المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 12 تشرين الأول/2022

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2021/arabic.october12.22.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

اضغط على الرابط في أعلى للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

يا جَاهِل، في هذِهِ اللَّيْلَةِ تُطْلَبُ مِنْكَ نَفْسُكَ. وَمَا أَعْدَدْتَهُ لِمَنْ يَكُون؟ هكذَا هِيَ حَالُ مَنْ يَدَّخِرُ لِنَفْسِهِ، وَلا يَغْتَنِي لله

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/مبروك اعتراف حزب الشيطان ومحور الشيطاني بدولة إسرائيل

الياس بجاني(أرشيف2014)/بالصوت والنص: ضرورة إنهاء وضعيىة لبنان الساحة والاعتراف بإسرائيل، وكفانا هرطقات مقاومة وممانعة وتحرير، وكفى استباحة وطننا وابقائه ساحة مباحة/نص تفاهم نيسان وتعليق عون عليه

الياس بجاني/نرسيسيون وذميون الذين يشاركون حزب الله الإرهابي الحكم

 

عناوين الأخبار اللبنانية

رابط فيديو حلقة نديم قطيش لليوم الثلاثاء 11 تشرين الأول/2022

رابط فيديو مقابلة جبران باسيل من ال بي سي برنامج عشرين 30 من اعداد وتقديم البير كوتسنيان

الوسيط الأميركي هوكشتاين يفاوض "حزب الله" بشكل غير مباشر، ويعترف ضمناً بشرعية احتلاله للبنان/أبو أرز- اتيان صقر

بايدن: اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل اختراق تاريخي

لبنان يعلن انتزاع «كامل حقوقه» في اتفاق ترسيم الحدود مع إسرائيل/رضا متبادل عن المسودة النهائية لاتفاق الحدود البحرية

السفيرة الأميركية لدى بيروت تهنئ الشعب اللبناني باتفاق ترسيم الحدود البحرية

المنظومة تسنّ أسنانها.. هل من خطة لحماية الثروة النفطية؟

غانتس: لم نتنازل قيد أنملة في اتفاق الترسيم مع لبنان

لابيد: “اتفاق تاريخي” مع لبنان يلبّي مطالب إسرائيل

نتنياهو: اتفاق الترسيم مع لبنان “استسلام تاريخي”!

إيطاليا ترحب باتفاق الترسيم: ستكون له انعكاسات مهمة

 مخاض الترسيم… الصورة تنحى إلى الايجابية؟

اتفاقية الترسيم إلى “الناقورة”: التوقيع في 20 ت1؟

بعبدا: الصيغة النهائية لعرض “الترسيم” مرضية للبنان

بوصعب: لبنان حصل على كافة حقوقه من اتفاق الترسيم

معوض مرشح المعارضة: تكتيك رئاسي أم قناعة؟

حزب الله يعطي الضوء الأخضر لاتفاق الترسيم: المفاوضات “انتهت”!

مسيّرات حزب الله تعود إلى الواجهة!

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلثاء في 11 تشرين الأول 2022

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 11/10/2022

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

جلسة “القضاء الأعلى” تفقد نصابها

عبود ينتفض على خوري… وجلسة “القضاء الاعلى” من دون نصاب؟

نائب لبناني متهم في قضية انفجار بيروت سيدّعي على رئيس مجلس القضاء

جلسة انتخاب الرئيس اللبناني الخميس كسابقتها ومعوض يتحرك لكسب أصوات النواب السنّة

وزيرة الخارجية الفرنسية في لبنان الجمعة والملف الرئاسي على رأس اهتماماتها

بري: لا ألتزم سوى بالأعياد الوطنية

العين على جلسة الخميس… والتسوية لا تزال بعيدة

باسيل: مصرّون على الحوار… وهذه أولويتنا!

سيناريو محتمل يوقع حزب الله في "ورطة"!

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

الشرطة الإيرانية من «دورية الإرشاد» إلى «أمن الأخلاق»

إيران تشدد قبضتها الأمنية... وتمدد الإضرابات إلى قطاع النفط

مجموعة السبع تحذر روسيا من استخدام أسلحة نووية وتلوّح بعواقب وخيمة وتعهدت بمحاسبة بوتين والاستمرار بمساعدة اوكرانيا

تصاعد الضغوط على إدارة بايدن لتسليم أوكرانيا دفاعات جوية متطورة وهجمات موسكو قد تؤدي إلى نتائج عكسية

الغرب يسعى لاستقطاب الأصوات العربية والأفريقية لقرار أممي يدين روسيا وبلينكن لا يرى الوقت مناسباً للامتناع عن التصويت... والمندوب الأوكراني يستذكر الملك حسين

بعد 10 سنوات من محاولة اغتيالها... ملالا تزور باكستان

بريطانيا تراقب مؤشرات تفكير روسيا في نشر الأسلحة النووية بأوكرانيا

الاستخبارات البريطانية: روسيا تكبدت تكاليف هائلة في الحرب وأسلحتها تنفد

فرنسا تتهيأ لإرسال مدافع «قيصر» إضافية إلى القوات الأوكرانية

وزيرة الخارجية تحذر بيلاروسيا من عقوبات جديدة إذا انضمت إلى الحرب الروسية

حقيبة سوداء غامضة لا تفارق الرئيس الأميركي... ما سرها؟

روسيا تعيد رفات عشرات الجنود الأوكرانيين لبلادهم قضى بعضهم فترة في سجن أولنيفكا

لواء ألماني في ليتوانيا لحماية الجناح الشرقي لـ«الناتو»

البرلمان العراقي يعقد جلسة لانتخاب رئيس الجمهورية الخميس المقبل

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

هل تتدخل الفاتيكان في انتخابات رئاسة الجمهورية لمنع الفراغ؟/دنيز عطالله/المدن

ما بعد الاتفاق: السلاح زينة المفاوض.. والاقتصاد لـ"التطبيع" المكتوم/منير الربيع/المدن

الترسيم It’s now or never/ليتم الترسم الآن وإلا فلن يتم أبداً/طوني عيسى/الجمهورية

هكذا لجم هوكشتاين “الطحشة” الاسرائيلية!/جورج شاهين/الجمهورية

لماذا أفلس لبنان؟.. القصة الكاملة من بداية النهب المنظّم إلى معالجات التصحيح المالي/حارث سليمان/جنوبية

جلسة 13 تشرين: إستكشافيّة وتطلق العدّ التنازلي… للفراغ!/طوني كرم/نداء الوطن

هل ينعى السنيورة تيار “المستقبل” رسميًّا؟/عيسى يحيى/نداء الوطن

ماذا تريد واشنطن من نفط «أوبك بلس»؟/نديم قطيش/الشرق الأوسط

هل تنهي النساءالإيرانيات حلم الخميني؟/أمل عبد العزيز الهزاني/الشرق الأوسط

هرمجدون... واللعب على نغمة نهاية الزمان!/حسين شبكشي/الشرق الأوسط

التهديد الروسي النووي وخيارات حلف الناتو/أحمد محمود عجاج/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

رئيس الجمهورية عرض مع ميقاتي وبوحبيب مستجدات ملف الترسيم وموقف لبنان من التصويت في الامم المتحدة بشأن الازمة الاوكرانية ميقاتي: انتهينا من مرحلة كانت صعبة

بايدن يهنئ عون: نقف الى جانب لبنان

بري تسلم نسخة" الترسيم" الرسمية المعدلة وعرض مع زواره شؤونا عامة وتشريعية

بو صعب : بعد دراسة الملاحظات من الرؤساء سيكون هناك موقف موحد

الراعي في قدّاس افتتاح السنة الجامعيّة في سيدة اللويزة : اعملوا من اجل إيصال النخب لمراكز القرار ومن أجل خلق رجال دولة

باسيل سلم الراعي ورقة الاولويات الرئاسية: يجب أن تكون هناك بوليصة تأمين في حال الوقوع في الفراغ وهي حكومة كاملة المواصفات لاستلام صلاحيات الرئيس

معوض: أمامنا مساران في الاستحقاق الرئاسي

إليكم ما ورد في “ورقة الأولويات الرئاسية” لـ”التيار”

المستقبل يردّ على "التيّار"... عودة الحريري مشروطة!

السيد نصر الله: نحن أمام ساعات حاسمة بملف الترسيم.. وكمقاومة ننتظر الموقف الرسمي اللبناني

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

يا جَاهِل، في هذِهِ اللَّيْلَةِ تُطْلَبُ مِنْكَ نَفْسُكَ. وَمَا أَعْدَدْتَهُ لِمَنْ يَكُون؟ هكذَا هِيَ حَالُ مَنْ يَدَّخِرُ لِنَفْسِهِ، وَلا يَغْتَنِي لله

إنجيل القدّيس لوقا12/من16حتى21/”قالَ الربُّ يَسُوعُ هذَا المَثَل: «رَجُلٌ غَنِيٌّ أَغَلَّتْ لهُ أَرْضُهُ. فَرَاحَ يُفَكِّرُ في نَفْسِهِ قَائِلاً: مَاذَا أَفْعَل، وَلَيْسَ لَدَيَّ مَا أَخْزُنُ فِيهِ غَلاَّتِي؟ ثُمَّ قَال: سَأَفْعَلُ هذَا: أَهْدِمُ أَهْرَائِي، وَأَبْنِي أَكْبَرَ مِنْها، وَأَخْزُنُ فِيهَا كُلَّ حِنْطَتِي وَخَيْراتِي، وَأَقُولُ لِنَفْسِي: يا نَفْسِي، لَكِ خَيْرَاتٌ كَثِيرَةٌ مُدَّخَرَةٌ لِسِنينَ كَثِيرَة، فٱسْتَريِحي، وَكُلِي، وٱشْرَبِي، وَتَنَعَّمِي! فَقَالَ لَهُ الله: يا جَاهِل، في هذِهِ اللَّيْلَةِ تُطْلَبُ مِنْكَ نَفْسُكَ. وَمَا أَعْدَدْتَهُ لِمَنْ يَكُون؟ هكذَا هِيَ حَالُ مَنْ يَدَّخِرُ لِنَفْسِهِ، وَلا يَغْتَنِي لله».

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

مبروك اعتراف حزب الشيطان ومحور الشيطاني بدولة إسرائيل

الياس بجاني/11 تشرين الأول/2022

شو ما كان الإتفاق مع إسرائيل فهو جيد لأنه ينهي تجارة المقاومة ويخرّس بهورات سيد امونيوم ويقفل لبنان ساحة حروب تحرير فلسطين العبثية. وكيف بيكون عون حقق انجاز وحزب الله وبري هني يلي عملوا اتفاق الإطار الحدودي واعترفوا بدولة إسرائيل قبل ما عون يستلم الملف شكلياً؟

 

الياس بجاني(أرشيف2014)/بالصوت والنص: ضرورة إنهاء وضعيىة لبنان الساحة والاعتراف بإسرائيل، وكفانا هرطقات مقاومة وممانعة وتحرير، وكفى استباحة وطننا وابقائه ساحة مباحة/نص تفاهم نيسان وتعليق عون عليه

https://eliasbejjaninews.com/archives/4348/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5%d8%b6%d8%b1%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d8%a5%d9%86%d9%87%d8%a7%d8%a1-%d9%88/

ضرورة إنهاء وضعيىة لبنان الساحة والاعتراف بإسرائيل

الياس بجاني/29 أيلول/2014

 

 نرسيسيون وذميون الذين يشاركون حزب الله الإرهابي الحكم

الياس بجاني/07 تشرين الأول/2022

ذمي من شارك ويشارك حزب الله الحكم على أي مستوي. المشاركه تشرعن احتلاله ومشروعه الفارسي المناقض 100%، لكل ما هو لبنان ولبناني

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

أطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

تعرية ع الآخر لنفاق ودجل وهلوسات  وخزعبلات انتصارات محور الكبتاكون فيما يخص الإتفاق الحدودي-الغازي بين لبنان وإسرائيل والإعتراف بها

رابط فيديو حلقة نديم قطيش لليوم الثلاثاء 11 تشرين الأول/2022

https://www.youtube.com/watch?v=dBwghkRNpgw

ترسيم الحدود مع لبنان.. هكذا هُزِمَت إسرائيل وقرار اوبك+.. وموقف إدارة بايدن | #الليلة_مع_نديم

 

رابط فيديو مقابلة جبران باسيل من ال بي سي برنامج عشرين 30 من اعداد وتقديم البير كوتسنيان

https://www.youtube.com/watch?v=Irat2XE9-Lc

 

الوسيط الأميركي هوكشتاين يفاوض "حزب الله" بشكل غير مباشر، ويعترف ضمناً بشرعية احتلاله للبنان

أبو أرز- اتيان صقر/11 تشرين الأول/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/112642/%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%a3%d8%b1%d8%b2-%d8%a7%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d9%86-%d8%b5%d9%82%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%88%d8%b3%d9%8a%d8%b7-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d8%b1%d9%83%d9%8a-%d9%87%d9%88%d9%83%d8%b4/

ان مفاوضات ترسيم الحدود البحرية الجارية شكلاً بين اسرائيل ولبنان، هي على أرض الواقع تجري بين اسرائيل و"حزب الله" كون هذا الأخير مُمسك بالقرار اللبناني كاملاً حتى في أدق التفاصيل؛ وهكذا يكون الوسيط الأميركي هوكشتاين يفاوض "حزب الله" بشكل غير مباشر، ويعترف ضمناً بشرعية احتلاله للبنان، على الرغم من وجوده على رأس قائمة المنظمات الارهابية التي تصدّرها الولايات المتحدة.

هذا، وما زال الغرب يفاخر كل يوم أنّه حامي الديموقراطية وحرية الشعوب في العالم.

شيطان السلطة والمال يتحكّم بالعالم، والباقي شعارات كاذبة ومصالح خاصة.

 

بايدن: اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل اختراق تاريخي

واشنطن: هبة القدسي/الشرق الأوسط"/الثلاثاء 11 تشرين الأول 2022

وصف الرئيس الأميركي جو بايدن التوصل إلى اتفاق ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل بأنه «اختراق تاريخي»، مشيراً إلى أنه يأتي تتويجاً لشهور من الوساطة التي أجرتها الإدارة الأميركية. وأبدى سعادته باتفاق حكومتي إسرائيل ولبنان لإنهاء النزاع على الحدود البحرية، ووضع حدود بحرية «دائمة بينهما». وأشاد بانفتاح القادة الإسرائيليين واللبنانيين للتفاوض والتشاور واختيار ما هو في مصلحة شعبيهما. وقال بايدن، في بيان نشره البيت الأبيض الثلاثاء: «تحدثت مع رئيس وزراء إسرائيل يائير لبيد، ورئيس لبنان ميشال عون، اللذين أكدا استعداد الحكومتين للمضي قدماً في هذا الاتفاق». وأضاف : «يجب أن تكون الطاقة، لا سيما في شرق البحر الأبيض المتوسط، أداة للتعاون والاستقرار والأمن والازدهار، وليس للصراع. وستنص الاتفاقية التي أعلنتها الحكومتان على تطوير مجالات الطاقة لصالح البلدين، وتمهيد الطريق لمنطقة أكثر استقراراً وازدهاراً، وتسخير موارد الطاقة الجديدة الحيوية للعالم». وفي تحذير مبطن، شدد الرئيس الأميركي على أهمية وفاء جميع الأطراف بالتزاماتها، والعمل على تنفيذ الاتفاق، مشيراً إلى الفوائد الاقتصادية والأمنية لإسرائيل، والفوائد الاقتصادية للبنان، ومصلحة الولايات المتحدة، وقال: «تحمي هذه الاتفاقية المصالح الأمنية والاقتصادية لإسرائيل ذات الأهمية الحاسمة لتعزيز تكاملها الإقليمي، كما يوفر الاتفاق نافذة للبنان ليبدأ استغلاله لموارد الطاقة، كما أنه يعزز مصالح الولايات المتحدة والشعب الأميركي في منطقة شرق أوسطية أكثر استقراراً وازدهاراً وتكاملاً، مع تقليل مخاطر نشوب صراعات جديدة». ووجه بايدن الشكر للدبلوماسيين الأميركيين الذين عملوا وسطاءَ بين الجانين، كما وجه الشكر للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وحكومته على تقديم الدعم في هذه المفاوضات.

 

لبنان يعلن انتزاع «كامل حقوقه» في اتفاق ترسيم الحدود مع إسرائيل/رضا متبادل عن المسودة النهائية لاتفاق الحدود البحرية

بيروت/الشرق الأوسط"/الثلاثاء 11 تشرين الأول 2022

أعلن مفاوضان من لبنان وإسرائيل اليوم (الثلاثاء)، أن الدولتين تسلمتا مسودة نهائية لاتفاق ترسيم الحدود البحرية، الذي تم بوساطة أميركية، تفي بكل متطلباتهما، ويمكن أن تؤدي قريباً إلى «اتفاق تاريخي». وقال كبير المفاوضين اللبنانيين، نائب رئيس مجلس النواب، إلياس بو صعب لـ«رويترز»، بعد دقائق من تلقي المسودة من الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين: «إذا سارت الأمور على ما يرام، فإن جهود آموس هوكشتاين يمكن أن تؤدي إلى اتفاق تاريخي»، مضيفا أن لبنان حصل على "كامل حقوقه" في اتفاق ترسيم الحدود مع إسرائيل. وسلّم بو صعب رئيس الجمهورية الصيغة التي تسلمها من هوكستين بملف الترسيم اليوم، حسبما أعلنت الرئاسة اللبنانية. وانخرط هوكشتاين في جهود دبلوماسية مكوكية لأشهر بين الدولتين، في محاولة للتوصل إلى اتفاق لترسيم الحدود البحرية المشتركة. وفي وقت سابق، ردد إيال حولاتا رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي الذي رأس فريق المفاوضات الإسرائيلي ما قاله بو صعب. وقال حولاتا في بيان، إن «جميع مطالبنا تمت تلبيتها، والتغييرات التي طلبناها تم تعديلها. حافظنا على مصالح إسرائيل الأمنية ونحن في طريقنا إلى اتفاق تاريخي». وعلى الرغم من النطاق المحدود للاتفاق، فإن من شأنه أن يخفف من المخاوف الأمنية والاقتصادية في كلا البلدين، وهما خصمان يجمعهما تاريخ طويل من الصراع. وسيحل الاتفاق نزاعاً إقليمياً في شرق البحر المتوسط في منطقة يهدف لبنان إلى التنقيب فيها عن الغاز الطبيعي، وبالقرب من مياه عثرت فيها إسرائيل على كميات صالحة للاستخدام التجاري. وقال بو صعب: «تلقينا قبل دقائق المسودة النهائية... شعر لبنان بأنها تأخذ في الاعتبار كل متطلبات لبنان ونعتقد أن الطرف الآخر يجب أن يشعر بالمثل». ورفضت إسرائيل الأسبوع الماضي، تعديلات أجراها لبنان في اللحظة الأخيرة على مسودة الاتفاق، ما ألقى بظلال من الشك على جهود دبلوماسية امتدت لسنوات من أجل التوصل إلى اتفاق. وكان مسؤولون من كلا البلدين على اتصال وثيق عبر الوسيط الأميركي خلال الأيام الماضية، في محاولة لحل الخلافات القائمة. وقال الرئيس اللبناني إن الاتفاق لا يعني وجود أي «شراكة» مع إسرائيل، وهي دولة لا يعترف بها لبنان ويعدها عدواً من الناحية الرسمية. والأسبوع الماضي، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي: «نتفادى حرباً أكيدة في المنطقة». وكانت وزيرة الطاقة الإسرائيلية كارين الحرار قد قالت لراديو الجيش الإسرائيلي، إن موعد التوقيع لم يتحدد بعد. وتجري إسرائيل انتخابات في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني)، ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان الاتفاق سيتطلب موافقة البرلمان، أم لا.

 

السفيرة الأميركية لدى بيروت تهنئ الشعب اللبناني باتفاق ترسيم الحدود البحرية

وطنية /11 تشرين الأول/2022

هنأت السفيرة الأميركية في بيروت، دوروثي شيا، الثلاثاء، الشعب اللبناني، بإتمام اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، واصفة إياه بـ"الإنجاز التاريخي"، معتبرة أنه سيحقق الكثير من الفوائد للبلدين. وقالت شيا، في مؤتمر صحافي في بيروت: "كما أعلن الرئيس جو بايدن ببيان منذ لحظات، يسعدني أن أتوجه إليكم مساء اليوم بالحديث عن إنجاز تاريخي، مرتبط بترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل، بعد أشهر من وساطة الولايات المتحدة قادها المبعوث الرئاسي الخاص، آموس هوكستين".  وأضافت أن "حكومتي لبنان وإسرائيل اتفقتا على وضع حد للخلافات فيما يخص الحدود البحرية ووضع حدود بحرية دائمة بين البلدين". وأشارت إلى أن "بايدن اتصل بالرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لبيد، اللذين أكدا على جاهزيتهما على المضي قدما في هذه الاتفاقية التاريخية".

 

المنظومة تسنّ أسنانها.. هل من خطة لحماية الثروة النفطية؟

لارا يزبك/المركزية/11 تشرين الأول/2022

تمكنت الاتصالات الاميركية المكثفة على خط بيروت – تل ابيب، في الايام الماضية، من تحقيق خرق ايجابي في مسعى واشنطن للتوصل الى اتفاق لترسيم الحدود بين الجانبين. اليوم، سلّم نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب رئيس الجمهورية النسخة الرسمية النهائية المعدلة للاقتراح الذي كان تقدم به الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين للاتفاق في شأن الحدود البحرية الجنوبية. واعتبرت رئاسة الجمهورية أن الصيغة النهائية لهذا العرض، مرضية للبنان لا سيما وانها تلبي المطالب اللبنانية التي كانت محور نقاش طويل خلال الأشهر الماضية وتطلبت جهدا وساعات طويلة من المفاوضات الصعبة والمعقدة. ورأت الرئاسة ان الصيغة النهائية حافظت على حقوق لبنان في ثروته الطبيعية وذلك في توقيت مهم بالنسبة الى اللبنانيين. وأملت رئاسة الجمهورية في بيان، أن يتم الإعلان عن الاتفاق حول الترسيم في اقرب وقت ممكن. اما رئيس وزراء إسرائيل يائير لابيد، فقال: الاتفاق مع لبنان إنجاز تاريخي سيعزز أمن إسرائيل ويضخ المليارات في الاقتصاد الإسرائيلي ويضمن استقرار حدودنا الشمالية وسيتم عقد اجتماع للحكومة الأمنية المصغرة وللحكومة الأربعاء للموافقة على الاتفاق، فيما افادت رويترز ان اسرائيل قد تعلن موافقتها النهائية على اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان في غضون 3 أسابيع. وفي انتظار ما ستحمله الايام المقبلة من تطورات على هذا الصعيد، حيث يكثر الحديث عن توقيعٍ وشيك لاتفاقٍ بين الطرفين برعاية الامم المتحدة في الناقورة، تتوقف مصادر سياسية معارضة عبر “المركزية”، عند رهان اهل المنظومة الكبير، على التوصل الى اتفاق وعند اعتبارهم ان الثروة النفطية ستشكل مدخلا الى انقاذ لبنان من أزمته الاقتصادية. امس، اعتبر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون امام زواره ان “الوصول الى اتفاق على ترسيم الحدود البحرية الجنوبية يعني انطلاق عملية التنقيب عن النفط والغاز في الحقول اللبنانية الواقعة ضمن المنطقة الاقتصادية الخالصة، الامر الذي سوف يحقق بداية دفع جديد لعملية النهوض الاقتصادي”. قبله، تحدّث الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بالمنطق عينه، فقال عن الترسيم في خطاب القاه مطلع تشرين الجاري “نأمل أن تكون خواتيم الأمور جيدة وطيبة واذا وفّق الله لنتيجة جيدة وطيبة فذلك سيفتح أفاقا كبيرة وواعدة للشعب اللبناني، واليوم ان شاء الله هذا الملف اذا وصل الى النتيجة المطلوبة سيكون نتاج الوحدة والتعاون والتضامن الوطني، في ناس للأسف لا يريدون للموضوع أن يتم لأنهم لا يرون فيه الا الموضوع الحزبي، لكنه حصيلة نموذج استخدام عناصر القوة المتاحة لدينا”. واذ يستوقفها إجماع القوى الحاكمة، ومنها حزب الله، على تمني النجاح والتوفيق للوساطة التي تتولاها الولايات المتحدة او “الشيطان الاكبر”، تشير المصادر الى ان هؤلاء يستعجلون الترسيم علّ هذا “الانجاز” يساعدهم في تعويم انفسهم وتبييض صفحتهم امام اللبنانيين، بعد ان اوصلوهم بأدائهم وفسادهم اكان في ادارة الادارات والوزارات والقطاع العام او في تغطيتهم فلتان الحدود وتهريب البضائع والاموال والسلاح عبرها، الى الحضيض. ليصلوا الى مرحلة التنقيب واستخراج الغاز. لكن بحسب المصادر، فإن القوى المجتمعية والسياسية يجب ان تكون صفا واحدا في منع وقوع ادارة الثروة الموعودة، في يد الطبقة التي أثبتت مدى فسادها وعدم اهليتها او كفاءتها، لأن عائدات النفط والغاز ستكون مهددة بالضياع وسيتم تبديدها من دون ان تعود بالفائدة على لبنان واللبنانيين بشيء، في حال تمكّنت المنظومة غير الامنية، من وضع يدها على هذا الملف. والجدير ذكره، تتابع المصادر، هو ان احزاب السلطة “تسنّ أسنانها” منذ الآن، وتحاول حجز مقاعد لها في الوزارات المقبلة، كي تستفيد من الثروة العتيدة… عليه، الحذر ضروري وبداية حمايتها ومنع هدرها، تكون بالمطالبة بانشاء صندوق سيادي يحفظ موارد لبنان المحتملة، وإلا فعلى النفط والغاز السلام، تختم المصادر!

 

غانتس: لم نتنازل قيد أنملة في اتفاق الترسيم مع لبنان

صحف/الثلاثاء 11 تشرين الأول 2022

أكد وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس أننا “لم نتنازل قيد أنملة في اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان”. وقال: “سنعرض اتفاق ترسيم الحدود مع لبنان على الجمهور بشفافية”.

 

لابيد: “اتفاق تاريخي” مع لبنان يلبّي مطالب إسرائيل

صحف/الثلاثاء 11 تشرين الأول 2022

أشار رئيس وزراء إسرائيل يائير لابيد إلى أننا “توصلنا مع لبنان إلى اتفاق تاريخي حول ترسيم الحدود البحرية”. وقال لابيد: “اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع لبنان تلبي مطالب إسرائيل الاقتصادية والسياسية”. ودعا إلى اجتماع للحكومة الأمنية يوم غد الأربعاء للموافقة على اتفاق ترسيم الحدود البحرية.

 

نتنياهو: اتفاق الترسيم مع لبنان “استسلام تاريخي”!

وكالات/الثلاثاء 11 تشرين الأول 2022

رأى رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو، اليوم الثلثاء، أنّ “اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان ليس اتفاقًا تاريخيًا إنما استسلام تاريخي”. واضاف زعيم المعارضة الإسرائيلية أنه “لأكثر من عقد من الزمان، لم تستسلم الحكومات تحت قيادتي لتهديدات نصر الله، حتى جاء (رئيس الوزراء الحالي) يائير لابيد، وفي غضون ثلاثة أشهر، استسلم بالكامل لجميع مطالب حزب الله”. واشار الى أنّ “المعادلة الجديدة التي وضعها لابيد، هي أن التهديدات تقابل بالاستسلام ، وهذا يشكل خطراً استراتيجياً على أمن إسرائيل”. واعتبر لابيد، في وقت سابق، أننا “توصلنا مع لبنان إلى اتفاق تاريخي حول ترسيم الحدود البحرية”.

 

إيطاليا ترحب باتفاق الترسيم: ستكون له انعكاسات مهمة

وكالات/الثلاثاء 11 تشرين الأول 2022

رأت وزارة الخارجية الإيطالية أن “اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، ستكون له انعكاسات مهمة على الاستقرار والازدهار الإقليميين”. ورحبت في بيان “بجهود الأطراف المعنيين ووساطة الولايات المتحدة”، آملة “انجاز الاتفاق الذي تم الإعلان عنه للتو في أقرب”.

 

 مخاض الترسيم… الصورة تنحى إلى الايجابية؟

الجمهورية/الثلاثاء 11 تشرين الأول 2022

ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل في العناية الاميركية المركّزة. بحيث، ستتبلور الوجهة النهائية لهذا الملف في غضون ايام قليلة جداً، قد لا تتعدّى نهاية الاسبوع الجاري. وبدا جلياً في الساعات الماضية انّ نبرة التصعيد التي تعالت في اجواء ملف الترسيم البحري بين لبنان واسرائيل قد تراجعت، وعادت اسهم الاحتمالات الايجابية ترتفع وتؤشر إلى قرب توقيع اتفاق بين الجانبين. وفيما لفتت مصادر مواكبة لهذا الملف عبر “الجمهورية” الى أهمية الاتصال الاخير الذي اجراه الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين برئيس الجمهورية قبل يومين، واطلعه فيه على النتائج الاخيرة للاتصالات حول ترسيم الحدود البحرية”، مؤكّداً أنّ “جولات النقاش خُتمت وتمّ تحديد الملاحظات وسيرسل الصيغة النهائية للاقتراح خلال الساعات القليلة المقبلة”، نُقل عن مصدر ديبلوماسي لبناني قوله، إنّ “لبنان يربط الموافقة النهائية على العرض الأميركي بشأن ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، بعودة اجتماعات الناقورة التي ستتمّ فيها صياغة المحاضر وتثبيت الإحداثيات التقنية”. مضيفاً: “العرض الأميركي سيصل لبنان في الساعات المقبلة”، فبعد إقفال الوسيط الأميركي باب النقاش حول عرض ترسيم الحدود البحرية الجنوبية واستعداده لتقديم صيغة نهائية منقحة، فإنّ لبنان يكون قد حقق أحد مطالبه، وهو عدم ربط التنقيب والاستخراج في البلوك 9، وما يُسمّى حقل قانا غير المستكشف بمفاوضات إسرائيل مع شركة “توتال” الفرنسية حول حصتها من عائدات الجزء الجنوبي من هذا الحقل الواقع جنوب الخط 23.

ولفت مسؤول كبير إلى ما سمّاه الزخم الاميركي الذي يدفع بملف الترسيم الى الامام”، وقال لـ”الجمهورية”: “واضح من المقاربة الاميركية لملف الترسيم انّه يحظى بأولوية ربما اكبر من اولويات سائر الاطراف المعنية فيه. فواشنطن تريد استخراج الغاز سريعاً سداً لحاجة حلفائها الاوروبيين، وتبعاً لذلك، يبدو جلياً انّ ادارة جو بايدن تتعاطى معه كملف ملزم أخذته على عاتقها عبر الطرح الاخير الذي أدخل الاسرائيليين بمزايدات انتخابية حوله، فيما وافق عليه لبنان ووضع بعض الملاحظات التي نعتقد انّ الاميركيين يتفهمونها. وعلى هذا الأساس بنى هوكشتاين صيغته النهائية التي قال انّه سيرسلها إلى لبنان ونعتقد انّ مضمونها ايجابياً”. ولفت المسؤول عينه إلى انّ الصورة تنحى إلى الايجابية خلافاً للأجواء التي اشاعها الاسرائيليون في الايام الاخيرة وعادوا وخففوا من نبرتهم، وقال: “اعتقد انّ ما يجري في اسرائيل من مناوشات هو جزء من سيناريو اخراج الاتفاق. حيث انّ كل الاطراف باتت تقارب هذا الملف بأنّ الاتفاق بات امراً واقعاً وليس بعيداً”. وفيما اكّدت مصادر حزبية مسؤولة لـ”الجمهورية”، انّ الاسرائيليين لا يريدون التصعيد، بل ويتجنبون القيام بأي خطوة من شأنها ان تؤدي الى شيء من التصعيد، وقد وصلتنا رسالة مباشرة في الايام الاخيرة تفيد بعزم اسرائيل على القيام بما سمّوه اختبار ضخ تجريبي من حقل “كاريش” وليس استخراج الغاز او النفط، وانطوت هذه الرسالة على تأكيد بأنّ هذه الخطوة ليست تصعيدية ولا ترمي الى ذلك. وقد أُبلغت هذه الرسالة الى “حزب الله” قبل ايام من اعلان الشركة البريطانية عن تجربة الضخ من البحر إلى البر.

 

اتفاقية الترسيم إلى “الناقورة”: التوقيع في 20 ت1؟

نداء الوطن"/الثلاثاء 11 تشرين الأول 2022

بين ربط منصة “كاريش” بأنابيب توصيل الغاز و”ربط النزاع” التفاوضي مع لبنان، تسير إسرائيل على خطين متوازيين فارضةً إيقاعاً متقلباً في أجواء الترسيم الحدودي البحري، تارةً بتسريبات إعلامية إيجابية تؤكد قرب التوصل إلى توقيع الاتفاق النهائي وطوراً بتهديدات عسكرية تؤكد الجهوزية للردّ بضراوة على أي هجوم يشنه “حزب الله” على منصاتها النفطية. وبين البينين، يواصل المسؤولون اللبنانيون عملية “ضبط الإيقاع والنفس” في سبيل ضمان إيصال مفاوضات الترسيم إلى خواتيمها المرجوّة بمعيّة الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين، والذي أفادت المعلومات المتواترة مساءً أنه نقل إلى بيروت وتل أبيب صيغة المسودة النهائية لاتفاقية الترسيم البحري تمهيداً لوضع كل من الجانبين لمساته الأخيرة عليها. وإذ برز تأكيد رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل في إطلالة متلفزة ليلاً أنّ “القصة صارت واقفة على كلمة” والمهلة الزمنية باتت ضيقة ولا تتعدى أواخر الشهر الجاري تحت طائل تجديده التهديد بأنّ “البديل عن الترسيم هو الحرب” مع تأكيد دعمه “هذه المعادلة التي أرساها “حزب الله” في مقاربة الملف”، كشف مصدر ديبلوماسي رفيع المستوى لـ”نداء الوطن” أنّ المعطيات الأخيرة تفيد بأنّ “الوصول إلى اتفاق الترسيم البحري بين لبنان وإسرائيل أصبح قريباً جداً بعدما تقلصت الفجوات بين الطرفين”، مرجحاً الاتفاق خلال الأيام القليلة المقبلة على “تحديد موعد لانعقاد اجتماع في الناقورة لا يتجاوز 20 ت1 بغية إعداد المحاضر النهائية لاتفاقية الترسيم وخرائطها والتوقيع عليها قبل إرسالها إلى الأمم المتحدة”.

وأكد المصدر الديبلوماسي أنّ “الوسيط الاميركي أقفل باب النقاش حول ملف الترسيم وانطلق باتجاه صوغ العرض النهائي المعدّل شكلياً والمنقّح قانونياً ولغوياً بما يرضي الجانبين الإسرائيلي واللبناني”، مشيراً في هذا السياق إلى أنّ “الإدارة الأميركية مارست ضغوطات مباشرة ومتوازنة خلال الأيام الأخيرة على الجانبين ونجحت من خلالها في إعادة رفع حظوظ إنجاز اتفاق الترسيم بعدما شهدت نهاية الأسبوع الماضي تراجعاً وتشنجاً في المواقف”. وأعرب المصدر عن اعتقاده بأن اتفاقية الترسيم البحري “سيكون لها نتائج مباشرة على مسار الاستحقاقات اللبنانية، بدءاً من تأليف حكومة جديدة تعمل على تسلمّ صلاحيات رئاسة الجمهورية في فترة الشغور بعدما صار متعذراً إلى حد كبير انتخاب رئيس جديد للبنان ضمن ما تبقى من المهلة الدستورية”، لافتاً الانتباه في الوقت عينه إلى أنّ “المجتمع الدولي سيمارس بموازاة ذلك أقصى الضغوط في سبيل ضمان عدم إطالة فترة الفراغ الرئاسي ومنع الطبقة الحاكمة من استغلال هذه الفترة لإعادة تثبيت قواعد حكمها والاستمرار في ممارسة السلوكيات الوقحة نفسها التي لا تتماشى مع شروط الإصلاح المطلوبة لإنقاذ الشعب اللبناني”، وأضاف: “الارادة الدولية مصمّمة على سيادة الهدوء في لبنان، والاستثمار في توقيع اتفاق الترسيم الحدودي البحري لاعادة تحريك عملية التنقيب في البحر اللبناني في سبيل الدفع باتجاه تحسّن الواقع الاقتصادي المنهار في لبنان، ولذلك فإنّ شركة توتال الفرنسية ستباشر فور توقيع اتفاق الترسيم عمليات الحفر في البلوك رقم 9 وحقل قانا، والنتيجة المرتقبة ستظهر في خلال عام بحسب التقديرات، على أن تبقى العين الدولية مفتوحة لمنع السلطة الحاكمة من العبث اللصوصي في الثروة الغازية للبنانيين”.

 

بعبدا: الصيغة النهائية لعرض “الترسيم” مرضية للبنان

صحف/الثلاثاء 11 تشرين الأول 2022

أعلن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية أن “الرئاسة تسلمت من نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب النسخة الرسمية النهائية المعدلة الذي تقدم بها آموس هوكشتاين للاتفاق في شأن الحدود البحرية الجنوبية”. وأضاف المكتب في بيان: “الصيغة النهائية للعرض مرضية للبنان وتلبي مطالبه وحافظت على حقوقه في ثروته الطبيعية”. وأمل ان يتم الإعلان عن الاتفاق حول الترسيم في اقرب وقت ممكن. وأشار المكتب إلى أن “الرئيس ميشال عون سيجري المشاورات اللازمة حول هذه المسألة الوطنية تمهيداً للإعلان رسمياً عن الموقف الوطني الموحد”.

 

بوصعب: لبنان حصل على كافة حقوقه من اتفاق الترسيم

صحف/الثلاثاء 11 تشرين الأول 2022

أكد نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب أن لبنان حصل على كافة حقوقه من اتفاق الترسيم لأنها محقة. وقال بوصعب من قصر بعبدا بعد تسليم رئيس الجمهورية ميشال عون الصيغة النهائية التي تسلمها من آموس هوكشتاين مساء الاثنين: “لا تقاسم للغاز أو الثروات بين لبنان وإسرائيل في ما يتعلق بحقل قانا وبيروت ستحصل على كامل حقوقها”. وتابع: “بدأ الرئيس عون عهده باصدار مراسيم النفط ونتمنى ان يختم عهده بالوصول الى اتفاق ترسيم الحدود البحرية وسيقوم عون بالاستشارات اللازمة للبحث بالصيغة النهائية للاتفاق”.

 

معوض مرشح المعارضة: تكتيك رئاسي أم قناعة؟

نجوى أبي حيدر/المركزية/الثلاثاء 11 تشرين الأول 2022

الى عدّاد الجلسات الرئاسية التي دعا وسيدعو اليها، رئيس مجلس النواب نبيه بري قبل وبعد دخول البلاد مدار الشغور الذي تؤكد معطيات الساعة ومواقف القوى السياسية ان لا مفرّ منه، في ضوء عدم حسم فريق 8 اذار مرشحه حتى الساعة وتخبط المعارضة في ما بينها في ظل عجز عن التوحد خلف مرشح واحد، ستنضم بعد غد جلسة هي الثانية، لن يُكتب لها ان تخرج بانتخاب رئيس، وحدّها الاقصى تأمين النصاب لاقتراع يشبه سيناريو الجلسة الاولى بفارق بضعة اصوات اضافية للمرشح النائب ميشال معوض.

