المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 29 تشرين الأول/2022

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2021/arabic.october29.22.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

اضغط على الرابط في أعلى للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

مثال حبة الخردل وعمق الإيمان

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/تغريدات نشرتها خلال شهر تشرين الأول/2022

الياس بجاني/الحوار بأي شكل من الأشكال مع حزب الكبتاغون المحتل للبنان هو تصرف خياني وغبي

الياس بجاني/سرطان نصرالله وعصابته والكوارث

الياس بجاني/ادمون زرق ذمي ومن السياسيين المسؤلين عن اتفاق الطائف الكارثة الوطنية والسيادية

الياس بجاني/ما دام حزب الكبتاغون يحتل لبنان وطاقم السياسيين والنواب ذمي وطروادي الحزب سيعين الرئيس

الياس بجاني/الانتهازية والوطاوي بتخلق مع السياسي اللبناني المرت وبيرضعها مع الحليب

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو تقرير من موقع سبوت شوت، يتناول حقبة مهمة من حقبات نضال الرئيس الشهيد بشير الجميل، الذي احاط نفسه بمجموعة من الخبراء في المجالات كافة.

معلومات جديدة عن فريق “غامّا”.. إليكم “لغز” بشير الجميّل الذي بقي طيّ الكتمان لسنوات!

رابط فيديو تصريح د. جعجع عقب اجتماع تكتل الجمهورية القوية

رابط فيديو مقابلة العميد فايز كرم من موقع سبوت شوت/ حالات تمرّد قادمة في التيار... كلامٌ ناريّ لـ فايز كرم عن عون وعهده: "فشل وخذلنا"!

رابط فيديو مقابلة النائب الياس حنكش من ال أم تي في

رابط فيديو مقابلة النائب د. شربل مسعد مع سهى شعبان من تلفزيون لبنان الرسمي

رابط فيديو خطبة الجمعة للشيخ صبحي الطفيلي: الترسيم أسوأ من التطبيع ونهاية مخزية لمشروع مقاوم

رابط فيديو رابط مقابلة رئيس تحرير موقع "صفر" محمد زبيب من موقع جاد غصن: في مواجهة أعداء المجتمع والدولة

رابط فيديو مقابلة علي الأمين من اذاعة صوت لبنان الكتائبي

رابط فيديو فايسبوك هزلي/هودي هني أصحاب شركات أحزاب لبنان المحلية والوكيلة. ما في فرق بينهم كلهم من خامة واحدة..خامة مرتي..الشباب فرحانين بالترسيم

البابا فرنسيس: أحبّ القديس شربل.. ولبنان دائماً بصلاتي

عون ينسف “حوار برّي”… وميقاتي يضع “تحريف التأليف” في خانة “التخريف”

"إنجاز عن إنجاز ... بيفرَق" بين "بي المؤسسات" و"بي الكِل"...التاريخ يُنصف بمقدار ما يَدين

جان الفغالي/وكالة اخبار اليوم

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 28 تشرين الأول 2022

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 28/10/2022

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

كميل شمعون يرد على ابو صعب ..

تتويج مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل بـ«اتفاق تاريخي»

لبيد يعتبر الاتفاق اعترافاً لبنانياً بإسرائيل/تل أبيب: وفدا المفاوضات جلسا في غرفة واحدة في رأس الناقورة

وكالات دولية تتوقع «بحذر» إيجابيات للبنان من اتفاق ترسيم الحدود مع إسرائيل بسبب البطء الحكومي في تطبيق الإصلاحات التي طلبها «صندوق النقد»

الرئاسة التركية: إردوغان استقبل الحريري في المجمع الرئاسي في انقرة

ريفي: على القضاة رغم اعتكافهم النظر في المخالفات أو الجنح الصغيرة

باسيل: هذا المخطط للبنان

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

كييف تطالب طهران بالتوقف «فوراً» عن تزويد موسكو بالأسلحة

واشنطن تعاقب «مؤسسة 15 خرداد» الإيرانية لتشجيعها «العمل الإرهابي» ضد سلمان رشدي

الوكالة الذرية تجري «تدقيقاً مستقلاً» في أوكرانيا بشأن «القنبلة القذرة»

واشنطن ترفض «الهراء» الروسي عن برنامج بيولوجي عسكري أميركي - أوكراني

شويغو: روسيا أكملت تعبئة 300 ألف من جنود الاحتياط

إيران تزعم: أميركا وبريطانيا وإسرائيل دربت المحتجين

طريق رئيسي يوصل إلى لوغانسك.. أوكرانيا تتقدم شرقاً

أوكرانيا لإيران: سلاحكم لروسيا يقتل المدنيين.. أوقفوه

روسيا: القنبلة القذرة قد تدفعنا لمواجهة مباشرة مع الناتو

موسكو «تستكمل» إجلاء المدنيين من خيرسون أمام تقدم القوات الأوكرانية و«الشيشاني» قديروف يقر بخسائر فادحة في صفوف قواته

فرنسا تريد الإسراع في ترحيل المهاجرين غير الشرعيين عن أراضيها/الحكومة تعمل على إعداد مشروع قانون سيُطرح على البرلمان بداية العام المقبل

ريشي سوناك يراهن على التعاون مع فرنسا لخفض تدفق الهجرات غير الشرعية على شواطئ بريطانيا

باريس ولندن تفتحان صفحة جديدة بعد التوترات زمن جونسون وتراس

كوريا الشمالية تتحدى التحذيرات الأميركية وتطلق صاروخين باليستيين

القيادة المركزية الأميركية: ملتزمون بالدفاع عن كوريا الجنوبية واليابان

الدبيبة يناور بالانتخابات... وباتيلي يتعهد نزع سلاح الميليشيات وانطلاق اجتماع اللجنة العسكرية الليبية المشتركة في سرت

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

اتفاقات أبراهام" تمرّ من الناقورة/ملاك عقيل/أساس ميديا

هذا ما جناه لبنان من تفاهم الترسيم.. «حبر على ورق»؟!/داود صالح/جنوبية

لبنان يعود إلى الجغرافيا السياسيّة/أيمن جزيني/أساس ميديا

معضلات الحوار: قلق مسيحيّ وتراجع سُنّيّ وجاهزيّة "الحزب"/وليد شقير/أساس ميديا

آخر إبداعات الإنكار... أعظمها!/نبيل بومنصف/النهار

الحزب” يضغط للتأليف… ويعطّل شرط الثقة/كلير شكر/نداء الوطن

بكركي تتحرّك على خط الرئاسة: غربلة الأسماء بدأت/غادة حلاوي/نداء الوطن

حوار برّي الرئاسي: ممرّ أم هدف؟/طوني كرم/نداء الوطن

عندما تهدي طهران واشنطن "إنجازاً ديبلوماسياً"!/ايلي القصيفي/أساس ميديا

في صبيحة اليوم ال1108 و1109 على بدء ثورة الكرامة/حنا صالح/فايسبوك

لبنان: نهاية عهدٍ ولا أفق!/رضوان السيد/الشرق الأوسط

إيران و«عفريت العلبة»!/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

قتل لوياثان بألف طعنة/أمير طاهري/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

رئيس الجمهورية تبلغ من بو صعب توصل المحادثات مع الوفد القبرصي الى صيغة لتعديل الحدود البحرية بين البلدين

الرئيس عون في لقاء وداعي: أمضيت كل حياتي مدافعا عن لبنان ولا شيء سيمنعني من مواصلة المسيرة والسلام الاقتصادي سيتعزز بعد الترسيم وليس من نص يتحدث عن عدم قانونية التوقيع على مراسيم قبول الاستقالة ما لم يتم تشكيل حكومة أخرى والمسألة متعلقة باعراف يمكن خرقها

جعجع بعد اجتماع "الجمهورية القوية": سنتجاوب مع دعوة بري الى جلسة مفتوحة لا تنتهي الا بانتخاب رئيس

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

إذَا كَانَ اللهُ مَعَنَا، فَمَنْ عَلَيْنَا؟ فاللهُ الَّذي لَمْ يَبْخُلْ بِٱبْنِهِ، بَلْ سَلَّمَهُ إِلَى المَوْتِ مِنْ أَجْلِنَا جَميعًا، كَيْفَ لا يَهَبُ لَنَا مَعَهُ أَيْضًا كُلَّ شَيء

رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة08/من28حتى39/:”يا إِخوتي، نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ اللهَ يَعْمَلُ كُلَّ شَيءٍ لِخَيْرِ الَّذينَ يُحِبُّونَهُ، أُولئِكَ الَّذينَ دَعَاهُم بِحَسَبِ قَصْدِهِ؛ لأَنَّ الَّذينَ سَبَقَ فَعَرَفَهُم، سَبَقَ أَيْضًا فحَدَّدَهُم أَنْ يَكُونُوا مُشَابِهينَ لِصُورَةِ ٱبْنِهِ، حَتَّى يَكُونَ ٱبْنُهُ بِكْرًا لإِخْوَةٍ كَثِيرِين. والَّذِينَ سَبَقَ فحَدَّدَهُم، هؤُلاءِ أَيْضًا دَعَاهُم، والَّذِينَ دَعَاهُم، هؤُلاءِ أَيْضًا بَرَّرَهُم، والَّذِينَ بَرَّرَهُم، هؤُلاءِ أَيْضًا مَجَّدَهُم. إِذًا فَمَاذَا نَقُولُ بَعْد؟ إِذَا كَانَ اللهُ مَعَنَا، فَمَنْ عَلَيْنَا؟ فاللهُ الَّذي لَمْ يَبْخُلْ بِٱبْنِهِ، بَلْ سَلَّمَهُ إِلَى المَوْتِ مِنْ أَجْلِنَا جَميعًا، كَيْفَ لا يَهَبُ لَنَا مَعَهُ أَيْضًا كُلَّ شَيء؟ فَمَنْ يَشْكُو مُخْتَارِي ٱلله؟ أَللهُ يُبَرِّرُهُم. فَمَنِ الَّذي يَدِين؟ هوَ المَسِيحُ يَسُوعُ الَّذي مَات، بَلْ أُقِيم، وهوَ أَيْضًا عَنْ يَمينِ ٱلله، وهُوَ أَيْضًا يَشْفَعُ لَنَا! مَنْ يَفْصِلُنَا عَنْ مَحَبَّةِ المَسِيح؟ أَضِيقٌ، أَمْ شِدَّةٌ، أَمِ ٱضْطِهَادٌ، أَمْ جُوعٌ، أَمْ عُرْيٌ، أَمْ خَطَرٌ، أَمْ سَيْف؟ كَمَا هُوَ مَكْتُوب: «إِنَّنَا مِنْ أَجْلِكَ نُمَاتُ النَّهَارَ كُلَّهُ، وقَدْ حُسِبْنَا مِثْلَ غَنَمٍ لِلذَّبْح!». إِلاَّ أَنَّنَا في كُلِّ ذلِكَ نَغْلِبُ بِالَّذي أَحَبَّنَا. فإِنِّي لَوَاثِقٌ أَنَّهُ لا مَوْتَ ولا حَيَاة، ولا ملائِكَةَ ولا رِئَاسَات، ولا حَاضِرَ ولا مُسْتَقْبَل، ولا قُوَّات، ولا عُلْوَ ولا عُمْق، ولا أَيَّ خَلِيقَةٍ أُخْرَى تقْدِرُ أَنْ تَفْصِلَنَا عَنْ مَحَبَّةِ اللهِ الَّتي في المَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا.”

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

ما دام حزب الكبتاغون الإرهابي يحتل لبنان وطاقم السياسيين والنواب قرطة ذميين وطرواديين سيد امونيوم سيعين الرئيس الدمية

الياس بجاني/تغريدات نشرتها خلال شهر تشرين الأول/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/113045/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%ba%d8%b1%d9%8a%d8%af%d8%a7%d8%aa-%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%87%d8%a7-%d8%ae%d9%84%d8%a7%d9%84-%d8%b4%d9%87%d8%b1-%d8%aa%d8%b4/

28 تشرين الأول/2022

 

حتى التاريخ لن يذكر ويتذكر عون الطروادي الفارسي الواقع في كل تجاريب لاسيفورس رئيس الأبالسة

الياس بجاني/28 تشرين الأول/2022

لم يكن عون رئيساً بل خادماً للفرس ولحزبهم الكبتاغوني. قادة اغبياء يفتقدون للرؤية انتخبوه، وقطعان سارت خلفه للمسالخ حتى دون معمعة

 

الحوار بأي شكل من الأشكال مع حزب الكبتاغون المحتل للبنان هو تصرف خياني وغبي

الياس بجاني/28 تشرين الأول/2022

فهموها: الحوار مع حزب الكبتاغون ومع اوباشه المحليين هو استسلام وخضوع لإحتلاله وشرعنة لسلاحه ولمشروعه الإيراني التوسعي والمذهبي

 

سرطان نصرالله وعصابته والكوارث

الياس بجاني/27 تشرين الأول/2022

سيد حزب الكوبتاغون مسرحجي فاشل ومجرم محترف. بعد إعترافه المذل بإسرائيل بصفقة النفط مقابل الغباء صارت تلاثيته الشيطانية الجديدة: جيش شعب هوكاشتين

 

ادمون زرق ذمي ومن السياسيين المسؤلين عن اتفاق الطائف الكارثة الوطنية والسيادية

الياس بجاني/26 تشرين الأول/2022

مقابلة ادمون رزق ع MTV تؤكد أنه خرفان ومش عارف ربه وين حاطو/ذمي يفاخر بالطائف الكارثة وبصداقة حافظ الأسد المجرم

فيديو مقابة ادمون رزق من ال ام تي في

https://www.youtube.com/watch?v=e_ZdzCCG0xs&ab_channel=MTVLebanonNews

 

ما دام حزب الكبتاغون يحتل لبنان وطاقم السياسيين والنواب ذمي وطروادي الحزب سيعين الرئيس

الياس بجاني/24 تشرين الأول/2022

حزب الله سيعين الرئيس كائن من يكون، ومسرحيات الانتخاب هزلية وكل المشاركين فيها قرطة منافقين ارتضوا شرعنة احتلال الحزب والعمل بظله

 

الانتهازية والوطاوي بتخلق مع السياسي اللبناني المرت وبيرضعها مع الحليب

الياس بجاني/24 تشرين الأول/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/8899/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a7%d9%84%d8%a7%d9%86%d8%aa%d9%87%d8%a7%d8%b2%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%88%d8%b7%d8%a7%d9%88%d9%8a-%d8%a8%d8%aa%d8%ae%d9%84/

دنب الكلب بيضل أعوج ولو انحط مية سني بالقالب، والخنزير قد ما يغسل حالو بيرجع بيتمرمغ بالوحل، والكلب بيلحس استفراغه.

وهيك حال السياسيين وأصحاب شركات الأصحاب التجار، والواطيين والمنحطين باخلاقن وكفرون وطرواديتن.

ما بيقدروا يتغيروا، لأن الوساخة، والإنحطاط، وموت الضمير والوجدان، والإنتهازية، معشعشين بدمن مع انو ما عندون دم.

بلبنان في مدرسي سياسية للوساخة والحقارة، بتخرج نوعية من السياسيين التعتير، لا احساس ولا حياء، ولما بتبزق الناس علين، بتقولوا الدني عم تشتي.

هالنوعية من السياسيين، وأصحاب شركات الأحزاب التجار، هني يلي وصلوا لبنان إلى احضان الأسد والملالي، وخربوا البلد، وسرقوا مصريات الناس، وهجرون، وعبوا الدني زبالي.

هودي الأوباش بيبشروا بالعفة، وهني غرقانين بالفحش والفجور والعمالي والذل والوساخة.

يا عيب الشوم ع كل سياسي، وصاحب شركة حزب، ما عندو لا كرامي ولا شرف، وكل همو السلطة والمال والنفوذ،  ع حساب أهله والوطن…

والأضرب من هودي كلن، هني القطعان والزقيفي والزلم يلي بتمشوا وراهن.

باختصار، هودي السياسيين وأصحاب شركات الأحزاب الزفت، هني ولاد ابليس، وبيرضعوا مع الحليب الوساخة والانتهازيية، وبيعيشوا وبيموتوا هيك، ومهما عليو بيضلن واطين.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

https://eliasbejjaninews.com

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

أطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو تقرير من موقع سبوت شوت، يتناول حقبة مهمة من حقبات نضال الرئيس الشهيد بشير الجميل، الذي احاط نفسه بمجموعة من الخبراء في المجالات كافة.

المجموعة المميزة هذه عرفت باسم فريق “غاما”. في هذا التقرير تفاصيل كاملة وموثقة عن اسماء وتخصصات أفراد هذا الفريق الفاعل الذي عمل البشير بنصائحه وارشاداته.

https://eliasbejjaninews.com/archives/113048/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d8%aa%d9%82%d8%b1%d9%8a%d8%b1-%d9%85%d9%86-%d9%85%d9%88%d9%82%d8%b9-%d8%b3%d8%a8%d9%88%d8%aa-%d8%b4%d9%88%d8%aa%d8%8c-%d9%8a%d8%aa%d9%86%d8%a7%d9%88%d9%84-%d8%ad%d9%82/

معلومات جديدة عن فريق “غامّا”.. إليكم “لغز” بشير الجميّل الذي بقي طيّ الكتمان لسنوات!

28 تشرين الأول/2022

https://www.youtube.com/watch?v=v95UI7Mohy8

 

رابط فيديو تصريح د. جعجع عقب اجتماع تكتل الجمهورية القوية

https://www.youtube.com/watch?v=j9s7Ah_QYOc

 

رابط فيديو مقابلة العميد فايز كرم من موقع سبوت شوت/ حالات تمرّد قادمة في التيار... كلامٌ ناريّ لـ فايز كرم عن عون وعهده: "فشل وخذلنا"!

https://www.youtube.com/watch?v=Pz7FChVV3N0

 

رابط فيديو مقابلة النائب الياس حنكش من ال أم تي في

https://www.youtube.com/watch?v=tt-yKowjyJ0

 

رابط فيديو مقابلة النائب د. شربل مسعد مع سهى شعبان من تلفزيون لبنان الرسمي

https://www.youtube.com/watch?v=m3VxNuYI2B4

 

رابط فيديو خطبة الجمعة للشيخ صبحي الطفيلي: الترسيم أسوأ من التطبيع ونهاية مخزية لمشروع مقاوم

https://www.youtube.com/watch?v=KW-ZLvV4G2o

 

رابط فيديو رابط مقابلة رئيس تحرير موقع "صفر" محمد زبيب من موقع جاد غصن: في مواجهة أعداء المجتمع والدولة

https://www.youtube.com/watch?v=nRYRwD30ny0

 

رابط فيديو مقابلة علي الأمين من اذاعة صوت لبنان الكتائبي

https://www.youtube.com/watch?v=WLHrdlcS2EM

 

رابط فيديو فايسبوك هزلي/هودي هني أصحاب شركات أحزاب لبنان المحلية والوكيلة. ما في فرق بينهم كلهم من خامة واحدة..خامة مرتي..الشباب فرحانين بالترسيم

https://www.facebook.com/ahmad.soueissi/videos/1796185180714362

28 تشرين الأول/2022

 

البابا فرنسيس: أحبّ القديس شربل.. ولبنان دائماً بصلاتي

نادر حجاز/أم تي في/28 تشرين الأول/2022

يحضر لبنان دائماً في حاضرة الفاتيكان، في الصلاة طبعاً ولكن بما هو اكثر من ذلك ايضاً من خلال المساعي الدائمة لحماية هذا الوطن الفريد كنموذج لا مثيل له لا سيما في هذا الشرق المضطرب.  وكانت للبنان حصة كبيرة من مباحثات البابا فرنسيس مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، كما الاتفاق على خطوات أساسية لا بد من القيام بها بدءا من ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت. وفي حديث عفوي للبابا خلال المقابلة الأسبوعية في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان، استذكر لبنان على طريقته أثناء حديث مع أحد الشبان اللبنانيين الذي بادره بالتحية من بين الحاضرين. مسؤول العلاقات العامة قي بطريركية الأرمن الكاثوليك شربل بسطوري، الذي نشر على مواقع التواصل صورة عفوية مع البابا، نقل لموقع mtv أطراف الحديث معه. فبعد تعريفه بنفسه باللغة الفرنسية بأنه "شربل من لبنان"، كان جواب البابا: "انني أحبّ القديس شربل، وأنا أصلّي للبنان. فهو دائماً في صلاتي". وللبنان محطة اليوم في روما، كما يضيف بسطوري، حيث حضر وفد من كنيسة الأرمن الكاثوليك للمشاركة في الجلسة الافتتاحيّة لدعوى تطويب الكاردينال غريغوريوس بطرس الخامس عشر أغاجيانيان والتي تنطلق اليوم في بازيليك القديس يوحنا في اللاتران في العاصمة الإيطاليّة. موعد جديد للبنان مع القداسة، ومع صلاة البابا الذي لا زال وطن الرسالة بانتظار زيارته التي وعد بها في الصيف الماضي ولم تحصل، وعسى أن تعود الى جدول زياراته، فبعد كل هذه المعاناة يستحق هذا البلد بعض الرجاء.

 

عون ينسف “حوار برّي”… وميقاتي يضع “تحريف التأليف” في خانة “التخريف”

نداء الوطن/28 تشرين الأول/2022

في شكل إبرام اتفاقية الترسيم الحدودي البحري بين لبنان وإٍسرائيل أمس، ظهر طرفا الاتفاقية على طرفي نقيض في كيفية تظهيرها وتوثيقها رسمياً، فبينما كان الجانب الإسرائيلي متصالحاً مع نفسه وشعبه في اتباع الأصول المتبعة والمتعارف عليها دولياً في إقرار الاتفاقيات الحدودية بحيث اجتمعت الحكومة الإسرائيلية وصادقت بكامل هيئتها على اتفاق الحدود البحرية مع الدولة اللبنانية، وسط مجاهرة رئيسها يائير لابيد بأنّ “لبنان اعترف بدولة إسرائيل” بموجب هذا الاتفاق، وتأكيد المتحدث باسم الحكومة أنّ اتفاقية الترسيم البحري المبرمة مع لبنان “ستجعل إسرائيل من أكبر الدول المصدّرة للغاز”، طغت على الضفة اللبنانية المقابلة ملامح الإرباك والارتباك والخجل على أداء السلطة في مشهدية بدت أقرب إلى “التهريبة الوطنية” من “الإنجاز الوطني”.

فمن الضياع الجلي الذي واكب التحضيرات الرسمية لعملية إخراج صيغة وصورة التوقيع اللبناني على الاتفاقية الحدودية حتى لحظة وصول الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين مساء الأربعاء، مروراً باستمرار “قطبة” الوفد اللبناني إلى الناقورة “مخفية” في أروقة القصر الجمهوري حتى صباح الخميس، وصولاً إلى تخريجة تولي رئيس الجمهورية ميشال عون نفسه التوقيع على نص المذكرة الأميركية وتوقيع وزير الخارجية عبدالله بو حبيب على الرسالة الموجهة إلى الأمم المتحدة تأكيداً على موافقة لبنان الرسمية على إحداثيات الاتفاقية الحدودية البحرية المبرمة مع إسرائيل، كان مخاض الترسيم “عسير الهضم” على اللبنانيين تحت وطأة ما تضمنه الضخّ الرئاسي والسياسي والإعلامي العوني والممانع من استغباء فاقع للعقول ومحاولات فاشلة لغسل الأدمغة والتعمية على حقيقة إبرام اتفاق حدودي لبناني مع إٍسرائيل بكامل إرادة “حزب الله” الذي يعلم القاصي والداني في لبنان وخارجه أنه كان له اليد العليا في إدارة عملية التفاوض الحدودي بقفازات العهد العوني، فكان له ما أراد وأنجز العهد مهمته بنجاح وأتمّ بذلك آخر واجباته تجاه “الحزب” بأن أوصله إلى برّ الأمان الحدودي على الجبهة الجنوبية مع إٍسرائيل قبل انتهاء الولاية الرئاسية… وعلى قاعدة “الطبع غلب التطبيع” أخذ عون بصدره وقلمه مسؤولية توقيع “التطبيع المبطّن” مع إسرائيل بالأصالة عن الرئاسة الأولى وبالنيابة عن “حزب الله”.

ورغم كل الوقائع الحسية والملموسة على مرّ مراحل التفاوض مع إسرائيل عبر الوسيط الأميركي والتي بيّنت بما لا يقبل الشكّ أنّ نصّ الاتفاقية الحدودية يؤكد أنّها أبرمت بين “دولة لبنان ودولة إسرائيل”، وعلى الرغم من تشبيه نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب “اتفاقية هوكشتاين” بـ”اتفاقية ابراهام” للسلام والتطبيع مع إٍسرائيل، وتأكيد بو صعب نفسه في وقت سابق على أنّ اتفاقية الترسيم تشمل “ترتيبات أمنية” على الحدود الجنوبية مع إٍسرائيل، فضلاً عن تأكيدات الوسيط الأميركي مراراً وتكراراً على أنّ هذه الاتفاقية تؤمّن أمن إسرائيل على الحدود الشمالية مع لبنان، سعى الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله في إطلالة متلفزة أمس إلى إقناع جمهوره بعدم وجود أي اتفاق بين لبنان وإٍسرائيل حول الحدود البحرية نافياً من جهة أي اعتراف لبناني بإسرائيل أو أي تطبيع معها، قبل أن يوقع نفسه في فخ التناقض في المواقف بين نفيه في ختام حديثه إعطاء “ضمانات أمنية” لإسرائيل وبين إعلانه في مستهل حديثه عن انتهاء “مهمة المقاومة” بعد توقيع الرسائل والوثائق الخاصة باتفاقية الترسيم البحري مع إٍسرائيل، قائلاً: “فيما يتعلق بالمقاومة تكون المهمة قد انتهت، بناءً عليه كل التدابير ‏والاجراءات والاستنفارات الاستثنائية والخاصة التي قامت بها المقاومة منذ عدة أشهر أعلن الآن أنها قد ‏انتهت”، وهو ما أكدت أوساط مواكبة لمفاوضات الترسيم أنه كان “موقفاً مطلوباً” من نصرالله إعلانه بالتوازي مع انعقاد اجتماع الناقورة لإنهاء مراسم إبرام اتفاقية الترسيم.

ومساءً، كانت إطلالة متلفزة لرئيس الجمهورية عبر شاشة “أل بي سي” ضمن سلسلة مقابلات مماثلة ينوي القيام بها في أيام عهده الأخيرة على أن تكون إطلالته اليوم عبر شاشة “المنار”، ففتح عون نيران “تصفية الحسابات” في أكثر من اتجاه رئاسي وسياسي من دون أن يوفّر المؤسسات التشريعية والإجرائية والقضائية، فاعتبر على دارج عادته منذ تبوئه سدة الرئاسة الأولى أنّ الجميع تآمروا عليه في الداخل والخارج لمنعه من “محاربة الفساد”.

وإذ لم يخرج عن المألوف منه في التهجم على الإعلام اللبناني واصفاً إياه بأنه “كاذب وبشع”، أكد عون على طريقته وجود ضمانات أمنية بموجب اتفاقية الترسيم البحري مع إٍسرائيل من خلال تأكيده أنّ “الساحة الجنوبية أصبحت مستقرة ولن تكون بعد الآن مصدراً للعنف واستحالة أن تندلع الحرب” بعد توقيع هذه الاتفاقية، ليدير بعدها فوهة نيرانه باتجاه الداخل اللبناني فلم يتردد في نسف “حوار عين التينة” الذي يعتزم رئيس المجلس النيابي نبيه بري الدعوة إليه للبحث في مسألة انتخاب رئيس جديد للجمهورية، مؤكداً أن هذا الحوار “سيفشل لأنّ بري لا يحق له الدعوة إلى الحوار وأن يحل مكان رئيس الجمهورية في توجيه مثل هذه الدعوة”، مقابل منحه رئيس المجلس حق “التشاور الثنائي” فقط وليس عقد اجتماع حوار موسع بين الكتل النيابية.

وحكومياً أيضاً، بادر عون إلى التشهير بالرئيس المكلف نجيب ميقاتي متهماً إياه بأنه “لا يملك النية الجدية في تشكيل حكومة” ومتهكماً عليه بالإشارة إلى أنه بعد اجتماع قصر بعبدا الأخير “ذهب على متن يخته ولم يعد”، لكنه جدد الاستعداد لتأليف حكومة جديدة ولو قبل ساعة من انتهاء ولايته في حال نال رئيس “التيار الوطني الحر” ما يطلبه من حصة وزارية، مهدداً في المقابل بأنه أصبح “على وشك توقيع مرسوم استقالة حكومة تصريف الأعمال” رغم أنه كان قد نفى قبل أيام عبر مكتبه الإعلامي وجود أي نية لديه لتوقيع مثل هذا المرسوم.

ولاحقاً، أصدر ميقاتي بياناً ردً فيه على تحريف عون لوقائع مشاورات التأليف واضعاً ذلك في خانة التخريف ربطاً بكبر السنّ، وذلك من خلال إشارته إلى أنّه “بشأن ما تحدث عنه فخامته من مسائل خاصة ووقائع مجتزأة ومحرّفة أو غير صحيحة… فأكتفي بالقول بأسف: أحيانا تخون كبارنا الذاكرة فتختلط الوقائع بالتمنيات والحقائق بالأوهام”.

 

"إنجاز عن إنجاز ... بيفرَق" بين "بي المؤسسات" و"بي الكِل"...التاريخ يُنصف بمقدار ما يَدين

جان الفغالي/وكالة اخبار اليوم/28 تشرين الأول/2022"

حين يراجع أي مراقِب ما أنجزه "بي المؤسسات" في لبنان، اللواء فؤاد شهاب، يخجل أن يتحدث عن  "إنجازات" تمت في عهد "بي الكِل".

الحمد لله أن التاريخ يُنصف، بمقدار ما يَدين، التاريخ أنصف اللواء فؤاد شهاب، ومَن "يفلفِش" في صفحات "إنجازاته" يكتشف كم أن "إنجازات" بي الكل لم تتضمَّن سوى صفحات لم يُكتَب عليها شيءٌ.

أما عن إنجازات "بي المؤسسات" فهذه جردة بها، علَّ يتعرف الناس على الفرق بين الحقائق والأضاليل.

بعد مرور سنتين على بدء عهده، قرر الرئيس فؤاد شهاب الإسراع في تنفيذ المشاريع الإصلاحية والاجتماعية التي كانت محصلة دراسات بعثة ايرفد وغيرها من الخبراء الذين كلفوا بها.

وهكذا شهدت الأعوام 1962و1963و1964 ولادة سلسلة من المشاريع والقوانين والمؤسسات الكبرى، لم يسبق للبنان أن شهد مثيلاً لها، واهم هذه المشاريع والمؤسسات والقوانين:

- إنشاء المجلس الوطني للسياحة.

- تنظيم وزارة الإعلام.

- تنظيم وزارة التخطيط.

- إنشاء المجلس الوطني للبحوث العلمية.

- قانون التنظيم المدني الشامل لكل لبنان.

- إنشاء المشروع الأخضر.

- وضع قانون النقد والتسليف.

- إنشاء مصرف لبنان المركزي وتدشين بنائه.

- إنشاء الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي.

- إنشاء مديرية الرياضة والشباب.

- تنظيم عمل الأجانب في لبنان.

- المخطط التوجيهي العام لضواحي بيروت.

- إنشاء تعاونية موظفي الدولية.

 جاءت هذه الإنجازات مكملة لتلك التي تحقّفت في السنوات الأولى من العهد الشهابي، والتي يمكن إيجازها بما يأتي:

- إنشاء مصلحة الإنعاش الاجتماعي.

- إنشاء معرض طرابلس الدولي.

- إنشاء مجلس تنفيذ المشاريع الكبرى لمدينة بيروت.

- إعادة تنظيم مصالح المياه والكهرباء في المدن والمناطق.

- إنشاء هيئة التفتيش المركزي.

- إنشاء مجلس الخدمة المدنية.

- إعادة تنظيم التفتيش المالي وديوان المحاسبة.

- إعادة تنظيم مجلس القضاء الأعلى ومجلس شورى الدولة ومعهد الدروس القضائية والمحاكم الشرعية.

- إنشاء كلية الحقوق في الجامعة اللبنانية.

كما تمّ في هذه المرحلة إنجاز المشاريع التالية:

- إنشاء قسم من أوتوستراد الساحل بين الضبية والمعاملتين.

- إنشاء أوتوستراد الزوق- فاريا.

- إنشاء الحوض الثالث لمرفأ بيروت.

- توسيع مطار بيروت الدولي.

- إنشاء مرفأ جونيه.

- وضع كتاب التنشئة الوطنية.

وكما يقال بالعاميَّة : "اليوم إلهن عين يحكو بالإنجازات! والله عيب".

اليوم، وبعد ثمانية وخمسين عامًا على عهد الرئيس فؤاد شهاب، مازالت الجمهورية تعمل بإنجازاته، وحين يُراد أن تعطى صفة لسياسي،  بالنزاهة والاستقامة، يُقال عنه إنه "شهابي".

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 28 تشرين الأول 2022

وطنية/28 تشرين الأول/2022

النهار

بعد حدوث زوبعة بين مرجع ووزير في حكومة تصريف الأعمال عادت العلاقة الى وضعها الطبيعي بين الرجلين.

