المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 02 تشرين الأول/2022

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2021/arabic.october02.22.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

اضغط على الرابط في أعلى للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

فَسَوْفَ يَقُومُ مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ وأَنْبِيَاءُ كَذَبَة، ويَأْتُونَ بِآيَاتٍ عَظِيمَةٍ وخَوارِق، لِيُضِلُّوا المُخْتَارِينَ أَنْفُسَهُم، لَو قَدِرُوا،هَا إِنِّي قَدْ أَنْبَأْتُكُم

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/خطاب نصرالله خزعبلات وأوهام ورزم من الدجل والكذب والغش

الياس بجاني/رئيس توافقي يعني بوملحم وطرطور وخيال صحرا

الياس بجاني/مسرحية انتخاب الرئيس: أغلبية نيابية بجيب سيد أمونيوم، وغباء اقتراع النواب التغيريين لسليم اده

الياس بجاني/ملاحظات ع الماشي ع مقابلة جعجع مع البير كوستنيان، المقابلة التحفة بالتناقضات والضياع والأنا القاتلة

حزب الله لا يفهم غير لغة القوة ولهذا مطلوب من المجتمع الدولي تنفيذ القرارات الدولية بالقوة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

كنيستي رعاتك أجراء خونة إنجيل المسيح

لبوس الجردي/01 تشرين الأول/2022

عون تسلّم من شيا رسالة هوكشتاين الخطية

لبنان يتسلم عرضاً أميركياً خطياً لترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل

بري لـ«الشرق الأوسط»: المسودة إيجابية والتوقيع في الناقورة

بري: العرض الأميركي لترسيم الحدود إيجابي

بري لـ«الشرق الأوسط» إنه سيبحثه مع عون وميقاتي

جلسة ترسيم الحدود النيابية

طوني فرنسيس/نداء الوطن/01 تشرين الأول/2022

ادمون الشدياق: بمناسبة ذكرى استشهاد الشهيد البطل ميشال بارتي في ٣٠ أيلول ١٩٧٨ اعيد نشر هذا النداء :نداء الى عميل ...

الهدف الرئيسي من دعوة بري لانعقاد جلسة انتخاب الرئيس /مروان الأمين/01 تشرين الأول/2022

أسرار الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 01-10-2022

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت 1 تشرين الأول 2022

عناوين المتفرقات اللبنانية

33 عاماً على "الطائف": تغريدة بخاري ترسم "خطاً سعودياً أحمر"

ميقاتي "يشدّ ركاب" الخليل: السلطة من الدفاع إلى الهجوم!

إنتصارٌ جديدٌ لـ "حزب الله" أبطاله نواب "التغيير"

محمد المدني/ليبانون ديبايت/السبت 01 تشرين الأول 2022

صرّاف شنطة يلطش 51 ألف دولار في ساحة شتورا

لوسي بارسخيان/نداء الوطن/01 تشرين الأول/2022

نواب طريق جهنم/بسام أبو زيد/نداء الوطن/01 تشرين الأول/2022

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

الجيش الأوكراني يعلن دخول جنوده بلدة ليمان الاستراتيجية

انتحار مغني راب روسي تجنبًا للتجنيد: لن أحمل ذنب القتل

قديروف يدعو إلى استخدام «أسلحة نووية محدودة القوة» في أوكرانيا

خبراء «الناتو»: موسكو ترفع من منسوب خطر المواجهة النووية معها

الاتحاد الأوروبي يشدّد على «تنسيق التسلّح» بين الأعضاء لمواجهة حرب محتملة مع روسيا

الرئيس الروسي يواجه تصدع علاقاته الخارجية وانهيار عقده مع الروس العاديين وواشنطن تستعد لمواجهة طويلة المدى رداً على تصعيد بوتين

 قصف إيراني جديد لمواقع في كردستان وصالح يرفض أن يكون العراق ساحة لتصفية الحسابات

القوات الإسرائيلية تقتل فلسطينياً خلال اشتباك بالضفة الغربية

احتجاجات إيران تنتقل إلى الجامعات واعتقالات وصدامات مع الشرطة... ومقتل عقيد ثانٍ في «الحرس الثوري»... والسماح للأميركي باقر نمازي بالمغادرة

مقتل قائد استخبارات "الحرس" في سيستان بلوشستان

"العفو الدولية": طهران تستخدم "وسائل قاتلة" لقمع الإحتجاجات

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

بري ونواب التغيير... المناورة والمبادرة/محمد علي مقلد/نداء الوطن/01 تشرين الأول/2022

دور لبناني يبحث عن بطل/رفيق خوري/نداء الوطن/01 تشرين الأول/2022

إدارة رشيدة لانتخاب الرئيس: سعيد مالك وحسّان الرّفاعي يقرآن في دستور الجلسة والنصاب/د. ميشال الشماعي/01 تشرين الأول/2022

عندما يدفع وزير المالية ثمن شعبوية السياسيين ومزايداتهم/غادة حلاوي/نداء الوطن/01 تشرين الأول/2022

المعارضة السيادية متمسّكة بمعوض... أي رئيس يريد "الحزب"؟/راكيل عتيّق/نداء الوطن/01 تشرين الأول/2022

الحبر السرّي للأوراق البيضاء/سناء الجاك/نداء الوطن/01 تشرين الأول/2022

مرافق الاعتقال في سوريا والعراق لا تزال عرضة لهجمات تنظيم «الدولة الإسلامية/ديفورا مارغولين/معهد واشنطن/01 تشرين الأول/2022

جمهور محلي للسياسة الخارجية التركية/يوكهان شينكارا/معهد واشنطن/01 تشرين الأول/2022

حرب الكبتاجون: التهريب على الحدود بين الأردن وسوريا/سعود الشرفات/معهد واشنطن/01 تشرين الأول/2022

لبنان: أوراق بيضاء في نهاية عهد أسود/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/02 تشرين الأول/2022

لبنان والقصور الفادح في ديمقراطيّة الثقافة السياسيّة العربيّة/حازم صاغية/الشرق الأوسط/02 تشرين الأول/2022

هل انتصر بوتين؟/اطارق الحميد/الشرق الأوسط/02 تشرين الأول/2022»

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

رئيس الجمهورية اتصل برئيسي مجلس النواب ومجلس الوزراء وتشاور معهما في كيفية المتابعة لاعطاء الوسيط الأميركي ردا لبنانيا في اسرع وقت

رئيس الجمهورية مستقبلا وفد المنتدى الأوروبي للنزاهة: ادعو القضاة لكي يواجهوا من يقيّد العدالة في المصرف المركزي وفي تحقيقات إنفجار المرفأ

الراعي من قرية بدر حسون: نتمنى انتخاب رئيس وتشكيل حكومة واستعادة جمال لبنان وصيته الحسن

نعيم قاسم: لرئيس غير استفزازي وقادر على إدارة هذه المرحلة

نصرالله: أكدت جلسة الخميس أن من يريد حقيقةً انتخاب رئيس يجب أن يبتعد عن منطق التحدي

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

فَسَوْفَ يَقُومُ مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ وأَنْبِيَاءُ كَذَبَة، ويَأْتُونَ بِآيَاتٍ عَظِيمَةٍ وخَوارِق، لِيُضِلُّوا المُخْتَارِينَ أَنْفُسَهُم، لَو قَدِرُوا،هَا إِنِّي قَدْ أَنْبَأْتُكُم

إنجيل القدّيس متّى24/من23حتى31/ قالَ الربُّ يَسوع: «إِنْ قَالَ لَكُم أَحَد: هُوَذَا المَسِيحُ هُنَا أَوْ هُنَاك! فَلا تُصَدِّقُوا. فَسَوْفَ يَقُومُ مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ وأَنْبِيَاءُ كَذَبَة، ويَأْتُونَ بِآيَاتٍ عَظِيمَةٍ وخَوارِق، لِيُضِلُّوا المُخْتَارِينَ أَنْفُسَهُم، لَو قَدِرُوا. هَا إِنِّي قَدْ أَنْبَأْتُكُم! فَإِنْ قَالُوا لَكُم: هَا هُوَ في البَرِّيَّة! فلا تَخْرُجُوا، أَو: هَا هُوَ في دَاخِلِ البَيْت! فَلا تُصَدِّقُوا. فكَمَا أَنَّ البَرْقَ يُومِضُ مِنَ المَشَارِق، ويَسْطَعُ حَتَّى المَغَارِب، هكَذَا يَكُونُ مَجِيءُ ٱبْنِ الإِنْسَان. حَيْثُ تَكُونُ الجُثَّةُ هُنَاكَ تَجْتَمِعُ النُّسُور. وحَالاً بَعْدَ ضِيقِ تِلْكَ الأَيَّام، أَلشَّمْسُ تُظْلِم، والقَمَرُ لا يُعْطِي ضَوءَهُ، والنُّجُومُ تَتَسَاقَطُ مِنَ السَّمَاء، وقُوَّاتُ السَّمَاوَاتِ تَتَزَعْزَع. وحينَئِذٍ تَظْهَرُ في السَّمَاءِ عَلامَةُ ٱبْنِ الإِنْسَان، فَتَنْتَحِبُ قَبَائِلُ الأَرْضِ كُلُّها، وتَرَى ٱبْنَ الإِنْسَانِ آتِيًا على سُحُبِ السَّمَاءِ بِقُدْرَةٍ ومَجْدٍ عَظِيم. ويُرْسِلُ مَلائِكَتَهُ يَنْفُخُونَ في بُوقٍ عَظِيم، فيَجْمَعُونَ مُخْتَارِيهِ مِنَ الرِّيَاحِ الأَرْبَع، مِنْ أَقَاصي السَّمَاوَاتِ إِلى أَقَاصِيهَا.

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

خطاب نصرالله خزعبلات وأوهام ورزم من الدجل والكذب والغش

الياس بجاني/01 تشرين الأول/2022

يا سيد امونيوم مقاومتك التجليطة هي دواعش وأوهام واجرام وكبتغون واغتيالات وتجارة بفلسطين والدين وعبودية للملالي وإرهابهم. كفى نفاق

 

رئيس توافقي يعني بوملحم وطرطور وخيال صحرا

الياس بجاني/01 تشرين الأول/2022

رئيس توافقي يعني رهينة لحزب الله ومع سلاحه ومع الإستراتجية الدفاعية وضد السيادة والقرارات الدولية والعرب والعالم. يعني عون تاني

 

مسرحية انتخاب الرئيس: أغلبية نيابية بجيب سيد أمونيوم، وغباء اقتراع النواب التغيريين لسليم اده

الياس بجاني/29 أيلول/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/112334/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%85%d8%b3%d8%b1%d8%ad%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%86%d8%aa%d8%ae%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a6%d9%8a%d8%b3-%d8%a3%d8%ba%d9%84%d8%a8/

جاءت اليوم نتائج الدورة الأولى من جلسة انتخاب رئيس للجمهورية على الشكل الآتي:

ميشال معوّض: 36

سليم إدّه: 11

ورقة بيضاء: 63

أسماء أخرى: 12

بينت النتائج هذه أن 63 نائباً، وربما شي أربعة أو خمسي زيادي هم بجيب سيد أمونيوم. ومن هنا فإنه بالغالب كان بمقدور حزب الله الإرهابي والفارسي والكبتغاوني، تعيين رئيس للبنان اليوم، إلا أنه لم يفعل لأسباب سوف تتوضح لاحقاً،  توقع البعض أن في مقدمها رسالة لأميركا تقول: تفاوضي معي أنا الممسك بلبنان وحاكمه الفعلي”. فهل ستقبل إدارة بايدن وترحب بالرسالة؟

في القاطع الآخر، فإن النواب ورعاتهم وأسيادهم، وأصحاب شركات الأحزاب كافة، المدعين في العلن معارضتهم لحزب الله، ومن تحت الطاولة يتملقونه ويستجدون بذمية مقيتة، فقد ظهر جلياً ضياعهم وتخبطهم، وعمى الرؤية عند معظمهم.

فمن ييرفعون يافطات السيادة، هم عملياً دون قيادة وقائد، وكل منهم يغني على ليلاه وهواه.. يعني تعتير ع الآخر.

أما الفطاحل المتلحفين زوراً عباءة التغيير، فأغبياء وجهله، وبالتالي مباشرة أو مواربة هم بجيب سيد امونيوم، أو في أفضل الأحول، لا مع ستي ولا مع جدي، وغارقين في ثقافة اليسار التدميرية والتخريبية الحاقدة على الجميع، وعلى كل شيء، وعملياً هم استنساخاً تعيساً للحركة الوطنية الفاشلة واللا لبنانية، حيث أن تصويت 11، وغياب اثنين منهم (ابراهيم منيمنة غاب بسبب الكورونا ونجاة عون خارج لبنان) لسليم اده هو قرار غبي يفتقد لأية معايير أو رؤية وطنية وسيادية.

فسليم اده الممول، والرمادي، والفاتر، يعيش خارج لبنان، وسياسياً، وانجازات ومواقف وتاريخ، هو صفر مكعب، ومن المستحيل إيجاد ولو موقف أو مقابلة أو تصريح واحد له، يقول للبنانيين ما هي رؤيته وما هو مشروعه.

كل ما يعرفه اللبناني عن سليم أن أبيه، هو المرحوم ميشال اده، الذي كان غنياً ومتاجراً ذمياً بالعداء للصهيونية، وحالماً أبديا برئاسة الجمهورية، ومستعداً أن ينبطح وينام قدام الدبابات السورية حتى يمنعها من الانسحاب من لبنان، كما جاء في أحد تصريحاته المذلة في زمن احتلال البعث العلوي التدميري للبنان.

أما القائل بأن 63 ورقة بيضاء معناها أن ربع سيد أمونيوم الملالوي، وتجار المقاومة والطرواديين، هم غير متفقين، فهو 100% على خطأ، لأن عصا حزب الله غليظة ولا ترحم، والسوابق شواهد…هو يُخيّف، ومن يخضعون له من الطرواديين والأذلاء والتجار، يخافون.

في الخلاصة، لا حلول كبيرة أو صغيرة بظل احتلال حزب الله، كما أن بظل هيمنته وسلاحه هو قادر أن يستمر بسيطرته على مجلسي النواب والوزراء، وعلى أي رئيس جمهورية كائن من كان.

الحل: استقالة النواب الذين هم فعلاً سياديين من المجلس، تشكيل جبهة معارضة جامعة حقيقية، المطالبة بإعلان لبنان دولة مارقة وفاشلة، وضعه تحت البند الدولي السابع، إخضاع قواه العسكرية كافة لأمرة اليونيفل، والبدء بتنفيذ القرارات الدولية بالقوة، وإلا فالج لا تعالج.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

ملاحظات ع الماشي ع مقابلة جعجع مع البير كوستنيان، المقابلة التحفة بالتناقضات والضياع والأنا القاتلة

الياس بجاني/27 أيلول/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/112275/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%ad%d8%b8%d8%a7%d8%aa-%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b4%d9%8a-%d8%b9-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d8%ac%d8%b9/

*ساوى جعجع بمالمقابلة مبارح مع البير كوستنيان، ع ال بي سي، يلي كلها تناقضات، ساوى بين حزب الله وداعش، ونسي الظاهر يخبرنا أذا هيك القصة، كيف بيبرر للناس ادعاء فطاحل حزبه وهو كمان، بأن شهداء القوات وشهداء الحزب هم بنفس المنزلة؟ وكيف بيكون هالحزب الداعشي من النسيج اللبناني متل ما دايماً بيقول؟ وكيف هالداعشي حرر الجنوب وكمان متل ما بيكررحضرتو ع الطالع وع النازل؟، وكيف ممكن نفهم المطالبة الحوار مع الدواعش؟ خلطة تناقضات ما بينفهم كوعها من بوعها…تعتير وضياع وتخبط.

*بنفس المقابلة أتحفنا وطمنا الحكيم، بأنّ القوات جاهزة ببرنامجها الرئاسي منذ العام 2014، ليتبيّن لاحقًا وفي نفس المقابلة أنّه يجهل كلياً مضمون المادة 73 من الدستور المتعلّقة بانتخاب الرئيس. يا زلمي: هيدا جهاز عروس مش جهوزيّة.

*وطلع مع جعجع كمان إنّو جنبلاط وبرّي لا ينتميان إلى منظومة الفساد! ونَعم الذكاء والفهم والكذب و… التدجيل والمنفقة.

نسأل هل هو واعي وعارف ومتذكر، بأنه ومنذ يومها الأوّل صاحت الثورة “كلّن يعني كلّن”؟ فهل بإمكان جعجع أن يفهمنا كيف ماشى هذه الثورة سنتان ونصف قبل أن ينسحب منها بحجّة أنّ القوّات ليست منهم؟

*واذا حزب الله داعشي (وهو فعلا هيك) كيف بيقعد جعجع معه بمجلس النواب، وكيف كان معه بحكومات كتيرة؟ وكيف متل ما أكثر من مرة بفخر وفوقية قالت الست ريدا بأن هناك تشابه كبير بين القوات وحزب الله؟ بدك يا زلمي تثب ع شي قاعدي؟

*أما مقاربته الإسقاطية والتبريرية لهرطقة وجريمة “معراب فحدث ولا حرج.؟

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

حزب الله لا يفهم غير لغة القوة ولهذا مطلوب من المجتمع الدولي تنفيذ القرارات الدولية بالقوة

الياس بجاني/27 أيلول/2022

لا حلول في لبنان كبيرة أو صغيرة بظل احتلال حزب الله الإرهابي والمجرم/الخلاص هو بالخلاص من احتلاله ومن كل مسؤول وسياسي يؤيده

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

أطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

كنيستي رعاتك أجراء خونة إنجيل المسيح

لبوس الجردي/01 تشرين الأول/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/112400/%d9%84%d8%a8%d9%88%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%b1%d8%af%d9%8a-%d9%83%d9%86%d9%8a%d8%b3%d8%aa%d9%8a-%d8%b1%d8%b9%d8%a7%d8%aa%d9%83-%d8%a3%d8%ac%d8%b1%d8%a7%d8%a1-%d8%ae%d9%88%d9%86%d8%a9-%d8%a5%d9%86/

نفتقد الى الرجال في الكنيسة، كلهم صعاليك. والبرهان غياب الشهامة والدفاع عن شرف الإكليروس والكهنوت والشكوك. انطلقت المسألة من أمور أرضية لا علاقة للسماء بها، وتطورت الخلافات فاستغلوها ضد رجل كبير اسمه المونسنيور منصور لبكي، فكان أن رفعوا دعوى عليه بسبب عقار في سيدة لورد لأنهم لا يرثون. سجّل المونسنيور العقار لراهبات الصليب، فجن جنون المساعدين معه، وأقاموا الأرض وأقعدوها. فراحو يلفقون أخبارا شنيعة لا تمت الى نظافة المونسنيور لبكي بصلة… والحقارة أنهم فبركوا ملفا لم يكون مرة فيه مستجوَبا او مدافعا عن نفسه … يشدد بولس الرسول على حق الدفاع عن النفس وإلا الدعوى باطلة

لغط وهوبرة، تجنّي وافتراء ديني حقير على مونسنيور نعله أنظف من تيجان رؤوسهم. أينك يا يسوع من اللصوص المرائين الفريسيين الجلادين؟

أينك يا غافرا للابن الشاطر والمرأة الزانية؟ تحاملوا على وداعة المونسنيور منصور لبكي وتجاملوا كالجزارين على النعجة البريئة. هل يعقل ما صدر عن الكنيسة؟ كيف يصدر حكم على شخص لم يحضر ولو مرة واحدة للدفاع عن قضيته؟ كيف يفبركون الملف ويزوِّرون والأدلة واضحة والأسانيد فاضحة. من يطالع بتمعن وروية يلاحظ الإجرام المتعمد بحق المونسنيور منصور لبكي الطاهر الذيل الجزيل الاحترام. والسؤال هل كان لديه الوقت ليلهو بهذه التفاهات والقذارات هذا النقي التقي الخادم مجتمعه ووطنه وكنيسته؟

لا يجوز حسب القديس بولس أن يحاكم المرء ما لم يحضر شخصيا للدفاع، والحال لم يُسمح للمونسنيور لبكي حتى الدفاع عن نفسه. هنا يكمن العار وتلطم الفضيحة خدود الظالمين المفترين مستغبنة البصاق بوجوههم. أين المحبة والغفران في حال كان هناك زلَّة؟ كيف يا غبطة البطرك الراعي ترضى بأن يصير هذا السلوك المشين وأنت مكتوف اليدين بل متآمر على أساقفتك وكهنتك وخرافك.

والله عيب عليك وعلى مجمع مطارينك المكروهين الذين لا حصان فيهم بل جلّهم انسال أُتُن. كيف تقبلون بهذه التصرفات المعيبة بحقكم؟ هل علمكم المسيح هذه الاساليب المنحرفة المنحطة؟ ما أحقر السلطة إذا للانتقام، تستعملون سلطتكم لتمارسوا شواذاتكم على الآخرين وهل سجلَّاتكم انظف؟ ليتكم إلى روح يسوع لجأتم وتناديتم لتخليص كاهن ورع ومونسنيور عظيم لا يشوب خدمة كتيسته غبار، وبعاطفة المسيح ومار مارون ومار شربل لفلفتم هذه الوساخات المخزية والمخجلة التي ليست تشرفكم والتي هو منها براء. كلكم صيتكم عاطل والفراغ يصفر فيكم كالأشجار الجوفاء. لا تمثلون لشعبكم صورة المخلِّص بل بالعكس تشوّهون بمخالبكم الجارحة صورة المعلِّم فتمسي دامية.

تاريخ المونسنيور لبكي طاهر عفيف أعفّ منكم وأطهر، فرُحتُم تصبُّون نار حقدكم وغضبكم عليه كشاة سيق الى الذبح ولم يفتح فاه احتراما لا خوفا ولا كفرا، قصبة مرضوضة لم يكسر وسراجا مدخِّنا لم يُطفىء. لكنه اشتغل في كرمة الرب وألَّف ولحِّن وسبَّح الله، وتُردّد الأجيال إلى مدى الدهور ترانيمه وتراتيله. إنه فعلا خالد وأنتم فانون. يكفيه فخرا أنه يترك إرثا روحيا رائعا وكنزا من الألحان والترانيم إضافة الى مؤلفات كتابية وإنحازات مدعاة افتخار. ما هكذا يا بطريركا أنطاكيا يكافؤن الرسل المجتهدين. خسئت وللكلام حديث آخر.

 

عون تسلّم من شيا رسالة هوكشتاين الخطية

صحف ووكالات/01 تشرين الأول/2022

استقبل رئيس الجمهورية ميشال عون سفيرة الولايات المتحدة الأميركية في لبنان دوروثي شيا، وتسلم منها رسالة خطية من الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين حول الاقتراحات المتعلقة بترسيم الحدود البحرية الجنوبية. وكشفت معلومات “الجديد” عن أن “الرسالة الخطية التي سلمتها شيا إلى عون فيها المقترح الاميركي النهائي الذي صاغه آموس هوكشتاين حول ترسيم الحدود البحرية.” وأضافت المعلومات أن “المقترح الاميركي النهائي الذي صاغه آموس هوكشتاين فيه فصل تام بين الترسيم البحري والبري واتفاق بعدم انسحاب اي نقطة بحرية يتفق عليها على اي نقطة برية تؤثر على ترسيم الحدود البرية لاحقا.”

 

لبنان يتسلم عرضاً أميركياً خطياً لترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل

بري لـ«الشرق الأوسط»: المسودة إيجابية والتوقيع في الناقورة

بيروت: ثائر عباس/الشرق الأوسط/02 تشرين الأول/2022

أكد رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري لـ«الشرق الأوسط» أن مسودة الاتفاق النهائي حول ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل «إيجابية»، معتبرا المسودة «تلبي مبدئياً المطالب اللبنانية التي ترفض إعطاء أي تأثير اللاتفاق البحري على الحدود البرية».

وعما إذا كان المضمون «قمحة أو شعيرة» كما يقول المثل اللبناني، قال بري ضاحكا: «مبدئيا قمحة». وقال بري بعد لقائه السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا، بعد ظهر اليوم السبت، إن الاتفاق مؤلف من 10 صفحات وباللغة الإنجليزية ويستلزم درسا قبل إعطاء الرد النهائي عليه» مشيرا إلى أنه ورئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي يدرسون مع مساعديهم وتحديد الملاحظات عليه - إن وُجدت - على أن يتم بعدها التشاور بينهم قبل تقديم الرد». وجزم بري بأن الاتفاق سوف يتم توقيعه عند حصوله في الناقورة عند نقطة الحدود وفقا لاتفاق الإطار الذي كان توصل إليه مع الأميركيين العام الماضي. وكان المكتب الإعلامي لبري أعلن أن السفيرة الاميركية سلمته «نسخة من اقتراح الاتفاق النهائي لترسيم الحدود البحرية الجنوبية لدرسه والإجابة عليه»، فيما قال مكتب الرئيس عون إن رئيس الجمهورية تسلم منها «عرضا خطيا من الوسيط الأميركي في المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود الجنوبية البحرية أموس هوكشتاين يتعلق بترسيم الحدود من ضمن مسار المفاوضات». واجرى الرئيس عون على الأثر اتصالين هاتفيين برئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، وتشاور معهما في الموضوع، وفي كيفية المتابعة لإعطاء الوسيط الأميركي ردا لبنانيا في أسرع وقت ممكن.

وزارت شيا أيضا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي.

 

بري: العرض الأميركي لترسيم الحدود إيجابي

بري لـ«الشرق الأوسط» إنه سيبحثه مع عون وميقاتي

بيروت: ثائر عباس/الشرق الأوسط/02 تشرين الأول/2022

شهد ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل اختراقاً نوعياً مع وصول أول اقتراح مكتوب من الوسيط الأميركي آموس هوكستاين، وصفه رئيس البرلمان نبيه بري بأنه «مسودة اتفاق»، قائلاً لـ«الشرق الأوسط» بعد دقائق من مغادرة السفيرة الأميركية دوروثي شيا، مكتبه: «إنها تلبي مبدئياً المطالب اللبنانية التي ترفض إعطاء أي تأثير للاتفاق البحري على الحدود البرية». وعلمت «الشرق الأوسط» أن اللجنة المختصة، التي تضم نائب رئيس البرلمان إلياس أبو صعب والمدير العام لرئاسة الجمهورية أنطوان شقير ومستشار الرئيس بري علي حمدان وضابطاً تقنياً من الجيش، سوف تجتمع خلال 24 ساعة لدرس ملاحظات المسؤولين اللبنانيين وتقديم اقتراحات التعديل إذا ما دعت الحاجة»، فيما قال أبو صعب لـ«الشرق الأوسط» إن الأجواء إيجابية «أكثر من أي وقت مضى». وأضاف: «نحن بانتظار اجتماع اللجنة بعد ترجمة الاتفاق إلى العربية، لطرح الملاحظات اللبنانية عليه»، مؤكداً وجوب إحداث تعديلات على النص المقترح، كاشفاً أن «السفيرة الأميركية أكدت أن النص غير نهائي، وبالتالي قابل للتعديل»، لكنه شدد على أن التعديلات التي سوف يقترحها لبنان «غير جوهرية». وقال: «الفكرة متفق عليها، وتحتاج إلى ترجمة تقنية وقانونية يجري العمل عليها». ورأى أن هذا الاتفاق هو «ثمرة الموقف اللبناني الموحد الذي أثمر تنازلات مقابلة».

وفيما قالت شيا بعد لقائها بري: «الجو إيجابي جداً»، سألت «الشرق الأوسط» بري إذا كان المضمون «قمحة أو شعيرة» كما يقول المثل اللبناني، فأجاب ضاحكاً: «مبدئياً قمحة». وقال بري: «إن الاتفاق مؤلف من 10 صفحات وباللغة الإنجليزية ويستلزم درساً قبل إعطاء الرد النهائي عليه»، مشيراً إلى أنه ورئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي يدرسون مع مساعديهم تحديد الملاحظات عليه - إن وُجدت - على أن يتم بعدها التشاور بينهم قبل تقديم الرد. وجزم بري بأن الاتفاق - عند حصوله - سوف يتم توقيعه في بلدة الناقورة (الحدودية)، وفقاً لاتفاق الإطار الذي توصل إليه مع الأميركيين العام الماضي.

وفيما بدأ فريق تقني بدرس المسودة ووضع الملاحظات عليها، تقول مصادر مطلعة على لقاءات شيا لـ«الشرق الأوسط» إنه سيتم اجتماع ثلاثي منتصف الأسبوع المقبل للاتفاق على الرد الرسمي اللبناني، مشيرة إلى أن الجانب الأميركي يحث على إنهاء الاتفاق في أسرع وقت ممكن، أي خلال الأسبوعين المقبلين.

وزارت شيا رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مسلمة إياه المسودة، فيما كان المكتب الإعلامي لبري أعلن أن السفيرة الأميركية سلمته «نسخة من اقتراح الاتفاق النهائي لترسيم الحدود البحرية الجنوبية لدرسه والإجابة عنه»، كما قال مكتب الرئيس عون إن رئيس الجمهورية تسلم منها «عرضاً خطياً من الوسيط الأميركي في المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود الجنوبية البحرية آموس هوكستاين يتعلق بترسيم الحدود من ضمن مسار المفاوضات».

وأجرى الرئيس عون، على الأثر، اتصالين هاتفيين برئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، وتشاور معهما في الموضوع، وفي كيفية المتابعة لإعطاء الوسيط الأميركي رداً لبنانياً في أسرع وقت ممكن.

وهذه هي المرة الأولى منذ بدء المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل قبل عامين، يعلن فيها عن تقديم رسالة خطية من الجانب الأميركي حول ترسيم الحدود، بعدما كانت قد تسارعت التطورات المرتبطة بالملف منذ شهر يونيو (حزيران) الماضي بعد توقف لأشهر، إثر وصول سفينة إنتاج وتخزين على مقربة من حقل كاريش، تمهيداً لبدء استخراج الغاز منه، وهو الذي يقع الخلاف عليه بين لبنان وإسرائيل. وكانت المفاوضات بين لبنان وإسرائيل انطلقت في عام 2020، ثم توقفت في شهر مايو (أيار) 2021 جراء خلافات حول مساحة المنطقة المتنازع عليها.

وكان من المفترض أن تقتصر المحادثات لدى انطلاقها على مساحة بحرية تقدّر بنحو 860 كيلومتراً مربعاً تُعرف حدودها بالخط 23، بناء على خريطة أرسلها لبنان عام 2011 إلى الأمم المتحدة. لكن لبنان اعتبر لاحقاً أن الخريطة استندت إلى تقديرات خاطئة، وطالب بالبحث في مساحة 1430 كيلومتراً مربعة إضافية تشمل أجزاء من حقل «كاريش» وتُعرف بالخط 29. وبعد وصول منصة استخراج الغاز قبالة السواحل الإسرائيلية، دعا لبنان هوكستاين لاستئناف المفاوضات، وقدم عرضاً جديداً لترسيم الحدود لا يتطرق إلى كاريش، بل يشمل ما يُعرف بحقل قانا. ويقع حقل قانا في منطقة يتقاطع فيها الخط 23 مع الخط واحد، وهو الخط الذي أودعته إسرائيل الأمم المتحدة، ويمتد أبعد من الخط 23. ومن شأن التوصل إلى اتفاق لترسيم الحدود البحرية أن يسهّل عملية استكشاف الموارد النفطية ضمن مياه لبنان الإقليمية. وتعوّل السلطات اللبنانية على وجود احتياطيات نفطية من شأنها أن تساعد البلاد على تخطي التداعيات الكارثية للانهيار الاقتصادي المتمادي منذ نحو ثلاثة أعوام. من جهة أخرى، وصف أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله، تسلّم لبنان العرض الخطي حول الحدود البحرية مع إسرائيل بـ«الخطوة المهمة جداً» وقال إن المسؤولين في الدولة اللبنانية «هم الذين يتخذون القرار بشأنه»، بعدما سبق أن لوّح بالتصعيد مرات عدة في وقت سابق. وقال أمس (السبت): «شاهدنا اليوم من خلال الإعلام تسلّم الرؤساء الثلاثة بشكل رسمي النص المكتوب المقترح لمعالجة موضوع ترسيم الحدود البحرية، وهذه خطوة مهمة جداً»، وأضاف: «مسؤولو الدولة هم الذين يتخذون القرار لمصلحة لبنان، ونحن أمام أيام حاسمة في هذا الملف وستتضح النتيجة خلال الأيام المقبلة، ونأمل أن تكون الخواتيم طيبة».

