المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 31 تشرين الأول/2022

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2021/arabic.october31.22.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

اضغط على الرابط في أعلى للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

وأَمينٌ هُوَ الله، فَلَنْ يَسْمَحَ أَنْ تُجَرَّبُوا فَوْقَ مَا تُطيقُون، بَلْ يَجْعَلُ معَ التَّجْرِبَةِ مَخْرَجًا، لِتَسْتَطيعُوا أَنْ تَحْتَمِلُوهَا

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/قطعان تهلل لعون الذي قادها إلى المسلخ وسلخ جلدها وباعها جثث لحزب الكبتاغون

الياس بجاني/عون والحريري وجعجع هم شركاء في بيع ثورة الأرز وفرط 14 آذار

الياس بجاني/كل رؤساء الجمهورية منذ العام 1982 كانوا من خامة الذميين والمخصيين سيادياً ووطنياً

الياس بجاني/قطعان أصحاب شركات الأحزاب مزروعين في كل تجمع بهدف تفشيله

الياس بجاني/طروادية أصحاب شركات الأحزاب كافة وكارثية وغباء قطعانهم

الياس بجاني/ما دام حزب الكبتاغون الإرهابي يحتل لبنان وطاقم السياسيين والنواب قرطة ذميين وطرواديين سيد امونيوم سيعين الرئيس الدمية

 

عناوين الأخبار اللبنانية

اتيان صقر- أبو ارز/30 تشرين الأول/2022

قالوا في هرطقات عون وجعجع وشرودهم السيادي

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 30 تشرين الأول 2022

خليفة حول المفاوضات مع قبرص: آمل ألا نضطر الى الأدعاء على الذين يتخلون عن حقوق لبنان

بري تسلم رسالتي رئيسي الجمهورية والحكومة

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

عون يسلم لبنان إلى «الفراغ السادس»

منذ نهاية عهد لحود لم يتم تداول المنصب «طبيعياً»

عون يغادر القصر الجمهوري تاركاً «دولة مهترئة»...تعهد بـ«النضال لاقتلاع الفساد» وسط مراسم رسمية ووداع المناصرين

القراءة الدستورية لمرسوم استقالة الحكومة اللبنانية: لزوم ما لا يلزم

خلاف القوى السياسية على شخصية الرئيس يعقد الأزمة اللبنانية يهدد بأن يدوم الفراغ لأشهر

"أنا العماد ميشال عون": جردة بين 1989 والـ2022

منزل عون الجديد يُثير الجدل: "لا يُقارَن بقصور باقي المسؤولين"

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية
البابا فرنسيس يرفع الصلوات لضحايا تدافع سيول

أكثر من 150 ضحية في كوريا الجنوبية إثر الاحتفال بالهالويين

ارتفاع حصيلة ضحايا الاعتداء بسيارتين مفخختين في مقديشو إلى 100 قتيل

الاحتجاجات تتواصل.. وحقوق الإنسان الإيرانية تدين اعتقال طلبة الجامعات

الطلاب في إيران يدعون لاستمرار التظاهر ضد قمع الأمن.. والبرلمان يرفع رواتب عناصر الأمن

إيران.. رئيسي يهدد المحتجين ويتحدث عن "خط أحمر"

متظاهرون إيرانيون يتجمعون مجدداً الأحد، متحدّين أمر الحرس الثوري بوقف التظاهرات التي دخلت أسبوعها السابع بعدما أشعلتها وفاة الشابة مهسا أميني

قائد «الحرس الثوري» للمحتجين: اليوم هو آخر أيام الشغب

قوات الأمن الإيرانية استهدفت بالرصاص سكناً للطلاب ومستشفى

روسيا تعلّق المشاركة في اتفاقية الحبوب الأوكرانية والأطراف الراعية تتواصل مع موسكو

تركيا توقف إعلاميين من «الإخوان» في محاولة جديدة لتسريع التطبيع مع مصر

شاركوا في التحريض على التظاهر وإشاعة الفوضى وهز الاستقرار بالتزامن مع مؤتمر المناخ

تركيا: محادثات مع روسيا بشأن وضع اتفاق تصدير الحبوب

غوتيريش يبدي قلقه البالغ حيال تعليق روسيا مشاركتها في اتفاق الحبوب

الجامعة العربية: موقفنا من رفض التدخلات التركية ثابت ولم يتغير

قمة لم الشمل.. توافق عربي على كافة بنود قمة الجزائر

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

«حزب الله» اللبناني... النفط مقابل السلام/عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط

لبنان ينتظر نهاية كابوس عمره ست سنوات/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

رئاسة جبران باسيل المؤجّلة/منير الربيع/المدن

«حزب الله»... من «المقاومة» إلى الخفارة/د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط

عون خارج التاريخ/نديم قطيش/أساس ميديا

فؤاد شهاب ... عبرة المغادرة بصمت/توفيق شومان 180post

في صبيحة اليوم 1110 و1111 على بدء ثورة الكرامة/حنا صالح/فايسبوك

هل "العونيّة" اضطراب نفسي- ذهني- قيمي؟/غسان صليبي/النهار

إيران هي الحدث!/حازم صاغية/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الرئيس عون غادر قصر بعبدا: ننتقل لمرحلة جديدة تبدأ بنضال قوي لاقتلاع الفساد من جذوره

عدم إقرار الكابيتال كوتنرول هو بهدف الاستمرار بالسماح بخروج الأموال من لبنان

الثروة الوطنية المتمثلة بالنفط والغاز ستعطينا وحدها الرأسمال الكافي لإنقاذ لبنان

عون متوجهاً إلى مجلس النواب: لنزع التكليف عن الحكومة

البطريرك الراعي للنواب: كيف ستواجهون ثورة شعبنا الجائع وغضبه؟ فلا تظنوا أن دولة لبنان بتمشي بدون رئيس

المطران عوده: ألا تشكل الجلسات الفولكلورية إساءة لصورة المجلس ودليلا على تهاوي الممارسة السياسية؟

نصرالله: المقاومة والتهديد بالحرب كانا عاملين حاسمين في إنجاز اتفاق الترسيم

قاووق: نريد رئيسا بالتوافق لا يكون استفزازيا ولا يتحدى إلا العدو

باسيل: عدم دعوة رئيس المجلس غداً لجلسة لاتخاذ قرار أو إجراء يؤكد نية عدم التشكيل

قاسم من بعلبك: الدولة والمقاومة أنجزا الترسيم البحري والمطلوب إنجاز قوانين الصندوق السيادي

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

وأَمينٌ هُوَ الله، فَلَنْ يَسْمَحَ أَنْ تُجَرَّبُوا فَوْقَ مَا تُطيقُون، بَلْ يَجْعَلُ معَ التَّجْرِبَةِ مَخْرَجًا، لِتَسْتَطيعُوا أَنْ تَحْتَمِلُوهَا

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس10/من01حتى13/:”يا إِخوَتِي، لا أُريدُ أَنْ تَجْهَلُوا أَنَّ آبَاءَنَا كَانُوا كُلُّهُم تَحْتَ الغَمَام، وعَبَرُوا كُلُّهُم في البَحْر، وتَعَمَّدُوا كُلُّهُم بِمُوسَى في الغَمَامِ وفي البَحْر، وتَنَاوَلُوا كُلُّهُم طَعَامًا رُوحِيًّا وَاحِدًا، وشَرِبُوا كُلُّهُم شَرَابًا رُوحِيًّا وَاحِدًا، لأَنَّهُم كَانُوا يَشْرَبُونَ مِنْ صَخْرَةٍ رُوحِيَّةٍ كَانَتْ تُرَافِقُهُم، وتِلْكَ الصَّخْرَةُ كَانَتِ المَسِيح. ومعَ ذَلِكَ لَمْ يَرْضَ اللهُ عَنْ أَكْثَرِهِم، فَصُرِعُوا في البَرِّيَّة. وإِنَّمَا حَدَثَتْ تِلْكَ الأُمُورُ لِتَكُونَ مِثَالاً لَنَا، لِئَلاَّ نَشْتَهِيَ الشُّرُورَ كَمَا ٱشْتَهَى أُولئِكَ. فَلا تَصِيرُوا عَابِدِينَ لِلأَوْثَانِ كَمَا كَانَ بَعْضُهُم، عَلى مَا هوَ مَكْتُوب: «جَلَسَ الشَّعْبُ يَأْكُلُونَ ويَشْرَبُون، ثُمَّ قَامُوا يَلْعَبُون». ولا نَسْتَسْلِمْ لِلفُجُورِ كَمَا ٱسْتَسْلَمَ بَعْضُهُم، فَسَقَطَ مِنْهُم في يَوْمٍ وَاحِدٍ ثَلاثَةٌ وعِشْرُونَ أَلْفًا. ولا نُجَرِّبَنَّ الرَّبَّ كَمَا جَرَّبَهُ بَعْضُهُم، فأَهْلَكَتْهُمُ ٱلحَيَّات. ولا تتَذَمَّرُوا كَمَا تَذَمَّرَ بَعْضُهُم، فأَهْلَكَهُمُ ٱلمُهْلِك. وإِنَّمَا حَدَثَتْ تِلْكَ الأُمُورُ لِتَكُونَ عِبْرَةً، وكُتِبَتْ إِنْذَارًا لَنَا، نَحْنُ الَّذِينَ بَلَغَتْ إَلَيْنَا أَوَاخِرُ الدُّهُور. إِذًا فالَّذي يَظُنُّ أَنَّهُ وَاقِفٌ فَلْيَحْذَرِ السُّقُوط. مَا أَصَابَتْكُم تَجْرِبَةٌ إِلاَّ وكَانَتْ في وُسْعِ البَشَر. وأَمينٌ هُوَ الله، فَلَنْ يَسْمَحَ أَنْ تُجَرَّبُوا فَوْقَ مَا تُطيقُون، بَلْ يَجْعَلُ معَ التَّجْرِبَةِ مَخْرَجًا، لِتَسْتَطيعُوا أَنْ تَحْتَمِلُوهَا.”

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

قطعان تهلل لعون الذي قادها إلى المسلخ وسلخ جلدها وباعها جثث لحزب الكبتاغون

الياس بجاني/30 تشرين الأول/2022

فهموها: قطعان رافقوا عون يغادر قصر باعه وسلمه والوطن وشعبه وقراره لحزب الكبتاغون مقابل كرسي. هو غادر والكرسي بقيت تلعن بائعها

 

عون والحريري وجعجع هم شركاء في بيع ثورة الأرز وفرط 14 آذار

الياس بجاني/30 تشرين الأول/2022

فهموها: عون باع لبنان لحزب الله تا يعمل رئيس، وجعجع والحريري باعوا ثورة الأرز و14 آذار وانتخبوا عون. صفقة مذلة وال 3 شركاء

 

كل رؤساء الجمهورية منذ العام 1982 كانوا من خامة الذميين والمخصيين سيادياً ووطنياً

الياس بجاني/30 تشرين الأول/2022

قصر بعبدا بحالة فراغ منذ اغتيال الرئيس بشير الجميل. كل من سكن القصر بمسمى رئيس منذ العام 82 كان صنيعة لقوى إحتلال ما أو مخصي سيادياً ووطنياً.

 

قطعان أصحاب شركات الأحزاب مزروعين في كل تجمع بهدف تفشيله

الياس بجاني/29 تشرين الأول/2022

فهموها: تفقيس تجمعات صورية وكرتونية وهجينة بعناوين مسيحية تخدم اجندات أصحاب شركات الأحزاب السلطوية وتنفخ بأوهامهم النرسيسية

 

طروادية أصحاب شركات الأحزاب كافة وكارثية وغباء قطعانهم

الياس بجاني/ 29 تشرين الأول/2022

ما في فرق بين قطعان عون-باسيل، وقطعان كل أصحاب شركات الأحزاب دون استثاء. كلن من قماشي مرتي وحدي. زلم وزقيفي وأغبياء ومكترين

 

ما دام حزب الكبتاغون الإرهابي يحتل لبنان وطاقم السياسيين والنواب قرطة ذميين وطرواديين سيد امونيوم سيعين الرئيس الدمية

الياس بجاني/تغريدات نشرتها خلال شهر تشرين الأول/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/113045/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%ba%d8%b1%d9%8a%d8%af%d8%a7%d8%aa-%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%87%d8%a7-%d8%ae%d9%84%d8%a7%d9%84-%d8%b4%d9%87%d8%b1-%d8%aa%d8%b4/

28 تشرين الأول/2022

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

أطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

قالوا في هرطقات عون وجعجع وشرودهم السيادي

*ايلي الحاج: هل يحق لمَن أيّدوا ترشيح ميشال عون للرئاسة ورفعوا كؤوس الشمبانيا وانتخبوه وصفّقوا أن يحتفلوا اليوم برحيله

*نوفل ضو: فشل ولاية ميشال عون ليس فشلا شخصيا له ولتياره السياسي، وانما كذلك فشل لمن تفاهم معه على تقاسم السلطة ولمن انتخبه وساهم بوصوله وحاول اسكات كل معارضي اختزال التعددية ب"الثنائيات"… المحاسبة السياسية الحقيقية لا يجب ان تبقى محصورة بعون وتياره وانما يجب ان تشمل الشركاء في انتخابه

 

الأوسمة الرخيصة

اتيان صقر- أبو ارز/30 تشرين الأول/2022

بيان صادر عن حزب حراس الارز - حركة القومية اللبنانية

https://eliasbejjaninews.com/archives/113072/%d8%a7%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d9%86-%d8%b5%d9%82%d8%b1-%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%a7%d8%b1%d8%b2-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%88%d8%b3%d9%85%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%ae%d9%8a%d8%b5%d8%a9/

في بلاد الرقي لا تُمنح الاوسمة الوطنية إلّا لمستحقيها، أي الى نخبةٍ من المواطنين المتفوقين في مجالٍ معين من مجالات الإبداع، أو الى من قدّموا للوطن او للانسانية خدمةً جلّى، وذلك من أجل الحفاظ على مكانة هذا الوسام ومستواه المعنوي وكرامة البلد الذي يرمز اليه.

نقول هذا الكلام بعد أن شاعت في الآونة الاخيرة ظاهرةٌ جديدة تمثّلت في توزيع الأوسمة الرئاسية الى أعدادٍ كبيرة من الاشخاص غالبيتهم لا يمتلكون من مواهب التفوق والابداع سوى قربهم من العهد وولائهم له... أما قمة العهر في هذه الظاهرة فتجلّت في منح سفير سوريا في لبنان وسام الاستحقاق من رتبة كذا و كذا، جاءَت متزامنةً مع رفض النظام السوري استقبال الوفد اللبناني المكلف بالتفاوض معه حول ترسيم الحدود بين لبنان و سوريا.

الملاحظة الاولى، آخر غبي في لبنان يعلم ان "الشقيقة" سوريا لا تعترف بالكيان اللبناني وتعتبره جزءاً من كيانها، وترفض بالتالي الحديث مع اللبنانيين عن ترسيم الحدود لا في البر ولا في البحر خلافاً "للعدو" الإسرائيلي الذي يعترف بالكيان اللبناني ويحترم حدوده البرية والبحرية... هذا و ما زلتَ تجد قوماً من اللبنانين الخائنين المستمرين في موالاة النظام السوري والسائرين في ركاب ما يسمى بمحور المقاومة.

الملاحظة الثانية، إن تكريم سفير سوريا في لبنان عِبر منحه وساماً رفيعاً هو خيانةٌ لدماء  شهدائنا الذين سقطوا برصاص الغدر السوري او بقذائفه الحاقده، وهو ايضاً استخفاف بمشاعر أهالي المفقودين ،منذ عقود، في سجون الوحش السوري، وهو ايضاً و ايضاً إهانة لكل الامهات اللواتي توشّحنَ بالسواد حداداً على إبنٍ أو أخٍ أو أبٍ قتلهم نظام الاسد الوحشي خلال فترة أحتلاله للبنان وما بعدها.

بناءً على ما تقدم لا يسعنا إلا أن نقول:

بِئساً لهذه الاوسمة الرخيصة، وبئساً لمانحها وبئساً لحامليها من غير المستحقين.

#لبيك_لبنان

#اتيان_صقر #ابو_ارز

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 30 تشرين الأول 2022

 وطنية/30 تشرين الأول/2022

*مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

على وقع اشتباك دستوري وقع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وقبل يوم من انتهاء ولايته الرئاسية مرسوم قبول استقالة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي بعد تلميح على مدى الايام الماضية، وهو امر اعلن عنه في مستهل خطاب الوداع من قصر بعبدا امام جمهور التيار الوطني الحر، مشيرا الى ان الرئيس المكلف يرفض تأليف حكومة جديدة بقرار سياسي منه ويؤبد حالة التصريف ويفاقم الفراغ فراغا ويسطو على رئاسة الجمهورية.

وقبل وصول الرئيس عون الى دارته في الرابية جاءت رسالة الرئيس نجيب ميقاتي التي احتكم فيها لى نصوص الدستور مؤكدا فيها ان الحكومة ستتابع القيام بواجباتها الدستورية كافة، ومن بينها تصريف الاعمال وفق نصوص الدستور والانظمة التي ترعى عملها وان المرسوم الذي قبل استقالة الحكومة، المستقيلة اصلا بمقتضى احكام الدستور، يفتقر الى اي قيمة دستورية.

ومع تسلم رئيس مجلس النواب نبيه بري رسالتي رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، سؤال بديهي يطرح نفسه: الى اين تذهب البلاد؟ وماذا عن الفترة المقبلة؟ اسئلة ايضا طرحها كل من البطريرك الماروني في عظة الاحد باشارته الى ان المسؤولين في لبنان أوقعوا رئاسة الجمهورية بالفراغ إما عمدا وإما غباوة وإما أنانية والمطران الياس عودة بقوله ألا تشكل الجلسات الفولكلورية إساءة لصورة المجلس  النيابي ودليلا على تهاوي الممارسة السياسية؟

إذا، في الخطاب الاخير من القصر الجمهوري الرئيس عون دعا الحشود للاستعداد لمرحلة جديدة من النضال وتحدث عن البلد المسروق داعيا الى إعادة القضاء الى نزاهته لمحاكمة الفاسدين.

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

استثنائيةً كلُّ محطاتِ حياتِه.. منذُ حضورِه في الشأنِ العام، كما في آخرِ أيامِ ولايتِه..

هو الرئيسُ العماد ميشال عون الذي اَنهى عهدَه الرئاسي، ولن ينتهيَ عهدُه الوطنيُ كما قالت جموعُ المحتشدينَ على طرقاتِ بعبدا، التي اَوصلتهُ رئيساً الى القصرِ قبلَ ستِ سنوات، ورافقتهُ اليومَ في طريقِ العودةِ الى الرابية قائداً لهم على الدوام..

بينَ المراسمِ الرسميةِ المختصرة، والشعبيةِ الواسعة، تَركَ الرئيسُ العماد ميشال عون قصرَ بعبدا، وعندَ آخرِ امتارِ القصرِ كانت المواقفُ اللافتة.

وقَّعَ رئيسُ الجمهوريةِ مرسومَ استقالةِ الحكومة، واَوْدَعها المجلسَ النيابيَ عبرَ رئيسِه نبيه بري . اعلنَ انتهاءَ مرحلةٍ وبدءَ مرحلةٍ جديدة، تحدثَ عن دولةِ “الخرفيش” المهترئة، من قضائها الى ماليتِها وحاكمِ مصرفِها المركزي، الى افلاسِها الاداري والمالي وودائعِ مواطنيها المسروقةِ بقرار..

قال الرئيسُ كلمتَه ومشى الى النضالِ كما قال، فيما البلادُ ماشيةٌ الى اشتباكاتٍ دستوريةٍ وسياسية، في بحرِ الفراغِ الكبير.. وقبلَ أن يُفرغَ الرئيسُ كلَّ ما في جَعبتِه، كانَ الردُّ من رئيسِ حكومةِ تصريفِ الاعمال نجيب ميقاتي بانَ الحكومةَ ستتابعُ القيامَ بواجباتِها الدستوريةِ كافةً وفقَ نصوصِ الدستور، ومن بينِها تصريفُ الاعمال، وانَ المرسومَ الذي قَبِلَ استقالةَ الحكومة – المستقيلةِ اصلاً بمقتضى احكامِ الدستور – يفتقرُ الى ايِّ قيمةٍ دستورية، بحسَبِ الرئيسِ ميقاتي..

اما بحسَبِ المكتبِ الاعلامي لعينِ التينة، فانَ الرئيسَ نبيه بري تسلمَ رسالةَ رئيسِ الجمهورية، وكذلكَ رسالةَ رئيسِ الحكومة ِليُبنى على الشيءِ مقتضاه..

بمقتضى الصورةِ المرسومةِ اليومَ فاننا الى الفراغِ الصاخبِ دُر، وبحسَبِ اللبنانيين فانَ الاولويةَ للقمةِ العيشِ المغمَّسةِ بالويلات، التي لم يَرْعَ حرمتَها الكثيرُ من المعنيينَ بواقعِ البلاد..

اما الوقائعُ الجديدةُ التي من المفترضِ أن تُريحَ اللبنانيينَ وتزرعَ الاملَ بغدِهم، فقد قاربَها الامينُ العامُّ لحزبِ الله باللغةِ الوطنيةِ الجامعة، وبميزانِ العدلِ والوفاءِ لكلِّ شريكٍ في هذا النصرِ التاريخي، وبالاصبعِ الذي رسَّمَ اجملَ المعادلاتِ حدَّدَ سماحةُ السيد حسن نصر الله الخطوطَ البحريةَ الممدودةَ بقوةِ الموقفِ الوطني، التي اعادت للبلدِ خيراتِه، والمحمية ولا تزالُ بالمعادلةِ التي تقول: لن يستطيعَ احدٌ الاستمرارَ باستخراجِ النفطِ والغازِ اذا مُنِعَ لبنانُ من استخراجِ نفطِه وغازِه. ففي زمنِ السيد نصر الله، باتت الصواريخُ تُطعمُ خبزاً..

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

للمرة الثانية يغادر ميشال عون قصر بعبدا. الأولى كانت في 13 تشرين الأول 1990، والثانية اليوم في 30 تشرين الاول 2022. إثنان وثلاثون عاماً وثمانيةَ عشر يوماً تفصل بين المغادرةِ الأولى والمغادرةِ الثانية ... فماذا تغيّر؟ عون طبعة 1990 غادر على عجل، هرباً من القصف الجوي السوري، ولجأ إلى السفارة الفرنسية. أما اليوم فإن عون غادر بأُبّهة وفخفخةٍ وبمراسمَ تشبهُ مراسمَ التنصيب في بداية الولاية، لا مراسمَ الوداعِ في نهايتها ! لكنْ في الحالين، عون سلّم البلد إلى المجهول والفوضى والخراب . في العام 1990 سلّم قصرَ بعبدا إلى الجيش السوري ، تماماً كما سلّم وزارةَ الدفاعِ في اليرزة، فسقط أكبرُ وأهمُ وأبرزُ معقلين للشرعيّة اللبنانيّة. واليوم سلّم البلدَ إلى الفراغ القاتل. مع ذلك نقطةٌ إيجابيةٌ وحيدة تُسجّل لعون ال 1990. ففي بيتِ الشعب، كما أسماه آنذاك، لم تكن ترتفع سوى الأعلامِ اللبنانيّة وأعلام الجيش اللبناني. أما اليوم فإنَّ أعلامَ التيارِ الوطنيّ الحرّ كانت الطاغية، مع أعلام قليلة من حزب الله، باعتبار أنَّ الحزب أمّن له الدعمَ الشعبي من الضاحية، وذلك لضرورات اكتمالِ الحشدِ في ساحة بعبدا ! والأعلام الحزبيّةُ الفئوية تؤكّد مرّة جديدة أنَّ عون لم يكن رئيساً لجميع اللبنانيّين. إنه رئيسٌ لفئة واحدة هي التيارُ ومناصروه و لحزب الله لا أكثرَ ولا أقل. وبالتالي فإنَّ عبارة "بي الكل" غير دقيقة، لأنه لم يكن طيلةَ ستِّ سنوات أباً إلا لحزبه و"نصفَ أب" لحزب الله! في العمق والجوهر، الامور ادهى واخطر. ففي خطبة الوداع لم يكن خطاب ميشال عون لا على مستوى الحدث ولا على مستوى المرحلة. هو تكلم كرئيس فصيل معارض لا كرئيس للجمهورية اقسم على احترام الدستور وحكم البلاد ست سنوات كاملة. رئيس الجمهورية الذي ادعى مناصروه في بداية عهده انه "الرئيس القوي"، قال حرفيا إن البلد مسروق والدولة مهترئة، إن الحكم ثأري ولا ثقة بمؤسسات الدولة، وإن القضاء اما خائف او مرتش. فاذا كان كل ما يقوله رئيس الجمهورية صحيحا ، فيجب ان يحاكم على ما فعله وعلى ما لم يفعله طوال ست سنوات، لا ان يخرج من قصر بعبدا خروج الابطال المنتصرين! أكثر من ذلك، عون لم يأت في خطابه على ذكر الفراغ الذي خلّفه في السلطة، فكأن الامر لا يعنيه، او كأنه ليس من مسؤوليته ان يؤمّن انتقالا هادئا للحكم ، ما يثبت مرة جديدة ان عون وتيارَه يريدان الفراغ ويسعيان اليه. فالفراغ يولد الفوضى، والفوضى يمكن ان تخلق واقعا جديدا وظروفا اخرى، قد توصل جبران باسيل الى رئاسة الجمهورية!

اكثر من ذلك: عون وقع اليوم مرسوم استقالة الحكومة ويضغط على وزرائه ووزراء التيار لكي يعتكفوا عن اي نشاط وزاري. من جديد , انه يمارس سياسة النكد والتدمير الممنهج وصولا الى الخراب الكبير . لكن فات عون ان البلد ابتداء من الغد سيفتح صفحة جديدة , مؤشراتها الأولى ستبرز في الإقتصاد وفي سعر صرف الليرة .

لكن الفضيحة الكبرى في خطاب عون تكمن في حديثه المجتزأ عن جريمة المرفأ. فهو لم يحترم ذكرى الضحايا الذين سقطوا، ولا اوجاع الجرحى والمعوقين الذين اصيبوا، كما لم تَعن له شيئا البيوت التي تهدمت والشوارع والاحياء التي تدمرت ! فقط تذكر الموقوفين الذين اعتبرهم ضحايا! فما هذه النظرة المجتزأة الى اكبر جريمة في تاريخ لبنان؟؟ وكيف يسمح رئيس جمهورية لنفسه ان يتجاوز آلام شعبه وهدم مدينته؟ في النهاية، يقول عون في خطابه : لقد عدنا من الحجر الى البشر. فيا حضرة الرئيس، نطمئنك. فالبشر عملوا بنصيحتك وهربوا من جهنم عهدك الى بلاد الله الواسعة، اما الحجر فسقط واندثر، لأن عهدك الميمون والمزدهر لم يترك حجرا على حجر!

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "او تي في"

بتاريخ الجمهورية اللبنانية، من إيام الانتداب لليوم، 19 رئيسا توالوا على رأس الدولة اللبنانية. وإذا كان الرئيس ال13 من تاريخ إعلان الدستور والجمهورية ب23 ايار 1926 هوي بشير الجميل، فالرئيس ال13 من تاريخ اعلان الاستقلال هوي العماد ميشال عون. رئيس الاستقلال بشاره الخوري، منع من إكمال ولايتو التانية بعد التجديد، بفعل ثورة 1952، واضطر يغادر الحكم ويسلم السلطة لحكومة انتقالية برئاسة قائد الجيش اللواء فؤاد شهاب.

الرئيس كميل شمعون، فتى العروبة الأغر، يللي ارتبطت بإسمو معالم إزدهار لبنانية كتيرة، إنمائيا وفنيا ورياضيا، أكمل ولايتو حتى اليوم الأخير، لكنو سلم الحكم للخلف على وقع ثورة 1958، يللي اعتبرت ميني حرب، ونوع من بروفا أو مقدمة لحرب ال1975. الرئيس فؤاد شهاب، الرمز الإصلاحي الكبير، يللي وضع أسس دولة المؤسسات، غادر السلطة تحت وطأة اتهامات بقمع الحريات العامة من خلال ما عرف بالمكتب الثاني. اما امتدادو السياسي، أي الرئيس شارل حلو، فأنهى ولايتو تحت ازيز رصاص ودوي قنابل الاعتداءات الاسرائيلية يللي كان ابرزها حرق الطائرات اللبنانية بالمطار، والانتهاكات الفلسطينية لسيادة لبنان، يللي كرسها وشرعها اتفاق القاهرة ب3 تشرين الثاني 1969. أما الرئيس سليمان فرنجية، رئيس ال"وطني دائما على حق"، يللي ارسل الطائرات الحربية لدرك المسلحين بالمخيمات الفلسطينية، فانتهى عهدو ببداية حرب 13 نيسان 1975، وانتخاب رئيس جديد قبل أشهر من نهاية الولاية بفعل مشروع الحل السوري يللي أعد بوقتها للبنان.

وإذا كان الرئيس الياس سركيس بدأ عهدو على وقع الاجتياح السوري، فنهايتو اتت بظل اجتياح اسرائيلي واغتيال الرئيس بشير الجميل، وانتخاب شقيقو امين، يللي انطلق من 17 أيار، لينتقل للخيار السوري، ويغادر لبنان بعد اجتياح ميليشيا القوات اللبنانية لمعاقل الميليشيا التابعة إلو بالمتن الشمالي، وتسليم حكومة انتقالية برئاسة قائد الجيش العماد ميشال عون.

أما بعد اغتيال الرئيس رينيه معوض، فاختارت الوصاية السورية الياس الهراوي، يللي ترك قصر بعبدا بعد تمديد ولايتو تلات سنوات، على وقع دولة فاقدة للحرية والسيادة والاستقلال، ليسلم الرئيس اميل لحود، يللي تحقق تحرير لبنان من الاحتلال الاسرائيلي على عهدو، لكنو ترك قصر بعبدا بعد التمديد، تحت صدمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وما تلاها من ازمة سياسية بالبلاد، تاركا قصر بعبدا للفراغ، ثم للرئيس ميشال سليمان، يللي اختير اثر اتفاق الدوحة، لكنو غادر فيما لبنان مهدد بالارهاب، والنزوح السوري يهدد ديموغرافيا البلد واقتصادو الضعيف، يللي بدأت علامات انهيارو بالظهور.

لكن، من بين جميع رؤساء لبنان، في رئيس واحد دخل بعبدا محاطا بالشعب، ليخرج منو بدعم شعبي اكبر. أما السبب فبسيط، وما بيقتصر على الانجازات الخمسة الاساسية يللي حققها بعهدو: بدءا بتحرير الجرود والعسكريين من قبضة الارهاب، مرورا بتصحيح التمثيل الميثاقي حكوميا واداريا، وعبر قانون انتخاب نسبي منح المنتشرين للمرة الاولى بتاريخ لبنان حق الاقتراع، ووصولا الى اقرار اتفاق ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، وخلخلة منظومة الفساد وتطويقها بالتحقيقات القضائية والتدقيق الجنائي، فضلا عن رفض صفقة القرن والتوطين ودمج النازحين.

