبنان او صالب المسيح منذ دعمه لرئاسة ميشال عون. وتلون مواقف وليد جنبلاط الذي يبيع ويشتري حسب سعر السوق ليصل بطائفته الى بر الامان ولو على حساب الاخرين. وعدم فاعلية سعد الحريري واستحالة إمكانية تحالف مبدأي لا يتزعزع مع الشيخ سعد الذي حين كان في السياسة لم يكن يدري هو نفسه موقفه ليقف عليه واصبح مشكل اكبر بعد اعتزاله العمل السياسي والفراغ السياسب الذي تركه والذي هو اكبر من حجم الحريري الابن الفعلي. 

القوات اللبنانية نشأت كمقاومة وما زال كل من عاش مقاومتها واشترك بها ويحمل تراثها ولو من خلال ارث والدي او عائلي يفكر بها كمقاومة مباشرة برغم تحولها إلى حزب سياسي وبمعظمهم يريدون منها ان تكون رأس حربة في مقاومة الاحتلال ولو من خلال عصيان مدني عابر للطوائف وتكون هي الثورة الفعلية بدل الثورة الهزيلة، ثورة الكفيات التي تنحر الثورة وتشرزمها بعدم تنظيمها وعدم وجود قيادة فعلية لها..

القوات اليوم ضائعة بين الحزب السياسي والمقاومة وبين البراغماتية وشارعها المتحفز الذي يحنالى الحزب الذي كان يغير المعادلات ويقلبها. ولو كان الزمن زمن سلم وبحبوحة لكان الانتقال سلس وهين ولكن بهذه الظروف الاستثنائية هل ستقدر القوات على القيام بهذا الانتقال بدون خسارة شارعها الذي يتطلع اليها وسيظل كمنقذ و رافعة للبنان، والمقاومة كل الاحتلالات. اليوم الشارع يتقبل الوضع لأنه يغرف من رصيد الدكتور جعجع الذي هو كبير وكبير جداً عند قاعدته ولكن هل ببقأءه ضمن المنظومة السياسية الفاسدة والتي هو ليس منها ستخسر القوات ارثها ورصيدها لدى المجتمع المسيحي أولاً والمجتمع اللبناني ثانياً وستدمغ بدمغ المنظومة التي تتناغم معها وتتمسك بها وبمؤسساتها كنوع من أنواع المقاومة السياسية الصورية والتي هي في الوجدان القواتي لا تؤمن بها هي ذاتها ولا الدكتور سمير جعجع. 

الحقيقة لا احسد الدكتور جعجع على خياراته في هذه الأيام الصعبة التي ستحدد مصير الحزب الموصوم بالمقاومة والذي هو اليوم يبقى العامود الوحيد الذي يقف عليه هيكل المجتمع المسيحي واللبناني ولكنه عامود يترنح تحت ثقل خياراته وأرثه التاريخي وتحت ضربات أعدائه البعيدين والقريبين واحياناً من قلب البيت. لبنان الحالم بالحرية والسيادة والاستقلال يقف عند هذه الخيارات السبادية مثقلاً بالجراح والامراض متأملاً بان تثمر احداها مقاومة وايمان وتصميم على حجم حبة الخردل لعلها تنقل جبل الاحتلال والبؤس والفساد عن صدره ليتنفس هواء الحرية والسيادة والبحبوحة والعنفوان من جديد.

 

ماذا عن "الشركاء" والتوطين السوري؟

العرب لم يكونوا يوما ولم يكتووا يوما مكان اللبنانيين ولن نراهن عليهم بعد 48 سنة عقما

نبيل بومنصف/النهار/14 نيسان/2023

ليس غريبا ان تستيقظ هواجس اللبنانيين وكوابيسهم حيال مخلفات الحرب في الذكرى الجماعية لديهم حين عادت مؤشرات استباحة الجنوب خصوصا لتحويله منصة بالوكالة عما كان يسمى الصراع العربي الإسرائيلي وصارت هذه التسمية اليوم موضع شك عميق لالف سبب وسبب. تصادف هذه الاستفاقة الذكرى ال48 ل 13 نيسان، التاريخ الذي يضاهي لبنانيا 11 أيلول اميركيا وعالميا، بما يعني ان أسوأ ما "اقترفه" الفريق اللبناني المهيمن بنفوذه المسلح والحزبي في الجنوب بتركه فصيلا فلسطينيا يعاود العبث باسوأ ما تختزنه الذاكرة اللبنانية هو ان تلاعب واستسهل واستخف بهذه الناحية القاتلة لدى جمهوره وطائفته ومذهبه أولا كما لدى جميع اللبنانيين.

وايا يكن المنطق التبريري الذي سيطلع به السيد حسن نصرالله اليوم على الأرجح في الرد على تحميل حزبه تبعات استعماله لحركة حماس "ذراعا للذراع" حتى من زاوية التصدي للتطرف الليكودي واليميني الإسرائيلي المتطرف، لن يكفي ذلك ابدا لتبديد الشكوك الكبيرة التي نشأت عن انزلاق "حزب الله" بعيدا من الخطوط الحمر القاتلة التي كان ينبغي عليه عدم العبث بها أيا تكن اعتباراته وذرائعه لطمس تبعات عروض النفوذ الإيراني في توظيف اسم فلسطين وقضيتها والصراع مع اسرائيل عبر الجنوب اللبناني.

يقودنا ذلك في ذكرى 13 نيسان تحديدا الى القضية التي صارت اشد خطرا على كينونة لبنان وهويته ومصيره بما يتجاوز بكثير، في ظروف لبنان والمنطقة والعالم راهنا، تلك الظروف التي عرفتها بداية الحرب قبل 48 عاما، أي إخضاع لبنان بما لم يسبق له ان عرفه من اجتياحات، لتوطين شعب اخر برمته مع شعبه على ما يجري في مجريات كارثة النازحين السوريين. لا ترانا في حاجة الى التغرغر والمزايدة والمغالاة في التعبير امام ما صار معروفا ومكشوفا ومثبتا من كوارث متناسلة لهذه الكارثة الى درجة "توسل" فئات لبنانية ان تلقى المعاملة والمعونات الدولية التي يتلقاها "شعب النازحين" السوريين في لبنان الذين تجاوزت ارقام التقديرات الأخيرة لاعدادهم الخيال نفسه مع بلوغهم حدود المليونين ونصف المليون نازح تبعا لارقام جهاز الامن العام.

تقترب قضية النزوح السوري بكل وضوح من نقطة تفجيرية بالغة الخطورة على لبنان واللبنانيين والنازحين السوريين انفسهم بما لا يبدو معه بعض الافرقاء اللبنانيين كأنهم يعيشون في لبنان او يدركون الخطورة الفائقة لتطورات هذا الانفجار الديموغرافي المتدحرج . يجري ذلك فيما الفريق الممانع بالذات يصمت صمتا مريبا ومشبوها عن كل ما يمت بصلة الى معالم الاستباحة جنوبا والى شبهة التوطين السوري في سائر انحاء لبنان.

يلهو هذا الفريق ويتلاعب بشغف الاقتصاص من خصومه ويسدد اليهم، او اقله الى معظمهم  قياما وقعودا، الاتهامات بالنزعات التقسيمية ويشيطن أهدافهم السياسية ويرميهم بشتى النعوت المقذعة فيما يحجب عن ناسه وسائر الاخرين انغماسه في تسهيل التوطين السوري تحديدا. لا يكفي هذا الفريق ان يتذرع الان بانزلاق الدول الخليجية والعربية عموما الى أسوأ ما سنراه في تعويم نظام الأسد الذي تسبب بتهجير نصف الشعب السوري الى لبنان وتركيا والأردن من دون ضمانات قاطعة وحاسمة باعادته الى سوريا شرطا لاعادة دمشق الى الجامعة العربية. العرب لم يكونوا يوما ولم يكتووا يوما مكان اللبنانيين ولن نراهن عليهم بعد 48 سنة عقما. في ذكرى 13 نيسان هل لديكم ما تقولونه "كممانعين" في خطر يستنفد اوصاف الخطورة ؟

 

سر حزب الله

حازم الأمين/موقع درج/14 نيسان/2023

النظام هو الذي أتاح للصواريخ أن تنطلق قبل نحو أسبوع من محيط صور، وهو الذي أفسح للحزب أن يكون صاحب القرار النهائي في الشاردة والواردة، وهو أمر جرى العمل لتحقيقه على مدى سنوات نجح خلالها “حزب الله” في إنجاز المهمة.

ليس خفياً على أحد من اللبنانيين، أن “حزب الله” هو حارس النظام من ألفه إلى يائه. من سليمان فرنجية إلى رياض سلامة، ومن نجيب ميقاتي إلى نبيه بري، مروراً بجبران باسيل طبعاً. وهذه الأسماء ليست أشخاصاً، بل هي أدوار ووظائف، فهو لا يحمي نجيب ميقاتي الشخص، بل تلك الوظيفة الباهتة والمراوغة التي يؤديها صاحب هذه الشخصية، وطبعاً لا يحمي رياض سلامة، حاكم مصرف لبنان، بل المهمة التي لعبها الرجل لإطالة عمر

منظومة الحزب عبر ضخّ ودائع اللبنانيين في خزانتها الفاسدة. واليوم، لا يرشح “حزب الله” سليمان طوني فرنجية لرئاسة الجمهورية، لأن الرجل يصلح للمهمة، بل لأنه سليل دور لطالما كان حلقة تغذي نفوذ الحزب ليس أكثر.

النظام هو الذي أتاح للصواريخ أن تنطلق قبل نحو أسبوع من محيط صور، وهو الذي أفسح للحزب أن يكون صاحب القرار النهائي في الشاردة والواردة، وهو أمر جرى العمل لتحقيقه على مدى سنوات نجح خلالها “حزب الله” في إنجاز المهمة.

وأن يكون الحزب حارس المنظومة التي تولت إغراق البلد في الكوابيس التي يعيشها اللبنانيون اليوم، وأن يحافظ في الوقت نفسه على قاعدة مؤيدين من اللبنانيين أنفسهم، ممن يدركون ويعرفون أن الفساد الذي تسبب بالمأساة التي يعيشونها محمي من الحزب، فإن هذه المفارقة تستدعي تأملاً. شعبية الحزب أمر يستحق التأمل، نظراً الى وضوح دوره في ما يعيشه اللبنانيون اليوم.

لننطلق لتبسيط هذه المعادلة من عبارة قالها أخيراً رئيس تكتل “حزب الله” النيابي، النائب محمد رعد: “من الأفضل للبنانيين أن يكون لهم رئيس من الوجوه التي يعرفونها، والتي ألفوا حضورها في الحياة السياسية”. هذه العبارة لا تقبل تأويلاً غير أن “حزب الله” يريد رئيساً من المنظومة الحاكمة التي يُجمع اللبنانيون على أنها تسببت بالكارثة التي يعيشونها. العبارة هي التي تسبق تسمية الحزب لفرنجية. فالأخير قبل أن يكون حليفاً للحزب ولبشار الأسد، جزء ممن ألف اللبنانيون حضورهم في المشهد العام. أي تغيير في هذا المشهد سيكون من صنع “الاستكبار العالمي”. الحزب متمسك أقسى التمسك بالنظام، أما الانهيار والفساد وسرقة المدخرات فليست شأن من يريده الحزب رئيساً.

التصدي لهذه الآفات هي من شأن الاستعمار. ونحن هنا لا نضع كلاماً في فم الحزب، إنما نكرر ما يقوله قادته حرفياً. “المرشّح الذي لديه خلفية اقتصادية يستطيع التفاهم مع المؤسّسات المالية الدولية التي يمكنها، من خلاله، فرض التعليمات والتوجيهات والسياسات التي يرسمها النافذون الاستكباريون في العالم بهدف تطويع إرادة شعب قاوم الإسرائيليين وهزمهم”، هذا ما قاله رعد أيضاً.

فرنجية قادم لتأدية أدوار أخرى. هذا ما يعرضه الحزب على اللبنانيين، وهو لا يقترحه بصفته خياراً عليهم أن يفاضلوا بينه وبين غيره من الخيارات، بل أن يقبلوا به بصفته قدراً. فللحزب الكلمة الفصل، وليجتمع المسيحيون في بكركي، ويعلنوا تبرّمهم.

وهنا نعود إلى سؤال عن سر تعلق لبنانيين بمن يعرفون أنه “سر صمود النظام الذي تسبب بمأساتهم”. وما نعنيه هنا بـ”لبنانيين”، مواطنون ممن نالهم من الكارثة نصيب، وممن يعانون سرقة ودائعهم، ومن انهيار النظام الصحي والتعليمي على يد المنظومة. وهؤلاء اللبنانيون يعرفون أن الحزب الذي يقفون خلفه هو العائق الأول أمام تجاوز محنتهم!

الحزب هو القوة المذهبية الأقوى، بين قوى مذهبية أقل قوة منه. المذهبية ليست سر قوة الحزب الوحيدة، السلاح يسبقها هنا، إلا أنها سر مواصلة متضررين من النظام بتعلقهم بالحزب. قد تأتي إجابات عن تساؤلنا لها علاقة بالنفوذ المالي للحزب، أو بالنفوذ الأمني، وهي إجابات صحيحة، إلا أننا بسؤالنا عن لبنانيين يعرفون أن “الحزب سر بقاء النظام” لا نعني هؤلاء، وإنما لبنانيين من غير هذه الدوائر يناصرون الحزب من دون أن يشبهوه، ومن دون أن يكونوا من المستفيدين من دورته الاقتصادية، وبعيدين من نفوذه الأمني، وممن لا يقنعهم على الإطلاق خطاب محمد رعد، الذي أوردنا مقتطفات منه. وهؤلاء أكثر ذكاء وفطنة من الخطاب الذي ينساقون خلفه. يسخرون من رعد، لكنهم ينتخبونه، ويعرفون أن نصرالله منع أولادهم من إسقاط رياض سلامة، إلا أنهم يشيحون بأبصارهم عن ذلك. التفوق المذهبي يغشي أبصارهم، على رغم ما نالهم منه من مصائب.

هل صحيح أن عدد هؤلاء تراجع؟ لا مؤشرات صلبة تؤكد ذلك، ذاك أن السياسة والشأن العام في الجنة المذهبية اللبنانية هما من القضايا التي لا ترتبط بالمصالح وبالمستقبل. عندما ذهب اللبنانيون للاقتراع، اصطحبوا معهم مشاعرهم وتواريخهم وآلهتهم، ونسوا عقولهم ومستقبلهم، فكيف والحال هذه أننا حيال “حزب الله”؟!.      

 

هل ستتأجل عودة دمشق الى الجامعة العربية ؟

علي حمادة/النهار العربي/14 نيسان/2023

جميع الدلائل كانت تشير الى أن طريق النظام السوري الى الجامعة العربية فتحت الى حد أن التقديرات أشارت الى احتمال كبير لكي تتم دعوة الرئيس السوري بشار الأسد الى القمة العربية المقررة في 19 أيار (مايو) المقبل في الرياض.

إنما أتت زيارة وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الى السعودية للقاء وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، ثم البيان الذي صدر في أعقاب الزيارة لتثير الشكوك حول الأمر. وبدا واضحاً أن وزارة الخارجية السعودية هي التي أعدت المضمون فتغير الانطباع السابق الذي كان يرجح عودة النظام الى الجامعة بمناسبة انعقاد قمة الرياض. لماذا؟ لأن البيان الذي صدر تضمن ما يشبه خارطة طريق متدرجة لعودة دمشق الى "الحضن العربي".

فقد بدا أن البيان يمكن تقسيم بنوده ومرحلتها إلى قسمين، الأول المتعلق بما هو مطلوب من دمشق بصفة مسبقة كمقدمة لما "يسهم في عودة سوريا الى محيطها العربي واستئناف دورها الطبيعي في الوطن العربي" كما ورد في البند ما قبل الأخير من البيان، والثاني ما هو مرتبط بالعلاقات الثنائية والخطوات التنفيذية الفورية التي تتعلق بعودة الخدمات القنصلية فقط والرحلات الجوية بين البلدين!

في القسم الأول يمكن التوقف عند البنود الآتية وهي اشبه بشروط سعودية مسبقة:

1- حل سياسي للازمة السورية يحافظ على وحدة سوريا وأمنها واستقرارها وهويتها العربية وسلامة أراضيها و يحقق الخير لشبعها الشقيق.

- حل الصعوبات الإنسانية وتوفير البيئة المناسبة لوصول المساعدات لجميع المناطق السورية.

-تهيئة الظروف اللازمة لعودة اللاجئين والنازحين السوريين الى مناطقهم وانهاء معاناتهم، وتمكينهم من العودة بأمان الى وطنهم واتخاذ المزيد من الإجراءات التي من شأنها المساهمة في استقرار الأوضاع على كامل الأراضي السورية.

-تعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب بكافة اشكاله و تنظيماته.

-تعزيز التعاون بشأن مكافحة تهريب المخدرات والاتجار بها.

-دعم مؤسسات الدولة السورية لبسط سيطرتها لانهاء تواجد المليليشيات المسلحة والتدخلات الخارجية في الشأن الداخلي السوري.

-تسوية سياسية شاملة للازمة السورية تنهي كافة تداعياتها وتحقق المصالحة الوطنية وتساهم في عودة سوريا الى محيطها العربي واستئناف دورها الطبيعي في الوطن العربي.

تؤشر هذه اللائحة الطويلة من المطالب السعودية وأبعد من السعودية ربما الى أن امام دمشق طريقاً طويلاً قبل أن يتم التعامل معها كدولة طبيعية. إنها لائحة مطالب مرتبطة بالحل السياسي الشامل الذي يمثل حسب تسلسل البنود والأفكار المعبر الى "عودة سوريا الى محيطها العربي واستئناف دورها الطبيعي في الوطن العربي".

وجميع البنود الواردة يمكن قراءتها على أنها واقعة في خانة المطلوبات من النظام لا سيما بنود مرتبطة باللاجئين والنازحين السوريين الذين لم يفعل النظام شيئاً من اجل "تمكينهم من العودة بأمان الى وطنهم"! أو الإشارة الى "تعزيز التعاون بشأن مكافحة تهريب المخدرات و الاتجار بها" ! إن اهم من كل ذلك أن البيان لم يشر الى ما هو أبعد من عودة الخدمات القنصلية والرحلات بين البلدين. لقد كان البيان في مكان ما أشبه بمضبطة اتهام .

مع ذلك، ثمة توجه من عدة دول عربية تريد تسريع عودة دمشق الى الجامعة العربية، ولا تربطها بخارطة طريق. بيد ان تريث عدد من الدول الأخرى في الموضوع قد يرحل الامر الى ما بعد قمة الرياض. والخبر اليقين سيأتي في اعقاب الاجتماع التشاوري العربي الذي يعقد اليوم في جدة لبحث الموضوع. ففي أي اتجاه ستهب رياح جدة ؟

 

هل تنجح إيران في تغيير عمل «حزب الله»!

هدى الحسيني/الشرق الأوسط/13 نيسان/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/117415/117415/

في خضم الغموض الذي يدور حول أسباب إطلاق الصواريخ عبر الحدود اللبنانية باتجاه إسرائيل، وحقيقة الجهة المطلقة، هناك كثير من المعلومات المتناقضة التي يتم تداولها. مصادر «حزب الله» نفت أن تكون على علم بالعملية، وقالت إن الصواريخ أطلقها أفراد من «حماس» انتقاماً من عدوان إسرائيل على المصلين في المسجد الأقصى، وإن هذا العمل لا يغير قواعد الاشتباك في الجنوب اللبناني، ورغم ردّ إسرائيل على لبنان وتصاعد الرد اليومي على قواعد الحزب في سوريا، فقد التزم الحزب الصمت وعدم التصعيد. وقالت نشرات أخبار «قناة المنار» إن سكوت «حزب الله» هو الرد الصحيح، وهو بحد ذاته حرب نفسية لتوتير العدو وترهيب الإسرائيليين، الذين أضحوا يبيتون في الملاجئ، تحسباً لما يمكن أن يقدم عليه الحزب.

