المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 20 تشرين الأول/2022

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2021/arabic.october20.22.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

اضغط على الرابط في أعلى للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

فمَا مِنْ خَفِيٍّ إِلاَّ سيُظْهَر، ومَا مِنْ مَكْتُومٍ إِلاَّ سَيُعْلَن. مَنْ لَهُ أُذُنَانِ سَامِعَتَانِ فَلْيَسْمَعْ

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/ذكرى اغتيال الشهيد وسام الحسن: نجح المحتل الإيراني وفشل أصحاب شركات أحزاب 14 آذار المتخاذلين

الياس بجاني/العهر يبشر بالعفة

الياس بجاني/تيار عون-باسيل: قرطة ودائع مخصية وطنياً وسيادياً  وأداوت بخدمة حزب الكبتاغون والأسد.

الياس بجاني/يا أصحاب شركات الأحزاب الحاملين نفاقاً رايات السيادة تعلموا من جرأة وثقافة الناشطين الشيعة المعارضين لإحتلال حزب الكبتاغون.

الياس بجاني/كل مشارك بمؤتمر لتغيير أو تعديل النظام اللبناني بظل احتلال حزب الله يجب محاكمته بتهمة الخيانة العظمى

الياس بجاني/فهموها بقا: مواجهة الإحتلال لا تكون من داخل نظام يسيطر عليه، بل بالمقاومة المسلحة أو المدنية

 

عناوين الأخبار اللبنانية

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 19 تشرين الأول 2022

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاربعاء 19/10/2022

ترسيم الحدود البحرية والنتائج المنتظرة

الكولونيل شربل بركات/19 تشرين الأول/2022

أكاليل من الزهر على ضريحي الشهيدين الحسن وصهيوني

وزارة الصحة: 80 اصابة جديدة بالكوليرا في الساعات ال48 الماضية وحالتا وفاة

هوكشتاين في لبنان الأسبوع المقبل

هوكشتاين إلى بيروت الأسبوع المقبل... وباسيل يرفض مناقشة "الترسيم" في المجلس

رفع "السرّية" بمفعول رجعي و"التغييريون" بين الإقصاء والتشظّي!

ما هي إيجابيّات ترسيم الحدود لاستخراج الغاز؟

قنبلة موقوتة: ما قد يفعله 100 ألف سوري "مدربين" في لبنان

لبنان: انتشار واسع للكوليرا بين النازحين وزيادة الحالات لدى المواطنين

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

لبنان: محاولة جديدة لانتخاب رئيس اليوم ومساعٍ لتشكيل حكومة ترث «الفراغ»

بري لـ«الشرق الأوسط»: الوساطات التوافقية معطلة... ونريد رئيساً يحفظ «الطائف»

"تخريجة" توقيع اتفاق الترسيم سابقة دولية هكذا ستجري!

رئيس غير استفزازي؟ الراعي كاد أن يُسمّي بويز و"حزب الله" لم يُعلّق

إيلي الحاج/Info03

صحيفة عبرية: الاتفاق مع لبنان الأكثر جدوى بالنسبة لإسرائيل… “شراء الهدوء بالمال”

دور اللواء ابراهيم من الترسيم الى الحكومة...

هل يترشّح باسيل إلى رئاسة الجمهوريّة؟

إفشال محاولة إنزال باسيل بمظلَّة رئاسية "سويسرية"

جان الفغالي/نداء الوطن

بو صعب مؤهّل للترسيم مع سوريا وقبرص

بسام أبو زيد/نداء الوطن

لبنان و"الإنجاز التاريخي": تغيير الموقع الجيوسياسي

رفيق خوري/نداء الوطن

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

هل اقتربت «بداية النهاية» للنظام الإيراني؟

الجيش الأوكراني يؤكد أنه دمر 223 طائرة مسيّرة إيرانية الصنع منذ منتصف ايلول

كندا تعلن عن اجتماع لوزيرات خارجية العالم لبحث «الانتهاكات» الإيرانية

مجلس الأمن يناقش ملف المسيّرات الإيرانية ويربطها بالقرار 2231

القادة الأوروبيون يبحثون اليوم فرض عقوبات على طهران

الاتحاد الأوروبي لمعاقبة إيران بعد جمع «أدلة كافية» على تزويدها روسيا بالمسيّرات

بوتين يعلن الأحكام العرفية في 4 أقاليم أوكرانية ضمتها روسيا

رئيس بلدية كييف: الدفاعات الأوكرانية أسقطت صواريخ روسية فوق العاصمة

مجموعة «فاغنر» بدأت بناء خط دفاعي في لوغانسك

كييف تطلق هجوماً واسعاً في خيرسون وموسكو تستعد لمعركة «صعبة»

بوتين يعلن «الحرب» في دونباس والأحكام العرفية تطلق يد الجيش الروسي

النفط يرتفع بعد تراجع المخزونات الأميركية أكثر من التوقعات

بايدن لمواصلة السحب من احتياطيات الخام إذا اقتضت الضرورة

«حماس» تعلن من دمشق «طي صفحة الماضي»...وفد من قيادتها في العاصمة السورية للمرة الأولى منذ العام 2012

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

شو في خلف الترسيم خبريّات!!؟/الكاتب والمخرج يوسف ي. الخوري

لبنان... أحقاً أرزاته «عاجقين» الكون؟!/صالح القلاب/الشرق الأوسط

بايدن يمدّ اليد للبنان/طوني عيسى/الجمهورية

في صبيحة اليوم ال1100 على بدء ثورة التغيير/حنا صالح/فايسبوك

جاهلية متدحرجة تقضم "البقايا"!/نبيل بومنصف/النهار

إستغلال السيادة الوطنيّة والوطن الجديد/د. ميشال الشماعي/نداء الوطن

إملاءات "التوافق"/سناء الجاك/نداء الوطن

السعودية لإعادة التوازن فماذا عن "الحزب"؟/وليد شقير/نداء الوطن

إقفال 3 مصارف في النبطية يثير نقمة الموظفين والمتقاعدين!/رمال جوني/نداء الوطن

بري على الخط الرئاسي... فهل يُخرج "السلّة"؟/راكيل عتيّق/نداء الوطن

"الطاولة السويسرية" عمرها سنتان... وهذه قصّتها/كلير شكر/نداء الوطن

هذه الرسالة يجب أنْ تصل/عقل العويط/النهار

لبنان وإسرائيل... على هامش اتّفاق الترسيم الحدوديّ/حازم صاغية/الشرق الأوسط

نفاق أم عجز؟/طارق الحميد/الشرق الأوسط

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

رئيس الجمهورية أطلق اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار:  نجحت في إيصالها الى اعلى منبر أممي وسنسعى للإتيان بدعم دولي لها

ميقاتي التقى سفيرة كندا وبيرم وفرونتسكا اكدت ضرورة تأليف حكومة واجراء الاصلاحات

جعجع: محور الممانعة سيستمر بتعطيل الجلسات!

سليمان فرنجيه وعقيلته استقبلا الأباتي محفوظ

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

فمَا مِنْ خَفِيٍّ إِلاَّ سيُظْهَر، ومَا مِنْ مَكْتُومٍ إِلاَّ سَيُعْلَن. مَنْ لَهُ أُذُنَانِ سَامِعَتَانِ فَلْيَسْمَعْ

إنجيل القدّيس مرقس04/من21حتى25/:”قالَ الربُّ يَسوع: «هَلْ يُؤْتَى بِٱلسِّراجِ لِيُوضَعَ تَحْتَ المِكْيَال، أَو تَحْتَ السَّرِير؟ أَمْ لِيُوضَعَ عَلَى المَنَارَة؟ فمَا مِنْ خَفِيٍّ إِلاَّ سيُظْهَر، ومَا مِنْ مَكْتُومٍ إِلاَّ سَيُعْلَن. مَنْ لَهُ أُذُنَانِ سَامِعَتَانِ فَلْيَسْمَعْ». وقالَ لَهُم: «تَبَصَّرُوا في مَا تَسْمَعُون: بِمَا تَكِيلُون يُكَالُ لَكُم وَيُزَاد. فَمَنْ لَهُ يُعْطَى. ومَنْ لَيْسَ لَهُ يُؤْخَذُ مِنْهُ حَتَّى مَا هُوَ لَهُ”».

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

ذكرى اغتيال الشهيد وسام الحسن: نجح المحتل الإيراني وفشل أصحاب شركات أحزاب 14 آذار المتخاذلين

الياس بجاني/19 تشرين الأول/2022

 https://eliasbejjaninews.com/archives/68253/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b0%d9%83%d8%b1%d9%89-%d8%a7%d8%ba%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%87%d9%8a%d8%af-%d9%88%d8%b3%d8%a7%d9%85-%d8%a7%d9%84/

وسام الحسن هو شهيد من كوكبة شهداء ثورة الأرز التي باعها طاقم 14 آذار الحزبي الاستسلامي والتجاري، وقفز فوق دماء شهدائها، وتلحف بذل بالواقعية، وداكش السيادة بالكراسي، وغرق في أوحال المغانم والحصص. أصحاب شركات 14 آذار الحزبيين كافة، تحالفوا من قتلوا الحسن، ويشاركونهم الحكم، ويشرعنون احتلالهم، ويزورون التاريخ والحقائق ويسمونهم محررين ومقاومة.

“فرق تسد”، “وطعمي التم بتستحي العين”. هذا فعله ويفعله حزب الكبتاغون منذ العام 2002، فهو تعامل مع ضعفاء النفوس ودغدغ غرائزهم، وزرع الأسافين بين شرائحهم، وشوه كل ما هو قيم وأخلاق، وجند ضعفاء النفوس من جماعات ثقافة الأبواب الواسعة.

هؤلاء يسيرون عكس تاريخ وطرق وأساليب تحرير البلدان المحتلة. هم يتوهمون ويوهمون الشعب بأن تحرير لبنان من احتلال حزب الله ممكن من خلال الطرق الديمقراطية، من مثل الانتخابات بكل أنواعها، وهم يعلمون أن الحزب “المحتل” فصل قانون الانتخاب على مقاسه، وهو من يسيطر على الحكومات والقوى الأمنية، والمؤسسات كافة التي تشرف على عمليات الانتخابات.

هم ارتضوا صاغرين أن يشرعنوا الاحتلال بمشاركته الحكم، مقابل مواقع سلطوية تأثيرها محلي بحت، وأعطوه كل النفوذ والسلطة والقرارات الإستراتيجية والعسكرية.. وهذا ما حصل مؤخراً في صفقة ترسيم الحدود مع دولة إسرائيل، حيث غيبوا عنه بالكامل.

هذه هي بعض الأساليب والطرق الإبليسية التي سعى ويسعى إليها جيش إيران في لبنان. فمن يتابع أخبار أفاعي تشكيل الحكومة اللبنانية والإنتخابات الرئاسية المتتالية فصولاً هذلية وصبيانية، والتي بالفعل يديرها بالكامل حزب الله، لا بد وأنه صدم من المستوى الدركي المصلحي والنفعي والإستسلامي، الذي وصل إليه أفراد طاقم لبنان السياسي والحزبي التاجر .. فأولوية هؤلاء المنافع والمغانم والوزارات الدسمة.همهم كما يقولون عن جهل وغباء واستغباء للناس هو الوزارات السيادية، في حين أن البلد محتل، والسيادة مغيبة، والإستقلال مسروق، والقرار الحر مصادر.

ما يريده وينفذه بمنهجية ودهاء حزب الله، هو شق كل الشرائح اللبنانية، وزرع الأسافين بينها، وجرها للتناحر على أمور داخلية نفعية وذاتية غير إستراتجية، وغير سيادية، وغير استقلالية، تتعلق كلها بالكراسي والحقائب وصغائر الأمور بكل أنواعها…وهو للأسف نجح بمسعاه.

الحزب اللاهي يأخذ دور الحاكم والولي والناصح والمؤدب عند الضرورة، وكذلك المنظم والمقرر غب مصالحه، وذلك على خلفية مشروعه اللاهي الإيراني اللاغي للجميع.

للأسف غرق كل الطاقم السياسي اللبناني وتحديداً ال 14 آذاري الحزبي من، في فخ الحزب اللاهي، وخصوصاً أصحاب شركات الأحزاب المسيحية “الفجعانين” سلطة ومال.

لم يعد لا الإحتلال ولا دويلاته ولا سلاحه ولا حروبه ولا القرارات الدولية الخاصة بلبنان موضوع أو اهتمام الطبقة السياسية اللبنانية والمسيحية منها تحديداً..

نجح الحزب اللاهي وفشلت الأحزاب التجارية والعائلية اللبنانية، ومعها أصحابها الخطأة الغارقين في أوحال مسلسل لا ينتهي من جشع الصفقات والمغانم والسمسرات الإبليسية.

حزب الله كالسرطان ينهش المؤسسات الواحدة تلوى الأخرى، في حين أن الطاقم السياسي في غيبوبة سيادية، ولا أولوية عنده غير أجندات شخصية وفجع كراسي ومواقع ونفوذ.

نسأل ألا يخجل هؤلاء من فجورهم ووقاحتهم من الاحتفال بذكرى اغتيال الشهيد وسام الحسن السنوية، في حين هم انتقلوا إلى قاطع من اغتاله، ويعتم على كل التحقيقات المتعلقة باغتياله.

بؤس هكذا قيادات نرسيسية وطروادية، وبؤس شرائح غنمية من أهلنا امتهنت التبعية العمياء لهؤلاء الفجار والتجار وتخلت طوعاً عن كل ما هو بصر وبصيرة وحرية رأي وشهادة للحق واحترام للذات.

يبقى أن وسام الحسن هو شهيد من كوكبة شهداء ثورة الأرز التي باعها طاقم 14 آذار الحزبي الاستسلامي والتجاري وقفز فوق دماء شهدائها وتلحف بذل بالواقعية، وداكش السيادة بالكراسي، وغرق في أوحال المغانم والحصص.

نصلي من أجل راحة أنفس كل الشهداء.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

العهر يبشر بالعفة

الياس بجاني/18 تشرين الأول/2022

إذا بري وحزب الكبتاغون وعون وصهره هم ربع محاربة الفساد، صار بدها مفاهيم ومعايير الفساد نفضا وتغيير. وصحيح يلي ما استوا ما ماتوا

 

ضرورة إنهاء حالة الحرب مع دولة إسرائيل، وتوقيع اتفاق سلام معها، وتنفيذ القرارات الدولية، ومواجهة احتلال حزب الله

كل لبناني يؤيد احتلال حزب الله، ويسوّق لكذبة تحريره الجنوب، وتأبيد سلاحه الإرهابي، هو عملياً شريكه في كل ارتكاباته المحلية والإقليمية والدولية

الياس بجاني/18 تشرين الأول/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/104700/104700/

بداية، نؤيد بالكامل المواقف المنطقية والعقلانية، التي جاءت في مقابلة رئيس حزب الكتائب سامي الجميل أمس من تلفزيون “ال بي سي” يوم أمس لجهة طلب الوساطة الأميركية، بهدف إنهاء حالة الحرب مع دولة إسرائيل، لأنه لا يجب أن يكون هناك عداء ابدي للبنان وأزلي مع أحد، وذلك كما تدخلت أميركا نفسها، وكانت لها اليد الطولى في اتفاق ترسيم الحدود، وإنجاز صفقة الغاز والبترول، التي رحب بها وهلل لها حزب الله، واعتبرها انتصاراً تاريخياً.

وفي سياق هيمنة واحتلال حزب الله الإيراني، فإنه لم يعد في لبنان من حفي إلا وأصبح معروفاً،، ولم يعد من قناع إلا وسقط، ولم يعد من طروادي إلا وانفضح، ولم يعد من اسخريوتي إلا وفاحت منه رائحة الخيانة، ولم يعد من ملجمي متستر، ولم يعد من رجل دين جاحد إلا وتعرى، ولم يعد من مواطن غنمي إلا وظهر حبل الذل والتبعية حول رقبته، ولم يعد من سياسي ذمي ومستسلم وأداة وبوق إلا وظهرت للعيان قذارته.

وبالتالي، مهما استكبر وتوهم الأشرار، والمنافقين، والإنتهازيين، والطبول، والصنوج، والعكاظيين، فإنه لا يمكن إخفاء حقيقة احتلال، وممارسات، وإرتكابات، وفجور، واستكبار، وخطورة مخطط حزب الله الإيراني، الهادف إلى اقتلاع ثقافة وحضارة وتاريخ لبنان الرسالة وتدميره، واستبداله بجمهورية مسخ تابعة لنظام ولي الفقيه الفارسي.

فما من خفي إلا سيظهر، ولا من مكتوم إلا سينكشف ويعرفه الناس، وقد سقطت كل الأقنعة، ووقعت كل أوراق التين، والحقيقة الصادمة والإبليسية لم يعد بمقدر أحد إخفائها.

الحقيقة المعاشة بويلاتها هي إن وطن الأرز والرسالة والحرف هو محتل، وقد تم تحويله بالقوة لساحة مباحة لحروب وإرهاب ملالي إيران، كما أن قرار الدولة اللبنانية بحكامها ومؤسساتها،على المستويات كافة مهيمن عليه ومصادر، في حين أن الشعب اللبناني ممثلاً بجميع شرائحه الإجتماعية والمذهبية  يتعرض لأبشع أشكال الإفقار والتجويع والإذلال والحرمان والتهجير والبلطجة والإرهاب والقمع.

وبسبب الإحتلال الإيراني البشع هذا، فإن الحدود مع سوريا تحديداً، سائبة ومشرّعة، والمؤسسات معطلة، والدويلة أقوى من الدولة، والقضاء مسير وواقع تحت هيمنة قوى الإرهاب، والقوى الأمنية من جيش وقوى أخرى إما مخترقة ومعطله، أو مهيمن على بعضها بالكامل، ورئيس الجمهورية أداة بيد المحتل، ومجلس النواب مهمش، ومن يرئسه يعمل بأمرة حزب الله، كما أن الحكومة لا تمثل لبنان ودستوره، ومن يرأسها هو سياسي من تفقيس حاضنات نظام الأسد،، والوزراء فيها ينفذون ولا يقررون.

يبقى، أن الكارثة الأخطر تكمن في خامة ونتانة وجشع الطاقم السياسي والحزبي والرسمي في سواده الأعظم، وفي مقدمهم أصحاب شركات أحزاب تجارية وعائلية يزورون التاريخ، ويستغبون ذكاء وذاكرة وعقول اللبنانيين، ويدعون باطلاً ، وعلى خلفية اسخريوتية وملجمية، بأن حزب الله هو من النسيج اللبناني، وأنه حرر الجنوب، في حين أنه جيش إيراني إرهابي 100%، وعسكره من اللبنانيين هم مجرد مرتزقة لا أكثر ولا أقل. كما أنه لم يحرر الجنوب، بل يحتله وحوله إلى مستعمرة إيرانية،  وإسرائيل انسحبت منه عام 2000 على خلفية اتفاق لم يعد سراً بين حكومة براك الإسرائيلية ونظام الملالي الإيراني.

إلا أنه ورغم كل هذا الظلام القاتم، فلبنان بإذن الله سوف يستعيد استقلاله، وكل الأبالسة وقوى الشر إلى الهزيمة طال الزمن أو قصر، لا فرق.

في الخلاصة، وطبقاً لمعايير الأرض والسماء، وشرائع الحق والإيمان والوطنية كافة، فإن كل من يؤيد هذا الحزب، أو يسايره، أو يتحالف معه أو يسوّق له، أو يتعامى عن شروره وأخطاره وعن مشروعه الإحتلالي والمذهبي والتدميري، أو يستفيد منه، أو يسوّق لكذبة تحريره الجنوب، هو شريكاً كاملاً له في أفعاله الإرهابية، أكان داخل لبنان أو خارجه.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

https://eliasbejjaninews.com

 

تيار عون-باسيل: قرطة ودائع مخصية وطنياً وسيادياً  وأداوت بخدمة حزب الكبتاغون والأسد.

الياس بجاني/17 تشرين الأول/2022

تيار عون-باسيل حتى مش شركة مثل كل باقي احزاب النفاق والدجل والسرقات، بل قرطة ودائع اسدية وإيرانية واسخريوتيين وتجار ضمائرهم مخدرة

 

يا أصحاب شركات الأحزاب الحاملين نفاقاً رايات السيادة تعلموا من جرأة وثقافة الناشطين الشيعة المعارضين لإحتلال حزب الكبتاغون.

الياس بجاني/17 تشرين الأول/2022

المثقفون والناشطين الشيعة الأحرار هم أجرأ المعارضين لإحتلال حزب الله، حبذا لو أصحاب شركات الأحزاب المسيحية والدرزية يتعلمون منهم


كل مشارك بمؤتمر لتغيير أو تعديل النظام اللبناني بظل احتلال حزب الله يجب محاكمته بتهمة الخيانة العظمى

الياس بجاني/17 تشرين الأول/2022

فهموها بقا: أي مؤتمر في سويسرا أو في أي بلد آخر لتغيير النظام أو تعديله بظل احتلال حزب الله ودماه من السياسيين والحكام والأحزاب الطرواديين والتجار سيكون استسلاماً وخيانة وجريمة وطنية

 

فهموها بقا: مواجهة الإحتلال لا تكون من داخل نظام يسيطر عليه، بل بالمقاومة المسلحة أو المدنية

الياس بجاني/16 تشرين الأول/2022

أي رئيس جمهورية في ظل احتلال حزب الله سيكون مجرد لعبة بيده، وكذلك مجلسي النواب والوزراء وكل المؤسسات. الإحتلال لا يقاوم لا بالديموقراطية ولا من داخل النظام

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

أطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 19 تشرين الأول 2022

 وطنية/19 تشرين الأول/2022

 النهار

بدا مستغربا لكثيرين ان عددا وافرا من الوزراء يقومون بزيارات وسفرات خارجية كثيفة ولا يوفرون مناسبة سفر الا ويستغلونها حتى لو كانت هامشية من دون الاخذ في الاعتبار الوضع المالي للوزارات.

لوحظ أن ما أثير حول عشاء السفارة السويسرية أدى الى بلبلة وصولاً الى اصطفافات داخل الكتلة الواحدة وتباعد وتباينات.

يبتعد رئيس تكتل نيابي بارز عن القرارات الكبيرة لجملة اعتبارات لتمرير هذه المرحلة البالغة الخطورة.

الجمهورية

فضّل أحد المساهمين في إنجاز ملف دقيق البقاء بعيداً من الأضواء بعدما شعر ان هناك تنافساً على دور البطولة في هذا الملف.

سُمع أحد النواب يقول في المجلس النيابي، معلقاً على هزةّ أصابت إحدى الكتل النيابية، ان الخطوة تأخرت بضعة أشهر.

تَردّد في جمعية غير سياسية وغير ادارية ان عدد الفروع التي ستقفل في القطاع متعددة وتشمل المناطق كلها.

اللواء

ابتعدت عاصمة أوروبية عن مشهد التجاذب حول مبادرة تقدم نفسها أنها حيادية، تجنباً للإحراج الدبلوماسي.

يحسد نواب كثر مرجع كبير على طول أناته وصبره، على مداخلات وكلام يساق خارج سياقه، خلال الجلسات النيابية.

يدفع أصحاب الشركات ومؤسسات الاستيراد بإيصال صفيحة البنزين الى المليون ليرة، قبل إنزال هذه الفئة إلى التعامل، في سباق هستيري لجني الأرباح!

نداء الوطن

ســأل ديبلومايس خليجي أحد الديبلوماســيين الأوروبيين عن مدى جدية الــكلام حول تغييـر اتفاق الطائــف والذهاب الى عقد إجتماعي جديد في لبنان، فأكد له الديبلوماسي الأوروبي أنهم ليســوا في هذا الوارد اطلاقا

 إســتغرب حزب فاعــل قيام مستشار بارز في موسكو، بمعاودة الترويج لمرشح من قوى الثامن من آذار لرئاسة الجمهورية.

يقــول مطلعــون على موقف دولة خليجية بارزة، إنها تضع فيتو على عودة مرجــع بارز الى موقعه في العهد الجديد.

البناء

تقوم سفارات دول فاعلة بتكوين لوائح بأسماء النواب الموارنة المستقلين المقربين من الكتل الكبرى والذين يمكن أن يجري التداول بهم كمرشحينرئاسيين واستكشاف خلفياتهم ومدى درجة القبول الذي يلقونه لدى الكتل الأخرى المعنية واللائحة تضم حتى الآن ثلاثة أسماء.

الأنباء

التحرك الفاعل لكتلة نيابية على مستوى التشريع يعكس حرصاً واضحاً على أداء متمايز مستمر.

مشهد مستجد يطرأ على مجموعة نيابية يضعها برسم الكثير من الأسئلة أمام الرأي العام في ضوء عدم قدرتها على تقديم أي جديد حقيقي.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاربعاء 19/10/2022

وطنية/19 تشرين الأول/2022

 * مقدمة نشرة اخبار تلفزيون لبنان

غدا الخميس جلسة برلمانية ثالثة من أجل انتخاب رئيس للجمهورية وضمن المهلة الدستورية التي تنتهي في الحادي والثلاثين من هذا الشهر..

وعلى غرار سابقاتها لن تفضي جلسة الغد الى انتخاب الرئيس.. حتى أن نصاب ال 86 نائبا" لافتتاحها لن يتأمن خصوصا"أن أي توافق أو تفاهم, أو أي مصطلح من هذا القبيل لم يتبلور.. ومن هنا عادت المساعي لتأليف حكومة جديدة.

ومن مؤشرات الجهود تجدد مهمة اللواء عباس ابرهيم المكوكية ضمن تزخيم محاولات تعويم مسار التأليف الحكومي وتحقيق الهدف قبل الثلاثين من هذا الشهر..

وفي السياق, عاد الحديث عن احتمالات تعديل أسماء لست حقائب موزعة على الطوائف.

في الغضون أفادت معلومات أن المملكة العربية السعودية عبر السفير وليد البخاري تحضر لتنظيم ما يعرف ب"منتدى اتفاق الطائف" من أجل عقده في بيروت مطلع شباط المقبل.

هذه المعلومات وردت غداة إخفاق التئام عشاء بيت السفيرة السويسرية الذي كان محددا" مساء أمس ودعي اليه عدد غير كبير من الشخصيات اللبنانية من مختلف القوى لكنه لم يحصل وذلك لأسباب عدة بينها: الخشية من التداول في تغيير أو تعديل الطائف... أما التأكيد على مرجعية اتفاق الطائف فقد حضر بقوة اليوم في لقاء ميقاتي-البخاري في السراي الكبير.

بالنسبة الى ملف الترسيم البحري انتظار لعودة الوسيط عاموس هوكستين  وبعدها توقيع لبنان على نسخة التفاهم تمهيدا" لإرسالها لاحقا" الى الأمم المتحدة  وهكذا سيفعل الاسرائيليون من جهتهم وهذا المساء اعلن  مجلس الأمن  الدولي، أن "اتفاق الترسيم بين لبنان وإسرائيل سيسمح لكلا الجانبين بالاستفادة بشكل منصف من موارد الطاقة في شرق البحر الأبيض المتوسط.

على المستوى الصحي الكوليرا هاجس كبير والإحاطة بالوضع من أجل عدم توسع دائرة الاصابات مستمرة بجدية ومسؤولية.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ان بي ان

ساعات حاسمة تعيشها عملية تأليف الحكومة وسط حراك إتصالات ولقاءات ناشطة في أكثر من إتجاه من المفترض أن تتظهر نتائجه سلبا او إيجابا خلال الساعات المقبلة والهدف الراهن هو تذليل العقبة الاساسية التي تستحوذ على الجزء الأكبر من النقاش حاليا وهي المتعلقة بالاصوات النيابية التي ستنالها الحكومة المقبلة في جلسة الثقة.

من التنقيب عن مرسوم تشكيل الحكومة الى مستجدات ملف الحدود البحرية الجنوبية حيث يزور الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين لبنان الأسبوع المقبل لتوقيع اتفاق الترسيم

والى ترسيم الإستحقاق الرئاسي تتجه الأنظار الى مسار الجلسة الثالثة التي دعا اليها رئيس مجلس النواب نبيه بري يوم غد الخميس لإنتخاب رئيس جديد للجمهورية

وفي هذا الشأن لمس نواب تكتل الإعتدال الوطني بعد زيارتهم رئيس المجلس حرصه على حصول الإستحقاقات في وقتها وعبروا في المقابل عن ثقتهم بالرئيس بري وبحرصه على السلم الاهلي في البلد وعلى الدستور وعلى إتفاق الطائف.

وإتفاق الطائف حضر اليوم في الزيارة التي قام بها السفير السعودي وليد البخاري الى دارة الرئيس نجيب ميقاتي حيث تم تأكيد مرجعية الطائف الذي انبثق عنه الدستور في رعاية الواقع اللبناني والعلاقات الوطيدة بين مختلف المكونات

قضائيا تقدم النائبان علي حسن خليل وغازي زعيتر بدعوى مخاصمة الدولة امام الهيئة العامة لمحكمة التمييز في وجه القاضي جان مارك عويس المكلف مؤخرا من قبل مجلس القضاء الاعلى بالبت بدعوى رد المحقق العدلي القاضي طارق البيطار.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ام تي في

غدا الجلسة الثالثة لانتخاب رئيس للجمهورية ، لكن الثالثة لن تكون ثابتة . قوى المعارضة وحدها حددت موقفا واضحا وايجابيا ، فهي اختارت النائب ميشال معوض  مؤكدة انه  لا يزال خيارها الوحيد .

 تكتل الاعتدال الوطني سيضع ورقة "لبنان" مجددا في صندوقة الاقتراع ، اي ان تصويته  سيلغى ، ما يعني ان اصوات اعضاء التكتل ستذهب هدرا . النواب التغييريون الثلاثة عشر مشرذمون مشتتون ، وهم يحاولون التوصل الى التوافق حول اسم واحد ، ولم يعرف حتى الان ما اذا كانت محاولاتهم ستنجح ام لا .

 في المقابل فان قوى المنظومة ، التي تضم بشكل اساسي الثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر ووحلفاءهما ، ستلجأ من جديد الى ورقة التعطيل . وهي اما لن تؤمن النصاب المطلوب من الدورة الاولى ، او تشارك في الدورة الاولى صوريا ،  لتعطل النصاب قبل بدء الدورة الثانية .

انه مشهد مكرر مستعاد يؤكد ان الظروف لم تنضج بعد لانتخاب رئيس للجمهورية ، وان المرشح الاكثر احتمالا ليحتل قصر بعبدا بعد الحادي والثلاثين من تشرين الاول هو: فخامة الفراغ.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون المنار

هو يوم مجيد بحسب حماس، استأنفت فيه الحركة العمل المشترك مع سوريا دعما للقضية الفلسطينية..

هكذا انتهت سنين عشر عجاف، وعادت حماس فاتحة طريقها الى عرين المقاومة بكامل قناعتها واجماع قيادتها واولوية قضيتها كما قال عضو مكتبها السياسي خليل الحية..

لقاء مع الرئيس السوري بشار الاسد بحضور قادة الفصائل الفلسطينية وممثلين عنها، أكد رفعة دمشق وثبات قيادتها ورؤيتها الاستراتيجية التي تتكسر على اعتابها كل الاعتبارات.. فبلسمت بحكمة جرح سنين بترياق فلسطين، والتي لاجلها خيضت ضد سوريا حرب عالمية، فبقيت حاضنة للمقاومة وأكد رئيسها أن لا شيء يعلو فوق القضية الفلسطينية..

فوق الاراضي اللبنانية تزاحم للمواعيد والاستحقاقات، اولها جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية غدا دون تسجيل اي تطور لافت، فيما لفتت المساعي الحكومية واللقاءات التي وصفت بالايجابية التي جمعت رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ورئيس وحدة التنسيق والارتباط في حزب الله وفيق صفا والمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، والنتيجة الاولية ان الابواب لم تقفل امام مساعي التشكيل، وان اللواء ابراهيم سيلتقي الرئيس المكلف نجيب ميقاتي خلال الاربع والعشرين ساعة المقبلة لبحث مقترحات حلول..

في الايام القليلة المقبلة او منتصف الاسبوع المقبل يحل آموس هوكشتاين موفدا في بيروت حاملا الصيغة النهائية لتفاهم ترسيم الحدود، على أن يكون التوقيع في الناقورة وفق ما نص اتفاق الاطار، ليدخل التفاهم حيز التنفيذ بعد التوقيع..

في روسيا وقع الرئيس فلاديمير بوتن على قرار اعلان الحرب في الاقاليم الاربعة المنضمة الى روسيا.. اعلان قالت الاوساط الروسية انه لا بد منه بوجه التصعيد الغربي والتمادي الاوكراني مدججا بكل انواع السلاح والدعم الاطلسي.

وعلى مفترق الاعلان هذا حال من الغليان في شوارع المدن الاوروبية مع الشعور بالخيبة نتيجة الورطة التي اوقعتهم بها اميركا. فتعالت الهتافات ضد استمرار الحرب وغلاء الاسعار وفقدان الطاقة التي باتت تحرق جيوب الاوروبيين وحكوماتهم..

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون او تي في

غدا، جلسة رئاسية جديدة، ومجددا بلا رئيس.

فالمواقف على تباعدها، والتعنت بلا أفق سيد الموقف لدى فريق سياسي، واجهته القوات اللبنانية، وخلفيته رسالة سياسية واضحة، عابرة للحدود.

ففي مجلس يتبادل أفرقاؤه الرئيسيون القدرة على تعطيل النصاب، ويتشاركون العجز عن تأمين الأكثرية المطلقة لمرشح محدد، يصر البعض على المكابرة، ويتشددون في رفض للتوافق، مزينين موقفهم الذي سيؤدي حتما إلى شغور السدة الأولى، بشعارات سيادية فارغة، ونظريات سياسية لطالما كان الفشل حليفها الوحيد.

وإذا كان رافضو الحوار يكررون في المرحلة الماضية مقولة توحيد ما يسمى بالمعارضة، فانفراط عقد النواب الثلاثة عشر فخت الدف وفرق العشاق، حتى صار تجميع ما لا يجمع، أشبه بالمهمة المستحيلة، علما أن تحققها لم يعن يوما أن الطريقة أمامها سالكة، لأن الأفرقاء الآخرين موجودون وأقوياء، إن لم يكونوا الأقوى.

وفي الخلاصة: في مرحلة الطائف، جملوا الصورة بالحديث عن انهاء الحرب. فكانت النتيجة فقدانا للسيادة، وإلغاء للشراكة، وتأسيسا لنهج اقتصادي ومالي خاطئ، عنوانه الفساد.