فالعماد ميشال عون خرج من بعبدا اليوم بفخر، وعاد للرابية بفرح بعد نهاية مهمة، ومش مسيرة. أما الدعم الشعبي يللي ما تغير، لا بل زاد، فتفسيرو الوحيد انو اللبنانيين بيعرفو انو ميشال عون صادق، وانو محاولة رمي المسؤوليات بكل الكوارث يللي ضربتنا عليه، امر ظالم ومجافي للحقيقة، وما بيمر.

وبالنهاية، اثبت ميشال عون اليوم مجددا، ومتل كل يوم من مسيرتو الطويلة، بدءا بالجيش، مرورا برئاسة الحكومة والمنفى والنضال السياسي والنيابي وليس انتهاء برئاسة الجمهورية، انو رصيدو الاول والاخير هوي محبة الناس، وانو الحالة اللبنانية يللي بمثلها، كانت وبعدها ورح تبقى موجودة وفاعلة، فنحن اقوياء، ونحن من سيكتب التاريخ.

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

لوحة الجلاء رفعت معنويا فوق بعبدا, والقصر المهجور ينام الليلة متحررا من ثقل أعوام ستة غادرته الفخامة.. فشعر بالفخامة ومضى إلى الشغور بلا تردد.. كأن رئيسا لم يكن وبمراسم وداعية من سلالة مناصرين ومحبين للرئيس، نظمت عملية خروج آمن سهلت العبور من بعبدا إلى الرابية حيث مرابض الثورة في المرحلة المقبلة و"الرئيس الراحل" إلى مسقط رأسه السياسي، أجرى عملية إخلاء سبيل للقصر الجمهوري جاءت على قدر طموحات تياره الذي زف النهايات كما لو أنها بدايات ومزهوا بجمهور وفي، تقدم ميشال عون بكلمته الأخيرة والتي جاءت على صورة رئيس يتلو خطاب القسم.. ويحلف بالله العظيم أن يسهر على دستور البلاد توجه عون إلى الجماهير.. لكنه كان يخطب محاضرا في نجيب ميقاتي ونبيه بري وسهيل عبود ورياض سلامة، وتقريبا كل الجمهورية المعادية لعهده.. وينتهي إلى مواقف جاءت مضرجة بدماء حكومية والرئيس السابق بعد غد.. رفع أمر حكومة ميقاتي إلى قاضي الشرع النيابي نبيه بري، وطلب إلى مجلس النواب إحضار رئيس تيار العزم مخفورا، واتخاذ الإجراءات المناسبة بحقه بتهم تتراوح بين رفض التأليف وتأبيد حالة التصريف ومفاقمة الفراغ فراغا.. والكذب تحت القسم الحكومي، والسطو على رئاسة الجمهورية وفي كتاب عون إلى رئاسة المجلس طلبات من نوع الاعتذار عن التكليف أو نزعه أو تكليف سواه فورا، وإصدار مراسيم التشكيل، ونشهد أنا بلغنا هي رسالة من عون إلى بري.. حيث وصلت إلى "صاحب الأمانة" وسيتدبر أمرها بالطريقة المناسبة وبمطرقة تفرم الرسائل عن بكرة مرسليها تبلغ رئيس المجلس وأخذ علما في يوم عطلة أسبوعية، تليها عطلة جميع القديسين.. وبحسب المتوقع فإنه سيدعو إلى جلسة استماع وتلاوة الرسالة يوم الخميس المقبل وإلى حينه فإن الرئيس ميقاتي واثق التصريف يمشي إلى الجزائر مع الملوك غدا وهو أعد رسالة الدفوع الشكلية، معتبرا مقال عون بمثابة مرسوم بطابع إعلاني، ومستمرون في واجباتنا الدستورية ومن بينها تصريف الأعمال وفي اتصال بالجديد كشف ميقاتي أنه يصطحب معه إلى القمة العربية غدا وزير الطاقة وليد فياض.. وهو في عداد الوزراء الذين كانوا قد اجتمعوا في ميرنا الشالوحي مع جبران باسيل وقرروا مقاطعة جلسات مجلس الوزراء متى عقدت لكن ميقاتي الذي يتأبط فياض التيار، شرح للجديد أن عنوان المرحلة هو عدم التصادم مع أحد.. والمستقبل هو من يرسم لنا خطواتنا فإذا كان هناك من مصلحة لاجتماع وزاري سوف يعقد أما عن الوزراء الخمسة المقاطعين فقال ميقاتي: يستطيعون أن يطلبوا إعفاءهم من مهامهم، فإما نعين مكانهم وإما يتصرف في وزاراتهم الوزراء بالوكالة لكن ميقاتي حلل بأن هؤلاء لن يفعلوا.. حيث لا مقاطعة ولا تعيين بديل, لاسيما أن اجتماعهم برئيس التيار جاء قبل أيام من نهاية العهد.. ولننتظر حتى الثلاثاء.. وبعد غد لناظره الوزاري قريب هذا الإصرار من ميقاتي على الحكم بكامل الصلاحيات يجول فيه بين الجزائر ومصر مشاركا في قمة المناخ.. تاركا في بيروت احتباسا حراريا من نوع التهديد بفوضى دستورية وربما أكثر، كما يتوقعها عون والرئيس الذي غادر في أحد الانتقال إلى الرابية لم يكشف عن مضمون سلاحه الحربي بعد.. لكنه فوض رئيس التيار جبران باسيل استعراض منصات الجبهة، فجال تعلوه ملامح "جبران كيم جونغ أون" المشرف على المرابض المدفعية السياسية أما مراسم وداع عون فقد أخطأت طلقاتها وشعلتها.. فبموجب الدستور وجبت إقامة المراسم لجبران باسيل الرئيس الفعلي الذي حكم بعبدا ست سنوات.. فعاين الحكومات وعطل منها تشكيل اثنتين لسعد الحريري

ونجيب ميقاتي واحتجز مراسيم وتشكيلات.. وصولا إلى احتجاز قرارات الرئيس نفسه.. فعزله عن الإدارة المباشرة وأصبح ميشال عون رئيسا متقاعدا لصالح رئيس أمسك بالجمهورية انتهى عصر ميشال عون, أزيلت حقبة من التاريخ والتي انقلب فيها رئيس جمهورية على عهده.. فحاكم الجميع والمنظومة، لكأنه كان رئيسا لمجموعة "فرسان مالطا" أو يدير منظمات أهلية. الأحد في الثلاثين من تشرين الأول كان يوما أقفلت فيه أبواب جهنم..

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

اليوم تجزى كل نفس بما كسبت... ويجزى كل عهد بما أنجز

عهد مفلس يأفل... ولا يملك في رصيده سوى الكذب على الناس... وزجلية "ما خلونا" تشهد معطوفة على نغمة جديدة إسمها النضال لإصلاح ما خربه العهد نفسه عهد ما زال ولّاد أزمات حتى آخر دقيقة في بعبدا ووهم مرسوم استقالة الحكومة الفاقد للقيمة الدستورية يؤكِّد، عهد لا يريد للناس حتى بعد إنتهاء صلاحيته ان تتنفس... أن ترى ضوء الشمس... أو بصيص أمل الا من خلال خُرمِ إبرة تنفيذ الأجندات الخاصة لصغير الورثة في العائلة وكبير الكسَبة في الصفقات.

المفارقة اليوم أن هناك إجماعاً وطنياً على الفرح بإنتهاء عهد الذل... هناك من أضاء شمعة... من صلى ركعتي شكر... من كسر جرة... من وزع الحلوى.... فيما العهد والحاشية يحتفلان... في محاولة لإستعادة شعبية مفقودة ولو على حساب إستنزاف موقع الرئاسة حتى "الريق الأخير يلي نشف".

الرئيس الذي سيصبح سابقاً بعد ساعات ختم عهده ببدعة همايونية فيها الكثير من سوء النية فوقع مرسوم استقالة الحكومة الحالية وعززه برسالة الى مجلس النواب عبر الرئيس نبيه بري الذي تبلغ من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي استمرار حكومته في أداء واجباتها الدستورية وتصريف الأعمال من ضمنها.

وللتاريخ نقول لفخامة الرئيس... للأسف معك حق :ليتك ورثت بستان جدك و"ما عملت رئيس جمهورية".... لأنك حولت الجمهورية الى مزرعة... والأنكى أنك تريد توريثها على خرابها.

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي"

نادرا ما يغادر رئيس جمهورية قصر بعبدا في ختام عهده, محاطا بجمهوره, الذي ينتظر رفع لقب فخامة الرئيس عنه,ليعود اليه الجنرال عون  ويطلق نضالا قديما جديدا لمحاربة الفساد .

هذه هي اولى ملاحظات اليوم الاخير ما قبل نهاية ولاية عون الرئاسية، التي اختتمها الرئيس باعلان توقيع مرسوم قبول استقالة الحكومة.

الملاحظة الثانية, تمثلت بوضع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف,الاشكال الدستوري الكبير حول تسلم حكومة تصريف الاعمال صلاحيات رئيس الجمهورية,في عهدة الرئيس نبيه بري .

فرئيس الجمهورية وجه رسالة الى مجلس النواب عبر رئيسه,يطالبه فيها باتخاذ موقف او اجراء او قرار في شأن ما اسماه رفض الرئيس ميقاتي تأليف حكومة,ومحاولته السطو على رئاسة الجمهورية حسب نص الرسالة.

فيما وجه ميقاتي رسالة بدوره الى المجلس وعبر رئيسه,يعلن فيها افتقار مرسوم قبول الاستقالة الى القيمة الدستورية,ويؤكد ان حكومة تصريف الاعمال ستتابع القيام بواجباتها الدستورية ما لم يكن للمجلس رأي مخالف .

فما الذي يمكن ان يفعله بري؟ وهو اليوم استكمل هجومه على رئيس الجمهورية عبر قناة ال nbn التي كتبت: ختم عون عهده ببدعة همايونية. فوقع مرسوم استقالة الحكومة، وعززه برسالة الى المجلس عبر الرئيس بري .وختمت القناة: حولت الجمهورية الى مزرعة... والانكى انك تريد توريثها على خرابها .

بري دستوريا، ملزم بتلاوة رسالة رئيس الجمهورية، في اول جلسة لمجلس النواب,كما سبق وفعل في اكثر من رسالة وجهها رئيس الجمهورية الى المجلس، لتقف الامور عند هذا الحد، فلا يضطر النواب الى اتخاذ اي قرار، لا سيما ان اي تفسير للدستور، قد ينطوي ولو في شكل غير مباشر على تعديل يستلزم ثلثي مجلس النواب، ولا احد من الاطراف يملك وحده الثلثين .

وهنا يتساءل مراقبون: هل يتلو رئيس المجلس رسالة رئيس الحكومة المكلف ايضا ؟

ونحن نقترب من الساعات الاخيرة من السنوات الست لرئاسة الجمهورية، تكاد حظوظ تأليف حكومة تنتفي، وهذه الملاحظة الثالثة .

ففريق رئيس الجمهورية يقول انه لم يشك يوما بأن ثنائي بري ميقاتي لا يرغب في حكومة متوازنة، ولا يقدر مخاطر تراكم الشغور الرئاسي والشغور الحكومي، وهو يدعو الرئيس ميقاتي للمبادرة فورا الى تأليف حكومة اصيلة كاملة الصلاحيات، والا، فميقاتي متآمر على الرىاسة والجمهورية واللبنانيين .

مصادر حكومية متابعة، تقول من جهتها ان ما حصل قد حصل,وان المرحلة المقبلة لن تكون مرحلة تحد,انما استمرار لعمل اللجان الوزارية حول القضايا المتعلقة بأولويات الناس، مؤكدة ان اي مشروع للدعوة لعقد مجلس وزراء غير مطروح من اساسه في الوقت الحاضر .

على خط تراكم الشغور، دخل البطريرك الراعي، ليؤكد ان رئيس الجهورية فوق كل رئاسة، وان اي محاولة للعودة الى الترويكا ولت.

وهذه الملاحظة الرابعة والاخيرة، التي تضمنت اشارة بطريركية من العيار الثقيل، اذ قال الراعي: يغادرعون رئاسة الجمهورية اليوم من دون ان يسلمها لخلف، ولا لحكومة اصيلة كاملة الصلاحيات.

ساعات قليلة ويدخل لبنان مجددا في اشتباك دستوري، محاط بشغور رئاسي وحكومي وحتى قضائي، وسط انهيار مالي. فهل سيؤدي كل ذلك الى جعل انتخاب رئيس جمهورية اولوية الاولويات؟

 

خليفة حول المفاوضات مع قبرص: آمل ألا نضطر الى الأدعاء على الذين يتخلون عن حقوق لبنان

وطنية/30 تشرين الأول/2022

علق  الدكتور عصام خليفة على موضوع المفاوضات مع قبرص، وقال في تصريح: "بعد تخلي المسؤولين عن أكثر من 1430 كلم2 لاسرائيل وفيها ثروة نفطية وغازية تزيد عن مئات مليارات الدولارات، ها هو النائب الياس بو صعب يحصر الخلاف مع قبرص بين النقطة 1 والنقطة 23، وإزاء هذا الموقف المستهتر بحقوق شعبنا يهمنا أن نؤكد على النقاط التالية:

 - تتوزع المناطق الإقتصادية الخالصة، بين الدول البريّة والدول الموجودة في الجزر، على قاعدة طول  الشواطئ البحرية لهذه الدول.

 – طول خط الشاطئ اللبناني من منتصف مجرى النهر الكبير حتى رأس الناقورة يبلغ 188.55 كلم .

 – طول خط الشاطئ القبرصي المقابل ينطلق شمالاً من رأس البحري الواقع بين مدينة ايانابا Ayanappa وبلدة بروتاراس Protaras وينتهي جنوباً عند رأس البحري الواقع في منطقة اكروتيري Acrotiri الخاضعة للسيادة البريطانية، طول الإتجاه العام للشاطئ القبرصي حوالي 103.13 كلم .

 – المساحة البحرية المشتركة بين لبنان وقبرص تبلغ حوالي 31265.34 كلم2 . وإذا ما تم تقاسم هذه المساحة المائية المشتركة نسبة لطول الإتجاه العام للشاطئ لكلتا الدولتين، فإن حصة لبنان تبلغ 20217.551 كلم2 ، وحصة قبرص تبلغ 11047.791 كلم2 .

 – إتفاق 2007 أعطى لبنان مساحة 17573.7 كلم2 فقط، مما أدى إلى خسارته 2643 كلم2 ، وفقاً لمعيار التناسب بين طولي الإتجاه العام للشاطئ لكلا البلدين.

 – كان لوزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية وجهة نظر مغايرة كلياً لمنهجية الترسيم التي إعتمدتها وزارة الأشغال العامة والنقل. وقد طالبت الخارجية بإعطاء لبنان كامل حقوقه وعارضت إعتماد خط الوسط.

 – وبمناسبة إعادة المفاوضات بين لبنان وقبرص، فإن تصريحات الأستاذ الياس بو صعب بإقتصار النقاش على النقطة الثلاثية بين لبنان وقبرص واسرائيل جنوباً والنقطة الثلاثية بين لبنان وقبرص وسوريا شمالاً، هذه التصريحات لا تتفق مع حقوق لبنان. وبالتالي يجب تكليف متخصصين في هذا الملف، العميد الركن خليل الجميل على سبيل المثال لا الحصر، وما يجب أن يحصل إعادة نظر جذرية في التفاوض مع قبرص، على حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة بحيث يستعيد لبنان حقوقه كاملة. وفي حال فشل المفاوضات حول تعديل الإتفاق، يمكن اللجوء إلى التحكيم بموجب الملحق السابع من إتفاقية قانون البحار، وتشير إلى ذلك المادة الرابعة من مشروع الإتفاق مع قبرص. وهذا يفترض ايضاً تعديل المرسوم 6433. وإذا إستمر المسؤولون اللبنانيون بالتقاعس عن طلب الحقوق اللبنانية، فيعتبر سكوتهم في نظر القانون الدولي قبولاً بالحالة الحدودية القائمة خاصة إذا باشرت قبرص بالتنقيب في مناطق التنازع.

 – لقد تقدمت جبهة الدفاع عن حقوق لبنان البرية والبحرية بدعوى ضد كل من يظهره التحقيق القضائي فاعلاً أو مشاركاً في جريمة التخلي عن ثروة اللبنانيين البحرية مع اسرائيل. وقد تم تسجيل هذه الدعوى تحت رقم 4097/2022 تاريخ 27/10/2022.

 – ونأمل ألا نضطر إلى تقديم دعوى جديدة ضد كل الذين يكشف التحقيق القضائي أنهم يتخلون عن حقوق لبنان لصالح قبرص.

وعلى كل حال فإننا سنستمر بالدفاع عن حقوق شعبنا ضد ما تقوم به منظومة الفساد من إمعان في الإبادة الجماعية لهذا الشعب.

وكذلك سنستمر في مقاومة أطماع كل القوى الإقليمية والدولية التي تحاول أن تعتدي على حقوق الدولة اللبنانية، وتستمر في تحقيق الحصار على شعبنا وإستغلال خلاف أطراف منظومة الفساد مما أدى لتعطيل العمل الحكومي والإدارة العامة وكذلك التقاعس في إنتخاب رئيس إصلاحي وسيادي للجمهورية". وختم مؤكدا أننا "سنستمر بالدفاع عن حقوق شعبنا ضد ما تقوم به منظومة الفساد من إمعان في الإبادة الجماعية لهذا الشعب، وسنستمر في مقاومة أطماع كل القوى الإقليمية والدولية التي تحاول أن تعتدي على حقوق الدولة اللبنانية، وتستمر في تحقيق الحصار على شعبنا وإستغلال خلاف أطراف منظومة الفساد مما أدى لتعطيل العمل الحكومي والإدارة العامة وكذلك التقاعس في إنتخاب رئيس إصلاحي وسيادي للجمهورية".

 

بري تسلم رسالتي رئيسي الجمهورية والحكومة

وطنية»/30 تشرين الأول/2022

تسلم رئيس مجلس النواب الاستاذ  نبيه بري من الرئيس نجيب ميقاتي بعد تبلغه مرسوم الإستقالة من رئيس الجمهورية رسالة يبلغه فيها متابعة الحكومة لتصريف الاعمال والقيام بواجباتها الدستورية كافة، وفقا للنصوص الدستورية والانظمة التي ترعى عملها. وبعد ذلك تسلم رئيس مجلس النواب نبيه بري رسالة من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون موجهة للمجلس النيابي بواسطة رئيسه، يدعو فيها الى عقد جلسة للمجلس لاتخاذ التدبير المناسب .

 

تفاصيل أخبار المتفرقات اللبنانية

عون يسلم لبنان إلى «الفراغ السادس»

منذ نهاية عهد لحود لم يتم تداول المنصب «طبيعياً»

بيروت/الشرق الأوسط»/30 تشرين الأول/2022

ترك الرئيس اللبناني ميشال عون القصر الجمهوري، اليوم (الأحد)، بصورة مناقضة لدخوله إياه قبل 6 سنوات؛ إذ لم يكن في وداعه أي من المسؤولين الرسميين الذين تباروا في دعمه عند بدء ولايته، فيما اقتصر وداعه على موظفي القصر الجمهوري وحشود من أنصاره في «التيار الوطني الحر» الذين فُتحت لهم أبواب القصر، وفرشوا فيه الخيام في استعادة رمزية لإقامته في القصر رئيساً للحكومة العسكرية بعد نهاية ولاية الرئيس أمين الجميل من دون انتخاب رئيس جديد في عام 1988. وكما تسلم عون البلاد من «الفراغ»، فسيسلمها اليوم أيضاً إلى الفراغ، وهو سيناريو رآه اللبنانيون في السابق، لكنهم اعتادوه منذ نهاية عهد الرئيس إميل لحود عام 2007، حين لم يسلم الرئيس الراحل رئيساً قادماً منذ ذلك التاريخ، في نهاية وبداية غير طبيعيتين في الأنظمة الديمقراطية. ومنذ استقلال لبنان عام 1943 وقع لبنان في الفراغ 5 مرات، وكانت الحكومات تتسلم صلاحيات الرئيس خلال فترات غيابه. وكان الفراغ الأول لمدة 4 أيام، من 18 إلى 22 سبتمبر (أيلول) 1952، وهو الأقصر في التاريخ، وأتى بعد استقالة الرئيس بشارة الخوري، حيث شُكلت حكومة عسكرية برئاسة فؤاد شهاب تولت صلاحيات الرئيس لمدة 4 أيام حتى انتخاب كميل شمعون رئيساً. أما الفراغ الثاني، فقد حصل مع انتهاء ولاية الرئيس أمين الجميل وتعذر انتخاب خلف له، وامتد الفراغ من 23 سبتمبر عام 1988 إلى 5 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1989. وأتى الفراغ الثالث قسرياً، بعد اغتيال الرئيس رينيه معوض في 22 نوفمبر 1989، وانتهى بعد 3 أيام بانتخاب الرئيس إلياس الهراوي في 25 من نفس الشهر. أما الفراغ الرابع، فقد كان بداية الفراغات المتواصلة، فمنذ نهاية عهد الرئيس إميل لحود لم يسلم رئيس للرئيس الذي يخلفه. وامتد الفراغ الرابع من 23 نوفمبر 2007 إلى 25 مايو (أيار) 2008، وذلك بعد انتهاء ولاية الرئيس إميل لحود وتعذر انتخاب خلف له، فتولت حكومة الرئيس فؤاد السنيورة صلاحيات رئيس الجمهورية حتى انتخاب الرئيس ميشال سليمان. ومع نهاية عهد الرئيس ميشال سليمان، أتى الفراغ الخامس الذي كان الأطول عمراً، وامتد 889 يوماً (سنتين وخمسة أشهر وتسعة أيام)؛ إذ أقفل «حزب الله» وحلفاؤه البرلمان لمنع انتخاب رئيس جديد للبلاد، متمسكين بمرشحهم ميشال عون. وبين 24 مايو 2014 و31 أكتوبر (تشرين الأول) 2016، عقد البرلمان 45 جلسة لم يكتمل نصاب معظمها حتى تم التوافق على عون رئيساً.

 

عون يغادر القصر الجمهوري تاركاً «دولة مهترئة»...تعهد بـ«النضال لاقتلاع الفساد» وسط مراسم رسمية ووداع المناصرين

بيروت/الشرق الأوسط»/30 تشرين الأول/2022

أعلن الرئيس اللبناني ميشال عون أنه انتقل إلى مرحلة جديدة «تبدأ بنضال قوي لاقتلاع الفساد من جذوره»، معتبراً أن «لبنان يعود إلى الحياة بعد إنهاء نفوذ من شلّ القضاء، وأوقف التحقيق في انفجار مرفأ بيروت»، مستكملاً في آخر أيامه بقصر بعبدا، الهجوم على خصومه، متهماً إياهم بحماية حاكم «مصرف لبنان المركزي»، رياض سلامة، كما انتقد القضاء، قائلاً إن «عدم إقرار قانون (الكابيتال كونترول) لغاية الآن هو بهدف الاستمرار بالسماح بخروج الأموال إلى الخارج».وغادر عون قصر بعبدا، اليوم (الأحد)، منتقلاً إلى منزله في الرابية، وسط مراسم وداع رسمية أُقيمت له. وقبيل مغادرته القصر الجمهوري، ألقى عون كلمة في الحشود التي توافدت لتحيته ودعمه، فأشار إلى أنه ينتقل اليوم إلى مرحلة جديدة تبدأ بنضال قوي وعمل وجهد لاقتلاع الفساد من جذوره. وتوجه إلى مناصريه بالقول: «اليوم نهاية مهمّة، وليس نهاية عمل ووداع. اليوم اللقاء الكبير، وقد عدنا من الحجر إلى البشر».

وأكد الرئيس عون أن «لبنان في حاجة إلى إصلاح كي يعود إلى الحياة بعد إنهاء نفوذ الذين شلّوا القضاء وأوقفوا التحقيق في انفجار المرفأ»، مضيفاً أن «البلد مسروق بخزينته وبمصرفه المركزي، ومن جيوب المواطنين. وأصبح لدينا دولة مهترئة بمؤسساتها ومن دون قيمة، لأن المنظومة الحاكمة استعملتها، والقضاء معطّل لا يحصل حقوق الناس». وتساءل عون: «ماذا نقول إذا كانت كل الجرائم المالية قد ارتكبها حاكم (المصرف المركزي)، ولم نتمكن من إيصاله إلى المحكمة؟ فمَن يحميه؟ ومن هو شريكه؟ جميعهم في المنظومة الحاكمة منذ 32 عاماً أوصلونا إلى هذا الحال».

وقال الرئيس عون إن «القضاء لا يحاكم مَن في حقهم دعاوى جرمية»، مشيراً إلى أنه «مضت سنتان أو ثلاث على رفع 22 دعوى قضائية، من دون معرفة مصير أي منها حتى الآن». وقال أيضاً: «قد يكون المتهمون بالفساد هم من جماعتهم، وإلا، فلماذا يبحثون عن حماية لهم؟»، مشدداً على أن «حكمنا اليوم أصبح حكماً ثأرياً وليس حكماً عادلاً، والثأر ليس بعدالة؛ فالثأر هو جريمة في الحكم». وأضاف عون: «كانت هناك إمكانية لتخفيف الخسارة، فيما لو أقر قانون (الكابيتال كونترول)، الذي لم يكن ليسمح بتهريب الأموال إلى الخارج، وهو لغاية اليوم لم يُنجز، لماذا؟ حتى يستمر تمرير تحويل الأموال إلى الخارج. كل الجرائم ارتكبتها السلطة في البداية؛ فهي التي سرقت الأموال، وأركانها هم مَن أخذوا الأموال وهرّبوها، وجميع المودعين خاسرون، لا سيما الصغار منهم الذين يشكلون أكبر شريحة من الشعب اللبناني». وتابع: «سننتقل اليوم إلى المرحلة الثانية التي سيكون فيها تعب، لأنه لا يمكن، وبأي شكل من الأشكال، أن نبدأ بالنهوض قبل أن ننتهي من هذا العذاب المفروض علينا، ونُخرج الوطن من الحفرة العميقة التي وضعوه فيها، والتي لن يخرج منها إلا بما أنجزناه من اتفاق لترسيم الحدود البحرية». وسأل عون: «لماذا يقومون هم بمحاربتنا؟ لأن هناك تحقيقاً يوصلهم إلى المحاكم، نتيجة السرقات في المال العام، ومِن جيوبكم أنتم، ما يشكل أكبر جريمة مالية ترتكب في العالم». وأعلن الرئيس عون، قائلاً: «إننا سنلتقي في أوقات مختلفة، وسنرى ردة الفعل على ترسيم الحدود، لأن هذا الأمر يدلنا على جديتهم. وإذا ما سيتم تعيين رئيس للصندوق السيادي، لأن هذا الصندوق هو الذي سيحفظ أموال النفط والغاز التي يجب أن يذهب قسم منها للإنماء، ويحفظ القسم الآخر للأجيال الطالعة لأن لهم الحق فيه، ولا يحق لنا صرفه بأكمله الآن. إن هذه التجربة قيد التنفيذ حالياً، وهي التدبير الوحيد الذي يحافظ على أموال الشعب، وأنتم من سيحمي هذه الأموال، ولا أحد غيركم».

 

القراءة الدستورية لمرسوم استقالة الحكومة اللبنانية: لزوم ما لا يلزم

بيروت: يوسف دياب/الشرق الأوسط»/30 تشرين الأول/2022

تجمع الآراء القانونية والدستورية على أن مرسوم قبول استقالة الحكومة اللبنانية، الذي وقعه اليوم (الأحد)، رئيس الجمهورية ميشال عون، لن يغيّر في الواقع القائم شيئاً. وأوضح المحامي أنطوان صفير، أستاذ القانون الدستوري في الجامعة الأميركية في بيروت، أن «حكومة تصريف الأعمال الحالية لا تحتاج إلى مرسوم لقبول استقالتها، فهي مستقيلة بالنصّ الدستوري عند بداية ولاية المجلس النيابي الجديد». وأكد في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «قبول الاستقالة من قبل الرئيس عون هو لزوم ما لا يلزم، لأنه مجرّد إجراء شكلي لا يؤثر في وضعية الحكومة». وقال صفير إن «استقالة الحكومة بعد الانتخابات النيابية (التي جرت في 15 مايو (أيار) الماضي) ليست عملاً إدارياً، بل عملاً حكمياً بحسب النص الدستوري، وبالتالي مرسوم الاستقالة لا يغيّر بالواقع الدستوري شيئاً». ويفتح قرار الرئيس الذي تنتهي ولايته غداً، الباب أمام «التيار الوطني الحرّ»، إلى الطعن بشرعية القرارات التي تتخذها الحكومة، وربما التحضير لسحب وزرائه من الحكومة، ويرى أنطوان صفير أن «القراءة الدستورية للقرار تنطلق من أن الشغور الرئاسي الذي ينقل صلاحيات رئيس الجمهورية إلى الحكومة، لكنّ هذه الحكومة وإن لم تكن كاملة المواصفات، تبقى حكومة تصريف الأعمال، لأنه لا فراغ في المؤسسات الدستورية انطلاقاً من استمرارية المرفق العام». وشدد على أن الحكومة «ستستمرّ في مهامها وإن كانت مستقيلة، وتتحمّل مسؤولياتها وتقوم بمهام رئيس الجمهورية بالوكالة إلى حين انتخاب رئيس جديد وتشكيل حكومة جديدة».