اعتذرت المديرة العامة للنفط اورور فغالي عن عدم الانضمام الى الوفد اللبناني الذي توجه الى الناقورة لاتمام اتفاق الترسيم البحري مع إسرائيل.

عمد أفراد محظيون تربطهم علاقات مع نافذين على رد مبالغ مالية الى أصحابها من فلسطينيين وسوريين بعد ابلاغهم بعدم التمكن من تمرير مرسوم التجنيس.

الجمهورية

يُفكّر مرجع روحي في كيفية ترجمة فكرة طَرحها بعض السياسيين بضرورة تدخّله في استحاق مفصلي.

يجري التداول في مؤتمر وطني بتغطية سياسية شاملة لوضع خطة مالية – إقتصادية للبنان.

يرى خبراء اقتصاديون أنّ شطب الودائع سيؤدي الى مزيد من الكساد وهو ليس حلاً والأزمة الكبرى هي أزمة سيولة.

اللواء

كشف دبلوماسي لبناني رفيع أن علاقة فريق التيار الوطني الحر مع دولة كبرى على طريق التسوية، تمهيداً لرفع العقوبات..

تابع ليل أمس مرجع كبير الكلام الرئاسي مباشرة، تمهيداً للتعامل معه، بعد انتهاء الولاية الرئاسية..

جرى تدخل لترتيبات وضع صرف الدولار عند هامش معين، بدءًا من الثلاثاء المقبل..

نداء الوطن

بعد تعرّضهم لنكسة انتخابية في إحدى جامعات كسروان، يتردد أنّ عدداً من الطلاب المنتمين إلى تيار سياسي جهّزوا استقالاتهم من النادي السياسي الطالبي.

عُلم أنّ الاتحاد الاوروبي سيكون له موقف من التطورات اللبنانية وقد يزور وفد منه لبنان لامتصاص تداعيات الفراغ الرئاسي الذي صار واقعاً بشكل حتميّ.

قالت مصادر معنية إنّ برنامج صيانة معملي دير عمار والذوق يبدأ في بداية تشرين الثاني وهو يتزامن مع آخر شحنة فيول عراقي قد تصل من الاتفاق الأول، الامر الذي يعني استمرار العتمة رغم وصول شحنة الفيول.

البناء

قال مرجع في القانون الدولي إن الوثيقة الأميركية التي أعلن لبنان موافقته عليها بما تضمنت من إنهاء لعناصر التفجير في الخلافات الاقتصادية والحدودية لم تنه هذه الخلافات، وفقاً لمضمون النص، ولذلك فإن الوثيقة هي اتفاق غير مباشر لفك الاشتباك الاقتصادي والحدودي وليست اتفاق ترسيم.

يقول خبير في تنظيم الحملات الإعلامية إن أغلب الحملات التي تتناول تفاهم النفط والغاز وتصفه بالتطبيع أو التفريط تأتي من قوى على صلة وثيقة بـالأميركي، وهذا يعني أنها حملات لإطلاق غبار يريد وضع المقاومة في موقع دفاعي لتخفيف ضغط الإحراج عن الجانبين الأميركي والاسرائيلي

الأنباء

قطب مخفية لا تزال تحيط بظروف اتفاق استراتيجي تستدعي توضيحات من المعنيين.

جهة اقليمية اساسية لا تزال تلتزم الصمت حول اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل رغم دورها تأييداً أو تغطية.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 28/10/2022

وطنية/28 تشرين الأول/2022

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون لبنان

لبنان يترقب تلمس التداعيات الاقتصادية والمالية لتفاهم ترسيم الحدود البحرية الجنوبية بين لبنان واسرائيل الذي يشكل اتفاقا استثنائيا في إرساء معالم حقبة  اقتصادية - استثمارية جديدة لكل منهما ، كما لشركائهما دولا كانوا ام شركات نفطية,  حيث من المتوقع  ان تدخل منطقة الحوض المتوسط في ظله حقبة متطورة في مجال الاستثمار النفطي والتعاون الإقليمي.

على مسار الترسيم مع قبرص لا مشكلة لا يمكن حلها  حيث اكد نائب رئيس المجلس النيابي الياس بو صعب  بعد لقاء الوفد القبرصي رئيس الجمهورية انه تم التفاهم على النقطة 23 والاتفاق على تعجيل العمل,  لافتا في المقابل الى ان لا خلاف مع سوريا  ايضا.

وعلى بعد ثلاثة ايام من دخول لبنان الشغور الرئاسي  وانعدام فرصة تشكيل حكومة جديدة الا اذا حصل خرق في ربع الساعة الاخير وانتظار دعوة من قبل الرئيس المجلس النيابي نبيه بري الى جلسة خامسة لانتخاب رئيس جديد للبلاد.

اكد رئيس الجمهورية  في لقاء وداعي مع اسرة مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية والاعلاميين المعتمدين في القصر الجمهوري ان لا إرادة لدى  الرئيس نجيب ميقاتي وفريقه لتشكيل حكومة, قائلا "انه لا يعتمد مع تكتل لبنان القوي والتيار الوطني الحر نفس المعايير التي يعتمدها مع باقي الاحزاب".

اضاف "لم أر نصا دستوريا يمنع قبول استقالة الحكومة إلا بعد تأليف حكومة جديدة".

وشدد الرئيس عون  انه سيبقى مدافعا عن لبنان رغم انه وجد ان هذا الدفاع بات صعبا وهو في مركز الحكم الا ان ذلك لن يمنعه من مواصلة المسيرة.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ان بي ان

طوى لبنان صفحة التواقيع على الوثيقة الأميركية المتعلقة بترسيم الحدود البحرية الجنوبية مع فلسطين المحتلة وفتح صفحة التفاوض مع قبرص التي حضر وفد منها اليوم الى لبنان مطلقا مسار التفاوض من دون وسيط.

وعلى بعد يومين على إنتهاء العهد الرئاسي اطلق رئيس الجمهورية ميشال عون مواقف في إطار جردة سريعة منطلقا من تعداد الكوارث التي وسمتها مرورا بالأزمة الإقتصادية وليس آخرها الأزمة السياسية وعلى رأسها تشكيل الحكومة مجددا في هذا الإطار إتهام الرئيس المكلف بعدم اعتماد معايير موحدة في عملية التشكيل ملوحا بالتوجه نحو توقيع مراسيم إستقالة الحكومة ومؤكدا ان ليس هناك من نص دستوري يشترط ذلك بل ان المسألة متعلقة بالأعراف ويمكن خرقها.

مطلع الإسبوع المقبل سيدخل لبنان رسميا في مدار الشغور بعد الدوران في جلسات أربع ضمن دائرة فراغ لم تخرج برئيس جديد للجمهورية وتبقى الأنظار تتجه الى نية رئيس مجلس النواب نبيه بري ودعوته رؤساء الكتل الى الحوار للتوافق على رئيس جديد للبلاد ولاسيما ان هذه النية لاقت قبولا للمشاركة من قبل غالبية المكونات السياسية والنيابية.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ام تي في

مشاكل الترسيم البحري تحل  شيئا فشيئا ، فيما مشاكل الترسيم الرئاسي والحكومي تتعقد يوما بعد يوم. التصعيد السياسي الذي باشره رئيس الجمهورية امس من بعبدا ضد رئيس مجلس النواب  نبيه بري ورئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي استكمله رئيس التيار الوطني الحر اليوم من بكركي.

وما قاله الرئيس  ميشال عون تلميحا، اعلنه النائب جبران باسيل تصريحا،  حيث تحدث عن مخطط من ميقاتي يدعمه الرئيس بري هدفه وضع اليد على المقام الاول في الجمهورية اللبنانية،  اي الرئاسة. باسيل لم يكتف بالتوصيف، بل حذر من ان التيار لا يمكن ان يقبل بان تتسلم حكومة فاقدة الشرعية الصلاحيات الرئاسية ضمن فراغ مفتوح، وانهى تصريحه  قائلا : انتبهوا. فهل وصلت الامور حقا الى جدار مسدود؟ وهل التصعيد والتلويح بفوضى دستورية هما لجر ميقاتي الى التفاوض والوصول الى تسوية اللحظة الاخيرة، ام ان ما كتب قد كتب والفوضى الدستورية آتية لا ريب فيها؟

ثلاثة ايام تفصلنا عن الاستحقاقين الكبيرين المتلازمين ، فلننتظر رئاسيا، الوضع مشابه تماما للوضع الحكومي. التعثر سيد الموقف. والحوار الذي  اعتقد الرئيس نبيه بري انه يشكل حلا للانتخابات الرئاسية المعلقة بدأ يتحول مشكلة. القوات اللبنانية اعلنت انها ستتجاوب مع دعوة بري شرط ان يدعو الاخير الى جلسة انتخاب الرئيس،  فان كان هناك ما يجب التشاور حوله في اطار هذه الجلسة يتم التشاور. وهذا يعني ان القوات رفضت الدعوة الى الحوار وان باسلوب ايجابي مبطن.

أما التيار الوطني الحر فلن يشارك مبدئيا في الحوار انطلاقا من الموقف المبدئي الذي اعلنه الرئيس عون امس. وهذا يعني ان لبنان قد يكون بدءا من الثلثاء المقبل امام شغور رئاسي كامل وشبه فراغ حكومي. على صعيد الترسيم مع قبرص الامور تتطور بسرعة قياساة، اذ اعلنت مصادر قصر بعبدالل "ام تي في" ان التفاوض انتهى اليوم ولم يبق سوى تطبيقه خلال ايام وفق الاليات المتبعة. فهل سيتوصل لبنان الى حل اشكاليات الترسيم  مع العدو والصديق، فيما يعجز عن ذلك مع الشقيقة الاقرب: سوريا؟.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون المنار

لعل المآسي التي تحيط اللبناني من كل حدب وصوب ، مصحوبة بسياسات النكد اليومية قد شوشت رؤية انجاز الخطوة التاريخية كدولة نفطية.

ولعل التنقيب في الازمة يكشف أن الدولة العميقة التي تمسك بأرزاق اللبنانيين وماليتهم العامة، ليست مسرورة بالإنجاز اللبناني، ولا بالآمال التي تبنى على الخطوة لإراحة الاقتصاد وتخفيف الحصار.

ولذا بقي الدولار  – سيء الذكر – على حاله دون أي اهتزاز، تماما كالسياسيين الذين يسوقون البلاد الى الفراغ الكبير دون ارتداع.. فلا حكومة الى الآن، ولا رئيس جديدا للجمهورية، ومؤشر الساعات القليلة المتبقية لا يشي بالجديد.

وفي آخر ساعات العهد كلام رئاسي عبر شاشة المنار، في إطلالة خاصة للرئيس العماد ميشال عون عند التاسعة من مساء اليوم.

واليوم كان قصر بعبدا زاخرا بالنشاط، من مسار ترسيم الحدود البحرية مع قبرص السهلة المنال، الى المواقف التي رافقت اللقاءات الوداعية، وأبرزها مع الاعلاميين المعتمدين، حيث كان إنجاز الترسيم اجمل الكلام، وهدية الرئيس للبنانيين في آخر الايام – كما قال.

ومن أقواله التي تصدقها الوقائع أن ما تحقق في ملف الترسيم إنجاز لكل لبنان، وأن الكيان العبري الذي اعتاد أن يأخذ من العرب، استطاع لبنان أن يأخذ منه الحدود البحرية زائد حقل قانا كاملا، دون أي شائبة تطبيعية مع العدو، الذي قال الرئيس عون إن لا اعتراف به على الاطلاق.

في اعترافات الصهاينة الصريحة، أن سلاح حزب الله الذي وضعه السيد حسن نصر الله على طاولة المفاوضات جلب للبنان ما سماه محللوهم بالانتصار الكبير، مؤكدين بكل خيبة أنهم لم يستطيعوا الحصول على شيء من الاعتراف بكيانهم من لبنان، ولا على أي من إشارات التطبيع معه.

أما المطبوعون بعناوين الخيبة في لبنان، فلا يزالون يدفنون رؤوسهم في رمال الاحقاد كي لا يروا الانجاز الساطع الذي تحقق لكل لبنان، ولو استطاعوا لعطلوه لمنع الانفراج وإراحة البلاد والعباد.

في بلاد الجمهورية الاسلامية الايرانية كانت اليوم الصورة الحقيقية. جماهير مليونية عمت المدن الكبرى والساحات تأكيدا على قيم الثورة الاسلامية ورفضا لمخططات التخريب والارهاب.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون او تي في

وفي اليوم الثالث قبل مغادرته بعبدا، والرابع قبل انتهاء الولاية، لا يزال “الجنرال” العائد الى الرابية الأحد لمواصلة المسيرة، مصرا على تسطير الانجازات، متجاوزا مطبا تلو الآخر من المطبات الكثيرة التي نصبت له على مدى ست سنوات، وآخر الانجازات اليوم، توصل الوفدان اللبناني والقبرصي، اللذان اجتمعا بعد الظهر في وزارة الاشغال بمشاركة اعضاء هيئة ادارة قطاع البترول، الى صيغة حل.

علمت الأوتيفي أن ما تبقى في شأنها لا يتطلب أكثر من متابعة تنفيذها في الوزارات المختلفة، انطلاقا من الاجراءات القانونية المعتمدة، علما أن اللقاءات اللبنانية-القبرصية كانت بدأت صباحا في بعبدا، بحضور نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب.

رئيس الجمهورية كان أكد اليوم أنه سيبقى مدافعا عن لبنان رغم انه وجد ان هذا الدفاع بات صعبا وهو في مركز الحكم. وإذ لفت الى أن استقرار الوضع الداخلي تعزز من خلال فرض الامن وتحرير الجرود من الارهاب، فانه اعتبر ان السلام الاقتصادي سيتعزز بعد ترسيم الحدود البحرية الجنوبية من خلال مصلحة الطرفين بالهدوء والاستقرار. وعلى الصعيد الحكومي، جدد رئيس الجمهورية التأكيد على ان لا إرادة لدى الرئيس نجيب ميقاتي ولا لدى فريقه، في التشكيل.

وفي غضون ذلك، كان رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل يزور بكركي، محذرا من الصرح البطريركي من نوايا سيئة لدى البعض بالسطو على المقام الاول في البلاد، وضرب الدستور، وتعريض الميثاق الوطني للخطر من خلال عدم تشكيل حكومة. اما البداية، فمن وثائقي الجنرال في جزئه السابع عشر… مع الاشارة الى ان الرئيس العماد ميشال عون يطل هذه الليلة عبر قناة المنار، في مقابلة تنقلها الاوتيفي مباشرة على الهواء.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ال بي سي

أنجز الترسيم مع إسرائيل, تعثر الترسيم مع سوريا, بدأ الترسيم مع قبرص، ويبدو أن خواتيمه أسرع مما هو متوقع. ارتياح داخلي حتى من حزب الله الذي يطل أمينه العام السيد حسن نصرالله غدا السبت للحديث بالتفصيل عن موقف الحزب من الإتفاق.

في مقابل الترسيم البحري ، تعثر وتعقيدات ورفع لسقوف التحديات في الترسيم الرئاسي والحكومي. تناوب على رفع السقوف كل من رئيس الجمهورية ورئيس التيار الوطني الحر: الرئيس، في مقابلته مع الLBCI مساء أمس، والذي صوب فيها مباشرة على الرئيسين بري وميقاتي.

واليوم عاود التصويب، ورئيس التيار جبران باسيل الذي صوب من منصة بكركي على الرئيس بري وميقاتي، كاشفا ان هناك إرادة  واضحة من قبل ميقاتي وبدعم من بري والخارج وبعض المرجعيات لحصول الفراغ الحكومي ووضع اليد على المقام الاول في الجمهورية اللبنانية أي الرئاسة، وتابع باسيل في كلامه الخطير:هناك مخطط للبنان وارادة للوصول اليه وهو ألا يتم تشكيل حكومة.

وكان باسيل قد استبق زيارته بكركي بدعوة عدد من الوزراء إلى مائدة غداء في مقر التيار، وبحسب معلومات الLBCI فإن الوزراء اتفقوا على أنهم لن يشاركوا في أي جلسة لمجلس وزراء، ولن يقبلوا بأن تتولى حكومة تصريف الاعمال صلاحيات رئيس الجمهورية.

 باسيل وبحسب معلومات الLBCI، التقى السيد حسن نصرالله أمس الأربعاء.

وعلى خط رفع السقوف، الرئيس عون سئل عن عدم قانونية إعلانه نيته التوقيع على مراسيم قبول استقالة الحكومة ما لم يتم تشكيل حكومة أخرى، أوضح الرئيس عون ان ليس هناك من نص دستوري يشترط ذلك، بل إن المسألة متعلقة بالأعراف، ويمكن خرق العرف.

ساعات مثيرة وحافلة بالمفاجآت ربما، حتى منتصف ليل الإثنين المقبل، فكيف سيكون عليه الوضع في الأيام الثلاثة الأخيرة والعصيبة ربما؟

بالعودة إلى ما بعد الترسيم، جاء لافتا قرار الرئيس ميقاتي تشكيل لجنة تحضير مشاريع  تحديد المنطقة الاقتصادية الخالصة مع سوريا وقبرص ، واللافت أيضا أعضاء اللجنة برئاسة وزير الأشغال والنقل وعضوية ممثلين عن وزارات الطاقة والخارجية والدفاع وهيئة قطاع البترول، ويأتي هذا القرار غداة تعثر التحضير لبدء الترسيم مع سوريا.

وكان الرئيس عون تحدث اليوم، عن مسألة الترسيم البحري مع سوريا، وعما اذا كان الاتصال الذي تم بينه وبين الرئيس السوري بشار الأسد سلبيا، فنفى ذلك وقال انه كان ايجابيا بالطبع، والا لما تم التواصل حول المسألة وطلب موعد للقاء، مجددا التأكيد ان لدى سوريا رغبة  في الترسيم وان التأجيل الذي أعلن عنه السفير السوري، قد يعود الى المهلة الزمنية القصيرة ريثما يتم تجهيز فريق التفاوض، فالمفاوضات صعبة حتى مع أصدقاء، لان المسألة تتعلق بالحقوق. لذلك تم الحديث عن تأجيل وليس عن رفض.

كهربائيا، يبدو أن هناك حلحلة تتعلق بتأمين الفيول ورفع  ساعات التغذية، والشرط رفع التعرفة.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون الجديد

يومان ويطوي العهد آخر انفاسه مع ساعة تمديد واحدة عملا بالتوقيت الشتوي. وفي خريف القصر اشتعلت  الحماسة في شرايين الرئاسة  حيث امطرت مقابلات ولقاءات وداع افرغت ذخائرها في كل اتجاه .

وقبل تقديم عون الجنرال لعون الرئيس الوسام الأرفع من رتبة فارس سابق أدار رئيس الجمهورية دفة الترسيم البحري من رأس الناقورة باتجاه قبرص مستندا الى مرسوم الجيرة وحق الشفعة, فعلى خط الوسط بين لبنان والجزيرة المترامية على أطرافه الجنوبية والشمالية, أكد عون  للوفد أنه لا حاجة لوجود وسيط بيننا لأننا بلدان مجاوران وصديقان وهذا ما يجعل مهمتنا سهلة في إزالة الالتباسات الناشئة.

لكن  الجار السوري أقرب من الدار القبرصي وأبعد من أن يقدم لعون هدية مجانية بعد سنوات النأي بالنفس التي طبعت العهد طيلة الحرب السورية.

وللوصول إلى محطة الترسيم الأخيرة لا بد من المرور بالمياه الإقليمية السورية وهو ما لم تتضح معالمه بعد تأجيل زيارة الوفد اللبناني وعلى بوصلة مائية قرر الرئيس نجيب ميقاتي مد  شباكه وقرر تشكيل  لجنة برئاسة وزير الاشغال علي حمية مهمتها التحضير واعداد مشاريع  للمنطقة الاقتصادية الخالصة من الجهتين الغربية والشمالية مع كل من قبرص وسوري.ا

وبخطوة الرئيس الذي " كان مكلفا" فإن ميقاتي اطلق عهد حكومة  تصريف الاعمال رئاسيا  منهيا التوقيت الصيفي بتقديم ساعته اميالا الى الامام وبعكس التيار وفي سباق الأمتار القليلة نحو اثنين الفراغ الرئاسي تخطى رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل كل الخطوط الحمر ومتظللا بالصرح البطريركي حرك الجمر الطائفي من تحت الرماد الرئاسي واستخدم رأس الكنيسة المارونية ليروج للفوضى المنظمة ولتوريط بكركي بما في نفسه من تحريض وتهويل واتهامات طاولت شظاياها السرايا وعين التينة.

وتحدث باسيل من منصة الكنيسة  عن مخطط للبنان يقضي بأن لا يتم تشكيل حكومة بإرادة واضحة من الرئيس نجيب ميقاتي ودعم من رئيس مجلس النواب نبيه بري إضافة إلى دعم خارجي وبعض المرجعيات لحصول الفراغ الحكومي ووضع اليد على المقام الأول في الجمهورية اللبنانية أي الرئاسة.

ونظرا لهول الصورة القاتمة والفوضى التي يحذر منها رئيس  التيار فإن الاسهل على العهد لقطع دابر الفتنة ..كان التوقيع  على التشكيلة الحكومية التي علاها الغبار  في ادراج رئاسة الجمهورية , فمن كان قلبه على الوطن سوف يفديه بالتوقيع  لكن قلب التيار على الحجر السياسي وتحريكه من دفة الى اخرى , والخروج من التعطيل بموقف المظلوم وليس الظالم عبر رمي الاتهامات على الاخرين

"وباسيل يحكي وعاقل يسمع" فمن أفرغ المقام الأول من قيمته ؟ ومن عرقل التشكيل بالتعطيل؟ ووضع الشروط ولم يسم الرئيس المكلف ووعد بحجب الثقة؟ واليوم يعطي أمر اليوم لوزراء التيار بمقاطعة جلسات الضرورة والامتناع عن تأمين النصاب الوزاري لتسيير أبسط حقوق المواطنين.

أما مصادر رئيس حكومة تصريف الأعمال فأكدت للجديد أن ميقاتي لن يدعو إلى جلسة إلا في حال الضرورة القصوى وهو لن يتسرع في الدعوة إليها حرصا منه على عدم الاستفزاز لكن العجلة الحكومية سوف تستمر على مستوى الوزراء .

 لقاء باسيل الراعي لم تخرقه بكركي ببيان يحدد موقف الكنيسة المارونية من الهرطقة الباسيلية مثله مثل اللقاء الذي جمعه الأربعاء الفائت مع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وفي معلومات الجديد فإن الاجتماع كان مشحونا بطاقة باسيل السلبية وتحميل ميقاتي مسؤولية عدم تأليف الحكومةأما النقاش في الملف الرئاسي فراوح مكانه ولم يتقدم قيد أنملة في ردم الهوة العميقة بين حليفي حزب الله المسيحيين.

 

تفاصيل أخبار المتفرقات اللبنانية

كميل شمعون يرد على ابو صعب ..

الكلمة اولاين/28 تشرين الأول/2022

بعد كلام نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب بشأن الترسيم مع سوريا، أعرب رئيس "حزب الوطنيين الأحرار" كميل شمعون عن اعتقاده بأن "دمشق ترفض ترسيم الحدود البرية مع لبنان، والتي يعادل ترسيمها أهمية ترسيم الحدود البرية". وقال في حديث لموقع "الكلمة أون لاين" إن "اللبنانيين لم يخطئوا في حياتهم مع الجانب السوري، فيما دمشق لم تكن يوما إيجابية في ملف الترسيم".وبرأي شمعون، "هم يأملون أن يكون هناك مجال لانتهاك الحدود البحرية اللبنانية كما حصل في الجنوب وجرى السكوت عليه."وكان بو صعب قد صرّح بأنّه "لم يحصل سوء تواصل مع سوريا إنّما سوء تفاهم ونوع من العتب يحصل بين الأخوة"، وقال "إنّ هذا الموضوع يُحلّ ولو حصل خطأ في الشكل إلا أنّه لم يحصل من قبلنا"، مشيراً إلى أنّ الاتصال بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس سوريا بشار الأسد "كان إيجابياً جداً".

 

تتويج مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل بـ«اتفاق تاريخي»

بيروت/الشرق الأوسط/28 تشرين الأول/2022

اختتم لبنان وإسرائيل مساراً على مدى عشر سنوات من المفاوضات غير المباشرة بوساطة أميركية، لترسيم الحدود البحرية، ووقّعا أمس «تفاهماً تاريخياً»، و«آمناً ومحمياً»، حسب وصف الوسيط الأميركي آموس هوكستاين، وتبادل وفدا البلدين الرسائل الموقعة في رأس الناقورة بواسطة الأمم المتحدة، وسط إصرار لبناني رسمي على أن الاتفاق «تقني» لا يتضمن «أي أبعاد سياسية». وبدأت مفاوضات ترسيم الحدود قبل عشر سنوات بوساطة أميركية، تبدل فيها العديد من المبعوثين، وكان آخرهم هوكستاين، وتفعّلت المفاوضات في الأشهر الثلاثة الماضية عندما أعلنت تل أبيب عن الاستعداد لإنتاج الغاز من حقل «كاريش»، وقيام «حزب الله» بإطلاق مسيّرات باتجاه الحقل والتهديد بضرب منصات الغاز الإسرائيلية. وحط هوكستاين أمس في بيروت، حيث التقى الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ورئيس البرلمان نبيه بري. ووقّع عون رسالة تحمل موافقة لبنان على مضمون الرسالة الأميركية عن نتائج المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود الجنوبية التي سلمه إياها هوكستاين قبل أسبوعين، والتي تؤكد أن «لبنان حصل على الحقول المحددة في المنطقة الاقتصادية الخالصة اللبنانية كاملة والتي كان أودعها الأمم المتحدة العام 2011 واعتمدت في المرسوم الرقم 6433».وقال عون، إن «إنجاز ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية عمل تقني ليست له أي إبعاد سياسية أو مفاعيل تتناقض مع السياسة الخارجية التي ينتهجها لبنان في علاقاته مع الدول». واعتبر، أن «هذا الإنجاز يمكِّن لبنان من أن يصبح دولة منتجة ومصدِّرة للغاز والنفط بعد استكمال أعمال الحفر والتنقيب في الحقول الجنوبية بدءاً بحقل قانا؛ الأمر الذي يفعِّل الاقتصاد ويعيد الثقة الدولية بلبنان، فضلاً عن توفيره فرصة عمل جديدة للشباب اللبناني».وقال نائب رئيس مجلس النواب إلياس بو صعب، إن الرسالة التي حملها هوكستاين، تنص على أن لبنان تسلم الرسالة الأميركية ووافق على مضمونها، وحملها الوفد اللبناني وسلّمها بعد الظهر للوسيط الأميركي في الناقورة. وأشار إلى أن رسالة وُقّعت من وزارة الخارجية اللبنانية، تتوجه إلى الأمم المتحدة، و«تشير إلى أننا نودع ربطاً نسخة عن الرسالة التي تسلمناها من الوفد الأميركي، ونسخة عن الرسالة التي سلمناها إلى الجانب الأميركي».

وتوجه بو صعب لهوكستاين بالقول «قدمت مقاربة جديدة، مكّنتنا من إنهاء هذا الاتفاق التاريخي. عملك، وجهدك، وإحساسنا بأنك وسيط عادل في هذه المسألة، حيث لم يشعر لبنان لحظة بأنك تأخذ طرفاً مع جهة ضد أخرى، ساهموا بالوصول إلى ما وصلنا إليه اليوم. منذ زمن بعيد سمعت باتفاقية إبراهام، واليوم أعتقد أن هناك مرحلة جديدة، قد يكون عنوانها اتفاقية آموس هوكستاين».

ووصف هوكستاين توقيع الاتفاق بأنه «يوم تاريخي في المنطقة، من خلال ما هو ممكن في هذه الظروف، بإنجاز اتفاق سيوجد أملاً وفرصاً اقتصادية واستقراراً على جانبي الحدود». وأضاف «أظن أن من المهم أننا وصلنا اليوم إلى هذا الإنجاز. ولا تكمن الأهمية فيه فقط، بل بما سيحدث بعد اليوم. وأعتقد بشدة أن ذلك سيشكل نقطة تحول مهمة للاقتصاد اللبناني ولمرحلة جديدة من الاستثمار، ودعماً متواصلاً للنهوض بالاقتصاد، ولضمان أن أي ترتيب سيحصل، سيتم بانفتاح وشفافية، وأن المكتسبات ستصب لصالح الشعب اللبناني». وعن إطلاق أعمال التنقيب في لبنان، قال هوكستاين «لا شيء في هذا الاتفاق سيعيق العمل على الجانب اللبناني. هذا الاتفاق يسمح بانطلاق العمل في البلوك رقم 9 بإشراف شركة (توتال)، والتنقيب لمعرفة ما هو موجود. لا شيء في هذا الاتفاق ينص على أي تأخير في انطلاق التنقيب بالنسبة للبنان، ولا شيء فيه أيضاً ينص على اقتطاع أي عائدات أو كمية من الغاز من أمام الشعب اللبناني».

وأشار الوسيط الأميركي إلى أنه «تمت كتابة هذا الاتفاق مع الأخذ في الاعتبار بأن البلدين عدوان، وليس هناك علاقات دبلوماسية بينهما». وأضاف «هذا الاتفاق يؤكد للبنان بأن ما من خرق له يمكن أن يحصل. الولايات المتحدة قبلت من جهتها أن تكون عنواناً على الدوام لأي سؤال أو استفسار في حال حصول إشكالات، وستبذل كل جهدها لمواجهة ذلك. ولكن أعتقد أن النية الحسنة والجهود الصادقة التي بذلت من كل الأطراف، ستجعل الأمور تتقدم». وتابع «الجزء الأهم في هذا الاتفاق هو أنه من مصلحة البلدين ألا يخلاّ به، وأن يتقدما إلى الأمام. كل الأطراف ستكون رابحة في هذا الاتفاق، إذا واصل الجانبان تطبيقه. إذا تم خرقه من قِبل طرف واحد، سيخسر الطرفان. لسنا قلقين في هذا المجال، ولكن الولايات المتحدة وافقت على مواصلة العمل مع الطرفين في حال الحاجة إليها». وقال هوكستاين بعد لقائه الرئيس نجيب ميقاتي «نأمل أن يكون ما تحقق خطوة أساسية على طريق الإفادة من ثروات لبنان من الغاز والنفط، بما يساهم في حل الأزمات المالية والاقتصادية التي يمر بها لبنان، ويساعد الدولة اللبنانية على النهوض من جديد». وأكد، أن «الاهتمام الشخصي للرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعطى دفعاً لمسار جديد في المنطقة ولدعم لبنان لاستعادة عافيته الاقتصادية».وبعد لقائه مع رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، قال الوسيط الأميركي للصحافيين، إن النقاش «كان جيداً وبنّاءً»، لافتاً إلى أنه «كان لي لقاءات عدة معه (بري) على مدى السنوات العشر الماضية وأقدّر له قيادته وجهوده لهذا المسار ودفعه قدماً من أجل الوصول إلى هذا التفاهم الذي سيكون مهماً جداً للشعب اللبناني وللاقتصاد اللبناني». وأضاف «أنا أقدّر دائماً صدق الرئيس بري وصراحته وجهوده التي كانت حافزاً للوصول إلى ما توصلنا إليه اليوم». وقال، إن بري «لعب دوراً رائداً خلال العشر سنوات الأخيرة في قيادة هذا المسار، وسبق وأن التقيته خلال هذه الفترة مرات عدة، هو داعم جداً إلى ما وصلنا إليه اليوم».

وقال، إن «جزءاً أساسياً من هذا المسار الذي اوصلنا إلى ما هو عليه الآن كان اتفاق الإطار (الذي توصل إليه بري مع الأميركيين قبل سنوات)». وفي الشق المتعلق بالانتخابات الإسرائيلية، قال هوكستاين «هو تفاهم بين حكومتين وهو ملزم لهما وسيبقى بغض النظر عن الانتخابات اللاحقة والحكومات المتتالية، ولست قلقاً على تطبيق هذا التفاهم»، كما أكد، أنه «بغضّ النظر عن نتائج الانتخابات وبغضّ النظر عن من سيكون الرئيس المقبل للبنان، أنا متأكد أن هذا التفاهم آمن ومحمي، ويجب أن يطبق من سائر الأطراف». وشدد على أن «الحكومتين ملتزمتان كل على حدة وبشكل منفصل لتطبيق هذا التفاهم».