من بكركي، امس الاول، كان لافتا انتقاد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بقوله “الشعب ينتظر الخروج من أزماته المتراكمة واستعادة دوره تجاه ذاته ومحيطه، لكنه لا ينظر بارتياح إلى شعار التغيير، إذ يخشى تمويهه بين حدين: تغيير أسماء من دون تغيير شوائب النظام، وتغيير النظام التاريخي والديمقراطي من دون إسقاط نظام الأمر الواقع. في كلام الراعي وبين سطوره رسائل “تغييرية” تستوجب من يفهم مراميها والاهداف، فهل تتلقفها المعارضة وقوى التغيير والمستقلون الراغبون حقيقة بالتغيير؟ ام ان التشرذم سيبقى متسيداً المشهد المعارض وكل فريق مرابض على جبهة مرشح حظوظه بالوصول معدومة؟

في قراءة أجراها مصدر سياسي معارض عبر “المركزية” شرح واف لأسباب اجماع الأحزاب المعارضة على ترشيح النائب معوض، اذ يقول ان سليل البيت الوطني وابن الرئيس الشهيد رينيه معوض يكاد يكون الشخصية الاكثر اعتدالا للمرحلة والاكثر قدرة على التعاطي مع الداخل والخارج من خلال شبكة علاقاته الدولية الممتدة من الغرب الى العرب فالخليج، خلافا لأسماء كثيرة محسوبة على هذا الطرف او ذاك ومصنّفة من محور الممانعين بالاستفزازية، في حين ان الرئيس نبيه بري اراد منذ ما قبل الاستحقاق اسماء توافقية، فكان ان ارتأت الاحزاب هذه اختيار الاكثر انطباقا مع التوافق، بعكس ما يروّج البعض من قوى التغيير او غيرهم ممن يعاندون حتى الساعة، طارحين اسماء اصحابها بحد ذاتهم لا يريدون المنصب الرئاسي على الارجح، ذلك ان معوض السيادي الوطني لا يُصنف استفزازيا ولا محسوبا على محور ، وللتذكير فهو في انتخابات العام 2018 النيابية تحالف مع التيار الوطني الحر، وفي انتخابات 2022 مع لائحة المستقلين في مواجهة قوى من فريق 14 اذار لا سيما القوات اللبنانية، اكبر الاحزاب المسيحية شمالا، وهو الذي رشحه الى جانب حزبي الكتائب والاشتراكي وكتلة التجدد الى منصب رئاسة الجمهورية اليوم، اقتناعا بقدراته ومؤهلاته وليس مجرد تكتيك لحرقة كما يحلو للبعض ان يروّج. تبعا لذلك، يضيف المصدر، ليس معوض استفزازيا ولا حزبيا بل وطني صرف يستوفي الشروط الوطنية والسيادية، يتطلع الى تحقيق مشروع انقاذي للجمهورية سعى قبله والده لانقاذها، فرصدته ايادي الشر والغدر وتمكنت من اغتياله واغتيال الانقاذ حتى يومنا هذا، وقد نجحت في منع اي سيادي من استكمال مسار بناء الوطن، ممعنة في دكّ كل اسس ازدهاره فكانت ان حولته من مصرف الشرق الى مستعطٍ مستجدٍ لفلس  على ابواب صندوق نقد او بنك دولي، ومن مستشفى الشرق الى قلة قليلة من مستشفيات تقاوم وتناضل باللحم الحيّ لعدم الاقفال بعدما هاجر اطباؤها واطقمها التمريضية وندر فيها الدواء، ومن صرح الشرق التعليمي الى جامعات ومدارس عاجزة عن التعليم لكثرة ما هاجر اساتذتها وغادر طلابها.

هذا غيض من فيض المشروع المناوئ لذاك الذي يريده ويسعى الى تحقيقه النائب معوّض الذي يكاد يكون المرشح الجدي الوحيد  القادر على خلق دينامية رئاسية في مواجهة مشروع فراغ رئاسي يكرّسه محور المقاومة والممانعة ومن لفّ لفيفه من احزاب وتيارات العهد، في حين ان ما يطرح من اسماء اخرى في البازار الرئاسي من جانب بعض القوى التغييرية يفتقد الى الجدية ومحاولة التغيير الفعلي على طريقة “عنزة ولو طارت”. فهل هذا الاسلوب الامثل لانتخاب رئيس تغييري ام معبر لتمكين حزب الله من “تمرير” رئيس على غفلة او تمديد امد الفراغ…يختم المصدر؟

 

حزب الله يعطي الضوء الأخضر لاتفاق الترسيم: المفاوضات “انتهت”!

رويترز/الثلاثاء 11 تشرين الأول 2022 أفاد مصدران لبنانيّان لوكالة “رويترز”، في أول تعليق من مصادر حزب الله على التطوّرات المتسارعة في ملفّ الترسيم، بأنّ “الحزب أعطى الضوء الأخضر لاتفاق ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل”. ووفق “رويترز”، فقد ذكر مسؤول كبير في الحكومة اللبنانية وآخر مقرب من “حزب الله” أنّ “الحزب وافق على بنود الاتفاق واعتبر أنّ المفاوضات انتهت”.

 

مسيّرات حزب الله تعود إلى الواجهة!

موقع ليبانون ديبايت/الثلاثاء 11 تشرين الأول 2022  

أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية, اليوم الثلاثاء, أنَّ حزب الله سينشر مقابل الجيش الإسرائيلي طائرات مسيرة وسيستخدمها على غرار ما يفعله الروس في أوكرانيا, بحسب ما نقلت قناة الميادين. وشدّد وزير الدفاع الإسرائيلي على أنه, "لم نتنازل قيد أنملة في اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان". وأشار غانتس إلى أنه, "سنعرض إتفاق ترسيم الحدود مع لبنان على الجمهور بشفافية". وكان قد أكّد رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد "رسميًّا" أنّ, "لبنان وإسرائيل توصّلا لإتفاق تاريخي بخصوص ترسيم الحدود البحرية". وقال لابيد إنّ "مجلس الوزراء الأمني سيجتمع الأربعاء ويعقب ذلك اجتماع الحكومة للموافقة على الاتفاق". وأكد أنّ "الاتفاق مع لبنان يلبّي مطالب إسرائيل القانونية والأمنية والاقتصادية كافّة".

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلثاء في 11 تشرين الأول 2022

وطنية/11 تشرين الأول/2022

الجمهورية

أمينة عامة سابقة لأحد الأحزاب المسيحية تسوّق رئاسياً لوزير سابق من هذا الحزب من دون أن يكون عضواً فيه.

لم يوفّق نائب من جبل لبنان في تحركاته الخارجية سعياً وراء إدراج إسمه على لائحة المرشحين لرئاسة الجمهورية.

وقع اشتباك كلامي بين شخصية سياسية وأحد الوزراء في حكومة تصريف الأعمال بعد رفض الأخير تلبية خدمة شخصية لتلك الشخصية.

اللواء

تراهن أوساط سياسية وحزبية على إمكانية ولادة الحكومة العتيدة في العشر الأخير من الشهر الحالي، ولو أدّى ذلك إلى ممارسة الضغوط اللازمة على من يعرقلون التأليف !

وصف نائب قواتي حديث رئيس التيار العوني جبران باسيل المتلفز أمس بمثابة المطالعة الأخيرة قبل صدور الحكم المبرم من الناس!

لوحظ أن عدداً من النواب التغييريين غادروا البلد عشية موعد الجلسة الثانية لإنتخاب رئيس الجمهورية، مما يُرجح إستمرار الخلاف بينهم على إسم مرشح واحد من الشخصيات المتداولة في إجتماعاتهم!

نداء الوطن

بعــد اعتبــاره تهديــد الســعودية من قبل مسؤولين أميركيين بسبب موقفها في أوبك موقفا متهورا وغير محســوب وتأكيــده أن اســتقرارها من استقرار الرشق الأوسط، غادر الوزير الســابق وئام وهاب الى الإمــارات العربيــة المتحدة في زيارة تستمر أياما.

البيان الشــديد اللهجة الــذي أصدره رئيــس مجلس القضاء الأعلى واعتبر فيه أنّ وزير العدل ينفذ أجندة سياسية لا قضائيــة يأتي بعــد مرحلة كانت فيها العلاقة جيدة بينهما خصوصا عندما ذهبا معاً الى العراق سعيا للحصول على دعم للجسم القضائي، مع الإشارة الى أن الوزير ربّمــا كان قصد القاضي عبود عندما تحدث عن ماض مضى لبعض القضاة.

على رغــم كم المعلومات المنشرة حــول تهريب الطحين والقمح المدعوم الى ســوريا لا تزال التسريبات تتحدث عن استمرار التهريب.

البناء

قال مصدر على صلة بمفاوضات النفط والغاز إن الاتفاق تحول تدريجياً من اتفاق لترسيم الحدود الدولية البحرية إلى اتفاق تقاسم المناطق الاقتصادية البحرية. وهذا يزيل عقد لا يستطيع الطرفان التنازل فيها ويتيح للتوقيع أن يكون إجرائياً لا سيادياً بالنسبة لحكومة الاحتلال وينفي صفة المعاهدة لبنانياً

تؤكد مصادر روسية أن استهداف البنية التحتية الأوكرانية أصبح ضمن يوميات الحرب ضمن خطة لإغلاق المطارات ووقف حركة القطارات وقطع الكهرباء والاتصالات ووضع الإمدادات عبر الحدود تحت النيران. واعتبرت هذا التطور منفصلاً عن مسار الحرب البرية

الأنباء

تكتل نيابي جديد يحاول أن يلعب دوراً وسطياً رغم قربه الداخلي من الفريق السيادي.

اتساع مروحة حراك دبلوماسي ودائرة البيكار تطال وجوهاً من خارج الخط السياسي المقرّب.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 11/10/2022

وطنية/11 تشرين الأول/2022

 * مقدمة نشرة اخبار تلفزيون لبنان

حتى وإن كان من الناحية العلمية والكيميائية, لا رائحة ولا لون للغاز الموجود في البحر إلا أن اللبنانيين ومع حضور مدير ووفد شركة توتال الى لبنان وبالتوازي مع تدرج الصيغة النهائية للترسيم البحري إيجابا" إذا صح التوصيف وتهنئة بهذه الصيغة من الرئيس بايدن للرئيس عون الذي سيطل على الشعب بكلمة في الساعات المقبلة فإن اللبنانيين من مستوى مرجعيات رسمية ومسؤولين ووزير طاقة ومواطنين بدأوا معنويا" يشتمون من بعد رائحة الغاز.

في هذا اليوم 11 تشرين الأول 2022 الذي سيسجل ضمن تواريخ المحطات اللبنانية الغازية الواعدة للبنان على الخارطة النفطية العالمية.. وعلها تكونبعد تشاور رئاسي ثلاثي بشرى لمستقبل يتظهر بدءا" من سنة 2023 وما بعد.. مع الإشارة الى أن مجمل الأوساط السياسية تتوقع بلورة الاتفاق الترسيمي في الناقورة بعد تسعة أيام من الآن كما رجحت أن يكون للبنان بين نهاية هذه السنة ومطلع ال 2023.

رئيس للجمهورية, أي بتأخير طفيف عن 31 تشرين الأول-نهاية المهلة الدستورية لانتخاب الرئيس الرابع عشر ما بعد استقلال لبنان.

محليا" على مسار الاستحقاق وبعد يومين على عظة البطريرك الراعي الذي رفض فيها انتخاب رئيس جمهورية من انصاف الرؤساء وانصاف الانتماء وانصاف الدولة كما رفض رئيس تسويات قصد رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل صرح بكركي وأطلع البطريرك على ورقة التيار المتعلقة بالاستحقاق الرئاسي وتتضمن الدعوة الى الحوار بين الجميع للوصول الى انتخاب رئيس جمهورية ضمن المهلة الدستورية..

باسيل دعا ايضا الى تأمين بوليسة تأمين للوضع في حال لم يتم انتخاب رئيس ضمن المهلة وقال: هذه البوليسة هي تأليف حكومة جديدة كاملة المواصفات..ورقة التيار تناولها باسيل بعد الظهر مع الرئيس عون في قصر بعبدا حيث أشاد أيضا بإنجاز العهد لملف الترسيم.

في أي حال هذا المسار سبق بأشواط مساري الرئاسة والحكومة وثمة من يرى أن إنجاز ملف الترسيم البحري سيؤثر في شكل إيجابي-مضطرد على الانتخاب الرئاسي.

في الغضون وبعد الجلسة البرلمانية الثانية المحددة الخميس المقبل لانتخاب رئيس جمهورية تبدأ يوم الجمعة وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا زيارة للبنان وتكون مسارات الاصلاحات والترسيم والاستحقاقات في صلب محادثاتها علما أن فرنسا تنشط لهذه الشؤون بجهود محلية واقليمية متلاحقة.

عمليا" الرؤساء الثلاثة تسلموا النسخة التي رست عليها ورقة عاموس هوكستين لملف الترسيم البحري الحدودي بين لبنان والاسرائيليين وقد نقلها نائب رئيس البرلمان الياس بوصعب تباعا الى قصر بعبدا ثم السراي الكبير وصولا الى عين التينة.

في وقت  مدير شركة TOTAL الفرنسي laurent Vivier، وصل والوفد نهارا" الى مطار رفيق الحريري الدولي ثم بدأ بمحادثات توصف بالواعدة...مجمل الملفات والتطورات يتناولها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في اطلالته بعد حوالى نصف الساعة من الآن.

إذن مسودة العرض النهائي التي حصدت نسبة عالية من التأييد المحلي والترحيب الخارجي وقابلتها نسبة ضئيلة من الانتقاد السلبي نقلها الى الرؤساء الثلاثة نائب رئيس البرلمان الياس بوصعب مؤكدا" الحصول على المطالب وعدم وجود أي تقاسم لحقل قانا.

بوصعب التقى تباعا" : الرئيس العماد عون ثم الرئيس نجيب ميقاتي فالرئيس نبيه بري.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ان بي ان

على مسودة نهائية معدلة استيقظ لبنان متفائلا باتفاق ترسيم حدودي بحري أخذ بالملاحظات والمطالب اللبنانية.

في وقت متأخر من الليل وصلت المسودة إلى إلياس بو صعب المكلف بهذا الملف من رئاسة الجمهورية فبكر في التجوال على الرؤساء ميشال عون ونبيه بري ونجيب ميقاتي مسلما إياهم نسخا منها.

الصيغة النهائية للاتفاق جاءت مرضية للبنان وملبية مطالبه ومحافظة على حقوقه على ما أكدت رئاسة الجمهورية.

وفي بيانها أملت أن يتم الإعلان عن الاتفاق حول الترسيم في أقرب وقت ممكن.

أما الموقف الوطني الموحد فسيعلن رسميا بعد مشاورات يجريها رئيس الجمهورية حول هذه المسألة الوطنية.

من جانبه أمل رئيس الحكومة أن تبلغ الأمور خواتيمها ومن ثم المباشرة بالخطوات العملانية للتنقيب عن الغاز في المياه اللبنانية.

ومن محاسن الصدف ربما المقصودة أن وصول المسودة الأميركية النهائية تزامن مع وجود وفد رفيع من شركة توتال الفرنسية في بيروت.

وفي خلال اجتماعه مع الرئيس نجيب ميقاتي طلب الأخير من الشركة المباشرة بالإجراءات التنفيذية للتنقيب في المياه اللبنانية فورا

في الجانب الإسرائيلي نزل المسؤولون الصهاينة عن شجرة المواقف التصعيدية فتراجعت نبرتهم التهديدية واعتبروا الاتفاق الذي تسلموا مسودته الأميركية النهائية إنجازا تاريخيا

وستحط هذه المسودة غدا على طاولة حكومة يائير لابيد قبل عرضها على الكنيست.

الإنفراج الحاصل على مستوى ملف الترسيم الحدودي يقابله في الداخل اللبناني انسداد على المستوى الحكومي.

أما في الشأن الرئاسي فإن جلسة مجلس النواب الثانية المخصصة لانتخاب رئيس للجمهورية لا تزال على موعدها الخميس ولا يبدو أن الرئيس نبيه بري في وارد تعديل هذا التاريخ وهو يسأل: هل 13 تشرين الأول هو عيد رسمي ويجيب: ليس على حد علمي مؤكدا أنه يلتزم بالأعياد الوطنية فقط ومشيرا إلى أنه إذا لم يتوافر النصاب هذا الخميس فسيحدد موعدا آخر.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ام تي في

إتفاق الترسيم على السكة الصحيحة لبنانيا وإسرائيليا، وبرعاية أميركية يومية وقوية، وصلت إلى حد اتصال الرئيس الأميركي بالرئيس اللبناني مهنئا إياه بانتهاء المفاوضات. المسؤولون اللبنانيون تسلموا اليوم النسخة النهائية للإتفاق، والتي وصفها الرئيس عون بالمرضية، وهو تعبير ملتبس بعض الشيء.

في المقابل إسرائيل أعلنت على لسان وزير دفاعها بيني غانتس أنها لم تتنازل قيد أنملة في الإتفاق، كما  أكد غانتس أن اتفاق الترسيم سيعرض على الرأي العام الإسرائيلي بكل شفافية. فهل ما يسري على الإسرائيليين سيطبق على اللبنانيين؟ وهل سيكشف المسؤولون اللبنانيون اتفاق الترسيم أمام اللبنانيين، أم أنه سيبقى قيد السرية والكتمان؟

بالتوازي، برزت اليوم على مواقع التواصل الإجتماعي عبارات لمحازبين يدعي كل قسم منهم أن الترسيم انتصار لحزبه. ومع أن الترسيم إنجاز لبناني بالمطلق، لكن الفضل الحقيقي فيه ليس للأطراف المحلية بل لأوروبا وأميركا.

فأوروبا صارت بحاجة ماسة إلى الغاز نتيجة حرب أوكرانيا، فكان الضغط الأميركي على إسرائيل لإنجاز الترسيم، أي أن الحرب الأوكرانية المدمرة هي التي حلت مشكلة الحدود البحرية اللبنانية - الإسرائيلية، فتحقق بذلك قول المثل: مصائب قوم عند قوم فوائد

حكوميا، حزب الله لا يزال يدفع بقوة في سبيل تشكيل حكومة قبل نهاية العهد، ويعتبر ان الحكومة الجديدة يمكن ان تنقذ لبنان من التخبط السياسي في حال لم تجر الانتخابات الرئاسية.

لكن الوضع على خط القصر الجمهوري- السراي الحكوي- ميرنا الشالوحي لا يوحي التفاؤل اطلاقا، اذ ان محركات التأليف شبه مطفأة. رئاسيا، الوضع ليس افضل حالا، فجلسة الخميس لن تحقق اي خرق، طالما ان فريق الممانعة لا يزال متشبثا بالورقة البيضاء، التي تحول دون  التوصل جديا الى  انتخاب رئيس للجمهورية.

والشأن القضائي كانت له اليوم حصة كبيرة من الاهتمام، اذ انعقد مجلس القضاء الاعلى بدعوة من وزير العدل في غياب رئيسه، وهو امر غير مسبوق في تاريخ القضاء اللبناني, وهو ما دفع وليم نون ، شقيق الضحية جو نون الى اعتبار قرار وزير العدل قرارا غير اخلاقي والى وصف الاجتماع  بالمهزلة.

قد وصلت المهزلة مساء الى حد  مطالبة تكتل لبنان القوي في بيان اصدره باحالة رئيس مجلس القضاء الاعلى على التفتيش. فالى متى يستمر العهد القوي وتكتل لبنان القوي في ضرب المؤسسات الواحدة تلو الاخرى ؟  والى متى يواصل وزراء العهد والتكتل، وفي طليعتهم وزير العدل،  ضرب ما تبقى من قوة  لبنان، من خلال ضرب كل سلطاته ؟.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون المنار

انه لبنان الواقف اليوم على ارض صلبة، يتطلع الى ابعد نقاط بحره الهادر، مطمئنا الى ايام اهله وبنيه، المبتهجين بوحدة موقف قادته ومسؤوليه، ومعادلات وقوة مقاوميه، الذين ابطلوا كل مشاريع العربدة الصهيونية، والعنجهية الاميركية، وكسروا الحصار المرير ..

انه لبنان العائم على مستقبل يليق بتاريخه، وحاضر ابنائه وتضحياتهم، الذين غزلوا بالدموع والدماء والصبر والثبات وجميل المعادلات خيوطا سيجوا بها البحر واستنقذوا نفطه، كما سيجوا البر وحموا اهله ..

انه لبنان القوي بقوته ووحدته ومعادلاته العصية على كل اختلال : جيش وشعب ومقاومة – في وطن لا يعرف الاستسلام ..

فبعد كل التهويل الصهيوني، فرض اللبنانيون حقهم، اتموا مهمتهم، وها هم يدخلون بلدهم نادي الدول النفطية. تسلموا من الموفد الاميركي لترسيم الحدود البحرية ورقة تراعي كل مطالبهم، بحسب رئاسة الجمهورية، فكان لهم حقل قانا ونفطه الوفير، وانتزعوا حقا بالتنقيب حرم منه لبنان لسنين، وأوكلوه الى الشركة الفرنسية توتال التي تعهدت اليوم امام رئيس الحكومة اللبنانية بالاسراع القريب ببدء التنفيذ، ولن يقر لبنان بتعويض للعدو وغير معني بالتطبيع الاقتصادي معه، ولن يوقع على اتفاقية او معاهدة دولية، وانما على ورقة تثبت حقه، على ان يوقع الصهاينة على مثيلتها تضمن التزامهم بالتطبيق..

فهذا اول الغيث، وله من التداعيات الايجابية الكثير، والمأمول ان تنسحب الايجابية على باقي الملفات، فيلتف الجميع لاتمام الاستحقاقات الرئاسية منها والحكومية مع ضيق الوقت المتاح..

اما الصهاينة فضاق عليهم الوقت حد الاختناق، ولم يكن لهم خيار الا القبول، واعادة الحق الى اهله ضمن مفاوضات لم يعرفوا لها مثيلا الا مع لبنان، وبعد كثير من العنتريات والتهويل، ها هم ذاهبون غدا الى اجتماع وزاري لاقرار التوقيع حسب الاعلام العبري ..

وفيما لبنان ذاهب لتحقيق نصر جديد، يجتمع المحبون في ذكرى المولد النبوي الشريف في الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث يقيم حزب الله احتفالا بالمناسبة عند الثامنة، يتوج بكلمة للامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر تتناول ابرز المستجدات...

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون او تي في

ايها اللبنانيون، صدقوا ميشال عون.

صدقوا ميشال عون الرئيس، كما صدقتم ميشال عون الجنرال.

فميشال عون الجنرال كان اول من اخبركم ان اتفاق الطائف لن يؤدي الى خروج الجيش السوري من لبنان، كما كان كثيرون يؤكدون، ومن 13 تشرين حتى ال2005… هكذا كان.

وميشال عون الجنرال كان اول من ابلغكم من منفاه ان التحرير آت، وان زمن الوصاية الى افول، في وقت كان كثيرون يشككون.

فهو كان يعلم، لأنه كان يعمل. ومن يعمل لتحقيق هدف، لا بد ان يصل اليه.

وميشال عون الرئيس كان اول من ابلغكم ان الترسيم تم، وان ما تبقى تفاصيل لن تكون قادرة على التعطيل، في وقت ظل كثيرون حتى امس القريب يحسمون ان الحل طار، بعدما جزم آخرون الا نفط او غاز اصلا في لبنان كي يطير. فهو، اي الرئيس، كان يعلم لأنه كان يعمل، في وقت كان كثيرون يشككون، لا بل يأملون في فشل المحاولة، ولو وقع الضرر على كل لبنان.

ايها اللبنانيون، صدقوا ميشال عون.

فهو اول من لفت نظركم الى عوامل القوة التي يتمتع بها لبنان، والتي اظهرت فاعليتها اليوم، يوم وقع التفاهم الشهير مع السيد حسن نصرالله، في وقت كان كثيرون يخونون.

هو اول من تجرأ على اخذ القرار السياسي بطرد الارهاب من لبنان وتحرير مئات الكيلومترات اللبنانية من داعش والنصرة، في وقت كان كثيرون على احتلال الارض وخطف العسكريين يتفرجون.

وهو اول من تحدث بالميثاقية وتصحيح التوازن الوطني، واول من منع التمديد لمجلس النواب باستخدام المادة 59 من الدستور، واول من حقق تصحيح التمثيل وحق المنتشرين بالاقتراع وفق قانون نسبي عندما رفض توقيع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة على اساس قانون الستين المعدل غير السليم.

وهو اول من حذركم من السياسات المالية الخاطئة والاقتصاد الريعي، واول من طلب خطة اقتصادية متكاملة تولتها شركة ماكنزي في مستهل الولاية، في وقت كان كثيرون اما قصيري النظر او متواطئين.

وهو اول من اصطدم بالمنظومة الفاسدة بفروعها كافة، من السياسة الى الاعلام وما بينهما، فانهارت بالكامل، وكل ما سيأتي بعدها يوما ما سيكون افضل بكثير من كل الذي كان.

لبنان بلد نفطي.

اعتبارا من اليوم الثلاثاء 11 تشرين الاول 2022، لم تعد هذه الكلمات الثلاث مجرد شعار، ولا عبارة عن خبر نقرأ عنه في الصحف القديمة، ولا نصدق انه يمكن ان يتحول الى حقيقة.

فمع العماد ميشال عون، رئيسا وقبل الرئاسة، الاحلام ليست مستحيلة، لأن النضال والمثابرة والعناد بالحق يصنع المعجزات. ومعجزة الترسيم تحققت او تكاد.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ال بي سي

معبر جدا كلام  رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد أن إسرائيل ولبنان "توصلا إلى اتفاق تاريخي" بشأن ترسيم حدودهما البحرية، هذا الاتفاق التاريخي سيعزز أمن إسرائيل، ويضخ مليارات في الاقتصاد الإسرائيلي ويضمن استقرار حدودنا الشمالية، ومن المقرر عقد اجتماع لمجلس الوزراء الأمني المصغر غدا الأربعاء حول "الاتفاق المبرم" بوساطة أميركية، كما قال.

" أتفاق تاريخي "، هكذا تصفه اسرائيل .

رئاسة الجمهورية اللبنانية تصف الصيغة النهائية للعرض الأميركي بأنها مرضية للبنان.

ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون يتلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس الاميركي جو بايدن هنأه خلاله بانتهاء المفاوضات لترسيم الحدود البحرية الجنوبية ومؤكدا وقوف الولايات المتحدة الى جانب لبنان لتحقيق الاستقرار وتمكينه من تعزيز اقتصاده والاستفادة من ثرواته الطبيعية.

والوسيط  الياس بو صعب اعتبر أننا وصلنا إلى حل يرضي الطرفين: "لبنان حصل على كامل حقوقه وأخذت جميع ملاحظاته بعين الاعتبار".

رئيس الحكومة طلب من من شركة توتال التي وصل وفد رفيع منها إلى بيروت، البدء فورا بالاجراءات التنفيذية للتنقيب في المياه اللبنانية. 

في المحصلة، هل دخل لبنان عصر " الدولة النفطية"؟ وهل من شروط  هذه الدولة " هدنة الإستخراج "؟ هل يتوقف الصاروخ والمسيرات في الجنوب؟ والأهم من كل ذلك، هل من المبكر طرح هذه الأسئلة أم هذا هو أوانها؟

 بعيدا من هذا الملف ، هل دخلت العلاقات الاميركية السعودية مرحلة اختبار جديدة؟

متحدث باسم البيت الأبيض أعلن أن الرئيس  بايدن يريد "إعادة تقييم" علاقة الولايات المتحدة مع السعودية، فيما دعا نواب نافذون إلى وقف عمليات تسليم الأسلحة للرياض.

قال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي لقناة "سي إن إن" إن الرئيس الأميركي "كان واضحا للغاية في أنه يتعين علينا الاستمرار في إعادة تقييم هذه العلاقة وعلينا أن نكون مستعدين لإعادة النظر فيها".

يأتي هذا التطور في وقت قرر تحالف أوبك بلاس خفض حصص الإنتاج، في ما عد إخفاقا دبلوماسيا لجو بايدن ، وأثار قرار كارتل النفط موجة  استياء بين أعضاء الكونغرس الأميركي.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون الجديد

اتفاق الترسيم يسبح باتجاه الناقورة.. والدولة اللبنانية دخلته راضية مرضية فتاريخ الحادي عشر من تشرين الأول وضع لبنان على مصفاة الذهب الأسود وأهله لأن يكون دولة نفطية.

ومع إبرام الإتفاق في الأيام المقبلة سيكون البلد الغارق في قاع البحر قد بدأ رحلة النجاة نحو سطح الماء وفي مسار التفاوض ووصوله الى مرحلة إيجابية، كان مفاوضا معلوما مجهولا يتحكم بزمرة القيادة لإخراج الشيطان من التفاصيل.. وهو حزب الله بجناحيه العسكري والسياسي, والحزب القابض على النص والمنصة، أبرم بشكل غير مباشر وعبر الوسطاء اتفاق استخراج النفط والغاز وما الصيغة التي توصل إليها لبنان اليوم مع إسرائيل عبر الوسيط الأميركي آموس هوكستين سوى مسودة لأوراق تمت صياغتها قبل نحو أسبوعين..

وكانت شياطينها عالقة على عبارة واحدة وتم تعديلها في حينه وورقة التفاهم السرية كانت من نتاج مجموعة العمل اللبنانية.. وأسندت إلى حزب الله مهمة التدقيق والمسح السياسي والميداني وإلى المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم مهام جهاز الأمن والتنسيق وإلى الجيش اللبناني أدوار المراجعة الهندسية الفنية, وجميعهم التقوا عبر مصفاة واحدة مع ممثلين للرئيسين ميشال عون ونبيه بري، واكتفى ميقاتي بتكليف ابراهيم تمثيله في مراحل التفاوض.

ومجموعة العمل اللبنانية هذه نقل ملاحظاتها وتعديلاتها إلى الجانب الأميركي نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب، الذي اضطلع بدور الDHL السريع بين بيروت وواشنطن: فسلم واستلم.

وفي المسارات المقبلة فإن العين على التوقيع في الناقورة والتي لن تبتعد تواريخها عن العشرين من تشرين الأول، فيما بعد النظر سيكون على وفد شركة توتال الذي وصل إلى لبنان مرفقا مع خبر إنجاز الاتفاق.

وقد طلب الرئيس ميقاتي من ممثلي الشركة المباشرة بالإجراءات التنفيذية للتنقيب في المياه اللبنانية فورا حيث انتقل الوفد إلى وزارة الطاقة والمياه وعقد اجتماعا مع وزير الطاقة بحضور رئيس وأعضاء هيئة إدارة قطاع النفط في لبنان.

وعلمت الجديد أن الشركة يمكن أن تبدأ بأعمال التنقيب في آذار المقبل ريثما يتم الإنتهاء من التحضيرات اللوجستية بعد التوقيع ويؤشر هذا المسار إلى جدية في تسريع العمل وليس تقبل التهاني وحسب.

ومن بين برقيات التهنئة أجرى الرئيس الأميركي جو بايدن اتصالا بنظيره اللبناني ميشال عون، هنأه خلاله بانتهاء المفاوضات لترسيم الحدود البحرية الجنوبية.. مؤكدا وقوف الولايات المتحدة إلى جانب لبنان لتحقيق الاستقرار وتمكينه من تعزيز اقتصاده والاستفادة من ثرواته الطبيعية.

وكانت رئاسة الجمهورية قد أعلنت في بيان أن الصيغة النهائية لهذا العرض مرضية للبنان وتلبي المطالب التي كانت محور نقاش طويل خلال الأشهر الماضية، وتحافظ على ثروتنا الطبيعية والرضى جاء على ضفتين: لبنانية وإسرائيلية.. إذ لم يبق مسؤول إلا وأدخل هذه الصفقة في خانة الإنجاز التاريخي, وسيطرح هذا الاتفاق غدا على مجلس وزراء أمني مصغر قبل أن يطلق سراحه, ويصبح بشفافية أمام الرأي العام الإسرائيلي وهي نقاط تحفظ عليها سياسيون وقيادات وأحزاب لبنانية..

إذ إن العدو يكاشف مجتمعه ويفتح له الأوراق السرية فيما لبنان لا يكشف ورقه إلا للتيار الوطني الحر وستصبح مهمة وضع الاتفاق أمام الرأي العام اللبناني أولوية بعد التوقيع عليه، لاسيما إذا كان يستلزم موافقة مجلس النواب.. وعندها للمجلس حق التصويت أو الرفض وعلى الترسيم ومنصاته المستقبلية يطل الليلة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطاب بذكرى المولد النبوي الشريف.. والذي سيشهد على مولد أول اتفاق لبناني إسرائيلي برعاية أميركية ولأميركا كلمتها أيضا على التوقيت نفسه، في موقف ستعلنه السفيرة الأميركية دورثي شيا عند الثامنة والنصف من هذا المساء وسيجمع الهواء بفارق قليل بين نصرالله وشيا بعدما توافقا بشكل غير مباشر على بنود اتفاق ينتظر اللبنانيون تفاصيله لكنه حكما.. سينقل لبنان من ضفة إلى أخرى.

 

تفاصيل أخبار المتفرقات اللبنانية

جلسة “القضاء الأعلى” تفقد نصابها

 المؤسسة اللبنانية للإرسال"/الثلاثاء 11 تشرين الأول 2022

اجتمع مجلس القضاء الاعلى بناء على دعوة وزير العدل هنري خوري برئاسة القاضي غسان عويدات الذي انسحب من الجلسة مع الوصول الى البند المتعلق بتعيين قاض رديف بملف انفجار المرفأ ما افقد الجلسة نصابها، بحسب معلومات الـLBCI.

 

عبود ينتفض على خوري… وجلسة “القضاء الاعلى” من دون نصاب؟

نداء الوطن/الثلاثاء 11 تشرين الأول 2022

سجّلت الأحداث الداخلية اللبنانية أمس منعطفاً قضائياً بارزاً مع تصدي رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود لـ”محاولات التدخل السياسي السافر في العمل والأداء القضائيين من خلال حملات ممنهجة ومتمادية تضمنت تجنيات وافتراءات وتهجمات وتجاوزات” استهدفت القضاء والقضاة ومجلس القضاء ورئيسه. ومن هذا المنطلق، قرر عبود “الخروج عن الصمت” فانتفض على خطوة وزير العدل هنري خوري “الدعوة إلى اجتماع لمجلس القضاء الأعلى ووضعه لجدول أعماله في سابقة لها مبرراتها السياسية لا القضائية، ولو أُسندت في ظاهرها إلى واقعٍ قانوني (المادة السادسة من قانون القضاء العدلي) لم يُطبّق ولم يُعمل به سابقاً، لعدم ائتلافه مع مبدأ الفصل بين السلطات ومبدأ إستقلالية السلطة القضائية المكرّسَين في الدستور”، كما جاء في بيان القاضي عبود، معلناً في المقابل “عدم حضور جلسة مجلس القضاء الأعلى” التي دعا إليها خوري اليوم “التزاماً منه بقسم يمين الحفاظ على إستقلالية القضاء وكرامته، وإيماناً منه باستقلالية عمل مجلس القضاء الأعلى وعدم تكريس ما يمسّ هذه الإستقلالية”.ولاحقاً، بدا وزير العدل مصمماً على إحداث شرخ في الجسم القضائي عبر تصريح أدلى به وبدا فيه كمن يحرّض القضاة على التمرّد على قرار رئيس مجلس القضاء الأعلى عدم الحضور إلى جلسة اليوم قائلاً: “لا أعتقد أن القضاة في المجلس سيلبّون دعوة القاضي عبود إلى مقاطعة الجلسة”. وأمام هذا الواقع، كشفت مصادر قضائية لـ”نداء الوطن” أن جلسة مجلس القضاء الأعلى ستُعقد اليوم برئاسة نائب رئيس المجلس النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات، لكنها رجحت في المقابل أن تفقد الجلسة نصابها القانوني بخروج عويدات منها لدى طرح قضية تعيين قاض رديف للمحقق العدلي في قضية تفجير مرفأ بيروت، سيما وأنه سبق أن تنحى عن النظر في القضية بصفته مدعياً عدلياً لوجود صلة قرابة بينه وبين الوزير السابق المدعى عليه النائب غازي زعيتر.

 

نائب لبناني متهم في قضية انفجار بيروت سيدّعي على رئيس مجلس القضاء

بيروت/الشرق الأوسط"/الثلاثاء 11 تشرين الأول 2022

قال عضو مجلس النواب اللبناني علي حسن خليل، الذي وُجهت له اتهامات في ديسمبر (كانون الأول) 2020 بشأن تفجير مرفأ بيروت، اليوم (الثلاثاء)، إنه بصدد إقامة دعوى على رئيس مجلس القضاء الأعلى في البلاد القاضي سهيل عبود. ونفى خليل ارتكاب أي مخالفة في التفجير الذي وقع في أغسطس (آب) 2020 بمرفأ بيروت، وأودى بحياة أكثر من 220 شخصاً. وأعاق التدخل السياسي المتكرر إجراء تحقيق لبناني في الانفجار، بحسب ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.

 

جلسة انتخاب الرئيس اللبناني الخميس كسابقتها ومعوض يتحرك لكسب أصوات النواب السنّة

محمد شقير/الشرق الأوسط"/الثلاثاء 11 تشرين الأول 2022

المفاجأة الوحيدة التي يمكن أن تشهدها الجلسة النيابية الثانية التي تُعقد الخميس لانتخاب رئيس للجمهورية تكمن في امتناع النواب المنتمين إلى تكتل «قوى التغيير» عن ترشيح أي من المرشحين من خارج الاصطفافات السياسية التقليدية، بخلاف ترشيحهم في الجلسة الأولى لسليم ميشال إده، رغم أنهم التقوا على دفعات المرشحَيْن الوزيريْن السابقَيْن ناصيف حتّي وزياد بارود والنائب السابق صلاح إدوار حنين. ولا يعود السبب فقط إلى احتدام النقاش بين النواب في مقاربتهم للاستحقاق الرئاسي، وإنما لوجود رغبة لديهم في تكثيف مشاوراتهم لتشكيل كتلة نيابية وازنة تتيح لهم لعب دور فاعل في انتخاب الرئيس انطلاقاً من تقديرهم بأن ائتلافهم مع عدد من النواب المستقلين سيمكّنهم من التعامل معهم على أنهم يشكّلون بيضة القبّان لحجز مقعد لهم في عداد الكتل النيابية المقرّرة في انتخاب الرئيس. لكن هذه المفاجأة يمكن أن تنسحب على المرشح ميشال رينه معوض إذا ما استطاع تسجيل خرق يضمن له توسيع مروحة المؤيدين له، وعينُه بالدرجة الأولى على كسب تأييد عدد من النواب المنتمين إلى تكتل «الاعتدال» النيابي الذين كانوا اقترعوا في دورة الانتخاب الأولى بورقة كُتب عليها اسم لبنان. ولهذه الغاية التقى معوّض النواب الأعضاء في تكتُّل «الاعتدال» في محاولة مدعومة من حلفائه لإقناع ما تيسّر منهم لتأييد ترشُّحه لرئاسة الجمهورية، خصوصاً أن خصومه يتعاملون مع الجلسة النيابية بعد غد على أنها تشكّل محطّة لا يمكن تجاهلها لاختبار مدى صمود نواب التكتل على موقفهم بالاقتراع بورقة لبنان وعدم خضوعهم للضغوط والإغراءات التي يراد منها تنعيم موقفهم بتأييدهم لمعوض.