وبعد الانسحاب السوري، باعوا الناس شعار تفادي الفتنة ولبننة حزب الله، ملتحقين بالتحالف الرباعي المشؤوم، لتكون النتيجة، تمديد الخلل الميثاقي، حتى عام 2016.

أما بعد أحداث 17 تشرين، فركبوا الموجة، وحاضروا بالثورة، لتكون النتيجة تسريعا للخراب، ومنعا للحلول، وانهيارا مأساويا للوضع اللبناني، لا يزال مستمرا إلى اليوم…

قبل الانتخابات، قالوا للناس: انتخبونا ينخفض الدولار وتأتي الكهرباء ويقف التهريب ويضبط السلاح. واليوم يقولون: لن نتحاور، فرئيس التحدي هو الحل.

وكما في كل المرات السابقة، سيفشل الرهان، وسيدفع لبنان واللبنانيون والمسيحيون تحديدا الثمن.

هكذا جرى في مرحلة الطائف، ثم في التحالف الرباعي، و17 تشرين، وعشية الانتخابات، وهكذا يجري اليوم.

أما الفرق، كل الفرق، فهو ان وعي اللبنانيين قد تبلور، لأن الكارثة التي نعيشها اليوم ليست الا نتيجة لكل تلك الخيارات الفاشلة.

غدا جلسة بلا رئيس. وفي الايام المقبلة، ليس معروفا إن كانت ستولد حكومة. لنا عودة الى التفاصيل، غير ان البداية تبقى من وثائقي الجنرال في جزئه الثامن.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ال بي سي

قبل ساعات من تكرار سيناريو " تطيير" نصاب ثلثي اعضاء مجلس النواب لتأمين انعقاد جلسة الانتخابات الرئاسية في جولتها الثالثة، نقل عن الرئيس بري قوله امام زواره:

"من بعد ما يفل الرئيس عون، يعني بعد 31 تشرين الاول، لازم نشتغل على حوار بين الجميع , يؤمن التوافق على اسم رئيس الجمهورية ".

بهذا الكلام, يكون رئيس المجلس قد حسم فرضية الوصول الى الشغور الرئاسي، ليبدأ العمل الفعلي، اعتبارا من الاول من تشرين الثاني, على مبدأ الحوار واركانه، والاهم على مواصفات الرئيس القادر على طمأنة حزب الله من جهة، والفريق المناوئ له من جهة اخرى.

على اساس الشغور شبه المحسوم، فعل العمل على تأليف حكومة تكون قادرة على تسلم مهام رئاسة الجمهورية . 

حزب الله ومعه اللواء عباس ابراهيم فتح خطوط التواصل مع كل الافرقاء, فبرز اليوم لقاء ضم الى اللواء ابرهيم، مسؤول الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا، الى رئيس تكتل لبنان القوي جبران باسيل، في وقت لم يتوقف التواصل منذ امس مع الرئيس ميقاتي وكل الافرقاء المعنيين بالتأليف.

تقول معطيات ال lbci إن التقدم يطغى على ملف الحكومة، وإنها سترى النور على الارجح في الساعات الاخيرة من عهد الرئيس ميشال عون، فيوقع مراسيم قبولها وينتهي دوره عند هذا الحد .

اما بيان الحكومة الوزاري، ونيلها الثقة من مجلس النواب على اساسه، فسيدخل زواريب السجالات الدستورية، لا سيما ان الرئيس نبيه بري، يرى ان المجلس سيواصل التشريع ولن يتحول الى هيئة ناخبة  حصرا، لكونه دعي الى الانعقاد والانتخاب اكثر من مرة، قبل الدخول في الايام العشرة الاخيرة من ولاية رئيس الجمهورية، في حين ترى جهات اخرى ان هذا الموضوع غير دستوري .

ومنذ بعض الوقت، اعلن النائب جبران باسيل في حديث الى قناة الجزيرة، ان عدم تشكيل حكومة سيؤدي الى ما هو ابعد من فوضى دستورية واجتماعية .

باسيل وجه رسالة رئاسية من الحجم الثقيل، فكرر رفضه ترشيح سليمان فرنجيه، وأكد رفضه تعديل الدستور بهدف انتخاب قائد الجيش العماد جوزف عون رئيسا للجمهورية .

الحكومة إذا في طريقها نحو التأليف، والرئاسة في طريقها نحو الشغور,والعين على النواب التغييريين ال13 .

لا شك ان بين هؤلاء النواب خلافات وافكارا غير متطابقة، وانهم ليسوا التكتل الاول الذي يتعرض لهزة منذ 17 تشرين حتى اليوم، ولن يكونوا على الارجح الاخير .

لكن الاهم، ان أغلبية النواب التغييريين,يريدون انقاذ التكتل، او على الاقل الحفاظ عليه ولو من ضمن صيغة اخرى، لكون التقاطعات الكبرى التي يتلاقون عليها اهم من بعض الخلافات داخل البيت الواحد .

وعليه، فان هؤلاء النواب، يعرفون ان كل الهجمات التي تشن على بعض منهم ، تهدف الى تقسيمهم وتفتيت اصواتهم لتباع في سوق الانتخابات الرئاسية، التي يحاول الامساك بها طرفا 14 و 8 آذار .

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون الجديد

صراع العروش يأخذ مداه بمقايضة رئاسية حكومية لم تسفر حتى الآن إلا عن حصار التأليف بشروط وتعقيدات فالأيام العشرة الأخيرة من عهد العهد تحفر في صخر الحكومة سعيا لولادة واحدة تملأ الفراغ بالصلاحيات المناسبة..

لكن الدخان الأبيض مستبعد على الرغم من توسيع ظاهرة الوسطاء وأفضى اجتماع ثلاثي اليوم إلى إطلاق النفير الحكومي، قبل أن يتبين أن الشروط ارتفعت أكثر فأكثر.

وفي معلومات الجديد أن لقاء جمع بين رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل واللواء عباس إبراهيم والحاج وفيق صفا في مكاتب تكتل لبنان القوي لكن باسيل اشترط للتأليف ألا يشمل التعديل الوزاري اسم وزير الطاقة وليد فياض، وبقي مصرا على تعديل يطال ثلاثة وزراء مسيحيين هم: عبدالله بوحبيب ونجلا الرياشي ووليد نصار.

والسخرية أن باسيل يكدس الشروط، لكنه لن يمنح الحكومة الثقة.. وهو يبلغ كل من يلتقيه هذا الموقف لكونه يتحضر لتزعم جبهة معارضة في الفراغ وقد ركب باسيل أعلى ما في خيله، مصعدا منذ الآن ومعلنا للجزيرة أنه إذا لم تتشكل حكومة جديدة فنحن ذاهبون إلى أبعد من فوضى دستورية واجتماعية.

وفي رسم للصورة الآنية التي يسير وفقها رئيس التيار, فإن جبران يعطل التأليف وإذا وافق على التشكيل فهو يريد ثلثا معطلا وتسمية وزراء مسيحيين بحق حصري, وليس مستعدا في المقابل لدفع الجزية ومنح الحكومة الثقة, إنما راقت له فكرة الهوبرة بالمعارضة وإن على خراب وفوضى، لم تعد دستورية فقط بل تعدتها إلى الفوضى الاجتماعية.

وإذا ما انتظرنا انتهاء الأيام العشرة فقد نجد جبران باسيل وقد زنر نفسه بأحزمة اجتماعية ناسفة وفي الرئاسة يعود نجم الورقة البيضاء إلى الصعود غدا في جلسة انتخاب الرئيس إذا تأمن نصابها وعشيتها ترميم لتكتل نواب التغيير في اجتماع مطول بعيدا عن الإعلام والتغييرون لم يلتقوا على الرئاسة فقط بل على مجمل القضايا التي هزت كيانهم السياسي وتسببت بانشقاقات.

لكن تاريخ انطلاقتهم منذ جلسة انتخاب اللجان الأولى كان يؤشر إلى أنهم مكون نجح في إحداث القلق للسلطة، وسحب توافقها الدائم إلى فرض إجراء الانتخابات, وحتى جلسة الأمس فإن تكتل ال13 اتخذ قرارا جريئا بالترشح والتوزع في اللجان، وإن خسر هذه المعركة, لأن الربح فيها سيعني أن نواب الثورة أجروا تحالفات من تحت الطاولات السياسية وأحزابها.

ولغاية لحظة الترشح كان التنسيق يسير وفق رؤية تغييرية محصنة عن توغل السلطات، قبل أن ينزلق التغييرون إلى منافسات ومعارك وحروب تشبه آلاعيب السلطة, ويتبادلون على وسائل التواصل نشر الغسيل والاتهامات التي لا تشبه نوابا خرجوا من رحم تشرين.

وبعد التصفيق لنجاحهم وخطواتهم, أصبحوا أمام الصفعات من الرأي العام, وهنا لا بد لهم من صعقة سياسية وطنية اجتماعية تعيد إليهم الاتزان وتجلسهم على مقاعدهم, فهم يمثلون شارعا وثورة وتضحيات الساحات, وليس لهم أن يجازفوا بمصير مكون هو الأول من نوعه الذي يخرق عفن السلطات, فأمامهم غدا بحر من القضايا التي تنتظر تصويتهم ومواقفهم, ولن تكون جلسة الغد الفارغة من رئيسها وربما نصابها، آخر المهمات فهل ينفرط عقدهم.. أم ينهضون من خلافاتهم ليكونوا على العهد ومع كتابة آخر سطور العهد؟

وابتداء من الليلة ولمدة ستة أسابيع، يقلب الزميل فراس حاطوم في صفحات رئاسية، بعدما تحولت حكاية وصول ميشال عون إلى القصر من نهاية سعيدة إلى رحلة مثيرة، إلى مجرد بداية لرحلة انتهت إلى ما انتهت إليه.

وفي الحلقة الأولى من وثائقي "هذا عهدي" التي تشاهدونها في التاسعة والنصف مساء، تشرح شخصيات سياسية وصحافية واكبت المرحلة كيف تحول ميشال عون فجأة من المرشح الذي لا يريده أحد، إلى مرشح الأضداد.. ولماذا، وهل ساعده فرنجية من دون أن يقصد في الوصول إلى قصر بعبدا.

 

ترسيم الحدود البحرية والنتائج المنتظرة

نتائج الترسيم كلها مساوئ لأنها تجري بين دولة إسرائيل والجهة التي تحتل لبنان وتفرض عليه دوام الاستتباع واستمرار الحروب

الكولونيل شربل بركات/19 تشرين الأول/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/112833/%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d8%aa%d8%b1%d8%b3%d9%8a%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%af%d9%88%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%a8/

منذ اتفاقه المعلن مع اسرائيل حول حماية الحدود البرية سنة 2000 ما سمح لها بتفكيك جيش لبنان الجنوبي والانسحاب بدون عوائق تذكر، التزم حزب الله “التقية السياسية” بشكلها الفاضح؛ فهو يمنع اي اعتداء عبر الحدود الجنوبية على دولة اسرائيل، وبنفس الوقت ينادي بعدم انسحابها من اراض لبنانية (في مزارع شبعا) كذريعة لمتابعة تمسّكه بسلاحه وفرض سلطته وسياسته على الآخرين.

وقد ادعى حزب الله هذا بأنه أخرج اسرائيل بالقوة، وبأنه دفع ثمن “تحرير” الأرض من دماء الشيعة الموالين له وتحت راية الولي الفقيه، ما سمح له بالقبض على الطائفة الشيعية بكاملها ومنع الفكر النقدي فيها، وهذا يتنافى مع حرية الراي التي يكفلها الدستور اللبناني ويتميز بها اللبنانيون جميعا عن سائر مواطني دول المنطقة.

وحزب الله أمّن تمويله من خارج الدولة، والتزم بالتالي بالأوامر التي يفرضها هذا التمويل، وأهمها؛ ولاءه المطلق للولي الفقيه واعتباره جزءً اساسيا من الحرس الثوري. هذا الارتباط جعل منه وسيلة مثلى لدولة الفرس تستعملها للدخول إلى المجتمعات العربية وزرع القلاقل فيها كمقدمة لتوسعها باتجاه السيطرة على جيرانها من دول المنطقة. ولذا فقد رايناه يتدخل تباعا في أحداث البحرين، وبعدها منطقة القطيف في المملكة السعودية، ثم في العراق وسوريا وحتى في مصر والسودان وانتهاء باليمن. فهل إن هذا الدور هو ايضا جزء من الاتفاق الذي سمح له بالانفلاش؟ أم نتيجة له؟..

وحزب الله، الذي طلب المجتمع الدولي حلّه وتسليم سلاحه بناء على اتفاقية الطائف وتبعا للقرار الدولي 1559، لم يلتزم في أي من هذه البنود وقام بعملية التخلص من كل معارضيه البارزين بالاغتيال العلني المفضوح، لا بل يوم قرر اللبنانيون مطالبته الالتزام بالتساوي معهم ودخوله اللعبة السياسية بدل استقوائه بالسلاح، قام بشن حرب على اللبنانيين صيف 2006 استعمل فيها استفذاذ الاسرائيليين باختراقه الحدود الدولية وأسر جنود من داخل اسرائيل لكي ترد هذه على التعدي بالشكل العنيف الذي ساعده للتمسك بسلاحه والسيطرة تدريجيا على الحكم، وذلك بعد عملية “القمصان السود” في ذلك اليوم “المجيد” السابع من ايار 2008، وما تلاها من اتفاق الدوحة الذي فرض سقوط الديمقراطية بتسليمه بما سمي “الثلث المعطل” وشل الحركة السياسية بشكل كامل ألغى مفاعيل الديمقراطية وأعطاه القدرة على السيطرة في كافة القطاعات، فهو يملك الورقة السياسية في التعطيل ويملك ورقة التهديد بالعنف لاستفراده بامتلاك السلاح والاستقواء به على الآخرين.

وحزب الله هو من جرّ على البلاد اللعنة والفقر لأنه وجد اللبنانيين قادرين على العيش بسلام بالرغم من تحدياته، وبوجود المؤسسات القادرة على الامساك بمفاصل الدولة بشكل طبيعي وحماية المواطنين من شروره. ولذا قرر هدم المؤسسات بدءً بالاقتصاد، فضرب قطاع المصارف الذي كان مصدر ثقة لكل المستثمرين ووسيلة أمان للتعامل بين القطاعات الصناعية والتجارية وبقية موارد البلد، ما أخاف المواطنين على مصالحهم فحرّك الشارع ليتمكن من السيطرة عليه، ولكن الشارع انتفض بوجهه، فقام بافتعال تفجير المرفاء للتغطية على مشاريعه، واخافة اللبنانيين من الأعظم وشرزمة الحركة الاعتراضية التي تطاله وكافة الفاسدين المتعاونين معه.

ولما انفضح أمره وكثر المنادون برفع سيطرته على البلد وتسليمه هدية لدولة الملالي، قام بالمناورة الأخيرة حيث اتفق مجددا مع “الشيطان الأصغر” برعاية “الشيطان الأكبر” لتقاسم ثروة لبنان البحرية واطلاق يده في التحكم بالسيطرة على البلاد وتعيين المسؤولين فيها.

حزب الله هذا، الذي يشبه كل شيء إلا ما نعرفه من مشيئة الله في كل التعاليم الدينية مهما اختلفت المصادر، يحاول أن يلعب على اللبنانيين والأوروبيين والاسرائيليين بنفس الوقت، فهو يوهم اللبنانيين بأنه يحمي مصالحهم في البحر من شراهة الاسرائيليين، ويقدّم نفسه كشريك محتمل للأوروبيين في موضوع الطاقة البديلة عن المصادر الروسية، وبأن سادته الفرس الذين يرسلون الطائرات المسيرة لدعم حرب ال رئيس الروسي في اوكرانية لن يمانعوا بفتح باب جديد للتعاون معهم إذا ما تأمّن التساهل بالموضوع النووي. ويوهم الاسرائيليين بأن إيران سمحت له أعطاءهم جزءً من ثروة لبنان مقابل تخفيفهم لشروط الاتفاق النووي المزمع تمريره قبل انتهاء الانتخابات الأميركية التي يحتاج لها جماعة الرئيس بايدن. فهل هو قادر أن يلعب على المستوى الدولي لهذه الدرجة؟ أم أنه لا يعمل سوى تنفيذ التخطيط الإيراني، الذي ينتج عن فكر رجل البازار المعروف بنفسه الطويل ودقته في حياكة المؤامرات وحرية حركته، طالما هو يلعب بثروة الغير وبأرواح الشعوب التي لا يهمه أمرها كثيرا؟..

حزب الله بعملية الترسيم البحري ومنذ ابتدائها دخل في لعبة كبيرة ليست بالطبع لصالح لبنان وشعبه، فالاتفاق بين لبنان واسرائيل يجب أن يكون على أساس وقف الاعتداءات كليا والعودة أقله إلى مفاعيل الهدنة الموقعة سنة 1949 وبالتالي نزع الاسلحة ومنع التهويل بها، لا اعطاء الحزب الايراني ذريعة جديدة لاستعمالها بارهاب اللبنانيين، وهو إن كسب اي شيء من هذا الاتفاق فإنه سوف يجيّره لأسياده، كما فعل بافلاس الخزينة اللبنانية التي مونت جزءً من الوجود الميليشياوي الايراني في سوريا بواسطة التهريب، وشوهت صورة المهاجر اللبناني في بلاد العالم لتجعله مرادفا للعمالة والممنوعات، وهي قطعت كل أوصال التعاون التجاري مع المحيط ارضاء لتطلعات طهران، وقد زينتها بالكابتغون واجهة لتمنع الاقتراب من لبنان وأبنائه. فهل سيطول تواجده وسيطرته على البلد؟ أم أن اللبنانيين سئموا من لعب دور الجارية التي يتمتع بها الأسياد وتفتحت عيونهم ليرون بوضوح ما أدى بهم إلى هذا الدرك، وقد ساهموا بهدم بلدهم وافلاسه لارضاء أجير الفرس الذي لا يعرف الشبع؟ فمهما يكن لبنان قادرا ومزدهرا فهو لن يستطيع إشباع دولة الفرس ومطامعها. وهل إن وقوف أبناء صيدا بوجه ارتحشستا الثالث وحرقهم مدينتهم لمنعه من التلذذ باحتلالها سيكون مثالا يحتذى مهما كانت المساوئ؟ أم أن انتظار اسكندر جديد ينهي دولة داريوس الكبرى أو هرقل آخر يقضي على كسرى ويذله، سيكون أفضل من عملية التضحية تلك؟..

نتائج الترسيم إذا كلها مساوئ لأنها تجري مع الجهة التي تحتل لبنان وتفرض عليه دوام الاستتباع واستمرار الحروب، لا بين اللبنانيين والاسرائيليين كجيران يحاولون التخلص من أعباء الماضي ومشاكله والنظر إلى مستقبل أفضل. فلو عملت الولايات المتحدة والأتحاد الأوروبي واللبنانيين الأحرار على التخلص من رواسب الاحتلال الايراني قبل اي تفاهم مع الغير كان هناك امكانية لمستقبل مستقر في المنطقة، أما اللعب بالنار فلن يؤدي إلى أكثر من زيادتها اشتعالا مهما كانت حاجة بعض الأفرقاء ملحة أو نواياهم سليمة…

 

أكاليل من الزهر على ضريحي الشهيدين الحسن وصهيوني

أم تي في/19 تشرين الأول/2022

قامت مجموعة من عناصر سرية المقرّ العام، لمناسبة الذكرى السنوية العاشرة لاستشهاد اللواء وسام الحسن ورفيقه المؤهل أول أحمد صهيوني، بتأدية مراسم التشريفات للشهيدين الحسن وصهيوني، على وقع موسيقى قوى الأمن الداخلي، أمام ضريحَيهما في ساحة الشهداء - وسط بيروت، كما قام العقيد أحمد عبلا قائد وحدة شرطة بيروت بالوكالة، ممثلاً المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان بوضع إكليلين من الزهر على الضريحين، كذلك وضع العقيد سعدالله السمروط أكاليل من الزهر باسم رئيس شعبة المعلومات العميد خالد حمود.

 وحضر مراسم تكريم الشهيدين ابن اللواء الشهيد الحسن، مازن الحسن على رأس وفد من العائلة، ووضع إكليلا من الزهر باسم مؤسسة اللواء الشهيد وسام الحسن.

 وبالمناسبة عبر اللواء عثمان، الذي يشارك في أعمال مؤتمر منظمة الشرطة الجنائية الدولية "Interpol"، الذي يعقد في الهند، بكلمة وجهها للواء الشهيد قائلا: "نفتقدك أيها اللواء الشهيد وسام الحسن ورفيقك المؤهل أول أحمد صهيوني، وستبقى ذِكراكما في القلوب. ولن ننسى يا شهيد لبنان، كل لبنان، إنجازاتك الوطنية التي تجلت بوضع الأسس المتينة للحفاظ على دولة المؤسسات". وختم: "سنبقى نذكر، على الدوام، حرصك على مؤسسة قوى الأمن الداخلي، ومن خلالها على الوطن. وسنبقى نذكر اندفاعك للحفاظ على لبنان والاقتصاص من العابثين بأمنه. وسنبقى نذكر أنك القائد الذي حرَص على احترام القوانين وتأمين العدالة".

 

 

وزارة الصحة: 80 اصابة جديدة بالكوليرا في الساعات ال48 الماضية وحالتا وفاة

وطنية /19 تشرين الأول/2022

اعلنت وزارة الصحة العامة في تقرير نشرته عن حالات الكوليرا في لبنان تسجيل"80 إصابة جديدة في الساعات ال48 الماضية رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 169 ، كما تم تسجيل حالتي وفاة رفعت العدد التراكمي للوفيات الى 5 ".

 

هوكشتاين في لبنان الأسبوع المقبل

رويترز/نداء الوطن/19 تشرين الأول/2022

أكد نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب أن المبعوث الأميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية آموس هوكشتاين سيزور بيروت الأسبوع المقبل حاملاً نسخة من الاتفاق ليوقعه مسؤولون لبنانيون. وكان هوكشتاين قد قال في منتدى استضافه معهد الشرق الأوسط أمس الثلثاء إنه سيزور المنطقة الأسبوع المقبل من دون أن يحدد تواريخ أو وجهات. وأضاف: "الرئيس اللبناني ورئيس وزراء إسرائيل سيقرران بشأن التوقيع. تابعوا ما سيحدث في الأيام القليلة المقبلة".

 

هوكشتاين إلى بيروت الأسبوع المقبل... وباسيل يرفض مناقشة "الترسيم" في المجلس

رفع "السرّية" بمفعول رجعي و"التغييريون" بين الإقصاء والتشظّي!

نداء الوطن/19 تشرين الأول/2022

أتمّ المجلس النيابي آخر واجباته التشريعية قبل الدخول في "نفق الشغور" الطويل، فلبّى شرطاً جديداً من دفتر شروط صندوق النقد الدولي، بمصادقته أمس على قانون رفع السرية المصرفية "بمفعول رجعي" بعد إخضاع بنود القانون للمناقشة، بنداً بنداً، وإدخال بعض التعديلات عليه بما يتماشى مع مطلب الصندوق ومطالب رئيس الجمهورية التي كان قد ردّ القانون إلى المجلس على أساسها. كما جرى إقرار القرضين الممنوحين من البنك الدولي بقيمة إجمالية بلغت 175 مليون دولار (150 مليوناً لشراء القمح و25 مليوناً لمواجهة كورونا)، مقابل فرض تقديم الوزراء المعنيين جداول وكشوفات حساب بشكل دوري إلى مجلس النواب تُحدد كل شهرين القيمة التشغيلية التي تم اقتطاعها من قيمة كل قرض. أما في الشقّ المتعلق بانتخابات المفوّضين وأعضاء اللجان النيابية في الهيئة العامة، وإذ فرضت "التزكية التوافقية" نفسها في عضوية معظم اللجان، غير أنّ إصرار عدد من النواب التغييريين على خوض المعركة الانتخابية أسفر عن "إقصاء" النائب ابراهيم منيمنة عن عضوية لجنة المال والموازنة وخسارة مقعده في اللجنة لصالح النائب عدنان طرابلسي بفارق 16 صوتاً، الأمر الذي زاد الشرخ في صفوف تكتل "نواب التغيير"، لا سيما في ظل تحميل جزء منهم المسؤولية في خسارة منيمنة إلى تعنّت زميله مارك ضو وإصراره على خوض "معركة خاسرة سلفاً"، وإجهاض الجهود التوافقية التي كان يخوضها النائب ملحم خلف لتعزيز حضور تكتله في عضوية اللجان، ما ساهم تالياً في توسيع رقعة التشظي بين نواب تكتل التغيير الذي تناقص عدده أمس إلى 12 مع إعلان النائب ميشال دويهي خروجه "نهائياً من تكتل الـ13 بصيغته الحالية (...) احتراماً للناس التي انتخبتنا واحتراماً للسياسة". وكان رئيس المجلس النيابي نبيه بري قد أعلن قبل البدء بعملية الإقتراع لإنتخابات عضوية لجنة الادارة والعدل إفشال بعض النواب التغييرين مساعي التوافق على تمثيلهم في اللجنة عبر استبدال أحد أعضائها بنائب آخر من نواب التغيير "كالنقيب ملحم خلف لكن هذه المساعي فشلت بدليل ما حصل من ترشيحات"، في إشارة إلى ترشح النائبة حليمة قعقور، وأضاف بري متوجهاً إلى النواب التغييريين: "أنا كنت قد تعهدت بهذا الأمر على أساس أن يحصل التفاهم كسلة متكاملة لكنكم كسرتم الاتفاق وذهبتم إلى الانتخاب".

وفي خضمّ المناقشات في الهيئة العامة، برز طرح خلف في مستهل الجلسة المسائية ضرورة عرض اتفاقية ترسيم الحدود البحرية الجنوبية مع إٍسرائيل على أعضاء المجلس النيابي "لدراستها ومناقشتها"، مشدداً على عدم جواز توقيعها قبل عرضها على المجلس وإلا فإنّ رفض الأمر "يُظهر أنّ هناك نقاطاً لا تطمئن" في الاتفاقية... فسارع رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل إلى رفض مناقشة اتفاقية الترسيم مع إسرائيل في المجلس النيابي "كونه لا يوجد تعديل على الحدود اللبنانية وبالتالي لا حاجة لقانون ولا حتى لمرسوم لإقرارها (...) وكل ما في الأمر أن هناك تبادلاً للرسائل مع الأمم المتحدة".

ومساءً، أعلن نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب أنّ الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين سيزور بيروت الأسبوع المقبل "لتسليم عرض الترسيم الموقّع من قبل الحكومة الأميركية"، علماً أنّ هوكشتاين أكد أمس أنه بالتوازي مع إقرار اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل فإنّه يعمل على المساعدة في إنجاز "صفقة تأمين الغاز والكهرباء للبنان من مصر والأردن وتلافي العقوبات" المفروضة على التعامل مع النظام السوري بموجب "قانون قيصر" الأميركي. بالتزامن، أكد وفد شركة "توتال إنيرجي" الذي زار قصر بعبدا أمس برئاسة مدير الشرق الأوسط وأفريقيا الشمالية في الشركة لوران فيفيه العزم على استقدام "منصة الحفر" لبدء عمليات الاستكشاف والتنقيب عن النفط والغاز في الحقول اللبنانية ابتداءً من العام المقبل، مع الإشارة إلى أنه سيصار "تباعاً إلى تزويد هيئة قطاع البترول في لبنان بالمعطيات التي تتوافر خلال عمليات التنقيب".

 

ما هي إيجابيّات ترسيم الحدود لاستخراج الغاز؟

طلال عيد/المركزية/19 تشرين الأول/2022

توقعت مصادر مالية ومصرفية مطلعة لـ"المركزية" ان يكون لموضوع الترسيم البحري لاستخراج الغاز مفاعيل ايجابية على صعيد تحسين الاقتصاد الوطني وعودته الى دورته الاقتصادية المعتادة، بغض النظر عن المسائل الشائكة التي ما زالت حجر عثرة في عودة هذا الاقتصاد الى النهوض وخصوصاً في ما يتعلق بإعادة هيكلة القطاع المصرفي وكيفية معالجة موضوع الودائع في المصارف اللبنانية. وتعتبر هذه المصادر ان الترسيم يخلق نوعاً من الاستقرار الذي يمكن ان يجذب شركات اجنبية كي تستثمر في عمليات الاستكشاف والانتاج في باقي البلوكات التي يبلغ عددها ١٠ وهذا الامر يخلق نوعاً من النشاط البترولي في المنطقة الاقتصادية الخالصة للبنان، ونتيجة هذا النشاط سيكون هناك  اكتشافات، متمنية ان تكون معظمها تجارية كي نتمكن من الاعتماد على النفط والغاز كرافعة للاقتصاد وعلى حركة الاستثمار التي لن تبقى محصورة بقطاع النفط بل ستمتد الى بقية القطاعات ومنها السياحة والخدمات واقتصاد المعرفة وهذا سيؤمّن عدداً كبيراً من الوظائف. وتؤكد ان التصنيف الائتماني للبنان سيتحسن في ضوء ذلك وسيرتفع الى مستويات افضل، واذا كان صندوق النقد الدولي النافذة الاساسية لولوج لبنان الى الصناديق المالية والمجتمع المالي الدولي لتأمين القروض لعملية النهوض الاقتصادي، فإن اعتماد لبنان كدولة نفطية سيسهل في اعطاء هذه القروض باعتبار انه من المتوقع ان يصبح ذا ملاءة مالية على رغم الفجوة المالية التي يشكو منها حاليا. ولم تستغرب المصادر عدم تراجع سعر صرف الدولار لأن المطلوب اليوم المباشرة بتطبيق الاصلاحات وانشاء صندوق سيادي لاستخراج الغاز بعيداً عن المحاصصة والفساد والزبائنية.

 

قنبلة موقوتة: ما قد يفعله 100 ألف سوري "مدربين" في لبنان

عمر الراسي/أخبار اليوم/19 تشرين الأول/2022

على وقع اقتراب الفراغ الرئاسي وعلى الارجح الحكومي ايضا، تزداد الخشية من هزات امنية، تضاف الى الازمات المتراكمة، اذ يمكن القول ان "البلد على كفّ عفريت" وقابل للاشتعال في اية لحظة، بحسب ما يتردد بين اللبنايين. وفي هذا الاطار، يتحدث مرجع امني عن عدة مندرجات منها ما هو مطمئن، ومنها ما يجب الحذر والتنبه منه. فيقول، عبر وكالة "أخبار اليوم"، الامن في لبنان بشكل عام مرتبط بثلاثة عوامل:

- العامل الخارجي، غير متوفر في الوقت الحاضر، فلا توجد اي دولة تضع خططا من اجل الدفع بالوضع الامني في لبنان نحو التدهور.

- العامل الداخلي الذي يتلقف الخارج، غير مهيأ، وهو امر يحتاج الى قدرات ورغبات، ومن لديه القدرة ليس لديه الرغبة، ومن لديه الرغبة ان وجدت ليس لديه القدرة لا المادية ولا اللوجستية.

- الجو العام المرتبط باحوال المنطقة وتفاعلها بالداخل، وهنا ايضا على الرغم من التوتر في المنطقة لا يوجد مؤشر الى حرب كي ينعكس على الداخل ويدفع الافرقاء للتفاعل معه بطريقة عنفية او مسلحة.

ويضيف: على الرغم من ان هذه العوامل غير متوفرة الا ان الحذر مستمر من القنبلة الموقوتة المتمثلة بالنازحين السوريين، لا سيما اؤلئك الذين دخلوا لبنان عن طريق الخلسة - اي الذين لا يصنفون في خانة النازحين- وهؤلاء "يعشعشون" الى جانب الارهابيين المتواجدين بشكل خفي اما في المخيمات او في الجرود.

ويكشف المرجع الامني ان ما لا يقل عن 100 الف نازح تترواح اعمارهم بين 30 و55 سنة كانوا قد ادوا الخدمة العسكرية في سوريا قبل انتقالهم الى لبنان، فهؤلاء يُجيدون القتال، لذا الخشية من اي استغلال لهم، واذا تم تشكيل شبكات فانهم قادرون على "خرب" البلد.

كذلك يتوقف المرجع عند الوضع الاجتماعي والمعيشي الذي يمكن ان يستثمره ايضا ليس فقط من قبل "الاغراب" الموجودين على ارضنا بل من قبل بعض الاطراف اللبنانية، وهذا ما يدفع الى الخوف من اي تفلت، حتى ولو لم يكن هناك قرار دولي ومحلي بحصول اي اهتزاز امني في لبنان.

وهنا يحذّر المرجع من ان التفلت قد يؤدي الى مشكلة لا سيما امام واقع القوى الامنية والعسكرية المستنزف بشكل كبير منذ اكثر من 3 سنوات، جسديا وماديا ومعيشيا نتيجة السياسات الخاطئة التي اوصلتنا الى هذا الواقع المرير.

وما هي الخطوات الاستباقية التي يمكن ان تقوم بها الاجهزة؟ يجزم المرجع ان القوى الامنية تتابع كل هذه الامور على الارض، مشيرا الى ان للمواطن دوره المهم حيث هناك وعي وحرص على الامن خاصة في ظل هذه الظروف، وكل مواطن بات خفيرا نظرا للخوف من السرقات، وما سوى ذلك من جرائم وهذا ما يخلق حال يقظة مساعدة للقوى الامنية. وردا على سؤال، يدعو المرجع الدولة الى مخاطبة المجتمع الدولي والاصرار على ان الحالة السورية قابلة للانفجار في اي لحظة، الا اذا كان المقصود توطينهم في لبنان فعندها سنكون امام خراب فعلي للبلد. ويضيف: المجتمع الدولي خلق هذا الخطر وعليه معالجته، دون وضع اللبنانيين تحت امر واقع، لا سيما ان هناك اجماعا وطنيا حول ضرورة عودة النازحين السوريين. ويختم: النظرة اللبنانية للحالة السورية السياسية لم تعد معنية ببقاء النظام او زواله على غرار ما كان التعاطي في العام 2010 او 2011.

 

لبنان: انتشار واسع للكوليرا بين النازحين وزيادة الحالات لدى المواطنين

بيروت/الشرق الأوسط/19 تشرين الأول/2022

كشف وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية فراس الأبيض، اليوم الأربعاء، عن انتشار واسع لمرض الكوليرا في لبنان. وقال الأبيض، وفقاً لوسائل إعلام لبنانية، إن «معظم حالات التفشي لا تزال لدى النازحين السوريين، ولكن بدأنا نلحظ زيادة في الحالات عند المواطنين اللبنانيين».