لكن لا يخفى على أحد أن الجنوب اللبناني بالكامل هو منطقة يسيطر عليها «حزب الله» وحيداً بلا منازع، حتى قوات الأمم المتحدة المتعددة الجنسيات (اليونيفيل) تتحرك ضمن منطقة يحددها الحزب، وعندما تخرج عن هذه المنطقة يتم افتعال حوادث اعتداء من قبل مناصري «حزب الله»، تماماً كما حصل في يناير (كانون الثاني) 2022 عندما اعترض رجال مجهولون دورية من قوات اليونيفيل في بنت جبيل، وضربوا أفرادها وأضرموا النار بعرباتهم، مدعين أن الدورية كانت تقوم بتصوير المنطقة، بينما قالت قيادة اليونيفيل إن الدورية ضلت الطريق. وتكرر هذا الاعتداء في ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، وتم قتل جندي آيرلندي من القوات المتعددة الجنسيات، بحجة أن دوريته كانت تقوم بالتصوير، وقد تم نفي ذلك من قبل الناطق باسم اليونيفيل. كما يعرف الجميع أن الجيش اللبناني لا يقوم بتحركاته في الجنوب، إلا بعد التنسيق مع القيادة العسكرية للحزب، ويتذكر اللبنانيون جيداً استشهاد النقيب الطيار سامر حنا، الذي أطلق الحزب صاروخاً على مروحيته، لأنها مرت فوق بلدة سجد ضمن منطقة يمنع الحزب التحليق فوقها. ولقد كان تبرير رئيس الجمهورية السابق ميشال عون يومها صارخاً، عندما تساءل عن سبب وجود الرائد الشهيد في تلك المنطقة. وعليه من غير الممكن أن توجد مجموعة عسكرية من «حماس» أو غيرها، وتطلق 34 صاروخاً باتجاه إسرائيل، وبعدها يدعي الحزب أنه لا علم له بالعملية. من المؤكد أن هذا إما تواطؤ أو ثغرة أمنية خطيرة، إذا كان علينا أن نصدق. مع العلم أنه تردد أن قرار هنية بإطلاق الصواريخ التي حملت توقيع «حماس» وانطلقت من لبنان، جاء بعد لقاء مع نصر الله، حول مأدبة إفطار جمعتهما مع قائد «فيلق القدس» إسماعيل قاآني، والسفير الإيراني في بيروت مجتبى أماني. فما هو هدف «حزب الله» من هذا؟

مصادر مطلعة في لبنان، على اتصال بجبهة الممانعة، تقول إن هناك هواجس لدى الحزب بسبب التقارب السعودي الإيراني الذي لم تكن قيادة الحزب على معرفة بقرب التوصل إليه، وكذلك تسارع الأحداث بعد اتفاق المبادئ برعاية الصين. ورغم تركيز البلدين على اليمن أولاً، إذ أن هناك تتمات وملاحق كثيرة، أيضاً هناك تطورات سريعة أخرى نتيجة الاتفاق، ظهرت بوادرها في فك العزلة العربية عن سوريا، وهذا كله حتماً يعني تقلص تمدد «حزب الله» في اليمن وسوريا. ويدرك الحزب أنه إذا كان الأمر كذلك، فمن المرجح أن تقوم إيران بتغيير طبيعة عمل الحزب الذي قاتلت به في مناطق النزاع بأمر الولي الفقيه، وذلك لسبب بسيط، وهو أنه لن يكون هناك نزاع إيراني – سعودي، وأن قوة عظمى هي الصين ستضمن هذا. من هنا أراد «حزب الله» أن يبعث برسائل إلى رؤسائه في إيران أنه لن يدفع ثمن الاتفاق السعودي الإيراني، وأنه يستطيع قلب الطاولة وإشعال المنطقة بتفجير حرب مع إسرائيل لن يعرف أحد كيف تنتهي. ولقد كان رمزياً إبراز إعلام الممانعة صوراً لاستقبال حسن نصر الله لإسماعيل هنية، ليؤكد أن صواريخ «حماس» هي صواريخه. لكن بنيامين نتنياهو كان بالمرصاد لهنية ونصر الله مساء الاثنين، إذ هدَّد بأنه لن يسمح بقاعدة لـ«حماس» في جنوب لبنان. هل يكفي هذا الإنذار نجيب ميقاتي رئيس حكومة تصريف الأعمال، الذي كل ما أكده للبنانيين، أن من أطلق الصواريخ من منطقة القليلة اللبنانية لم يكونوا لبنانيين. لكن لم يقل لنا من أخبره، وهل من طرف لبناني مثلاً، فرقة كشاف، كانت تعرف وأبلغت ميقاتي أن مطلقي الصواريخ من نوع «غط الحمام طار الحمام». حطوا، أطلقوا الصواريخ، ثم طاروا، ونجيب ميقاتي كلف وزير خارجية لبنان عبد الله بو حبيب رفع شكوى في مجلس الأمن ضد إسرائيل لتعديها على لبنان! بهذا المفهوم، فإن إسرائيل هي التي أرسلت إلى لبنان من أطلق الصواريخ عليها، لتحرج رئيس حكومة تصريف الأعمال، وحسناً فعل هو و«شرطي الجمهورية» عبد الله بو حبيب. وعندما ستقصف إسرائيل سيكون الحل في جيبي ميقاتي وبو حبيب. أما بالنسبة إلى حسن نصر الله فعليه أن يعرف أن التغيير في المنطقة آتٍ حتماً، ويحصل بوتيرة سريعة جداً، بينما الحزب غير قادر على التغيير حتى استيعابه، ومن هنا سنشهد مزيداً من تخبطه في الداخل اللبناني. ومن غير المتوقع ألا تأخذ طهران بعين الاعتبار ما ستتفرغ له، لأن عبئاً زال عن كاهلها، وهي الآن تتطلع إلى مرحلة جديدة، علها تساعدها على التخفيف من العقوبات، وقد بدأت فعلاً. فقد ذُكر مؤخراً أن إيران وروسيا تناقشان زيادة حركة النقل بينهما عبر بحر قزوين. لقد استكشف كبار المسؤولين من إيران وروسيا سبلاً مختلفة لإعطاء دفعة للنقل عبر بحر قزوين. خلال اجتماع عقد في طهران يوم الأحد الماضي، ناقش وزير الطرق والتنمية الحضرية الإيراني مهرداد بذرفاش، والروسي إيغور ليفيتين، الذي يعمل مساعداً خاصاً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، التعاون في مختلف وسائل النقل الجوي والبحري والبري والسكك الحديدية. بالإشارة إلى التاريخ الطويل للتعاون بين الموانئ الإيرانية والروسية في النقل البحري، حثّ الوزير الإيراني أيضاً على ضرورة أن يستفيد كلا البلدين من إمكانات الموانئ الأخرى في التجارة الثنائية.

وقال إن سفينة «رو رو» الروسية العملاقة رست في ميناء نوشهر، شمال إيران، لأول مرة منذ 21 عاماً في أبريل (نيسان) الماضي، وهو حدث يعتقد أنه خطوة رئيسية في التجارة البحرية بين البلدين. وخلال إقامته في طهران، عقد ليفيتين أيضاً اجتماعاً مع النائب الأول الإيراني محمد مختار، في وقت سابق من يوم السبت الماضي؛ حيث ناقشا مشروع تنفيذ ممر عبور دولي بين الشمال والجنوب ذي أهمية استراتيجية. وفي حديثه خلال الاجتماع، قال إنه يمكن تحويل إيران وروسيا إلى مركز رئيسي لتصدير المنتجات الغذائية في المنطقة، من خلال تنفيذ مشروعات استثمارية مشتركة بين البلدين. فهل يجرؤ نصر الله على نسف مشروعات إيرانية – روسية من أجل سواد عيني إسماعيل هنية، أم أنه مطلوب منه ذلك؟!

 

دوريل وضماناته في السعوديّة: عاد "خالي الوفاض"

جوزفين ديب/أساس ميديا/السبت 15 نيسان 2023

يوم الثلاثاء الماضي، حطّت طائرة "رئاسية" فرنسية في المملكة العربية السعودية. كان على متنها مبعوث الرئيس إيمانويل ماكرون، باتريك دوريل. وكانت "محمّلة" بـ"الضمانات"، التي سبق أن وعد ماكرون وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بأنّه "سيأخذها" من المرشّح لرئاسة الجمهورية سليمان فرنجية، وذلك خلال الاتصال بينهما في آذار الفائت.

حمل مسؤول الملفّ اللبناني في الإليزيه هذه "الضمانات"، وطار بها نحو نظيره، المستشار في الديوان الملكي نزار العلولا. ضمّ الاجتماع أيضاً السفير السعودي في لبنان وليد البخاري، الذي "يرمضن" في بلاده. وإلى هناك لحقت به أخبار لبنان والصخب الفرنسي الذي لا يتوقّف حول فرنجيّة.

تؤكّد المعلومات الأوّلية أنّ المبعوث الرئاسي الفرنسي عاد "خالي الوفاض"، لئلا نقول "خائباً". الطلقة الأخيرة في مسدّس ماكرون اللبناني لم تُصِب الهدف. لم ينجح كبير المفاوضين الفرنسيين في تليين الموقف السعودي من فرنجية. وسمع الضيف الفرنسي أنّ الموقف الذي تبلّغه هو بتوجيه من وليّ العهد، وهو الموقف "المعمّم" من وزارة الخارجية السعودية في اتصالاتها مع الأفرقاء المعنيّين كلّهم.

الموقف هو التالي: فرنجية "غير مطابق لمواصفات" بيان نيويورك الثلاثي.

تؤكّد المعلومات الأوّلية أنّ المبعوث الرئاسي الفرنسي عاد "خالي الوفاض"، لئلا نقول "خائباً". الطلقة الأخيرة في مسدّس ماكرون اللبناني لم تُصِب الهدف

الجانب السعودي يتحضّر لجولة جديدة من "اللقاء الخماسي" الذي يضمّ إلى فرنسا والسعودية كلّاً من مصر وقطر والولايات المتحدة الأميركية. ربّما تعيد هذه الجولة الأمور إلى نصابها لجهة وقف حركة باريس المناقضة للتفاهمات المبرمة، من نيويورك إلى باريس. وهي حركة بدأت تأخذ منحى مؤذياً للبنان، نتيجة المماطلة والتمنّع عن دفع اللبنانيين إلى انتخاب رئيس "تصالحيّ" تنطبق عليه المواصفات المتّفق عليها.

حركة آن غريو الداخليّة

في هذا الوقت كانت باريس تقارب الملف الرئاسي باتجاهين، اتجاه خارجي عبر زيارة دوريل للسعودية، واتجاه داخلي عبر جولة قامت بها السفيرة الفرنسية آن غريو على القوى المسيحية المعارضة لفرنجية.

حصلت بعض اللقاءات أمام كاميرات الإعلام، وحصل بعضها الآخر بعيداً عنها.

اتّبعت آن غريو خطاب "الترغيب" بمكاسب حكومية في حكومة العهد الأولى، كما فعلت في معراب مثلاً، على أن يوافق المسيحيون على رئاسة فرنجية.، لكنّها فشلت. ثمّ اتّبعت خطاباً دبلوماسياً يقول إنّ فرنسا لا تصرّ على رئاسة فرنجية، بل تؤيّد انتخاب رئيس بأسرع وقت ممكن والاتفاق على سلّة متكاملة لنهوض البلد. ثمّ لوّحت بعقوبات أوروبية على "معرقلي العملية الديمقراطية".

فشلت كلّ المحاولات الفرنسية. فحطّت آن غريو في عين التينة في زيارة خاطفة، ناقشت خلالها مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي آخر معطيات الملفّ الرئاسي، وأبلغته بفشل المحاولات الفرنسية لمصلحة مرشّحه سليمان فرنجية.

فرنجيّة في دمشق

تزامناً مع كلّ هذا الحراك، كثر الحديث عن عودة "السين سين" والمصالحة بين السعودية وسوريا، وعن تداعياتها على لبنان لمصلحة محور الحزب وإيران.

لكن يبدو أنّ الاتّجاه العامّ ليس لمصلحة فرنجية وحلفائه. ففي معلومات "أساس" أنّ رئيس تيار المردة زار الأربعاء الماضي دمشق حيث عقد لقاء مع الرئيس السوري. وفي المعلومات التي تسرّبت أنّ دمشق لم تعطِ أيّ وعد لفرنجية بدعمه في مفاوضاته مع السعوديين.

كانت هذه خلاصة اللقاء الذي كان لقاء قصيراً جدّاً لأنّ من رصدوا موكب فرنجية علموا أنّه دخل سوريا لساعات قليلة جداً. وقد عاد بنتيجة واحدة، وهي أنّ لبنان، خصوصاً موضوع الانتخابات الرئاسية، ليس على طاولة الحوار السوري – السعودي. ويبدو أنّه لن يوضع على هذه الطاولة في المدى القريب، نظراً لتزاحم الملفّات العربية عموماً، والسوريّة بالأخصّ، التي تشكّل أولوية مطلقة للطرفين السوري والسعودي.

يقول مصدر دبلوماسي إنّ التوقيت ليس صدفة، متحدّثاً عن دخول أميركي على خطّ الرئاسة وانسحاب فرنسي لمصلحة تقدّم الدور القطري المنسّق مع السعودية بشكلٍ تامّ

تقدّم الدور القطري..

قرأ البعض في توقيت فرض العقوبات الأميركية على الأخوين رحمة دخولاً أميركياً على خطّ الرئاسة اللبنانية من بوّابة إحباط المبادرة الفرنسية.

ليست المرّة الأولى التي تقصف فيها أميركا مبادرة فرنسية تجاه لبنان. تتذكّر مصادر دبلوماسية زيارة ماكرون لبنان مرّتين متتاليتين بعد تفجير الرابع من آب عام 2020 ومبادرته إلى اقتراح تشكيل حكومة برئاسة سفير لبنان في ألمانيا مصطفى أديب. يومها أتت الرسالة الأميركية بتوقيتها مصوَّبة على الاندفاعة الفرنسية عبر عقوبات فرضت على الوزيرين السابقين يوسف فنيانوس وعلي حسن خليل في شهر أيلول من عام 2020.

هل توقيت هذه العقوبات الجاهزة في أدراج الإدارة الأميركية يحمل رسائل سياسية؟

يقول مصدر دبلوماسي إنّ التوقيت ليس صدفة، متحدّثاً عن دخول أميركي على خطّ الرئاسة وانسحاب فرنسي لمصلحة تقدّم الدور القطري المنسّق مع السعودية بشكلٍ تامّ.

توحيد صفوف المعارضة

على المقلب المواجه للفريق الداعم لفرنجية، تنشط الاجتماعات واللقاءات التي تطرح أسماء يمكن الاتفاق عليها. من هذه الأسماء الجدّية الوزير السابق زياد بارود وصلاح حنين وقائد الجيش جوزف عون. وتتحدّث مصادر نيابية عن طروحاتٍ ستبدأ بالنضوج في الأيام المقبلة، وبحثٍ عن أسماء تتقاطع عليها القوى السياسية.

بعد شهر رمضان سينتهي الوقت الضائع الذي دام عدّة أشهر، على أن تعود الحركة إلى الملف الرئاسي من بوابة خلاصات اللجنة الخماسية بخصوص لبنان، ويبدأ البحث عن مرشّح ثالث بعد سقوط معادلة فرنجية - ميشال معوض.

حتى ذلك الحين سيكون لبنان قد أضاع أشهراً عديدة في محاولات باريس تسويق مقايضتها الشهيرة بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، التي وصلت إلى حدّ محاولة فرضها على اللبنانيين. فقد مارست باريس سياسة العصا والجزرة مع القوى اللبنانية، تارة بالحديث عن مكتسبات حكومية للقوى المعارضة لفرنجية، وتارة بالكلام عن عقوبات أوروبية ستُفرض على معرقلي العملية الديمقراطية. وهي الآن تتحدّث بلجهة تهدوية لتقول إنّ فرنسا تؤيّد انتخاب رئيس للجمهورية مهما كان الثمن لأنّ لبنان لا يمكن أن يستمرّ على هذه الحال.

سواء كان فرنجية أو غيره، لا تريد فرنسا أن تخسر دورها بعدما انحسرت وظيفتها كـ"وسيط" بين إيران والمملكة العربية السعودية لصالح التقارب المباشر بين البلدين.

عاد دوريل أدراجه إلى الإليزيه خالي الوفاض... وها هو "الدور" ينحسر أكثر وأكثر.

لمتابعة الكاتب على تويتر: josephinedeeb@

 

أيّ استراتيجية دفاعيّة في ظلّ "صواريخ" حماس؟

العميد الركن خالد حماده/أساس ميديا/السبت 15 نيسان 2023

ما زالت حادثة إطلاق الصواريخ من الجنوب اللبناني باتّجاه الأراضي المحتلّة تتوالى فصولاً على الرغم من ضحالة العناوين التي رُفعت في حينه لتبرير ما حصل. الحادثة لم تأتِ من فراغ وليست وليدة اللحظة، بل يستمرّ البناء عليها بما يضعها في واجهة المشهد الذي تُستكمل عناصره بتدخّل أميركي لتقويم الموقف الجديد، وردود فعل وتهديدات إسرائيلية تُصاغ على وقائع وتطوّرات الوجود العسكري المنظّم لحركة حماس الذي لم يعُدْ ضيفاً على لبنان، بل أصبح فجأةً من أهل الدار.

وصول رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنيّة إلى بيروت قبل حادثة إطلاق الصواريخ، واستقباله من قِبل الرئيس نبيه برّي، ولقاؤه الأمين العام للحزب وقائد فيْلق القدس إسماعيل قاآني في السفارة الإيرانية، كما نشر موقع "أساس"، استُتبعت بإضافتيْن أميركية وإسرائيلية، لتقدِّم بمجملها تسويقاً مدروساً لحركة حماس كلاعب جديد سيتصدّر المشهد اللبناني قريباً وإلى أجل غير مسمّى:

- الإضافة الأولى: قدّمها أحد المسؤولين الأميركيين لإحدى محطات التلفزة العربية، جاءت بمنزلة الرسم البياني لتوزيع المهامّ بين الحرس الثوري والحزب وحركة حماس. يقول المسؤول الأميركي إنّ الحرس الثوري الإيراني قام بنقل المئات من حركة حماس إلى لبنان عبْر مطار رفيق الحريري الدولي، وإنّ الحزب يتولّى تدريبهم في منطقة البقاع ليتمّ بعد ذلك نقلهم إلى مخيّمات اللاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان. ويتابع المسؤول الأميركي أنّ الحزب يزوّد حركة حماس بصواريخ طويلة المدى بهدف فتح جبهة جديدة شمال إسرائيل من دون أن يتورّط الحزب فيها بشكل مباشر.