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية، أن حلفاء لمعوض بادروا للاتصال بعدد من نواب تكتل «الاعتدال» لإقناعهم بضرورة الوقوف إلى جانبه في المعركة الرئاسية على خلفية أن هناك مجموعة من القواسم المشتركة التي تشكّل نقطة للالتقاء بين الطرفين. ومع أن المصادر النيابية لا تريد استباق النتائج التي يتوخّاها حلفاء معوّض من لقائه بنواب تكتل «الاعتدال» اعتقاداً منهم أن الوعود لا تكفي ما لم تُترجَم إلى خطوات ملموسة بالاقتراع لمعوض في الجلسة بنيله تأييداً يقترب من 45 نائباً إن لم يكن أكثر؛ لأنه ينطلق حالياً من دعم 41 نائباً له من المنتمين إلى «اللقاء الديمقراطي» وحزبي «القوات اللبنانية» و«الكتائب» وكتلة «التجدد» النيابي وعدد من المستقلين.

فهل ينجح معوّض في اجتماعه الحاسم مع تكتل «الاعتدال» الذي يطغى عليه الحضور النيابي السنّي في تليين موقفه بمبادرة عدد منهم إلى تأييده؟ أم أن اقتصار تأييده على حلفائه سيفتح الباب في دورات الانتخاب المقبلة إلى إعادة خلط الأوراق ترشحاً وتأييداً باعتبار أن جلسة الغد ستكون نسخة طبق الأصل عن سابقتها؟ وبالتالي، يبقى الرهان على جلسات الانتخاب المفتوحة التي تُعقد في الأيام العشرة من المدة المتبقّية للولاية الرئاسية لميشال عون، مع أن كل التوقّعات تُجمع على أن البلد سيسقط في شغور رئاسي قد يكون مديداً، إلا إذا حصلت مداخلات من خارج الحدود تضغط لانتخاب الرئيس، وإنما قبل أن يدخل الشغور في أمد طويل. وفي المقابل، فإن تكتل «قوى التغيير» وإن كان يهمه إنجاز الاستحقاق الرئاسي في موعده الدستوري لقطع الطريق على إقحام البلد في شغور قاتل في حال استمرار الضبابية المسيطرة على المواقف الدولية والإقليمية بذريعة أن الظروف المحيطة بها ليست ناضجة حتى الساعة على الأقل في المدى المنظور، فهو يعترف، بحسب مصادره، بعدم توصله إلى موقف موحّد في مقاربته للاستحقاق الرئاسي، وهذا ما اضطره إلى الامتناع عن تسمية مرشحه للرئاسة بعد أن اصطدم برغبة من كان ينوي ترشّحه بعدم تبنّي دعمه في الوقت الحاضر؛ لأن لا مصلحة له في حرق المراحل، وأن يحتفظ بدعمه ريثما يتأمّن له الدعم المطلوب من سواه من الكتل النيابية والمستقلين. ولفت مصدر نيابي على تواصل شبه يومي مع زملائه الأعضاء في تكتل «قوى التغيير»، إلى أن التكتّل وإن كان يواصل لقاءاته التشاورية المفتوحة، فإن احتدام النقاش يبقى الأكثر حضوراً في المداولات الرئاسية الجارية بين النواب بسبب استمرار التباين في مقاربة الملف الرئاسي، وهذا ما يبرّر ترحيل الاتفاق على اسم مرشح واحد يحظى بدعمه للحفاظ على حد أدنى من الانسجام الذي يكاد يكون مهتزّاً على خلفية استحالة توصّلهم إلى حد أدنى من التفاهم لئلا يبقى إصرارهم على منع الشغور في رئاسة الجمهورية بمثابة الجامع الوحيد لمنع انقسامهم، رغم أنهم يتعايشون حالياً تحت سقف الحفاظ على وحدة التكتّل من موقع الاختلاف. وأكد المصدر النيابي لـ«الشرق الأوسط»، أن الأكثرية بداخل التكتل تتعامل بواقعية مع انتخاب الرئيس بعيداً عن المزايدات الشعبوية والشعارات؛ لأن هناك ضرورة للانفتاح على عدد من الكتل النيابية والنواب المستقلين والتفاعل معهم بدلاً من إدارة الظهر لهم وانغلاق التكتل على نفسه، وقال إن جلسة الغد ستنتهي إلى صفر نتائج، وهذا ما يشكل تحدّياً للجميع ومن بينهم التكتل للبحث عن قواسم مشتركة تدفع باتجاه التوافق على مرشح من خارج محور الممانعة بعيدا عن تسجيل المواقف.

ورأى أن لا مصلحة للتكتل في شيطنة قوى «14 آذار» سابقاً، وكشف أن أحداً لا يعفي أحزابها وقواها الرئيسية من الأخطاء والتجاوزات التي ارتكبتها وكانت وراء الإطاحة بثورة الأرز، لكن من غير الجائز القفز فوق التضحيات التي قدمها جمهور «14 آذار»، خصوصاً الشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن مشروعها السياسي قبل أن ينخرط بعضها في المنظومة السياسية التي كانت وراء تدحرج البلد نحو الانهيار. وقال إن المداولات بداخل التكتل شهدت نقاشات حادة بين من يصرّ على شيطنة هذه القوى وبين من يرفض المساواة بينها وبين جمهورها. وقال المصدر النيابي نفسه إن التكتل تشاور مع نواب صيدا - جزين أسامة سعد، عبد الرحمن البزري، وشربل مسعد في محاولة لتوحيد الموقف حيال الاستحقاق الرئاسي والعمل على بلورته مع آخرين لإنتاج برنامج عمل مشترك يصار من خلاله إلى دعم ترشّح الشخص المناسب لرئاسة الجمهورية، خصوصاً أن تجميع النواب تحت سقف سياسي واحد سيتيح لهم لعب دور بيضة القبّان في تحديد هوية الرئيس العتيد وتظهير صورته إلى العلن؛ نظراً لحاجة الكتل النيابية إلى الانفتاح على هذا الجمع النيابي الواسع إذا أدّت الاتصالات إلى ولادته. وأكد المصدر، أن التكتل سيتواصل اليوم مع تكتل «الاعتدال» النيابي بحثاً عن التلاقي حول برنامج سياسي موحّد لخوض المعركة الرئاسية على أساسه، وقال إن «قوى التغيير» ستحسم موقفها من جلسة الغد في الساعات المقبلة، وإن غالبية النواب لا يحبّذون دعم أي مرشّح، وهم يبحثون الآن في الصيغة التي سيقترعون وفقها شرط أن تحمل علامة فارقة رغبة منهم بالتمايز عن قوى «8 آذار» وحلفائها الذين سيقترعون كعادتهم بورقة بيضاء.

 

وزيرة الخارجية الفرنسية في لبنان الجمعة والملف الرئاسي على رأس اهتماماتها

باريس: ميشال أبو نجم/الشرق الأوسط"/الثلاثاء 11 تشرين الأول 2022

مرة أخرى، تجد باريس نفسها مدعوة للغوص في الملف اللبناني ومحاولة فك~ العقد المتداخلة على خلفية استمرار اهتراء الأوضاع السياسية والاقتصادية والمالية والاجتماعية. ورغم إجهاض المبادرة الإنقاذية التي حاول الرئيس الفرنسي مباشرة عقب انفجار المرفأ إقناع السياسيين اللبنانيين عبثاً السير بها، فإن تخوف باريس اليوم من الفراغ المؤسساتي يدفع وزيرة الخارجية كاترين كولونا للتوجه إلى بيروت يوم الجمعة المقبل، في أول زيارة لها للبنان ولمنطقة الشرق الأوسط بشكل عام.

تصل الوزيرة الفرنسية إلى لبنان في اليوم التالي للمحاولة الثانية الفاشلة حكماً لانتخاب رئيس جديد للجمهورية يحل محل الرئيس ميشال عون الذي تنتهي ولايته في 31 الشهر الحالي. ووفق الدستور اللبناني، ففي الأيام العشرة الأخيرة من الولاية الرئاسية، يتحول مجلس النواب إلى هيئة ناخبة تجتمع حكماً لملء الفراغ. بيد أن غياب التوافق حتى اليوم على شخص الرئيس العتيد يدفع الجميع إلى الاعتقاد أن ملء الفراغ لن يتم ضمن المهلة الدستورية، وأن هناك احتمالاً كبيراً لبقاء المنصب شاغراً لفترة قد تطول أو تقصر. وتجدر الإشارة إلى أن عون انتُخب بعد عامين ونصف العام من الشغور. لكن ما يميز الوضع اليوم عما كان عليه في الدورة الماضية، أن الحكومة اللبنانية الحالية التي يرأسها نجيب ميقاتي هي حكومة تصريف أعمال الدولة. وسبق لعون التأكيد أنه لن يسلم السلطة إلا لحكومة «كاملة الأوصاف»، وفق تعبيره، وبالتالي ثمة تخوف من أزمة إضافية تزيد إرباك الوضع اللبناني. والحال، أن محاولات تشكيل حكومة جديدة تواجه مطالب يرفض ميقاتي التجاوب معها. وحتى اليوم، لم تنجح «الوساطة» التي يقوم بها «حزب الله» في التوفيق بين الطرفين.

بالنظر إلى هذه المعطيات، سيكون الملف السياسي رئيسياً في اللقاءات التي ستجريها كولونا في بيروت. وحتى اليوم، لم تعلن وزارة الخارجية الفرنسية رسمياً عن الزيارة. وأكثر من مرة، عبّرت باريس عن موقفها من الانتخابات، مشددة على الحاجة إلى انتخاب رئيس جديد ضمن المهلة الدستورية، يكون قادراً على ملء الفراغ المؤسساتي، وعلى السير بالإصلاحات الاقتصادية والمالية التي يتمسك بها صندوق النقد الدولي بحيث تشكل «التأشيرة» الضرورية للدول الداعمة للبنان والمساهمة في إنقاذ اقتصاده وتمكينه من استعادة عافيته الاقتصادية. وتؤكد المصادر الفرنسية، أنه ليس لباريس مرشح للرئاسة وهي مستعدة لدعم الشخصية التي تنال أكبر موافقة. وتنسق فرنسا مواقفها مع المملكة السعودية والولايات المتحدة الأميركية. وجاء البيان الثلاثي المشترك الذي صدر عن الأطراف الثلاثة، عقب اجتماعات حصلت على هامش أعمال الأسبوع الأول للجمعية العامة للأمم المتحدة ليشكل أساسا لتحرك الأطراف الثلاثة. وإذ اعتبر البيان الوزاري أن المبتغى المحافظة على سيادة لبنان وأمنه واستقراره، فقد حضّ على انتخاب «رئيس جديد يمكنه توحيد الشعب اللبناني والعمل مع الجهات الإقليمية والدولية لتجاوز الأزمة الحالية». والمقصود بذلك، أن يكون قادراً على الانفتاح على الدول العربية عامة والخليجية خاصة وليس رهينة لإيران. كذلك، حضّت الأطراف الثلاثة على تشكيل حكومة «قادرة على تطبيق الإصلاحات السياسية والاقتصادية خاصة المتعلقة بصندوق النقد الدولي» مع الوعد بدعم لبنان لتنفيذ الإصلاحات المطلوبة.

ولأن انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية له امتداداته الإقليمية والدولية، فقد وعدت فرنسا التي هي على تواصل مع الأطراف كافة بمن فيها «حزب الله»، بالمساعدة على توفير «البيئة الخارجية» التي من شأنها تسهيل انتخاب الرئيس العتيد. وأرسلت الخارجية الفرنسية مديرة دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا آن غيغين إلى بيروت في «جولة استكشافية»، علماً بأن السفيرة آن غريو ناشطة ميدانياً وعلى تواصل مع جميع الأطراف وقامت مؤخراً بزيارة لـ «حزب الله» واجتمعت مع رئيس المجموعة النيابية للحزب محمد رعد. كما أن مصادر الإليزيه أفادت سابقاً بأن الرئيس ماكرون بحث الملف اللبناني مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي. ويسير الملف اللبناني بالتشارك بين الإليزيه ووزارة الخارجية. ويلعب مستشار الرئيس ماكرون لـ«الشرق الأوسط» وشمال أفريقيا باتريك دوريل في هذا السياق، دوراً محورياً.

ويتداخل الملف الانتخابي مع الملف الإصلاحي. ويشكو صندوق النقد علناً من «بطء الإصلاحات» الأربعة الاقتصادية والمالية المطلوبة من لبنان وقد أصبحت معروفة، وأولها قانون «الكابيتال كونترول» وإعادة هيكلة المصارف والسرية المصرفية وقانون النقد. وما يقوله صندوق النقد يتطابق مع الموقف الفرنسي الذي يأخذ على اللبنانيين تبديدهم الفرص العديدة التي وفّرتها فرنسا ولم يعمدوا إلى السير بها، ولعل أبرزها مؤتمر «سيدر» للعام 2018 الذي ضمن للبنان مساعدات وقروضاً بقيمة 11 مليار دولار، شرط السير بالإصلاحات. إلا أن شيئاً من هذا لم يتحقق بسبب الخلافات اللبنانية - اللبنانية.

وكان من المتوقع أن يكون ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل أحد الملفات الرئيسية التي ستثار خلال زيارة كولونا. إلا أن الاتفاق الذي توصل إليه الوسيط الأميركي أموس هوكشاتين بمساعد فرنسية، وفق ما تؤكد المصادر المطلعة في باريس، سيجعل التركيز ينتقل إلى دور شركة «توتال أنرجي» الفرنسية التي ستقوم بعملية التنقيب في حقل قانا اللبناني بحثاً عن الغاز. وليس من المستبعد أن يثير الطرف اللبناني ملف اللاجئين السوريين في لبنان بالنظر لوضعه الاقتصادي وللعبء الذي يشكله هؤلاء. ويوم 4 الحالي، استقبلت اجتمعت كولونا بالمفوض الأعلى لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي في باريس، وكان وضع اللاجئين في لبنان أحد العناصر التي كانت موضع بحث بين الطرفين إلى جانب أوضاعهم ي سوريا وليبيا والساحل وأفغانستان. ويقدر عدد اللاجئين في العالم اليوم وفق الوكالة الدولية بمائة مليون لاجئ. ويتماهى موقف باريس مع الموقف الدولي الذي لا تتفهمه السلطات اللبنانية؛ إذ يعتبر أن «شروط العودة الطوعية والكريمة والآمنة» غير متوافرة. في كلمتها بمناسبة اجتماع السفراء الفرنسيين عبر العالم بتاريخ 2 سبتمبر (أيلول) الماضي، قالت كولونا متحدثة عن لبنان، إن هذا البلد «الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها غير مسبوقة ومسؤولية فرنسا دعم الشعب اللبناني المنهك، ولكن أيضاً استخدام نفوذنا لوضع حد لسوء الإدارة والاستغلال». لكنها أردفت بالتعبير عن أن «دوافع الأمل متوافرة» من أجل إنهاض لبنان. فهل ستساهم هذه الزيارة بالدفع في هذا الاتجاه، أم أنها ستنضم إلى لائحة الزيارات التي كانت واعدة لكن أثرها الحقيقي ضاع في دهاليز السياسة اللبنانية؟

 

بري: لا ألتزم سوى بالأعياد الوطنية

الجمهورية"/الثلاثاء 11 تشرين الأول 2022

من المحسوم انّ الجلسة الثانية لانتخاب رئيس الجمهورية والمقرّرة الخميس المقبل، لن تكون أفضل من الأولى في مسارها ونتائجها، بل لعلّها ستعكس مؤشرات اكثر سلبية، مع قرار تكتل «لبنان القوي» بمقاطعتها احتجاجاً على تحديد موعدها في اليوم الذي يصادف ذكرى عملية 13 تشرين الأول 1990 ضدّ العماد ميشال عون. بالنسبة إلى العونيين، فإنّ اختيار رئيس مجلس النواب نبيه بري هذا الموعد غير مقبول، سواء كان متعمّداً أم لا، وبالتالي هم قرّروا عدم المشاركة في الجلسة المقبلة، خصوصاً انّهم يعتبرون انّها ستشكّل امتداداً لتلك التي سبقتها ولا جديد متوقعاً منها. وغياب نواب «التكتل البرتقالي» ليس كافياً وحده لتعطيل النصاب، الّا اذا تضامنت معهم كتل أخرى في الغياب. لكن وبمعزل عن المقياس العددي، فالأكيد انّ النصاب السياسي لانتخاب رئيس الجمهورية لم يتأمّن بعد، ولو حضر النواب الـ 128 مجتمعين. واياً يكن الأمر، يؤكّد بري لـ»الجمهورية»، انّه ليس في صدد تعديل تاريخ الجلسة الثانية، مشدّداً على أنّها قائمة في موعدها الخميس المقبل، ولا شيء سيتغيّر. وعندما يُقال له انّ أحداث 13 تشرين الأول تنطوي على رمزية خاصة بالنسبة إلى «التيار الوطني الحر»، يجيب: «هل 13 تشرين الأول هو عيد رسمي؟ ليس على حدّ علمي». ويضيف: «انا التزم بالأعياد الوطنية فقط ولا شيء سواها».

وماذا لو تعطّل النصاب إذا اتسعت رقعة المقاطعة للجلسة؟ يردّ بري: «من يغيب عن الجلسة يتحمّل مسؤولية موقفه. وإذا لم يتوافر النصاب، أحدّد موعداً آخر، لا مشكلة». وعمّا اذا كان قد تعمّد استهداف او استفزاز «التيار الوطني الحر» من خلال تحديده موعد جلسة في اليوم الذي يصادف ذكرى إخراج العماد عون بالقوة من قصر بعبدا، يردّ بري مبتسماً: «ما كنت داير بالي..».

وضمن سياق متصل، يعتبر مؤيدو بري أن لا مبرّر مقنعاً لمقاطعة تكتل «لبنان القوي» جلسة الخميس، مشيرين إلى انّ الواجب الوطني والدستوري يستدعي مشاركة الجميع، ولا سيما منهم «التيار الحر»، في جلسة مخصّصة لانتخاب رئيس الجمهورية الذي يشغل الموقع المسيحي الأول في الدولة. وهذا الواجب لا يتعارض أساساً مع المناسبة التي يحييها التيار في ذلك اليوم. ويتابع هؤلاء: «إذا كان عون قد خرج من القصر الجمهوري قسراً في 13 تشرين 1990 فإنّ جلسة 13 تشرين 2022 تندرج في إطار محاولة تأمين دخول آمن وطنياً وسياسياً لرئيس الجمهورية إلى قصر بعبدا، وهذا يُسجّل لبري لا عليه».

في المقابل، تؤكّد مصادر «التيار الحر» انّه سيقاطع جلسة الخميس «ولا نعرف اذا كان هناك نواب سيتضامنون معنا ام لا»، مشيرة الى انّه «لم يكن هناك من مبرّر لتحديد موعدها بالتزامن مع ذكرى ضرب الشرعية المتمثلة بالعماد عون في 13 تشرين الأول 1990». وتلفت «المصادر البرتقالية» إلى أنّ «هذا اليوم يكتسب رمزية عميقة بالنسبة الينا، وقد سقط فيه شهداء للجيش، ونحن نحيي خلاله قداديس ومناسبات من وحي الذكرى التي نكون منشغلين بها كلياً لأنّها تسكن وجداننا». وتوضح المصادر انّ «ذكرى 13 تشرين تنطوي منذ سنوات طويلة على خصوصية كبيرة للتيار ولكل محبي الجنرال عون، والامر يجب أن يكون معروفاً لدى الرئيس بري، وإذا لم يتنبّه اليه فماذا عن المحيطين به؟».وتضيف مصادر «التيار الحر»: «افترضنا من باب حسن الظن انّ تحديد جلسة نيابية في 14 أيلول حصل سهواً ومن غير قصد، الّا انّ تكرار الأمر الآن مستغرب ويدفع الى الارتياب في الدوافع». وتتساءل: «ما دامت جلسة الخميس فولكلورية وشكلية، كما نعرف نحن والرئيس بري، فلماذا الاصرار على عقدها في تاريخ حساس وليس قبله او بعده؟». وتشدّد مصادر التيار على انّه «لو كانت هناك إمكانية حقيقية لانتخاب الرئيس في جلسة الخميس لكنا قدّمنا تضحية جديدة وتجاوزنا اعتراضاتنا على الموعد، من أجل الصالح الوطني العام. لكن الظرف لم ينضج بعد للانتخاب». وتتابع المصادر: «القوات اللبنانية» تتسلّى باسم النائب ميشال معوض في الوقت الضائع، وهي اكثر من علم أن لا فرصة له، والتغييريون يواصلون اجراء التجارب، اما نحن فلا نريد ان نحرق اي إسم في طبخة غير ناضجة لأننا جدّيون وننتظر اللحظة المناسبة لطرح اسم جدّي وليس للاستهلاك، وهذا ينمّ عن تحسّس بالمسؤولية لدينا، في حين انّ البعض يستخف بالاستحقاق عبر طرح اسماء عاجزة عن الوصول». وتعتبر مصادر التيار، انّ «ملف ترسيم الحدود البحرية هو ناخب اساسي، فإذا حصل الترسيم يكون مطلوباً رئيس لمرحلة الاستقرار، وإذا لم يحصل تكون هناك حاجة إلى رئيس يواكب مرحلة المواجهة».

 

العين على جلسة الخميس… والتسوية لا تزال بعيدة

الأنباء الالكترونية"/الثلاثاء 11 تشرين الأول 2022

تتجه الأنظار الى الجلسة النيابية بعد غد الخميس المخصصة لانتخاب رئيس الجمهورية، لكن كل المؤشرات حتى الساعة تشير الى أنها قد تكون إما كسابقتها أو أسوأ منها، خاصة بعد التأكد من مقاطعة نواب تكتل لبنان القوي الجلسة بذريعة أن توقيتها يصادف في ذكرى الثالث عشر من تشرين. وإذا ما تعاطف معهم نواب كتلة الوفاء للمقاومة يصبح موضوع تأمين النصاب على المحك ما يحتّم عدم انعقاد الجلسة. مصادر سياسية رجّحت في اتصال مع “الأنباء” الالكترونية فرضية الشغور الرئاسي انطلاقاً من عامل التخبط لدى فريق 8 آذار وعدم الكشف عن مرشحهم حتى الآن رغم بقاء 20 يومًا من انتهاء ولاية هذا العهد، بالاضافة طبعاً إلى الحرج الذي يتخبط فيه حزب الله مع حلفائه، فهو من جهة يدعم ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، ومن جهة ثانية لا يريد أن يخسر تحالفه مع تكتل لبنان القوي ورئيسه النائب جبران باسيل لأنه بحاجة للغطاء المسيحي. وفيما رمى النائب باسيل تهمة “تفضيل الشغور الرئاسي” على حليفه حزب الله، بقوله مساء أمس أنه “من الواضح ألا استعجال من جانب حزب الله لانتخاب رئيس للجمهورية”، فقد رد مصدر مسؤول في الثنائي الشيعي بالقول إن باسيل بنفسه يتحمل مسؤولية الشغور الرئاسي بحال حصوله، لكونه يتعمد محاولة احراج حليفه حزب الله لوضعه أمام خيار الشغور أو الوقوف الى جانبه. وفي الضفة المقابلة، فإنّ المعارضة لم تتوحد بعد حول مرشح واحد. اذ في الوقت التي تتمسك فيه الاحزاب السيادية بترشيح النائب ميشال معوض، يصرّ نواب التغيير على اعتباره جزءاً من المنظومة وغير حيادي ويطرحون بالمقابل ثلاثة مرشحين هم زياد بارود وناصيف حتي وصلاح حنين، وتقول مصادرهم ان هناك استحالة للتراجع عن موقفهم. توازياً أشار النائب أحمد الخير في حديث مع “الانباء” الالكترونية الى بقاء “الستاتيكو” على حاله كما كان في الجلسة السابقة الى جانب تراجع الاوراق البيضاء بسبب غياب تكتل لبنان القوي عن الجلسة، متوقعاً تغيّراً ما في موقف النواب التغييرين بعد اضافة اسم جديد على الاسمين الأولين، كاشفاً أن القرار النهائي لتكتل الاعتدال الذي ينتمي اليه سيعلن قبل الجلسة في حال بروز مستجدات جديدة، مع الابقاء علي باب التشاور مفتوحاً، لكنه أعلن أن التصويت سيكون للبنان كما في المرة السابقة اذا بقيت الأمور على حالها. أما اذا حصل تبدل في المواقف فالتكتل جاهز لاتخاذ الموقف الذي يتناسب وقناعات أعضائه. من جهته، أشار النائب ياسين ياسين في حديث مع “الأنباء” الالكترونية إلى ان “نواب التغيير” انطلقوا بمبادرة قد يكون حصل فيها بعض التأخير أو حرق بالخطوات، لكنها مستمرة، معلناً أن مبادرتهم “تنطلق من لبننة الاستحقاق الرئاسي واختيار مرشح لا ينتمي الى جهة معينة ويكون من خارج الاصطفافات القائمة، لكي يكون الحكم والحاكم ويتمتع بكفاءات عالية في ادارة البلد وانتشاله من أزماته”. وأوضح ياسين أن اعتراضهم على النائب معوض ينطلق من كونه رئيس كتلة نيابية ولديه وزراء في الحكومة، مذكراً بأن الشعب اللبناني اختار 13 نائباً من كل الطوائف ما عدا الطائفة الشيعية، نواب عابرين للطوائف والمذاهب والمناطق، انطلقوا على أساس الصدق لأن الشعب لم يعد يهمّه الاسماء المنمقة ولم يعد يريد ضغوطا من الحاضنة السياسية، مضيفاً: “وبالتالي الشعب اختارنا لنكون صادقين، فنحن موظفون لدى الشعب اللبناني ونريد ان نكون صريحين وشفافين، ولهذا نجد أن الجميع يناورون بانتظار الوحي الذي لم يصدر بعد”.وعلى هذا المنوال، فإنه إذا عُقدت جلسة الخميس او لم تُعقد، لن يولد فيها رئيس جمهورية لبنان الجديد، لأن البلد لا يزال في حال المراوحة وليس هناك ما يؤشر الى اقتراب التسوية.

 

باسيل: مصرّون على الحوار… وهذه أولويتنا!

صحف/الثلاثاء 11 تشرين الأول 2022

شدد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بعد لقائه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في بكركي على أن “هناك تفاهم كامل على الأمور التي تمت مناقشتها مع البطريرك والمطلوب طاولة نقاش للتوصل الى توافق بشأن الإستحقاق الرئاسي”. وأشار إلى أنه “لا يستطيع احد ان يندد بالفراغ ويرفض في الوقت نفسه الكلام مع الطرف الآخر واولويتنا هي انتخاب رئيس جديد”. وقال باسيل: “مصرّون على الحوار للوصول إلى نتيجة وفي حال الوقوع في الفراغ التأمين يكون بحكومة كاملة المواصفات ولديها الامكانية لاستلام صلاحيات الرئيس وإلا حكومة لا تحظى بثقة المجلس النيابي وفاقدة للصلاحيات لا أعتقد أنّها قادرة على مواجهة المرحلة المقبلة”. وأضاف: “الانتظار موت بطيء وسنشكل وفودا من التكتل لزيارة سائر المرجعيات لطرح مقاربتنا واولوياتنا التي وضعناها في الورقة”. وسلّم باسيل، البطريرك الراعي نسخة من ورقة الاولويات الرئاسية التي كان حددها في مؤتمره الصحافي الاخير.

 

سيناريو محتمل يوقع حزب الله في "ورطة"!

محمد المدني/"ليبانون ديبايت"/الثلاثاء 11 تشرين الأول 2022   

جلسة ثانية لانتخاب رئيس للجمهورية تُعقد يوم الخميس، هي حتماً لن تنتج رئيساً جديدًا، لا توافقياً ولا حيادياً. معظم الكتل النيابية لا تزال على موقفها الذي برز في الجلسة الأولى، النائب ميشال معوض سيحافظ على نجوميته المؤقتة ربما، بانتظار الكشف عن خيار الثنائي الشيعي حزب الله وحركة أمل.

بات معلومًا، أن القوات اللبنانية والكتائب والاشتراكي وكتلة التجدد وبعض المستقلين سيصوتون لـ معوض (40 صوتاً). بينما الثنائي الشيعي وحلفاءهما قد يقترعون لصالح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية أو الورقة البيضاء كما فعلوا في الجلسة الأولى. أما التيار الوطني الحر فلن يحضر الجلسة اعتراضاً على توقيت عقدها بتاريخ 13 تشرين الأول. يدخل ميشال معوض الجلسة وفي جيبه 40 صوتاً، وكل الأنظار تتجه لمعرفة ما إذا كان نصيب معوض من الأصوات سيرتفع أم لا؟، والمقصود هنا تكتل الاعتدال الوطني (10 أصوات)، وفي حال نجح معوض بإقناع التكتل بالتصويت له يصبح لديه 50 صوتاً، حينها يصبح بحاجة ماسة إلى أصوات التغييرين (13 صوتاً) وأصوات نواب صيدا عبد الرحمن البزري وأسامة سعد وشربل مسعد (3 أصوات) ليكون بذلك قد حصد 66 صوتاً، أي النصف زائد واحد، طبعاً في حال تأمن النصاب (86 صوتاً).

في حال حصل معوض على 50 صوتاً في جلسة الخميس، وقرر الثنائي الشيعي وحلفاءه التصويت لصالح سليمان فرنجية الذي قد ينال ما يقارب الـ 45 صوتاً، تتكرس بذلك المواجهة الشمالية - الشمالية بين معوض وفرنجية وتسقط عن الرجلين حكماً صفة "المرشح التوافقي".

لنواب تكتل الاعتدال الوطني والتغيير وصيدا الكلمة الفصل في مسار ميشال معوض الرئاسي، في حال تمكن من قطف أصواتهم يصبح لديه النصف زائد واحد، وهكذا يتورط حزب الله ويصبح مجبراً على خوض مسار تعطيل جلسات الانتخاب تمامًا كما حصل بين العامين 2014 و 2016.

لكن المعلومات تؤكد إستحالة موافقة نواب التغيير على السير بمعوض، وفي حال حصد الأخير 50 صوتاً أي نال أصوات "الاعتدال الوطني) تشترط حينها قوى التغيير على المعارضة (القوات والاشتراكي والكتائب وتجدد)، التوافق على مرشح وسطي لمنحه أصوات نوابها الـ 13، لتبقى كلمة السر حصرياً بيد نواب صيدا. لكن الجدير ذكره، أن كل من تكتل التغيير والاعتدال الوطني ونواب صيدا ينتظرون بعضهم على مفرق التسمية، كل طرف منهم يريد أن يكون بيضة القبان، بمعنى أن تكون أصواته حاسمة في الملف الرئاسي دون الدخول في مناورات رئاسية لن تنتج رئيساً، لا توافقياً ولا حيادياً.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

الشرطة الإيرانية من «دورية الإرشاد» إلى «أمن الأخلاق»

لندن/الشرق الأوسط/11 تشرين الأول/2022

أعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا فرض عقوبات على «شرطة الأخلاق» الإيرانية على خلفية وفاة الشابة الكردية مهسا أميني أثناء احتجازها لدى الشرطة بدعوى سوء الحجاب. ويتوقع أن يتجه الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات مماثلة الأسبوع المقبل. ويعدّ جهاز «شرطة الأخلاق» وافداً جديداً لقوات الشرطة التي تقوم بتنفيذ خطة «دورية الإرشاد» منذ سنوات طويلة لفرض قواعد صارمة تتعلق بالحجاب الإلزامي للنساء، كما يوجه إنذارات للرجال بسبب قصات الشعر أو حتى الملابس العصرية. وكانت «دورية الإرشاد» من القضايا الاجتماعية الساخنة التي أثارت مخاوف الإيرانيين على مدى العقدين الماضيين. تعود فكرة «دورية الإرشاد» إلى فترة الرئيس الإصلاحي الأسبق محمد خاتمي، قبل أن تصبح سارية في فترة الرئيس المحافظ الأسبق، محمود أحمدي نجاد. وفي البداية قدمت الخطة على أساس أنها محاولة لرصد «المروجين للثقافة الغربية» وفي إطار مكافحة «الغزو الثقافي». وتقف «اللجنة العليا للثورة الثقافية» الخاصة بمكتب المرشد الإيراني وراء مشروعات مواجهة «الغزو الثقافي» بشكل عام. وتلاقي خطة «دورية الإرشاد» مساندة من الأوساط المتشددة؛ بما في ذلك «الحرس الثوري» وذراعه «الباسيج». وفي المقابل، تواجه انتقادات من شريحة واسعة من المجتمع الإيراني.

من خاتمي إلى رئيسي

مع ازدياد السخط الشعبي في إيران، عاد الجدل حول ظهور فكرة «دوريات الإرشاد». ومقابل الانتقادات التي تعرضت لها حكومة الرئيس المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسي، أعادت الصحف المحافظة إنشاء «دورية الإرشاد» إلى حكومة الرئيس الإصلاحي الأسبق محمد خاتمي الذي شهدت إيران انفتاحاً نسبياً في فترته فيما يتعلق برفع الحجاب وتخفيف القيود عن الصحف والنشطاء السياسيين. وفي الجهة المقابلة، قالت صحف إصلاحية إن المصادقة على «دورية الإرشاد» تزامن مع الأشهر الأولى للرئيس المحافظ محمود أحمدي نجاد الذي خصص موازنة كبيرة لتنفيذ مشروع «دورية الإرشاد». وقال الناشط الإصلاحي جواد إمام لوكالة «إيلنا» إن «اللجنة الثقافية العليا» التي يختار أعضاءها المرشد الإيراني علي خامنئي صادقت على خطة «دورية الإرشاد» في 3 يناير (كانون الثاني) 2006، في الشهر الرابع من تولي أحمدي نجاد الرئاسة. وقال «(دورية الإرشاد) في الواقع هي قوات الشرطة، وهي تابعة للقوات المسلحة... ربما يقول الأصدقاء إن وزارة الداخلية في زمن محمد خاتمي كانت وراء الفكرة، هذا صحيح، لكن تنسيق أعمال الشرطة على عاتق القوات المسلحة». لكن موقع «دولت بهار» الناطق باسم أحمدي نجاد أفاد بأن المصادقة على استراتيجيات تنمية ثقافة العفاف تعود إلى اجتماع «اللجنة الثقافية العليا» بتاريخ 26 يوليو (تموز) 2005، خلال الأسابيع الأخيرة من عهد محمد خاتمي. ويتضمن القانون الذي نشره موقع أحمدي نجاد 46 فقرة. وشكل ملف «دورية الإرشاد» أحد محاور الجدل بين الرئيس المعتدل نسبياً حسن روحاني والأوساط المحافظة المتنفذة في أجهزة الدولة. وتقول صحيفة «آفتاب يزد» إن روحاني، الذي ترأس «اللجنة العليا للثورة الثقافية»، «لم يخضع للوائح التي تم العمل بها خلال فترة أحمدي نجاد وحاول خلق توازن على الأقل فيما يتعلق بـ(دورية الإرشاد)». وفي أغسطس (آب) الماضي، قال بهمن كاركر، نائب الشؤون الاجتماعية في الشرطة الإيرانية، إن أحمدي نجاد عارض «دورية الإرشاد» خلال فترة رئاسته. وقال: «لقد خاطرت الشرطة برصيدها ونزلت إلى الشارع للقيام بدورية الحجاب». وخلال المناظرة التلفزيونية التي سبقت الانتخابات الرئاسية لعام 2013، رفض روحاني تدخل الشرطة لحل القضايا الثقافية، وقال: «يجب حل القضايا الثقافية عبر الثقافة، والشرطة آخر مرحلة يتم اللجوء إليها في القضايا الثقافية». وتعهد حينها بأنه سيتأكد من «تحقيق الأمن الحقيقي في جميع أنحاء الشوارع، وتشعر النساء بالأمان في الشارع». ورداً على وعود روحاني الانتخابية، قال قائد الشرطة السابق، إسماعيل أحمدي مقدم، إن الشرطة «تعمل على مضض في هذا المجال». ومع ذلك، لم يتمكن روحاني من إلغاء خطة «دورية الإرشاد». وفي أبريل (نيسان) 2018، أنهى روحاني صمته عن انتشار «دوريات الإرشاد» بعدما تدوولت مقاطع فيديو من تعرض نساء لمضايقات من عناصر الشرطة. وقال في أحد خطاباته: «البعض يقول إننا لا نقبل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عبر الموبايل، يجب أن نمسك برقبة الأشخاص في الشارع لتنفيذ الأمر بالمعروف، لا يمكننا أن نفرض الأمر بالمعروف بإمساك رقاب الناس أو النزاع معهم». وانتشرت في فترة روحاني ظاهرة الرسائل التي ترسلها الشرطة عبر الجوال إلى أصحاب السيارات. ويتم استدعاؤهم للتحقيق بسبب سوء الحجاب أو مخالفات أخرى. وقال النائب المحافظ حسن نوروزي، في يونيو (حزيران) الماضي، لموقع «نامه نيوز»، إن الحكومة السابقة برئاسة روحاني «كانت تقاوم» لمنع تنفيذ مخطط «دورية الإرشاد». ومع تولي المحافظ المتشدد رئيسي، عادت «دوريات الإرشاد» مرة أخرى إلى الواجهة باسم «شرطة أمن الأخلاق». وكان رئيسي قد لمح إلى إعادة العمل بخطة «دورية الإرشاد» خلال حملته الانتخابية، عندما قال: «ستكون لدينا دورية إرشاد خاصة بالمسؤولين» في إشارة إلى تعهده بمكافحة الفساد بين المسؤولين. ويقول موقع أحمدي نجاد في هذا الصدد إن إبراهيم رئيسي وجه أوامر لتنفيذ الخطة التي تمت المصادقة عليها في فترة محمد خاتمي، دون الإشارة إلى تعامل حكومة أحمدي نجاد مع القانون. ومع تشديد «دوريات الإرشاد» في بداية الصيف، رجح خبراء عودتها لمحاولة السلطة صرف أنظار الرأي العام عن القضايا الأساسية التي تواجه المواطن الإيراني، مثل مصير العقوبات النووية، وإطالة المفاوضات الهادفة لرفع العقوبات على الرغم من تدهور الوضع المعيشي.