كانت وزارة الصحة العامة قد أعلنت، في تقرير نشرته عن حالات الكوليرا في لبنان، يوم الاثنين: «تسجيل 46 إصابة جديدة في الساعات الـ48 الماضية رفع العدد التراكمي للحالات المثبتة إلى 89، كما تم تسجيل حالة وفاة جديدة رفعت العدد التراكمي للوفيات إلى 3»، وفقاً لـ«الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية. من جهتها، حذّرت الأمم المتحدة، في وقت سابق من هذا الشهر، من أن تفشي المرض «يتطور بشكل ينذر بالخطر». ويستضيف لبنان أكثر من مليون لاجئ فرّوا من الحرب السورية التي اندلعت عام 2011. ويعيش معظم اللاجئين السوريين في فقر، وقد ساءت ظروفهم المعيشية بسبب مشاكل لبنان الاقتصادية. ونتقل الكوليرا بشكل عام من الطعام أو الماء الملوَّثين، ويسبب الإسهال والقيء. ويمكن أن ينتشر في المناطق السكنية التي تفتقر إلى شبكات الصرف الصحي المناسبة أو مياه الشرب، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». يمكن أن يؤدي الكوليرا إلى الوفاة في غضون ساعات إذا تُرك دون علاج، وفق «منظمة الصحة العالمية»، لكن الكثير من المصابين لا تظهر عليهم أعراض الإصابة، أو تظهر عليهم أعراض خفيفة. ويمكن علاج المرض بسهولة عبر محلول معالجة الجفاف من طريق الفم، لكن الحالات الأكثر خطورة قد تتطلب منح المريض سوائل عبر الوريد ومضادات حيوية، وفق «منظمة الصحة العالمية». يصيب المرض ما بين 1.3 مليون إلى 4 ملايين شخص، كل عام، في أنحاء العالم، ويؤدي إلى وفاة ما بين 21 ألفاً و143 ألف شخص.

 

تفاصيل أخبار المتفرقات اللبنانية

لبنان: محاولة جديدة لانتخاب رئيس اليوم ومساعٍ لتشكيل حكومة ترث «الفراغ»

بري لـ«الشرق الأوسط»: الوساطات التوافقية معطلة... ونريد رئيساً يحفظ «الطائف»

بيروت: ثائر عباس/الشرق الأوسط/19 تشرين الأول/2022

إذا لم تحصل معجزة ما، فستكون جلسة البرلمان اللبنانية المقررة اليوم لانتخاب رئيس للجمهورية «محاولة فاشلة» جديدة لإتمام الانتخابات، عشية دخول البرلمان في حالة «الانعقاد الدائم»، التي ينص عليها الدستور اللبناني في الأيام العشرة الأخيرة لانتهاء ولاية الرئيس ميشال عون، في ظل فشل المساعي الرامية للتوافق على اسم للرئيس، وعدم امتلاك القوى السياسية الفاعلة الأغلبية اللازمة في البرلمان لانتخاب رئيس يحتاج إلى 65 صوتاً، ناهيك بغالبية الثلثين اللازمة لانعقاد الجلسة. ويوحي كلام رئيس البرلمان نبيه بري، كما صرح لـ«الشرق الأوسط»، عشية الجلسة، بانسداد الأفق، فـ«البلوك»، على حد تعبيره، لا يزال قائماً، والمساعي للوصول إلى رئيس توافقي «متوقفة». والانعقاد الدائم في نظر الرئيس بري لا يُترجم بفتح البرلمان للنواب، كما لا يمنع منح الثقة لأي حكومة يتم تأليفها «فأنا قمتُ بواجبي، ودعوت المجلس للانتخاب، وأنوي الدعوة إلى جلسات متقاربة في حال فشلت جلسة الغد (اليوم)».ويكرر بري مواصفات الرئيس المرتقب، وهي «بسيطة وواضحة، لكنها جوهرية»؛ فالرئيس بري يريد «رئيساً يجمع ولا يفرق، يمتلك حيثية إسلامية ومسيحية ولديه انفتاح على العالم العربي، والأهم أن يحافظ على (اتفاق الطائف)»، الذي يصفه الرئيس بري بأنه «دستور لبنان الذي لم يُطبّق». وفي تعبير أوضح على انعدام الأفق أمام انتخاب رئيس، بدا «حزب الله» مستعجلاً ولادة حكومة جديدة ترث «الفراغ الدستوري» المرتقب، مع رحيل الرئيس عون عن القصر الجمهوري في نهاية ولايته، منتصف ليل 31 أكتوبر الحالي. وقالت مصادر مواكبة للاتصالات لـ«الشرق الأوسط» إن الحزب يمارس ضغطاً على رئيس الحكومة المكلف، نجيب ميقاتي، ورئيس «التيار الوطني الحر»، جبران باسيل لتأليف حكومة قبل نهاية العهد. وقالت المصادر إن الرئيس عون وباسيل كانا يرغبان في إبقاء الحكومة الحالية مع تغيير كل الوزراء المسيحيين من حصة الرئيس، لكن ميقاتي رفض ذلك، وانتهى الأمر بأن يتم التغيير على قاعدة تغيير ثلاثة وزراء مسيحيين مقابل الوزراء المسلمين الثلاثة الذين ينوي ميقاتي تغييرهم. وأكدت المصادر أنه إذا لم يحصل ما ليس في الحسبان فستولد الحكومة بين 26 و27 الحالي، على أن يتم التصويت على منحها الثقة في وقت لاحق، سيكون على الأرجح بعد نهاية ولاية الرئيس عون «الذي لن يرأس اجتماع الحكومة الأول»، خلافاً لما جرت عليه العادة. وعقد لقاء أمس بين باسيل ومدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم (الذي يقود وساطة بين القيادات السياسية لتأليف الحكومة) ورئيس وحدة الارتباط والتنسيق في «حزب الله» وفيق صفا، في مركز تكتل «لبنان القوي»، تطرّق إلى المساعي الهادفة إلى تشكيل حكومة قبيل نهاية عهد الرئيس ميشال عون. وقالت مصادر قريبة من باسيل لـ«الشرق الأوسط» إن الرئيس عون «لن يقبل بأقل من تغيير ثلاثة وزراء»، كما لن يقبل بتغيير وزير الطاقة الحالي وليد فياض، الذي لا تربطه علاقة جيدة بميقاتي. يُذكر أنه يتردد أن الوزراء المطلوب تغييرهم هم: وزير الخارجية عبد الله بوحبيب، ووزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية نجلا الرياشي، ووزير السياحة وليد نصار. ووضعت المصادر الكرة في ملعب ميقاتي: «فهل سيقبل بأن ينتهي عهد عون من دون حكومة؟ وهل هو مقتنع بأن التيار سيتركه يحكم بحكومة مستقيلة تأخذ صلاحيات الرئيس؟»، لتخلص إلى أن الأمر واضح لدى «التيار»، وهو: «ميقاتي لن يتمكن من فعل ذلك، والوزراء المسيحيون في الحكومة المستقيلة لا يمكن أن يبقوا فيها إذا تم ذلك، مع كل ما يعنيه هذا من غياب الميثاقية (الطائفية) عن حكومته».

 

"تخريجة" توقيع اتفاق الترسيم سابقة دولية هكذا ستجري!

المركزية/19 تشرين الأول/2022

 بلغة المنتصر والحافظ والضامن لحقوق لبنان وثروته، يتحدث مهندسو اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل وموافقة لبنان على الصيغة النهائية ، وسط حرص وتأكيد على عدم دخوله في أي نوع من أنواع التطبيع وصيانة الحدود، ومن دون اغفال الجهود التي بُذلت حتى يتحقق الحلم ويصبح لبنان بلداً نفطياً بامتياز - ربما بعد عشر سنوات-  أما التهليل فعلى وحدة الصف التي أثمرت عن "الانجاز العظيم" على الرغم من العراقيل الداخلية والضغوط الخارجية. من هم فرقاء الصف؟ الجواب سيتبلور تلقائيا عند التوقيع على اتفاق الترسيم وهنا ترتسم مجموعة أسئلة حول الآلية التي ستعتمد في ظل عدم اعتراف الجانب اللبناني على التسمية علما أن أيا يكن المسمى فإن الإقرار بعبارة اتفاق ملزمة طالما أنها وردت في نص الترسيم أكثر من مرة فكيف يتحول الإتفاق إلى رسائل ليتم تبادلها بعد التوقيع عليها؟ مصادر مواكبة لعملية الترسيم توضح لـ"المركزية" ان في ظل عدم الإعتراف بالعدو الإسرائيلي ، هذا يعني أن الجانب اللبناني لا يوقع مع الإسرائيلي مطلق أي معاهدة واتفاق وتاليا أن اتفاق الترسيم لا يخضع للمادة 52 من الدستور التي تنص على "أن يتولى رئيس الجمهورية المفاوضة في عقد المعاهدات الدولية وابرامها بالاتفاق مع رئيس الحكومة ولا تصبح مبرمة الا بعد موافقة مجلس الوزراء، وتطلع الحكومة مجلس النواب عليها حينما تمكنها من ذلك مصلحة البلاد وسلامة الدولة. أما المعاهدات التي تنطوي على شروط تتعلق بمالية الدولة والمعاهدات التجارية وسائر المعاهدات التي لا يجوز فسخها سنة فسنة، فلا يمكن ابرامها الا بعد موافقة مجلس النواب".

حتى اللحظة لا شيء واضح بالنسبة إلى الآلية التي ستعتمد في التوقيع على اتفاق ترسيم الحدود ومن سيضم الوفد ولا حتى الموعد الرسمي علما أن نائب رئيس مجلس النواب النائب الياس بو صعب كان أكد أنه "إذا أتم الأُخذ بالملاحظات كما اتفقنا عليها، نتكلّم عن أيّام للتوقيع وليس أسابيع". وعليه ترجح مصادر ديبلوماسية حصول عملية التوقيع على مرسوم اتفاق الترسيم في 26 أو 27 الجاري على أن تتم في الناقورة بحضور ممثلين عن الفريقين اللبناني والإسرائيلي وبحضور الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين.

ما يجري بين لبنان واسرائيل ليس اتفاقاً وليس معاهدة والا لكانت تتطلب موافقة مجلس النواب، وهذا واضح من خلال كلام بو صعب حين قال: لا نوقّع على معاهدة أو على اتفاق مع العدو الاسرائيلي". والسيناريو المتوقع بحسب المصادر المواكبة أن تصدر الحكومة مرسوماً على غرار المرسوم 6433 عام 2011، وترسله الى الأمم المتحدة، وكذلك تفعل اسرائيل. بمعنى أوضح تخريجة على الطريقة اللبنانية" . وتشير إلى أن "قانون البحار نص على أن ترسل كل دولة ترسيمها الى الأمم المتحدة، لكنها لا تلزم الدولة الأخرى بهذا الترسيم. وفي الحالة بين لبنان واسرائيل اليوم كأن هناك اتفاق لكن من دون توقيع بصفة رسمية. وبالتالي، اذا اعترفت كل دولة من الدولتين بحدودها وأرسلتها الى الأمم المتحدة، يصبح كأن هناك توافقاً على الترسيم."

حتى اللحظة لا نعرف الآلية التي ستعتمد في التوقيع يقول الخبير في القانون الدولي المحامي أنطوان صفير "طالما أنهم لا يعترفون بالتسمية المفترض أن تكون اتفاقا وفي هذه الحال يجب أن يخضع للمادة 2 من معاهدة فيينا ويطبق عليه ما يسري على الإتفاقات الدولية. في أي حال المسمّى لا يعطي طابع الوثيقة وعليه أيا يكن المسمّى الذي يريدون أن يطلقونه عليه فهو اتفاق". من حيث المبدأ هذا اتفاق دولي  حتى لو وضعوا "خبراء" لتغيير المسمى. ومن المرجح يقول صفير أن يتوجه وفد لبناني إلى الناقورة للتوقيع على الصيغة النهائية للترسيم بحضور الوسيط الأميركي وإرساله إلى الأمم المتحدة كرسالة وليس كاتفاق أو معاهدة بين دولتين التي تحتاج إلى توقيع رئيس الجمهورية. بالتوازي ثمة معلومات تقول بأن عملية التوقيع ستتم بشكل منفصل أي كل فريق في بلده. وفي حال تمت العملية في الناقورة بحضور الفريقين يقولون أن الجانب اللبناني سيوقع على نسخة من الإتفاقية واسرائيل على نسخة أخرى على أن يتم إرسال كل نسخة بعد تبادلهما إلى الأمم المتحدة ونشرها على موقع الأمم المتحدة لقانون البحار". ما يحصل اليوم لا يتعدى مسألة التحايل ولا يتوافق مع ابرام الاتفاقيات الدولية التي تكون مبدئياً خاضعة للمجلس النيابي "ويفترض في هذه الحال تكليف وزير من قبل مجلس الوزراء للمشاركة في الفريق الذي سيتولى التوقيع وقد يضم أيضا نائب رئيس مجلس النواب النائب الياس بو صعب كونه شارك في عملية التفاوض مع هوكستين وضباط عسكريين وممثلين عن دول أخرى والأمم المتحدة ربما، إضافة إلى الوسيط الأميركي. المهم بالنسبة إلى الدولة اللبنانية أن لا تتظهر عملية التوقيع وكأنها اعتراف بإسرائيل" يختم صفير. إتفاق أو شبه اتفاق؟ لا فرق لأنه في المعنى القانوني لا بد من الإعتراف بأنه لا يمت إلى القانون أو الدستور بأي صلة والأكيد أنه سيشكل سابقة دولية في عملية توقيع الإتفاقات" بين دولتين. 

 

رئيس غير استفزازي؟ الراعي كاد أن يُسمّي بويز و"حزب الله" لم يُعلّق

إيلي الحاج/Info03

19 تشرين الأول/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/112830/%d8%a5%d9%8a%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%a7%d8%ac-%d8%b1%d8%a6%d9%8a%d8%b3-%d8%ba%d9%8a%d8%b1-%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d9%81%d8%b2%d8%a7%d8%b2%d9%8a%d8%9f-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a7%d8%b9%d9%8a-%d9%83/

يُقبل اللبنانيون على فراغات ثلاثة عملياً في هيكل دولتهم مع حلول آخر هذا الشهر. فلا رئيس جمهورية يلوح احتمال انتخابه في الأفق قبل انتهاء عهد ميشال عون. ولا حكومة متكاملة الأوصاف وغير قابلة للاعتراض عليها دستورياً. ولا مجلس نواب قادراً على ممارسة أعماله العادية قبل انتخاب الرئيس من غير مقاطعة كتل وانتقادات ومواجهات.

لا يمنع هذا المشهد الواضح بعض المنظّرين من الحديث عن سيناريو للإتيان بقائد الجيش العماد جوزف عون رئيساً قبل انتهاء الولاية أو بعده. والحال إن تجربة الإتيان للمرة الرابعة بقائد حالي أو سابق للجيش لم تعد تلقى هوىً، لا عند الناس العاديين ولا السياسيين، رغم إخفاق البيئات السياسية في التوصل إلى مخارج للأزمات الرهيبة التي تحاصر لبنان وشعبه. مقولة إن "الجيش هو الحل" التي شرحها كتاب العميد فؤاد عون، وارتفعت لافتة سياسية كبيرة قبيل هجوم العماد ميشال عون على السلطة في 1988 لم تعد تجدي وصارت بلا أي مفعول بعد استهلاكها مدى عهود إقامة عون الأولى رئيساً لحكومة العسكريين في بعبدا، وبعده إميل لحود في ولاية ونصف من أقسى ما يكون احتلال، فإقامة ميشال سليمان المراوحة والمساكنة المستحيلة مع حزب إيران الحاكم، فميشال عون في إقامة ثانية أكثر تدميراً من سابقتها وإن من دون مدفعية وراجمات.

والأرجح فوق ذلك كله أن "حزب الله"، الحاكم من دون غالبية الحكم، ما عاد يريد تكرار تجربة الإتيان إلى الرئاسة بشخصية تتعامل معه على أساس موازين القوى، حتى لو تحدث أمينه العام السيد حسن نصرالله عن مرشح غير استفزازي للتوافق عليه، فهو يريد بحسب ما أوضح مساعدوه لاحقاً رئيساً يدافع عن "سلاح المقاومة"، أي من بيئة المرشحَين اللذين يصعب على الحزب في التوازنات القائمة إيصال أحدهما إلى قصر بعبدا: جبران باسيل وسليمان فرنجية.

ولكن بكركي كان لها توجه آخر. وبدا سيدّها البطريرك الماروني بشارة الراعي متلقفاً رسالة نصرالله عندما توجّه في زوق مكايل في سياق جولة رعوية إلى المنزل الأثري لفارس بويز، وزير الخارجية الأسبق، طوال عهد حميه الرئيس الراحل الياس الهراوي، معلناً من هناك صفات للرئيس تنطبق عليه تماماً. خبرة وحياد، وقدرة على التحاور مع الشرق والغرب وفتح الأبواب التي أغلقت في وجه لبنان بسبب من "حزب الله" وسياساته الإيرانية.

اختلف أسلوب البطريرك الراعي كلياً في مقاربة الاتحقاق الرئاسي عن أسلوب سلفه البطريرك الراحل نصرالله صفير الذي تعرّض لضغوط هائلة من واشنطن وباريس كي يسمّي خمسة مرشحين يفاوض على أسمائهم الأميركيون مع الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد قبل انتهاء ولاية الرئيس أمين الجميّل عام 1988، وكتب لاحقاً في مذكراته أنه ندم على تجاوبه ولن يكرّرها.

البطريرك الراعي كاد أن يُسمّي فارس بويز بوضوح. المفارقة أن "حزب الله" لم يردّ ولم يعلّق. الأرجح أنه اكتفى بأخذ العلم ولسان حاله إذا كان المُفضّل وزيراً للخارجية، فلماذا لا يكون عبدالله بوحبيب، الوزير الحالي وإن لم يعد راضياً عنه جبران باسيل ويتمنّى استبداله في حكومة ميقاتي التي لن تتشكّل؟ وإن لم يكن بو حبيب فمِمَّ يشكو السفير في الفاتيكان فريد الياس الخازن أو أشباه له ممّن لجبران باسيل عليهم دالّة أكثر من البطريرك أو "اليمين الانعزالي" سابقاً؟

 

صحيفة عبرية: الاتفاق مع لبنان الأكثر جدوى بالنسبة لإسرائيل… “شراء الهدوء بالمال”

هآرتس/ميراف أرلوزوروف/13/10/2022/نقلاً عن القدس العربي

الاقتصادي البريطاني الذي انضم للبعثة البريطانية من أجل التوقيع على معاهدة فرساي في 1918 استقال من منصبه احتجاجاً على الشروط المجحفة التي فرضت على ألمانيا في الاتفاق. فقد حذر من أن التعويضات الباهظة التي فرضت على ألمانيا دفعها الى انهيارها الاقتصادي وبذلك ستنشأ الظروف لاندلاع حرب أخرى. بعد ربع قرن وبعد أن تحققت نبوءته عند اندلاع الحرب العالمية الثانية وأصبح هذا الاقتصادي مشهوراً باعتباره الاقتصادي الأهم في القرن العشرين، جون ماينرد كينز، استوعبت أمريكا الرسالة. الحرب العالمية الثانية لم تنته باتفاق تضمن تعويضات عقابية فرضت على ألمانيا، بل العكس. فبعد احتلال ألمانيا تم الاتفاق على خطة تعويضات ضخمة لإعادة إعمارها وهي خطة “مارشال”.

الأمر الذي أدركه كينز في 1914 هو يسري اليوم ايضاً: المال لا يعتبر سبباً للحرب. العكس هو الصحيح. المال هو أداة ممتازة لمنع الحرب، والاستراتيجية السياسية الأكثر نجاعة هي شراء الهدوء بالمال. هذه هي الاستراتيجية الموجودة أمام إسرائيل في هذه الأثناء في الاتفاق مع لبنان حول الحدود البحرية.

الاتفاق هو اتفاق اقتصادي. فإسرائيل تتنازل للبنان عن مياه إقليمية يوجد فيها خزان غاز، هو خزان قانا. حجم الخزان غير معروف في هذه المرحلة، لكن قيمته تقدر بنحو 20 مليار دولار (5 مليارات دولار بالمفاهيم الآنية). رغم أن هذه هي القيمة القصوى للخزان فإنه من البداية إسرائيل لم تدع بأن كل الخزان يعود لها، وأنه في العام 2013 وافقت على التنازل عن جزء آخر منه. مؤخرًا وافقت على التنازل عن 20 في المئة أخرى. أي في الاتفاق الحالي إسرائيل تتنازل عن 4 مليارات دولار بمفاهيم جارية، أقل بمليار دولار بالمفاهيم الآنية.

لا يوجد أمر غير معقول أكثر من أن الدولة تغلي حول تنازل اقتصادي يبلغ ملياراً أو ملياري دولار على الأكثر. هذا مبلغ هامشي، ولا شك أنه إذا نجحت إسرائيل في الحصول على الهدوء أمام لبنان بمبلغ ملياري دولار فإن هذا هو أحد الاتفاقات الاستراتيجية الناجحة لها في تاريخها، واستثمار ضخم بالنسبة للبدائل الأخرى. الحروب، فقط من أجل المتعة، تكلف إسرائيل خسائر بمبلغ 7 – 30 في المئة من إنتاجها، احياناً على مدى سنوات. ويرافق ذلك خسارة بالأرواح والتسبب بضرر لمكانتها الدولية وبالأساس المس بالمبادرة التجارية.

البروفيسور يوسي زعيرا مؤلف كتاب “اقتصاد إسرائيل”، قدّر بأن الحروب كلّفت إسرائيل بوليصة مخاطرة تقلص الرغبة في الاستثمارات بنحو 26 في المئة من الناتج بشكل ثابت (فقدان مداخيل بمبلغ 100 مليار دولار كل سنة).

إنجاز أمني مهم

حسب تقدير غيورا آيلاند، الجنرال احتياط ورئيس هيئة الأمن القومي السابق، الذي رسم خط الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان في العام 2000، فإن الحديث يدور عن صفقة أحلام. وهو يقدر بأن حزب الله قد استخدم “سرقة غاز لبنان من قبل إسرائيل” كذريعة لاندلاع الحرب. هذا هو المبرر المثالي من ناحية حزب الله كي يميط عن لبنان الضرر الأفظع، الحرب مع إسرائيل، وذريعة لبنان الداخلية لذلك. هذا هو السبب أيضاً في أنه منذ 2010 لبنان لم يوقع مع إسرائيل على اتفاق لترسيم الحدود البحرية لأن حزب الله لم يسمح بذلك. الأمر الذي تغير في السنة الأخيرة هو بالطبع الوضع الاقتصادي في لبنان. انهيار اقتصاد لبنان حوّل المداخيل المحتملة من الغاز إلى خشبة إنقاذ، ولم يبق أمام حزب الله أي خيار عدا عن رفع الفيتو فيما يتعلق بالاتفاق مع إسرائيل.

أهمية الاتفاق الجيوسياسية

هناك تفسير آخر وهو تفسير نتنياهو: استخذاء رئيس الحكومة لبيد الذي خضع لتهديد الطائرات المسيرة التي أطلقها حزب الله على الطوافة في حقل كاريش ووافق على كل طلبات لبنان. أيضاً من أجرى المفاوضات مع لبنان حتى العام 2019، وزير الطاقة السابق يوفال شتاينيتس، هاجم لبيد بسبب ذلك وقال: “الحل الوسط هو أننا نقوم بتقسيم شيء، بهذا القدر أو ذاك، من المنتصف، وليس أن يحصل لبنان على كل شيء ونحن لا نحصل على أي شيء”.

شتاينيتس محق بشكل مبدئي. إسرائيل حقاً تنازلت تقريباً عن كل طلباتها فيما يتعلق بحقل قانا. ومن طلبها الأول، 57 في المئة، بقي فقط 17 في المئة. ولكن نحن وافقنا على التنازل عن 20 في المئة من الخزان في فترة نتنياهو في 2013. أي التنازل الإضافي الآن هو عن 20 في المئة إضافية من الخزان. وفي كل الحالات التكلفة المالية لكل هذا الحدث هي بضعة مليارات فقط. هي قليلة جداً بالنسبة للأهمية الجيوسياسية لهذا الاتفاق.

أيضاً ادعاء التنازل عن 57 في المئة من الخزان لا يعتبر ادعاء صلباً. لا توجد أي حدود في المياه الإقليمية مفتوحة أمام كل سفينة، وفي الأصل الدول تقسم المياه الإقليمية في اتفاقات بينها. بشكل عام هذه الاتفاقات تكون مطلوبة فقط عند اكتشاف خزانات غاز في المياه، حيث البحر المفتوح تصبح له فجأةً اهمية اقتصادية. وإلا فإنه لن يهتم أي أحد بما يحدث هناك. إذاً، إسرائيل تنازلت عما أرادت أن يكون لها، لكنه لم يكن في أي يوم لها (وأيضاً لم يكن للبنان أو لقبرص).

في المقابل، هناك قانون دولي واضح بخصوص المياه الإقليمية: قطاع المياه الذي يمتد لمسافة 12 ميلاً بحرياً (22 كم عن الشاطئ)، رغم أن المياه الإقليمية توجد تحت سيادة إسرائيل إلا أنه لم يكن حتى الآن أي خط حدود مياه واضح بينها وبين لبنان. في العام 2000 حدد آيلاند بشكل أحادي الجانب الحدود في البحر ووضع طوافات على طولها لغرض القيام بدوريات سفن سلاح البحرية. لبنان لم يوافق في أي يوم على خط الطوافات وفي الاتفاق الحالي هو يوافق للمرة الأولى على هذا الخط (موافقة شبه رسمية)، هذا إنجاز أمني مهم لإسرائيل.

الهدوء أفضل من الحرب

نقطة الضعف الوحيدة في الاتفاق هي موافقة إسرائيل على تغيير خط الطوافات الذي يبدأ من الكيلومتر 6 (كم 6 حتى كم 22 على طول 17 كم)، نحو 300 متر باتجاهها. بالإجمال، نحو 6 كم مربعة من المنطقة الجغرافية المفترضة لإسرائيل تم اعطاؤها للبنان. رغم أنه لا يوجد لهذه الموافقة أي أهمية أمنية، لأن التغيير هو 300 متر فقط، إلا أنه توجد لذلك أهمية رمزية وقانونية. من غير المؤكد أن حكومة انتقالية يمكن أن توافق على التنازل عن 6 كم من المياه الإقليمية.

شتاينيتس يحذر من أن التنازل عن 6 كم مربعة هو سابقة خطيرة لإسرائيل أمام دول المنطقة كدولة يسهل جعلها تقدم تنازلات جغرافية. ربما يكون شتاينيتس على حق، لكن الحديث يدور عن تنازل ليست له أهمية أمنية أو اقتصادية. في المقابل، حصلنا على اتفاق مع لبنان حول خط الحدود بيننا. وكما قلنا إمكانية كامنة مهمة لهدوء نسبي إزاءه. شتاينيتس أيضا قال بأن إسرائيل تنازلت عن مياه إقليمية تبلغ 850 كم مربعاً، التي لا يعرف ما هي كميات الغاز التي ستكون فيها. يجيب عن ذلك فقط أصحاب القدرة على التنبؤ وعلى أي حال هذا يعيدنا إلى كنز. فليس هناك استراتيجية سياسية أكثر نجاحاً من شراء الهدوء بالمال. كلما كانت للبنان مصالح اقتصادية أكثر في البحر القريب منا فستقل المخاطرة باندلاع حرب معه.

وبالتحديد تنازلات إسرائيل ورؤية الاتفاق كإنجاز للبنان وهزيمة لإسرائيل تعزز الإمكانية الكامنة للهدوء. حزب الله من الأسهل عليه قبول الاتفاق والتلويح به أمام اللبنانيين على اعتبار أنه إنجاز سياسي له. في نهاية المطاف إسرائيل تنازلت عن 6 كم مربعة من مياهها الإقليمية التي لا توجد لها أهمية وفقدت إمكانية كامنة لغاز يقدر ببضعة مليارات من الدولارات وفي المقابل حصلت على موافقة على الحدود البحرية وإمكانية كامنة مهمة لهدوء نسبي مع لبنان. إذا كانت هذه هزيمة فإن الأمر يتعلق بهزيمة مجدية جداً حدثت لنا على الإطلاق. أي اقتصادي مبتدئ (حتى لو لم يكن كينز)، وأي سياسي عقلاني (الذي ليس هو نتنياهو) يدرك ذلك.

 

دور اللواء ابراهيم من الترسيم الى الحكومة...

أخبار اليوم/19 تشرين الأول/2022

على الرغم من ان الربع الساعة الاخير لتأليف الحكومة قد بدأ، الا ان المساعي مستمرة، لتحقيق الخرق على هذا المستوى، بما يؤدي الى توفير الاستقرار في فترة الشغور، والتعويل هنا على الوساطة التي ما زال يقوم بها مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم. وكشف مصدر مطلع ان رئيس الجمهورية العماد عون على تواصل يومي مع اللواء ابراهيم، لا سيما في ما يتعلق باتصالات التأليف. وقال المصدر، عبر وكالة "أخبار اليوم": مدير الامن العام هو الوحيد القادر على التواصل مع كافة الاطراف كونه على مسافة واحدة من الجميع ويستطيع تدوير الزوايا، في وقت تعجز فيه كافة القوى السياسية عن التحاور والتواصل. وفي سياق متصل، شدد المصدر على ان اللواء ابراهيم  لا يتكلم عن نفسه ولا يحتاج لمن يتكلم عنه، بل اعماله تكفي لتوضح الاداء الذي يبديه في معالجة اكثر من ملف. كاشفا ان الدور الاساس في التوصل الى اتفاق ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، هو من قام به، على غرار انجازه العديد من الملفات التفاوضية الشائكة "دون ضجة وهمروجة" ووصل بها الى الخواتيم الايجابية المرجوة. وقال المصدر: الفريق الذي يحتاج الى تعويم اظهر نفسه كمنتصر، لكن احيانا ان السعي الى التعويم يرتد على صاحبه سلبا...وختم: الخلاصة ان ما تحقق هو انجاز وطني لكل اللبنانيين، لا مكاسب شخصية فيه لهذا او ذاك.

 

هل يترشّح باسيل إلى رئاسة الجمهوريّة؟

داني حداد/أم تي في/19 تشرين الأول/2022/

يبرع ميشال عون، ومن بعده جبران باسيل، في تحويل الهزائم الى انتصارات. ١٣ تشرين أكبر مثال. فكيف بالحريّ إذا كان في الأمر انتصارٌ فعليّ؟  فاز العهد بالترسيم في شهره الأخير. وفاز باسيل بمنع تشكيل حكومة لا تطابق مواصفاته. وفاز، حتى الآن، في قطع الطريق أمام بعض المرشّحين الرئاسيّين. وبعد أن راهن كثيرون على موت باسيل سياسيّاً، ها هو حيّ يُرزق ويحضر في الملفات كلّها، مسهّلاً في مكان ومعرقلاً في آخر، لكنّه حاضر في الأحوال كلّها.أمّا رئاسيّاً، فكان من المسلّم به أنّ هناك استحالة لوصول باسيل الى بعبدا، ليخلف عون كما خلفه في رئاسة التيّار الوطني الحر. فباسيل معاقَب أميركيّاً، ومحارَب داخليّاً ومرفوض خليجيّاً. تعامل باسيل مع الملف الرئاسي كممرّ وليس كمرشّح. لن يسير حزب الله بمرشّح يعارض رئيس "التيّار" وصوله. وهو طرح ورقةً رئاسيّة، على سبيل جسّ النبض، ويستخدمها كبابٍ يسمح بانفتاحه على بعض القوى السياسيّة، في توقيتٍ حسّاس ومعبّر.

لكنّ ما طرأ من عوامل في الأسبوعين الماضيين، وتحديداً على صعيد ملف الترسيم، فتح شهيّة باسيل الرئاسيّة من جديد، خصوصاً أنّه أجاد إدارة هذا الملف وكان من أبرز المساهمين في إيصاله الى برّ الأمان، وفي ذلك تجاوزٌ أميركي واضح للعقوبات عليه. وتشير المعلومات الى أنّ باسيل يدرس جديّاً خيار ترشّحه الى الانتخابات الرئاسيّة، لعلّ تغيّرات خارجيّة تدفع به نحو القصر الجمهوري، وهو سيلعب ورقته الى أقصى حدّ، ما سيعني، إن حصل، أنّ أمد الفراغ سيطول. ويبدو مقرّبون من باسيل على درجة عالية من التفاؤل باحتمال فوزه في الانتخابات الرئاسيّة، علماً أنّ تأمين عدد الأصوات اللازمة للفوز صعب جدّاً في ظلّ الاصطفافات الحاليّة. هل يكون جبران باسيل رئيساً للجمهوريّة؟ الجواب بـ "نعم" مبالغ جدّاً به. والجواب بـ "لا" غير موضوعي لأنّ لا مستحيل في السياسة اللبنانيّة. وقد أثبت جبران باسيل أنّه قادر على تحقيق ما هو غير متوقّع.  ولكن، قبل الفوز، هناك مخاض الترشّح الذي يبدو أنّ باسيل بات في صلبه، ولعلّ اتخاذ قراره لن يطول. فهل يترشّح ويحرج البعض، خصوصاً من حلفائه، أم يكتفي بدور الممرّ الإلزامي؟ من يعرف باسيل يدرك جيّداً أنّه ليس من النوع الذي يكتفي…

 

إفشال محاولة إنزال باسيل بمظلَّة رئاسية "سويسرية"

جان الفغالي/نداء الوطن/19 تشرين الأول/2022

الوزير السابق والقريب جداً من البطريرك الراعي، سجعان قزي، غرَّد منذ أيام كاتباً: «في شهر آب الماضي كنا، سفيرة سويسرا وأنا جالسَين إلى طاولة عشاء نتبادل الأحاديث حول مستقبل لبنان. أحدّثها عن إنقاذ لبنان وهي تحدّثني عن دمج اللاجئين الفلسطينيّين والنازحين السوريّين في المجتمع اللبناني. كيف لدولة سويسرا بهذه الذهنية أن تتولّى تنظيم حوار عن لبنان؟ مرفوض مع الشكر». جاءت تغريدة قزي، المعبِّرة في توقيتها ومضمونها، غداة «انكشاف» دعوة السفيرة السويسرية ممثلين لأحزاب وقوى إلى عشاء في منزلها، انطلاقاً من «ديبلوماسية المائدة»، وكان يُفترض أن يعقب العشاء توجيه دعوة إلى قيادات من الصف الثاني لحوارٍ في سويسرا. جاء الإعتذار عن عدم تلبية الدعوة إلى العشاء من ممثل القوات اللبنانية النائب ملحم الرياشي، وهو للمناسبة رئيس لجنة الصداقة اللبنانية – السويسرية، وعلّل الإعتذار ببيان مسهب ميَّز فيه بين «الصداقة» وبين ما يرمي إليه البعض من العشاء، فاللقاء لاحقاً.