ما زالت حادثة إطلاق الصواريخ من الجنوب اللبناني باتّجاه الأراضي المحتلّة تتوالى فصولاً على الرغم من ضحالة العناوين التي رُفعت في حينه لتبرير ما حصل

- الإضافة الثانية: تختصر قواعد الاشتباك بين المكوّنات الثلاثة أو ربّما تشكّل مضبطة سلوك فيما بينها. لقد رأت شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي أنَّ القادة في إيران والحزب وحماس ليسوا معنيّين بمواجهة مع إسرائيل، وهم يعبّرون عن هذا الموقف بشتّى الطرق والرسائل. لكنَّ احتمالات اندلاع حرب في المنطقة "لا يريدها أحد" قد تزايدت خلال الأشهر الماضية بسبب تراجع الاهتمام الأميركي بما يحدث في الشرق الأوسط والخلافات بين تل أبيب والإدارة الأميركية، وباتت أكبر فرص الانجرار إليها بسبب مغريات الأزمة الإسرائيلية الداخلية.

حماس حاجة لأميركا وإسرائيل وإيران

تمثّل حركة حماس بإطلالتها الجديدة حاجة أميركية وإسرائيلية وإيرانية في الوقت عينه:

- إسرائيل ككيان غاصب بحاجة إلى تهديد دائم للإبقاء على تماسكها الداخلي، وعدم تعريض بنيتها المجتمعية الهشّة لمخاطر التفكّك، والاحتفاظ بوظيفتها كقاعدة عسكرية أميركية متقدّمة في المنطقة.

- وحماس بالنسبة لواشنطن هي مبرّر يُضاف إلى مبرّرات العسكرة الأميركية التي تتعزّز بشكل غير مسبوق في المنطقة، تحت عنوان مكافحة الإرهاب والحفاظ على الاستقرار.

- وإيران تحتجها كميدان استثمار في التقاطعات الأميركية الإسرائيلية وأداة تأثير في الداخل الفلسطيني وعبْره في العالم العربي، وتحتاج إليها طهران لإخراج الحزب من المواجهة حيث يتوجّب ذلك.

لا بدّ هنا من تسجيل الغياب الكلّيّ للدولة اللبنانية (ربّما كلمة دولة لم تعد ملائمة لتوصيف واقع الحال) أو للعشائر السياسية، سواء في السلطة أو المعارضة، عمّا يجري. حتى إنّ توجيه السؤال للأجهزة الأمنية أو تعميم ما يمكن من إفادات الأجهزة الأمنية الواردة إلى الحكومة عبر القنوات الرسمية (بموجب المادة 65 من الدستور والمادة 20 من قانون الدفاع الوطني) لا يبدو ممكناً.

يأتي هذا الغياب في صلب الحوكمة الرديئة وتحلّل فكرة الدولة. فكيف لسلطة هاربة من استحقاق الانتخابات البلدية وما زالت تتنفّس الصعداء بعد ما جرى في الجنوب أن تمتلك شجاعة الإقدام على مقاربة هذا التهديد الحقيقي؟

البناء الأميركي والإسرائيلي، على ما يُنسب إلى حركة حماس، سيصبح مادّة حيّة ومتفاعلة، وربّما سيدفع تكرار حوادث مماثلة إلى مزيد من التهويل الأميركي والإسرائيلي وإلى تصدّر حركة حماس لمشهد المواجهة، بما يدفع مجدّداً إلى استحضار السؤال: "لمن ستُهدي حركة حماس انتصارها؟"، بحيث تصبح مسألة سلاحها وأنشطتها في لبنان شأناً إقليمياً تستحيل مقاربته في ظلّ العدوان.

إسرائيل ككيان غاصب بحاجة إلى تهديد دائم للإبقاء على تماسكها الداخلي، وعدم تعريض بنيتها المجتمعية الهشّة لمخاطر التفكّك، والاحتفاظ بوظيفتها كقاعدة عسكرية أميركية متقدّمة في المنطقة

أين الاستراتيجية الدفاعية؟

لطالما كان المخرج اللبناني أو التخريجة المستخدمة عند احتدام المطالبة بإيجاد حلّ لسلاح حزب الله هو المطالبة بوضع استراتيجية دفاعية للبنان. وقد أصبح ذلك مصطلحاً متعارفاً عليه للتسويف والمماطلة في سياق بحث مسألة الاعتداء على السيادة الوطنية وحصريّة السلاح بيد الدولة، وأصبح فيما بعد أحد شروط التصنيف لمرشّحي رئاسة الجمهورية. فأيّ استراتيجية دفاعية للبنان يمكن مناقشتها بعد التحديث (Updating) الذي تدخله كلّ من طهران وواشنطن إلى الساحة اللبنانية عبْر حركة حماس؟

هل تصبح حركة حماس 2023 نسخة من حزب الله ما بعد 2006؟

وهل يدخل سلاحها لائحة المحرّمات التي يتعذّر بحثها على غرار سلاح الحزب، على هدى عدوان إسرائيلي مرتقب؟

وهل يحلّ إسماعيل هنيّة شريكاً لا بدّ من حضوره أو عائقاً لا يمكن تجاوزه لدى مناقشة الاستراتيجية الدفاعية الوطنية؟

أسئلة تبدو منطقية ومشروعة في ظلّ عودة سوريا إلى العالم العربي وحاجة دمشق إلى ذراع عسكرية في لبنان.

* مدير المنتدى الإقليميّ للاستشارات والدراسات

 

بين ساحة النجمة والسراي: "البلديّات" في العرض الأخير!

ملاك عقيل/أساس ميديا/السبت 15 نيسان 2023

تشكّل جلسة مجلس النواب التشريعية قبل ظهر الثلاثاء "الموصولة" بجلسة مجلس الوزراء بعد الظهر نهاية مسلسل "مهزلة البلديات"Season 2  بعد التمديد الأوّل للمجالس البلدية والاختيارية في آذار 2022.

الأفظع في المهزلة أنّ تسونامي الخراب الذي أدخل اللبنانيين منذ عام 2019 نفق الجحيم لم يدفع أهل القرار والحلّ والربط إلى أيّ تغيير في نمط تعاطيهم مع الملفّات والاستحقاقات. لا مكان للخجل. الذهنية نفسها والعقل "المؤامراتي" نفسه والدجل نفسه. تركيب طرابيش وتخطيط مشبوه يلمّ الخصوم تحت الطاولة، وتطويع للدستور والقانون بحسب "وِجهَة" الحسابات السياسية.

التواطؤ بين الحكومة ومجلس النواب لتطيير الانتخابات البلدية كان بالغ الفمق، وسيبقى العرض مستمرّاً حتى يوم الثلاثاء مع إصرار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على الإيحاء بأنّه عازم حتى اللحظة الأخيرة على القيام بما يلزم لإجراء الانتخابات على قاعدة: "إذا لم يتمّ تأجيل الانتخابات البلدية صباحاً في الجلسة التشريعية يُبحث موضوع التمويل في مجلس الوزراء. أو إذا مُدّد للمجالس البلدية والاختيارية في مجلس النواب يُصبِح هذا البند بحكم الملغى".

المولوي الذي كان يؤكّد في مجالسه الخاصة أنّ هناك قراراً سياسياً بعدم إجراء الانتخابات لم يجرؤ على تسمية معرقلي عمل وزارته

يتألّف جدول الأعمال المُوزّع على الوزراء لجلسة يوم الثلاثاء من تسعة بنود آخرها بند طلب وزارة الداخلية تغطية نفقات الانتخابات البلدية والاختيارية في عام 2023.

ارتأى ميقاتي "دَحش" البند من ضمن حسابات "محلية" ضيّقة لـ "التَعليم" على خصومه وتحييد نفسه عن تهمة تعطيل الاستحقاق، وأخرى خارجية للإيحاء بأنّ حكومته لم تتخلَّ عن مسوؤليّاتها مع العلم، وفق المعلومات، أنّ عدداً كبيراً من الدبلوماسيين الأجانب والسفراء والزوّار الأوروبيين كانوا يتكلّمون أمام المرجعيات الرئاسية والوزارية بصيغة تشبه الأمر عن ضرورة إجراء الانتخابات البلدية في موعدها.

عمليّاً أتى إدراج بند تمويل "البلديات" على جدول أعمال مجلس الوزراء مترافقاً مع معطيَين اثنين:

- الأوّل إصرار ميقاتي طوال الأسابيع الماضية على رفض إقحام حكومته في مسألة التمويل باعتبار أنّ مجلس النواب هو المخوّل إقرار الاعتمادات، ورفض فكرة التمويل من حساب الـSDR، فيما درجت العادة أن تقرّ الحكومة تمويل الانتخابات النيابية والبلدية. الإحراج الأكبر الذي تعرّض له ميقاتي هو كشف وزير الداخلية بسام المولوي أنّ رئيس حكومة تصريف الأعمال وَعَده بتأمين التمويل من حقوق السحب الخاصةSDR ، موحياً بأنّ الأخير إمّا كان يناور أو عَدَلَ عن رأيه، فيما كان الفريق اللصيق برئيس الحكومة يردّد أنّ "التمويل شغل النواب ومش شغلتنا".

- الثاني استواء "طبخة" التمديد للبلديات برشاقة كبيرة استدعت التئام هيئة مكتب المجلس بكبسة زرّ، ثمّ تحديد موعد الجلسة التشريعية مع اتفاق من دون عوائق تذكَر على بنود جدول الأعمال. تنسيق كامل بين الرئاستين الثانية والثالثة اكتمل مع ما كشف عنه موقع "أساس" قبل ثلاثة أسابيع عن توجّه التيار الوطني الحرّ إلى تغطية جلسة تطيير الانتخابات، لكن مع ذهاب العونيين أبعد من ذلك من خلال تبرّع النائب الياس بوصعب بتقديم اقتراح قانون بالتمديد للبلديات لأربعة أشهر، مُذكّراً بدور نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي في تأمين مخارج غبّ الطلب حين تدعو الحاجة إلى ذلك.

تشكّل جلسة مجلس النواب التشريعية قبل ظهر الثلاثاء "الموصولة" بجلسة مجلس الوزراء بعد الظهر نهاية مسلسل "مهزلة البلديات"Season 2  بعد التمديد الأوّل للمجالس البلدية والاختيارية في آذار 2022

يجدر هنا التذكير بالعصيّ التي وُضعت في دواليب انعقاد الجلسة التشريعية نهاية نيسان الفائت. في تلك الجلسة التي طارت بفضل "جهود" بري-ميقاتي-باسيل، والتي تقدّم بنودها بند التمديد للّواء عبّاس إبراهيم، كان يُمكن أن تتضمّن اقتراح قانون فتح اعتماد في الموازنة العامّة لعام 2022 بقيمة 1,500 مليار ليرة لتغطية نفقات إجراء الانتخابات البلدية والاختيارية الذي تقدّم به قبل أيّام قليلة النائب علي حسن خليل.

هذا البند تحديداً كان يمكن أن يُحرِج النائب جبران باسيل ويدفعه إلى المشاركة في جلسة تأمين التمويل للانتخابات، لكنّ الأخير كَسر قرار مقاطعة "تيّاره" للجلسات التشريعية عبر التوجّه إلى المشاركة يوم الثلاثاء المقبل في جلسة "تشريع الضرورة"... لتطيير الانتخابات وليس لإجرائها. هي نقطة إضافية سيسجّلها رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على غريمه باسيل بسب إصراره على رفض المشاركة في أيّ جلسة لا يكون بندها الوحيد انتخاب رئيس للجمهورية.

المفارقة الكبرى أنّ برّي أوعز إلى مساعده النائب خليل تقديم اقتراح فتح الاعتماد المالي بعدما كان "يللي ضَرب ضَرب ويللي هَرب هَرب"، وبعدما صار التمديد أمراً واقعاً.

بالمحصّلة، التقى الجميع على الهدف نفسه: رَكل الانتخابات إلى موعد لن يتقرّر، للمفارقة، قبل أن تتّضح مؤشّرات التسوية في المنطقة وتترجَم لاحقاً بانتخاب رئيس للجمهورية ثمّ تشكيل حكومة والاتفاق على بيانها الوزاري وإجراء تعيينات ملحّة ثمّ الانصراف إلى "البلديات". أمّا التخريجة المتوقّعة في جلسة يوم الثلاثاء فهي إقرار قانون يمدِّد للمجالس البلدية والاختيارية لعام كامل مع ربط نزاع مع الحكومة "بإجرائها الانتخابات فور جهوزها (أي في أيّ وقت)، على ألّا يتعدّى الأمر تاريخ 31 نيسان 2024 كحدّ أقصى".

باستثناء بعض نواب قوى المعارضة والتغييريّين لم يكن هناك مصلحة لجميع الكتل السياسية الكبيرة والصغيرة في خوض الانتخابات البلديّة في ظلّ أزمة ثقة مع قواعدها وأزمة FRESH، مع رغبة جامحة لدى بعض السياسيين بالحفاظ على بعض مفاتيحهم البلدية "الدَسمة" والاستفادة من حلّ بعض البلديات، على الرغم من حساسية هذا الأمر وتأثيره على مصالح الناس، والأهمّ تجاوز حكومة ميقاتي مطبّ انتخابات بلدية بيروت الكفيلة وحدها بإعادة عقارب ساعة الحرب الأهلية إلى الوراء.

بالتأكيد قدّم وزير الداخلية لحسابات سياسية عرضSolo  قافزاً فوق كلّ المعوّقات اللوجستية والبشرية والإدارية. المولوي الذي كان يؤكّد في مجالسه الخاصة أنّ هناك قراراً سياسياً بعدم إجراء الانتخابات لم يجرؤ على تسمية معرقلي عمل وزارته. تجاهل واقع أنّ إنجاز القوائم الانتخابية ودعوة الهيئات الناخبة لا يصنعان وحدهما انتخابات بلدية، كما تجاهل التنسيق مع المحافظين والإدارات المعنيّة من أجل إثبات قدرة وزارته على إجراء الانتخابات في الوقت الذي كان فيه القضاة والأساتذة والموظّفون يلوّحون بالعصيان، والمحافظون يعبّرون عن استيائهم من تجاهل الوزير لهم ولمتطلّباتهم، والقطاع العامّ في حالة شلل شبه تامّ، والمرشّحون عاجزين عن الاستحصال على الوثائق المطلوبة من دوائر النفوس ومراكز الدولة، والأهمّ عدم جهوزية الجيش وقوى الأمن للاستنفار على مدى شهر كامل.

لمتابعة الكاتب على تويتر: MalakAkil@

 

التطبيع مع الأسد: وقف الكبتاغون.. أم الحلّ السياسي؟

وليد شقير/أساس ميديا/السبت 15 نيسان 2023

ما الذي ستحصل عليه المنظومة العربية من الرئيس السوري بشار الأسد مقابل عودة سوريا إلى مقعدها في الجامعة العربية؟

هل تكتفي منه بإجراءات وقف تهريب الكبتاغون إلى دول الخليج، ولا سيما المملكة العربية السعودية، كما أوحت بذلك محطة "سي إن إن" الأميركية قبل يومين، حين قالت إنّ "النظام السوري استخدم "ورقة الكبتاغون" لجذب الدول والتطبيع مع الأسد"؟

أم تفرض عليه التزاماً بشروط سياسية تشمل أخذه مسافة عن إيران وولوج الحلّ السياسي على الرغم من مقاومته هذا الحلّ؟

استبق الرئيس السوري الشروط العربية عليه بأن أبلغ وزير الخارجية المصري سامح شكري حين تناول الحديث السعي إلى إنهاء تعليق عضوية سوريا في الجامعة أثناء زيارته العاصمة السورية في 27 شباط الماضي، أنّه يهتمّ لعودة العلاقات الثنائية مع الدول العربية أكثر من اهتمامه بالعودة إلى الجامعة، معتبراً أن لا فائدة تتوخّاها سوريا منها. وهو ما أثار حفيظة القاهرة، فعبّرت عن ذلك عندما زارها وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في الأوّل من نيسان، إذ أثار معه شكري ضرورة اقتران رفع العزلة عن دمشق بالتزام النظام الحلّ السياسي للأزمة السورية.

استبق الرئيس السوري الشروط العربية عليه بأن أبلغ وزير الخارجية المصري سامح شكري حين تناول الحديث السعي إلى إنهاء تعليق عضوية سوريا في الجامعة أثناء زيارته العاصمة السورية في 27 شباط الماضي

كما أن التطبيع العربي مع نظام الأسد موضوع تجاذب شديد بين روسيا، التي تدفع نحو استعادة العلاقات بين العرب، ولا سيما السعودية، ودمشق منذ سنوات، وبين الولايات المتحدة الأميركية التي تشنّ حملة على النظام. فموسكو تحضّ الدول العربية على العودة إلى سوريا إذا كانت تريد تقليص نفوذ طهران فيها الذي تشكو منه، وواشنطن تواصل ضغوطها على الأسد بسبب إفساحه المجال أمام إيران لترسيخ نفوذها في بلاد الشام في شكل يهدّد أمن إسرائيل، وتتمسّك ببقاء قوّاتها على الأراضي السورية ما دام لطهران انتشار واسع فيها... وسط تعقيدات وتشابك الاحتلالات.

مناخ "بكين" والاعتراض الأميركيّ

بموازاة أهمية المفاوضات السعودية مع الحوثيين، وبين هؤلاء وبين الحكومة الشرعية في اليمن، التي أثمرت أمس بداية تبادل للأسرى على نطاق واسع، بتشجيع ووساطة عُمانية، وبمواكبة روسية بالتنسيق مع الرياض، إثر مناخ الاسترخاء الذي أطلقه الاتفاق السعودي الإيراني في العاشر من آذار الماضي، اتّجهت الأنظار نحو اجتماع جدّة الذي انعقد أمس الجمعة للبحث في عودة سوريا إلى الجامعة. وذلك في ظلّ نيّة القيادة السعودية دعوة الأسد إلى حضور القمّة العربية المنتظرة في الرياض في 19 أيار المقبل، تتويجاً لخطوات الانفتاح عليه. خطواتٌ تكثّفت إثر الزلزال الذي ضرب شمال غرب سوريا وجنوب تركيا في السادس من شباط الماضي، ثمّ مفاعيل اتفاق بكين على الإقليم التي فتحت آفاقاً لهذا الانفتاح.

رفع التوقّعات في هذا الصدد استقبال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان نظيره السوري فيصل المقداد في جدّة الأربعاء 12 نيسان بدعوة منه للتباحث في الوضع السوري، ثمّ صدور بيان مشترك في نهاية المباحثات.

احتلّت مسألة عودة سوريا إلى الجامعة الصدارة في الأيام الماضية سياسياً وإعلامياً، ولقيت ردود فعل يغلب عليها التشكُّك من قبل أميركا وبعض الدول الأوروبية، وخيبة الأمل من أوساط مختلفة في المعارضة السورية بعدما تسارعت خطوات التطبيع الخليجي والسعودي مع النظام.

ومع أنّه لم يرشح ما إذا كانت المكالمة الهاتفية التي جرت قبل أيام بين مستشار الأمن القومي الأميركي في البيت الأبيض جيك سوليفان ووليّ العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان تناولت الاندفاعة العربية نحو دمشق، كان لافتاً التصريح الذي أدلت به السفيرة الأميركية للعدالة الجنائية العالمية، بيث فان شاك، عن أنّ التطبيع مع نظام الأسد "يجب ألّا يكون هديّة مجّانية، بل فرصة لانتزاع بعض التنازلات الإنسانية، كالإفراج عن المعتقلين والمغيَّبين قسراً، والتواصل مع عائلات الضحايا والسماح بعودة اللاجئين واستعادتهم ممتلكاتهم". وكان مدير وكالة الاستخبارات الأميركية ويليام بيرنز زار الرياض وأثار مسألة التطبيع مع الأسد. وكذلك وفد رفيق المستوى من فريق عمل الرئاسة الأميركية.