 

لبيد يعتبر الاتفاق اعترافاً لبنانياً بإسرائيل/تل أبيب: وفدا المفاوضات جلسا في غرفة واحدة في رأس الناقورة

تل أبيب: نظير مجلي/الشرق الأوسط/29 تشرين الأول/2022

صادقت الحكومة الإسرائيلية أمس على اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان الذي وصفه رئيس الحكومة الإسرائيلية، يائير لبيد، بأنه «إنجاز سياسي»، واعتبر أن «لبنان اعترف بموجبه بدولة إسرائيل». وقال لبيد: «ليس في كل يوم تعترف دولة عدوة بدولة إسرائيل، باتفاق خطي، على مرأى من المجتمع الدولي كله. وليس كل يوم تقف الولايات المتحدة وفرنسا خلفنا وتمنح ضمانات أمنية واقتصادية لاتفاق». وأضاف: «هذا اتفاق يعزز ويحصن أمن إسرائيل وحريتنا في العمل ضد حزب الله والتهديدات من الشمال. ويوجد إجماع نادر في جهاز الأمن كله حول أهمية الاتفاق. وزير الدفاع بيني غانتس، الجيش الإسرائيلي، الموساد، الشاباك ومجلس الأمن القومي، جميعهم موقعون على هذه الخطوة وعلى فائدتها لأمن إسرائيل واحتياجاتنا العملياتية». وتطرق لبيد إلى الفوائد الاقتصادية من الاتفاق فقال: «بالطبع، هذا إنجاز اقتصادي. وبالأمس بدأ استخراج (الغاز) من حقل كاريش. وستحصل إسرائيل على حصة بقيمة 17 في المائة من أرباح حقل قانا – صيدا، الحقل اللبناني. صحيح أن هذه البئر ليست بإنتاج كبير مثل الآبار الإسرائيلية، لكنه سيدخل إلى الاقتصاد الإسرائيلي أموالا ستستخدم في الرفاه والصحة والتعليم والأمن». وكانت الحكومة الإسرائيلية قد عقدت اجتماعا استثنائيا (صباح الخميس)، صادقت فيه بشكل نهائي على اتفاقية ترسيم الحدود مع لبنان. وقد صوت جميع الوزراء مع الاتفاقية باستثناء وزيرة الداخلية، اييلت شاكيد، التي اعتبرت توقيتها سيئا لأنه جاء عشية الانتخابات الإسرائيلية. وبعد الاجتماع وقع عليها رئيس الوزراء، لبيد. وعندها، توجهت وزيرة الطاقة الإسرائيلية، كارين إلهرار، إلى رأس الناقورة لتسليم الاتفاقية الموقعة للوسيط الأميركي عاموس هوكستاين. وقد رافقتها مندوبة عن رئيس الحكومة، ليئور شيلات. وكان لبيد قد استهل جلسة الحكومة بتصريحات عاد فيها لتكرار أقواله بأن «اتفاق ترسيم الحدود مع لبنان هو حدث تاريخي»، مشيرا إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن، أطلق هذا الوصف كذلك على هذا الاتفاق على غرار الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون. وأشار إلى أن هذه أول مرة يوقع فيها رئيس لبناني اتفاقا مع إسرائيل بشكل رسمي يذكر فيه اسم إسرائيل بشكل صريح. ولفت لبيد إلى تصريحات رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، بأن الاتفاق «يوفر استجابة لاحتياجاتنا الأمنية، فإنه لا يحافظ على أمن إسرائيل فحسب، بل يعززه». وأضاف: «الاتفاق يحافظ على أمن البلدات الإسرائيلية الشمالية، ولا يقيد حرية عمل الجيش الإسرائيلي في المنطقة ولا يمس بالسيطرة البحرية في المنطقة المقابلة للسواحل الشمالية في خط العوامات». وأوضح ناطق بلسان الوفد الإسرائيلي أن الإعلان الرسمي عن الاتفاق يتم بمشاركة أربعة وفود في غرفة واحدة، في مقر قوات اليونيفيل التابعة للأمم المتحدة في رأس الناقورة، وهي: الوفد الإسرائيلي والوفد اللبناني والوفد الأميركي ووفد الأمم المتحدة. وبناء على طلب لبنان، لن يكون هناك حضور إعلامي وسيتولى توثيق اللقاء بالصور طاقم الأمم المتحدة. وقال: «بطبيعة الحال، عندما تتواجد في غرفة واحدة مع أحد، يحصل احتكاك ويتم تبادل كلمات مجاملة وهذا ما أراد اللبنانيون ألا يحدث أمام وسائل الإعلام».

 

وكالات دولية تتوقع «بحذر» إيجابيات للبنان من اتفاق ترسيم الحدود مع إسرائيل بسبب البطء الحكومي في تطبيق الإصلاحات التي طلبها «صندوق النقد»

بيروت: علي زين الدين/الشرق الأوسط/28 تشرين الأول/2022

توافقت استنتاجات مؤسستين دوليتين للتصنيف الائتماني على التقييم الإيجابي الأولي لصالح لبنان واقتصاده، بعد إنجاز خطوة ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، مما تطابق مع تقديرات سابقة لـ«الشرق الأوسط» أكدت فيها، استناداً إلى مسؤول مصرفي كبير، أن الوقائع المستجدة في الملف والدعم الأميركي الصريح «سيحفزان وكالات التصنيف الدولية»، لا سيما لجهة التنويه، في تقاريرها الدورية المقبلة، بالمردود المتوقَّع على التقييم الائتماني السيادي، القابع عند مستوى «التخلف عن الدفع» للديون المصدرة من قبل الحكومة، والتحسن المفترض لملاءة الدولة المالية، رغم ما تعانيه من شح حاد في السيولة بالعملات الأجنبية. ففي أحدث تقرير صادر عن شركة «موديز»، صنفت اتفاق الترسيم كخطوة إيجابية لصالح لبنان، كونه «يؤمن المناخ الجيوسياسي الملائم لاستقطاب شركات التنقيب الدولية خلال مرحلة الاستكشاف»، وبالتالي اعتبرت أن «استخراج أي موارد غاز سيساعد لبنان على التخفيف من عجزه المزمن في الطاقة والبدء ببرنامج تعافٍ اقتصادي». لكن الوكالة أشارت، في المقابل، إلى أنه «من غير المرجح أن يتغير التصنيف السيادي للبلاد، في ظل غياب هيكلة شاملة للدين العام نتيجة شدة التحديات الماكرو - اقتصادية والمالية والاجتماعية، إضافة إلى توقعات الوكالة لخسائر بنسبة تفوق 65 في المائة للدائنين من القطاع الخاص».

ويصل الإجمالي الاسمي لمحفظة الديون الحكومية بالعملات الأجنبية (يوروبوندز)، من دون احتساب الفوائد المعلقة، إلى نحو 31 مليار دولار موزعة على شرائح استحقاقات سنوية تمتد حتى عام 2037، محمولة بغالبيتها من شركات وصناديق استثمارية دولية، فضلاً عن «البنك المركزي» والجهاز المصرفي المحلي. لكنها استحقت بكاملها فور اتخاذ الحكومة السابقة، برئاسة حسان دياب، في ربيع عام 2020، قراراً بتعليق دفع كامل مستحقات هذه المحفظة، ريثما يجري التفاوض المباشر مع الدائنين.

وبالتالي، أصبحت المشكلة مرتبطة أيضاً بإنجاز الاتفاق النهائي مع «صندوق النقد». وبالتزامن، لاحظت وكالة التصنيف الدولية (فيتش) في تقريرها الأحدث، أن اتفاقية ترسيم الحدود البحرية التي أبرمها لبنان مع إسرائيل «ستفتح الباب له لاستكشاف ثروته النفطية، وبالتالي تسمح بتحسين تصنيفه السيادي على المدى الطويل»؛ إذ أقرنت عملية الاستخراج بالإصلاحات المنشودة، إلا أنها حذرت بأن نتائجها غير مؤكدة ومحفوفة بمخاطر التنفيذ. وإضافة إلى الاستفادة من موارد لبنان الهيدروكربونية، نوهت «موديز» أيضاً بأن الاتفاقية «تسمح بالبدء باستكشاف (حقل قانا) في (البلوك رقم 9)»، مشيرة إلى أنه لا يمكن الجزم بوجود موارد هيدروكربونية في «البلوك» كما أن استخراج النفط والغاز قد يستغرق نحو ثلاث إلى أربع سنوات. كما أشارت إلى أن «الاتفاقية أتت في وقت تدهورت فيه التغذية الكهربائية في لبنان إلى مستوياتها الدنيا، في ظل النقص في مادة الفيول، مع العلم بأن الحكومة تعتمد الآن على شحنات من الفيول العراقي، كما أنها بصدد إنجاز اتفاق تمويل مع (البنك الدولي) لاستيراد الغاز من مصر عبر خط أنابيب الغاز العربي». لكنها لاحظت في السياق عينه أن استحصال لبنان على تمويل من «البنك الدولي» منوط بتطبيق إصلاحات، كالتدقيق في «شركة كهرباء لبنان»، والانتقال نحو تعريفات تراعي التكلفة، علماً بأن وزارة الطاقة قررت فعلاً البدء، خلال الشهر المقبل، برفع بدلات التيار الكهربائي بحد أدنى يبلغ 10 سنتات للشريحة الأولى، ويرتفع إلى 27 سنتاً لكل كيلوواط في الشرائح الأعلى. وفي المقابل، ذكرت «موديز» بأن الاتفاق مع «صندوق النقد الدولي»، من شأنه أن يؤمن مساعدات للبنان بقيمة 3 مليارات دولار، وهو فرصة للبنان لاجتذاب مساعدات خارجية، في حال تطبيق الإصلاحات المتفق عليها، كاعتماد التشريعات والقرارات المطلوبة حول «الكابيتال كونترول»، والسرية المصرفية، وتسوية أوضاع المصارف، وتوحيد أسعار الصرف. إنما لم يفت «الوكالة» الملاحظة بأن تطبيق الإصلاحات يسير بوتيرة بطيئة منذ الانتخابات البرلمانية، في شهر مايو (أيار) الماضي. كذلك الإشارة إلى ضرورة تشكيل حكومة جديدة وانتخاب رئيس جديد لتجنب فراغ رئاسي، بعد نهاية الشهر الحالي. ومن جهتها، لاحظت وكالة «فيتش» أنه في حين أن تفاصيل الاتفاقية لم تنشر بعد، فإن تصريحات المسؤولين تشير إلى أن لبنان سيحظى بكامل حقوق الاستكشاف والاستخراج في «حقل قانا»، فيما سيتم تعويض إسرائيل مادياً من قبل مشغل الحقل عن حصتها فيه، علماً بأن كونسورتيوم «توتال إنيرجيز» كان قد استحصل في وقت سابق على حقوق الاستكشاف في «البلوك 9»، حيث تقع غالبية «حقل قانا». وفي هذا الإطار، ذكرت الوكالة بأن رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان، نجيب ميقاتي، كان قد طلب من مشغل «البلوك 9» بدء عملية الاستكشاف فوراً. وعلى صعيد مخاطر التنفيذ، لاحظت «فيتش» بأن عملية التنقيب في «البلوك 4»، لم تسفر عن اكتشاف وجود كميات تجارية، وبأن تطوير إطار قانوني لعملية الاستخراج قد يتأخر، بسبب الخلافات السياسية في لبنان. كما ذكرت، في سياق متصل، بأن «صندوق النقد الدولي» لم يوافق بعد على البدء بتوزيع مبلغ 3 مليارات دولار، بسبب عدم استكمال الدولة اللبنانية للإصلاحات التي تعهدت بها. كما نوهت بأن النتائج غير الحاسمة للانتخابات النيابية، واحتمال الفراغ الرئاسي، قد يعرقلان عملية تنفيذ هذه الإصلاحات.

 

الرئاسة التركية: إردوغان استقبل الحريري في المجمع الرئاسي في انقرة

وطنية/28 تشرين الأول/2022

نشرت الرئاسة  التركية على موقعها الرسمي أن الرئيس  التركي رجب طيب أردوغان استقبل اليوم في المجمع الرئاسي  في أنقرة ريس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري، على ما أفاد مكتب الحريري الاعلامي.

 

ريفي: على القضاة رغم اعتكافهم النظر في المخالفات أو الجنح الصغيرة

وطنية/28 تشرين الأول/2022

غرد النائب اللواء أشرف ريفي عبر حسابه على "تويتر": "مع تأكيدنا وجاهة أسباب القضاة للإعتكاف وتأييدنا لها، نلفت نظرهم إلى قضية إنسانية تستوجب إيجاد حل وهي وجود عدد كبير من الموقوفين في مخالفات أو جنح صغيرة صودف توقيفهم مع الإضراب، وهذا أمر لا يجوز استمراره ويوجب إيجاد حل له. نراهن على ضمير القضاة في هذه القضية".

 

باسيل: هذا المخطط للبنان

أم تي في/28 تشرين الأول/2022

استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي في بكركي رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل الذي قال بعد اللقاء: "سنسعى في الأيام الباقية لتأمين أي نوع من التفاهم حول الرئاسة". واضاف: "الله يستر" ماذا يحضرون في المستقبل خصوصا لجهة قيام هذه الحكومة بمهام أبعد من تصريف الأعمال ومن واجباتي التنبيه لذلك"، مؤكدا انه "لا يمكن ان نقبل بحكومة فاقدة للشرعية البرلمانية والشعبية". وتابع: "الفكرة بوضع اليد على البلد من خلال حكومة تصريف الاعمال هي فكرة كارثية ستجلب الفوضى، وهناك إرادة واضحة من قبل ميقاتي وبدعم من بري والخارج وبعض المرجعيات لحصول الفراغ الحكومي، ووضع اليد على المقام الاول في الجمهورية اللبنانية أي الرئاسة". ولفت الى ان "هناك مخطط للبنان وإرادة للوصول اليه، وهو إلّا يتم تشكيل حكومة". واكد ان "الأولوية المطلقة لانتخاب الرئيس وللأسف بعد أيام سندخل بالفراغ الرئاسي الذي يتعاطى معه الجميع كأمر واقع من دون أن يبذل أي أحد الجهد للحوار والتفاهم".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

كييف تطالب طهران بالتوقف «فوراً» عن تزويد موسكو بالأسلحة

كييف/الشرق الأوسط/28 تشرين الأول/2022

طالب وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا اليوم (الجمعة)، نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان بالتوقف «فوراً» عن تزويد موسكو بالأسلحة، وذلك خلال أول اتصال هاتفيّ بين الرجلين منذ اتهام كييف روسيا باستخدام طائرات مسيّرة إيرانية الصنع لضرب مدن أوكرانية. وقال كوليبا في تغريدة على «تويتر»: «تلقّيتُ اليوم اتصالاً من وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، طالبتُ خلاله إيران بالتوقف فوراً عن إرسال أسلحة إلى روسيا تُستخدم لقتل مدنيين وتدمير بنى تحتية أساسية في أوكرانيا». وكان المتحدث باسم سلاح الجو الأوكراني يوري إهنات، قد قال اليوم إن أوكرانيا أسقطت أكثر من 300 طائرة مسيّرة إيرانية من طراز «شاهد- 136» حتى الآن. وأصبحت الطائرات المسيّرة سلاحاً رئيسياً في الترسانة الروسية خلال حربها في أوكرانيا، وكثيراً ما استُخدمت الشهر الماضي لاستهداف البنية التحتية الحيوية للطاقة. وتنفي إيران الاتهامات الأوكرانية والغربية بأنها تزود روسيا بالطائرات المسيّرة.

 

واشنطن تعاقب «مؤسسة 15 خرداد» الإيرانية لتشجيعها «العمل الإرهابي» ضد سلمان رشدي

واشنطن: علي بردى/الشرق الأوسط/28 تشرين الأول/2022

فرضت الولايات المتحدة الجمعة عقوبة على «مؤسسة 15 خرداد» الخاضعة لمكتب المرشد الإيراني علي خامئني، لعرضها مكافأة مالية بهدف القيام بـ«عمل إرهابي» تمثل في محاولة اغتيال الكاتب البريطاني الأميركي من أصل هندي سلمان رشدي. وتعرض رشدي لهجوم عنيف في أغسطس (آب) الماضي في مناسبة أدبية في نيويورك. وأفاد وكيله مؤخرا بأن المؤلف فقد إحدى عينيه وشلت إحدى يديه لكنه يتعافى من الهجوم الذي نفذه الشاب هادي مطر على خشبة مسرح في غرب نيويورك. وأوضح مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية «أوفاك» أن الإجراءات ضد هذه المؤسسة التي أصدرت مكافأة بملايين الدولارات «لأي شخص يرغب في القيام بهذا العمل الشنيع» المتمثل بمحاولة تنفيذ عملية قتل رشدي. وقال وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية براين نيلسون إن «عمل العنف هذا، الذي أشاد به النظام الإيراني، مروع». وأمل في «الشفاء العاجل لسلمان رشدي بعد الهجوم على حياته». وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في بيان إن تصنيف «مؤسسة 15 خرداد» الإيرانية إنما اتخذ لأن هذا الكيان حدد قبل الهجوم «مكافأة على حياة رشدي وزادها لاحقاً دعماً لأمر المرشد الإيراني الأول (الخميني) الذي دعا إلى قتل رشدي»، مشيراً إلى أن الهيئة تبرعت «لتقديم الدعم المالي لعمل إرهابي». وبعد نشر رواية رشدي «آيات شيطانية» عام 1988، أصدر الخميني عام 1989 فتوى تدعو إلى قتل المؤلف، مما أدى إلى مهاجمة رشدي ومن يرتبط به. تم التأكيد على الفتوى من المرشد الحالي علي خامنئي عام 2017 وأعيد نشرها من قبل وسائل الإعلام التي تسيطر عليها الدولة الإيرانية مؤخرا في أغسطس (آب) 2022. وأصدرت «مؤسسة 15 خرداد» مكافأة على رشدي لدعم فتوى الخميني، وفي عام 2012، زادت المكافأة. وذكر كبير الدبلوماسيين الأميركيين أنه «جرى قتل العديد من مترجمي رشدي وزملائه التجاريين الذين شاركوا في نشر (آيات شيطانية) في العديد من البلدان، أو أصيبوا بجروح بالغة نتيجة لهذا التحريض، وكذلك عشرات المدنيين الأبرياء». وقال إن «الفتوى الشائنة كانت تهدف إلى التحريض على الإرهاب والعنف، وقتل رشدي ورفاقه، وترهيب الآخرين». وأضاف: «تدين الولايات المتحدة هذا التحريض والهجوم على رشدي بأقوى العبارات باعتبارها اعتداء سافرا على حرية التعبير وعملا إرهابيا». ونبه إلى أن العقوبات اليوم «إشارة أخرى واضحة إلى أننا لن نقف مكتوفين في وجه الأعمال الإرهابية كهذه».

 

الوكالة الذرية تجري «تدقيقاً مستقلاً» في أوكرانيا بشأن «القنبلة القذرة»

واشنطن ترفض «الهراء» الروسي عن برنامج بيولوجي عسكري أميركي - أوكراني

واشنطن: علي بردى/الشرق الأوسط/28 تشرين الأول/2022

أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي أن الأمم المتحدة ستوفد مفتشين إلى موقعين في أوكرانيا ادعت روسيا أنهما يقومان بنشاطات تتعلق بإنتاج «قنابل قذرة»، متوقعاً التوصل إلى نتائج «في غضون أيام». وكان كبير المسؤولين الأمميين يتحدث مع الصحافيين في نيويورك على أثر جلسة مغلقة عقدها مجلس الأمن، مساء الخميس، في نيويورك لمناقشة ادعاءات موسكو في شأن ما سماه «استعدادات نهائية يقوم بها نظام كييف» بقيادة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لاستخدام «قنبلة قذرة» في الحرب مع روسيا، علماً بأن المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أفاد في رسالة إلى أعضاء مجلس الأمن هذا الأسبوع بأن المعهد الأوكراني للأبحاث النووية التابع للأكاديمية الوطنية للعلوم في كييف ومصنع «فوستوشني» للتعدين والمعالجة «تلقيا أوامر مباشرة» من زيلينسكي في هذا الشأن. وأفاد غروسي بأن مفتشين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيسافرون هذا الأسبوع إلى هذين الموقعين بناء على طلب مكتوب من الحكومة الأوكرانية. وقال إن «الغرض من زيارات الضمانات هذا الأسبوع هو الكشف عن أي نشاطات ومواد نووية محتملة غير معلن عنها تتعلق بتطوير قنابل قذرة»، مضيفاً أن الوكالة فتشت معهد الأبحاث النووية في كييف قبل شهر، «ولم يتم العثور على نشاطات أو مواد نووية غير معلنة هناك». لكنه أعلن أن المفتشين سيعودون إلى المنشأة بهدف مختلف، موضحاً أن المفتشين عادة ما يبحثون عن مواد نووية مثل اليورانيوم المخصب والبلوتونيوم والثوريوم، ولكن في هذه الحالة «هناك ذكر لبعض النظائر، السيزيوم والسترونشيوم. لذلك، سنقوم بعمل نوع مختلف لتحديد ما إذا كان الوقود هناك قد تمت إعادة معالجته بطريقة ما لاستخراج ذلك» أم لا. وأكد أنه لا يزال «قلقاً للغاية» بشأن احتمال وقوع حادث نووي، لافتاً إلى أنه في الأسابيع المقبلة، ستنشر الوكالة الدولية للطاقة الذرية المزيد من الخبراء في محطات طاقة نووية أخرى في أوكرانيا، مثل «ريفني» و«خميلنيتسكي» بجنوب أوكرانيا، و«تشرنوبيل» التي كانت مسرحاً لأسوأ كارثة نووية في العالم عام 1986. وقال نيبينزيا إنه أخبر غروسي أنه «يجب أن يكون متيقظاً» لأن الموقعين ليسا المكانين الوحيدين اللذين يمكن فيهما إنتاج قنابل قذرة. وفي سياق متصل، رفضت واشنطن اتهامات موسكو بشأن برنامج أميركي - أوكراني سرّي لتطوير أسلحة بيولوجية في أوكرانيا، واصفة هذه الادعاءات بأنها مجرد «هراء» و«افتراءات» ومعلومات مضللة. وبطلب من روسيا التي وزعت وثيقة من 310 صفحات على أعضاء المجلس هذا الأسبوع تدعي وجود نشاط «بيولوجي عسكري» في أوكرانيا، بدعم من وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، عقد مجلس الأمن جلسة، الخميس، ضمن بند «التهديدات للسلم والأمن الدوليين».

وناقش للمرة الثالثة خلال أسابيع قليلة التقارير بشأن تطوير برنامج بيولوجي عسكري في أوكرانيا. استمع أعضاء المجلس إلى إحاطة من نائب الممثلة السامية لشؤون نزع السلاح أديجي إيبو الذي قال: «نحن ندرك أن الاتحاد الروسي قدم شكوى رسمية تماشياً مع أحكام المادة السادسة (من اتفاقية الأسلحة البيولوجية لعام 1972)، في شأن ادعاءات عن برامج للأسلحة البيولوجية في أوكرانيا»، مضيفاً أن «الأمم المتحدة ليست على علم بأي برامج أسلحة بيولوجية من هذا القبيل. لا يزال هذا هو الحال اليوم». وأكد أن «الأمم المتحدة لا تملك حالياً التفويض، ولا القدرة التشغيلية التقنية للتحقيق في هذه المعلومات». لكنه أضاف أنه «يجب تعزيز العمليات والهياكل المؤسسية لاتفاقية الأسلحة البيولوجية بشكل أكبر»، مذكراً بأن المؤتمر الاستعراضي التاسع في نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول) المقبلين، «يمثل فرصة مثالية للدول الأطراف لتعزيز الاتفاقية بشكل شامل». واعتبر المندوب الروسي أن شكوى بلاده لها ما يبررها، مشيراً إلى اتفاق 2005 بين وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ووزارة الصحة الأوكرانية في شأن التعاون لنشر مسببات الأمراض القاتلة، بما في ذلك الكوليرا والطاعون والجمرة الخبيثة والإنفلونزا. وقال: «تنعكس المشاركة المباشرة للبنتاغون في تمويل النشاط البيولوجي العسكري في أوكرانيا في خطة تقديم المساعدة الفنية لبعض المستفيدين من وزارة الدفاع الأوكرانية». ورأى أن «المستفيد الحقيقي من الأموال مختبرات وزارة الدفاع الأوكرانية في كييف ولفيف وأوديسا وخاركيف».

وأكد أنه بناء على نتيجة النظر في الشكوى «ستتخذ روسيا قراراً بشأن كيفية المضي قدماً لضمان الأمن البيولوجي الوطني والإقليمي والعالمي، وكذلك حول كيفية تعزيز اتفاقية الأسلحة البيولوجية، وتسوية الوضع المتعلق بانتهاكات الولايات المتحدة وأوكرانيا لالتزاماتها بموجب الاتفاقية في سياق المختبرات التشغيلية على الأراضي الأوكرانية». وإذ كررت نظيرته الأميركية ليندا توماس غرينفيلد ما قاله المسؤول الأممي عن أن الأمم المتحدة ليست على علم بأي من هذه البرامج، قالت إن «الولايات المتحدة ليس لديها برنامج أسلحة بيولوجية. ليس هناك مختبرات أسلحة بيولوجية أوكرانية تدعمها الولايات المتحدة»، علماً بأن أوكرانيا «تمتلك وتدير بنية تحتية لمختبرات الصحة العامة، كما تفعل العديد من البلدان التي تسعى إلى حماية نفسها من الأمراض المعدية».ووصفت ادعاء روسيا بأنه «افتراءات محضة قدمت من دون أي دليل»، معتبرة أنه جزء من «حملة تضليل» في موسكو التي تحاول «صرف الانتباه عن الفظائع التي ترتكبها القوات الروسية في أوكرانيا، وتكتيك يائس لتبرير حرب غير مبررة». وقالت إن «أوكرانيا ليس لديها برنامج أسلحة بيولوجية. ليس لدى الولايات المتحدة برنامج أسلحة بيولوجية. لا توجد مختبرات أسلحة بيولوجية أوكرانية مدعومة من الولايات المتحدة». وذكّرت نظيرتها البريطانية باربره وودوارد أعضاء المجلس بأنه منذ غزو روسيا لأوكرانيا في 24 فبراير (شباط) الماضي، «نشرت (موسكو) معلومات مضللة مراراً وتكراراً، بما في ذلك الادعاءات الجامحة المتعلقة بالقنابل القذرة والأسلحة الكيماوية والأبحاث البيولوجية الهجومية». وتساءلت: «كم من هذا الهراء علينا أن نتحمله؟». وندد المندوب الفرنسي نيكولا دي ريفيير بـ«هذه المحاولة الجديدة من روسيا لجعلنا ننسى أنها تنتهك ميثاق الأمم المتحدة»، واتهم موسكو مرة أخرى «باستخدام مجلس الأمن كمنصة دعائية». وكذلك قالت نائبة المندوب الأوكراني كريستينا غايوفيشين: «لم تقم أوكرانيا مطلقاً بتطوير أو إنتاج أو تخزين أسلحة بيولوجية أو كيماوية، بمفردها أو مع طرف آخر»، مضيفة أن «بلدنا لا يمتلك بنية تحتية مواتية لتطوير وإنتاج الأسلحة البيولوجية». وطلب نيبينزيا الكلام للرد على السفراء الغربيين الذين «يتهمون روسيا بشكل روتيني بدق إنذار كاذب ونشر معلومات مضللة». ولكن «ليس لدى زملائنا الغربيين ما يقولونه بشأن جوهر» ادعاءات روسيا. وأكد أن بلاده ستمضي قدماً في شأن مشروع قرار يدعو إلى إجراء تحقيق من مجلس الأمن. وأضاف أن الاجتماع الثاني لخبراء المجلس هو الخطوة التالية، «وبعد ذلك سنقرر متى سنعرضه على مجلس الأمن».

 

شويغو: روسيا أكملت تعبئة 300 ألف من جنود الاحتياط

موسكو/الشرق الأوسط/28 تشرين الأول/2022

أكملت روسيا تعبئة 300 ألف من جنود الاحتياط خلال أكثر من شهر بقليل، وفقاً لما أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، اليوم (الجمعة)، خلال حوار نقله التلفزيون الروسي مع الرئيس فلاديمير بوتين. وقال شويغو بينما كان جالساً أمام بوتين: «لقد أنجزت مهمة تجنيد 300 ألف شخص». وفي حين أشار إلى أن 41 ألفاً منهم موزّعون في وحدات عسكرية في أوكرانيا، أشاد الرئيس الروسي بـ«وطنية» المجندين الذين تمت تعبئتهم. وفي سبتمبر (أيلول) الماضي، أعلن بوتين التعبئة العامة العسكرية جزئياً في روسيا، وذلك على خلفية الحرب في أوكرانيا. وجاء قرار بوتين بعد أسابيع من التقهقر الروسي في أوكرانيا التي شنت قواتها هجوماً مضاداً خسرت معه موسكو مناطق شاسعة.

 

إيران تزعم: أميركا وبريطانيا وإسرائيل دربت المحتجين

دبي - العربية.نت/28 تشرين الأول/2022

اتهمت وزارة الأمن ومخابرات الحرس الثوري في إيران، اليوم الجمعة، الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل بالتدخل في الاحتجاجات التي تشهدها البلاد والتخطيط لإثارتها. وقال البيان المشترك إن هناك "معلومات تؤكد وجود تعاون بين المخابرات الأميركية والبريطانية والموساد الإسرائيلي في التمهيد لإثارة الاحتجاجات في إيران".

تهريب معدات حربية

وأشار إلى أن مخابرات ما وصفها "بالدول المعادية" قامت بتهريب معدات حربية وأدوات تجسس "لعملائها" داخل البلاد. وقال إن ما توفر من معلومات يؤكد أن الموساد الاسرائيلي تولى تنفيذ معظم "أعمال الشغب" بالتعاون مع الجماعات المسلحة في إيران. كما قال إن المخابرات الأميركية نظمت دورات تدريبية "لبعض عملائها الايرانيين وبينهم الشخص الذي التقط أول صورة لمهسا أميني وهي في المستشفى".

"مشاهد مفبركة"

وأضاف أن شخصا وصفته بأنه "عميل" للمخابرات الأميركية قام بتحريض عائلة أميني في مدينة سقز شمال غرب إيران وتصوير مشاهد قال إنها "مفبركة" ونشرها. أيضا أشار إلى أن هناك معلومات "موثقة" تؤكد أن عدة معاهد أميركية بدأت تعد لإثارة الاحتجاجات في إيران قبل انطلاقها بعدة أشهر.

مظاهرات متواصلة

يذكر أنه منذ وفاة الشابة مهسا في 16 سبتمبر الماضي والاحتجاجات لم تهدأ في البلاد، بعد أن تحولت إلى سخط شعبي تقدمه الشباب والشابات والطلاب والتلاميذ، مطالبين بتغييرات سياسية ورفع قمع السلطات. فقد أشعل موتها احتجاجات غير مسبوقة في إيران منذ ثلاث سنوات، في رسالة تحد للسلطات التي عمدت إلى أساليب القمع والعنف وإطلاق الرصاص الحي، بحسب ما أكد أكثر من منظمة حقوقية مؤخراً. وأدى تعامل القوى الأمنية العنيف إلى مقتل العشرات، فيما اعتقل المئات.

 

طريق رئيسي يوصل إلى لوغانسك.. أوكرانيا تتقدم شرقاً

دبي - العربية.نت/28 تشرين الأول/2022

بينما تتواصل العمليات العسكرية الروسية على الأراضي الأوكرانية، أعلن الجيش الأوكراني سيطرة قواته على طريق رئيسي يربط بين منطقتين تسيطر عليهما القوات الروسية شرقي البلاد.وقال مسؤولون عسكريون إن القوات الأوكرانية تتقدم ببطء من جهة الشرق في منطقة لوغانسك وتسعى لاستعادة عدد من البلدات من سيطرة الجيش الروسي التي تبعد أكثر من 40 كيلو مترا جنوب سفاتوف (Svatove) وكيرمينا (Kreminna) حيث تدور مواجهات عنيفة هناك. وبعد الاستيلاء على مساحات شاسعة من الأراضي في هجوم خاطف، تشق القوات الأوكرانية الآن طريقها ببطء شرقا إلى منطقة لوغانسك عبر الاستيلاء على البلدتين المذكورتين، حيث تقع كريمينا على بعد 45 كيلومترا جنوبي سفاتوف.

"جنودنا يتقدمون"

بدوره، أفاد سيرغي جايداي حاكم منطقة لوغانسك للتلفزيون الرسمي، بأن الطريق من سفاتوف إلى كريمينا يخضع عمليا لسيطرة القوات المسلحة الأوكرانية، مؤكداً: "جنودنا يتقدمون يوميا". وأفاد مسؤول انفصالي تدعمه روسيا يوم الأربعاء بوقوع قتال عنيف في منطقتي كريمينا وسفاتوف، الواقعتين على خط المواجهة منذ أن طردت القوات الأوكرانية القوات الروسية من منطقة خاركيف المجاورة في سبتمبر/أيلول. وبشكل منفصل، قالت مديرية المخابرات العسكرية الأوكرانية إن عملائها، الذين يقاتلون إلى جانب القوات النظامية، استولوا على قرية نيفسك يوم الأحد، وقتلوا 34 روسيا.

روسيا تقصف عشرات الأهداف

يشار إلى أن نيفسك تقع على بعد 10 كيلومترات غربي الطريق الذي يربط بين سفاتوف وكريمينا. ولم يتضمن تقرير يومي صادر عن هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية أي إشارة إلى سفاتوف أو كريمينا، بل ذكر التقرير الذي نُشر على فيسبوك، أن القوات الروسية قصفت عشرات الأهداف على طول خط المواجهة. وكانت القوات الأوكرانية ركزت نيرانها في الأسابيع الأخيرة على مواقع ومستودعات روسية في العديد من المناطق شرقا وجنوبا، من أجل استعادتها بعد سيطرة روسية عليها امتدت لأشهر منذ انطلاق الصراع بين الطرفين في 24 فبراير الماضي.