بالتزامن، تقاطعت معلومات عمَّا كان يُطبَخ للوصول إلى العشاء ثم اللقاء. اللقاء طبخه مستشارٌ لرئيس أحد التيارات البارزة، بالتنسيق مع قريب له طامح دائم ليكون رئيساً للحكومة، هكذا، إذا اكتملت الطبخة، يكون رئيس التيار رئيساً للجمهورية، ونسيب المستشار رئيساً للحكومة، وتتم العملية بمباركة من «حزب الله»، المدعو إلى العشاء، ولاحقاً إلى حوار سويسرا. الخطأ المميت المرتَكَب، كان في اختيار المدعوّين، حيث بدا أن لا مكوّن سنِّياً بارزاً بينهم، بل اقتصر الأمر على دعوة أحد نواب التغيير ابراهيم منيمنة، وتمّت الدعوة من وراء ظهر شركائه في كتلة «قوى التغيير» ولا سيما زميله وضاح صادق، وعندما تمّ تسريب خبر العشاء، أحرِج منيمنة فأوجد مخرجاً مفاده أن الدعوة وجّهت إليه بصفته الشخصية. طار العشاء، ومنطقي أن يطير لقاء سويسرا، اللافت في الأمر أن الطرفين الأكثر امتعاضاً من إلغاء العشاء هما «التيار الوطني الحر» و»حزب الله»، ما يطرح الاستنتاج التالي على شكل سؤال: هل كانا هما وراء فكرة الدعوة إلى العشاء؟ وبالتالي هل أرادا من وراء هذه الطبخة أن يكون هناك « دوحة 2» ولكن في سويسرا؟ تغييب المكوِّن السني طرح مخاوف على مصير اتفاق الطائف، وذكَّر بتغييب المكوِّن السني في «الاتفاق الثلاثي» الذي اقتصر على الموارنة (ايلي حبيقة) والشيعة (نبيه بري) والدروز (وليد جنبلاط)، وهذا ما استدعى استنفاراً ديبلوماسياً سعودياً ذكَّر بالطائف خصوصاً أن الذكرى الثالثة والثلاثين للتوقيع عليه في مدينة الطائف السعودية، تحلّ السبت المقبل، في الثاني والعشرين من هذا الشهر. صحيح أنّ العشاء، واستطراداً لقاء سويسرا، ألغيا، لكنهما كشفا عن مسعى لتعديلٍ ما في بنية النظام، فهل كانت دعسة ناقصة؟ أم «خطأ محسوباً»؟

 

بو صعب مؤهّل للترسيم مع سوريا وقبرص

بسام أبو زيد/نداء الوطن/19 تشرين الأول/2022

عندما كُلّف نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب من قبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بأن يكون متابعاً لملف التفاوض في شأن اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، كان يدرك أن حظوظ النجاح توازي حظوظ الفشل، ولكنه ومنذ اللحظة الأولى وجد أن هناك تصميماً ولا سيما من الجانب الأميركي بالتوصل إلى هكذا اتفاق رغم الصعوبات التي مرت فيها المفاوضات والتي كانت أحياناً تتركز على عبارة أو كلمة. خرج الاتفاق إلى النور وقد اكتسب بو صعب خبرةً كبيرةً في إدارة التفاوض في ملفات مماثلة، مدعوماً من كبار المسؤولين في الدولة ومن الدول ذات التأثير على الوضع اللبناني وفي مقدّمها الولايات المتحدة وفرنسا وقطر، وقد ذكره البعض بالإسم إلى جانب كبار المسؤولين اللبنانيين، وهنا يطرح السؤال هل سيكون بو صعب مؤهّلاً لمتابعة ملفيْ ترسيم الحدود البحرية مع كل من سوريا وقبرص؟ خلال عمله على ملف ترسيم الحدود مع إسرائيل، إطّلع بو صعب ملياً على الوضع السائد مع قبرص ومع سوريا لأن ما حصل جنوباً قد يحصل ما يشبهه شمالاً وغرباً، مع فارق واحد وهو ليس محسوماً أن التعاطي مع سوريا ومع قبرص سيكون أسهل من التعاطي مع إسرائيل، كما ان هناك من يعتبر، ولا سيما من مؤيدي الخط 29، أن ما قام به لبنان جنوباً كان تخلياً عن القانون الدولي وبالتالي قد يستخدم هذا الأمر من قبل السوريين والقبارصة لفرض بعض ما يريدونه. في كلّ الأحوال يجب أن تكون إدارة ملف التفاوض مع السوريين والقبارصة إدارة شفافةً وواضحةً وتستند إلى حقوق لبنان، ويستطيع نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب أن يدير هذه الدفة باعتبار أنه في عمله على ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، لم يخرج أحد ليعترض على أدائه المنسّق مع المسؤولين في الدولة والذي سار بين النقاط لمنع جنوح أي طرف نحو العنف والحرب. في ملفات كهذه لا بد وأن تطغى المصلحة الوطنية على المصلحة الشخصية ولا يفترض أن يكون هناك في الداخل من يعمل على العكس، باعتبار أن المطلوب في هكذا ملفات هو أولاً النجاح وثانياً صيانة حدود لبنان البرية والبحرية والاعتراف بها وثالثاً ضمان أمن هذه الحدود واستقرارها، لأنّ في استقرارها استقراراً للبنان فلا تكون ممراً من لبنان لتخريب في دول أخرى ولا تكون مساحةً في المقابل للإعتداء على لبنان من قبل أي دولة وطرف.

 

لبنان و"الإنجاز التاريخي": تغيير الموقع الجيوسياسي

رفيق خوري/نداء الوطن/19 تشرين الأول/2022

ليس غريباً أن ترتفع الى السماء أصوات المفاخرة بالأدوار في الوصول الى ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل وضمان ثروة لبنان الذي صار بلداً نفطياً. ولا التركيز على ما قام به طرفان لعبا ورقة التكامل بين الديبلوماسية والقوة: «حزب الله» والعهد وصهره. ولا بالطبع المطالبة الصريحة بثمن سياسي لذلك في الرئاسة والحكومة وحتى في الشغور الرئاسي بعد انتهاء الولاية الرئاسية للجنرال ميشال عون. الغريب هو الإنتشاء بالقراءة الأولى في الإتفاق، لجهة المليارات المفترضة، وإجبار العدو على التسليم بمعادلة «لا كاريش بلا قانا»، وتفضيل تعبير «التفاهم»، و»كسر الحصار الأميركي»ولكن على يد الوسيط الأميركي حامل الجنسية الإسرائيلية آموس هوكشتاين الذي اسمه في إسرائيل عاموس هوخشتاين. والأغرب هو تجنّب القراءة الثانية في الإتفاق، لا لجهة ما رآه خبراء من نواقص في الإتفاق عبر التدقيق في «الميكرو»، بل لجهة النظرة الشاملة والبعيدة في «الماكرو»الى التغيير في الموقع الجيوسياسي للبنان.

ذلك أن توصيف الإتفاق بأنه «إنجاز تاريخي» يفرض أن يكون معناه فرصة لصنع التاريخ، لا مجرد ترتيب لاستثمار الثروة الغازية، فالفارق بين ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل وبين إتفاق الهدنة عام 1949 وترسيم الخط الأزرق البري عام 2000 هو الفارق بين الفصل والمنفعة المشتركة. وإذا كان السلاح يحمي الحدود البرية ويردع العدو، فإنه في حماية البنى الإستراتيجية الغازية المتقابلة مسألة خطيرة. لماذا؟ لأن إستخدام القوة هنا لا يحمي الثروة بل يقود الى تدمير المنصات في لبنان وإسرائيل وبالتالي إلى دمار واسع في حرب لا أحد يريدها. وحين يطالب «حزب الله» بلسان النائب محمد رعد برئيس «يقرّ ويحترم ويعترف بدور المقاومة في حماية السيادة الوطنية»، فإن الوجه الآخر لذلك هو مقاومة تقرّ وتحترم القرار السيادي اللبناني، وتعترف بأن دور السلاح في «استراحة المحارب» لأن استخدامه خطير جداً. الواقع أن موقع لبنان الجيوسياسي مرشح للتبدل في ظل الثروة الغازية. فهو محكوم بالإنتقال من جبهة أمامية لمحور «المقاومة» الذي تقوده إيران الى شريك وعضو في «نادي غاز شرق المتوسط» الذي يضم نحو عشر دول. وهو، مضطر لتوجيه الإهتمام الى التنقيب والإستخراج وترتيب القدرة على تسييل الغاز وتأمين الطرق لإرساله الى من يشتري. وهذه تتطلب، لا فقط عمل «توتال» وبقية الشركات، بل المشاركة مع دول المتوسط في أقنية التوصيل، والقدرة على احترام العقود مع المستهلك الأوروبي. ومن الوهم القيام بهذا الدور مع بقاء البلد جبهة أمامية في حرب يمكن أن تقع في أية لحظة بقرار إقليمي أو دولي. وليس من أجل الغاز وحده أعطى البيت الأبيض الأولوية لإنجاز الإتفاق. يقول مثل صيني: «إبحث عن الحقيقة في الوقائع». وحان الوقت للقراءة في الوقائع بدل الرغبات في الإتفاق والحكومة والرئاسة.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

هل اقتربت «بداية النهاية» للنظام الإيراني؟

لندن/الشرق الأوسط/19 تشرين الأول/2022

نشرت مجلة «فورين أفيرز» مقالاً للصحافية والناشطة الإيرانية – الأميركية مسيح علي نجاد، تحت عنوان «بداية النهاية بالنسبة إلى الجمهورية الإسلامية»، تحدث بإسهاب عن التطورات الحاصة في إيران نتيجة أعمال قمع المظاهرات وإلى أي مسار ستنتقل. وكانت مسيح علي نجاد قد أطلقت في عام 2014، حملة ضد قوانين الحجاب الإلزامي في إيران. وهي مؤلفة كتاب «الريح في شعري: كفاحي من أجل الحرية في إيران الحديثة».

واستهلت مسيح علي نجاد مقالها بالقول:

يبدو أن الاحتجاجات الحالية في إيران تدق ناقوس موت الجمهورية الإسلامية. لقد فجّر مقتل مهسا أميني، البالغة من العمر 22 عاماً، في أثناء احتجازها من الشرطة بعد إلقاء القبض عليها لعدم ارتدائها الحجاب بشكل لائق ومنضبط، موجة من الغضب، ومظاهرات دامية، وحملات مقاطعة، وامتناع عن العمل، وإضرابات عمالية تتم خارج الإطار الرسمي للنقابات العمالية، أنهكت قوات الأمن، وانتشرت في أكثر من مائة مدينة. لقد تحمل النظام احتجاجات كبيرة من قبل، حدثت أشهرها في 2009 و2017 و2019. لكن هذه المظاهرات مختلفة، حيث تجسد الغضب الذي يعتمل داخل نفوس السيدات الإيرانيات والشباب الإيراني تجاه نظام يسعى لخنق أهم رغباتهم. إنهم يَعدون بقلب وتقويض مؤسسة الحكم الإيرانية.

- أعمدة الحكم

وأشارت إلى أن الجمهورية الإسلامية تقوم على ثلاثة أعمدة آيديولوجية هي: المعارضة الحادة العنيفة للولايات المتحدة الأميركية، والعداء المتعنت لإسرائيل، والبغض المؤسسي للنساء خصوصاً في شكل القواعد الملزمة بارتداء النساء لغطاء الرأس في الأماكن العامة. إذا ضعفُت أيٌّ من تلك الأعمدة، سوف ينهار بناء الجمهورية الإسلامية بالكامل. تحتاج طهران إلى العداء مع الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل من أجل الإبقاء على الشعلة الثورية متقدة. لقد احترق التوجه المعادي لأميركا داخل هوية الجمهورية الإسلامية. ويمثل تطبيق القواعد الخاصة بملابس النساء خطاً أحمر للقيادة الدينية. فإجبار النساء على ارتداء الحجاب بالنسبة للجمهورية الإسلامية مثل جدار برلين بالنسبة إلى الشيوعية في الماضي، فهو رمز ليس فقط للسلطة والقوة والصمود بل أيضاً للهشاشة والضعف. لقد كان جدار برلين أيضاً يمثل اعترافاً بهشاشة النظام الشيوعي، الذي اعتمد على ممارسة تسلط كبير على الشعب. بالمثل توضح القوانين، التي تُلزم النساء بارتداء الحجاب، خوف الجمهورية الإسلامية من منح مواطنيها حرياتهم الشخصية، وسعيها للسيطرة على المجتمع بمعاملة النساء كما لو أنهن ممتلكات تخضع للسيطرة والحماية. بمجرد سقوط جدار برلين، أصبح مصير الشيوعية هو الانهيار والفشل، والمصير نفسه ينتظر الجمهورية الإسلامية بمجرد تمكن النساء من خلع حجابهن والمشاركة في الحياة الاجتماعية مثل الرجال.

ولفتت إلى أن الجمهورية الإسلامية بدأت في فرض قواعد تحكم ملابس النساء بعد الثورة الإيرانية مباشرة، مؤكدة أن مثل هذه الإجراءات لم تمنع المرأة الإيرانية من مقاومة ارتداء الحجاب. فعلى مدى العقد الماضي، كان على السلطات التعامل مع اعتراضات أكبر على شبكات الإنترنت من النساء الإيرانيات، ومع السيطرة الكاملة على وسائل الإعلام من الدولة، فقد لجأ الكثير من الإيرانيين إلى وسائل التواصل الاجتماعي، وبخاصة منصات مثل «فيسبوك» و«إنستغرام» و«تلغرام» و«تويتر» و«واتساب» لمعارضة الحجاب الإلزامي. فعلى سبيل المثال، يتابع الملايين حملة وسائل التواصل الاجتماعي «حريتي الخفية»، التي تسعى إلى التخلص من قوانين الحجاب الإلزامي في طهران، ومبادراتها المختلفة، مثل أيام الأربعاء البيضاء (التي يتم فيها تشجيع النساء على ارتداء الأوشحة البيضاء يوم الأربعاء كدليل على الرفض)، ومبادرة المشي دون حجاب (التي تخلع فيها النساء الحجاب في الأماكن العامة)، وارتداء الرجال للحجاب (من خلال نشر الرجال صوراً لأنفسهم وهم يرتدون الحجاب)، والكاميرا هي سلاحي (التي تشارك النساء فيها لقطات من هواتفهن المحمولة لرجال مسيئين أو لكيفية تعامل أفراد شرطة الأخلاق معهن)، وقد تم تصميم كل هذه المبادرات لتمكين النساء من تحدي قواعد اللباس المرهقة.

وقالت مسيح علي نجاد: قد مكّنت هذه الحملات النساء من خلع حجابهن وتحدي قيود النظام الإيراني، فباستخدام هواتفهن المحمولة، شاركت النساء الكثير من مقاطع الفيديو لمضايقات شرطة الأخلاق عبر حملة «حريتي الخفية» حتى إن الحكومة أصدرت قانوناً عام 2019 يجعل إرسال مقاطع الفيديو إلى الحملة جريمة يعاقب عليها بالسجن لمدة عشر سنوات.

وتابعت: بالنسبة للنظام في طهران، فإن محاولة السيطرة على جيل شاب يريد التغيير الاجتماعي وعلاقات أقوى مع الغرب هي معركة شاقة، إذ إنه على الرغم من الرقابة واسعة النطاق، فإن معدل انتشار الإنترنت في طهران (النسبة المئوية لسكان البلاد الذين لديهم إمكانية الوصول إلى الإنترنت) في بداية عام 2022 كان 84 في المائة، وهي نسبة عالية، حيث تمتلك البلاد أكثر من 130 مليون اشتراك في خدمات الهاتف المحمول، مما يمنح البلاد، التي يبلغ عدد سكانها 84 مليون نسمة، معدل انتشار مذهلاً للهواتف المحمولة يبلغ 161 في المائة، مع امتلاك الشخص الإيراني العادي أكثر من هاتف واحد، كما ارتفع عدد مستخدمي الإنترنت المبلغ عنه في عام 2022 إلى 72 مليوناً من 58 مليوناً في عام 2020، وقد يكون الرقم الحقيقي أعلى من ذلك.

- الدور الأميركي

ورأت مسيح علي نجادأن الاحتجاجات وضعت في إيران الغرب في موقف حرج، حيث حاولت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن جاهدةً استعادة نسخة جديدة من الاتفاق النووي الذي كانت إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب قد تخلت عنه، ولكن يبدو أنه لم تعد هناك فرصة لإنقاذ هذه الصفقة الجديدة. فالجمهورية الإسلامية ليست وسيطاً نزيهاً، ولديها سجل حافل من الغش (حيث فشلت في مايو - أيار الماضي، على سبيل المثال، في الإجابة عن أسئلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول وجود آثار غير مُبرَرة لليورانيوم في ثلاثة مواقع غير مُعلَنة)، ولا يزال يتعين عليها الكشف بشكل كامل عن محاولاتها السابقة لتطوير برنامج نووي له استخدامات عسكرية محتملة.

والأسوأ من ذلك هو أنه إذا تمكن الرئيس الأميركي بايدن من التوصل إلى حل وسط مع إيران، فإن أي صفقة جديدة ستنتهي أمام إدانته القوية لحملة النظام القمعية على المحتجين. كما أنه من المرجح أن تؤدي أي صفقة جديدة إلى إطلاق مليارات الدولارات للحكومة الإيرانية، وهو ما يعني تمويل نفس السلطات التي تهاجم المواطنين بشراسة في الشوارع. وتابعت: لكن بدلاً من ذلك، فإن بايدن يحتاج إلى اتخاذ موقف واضح وصريح، إذ يجب أن يستخدم منصبه لإلقاء خطاب رئيسي حول إيران، متحدثاً إلى شعب طهران، والشتات، والعالم أجمع، كما يتعين عليه أن يشيد بالطموحات الديمقراطية للشعب الإيراني ويتجاوز تركيز البيت الأبيض الضيق على القضية النووية والمطالبة باحترام حقوق الإنسان للمحتجين. وبالنظر إلى أن الإدارة الأميركية جعلت التنافس بين الاستبداد والديمقراطية موضوعاً مركزياً في سياستها الخارجية، فإنه يجب أن تكون طهران جزءاً من تلك السياسة، ولذا فقد حان الوقت لتشجيع الشعب الإيراني على تحقيق تطلعاته الديمقراطية.

- من الثيوقراطية إلى الديمقراطية

وتوضح مسيح علي نجاد في مقالها أن البعض في واشنطن يخشى أنه حال دعمت الولايات المتحدة المتظاهرين علناً، فسيكون من السهل على النظام الإيراني التضييق عليهم وتصويرهم على أنهم عملاء أجانب أو عملاء للولايات المتحدة. في عام 2009 اتبعت إدارة أوباما هذا المنطق وامتنعت عن دعم الاحتجاجات لكي لا تعكر صفو البلاد، حتى إن أوباما قدم مبادرات إلى القيادة الدينية بعد أيام قليلة من بدء الاحتجاجات. لم يُحدث ضبط أوباما للنفس أي فارق: فقد ظل النظام يصف المتظاهرين بأنهم عملاء للولايات المتحدة يسعون لزعزعة استقرار إيران وإلقاء البلاد في حالة من الفوضى. وتختم مسيح علي نجاد مقالها بالقول: مع قيادة النساء للطريق، سيكون تحول إيران من الثيوقراطية إلى الديمقراطية أمراً رائعاً. لكن ذلك لن يحدث بين عشية وضحاها. لكن في لحظات شجاعتهم، أعرب الإيرانيون عن مطلب مركزي واحد للحكومات الغربية هو: لا تنقذوا الجمهورية الإسلامية. في عام 2009 اختارت إدارة أوباما التعامل مع علي خامنئي، المرشد الأعلى لإيران، بدلاً من دعم «الحركة الخضراء» المؤيدة للديمقراطية. على إدارة بايدن ألا تكرر هذا الخطأ، فقد حان الوقت الآن أكثر من أي وقت مضى لأن يفكر دعاة الحرية بجدية في عالم ما بعد الجمهورية الإسلامية.

 

الجيش الأوكراني يؤكد أنه دمر 223 طائرة مسيّرة إيرانية الصنع منذ منتصف ايلول

وطنية /19 تشرين الأول/2022

أكد سلاح الجو الأوكراني أنه دمر 223 طائرة مسيرة إيرانية الصنع منذ منتصف أيلول فيما نفت طهران مرارا في الأيام الأخيرة تزويد روسيا بأسلحة وطائرات مسيرة لغزوها أوكرانيا، بحسب ما ذكرت "وكالة الصحافة الفرنسية".

وكتب على تلغرام: "منذ إسقاط أول طائرة مسيّرة إيرانية الصنع من طراز شاهد-136 على الأراضي الأوكرانية في 13 أيلول في كوبيانسك، دمر الدفاع الجوي للقوات الجوية ومكونات أخرى لقوات الدفاع 223 طائرة مسيرة من هذا النوع".

 

كندا تعلن عن اجتماع لوزيرات خارجية العالم لبحث «الانتهاكات» الإيرانية

أوتاوا/الشرق الأوسط/19 تشرين الأول/2022

قالت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي في بيان، اليوم (الأربعاء)، إن وزيرات خارجية العالم سيناقشن الاحتجاجات الراهنة في إيران خلال اجتماع عبر الإنترنت هذا الأسبوع تستضيفه كندا. وتلتقي جولي ونظيراتها غداً وسط اضطرابات أشعلتها وفاة الإيرانية مهسا أميني الشهر الماضي إثر احتجاز شرطة الأخلاق لها في طهران، التي تطورت إلى أحد أجرأ التحديات التي تواجه السلطات الإيرانية منذ ثورة 1979. وقالت جولي: «سأجتمع أنا ونظيراتي لتوجيه رسالة واضحة. يجب على النظام الإيراني إنهاء جميع أشكال العنف والاضطهاد ضد الشعب الإيراني، بما في ذلك الاعتداءات الوحشية على النساء على وجه الخصوص». وأضافت: «ستواصل كندا الوقوف إلى جانب الإيرانيين الشجعان الذين يناضلون من أجل حقوقهم الإنسانية ويدافعون عن أمهاتهم وأخواتهم وزوجاتهم وبناتهم. حقوق المرأة من حقوق الإنسان». وقال مكتب جولي إنه خلال الاجتماع ستستمع الوزيرات إلى نساء من أصول إيرانية ويناقشن وضع حقوق المرأة وحقوق الإنسان في إيران، مضيفاً أن الاجتماع سيمنحهن فرصة لتنسيق الجهود ومناقشة «سبل زيادة دعمهن من أجل الشعب الإيراني». وانضمت كندا إلى دول أخرى، منها الولايات المتحدة، في فرض عقوبات ضد إيران. وبينما لا تبدو الاضطرابات الحالية قريبة من الإطاحة بالحكومة الإيرانية، فقد أثار الوضع مخاوف دولية مع وصول المحادثات حول القدرات النووية الإيرانية إلى طريق مسدود وتحرك طهران لدعم الغزو الروسي لأوكرانيا في تحد للغرب. وتتهم إيران الدول التي أبدت دعمها للاحتجاجات بالتدخل في شؤونها الداخلية. واستمر التركيز على وضع المرأة الإيرانية، اليوم، مع عودة المتسلقة إلناز ركابي إلى إيران، بعد أن أثارت جدلاً بخوضها مسابقة دولية دون حجاب. وتوفيت أميني، التي تنحدر من إقليم كردستان الإيراني، في 16 سبتمبر (أيلول) الماضي بعد ثلاثة أيام من احتجاز شرطة الأخلاق لها في طهران بسبب «ملابسها غير المناسبة».

 

مجلس الأمن يناقش ملف المسيّرات الإيرانية ويربطها بالقرار 2231

القادة الأوروبيون يبحثون اليوم فرض عقوبات على طهران

واشنطن: علي بردى باريس: ميشال أبونجم/الشرق الاوسط/20 تشرين الأول/2022

وسط تأكيدات لمسؤولين أوكرانيين وغربيين أن إيران ترسل مسيرات وصواريخ باليستية، وحتى خبراء، لدعم حرب روسيا في أوكرانيا، ناقش دبلوماسيون في مجلس الأمن هذه المسألة باعتبارها انتهاكاً جسيماً لقرار مجلس الأمن رقم 2231 الذي أقر عام 2015 على إثر التوصل إلى الاتفاق النووي الإيراني، المعروف رسمياً باسم «خطة العمل الشاملة المشتركة». ونوقش هذا الملف بطلب من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، وهي أطراف أساسية شاركت في التوصل إلى الاتفاق النووي، بالإضافة إلى كل من روسيا والصين وألمانيا، فيما دعت أوكرانيا خبراء الأمم المتحدة لفحص طائرات مسيرة إيرانية الصنع تستخدمها روسيا لمهاجمة أهداف أوكرانية في انتهاك للقرار 2231 الذي رفعت بموجبه العقوبات الدولية التي فرضت بموجب قرارات سابقة لمجلس الأمن، مؤسساً لآلية «سناب باك» التي تعيد فرض هذه العقوبات الدولية تلقائياً في حال حصول انتهاكات لموجبات خطة العمل الشاملة المشتركة، أو للقرار 2231. وتضاعف قلق الدول الغربية مع معلومات استخبارية أميركية عن إرسال إيران أيضاً مدربين من «الحرس الثوري» إلى شبه جزيرة القرم؛ لمساعدة العسكريين الروس في التغلب على مشاكل أسطول الطائرات المسيرات الإيرانية الصنع. ويعمل الاتحاد الأوروبي على فرض عقوبات جديدة على إيران بعد جمع «أدلة كافية» تشير إلى أنها تزوّد روسيا بطائرات مسيّرة فتاكة لاستخدامها في أوكرانيا، كما قالت ناطقة باسم الكتلة، الأربعاء.

وكشفت مصادر رئاسية فرنسية أمس، في معرض تقديمها للقمة الأوروبية التي ستلتئم ليومين «الخميس والجمعة» في بروكسل بحضور قادة الاتحاد الـ27، أن الأوروبيين يبحثون فرض عقوبات على إيران بسبب توفيرها المسيرات التي تستخدمها روسيا في حربها على أوكرانيا. ويعتبر الاتحاد أن إيران، بتصديرها هذه المسيرات متعددة الأنواع والمستخدمة في ضرب البنى الأساسية المدنية لأوكرانيا، إنما تخالف منطوق القرار الدولي رقم 2231 الذي يمنعها من تصدير السلاح. وبحسب المصادر الفرنسية، فإن هذه العقوبات سوف يتم فرضها في الأيام القليلة القادمة وسوف تنضم إلى العقوبات التي أقرها وزراء الخارجية الأوروبيون في اجتماعهم يوم 17 الشهر الحالي وتستهدف شخصيات وهيئات إيرانية ضالعة في قمع الاحتجاجات المتواصلة في المدن الإيرانية احتجاجا على وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني، بعد أن اعتقلتها شرطة الأخلاق في طهران لعدم التزامها بقانون اللباس النسائي.

وأوضحت نبيلة مصرالي، الناطقة باسم منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل: «الآن بعدما جمعنا أدلة كافية، العمل جار في المجلس (الأوروبي) لرد واضح وسريع وحازم من الاتحاد الأوروبي». وقال مصدر دبلوماسي إن قائمة بالعقوبات قُدمت إلى الدول الأعضاء، ومن المتوقع اتخاذ قرار «خلال الأسبوع». وقالت نبيلة مصرالي: «شهد الاجتماع إجماعاً واسع النطاق بشأن ضرورة رد الاتحاد الأوروبي بسرعة». وعلى رغم التساؤلات، لم يعرف على الفور ما إذا كانت الدول الغربية تتحرك لإعادة فرض العقوبات الدولية التي رفعت بعد التوصل إلى الاتفاق النووي بموجب آلية «سناب باك» أم لا. وأطلقت روسيا عشرات من الطائرات المسيرة من طراز «شاهد 136»، المصنفة «كاميكازي»، في إشارة إلى الطيارين الانتحاريين اليابانيين خلال الحرب العالمية الثانية، على أوكرانيا منذ الاثنين الماضي، مما أصاب البنية التحتية للطاقة بأضرار كبيرة، وقتلت العديد من المدنيين في كييف. وكذلك أرسلت إيران مسيرات من طراز «مهاجر 6» الأكبر حجماً، والتي تستخدم للمراقبة، ويمكن أن تحمل ما يصل إلى أربعة صواريخ. وأكد سلاح الجو الأوكراني، الأربعاء، أنه دمر 223 طائرة مسيرة إيرانية منذ منتصف سبتمبر (أيلول). وطلب وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، الاثنين، من نظرائه الأوروبيين معاقبة إيران، بعد أن اضطر إلى الاحتماء في ملجأ بسبب ضربات بطائرات مسيرة استهدفت كييف. وكشف دبلوماسيون في نيويورك أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا تعتقد أن عمليات نقل هذه الأسلحة، بما في ذلك الصواريخ الباليستية القصيرة والمتوسطة المدى، تنتهك القرار 2231. وطلبت من الأمم المتحدة إطلاع الدول الأعضاء في مجلس الأمن على القضية خلال جلسة الأربعاء. وقال المندوب الأوكراني الدائم لدى الأمم المتحدة سيرغي كيسليتسا، في رسالة وزعت على أعضاء مجلس الأمن، الثلاثاء: «نود دعوة خبراء من الأمم المتحدة لزيارة أوكرانيا في أقرب فرصة ممكنة لفحص الطائرات المسيرة إيرانية الأصل التي انتشل بعضها من أجل تسهيل تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231». وأكد أن طهران شحنت في أواخر أغسطس (آب) مجموعة طائرات مسيرة من طرازي «شاهد» و«مهاجر» إلى روسيا، فيما تعتبره أوكرانيا والقوى الغربية الكبرى انتهاكاً للقرار 2231 الذي أبقى القيود على الصواريخ والتقنيات ذات الصلة بالبرنامج النووي حتى عام 2023. وقالت أوكرانيا في الرسالة إن «طائرات مهاجر وشاهد المسيرة تستوفي معايير القرار 2231؛ «لأن مداها يمكن أن يصل إلى 300 كيلومتر أو أكثر».

«الحرس الثوري» في القرم

وتحركت السلطات الأوكرانية نحو قطع العلاقات مع إيران بسبب تزويد طهران موسكو بهذه الأسلحة. وعلى رغم نفي إيران، تؤكد الدول الغربية حصول هذه المبيعات الإيرانية. واتهمت واشنطن المسؤولين الإيرانيين بأنهم يكذبون. ونقلت صحيفة «النيويورك تايمز» عن مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين أن إيران أرسلت مدربين إلى أراض محتلة في أوكرانيا لمساعدة الروس في التغلب على مشاكل في الطائرات الإيرانية، موضحة أن المدربين الإيرانيين يعملون من قاعدة عسكرية روسية في شبه جزيرة القرم، حيث يوجد عدد كبير من المسيرات جرى تسلمها من إيران. ولفتت إلى أن المدربين من «الحرس الثوري» المصنف في واشنطن «منظمة إرهابية أجنبية». وتعليقاً على التقرير، قال نائب الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل إنه «بينما لا نعلق على ما يبدو أنها تسريبات استخبارية، حذرنا منذ يوليو (تموز) الماضي من أن إيران تخطط لمنح روسيا أسلحة لاستخدامها ضد أوكرانيا». وأضاف أن «هناك أدلة كثيرة على استخدام الطائرات الإيرانية المسيرة لمهاجمة المدنيين والأهداف العسكرية الأوكرانية، على رغم من أن إيران لا تزال تكذب دون خجل بشأن ضلوعها في الأمر». وأكد أن وجود مدربين إيرانيين في شبه جزيرة القرم «من شأنه أن يورط إيران في مساعدة الحرب الروسية الوحشية غير المبررة، بما في ذلك الهجمات على المدنيين الأوكرانيين».

وقال مسؤول كبير سابق في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ميك مولروي، وهو أيضاً ضابط متقاعد في وكالة الاستخبارات المركزية «سي آي إيه» إن «إرسال طائرات دون طيار ومدربين إلى أوكرانيا أشرك إيران بعمق في الحرب على الجانب الروسي، وأشرك طهران مباشرة في عمليات قتلت وجرحت مدنيين».

وأضاف أنه «حتى لو كانوا مجرد مدربين ومستشارين تكتيكيين في أوكرانيا، أعتقد أن هذا أمر جوهري». وفي الأصل، أرسلت روسيا أفرادها إلى إيران للتدريب على الطائرات دون طيار. لكن مع استمرار المشاكل، اختارت إيران إرسال مدربيها إلى شبه جزيرة القرم، وفقاً لمسؤولين حاليين وسابقين، تحدثوا مع «النيويورك تايمز»؛ شرط عدم نشر أسمائهم بسبب الطابع السري للمعلومات. ولفتوا إلى أن الأفراد الإيرانيين بعيدون عن الخطوط الأمامية، ومن غير الواضح ما إذا كان المدربون يقودون أي طائرة بأنفسهم.

 

الاتحاد الأوروبي لمعاقبة إيران بعد جمع «أدلة كافية» على تزويدها روسيا بالمسيّرات

بروكسل/الشرق الأوسط/19 تشرين الأول/2022

أعلنت نبيلة مصرالي الناطقة باسم منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، اليوم الأربعاء، أن الاتحاد الأوروبي يعمل على فرض عقوبات جديدة على إيران بعد جمع «أدلة كافية» تشير إلى أنها تزوّد روسيا بطائرات مسيّرة فتاكة لاستخدامها في أوكرانيا. وقالت مصرالي في تصريح: «الآن بعدما جمعنا أدلة كافية، العمل جار في المجلس (الأوروبي) لرد واضح وسريع وحازم من الاتحاد الأوروبي». وكان بوريل قد كشف في وقت سابق عن أن المنظمة ستحقق في معطيات إمداد روسيا بالطائرات من دون طيار الإيرانية، إلا أن المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أكد، أمس الثلاثاء، أن الكرملين ليس لديه أي معلومات عن شراء بلاده طائرات من دون طيار من طهران. يشار إلى أن طهران أكدت، الأسبوع الماضي، أنها لم ولن تقدم أسلحة لأي طرف لاستخدامها في أوكرانيا، فيما كذّبها البيت الأبيض، مؤكداً أن هناك أدلة واسعة النطاق على استخدام القوات الروسية لطائرات إيرانية ضد أهداف عسكرية ومدنية على حد سواء. بدورها، أكدت أوكرانيا رصدها سلسلة من الهجمات الروسية باستخدام طائرات مسيرة إيرانية الصنع من طراز «شاهد 136» في الأسابيع القليلة الماضية.