اجتماع جدّة لسحب اعتراض الدوحة؟

في انتظار اكتمال المعطيات عمّا نتج عن اجتماع الأمس في جدّة الذي حضره كلٌّ من مصر والعراق والأردن، إضافة إلى دول مجلس التعاون الخليجي الستّ، أفادت مصادر مواكبة لجهود إخراج سوريا من العزلة بأنّه انعقد "لأنّه لا بدّ من توفير غطاء عربي خليجي لعودة قطر عن اعتراضها على استعادة سوريا الأسد مقعدها المعلّق في الجامعة العربية منذ عام 2011". إذ تعتبر الدوحة أنّ من المبكر الحديث عن عودة سوريا ما لم يحصل تقدُّم في الحلّ السياسي للأزمة السورية. وتحتاج الرياض إلى إقناع الدوحة بإزالة اعتراضها نظراً إلى أنّ إنهاء قرار تعليق عضوية سوريا في الجامعة يحتاج إلى إجماع الدول الأعضاء. هذا فضلاً عمّا تردّد من معلومات عن أنّ لدى المغرب والكويت تحفّظات على الخطوة، كلٌّ لسببه. فالرباط تأخذ على دمشق دعمها لجبهة بوليساريو واستقلال الصحراء الغربية. وكان الأردن أعدّ مسوّدة خريطة طريق للعلاقة مع دمشق تقوم على منهجية "الخطوة مقابل خطوة"، وتسمح بالتدرّج في تطبيع العلاقات.

الأوساط التي تتابع جهود استعادة العلاقات الدبلوماسية بين دول الخليج ودمشق، والتي بدأت على صعيد الخدمات القنصلية بينها وبين الرياض، تتحدّث عن دور ضاغط تمارسه موسكو على الفريق الحاكم من أجل تعديل سلوكه إزاء ذلك وحيال الحلّ السياسي

رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، استبق اجتماع الأمس في جدّة بتأكيده أنّ "موقف قطر ثابت تجاه الأزمة السورية، وهو ضرورة إيجاد حلّ سياسي شامل، يتوافق عليه الشعب السوري ولا يُفرض عليه". وقال المتحدّث الرسمي باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري إنّ "الأسباب التي دعت إلى تجميد عضوية سوريا في الجامعة ما تزال قائمة".

"التسوية السياسيّة الشاملة" وإغفال القرار 2254

سعى الجانب السعودي عبر محادثات بن فرحان مع المقداد إلى تحضير الأرضية لسحب الاعتراضات العربية والغربية عبر البيان المشترك مع الجانب السوري الذي صدر قبل يومين من الاجتماع الخليجي العربي، ونصّ على "تحقيق تسوية سياسية شاملة للأزمة السورية تنهي كلّ تداعياتها، وتحقّق المصالحة الوطنية، وتسهم في عودة سوريا إلى محيطها العربي، واستئناف دورها الطبيعي في الوطن العربي"، وعلى "توفير البيئة المناسبة لوصول المساعدات لجميع المناطق، وتهيئة الظروف اللازمة لعودة اللاجئين والنازحين إلى مناطقهم، وإنهاء معاناتهم، وتمكينهم من العودة بأمان إلى وطنهم". كما نصّ على "مكافحة الإرهاب بكلّ أشكاله وتنظيماته، وتعزيز التعاون بشأن مكافحة تهريب المخدّرات والاتّجار بها... وضرورة دعم مؤسسات الدولة السورية، لبسط سيطرتها على أراضيها لإنهاء وجود الميليشيات المسلّحة فيها، والتدخّلات الخارجية في الشأن الداخلي السوري".

إلا أنّ البيان المشترك لم يذكر القرار الدولي 2254 الذي ينصّ، في الفقرات المعنيّة بالحلول السياسية لأزمة سوريا، على قيام حكم انتقالي بهدف إشراك المعارضة في السلطة تمهيداً للإصلاحات المطلوبة في النظام السياسي لتوزيع جديد للسلطات. فالأسد لا يعير أيّ أهمّية لهذا القرار، ويعتبر أنّه بات من الماضي كما تنقل عنه الحلقة الضيّقة المحيطة به، لاعتقاده بأنّه انتصر على المعارضة في الداخل بعد 12 سنة من الحرب، ولا مجال للتنازلات من قبله حول صيغة الحكم. ويشير إغفال البيان للقرار الدولي إلى أنّ عبارات البيان المشترك الذي صدر إثر زيارة المقداد لجدّة صيغت في شكل يراعي الطرفين.

ائتلاف المعارضة يدعو لمراجعة الموقف

لكنّ البيان السعودي السوري لقي ردّ فعل سلبيّاً من "الائتلاف الوطني السوري" المعارض للنظام، الذي أصدر بياناً مطوّلاً صبيحة اليوم نفسه لاجتماع جدّة، أي أمس، دعا المملكة العربية السعودية، "إلى مراجعة الموقف من نظام الأسد، والثبات على المواقف المشرّفة للمملكة من ضرورة عزلته ومحاسبته على ما ارتكب من جرائم بحقّ الشعب السوري وشعوب المنطقة".

وأكّد "الائتلاف" أنّ استقبال المملكة وزير خارجية نظام الأسد، "الذي ارتكب آلاف المجازر بحقّ الشعب السوري، يزيد من تعقيد العملية السياسية"، معتبراً أنّ "التقارب من نظام الأسد ليس خياراً للحلّ في سوريا". واتّهم الأسدَ بـ"المماطلة والعرقلة في كلّ خطوة لتنفيذ القرارات الدولية المتعلّقة بسوريا، وعلى رأسها القرار 2254، بهدف الوصول إلى لحظة الشرعنة وإعادة التعويم". ولفت "الائتلاف" إلى أنّ "أيّ تعزيز لسلطة مجرم الحرب في سوريا ستؤدّي إلى ارتكابه مزيداً من المجازر والجرائم ضدّ الإنسانية بحقّ السوريين". كما اتّهم البيان النظام بأنّه وراء "تصنيع وتصدير المخدّرات واستقدام الميليشيات الأجنبية والطائفية لتهجير السوريين وتغيير البنية الديمغرافية للبلد".

كبتاغون إلى الأردن... ومراهنة روسيّة

صادف قبل 48 ساعة من اجتماع جدّة، في 12 نيسان، أن أعلن الجيش الأردني تمكّن قواته ضمن منطقة مسؤوليّتها على الحدود مع سوريا، من إحباط محاولة تسلّل وتهريب كميّات من الموادّ المخدّرة آتية من الأراضي السورية، وهو ما يعني أنّ وقف تهريب المخدّرات انطلاقاً من سوريا إلى دول الخليج مقابل التطبيع مع النظام ما زالت قائمة على الرغم من الإغراءات التي تُقدّم له بتطبيع العلاقات.

كذلك في لبنان حيث أحبطت محاولة تهريب 10 ملايين حبّة كبتاغون في باخرة شحن تنطلق من مرفأ بيروت إلى دولة أفريقية ومن هناك إلى السعودية.

إلا أنّ الأوساط التي تتابع جهود استعادة العلاقات الدبلوماسية بين دول الخليج ودمشق، والتي بدأت على صعيد الخدمات القنصلية بينها وبين الرياض، تتحدّث عن دور ضاغط تمارسه موسكو على الفريق الحاكم من أجل تعديل سلوكه إزاء ذلك وحيال الحلّ السياسي. ويشير المتّصلون بالمسؤولين الروس إلى أنّهم مثلما نجحوا في ثني الأسد عن رفض خطوات التطبيع مع تركيا، ونجحوا في إجباره على التراجع عن شرطه أن تعلن أنقرة نيّتها الانسحاب من الأراضي السورية قبل لقاء نواب وزراء خارجية سوريا وتركيا وروسيا وإيران قبل أسبوعين تمهيداً لاجتماع وزراء خارجية الدول الأربع، فإنّهم سيمارسون ضغوطاً على الأسد من أجل تلبية شروط الحلّ السياسي في سوريا وفقاً للقرار الدولي 2254. ويؤكّد هؤلاء أنّ الرياض تنسّق مع الجانب الروسي في هذا الشأن وتتّكل على ضغط موسكو على النظام، مقابل رغبتها في وضع أجندة للحلول تتجاوز مشكلة تهريب الكبتاغون إلى أراضيها.

 

كي لا تصبح تايوان أوكرانيا أخرى

الياس حرفوش/الشرق الأوسط/15 نيسان/2023

يصعب فهم أسباب وخلفيات الاستفزاز الأميركي للصين بشأن تايوان، في هذا الوقت بالذات، بينما تحاول قوى غربية متعددة فتح قنوات اتصال مع بكين، بهدف السعي لاحتواء الحرب المتفاقمة في أوكرانيا، من خلال الرهان على دور صيني يمكن أن يشكل مدخلاً لوساطة بين موسكو وكييف؛ فالصين، كما قال مسؤول فرنسي رافق الرئيس إيمانويل ماكرون خلال زيارته الأخيرة لها، الدولة الوحيدة في العالم القادرة على أن يكون لها تأثير مباشر على النزاع الأوكراني في هذا الاتجاه أو ذاك.

يزيد في صعوبة فهم التصعيد الأميركي ما أخذت تفصح عنه دوائر عسكرية أميركية؛ من قلقها من صعوبة قيام أوكرانيا بأي اختراق عسكري على الجبهة فيما بات يوصف بـ«هجوم الربيع»؛ ليس فقط ما ورد في التسريبات الأخيرة عن الاستخبارات الأميركية حول الصعوبات التي تواجه الجيش الأوكراني، من نقص في الرجال والعتاد، بل ما أكده قبل ذلك رئيس هيئة الأركان الأميركي الجنرال مارك ميلي، وهو يتفق مع التسريبات.

قال ميلي إن الوضع في أوكرانيا صعب جداً، نظراً لامتداد مساحة القتال على منطقة شاسعة من الأراضي. وفي مؤتمر صحافي بألمانيا مع وزير الدفاع لويد أوستن في أواخر يناير (كانون الثاني) الماضي، قال ميلي إن الحرب الأوكرانية لا بد أن تنتهي بالتفاوض.

إذا كان التقدير العسكري الأميركي أن التفاوض سيكون المخرج من هذه الحرب، فما الداعي لتأزم العلاقات في الوقت الحاضر مع الصين، فيما هي الأقدر على لعب دور المفاوض؟ فلاديمير بوتين لا يستطيع رفض التجاوب مع وساطة الصين إذا شاءت أن تتوسط، وزيلينسكي من الجهة الأخرى لم يُظهر اعتراضاً على الخطة التي سبق أن أطلقتها بكين لتسوية النزاع، والتي حددها وزير خارجيتها بـ12 نقطة، لا تتفق كلها مع الموقف الغربي، لكنها يمكن أن تشكل مدخلاً للخروج من المأزق الذي يجد العالم نفسه فيه.

الوضع في تايوان ليس جديداً، وموقف بكين حيال الجزيرة المتاخمة للبر الصيني التي تعتبرها جزءاً من أراضيها ليس جديداً كذلك، ومثله سياسة «الغموض الاستراتيجي» التي اعتمدتها واشنطن حيال هذه القضية. ما المبرر إذن لرفع سقف التهديد بالتدخل العسكري للدفاع عن تايوان، بينما لم تعلن الصين أي نية لغزو تايوان أو لتغيير الوضع القائم فيها بالقوة؟ لقد أخذت الصين تعرض عضلاتها العسكرية في وجه الجزيرة التي تعتبرها جزءاً من الأرض الصينية، رداً على تصعيد أميركي لا مبرِّر له، من خلال زيارات إلى تايوان لا تقدم ولا تؤخر، كزيارة نانسي بيلوسي الرئيسة السابقة لمجلس النواب الأميركي، أو لقاء خَلَفها مع رئيسة تايوان في لوس أنجليس. وكانت دعوة الرئيس شي جينبينغ لجيشه للتدرب على «القتال الفعلي» آخر مظاهر التصعيد المقلق بين واشنطن وبكين بشأن تايوان.

تشعر الصين أن مسألة تايوان آخر المحاولات الأميركية لتطويقها عسكرياً ومنافسة نفوذها في آسيا. وتأتي بعد حلف «أوكوس» الذي يضم الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا، وبعد تعزيز التحالف العسكري مع اليابان، واستعدادات طوكيو العسكرية، على خلفية النزاع الأوكراني. وتجد مجلة «إيكونوميست» الرصينة أسباباً للمقارنة بين مخاوف بكين من «الطوق الأميركي»، ومخاوف فلاديمير بوتين من تقدم «حلف الأطلسي» باتجاه حدود بلاده، و«الوصول إلى عتبة بيته»، كما قال بوتين، وهو ما كان أحد الأسباب التي أشعلت الأزمة الحالية في أوكرانيا.

المهم الآن أن هذا التصعيد الأميركي - الصيني لا يساعد على توقع دور لبكين للتوسط في النزاع الأوكراني، مع أن كثيرين يسعون وراء هذا الدور، خصوصاً من القادة الأوروبيين الذين يدفعون ثمناً مباشراً للأزمة من اقتصادهم وأحوال مجتمعاتهم. مظاهرات فرنسا وأزمات الاقتصاد البريطاني ومسألة الطاقة في ألمانيا، كلها عوارض لهذه الأزمة. من هنا يُفهم موقف إيمانويل ماكرون حيال حاجة أوروبا إلى «الاستقلال» بين أميركا والصين، وكذلك الزيارة الحالية لوزيرة خارجية ألمانيا إلى الصين، وقبلها زيارة المستشار الألماني شولتز ورئيس حكومة إسبانيا، وكلها تأتي في إطار محاولات لفتح ثغرة في الجدار المسدود، والسعي لوقف إطلاق نار على الأقل على جبهة أوكرانيا يمكن أن يشكل مدخلاً لمفاوضات.

أثبتت الصين أنها قادرة على التوسط في نزاعات وخلافات كان صعباً توقع مخارج لها قبل أشهر قليلة. أمامنا انعكاسات الدور الذي لعبته الصين في تسوية الخلاف بين السعودية وإيران الذي كان من نتائجه المناخ الإيجابي السائد الآن في منطقتنا. ومثله موقف الصين من إدانة التجارب النووية لكوريا الشمالية، رغم تحالفها معها. وحتى في أزمة أوكرانيا، ظل موقف الصين متوازناً، رغم العلاقة الوثيقة التي تربطها بالاتحاد الروسي. الصين رفضت الاعتراف بضم روسيا لشبه جزيرة القرم، وكذلك ضم المقاطعات الأربع في شرق أوكرانيا. ورفضت تزويد روسيا بالسلاح، على الرغم من أن دولاً أخرى، مثل إيران، فعلت ذلك. كذلك امتنعت الصين عن التصويت على قرارات في مجلس الأمن والجمعية العامة بشأن النزاع الأوكراني، بينما كانت دول أخرى تصوت إلى جانب روسيا، مثل بيلاروسيا وسوريا وكوريا الشمالية...

ومع أن شي ليس بوتين، والحسابات الصينية في المصالح والاقتصاد تفوق الحسابات الروسية، فإن خطر الانزلاق إلى مواجهة بشأن تايوان يبقى ضرورياً أخذه في الحسبان. الصين مثل روسيا ترفض هيمنة «القطب الواحد» على سياسات العالم. وتجد في التصعيد الأميركي محاولة لفرض واشنطن نموذجاً في الحكم يستعيد ذهنية الحرب الباردة، ولا يحترم خصوصيات الأنظمة والمجتمعات، أو المصالح الأمنية لكل دولة من الدول. إذا كان الثمن لإتاحة الفرصة أمام دور صيني للتوسط في النزاع الأوكراني وقف التصعيد الذي لا مبرر له في مسألة تايوان؛ فهو ثمن مستحَق مقابل إنقاذ العالم من مخاطر هذا النزاع.

 

وجهة نظر حول الإصلاح الديني!

أكرم البني/الشرق الأوسط/15 نيسان/2023

هناك أسئلة صريحة عن المشروعية الدينية وإلى متى يبقى الجهل والاجتهادات المضللة سيدَي الموقف في رسم علاقة الدين بالحياة والسياسة والعلم؟ والأهم، ما أسباب استمرار أزمة التفكير الديني في مجتمعاتنا وتعثر محاولات إصلاحه وتجديده في أغلبها، بما هو تعثر لتحديث المفاهيم الدينية وتطويرها كي نتجاوز حالة التقليد والركود والفوضى الفقهية السائدة؟ لم يجانبوا الصواب مَن وجدوا أن فكرة الإصلاح الديني لاقت اهتماماً كبيراَ لدى كثير من العلماء والفقهاء والمفكرين ممن آمنوا بدور الإسلام في البناء والتغيير الاجتماعي، وحاولوا خلق أدوات ثقافية جديدة تنطلق من الإقرار بنسبية المعارف، وتعيد دراسة الفكر الديني في ضوء التجربة والمنطق وتطور العلوم الإنسانية، لتخليصه مما شوهته اختلافات التاريخ والمصالح، ومن الكثير من الأوهام والمسلمات الخاطئة التي عششت طويلاً في عقول المسلمين، على أمل تحقيق الانسجام بين مقاصد الدين ومصالح المؤمنين وحقوق الناس جميعاً، ولا يغيّر هذه الحقيقة تشتت دعاة الإصلاح وعجزهم عن توحيد خطابهم، وأحياناً انقسامهم إلى قوى واتجاهات وصلت إلى حد التعارض، كما لا يغيّرها ما لعبه الموقف من الأجنبي من دور في إعاقة الإصلاح الديني ومحاصرة دعاته، حين تجرأ هؤلاء على المقارنة بين الحالة التي آلت إليها أوضاع المسلمين وبين التفوق الغربي، ما جعلهم عُرضة للاتهامات بالترويج لقيم الغرب ومفاهيمه على حساب تراثهم ومعتقداتهم الدينية، ولعبت المواجهات السياسية ضد هيمنة غربية لم تخلُ من عنصرية ونظرة استعلائية، دورها في تغذية مشاعر التحفظ على الحداثة ورفض التجديد.

في المقابل، لم يخطئوا مَن ربطوا تعثر الإصلاح الديني بالحرب الشرسة ضد فكرة الإصلاح ودعاة التجديد التي شنتها قوى وجماعات إسلاموية اتفقت على إلغاء دور العقل في وعي الحياة الدينية وتمكينها، وتمسكت بالتقليد ورفض الاعتراف بأن جزءاً من مضامين التفكير الديني الذي تدافع عنه وتضفي عليه شيئاً من القداسة هو تفكير بشري، تجاوزته أحياناً المتغيرات ولم يعد يستجيب لمشكلات المسلمين وحاجاتهم الراهنة، ويتساءل هؤلاء كيف ينجح الإصلاح الديني في مواجهة ساخنة وغير متكافئة مع حركات أصولية متطرفة ترى نفسها الوصية على الدين، ولم تدخر جهداً لعزل الإصلاحيين وسحب الشرعية الدينية منهم، من خلال تأليب الناس ضدهم وإدانة من يتخذ فكرهم مرجعاً، أو التشهير بهم كخصوم وأعداء للإسلام، وصل أحياناً إلى حد تكفير بعض رموزهم وإباحة دمهم.

وأيضاً، لم يخطئوا مَن وجدوا أحد أسباب استمرار جمود الفكر الديني وانغلاقه، القطع التاريخي لمحاولات إصلاحه الذي أحدثه المد التحرري الوطني والقومي في ظل «علمانية صورية» وطابع براغماتي صارخ لقادته، فهُدرت جهود تجديدية كثيرة وضاعت بسبب توظيف «الحكومات الوطنية والقومية» الضيق لها، حين أخذت منها ما قد يفيدها في معاركها السياسية أو في اختياراتها الاجتماعية والاقتصادية وأُهمل تكريسها في حقول التربية والأفكار والقيم.