 

جلسة ترسيم الحدود النيابية

طوني فرنسيس/نداء الوطن/01 تشرين الأول/2022

الخلاصة الأبرز للتصويت النيابي في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية كانت في ترسيم الحدود بين الكتل المتنافسة تمهيداً لدولة مقبلة ستنكسر فيها هذه الحدود أو تترسّخ بحسب حسابات داخلية وخارجية. خاض تحالف 8 آذار معركته لتثبيت حجمه المبدئي لا لإعلان مرشحه المختار. وظهر أن الانقسام الذي ساد بعد 2005 لم يبق منه سوى هذه المجموعة السياسية في وقت تمزّقت واندثرت المجموعات المقابلة المسماة 14 آذار. اختارت مجموعة 8 آذار بقرار من قاطرتها التاريخية «حزب الله» الورقة البيضاء لاستكشاف حجمها النيابي الفعلي ولإعلان وحدتها التصويتية في وقت لم تحسم فيه بعد اسم مرشحها للرئاسة، وهذا خيار مشروع في المعارك الانتخابية، ومعركة المجلس الرئاسية الأولى كانت عملياً نوعاً من استطلاع ناري بأوراق الصندوق، وهو ما يبرع فيه المكون القائد لفريق الورقة البيضاء، وقد نجح في مهمته وبات يعرف الآن أن لديه في المجلس وديعة من 63 نائباً، ولو حصل أن دخل هذا الفريق معركة التصويت لربما جاءت النتائج مختلفة ومتواضعة خصوصاً مع  الانقسام القائم حول مرشحين اثنين يطمحان إلى المنصب الأول. الفريق الذي كان منتمياً إلى 14 آذار لم يعد هو نفسه. هذه المرة غاب سعد الحريري وكتلته التي كانت تجمع ما لا يقل عن عشرين نائباً وصار المقياس السياسي الإصلاحي أساساً في تجميع القوى وخوض الانتخاب، ودخلت الساحة مجموعة وازنة من النواب «التغييريين» الذين عليهم في النهاية تحديد موقعهم في الانقسام الصريح. خاضت تلك القوى، بغياب الحريرية معركة تحديد أحجام وجولة استكشاف لطبيعة توجّهات المجلس الجديد، علماً أن الاستكشاف الأولي تحقق في انتخابات رئاسة المجلس وهيئاته. وجاءت النتائج كما بات معروفاً لتطرح سؤالين عن الموقف اللاحق لكتلتي «اللقاء الديمقراطي» و»التغييريين»، فأين سيكون الطرفان لدى الوصول إلى التصويت الحاسم؟ لم يكن خيار «التغييريين» المرشح سليم اده، وتصويتهم له في الدورة الأولى يماثلان التصويت لمهسا أميني لجهة تسجيل موقف يتم الحديث عنه ثم يطويه النسيان، وموقف «اللقاء الديمقراطي» سيكون عرضةً لإعادة التدقيق لدى الوصول إلى لحظة الحقيقة، وهذه اللحظة ليس ضرورياً أن تنتج عن توافق كامل يدعو إليه رئيس المجلس، وإنما تحتّمها الحاجة إلى انتخاب رئيس. عندها أين سيكون «اللقاء» وناخبو الرئيس غير المرشح؟

هذا هو السؤال الذي لن يطول انتظار الجواب عنه.

 

ادمون الشدياق: بمناسبة ذكرى استشهاد الشهيد البطل ميشال بارتي في ٣٠ أيلول ١٩٧٨ اعيد نشر هذا النداء :نداء الى عميل ...

فايسبوك/01 تشرين الأول/2022

في حرب المئة يوم ...1 تموز – 7 تشرين الأول 1978. وجه الشهيد القائد الصيدلي ميشال بارتي نداء الى" عميل " يصلح هذا النداء  ١٠٠/١٠٠ ليومنا هذا وفيما يلي نص النداء: 

ايهاالعميل.

ايا كنت ومن اي جهة تقبض. اوجه اليك هذا النداء لعله يجد في ما تبقى لك من ضمير وطني زاوية ربما ترتعش خجلاً. بعرفي انك ما زلت لبنانياً على الهوية فقط. لقد بعت نفسك للشيطان وضميرك في سوق النخاسين لطامع غريب، له اهداف في وطننا المفدى لبنان او يبتغي شراء " فيشة " في لعبة بوكر الامم على الطاولة الخضراء اللبنانية. تلك الفيشة هي انت ايها المواطن الرخيص الخسيس المتاجر بقيمك وشرفك ووطنك وعرضك وضميرك من اجل حفنة من المال.  انك تبيع وطنك بثلاثين من الفضة كل اخر شهر. انت المسؤول عن كل نقطة دم لبنانية بريئة تقطر على مذبح الشهادة الطاهرة دون انقطاع وعن كل منزل ومؤسسة ومعمل يحترق او يتهدم تحت وابل من الصواريخ والقذائف المجرمة. ان كنت تتسكع على أبواب احدى السفارات او المنظمات او شقق اشباح الاستخبارات الغربية والغريبة.

. الا تعي ان كل شك او " مغلف "تشحذه له ثمنه منازلهم الحي اللبناني.

 . الا  تعلم ان المئات او الألوف التي تدخل جيبك هي من مال العهر والعار الوطني ؟

. الا تعلم ان كل درهم تقبضه  يعطي الغريب حق التصرف بسيادة لبنان اكثر فأكثر؟

. الا تعلم ان كل دفعة تصلك تسجل علينا جميعاً بمثابة تنازل عن الاستقلال الوطني ؟

. الا تعلم ان كل مرة تمد يدك كالمتسول الى الغريب الشرقي ام الجنوبي ام اللاجىء على ارضك ام الآتي من وراء البحار تكون قد بعت وطنك في سوق النخاسين ؟

. ان كنت وزيراً او نائباً حالياً او سابقاً اوكنت موظفاً او عسكرياً او مدنياً او رجل دين ( من اي طائفة او دين كنت ) اعلم انك انت الذي تبيع الوطن وكل ما ينزل بالشعب اللبناني من ويلات ومصائب سوف تدفع ثمنه عاجلاً ام اجلاً. 

الغريب لن يبقى على ارضنا  مهما جبر وجار. في لبنان مواطنين صالحين مخلصين جبابرة، عنيدون في ذودهم عن الوطن سوف يحرروا الارض من طارىء غير لبناني مهما طال الزمن. وسوف يصبح لنا دولة تحترم نفسها وجيش ابي يمارس صلاحياته ولن يبقى امثالك  بدون عقاب.

لو لم يجد اللاجىء الفلسطيني في سنتي الحرب وما سبقها عدداً من اللبنانيين يحملون السلاح الى جانبه ضد بقية الشعب اللبناني ويجبروا قسماً اخر على  الرضوخ والصمت العميق لما تجرأت المنظمات لشن حربها علينا. وبرهاناً على ذلك فهل يجرؤ اللاجىء الفلسطيني ذاته التلفظ بكلمة معارضة واحدة على الاراضي السورية في ظل الحكم القوي؟

لو لم يجد الردع السوري عدداً من اللبنانيين مستعدين للتعاون معه لقاء معاش شهري لكان اقل ما يقال احترم الشعب اللبناني والدولة والمؤسسات الرسمية وعاملنا كما كان يجب ان يفعل من الند الىالند. غير ان السوري لا يعلم ان هؤلاء العملاء انفسهم قبضوا من عبد الناصر  فيما قبل وباعوه  دون مقابل وبكونهم محترفين فإنهم يقبضون في نفس الوقت من عدة مصادر مختلفة في ان واحد.

فيا ايها العميل .

انت يوضاس لبنان تبيعه وتغدر به في كل برهة.

انتي واثق ان ندائي هذا لن يردعك عن خيانتك ومكرك، غير انني احببت ان اعبر عن رأي بك لعل في تسليط الاضواء عليك عبرة لبعض قليلي الايمان البادئين في الانزلاق على شفير الهاوية، هاوية خيانة الوطن. ولتذكيرك بأن هناك يوم حساب وطني نعمل له.

ميشال بارتي.

 

الهدف الرئيسي من دعوة بري لانعقاد جلسة انتخاب الرئيس

مروان الأمين/01 تشرين الأول/2022

حول جلسة انتخاب الرئيس:

١- الهدف الرئيسي من دعوة بري لانعقاد الجلسة قبل مرور شهر على نهاية ولاية عون هو الحفاظ على ورقة توجيه الدعوة للانتخابات بيده وتجنب اثارة جدل دستوري حول حقه بذلك، او احراجه في الايام العشرة الاخيرة من ولاية عون في حال قرر البعض المبادرة الى الاجتماع من دون دعوة منه (بحسب المادة ٧٣ من الدستور)، وكل ما يحكى عن رسائل لهذا الطرف او ذلك واهداف أخرى، هي شظايا على الهامش.

٢- على الزغير وفي اطار الحرطقات المناطقية، حقق ميشال معوض ربح معنوي، اصبح برتبة "مرشح للرئاسة" متل فرنجية، لا بل تفوق عليه من خلال حصوله على أكبر تأييد مسيحي.

٣- خسارة في الشكل والمضمون لنواب التغيير.

٤- الرابح الاكبر هو حزب الله، قال للجميع: انا من يحدد موعد حصول الانتخابات وفق الاجندة التي تناسب مشروعي في المنطقة، اما انتم فأسمح لكم بقليلٍ من اللهو في الوقت الضائع.

 

أسرار الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 01-10-2022

وطنية/01 تشرين الأول/2022

صحيفة البناء

ـ كواليس

قال مرجع سياسيّ إن 15 تشرين الأول سيكون يوماً هاماً في تاريخ لبنان، حيث يحلّ موعد بدء الاستخراج من حقل كاريش، وهذا يعني إما أن يتم الترسيم قبل هذا اليوم أو يكون موعداً لبدء الحرب. وفي هذا اليوم يحسم المجلس الدستوريّ مصير الطعون النيابية وتظهر التوازنات النهائيّة في المجلس.

ـ خفايا

قال مصدر على صلة بالملف الحكوميّ إن نتائج جلسة الانتخابات الرئاسيّة كشفت الحاجة الملحّة لتسريع المسار الحكوميّ، لأن احتمالات الفراغ الرئاسيّ تتقدّم على احتمالات نجاح جلسات انتخابيّة لاحقة بالتوصل الى انتخاب رئيس وتوقع أن يكون الأسبوع المقبل أسبوع الحكومة.

صحيفة اللواء

ـ همس

أبلغ مسؤول لبناني كبير الجانب الأميركي الذي التقاه على هامش اجتماعات نيويورك أن من سيتولى التوقيع عن لبنان على اتفاق ترسيم الحدود هو وفد تقني مفوض بذلك.

ـ غمز

أجرى نائب سابق شمالي اتصالات بنائب حالي، وشكره على ما اعلنه بعد جلسة الخميس، وتواعدا على اللقاء.

ـ لغز

يُصرُّ حزب بارز على المضي قدماً في التقريب بين فجوتين في تأليف الحكومة، للحؤول دون ورطة الفراغ المنهكة.

صحيفة النهار

ـ لقاءات بعد تباعد

تجري لقاءات واتصالات على أعلى المستويات بين حزبين حليفين تباعدا في الآونة الأخيرة وبرزت معالم التوافق عبر التصويت من كليهما للنائب ميشال معوّض.

ـ استغراب

استغربت أوساط عدة إعادة طرح احد الافرقاء النافذين في السلطة في اطار المحاولات الجارية لتعويم الحكومة الحالية توزير أسماء لم تنجح في الانتخابات النيابية على سبيل "التعويض" عليها فشلها!

صحيفة نداء الوطن

ـ توقفت مصادر مراقبة عند استقبال قائد الجيش العماد جوزاف عون السفيرة الأميركية مع وفد عسكري رفيع في مكتبه في اليرزة في 29 أيلول الماضي بينما كانت تعقد في مجلس النواب جلسة انتخاب رئيس الجمهورية التي غابا عنها.

ـ تساءلت شخصية سياسية عن سبب تطيير قوى 8 آذار النصاب بعد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية في الدورة الأولى على رغم أن قوى المعارضة ما كان بإمكانها أن تتفق على مرشح واحد وتعطيه 65 صوتاً بغياب ستة نواب من صفوفها، واعتبرت أن هذا الأمر مرده إلى أن هذه القوى الممانعة لا يمكن أن تحصل على أكثر من 61 صوتاً.

ـ إعتبر مراقبون أنه لو تم التصويت لسليمان فرنجية لكان حصل على أقل من 40 صوتاً أي أقل من الأصوات التي كان يمكن أن يحصل عليها ميشال معوض، ولذلك تمت تغطية هذا الرقم بالورقة البيضاء.

الأنباء

تمرير الاستحقاق

ضغط جدي من فريق اساسي على حليفه لتمرير استحقاق بأسرع وقت ممكن.

بين مرحلتين

ليس مؤكداً إذا ما كان انجاز عابر للحدود سينتهي قبل انتهاء مرحلة سياسية أم أنه سيؤجّل وضعه موضع التنفيذ الى المرحلة الجديدة الآتية.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت 1 تشرين الأول 2022

وطنية/01 تشرين الأول/2022

 *مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

قبل أربع وعشرين ساعة من التئام الحكومة الاسرائيلية في شأن ملف الترسيم البحري الحدودي بين لبنان والاسرائيليين، وقبل شهر بالتمام من انتخابات الكنيست، تسلم لبنان العرض الترسيمي المفصّل الذي بلوره الوسيط الأميركي عاموس هوكستين، وقد نقلته السفيرة الأميركية دورثي شيا قبل ظهر اليوم الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي أجرى بعد اللقاء اتصالا" هاتفيا" برئيس مجلس النواب نبيه بري واتصالا" برئيس الحكومة نجيب ميقاتي في شأن العرض.. شيا انتقلت من قصر بعبدا الى عين المريسة حيث التقت الرئيس ميقاتي ظهرا"في دارته.. وفي الواحدة والنصف بعيد الظهر قصدت مقر الرئاسة الثانية في عين التينة والتقت رئيس البرلمان نبيه بري..معلومات مستقلة أشارت الى إجتماع رئاسي ثلاثي ذي صلة سيحصل في قصر بعبدا الأسبوع المقبل.

اوساط مراقبة، لفتت الى اهمية كل تفصيل من العرض الذي يحتاج الى درس وتمحيص في شكل دقيق، وبعدها يتم اتخاذ القرار السديد بالنسبة الى بلورة تفاهم في ما يعرف بملف المفاوضات غير المباشرة للترسيم البحري والرامية الى توقيع اتفاق.. حتى الآن التكتم سيد الموقف, فيما نُقل عن السفيرة الاميركية تفاؤلها.. واذا سارت الامور في المنحى الايجابي يتوقع اتفاقٌ منتصفَ هذا الشهر الذي تصادف نهايتُه، نهايةَ المهلة الدستورية لاستحقاق الانتخاب الرئاسي..

على مستوى الاستحقاق، وفي أول يوم من النصف الثاني من المهلة الدستورية، حصل لقاء بين المرشح النائب ميشال معوض والنائب وليد البعريني الذي يتقدم كتلة الاعتدال، في دارة البعريني في فنيدق العكارية، حيث شدد معوض على اتفاق الشجعان من اجل الوصول الى انتخاب رئيس ينقذ لبنان.. البعريني من جهته شدد على حصول تعاون بين كل الكتل، لتحقيق هدف انهاض البلد.. وليل امس حصل لقاء في كليمنصو بين وليد بك والنائب اسامة سعد.. الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، أطل عصر اليوم وأكد أن بوحدتنا وحكمتنا تستفيد من ثرواتنا البحرية والايام المقبلة حاسمة في ملف الترسيم بعدما تسلم الرؤساء نص الاقتراح اليوم.. وعن الانتخاب الرئاسي رفض رئيس تحدي داعيا الى التشاور والتوافق.. بالنسبة الى تأليف الحكومة كرر الدعوة وبقوة الى الاسراع في التأليف.

في الغضون، معيشيا" واقتصاديا"، فإن ما يعانيه ثلاثة أرباع اللبنانيين من حال ٍ لم يشهدها لبنان طوال قرن مضى، يقارب المعضلة، وليس هناك من معالجات جدية ناجعة، حتى لا نقول أن ليس هناك من معالجات واضحة ومسؤولة وفي مجمل المجالات، في وقت تتعاظم تأثيرات الملفات والحروب الاقليمية على هذه المنطقة ودولها.

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "ام تي في"

كل مؤشرات الترسيم ايجابية. فلبنان تسلم في الموعد المحدد رسالة خطية من الوسيط الاميركي اموس هوكستين، تتضمن الاقتراحات المتعلقة بترسيم الحدود البحرية الجنوبية. حتى الان تفاصيل الاقتراحات لم تُعرف، لكن ما سُرب منها يوحي انها ايجابية بحسب الرئيس نبيه بري، و ايجابية جدا بحسب السفيرة الاميركية. لكن بمعزل عن الانطباع الاولي، الاكيد ان المقترح الاميركي الذي يقع في عشر صفحات باللغة الانكليزية، يتضمن الكثير من الاحداثيات والمواقع والارقام والامور التقنية التي تستلزم البحث المعمق. لذا ستحال نسخة ٌ منه الى قيادة الجيش اللبناني لدراستها واعطاء الرأي النهائي فيها. كذلك فان الرئيس ميشال عون اتصل فور تسلمه المقترح بالرئيسين نبيه بري و نجيب مقاتي واتفق الثلاثة على عقد اجتماع في مطلع الاسبوع المقبل. فهل ينطلق قطار الترسيم فعليا وعمليا بدءا من الاسبوع المقبل، ام ان التمعن في التفاصيل سيُثبت وجودَ افخاخ اسرائيلية في الاقتراحات المقدمة الى لبنان؟ الاجابة النهائية للاسبوع المقبل. علما ان القناة 12 الاسرائيلية استبقت الرد اللبناني، واعلنت ان الطاقم الامني الاسرائيلي سيصدّق الاسبوع المقبل على اتفاق الترسيم مع لبنان. فهل الاجواء الاسرائيلية تعبّر عن الحقيقة، ام انها مجردُ مناورة من المناورات التي اشتهرت بها اسرائيل؟

حكومياً، انتظار ثقيل لمعرفة ما اذا كانت الايجابيات التي حكمت المشهد في نهايات الاسبوع الحالي ستستمر وستترجَم عمليا، ام ان المراوحة القاتلة ستظل سيدة الموقف. رئاسيا، لفت موقفان. الاول فرنسي اذ اعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية ان على القادة اللبنانيين ان يكونوا على مستوى الحدث، وانه من المهم ان ينتخب لبنان رئيسا جديدا للبلاد قبل 31 تشرين الاول. في المقابل خرج حزب الله عن صمته الرئاسي، اذ اعلن على لسان نائب امينه العام انه لا مجال لان يصل الى رئاسة الجمهورية شخص استفزازي من صنع السفارات، وان هناك نوابا صادقين سيقفون في المرصاد لمن يؤديَ الى هذا العبث. موقف نعيم قاسم يثبت انزعاج الحزب من التقاء قسم لا بأس به من المعارضة على اسم ميشال معوض، وخشيته من ان تتوسع دائرة الملتفين حوله. قضائيا، الرئيس ميشال عون كرر اليوم مطالبته القضاة بأن ينتفضوا ويواجهوا من يقيد العدالة في تحقيقات انفجار مرفأ بيروت. فلم يا ترى يجهّل عون دائما الفاعل؟ ولم لا يسمي الامور باسمائها؟  فهل نسي ان حليفَه حزبُ الله هو من ارسل مسؤوله الامنيَ الاولَ الى قصر العدل في بيروت ليهدد القاضي البيطار ؟ وهل نسي ايضا ان الثنائي امل- حزب الله هو من يعطل القضاء من خلال منع تشكيل الهيئة العامة لمحكمة التمييز؟ فالانتفاضة يا حضرة الرئيس مطلوبةُ منك قبل القضاء، لأننا لم نسمع موقفا منك يدين ما يرتكبه حلفاؤك في حق الحقيقة والعدالة... وبما تبقى من قضاء.

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

عشر صفحات شغلت لبنان وستستدعيه الى اسبوع التدقيق البحري على المقترح الاسرائيلي بالصياغة الاميركية هي صفحات مرمّزة مرقمة وتدخلها احداثيات واشارات بدت صعبة على العقول الرئاسية العاملة حصراً على ترسيم الصفقات والاتفاقيات السياسية بالتراضي ولأن الاوراق العشر تستلزم ترجمةً رقمية فقد استنفرت الدولة اجهزتها الفنية والهيدرغرافية وهندساتها المائية. وفي معلومات "الجديد" ان الرئيس ميشال عون سيوجه الدعوة الى اجتماع يعقد الاثنين في بعبدا ويحضره نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب وممثل الرئيس نبيه بري علي حمدان وممثل مصلحة الهيدروغرافيا في الجيش وعدد من التقنين والفنيين وبالاستطلاع الاولي، فان الرد اللبناني يبدو مرحباً بما تم طرحه وسلمته السفيرة الأميركية دوروثي شيا اليوم الى الاركان الثلاثة واستبقت شيا إطلالة أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله من بلدة شقرا الجنوبية وقصدت محافظة بعبدا في جبل لبنان وعلى وجه سرعة الإعصار وصلت إلى القصر الجمهوري حاملة مغلفاً أبيض بمسودة خطية تحمل مقترحات الوسيط الأميركي آموس هوكستين المتعلقة بترسيم الحدود البحرية الجنوبية.

ميقاتي اكتفى بإخضاع الرسالة للفحص التقني قبل الرد السياسي أما بري فبث من مرصد "الشرق الأوسط" موجة تفاؤل بترددات قالت عنها شيا من عين التينة إنها تبدو ايجابية جداً واعتبر بري أنّ المسودة تلبي مبدئيًا المطالب اللبنانية التي ترفض إعطاء أي تأثير للاتفاق البحري على الحدود البرية موضحًا انّ اتفاق الحدود البحرية مع إسرائيل سيتم توقيعه عند حصوله في الناقورة عند نقطة الحدود. ومن هذه النقطة انطلق الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في مقاربة الملف فجدد الوقوف خلف الدولة في موقفها النهائي بعد الفحص والتدقيق وإذ قال إننا أمام أيام حاسمة أعطى قوة دفع للوصول إلى خواتيم سعيدة على قاعدة أن الثروة النفطية هي الخيار الوحيد المتاح للشعب اللبناني للخروج من أزمته ولا يجوز الانتظار على قارعة الطريق ومفارق المساعدات وكنزنا في جوارنا في البحر وقادرون على استخراجه من منصة الوحدة والتعاون والتضامن الوطني لا من "منظار الحسبة".

أعطى نصرالله الدولة توكيلاً شرعياً فيما تراه مناسباً لمصلحة لبنان في ملف الترسيم أما في الملف الرئاسي فرمى الحرم على مرشح أو رئيس تحدي " يخرب البلد" ومن منطلق أنه لا يوجد فريق أو تحالف سياسي حالي يملك الأغلبية فإن تأمين الأكثرية يكون "على الحبّة" لا على استحقاق لا يتم إلا بالتوافق وبتفعيل التشاور بين القوى السياسية ومع أن الوقت يضيق قال نصرالله " إيه في أمل" وتشكيل الحكومة ضرورة سواء انتخب رئيس أم لم ينتخب.

وعلى الموجة نفسها ومن يوم التفاح ليس في جنة عدن وإنما في جهنم لبنان رفض البطريرك الراعي الوقوع في خطيئة الفراغ وأكد وجوب انتخاب رئيس قبل 31 تشرين الأول يكون قادراً على إعادة الثقة للبنانيين وللمجتمعين العربي والدولي. وفي يوم التفاح نجح لبنان في تصدير منتجه إلى الخارج أما في صناعة الرؤساء فلعقود اعتمد على الاستيراد وفقاً ل سعر الصرف الخارجي الأسود المدعوم من هذا المحور وذاك وحبل خلاصه موصول حتى اللحظة بتسوية خارجية تستولد رئيساً من صنع تايواني أوكراني روسي على سعودي فرنسي أميركي وإيراني.

*مقدمة نشرة أخبار تلفزبون "أو تي في"

يوم بشّر العماد ميشال عون بقرب جلاءِ الوصاية عن لبنان، معظمُ الناس لم يصدّقوا. فراح المتحدثون باسمهِم سياسياً، يكيلون الاوصاف، مستعينين بكلماتِ الجنون وشعاراتِ الهلوسة، مزايدين في الحرص على العلاقات، وعلى الطائف، وعلى رفض القراراتِ الدولية ذاتِ الصلة.

وعندما صار التحريرُ الناجزُ واقعاً، صار المشككون هؤلاء بأنفسِهم، يتقدّمون العماد عون وتيارَه الوطنيَّ الحر في تبني الانجاز، وفي سردِ الوقائعِ التاريخية التي ادت اليه بشكل معكوسِ وتسلسلِ مغلوط.

ويوم بدأ الرئيس ميشال عون يزفُّ الى اللبنانيين نبأَ الترسيمِ السار، بدءاً من مقابلةٍ تلفزيونيةٍ قبل اسابيع على الـOTV  بالذات، كاشفاً فيها قرب التوصل الى اتفاقٍ يحقّق مصلحةَ لبنان، رفضت اكثريةٌ لبنانية تقبُّلَ الفكرة، وجددت هجومَها الحاقدَ والحاسد الذي لم يتوقّف في ايِّ يوم. اما منتحلو صفاتِ التحليل والخبرة ومحتلّو الشاشات، ومغتصبو عقولِ اللبنانيين بالتفاهات، فراحوا يحوّرون ويدورون مسوّقين معلوماتٍ مُتخيّلة، تبين اليوم مجدداً انها كلُّها كذبٌ بكذب… فيما السياسيون المعطّلون والمعرقلون، بدأوا او سيبدأون، سباقَ التبني المعتاد لإنجاز الغير، ولا سيما “الجنرال”، عماداً منفيا ام رئيساً، وحتى قبل ان يبلغ السباقُ خطَّ النهايةِ الحاسم.

هذا في المشهد العام. اما في التفاصيل، فقد استقبل رئيسُ الجمهورية العماد ميشال عون، في العاشرة والربع قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، السفيرةَ الاميركية دوروثي شيا، وتسلّم منها عرضاً خطياً من الوسيط الأميركي في المفاوضات غيرِ المباشرة لترسيم الحدودِ البحرية الجنوبية اموس هوكشتاين يتعلق بترسيم الحدود من ضمن مسارِ المفاوضات. وعلى الفور، اجرى الرئيس عون اتصالَين هاتفيَّين برئيس مجلسِ النواب نبيه بري، ورئيسِ حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، وتشاور معهما في الموضوع، وفي كيفية المتابعة لاعطاء الوسيطِ الأميركي ردّاً لبنانياً في اسرع وقت ممكن.

وفي كلمة له بعد ظهر اليوم، وصف الامينُ العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ما جرى بالخطوةِ المهمةِ جداً، معتبرا اننا أمام أيامٍ حاسمة، على ان يتّضح خلال الأيام المقبلة ما هو الموقفُ الذي سيتخذه المسؤولون. وأمل نصرالله في أن تكون الخواتيمُ جيدةً للبنان وللبنانيين وقال: إن وُفِّقنا إلى خواتيمَ جيدة فإن ذلك سيكون مبشّراً وواعداً للبنان واللبنانيين إن شاء الله، فأن ننتظر على قارعة الطريق مساعداتٍ من هنا أو هناك أمرٌ غيرُ معقول بينما كنزُنا هنا في الجوار في البحر، ونحن قادرون على استخراجه بالاعتماد على قوتِنا وحكمتِنا ووحدتِنا.

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

بآمالٍ تلامسُ حدَ تحقيقِ انجازٍ تاريخي، وآفاقٍ مفتوحةٍ وواعدةٍ للبنانَ وشعبِه الصامدِ والابي، أطلَ الامينُ العامّ لحزب الله سماحةُ السيد حسن نصر الله في ذكرى العلامةِ الراحلِ السيد محمد على الامين، متحدثاً عن ايامٍ حاسمةٍ بعدَ الردِ المكتوبِ الذي حمله الاميركيون اليومَ الى الرؤساءِ اللبنانيين حولَ ترسيمِ الحدودِ البحرية مع الحكومة العبرية.

فما وصلَ الى اللبنانيين اليومَ اهميتُه انه في نصٍ مكتوبٍ يمنعُ التحايلَ او التأويل، وسيتضحُ موقفُ الدولةِ حولَه خلالَ ايام، فان تحققَ ما هو مطلوب، سيكونُ انجازاً للبنانيين القادرين على الاستفادةِ من كنزِهم المدفونِ في البحرِ بدلَ انتظارِ فتاتِ المساعداتِ من هنا وهناك. وهنا كانت اشارةُ سماحةِ السيد حسن نصر الله الى انه نتاجُ قوةِ لبنانَ والوحدةِ والتضامنِ الوطني الذي احاطَ هذا الملف..

وعن الملفِ الرئاسي كانت احاطةٌ منطلقُها الجلسةُ النيابيةُ الاخيرةُ التي نفسُ انعقادِها امرٌ مهمٌ بحسبِ الامين العام لحزب الله الذي جددَ الدعوةَ لجميعِ القوى السياسيةِ الى التشاورِ املاً بالتوافق، ناصحاً من يريدُ انتخابَ رئيسٍ للجمهورية ان يبتعدَ عن منطقِ التحدي وعن رؤساءِ ومرشحي التحدي ..

ومن التحدي الذي قد يُغَيِّرُ وجهَ العالم – اي الحربِ الاوكرانية، الى التطوراتِ الاقليميةِ تحدثَ السيد نصر الله، محذراً من دعاةِ الحرية – اي الاميركيين – الذين يعيدونَ احياءَ داعش لغاياتِهم التدميريةِ من سوريا الى العراق وافغانستان وايران التي تواجهُ حربَ تضليلٍ اعلاميٍ وسياسيٍ كبير..

هي تطوراتٌ كثيرةٌ اذاً، لكنَ ابرزَها بالنسبةِ للبنانيين ما يخصُ ملفَ الترسيم، وردُ عاموس هوكشتاين المكتوب، الذي بُعثَ عبرَ سفيرةِ بلادِه دوروثي شيا الى الرؤساءِ ميشال عون ونبيه بري ونجيب ميقاتي، حيثُ يعكفُ المسؤولون على دراستِه بكلِ ابعادِه القانونيةِ والتقنيةِ والسياسية، واولى الاشاراتِ بحسبِ الرئيس بري ايجابيةٌ وتلبي مبدئياً المطالبَ اللبنانية، على انَ الموقفَ النهائيَ بعدَ اكتمالِ التدقيق .

اما اسرائيلياً فان التصديقَ على مقترحِ هوكشتاين سيكونُ الخميسَ خلالَ جلسةٍ للمجلسِ الوزاريِ المصغرِ بحسبِ القنواتِ التلفزيونية العبرية.

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي"

حركت رسالة هوكستاين الرتابة والمراوحة في الحركة السياسية، وفي انتظار الترجمة الرسمية من الإنكليزية إلى العربية، فإن ما صدر من مواقف رسمية وغير رسمية، أولية، أظهر تفاؤلًا يمكن البناء عليه.

فالرئيس نبيه بري علق على الرسالة بالقول: " مبدئيًا قمحة". الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله إعتبر أن أهمية ما جرى اليوم أن هناك نصًا مكتوبًا، معتبرًا أننا أمام أيام حاسمة في ملف الترسيم، آملًا في أن تكون خواتيم الأمور جيدة.

بعد تسليم نص الرسالة إلى رئيس الجمهورية ورئيس المجلس ورئيس الحكومة، يتوقع أن يجتمعوا قريبًا لتحديد موقف لبنان منها.

في ملف الإستحقاق الرئاسي، تتوالى القراءات فيما الجلسة الثانية في "كم" الرئيس بري الذي يشترط التوافق لتحديد موعد الجلسة، لاقاه في منتصف الطريق السيد نصرالله الذي اعتبر أن الجلسة التي انعقدت أكدت أنه لا يوجد تحالف سياسي يملك الأكثرية، معتبرًا أن الأكثرية هي "على الحبة" أي على الموضوع، ورأى نصرالله أن رئيس التحدي يعني تخريب البلد.

في ملف الحكومة، أمل نصرالله في الوصول إلى تشكيل حكومة حقيقية.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

33 عاماً على "الطائف": تغريدة بخاري ترسم "خطاً سعودياً أحمر"

ميقاتي "يشدّ ركاب" الخليل: السلطة من الدفاع إلى الهجوم!