 

أوكرانيا لإيران: سلاحكم لروسيا يقتل المدنيين.. أوقفوه

دبي - العربية.نت/28 تشرين الأول/2022

لا تزال الاتهامات الدولية تنهال على إيران يتزويد روسيا بطائرات مسيرة في شن هجمات على أوكرانيا، رغم نفي الكرملين الأمر تماماً. فقد كشف وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، أنه طالب نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الجمعة، بوقف إرسال أسلحة إلى روسيا.

وقف فوري لتدفق الأسلحة

وأضاف كوليبا على تويتر، أنه طلب من إيران إثر مكالمة هاتفية مع عبداللهيان، أن توقف على الفور تدفق الأسلحة إلى روسيا، والتي تُستخدم لقتل المدنيين وتدمير البنية التحتية الحيوية في أوكرانيا، وفق كلامه. في حين نقلت وسائل إعلام رسمية إيرانية، أن عبد اللهيان كرر نفي بلاده تزويد روسيا بالأسلحة لاستخدامها في الحرب بأوكرانيا. بل شدد الوزير الإيراني على ما أسماها العلاقات الطيبة التي تربط بلاده بروسيا، لافتا إلى وجود تعاون دفاعي بين البلدين، دون التطرق إلى الأحداث في أوكرانيا. وتابع أن طهران ما زالت مصرّة على سياسة واحدة تجاه الصراع في أوكرانيا، التي تقوم على احترام وحدة أراضي الدول، وعدم إرسال أسلحة إلى طرفي الصراع والدعوة إلى وقف الحرب وعدم تشريد الناس، وفق تغريدته.

الاتهامات مستمرة

أتت هذه التطورات بينما تتهم أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون إيران بإرسال طائرات مسيرة إيرانية الصنع إلى روسيا تستخدمها القوات الروسية في ضربات مدمرة تستهدف البنية التحتية الأوكرانية. في حين تنفي إيران الاتهام، ومعها الكرملين.

أما الطائرات المسيرة الإيرانية، فأضحت سلاحا رئيسيا في ترسانة روسيا في عمليتها في أوكرانيا واستُخدمت في أغلب الأحيان خلال الشهر المنصرم في استهداف بنية تحتية حيوية للطاقة، وفق اتهامات كييف.

 

روسيا: القنبلة القذرة قد تدفعنا لمواجهة مباشرة مع الناتو

دبي - العربية.نت/28 تشرين الأول/2022

لا تمل روسيا من تحذير العالم بشأن نية أوكرانيا استخدام "القنبلة القذرة"، رغم كل النفي الغربي. قد شدد نائب المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي، على وجوب أن تستعمل الدول الغربية نفوذها لمنع كييف من الاستمرار بما أسماها "الاستفزازات" حول استعمال "القنبلة القذرة". واعتقد المسؤول الروسي أن الغرب يفهم تماما ما يمكن أن يفعله نظام كييف في الوضع الحالي، مشدداً على أن البعثة الدائمة لروسيا لدى الأمم المتحدة تنقل جميع المعلومات المتاحة حول الاستفزازات المحتملة من قبل نظام كييف إلى مجلس الأمن. كما أكد أن بلاده نجخت في تفادي استفزازات جدية، محذّرا من أن مثل هذا الاستفزاز سيكون ضروريا للغاية لنظام كييف في الوقت الحالي، للحفاظ على سلطته في أوكرانيا بأي وسيلة وبأي ثمن ولإشراك دول الناتو في مواجهة مباشرة مع روسيا، وفق تعبيره. إلى ذلك، أشار بوليانسكي إلى أن روسيا حاولت، على الأقل في مجلس الأمن، أن تفعل كل شيء هذا الأسبوع لتجعل من غير الملائم لنظام كييف تنفيذ سيناريو "القنبلة القذرة".

الوكالة الذرية تبحث

جاء ذلك بعدما أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها ستزور موقعين أوكرانيين هذا الأسبوع، وذلك بعد اتهام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوكرانيا بتدمير أدلة تظهر تطويرها "قنبلة قذرة".وأوضح المدير العام للوكالة الأممية رافايل غروسي، مساء أمس الخميس، أن المفتشين سيجرون عملية تدقيق مستقلة للكشف عن أي تحويل لمواد نووية. وأكد أن التفتيش سيجري خلال الأيام القادمة، دون مزيد من التفاصيل. وشددت الوكالة في بيان على أنها ستنشر استنتاجاتها في أقرب وقت، نظرا لأهمية الملف وإلحاحه، إضافة إلى التقرير المعتاد الذي يقدم إلى مجلس المحافظين. أتت هذه التطورات بعدما أكدت الوكالة، الخميس، أنها فتشت أحد الموقعين المذكورين قبل شهر دون العثور على أي نشاط نووي غير معلن. في حين دعا سيد الكرملين الوكالة في وقت سابق من الخميس، لإرسال بعثة إلى أوكرانيا في أسرع وقت، مؤكداً أن كييف تريد استخدام سلاح مشع لتتمكن من القول لاحقا إن روسيا هي التي نفذت ضربة نووية.

تبادل اتهامات

يشار إلى أنه منذ انطلاق العملية العسكرية الروسية على الأراضي الأوكرانية في 24 فبراير الماضي، تصاعدت المخاوف الدولية من أن يجنح الصراع نحو مطبات لا تحمد عقباها، لاسيما وسط إطلاق الكرملين تهديدات متتالية باستعمال النووي عند الشعور بأي تهديد. وقد حذرت روسيا، الأسبوع الماضي، مما قالت إنها استفزازات تعد لها كييف ومساع لاستخدام "القنبلة القذرة". في حين رفضت كييف تلك الاتهامات، معتبرة أن موسكو أعدت العدة مسبقاً على ما يبدو.

 

موسكو «تستكمل» إجلاء المدنيين من خيرسون أمام تقدم القوات الأوكرانية و«الشيشاني» قديروف يقر بخسائر فادحة في صفوف قواته

موسكو - كييف/الشرق الأوسط/28 تشرين الأول/2022

يستعدّ الجيش الأوكراني لشنّ معركة شرسة لاستعادة مدينة خيرسون في جنوب أوكرانيا والمناطق المحيطة بها على ضفة من نهر دنيبر، فيما أعلنت موسكو، الجمعة، أن عملية إجلاء المدنيين من المنطقة الاستراتيجية التي تتعرض لهجوم مضادّ منذ أسابيع، قد «استكملت». وكانت قد أعلنت السلطات التي عيّنتها موسكو في خيرسون، في 13 أكتوبر (تشرين الأول)، أنها بصدد إجلاء السكان من الضفة المكشوفة على نهر دنيبر إلى الضفة الأخرى، ومن ثم إلى مناطق في روسيا أمام تقدم القوات الأوكرانية. وكتب رئيس سلطات القرم المعيّن من موسكو سيرغي أكسيونوف، في حسابه على «تلغرام»، مساء الخميس، أن «عملية تنظيم نقل سكان... نحو مناطق آمنة في روسيا استكملت... أنا سعيد لأن أولئك الذين أرادوا مغادرة المنطقة التي قصفتها القوات المسلّحة الأوكرانية، قد تمكّنوا من القيام بذلك، بسرعة وبكل أمان»، ناشراً صورة له إلى جانب نائب مدير الإدارة الرئاسية الروسية سيرغي كيريينكو. وكان المسؤول في الاحتلال الروسي لخيرسون فلاديمير سالدو قد أكد، الأربعاء، أن 70 ألفاً من السكان على الأقل غادروا منازلهم في المنطقة خلال أقل من أسبوع. وتعتبر كييف أن إجلاء السكان هو «عمليات ترحيل» قسري، من المدينة، التي كان يبلغ عدد سكانها 288 ألف نسمة تقريباً قبل الحرب، والتي سيطرت عليها روسيا منذ مارس (آذار) الماضي. وتعهدت موسكو بجعل المدينة «حصناً» لمقاومة الهجوم الأوكراني في المنطقة بأكملها، التي أعلن «الكرملين» ضمّها رسمياً في استفتاء أُدين من قِبل معظم دول العالم.

وأشارت القيادة العسكرية الأوكرانية، في تقريرها اليومي الذي نُشر، الجمعة، إلى أن «ما يسمّى إخلاء الأراضي المحتلّة مؤقتاً في منطقة خيرسون يتواصل». وقالت كييف إن القيادة الروسية في خيرسون تحاول «إخفاء الخسائر الحقيقية للجنود» من أجل «تجنّب إثارة الذعر». وتحدثت عن «تعزيز تشكيلات العدو على الضفة اليمنى» في منطقة خيرسون. وأعلنت، أمس، أن روسيا فقدت 69 ألفاً و700 جندي، من بينهم 480، الخميس فقط، وذلك منذ بدء الاجتياح الروسي للبلاد في 24 فبراير (شباط) الماضي، وحتى اليوم الجمعة. جاء ذلك في بيان أصدرته هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، وأوردته، الجمعة، وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية. لكن يتعذر التحقق من هذه المعلومات من مصدر مستقل. وفي إشارة إلى تكبّد موسكو خسائر فادحة، أقر حاكم جمهورية «الشيشان» الروسية رمضان قديروف بخسائر فادحة في صفوف قواته، التي تدعم روسيا في حربها ضد أوكرانيا، بعد قصف مدفعيّ من قِبل قوات أوكرانية. وكتب رمضان قديروف، في حسابه على قناة «تليغرام»، الخميس: «لقي 23 مقاتلاً حتفهم وأصيب 58». وكانت مصادر أوكرانية قد تحدثت، في وقت سابق من هذا الأسبوع، عن أن وحدة شيشانية في منطقة «خيرسون» جنوب أوكرانيا كشفت عن موقعها عبر صور على شبكات التواصل الاجتماعي، مما أدى إلى تعرضها لقصف مدفعي. وفي العادة لا ينشر مسؤولون روس أرقاماً حول ضحاياهم. وفي تلك الحالة ربما كان قديروف يتحدى الأرقام الأعلى، التي أعطاها الجانب الأوكراني.

كما دعا الزعيم الشيشاني رفاقه لأن يحشدوا صفوفهم للحرب في أوكرانيا. ومنذ بدء الحرب الروسية، قبل أكثر من 8 سنوات، وصف قديروف نفسه بأنه واحد من أشرس المؤيدين في الصراع وأرسل أيضاً وحداته لأوكرانيا. من جهة أخرى، قارن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، القتال الذي تخوضه بلاده ضد روسيا، بمقاومة النازية في الحرب العالمية الثانية، قائلاً إن روسيا تسعى لتحقيق نفس المكاسب، التي سعت النازية لتحقيقها سابقاً. وقال زيلينسكي، في رسالة عبر الفيديو، جرى بثها في كييف، الليلة الماضية: «شكل الشر تغيّر، لكن الأساس لم يتغير». وأضاف أن روسيا تحوّلت من دولة مجاورة إلى معتدية إلى إرهابية، وهي مذنبة بالتورط في جرائم حرب. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد صرح، في خطاب في موسكو في الذكرى الـ77 لانتصار الاتحاد السوفياتي السابق على النازية في ألمانيا، بأن الحرب التي تخوضها بلاده في أوكرانيا شبيهة بالحرب ضد النازية في الحرب العالمية الثانية.

وفي منطقة دونيتسك، شرق أوكرانيا، قُتل 5 أشخاص، وأُصيب 9 آخرون بجروح في الساعات الـ24 الأخيرة، ولا سيما في باخموت، وهي بقعة ساخنة أخرى على الجبهة تحاول القوات الروسية السيطرة عليها منذ الصيف، بحسب حاكم المنطقة بافلو كيريلينكو. وأعلن المسؤولان الروسيان سيرغي أكسيونوف، وسيرغي كيرينكو، مساء الخميس، كما جاء في تقرير الصحافة الفرنسية، أنهما زارا محطة زابوريجيا للطاقة النووية التي تحتلها القوات الروسية منذ مارس. وتتبادل موسكو وكييف الاتهامات بقصف هذه المحطة التي أعلنت موسكو ضمّها، في وقت سابق من أكتوبر، بالإضافة إلى 4 مناطق أوكرانية محتلّة جزئياً من قِبل الروس في سبتمبر (أيلول). وفي الأسابيع الأخيرة كثّفت روسيا قصفها الذي استهدف منشآت الطاقة الأوكرانية، بحيث يجري تقنين الكهرباء في معظم أنحاء البلاد.

 

فرنسا تريد الإسراع في ترحيل المهاجرين غير الشرعيين عن أراضيها/الحكومة تعمل على إعداد مشروع قانون سيُطرح على البرلمان بداية العام المقبل

باريس: ميشال أبو نجم/الشرق الأوسط/28 تشرين الأول/2022

الجدل انطلق في اليوم التالي لمقتل الطفلة لولا، البالغة من العمر 12 عاماً، على يد امرأة جزائرية كان قد صدر بحقها قرار ترحيل عن الأراضي الفرنسية. القرار لم يُنفذ كغيره من آلاف القرارات والأحكام الصادرة عن القضاء الفرنسي، والتي تبقى حبراً على ورق. وأفاد وزير الداخلية الفرنسية جيرالد دارمانان، بأن هناك 120 ألف حالة ترحيل تنتظر التنفيذ، إلا أن القضاء ومعه وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية تجد نفسها عاجزة عن التحرك بسبب تعقيدات القانون الفرنسي الذي يمنح الشخص المعني القدرة على تأخير الترحيل ونقض الأحكام أمام المحاكم واستنفاد احتمالات الاستئناف كافة. وبالنتيجة، فإن الآلاف من هؤلاء «يتبخرون» في الطبيعة، ويخرجون عن رقابة الأجهزة الأمنية. ولدى كل جريمة يكون أحد هؤلاء ضالعاً بها، يشتعل تبادل الاتهامات، ويجد فيها اليمين واليمين المتطرف وقوداً يمكّنه من اتهام الحكومة بالتقصير لا بالمشاركة في الجرم.

ولأن الوضع هو ما عليه، فإن رئيس الجمهورية وجد أنه لا بد له من الدخول إلى الحلبة والكشف عما يعتزم القيام به مع حكومته عبر تشريع جديد من مجلسي النواب والشيوخ. وفي حديث تلفزيوني للقناة «الثانية» خلال هذا الأسبوع، أكد الرئيس إيمانويل ماكرون أنه عازم على «تغيير القواعد والتشريعات في العمق من أجل تسهيل عمليات الترحيل»، وذلك بمناسبة مشروع قانون جديد يتم إعداده في الوقت الحالي ويتناول الهجرات غير الشرعية وقانون اللجوء، مضيفاً أن الهدف هو التوصل إلى تنفيذ 100 في المائة من أوامر الترحيل، علماً أنها في الوقت الحاضر لا تتجاوز 10 في المائة. وتوقع ماكرون أن يتم تقديم مشروع القانون إلى البرلمان في الربع الأول من العام القادم، وأن نقاشاً عاماً سيجري في البرلمان في الأسابيع القليلة القادمة. وما يقوله ماكرون يتبناه حرفياً وزير الداخلية الذي سيناط به إعداد مشروع القانون بالتعاون مع وزارة العدل. وأكد دارمانان أن الحكومة ستعمل من أجل أن تصبح حياة أي شخص صدرت بحقه مذكرة ترحيل «مستحيلة على الأراضي الفرنسية». وعبّر الوزير الفرنسي عن عجزه إزاء القوانين المعمول بها، والتي تشكّل عائقاً يحول دون السير سريعاً بقرارات الترحيل، وهي تتيح للأجنبي الذي لا يتمتع بحق الإقامة على الأراضي الفرنسية أن يراجع المحاكم إلى ما لا نهاية (12 حالة ممكنة). ويريد دارمانان إنقاصها إلى 4 حالات لا غير. ومن التدابير التي يريد وزير الداخلية إقرارها، حرمان أي أجنبي فقد حق البقاء في فرنسا من «المساكن الاجتماعية» العائدة للبلديات ومنخفضة الإيجار، ومن التقديمات الاجتماعية... واللافت أن الرئيس ماكرون تحدث للمرة الأولى عن وجود رابط بين الأعمال الإجرامية واللصوصية وكثرة الأجانب غير الشرعيين. والحل بالنسبة إليه يكمن في العمل على تسوية أوضاع المهاجرين الشرعيين بالتوازي مع تسريع ترحيل غير الشرعيين الذين يأمر القضاء بإبعادهم. ويُنتظر أن يثير مشروع القانون الجديد كثيراً من الجدل كغيره من المشاريع السابقة التي طرحتها الحكومات المتعاقبة منذ 15 عاماً على الأقل.

 

ريشي سوناك يراهن على التعاون مع فرنسا لخفض تدفق الهجرات غير الشرعية على شواطئ بريطانيا

باريس ولندن تفتحان صفحة جديدة بعد التوترات زمن جونسون وتراس

باريس: ميشال أبونجم/الشرق الأوسط/28 تشرين الأول/2022

صفحة جديدة فُتحت بين باريس ولندن بعد وصول ريشي سوناك إلى رئاسة الحكومة البريطانية بعد حقبة من التوتر الذي شاب علاقات البلدين منذ رئاسة بوريس جونسون وبعده ليز تراس. والخلافات التي نشبت بين الطرفين تناولت بالدرجة الأولى ملف الهجرات والاتهامات البريطانية لفرنسا بأنها «تخل ببنود الاتفاق المبرم مع بريطانيا» إضافة إلى ملف الصيد البحري في المياه البريطانية الذي باعد بين العاصمتين لأشهر. كذلك، فإن باريس اتخذت موقفاً متشدداً مما اعتبرته إخلالاً بريطانياً ببنود اتفاقية الانسحاب من الاتحاد الأوروبي واعتبار الأخيرة أن فرنسا كانت الأكثر تشدداً إزاءها وأنها سعت لجعل ثمن «البريكسيت» عالي التكلفة بالنسبة إليها. اليوم، يأمل الطرفان تنقية علاقاتهما الثنائية وإغلاق الملفات الخلافية والتعاون من جديد. وأفاد الناطق باسم رئاسة الحكومة البريطانية، عقب الاتصال الهاتفي بين سوناك والرئيس إيمانويل ماكرون بأن الأخير «شدد على أهمية العلاقات بين المملكة المتحدة وفرنسا، الجارتين والحليفتين» وأنه «ينتظر بفارغ الصبر» القمة الثنائية التي ستجمعهما العام المقبل. وجاء الرد الفرنسي متجاوباً؛ إذ أعلن قصر الإليزيه في بيان اليوم أن ماكرون عبّر عن «استعداده لتعزيز العلاقة الثنائية بين فرنسا والمملكة المتحدة وتحديداً في ميادين الدفاع والعلاقات الاستراتيجية والطاقة». وأشار البيان إلى أن الطرفين يعملان من أجل إحراز تقدم في التحضير للقمة الثنائية للعام القادم مضيفاً أنهما «عازمان على التعاون لمواجهة التحديات المشتركة أكان ذلك على مستوى القارة الأوروبية أو على المستوى العالمي». وعدد البيان من هذه التحديات الحرب في أوكرانيا وتبعاتها ومواجهة التغيرات المناخية والتحضير لمؤتمر الأمم المتحدة حول التغيرات المناخية «كوب 27» الذي ستستضيفه مصر بدءاً من السادس من الشهر القادم. بيد أن رئيس الوزراء البريطاني أعلن أنه لن يحضر قمة المناخ لانشغاله بأمور بريطانيا الداخلية.

بيد أن اللافت في البيان الرئاسي الفرنسي أنه تجاهل تماماً الملف الأبرز الذي يهم الطرف البريطاني والمتعلق بتواصل دفق الهجرات غير الشرعية على الشاطئ البريطاني انطلاقاً من الأراضي الفرنسية. وكانت هذه النقطة بالذات أبرز ما جاء في البيان الصادر عن رئاسة الحكومة البريطانية إذ أكد أن سوناك «أكد على أهمية أن يتوصل الطرفان إلى جعل طريق الهجرات «عبر بحر المانش» مقفلاً بوجه المتاجرين بالبشر» مضيفاً أن سوناك وماكرون التزما بتعزيز الشراكة «بين بلديهما» من أجل إحباط عمليات تهريب البشر المميتة عبر بحر المانش التي يستفيد منها المجرمون المنظمون».

وقال المتحدث باسم داوننغ ستريت بعد الاتصال إن الزعيمين «ملتزمان بتعميق الشراكة بيننا لوقف الرحلات المميتة عبر القناة (المانش) التي تصب في مصلحة مجموعات الجريمة المنظمة». وللحكومات البريطانية المتعاقبة مآخذ على الجانب الفرنسي الذي يتهمه بأنه لا ينفذ التعهدات المنصوص عليها في اتفاقاتهما الخاصة ببحر المانش حيث المطلوب من فرنسا أن تكون إلى حد كبير «حارس الثغور» البريطانية بأن تمنع الهجرات غير الشرعية التي تنطلق من شواطئها في منطقة كاليه والمواجهة للشاطئ البريطاني في منطقة دوفر. وتقدم بريطانيا سنوياً ما يزيد على ستين مليون يورو لفرنسا لهذا الغرض لتعزيز الحراسة وإلغاء مخيمات المهاجرين العشوائية المقامة في منطقة كاليه. وبالمقابل، فإن باريس ستعتبر أن المشكلة موجودة في الجانب البريطاني حيث إن الحصول على عمل والانخراط في المجتمع بسهولة يشكلان عوامل اجتذاب قوية تدفع المهاجرين لركوب المخاطر من أجل الوصول إلى الشاطئ البريطاني. وتفيد الإحصائيات المتوافرة بأن لا أقل من 38 ألف شخص نجحوا في اجتياز بحر المانش منذ بداية هذا العام بزيادة كبيرة على العام الماضي. وتقول لندن إن غالبيتهم الكاسحة «80 في المائة» هي اليوم من الألبانيين. ووفق صحيفة «تايمز» ليوم أمس، فإن الحكومة البريطانية الجديدة تريد إبرام اتفاق جديد مع فرنسا أكثر تشدداً. وقال روبيرت جنريك، وزير الدولة لشؤون الهجرات، إنه يريد «علاقات بناءة» مع باريس لاتخاذ التدابير المشتركة مع السلطات الألبانية لخفض تيار الهجرة من هذا البلد.

وحتى اليوم، فشلت كافة الإجراءات والمشاريع البريطانية الهادفة إلى إحباط تدفق الهجرات غير الشرعية وآخرها المشروع الذي طرحه جونسون والقاضي بإرسال المهاجرين غير الشرعيين إلى رواندا لتفحص طلبات لجوئهم إلى بريطانيا. وجدير بالذكر أن سوناك المنحدر من أصول هندية، أعرب في الماضي شخصياً عن تأييده لمشروع جونسون، كما أنه عمد إلى تعيين سويلا بريفرمان المعروفة هي الأخرى بتشددها وزيرة للداخلية. وفهم أن سوناك يريد من باريس أن تزيد عدد أفراد الأمن الذين يراقبون الشاطئ الفرنسي، وأيضاً تجب زيادة نظرائهم من حرس الحدود البريطانيين، كما أنه يريد تسريع البت بطلبات الهجرة المتراكمة «نحو 117 ألف طلب حالياً» وتقصيرها إلى ستة أشهر بدل 480 يوماً حالياً. هل سينجح سوناك حيث فشل أسلافه في رئاسة الحكومة؟ السؤال مطروح وتوقع تحقيق الأهداف البريطانية غير مؤكد لأن رغبة المهاجرين في الانتقال إلى بريطانيا تبقى قوية رغم المخاطر المحدقة بها والإجراءات البوليسية من الجانب الفرنسي. والدليل على ذلك أن الأرقام إلى ارتفاع في الأشهر المنقضية من هذا العام علماً بأن باريس تبذل ما هي قادرة عليه، من خلال نشر قوات الشرطة والدرك في منطقة كاليه ومواصلة تسيير دوريات على الشاطئ وفي الكثبان الرملية التي تتيح الاختباء للراغبين في الانتقال إلى الضفة المقابلة.

 

كوريا الشمالية تتحدى التحذيرات الأميركية وتطلق صاروخين باليستيين

القيادة المركزية الأميركية: ملتزمون بالدفاع عن كوريا الجنوبية واليابان

واشنطن: هبة القدسي/الشرق الأوسط/28 تشرين الأول/2022

ضربت كوريا الشمالية عرض الحائط بكل التحذيرات الأميركية من أن استخدام الأسلحة النووية «سيؤدي إلى نهاية النظام»، وأطلقت، الجمعة، صاروخين باليستيين قصيري المدى باتجاه البحر، في ما اعتبرته القيادة الأميركية في المحيطين الهندي والهادي عملاً يسلط الضوء على «التأثير المزعزع للاستقرار» للأسلحة النووية غير المشروعة لكوريا الشمالية وبرامج الصواريخ الباليستية. وقالت القيادة الأميركية في منطقة المحيطين الهندي والهادي في بيان صحافي إنها تتشاور مع الحلفاء في المنطقة بشأن عمليات الإطلاق. وجاء في البيان: «في تقييمنا إن هذا الحدث لا يشكل تهديداً مباشرا لأفراد الولايات المتحدة أو أراضيها، أو لحلفائنا، إلا أن عمليات إطلاق الصواريخ تسلط الضوء على التأثير المزعزع للاستقرار لبرامج أسلحة الدمار الشامل غير القانونية لكوريا الشمالية والصواريخ الباليستية». وشدد البيان على أن الولايات المتحدة تظل ملتزمة التزاماً صارماً بالدفاع عن كوريا الجنوبية واليابان.

من جانبها، قالت هيئة الأركان المشتركة لكوريا الجنوبية في بيان إن الجيش الكوري الجنوبي رصد عمليتي الإطلاق من منطقة تونغتشون الساحلية الشمالية الشرقية يوم الجمعة. وأضافت أن كلا الصاروخين حلقا نحو 230 كيلومتراً (140 ميلاً) على ارتفاع أقصى يبلغ 24 كيلومتراً (15 ميلاً). وتقع منطقة تونغتشون، على مسافة نحو 60 كيلومتراً (37 ميلاً) من الحدود البرية بين الكوريتين. وقال البيان إن كوريا الجنوبية تدين بشدة عمليات الإطلاق ووصفها بأنها «استفزاز خطير» يقوض السلام الإقليمي وينتهك قرارات مجلس الأمن الدولي التي تحظر أي أنشطة باليستية لكوريا الشمالية.

وأكدت وزارة الدفاع اليابانية أنها رصدت أيضاً عمليات الإطلاق. وقالت وزارة الخارجية في كوريا الجنوبية إن كبير مبعوثيها النوويين أجرى محادثات هاتفية منفصلة مع نظيريه الأميركي والياباني، بعد وقت قصير من الإطلاق. وأضافت أن الدول الثلاث اتفقت على تعزيز التنسيق الثلاثي بشأن كوريا الشمالية مع تكرار دعواتها لكوريا الشمالية لوقف تجارب الأسلحة والعودة إلى المحادثات. وتُعدّ عمليات الإطلاق أول اختبارات صاروخية باليستية لكوريا الشمالية منذ 14 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، بعد تدريبات «هوغوك» السنوية لكوريا الجنوبية، التي تضمنت مشاركة القوات الأميركية. وترى كوريا الشمالية هذه التدريبات المنتظمة التي تجريها سيول وواشنطن على أنها تمهيد لشن هجوم على كوريا الشمالية. كما أتى الإطلاق بعد تحذيرات قادة «البنتاغون» الأميركي أن أي هجوم نووي من كوريا الشمالية ضد الولايات المتحدة أو حلفائها وشركائها «سيؤدي إلى نهاية هذا النظام». وأشار تقرير استراتيجية الدفاع الوطني الصادر عن «البنتاغون» يوم الخميس إلى أنه «لا يوجد سيناريو يمكن أن يستخدم فيه نظام كيم جونغ أون الأسلحة النووية والبقاء على قيد الحياة». وقالت وزارة الدفاع الأميركية إنها ستواصل ردع الهجمات الكورية الشمالية من خلال «الموقف الأمامي»، بما في ذلك الردع النووي، والدفاعات الجوية والصاروخية المتكاملة، والتنسيق الوثيق والتشغيل البيني مع كوريا الجنوبية. وخلال زيارة إلى طوكيو يوم الثلاثاء الماضي، أكدت نائبة وزيرة الخارجية الأميركية ويندي شيرمان أن الولايات المتحدة ستستخدم قدراتها العسكرية الكاملة «بما في ذلك النووية»، للدفاع عن حليفتيها كوريا الجنوبية واليابان.

* تدريبات جوية

ومن المقرر إجراء تدريبات جوية بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة الأسبوع المقبل تحت عنوان «العاصفة اليقظة» من الاثنين إلى الجمعة، وتشمل نحو 140 طائرة حربية كورية جنوبية، ونحو 100 طائرة أميركية، وآلاف الجنود من الجيشين الأميركي والكوري الجنوبي، وتستمر خمسة أيام. وقالت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية في بيان في وقت سابق يوم الجمعة إن الطائرات تشمل مقاتلات متطورة مثل «إف - 35» من البلدين، وسيتم إجراء 1600 طلعة جوية. يذكر أنه منذ أواخر سبتمبر (أيلول)، أطلقت كوريا الشمالية وابلاً من الصواريخ باتجاه البحر، في ما وصفته بـ«التجارب المحاكية لأنظمة الأسلحة النووية التكتيكية المصممة لمهاجمة أهداف كورية جنوبية وأميركية». واختبر النظام الكوري الشمالي إطلاق أكثر من 40 صاروخاً حتى الآن هذا العام، وهو رقم قياسي سنوي. وكانت آخر مرة أطلقت فيها صاروخاً، وأكثر من 100 طلقة مدفعية، في 14 أكتوبر. وحلّق صاروخ كوري شمالي فوق محافظة أوموري، في شمال اليابان في 4 أكتوبر.

وتقول كوريا الشمالية إن أنشطتها التجريبية تهدف إلى إصدار تحذير وسط سلسلة من كوريا الجنوبية والولايات المتحدة. تدريبات عسكرية. لكن بعض الخبراء يقولون إن بيونغ يانغ استخدمت أيضاً تدريبات منافسيها فرصةً لاختبار أنظمة أسلحة جديدة، وتعزيز قدرتها النووية، وزيادة نفوذها في التعاملات المستقبلية مع واشنطن وسيول.

 

الدبيبة يناور بالانتخابات... وباتيلي يتعهد نزع سلاح الميليشيات وانطلاق اجتماع اللجنة العسكرية الليبية المشتركة في سرت

القاهرة: خالد محمود/الشرق الأوسط/28 تشرين الأول/2022

ناور رئيس حكومة الوحدة الليبية المؤقتة، عبد الحميد الدبيبة، أول من أمس بورقة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المؤجلة، واعتبر مجددا أن المجتمع الليبي مهدد ممن وصفها بقوى الظلام، داعيا الشعب لـ«عدم الاستماع للغوغائيين». وادعى الدبيبة في اجتماع لحكومته بالعزيزية أنها «منحازة للشعب الليبي في تحقيق حلمه بالوصول إلى الانتخابات»، وقال: «من يخشى الانتخابات سيعرقلها، ومن أرادها سيجد الفرص لتحقيقها». مشددا على أنه «لا يوجد أي عائق أمني للوصول إلى الانتخابات، وما نحتاجه هو التزام جميع الأطراف بها... ولا يوجد ما يمنع من إجراء هذه الانتخابات». وبخصوص إخفاق مجلسي النواب والدولة حتى الآن في الاتفاق على القاعدة الدستورية للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المؤجلة، قال الدبيبة إن هذه القاعدة «لا يجب أن تكون مفصلة على أشخاص، بل يجب أن تكون عادلة». وتعهد بمواصلة الحكومة تقديم الخدمات في كافة مناطق البلاد، رغم ما وصفه بمحاولات جر البلاد للحرب. في غضون ذلك، استغل عبد الله باتيلي، رئيس بعثة الأمم المتحدة، مناسبة «أسبوع نزع السلاح»، للتعهد ضمنيا بنزع سلاح الميليشيات المسلحة، وكرر التزام الأمم المتحدة بتقديم الدعم الفني للجنة العسكرية المشتركة (5+5) في ليبيا، من أجل تسريع تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، بما في ذلك وضع تنظيم حيازة السلاح تحت السيطرة الحصرية للدولة. وجاء هذا الإعلان قبل ساعات من أول اجتماع لباتيلي مع أعضاء اللجنة العسكرية (5+5) في سرت. كما ناقش باتيلي مساء أول من أمس مع رئيس مجلس الدولة، خالد المشري، سبل معالجة الأزمة السياسية الحالية، بما في ذلك الجهود المبذولة لإعداد إطار دستوري متين، يمكن من إجراء انتخابات وطنية شاملة، لافتا في بيان له أمس إلى أنهما ناقشا نتائج اجتماع المشري مع عقيلة صالح رئيس مجلس النواب في الرباط بالمغرب. وأعرب عن أمله في أن تؤمن هذه الجهود الاستقرار لليبيا، وإنهاء أزمة شرعية المؤسسات الوطنية التي طال أمدها. من جهته، قال القائم بأعمال السفارة الأميركية في طرابلس، ليزلي أوردمان، عقب اجتماعه مع باتيلى مساء أول من أمس، إن بلاده تدعم بشكل كامل جهوده للضغط من أجل اتفاق سياسي، يمكن أن يفضي إلى انتخابات في الوقت المناسب. كما بحث أوردمان في طرابلس، أمس، مع وفد من حكومة الدبيبة الجهود المبذولة لزيادة الشفافية، والمساءلة المالية في القطاع العام من أجل التنمية المستدامة والشاملة في جميع أنحاء ليبيا. بدوره، قال وليد اللافي، وزير الدولة للاتصال بحكومة الدبيبة، إنه بحث مع المستشار الإعلامي لوزارة الخارجية البريطانية، جون حسين، برامج التطوير والتدريب في مجال الاتصال الحكومي، ودعم جهود هيئة الرصد، والمشاركة في منتدى الاتصال الحكومي، المزمع عقده في طرابلس الشهر المقبل. من جهته، قال الصديق الكبير، محافظ مصرف ليبيا المركزي، إنه بحث أمس في طرابلس مع كنعان يلماز سفير تركيا جهود المصرف في الإفصاح والشفافية، والمحافظة على الاستقرار المالي والنقدي، ودعم الجهود في التنمية الاقتصادية. ونقل عن يلماز إشادته بنهج المصرف في الشفافية والإفصاح، الذي ادعى أنه نال قبول المجتمع الدولي والمحلي. إلى ذلك، أعلن منتسبو منطقة الجبل الغربي العسكرية الدخول في اعتصام مفتوح، وحذروا في بيان لهم من أن عدم صرف مرتباتهم ستكون له تداعيات قد لا تُحمد عقباها، وقالوا إن الباب مفتوح لكل الخيارات. كما طالبوا المجلس الرئاسي، باعتباره نظريا القائد الأعلى للجيش الليبي، بالتدخل الفوري لضمان حقوقهم.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

"اتفاقات أبراهام" تمرّ من الناقورة...