أصابوا كبد الحقيقة مَن مالوا نحو التركيز على غياب المناخ السياسي الضروري لنجاح الإصلاح الديني، فهذا الأخير يتعلق بإعمال العقل والنقد، ولا ينمو وينتعش إلا في مناخ يتسم بالحرية، حرية التعبير والاعتقاد، وحرية البحث، وعند هؤلاء لا يصح الفصل بين الدعوة إلى تجديد الثقافة الدينية وبين تقدم الإصلاح السياسي، بل إن كل خطوة نحو نصرة الديمقراطية هي خطوة نحو توفير أفضل الشروط لإحداث المراجعات الدينية الضرورية.

طبعاً، من دون أن نبخس الإصلاح الديني حقه ودوره، فتقدمه هو عامل مساعد أيضاً وممهد للتغيير السياسي، كما كان دور الإصلاح البروتستانتي والإنغليكاني في أميركا وإنجلترا، فإن النتيجة تقول إن النجاح في تصحيح العلاقة بين الديني والدنيوي لا يتحقق إلا بالاستناد إلى نظام يحضن موضوعياً طرائق المعرفة النسبية، ويبعث روحياً وسياسياً حقوق الإنسان وحرياته في الرأي والتعبير والاجتهاد، ويعرف الجميع أن أزهى فترات الإصلاح الديني في التاريخ العربي تمت في مناخات ليبرالية نسبياً وأن أجواء الحرية الفكرية والسياسية هي التي ضمنت تفتح النقد والإبداع وسمحت للمجتهدين بطرح أجرأ الاجتهادات والتفسيرات الدينية.

لا يمكن لعاقل أن يُنكر أهمية الإصلاح الديني وضرورته في مجتمعات أدمنت الجمود والتقليد وصارت في أمسّ الحاجة إلى نشر العقلانية في طرائق التفكير وتمكين الدين من تقديم إجابات واضحة عن أزمات الواقع وأسئلته الملحة، وفق منطق العصر واحتياجاته، لكن يعد جهداً ضعيفاً وناقصاً الاكتفاءُ بالدعوة إلى تجديد الفكر الديني وغضّ النظر عن تردي الشروط السياسية والاقتصادية، أو اعتبار معالجة الواقع المتخلف والنهوض به تتأتى فقط من انتقاد مسلكيات دينية مريضة، على أهمية ذلك وإلحاحه، أو من قرارات تهدف إلى تصحيح ما يحمله الناس من أفكار خاطئة ومغلوطة عن الدين، فهناك أيضاً ما يجب عمله لتحسين شروط حياتهم وضمان حاجاتهم المادية والروحية وخلق المناخ الحاضن لحرياتهم وحقوقهم وتالياً لتشجيعهم على تطوير أفكارهم وعاداتهم وأنماط حياتهم. منذ قرن ونيف رأى جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده وتلامذتهما من بعدهما، أن الإصلاح الديني ضرورة مصيرية للخروج من حالة الجمود واللحاق بركب التطور والحضارة. ومنذ قرن ونيف اقترح الكواكبي لمواجهة جهل العوام وشطط الفتاوى والاجتهادات «أن يؤلّف فقهاء الأمة كتاباً في العبادات يعتمده المسلمون، ويُذكر فيه الحد الأدنى للفرائض والواجبات، وكتاباً للسنن المستحبة، وكتاباً للسنن الإضافية، ثم كتاباً للمنهيات والمكفرات والكبائر ثم للصغائر والمكروهات، وتوضع كتب للمعاملات حسب أحكامها الاجتماعية أو الاجتهادية أو الاستحسانية كي يسهل على كل مؤمن معرفة ما هو مكلف به في دينه، وكي تظهر سماحة الدين الحنيف». وأيضاً منذ قرن ونيف، لا تزال تتواتر وللأسف، التساؤلات والإشكالات التي تخلّفها فوضى الاجتهادات الدينية والفقهية من دون أن تلقى إجابات جامعة، فكيف وأن تطور الحياة السياسية والاجتماعية في بلداننا وحتمية علاقتها بالعلوم والحضارة العالمية، باتا يطرحان تساؤلات وإشكالات جديدة أكثر حساسية وعمقاً وتعقيداً!

 

إيران وإغراءات التحول الدولاري

أمير طاهري/الشرق الأوسط/15 نيسان/2023

هل نتحول إلى الدولار أم لا؟ هذا هو السؤال الذي تطرحه النخبة الحاكمة في طهران سرا، وبصورة متزايدة علنا. من بين القضايا الخلافية المطروحة هنا مسألة قبول الدولار الأميركي بصفته عملة ثانية بحكم الأمر الواقع في إيران في وقت تواصل العملة الوطنية، المعروفة غالبا باسم «تومان»، اتخاذ مسار منحدر يدخل عامه الخامس. وفقا لمحمد رضا فرزين، حاكم البنك المركزي الإيراني المُعين حديثا، فإن إيران قد أنهت لتوها عامها الرابع من النمو الاقتصادي السلبي، وتدخل عامها الخامس من دون احتمالات واضحة بحدوث تحول لعامين آخرين مقبلين على أقل تقدير.

يُلقي فرزين باللائمة في الأداء السيئ على ثلاثة عوامل: موجة السيولة العارمة التي غذت معدل التضخم الذي، كما يزعم، يقترب من 50 في المائة سنويا، ثم انعدام الانضباط من جانب القطاع المصرفي الذي هو المفلس تقنيا، وأخيرا، مخاوف واسعة النطاق بشأن المستقبل، التي أدت إلى تعطش لا يرتوي ظاهريا للدولار الأميركي على جميع مستويات المجتمع تقريبا. ويُحقق البنك المركزي الإيراني ربحا بنسبة 15 في المائة من الدولارات المبيعة إلى المصارف شبه الخاصة.

في العام الإيراني الأخير، الذي انتهى في 20 مارس (آذار)، حوّل الإيرانيون كثيرا من مدخراتهم إلى الدولار الأميركي. ولم يوضح فرزين أي جزء من 16 مليار دولار من أموال القطاع الخاص التي سُربت خارج البلاد. لكن الأرقام الرسمية تشير إلى أن المستثمرين الإيرانيين من القطاع الخاص صاروا الآن على رأس قائمة الرعايا الأجانب الذين يستثمرون أو يبتاعون العقارات في تركيا، وجورجيا، وعُمان، ودبي، ومؤخرا كازاخستان. بحسب فرزين، من المعروف أن البنك المركزي قادر على توفير الـ65 مليار دولار التي تحتاج إليها الحكومة لتغطية نفقاتها المتوقعة في الأشهر الـ11 المقبلة. لكن ما لم يعلنه هو مقدار ما قد يأتي من طباعة مزيد من العملة المحلية، وبيع الدولارات الأميركية للمستثمرين الإيرانيين من القطاع الخاص. ومع ذلك، فقد ألمح إلى أن السيولة من المقرر أن تنمو بنسبة هائلة تبلغ 25 في المائة في الفترة نفسها.

تعتبر الحكومة المصدر الرئيسي للدولار بفضل صادرات النفط، وهي أيضا المستفيد الرئيسي من انخفاض قيمة العملة الوطنية. وهذا يؤدي إلى خلل أساسي في الاستراتيجية الاقتصادية للحكومة. فمن جهة، تحتاج إلى طباعة المال للتعويض عن نقص النمو، ومن جهة أخرى، يتعين عليها ترويض التضخم لتشجيع الاستثمار والإنتاجية والعودة إلى النمو الاقتصادي. السبب الجوهري لنقص التضخم في جانب العرض الذي لا يمكن تعويضه بالواردات الجماعية هو عندما تكون العملة الوطنية متوترة. وخفض قيمة العملة، سواء أكان مقصودا أو غير مقصود، فمن الممكن أن يعزز الإنتاج المحلي، ولكن كما يحدث في حالة إيران، فإن زيادة الإنتاج المحلي مقرونة بعملة رخيصة تشجع الصادرات، وبالتالي تتفاقم مشكلات العرض على المستوى الوطني.

هناك عامل آخر يؤدي إلى تفاقم الموقف، هو إعانات الدعم التي تقدمها الحكومة على أمل الحد من الضغوط التي يفرضها التضخم على الأسر. على سبيل المثال، تمارس شركات خاصة عملية إعادة تصدير البنزين ومجموعة من المنتجات البتروكيماوية بأسعار مدعومة إلى تركيا وأرمينيا والعراق؛ حيث تتحول الإجراءات إلى دولارات أميركية نادرا ما تعود مرة أخرى إلى إيران. تفيد التقارير الرسمية بأن استهلاك البنزين في إيران يتزايد بمعدل سنوي قدره 9 في المائة وهو أمر شاذ عندما يكون هناك نمو اقتصادي سلبي. السبب في ذلك يرجع للتصدير شبه الرسمي إلى البلدان المجاورة للحصول على الدولارات الأميركية. وبالتالي، فإن إيران تبيع بنزينا أقل من سعر التكلفة ليس فقط للصين، التي حصلت على تخفيض بنسبة 20 في المائة في سعر البرميل العالمي، وإنما لعدد من البلدان المجاورة كذلك.

بفضل التخفيضات السخية، تستقل الصين حاليا بنسبة 30 في المائة من صادرات النفط الإيرانية، ومن المقرر للنسبة أن تتجاوز 50 في المائة بحلول عام 2028، ما من شأنه خلق حالة شرائية شبه احتكارية تصبح الصين فيها قادرة على فرض مزيد من التخفيضات على الأسعار.

يُلمح فرزين، وأعضاء جدد آخرون في الفريق الاقتصادي للرئيس إبراهيم رئيسي، بالفعل، إلى زيادة في أسعار البنزين المحلية، وهي خطوة يمكن أن تؤدي إلى إعادة أعمال الشغب في جميع أنحاء البلاد، الأمر الذي شهدته إيران قبل نحو عقد من الزمن.

كما لمح ماجد عشقي، الرئيس الجديد لبورصة طهران، إلى التحول للتعامل بالدولار بوصفه وسيلة لتشجيع المتداولين المحليين على الاستثمار في الأعمال التجارية العامة والممتلكات المقرر خصخصتها. وقد وافقت البورصة للتو على إنشاء 90 صندوقا استثماريا جديدا باستخدام الدولار الأميركي عملةً فعلية.

كان الحديث عن التحول إلى التعامل بالدولار بوصفه وسيلة لترويض التضخم وتحقيق استقرار الاقتصاد سببا في تشجيع عدد من النقابات العمالية بالقطاعين العام والخاص على المطالبة رسميا بنظام تُحسب فيه أجور ورواتب الموظفين والمتقاعدين بالدولار بدلا من العملة الوطنية. ولأن الدولار الأميركي، مقارنة بالعملة الوطنية، مستقر إلى حد ما، فإن أصحاب الأجور والمرتبات سوف يتمتعون بحماية جزئية ضد التأثيرات المدمرة للتضخم الجامح.

هذا من شأنه أيضا تشجيع مستثمري القطاع الخاص على وضع مدخراتهم في الشركات والممتلكات التي خُصخصت حديثا. وفي الفترة بين 2010 و2015، تكبد مستثمرو القطاع الخاص خسائر فادحة إثر الانتكاسات التي شهدتها بورصة طهران.

قد يجد المستشارون الاقتصاديون الجدد لرئيسي صعوبة في إقناع صناع القرار النهائيين، الذين يعتقد أنهم جزء من الدائرة القريبة للمرشد الأعلى علي خامنئي، بالموافقة على التحول الكامل إلى الدولار من النوع الذي ساعد عدة بلدان، وخاصة الأرجنتين، على ترويض التضخم والعودة إلى النمو الاقتصادي.

الواقع، أن الدائرة المقربة تعمل على مخطط مختلف يهدف إلى ربط الاقتصاد الإيراني بالاقتصاد الصيني، وبالاقتصاد الروسي بدرجة أقل. ولقد طُرحت هذه الفكرة باعتبارها جزءا من مخطط من قبل الثلاثي (إيران، والصين، وروسيا) يهدف إلى «إطاحة الدولار» وتقليص قوة الولايات المتحدة الاقتصادية على مستوى العالم. والخطوة الأولى في هذا الاتجاه كانت قرار طهران بقبول العملة الصينية، في مقابل جزء من واردات النفط من إيران.

المشكلة أنه في حين تتولى السوق تحديد قيمة الدولار الأميركي، فإن قيمة العملة الصينية تُحددها اللجنة المركزية للحزب الشيوعي. وعليه، وكما هو الحال في أي احتكار شرائي، فإن الصين سوف تكون قادرة على سداد أي مبلغ لإيران تقرره اللجنة المركزية.

من ناحية أخرى، تعمل الدائرة القريبة من المرشد الأعلى على إضافة خصائص إلى استراتيجيتها الاقتصادية. بدأت باقتصاد مُوَحِّديّ، ثم صار اقتصادا إسلاميا خالصا، والآن يُقدمُ باعتباره اقتصاد المقاومة الإسلامية. لن يكون من اليسير ضخ الدولار الأميركي ضمن ذلك المزيج المثالي. ومع ذلك، مع أولئك الذين لا يتعاملون مع الاقتصاد باعتباره علما له قواعده الخاصة، فإن المرء لا يستطيع أن يعرف أبدا.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

الخارجية اللبنانية ترحب بالبيان السعودي - السوري المشترك بعد لقاء جدة

وطنية/14 نيسان/2023

 رحبت وزارة الخارجية والمغتربين بالبيان السعودي-السوري المشترك الصادر في ختام لقاء وزيري خارجية البلدين في جدة. وثمنت في بيان، "رغبة المملكة العربية السعودية والجمهورية العربية السورية في العمل على تهيئة الظروف المناسبة والمساعدة لتحقيق عودة آمنة وكريمة للنازحين السوريين الى وطنهم"، معلنة إستعدادها التعاون من أجل إنهاء معاناة النازحين في لبنان. وقالت: "كذلك يدعم لبنان ويشجع  المساعي والجهود العربية الحميدة كافة  للوصول الى حل عربي للازمة السورية في إطار حل سياسي يحفظ وحدة الأراضي السورية وسيادتها وإستقرارها، ويدعم بسط سلطة الدولة على كافة ترابها، بما يحقق آمال وطموحات الشعب السوري  بالرخاء والأمان".

 

جعجع: ما يحصل في الانتخابات البلدية عملية غش موصوفة لتعطيلها

وطنية/14 نيسان/2023

حذر رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في بيان من "مصيبة جديدة تحضر للشعب اللبناني من الكتل النيابية التي تتهيأ لتعطيل الانتخابات البلدية من خلال التمديد للمجالس الحالية في الجلسة التشريعية التي دعا إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري الثلثاء المقبل في 18 نيسان الجاري".

وقال: "الكتل النيابية التي تعتزم تطيير الانتخابات البلدية، والمقصود كتل محور الممانعة و"التيار الوطني الحر"، تتذرع بعدم جهوزية وزارة الداخلية لإجراء هذا الإستحقاق من جهة، وبعدم تأمين الاعتمادات اللازمة لإنجازه من جهة أخرى، ولكن هاتين الذريعتين ساقطتان بشكل مدو، إذ ان وزير الداخلية أكد مرارا وتكرارا وآخرها يوم أمس من بكركي بالذات وصرح بقدرة الوزارة وجهوزيتها على إجراء الانتخابات في موعدها في حال تأمين النفقات اللازمة ، التي هي أقل من 10 ملايين دولار". أضاف: "وثمة إشارة الى أن الرئيس ميقاتي دعا إلى جلسة للحكومة يوم الثلثاء وتحديدا في 18 الجاري وعلى جدول أعمالها تأمين نفقات الانتخابات البلدية ، ولكن مكتب مجلس النواب وكتل الممانعة وكتلة "التيار الوطني الحر قاموا باستباق اجتماع الحكومة المزمع عقده بعد ظهر الثلثاء واتفقوا على جلسة لمجلس النواب قبل ظهر اليوم المذكور بهدف قطع الطريق أمام الحكومة لتأمين النفقات اللازمة لإجراء هذه الانتخابات". وتابع: "هنا لا بد من تأكيد المؤكد أن ما جرى ويجري على صعيد الانتخابات البلدية هو عملية غش موصوفة قامت بها الكتل المذكورة بغية تعطيل الانتخابات البلدية والاختيارية، ولو هذه الكتل تتمتع بالحد الأدنى من المسؤوليّة لكانت اتفقت مع الرئيس بري على تحديد موعد لجلسة نيابية ما بعد يوم الثلاثاء. ومن جهة أخرى ،علينا ألا نتناسى أن البرلمان بوضعه الحالي هو هيئة انتخابية لا تشريعية، وبالتالي أن التمديد للمجالس البلدية هو غير دستوري انطلاقا من قرار المجلس الدستوري رقم 1/1997 تاريخ 12-9- 1997". وختم: "المستغرب أيضا أن كتلة التيار الوطني الحر التي رفضت عقد أي اجتماع للحكومة ، ولو لبحث قضايا طارئة وملحة ومستعجلة، نراها اليوم تقبل باجتماع للمجلس النيابي في قضية لا طارئة ولا مستعجلة وتحت ذريعة غير موجودة وهي كيفية تمويل الانتخابات البلدية ،علما أن هذا الامر بيد الحكومة التي ستنعقد لهذا الخصوص".

 

لجنة الإعلام في "التيار الوطني": أيهما نصدق جعجع أم نوابه؟

وطنية/14 نيسان/2023

 سألت لجنة الإعلام والتواصل في "التيار الوطني الحر"، في بيان، "أيهما نصدق سمير جعجع أم نوابه؟ فما قرأناه في بيان رئيس القوات اللبنانية يناقض مواقف نوابه في الجلسات النيابية، وهم الذين أعلنوا أنهم لمسوا عدم جهوزية وزارة الداخلية وأجهزة الدولة ككل لإجراء الانتخابات البلدية وعبروا عن ذلك داخل الجلسة النيابية وفي الاعلام". واعتبرت أن "الحكومة مستقيلة ولا يحق لها ان تنعقد كمجلس وزراء بينما المجلس النيابي قائم ونحن أعلنا اننا مع التشريع الذي تفرضه الظروف الطارئة والقوة القاهرة ولا تجوز أبدا المقارنة بين حكومة مستقيلة ومجلس نيابي قائم، وليتذكر جعجع ان القوات شاركت بعدة جلسات بين عامي 2014 و2016". ورأت أن "المشكلة ليست فقط بالتمويل بل بانعدام جهوزية الدولة، فالقضاة والأساتذة مضربون والدوائر الحكومية من وزارة مالية ومحافظات مقفلة بدليل عدم قبول اي طلب ترشيح حتى الآن. وليعلم الجميع ان التيار الذي لا يمارس كغيره المزايدة والاستغلال الشعبوي، جاهز للانتخابات البلدية وهو قد اطلق منذ فترة ماكينته الانتخابية وآلية الترشيح الداخلية، ولكن اين جهوزية الدولة ولم يتبق سوى 5 ايام عمل لقبول طلبات الترشيح في الشمال. من المحزن  ان تصبح الشعبوية عدوى وان تصير هي الوسيلة الابرز عند الكثيرين لممارسة عملهم السياسي".