نداء الوطن/01 تشرين الأول/2022

قبل واحد وثلاثين يوماً بالتمام والكمال على نهاية ولايته، ومع انتشار تطبيقات "العدّ العكسي" على الهواتف والمواقع الالكترونية لحساب الزمن المتبقي بالأيام والساعات والدقائق على انتهاء عهده في ظاهرة لم يشهد لها مثيلاً أي عهد رئاسي في تاريخ لبنان، لا يزال رئيس الجمهورية ميشال عون مُصّراً على التنصّل من مسؤولية الأهوال والمصائب التي حلّت بالبلد وأبنائه في ظل حكمه وتحميل أوزارها إلى كل من يقع خارج "محمية" العهد وتياره، وصولاً بالأمس إلى شنّه هجوماً متجدداً على الإعلام المعارض متهماً إياه بممارسة "الكذب والتلفيق والتضليل"، على اعتبار أنه قوّله ما لم يقله واتهمه بما لم يفعله و"حمّل جبران باسيل ما لا يحمله لا سيما عن وقوفه خلف كل قراراتي"، متعهداً في المقابل بعدم "الاستسلام" واستكمال "المواجهة" من الرابية بعد خروجه من قصر بعبدا. وإذ لم يفوّت عون الفرصة ليلكع الرئيس المكلف نجيب ميقاتي عبر اتهامه من دون أن يسميه بأنه "يناور" في عملية التأليف، لم يعد ميقاتي نفسه كما يبدو مهتماً أو يلقي بالاً لـ"صغائر" الاشتباك السياسي مع عهد بائد طالما أنه تولى مهمة التكفير عن "كبائر" ذنوب السلطة بعدما اطمأن "ذئابها" إلى "تدجين" الشعب على مرّ سنوات الأزمة، حتى تيقّنوا بعد سلسلة اختبارات قمعية ومالية ومصرفية وانتخابية من أنّ اللبنانيين رضخوا لسياسة "سلخ جلودهم" أمام المستشفيات والصيدليات والمصارف ومحطات الوقود وأفران الخبز، فحانت اليوم لحظة الانقضاض على "الشعب الغنم" والانتقال من مرحلة الدفاع وامتصاص نقمة الناس وتقطير الدعم عليهم، إلى مرحلة الهجوم ومصّ دمائهم ونهش ما تبقى من لحمهم الحيّ لإعادة تمويل المنظومة.

فغداة تظهير وزير المالية يوسف الخليل الاتجاه إلى رفع سعر صرف الدولار الرسمي عشرة أضعاف سعره الراهن ابتداءً من تشرين الثاني المقبل، ضمن إطار لا يخلو من الخفّة والسذاجة في التعامل مع قرار على هذا القدر من الأهمية بالإعلان عنه بـ"سطرين" عبر وكالة "رويترز" قبل أن يضطر إلى إلحاقهما بسلسلة بيانات توضيحية تحت وطأة تحسّس ما خلفه تصريحه المفاجئ من بلبلة واسعة في الأسواق وبين اللبنانيين، بادر ميقاتي بالأمس إلى "شد ركاب" وزير ماليته المهزوزة آخذاً على عاتقه مسألة التأكيد لـ"رويترز" على تطبيق سعر صرف رسمي جديد يبلغ 15 ألف ليرة لبنانية للدولار الواحد بشكل تدريجي "مع استثناءات أولية تشمل رساميل البنوك وسداد قروض الإسكان والقروض الشخصية التي ستستمر على السعر الرسمي القديم". وبحجة أنّ "الأمور يجب أن تتوازن" شدد ميقاتي على أنه "لا يمكن أن تبقى الهوة الكبيرة بين ما يسمى سعر الصرف الرسمي وسعر صرف السوق"، محاولاً ترقيع تصريح الخليل بالقول: "تصريح معالي وزير المال أظهر وكأن كل الأمور ستطبق في لحظة واحدة، وهذا غير صحيح وستكون هناك استثناءات وأشياء تنفذ بمراحل معينة لكي تستطيع الأمور أن تنتظم"، موضحاً أنّ تسعيرة الـ15 ألف ليرة لسعر صرف الدولار ستنطبق مبدئياً على "الرسوم الجمركية والبضائع المستوردة والقيمة المضافة ...أما الباقي فسيتم تدريجياً عبر تعاميم وقرارات تصدر عن حاكم مصرف لبنان من الآن إلى الأول من تشرين الثاني". وبعيداً عن الشؤون الداخلية اللبنانية وما بلغته تحت سطوة تحالف سلطة المافيا والمال من انهيارات كارثية في أوضاع البلد وأبنائه، استرعت الانتباه خلال الساعات الأخيرة تغريدة للسفير السعودي وليد بخاري بدت وكأنها ترسم "خطاً سعودياً أحمر" حول اتفاق الطائف في ذكرى مرور 33 عاماً على توقيعه، بحيث نشر على حسابه الرسمي عبر موقع "تويتر" صورة للعاهل السعودي الراحل الملك فهد بن عبد العزيز مجتمعاً مع الوفد اللبناني برئاسة رئيس المجلس النيابي السابق حسين الحسيني وأرفقها بعبارة تستذكر فضائل اتفاق الطائف "الاسم الذي تُعرف به وثيقة الوفاق الوطني اللبناني، التي وضعت بين الأطراف المتنازعين في لبنان، في 30 أيلول 1989 في مدينة الطائف وأقرّ الإتفاق بتاريخ 22 تشرين الأول 1989 منهياً الحرب الأهلية اللبنانية، وذلك بعد أكثر من خمسة عشر عاماً على اندلاعها".

 

إنتصارٌ جديدٌ لـ "حزب الله" أبطاله نواب "التغيير"

محمد المدني/ليبانون ديبايت/السبت 01 تشرين الأول 2022     

مبادرةٌ رئاسية "طويلة عريضة"، زيارات لجميع الأحزاب السياسية في مقرّاتها، تصاريح رنّانة بـ"الجملة والمفرق" عن قدسية "المبادرة" ومفعولها السحري على مستقبل الوطن المنكوب وسيادته الضائعة، ليقوم نواب تكتل "التغيير" أخيراً بترشيح سليم إده لرئاسة الجمهورية. وإده قد يكون الماروني اللبناني الوحيد على كوكب الأرض الذي لا يحلم بكرسي قصر بعبدا. بعد التأكد أن نواب تكتل "التغيير" ليسوا أنبياء ولا قديسين وغير معصومين عن الخطأ، بات بالإمكان لومهم وانتقادهم والتصويب على خياراتهم وقراراتهم التي يبدو أنها لا تعكس نهج ثورة 17 تشرين، لا من قريب ولا من بعيد. للتوضيح، لسنا ضد سليم إده، خصوصاً أن الرجل لم يكن يوماً خصماً لنا كلبنانيين، ومن المعروف عنه حبه للبنان وشعبه. لكن أن يُطرح لرئاسة الجمهورية ويحصد 11 صوتاً تغييرياً وهو غير راغب بالترشّح فهذا أمرٌ يثير الريبة، ويستدعي السؤال ما إذا كانت مبادرة التغييرين الرئاسية، تضمّنت بنداً ينصّ على ضرورة إقناع سليم إده بالترشّح لمنصب رئاسة الجمهورية؟ ما يثيرُ الريبة أيضاً، هو أن جميع الأسماء التي وضعها نواب "التغيير" في سلّة المرشّحين "مارونية"، زياد بارود، ناصيف حتي، صلاح حنين وسليم إده جميعهم موارنة. هذا يؤكد أن كتلة "التغيير" حريصةٌ كلّ الحرص على الأعراف الطائفية، إذ من المعروف أن الدستور لا يفرض "مارونية" رئاسة الجمهورية ولا يكرّس "شيعية" رئاسة مجلس النواب ولا حصرية "سنّية" رئاسة مجلس الوزراء. لأول مرة منذ ولادة المجلس النيابي الجديد، يتفق نواب "التغيير" على خيارٍ واحد وهو ترشيح سليم إده الذي نال 11 صوتاً بسبب غياب النائبين "التغييرين" ابراهيم منيمنة ونجاة عون صليبا عن جلسة الإنتخاب، ولولا غيابهما لحاز إده على 13 صوتاً. لكن ماذا يعني خيار سليم إده؟. بكل بساطة، نجح "حزب الله" في كشف مجلس النواب وتقسيمه، واستطاع من الجلسة الأولى تحديد من يريد مخاصمته ومن لا يريد. أخصام الحزب هم أولئك الذين اقترعوا لميشال معوض، الحزب التقدمي الإشتراكي والقوات اللبنانية والكتائب وكتلة تجدد وبعض المستقلين، أمّا التغييريون فقد أوصلوا للحزب رسالةً واضحة "لسنا معكم ولسنا ضدكم"، وهذا ما يريده "حزب الله" ويسعى إليه، ويبدو أنه نجح. تبدلت الحسابات وتاهت الأرقام وانتصر الحزب على سمير جعجع في ما يخصّ الأكثرية النيابية، حيث بات واضحاً أن الأكثرية ضائعة، وليست لطرفٍ على حساب آخر. وفي لعبة "العدّ" لا يمكن احتساب نواب "التغيير" في صفوف المعارضة ولا يمكن وضعهم في محور الممانعة، لكن ليس مستحيلاً أن يكونوا جزءاً من إتفاقٍ أو تسوية تقلب الموازين رأساً على عقب.

 

صرّاف شنطة يلطش 51 ألف دولار في ساحة شتورا

لوسي بارسخيان/نداء الوطن/01 تشرين الأول/2022

في متابعة لمسلسل عمليات النصب التي تتكرر في شتورا وساحتها التي تضم تجمّع الصرافين، وقعت عملية إحتيال كبيرة بمبلغ 51 ألف دولار مساء الخميس، بطلها صراف شنطة معروف في الساحة ويدعى س.ي. وضحيتها صراف آخر من بلدة سحمر. وبحسب المعلومات فإن س.ي. الذي يعرفه معظم صرافي الساحة، وهو واحد ممن يتعاطون بمبالغ كبيرة من المال، طرح الصوت عبر مجموعات «الواتساب» التي يتعاون من خلالها الصرافون، طالباً مبلغ 51 ألف دولار، وعارضاً السعر الذي يشاؤونه، الى أن تجاوب معه ضحيته. حضر س.ي. الى شتورا مع المبلغ المحدد بالعملة اللبنانية بصناديق من الأموال «المجلنتة»، وهي العبارة التي يستخدمها الصرافون للدلالة على أن مصدرها هو مصرف لبنان مباشرة، وهي بالتالي تعتبر أموالاً موثوقة، لا يقوم الصرافون عادة بتفقدها. قرر س.ي. تبديل المبلغ في الساحة، من دون أن يقصد محل أي من زملائه كما كان يفعل سابقاً، ظنّاً منه أنه بذلك يتجنب إلتقاطه عبر تجهيزات المراقبة المجهزة في معظم محلات الصرافين. إلا أنه لدى تبادل المبالغ إشتبه الصراف الذي باع الدولارات بفارق في لون أحد الصندوقين اللذين أحضرت بهما الأموال بالليرة اللبنانية. ولدى محاولته فتح أحدهما لاذ س.ي. بالفرار غانماً بالمبلغ المذكور. ليتبين أن المبلغ الذي قام بتبديله لغم بكميات أوراق لا يمكن وصفها حتى بعملة مزورة.علماً أن عملية سلب سابقة أودت قبل أسابيع أيضاً بحياة محمد نايف رايد، وهو أحد صرافي شتورا، بعدما كان الأخير قد عرض لمبالغ من المال التي قام بتبديلها على أحد المجموعات المستخدمة من قبل الصرافين. الأمر الذي يمكن أن يؤدي الى فقدان الثقة في ما بينهم، وفقدان الثقة حتى بالمجموعات التي يستخدمونها.

 

نواب طريق جهنم

بسام أبو زيد/نداء الوطن/01 تشرين الأول/2022

يبرع نواب عديدون ممن يصفون أنفسهم بالمستقلين في التحايل على عملية اتخاذ موقف وطني سيادي في انتخابات رئاسة الجمهورية، ويبرّرون موقفهم الرمادي والمتجه في المستقبل ربما إلى محور الممانعة بعناوين سخيفة وفارغة. بعض هؤلاء يسأل عمّن يسمّيه «المرشح الجدي» للرئاسة وكأن في انتخابات رئاسة الجمهورية في لبنان ما يلزم الترشيح للإنتخاب، وبالتالي فإن طرح هذا العنوان هو هروب من تأييد هذه الشخصية أو تلك وعجز لدى هؤلاء النواب عن إيجاد شخصية يمكن أن يعتبروها مؤهلة لتبنّي موقع الرئاسة الأولى. عنوان سخيف آخر هو «برنامج الرئيس» وكأن من هم متداولة أسماؤهم للرئاسة ليسوا معروفين سياسياً ولا مواقف لهم ولا تصريحات، وبالتالي فإن السؤال عن البرنامج هو أيضاً ناجم عن تهرب من الاستحقاق أو بالفعل عن جهل لدى هؤلاء النواب بالواقع السياسي في لبنان فإن كان كذلك فالأفضل لهؤلاء أن يتخلوا عن نيابتهم ويعودوا لممارسة أعمال يفقهونها. العنوان الثالث هو «الرئيس التوافقي» الذي يفتش عنه هؤلاء النواب فماذا يعني «الرئيس التوافقي»؟ هذا الرئيس هو الذي «بيركب الجميع عا ضهرو». فيكون مع السيادة وضدها ومع بناء الدولة وضدها ومع السلاح الشرعي وضده ومع علاقات جيدة بالدول العربية وضدها ومع استمرار الانهيار وضده ومع استقرار لبنان وضده، حتى أنه لا يمكنه تأدية دور «أبو ملحم». يتهرب هؤلاء النواب من المواجهة تحت ستار كل هذه العناوين وغيرها، ومسؤولية التهرّب هذه لا تقع على عاتقهم فقط، بل يفترض بمن أوصلوهم إلى الندوة البرلمانية أن يتصدوا لتصرفاتهم التي لا تخرج عن الإطار التقليدي للتعاطي السياسي في لبنان فقد كان الأجدى بمن صوّت لهؤلاء أن يبقي القديم على قدمه لا أن يأتي بجديد اعتقد أنه مختلف ليتبيّن من خلال الممارسة أنه قد يكون أسوأ ممن سبقوه باعتبار أنه يدرك الحاجة في هذا الظرف لقرار وخيار حازمين ويتردد في اتخاذهما لصالح استمرار نهج التدمير في الحكم. من المخاطر المتعاظمة التي يعيشها لبنان والتي تهدِّد هويته ووجوده وتعدّديته هو دور هؤلاء النواب، لقد دسّوا لناخبيهم السمّ في العسل، وبعضهم وصل صدفة والدليل ما حصل عليه من أصوات تفضيلية هزيلة. هؤلاء لا يحق لهم أن يقرّروا مصير ملايين اللبنانيين وأن يأخذوا لبنان إلى المزيد من النار على طريق جهنم.

 

مقتل قائد استخبارات "الحرس" في سيستان بلوشستان

"العفو الدولية": طهران تستخدم "وسائل قاتلة" لقمع الإحتجاجات

نداء الوطن/01 تشرين الأول/2022

يبدو أن "نفس" الثوار في إيران طويل على الرغم من القمع الدموي لأجهزة النظام وميليشيا الباسيج لهم في مدن وقرى على امتداد البلاد، حيث دخلت "ثورة النساء" التي اندلعت عقب وفاة الشابة مهسا أميني على أيدي "شرطة الأخلاق"، أسبوعها الثالث أمس، فيما كشفت منظمة العفو الدولية أن طهران تستخدم عمداً "وسائل قاتلة" لقمع الاحتجاجات، مؤكدةً أنه من دون تحرّك دولي يُمكن أن يُقتل أو يُعتقل مزيد من الأشخاص. وجاء التحذير بينما كشفت منظمة غير حكومية أخرى هي "إيران هيومن رايتس"، ومقرّها أوسلو، أن 83 شخصاً قُتلوا خلال الاحتجاجات.

ورأت العفو الدولية في بيان أن "السلطات الإيرانية حشدت جهازها القمعي الجامح المكلّف إنفاذ القانون لقمع الاحتجاجات بلا رحمة في كافة أنحاء البلاد، في محاولة لسحق أي تحدّ لسلطتها"، محذّرةً من أنّه "بلا تحرّك متضافر من قبل المجتمع الدولي، أقوى من مجرّد التعبير عن الإدانة، يُمكن أن يتعرّض عدد لا يُحصى من الأشخاص للقتل والتشويه والتعذيب والاعتداء الجنسي والزجّ بهم خلف القضبان".

وأكدت المنظمة أنها فحصت صوراً ومقاطع فيديو تُظهر أن معظم "الضحايا قُتلوا على يد قوات الأمن التي أطلقت الذخيرة الحية"، مشيرةً إلى أنها حصلت في 21 أيلول على وثيقة رسمية مسرّبة تطلب من الضباط الذين يقودون القوات المسلّحة في المحافظات "التصدّي بعنف" للمتظاهرين. وفي وثيقة أخرى مؤرّخة في 23 أيلول، أمر قائد القوات المسلحة في محافظة مازندران، حيث حصلت بعض أعنف الاشتباكات، قوات الأمن بـ"التصدّي لأي تظاهرة للمشاغبين بلا رحمة، وحتى التسبّب بالموت".

وتأتي دعوة العفو الدولية فيما تتواصل حملة القمع الواسعة التي أسفرت عن اعتقال عدد كبير من الصحافيين والناشطين وغيرهم من الشخصيات العامة. وتحدّثت وكالة "إرنا" عن توقيف لاعب كرة القدم الدولي الإيراني السابق حسين مناحي أمس بعدما عبّر عن دعمه للتظاهرات. كما ذكرت المنظمة الحقوقية "المادة 19" ووسائل إعلام إيرانية في الخارج أن قوات الأمن الإيرانية أوقفت أيضاً المغنّي شروين حاجي بور بعد انتشار أغنيته "باراي" ("من أجل") التي تتألّف من تغريدات حول التظاهرات، على تطبيق "إنستغرام" ومشاهدتها ملايين المرّات.

وبينما كشفت لجنة حماية الصحافيين ومقرّها واشنطن أن 29 صحافيّاً اعتُقلوا في إطار حملة القمع هذه، تحدّثت إمرأة إيرانية عن أن شقيقتها دنيا راد التي كانت تتناول الغداء بلا وضع الحجاب على رأسها داخل مطعم في طهران اعتُقلت بعدما انتشرت صورتها على وسائل التواصل الاجتماعي.

توازياً، ادّعت السلطات الإيرانية توقيف عدد من الأجانب على صلة بالتظاهرات. وجاء في بيان لوزارة الاستخبارات الإيرانية: "أوقف 9 مواطنين أجانب من ألمانيا وبولندا وإيطاليا وفرنسا وهولندا والسويد في أمكنة (التظاهرات) أو ضالعين في أعمال الشغب". وفي مقاطع فيديو جديدة، ظهرت نساء من دون أغطية على الرأس في مدينة أردبيل كنَّ يصرخنَ "الموت للديكتاتور"، في إشارة إلى المرشد الأعلى علي خامنئي. وفي آفاز، أطلقت القوات الأمنية الغاز المسيّل للدموع لتفريق عدد كبير من الأشخاص الذين خرجوا إلى الشوارع لترداد شعارات مناهضة للنظام.

وفي الأثناء، قُتل 19 شخصاً، بينهم قائد استخبارات "الحرس الثوري" في محافظة سيستان بلوشستان العقيد علي موسوي، وأُصيب 20 آخرون، خلال اشتباكات دموية عنيفة أمام مركز للشرطة في المحافظة بجنوب شرق إيران، وفق التلفزيون الرسمي. وأشار قائد شرطة سيستان بلوشستان إلى تعرّض 3 مراكز للشرطة في هذه المحافظة للهجوم. وفي إطار تحقيق عن قمع التظاهرات في الجمهورية الإسلامية العام 2019، اتهم فريق من المحامين الدوليين الحكومة الإيرانية وقوات الأمن بارتكاب "جرائم ضدّ الإنسانية". واستمعت محكمة آبان التي تُعنى بالفظائع التي ارتكبتها إيران في تشرين الثاني 2019، إلى أكثر من 250 شاهداً خلال تحقيق يهدف إلى تحديد ما إذا كان النظام الإيراني انتهك القانون الدولي خلال قمع التظاهرات غير المسبوقة منذ الثورة الإسلامية العام 1979 والتي اندلعت احتجاجاً على ارتفاع أسعار المحروقات.

وقامت السلطات بحملة قمع عنيفة لوقف الاحتجاجات أدّت إلى مقتل 304 أشخاص على الأقلّ، وفق منظمة العفو الدولية التي أشارت إلى تعمّد الشرطة إطلاق النار على المتظاهرين. ولفتت المحكمة ومقرّها لندن إلى أن المعطيات التي جمعها الخبراء تُشير إلى أن عدد القتلى قد يكون أكبر بكثير وربّما وصل إلى 1515 قتيلاً. وقال الخبراء القانونيون الستة، أعضاء المحكمة، في خلاصة حكمهم: "يعتبر الفريق بالإجماع ومن دون شك، أن هناك إمكانية أن تكون الحكومة الإيرانية وقوات الأمن قد دبّرت ونفذت خطة لارتكاب جرائم ضدّ الإنسانية". ووضعت المحكمة لائحة من 161 شخصية تشملها اتهامات ارتكاب جرائم ضدّ الإنسانية، لا سيّما المرشد الأعلى علي خامنئي، والرئيس السابق حسن روحاني، بالإضافة إلى نحو 12 مسؤولاً رفيعاً آخرين في النظام.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

الجيش الأوكراني يعلن دخول جنوده بلدة ليمان الاستراتيجية

كييف: «الشرق الأوسط»/02 تشرين الأول/2022

أعلنت وزارة الدفاع الاوكرانية أن جنودا أوكرانيين «دخلوا» السبت بلدة ليمان وهي تقاطع مهم للسكك الحديد في شرق أوكرانيا تقع تحت سيطرة القوات الروسية.

وكتبت الوزارة على تويتر «قوات الهجوم الجوي الأوكرانية تدخل ليمان بمنطقة دونيتسك».قبل ذلك بقليل، قال الجيش الأوكراني إنه «يحاصر» آلافًا من الجنود الروس في هذه البلدة الواقعة في منطقة دونيتسك التي ضمتها روسيا الجمعة. وأكد المتحدث باسم قوات شرق أوكرانيا سيرهي تشيريفاتي أنه «يوجد في ليمان ما بين 5000 و5500 جندي روسي، لكن عدد القوات المحاصرة قد يكون انخفض بسبب الخسائر في صفوف الجنود الذين يحاولون الفرار من الحصار». وكان زعيم الانفصاليين الموالين لروسيا في منطقة دونيتسك دنيس بوشيلين، قد أعلن أمس (الجمعة)، أن القوات الروسية «محاصرة جزئيا» في بلدة ليمان وأن الجنود الأوكرانيين يستعيدون قرى في المنطقة. وتستخدم روسيا ليمان كمركز لوجستيات ونقل لعملياتها في شمال منطقة دونيتسك. وسيمثل سقوطها أكبر مكسب ميداني لأوكرانيا منذ هجومها المضاد الخاطف في منطقة خاركيف بشمال شرق البلاد الشهر الماضي. وقال المتحدث العسكري الأوكراني إن السيطرة على ليمان ستسمح لكييف بالتقدم إلى منطقة لوغانسك، التي أعلنت موسكو احتلالها بالكامل في بداية يوليو (تموز) بعد تقدم بطيء وقصف لعدة أسابيع. وأضاف تشيريفاتي «ليمان مهمة لأنها الخطوة التالية نحو تحرير دونباس الأوكرانية. إنها فرصة للذهاب لما أبعد من كريمينا وسيفيرودونيتسك. ونفسيا، إنها (البلدة) مهمة جدا». وتابع أن العملية في محيط ليمان لا تزال جارية وأن القوات الروسية تقوم بمحاولات فاشلة لكسر الحصار. وأضاف «البعض يستسلم، ولديهم الكثير من القتلى والجرحى، لكن العملية لم تنته بعد». وقال حاكم لوغانسك الأوكراني المنفي إن القوات الروسية سعت للحصول على ممر آمن للخروج من الحصار، لكن أوكرانيا رفضت الطلب. لكن هيئة الأركان العامة الأوكرانية قالت لـ«رويترز» إن ليس لديها مثل هذه المعلومات. وأعلن بوتين خلال احتفال أمس الجمعة أن دونيتسك ولوغانسك، اللتين تشكلان دونباس، ومنطقتي خيرسون وزابوريجيا الجنوبيتين، أرض روسية، وهي مساحة شاسعة من الأراضي تعادل نحو 18 بالمئة من إجمالي مساحة أوكرانيا. ووصفت أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون الخطوة الروسية بأنها غير قانونية. وتعهدت كييف بمواصلة تحرير أراضيها من القوات الروسية، وقالت إنها لن تجري محادثات سلام مع روسيا ما دام بوتين رئيسها.

 

انتحار مغني راب روسي تجنبًا للتجنيد: لن أحمل ذنب القتل

موسكو: «الشرق الأوسط»»/02 تشرين الأول/2022

انتحر مغني راب روسي لتجنب التجنيد والقتال في الحرب الجارية بأوكرانيا، بعدما سجل مقطع فيديو مباشر، أخبر فيه جمهوره بقراره إنهاء حياته، بحسب وكالة «بلومبرغ» للأنباء.وظهر إيفان بيتونين (27 عاماً) وهو مغني راب من كراسنودار بجنوب روسيا، واسمه الفني «ووكي»، في مقطع الفيديو الذي نشره بقناته على تطبيق «تليغرام»، وهو يقول إنه لا يريد أن «يحمل ذنب القتل». وجرى في وقت لاحق حذف مقطع الفيديو، بحسب موقع «أفيشا» الإلكتروني. وأضاف المغني الراحل: «لست مستعداً للقتل من أجل أي أفكار». وذكر موقع «93 دوت رو» الإلكتروني أنه جرى العثور على جثمان الموسيقي بجوار مبنى متعدد الطوابق في كراسنودار. وقال بيتونين إنه حصل على إعفاء من التجنيد بسبب مشاكل نفسية، غير أنه خشي أن يطال قرار التعبئة الجزئية الذي أعلنته السلطات الروسية جميع الرجال في سن التجنيد. وكان بيتونين طرح ألبوماً جديداً، أمس (الجمعة)، حمل اسم «ووك أوت بوي 3»، وطلب من جمهوره الاستماع له ولأغانيه السابقة لفهمه بشكل أفضل. وأمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 21 من شهر سبتمبر (أيلول) الماضي بـ«تعبئة جزئية» باستدعاء 300 ألف من جنود الاحتياط.

 

قديروف يدعو إلى استخدام «أسلحة نووية محدودة القوة» في أوكرانيا

موسكو: «الشرق الأوسط»»/02 تشرين الأول/2022

وأضاف قديروف، القريب من الكرملين الذي كان موجوداً الجمعة في موسكو خلال الإعلان الرسمي لضم مناطق أوكرانية إلى روسيا: «يجب تنفيذ العملية العسكرية الخاصة بكل معنى الكلمة وليس اللهو». وتابع: «ليس ضرورياً أن نتخذ قراراتنا مع أخذ المجتمع الغربي الأميركي في الاعتبار»، كونه «تحرك إلى حد بعيد ضدنا». وفي رسالة شديدة اللهجة، أبدى قديروف أسفه لكون الجنرال الروسي المكلف بالعمليات حول مدينة ليمان ألكسندر لابين «لم يؤمن الاتصالات والتفاعل والإمداد الضروري على صعيد الذخائر» للجنود الذين كانوا يدافعون عن المدينة الواقعة في شرق أوكرانيا، التي انسحب منها الروس السبت. وطرح الزعيم الشيشاني الذي يحكم جمهوريته في القوقاز بقبضة من حديد، تساؤلات عن الهرمية القيادية داخل الجيش الروسي وعن التقارير التي ترفع إلى الرئيس فلاديمير بوتين. وقال إن «المحسوبيات في الجيش ستفضي إلى أمور سيئة. لا مكان للمحسوبيات في الجيش، خصوصاً في الأوقات الصعبة». والدينامية الجديدة للقوات الأوكرانية على الأرض منذ باشرت هجومها المضاد بداية سبتمبر (أيلول)، دفعت روسيا إلى الإسراع في إعلان ضم أربع مناطق أوكرانية الجمعة، بعدما قررت تعبئة مئات الآلاف من عناصر الاحتياط المدنيين.

 

خبراء «الناتو»: موسكو ترفع من منسوب خطر المواجهة النووية معها

الاتحاد الأوروبي يشدّد على «تنسيق التسلّح» بين الأعضاء لمواجهة حرب محتملة مع روسيا

بروكسل: شوقي الريّس/الشرق الأوسط»»/02 تشرين الأول/2022

طلبت المفوضية الأوروبية من الدول الأعضاء في الاتحاد تعزيز تدابير المراقبة على الحدود الخارجية، وإخضاع طلبات تأشيرات الدخول التي يتقدم بها مواطنون روس إلى التدقيق الشديد بسبب «التهديدات الأمنية الناشئة عن التصعيد الأخير في الخطوات التي اتخذتها موسكو»، كما جاء في التعميم الذي وجهته مساء الجمعة إلى الحكومات الأوروبية. وفي تصريحات، أمس (السبت)، للمسؤول الأوروبي عن السياسة الخارجية، جوزيب بورّيل، شدد على ضرورة «تنسيق التسلّح» بين الدول الأعضاء لمواجهة حرب محتملة مع روسيا. وقال بورّيل، الذي كان يتحدث في منتدى «لا توخا» في مقاطعة جليقية شمالَ إسبانيا «نحتاج إلى عملية إعادة التسلّح بشكل منسّق، ومهمتي هي التخطيط للتنمية العسكرية»، مضيفاً أنه «ربّ ضارة نافعة»، في إشارة إلى أن الحرب في أوكرانيا «دفعت أوروبا إلى وضع الحرب في أفقها الوجودي». وذكّر بورّيل بأن إنفاق البلدان الأوروبية على التسلّح يعادل إنفاق الصين وأربعة أضعاف الإنفاق الروسي، لكن بقدر أقل من الفاعلية. وقال إن الاتحاد الأوروبي قام على التجارة والقانون «لكنه اختار التغاضي عن مفهوم القوة الذي أوكله إلى التكافل في العلاقات التجارية بين الدول»، مشيراً إلى أن الاتحاد الذي يقوم على الاتفاقات التجارية وحدها لا يكفي.

وقال المسؤول الأوروبي: «نعيش في حديقة محاطة بغابة، ولا يكفي أن نرفع الجدران الواقية حولنا، بل علينا الاستعداد للتصدي لما قد يأتي من الغابة، وبالتالي فإن الأدوات العسكرية ليست مجرد نزوة عابرة، بل هي ضرورة لا بد منها من أجل البقاء». وكشف بورّيل أن قيمة المساعدات العسكرية التي قدّمها الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا حتى الآن بلغت 2.5 مليار يورو، وأن ما قدمته الدول الأعضاء بشكل ثنائي يوازي نصف ما قدمته الولايات المتحدة. وانهى بورّيل قائلاً: «العلاقات التجارية تحتاج إلى طرفين، أما الحرب فيكفي طرف واحد لشنّها، وهو مستعدّ وقد شنّها»، ليضيف أن «روسيا قد خسرت الحرب المعنوية والسياسية، لكن أوكرانيا لم تنتصر بعد». ويأتي هذا التحرك في سياق التعبئة الغربية لمواجهة القرار الروسي بضمّ المقاطعات الأربع التي تشكّل 15 في المائة من مساحة أوكرانيا، الذي وصفه الأمين العام للحلف الأطلسي ينيس ستولتنبيرغ بأنه «أخطر تصعيد في الحرب التي بدأها بوتين، وأكبر محاولة لضم الأراضي بالقوة في أوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية»، داعياً الأسرة الدولية إلى عدم الاعتراف بهذا القرار. وكانت الإدارة الأميركية أدانت من جهته قرار الضم وأعلنت فرض عقوبات جديدة على روسيا طالت عدداً من البرلمانيين وكبار الموظفين والمسؤولين العسكريين ومؤسسات دفاعية. وكان المجلس الأوروبي أدان قرار الضم الذي وصفه بأنه انتهاك روسي آخر للقانون الدولي، وأكد أن الدعم العسكري والاقتصادي لأوكرانيا لن يتزعزع، وسيستمر حتى تحرير كل الأراضي الأوكرانية المحتلة وإعادتها إلى السيادة الأوكرانية.