 

بوتين يعلن الأحكام العرفية في 4 أقاليم أوكرانية ضمتها روسيا

موسكو/الشرق الأوسط/19 تشرين الأول/2022

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم (الأربعاء)، الأحكام العرفية في المناطق الأوكرانية الأربع التي تم ضمّها الى روسيا، وهي دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوريجيا. وقال بوتين إنه منح حكام الأقاليم المنضمة لروسيا صلاحيات أكبر لدعم العملية العسكرية ضد أوكرانيا، ووجّه الحكومة بتشكيل مجلس تنسيقي مع الأقاليم المنضمة برئاسة رئيس الوزراء. كما أصدر الرئيس الروسي مرسوماً يفرض قيوداً على التنقلات من وإلى ثماني مناطق محاذية لأوكرانيا. وتسري تلك الإجراءات على مناطق في جنوب روسيا، وهي: كراسنودار وبلجورود وبريانسك وفارونيش وكورسك وروستوف، وجميعها قرب أوكرانيا وعلى منطقتي القرم وسفاستوبول، اللتين ضمتهما روسيا من أوكرانيا في 2014. وفي أواخر شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، أعلن بوتين ضم المناطق الأوكرانية الأربع بعد استفتاءات شجبتها أوكرانيا والغرب. من جهة أخرى، قال بوتين إن نظام كييف يقف وراء العملية الإرهابية في جسر القرم، لافتاً إلى أنها ترفض أي عرض للتفاوض وتستمر في قصف المدنيين.وفي أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، وقع انفجار قوي دمّر أجزاء من جسر القرم الذي بُني بتكلفة كبيرة بأوامر من بوتين، لربط شبه الجزيرة التي أعلنت موسكو ضمها بالأراضي الروسية، ويُستخدم خصوصاً لنقل معدات عسكرية للجيش الروسي.

 

رئيس بلدية كييف: الدفاعات الأوكرانية أسقطت صواريخ روسية فوق العاصمة

كييف/الشرق الأوسط/19 تشرين الأول/2022

أسقطت أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية «صواريخ روسية عدة» فوق كييف، على ما أعلن رئيس بلدية المدينة فيتالي كليتشكو. وكانت وكالة الصحافة الفرنسية قد أفادت بسماع دوي العديد من الانفجارات في وقت مبكر من بعد ظهر الأربعاء في العاصمة الأوكرانية، وذلك بعد وقت قصير من انطلاق صفارات الإنذار المضادة للطائرات. ومنذ الاثنين، تتعرض كييف لهجمات متكررة من طائرات مسيرة روسية، ما أسفر عن مقتل العديد من الأشخاص واستهداف بنى تحتية للطاقة خصوصا.

 

مجموعة «فاغنر» بدأت بناء خط دفاعي في لوغانسك

موسكو/الشرق الأوسط/19 تشرين الأول/2022

بدأت مجموعة «فاغنر» شبه العسكرية بناء خط دفاعي محصن في منطقة لوغانسك بشرق أوكرانيا التي ضمتها موسكو في سبتبمر (أيلول)، كما أعلن مؤسسها يفغيني بريغوجين اليوم الأربعاء. وقال رجل الأعمال المقرب من الكرملين على حسابات شركته «كونكورد» عبر وسائل التواصل الاجتماعي «يجري بناء مجمع من التحصينات على خط التماس، يطلق عليه اسم خط فاغنر». واشار إلى «إنه دفاع متعدد الطوابق» دون ان يكشف عن طول وموقع هذا الخط أو المدة التي ستستغرقها عملية البناء. واوضح بريغوجين البالغ 61 عامًا، أن الخط الدفاعي لن يكون «بالضرورة» أمام الجيش الأوكراني، معتبراً أن «مجرد وجود وحدات فاغنر على خط المواجهة يشكل بالفعل جداراً منيعاً». وأقر رجل الأعمال في نهاية سبتمبر أنه أسس مجموعة «فاغنر» شبه العسكرية العام 2014 للقتال في أوكرانيا واعترف بانتشار عناصر منها في إفريقيا وأميركا اللاتينية خصوصا. ويشتبه في أن هذه المجموعة شبه العسكرية تنفذ منذ سنوات مهمات سرية للكرملين على مسارح عمليات مختلفة الأمر الذي نفته موسكو على الدوام. وكان بريغوجين لفترة مزود مطبخ الكرملين ما جعله يلقب بـ«طباخ بوتين»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

 

كييف تطلق هجوماً واسعاً في خيرسون وموسكو تستعد لمعركة «صعبة»

بوتين يعلن «الحرب» في دونباس والأحكام العرفية تطلق يد الجيش الروسي

موسكو : رائد جبر/الشرق الأوسط/19 تشرين الأول/2022

دخلت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، منعطفا جديدا الأربعاء، مع إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء فرض الأحكام العرفية في المناطق الأوكرانية الأربع التي جرى ضمها أخيرا إلى روسيا. وحمل توقيع مرسوم رئاسي بإطلاق «حال الحرب» في مناطق الشرق والجنوب الأوكراني إشارة إلى دخول المواجهات مرحلة حاسمة رغم إقرار موسكو بـ«صعوبات» في مواجهة الهجوم الأوكراني المضاد في منطقة خيرسون الاستراتيجية. وكما كان متوقعا خلال الأيام الماضية، حمل اجتماع مجلس الأمن القومي برئاسة بوتين، تطورا مهما لجهة توسيع نطاق العمليات العسكرية ومنحها رسميا للمرة الأولى منذ اندلاع المعارك قبل ثمانية أشهر صفة «حرب» وفقاً لمرسوم بوتين. وأعلن بوتين خلال الاجتماع عن رزمة من الإجراءات أبرزها إعلان حالة «الأحكام العرفية» في مناطق لوغانسك ودونيتسك وزوباروجيا وخيرسون وهي المناطق التي ضمتها روسيا رسميا قبل أقل من شهر.

واتهم الرئيس الروسي خلال كلمة تمهيدية لإعلان القرارات الجديدة الحكومة الأوكرانية بتنفيذ «العملية الإرهابية في جسر القرم» وقال إن كييف أطلقت حربا إرهابية على روسيا برزت في عدد من الخطوات بينها محاولات استهداف أنابيب إمدادات الطاقة، واستهداف مناطق ومنشآت حيوية روسية وتعريض المواطنين الروس للخطر. وكشف بوتين أمام الحضور عن أنه وقع «مرسوما بإعلان حالة الحرب في دونباس (دونيتسك ولوغانسك) وخيرسون وزوباروجيا». الذي يتزامن مع فرض حال الأحكام العرفية في المناطق الأربع. حاسما بذلك السجالات التي أثيرت خلال الأيام الماضية حول رد الفعل الروسي المحتمل على استمرار العمليات العسكرية الأوكرانية في مناطق الجنوب ونجاح كييف في إحراز تقدم ملموس على بعض خطوط التماس. وقال الرئيس الروسي بأنه قرر منح «صلاحيات أوسع لحكام الأقاليم الروسية الأربعة» لضمان الأمن وتنظيم عمل المصانع والمؤسسات لدعم العملية العسكرية. وبدا أن قرارات بوتين أنهت عمليات أي جهود لإعادة استئناف المفاوضات المعطلة بين الجانبين، وبرر الرئيس الروسي ذلك، بأن «كييف ترفض أي عرض للتفاوض وتستمر في قصف المدنيين».

وكان لافتا أن القرارات الرئاسية لم تقتصر على المناطق التي جرى ضمها والتي تتعرض كلها عمليا لهجمات مضادة قوية من جانب أوكرانيا، إذ اشتملت على قرار بإنشاء مجلس خاص برئاسة رئيس الوزراء ميخائيل ميشوستين لتنسيق عمل الدوائر الحكومية بهدف مزيد من ضمان الأمن، ما يعكس الانتقال إلى حال الحرب عموما على الأراضي الروسية. وفي هذا الإطار، أشار بوتين إلى «تفعيل مستوى متوسط من التأهب في مناطق روسيا الاتحادية المتاخمة لأوكرانيا، ومستوى تأهب عال في المقاطعات الفيدرالية الوسطى والجنوبية، وتفعيل مستوى الاستعداد الأساسي في الكيانات الروسية الأخرى».

وأوضح الرئيس الروسي أن نظام حالة الحرب كان «ساري المفعول في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك ومقاطعتي خيرسون وزوباروجيا، قبل الانضمام إلى روسيا»، موضحا أنه «الآن بات من الضروري تطبيق حالة الأحكام العرفية وفقاً للتشريعات الروسية». وعلى الفور رحب مسؤولو المناطق الأربع بالقرارات التي أعلنها بوتين، وقال نائب رئيس الإدارة الإقليمية التي شكلتها روسيا في مقاطعة خيرسون، كيريل ستريموسوف إن إعلان حالة «الأحكام العرفية» سيسهل على الجيش القيام بمهامه القتالية، و«لن يكون هناك مزيد من المحادثات مع النازيين». وأضاف ستريموسوف: «الآن انتقل الوضع إلى اتجاه مختلف، انتهت المحادثات ولن نلعب بعد الآن تلك الألعاب التي كنا نلعبها منذ ما يقرب من سبعة أشهر». بدوره قال رئيس حركة «نحن مع روسيا» فلاديمير روغوف، وهو المسؤول الانفصالي الموالي لموسكو في منطقة زوباروجيا إن «قرار فرض حالة الأحكام العرفية جاء في التوقيت المناسب». وأعرب عن الثقة بأنه «في المستقبل القريب سنشهد تطبيق إجراءات محددة على الأرض». وتزامنت القرارات الرئاسية في روسيا، مع تزايد ضراوة المعارك الدائرة في عدد من المناطق وخصوصاً في خيرسون، وأعلنت سلطات المنطقة الموالية لموسكو أن القوات الأوكرانية «بدأت هجوما عنيفا جديدا على المنطقة». وقال مسؤول انفصالي إن «القوات الأوكرانية شنت هجوما جديدا واسعا في اتجاه نوفايا كامينكا – بيريسلاف» وزاد أن كتيبتي مشاة وكتيبة دبابات شاركت في الهجوم.

وأضاف المسؤول أنه «هناك عدد كبير من طائرات العدو وطائرات الاستطلاع تواصل التحليق على مسافة من منطقتنا من دون دخولها الدفاع الجوي لمنطقتنا».

بدوره أعلن حاكم منطقة خيرسون الذي عينته موسكو فلاديمير سالدو عن نقل سكان عدة بلديات إلى الضفة اليمنى لنهر دنيبر عقب زيادة وتيرة الهجمات الأوكرانية، فضلا عن التهديدات باستهداف الأوكرانيين لسد محطة كاخوفسكايا لتوليد الطاقة الكهرومائية، وزاد أنه سيتم إغلاق دخول المدنيين إلى أراضي منطقة خيرسون من الضفة اليمنى لنهر دنيبر لمدة سبعة أيام. جاءت هذه التطورات بعد إعلان أول تقييم ميداني شامل قدمه القائد الجديد للقوات الروسية في أوكرانيا سيرغي سوروفيكين، الذي تم تكليفه أخيرا بهذه المهمة. وتحدث تقرير القائد العسكري عن «إنجازات العملية ميدانيا»، وقال إنه «تم في الفترة الأخيرة تعزيز تنفيذ ضربات بأسلحة عالية الدقة على المنشآت العسكرية والبنية التحتية للقوات الأوكرانية». وقال: «تتخذ مجموعة القوات المتحدة حاليا تدابير لبناء القوة القتالية والعددية للتشكيلات والوحدات العسكرية، وإنشاء احتياطيات إضافية، وتجهيز الخطوط والمواقع الدفاعية على طول خط التماس بأكمله. الضربات بأسلحة دقيقة على المنشآت العسكرية والبنية التحتية التي تؤثر على القدرة القتالية المستمرة للقوات الأوكرانية». وأضاف، أن صواريخ «كينجال» التي تعد أحدث جيل من الصواريخ الروسية «أثبتت نفسها بشكل جيد خلال العمليات، وهي لا تخشى أيا من أنظمة الدفاع الجوي». وأشار إلى أن «الضربات تؤثر على القدرة القتالية للقوات الأوكرانية، مضيفا أن صواريخ كروز الاستراتيجية التي تم إطلاقها من الجو أظهرت أعلى درجات الدقة». كما أشاد ببدء استخدام مقاتلات الجيل الخامس من طائرات «سوخوي - 57» متعددة الوظائف. وقال: بفضل «امتلاك مجموعة واسعة من الأسلحة الجوية، يتم في كل طلعة جوية تنفيذ مهام متعددة لضرب أهداف جوية وبرية». وأضاف أن أكثر من 8 آلاف طلعة جوية نفذت باستخدام طائرات مسيرة، ودمرت أكثر من 600 هدف للقوات الأوكرانية بواسطة طائرات مسيرة هجومية.

وأكد سوروفيكين أنه «لدينا حاليا استراتيجية مختلفة. القائد الأعلى للجيش (بوتين) تحدث عن هذا بالفعل. نحن لا نسعى جاهدين لتحقيق معدلات عالية من التقدم، نحن نحمي كل جندي ونقضي بشكل منهجي على محاولات العدو التقدم». في الوقت ذاته، كشف سوروفيكين عن أن «الوضع في منطقة العمليات متوتر بشكل عام، والعدو لا يتخلى عن محاولات مهاجمة مواقع القوات الروسية، أولاً وقبل كل شيء، يتعلق هذا بمحاور كوبيانسك وكراسنوليمانسك ونيكولاييف».

وأكد الجنرال على أن الجيش الروسي يضمن مغادرة المدنيين في الوقت المناسب من منطقة خيرسون، موضحا: «في ظل هذه الظروف، تتمثل مهمتنا الأساسية في الحفاظ على حياة المدنيين وصحتهم... لذلك، أولاً وقبل كل شيء، يضمن الجيش الروسي المغادرة الآمنة والمعلنة بالفعل للسكان في إطار برنامج إعادة التوطين الذي أطلقته الحكومة الروسية». وشدد سوروفيكين على أن خطط وإجراءات القوات المسلحة الروسية فيما يتعلق بخيرسون ستعتمد على تطور الوضع العسكري التكتيكي. وتابع: «اليوم الأمر صعب للغاية بالفعل. وسننطلق من الحاجة إلى تحقيق أقصى قدر من الحفاظ على أرواح السكان المدنيين وأفرادنا العسكريين. وسوف نتصرف بوعي، وفي الوقت المناسب من دون استبعاد الحاجة إلى اتخاذ قرارات صعبة». وأكد أن، مجموعات القوات الروسية «تقوم ببناء تكوينها، وإنشاء احتياطيات إضافية وبناء مواقع دفاعية على طول خطوط التماس».

 

النفط يرتفع بعد تراجع المخزونات الأميركية أكثر من التوقعات

بايدن لمواصلة السحب من احتياطيات الخام إذا اقتضت الضرورة

لندن/الشرق الأوسط/19 تشرين الأول/2022

سجلت أسعار النفط ارتفاعا خلال تعاملات أمس الأربعاء، بعد تراجع المخزونات الأميركية بأكثر من التوقعات، ووسط قدر كبير من الحذر، إذ قوبلت العوامل التي تضغط باتجاه الصعود بعوامل تضغط في الاتجاه المقابل كالغموض بشأن نمو الطلب من الصين وانخفاض أسعار الغاز. وصعدت العقود الآجلة لخام برنت تسوية ديسمبر (كانون الأول) 0.9 في المائة إلى 90.73 دولار للبرميل بحلول الساعة 15:13 بتوقيت غرينيتش، وهبط الخام في وقت سابق من الجلسة إلى 89.32 دولار. وارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم نوفمبر (تشرين الثاني)، الذي ينتهي أجله الخميس، إلى 83.49 دولار للبرميل بنسبة 0.88 في المائة. أما عقد ديسمبر فسجل 82.73 دولار بزيادة 66 سنتا أو 0.8 في المائة. وفي الجلسة السابقة، انخفض الخامان إلى أدنى مستوياتهما في أسبوعين بعد تقارير عن اعتزام الرئيس الأميركي جو بايدن سحب المزيد من البراميل من الاحتياطي البترولي الاستراتيجي. وفي هذا الصدد، قال أحد كبار مستشاري الطاقة الأميركيين أمس في مقابلة مع شبكة (سي إن إن) إن الحكومة الأميركية ستواصل اتخاذ خطوات للسحب من الاحتياطي النفطي الاستراتيجي حسب الحاجة ثم تعمل على إعادة بناء الاحتياطي. وقال المستشار آموس هوكشتاين، إنه بالإضافة إلى الإعلان عن سحب جديد من الاحتياطي النفطي الاستراتيجي، سيعلن بايدن أن الحكومة الاتحادية تخطط لإعادة بناء الاحتياطي الاستراتيجي عن طريق شراء النفط بنحو 70 دولارا بعد بيعه مقابل 100 دولار. وقال هوكشتاين: «وهذا أمر حاسم، لأن هذا ما تحتاج الصناعة في الولايات المتحدة إلى معرفته من أجل الاستثمار اليوم في زيادة الإنتاج».

وانخفضت مخزونات النفط في الولايات المتحدة بأكثر من توقعات المحللين خلال الأسبوع الماضي، كما تراجع مخزون البنزين. وأظهر التقرير الأسبوعي الصادر عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية، أمس تراجع مخزونات الخام بمقدار 1.7 مليون برميل، خلال الأسبوع المنتهي في 14 أكتوبر (تشرين الأول)، ليصل الإجمالي إلى 437.4 مليون برميل، مقابل توقعات بتراجعه 1.2 مليون برميل. في الأثناء، تراجعت أسعار الجملة للغاز في بريطانيا وهولندا هذا الأسبوع في ظل اعتدال الطقس وامتلاء خزانات الغاز ووصول العديد من ناقلات الغاز الطبيعي المسال. وأرجأت الصين هذا الأسبوع أيضا إصدار بعض البيانات الاقتصادية الرئيسية، وهي خطوة غير مألوفة أثارت مخاوف من ضعف النمو. لكن هناك أيضا بوادر انتعاش للطلب الصيني. فقد حصلت شركة التكرير العملاقة الخاصة تشجيانغ بتروكيميكال كورب على حصة إضافية لاستيراد النفط الخام في عام 2022 قدرها عشرة ملايين طن، ونالت شركة شيم تشاينا التي تديرها الدولة على حصة إضافية قدرها 4.28 مليون طن. ويعادل ذلك حوالي 104 ملايين برميل. وتلقت الأسعار دعما من الحظر المنتظر من الاتحاد الأوروبي على الخام والمنتجات النفطية الروسية وخفض الإنتاج الذي قررته مجموعة أوبك بلس، المؤلفة من منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومنتجين آخرين بينهم روسيا، البالغ مليوني برميل يوميا. وفي هذا الإطار، نقلت وكالة «رويترز» عن مصادر بوزارة الخزانة الأميركية لم تسميها أمس، قولها إن الخطوات الجديدة التي تتخذها مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى لوضع حد أقصى لسعر النفط الروسي لن تتكرر مع منتجي مجموعة أوبك. وأضاف المسؤول أن الولايات المتحدة تواصلت مع ممثلين لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) لطمأنتهم بأنه لن يتم فرض تلك القيود عليهم.

 

«حماس» تعلن من دمشق «طي صفحة الماضي»...وفد من قيادتها في العاصمة السورية للمرة الأولى منذ العام 2012

دمشق: «الشرق الأوسط»/20 تشرين الأول/2022

استقبل الرئيس السوري بشار الأسد أمس وفداً فلسطينياً ضم فصائل عدة، بينها حركة «حماس» التي أعلنت طي صفحة الخلاف مع الحكم السوري، مؤكدة أنها اتخذت قرار العودة إلى دمشق «بمفردنا»؛ لكنها أعلمت به دولاً لها علاقة بها، ولم يصدر منها أي اعتراض على خطوتها هذه «بما في ذلك تركيا وقطر».

وذكرت وكالة الأنباء السورية «سانا» الرسمية، أن الأسد ناقش مع الوفد الفلسطيني «نتائج حوارات المصالحة» التي جرت بين الفصائل في الجزائر خلال الأيام الماضية. ونقلت عنه تشديده على أن «أهمية حوارات الجزائر تأتي مما نتج عنها من وحدة الفلسطينيين»، معتبراً أن «ما يحدث الآن في كل الأراضي الفلسطينية يثبت أنّ الأجيال الجديدة ما زالت متمسكة بالمقاومة». وقال الأسد إنه «رغم الحرب التي تتعرض لها سوريا فإنّها لم تُغيّر من مواقفها الداعمة للمقاومة بأي شكلٍ من الأشكال». وتابع بأن «سوريا التي يعرفها الجميع قبل الحرب وبعدها لن تتغير، وستبقى داعماً للمقاومة».

ونقلت الوكالة السورية عن أعضاء الوفد الفلسطيني إشادتهم بدعم سوريا لـ«المقاومة» واعتبارهم أن «سوريا هي العمق الاستراتيجي لفلسطين». وضم الوفد الفلسطيني أمين عام حركة «الجهاد الإسلامي» زياد نخالة، وأمين عام «الجبهة الشعبية- القيادة العامة» طلال ناجي، وأمين عام منظمة «الصاعقة» محمد قيس، وأمين عام «فتح الانتفاضة» زياد الصغير، ونائب الأمين العام لـ«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» جميل مزهر، ونائب الأمين العام لـ«الجبهة الديمقراطية» فهد سليمان، والأمين العام لـ«جبهة النضال» خالد عبد المجيد، والأمين العام لـ«جبهة التحرير الفلسطينية» يوسف مقدح، وعضو المكتب السياسي لحركة «حماس» خليل الحية، والسفير الفلسطيني لدى سوريا الدكتور سمير الرفاعي. وفي مؤتمر صحافي للفصائل في دمشق، وصف خليل الحية لقاء الأسد مع الوفد الفلسطيني بأنه كان «دافئاً»، مضيفاً: «اتفقنا مع الرئيس الأسد على طي صفحة الماضي». ونقل الحية عن الأسد تصميمه على «تقديم الدعم للشعب الفلسطيني ومقاومته». وأضاف: «سنتابع مع المسؤولين السوريين ترتيبات بقاء (حماس) في سوريا». وأضاف مؤكداً: «نستأنف حضورنا في سوريا والعمل معها دعماً لشعبنا ولاستقرار سوريا».

واعتبر القيادي «الحمساوي» اللقاء مع الأسد بدمشق «رداً على مشروعات الاحتلال». وفي إشارة إلى القطيعة بين الحركة ودمشق منذ عام 2012، قال الحية: «نحن نطوي أي فعل فردي لم تقره قيادة (حماس) واتفقنا مع الرئيس الأسد على طي صفحة الماضي». وأكد أن استعادة العلاقة بدمشق «تأتي بإجماع قيادتنا وبقناعة بصوابية هذا المسار وتجاوز الماضي»، مضيفاً أن «حماس» اتخذت قرار العودة إلى دمشق «بمفردها»، وقد أعلمت الدول التي هي على علاقة بها بقرارها، نافياً اعتراض أي دولة على هذا القرار «بما في ذلك تركيا وقطر».

ولفت إلى أن العلاقة مع سوريا «تعطي قوة لمحور المقاومة ولكل المؤمنين بالمقاومة»، حسب تعبير القيادي الفلسطيني الذي أشار إلى تأكيد الوفد الفلسطيني للأسد أنه مع سوريا و«وحدة أراضيها ودولتها الواحدة، وضد أي عدوان يستهدفها».

وأبدى الحية استعداد «حماس» لـ«تسهيل أي خطوة لبناء مؤسساتنا الوطنية الفلسطينية والحفاظ على مشروعنا الوطني». ونقلت وكالة «سانا» عن طلال ناجي، الأمين العام لـ«القيادة العامة»، قوله في المؤتمر الصحافي: «نحن سعداء بعودة العلاقات بين دمشق وحركة «حماس». كما نقلت عن خليل الحية قوله: «نطوي أي صفحة مؤثرة في الماضي، وأي فعل فردي هو خاطئ لا تُقره قيادة الحركة، ونحن متفقون على تجاوز الماضي والذهاب نحو المستقبل».

وتأخرت تغطية الإعلام الرسمي السوري للقاء الأسد مع الوفد الفلسطيني، مع منح مساحة ضئيلة وهامشية لنقل وقائع المؤتمر الصحافي للفصائل، في إشارة غير مباشرة إلى رغبة دمشق في عدم إعطاء حجم كبير لموضوع إعادة العلاقات مع «حماس».

وأصدرت «حماس» بياناً الشهر الماضي، أكدت فيه قرارها استئناف العلاقات بدمشق، وسعيها إلى «بناء وتطوير علاقات راسخة» بها. في المقابل، وضعت سوريا شروطاً لاستئناف تلك العلاقات، منها استبعاد قياديين في الحركة من دخول أراضيها، أبرزهم خالد مشعل؛ حيث ميزت دمشق بين جناحين في الحركة؛ جناح «مقاوم» وآخر «إخواني» (نسبة إلى «الإخوان المسلمين»)، وفق صحيفة «الوطن» السورية المحلية الموالية للنظام التي أعلنت استعداد دمشق لاستقبال «وفد يضم فصائل المقاومة الفلسطينية، بينهم ممثلون عن حركة المقاومة الفلسطينية (حماس)، وتحديداً من الجناح المقاوم، وليس الجناح الإخواني». ووصل وفد «حماس» الأربعاء إلى دمشق، في زيارة تستمر يومين، وتعد الأولى منذ مغادرة الحركة دمشق وإغلاق مكاتبها عام 2012. وأفادت مصادر متابعة في دمشق، بأن عودة العلاقات بين «حماس» والنظام السوري تمت بدفع من إيران، وبوساطة من «حزب الله» اللبناني، بهدف «إعادة ترتيب أوراق التحالفات على ضوء المستجدات الدولية». وكانت «حماس» جزءاً من «محور إيران» قبل أن تغادر سوريا بداية عام 2012، بعد نحو عام من انطلاق النزاع في سوريا، وقطع علاقاتها بالنظام بطريقة اعتبرها النظام السوري «خيانة»، على خلفية تأييد «حماس» للاحتجاجات الشعبية التي اندلعت ضد الأسد. واحتاجت طهران إلى سنوات عدة قبل أن تمد جسور العلاقة من جديد مع الحركة، عبر تدخلات من «حزب الله» في لبنان، ثم تطورت هذه العلاقة في عام 2019 إلى علاقة كاملة، وخلالها تم بحث استئناف العلاقة مع سوريا. ولم يغفل بيان «حماس» الأخير وجود تلميحات حول أهمية العودة للمحور الإيراني - السوري، وهو محور على خلاف مع السلطة الفلسطينية إلى حد كبير، وتتهمه السلطة بتعزيز الانقسام بطريقة أو بأخرى. وتعارض إيران، وكذلك سوريا، اتفاق سلام فلسطيني - إسرائيلي، وترفض المفاوضات ونهج السلطة في هذا الشأن، وهو موقف منسجم مع موقف «حماس» كذلك. وعودة التحالف بين دمشق و«حماس» تعني -من بين أشياء أخرى- استعادة إيران حلقة مفقودة في شبكة تحالفاتها في الشرق الأوسط.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

شو في خلف الترسيم خبريّات!!؟

الكاتب والمخرج يوسف ي. الخوري/19 تشرين الأول/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/112809/%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%a7%d8%aa%d8%a8-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ae%d8%b1%d8%ac-%d9%8a%d9%88%d8%b3%d9%81-%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d8%b4%d9%88-%d9%81%d9%8a-%d8%ae%d9%84%d9%81/

"شو في خلف البحر خبريّات" بصوت الراحلة سلوى القطريب، ومن كلمات الأستاذ روميو لحّود، هي أغنية لطالما "شلَحَتني عَ ضهر بابور" وحَمَلتني إلى "بْحور خلف بْحور وحكايات"...

كما هذه الأغنية، حملني " الزيح 23" إلى قصص خلف قصص وانجازات لا تنتهي، حتّى وجدتُ نفسي أغنّي أغنية الكبيرة سلوى بكلام معدّل ومن تأليفي، وبالإذن من الأستاذ روميو:

شو في خلف التَرسيم خَبْريّات

نايمِي بِـوْراق مطويِّي

وِحْقول... خَلف حْقول... وطيّارات

عم تتسيَّر بِظْروف كَونيِّي

وحَكي كلُّو فْجور

وآفاق بَلا نُور 

خْطابات تْقوِّص عَلَى خْطابات

وشو في خلف الترسيم خبريّات

سألني عن المستور

بِ مُختَصَر مُفيد

مِن العبدِة لَ صور

خطفوا منّا العيد

ما بْـخبرَك شو صار

بِ اَحوال الثوّار

متِل لِعبِة قمار

خسروا كلّ الوَزنَات

وشو في خلف الترسيم خبريّات

خلف الترسيم شو في

تَ الناس تتناحر

بحر وسمك مخفي

ويمكن ما لو تاجر

تكذيب وتدجيل

بتحكي بِتصير عميل

وبالحبس نزيل

وتعتّم السهرات

وشو في خلف الترسيم تفنِيصات

وكما أخبرتكم في مقالة سابقة عنوانها "طبّلوا وزمّروا ما شئتم؛ فلا غاز حتّى لو وُجد غاز..."، ولا زلتُ عند رأيي ومصرًّا على معلوماتي، غدًا، سأُخبركم بما لا تعرفونه عن كذبة الترسيم بالرغم من كلّ البلبلة والهوبرة المُثارة حوله.

 

لبنان... أحقاً أرزاته «عاجقين» الكون؟!

صالح القلاب/الشرق الأوسط/20 تشرين الأول/2022

لا أجمل إطلاقاً من لبنان ولا أفضل من التعايش والتآخي مع أهله، فبإمكان كل نازح من بلده اللجوء إليه، إن بحثاً عن عمل يعتاش منه وإن هروباً من جور أحد أنظمة الانقلابات العسكرية التي كان ولا يزال أصحابها يصرون على أنها «ثورات». وبالطبع فإنّ «بلاد الأرز» قد بقيت ذات تجارب مميزة تختلف عن جل الدول العربية، وبخاصة تلك التي يُصرُّ جنرالاتها أو «شوّاشها» وبالطبع قادة انقلاباتها على أنّ التذابح بينهم تباعاً هو ثورات هدفها الوحدة والحرية وهو توحيد الوطن العربي كله، وبالطبع فإنه لا بُدَّ من تحرير فلسطين وإلقاء الأعداء الصهاينة «الملعونين»!! في السجون والزنازين المظلمة ورفعهم على أعواد المشانق. ومشكلة هذا الشعب اللبناني الطيب حقاً وفعلاً أنّ «قراراته» ودائماً وأبداً وقبل الاستقلال وبعده تأتيه من الخارج، فبداية من فرنسا ومن بعض الأطراف الأوروبية: «الداخلة على الخط»، ومرة أخرى من بعض الدول العربية التي كانت تصر وبعضها لا يزال على أنّ القرار، أيُّ قرار عربي، هو قرارها وبخاصة بالنسبة للدول «المسكينة» التي شعارها: العين بصيرة واليد قصيرة!!

ولهذا غير مستغرب إطلاقاً أن يفشل البرلمان اللبناني الذي هو واحد من أفضل البرلمانات العربية... على أي حال، في انتخابات رئيس جديد للجمهورية، والمشكلة حسب ما قيل ويقال، ورغم أن الشعب اللبناني يعرف الأمور كلها ولديه تجارب طويلة في هذا المجال، أن المشكلة هي عدم اكتمال النصاب المطلوب وهذا كان قد تكرر خلال أسبوعين متتاليين. وحقيقة أن المشكلة هنا ليست في الشعب اللبناني وتوزعاته بين المذاهب والطوائف، وإنما في المتدخلين ن من الخارج... وهذه مسألة قديمة ويعرفها اللبنانيون كلهم ويعرفون أن بلدهم الجميل هذا بقي منذ «استقلاله» وحتى الآن يخضع لتدخلات خارجية... بعضها قد كان عربياً وبعضها كان من قبل من هبَّ ودبَ كما يقال!! لقد كان الرئيس جمال عبد الناصر، رحمه الله، يظن أنّ بإمكانه لملمة الشمل العربي الممزق والمزعزع وأن يكون قرار الأمة العربية بيده وحده، فكان قد مدّ يده في اتجاه مشرق الوطن العربي... وأيضاً في اتجاه مغربه وكانت النتيجة أنْ حصل ذلك الذي حصل، وحيث إنّ العرب قد تفرقوا أيدي سبأ كما يقال وأنه حتى الإسرائيليون قد مدّوا أيديهم في الأوضاع العربية التي لم تكن تسرُ الصديق... وأي صديق ولم تكن تغيظ العدا!!

والمعروف أنّ عبد الناصر من أجل تحقيق بعض ما أراده قد استنجد بـ«الرفاق» في الاتحاد السوفياتي الذي هو لم يكن عظيماً ولا هم يحزنون، والذي كان، أي الاتحاد السوفياتي، قد استنجد بكل من كان من الممكن الاستنجاد بهم لكن النتيجة كانت المزيد من خيبات الأمل، فالدول الاشتراكية ما لبثت أن «طلَّقت» ماركس... ولينين أيضاً والشيوعية من جذورها فأصبح هناك هذا الواقع الذي نراه الآن وغابت الراية الحمراء غياباً أبدياً وكاملاً وأصبحت هناك كل هذه الدول التي التحقت بحركة التاريخ المستجدة والجديدة!! إن من فشل في انتخابات رئيس لبناني جديد وهذا كان قبل أن تكون هناك كل هذه التطورات اللاحقة... التي لا هي مفاجئة ولا هم يحزنون، ليس البرلمان اللبناني بل عدم اتفاق الأطراف السياسية الفعلية التي من المفترض أنها هي صاحبة هذا القرار، والمعروف وحسب الطريقة اللبنانية، التي هي جميلة على أيِّ حال، فإنّ عدد النواب الذين جاءوا لحضور الجلسة المطلوبة قد كانوا (71) نائباً من أصل (128) نائباً، لكن المشكلة هنا ليست في «النصاب القانوني» وإنما في امتناع بعض النواب عن حضور الجلسة المطلوبة مما أدى إلى تأجيلها... وهذا على الطريقة اللبنانية المعهودة!! والمعروف أنّ صاحب القرار الفعلي بالنسبة لهذه المسألة هو «حزب الله» اللبناني الذي هو في الحقيقة حزبٌ إيرانيٌ وأنّ قراره بيد «الولي الفقيه» وأنه ليس لبنانياً بأي شكل من الأشكال وبأي طريقة من الطرق، وحقيقة أن مشكلة هذا البلد أن قراره... وتاريخياً ليس في يد أبنائه وإنما في أيدي القوى الخارجية المعروفة... التي يعرفها اللبنانيون كلهم... ويعرفها بعض العرب العاربة والعرب المستعربة!!