 

كنعان من واشنطن: اهتمام جدي بلبنان لكن تعميم الفراغ يجمد الحلول ويضاعف كلفة الحل

وطنية/14 نيسان/2023

 واصل رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان لقاءاته في العاصمة الأميركية واشنطن، على هامش المؤتمرالسنوي لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي الذي شارك فيه ملبيا دعوة رسمية وجهت له من منظمي المؤتمر، فالتقى المسؤولة عن لبنان والأردن في البيت الأبيض نادين زعتر وكلا من إريك ماير نائب مساعد وزير الخزانة الأميركية لإفريقيا والشرق الأوسط ومديرة مكتب الشرق الأوسط للإرهاب المالي والجرائم المالية فى وزارة الخزانة جايمي كروت، إضافة الى مساعديهم. والتقى نائب مساعد وزير الخارجية الأميركية للشرق الأوسط إيتن غولدريتش والمسؤول عن مكتب لبنان في وزارة الخارجية مايكل حنا. وكانت نقاشات عن الوضع في لبنان ولا سيما في ضوء التقارب السعودي – الأيراني وتأثيره المحتمل على لبنان وموقف ودور الولايات المتحدة في هذا الاتفاق كما مداه السياسي والجغرافي. وكان تقييم لآخر التطورات المالية في لبنان والإصلاحات المرتبطة بها، ومشاريع القوانين التي أقرت ولا تزال قيد الدرس في الحكومة وفي المجلس النيابي والعلاقة مع صندوق النقد والسبل المتاحة لمعالجة النقاط العالقة. وكان توافق على متابعة التعاون مع الصندوق من آخر ما توصلت اليه الأمور وعدم العودة الى النقطة الصفر. وشكل الاستحقاق الرئاسي لناحية ضرورة اجرائه دون التدخل بخيارات اللبنانيين على مستوى الأشخاص، القاسم المشترك في هذه الاجتماعات والمدخل الأساسي للحلول المطلوبة على كافة الصعد المالية والاقتصادية والسياسية، على أن يترافق مع رؤية إنقاذية تعلو فوق الصراعات التقليدية السلطوية وتشكل خريطة طريق للمرحلة المقبلة على المستوين المحلي والدولي. وكان تأكيد، لئلا يبقى الإصلاح حبرا على ورق وقوانين لا تنفذ واتهامات عشوائية، لضرورة تحصين استقلالية القضاء، ولا سيما في قضايا الجرائم المالية ودعم التدقيق البرلماني الذي أفضى الى إحالة ملف التجاوزات المالية لعقدين من الزمن الى ديوان المحاسبة، كما انجاز التدقيق الجنائي في مصرف لبنان والمحاسبي في موجودات وأصول المصارف، بالتوازي مع إحالة قانون إعادة هيكلة المصارف الى المجلس النيابي من قبل الحكومة. وفي هذا الاطار أوضح الفريق العامل على العقوبات في وزارة الخزانة، استمراره في هذا المسار مميزا بين مصادر المال الشرعية وغير الشرعية ولا سيما المتأتية من جرائم الفساد. بعد اللقاءات أكد كنعان أنه " لمس اهتماما جديا بلبنان واستعدادا لدعم الجهود المبذولة لخروجه من محنته على أن يبدأ ذلك من خلال انجاز الاستحقاقات السياسية والمالية الراهنة كما معالجة أزمة الثقة الداخلية بين اللبنانيين والدولة والتي شملت القطاع المصرفي برمته". واعتبر أن "الثقة مرتبطة بأمرين، الأول إنتاج قيادة فاعلة وقادرة على الاضطلاع بأعباء المرحلة المقبلة وملفاتها على الصعيدين المحلي والدولي، والثاني إعادة هيكلة وتنظيم القطاع المصرفي ومعالجة قضية الودائع بجدية وواقعية بعيدا عن الاقتراحات الوهمية ولعبة تقاذف الاتهامات والمزايدات". وعبر عن ارتياحه "للزيارة شكلا ومضمونا وسنتابع في بيروت ما توصلنا اليه مع صندوق النقد والبنك الدولي ولا سيما على صعيد استكمال التفاوض وتنفيذ وتمويل المشاريع في عدد من القطاعات الحيوية في لبنان كما التركيزعلى انهاء الفراغ لأن تعميمه على المؤسسات اللبنانية يشكل الخطر الأكبر على قدرة لبنان للاستمرار ويضاعف كلفة الحل".

 

نصرالله: إنعكاسات الإتفاق الإيراني السعودي أسرع مما كان يتوقع الكثيرون وفي أكثر من ساحة وميدان

وطنية/14 نيسان/2023

تحدث الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله خلال مهرجان يوم القدس العالمي في مجمع سيد الشهداء - الضاحية الجنوبية، وذكر بمناسبتين: ذكرى استشهاد الإمام السيد محمد باقر الصدر وأخته الشهيدة السيدة بنتُ الهدى، والمنابة الثانية عدوان نيسان سنة 1996 على لبنان. ووجه فيها رسالتين: الأولى للشعب الفلسطيني الصامد، وأخرى للعدو أنّ فلسطين هذه وأن القدس لم تُنسى ولن تُنسى، لم تُترك ولن تُترك. وأشار على المستوى الدولي، أن العنوان الأوّل هو تراجع القوة الأميركية، وعلى المستوى الإقليمي إلىعودة علاقات سوريا مع الدول العربية. وتحدث عن الاتفاق السعودي الإيراني وانعكاساته على المنطقة، لافتا إلى أنها بدأت تظهر أسرع مما كان يتوقع الكثيرون وفي أكثر من ساحة وفي أكثر من ميدان، وآملا أن تصل إلى لبنان أيضاً. وفي ما يلي نص الكلمة:

"أوّلاً أشكر إخواني وأخواتي على هذا الحضورالمبارك والكبير في هذا اليوم العزيز من أيام شهر رمضان المبارك في يوم القدس العالمي.

قبل أن أبدأ بالحديث عن المناسبة الأساسيّة من واجبي أن أذكّر بمناسبتين: الأولى هي ذكرى استشهاد الإمام الكبير والعظيم الشهيد السيد محمد باقر الصدر (رضوان الله تعالى عليه) وأخته الشهيدة العالمة المجاهدة المظلومة السيدة بنتُ الهدى، هذا الإمام وهذا المرجع الكبير كان مفكّرا إسلاميّا عظيمًا قلّ نظيره في القرن الماضي وفي العصر الحاضر، كان نابغة مميّزة من نوابغ العالم الإسلامي، دافع عن الإسلام بفِكره وكان في الجبهة الأماميّة الفكريّة في أخطر مراحل التحدّي الفكري في القرن الماضي، وربّى أجيالا من العلماء لكلِّ البُلدان ولكلّ الساحات، وفي كل بلدانهم أيضًا كانوا في الخطوط الأماميّة، من جملة تلامذته الأعزّاء الشهداء القادة، الشهيد السيد عباس الموسوي، والشهيد الشيخ راغب حرب رحمة الله تعالى عليه، وكانت لِدمائه الزكية آثاراً عظيمة جدا على بدايات العمل الجهادي في لبنان في أواخرالسبعينات وبداية الثمانينات، كما أن الإمام الشهيد السيد محمد باقر الصدر كان موقفه حازما وواضحاً وكبيراً من القضيّة الفلسطينيّة، من الصراع مع العدوّ الإسرائيلي، من تأييد المقاومة ومن رعايته ومتابعته الشخصية وتَعرف تفاصيل في هذا الجانب، رعايته ومتابعته التفصيليّة لشؤونات حركات المقاومة في المنطقة.

من جملة المناسبات عدوان نيسان سنة 1996 على لبنان، المجازر في قانا، في المنصوري، في العديد من البلدات في الجنوب والبقاع الغربي، الصمود البطوليّ للمقاومة وللشعب وللجيش في تلك المرحلة، والإنتصار الكبير الذي تحقّق من خلال فرض قواعد للإشتباك تفرضها المقاومة للمرة الأولى بشكل كتابي وخطي بعد تفاهم تموز بال93 وهو ما كان يُعرف بتفاهم نيسان 96 الذي غيّر المعادلات وأسّس للإنتصار عام 2000، أَحببت أن أُذكّر بهاتين المناسبتين.

اليوم نُحيي يوم القدس العالمي، الذي أعلنه الإمام الخميني قبل أكثر من 4 عاماً، ليكون يوماً لفلسطين، يوماً للمقدّسات الإسلاميّة والمسيحيّة المهدّدة في فلسطين، يوما للقدس ولبيت المقدس، يوما لكل فلسطين،من البحر إلى النهر، ويوما لإعلان تضامن الأمّة وشرفاء العالم وأحرارالعالم وليس فقط بتضامن المسلمين، لتضامن الأمّة العربيّة والإسلاميّة وجميع شرفاء العالم وأحرارالعالم مع فلسطين والقدس وشعبها المظلوم، وهو يوم لتذكير الجميع بمسؤوليّتهم اتّجاه القدس وفلسطين وشعب فلسطين والمقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين، تذكيرٌ بالمسؤوليّة، لا يجوز أن يتهرّب أحد من المسؤوليّة. اليوم عندما سأتحدّث عن التطورّات الإيجابيّة، عن اقترابنا من لحظة الإنتصار النهائيّ انشاء الله، عندما نصل إلى هذه النتيجة بسبب تحمّل شعوب ودول وحركات وأحزاب وقوى سياسيّة في هذه المنطقة لمسؤوليتها، وليس كما حصل في عام 1948عندما تخلّى الجميع عن الشعب الفلسطيني وعن المقاومة الفلسطينية،  وهذا ما يُعبّرعنه ويفعله محورالمقاومة، هذا الإحياء هذا الإعلان عن التضامن ليوم القدس في أكثر من بلد عربي وإسلامي، في أكثرمن مدينة في العالم، في أكثر من دولةٍ يَبعث برسالتين قوتين.

الرسالة الأولى للشعب الفلسطيني الصامد، الصابر، الثابت، المظلوم، المُضحي، البطل، الراسخ برجاله ونسائه، بصغاره وكباره، للمعتصمين والمعتكفين في المسجد الأقصى، للمسلمين في المسجد الأقصى وللمسيحيين في كنيسة القيامة الذين تعرّض بعضُهم للإهانة صبيحة هذا اليوم ورأيتم ذلك على مواقع التواصل، رسالة للشعب الفلسطيني رسالة تعاون ودعم ومساندة وأنّك لست وحدك، ورسالة للعدو أنّ فلسطين هذه وأن القدس لم تُنسى و لن تُنسى، لم تُترك ولن تُترك، وهي رسالة للتأكيد للشعب الفلسطيني تبعث على الطمأنينة، تُقوّي من عزيمته ومن معنوياته، وللعدوّ تَزيد من قلقه ومن خوفه ومن رعبه.

أُنظروا أيّها الإخوة، اليوم نحتفل هنا في لبنان بالكثير من الأماكن في العالم العربي والإسلامي وخارج العالم العربي والإسلامي، بثقة، بطمأنينة، ونحن نشعر بالأمن والأمان والقوة والعزة، ولكن الكيان الإسرائيلي بالأمس أعلن استنفاره على كلّ الجبهات، و جهّز قِببه الحديديّة على كلّ الجبهات، وأرسل رسائل تهديد فارغة لا قيمة لها إلى جميع الدول المحيطة، أنظروا أين أصبحنا،في يوم القدس المقاومة محور المقاومة في طمأنينة وثقة والعدوّ الصهيوني في قلق وفي رعب وفي خوف، وفي حالة دفاع عن الكيان الذي سيزول إنشاء الله، رسالة اليوم من خلال هذا الحضورهي رسالة مهمة وقويّة جدًّا.

في يوم القدس عادة مناسبة لمراجعة التطورات التي حصلت خلال عام، من يوم القدس في العام الماضي إلى يوم قدسنا الحالي، بالأمس تحدثت أنا والعديد من الإخوة الأعزّاء والأحبّة من أكثر من بلدٍ عربي وإسلاميّ في المنبر الموحّد للقدس، وأنا عرضت لخلاصة، سأستفيد من هذه الخلاصة ببعض التفصيل وبعض الإضافات الأساسيّة.

هناك تطورّات كبرى حصلت خلال العام الماضي،على المستوى الدولي، على مستوى المنطقة،على مستوى الكيان الصهيوني وعلى مستوى الشعب الفلسطيني، عندما نقف بإختصار أمام هذه التطورات سوف نشعر ونرى ويتّضح لنا بشكل كبير الموقع الذي باتت فيه هذه القضية وهذا المحور وهذه المعركة، وهوموقع متقدّم وإيجابي ويدعو إلى التفائل الكبير.

على المستوى الدولي، العنوان الأوّل تراجع القوة الأميركية، نحن لا نقول الآن أنّ أميركا أصبحت ضعيفة وهزيلة وغير قادرة على شيء لا هذا غير واقعي، لكن نقول بأن أميركا لم تعد قوية كما كانت في الأعوام الماضية و لا في العقود السابقة. تراجع القوة الأميركية هذا ليس ادعاء، له شواهد كثيرة ويكفي شاهدان لنستفيد من الوقت. الشاهد الأوّل في فنزويلا، فنزويلا التي هي في جوار الولايات المتّحدة الأميركيّة في أميركا اللاتينية، وأميركا كلّها اشتغلت من أجل إسقاط النظام في فنزويلا، وعيّنت رئيسًا وحكومة إنتقاليّة، و قدّمت له أموال واعترفت فيه رسميًّا، وحاصرت فنزويلا وأقامت عليها عقوبات شديدة، ووصل الأمر أنّ العملة الفنزولية أصبحت أسوأ بكثير من العملة اللبنانية حالياً، ورغم كلّ الصعوبات صمدت فنزويلا قيادةً وشعبا وفشلت أميركا واضطرت للتراجع، هذا تراجع للقوة الأميركيّة .

والشاهد الآخرالذي أحدث زلزالًا في منطقتنا، وهو الذي أثّر وأدّى إلى هذه التحولات التي تشاهدونها الآن، من أهم العوامل الأساسيّة في التحولات على مستوى الإقليم، هو الهزيمة الأميركيّة في أفغانستان، بعد 20 سنة من القتال،أعداد هائلة من الضباط و الجنود، مئات مليارات الدولارات، خسائر فادحة، تعود الولايات المتحدة الأميركية لتخرج من أفغانستان وتُقدمها لطالبان لحركة طالبان بلا قيد و بلا شرط .

هذه الهزيمة الأميركية في... وطبعاً بأميركا مثل في الكيان،الآن سنتكلم عن نتنياهو قليلاً، يهرب من المسؤولية ويرميها على "لبيد". قبل بضعة أيّام من مدّة كانت أيضاً الإدارة الحالية الأميركية ترمي الهزيمة في أفغانستان على ترامب ، وهذه حال أتباع الشيطان في الدنيا وفي الآخرة، يصبح كل واحد يرمي بالمسؤولية على الآخر.

على كل، الهزيمة الأميركية في أفغانستان أحدثت زلزالاً كبيراً بالمنطقة، هذا لا تظهر آثاره في أسبوع واثنين وشهر واثنين وثلاثة، لِسنوات وبدأ يظهر بقوة. المصيبة كانت في أفغانستان ولكن مجالس العزاء كانت في الكيان الصهيوني، واستعيدوا الذاكرة وانظروا إلى المسؤولين الصهاينة والخبراء الإستراتيجيين الإسرائيليين ماذا قالوا عن تداعيات هذه الهزيمة الأميركية في أفغانستان؟ في دول المنطقة، في دول الخليج، وهذا ليس تحليليّ هذا معلومات، هذا الكلام قاله لنا بعض المسؤولين الخليجيين بالواسطة، في بعض المحادثات التي تجري بين الحين والآخر، أنّ الكل أصبح لديه قناعة ، كلّ الدول في المنطقة، إسرائيل أيضاً مضطرة أن تحمل هذه القناعة وتقبل بها، أنّه لا يمكن التعويل بشكل كامل ومطلق على أميركا لحماية هذا النظام أو ذاك النظام، هذه الدولة أو تلك الدولة، أميركا ليس لها عقد أُخوّة مع أحد في المنطقة، أميركا تبحث عن مصالحها، عندما تقتضي مصالحها أن تنسحب فإنها تنسحب، تتخلى عن حلفائها تتخلى عن حلفائهافعلت ذلك في افغانستان وقبل ذلك فعلته في فيتنام بأبشع الصور، هذا أحدث زلزالاً في المنطقة، على المستوى العربي زلزال مفيد جداً لأنه أدى إلى قناعة أن الضمانة الحقيقية للإستقرار في المنطقة العربية وفي منطقة الخليج وفي غرب آسيا لا يتوقف على الحضور الأجنبي بل الحضور الأجنبي هو سبب للتوتر، العلاقات الثنائية التلاقي، الحوار، التفاهم، التوافق، هو الذي يشكل الضمانات الحقيقية للأمن والاستقرار.

إذاً تراجع القوة الأمريكية، ثانيا في التطور الدولي انشغال أمريكا في مناطق أخرى، لم تعد أولويتها غرب آسيا والشرق الأوسط ولم تعد الادارة الأمريكية تريد أن تنام وهي تفكر بإسرائيل وتستيقظ وهي تفكر بإسرائيل وبمنطقتنا عندنا هنا، هناك أولويات أخرى تشغلها بقوة.

المواجهة مع روسيا في الحرب الروسية الأوكرانية المباشرة والاأطلسية غير المباشرة والصراع مع الصين، لا نريد أن نسميها حرب ولكن نسميها صراع، والتي قد تتطور إلى حرب والله العالم فيما يتعلق بتطورات تايوان.

إذاً هذا أيضاً يشغل أمريكا وهذا يقلق الإسرائيليين، أيضاً أنا لا أحلل بل أنا اتابع المسؤولين الإسرائيليين والخبراء الاسرائيليين ماذا يقولون وهم يقولون ان هذا يقلقنا كثيرا، وهذا يضغط أيضا على إسرائيل كثيرا من قبل الأمريكان، والأمريكان يظلون يقولون لهم اولويتنا الآن ليست عندكم بل أولويتنا بأوكرانيا وأولويتنا بالصين وأولويتنا روسيا وتايوان.

حتى هذا يُخفف عن إيران، يخفف عن كل دول المنطقة، هذا اتطور الدولي طبعا يدفع باتجاه عالم متعدد الأقطاب، عالم متعدد الأقطاب لا توجد فيه هيمنة مطلقة للولايات المتحدة الأمريكية التي تقدم كل أشكال الدعم لإسرائيل، من الدعم العسكري، الدعم الاقتصادي، الدعم السياسي، عندما تتراجع القوة الأمريكية، عندما تنشغل أمريكا في مناطق وساحات وأولويات أخرى، عندما لا تبقى أمريكا قوة وحيدة مهيمنة في العالم، هذا سيؤثر استراتيجياً، هذا ليس له تأثيرات بسيطة، بل سيؤثر استراتيجياً على الكيان، على موقعية الكيان، على قدرة الردع عند الكيان، أصلاً جزء من الردع الاسرائيلي هو الدعم الأمريكي والقوة الأمريكية المساندة، حتى في المسار السياسي هؤلاء المسؤولين الاسرائيليين سنتحدث بعد قليل عن كذب ناتنياهو، أصلا يكذبون كثيرا على ناسهم، كثيرا يكذبون عليهم، مثلاً مسار التطبيع مع بعض الدول العربية والإسلامية، القادة بعض قادة الصهاينة ينسبونه لأنفسهم، لدبلوماسيتهم، لشطارتهم، هذا كذب، هذا يعود للضغط الأمريكي، للإجبار الأمريكي، للطلب الأمريكي من دول عربية أن تطبع مع إسرائيل، الأمريكان هم من يعملون على موضوع التطبيع، جميعنا نعرف مثلاً الوفود الأمريكية التي تذهب إلى أندونيسيا أين أندونيسيا وأين فلسطين، وثم يصدر في البيانات الرسمية لا أتحدث عن معلومات خاصة أو تحليل، بيانات رسمية تقول أن هذا الوفد الأمريكي إلتقى مع رئيس أندونيسيا أو وزير خارجية أندونيسيا وناقش معه إقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل، عندما أمريكا تنشغل وتتراجع مسار التطبيع أيضا سيتراجع، قدرة الردع الاسرائيلية ستتراجع، مكانة اسرائيل الاستراتيجية في المنطقة ستتراجع، هذا التحول الدولي فائدته كبيرة جدا لمحور المقاومة وأثره سلبي جدا على الكيان وعلى مستقبل الكيان  في المنطقة، هذا على المستوى الدولي.