ملاك عقيل/أساس ميديا/الجمعة 28 تشرين الأول 2022

بكلّ المقاييس، لا يمكن تسخيف أو تحجيم التوقيع اللبناني-الإسرائيلي بوساطة أميركية على اتفاقية ترسيم الحدود البحرية جنوباً بعد مسار طويل ومُرتبك ومدجّج بتساؤلات مشروعة حول أسباب تقصير السلطة في لبنان منذ عقود في بتّ ملف بهذه الأهمية الاقتصادية والجيوسياسية والأمنية في لبنان والمنطقة.

تاريخية اللحظة ونقطة التحوّل التي "رسّمها" الترسيم البحري مع إسرائيل للأجيال المقبلة و"الحكّام بأمرها" في لبنان لم تحجب التركيز على الشكليات. فحتّى الساعات الفاصلة عن وصول آموس هوكستين إلى قصر بعبدا بقيت تركيبة الوفد اللبناني إلى الناقورة غامضة وهويّة الطرف الموقّع على الاتفاقية غير مُعلن عنها.

كعادته في التسريبات الإعلامية تقصّد النائب الياس بو صعب الايحاء بأنّ الاتفاق على هويّة وفد الناقورة حصل خلال العشاء في منزله في الرابية بحضور الموفد الأميركي آموس هوكستين، "إضافة إلى تفاصيل مشهد الناقورة". ووصل الأمر إلى حدّ نشره تعليقاً "مباشراً" من الناقورة على "تويتر" عن "موقف مشرّف اتّخذه الوفد اللبناني لدى وصوله إلى الناقورة"، ليتبيّن لاحقاً رفض الوفد اللبناني دخول المقرّ العام لقيادة "اليونيفيل" قبل انسحاب زوارق الجيش الاسرائيلي التي اخترقت المياه اللبنانية. تعمّدت دوائر القصر الجمهوري تسريب صورة "مقرّبة" لتوقيع الرئيس عون على الرسالة التي تحمل موافقة لبنان على مضمون الرسالة الأميركية حول نتائج المفاوضات فعليّاً، كَمَنَ كل الموضوع في التفاصيل الشكلية. فرئيس الجمهورية عاد ووقّع شخصياً على اتفاق كانت تصريحات سابقة له قد نفت احتمال حدوثه، حين صدر بيان لرئاسة الجمهورية في تشرين الثاني 2020 يشير إلى "إبلاغ عون الأمم المتحدة أنّ ترسيم الحدود البحرية يتمّ على أساس الخط الذي ينطلق برّاً من نقطة رأس الناقورة استناداً إلى مبدأ الخط الوسطي بلا احتساب لجزيرة تيخيليت الاسرائيلية" (أي الخط 29).

توقيع ميشال عون

في المقابل تعمّدت دوائر القصر الجمهوري تسريب صورة "مقرّبة" لتوقيع الرئيس عون على الرسالة التي تحمل موافقة لبنان على مضمون الرسالة الأميركية حول نتائج المفاوضات غير المباشرة للترسيم. وهذا تأكيد، وفق أوساط بعبدا، على أنّ "ما قام به رئيس الجمهورية لم يَمسّ الحدود البريّة ولم يعترف لبنان بخط الطفّافات عام 2000 ولم يُطبّع مع اسرائيل. وما حصل إنجاز تاريخي نفتخر به وستفتخر به كل الأجيال بعدما استعدنا 860 كلم مربعاً كانت موضع نزاع، فيما لم يتنازل لبنان عن كيلومتر واحد لإسرائيل، إضافة إلى استحصاله على كامل حقل قانا من دون أيّ تعويض من قبل لبنان على الرغم من عدم وجود كامل الحقل في المياه اللبنانية". أمّا لناحية أعضاء الوفد الذي لم يتماهَ مع تركيبة الوفد الاسرائيلي فسُجّلت ملاحظات أساسية تجلّت في عدم مشاركة الجيش مباشرة في الوفد من خلال ضابط يمثّل قيادة الجيش. إذ إنّ حضور العميد منير شحادة ضمن وفد الناقورة، وفق مصدر مطّلع، "لم يكن على مستوى تمثيله قيادة الجيش بل بحكم وظيفته في مكان اللقاء وموقعه كمفوّض الحكومة لدى "اليونيفيل" في الجنوب، وحضوره طبيعي على المستوى اللوجستي والتنسيقي". حتى النائب وليد جنبلاط غرّد أمس متسائلاً عن "سبب تغييب الجيش عن إبرام الاتفاق حول الترسيم الذي يثبّت الهدنة؟". ما يجدر ذكره في هذا السياق أنّ قائد الجيش كان اتخذ قراراً مفاجئاً، باقتراح منه وبتوقيع وزير الدفاع، في كانون الأول 2021، بـ"نقل" العميد شحادة من المحكمة العسكرية ووضعه بتصرّف القيادة بعد نحو خمسة أشهر فقط من تعيينه في موقعه في أيار 2020، وهو ما شكّل سابقة غير مألوفة في تاريخ المحكمة العسكرية. وفي 8 نيسان 2022 جرى تعيينه بمنصب مفوّض الحكومة لدى قوات الطوارئ الدولية.

كما أُثيرت تساؤلات أمس عن أسباب تعيين رئيس مركز الاستشارات القانونية في وزارة الخارجية أحمد عرفة في عداد الوفد، فيما تردّدت معلومات عن أنّ وجوده ضمن الوفد أتى بطلب أميركي مباشر. يُذكر أنّ الوفد اللبناني إلى الناقورة تألّف من كلّ من: المدير العام لرئاسة الجمهورية أنطوان شقير، مفوّض الحكومة لدى قيادة "اليونيفيل" العميد منير شحادة، وعضو هيئة إدارة قطاع النفط وسام شباط، وأحمد عرفة. فيما تألّف الوفد الاسرائيلي من أعضاء في وزارتَيْ الطاقة والخارجية ومجلس الأمن القومي. انتقل الوفدان بعد ظهر أمس إلى الناقورة على متن طوافات عسكرية لتسليم رسالتين توثّقان موافقة لبنان وإسرائيل على الاتفاق تمهيداً لإيداعهما الأمم المتحدة.  ثمّة فريق لا يزال حتى الآن يضع كبار الرؤوس السياسية والحزبية في قفص الاتهام بالتغاضي عن إمكانية تحصيل لبنان ما لا يقلّ عن 1,400 كلم مربع

"خُردة" نفطيّة!

27 تشرين الأول 2022 لن يكون يوماً عادياً بعد الآن في بلد تعصف به الأزمات إلى حدّ الانهيار الكامل لمقوّمات ما يُسمّى دولة. أزماتٌ حوّلته إلى "خُردة" شاءت الإرادة الدولية وتقاطع المصالح أن تصنع منها "إنجازاً نفطياً" صفّق له لبنان والعدو الاسرائيلي في آن معاً وبالزخم نفسه. لكن شابته يوم أمس تأكيدات اسرائيلية استفزازية أنّ لبنان سلك، من خلال الاتفاق، درب التطبيع مع اسرائيل، وأنّ استخراج الغاز من كاريش لا علاقة له بتوقيع اتفاق الترسيم البحري مع لبنان. أما "رئيس الوفد المفاوض" في الأسابيع الأخيرة، نائب رئيس مجلس النواب، وممثل رئيس الجمهورية، القريب من الرئيس برّي وحزب الله، النائب الياس بوصعب، فقال من بعبدا التالي: "منذ صغري وأنا أسمع باتفاقات ابراهام… اليوم صار بإمكاني القول إن هناك اتفاقات هوكستين". هكذا استحضر "اتفاقات ابراهام"، التي تعني في اللغة السياسية المعاصرة "التطبيع مع إسرائيل"، ومن على منبر قصر بعبدا. ورأى كثيرون أنّ هذا الموقف يتماهى مع ما أعلنه وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن بأنّ "الاتفاقية التاريخية الحقيقية بين لبنان وإسرائيل هي وسيلة لتحقيق السلام والاستقرار السمة الدائمة للعلاقة وليس الصراع". فعليّاً، ثمّة فريق لا يزال حتى الآن يضع كبار الرؤوس السياسية والحزبية في قفص الاتهام بالتغاضي عن إمكانية تحصيل لبنان ما لا يقلّ عن 1,400 كلم مربع كان يمكن أن توسّع بيكار استفادته من الثروة النفطية والغازية الكامنة في الحقول اللبنانية. وفيما تزعّم الجيش هذا الفريق لمرحلة معيّنة بعد "اكتشافه" للخط 29 ووضعه على طاولة مفاوضات الناقورة بين تشرين الاول 2020 وأيار 2021 واعتباره الخط 23 ساقطاً، فقد جاء الردّ الأوضح أمس من جانب جبران باسيل على قيادة الجيش من خلال ما نشرته الزميلة "الأخبار" حول تلقّي قائد الجيش العماد جوزف عون اتصالاً من قائد القيادة الوسطى الأميركية دفعه في حزيران الماضي إلى "إعلان انتهاء المهمة التقنية للجيش في ملف الترسيم، والوقوف خلف السلطة السياسية في أيّ قرار تتّخذه". أمس لم يصدر بيان من قيادة الجيش ينفي أو يوضح معلومة جريدة "الأخبار". لكن المؤكّد أنّ ما سُرّب في الإعلام يعكس حجم خطوط التوتّر العالي بين باسيل وقائد الجيش على مسافة أيام قليلة جداً من نهاية العهد واحتدام معركة الانتخابات الرئاسية.

 

هذا ما جناه لبنان من تفاهم الترسيم.. «حبر على ورق»؟!

داود صالح/جنوبية/28 تشرين الأول/2022

المفاوضات اللبنانية الاسرائيلية الحدود الجنوبية

اسئلة كثيرة دون أجوبة ترافق توقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان والعدو الاسرائيلي، اول هذه الاسئلة هي: كيف سيتمكن الشعب اللبناني من الافادة من هذا الاتفاق مع وجود الفساد الاداري والسياسي فيه؟

 ويتأمل الشعب اللبناني في أن تحقق له سلطته السياسية، إنجازاً نوعياً يحسن السكوت عليه – عن طرق خرق ولو وقتي في المرحلة الراهنة – يساعده على اجتياز الأزمات الشاملة التي تجتاحه، وتلاحقه يومياً من كل جانب ومكان في معاشه ودوائه وغذائه وحاضره ومستقبله ومستقبل أبنائه وأهله، ويرجو اللبناني حصيلة مفاوضات السلطة السياسية لترسيم الحدود البحرية مع الكيان الغاصب، أن تكون قمحة لا شعيرة ، فأتت شعيرة في المدى القريب والمنظور، في حين يُصرُّ أكثر السياسيين اللبنانيين وأكثر الأحزاب والقوى الفاعلة في سياسات الدولة على تصويرها قمحة !

انجاز استبعاد الحرب

فبالرغم من تجاهل تفاهم ترسيم الحدود البحرية لحقوق لبنان بالخط 29، الذي صدرت في تثبيت حق لبنان فيه الكثير من الدراسات والبيانات من قبل خبراء في ترسيم الحدود مع العدو الصهيوني، من عسكريين ومتخصصي الوحدات الهندسية، وهو أمر أشبع توضيحة الحقوقيون اللبنانيون، بالرغم من كل ذلك ما زال أكثر السياسيين اللبنانيين ومن ورائهم حزب الله الممانع، ما زالوا يحتفلون بالنصر ويعتبرون الترسيم إنجازاً تاريخياً للبنان ..

التنقيب بحاجة لمدة زمنية قدرها الخبراء بثلاث الى خمس سنوات حتى يتبين وجود ثروة نفطية وغازية في الحقول المزمع على التنقيب فيها

وحتى لا نظلم، ونؤتي كل ذي حق حقه، قد يكون الإنجاز الوحيد، في المدى الحالي والمنظور القريب من وراء تفاهم ترسيم الحدود البحرية مع العدو الصهيوني، هو نزع فتيل الحرب المقبلة بين حزب الله وإسرائيل ولو مرحلياً، وهذا هو الإنجاز التاريخي الذي قد تكون كلفته المالية توازي قيمة مردود النفط والغاز المالي المتوقع أن يحصل عليه لبنان من ثروته النفطية والغازية، وقد يكون أكثر من ذلك وقد يكون أقل، فبالرغم من توقعات لخسائر كبرى للعدو الصهيوني من هذه الحرب المتوقعة، إلا أن لبنان سيخسر الكثير – أيضاً – من بنيته التحتية ومن الدمار والخراب، الذي سيلحق بالشعب اللبناني والدولة اللبنانية ومؤسساتها من هذه الحرب المتوقعة. 

التأخير والفساد

أما بالنسبة للمردود النقدي من وراء تفاهم الترسيم فيتلخص في المرحلة الراهنة بحبر على ورق فحسب، كون التنقيب بحاجة لمدة زمنية قدرها الخبراء بثلاث الى خمس سنوات، حتى يتبين وجود ثروة نفطية وغازية في الحقول المزمع على التنقيب فيها، وقد يوجد وقد لا يوجد. كذلك يبدو لبنان متأخراً بسنوات عدة عن جيرانه من دول الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، في مسيرة استخراج الغاز وبيعه، ففيما بدأت كل من إسرائيل ومصر وقبرص باستخراج الغاز من البحر وبيعه للأسواق العالمية، لا يزال لبنان ينتظر مرحلة التنقيب التي لم تبدأ بالفعل، فيما لم يجر تلزيم إلا منطقتين فقط من أصل 10 “بلوكات” ، فهل سيتمكن ولو متأخرا من بيع غازه ونفطه كما فعل جيرانه بالوقت المناسب؟

هناك إمكانية ضياع ثروة النفط والغاز بالتحاصصات الطائفية والمناطقية وبالتالي خضوعها لسطوة الفساد اللبناني والأحزاب السياسية

ولعلّ أبرز المخاوف الشعبية المطروحة، تكمن في إمكانية ضياع ثروة النفط والغاز بالتحاصصات الطائفية والمناطقية، وبالتالي خضوعها لسطوة الفساد اللبناني والأحزاب السياسية التي أدت إدارتها للبلاد إلى الانهيار القائم حالياً، فهل سوف يستفيد الشعب اللبناني من ثروته النفطية ام سيكون هو الخاسر الأكبر من كل هذه المعمعة اذا ما بقي الفساد على حاله؟

 ولكن على من تقرأ مزاميرك يا داود ؟ 

 

لبنان يعود إلى الجغرافيا السياسيّة

أيمن جزيني/أساس ميديا/الجمعة 28 تشرين الأول 2022

فيما يدخل لبنان الجغرافيا السياسية للمرة الأولى منذ العام 1990 وبفضل اتفاق الطائف، يُثابر الرئيس ميشال عون على تبديد وإضعاف المضمون السياسي لمعنى اتفاق الترسيم البحري مع إسرائيل. يقول، ويريدنا أن نصدّق، إنّه لا تبعات سياسية له. في الوقائع لا يوجد ما يسند ادّعاءاته غير عدم الجرأة على إعلان أنّ الاتفاق هذا أدخل لبنان في شراكة مع إسرائيل. الشراكة هذه ليست مقصورة على مضمون اقتصادي وحسب. السياسة تنبثق منها إلى ما هو أبعد من حجم العائدات إذا وُجدت. وليس أدقّ من تشبيه الياس بوصعب، ممثّل لبنان في اتفاق الترسيم، توقيع "الناقورة" بأنّه "اتفاق أبراهام" اللبناني، وسمّاه "اتفاق هوكستين".

آراء عون يدحضها صدور تصريحين عن رئيس الولايات المتحدة جو بايدن، وصاحبتها ثلاثة تصاريح للخارجية الأميركية. كلّها تحدّثت عن الجدوى السياسية والأفق الذي صار ممكناً للبنان ارتياده. "حزب الله" يُقرأ منفصلاً في أدواره الجيوبوليتيكية. صار ممنوعاً عليه وعلى إسرائيل ارتكاب الأخطاء العسكرية من دون نتائج ترتدّ على الاثنين، وبالتالي على كل دول حوض المتوسط. الاتفاق يعيد إلى الأذهان ما تأخّرنا عنه ردحاً من الزمن: الشرق الأوسط الجديد الذي تحدّث عنه بايدن بالتوازي مع مجريات الاتفاق اللبناني ـ الإسرائيلي أمس، إذ قال: "خطوة تاريخية وسيفتح الطريق لشرق أوسط مستقرّ ومزدهر". الاستقرار والازدهار ينهضان على "السلام" لا على كليشيهات الحروب والمجتمعات المُتعسكرة. قبل هذا وذاك صار البلد "رفيق درب" السياسة الأميركية ورؤيتها للمنطقة وأدوارها. سقطت نظرية التوجّه إلى الشرق وعاد لبنان إلى حيث كان قبل اتفاق القاهرة عام 1969. وما لا يمكن توريته أو إخفاؤه هو أنّ لبنان وإسرائيل صارا شريكين فعليّين في إنتاج الطاقة وتوزيعها وبيعها. ليس فقط بسبب من التداخل في حقل قانا. بل أيضاً لأنّ الأرباح المأمولة لن تكون، وسيكون غاز لبنان خارج لائحة الأسعار التنافسية ما لم يدخل صراحةً أو مداورةً في "منتدى غاز شرق المتوسط" الذي يضمّ مصر والأردن وإسرائيل وإيطاليا وقبرص واليونان.

صار البلد "رفيق درب" السياسة الأميركية ورؤيتها للمنطقة وأدوارها. سقطت نظرية التوجّه إلى الشرق وعاد لبنان إلى حيث كان قبل اتفاق القاهرة عام 1969

الاتفاق يشكّل مدخلاً لتأمين الاستقرار بجنوب لبنان في المرحلة المقبلة، وذلك لتأمين ظروف عمل شركات الغاز والنفط. وهو استقرار جمعيّ مطلوب من كلّ دول المنطقة التي نشدته وذهبت إليه طوعاً.

لبنان في "منظومة الغاز"

الاتفاق يُدخل لبنان ضمن مشروع الغاز والنفط الإقليمي. سيصبح جزءاً من معادلات الاستخراج والتصدير والشبكات الاقتصادية. هذا على وجه الدقّة سيربط لبنان بهذه المصالح. وإذا لم يكن تطبيعاً مباشراً مع الكيان الصهيوني، فله حتماً تداعيات هي ولادة لتسويات سياسية داخلية قد تُحدث تعديلات في النظام السياسي، وجرى عنها كلامٌ كثير. أوّل الرابحين هو حزب الله الذي يُقدّم على خفرٍ صورة "الضامن" لاستقرار المنطقة. فالحزب لم يعد رصيده سلبياً بعدما قلب معادلات سادت المنطقة منذ قيام إسرائيل على أنقاض فلسطين. على الأرجح قدّم صورة مغايرة للعالم عن قوّته المسلّحة. وأنّى كان الهذر السياسي للممانعين، فالاتفاق يشير إلى معنى الإمساك بأعنّة لبنان ماضياً وحاضراً ومستقبلاً: من بئر العبد حتى طهران. أصبح للبنان دور ووظيفة بعد الترسيم البحري ودخوله عالم الطاقة. ما كان له اندثر. المرفأ ما عاد ممراً للعالم. كلّ قدراته ذوت. أيضاً كلّ ادّعاءاته عن المصارف والجامعات والمستشفيات والفنادق ما عاد لها من معنى. ادّعاء الحداثة هوى منذ صارت تُعرف إسرائيل بأنّها فاليه سيليكون المنطقة. وحده الاتفاق ممكن أن يكون بطاقة تعريف جديدة للبلد.

مع توقيع الاتفاق يُغادر لبنان المنطقة البائسة من الصراع العربي ـ الإسرائيلي التي وقّع عليها عام 1967، ولم يُفلح بعدها في النجاة. الأسوأ أنّ البلد لم يستفِد من أرباح حرب عام 1973. آنذاك أبقاه الرئيس السوري حافظ الأسد ساحةً خلفيّةً للصراع لتصبح لاحقاً جبهة واحدة. أمعن لبنان في استسهال الصراع فكان أن انفجر على ذاته وغاص في حروبه التي صارت عازلاً عن العالم وشرعيّة المجتمع الدولي. مقتلة بلاد الأرز تُرجمَت مرّتين: مرّة في اتفاق كامب ديفيد، والأخرى في سقوط بيروت تحت الاحتلال الإسرائيلي عام 1982.

أن يربح حزب الله فهذا طبيعي. وهذا نصر سببه الرداءة والتعثّر السياسيّان في مجابهته مديداً، الأمر الذي أمدّه بطول العمر وقصّر بأعمار الآخرين الذين تلكّأوا طويلاً عن "العبور إلى الدولة"، وهو الشعار الذي صمّت به قوى "14 آذار" آذان اللبنانيين.

الغريب اليوم أنّ ثمة في البلد قوى، وقد صارت حليفة الحزب، تعاند معنى وأبعاد الاتفاق مع إسرائيل. هذه القوى هي عينها التي سكتت على تطييف "المقاومة" ومذهبتها وحصريّتها التي خسّرتها طبيعتها "الوطنية" الجامعة. واقع الأمر أنّ مترتّبات الولوج في هذا الأمر تهمل أكلاف الاقتصاد والسياسة. وهذا جنون مُطبق يستثمر الحيوات والأعصاب وينشدُ مواضِيَ أليمة.

الاتفاق فرصة جدّية لتحقيق علاقات جديدة مع الشرعيّتين العربية والدولية حال دونها الحزب. ما عاد إنتاج خطاب مقاوم مُمكناً. صارت النجاةُ احتمالاً راجحاً للّبنانيين إذا رفضوا أن يكونوا أضاحي التسويات التي يتردّد على نطاق واسع أنّها أُجريت بين إيران وإسرائيل. الأولى هي مَن أرسلت مسيّرات، لا حزبها.

لبنان دخل شراكة جديدة، كانت مُتيسّرة له في الأعوام 1990 و1993 و1996 و2000. لكنّ كل هذه المحطات الحربية مع إسرائيل، ومعها التحرير عام 2000، كانت تظهر أنّ لبنان بلدُ أعدّ لوظائف إقليمية مختلفة عن سبيل ازدهاره واستقراره. التعقيد في هذه المحطات كان مردّه إلى أنّ البلد محكوم من وصاية سورية مع أرجحية للحزب. الآن صار محكوماً من إيران وحزبها وحدهما، وربّما ارتأت إيران أنّه آن أوان نزوله عن مئذنة الحروب، وانضمامه إلى قوافل النفط والغاز.

 

معضلات الحوار: قلق مسيحيّ وتراجع سُنّيّ وجاهزيّة "الحزب"

وليد شقير/أساس ميديا/28 تشرين الأول 2022

بدءاً من الإثنين تنتقل الأزمة السياسية اللبنانية إلى مرحلة جديدة، البعض يسمّيها حقبة ما بعد ميشال عون، والبعض الآخر يعتبرها حقبة منقّحة من الصراع السياسي الداخلي والإقليمي في لبنان، بينما يراها فريق ثالث فرصة للانتقال إلى معالجة الأزمة الاقتصادية المالية التي يمكن أن تمهّد لمعادلة سياسية جديدة، بعد تراكم سنوات من عدم الاستقرار السياسي الذي تخلّلته اهتزازات أمنيّة أنتجها اختلال ميزان القوى وكسرت التوازن السياسي بين أطيافه.

مرحلة جديدة بمعادلة غير واضحة

الإثنين يكون انتهى عهد رئاسي اختبر خلاله اللبنانيون والخارج نمطاً من ممارسة السلطة يختلف كليّاً عن تقاليد السياسة اللبنانية الداخلية والخارجية القائمة على التسويات الدائمة بين متساويين. سعى "فريق القصر" إلى تغييرات في النظام السياسي القائم على اتفاق الطائف. لكنّه أخذ لبنان إلى انهيار اقتصادي غير مسبوق وإلى المحور الإيراني خلافاً لتاريخ علاقاته الخارجية، ولا سيّما العربية والخليجية.

لكنّ معالم تلك المعادلة السياسية ما زالت غير واضحة، نظراً إلى الغموض الذي يحيط بهويّة الرئيس الجديد للجمهورية، الذي يشكّل ركيزة محورية فيها، سواء على الصعيد الطائفي أو على المستوى الدستوري، مع كلّ ما يُثار حول صلاحيّاته بين من يقلّل من أهميّتها وبين من يقول بقوّتها على الرغم من تشذيبها في اتفاق الطائف والدستور الجديد.

مصادر عين التينة تقول أنّه سيتم دعوة ثلاثة نواب سنّة إلى طاولة الحوار الرئاسي واحد من الشمال والثاني من صيدا والثالث من بيروت

حصريّة الحوار بالرئاسة

تبدأ المرحلة الجديدة بأزمة دستورية بفعل الفراغ في الموقع الأوّل في السلطة. موقع يتّصل ملؤه بتسوية سياسية على اسم الرئيس الجديد. ويفترض الوسط السياسي أنّ دعوة رئيس البرلمان نبيه برّي المنتظرة إلى حوار وطني بين رؤساء الكتل النيابية ستنتهي باتفاق على المعادلة السياسية خلال السنوات الستّ لولايته. ويؤكّد برّي أنّ جدول أعمال الحوار ينحصر بنقطة وحيدة هي رئاسة الجمهورية. فُهِم من هذه الحصرية أنّه لا يريد إقحام الحوار هذا في متاهات اقتراحات التعديلات الدستورية التي يطرحها بعض الأطراف، ومنهم رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل.

ذلك لا يمنع القول إنّ الظروف السياسية التي تحيط بالدعوة ستُلقي بظلالها على هذه الطاولة، سواء كانت في حسابات برّي أم لم تكن، لأسباب عدّة أبرزها:

القلق المسيحيّ المرافق للحوار

- الدعوة نفسها تتمّ في ظلّ عدم حماسة القوى السياسية للدعوات المتكرّرة الصادرة عن الرئيس المنقضية ولايته، خلال السنتين الماضيتين، والتي كان على جدول أعمال آخرها مطلع شهر كانون الثاني 2022، ثلاثة عناوين: اللامركزية الإدارية والمالية الموسّعة، الاستراتيجية الدفاعية لحماية لبنان، وخطة التعافي المالي والاقتصادي. ومع مقاطعة قوى المعارضة كافّة لدعوة عون، لاعتبارها أنّ هدفها تعويم العهد، ألغاها الأخير متّهماً من رفضوا الحضور بـ"المكابرة". كان برّي ينوي الحضور بروتوكولياً والاكتفاء بالاستماع من دون الإدلاء برأيه لعدم اقتناعه بجدواها. مبادرة بري الراهنة تفهمها بعض الأوساط المسيحية على أنّها استغلال لغياب عون بعد انتقاله نهائياً إلى منزله، وتحيّن ممثّل "الثنائي الشيعي" في السلطة فرصة الفراغ في الموقع المسيحي الأول لأخذ المبادرة. وكان بعض هذه الأوساط أثار حفيظته أن يبقى في منصبيهما الرئيسان اللذان يمثّلان المسلمين الشيعة في رئاسة البرلمان، والسُنّة في رئاسة الحكومة، بينما المنصب المسيحي شاغر، وهو ما يوحي بالنسبة إلى هذا البعض باستضعاف الرئاسة واستسهال الفراغ فيها. وجزء من هذا الوسط المسيحي يتعاطى ضمناً مع الدعوة إلى الحوار وسط حذر من الجنوح نحو تكريس غلبة شروط "حزب الله" على الرئاسة.

- على العكس من الحيثيّات المذكورة فإنّ فريقاً وازناً من القوى المسيحية هو "التيار الوطني الحر" يعتبر دعوة برّي فرصة له من أجل طرح وجهة نظره في الرئاسة المقبلة، ومطالبه منها وشروطه عليها. وسبق لرئيسه النائب جبران باسيل أن كرّر مراراً الدعوة إلى الحوار في موضوع الرئاسة، وكذلك حليفه "حزب الله"، على الرغم من اختلاف موقفيهما من ترشيح رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، الذي رفضه باسيل. وكان الأخير أذاع في 6 تشرين الأول ورقة "الأولويات الرئاسية"، وربط دعم أيّ مرشّح بالتزامها، داعياً الرئيس العتيد إلى إعلان موقفه منها. وهي تنصّ على بنود خلافيّة تحت عنوان "تطوير النظام استناداً إلى تنفيذ وثيقة الوفاق الوطني، ومعالجة الثغرات والاختلالات في الدستور، وإقرار اللامركزية الإدارية والمالية الموسَّعة، وإلغاء الطائفية وإقرار قانون مدني للأحوال الشخصية، وصولاً إلى الدولة المدنية"، والحفاظ على قانون الانتخاب الحالي، الذي يعارضه معظم الفرقاء الآخرين. كما كرّر اشتراطه أن يحظى الرئيس العتيد بحيثية مسيحية وازنة أو بدعم كتلة نيابية مسيحية تمثيلية للمسيحيين، قاصداً تكتّله النيابي (17 نائباً). لكن خلف كلّ ذلك الهمّ الذي يسكن باسيل وعون يكمن مطلب واحد، وهو كيف ينال الضمانات من الرئيس العتيد لحفظ إرث العهد المنقضي والمكتسبات النفعية والفئوية.

أيّ استعدادات عند الحزب لإنجاز تسوية رئاسية؟

هذا جانب ممّا يحيط بدعوة برّي إلى الحوار في شأن الرئاسة من الزاوية المسيحية. لكنّ هناك جانباً آخر ربّما كان جوهرياً أكثر، يتعلّق بالتسوية التي يمكن التوصّل إليها عبر هذا الحوار مع "حزب الله" حول هويّة الرئيس الجديد واسمه، وملاءمة ذلك مع هدف تقليص مدّة الشغور.

في وقت يأمل برّي ألّا تغرق مناقشات الحوار في المواصفات الرئاسية التي سبق لكلّ الفرقاء أن أدلوا بدلوهم فيها، فإنّها تتطلّب تنازلات من الفرقاء، تلك التسوية الهادفة إلى الخروج من حالة عجز كلّ من الفريقين العريضين - المتنافسين على إنجاح المرشّح المفترض لكلّ منهما - عن توفير أكثريّة الثلثين لنصاب انعقاد البرلمان (86 نائباً)، ثمّ عن ضمان الأكثرية المطلقة (65 نائباً) لضمان هذا النجاح.

في هذا المجال يمكن طرح الأسئلة الآتية عن مدى استعدادات الحزب:

- أيّ تنازل يمكن أن يقبل به الحزب، بعدما ملأ قادته الفضاء الإعلامي باشتراط قبول الرئيس العتيد معادلة "الجيش والشعب والمقاومة" التي تعني احتفاظ "الحزب" بسلاحه واستمرار استقلاليّته عن الدولة، و"ألا يتآمر على المقاومة"، و"ألا يخضع لأوامر أميركا وإسرائيل والسعودية"... إلى ما هنالك من شعارات ومواصفات مكمّلة. وإذا كان مفهوماً أن يتحمّس الحزب لدعوة برّي، مستبقاً إيّاها بالدعوة إلى الحوار، رافضاً ترشيح القوى السيادية لرئيس حركة "الاستقلال" النائب ميشال معوّض، فإنّ من النتائج التي يتوخّاها الفرقاء الآخرون، وحتى حلفاؤه في "التيار الوطني الحر"، استكشاف مدى استعداده لبدائل عن دعم ترشيح فرنجية على الرغم من أنّه لم يعلن رسمياً بعد تفضيله إيّاه فيما أعلن باسيل رفضه. وكان مصدر قيادي في "التيار الحرّ" قال لـ"أساس" إنّ "الثنائي الشيعي" ما زال واقفاً عند ترشيح فرنجية، ولم يحصل معه كلام مختلف حول البدائل حتى الآن. ولعلّ مبادرة برّي بعد 31 تشرين الأول تتيح ذلك. و"التيار" وغيره من الفرقاء يعتبرون أنّ اسم قائد الجيش العماد جوزف عون سيكون من بين المرشّحين بقوّة بعد هذا التاريخ، وقد رفضه باسيل أيضاً. كما أنّ التسوية التي يتوخّاها السياديون الداعمون للنائب ميشال معوّض لا تقف بنظر معظم هؤلاء عند التفاهم على رئيس إصلاحي وسيادي يحارب الفساد، بل يأملون أن تشمل اتفاقاً جدّياً على مناقشة الاستراتيجية الدفاعية التي يفترض أن تجد حلّاً لسلاح الحزب، وهو الأمر الذي نسف العهد المنقضي أيّ إمكانية للبحث فيه، فيما الترقّب يسود لمعرفة هل تلائم الظروف الإقليمية المعقّدة احتفاظ الحزب بدوره كما مارسه إلى الآن.