والآن وقد اختلط الحابل بالنابل في بعض دول هذه المنطقة فإنّ توزيع القوى قد أصبح مذهبياً وطائفياً وإلّا ما معنى أن تكون إيران، دولة الولي الفقيه، قد حققت كل هذا الاختراق الذي حققته تحت راية مذهبية وبإمكانيات هذه الدولة الإيرانية التي من الواضح لا بل المؤكد أن دوافعها ليست «شيعية» وإنما استعادة أمجاد قومية فارسية قديمة!! وهذا كله يعني أنه يجب ألّا يغرق البعض في «المحرمات» وأن يكون اصطفافهم مذهبياً وذلك إنْ في هذا الاتجاه أو ذاك فالمستهدف هو العرب والأمة العربية، وهنا فإنّ عقلاء القوم يجب أن يرفعوا أصواتهم عالياً «يا نايم وحِّد الله»، وأنه يجب بالضرورة الانفتاح على الدولتين المجاورتين إيران وتركيا، فالمعروف أن التاريخ واحد والقيم واحدة وأنّ كتاب الله موحد وأنه يجب وبالضرورة التخلي عن بعض التعقيدات السابقة، فالعالم كله بات يعتبر موحداً وأنه يجب وبالضرورة أن يكون هناك وحدة اقتصادية... واجتماعية وحضارية بين العرب بصورة عامة وأشقائهم الإيرانيين والأتراك، وذلك لأن التاريخ مشترك ولأن اللغة متداخلة ولأن المسيرة الحضارية واحدة، ولأنه يجب وبالضرورة أن تكون الأمور الاقتصادية متكاملة، وهذا ينطبق على أمور متعددة وكثيرة وعلى دولٍ أخرى تربطها بهذه المنطقة علاقات متداخلة كثيرة.

 

بايدن يمدّ اليد للبنان

طوني عيسى/الجمهورية/19 تشرين الأول/2022

هناك لحظة ثمينة تقاطعت فيها المصالح لإبرام اتفاق ترسيم للحدود البحرية جنوباً. وإذا أدركها أركان السلطة وتجنّبوا إضاعة الوقت والمكاسب، فسيكون لبنان أمام فرصة يصعب تكرارها قريباً لحلحلة أزماته كلها، بما فيها الدستورية والسياسية والمالية.

يمكن للذكرى الثالثة لـ17 تشرين الأول 2019 أن تكون خاتمة الانهيار الذي انفجر في ذلك اليوم على مداه وانكشف، بعدما كان مستوراً على مدى سنوات.

وتتحقق هذه الخاتمة إذا عرف أركان السلطة كيف يستثمرون حاجة القوى الإقليمية والدولية إلى لبنان ودوره الاقتصادي والسياسي، في هذه اللحظة تحديداً، أي لحظة الاصطدام الكبرى بين الشرق والغرب، ونشوء الامبراطوريات الإقليمية والدولية الجديدة، وإعادة بناء الكيانات الشرق أوسطية التي ضربتها الزلازل بدءاً من حرب العراق 2002 إلى أحداث الربيع العربي وحرب سوريا.

فالظروف التي تحرّك الاتجاهات اليوم في الشرق الأوسط ولبنان، تناقض تلك التي أدت إلى انهيار 2019. وأبرز المتغيرات انقلاب الولايات المتحدة من نهج دونالد ترامب إلى نهج جو بايدن. فإذا كان الانهيار قد انكشف بسبب نهج ترامب الصدامي، فمن الممكن أن يستفيد اللبنانيون من نهج بايدن الأكثر ميلاً إلى التسويات لإصلاح الوضع.

كان ترامب يرتاح إلى فلاديمير بوتين ورجب طيب إردوغان، ويتصادم مع طهران، وكانت علاقاته متوترة مع الأوروبيين، ولا سيما فرنسا وألمانيا. فجاء بايدن بعلاقات متوترة مع بوتين وإردوغان، وبرغبة في التسوية مع الإيرانيين، وقام بترميم الروابط مع أوروبا.

وفيما الرجلان يضعان حتماً مصلحة إسرائيل في طليعة الأهداف في الشرق الأوسط، فإن ترامب كان حليفاً لبنيامين نتنياهو فيما يفضّل بايدن التعاطي مع القوى الوسطية هناك.

استنتاجاً، نهج بايدن في الشرق الأوسط يفترض أن يقود إلى تسويات مع إيران (حلّ مأزق الاتفاق النووي) وتسويات في الدول التي تتمتع فيها إيران بالنفوذ (العراق، سوريا، اليمن، لبنان، إضافة إلى غزة) وتسويات غير مباشرة بين إسرائيل والقوى الحليفة لإيران في المنطقة.

وعلى هذا الأساس، يمكن النظر إلى اتفاق الترسيم وتقاسم الغاز بين إسرائيل ولبنان، والذي يحظى بتغطية واضحة من «حزب الله». فهذه التغطية ما كانت لتحصل لولا موافقة إيران. وهذا يعني أن لبنان هو اليوم محط تسوية بين إيران والولايات المتحدة بعدما كان ساحة الحرب.

لكن لهذه التسوية حدودها وشروطها. ويمكن لأي طرف أن يعود عنها في أي لحظة إذا اقتضَت مصالحه ذلك، فتتعطل التسوية ويعود مناخ التصادم. وهنا تبدو أهمية التقاط اللبنانيين للحظة السانحة وتحويلها إلى حلّ شامل ودائم لأزماتهم.

فاتفاق الترسيم يتزامَن مع استحقاقات دستورية وسياسية ومالية واقتصادية مطلوب إنجازها في مدى أيام قليلة أو أسابيع، وفي حد أقصى حتى نهاية العام الجاري:

1 – انتخاب رئيس للجمهورية وتأليف حكومة جديدة ما يعيد الانتظام إلى عمل المؤسسات الدستورية.

2 – بعد الترسيم مع إسرائيل، فتح مفاوضات للترسيم مع قبرص وسوريا، وبدء ورشة تنقيب وتلزيم واستخراج شاملة، وفي أسرع ما يمكن، لقطف الثمار الاقتصادية في الظرف المناسب.

3 – إيجاد مخارج سريعة لأزمات الطاقة من خلال الاتفاقات مع مصر والأردن والعراق والجزائر وسواها.

4 – إبرام اتفاق مع صندوق النقد الدولي، وفق أسس إصلاح جدية، والبدء في عملية النهوض المالي والاقتصادي.

5 – الإفادة من أجواء التسوية والاستقرار بتحريك المساعدات المقررة في مؤتمر «سيدر» والمقدرة بـ 11.5 مليار دولار.

6 – إقرار خطة لإنهاء أزمة النازحين.

وعلى الأرجح، الظرف مناسب لوضع الأسس الأولى نحو العديد من هذه الأهداف، في الأيام القليلة الباقية من عهد الرئيس ميشال عون، أي قبل الدخول في مأزق سياسي محتمل في لبنان، ودخول الإسرائيليين في انتخابات تشريعية قد تفتح الباب لاحتمالات لا يمكن تقديرها.

ولكن، باستثناء توقيع الاتفاق مع إسرائيل، لا يُبدي أركان السلطة أي حماس للاستفادة من الفرصة التي يوفّرها الدعم الأميركي المستجد للتسويات في لبنان. وهذا ما يثير الخشية من تطيير المكاسب التي وفّرتها عملية «مد اليد» الأميركية إلى لبنان بعد فترة من الحصار والعقوبات القاسية.

حتى إدارة الرئيس جو بايدن ستنشغل داخلياً بالانتخابات النصفية المنتظر إجراؤها بعد أيام من انتخابات إسرائيل، علماً أنّ انشغالها الخارجي الأول يبقى الحرب مع روسيا في أوكرانيا.

وفي الشرق الأوسط، تسعى إدارة بايدن إلى رعاية تسويات تُريح طهران، لعلها تنجح في الحد من نفوذ روسيا في الشرق الأوسط وقطع الطريق على الصين الطامحة إلى الدخول بقوة سياسياً واقتصادياً.

لذلك، ظهرت ملامح تسوية في العراق، بانتخاب رئيس للجمهورية. وتراجع الحديث عن الحل الروسي – التركي في شمال سوريا، وفي مناخ تهدئة فلسطينية – فلسطينية بدأ الكلام على اتفاقات مع إسرائيل في غزة شبيهة باتفاق الترسيم في لبنان.

هذه الدينامية الأميركية، التي يبدو الإيرانيون إيجابيين حيالها، تشكّل فرصة نادرة للبنان. لكنها موقوتة بأيام أو أسابيع لا أكثر، لأنّ التقاطع الدولي – الإقليمي الذي ساهمت فيه العديد من الظروف والمصادفات سرعان ما سينتهي.

وهنا تحديداً يكمن دور أركان السلطة. فهم قادرون اليوم على إعلان حال الاستنفار وملاقاة الجهد الأميركي وإنقاذ لبنان من الانهيار، أو انهم سيكونون مسؤولين بالجهل والتجاهل والأنانية والعجز عن تفويت الفرصة ودفعه إلى طبقات أخرى في جهنم.

طبعاً، يستحيل الرهان على وعي قوى السلطة أو نظافتها. فقد تمّت تجربتهما طويلاً، وانتهت التجارب بالفشل دائماً. والرهان الوحيد الذي قد يكون مجدياً هو أن تتولى القوى الدولية والإقليمية فرض الحلول على لبنان وزعمائه بالقوة. ولكن، هل لهذه القوى مصلحة في الاستنفار والقتال من أجل إنقاذ لبنان؟ وما هي الحوافز التي قد تدفعها إلى تحقيق هذا الهدف؟

 

في صبيحة اليوم ال1100 على بدء ثورة التغيير

حنا صالح/فايسبوك/19 تشرين الأول/2022

تذكروا جيداً أن ثورة "17 تشرين" هي البداية. كسرت الحواجز الطائفية والمناطقية والخوف، وقالت لكل الطغمة السياسية: لنا حقوق وستدفعونها! ستدفعونها ولن نسترجعها بالمساومات معكم!

نجحت الثورة، لأن الناس كانوا دوماً على الموعد. لأشهر طويلة بعد 17 تشرين 2019، وكانوا على الموعد في التصويت العقابي يوم 15 أيار 2022. في الإنتخابات العامة وحّد المقترعون التشرزم في اللوائح، واثبتوا كم أصبح عميقاً الوعي التشريني، لذا أسقطوا حملات التيئيس، كما كسروا الزعم أن الناس لا تفقه ثقافة التغيير ولن تتجرأ على التصويت الإنتقامي، وأن جُلَّ ما يتقنونه هو اللاإكتراث! وقالت الأرقام أنه بات للثورة عنوان داخل المجلس النيابي!

في يوم 15 أيار قال الناس، بأصوات أكثر من 330 ألفاً، القوة الناخبة الأولى، أن إخلاء الساحات وإنطفاء التظاهرات لم يكن تخلياً. أعلنوا الإنحياز إلى مصالحهم، التي يستحيل أن تتحق بالمساومات مع الطائفيين  شركاء المنهبة والإذلال والإرتهان. وإلاّ كانوا عزفوا عن الإقتراع العقابي، وإنتخبوا الآخرين وعادوا إلى هناك حيث تهيمن عباءة الزعيم والطائفة واستنساخ الوريث ! كانوا عادوا إلى "سياديين" غب الطلب، يرون السيادة وجهة نظر على تويتر، أو في اللعي اليومي، وليس لحظة التصويت برفض الخط 29!

نسّق الناخبون وصول النواب  ال13! إقترعوا للتغيير، وليس لإسمٍ بعينه، وإن نال البعض أصواتاً وازنة لافتة. وكان القاصي والداني يراهن أن ميزة هذه الكتلة من نواب الثورة ستكون الوضوح، وسيكونون الأمناء على حمل رؤى مستقبلية وخوض المواجهة بشأنها داخل البرلمان، والتركيز على المحاسبة والحقوق ومواجهة مخطط بيع أصول الدولة، والحفاظ على الهوية بحماية النسيج الوطني، وكسر إرتهان البلد!

إفتقرت الممارسة إلى الوضوح والشفافية، وتبرم البعض من إنتقادات محقة وربما إستهجنوا لغة المحاسبة. والأكيد فات ال13 وبتفاوت، التنبه إلى أن القديم الذي يحتضر سيتأخر دفنه حتى إنهاء الإختلال بميزان القوى الوطني! كما فاتهم أن نظام المحاصصة الطائفي أقوى من الدولة، وقوى اللادولة التي أسلموا قيادها إلى حزب الله وسلاحه اللاشرعي، تمتلك الكثير من مفاتيح القوة من مقدرات البلد وأجهزته وصولاً إلى بيع كاريش والخط 29 ورأس الناقورة وثروات اللبنانيين، مقابل ضخ الغاز في عروق التحالف المافياوي الذي فضحته الثورة وعرّته وكشفت لصوصيته وإرتهانه فكان التصويت العقابي!

من المزاح السمج بالتصويت إلى سليم إده، ولاحقاً "الصراع" على تبني ترشح أمثال ناصيف حتي أو زياد بارود، بعد جولة الإستشارات واللقاءات إياها، تم تجاهل حقيقة مدوية أن اللبنانيين يعلمون من بات في موقع الرمز متصدياً لمخطط هدر السيادة وإستباحتها وبيع ثروت البلد مقابل إعادة تأهيل منظومة النيترات..فتعاموا عن تبني ترشح عصام خليفة المرشح الرمز. المرشح العنوان، للإرتقاء بالمواجهة لحماية البلد وأهله، وقيم الثورة، وكذلك الإلتزام بمضمون المبادرة الرئاسية التي أطلقوها!

من المواقف الخاطئة العديدة وبعض المشاركات المذهبية النافرة وكذلك الزيارات التي رسمت الأسئلة، فإستفزت الناخبين الذين اعتبروها غير مقبولة ورفعوا بوجه أصحابها عنوان المحاسبة، إلى ما جرى في إنتخاب اللجان النيابية يوم أمس، يتظهر الخلل والتناقض وأساساً غياب الأولويات. هذا مع التنبه جيداً أن الوجود في اللجان كالوجود خارجها، نعم فتجربة الأشهر الماضية هي التأكيد بأنه مستحيل أي تغيير من الداخل مع هذه المنظومة! ويكفي القول أنه اليوم في المعركة بشأن رفع قانون السرية المصرفية، تعمدوا، منظومة العار، نسف عملية الإصلاح والمحاسبة  وهمهم تحصين مرتكبي الجرائم المالية وحمايتهم!

كان على نواب الثورة التنبه إلى أن الوضوح لا يمكن أن يستمد إلاّ من الشارع فأداروا له الظهر! الشارع كان ينبغي أن يكون النصير وعنوان الضغط على المنظومة الفاسدة. لكن ما هو حاصل مشاركة في تغييب السؤال الرئيسي: كيف يحمى الإنتصار وكيف يستكمل قرار اللبنانيين بإنجاز التغيير؟ كيف يخدم أداء نواب التكتل المنحى المفصلي في المواجهة وهو إيجاد رافعة شعبية تدعم وتحمي وتحاسب وتصوب؟ وبكلمة أخرى هل يريد الناخب الذي إقترع إنتقاماً التصويت رئاسياً لأي إسم مطروح من قوى التقليد أو أشباههم ممن هم خارج البرلمان؟ الأرجح أن الخلافات داخل تكتل نواب التغيير دارت حول جزئية لا تعني الثورة ولا تعني اللبنانيين، وما حدن خبرنا أن نائباً ما كان طرحه مغاييراً!

لم تفشل الثورة، لأن الناس كسرت الحواجز، و15 تشرين هو التأكيد بأن صنّاعه كالماء التي لن توقفها سدود بل ستجد مجراها وتعيد خلال مسارها تنظيف نفسها! وما يعتري أداء بعض نواب الثورة ليس ملكهم وحدهم، فالكل سيكون أمام حتمية الرد على السؤال: ماذا فعلت بالثقة التي أعطيت لك؟

في السياق، قوى الثورة الحية، وهي موجودة، تتحمل القسط الأكبر عن هذه المراوحة والغرق في شبر اللجان أو متر تسمية مرشح رئاسة لجمهورية مخطوفة. قوى الثورة تأخرت بالمبادرة لبلورة البديل، ولا يظن أحد أن بعض تنسيقيات تركيب اللوائح الهجينة إن بدلت أسماءها أو أعادت تجميع البعض، وبينهم من فاته قطار الترشيح والتسلق، توفر البديل!

للحق أكثر من جولة! والجماعات الملتحقة بالقوى الطائفية التي حكمت البلد ونهبته وأفلسته وألت أهله ولا تزال هي آخر من يحق له التنظير ومهاجمة الثورة (ونوابها) بأنه "ما عملت شي" وأنها "مسؤولة عن الإنهيار"!

وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن

 

جاهلية متدحرجة تقضم "البقايا"!

نبيل بومنصف/النهار/19 تشرين الأول/2022

ليس في الاتي من الأيام اللبنانية المأزومة ما يصدم استثنائيا في مسار من عقود مأزومة لو لم يكن لبنان مر ويمر وسيمر بمراحل متدحرجة من الانهيارات التي لا قعر لها . لذا ، ولتصويب الحقائق فقط ، ترانا نضطر الى إعادة صياغة مفهوم الفراغ الرئاسي العائد الينا بحلته القديمة – الجديدة كمؤشر انحطاط وجفاف وتصحر ديموقراطي يضرب بقايا البقايا من صورة مشرقة لما كان عليه لبنان يوما في نظر العالم المتمدن .  لم يكن مسار الفراغات والأزمات الدستورية في لبنان الا علامة طغيان "القبلية" السياسية – الطوائفية على الانتظام الدستوري الذي من اساساته الجوهرية قاعدة التناوب على السلطة حتى من ضمن ترتيب اوعرف بات في مستوى القاعدة الدستورية "والميثاقية" الذي يوزع الرئاسات الثلاث على الطوائف . لا نظلم التاريخ اللبناني ولا نتستر على بعض وقائعه ان قلنا ان الاستحقاقات الرئاسية في لبنان هي صاحبة سمعة سيئة ليس من الان فقط بل قبل ذلك بكثير . تستحيل مقاربة المسار التاريخي للانتخابات الرئاسية من دون إقرانها بالنفوذات الخارجية التي كانت تلعب الدور الحاسم في تقرير من سيكون الماروني المحظوظ الذي سيجلس ست سنوات على كرسي الرئاسة . لسؤ الحظ او لحسنه ، لا ندري ، اجتاحت هذه الافة الكرسي الثانية بعد الطائف الى حدود تكريس رئاسة البرلمان لرئيس "تاريخي" واحد بعينه ومنع التناوب على السلطة منعا قاطعا . واما الرئاسة الثالثة ، فاصابوها بلعنة أسوأ اذ بات المعدل الوسطي لتشكيل الحكومات لا يقل عن عشرة اشهر الى سنة وصار لرؤساء الحكومات المتعاقبين شركاء مضاربين في التاليف والممارسة والتسلط على الصلاحيات .

ترانا اذن ، ومن بوابة الدولة الكبيرة ، امام تفاقم مرضي غير قابل للشفاء في مفهوم سياسي – ثقافي – مفاهيمي – دستوري يستهين بالاستحقاقات ويسقط مفهوم الانتظام الدستوري ضمن المواعيد والمهل التي تعد الف باء الارتقاء الديموقراطي في الدول المدنية المتمدنة التي حلقت في فضاءات التطور فيما نحن نتقهقر تباعا على نحو مذهل حزين وكئيب عن مواصفات وخصائص كانت لنا يوما . "تزحف" الدولة اللبنانية ، بصورتها الرمزية كهيكل بقايا دولة ، في الأيام القليلة المتبقية عن نهاية العهد العوني الى استعادة أسوأ الأسوأ في ما سيكتب وسيسجل عن هذه النهاية لجهة تتويج الانهيارات التي حصلت في زمنه بتوريث لبنان التجربة الجديدة من الفراغ الدستوري . سنخفف عن العهد هذه التبعة بالكامل لان الموضوعية التاريخية تثبت ان فراغا رئاسيا سيكون الخامس في اقل من قرن تشهده الجمهورية اللبنانية لا يمكن رمي تبعته على العهد الحالي وحده بل هي سمة قاتمة تلازم الضعف البنيوي السيادي للدولة من جهة وتبعات الطبقات السياسية المتعاقبة على السياسة والسلطة من جهة اخرى. ومع ذلك لا يمكن تجاوز الصدمة الحقيقية في التجربة الطالعة التي تتربص بنا بعد نهاية تشرين الأول الحالي وهي ان الانهيار التاريخي "النادر" الذي لم يعرف العالم مثيلا لشدته منذ قرنين استطاع ان يخلق كل أصناف الوقائع القاهرة ومع ذلك "فشل" فشلا ذريعا في تطويع القبلية والجاهلية السياسية اللبنانية التي عادت تستسهل قتل النظام وقتل الانتظام واغتيال الدستور قضمة قضمة والاسوأ من كل ما سبق الامعان في تيئيس العالم من لبنان وتصدير صورته كنموذج لدول سحقت إمكانات تمدنها الديموقراطي . لا جديد سيقبل في لبنان الا الامعان في جاهلية صارت ملازمة لدولة كانت تسمى في زمن ازدهارها الافل "سويسرا الشرق" .

 

إستغلال السيادة الوطنيّة والوطن الجديد

د. ميشال الشماعي/نداء الوطن/19 تشرين الأول/2022

إنّ متابعة خطاب منظّمة «حزب الله» من الناحية الدستورية، باتت ذات أهميّة قصوى لاستشراف خارطة الطريق التي تعمل وفقها هذه المنظمة. فبنهاية المطاف، هذا المسار الدؤوب من العمل الذي دخل عقده الرابع قد أينع وحان زمن القطاف. وهذا ما حاول قوله في حديثه النائب الدكتور محمد رعد عن طبيعة وهوية الرئيس الذي تريده هذه المنظمة التي لن تقبل برئيس جمهورية إلا بعد أن»يعتَرفَ بدورِ المقاومةِ في حمايةِ السِّيادةِ الوطنيَّةِ». فهل انتقلت هذه المنظمة إلى مواقع متقدّمة في خطة سيطرتها على الدولة اللبنانية؟ وهل وضعت في ميزان المفاوضات ما بعد الترسيميّة التعديلات الدستورية في الجمهورية المرتقبة؟

مما لا شكّ فيه أنّ المعادلة الرئاسيّة اليوم هي التي ستفرض هوية لبنان الغد. من هذا المنطلق، لا يبدو أن أحد الأفرقاء السياسيّين مستعد للتنازل عمّا حققه ممّا يعتبره إنجازات خالصة لفريقه؛ والإنجاز الأهمّ الذي تعتبره سلطة إيران في لبنان هو سيطرتها على مفاصل الدولة الدستورية بسلطاتها الثلاث؛ وهذا ما أكّده دولة الرئيس نبيه بري بتذكيره النائب سامي الجميّل، ردّاً على مداخلة طلب فيها الجميّل أن تكون الكتل النيابية كافّة ممثلة داخل اللجان توافقيًّا: فأجابه دولة الرئيس حرفيًّا: «عرضنا عليكم التوافق ولم تقبلوا، وأصررتم على الانتخابات. وكانت النتيجة. ولسنا هنا لنزايد بعضنا على بعض». وختم برّي سائلاً الجميّل: «قولوا لنا من هي الاكثرية في المجلس؟».

يأتي هذا الكلام ترجمة «للنشوة الترسيميّة» التي يشعر بها هذا الفريق بعدما بات هو نفسه مسنِداً ظهره إلى جدار بايدن- ماكرون. مع العلم أن قضية الترسيم قد بُدِئَ العمل عليها منذ أكثر من 10 سنوات، ومَن كان يُعتبَرُ حينها عدوّاً وشيطاناً أكبر بات اليوم ضامناً لبقائه في السلطة.

لذلك، يسعى هذا الفريق للسيطرة على الدولة بالكامل؛ وهذه السيطرة لن تكون بالعسكر، بل بالمؤسسات، لأنّه أيقن تماماً أنّ الدول لا تعترف إلا بالمؤسّسات التي وحدها ستضمن له شرعيّة وجوده إن أمّن هو مصالح المجتمع الدّولي. وهو يدرك أنّه لن يستطيع تقديم ضمانات دولية إن لم يكن هو الدولة بالمطلق، لذلك بدأ الحديث اليوم بالموضوع السيادي لأنّه أيقن أنّ المجتمع الدّولي لن يسمح باستمراره إن لم يقضم السيادة بالكامل.

إزاء ذلك كلّه، تبقى الإشكالية المطروحة حول ما يقوم به الفريق السيادي في مواجهة هذا المشروع الذي بات واضحاً. والتساؤل الكبير اليوم هو في جدوى وفعالية المواجهة السياسيّة لسلاح هذا الفريق غير الشرعي والذي فقد الاجماع الوطني حوله وحول هويّته ووجهته. وعاجلاً أم آجلاً هذا المسار المواجهاتي سيوصل إلى قناعة مفادها بطلان المواجهة الدّستوريّة تحت سقف السلاح.

ولعلّ هذه هي المواجهة التي تريدها منظمة «حزب الله» المصنفة إرهابية في اكثر من 27 بلداً في العالم. لأنّ المواجهة السياسية غالباً ما كانت نتائجها محدودة بوجود السلاح غير الشرعي الذي اكتسب بعد مفاوضات الترسيم نوعاً من الاعتراف الدولي بدوره، لأنّه نجح في تحقيق مكاسب إقتصاديّة لهذا المجتمع.

لكن الإشكالية الأكبر تكمن في الحفاظ على روحية هذه المواجهة، بغضّ النظر عن طبيعتها وعدم الاستسلام لأمر واقع نجح هذا الفريق بفرضه نتيجة للمتغيّرات الدولية التي تبقى عرضةً للتقلّبات في أيّ لحظة. من هنا، المطلوب الانتقال إلى ضغط نيابي دستوريّ وشعبيّ يتزامن مع الأزمة الرئاسيّة بهدف الدّفع نحو مؤتمر دوليّ حقيقيّ حول لبنان. وعلى بكركي في هذا السياق أن تلعب الدّور الأبرز، لأنّ البطريرك الراعي هو أوّل مَن طالب بهذا المؤتمر لدعم لبنان بهدف إقرار مشروع الحياد الناشط والايجابي الذي اقترحه هو شخصيّاً منذ قرابة العامين. ‏وذلك قبل أن تنجح منظمتا «حزب الله» في لبنان و»الحرس الثوري» في إيران بتقديم المزيد من الضمانات التي قد تؤول لليمين المتطرّف في دولة العدو بعد ازدياد احتمال فوزه في الانتخابات التشريعية المرتقبة في أوائل تشرين الثاني المقبل.

وفي هذا الإطار، تأتي عملية استثمار العلاقات الدولية من خلال المصالح المشتركة للأوروبيين والأميركيين في قضية النفط والغاز في شرق المتوسط، ما يدلّ على أنّ «حزب الله» سيستنفد من هذه المؤشرات حتى اللحظة الاخيرة، وذلك تفادياً لما قد يقدم عليه نتنياهو، حيث يلوّح هذا الأخير بإمكانيّة إلغاء هذا الاتّفاق الذي يعتبره مذلاً لدولته.

من هنا، قد يذهب «حزب الله» إلى تبني مرشح رئاسي في اللحظات الأخيرة ينال حظوةً عند المجتمع الدولي، فضلاً عن عدم قدرة الأفرقاء اللبنانيين على رفضه، لأنّه لا يحمل أي لوثة فساد؛ وليس لديه أي انتماء معلن لأيٍّ من محوري النزاع. وعندها يكون قد سدّد ضربة قاتلة للفريق السيادي الذي ما زال متمسّكاً بقواعد اللعبة الدستورية من خلال العمل على زيادة وزنه التمثيلي الداخلي. وهذا ما حقّقه ولكن سطوة السلاح منعته من ترجمته عمليّاً. ولا يمكن لهذا الفريق انتظار المتغيّرات الخارجيّة لأنّه لا يملك شيئاً ليتنازل عنه على مذبح المفاوضات الدّوليّة؛ بعكس فريق سلطة إيران في لبنان الذي بات مستعدّاً للتنازل عن كلّ مقدّراته شرط أن يبقى في الحكم.

آن الأوان لاستبدال المواجهة في الأطر المحليّة التي تمّ تقويضها بنجاح من قبل سلطة إيران وعملائها. ويجب الانتقال إلى توحيد الرؤية الاستراتيجيّة أولاً من خلال التأسيس لجبهة وطنيّة جامعة للبنانيّين كلّهم، للتوصّل ثانياً إلى عقد مؤتمر دولي يثبّت الصيغة والهويّة والكيانيّة اللبنانيّة، وثالثاً على أن يكون ذلك في نظام سياسيٍّ حديث ومتطوّرٍ قاعدته الأساسيّة اتّحاديّة لامركزيّة أو فدراليّة، إن حسم فريق إيران وعملاؤه وجودهم في صلب الكيانيّة اللبنانيّة، أو انفصاليّة كونفدراليّة لا تقسيميّة، إن قرّر هذا الفريق ومن معه، كما ردّدوا دائماً أن يعيشوا قناعاتهم كما يريدون في وطن جديد.

 

إملاءات "التوافق"

سناء الجاك/نداء الوطن/19 تشرين الأول/2022

أما وقد وصلنا إلى إنجاز ترسيم الحدود البحرية مع «العدو الغاشم»، وهو الاتفاق الذي يتفوق في قاموس المتاجرين به على الانتصار الإلهي، فقد أصبح بإمكان «حزب الله» أن يدعو رسمياً بقايا الدولة المهلهلة للإنضمام إلى ملكوته. شروط الانضمام تتوالى تباعا على لسان مسؤولي الحزب. وأولها تقديم فروض الطاعة والتماس الحماية والإقرار بالوصاية وبمصادرة السيادة. والأهم اعتبار مجلس النواب نادياً بإدارة صارمة، تقتضي عضوية من فيه الانصياع لهذه الإدارة. أما ترف تطبيق الدستور، فهو ممنوع منعاً باتاً. فالدستور في المجلس النيابي اللبناني بوجود الحزب وحلفائه، ليس أكثر من فولكلور بائد، لا بأس بالتزمير به في متن نص الدعوة إلى جلسة ما... حيث عبارة «اللباس رسمي» تدرج في زاوية شبه مرئية يجب الانتباه لها على ورقة الدعوة. الدستور هو اللباس الرسمي فقط، أما المتن المتعلق بماهية الدعوة وما يجب تداوله في النادي، فله تسمية أخرى تماماً، مصطلح يسمى «التوافق»، مراعاةً ومواربةً. وهو في الحقيقة إذعان وإرغام.

الإملاءات واضحة، وهي تدرج تحت خانة تسمية رئيس «يقر بالمقاومة ويحترم المقاومة». ولا سبب للاستغراب. فالشيطان الأكبر «يقر بالمقاومة ويحترم المقاومة»، وأكثر من ذلك يتفاوض مع هذه المقاومة من تحت الطاولة، ويخلص إلى إعلان نتائج الرضى والقبول التي أرست اتفاق الترسيم البحري للحدود بين لبنان و»العدو الصهيوني الغاشم» بما فيها من تنازلات وتكريس للاستقرار من خلال الضمانات الأمنية، ناهيك عن باب الشراكة الاقتصادية بصيغة تطبيع غير معلن. فقد أصبح مفتاح بوابة التعامل مع الأميركي بيد الحزب، ومن خلفه مشغِّله الإيراني وفق تقاطع المصالح بين إيران والولايات المتحدة، والتي بدأت تبرعم.

لذا لا يتم التداول بأولويات «التوافق» في حارة حريك، بل في طهران، وفي ضوء ما يجري من بحث ونقاش لترتيب المصالح الإيرانيّة سواء لجهة تصاعد الدخان الأبيض من فيينا لجهة مفاوضات الملف النووي، أو لجهة النفوذ المتصاعد أصلاً، في كلّ من العراق، وسوريا، ولبنان، والخليج.

حارة حريك تتبلغ ثم تنفذ. وهي دقيقة في التنفيذ. لا تتسامح ولا تتهاون. وبناء عليه، يجب على أعضاء النادي العمل لتلميع «New look» للحزب بما يلائم الأجواء المناسبة، لتصبح مصادرة السيادة وشرعنة السلاح غير الشرعي لزوم ما يلزم. ويجب على أعضاء النادي القبول برئيس يتم تعيينه لأنه «يحقق مصلحة البلاد ولديه رِكب، ولا يأمره الأميركي فيطيع، بل يطيع المصلحة الوطنية». طبعا!! فبعد الترسيم، أوامر الحزب الهية هي التي تحدد ما يسمى «مصلحة وطنية» وتكمن في القبول بسلاح خارج الدولة، مهمته أن يحمي المنظومة وفسادها لتعطيه صك براءة في مصادرة السيادة. صحيح أن وظيفة هذا السلاح تتغير وتتبدل مع تعاقب الفصول، وبما يخدم بقاءه لحاجة المشغِّل الإيراني له في أكثر من موقع.

لكن الأصح هو أن لا شرعية شعبية تحمي الحزب، إذا ما غاب السلاح. هذا اليقين بافتقار «حزب الله» إلى تأييد شعبي لبناني، يجعله لا يستغني عن السلاح ويسلمه للجيش اللبناني. وهذا اليقين يتأكد في كل مرحلة. ويرغم الحزب على استخدام سلاحه، سواء ميدانياً، او من خلال الاستقواء به على الشعب اللبناني ليفرض إملاءاته.بالتالي، على أعضاء نادي المجلس النيابي التخلي عن الأوهام القاضية بانتخاب رئيس وفق الدستور. في الأساس، ولولا الحياء والعيب لتم شطب كلمة «انتخاب» واستبدالها بكلمة «تعيين»... وذلك بعد جلجلة مرتقبة من التعطيل المصحوب بفراغ متخم بالأزمات المعيشية والأمنية المفبركة والمتناسلة من مشروع تغييب الدولة والمؤسسات المتواصلة فصوله. تلك هي أولويات «التوافق»... أما عن التنفيذ فنحن بانتظار «اقتناع» من «يتحدى» بأن الصفقة نضجت، وعليه استلحاق نفسه والخضوع... وإلا يصبح عضواً غير فاعل في النادي مهما كان حجم كتلته.