ويقول خبراء الحلف الأطلسي إن قرار موسكو بوضع المقاطعات الأوكرانية الأربع تحت المظلة الدفاعية الروسية يرفع من منسوب خطر المواجهة النووية مع موسكو، في الوقت الذي وجّهت كييف كتاباً رسمياً إلى الحلف الأطلسي للتعجيل في بت طلبها الانضمام إلى المنظمة العسكرية الغربية المجمّد منذ عام 2008.

وصرّح الأمين العام للحلف بأن لأوكرانيا الحق في استعادة أراضيها المحتلة، مذكّراً بأن الانضمام إلى «الناتو» يقتضي موافقة بالإجماع من الدول الأعضاء.

ويخشى مسؤولون أوروبيون أن تلجأ موسكو إلى افتعال أحداث في المناطق حيث تعيش أقليات روسية في البلدان المتاخمة لها، وذلك لمحاولة توسيع دائرة المواجهة وتخفيف الضغط الذي تتعرّض له قواتها بعد الهجوم الأوكراني المضاد الذي تمكّن من استعادة السيطرة على بعض المناطق المحتلة في الأسابيع الماضية.

وكانت مخاوف الأوروبيين من إقدام موسكو على مغامرات جديدة قد تبدّت ليل الجمعة في الجلسة الختامية للمؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا، حيث دارت مواجهة عنيفة بين روسيا والدول الأعضاء في الاتحاد الروسي حول مشروع قرار يتناول الأمن النووي. وبدا واضحاً خلال النقاش الذي استعاد أجواء الحرب الباردة في ذروة احتدامها، أن الدول الأوروبية تخشى أن تكون الخطوة الأخيرة التي أقدمت عليها موسكو بداية لتصعيد أوسع رداً على العقوبات المفروضة عليها. في غضون ذلك تجهد المفوضية الأوروبية لتوحيد مواقف الدول الأعضاء من موجة النزوح الروسي في أعقاب قرار التعبئة العسكرية الجزئية التي أعلنتها موسكو، حيث إن دول الاتحاد الشرقية تصرّ على إقفال الحدود وتتردد حتى في منح التأشيرات الإنسانية، فيما تبدى دول أخرى، مثل ألمانيا، استعدادها لاستقبال الذين ينشقون عن «الكرملين». وكانت المفوّضة الأوروبية للشؤون الداخلية إيلفا جوهانسن قد صرّحت أمس بأن التطورات الأخيرة رفعت منسوب التهديدات على الأمن الأوروبي، ودعت الدول الأعضاء في الاتحاد إلى تعزيز تدابير الرقابة والتنسيق الوثيق بين أجهزتها الأمنية. وذكّرت بأن الحصول على تأشيرة دخول إلى بلدان الاتحاد ليس حقاً، بل هو امتياز، وأن طلب التأشيرات الإنسانية هو من الحقوق الأساسية التي ينبغي احترامها. وقالت جوهانسن إن المواطنين الروس بإمكانهم الاستمرار في طلب تأشيرات لفترة طويلة أو إقامة في بلدان الاتحاد، طالبت إلى السلطات المعنية في هذه البلدان تبدية طلبات المنشقين والصحافيين المستقلين، التي تُقدّم لأسباب عائلية طارئة.

 

الرئيس الروسي يواجه تصدع علاقاته الخارجية وانهيار عقده مع الروس العاديين وواشنطن تستعد لمواجهة طويلة المدى رداً على تصعيد بوتين

واشنطن: إيلي يوسف/الشرق الأوسط»»/02 تشرين الأول/2022

ماذا بعد تصعيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لخطواته، التي وصفتها واشنطن بالعدوانية، جراء ضمه للمناطق الأوكرانية الأربع، وتهديده باستخدام السلاح النووي «دفاعاً عن روسيا الجديدة»؟ بعيداً من المواقف الفورية التي صدرت عن المسؤولين الأميركيين. في إدانتهم خطابه «المقلق» خلال حفل توقيعه أوراق الضم.

ويدعو البعض إلى مراقبة ردود فعل الروس، على التغيير العميق الذي أعاد بلادهم إلى حقبات اعتقدوا أنها اختفت. ومع إحراق الجسور مع أوروبا، والعزلة الشديدة التي وجدت روسيا ومواطنيها أنفسهم فيها، والصور عن قوافل «المهاجرين» الروس، بعد إعلان التعبئة «الجزئية»، يبدو أن بوتين قد كسر العقد الاجتماعي والسياسي معهم. يقول تقرير في «فورين أفيرز»، يبدو أن بوتين نسي أن المصدر الحقيقي للخطر على نظامه قد لا يكون المعارضة السياسية، التي تم سجنها أو إسكاتها، أو ممثلي المجتمع المدني، الذين تم إغلاق منظماتهم بشكل منهجي وقمع أصواتهم، بل هم الروس العاديون الذين ضمنوا منذ فترة طويلة أسس حكمه مقابل الاستقرار الاقتصادي. ورغم أنهم لم يشاركوا عن كثب في «العملية الخاصة»، فإنه يمكن الاعتماد عليهم للموافقة عليها، أو على الأقل عدم معارضتها. لكن الآن ومع قرار التعبئة والقطيعة المتزايدة مع الغرب، وخطر التدهور الاقتصادي المقبل، تغير ذلك. وهو ما قد يكون له تداعيات بعيدة المدى، رغم أنه لا أحد يتوقع انهياراً فورياً.

وبدا أن الرهانات الجديدة الأخرى لإفشال خطط بوتين تقوم على عدة محاور: أولاً تحويل المعارك المستمرة في الأراضي التي «ضمها»، إلى أمر واقع يقوّض ادعاءاته عن «روسيتها» إلى الأبد. وهو ما ترجم، أمس (السبت)، عبر الإعلان عن دخول القوات الأوكرانية بلدة ليمان الاستراتيجية، في ظل تدهور استراتيجي للقوات الروسية. ويرى البعض أنه على المدى المباشر، وفي حال لم ينجح بوتين في تخويف الغرب والأوكرانيين، وفي حال قررت الولايات المتحدة وحلفاؤها مواصلة مد أوكرانيا بالسلاح والمساعدات المالية، فهناك احتمال في أن ينهار الجيش الروسي. بيد أن صدور مواقف حاسمة من قبل قادة «البنتاغون» أكدت على تقديم المزيد من الدعم «طويل الأمد» لأوكرانيا، وتوحيد أنظمة الذخائر بين الحلفاء وقوات كييف، بحسب وكيل وزارة الدفاع لشؤون الاستحواذ، ويليام لابالانت، عزز من هذا الاعتقاد. كما عدّت مؤشراً على أن المواجهة مع روسيا ستطول سنوات عدة، ورسالة غير مباشرة من واشنطن، حول مستقبل علاقة حلف «الناتو» مع أوكرانيا، رغم الرد الأوليّ «البارد»، بلسان مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، على طلب الرئيس الأوكراني الانضمام الفوري إلى عضوية حلف «الناتو»، رغم أهميته من الناحية الرمزية والنفسية. وترى أوساط أميركية عدة أنه لا حاجة لتعقيد الوضع الآن، لناحية قبول عضوية أوكرانيا في الحلف، خصوصاً أن الميدان العسكري لا يزال يكشف عن مزيد من الإخفاقات الروسية. كما أن كل المؤشرات لا توحي حتى الآن بأن تهديدات بوتين النووية، قد تكون داهمة، رغم تعامل واشنطن معها بجدية.

ثانياً، يقول العديد من الخبراء إن أفضل ما يمكن للولايات المتحدة وحلف «الناتو» القيام به، للرد على الخطوات الروسية، هو مواصلة العقوبات وشحن المزيد من الأسلحة لإضعاف الجيش الروسي.

ويُعتقد على نطاق واسع أن الولايات المتحدة ستعمل في الأيام المقبلة بالتنسيق مع حلفائها الغربيين، على وضع اللمسات الأخيرة على خطة لوضع حد أقصى لسعر صادرات الطاقة الروسية وتنفيذها، وتسريع الاستعدادات لتأمين الطاقة للأوروبيين خلال فصل الشتاء. ومع تصاعد التكهنات الأميركية والأوروبية، بأنه لا مستقبل سياسي للعلاقة مع بوتين، تدفع واشنطن حلفاءها أيضاً إلى إنهاء الرهان على أي علاقة ثابتة معه لناحية التزود بالطاقة. ويرى البعض أن هذا الأمر سيكون مادة عمل سياسي وجهود مديد بين واشنطن وبروكسل، لاستبدال خطوط الطاقة، بعدما «حرق» بوتين بنفسه تلك الخطوط، عبر تفجيرها في البحر، بحسب الغربيين. وسيستغرق الأمر بعض الوقت، حتى تبدأ شبكات خطوط الأنابيب الجديدة المقبلة من شرق البحر المتوسط، والغاز الطبيعي المسال المقبل من الولايات المتحدة وشمال أفريقيا، وكذلك من كازاخستان، بدلاً من الغاز الروسي.

ومع توقيع «الكونغرس» الأميركي على حزمة مساعدات جديدة بقيمة 12 مليار دولار، وتعهد العديد من الدول الأوروبية «الغنية» بتقديم المزيد من المساعدات لكييف، تبدو قدرات موسكو محدودة في توفير مقومات حربها على المدى المتوسط والبعيد، في ظل صعوبات الإنتاج العسكري وتضاؤل مخزوناتها من الأسلحة الاستراتيجية التقليدية والذكية معاً ولجوئها إلى استخدام أسلحة بعض الحلفاء الأقل قيمة.

وأكد «البنتاغون»، أمس، أن روسيا أرسلت جنوداً إلى إيران لتعلم كيفية استخدام مسيراتها، التي أظهر استخدامها أخيراً عن فشل كبير في ساحة المعركة. وأضاف أن حقيقة سعي روسيا للحصول على مساعدة إيران، يوضح حالة اليأس، في الوقت الذي يعانون من نقص كبير في الإمدادات، سواء بسبب العقوبات أو ضوابط التصدير.

ثالثاً، بالنظر إلى خطورة التحدي الذي أطلقه بوتين بضم أراضي أوكرانية، بدا واضحاً أن «الأصدقاء» و«الحلفاء»، ليسوا على صفحة واحدة معه. فالصمت الصيني، قد يكون بليغاً في التعبير عن مخاوف بكين، في كيفية الدفاع عن سياساتها تجاه تايوان، إذا ما قرر سكانها «التصويت» أيضاً للانفصال عن الوطن الأم. والحال أن تلك المخاوف، هي لسان حال دول أخرى، كالهند وتركيا، التي رفضت الاعتراف بالخطوة الروسية، ناهيك عن التشققات في «الحديقة» الخلفية لروسيا نفسها. وهو ما عبر عنه الموقف الصادم لرئيس كازاخستان، قاسم جومارت توكاييف، الذي نأى بنفسه عن الكرملين، ويسعى إلى توثيق علاقاته بأوروبا. ودعت أصوات أميركية عدة لتكثيف الحوار والتواصل الدبلوماسي مع تلك الدول، بما فيها الصين، التي لا تلتزم حتى الساعة بعدم تزويد روسيا بمساعدات عسكرية، والضغط عليها من أجل حض الرئيس الروسي على وقف الحرب.

 

 قصف إيراني جديد لمواقع في كردستان وصالح يرفض أن يكون العراق ساحة لتصفية الحسابات

بغداد: «الشرق الأوسط/02 تشرين الأول/2022»

جددت إيران، أمس السبت، قصف مواقع في إقليم كردستان في شمال العراق، كما أفاد مسؤول فيه، وذلك بعد ساعات قليلة من مطالبة الرئيس العراقي برهم صالح بوقف الاستهدافات الإيرانية والتركية لكردستان، معتبرا إياها تصعيداً خطيراً. وقال عطا ناصر، القيادي في حزب «كومله – كادحون» الكردي الإيراني المعارض، لـ«الصحافة الفرنسية» إن «القوات الإيرانية قصفت بمدافع وطائرات مسيرة مناطق وجودنا في جبال هلكورد» قرب الحدود مع إيران. أضاف: «القصف أدى إلى تدمير مقرات لنا، ولكن بدون خسائر في صفوفنا». وكان الحرس الثوري الإيراني قد أعلن مساء الخميس الماضي أنه سيواصل هجماته في كردستان العراق ضد المعارضة الكردية الإيرانية. ومنذ أكثر من أسبوع، تشن إيران ضربات متفرقة في شمال العراق، كان أعنفها الأربعاء، بأكثر من 70 صاروخاً وضربات لطائرات بلا طيار في الإقليم المتمتع بحكم ذاتي، استهدفت مجموعات كردية إيرانية معارضة. وقتل على الأقل 14 شخصاً بينهم امرأة حامل في هذا القصف، وأصيب 50 آخرون بجروح «معظمهم من المدنيين وبينهم أطفال دون سن العاشرة»، بحسب جهاز مكافحة الإرهاب في الإقليم. وقال الحرس الثوري في بيان الخميس إنه «شن سلسلة عمليات ضد قواعد ومقرات إرهابية في شمال العراق باستخدام صواريخ من جميع الأنواع وطائرات مسيرة قتالية وطائرات مسيرة انتحارية». وتأتي هذه الضربات فيما تتواصل الاحتجاجات في إيران منذ منتصف الشهر الماضي على خلفية مقتل مهسا أميني الكردية الإيرانية البالغة 22 عاماً بعد توقيفها لدى شرطة الأخلاق. وكان الرئيس العراقي برهم صالح قد أكد، لدى استقباله مساء أول من أمس الجمعة، مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، أن «القصف الإيراني يُعد تصعيداً خطيراً وغير مقبول، وتجاوزاً على سيادة البلد وأمنه واستقراره وسلامة مواطنيه». كما أكد في هذا الصدد أيضاً أن «القصف التركي المتواصل لمناطق في إقليم كردستان غير مقبول، ويُعد انتهاكاً للسيادة العراقية وينبغي وقفه ومنع التداعيات المُترتبة عليه». وجرى خلال اللقاء، طبقاً للبيان الرئاسي، «التأكيد على ضرورة متابعة هذا الملف ومع أعلى المستويات مع دول الجوار، كونه يعتبر تصعيداً خطيراً، وحسم المشاكل والملفات الأمنية القائمة عبر الحوار والمتابعة المشتركة والقنوات الدبلوماسية، طبقاً للمصالح الأمنية المشتركة وقواعد حسن الجوار ومبادئ القانون الدولي، ورفض الأحادية في معالجة القضايا العالقة واحترام السيادة العراقية». كما تم التأكيد على أن «موقف الدولة العراقية الرسمي وسياستها الخارجية الموحدة يرتكزان على رفض العراق القاطع بأن تكون أرضه ميداناً للصراعات وساحة لتصفية حسابات الآخرين وتهديد أمنه واستقراره الداخلي، وكذلك رفض أن يكون منطلقاً للعدوان على أي أحد، وأن أمن دول الجوار والعراق مترابط ومشترك، وهو ما يستدعي أهمية تفعيل الحوار والتعاون المشترك لمعالجة التحديات الأمنية، ووفقاً للمصالح المشتركة والأمن المشترك، وبما يحفظ سيادة العراق وسلامة أراضيه ومواطنيه». وكان العراق قد سلم الخميس الماضي مذكرة احتجاج شديدة اللهجة إلى الحكومة الإيرانية بعد استدعاء السفير الإيراني إلى مقر الخارجية العراقية، تضمنت رفضاً شاملاً للعراق لمثل هذه الممارسات التي عدها بمثابة جريمة، لا سيما أن القصف أوقع عشرات الضحايا من المدنيين بين قتيل وجريح. وفي الوقت الذي لم يتبين بعد فيما إذا كان العراق سوف يلجأ إلى مجلس الأمن الدولي بشأن هذا القصف أم سيكتفي بهذا الموقف الذي عبرت عنه رسالة الاحتجاج، فإن ربط القصف الإيراني مع استمرار القصف التركي على المناطق العراقية من جهة شمال العراق في محافظة نينوى ومناطق إقليم كردستان وفق ما عبر عنه الرئيس العراقي، يعد بمثابة موقف جديد للعراق لجهة التعامل مع كلتا الدولتين الإيرانية والتركية.

 

القوات الإسرائيلية تقتل فلسطينياً خلال اشتباك بالضفة الغربية

رام الله/الشرق الأوسط»»/02 تشرين الأول/2022

أفاد متحدث باسم الشرطة الإسرائيلية بأن شرطة الحدود قتلت، اليوم (السبت)، فلسطينياً بالرصاص كان يلقي قنبلة حارقة عليها خلال اشتباك في الضفة الغربية المحتلة. وأضاف المتحدث أن أفراد شرطة الحدود، الذين كانوا بالقرب من بلدة العيزرية، تعرضوا لهجوم مجموعة من الفلسطينيين الذين رشقوهم بالحجارة والقنابل الحارقة. وقال المتحدث إن أفراد الشرطة أطلقوا النار على أحد الرجال بينما كان يلقي قنبلة حارقة، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء. وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية مقتل شخص في الحادث. وقالت إن القتيل الذي يبلغ من العمر 18 عاماً توفي «متأثراً بجروح حرجة أصيب بها برصاص الاحتلال الحي في العنق، ببلدة العيزرية في القدس». ويتصاعد العنف في الضفة الغربية، التي يريد الفلسطينيون أن تكون جزءاً من دولتهم المستقلة في المستقبل، منذ توقف المفاوضات التي رعتها الولايات المتحدة مع إسرائيل في عام 2014.

 

احتجاجات إيران تنتقل إلى الجامعات واعتقالات وصدامات مع الشرطة... ومقتل عقيد ثانٍ في «الحرس الثوري»... والسماح للأميركي باقر نمازي بالمغادرة

طهران – لندن/الشرق الأوسط»»/02 تشرين الأول/2022

شهدت جامعات في مدن إيرانية عدة أمس السبت تظاهرات في إطار حركة الاحتجاج التي أشعلتها وفاة مهسا أميني في منتصف سبتمبر (أيلول) بعدما اعتقلتها شرطة الأخلاق في طهران، وفق ما ذكر الإعلام الإيراني ومنظمات حقوقية. وفي مدن عدة حول العالم، سارت تظاهرات تضامناً مع الحركة الاحتجاجية في إيران.وجاء ذلك في وقت قال محامي رجل الأعمال الأميركي من أصل إيراني سيامك نمازي لـ «رويترز» السبت إن موكله، المسجون في طهران منذ ما يقرب من سبع سنوات، سُمح له بالخروج من سجن إيفين لمدة أسبوع واحد قابلة للتجديد. كما قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن والد سيامك، باقر نمازي، سيسمح له بمغادرة إيران لتلقي العلاج.وبدأت التظاهرات التي تسبب قمعها والمواجهات التي تخللتها في مقتل 83 شخصاً على الأقل، وفق منظمات حقوقية، إثر الإعلان عن وفاة مهسا أميني التي تبلغ من العمر 22 عاماً، بعد ثلاثة أيام من اعتقالها لانتهاكها قواعد اللباس المشددة في إيران والتي تفرض بشكل خاص على النساء ارتداء الحجاب. وأفادت وكالة أنباء «فارس» السبت بأن «طلاباً أقاموا احتجاجات يوم السبت في بعض الجامعات ضد تصرف الشرطة إزاء التظاهرات الأخيرة». وذكرت أن «ساحة انقلاب» بالقرب من جامعة طهران وسط العاصمة شهدت احتجاجات أيضاً، «واشتبكت قوات الشرطة مع المتظاهرين الذين رددوا شعارات، وأوقفت عدداً منهم». ونشر «مركز حقوق الإنسان في إيران» الذي يتخذ من نيويورك مقراً، مقاطع فيديو على حسابه على «تويتر» تظهر محتجين في جامعة خوارزمي في كرج غرب طهران، يصرخون: «المدينة تغرق في الدماء، لكن أساتذتنا صامتون!». ونشر المركز مقاطع أخرى لمتظاهرين في كلية الصيدلة في مشهد في شمال شرقي البلاد.

- مقاطع مصورة

وانتشرت العشرات من مقاطع الفيديو والصور على وسائل التواصل الاجتماعي. ويمكن فيها رؤية تجمعات في جامعات مختلفة، بما في ذلك مشهد وطهران وكرج وجامعة الزهراء (المخصصة للبنات قرب طهران)، وفقاً للتغريدات المصاحبة لها. وبدا المتظاهرون يرددون شعارات بالفارسية فيما ظهرت فتيات من دون حجاب على رؤوسهن، وقم تم تصويرهن من الخلف، وفق ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية. وتعد هذه المظاهرات الأكبر في إيران منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2019 حين اندلعت احتجاجات رفضاً لارتفاع أسعار البنزين، تم قمعها بشدة. وتنفي السلطات أي تورط للشرطة في وفاة الشابة مهسا أميني، وتصف المتظاهرين بأنهم «مثيرون للشغب» و«إرهابيون». وأعلنت اعتقال المئات منهم. ودعت منظمات حقوقية ومنظمات تضم إيرانيين معارضين في الخارج إلى تظاهرات تضامن في مدن عدة حول العالم في عطلة نهاية الأسبوع. وأفادت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية بأن نحو 60 شخصاً قتلوا منذ بدء الاحتجاجات، بينما تحدثت «منظمة حقوق الإنسان في إيران» التي تتخذ من أوسلو مقراً لها، عن مقتل ما لا يقل عن 83 شخصاً. كذلك، أفادت السلطات عن اعتقال أكثر من 1200 متظاهر منذ 16 سبتمبر، بينما أشارت منظمات غير حكومية إلى اعتقال ناشطين ومحامين وصحافيين أيضاً.

- حسين موسوي

ودعا رئيس الوزراء الإيراني السابق المعارض حالياً مير حسين موسوي، قوات الأمن إلى وقف العنف، في رسالة نُشرت على حساب موقع «كلمة» المقرب منه على «إنستغرام» يوم السبت. وقال المسؤول السابق الذي يخضع للإقامة الجبرية: «أحب أن أذكر قوات الأمن بقسمها على حماية أرضنا وإيران وحياة الناس، والممتلكات وحقوق الشعب». وأضاف: «دماء المظلومين أقوى من عنف الطغاة». ونددت منظمة العفو الدولية باستخدام قوات الأمن العنف «بلا رحمة»، مشيرة إلى استخدام الذخيرة الحية والضرب في قمع التظاهرات. وتتهم السلطات الإيرانية المتظاهرين بنشر «الفوضى»، وقوات خارجية من بينها الولايات المتحدة بالوقوف وراء الاحتجاجات أو بالتحريض عليها. وتبث وسائل إعلام معارضة صوراً للتجمعات داخل إيران، ونشرت قناة «إيران إنترناشيونال» الناطقة بالفارسية ومقرها في لندن مقاطع فيديو أظهر أحدها تعرض أشخاص لإطلاق النار بينما كانوا يلقون الحجارة على مركز للشرطة في زاهدان الواقعة في محافظة سيستان - بلوشستان في جنوب غربي إيران على الحدود مع باكستان وأفغانستان، والتي شهدت مراراً هجمات أو اشتباكات بين قوات الأمن ومجموعات مسلحة.

- مقتل ضابط ثانٍ

من جهة أخرى، توفي ضابط ثانٍ كبير في «الحرس الثوري» الإيراني متأثراً بجروح أصيب بها في اشتباكات مع «إرهابيين» في جنوب شرقي البلاد، وفق ما أعلنه «الحرس» في بيان يوم السبت. وقال البيان إن «العقيد حميد رضا هاشمي وهو عضو آخر في جهاز استخبارات الحرس الثوري توفي متأثراً بجروح أصيب بها في اشتباكات الجمعة مع إرهابيين». وبذلك يرتفع عدد الذين قتلوا الجمعة في سيستان بلوشستان إلى عشرين، بينهم عقيدان من «الحرس الثوري»، في اشتباكات وصفها محافظ سيستان بلوشستان حسين مدرس خيباني بأنها «حوادث». وقال خيباني إن عشرين شخصاً جرحوا في الاشتباكات أيضاً. وأضاف أن «العديد من المحلات التجارية تعرضت للنهب والحرق كما تضررت بنوك ومقار حكومية». ولم يعرف ما إذا كانت هذه الاشتباكات مرتبطة بالتظاهرات التي اندلعت في جميع أنحاء البلاد منذ مقتل الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني في 16 سبتمبر بعدما اعتقلتها شرطة الأخلاق. وكانت وسائل إعلام إيرانية رسمية قد ذكرت الجمعة أن قوات الأمن أطلقت النار على مسلحين هاجموا مركزاً للشرطة في عاصمة المحافظة زاهدان. وأشار قائد شرطة سيستان بلوشستان في حديث للتلفزيون الرسمي، إلى تعرض ثلاثة مراكز للشرطة في هذه المحافظة لهجمات، من دون ذكر أي إصابات. كما أفادت وكالة «تسنيم» للأنباء السبت بأن جماعة «جيش العدل» السنية المتمردة أعلنت مسؤوليتها عن هجوم على مركز للشرطة. وكانت هذه المجموعة الجهادية أكثر حركات التمرد نشاطاً في السنوات الأخيرة في سيستان بلوشستان حيث نفذت عدة تفجيرات وعمليات خطف. وفي فبراير (شباط) 2019 قُتل 27 عنصراً في «الحرس الثوري» في هجوم انتحاري على حافلتهم. وسيستان بلوشستان منطقة فقيرة على الحدود مع باكستان وأفغانستان، وهي تشهد هجمات أو اشتباكات متكررة بين قوات الأمن ومجموعات مسلحة. وأدى قمع المظاهرات التي تهز إيران منذ 16 سبتمبر إلى مقتل عشرات المتظاهرين.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

بري ونواب التغيير... المناورة والمبادرة

محمد علي مقلد/نداء الوطن/01 تشرين الأول/2022

عوامل عدة أكسبت نبيه بري لقب صمام الأمان. وهو لقب استحقه لوقت قصير خلال عدوان إسرائيل في تموز 2006، إذ بدت إشادته بصلابة موقف السنيورة من مفاوضات وقف إطلاق النار تعبيراً عن اعتدال منحاز إلى مشروع الدولة. غير أنه سرعان ما سحب الإشادة واستبدلها بموقف منسجم مع سياسة الممانعة السورية والحزبللاهية. لم يكن نظام الوصاية يسمح لأحد في لبنان بأن يكون صاحب قرار. حتى أطراف المقاومة كان يشترط عليها، تحت طائل المعاقبة، ألا تنفذ عملياتها ضد العدو إلا بعلمه وبعد موافقته. القرار كان حقاً حصرياً في عهدة مراكز الأجهزة الموزعة بين الجناح وعنجر ودمشق، ولم يكن يسمح للحلفاء كما للأدوات بغير كتابة التقارير وطلب الزيارة عبر الخط العسكري أو تلبيتها بعد استدعاء. في زمن الوصاية عن بعد، حاول بري أن يكون على مسافة من رفاق السلاح في جبهة الممانعة، وأن يلعب من موقعه على رأس السلطة التشريعية دور الإطفائي مقابل رؤوس حامية، وبعضها فارغ، بين الموالين للنظام السوري. لم تنجح محاولته هذه إلا من حيث الشكل، لأن صخب عناصر أمل في الشوارع إلى جانب أشقائهم في الثنائي الشيعي من حاملي العصي وراكبي الموتوسيكلات والمعتدين على ثوار 17 تشرين، كانت تفضح الهدوء الظاهر في تصريحاته. في مقر إقامته وبرعايته تشكلت جبهة الممانعة دفاعاً عن النظام السوري المتهم باغتيال رفيق الحريري، وبإدارته تم تعطيل المؤسسة الدستورية الأم وإقفال أبواب المجلس النيابي وتحويل المؤسسات التجارية المحيطة بالبرلمان إلى متاريس ودشم لحماية التعطيل. وبقرار منه ومن سواه تم إخراج الوزراء الشيعة من الحكومة وبفذلكة قانونية منه غير موفقة بدأ التداول بالمصطلحات الشهيرة، غير دستورية وغير شرعية وغير قانونية. عبثاً حاولنا تذكيره بأن أهم حكومة في تاريخ البلاد هي تلك التي اقتصر تشكيلها أيام فؤاد شهاب برئاسة رشيد كرامي على اثنين من السنة واثنين من الموارنة، والتي ينسب إليها بناء لبنان الوطن والدولة الحديثة، وهي التي لم يشكك أحد لا بشرعيتها ولا بدستوريتها ولا بقانونيتها، وهي التي استحقت أهميتها لسبب جوهري قوامه أنها لم تخرج عن تعاليم «الكتاب»، أي الدستور. من هذا الموقع الملتبس بالذات شهر بري سلاح المناورة وبدا ممسكاً بمفاتيح الحلول، ولا سيما في ظل فراغ رئاسي متقطع دام لسنوات، وبهذه المناورة كان يقنع الآخرين بحرصه على إطفاء الصراع وإلغاء الديمقراطية بالتسويات والتوافقات، وإقرار مشاريع القوانين برفع الأيدي والمصادقة على قرارات البرلمان بالمَوْنة الأبوية. منذ اليوم الأول لدخولهم إلى البرلمان يحاول نواب الثورة، ويسميهم البعض تغييريين، أن يكشفوا سر اللعبة في المناورات البرية ويعطلوا مفاعيلها، وقد نجحوا، رغم قصر المدة، أكثر من مرة في إعادة الاعتبار للديمقراطية وأرغموا البرلمان ورئيسه على استبدال التسويات التوافقية والاقتراع برفع الأيدي بالتصويت في الصندوق كخطوة على طريق التصويت الإلكتروني. أما مبادرتهم الرئاسية فهي ضربة معلم موفقة، أصابت مناورة بري وكل أنواع المناورات في الصميم، لأنها حرمته من الظهور في صورة المؤتمن على احترام موعد الاستحقاق وعلى كلمة السر تخرج من جيبه حين تنضج الظروف الخارجية. بعد أن لوح بإمساكه مفتاح الدعوة لجلسة الانتخاب تعاقبت ظروف وعوامل، من بينها مبادرة التغييريين، لتبين أن المفتاح بلي من الصدأ وأن الجميع يبحثون عن مفتاح جديد. مبادرتهم جعلت الاستحقاق لبنانياً حقاً، ولا سيما أنهم وعدوا بفضح مواقف الكتل من المبادرة ومن التوافق ومن عقد الجلسة ومن تعطيل النصاب. هذا كله جديد على برلمان اعتاد على المصادقة على مرشح يسميه الرئيس السوري أو يجري التوافق عليه بين السفارات أو في كواليس المحاصصة المحلية. رغم حملات العتب أو التشنيع أو الافتراء التي تشن على نواب التغيير، خصوصاً بعد مسرحية الجلسة الانتخابية الأولى، يبقى من المؤكد أن مبادرتهم سحبت كلمة السر من كواليس المناورة وبعثرت حروفها على شبكة الكلمات المتقاطعة.

 

دور لبناني يبحث عن بطل

رفيق خوري/نداء الوطن/01 تشرين الأول/2022

المشهد السياسي بالغ التعبير عن الواقع المتغير في لبنان: البطريرك الراعي والمفتي الشيخ دريان والمطران عودة وشيخ العقل الدكتور أبي المنى يطالبون بما يجب، والسيد حسن نصرالله يقرر ما يريد. هم في دور المعارضة، وهو في دور السلطة. أما السياسيون الموالون والمعارضون، فإنهم يتحركون على مسرح، حيث هناك دور يبحث عن بطل، و"أشخاص يبحثون عن دور" كما في مسرحية الإيطالي بيرانديللو. والمرشحون للرئاسة نوعان: واحد يبحث عنه الناخبون، وآخر يبحث عن ناخبين. والناخبون هم أهل المرجعيات في الداخل وأصحاب النفوذ في الخارج. وما يدور في المجلس النيابي هو التصويت.

واللعبة مكشوفة، وإن بدت غامضة. ولا مجال لأن يغطيها خطاب الحرص على تأليف حكومة وإنتخاب رئيس للجمهورية. لعبة فريقين: واحد يعطي الأولوية لتأليف حكومة، وآخر يعطي الأولوية لإنتخاب رئيس. هدف الأول هو "إنقاذ" الحكومة من ورطة الخلاف على تسلم حكومة تصريف الأعمال لصلاحيات الرئيس، عبر مراسيم جديدة، لأن الذهاب الى الشغور الرئاسي مقرر سلفاً. والسبب هو عجز هذا الفريق عن إيصال المرشح المختار لديه الى قصر بعبدا على خطى الرئيس ميشال عون، وبالتالي الرهان على الشغور والوقت لتجديد الفرص أمام هذا المرشح أو لإستكمال الإنهيار وتعب المعاندين والناس، بحيث يسلمون بإنتخاب من يرفضونه، إن لم يكن الهدف هو الوصول باليأس الى "لبنان آخر" ضمن "محور الممانعة". وهدف الطريق الثاني هو تحريك المسار المتوقف لإنتخاب رئيس وبدء العمل الجدي لإنقاذ الجمهورية على مراحل.