في وقت يأمل برّي ألّا تغرق مناقشات الحوار في المواصفات الرئاسية التي سبق لكلّ الفرقاء أن أدلوا بدلوهم فيها، فإنّها تتطلّب تنازلات من الفرقاء

أيّ تمثيل سنّيّ في الحوار وأيّ دور في التسوية...؟

- ثمّة جانب جوهري آخر، لا يقلّل من أهمية الجوانب المذكورة أعلاه، لكنّه يرتبط بها مباشرة. فالدعوة إلى الحوار حملت كثراً على التوقّف أمام السؤال عن التمثيل السنّي على طاولته، في غياب الأقطاب السُنّة عن الندوة النيابية، فيما بقي رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، بعد امتناعه عن خوض الانتخابات النيابية، أسير شروط عون، واقتصر دوره على رفض مطالب هذا الأخير وباسيل، وعلى عقد التسويات الظرفية معه أحياناً.

ردهات البرلمان تفتقر إلى دور نواب سُنّة فاعلين ومشرِّعين، وهو ما جعل نائباً يصل إلى استنتاج أنّ الدور السنّيّ ضعيف، على الرغم من المحاولات التي يبذلها بعض نواب الشمال (في كتلة الاعتدال)، فيما بقي تحرّك دار الفتوى في إطار التشديد على المبادئ والثوابت اللبنانية والإسلامية.

مصادر عين التينة تقول أنّه سيتم دعوة ثلاثة نواب سنّة إلى طاولة الحوار الرئاسي واحد من الشمال والثاني من صيدا والثالث من بيروت.

فأيّ تسوية يمكن التوصّل إليها حول الرئاسة في ظلّ تراجع المدعوين السنّة ودورهم؟

 

آخر إبداعات الإنكار... أعظمها!

نبيل بومنصف/النهار/28 تشرين الأول/2022

لم يشأ العهد الراحل ولا سائر "مكونات" المسماة دولة معه ، تفويت فرصة مشوقة على الناس التائقين الى بعض التفريج عن الكرب القاتل فقدموها بمنتهى الاريحية في مناسبة "جليلة" مهيبة هي ابرام اتفاق مع إسرائيل حول ترسيم الحدود البحرية . من كان يتصور قبل اشهر فقط ان يغدو الكلام عن اتفاق بهذا البعد الاستراتيجي المهم التاريخي بهذا النوع من التكيف السلس بعدما شاء "القوي" الذي وقف وراء العهد والدولة المضي فيه ان ينخرط في هذا التحول . ومع ذلك ، فان الدولة "المكمومة" التي تباهى حكمها وعهدها والرجل الأول والرجل الثاني فيه بإنجاز "سوبرتاريخي" تسربلوا جميعا امام لحظة النهاية الترسيمية السعيدة فكان ان اعادوا تذكيرنا من الباب العريض ، وعشية الرحيل الموجع عن القصر والكرسي ومشتقاتها وحواشيها ، بالسمة الطاغية الغالبة التي وصمت سلطتهم أي وصمة الازدواجية والانكار . حاروا بمن يوقع هذه الوثيقة ولا يوقع تلك ، وبمن يمثل وبمن ينتدب الى الناقورة وبمن ينطق وبمن يصمت وبمن يهلل اذا لزم .. وحاروا في قطف ما لا يزال متاحا من ثمار وفوائد خصوصا لجهة تجيير دعائي مفرط في الهزلية لجهة عزو الفضل الكامل للعهد والرجل الثاني فيه في هذا الاختراق الاستراتيجي لواقع الشرق الأوسط وحتى النزاع العربي الإسرائيلي . كادوا يزعمون انهم الف باء معادلة استراتيجية نشأت من رحم احتضانهم ل"المقاومة" ويريدون منا البصم على ان حياكة التفاوض الصعب والدقيق والجراحي هي صنعتهم وابتكارهم ومراسهم ، ولا صلة به للظروف الدولية والوساطة الأميركية ولا الحسابات العابرة للداخل والاقليم والخارج المتصلة بسلوكيات "حزب الله" والدولة العدو إسرائيل ولا ظروف "الحرب العالمية الثالثة" الباردة – الساخنة التي يشهدها العالم .

حتى الرمق الأخير بل القطرة الأخيرة يمضي طاقم هذه السلطة في ظل العهد الراحل بعد أيام في الامعان في سياسات الازدواجية والانكار امام اللبنانيين سواء في الشكليات او "في الباطن" . تراءى لنا البارحة ، في يوم ابرام اتفاق مشهود وموصوف وتاريخي بكل المعايير ، باننا امام دولة مكتومة الصوت ، تريد الشيء وضده وتتباهى بالانجاز وتخجل به او لا تجرؤ على الاعتراف به كأنها ارتكبت موبقة … اما انكم انجزتم المستحيل واما ان سواكم انجزه وانتم الواجهة فاختاروا . هكذا هي حال السلطة – الواجهة التي كانت عليها هذه الدولة في ظل هذا العهد منذ ستة أعوام تنقضي الاثنين المقبل في الحادي والثلاثين من تشرين الأول من سنة 2022  . ولعل سائلا يسأل لماذا نثبت المثبت في تاريخ نهاية العهد ما دام لا يحتاج الى اثبات ؟ والجواب ان نمطا و"أيديولوجية" يقومان على سياسات الانكار والازدواجية كهذه السائدة منذ ست سنوات قد تدفعنا الى الخوف المبرر من انكار تاريخ نهاية العهد في اللحظة التي لا نحسب فيها ولا غيرنا ان نفاجأ غدا بشيء فائض من ابداعات الانكار . قد يكون ذلك في ملف الحكومة الثقيل على قلب العهد او في ملف تفسير الترسيم بعد ابرامه بالتوقيع المزدوج او في ملف مرسوم ما يفرخ فجأة ويشعل صراعا متماديا الى ما بعد الفراغ وما بعد الولاية المنتهية … الخ . اذا لا نلام ان "نفخنا في اللبن لان الحليب كوانا" حتى في اللحظات التي لا يخطر في بال ان تبقى مشرعة على اللامعقول . ولعل الحكمة بعينها تستدعي من اللبنانيين شد الاحزمة بأقصى المستطاع في الاتي من الساعات !

 

الحزب” يضغط للتأليف… ويعطّل شرط الثقة

كلير شكر/نداء الوطن/28 تشرين الأول/2022

أمّا وقد انتهت مراسم توقيع الاتفاق الحدودي مع إسرائيل، يفترض أن تستعيد الجهود التي لا تزال تبذل في سبيل تأليف حكومة اللحظات الأخيرة، الأضواء. لم ييأس «حزب الله» من الدفع باتجاه تقليص مساحة التوتر السياسي في زمن الشغور الرئاسي، قدر المستطاع. ولهذا، ترك محرّكاته على وضعيتها من العمل إلى حين يفقد الأمل، ويكون الوقت قد خانه، بمعنى اقتراب لحظة خروج رئيس الجمهورية ميشال عون من القصر، ليفقد حقّ التوقيع. أمّا قبل ذلك، فكل الاحتمالات لا تزال واردة ولو أنّ حماسة مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم تراجعت خلال الأيام الأخيرة، أسوة ببعض المطلعين على خطّ التأليف وقد باتوا مقتنعين أنّ الطرفين، أي فريق رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي، ليسا متحمّسين لإنجاز هذه المهمة، كلّ لاعتباراته، وسيلقيان حكومة تصريف الأعمال بالمجهول.

في الواقع، فإنّ الجردة السريعة للعوامل التي تتحكّم بتأليف حكومة آخر لحظات العهد، لا تدفع إلى الايجابية. على المستوى السياسي، سيكون من مصلحة ميقاتي إبقاء القديم على قدمه خصوصاً أنّه طوّر علاقته بالوزراء المسيحيين ومتّنها ويفضّل عدم تغييرهم، واللعب بموازين القوى في الحكومة التي بقي ثلثها المعطّل مضموراً، بيد وزير ملك. أمّا الدخول في لعبة تبديل الأسماء فقد يطيح بتلك الموازين التي تحتاج إلى «ميزان جوهرجي» وتدقيق في «أصل وفصل» كل مرشح لدخول الحكومة لمعرفة مدى التزامه بالمرجعية التي ستسمّيه. بدليل أنّ بعضاً من وزراء حكومة تصريف الأعمال، دخل مع «أمّ العروس» وخرج مع «أمّ العريس». أكثر من ذلك، فإنّ جولات التفاوض التي جرت بين رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي ورئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل الذي يواظب على الإدعاء أنّه لا يريد شيئاً لنفسه أو لحزبه، وأنّ التفاوض يجري فقط على حصّة رئيس الجمهورية، أثبتت الكثير من الوقائع. إذ دلّت على أنّ باسيل يريد أن يكون هذه المرّة شريكاً «على السطح»، بمعنى تسمية وزراء محسوبين عليه، وقد أعلن رئيس الجمهورية صراحة عن دور «التيار الوطنيّ الحر» في تسمية الوزراء، وذلك على خلاف المرّات السابقة التي نفض خلالها «التيار» يديه من علاقته بالوزراء المسيحيين. وهو أمر مخالف للواقع. كما أظهرت أنّ الفريقين يمتهنان لعبة التشاطر ورمي العصي في الدواليب من خلال الشروط والشروط المضادة والمطالب والمطالب المضادة، بشكل يثبت أنّهما غير مستعدين لتقديم أي تنازل في سبيل تسهيل عملية التأليف.

يقول أحد المواكبين لهذا المسار إنّ الفريق العوني يتصرف على قاعدة أنّ الحكومة الجديدة ستكون بمثابة هدية مجانية، هو غير مستعد لتقديمها، وتحديداً لميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري كون لهما اليد الطولى فيها. وبالتالي كلّ سياسة رفع السقوف كانت من باب رفض الرئيس عون وباسيل الإقدام على هذه الخطوة التي لن تقدم فلساً لرصيدهما السياسي. لا بل يفضّل باسيل القفز سريعاً إلى ضفّة المعارضة لكي يتفنن في قصف كلّ الجبهات.

وعلى هذا الأساس، وضع شرطاً أساسياً يقضي بعدم منح ثقته للحكومة حتى لو أسهم في ولادتها. وهو شرط لا يجد حتى نواب «التيار الوطني الحرّ» صيغة مقنعة للدفاع عنه على المنابر الإعلامية: كيف نشارك في حكومة لا نمنحها الثقة؟ فعلاً هو الانفصام الحاد في الشخصية. لكنّ إصرار ميقاتي على تلبية هذا الشرط، والضغط الهائل الذي مارسه «حزب الله» خلال الساعات الأخيرة (يتردد أنّ لقاء جمع باسيل ليلاً بمسؤولين بارزين من الحزب) أدى إلى تليين موقف رئيس «التيار الوطني الحر» في نهاية المطاف، بشكل قد يدفعه إلى منح الثقة ربطاً بطبيعة برنامج الحكومة! وكأنّه سيكون لحكومة الشغور برنامج جديد!

في الواقع، يقول مصدر مطلع على خطّ التفاوض إنّه رغم السجالات والاتهامات المتبادلة بين الطرفين، إلا أنّهما يخشيان من المجهول. ومع ذلك، كلّ التقدم الحاصل قد لا يؤدي إلى انفراج حكومي حتميّ!

 

بكركي تتحرّك على خط الرئاسة: غربلة الأسماء بدأت

غادة حلاوي/نداء الوطن/28 تشرين الأول/2022”:

خلف الكواليس يطبخ ملف الرئاسة الاولى بهدوء وبعيداً عن المزايدات السياسية و»هوبرات» نواب «التغيير» تحت قبة البرلمان. بالتشاور مع البطريركية المارونية تدخل جهات سياسية في حوار موسع حول انتخابات رئاسة الجمهورية . يجرى الإعداد لسلة أسماء لمرشحين محتملين لا تكون مستفزة لأي جهة محلية. قبيل ثلاثة أيام من نهاية عهد رئيس الجمهورية ميشال عون، مني الباحثون عن تشكيل حكومة بخيبة كبرى. التفاؤل الذي بنيت عليه آمال الأسبوع الماضي لم يكمل مساره لاصطدامه بتمسك كل طرف بسقف مطالبه. ورغم ذلك لا تزال تجد في الأروقة من يراهن على ربع الساعة الأخير. لكن بات واضحاً أن الحكومة لم تعد مطلباً دولياً. الدولتان الأساسيتان أي فرنسا وأميركا لا تزالان على موقفهما من أنّ تشكيل حكومة جديدة أو تطعيم الحالية بأسماء جديدة سيؤخران انتخاب رئيس جديد للجمهورية ويطيلان أمد الفراغ الرئاسي. الأهم هو انتخاب رئيس للجمهورية.

داخلياً بات «التيار الوطني الحر» وعلى خلاف «حزب الله» أقل حماسة لحكومة جديدة. مردود أي حكومة قد لا يكون موازياً لمردود التسوية المتعلقة بانتخاب رئيس الجمهورية. سقف أي تغيير حكومي هو تبديل عدد من الوزراء لن يزيد على ثلاثة، بينما للتيار حالياً ستة وزراء. الرئاسة باتت هي الأهم .

أسماء قيد التداول وأخرى استبعدت. على خط سليمان فرنجية، لا يزال «حزب الله» متحفظاً في الإعلان عن تبني ترشيحه. في المعلومات أن رئيس «تيار المردة» طلب من «حزب الله» التريث لشهرين أو أكثر حيث يحتمل أن تطرأ تطورات إقليمية ودولية تخدم ترشيحه. يتحرك فرنجية رئاسياً، لم يلمس تحفظاً أميركياً على ترشحه ولا فرنسياً لكن لا تزال أمامه عقبتان أساسيتان هما موقف المملكة السعودية وهو ما يربطه بتغيّر العوامل الخارجية ورفض رئيس «التيار» جبران باسيل لتبني ترشيحه وهذه معضلة لا يجد لها «حزب الله» حلاً.

ليست المرة الأولى التي يبلّغ فيها باسيل «حزب الله» صراحة أن لا إمكانية لانتخاب فرنجية، اللهم الإ في حال حصول أعجوبة ما . والقرار ذاته تبلغه البطريرك الراعي أيضاً. فكرة الحوار حول شخصية المرشح الرئاسي قيد التبلور في بكركي التي تعمل عليها بصمت. من ناحية «التيار» فإن الأسماء المؤهلة للرئاسة كثيرة ولا تنحصر بشخص أو اثنين باتا خارج المعادلة الرئاسية حسب ظنه، أي سليمان فرنجية وقائد الجيش جوزف عون. ترتبط حظوظ الأول بموافقة باسيل التي لم تتوافر بعد بينما من رابع المستحيلات اتفاقه مع «القوات اللبنانية»، أما الثاني فأكثر من جهة داخلية باتت مستعدة للتصدي لتكرار تجربة العسكر في الحكم وما يحتاجه ذلك من تعديل غير ممكن للدستور.

ينتظر «حزب الله» نهاية عهد ميشال عون للشروع في البحث الجدي بملف الرئاسة. لم يقطع الأمل في نجاح محاولاته مع باسيل. من دونه يصعب تأمين الأكثرية الناخبة، ومعه ومن دون نواب الحزب الإشتراكي يصعب تأمين النصاب القانوني لانعقاد جلسة الإنتخاب. تدوير الزوايا نيابياً مطلوب وتحديداً مع النواب السنة. قد لا يجد «حزب الله» مفراً من الاتفاق مع السعودية على الرئاسة الثالثة لتمرير الاستحقاق الرئاسي. خطه الأحمر هنا هو خيار الرئيس فؤاد السنيورة على وجه الخصوص فيما الأسماء المتبقية عرضة للنقاش. تسهّل المملكة انتخاب الرئيس من خلال النواب السنة فيسهل «حزب الله» من جانبه انتخاب رئيس حكومة. وفي حال فشل مثل هذا السيناريو، سيكون انتخاب الرئيس مستبعداً في ظل مجلس نيابي تعطيلي غير قادر على أن يتفق على رئيس لوجود تباعد في الأفكار والطروحات حتى داخل من يفترض أنهم فريق واحد أي «التغييريون». في الصالونات السياسية وبين النواب أنفسهم تجد من يتحدث عن استحالة استمرار مثل هذا المجلس حتى نهاية ولايته. تركيبة المجلس النيابي تعزز فكرة الفراغ الرئاسي. قبيل انتخاب ميشال عون استمر الفراغ الرئاسي لأكثر من عامين ونصف، فكيف بالحري في ظل مجلس مفكك كالمجلس الحالي. فماذا لو طال الفراغ الرئاسي حتى نهاية المجلس النيابي الحالي. ومن انتظر عامين ونصفاً يمكن ان ينتظر أكثر! ساعات تفصل عن الفراغ الرئاسي. نهاية عهد عون تشكل البداية الدولية للتعاطي الجدي مع لبنان. دول القرار المعنية بالإستحقاق بدأت التفكير جدياً بالتسوية التي تسد الفراغ في بعبدا. الرئيس العتيد لن ينتخب الّا بموجب تسوية وسيكون رئيساً غير مستفز، مؤهّلاً لإدارة الأزمة، الخيارات كثيرة لكنّ المؤهلين قلة، واحد منهم يشكل نقطة تقاطع بين الكل. دول كثيرة مستعدة للخوض في التسوية عربية ودولية لا سيما بعد نجاح تجربة اتفاق الترسيم.

 

حوار برّي الرئاسي: ممرّ أم هدف؟

طوني كرم/نداء الوطن/28 تشرين الأول/2022

توصّل الرئيس ميشال عون قبل أربعة أيام من انتهاء ولايته الرئاسيّة إلى «الإقرار» بدولة إسرائيل وحدودها مع الجمهورية اللبنانية، ولم يتمكن من التفاهم مع رئيس الحكومة المكلف لتشكيل حكومة تجنّب لبنان الدخول في جولة جديدة ومتقدمة من إفراغ المؤسسات الدستورية، وسط إمعان غالبية القوى السياسيّة، والنيابية تحديداً، في تكريس أعراف جديدة، تشكل مدخلاً للإطاحة بالنظام السياسي القائم أي الدستور، مع التسليم أنّ الفراغ واقع في 31 تشرين الأول. ومع شغور الرئاسة الأولى، تسقط غالبيّة المبادرات الرئاسيّة التي شغلت اللبنانيين لأسابيع، ما يدفع رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى عدم الوقوف مكتوف اليدين وإطلاق مساعيه الرامية إلى التوافق على رئيسٍ يجنّب البلاد المزيد من الفراغ، بعد سلسلة من الجولات التي كرّست عجز المجلس النيابي عن القيام بدوره في انتخاب رئيس للجمهورية.

وينطلق بري في مساعيه من كونه الرئيس الثاني في الجمهورية اللبنانية، أي «مايسترو الجمهورية»، ما لم تبصر حكومة ما النور، متحرراً من عبء معارضته للعهد، آملاً في أن تتوصل المساعي التي يقوم بها إلى الحدّ من تفاقم الخلافات بين الحلفاء المفترضين العاجزين عن تأمين الإحتضان النيابي المطلوب (65 نائباً) لأحد المرشحين، مع تعمّد قوى «8 آذار» خلال جلسات إنتخاب الرئيس قطع الطريق على امكانية إنتخاب رئيسٍ للجمهورية في الدورة الثانية، وفق الدستور وبما يتلاءم والأصول الديمقراطية المتبعة.

وإن كان الحوار محط إجماع عند غالبيّة القوى السياسية، إلّا أن الصيغة التي ستتم بها الدعوة إلى هذا الحوار، والمواضيع التي سيناقشها تفتح الباب أمام التساؤل عمّا إذا كان الهدف إنتخاب رئيسٍ للجمهورية، أو البحث في مستقبل الجمهورية ونظامها.

قد يكون الحوار مجدياً للتوصل إلى حل خلافٍ ما أو التوصل إلى قواسم مشتركة بين المتخاصمين. أما في ما خصّ نواب الأمة، فلا خصام بينهم ولا إختلاف ومتاريس. وهذا ما بدا جلياً من خلال الجولات واللقاءات التي رافقت المبادرات الرئاسيّة كما جولات الإنتخاب التي احتضنتها ساحة النجمة في جولاتها الأربع، لتبرز إلى الواجهة المطالب المتجددة في تغيير النظام، والتي قد تبدأ من البحث في دور الرئيس المطلوب إنتخابه وتقييده بشروط وبرنامج عمل ولا تنتهي في استحداث أدوار ومراكز أخرى رديفة للرئيس، تكرّس موازين القوى الجديدة في نظام جديد يعطي الضمانات المطلوبة لـ «حزب الله».

وفي السياق، أوضح معاون الرئيس نبيه بري، النائب علي حسن خليل لـ «نداء الوطن»، أنّ الآلية والبرنامج اللذين سيتضمنهما الحوار في حال الدعوة إليه لم يتبلورا بعد، إنما المطروح يأتي من إيمان الرئيس بري وإصراره على قيادة المرحلة المقبلة ومتابعة الملف الرئاسي بجديّة.

وعن تحويل عجز المجلس النيابي عن القيام بدوره وانتخاب رئيس للجمهورية إلى «العرف» بأن الطريق إلى بعبدا تمر عبر الحوارٍ في مكان ما، أشار خليل إلى أن «هذا الموضوع ليس جديداً، إنما هو جزء أساسي من العمليّة السياسيّة والديمقراطية، لافتاً إلى ضرورة إقرار القوى السياسية بعدم تمكن أي طرف من إيصال رئيس لوحده، قبل أن يتم النقاش جدياً في الأسماء»، ليختم قائلاً: « نحن نريد رئيساً ولا نريد مرشحاً».

ومع توجه الرئيس بري إلى تكثيف جهوده ودعوة القوى السياسية إلى التفاهم حول ملء المركز الشاغر الذي هو مكان رئيس الجمهورية، تقاطعت مواقف غالبيّة الكتل النيابية في موافقتها على ضرورة الحوار والتلاقي بين القوى السياسيّة وبين تكريس أعراف جديدة جرّاء التمادي في تعطيل النظام وتحميله المسؤولية والفشل في إنتظام عمل المؤسسات.

وإذ طلب النائب نبيل بدر بالوصول إلى انتخاب رئيس للجمهورية، حمّل المسؤولية للقوى التي تعمد إلى تعطيل الدستور وتحميل النظام مسؤولية فشله، داعياً إلى أن تأخذ الديمقراطية مسارها، رابطاً إمكانية تلبيته لأي حوار بحصره في مادة واحدة ووحيدة وهي إنتخاب رئيس الجمهورية.

أما النائب جورج عدوان، فرأى أن الحوار يتم من أجل تحديد مواقف من المواضيع المطروحة، في حين يتطلب إستحقاق رئاسة الجمهورية الذهاب إلى المجلس والانتخاب، رابطاً الموافقة على أي حوار قد يدعو إليه الرئيس بري من عدمه إلى حين عرض الموضوع على تكتل الجمهورية القوية لإتخاذ القرار المناسب، رافضاً في الوقت نفسه تكريس أعراف جديدة.

ولفت النائب غسان سكاف، إلى أن الحديث عن الحوار اليوم وكأنه حديث عن الفراغ الذي يرفض التكلم عنه وكأنه أصبح عرفاً في ثقافتنا السياسية، مشيراً إلى تكثيف الجهود خلال هذه الأيام من أجل كسر الجليد بين الكتل النيابية وبين ضفتي المجلس ما يؤدي حكماً إلى إنتخاب رئيس للجمهورية.

بدوره، أوضح النائب سليم الصايغ أنه لا يحبذ الدعوة إلى اختبار حوارات كبديل عن رئاسة الجمهورية المخولة رعاية أيّ حوار في المستقبل، متسائلاً عمّا إذا كان المطلوب القبول بشغور مركز رئاسة الجمهورية والفراغ كمدخل لفرض حوار ما، في حين لا يقبل أي من الرؤساء وتحديداً الرئيس بري أن يشغر مركز رئاسة مجلس النواب للحظة واحدة. ومع رفضه الحوار في «شريعة الغاب»، أكد أن المبادرات قائمة والحوار قائم بشكل يومي بين جميع الأفرقاء.

أما النائب إبراهيم منيمنة، فرفض ربط إنتخاب الرئيس بالحوار الذي قد يكرس أعرافاً جديدة، مشدداً على وجوب تفعيل الآليات الرسمية داخل مجلس النواب، رغم موقفهم الواضح منذ 17 تشرين بوجود مشكلة في هذا النظام.

في حين ربطت النائبة حليمة قعقور، المشاركة في أي حوار مرتقب بشروطه وأسسه وما إذا كان يرتقي فعلاً إلى حوار ديمقراطي، مشيرة إلى أن رفضها للتوافق يأتي من رفضها لقتل الحياة الديمقراطية، مؤكدة في الوقت نفسه أن «النظام لم يعد يصلح، وسقط! ونحن في مرحلة إنتقالية، وأنا مع تغيير النظام والمنظومة من زمان… إسقاط النظام الطائفي!».

 

عندما تهدي طهران واشنطن "إنجازاً ديبلوماسياً"!

ايلي القصيفي/أساس ميديا/28 تشرين الأول/2022

لم يتأخر الرئيس الأميركي جو بايدن في إعلان "الإنجاز الديبلوماسي" الذي حققته أميركا من خلال التوصّل إلى اتفاق بين لبنان وإسرائيل بشأن ترسيم الحدود البحرية بينهما. حتّى أنّ إصدراه بياناً، الثلاثاء 11 تشرين الأول، يعلن فيه التوصّل إلى هذا الإتفاق سبق بيان وزير خارجيته أنتوني بلينكن الأربعاء في ١٢ منه، وإن كانت الخارجية الأميركية قد أصدرت بياناً قبل يوم واحد، إثر إعلان كل من لبنان وإسرائيل عن التوصّل للإتفاق.

خطوة بايدن هذه، من خلال الإتصال بكل من رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لابيد قبل إصداره بياناً بشأنه، تكتسب دلالة مهمّة جدّاً في ختام مسار التفاوض بين الجانبين. ولعلّ الأبرز في بيان بايدن كان حديثه عن أنّ الإتفاق "يؤمن المصالح  الأمنية والإقتصادية لإسرائيل ذات الأهمية الحاسمة لتعزيز تكاملها الإقليمي"، وهو العنوان الذي حمله الرئيس الأميركي معه إلى منطقة الشرق الأوسط في حزيران الماضي حيث أعلن في 13 منه أنّ أحد أهداف زيارته تلك هو العمل على إندماج إسرائيل في الشرق الأوسط.

طبعاً نظرة بايدن إلى اندماج إسرائيل في الشرق الأوسط أوسع بكثير من اتفاق الترسيم بين لبنان وإسرائيل إذ كان طموحه توسيع خريطة التطبيع بين إسرائيل والمزيد من الدول العربية والتي كان سلفه دونالد ترامب قد بدأ في رسمها، غير أنّ اتفاق الترسيم هذا لا يخرج، من وجهة نظر أميركية، عن سياق استراتيجية واشنطن لتوسيع إندماج إسرائيل في المنطقة.

إذّاك فإنّ المقاربة الأميركية لاتفاق الترسيم بين بيروت وتل أبيب تعطي المعنى الإستراتيجي الأقصى لهذا الإتفاق، وإن كان هذا المعنى يتبدّى في اللحظة الراهنة شأناً أميركياً ذات صلة بشكل أساسي بالإنتخابات النصفية الأميركية، وهو ما يفسّر استعجال بايدن للإتفاق وحماسته له وبالأخص لجهة وصفه بالإنجاز الديبلوماسي. أيّ أنّ أيّاً من لبنان وإسرائيل لن يتبنّى هذا المعنى الأميركي للإتفاق؛ أمّا لبنان فلأنّه حاول منذ بدء مفاوضات الناقورة رسم حدود فاصلة بين شروط هذه المفاوضات وديناميات التطبيع فيها. وإمّا إسرائيل فلأنّها لا تستطيع القفز فوق وقائع الصراع مع حزب الله، ولاسيّما أنّ الإتفاق جاء مدفوعاً بهواجس أمنية إسرائيلية عبّرت عنها بوضوح الأجهزة الأمنية الإسرائيلية التي لعبت دوراً حاسماً في حثّ القيادة السياسيّة على اعتبار الاتفاق مع لبنان أولوية، كما شكّلت لاحقاً غطاء لحكومة لابيد، وإلّا لكان من الصعب عليها القبول بالاتفاق والتسويق له عشيّة الانتخابات النيابية تحت وطأة المزايدات من قبل "معسكر نتانياهو".

بيد أنّ واشنطن خلقت واقعاً جديداً على الحدود بين لبنان وإسرائيل  لخصّه الرئيس عون خلال محادثته الهاتفية مع بايدن بالقول: "إن تاريخ منطقتنا يذكر الصراعات والحروب أكثر ممّا يذكر اتفاقات مثل هذه تعود بالسلام والإزدهار والرفاهية لشعبها". وكان رئيس مجلس النواب نبيه برّي قد طرح معادلة شبيهة خلال استقباله الوسيط الأميركي عاموس هوكشتين في 14 حزيران الماضي مفادها أنّ استخراج لبنان ثروته الغازية هو مقابلٌ للإستقرار في المنطقة. وهذان الموقفان الرسميان كافيان للدلالة على الواقع الجديد على الحدود بين لبنان وإسرائيل، وهو ما يتيح للأميركيين الذهاب أبعد في التأويل الإستراتيجي للإتفاق.

لكن الموقف اللبناني من مفاعيل هذا الاتفاق يبقى على أهمّيته أقلّ أهمّية من الموقف الإيراني منها. فإيران اللاعب الخفي في مسار الوصول إلى هذا الإتفاق أهدت بايدن "انجازاً ديبلوماسياً" ما كان في إمكانه تحقيقه من دونها بالنظر إلى التأثير الحاسم لطهران في القرار اللبناني من خلال حزب الله. وهذا ما يعطي الأميركيين مصداقاً على كلامهم عن "حقبة جديدة من التعاون الإقليمي"، كما ورد في بيان الخارجية، وعن "تعزيز تكامل إسرائيل الإقليمي"، كما ورد في بيان بايدن.

يحيلنا ذلك إلى تعقيدات وتداخلات ومفارقات السياسة الأميركية في المنطقة وبالتحديد تجاه دول الخليج العربي وإيران، وهو ما تحاول طهران الإستفادة منه قدر الإمكان في لحظة الاستقطاب الدولي، الأكثر حدّة منذ انتهاء الحرب الباردة، على خلفية الحرب الروسية على أوكرانيا والتي خلّفت تحوّلات في مسار العلاقات الأميركية الخليجية، ولاسيّما بعد قرار "أوبك +" خفض انتاج النفط بنحو مليوني برميل يومياً.

ولذلك فإنّ اتفاق الترسيم يتجاوز في دلالاته الإستراتيجية كلّا من إسرائيل ولبنان إذ يؤكّد أنّ المسار الإيراني - الأميركي في المنطقة يعدّ، بالنظر إلى استمرار كل من واشنطن وطهران بالرهان على مواصلة المفاوضات بينهما، مساراً رئيسياً بالرغم من كلّ الحملات الإعلامية والسياسية ضدّ بعضهما البعض وبالرغم من الوتائر المتفاوتة للتعصيد الأمني والعسكري بينهما. فها هي إيران بعد أنّ توعدّت بإخراج القوات الأميركية من المنطقة حتّى آخر جندي، بعد اغتيال الجنرال قاسم سليمان، تهدي أميركا "إنجازاً ديبلوماسياً" في لحظة أميركية ودولية إستثنائية. وهذا لا يعني بالطبع أن واشنطن وطهران إصبحتا حليفتين لكن في الوقت نفسه لا يمكن اعتبارهما عدوّين بالمطلق أقلّه بالنظر إلى تقاطع المصالح بينهما في أكثر من ملّف.

لكنّ هذا التأرجح في مسار العلاقات الأميركية – الإيرانية يرخي بثقله أيضاً على مستقبل الاتفاق بين اسرائيل ولبنان، باعتبار أنّ هذا التأرجح يشكّل أحد العوامل المهدّدة لـ "حسن تنفيذ هذا الإتفاق"، بحسب العبارة التي وردت في بيان بايدن، والذي تحدّث عن ضمانات متبادلة لكل من بيروت وتل أبيب لعدم خرق أي طرف منهما الإتفاق. ولكنّها ضمانات يصعب التكهن بمدى صلابتها بالنظر إلى أنّ الاتفاق يحصل في توقيت دولي وإقليمي استثنائي قضى باستعجاله ناهيك بأنّ هذا الإستعجال فرضته أيضاً الإنتخابات النصفية في أميركا والرئاسية في لبنان والبرلمانية في إسرائيل. ولذلك فإنّ الظروف والمصالح التي فرضت هذا الإتفاق الآن قد تشهد تحولّات لاحقاً لا تطيح به بالضرورة لكنّها تؤثّر على "حسن تنفيذه" في ظلّ واقع جيوسياسي متحرّك -داخل إسرائيل وفي المنطقة عموماً - يصعب معه تقديم ضمانات نهائية من أيّ نوع كان. 