 

خلاف القوى السياسية على شخصية الرئيس يعقد الأزمة اللبنانية يهدد بأن يدوم الفراغ لأشهر

بيروت: بولا أسطيح/الشرق الأوسط»/30 تشرين الأول/2022

يشكل الخلاف بين القوى السياسية الأساسية في لبنان على شخصية رئيس الجمهورية الذي من المفترض أن يخلف الرئيس ميشال عون، عنصراً أساسياً يعقد الأزمة الراهنة، ويهدد بأن يدوم الشغور في سدة الرئاسة لأشهر. فبعد أن كان هناك شبه تفاهم مسيحي، تحت قبة البطريركية المارونية في الانتخابات الرئاسية الماضية، على حصر المرشحين في «الأقوياء» - أي رؤساء الأحزاب المسيحية - ما أدى إلى انتخاب أحدهم، وهو زعيم ومؤسس «التيار الوطني الحر» ميشال عون، باتت اليوم الأمور مفتوحة على كل الاحتمالات، خصوصاً في غياب التفاهم المسيحي. وفيما يصر رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل على وجوب أن تكون الأولوية لانتخاب رئيس قوي أو أن يجير هكذا رئيس تمثيله لصالح شخصية يدعمها، يقول رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع إنه يريد رئيساً للجمهورية يتحدى سياسات باسيل و«حزب الله» لإنقاذ البلاد. ومن هنا اختار دعم رئيس حركة «الاستقلال» النائب ميشال معوض والتصويت لصالحه في الجلسات الماضية التي حددها رئيس البرلمان نبيه بري لانتخاب رئيس. من جانبه، حدد رئيس كتلة «حزب الله» النيابية محمد رعد، المواصفات التي يريدها الحزب في الرئيس الجديد، قائلاً: «نريد رئيساً للجمهورية يحقق مصلحة البلاد ولديه (رِكب) ولا يأمره الأميركي فيطيع، بل يُطيع المصلحة الوطنية». ولم يكتف رعد بذلك بل طالب برئيس «يُقِر ويحترِم ويعترف بدور المقاومة في حماية السيادة الوطنية». وسبق أن قال الرئيس نبيه بري لـ«الشرق الأوسط» إنه يريد «رئيساً يجمع ولا يفرق، يمتلك حيثية إسلامية ومسيحية ولديه انفتاح على العالم العربي، والأهم أن يحافظ على اتفاق الطائف». أما رئيس حزب «الكتائب» سامي الجميل فأعلن صراحة أنه «ضد أي رئيس لن يفتح ملف (حزب الله)»، معتبراً أن «المشكلة بين الدولة اللبنانية ودويلة (حزب الله)... وعند حل هذا المشكل تُحل الأمور داخل المؤسسات بطريقة ديمقراطية». ولا تسهل التوازنات التي أفرزتها الانتخابات النيابية الأخيرة عملية انتخاب رئيس للجمهورية باعتبار أن فريقي الصراع الأساسيين، أي فريق «حزب الله» ومن يتحالفون معه وفريق المعارضة، لا يملكان الأكثرية التي تخولهما لتأمين الأصوات اللازمة لضمان فوز أي مرشح يفضلانه. ويحتاج انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان إلى حضور ثلثي أعضاء البرلمان جلسة انتخابه، أي 86 نائباً من أصل 128، كما يحتاج انتخابه دستورياً في الدورة الأولى إلى أكثرية ثلثي أعضاء المجلس، ويتم الاكتفاء بالغالبية المطلقة - وهي 65 نائباً - في دورات الاقتراع التي تلي ذلك، ويستطيع 43 نائباً أن يعطلوا نصاب جلسة الانتخاب. ورغم أن كل ما سبق يوحي بأن الأزمة معقدة وقد تكون طويلة، يعتبر الوزير السابق إبراهيم نجار أن «الحل ممكن ولا يحتاج وقتاً طويلاً والمطلوب إخراج صحيح لا يُحرج (حزب الله)». وقال في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «حقل التحرك بالنسبة للحزب يضيق، وهو وإن كان بحاجة للدعم المسيحي الذي يؤمنه جبران باسيل يبقى أحوج لعدم حصول شرخ بينه وبين الرئيس بري الذي لن يرضخ تحت أي ظرف لانتخاب باسيل رئيساً، وهو ما يعزز حظوظ المرشحين السياديين غير الاستفزازيين». وأضاف: «لا شك أن باسيل سيحاول عرقلة هذه المساعي، لكنه بشكل استطرادي سيسعى لتعزيز حظوظ مرشح يسمح له بأن يبقى متصدراً الساحة السياسية». من جهته، قال مدير «معهد الشرق الأوسط للشؤون الاستراتيجية» سامي نادر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن رئيس الجمهورية الأمثل للمرحلة هو الذي يلبي «أولويات المرحلة لجهة إبعاد لبنان عن الصراع في الإقليم بالحد الأدنى، ومعالجة الانقسام الداخلي العميق جداً الذي ينعكس في الشلل التام للدولة وتعطيل كامل للمؤسسات... وأيضاً الرئيس الذي يواكب عملية إنقاذ لبنان الاقتصادية، ويشكل قوة دفع باتجاه الإصلاحات المطلوبة لتحرير المساعدات الدولية وتسهيل تمرير أي برنامج مع صندوق النقد».

 

"أنا العماد ميشال عون": جردة بين 1989 والـ2022

يارا أبي عقل/المركزية/30 تشرين الأول 2022  

"أنا العماد ميشال عون". على مدى السنوات الست الماضية، كان رئيس الجمهورية يستخدم هذه العبارة أو بالأحرى يلجأ إليها للإجابة عن الأسئلة "الصعبة التي كان الاعلاميون يطرحونها عليه في خلال فترات الأزمات الكثيرة في عهده الذي يودعه العونيون بحسرة، على عكس المعارضين، وهم كثر.

على أن أحداً لا يشك في أن وراء جواب الجنرال الذي ينطبق عليه القول "ما قل ودل" حنكة سياسية إضافة إلى حنين إلى زمن غابر كان فيه "العماد ميشال عون" هو الحدث والرقم الصعب في معادلات الأزمنة الصعبة. ذلك أنّ الرئيس عون، كما الكثير من معاونيه واللصيقين به يعرفون تمام المعرفة أن التاريخ اللبناني الحديث، لا سيما منه الفصل المرتبط بالحرب الأهلية البغيضة، سيفرد لقائد الجيش "المتمرد" على الميليشيات والوجود السوري واتفاق الطائف صفحات تخلّد صور المحتشدين بالألاف أمام قصر بعبدا في انتظار نظرة أو كلمة من صاحب شعار "يا شعب لبنان العظيم"، الذي تقول واحدة من حكايات كثيرة حيكت حول الجنرال وأقرب المقربين إليه أن وراءه يقف الشاعر الكبير سعيد عقل، المؤمن حتى العظم بالوطن اللبناني وفرادته ونهائيته. 

غير أن هذه الصورة التي تنفخ في نفوس نسبة لا يستهان بها من الشعب اللبناني رياح النصر والبطولة في زمن الخنوع، تبدو على نقيض تلك التي يتركها رئيس الجمهورية الثالث عشر بعد الاستقلال عن لبنان. ولفهم هذا التناقض المخيف بين جنرال التاريخ القريب ورئيس الحاضر المرير، لا بد من استعادة بعض محطات مسيرة ستبقى استثنائية، وإن اختلف تقويمها بين السلبي والايجابي.

وفي السياق، لا شك في أن من حق الجنرال على التاريخ أن يعترف له بأنه نجح في اختراق الساحة والذاكرة الجماعية المسيحيتين، وأن يحجز لنفسه مكانا في حناياهما، على رغم أن زعماء ورؤساء كثيرين سبقوه إلى حفر صورهم في الوجدان المسيحي، بينهم الرئيسان فؤاد شهاب وكميل شمعون والأسطورة بشير الجميل، وبطل المعارضة النزيهة العميد ريمون إده. قد يقول قائل إن العماد عون لم يسع إلى إحلال نفسه بديلا عن الشخصيات الآنفة الذكر، بل إنه استفاد من النقمة الشعبية على الميليشيات وممارساتها، ليحمل خطابا يدغدغ الأوتار المسيحية الحساسة، حاملا لواء الدولة والجيش والشرعية. على أن المراحل اللاحقة لم تكن وردية إلى هذا الحد، حيث أن الرجل فشل في منع حمام الدم المسيحي - المسيحي، وانبرى إلى حرب تصفية

الحسابات مع خصمه الأول، زعيم "القوات اللبنانية" سمير جعجع، مع العلم أن الرجلين سجلا نقطة التقاء نادر على رفض السير باتفاق الطائف (كل لاعتباراته الخاصة) قبل أن يركب جعجع قافلة المؤيدين، بينما بقي عون على موقفه المعارض. ولكن القرار كان قد اتخذ: الطائف وضع على السكة وعلى "المتمردين"  تحمل مسؤولية خياراتهم. فكان 13 تشرين 1990، الذي تلاه نفي الجنرال إلى فرنسا تحت وابل القذائف السورية التي أمطرت قصر بعبدا بغض طرف دولي واضح. أما جعجع، فدخل السجن على وقع حل القوات اللبنانية... إلى أن دقت ساعة التسوية فعاد الأول إلى لبنان، والثاني إلى الحرية.

تنفس المسيحيون الصعداء وأعطوا العماد عون، "الجنرال" الساكن في الذاكرة والوجدان، ورقة رابحة كبيرة بحجم التسونامي البرتقالي الذي قاده إلى تمثيل 70% منهم إلى حد أتاح له النوم على الحرير الشعبي وتعطيل الانتخابات الرئاسية على مدى عامين على قاعدة الغاية تبرر الوسيلة"، لتحقيق طموح سياسي ورئاسي مشروع، لكن ذي كلفة عالية. على أي حال، دارت الأيام دورتها، وتقلب المشهد السياسي والجنرال لا يزال على الشعار عينه "أنا العماد ميشال عون"، لتبرير الحق في الوصول إلى الرئاسة وتحقيق الحلم المسيحي الخامد في النفوس منذ عقود.

ولكن... وصل الجنرال إلى بعبدا ذات إثنين تشريني خريفي لم يكن أحد ليفكر أنه سيكون إنطلاقة عهد قد يصح وسمه بأنه لم يمر مرور الكرام على الوطن. إلا أن ذلك لا يبرر حصرا بالأزمات التي عصفت بالبلاد والتي لا يتحمل العهد مسؤوليتها، كمثل جائحة كورونا التي غزت العالم ولم توفر لبنان. بل إن ما يفسر هذه الصورة يكمن في أن الرئيس المفترض أن يكون "قويا" لم يتخذ الخطوات التي كان من المتوقع أن يقدم عليها بعدما نادى بها طويلا من على منبر الرابية التي يعود إليها  اليوم محاطا بناسه وأنصاره.

وإذا كان من الصعب على الرئيس أن يبادر إلى خطوة بحجم الدعوة إلى تعديل صلاحيات رئيس الجمهورية- مع العلم أن ذلك كان في صلب معاركه السياسية في الرابية- لعدم فتح الباب على إعادة النظر بالطائف، فإن بعض المعارضين يأخذون على الرئيس عون وفريقه إحجامه عن فتح ورشة البحث في الاستراتيجية الدفاعية، خصوصا وأنه الحليف الأول والأهم لحزب الله. وفي السياق، يؤكد هؤلاء المعارضون أن مبادرة كهذه لم تكن لتنهي التفاهم القائم بين الطرفين منذ العام 2006 لا لشيء إلا لأن الحزب في حاجة إلى الغطاء المسيحي الواسع الذي يوفره له التيار، وهي مهمة لا يمكن أن ينفذها على أكمل وجه زعيم تيار المردة سليمان فرنجية، الحليف المسيحي الآخر للحزب. بدليل أن الضاحية لم تخاطر بعد بلعب ورقة فرنجية الرئاسية، من دون الحصول على الضوء الأخضر من رئيس التيار جبران باسيل، الرجل القوي في العهد القوي، الذي نجح في إثبات نفسه ممرا إلزاميا في الرئاسة والحكومة، وهو أمر عطل على العهد كثيرا من الانجازات، لكنه مر "متل العسل على قلب الجنرال". باعتبار أن الأخير دافع كثيرا عن باسيل ومطالبه في تأليف الحكومات، إلى حد دفع الرئيس سعد الحريري إلى التخلي عن مهمة التشكيل، واستعداء الساحة السنية وكثير من مرجعياتها وهو سيناريو استعيد في الأشهر الأخيرة مع الرئيس نجيب ميقاتي، مع فارق أن الأخير لم يبد أي استعداد للاستسلام في مواجهة الثنائي الرئاسي... خصوصا أنه متقين من دعم الثنائي الشيعي له ، لا سيما منه الرئيس نبيه بري، الخصم الأهم للرئيس عون وصهره، وأول من سيتنفسون الصعداء اعتبارا من تشرين الثاني المقبل.

على أن كل هذا في واد... وما جرى في خضم الثورة والانهيار وانفجار مرفأ بيروت في مكان آخر. وهما مكمن مأخذ كبير من خصوم الرئيس وأهالي الضحايا والثوار على العهد الذي كان وعد بانتشال البلاد من كبوتها وجهنمه، من دون أن ينجح في ذلك. وهنا، لم تكن الصلاحيات هي التي تنقص، حيث أن الرجل علم بخطر نيترات الأمونيوم المخزن في المرفأ، من دون أن يسعى إلى منع الكارثة قائلا إن "لا صلاحيات له" على هذا المرفق الحيوي، ولم يسع لا إلى حماية المحقق العدلي طارق البيطار، الذي وجد نفسه في مرمى باسيل بفعل بعض التوقيفات في الملف، ولا إلى تنفيذ مطالب الثورة، بل دعا ناسها، على ما تذكر مصادر سياسية، إلى الهجرة ما لم يجدوا أن في لبنان قادة "اوادم".

اليوم يتسعد الجنرال ميشال عون لمرحلة جديدة من حياة مديدة، فهل يؤمن خروج الرئيس من بعبدا عودة جنرال الرابية إلى خطابه المعتاد ليصح من جديد شعار القوة الذي حمله ورفع لواءه؟ سؤال تترك الاجابة عنه لقابل الأيام.

 

منزل عون الجديد يُثير الجدل: "لا يُقارَن بقصور باقي المسؤولين"

الشرق الأوسط/30 تشرين الأول 2022

يصل رئيس الجمهورية ميشال عون، بعد ظهر اليوم، إلى منزل جديد فخم شيده خلال ولايته الرئاسية وانتشرت صوره على وسائل التواصل الاجتماعي، مثيرا جولة جديدة من السجالات بين أنصاره وخصومه. ففيما تساءل معارضوه عن مصدر تمويل منزل بهذه الفخامة، ردّ مؤيدوه مذكرين بأن عون يتولى مناصب قيادية في مؤسسات الدولة منذ 64 عاما، مؤكدين أن أملاكه اليوم لا يمكن أن تقارن بأملاك رؤساء الجمهورية السابقين. وقال عون في تصريح، إن منزله الجديد بدأ بإنشائه عام 2015، أي قبل وصوله إلى سدة الرئاسة، وتم استكمال الأشغال بعدها فقط. وأشار إلى أن «تربيتنا الخالية من شهوة المظاهر أو السعي وراء الثروة، فثروتنا بقيت عادية والشبعان يبقى شبعان». وأوضح أن «الحياة في القصر ليس فيها بذخ، والظروف التي مر بها لبنان طالتنا أيضا، إلا أننا تمكنا من التحمل والعيش بما يحق لنا من مخصصات شرعية». وفي غياب أي معلومات رسمية، تداول ناشطون مساحة الفيلا في حدود 2000 متر مربع، وهي مؤلفة من طبقات ثلاث، مع طابق سفلي، ومزودة بمواصفات تقنية عالية، ومجهزة لعقد مؤتمرات ولقاءات بداخلها. وبدا المنزل ذات الهندسة الحديثة كبيرا مع مساحات شاسعة خضراء محيطة به، علما أن المنطقة التي شيّد فيها أي الرابية تعتبر من أفخم وأغلى المناطق اللبنانية. وقبل انتخابه رئيسا، كان عون يقيم في منزل يمتلكه أحد المتمولين في «التيار الوطني الحر»، علما أنه وكما يؤكد أحد الناشطين الذين انشقوا عن التيار قبل فترة لـ«الشرق الأوسط»، يمتلك منزلا آخر في الرابية منذ سنوات طويلة وهو سجله باسم بناته الـ3 تماما كما سجل المنزل الجديد لهن.  وتستغرب مصادر قيادية في «التيار الوطني الحر» في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، «الاهتمام البالغ بمنزل عون الجديد علما أنه لا يقارن بقصور باقي المسؤولين والرؤساء»، مذكرة بأن «رئيس حزب القوات سمير جعجع يعيش في قلعة محصنة، فيما يمتلك رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي عشرات الفلل والقصور داخل لبنان وخارجه، تماما كما معظم المسؤولين الكبار الآخرين».

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

البابا فرنسيس يرفع الصلوات لضحايا تدافع سيول

وطنية/30 تشرين الأول 2022

رفع البابا فرنسيس اليوم صلواته إلى ضحايا التدافع الذي خلف أكثر من 150 قتيلا في حفل هالوين في عاصمة كوريا الجنوبية سيول، بحسب ما أفادت وكالة "فرانس برس". وفي ختام صلاة التبشير الملائكي في ساحة القديس بطرس، طلب البابا من المؤمنين الصلاة "من أجل هذا العدد الكبير من الناس، وخاصة الشباب، الذين لقوا حتفهم الليلة الماضية في سيول، وهي نتيجة مأسوية للحشود المفاجئة المتراكمة".

 

أكثر من 150 ضحية في كوريا الجنوبية إثر الاحتفال بالهالويين

وطنية/30 تشرين الأول 2022

شهدت العاصمة الكورية الجنوبية سيئول مساء أمس مأساة أليمة، حيث لقي 151 شخصا على الأقل، بينهم 19 أجنبيا مصرعهم، وأصيب عشرات آخرون في حادث تدافع إثر الاحتفال بالهالويين. وفق ما أوردت "وكالة أنباء نوفوستي". وأعرب الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول عن أسفه "لمأساة وكارثة ما كان يجب أن تحدث"، واعدا بأن حكومته ستجري تحقيقا "صارما" لتحديد أسباب المأساة التي تعتبر من أخطر الكوارث في تاريخ كوريا الجنوبية.

 

ارتفاع حصيلة ضحايا الاعتداء بسيارتين مفخختين في مقديشو إلى 100 قتيل

وطنية/30 تشرين الأول 2022

أعلن الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود اليوم، عن ارتفاع عدد القتلى جراء هجوم بسيارتين مفخختين وقع أمس السبت، عند تقاطع طرق مزدحم في العاصمة الصومالية مقديشو. على ما أوردت وكالة "أنباء نوفوستي".

 

الاحتجاجات تتواصل.. وحقوق الإنسان الإيرانية تدين اعتقال طلبة الجامعات

الطلاب في إيران يدعون لاستمرار التظاهر ضد قمع الأمن.. والبرلمان يرفع رواتب عناصر الأمن

العربية.نت، وكالات/30 تشرين الأول 2022

فيما تتواصل الاحتجاجات الطلابية، أفادت الأنباء القادمة من إيران أن قوات الأمن أطلقت النار على طلاب جامعة "يزدان بناه" كردستان التقنية، غرب البلاد، وبذلك تمت محاصرة الطلاب في الجامعة. وكانت المعلومات اشارت الى أن الأمن يفرض طوقاً أمنياً حول معظم الجامعات، ويخطط لإحكام السيطرة على حركة الطلاب اعتباراً من اليوم الأحد. يأتي ذلك فيما تواصلت الاحتجاجات بالقرب من الجامعة المحاصرة بمدينة مشهد، وكذلك في عدة مدن إيرانية. وفي السياق، دانت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية اعتقال السلطات الإيرانية للطلاب المحتجين داخل حرم الجامعات. ودعا طلاب جامعات في العاصمة طهران لاستمرار التظاهرات، تنديداً بقمع الشرطة رغم تهديدات الحرس الثوري التي أطلقها محذرا المحتجين من استمرار التظاهر. ونظم الطلاب تظاهرات كبيرة في كلية التقنية بجامعة طهران، ومشهد، وسوهانك بطهران، ومنام جامعة أمير كبير في أراك. فيما عمدت قوات الأمن وعناصر الباسيج إلى محاصرة الطلاب المتظاهرين، وفقا لما نقله موقع "إيران إنترناشيونال". حيث أفاد أن عناصر الباسيج ارتدوا ملابس مدنية ودخلوا إلى الحرم الجامعي في طهران، رافعين هتافات مؤيدة لترهيب الطلاب المحاصرين. يأتي ذلك فيما قام البرلمان الإيراني برفع رواتب عناصر الأمن، في خطوة على ما يبدو لتحفيز مواجهة الاحتجاجات. ووفقا للتقارير، فإن قوات الأمن أطلقت رصاص الصيد ضد المواطنين الذين جاؤوا لمساعدة الطلاب المحاصرين في كلية التقنية بمنطقة أمير أباد. كما أغلقت قوات الأمن الشارع المؤدي إلى أزقة الجامعة.

يأتي ذلك فيما واصل المحتجون في حي أمير أباد بطهران ترديد الشعارات المناهضة للنظام، مثل "الموت للديكتاتور خامنئي".

احتجاجات تأييد بالخارج

هذا وتتواصل أيضا الاحتجاجات الداعمة للشعب الإيراني في مدن عدة خارج إيران، وذلك تنديداً بمقتل الشابة مهسا أميني في سبتمبر الماضي. ففي كندا، انضم رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو إلى مسيرة مع محتجّين تجمّعوا في العاصمة أوتاوا، السبت، دعمًا للحركة الاحتجاجية التي تشهدها إيران منذ أكثر من 40 يومًا. وقال ترودو لصحافيين، متحدّثًا أمام لافتة بيضاء مغطّاة بعشرات بصمات الأيدي الحمراء، "سنُواصل نضالنا من أجل مستقبل أفضل للجميع في كل أنحاء الكوكب، خصوصًا النساء اللواتي عانين في إيران". وأضاف "نحن هنا متضامنون معكم وسنبقى كذلك"، قبل أن يُنهي خطابه بترديد شعارات إيرانيّة رافعًا قبضته وسط هتافات الجماهير. وذكّر رئيس الحكومة الكندية بأنه فرض عقوبات عدّة خلال الشهر الماضي على عشرات من كبار المسؤولين في النظام الإيراني ردا على "انتهاكات منهجية لحقوق الإنسان" خلال التظاهرات التي تشهدها إيران. ونُظّمت تجمّعات في مدن كندية أخرى، ولا سيّما في فانكوفر ومونتريال ووينيبيغ وتورنتو حيث شكّل المتظاهرون سلاسل بشريّة. كما تجمّع الآلاف، السبت، في باريس ومدن فرنسية أخرى. كما خرجت مظاهرة واسعة في العاصمة الفرنسية باريس تنديداً بمقتل الشابة مهسا أميني في إطار المظاهرات المستمرة داخل وخارج إيران ضد النظام. وتجمع الآلافُ في العاصمة الألمانية للتعبير عن تضامنِهِم مع المتظاهرين المناهضين للحكومة الإيرانية رافعين لافتاتٍ تنتقد قادةَ إيران، وتضمن الكثير منها شعار "المرأة، الحياة، الحرية" باللغتين الإنجليزية والألمانية. كما شهدت العاصمة الإيطالية روما احتشاد مئاتِ الأشخاص من الجنسية الإيرانية والإيطالية للاحتجاجِ على القمع الذي تمارسه طهران بحقِ المحتجين.

ونُظّمت تجمّعات في مدن كندية أخرى، ولا سيّما في فانكوفر ومونتريال ووينيبيغ وتورنتو حيث شكّل المتظاهرون سلاسل بشريّة. كما تجمّع الآلاف، السبت، في باريس ومدن فرنسية أخرى.

 

إيران.. رئيسي يهدد المحتجين ويتحدث عن "خط أحمر"

متظاهرون إيرانيون يتجمعون مجدداً الأحد، متحدّين أمر الحرس الثوري بوقف التظاهرات التي دخلت أسبوعها السابع بعدما أشعلتها وفاة الشابة مهسا أميني

العربية.نت/30 تشرين الأول 2022

قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، اليوم الأحد، إن الأمن في إيران "خط أحمر"، ولن يسمح لمن سمّاهم "الأعداء" بتقويضه، وذلك في خضم احتجاجات في أنحاء البلاد بعد وفاة الشابة مهسا أميني في سبتمبر الماضي. وقال رئيسي: "الأمن هو الخط الأحمر للجمهورية الإسلامية، ولن نسمح للعدو بتنفيذ مخططاته بأي شكل من الأشكال لتقويض هذه الثروة الوطنية القيمة". يأتي هذا بينما تجمّع متظاهرون إيرانيون مجدداً الأحد، متحدّين أمر الحرس الثوري بوقف التظاهرات التي دخلت أسبوعها السابع بعدما أشعلتها وفاة الشابة مهسا أميني. الأمن يفرق الاحتجاجات في جامعة بمشهد الأسبوع الماضي واحتج الطلاب ليل السبت ويوم الأحد في أنحاء إيران رغم تحذير قائد الحرس الثوري اللواء حسين سلامي المتظاهرين بقوله "لا تخرجوا إلى الشوارع". وتوفيت أميني في 16 سبتمبر عن 22 عاماً، بعد توقيفها في طهران لاتهامها بخرق قواعد اللباس الصارمة المفروضة على النساء في إيران، ما أثار موجة من الاضطرابات ودفع بالسلطة إلى الرد عليها من خلال حملة قمع وحشية. وحاولت القوى الأمنية جاهدة السيطرة على الاحتجاجات التي قادتها النساء وتحوّلت إلى حملة أوسع لإسقاط نظام الجمهورية الإسلامية التي أسست عام 1979.

 

قائد «الحرس الثوري» للمحتجين: اليوم هو آخر أيام الشغب

قوات الأمن الإيرانية استهدفت بالرصاص سكناً للطلاب ومستشفى

طهران – لندن: «الشرق الأوسط»/30 تشرين الأول 2022

حذر قائد «الحرس الثوري» الإيراني حسين سلامي، المتظاهرين من أن يوم السبت سيكون آخر يوم يخرجون فيه إلى الشوارع، في إشارة إلى احتمال تكثيف قوات الأمن للإجراءات الصارمة في مواجهة الاضطرابات التي تجتاح البلاد. وتعج إيران بالاحتجاجات منذ وفاة الشابة الكردية مهسا أميني (22 عاماً)، إثر احتجازها من قبل «شرطة الأخلاق»، الشهر الماضي، مما أثار واحدة من المصادمات الأكثر دموية ضد القيادة الإيرانية منذ عام 1979. وقال سلامي، في أحد التعليقات الأشد لهجة من بدء الأزمة: «لا تخرجوا إلى الشوارع... فاليوم هو آخر أيام الشغب». وأضاف: «هذه الخطة الشريرة، هي خطة مدبرة في البيت الأبيض والنظام الصهيوني». وتتهم طهران دولاً مثل إسرائيل والولايات المتحدة بالمسؤولية عن موجة الاحتجاجات في إيران التي تواصلت منذ 16 سبتمبر (أيلول). ولم يتم نشر «الحرس الثوري» منذ بدء الاحتجاجات، وهو قوة مميزة لها باع طويل في قمع المعارضة في البلاد، وتقدم تقاريرها مباشرة للمرشد الإيراني علي خامنئي. وكرر سلامي، في كلمة خلال جنازة لقتلى سقطوا في هجوم وقع الأسبوع الماضي وأعلن تنظيم «داعش» المسؤولية عنه، الرسالة بتوجيهها مباشرة للمحتجين. وقال: «لا تبيعوا شرفكم لأميركا، ولا تصفعوا قوات الأمن التي تدافع عنكم، على وجهها».

تحدي التحذيرات

لكن الإيرانيين تحدوا مثل هذه التحذيرات منذ بدء الاحتجاجات الشعبية التي لعبت فيها النساء دوراً بارزاً. وورد المزيد من الأنباء عن إراقة دماء مجدداً يوم السبت، إذ قالت منظمة «هه نغاو» المعنية بحقوق الإنسان، إن قوات الأمن أطلقت النار على طالبات مدرسة للفتيات في مدينة سقز. وفي منشور آخر ذكرت المنظمة أن قوات الأمن فتحت النار على طلاب جامعة العلوم الطبية في مدينة سنندج عاصمة إقليم كردستان الإيراني. وقالت منظمات حقوقية إن ما لا يقل عن 250 محتجاً قتلوا، واعتُقل الآلاف في أنحاء إيران خلال الاحتجاجات التي تحولت إلى ثورة شعبية شارك فيها إيرانيون غاضبون من جميع طبقات المجتمع. وأظهرت لقطات مصورة تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي، محتجين يهتفون بموت خامنئي وقوات «الباسيج» التي لعبت دوراً كبيراً في قمع المحتجين. كما اتهم كلٌّ من وزارة المخابرات، وذراع المخابرات في «الحرس الثوري»، أجهزة مخابرات أميركية وبريطانية وإسرائيلية بتدبير الاضطرابات لزعزعة استقرار إيران. وستسلط الولايات المتحدة، هذا الأسبوع، الضوء في الأمم المتحدة على الاحتجاجات في إيران، وستبحث عن سبل لدعم تحقيقات مستقلة وذات مصداقية بخصوص انتهاكات حقوق الإنسان في إيران. وحث ستيفان دوغاريك، المتحدث باسم الأمم المتحدة، السلطات الإيرانية على التعامل مع «الشكاوى المشروعة للسكان، بما في ذلك احترام حقوق المرأة»، وقال إنه يتعين على قوات الأمن تجنب «كافة أشكال الاستخدام غير الضروري وغير المتكافئ للقوة» ضد المحتجين السلميين.

 استهداف مستشفى

في غضون ذلك، استهدفت قوات الأمن الإيرانية مستشفى وسكناً للطلاب، وفق ما أفادت مجموعة حقوقية يوم السبت، تزامناً مع دخول الحركة الاحتجاجية التي أثارتها وفاة مهسا أميني أسبوعها السابع. وحاولت القوى الأمنية جاهدة السيطرة على الاحتجاجات التي قادتها النساء وتحوّلت إلى حملة أوسع لإسقاط النظام. وخلال مراسم أقيمت لمناسبة مرور 40 يوماً، أمس السبت، على مقتل متظاهر في مدينة ديواندره في غرب إيران، هتف المحتجون: «الموت للديكتاتور»، وهو شعار يستهدف المرشد علي خامنئي. وتفيد مجموعات حقوقية بأن شرطة مكافحة الشغب قتلت محسن محمدي (28 عاماً) بإطلاق النار عليه خلال مظاهرات في ديواندره في 19 سبتمبر (أيلول)، وتوفي في اليوم التالي في مستشفى كوثر في مدينة سنندج. وأفادت منظمة «هه نغاو» بأن قوات الأمن أطلقت النار باتّجاه عشرات الأشخاص الذين تجمّعوا خارج المستشفى نفسه في وقت متأخر من مساء الجمعة؛ من أجل حماية متظاهر آخر أصيب بجروح.

وقالت المنظمة: «أطلقت قوى القمع النار على أشخاص تجمّعوا أمام مستشفى كوثر في سنندج للدفاع عن أشكان مروتي». وأضافت أن «هذه القوات أرادت إلقاء القبض على أشكان مروتي بينما كان مصاباً»، قبل أن تنشر على «تويتر» صورة قالت إنها له وهو على نقالة، وبجانبه أحد المسعفين.

- استئناف مظاهرات الطلاب

واستأنف الطلاب احتجاجاتهم، أمس السبت، في جامعات بالعاصمة طهران وكرمان في جنوب إيران وفي مدينة كرمانشاه وغيرها، بحسب تسجيلات مصوّرة تمت مشاركتها على نطاق واسع.