في المنطقة، خروج محور المقاومة بدوله وشعوبه وحركات المقاومة فيه من الوضع السابق، نحن خلال عشر سنوات أو 12 سنة كانت توجد حرب كونية على محور المقاومة بأشكال مختلفة، حرب تديرها أمريكا أيها الإخوة والأخوات، تديرها أمريكا وتستخدم فيها دول وتستخدم فيها منظمات إرهابية وجماعات مجرمة بعناوين مختلفة، حروب، عدوان، حصار، عقوبات، حرب ناعمة، حرب نفسية، تشويه، كل الذي شهدناه خلال السنوات الماضية.

اليوم محور المقاومة بدوله وشعوبه وحركات المقاومة فيه خرج من هذا الوضع بدرجة عالية جدا وكبيرة جدا، لا أقول بالكامل ولكن بدرجة عالية قويا، متماسكا، حاضرا، فاعلا، وهذا ما نشهده في مختلف الساحات.

هذا أيضاً مؤثر جداً في قضية الصراع مع العدو، كل الرهان خلال العشر سنوات الماضية على انهيار كل بيئة للمقاومة، كل أرضية للمقاومة، كل سند للمقاومة وللقدس ولفلسطين، كل داعم للمقاومة ولفلسطين من إيران إلى العراق إلى سوريا إلى اليمن إلى لبنان إلى المنطقة، لكن هذه المشاريع كلها فشلت، وكلها خسرت.

في تطورات المنطقة، التطورات السورية مهمة جدا، عندما نشهد التعافي في سوريا، على مستوى عالي من الأمن والاستقرار مع بقاء الملفات التي تحتاج إلى معالجة، على مستوى العلاقات، عودة العلاقات السياسية الطبيعية مع عدد من الدول العربية، الجزائر، تونس، الإمارات، مصر، السعودية في الأيام الأخيرة والحديث عن فتح قنصليات، النقاش حول عودة سوريا إلى الجامعة العربية وإن كان ليست هذه هي النقطة المهمة، النقطة المهمة هي عودة العلاقات السياسية الطبيعية بين سوريا وبين الدول العربية، هذا هو الميزان وهذا هو المؤثر، حتى في الموضوع التركي، بالموضوع التركي تركيا مقبلة وتريد اللقاء والتفاوض والزيارة حتى في دمشق، القيادة السورية هي التي تعرض شروطا وتطرح شروطا طبيعية ترتبط بعنوان الاحتلال التركي لأراضي سورية، هذه تحولات مهمة في سوريا.

مع وجود المعاناة، قيصر والعقوبات والوضع الاقتصادي والمعيشي الذي نعاني منه جميعاً، وبالمناسبة ليس فقط دول وشعوب محور المقاومة بل الكثير من شعوب ودول العالم حتى الدول المتطورة  ولمتحضرة.

اليمن، اليمن الذي كُنا معه منذ اليوم الأول أيضا يشهد تطورات ايجابية، انعكاس لكل ما يجري في المنطقة، اليوم كان أيضا يوم مبارك بداية تبادل الأسرى في اليمن والسجناء، كل الأجواء التي تأتي من اليمن ومن السعودية في هذا الأمر، لأن السعودية هي طرف في هذه المسألة، هي كانت جزء أساسي من الحرب والعدوان على اليمن هي والإمارات ودول عربية أخرى، وإن كان القرار الأساسي هو قرار أمريكي، الاتصالات والزيارات واللقاءات كلها تدعو إلى التفاؤل إلى الخير وهذا ما يسعدنا.

أنظروا اليوم من يدعم ومن يؤيد، من يتجه بإتجاه  وقف الحرب والحل السياسي في اليمن هو منسجم مع نفسه، ليس هو من يريد تقديم مبررات لشعبه أو للمحور أو للناس، سواءً القيادة الشجاعة والحكيمة التي أثبتت حضورها الكبير خلال ثماني سنوات والمتجسدة بالدرجة الأولى بسماحة السيد القائد السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي (حفظه الله ونصره)، هؤلاء من اليوم الأول كانوا يقولون نحن ندافع، نحن ندافع عن شعبنا عن وطننا، نحن نطالب بوقف الحرب، الذين تضامنوا معه في منطقتنا ومنهم نحن، من الليلة الأولى التي أَدنّا فيها الحرب كنا نطالب بوقف الحرب.

على مدى ثماني سنوات إذا راجعتم كل البيانات والخطب والمواقف نحن نطالب بوقف الحرب، عندما تسيير الأمور بإتجاه وقف الحرب نحن منسجمون مع أنفسنا تماماً، الذي يجب أن يُقدم اجوبة للناس هو الذي طرح أهدافا كبيرة وعالية وعظيمة ولم يستطيع أن يحقق شيئا من هذه الأهداف، لا من داخل اليمن ولا من داخل الإقليم.

اليمن إذا صار إن شاء الله أيضاً هذا أمر يدعو إلى الخير ومبشر، وهذا تطور مهم لمحور المقاومة ولفلسطين وللقدس.

عودة الجزائر بقوة إلى الساحة العربية وإلى الملف والقضية الفلسطينية، وما فعلته في القمة الإفريقية مؤخراً، والذي أدى موقفها إلى طرد الممثلين الإسرائيليين من القمة الأفريقية.

العراق الذي خرج بنسبة كبيرة من محنته وهو على مسار التعافي، وبما يختزن من قوى وامكانيات ومرجعيات وشعب وحشد وفصائل مقاومة، نحن هنا في المنطقة في دول الطوق، في حركات المقاومة المرابطة على الحدود مع فلسطين، في بيت المقدس وفي اكناف بيت المقدس، نقول كل يوم واليوم أيضاً نقول لإخواننا في العراق نحن نعلق عليكم آمالا كبيرة ورهانات عظيمة، لأن العراق بامكاناته بقدراته بشعبه بحضارته بتاريخه يملك امكانات بشرية ومادية هائلة.، وإذا اضيفت بالفعل إلى حضور حقيقي كما بدا فعلاً منذ سنوات في محور المقاومة، بالتأكيد سيغير الكثير من معادلات المنطقة.

إيران وصمودها وتطورها وتثبيت حضورها في المعادلات الاقليمية وفي المعادلات الدولية، والتي تغلبت على العقوبات وعلى الحصار وعلى محاولات العزل وعلى أعمال الشغب التافهة في المدة الأخيرة.

الاتفاق السعودي الإيراني وانعكاساته على المنطقة، والتي بدأت تظهر أسرع مما كان يتوقع الكثيرون وفي أكثر من ساحة وفي أكثر من ميدان، ونأمل أن تصل إلى لبنان أيضاً.

هذا التطور في المنطقة بالتأكيد له تأثيرات مهمة على مسار التطبيع، إيجابية من وجهة نظرنا، سلبية فيما يتعلق مع العدو، في الحد الأدنى ستبطىء مسار التطبيع، ستفرمل مسار التطبيع، ستقف به عند حدود معينة، وساعد على ذلك الأداء الأحمق لهذه الحكومة الاسرائيلية المتطرفة والفاسدة والمجرمة, اليوم من خلال تطورات المنطقة أُقفلت الأبواب على رهانات خطيرة جدا وكبيرة جدا كان يعول عليها كيان العدو، وهذا كانوا يتحدثون عنه بالعلن، كانوا يتحدثون عن تشكيل محور إسرائيلي عربي، وأيضا استخدموا أدبيات اعتذر على استخدامها أيضا، لأن أهل السنة ليسوا كذلك وهم في الخطوط الأمامية، اليوم أصلا أهل السنة هم الذين يقاتلون في القدس وفي الضفة الغربية وفي قطاع غزة وفي فلسطين، لكن الإسرائيليون استخدموا عنوان تشكيل محور إسرائيلي - سني في مواجهة إيران الشيعية، هذا على ضوء تطورات المنطقة الأخيرة هذا سقط.

الرهان على محور إسرائيلي - عربي في وجه إيران وفي وجه محور المقاومة سقط، ما سموه بمحور إسرائيلي - سني سقط، وهذه أيضاً ايجابيات كبيرة جداً فيما يتعلق بمحور المقاومة وسقوط خيارات ورهانات عند العدو الإسرائيلي.

الرهان على حرب وقودها العرب ودول الخليج ضد إيران أيضاً سقط، الرهان على حرب أمريكية مدعومة خليجياً واسرائيلياً على الجمهورية الإسلامية أيضاً سقط حتى اشعار آخر، وهنا لماذا التركيز على إيران؟ لأن العالم كله وإسرائيل بالتحديد تعلم أن السند الحقيقي والقوي اليوم لكل دول وشعوب وحركات محور المقاومة هي الجمهورية الإسلامية في إيران بقيادة سماحة الإمام آية الله العظمى السيد الخامنئي (دام ظله الشريف).

لذلك كل التركيز على إيران، حصار إيران، الحرب على إيران، تشكيل محاور ضد إيران، هذا أيضاً سقط، هذه تطورات مهمة في المنطقة تخدم محورنا.

على مستوى الكيان، الانقسامات العميقة التي ظهرت في هذا العام في الأشهر القليلة الماضية، باختصار يوجد بعض الناس داخل لبنان والمنطقة لا زالوا لا يعرفون حجم الموضوع الحاصل داخل الكيان، وعلى ماذا ‏هم يختلفون؟ على قصة قصة التعديلات القضائية؟ هل الموضوع هام بهذا الحجم؟ أولاً التعديلات القضائية ‏أخرجت وأظهرت كل ما هو كامن في هذا المجتمع من إنقسامات عرقية ودينية وسياسية وفكرية ونفسية، ‏تحدث عنها رئيس الكيان الاسرائيلي السابق قبل سنوات، وتحدث عن هذه المخاوف، التعديلات القضائية ‏أظهرت هذا الكامن بوضوح إلى العلن وإلى الشارع، والميادين والاعلام بما لا سابقة له، ولكن نفس هذه ‏التعديلات القضائية، من أجل أن يأخذها اللبنانيون بجملتين مختصرتين، هي حرب إلغاء بلا دم، ولكن قد تؤدي إلى دم، هي حرب إلغاء يشنها نتنياهو الفريق ‏المتطرف معه للقوى السياسية الأخرى من داخل آليات النظام السياسي في الكيان، حرب إلغاء وإنتقال إلى ‏ديكتاتورية كما يقولون، مع أن ديمقراطيتهم موضع نقاش، ولكن حرب إلغاء بلا دم ويمكن أن تؤدي إلى ‏دم، وكادت في الأسابيع القليلة الماضية أن تؤدي إلى دم لولا التدخل الكبير للولايات المتحدة الأميركية، ‏أميركا في النهاية لا تستطيع أن تدع إسرائيل تذهب إلى حرب أهلية، ستبذل أقصى جهد لمنع ذلك، هل ‏تمنع او لا تستطيع أن تمنع ذلك هذا بحث آخر، لكن إرادتها جادة، وهذا أحد أسباب الزيارات، أنه خلال ‏شهر أو شهر ونصف، مستشار الأمن القومي الأميركي ووزير الخارجية الأميركي ووزير الدفاع ‏الأميركي ورئيس أركان الجيوش الأميركية يذهبون وبأتون الى الكيان، لانه توجد أزمة حقيقية، هذا الإنقسام ‏إمتد في كل مجتمع كيان العدو على المستوى الشعبي والإعلامي وعلى مستوى الأحزاب السياسية وعلى ‏مستوى النخب، وصل إلى رجال الأعمال والإقتصاد وإلى الاستثمارات المالية وهددها أيضاً، وصل إلى ‏الجيش، إلى وحداته النظامية وإلى وحدات الإحتياط، وسيبنى عليه الكثير هذا الإنقسام، طبعا يضاف إليه ما تراكم خلال ‏السنوات الماضية، من إنعدام الثقة بالقيادات السياسية وإنعدام الثقة حتى بالجيش، هذا مهم جدا، وما زال ‏قائما، وكل محاولات ترميم الثقة فشلت حتى الآن، إعتراف بتآكل الردع مع حركات المقاومة ومحور ‏المقاومة في المنطقة وأعود لها لأنني أريد أن أعلق بالموضوع اللبناني قليلا، موضوع الجنوب اللبناني، ‏تراجع خطير في الروح القتالية والاستعددا للتضحية من أجل بقاء هذا الكيان، سواء على المستوى ‏الشعبي وهذا ما يعنيه دائما الحديث عن عدم جهوزية الجبهة الداخلية التي لا تتحمل تضحيات، ولا تتحمل ‏خسائر بشرية، هذا تراجع هائل في الروح القتالية، وأيضا على مستوى الجيش، وعلى مستوى الجنود، ‏وعلى مستوى الالتحاق بالوحدات القتالية في الجيش الإسرائيلي، العديد يُهددون ينقل إستثماراتهم من ‏الكيان، الكثيرون يفكرون بالمغادرة، لأنهم وُعدوا بالأمن والامان وأرض اللبن والعسل، فإذا بها أرض ‏الصراعات والأحقاد السوداء والدماء، ويبحثون عن جنسية أخرى لمن لا يملك الجنسية الاخرى، وعن ‏جواز سفر آخر، هذه التطورات مهمة جدا طبعا أحدثها اوضاع داخلية وصمود الشعب الفلسطيني، ‏وإنطلاق المقاومة وسيف القدس سابقا، وكل التطورات في المنطقة، هذا لم يأتي ابن لحظته ولا ابن سنته، ‏ولا اين تطورات أخيرة، وإنما تراكم من 75 عاما إلى اليوم، في التطور الفلسطيني، ما يجري في الضفة ‏والقدس، ما يجري في الضفة من مقاومة مسلحة، الحضور الشبابي، الذئاب المنفردة بل الأسود المنفردة، ‏المواجهات البطولية، بالرغم من عدم تكافؤ الإمكانات، يعني الفلسطيني في جنين وفي نابلس والمخيمات ‏وفي بقية المدن يقاتل بأسلحة متواضعة جداً أمام جيش مدرع ويملك أقوى سلاح جو في المنطقة، القدس ‏وأهل القدس والضفة أهل الضفة رجالا ونساءً وصغارا وكبارا وشيوخا يقدمون أعلى وأجمل وأقوى ‏صورة للصمود والثبات والعزم والإرادة والقوة والاستعداد للتضحية، وللشهادة وللإعتزاز بالشهداء، للبيئة ‏الحاضنة للمقاومين والشهداء، ولخيار المقاومة، المرابطون والمرابطات خلال كل الأيام والشهور ‏الماضية، كل التحية والسلام والتقدير والإجلال لهم، خصوصاً في الأيام القليلة الماضية، بالرغم مما ‏أصابهم من ظلم وضرب وقسوة، الإصرار على الحضور في المسجد الأقصى، رغم كل المصاعب والآلام، ‏وتصاعد قدرة المقاومة في غزة وثبات أهل غزة، تبني الشعب الفلسطيني لخيار المقاومة داخل فلسطين ‏وخارج فلسطين أكثر من اي وقت مضى، يعني أتكلم عن الجانب النسبي، وإلا هو مقاوم ومتبني لهذا ‏الخيار، اليوم لا نسمع حديث عن أوسلو ولا إتفاق أوسلو ولا المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية ولا مسار ‏التسوية، كل الحديث عن المقاومة والشهداء والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة، وعن أمهات الشهداء ‏العظيمات، عن تشييع الشهداء وعن البطولات في الضفة وفي غزة وفي فلسطين، هذا الذي نسمع به، هذا ‏الذي يخكم اليوم كل الموقف وكل الاعلام وكل المساحات، هذا تطور هائل ومهم جدا أيضاً في مسار الصراع ‏مع العدو الاسرائيلي.