لكن على المدى القريب فإنّه لا يمكن إغفال المفاعيل السياسية المتوقعة للاتفاق في الداخل اللبناني وبالتحديد لجهة الإستحقاق الرئاسي، لاسيّما أنّ اتصال بايدن بعون يمكن أن يفسّر، تجاوزاً لسببه المباشر، على أنّه تعبيرٌ عن استعدادٍ أميركي للقبول برئيس جديد حليف لحزب الله وإيران أو قريب منهما... وفرنسا حاضرة دائماً لاستكمال "المبادرة"!

 

في صبيحة اليوم ال1108 و1109 على بدء ثورة الكرامة

حنا صالح/فايسبوك/28 تشرين الأول/2022

وفي 27 تشرين الأول 2022 وقع ميشال عون صك الإعتراف بدولة إسرائيل، وكل كلامٍ آخر لا قيمة له بل يدخل في باب الجعدنة: تضمنت الوثيقة الرسمية ذكر دولة إسرائيل 27 مرة!

إنه يوم يوم إفتضاح الكذبة الكبيرة: ممانعون وسياديون! ويوم تأكد تكراراً أن دور حزب الله حماية منظومة النيترات وبرمجة التسويات المطلوبة من الخارج، ولو تسبب ذلك بتنازل عن السيادة والثروة وتخلٍ عن مساحة من المياه الإقتصادية تعادل 15% من مساحة لبنان، وثرواتها كانت كفيلة بنقل لبنان من حالٍ إلى حال!

قبل أقل من أربعة أيام على إنتهاء ولاية البؤس والذل والإرتهان تم التتويج: هدر السيادة وحقوق اللبنانيين، وتصوير الأمر إنجاز تاريخي، وإنتصار، وإرغام العدو على الإعتراف بكل المطالب، وقد بلغ عون المكان الذي لا يجرؤ سواه عليه! لكن الوثائق سرية، ممنوع عرضها على الشعب اللبناني، وممنوع على البرلمان مناقشتها وإقرارها وفق ما تنص عليه المادة 52 من الدستور وكما جدد نواب الثورة المطالبة، وكان كافياً أن يأخذ الوزراء علماً دون إبداء الرأي بالمضمون وما ترتبه.. ولسنا كإسرائيل التي أُرغمت على الوقوف على "إجر ونصف" مضطرة حكومة لابيد لأن تعرض الإتفاقية على المحكمة العليا التي ناقشت دستوريتها وأجازت التوقيع!

ليس سراً أن أن الأسباب الإقليمية المتعلقة بالمصالح الإيرانية أولاً، معطوفة على حاجة منظومة النيترات إلى تعويم نفسها عجلت التوقيع وحرمت لبنان الكثير من حقوقه، لكن الأكيد أن إتفاقية الترسيم التي حملت أعلى التواقيع في البلدين، عون ولابيد، ويتم توثيقها في الأمم المتحدة، ومعها ضمانة من واشنطن ترتقي إلى مستوى المعاهدة المكتملة الأركان ..لكنهم هربوها! والأكيد أن مدائح بوصعب للحدث توازي بعض ما كان الصحاف يحدث به أبناء العراق عن إنتصارات مدوية على "العلوج" فيما كانت بغداد قيد السقوط!

بالحصيلة تخلينا عن ثروات "كاريش" وعن الخط 29 وبتنا أمام خط الطفافات(..) المتمم للخط الأزرق البري، وأمام منطقة أمنية إسرائيلية! بالنقابل إشترى لبنان "سمك بالبحر"، لأن كل الخطوات مرتبطة بحسن نوايا إسرائيل(..) والأمر المثبت بالوثائق أن عمليات الإستكشاف والتنقيب لا تبدأ قبل موافقة تل أبيب التي باتت تمتلك وصاية معينة..لكن منظومة النيترات تمكنت من شراء المزيد من الوقت، وعملياً أمامها مورد جديد للنهب، وفرصة لتلميع صورتها خارجياً تدعم وضعها الداخلي وسوف تستغلها في قضية "التوافق" على مقيم جديد في رئاسة الجمهورية يكمل عهد الخراب العوني!

لكن زمناً جديداً بدأ ستبرز ملامحه بعد حين رغم ذر الرماد بالعيون، فقد قال نصرالله عن الإتفاقية بأنه "إنتهينا من هذه المرحلة" وأنه بما يتعلق "بالمقاومة تكون المهمة إنتهت وكل التدابير والإستنفارات الإستثنائية أعلن أنها إنتهت"، وأن النتائج "إنتصار كبير وكبير جداً للبنان وللدولة وللشعب والمقاومة" واصفأ البعض المعترض بأن "حقدهم يعميهم"..وعلى الأرض فرض التعتيم على مراسم التوقيع في الناقورة، فإن كل ذلك لا ينفي نهاية مرحلة وبدء زمن جديد. لقد تم التوقيع على نهاية الصراع مع إسرائيل وإنتفت تكراراً كل المزاعم التي كانت تُساق لتبرير السلاح الخارج عن الشرعية. إنها حقبة جديدة بين لبنان وإسرائيل بمعزل عن الجدل العقيم من جانب الفريق المتسلط لتبرير التهريبة، ففي الأفق ترتسم خطوط حقبة سلمية – إقتصادية واضحة المعالم الأمنية والعسكرية!

2- توازياً عشية الرحيل الموجع عن القصر والتخلي القسري عن الكرسي، كانت لعون إطلالة متلفزة رغم آثار التعب من عملية رش الأوسمة(..) فأثارت رداً من ميقاتي. والأكيد كل ما طرحه عون ورد ميقاتي لم تلامس هموم الناس ووجعها، فسكان القصور والسرايات في غربة عن هموم أهل البلد يعيشون إنفصاماً لا سابق له!

جديد الحديث التهديد بأن الحكومة الحالية لا تتمتع بالثقة ولا يمكنها أن تحكم.. "أنا على وشك توقيع مرسوم قبول إستقالتها ورح إعطيهم فرصة حتى نهاية الولاية لتشكيل حكومة وفق معايير موحدة.. وإذا باسيل مش مقتنع أنا بقنعو"! لكنه لم يحدث الناس عن إنعدام مفاعيل مرسومه لأن الحياة لا تقبل الفراغ! وحمل على ميقاتي الذي لم يعد إلى القصر "وربما راح يعمل كزدورة باليخت قبل ما يرجع".. وقال إنه خسر نصف الولاية بسبب حكومات تصريف الأعمال، متناسياً خسارة البلد نتيجة الفراغ وأنه كان وراء التعطيل ومتجاهلاً أن الثقة بالحكومات من مسؤولية البرلمان وليس جنابه..وبرر التردي والإنهيار ب"ما خلونا".. لكن ميقاتي رد معتبراً أن بعض ما قاله عون وقائع مجتزأة ومحرفة: "أحياناً تخون كبارنا الذاكرة فتختلط الوقائع بالتمنيات والحقائق بالأوهام"!

3- مع توجه بري لدعوة الكتل ممثلة برؤسائها إلى حوار لتوافق على مقيم جديد في بعبدا، يراد منه أن يلبي وجوده مصالح أطراف المنظومة، والبداية إرادة حزب الله ونهجه، ما زال بعضهم يدبج الكتابات والتصاريح عن الرئيس"السيادي والإصلاحي"! ويتم التدبيج ولم يجف بعد حبر توقيع إتفاقية الترسيم التي حظيت بموافقة إجماعية من السياديين غب الطلب قبل الممانعين. ويكرر هذا البعض تحميل نواب الثورة وزر عدم وصول النموذج الهمام! فلبعض مدبجي التصاريح والكتبة( وربما غب الطلب) التنبه للتطور الجديد، فالسماسرة في "سيد نفسه"، سينخرطون مباشرة بعد 31 الجاري في ورشة المفاضلة بين أسماء تحمل مواصفات حماية مصالحهم، ومصالح الخارج الذي غطوا إختطاف الدولة لخدمة مخططاته!

تبقى في مكانها وفي التوقيت السليم، أن يقوم نواب من الثورة بترشيح د. عصام خليفة الشخص الرمز في معركة السيادة والدفاع عن الحقوق وثروة اللبنانيين..إنها خطوة لا بل رسالة مسبقة، للتأكيد أن تسويات المتسلطين ستبقى جزئية ولو مع أكثرية نيابية. وخيارهم الرئاسي لن يمر دون مواجهة حرصاً بداية على دور البرلمان وكيف ينبغي أن يكون، وحرصاً على مناخ الحرية والديموقراطية والقيم التي تمسكت بها ثورة تشرين، ولكي يكون هذا الترشيح، الذي شكل إدانة لمنظومة السلطة، الرافعة لإستنهاض اللبنانيين مجدداً دفاعاً عن مصالحهم وحقوقهم وبلدهم وكل نسيجه الوطني ومميزاته.

وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن

 

لبنان: نهاية عهدٍ ولا أفق!

رضوان السيد/الشرق الأوسط/28 تشرين الأول/2022

يمر المشرق العربي أو الشرق الأوسط منذ عشر سنواتٍ وأكثر بمرحلة يطلق المراقبون عليها أنها مرحلة التحول من الخوف من الدولة إلى الخوف عليها. وهي حالة سائلة في لبنان وسوريا والعراق وليبيا... وفلسطين. والفرق بين فلسطين والدول الأربع الأُخرى أنها محتلة. لكن مسألة الدولة أو إشكاليتها هي الجامع بين البلدان الخمسة. إنما لو دققنا لوجدنا أن الدول الأربع هي تحت احتلال التنظيمات المسلحة التي لا تريد الدولة في الحقيقة، لأنه إيذانٌ بتضاؤلها وزوالها. فالذين يريدون الدولة أو يشتاقون إليها هم الجمهور، المفجوع بالاحتلال في فلسطين، والمفجوع في البلدان الأخرى بميليشيات السلطة وسلطة الميليشيات!

بعد أيامٍ قليلة ينتهي في لبنان عهد الرئيس ميشال عون، وهو في الحقيقة ليس عهداً واحداً بل هو عهود. فعون عطل الجمهورية بطموحه للرئاسة 1988 – 1991، وأوقفها على حد السيف من منفاه (1991 - 2005)، ثم أعاد تعطيلها خلال مساعيه المتجددة للرئاسة (2008 - 2016)، ثم عطلها في فترة رئاسته (2016 - 2022). ما سر هذه القدرات العجائبية لعون عند الجمهور المسيحي في لبنان؟ فدائماً كان في جيبه وذراعه اقتناع خمسين أو ستين في المائة من الجمهور المسيحي. وينطبق هذا الأمر على الرئيس بشار الأسد الذي حكم السنوات العشر الأولى بعد وراثته لأبيه مستنداً إلى شرعية الاستقرار. بيد أن هذه الشرعية انتهت بالاضطراب الذي بدأ عام 2011 وما يزال مستمراً ومتفاقماً حتى اليوم. ما هو سر جاذبية عهود بشار، بعد تهجير 12 مليوناً من الشعب السوري، ومقتل نصف مليون، وخراب نصف سوريا؟! وما شهد العراق عهداً بسوء عهد المالكي الذي دام لأكثر من ثماني سنوات. ثم ها هو يعود متجدد القوى ليفرض رئيساً وحكومة على مثاله أو شبه مثاله مع أنه غاب لست سنواتٍ وأكثر فصدقنا زواله، كما صدقنا الخلاص من عون عند ذهابه للمنفى لخمسة عشر عاماً! ومعظم الليبيين ونسبة لا بأس بها من العراقيين ينوحون على القذافي وصدام. لكنْ لا أحد يملك القوة والإرادة للخروج من الوضع الراهن!

نواف سلام في كتابه: لبنان بين الأمس واليوم (2021)، يُجْمل علل المأزق في لبنان بالهيمنة الطائفية، والمواطنة المكبلة، والدولة غير المكتملة. ثم يجترح أُطروحة للخروج تتلخص في إقامة الجمهورية الثالثة التي تُعلي من شأن المؤسسات، وإقامة دولة مدنية عادلة وفاعلة بالمواطنة الجامعة ومفهوم سيادة القانون، والإصلاح المستند إلى تطبيق أحكام الطائف التي لم تنفذْ بعد!

ولو ذهبنا إلى أن السوريين والليبيين ما عادوا يمتلكون قوة الخروج لكثرة الجيوش والميليشيات على أرضهم، فما الذي يمنع اللبنانيين والعراقيين من استعادة ثورة عام 2019 التي سميت ثورة الجمهور، ومن أجل الحرية والكرامة والإصلاح. المطلوب أن يحصل في العراق ولبنان من جديد ذلك التمرد المدني الذي قادته فئات المجتمع الوسطى: هل تستطيع العين أن تقاوم المخرز كما يقال؟ الذي نعرفه مثل الجميع أن المخرز ما يزال ظاهراً أو مشهوراً بوضوح. لكن الوضع لا يجوز أن يبقى على ما هو عليه أو تزول الآمال في التغيير، ويستمر الناس في الهلاك، والعمران في تصدعٍ وانهيار!

فشل مجلس النواب اللبناني أربع أو خمس مرات بعد الاجتماع لانتخاب رئيس جديد. وعون الذي قضى سنوات وسنوات في الإعاقات والتعطيلات ينشط أخيراً لإبقاء ذكرى طيبة عن عهده. يعتبر أنه هو الذي عقد اتفاق ترسيم الحدود البحرية. ويطلب من صديقه بشار الأسد إعادة اللاجئين السوريين، وترسيم الحدود البحرية مع سوريا أيضاً. وبعد أن قيل إن الرئيس الأسد رحب بذلك، ما استطاع الوفد الذهاب لأن أحداً ما وافق على استقباله بسوريا الأسد رغم جلالة قدره؛ وبخاصة أن على رأس الوفد بو صعب نائب رئيس مجلس النواب الذي تكاثرت كراماته هذه الأيام، وأسرف الرئيس الجنرال في تكريمه بالأوسمة والميداليات! وكان الرئيس يعتزم (كسائر الرؤساء في نهايات عهودهم) تجنيس عدة مئات من السوريين والعراقيين وغيرهم كما فعل قبل أربع سنوات. هذه المرة فاحت الرائحة قبل الأوان، فرفض رئيس الحكومة الصفقة مع أنها حصلت من قبل بالصيغة نفسها. فهل يصر رئيس الجمهورية على هذا الإنجاز أيضاً، فينضم ملف التجنيس إلى سائر الملفات المخبوءة التي يتبارى خصوم عون هذه الأيام في إبرازها؟ فنحن اللبنانيين محظوظون في أننا نستطيع أن نفضح، لكن ليس من حقنا التعطيل وبخاصة إذا اتخذ سمة المحاسبة! ويبدو أن العراقيين أو بعض سلطاتهم صارت تمتلك أيضاً حق الفضح. فها هو الكاظمي يعلن عن ملاحقة متهمين بصفقة فساد بمليارين ونصف المليار دولار. صار الأشخاص معروفين، إنما هل يمكن محاسبتهم؟ الغالب لا، رغم منع السفر والقبض على أشخاص ليسوا هم المسؤولين عن الفساد بالتأكيد، وسينتهي الأمر بفكفكة بعض الحلقات التي لا تمس الكبار. وهكذا فلا شرطة جنائية ولا قضاء لا في لبنان ولا في العراق! تصوروا أن القاضية غادة عون المضطربة التصرف حصلت أيضاً على وسام من الرئيس الذاهب، وهي التي لم تترك خطأ إلا وارتكبته غير هيابة من الناس!

والذي فشل أيضاً ثورات عام 2019 في التغيير. لكن الثورات أبرزت ضرورة الانتخابات. والآن نعرف أن الانتخابات ليست نافعة أيضاً أو لا مفاعيل لها. ففي العراق عاد في النهاية وبعد الثورة ومئات الضحايا: المالكي وأنصاره. وفي لبنان وقد كانت الثورة ضد عون وصهره ومن أجل الانتخابات، عاد عون وصهره قويين وكذلك جعجع والتغييريون. لكن جعجع والتغييرين ما استطاعوا الاتفاق على مرشح، فصارت الاجتماعات العبثية لمجلس النواب التي ستنتهي إلى فراغ. ولأن عوناً فشل في جلب صهره؛ فهو ينتقم بعدم الموافقة على تشكيل حكومة. والحكومة الحالية حكومة تصريف أعمال، فهل تستطيع الحلول محل رئيس الجمهورية في حالة الفراغ؟ فقهاء عون الدستوريون وهم كثيرون يقولون: لا! أما ميقاتي فيقول إنه يرفض الابتزاز والخضوع لشروط عون. وهكذا فعل مقتدى الصدر بالعراق فعندما لم يستطع التأثير في تشكيل حكومة غالبية استقال نوابه فصار خارج اللعبة بقدرة قادر بعد أن كان سيدها في الشهور الأولى بعد الانتخابات.

تنسد الأبواب أمام التغيير في العراق ولبنان. وفي العراق تحسنت الموارد بسبب ارتفاع أسعار البترول. أما في لبنان فاستكان اللبنانيون قليلاً لأخبار الحدود البحرية كأنما تسلموا دولارات من باطن البحر. والغاز إذا أتى فبعد عشر سنوات. إنما المهم أن عوناً انسحب وخلصنا منه، بينما لا يأمل العراقيون خلاصاً من المالكي ولا من غيره. هل هي نهاية مرحلة؟ الذي يشكك في ذلك أنه لا بشائِر لقيام الدولة. فلنقل إنها نهاية مرحلة إنما لا أفق!

 

إيران و«عفريت العلبة»!

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/28 تشرين الأول/2022

كما هو متوقع أخرجت إيران «عفريت العلبة»، وهو الجوكر الداعشي، ليعيث ويعربد على قضية الشعب الإيراني الغاضب اليوم من النظام الخميني الحاكم كلّه. داعشي أطلق النار على زوّار ضريح ديني في مدينة شيراز في إقليم فارس الجنوبي، منسوب لأحمد بن موسى، شقيق الإمام الرضا، وهو من الأئمة الـ12 المعصومين حسب الطائفة الشيعية الإمامية، ويُلقّب بـ«شاه جراغ». تنظيم «داعش» - كما هو متوقع - كان أعلن أمس مسؤوليته عن الهجوم الذي أوقع 15 قتيلاً في هذا المرقد. هذه الحادثة أتت في خضم ثورة الشعب الإيراني من كل الفئات والقوميات والأقاليم؛ من كرد وأذريين وعرب ولور وبلوش وفرس، من الشباب والشابات، الطلاب والطالبات، الأغنياء والفقراء، النخب والعامة... حركة شعبية استثنائية، هزّت ثقة النظام بذاته، وإن كان ما يزال هو الطرف الأقوى، حتى لا نذهب بعيداً في التوقعات، أقلّه حتى الآن. من مظاهر مكر النظام وقوته علاقاته العجيبة مع الجماعات السنية الإرهابية المسلحة، مثل «القاعدة» و«داعش». الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي - كما هو متوقع أيضاً - سارع معلقاً على هجوم ضريح شاه جراغ في شيراز، بالقول إن «أعمال الشغب» تمهّد الأرضية لوقوع هجمات «إرهابية». أيضاً وزير الداخلية أحمد وحيدي وبّخ المحتجين وأدان الاحتجاجات التي تجتاح إيران، لأنها هي التي «مهّدت الطريق لهجوم شيراز» كما أوردت وكالة «رويترز» نقلاً عن وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري». الحال أن علاقات «الحرس الثوري» ومخابراته و«فيلق القدس» وعصاباته، بتنظيم «القاعدة» تحت قيادة أسامة بن لادن، ورجاله المصريين خاصة، أظهر من نار على علم، ومعلومة لكل من يكلف نفسه قليل العناء لمتابعة أخبار إقامات قيادات «القاعدة» في مضافات «الحرس الثوري» في إيران. في أغسطس (آب) 2020 كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية اغتيال أبي محمد المصري، أحد أبرز قادة «القاعدة» في طهران، وابنته مريم، وهي أرملة حمزة بن لادن.

الأخطر من ذلك علاقات الشبكة الإيرانية بهجمات 11 سبتمبر (أيلول) الشهيرة، من خلال دعم وتسهيل وتدريب عناصر «القاعدة». في وقت سابق، كشفت بانفشة زاند الباحثة والصحافية الإيرانية أن طهران «مستعدة تماماً وقادرة على تجاوز الحدود الآيديولوجية للذهاب والعمل مع السُنة عند الحاجة». وفي تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» من عام 2011 كشف اثنان من المنشقين الذين خدموا في جهاز المخابرات الإيرانية، أن مسؤولين إيرانيين «كانوا على علم مسبق بهجمات 11 سبتمبر». نعم «داعش» تكفّر الشيعة وكثيراً من السنة، وتستبيح دماء الجميع، ولكن هذا لا يمنع دهاقنة النظام الأمني الخميني من توظيفهم في معاركها المصيرية، ففي الحب والحرب - كما يقال - كل شيء مباح!

 

قتل لوياثان بألف طعنة

أمير طاهري/الشرق الأوسط/28 تشرين الأول/2022

في الوقت الذي يركز فيه النقاش السياسي اليوم على التفكك البطيء، لكن المستمر، لما يسمى النظام العالمي، فإن الأزمات التي تؤثر على مفهوم الدولة، الذي يشكل أساس أي نظام عالمي، ربما لا تحظى بالاهتمام الذي تستحقه. منذ ظهورها في ملامحها المبكرة والغامضة، تعرضت الدولة كمفهوم لتحدٍّ من قبل مجموعة من العوامل، من الوثنية وطقوسها إلى الآيديولوجيا، والمغامرات الاستبدادية، والسلطة المالية الخاصة، وفي وقت حديث للعولمة. تعين على الدولة أن تتغلب على القبلية وتتبني المفهوم الأوسع لـ«الشعب» ككتلة أساسية. وبعد ذلك، كان لزاماً على الدولة أن تطور مفهوم المواطنة. أما ما تمخض عن ذلك، فكان عالماً من الدول القومية التي يمكن أن تتعايش، وإن لم يكن ذلك دائماً في سلام، داخل نظام عالمي قائم على القانون الدولي. إلا أننا نجد اليوم أن معظم الدول القومية تواجه أزمات تؤثر، كل بطريقتها، على النظام العالمي ككل. أولاً: لدينا اليوم 16 منطقة غير خاضعة للحكم أو تمثل دولة فاشلة، وهو العدد الأكبر من نوعه خلال الـ150 عاماً الماضية، وتحولت إلى مناطق عدم استقرار ورعب في أجزاء من غرب آسيا وأفريقيا. بعد ذلك، لدينا دول قومية، بما في ذلك الصين وروسيا وكوريا الشمالية وإيران، تحولت إلى أدوات عبادة الفرد.

وداخل كل هذه الدول، وبعض الدول الأخرى مثل كوبا وفنزويلا ونيكاراغوا وإريتريا حيث عبادة الفرد أقل وضوحاً، يجري استخدام قشرة آيديولوجية لتلميع صورة النخبة الحاكمة. لطالما كانت الآيديولوجيا، سواء أكانت دينية أو علمانية، خصماً للدولة. في أغلب الوقت، تعتقد الدولة أنها تستغل الآيديولوجيا في خدمتها، مثلما كان الحال عندما أعلن قسطنطين أن المسيحية دين الدولة. ومع ذلك، فإنه مع مرور الوقت، أصبحت الإمبراطورية خادمة للكنيسة، وانتهت الملحمة بتفكك الإمبراطورية وظهور الدول البابوية في أجزاء من إيطاليا. داخل الاتحاد السوفياتي، أبقت الآيديولوجيا البلشفية روسيا ودولها الأسيرة خارج التاريخ البشري الطبيعي لأكثر عن سبعة عقود، ما ترتب عليه عواقب مأساوية لا تزال تؤثر على روسيا، بل العالم بأسره.

اليوم، يواجه ما يسمى الأنظمة الديمقراطية أزمة لا تخلو في بعض الأحيان من جانب هزلي، كما هو الحال في المملكة المتحدة. وتواجه الأنظمة الديمقراطية تحديات توقعها توماس هوبز في كتابه «لوياثان»، تتمثل في ظهور مجموعات مصالح صغيرة، لكن قوية، يمكنها استغلال سلطة الدولة من أجل تعزيز أجنداتها الضيقة. ويصبح هذا الأمر ممكناً في الغرب عندما تكون غالبية الناس، أي الناخبين الذين من المفترض أن يختاروا من يحكمون، إما غير مهتمين بالعملية السياسية وإما يتعاطفون مع مجموعات القضية الواحدة وجماعات الضغط وغيرها من مجموعات النشطاء.

وتكشف الأرقام أنه داخل الأنظمة الديمقراطية الغربية الـ30 القائمة، كان إقبال الناخبين على التصويت خلال العشرين عاماً الماضية يتأرجح حول الـ55 في المائة. على امتداد عقود، لم يجر انتخاب أي رئيس أميركي أو فرنسي أو رئيس وزراء بريطاني بأصوات على الأقل 50 في المائة من المؤهلين للتصويت.

وبسبب التمثيل النسبي، طورت معظم الديمقراطيات الغربية أنماطاً مختلفة من الائتلافات، بما في ذلك الائتلاف الهزلي القائم الآن في ألمانيا. في مثل هذا النظام، تصبح الرمزية أمراً ضرورياً مع تحول الحكومات إلى نسخة سياسية من أطباق المقبلات المفتوحة.

وعليك أن تكون حذراً فيما يقوله المشاهير، من مذيعي التلفزيون والنقاد الصحافيين ومذيعي البرامج الإذاعية إلى مروجي أنماط الحياة البديلة، وصولاً إلى غريتا ثونبرغ الناشطة البيئية، أو جورج كلوني النجم السينمائي. خلف الكواليس، عليك أن تستمع إلى أصحاب المليارات الذين يرتدون الجينز الأزرق والمصرفيين الذين يرتدون أحذية كرة السلة. وفي الوقت الذي تتلاشى فيه الأحزاب السياسية التقليدية وتتحول إلى أشباح، فإن هذا يعني تعزيز مجموعات صغيرة، لكنها نشطة على حساب الدولة.

إلا أن هذا ليس كل شيء. لقد فقدت الدولة القومية بالفعل جزءاً من قوتها أمام المنظمات الدولية أو العابرة للحدود، مثل الأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي ومنظمة التجارة العالمية، والعشرات من الكيانات البيروقراطية الأخرى المختبئة وراء الاختصارات. في الداخل، يقدم المجتمع المدني عرضاً موازياً من خلال مئات، وأحياناً الآلاف، من المنظمات غير الحكومية، ناهيك عن جماعات الضغط الممولة تمويلاً جيداً، تتمثل مهمتها في قتل «لوياثان» (وحش بحري أسطوري) عبر آلاف الاقتطاعات، ليصل كل منها على قطعة من الجثة. في المتوسط، تسيطر الدولة الديمقراطية على أكثر عن نصف الناتج المحلي الإجمالي، وبالتالي يجري تحويلها إلى آلية لإعادة التوزيع، أو نمط من آلات صرف الأموال التي ترى أمامها طابوراً طويلاً من مجموعات المصالح تنتظر لوضع بطاقتها الإلكترونية في الآلة. من جانبي، تابعت على مدار أسبوع أحداث الساحة البرلمانية الفرنسية. وتولد بداخلي انطباع بأنني أقف في قلب سوق، حيث يدور كل الحديث عن المال. أسعار البنزين مرتفعة؟ إذن، سترسل لك الدولة شيكاً. لا يمكنك دفع فاتورة الكهرباء؟ هناك شيك آخر في الطريق إليك. وبذلك، أصبح الانطباع العام بأن كل مشكلة تحت الشمس ناتجة عن «نقص الموارد»، وهي كلمة رمزية للمال.

وكانت هناك ضجة كبيرة حول ما إذا كان يجب على الفرنسيين التقاعد بعد عامين مما يفعلون الآن، وكيفية منح فئات معينة دعماً مالياً أكبر. هل دار نقاش حول الحرب في أوكرانيا والمبالغ الفلكية المخصصة لاستمرارها؟ إطلاقاً. ماذا عن الحالة المؤسفة للمدارس الفرنسية حيث يُترك ما يصل إلى 30 في المائة من التلاميذ دون مدرسين لجزء على الأقل من العام الدراسي؟ لا شيء. كما لم يكن هناك أي نقاش حول الضغط الذي يمارسه المتعصبون الدينيون على فتيات المدارس الفرنسيات من أصل شمال أفريقي لارتداء ملابس غريبة تناسب حفلات عيد الهالوين. لطالما تعرض مفهوم الدولة للهجوم من اليسار واليمين، لكن من الناحية العملية، اعتادت جميع أحزاب اليسار واليمين تقريباً الاعتراف بخصوصية الدولة كمؤسسة. ويمكن للدولة أن تتصرف بشكل صحيح أو خاطئ، تبعاً لمن يحكم على الفعل، لكنها ستعمل دائماً كدولة. ومع ذلك، لدينا اليوم أمثلة صارخة على دول تتصرف كأدوات تخدم استراتيجية الزعيم. وبناءً على المؤتمر الأخير للحزب الشيوعي الصيني، قد تصبح الصين تحت حكم شي جينبينغ مثالاً.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

رئيس الجمهورية تبلغ من بو صعب توصل المحادثات مع الوفد القبرصي الى صيغة لتعديل الحدود البحرية بين البلدين

وطنية/28 تشرين الأول/2022

تلقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مساء اليوم اتصالا هاتفيا من نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب ابلغه فيه انه "استكمالا للاجتماع الذي عقد قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، زار الوفد القبرصي وزير الاشغال علي حميه حيث عقد اجتماع بحضور اعضاء هيئة قطاع النفط وضباط من مصلحة الهيدروغرافيا في الجيش نوقشت فيه المسائل التي اثيرت في اجتماع بعبدا وتم التوصل الى صيغة اتفقوا عليها لتنفيذها وفق الاجراءات  القانونية المتبعة والمتعلقة بتعديل الحدود البحرية وفق المرسوم 6433 و اعتماد النقطة 23 جنوبا". واوضح بو صعب ان "الصيغة تعتمد شمالا خط الوسط بين لبنان وقبرص ، على ان تحدد نقطة الالتقاء بعد ان يتفق عليها لبنان وسوريا".

 الراعي استقبل سكاف ورئيس الرابطة المارونية باسيل: وضع اليد على البلد من خلال حكومة تصريف اعمال فكرة كارثية وستأتي بالفوضى الدستورية

وطنية

استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي في بكركي، النائب الدكتور غسان سكاف، الذي قال بعد اللقاء:"اجتمعت اليوم مع صاحب الغبطة وتباحثنا في أمور رئاسة الجمهورية وكيفية الوصول الى انتخاب رئيس للجمهورية، لأننا نعتبر أننا على مشارف فراغ رئاسي سيتبعه فراغ مؤسساتي، والواقع أننا اليوم في مرحلة مصيرية وقد وصلنا الى قعر الدول الفاشلة، وهذا الأمر يتطلب منا تكاتفا وتعاضدا من أجل انتاج رئيس للجمهورية، كما يجب أن نصل الى قواسم استراتيجية مشتركة ولكن من دون تسرع."

 وختم سكاف: "لقد عملنا خلاغل فترة المهلة الدستورية من أجل إنتاج رئيس، ولكن وصلنا اليوم الى فراغ رئاسي مع واقع انهياري للبلد، فلبنان لا يتحمل شغور رئاسي طويل، لذا يجب أن نعمل بجهد لتقصير فترة الفراغ الرئاسي، ولهذه الغاية نقوم اليوم بتجديد حركة المبادرات والمشاورات لكسر الجليد بين الكتل، ونتمنى أن نصل الى انتخاب رئيس للجمهورية قريبا."

باسيل

وبعد الظهر، استقبل  الراعي  رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل يرافقه مستشار رئيس الجمهورية انطوان قسطنطين. بعد اللقاء اشار باسيل الى ان "زيارته هي لمتابعة ملف انتخاب رئيس للجمهورية لان الاولوية المطلقة هي في بقاء رأس الدولة والحفاظ على المقام وعدم وقوع فراغ، فالفراغ سيدخلنا في المشاكل، بينما انتخاب الرئيس يجنبنا المشاكل الكثيرة. للاسف نحن على بعد ايام قليلة من دخول الفراغ الذي يتعاطى معه الجميع كامر واقع لا محال، من دون بذل اي جهد للحوار او التفاهم، العجز ظاهر عند الجميع وما من امكانية للتفاهم، من جهتنا سنواصل السعي لتأمين اي نوع من التفاهم". وتابع باسيل: "هناك امر مخطط للبنان من قبل تسمية دولة الرئيس ميقاتي وتكليفه بالحكومة، وهو الا يتم تشكيل حكومة وهذا امر بإرادة من الرئيس ميقاتي ودعم الرئيس بري ودعم خارجي من بعض الدول وتغطية عدد من المرجعيات في الداخل والخارج لحصول الفراغ ، ووضع اليد على المقام الاول في الجمهورية اللبنانية اي الرئاسة الاولى،  واضافة الى وضع اليد على حكم البلد وثرواته، وهذه الفكرة بوضع اليد على البلد من خلال حكومة تصريف اعمال هي كارثية وستأتي بالفوضى الدستورية".  واضاف: "الله يستر مما يتحضر لفرض الامر الواقع، اي ان تقوم الحكومة بمهمة ابعد من تصريف الاعمال، وهنا الكارثة، عندها ندخل الفراغ الرئاسي والحكومي".  وعن امكان حدوث خضات قال باسيل: "انتخاب رئيس يجنبنا كل هذه الامور، لماذا السيبان الدستوري والرئيس ميقاتي يؤكد يوميا انه لا يريد تأليف حكومة. نحن لا يمكننا القبول بحكومة فاقدة للشرعية وندعو الحرصاء على الدستور الى عدم القبول بالفراغ".