وذكرت المنظمة أن قوات الأمن «أطلقت النار على سكن قريب لطلاب جامعة كردستان للعلوم الطبية. وفي تسجيل مصوّر تحققت وكالة الصحافة الفرنسية من صحته، شوهدت قوات الأمن لدى وصولها على متن عشر دراجات نارية قبل إطلاق النار باتّجاه مبنى السكن الطلابي. وفي تسجيل آخر تم التحقق منه أيضاً، يظهر عناصر الأمن وهم يطلقون الغاز المسيل في وقت متأخر من مساء الجمعة، داخل مجمع سكني في حي شيتغار في طهران، حيث نُظّمت مظاهرة حاشدة في الليلة السابقة. وقالت منظمة «هه نغاو» إن طالبات كن يهتفن في أحد شوارع كرمانشاه خلال الصباح، تعرّضن لإطلاق نار من قوات الأمن، ما أدى إلى إصابة عدد منهن بجروح، مشيرة إلى أن اثنتين منهن جروحهما خطيرة. وأظهرت مقاطع فيديو، نُشرت على الإنترنت، طلاباً يحتجون يوم السبت، وهو بداية أسبوع العمل في إيران، في جامعات بطهران وكرمان في جنوب إيران، ومدينة كرمانشاه في الغرب بشكل خاص. وهتف الطلاب: «بلا حياء، بلا حياء»، أثناء صدامات مع رجال الأمن في إحدى الجامعات في جنوب غربي إيران، كما ظهر في مقطع فيديو نشره موقع «1500 تصوير».

بنادق آلية

وذكرت «وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان» (هرانا) التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها، أنه تم إطلاق النار من بنادق آلية على مصلين في زاهدان لدى انتهائهم من أداء صلاة الجمعة، فيما قتل نحو 33 عنصر أمن خلال المظاهرات المرتبطة بوفاة مهسا أميني. من جهة أخرى، طالبت منظمة حقوق الإنسان في إيران بتكثيف «الضغط الدبلوماسي» على إيران، بينما حذّر مديرها محمود أميري مقدّم من «خطر جدي لعمليات القتل الجماعي للمتظاهرين التي تعد الأمم المتحدة ملزمة بمنعها». وتنظم آخر المظاهرات المرتبطة بوفاة أميني في تحد للتحذيرات الصادرة عن المرشد علي خامنئي والرئيس الإيراني المتشدد إبراهيم رئيسي. وسعى كلاهما لربط المظاهرات بعملية إطلاق نار واسعة يوم الأربعاء وقعت في مرقد ديني في شيراز بجنوب إيران، وأودت بحياة 15 شخصاً وفق الإعلام الرسمي. ولا توجد مؤشرات على تراجع حدة الاحتجاجات التي أشعلتها وفاة مهسا أميني في 16 سبتمبر، وأججها الغضب الشعبي حيال الحملة الأمنية التي أودت بالعديد من الشابات والفتيات الأخريات.

 

روسيا تعلّق المشاركة في اتفاقية الحبوب الأوكرانية والأطراف الراعية تتواصل مع موسكو

أنقرة: سعيد عبد الرازق – موسكو/الشرق الأوسط/30 تشرين الأول 2022

أعلنت الأمم المتحدة أنها تتحدث مع السلطات الروسية في أعقاب إعلان روسيا، أمس (السبت)، تعليق مشاركتها في اتفاق تصدير الحبوب الذي توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا ووقع في يوليو (تموز) الماضي، في إسطنبول مع أوكرانيا، وذلك ابتداء من «اليوم» (أمس السبت). وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك لشبكة «سي إن إن»: «لقد رأينا التقارير الواردة من الاتحاد الروسي بشأن تعليق مشاركته في مبادرة حبوب البحر الأسود في أعقاب هجوم على أسطول البحر الأسود الروسي. نحن على اتصال مع السلطات الروسية بشأن هذه المسألة». وذكرت وكالة «إنترفاكس» للأنباء أمس (السبت)، أن روسيا ستوقف مشاركتها في اتفاق العبور الآمن لصادرات الحبوب الأوكرانية من 3 موانئ على البحر الأسود، نقلاً عن بيان لوزارة الدفاع انتقد فيه «هجوماً إرهابياً» على الأسطول الروسي في شبه جزيرة القرم، بحسب ما نقلته وكالة «بلومبرغ» للأنباء. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن كاسحة ألغام تابعة للبحرية أصيبت بأضرار طفيفة من هجوم «ضخم» بطائرة من دون طيار على أسطولها في البحر الأسود في شبه جزيرة القرم، واتهمت المملكة المتحدة بالمساعدة في الهجوم، دون تقديم أدلة. ونفت المملكة المتحدة أي تورط لها. وبموجب الاتفاق تمكنت أوكرانيا من استئناف صادراتها من الحبوب والأسمدة عبر البحر الأسود التي توقفت مع الاجتياح الروسي في 24 فبراير (شباط). وتم الاتفاق مبدئياً على سريان اتفاق التصدير الأوكراني لمدة 120 يوماً. وقال دوجاريك: «من الأهمية بمكان أن تمتنع جميع الأطراف عن أي عمل من شأنه أن يعرض للخطر مبادرة البحر الأسود للحبوب، وهي جهد إنساني حاسم من الواضح أن له تأثيراً إيجابياً على الوصول إلى الغذاء لملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم». وانتقدت روسيا الاتفاق وشكت من أن صادراتها لا تزال تواجه عراقيل وعدم وصول كميات كافية من الحبوب الأوكرانية إلى البلدان المحتاجة. وصعّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انتقاداته للاتفاق في الأسابيع الأخيرة، مشيراً إلى أن الصادرات من روسيا، وهي منتج رئيسي للحبوب، تضررت بسبب العقوبات. وحثت الأمم المتحدة الجمعة، الأطراف الموقعة على الاتفاق على تجديد الاتفاق، قائلة إنه ضروري للمساهمة في الأمن الغذائي العالمي. ودعت أيضاً إلى التنفيذ الكامل لاتفاقية ذات صلة لضمان وصول الحبوب والأسمدة من روسيا إلى الأسواق العالمية. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، «جميع الأطراف»، إلى «بذل كل جهد ممكن» لتمديد الاتفاق، حسبما قال المتحدث باسمه، مشدداً في الوقت نفسه على ضرورة رفع «الحواجز» بسرعة أمام الصادرات الروسية. وسمحت هذه الآلية بتصدير نحو 9 ملايين طن من الحبوب وخففت حدة الأزمة الغذائية العالمية التي سببتها الحرب، غير أن الشكوك حيال تمديد الاتفاق أدت إلى ارتفاع أسعار بعض المنتجات.

وينص اتفاق ثانٍ وقّع في 22 يوليو، على تسهيل الصادرات الروسية، لكن موسكو تشكو عدم قدرتها على بيع إنتاجها وأسمدتها بسبب عقوبات غربية تؤثر خصوصاً في القطاعين المالي واللوجيستي. وقال المتحدث باسم غوتيريش، في بيان، إن المدة الأولية للاتفاق بشأن الصادرات الأوكرانية «هي 120 يوماً ويمكن تمديدها تلقائياً في 19 نوفمبر (تشرين الثاني) إذا لم يعترض أي طرف». وأضاف: «ندعو جميع الأطراف إلى بذل كل جهد لتجديد مبادرة البحر الأسود وتنفيذ كلا الاتفاقين بالكامل، بما في ذلك الإزالة الصريحة لأي عوائق متبقية أمام صادرات الحبوب والأسمدة الروسية». وتابع: «نحن لا نقلل من شأن التحديات، لكننا نعلم أنه يمكن التغلب عليها»، مشدداً على أن «الحكومات وشركات الشحن البحري وتجار الحبوب والأسمدة والمزارعين في كل أنحاء العالم يحتاجون إلى إيضاح» الأمور. وأعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الخميس، أن روسيا ستواجه «غضباً شديداً» إذا تراجعت عن اتفاقية تصدير الحبوب من أوكرانيا. وتعمل الأمم المتحدة على تمديد الاتفاق لمدة تصل إلى عام وتسهيل عمليات التفتيش المشتركة للسفن التي يقوم بها مسؤولون تابعون للأمم المتحدة وأتراك وروس وأوكرانيون. وبدورها، تجري تركيا اتصالات مع روسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة على خلفية إعلان موسكو. وقالت مصادر تركية لـ«الشرق الأوسط»، إن اتصالات تجرى على مستويات مختلفة مع روسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة لبحث الأمر، وإن أنقرة تبذل جهوداً للحفاظ على استمرار الاتفاقية الموقعة بين روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة، وتمديدها من أجل تجنب أزمة غذاء عالمية.

وأكدت وزارة الخارجية الروسية على إعطاء تعليماتها لممثليها في مركز التنسيق المشترك بإسطنبول، مضيفة أن القوات الأوكرانية، بقيادة متخصصين بريطانيين، قصفت السفن الروسية التي تضمن عمل الممر الإنساني، ولا يمكن للجانب الروسي أن يضمن سلامة سفن الشحن المدنية المشاركة في مبادرة البحر الأسود، ويعلق تنفيذ الصفقة بدءاً من أمس (السبت) إلى أجل غير مسمى. ونقلت وكالة «تاس» للأنباء عن وزير الزراعة الروسي دميتري باتروشيف قوله أمس (السبت)، إن موسكو مستعدة لتوريد ما يصل إلى 500 ألف طن من الحبوب إلى الدول الفقيرة خلال الأشهر الأربعة المقبلة بمساعدة تركيا. وقالت روسيا الجمعة، إن 3 بالمائة فقط من المواد الغذائية المصدرة بموجب اتفاق توسطت فيه الأمم المتحدة لإخراج الحبوب من الموانئ الأوكرانية المحاصرة ذهبت إلى البلدان الأشد فقراً، وحصلت الدول الغربية على نصف الشحنات الكلية. ومنذ توقيع روسيا وأوكرانيا على مبادرة حبوب البحر الأسود، تم تصدير عدة ملايين من أطنان الذرة والقمح ومنتجات دوار الشمس والشعير وبذور اللفت وفول الصويا من أوكرانيا. وأكد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، الأسبوع الماضي، عدم وجود أي مانع أمام تمديد اتفاقية إسطنبول الرباعية حول شحن الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، قائلاً: «لا يوجد مانع أمام تمديد اتفاقية شحن الحبوب عبر البحر الأسود... هذا ما لمسته خلال محادثاتي، مساء الأربعاء، مع الرئيسين الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والروسي فلاديمير بوتين، لكن حتى إن كان هناك أي انسداد، فلا مانع من تجاوزه». ولفت الرئيس التركي إلى أنه تم توريد نحو 8 ملايين طن من الحبوب ومنتجات غذائية أخرى للأسواق العالمية عبر 363 سفينة حتى 20 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي. وذكر أن 62 في المائة من شحنات الحبوب ذهبت إلى أوروبا، و19.5 في المائة إلى آسيا، و13 في المائة إلى أفريقيا، و5.3 في المائة إلى الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن 454 ألفاً و626 طناً من القمح فقط توجّهت إلى أقل البلدان نمواً، وهو ما يعادل 5.7 في المائة من إجمالي الحبوب الأوكرانية التي خرجت عبر الممر الآمن في البحر الأسود.

 

تركيا توقف إعلاميين من «الإخوان» في محاولة جديدة لتسريع التطبيع مع مصر

شاركوا في التحريض على التظاهر وإشاعة الفوضى وهز الاستقرار بالتزامن مع مؤتمر المناخ

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط»/30 تشرين الأول 2022

في الوقت الذي أعلنت القاهرة وقف مسار المحادثات الاستكشافية الخاصة بتحسين العلاقات مع أنقرة بسبب استمرار ممارساتها وعدم تغيير سياساتها في الملف الليبي، أقدمت السلطات التركية على خطوة عدها مراقبون بمثابة محاولة لإظهار الجدية في السير بتطبيع العلاقات مع مصر، على الرغم من البطء الشديد في المحادثات بين الجانبين. وكشفت صفحات وحسابات قريبة من تنظيم «الإخوان المسلمين» في تركيا، وإعلاميين من القنوات التابعة له، عن توقيف السلطات التركية 34 «إخوانياً» شاركوا في دعوات إلى التظاهر في مصر في 11 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، في محاولة لهز الاستقرار وإشاعة الفوضى خلال فترة انعقاد مؤتمر «التغيرات المناخية في شرم الشيخ» من 6 إلى 18 نوفمبر. وحسب ما ورد على هذه الصفحات، تم إدراج هؤلاء على قوائم الترحيل من تركيا، بسبب خطورتهم على الأمن العام في البلاد بموجب ما يعرف بكود «جي 78»، حيث كانوا يستعدون لإطلاق قناة جديدة باسم «صرح» عبر تطبيق «تلغرام»، هدفها التحريض على الاحتجاجات وأعمال العنف والتخريب وإحداث فوضى في مصر، وارتباطهم مع قنوات أخرى بدأ «الإخوان» تأسيسها خارج تركيا في الأسابيع القليلة الماضية، منها قناتا «الشعوب» و«الحرية»، لتعويض التضييق في تركيا، التي لم يبق منها في إسطنبول، سوى قناتي «الشرق» و«وطن»، بينما رحلت قناة «مكملين» إلى لندن، كما منع العديد من مقدمي البرامج في قناتي «الشرق» و«مكملين» سابقاً من استئناف عملهم المذكور. وتزامن ذلك، مع إعلان الحساب الرسمي للإعلامي «الإخواني»، حسام الغمري، رئيس التحرير السابق لقناة «الشرق» على «تويتر» مساء الجمعة - السبت، قيام الأمن التركي بالقبض عليه من داخل منزله، و«أن هناك أنباء عن ترحيله»، من دون تحديد الجهة التي سيرحل إليها. وبينما نشط الغمري في الفترة الأخيرة في الدعوة إلى الاحتجاجات والتحريض على إحداث الفوضى في مصر في 11 نوفمبر، إلى جانب مشاركته في الترويج لخروج مظاهرات احتجاجية عنيفة على حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي، عقب مباراة كأس السوبر المصري، بين فريقي الأهلي والزمالك، التي أقيمت بمدينة العين الإماراتية ليل الجمعة، استغلالاً للتجمعات على المقاهي في القاهرة وأنحاء البلاد لمتابعة المباراة، أشارت عدد من الصفحات التابعة لـ«الإخوان» إلى أن القبض عليه لم يكن لهذا السبب، وإنما بسبب مخالفته شروط الإقامة القانونية في تركيا، التي يعيش فيها منذ أكثر من 8 سنوات.

لكن مصادر معنية بمتابعة حالات الموقوفين داخل التنظيم في إسطنبول استبعدت أن يتم ترحيله. وكان الغمري كشف قبل القبض عليه، أن الأمن الوطني في مصر ألقى القبض على نجله الأكبر «يوسف» الذي يدرس بالسنة النهائية في كلية الهندسة، بسبب نشاطه الكبير في الدعوة إلى المشاركة في الاحتجاجات المزعومة في 11 نوفمبر. وسبق أن أوقفت قناة «الشرق» برنامج «رؤية» الذي كان يقدمه الغمري، بطلب من السلطات التركية، كما منع ظهوره مجدداً على شاشات أو منصات إعلامية من إسطنبول، لعدم التزامه بتعليمات وقف الهجوم والتحريض على القيادات في مصر، لكنه واصل أيضاً عبر البث على مواقع التواصل الاجتماعي من دون اكتراث للتعليمات. وفي إطار تقاربها مع القاهرة، عملت أنقرة على وقف الهجوم المكثف من قنوات «الإخوان» ومنصاتهم الإعلامية التي تحتضنها إسطنبول منذ عام 2013، عقب الإطاحة بحكم الرئيس الراحل محمد مرسي، وأوقفت برامج عدد من الإعلاميين، منهم معتز مطر ومحمد ناصر وحمزة زوبع والفنان هشام عبد الله، وحذرتهم من مخالفة تعليماتها، ثم قررت وقف بث قناة «مكملين» من إسطنبول، التي رحلت إلى لندن، لكن القاهرة لا تعتقد أن هذه الخطوة كافية أو تلبي مطالبها بالكامل، فأنقرة لا تزال ترفض تسليم قيادات التنظيم والعناصر الهاربة من أحكام قضائية والمتورطة في عمليات إرهابية، فضلاً عن الشروط الأخرى المتعلقة بالالتزام بمعايير القانون الدولي، ووقف التدخل في شؤون دول المنطقة. وربط بعض الناشطين في أوساط «الإخوان المسلمين» والموالين للتنظيم في إسطنبول بين القبض على الغمري، وتغير توجهات السياسة التركية تجاه مصر في الفترة الأخيرة، معتبرين أنه يتم الآن «التضحية بالمعارضة في الخارج وقنواتهم لأن العلاقات بين الدول لا تتسم بالعداوة الدائمة أو الصداقة المستمرة». وانتقد هؤلاء حالة التشرذم وغياب أي مشروع لـ«الإخوان المسلمين» والصراعات داخل صفوف التنظيم التي انعكست في تفتته إلى جبهات في إسطنبول، أكثر من جبهة (جبهة محمود حسين وجبهة التغيير ومجموعات أخرى من الشباب المتصارعين مع القيادات التقليدية، وجبهة إبراهيم منير في لندن)، وظهور هذه الصراعات على السطح عبر القنوات والصفحات والمواقف التي أثرت على ثقة تركيا في المعارضة التي تستضيفها. وتسير المحادثات بين مصر وتركيا حالياً على مستوى أجهزة الاستخبارات، كما أشار الرئيس رجب طيب إردوغان في تصريحات الشهر الماضي، لافتاً إلى أن تركيا «تأمل في أن يتم رفع المحادثات إلى مستوى أعلى». ووقعت تركيا، التي تحتفظ بآلاف من قواتها وعناصر المرتزقة السوريين ولها قواعد برية وبحرية وجوية في ليبيا، الثلاثاء الماضي، مع حكومة الدبيبة اتفاقيتين تنص الأولى على رفع كفاءة قدرات الطيران الحربي في ليبيا بالاستعانة بالخبرات التركية، فيما تتضمن الثانية بروتوكولات تنفيذية لمذكرة التفاهم في مجال التعاون الأمني والعسكري الموقعة بين الرئيس التركي إردوغان، ورئيس «حكومة الوفاق الوطني» السابقة فائز السراج في إسطنبول في 27 نوفمبر 2019.

وجاء توقيع الاتفاقيتين بعد 3 أسابيع، فقط، من توقيع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو مع نظيرته الليبية نجلاء المنقوش، مذكرة تفاهم تسمح بالتنقيب المشترك بين تركيا وطرابلس عن الموارد الهيدروكربونية (النفط والغاز الطبيعي) قبالة سواحل ليبيا في البحر المتوسط وداخل أراضيها، تنفيذاً لمذكرة التفاهم في مجال تعيين مناطق الصلاحية، وترسيم الحدود البحرية بين تركيا وليبيا، التي وقعها إردوغان والسراج في إسطنبول في سنة 2019 مع مذكرة التفاهم في مجال التعاون الأمني والعسكري. وأثارت المذكرة، التي وقعت خلال زيارة لوفد تركي رفيع ضم وزراء الخارجية والدفاع والطاقة والموارد الطبيعية، ومسؤولين بالرئاسة التركية إلى طرابلس، ردود فعل غاضبة داخل ليبيا من جانب مجلس النواب وحكومة فتحي باشاغا المكلفة من جانبه، وعدد كبير من أعضاء مجلس الدولة، فضلاً عن اعتراض مصر واليونان والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على توقيع حكومة الدبيبة هذه المذكرة، إذ لا يحق لها توقيع أي مذكرات تفاهم أو اتفاقيات بعد أن انتهت ولايتها في 24 ديسمبر (كانون الأول) 2021 بموجب خريطة الطريق الصادرة عن ملتقى الحوار السياسي الليبي.

 

تركيا: محادثات مع روسيا بشأن وضع اتفاق تصدير الحبوب

أنقرة: «الشرق الأوسط»/30 تشرين الأول 2022

قال مسؤول تركي إن محادثات جارية مع روسيا، اليوم (الأحد)، وستتواصل غدا الاثنين حول وضع اتفاقية تصدير الحبوب عبر موانئ البحر الأسود. وذكرت وكالة «بلومبرج» للأنباء، اليوم، أن المسؤول، الذي لم يخول له التحدث علنا، قال إن هناك أسبابا تدعو للتفاؤل رغم الخطوة التي اتخذتها روسيا، أمس السبت، بالانسحاب من اتفاق العبور الآمن «إلى أجل غير مسمى»، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية. وأضاف المسؤول التركي أن السفن المغادرة التي وصلت بالفعل إلى إسطنبول تخضع للتفتيش، لكن لن تبحر أي سفن جديدة محملة بالحبوب من أوكرانيا في الوقت الراهن. وقال وزير البنية التحتية الأوكراني، في وقت سابق، إنه تم تحميل شحنة قدرها 40 ألف طن من القمح، بيعت ضمن برنامج الغذاء العالمي ومتجهة إلى إثيوبيا، لكنها لم تتمكن من مغادرة الميناء. وقال مركز تنسيق الأمم المتحدة المكلف بالإشراف على تطبيق اتفاقية تصدير الحبوب عبر موانئ البحر الأسود، في وقت متأخر من يوم أمس السبت، إنه «يبحث الخطوات التالية» بعد تحرك روسيا للانسحاب من الاتفاق.

 

غوتيريش يبدي قلقه البالغ حيال تعليق روسيا مشاركتها في اتفاق الحبوب

وطنية/30 تشرين الأول 2022

أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم الأحد عن "قلقه البالغ" حيال وقف صادرات الحبوب الأوكرانية بحرا بعدما علّقت روسيا مشاركتها في اتفاق سمح بمغادرة هذه الشحنات الحيوية، على ما أوردت وكالة "فرانس برس". وقال الناطق باسمه إن "الأمين العام يشعر بقلق بالغ حيال الوضع الحالي المرتبط بمبادرة الحبوب في البحر الأسود.. قرر تأجيل مغادرته لحضور القمة العربية في الجزائر لمدة يوم من أجل التركيز على هذه القضية"

 

الجامعة العربية: موقفنا من رفض التدخلات التركية ثابت ولم يتغير

قمة لم الشمل.. توافق عربي على كافة بنود قمة الجزائر

دبي - العربية.نت/30 تشرين الأول 2022

أكدت الجامعة العربية، الأحد، أن موقفها من رفض التدخلات التركية ثابت ولم يتغير، فيما أكد وزير الخارجية اليمني للعربية أن الملف اليمني حظي بتوافق عربي كامل في اجتماع الجزائر، كما تم التوافق على كافة بنود القمة. وقال وزير خارجية الجزائر، رمطان لعمامرة، إن مشاورات وزراء الخارجية توافقية وتسهل عمل القادة في القمة العربية. وذكرت مصادر العربية أن اجتماع وزراء الخارجية العرب حقق اختراقا في ملف إدانة تدخلات تركيا وإيران، كما نجح في احتواء التوتر المغربي الجزائري. وأعلن الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، حسام زكي، في تصريحات له على هامش اجتماع وزراء الخارجية العرب، اليوم الأحد، تناقلتها وسائل إعلام محلية، أعلن عن التوافق على جميع القضايا التي تم طرحها، مؤكدا على عدم تأجيل أي بند، وموضحا أن الأمور المعروضة على القمة ستكون بتوافق جميع الوفود، حيث لم يتم تأجيل أي من البنود للقمة. وأشار زكي أن رؤية السودان حول الإستراتيجية الموحدة حول الأمن الغذائي بين القضايا المطروحة على القمة. كما أكد زكي أن الملف الليبي، كغيره من الملفات السياسية، الموجودة في إطار الأزمات، حيث يبقى هناك مشروع قرار بشأنها بشكل عام، موضحا أنه تم التوافق عليها من قبل وزراء الخارجية العرب. وأضاف: هناك مشاورات بين الدولة المضيفة والدول الأخرى حول "إعلان الجزائر"، كاشفا أن الاجتماعات تمت منذ الأمس سادها جو من الاحترام والتقدير المتبادل. من جهته ثمن وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، اليوم الأحد، دور الجزائر وعلى رأسها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في لم الشمل الفلسطيني. وفي ندوة صحافية له بقصر المؤتمرات، قال رياض المالكي، "إن الجزائر سعت للم شمل الفلسطينيين وهي مشكورة". وقد طلب المالكي من جميع من وقع إعلان الجزائر أن يظهر النية الطيبة للعمل على ترجمته، مشيرا إلى أن المطلوب خلال القمة العربية تنفيذ إعلان الجزائر وليس الحديث عن جزئياته. كما أكد أن القضية الفلسطينية لم يكن عليها أي خلاف في اجتماعات وزراء الخارجية العرب التحضيري لقمة الجزائر. واختتمت مساء اليوم الأحد، أشغال اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري للقمة العربية، مع اعتماد جميع مشاريع الملفات المدرجة في جدول الأعمال لرفعها على مستوى قمة القادة العرب يوم الثلاثاء. يذكر أنه قد استؤنفت بعد ظهر اليوم الأحد أعمال اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة الذي ستحتضنه الجزائر يومي 1 و2 نوفمبر المقبل. كما تم استئناف الأشغال في جلسة مغلقة بالمركز الدولي للمؤتمرات "عبد اللطيف رحال". بعد أن اختتمت أعمال اليوم الأول مساء أمس السبت، حيث عكف وزراء الخارجية العرب على اعتماد مشروع جدول الأعمال والنظر في مشاريع القرارات وإقرارها. وكانت الجزائر قد تسلمت بهذه المناسبة رئاسة القمة العربية على مستوى مجلس وزراء الخارجية. حيث تسلم وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج رمطان لعمامرة رئاسة الدورة من وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج عثمان الجرندي، الذي ترأست بلاده القمة العربية الـ30. ودعا المشاركون في أعمال اجتماع وزراء الخارجية التحضيري لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة إلى ضرورة أن تمثل القمة العربية التي تحتضنها الجزائر "تحركا استثنائيا لتوحيد المواقف العربية من أجل استعادة الاستقرار في الوطن العربي".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

«حزب الله» اللبناني... النفط مقابل السلام

عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط»/30 تشرين الأول 2022

الصراع العربي الإسرائيلي هو أطول صراعات الشرق الأوسط السياسية، خاضته الدول العربية لعقودٍ طويلة، حرباً وسلاماً، دول المواجهة والدول الأخرى، ثم رست غالب تلك الدول على خيار السلام الذي تقوده العقلانية والواقعية، منذ «اتفاقية كامب ديفيد» 1978، مصر، و«اتفاقية أوسلو» 1993، فلسطين، ثم «اتفاقية وادي عربة» 1994، الأردن، وأخيراً «اتفاقية الناقورة» 2022، لبنان. لم يبقَ من دول المواجهة سوى سوريا، ولها سياق خاصٌّ، فقد كان الأسد الأب مستعداً للتوقيع على اتفاقية مشابهة قبل وفاته، وعندما ورثه الأسد الابن فضّل التوجه نحو إيران بشكل غير مسبوقٍ، وإيران فضّلت أن تعطي قصب السبق في السلام مع إسرائيل لربيبها «حزب الله» اللبناني، وليس للأسد السوري. كانت عناوين الاتفاقيات السابقة تتراوح بين «الأمن مقابل السلام»، أو «الأرض مقابل السلام»، ومع «حزب الله» اللبناني، ونظام «الولي الفقيه» الإيراني، خرج عنوان جديد هو «النفط مقابل السلام». والنفط في نهاية المطاف سلعة وليس مفهوماً، فـ«الأمن» و«الأرض» بمفهومهما الشامل غاية كل دولة وشعبٍ. ولتحقيق الغايات تقدم التنازلات والمفاوضات، بينما «النفط» مجرد سلعة لا تقارن بالغايات بأي حالٍ من الأحوال.

لأول مرة تحدث حسن نصر الله عن مسؤولية الفلسطينيين عن تحرير القدس وفلسطين، وليس عن دوره هو ولا دور النظام الإيراني في ذلك، وهذا تغيّر كبيرٌ في الآيديولوجيا والخطاب والسياسة. وتحدث عن إيقاف الاستنفار بقوله: «كل الاستنفارات الاستثنائية التي قام بها الحزب منذ عدة أشهر انتهت». وما لم يقله هو أن فكرة «المقاومة» منذ أربعين عاماً قد انتهت، وهو ما سيقوله في قادم الأيام، وإن بصيغ مختلفة.

مفردات «المقاومة» و«الممانعة» ذهبت أدراج الرياح، فـ«صراع الوجود» مع «الكيان الصهيوني» أصبح «اتفاقية» مع «دولة إسرائيل»، و«سلاح المقاومة» المقدّس تم إيقافه وتقليم أظافره لعيون «النفط» و«الغاز» مع إسرائيل، وتمّ توقيع «الاتفاقية» في غرفة واحدة بحضور «الشيطان الأصغر» إسرائيل، ورعاية «الشيطان الأكبر» أميركا. «الجهاد» و«الشهادة» مفاهيم رئيسة لدى «حزب الله» و«نظام الولي الفقيه»، وهما أول الساقطين بتوقيع هذه الاتفاقية ضمن منظومة متكاملة لـ«حزب الله» اللبناني، سقطت في هذا الاتفاق مع إسرائيل، منظومة بنيت على مدى أربعة عقودٍ متخمة بالمبادئ والمفاهيم، بالخطابات والشعارات، تمتح من رصيد «ثورة الخميني» وأدبياتها، قبل نجاحها وبعده، وهي منظومة سياسية دينية طائفية فكرية تربوية في مفرداتٍ واضحة وصارمة في التعبير عن «المنهج» و«الغاية» و«السبيل»، وهي تهاوت جميعاً في سبيل حفنة من دولارات النفط والغاز.

كل جماعات الإسلام السياسي وتنظيماته ورموزه لا يبررون مواقفهم لأتباعهم، وبخاصة تلك المواقف التي تمثل انقلاباً كاملاً وشاملاً، وما ذلك إلا لأنهم عبر عقودٍ من الزمن قاموا بتربية هؤلاء الأتباع دينياً وفكرياً وعاطفياً ليكونوا «قطيعاً» ينفذ ولا يفكر، يطيع ولا يسأل. وما فعله «حزب الله» في لبنان فعلته «جماعة الإخوان» في مصر من قبل. والفارق يكمن في «هدوء» حسن نصر الله و«حماسة» محمد مرسي.