شرطة «أمن الأخلاق»

تشكل شرطة «أمن الأخلاق»؛ أحدث وحدات الشرطة الإيرانية، ولادة جديدة لـ«دوريات الإرشاد» التي بقيت في إطار خطة على عاتق قوات الشرطة في الفترة السابقة. في يونيو الماضي، أعلن علي رضا ادياني، رئيس «منظمة التبليغ العقائدي والسياسي» لدى الشرطة التي تمثل المرشد الإيراني، عن تأسيس «شرطة أمن الأخلاق». ولكن تصريحات صحافية سابقة لقائد «شرطة الأخلاق» العقيد أحمد ميرزايي تشير إلى وجود وحدة بهذا الاسم قبل 3 أعوام على الأقل. وقال في تصريحات صحافية إن الهيكل الجديد الذي وافق عليه قائد القوات المسلحة (المرشد الإيراني) يشمل إطلاق «شرطة الأخلاق». وقال إن الهدف «الحماية الأخلاقية والتعامل الهادف والمنهجي والمستمر مع المخالفين للأعراف». وقال: «المجتمع يتوقع من الشرطة العمل بوصفه جهازاً ثورياً لحماية قيم المجتمع». فرضت الولایات المتحدة وبريطانيا عقوبات على قائد شرطة الأخلاق العقيد أحمد ميرزايي الذي ترددت معلومات عن إقالته بعد وفاة الشابة الكردية مهسا أميني. وهو ما نفته وسائل الإعلام الرسمية.

كاميرات لتتبع الحجاب

دعا رئيس اللجنة القضائية والقانونية في البرلمان الإيراني، النائب موسى غضنفر آبادي، في سبتمبر (أيلول) الماضي إلى استخدام كاميرات لتتبع السيدات اللاتي لا يتقيدن بالحجاب بدلاً من «دورية الإرشاد». وجاءت الدعوة بعدما أعلن سكرتير «هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» في إيران، محمد صالح هاشمي غلبايغاني، عن خطة لاستخدام تقنية التعرف على الوجه لمراقبة ملابس النساء في الأماكن العامة. وأشار إلى إمكانية بدء المرحلة التجريبية من محطات مترو الأنفاق في طهران. تطبيق «كرشاد» في عام 2016، أطلقت منظمة «متحدون من أجل إيران» تطبيقاً إلكترونياً يساعد النساء على تجنب مواجهة دوريات الشرطة. وحينها؛ قالت المجموعة التي أطلقت التطبيق إنه «مقاومة عملية» من أجل التصدي لـ«ظلم غير مبرر». ويتضمن خرائط أغلب المدن الإيرانية، ويمكن التطبيق مستخدمه من تفادي مواجهة «دورية الإرشاد». ويعتمد التطبيق بشكل أساسي على معلومات بلاغات المواطنين لدى مرورهم أو رؤيتهم أياً من مركبات «دورية الإرشاد». وستظهر مواقع انتشار دوريات الشرطة باللون الأصفر. ولاقى التطبيق ترحيباً من الإيرانيين.

 

إيران تشدد قبضتها الأمنية... وتمدد الإضرابات إلى قطاع النفط

الشرق الأوسط/11 تشرين الأول/2022

واصل المحتجون الإيرانيون تحدي السلطات في الأسبوع الرابع لتحرك مناهض لنظام الجمهورية الإسلامية رغم حملة القمع التي يتخللها إطلاق الغاز المسيل للدموع في طهران، وأضرب عمال مجمعات بتروكيمياوية عن العمل، وبموازاة ذلك تجددت التجمعات الطلابية والمسيرات الاحتجاجية في أنحاء إيران، في حين أفادت تقارير، الاثنين، باستخدام أسلحة ثقيلة في مناطق كردية بشمال غربي البلاد. وضربت أحدث موجة من الاحتجاجات العامة غالبية المحافظة الإيرانية الـ31، منذ وفاة الشابة الكردية مهسا أميني (22 عاماً)، في 16 سبتمبر (أيلول) الماضي، أثناء احتجازها بسبب قواعد الحجاب، في أحد أجرأ التحديات التي تواجه نظام الحكم الإيراني على مدى نحو 42 عاماً. أظهرت فيديوهات على شبكات التواصل الاجتماعي تجمعات في منشآت بتروكيمياوية في جنوب البلاد في اليوم الـ24 من اشتعال الاحتجاجات، وقال ناشطون إن عمال شركات بتروكيمياوية في مدينة عسلوية نظموا احتجاجاً وأحرقوا إطارات سيارات في الطرق لعرقلة القوات الأمنية. ويسمع في أحد الفيديوهات شعار: «الموت للديكتاتور» وكذلك: «لا تخافوا... لا تخافوا... نحن معاً». ونشر حساب «1500 صورة» المختص بتتبع الاحتجاجات الإيرانية ويتابعه 216 ألف حساب، مقطع فيديو من تجمع عمال قال إنهم يعملون بالأجور المؤقتة في شركات عدة بمجمع بوشهر للبتروكيمياويات في عسلوية. وعلى مقربة، أوقف عمال شركة «كنكان» للبتروكيمياويات عملهم اليومي ونظموا وقفة تضامناَ مع الاحتجاجات. وسُجّلت مؤشرات تدل على اضطرابات عمّالية، في مصفاة عبادان للبتروكيمياويات. وفي طهران؛ تدوولت صورة على شبكات التواصل، تظهر تغيير لافتة كتب عليها: «الشرطة تبذل جهوداً على مدار الساعة لخدمة الناس» إلى: «الشرطة تبذل جهوداً على مدار الساعة لقتل الناس».

غليان في الجامعات

واستمر غليان الغضب في جامعات عدة، في ثاني أسبوع على إضراب الطلبة عن الدراسة. ولعب طلاب الجامعة دوراً محورياً في الاحتجاجات التي تشارك فيها عشرات الجامعات. وفي جامعة «علامة» التي تضم نخباً في مجالات العلوم الإنسانية، قال المحتجون: «الطلبة في السجن والأساتذة جالسون»، كما ردد الطلاب هتافات منددة بميليشيات «الباسيج». وأشارت «اللجنة التنسيقية للنقابات الطلابية» إلى تحدي الطلبة قواعد الفصل بين الجنسين في المطاعم. وردد الطلبة بجامعة «أمير كبير» في تجمع واسع شعار: «الفقر والفساد والظلم ... الموت لهذا الاستبداد». ورفع طلبة جامعة «آزاد» في منطقة سوهانك شمال شرقي طهران أوراقاً بمطالب المحتجين. ورددوا شعار: «أختي الشهيدة سنواصل طريقك». وأظهر فيديو نشره حساب «وحيد أونلاين»، الذي يتابعه أكثر من 335 ألف شخص على «تويتر»، ترديد طلبة كلية الطلب بجامعة شيراز، هتافات غاضبة. وقالوا في أحد الشعارات: «أي شخص يقتل؛ فسينهض خلفه ألف شخص». وفي شعار آخر، قال الطلاب: «قلنا كلمة الحق وسمعنا دوي الرصاص». وانضمت المئات من فتيات المدارس الثانوية إلى الاحتجاجات في أنحاء البلاد غير عابئات بما تستخدمه قوات الأمن من غاز مسيل للدموع وهراوات، وفي حالات كثيرة، الذخيرة الحية. والأحد؛ أظهرت تسجيلات فيديو تلميذات ينزعن حجابهن ويلقين بصور الخميني أرضاً في قاعات الدراسة. ووردت تقارير غير مؤكدة تفيد بتوقيف عدد منهن. وتدوول تسجيل فيديو أمس لامرأة تعزف على الكمان في شارع وسط طهران أمس بينما تجلس أمامها 3 نساء من دون حجاب.

تدهور في كردستان

ومساء الأحد أشارت تسجيلات فيديو نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي إلى تنظيم احتجاجات في نقاط مختلفة بالعاصمة وغيرها من المدن في الأيام الأخيرة، تخلّلها إحراق نساء حجابهن وإطلاق هتافات مناهضة للنظام الإيراني، وفق ما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية. واتّهمت منظّمة «هه نغاو» الحقوقية الكردية السلطات باستخدام أسلحة ثقيلة؛ بما في ذلك «قصف» أحياء في سنندج بالمدفعية، و«الأسلحة الرشاشة»، في معلومات حاولت المنظمة تأكيدها عبر مقاطع الفيديو اجتاحت شبكات التواصل الاجتماعي، وعكست حالة من الهلع في مختلف مناطق المدينة. وأوردت «رويترز» عن المنظمة أن هناك وجوداً مكثفاً لقوات أمن مسلحة في مدن سنندج وسقز وديواندره الكردية الاثنين. وأضافت أن 5 أكراد على الأقل قُتلوا وأُصيب أكثر من 150 شخصاً في احتجاجات منذ يوم السبت. وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية نقلاً عن «هه نغاو»؛ ومقرها النرويج، بأن قوات الأمن الإيرانية قصفت بالمدفعية أحياء في مدينة سنندج بعد احتجاجات ليلية في أنحاء عدة فيها. وسُمع دوي طلقات نارية بمدينة سقز؛ مسقط رأس أميني، وفق المنظمة. وظهرت اشتباكات عنيفة بين المحتجين وشرطة مكافحة الشغب في مدن وبلدات بأنحاء محافظة كردستان مسقط رأس مهسا أميني. وحملت السلطات الإيرانية مسؤولية «الاضطرابات» لـ«الأعداء»؛ بينهم معارضون أكراد إيرانيون مسلحون. وهاجمت قوات «الحرس الثوري» الإيراني قواعد الأكراد الإيرانيين المسلحين في العراق المجاور مرات عدة أثناء أحدث الاحتجاجات. وعرض رئيس القضاء، غلام حسين محسني إجئي، على الإيرانيين طرح الأسئلة والانتقاد والحوار. وقال لـ«جميع التيارات والمجموعات والأجنحة السياسية والفئات وحتى الأفراد» إنه مستعد للحوار في حال كانت لديها «إبهامات وأسئلة وانتقادات واحتجاج».

وتدوولت مقاطع فيديو على شبكات التواصل، من حوار يدور بين مواطن وعدد من قوات الشرطة، قبل أن ينهال شرطي بالعصا على المواطن. وأفادت «منظمة حقوق الإنسان في إيران»؛ التي تتخذ من أوسلو مقرّاً، بمقتل 185 شخصاً على الأقل في حملة قمع الاحتجاجات منذ 16 سبتمبر (أيلول) الماضي. وأشارت إلى وجود 19 طفلاً بينهم. وسقط أغلب الضحايا في محافظة بلوشستان في جنوب شرقي إيران، التي سقط فيها 90 شخصاً منذ 30 سبتمبر الماضي، خلال قمع احتجاجات اندلعت على خلفية اغتصاب فتاة تبلغ 15 عاماً خلال وجودها قيد الاحتجاز لدى الشرطة في ميناء تشابهار الساحلية، وفق ما أوردت «حملة نشطاء البلوش»؛ ومقرها المملكة المتحدة. قالت «جمعية حماية حقوق الطفل الإيرانية» إن ما لا يقل عن 28 طفلاً قتلوا في الاحتجاجات؛ أغلبهم في محافظة بلوشستان. وأوضحت الجمعية، في بيان نشرته بمناسبة «اليوم الوطني للطفل»، إلى وجود فئات عمرية من مواليد ما بعد عام 2000، مشيرة إلى مشاركتهم «في بعض المدارس وفي الأماكن العامة، مثل البالغين». وإذ شددت على أن الأطفال المحتجين «ليسوا سياسيين»؛ انتقدت «نفاد صبر نظام الحكم، خصوصاً الشرطة والقوات العسكرية... في ممارسة العنف ضد هذه المجموعة» . من جهتها، نشرت وكالة «إرنا» الرسمية صورة لـ24 شخصاً من الشرطة وميليشيات «الباسيج»، ممن قتلوا في الاحتجاجات، دون أن تشير إلى عدد القتلى بين المحتجين. وقال قاسم رضايي، نائب قائد الشرطة، إن نحو ألفي عنصر من قوات الشرطة، أصيبوا في الاحتجاجات.

 

مجموعة السبع تحذر روسيا من استخدام أسلحة نووية وتلوّح بعواقب وخيمة وتعهدت بمحاسبة بوتين والاستمرار بمساعدة اوكرانيا

برلين : راغدة بهنام - واشنطن: هبة القدسي/الشرق الأوسط/11 تشرين الأول/2022

حذرت مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى روسيا من «عواقب وخيمة» إذا استخدمت الأسلحة النووية، واتهمتها بـ«وضع السلام والأمن العالميين في خطر» من خلال «خطواتها التصعيدية وخطابها النووي غير المسؤول». وادانت الهجمات الروسية على المدنيين، واعتبرت أنها تشكل «جريمة حرب تستلزم محاسبة الرئيس فلاديميربوتين والمسؤولين الروس»، كما رفضت ضم روسيا لمناطق دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون، ووصفته بانه ضم «غير قانوني وزائف» . عقدت المجموعة اجتماعا على مستوى القادة عبر دائرة الفيديو، دعت اليه ألمانيا بعد اتصال بين المستشار الالماني أولاف شولتس والرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل يوم ردا على القصف الروسي الذي تعرضت له كييف. وشارك زيلينسكي في الاجتماع ووجه كلمة دعا فيها الى تسريع تزويد بلاده بأنظمة صواريخ دفاعية، بهدف ردع الهجمات الصاروخية الروسية عن المدن الاوكرانية. وحذر دول المجموعة من أن بوتين «ما زال قادرا على التصعيد أكثر» و«يشكل تهديدا لنا جميعنا». وأضاف: «عندما تتلقى أوكرانيا أسلحة أنظمة دفاعية فعالة ومتطورة، فإن العنصر الاساسي في إرهاب روسيا، الضربات الصاروخية، سيتوقف عن العمل». وأبلغ الرئيس الاوكراني زعماء المجموعة، أن روسيا تحاول جر بيلاروسيا الى الحرب، داعيا الى نشر مهمة دولية على الحدود الاوكرانية البيلاروسية لردع ذلك. وبعد انتهاء اجتماع قمة السبع، نقل موقع «دير شبيغل» إن أوكرانيا تسلمت نظام «إيريس - تي» المضاد للطائرات المتطور والألماني الصنع، بعد يوم على إعلان وزيرة الدفاع الالمانية أن برلين سترسل النظام الى كييف في «الايام المقبلة». وأدانت المجموعة في بيانها، ضم روسيا لأراضي أوكرانية، وقالت إنها لن تعترف أبدا بضم موسكو «غير القانوني» لأربع مناطق إضافة الى القرم التي ضمتها عالم 2014. وأكدت أنها ستستمر في تقديم الدعم العسكري والانساني والسياسي لكييف «مهما تطلب الامر»، متعهدة في المقابل بإكمال فرض عقوبات إضافية على روسيا. كما حملتها مسؤولية أي حادث قد ينجم عن مفاعل زابوريجيا النووي، وقالت إنها تدعم الوكالة الدولية للطاقة الذرية في عملها هناك. ومن دون الاشارة الى مسؤولية روسيا، ذكرت دول المجموعة حادث التخريب الذي طال انابيب «نورد ستريم ١ و٢ أسفل بحر البلطيق، وقالت إنها «تدين بشدة أي محاولة مقصودة لوقف إمدادات الغاز».

وكانت لافتة إشارة بيان المجموعة إلى عملية السلام برغم أن الرئيس الاوكراني يكرر أن الوقت غير ملائم للدخول في مفاوضات سلام مع روسيا. وقالت المجموعة إنها ترحب باستعداد زيلينسكي لسلام عادل، مشيرة الى أن هذا يتضمن «احترام وحدة الاراضي الأوكرانية، وحفظ حق أوكرانيا بالدفاع عن نفسها في المستقبل وضمان التعافي واعادة الاعمار بما في ذلك من تمويل روسي، إضافة الى مساءلة روسيا على جرائمها في أوكرانيا».وحذرت المجموعة «من أي استخدام روسي للأسلحة الكيماوية والبيولوجية او النووية». وشددت على «أن أي خطوة روسية في هذا الإطار ستقابل بعواقب وخيمة». واستنكرت «الخطوات التصعيدية الروسية المتعمدة، بما في ذلك التعبئة الجزئية لجنود الاحتياط والخطاب النووي غير المسؤول، الذي يعرض السلم والأمن العالميين للخطر». وأشارت إلى تصرفات روسيا في محطة زابوريجيا الأوكرانية للطاقة النووية والضغط الذي مورس على العاملين في المنشأة.

 

تصاعد الضغوط على إدارة بايدن لتسليم أوكرانيا دفاعات جوية متطورة وهجمات موسكو قد تؤدي إلى نتائج عكسية

واشنطن: إيلي يوسف/الشرق الأوسط/11 تشرين الأول/2022

بعيداً من التحليلات الفورية حول الهجمات الصاروخية الروسية الدامية على المدن الأوكرانية، يعتقد كثير من المحللين الأميركيين أن تلك الهجمات كان مخططاً لها مسبقاً، ولم تكن مجرد انتقام فقط لتفجير جسر القرم. فالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يواجه تصاعد الإحراجات جراء الهزائم التي يتعرض لها جيشه في ميدان المعركة، كان يحاول توجيه رسالة غاضبة، لإخافة الغرب من مغبة مواصلة تسليح أوكرانيا، وليس فقط «دفاعاً» عن روسيا. لكن الهجمات الصاروخية ربما أدت إلى نتائج عكسية، في ظل الضغوط التي تتعرض لها الولايات المتحدة والدول الغربية الكبرى للتخلي عن التحفظات التي سمحت حتى الآن بحجب تسليم الأسلحة الأكثر تطوراً عن أوكرانيا، حتى ولو كانت «دفاعية». ويدرك خبراء الدفاع أن تعطيل الهجمات الصاروخية الروسية من شأنه أن يعادل تجريدها من كل مصادر قوتها «التقليدية»، وتحييد عنصر تفوقها الرئيسي على القوات الأوكرانية؛ المتمثل في قدراتها الصاروخية بعيدة المدى.

ونقلت وسائل إعلام أميركية عدة أن الضغوط على إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لتسليم أوكرانيا أنظمة دفاع جوي أكثر تطوراً، بلغت سقفاً جديداً، واضطر بسببها الرئيس إلى التعبير علناً عن موافقته على تسليم هذا النوع من الأسلحة لكييف، بحسب بيان البيت الأبيض عن المكالمة الهاتفية مع نظيره الأوكراني. ودعا البعض إلى تسليم أوكرانيا أنظمة مشابهة لـ«نظام القبة الحديدية» الإسرائيلي لاعتراض الصواريخ، في حين دعا آخرون إلى تسليمها أيضاً صواريخ «أرض - أرض» بعيدة المدى، «شرط التزام كييف باستخدامها على أراضيها». وأعلنت وزارة الدفاع «البنتاغون» أن منظومات الدفاع الجوي «ناسامس»، التي وعدت واشنطن بتسليمها لكييف في أغسطس (آب) الماضي، اكتمل إنتاجها وأنها ستصل نهاية الشهر إلى أوكرانيا. ولطالما قاومت واشنطن تزويد كييف بمثل هذه المساعدة، خشية تصعيد الصراع، مضيفة أنه سيكون من الصعب للغاية تدريب القوات الأوكرانية على الأنظمة المتقدمة. لكن الخبراء يقولون إن «الفظائع» الروسية الأخيرة يمكن أن تغير الدفة لمصلحة أوكرانيا. وتعدّ هذه المنظومة متوسطة المدى سلاحاً لا غنى عنه؛ لقدرته على تحييد وإخراج الطائرات وصواريخ «كروز» والطائرات من دون طيار وحماية الأصول الرئيسية والسكان. وفي حين أثار التصعيد الروسي إدانة دولية، استغل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هذا التصعيد للمطالبة بمزيد من الدفاعات الجوية والصاروخية من الغرب، و«تسليمها فوراً»؛ لا بل شددت كييف على أنها تمكنت من إسقاط 43 صاروخاً من أصل 84 أطلقتها روسيا الاثنين على المدن الأوكرانية، مشيرة إلى «النجاحات التي حققتها المساعدات العسكرية التي قدمها الغرب». وبعدما حاولت أوكرانيا في بداية الحرب الدفع باتجاه منطقة حظر جوي، قوبل طلبها برفض إدارة بايدن وأعضاء الكونغرس من الحزبين؛ لأن فرض منطقة الحظر يتطلب من الولايات المتحدة والدول الأوروبية وحلف «الناتو» إسقاط الطائرات الروسية، مما كان يهدد باندلاع «حرب كونية ثالثة». وكان البديل هو مواجهة سلاح الجو الروسي بشبكة نظام دفاعي جوي متطورة، عمادها صواريخ «ستينغر»، وتوفير الحماية للمنشآت الرئيسية الحيوية. وهو ما ثبتت فاعليته في بداية الحرب التي اقتربت من نهاية شهرها الثامن.

لكن التكتيكات الروسية الجديدة باتت تتطلب تغييراً أيضاً في نوعية الأسلحة لأوكرانيا. وحضت رئيسة البرلمان الأوروبي، روبرتا ميتسولا، الاتحاد الأوروبي على تزويد أوكرانيا بمزيد من المعدات العسكرية؛ وفق تصريحات لها لمحطة «سي إن إن».

وانضم المشرعون الأميركيون إلى حملة الضغط على إدارة بايدن، لـ«الرد فوراً» على روسيا بزيادة المساعدات النوعية لأوكرانيا. وطالب النائب الجمهوري مايكل كول، كبير المشرعين في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، بـ«زيادة المساعدة الأمنية لأوكرانيا على الفور؛ بما في ذلك المدفعية بعيدة المدى وأنظمة دفاع جوي إضافية». وقال في بيان: «يجب جعل بوتين يفهم أن مثل هذا التصعيد الوحشي وجرائم الحرب لن تقطع دعم الولايات المتحدة والعالم الحر لأوكرانيا». وتسلم قادة الكونغرس، الاثنين، رسالة من كبير أعضاء البرلمان الأوكراني، روسلان ستيفانتشوك، يدعو فيها واشنطن، إلى إعطاء الأولوية لتلك الشحنات، وفق صحيفة «فورين بوليسي». وطلب أيضاً أسلحة دفاعية؛ بما في ذلك أنظمة الصواريخ المضادة وقذائف الـ«هاون» والمدفعية، والتي يبدو أنها أصبحت أكثر أولوية وأهمية بالنسبة إلى كييف من الحصول على طائرات مقاتلة وأنظمة صواريخ بعيدة المدى التي كانت تطالب بها في وقت سابق.

وهناك سلاح آخر صعد إلى رأس قائمة طلبات كييف؛ هو نظام الصواريخ التكتيكية «إيه تي إيه سي إم إس». وهو صاروخ «أرض - أرض» يمكنه التحليق مسافة تفوق أربع مرات أي شيء تمتلكه أوكرانيا الآن في حربها مع روسيا. ولا تزال إدارة بايدن تقاوم تسليم هذه الصواريخ خشية أن يجري استخدامها على أهداف داخل حدود روسيا. إلى ذلك، أكد قادة الدفاع للمجموعة الرباعية؛ التي تضم الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، مواصلة دعم أوكرانيا والحفاظ على سيادتها وسلامة أراضيها. وعقد المسؤولون الأربعة اجتماعهم التمهيدي للبحث في جدول أعمال اجتماع وزراء دفاع حلف «الناتو» الذي يبدأ أعماله الأربعاء، وكذلك اجتماع مجموعة الدعم لأوكرانيا، الذي يعقد الخميس، حيث يتوقع أن تصدر عن الاجتماعين توصيات جذرية ومحددة حول كيفية مواصلة تقديم المساعدات ونوعيتها لأوكرانيا.

 

الغرب يسعى لاستقطاب الأصوات العربية والأفريقية لقرار أممي يدين روسيا وبلينكن لا يرى الوقت مناسباً للامتناع عن التصويت... والمندوب الأوكراني يستذكر الملك حسين

نيويورك: علي بردى/الشرق الأوسط/11 تشرين الأول/2022

سعت أوكرانيا والدول الغربية إلى استمالة أكبر عدد ممكن من الدول العربية والأفريقية، من أجل تصويت مرجح الأربعاء، وربما الخميس، في الجمعية العامة للأمم المتحدة على مشروع قرار يندد بضم روسيا أجزاءً من أراضي أوكرانيا، ويطالبها بسحب قواتها إلى الحدود المعترف بها دولياً بين البلدين، وعدم «تقويض» المبادئ الرئيسية لميثاق المنظمة الدولية التي قامت على أنقاض الحرب العالمية الثانية قبل 77 عاماً. ويأتي ذلك بعدما تعاقبت عشرات من الدول الـ193 الأعضاء في الأمم المتحدة منذ الاثنين، على مناقشة مسودة مشروع القرار الذي قدمته دول الاتحاد الأوروبي، لاستئناف الدورة الخاصة الاستثنائية الحادية عشرة في شأن ضم مناطق دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوريجيا الأوكرانية إلى الأراضي الروسية، وبعدما أخفقت الدبلوماسية الروسية في عرقلة إجرائية لمسار الجلسة التي دعمتها العواصم الغربية بقوة، من أجل إصدار قرار يُظهر مجدداً عزلة موسكو على الساحة الدولية.

ولجأت الدول الغربية إلى الجمعية العامة، بعدما أخفق مجلس الأمن بسبب «الفيتو» الروسي، في اتخاذ أي موقف من قرارات الرئيس فلاديمير بوتين. ولكن الهجمات الصاروخية العنيفة التي شنتها القوات الروسية خلال الأيام الماضية على العديد من المدن الأوكرانية؛ بما فيها العاصمة كييف، طغت على انطلاق هذه المناقشات في يومها الأول الاثنين، مما أثار كثيراً من المواقف المنددة باستهداف المدنيين والمنشآت المدنية. وذهب المندوب الأوكراني الدائم لدى الأمم المتحدة سيرغي كيسليتسيا، ليس فقط إلى تخصيص جزء من خطابه للتنديد باستهداف «المدنيين الذين ينامون في منازلهم»؛ بل إلى اتهام روسيا بأنها «أثبتت مرة أخرى أنها دولة إرهابية يجب ردعها بأقوى الطرق الممكنة». ورفض نظيره الروسي فاسيلي نيبينزيا هذه الاتهامات، مؤكداً أن بلاده استهدفت منشآت عسكرية رداً على «هجوم إرهابي» دبرته كييف لتدمير «جسر كيرش» الاستراتيجي الذي يربط الأراضي الروسية بشبه جزيرة القرم.

ورغم التبريرات الروسية، فإن الانتقادات انهالت على التصعيد الروسي. ووصف المندوب التركي فريدون سينيرلي أوغلو، الذي ساعدت بلاده الأمم المتحدة في التوسط في صفقة يوليو (تموز) الماضي لتدفق صادرات الحبوب الأوكرانية والروسية، هجمات الاثنين بأنها «مقلقة للغاية وغير مقبولة». وعدّت نظيرته الكوستاريكية ماريتزا تشان فالفيردي، أن الضربات أظهرت «ازدراءً مستمراً وكاملاً بحقوق الإنسان والقانون الإنساني والأعراف الدولية». في غضون ذلك، حاول المندوب الروسي الترويج لضرورة إجراء اقتراع سري بين الدول الـ193 الأعضاء في الجمعية العامة على مشروع القرار المقترح، في خطوة غير معتادة رفضها المشاركون بأكثرية 107 أصوات مقابل 13 صوتاً وامتناع 39 عن التصويت. وكذلك رُفض اقتراح روسي آخر، لإعادة النظر في فكرة الاقتراع السري، واقتراح ثالث لنقض قرار سابق اتخذته الجمعية العامة في مطلع مارس (آذار) الماضي، تنديداً بغزو روسيا أوكرانيا.

* رواية معادية لروسيا؟

وعلى الأثر، أسف نيبينزيا للمناقشات الجارية ولطريقة إدارة الجلسة، واصفاً إياها بأنها «تمرين من جانب واحد في الترويج لرواية معادية لروسيا». وحمل على «مثل هذا التشاؤم والمواجهة والاستقطاب الخطير كما لم نشهده في تاريخ الأمم المتحدة». وكرر ادعاء بلاده بأن «الاستفتاءات» التي أجريت في المناطق الأوكرانية الأربع «صحيحة»، مضيفاً أن موسكو تسعى إلى «حماية» الناس في المناطق مما يعدّها الكرملين حكومة أوكرانية معادية. ومن الذين طلبوا الكلام دول صديقة لروسيا مثل سوريا وكوريا الشمالية. في المقابل، قال ممثل الاتحاد الأوروبي سيلفيو غونزاتو: «نحن لا ولن نعترف أبداً بما تسمى (الاستفتاءات) غير القانونية التي دبرتها روسيا ذريعة لهذا الانتهاك الإضافي لاستقلال أوكرانيا». وأوضح أن القرار يندد بـ«محاولات الضم غير القانونية» الروسية للمناطق الأوكرانية بعد ما تسمى (الاستفتاءات)»، وأكد أن هذه الإجراءات «ليس لها أي شرعية بموجب القانون الدولي». وطالب كل الدول والمنظمات والوكالات الدولية بعدم الاعتراف بعمليات الضم. ودافعت عشرات الدول؛ من لاتفيا إلى فيجي، عن مشروع القرار. ومن المقرر أن يستمر النقاش حتى الأربعاء، على أن يلي ذلك التصويت في اليوم ذاته أو في اليوم التالي؛ أي الخميس. وسيوفر التصويت صورة واضحة عن مدى عزلة روسيا على الساحة الدولية بعد أكثر من 7 أشهر من الحرب.

* الأصوات العربية والأفريقية

وسعت الدبلوماسية الغربية بصورة خاصة إلى استقطاب أكبر عدد ممكن من أصوات الدول العربية والأفريقية التي امتنع أكثرها عن التصويت على مشروع قرار سابق صدر في مارس (آذار) الماضي. وذكّر المندوب الأوكراني بحضور العاهل الأردني الراحل الملك حسين بن طلال إلى منبر الجمعية العامة قبل عشرات السنين، حين أكد أن الاتحاد السوفياتي في عهد الزعيم ليونيد بريجنيف كان يريد تقويض منظومة الأمم المتحدة. وهذا ما أقر به لاحقاً آخر الزعماء السوفيات ميخائيل غورباتشوف عام 1988. وأراد كيسليتسيا بذلك أن يوحي بأن الرئيس فلاديمير بوتين يريد أيضاً تدمير ميثاق الأمم المتحدة. وكذلك أصدر وزير الخارجية الأوكراني، ديميترو كوليبا، نداءً إلى الدول الأفريقية بأن «الحياد لن يؤدي إلا إلى تشجيع روسيا على مواصلة عدوانها ونشاطاتها الخبيثة في كل أنحاء العالم؛ بما في ذلك في أفريقيا». وفي خطوة مشابهة، قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في بيان إن «الوقت حان للتحدث دعماً لأوكرانيا»، عادّاً أن «هذا ليس الوقت المناسب للامتناع عن التصويت أو الكلمات المهادنة أو المراوغة تحت مزاعم الحياد»؛ لأن «المبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة معرضة للخطر». ويطالب القرار المقترح بأن تقوم موسكو «على الفور» وبشكل «غير مشروط» بإلغاء عمليات ضمها الأراضي الأوكرانية. كما يدعو كل الدول إلى عدم الاعتراف بها. ويطالب القرار الذي أعده الاتحاد الأوروبي بـ«الانسحاب الفوري والكامل وغير المشروط للقوات الروسية، من كل أراضي أوكرانيا المعترف بها دولياً». ويتوقع أن يمرر القرار بغالبية كبيرة في الجمعية العامة، في ما يمكن أن يعد نصراً دبلوماسياً للغرب، علماً بأن قرارات الجمعية العامة غير ملزمة.

 

بعد 10 سنوات من محاولة اغتيالها... ملالا تزور باكستان

كراتشي/الشرق الأوسط/11 تشرين الأول/2022

عادت ملالا يوسفزاي الحائزة جائزة نوبل للسلام، الثلاثاء، إلى وطنها باكستان للقاء ضحايا الفيضانات، بعد 10 سنوات من تعرضها لمحاولة اغتيال على يد حركة «طالبان» الباكستانية. تأتي زيارتها وهي الثانية منذ نقلها جواً إلى بريطانيا لتلقي العلاج في وقت احتج فيه آلاف الأشخاص في مسقط رأسها، في وادي سوات، حيث عادت الحركة لارتكاب هجمات. كانت ملالا تبلغ من العمر 15 عامًا فقط عندما أطلقت حركة «طالبان» الباكستانية - وهي جماعة مستقلة تتبنى آيديولوجية حركة «طالبان» الأفغانية - النار على رأسها بسبب نشاطها من أجل تعليم الفتيات.

الثلاثاء، وبعد يومين من الذكرى العاشرة للهجوم، هبطت في كراتشي قبل توجهها إلى المناطق التي دمرتها فيضانات موسمية غير مسبوقة. وقالت منظمتها «صندوق ملالا» في بيان إن زيارتها تهدف إلى «المساعدة في إبقاء الاهتمام الدولي منصبًا على تأثير الفيضانات في باكستان والتشديد على الحاجة إلى مساعدات إنسانية ضرورية». وقد أدت الفيضانات الكارثية إلى غرق ثلث باكستان تحت المياه، وتسببت في نزوح ثمانية ملايين شخص وخلفت أضرارًا تقدر بنحو 28 مليار دولار. نشأت ملالا في بلدة مينغورا في وادي سوات وهي منطقة محافظة متشددة قريبة من الحدود مع أفغانستان نفذت فيها حركة «طالبان» الباكستانية حركة تمرد استمرت سنوات وانتهت إثر حملة عسكرية كبيرة عام 2014. لكن الاضطرابات تجددت منذ عودة حركة «طالبان» الأفغانية إلى السلطة في كابل في 2021. إذ أعلنت حركة «طالبان» باكستان مسؤوليتها عن عشرات الهجمات في الأسابيع الأخيرة ومعظمها ضد قوات الأمن وشخصيات مناهضة لها. وقال محمد علي شاه، رئيس بلدية سوات السابق «لقد سئمنا ولم نعد قادرين على حمل الجثث. من مسؤولية الدولة حماية مواطنيها وتوفير الأمن لهم، لكن سكوت الحكومة على كل هذه الحوادث إجرامي». أغلق أكثر من 5000 شخص طريقا رئيسيا يعبر مينغورا احتجاجًا بعد هجوم على حافلة مدرسية الاثنين قتل فيه السائق وأصيب فيه فتى. نفت حركة «طالبان» باكستان مسؤوليتها وقالت الشرطة إنها تحقق في الدافع وراء الهجوم. وخرج الطلاب والمعلمون من المدارس للدعوة إلى السلام، بما في ذلك المدرسة التي درست فيها ملالا وأنشأها والدها. وقال الطبيب أمجد علي (36 عاما) «احتجاجنا سيستمر حتى اعتقال القتلة وحتى يؤكد لنا كبار المسؤولين في الحكومة تحقيق العدالة ووضع حد للعنف المسلح».

 

بريطانيا تراقب مؤشرات تفكير روسيا في نشر الأسلحة النووية بأوكرانيا

لندن/الشرق الأوسط/11 تشرين الأول/2022

قال أكبر جهاز مخابرات إلكترونية بريطاني، اليوم (الثلاثاء)، إن بريطانيا تتوقع أن ترصد مؤشرات إذا بدأت روسيا في التفكير في نشر ترسانتها النووية في حربها مع أوكرانيا، مكرراً أن أي حديث عن استخدام مثل هذه الأسلحة خطير للغاية، وفقاً لوكالة «رويترز». وبعد أكثر من 7 أشهر من الحرب، قال رئيس «هيئة الاتصالات الحكومية البريطانية»، جيريمي فليمنغ، لراديو «هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)» إن روسيا تعاني من نقص في الذخيرة والأصدقاء والقوات. وقال فليمنغ إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ظل حتى الآن ملتزماً بالتعاليم العسكرية الراسخة بعدم استخدام الأسلحة النووية، لكن الجهاز سيبحث عن مؤشرات على أن هذا قد يتغير. وأضاف: «آمل أن نرى مؤشرات إذا بدأوا في التخلي عن هذا المسار»، دون أن يوضح الطبيعة الممكنة لهذه المؤشرات. وقال: «لكن، لنكن واضحين حقاً بهذا الشأن، إذا كانوا يفكرون في ذلك، فستكون هذه كارثة بالطريقة التي تحدث عنها كثير من الناس». وأوضح فليمنغ أيضاً أنه متأكد من أن بوتين يشعر بالقلق من مخاطر التصعيد، وإن ذلك يمكن أن يكون إشارة لسبب «عدم اللجوء لهذه الأشكال الأخرى من شن الحرب». وفي خطاب يلقيه في وقت لاحق اليوم، سيقول فليمنغ أيضاً إن الروس بدأوا يفهمون الوضع اليائس الذي تعيشه موسكو بشأن الصراع. ووفقاً لمقتبسات من خطابه، يقول: «إنهم يرون الآن فقط مدى سوء تقدير بوتين للموقف». كما يقول في الخطاب: «إنهم (الروس) يفرون من التجنيد، مدركين أنهم لم يعودوا قادرين على السفر. إنهم يعلمون أن استخدامهم التقنيات الحديثة... سيكون مقيداً بشكل كبير. وهم يشعرون بمدى الخسارة البشرية الرهيبة لحربه التي اختارها».

 

الاستخبارات البريطانية: روسيا تكبدت تكاليف هائلة في الحرب وأسلحتها تنفد

لندن/الشرق الأوسط/11 تشرين الأول/2022

يرى مدير الاستخبارات البريطانية جيريمي فليمينغ أن التكاليف التي تكبدها الكرملين في الحرب «هائلة»، من حيث عدد الجنود الذين قتلوا والمعدات التي تم خسارتها، وأن الأسلحة تنفد من روسيا من أجل حربها في أوكرانيا. ومن المنتظر أن يدلي فليمينغ بهذه التصريحات خلال خطاب مرتقب سيلقيه في وقت لاحق اليوم (الثلاثاء)، حصلت شبكة «سكاي نيوز» البريطانية على نسخة منه. وسيقول فليمينغ في خطابه إن القوات المسلحة الأوكرانية نجحت في «قلب الطاولة» على روسيا، في ساحة المعركة الفعلية وكذلك في الفضاء الإلكتروني. كما سيتحدث مدير الاستخبارات البريطانية عن الصين، وسيقول إن بكين تسعى لاستغلال التقنيات في الفضاء والإنترنت بطرق يمكن أن تشكل «تهديداً كبيراً لنا جميعاً»، محذرا من احتمال قيام الحكومة الصينية باستهداف الأقمار الصناعية لخصومها عند حدوث أي نزاع بينهم، الأمر الذي سيشل مجالاً حاسماً تعتمد عليه الجيوش للتواصل وإطلاق الأسلحة. وسيصف فليمينغ عملية صنع القرار في روسيا بأنها «معيبة» بعد الفشل في الاستيلاء على كييف في الأيام الأولى من الحرب والفشل في تحقيق المكاسب التي كان يريد بوتين تحقيقها في الشرق. وبحسب مقتطفات من الخطاب، سيقول فليمينغ: «مكاسب روسيا تتراجع. وقد تكبدت تكاليف هائلة في الأفراد والمعدات. ونحن نعلم أيضاً أن إمدادات وذخائر موسكو تنفد». ومن المنتظر أن يلقي فليمينغ خطابه بالمعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن.