 رئيس الرابطة المارونية

واستقبل الراعي أيضا رئيس الرابطة المارونية السفير خليل كرم.

 

الرئيس عون في لقاء وداعي: أمضيت كل حياتي مدافعا عن لبنان ولا شيء سيمنعني من مواصلة المسيرة والسلام الاقتصادي سيتعزز بعد الترسيم وليس من نص يتحدث عن عدم قانونية التوقيع على مراسيم قبول الاستقالة ما لم يتم تشكيل حكومة أخرى والمسألة متعلقة باعراف يمكن خرقها

وطنية/28 تشرين الأول/2022

اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون انه سيبقى مدافعا عن لبنان رغم انه وجد ان هذا الدفاع بات صعبا وهو في مركز الحكم الا ان ذلك لن يمنعه من مواصلة المسيرة، مشيرا الى انه كان يسمع انه لن يُسمح له تحقيق أي انجاز. وردا عما اذا كان سيخوض ثورة وجع الشعب، قال الرئيس عون:" من شبّ على شيء شاب عليه، وأنا لن اغيّر سلوكي وتفكيري".

وإذ لفت  الى أن استقرار الوضع الداخلي تعزز من خلال فرض الامن وتحرير الجرود من الارهاب، فانه اعتبر ان السلام الاقتصادي سيتعزز بعد ترسيم الحدود البحرية الجنوبية من خلال مصلحة الطرفين بالهدوء والاستقرار، مشددا على ان فكرة السلام مع اسرائيل لم ترد ابداً في هذا الإنجاز، وقال:" اعتادت إسرائيل ان تأخذ من العرب، انما هذه المرة نحن الذين اخذنا منها."

وعلى الصعيد الحكومي، جدد رئيس الجمهورية التأكيد على ان لا إرادة لدى الرئيس المكلف نجيب ميقاتي ولا لدى فريقه، في التشكيل. وقال ان الرئيس ميقاتي "يلبي مطالب كل الأحزاب والتيارات والتكتلات النيابية، ما عدا مطلب التيار الوطني الحر"، مشددا على "انه من غير المقبول وضع وصاية على التيار او على تكتل "لبنان القوي". وعن عدم قانونية إعلانه نيته التوقيع على مراسيم قبول استقالة الحكومة ما لم يتم تشكيل حكومة أخرى، أوضح الرئيس عون "ان ليس هناك من نص دستوري يشترط ذلك، بل ان المسألة متعلقة بالاعراف، ويمكن خرق العرف. " وجدد التأكيد على ان لدى سوريا رغبة في الترسيم "وقد تم الحديث عن تأجيل زيارة الوفد اللبناني الى دمشق وليس عن رفض الزيارة".

لواء الحرس الجمهوري

كلام الرئيس عون جاء في خلال لقاءات وداعية قبل  ظهر اليوم ، قبل يومين من مغادرته قصر بعبدا، استهلها بزيارة ثكنة لواء الحرس الجمهوري حيث كان في استقباله قائد اللواء العميد بسام حلو وضباط ورتباء وعناصر اللواء. والقى العميد حلو كلمة جاء فيها:

"فخامة الرئيس

هؤلاء العسكريون، مــن حقهــــم أن يشعــروا اليــــوم بالفخــر والاعتزاز لأنهـــم كانــــوا فــــي عــــداد لــواء الحــرس الجمهــوري فـي عهـــد رئيس قائــد، جمع الشجاعــة والحكمــة والصلابـــة، فـــي الدفــــاع عـــن الحـق والسيـــادة والكرامــة الوطنيـة. وبقدر ما كنت يا فخامة الرئيس، ترعاهـــــم بمحبتـــك واهتمامــك، بالقـــدر نفســه كانــوا أوفيــاء وأمناء فــي تحمــل مسؤوليـة حمايتكم مع اللبنانية الأولى وأفراد العائلة الكريمة. وعندمــا سعــى البعض الـــى مغامرات فاشلة حاولوا تكرارهــا مرارا، كانــت صـــدور هؤلاء العسكرييـن واجسادهــم، قبــل سلاحهــم، في مواجهة مــن ظنــوا انـــه فـــي استطاعتهـــم أن يسقطـــوا رئيســاً هـــو، قبـــل الرئاســـة وفيهــا وبعدهـــا، المؤتمـن على الوطـن ومؤسساته وكيانه، وحامي كل ذرة من ترابه، وكل نقطة ماء من بحره ونفطه وغازه.

فخامة الرئيس

قبـــل أيــام قليلــة مــن مغادرتكــم هــــذا القصر إلى مرحلة جديدة من النضال جئنا نشكركم على الثقة الغالية التي وضعتموهــا فــي لـــواء الحــرس الجمهـــوري، ونؤكــد لكــم أن لا أحـــد يمكنـه أن يزعـزع هـذه الثقـة أو يشوه هذا الالتزام، والتاريخ كفيل بأن ينصفكم من خلال إنجازاتكم في مواجهة الإرهاب وتحرير الجرود ومكافحة الفساد وكذلك ترسيم الحدود البحرية ودخول لبنان مصافي الدول النفطية.

فخامة الرئيس

ستبقــى، وانـــت خارج هــــذا القصــر، كمـــا كنـــت داخلـــه، فـــي قلوبنـا وعقولنا، نستذكر الأيام الحلوة والمـــرة التي عشناهــــا فــي ظـــل حمايتــك. لقــــد منحتنــا، مـــن خلال الخدمــة في لواء الحرس في عهدك، شرف خدمة وطننـــا، فلك يا فخامة الرئيس من كل ضابط ورتيب وجندي رجالاً ونساءً، كل الالتزام والاحترام والتقدير والمحبة.

عشتم فخامة الرئيس، عاش الجيش، عاش لبنان".        

الرئيس عون

وردّ الرئيس عون بكلمة قال فيها:

"أيها العسكريون،

لكل مهمة نهاية، واليوم نهاية مهمة. ولكن بعد المهمة، تبقى في ذاكرتنا وجوهكم وعملكم وايمانكم بلبنان وبخدمته. هذه كانت مراحل حياتي كعسكري، واليوم كرئيس للجمهورية، هناك ايضاً استمرارية في حياتي العسكرية وهو انتم. لذلك ستبقون في قسم كبير من ذكرياتي. اود ان اشكركم على ايمانكم وادائكم في الحرس الجمهوري، فأنتم القوة التي كانت جاهزة لحماية القصر الجمهوري وهو رمز الوطن ورمز سيادته. فأنتم تستحقون ان نكون معكم في فكرنا، ومساعدتكم في كل ما تحتاجون. عافاكم الله على كل ما قمتم به من جهد، على امل ان تبقوا سالمين وبصحة جيدة".

لقاءات المسؤولين والاعلاميين

ثم عاد الرئيس عون الى مكتبه  ليلتقي المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير والمدراء العامين والمستشارين والخبراء وشكرهم على تعاونهم معه خلال ولايته. بعد ذلك استقبل رؤساء الدوائر والمكاتب في قصر بعبدا، وعقد لقاء مع اسرة مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية والاعلاميين المعتمدين في صالون السفراء، استهله رئيس مكتب الاعلام والمستشار الرئاسي رفيق شلالا بكلمة جاء فيها:

 " فخامة الرئيس،

الصلابة حكمة العمر.

في صلابتك فيض من هذا الوطن اللبناني الذي عرفته، حبة  تراب بحبة تراب من اقصى شماله الى اقصى جنوبه، ومن جباله الشرقية الى مدى سواحله.

لقد اقسمت يمين المحافظة عليه مرتين:  ضابطا في ريعان شبابه، ورئيسا للجمهورية، فشئت ان تكون وتبقى: عماد الجمهورية.

اردت لبنان، لا هوية متميزة فحسب، بل انتسابا وانتماء، فلازمته ولازمك.....

اما حكمة الصلابة، فهي ان تبقى متمردا على واقع يبتغي الغاء إرادة صون وطنك.

معصية الرئيس العماد ميشال عون انه اختار الصلاح لمواجهة الباطل، واكد بينهما الحقيقة في ما هي صنو الله وحرية الانسان في آن.

وسط العواصف كنت الربان الصلب، المؤمن بشعب وصفته يوما بشعب لبنان العظيم، وعملت كي يبقى عظيما في حريته، وسيادته واستقلاله، وفي التحرر من الكذب ومن عبادة المال والسلطة، وفي مواجهة الفساد واربابه.

اليوم، زملائي في مكتب الاعلام، والاعلاميون المعتمدون في القصر الجمهوري، جئنا لنقول لك شكرا على ست سنوات امضيناها الى جانبك، اكسبتنا خلالها خبرة وقناعة بان الإرادة والايمان والعزم والصلابة كانوا كافين في مواجهة ما تعرض له عهدك وشخصك من تجن وتزييف وتضليل. لكنك بقيت، انت انت، لا تهزك شائعة، ولا تضعفك إساءة لانك أصبحت فوق سقف كل تلك الاستهدافات والاساءات.

فخامة الرئيس، اليوم، وانت تنتقل من محطة نضال وطني الى محطة أخرى ترافقك محبة اللبنانيين، نتمنى لك العمر الطويل لتواصل مسيرة احقاق الحق والدفاع عن القيم التي ميزت وطن الأرز الذي يشمخ بامثالك.

وسواء كنت في بعبدا، ام في الرابية، وفي أي مكان آخر، فستكون مرة جديدة صانع التاريخ المشرف... ونحن شهود على ذلك. عشتم فخامة الرئيس، عاش لبنان.

رد الرئيس عون

ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد وقال: "لقد ناضلت وابتعدت من اجل حرية اللبنانيين وسيادة لبنان واستقلاله. وعندما عدت الى لبنان واصلت الدفاع عن هذه الاقانيم الثلاثة، وايضاً في كل كلماتي في المحافل الإقليمية والدولية، لم اسمح بوصاية الدول على لبنان، كما يفعل الكثيرون، أو بدفع الأموال للإعلاميين.

واجهنا الكثير من الكوارث التي حلت بلبنان، من الازمة الاقتصادية، الى الكوارث الصحية، الى كارثة انفجار مرفأ بيروت. وانطلق عهدي بخزينة فارغة وحدود مقفلة مع سوريا، ووجود مليون و800 الف نازح سوري على أرضنا.  اليوم أغادر الحكم وليس لدي الكثير من الأصدقاء في عالم السياسة والاعلام، بسبب دفاعي عن الحق ومقاومتي للفاسدين. ولم اسمع في المقابل تصريحاً واحداً من أي مسؤول يؤيدني في محاربة الفساد، فيما بعض السياسيين كان يحمي الفاسد والسارق.  امضيت كل حياتي مدافعا عن لبنان والشعب اللبناني، ووجدت ان هذا الدفاع بات أصعب وأنا في مركز الحكم. ولكن هذا لن يمنعنا من مواصلة المسيرة.

وأضاف: "لا يهم ان يكون الكلام ضدي ، فكلما صدر شيئاً ضدي كلما زدت هدوءاً، لأنني اعلم مسبقًا ردّات الفعل ، وقررت ان لا تصدر من جهتي ردود على هذه المواقف، لأنني اؤمن بمبدأ بأن القيمة الكبيرة تخسر الكثير خلال سجالها مع القيمة الصغيرة. فنحن نريد المحافظة على مواقفنا. وقد هوجمت من قبل وسائل الاعلام، ولم اطلب من القضاء ان يتحرك، كما أنه لم يتحرك من تلقاء نفسه. "

واضاف:"من خلال موقعي الجديد، سأدافع عن الجميع، وأهلا وسهلاً بالذي يريد مساعدتي ولكنني سأواصل النضال من اجل من هم معي او من هم ضدي، لأن الانجاز هو لمصلحة الجميع وما كنت اسمعه في آخر خمسة اشهر من عهدي هو :" لن نسمح لميشال عون تحقيق اي انجاز " . وأنا اتوجه بالشكر الى الذين من كانوا يجب ان نتعاون معهم، ولكن هم بالمقابل لا يريدوننا تحقيق اي انجاز ، إلا أن الله رزقنا ترسيم الحدود وانجزنا هذا الملف وهو لجميع اللبنانيين، كباراً وصغاراً ، لاسيما أنه سيرفع لبنان من الحفرة الكبيرة التي أوقعوه فيها لأن الغاز والنفط ثروة طبيعية وموجودة في الاراضي اللبنانية وفي بحره ، ومن خلالها سيتمتع لبنان وشعبه بالازدهار. وإن شاء الله تزيد المحبة بين سكانه.

حوار

ورداً على سؤال حول ما اذا كان الرئيس عون سيخوض ثورة وجع الشعب، قال الرئيس عون:" من شبّ على شيء شاب عليه، وأنا لن اغيّر سلوكي وتفكيري، وهذه صفاتي وشخصيتي ولا استطيع أن أغيرها."

وعن مدى تأثير انجاز ترسيم الحدود البحرية الجنوبية على تعزيز السلام الداخلي والاقليمي، أكد رئيس الجمهورية أن استقرار الوضع الداخلي تعزز من خلال فرض الامن وتحرير الجرود من الارهاب، أما السلام الاقتصادي سيتعزز ايضاً من خلال مصلحة الطرفين بالهدوء والاستقرار. ولكن فكرة السلام مع اسرائيل لم ترد ابداً ، ولم يحصل اي اتصال او امر آخر في هذا السياق. بل كان هناك وسيط اميركي ينقل الاقتراحات بين الطرفين.

واشار الرئيس عون الى أنه في بعض الاحيان يقرأ في الصحف عن امور سرية حصلت خلال المفاوضات، وتساءل: ما هي هذه الاشياء التي يتحدثون عنا؟ فالاتفاق واضح ، فهل سنقوم باتصالات سرية مع اسرائيل الآن؟ من خلال هذه الاخبار يتعرض الرأي العام للتضليل خصوصاً في ظل عدم اعتماد الموضوعية والدقة ومعايير موحدة في نشر الخبر اليقين،  فالمواطن يتلقى مزيجاً من الآراء والاخبار المختلفة حول قضية معينة.

ورداً على سؤال حول ما إذا كان يشعر بالندم حول امر ما قام به خلال سنوات عهده، لفت الرئيس عون ممازحاً الى أنه ندم على عدم أخذه الرشاوى والاموال وعدم قيامه بالصفقات ، وكذلك محاربته للفساد فأصبح بذلك بمواجهة الكثيرين وزاد عدد الاعداء من دون مساعدة احد وقال ضاحكا:" غلطتي أنني واجهت الجميع  في محاربتي للفساد."

وعن تحميل البعض العهد مسؤولية ما حصل خلال هذه السنوات، أكد رئيس الجمهورية ان هذا الكلام صادر عن الخصوم وكلام صحافي ليس له اي مرتكز. فأول انجاز حققته هو اقرار قوانين استخراج النفط، والثاني اطلاق حرب فجر الجرود، ومن ثم اقرار قانون انتخابات جديد، واعادة الانتظام المالي بعدما كان لبنان لمدة 12 عاماً من دون موازنة عامة، كما انجزنا التحقيق المالي في وزارة المال، وقد اعدنا الجسم الدبلوماسي الى معظم دول العالم وتم تعيين حوالي 28 قنصل فخري في كبرى المدن التي يعيش فيها لبنانيون، فهل هذه هي الاخطاء التي قمت بها؟ من يعتبر انني ارتكبت اي خطأ فليواجهني به.

ونقل احد الصحافيين المعتمدين في القصر الجمهوري، تقدير زملائه للرئيس عون، بغض النظر عمن يؤيده منهم او يعارضه، وذلك لانه أعاد خلال السنوات الست، الحضور والقرار الى القصر الجمهوري، وقد يكون ذلك سبباً للصراع الدائر مع السلطات الأخرى. ورداً على سؤال حول الامل في تشكيل الحكومة خلال اليومين الباقيين، وعمن يضمن تنفيذ الترسيم الحدودي بعد مغادرته قصر بعبدا؟

أجاب الرئيس عون: "بالنسبة الى الترسيم الحدودي البحري، لا يمكن عدم تنفيذه، خصوصاً بعد الذي رأيناه من تجاوب سريع وفاعل للاميركيين والفرنسيين، كما اننا تلقينا التهاني من كل دول العالم الذين كانوا يعتبرون انه من المستحيل التوصل الى تفاهم في ما يتعلق بمسائل تخص لبنان وإسرائيل، وهي التي اعتادت ان تأخذ من العرب، انما هذه المرة نحن الذين اخذنا منها. فحقل قانا بات لنا بالكامل علماً ان امتداده يتخطى الحدود اللبنانية، ويجب بالتالي وفق القانون الدولي، تقاسم ثرواته. ولكننا حصلنا على كامل ما يتضمنه هذا الحقل حتى في القسم الواقع خارج حدودنا، وهو ما اعدناه بعد ان نعى الجميع الخط 23.

اما في ما خص الحكومة، فلا إرادة لدى الرئيس المكلف ولا لدى فريقه، في التشكيل. وكما سبق وذكرت، فإنه يلبي مطالب كل الأحزاب والتيارات والتكتلات النيابية، ما عدا مطلب التيار الوطني الحر. وبغض النظر عن كوني مؤسس هذا التيار ام لا، لا يجوز التعاطي بمعايير مختلفة، ومن غير المقبول وضع وصاية على التيار او على تكتل "لبنان القوي"، وهو امر لا يصح القيام به معنا فقد واجهنا دولاً لهذه الاسباب، وهذا يدل على عدم الرغبة في التأليف ومحاولة وضع اللوم على رئيس التيار جبران باسيل على غرار كل الذين يلومونه على كل مشكلة او حادث يحصل في لبنان. ولكن لحسن الحظ اننا من معدن فولاذي صلب، والا لما كنا استمرينا.

وعن عدم قانونية إعلانه نيته التوقيع على مراسيم قبول استقالة الحكومة ما لم يتم تشكيل حكومة أخرى، أوضح الرئيس عون ان ليس هناك من نص دستوري يشترط ذلك، بل ان المسألة متعلقة بالاعراف، ويمكن خرق العرف.

وعن مسألة الترسيم البحري مع سوريا، وعما اذا كان الاتصال الذي تم بينه وبين الرئيس السوري بشار الأسد سلبياً، نفى الرئيس عون ذلك وقال انه كان ايجابياً بالطبع، والا لما تم التواصل حول المسألة وطلب موعد للقاء، مجدداً التأكيد ان لدى سوريا رغبة في الترسيم وان التأجيل الذي اعلن عنه السفير السوري، قد يعود الى المهلة الزمنية القصيرة ريثما يتم تجهيز فريق التفاوض، فالمفاوضات صعبة حتى مع أصدقاء، لان المسألة تتعلق بالحقوق. لذلك تم الحديث عن تأجيل وليس عن رفض.

الدكتور شقير

وعند الثانية عشرة والربع عقد لقاء وداعي موسّع في "قاعة 25 أيار" حضره جميع المدراء العامين والمستشارين والعاملين في رئاسة الجمهورية وقائد وضباط لواء الحرس الجمهوري، القى في خلاله المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير كلمة قال فيها:

" فخامة الرئيس،

السيدات والسادة،

نجتمع اليوم، مدراء ومستشارين وعاملين في القصر الجمهوري، وقائد وضباط الحرس الجمهوري، في مناسبة مؤثرة لوداع فخامتكم بعد انقضاء ست سنوات من العمل تحت رئاستكم الحكيمة، وقيادتكم سفينة الوطن للوصول الى برّ الأمان رغم الأنواء العاتية وعواصف الأزمات العديدة غير المسبوقة التي نمرّ بها.

واذ سيسجّل التاريخ بأنكم استلمتم منصب رئيس الجمهورية الاثنين 31 تشرين الأول 2016 بعد فراغ امتد لسنتين وخمسة أشهر، وبأنكم سوف تغادرون القصر الجمهوري الاثنين 31 تشرين الأول 2022 من دون أن يكون هناك انتخاب لرئيس يخلفكم ضمن المواعيد الدستورية، ومن دون مراسم تسليم بعكس ما كنتم تتمنون، فان التاريخ لا بد سوف يشهد على ما عايشناه جميعاً هنا في القصر من اصرار ثابت لديكم على التصدي للتحديات الضخمة والعديدة التي واجهت لبنان لاسيّما في السنوات الثلاث الأخيرة من عهدكم.

وكنا نشعر نحن أسرة العاملين في القصر بأن هناك سباق دائم مع الوقت لازَمَ عهدَكم حيث كنتم تطمحون لإحراز انجازات لصالح لبنان على المستوييْن المحلي والدولي، وتسعون من دون كلل الى ازالة العقبات أمام تحقيقها كلما ضاق الوقت لذلك وتعاظمت الأزمات المانعة.

وتجلّى ذلك خاصة في التفاهم حول ترسيم الحدود البحرية الجنوبية الذي توصّلتم اليه بعد مفاوضات مضنية في الاسبوع الأخير من عهدكم ليبقى نافذة أمل حقيقية وجدية لتجاوز المرحلة الماضية والانطلاق نحو مستقبل واعد للبنان وشعبه والأجيال القادمة.

كما تجسّد ذلك في المكتب الاقليمي للفرنكوفونية في الشرق الأوسط الذي سوف تفتتحه الأمينة العامة للفرنكوفونية هذا الاثنين في آخر يوم من عهدكم وكذلك فخامة الرئيس في المبادرة الأقرب الى قلبكم وهي أكاديمية الانسان للتلاقي والحوار التي صوّتت لصالحها الجمعية العامة للأمم المتحدة بشبه اجماع في آخر يوم من الدورة 73

وكان هناك محطة بارزة في عهدكم هي استضافة لبنان للقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في 20 كانون الثاني 2019.

فخامة الرئيس،

في اطار متابعة هذه الملفات وغيرها كان لا بد لنا، وبناءً لتوجيهاتكم، من التواصل يومياً مع كافة الادارات الرسمية اللبنانية ومختلف الهيئات المعنية للعمل بيد واحدة لصالح الوطن، وأوجدنا آليات للتنسيق بطريقة فعّالة ومثمرة وقمنا بإنشاء عدة لجان مختصة كانت تجتمع دورياً في القصر الجمهوري.

ولا شك بان الأحداث والأزمات التي مرّت بها البلاد قد غيّرت الأولويات وفرضت نفسها على الأجندات، وخيّمت بظلالها وتداعياتها على دوائر القرار مما حتّم استنفار الهمم لمعالجتها، وقد قمتم، فخامة الرئيس، مرات عديدة بالعمل على التصدي المباشر لها عبر المتابعة الدؤوبة من قبلكم وقيامكم بترؤس العشرات من الاجتماعات بهذا الخصوص.

أما على صعيد ادارة القصر، فلقد قمنا باستحداث بعض الدوائر المختصة في القصر الجمهوري لمواكبة كل ذلك مثل خلية الشؤون الدبلوماسية، ووحدة التعاون الدولي، مما ساهم في خلق قنوات تواصل ضرورية مع الهيئات الدولية. كما بذلنا جهوداً كبيرة للمحافظة على مستوى الانتاجية وتحسين ظروف العمل رغم الضائقة المالية.

وقد واكب لواء الحرس الجمهوري كل الاستحقاقات المهمة وأظهر عن كفاءة عالية واخلاص كبير في تأدية مهامه. وقامت المديرية العامة للمراسم بتأمين كل مقوّمات النجاح لكافة المناسبات واللقاءات التي جرت داخل القصر وخارجه اضافة الى مشاركة فخامة الرئيس في قمم وزيارات رسمية. وكان لمكتب الاعلام الدور الأساس في العمل على تظهير الصورة الصحيحة للوقائع أمام الاعلام المحلي والدولي تحت وقع عدة حملات تجن وافتراءات مشبوهة الأهداف.

ولا يسعني، فخامة الرئيس، في هذه العجالة سوى الاشادة بجهود العاملين في القصر الجمهوري بكل دوائره والذين تفانوا في عملهم وسعوا الى تنفيذ توجيهاتكم بأفضل صورة رغم الظروف وما فرضته الكورونا من اجراءات مرهقة.

ختاماً، أتوجّه باسمي وباسم كل اسرة القصر، بأجمل عبارات التقدير الى السيّدة الأولى التي كانت لها لمساتها المميزة خلال هذه السنوات الست ورعايتها للعديد من الأنشطة الاجتماعية المفيدة للبيئة وللمجتمع بكل فئاته.

شكراً فخامة الرئيس على كل ما عشناه معكم من تجربة قيادية فريدة، ومن لمسات انسانية رائعة تحملونها في كل ما تسعون اليه، وشكراً على الثقة التي أوليتمونا اياها وروح التعاون والتضحية التي عززتموها فينا.

فخامة الرئيس، نودعكم اليوم متمنين لكم دوام الصحة والمزيد من التوفيق، وانتم سوف تغادرون هذا القصر في نهاية عهدكم ولكننا متأكدين بان لبنان سوف يشهد موسم الحصاد قريباً للإنجاز الكبير الذي زرعتموه عبر اتفاق ترسيم الحدود البحرية وكذلك المشاريع الاصلاحية التي جاهدتم في سبيلها".

رد الرئيس عون

ورد الرئيس عون متوجها بالشكر الى الجميع، وقال: "لقد مررنا في السنوات الست الأخيرة  وقد شكلت اصعب مرحلة في التاريخ وكانت نتائجها كذلك من اصعب النتائج  التي لم نر مثيلا لها الا في العام  1916، ولكن والحمد لله، كان البحر مفتوحا والحدود مع الجيران كذلك، والا لكان اللبنانيون تعذبوا وخسروا الكثير".  واضاف:"ان الصعوبات كانت كثيرة والبلاد رازحة تحت تأثير الفساد في ظل وجود أجهزة دولة مهترئة، الا انني شاهدت تضامنكم في عملكم وقد كنتم نموذجا ووضعتم نصب اعينكم ضميركم وواجبكم. لذلك أتوجه اليكم بالشكر والتهنئة على امل ان تحافظوا على هذه المسيرة لأننا بحاجة الى لبنانيين يتمتعون بهذه الهمة والانضباط ليتمكنوا من القيام بالعمل المطلوب كما يجب."

 

جعجع بعد اجتماع "الجمهورية القوية": سنتجاوب مع دعوة بري الى جلسة مفتوحة لا تنتهي الا بانتخاب رئيس

وطنية /28 تشرين الأول/2022

كشف رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن "الجمهورية القوية ستتجاوب مع دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري من خلال اقتراح يقضي بأن يدعو الأخير الى عقد جلسة مفتوحة في اسرع وقت، شرط الا تكون صُوريّة، يتخلل في اطارها كل الكلام. جلسة مفتوحة لا تنتهي الا بعد انتخاب رئيس".

وتحدث بعد اجتماع تكتل "الجمهورية القوية" في معراب، الذي حضره النواب: كميل شمعون، غسان حاصباني، أنطوان حبشي، شوقي الدكاش، زياد الحواط، جورج عقيص، فادي كرم، ملحم رياشي، الياس اسطفان، جهاد بقرادوني، رازي الحاج، غادة أيوب، غياث يزبك، نزيه متى، سعيد الأسمر، النواب السابقون: ايلي كيروز، أنطوان زهرا، جوزيف اسحق، ادي ابي اللمع، عماد واكيم، وهبة قاطيشا، الوزيران السابقان: مي شدياق وريشار قيومجيان، الأمين العام للحزب اميل مكرزل، أمين سر التكتل سعيد مالك، عضوا الهيئة التنفيذية رجا الراسي وايلي براغيد، ورئيس جهاز الاعلام والتواصل في "القوات" شارل جبور، وقال: "في اليومين الماضيين، افدنا بأن الرئيس بري يفكّر بعقد نوع من حوار او تشاور حول الازمة الحالية، لذا اجتمعنا بغية درس هذا الطرح في ظل انتخابات رئاسية يتعلّق فيها وضع البلد. إن أزمة لبنان لن ينقذها سوى اجراء الاستحقاقات الدستورية الفعلية وفي طليعتها الانتخابات الرئاسية باعتبار انه مع انتخاب رئيس جديد يرافقه تشكيل حكومة جديدة تبدأ عملية الانقاذ المطلوبة".

أضاف: "الشعب اللبناني يموت يوميا 100 مرة، لا مفر من عملية انقاذ تحتاج الى اربابها لن تتحقق مع اي كان، وانطلاقا من ذلك، تكمن اهمية انتخاب الرئيس المطلوب لهذه المرحلة الدقيقة".

وتابع: "عندما علمت بهذا الحوار لم أرتح كثيرا لأننا بصدد انتخاب رئيس، فما علاقة الحوار بذلك؟ إنه يُعقد عادة عند طرح موضوع تختلف وجهات النظر حوله وليس في ظل استحقاق رئاسي. كنت أفضل ان يوجه الرئيس بري دعوة الى النواب الذين يقاطعون الجلسات ويعطلون الدورات الثانية في كل مرّة ليطلب منهم عدم التعطيل، خصوصا ان المهلة الدستورية شارفت على الانتهاء وعلينا التوجه نحو الانتخابات والتصويت لمن نريد".

وأردف: "الدساتير وُضعت لتُطبّق كما ان النصاب وُضع ليُحترم، ما يعني انه عند انعقاد الجلسات على النواب الـ128 المشاركة، وليس استخدام الدستور للإلتفاف على عملية الانتخاب لعدم اجرائها". وأسف لما "نشهده من تحايل على القانون والدستور ساهم بشكل اساسي في ما نتخبط به". وقال: "بعد التداول في التطورات وتخوّفاً من اي محاولة تعطيل وتمرير للوقت لعدم اجراء الانتخابات الرئاسية، سنتجاوب مع الدعوة من خلال اقتراح وهو ان يدعو الرئيس بري الى عقد جلسة في اسرع وقت، شرط الا تكون صُوريّة، يمكن ان يتخلل في اطارها الكلام، ان وجد، بين الكتل او ممثليها في موضوع رئاسة الجمهورية، على ان تستغرق الجلسة وقتها الكافي. بمعنى آخر تكون جلسة مفتوحة لا تنتهي الا بعد انتخاب رئيس. هذه الوسيلة الوحيدة لنكون مؤتمنين على الدستور والاستحقاق الدستوري من دون مضيعة للوقت في امور اخرى لا علاقة لها بأزمتنا الحالية".

أضاف: "ازمتنا تتعلق بانتخاب رئيس جديد، ولا سيما اننا على بعد 3 ايام من انتهاء المهلة الدستورية في وقت يضّيع عدد لا يستهان به من النواب الفرصة على انفسهم وعلى مجلس النواب والبلد ككل".

وشدد على "ضرورة ان تسلك دعوة الرئيس بري هذا المسار لتكون منتجة، من خلال عقد جلسة انتخاب لدورات متتالية للأخذ والرد المجدي من اجل حلحلة الامور بغية الوصول الى الهدف المنشود". وردا على سؤال، قال جعجع: "لو أن الفريق الآخر لديه النية الفعلية بالحوار والتشاور كان لدينا الوقت الكافي لذلك قبل هذه الفترة، ولا سيما ان ذلك لا يتطلب المنابر والجلسات الرسمية، لذا ما من شيء يدل على نيته الجدية للتوافق حول اسم معين. من جهة ثانية، العملية عملية انتخاب ومن يريد الترشح فليعلن عن ذلك وليُصوَّت له، كما فعلنا وقوى المعارضة الأخرى التي صوّتت للنائب ميشال معوّض في الجلسات السابقة وسنستمر بذلك". وشدد على "وجوب تحمّل النواب المسؤولية اذ لا يمكنهم الاستمرار بالتصويت بورقة بيضاء او حرق الاسماء، فالشعب اللبناني انتخبهم من اجل معالجة مشاكله"، داعيا الرئيس بري الى "عقد جلسة لا تنتهي لوضع جميع النواب امام مسؤولياتهم ما يمنعهم من الاستمرار في وضع الورقة البيضاء او الشعارات بل اختيار اسم مطروح".

وقال: "من سيصل الى سدة الرئاسة بهذا الشكل سنقدّم له التحية، سواء كنا نريده ام لا، في ظل وجود آلية دستورية من الواجب تطبيقها". وعما يحكى عن طرح دولي حول اتفاق يأتي بالوزير السابق سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية ونواف سلام رئيسا للحكومة، قال: "لم اسمع بهذا الطرح وأستغرب لماذا لم يصوّتوا بعد لفرنجية في الجلسات السابقة، وفي حال يريدونه، فليطرحوا اسمه واذا نجح يكون قد نجح. الامر بهذه البساطة".

 

  /New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 28-29 تشرين الأول/2022

رابط الموقع                                                                      

http://eliasbejjaninews.com

لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

Click On The above Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

 

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 28 تشرين الأول/2022/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/113040/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1581/

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For October 28/2022

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/113042/lccc-lebanese-global-english-news-bulletin-for-october-28-2022-compiled-prepared-by-elias-bejjani/