يبدو أن «النفط الإلهي» بوصفه هبة من الله، ألذّ طعماً لدى «حزب الله» اللبناني من «النصر الإلهي» الذي لطالما تغنّى به، ولحظة التحوّل الكبير هذه تستحق أبحاثاً ودراساتٍ وكتباً لرصدها وشرح أبعادها المختلفة، وتستحق إنتاج «برامج وثائقية» رصينة وهادئة، تظهر للمشاهد غير المختص حجم «التناقضات» و«المفارقات» التي تحتوي عليها هذه «الاتفاقية» بين دولة لبنان ودولة إسرائيل. ما بعد هذه «الاتفاقية» لن يكون مثل ما قبلها، وعنتريات ما بعد التوقيع التي بدأ «حزب الله» وحلفاؤه في بثها بشكل مستعجل، هي جزء من سيناريو التسويق لها، بحيث خرجت مفردات جديدة وتحفظات غير ذات قيمة، تجمع بين الكذب الصراح والتأويل الممجوج والادعاء الفاقع، من مثل: «نحن لم نطبّع مع إسرائيل، نحن لم نجلس مع الوفد الإسرائيلي»، وكلها أساليب تهربٍ مكشوفة لتغطية سرعة الانقلاب واتساعه، ومحاولة سريعة لاحتواء أي ردود أفعالٍ.

اتفاقيات الدول العربية مع إسرائيل معلنة واضحة؛ سواء من دول المواجهة أو من الدول الأخرى، و«المبادرة العربية للسلام» منشورة، وهي جميعاً تفتش صراحة عن «الاستقرار» و«الأمن» و«السلام» و«المصالح» و«المستقبل»، بينما «حزب الله» وخلفه «الدولة اللبنانية» فضحتهم دعايتهم قبل انتقاد غيرهم بأنهم إنما يفتشون عن «النفط» و«الغاز» أو «العنب»، كما هو تعبير حسن نصر الله نفسه.

مهمٌّ في هذه المرحلة التيقظ بأن «سلاح» الحزب لن يتبخر، و«آيديولوجيته» لن تنتهي، و«خبرته» لن تتلاشى، ولكن هذا كله سيتم تغيير اتجاهه، والتركيز بشكل أكبر على مهاجمة المواطنين والفرقاء السياسيين داخل لبنان، والإمعان في نشر «الفوضى» و«الإرهاب» و«المخدرات» في الدول العربية، وقد بدأت إيران تحرّك «ميليشيا الحوثي» لرفض تجديد الهدنة وكسرها بالهجوم على ميناء «الضبة» في حضرموت اليمن.

لقد فعل «حزب الله» هذا سابقاً، فبعد حرب 2006 والمغامرة غير المحسوبة التي كادت أن تودي بلبنان، توقف الحزب عن مهاجمة إسرائيل، ووجّه سلاحه للداخل اللبناني في 2008، ثم نقل سلاحه إلى سوريا 2011، ووجّهه إلى اليمن 2014 و2015، ولطالما تمجّد أمينه العام بأن مهاجمة السعودية هي أقرب أعماله إلى الله، وليس مهاجمة إسرائيل.

كان شعار «الطريق إلى القدس» يمرّ من الدول العربية، واليوم لم تعد القدس هدفاً ولا غاية، وسيصبح الشعار «الطريق إلى النفط» يمرّ من الدول العربية لنشر الفوضى والإرهاب والمخدرات.

لهجة الأمين العام لـ«حزب الله» اللبناني الهادئة والمتزنة لتسويق «الاتفاقية»، حرمته من إدمانه الخطابي على لغة التصعيد والتهديد، والعويل والتهويل، وهو يدّخر ذلك كله لعودة مظفرة في حدثٍ قادمٍ سيجده ليعود خطيباً يرغي ويزبد ضد اللبنانيين والدول العربية.

بإيجازٍ: لقد باعوا «القضية» و«الأرض» و«الأمن»، وتخلوا عن «المقاومة» و«الجهاد» و«الشهادة»، ونسوا «الحسين» و«حيدرة» و«كربلاء»، وكل مفردات وشعارات الإسلام السياسي الشيعي التي أعاد تأويلها بعيداً عن «الطائفة» و«المذهب»، من أجل شيء واحدٍ فقط هو «النفط».

في الأخير، مخدوعٌ حدّ الفضيحة، وإمعة ضمن «القطيع»، كل من يصدّق «فقيهاً سياسياً» في الدين أو المذهب، وكل من ينخرط في «جماعات الإسلام السياسي»، أو يبرر لها من خارجها.

فبعد الفضائح المتكررة داخلياً وخارجياً، وبعد كل المواقف المتقلبة والمتناقضة في كل بلدٍ وكل زمنٍ، فإن من لم يستيقظ ويعيد بناء فكره مجدداً، فهو إمعة تُودِّعَ من عقله.

 

لبنان ينتظر نهاية كابوس عمره ست سنوات

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط»/30 تشرين الأول 2022

ثقيلة جداً هذه الساعات واللحظات التي تمرّ على اللبنانيين في نهاية ست سنوات حملت للبنان مختلف أنواع الكوارث، أقلها إيلاماً الكوارث الطبيعية والوبائية. ست سنوات من التدمير المبرمج والممنهج لبنية الدولة، والإسقاط النهائي للسيادة الوطنية، والأزمة الاقتصادية والمالية الخانقة، والفساد المالي والقضائي والإداري الفظيع، والتعطيل السياسي المتمادي والمتعمد بهدف نسف الدستور، والتأجيج الفئوي والتعصب الطائفي غير المسبوقين حتى في المعايير اللبنانية المألوفة منذ 1860. ست سنوات بدأت بالشلل والتعطيل والابتزاز وتجاوز الديمقراطية... وتنتهي خلال الساعات القليلة المقبلة أيضاً بالشلل والتعطيل والابتزاز وتجاوز الديمقراطية... بل قتلها. ست سنوات استُهلّت بنجاح سطوة السلاح الفئوي الخارج عن الإجماع الوطني في «احتلال» مدن بيروت وساحاتها قرابة السنتين - من أجل ضرب الحكومة الشرعية - ... ومن ثم، فرض مرشح ذلك السلاح رئيساً للبلاد. وطوال هذه السنوات الست، تعزّزت سلطة السلاح وتأمّنت لها التغطية الطائفية والسياسية المطلوبتان لممارسة مهمته «الإيرانية» محلياً وإقليمياً. وفي المقابل، قدّرت سلطة الاحتلال المسلّح لوكيلها وغطائها المسيحي «خدماته» لها ولمشروعها... فأطلقت يده وأيدي أزلامه في المُحاصصات والمناصب والنفوذ - وبالأخصّ، داخل البيئة المسيحية -، وغضّت الطرف عن كيديّته وأحقاده وفتَنه الجوّالة في عموم المناطق اللبنانية، وخاصة، السنّيّة والدرزية. بل، وصمتت حتى عن اتهامه الحليف الشيعي، أي رئيس مجلس النواب نبيه برّي، بـ«البلطجة».

ست سنوات انقلب فيها صاحب العهد المودّع على كل شعاراته «التحريرية» و«السيادية» السابقة قبل عودته بصفقة إقليمية ودولية من منفاه الفرنسي... ثم، نفّذ بُعيد وصوله إلى حلمه الرئاسي نقيض كل ما كان يدعو إليه وينادي به. ومع هذا، لم يجد صاحب العهد أي مشكلة في هذا الانقلاب الراديكالي، لأنه كان يعرف مُسبقاً نوعية جزء لا بأس به من الجمهور الذي هيّجه وحرضه وغسل أدمغته كي يسهل عليه «إقناعه بالشيء وعكسه». وبالسهولة نفسها، سهُل فيها على «حزب الله»، صاحب سلطة السلاح، إقناع جمهوره بأن الجنرال العائد من فرنسا لم يعُد «حالة إسرائيلية صِدامية وتدميرية» - كما قال أمينه العام حسن نصر الله في أواخر خريف عام 1989 - بل غدا «مرشح المقاومة» الذي يستحق إيصاله إلى سدة رئاسة الجمهورية تعطيل لبنان وشلّ دولته نحو سنتين (2006 - 2008). وبالفعل، نجح «حزب الله»، لاحقاً، في مسعاه قبل ست سنوات، مستفيداً من تراكم أخطاء خصومه وسوء قراءتهم للواقع السياسي. دستورياً، ينتهي اليوم عهد السنوات الست الأخيرة. لكن من سوء طالع لبنان واللبنانيين أن العوامل التي أسهمت في خلقه، وساعدته في تجاوزاته، لا تزال قائمة. ثم إنه، رغم انكشاف حقيقة مواقف معظم اللاعبين في الداخل اللبناني وعلى المستويين الإقليمي والدولي، فإن مؤشرات المستقبل المنظور لا تبعث على كثير من الثقة. وبالنسبة للبديل المنتظر للعهد الكابوسي الذي أطبق على لبنان طوال ست سنوات، فإنها لا تخرج - وفق المعطيات الراهنة - عن احتمالين أحلاهما مُر:

- الأول، فترة فراغ قد تنتهي برئيس «إدارة أزمة» عديم النفوذ مطلوب منه أن يملأ شغوراً دستورياً من دون أن يغيّر واقعاً سياسياً، هو واقع الاحتلال الإيراني بالوكالة. وكان الرضا الإسرائيلي عن هذا الاحتلال قد تأكد نهائياً خلال الأيام الماضية عبر اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل.

- الثاني، تثبيت «التعايش» الإيراني الإسرائيلي علناً، عبر «تنصيب» رئيس برعاية أميركية، على غرار رعاية واشنطن اتفاق ترسيم الحدود البحرية. وهو اتفاق أقرّ وسط الصمت المُحيط بتفاصيل جهود روبرت مالي، مسؤول ملف العلاقات الأميركية – الإيرانية على صعيد الملف النووي الإيراني.

بطبيعة الحال، ليس لعاقل أن يتوقع من واشنطن مواقف حاسمة وعلنية من مسائل حساسة، كالملف النووي، وسط أولويات عاجلة، أبرزها:

- تعامل واشنطن مع تطورات الحرب الروسية في أوكرانيا، وتهديدات بكين لتايوان في أعقاب تثبيت زعامة الرئيس الصيني شي جينبينغ، وتشديد قبضته على الحكم، بعد مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني الأخير... الذي تلاه إعلان صيني صريح بالوقوف مع موسكو ضد التهديد الأميركي لمصالح كل من الصين وروسيا.

- الاهتمام الأميركي بمصالح الحلفاء الغربيين قبل شتاء صعب، في ظل الحرمان من الغاز الروسي والمصاعب الاقتصادية الأخرى التي تسببت فيها الحرب الأوكرانية. وهنا برزت وتبرز حقاً الحاجة إلى تأمين غاز شرق المتوسط، واهتمام واشنطن بسعر النفط وارتباك قراءتها لحجم الإنتاج.

- الحرص على المحافظة، ما أمكن، على الوضع الراهن في الشرق الأوسط بعيداً عن المجازفات غير المحسوبة العواقب. وتندرج ضمن هذا الإطار الانتخابات الإسرائيلية ومخاطر مزايدات اليمين الليكودي إذا فاز، وكذلك «ضبط» التوتر العربي الإيراني عبر الإمساك بالعصا من وسطها، وتحاشي استعداء طهران إلى درجة دفعها لتعزيزها علاقاتها أكثر مع موسكو وبكين. وفي هذا السياق خاصة، يلاحَظ فتور رد الفعل الأميركي على القمع الوحشي للتحركات الشعبية في مختلف أنحاء إيران، الأمر الذي يذكّر بتقاعس واشنطن عن دعم «الانتفاضة الخضراء» عام 2009.

- الانتخابات النصفية الأميركية التي من شأنها أن تحدد مدى قدرة إدارة جو بايدن على التحرك والمناورة في وجه حزب جمهوري ماض أكثر فأكثر في اتجاه اليمين المتشدد الذي أطلق دونالد ترمب «مارده» من القمقم...

عودة إلى لبنان، حيث لا وجود فعلياً لـ«فراغ» في السلطة بوجود قوة احتلال تتحكّم في كل كبيرة وصغيرة. ولقد كان لافتاً جداً يوم الخميس الماضي إعلان الأمين العام لـ«حزب الله» انتهاء «الإجراءات والاستنفارات الاستثنائية» التي أعلنها حزبه خلال الأشهر الماضية، بعد إبرام لبنان وإسرائيل، رسمياً، اتفاق ترسيم الحدود البحرية. كذلك توقّف كثيرون عند كلام نائب رئيس مجلس النواب إلياس بو صعب، أبرز أعضاء فريق مفاوضي ترسيم الحدود، بعد إبرام الاتفاق. إذ قال بو صعب، العضو في كتلة «لبنان القوي» العونية، إن ما تحقق يستحق أن يوصف بـ«اتفاق هوكستين»، في إشارة إلى المفاوض الأميركي الإسرائيلي المولد آموس هوكستين، كما أثنى بحماسة واضحة على نزاهة هوكستين و«بُعده عن الانحياز»! «حزب الله»، على ما يبدو، لم يُفاجأ بـ«حياد» هوكستين، ولذا اعتبر الاتفاق انتصاراً للبنان يستوجب إنهاء «الاستنفارات»، وسط توارد خواطر غريب وواعِد مع الحكومة الإسرائيلية، التي اعتبرت نفسها أيضاً منتصرة...

وبالشكر تدوم النعم.

 

رئاسة جبران باسيل المؤجّلة

منير الربيع/المدن/31 تشرين الأول/2022

لجبران باسيل رئاسة مؤجلة. يمارس الرجل مع نفسه، ومع جمهوره والآخرين دور الرئيس وإن من دون لقب "صاحب الفخامة". هو أحد أكثر محبّي منطق التفخيم، بتعظيم نفسه وتياره واصطفائه على ما عداه في الساحة السياسية. وهذه حالة ذهنية ونفسية واجتماعية لطالما عرف "التيار الوطني الحرّ" منذ أيام مؤسسه ميشال عون في تكريسها بنفوس المناصرين والمؤيدين. ليس العامل الذهني وحده من يمنح "التياريين" قدرة على الاستمرار، إنما سرعة الحركة وابتداع "العناوين" والمناسبات على اختلاف أنواعها، لإعادة ضخ الدماء وجريانها المستمر في الأوردة السياسية للتيار وجمهوره.

الانتقال إلى الباسيلية

يتميّز ميشال عون بميزة نقلها إلى صهره جبران باسيل، وهي القدرة على جعل مناسبات "دفن" مشروعه فرصة لإحيائه مجدداً. هكذا كان في العام 1990 لدى مغادرة قصر بعبدا، حين تحوّلت الذكرى المريرة إلى مناسبة احتفاء بالانتصار. وهذا ما يتجدد مع خروج عون من قصر بعبدا بانتهاء ولايته. إذ ينبثق مشهد لا مثيل له في التجربة اللبنانية. يخرج الرئيس المنتهية ولايته على وقع أهازيج وحشود جماهيرية وشعبية واسعة تجوب المناطق المختلفة، مع إعلان استئناف "المشروع" العوني مجدداً، والانتقال من حالة قتالية منهكة إلى حالة قتالية أخرى قد لا تقل إنهاكاً. وهذه المرّة بقيادة باسيل، وبتركيز الصلاحيات بين يديه. إذ أن كل هذه الحشود بـ"يوم المغادرة" كانت مجيّرة لحساب باسيل ولا أحد غيره. فمن سيكمل المشروع العوني هو باسيل.. ولا أحد غيره. تستحق الحالة العونية دراسة معمّقة في القدرة على الصمود بنفوس المريدين، مع تصميم على مقارعة الآخرين والمجابهة والاستمرار في المواجهة، حتى في لحظات البحث عن تسوية. فلم يكن خروج عون من قصر بعبدا مناسبة لطي صفحة العونية، ولا طي عهد انتظر الكثير من الخصوم لحظة انتهائه، لا بل تشكّلت عناصر الإبتعاث مجدداً، مع فارق أن كل هؤلاء المريدين سيكونون في عداد الباسيليين مستقبلاً. وهذا جزء من التجديد، على غرار القدرة في ابتداع الشعارات الجديدة.

سرعات باسيل

قبل أربع وعشرين ساعة من خروجه من القصر، أعلن عون ترشيحه رسمياً لجبران باسيل، غير آبه بالعقوبات الأميركية أو بغيرها من الحسابات. وقبلها بيومين كان عون في غاية الصراحة بتوجهه إلى أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله قائلاً: "لنصرالله عينان ولي عينان، وكل منا يرى من الزاوية التي يريدها"، في معرض رده على اختيار رئيس جديد.  فعينا عون لن تريا غير باسيل في التبشير والتأسيس للمرحلة الجديدة. رئاسة عون تأخرت 26 سنة بالنسبة إليه، منذ لحظة خروجه من قصر بعبدا إلى لحظة عودته إليه في العام 2016. لم يكن من السهل استمرار هكذا مشروع طيلة هذه السنوات، ولن يكون باسيل متعثراً عن هذا المسار، أولاً بناء على قدراته، وثانياً بالاستناد إلى ما تم تجييره لصالحه، وثالثاً بفعل افتقاد خصومه -مسيحياً ومن خارج البيئة المسيحية- إلى القدرة على السير بالسرعة نفسها التي يسلك فيها مساراته. وعليه فإن بالانتقال من الحالة العونية إلى الباسيلية سيجيد باسيل تكريس مشروعيته فيها، من مقارعة رؤساء الحكومات، إلى الحالة الصدامية الدائمة مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي، وما بينهما من معارك يخوضها ضد خصومه المسيحيين.

معاكسة نصرالله

الأهم بالنسبة إلى جموع الباسيليين، هو أن يخرج الرجل من اجتماع مع أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله وهو لا يزال على موقفه، رافضاً الاقتناع ورافضاً التنازل. وهذا أمر ليس من السهل الإقدام عليه. عون نفسه سبق و"كارم" نصرالله بالكثير من المواقف. هذا لم يكن باسيل مستعداً للقيام به على مسافة أيام قليلة من انتهاء ولاية حميّه. لم يتجاوب باسيل مع نصرالله في مسألة تشكيل الحكومة، ولم يقتنع بتبني ترشيح سليمان فرنجية. وهذه وحدها كفيلة بمنحه المزيد من المشروعية في نظر جمهوره ومؤيديه. فبذلك يحول الرجل نفسه معبراً أساسياً لأي رئيس جديد، أو عنصراً مؤثراً في أي استحقاق أو تسوية أو اتفاق لا بد له أن يرفع الفيتو ليُنجَز. من هنا يمارس باسيل رئاسة مؤجلة، وهي إن تأجلت لست وعشرين سنة مع عون، تبدو بالنسبة إليه مؤجلة لفترة تتراوح ما بين عشرات الأشهر أو سنوات ست. فقد بدأ المسير باتجاهها، من احتفالات توديع عون ومغادرته للقصر الجمهوري، وبالتالي التأسيس لمرحلة رئاسته. ليست الحالة الباسيلية وحيدة، ثمة ما يدفع الرجل إلى تعزيزها خارجياً، انطلاقاً من دوره في ملف ترسيم الحدود، واستقطاب جهات خارجية إلى احتضانه. وهنا لا يمكن اعتبار أن باسيل في حالة عزلة، وإن كانت الصورة تبدو كذلك في الداخل، استدلالاً بعلاقته السيئة مع غالبية القوى السياسية، إلا أنه يجد حضناً حنوناً يوفر له كل مقومات الرعاية آنياً ومستقبلياً، هذه الجهات تنظر إليه كوريث وحيد للمسيحيين. وهذا الكلام أكثر من جدّي ومنسوب إلى جهات خارجية متابعة بشكل حثيث للملف اللبناني، تسعى إلى إعداد باسيل لسنوات مقبلة.

 

«حزب الله»... من «المقاومة» إلى الخفارة

د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط»/30 تشرين الأول 2022

«حزب الله» الذي بقي لسنوات يحمل شعار «المقاومة» والموت لإسرائيل، ولا بد من تحرير فلسطين من البحر إلى النهر، تحول إلى مجرد خفير وحارس لحماية حدود كان لزمن قريب يزعم عدم الاعتراف بها ولا بالكيان «إسرائيل» الذي وقع معه اتفاقية ترسيم حدود، وبالتالي قدم «حزب الله» اعترافاً مجانياً بإسرائيل وتحول من شعار «المقاومة» الذي كان يرفعه إلى الحراسة بالمجان. تسرُّع «حزب الله» إلى الموافقة على اتفاقية ترسيم الحدود مع إسرائيل الدولة التي كان يزعم عدم الاعتراف بوجودها، يكشف حقيقة زيف شعار المقاومة الذي كان يرفعه ويتحجج بشرعية سلاحه وميليشياته.

«حزب الله» الذي وصف ترسيم الحدود مع «الكيان» الإسرائيلي وفق مصطلحات «حزب الله المقاوم» بـ«الإنجاز العظيم والكبير» برر ما حصل بالقول: «إن ما حصل من إنجاز في ترسيم الحدود البحرية مع الكيان الإسرائيلي هو نموذج عملي للاستراتيجية الدفاعية في التنسيق بين المقاومة والدولة».

«حزب الله المقاوم» سابقاً و«الخفير» وحارس الحدود حالياً يؤكد بلسان نعيم قاسم أن «حدودنا قد حصلنا عليها من خلال التفاهم غير المباشر مع الكيان الإسرائيلي»... «ومن هنا أصبحنا معنيين بالمحافظة على هذا الإنجاز وحمايته». ما وصفه «حزب الله» بالإنجاز أستغربه، فكيف يكون الإنجاز بالتخلي وتراجع لبنان عن المطالبة بالخط 29 مكتفياً بالـ23 وخسارة حق لبنان مساحة تبلغ 1430 كيلومتراً مربعاً من المياه اللبنانية وتعد غنية بالنفط والغاز بين المياه الإقليمية والأخرى الاقتصادية؟! تخلي لبنان عن مساحة 1430 كيلومتراً مربعاً بموافقة ومشاركة «حزب الله المقاوم» يعتبر تخلياً بالمجان عن حقوق لبنان والأجيال القادمة؛ إذ بعد أن كان الخط 29 الحد الفاصل بين لبنان وفلسطين المحتلة أصبح الخط 23 هو الحد الفاصل بين لبنان وإسرائيل واختفى اسم «فلسطين المحتلة» في أجندة «حزب الله المقاوم» سابقاً، خفير الحدود حالياً.

نصر الله الذي كان يقول: «نحن کمقاومة لا يوجد شيء اسمه إسرائيل ‏لنذهب ونکون جزءاً من الترسيم معها»، نراه اليوم يبارك بلسان نعيم قاسم ويصف هذا الترسيم بـ«الإنجاز العظيم والكبير».

«حزب الله» الذي يبرر مباركته بل وموافقته لترسيم الحدود مع إسرائيل بأنه «يحترم» ما يصدر عن الدولة اللبنانية، هو نفسه «حزب الله» الذي يشارك بميليشياته في الحرب في سوريا والعراق وحتى اليمن، مخالفاً بل ومتحدياً الدولة اللبنانية وسياستها الخارجية التي تعتمد سياسة النأي بالنفس وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول. التسريع بالاتفاق وترسيم حدود على جغرافيا مزورة، قد يكون له أسباب وصفقات متعددة لن تقف بعيداً عن مصلحة إيران التي عجلت بالاتفاق وذلك بالضغط على «حزب الله» لتمرير تقارب أميركي لها في الاتفاق النووي الإيراني، وكذلك تقاطعها مع شريك «حزب الله» الرئيس عون الذي كان يرغب في تحقيق «إنجاز»، ولو كان منقوصا، في نهاية عهده يرى فيه تحول لبنان إلى «دولة في نادي النفط والغاز» ولو كان الثمن التنازل عن جغرافيا لبنان عند الخط 29. ترسيم الحدود اللبنانية بالمخالفة لاتفاقية الهدنة بين لبنان وإسرائيل، والقوانين الدولية للبحار، يعتبر تنازلاً عن جزء من لبنان بالمجان من دون أي فائدة سيجنيها لبنان دولة وشعبا، بينما هو مجرد تسوية لصالح مكاسب لسياسيين أفراد وتسوية لملف إيراني لا علاقة لبنان بها سوى أن ميليشيا «حزب الله» تابع وفي لإيران على حساب لبنان. اتفاقية ترسيم الحدود بجغرافيا مزورة في لبنان لا تختلف عن اتفاقية ترسيم الحدود بين ليبيا وتركيا؛ فكلتاهما تجتزئ أراضي ومياهاً عربية لصالح مكاسب سياسية فئوية زائلة لا تستفيد منها الشعوب ولا الأوطان.

 

عون خارج التاريخ

نديم قطيش/أساس ميديا/الأحد 30 تشرين الأول 2022

ها هو وقد صدق وعده. "سأسلّم من بعدي لبنانَ أفضل"، قال. أحسنت يا ميشال عون، هكذا "حاف"، بلا ألقاب دمّر الهوس بها البلاد وأهلها. صدقت حقّاً. لبنان اليوم، رغم الأهوال التي حلّت عليه، أفضل، فقط لأنّك تغادر قصر بعبدا. أيّ لبنان من دونك، هو أفضل من أفضل لبنان معك.

لا يبدأ الفراغ اليوم. فالفراغ هو رئاستك، بسنواتها الستّ. نصف عقد فرَغ حتى من الحدود الدنيا من قيم المواطنة، وأخلاق القيادة، وضمير المسؤوليّة، وحسن النيّة، وصفاء الطويّة، وطيب السريرة. لم يكن الانهيار قدراً، ولا الانفجار قدراً، ولا جهنّم قدراً. إنّها مآلات مِن صنعك أوّلاً، ومِن صنع مَن أتوا بك بعد اختطاف البلاد سنتين ونصف سنة، فتحوا لك أبواب القصر بعدها بقوّة الكسر والخلع. لبنان أفضل اليوم، لأنّك لست في رأس هرم قيادته إلى جحيم أشدّ سعيراً، وإن كانت مآثرك في النكد والنحس ستستمرّ من حيث ستدير المزيد من تعفين الجمهورية والدستور والعلاقات السويّة بين اللبنانيين.

لبنان بعدك، وبمجرّد أنّه بعدك، هو أفضل من لبنان معك. أتعلم أنّه بك وبرئاستك يُقاس القعر الرئاسيّ؟ "مِن ميشال عون وطلوع"، سيُقال في ترتيب الرئاسات.. فلا دون بعدك.. ولا تحت تحتك.. هاوية كتلك التي تُخلَق من "تحديق بئر بالسماء"، على حدّ الوصف العبقري للبرتغالي فيرناندو بيسوا.

لن يُشمَل اسمك في لائحة أسوأ الرئاسات. رئاستك، في السوء، معيار فرادة لا مقارنة. ثمّة أسوأ الرئاسات وترتيبها، وأفضل الرئاسات وترتيبها. ثمّ أنتَ. عهد ميشال عون. سلّمٌ نزلناه جحيماً جحيماً، إلى القعر المفرد. مع ذلك، لا يكفي خروجك من بعبدا بموجب الدستور الذي أمعنت في احتقاره وتجاوزه، فكان ألدّ خصومك، وسيظلّ. لا يكفي خروجك من قصر بعبدا إلى قصر الرابية، لينعم لبنان ببداية جديدة.. ثمّة عمل كثير ينبغي أن يُعمل لإخراجك من التاريخ.

نعم، نحتاج إلى أن نتذكّر لنتعلّم. ولكنّنا أحوج إلى أن ننسى لتتسنّى لنا الحياة. لن يكون لك في تاريخ لبنان إلا سطر واحد.. نجونا من الطاعون.. يا لها من عبارة حمّالة أوجه. فكلّ خراب حلّ بنا، حتى صرنا نهجس بالآتي بعد كلّ خراب.. مزاحاً وهذراً، توقّع بعضنا أن يلحقنا الطاعون بعد الكوليرا، في الميل الأخير من درب جهنّم.. لكنّنا نجونا… سطر واحد.. في عهد ميشال عون نجونا من الطاعون.. رئاستك هي ما لا ينبغي أن تكون عليه الرئاسات. هذا درس عهدك. وقيم قيادتك هي ما ينبغي أن لا يستلهمه القادة. هذا درس سيرتك. وكفى الله المؤمنين شرّ "التاريخ". اللبنانيون أحوج ما يكونون إلى نسيان ميشال عون. وتاريخهم أكبر وأثرى من أن تُحجز فيه صفحات لرجل من طينته ولتجربة من نوع ما "علمنا وذقنا"! لن يخرج ميشال عون من بعبدا. بل سيخرج من التاريخ الذي لطالما حلم به وبأن ينصفه ويعطيه مقعداً في صفوفه الأماميّة. لكنّ الأمنيات وحدها، أو الانطباعات المتورّمة عن الذات، لا تكفي لتسديد ثمن بطاقة العبور إلى التاريخ. لا تخرج اليوم من بعبدا. ستخرج من التاريخ.

 

فؤاد شهاب ... عبرة المغادرة بصمت

توفيق شومان 180post/الأحد 30 تشرين الأول 2022

حين غادرالرئيس فؤاد شهاب مواقع الحُكم والقرار في الثالث والعشرين من أيلول / سبتمبر 1964 وعاد إلى منزله المتواضع ليعتني بحديقته الصغيرة ، كان يردد على مسامع من يلتقيه مثلا فرنسيا مفاده : كي تعيش سعيدا عش في الخفاء .  في الخامس عشر من أيلول / سبتمبر1964 كتبت صحيفة "الحياة " اللبنانية أن الرئيس فؤاد شهاب وقبل أسبوع من انتهاء ولايته الرئاسية ، استقبل وفدا قياديا  من حزب " الهيئة الوطنية " ممثلا بأمين العريسي وعدنان حيدر وشفيق الوزان وأنيس روضة وحسين سجعان ، وبعدما " أعربوا له عن إكبارهم لسياسته " صارحهم شهاب ب " مشروع " ما بعد خروجه من الرئاسة الأولى " سأعيش بعيدا عن كل شيء ، لقد جاء دوري للوقوف على الشرفة كي أتفرج بعد أن طال عملي السياسي وأصبحت صحتي تحتاج إلى الراحة ".  ونقل مندوب " الحياة " الخاص ( 23 ـ 9 ـ1964) تفاصيل لقاء " اليوم الأخير"  الذي سبق  مغادرة  شهاب مقاليد الدولة والسلطة ، حيث التقى رئيس الحكومة المستقيلة حسين العويني وفريقه الوزاري في المقر الرئاسي في بلدة عجلتون ، فاستهل العويني اللقاء بالقول " عاشت البلاد في وحدة وطنية كاملة تحت لوائك ، وستعود إليك البلاد دائما في الملمًات ، ورد الرئيس شهاب على العويني شاكرا وقال إنه ذاهب أخيرا إلى بيته وإنه أوصى على عدة زراعة لكي يتسلى في الحديقة كما أوصى على عدة نجارة ، أود أن أراكم دائما وأن تبحثوا معي في مختلف الأمور العامة ما عدا السياسة ". لو جرى التدقيق في " اللامنطوق " الذي أفصح  عنه شهاب في اللقائين الآنفي الذكر لتبين أن  اللامنطوق أشد بلاغة من قوة المنطوق ،  فشهاب لم يتحدث عن استكمال مشروعه السياسي بعد انتهاء ولايته ، مع أن بناء أعمدة الدولة اللبنانية يعود إليه ، كما أنه كان شفافا بقوله " صحتي تحتاج إلى الراحة "  علما انه من مواليد عام 1902 ، أي أنه كان في الثانية والستين من عمره حين بلغ عهده الرئاسي ختامه ، وبما يعني ان أبواب الزمن والسياسة كانت ما فتئت مشرعة أمامه ومع ذلك آثر الإعتزال والتفرغ ل " أعماله الخاصة " في حديقة منزله. 