والأفضل بالطبع هو الحصول على حكومة ورئيس. لكن المنطق البسيط هو إنه إذا كنا ذاهبين الى إنتخاب رئيس في الشهر الأخير من المهلة الدستورية، فلا قيمة للتنافس على حكومة عمرها أسابيع لأنها تعتبر مستقيلة فور إنتخاب الرئيس. لكن الظاهر أن المطلوب كثير من حكومة مرشحة لأن تكون طويلة العمر بسبب الشغور الرئاسي الذي يراد لنا أن نصل إليه بالخيار لا بالإضطرار. ولا أحد يجهل ان الحكومة والرئاسة معاً هما من الأدوات في معركة على روح لبنان أكثر مما هما ضمن تعزيز المؤسسات في تسوية. فلا ما نراه هو لعب على حافة الهاوية، لأننا في قلب هاوية بلا حافة. ولا قيمة للشطارة في ما يسمى تدوير الزوايا وتربيع الدائرة، لأن ما نحتاجه هو الخروج من الدائرة والسير على طريق واسع بلا زوايا. ولا شيء اسمه فوضى دستورية، بل فوضى إنقلاب على الدستور بأشكال سياسية مدعومة بالقوة، وتقود الى مناطق متنازعة تتوزعها زعامات وتضربها أزمات مالية وإقتصادية وإجتماعية أقوى من الأزمات الحالية. حتى ترسيم الحدود البحرية وبدء مسار يستغرق سنوات لإستخراج الغاز، فإن ما يتم التركيز عليه في الوقت الحالي هو أن "حزب الله" أكمل تحرير الأرض بتحرير البحر من الإحتلال الإسرائيلي. يقول فرنسيس فوكوياما إن العالم قسمان: "تاريخي" و"ما بعد تاريخي". لكن لبنان صار في واقع "ما قبل تاريخي".

 

إدارة رشيدة لانتخاب الرئيس: سعيد مالك وحسّان الرّفاعي يقرآن في دستور الجلسة والنصاب

د. ميشال الشماعي/01 تشرين الأول/2022

سعيد مالك وحسّان الرّفاعي يقرآن في دستور الجلسة والنصاب

طوى رئيس مجلس النوّاب جلسة انتخاب رئيس الجمهوريّة الرابع عشر بعد الطائف وهو الذي أدار عمليّة انتخاب أربعة رؤساء بعد الطائف. وعند كلّ استحقاق رئاسي تكثر الاجتهادات الدّستوريّة، ولكن يبقى الثابت الوحيد الدّستور والأعراف التي اعتادها اللبنانيّون. ولا يمكن تجاوزها بحجّة عجز المجلس النيابي عن إنتاج رئيس سواء أكان بالتوافق أم بالأكثريّة المطلقة. فالتجاوزات السابقة التي جُدِّدَ للرّؤساء أو انتُخِبَ موظّفو الفئة الأولى (قادة الجيش اللبناني) بواسطتها لمنصب رئيس الجمهوريّة صحيح أنّها حلّت أزمة في تلك المرحلة إلّا أنّها أفقدت الدّستور هيبته.

إدارةٌ رشيدةٌ، أمْ عَ «البلدي»؟

واللافت في إدارة الرئيس برّي جلسة 29 أيلول حنكته وطرفَته اللتان اعتادهما اللبنانيّون وينتظرونهما دائماً عند كلّ استحقاق وهو عرف كيفيّة توظيف هاتين المَلَكَتين طوال فترة تولّيه سدّة رئاسة المجلس. ويختلف الدّستوريّون كثيراً حول بعض الطرائق المعتمَدَة في إدارة الجلسات وفي ما إذا كان يحقّ لرئيس مجلس النواب أن يكون طرفاً سياسيّاً، وهو المفترض أن يكون حكماً مثله مثل رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة. وفي هذا السياق يلفت الخبير الدّستوري الدكتور سعيد مالك في حديث لـ»نداء الوطن» إلى أنّه «من الثابت أوّلاً أنّ رئيس مجلس النوّاب هو نائب انتُخِبَ من قبل قاعدته من جهة، ومن بعدها انتُخِبَ رئيساً لمجلس النوّاب فليس مفترَضاً عليه أن يكون طرفاً بل حكماً مثله مثل رئيس الجمهوريّة وحتّى رئيس الحكومة». ويؤكّد مالك الدّور السياسي لرئيس المجلس ولكن «كونه رئيس هذا المجلس فهو له دور إداري يحكمه النظام الدّاخلي لمجلس النوّاب».

أمّا المحامي حسّان الرّفاعي فيوضح أنّ «اللعب على الكلمات بتفسير المادّة 49 والتفرقة بين «الجلسة» و»الدّورة» غير مقبول إذ لا يمكن في كلّ مرّة أن نبدأ من جديد، أوّل دورة لجسّ النبض وإن لم تعجبنا النتيجة نطيّر النصاب ونرفع الجلسة».

فبالنسبة إليه «هذه الورقة يجب ألا تكون بيد رئيس المجلس الذي يجب أن يكون على مسافة واحدة من الجميع، وعليه أن يمارس مبدأ الحياد الإيجابي في إدارته جلسة الانتخاب، لا أن يستعمل موقعه وسلطته في إدارة الجلسات، وفي تحديد مواعيدها ليستفيد منها سياسيّاً، ولو عن نيّة حسنة كما يقول ويدّعي بهدف التوصّل إلى توافق».

الخبير الدستوري سعيد مالك

مسألة النصاب وطريقة الإنتخاب

أمّا بالنسبة إلى موضوع النصاب وإذا كان يجوز لرئيس المجلس أن يبقي الجلسات مفتوحة من دون إقفالها، لا سيّما أنّ كتلتي الوفاء للمقاومة والتنمية والتحرير هما اللتان انسحبتا من الجلسة، أي عمليّاً قامتا بتطيير نصاب الدّورة الثانية التي تجيز انتخاب الرئيس بالأكثريّة المطلقة، فيوضح مالك أنّ «المادّة 49 من الدّستور تشير إلى أنّ هناك جلسة واحدة لانتخابات رئاسة الجمهوريّة ولكن بدورات متتالية ومتواصلة حتّى انتخاب رئيس. بالتّالي عملاً بالنّصّ الدستوري وسنداً إلى العرف الدّستوري يجب أن تبقى الجلسات مفتوحة، ويجب أن يبقى مجلس النوّاب بحالة انعقاد دائم بجلسات ودورات متتالية وصولاً إلى انتخاب رئيس جمهوريّة».

من هذا المنطلق، يوضح مالك في حديثه كيف يمكن أن يُنتَخَب الرئيس بالنصف زائداً واحداً في الجلسة الثانية لا سيّما أنّ دولة الرئيس بري ترك الجلسة مفتوحة، فيشير إلى أنّه «في جلسات انتخاب رئيس الجمهوريّة يجب أن يتوافر نصاب 86 نائباً أي الثلثين ليتمكّن رئيس مجلس النوّاب من افتتاح الجلسات». وهذا ما حقّقه النوّاب اللبنانيّون الذين قاموا بواجبهم الانتخابي بحسب الدّستور. وبحسب مالك فإنّ الرئيس برّي «سيعيد حكماً الدّورة الأولى كما فعل مع الرئيس عون، ومن بعدها إلى الدّورة الثانية. ففي الدّورة الأولى يجب أن ينال أكثريّة الثلثين أي 86 صوتاً أمّا في الدورة الثانية فالغالبيّة المطلقة أي 65 صوتاً ويزيد».

ويأسف الرفاعي جدّاً للطريقة التي حصلت بها هذه الجلسة. فبالنسبة إليه «إنّ رئيس الجمهوريّة ليس أرنباً يُسحَبُ في اللحظة الأخيرة من كمّ الساحر. فهذا رئيس الجمهوريّة، وهو حكم بين اللبنانيّين كلّهم، وساهر على تطبيق الدّستور لمدّة ستّ سنوات».

ويؤكّد الرفاعي أنّ «الانتخابات هي انتخابات. ولا مجال للتوافق. فمَن ينجح في الدّورة الأولى ينجح بثلثي الأصوات، وبما أنّ هذا الأمر صعب، ففي الدّورة الثانية ينجح مَن يحصل على الأغلبيّة المطلقة أي 65 صوتاً». فالمسألة واضحة جدّاً بالنسبة إليه وقد نصّ عليها الدّستور بشكل جليٍّ في المواد ذات الصلة بالموضوع.

ويلفت الرفاعي إلى أنّه «لا يمكن في كلّ مرّة أن نبدأ من جديد، أوّل دورة نجسّ النبض، وإن لم تعجبنا النتيجة، نطيّر النصاب ونرفع الجلسة». وهو يرى في مسألة إعادة العمليّة الانتخابيّة من مرحلة الصفر عبر اللجوء في كلّ جلسة إلى دورة أولى قبل الانتقال إلى الثانية عمليّة تحكّم واضحة من قبل رئيس مجلس النوّاب يمكنه من خلالها «كشف نوايا وتوجّهات النوّاب ليبقي له الكلمة الأخيرة وليتحكّم بالجلسة ككلّ، وربّما بنتيجتها. وفي حال لم تكن النتيجة كما يريدها هو وفريقه السياسي يقوم بتهريب النّصاب وتطيير الجلسة». فبالنسبة إلى الرفاعي، «بعض من النواب المعارضين قد ساهم بشكل أو آخر في عمليّة تأجيل الجلسة». ويؤكّد الرفاعي حول موضوع النّصاب أنّ «اشتراط نصاب الثلثين لكلّ جلسات الانتخاب مهما تكرّرت، هو سبب أكيد للتعطيل، أو لفرض الرئيس وفقاً لتوافقات من الدّاخل أو من الخارج».

مع الملاحظة وفق رؤيتنا المتواضعة في مواكبة الأداء السياسي لبعض من اعتدنا ممارساتهم السياسيّة في مؤسّسات الدولة طيلة أكثر من ثلاثة عقود، إنّ هذا الرأي الدستوري يؤكّد أحقّيّة انتخاب رئيس الجمهوريّة من الدّورة الثانية بالنصف زائداً واحداً. وقد يكون ما قام به الرئيس برّي هو لتجاوز الدّورة الأولى في دعوته الثانية لانتخاب رئيس جمهوريّة، فيبدأ مباشرة بالدّورة الثانية. وهذا ما قد يخلق جدلاً دستوريّاً، إن حدث، مع العلم أنّ البلاد بغنى عن إضافة أزمة دستوريّة جديدة إلى الأزمات التي تعصف بها.

المحامي حسان الرفاعي

استغلال الخلل وتوظيفه سياسيّاً

ويسجّل الرّفاعي دهشته ممّا حدث في جلسة 29 أيلول. فبالنسبة إليه «هذه الجلسة كانت بمثابة جلسة رفع عتب أمام الرأي العام المحلّي والدولي. لم تأتِ أغلبيّة النواب لانتخاب رئيس بل لجسّ النبض بانتظار كلمة سرّ من هنا أو تسويات من هناك».

ويرى الرّفاعي في هذا الاستغلال تشابهاً مع طريقة تشكيل الحكومات عبر دعوة رئيس الجمهوريّة للإستشارات الملزمة حيث يقوم بترتيب مواعيد النواب والكتل ليكشف آراءهم السياسيّة في موضوع التشكيل. فهذه كلّها بالنسبة إليه «هرطقات على الطريقة اللبنانيّة، وعلى السادة النوّاب كلّهم أن يذهبوا إلى المجلس النيابي لممارسة واجباتهم عوض انتظار التسويات والتوافقات». ويختم الرّفاعي بملاحظة هذا الخلل الإداري في موضوع الجلسات، ويعيد ذلك إلى قانون الانتخاب الذي برأيه «أبعد المواطن عن المؤسّسات ودفعه إلى الشارع. فأوّل ما يجب القيام به هو التوصّل إلى قانون انتخابات يعيد النّاس إلى مؤسّسات الدّولة والحياة السياسيّة، ويخرجها من الشارع الذي لم يوصل أحداً إلى هدفه الحقيقي نظراً لتعقيدات التركيبة اللبنانيّة. وبذلك تصبح نسبة الاقتراع مرتفعة جدّاً عوض أن تكون أقلّ من 50%».

في المحصّلة

لا الوضع السياسي - الوطني يحتمل، ولا الحالة الاقتصاديّة – الإجتماعيّة التي باتت تحكم اللبنانيّين بالتساوي، تسمح بالمزيد من التجاوزات للدّستور الذي يجب ألا يبقى وجهة نظر قابلة للإجتهادات والتفسيرات التي غالباً ما تكون غبّ الطلب للفريق صاحب الغلبة والقدرة السياسيَّتين. الدّستور هو دستور وواجب احترامه وتطبيقه لا البحث في كيفيّة التحايل والتلاعب على النصوص لتحقيق المصالح الخاصّة. ولمرّة واحدة وأخيرة، إمّا أن يتمّ احترام الدّستور وإدارة الحياة السياسيّة في مؤسّسات الدّولة كما ينصّ في موادّه، وإمّا ستتحوّل الجمهوريّة اللبنانيّة بأكملها إلى وجهة نظر وجوديّة قد لا تعود موجودة!

 

عندما يدفع وزير المالية ثمن شعبوية السياسيين ومزايداتهم

غادة حلاوي/نداء الوطن/01 تشرين الأول/2022

الوزير الخليل... همّه أن يترك وراءه خطوة تدفع باتجاه الحل

من مكتبه المطل على البحر في وسط العاصمة بيروت والواقع في حرم مجلس النواب، يتابع وزير المالية يوسف الخليل وفريق عمله ردود الفعل الغاضبة والمنتقدة لإعلانه رفع سعر صرف الدولار الرسمي الى 15 الف ليرة. اخذ الاعلان على عاتقه علماً انه كان بمقدوره تجنبه وتركه للحكومة ومصرف لبنان. باعلانه هذا لم يأت بجديد، لقد قال بالمفرق ما نصت عليه الموازنة بالجملة وتميز اعلانه بالصراحة الواضحة بلا مواربة او مجاملة او اعتماد النهج اللبناني المعتاد في تدوير الزوايا وتقديم الامور وفق حساب المقدمات المنمقة وتدارك ردود الفعل. مقتنع هو وفريق عمله انه فعلها وفق حساب الخسارة الذاتية الخاصة وربح المصداقية العامة ولو بعد حين. كل الانتقادات التي سيقت اتت خارج نطاق الواقع ولم تستند الى اسس علمية ومنطقية. المشكلة في خلط السياسي بالاقتصادي والمزايدات الجماهيرية. في مجلس النواب لاقى تصفيقا قوياً من الحضور ذاك الخطاب الشعبوي الذي انتقد صاحبه اتجاه الدولة لرفع الدعم ورفع الرسوم وزيادة التسعيرة على فاتورة الاتصالات والكهرباء. اساس العلة يكمن في الشعبوية. منذ ما يزيد على السنة ومعالجات الازمة المالية لا تخرج عن نطاق الترقيع الذي لا يستند الى اي اساس مبني على ارقام حقيقية. طوال تلك الفترة كانت الدولة تصرف من المال الحي من دون ايرادات. وفي وقت لامس سعر صرف الدولار سقف الاربعين الفاً بقيت الدولة تتقاضى رسومها على اساس سعر 1500 ليرة للدولار وهو ما ولد ازمة حقيقية على كل المستويات.

كانت الخطوة الاولى لوضع الحل على سكته الصحيحة تفنيد الازمة حيث لا ايرادات كافية والدولة تستنزف ذاتها. طالب صندوق النقد بمعالجات جذرية ورفض انصاف الحلول. اعتبروا ان مفاتحة الناس بكل الحقيقة دفعة واحدة قد تحقق لهم الصدمة ولكن لمرة واحدة واخيرة لا تقسيط الحل على مراحل. لكن الكيديات السياسية فعلت فعلها في لبنان. تأخر اقرار الموازنة لاعتبارات سياسية كان لها ثمنها. اقرت الموازنة ورئيس الجمهورية لم يوقعها بعد. اذا رفض توقيعها يعني مزيداً من الاستنزاف للاقتصاد. يعد اقرارها الخطوة الاولى في برنامج شروط صندوق النقد الدولي وهو تثبيت سعر صرف الدولار. الخطوة يصعب تحقيقها دفعة واحدة. والحل رفع تسعيرة الدولار الرسمية الى 15 الف ليرة بدل 1500 ليرة. اذ لا يمكن لدولة ان تتقاضى رسومها على اساس 1500 بينما بلغ دولار السوق الاربعين الفاً. عمليا الغيت تسعيرة الف وخمسماية ليرة نهائيا وسيصبح السعر الرسمي المتداول 15 الف ليرة. تدريجيا سيصبح ساري المفعول ويصبح اعتماده نافذاً في كل الاجراءات الرسمية بعد ان تكون المصارف كما المؤسسات وبالتعاون مع مصرف لبنان قد أوجدت آلية تطبيقية لاصحاب القروض المصرفية الذين لا يزالون يسددون قيمة القرض على اساس تسعيرة الالف وخمسماية ليرة وكذلك المؤسسات التي تتعامل بالعملة الصعبة، بالمقابل سيتم رفع الدولار الجمركي تدريجياً ليكون ابتداء من 15 الفاً بداية. الهدف المطلوب ضمن شروط صندوق النقد حصر ذاك التفاوت في سعر صرف الدولار الاميركي بحيث يتحقق المطلوب بوقف التهريب والحد من السوق السوداء المتداولة حالياً. وهما هدفان لا يتحققان الا من خلال التوازن في سعر الصرف وتضييق هامش الفرق بين الاسعار الذي نشهده اليوم. يستوعب وزير المالية يوسف الخليل الهجمة عليه بعد اعلانه عن رفع سعر صرف الدولار من 1500 الى 15 الف ليرة. رغم ان رئيس الحكومة اكد على ذلك في مقابلة له بعد ساعات من اعلان الخليل وذهب أبعد بتفسيره أن»الغاية هي الانتظام. الانتظام لا يكون إلا عندما نوحد سعر الصرف وفقاً لسعر السوق». بالمنطق كان يفترض ان يجير الخليل مثل هذا الاعلان غير الشعبوي، لكنه ارتضى تلقي السهام وهو متأكد ان التعليقات على القرار سياسية اكثر منها اقتصادية. كبير صار عدد المحللين الاقتصاديين ممن يتبارون في تسجيل الاهداف في مرمى المالية بينما الوقائع ثابتة. ازمة مالية يلزمها معالجات جذرية. باعلانه عن رفع سعر تسعيرة الدولار لم يأت الوزير بجديد للهجوم عليه هو قال ما تضمنته الموازنة التي استغرقت اشهراً درساً وتمحيصاً لدى لجنة المال والموازنة النيابية واقرها مجلس النواب بعد الحكومة. مجرد ان اقرت الموازنة وكل حساباتها على سعر صرف يوازي خمسة عشر الف ليرة يعني سقط حكما سعر الصرف على اسس 1500 ليرة. وبمجرد ان اقرت خطة التعافي فهي التزمت ايضا بشروط صندوق النقد ويأتي في اولوياتها تنفيذ جملة خطوات اصلاحية ستكون موجعة حتماً لان الدولة دخلت منذ عامين في عجز مادي واسع بينما لا تزال تستوفي ايراداتها على اساس 1500 للدولار الاميركي.

عبر وسائل التواصل الاجتماعي كتبت المسؤولة الاعلامية لوزير المالية ريما فرح تقول «يوسف الخليل احزم ملفاتك واترك كفاءتك الاقتصادية والمالية، وخذ آدميتك وخجلك وتهذيبك وعد الى منزلك، لقد سبقك كثيرون منهم الوزير إميل بيطار والوزير الياس سابا على درب صليب المكائد السياسية، وانشالله تكون انت آخرهم». لا يختلف اثنان على حيادية يوسف الخليل بالموضع المالي. وربما تكون تلك هي مشكلته التي جعلت اسمه متداولا من بين الاسماء المرجحة للاستبدال بآخرين في الحكومة المقبلة في حال نجحت مساعي تشكيلها. يوسف الخليل الآتي من عالم مصرف لبنان والضليع بلغة الارقام وتفنيدها، سئم هو نفسه من متابعة مهامه. على قدر المامه بالمسؤولية لم ترق له طريقة التعاطي والشعبوية التي يمارسها النواب والسياسيون رغم ادراكهم مدى خطورة الواقع وان مزيداً من التأخير سيجر البلد الى مزيد من الويلات مالياً واقتصادياً. سيرحل الخليل من الحكومة. لا يهم. همه ان يترك وراءه خطوة تدفع باتجاه الحل.

 

المعارضة السيادية متمسّكة بمعوض... أي رئيس يريد "الحزب"؟

راكيل عتيّق/نداء الوطن/01 تشرين الأول/2022

عندما يُسأل قريبون من «حزب الله» عن أي رئيس للجمهورية يريده «الحزب»، يجيبون بمزاح: «سرّ». إلّا أنّ هذا المزاح يحمل في طياته كثيراً من الجدية والدلالة الى أنّ «حزب الله» لن يتهاون في معركة الرئاسة بكشف أوراقه باكراً، فهو في مرحلة استكشاف أوراق الآخرين من أفرقاء لبنانيين وجهات خارجية لاعبة في هذا الاستحقاق، بالتوازي مع تطبيق خطته الرئاسية، والتي يريد في نهايتها، كما يقول، الوصول الى رئيس تسووي، إذ إنّه مع تسوية داخلية على المستوى الرئاسي. ولا يزال «الحزب» يرى أنّ رئيس تيار «المرده» سليمان فرنجية يتمتع بحظوظ رئاسية، ولذلك لم «يحرق» اسمه في جلسة الانتخاب الأولى، فحتى نجل رئيس «المرده» النائب طوني فرنجية لم يصوّت له بل كان من ضمن النواب الـ63 الذين اقترعوا بورقة بيضاء، ضمن اللعبة التي أدارها «حزب الله»، والتي تقضي بمعرفة توجهات الآخرين من سياديين وتغييريين، وتوحيد تصويت نواب محور «الممانعة» لكشف حجمه النيابي كـ»انطلاقة» من دون تأمين أصوات إضافية لمرشحٍ ما، وفي ذلك رسالة الى الداخل والخارج على حدٍّ سواء، للقول بوضوح: «هذا حجمنا، والتعطيل في يدنا، ولا يُمكن تخطينا رئاسياً».

رسالة «حزب الله» هذه أكدها رئيس مجلس النواب نبيه بري، بعد رفع الجلسة، مشدداً على «التوافق» رئاسياً ولإنقاذ لبنان. وبالتالي إنّ «الثنائي الشيعي»، وتحديداً «حزب الله»، يدعو الى تسوية رئاسية داخلية، ومستعدّ كما يقول، للتوافق على رئيس، ويعتبر أنّ الرئيس التسووي هو المقبول من أكثرية القوى، غير استفزازي، يحضّر لتسوية داخلية، ولا فيتو عليه من أي طرف أساسي، فيما أنّ هذه المواصفات لا تنطبق على حليفيه المسيحيين، فرنجية ورئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل. وبالتالي إمّا أنّ «الحزب» سيلعب ورقة فرنجية في جلسة الانتخاب التالية، كمرشح مواجهة في وجه مرشح المعارضة، ليُصار بعدها الى تسوية تأتي برئيس آخر، وإمّا أنّه يمنّي النفس بإقناع أطراف أساسيين بتأييد فرنجية، وتحديداً باسيل ورئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط وبعض النواب السُنة، وعندها يؤمّن الميثاقية الطائفية له، ولا تعود معارضة حزب «القوات اللبنانية» والأفرقاء المسيحيين الآخرين لفرنجية حجر عثرة أمام وصوله الى الرئاسة الأولى، خصوصاً إذا أخذت الأوضاع الإقليمية والدولية منحى تسووياً أيضاً، أو حصل توافق بين الدول المؤثرة في الاستحقاق الرئاسي، على إعطاء الضوء الأخضر لتسوية داخلية والقبول بالرئيس الذي تنتجه.

لكن معركة «حزب الله» الرئاسية ليست «نزهة»، فصحيح أنّه يمكنه مع حلفائه أن يعطّل النصاب على غرار ما فعل الخميس الفائت، إلّا أنّ المعارضة بدورها يمكنها التعطيل أيضاً. كذلك لم يصل «الحزب» بعد الى جَمْع حلفائه على مرشحٍ واحد، ولكي يتمكّن من ذلك عليه أن يقدّم مغريات ومكاسب عدة، خصوصاً لباسيل، إذ إنّ حاجته الى غطاء حليفه المسيحي إن رئاسياً أو على المستوى السياسي العام، لم تنتفِ بعد.

الى ذلك، اكتشف «الحزب» قدرة المعارضة في جلسة الانتخاب الأولى، فكان الافتتاح برقمٍ غير قليل، وهذا ما حدا بـ»الثنائي الشيعي» الى تطيير نصاب الدورة الانتخابية الثانية، إذ إنّ المرشح النائب ميشال معوض الذي حصل على غالبية الأصوات ومجموعها 36 صوتاً، كان يمكن أن يحظى بتصويت أكثر من 50 نائباً في الدورة الثانية، ما يعزّز حظوظه. لكن على رغم أنّ المعارضة السيادية مستمرّة في ترشيح معوض، مع سعيها الى تأمين أصوات إضافية له، ترى جهاتٍ عدة أنّ التركيبة اللبنانية لا تسمح بوصول معوض، المستفز لـ»حزب الله»، إلّا أنّه مع ذلك، سيحسّن شروط المعارضة أقلّه، بعد أن فرضت وجودها رئاسياً بمرشح قد تتوحد على اسمه كلّ مكوناتها، ما قد يوصل بالحد الأدنى الى مرشح تسووي غير قريب من «الحزب».

وبالتالي، تتركز الخطوة التالية في معركة المعارضة السيادية على تكثيف الاتصالات والحوار مع نواب «التغيير»، لإقناعهم بالعدول عن رفضهم لمعوض، إنطلاقاً من أنّه المرشح الذي نال أكبر عدد من أصوات نواب المعارضة. وفي حين لا يُمكن ضمان أصوات نواب «التغيير» ولا حتى «اللقاء الديموقراطي» إذ إنّ تاريخ جنبلاط يدلّ الى «سيره» مع تيار أي تسوية، إلّا أنّ «القوات» وحزب «الكتائب اللبنانية» ونواباً مستقلّين يعوّلون على الوصول الى توحيد الموقف لجهة تبنّي كلّ مكونات المعارضة ترشيح معوض، ويؤكدون خوض المعركة حتى النهاية.

البعض يعتبر أنّ المعارضة تخوض مواجهة خاسرة، وعليها اختصار الوقت، وفتح حوار مع «حزب الله» للوصول الى رئيس تسووي، إلّا أنّ «القوات» ترفض هذه النظرية، وتشدّد على أنّ المرشح التسووي المطلوب هو الذي يحوز على صفتي السيادة والإصلاح، وخلاف ذلك لن تدخل في أي تسوية. كذلك لا ترى «القوات» أنّ الباب مُقفل أمام توحيد المعارضة، معولةً على التأييد الذي ناله معوض من المعارضة السيادية، وعلى أنّها بالحوار والنقاش يمكن أن تصل الى نتيجة مع نواب «التغيير». هذه المواقف، وبمعزل عن واقعية أي منها، تدلّ الى أنّ المعركة الرئاسية مفتوحة على كلّ الاحتمالات ربطاً بالاتفاقات الداخلية ووضع البلد والمتغيرات الإقليمية – الدولية، وقد لا تنتهي إلّا بعد فراغٍ مرتبط بدوره بالأحداث المحلية والخارجية، قد يُخرج الاستحقاق نهائياً من أيدي اللبنانيين ويحصره في أيدي «الكبار».

 

الحبر السرّي للأوراق البيضاء

سناء الجاك/نداء الوطن/01 تشرين الأول/2022

يفتقد وصف وضع «الموالاة» بالتشرذم إلى الدقة. فقد أثبتت 63 ورقة بيضاء في جلسة التصويت التجريبي لنواب الأمة أن هذه «الموالاة» قادرة على توحيد موقفها أكثر مما فعلته «المعارضات». أكثر من ذلك، حملت هذه الأوراق استفتاءً وإحصاءً واستطلاعاً لخريطة التحالفات في صفوف النواب، وبروفةً لما يمكن أن تأتي عليه نتيجة انتخاب رئيس للجمهورية، عندما يستقر رأي الحاكم بأمره على من سيُنَصِّبه رئيساً، ويرغم ما من يستطيع أن يرغمه من بين الكتل المعارضة على الانصياع... اللهم إلا إذا اتفقت «المعارضات» على توحيد توجهها لاختيار مرشح بعينه بأغلبية 65 بعد تأمين النصاب، لأكثر من جولة تصويت، لتتمكن من فرض رئيسٍ سيكون حتماً لبنانياً أكثر من أي شخصية ستفرضها الأجندة الإيرانية لاستكمال مشاريعها في لبنان. والمؤسف أن البروفة بيّنت أن هذا الحاكم يقود اللعبة باحتراف ومهارة، لذا هو واثق من قدرته على فرض قراره، حتى على «المعارضات»، وأن كل ما يلزمه هو اختراقها بعدد بسيط من النواب أصحاب الموقف الرمادي، حتى ينجح في مسعاه. بالتالي، الأوراق البيضاء ليست بيضاء على الإطلاق. لذا فإن الحبر السري الكامن في فراغها ممكنة قراءته. وأحرفه غير المرئية تشير إلى الانضباط والالتزام اللذين تواظب عليهما المنظومة الملحقة بالحاكم بأمره.

وواضح أن الاستحقاق الحالي يختلف عن استحقاق فرض إيصال الرئيس ميشال عون. ذلك أن اسم الرئيس العتيد لا يزال أسير الحبر السري. أي اسم يصبح هو الرئيس المطلوب، عندما تنتفي الحاجة إلى السيناريو القاضي بمزيد من التأزيم للوضع اللبناني بغية تلبية متطلبات المشروع الإيراني... أو عندما تتطلب مزيداً من التأزيم... حينها يمكننا توقع ما يصعب توقعه واعتباره مستحيلاً... وحينها ينتهي الصراع بين المسترئسين سليمان فرنجية وجبران باسيل، فالحاكم بأمره قادر على حسمه عندما يريد. ولأن الحاكم بأمره لم يحسم قراره بعد بإنهاء فصول الأزمة، وليس باختيار اسم الرئيس، لن تكون الفترات بين الدعوات المتقطعة إلى جلسات قد لا تشهد اكتمال النصاب، هي فرصة لتحسين الشروط وتحصين المواقع على طاولة التسوية بغية التوصل إلى «رئيس توافقي»، وانما ستكون فترات انتظار حتى تأتي الأوامر من رأس المحور بأن تتم صياغة التسوية وفق ما يناسب مصالحه.

لذا تم تعطيل النصاب بعد جلسة التصويت التجريبية، وتولى رئيس مجلس النواب نبيه بري إفهام المخضرمين والمتمرسين والمبتدئين في صفوف «المعارضات» أنه، وبصفته المتحكم بالدعوة إلى المزيد من جلسات التصويت، فإنه يشترط «توافقية قهرية»، وإلا سيبقى سيد الموقف فراغ ممتلئ بكل السيناريوات التدميرية التي تنكل بالمواطن وتجعل شظف العيش أقل أضراره. ولنا ان نتسلى بعد هذه «الهمروجة» بتعقيدات تشكيل الحكومة التي ستتولى السلطة مجتمعة في ظل شغور قصر بعبدا من رئيس للجمهورية. ولنا أن نتوقع هزات أمنية واقتصادية لزوم تطويع الداخل والخارج وخلط الأوراق ومن ثم إعادة غربلتها، حتى يحين موعد الصفقات الكبرى التي تأخذ المسائل الصغرى، كالمسألة اللبنانية، على البيعة. بهذه البساطة يتصرف الحاكم بأمره في هذا الاستحقاق، ما دام مسيطراً من خلال النصاب على المعطيات التي توافقه وتصب في صالحه. وبهذه البساطة كان ينبغي «للمعارضات» أن تختزل خلافاتها وتبايناتها حتى تصبح «معارضة» وتجمع جهودها للتوصل إلى قاسم مشترك وصلب يشجِّع على تواصل منتج بين القوى المحليّة والاقليميّة والدوليّة لمواجهة وحدة الأوراق البيضاء. لكن هذا الأمر لم يحصل. والسبب يعود إلى أن حسابات «المعارضات» كان يجب إجراؤها قبل الانتخابات النيابية. حينها كان يمكننا أن نتخيل مجلساً نيابياً لا يتحكم بنصابه الحاكم بأمره. أو يمكننا أن نحلم باستدراك هذا الخطأ في الانتخابات المقبلة مع ست سنوات، بحيث لا يؤدي الحبر السري للأوراق البيضاء مفعوله.