 حسنا، على ضوء هذه التطورات ندخل بعض التفاصيل ونصل إلى النهاية، ما جرى ‏أخيرا في الجنوب، لأنه في الأخير يجب أن نحدد المسؤولية ببعض التفاضيل، ما جرى أخيراً في الجنوب، ‏طبعا كان حدثا مهما وكبيرا بالنظر إلى الأوضاع منذ عام 2006، أنا لم أتكلم الأسبوع الماضي لأن حقيقة ‏الأمر كان يحتاج إلى دراسة وإلى تشاور، وأنا تشاورت أنا والأخوة وفكّرنا، نعتقد أن إعتماد من قبل ‏حزب الله ومن قبل المقاومة في لبنان إعتماد أيضا هنا في هذا المورد سياسة الصمت كجزء من إدارة ‏المعركة مع العدو هو الأفضل، فلا داعي أن ندخل في تفاصيل ولا داعي أن نُجيب عن أسئلة ما زال العدو ‏يحتار فيها، سياسة الصمت هذه تُقلق العدو قطعاً، وقد تُقلق الصديق، ولكن فبما يتعلق بقلق الصديق، أولاً ‏الصديق يجب ان يعتبر هو جزء من التضحيات في هذه المعركة، وقلق الصديق يمكن ان يعالج بعيدا عن ‏إزالة قلق العدو، ما يجب أن يبقى وهذه من ثمار ما حصل الأسبوع الماضي يجب أن يبقى العدو قلقاً، ‏يجب أن أن يبقى العدو خائفاً، يجب أن أن يبقى العدو مرتعباً، لا يجوز ان يُقدم أحد تطمينات لهذا العدو لأنه هو المعتدي، هو ‏الذي يعتدي على الشعب الفلسطيني في كل يوم، هو الذي إرتكب ذلك العمل الوحشي على المعتكفين في ‏المسجد الأقصى في تلك المرحلة، هو الذي يهدد كل دول المنطقة، هو الذي يقصف في كل يوم سوريا، ‏ليس في كل يوم، في غالب الأيام، ولكنه في كل يوم يعتدي على الفلسطينيين، وفي كل يوم يهدد اللبنانيين، ‏لماذا نُعطيه التطمينات والضمانات؟ كمقاومة في لبنان، وحتى كدولة في لبنان وحتى كقوى سياسية في ‏لبنان، يجب أن يبقى العدو قلقاً، ويجب أن يبقى مرتعباً، وهذا هو الذي يثبت أيها اللبنانيون، هذا هو الذي ‏يرسخ ميزان الردع وقوة الردع وقواعد الإشتباك التي حمت لبنان حتى الآن منذ 2006، وفرضت على ‏العدو بإعتراف المتجدد من نتنياهو بالتنازل والتراجع وإعطاء لبنان الحق الذي طالبت به الدولة اللبنانية ‏والحكومة اللبنانية في الحدود البحرية وفي حقول النفط والغاز، وهذا جزء من معادلة الردع التي يجب أن ‏نحافظ عليها، والتي أثبتت حضورها القوي خلال الاسبوع الماضي، هذه إسرائيل التي يعرفها الشعب ‏اللبناني، وتعرفها شعوب المنطقة، كلنا نذكر قبل ال1982 ومن 1982 إلى ال2000، كيف كان يتصرف ‏هذا الكيان، عندما تطلق صواريخ على مستعمراته، كيف كان يتصرف؟ والأسبوع الماضي كيف ‏تصرف؟ بعض الذين ما زالوا في الداخل اللبناني يُناقشون، هل يستطيعون ان يعطوننا جوابا؟ نحن نتكلم ‏هنا ميدانيا وأرضيا، هل ان هذا التصرف الإسرائيلي سببه القرارات الدولية؟ المجتمع الدولي؟ الإحترام ‏للوضع العربي؟ ما هذا الكلام الفارغ، طبعا لم يقله أحد لأنه لا يجرؤ أحد على قوله، هذا كلام سخيف، ‏على كل حال نحن لا نحتاج إلى تعليل، الإسرائيلي نفسه يعترف بأن توازن الردع هو الذي جعل رده ‏محدودا سخيفا، بإعتراف الكثيرينعلى حدث خطير ومهم وكبير حصل في الأسبوع الماضي، أنظروا ‏أين أصبحنا في لبنان، أنظروا أين أصبحنا، أنا تابعت كل ما قيل عند الإسرائيليين وعن إجتماع الحكومة ‏المصغرة، وعن إجتماع ناتنياهو مع القادة الامنيين والعسكريين، وما صدر في الإعلام الاسرائيلي، ‏تصوروا أين أصبحنا، أن تخرج إسرائيل بعد قصف الصواريخ من جنوب لبنان تقول: لقد حققنا هدفا مهما ‏وهو أننا إستطعنا أن نُحيد حزب الله عن المعركة في جنوب لبنان، يعني عندما لم نرد على القصف الذي ‏نفذوه، إعتبروه إنجازا، أنه دعونا نحيد لبنان ودعونا نُحيد المقاومة في لبنان، وهم أكلوا "قتلة الجماعة"، هذا يجب اليوم أن يُقرأ ‏بإستراتيجية، هذا ليس عمل زواريب لبنانية. على كل، بالنسبة لما حدث أولا هذا تعليق، ثانيا، أيضا ‏بالنسبة لما حدث خرج ناتنياهو وقال أكاذيب،  الاسرائيليون طلعوا ردوا عليه، لكن نحن أيضا معنيين أن نرد عليه، ‏أهم كذبة قالها نتنياهو أنهم هم قاموا بقصف بنية تحتية في جنوب لبنان لحزب الله ولحركة حماس، أليس قال هذا؟ طيب، هذا ‏كذبٌ واضح، كل وسائل الإعلام ذهبت وصورت وزارت الاماكن التي قُصفت وهي أماكن مفتوحة، ‏بعضها بساتين موز وبعضها وسائل ري المياه، وأماكن مفتوحة، لا يوجد بنية تحتية هناك لحزب الله ‏قُصفت ولا يوجد بنية تحتية لحماس قُصفت، لم يقصف أي بنية تحتية لأحد، قُصف الموز في جنوب لبنان، ‏طبعا الأسبوع الماضي أنا كنت مترددًا أن أتكلم ههذا، لأنه من الممكن أن يقول لي أحدهم  وأنا قلت لنفسي أنه  ‏قطعت و خلص قطعوها، فلا نستفز الاسرائيلي ونقول له هل رأيت، لم يستطع الإسرائيلي أن يفعل شيئا، هذا يوجد فيه ‏إستفزاز صحيح، لكن أمام منطق تثبيت المعادلات ليس مهم الاستفزاز، ليس مهم ما يشعر به الاسرائيلي، ‏أنه هل يشعر بالإستفزاز، بالإذلال، بالإهانة، هذا آخر ما يهمنا، لكن أن يطلع لِيكذب، يكذب على ناسنا وعلى ‏شعوب المنطقة، أن يكذب على شعبه، هذا شأنه مع شعبه، ولكن كذب عليهم بوضوح، وهو يعلم وجيشه ‏يعلم ووزراؤه يعلمون وكل الناس في الكيان يعلمون ان هذا الأمر لم يحصل في جنوب لبنان الاسبوع ‏الماضي، يعني أنظروا كم هو ضعيف وكم هو وقح ان يضطر للكذب الصريح الواضح الصراح، هذا دليل ‏ضعف ووهن.

 على كل، من أهم ما قاله أيضاً نتنياهو أنه إعترف بتراجع الردع الاسرائيلي على مختلف ‏الجبهات وخصوصا مع لبنان، ووعد بترميم قوة الردع ولكن طلب وقتا، وسيحتاج إلى وقت طويل ولن ‏يتمكن إن شاء الله، وألقى بالمسؤولية على الحكومة السابقة، طبعا من اكاذيبه أيضا عندما قال أن حكومة ‏لابيد وقعت إتفاقاً مع حزب الله، والكل في الكيان وفي لبنان وفي العالم يعلم أن حكومة لابيد لم تُوقع إتفاقا ‏مع حزب الله، هذه قصة الإتفاق والحدود البحرية تفصيل يعرفه الجميع لا يوجد داع ونأخذ الوقت فيه.

 على ‏كل حال، في هذا المقطع أُريد أن أُنهي بالقول في الموضوع اللبناني لأنه بالأمس أيضاً في منتصف الليل ‏إنتهينا من الإحياء على الفجر، وأرسلوا لي الشباب أنه يوجد مقابلة لنتنياهو يهدد فيها ويتوعد، ويهددني ‏بالإسم، أنه أنا إذا " مش شايف حشوف"، "طيب لنشوف"، هو بدأ هكذا، هو يقول "منشوف"، ونحن أيضاً في المقاومة في ‏لبنان نقول "منشوف"، والأيام بيننا، والأيام بيننا.

العدو يجب أن يعرف أنّ كل هذه التهديدات التي يطلقها باتجاه لبنان والمقاومة في لبنان لن تجدي نفعًا، لا تؤثر فينا على الإطلاق بل تزيدنا عزمًا وقوةً وإصرارًا على الحفاظ على ما أنتجه ميزان الردع على حماية لبنان وعلى مواجهة أي اعتداء أو عدوان يمكن أن يستهدف أحدًا في لبنان، بدون تردّد، لبناني، فلسطيني، إيراني، سوري، أي أحد مقيم في لبنان، موجود على الأرض اللبنانية، مقيم أو ضيف. الآن هو يمكن أن يفكر بلعبة الأمن، أنه  أنا لا أقوم بعمل عسكري ولكن أقوم بعمل أمني، لا بأس فلأقول هذا التفصيل حتى يكون لديهم وضوحًا، من أجل أن تكون الأمور واضحة عندنا، أنه لا يقوم بعمل عسكري ويذهب إلى العمل الأمني، أُحيّد عن اللبناني وأذهب إلى الفلسطيني، أُحيّد عن حزب الله وأذهب إلى الفصائل الفلسطينية الفلانية، لا، أي عمل يستهدف أي أحد في لبنان نحن سنرد عليه بالحجم المناسب وبالطريقة المناسبة إن شاء الله وبدون أي تردد.

أنتقل للقسم ما قبل الأخير من الكلمة، في موضوع سوريا وإن كان هذا يحتاج لوقت أطول لكن أتحدّث به كلمتين. الاعتداءات المتكررة على سوريا، طبعًا دائمًا يُطرح سؤال، لا بأس فلنجاوب عليه في يوم القدس، أنا سأجاوب عليه الآن، هذا تبرع مني، خصوصًا عندما يُوجّه هذا السؤال إلى سوريا كقيادة، كدولة، كجيش، كشعب، وأيضًا إلى محور المقاومة.  فيما يخصّ سوريا، أنه لماذا لا ترد على الاعتداءات المتكررة، هذا أمر طبعًا مدروس جيدًا عند القيادة السورية لأنه يجب أن لا يغيب عن بال أحد أن الجيش السوري ينتشر على خط تماس وجبهة قتال لمئات الكيلومترات من نقطة الحدود السورية العراقية الأردنية عند البوكمال، الميادين، دير الزور، نسير مع نهر الفرات ونصل إلى شرق حلب، إلى شمال حلب، وصولًا إلى خط الجبهة مع محافظة إدلب وصولًا إلى جبال اللاذقية. عندما يكون هناك قيادة ودولة وجيش متواجد على هذه المساحة الواسعة، مشغول بهذه الجبهة الكبيرة، صحيح أنه لا يوجد إطلاق نار وفقط مناوشات ولكن يمكن أن يحصل قتالًا في أي وقت ويمكن أن يُستغل أي تطور عسكري كبير سوري - إسرائيلي من قبل كل هذه الجماعات المسلحة، من يكون لديه جبهة واسعة بهذا الحجم لا تطلبوا منه بسهولة أن يفتح جبهة أخرى، هذا واحد. لكن الدفاعات الجوية السورية تواجه بكل إمكانياتها ويرتقي منها شهداء وجرحى. لكن ما أُريد أن أقوله أن هذا الأمر قد لا يستمر طويلًا وهذا ما أردت أن أُحذر منه العدو حتى على مستوى سوريا قد لا يستمر طويلًا، قد يتطور الموقف، قد يتبدل الموقف في أي لحظة من اللحظات بناءً على تطور أوضاع المنطقة، بناءً على التطورات الدولية، بناءً على تطورات محور المقاومة والوضع داخل الكيان، يُخطئ العدو الإسرائيلي عندما يبني ويطمئن ويقول هذه حساباتي الثابتة، أقصف في سوريا، أنتقم من سوريا، وسوريا مشغولة بحرب أخرى لا تستطيع أن تذهب إلى جبهة جديدة، هذه الحسابات قد تكون خاطئة وقد يظهر خطأها في أي وقت من الأوقات وما حصل في الأسبوع الماضي أيضًا على مستوى بعض المسيرات وبعض الصواريخ في سوريا يُؤشّر على احتمالات من هذا النوع، أنا أودّ هنا أن أحذر العدو من قراءة خاطئة أيضًا في هذه الجبهة، مع العلم وهذا يحتاج لوقت آخر أن ما يدّعي العدو أنه يقوم به من معركة بين الحروب في سوريا من أهداف لهذه المعركة بين الحروب من عام 2018 إلى اليوم لم يتحقق شيء من هذه الأهداف، هذه أهداف فاشلة وخاسرة وكلفتها عالية على الإسرائيلي، نعم هناك خسائر مادية في سوريا، خسائر بشرية أقل ولكن هناك فشل في مشروع العدو وفي استراتيجية العدو هذه.

أيضًا، بعض الناس في المنطقة وخصوصًا في لبنان "يَحشُكْ فينا"، مثل اليوم المسجد الأقصى، يقول لك يقصفون سوريا أنتم ماذا فعلتم من لبنان؟ إذا لم نفعل شيء يقولون ماذا فعلتم؟ وإذا فعلنا شيء يقولون المقاومة تريد جرّ لبنان إلى حرب في المنطقة، لذلك فليريحوا أنفسهم قليلًا، هذا لن يقدم ولن يؤخر شيئًا لا في قرارات محور المقاومة ولا في قيادة محور المقاومة ولا في استراتيجيات محور المقاومة، محور المقاومة وقياداته على تفاهم وعلى تواصل ويدرسون الخيارات بشكل جيد ولديهم من الشجاعة والحكمة للتعاطي مع الأحداث بما يناسب كل مرحلة من المراحل إن شاء الله.

المسؤولية الأساسية في ختام الكلمة ترتبط بالضفة الغربية والقدس، يجب أن نُذكر أن هذه مسؤولية الجميع، مسلمين، مسيحيين، الأحرار والشرفاء، الكل مُهدّد في بيت المقدس، المقدسات الإسلامية والمقدسات المسيحية، المسلمون والمسيحيون في فلسطين والمنطقة كلهم مهددون بالعدوان الإسرائيلي وأيضًا بالعدوان الإرهابي الذي كانت تديره أميركا وتدعمه إسرائيل وتقدم له السلاح والستهيلات، ما لحق بالمسيحيين في المنطقة أيضًا من قبل هذه التنظيمات، هذه التنظيمات كانت متعاونة مع إسرائيل وإسرائيل كانت تقدم لها التسهيلات ومواد غذائية وطبابة وتمريض وسلاح وقصف جوي وقصف مدفعي في سوريا أيضًا، هذه مسؤولية الجميع.

اليوم الضفة درع القدس كلمة حق، الضفة هي التي تحمي المقدسات، هي الخط الأمامي، الجبهة الأمامية والصف الأمامي، برجالها ونسائها، بحضورها المباشر والدائم، بصبرها وثباتها وصلابتها وتحملها الكبير، بسهرها في هذه الليالي هي تحمي المسجد الأقصى وتحمي المقدسات، وبمقاومتها الشريفة، المسؤولية هي الحفاظ على الضفة التي هي درع القدس، يعني دعمها، يعني مساندتها، لنكن صريحين وواضحين، دعمها ليس فقط الدعم المعنوي والسياسي، بالاحتفال وبالمسيرة وبالنشيد، هذا كله مطلوب ومهم، لكن دعمها بالمال، وهذا يجب أن نعمل له جميعًا رغم كل الظروف المالية الصعبة التي نعيشها جميعًا، دعمها بالمال، الناس في الضفة الغربية وفي القدس يعيشون ظروف معيشية وحياتية سيئة وقاسية أكثر من كثير من شعوب منطقتنا، لكي يستمر هذا الشعب في الصمود، في البقاء في الأرض وفي احتضان المقاومة يجب أن يُدعم بالمال، المقاومة يجب أن تُدعم بالمال. وأيضًا الدعم بالسلاح، كل من يستطيع أن يوصل سلاحًا للضفة الغربية يجب عليه أن يفعل ذلك، نحن وغيرنا، كل من يستطيع أن يوصل سلاحًا للضفة الغربية يجب أن يفعل ذلك، الذي لا يستطيع "لا يُكلّف الله نفسًا إلا وسعها"، لكن لا يستطيع أن يقول أن لا أستطيع يجب أن يذهب ويبحث، يجب أن يسعى، هذا الأمر أيضًا هو مسؤولية الجميع. بالتأكيد الاحتضان الرسمي، الاحتضان السياسي، الاحتضان العربي، الاسلامي، جامعة الدول العربية، منظمة التعاون الإسلامي، كل هذا أمر قيّم ومهم جدًا. العنوان الرئيسي اليوم في يوم القدس عندما نقول الضفة درع القدس يجب أن نضع إلى جانبها يُساوي وجوب دعم الضفة بكل ما يمكن أن يجعل هذه الضفة قوية صامدة متصاعدة صلبة مؤثرة فاعلة وصانعة في مقدمة الانتصار، هذا أولًا.

ثانيًا، التحذير للعدو، العدو يلعب بكل الجبهات يحجّة أن هنا يوجد قواعد اشتباك وهنا يوجد قواعد اشتباك وهنا يوجد قواعد اشتباك، هذه نقطة مهمة جدًا وأتمنى من الجميع أن يلفت لها ويقف عندها وأعرف أن هناك أناس سيقفون عندها كثيرًا، ولكن أنا يهمني العدو، لأن هذه معركة مع العدو. العدو ماذا يفعل؟ يُقسّم الساحات، يستفرد هنا بالضفة، يستفرد بالقطاع، يستفرد بلبنان، يستفرد بسوريا، يستفرد بالمعتكفين في المسجد الأقصى ويقول أن هناك قواعد اشتباك ويحاول أن يتعاطى مع هذه الساحات ويضع سقفًا أنه لا يريد الذهاب إلى حرب، كأنه يتفضّل علينا وعلى شعوب المنطقة وعلى دول المنطقة أنه لا يريد الذهاب إلى حرب، أولًا هذا ليس تفضلًا ولا منّة، هو مرعوب وخائف جدًا من أن يذهب إلى حرب، هذا واحد. لكن الأمر المهم الذي أريد أن أقوله أن أقول للعدو هذه لعبة خطرة، هذه لعبة خطرة، ليس دائمًا تبقى قادرًا على أن تمسك بأطراف وخيوط هذه اللعبة لا في المسجد الأقصى ولا في كنيسة القيامة ولا في القدس ولا في الضفة ولا في غزة ولا في جنوب لبنان ولا في سوريا، طبعًا أنا لا أعتقد أنه هو يفكر باتجاه الاعتداء على إيران هو أجبن وأضعف وأشد هزالًا من أن يذهب للإعتداء على إيران، لا تفكر أنك هنا ممسك بخيوط اللعبة وتديرها وقواعد اشتباك وسقف ولا تريد أن تذهب المنطقة إلى الحرب، لا، يجب أن نُوجّه جميعًا تحذيرًا واضحًا للعدو الإسرائيلي أن حساباتك وخطواتك وبعض إنفعالاتك وبعض أعمالك الحمقاء في القدس أو في الضفة أو في غزة أو في لبنان أو في سوريا قد تجر المنطقة إلى حرب كبرى، صحيح حتى بعض الناس في لبنان لا يقلقوا، صحيح حتى الآن لا لبنان يريد الذهاب إلى حرب، لا سوريا تريد الذهاب إلى حرب ولا حتى قطاع غزة يريد الذهاب إلى حرب بالشكل السابق، والاستراتيجية الأساسية للمقاومة هي المقاومة الشعبية والاستنزاف اليومي والصراع الميداني و..و..و... هذا الذي شهدناه طول عقود، ولكن فعل العدو، حماقة العدو، جرائم العدو قد تدفع المنطقة إلى حرب، قد تنزلق المنطقة إلى حرب، إذا كانت حكومة العدو تتكئ على فهم يقول لها أن المنطقة لا يمكن أن تذهب إلى حرب فهي مخطئة وهي مشتبهة، واشتباهها ككل الحماقات التي ارتكبتها خلال الأشهر القليلة الماضية، ونعم هذه المنطقة لن يستطيع أحد في مرحلة من المراحل ضمن ظروف معينة أن يمنع من انفجارها، ولذلك حذاري، للإسرائيلي أقول له حذار، للأميركي المنشغل مع روسيا والصين نقول له حذار، نقول له حذار، المقدسات خط أحمر، المقدسات الإسلامية والمسيحية في بيت المقدس في القدس خط أحمر، في الخليل أيضًا خط أحمر، الشعب الفلسطيني خط أحمر، والمعادلة الإقليمية التي تحدثنا عنها والتي نعمل على تأكيدها وترسيخها وتثبيتها هي التي تحمي وحمت وستحمي إن شاء الله هذه المقدسات.

في يوم القدس نحن هنا من الضاحية الجنوبية، من بيروت، من لبنان، من البلد العربي الذي صنع انتصاره بعرق جبينه ودماء شهدائه في عام 2000 وغَيّر المعادلات وموازين الردع في المنطقة عام 2006، نُعلن مجددًا مع الإمام الخميني، مع الإمام الخامنئي، مع كل القادة المسلمين والعرب والفلسطينيين والشرفاء والأحرار والمسيحيين، مع كل من يلتزم هذه القضية، أننا ملتزمون معهم، أن فلسطين قضيتنا، وأن القدس عاصمتنا جميعًا وأن المقدسات مقدساتنا جميعًا، وأننا لن نتخلى لا عن فلسطين كما كُنا دائمًا نقول في أصعب المراحل والظروف عندما كانت تُفجر السيارات المفخخة في الضاحية الجنوبية وفي البقاع، عندما كانت المعركة على أشدّها في الحرب الكونية على سوريا، تذكرون هنا في مجمع سيد الشهداء عندما قُلنا نحن لن نتخلى عن فلسطين ولا عن شعب فلسطين ولا عن مقدسات الأمة في فلسطين.

هذا هو إلتزامنا وهذا هو إيماننا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته " وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ"، نحن ننصر الله من خلال هذه الإستجابة والله نصرنا حتى الآن وينصرنا دائمًا إن شاء الله.

كل عام وأنتم بخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 14-15 نيسان/2023

رابط الموقع                                                                      

http://eliasbejjaninews.com

لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

Click On The above Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins

 

Elias Bejjani/Click on the below link to subscribe to my youtube channel

الياس بجاني/اضغط على الرابط في أسفل للإشتراك في موقعي ع اليوتيوب

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 14 نيسان/2023/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/117404/117404/

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For April 14/2023/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/117407/117407/