 

السعودية لإعادة التوازن فماذا عن "الحزب"؟

وليد شقير/نداء الوطن/19 تشرين الأول/2022

كلما اقترب لبنان من نهاية المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، ازداد الاهتمام الخارجي بأزمته نتيجة الخشية من الشغور الرئاسي، ومن مضاعفاته السياسية والمخاوف من انزلاق أمني قد يتسبب به التجاذب السياسي الحاد بين الفرقاء. وعلى رغم اعتقاد أوساط سياسية لبنانية تحتك بالدوائر الغربية أن الوقوع في الفراغ الدستوري قد يجذب الدول المعنية إلى محاولة الضغط من أجل إنهائه وتقصير مدته قدر الإمكان، لكن هذه الدول قد تفقد هذا الاهتمام وتصاب بمرض «التعب من لبنان» Lebanon fatigue، فإن مصادر دبلوماسية عربية تؤكد أن هناك تنسيقاً أميركياً فرنسياً سعودياً متواصلاً منذ صدور البيان عن الدول الثلاث في نيويورك أواخر أيلول الماضي، يبقي البلد تحت المراقبة ويدفع نحو انتخاب الرئيس من جهة، ونحو استعادة الدور العربي وإعادة التوازن الإقليمي إلى الساحة اللبنانية من جهة ثانية. تصنف المصادر الدبلوماسية إياها، تحرك السفير السعودي في لبنان وليد البخاري الأخير في هذا السياق، لا سيما بعد زيارتيه أول من أمس لكل من رئيسي الجمهورية العماد ميشال عون والبرلمان نبيه بري، للحث على انتخاب رئيس للجمهورية في الموعد الدستوري، وعلى التمسك باتفاق الطائف، لأنه يحفظ العيش المشترك والاستقرار. كما تعتبره مؤشراً ينفي الكلام عن أن المملكة العربية السعودية انسحبت من لبنان. بل إن هذه المصادر المطلعة على الحراك السعودي، تتحدث عن تحضير لبنان للانتقال إلى مرحلة جديدة من الحلول مبنية على انطلاقة عهد رئاسي جديد، برئاسة حكومة، وحكومة عهد، جديدتين أيضاً، في إطار رزمة من الخطوات السياسية الدستورية التي ستقابلها الرياض بتفعيل الاتفاقات الـ22 التي تكرر الدبلوماسية السعودية في بيروت الحديث عن أهميتها في ضخ استثمارات داخل لبنان. فكل ما يهم قيادتها أن يأتي رئيس للجمهورية ورئيس للحكومة، يحولان دون استخدام لبنان منصة للتآمر على دول الخليج والمملكة، ولا يكون منغمساً في الفساد السياسي والمالي، لأن موقفها لن يكون إيجابياً منه في هذه الحال.

ومن يسعون إلى استكشاف موقفها من الأسماء المطروحة يلقون رفضاً لإقحامها بها. وتفيد المعلومات أن الرياض على اتفاق مع فرنسا والولايات المتحدة الأميركية في شأن هذه المواصفات، بعد خيبة الأمل التي عانت منها خلال العهد الحالي. وتذكّر المصادر إياها بالمحادثات التي جرت إبان الزيارة اليتيمة التي قام بها الرئيس عون إلى السعودية بعيد انتخابه، حيث أبلغ وزير الخارجية آنذاك عادل الجبير نظيره اللبناني جبران باسيل أن لا مشكلة لدى المملكة مع لبنان طالما اختار انتخاب الرئيس عون للرئاسة، وكل ما يهمها ألا يكون لبنان مسرحاً ومنطلقاً للعداء للسعودية، فأبدى باسيل ارتياحه إلى كلام الجبير وأبلغه بأن لبنان سيلتزم بسياسة النأي بالنفس ولن يقبل بسياسات عدائية للمملكة. كل ما حصل يخالف ذلك.

هل إنقاذ لبنان من الفراغ الرئاسي والحكومي ممكن في ظل المعادلة الراهنة التي تتحكم بموازين القوى سواء في البرلمان حيث الأكثرية السيادية مشتتة، أو على المسرح السياسي حيث يلعب سلاح «حزب الله» وفائض القوة دوراً في التوجهات السياسية وفي النفوذ على الرئاسة وداخل الحكومة؟

تعتبر المصادر الدبلوماسية نفسها أن هناك صعوبات تواجه إنهاء الفراغ الحكومي، مع أن بعض القيادات يدرك حراجة الوضع الراهن ويسعى لتطويق أي انفلات ويتحرك من أجل التوافق على الحكومة، وإذا تعذر على رئيس لتقصير مدة الفراغ. كما أن هذه المصادر تشير إلى تطورات في موقف «حزب الله» حيال الرئاسة، من خلال المعطيات عن المراجعة الداخلية التي قامت بها قيادته للمرحلة السابقة. وفق هذه المصادر تفيد المعطيات التي تكونت لديها أن تقييم الحزب للسنوات الست السابقة من عهد الرئيس عون انتهى إلى الإقرار بغلبة السلبيات على الإيجابيات، وأنه لا بد من مجيء رئيس لا يكون امتداداً للعهد المنقضي.

كما أنّ هذا التقييم يعتبر أن شعبية الحزب تعرّضت للضرر جراء التحالف مع العهد الرئاسي وبعد انفجار الأزمة المالية الاقتصادية في 17 تشرين 2019 ولا بد من التفتيش عن معادلة توافقية على الرئيس الجديد لتجنب المزيد من التآكل في القاعدة الشعبية الموالية للحزب، والذي ظهر في إحجام نسبة عالية من بيئته الحاضنة عن الاقتراع خلال الانتخابات النيابية الأخيرة في أيار الماضي. لا تجزم المصادر إياها بأن الحزب صار جاهزاً لتسوية أو للتوافق على رئيس للجمهورية، أو أنه مستعد لتقديم تنازلات، وتكتفي بمراقبة بعض المؤشرات ورصد نوايا الحزب. بل هي تعتبر أن التسهيل الذي قدمه في شأن إنجاز الاتفاق على ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل له علاقة بالمفاوضات الإيرانية الأميركية على النووي الإيراني، أكثر مما هو مؤشر إلى تسهيل الحلول على الصعيد اللبناني الداخلي. فهناك من يعتقد في المقابل أنّ «حزب الله» سيتشدد أكثر في المرحلة المقبلة، في شأن هوية رئيس الجمهورية المقبل، وفي الإبقاء على حليفه الرئيسي في الساحة المسيحية، ثنائي الرئيس عون وصهره النائب جبران باسيل قوياً في مواجهة خصومه المسيحيين وفي مقدمهم حزب «القوات اللبنانية».

 

إقفال 3 مصارف في النبطية يثير نقمة الموظفين والمتقاعدين!

رمال جوني/نداء الوطن/19 تشرين الأول/2022

عملياً، دخل قرار إقفال مصارف «بيبلوس» و»ميد» و»مصر لبنان» BML حيّز التنفيذ، لتلقى المهمة على عاتق الصرّاف الآلي الذي لن يلبّي الحاجة. مئات المودعين ومعظمهم من موظفي القطاع العام والمتقاعدين والمتعاقدين بات عليهم ان يقصدوا المصرف المركزي في بيروت لتقاضي رواتبهم والمساعدات، ما يعني انّهم سيتكبّدون كلفة مالية باهظة في ظل غياب اي خطة لدمج المصارف، ما يضع اموال المودعين في مهبّ الضياع. ويؤكد مصدر في أحد المصارف المقفلة «أن وقف هذا الأمر يكون بالدمج والقضاء، استباقاً لإعلان أي مصرف افلاسه، حينها يمكن القول «باي باي» لاموال المودعين»، من دون أن يخفي أنّ هناك خطة لدفع الرواتب عبر الـOMT أو الـ BoB Finance ولكنها قد لا تبصر النور، وسيضطرّ المواطن لقطع مسافات لانجاز معاملة له نتيجة حصر المصارف في بيروت، وهو أمر يرى المصدر انه لا يمكن ردعه الا بدعاوى قضائية لحجز الاموال والا انتهى زمن المصارف.

بكثير من الصدمة تلقّى المودعون الخبر رغم تأكيدهم انهم لن يفعلوا شيئاً، كنوع من الاستسلام. لم تتمالك حلا اعصابها، صرخت بأعلى صوتها امام بنك «مصر لبنان» BML في النبطية مطالبة بحقّها في راتب والدها المقعد والمتقاعد من الجيش اللبناني، مرّت ثلاثة اشهر ولم تتمكّن من سحب راتبه البالغ 950 الف ليرة، واليوم رفض الصرّاف الآلي بطاقتها، ما دفعها لرفع الصوت عالياً: «ما معي حقّ دوا لبييّ، والمصرف ما بدو يعطيني المعاش»، وردّدت وهي تجهش بالبكاء: «خبروني انو المصرف سيقفل الجمعة، يعني ما بقى في رواتب ولا من يحزنون، لمين منشكى ولمين منقول بيكفي؟».

تمثّل حلا حالة من مئات حالات المودعين القاسية التي ستذوق ويلات اقفال فرع «مصر لبنان» في النبطية، كما بنك «ميد» و»بيبلوس» وغيرها وحصر السحوبات بالصرّاف الآلي الذي عادة يكون فارغاً، وقد ينعكس على حياة المتقاعدين والمتعاقدين وموظفي القطاع العام، الأكثر تأثّراً بالاقفال. لا تعرف رانيا كيف تسحب المساعدة الاجتماعية، فالمصرف مقفل، ولا يمكن سحبها الا من داخله، ما يعني أنّها ستفقدها، وستفقد معها قدرتها على تأمين متطلبات الحياة اليومية. تحار ماذا تفعل وكيف ستحصل على حقهّا وحتى راتبها، فالصرّاف الآلي بحسبها لا يقبل بسحب سوى 100 دولار اما في حال كان هناك تراكم من الشهر الماضي فلا يسحبه لأنه من خارج الراتب، اي كما تقول «تضييق الخناق علينا، وفي حال قررنا المراجعة علينا ان نقصد المصرف المركزي اي دفع مليون ليرة ثمن بنزين لتحصيل ٣ ملايين ليرة، هل يوجد ذل اكثر من ذلك؟».

لم يبلّغ المودعون مسبقاً بقرار الاقفال النهائي، تبلغوا صباح امس شفهياً، الأمر الذي صدمهم كما يقول جلال وهو يسأل عن التأمين المصرفي الذي يفترض ان يعوّض عليه خسارة وديعته، لم يتقبّل فكرة ان المصرف أقفل نهائياً، غير انه لن يفعل شيئاً، لانه يؤمن أن لا دولة تحمي حقوق المواطنين، وكثر مثله استسلموا وقرّروا عدم رفع الصوت، أقلّه هذه الفترة. غير أنّ الصرخة ستخرج بداية الشهر المقبل على حدّ ما يقول أحد الموظفين، ويرى أن قرار الاقفال كان متوقّعاً ولكن المفاجأة انه من دون خطوات دمج، لافتاً الى أنّ الصرّاف الآلي لن يلبّي حاجات المودعين، بل ستحلّ الكارثة نهاية الشهر. الموظف الذي أصبح عاطلاً عن العمل مثله مثل كل موظفي المصارف التي اقفلت، تحوّل مودعاً مذلولاً على حدّ وصفه، ينتظر الـ200 دولار التي سيتقاضاها من تعويض نهاية الخدمة الذي وضع في الحساب، ولم يصرف «كاش» . ما يؤسف الموظف المصروف أنّ لا خطة اصلاحية للمصارف ومصرف لبنان تركها تقارع مصيرها، من دون أن يتدخّل لحماية اموال المودعين. لم يتداع المودعون الى التحرّك لمواجهة هذا القرار، ولن يبادر أحد منهم لرفع دعوى قضائية، ربما لأنه لا ثقة بالقضاء وربما لانهم استسلموا، حاكم مصرف لبنان وحده قادر على وضع اليد على المصرف وادارته ريثما يتم دمجه مع مصرف آخر، ولكنه لا يتدخل لغاية في نفس يعقوب.

اذاً، مرحلة جديدة من ذل المواطن انطلقت، والآتي أعظم.

 

بري على الخط الرئاسي... فهل يُخرج "السلّة

راكيل عتيّق/نداء الوطن/19 تشرين الأول/2022

يعمل رئيس مجلس النواب نبيه بري على الخط الرئاسي «عالهدا»، وكعادته لا يقول «فول إلّا تيصير بالمكيول». قريبون منه يؤكدون أنّه يريد رئيساً جديداً للجمهورية سريعاً، فهو «مشتاق يشوف الرئيس». وإذ تبقى دعوة رئيس المجلس الثابتة وكلمته الواحدة في عملية انتخاب الرئيس: التوافق، يوضح مطّلعون عن كثب على عمله ونشاطه، أنّ إصراره على التوافق لا يعني تأجيل إنجاز الاستحقاق بل هو مُنطلق من أنّ التوافق وحده يأتي بالرئيس المنشود وإلّا سيشهد البلد 6 سنوات جديدة أسوأ من سنوات العهد الحالي. يبقى بري على التزامه الدعوة الى جلسات انتخابية على رغم عدم توافر هذا التوافق حتى ضمن الفريق الواحد، إن كان الثامن من آذار أو المعارضة. أمّا فريق بري فيعتبر أنّه ليس في عداد فريق معيّن، بل مع جميع الأفرقاء اللبنانيين، وليس بالضرورة أن يتفق مع «حزب الله» رئاسياً، وهذا ما حصل عام 2016، حين كان بري أبرز المعارضين لانتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، وكان يعلم أنّ التسوية الرئاسية التي أتت بعون آنذاك لا يُعوّل عليها. وأثبتت الأحداث لاحقاً ذلك، إن على مستوى فشل التسوية بين عون ورئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل ورئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري أو على مستوى «اتفاق معراب» بين عون وباسيل ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع. فلا التسوية مع الحريري دامت ولا «اتفاق معراب» طُبّق مع وصول عون الى كرسي الرئاسة الأولى.

قبل التسوية التي نُسجت بعد سنتين ونصف السنة من الفراغ الرئاسي الذي فرضه «حزب الله» لإيصال عون، طرح بري «سلّة رئاسية متكاملة» تشمل الاتفاق على رئيس وحكومة برئيسها وحصصها وإصلاحات وحتى قانون انتخاب جديداً، وذلك لتأمين التوافق الوطني بحدّه الأدنى للرئيس الجديد لمواكبته في عهده لتحقيق بقية مكونات السلّة. إلّا أنّ «سلّة تفاهمات» بري والناتجة ممّا طرحه على طاولة الحوار في أيار 2016، جوبهت بالرفض من «التيار الوطني الحر» ومن فريق 14 آذار آنذاك الذي اعتبر أنّها سلّة «حزب الله» وتستهدف الوصول الى مؤتمر تأسيسي.

كذلك رفضت بكركي سلّة بري هذه على اعتبار أنّها غير دستورية وتمسّ بصلاحيات الرئيس، فكانت عظة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي المدوية ضدّ «السلّة المتكاملة»، في تشرين الأول 2016، بحيث أكد أنّه «محظور القبول بتقييد أي مرشح رئاسي بسلّة شروط أو تفاهمات مسبقة لانتخاب رئيس للجمهورية». وسأل: «كيف يقبل أي مرشح للرئاسة الاولى ذي كرامة وادراك لمسؤولياته أن يُعرّى من مسؤولياته الدستورية بفرض سلّة شروط عليه غير دستورية وأن يحكم كأداة صمّاء...»، فردّ بري على الراعي بالقول: «بين سلّة للاشخاص التي اقترحتم وسلّة الافكار التي قدمتها في الحوار أترك للتاريخ أن يحكم أيّهما الدستوري وأيّهما الأجدى...». التاريخ أثبت أنّ بري كان محقاً، بحسب ما يرى قريبون منه، ويعتبرون أنّ «الأطراف التي لم تجارِه آنذاك لعلّها باتت تدرك الآن تبعات عدم قبولها بالسلّة». فهل يُخرج بري سلّة 2016 الرئاسية في انتخابات 2022 أم يطرح سلّة جديدة تحمل تفاهمات تتطلّبها المرحلة المقبلة؟ وهل يقبل بها الأفرقاء الآخرون إن كانوا موالين أو معارضين؟

الإجابة على هذه الأسئلة غير متبلورة بعد، وتحتاج بعض «الانتظار». إلّا أنّ الأكيد أن سلّة بري الرئاسية لدورة 2022 تُفتتح بالدعوة الى التوافق على رئيس. وبالتوازي إنّ البعض من فريق بري يؤيد أن يطرح رئيس المجلس سلّة انطلاقاً من دوره في الحوار والتفاهم مع جميع الكتل النيابية نظراً الى موقعه الدستوري والسياسي، فهو «يحكي» مع الجميع. ويعتبر هؤلاء أنّه ليس معقولاً أن يأتي «رئيس تحدٍّ» من أي فريق كان وإلّا سيواجه ما واجهه عون. فإذا لم يكن هناك بعض التضامن الوطني مع أي رئيس وشبه اتفاق على شكل الحكومة والمرحلة المقبلة، فـ»فالج لا تعالج». وإذ يعترف هؤلاء أنّ التوافق الداخلي يحتاج الى دعم دولي، يعتبرون أنّه يمكن إنجاز الاستحقاق الرئاسي انطلاقاً من توافق داخلي مع دعم دولي كما حصل في ملف الترسيم، وسيهنئنا «العالم كلّه»، كما هنّأنا بإنجاز اتفاق الترسيم. فإذا لم نخلع عباءة «العنتريات» و»نلبس» عباءة التوافق واللقاء، بحسب هؤلاء، لن يُنتخب رئيس في فترة معقولة.

لكن حتى الآن لا يزال القرار لدى اللبنانيين ويمكنهم التوافق على رئيس بحسب المصادر نفسها، خصوصاً في ظلّ توافق عربي ودولي على ضرورة انتخاب رئيس وضمن المهلة الدستورية، فغالبية الجهات الخارجية تحشر الأفرقاء اللبنانيين وتهدّد بـ»الويل والثبور وعظائم الأمور»، إذا طالت فترة الفراغ الرئاسي.

 

"الطاولة السويسرية" عمرها سنتان... وهذه قصّتها

كلير شكر/نداء الوطن/19 تشرين الأول/2022

لا حاجة لمن يبلغ السعودية أو فرنسا أو حتى الولايات المتحدة الأميركية، بأنّ اتفاق «الطائف» معتلّ. الاعتلال وقع منذ تسييل «وثيقة الوفاق الوطنيّ» وانتقالها من الورق إلى التطبيق. أهمل الكثير من البنود، وتحوّر بعضها، فيما أظهرت الممارسة الجانب التعطيلي من الاتفاق على حساب الجانب المنتج.

ولا داعي للإنكار أنّ الإتفاق بعد أكثر من ثلاثة عقود على وضعه، بات يحتاج إلى مراجعة نقدية، تطوّره، تحسّنه وتعيد إليه الروح الإنقاذية، بعدما صار «تقّالة» على المؤسسات الدستورية. ولا بدّ بالتالي من جلوس اللبنانيين إلى طاولة مستديرة يلقون عليها، ودفعة واحدة، كل هواجسهم ومخاوفهم وتطلّعاتهم. وبالتالي لكل مشروع، خطوة أولى. ومع ذلك، تبدي السعودية، ومعها بعض الأطراف اللبنانية، حرصاً شديداً على الإتفاق، لتحيل تمسّكها به، شرطاً أساسياً لعودتها السياسية إلى لبنان من باب إبقاء التوازنات الداخلية على حالها لا سيما في ما خصّ السلطة التنفيذية.

ولعلّ هذا الاعتبار، قد يكون واحداً من الأسباب التي أملت على السفير السعودي وليد البخاري، بالتكافل والتضامن مع «القوات»، بالتصويب على العشاء - الحوار الذي قررت السفارة السويسرية رعايته بين مجموعة من السياسيين الحزبيين والمستقلين، نظراً لحرص بلادها على استقرار لبنان وعافيته السياسية، وهي التي سبق أن أدّت أدواراً إيجابية في هذا الصدد، مع العلم أنّ الجهة المشرفة على المشروع الحواري، وهي منظمة «هيومن دايلوغ» عملت طوال الفترة التحضيرية للمشروع على إحاطته بجدار من السريّة والكتمان من باب حمايته وإنجاحه.

فكيف ولدت تلك الفكرة؟

يقول المتابعون إنّ هذه المنظمة تتعاطى الحوار السياسي في أكثر من 40 دولة، ولها خبرة طويلة في هذا المجال، مشيرين إلى أنّها بدأت نشاطها في لبنان منذ العام 2017، وهي انكبّت على هذا المشروع منذ أكثر من سنتين بعدما أجرت جولة موسّعة من الاجتماعات شملت مختلف الأطراف اللبنانية، الرسمية وغير الرسمية، بلغت شخصيات من المجتمع المدني وعاملين في الشأن العام. وكانت خلاصة تلك اللقاءات الثنائية، أنّ هناك حاجة ماسة لإطلاق طاولة حوار سياسي لا تستهدف الإطاحة باتفاق «الطائف» أو نسفه أو تفريغه، لا بل تهدف إلى البحث في كيفية تطبيق كامل بنوده لا سيما تلك غير المطبّقة، وضمان استقرار لبنان على المستويات السياسية والاقتصادية والمالية وحتى الدولية. ويتردّد أنّ مسؤولي المنظمة أجروا أكثر من 70 اجتماعاً ولقاء وذلك قبيل الانتخابات النيابية تناولت بشكل خاص البحث في أي لقاء حواري يجب أن يتمّ للمساهمة في وضع حدّ لحالة التدهور الحاصلة. وقد تمنّى معظم من التقتهم المنظمة تأجيل المشروع إلى ما بعد الاستحقاق النيابي وما يمكن للمشهدية الديموقراطية أن تفرزه بعد فتح صناديق الاقتراع. على هذا الأساس أعادت المنظمة تحريك مولّداتها بعد الانتهاء من الانتخابات النيابية، فأعادت تفعيل جسور التواصل مع مختلف القوى السياسية وبعض الشخصيات المستقلة، للاتفاق على موعد محدد للانطلاق في ورشة حوارية «طويلة النفس» برعاية الدولة السويسرية التي قررت استضافة الحوار فيما تولّت منظمة «هيومن دايلوغ» رعاية هذا المشروع.

في الواقع، يقول المتابعون إنّ المنظمة حرصت على إبعاد حركتها عن الضوضاء الإعلامية منعاً لاحتراق «الطبخة» أو تحميلها أكثر مما تحتمل، خصوصاً أنّه مسار طويل قد يتطلب عشرات الاجتماعات واللقاءات بين المجموعة المقترحة للحوار، والذي كان مخططاً له أنّ يحطّ رحاله في نهاية المطاف في مجلس النواب ليكتسب صفة رسمية اذا ما حصل الاتفاق عليه. ويضيف هؤلاء أنّ القائمة الموزعة للأسماء المرشحة للحوار، لم تكن دقيقة بالكامل، كونها تضمّ أسماء إضافية منها مثلاً الوزيرة السابقة ريا الحسن التي اختيرت نظراً لخبرتها المالية والإدارية ولكونها شاركت في العديد من اللقاءات الحوارية.

ويؤكدون أنّ المنظمة لم تتدخل لا في الأجندة الحوارية ولا في مساراتها، ولا في بنودها. وهي تكتفي بدورها التسهيلي، ولم يكن ذا نوايا تخريبية لا سيما بحق اتفاق «الطائف» والمؤسسات الدستورية. ولهذا، يعتقد أحد المشاركين المؤيدين للمشروع، أنّ الإجهاز على المحاولة لم يكن في محله ولا يبرره إلّا التوتر الحاصل في العلاقة الأميركية - السعودية، والأرجح انزعاج السعوديين من إبعادهم عن الاتفاق الحدودي الذي تولّت واشنطن حياكته بمعزل عن شركائها في الملف اللبناني. في الخلاصة، المشروع لا يزال قائماً، لم يتعطّل وإنما تأجّل لبعض الوقت إلى حين استكمال النقاش وتوضيح الإلتباسات التي أثارها سواء بالنسبة إلى بعض القوى المحلية أم الاقليمية.

 

هذه الرسالة يجب أنْ تصل

عقل العويط/النهار/19 تشرين الأول/2022

يؤسفنا أنْ ننوب عن نفسنا وعن ألوفٍ مؤلّفة من المواطنين (300 ألف ناخب فما فوق) لنكتب الآتي: هناك نوّاب انتخبناهم في كلّ لبنان، بعضهم لا يستحقّ أنّنا انتخبناهم. كلّ ما نستطيع قوله سنقوله في هذا الشأن، متفادين في الآن نفسه إلقاء الزيت على النار، ومتجنّبين تعزيز فلسفة التشرذم والتبعثر الضاربة أطنابها في الرؤوس الحامية. لعلّ وعسى.

قد يخطر في البال أنْ نصف ما يجري في أوساط (بعض) النوّاب المستقلّين والسياديّين بقصر النظر السياسيّ - الوطنيّ (هل يمكننا استخدام كلمة "الغباء" بدون أنْ نخرج على التهذيب والللياقة؟!)، الذي قد لا يكون مقصودًا (والله أعلم؟!)، والذي قد يكون مقصودًا. وهنا الطامة الكبرى.

بدون إيضاحاتٍ فائضة، أو ثرثراتٍ، أو إطالة شروحٍ تزيد الطين بلّة، ننبّه مَن يهمّهم الأمر (هل ثمّة مَن – بعدُ - يهمّه مثل هذا الامر؟!) إلى أنّ جماعة 8 آذار ومَن يمشي في ركابها، تسير بخطًى ثابتة، وإنْ وئيدة، نحو تأمين شروط فوزها في الانتخاب الرئاسيّ، بدعمٍ موضوعيٍّ (نعم موضوعيّ) من نوّابٍ لا ينتمون "مبدئيًّا" و"نظريًّا" إلى جماعة الممانعة. سيسألنا أحدهم قائلًا: ماذا تعنون "بدعم موضوعيّ من نوّابٍ لا ينتمون "مبدئيًّا" و"نظريًّا" إلى جماعة الممانعة"؟ هل تقصدون أطرافًا معيّنين؟ نوّابًا معيّنين؟ جوابي: نعم، نقصد أطرافًا ونوّابًا انتخبتهم قواعد سياديّة ووطنيّة وتغييريّة ومستقلّة، تناهض قوى العصابات السياسيّة المستفحل شأنها في بنى السلطة. علمًا أنّ الجواب اليقينيّ الصافع في مسألة انتخاب الرئيس موجودٌ تحت إبط بعض النوّاب الجدد (وفي رؤوسهم) الذين ستكلّف البلادَ غاليًا، وغاليًا جدًّا، مواقفهم الاعتباطيّة، التي إنْ دّلت أو كانت ستدلّ قريبًا على شيءٍ سياسيّ، فعلى ما يوازي تفجير مرفأ العاصمة اللبنانيّة، وما يوازي التخلّي عن الخطّ 29 في مسألة "التطبيع البحريّ" بيننا وبين العدوّ الإسرائيليّ.

مفهوم؟!

لا نقصد تدبيج الكلام الترميزيّ، ولا التعمية، بل فقط عدم التأجيج السلبيّ، داعين هؤلاء الاطراف والنوّاب (يعرفون أنفسهم ونحن نعرفهم) إلى الكفّ الفوريّ عن هذا التمادي الغاشم الذي سيفضي حتمًا إلى كارثةٍ سياسيّة ووطنيّةٍ لن يكون في مقدور أحدٍ التنبؤ بمآلاتها ومترتبّاتها المصيريّة.

ما يحدث خصوصًا على مستوى تكتّل نوّاب 17 تشرين ينذر بشرٍّ وطنيٍّ مستطير. فليتحمّلوا وغيرهم (هؤلاء أيضًا معروفون بالأسماء) مسؤوليّة هذا التهوّر المخجل )والمريب) الذي يلزمه الكثير من الخلقيّات والمعايير الوطنيّة ليلجم سقوطه الحرّ chute libre في الهاوية.

هل نحن نادمون على انتخاب بعض هؤلاء؟ ألوفٌ مؤلّفة من المواطنين تطالبنا بأنْ نكتب ذلك بلا مواربة. وعلنًا. وبقسوة. لأنّ هذه الرسالة يجب أن تصل. والسلام.

 

لبنان وإسرائيل... على هامش اتّفاق الترسيم الحدوديّ

حازم صاغية/الشرق الأوسط/19 تشرين الأول/2022

ليس التذكير بلحظات من الماضي مضيئة، أو على الأقلّ معقولة، اقتراحاً بالعودة إلى ذاك الماضي، أو تنزيهاً له من النواقص والعيوب. فما من عودة ممكنة أيّاً كانت العودة وأيّاً كان الماضي، على ما علّمتنا أطنان من البراهين والتجارب في منطقتنا وفي العالم.التذكير والاستشهاد بتلك اللحظات لهما، في المقابل، وظائف ثلاث: التدليل على أعطال الحاضر وقصوره، ومحاكمة الزمن على نحو يجافي التطوّريّة الساذجة (اليوم أفضل من الأمس، والغد أفضل من اليوم...)، وأخيراً رفض المنطق الذي يحصر السياسات في خيار راهن واحد أوحد، هو غالباً المقاومة، يقال لنا إنّه قدرنا وإنّ التاريخ لم يمنّ علينا بسواه.

بمناسبة اتّفاق ترسيم الحدود البحريّة اللبنانيّة – الإسرائيليّة، نستعيد النظريّة اللبنانيّة حيال العلاقة بالدولة العبريّة منذ نشأتها في 1948.

فأوّلاً، وفّرت الهدنة التي وُقّعت عام 1949 حدوداً هادئة على مدى ما يقارب العقدين، كما أعادت للبنان 13 قرية كان الإسرائيليّون قد احتلّوها في حرب 1948.

وثانياً، تأدّى عن المقاطعة الاقتصاديّة التي أقرّتها الجامعة العربيّة، وفي عدادها لبنان، حماية الاقتصاد اللبنانيّ من منافسة الاقتصاد الإسرائيليّ، وخصوصاً حماية نموّ مرفأ بيروت من مرفأ حيفا.

وثالثاً، حدّت من أدلجة النزاع مع إسرائيل، إذ حصرته في المجالات الدبلوماسيّة والثقافيّة والإنسانيّة. بهذا حاولت أن تنتزع من الطوائف سبباً آخر من الأسباب التي تغذّي التناحر والخوف الداخليّين وما قد ينجم عنهما من تسلّح وتسلّح مضادّ.

ورابعاً، ألغت الحاجة إلى بناء جيش قويّ لا يثقل على صدر الاقتصاد الوطنيّ الضعيف فحسب، بل يوهن الحياة الديمقراطيّة ويضاعف العوامل التي تهدّدها. أمّا تجارب الجيوش والانقلابات العسكريّة في العالم العربيّ فلا تحوجنا إلى براهين.

وأخيراً، أمّنت التساوق والانسجام مع الوضع العربيّ الذي ينتمي لبنان إليه جغرافيّاً، كما تربطه به مصالح اقتصاديّة ومعطيات ثقافيّة، دينيّة ولغويّة.

هذا جميعاً ما كان ليكون ممكناً لولا احتكار جهاز الدولة للسلاح، وكون الدولة مصدر التحكيم في الحياة السياسيّة وفي منازعاتها، وهو ما شرع يهتزّ أواخر الستينات. والحال أنّ عيب هذه النظريّة لم يكن كامناً فيها، بل في ما أحاط بها من تقاسم طائفيّ كان يمكنه أن يكون أكثر عدلاً، ومن تعامل مع اللاجئين الفلسطينيّين كان يمكنه أن يكون أكثر رحابة وتغليباً للإنسانيّ الجامع على الطائفيّ المسكون بالهواجس. مقابل هذه النظريّة ظهرت نظريّتان قصويان ونقيضتان، لكلّ منهما لون طائفيّ لكنّ الأخذ بهما أطلق سيلاً من الكوارث والنكبات:

الأولى محورها فكرة المقاومة، الفلسطينيّة بالأمس والشيعيّة اليوم.

لقد انتهى المطاف بالمقاومة الفلسطينيّة إلى حرب أهليّة - إقليميّة ظلّت تتناسل حتّى 1989 وتخلّلها غزوان إسرائيليّان، صغير في 1978 وكبير في 1982، ووصاية سوريّة بدأت في 1976 ولم تنتهِ، ولو بشيء من التقطّع، إلاّ بمجزرة 14 فبراير (شباط) 2005. أمّا المقاومة الشيعيّة فرأت فيها باقي الطوائف إخضاعاً واستتباعاً وإمعاناً في تعطيل الدولة وحروباً عدّة في الجنوب والشرق كرّست الالتحاق بإيران وبـ«سوريّا الأسد». في هذه الغضون، ولا سيّما مع توقيع الاتّفاق الحدوديّ الأخير، تكشّف كم أنّ المبرّرات الآيديولوجيّة مجرّد ذرائع للتمكين الطائفيّ، وكم أنّ مأساة الفلسطينيّين لعبة سهلة في أيدي المشاريع الطائفيّة. من جهة أخرى، وكردّة فعل على نظريّة المقاومة وما رافقها من تسلّح، وُلدت نظريّة التطابق مع إسرائيل طلباً لحمايتها. لقد نشأت هذه النظريّة مع محاصرة جبل لبنان والمناطق المسيحيّة ثمّ وجدت تتويجها مع انتخاب بشير الجميّل رئيساً للجمهوريّة في ظلّ غزو 1982 الإسرائيليّ. تلك التطوّرات بدت لغير المسيحيّين إخضاعاً واستتباعاً. هكذا اغتيل الجميّل، ثمّ طُردت الدولة من العاصمة في 6 فبراير 1984، ونشبت «حرب الجبل» التي دمّرت العمود الفقريّ للدولة والمجتمع.