 

مرافق الاعتقال في سوريا والعراق لا تزال عرضة لهجمات تنظيم «الدولة الإسلامية

ديفورا مارغولين/معهد واشنطن/01 تشرين الأول/2022

تسلط محاولة انتحارية استهدفت مخيم الهول للنازحين في شمال سوريا الضوء على المخاطر المستمرة التي يشكلها الاحتجاز لأجل غير مسمى للأجانب المرتبطين بتنظيم «الدولة الإسلامية»

في 20 أيلول/سبتمبر، حاولت خلية تابعة لتنظيم «الدولة الإسلامية» تنفيذ هجوم انتحاري استهدف مخيم الهول للنازحين في شمال شرق سوريا. وعلى الرغم من الخسائر الإقليمية التي تكبدها هذا التنظيم، لا يزال يملك طموحات كبيرة للعودة إلى السلطة في جميع أنحاء سوريا والعراق. ويستلزم تحقيق جزء من هذا الهدف حث الأعضاء والجهات التابعة مراراً وتكراراً على مهاجمة السجون والمخيمات في أنحاء المنطقة كافة من أجل تحرير الرجال والنساء والأطفال المرتبطين بالتنظيم. ويُعتبَر هؤلاء المعتقلون في غاية الأهمية فيما يتعلق بنشر أيديولوجية تنظيم «الدولة الإسلامية»، وتحسين نجاحه العملياتي، وتسهيل عودته في المستقبل.

الوضع الحالي لمرافق الاعتقال

يقيم في مخيم الهول نحو 55000 شخص، وهو يكمن في صلب المجادلات المتعلقة بسياسة الاحتجاز لأجل غير مسمى التي طُبقت على مرافق مماثلة ضمنياً. وقد شددت هذه النقاشات على وجه التحديد على دور النساء والقاصرين المرتبطين بتنظيم «الدولة الإسلامية» - حيث تشكل النساء غالبية السكان البالغين في المخيم، وتقدر الحكومة الأمريكية أن ما يقرب من نصف جميع الأفراد المحتجزين هناك تقل أعمارهم عن اثني عشر عاماً.

وفيما يتعلق بدولة المنشأ، تشكل النساء والأطفال العراقيون أكبر مجموعة من الأجانب المحتجزين في المخيم، ويُقدَّر عددهم بنحو 25000 شخص. كما يضم مخيم الهول حوالي 2000 إمرأة و 8000 قاصر من 57 دولة أخرى. ويأتي باقي المعتقلين من سوريا.

وتأوي المخيمات والسجون الأخرى المنتشرة في سوريا والعراق ما يُقدَّر بنحو 10000 أجنبي. وإذا أُضيف إليها مخيم الهول، يعني ذلك أن حوالى 43000 أجنبي من المنتسبين لتنظيم «الدولة الإسلامية» لا يزالون قابعين في هذه المرافق، حيث ينتمون إلى ما يقرب من ستين دولة من بينها العراق. وغالبية هؤلاء الأفراد هم من النساء والقاصرين.

في أوائل عام 2022، هاجمت عناصر من تنظيم «الدولة الإسلامية» سجن غويران في شمال شرق سوريا لإطلاق سراح أفراد مرتبطين بالتنظيم. وكما أشار مسؤول مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأمريكية، يان موس، في تموز/يوليو، "أوضح الهجوم أننا لا نستطيع أن نفصل بشكل مصطنع قلقنا بشأن قضايا التشرد والاعتقال عن السياق السياسي الأوسع نطاقاً في شمال شرق سوريا، وذلك بسبب واقع بسيط هو أنه كلما زادت الموارد المالية ومجالات النشاط التي يتمتع بها [تنظيم «الدولة الإسلامية»]، كلما زاد تعقيد جهوده و/أو تكرارها لإطلاق سراح المحتجزين والتجنيد في مخيمات النازحين". وأظهرت أدلة مقاطع الفيديو التي التُقطت أثناء الهجوم أن قاصرين أجانب من الذكور كانوا محتجزين في مناطق من السجن إلى جانب رجال بالغين، مما زاد من فرص التجنيد والتلقين والاستغلال.

وتتجلى قدرة التنظيم على العمل داخل مرافق الاعتقال على أفضل نحو من خلال الوضع السائد في مخيم الهول. فقد أصبح هذا المخيم مرتعاً لنشاط تنظيم «الدولة الإسلامية»، حيث يدير التنظيم محاكم دينية، ويراقب النساء والأطفال، وينقل أيديولوجيته إلى الجيل القادم. كما يتفشى النشاط الإجرامي، حيث أحصت "منظمة الصحة العالمية" 85 حالة وفاة في الهول العام الماضي بسبب الجرائم وحدها.

ولمعالجة هذه المشاكل، نفذت «قوات سوريا الديمقراطية» التي يقودها الأكراد عملية أمنية استمرت أسبوعين في آذار/مارس 2021، واعتقلت 125 فرداً تابعين لتنظيم "الدولة الإسلامية". لكن بينما تسبب هذا الجهد في تراجع فوري في نشاط تنظيم «الدولة الإسلامية» داخل المخيم، تمكّن التنظيم منذ ذلك الحين من استعادة موطئ قدمه هناك. ووفقاً لـ"قوات سوريا الديمقراطية"، قتلت عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» والجماعات التابعة له أربعة وأربعين شخصاً من السكان والعاملين في المجال الإنساني هذا العام وحده، من بينهم أربع عشرة إمرأة وطفلين.

وخلال الشهر الماضي، سعت «قوات سوريا الديمقراطية» إلى كبح عودة التنظيم مجدداً من خلال تنفيذ "عملية الإنسانية والأمن" بدعم من الولايات المتحدة. وفي 18 أيلول/سبتمبر، أصدرت "القيادة المركزية الأمريكية" بياناً يشيد بـ"شركائها في «قوات سوريا الديمقراطية»" لإنجازهم المهمة الأمنية التي استمرت أربعة وعشرين يوماً. فابتداءً من 25 آب/أغسطس وحتى 17 أيلول/سبتمبر، قامت الوحدات المشاركة في العملية بتفكيك العديد من شبكات تابعة لتنظيم «الدولة الإسلامية» في المخيم، واعتقلت ما يقرب من 300 شخص مرتبطين بالتنظيم (بينهم 36 امرأة)، وصادرت أسلحة ومتفجرات. كما أطلقت سراح ست نساء (بينهن إيزيديتان) تعرضن للاحتجاز والتعذيب على أيدي عناصر تابعة لتنظيم «الدولة الإسلامية». وعند إطلاع أفراد من «قوات سوريا الديمقراطية» بشأن المهمة، شدد هؤلاء على الدور البارز الذي لعبته النساء في الحفاظ على شبكات تنظيم «الدولة الإسلامية» وعرقلة العملية عند تنفيذها.

آخر الهجمات على الهول

من المرجح أن يكون تنظيم «الدولة الإسلامية» قد اعتبر العملية التي قادتها «قوات سوريا الديمقراطية» بمثابة تهديد مباشر لقاعدة دعمه، الأمر الذي يستلزم الرد. ونظراً لأن ديناميات النوع الاجتماعي (الخاصة بالجنسين) تؤدي دوراً رئيسياً في الخطاب التحفيزي الذي يعتمده التنظيم، فسيُنظَر إلى هذه العملية على أنها تستهدف النساء والأطفال في تنظيم «الدولة الإسلامية»، مما يتطلب انتقاماً من المقاتلين الذكور الذين يشعرون أنهم مضطرين إلى الظهور كحماة لهم.

ومن غير المستغرب أن يكون تنظيم «الدولة الإسلامية» قد حاول مهاجمة الهول بعد أيام قليلة من انتهاء المهمة التي قادتها «قوات سوريا الديمقراطية». ففي 20 أيلول/سبتمبر، حاول سبعة عناصر من هذا التنظيم تجهيز مركبتين بالمتفجرات، ولكن إحداهما انفجرت قبل الأوان على بُعد حوالي عشرة كيلومترات من الهدف المفترض، أي الهول. وعند وصول عناصر «قوات سوريا الديمقراطية» إلى مكان الحادث، خرج مهاجمان من المركبة الثانية يرتديان سترتين ناسفتين، ففجّر أحدهما نفسه، بينما قُتل الآخر قبل أن يتمكن من القيام بخطوة مماثلة. ووفقاً لـ "القيادة المركزية الأمريكية"، جُهّزت المركبة المفخخة الثانية بما لا يقل عن خمسين كيلوغراماً من المتفجرات. وفي المجموع، قُتل أربعة عناصر من تنظيم «الدولة الإسلامية» واعتُقل واحد، من دون الإبلاغ عن أي إصابات أو وفيات ضمن صفوف «قوات سوريا الديمقراطية».

وبعد أربعة أيام، أعلن تنظيم «الدولة الإسلامية» عبر إحدى قنواته على "تلغرام" مسؤوليته عن العملية الانتحارية. وخلافاً لبيانات «قوات سوريا الديمقراطية»، زعم التنظيم أن الهجوم أسفر عن مقتل أو إصابة 13 شخصاً. كما وصف الحادثة بأنها جزء من "انتقامه المستمر للسجينات" في الهول، تماشياً مع الخطاب السابق الذي وصف إطلاق سراح المعتقلين بأنه في صلب شعور التنظيم بالظلم واستراتيجيته داخل سوريا والعراق.

التداعيات على السياسة الأمريكية

كانت الحكومة الأمريكية صريحة في عهد إدارات متعددة في دعوتها إلى إعادة الأشخاص المرتبطين بتنظيم «الدولة الإسلامية» إلى بلدانهم الأصلية. وقد أعادت الولايات المتحدة ذاتها 39 فرداً إلى وطنهم اعتباراً من تموز/يوليو. واعترفت فرنسا بخطورة الوضع الحالي هذا الصيف عندما أعادت 51 إمرأة وقُصر، وهو أكبر إجراء يُتخَذ من هذا القبيل منذ عام 2019. ولكن بشكل عام، كانت باريس وشركاء أوروبيون آخرون مترددين في إعادة مواطنيهم، كما أن إقناعهم بتسريع العملية لا يزال يمثل تحدياً مستمراً إلى حد كبير.

إن التردد الأوروبي ليس سوى جزء من المشكلة - الغالبية العظمى من الأفراد الباقين في الهول هم من السوريين والعراقيين. ففي ظل استمرار غياب أي إجابة على المسألة السورية وسط المأزق السياسي في البلاد، سعت الحكومة العراقية بنشاط إلى إعادة مواطنيها منذ أيار/مايو 2021. وحتى حزيران/يونيو 2022، كانت قد أعادت حوالي 2500 عراقي من الهول، بوتيرة تبلغ نحو 150 أسرة كل شهر. ومع ذلك، ففي 12 أيلول/سبتمبر، أشار قائد "القيادة المركزية الأمريكية" الجنرال مايكل كوريلا إلى أن الوتيرة الحالية للعودة إلى الوطن بطيئة للغاية وأن إتمام العملية سيستغرق أربع سنوات. وتحاول بغداد تكثيف جهودها، غير أن العقبات ما زالت قائمة، من بينها المخاوف الأمنية، ومشاكل التوثيق، وقضايا التماسك الاجتماعي.

وبالإضافة إلى تقديم الدعم من الولايات المتحدة إلى العراق والدول الأخرى التي تتعامل مع قضية الإعادة إلى الوطن على نطاق أوسع، يجب أن تُضاعِف واشنطن جهودها لحشد التعاون الدولي في هذا الشأن، وأن تعيد التأكيد على العواقب الوخيمة المترتبة على الدول الحليفة. وفي 28 أيلول/سبتمبر، أشادت نائبة وزير الخارجية الأمريكي، ويندي شيرمان، بالقرار الذي اتخذته مؤخراً "اللجنة الدولية للصليب الأحمر" والذي قضى بتعيين منسق خاص جديد لشمال شرق سوريا، مشيرةً إلى أن "هذا المنسق سيؤدي دوراً مهماً في تحسين الأوضاع في مخيم [الهول] ومراكز الاعتقال هناك". وفي الواقع، يشكل القرار خطوة ضرورية جداً في الاتجاه الصحيح. ومع ذلك، بينما تركز الحجج الداعية إلى العودة إلى الوطن على الجانب الإنساني في أغلب الأحيان، إلّا أن جولة الهجمات التي شنها تنظيم «الدولة الإسلامية» والعمليات التي نفذتها «قوات سوريا الديمقراطية» تؤكد هذا العام على إمكانية حدوث تداعيات أمنية محفوفة بالمخاطر إذا لم يتم ضبط الوضع. وسوف يستمر تنظيم «الدولة الإسلامية» في استهداف مرافق الاعتقال في جميع أنحاء سوريا والعراق، طالما يبقى تحرير المنتمين إليه محورياً لتنفيذ خططه من أجل الظهور مجدداً.

باختصار، من الضروري أن تُشدد واشنطن على أن الوقائع الموجودة على الأرض تُظهِر بلا شك ما كان النشطاء والعاملون في المجال الإنساني والأكاديميون يحذّرون منه منذ سنوات: فسياسة الأمر الواقع المتمثلة في الاعتقال لأجل غير مسمى تتسبب في تهديد أمني كبير على الولايات المتحدة والدول الأخرى حول العالم، وهو تهديد لم يواجهه شركاء التحالف منذ أن فقدَ تنظيم «الدولة الإسلامية» الجزء الأخير من أراضيه في عام 2019. وقد تعتبر حكومات شريكة أن عملية إعادة أتباع تنظيم «الدولة الإسلامية» ومناصريه إلى أوطانهم من شأنها أن تشكل مخاطر أمنية داخلية كبيرة خاصة بها، لكن المسؤولين الأمريكيين يحتاجون فقط إلى تذكيرها بأن ما يُدعى "خلافة" تنظيم «الدولة الإسلامية» كانت بمثابة منصة إطلاق، ومركز تخطيط، ومصنع تحريض لبعض من أسوأ الهجمات الإرهابية التي واجهتها على الإطلاق والتي تسببت في سقوط ضحايا بشكل جماعي. بالإضافة إلى ذلك، سيساعد اعتماد استراتيجية استباقية ومخططة جيداً في التخفيف من المخاطر المتعلقة بالعودة إلى الوطن، وتمكين البلدان من رصد التهديدات المحتملة بدلاً من تركها تتسلل عبر حدودها دون الكشف عنها. وللابتعاد عن المسار الذي يبدو أن المجتمع الدولي مصمم على اتباعه مجدداً، على واشنطن أن تحث شركاءها على السماح للأدلة - وليس للأمور السياسة - بتوجيه سياستهم.

*ديفورا مارغولين هي زميلة أقدم في معهد واشنطن. وسابقاً، ساعدت في قيادة دراسة ممولة من "وزارة الأمن الداخلي" الأمريكية حول أفضل الممارسات لبرامج إعادة الإدماج التي تهدف إلى عودة الأزواج والقصر.

 

جمهور محلي للسياسة الخارجية التركية

يوكهان شينكارا/معهد واشنطن/01 تشرين الأول/2022

 يوكهان شينكارا هو أستاذ مساعد في جامعة أربكان. ومن أبرز اهتماماته البحثية الدراسات الإسرائيلية والحركات الاجتماعية في الشرق الأوسط. كما أنه محرر عمود في صحيفة "إندبندنت التركية" وهو أحد المساهمين في منتدى فكرة. 

تحليل موجز

بعد ان أصبحت الانتخابات التركية على المحك، دخل أردوغان في لعبة التطبيع الدولي المحفوفة بالمخاطر، وذلك على أمل أن يوافق الناخبون الأتراك على تلك العلاقات الاقتصادية والحلول المرتبطة الهجرة.

يبدو أن الخط الفاصل بين السياسة المحلية والخارجية في تركيا أصبح رفيعًا للغاية ويكاد يتعذر تمييزه. فربط المجالين المحلي والدولي بات ركنًا أساسيًا في حملة الرئيس رجب طيب أردوغان لإعادة انتخابه. وانطلاقًا من مبدأ أن تحسين السياسة الخارجية الفوضوية المعتمدة في تركيا سيعود بفوائد مالية على الاقتصاد المتعثر، أصبحت هذه السياسة بمنزلة التوجيهات التنفيذية.

ونتيجةً لذلك، قامت تركيا بعملية تطبيع حققت نجاحًا ملحوظًا مع خصوم الماضي الذين أصبحوا أصدقاء اليوم، أي الإمارات والسعودية وإسرائيل. غير أن المعارضة في البلاد لا تزال تشكك بهذه العمليات. وفي حين تشير بيانات استطلاعات الرأي إلى ازدياد احتمال تغير الحكومة، لا تزال الضبابية تلف مستقبل هذه المساعي. وبينما يبقي أردوغان على نسخته المعدّلة من السياسة الخارجية، المصممة لتلبية طلبات الناخبين المحرومين، لا بدّ من ترسيخ هذه الالتزامات الجديدة.

فوائد التطبيع

سعت أنقرة إلى جني الثمار الاقتصادية للتطبيع الدبلوماسي محققة درجات متفاوتة من النجاح. فالاستثمارات الإماراتية في تركيا تحولت إلى واقع ملموس، كما أن العلاقة الاقتصادية المتينة أساسًا بين البلدين تستفيد الآن من وجود قيادة قوية على رأس الدولتين. وفي الآونة الأخيرة، اشترت الإمارات طائرات "تي بي 2" المسيرة التركية الشهيرة، في إطار صفقة ستعمد بموجبها أنقرة إلى مدّ أبوظبي بالطائرات على مدى عدة سنوات.

وفي الإطار نفسه، يأمل أردوغان بأن تضخ السعودية التي تتمتع بثروة نقدية مبالغ كبيرة من المال في الاقتصاد وذلك على الأرجح على شكل اتفاق مقايضة عملة أو عملية استحواذ كبيرة على أصول تركية. فالمملكة، تمامًا كدولة الإمارات، مهتمة على ما يبدو بقطاع الدفاع التركي الناشئ.

في الواقع، أصبح المجمع الصناعي العسكري التركي جوهر سياسة أردوغان القائمة على التوفيق بين المجالين المحلي والدولي، مستخدمًا قوة الصناعة الدفاعية كأداة لتسريع وتيرة عمليات التطبيع الثنائية المتأخرة. وقد حفزت إمكانية الاستفادة من الصناعة الدفاعية التركية عواصم الخليج على إصلاح العلاقات مع أنقرة، الأمر الذي جعل العلاقات على ما هي عليه اليوم.

هذا ونجحت إسرائيل وتركيا أيضًا في ترميم العلاقات بينهما، لتبلغ ذروتها الشهر الفائت بإعلان الطرفين عن اتفاقهما على تعيين سفيرين. ويبدو أن الفوائد المحلية لتطبيع العلاقات مع إسرائيل غير واضحة بقدر العلاقات مع السعودية والإمارات. فالمواطنون الأتراك لا يزالون يتعاطفون جماعيًا مع القضية الفلسطينية، وثمة احتمال ضئيل بأن يتمّ تحويل العملات الصعبة من إسرائيل إلى تركيا.

ومع ذلك، تعلق تركيا آمالها على التعاون المنتظر في مجال الطاقة شرق البحر المتوسط، وعلى إبرام اتفاق محتمل على صعيد خطوط أنابيب غاز سيُنقل بموجبه الغاز الإسرائيلي إلى الأسواق الأوروبية عبر تركيا. وعلى الرغم من عدم صدور أي إعلان بعد عن تبلور هذا الاحتمال، بث الوعد بحدّ ذاته الحماسة في نفس المهتمين بالشأن المالي.

كذلك، يمكن لأنقرة أن تجني فوائد مختلفة من تطبيع العلاقات مع إسرائيل. فبإمكان أردوغان محاولة التقرب من واشنطن من خلال تفاهمه الجديد مع إسرائيل. وكان عدم توقيع عقد تنفيذي بين أنقرة وواشنطن والبرودة التي أظهرتها إدارة بايدن تجاه أردوغان قد تركت تركيا مع عدد من الأولويات السياسية غير المحلولة. وحاليًا، يبدو أن قضية تحديث أسطول طائرات "أف-16" المتأخرة بسبب قيود فرضها الكونغرس هي الأهم.

ومن شأن انفراج في العلاقات التركية الإسرائيلية أن يحسن إلى حد كبير النظرة إلى أردوغان في واشنطن وقد يساهم في تحقق بعض طموحاته. فخلال السنوات الماضية، عملت الجماعات المؤيدة لإسرائيل في واشنطن العاصمة على دعم تركيا – ويأمل أردوغان في التوصل إلى تفاهم مماثل الآن. ويُعتبر التذرع بعملية بيع عاجلة لمقاتلات جديدة من طراز "أف-16" حجة لن يتمكن الكثيرون من معارضتها في تركيا، ما يضمن لأردوغان نصرًا يمكن بسهولة تحويله إلى أجندة محلية. علاوةً على ذلك، ونظرًا إلى التوترات الراهنة بين اليونان وتركيا، ستعزز مسألة المقاتلات "أف-16" مكانة أردوغان بشكل ملحوظ.

السياسة الخارجية للمعارضة

تتمحور معارضة أردوغان في تركيا حول "طاولة الستة" المتناقضة، وهي تجمّع يضم سياسيون اتحدوا على الرغم من اختلاف أيديولوجياتهم للإطاحة بالرئيس الحالي. وبالتالي، من الصعب التأكد من أولويات هذه الجماعة على صعيد السياسة الخارجية نظرًا إلى تباينها المتأصل. فهي تضم في صفوفها أحمد داود أوغلو، رئيس الوزراء السابق وأحد أقرب المقربين السابقين من أردوغان، الذي يعود له الفضل في وضع سياسة تركيا الخارجية الاستباقية، ولا سيما في بداية الانتفاضة العربية.

وقد ربط داود أوغلو الكثير من قرارات السياسة الخارجية التي يسعى أردوغان إلى إلغائها بالأجندة التنفيذية، على غرار سياسة تركيا السابقة المناهضة للأسد وسنوات من التوترات مع الإمارات والسعودية. من جهة أخرى، يبرز "حزب الخير" القومي الذي من المتوقع أن يحقق مكاسب كبيرة في انتخابات العام المقبل وهو عضو أساسي في التجمع. وبقي الحزب متحفظًا على قضايا السياسة الخارجية وأعرب في المقابل عن تشكيكه بالسياسة التوسعية الروسية والصينية. ويبدو أنه يتخذ موقفًا مؤيدًا لـ"حلف الناتو" عمومًا.

هذا وانتقد كمال كيليتشدار أوغلو رئيس "حزب الشعب الجمهوري"، وهو أكبر حزب في التحالف، بشكل حاد توجه أردوغان في مجال السياسة الخارجية. فقد عارض علنًا تطبيع تركيا مع السعودية والإمارات وتعهد بإعادة النظر في مسألة التطبيع مع إسرائيل، علمًا أنه يستعد للترشح لخوض المعركة الرئاسية. ويضاف إلى تشكيك الرئيس بعمليات التطبيع الجارية، تعهد مشؤوم بالعمل مع "دول المنطقة" في إطار "منظمة تعاون شرق أوسطية." وضمن هذا النموذج، وعد كيليتشدار أوغلو بتوطيد العلاقات مع سوريا ولبنان وإيران لتحقيق نوع من التماسك الإقليمي.

وفي حين يزداد عدد علاقات تركيا مع العواصم الخليجية وإسرائيل، يتعارض هذا الحديث مع عمليات التطبيع بحد ذاتها. ففي حين يصمم أردوغان السياسة الخارجية وفق الحسابات الانتخابية، تحذو المعارضة حذوه. ويعتقد كيليتشدار أوغلو أنه قادر على إثارة الشكوك حول دول الخليج وإسرائيل، وجمعها مع الخطاب المعادي للولايات المتحدة، وبالتالي بناء سردية معارضة لسردية أردوغان.

قضية الأسد

في الآونة الأخيرة، عمد الرئيس إلى إصلاح العلاقات مع عدو أكثر تعقيدًا، نظام بشار الأسد في سوريا. ومرة أخرى يترتب على هذه العملية حسابات انتخابية، إنما على نطاق أوسع بكثير. فأردوغان يعتبر أنه من خلال إبرام اتفاق مع الأسد، بإمكانه إطلاق عملية ترمي إلى إعادة 4 ملايين سوري يعيشون في تركيا إلى بلادهم.

وتطالب القواعد الشعبية التقليدية الداعمة لأردوغان بأن يرحل المهاجرون، ما يجعل أردوغان وحزبه يسعيان إلى إيجاد حل بسرعة. فالضيقة الاقتصادية والاستياء الاجتماعي الناتجان عن ازدياد الحضور الواضح للمهاجرين هما الإطاران الرئيسيان اللذان يحددان مسار الخطاب الانتخابي في تركيا. ويعتقد أردوغان أن اعتماد أساليب حديثة في السياسة الخارجية يمكنه معالجة جميع هذه القضايا، وهذا ما يدفعه إلى المبادرة أحاديًا لحل خلافات قائمة منذ فترة طويلة مع أعداء مثل الأسد.

ومع ذلك، تبين أن التعاون مع الأسد صعب، بما أنه ما من علاقات دبلوماسية رسمية بين أنقرة ودمشق. فبعدما كشف وزير الخارجية التركي عن لقائه بنظيره السوري في بلغراد العام الفائت، صرح المسؤولون الأتراك على نحو متكرر بأن احتمال التواصل على مستوى أعلى قائم لا بل من الضروري أن يتحقق. وكان الرئيس التركي كشف بنفسه أنه أمل في لقاء الأسد خلال قمة "منظمة شنغهاي للتعاون" في وقت سابق من هذا الشهر. وعلى الأرجح يظن أردوغان أنه قادر على التوصل إلى اتفاق ما إن يتواصل الرئيسان معًا بشكل مباشر.

لم يتأكد هذا الواقع المتغير إلا من خلال اجتماعات تمّ كشف النقاب عنها مؤخرًا بين رئيس الاستخبارات التركية ونظيره السوري في موسكو، حيث يتردد أنهما تبادلا قائمة مطالب أولية. وبالفعل، يبدو أن روسيا تلعب دور الوسيط في العملية، فتجمع بين أنقرة ودمشق بما أن المصالحة بينهما تخدم مصالح الكرملين.

وبما أن السياسة المحلية والدولية تتداخلان أكثر فأكثر في تركيا، يزداد الشك قابلية في نجاح مساعيها الجديدة على صعيد السياسة الخارجية. وعلى الرغم من هذه المخاطر، يشير استطلاع رأي أُجري في الآونة الأخيرة إلى أن مساعي أردوغان الدبلوماسية لم تترك أثرًا يذكر على التوقعات الانتخابية. فالناخبون الأتراك إما غير مهتمين بهذه العملية أو غير مقتنعين بنتائجها، بما أن إعادة تأهيل الاقتصاد لم تتبلور بعد. ونظرًا إلى هذه الوقائع، سيلعب أردوغان الآن ورقته الأخيرة مع الأسد، بما أنه من المتوقع أن يحدث الوعد بإعادة المهاجرين تغييرات مهمة في استطلاعات الرأي إن تمّ التوصل إلى اتفاق قبل فصل الصيف. وبغض النظر عما إذا كانت استراتيجية أردوغان ستؤمن له الفوز في الانتخابات مجددًا، يبدو أن تسييس السياسة الخارجية لعبة خطيرة تنطوي على عدد لا يحصى من الاحتمالات الضبابية.

يوكهان شينكارا

*يوكهان شينكارا هو أستاذ مساعد في جامعة أربكان. ومن أبرز اهتماماته البحثية الدراسات الإسرائيلية والحركات الاجتماعية في الشرق الأوسط. كما أنه محرر عمود في صحيفة "إندبندنت التركية" وهو أحد المساهمين في منتدى فكرة. 

 

حرب الكبتاجون: التهريب على الحدود بين الأردن وسوريا

سعود الشرفات/معهد واشنطن/01 تشرين الأول/2022

د. سعود الشرفات هو عميد متقاعد من المخابرات الأردنية، ومؤسس ومدير مركز شُرُفات لدراسات وبحوث العولمة والإرهاب. تركز كتاباته على قضايا العولمة والإرهاب العالمي.

تحليل موجز

مع تصاعد عمليات تهريب المخدرات عبر الحدود الأردنية مع سوريا، تحتاج السلطات الأردنية إلى البحث عن حلول في كلا المجالين الأمني والاجتماعي.

نشطت حركة التهريب على طول الحدود الأردنية السورية التي تمتد لمسافة 375كم سواء من خلال المعابر الحدودية التابعة لمحافظة إربد في الشمال وهي مركز حدود الرمثا ويقابله مركز حدود درعا على الجانب السوري، أو من مركز حدود جابر الذي يقابله مركز حدود نصيب على الجانب السوري.

ومع ذلك، تغيرت طبيعة انشطة التهريب بشكل جذري خلال العقد الماضي، حيث كان التهريب عبر الحدود الأردنية السورية خلال فترة التسعينات قاصرا على تهريب المواشي والدخان والأسلحة، ثم أصبح اليوم يركز على تهريب المخدرات بأنواعها (الحشيش، حبوب الكبتاجون، الكريستال وغيرها). وغالبًا ما يطلق على هذا التطور والتوسع الناتج عن أنشطة تهريب المخدرات – الذي انتشر من سوريا التي مزقتها الحرب إلى البلدان المجاورة - "حرب الكابتاجون." ورغم التقارب الذي حدث بين الاردن ونظام الاسد، رصدت السلطات الاردنية تصاعد كبير في عمليات تهريب المخدرات إلى الأردن طوال عام 2022. هذا الارتفاع الملحوظ في عمليات التهريب وضع قوات الأمن الأردنية أمام تحدي كبير وهو تأمين الحدود لوقف تدفق المخدرات إلى المنطقة وأوروبا. كل ذلك يحدث في وقت تواجه فيه تلك القوات هجمات مستمرة عبر الحدود من قبل الميليشيات المدعومة من إيران.

تطور تجارة الكبتاجون

تعتبر سوريا اليوم؛ عاصمة مخدرات الكبتاجون العالمية، والكبتاجون هو الاسم التجاري لعقار كان يوصف لعلاج اضطراب نقص الحركة وفرط الانتباه، والنوم القهري، والاكتئاب. ويقال بانه يحسن وعي من يتعاطونه بحالة محيطهم ويعطيهم دفعة من الطاقة، ويساعد في رفع التركيز وكبت الشهية والتخفيف من القلق.

كانت الجماعات المسلحة المناهضة للدولة في سوريا من أوائل من استخدموا تجارة الكبتاجون كمصدر رئيسي للتمويل خلال حربهم ضد نظام الأسد. منذ ذلك الحين، تمكن النظام وحلفاؤه الإقليميون الرئيسيون مثل إيران وحزب الله، من خلال إحكام سيطرتهم على الأرض وتوطيد دورهم كمستفيدين رئيسيين من تجارة المواد المخدرة، حتى صارت سوريا اليوم بؤرة عالمية لإنتاج وتصدير مخدرات الحشيش وحبوب الكبتاجون إلى مختلف دول العالم خاصة تركيا، والخليج العربي، وشمال افريقيا، وأوروبا وفي عام 2020، ووصلت الصادرات السورية من مخدر الكبتاجون إلى قيمة سوقية لا تقل عن 3.46 مليار دولار أمريكي عام 2020.

تشير العديد من المصادر على تورط رموز مرموقة في النظام السوري ومليشيات حزب الله في تجارة المخدرات ونجاحهم في ترويجها على المستوى الإقليمي، حيث اكد عدد من المسؤولين الأمنيين الأردنيين أن قوات غير منضبطة من جيش النظام السوري تتعاون مع مهربي المخدرات عبر الحدود.

الإجراءات الأردنية

كانت ظاهرة التهريب في الأردن دائما تحت السيطرة؛ سواء من قبل دوريات الجمارك الأردنية أو من قوات "قيادة البادية وحرس الحدود " والهجانة (قوات من حرس الحدود تستخدم الجمال في تنقلها وتحركها على طول الحدود. ومنذ عام 1997، صارت القوات المسلحة الأردنية هي من تتولى حماية الحدود حينما ألحقت "قيادة البادية وحرس الحدود " بالقوات المسلحة الأردنية، وصدرت الإرادة الملكية بإعادة تسميتها "قيادة قوات البادية الملكية." ومع ذلك، فإن ضلوع القوى الإقليمية مثل إيران في عمليات تجارة المخدرات قد شكل تحديًا كبيرًا لمراقبة الحدود الأردنية.