في " جمهورية فؤاد شهاب " للزميل نقولا ناصيف " أن شهاب " كان يودع صخب الحكم إلى سكينة دافئة ، مذ ترك المنصب في 23 أيلول / سبتمبر 1964، لزم عزلة طويلة في منزله  الصغير والبسيط ، راح يردد على مسامع مرافقيه ما كان درج إلى إقرانه بميله إلى الإنطواء والإبتعاد عن الضجيج والناس والحياة الإجتماعية ، لم يكن يغادر بيته إلا قليلا للتنزه مع زوجته ، او زيارات قصيرة لأصدقا حميمين  كان يعتبرها ضرورية ".

ويتحدث الأب يعقوب سقيم في كتابه " بين راهب وأمير " عن تواضع فؤاد شهاب عبر رسم هذا المشهد بالكلمات " يوم الأحد 26 آذار / مارس 1967 دخل الجنرال شهاب باب الكنيسة الساعة التاسعة ليشترك في الذبيحة الإلهية ، وجلس كعادته على البنك قبل الأخير في الكنيسة ، وكنتُ قد هيئتُ له كنبة أمام المذبح  فرفض الجلوس عليه قائلا: مثلي مثل الحاضرين ". لعل فؤاد شهاب في ذلك المشهد الإنساني ، وعلى قلة درايته باللغة العربية والشعر العربي ، أبى إلا أن يقرن بالفعل قول الشاعر إيليا أبو ماضي :

فاخفض جناحك للأنام تفز بهم / إن التواضع شيمة الحكماء. قبل أقل من أسبوع من مغادرة الرئيس فؤاد شهاب القصر الرئاسي أصدر مرسوما بخفض أحكام الإعدام إلى الأشغال الشاقة المؤبدة بحق قياديين من الحزب " السوري القومي الإجتماعي " كانوا دبروا محاولة انقلابية فاشلة في آواخر كانون الأول / ديسمبر 1961 ، وفي تغطيتها لهذا الحدث نقلت صحيفة " فلسطين " عن مراسلها في بيروت (22 ـ 9 ـ 1964) قوله " وقد أذيع أمس هذا المرسوم  الذي وقعه الرئيس شهاب يوم السبت الماضي ، والثمانية الذين شملهم المرسوم هم كل من النقيبين السابقين فؤاد عوض وشوقي خيرالله  والملازم السابق علي الحاج حسن والدكتور عبد الله سعادة رئيس الحزب القومي السوري المنحل ومحمد بعلبكي رئيس المجلس الأعلى للحزب وبشير عبيد عميد الدفاع ومحمد عباس نزهة وجبران الأطرش من أعضاء الحزب المنحل ".

وفي هذا المرسوم الذي قضى بإبعاد المقاصل والمشانق عن المشهد اللبناني العام ، يكون فؤاد شهاب قد أبعد روح الإنتقام والحقد عن سلوكه السياسي وتجرًد من سياسة حفر القبور إيمانا منه بما قاله الشاعر العربي القديم عنترة العبسي :

لا يعرف الحقد من تعلو به الرتبُ / ولا ينالُ العلا من طَبعهُ الغضبُ .

أو في قول شاعر آخر هو المقنع الكندي : 

ولا أحمل الحقد القديم عليهم / وليس كبيرالقوم من يحمل الحقدا.

بعد انتخاب شارل حلو كتب الأستاذ ميشال ابو جودة في "النهار" اللبنانية ( 18 ـ 8 ـ 1964)عن فؤاد شهاب معلقا " نكاد نعد على اصابع اليد الواحدة الدول التي لا يخلف فيها الحاكم نفسه ، الا ان البلد الصغير استطاع ان يحقق اعجوبتين : ان يخلف الحاكم حاكم آخر ، وأن يكون خلف الحاكم العسكري حاكما مدنيا ، وأعجوبة ثالثة أن يتم ذلك بمساعدة الحاكم العسكري المنشأ ، فؤاد شهاب ليس فقط لم يدع نفسه يجدد ، بل لم يترك الحكم للعسكريين حرصا عليهم ، وهذا درس للعسكريين والمدنيين معا ".

 كأن ميشال أبو جودة في تعليقه ذاك ابتغى قولا بأن فؤاد شهاب استبق مبكرا الوقوف على نقيض قصيدة لنزارقباني ( الديك)  ولم تكن من مولوداته  الشعرية بعد، وفي مضمون تعليقه  يقلب مضمون القصيدة النزارية رأسا على عقب ، ويصوغ مشهدية خاصة تتآلف مع شخصية فؤاد شهاب ، وبصورة تصبح فيها القصيدة على الوجه التالي:

لم يخطب يوما كالحجاج

لم يمش زهوا كالمأمون

لم يصرخ  يا سبحاني يا سبحاني

فأنا الدولة و القانون !!.

لم يُعرف عن الرئيس فؤاد شهاب حين غادر مهامه الرئاسية أن نعت او وصف خصومه بغير" أكلة الجبنة " ، وهم كُثر على أية حال كانوا وما زالوا ، لكن الرجل لم ينزلق إلى الدرك الأسفل من النعوت والمفردات والتوصيفات ، ظل محافظا على مقام الكلمة لأن " في البدء كان الكلمة " على ما كان يؤمن ويعتقد ، وحين كان يأتيه " بالأخبار من لم يزود "  وتلك الأخبار تطعن به وتشنِع كان يجيب : على المرء ألا يُصاب بإغواءات الذم والقذف. وإذ لم ينجب فؤاد شهاب بنينا ولا بناتا ، فإنه لم يشكل حزبا ولا تيارا يرث " نهجه " ويستنير ب " مشعله " ، ولذلك حين وقع خياره الرئاسي على شارل حلو فلأنه " ليس عنده حزب ولا أنصار ولا عائلة يمكن ان تسيء إلى الحُكم وتستغله " كما يؤكد كبير ضباط  جهاز" المكتب الثاني " ووزير الداخلية اللبنانية الراحل سامي الخطيب  في حوار " والي بيروت يفتح دفاتره " أجراه معه الزميل سركيس نعوم في صحيفة " الحياة " في كانون الأول / ديسمبر 1994، فيما وزير الخارجية الأسبق فؤاد بطرس يقول في كتابه " المذكرات "  إنه اجتمع مع شهاب عشية الإنتخابات الرئاسية عام 1964 " واستعرضنا أسماء المرشحين فإستبعد تلقائيا اسم النائب عبد العزيز شهاب لا لسبب إلا لأنه من آل شهاب ".

في عددها الصادر في الثالث والعشرين من أيلول / سبتمبر 1964 ، خصصت صحيفة " الحياة " صفحتها الثالثة  ل" حصيلة المنجزات التي حققتها الشهابية طوال ست سنوات " ومما جاء في الحصيلة :

ـ المياه :  "مئات القرى وصلتها مياه الشرب الجارية وخلال ثلاث سنوات سوف تنتشر في جميع منازل المحافظات حنفيات الماء " ، وهذا ما تحقق بالفعل في عهد الرئيس شارل حلو خليفة فؤاد شهاب .

ـ الري : " سد القرعون يكفي لري أربعمئة ألف دونم ، وقد أنشئت بحيرات اصطناعية ويجري إنشاء بحيرات أخرى ، وسوف تروي بحيرة كواشر ثلاثة آلاف دونم في مرتفعات عكار".

ـ الطاقة : "  ليست المياه مصدر الحياة فحسب، بل هي كذلك مصدر الطاقة المتجمعة في سبعمئة مليون متر مكعب من نهر الليطاني ، ومع مصانع مركبة سوف تبلغ طاقة المصنع الحراري ضعفا ونصف الضعف بالنسبة لطاقة مصنع ذوق مكايل الذي تبلغ طاقته 130 ألف كيلو واط  ، وسوف تزيد طاقة مصنع الجيه الذي سينشأ قرب صيدا ثلاثة أضعاف مصنع ذوق مكايل" ، وهذا تحقق على أرض الواقع .

ـ في الطاقة أيضا : " في عام 1961 لم تكن تضيء سوى 300 قرية ، أما اليوم ـ 1964 ـ فتبلغ ألف قرية ، ولن تظل هذا العام أية قرية في عكار محرومة من التيار الكهربائي ، وفي نهاية العام القادم سوف ينار لبنان كله بالكهرباء " ، وهذا التقدير لم يخالف الحال إلا قليلا .

ـ المساكن الشعبية : "  شُيدت في صيدا وطرابلس مئات المساكن الشعبية وسُلمت إلى عائلات متواضعة  ولم يكن ذلك إلا مرحلة أولى  ، ذلك أنه سوف يُبنى 40 ألف مسكن تستوعب 200 ألف مواطن ".

ـ الطبابة : " يتم إعداد أربع مستشفيات حكومية ، أولها في بعبدا ويضم 260 سريرا ،والثاني في بعلبك ويضم 150 سريرا ، والمستشفيان الآخران في البقاع الغربي والشحار الغربي ، وفي العام الماضي ـ 1963 ـ أنجز مستشفى يضم 60 سريرا في مدينة صور وأعيد تجهيز مستشفى آخر في بلدة تبنين ، وتجب الإشارة إلى مشروع جريء يقضي بإنشاء مركز طبي في بيروت يضاهي مركز نيوجرسي في الولايات المتحدة وستبلغ تكاليفه مليون نصف مليون ليرة ".

ـ التعليم : " في عام 1953 لم يكن في لبنان سوى مدرسة واحدة لتخريج المعلمين مقرها بيروت ،أما اليوم ففي لبنان خمس مدارس للمعلمين منتشرة في المحافظات الخمس ، وما بين 1957و1964 ارتفعت نسبة الطلاب اللبنانيين 65 في المائة ، وفي عام 1957 كانت موازنة تشييد المدارس مليون وثمانمئة ألف ليرة ، وفي عام 1963 تجاوزت 5 ملايين ليرة ، وارتفعت موازنة وزارة التربية من 20مليون ليرة عام 1957 إلى 57مليون ليرة عام 1964 ، ويتجلى هذا الجهد في التعليم العالي ، وقد زادت موازنة الجامعة اللبنانية عشرة اضعاف فارتفعت من 476 ألف ليرة إلى 4 ملايين و310 آلاف ليرة ".

ـ المرافىء  : " في موازنة مجلس تنفيذ المشاريع الكبرى مبلغ ستين مليون ليرة لتجهيز المرافىء اللبنانية ، وسيقام حوض ثالث في مرفأ بيروت بدأ العمل به في آب / أغسطس 1962 وسيستسع لمائة ألف طن من القمح وسيكلف إنشاء الحوض 40 مليون ليرة صُرفت منها حتى الآن 12 مليون ليرة " .

ـ المطار : " يقدر عدد المسافرين عام 1964 ـ عبر مطار بيروت ـ نحو مليونين ، وتدل الإحصاءات أن 85 في المائة هم من المسافرين الأجانب ،وهذا يدل بوضوح إلى أهمية لبنان ، ومنذ عام 1960 أصبح بإمكان المطار أن يستقبل الطائرات النفاثة ، وتجري حاليا في المطار أعمال هامة تتعلق بالتجهيزات الحديثة الهادفة إلى تأمين السلامة الجوية واستقبال الطائرات خارقة الصوت ، وستبلغ مساحة المدارج 900 ألف مترمربع ، أي ضعف المساحات التي كانت في عام 1954".

ـ الإصلاح : عنوانه "إبعاد السياسة عن الإدارة ، وأول أداة له مجلس الخدمة المدنية الذي يحمي الموظف ويغذي الدولة بالعناصر الطيبة المختارة ، إنه مكلف بإعداد وتجهيز وتجميع الموظفين دون أخذ أي اعتبار إلا احترام القانون والمصلحة العامة ـ وأما ـ الجهاز الثاني للإصلاح الإداري هو هيئة التفتيش المركزي".

 ـ التحديث : " الإدارة الجديدة المنظمة ليست كافية لخلق لبنان الجديد ، فالموازنة التي لم تكن تتعدى 200 مليون ليرة ارتفعت ـ عام 1964 ـ إلى 520 مليون ليرة وهذا ما جعل الدولة توسع مدى نشاطاتها ، ووجدت نفسها مضطرة لإيجاد إدارات حديثة لتلبية الحاجات الجديدة ، فأنشأت المصرف المركزي ومجلس الإنماء الإجتماعي ومجلس تنفيذ المشاريع الكبرى والمجلس الوطني الأعلى للسياحة ".

ـ وزارة التصميم :" لوزارة التصميم مركز خاص ، بل أهمية خاصة ،  لأنها تلعب دور الموجه في سياسة الإنماء ، ولهذا أوجدت في وزارة التصميم مديرية مركزية للإحصاء ، ومديرية للدراسات والتصميم ، وإدارات أخرى للمراقبة والتوجيه ، ومجموع هذه الإدارات يشكل المحرك الذي يبعث النشاط في مختلف قطاعات التنمية ".

قبل الختام سؤال : من يحاجج" النهج الشهابي " بمتعارضات يورد فيها أن فؤاد شهاب قال ولم يفعل ووعد ولم يُنجز؟

في الختام بيت من الشعر أشبه بالقول المأثور:

فتشبًهوا إن لم تكون مثلهم

إن التشبه بالكرام فلاحُ .

 

في صبيحة اليوم 1110 و1111 على بدء ثورة الكرامة

حنا صالح/فايسبوك/30 تشرين الأول/2022

كان ينبغي أن يتنحى ويعتذر من الشعب اللبناني ولم يفعل!

أدى الدور المرسوم له في تغطية السلاح غير الشرعي، وتسليم قرار البلد للخارج ثمناً لوصوله ووعداً بالتوريث، ومكث على صدور اللبنانيين يتلذذ بالإنهيارات تتلاحق وسلاحه الوحيد عبارة : ما خلونا!

يقول البنك الدولي: الكارثة اللبنانية واحدة من 3 أخطر كوارث ضربت العالم في أخر 150 سنة. لكن لا البنك الدولي ولا سواه خبّرنا عن رئيس بقي على كرسي مغروسة بقلوب الناس بعد جريمة الحرب في الرابع من آب 2020! كان يعلم أن وسادة موت تحت أسرّة اللبنانيين، وكان يعلم أن قلب العاصمة قد يتفجر، ولم يفعل شيء! طيلة أكثر من أسبوعين كان التقرير المكتوب بين يديه وهو رئيس مجلس الدفاع، وهو الشخصية العسكرية الذي يستحيل أن يفوته ما تضمنه التقرير، فقال: "ترو تار" ما عندي صلاحيات! دوما ما عنده صلاحيات عندما يريد التنصل؟ كان يمكن بعد التفجير الأول أن ينبه فيهرب الكثير من الناس وتحقن دماء الكثيرين ولم يفعل!

أقسم على الدستور بأن يحافظ على الأرض والشعب فأدار ظهره وقال : اللي مش عاجبوا فيه يفل! وتوّج عهد إذلال اللبنانيين باستباحة الأرض وحدود السيادة والثروة، ووقع صك الإعتراف والهزيمة بدون حرب، وتدفيع اللبنانيين من مستقبلهم الجزية للعدو!

صحيح هو يغادر القصر اليوم، إلى دارة ال6 ملاين دولار، من أين له هذا؟ وتطوى صفحة وجوده في شغور رئاسي مديد منتصف ليل الغد، لكن نهاية كابوس السنوات الست لا يجوز أن تمر هكذا؟ إنها سنوات التدمير الممنهج للبنى ومؤسسات الدولة، وتسريع الإنهيارات وتعميم الفساد السياسي والأخلاقي والمالي والقضائي والإداري وممارسة كل أشكال الإبتزاز، وتغطية إختطاف الدولة والإسقاط النهائي للسيادة..إلى الإفتئات على الدستور والتأجيج الطائفي والعنصري الذي طال اللاجئين!

مع مغادرته القصر ينبغي ملاحقته أمام القضاء، والقضاء الدولي إن أمكن، فالملفات معروفة، من خرق الدستور وإستباحة السيادة وتوقيع صك التنازل عن الحقوق لعدو اللبنانيين ولا نهاية للملفات بالفساد والهدر وبالدور الثابت في جريمة الرابع من آب.

وبمعزل عن النتيجة الفورية، فإن الملاحقة القضائية والإصرار على الحساب تعني رفض الناس لنظام الحصانات ونظام الإفلات من العقاب، ومنطلق لملاحقة كل الطبقة السياسية صاحبة الملف الجرمي الثقيل، التي تلقت أعلى إدانة في تقرير البنك الدولي الذي وصفها بأنها برمجت النهب الذي تسبب بإذلال اللبنانيين. وبمعزل عن تفريطهم بالأرض والثروة الغازية والنفطية للعدو، مقابل ربح الوقت وإعادة تأهيل هذه المنظومة، فلسنوات خصوصاً بعد جريمة تفجير بيروت، كلهم كانوا على علم بوسادة الموت، وتم الحجر الخارجي على كل الطبقة السياسية. وأمام القضاء الأوروبي الكثير من ملفات فساد سياسيين لبنانيين هربوا الأموال وتلاحقهم التهم بالتبيض!

واليوم مع إضطرار الحاكم الفعلي إلى التوجه مرة ثانية خلال آيام إلى جمهوره، للحديث عن "الإنتصار التاريخي"، والرد على كل ما هو ثابت، لجهة نتائج مفاوضات التخلي وتدفيع اللبنانيين ثمن صفقة خارجية مع طهران، أجازتها واشنطن وهندسها روبرت مالي في مفاوضات فيينا..فالأمين العام لم يخبر الناس شيئاً عن مضمون الإتفاق الذي تم تهريبه، ولما لم يتم عدم وضعه أمام الناس ولا حتى أمام البرلمان الذي يسيطرون عليه ومنعت الحكومة من مناقشته.. لكنه قال "هناك مساحة ضيقة من مياهنا الإقليمية بقيت عالقة خلال المفاوضات وهي محتلة من قبل العدو ومن واجب لبنان العمل بأي وقت من أجل تحريرها"!

اين هي هذه المساحة؟ هل هي تتمة الخط الأزرق والتي تمتد في البحر بعمق 5 كلم مثلاً؟ هل هي خط الطفافات المفتعل، الخط الأمني لإسرائيل؟ هل هي بالتنازل الواقعي عن رأس الناقورة والخط 29؟ وطبعاً يضاف كل ذلك إلى المساحة البحرية التي تم التخلي عنها وهي 1430 كلم مربع؟ لم يقدم الخطيب الإيضاحات ولن يقدم، فالإتفاق هو إتفاقه وكما يقاتل إتفاق نصرالله – لابيد، بمعزل عن الواجهة التي كان دورها تمرير الرسائل والأجوبة وبعدها التوقيع! لكن لا بأس من إطلاق الوعد الإلهي مجددا": لن يكون هناك ضخ وتصدير غاز وحرمان لبنان من حقه. لكن شو القصة، غاز كاريش اللبناني بوشر ضخه وسيصل إلى أوروبا قريباً، وبوصعب هوكشتاين خبّرنا أن توتال تنتظر حفارة موجودة في أفريقيا وستصل إلى حقل قانا في الربيع القادم؟ أبشروا! أيها اللبنانيون دعونا نتوقف أمام تقييم بليغ أورده النائب أسامة سعد: "أيها اللبنانيون لا تنتظروا الجوائز، لا الأميركي نزيه، ولا حكام لبنان مؤتمنون والإسرائيلي عدو"!

وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن

 

هل "العونيّة" اضطراب نفسي- ذهني- قيمي؟

غسان صليبي/النهار/الأحد 30 تشرين الأول 2022

في نهاية الثمانينات غادر العماد عون مسرعا قصر بعبدا، لاجئاً الى السفارة الفرنسيّة، بعد قصف السوريين القصر الرئاسي بالطيران، بمباركة أميركية. وادى ذلك الى هيمنة النظام السوري على لبنان لنحو خمس عشرة سنة إضافية. بعد يومين يغادر الرئيس عون قصر بعبدا في نهاية ثمانياته، على مهل ومحاطا بمؤيديه، بعدما وقّع إتفاقية الترسيم مع إسرائيل، وبمباركة أميركيّة أيضًا. وقد ضمنت هذه الاتفاقية استحواذ "حزب الله" على النفوذ الإقتصادي الى جانب النفوذ العسكري والسياسي في لبنان، ربما لأكثر من خمس عشرة سنة مقبلة.

في الحالة الأولى، رحل مهزومًا. وفي الحالة الثانية يرحل مدّعيًا تحقيق "انتصار تاريخي". لكنه في الحالتين ترك وراءه بلدًا شبه محتل تتراكم فيه الأزمات السياسيّة والإقتصاديّة والإجتماعيّة. في المرحلة الاولى، فضّل ان يوقِع البلاد تحت الهيمنة السورية، على ان يوقّع هو اتفاق الطائف. في المرحلة الثانية وقّع اتفاقية الترسيم مع إسرائيل، موقِعا البلاد تحت هيمنة "حزب الله" وإيران شبه الكاملة.

لم يحصل في تاريخ لبنان أن ارتبط إسم مسؤول سياسي بذكرى حربين قبل الطائف، وذكرى انهيار وطن بعد الطائف. كأن الخراب يلاحق الرجل ويرافقه اينما حل ومهما فعل. عندما كنّا نتناقش، مجموعة أصدقاء، حول الطريقة التي يرسل بها "حزب الله" تعليماته الى عون، كنت أجيب ان الحزب لا يحتاج الى إرسال تعليمات الى عون، كما يفعل مع باقي حلفائه. فعون يخرّب دون تعليمات، وهذا أقصى ما يتمنّاه "حزب الله" الذي بنى سلطته الأمنيّة والسياسيّة والإقتصاديّة البديلة، على خراب البلاد، على هذه المستويات كافة.

بهذا المعنى، عون "ممانع" بطبيعته، يمانع تطبيق الطائف، يمانع اشتغال المؤسسات الدستوريّة من خلال التعطيل او التعدي على الصلاحيات. وهو في علاقة عداوة مع الجميع، مع بري والحريري وميقاتي وجعجع وفرنجية وجنبلاط، مع السياديين والمستقلين والتغييريين، وسابقا مع الانتفاضة. اي مع الاطراف الرئيسيين كافة في البلاد، ما عدا "حزب الله". فـ"حزب الله" عرف تمامًا ما يطمح اليه الرجل، فقدّم اليه رئاسة الجمهوريّة والى اتباعه المواقع، بشرط طبعًا ان يتنازل عون للحزب عن الواقع في مجمله. فمعادلة "تفاهم مار مخايل"- واني اكرر ما سبق وقلته- كانت باختصار: الواقع لـ"حزب الله" والمواقع لـ"التيار الوطني الحر".

سعى كثيرون لفهم سلوكيات العماد عون ودوافعه. البعض رأى فيها نتيجة اضطراب نفسي، بحجّة ان الرجل كان يعاني من مشكلات نفسيّة ويخضع للعلاج. البعض الآخر اعتبر ان عون يعي تمامًا ما يفعله، وهو يسعى بكل تصميم وتخطيط لتأمين مصالحه ومصالح عائلته عبر خداع جمهوره من خلال خطاب ديماغوجي، يقول فيه للشعب ما يشتهي هذا الشعب سماعه، محرّكًا لديه نقمته على هذا الزعيم أو ذاك، هذا الطرف أو ذاك، مرفقًا حملاته بمبادئ ومثاليات تجعله قيّمًا ورقيبًا على سلوكيات الآخرين.

عزّز هذا التفسير الأخير، مواقف وسلوكيات صهره جبران باسيل، الذي رأّسَهُ عون على "التيار الوطني الحر". فتصرفات باسيل سعيًا وراء مصالحه على حساب المصلحة العامة فاقعة، الى درجة انه أصبح الشخصية الأكثر مكروهيّة للشعب اللبناني، وهذا ما عبّرت عنه إنتفاضة 17 تشرين، وما لا يزال يعبّر عنه معظم الشعب اللبناني إزاء كل تصريح يطلقه باسيل أو تصرّف يقوم به. حتى ان الكثير من العونيين استاؤوا من تصرّفاته وتركوا "التيار" أو طُرِدوا منه. لكن الجميع بقي يفرِّق بين عون وباسيل منزّهًا عون عن كل تصرفات باسيل السيئة. فكان الرد من عون نفسه، إذ صرّح ان باسيل هو "تلميذه".

الارتباك الأكبر عند العونيين جاء نتيجة التناقض في مواقف عون وسلوكياته. هو ضدّ الإقطاع ومع العائليّة. هو مع العلمانيّة وفي الوقت نفسه يحرِّض طائفيًّا ومذهبيًّا. هو مع الدولة ويترك "الدويلة" تسيطر على الدولة. هو ضد النظام السوري و"حزب الله" ويتحالف معهما في إطار محور "الممانعة". هو ضدّ سلاح الميليشيات ومع سلاح "حزب الله". هو "قوي" ويخضع كلّيًّا لمشيئة "حزب الله". هو مع استقلاليّة القضاء ولا يوقّع التشكيلات القضائيّة ويتدخّل في شؤون القضاء ولا سيما في قضيّة تفجير المرفأ، الى ما هنالك من مواقف وتصرفات متناقضة. ما يدفع الى التساؤل بسخرية، ما اذا كان عون عونياً.

من أين يأتي كل هذا التناقض؟ الذين هم ضد عون يتّفقون على انه "انتهازي" و"مصلحجي"، يغيّر في مواقفه بحسب الظروف وبما تقتضيه مصلحته ومصلحة صهره وعائلته وحاشيته. لكن ماذا عن تفسير العونيين لهذه التناقضات الفاقعة؟

يبدو للكثيرين ان العونيين لا يلحظون التناقضات، لذلك درجوا على القول "لا تناقش عونيًّا". اختبرت شخصيًّا هذا "القصور" الذهني عند بعض العونيين. من الأمثلة التي يمكن ان اعطيها، اني سألت مرة عونيًّا متّزنًا عقليًّا من حيث الظاهر، كيف يمكن لتيار ينادي في نصوصه بالعلمانية، التحالف مع حزب ديني مثل "حزب الله"، وظننت اني "أفحمته" بسؤالي. لكن العوني أجابني بسرعة وبكل ثقة: "حزب الله مع الدولة المدنيّة". واضح أن صاحبنا لم يلحظ التناقض الذي أشرت اليه. هل المسألة هي مجرد "قصور ذهني" معمّم بهذا الشكل على العونيين؟

يقول شاب عوني في تسجيل مصوَّر: "ما حدا بيعرف ميشال عون، ما حدا بيعرف ميشال عون شو بدّو، ما حدا قادر، حتى المآمنين بميشال عون ما بيعرفوا قد ربع ما لازم يعرفوا، ميشال عون أكبر بكتير من اننا نعرفوا، شو بدّو، شو كان هدفه، شو بدّو يحقّق، ميشال عون اسطورة... نحنا ما حدا...ما حدا بحقّلوا يعطي رأيه فيه، ميشال عون بدّو لبنان، مين عمل متل ما عمل ميشال عون؟".

عندما تنظر الى هذا الشاب العوني وهو يتكلّم، ترى في عينيه الصدق والتأثُّر والحرص على إقناع من يستمع اليه. ينطلق الشاب العوني من مسلّمة، ان لا أحد يعرف ماذا يريد ميشال عون، ما هي أهدافه وما الذي يريد تحقيقه، أي هو يقر بأن هناك أشياء غير مفهومة في مواقف ميشال عون وسلوكياته. لكنّه بدل ان يحاول ان يفهم او ان يلحظ تناقضًا فيها، يعتبر ان ميشال عون أكبر بكثير من ان نعرفه. هذا التأليه لعون يلقى تفسيره سريعًا بالدونيّة التي ينظر من خلالها هذا الشاب الى نفسه: "نحنا ما حدا...ما حدا بحقللوا يعطي رأيه بميشال عون".

هذا الشاب العوني يعيش عقدة نقص تمنعه حتى من الافتراض انه يحق له إبداء رأيه في ميشال عون، أو حتى الإعتقاد بأنه يمكنه ان يعرف ميشال عون، "هذه الأسطورة" كما قال. دون ان يعلم بالطبع ان كلمة اسطورة تعني في القاموس: "خرافة، حديث ملفق لا اصل له".

لأن ما قاله هذا الشاب يمكن ان تسمعه من الكثير من العونيين الذي شكّلوا في فترة زمنيّة غير بعيدة، الأغلبيّة الساحقة عند المسيحيين، لا أعتقد انه يمكن الإكتفاء، لفهم الظاهرة العونيّة، بالقول بأن العونيين يعانون جميعهم من عقدة نقص. اني أفترض ان أسباب الظاهرة العونيّة تتجاوز ما يمكن ان نسميه بالاضطرابات النفسيّة والذهنيّة عند العونيين، لتطال مشكلة سوسيولوجية مجتمعية، كان يعاني منها معظم المسيحيين في نهاية الحرب وما بعد الطائف مباشرة، وهي خسارتهم لهذه الحرب وللمواقع الدستوريّة التي كانت مخصّصة لهم قبل الطائف، وما رافق ذلك من تناقص مستمر في عددهم.

ادّت هذه المعاناة على ما اعتقد، الى اضطراب في القيم التي يحملونها، والتي لم تستقر على حال، وهي تتأرجح، بل تخلط عشوائيا، بين تصوراتهم للبنان الأمس ولبنان اليوم ولدورهم فيه. بين لبنان "المارونية السياسية" التي تحكم بفوقية ثقافية علمانية غربية، ومن خلال اشتغال المؤسسات الدستورية، ولبنان "الشيعية السياسية" التي تحكم بفوقية عسكرية- دينية ذات مرجعية إيرانية، ومن خلال تعطيل المؤسسات الدستورية. ولا يمكن ان ينتج من ذلك سوى هجانة في القيم وفي الفكر، وتناقضات في المواقف والسلوكيات، عبّر عنها أفضل تعبير "التيار العوني" في فترة  تمثيله لأغلبية المسيحيين.

تراجعت "العونيّة" في الوسط المسيحي في السنوات القليلة الماضية، إلاّ انها لا تزال حيّة، رغم ما تسببت به من مآسٍ للبنانيين عامةً وللمسيحين بشكل خاص. في 30 تشرين الأول 2022 يخرج ميشال عون من قصر بعبدا. فهل يخرج معه، ما تبقّى من "العونيّة" من عقول بعض المسيحيين، قبل ان يخرج من تبقى من المسيحيين من لبنان؟ السؤال مشروع بعد ترسيم الحدود مع إسرائيل، الذي حصّن مواقع عون وباسيل من خلال تقوية وتوسيع دائرة هيمنة "حزب الله" على لبنان.