 

فرنسا تتهيأ لإرسال مدافع «قيصر» إضافية إلى القوات الأوكرانية

وزيرة الخارجية تحذر بيلاروسيا من عقوبات جديدة إذا انضمت إلى الحرب الروسية

باريس: ميشال أبونجم/الشرق الأوسط/11 تشرين الأول/2022

بانتظار أن يُعقد اجتماع قادة مجموعة السبع عن بعد، اليوم، وما يمكن أن يصدر عنه من قرارات رداً على القصف الصاروخي غير المسبوق الذي قامت به روسيا ضد مجموعة من المدن الأوكرانية، فجر أمس، فإن باريس تتحرك في أكثر من اتجاه. فقد سارع الرئيس ماكرون للاتصال بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للإعراب له عن «قلقه البالغ» مما تقوم به روسيا، والتأكيد أنه يقف إلى جانبه، والتزامه بالاستجابة لحاجات أوكرانيا العسكرية. وينتظر في هذا السياق، أن تسرع باريس عملية توفير 6 منظومات مدفعية من طراز «قيصر» لتنضم إلى 18 وحدة سبق لفرنسا أن قدمتها للقوات الأوكرانية التي تحسن استخدامها ميدانياً. وبعده، وصفت وزيرة الخارجية عمليات القصف التي استهدفت مواقع وبنى مدنية بأنها «جرائم حرب»، وقالت لاحقاً إنه يجب «محاسبة المسؤولين» عن ذلك. وعصراً، قال ماكرون إن «الضربات المتعمدة على كامل الأراضي الأوكرانية ضد المدنيين ( الأوكرانيين) تعد تغييراً عميقاً لطبيعة هذه الحرب» التي انطلقت يوم 24 فبراير (شباط) الماضي. وليلاً رأس ماكرون اجتماعاً دام ساعة ونصف الساعة لمجلس الدفاع والأمن الوطني، خُصِّص للوضع في أوكرانيا، وقد شارك فيه وزيرا الدفاع والخارجية سيباستيان لوكورنو وكاترين كولونا وكبار المسؤولين في الجيش والأجهزة الأمنية. وليلاً، أفادت مصادر قصر الإليزيه بأن ماكرون «اتخذ تدابير جديدة من أجل دعم أوكرانيا عسكرياً والاستجابة لحاجات سكانها». ولأن باريس تنظر بعين القلق لما أعلنه الرئيس البيلاروسي من أن قوات مشتركة بيلاروسية ــ روسية سوف تنتشر على الحدود المشتركة مع أوكرانيا على خلفية اتهامها مع ليتوانيا وبولندا بالتحضير لعمليات إرهابية داخل بيلاروسيا؛ ما عُدَّ من الأطراف الغربية إعلاناً خطيراً، فقد نبهت كولونا اليوم بيلاروسيا في حديث إذاعي صباحي أنها «سوف تتحلى بالحكمة» إن امتنعت عن المشاركة في الحرب الروسية على أوكرانيا. وأضافت الوزيرة الفرنسية أن هذه المسألة سوف تبحث اليوم في اجتماع مجموعة السبع، الذي سيشارك فيه زيلينسكي، وبناء على طلبه وبمبادرة من ألمانيا التي ترأس المجموعة حتى نهاية هذا العام. وحذرت كولونا من أن أي «دعم إضافي لروسيا في حربها على أوكرانيا سيواجه بعقوبات إضافية» ضد مينسك التي فُرضت عليها عقوبات منذ بداية الحرب؛ لأن القوات الروسية استخدمت الأراضي البيلاروسية لمهاجمة العاصمة الأوكرانية كييف من الشمال. لكن حتى اليوم لم يظهر أن بيلاروسيا تشارك في الحرب إلى جانب القوات الروسية.

 

حقيبة سوداء غامضة لا تفارق الرئيس الأميركي... ما سرها؟

واشنطن/الشرق الأوسط/11 تشرين الأول/2022

قد لا تبدو الحقيبة السوداء التي يطلق عليها «كرة القدم النووية» ذات أهمية من حيث الشكل، لكنها ترافق الرئيس الأميركي أينما ذهب ولا تفارق يد عسكري، فهي تحتوي على رموز وخطط تمكن الرئيس من الإيذان بشن ضربات نووية. وتسمح هذه الحقيبة للرئيس أن يختار من قائمة من الأهداف، في أي مكان في العالم. وفي البيت الأبيض توجد غرفة العمليات «سيتيويشن روم» التي يستطيع فيها الرئيس إصدار أمر شن حرب والتواصل مع قادة عسكريين. لكن عندما توجّه جو بايدن مثلاً إلى بورتوريكو وفلوريدا ونيويورك ونيوجيرزي وماريلاند خلال فترة بضعة أيام في شهر أكتوبر (تشرين الأول)، سافر كالعادة برفقة «كرة القدم». ويرى بايدن أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يهدد بـ«معركة نهاية العالم» عندما يلمح إلى استخدام أسلحة نووية ضد أوكرانيا. والرد الأميركي، إن حدث، يمكن أن يصدر من داخل سيارة الليموزين المعروفة باسم «ذا بيست» (الوحش)، أو من الطائرة الرئاسية «إير فورس وان»، أو من موقع محصن سري. أو في الواقع، من أي مكان يتواجد فيه الرئيس و«كرة القدم» سوياً. شاهد الناس لمحات لـ«كرة القدم» المعروفة رسمياً باسم حقيبة الطوارئ الرئاسية، منذ تصوير أحدهم وهو يحملها خلف جون إف كينيدي في منزل عائلته المطل على البحر في هيانيس بورت، بولاية ماساتشوستس عام 1963، ورافقت أخرى رونالد ريغان في الساحة الحمراء خلال قمته مع ميخائيل غورباتشوف في 1988. وهناك عنصر سري آخر مهم لشن حرب نووية يحمل بدوره اسماً مستعاراً هو «البسكويت». وإذا كانت «كرة القدم» تتضمن قائمة الخطط الحربية فإن «البسكويت» تحتوي على «الرموز الذهبية» التي يمكن للرئيس من خلالها التعريف عن نفسه وتوجيه الأمر. والرموز بحجم بطاقات ائتمان، وإحداها يجب أن تكون بحوزة الرئيس دائماً. والقطعتان بالغتا السرية وتحظيان بحراسة أمنية مفرطة، لكن كل قطعة منهما كان لها نصيبها من الحظ العاثر. ويُعتقد أن بيل كلينتون وضع قطعة «البسكويت» في غير مكانها، في حين تلك التي كان يحملها ريغان رُمي بها عن غير قصد مع ملابسه في كيس بلاستيكي في مستشفى عندما نُزعت ملابسه لتحضيره لجراحة بعد إطلاق النار عليه في واشنطن في 1981. وعندما اقتحم أنصار دونالد ترمب مبنى الكابيتول في 6 يناير (كانون الثاني) 2021، اضطر نائبه مايك بنس إلى الهرب إلى مكان آمن، مع مرافق عسكري يحمل «كرة القدم» التي ترافق دائماً خلَف الرئيس. وهرم القيادة، من الناحية القانونية، قصير جداً. وبحسب «خدمة أبحاث الكونغرس»، فإن «الرئيس الأميركي يمتلك السلطة المنفردة لإعطاء إذن استخدام الأسلحة النووية الأميركية».

ويتعين على الرئيس التعريف عن نفسه (برموز «البسكويت») ويمكنه مناقشة الخيارات مع كبار القادة العسكريين، وربما يقوم بذلك. لكن حتى لو «طلب الرؤساء المشورة» من أفراد الجيش «فإن هؤلاء المستشارين مطالبون بعد ذلك بنقل وتنفيذ الأوامر التي تجيز استخدام الأسلحة النووية»، كما جاء في تحليل الكونغرس.

ثم ينتقل الأمر عبر المراتب العسكرية وصولاً إلى العناصر الذين يقومون على تشغيل الأزرار في صوامع أو غواصات أو في الجو. في مذكرة أرسلت إلى الكونغرس في 2021، يوضح رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي، بأنه حتى هو ليس ضمن «سلسلة القيادة» إنما فقط في «سلسلة الاتصالات».

لا يحمل الرئيس زراً أحمر كبيراً يضغط عليه، وكل أوامره يجب أن تمر عبر مجموعات من الأشخاص قبل أن تصبح واقعاً. ويتوجب على أفراد الجيش الأميركي عدم إطاعة أوامر غير قانونية. وكما قال جون هايتن، قائد القيادة الاستراتيجية الأميركية (ستراتكوم) في 2017، «نفكر كثيراً في هذه المسائل».

وأضاف «إذا كان الأمر غير قانوني، أتعلم ما سيحدث؟ سأقول (سيدي الرئيس، الأمر غير قانوني) وهل تعلم ما سيفعل؟ سيقول (ما هو الشيء القانوني؟) وسنأتي بخيارات، وبمجموعة من القدرات للاستجابة على الوضع مهما كان، وهكذا يحصل الأمر، ولا ينطوي على تعقيدات». وفي أوضاع أكثر خطورة يمكن للحكومة نظرياً أن تتدخل وتجرد الرئيس من سلطاته بتفعيل التعديل الـ25. ولم يسبق أن حصل ذلك، رغم تقارير عديدة عن حصول نقاشات على مستوى عالٍ بهذا الشأن خلال رئاسة ترمب الفوضوية. مع ذلك، قد يحصل تغير أقل خطورة بكثير في سلسلة القيادة فيما يتعلّق بإجراءات طبية مخطط لها. وهكذا كان 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2021 يوماً غير مسبوق: فقد خضع بايدن للتخدير لإجراء تنظير للقولون وأصبحت نائبته كامالا هاريس أول امرأة في الولايات المتحدة تتولى مهام القائد الأعلى للقوات المسلحة - لمدة 85 دقيقة حارسة لقطعة «البسكويت» و«كرة القدم».

 

روسيا تعيد رفات عشرات الجنود الأوكرانيين لبلادهم قضى بعضهم فترة في سجن أولنيفكا

كييف/الشرق الأوسط/11 تشرين الأول/2022

أعلنت أوكرانيا اليوم (الثلاثاء) أنها تسلمت، بعد مفاوضات، رفات عشرات الجنود الأوكرانيين قضى بعضهم في سجن أولنيفكا الذي اتهمت كييف القوات الروسية بقصفه في يوليو (تموز). وقالت الوزارة الأوكرانية المسؤولة عن إعادة دمج المناطق الخاضعة لسيطرة الانفصاليين، على وسائل التواصل الاجتماعي، «تمت عملية نقل أخرى: أعيد 62 بطلا قتلوا إلى بلدهم». وأضافت «كانت المفاوضات صعبة، لكن (...) أمكن إعادة جنودنا، خصوصاً الجنود من (...) أولنيفكا». وتبادلت روسيا وأوكرانيا التهم في يوليو (تموز) بقصف دامٍ استهدف السجن الذي يحتجز فيه الجنود الأسرى في أولنيفكا التي يسيطر عليها الكرملين في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا والتي ضمتها موسكو منذ ذلك الحين. ونفت كييف استهداف البنى التحتية المدنية أو أسرى الحرب. ووصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ما أسماه القصف الروسي للمنشأة بأنه «جريمة حرب». وقالت موسكو إن الأسرى الأوكرانيين في السجن كانوا يضمون أفراداً من كتيبة آزوف التي دافعت عن مصنع الصلب في آزوفستال والذي كان آخر معقل للمقاومة في مدينة ماريوبول الأوكرانية الساحلية قبل استيلاء موسكو عليها. وميدانيا، أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم (الثلاثاء) أن قواتها قصفت مجددا منشآت طاقة أوكرانية، بعد يوم على القصف واسع النطاق الذي نفذته موسكو ضد جارتها.

وقالت الوزارة في بيان إن الجيش الروسي «واصل ضرباته الواسعة بأسلحة عالية الدقة وبعيدة المدى (...) ضد منشآت القيادة العسكرية ونظام الطاقة الأوكراني»، مضيفة أن «جميع الأهداف المحددة تم استهدافها».

 

لواء ألماني في ليتوانيا لحماية الجناح الشرقي لـ«الناتو»

برلين/الشرق الأوسط/11 تشرين الأول/2022

أفيد الثلاثاء في برلين بأن الجيش الألماني دعم الدفاع عن ليتوانيا بلواء من وحداته القتالية «من أجل حماية أفضل للجناح الشرقي» لحلف شمال الأطلسي (الناتو). وقال البريغادير جنرال الألماني، كريستيان نافرات، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) في القاعدة العسكرية الليتوانية «روكلا»، إنه بالنظر إلى متطلبات الأمن والحماية لشركاء «الناتو» الشرقيين، «فإن دلالة التضامن هذه مهمة للغاية وضرورية للغاية». وقال نافرات، وهو قائد لواء المشاة الميكانيكي «بانزرغرينادير 41 فوربومرن»: «ندرك أهمية هذا التكليف: طمأنة حلفائنا في دول البلطيق، والعمل على ردع روسيا»، مشيراً إلى أن ألمانيا «تقف بوضوح إلى جانب حلفائها». وبعد الهجوم الروسي على أوكرانيا، قرر «الناتو» تعزيز حماية جناحه الشرقي. وستقود ألمانيا لواء من قوات قتالية، يضم ما يتراوح بين 3 آلاف و5 آلاف جندي في ليتوانيا. وكان المستشار الألماني أولاف شولتس قد وعد بذلك خلال زيارة لفيلنيوس في يونيو (حزيران) الماضي. وينص التكليف الألماني على الاحتفاظ بالأسلحة والذخيرة في الموقع، على أن تظل غالبية الجنود في وضع الجاهزية في ألمانيا، ويمكن نقلهم بسرعة إلى ليتوانيا في حالة حدوث توتر، مع ضمان جاهزية اللواء في غضون 10 أيام. وقال نافرات إن أكبر التحديات في ذلك ستكون الخدمات اللوجستية ونقل القوات والمعدات. ومن المقرر أيضاً نقل أجزاء من اللواء إلى ليتوانيا بانتظام للتدريب مع جنود الحلف. وقال نافرات: «نظهر حضورنا من خلال التدريبات والتمارين». ويقوم اللواء بالفعل بالمناورة الأولى «فاست غريفن» في منتصف هذا الشهر بمشاركة نحو 200 جندي ألماني، ونحو 50 مركبة نقل ومركبة قتالية.

ويتولى نافرات وهيئة قيادته تنظيم وتنسيق مشاريع التدريب والتمرين. ووصلت الهيئة القيادية للواء إلى روكلا مطلع سبتمبر (أيلول) الماضي. وسيكون لها وجود دائم في الدولة البلطيقية المنتمية للاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي. ولهذا الغرض تم إنشاء ما يسمى «مركز القيادة المتقدم في روكلا»، الذي من المفترض أن ينظم سير الأوامر العسكرية ويتيح الاطلاع على مجريات الأمور في الموقع. وأعرب نافرات عن رضاه عن ظروف عمل القوات في ليتوانيا، والبنية التحتية في روكلا، وقال: «الليتوانيون يمثلون كرم الضيافة. لقد استقبلونا بحفاوة وأظهروا تقديراً عظيماً لجنودنا. لا شيء ينقصنا هنا». وتقود ألمانيا في روكلا منذ عام 2017 كتيبة تابعة لحلف شمال الأطلسي قوامها نحو 1600 جندي، ويشكل الألمان أكثر من نصفهم. وتقع ليتوانيا على حدود منطقة كالينينغراد الروسية، وبيلاروسيا، حليفة موسكو.

 

البرلمان العراقي يعقد جلسة لانتخاب رئيس الجمهورية الخميس المقبل

بغداد/الشرق الأوسط/11 تشرين الأول/2022

حدد البرلمان العراقي يوم الخميس القادم، جلسةً لانتخاب رئيس الجمهورية، كما ورد في بيان صادر عن مكتب رئيس البرلمان اليوم (الثلاثاء)، وذلك بعد عام من شلل سياسي أعقب انتخابات برلمانية مبكرة. ووفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية، فقد جاء في البيان أن «رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي يعلن عن جلسة يوم الخميس الموافق 13 أكتوبر (تشرين الأول) وأن جدول الأعمال سيكون من فقرة واحدة وهي انتخاب رئيس الجمهورية»، بعد أشهر طويلة من الخلافات السياسية وعجز الأطراف الفاعلة عن التوصل لاتفاق وإكمال الاستحقاقات الدستورية.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

هل تتدخل الفاتيكان في انتخابات رئاسة الجمهورية لمنع الفراغ؟

دنيز عطالله/المدن/11 تشرين الأول/2022

يكاد يكون تدخل الدول في انتخابات الرئاسة اللبنانية هو الثابتة الوحيدة المشتركة في التداول "الديموقراطي" للرئاسة الذي يتغنى به اللبنانيون. ينتقص ذلك حكماً من أوهام السيادة والحرية والاستقلال، لكنه لا يلغي "فرادة" التجربة اللبنانية، وسط محيط لم يعرف لعقود صفة "الرئيس السابق للجمهورية".  

سواء غادر رؤساء الجمهورية مناصبهم وفي قلبهم شيء من شهوة التمديد، أو انتظروا تلك اللحظة لـ"التحرر"، أو حتى مددوا ولايتهم بالاستقواء بالخارج، إلا أنهم في نهاية المطاف يعودون إلى منازلهم رؤساء سابقين، وقد نالوا حصّتهم من الانتقاد اللاذع.

تأتي الدول برؤساء الجمهورية اللبنانية، لكنهم يذهبون كأفراد، مثخنين بجراح النقد والإدانة في انتظار حكم التاريخ.

الدول و..الفاتيكان

يتقدم تأثير دولة ما في الانتخابات الرئاسية ويتراجع، حسب كل مرحلة وتوازناتها الإقليمية والدولية. من التأثير الفرنسي والبريطاني، إلى المصري والأميركي والسعودي والسوري، ولمرة يتيمة الروسي، تتشابه التدخلات وإن تبدّلت الظروف والآليات والنتائج والدول. يبقى أن كل دولة تطمح لتكريس غلبتها من خلال فرض نفوذ حلفائها و"انتخاب" أحدهم لرئاسة الجمهورية. وحدها دولة الفاتيكان، التي تتابع بالتفاصيل مسار انتخاب رؤساء الجمهورية، "تتقاطع مصالحها مع مصالح اللبنانيين، جميع اللبنانيين"، وفق ما يؤكده مسؤول كنسي. وهو يشدد لـ"المدن" على "غياب أي مصلحة للفاتيكان تتعارض مع ما يستحقه كل الشعب اللبناني". ويشرح: "نقطتان أساسيتان تهمان الفاتيكان، استقرار لبنان وتطوير نظامه -ويندرج تحته احترام المهل الدستورية ومنها انتخاب رئيس للجمهورية- والحفاظ على العيش المشترك وتعميقه بالانفتاح على العالم العربي، كشهادة ورسالة، كما الانفتاح على كل العالم".

*ماذا عن "حماية" المسيحيين وتعزيز حضورهم ودورهم؟ يؤكد المسؤول: "حماية المسيحيين تتأتى من تحقيق هاتين النقطتين: استقرار النظام وتطويره، والعيش المشترك. والأهم فإن الحضور المسيحي مصلحة إسلامية أكيدة، بقدر ما هو مصلحة مسيحية، من منظور الفاتيكان".

"يعملوه بابا عندن"

لا تتدخل الفاتيكان، بشكل مباشر، في الانتخابات الرئاسية اللبنانية. فهي لا تمون على أي من النواب اللبنانيين. كلمتها مسموعة "معنوياً" لدى الكنائس الكاثوليكية في لبنان. في الموضوع الرئاسي يؤخذ جدياً برأي البطريرك الماروني، إلا إذا كانت الفاتيكان تستشعر خطراً معينا على مفهومها للحضور المسيحي ودوره في لبنان والمنطقة، حتى لو خالف ذلك رأي معظم المسيحيين. وهو ما تجسد، مثلاً، في العلاقة مع بشير الجميّل كرئيس تحدٍ. فقلق الفاتيكان في مرحلة صعود الجميّل وخوفها من تداعيات انتخابه رئيساً على الوحدة اللبنانية، وتحفظها في هذا المجال، تلمَسه القائد العسكري الشاب. وفي موقف نادر لمرشح رئاسي قال الجميل في شباط 1982: "إذا الفاتيكان بدّو رئيس ماروني ليعملّو تجربة تعايش بين الإسلام والمسيحية ونرجع ندفع تمنها كإسلام وكمسيحيي مئة ألف قتيل، يعملوه بابا عندن ويعملو تجارب قد ما بدّن نحنا ما بدنا هيك رئيس". هي سابقة يتيمة لرئيس في كلامه عن الفاتيكان. قبله كان كل من الرئيس فؤاد شهاب وشارل حلو من أكثر الرؤساء الذين طبعوا عهودهم بـ"مسحة" فاتيكانية تداخلت فيها الثقافة الفرنكوفونية التي كانوا شديدي الإعجاب بها.

بنيديكتوس وصفير وإده وقطّار بينهما

إذا كانت الفاتيكان لا تتدخل في اختيار وتسمية رؤساء الجمهورية في لبنان، إلا أنها تحرص على معرفة أدق التفاصيل عن المرشحين. بعد الطائف وعند أول محك  فراغ في رئاسة الجمهورية سبق "اتفاق الدوحة"، حرص البابا بنيديكتوس على معرفة تفاصيل ما جرى التوافق عليه من أسماء مع البطريرك نصرالله صفير، الذي سمّى يومها، ممتعضاً، خمسة أسماء للرئاسة. شرح صفير في أيلول 2007 للبابا المخاطر التي تهدد لبنان ومسيحييه، والمخاوف على الجمهورية في ظل غياب رئيس لها. استمع البابا إلى صفير يخلص إلى تسمية ميشال إده أو دميانوس قطار، كـ"أقرب مرشحين إلى مفاهيم الكنيسة وقيمها". اكتفى البابا بالإصغاء والتفهم. فالدوائر الفاتيكانية، وتحديداً أمانة سر الفاتيكان، تحرص على التعرف ولقاء كل الشخصيات التي يمكن ان تلعب دوراً في الحياة السياسية العامة في لبنان، وهي كانت تعرف الرجلين.

لقاء قائد الجيش

في هذا الإطار سعى الفاتيكان إلى التعرف مؤخراً على قائد الجيش جوزف عون، بعد أن كثُر التداول باسمه. ويقول مصدر مطلع أن "عون التقى مسؤولين فاتيكانيين في أيلول الماضي أثناء زيارته الرسمية إلى روما". ويؤكد أنه "لم يتم التطرق مطلقاً إلى الانتخابات الرئاسية إنما تمحور الحديث حول التحديات التي تواجه الجيش اليوم وسط الأزمة الاقتصادية الخانقة، وعبء اللجوء السوري الضاغط، والحرص على الحفاظ على الاستقرار الأمني في مثل هذه الظروف الصعبة".

*ولكن ألا يبعث اللقاء في توقيته عشية الانتخابات الرئاسية أية إشارات فاتيكانية؟ يحرص المسؤول الكنسي على نفي معرفته بمثل هذا اللقاء، لكنه يؤكد أن "الفاتيكان يهمها عدم الشغور في المنصب الأول. وهي لا تملك مواصفات للرئيس غير تلك التي ترسمها الكنائس المحلية. المهم تأمين الاستقرار وإعادة النهوض بالبلد، خصوصاً على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي. هي لا تدخل في الأسماء، وإذا كان حصل لقاء قائد الجيش بالمسؤولين الفاتيكانيين، من دون الإعلان عنه، فهذا تأكيد متجدد من الفاتيكان على احترام مؤسسات الدولة اللبنانية".

 

ما بعد الاتفاق: السلاح زينة المفاوض.. والاقتصاد لـ"التطبيع" المكتوم

منير الربيع/المدن/12 تشرين الأول/2022

لا تعنّت يمكن أن يقف متصدياً للإرادة الأميركية. تلك الخلاصة التي يمكن تكوينها بفعل الوصول إلى اتفاق ترسيم الحدود بين إسرائيل ولبنان. فلا إيران ولا حزب الله وإسرائيل يقفون في مواجهة أو يصعّدون، لإعاقة أي أمر يشكل أهمية بالنسبة إلى المصالح الدولية التي تتحكم بكل المسائل، ما يزكّي موقف المجتمع الدولي في تحقيق ما يريده. فعلى الرغم من الاعتراضات الإسرائيلية السابقة على الملاحظات اللبنانية، وعلى الرغم من الضغوط الكبرى التي تعرضت لها الحكومة الإسرائيلية من قبل المعارضة، عادت واشنطن ونجحت في فرض رؤيتها. هنا وأمام المصالح وحتى الأيديولوجيات والمواقف الأخرى، جميعها لا بد لها أن تنحني أمام لعبة الدول وأمام لعبة السلطة. مثل هذا الاتفاق سيكون بحاجة إلى قراءات ومتابعات مكثفة لاكتشاف تداعياته وانعكاساتها. لا سيما أنه يشير إلى تحول في مسار وانتقال إلى آخر.

"الجارة الجنوبية"

بداية لا بد من التساؤل هل أن لبنان اتخذ قراراً بترسيم الحدود مع العدو الإسرائيلي، نيابة عن الشعب الفلسطيني، أو على اعتبار أن اسرائيل دولة انتداب تنوب عن الفلسطينيين؟ هذا واحد من أسئلة كثيرة لا بد من طرحها، بأبعادها الخطيرة، وتشمل أيضاً مصير قانون مقاطعة إسرائيل، أو ما هو واقع الصراع مع اسرائيل؟ مما لا شك فيه أن لهذا الاتفاق تداعيات سياسية وعسكرية، وبطريقة ما ثمة اعتراف بإسرائيل كجارة جنوبية، لا يمكن اعتبار أن الترسيم يحصل مع إسرائيل نيابة عن فلسطين المحتلة، ولو كان كذلك، فهذا يحول اسرائيل إلى دولة انتداب لا احتلال.

دور السلاح

السلاح الذي يملكه حزب الله سيكون في حالة استراحة، ولا يمكن استخدامه على الجبهة الجنوبية، بعد الدخول في مرحلة تحيل الجنوب اللبناني إلى ساحة تهدئة لا ساحة مواجهة مفتوحة أو تصعيد. طريقة تعاطي شركات النفط الكبرى مع هذا الملف بما فيها شركة توتال، تبقي سؤالاً مفتوحاً حول كيفية الاستخراج والتصدير، وإذا ما كان النقاش سينتقل لاحقاً إلى ما يشبه التطبيع الاقتصادي غير الرسمي. ومن لزوم الحفاظ على بعض من الدور والسلاح، كان لا بد من إبقاء منطقة بحرية معلّقة غير محسومة الوجهة، وهذه حاجة لإبقاء "الصراع". كما هو الحال بالنسبة إلى فصل الترسيم البري عن البحري، وتأجيل ترسيم الحدود البرية. فحينها ستكون تداعياتها الأساسية والمباشرة مرتبطة بالسؤال عن سلاح الحزب ومصيره ومستقبله. ويجوز أيضاً وصف الاتفاق بأنه تنفيذ لاتفاقية الهدنة، فيما تركز المقاومة عملها على معادلة الردع، وليس القيام بالفعل المقاوم لتحرير مزارع شبعا مثلاً، إنما من أجل تحسين وضعية التفاوض في سبيل حلّ ملف الترسيم البري بعد البحري. فيكون السلاح عنواناً للتوازن في التفاوض. ومما قاله الأميركيون للإسرائيليين في إطار ضغوطهم لإبرام الإتفاق: "إن اسرائيل تسعى منذ العام 1983 إلى اتفاق مع لبنان فها هو الاتفاق وهذه هي فرصته".

حقبة التطبيع

هي محطة لمرحلة أمنية سياسية جديدة، لا يفترض أن يحصل فيها أي تصعيد، لا سيما أن مجمل النقاش كان متركزاً على الضمانات الأمنية، أما بعدها فإن النقاش يتركز على آلية الإستخراج والتصدير، وكيفية سلوك المسارات. ويصلح مثل هذا التصور لتقديم رؤية جديدة إلى مستقبل المنطقة، التي على ما يبدو أن كل الضغوط تدفع باتجاه دخول الجميع في حقبة تطبيع بغض النظر عن إعلانه أو عدم إعلانه، وبغض النظر عن المواقف التي تركز على ممانعته. على الرغم من أن المفاوضات مستمرة منذ 11 عاماً، إلا أن الحدث الأوكراني هو الذي دفع إلى هذه التحولات الكبرى. وما جرى في لبنان حالياً، لا بد له أن ينسحب على الحقول النفطية قبالة غزة لاحقاً. أحد أبرز الأسئلة المطروحة هو ماذا سيفعل لبنان عند وصوله إلى لحظة الاستخراج؟ وكيف سيعمل على تصدير نفطه، هل سيلتحق بتحالف دول شرق المتوسط "الذي أوقفه الأميركيون حالياً"؟ ممانعة التطبيع تفرض على لبنان رفض التشبيك مع الأنبوب الإسرائيلي عبر مصر، فيما هناك من يطرح صيغة تقول إن الشركات التي ستعمل على الاستخراج هي التي تشتري الغاز اللبناني، ليصبح ملكاً لها، فتكون حرة بالتصرف فيه. هذا الخيار أيضاً يعني تطبيعاً ضمنياً يتم الدفع باتجاهه على مراحل.

 

الترسيم It’s now or never/ليتم الترسم الآن وإلا فلن يتم أبداً

طوني عيسى/الجمهورية/11 تشرين الأول/2022

بأيّ ثمن، يريد الأميركيون توقيع اتفاق الترسيم خلال الأيام القليلة الباقية من تشرين الأول. فلا أحد يضمن المفاجآت بعد ذلك. والاتفاق مطلوب «حيّاً أو ميتاً»، وعلى طريقة إلفيس بريسلي It’s now or never.

هناك مصادفة رتّبت التقاطع الزمني بين الاستحقاقات السياسية والانتخابية في لبنان وإسرائيل. ولذلك، في موعد واحد، هو أواخر تشرين الأول، تنتهي المهل الممكنة لتوقيع اتفاق الترسيم. وبعد ذلك، قد يكون هناك حديث آخر.

إذا لم يوقَّع الاتفاق في الأيام المقبلة، فإن نهاية تشرين الأول تعني للبنان الدخول في فترة الشغور الرئاسي التي تبدو مرجحة جداً حتى الآن، من دون الاتفاق على تشكيل حكومة فاعلة. وهذا يعني الوقوع في المحظور الدستوري والسياسي.

وبدءاً من أول تشرين الثاني، لن تكون في الحكم مرجعية قادرة على استكمال التفاوض والحسم والتوقيع، في ظل حكومة تصريف الأعمال. فالجميع شرعي وغير شرعي. ومن دون رئيس الجمورية سيكون المسيحيون غائبين ميثاقياً، كما أوضح الرئيس ميشال عون أخيراً، وسيجري البحث عن المرجعية التي تستطيع اتخاذ القرار من دون استثارة إشكالات دستورية وسياسية.

وفي إسرائيل أيضاً، إذا لم يتم الترسيم خلال الأيام المقبلة، فإن الحكومة الحالية ستخسر فرصتها بعد الانتخابات التشريعية، على الأرجح، ولو لم يتمكن «الليكود» من تحقيق الفوز. فلا أحد يضمن طبيعة الائتلاف الذي ستتشكل منه الحكومة الجديدة.

يعني ذلك أن اتفاق الترسيم مرشح للسقوط لضرورات انتخابية ودستورية وسياسية في لبنان وإسرائيل، ولا مجال لإحيائه حتى إشعار آخر. وهذا ما يحاول الأميركيون تجنبه بأي ثمن، وكذلك الأوروبيون.

فالأمر لا يتعلق فقط بحاجة أوروبا الفورية إلى الغاز من «كاريش»، لمواجهة الشتاء الصعب، بل أيضاً بضرورة خلق منصّة استقرار وازدهار على شاطئ المتوسط، يتشارك الأعداء في إيجادها، إذ ينخرطون جميعاً في استثمار الموارد الطبيعية لسنوات عديدة، وسط مناخ من الاستقرار. وهذا الأمر يعني تعطيل فرص الحرب إلى ما لا نهاية.وإذ ينشغل الروس اليوم في حربهم مع أوكرانيا ويقطعون الغاز عن أوروبا، فهذا يعني أن حظوظ دخولهم في عمليات استثمار الغاز في البقعة المتوسطية شبه معدومة، فيما الصين بعيدة أساساً عنها. وهذا ما يعني أن هناك فرصة سانحة، لا يريد أحد إضاعتها، لجعل البحر المتوسط واحة استثمار للقوى الغربية من دون سواها.

ولن تخرق هذه القاعدة سوى إيران من خلال حلفائها في لبنان، علماً أن الاتفاق حول الملف النووي بين إدارة الرئيس جو بايدن وإيران نفسها لا يبدو بعيداً. ويتردّد أنه جاهز، وينتظر إنضاج الظروف الدولية والإقليمية لإعلانه.

لذلك، لم يهدأ الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين، بعد الاعتراضات الإسرائيلية على الملاحظات اللبنانية. فقد سارعَ إلى استكمال مهمته، وأعاد المرونة إلى المفاوضات ما يتيح المجال مجدداً لإيجابيات.

في أي حال، يعتقد بعض المتابعين أن مناخ الاعتراض الإسرائيلي المبالغ فيه، والمُرفق بتهديدات واستنفار للجيش وعرض للعضلات، لا يعبّر عن حقيقة المناخ التفاوضي. وربما يكون جزءاً من سيناريو استعراضي يهدف إلى إقفال الباب في وجه مزايدات بنيامين نتنياهو عشية الانتخابات، لا أكثر.

ومن هذا المنطلق، يجهد أركان حكومة يائير لابيد على تسويق أن إسرائيل لم تخسر في الاتفاق بل حافظت على مصالحها كاملة، وأن هذا الاتفاق يتمُّ وفق معادلة «رابح – رابح».

إذاً، يستعجل الأميركيون إمرار اتفاق الترسيم قبل أن تؤدي الاستحقاقات الدستورية، على ضفتي الاتفاق، إلى تغيير المناخات الحالية المؤاتية، فيدخل الجميع في المجهول ولمدى زمني لا يمكن تقديره، بين احتمالات الفوضى الدستورية والسياسية اللبنانية من جهة واحتمالات اللااتفاق على تشكيل حكومة فاعلة في إسرائيل من جهة أخرى. وثمة مَن يعتقد أن مفاجأة إيجابية قد تحصل في ملف الترسيم، سريعاً، تحت الضغط الأميركي وفي ضوء رغبة القوى المعنية على قطف الثمار في هذه المرحلة. ولا يبدو مستغرباً تأكيد الرئيس ميشال عون أن الفجوات التي تم التفاوض عليها قد تقلصت.

ووفق معادلة «توازن الرعب»، يدرك الإسرائيليون أن لا مجال لاستثمار مواردهم الغازية في المتوسط، سواء من «كاريش» أو سواه، ما لم يتم الاتفاق الذي يضمن للبنان أيضاً أن يبدأ باستثمار موارده.

وهم لن يغامروا بفتح باب جهنم في بقعة المتوسط، فيما هم يقدمون الإغراءات للأوروبيين ويتحيّنون الفرص ليصبحوا منصة الطاقة من المتوسط إلى أوروبا.

لذلك، إذا لم يطرأ أمر من خارج السياق، فإن اتفاق الترسيم حتمي. والجميع يوافقون على المسوّدة الأخيرة، بما في ذلك الملاحظات اللبنانية عليها، والتي ليست في الحجم الذي يعطل الاتفاق. وما يجري اليوم قد لا يكون سوى جزء من عمليات التجميل الضرورية، قبل الإخراج النهائي.

 

هكذا لجم هوكشتاين “الطحشة” الاسرائيلية!

جورج شاهين/الجمهورية/11 تشرين الأول/2022

لم يعد خافيا على أحد حجم القدرات التي وضعتها واشنطن لتجنب إصابة المفاوضات الجارية بشأن الترسيم البحري بين لبنان واسرائيل باي نكسة. وقد برز ذلك عندما لجمت “الطحشة” الاسرائيلية التي برزت الخميس الماضي رفضا للتعديلات اللبنانية على اقتراحات عاموس هوكشتاين غداة اجتماع المجلس الوزاري المصغر الى ان نجحت باعادة ترميمه في خلال ثلاثة ايام من المفاوضات الشاقة. وعليه ما هي الدلالات التي قادت اليها هذه المعطيات؟

على وقع سيل المواقف الايجابية التي اطلقت من بيروت وتل أبيب منتصف الاسبوع الماضي وخصوصا تلك التي حيت الجهود التي بذلها الوسيط الاميركي الى مفاوضات الترسيم غير المباشرة عاموس هوكشتاين. وأفاضت في شرح النتائج الاقتصادية والمالية التي يمكن ان يجنيها الطرفان فقد انتهت الى اعتبارها خطوة تمهد لدخول منطقة شرق المتوسط في مرحلة من الرخاء الاقتصادي التي تسمح لدول المنطقة بالافادة من ثرواتها الطبيعية بعد طول انتظار. وقد تطورت هذه المواقف توصلا الى درجة قيل فيها ان السلاح الموجود فيها سيصدأ في مخازنه. وهو ما أشارت اليه مجموعة السيناريوهات التي تحاكي البرامج المقدرة للسنوات المقبلة عدا عن الحديث المتنامي عن حجم الهدوء والاستقرار الأمني الذي تفتقر اليه المنطقة.

وكل ذلك ترافق مع حملة ديبلوماسية وسياسية دولية وعربية وغربية لم يسمعها المفاوض اللبناني من قبل، ولا سيما تلك التي انطلقت من مجموعة دول مجلس التعاون الخليجي التي رحبت بالتفاهم حول ترسيم الخطوط البحرية وتقاسم خيرات المنطقة الذي يسمح للبنان باستثمار ثروته النفطية والغازية معطوفة على التمني بان يخرج من مجموعة الأنفاق الغامضة التي اقتاده البعض اليها الى درجة وضع فيها البلد الصغير منذ فترة طويلة على صفيح ساخن. فهو باعتقاد هذه الدول يعيش أزمات تمادت و تناسلت نتيجة مجموعة العوامل المؤثرة في أمنه واستقراره وصولا الى ما بلغه الانهيار الإقتصادي والمالي والنقدي غير المسبوق. فهو تحول قياسا على مواقفهم الاخيرة منذ تلك الفترة ساحة ملحقة بمجموعة الساحات المأزومة ومن حقه الخروج من تبعاتها.

واعتبرت هذه الملاحظات انها تكونت ليس بسبب تطورات الازمة الفلسطينية المتمادية منذ عدة عقود تعود الى ما قبل منتصف القرن الماضي بقليل فحسب لا بل فقد باتت مرتبطة بتلك اقتيد اليها لبنان تزامنا مع مجموعة الحروب التي انفجرت وتوزعت على كامل الأراضي السورية بعد العراقية وما عكسته من كوارث على دول الجوار. قبل ان تضيف اليها حرب اليمن تداعيات إضافية زادت منها الروايات السلبية التي تحدثت عن تعثر المفاوضات بشأن الملف النووي بين إيران ومجموعة الدول (5+1) كما المفاوضات السعودية – الايرانية التي طوت جلسة المفاوضات الخامسة قبل اسابيع قليلة من دون ان تحقق اي تقدم كان يؤمل به لمجرد انتقالها من المستوى الأمني والمخابراتي الى المستوى الديبلوماسي بين البلدين .