استغل النظام السوري الأموال التي تديرها تجارة المخدرات للاستمرار في اتباع ما يمكن أن نسميه " دبلوماسية المخدرات" في علاقته المتوترة تاريخيا مع الأردن.وفي السياق ذاته، صرح الملك عبد الله الثاني سابقا أن "الوجود الروسي في جنوب سوريا "كان يشكل مصدرا للتهدئة"، وأضاف أن "هذا الفراغ سيملؤه الآن الإيرانيون ووكلاؤهم.، وللأسف أمامنا هنا تصعيد محتمل للمشكلات على حدودنا"، كما أكد في حوار مع صحيفة الرأي الأردنية في 24تموز-يوليو 2022على ضرورة قيام إيران بتغير سلوكها كشرط لإقامة علاقات طيبة معها مبنية على الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها لأن الأردن يواجه هجمات على الحدود بصورة منتظمة من مليشيات لها علاقة بإيران.

ورغم التقارب الأردني السوري الذي اتخذ شكل اتصالات هاتفية بين الملك والرئيس الأسد، ولقاءات مشتركة بين كبار المسؤولين والوزراء في الخارجية والدفاع من كلا الطرفين لمناقشة ملف الإرهاب والتهريب بشكل خاص، استمر النظام السوري في التساهل مع شبكات التهريب على الطرفين، خاصة عندما يتعلق الأمر بتهريب مخدرات مثل الكبتاجون. ورغم تدخل الملك عبد الله الثاني وتصريحاته الواضحة والصريحة حول خطورة هذه الممارسات واتهامه المباشر للنظام السوري والإيراني بالوقوف وراء هذا السلوك الخطير الذي يزعزع الأمن الداخلي للأردن ودول الجوار خاصة إسرائيل والسعودية، إلا أن هذا التحذير لم يغير من الأمر شيئاً.

في غضون ذلك، عمل الأردن على معالجة هذه التهديدات مستخدما أفضل الوسائل الممكنة، حيث اتخذ العديد من الإجراءات الأمنية ووضع الملك عبد الله الثاني مكافحة المخدرات على أولوية اهتمامات "مديرية الأمن العام" وذلك عندما طلب من مدير الأمن العام الجديد اللواء عبيدالله المعايطة الذي عيّن بتاريخ 11- 9 - 2022 "مواصلة الجهود الحثيثة لمكافحة تهريب المخدرات دون هوادة.

كذلك؛ لم يتردد الأردن في إرسال تحذيرات شديدة اللهجة إلى دمشق لوقف عمليات تهريب المخدرات. ثم قامت القوات المسلحة بحملة إعلامية واسعة من خلال "مديرية الإعلام العسكري " ودعت وسائل الإعلام المحلية والإعلامية وعدد من المحللين والخبراء الأمنيين لزيارة المنطقة الحدودية الشمالية الشرقية الخميس 17 شباط -فبراير 2021م (لقد شاركت شخصياً بهذه الجولة) للاطلاع على سير العمل على الواجهة العسكرية الحدودية وخطورتها.

ومع ذلك ما زال هناك الكثير أمام الأردن ليفعله لمواجهة عمليات تهريب مخدر الكبتاجون، حيث ينبغي على الأردن القيام بمراقبة مستمرة وطويلة الأجل لتجار المخدرات والمشتبه بهم، وان يستمر في تشديد الرقابة على الحدود، والقيام بمراجعة شاملة وجادة لخطط التنمية طويلة الأجل والعمق وتطوير جيوب الفقر في قرى منطقة البادية الشرقية والشمالية الشرقية خاصة في لواء الرويشد التي تعاني منذ عقود من الفقر والتهميش والإهمال الحكومي الذي تفاقم مع جائحة كورونا خلال السنوات الماضية.

ومن الجدير بالذكر أن ظاهرة التهريب، خاصة المخدرات، ليست ظاهرة أمنية فقط؛ بل هي أيضا ظاهرة اجتماعية وثقافية واقتصادية، لذلك، فهي بحاجة إلى مقاربة كلانّية (holistic approach) تدمج الأمني مع الاجتماعي بشكل مؤسسي وحصيف. ينبغي أيضا على "مديرية الإعلام العسكري " في القوات المسلحة ان تستمر في بذل الجهود الحثيثة التي تقوم بها حالياً وذلك بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني، خاصة الإعلام، والمدارس والمعاهد والجامعات، في توعية المواطنين، خاصة في المناطق الحدودية من مخاطر التهريب وأثاره السلبية على المجتمع والأمن والاقتصاد الوطني.

هناك ضرورة أيضا لزيادة التعاون والتنسيق الأردني -الأمريكي في ملف حماية الحدود، وحث إدارة بايدن على فرض المزيد من الضغوطات على إيران ودفها للسيطرة على الميليشيات المدعومة من قبلها والتي تقوم باستهداف الحدود الأردنية، وذلك حتى يتثنى للقوات الأردنية هناك إعادة التركيز على عمليات التهريب. كما يتوجب على الإدارة الامريكية توجيه المانحين خاصة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)‏ نحو تنفيذ بعض مشاريعها في التمكين والتنمية المحلية في بؤر الفقر في المناطق الحدودية في البادية الشمالية الشرقية النائية التي تشهد عمليات التهريب. بالإضافة إلى تزويد الجانب الأردني بالمعدات اللازمة والتدريب اللازم، لزيادة فعالية مراقبة الحدود الصحراوية الوعرة، خاصة وان المركبات الموجودة حاليا مع قوات حرس الحدود غير مناسبة وغير كافية. يجب أيضا تزويد تلك القوات بكاميرات مراقبة نهارية وليلية على طول الحدود، خاصة في ظل تطور أساليب التهريب التي وصلت إلى استخدام الطائرات بدون طيار.

 

لبنان: أوراق بيضاء في نهاية عهد أسود

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/02 تشرين الأول/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/112407/%d8%a5%d9%8a%d8%a7%d8%af-%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%b4%d9%82%d8%b1%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%b1%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%88%d8%b3%d8%b7-%d9%81%d9%8a-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a3%d9%88%d8%b1/

من حق أي عاقل يعيش في بلد سوي أن يستغرب ما حدث تحت قبة مجلس النواب اللبناني، قبل أيام، في الجلسة الأولى المنعقدة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية. أما مكمن الغرابة فليس في عجز «نواب الأمة» عن إنهاء معاناة الوطن والمواطن التي طالت لسنين، بل لأن الرابح الأكبر في الاقتراع كان «الورقة البيضاء»... «الورقة البيضاء»، وفق مختلف الاعتبارات، تعني إما «الفراغ» الذي يثرثر به كثيرون من دون أن يفقهوا مضمونه، وإما انعدام الكفاءات الوطنية التي يتوافق عليها الشعب وممثلوه، أو استحالة تلاقي الرؤى رغم التسابق المحموم بين سلسلة الانهيارات الحاصلة في كل المرافق والخدمات والمؤسسات... بل القيم أيضاً. أن يقترع 63 نائباً من أصل 128 بأوراق بيضاء، ويختار آخرون الهروب الاستعراضي القاصر وراء التصويت لـ«لبنان»، من الأمور التي لا تبشر بأن الأيام المتبقية من ولاية الرئيس ميشال عون الرئاسية ستكون بخلاف سنواته الست الأخيرة... في سلطة مهمشة، تتولى وهمياً «حكم» جمهورية بلا سيادة أو إرادة أو هوية جامعة.

سنوات ست من واجهة لحكم بالكاد تستطيع معه إخفاء هوية الحاكم الحقيقي، داخل الحدود وخارجها.

سنوات ست أصر خلالها مَن يفترض به أن يكون رئيساً لـ«كل اللبنانيين» على البقاء زعيماً لحزب «بعض اللبنانيين».

سنوات ست لا وجود فيها لدور «الحَكَم» المتعالي عن الخلافات والحزازات والكيدية والأحقاد، بل كانت مساراً تأهيلياً و«توريثياً» لمَن يؤجج الخلافات ويثير الحزازات ويغذي الكيدية ويستنهض الأحقاد.

سنوات ست وضعت فيها «المزايدة» بموضوع من هو أكثر مسيحية من بابا الفاتيكان، لكنه متعاون مع دولة الولي الفقيه وميليشياته... الناشطة في لبنان والمحيط والمهجر!

ست سنوات انهارت فيها قيمة العملة الوطنية بسرعة انحسار استقلالية القضاء، وانهيار القيَم والتعليم والمرافق الصحية، وتفاقم اليأس والحرمان، وتزايد البطالة والهجرة، وازدهار تصنيع المخدرات و«تصديرها».

إنها سنوات غير محسوبة من أعمار اللبنانيين الذين يقفون اليوم طوابير ذليلة أو غاضبين ثائرين أمام مصارف يأملون منها أن تتصدق عليهم بالنزر اليسير من مدخراتهم، أو المتقاعدين منهم – سواء كانوا مدنيين أم عسكريين - الذين أفنوا حياتهم في الكد من أجل العيش الكريم... ليكتشفوا تبخر القرش المغمس بالعَرَق الذي كانوا قد وفروه لأيام الشيخوخة وغدرات الزمان.

في أسابيع العد التنازلي للسنوات الكارثية الست الأخيرة، كان المراقب «يتصور» أن المواطن اللبناني عانى بما فيه الكفاية، وأن الساسة المؤتمنين على التعبير عن أوجاعه ومطالبه ربما توصلوا إلى قناعات معينة تختصر له مسلسل الآلام وتفتح صفحة جديدة مع شريكه اللبناني، ومحيطه العربي، والعالم الأوسع.

ثم إن اللبنانيين، الساسة والمواطنين، وفق هذا «التصور» الواهم، لعلهم تعلموا درساً قاسياً من تكرار خيبات رهاناتهم الانتحارية على الخارج، وأدركوا أن بلدهم الصغير مجرد تفصيل هامشي في فترات الصفقات الإقليمية والدولية الكبرى. ومن ثم، بات لديهم الحد الأدنى من الوعي - وأيضاً الحس الوطني - لتقدير مدى أهمية إبقاء الخلافات الداخلية تحت سقف معقول قابل للاحتواء... بدلاً من الاستقواء فالاستقواء المضاد بالخارج.

طبعاً، كل ما سبق كان في بال المراقب السليم النية، الذي يتعامل مع واقع السياسة اللبنانية حسب ظاهرها... وما أبعد هذا الظاهر عن واقعها الحقيقي!

أبرز ما في هذا الواقع كما غدا معروفاً لدى دوائر القرار في الدول المعنية بلبنان أن البلد تحت «احتلال فعلي» لا مجال بعد الآن لتجاهله. وهذا «الاحتلال الفعلي» يتحكم في آليات اتخاذ القرار وفق أدوار مرسومة للاعبين المتعاملين كل واحد في مجاله وداخل بيئته ومؤسسته.

وبالتالي، فإن الأوراق البيضاء الـ63 التي أدلى بها نواب «حزب الله» والسائرون في ركابهم داخل مجلس النواب، قبل أيام، لا تعني أنْ لا موقف للحزب في هذا الاستحقاق الدستوري. وكل ما في الأمر أن الحزب لم ينتهِ بعد من وضع «اللمسات الأخيرة» على الصيغة «الإخراجية» لتحديد هوية رئيس الجمهورية المقبل، الذي لن يكون سوى «واجهة» للعهد الجديد خلال السنوات الست المقبل. والمرجح أن وضع هذه «اللمسات» أجّل قليلاً في ظل حسابات معينة مع بدء المهلة الدستورية لانتخاب «الرئيس»، أبرزها:

أولاً، الربط بين انتخاب الرئيس - المرؤوس، طبعاً - ومصير «حكومة تصريف الأعمال» التي يرأسها الرئيس نجيب ميقاتي، ذلك أن انتهاء فترة عون الرئاسية من دون انتخاب رئيس سيعني تسليم هذه الحكومة سلطات رئيس الجمهورية مؤقتاً. غير أن ثمة إشكالات حول الإبقاء على التشكيل الحالي، أو تبديل عدد من الوزراء، منها إصرار عون وصهره الوزير السابق جبران باسيل على أن يغلب «تيارهما» على التشكيل الجديد في حال أدى تعذر انتخاب رئيس إلى تولي حكومة ميقاتي سلطات رئاسة الجمهورية. حتى اللحظة يرفض ميقاتي أن يفرض عون وباسيل الشكل الذي يريدانه للحكومة التي يرأسها... والتي ينص الدستور على أن رئيسها (المسلم السني) يشكلها على أن يكون لرئيس الجمهورية (المسيحي الماروني) حق الموافقة عليها.

ثانياً، إذا كان أمر «حكومة تصريف أعمال» له اعتباراته في صلاحيات رئيسي الجمهورية والحكومة، في دستور «الطائف» من منطلق طائفي مسيحي - إسلامي، فإن الحساب الثاني عند «حزب الله» يتعلق بالصراع المسيحي - المسيحي. والواقع أنه تبعاً لهوية «حزب الله»، ومرجعيته وتبعيته ومشروعه، ليس لدى الحزب في لبنان من «حليف» حقيقي حتى داخل الطائفة الشيعية، فكم بالحري على مستوى الأحزاب والقوى المسيحية. لكن الحزب، باستغلاله مسألة «حلف الأقليات» حريص على الاحتفاظ بواجهات مسيحية يقدمها كشخصيات أو قوى «حليفة»... وهو، حتى اللحظة لم يتمكن من توحيد «جبهته» المسيحية بين مرشحيْن هما باسيل والوزير السابق سليمان فرنجية اللذان يرفض كل منهما أن يلغيه خصمه.

ثالثاً، إن الاستحقاق الرئاسي يأتي أمام خلفيات مفاوضات الملف النووي الإيراني في فيينا - بما فيه ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل -، والوضع المتدهور في أوكرانيا مع تداعياته المحتملة على دور روسيا الإقليمي، واقتراب موعد الانتخابات النصفية الأميركية. ولعل «حزب الله» غير متحمس لإلزام نفسه بمشهد سياسي لبناني في ظل متغيرات إقليمية ودولية غير مضمونة... قد لا يكون أقلها الوضع غير المريح له في إيران والتقارير المتواترة عن صحة المرشد الأعلى علي خامنئي.

 

لبنان والقصور الفادح في ديمقراطيّة الثقافة السياسيّة العربيّة

حازم صاغية/الشرق الأوسط/02 تشرين الأول/2022

تخيّلوا لو أنّ المثقّفين العرب تصرّفوا، في المرحلة القوميّة للخمسينات والستينات، كما لو أنّ النكبة الفلسطينيّة لا تعنيهم. مثل هذا السلوك كان سيُعَدّ نقصاً فادحاً في مواصفاتهم القوميّة، إن لم يكن تواطؤاً مع عدوّ قوميّ. شيء كهذا لم يحصل، والمثقّفون القوميّون العرب استولت عليهم يومذاك حميّة قوميّة فائضة تغلّبت الحماسة فيها على الإنجاز. اليوم يعيش لبنان نكبة، هي نكبة عربيّة أيضاً، تطال الحرّيّة والكثير من معالم التقدّم. لكنّ أثر ذلك على الثقافة السياسيّة العربيّة، بما فيها شقّها الديمقراطيّ، يكاد لا يُذكر. يحصل هذا في حقبة سبق أن افتتحتها الثورات العربيّة في طلبها على الحرّيّة.

الأمر لا يخلو إذاً من مفارقة. صحيح أنّ الكثيرين تأسّفوا صادقين فهزّوا رؤوسهم استنكاراً أو أعلنوا حزنهم على بيروت، لكنْ نادراً ما تبدّى أنّ ثمّة إدراكاً عميقاً لكون هذا الحدث نكبةً على الحرّيّة ولحجم هذه النكبة ومعناها بالتالي.

طبعاً، ما يعانيه لبنان ليس خسارة أرض ولا احتلالاً مباشراً من غرباء. لكنّه أخطر من ذلك: إنّه إغلاق لنافذة على العالم المعاصر ولجسر تفاعل مع قيمه، والشيئان يحتاج إليهما العالم العربيّ كلّه، خصوصاً العرب الذين تلفظهم أنظمة بلدانهم التي تضيق بهم وبآرائهم.

تجارب متقدّمة نسبيّاً، أي بالقياس العربيّ، للبرلمانيّة وللحرّيّات الحزبيّة والتعبيريّة والإعلاميّة، ولأوضاع النساء ولتقدّم التعليم، بما فيه اللغات الأجنبيّة، كلّها مهدّدة بالقصف والسحل في بيروت، من دون أن يتحوّل الأمر حدثاً جللاً في المسار التاريخيّ العربيّ المُدوّن، وبالأخصّ ما يدوّنُه المدافعون عن الحرّيّات والديمقراطيّة. هذه المفارقة تستوقف وتؤلم لأنّها تنمّ عن فهم للنكبات يحصرها بكونها فقدان أرض يستحوذ عليها غريب أو إجلاءً للسكّان بهدف إحلال سكّان أجانب محلّهم. وهذا علماً بأنّ مآسي السوريّين، وقبلهم العراقيّون، كانت جديرة بتزويد الثقافة السياسيّة العربيّة معاني أقلّ حصريّة للنكبات. ويُخشى أن تكون دلالة هذا الفهم الحصريّ أنّ القوميّ، وربّما الدينيّ، ودائماً الأهليّ، متمكّنة من ثقافتنا السياسيّة، بما فيها شقّها الديمقراطيّ، أكثر ممّا نظنّ. لكنْ حين يصل الأمر إلى لبنان تحديداً، يظهر في الدفاع عنه شيء من الحرج ربّما كان مردّه إلى اليد الطولى التي لعبها الاحتكاك بالغرب في حرّيّة اللبنانيّين، أو ربّما هو الموقع الوازن للمسيحيّين في هذه التجربة، أو ربّما لأنّ الذين يصدّعون لبنان هم أنفسهم الذين يزعمون قتال إسرائيل، أي الردّ على النكبة القوميّة المثال، نكبة 48. والحال أنّ هذا اللبنان الذي يسبّب الحرج للمدافعين عنه هو الذي لعب، عبر مُقيميه ومغتربيه، دوراً أساسيّاً في ما بات يُعرف بالنهضة العربيّة وأفكارها وإحيائها اللغة العربيّة. وهذا اللبنان إيّاه هو حيث كُسرت ملكيّات الأرض الكبرى منذ أواخر القرن التاسع عشر، ولم يأتِ كسرها من منصّة السلطة، كما في بلدان عربيّة أخرى، بل من تحت، من القاعدة الفلّاحيّة، بحيث انتهى المطاف، بعد عقود، إلى نشأة أعرض طبقة وسطى في المنطقة.

وبعيداً من التشدّق السقيم لكثيرين من اللبنانيّين بلبنانهم الرومنطيقيّ والسياحيّ، وحتّى بما هو عنصريّ لدى بعضهم غير القليل، فهذا اللبنان هو أيضاً ما وصفه الكاتب السوريّ الراحل ياسين الحافظ بالتالي:

«في لبنان ومعه، وجزئيّاً، بفضله، وصلتُ محطّة أخرى أكثر تقدّماً في تطوّر وعيي الآيديولوجيّ - السياسيّ - المجتمعيّ. لم يؤوني لبنان من شبه تشرّد بعد سجن دام تسعة أشهر ونيّف فحسب، بل أيضاً لم ألبث، بعد إحساس عابر بالغربة، أن شعرت بدفء افتقدته منذ زمن.

أصبحت أنام ملء جفوني من دون أن يؤرّقني هاجس زوّار الليل، ومن لبنان وفيه وحده كانت كتبي تُطبع وكتاباتي تنشر. أكثر من ذلك: بفضل لبنان، أصبحت على اتّصال حميم بالثقافة الحديثة، تعلّمت كيف أتعامل على نحو أقلّ فأقلّ شرقيّة مع زوجتي وأولادي، وتعلّمت كيف يكون الشغل المنظّم المنتظم وكيف السيطرة على الوقت. في الغرب كنت قد أخذت فكرة مباشرة عن الحداثة وحقّقت تماسّاً ما معها، وفي لبنان حاولت، ولا أزعم أنّني نجحت، وأنا الذي أعيش وسط مجتمع شرقيّ ضاغط، أن أمارسها وأجعل منها نمط حياة.

من هنا شعرت، عندما أخذ لبنان يحترق، بفاجعة مزدوجة، أحسست أنْ ليس وطني هو الذي يحترق، بل بيتي أيضاً، وأنّ فاجعة لبنان كانت مجانيّة. كثيرة هي الأسباب الأصليّة والمباشرة التي دفعت إلى إحراق لبنان، لكنْ يخيّل إليّ أنّه لقي هذا المصير لأنّه نافذة للديمقراطيّة، مهما بدت مثلومة وملوّثة».

مع فارق النسب والأحجام، لبنان أقرب ما يكون إلى جمهوريّة فايمار العربيّة التي لم تجد كثيرين يدافعون عنها كما فعل ياسين الحافظ.

 

هل انتصر بوتين؟

اطارق الحميد/الشرق الأوسط/02 تشرين الأول/2022»

توقيع الرئيس فلاديمير بوتين على ضم مناطق دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون الأوكرانية، لروسيا، بعد إجراء استفتاءات في تلك المناطق، وسط رفض دولي، يطرح سؤالاً مهماً: هل انتصر بوتين؟ وهل هو يحقق أي انتصارات أصلاً؟ للإجابة عن السؤال، فإن الأرجح أن الرئيس بوتين يريد ترويج فكرة النصر، وتحديداً في الداخل. وضم أكثر من 15 في المائة من أوكرانيا، بعد سبعة أشهر من الحرب، لا يمكن وصفه بالانتصار؛ لأن سير الأحداث هناك محرج للروس. أيضاً، فإن ضم المناطق الأوكرانية، وهو الأعلى، بعد الحرب العالمية الثانية، في أوروبا، قوبل برفض دولي، بل إن السفير الصيني لدى الأمم المتّحدة، صرح بأنه «ينبغي احترام سيادة كل الدول، وسلامة أراضيها». كما أعلنت تركيا رفضها للضم، معتبِرةً أنه «انتهاك خطير» للقانون الدولي. وليس من السهل تجاوز قضم 15 في المائة من دولة أوروبية، وفي حرب كهذه، ومن ثم فما هو تفسير هذا الاحتفال الروسي بضم أربع مناطق أوكرانية، خصوصاً أن الرئيس بوتين ينفي رغبته في استعادة الاتحاد السوفياتي، مع تعهده بالدفاع عن «الأرض والقيم» الروسية؟الحقيقة ان الأمور على الأرض بأوكرانيا لا تسير في مصلحة الروس تماماً، وحتى كتابة هذا المقال، فإن القوات الأوكرانية تدخل بلدة ليمان شرق البلاد، وهي مدينة بمقاطعة دونيتسك التي ضمتها روسيا، وتعتبر معقلاً شديد الأهمية لموسكو، وسقوطها يشكل ضربة للروس.

ومن ثم، فإنه يتضح من إعلان الضم هذا، أنه يُراد منه إعلان انتصارات في الداخل الروسي، تغطي بأخبارها على الخسائر العسكرية الروسية في أوكرانيا، كما هو محاولة لتعزيز موقف روسيا التفاوضي عند انتهاء الحرب. ويتم كل ذلك وسط ترقب لحلول فصل الشتاء، ليعرف الروس مدى صبر أوروبا وتحملها على شتاء قارس من دون الغاز الروسي؛ حيث تأمل موسكو أن يؤدي الشتاء القارس إلى تصدعات في موقف الاتحاد الأوروبي، بل وانشقاقات سياسية. ويأمل الأوروبيون أن يتمكنوا من التغلب على الشتاء القادم، وبدون الغاز الروسي. وما سمعته من مصادر أوروبية في نيويورك قبل أيام، يشير إلى تصميم أوروبي على تحمل مشاق الشتاء؛ لأن الهدف الأساس الآن هو عدم انتصار بوتين، والتخلص من الاعتماد على الطاقة الروسية. وعليه، فإن كل الأطراف في حاجة لشراء وقت، وكذلك الإدارة الأميركية التي تنتظر نتائج الانتخابات التشريعية القادمة لتعرف مدى مرونتها بالتحرك؛ فالجميع بحاجة لشراء وقت لتعزيز نقاط قوتهم، والتغلب على نقاط ضعفهم، ومثلهم الرئيس الروسي. ولذا، فمن المبكر الحديث عن نصر وهزيمة، وكما كتبت هنا سابقاً، فإنه من الصعب تعريف النصر والهزيمة بأوكرانيا. وأمام الروس كثير من الملفات المعقدة، وأصعبها على الإطلاق، وأياً كانت نتائج الحرب، هو كيفية التخلص من أكثر من خمسة عشر ألف عقوبة دولية. خلاصة القول، هي أن الروس في حفرة، ويواصلون الحفر، والمَثل يقول: إذا وقعت في حفرة، فعليك التوقف عن الحفر فوراً. ولذا، ما زال الطريق طويلاً للحديث عن نتائج محسومة لكل الأطراف في أوكرانيا.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

رئيس الجمهورية اتصل برئيسي مجلس النواب ومجلس الوزراء وتشاور معهما في كيفية المتابعة لاعطاء الوسيط الأميركي ردا لبنانيا في اسرع وقت

وطنية/01 تشرين الأول/2022»

استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، في العاشرة والربع قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، سفيرة الولايات المتحدة الأميركية السيدة دوروثي شيا، وتسلم منها عرضا خطيا من الوسيط الأميركي في المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود الجنوبية البحرية اموس هوكشتاين يتعلق بترسيم الحدود من ضمن مسار المفاوضات.  واجرى الرئيس عون على الأثر اتصالين هاتفيين برئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، وتشاور معهما في الموضوع، وفي كيفية المتابعة لاعطاء الوسيط الأميركي ردا لبنانيا في اسرع وقت ممكن.

 

رئيس الجمهورية مستقبلا وفد المنتدى الأوروبي للنزاهة: ادعو القضاة لكي يواجهوا من يقيّد العدالة في المصرف المركزي وفي تحقيقات إنفجار المرفأ

وطنية/01 تشرين الأول/2022»

اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان "من يقيد القضاء قد يكون متضررا من عدالته، وهو صاحب نفوذ كي يصل الى تعطيل سلطة دستورية كالقضاء"، مجددا مطالبته القضاة ان يواجهوا من يقيد العدالة، سواء في المصرف المركزي او في التحقيقات المتعلقة بإنفجار مرفأ بيروت، ويتنفضوا لكرامتهم وسلطتهم".

 كلام رئيس الجمهورية جاء خلال استقباله، صباح اليوم في قصر بعبدا وفد المنتدى الأوروبي للنزاهة في لبنان، وتحدثت خلال اللقاء، النائبة في البرلمان الأوروبي ورئيسة اللجنة الفرعية لحقوق الانسان فيه ماريا ارينا، فشكرت للرئيس عون استقباله الوفد، معتبرة "ان ما يقوم به رئيس الجمهورية لا سيما في مكافحته للفساد يتلاقى وتوجه الوفد والتزامه بلبنان، وبصورة أخص لجهة النضال من اجل مكافحة التهرب من القصاص واحقاق العدالة، وكلاهما يؤديان الى اضرار وخيمة بحق شعب بأسره."  وأكدت "ان الوفد هنا مع شبكة من الملتزمين بمكافحة التهرب من العدالة والفساد"، كاشفة "ان الاتحاد الأوروبي اصدر قرارا يقضي بانزال العقوبة بعدد من الأشخاص الذين يقفون سدا منيعا في وجه احقاق الحق، أيا كانوا، سواء الحاكم رياض سلامة او أي قاض يعيق مسار احقاق العدالة او التحقيقات المتعلقة بانفجار مرفأ بيروت، ولو كانوا أحيانا يحظون بحق إقامة في الدول الأوروبية، فيما هم في اصل جرائم واقعة في بلادهم"، مشيرة الى "ان هذا الأمر يشكّل موقفا اوروبيا واضحا للغاية".  وأشارت الى "ان الوفد سيواصل عمله في هذا الاطار، مع احترام السيادة الوطنية للدول، ووفق مبدأ الشراكة مع لبنان. وسيواصل ذلك، استنادا الى التوصيات التي سيخرج بها المنتدى، على المستوى الأوروبي، حيث من المقرر ان يصدر قرار جديد سيدخل حيز التنفيذ يتعلق بالعقوبات على مرتكبي الإنتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان وسوف يتضمن جرائم الفساد، ومن هنا فإن لبنان سيدخل ضمن اطار هذه الآليات الجديدة. وهذا عمل سنواصله على المستوى الأوروبي ككل لوقف ظواهر الفساد."

 بن عاشور 

ثم تحدث النائب في مجلس النواب البلجيكي ورئيس الجمعية البرلمانية لتنظيم الامن والتعاون في اوروبا مالك بن عاشور، فشدد على "أهمية موقع لبنان كخلاصة للعالم بأسره"، وقال: "للأسف إن المخاطر التي يعيشها لبنان، الذي يعيث فيه الفساد هي مخاطر عالمية. ونحن نسعى الى بذل جهود مضاعفة لمؤازرتكم في ما تقومون به لجهة محاربة الفساد ومكافحة التهرب من العقاب"، مشيرا الى "اننا نتحمل مسؤولية كنواب أوروبيين للوقوف الى جانب لبنان في هذا الاطار."

 هاي

بعدها، كانت كلمة لعضو مجلس الشيوخ الفرنسي وعضو لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والقوى المسلحة في المجلس لودوفيك هاي، شدد فيها على "أهمية استقلالية القضاء، لكون الشفافية لم تعد مجرد واجب بل التزاما أخلاقيا بجب ان تبنى عليها المجتمعات"، مشيدا "بالارادة اللبنانية في تأكيد هذا الامر من خلال المسيرة التي اطلقها الرئيس عون، والتي يجب علينا ان نلاقيها على المستوى الأوروبي لأجل توحيد جهودنا المشتركة.

ابي سعد

وتكلم ايلي ابي سعد فذكّر بقول رئيس الجمهورية "انه قبل الحرية علينا ان نتحرر"،  مضيفا "إننا نتبع مسيرتكم، واليوم نواصل النضال الذي سرتم به طوال حياتكم، ونجهد لتحقيق وقع إيجابي لمصلحة المجتمع اللبناني."

عون

من جهته، رحب الرئيس عون بالوفد، متمنيا "النجاح للمؤتمرين في ما يعود بالمصلحة على لبنان، لا سيما في ما يتعلق بمسيرة محاربة الفساد التي اطلقها". وعرض للحضور واقع القضاء في لبنان، مذكرا ب"تحريك دعوى الحق العام بحق حاكم مصرف لبنان رياض سلامة"، ومشيرا الى "تقاسم القضاة التهرب من المسؤولية من دون ان يتم الادعاء عليه وفق الأصول".

 كما عرض للوفد مطالباته المتعددة للقضاء في ان "يواجه من يقيد العدالة كذلك في تحقيقات انفجار مرفأ بيروت حيث ان أنفس الضحايا والجرحى إضافة الى الموقوفين ظلما واهاليهم، لا يزالون جميعا ينتظرون بارقة امل تأتيهم من القضاء لاحقاق العدالة، بعد سنتين على وقوع الانفجار، وليس هناك من تقدم في التحقيقات، لا بل ان التحقيقات متوقفة نتيجة التعطيل من ذوي النفوذ."  وحضر اللقاء الى ارينا، وبن عاشور وهاي وابي سعد، كل من: عضو وسكرتير مجلس الشيوخ الفرنسي ونائب رئيس لجنة الخارجية والدفاع والقوى المسلحة في المجلس جويل غيريه، محامية الدفاع عن جمعية "شيربا" غير الحكومية التي تكافح الجرائم المالية الخطيرة والتي تمثل "تجمع ضحايا الممارسات الاحتيالية والاجرامية في لبنان"فابيان مولينا، محامية الدفاع عن جمعية "شيربا" اميلي لوفيفر، المحامي الفرنسي المتخصص بالملفات الدولية المرتبطة بالجرائم الاقتصادية والمالية واستعادة الأموال المنهوبة ستيفان بونيفاس، ونائبة رئيس جمعية Geneva bar Association المتخصصة بالقانون واستعادة الأصول الدولية ساندرين جيروه.