 

إيران هي الحدث!

حازم صاغية/الشرق الأوسط/30 تشرين الأول/2022

منطقة الشرق الأوسط لا تبخل على الإعلام العالميّ بالعناوين. إنّها عناوين من كلّ صنف، تلخّص الأحداث الكثيرة بنزاعاتها المفتوحة ومحاولاتها المجهضة. لكنّ أكثر تلك الأحداث بات يبدو تكراريّاً، رأيناه من قبل على نحو أو آخر. وهذا إنّما يعود علينا بذاك الضجر الذي يحلّ محلّ الأمل، وبالإحباط الطارد للحيويّة، فبدل أن يوقظنا الحدث ويزجّ بنا في النشاط والحركة، إذا به يصيبنا بالنعاس. أحياناً تتشابه أحداثنا الراهنة مع نهايات تعرّضت لمطٍّ اصطناعيّ مبالَغ فيه، أو مع موت لا يزال يأبى الإقرار بالموت رافضاً أن يموت، أو تكون تلك الأحداث مجرّد تداعياتٍ وذيول يمكن توقّعها لأحداث سابقة لم تكتمل. وغالباً ما تترافق هذه المراوحات في المكان نفسه مع إدارة العالم الخارجيّ ظهره وتجاهله لنا. أمّا الأحداث التي تختلف قليلاً، وتنطوي على جديد ما، كترسيم الحدود البحريّة اللبنانيّة - الإسرائيليّة، فتبقى مموّهةً وغامضة، يتعرّض معناها الفعليّ للتزوير فيما يُحرَّم الإفصاح عن حقائقها.

وعموماً، يبقى الأهمّ أنّ أحداثنا الكثيرة غدا تأثيرها في معظم الأحيان محصوراً بمسرحها الجغرافيّ. فنادراً ما باتت منطقتنا تنتج حدثاً يؤثّر في بلد غير البلد الذي شهد الحدث. هذا لا يلغي كونها لا تزال مكلفة جدّاً في الدم والخراب اللذين، للأسف الشديد، صارا يُدفَعان بلا مقابل، بل بلا أمل في الحصول على مقابل.

إيران وحدها شيء آخر. إنّها اليوم صاحبة الحدث بألف ولام التعريف. إنّها الحدث. فليس عاديّاً ولا مألوفاً أن تنتفض المرأة في هذه الرقعة من العالم ضدّ نظام طغيان ذكوريّ يسند شرعيّته إلى تأويله للمقدّس. وليس عاديّاً أن تنتفض الأقلّيّات الإثنيّة، وعلى رأسها الكرد، ضدّ نظام من الطغيان المركزيّ المرصوص، أو أن يصاب بقدر من التصدّع أقربُ أنظمة منطقتنا إلى التوتاليتاريّة الحديثة بعدما مُزج بالثيوقراطيّة الدينيّة المتعجرفة.

وعلى عكس سواه، هناك المدى الإقليميّ الواسع الذي يؤثّر فيه الحدث الإيرانيّ. فإيران اليوم، وكما نعلم جيّداً، تقيم في العراق وسوريّا ولبنان واليمن ومنطقة الخليج، بحيث يُدرَج انهيار نظامها، في حال حصوله، في خانة انهيار الإمبراطوريّات، أو في الحروب والتحوّلات الكبرى التي يُفتتح بها عصر ويُغلق عصر. وبسقوط نظام كهذا النظام تسقط منظومة آيديولوجيّة وخلاصيّة زعمت أنّها «طريق ثالث» وقبلةٌ لملايين المقهورين على وجه البسيطة. ثمّ إنّ الحدث الإيرانيّ مفاجئ، وتداعياته الممكنة قد تكون مفاجئة أيضاً، فيما توقّعها ضعيف يشوبه الغموض. وهذه كلّها من مواصفات الأحداث كاملة الجِدّة، والتي تقتحم التاريخ من حيث لم ينتبه أحد، حتّى أنّ الانتفاضات الكثيرة السابقة ضدّ النظام نفسه قد لا تفيد كثيراً في تعقّل اليوم والغد الإيرانيّين. كلّ ما يمكن قوله في هذه الغضون، وبشيء من التردّد والتحفّظ، وأيضاً الخجل ممّا قد يبدو أستذة على الثائرات والثائرين الإيرانيّين، هو إعلان تفضيلاتٍ ما قد يكون الأخذ بها أشدّ نفعاً لحركة التغيير ومسارها، كضرورة إنتاج طواقم قياديّة ومزيد من البلورة لأفكار جديدة، خصوصاً منها ما يتعامل مع المشاكل بالغة التعقيد للقوميّات والأقليّات. كائناً ما كان الأمر، وكائنة ما كانت النتيجة، نحن أمام حدث تاريخيّ صافٍ. أمام ثورة تقابل ما تعيشه منطقتنا من حروب أهليّة وثورات مضادّة. أمام حرب الأمل الذي يسعى ويقاوم بعد هزائمه في ديارنا العربيّة. وإيران، بعد كلّ حساب، لا تقتصر أهميّتها على كونها بلداً لـ86 مليون نسمة، أو اشتمالها على مساحة تقارب الـ1.7 مليون كيلومتر مربّع تحاذي أفغانستان وأرمينيا وأذربيجان والعراق وباكستان وتركيّا وتركمانستان، ولا تنبع تلك الأهميّة فحسب من ثرواتها في النفط والغاز والمصادر الطبيعيّة الأخرى، ولا حتّى من كونها مهد حضارة وثقافة تعود جذورهما إلى أزمنة بالغة القدم، وتتمدّد آثارهما من بلاد فارس إلى جنوب القوقاز وآسيا الوسطى والأناضول وما بين النهرين، حيث اجتمع الفنّ والشعر والعمارة والتقنيّة والطبّ والفلسفة. إنّ سبباً آخر يعطي إيران أهميّتها هو أنّ ثورة 1979 وجمهوريّتها الخمينيّة يجب أن تسقطا. لقد كانتا فاتحة عصر من الظلمات وأطلقتا أكبر الردّات الهمجيّة التي عرفها الشرق الأوسط منذ عقود على كلّ ما هو مضيء وواعد.

لهذا فمثلما كان سكّان الإمبراطوريّة الرومانيّة، من أوروبا إلى شمال أفريقيا وغرب آسيا، يتسقّطون أخبار روما بوصفها أخبار حياتهم وأخبار موتهم، فإنّنا نتسقّط أخبار طهران، كيما نشهد سقوط ذاك النظام، وكيما نشهد عليه. وهو، عاجلاً أو آجلاً، سوف يسقط.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الرئيس عون غادر قصر بعبدا: ننتقل لمرحلة جديدة تبدأ بنضال قوي لاقتلاع الفساد من جذوره

عدم إقرار الكابيتال كوتنرول هو بهدف الاستمرار بالسماح بخروج الأموال من لبنان

الثروة الوطنية المتمثلة بالنفط والغاز ستعطينا وحدها الرأسمال الكافي لإنقاذ لبنان

وطنية/30 تشرين الأول/2022

غادر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ظهر اليوم قصر بعبدا، منتقلاً الى منزله في الرابية، وسط مراسم وداع رسمية أقيمت له. وقبيل مغادرته القصر الجمهوري، القى كلمة في الحشود الشعبية التي توافدت لتحيته ودعمه، فأشار الى أنه ينتقل اليوم الى "مرحلة جديدة تبدأ بنضال قوي وعمل وجهد لاقتلاع الفساد من جذوره". وأكد ان "لبنان بحاجة الى اصلاح كي يعود الى الحياة بعد إنهاء نفوذ الذين شلّوا القضاء وأوقفوا التحقيق بإنفجار المرفأ"، وقال: "إن البلد مسروق بخزينته وبمصرفه المركزي، ومن جيوب المواطنين. واصبح لدينا دولة مهترئة بمؤسساتها ومن دون قيمة، لأن المنظومة الحاكمة استعملتها، والقضاء معطّل لا يحصّل حقوق الناس". وتساءل: "ماذا نقول إذا كانت كل الجرائم المالية قد ارتكبها حاكم المصرف المركزي ولم نتمكن من ايصاله الى المحكمة؟ فمن يحميه؟ ومن هو شريكه؟ جميعهم في المنظومة الحاكمة منذ 32 عاما اوصلونا الى هذا الحال". وكشف الرئيس عون ان "القضاء لا يحاكم من في حقهم دعاوى جرمية"، مشيراً الى انه "مضى سنتان او ثلاث على رفع 22 دعوى قضائية، من دون معرفة مصير أي منها حتى الان". وقال: "قد يكون المتهمون بالفساد هم من جماعتهم والا فلماذا يبحثون عن حماية لهم"، مشددا على ان "حكمنا اليوم اصبح حكما ثأريا وليس حكما عادلا، والثأر ليس بعدالة، فالثأر هو جريمة  في الحكم".

واعلن الرئيس عون عن الانتقال الى "المرحلة الثانية لاخراج الوطن من الحفرة العميقة التي وضعوه فيها"، معتبراً ان "الثروة الوطنية المتمثلة بالنفط والغاز ستعطينا وحدها الرأسمال الكافي لإنقاذ لبنان"، وان "الصندوق السيادي هو الذي يحافظ على أموال الشعب". وتوجه الى الجماهير بالقول: "انتم من سيحمي هذه الأموال، ولا احد غيركم". وأوضح ان عدم إقرار قانون "الكابيتال كونترول" لغاية اليوم "يهدف الى استمرار السماح بخروج الأموال من لبنان.

وقائع المغادرة

وكانت الحشود الشعبية قد بدأت بالوصول من مختلف المناطق اللبنانية الى قصر بعبدا في الصباح الباكر، تمهيداً لمواكبة مغادرة الرئيس عون القصر الرئاسي الى منزله في الرابية، وأطلقت الأغاني والاناشيد الوطنية المؤيدة للرئيس عون ومواقفه، ورفعت لافتات التأييد وصور الرئيس عون.

وعند الساعة الثانية عشرة والربع، دعا المدير العام للمراسم في رئاسة الجمهورية الدكتور نبيل شديد الى بدء مراسم الوداع الرسمية، فغادر الرئيس عون مكتبه في القصر الجمهوري يرافقه قائد لواء الحرس الجمهوري العميد بسام الحلو، واتجه بين صفين من الرماحة الذين اصطفوا في داخل بهو القصر الى الساحة الخارجية حيث صافح المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير، والمدراء العامين والمستشارين والضباط المرافقين، ووقف موظفو المديرية العامة لرئاسة الجمهورية لوداع الرئيس الذي قام بتحيتهم وسط تصفيق الحاضرين وهتاف المواطنين. وفيما عزفت موسيقى الجيش النشيد الوطني، استعرض الرئيس عون كتيبة من لواء الحرس الجمهوري، وصولاً الى المدخل الرئيسي للقصر حيث احتشد المواطنون يتقدمهم رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، وعدد من الوزراء والنواب الحاليين والسابقين، إضافة الى مسؤولين في "التيار الوطني الحر" وكبار موظفي رئاسة الجمهورية، واعتلى المنصة لالقاء كلمته في الحشود الشعبية.

كلمة الرئيس عون

وفور اعتلائه المنصة، القى الرئيس عون الكلمة التالية:

"مواطنيّ الاحباء، وجّهت اليوم صباحاً رسالة الى مجلس النواب بحسب صلاحياتي الدستورية ووقّعت مرسوم اعتبار الحكومة مستقيلة. إن اليوم نهايةُ مهمّة، وليس نهاية عمل ووداع. اليوم اللقاء الكبير، وقد عدنا من الحجر الى البشر. ارى فيكم جميعاً رجال مقاومة، معظمكم كان معي في المعركة الاولى وبعدها، انضم الطلاب والرجال والجميع ولم يخافوا من البندقية ومن السجن، ولا من العصا. استمروا في ممارسة المقاومة حتى عدنا الى هذا الوطن الذي دافعنا عنه ودفعنا ثمنه دمًا". اضاف: "انتم رفاقنا في الصعاب وفي الفرح وفي الحزن. انتم معي وانا معكم. اليوم نهاية مرحلة ولكن هناك مرحلة ثانية، لانني تركت هذه المرحلة التي انتهت وانتقلت الى مرحلة فيها نضال قوي. تركت خلفي وضعاً يحتاج الى نضال وعمل كي نتخلّص منه. وجميعكم يعلم كيف هو حال البلد وهو مسروق. مسروق بخزينته وبمصرفه المركزي، ومسروق من جيوبكم. هذا عمل يتطلب مواقف وجهود لاقتلاع الفساد من جذوره. اصبح لدينا دولة مهترئة بمؤسساتها ومن دون قيمة، لأن المنظومة الحاكمة استغلتها، وخصوصاً ان القضاء معطّل ولم يعد يحصّل حقوق الناس. والجميع خائف. من ماذا ؟ من عصا، ومن الذين يدفعون له الاموال". وتابع: "لقد اجرينا تحقيقاً قضائياً، قبل التدقيق الجنائي، وتم كشف الجرائم المالية من كل الانواع وأعدّ الادعاء وارسل الى النيابة العامة إلا أنه لم يصل الى المحكمة". وتساءل الرئيس عون: "ماذا نقول إذا كانت كل الجرائم المالية قد ارتكبها حاكم المصرف المركزي ولم نتمكن من ايصاله الى المحكمة؟ من يحميه؟ ومن هو شريكه؟ جميعهم في المنظومة الحاكمة منذ 32 عاما اوصلونا الى هذا الحال".

عودة البلد الى الحياة

وقال رئيس الجمهورية: "كي يعود البلد الى الحياة، هو في حاجة الى اصلاح ينهي نفوذ الذين شلّوا القضاء وأوقفوا تحقيق المرفأ. إن ضحايانا وأبرياءنا مسجونون ايضاً. لماذا؟ لأن، رئيس مجلس القضاء الاعلى لا يريد أن يعّين قاض ينظر في قضيتهم. عندما حصلت القاضية سمرندا نصار على الاصوات الكافية لتعيينها، ارتفع صوت رئيس مجلس القضاء الاعلى  ورفض كتابة محضر للجلسة وانسحب منها قائلاً : "إذا كنت اريد تعيين احد القضاة سأعيّنه على ذوقي". هذا نموذج من المسؤولين الأوَل في الدولة. هذا هو القضاء . بقي الابرياء أو المشتبه بهم في السجون، ولم ينظر احد بوضعهم. لو أُصدرت فيهم احكام لكان من الممكن ان يقضوا في السجن اقل من نصف العقوبة التي ينفذونها الآن. هذه مسألة خطيرة جداً، لأن اي دولة تقوم على عمودين اساسيين: الاول الامن والثاني القضاء. الا ان القضاء لا يحاكم من في حقه دعاوى، وقد رفعت 22 دعوى جرمية تتعلق بالرشوة من قبل الدولة الى النيابة العامة التمييزية، وحوّلت هذه الدعاوى الى المحاكم، ومضى على رفعها سنتين او ثلاث سنوات ولا نعرف حتى الان مصير أي منها حيث لم  يصدر أي حكم. فكيف يمكن ان نضمن بأن المسؤولين الموجودين حاليا سيبنون دولة؟ قد يكون المتهمون بالفساد هم من جماعتهم، والا فلماذا يبحثون عن حماية لهم، فلو كانوا صالحين لكانوا حاكموا المتهمين فوراٍ ولكنهم لا يحاكمونهم لانهم "بيخصوهم"، ويظهرالمتهم بريئا دائما وكأن الدعوى أتت اعتداء عليه، رغم ان في الدعاوى أوراقا ثبوتية وهي ليست دعاوى خيالية انتقامية. ان حكمنا اليوم اصبح حكما ثأريا وليس حكما عادلا، والثأر ليس بعدالة، فالثأر هو جريمة  في الحكم".

اضاف رئيس الجمهورية: "سننتقل اليوم الى المرحلة الثانية التي سيكون فيها تعب، لانه لا يمكن، وبأي شكل من الاشكال، ان نبدأ بالنهوض قبل ان ننتهي من هذا العذاب المفروض علينا،  ونُخرج الوطن من الحفرة العميقة التي وضعوه فيها والتي لن يخرج منها الا بما انجزناه من اتفاق لترسيم الحدود البحرية. ان الترسيم يسمح لنا باستخراج الثروة الوطنية المتمثلة بالنفط والغاز والتي ستعطينا وحدها الرأسمال الكافي لإنقاذ لبنان من الوضع السيء الذي يرزح تحته في هذه المرحلة. ولكن لماذا نحن الان مجتمعون؟ اننا مجتمعون كي نلتقي بكم، "اشتقنالكم". وقال: "لماذا يقومون هم بمحاربتنا؟ لان هناك تحقيقا يوصلهم الى المحاكم، نتيجة السرقات في المال العام ومن جيوبكم انتم، ما يشكل اكبر جريمة مالية ترتكب في العالم". وتابع: "كانت هناك إمكانية لتخفيف الخسارة في ما لو اقر قانون "الكابيتال كونترول" الذي  لم يكن ليسمح بتهريب الأموال الى الخارج، وهو لغاية اليوم لم ينجز، لماذا؟ حتى يستمر تمرير تحويل الأموال الى الخارج، كل الجرائم ارتكبتها السلطة في البداية، فهي التي سرقت الأموال، واركانها هم من اخذوا الاموال وهرّبوها، وجميع المودعين خاسرون ولا سيما الصغار منهم الذين يشكلون اكبر شريحة من الشعب اللبناني".

وختم الرئيس عون:" سنلتقي في أوقات مختلفة وسنرى ردة الفعل على ترسيم الحدود لان هذا الامر يدلنا على جديتهم، واذا ما سيتم تعيين رئيس للصندوق السيادي، لان هذا  الصندوق هو الذي سيحفظ أموال النفط والغاز التي يجب ان يذهب قسم منها  للانماء، ويحفظ القسم الاخر للأجيال الطالعة لان لهم الحق فيه، ولا يحق لنا صرفه بأكمله الان. ان هذه التجربة قيد التنفيذ حاليا، وهي التدبير الوحيد الذي يحافظ على أموال الشعب، وانتم من سيحمي هذه الأموال، ولا احد غيركم. عشتم وعاش لبنان".

وبعد ان انهى كلمته، سلّم الرئيس عون شعلة الى احدى الطالبات الشابات، كرمز لاستمرار القضية التي يدافع عنها رئيس الجمهورية الى الجيل الشاب لمتابعتها، وحملتها الشابة واضاءت بها شعلة وضعت على مجسم يرمز الى لبنان. وحمل "مجسّم التحرر" شرحاً له على انه يمثل المعارك الوجودية التي خاضها الرئيس عون وصولاً الى التحرير، وانه بعد جهاد التحرير، حان وقت النضال من اجل التحرر الذي قال عنه انه اصعب بكثير، وصدق.

ويتألف المجسم من خريطة لبنان التي صنعت من خشب الأرز رمز العنفوان والصمود، ومن كتاب هو القانون والدستور، ومن جذع رمز حماية حقوق اللبنانيين واموالهم من خلال التدقيق الجنائي المالي، والشريط الشائك الذي يجسد صمود الرئيس عون ورفضه التجنيس والتوطين وسعيه الحثيث من اجل إعادة النازحين واللاجئين الى اوطانهم. ويرتكز المجسم على صخرة تمثل القوة والصمود والعناد، وكذلك الثوابت والمبادئ والاهداف التي آمن بها الرئيس عون.

الى الرابية

وبعد ان حيا حشود المواطنين، غادر الرئيس عون في الموكب الرئاسي قصر بعبدا مخترقاً صفوف المواطنين الذين احتشدوا لتحيته على طول طريق القصر الجمهوري، وعلى الطريق المؤدية الى الرابية. ولدى وصول موكب الرئيس عون الى مفترق منزله في الرابية، توقف لتحية الجماهير التي انتظرته وهتفت بحياته وبالشعارات المؤيدة لمواقفه، كما كانت محطة عزفت فيها الأناشيد الوطنية وأقيمت الرقصات الفولكلورية و"الزفة" احتفاء به. بعدها تابع الموكب سيره ووصل الى منزل الرئيس عون في الرابية، حيث استقبلته اللبنانية الأولى السيدة ناديا الشامي عون، وكريماته، وافراد العائلة.

 

عون متوجهاً إلى مجلس النواب: لنزع التكليف عن الحكومة

الوكالة الوطنية للإعلام/30 تشرين الأول/2022

وجّه رئيس الجمهورية ميشال عون رسالة الى مجلس النواب، معلنًا “امتناع رئيس الحكومة المكلّف عن تأليف حكومة عملاً بأحكام المادتين 53 (فقرة 4) و 64 (بند 2) من الدستور وتأكيد حالة تصريف الأعمال بالمعنى الضيّق للحكومة التي يرئس راهناً والتي اعتبرت مستقيلة عملاً بالمادة 69 (فقرة 1، بند هـ). في حين ان لبنان على مشارف خلّو سدّة الرئاسة بانتهاء ولاية رئيس الجمهورية، ما يشغر الموقع الأوّل في الدولة ويفرغ السلطة الإجرائية من القائم بها، اي مجلس الوزراء عملاً بالمادتين 17 و 65 من الدستور، وفي ضوء الاستحقاقات الداهمة على جميع الصعد الوطنية والتي لا تحتمل اي شغور بالنظر الى تداعياتها الخطيرة على الشعب والكيان والميثاق.”

وأضاف: “عملاً بأحكام المادة 53 (فقرة 10) من الدستور والمادة 145 (3) من النظام الداخلي لمجلس النواب (وبما ان اجتماع مجلس النواب الكريم متاح وهو في العقد الثاني من اجتماعاته عملاً بالمادة 32 من الدستور، فضلاً عن انّه في دورة انعقاد استثنائية حكماً لمواكبة تأليف الحكومة الجديدة حتى نيلها الثقة عملاً بأحكام المادة 69 (فقرة 3) من الدستور. نتوجّه الى مجلسكم الكريم بواسطة رئيسه بالرسالة الآتية لاتخاذ الموقف او الإجراء او القرار المناسب بشأنها.”

وأشار إلى أنه “في الوقائع، نعلمكم بأن رئيس الحكومة المكلّف السيّد محمد نجيب ميقاتي قد اعرب لنا خلال لقاءاتنا لتأليف الحكومة، كما اعرب لسوانا، عن عدم حماسته للتأليف لأسباب مختلفة، منها ان الأولوية هي لانتخاب رئيس واذا حصل ذلك فلماذا نبادر لتشكيل حكومة – او قوله ان لا مصلحة في تأليف حكومة جديدة وتحمّل كامل المسؤولية بصفته رئيساً لها في حال خلوّ سدّة الرئاسة في حين ان لا مسؤوليّة كاملة عليه والحكومة في حال تصريف اعمال – وكانت لقاءتنا تدور في حلقة من العراقيل المتنقلة التي تفرغها من كل تقدّم مفيد وعملي على صعيد التأليف وتدل على عدم رغبته بتأليف حكومة تمثل امام مجلسكم الكريم لنيل الثقة ووضع حدّ لتصريف الأعمال بالمعنى الضيّق، حتى إن اتى مودٍّعاً لنا في القصر الجمهوري قبل ايام من انتهاء الولاية الرئاسية ابدينا اصراراً على التأليف داعين ايّاه الى الاجتماع مساءً في القصر للاتفاق على اصدار مراسيم تشكيل الحكومة الجديدة وفقاً لأحكام الدستور. الاّ انه لم يأبه، ولم يعر اذناً صاغية حتى للوسطاء لبذل اي جهد على صعيد التأليف. ما رسّخ يقيننا بأنه غير راغب في تأليف حكومة بل الاستمرار على رأس حكومة تصريف اعمال والمراهنة والرهان على الوقت كي تشغر سدّة الرئاسة. فيستحيل عندئذٍ التأليف بغياب الشريك الدستوري الكامل في تأليف الحكومة.”

وأردف عون قائلا: “الأدهى والأخطر، وهو ما لا اوافق عليه قطعاً، ان تمارس هكذا حكومة لا تتولّى اختصاصها الذي ناطه الدستور بها في المادة 17 منه الاّ بالمعنى الضيّق لتصريف الأعمال، صلاحيّات رئاسة الجمهورية وكالة حتى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وهي صلاحيّات يمارسها الرئيس تحت القسم ولا يستطيع توليها من انحسرت دائرة اختصاصه اصلاً بعدم توافر ثقة مجلسكم الكريم بسلطته. وما يزيد في الأمر خطورة ان رئيس حكومة تصريف الأعمال، المكلّف والممتنع عن التأليف، يرغب في عقد جلسات لمجلس الوزراء ورقابة مجلسكم منعدمة، مخالفاً مفهوم تصريف الأعمال بالمعنى الضيّق ومبدأ فصل السلطات وتوازنها وتعاونها، وهو من ركائز نظامنا الدستوري الديمقراطي البرلماني (فقرة ج و هـ من مقدمة الدستور). ”

وتابع: “ان الفوضى الدستورية التي تهدّد الكيان والميثاق مرفوضة منّا طالما انّنا في سدّة الرئاسة وقد اقسمنا يمين الاخلاص لدستور الأمة اللبنانية وقوانينها. وعند خلّو سدّة الرئاسة من دون انتخاب رئيس، تخلو الساح للممارسات والأعراف من دون رقيب او حسيب، فيُفرّغ الميثاق وتتفاقم الأخطار في مرحلة قد تكون الأخطرفي حياتنا العامة، والفراغ يراكم الفراغ والمعالجات الناجعة لأزماتنا تغيب وتنتفي ايضاً، والشعب يبحث عن سبل نجاة من معاناته الموروثة او المستجدّة بفعل يد البشر او غدر القدر، حتى إن لاحق بشائر خلاص تكمن في ثرواتنا الطبيعية، لا تجد ما يعوزها من تركيز جهد وتصميم وقدرة شرعية مستمدّة من حكومة مكتملة الأوصاف الدستورية ورئيس للجمهورية.”

إلى ذلك، شدد على أننا “تريثّنا حتى اللحظة الأخيرة المتاحة قبل ان نوّجه هذه الرسالة الى مجلسكم الكريم بواسطة رئيسه علّ الوعي والحسّ والضمير الوطني يعودوا الى من يجب ان يتحلى بهم في هذه الأزمنة منعاً لمراكمة الفراغ على الفراغ، ما دعانا، والأمر على ما هو عليه من خطر داهم بالفراغ الكامل على صعيدي الرئاسة والسلطة الاجرائية، الى ان نتوجّه اليكم ودعوتكم بصورة عاجلة وماسة الى ان تتم فوراً ومن دون اي ابطاء، الاجراءات التي تقتضيها هذه الرسالة والظروف الخطيرة التي دفعتنا اليها، ما يجعل مجلسكم الكريم عاملاً وفاعلاً ومنقذاً الوطن مما يهدّده من جرّاء الفراغ والرهانات الخطيرة عليه والموصوفة اعلاه، فينتخب رئيس جمهورية او تؤلّف حكومة في اليومين المتبقيين من ولايتنا ونتفادى جميعنا حافة الهاوية التي اعتمد سياستها من ائتمنتم على تأليف حكومة جديدة، وهو الرئيس المكلّف الذي يرفض تأليف حكومة جديدة بقرار سياسي منه، فيؤبّد حالة التصريف ويفاقم الفراغ فراغاً ويسطو على رئاسة الجمهورية، وهي معقودة بميثاق العيش المشترك لسواه، مراهناً على ممارسة صلاحيّاتها في حين ان المادة 62 من الدستور تنيطها وكالة بمجلس الوزراء حين خلوّ سدتها لأي علّةٍ كانت، وحكومة تصريف الأعمال بالمعنى الضيّق تستحيل عليها هذه الممارسة وهي التي لا تمارس اصالة كامل اختصاصها الدستوري!

ولفت إلى أن “الحكومة المكتملة الأوصاف الدستورية، فإنّها تمارس وكالة (اي حتى حلول الأصيل) هذه الصلاحيّات عندما تنعقد في هيئة مجلس وزراء وبإجماع اعضائها، باستثناء الصلاحيّات اللصيقة بشخص رئيس الجمهورية.”

إذ أشار إلى أن “في حال الحكومة، فقدت سلطتها الدستورية لجهة ممارسة دائرة اختصاصها بالكامل بعد بدء ولاية مجلسكم الجديد الذي لم يمنحها اي ثقة، في حين ان الشعب هو مصدر السلطات وصاحب السيادة يمارسها عبر المؤسسات الدستورية، وانتم الأحدث والألصق بإرادته، وسدّة الرئاسة على مشارف يومين من الخلوّ، انمّا هي حكومة فاقدة الشرعية الشعبية وبالتالي الشرعية الدستورية والميثاقية، سيّما في ضوء هذه الظروف القاسية وغير المسبوقة التي يمر بها لبنان وشعب لبنان. كل ذلك بسبب عدم نص الدستور على صلاحيتي بسحب التكليف ومعاودة الاستشارات النيابية، ولأن الرئيس المكلّف يحبس التأليف ويؤبّد التصريف مراهناً على الفراغ القاتل لميثاقنا وهويّتنا ودستورنا وكيانناً والمهدّد لاستقرارنا الأمني.”

كما أكد أن “رئيس الحكومة المكلّف لم يعتذر، والاّ كنّا بادرنا الى استشارتِكم والتشاور مع رئيس المجلس وكلّفنا والّفنا وتجاوزنا الأخطار والفوضى الدستورية التي تستولد كل الحالات الشاذة. وعليه يتوجّب على دولة الرئيس المكلّف ان يعتذر، لكي يصار فوراً الى تكليف سواه واصدار مراسيم التشكيل فور ذلك تجنّباً للفراغ – هذا اذا لم يبادر مجلسكم الكريم الى نزع التكليف، فيما هو من اعطاه ايّاه.”

وختم عون: “نتوجّه اليكم بهذه الرسالة لنطلعكم على واقع الحال وننبّه ممّا يمكن ان تنحرف اليه الأمور في ما هو ليس من مصلحة البلاد، عملاً بمسؤولية مجلس النواب واختصاصه في التكليف ومن ثم في منح الثقة للحكومة والمساءلة والمحاسبة، تمهيداً لمناقشة هذه الرسالة الفورية في الهيئة العامة بالنظر الى ضرورات الإنقاذ من الأخطار التي تتهدّد لبنان وشعبه وميثاقه ودستوره وكيانه، والتخفيف من معاناة شعب لبنان الذي اولاكم سلطاته وسيادته – منذ اشهر قليلة، فتتحقّق من خلال مجلسكم الكريم الشراكة الوطنية وضرورات “ميثاق العيش المشترك الذي لا شرعيّة لأي سلطة تناقضه”، وان يتّخذ مجلسكم الموقف او الإجراء او القرار اللازم تفادياً لهذا الأمر.”