الآن، قد يكون من المبكر وصف اتّفاق الترسيم البحريّ الأخير واشتقاق نظريّة منه أو له. لكنّ المؤكّد أنّ مسألتين سوف تبلوران ذلك على المدى الأبعد: بناء الدولة العادلة والحؤول دون هيمنة جماعة ما من الجماعات الأهليّة على سواها، وهما في آخر المطاف مسألة واحدة.

إنّ التعامل مع إسرائيل ليس بالأمر السهل: لا تسميتها «عدوّاً» يحلّ المشكلة ولا الإعجاب بها والتطابق معها يحلّها، ولسوف يكون من الصعب والمجحف أن يُناط ببلد كلبنان، ضعيف ومفكّك، أن يجترح التصوّر الصائب لهذه المسألة البالغة التعقيد. أغلب الظنّ أنّ فائدة ما قد تنجم عن المقارنة بين النظريّات الثلاث المذكورة أعلاه. أغلب الظنّ أنّ ذلك لن يحصل.

 

نفاق أم عجز؟

طارق الحميد/الشرق الأوسط/19 تشرين الأول/2022

منذ أسابيع والأوكرانيون يشتكون، ويحذّرون، من خطورة الطائرات المسيّرة الإيرانية التي يستخدمها الروس في الحرب بأوكرانيا، إلا أن الإدارة الأميركية، تحديداً، تفضل الحديث عن خفض إنتاج «أوبك بلس»، وانتقاد السعودية بشكل سخيف.

الأوروبيون على علم بذلك أيضاً، بل تمت مناقشتهم الشهر الماضي في نيويورك، وقيل لهم صراحةً: «الآن تهتمون بالمسيّرات الإيرانية المعطاة لروسيا ونحن كنا نحاول لسنوات إقناعكم بخطرها علينا... هل أوروبا أهم من باقي الدول؟».

ورغم كل ذلك لم تتحرك الإدارة الأميركية والأوروبيون لوضع حد للإرهاب الإيراني المتمدد، بل يُمعنون في الحديث عن كيفية إيجاد بدائل أفضل للتواصل مع الإيرانيين، وإلى قبل أسبوع، وإلى أن أحرجتهم الاحتجاجات السلمية بإيران، والتي وضعت الغرب والملالي في حرج شديد.

والاثنين الماضي قال ميخايلو بودولياك، مستشار الرئيس الأوكراني، إن إيران مسؤولة عن «جرائم قتل أوكرانيين» بعد أن هاجمت روسيا مدناً أوكرانية بطائرات مسيّرة إيرانية الصنع من طراز «شاهد - 136».

وكتب مستشار الرئيس الأوكراني على «تويتر» رأياً دقيقاً، ولافتاً، حيث قال: «إيران مسؤولة عن قتل أوكرانيين. فالدولة التي تضطهد شعبها تقدم الآن أسلحة فتاكة لقتل أعداد كبيرة من الناس في قلب أوروبا»، مضيفاً، وهنا المهم بل الأهم: «هذه هي عواقب الأعمال غير المنجزة، والتنازلات لنظام استبدادي. وهذه حالة تكون فيها العقوبات غير كافية». وهذا صحيح تماماً، وكل الشواهد تؤكده. لولا التساهل الأميركي، وخصوصاً منذ فترة الرئيس أوباما الذي حاول بكل سذاجة إعادة تأهيل النظام الإيراني، والتساهل الأوروبي لَمَا تدخلت إيران في أوروبا، ناهيك بتدخلها في أربع عواصم عربية.

وأقول سذاجة سياسات أوباما لأنه بنفسه، أي أوباما، اعترف قبل أيام، بالصوت والصورة، بأنه أخطأ في عدم دعم الثورة الإيرانية الخضراء عام 2009 وبدلاً عن ذلك انتهج مع إرهابيي إيران سياسة «اليد الممدودة».

أوباما الذي قالت إدارته للرئيس الراحل حسني مبارك إبان الربيع العربي المزعوم «ارحل، والآن تعني الآن»... نفس حزبه، وأعضاء إدارته السابقون، وهم حاليون الآن، حاولوا، وحتى قبل أسبوع، إعادة تأهيل نظام الملالي لولا أن احتجاجات الشعب الإيراني أحرجتهم. ويقول أوباما ذلك الآن من أجل ركوب الموجة، ودعم الديمقراطيين في الانتخابات النصفية. والقصة في الولايات المتحدة لا تقف عند حد الإدارة الحالية، بل حتى شخصيات تعيش خارج الزمان، مثل بيرني ساندرز، الذي أشك أنه قرأ خبراً عن منطقتنا، ومنذ عام 2001 هذا إذا كان يقرأ أصلاً.

وكذلك أوروبا التي كانت تحشد، وإلى قبل أسابيع، من أجل دخول الأسواق الإيرانية، والحصول على الطاقة من هناك، لم تكن تكترث لحقوق الإنسان، مثلها مثل إدارة بايدن، التي تحاول استغلال قرار «أوبك بلس» لتحقيق مكاسب انتخابية.

خلاصة القول هو ما قاله مستشار الرئيس الأوكراني بأن «هذه هي عواقب الأعمال غير المنجزة، والتنازلات لنظام استبدادي. وهذه حالة تكون فيها العقوبات غير كافية». فهل تستوعب الإدارة الأميركية والغرب ذلك؟ أم أنهم عاجزون عن فعل ذلك؟ أم هو النفاق؟

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

رئيس الجمهورية أطلق اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار:  نجحت في إيصالها الى اعلى منبر أممي وسنسعى للإتيان بدعم دولي لها

وطنية/19 تشرين الأول/2022

أطلق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بعد ظهر اليوم في القصر الجمهوري ببعبدا، "اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار" التي كان بادر منذ بدء ولايته الرئاسية الى طرح فكرتها والسهر على تحقيقها، على الصعيدين اللبناني والدولي، وقد بذل الجهد من اجل تبنيها في الأمم المتحدة، الأمر الذي تحقق من خلال قرار صادر عن جمعيتها العامة في أيلول من العام 2019 بتأييد 165 دولة من أصل 167 دولة، بمعارضة الولايات المتحدة وإسرائيل. وشدد الرئيس عون خلال اطلاقه "الاكاديمية"، على ان "فكرتها تولدت لديه انطلاقا من التعددية التي تميز لبنان، والديانات التي يعرفها، ومذاهبها"، مشيرا الى انه من خلال تعاطيه في لبنان والخارج تعرَّف الى فئات كثيرة من البشر من انتماءات مختلفة، وقال:: "لاحظت انهم جميعا لديهم الاماني عينها التي لدينا. فالجميع يبغي العيش بسلام، ولديه صداقات مع الجميع". أضاف: "من المهم ان يتعرف البشر في مجتمع تعددي على الذين يختلفون معهم في الانتماءات الدينية والعرقية والثقافية. وهذا لا يتم الا من خلال التلاقي، والعمل معا على تحقيق اهداف مشتركة. من هنا ولدت لدي فكرة إنشاء هذه الاكاديمية، ونجحت في إيصالها الى اعلى منبر أممي". واشار الى أن "العدد الكبير للدول التي صوتت على إنشاء هذا المشروع أي 165 من أصل 167 دولة، إنما يؤشر الى الرغبة لدى الجميع في التقارب"، مستعرضا "تصاعد الأزمات في لبنان منذ خريف العام 2019 وصولا الى اليوم، من إقتصادية ومالية وسياسية وصحية، التي اعاقت إلانطلاقة المرتقبة للأكاديمية"، كاشفا ان "الإرادة هي أن تكون الاكاديمية مساحة تلاق بين افراد من جنسيات وحضارات وديانات متعددة، من مختلف انحاء العالم". وقال: "إن التلاقي بين الحضارات والاختلافات ينمي مشاعر متناسقة ويخفف من جهل الآخر. من هنا فإن إنتشار هذا الفكر المنفتح، من خلال الاكاديمية سيجعل من حامله رسولا ينقل ما تلقفه فيها الى بيئته ووطنه، ومنهما الى انحاء العالم". أضاف: "يمكنني التأكيد أن ما أسسناه في هذه الاكاديمية نابع من فكر كوني، ونقطة الانطلاق منه هي في لبنان". وتابع: "سنسعى للإتيان بدعم دولي لهذه الاكاديمية على مستوى العالم، لأن ما أرسيناه هو في خدمة العالم، وما علينا الا ان نكون جاهزين بتأسيسها وفق شروط علمية، تلبية لهذا المشروع الضخم". ولاحظ ان "دول شرق آسيا قابلت بحماس هذا المشروع بما يوازي الحماس الغربي، ويتقدم أحيانا عليه". وختم: "علينا ان نبدأ بالعمل وفق سنتي تعليم: الأولى مشتركة، بينما الثانية تخصصية اكثر ومن مواضيعها: بناء السلام، وحقوق الانسان، والثقافات والحضارات، وصولا الى النظرة حول الله والماورائيات وغيرها...".

وأشار الى ان "انطلاقة اعمال الاكاديمية وتطويرها سيحتوي على الكثير من الشغف".

الخوري

وقال منسق اللجنة الاكاديمية لـ"اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار" ناجي الخوري: "فخامة الرئيس، امامكم فريق عمل مؤلف من خمسة عشر اختصاصيا من أساتذة جامعيين وناشطين في مجال التلاقي والحوار، أتوا من جميع المناطق والمذاهب والخلفيات السياسية والاجتماعية. هذا الفريق الذي جمعته بمواقفكم وتوجيهاتكم بدأ عمله منذ ثمانية اشهر وانطلق من الورقة المفاهيمية التي وضعتموها ووزعتموها على الدول المشاركة في الأمم المتحدة، والتي نالت الموافقة باجماع 165 صوتا على 167 من الجمعية العامة تحت رقم 344/73 تاريخ 16/9 /2019". أضاف: "حاولنا فخامة الرئيس، منطلقين من هذه الورقة المؤلفة من ثلاث صفحات فقط والتي اعتبرناها ركيزة عملنا، ومن قناعتنا ان لبناننا الحبيب يجب ان يلعب دوره الحقيقي في التلاقي والحوار بين مختلف الثقافات والديانات والحضارات. وعملنا مع ما لدينا من خبرة وقناعة ومعطيات وحماس. نعم، هذا الفريق المتطوع عمل بحماس كبير آملا ان يساهم في جعل لبنان منصة دولية للحوار، وان اللبنانيين المتصارعين دوما يكونوا من اول المتعلمين والمستفيدين". وتابع: "بدأت العمل باستشارة كل الذين واكبوا، بطريقة او باخرى هذا المشروع منذ بدايته كي يصبح المنتوج النهائي خلاصة جهود الجميع من دون استثناء. تم تشكيل اللجان وحسب تعليماتكم بعيدا عن لعبة الـ 6 و6 مكرر او التوزيع المناطقي والجندري او تحويل هذا المشروع الوطني الى منصة عونية، واضعين نصب اعيننا الكفاءة ثم الكفاءة وحب الوطن والعمل بمجانية وتفان. وكان التركيز، في البدء، على اللجنة الاكاديمية لوضع تصور اولي. وبدأت الاجتماعات الطويلة في القصر الجمهوري حتى تجاوزت السبعة عشر اجتماعا، رافقهم حوالي الأربعين وثيقة نضعها كلها بين ايديكم مع ورقة الخلاصة التي وصلنا اليها. وخلال هذه المسيرة الفكرية فقدنا ويا للأسف، الصديق الغالي الدكتور محمد وجيه صبحي فانوس، من المفكرين المنتجين بكثافة في هذا الوطن، جاعلا من نفسه جسر عبور بين الطوائف والمعتقدات كافة."

وختم: "لقد انجزنا اول مرحلة من المهمة. ونقلنا العمل الى اللجنة الهندسية والتقنية وسيتابع مسيرته عبر اللجان المالية والقانونية والديبلوماسية والإعلامية حتى يصبح حقيقة. نشكركم لثقتكم الغالية على قلوبنا ونعدكم باننا، يدا بيد، وان بدأنا قلائل، سنمتد ونكبر ككرة ثلج، مستعينين بجميع الكفاءات وكل الارادات الطيبة، كلها يعني كلها".

كلاب

بدورها، قالت الدكتورة الهام كلاب بساط: "نشكركم فخامة الرئيس على استقبالكم اليوم اللجنة الاكاديمية لـ "اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار". ونشكر الأستاذ ناجي الخوري المنسق الدؤوب الذي كان له الفضل الكبير والهمة الفائقة في جمع هذه النخبة من الاكاديميين والمفكرين والادباء والأساتذة ومدراء المؤسسات التعليمية والجامعية. لقد عملت هذه اللجنة في اجتماعات متتالية على مدى حوالي الثمانية اشهر على تعريف "الاكاديمية" ومستوى التعليم والشهادات ومحتوى المناهج حتى نوعية المباني والمساحات الخضراء المتوافقة هندسيا مع نهج الاكاديمية وحاجاتها."

اضافت: "لقد وضعنا التصور الاولي وعرفنا بالاكاديمية كمؤسسة تعليمية دولية عالية تهدف الى:

*انتاج المعرفة المرتبطة بإشكاليات الحوار والتنوع وحل النزاعات.

*الاسهام الفاعل في بناء حضارة الاخوة والتلاقي والسلام.

ومن مهامها: التعليم والتعلم، الاعداد والتدريب المستمر، والأنشطة التفاعلية الإبداعية.

ومن شهاداتها: الماستر (كمرحلة انتقالية) في ثلاثة اختصاصات: بناء السلام، وحقوق الانسان، وثقافات وحضارات".

وختمت: "إن ما ميز جهد اللجنة الفكري والتنظيمي والتطوعي، هي الروح الوطنية البناءة والالفة الإنسانية التي جمعت بين افرادها، كأنها وعد باكمال وتطوير هذا المشروع علَّ هذه الاكاديمية تحمل جميع اللبنانيين، ومن خلال محن الحاضر، على دوام التلاقي والحوار".

الحضور

وحضر حفل الاطلاق الى الخوري وبساط الدكاترة: رلى ابي حبيب خوري، مرتان عقاد، زهيدة درويش جبور، وليد حمود، شادن هاني، الاب جورج حبيقة، باسم ملكي، هدى نعمة مطر، أنطوان طعمه، ديمة زين دو كليرك، رلى ذبيان وإيمان شمس الدين.

كتب شكر

 وفي نهاية اللقاء، سلم رئيس الجمهورية الأعضاء كتاب شكر على الجهود التي بذلها كل منهم في سبيل تحقيق هذه الانطلاقة.

وسام للراحل فانوس

على صعيد آخر، وفي ختام اللقاء أيضا، منح رئيس الجمهورية عضو اللجنة الاكاديمية "لأكاديمية الانسان للحوار والتلاقي" الراحل الدكتور وجيه فانوس وسام الاستحقاق الوطني اللبناني الفضي، تقديرا لعطاءاته الإنسانية والعلمية والأكاديمية.

وتسلم الوسام كل من زوجته الدكتورة إيمان شمس الدين، عضو اللجنة، وولداه الدكتورة لميس فانوس والأستاذ رمزي فانوس.

الصفدي

وكان رئيس الجمهورية التقى النائب والوزير السابق محمد الصفدي، واجرى معه جولة افق في الأوضاع الراهنة.

 

ميقاتي التقى سفيرة كندا وبيرم وفرونتسكا اكدت ضرورة تأليف حكومة واجراء الاصلاحات

وطنية /19 تشرين الأول/2022

استقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في السرايا صباحا المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا التي قالت بعد اللقاء: "أجرينا جولة افق وقدمت للرئيس ميقاتي التهنئة بإنجاز ملف ترسيم الحدود البحرية".

اضافت:"نحن نشجع  دائما على تأليف حكومة جديدة ونثمن جهود دولة الرئيس في هذا الاطار. كما تطرقنا الى القوانين الاصلاحية وعمل مجلس النواب لا سيما بالنسبة لقانون السرية المصرفية ونشجع انجاز الاصلاحات وفقا للاتفاق مع صندوق النقد الدولي، وعلينا ان نكون إيجابيين لما فيه مصلحة لبنان".

سفيرة كندا

كذلك استقبل الرئيس ميقاتي سفيرة كندا ستيفاني ماكولم.

 

جعجع: محور الممانعة سيستمر بتعطيل الجلسات!

 إذاعة "لبنان الحر/19 تشرين الأول/2022

أكّد رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع أننا "مستمرون بالقيام بما نقوم به في ما خص جلسة انتخاب رئيس الجمهوريّة العتيد غداً، وهو وضع كل قوّتنا لإتمام هذه الإنتخابات في المهلة الدستوريّة. وفي هذا الإطار يجب ألا ننسى ان الفترة المتبقية لنهاية ولاية الرئيس ميشال عون هي 11 يوماً وبالتالي من المفترض أن تقوم الأفرقاء كافة بتحديد مواقفها لنتمكن من الوصول إلى إتمام هذا الاستحقاق".

ولفت جعجع عبر إذاعة "لبنان الحر"، إلى أن "حزب القوّات اللبنانيّة منذ اللحظة الأولى حدد موقفه وطرح مرشحه وتمكنا حتى الآن من أن نجمع له ثلثي أصوات المعارضة على الأقل، ولكن للأسف الفريق الآخر، أي فريق الممانعة، لا مرشح له حتى الآن وليس هناك ما يدل في الأفق على أنه سيكون له مرشح لا بل بالعكس يبدو أنه سيكمل على المنوال نفسه في تعطيل جلسات انتخاب رئيس الجمهوريّة تحت ذريعة "أن التوافق لم يتم" وهذا بالطبع ذريعة لا أكثر ولا أقل باعتبار أن المسألة هي انتخاب رئيس جمهوريّة وليس التوافق حول رئيس الجمهوريّة".

واذ استغرب "دعوة فريق الممانعة إلى التوافق في انتخابات رئاسة الجمهوريّة"، سأل: "من هو هذا الرئيس التوافقي الذي تريدونه؟ من هو مرشحكم؟ نحن طرحنا من هو مرشحنا للرئاسة، إلا انه حتى هذه اللحظة لا مرشح لديكم، من هنا الذي يمكنني قوله في هذا السياق هو أن محور الممانعة بما لديه من أصوات في مجلس النواب، 60 أو 61 صوتاً، سيستمر في تعطيل جلسات انتخاب رئيس الجمهوريّة العتيد حتى اشعار آخر وسيكون بالتالي هو المسؤول بالدرجة الأولى عن اي فراغ رئاسي ينشأ بعد 31 تشرين الأول الجاري".

وقال: "الرئيس التوافقي بالنسبة لهم هو الذي يترك الأزمة المستمرّة منذ ما يزيد عن ثلاث سنوات على ما هي عليه، وطيلة هذه الفترة كان رئيس الجمهوريّة من فريقهم السياسي كما أن جميع الحكومات التي تشكلّت كانت تابعة لهم، ولم يفعلوا شيئاً خلال الثلاث سنوات الماضية بالرغم من خطورة الازمة. لذا الرئيس التوافقي الذي يدعون الى التوافق عليه هو الرئيس الذي يكمل المسيرة عينها، وإلا ليطرحوا اسمه علانية كي نرى لربما كنت أنا المخطئ بتصوّري، لأنه بالنسبة لي، إلا إذا ما طرحوا العكس، فهذا الرئيس التوافقي الذي يتكلمون عنه سيكون ضعيفاً ركيكاً لا لون ولا طعم ولا رائحة له وبالطبع هذا النوع من الرؤساء لن يشكل حلاً للأزمة الكبيرة التي نمر فيها".

وجدد جعجع التأكيد أن "محور الممانعة، أي حزب الله والتيار الوطني الحر وحلفاءهما، يتحملون مسؤوليّة الفراغ الرئاسي انطلاقاً من تعطيلهم في كل مرّة الإنتخابات الرئاسيّة"، وقال: "بالإضافة إلى هذا الأمر، هناك أيضاً أطراف في المعارضة أو محسوبون عليها لا يتقدمون ولا يتراجعون، كما لا يطرحون مرشحهم ولا يؤيدون المرشح الذي تؤيده أكثريّة الثلثين في المعارضة، وإن شاء الله في جلسة الغد سيكون العدد المؤيد له أكبر، إذا هذا الأداء الذي نتكلم عنه لبعض أطراف المعارضة يساهم في مكان ما بتعطيل انتخابات رئاسة الجمهوريّة".

وتمنى جعجع على "كل فريق من أفرقاء المعارضة ان يقوم بحسم موقفه في الإنتخابات الرئاسية باعتبار أن الخارطة أصبحت معلومة وبالتالي من يريد اتمام هذا الإستحقاق بات معلوماً ماذا عليه أن يفعل".

ورداً على سؤال، رأى جعجع أنه "سيتأمن النصاب في جلسة الغد في دورتها الأولى، لأن الخوف لا يعتري الفريق الآخر من إمكانية حصول النائب ميشال معوض على أكثر من 86 صوتاً كي يتمكن من الفوز في انتخابات رئاسة الجمهورية من الدورة الأولى، لذا سيلجأون إلى تعطيل النصاب في الدورة الثانية، لأنه عندها سيتخوف هذا الفريق من أن ينال معوّض بشكل من الأشكال 65 صوتاً وبالتالي يفوز بالإنتخابات".

أما بالنسبة لما حكي عن رابط ما بين الترسيم البحري والإستحقاق الرئاسي وإمكانيّة توظيف هذا الإمر في الإنتخابات، قال: "بالمبدأ ليس هناك أي رابط ما بين الأمرين، إلا أن البعض يحاول استثمار هذا الموضوع وتحديداً النائب جبران باسيل لكي يصوّر وكأنه منفرداً قام ببطولة "طويلة عريضة" لإنجاز هذا الترسيم، وبالطبع هذا الإستثمار ليس في مكانه أبداً ويجافي كل الوقائع التي نعرفها، فترسيم حدودنا البحريّة موضوع على طاولة البحث منذ قرابة الـ12 عاماً وعملت على اتمامه حكومات وادارات عدّة وعدد كبير من الأشخاص حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم. كما اننا ندرك ايضاً أنه من الناحية الأخرى، أن الولايات المتحدة الأميركيّة وفي ما بعد بعض الدول الأوروبيّة قد وضعت ثقلها كاملاً لإتمام هذا الترسيم انطلاقاً من المعطيات العامة التي لديها حيز كبير من الأهميّة بالنسبة لهذه الدول".

وشدد على انه "لا يمكن لأي شخص أن يعتبر أنه هو من أنجز الترسيم البحري، لأن هذا مناف للحقيقة باعتبار أن الضغط الأميركي - الأوروبي - الدولي خلال السنة الماضية هو السبب في اتمام هذا الإتفاق، انطلاقاً من وضع الطاقة بشكل عام في العالم ككل".

وقال: "لكل من يحاول استثمار ترسيم الحدود في معركته الرئاسيّة، وتحديداً النائب باسيل، أقول: أولاً، إن الترسيم أتى متأخراً وكان من المفترض أن يتم منذ قرابة العشر أو التسع أو الثماني سنوات، ونحن متأخرون جداً، فعلى سبيل المثال سيبدأ الضخ من حقل "كاريش" ما بين يوم وآخر، فيما نحن لم نبدأ بعد بمرحلة التنقيب التي إذا ما بدأنا بها غداً، الأمر الذي هو مستحيل، فنحن بحاجة لخمس، ست، سبع أو ثماني سنوات لكي نبدأ باستخراج النفط. ثانياً، من الطبيعي أن يقوم من يستلمون الوزارات بأداء واجباتهم. وثالثاً، هذا الإتفاق ليس بالإنجاز الباهر في ظل اللغط الكبير حول ترسيم الحدود بالشكل الذي تم به، فهناك من يدعون حتى يومنا هذا أن خط لبنان هو الخط 29 ويتساءلون لماذا تم الترسيم تبعاً للخط 23، وهناك آخرون يقولون إنه ما بعد كل "المراجل والبهورات والمسارات" انتهت الأمور بأن نأخذ جزءاً من حقل "قانا" فيما يذهب القسم الآخر، ولو بشكل متعرّج وملتو، إلى اسرائيل، لذا بالمحصلة نجد أن اتفاق الترسيم هذا ليس بالإنجاز الباهر بالرغم من أنه بتقييمي الشخصي الإتفاق دائماً ما يكون أفضل من اللااتفاق".

اضاف: "إذا أردنا أن ننسب اتفاق الترسيم البحري لطرف محدد في السنة الأخيرة فهو الطرف الأميركي - الأوروبي - الدولي بشكل عام. وإذا ما كان النائب جبران باسيل يحاول أن ينسب له شخصياً هذا الإنجاز، على ما هو عليه، فهنا أود أن أذكّره بما للشعب اللبناني منه، أي أن وزارة الطاقة في عهدته أو عهدة أشخاص تابعة له منذ ما يقارب الـ12 عاماً، وفي أقل تقدير بحسب جميع الخبراء فإن الهدر الذي حصل في وزارة الطاقة خلال هذه الفترة يناهز الـ30 مليار دولار، أما بحسب التقديرات العليا فهو قرابة 45 مليار دولار، فيما التنقيب عند حدودنا البحريّة الجنوبيّة في أحسن الأحوال من الممكن ان يدر على البلاد أموالاً تتراوح قيمتها ما بين 10 و15 مليار دولار، وبالتالي كل هذا الإدعاء ليس في مكانه كما ان استثمار ترسيم حدودنا البحريّة الجنوبيّة ليس في مكانه أيضاً، لا بل هذا تزوير للوقائع، ومن الأفضل لمن يريد خوض انتخابات رئاسة الجمهوريّة أن يقدّم نفسه لتبؤ هذا المنصب انطلاقاً من أمور حققها هو وليس آخرون".

ورداً على سؤال حول "تسويق حزب الله لمسألة أن بقاء سلاحه هو لحماية اتفاقيّة ترسيم الحدود البحريّة وضمان استخراج النفظ والتزام اسرائيل ببنود هذا الاتفاق"، قال جعجع: "إذا ما أردت الإختصار في الرد على هذا الأمر، هناك شخصيّة يحكى عنها في الأدبيات الفرنسيّة ويطلق عليها اسم " Pompier Pyromane"، أي هو الشخص الذي يقوم بإشعال حريق ومن ثم يهرع لإطفائه، وذلك سعياً لأخذ الفضل في إطفائه، يقول حزب الله ان سلاحه ضرورة من أجل حماية اتفاقية ترسيم الحدود، ولكن السؤال هنا، من يهدد اتفاق ترسيم الحدود؟ ثم يدعي أنه من أجل حماية تطبيق الإتفاقية، فيما الواقع أن هذه إتفاقيّة دوليّة ببنود واضحة، فمن سيخالف هذه البنود وأين المؤشر بوجود نية للقيام بذلك؟ عدا عن أنه في هذه الحالة هناك دولة ضامنة لتطبيق الإتفاق وهي الولايات المتحدة الأميركيّة، كما ان هناك محاكم دوليّة تبت في هذه الأمور، وهنا أود أن أذكر أن منطقة طابا الإستراتيجيّة (تتبع محافظة جنوب سيناء) لم تستردها جمهوريّة مصر العربيّة بالحرب وإنما بالتحكيم الدولي، وبالتالي آسف جداً أنه بالرغم من أوضاعنا السيئة يستمر حزب الله وجماعته بممارسة الغش على قاعدته الشعبيّة لوضعها في أجواء بعيدة من الواقع وأخذها إلى مكان آخر لينسيها المأساة التي تعيشها كفقدان الخبز أو البنزين من الأسواق أو الظروف المعيشيّة القاسية او الكهرباء المقطوعة التي أشرف على الوزارة المسؤول عنها حليف الحزب منذ 12 عاماً حتى اليوم، هذا الحليف الذي يتمسكون به وهم من يعطونه القوّة التي لا تزال لديه، وبالتالي كل ما نشهده ليس سوى اختراع "للخبريات" التي لا أساس لها في الوجود على أرض الواقع، وهو مجرّد أخبار للإستهلاك المحلي لا أكثر ولا أقل".

ورداً على سؤال عن سبب عدم انعكاس اتفاق الترسيم البحري على سعر الدولار في السوق السوداء باعتبار أنه من المفترض أنه أصبح هناك أمل في الأفق، قال: "بكل بساطة، طالما أن المنظومة الحاكمة التي قوامها حزب الله والتيار الوطني الحر وحلفاؤهما، وهذه هي المنظومة الفعليّة وليس تلك التي يتداولها بعض الصحافيين عبر شعارات "كلن يعني كلن" ويخلطون شعبان برمضان وبتجهيل الفاعل الحقيقي، طالما أن المنظومة الفعليّة لا يزال لديها الكلمة أو الكلمة الأكبر داخل الدولة لا تتوقعوا أمراً جيداً واحداً في لبنان، وأقول هذا الكلام بشكل مسؤول، ليس بترسيم الحدود الجنوبيّة فقط وإنما إذا ما تم ترسيم الحدود الشماليّة والغربيّة والشرقيّة وإذا ما وجدنا النفط على البر وليس فقط في البحر، لا تتوقعوا تحسن الوضع في لبنان طالما حزب الله والتيار الوطني الحر وحلفاءهما لديهم الكلمة الأكبر داخل الدولة اللبنانيّة ولسبب بسيط جداً وهم أنهم بطبيعتهم و"بقماشتهم" هذا ما يجيدون فعله، وهو ما قاموا به منذ 10 سنوات حتى اليوم، هذا ليس في إطار التنبؤ وإنما انطلاقاً من التجربة فلبنان كان يتمتع ثروة نفطيّة نقديّة ما بين الـ2010 والـ2011 وكانت تبلغ قيمتها 60 مليار دولار من المدخرات في مصرف لبنان، إلا أنهم قضوا على هذه الثورة خلال 6 أو 7 سنوات لا بل رتبوا علينا ديوناً إضافيّة ولم نعد نملك فلساً واحداً لدعم الخبز في البلاد، ولو انجزت 200 اتفاقيّة لترسيم الحدود، واكتشف 300 بئر للنفط، لا تعتقدن أن هذه الأمور من الممكن أن تعود بالفائدة على وضعنا الحالي، باعتبار أن جل ما يمكن أن تقوم به في هذا الإطار هو تأجيل الأزمة بضع سنوات لأن هذه المنظومة تحديداً حين يبدأ استخراج النفط ستقوم جرياً على العادة بصرف الأموال بدلاً من وضعها في صندوق سيادي للأجيال اللاحقة الأمر الذي سيؤجل الأزمة لسنة أو سنتين أو ثلاث لنعد بعدها إلى الوضعيّة التي نتخبط بها اليوم".

أضاف: "من هنا، لا أستغرب أبداً أن اتفاقيّة ترسيم الحدود لم تنعكس ايجاباً على سعر صرف الدولار، وأنا في الأساس لم أتوقع ذلك، لأن الإنفراجات الداخليّة تتطلب تغييراً في المنظومة الحاكمة وقبل القيام بذلك لا تتوقعن أي انفراج حتى لو اكتشفنا عشرة آلاف منجم ذهب في لبنان".

وحمّل جعجع النواب "مسؤوليّة كبيرة جدا لإنتخاب رئيس للجمهوريّة ضمن المهلة الدستوريّة على أن يكون هذا الرئيس إنقاذياً لا أبو ملحم، أو رئيسا لا يقوم بشيء أو لا يعرف أساساً القيام بأي أمر أو يساير في جميع الإتجاهات الأمر الذي يتركنا من دون تنفيذ الإصلاحات ومن دون دولة فعليّة قرارها في يدها".

ورداً على سؤال في ذكرى اغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن عما إذا كانت المعركة مستمرة، أكد جعجع أن "المعركة لا تزال مستمرّة ولو بأشكال وأسماء مختلفة، فاللواء وسام الحسن لم يستشهد لأن اسمه وسام الحسن وإنما لأنه كان يؤدي دوراً كبيراً في ما يتعلّق بقيام دولة فعليّة في لبنان، وهو في البال ويجب دائماً أن نحيي ذكراه لأن ذكرى الأبطال يجب ألا تموت خصوصاً من استشهدوا من أجلنا من أجل لبنان".

 

سليمان فرنجيه وعقيلته استقبلا الأباتي محفوظ

صحف/19 تشرين الأول/2022

استقبل رئيس تيار "المرده" سليمان فرنجية وعقيلته السيدة ريما فرنجيه في دارتهما في بنشعي الأب العام الجديد للرهبنة اللبنانية المارونية الأباتي هادي محفوظ، يرافقه المدبرون العامون الآباء ميشال أبوطقة، جوزيف قمر وطوني فخري في حضور الوزير السابق يوسف سعادة والسيد أنطوان فنيانوس وكانت مناسبة جرى فيها البحث بعمق في مختلف الشؤون الوطنية والكنسية والاجتماعية.

 

 /New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 19-20 تشرين الأول/2022

رابط الموقع                                                                      

http://eliasbejjaninews.com

لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

Click On The above Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 19 تشرين الأول/2022/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/112805/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1572/

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For October 19/2022

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/112807/lccc-lebanese-global-english-news-bulletin-for-october-19-2022-compiled-prepared-by-elias-bejjani/

 

انتخبوا شربل باسيل لعضوية مجلس أمانة مجلس المدارس الكاثوليكية في مدينة ماسيسوكا الكندية/Be Wise & Vote For Charbel Bassil in the Mississauga Catholic school board trustee 2022 elections

https://eliasbejjaninews.com/archives/111736/%d8%a7%d9%86%d8%aa%d8%ae%d8%a8%d9%88%d8%a7-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%a7%d8%b3%d9%8a%d9%84-%d9%84%d8%b9%d8%b6%d9%88%d9%8a%d8%a9-%d9%85%d8%ac%d9%84%d8%b3-%d8%a3%d9%85%d8%a7%d9%86%d8%a9-%d9%85/

Be Wise & Vote For Charbel Bassil in the Mississauga Catholic school board trustee 2022 elections

We call on you to vote for the distinguishable Lebanese-Canadian activists, Charbel Bassil, in the coming Mississauga Catholic school board trustee 2022 elections

Mr. Bassil is highly qualified for the Mississauga municipality board membership. He is well known for his honesty, transparency, integrity and dedication to serving and help people.

انتخبوا شربل باسيل لعضوية مجلس أمانة مجلس المدارس الكاثوليكية في مدينة ماسيسوكا الكندية

ابن الجالية اللبنانية الناشط شريبل باسيل مرشح لعضوية مجلس أمانة مجلس المدارس الكاثوليكية في مدينة ماسيسوكا/مقاطعة اونتاريو الكندية.

ندعوا كل سكان المنطقة المرشح فيها انتخابه لأنه جدير بالموقع ومعروف عنه الصدق والشفافية والنزاهة والتفاني بخدمة الناس