على هذه الخلفيات، ظهر جليا ان معظم هذه المؤشرات الايجابية التي عكستها المواقف التي اوحت بها وسائل الاعلام الاميركية والغربية قبل اللبنانية والاسرائيلية حول التوصل الى الصيغة التي ترضي طرفي المفاوضات لم تدم طويلا، على الرغم مما عكسته التعديلات اللبنانية من ارتياح اميركي، تراجعت الآمال باتفاق محتمل في ساعات قليلة امتدت من بعد ظهر يوم الاربعاء وحتى صباح الخميس عندما انطلقت حملة اعلامية وسياسية للقيادات الاسرائيلية المعارضة يتقدمهم رئيس الحكومة السابق بنيامين نتانياهو الذي يشكل رأس حربتها في مواجهة حكومة يائير لابيد. وسرعان ما تلاحقت المواقف بما حوته من اتهامات طالتها بالتنازل عن مصالح اقتصادية وامنية حيوية اسرائيلية وتراجعها أمام مطالب “حزب الله” ورضوخها للموقف اللبناني. وما زاد في الطين بلة ان استدرجت هذه الحملة عددا من وزراء لابيد الذين اصدروا مواقف مماثلة. فإلى الحملة التي يقودها وزير العدل الاسرائيلي الذي وعد بطرح التفاهم على الكنيست والمحكمة العليا انبرى وزير الدفاع بيني غانتس – متناسيا مواقفه الايجابية قبل ساعات قليلة – كاشفا عن اوامر اعطيت للجيش للاستعداد لعمليات عسكرية محتملة على الحدود الشمالية للبلاد وفي محيط منصة كاريش النفطية بعد رفض المقترحات اللبنانية.

كان ذلك قبيل اجتماع المجلس الوزاري المصغر الذي دعي للبحث في ملاحظات لبنان على الاوراق الاميركية الجديدة التي انتهت اليها مفاوضات موفدها وهو ما وضع المنطقة في أجواء حرب بقيت محصورة ردات الفعل السلبية تجاهها في المناطق الشمالية والجليل الاعلى من دون ان يكون لها اي انعكاس على الساحة اللبنانية بعدما احتفظ “حزب الله” بنسبة عالية من الصمت تزامنا مع حملة رسمية لبنانية رفضت أي رد فعل سلبي اسرائيلي معتبرة أنها معنية بالموقف الاميركي المرحب والذي استوعب الملاحظات اللبنانية وتفهمها.

وعليه فقد تبلغ هوكشتاين بوضوح بان الملاحظات اللبنانية لا يجب ان تثير اي رد فعل سلبي ممن انغمسوا في المفاوضات بحرفيتها. وخصوصا بعدما تبلغ المفاوضون اللبنانيون بالموافقة الاسرائيلية على ما انتهت اليه مقترحات هوكشتاين. مع التاكيد على اهمية حماية المصالح اللبنانية مستقبلا منعا لأي تفسير قد تؤدي اليه بعض العبارات “الغامضة” أو “المطاطة” على حد سواء، والتي لا يحتمل لبنان ان يكون ضحيتها في حال تغيرت آلة الحكم في اسرائيل بين حكومة تصريف اعمال تستعد لانتخابات تشريعية وأخرى تؤدي اليها هذه المحطة الدستورية قياسا على حجم تهديدات نتانياهو ان فاز بها، وتأكيد نيته المعلنة باسقاط أي اتفاق يمكن ان تصل اليه حكومة غريمه لابيد.

امام هذه الصورة التي فوجئ بها الوسيط الاميركي قبل غيره من المراقبين الاقليميين والدوليين تدخلت الادارة الاميركية على قاعدة ان ما يجري في اسرائيل من ضجيج اعلامي وعسكري وامني ونفطي لا يمكن اعتباره موقفا نهائيا لا عودة عنه. وبعدها استعجل بفتح خطوط اتصالاته مع البلدين متمنيا وقف الجدل بانتظار تبادل الآراء مما هو مطروح منعا لأي انفجار محتمل تراجعت حدة المواقف حتى في الداخل الاسرائيلي. وتزامنا مع صمت حكومي استؤنف الحوار مع واشنطن وتراجع وزير الدفاع عن مواقفه الحادة تاركا الباب مفتوحا أمام الديبلوماسية الاميركية.

وانطلاقا من هذه المعطيات، وبعد تطمين الجانب اللبناني ان عمليات الضخ التجريبي من البر باتجاه منصة كاريش يوم الاحد اول امس هي الاولى من نوعها، ولا معنى لها في مفهوم استخراج الثروة لتكون سببا في التوتر، انشغل هوكشتاين ومعه فريق من القانونيين وخبراء الحدود في مشاورات مفتوحة استغرقت بعد ظهر يوم الجمعة مع نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب مدة 6 ساعات ونصف قبل ان تستنفد 5 ساعات تقريبا يوم السبت الماضي وانتهت الساعات الأربعة يوم الأحد بالاتصال الذي أجراه برئيس الجمهورية ميشال عون مبشرا باختتام المفاوضات واعدا بالصيغة النهائية التي من المفترض ان تكون قد باتت منذ نهار امس على طاولة المفاوضين اللبنانيين ليبنى عليها موعد اللقاء المحتمل ان دعت الحاجة اليه بين رئيس الجمهورية وكل من رئيسي مجلس النواب والحكومة في الساعات المقبلة.

 

لماذا أفلس لبنان؟.. القصة الكاملة من بداية النهب المنظّم إلى معالجات التصحيح المالي

حارث سليمان/جنوبية/11 تشرين الأول/2022

https://janoubia.com/2022/10/10/%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D8%A3%D9%81%D9%84%D8%B3-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86%D8%9F-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B5%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%87%D8%A8-2/

الرأسمالية قد تكون ظالمة لكنها لا تفلس بشكل شامل حقيقة الأمر هي أن الإفلاس ليس حتمياً في أي نظام اقتصادي سواء كان رأسماليا أو رأسمالي متوحش، أو ريعي أو رأسمالي حاضن. وهناك أمثلة كثيرة حول العالم. إذا لماذا أفلس لبنان؟ التاريخ يعلمنا أن ما من رأسمالية متوحشة أفلست في العالم، صحيح أنها تضرب بالعدالة الاجتماعية عرض الحائط، وتنتج فروقات طبقية كبيرة… لكن رغم ذلك، فإن نظاماً كهذا لا يفلس! لذا نكرّر السؤال: ما سبب إفلاس لبنان؟

نظام ليبرالية – الخوة أو السلطة – الغنيمة

جاءنا بعض المصرفيين التافهين ليقولوا لنا إن الإفلاس حصل بسبب سلسلة الرتب والرواتب، متجاهلين أن السلسلة زادت العجز المالي في الخزينة وليس في القطاع المصرفي… أما جوهر كارثتنا وحقيقتها فهو أن لدينا نظاماً ليبرالياً موصولاً بنظام ميليشياوي يرعى مافيات تفرض خوات.  خمسة أمثلة في الهدر المالي: الصحة، المياه، الكهرباء، الاتصالات، و التهرب الجمركي على المعابر الحدودية ونشوء الإقتصاد الأسود لدينا في السلطة مرجعيات طائفية أمنية وميليشياوية تفرض على الاقتصاد الحقيقي خوات مقابل الحماية. هذا هو النموذج الذي اعتمد في لبنان منذ العام 1992. لنأخذ بعض الأمثلة:

 1 – مستشفيات عامة مستباحة وخاسرة

خطط آنذاك الرئيس الراحل رفيق الحريري ونفّذ قيام مستشفيات حكومية، حيث دفع تمويل بنائها وتجهيزها من الدولة وأعطاها لمجلس إدارة لتسييرها أو إدارتها وفقاً لمنطق المستشفى التجاري لتحقيق ربح ما، على أن يكون الربح ضئيلاً نسبة لما يحققه المستشفى الخاص. والنتيجة: إن المستشفيات الحكومية كلها خاسرة، ونشهد إضرابات للعاملين فيها من أجل أن تدفع الدولة أجورهم. هل من مستشفى في لبنان يخسر غير المستشفى الحكومي؟ أما السبب فيعود إلى استباحته من فارضي الخوات من السياسيين سواء بالحشو الوظيفي و/أو الاستشفاء المجاني للمحاسيب وأساليب سلب ونهب أخرى، متناسين أنه كان يفترض بالمستشفى أن يتمتع باستقلال مالي وإداري يخوّله الربح أو عدم الخسارة.

 2 – مصالح مياه بسرقات تضرب أطنابها

 مثال آخر في مصالح المياه التي جهّزتها الدولة وطوّرت مصادر المياه والينابيع بقروض دولية وعربية، ومدّت الشبكات، ووضعت العدّادات وأوصلت المياه إلى البيوت. أوكلت الدولة لمصالح المياه أعمال الصيانة والجباية. ومع ذلك، كانت الخسارة أيضاً حليفة مصالح المياه بفعل الخوات والسرقة التي تضرب أطنابها. 3 – قطاع خليوي رابح حتى وصل إليه باسيل والصحناوي

 مثال ثالث في قطاع الخليوي الذي أنشئ بصفقة مع مسؤولين سوريين كانوا الملاك الحقيقيين للقطاع متسترين بأسماء لبنانية هي عبارة عن واجهات فقط، علماً أن التمويل الأول للتأسيس تأمّن من جيوب المشتركين الذين دفعوا آنذاك 500 دولار عن كل خط. عندما أتى الرئيس السابق للجمهورية إميل لحود زعم استرداد القطاع إلى كنف الدولة، كان ذلك بدافع من الملاك الحقيقيين (مثل حكمت الشهابي وابراهيم صافي وعبد الحليم خدام وبشار الأسد…) الراغبين باسترداد قيمة ملكيتهم للأسهم. أمّم لحود القطاع وأجبر الدولة على دفع تعويضات.

كان القطاع يوفّر للخزينة سنوياً ملياراً ونصف مليار دولار عندما كان يديره عبد المنعم يوسف الذي تعرّض لهجمة عليه بطرق مختلفة أبرزها الدعاوى القضائية. هجمة من طالبي الخوات من مختلف الجهات السياسية والأمنية والإعلامية. رفعوا ضده 90 دعوى قضائية لم تثبت إدانته في أي واحدة منها… إلى أن استلم القطاع الوزير جبران باسيل. كان العقد قائماً على أن الشركة المعنية تتقاضى أجرة أو بدلاً مقطوعاً لتسيير القطاع وعلى عاتقها نفقات الموظفين والصيانة. على أن تبقى مسؤولية تطوير الشبكات على عاتق الدولة. فإذا بجبران باسيل (مع نقولا الصحناوي) يغيّران كل فلسفة العقد، فأصبحت الشركة تتقاضى بدلاً عن كلّ خط، وبالتالي باتت مصلحتها زيادة عدد الخطوط. وحوّلا كلفة الموظفين إلى عاتق الدولة بعد أن قفز عددهم في الشركتين من نحو 1000 إلى أكثر من 2000. وذلك مع بقاء كلفة التطوير على الدولة. ( بحسب خبير دولي للاتصالات يكفي 300 موظف في كل شركة) ما يعني أن ما جبته الشركتان من بدل ادارة، ومن جيوب الناس كان مقابل لا شيء. تدنّت جودة الاتصالات، فأصبح لدى الشركتين مصلحة محصورة بزيادة عدد الخطوط عشوائياً لزيادة ربحيتها من عدد الخطوط، ولأن العائد من الشبكة للدولة وليس لها. ولم يعد هناك حاجة لشركة ثالثة، علماً أنه كان يمكن أن تباع بثمن مالي عالٍ للدولة، لو طرحت في مزاد… ( كان يمكن بيع الرخصة الثالثة ب ٢.٦ مليار $ اميركي) ونحن اليوم أمام قطاع خاسر بعدما بدأت الايرادات تتراجع بقوة منذ ما قبل هبوط سعر صرف الليرة.

 4 – الكهرباء مع جهات سياسية تابعة للممانعة منذ 1985

في الكهرباء مافيات أيضاً. الأولى هي مافيا الفيول الموجودة منذ 1992. مثل شركة البساتنة القائمة إلى اليوم وهي بالشراكة مع جهات سورية نافذة، والكهرباء هي القطاع الوحيد الممسوك منذ 1985 من جهة سياسية واحدة تابعة للممانعة… من ايلي حبيقة إلى أيوب حميد، ومحمد عبد الحميد بيضون وسليمان الطرابلسي… وصولاً إلى ايوب حميد ووزراء حزب الله محمد فنيش و الطاشناق والعونيين جبران باسيل، سيزار ابي خليل، ندى البستاني وليد فياض.

مجموع سلف الخزينة للكهرباء منذ 1992 تصل إلى 47 مليار دولار $، والقيمة تصعد إلى 53 ملياراً$ مع الفوائد. مجموع الخسائر والأرباح الفائتة أو الضائعة في وزارة الطاقة تصل إلى 100 مليار دولار، وهذا يشمل الهدر في الكهرباء ومشاريع السدود الفاشلة ( المسيلحة، القيسماني، جنة، بقعاتا، بالوع تنورين الخ…) ومشاريع معالجة المياه المبتذلة ومحطات التكرير، وتجارة البنزين والفيول التي يدفع اللبنانيون كلفة نقله 10 أضعاف الكلفة المقبولة تجارياً على المستوى العالمي. فضيحة الفضائح أن في هذه الوزارة “اشتراكية دولة المحاسيب”، تعيش بشكل غريب مع ليبرالية اقتصاد السوق؛ اشتراكية في الكهرباء، وليبرالية وخصخصة في قطاع المحروقات، قامت له شركات أيام الرئيس الراحل الياس الهراوي، بملكيات لجنبلاط ( كوجيكو) وبري( الطاقة) وحبيقة وقانصوه( ليناكو) ويمين وفرنجية( كورال وليكوغاز)…

 5_ الاقتصاد الأسود الموازي

انطلاقا من عهد اميل لحود فتحت الدولة اللبنانية خطوط عبور مستقلة لمستوردات متنوعة يديرها حزب الله في مرفأ بيروت والمطار، كما على المعابر الحدودية السورية، وتطورت الحركة على هذه المعابر بعد صدامات ٧ ايار ٢٠٠٨ واستيلاء حزب الله على حركة المطار في بيروت، فيما مكن دخول قوات حزب الله العسكرية الى سورية نهاية سنة ٢٠١١، مكن الحزب من الإمساك بالحدود اللبنانية السورية ومن السيطرة على المعابر الحدودية، وعلى الرغم من ان مبرر هذه التسهيلات كانت بذريعة تسهيلات تتعلق بالعمل المقاوم ضد اسرائيل، الا ان الواقع أدى الى قيام حركة استيراد واسعة ممنهجة ومتزايدة، لبضائع تجارية ومواد استهلاكية، كانت تأتي وتستورد لكي تنظم سوقا اسودا موازيا بلغ حجم حصته، أكثر من ٣٠% من الاقتصاد الحقيقي والحق خسائر بالمالية العامة والرسوم الجمركية ونقصا في جبايات الضريبة المضافة، بلغ مجموعها ٢ مليار دولار سنويا.

الأزمة السورية : حصل ما لم يكن في الحسبان في 2011

بعد هذه الأمثلة، نعود إلى البحث عن سبب الإفلاس. كان يمكن لهذا النمط من النظام أن يستمر: اقتصاد حقيقي ينتج فائضاً ربحياً معقولاً تقتطع منه خوات للمنظومة المافيوية. حصل ما لم يكن في الحسبان مع اندلاع الأزمة السورية في 2011، ففقد لبنان وظيفته الاقتصادية. فقد أدوار مستشفى العرب ومرفأ العرب ومطار العرب وجامعة العرب وملهى العرب ومنتجع العرب… وبدأ يتفاقم العجز في ميزان المدفوعات الذي كان منذ 1943 إلى 2011 إما فائضاً وإما متوازناً. ذلك الفائض كون خميرة معتبرة في المصارف بودائع هائلة وصلت إلى 140 مليار دولار $ نهاية سنة 2013. تراكم عجز ميزان المدفوعات بقوة في 2011 و2012 و2013، فأدرك السياسيون ورؤساء الأحزاب والميليشيات والوزراء وأصحاب المصارف وإداراتها وحاملو أسهمها وكبار المودعين وحاكم مصرف لبنان… أدرك كل هؤلاء أن انهياراً مقبلاً لا محالة قد يحدث

خيار المنظومة بالتربح من الانهيار

كان أمامهم 3 خيارات متاحة

الأول، فرض كابيتال كونترول في نهاية العام 2014، حيث كان لدى مصرف لبنان موجودات من العملات الاجنبية بقيمة5.1 مليار$ يضاف اليها 35.7 مليار $ كاحتياطي الزامي على الودائع المصرفية اي ما مجموعه 40.8 مليار $، وبلغ دين الدولة العام المتراكم، 66.6 مليار $.

كما كان ممكنا اطفاء جزء من الدين العام  بطرق مختلفة مثل الخصخصة وبيع رخصة خلوية ثالثة وبيع بعض المرافق ( كازينو كميدل ايست، موجودات انترا)  وتحسين إدارة الأملاك العامة وجباية الرسوم على الاملاك البحرية والنهرية وعلى اعمال الكسارات والمقالع…

الخيار الثاني كان القيام بإجراءات إصلاحية اقتصادية مثل ترشيق القطاع العام وتحويل المؤسسات العامة من خاسرة إلى رابحة وإصلاح قطاع الكهرباء بمساعدة سيمنز أو الصندوق الكويتي، وتحويل قطاع النفايات إلى قطاع رابح وغيرها من الحلول والإصلاحات.

الخيار الثالث هو الاستثمار في الانهيار أو محاولة التربح من الانهيار. هذا هو الخيار الذي اتخذته هذه المنظومة بكل أطرافها كلٌ حسب مصلحته بمساعدة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، أمين صندوق المنظومة.

بداية نشأة اللولار وحرب الفوائد وهروب الأموال

كانت الودائع الحقيقية تتراجع، فرفعوا الفوائد لترتفع الودائع قيدياً، فنشأ ما بات يعرف اليوم باللولار، خاصة بعد إنشاء نظام مقاصة لبنانية محلية للدولار الأميركي. مع عجز ميزان المدفوعات، كانت الدولارات الحقيقية تتناقص بينما الودائع الإجمالية القيدية ترتفع مع الفوائد ما زاد من حجم اللولارات أو الدولارات الوهمية. ودخل النظام المصرفي في مزايدات على الفوائد من 7 إلى 10 إلى 15 إلى 18%، فتضخمت أرباح المصارف، وحصل توسع في توزيع الأنصبة على المساهمين والبونصات على كبار المصرفيين التنفيذيين. ذلك التوزيع كان من أصل دولارات متناقصة في مكان آخر، وتقدّر التوزيعات بنحو أكثر من 40 مليار دولار. في منتصف 2018 بعد أزمة سعد الحريري في السعودية، أدركوا أن اللعبة شارفت على الانتهاء، فبدأ إخراج الرساميل من لبنان لا سيما من المحظيين أصحاب المعلومات المسرّبة من الداخل أي المطلعين على المعلومات قبل غيرهم في منتصف 2018 بعد أزمة سعد الحريري في السعودية، أدركوا أن اللعبة شارفت على الانتهاء، فبدأ إخراج الرساميل من لبنان لا سيما من المحظيين أصحاب المعلومات المسرّبة من الداخل أي المطلعين على المعلومات قبل غيرهم. ويشمل ذلك أيضاً السياسيين ورؤساء الأحزاب الطائفية ووزراء وكبار الموظفين والمصرفيين وكبار المودعين بالإضافة إلى حاكم مصرف لبنان.

لو طبق الكابيتال كونترول في بداية 2018 لأمكن الاحتفاظ بأكثر من 34 مليار دولار كانت لتشكل مدماكاً في مسيرة وقف الانهيار أو إبطائه. واستمر خروج الأموال في 2019 وهو ممّا تبقى من دولارات فعلية. وهناك تقديرات تشير إلى هروب أو تهريب ودائع ورساميل بنحو 42 مليار دولار.

توسع مفرط للمصارف في الخارج في ظل عجز ميزان المدفوعات اللبناني

على خط آخر وتوازياً قامت المصارف بتوسعات خارجية واسعة النطاق بين 2011 و2019. وتمت زيادة مكاتب التمثيل والفروع الخارجية والمصارف الشقيقة أو التابعة. ففي مطلع سنة 2014 كان هناك 17 مصرفاً لبنانياً تمثل ما يقارب 86% من حجم القطاع في لبنان لديها وجود في 31 بلداً تغطي أسواقاً عربية هامة كسوريا والأردن والعراق ومصر والسودان والجزائر والسعودية والإمارات والبحرين وقطر وسلطنة عمان، كما تغطي أسواقاً إقليمية ذات وزن اقتصادي مهم كتركيا. إضافة إلى الانتشار المصرفي اللبناني في القارة الاوروبية بدءاً بسويسرا وفرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا واللوكسمبورغ وموناكو، مروراً برومانيا وبيلاروسيا وأرمينيا وصولاً إلى بلجيكا وقبرص. كانت هذه طريقة أخرى لسرقة ودائع العملاء. فقد عملوا على جذب المودعين وإغرائهم بالفوائد المرتفعة، وفي الموازاة يتوسّعون في الخارج باستخدام هذه الأموال كما توسّعت المصارف اللبنانية باتجاه القارة الأميركية (كندا) وكذلك أفريقيا (شاطئ العاج، نيجيريا، الكونغو والسنغال) وأخيراً أستراليا. وامتدت شبكة المصارف اللبنانية في الدول المشار إليها إلى العديد من المدن الرئيسية، وباتت مصارفها التابعة أو الشريكة أو الشقيقة البالغ عددها 39 مصرفاً تمتلك عدداً من الفروع تخطى 270 فرعاً كما في أيار 2014، ما يمثل 25% من فروع لبنان. أما حجم نشاط المصارف اللبنانية العاملة في الخارج، فيشكل 17% من إجمالي الميزانيات المجمعة للمصارف العاملة في الأسواق الخارجية. وكانت هذه طريقة أخرى لسرقة ودائع العملاء.

 فقد عملوا على جذب المودعين وإغرائهم بالفوائد المرتفعة، وفي الموازاة يتوسّعون في الخارج باستخدام هذه الأموال. وحصل ذلك في ظل عجز متفاقم سنة بعد سنة لميزان المدفوعات ( بلغ العجز المتراكم بين ٢٠١١ و٢٠١٩ في ميزان المدفوعات اكثر من ٢٨ مليار $) . كما أن بعض الأموال التي هربت ظهرت في أرصدة المصارف لدى البنوك المراسلة الخارجية التي ارتفعت بنحو 6 مليارات دولار. والأنكى أن بعض مساهمي المصارف اقترضوا من مصارفهم برهن الأسهم التي يحملونها، أخرجوا الأموال من لبنان ثم سدّدوا القروض على سعر 1500 للدولار بعد انفجار الكارثة.

لم تكتف المنظومة بهذا القدر من الاستثمار بالكارثة بل لجأت إلى التربح من أموال الدعم عبر التهريب ومدّ النظام السوري بكل احتياجاته خرقاً لقانون قيصر

أموال للدعم والتهريب واستنزاف احتياط مصرف لبنان

لم تكتف المنظومة بهذا القدر من الاستثمار بالكارثة بل لجأت إلى التربح من أموال الدعم عبر التهريب ومدّ النظام السوري بكل احتياجاته خرقاً لقانون قيصر، فاستنزفت خلال عهد حكومة حسان دياب أكثر من 17 مليار دولار ليبقى في احتياط مصرف لبنان أكثر من 11 ملياراً قد لا تكفي متطلبات الاستيراد لأشهر قليلة قادمة، في حين تمّ ايهام اللبنانيين أن موجودات القطاع المصرفي لديهم قبيل تشرين 2019 تصل إلى 188 مليار دولار استفاقوا ليجدوها هباء منثوراً.

القضاء الأميركي الفدرالي في قضية مادوف مرجع للحل في لبنان

في قضية مادوف وهي أشهر قضية «بانزي سكيم» قبل كارثة لبنان أصدرت المحكمة الفيدرالية الأميركية حكماً فيدرالياً مبرماً «يقضي بأن الأرباح التي وزعها مادوف على عملائه لم تكن أرباحاً حقيقية، بل كانت أموالاً مقتطعة من ودائع جديدة تدفع كأرباح مزعومة لودائع قديمة». المفهوم هذا يمكن أن يطبق على مجموع الدولارات القيدية التي سجلت كفوائد على الودائع في لبنان، وهي قيود ودولارات وهمية غير موجودة تماماً كأرباح مادوف التي وزّعها، والتي حكمت المحكمة الاميركية الفيدرالية باستردادها. عمليا منذ بداية العام ٢٠١٥ حيث اصبحت موجودات مصرف لبنان من العملات الاجنبية سلبية ( كتاب الدين العام اللبناني/ فؤاد السنيورة ص ١٢٥)، اصبحت الفوائد التي يقيدها مصرف لبنان لكل مودع ارقاما وهمية، تماما كالارباح التي وزعها مادوف في اميركا والتي اعتبرتها المحكمة الفدرالية الاميركية، بحكم مبرم اموالا مسروقة، يتوجب استعادتها من قدامى المودعين، الذين تركوا مادوف قبل انهياره، لصالح تغطية خسائر المودعين الجدد الذين فقدوا ودائعهم.

اصبحت الفوائد التي وزعها مصرف لبنان قيدية لا تغطية لها من الدولارات الحقيقية، الفوائد من اول ال ٢٠١٥ كلها لولار وليس دولار

ما هو الحل الآن؟ : فصل الدولار الحقيقي عن الوهمي!

كل دولار قيدي (لولار) سعره 3900 ليرة او 8000 ل ل. ونبدأ في الجرد بين حقيقي وغير حقيقي من آخر 2014، بعد ان فقد موجوداته من العملات الاجنبية، اصبحت الفوائد التي وزعها مصرف لبنان قيدية لا تغطية لها من الدولارات الحقيقية، الفوائد من اول ال ٢٠١٥ كلها لولار وليس دولار. 

أما الدولارات الحقيقية فهي الرصيد  في اخر سنة ٢٠١٤ وكل اضافة لدولارات حقيقية تاتي من عملية تحويل من الخارج او الداخل ولا تكون نتيجة فوائد. نفصل عن الأرصدة كل الدولارات التي سجلت كفوائد. فينقسم الحساب إلى اثنين: الدولار الحقيقي واللولار. الدولار الحقيقي يستردّ كما هو، والباقي يدفع على سعر 3900 ليرة او 8000 ل ل للدولار. نجري التقييم اللازم بين من لديه دولارات ومن لديه لولارات ومن لديه الاثنان معاً، وستظهر حتماً حسابات سلبية خصوصاً حسابات من سبق وأخرج دولاراته من لبنان، وعليه ردّها لأنها دين عليه لغيره.

استرداد ما لايقل عن 36 مليار دولار

نتيجة هذا القرار البسيط سنسترد ما لا يقل عن 36 مليار دولار، تشطب ثلاث مرات؛ واحدة من عجز الخزينة لدى مصرف لبنان، وثانية من الفجوة في مصرف لبنان وديونه لدى القطاع المصرفي، وثالثة تخفض البنوك مطلوباتها من مودعيها بالرقم نفسه. في هذه الحالة، المودع ليس مظلوماً لأن أصل وديعته معترف به بالكامل، والباقي من الفوائد يرد له على سعر 3900 ليرة/ 8000 ل ل لكل دولار أو لولار. والاقتراح هذا يتوافق مع التعميم الخجول لمصرف لبنان رقم ١٥٤ الذي طلب من المصارف على حث زبائنهم على استرجاع %٢٠ من ودائعهم المحولة الى الخارج ابتداء من ٢٠١٧ وعلى تحويل ٣٠ % من هذه الودائع اذا كان اصحابها من ال PPs او من ادارات البنوك وحاملي اسهمها لانهم يخضعون لجريمة التداول من الداخل dιlit  d’initier التي يعاقب عليها القانون اللبناني بموجب المادة ١٦٠/ ٢٠١١.

هل من العدالة والقانون استرداد اموال قام بتحويلها مواطنون اسوياء تحت سقف قانون النقد والتسليف، وتم نقلها الى الخارج بين سنتي   ٢٠١٥ ضمنا و

الجواب نعم! لوفرضنا ان مودعا ما، كان لديه وديعة ب 100 الف $ في نهاية سنة ٢٠١٣ وتلقى عليها فائدة سنوية بنسبة 7.5% لمدة ست سنوات،( وهي فائدة قيدية لا تغطى بدولارات حقيقية) ثم قام بتحويلها الى خارج لبنان مع فوائدها فاصبحت 200 الف $، عمليا، هو اخذ وديعته الاصلية مضافا اليها مائة الف دولار من ودائع المودعين الذين ابقوا ودائعهم داخل لبنان، وحسابه الحقيقي هو مائة الف $ الاصلية زائد مائة الف لولار سعرها ٨٠٠ مليون ل ل اي مايوزي 26600 $ اميركي على سعر صيرفة، وعليه يجب ان نسترد منه 73400 $ اي ما يوازي36.7 % من امواله المحولة الى الخارج. ويتم ذلك بحكم قضائي وبسند تحصيل يصدره البنك الذي يديره الحساب.

الباقي من الفجوة، يجري سداده بعدة طرق أبرزها ضخ رساميل جديدة في المصارف، عبر إعادة رسملة تصل إلى ثلثي قيم أسهمها بنحو 16 مليار دولار

اعادة رسملة المصارف والتصرف ببعض أصول الدولة

الباقي من الفجوة، يجري سداده بعدة طرق أبرزها ضخ رساميل جديدة في المصارف، عبر إعادة رسملة تصل إلى ثلثي قيم أسهمها بنحو 16 مليار دولار. 

وهذا المبلغ هو لتعويض خسارة المصارف في رأسمالها، المقيم ب ٢٢ مليار دولار على سعر صرف رسمي ١٥١٥ ل ل، بعد اعتماد سعر صرف جديد للدولار ب ١٥٠٠٠ ل ل. ويبقى 20 مليار دولار يمكن معالجتها بعدة طرق مثل التصرف ببعض الأصول العامة (الكازينو وانترا والميدل ايست) بالإضافة إلى طرح رخصة خليوي ثالثة، وتأجير مرافق عامة معينة وتفعيل استثمار الأملاك البحرية.. نحن لا نتحدث عن خصخصة شاملة، بل عن مرافق لم تعد الدولة قادرة على إدارتها، يضاف إلى ذلك الحل الجذري المطلوب لقطاع الكهرباء وإنشاء قطاع نقل عام أو مشترك لتخفيف تسرب المليارات لمافيات المحروقات من جيوب الناس وميزان المدفوعات.

ولعل كل هذه الإجراءات مع ما يرافقها من إعادة نظر في حجم القطاع العام والوصول إلى حكومة إلكترونية، وضبط معابر التهريب الجمركية في المرفأ والمطار واسترجاع قطاع النفط إلى الدولة وإنشاء مصفاة تكرير واستعادة دور لبنان كمصب للنفط العراقي، كل هذا يمكن أن يكون قاعدة لاستعادة العافية إلى وطن منهوب من حاكميه وموسريه.

 

جلسة 13 تشرين: إستكشافيّة وتطلق العدّ التنازلي… للفراغ!

طوني كرم/نداء الوطن/11 تشرين الأول/2022

تشكل جلسة 13 تشرين الرئاسيّة جولة إستكشافيّة ثانية تظهر جدّية الكتل النيابيّة وقدرتها على بلورة أوسع مروحة من التضامن حولها في مقاربة الإستحقاق، بعد أن رسمت القوى «السيادية» عبر النائب ميشال معوضّ سقف مطالبها، وتخبّط «النواب الـ 13» في تجسيد مبادرتهم عبر خطوات عملانيّة، لتشخص الأنظار إلى «التيار الوطني الحر» وقدرته على استمالة قوى «8 آذار» لـ»تطيير» الجلسة التي وضعت في إطار «النكد» المستمر بين بعبدا وعين التينة. ووسط ضبابيّة وغموض مواقف «حزب الله» في مقاربة الإستحقاق، تشكل جلسة 13 تشرين إشارة أوليّة تظهر تموضعه بين حليفيه اللدودين، سليمان فرنجية وجبران باسيل الغائب وتكتل «لبنان القوي» عن الجلسة بحجة «الحرد» على التوقيت، ويفتح الباب أمام إختبارٍ أولي حول قدرته على استمالة الحلفاء لتعطيل الجلسات اللاحقة، معززاً بذلك موقعه التفاوضي داخل «8 آذار»، وفي وجه جميع المبادرات الرئاسيّة المطروحة.

وعلى الرغم من غياب الحماسة حول مآل جلسة 13 تشرين، إلّا أنها تطلق العدّ التنازلي لتحديد مواقف القوى السياسيّة وخياراتها من الإستحقاق قبل الولوج في عمليّة التفاوض الفعليّة، وتقليص الشغور في سدة الرئاسة الأولى، بعد تيقّن جميع القوى السياسيّة من عدم قدرتها على انتخاب رئيسٍ من صفوفها.

وترى جهات متابعة عن كثب للمخاض الرئاسي، أن الإنتهاء من مرحلة التصويت الأولى لمرشحي الكتل النيابيّة، من دون قدرتهم على تأمين ظروف النجاح لأيٍّ من الأسماء المطروحة لا يعني على الإطلاق أن التفاوض حول تأمين ظروف النجاح للأسماء «الوسطيّة» يهدف إلى إيصال رئيسٍ مساومٍ كما يتصوّر البعض، وسط تداول العديد من الأسماء التي تمّ إسقاطها على طاولة التفاوض والمبادرات الرئاسيّة بحكم خبرتها وتجربتها ورؤيتها للشؤون السياسيّة اللبنانية والقادرة على إعادة استنهاض لبنان.

ولا يخفي بعض الأسماء «الوسطيين» غياب التواصل الجدي والتباحث في القضايا المطروحة معهم، من قبل غالبيّة القوى السياسيّة المعنية في تفاصيل الإستحقاق، رغم وضوح المنحى بأن المرحلة تتطلب شخصاً توافقياً وسطياً وليس تسووياً، ينطلق من مواقفه المبدئية والثقة الوطنيّة حوله، ليشكل محطّ ثقةٍ دوليّة وعربيّة، تخوله المضي بعملية إنتشال لبنان من الدرك الذي وصل إليه، عبر إعادة الحياة لمؤسسات قادرة على الإستجابة لمتطلبات المواطنين الكبيرة، والتي لا يمكن تحقيقها إلّا من خلال إنتخاب رئيسٍ قادرٍ على التحاور والتواصل مع غالبيّة القوى السياسيّة بعيداً عن الإصطفافات الحزبيّة الضيقة.

وفي متابعة لمواقف القوى السياسيّة، لم يسجّل تقدّم لأيٍ من الأطراف أو الخيارات على حساب طرفٍ آخر، مع توجه الكتل النيابيّة إلى إعادة تكرار سيناريو الجلسة الأولى لإنتخاب الرئيس، على أن تحسم الساعات الأخيرة مآل الإتصالات بين «النواب الـ 13» لإختيار مرشحهم بطريقة أكثر «عقلانيّة» بعد الإنتقادات الجمّة التي طالتهم جرّاء إختيارهم سليم إده والتصويت له، مع علمهم المسبق بعدم رغبته في خوض غمار الإستحقاق، لتقتصر خياراتهم عشيّة جلسة 13 تشرين على واحد من المرشحين المفترضين، يتقدمهم الوزيران السابقان ناصيف حتي وزياد بارود، كما النائب السابق صلاح حنين، الذين وعلى الرغم من إنتظار التوقيت الملائم لقول كلمتهم، فإن المداولات وضعتهم في صلب الإستحقاق.

 

هل ينعى السنيورة تيار “المستقبل” رسميًّا؟

عيسى يحيى/نداء الوطن/11 تشرين الأول/2022

هل ينعى الرئيس فؤاد السنيورة تيار «المستقبل» رسمياً عبر تأسيسه حزباً جديداً يستكمل من خلاله ما بدأه خلال الانتخابات النيابية الأخيرة بالشراكة مع قيادات مستقبلية خرجت من عباءة الأزرق؟ وهل للخطوة داعم إقليمي عربي؟ وما تأثيرها على الصف السني ودوره في المرحلة المقبلة؟

يصرّ الرئيس السنيورة رغم كل العراقيل والإتهامات على ملء الفراغ الذي تركه غياب الرئيس سعد الحريري عن الساحة السياسية اللبنانية وتجميد عمل تيار «المستقبل» وانكفاؤه عن المشاركة في الاستحقاقات الوطنية، لا سيما النيابية التي رسمت معالم المرحلة لأربع سنوات، ويستكمل ما بدأه منذ أشهر بعد إصراره على عدم ترك الساحة السنية متاحةً أمام جميع القوى السياسية التي حاولت وراثة التيار من خلال حصد المقاعد التي كان يمثلها في مختلف الدوائر، ومنها من نجح واحتكر تمثيل السنة، وآخرون مستقلون نجحوا في الوصول الى البرلمان، وعدد من النواب الذين دعمهم السنيورة بعد نسجه تحالفات إنتخابية أبرزها مع «القوات اللبنانية»، ومع انتهاء المعركة إنصرف الرجل الى ترتيب الوضع الداخلي والتحضير للاستحقاقات الوطنية أبرزها انتخاب رئيسٍ للجمهورية، داعماً وداعياً للقاء النواب السنّة تحت عباءة دار الفتوى.

تتلاقى الإرادة السعودية في لمّ شمل قيادات الطائفة السنية وإعادة تفعيل دورها بعد خضات متتالية أصابتها منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري مع مسعى الرئيس السنيورة في وصل ما انقطع على مدى سنوات، وما الجولات التي يقوم بها السفير السعودي على عدد من النواب السنة والزعماء رغم الإختلاف السياسي مع البعض منهم سوى تأكيد على الرؤية التي ستعمل بها المملكة العربية السعودية في لبنان عامة ومع أبناء رعيتها خاصةً، وإن كانت الأولوية اليوم هي لإنتخاب رئيس للجمهورية بالتوافق مع عدد من القوى السياسية التي تؤمن بالشراكة الوطنية وإعادة العلاقات اللبنانية ـ العربية إلى مسارها الصحيح، فإن أولويات الطائفة وما تمثله في موقع رئاسة الحكومة وصلاحيات ما بعد الطائف، وإعادة ترتيب البيت الداخلي بعد النكسات والتنازلات وغيرها من القضايا هي الوجهة بعد الإنتهاء من الإستحقاق الوطني الأهم.

على قدمٍ وساق وبعيداً من الأضواء وخلف الكواليس، تسير خطى الرئيس السنيورة على أرضٍ ثابتة بالتنسيق مع عدد من الشخصيات السنية ذات الوزن السياسي في التحضير لتنظيم العمل الذي حصل خلال الانتخابات النيابية وذلك عبر تأسيس حزب سياسي على مساحة الوطن، من الشمال الى بيروت مروراً بالبقاع الغربي وزحلة وصولاً الى بعلبك الهرمل. وتؤكد معلومات «نداء الوطن» أن لقاءات ومشاورات تجرى منذ أسابيع للعمل على تأسيس حزب سياسي رأس الحربة فيه الرئيس فؤاد السنيورة، ويأتي إستكمالاً للعمل الذي أنجزه خلال الانتخابات النيابية، وحركة الإتصالات التي أجراها في حينها وشملت عدداً من الشخصيات والقيادات والعدد الأكبر منهم كان في صفوف تيار «المستقبل» وعملوا سراً في القرى والبلدات أو ممن إستقالوا. ويأتي خيار تأسيس الحزب بعد إنطفاء شمعة تيار «المستقبل» والنتائج التي حققتها حركة السنيورة خلال الانتخابات ودفعت بالناس إلى صناديق الإقتراع رغم الدعوات إلى المقاطعة.