 

البطريرك الراعي للنواب: كيف ستواجهون ثورة شعبنا الجائع وغضبه؟ فلا تظنوا أن دولة لبنان بتمشي بدون رئيس

وطنية/30 تشرين الأول/2022

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الأحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي عاونه فيه المطران انطوان عوكر، امين سر البطريرك الاب هادي ضو، رئيس مزار سيدة لبنان _حريصا الأب فادي تابت، الأب كريم جرجس، في حضور قائمقام كسروان _الفتوح ستريدا نبهان، سفير لبنان السابق لدى الفاتيكان جورج خوري، جامعة آل كرم في لبنان وبلدان الانتشار برئاسة رئيس الجامعة المهندس مارون كرم، قنصل جمهورية موريتانيا ايلي نصار، رابطة آل الشمالي في لبنان وبلدان الانتشار برئاسة رئيس الرابطة ايلي الشمال،الدكتور انطوان زخيا صفير وحشد من الفاعليات والمؤمنين. 

بعد الانجيل المقدس القى البطريرك الراعي عظة بعنوان: "متى جاء إبن الإنسان في مجده" ( متى 25: 31). قال فيها: "يسوع المسيح، إبن الله المتجسد، الذي عاش على أرضنا ثلاثا وثلاثين سنة، يجيء بالمجد في نهاية الأزمنة ديانا للعالمين. في مجيئه الأول أتى لخلاصنا، فإتخذ جسدا بشريا من مريم البتول، وكشف لنا سر الآب ومحبته اللامتناهية، وقبل الآلام والموت لفداء خطايا البشرية جمعاء، وقام من بين الأموات في اليوم الثالث وبث في العالم الحياة الجديدة لتقديس البشر أجمعين. أما في مجيئه الثاني فيأتي ديانا، ويظهر ملكا في جلالة مجده. لذا تحتفل الكنيسة اليوم بعيد يسوع الملك.

2. إننا نختتم معكم بهذه الليتورجيا الإلهية، وفي هذا الأحد زمن الصليب والسنة الطقسية 2021-2022. فيطيب لي أن أرحب بكم جميعا مع تحية خاصة لرابطة آل الشمالي ولجامعة آل كرم في لبنان وبلدان الإنتشار. رابطة آل الشمالي تأسست سنة 1938 بهدف جمع شمل العائلة والإهتمام بشؤونها الإجتماعية ونشر الإلفة والمحبة بين أبنائها. فعملت على تنظيم النشاطات الإجتماعية، والثقافية  والترفيهية، وعلى مد يد المساعدة، لكل محتاج، والتواصل مع كل أبنائها مقيمين ومنتشرين إيمانا  منها بدور العائلة الواحدة الجامعة، فهي مصدر العادات والأعراف والتقاليد، وهي الخلية الأولى التي  تنشر في المجتمع القيم الأخلاقية والإنسانية. وجامعة آل كرم في لبنان وبلدان الانتشار الحاضرة معنا بهيئتها الجديدة، تأسست العام 2019 بهدف الربط بين ابناء العائلة في لبنان والخارج والتواصل في ما بينهم وتقديم الدعم اللازم  لكل من يريد المشاركة في الخدمة العامة وفي مختلف المجالات، وشد اواصر العائلة ليكونوا يدا واحدة في مواجهة التحديات الراهنة. يتكلم إنجيل اليوم عن الدينونة العامة بتأدية الحساب على الرحمة والعدالة. وتتم مثلها الدينونة الخاصة بكل إنسان عند ساعة موته وحضوره أمام العرش الإلهي.

يؤكد الرب يسوع أنه بتجسده تماهى نوعا ما مع كل إنسان وبخاصة مع كل متألم لأي سبب: كالجوع والعطش والغربة والعري والمرض والسجن، ليس فقط بالمعنى الجسدي والمادي، بل أيضا بالمعنى الروحي والمعنوي والنفسي".

 وتابع: "هناك بين الناس من يجوع إلى الخبز وأيضا إلى العلم والمعرفة؛ ومن يعطش إلى الماء وأيضا إلى العدالة والكرامة؛ ومن يختبر غربة البيت والوطن، وأيضا الغربة الإنسانية والروحية والاجتماعية؛ ومن يحتاج إلى ثوب ليستر عريه ويستدفئ، وأيضا إلى محبة تستر عيوبه، وصيت حسن يحمي كرامته؛ ومن يعاني من مرض الجسد وأيضا النفس والروح؛ ومن يعيش أسيرا وراء قضبان السجن أو أيضا مستعبدا لنزواته وميوله، ولأشخاص وإيديولوجيات. هؤلاء جميعا يسميهم الرب يسوع إخوته الصغار (متى 25: 40 و 45). هم إخوته لأنه شابههم وتماهى معهم وشاركهم ما يعانون من آلام، وجعل خدمتهم الطريق إلى الخلاص الأبدي (راجع متى 25: 34). وهم صغار لأنهم بحاجة إلى مساعدة. إنهم هذا العدد الذي لا يحصى من الرجال والنساء والأطفال والبالغين والعجزة، الرازحين تحت عبء من البؤس لا يطاق. إنهم ملايين من الناس الذين فقدوا الأمل لأن بؤسهم يتفاقم: جوع وتسول وتشريد بدون ملجأ، تنقصهم العناية الطبية، وينقصهم الرجاء بمستقبل أفضل (البابا يوحنا بولس الثاني: الإهتمام بالشأن الإجتماعي، 13 و 42-43). إنهم الفقراء اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا ودينيا (السنة المئة، 57).

 وقال: "سندان على الرحمة والعدالة. على الرحمة التي تنبع من مشاعر الحنان والمحبة في القلب البشري. كل الذين نادوا يسوع ليشفيهم: عميان وبرص ومقعدون قالوا: يا ابن داود، يا معلم، يا يسوع، إرحمني!. وكان الإنجيل يردد أن يسوع تحنن عليهم وشفاهم. لا نستطيع أن ننظر إلى المحتاج من دون إحساس وشعور بالشفقة. إن اللامبلاة خطيئة عظيمة تجاه هؤلاء المحتاجين. وعلى العدالة لأن من حق كل محتاج أن يحصل على المساعدة التي هي واجب. فلا يحق لأحد أن يحتفظ لنفسه بما يخصه. فالمبدأ الأساس في تعليم الكنيسة الإجتماعي هو أن "على كل ملكية خاصة رهن إجتماعي". ما يعني أنه لا يوجد ملكية خاصة بالمطلق. وتدعو الكنيسة في تعليمها إلى فضيلة التضامن الذي يعني أننا كلنا مسؤولون عن كلنا. فلو وجدت ذرة من الرحمة والعدالة لدى المسؤولين السياسيين النافذين عندنا الممسكين بمفاتيح الحل والربط، تجاه الشعب اللبناني، لما تركوه يئن تحت عبء الفقر والحرمان والظلم والتهجير، ولما أمعنوا في هدم مؤسسات الدولة تباعا وصولا إلى رئاستها التي هي فوق جميع الرئاسات والمؤسسات، فأوقعوا هذه الرئاسة العليا والأساسية في الفراغ، إما عمدا، وإما غباوة، وإما أنانية! هذه الرئاسة بصلاحياتها ودورها هي أساس الاعتراف بوحدة لبنان، كيانا ودولة. فرئيس الجمهورية ليس رئيسا بين رؤساء بل هو فوق كل رئاسة. إن العودة إلى نغمة الترويكا قد ولت، لأنها تعطل التآلف بين السلطات والفصل في ما بينها، وتطعن في مفهوم نشوء قيام الدولة اللبنانية وميثاقها والشراكة الوطنية، وتولد الفوضى الدستورية".

وتابع: "مع انتهاء ولاية فخامة الرئيس العماد ميشال عون، نشارك اللبنانيين في وداعه ونتمنى له الخير والتوفيق بعد حياة طويلة في مختلف المواقع العسكرية والوطنية وصولا إلى رئاسة الجمهورية التي يغادرها اليوم من دون أن يسلمها لخلف، ولا لحكومة أصيلة كاملة الصلاحيات. لم يكن عهده سهلا، بل محفوفا بالأخطار والظروف الصعبة. فكان لبنان وسط محاور المنطقة وصراعاتها، وعرف أسوأ أزمة وجودية في تاريخه الحديث، انعكست عليه وعلى الشعب اللبناني اقتصاديا وماليا واجتماعيا؛ وما زال في دائرة الخطر على كيانه ونظامه الدستوري. فنناشد السادة النواب القيام سريعا بواجبهم وانتخاب رئيس جديد، لأن الشغور الرئاسي ليس وكأنه قدر في لبنان، بل هو مؤامرة عليه بما يشكل في هذا الشرق من خصوصية حضارية يسعى البعض إلى نقضها. والدولة بلا رئيس كجسم بلا رأس. والجسم لا يحتمل أكثر من رأس".

 وتوجه الى النواب: "يا أيها السادة النواب ورؤساء الأحزاب والكتل النيابية، أنتم تعرفون منذ ست سنوات موعد انتخاب رئيس جديد للدولة، وقد كان لكم المديد من الوقت وبخاصة في الشهرين الأخيرين الدستوريين، لتتحاوروا وتتناقشوا وتتفاوضوا حول اختيار مرشح جدير للرئاسة وانتخابه. فهل يعقل أن تنعقد ثلاث جلسات إنتخابية فقط في الشهرين الحاسمين تنتهي كلها بتعطيل النصاب؟ ليس اليوم، وقد انتهت المهلة الدستورية، وقت الحوار بل وقت انتخاب الرئيس الجديد. ويتم الإنتخاب لا بالإتفاق المسبق على الإسم، لأنه غير ممكن، بل بجلسات الإقتراع المتتالية والمصحوبة بالتشاور وبالمحافظة الدائمة على النصاب. أتدركون جسامة مسؤوليتكم عن التسبب بالشغورين: شغور رئاسة الجمهورية، وشغور حكومة كاملة الصلاحيات، وكلاهما يشكلان السلطة الإجرائية في الدولة؟ أتدركون أنكم بهذا تفاقمون من دون سقف الأزمة السياسية والأزمات الإقتصادية والمالية والمعيشية والإجتماعية؟ كيف ستواجهون ثورة شعبنا الجائع وغضبه؟ فلا تظنوا أن دولة لبنان بتمشي بدون رئيس!".

 وختم الراعي: "ثم لماذا هذا التشكيك في الشخصيات القادرة على تبوؤ هذا المنصب وتصوير الواقع كأن ليس بين كل موارنة لبنان شخصية صالحة لتسلم الرئاسة وإنقاذ البلاد. فكلما طرح اسم ينهال الطعن بقدراته أكان مدنيا أو عسكريا، دبلوماسيا أو مفكرا إستراتيجيا، تقنيا أو سياسيا، من الجيل الجديد أو من الجيل المخضرم. هذا أمر مدبر ومخطط له، إما لإطالة الشغور الرئاسي، وإما لفرض رئيس من خارج الثوابت الوطنية يكون خاضعا للمشاريع المتجولة في المنطقة. لا أيها السادة، الطريق إلى قصر بعبدا يمر باحترام الدستور والشرعية وعدم تجييرهما لهذا المحور أو ذاك، وباختيار رئيس يتمتع بتجربة إدارة الشأن العام ومعرفة الإدارة اللبنانية والمؤسسات، وبالقدرة على جمع المواطنين حول مبادئ لبنانية والولاء للبنان فقط، وباستعادة علاقات لبنان مع أصدقائه وتوسيعها. فالرئاسة ليست هواية ولا دورة تدريبية بل ريادة في الحكم وقيادة الشعوب. نصلي إلى الله كي يمس ضمائر النواب والكتل النيابية، فيبادروا للحال إلى عقد جلسات المجلس النيابي الانتخابي وفق الأصول الديمقراطية، وينتخبوا رئيسا للدولة تنتظم معه المؤسسات الدستورية الأخرى. فالله سميع مجيب! له المجد والشكر إلى الأبد، آمين".

بعد القداس استقبل البطريرك الراعي المؤمنين المشاركين في الذبيخة الإلهية.

 

المطران عوده: ألا تشكل الجلسات الفولكلورية إساءة لصورة المجلس ودليلا على تهاوي الممارسة السياسية؟

وطنية/30 تشرين الأول/2022

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، خدمة القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس.

بعد الإنجيل ألقى عظة قال فيها: "نلمس في مثل الغني ولعازر الفقير إحدى المشاكل الاجتماعية الكبرى التي تولد صدامات واضطرابات في المجتمعات البشرية، وهي تكمن في عدم توزيع الغنى بالتساوي، وعدم رحمة الأغنياء للفقراء. فالغنى صنم، والساجدون له كثر، ليس من الأغنياء وحدهم، بل من الفقراء أيضا، لأن المشكلة الجوهرية ليست في امتلاك الغنى، بل في تحويله من هدف للحياة إلى وسيلة للخدمة والعطاء. إن الصورة التي تعطينا إياها قراءة إنجيل اليوم عن حالة الغني وعن لعازر الفقير بعد الموت، تراها عيون القديسين النقية منذ الآن، وسط المظالم الاجتماعية، لأن القديسين ينظرون إلى الباطن لا إلى الظاهر، إلى آخرة الظلم، لا إلى قوته الطاغية. فآخرة الظلم صراخ الغني البائس: "يا أبي إبراهيم ارحمني وأرسل لعازر ليبل طرف إصبعه بماء ويبرد لساني" (لو 16: 24). لكن، ليس الغني عديم الشفقة وحده سيكون معذبا في لهيب جهنم، بل كذلك الفقير عديم الصبر، إبن الغضب، لأنه في عوزه يرى الغنى كأنه الخير الأسمى، فيصل إلى الحسد والبغض تجاه إخوته البشر".

أضاف: "كان غني المثل عبدا لحب الذات ولأنانيته، مغلقا على نفسه، يتنعم كل يوم مترفها. محبته لنفسه أماتت عاطفته، فلم تهمه حالة لعازر الفقير. إستسلم كليا لراحته وغناه، الأمر الذي لم يمنعه من اتقاء الله، أي الإيمان بوجوده، وحفظ بعض أوامر الناموس. نرى في المثل أنه لم يدن من أجل عدم إيمانه، بل بسبب قلة محبته. هذا ما يؤكده القديس غريغوريوس بالاماس، معلقا على الطريقة التي تكلم بها الغني مع إبراهيم. لقد دعاه "يا أبت إبراهيم"، الأمر الذي يدل على أنه يتقي الله، وعلى أنه لا يتعذب في النار بسبب عدم إيمانه. لقد دخل إلى مكان العذاب كفاقد للرحمة وكمحب للذة، وليس كجاحد. ربما ظن نفسه مؤمنا بالإله الحقيقي، لكنه في الحقيقة كان عابدا للأوثان. عاش في عبودية الأهواء، وتواجد الإيمان مع عبودية الأهواء حالة من الإنفصام الشخصي منتشرة بين البشر. يقول القديس أثناسيوس الكبير: "عاشق الهوى ومحب اللذة ينكر المسيح ويسجد للصنم"، ويتابع رابطا الأهواء المختلفة ببعض الآلهة اليونانية القديمة. مثلا، من تأسره اللذات الجسدية يحوي في ذاته صنم أفروديت ويسجد له، ومن يحب الفضة ويتردد في إعطاء الحسنات ويغلق أحشاءه أمام مصائب الآخرين "يسجد لإرموس الصنم، ويعبد الخليقة بدل الخالق". لكي يكون الإيمان مستقيما، يجب أن يرتبط مباشرة بالعمل. يقول الرسول يعقوب: "أنا أريك بأعمالي إيماني ... الإيمان بدون أعمال ميت" (2: 18 و20).

وتابع: "لا يستطيع أحد أن يرضي أهواءه، وفي الوقت نفسه أن يرجو خلاصه بإيمانه. الإيمان الذي يخلص ليس أفكارا عن الله لا علاقة لها بالسلوك اليومي. الإيمان يخلص عندما يروي كياننا كله ويوجه جميع أنشطتنا، وإلا نختبر انقساما رهيبا في شخصيتنا. هذا الانقسام، الناجم عن الكسل الروحي، كثيرا ما يظهر لابسا وشاح استقامة الرأي. يبرر وجوده بأن الإيمان المستقيم يعطي حرية كبيرة، قد تصل إلى حد الخطيئة، وأن كل ما يهدف إلى ضبط الشهوة بالقوانين والشرائع يضع الحياة في إطار ناموسي ضيق ناتج عن عقلية مبالغة في التقوى. إن الحياة لا يمكن أن تنحصر في القوانين والشرائع، لكن في إمكاننا تحديد دائرة الموت الروحي. كذلك يتعذر علينا تحديد أوصاف المحبة، بما أنها الله ذاته، الساكن في الإنسان: "الله محبة، ومن يثبت في المحبة يثبت في الله والله فيه" (1 يوحنا 4: 16). لكن المسيح والأنبياء والرسل أرشدونا إلى الأسباب التي تغلق علينا في سجن الأنانية، وتقضي على المحبة".

وقال: "يعلمنا المسيح اليوم أن الإيمان لا يخلص إن لم يقترن بالأعمال، ولم ترافقه المحبة، وأن الإيمان قد لا يؤثر على محبتنا للذة وعدم رحمتنا، وهذان يقودان إلى هلاك النفس. بعد موت الغني ولعازر انقلبت الأدوار، فوجد الغني نفسه في العذاب، بينما ذهب لعازر الفقير إلى أحضان إبراهيم، حيث سكنى الفرحين. لم يرتبط عذاب نفس الغني بأهوائه الكثيرة وعدم توبته فحسب، بل أيضا بانعدام حس التوبة لديه. لافت أنه لما وجه كلامه إلى إبراهيم لم يعترف بمسؤوليته تجاه ما وصل إليه، بل اشتكى من آلامه، لذلك ذكره إبراهيم بأنه استوفى خيراته في حياته. إن النفس المقيدة بلذات الجسد تدرك في ساعة موتها أنها مربوطة ومسجونة داخل الجسد. تتعذب وتعاني بما يفوق التصور، بينما الإنسان المنضبط، الذي ساد على رغباته ووحد إرادته بمشيئة الله، يكون ساعة موته هادئا وحرا، يعيش الحضرة الإلهية بالصلاة وينتقل إلى الحالة الجديدة بسلام".أضاف: "ينتقل بلدنا في الأيام المقبلة إلى فصل جديد من مسيرته الديمقراطية، أملنا ألا يكون أسوأ من الفصول السابقة التي توالت منذ عقود. دعاؤنا أن تستنير عقول أعضاء الهيئة الناخبة التي تجتمع في مجلس النواب، وأن تنتخب رئيسا يعمل مع جميع الفرقاء كي يصل لبنان إلى السيادة والحرية والوحدة، وإلى مخرج من الجحيم إلى النعيم، لأن الشعب يئس من استبداد طبقة تتحكم بمصيره فتجوعه حينا، وتفقره حينا، وتمرضه وتهجره وتذله أحيانا. أما حان وقت إدراك النواب المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتق كل منهم؟ ليتذكروا ما حدث لغني إنجيل اليوم، ويحكموا ضمائرهم قبل فوات الأوان. وجود رئيس على رأس الدولة أمر ضروري، تماما كما هي ضرورية حكومة متجانسة، تعمل وفق رؤية واضحة، وخطة إنقاذية إصلاحية. الجسد بدون رأس يكون معطلا، والرأس بلا أعضاء حية كقائد بلا عناصر، لذا من مصلحة الجميع العمل على انتخاب رئيس، ثم تسهيل تشكيل حكومة ليتناسق العمل ويبدأ البنيان. الجلسات الفولكلورية غير الجدية ألا تشكل إساءة إلى صورة المجلس النيابي، ودليلا على تهاوي الممارسة السياسية؟ أليس تعطيل مسيرة النظام الديمقراطي وإدخال البلد في الفراغ جريمة بحق البلد؟ إن الوطن والدولة والسياسة ليست شعارات نتغنى بها، بل هي سلوك وطني مسؤول. إن المصلحة الوطنية هي الحد الذي تقف عنده الأنانيات والمصالح". وختم: "دعوتنا اليوم هي إلى نبذ الأهواء، والتمتع بالمحبة المزروعة داخل كل منا، مثمرين إياها عبر القيام بواجباتنا والاهتمام بإخوتنا".

 

نصرالله: المقاومة والتهديد بالحرب كانا عاملين حاسمين في إنجاز اتفاق الترسيم

وطنية/30 تشرين الأول/2022

قال الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله، ان "لبنان في معركة ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، التي بدأت مع وصول السفينة اليونانية وانتهت بتسليم الوثائق في الناقورة، حصل على كل ما أراده، باستثناء أمر واحد بقي عالقا". ووصف خلال خطاب متلفز تحدث فيه عن ملف الترسيم الحدود البحرية الجنوبية مع فلسطين المحتلة، نتيجة المفاوضات البحرية غير المباشرة بأنها "نتيجة مهمة وانتصار تاريخي وكبير"، موضحا أن "مربعا صغيرا بقي عالقا مساحته 2.5 كلم، ولبنان مصر على أنها منطقة محتلة ويجب تحريرها".

 وأكد أن "المقاومة والتهديد بالحرب كانا عاملين حاسمين في إنجاز اتفاق ترسيم الحدود البحرية"، مضيفا "كدنا أن نصل إلى الحرب قبل التوصل إلى اتفاق".  ولفت إلى أن "كل الذي حصل لم يقدم فيه لبنان أي ضمانات أمنية، ولو كانت هناك ضمانات أمنية تحت الطاولة لكان لابيد وغيره أظهروها لجمهورهم لأنهم بحاجة إلى ذلك". وفند نصر الله الإنجازات التي تمكن لبنان من تحقيقها من خلال اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع "إسرائيل"، موضحا أنه "أولا، لبنان رفض خط 1 الإسرائيلي، ورفض خط هوف، وتحمل كل المخاطر وضغط الوقت والزمن وأصر على الخط 23 وعلى البلوكات كاملة، لا بل أكثر من ذلك".

 وتابع: "الإنجاز الثاني هو إصرار لبنان على حصوله على البلوكات كاملة، لا تبادل ولا تعديل ولا أي شيء، أي كل البلوكات 8 و9 و10 المرسمة من قبل الدولة اللبنانية، تم الحصول عليها بالكامل". وبين أن "الإنجاز الثالث، هو حصول لبنان على كامل حقل قانا، من دون أي التزام من الجهة اللبنانية ولا تقديم تعويض ولا أي شيء، وذلك من موقع القوة، وهناك التزام من العدو بعدم القيام بأي نشاط باتجاه الجزء من حقل قانا الواقع جنوب خط ال 23".  وذكر أن "الإنجاز الرابع هو على درجة عالية من الأهمية، وهو رفع المنع عن الشركات التي التزمت العمل في البلوكات، إذ لا يستطيع العدو الإسرائيلي أن يهددها أو أن يطلق عليها النار ولا أن يمنعها على الإطلاق بحسب الاتفاق"، مضيفا أنه "أيضا، رفع المنع الأميركي والغربي في سياق الحصار المفروض على لبنان، لا بل التزموا تشجيع الشركات على التنقيب واستخراج الغاز".  وأشار  إلى إنجاز خامس وهو أنه "حتى في المساحة مع قبرص، فإن حصة لبنان من المنطقة الاقتصادية الخالصة ستتوسع بعد هذا الترسيم".  وشدد نصرالله على أن "العدو الإسرائيلي اعترف بتوازن الردع مع المقاومة نتيجة ما جرى في ملف ترسيم الحدود البحرية"، مؤكدا أن "لا شبهة تطبيع أو اعتراف بالعدو الإسرائيلي بعد اتفاق ترسيم الحدود البحرية".

 

قاووق: نريد رئيسا بالتوافق لا يكون استفزازيا ولا يتحدى إلا العدو

وطنية/30 تشرين الأول/2022

أكد عضو المجلس المركزي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق أن "إسرائيل كانت وما تزال وستبقى عدوا وشرا مطلقا قبل الترسيم وبعده، وأن المعادلة الذهبية ستبقى ثابتة وراسخة أكثر فأكثر، وحزب الله كان وما يزال وسيبقى في الموقع الأول والمتقدم لنصرة الشعب الفلسطيني والمقاومة في فلسطين، ولم يتغير شيئ على الإطلاق، سوى أننا زدنا عزما وإصرارا على مواجهة هذا العدو وإكمال درب المقاومة".  كلام قاووق جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه الحزب لفقيد "الجهاد والمقاومة" محمد موسى عسيلي في مجمع الشهيد الشيخ أحمد يحيى "أبو ذر" في بلدة رشاف الجنوبية، في حضور مسؤول منطقة جبل عامل الأولى عبد الله ناصر، وعدد من العلماء والفاعليات والشخصيات وعائلات الشهداء، وحشد من الأهالي. ورأى أنه "بمجرد دخول لبنان إلى نادي الدول النفطية، فهذا يعني بشارة إيجابية وبداية للخروج من الأزمات المالية والاقتصادية والمعيشية، ويجب أن يكون هذا الاتفاق خطوة أولى في مسار التعافي في البلد".

 وشدد على أن "كثرة وشدة وصعوبة الأزمات المالية والمعيشية والاقتصادية، تفترض انتخاب رئيس يؤتمن على إخراج البلد من الأزمات وليس رئيسا يفجر الأزمات ويزيدها تأزما". وأشار إلى أن "البعض في لبنان يريدون رئيسا للمواجهة والتحدي يقسم اللبنانيين ليواجهوا بعضهم بعضا، بينما نحن نريد رئيسا بالتفاهم والتوافق يوحد اللبنانيين، ويواجه العدو والفساد والأزمات"، معتبرا أن "إصرار هؤلاء على رئيس تحد ومواجهة، هو السبب الرئيسي في ضياع فرصة انتخاب رئيس للجمهورية ضمن المهل الدستورية". وختم قاووق: "إن موقف حزب الله الواضح هو أننا نريد رئيسا بالتوافق يبدأ بإخراج البلد من الأزمات، ولا يكون استفزازيا، ولا يتحدى أحدا إلا العدو الإسرائيلي".

 

باسيل: عدم دعوة رئيس المجلس غداً لجلسة لاتخاذ قرار أو إجراء يؤكد نية عدم التشكيل

وطنية/30 تشرين الأول/2022

غرد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل عبر حسابه على تويتر كاتبا: "رئيس الجمهورية وجه كتابا لمجلس النواب لمحاولة تفادي الفراغ الحكومي؛ عدم دعوة رئيس المجلس غداً النواب لجلسة لاتخاذ قرار او إجراء، يؤكد نية عدم التشكيل ووضع اليد على صلاحيات الرئيس وفرض سلطة غير ميثاقية ولا دستورية! اليوضاسيون باعوا بس ما تدفعوا غالي، بضاعتهم كاسدة متل وعودهم".

 

قاسم من بعلبك: الدولة والمقاومة أنجزا الترسيم البحري والمطلوب إنجاز قوانين الصندوق السيادي

وطنية- بعلبك/30 تشرين الأول/2022

اعتبر نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم أن "لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون الكثير من الإنجازات في البلد، فقد استطاع ان يمنع يد الأجنبي من التحكم بلبنان، وساهم في نصرة المقاومة ضد العدو الاسرائيلي، وفي تحقيق الانتصار في معركة فجر الجرود ضد التكفيريين، وعمل على انجاز قانون الانتخابات لاختيار الشعب لممثليه، وفي عهده، وبفضل وحدة الموقف الرسمي والتعاون بين الجيش والشعب والمقاومة، تم التوصل إلى إنجاز ترسيم الحدود البحرية". وقال خلال حفل تأبيني لأحد كوادر الحزب علي حسن مصطفى في حسينية الإمام الخميني في بعلبك، بحضور النائب على المقداد، مسؤول قيادة منطقة "حزب الله" في البقاع الدكتور حسين النمر، وفاعليات: "حزب الله جهد وعمل للتوفيق بين الرئيس عون ورئيس الحكومة من أجل تشكيل حكومة، وتقدمنا في بعض المحطات للتوفيق بين الرئيسين، لكن سرعان ما كان الأمر يصل إلى نتائج سلبية، كما عملنا على انتخاب رئيس لتلافي الوقوع في صراعات دستورية تعطل وتعيق لبنان أكثر مما هو معطل، لكن وصلنا إلى انتهاء الاستحقاق الرسمي ولم ينتخب رئيس". أضاف: "نؤيد دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري من أجل الحوار لتقريب وجهات النظر، علنا نسرع في الوقت لان انتخاب رئيس للجمهورية هو ضروري وطبيعي لأي حل يمكن أن يحصل على المستوى الاقتصادي والمالي والاجتماعي". وتابع: "الانتصار في الترسيم البحري كبير جدا لا مثيل له في تاريخ الصراعات، وهو في ان تتمكن دولة ضعيفة بالمقارنة مع العدو ومعها مقاومتها الرشيدة مع شعب متضامن، في تسجيل  الانتصار على إسرائيل واميركا، وان تأخذ الحقوق، فهذا امر كبير وإنجاز كبير يجب أن يسجل بشكل مباشر، وللمرة الأولى يتم التهديد بالقوة ونحصل على كل الثمار، من دون إطلاق طلقة واحدة من النار، اي اننا حققنا ما حصل بدون حروب وهذا انجاز كبير بحمد الله تعالى، وهناك من لا يعجبه هذا النصر، وأقول هناك من لا يستحق هذا النصر، فهو مخلوق مهزوم، كلما رأى نصرا صوب اليه الاتهام، وهذا ما حصل في انتصار تموز 2006، العدو الاسرائيلي يقول انتصرنا وهم يقولون هزيمة لأنهم بطبعهم مهزومون". وأردف: "أمامنا تجربة بالاستراتيجية بين المقاومة والدولة لتحصيل الحقوق، قدموا لنا استراتيجية أفضل، فالمقاومة أصبحت جزءا لا يتجزأ من حياة لبنان وحاضر لبنان ومستقبله. المقاومة والدولة أنجزا الترسيم البحري والمطلوب اليوم انجاز القوانين للصندوق السيادي وإنجاز القوانين للاستخراج كي لا تذهب ثرواتنا هدرا وحتى تكون لمستقبل الأجيال". واعتبر قاسم أن "العقوبات الاميركية هي ضد لبنان، وأميركا تريد تثبيت النازحين السوريين في لبنان وتوطين الفلسطينين من أجل أن تكون إسرائيل هادئة مطمئنة، وكل المشروع الأميركي هدفه إراحة إسرائيل، والمقاومة ستهزم هذا المشروع، ولن نقبل لبنان إلا بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة". بدوره رأى مسؤول العمل البلدي في البقاع الشيخ مهدي مصطفى ان "المقاومة زرعت كل العنفوان والكرامة في فناء هذا البلد وزرعت في العدو روح الهزيمة".

 

  /New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 30-31 تشرين الأول/2022

رابط الموقع                                                                       

http://eliasbejjaninews.com

لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

Click On The above Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

 

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 30 تشرين الأول/2022/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/113066/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1583/

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For October 30/2022

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/113068/lccc-lebanese-global-english-news-bulletin-for-october-30-2022-compiled-prepared-by-elias-bejjani/