وتضيف المعلومات أن شخصيات وازنة تعمل جنباً إلى جنب مع السنيورة وهي ضمن الإطار التنظيمي للحزب وأبرز وجوهه السياسية والنضالية، ومن هذه الشخصيات نائب رئيس تيار «المستقبل» الدكتور مصطفى علوش الذي قدم استقالته منذ مدةٍ ليست ببعيدة، إضافة إلى الصحافي راشد فايد، والوزير السابق جمال الجراح الذي كان صلة الوصل بين السنيورة والبقاع بأجنحته الثلاثة الغربي والأوسط والشمالي خلال الإنتخابات النيابية، إضافة إلى عدد من الرموز التي تشكل عامل جذب في منطقتها ولها حضور سياسي مبني في الأساس على تركة تيار «المستقبل».

وتشير مصادر خاصة الى أن المكلفين بجس النبض داخل رؤساء الدوائر في تيار «المستقبل» وفي مختلف البلدات والمناطق ولا سيما البقاعية بدأوا مروحة إتصالات ليبنى على الكمية والنوعية مقتضاها، وليصار إلى تنظيم الأمور بشكل منظم وعملي والإعلان عنه عندما تكون الأمور والمراسيم قد نضجت بالكامل.

 

ماذا تريد واشنطن من نفط «أوبك بلس»؟

نديم قطيش/الشرق الأوسط/11 تشرين الأول/2022

بعيداً ذهب البيت الأبيض في رد الفعل على قرار «أوبك بلس» خفض إنتاج النفط بواقع مليوني برميل يومياً. وُضع القرار في سياق عدوان سعودي على أميركا، يستهدف التأثير على مسار الانتخابات النصفية من باب رفع تكلفة الوقود على الناخب الأميركي وإثارة غضبه على الديمقراطيين. ثمة أصوات قفزت إلى استنتاجات عجيبة مفادها أن الرياض اختارت التحالف مع موسكو في المعركة الدائرة بين الأخيرة وعموم عواصم الغرب على خلفية النزاع الروسي - الأوكراني. وحفلت الأيام الماضية بتعليقات في كبريات الصحف ذات التوجه الليبرالي، وفي تعليقات أعضاء في الكونغرس الأميركي تتفنن في تخيل ردود الفعل العقابية الواجب الإقدام عليها في مواجهة السعودية، حتى يخال للمرء أن قرار «أوبك بلس» هو قرار سيادي سعودي منفرد وأن المستهدف في القرار هو أميركا حصراً دون العالمين! ولئن كان معلوماً أن النفط سلعة استراتيجية أممية، يقفز إلى الذهن سؤال بديهي: لماذا لم تعتبر كل من الهند والصين أن قرار خفض الإنتاج النفطي لوقف المسار التنازلي للأسعار، موجه ضدهما، علماً بأنهما دولتان تعانيان اقتصادياً أكثر بكثير من معاناة الاقتصاد الأميركي، وهما بالتالي أكثر تأثراً بارتفاع أسعار النفط؟ هل يخفى أن الهند والصين تتنافسان على شراء كل قطرة نفط ممكنة بأسعار مخفضة، لا سيما النفط الروسي ونظيره الإيراني، بغية التوفير وخفض الضغط على اقتصاداتهما؟

ولماذا اختارت ألمانيا، الدولة الأوروبية الأكثر اعتماداً على إمدادات الطاقة الروسية، خيار البحث في تفاهمات وحلول مع دول الخليج، بدل سلوك التصعيد اللفظي والخطابات الشعبوية ضد المملكة؟ ثم أيهما أكثر أذى للاقتصاد العالمي، المساهمة المباشرة الإيرانية في إطالة أمد النزاع الروسي - الأوكراني، أو على الأقل النية الجرمية في هذا الاتجاه التي يعبر عنها إرسال إيران إلى موسكو مسيرات لقصف المدن الأوكرانية، أم قرار «أوبك بلس»، الذي أنصفته أصوات عاقلة داخل الإدارة، كعاموس هوكشتاين، الذي صنف القرار كقرار خاطئ من وجهة نظره، لكنه نزع عنه صفات العدوانية التي صُبغ بها بشكل متسرع وهزيل؟

لا تحتاج هذه الأسئلة لتقديم إجابات عنها، فهي إجابات نفسها، متى رفعت غشاوة الخطابات الشعبوية الصادرة من واشنطن. إن الاستنتاج السطحي والمتسرع بأن المملكة العربية السعودية اختارت الاصطفاف مع روسيا في النزاع الروسي - الأوكراني، لا يمكن أن يكون أكثر انفصالاً عن الواقع. هل المقصود مثلاً أن دولة الإمارات العربية المتحدة صاحبة الصوت العربي الوحيد، الممثل للمصلحة العربية المشتركة في مجلس الأمن، وصوتت لصالح إدانة قرار موسكو ضم 4 أقاليم أوكرانية، قد فعلت ذلك ضد السعودية أيضاً؟ لم يصدر من الرياض موقف يعاكس وجهة التصويت الإماراتي في مجلس الأمن، ما يعني أن موقف الإمارات يعبر لا عن أبوظبي وحدها بل عن مستوى غير بسيط من التفاهم العربي المشترك على المصلحة في هذا الموقف حتى إن سقط مشروع القرار بالفيتو الروسي. فكيف تكون السعودية متحالفة مع موسكو نفطياً لدعم مجهودها الحربي وتكون متعارضة معها فيما يخص نتائج الحرب نفسها؟

بعد الهدوء، تحتاج واشنطن إلى أن تسأل نفسها، لماذا انخفضت الأسعار منذ 30 أغسطس (آب) حتى اليوم بالشكل الذي انخفضت به، علماً بأن المملكة العربية السعودية لم تقدم على أي إجراءات تقنية أو سياسية جدية تفسر تراجع الأسعار بالشكل الذي شاهدناه؟

حقيقة الأمر أننا بإزاء هبوط في الأسعار يعكس ديناميات سوق النفط التي تتأثر بعدد من العوامل المتحركة والتي لا تكف عن الفوران، كمناخات التوتر والقلق التي تنتجها الحرب الأوكرانية - الروسية، وتداعيات جائحة «كورونا» المستمرة لا سيما في الصين، التي لا تزال تشهد إغلاقات ضخمة تؤثر على مستويات استهلاك النفط وتضعف الطلب عليه. زد على ذلك رفع أسعار الفائدة في البنوك المركزية حول العالم واحتمالات الركود التي تلوح في أفق الاقتصادين الأوروبي والعالمي.

لماذا نقبل المقاربات العلمية التقنية التي تعتمد ديناميات السوق لتفسير انخفاض الأسعار من 30 أغسطس حتى اليوم، ولا نقبل المقاربات نفسها لفهم قرار «أوبك بلس»؟

لقد وصل الأمر ببعض ردود الفعل على قرار «أوبك بلس»، إلى حد التلويح بدعم أحد الاقتراحات التشريعية المزمنة، المعروف باسم «NOPEC»، وفحواه تحميل كارتل «أوبك بلس» المسؤولية القانونية، في حال ثبوت تواطؤ بين الدول الأعضاء للتلاعب في الأسعار!

يكفي التداول بمقترح كهذا لتسميم مناخات سوق الطاقة وإثارة ذعرها ورفع أسعار منتجاتها، أكثر بكثير مما يمكن أن يفعله أي قرار تتخذه «أوبك بلس».

مجدداً، النفط سلعة استراتيجية، وللقرارات بشأنها تأثيرات تتجاوز الاقتصاد إلى السياسة بل إلى مسائل تتعلق بالأمن القومي. بيد أن حقيقة الأمر، التي صرح بها عدد من المسؤولين والمعلقين الأميركيين، أن من يطالب بتسييس أسعار النفط هو واشنطن وليس العكس. تريد إدارة بايدن من «أوبك بلس» أن تتخذ المواقف الرامية إلى معاقبة روسيا، عبر خفض عائدات النفط وحرمانها من عائدات تستخدمها لتمويل حربها ضد أوكرانيا؛ أي أنها تطلب من دول مثل السعودية والإمارات وغيرهما، أن تدفع فاتورة معاقبة نظام فلاديمير بوتين، من دون أن تأخذ هي في عين الاعتبار مصالح هذه الدول وهواجسها الأمنية في الملفات التي تعنيها. قرار «أوبك بلس» هو قرار تقني ولو كانت له تأثيرات سياسية. أما ما تريده واشنطن فهو قرار نفطي سياسي صرف، يسعى لعسكرة الطاقة في مواجهة العسكرة التي بدأها نظام بوتين ضد أوروبا عبر وقف تصدير الغاز. لنفترض أن ذلك ممكن من دون تبعات اقتصادية وسياسية وأمنية كبرى على الدول المعنية بكلفة القرار، فلماذا قد تقدم هذه الدول على توفير هذه الخدمة لواشنطن؟ هل استجابت الإدارة الأميركية لمصالح السعودية في ملف اليمن وتصنيف ميليشيا الحوثي كمنظمة إرهابية؟ هل عولجت هواجس السعودية وحلفائها العرب بشأن الاتفاق النووي الإيراني الذي لا تزال إدارة بايدن تسعى للوصول إليه؟ هل تخلت الإدارة الأميركية عن مواقفها السلبية المتعلقة بصفقات التسلح؟

 

هل تنهي النساءالإيرانيات حلم الخميني؟

أمل عبد العزيز الهزاني/الشرق الأوسط/11 تشرين الأول/2022

خلال الثورة الخضراء في إيران عام 2009، خرجت الاحتجاجات غاضبة من تزوير نتائج الانتخابات الذي جاء لصالح الرئيس المنتخب حينها محمود أحمد نجاد. خلال المظاهرات قام قناص من قوات الباسيج وصوّب بندقيته إلى قلب فتاة إيرانية تدعى ندا آغا سلطان. من حسن حظ الإعلام أن تم تصوير لحظاتها الأخيرة في مشهد روّع العالم وهي تنزف من أذنيها وفمها حتى ماتت. أصبحت ندا رمزاً للثورة، وغنى فيها الإيرانيون أغاني فلكلورية لإحياء ذكراها. المشهد هزّ المجتمع الدولي، لكن مع قمع الاحتجاجات بالقوة عاد الناس لبيوتهم، وحكم أحمدي نجاد فترته. في عام 2019، حينما قامت ثورة الجياع، قُتلت، ضمن مَن قُتل، نيكتا اسفانداني في عمر الرابعة عشرة برصاصة في رأسها، وسجلت مقتل أصغر محتجة. اليوم، تكررت حوادث قتل الفتيات في الاحتجاجات التي بدأت قبل شهر، اندلعت مع مقتل مهسا أميني على يد شرطة الأخلاق بسبب حجابها، رغم أنها كانت محتشمة، وتلاحقت جرائم قتل النساء إلى سارينا زاده ابنة السابعة عشرة التي قُتلت في ذكرى يوم ميلادها، وقالت السلطات مبررة إنها انتحرت برمي نفسها من سطح مبنى مكون من طوابق عدة، رغم أنها كانت شابة يافعة تغني للثورة، وقُتلت فعلياً نتيجة الضرب بالهراوات على رأسها. ثم تلاحقت الأسماء؛ نيكا شاكرمي أيضاً ذكرت السلطات الإيرانية أنها ماتت منتحرة، وتسارعت وتيرة القتل إلى 154 قتيلاً، من ضمنهم فتيات لم تذكر وسائل الإعلام أو النشطاء أسماءهن. مقتل المدنيين من المتظاهرين، سواء كانوا رجالاً أو نساء، يعكس شراسة النظام القائم، ولامبالاته بأرواح الناس مهما كانت دوافعهم. لكن استهداف الفتيات له بعد أكثر عمقاً؛ لأنهن لا يملكن أدوات القوة أثناء الاحتجاجات لا من جهة السلاح ولا حتى القوة الجسمانية التي تحميهن من الاعتداء. إنهن أرخص الضحايا في نظر النظام.

فهل تتداعى قواعد النظام الثيوقراطي في إيران بسبب النساء؟ ولماذا هذه المرة؟

النساء لسن مسلحات، لا حول لهن في مواجهة شراسة «الحرس الثوري» أو سُعار الباسيج، لكن نظام طهران يدرك اليوم أكثر من أي وقت مضى، وأكثر من أي احتجاجات سابقة، أن غضب الشارع هذه المرة له تأثير يشكل خطراً على مستقبل النظام. السبب في ذلك يعود إلى أن حالة الغضب أوصلتها النساء إلى الجيل الجديد، في المدارس، الشباب الصغير الذي سينشأ على بغض النظام. السجينات في سجن «إيفين» الشهير قمن باحتجاجات واعتصامات دعماً للنساء في الخارج، لكن لأن معظمهن صاحبات قضايا سياسية يظل صوتهن ضعيفاً أمام النظام، وفرصهن في الخروج تكاد تكون معدومة إلا مَن كانت تحمل جنسية دولة غربية وقد تخرج بصفقة، عدا ذلك فأصواتهن غير مسموعة ولا مؤثرة. مكمن الخطر هو من النساء داخل البيوت، ليس في السجون ولا حتى الشارع. النساء اللاتي ينشئن جيلاً صاعداً من الشباب المبغض للديكتاتور ورجاله الحاكمين، ورأينا مشاهد من داخل المدارس لطلبة يرفضون الدخول للصفوف الدراسية احتجاجاً على مقتل مهسا أميني ورفيقاتها. لأول مرة في تاريخ الثورة الخمينية يتخلخل البناء البشري الشبابي الداعم للثورة، سيكبر جيل مستعد للموت في سبيل الخلاص، في الوقت الذي يشيخ فيه أعمدة النظام الحاكم، وسيظل يشعر بالخطر مع كل تحرك في الشارع في المستقبل. هذه المرة الغضبة عارمة، ومثلما يشعر الشباب الجديد بالخطر على مستقبلهم في ظل حكم جائر، هذا الحكم أيضاً يستشعر الخطر من مستقبل يثور عليه ملايين من الشباب الذين تعرّفوا على العالم بمنصات التواصل الاجتماعي وأدركوا أنهم بلا مستقبل أسوة ببقية شباب العالم الذي يتقدم ويتعلم ويعمل ويبني لنفسه حياة كريمة، وأدركوا كذلك أنهم في ذيل اهتمام قياداتهم الحاكمة، بل وأرخص مما قد يخسرهم.

 

هرمجدون... واللعب على نغمة نهاية الزمان!

حسين شبكشي/الشرق الأوسط/11 تشرين الأول/2022

أثار تعليق الرئيس الأميركي جو بايدن، بخصوص تهديد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستخدام السلاح النووي في حربه على أوكرانيا، والذي قال فيه إن استخدام بوتين للسلاح النووي سيأتي بهرمجدون على الجميع... أثار هذا التعليق كمية هائلة من ردود الفعل المتباينة التي كانت في معظمها تصب في الاعتراض على استخدام مصطلح ديني إنجيلي من العهد الجديد وتحديداً من سفر النبوءات للمعركة الحاسمة النهائية بين أهل الخير ضد فريق الشر، وتسمى هذه المعركة هرمجدون. والتركيز على فكرة توظيف المصطلح الديني في الخطاب السياسي ليست بالشيء الجديد، وخصوصاً أن كل الأديان والطوائف والمذاهب لها في إرثها وتراثها وثقافتها وسردياتها ما يكفي من ملامح وإشارات تسمى علامات الساعة أو نهايات الزمان، وهذه العلامات فيها تمهيد لوصول شخصية كبرى هي أشبه بالمنقذ والمخلص العظيم الذي سيقود معركة الخلاص من أهل الشر والانتصار عليهم.

ولا يستثنى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من مسألة استغلال الخطاب الديني المسيحي التقليدي في شحن الجماهير، فهو اعتبر الغرب «أعداء الدين الحقيقي وأنهم يدعون لتحطيم الأسرة ويحاربون القيم والأخلاق بدعمهم للشذوذ الجنسي والترويج لآفة المخدرات»، ووصف معركته ضد الغرب بأنها «ضد الشر والشيطان وأعوانه» وأيده في ذلك بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية في روسيا، وهي إحدى أقدم الكنائس في الفلك المسيحي ما أضاف لكلمات الرئيس الروسي ختم القبول الكهنوتي الروسي، وهي خطوة تضاف لمشاهد الصلوات والدعاء التي يجريها بعض قساوسة ورهبان الكنيسة الأرثوذكسية في روسيا على القاذفات النفاثة والصواريخ الروسية قبل مهامها القتالية. بعيداً عن الشاشات الإخبارية والمواقع الإلكترونية التي تتابع الأحداث، هناك عالم آخر موازٍ ولكنه مختلف تماماً يتابع الأخبار وتطوراتها ولكن من منظور ديني بحت كل فرد بحسب عقيدته ومنهجه مستنداً إلى أدلته من تراثه وثقافته الخاصة به. وهذا العالم الغيبي الغنوصي مليء بالسرديات التي هي أقرب للأساطير والخرافات ولكن لديها جمهورها الذي يصدق ويعتقد فيها أكثر من اعتقاده بما يسمع ويرى بأم عينيه على الشاشات الإخبارية.

توظيف الخطاب الديني أو استخدام الرموز والشعارات ذات الطبيعة والدلالة الدينية في الشأن السياسي، ليس بالمسألة الجديدة بطبيعة الحال، فالتاريخ يخبرنا بالعديد من الأمثلة المختلفة سواء من هلال الدولة العثمانية أو صليب الحملات الصليبية للفرنجة من فرنسا وإنجلترا أو نجمة داود في إسرائيل والحركة الصهيونية.

استخدام لفظ هرمجدون له مغزى محدد في الذهنية الإنجيلية تحديداً والمسيحية بصورة عامة غايتها الشحن المعنوي للجماهير وتحضيرهم لدعم ساستهم في معركة نهاية الزمان، التي هي بين فريق الخير في مواجهة أهل الشر، وكان لافتاً تصحيح فريق البيت الأبيض لتصريح الرئيس الأميركي جو بايدن وتعديلهم لمغزى العبارة المستخدمة، وهذا يذكرنا بالتصريح الشهير للرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الابن خلال بداية غزوه للعراق عندما قال «إنها حملة صليبية» وسرعان ما تراجع عنه بعدها.

عندما يعجز الخطاب السياسي والقرارات المصاحبة له عن تحقيق التأثير المتوقع أو إنجاز الفاعلية المنشودة يلجأ صاحب القرار إلى تأجيج المشاعر الدينية ودغدغة العقل الباطن لأصحابها ما يضيف للمشهد السياسي البحت بعداً آخر مختلفاً تماماً.

قلق العالم فيما يتعلق بإمكانية استخدام السلاح النووي من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محق وفي مكانه، وذلك لأبعاده الكارثية وتداعياته المدمرة البديهية، ولكن توظيف الخطاب الديني في وسط هذه المعمعة يعتبر توظيفاً غير موفق، أو كما وصف أحد المعلقين السياسيين بسخرية شديدة كلمة بايدن عندما قال له: «أنت فين والحب فين». نهايات الزمن وعلاماته مسألة غيبية بحتة والناس على مر العقود من مسيرة البشر على الأرض وهم يؤكدون «أن ما يحصل الآن هو من علامات نهايات الزمن»، ولم يفت ذلك على دهاة السياسة في توظيف ذلك الأمر لصالحهم بنتائج متباينة.

«العالم مثل هذا المصباح، استهلك الزيت المخصص له، ولم يبق إلا النقطة الأخيرة، انظر، الشعلة ترتعش، سينطفئ العالم قريباً». من هذه النبوءة المنسوبة إلى الكاتب اللبناني الفرنكوفوني أمين معلوف، في «إخوتنا الغرباء»، روايته الحادية عشرة، يتخيل الكاتب سيناريو لنهاية العالم وانهيار الحضارة، بفعل حرب نووية، غير أن تدخلاً خارجياً، في اللحظة الأخيرة، يحول دون تحقق هذا السيناريو. المأزق الحضاري الذي تعيشه البشرية، في هذه اللحظة التاريخية، متمظهراً في: سباق التسلح النووي، تحكم الفضاء السيبراني، عجز العلم عن معالجة الأمراض القاتلة، والارتباك العالمي في مواجهة الفيروسات المفاجئة، هو تصور كئيب لنهاية العالم كما نعرفه بدون خطاب ديني مصاحب له.

 

التهديد الروسي النووي وخيارات حلف الناتو

أحمد محمود عجاج/الشرق الأوسط/11 تشرين الأول/2022

من يستمع للرئيس الأميركي بايدن وهو يحذر الرئيس الروسي بوتين من استخدام السلاح النووي وتهديده بتبِعات كارثية، ومن يسترجع كذلك ما قاله بوتين من أنه سيستخدم كل الوسائل المتاحة لحماية أراضي بلاده، يدرك أننا على أبواب حرب نووية. هذا الاحتمال يستدعي سؤالاً مهماً: هل تردّ أميركا بسلاح نووي إذا استخدم بوتين هذا السلاح؟! وإن ردّت هل يضاعف بوتين رده النووي، وتضاعف أميركا ردها، في سُلم تدريجي يؤدي إلى تدمير الكرة الأرضية؟ هذا الافتراض تجاوز النطاق النظري وأصبح ممكناً في عقل كل من التقى بوتين من الساسة الغربيين، وعلى رأسهم الرئيس بايدن؛ لقناعتهم التامة أنه سيستخدم النووي إذا ما شعر بسقوط نظامه أو تعرضه لهزيمة عسكرية كبرى. على أرض المعركة تتقهقر قوات الرئيس بوتين في شرق وجنوب أوكرانيا، ولم تلقَ كذلك دعوته للنفير العام العسكري تجاوباً شعبياً، ويتصاعد التشكيك في استراتيجيته، حتى من أقرب مؤيديه في روسيا؛ هذا الواقع السوداوي يفسر قول الرئيس بايدن باحتمال لجوء بوتين «في ضوء انتكاساته العسكرية على الأرض الأوكرانية إلى الخيار النووي»؛ وكان قبل ذلك قد وصف بوتين في بداية الحرب على أوكرانيا بأنه «مجرم»، وقال غاضباً في تصريح له لاحقاً: «بحق السماء، هذا الرجل عليه أن يخرج من السلطة». هذه العبارات تدل بشكل جازم على أن قيادة الرئيس الأميركي تدرك خطورة بوتين (نووياً)، ومع ذلك هي مصممة على متابعة الدعم لأوكرانيا، ولهذا وجب تحذيره مع قيادته بأن عليهم تحمُّل «تبِعات كارثية». لم يفصح بايدن بالطبع عن تلك التبعات؛ لأن ذلك يندرج في إطار «الرد الغامض» لإرباك الخصم وتخويفه، لكن يمكن تصور خياراته، من خلال استعراض ما كانت تفكر فيه الإدارة الأميركية الديمقراطية السابقة، وما يفكر فيه الخبراء في الأمن القومي داخل إدارة الرئيس بايدن؛ ففي زمن إدارة الرئيس أوباما نوقشت خيارات الرد الأميركي على سيناريو متصوَّر تحتل فيه روسيا بلداً من بلدان دول البلطيق، وتستخدم أسلحة نووية تكتيكية. هذا النقاش كشفه المؤلف Fred Kaplan في كتابه الصادر عام 2020 وعنوانه «القنبلة»، وفيه خياران:

أولاً: الرد النووي المباشر على بوتين؛ لأن أي خيار آخر سيُظهر عجز الإدارة الأميركية ويُفقدها ثقة الحلفاء وتنهار مصداقيتها؛ هذا الخيار، بالمقابل، قد يدفع بوتين لمضاعفة الرد. ولتجنب ذلك استقر الرأي على أن تضرب أميركا نووياً دولة بيلاروسيا الحليفة لموسكو.

ثانياً: الرد نووياً خطأ كبير؛ لأنه يُفقد أميركا علوها الأخلاقي، والأفضل الرد بأسلحة تقليدية تدمر القوات الروسية، والعمل على تأليب الرأي العام الدولي ضدها، واتهامها بأنها كسرت المحرَّم (التابو) النووي.

تكمن أهمية الدراسة في أن صاحب الرأي الثاني هو Colin Kahl الذي يشغل حالياً منصب وكيل وزارة في وزارة الدفاع للشؤون السياسية في إدارة الرئيس بايدن؛ ووجوده الآن يرجح اعتماد الإدارة الأميركية رأيه؛ هذا الاحتمال تَعزَّز أكثر بعدما تطابق مع تصريح رئيس المخابرات السابق الجنرال الأميركي ديفيد باتريوس مؤخراً بأن الولايات المتحدة وحلفاءها سيردّون على استخدام بوتين أسلحة نووية تكتيكية «بتدمير كل قوة عسكرية تقليدية روسية موجودة في أوكرانيا، وفي جزيرة القرم وكل سفينة عسكرية في البحر الأسود». ورأى خبراء أيضاً أن حلف الناتو قد يفرض حظر طيران فوق أوكرانيا، وهذا سيضع الروس في موقف صعب جداً؛ لأن استخدامهم ثانية للسلاح النووي سيجعلهم في موقع صعب جداً أمام حلفائهم الصينيين والهنود الذين يؤمنون بنظرية «negative nuclear assurances» بمعنى عدم استخدام الأسلحة النووية ضد أية دولة غير نووية، وكذلك رفض الضربة الاستباقية النووية؛ وأوكرانيا دولة غير نووية، واستهدافها بالنووي ليس مقبولاً لدى الصين أو الهند، ويخالف أيضاً قرار مجلس الأمن الدولي رقم 984 الصادر عام 1995 الذي وافقت عليه روسيا مع الصين وبقية الدول النووية، ويتعارض مع ما اتفقت عليه تلك الدول في يناير (كانون الثاني) 2022 بعدم استخدام السلاح النووي إلا في حالة التهديد الوجودي أو الرد على هجوم نووي. في سيناريو كهذا يجد بوتين نفسه محاصَراً، وبلا مَخرج، وهنا تقع المسؤولية على أعدائه لكي لا يدفعوه إلى خيار الحل الانتحاري، بل يعملوا على إقناعه بأن ثمة حلاً يُرضي الجميع؛ لذا فإنه يتوجب على إدارة الرئيس بايدن، مقابل تحذيراتها القوية له، أن تفتح خط اتصال سري، كما حصل إبان أزمة كوبا النووية مع الرئيس السوفياتي آنذاك خروتشوف، وذلك لإيجاد مَخرج ينقذ بوتين من تبِعة أعماله، وينقذ أوكرانيا من تبِعات نووية كارثية؛ ومما يؤشر على التفاؤل أن بوتين هدد سابقاً بهذا السلاح عندما اجتاحت قواته أراضي أوكرانيا لمنع دول حلف الناتو من توريد أسلحة لأوكرانيا، لكن تلك الدول لم تأبه، ولم ينفذ بوتين تهديده؛ كما أن استخدامه أسلحة تكتيكية نووية لضرب جنوب أوكرانيا، وهو المرجح، سيجعله يحصل على أراض ملوثة إشعاعياً، ويقتل مدنيين يقول إنهم صوّتوا للانضمام لروسيا؛ كما أنه يدرك صعوبة استخدام أسلحة نووية استراتيجية تدمر كييف أو مدناً في غرب أوكرانيا لأن ذلك سيُحدث صدمة كبرى في العالم تنادي بمعاقبته وضربه، وإزالة روسيا؛ هذا الخيار لا يمكن أن يقدم عليه الرئيس بوتين؛ لأنه في النهاية، على عكس ما يصفه كثيرون، سياسي عقلاني، وليس مؤدلجاً لأن تعريف المؤدلج شخص يرى الواقع ضده، ويصرّ على تحديه؛ لقناعته بالنصر، لكن حتى المؤدلج يقبل أحياناً بالتراجع، وكلنا نتذكر مقولة الخميني المؤدلج دينياً بأن قبوله قرار وقف الحرب مع العراق كان بمثابة تجرعه السم. ليس أمام بوتين إلا خياران: أن يتجرع السم وينقذ نظامه وروسيا، أو يمضي قدماً ويُجرّع العالم السم النووي. ليكن الله في عوننا إن كان خياره الثاني.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

رئيس الجمهورية عرض مع ميقاتي وبوحبيب مستجدات ملف الترسيم وموقف لبنان من التصويت في الامم المتحدة بشأن الازمة الاوكرانية ميقاتي: انتهينا من مرحلة كانت صعبة

وطنية/11 تشرين الأول/2022

استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا بعد ظهر اليوم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب وعرض معهما، في حضور المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير، التطورات العامة وآخر المستجدات لاسيما تلك المتعلقة بالتوصل الى الاتفاق في شأن الحدود البحرية الجنوبية بعدما ان تسلم رئيس الجمهورية النسخة الرسمية النهائية المعدلة للاقتراح الذي كان تقدم به الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين. وبعد اللقاء ادلى الرئيس ميقاتي بالتصريح الآتي: "إجتمعت مع فخامة الرئيس، ومن الطبيعي كان الحديث يتعلق بالتفاهم الاخير الذي حصل بشأن الحدود البحرية. كان الاجتماع جيدا وفخامته يجري وفريق العمل قراءة نهائية لمذكرة التفاهم وعلى ضوئها انا اعتقد ان فخامة الرئيس سيتوجه بكلمة الى اللبنانيين في هذا الصدد ايذانا بمرحلة ستكون بإذن الله مرحلة خير. في هذه المناسبة لا بد من توجيه كلمة شكر اولا الى فريق العمل اللبناني الذي انكب على درس هذا الاتفاق، من دولة  نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، واللواء عباس ابراهيم والاستاذ علي حمدان والاستاذ انطوان شقير الذين بقيوا على اتصال مستمر ، وكنا نحن الرؤساء نتابع معهم دقائق مذكرة التفاهم هذه.والشكر ايضا للادارة الاميركية التي بذلت جهدا كبيرا للوصول الى هذا الاتفاق ، والشكر ايضا للحكومة الفرنسية وللرئيس الفرنسي بالذات لما قاموا به في الساعات الاخيرة، في ما يتعلق بشركة " توتال" وانجاح هذه الاتفاقية".  اضاف: "حصل هذا الصباح اجتماع مع شركة توتال في السراي واتفقنا على ان تبدأ بعملية التنقيب فور الانتهاء من مذكرة التفاهم.حاليا تجري قراءة اخيرة من قبل فريق العمل وهناك بعض التفاصيل الصغيرة التي تتعلق بالترجمة الى اللغة العربية، وفخامة الرئيس سيطل على اللبنانيين الليلة او غدا على ابعد تقدير  ليزف البشرى الى اللبنانيين ببدء مرحلة جديدة نأمل ان تحمل الخير للبنان، بعدما انتهينا من مرحلة كانت صعبة.لا بد ايضا من توجيه الشكر الى الجيش ومصلحة الهيدروغرافيا  التي قامت بجهد كبير مع فريق العمل التقني اللبناني للوصول الى هذه النتيجة".

 سئل: ما هو الموقف اللبناني من التصويت المتوقع في الامم المتحدة بشأن الازمة الاوكرانية؟

 أجاب:"التصويت سيكون غدا، وضمن السياق الذي اتخذته الحكومة اللبنانية منذ بداية الازمة الاوكرانية".

 

بايدن يهنئ عون: نقف الى جانب لبنان

صحف/11 تشرين الأول/2022

تلقى رئيس الجمهورية ميشال عون، اليوم الثلثاء، اتصالاً هاتفياً من نظيره الأميركي جو بايدن هنأه خلاله بانتهاء المفاوضات لترسيم الحدود البحرية الجنوبية.

ولفت بايدن إلى أن “المفاوضات للتوصل إلى الاتفاقية كانت صعبة، وهي ستساهم في تحسين حياة الملايين من الأشخاص في لبنان. وتطلبت الكثير من الشجاعة. ولذلك، شكرا على الثقة التي منحتمونها اياها، ما يشهد على علاقة الصداقة القوية التي تربط بلدينا”. وبعدما، استذكر بايدن لقاءه مع عون في الثمانينات حيث تعرف عليه، طلب نقل شكره الى “رئيس مجلس النواب نبيه بري على المفاوضات واتفاقية الاطار التي توصلنا اليها”. وردّ عون شاكرا لـ”بايدن جهوده الشخصية التي بذلها من أجل تحقيق هذه الاتفاقية، رغم علمي بالمشاكل التي يمر بها العالم واهتمامكم الشخصي بها”،

وقال: “نعلم أنه منذ 10 سنوات تقريبا وعندما كنتم نائباً للرئيس كان لديكم اهتمام كبير بهذا الملف بالتحديد، وبدأتم العمل عليه. واليوم، أؤكد لكم أنكم لم تفشلوا”.

وأضاف رئيس الجمهورية: “اسمحوا لي تحديدا أن أثني على الدور الذي قام به السيد آموس هوكشتاين وفريقه والجهد الاستثنائي الذي بذله معنا ومع أعضاء فريق عملنا الذين وصلوا الليل بالنهار”. واشار الى أنّ “الاسلوب المميز الذي عمل السيد هوكشتاين من خلاله من منطلق أنه لا يجب أن يكون هناك رابح أو خاسر قد أوصلنا إلى هذه الاتفاقية التاريخية. إن تاريخ منطقتنا يذكر الصراعات والحروب أكثر مما يذكر اتفاقيات مثل هذه تعود بالسلام والازدهار والرفاهية لشعبه.”.

وأكد عون لبايدن أن “لبنان وشعبه يعولان على اهتمامكم ودعمكم المتواصلان لحل الازمة الاقتصادية ولحسن تطبيق هذه الاتفاقية من اجل ان نترك املا ومستقبلا واعدا لشبابنا ومن أجل أن يحل الاستقرار في منطقتنا”.

من ناحيته، قال بايدن: “أريدكم أن تعلموا أن هناك الكثير من الأمل المعلق على هذه الاتفاقية، وأريد أن أشكر نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب من طرفكم الذي عمل مع آموس هوكشتاين للتوصل اليها”. وأعرب عن أمله في “أن تحدث هذه الاتفاقية تغييراً جيداً في حياة الشعب اللبناني”، وقال: “هي فرصة أيضاً لإعادة واستعادة الاستثمارات الأجنبية والخارجية في بلادكم، والتي أنتم في أمس الحاجة إليها، وهذا سيساعدكم أيضا على تعزيز فرص استغلال واستكشاف النفط والغاز في بلادكم لتحسين حياة الملايين من شعبكم”.

وأضاف الرئيس الأميركي: “إن تنفيذ هذه الاتفاقية بحسن نية سوف يكون أمرا رئيسيا ويلعب دورا اساسيا في تحقيق النجاح، ونحن دائما موجودون لمساعدتكم في أي وقت تحتاجون فيه إلى المساعدة، وسنتأكد من التزام اسرائيل كل التزاماتها بموجب هذه الاتفاقية”. وتابع بايدن: “السيد الرئيس، أنا أعلم أنكم في نهاية ولايتكم كرئيس للجمهورية. لذا، أتمنى لكم كامل الصحة والعافية، وأؤكد أن ما قمتم به والحكومة اللبنانية يظهر مدى جديتكم، ونتمنى أن نستمر في هذا المجال. وأنا أعلم انكم في صدد انتخاب رئيس جديد للجمهورية من قبل البرلمان، ونأمل أن تجري هذه الانتخابات الرئاسية في موعدها المحدد وبموجب الدستور”.كما أردف: “وأن تتمكنوا من تأليف حكومة قادرة على استعادة ثقة شعبها قبل كل شيء، وقادرة أيضا على تحقيق الإصلاحات الاقتصادية والسياسية اللازمة للبلاد وأن تعتمد مبدأ الحوكمة الجيدة لإنقاذ البلاد، وهذه الاتفاقية هي مجرد بداية لتحقيق كل هذه الامور. وأنا أعلم أن هذه القيم هي مهمة جداً بالنسبة اليكم شخصيا”. وختم عون الاتصال بـ”تكرار شكر الرئيس بايدن على دور الولايات المتحدة الاميركية في هذه المفاوضات”، فيما أعرب الرئيس بايدن عن “رغبته في لقاء الرئيس عون ثانية”.

 

بري تسلم نسخة" الترسيم" الرسمية المعدلة وعرض مع زواره شؤونا عامة وتشريعية

بو صعب : بعد دراسة الملاحظات من الرؤساء سيكون هناك موقف موحد

وطنية/11 تشرين الأول/2022

استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب الذي سلمه النسخة الرسمية النهائية المعدلة الذي تقدم بها الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين للاتفاق في شأن الحدود البحرية الجنوبية.

 بو صعب

وبعد اللقاء تحدث بو صعب "زرت دولة الرئيس نبيه بري لكي اسلمه النتيجة التي اثمرت على النقاش الذي حصل خلال الايام الماضية، لنأخذ بعين الإعتبار الملاحظات التي سلمتها الدولة اللبنانية للوسيط الأميركي، هذه الملاحظات على المسودة التي سلمها الوسيط الأميركي لآموس هوكشتاين لفخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس مجلس النواب ودولة رئيس مجلس الوزراء في آخر زيارة، صار عليها ملاحظات من قبل الجميع، ومن دولة الرئيس بري وضع على المسودة ملاحظات .اليوم اطلعت دولة الرئيس بري على الملاحظات التي كان اعطانا اياها واكدنا الملاحظات التي طالب بها لبنان، والملاحظات التي اعطانا اياها الرئيس بري قد أخذ فيها بهذه المسودة لذلك اليوم استطيع ان اقول ان النقاش حول المسودة والتعديلات التي يمكن ان تطرأ عليها إنتهينا منه". أضاف بو صعب:"اليوم نحن امام مسودة اخذت في الإعتبار ملاحظاتنا كاملةً ودولة الرئيس بري الذي كان ممسكا بالملف من فترة طويلة كان دائما مرجعية لنا لنتكلم معه ونستشيره لأنه ذو خبرة كبيرة وما وصلنا إليه اليوم، وكان دائما ينبهنا على الأمور التي ممكن ان تعرقل المسار وفعلا هذا ما حصل. اليوم نستطيع القول، ان الموقف الوطني الموحد في لبنان قد اعطى لبنان قوة وموقفا استطاع ان يتفاوض مع الأخرين من خلالهما، الكل يعرف ان لبنان بلد غير ضعيف خاصة في مفاوضات كهذه تعني لبنان، حدودنا الوطنية، تعني سيادتنا، تعني الحفاظ على حقوقنا، انا اقدر ان اقول الموقف الوطني الموحد اعطى نتيجة كبيرة جدا في هذه المفاوضات، لا تحصل مفاوضات عندما يقول الفريق أنا اريد ان انجز واربح والفريق الاخر يجب ان يخسر، المفاوضات عندما اتى الوسيط الاميركي في أول زيارة له قال يمكننا ان ننطلق من عقلية جديدة تقول لا أحد يجب ان يعتبر نفسه رابحا او خاسرا، كل فريق يجب ان يعتبر نفسه ربح بمطالبه التي يريدها. واحيانا هناك نقاط تتقاطع بين الفريقين لكي نقدر ان ننجز هذا الإتفاق".

وتابع :"واريد ان اقول للإعلاميين وللصحافيين، نعم كان هناك تكتم كبير جدا وشديد، وهذا التكتم ليس بمعنى لا نريد ان نعلم الناس ما يحصل، لكن بالمفاوضات هكذا تجري الأمور، وطبعا هذا التكتم لا يعني ان الرؤساء ليسوا معنيين ولا يتطلعون على ما يجري، انما كانوا يطلعون ولكن لا يمكننا ان نناقش مسودة في الإعلام وبعد ساعتين تتغير الورقة والمطلب يلغى. لذلك كان هناك تخبط الى حد ما " لبنان تخلى، لبنان تنازل، لبنان لم يحصل على مطالبه". كل هذه الامور غير صحيحة.اليوم وصلنا الى صيغة نهائية بفضل لبنان وقوة لبنان ووحدة موقفه، وحصلنا على الملاحظات التي نريدها، إنما هذه الملاحظات تدرس حاليا من قبل فخامة الرئيس ودولة الرئيس بري ودولة رئيس مجلس الوزراء، وعلى ضوء هذه الدراسة سيكون هناك موقف موحد من لبنان مثلما تعودنا خلال الخمسة أشهر التي مرت. وهذا الموقف الموحد يعطى ويقول لبنان قد وافق نهائيا او رفض نهائيا هذا الإقتراح. العمل الذي اعتبره ديبلوماسيا وتفاوضيا وتقنيا قد إنتهى، اليوم هذا القرار بناء على المسودة التي بين أيدينا  تتخذ من فخامة الرئيس بالتشاور مع دولة الرئيس بري ودولة الرئيس ميقاتي، وعلى اساسه يتخذ القرار النهائي".

 وردا على سؤال اذا ما كانت المسودة تتضمن العودة الى إتفاق الإطار والتوقيع سيكون في الناقورة، قال بو صعب :"انا لا أسمي ذلك اتفاقا هو اتفاق مع الاميركيين وسنودع هذا الاتفاق او العرض او الرسالة لدى الامم المتحدة هو ليس اتفاقا بين لبنان ودولة نحن لا نعترف بوجودها وليس معاهدة دولية بيننا. الصيغة اخذت بعين الاعتبار حساسية لبنان ووجد المفاوض الاميركي حلا واقولها اليوم للمرة الاولى عندما بدأنا بالنقاش حول كيفية ايجاد حل بحيث لا يوجد هناك حالة مشابهة في العالم تشبه الحالة القائمة وعليه كانت هذه الفكرة البناءة التي اعطتنا تصورا حول كيفية الوصول الى حل ، بداية هذه الرسالة التي بعثها الوسيط الاميركي تقول انه بناء على النقاط الست الواردة في "اتفاق الاطار" الذي اعلن عنها، من هنا صار هناك تفاوض في الناقورة. وفي هذا الاطار اوجه تحية للوفد التقني ولقيادة الجيش الذي اشتغل على كل هذه التفاصيل وكل الكلام الذي كان يصدر عن خطوط كان من البديهي في طبيعة المفاوضات ولو لم يكن هناك مثل هذه المواقف ربما ما كان لبنان ليحصل على الذي حصل عليه وبالتالي الكل لعب الدور الذي يجب ان يلعبه لكن في الاخير علينا ان نأخذ حقوقنا من دون اي تفريط وهنا دور الديبلوماسية. وهذه الديبلوماسية أدت الى هذا الاتفاق وتطبيقه سوف يكون وفق ما هو في اتفاق الاطار. وأخيرا، فخامة الرئيس الذي هو معني بالتفاوض والذي كان حريصا ان يتم بسرية تامة وحريصا ان يقول انه في اول عهده عملنا مراسيم النفط واتمنى ان يختم هذا العهد بالترسيم، من المراسيم الى الترسيم. هذا الامر تم لان هناك تفاهم وطني وتعاون بين الجميع. من هنا اخذ في الاعتبار "اتفاقية الاطار" وهي وضعت الخطوط العريضة التي جعلتنا نصل الى ما وصلنا اليه اليوم . وانا لا يمكن الا ان اوجه التحية من عين التينة للرئيس نبيه بري الذي حمل هذا الملف من سنوات واخر الامر نصل الى نتيجة وذلك بفضل الوحدة الوطنية" وحول موعد التوقيع على الاتفاق، اجاب بو صعب :"العبارة التي كان عليها الخلاف ليس الامر الواقع. والتوقيع وموعده يعود لفخامة رئيس الجمهورية عندما يتشاور مع دولة الرئيس نبيه بري والرئيس نجيب ميقاتي في هذا القرار، اذا ما كنا سنقبل بالصيغة النهائية اخذت في الاعتبار ملاحظاتنا ولم اقل اننا قبلنا بالعرض. القبول يأتي من القيادات العليا وليس مني ولا اريد ان اعلق على ما يحصل في اسرائيل عندهم انتخابات كأي اي بلد تحصل مزايدات ومزايدات مقابلة. اليوم واذا كان مهتما بالامن والاستقرار والاقتصاد وهو يعرف ان في لبنان معادلة اذا لم يحصل فيها لبنان على حقوقه ونفطه وغازه وثرواته يعني ذلك سيكون هناك امام الاسرائيلي لاستخراج النفط والغاز هذا الموضوع واضح وضوح الشمس. في هذه المعادلة الإسرائيلي والاميركي والاوروبي معنيون بالاستقرار هذه واحدة من نقاط القوة الموجودة لدى لبنان بالاضافة الى الموقف الوطني الموحد". وختم بو صعب :" فخامة الرئيس سوف يجري مشاورات مع الرئيسين بري وميقاتي ويعلن على ضوء ذلك القبول او عدم القبول".

نواب

واستقبل بري عضو "كتلة نواب حزب الكتائب" النائب سليم الصايغ، حيث تم عرض للاوضاع العامة واخر المستجدات وشؤونا تشريعية . وبحث بري مع عضو اللقاء الديموقراطي النائب هادي أبو الحسن في الاوضاع العامة وآخر المستجدات السياسية وشؤونا تشريعية.. ومن زوار بري :النائب ميشال ضاهر حيث جرى عرض لآخر المستجدات وشؤونا إنمائية وتشريعية.

 

الراعي في قدّاس افتتاح السنة الجامعيّة في سيدة اللويزة : اعملوا من اجل إيصال النخب لمراكز القرار ومن أجل خلق رجال دولة

وطنية/11 تشرين الأول/2022

أقامت جامعة سيدة اللويزة - ذوق مصبح، قداسًا إحتفاليًا لمباركة العام الجامعي 2022-2023، في قاعة عصام فارس.

ترأس القداس البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ، عاونه المطران حنا علوان النائب البطريركي العام، المطران بولس روحانا النائب البطريركي العام على نيابة صربا البطريركيَّة المارونيَّة، بمشاركة الرئيس العام للرهبانيَّة المارونيَّة المريميَّة الآباتي بيار نجم، رئيس الجامعة الأب بشارة الخوري، رئيس دير سيدة اللويزة الأب  وليد موسى، الخوري هادي ضو أمين سر البطريركيَّة المارونيَّة. وخدمَت القداس جوقة جامعة سيدة اللويزة بقيادة الأب خليل رحمة، ولفيف من الرهبان والكهنة المسؤولين في الجامعة، فضلًا عن الأسرة التعليميَّة والإداريَّة والطلابيَّة. وأشار الراعي في عظته "أن كلّ الشعب اللبنانيّ يحزن في هذه السنوات الأخيرة من رؤية بلادنا تنهار، وتتفكّك مؤسّساتها، ويحزن على الأخصّ شبابنا بسبب الأفق المسدود أمام وجههم. ولكنّ الأمل وطيد بأنّ هذا الليل الطويل ستزول ظلمته مع انتخاب رئيس جديد للبلاد وحكومة جديدة". وتطرّق في كلمته الى موضوع العام الدراسيّ الجامعيّ في جامعة سيّدة اللويزة 2022-2023، فنوّه بأعمال "رئيسها الحالي الاب بشارة الخوري وسائر القيمين عليها، كما الرهبانيّة المارونيّة المريميّة بشخص رئيسها العام الآباتي بيار نجم الذي تولّى بدوره رئاسة هذه الجامعة". وقال: " انّ تاريخَ جامعة سيدة اللويزة يشهدُ بما حقّقت وبوقتٍ قياسي صُنّفت بمصافِ الجامعات العالميّة، فنحن نريدها أن تبقى هذه الجامعةُ مصنعاً للقادةِ نساءً ورجالاً". وختم : "لبنان بحاجة إلى سواعدكم من أجل إعادة بنائه"، متوجها الى الشباب قائلا : "إعملوا من أجل إيصال النخب إلى مراكز القرار، ومن أجل خلق رجال دولة همّهم الأساسي الإنسان وطموحاته المحقّة، لا رجال سياسة غارقين في الأنانيَّة القاتلة، ومرض السلطة والتسلّط ".

الخوري

وكان للأب بشارة الخوري كلمة شكر للبطريرك الراعي، قال فيها: "أن نفتتح عاماً دراسياً جامعياً، فهذا حدث متكرر ومألوف، أما أن يكون الافتتاح هذه السنة بحضور ومشاركة ومباركة صاحب الغبطة فهذا افتتاح من نوع آخر". اضاف:"نحن في قلب هذا الوطن والوطن في قلبنا، ونحن جسمٌ منتمٍ الى كنيسة لبنان بل متحد معها، نستمد من كنيستنا وأسيادها وسلطتها قوةً"، مشددا على: " اننا مصرّون على البقاء تحت مظلّة الكنيسة الجامعة ومتشبثين بكرسيها البطريركي، ونهضةَ لبنان على كلّ مستوى وصعيد، تنطلق من الفكر التربوي الذي أرسته الكنيسة، فيا لهشاشة الاعتقاد بأنّ مجد لبنان سُحب من بكركي ليكون لسواها. فنحن نريد أن يكون لبكركي الكلمة الفصل لا سيما في تحديد هوية لبنان التربوية وسواها. فالتربية هي أساس ومن صلب رسالة الكنيسة". وختم الخوري كلمته متوجهاً الى الراعي قائلاً: "تأكدوا يا صاحب النيافة انّ لبنان معكم، نحن جميعًا معكم، خلفَكُم والى جانبكم. أنتم تريدون لنا وطنا يعمُّهُ السلام، تظلّله الكرامة وتنعشه الحرية. فباركنا يا أبانا، وبارك عامنا الدراسي وهذا الحرم الذي فيه رائحتكم وبصماتِكم وأفكارِكم". وفي ختام الذبيحة الإلهية قدم الأب الخوري، هدية تذكارية للبطريرك الراعي، مؤسس الجامعة تمثل وجه العذراء مريم، "الملتحم مع صلابة الإيمان، تتّكىء عليه جامعة سيّدة اللويزة السائرة في مشوار رسالتها، حاملة راية فرح الحقيقة".

 

باسيل سلم الراعي ورقة الاولويات الرئاسية: يجب أن تكون هناك بوليصة تأمين في حال الوقوع في الفراغ وهي حكومة كاملة المواصفات لاستلام صلاحيات الرئيس

وطنية/11 تشرين الأول/2022  

استقبل البطريرك الماروني  الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل مع وفد من "تكتل لبنان القوي".

وسلم باسيل البطريرك، نسخة من ورقة الأولويات الرئاسية التي كان حددها في مؤتمره الصحافي الأخير.

باسيل

وبعد اللقاء قال باسيل: "بدأنا اليوم سلسلة اللقاءات والزيارت والاتصالات التي قلنا أننا سنقوم بها في ما يتعلق بالانتخابات الرئاسية، وقد بدأنا بزيارة صاحب الغبطة وسنزور فخامة رئيس الجمهورية لأننا نتوخى من هذين المرجعين أن يقوما بما يلزم لتجنب الفراغ الرئاسي، ونحن اعتبرنا أن المقاربة التي نقوم بها ستساعد على الاتفاق على مواقف ومبادىء نتطلع إليها في الرئيس المقبل. وقد تناقشنا مع غبطته في هذه النقاط ولمسنا تفهما لمجمل بنود الورقة، ما يساعد على التمهيد للحوار الذي ننوي استكماله مع بقية الأطراف، حيث سنقوم بالاتصال بالكتل النيابية لعرض هذه الورقة وللبحث والنقاش حول توقعاتنا ومطالبنا في ما يخص العهد المقبل، الأمر الذي سيسهّل وصولنا الى التوافق. وتابع باسيل: "لا يمكننا أن نقول في ظل الوضع الراهن، وفي مجلس نيابي تستطيع كل مجموعة فيه أن تعطل النصاب، غير أن الحل للخروج من هذه المعضلة هو أن نتحاور مع بعضنا البعض للاتفاق على إسم يؤمن نصاب الجلسة وأكثرية الأصوات، وكل معادلة خارج هذه النقاط تعني الوقوع في الفراغ. لا يستطيع أي فريق اليوم أن يقول أنه لا يريد الحوار وأنه يستطيع فرض الرئيس الذي يريده, فأولويتنا في هذه الأسابيع المتبقية من شهر تشرين الأول هي انتخاب رئيس، ولو لم يكن هو الحل، ولكنه يجنبنا المزيد من الانهيار والأزمات الدستورية، هذه هي مقاربتنا وبرنامجنا وقد بدأناه من هنا سائلين الله أن يلهمنا ويعطينا الصبر كي نتحمل أي رفض". وأضاف باسيل: "يجب أن تكون هناك بوليصة تأمين في حال الوقوع في الفراغ، وهذه البوليصة هي حكومة كاملة المواصفات وتتمتع بالأهلية لاستلام صلاحيات الرئيس. نحن أمام استحقاقات نواجهها أولا بانتخاب الرئيس، وثانيا بتأمين هذه البوليصة كي نتجنب الوقوع في أزمة دستورية لا يمكن الخروج منها لأن حكومة تصريف الأعمال لا يمكنها أن تقوم بالمهمات التي ستكون ملقاة عليها في حال حصل الفراغ". وختم باسيل: "نلتمس من غبطة البطريرك ومن فخامة الرئيس أن يقوما بالجهد والدعوة لحوار جماعي أو فردي كي نتوصل الى الحل".

 وردا  على سؤال حول تأخرهم في تقديم ورقة الأولويات الرئاسية في الوقت الذي يجب أن تقدم فيه أسماء، قال باسيل: " هذه الورقة ستفتح الباب لطرح أسماء ولمعرفة من يوافق ومن يعترض، فهذه الورقة هي مدخل للبحث في الأسماء".

 وختم باسيل مؤكدا "أن التكتل سيطلب مواعيد من مختلف الكتل دون استثناء وستتشكل وفود لزيارة ولقاء جميع الأفرقاء".

 

معوض: أمامنا مساران في الاستحقاق الرئاسي

 الوكالة الوطنية للإعلام/11 تشرين الأول/2022

اكّد رئيس “حركة الاستقلال” النائب ميشال معوض أنّ “الاستحقاق الرئاسي يجب أن يكون بابا للانقاذ”، لافتًا الى أنّ “أمامنا مسارين الاول يتركز على انتخاب رئيس تسوية تكون قوته بضعفه أما المسار الثاني فهو رئيس الانقاذ الذي تنتجه المعارضة”.

واشار معوّض بعد لقائه تكتل “الاعتدال الوطني” الى أنّ “النقاش اليوم كان مثمرًا”، مضيفًا أنّ “جلسة الخميس لن تكون حاسمة ولكن سنصل الى مقاربة مشتركة من أجل هذا الاستحقاق”. بدوره، قال النائب وليد البعريني إنّ “الاستحقاق الرئاسي يعني الجميع وموقفنا قيد الدرس وسيكون واضحا لكننا لا نتعارض مع العناوين العريضة التي يطرحها النائب معوض”.

 

إليكم ما ورد في “ورقة الأولويات الرئاسية” لـ”التيار”

صحف/11 تشرين الأول/2022

وزّع “التيار الوطني الحر” “ورقة الاولويات الرئاسية” التي سلم نسخة منها صباحا الى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي.

وجاء فيها:

“في وقت تتبارى القوى السياسية في تحديد مواصفات المرشح لرئاسة الجمهورية، فإن “التيار الوطني الحر” يقارب استحقاق الرئاسة الاولى انطلاقا من مفهومه للدستور ولدور الرئيس وموقعه، ومع ادراكنا التام ان الدستور اناط السلطة الاجرائية بمجلس الوزراء ومنحه صلاحية وضع السياسة العامة للدولة، فان رئيس الجمهورية، ووفقا للدستور، هو رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن، ويسهر على احترام الدستور والوحيد الذي يقسم على الدستور، اي انه مدعو الى تحديد مواقفه من القضايا الوطنية بغض النظر عن حدود صلاحياته الدستورية.

وعليه، فان “التيار الوطني الحر” يحدد موقفه من الرئاسة استنادا الى المسائل الآتية:

1- في السياسة الخارجية والدفاعية:

أ- الحفاظ على السيادة الوطنية وحماية الحدود والحقوق كاملة ووضع استراتيجية دفاعية تكون الدولة المرجع الاساس فيها.

ب- الحفاظ على علاقات لبنان مع الخارج وتطويرها، وتحييده عن النزاعات التي لا مصلحة له فيها.

ج- تحقيق سريع لعودة آمنة للنازحين السوريين والتمسك بعودة اللاجئين الفلسطينيين منعا للتوطين.

2- في التوازن الوطني والشراكة:

أ- التمسك بالقاعدة التمثيلية لرئيس الجمهورية كشرط ميثاقي اساسي للحفاظ على دوره.

ب- الحفاظ على قانون انتخاب يحفظ صحة التمثيل بالمناصفة الفعلية، وحق المنتشرين في التمثيل المباشر وفي المشاركة ترشيحا واقتراعا في الدوائر المخصصة لهم، كما جاء في القانون.

ج- تثبيت قاعدة احترام التوازن والتمثيل النيابي والشراكة الدستورية في تشكيل الحكومات.

د- احترام التوازن الوطني في الادارة العامة على قاعدة الكفاية عملا بالمادة 95 من الدستور.

هـ-احترام الميثاقية الوطنية في تكوين السلطات على قاعدة الشراكة التامة

و المتوازنة بين المسيحيين والمسلمين، ورفض تكريس اي موقع لاي طائفة في المناصب الوزارية، ومنع اي استغلال لمبدأ الميثاقية بهدف التعطيل التعسفي لعمل السلطات، فاحترام الميثاقية شرط لتكوين السلطات لا لسير عمل المؤسسات اليومي والقرارات العادية.

3- في معالجة الانهيار المالي والاقتصادي والاجتماعي:

أ- خطة متكاملة للتعافي المالي توحد سعر الصرف وتعيد هيكلة المصارف، تنص على استعادة الاموال المنهوبة والموهوبة والمهربة والمحولة، وتشتمل على توزيع عادل ومتناسب للخسائر بين الدولة والمصرف المركزي والمصارف، مع الحفاظ على حقوق المودعين وخصوصا الصغار منهم، وكذلك تتضمن انشاء صندوق ائتماني لادارة اصول الدولة واستثمارها، تخصص فيه حصص للمودعين وللمنتشرين بحسب رغباتهم.

ب – العمل على اقرار القوانين الاصلاحية اللازمة ومنها: الموازنة، الكابيتال كونترول، اعادة هيكلة القطاع المصرفي، السرية المصرفية، استعادة الاموال المحولة، كشف الحسابات والاملاك للقائمين بخدمة عامة.

ج- انجاز التدقيق الجنائي وتحديد المسؤوليات تأسيسا لنظام المحاسبة والعدالة وللممارسة المؤسساتية السليمة.

د- اصلاح المالية العامة بانهاء التدقيق في الحسابات المالية وقطوعات الحسابات وفقا للدستور، وباقرار موازنات فعلية بأبعاد اقتصادية تنموية واجتماعية لا مجرد توازن ارقام، يكون فيها وقف للهدر، تصفير تدريجي للعجز، معالجة التهرب الضريبي، واصلاح النظام الجمركي.

هـ- اقرار نظام ضريبي عادل، متوازن وتصاعدي يوفر المداخيل اللازمة على قاعدة الصحن الضريبي الموحد للاسرة.

و- الانتقال الى الاقتصاد المنتج على قاعدة تنمية القطاعات الزراعية والصناعية والسياحية واقتصاد المعرفة.

ز- شبكة امان اجتماعي ورعاية صحية شاملة واصدار البطاقات الاتية: بطاقة الشيخوخة، البطاقة الصحية، البطاقة الشبابية والطالبية، البطاقة الاجتماعية والبطاقة البيومترية، وتبني الهوية التربوية التي تضبط توزيع المنح والمساعدات وتحقق العدالة في الافادة من دعم الدولة وتشكل اساسا للاحصاء العلمي.

4- في الاصلاح السياسي والاداري:

أ- عقد طاولة حوار وطني لتطوير النظام استنادا الى تنفيذ وثيقة الوفاق الوطني.

ب- معالجة الثغرات والاختلالات في الدستور، ولا سيما على صعيد تكوين المؤسسات الدستورية والمهل والمراسيم..

ج- اقرار اللامركزية الادارية والمالية الموسعة.

د- الغاء الطائفية واقرار قانون مدني للاحوال الشخصية، وصولا الى الدولة المدنية، كذلك انشاء مجلس الشيوخ على اساس القانون الارثوذكسي تتركز تشريعاته على المسائل الكيانية.

هـ – قانون عصري للاحزاب بفرض التنوع الطائفي فيها ويحدد طريقة تمويلها.

و – تنقية الادارة من شوائب التوظيف الزبائني واعادة هيكلة القطاع العام وفقا لمعايير الكفابة والحاجة.

ز – الانتقال الى الحوكمة الرشيدة والحكومة الالكترونية، واقرار الشباك الموحد للمعاملات الادارية ومكننة الادارة.

5 – في القضاء واستقلاله وفاعليته:

أ – اقرار قانون عصري لاستقلال القضاء يفصل بين السلطة القضائية والسلطة السياسية، على ان تكون سلطة المحاسبة مستقلة عنه، ويضمن الممارسة السليمة لهذا الاستقلال ضمانا للسرعة والفاعلية.

ب- انهاء التحقيق واصدار الاحكام في جريمة انفجار مرفأ بيروت.

ج- اجراء التحقيقات وملاحقة المتورطين في الجرائم المالية ومحاسبتهم ومحاكمتهم.

د- انشاء محكمة خاصة بالجرائم المالية.

هـ- رفع يد السلطة التنفيذية عن الاجهزة الرقابية وتعزيز استقلال هذه الاجهزة وتفعيل عملها.

و- وضع حد لزمن اللاعقاب وتنفيذ العقوبات في حق المرتكبين.

ز- تفعيل العمل في معاهدة الامم المتحدة لمكافحة الفساد واطلاق آلياتها.

6- في الثروة الوطنية:

أ- استخراج النفط والغاز بحرا وبرا وانشاء الصندوق السيادي للحفاظ على العائدات واستثمارها لمصلحة الاجيال العتيدة.

ب – حماية الثروة المائية واستثمارها واستكمال بناء السدود واستثمار الشمس والماء والهواء في طاقة متجددة ومستدامة ومجدية.

ج – بناء علاقات تفاعلية مع الانتشار من طريق ممارسة (المنتشرين) حقهم في استعادة الجنسية اللبنانية واختيارها، واشراكهم في المشاريع الاقتصادية الوطنية، والافادة من طاقاتهم الفكرية والمالية ومن خبراتهم العالمية.

د – حماية التراث والارث الثقافي والاثري والطبيعي وجعله اساسا للسياحة البيئية والرياضية والتراثية والغذائية والدينية.

هـ – زيادة مشاركة المرأة في العمل السياسي والاقتصاد وازالة العوائق التي تحول دونها، كذلك تفعيل دور الشباب في الحياة السياسية والاقتصاد المنتج.

و- استكمال العمل في انشاء اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار التي اقرتها الامم المتحدة بناء على طلب الرئيس العماد ميشال عون، وبناء مقرها واطلاق اعمالها.

7 – في الامان والاستقرار والازدهار:

أ- تعزيز هيبة الدولة بفرض سلطة القانون على اساس الحق.

ب – تطوير مؤسسة الجيش وتعزيزه بالقدرات الدفاعية ليكون اكثر احترافا وفاعلية في الحفاظ على السيادة والحدود.

ج – تطوير القوى الامنية وتفعيلها بما يعزز حماية المواطن والشعور بالامان.

د – ضبط الحدود البرية والبحرية بما يمنع التهريب ويزيد مداخيل الدولة.

هـ – برنامج استثماري انشائي في البنى التحتية وخصوصا في سياسة نقل عصرية تتناول المطارات والمرافئ التجارية والسياحية والمعابر البرية وشبكة طرقات، اضافة الى سياسة في الصرف الصحي، والمياه والاتصالات وسياسة طاقوية شاملة.

و- اعادة احياء دور لبنان المشرقي والعربي والمتوسطي في الاقتصاد والتفاعل مع المنظمات والمنظومات الاقتصادية والمالية في المنطقة والعالم”.

 

المستقبل يردّ على "التيّار"... عودة الحريري مشروطة!

ليبانون ديبايت/الثلاثاء 11 تشرين الأول 2022

تتكرّر الدعوات التي تطالب رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري المعتكف عن العمل السياسي للعودة إلى لبنان، وآخرها دعوة عضو تكتل "لبنان القوي" النائب سليم عون الذي رأى أن "عودة الحريري للمشاركة في الحياة السياسية مطلوبة، بالرغم من الاختلاف السياسي معه"، معتبراً أن "الحريري يتمتع بتأييد شعبي واضح وأن الأمور في لبنان لا تستقيم طالما هناك فئة من أبنائه مغيّبة أو مبعدة"، فما هو رد المستقبل على هذه الدعوة؟ وهل من عودة قريبة للحريري إلى لبنان؟! وفي هذا السياق قال النائب السابق محمد الحجّار: "أعتقد أنَّ الرئيس سعد الحريري لن يعود في الوقت الحالي، ولكن لا أحد يمنعه من أخذ قرار العودة عندما يرى أن المقاربة السياسية لمشاكل البلد تعدّلت وتغيرت، هذا القرار يملكه هو شخصياً وأعتقد أن مستلزماته لم تنضج بعد". وشدد الحجّار على أنَّ "الرئيس الحريري ولا مرة تلكأ أو تأخر عن ممارسة الدور الوطني المطلوب منه لإنقاذ الوطن، وممارسته لهذا الدور تسبّبت له في إشكالات عدة لأنه دائماً ما كان يقدّم مصلحة الوطن والبلد والدولة على كل ما عداه". وتابع، "لهذا السبب كان لديه مشاكل كثيرة وصدامات في بعض الأحيان مع بعض الأفرقاء السياسيين الذين تختلف مدارسهم ومقارباتهم السياسية عن المدرسة الحريرية". ورأى أنَّ، "مقارباتهم تأتي تلبية لإرادة المحاصصة لديهم وتغليب مصالحهم الشخصية والفئوية، هذا يخالف قواعد وممارسات المدرسة التي أرساها الرئيس الشهيد رفيق الحريري وحمل لواءها من بعده الرئيس سعد الحريري". وأردف الحجّار، "الجميع يعلم أنَّ الحريري أخذ قراره بتعليق عمله السياسي في لبنان لأنه في ميل والأكثرية الساحقة من القوى السياسية الأخرى في ميل آخر". وأكمل، "اليوم يشعرون أن استمرارهم في تقديم مصالحهم الذاتية والشخصية والفئوية تجعل حتى جمهورهم ينقلب عليهم ويشعر بخطورة ما يقدمون عليه ويرون أن العالم كله يحذّر لبنان من انهيار البلد بشكل كامل". واستطرد قائلاً، "نسمع أصوات من هنا وهناك مطالبة بعودة الحريري، بعضها صادق وبعضها الآخر يحاول رمي مشاكله على غيره على قاعدة ما خلّونا وما خصنا، حتى ربما يصل بالبعض للقول أن غياب الحريري يسبّب في استمرار المشاكل". وختم الحجّار بالقول: "هذا لن يؤثر على قناعة الرئيس الحريري لأنه طالما الأمور مستمرة على ما هو عليه وأكثرية الأفرقاء السياسيين تستمر في تغليب المصالح الشخصية والفردية على المصلحة الوطنية فقرار تعليقه العمل السياسي سيبقى على ما هو".

 

السيد نصر الله: نحن أمام ساعات حاسمة بملف الترسيم.. وكمقاومة ننتظر الموقف الرسمي اللبناني

موقع المنار/الثلاثاء 11 تشرين الأول 2022   

قال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله “في ملف الترسيم نحن امام ساعات حاسمة ونحن كشعب لبناني ننتظر اعلان الموقف الرسمي من فخامة الرئيس العماد ميشال عون وننتظر الموقف الرسمي من قبل حكومة العدو وإن كان قيل ان رئيس حكومة العدو اعلن عن موافقته ولكن المهم ماذا سيجري غدا لانه قيل ان هناك اجتماعا للحكومة”. واضاف السيد نصر الله في كلمة له خلال الاحتفال الذي أقيم مساء الثلاثاء بمناسبة ولادة الرسول الاكرم محمد بن عبد الله(ص) وحفيده الامام جعفر الصادق(ع) وأسبوع الوحدة الاسلامية “بالنسبة لنا نحن سننتظر المواقف الرسمية واقول لكم انه في اللحظة التي تذهب فيها الوفود لتوقع في الناقورة بعد ان يحصل هذا التوقيع نستطيع ان نقول هناك تفاهم حصل”، وتابع “كلنا تابعنا خلال الاشهر والاسابيع الماضية التصريحات المتناقضة في كيان العدو والانقسامات الحادة والاهانات المتبادلة نحن لا نعلم ماذا يجري غدا وبعد غد”.

واوضح السيد نصر الله “نحن يجب ان نحتاط لان هناك من يمكن ان يغير رأيه في كل لحظة وكانت مفاوضات صعبة وعسيرة”، ولفت الى ان “من البداية قلنا نقف خلف الدولة في موضوع المطالب اللبنانية ودائما كنت اقول نحن بدنا ناكل عنب واستخراج النفط”، وأكد “عندما يقول المسؤولون اللبنانيون ويعلن فخامة الرئيس الموقف الرسمي المؤيد للتفاهم، بالنسبة للمقاومة تكون الامور قد انجزت والى ذلك الحين يجب ان نبقى يقظين”.

وقال السيد نصر الله “دعوتي أنه بعد نشر النص النهائي أن تكون مقاربة هذا التفاهم بروح المسؤولية الوطنية المطلوبة ليحكم عليه ايجابا وسلبا وأن ينطلق من روح وطنية وليس من تصفية حسابات”، وتابع “هناك من يحمّلنا مسؤولية الخطوط ونحن لا علاقة لنا بخطوط، واذا بتسألني بحرنا وين؟ بقلك: بحرنا يمتد الى غزة ونحن والشعب الفلسطيني مش قاسمين”، واضاف “البيئة الحاضنة للمقـاومة دعمت هذا الخيار ودافعت عن هذا الخيار رغم أنها هي من ستتحمل نتائج الحـرب لو حصلت”، ولفت الى انه “بالتضامن الرسمي والوطني وبوقفة الدولة والمقاومة والشعب والجيش بموقف صعب من هذا النوع في ظل ظروف اقليمية ودولية لا أحد في الكرة الأرضية سائل عن لبنان، سيتمكن لبنان من الحصول على هذا الانجاز الكبير”. وأكد السيد نصر الله “يجب أن أذكر مجاهدي المقـاومة فخلال هذه المرحلة كلها بعد موضوع المسيّرات لم نكن بحاجة لا لارسال مسيرات ولا قطع بحرية لأن الهدف منذ البداية كان افهام العدو أن المقاومة جادة فيما قالت”، وتابع “”أنا أريد أن استعجل شكر هؤلاء الأخوة المقـاومين وأقول لهم ستبقون على جهوزيتكم ويقظتكم وتدابيركم الى أن نرى بأم العين أن التفاهم قد وقع وبعد التفاهم يوم آخر”. وشدد السيد نصر الله على ان “هذه ثروة وطنية لا تملكها طائفة او جهة سياسية معينة او منطقة معينة وهي ملك الشعب اللبناني كله ويجب ان يقارب هذا الموضوع بروح المسؤولية”، وتابع “أعدكم بالتعاون مع كل أركان الدولة يجب ان نتحمل جميعا مسؤولية تحصين هذا المال الذي سينزل في صندوق لبناني وهو مال تبنى عليه آمال كبيرة”. وحول الملف الداخلي اللبناني، قال السيد نصر الله “في ملف الرئاسة ليس لدي جديد وندعو المعنيين لتشكيل الحكومة وفي هذا الملف هناك هبة باردة وهبة سخنة ويجب أن لا نيأس”. من جهة ثانية، قال السيد نصر الله “نحيي امام الشعب اليمني بمناسبة إحياء ذكرى المولد النبوي وطريقة الاحياء في مختلف المحافظات وعبروا عن حبهم بكل الوسائل لحبهم لرسول الله(ص)، واضاف “هذا الشعب الذي فرضت عليه حرب منذ 8 سنوات ويعاني من كثير من الازمات الحياتية يحتشد بمشهد ليس له مثيل، ننحني امام حب هذا الشعب لرسول الله(ص)”.

ونوه السيد نصر الله ان “إحياء المولد النبوي في العالمين العربي والاسلامي تتطور وأبناء هذه الامة ان يعتزوا بولادة نبيهم”، وتابع “نحن سنحاول ان نفرح لان في الحقيقة في القرن الماضي والسنوات الماضية وما يعانيه عالمنا العربي والاسلامي وشعبنا الفلسطيني وشعوبنا جراء العدو الاسرائيلي الذي لم يترك مكانا للفرح”. وعن المناسبة التي يتم الاحتفال بها، قال السيد نصر الله “نحن الليلة نحيي المناسبات التالية: ذكرى ولادة رسول الله الاعظم وولادة حفيده الامام الصادق ومناسبة اسبوع الوحدة الاسلامية”، وتابع “أرحب بكم في هذا الحفل المبارك الذي نعبر فيه عن حبنا وولائنا وعشقنا لسيد الرسل وخاتم النبيين محمد (ص)”.

وحول أسبوع الوحدة الاسلامية وولادة الرسول (ص)، قال السيد نصر الله “الامام الخميني حوّل نقطة الخلاف حول ولادة الرسول(ص) الى نقطة اجتماع وأقام جسرا بين 12 و17 ربيع الاول وبات اسمه أسبوع الوحدة الاسلامية”، وأوضح ان “التعاطي مع نقاط الاختلاف بحجم نقطة الاختلاف دون تعظيم لها، اذا كانت محكومة بارادة التلاقي والتوحّد، نستطيع أن نجد حلولا”، واكد “يجب أن نركز على نقاط الاتفاق والتفاهم”، واوضح انه “على المستوى الوطني هناك الكثير من المشتركات في كل بلد وعندما نكون في بلد ما ولدينا تنوع هذا التنوع انطلاقا من ارادتنا يمكن ان نحوله من تهديد الى فرصة ويمكن ان نجعله تهديدا”.

ولفت السيد نصر الله الى ان “ولادة النبي محمد هي ولادة الانسان الذي كان بوجوده المبارك سببا للخير والرحمة والبركات وتحول حصل في هذا الوجود بعد اليوم الذي ولد فيه لأنها ولادة الانسان الذي كان سببا لتحولات كبرى في تاريخ البشرية والخير والرحمة والبركات اللامتناهية للبشرية في الدنيا والآخرة”، واضاف ان “ولادة النبي(ص) هي بداية كل خير وكل رحمة ونعمة وتحوّل في هذا الوجود بعد يوم الولادة”، وقال “بعد وفاة الرسول ورحيله (ص) بقي ذكره وسيبقى الى قيام الساعة حاضرا قويا ببركة انجازاته الكبيرة”، وتابع “سنشهد الحضور الحقيقي والأقوى لهذه الشخصية والاسم يوم القيامة يوم يبعث الناس ويحشر الناس كلهم في صحراء واحدة”، واضاف “هذا الدين الذي جاء به (محمد) هو دين كل الأنبياء الذين مضوا قبله أما الشريعة نعم هي شريعة محمد(ص)”، وأشار الى ان “هذه الرسالة الخاتمة الكاملة الشاملة عنوانها الحقيقي وماهيتها الحقيقية هي الرحمة”.

ورأى السيد نصر الله ان “من أهم القواعد في شريعة محمد(ص) نفي الحرج ونفي العسر، الأصل في هذه الشريعة أن لا يُكلَف الانسان بما لا يطيق وان لا يطالَب بما لا يستطيع عليه”، وتابع “عندما أخرج الناس من عبادة الأوثان والأصنام الى عبادة الله الواحد الأحد الخالق الجبار كان رسول الله رحمة لهم في الدنيا والآخرة، جاء رسول الله (ص) وحكم بحرمة الدماء والأموال والأعراض وكان رحمة”، وأشار الى ان “الاصرار على مؤسسة الزواج وتسهيل بناء العائلة والحفاظ على بناء العائلة وتماسكها كان من أهم مظاهر الرحمة”، واعتبر ان “العقوبات الاسلامية ظاهرها القسوة لكن باطنها الرحمة لأنها تمنع الاعـتداء على كرامات الناس”، واكد “مسؤوليتنا جميعا كمسلمين وبالخصوص مسؤولية العلماء والمثقفين والنخب أن ندافع عن هذا النبي(ص)”.

 

 /New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 11-12 تشرين الأول/2022

رابط الموقع                                                                      

http://eliasbejjaninews.com

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 11 تشرين الأول/2022/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/112637/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1564/

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For October 11/2022

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/112640/lccc-lebanese-global-english-news-bulletin-for-october-11-2022-compiled-prepared-by-elias-bejjani/

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For October 10/2022

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/112623/lccc-lebanese-global-english-news-bulletin-for-october-10-2022-compiled-prepared-by-elias-bejjani/

 

انتخبوا شربل باسيل لعضوية مجلس أمانة مجلس المدارس الكاثوليكية في مدينة ماسيسوكا الكندية/Be Wise & Vote For Charbel Bassil in the Mississauga Catholic school board trustee 2022 elections

https://eliasbejjaninews.com/archives/111736/%d8%a7%d9%86%d8%aa%d8%ae%d8%a8%d9%88%d8%a7-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%a7%d8%b3%d9%8a%d9%84-%d9%84%d8%b9%d8%b6%d9%88%d9%8a%d8%a9-%d9%85%d8%ac%d9%84%d8%b3-%d8%a3%d9%85%d8%a7%d9%86%d8%a9-%d9%85/

Be Wise & Vote For Charbel Bassil in the Mississauga Catholic school board trustee 2022 elections

We call on you to vote for the distinguishable Lebanese-Canadian activists, Charbel Bassil, in the coming Mississauga Catholic school board trustee 2022 elections

Mr. Bassil is highly qualified for the Mississauga municipality board membership. He is well known for his honesty, transparency, integrity and dedication to serving and help people.

انتخبوا شربل باسيل لعضوية مجلس أمانة مجلس المدارس الكاثوليكية في مدينة ماسيسوكا الكندية

ابن الجالية اللبنانية الناشط شريبل باسيل مرشح لعضوية مجلس أمانة مجلس المدارس الكاثوليكية في مدينة ماسيسوكا/مقاطعة اونتاريو الكندية.

ندعوا كل سكان المنطقة المرشح فيها انتخابه لأنه جدير بالموقع ومعروف عنه الصدق والشفافية والنزاهة والتفاني بخدمة الناس