 

الراعي من قرية بدر حسون: نتمنى انتخاب رئيس وتشكيل حكومة واستعادة جمال لبنان وصيته الحسن

وطنية/01 تشرين الأول/2022»

وضع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ووزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال أمين سلام، الحجر الأساس لمشروع "وادي الاحاسيس" في قرية بدر حسون البيئية (خان الصابون) في منطقة ضهر العين الكورة، في حضور رئيس غرفة التجارة والزراعة والصناعة في الشمال توفيق دبوسي، رئيس اتحاد بلديات قضاء زغرتا زعني خير، منسق اللجنة الاسقفية للحوار المسيحي الاسلامي في لبنان - محافظتي الشمال وعكار جوزف ابراهيم محفوض، ورؤساء بلديات ومخاتير وقادة أمنيين وعسكريين ورجال اقتصاد.

 وأعدت عائلة حسون استقبالا مميزا للراعي وسلام، وعلى نثر الورود والارز دخلا القرية البيئية حيث شارك الراعي بداية في إعداد صابونة خاصة تضم مكوناتها نباتات واعشابا قطفت من وادي قنوبين المقدس. وتوجهوا الى المختبر حيث استمع الراعي الى شرح مفصل عن جودة العمل من مدير التسويق امير بدر حسون، ثم الى الباحة الخارجية حيث وضع البطريرك والوزير وحسون ودبوسي الحجر الأساس للمشروع. ثم أعد لقاء في الباحة الخارجية لمقهى القرية تحدث فيه بداية امير حسون، منوها بزيارة وبركة صاحب الغبطة، مؤكدا تأييدهم لمواقفه وسعيه الدائم لابراز الصورة المشرقة للبنان الشركة والمحبة وروح التلاقي.

 وتحدث خالد تدمري عن تاريخ صناعة الصابون، مؤكدا ان خان الصابون واجهة طرابلس عبر العصور وتاريخ عريق للصناعة والتجارة من لبنان الى العالم، لافتا الى ان "كلمة صابون العربية هي اساس لكل التسميات الاجنبية، وصابون طرابلس نشر ثقافة النظافة والتعطر في اوروبا والغرب عبر مينائها وتفوقت به على صابون حلب ونابلس وكان المفضل في قصر الامبراطورية العثمانية في اسطنبول، وعندما تأخر وصوله من طرابلس قامت زوجة السلطان المعروفة بهيام بشراء خان الصابون واوقفته لصالح طلاب العلم في القدس وامنت عدم انقطاعه عن حرملك القصر".

ولفت إلى أن "صابون طرابلس اشتهر في القرن ال12 وذكرته قصة العشق الشهيرة "الحب من بعيد بين اميرة إيلز وأمير بلاية الفرنسية جوفريه والتي اعاد تدوينها الكاتب الكبير امين معلوف LAmour  au loin".

 وكانت كلمة وجدانية لبدر حسون اعرب فيها عن اعتزازه وتقديره للبطريرك ورعايته وزيارته الابوية السنوية للقرية، مؤكدا على مواصلة العمل من اجل ابراز ونقل صورة لبنان الحقيقية الى العالم اجمع. شاكرا لوزير الاقتصاد مشاركته في اطلاق مشروع "وادي الاحاسيس".

 الراعي

وألقى الراعي كلمة اعرب فيها عن أمله بالوصول الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتأليف حكومة جديدة، منوها بالعمل الجبار الذي يقوم به حسون وافراد عائلته. وقال: "سعيد جدا بوجودي مع وزير الصناعة ورئيس غرفة التجارة في طرابلس وكل الوجوه الكريمة والعزيزة الموجودة، نحن في خان الطيوب الطبيعية الانسانية، طيوب المحبة التي يتم توزيعها من خلال كل عمل تقومون به، هي الزيارة الثانية لنا لأهمية هذا المكان وافتخارنا بإنجازاته التاريخية التي تعدت لبنان الى كل العالم".

 وتابع: "لدينا سفراء على الأرض كالدكتور بدر، أود أن أعبر عن تقديري لكم كونكم تخدمون لبنان في أبهى صوره، في الوقت الذي لا يرى العالم سوى الصور السيئة والتي نخجل منها، فاذا بقرية بدر البيئية تعوضنا. سعداء لافتتاحنا وادي الأحاسيس والغرفة تفتخر بهذا القطاع الذي ينشط العمل الصناعي. نأمل أن يخرج لبنان من هذه المرحلة التي نخجل منها لأنها لا تمثل لبنان الحقيقي، لبنان العطاء والعطر الجميل، لبنان الخلاق والمعطاء والبرهان أن كل اللبنانيين يبرعون في الخارج، فلم لا يحلقون في بلدهم؟" وختم: "نأمل من خلالكم استعادة دورنا في العالم، ونتمنى انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة وأن يستعيد لبنان جماليته وصيته الحسن في العالم، وكلنا يقين بأننا سنجتاز المحنة والغيوم السوداء. ثروتنا في عقولنا وفكرنا وابداعنا وهذه شهادة سمعناها من القارات الخمس. خلال لقاءاتنا الكل يثبت بأن الشعب اللبناني خلاق، مسلمين ومسيحيين".

 

نعيم قاسم: لرئيس غير استفزازي وقادر على إدارة هذه المرحلة

وطنية/01 تشرين الأول/2022»

ألقى نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، كلمة في حفل تكليف طلاب معاهد الآفاق  في البقاع قال فيها:‏ "لولا المقاومة هل كان هناك توازن ردع مع العدو الإسرائيلي؟ وهل كان يمكن أن ‏نتجنب الاغتيالات والقصف المستمر والأعمال العدوانية على لبنان؟ هذه المقاومة ‏ردعته من سنة 2006 إلى الآن سنة 2022 وإلا كانت إسرائيل حولت لبنان إلى ‏مستوطنات إسرائيلية. الآن الذي ردع إسرائيل هي المقاومة في لبنان وفي فلسطين ‏وجعلت إسرائيل تنحصر في بوطقة لا تعلم النهاية التي ستصل إليها. لولا ثلاثية الجيش ‏والشعب والمقاومة لما تحررت الأرض اللبنانية من الاحتلال الإسرائيلي، ولما استطاع ‏لبنان أن يرتاح من خطر التكفيريين من داعش وأمثالهم". أضاف: "لولا تكامل مطالب الدولة اللبنانية في الحقوق البحرية والنفطية والغازية مع قوة ‏المقاومة لما أمكن أن نحصل على مياهنا الإقليمية ولما أ أمكن أن نحصل على نفطنا ‏وغازنا، كل هذا ببركة ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، لولا تضحيات المجاهدين ‏والتفاف الناس من حولهم لأصبح لبنان مزرعة لأوامر السفارات، نحن نمثل شعبنا ‏وهناك ممثلون آخرون في المجلس النيابي لا يمكن أن يقبلوا بأن يكون هناك أوامر ‏مفروضة لمستقبل لبنان، لا مجال لأن يصل إلى رئاسة الجمهورية شخص استفزازي ‏أو من صنع السفارات، ففي المجلس النيابي من النواب الواعين والصادقين مع ‏جمهورهم ما يؤدي إلى أن يقفوا بالمرصاد أمام هذا العبث في لبنان، نحن ندعو إلى ‏التوافق ما أمكن من أجل أن نأتي برئيس قادر على إدارة هذه المرحلة وهذا هو الحل ‏الأنسب، لا تنفع العراضات التي تتحدث عن آمال وتحديات. من تتحدون أنتم؟ تتحدون ‏الشعب، أنتم تتحدون هؤلاء الذين صمدوا وهؤلاء الذين لم يخضعوا لأحد في العالم ‏وبالتالي لن يخضعوا لسفاراتكم وأومر هذه السفارات".‏  وتابع قاسم: "هنا يطرح سؤال هل يمكن إصلاح الوضع في هذا البلد؟ نعم يمكن الإصلاح، هناك ‏صعوبة؟ نعم لكننا نستطيع إذا حاولنا تحديد المشاكل الحقيقية ونبدأ بعلاجها، أول مشكلة ‏كبيرة الفساد، ومعالجة الفساد تبدأ بالمحاسبة والمحاسبة تتطلب قضاءً نزيهاً والقضاء ‏في لبنان يتطلب نفضة كاملة حتى يتمكن من أن يقف على رجليه بعيداً عن أوامر ‏السياسيين من أجل أن يعدل بين الناس وإلا إذا بقي في هذا الشكل فهذا يعني أن الفساد ‏سينتشر أكثر وسيكون أكثر تعقيداً في حياتنا في لبنان."‏  

اوأردف: "المشكلة الثانية في لبنان أميركا التي تحاول أن تطغى وتحدد الخيارات، ‏أريد أن أذكركم بسنة 2019 بشهر تشرين الأول عندما بدأت التظاهرات في بيروت ‏يومها أنجزت حكومة الرئيس ميقاتي مشروعا للإنقاذ خلال أيام لأنه كان يدرس قبل ‏ذلك بأشهر لكن أُنجز خلال آخر ثلاث أو أربع أيام، نفاجأ أن الأميركيين ضغطوا ‏على الرئيس سعد الحريري وقالوا له يجب أن تستقيل، حاولنا إقناعه لكنه لم يقتنع ‏واستقال ومن وقتها حتى الآن كل المواقف السلبية الموجودة في البلد تساعد على ‏المزيد من الانهيار.. لا يكفي أن تقول لا ولا يكفي أن ترفض ولا يكفي أن تقول أنا لا ‏أريد المجلس النيابي وأريد تقديم الانتخابات النيابية وهذا لم يحصل الآن نحن أمام ‏مجلس نيابي منتخب أعجبكم ذلك أم لم يعجبكم هذا هو التمثيل الشعبي، إذا درسمنا ‏خارطة المجلس النيابي سنجد أنه من الضروري أن يحصل التفاهم ولكن أميركا تريد ‏أن تفرض شروطها، ولّى الزمن الذي تفرض فيه أمريكا شيئا على لبنان، وكما خُذلت ‏مرات ومرات من أتباعها وأتباع السفارة، ستُخذل من جديد لأن شعبنا اللبناني بعد أن ‏ذاق طعم العزة والتحرير والمقاومة وثلاثية الجيش والشعب والمقاومة لا يمكن أن ‏يقبل من أميركا أي أوامر".‏

 

نصرالله: أكدت جلسة الخميس أن من يريد حقيقةً انتخاب رئيس يجب أن يبتعد عن منطق التحدي

وطنية/02 تشرين الأول/2022»

تحدث الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في الحفل التكريمي  للعلامةِ الراحل السيد محمد علي الأمين في حسينية السيدة زينب في بلدة شقرا، فقال:

"أولاً أشكر حضوركم الكبير والكريم هذا في هذا الحفل المبارك الذي نُؤدي فيه بعض الواجب باتّجاه هذه الشخصية العلمائية المقاومة المجاهدة التقية الزاهدة الورعة. وبعد الشكر لحضوركم الكريم أتوجه إلى عائلته الشريفة فرداً فرداً وفي مُقدّمهم سماحة الأخ العزيز السيد محمد مهدي الأمين وإلى جميع أفراد العائلة الكريمة آل الأمين الكرام والأعزاء والشرفاء والى اهل بلدة شقرا، الى كل رجالها ونسائها وصغارها وكبارها، إلى كل أهلنا في جبل عامل، الى كل اللبنانيين والمسلمين، أتقدم باالعزاء وبالتعبير عن مشاعر المواساة لفقدكم وفقدنا لهذا الأب العطوف والرحيم والكبير والحبيب سماحة العلاّمة السيد محمد علي الأمين قدس سره الشريف ورضوان الله تعالى عليه. وفي هذا اللقاء المبارك إن شاء الله أود ان أتحدث قليلا، هناك قسمين، القسم الأول ما يرتبط بفقيدنا الكبير والعزيز، والقسم الثاني باختصار شديد حول بعض المستجدات القائمة في لبنان وفي المنطقة".

وتابع: "يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد: بسم الله الرحمن الرحيم "يرفع الله الذين آمنوا والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير"، وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:" أقرب الناس من درجة النبوة أهل العلم والجهاد"، وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "العلماء مصابيح الأرض وخلفاء الانبياء"، وعن أمير المؤمنين عليه السلام: "هلكَ خُزّان الأموال وهم أحياء والعلماء باقون ما بقي الدّهر، أعيانهم مفقودة وأمثالهم في القلوب موجودة"، وعنه عليه السلام أنه قال: "العلماء باقون ما بقي الليل والنهار"، وروي عن السيد المسيح عليه السلامأانه قال: " من تعلّم لله وعمل لله وعلّم لله نودي في ملكوت السماوات عظيماً، وفي بعض الروايات دُعي في ملكوت السماوات عظيماً"، ونَصّ هذا المتن تقريباً روي عن الامام الصادق عليه مع إضافة – أي بعد ان دُعي في ملكوت السماوات عظيماً –  فقيل تعلّم لله، وعمل لله، وعلّم لله. المصداق الحقيقي والجليّ والواضح لمضمون هذه الآية الكريمة والرّوايات الشريفة هو فقيدنا الغالي والعزيز والكبير. نحن نقف في محفلنا هذا أمام عالمٍ كبير من علمائنا الأجلاء، أمام عالم كبير جليل عامل تعلّم لله منذ طفولته وعمل لله وعلّم لله طوال حياته الشريفة، أمام عالم واع وبصير وحكيم وخبير، تجلى ذلك في مواقفه وخطه وسلوكه وسيرته وأمام عالم زاهد وتقي وورع وعلى درجة عالية من الخلق الحسن مربّ ومحب للناس وخادم لهم ومرشد لهم على طريق الهداية".

واضاف: "ثانيا نحن أمام عالم من بقية السلف الصالح عندما تجلس معه ومنَّ الله سبحانه وتعالى عليّ في الآونة الأخيرة أن تشرّفت بلقائه وجلست بين يديه وتعلمت منه الكثير في تلك الساعات القليلة التي كُنت فيها في خدمته، عندما تجلس معه تشعر بذلك أنك أمام بقية السلف الصالح كأنك تحضر بين يدي كل أولئك العلماء الربّانيين الذين وُلدوا في بلادنا منذ مئات السنين ونقرأ عن سيَرهم وأعمالهم وآثارهم العظيمة. سماحة السيد رضوان الله تعالى عليه يذكرك بهم شكلا ومضمونا وحديثاً ونفسا وتواضعا وأخلاقاً وبكل ما فيه من علم وجهاد وطيبة ورحمة وصبر وثبات، في هذه النقطة أدخل الى موضوع وأعود الى سماحة السيد. نحن لدينا عدد كبير من العلماء والفقهاء من مختلف المناطق اللبنانية التي اصبحت في ما بعد لبنان الحالي، في التسميات القديمة، جبل عامل، البقاع، الشمال – اصبح اسمه الشمال اليوم - ، وجبل لبنان والسواحل وعلى مدى زمن طويل ما يقارب الـ 1000 سنة من بينهم علماء أجلاء من هذه العائلة وخصوصا في القرون الأخيرة آل الأمين الكرام والشخصية الأبرز التي نعرفها نحن فيما هو متداول ومشهور بيننا سماحة الإمام محسن الأمين رضوان الله تعالى عليه، على مدى أجيال كان لنا أجيال من هؤلاء العلماء والفقهاء وبينهم علماء وفقهاء من الدرجة الاولى، من الأسماء المعروفة بيننا أقولها بالألقاب، كالشهيد الأول الجزيني والمحقق المَيسي، والمحقق الكركي، والشهيد الثاني الجُباعي، وصاحبي المعالم والمدارك والشيخ البهائي ووالده والحرّ العاملي وغيرهم الكثير، نحن بحاجة الى معرفة هؤلاء العلماء وشخصياتهم وآثارهم وسيَرَهم وتضحياتهم وعطاءاتهم من أجل الإسلام ومن أجل الأمّة ومن أجل المستضعفين،لأنهم يشكلون لنا القدوة والأسوة في زمن الغيبة الكبرى لإمامنا صاحب الزّمان أرواحنا لتراب مقدمه الفداء، ومن خلالهم أيضاً لو قرأنا وتعرفنا أو كشفنا أو اكتشفنا تاريخهم لتعرفنا واكتشفنا بعضا هذا التاريخ الحقيقي لهذه للبلاد، هنا طبعا هناك مشكلة لها علاقة في التاريخ، كثير مما كتب ومما يُكتب حتى الىن يجب التدقيق بمدى علاقته بالتاريخ الحقيقي، التاريخ الحقيقي أي الوقائع الحقيقية أي ما جرى فعلاً خلال ألف سنة او 1400 سنة أو أكثر في هذه المنطقة في بلاد الشام في لبنان الذي أصبح كله اسمه لبنان، هذه يحتاج الى الكثير من الجهد والاستكشاف والتنقيب والحفر والاستخراج – هلق على سيرة حقول النفط والغاز – حقيقة يحتاج الى استكشاف والى تنقيب والى حفر والى استخراج هناك أمور كثيرة حقيقية مدفونة في كتب التاريخ في بطن التاريخ واكتشافها يحتاج ايضاً الى جرأة الى شجاعة الى الصّدع بالحق والحقيقة، كثير مما كتب حتى الان هو تاريخ مُتخيّل يعني بعض الكتّاب يتخيل تاريخا ويكتبه أو هناك تاريخا مفترض، البعض يفترض انه هكذا كان يجب ان يكون هكذا كان يحدث ولذلك يكتبون انه هكذا كان التاريخ، البعض يكتب تاريخ ما يحب هو ما يهوى هو ما يرى فيه مصلحته هو."

وأكد "نحن نحتاج الى معرفة التاريخ الحقيقي لهذه البلاد ولهذه المنطقة ليُبنى على الشيء مقتضاه لا لنعود ونغرق منه بل لنتعلم منه لأن الاصل في قراءة التاريخ هو أخذ العبرة والدرس والعِظة والإستفادة للحاضر وللمستقبل، هذا ما نحتاج اليه، هؤلاء العلماء، حياتهم، تاريخهم، سيرهم هي جزء أصيل من تاريخ هذه البلاد ولا يمكن فهم تاريخ هذه البلاد بمعزل عن هؤلاء العلماء بكل ما في هذا التاريخ من إيجابيات وسلبيات وصراعات وحساسيات وأحقاد وأفراح وأحزان وانتصارات وهزائم يجب ان نقبل التاريخ كما هو،كما حصل في الواقع لنستفيد منه، ويجب ايضا ان نحيي آثارهم والتي تعرض الكثير منها للتلف والمصادرة والاحراق خصوصا في مرحلة أحمد باشا الجزار، ويجب ان نعرّفهم للناس وللعالم ليعرف اللبنانييون ان في تاريخهم هذا العدد الوافر من العظماء، عظماء العلم والثقافة والفكر والفقه والفلسفة والعرفان والادب والشعر، انا أعرف في واقعنا الحالي ان العديد من العلماء والعديد من الجهات وبعض اساتذة الجامعات يبذلون جهودا كبيرة ومحترمة في هذا المجال، المطلوب هو عمل جماعي وتعاون واسع ونحن يجب ان نبذل جهودا جميعا هذه من أهم الواجبات المترتبة على جيلنا الحاضر الذي تتوفر له إمكانات كبيرة جدا نسبة للامكانات التي كانت متاحة للجيال السابقة. وفي هذا السياق، أنا أدعو كل عائلة لديها مكتبة لديها كتب لديها مخطوطات - لانه موجود في البيوت وهذا يظهر مع الوقت - أن تكشف عنها ان تعطي نسخ عنها للجهات التي تهتم اليوم في هذا المجال لنعيد كما قلت استخراج واستكشاف هذا الكنز الثقافي والفكري والعلمي الكبير والضخم في بلادنا".

وقال: "نعود الى سماحة السيد رضوان الله تعالى عليه، من النقاط البارزة في حياته الشريفة، انا احببت عند كل نقطة أن أدخل الى عنوان، من النقاط البارزة في حياته الشريفة عمله المبكر ومنذ البداية مع سماحة الامام السيد موسى الصدر أعاده الله بخير، في زمن الغربة والجدال والنزاع حول الخيارات، في بداية حركة الامام الصدر عندما جاء الى لبنان وفي السنوات التي تلت وحتى الى ايام اختطافه لكن في البداية أكثر، كان هناك جدلاً في الوسط العلمائي والديني وكان هناك اتجاه علمائي كبير ليس اتجاهاً صغيراً هو اتجاه تقليدي غالب، كان له وجهة نظر مختلفة، وبالمناسبة هذا لم يكن فقط في لبنان في العراق، في إيران، في حوزاتنا العلمية عموما كان هناك اتجاه كبير له موقف من تدخل عالم الدين في الشأن السياسي وفي الشأن العام أو في الحد الأدنى من مستوى من مستويات تدخل عالم الدين في الشأن السياسي وفي الشأن العام وهذا الاتجاه كان فيه آراء طبعا تتفاوت في الاعتدال والحدة والتطرف، البعض كان يرفض هذا التدخل هذا النشاط ولكن يعذر الطرف الآخر بتفهمه أو يجد له حجة يقول على كل حال هذا رأيه وهذا رأيه، أما البعض كان متطرفا في موقفه بحيث يلجأ إلى اتهام عالم الدين الذي يتدخل في الشأن السياسي وفي الشأن العام إلى حد اتهامه بالفسق والفجور ولزوم خلع الزي وبالخروج عن خط الصنف بل أحيانا بما هو أكثر من ذلك، طبعا اليوم الحمد لله هذه الظاهرة أقل بكثير ما زالت موجودة ما زال هناك في الكثير من بلادنا الاسلامية من يعتقد بأن على عالم الدين فقط أن يذهب إلى المسجد ويصلي ويصلي صلاة الميت ويجيب على الاستفتاءات الفقهية ويعظ في خطبة الجمعة وما شاكل... أما أن يتدخل في الشأن العام وفي الشأن السياسي وأن يقود أو أن يدخل في حركات مقاومة أو أن يخوض صراعا عسكريا مع عدو أو.. أو.. أو.. لهم موقف لكن لم تعد الأمور كما كانت في الستينات والسبعينات وأحيانا في الثمانينات. هذه واحدة من معاناة سماحة الإمام السيد موسى الصدر عندما جاء إلى لبنان، وطبعا هذه معاناة كان لها مشابه في البلدان الأخرى."

وأشار "في إيران الثورة الإسلامية العظيمة التي انتصرت وأقامت دولة اسلامية في هذا الزمن وأعز الله بها الاسلام والمسلمين وأحدثت تحولا هائلا الإمام الخميني قائدها وإمامها كان يقول في السنوات الأخيرة من عمره الشريف  في بعض بياناته كان يقول انه عانى من بعض أصحاب هذا الاتجاه التقليدي، الذين يتظاهرون بالقداسة يقدمون أنفسهم أنهم مقدسون  منزهون مطهرون لا يدنسون أرواحهم بالتدخل في هذه الشؤون العامة، يقول: "ما لحقني من الأذى والألم من هؤلاء أكبر مما لحقني من الشاه ونظام الشاه". هذا يعبر عن مستوى الأذى الذي كان يلحق بالقادة الكبار الذين تحملوا مسؤولية بلدانهم ومسؤولية أمتهم ومسؤولية الدفاع عن اسلامهم وعن المقدسات".

ولفت إلى أن "الإمام الصدر في لبنان عانى شيئا كبيرا من هذا ولا أريد الآن أن استهلك الوقت، الإخوة السادة العلماء أساتذتنا وكبارنا الذين عاصروا تلك المرحلة يعرفون ذلك جيدا ووجهت اتهامات من هذه الأوساط العلمائية والدينية لسماحة الإمام الصدر، حول سلوكه حول موقفه، حول لقاءاته، حول خطابه، المهم ان سماحة الفقيد العزيز الذي نحتفي اليوم بذكراه وفي محضره من البداية كان خياره حاسما، انطلاقا من الوعي، انطلاقا من الحكمة، انطلاقا من البصيرة، التي كان يتحلى بها وقف إلى جانب الإمام الصدر والتحق به عندما كان هذا الأمر مكلفا وله أثمان باهظة لأن التهمة كانت لا تلحق بالإمام الصدر وحده بل كانت تلحق بكل من يعمل معه وبكل من يؤيد نهجه وطريقه. اليوم عندما نريد ان نتحدث عن العلامة السيد الأمين السيد محمد علي رضوان الله تعالى عليه نفهم من خلال انتمائه إلى هذا الخط رؤيته وخطه الوحدوي في الوحدة الاسلامية في الوحدة الوطنية في العيش الواحد في السلم الأهلي في الحوار الوطني في قضايا الأمة في قضية فلسطين في قضية القدس، هذه الجملة هي جملة مفتاحية عندما نقول ان العلامة السيد الأمين قدس سره الشريف كان جزءا أساسيا من فريق الإمام القائد السيد موسى الصدر في كل ما يعنيه هذا الخط  وهذا الطريق منذ البداية إلى النهاية. وهنا كان لفقيدنا الكبير حضوره التأسيسي سواء في معهد الدراسات الاسلامية في صور أو حضوره التأسيسي فيما يتعلق بالمجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الذي كان عضو هيئته الشرعية المنتخبة إلى يوم رحيله."

وتابع: "على كل حال، هذا الأمر اليوم نتحدث عنه هو أمر يمكن أن يقول أحد: "شو هذه القصة؟"، في ذلك الوقت كان شيئا كبيرا كان تضحية كان يحتاج إلى تحمل الكثير من الأذى إلى تحمل الكثير من الغربة ولا اريد أن أدخل في التفاصيل. في كل الأحوال هذا الأمر يُعبر عن هذا الجانب في شخصية علاّمتنا المقدس جانب التضحية الثبات الصبر التحمل البصيرة حسم الخيارات. من جملة ما يجب أن يذكر أيضا في هذه المناسبة مساهمته وادارته، مساهمته في تأسيس معهد الدراسات الاسلامية في صور والذي أصبح لاحقا باسم مركز الدراسات الاسلامية في صور وتحمله للمسؤولية فيه على مدى 12 عاما تربية طلاب جدد وعلماء جدد يحملون هذا الفكر هذه الثقافة هذه الرؤية هذه البصيرة. من جملة الطلاب الذين التحقوا بهذا المعهد وبهذا المركز معهد الدراسات الذي كان يديره سماحة السيد الفقيد رضوان الله تعالى عليه و سيدنا وأميننا العام الشهيد السيد عباس المسوي  رضوان الله تعالى عليه. ربما كثر لم يكن عندهم علم في النهاية السيد عباس كان من تلامذة هذا المعهد وبداياات التحصيل العلمي والدراسة الدينية".

وشدد على أن "الشهيد السيد عباس كان في معهد الدراسات الاسلامية في صور في زمن إدارة سماحة العلامة السيد الأمين لهذا المعهد ، وبعد ذلك تشرف بالالتحاق بحوزة النجف الأشرف وواصل دراسته. سماحة السيد الفقيد عاصر أحداثا كبرى في العمر الطويل والشريف الذي عاشه قيام الكيان الغاصب في فلسطين حرب ال48 وقيام الكيان الغاصب تشريد الشعب الفلسطيني إلى الشتات، وطبعا اغلب التهجير باتجاه لبنان حصل بال48، لأن العدو احتل شمال فلسطين بال48 فالفلسطينيون هاجروا ولجأوا إلى لبنان، حرب ال67 واحتلال القدس، اعتداءات العدو على لبنان وهو أبن بلدة قريبة من الحدود اللبنانية الفلسطينية، اعتداءات العدو منذ بداية تأسيس الكيان إلى آخر لحظة، حروب إسرائيل على لبنان وآخرها حرب تموز 2006 كل الأحداث والتطورات الداخلية. ومنذ البداية كان خطه وخياره أيضا واضحا هو المقاومة وتأييد المقاومة هذا النهج، هذا الطريق، هذا الخط، الفصائل هي أطر هي تنظيمات هي كيانات عملانية المهم هو فكر المقاومة ثقافة المقاومة، خط المقاومة نهج المقاومة ارادة المقاومة قرار المقاومة وهذا هو الأصل، فصائل المقاومة تترجم هذا الفكر هذا الموقف الشرعي هذه الثقافة هذا الخيار. سماحة السيد كان منذ البداية من دعاة هذا الخيار وهذا الطريق ولذلك وجد نفسه بشكل طبيعي كما قلت قبل قليل إلى جانب سماحة السيد موسى الصدر وهكذا أيضاً."

ولفت "عندما تشرفت بلقائه قبل مدة، كان سماحته فخورا جدا بالمقاومة بانجازاتها، برجالها، ونساءها، بشهداءها وانتصاراتها، من أهم ما كان يتحدث عنه ويطالب به وهو معرفة النعمة، نعمة وجود المقاومة، مرة نحكي عن المقاومة مسؤولية وظيفة واجب تحدي، مرة نحكي عن المقاومة نعمة وربما شاهدتم قبل قليل بالفلم أشار إلى هذا الموضوع. عندما يقول نحن ببركة المقاومة والشهداء نعيش هنا بأمن وأمان ونخرج في الليل وفي النهار كان يتحدث قبل قليل عن ذلك. هو حدثني عن هذا لأنه عاصر كل المجازر كل الأحداث المُرّة والأليمة كل أحداث التهجير من جنوب لبنان في الاعتداءات المتكررة والحروب المتعددة. من عايش تلك الآلام وتلك المصائب وتلك الأحداث المحزنة هو الذي يستطيع أن يعرف أكثر من غيره نعمة ما نعيشه فيه اليوم من أمن وأمان وعزة وكرامة وشرف، للأسف منذ مدة يوجد نائب كان يتحدث عن هذا الجمهور يقول كذا.. وكذا.. عن الوضع المعيشي ويقول ليس لهم عزة ولا كرامة عادة الذي لديه مشكلة بعزته وكرامته هو الذي يتصور الآخرين كذلك."

وقال: "هذه الحالة التي يعشها الناس اليوم خصوصا في جنوب لبنان خصوصا في المناطق الحدودية هذا الاحساس بالأمن بالطمنأنينة والسكينة ليس فقط بالأمن، ممكن ان يكون أمن لكن لا يوجد سكينة وطممأنينة، هذا السلم الداخلي النفسي وأيضا هذه العزة والكرامة، لأنهم هم بعون الله عز وجل بأيديهم بسواعد رجالهم بتضحيات عائلاتهم صنعوا هذا الأمن والأمان وليس منّة من أحد، لا من أمم متحدة ولا من قوات الطوارئ الدولية ولا من مجلس أمن دولي ولا من جامعة دول عربية، هذا صنع في لبنان هذا انتصار صنع في لبنان هذا أمن وأمان صُنعا في لبنان هذه كرامة وعزة صنعت في لبنان وصنعها أهلها، صنعها علماء أمثال السيد المقدس السيد محمد علي الأمين وأبناءه وتلامذته وجيله والأجيال التي تربت في مدرسته وتحت منبره ومنابر العلماء الآخرين. ولذلك نعم هو يدرك هذه النعمة يعرف هذه النعمة يشكر هذه النعمة، وهذا ما نحتاجه أيضا أيها الإخوة والأخوات أنا وأنتم عندما نتحدث اليوم عن السيد لنتعلم منه. من جملة ما نتعلم منه ان نعرف النعمة وأن نشكر النعمة ليزيد الله سبحانه وتعالى فيها لتبقى."

وأضاف: "في عالم ترون ليس فيه قيم وليس فيه قانون دولي وليس فيه أخلاق وإنما تحكمه أسوأ شريعة غاب منذ ان خلق الله آدم إلى اليوم، لأن قدرات القتل والتدمير والشيطنة والإبادة والتضليل والتزوير والإفساد المتاحة اليوم بين بني البشر لم تكن متاحة في زمن من الأزمنة منذ أن خلق الله آدم عليه السلام. ولذلك هذه النعمة نعمة المقاومة يجب أن نتمسك بها بقوة ولا يجب أن يتأثر بكل هذه الأصوات التي لا تقدم بديلاً على الإطلاق، تتحدث انشائيات تتحدث خيالات تتحدث اوهام تتحدث سراب، المقاومة قدمت انجازات قدمت انتصارات قدمت نتائج ملموسة وما تتحدثون عنه هي فرضيات تُناقش، حتى في المجال النظري لا تقبل وهي لم تقدم شيئا على الإطلاق على كل حال. وطبعاً هذا الذي نعيشه وهو استمرار لما حصل في فلسطين، أنا شعرت أن سماحة السيد كانت فلسطين حاضرة بقوة في وجدانه وفي قلبه عندما كُنا نتحدث عن فلسطين. واليوم أيضا الفلسطينيون الشعب الفلسطيني بعد أن يئس من المفاوضات ومن أوسلو ومن كل هذا العالم، تجدون ارتقاء المقاومة في الضفة في فلسطين في غزة في القدس في كل المناطق، والشهداء يتقدمون، جيل من الشهداء، الشهداء الشباب الشهداء الأطفال الصغار الذين شُيع بعضهم بالأمس ولا يوجد خيار أمام الفلطينيين سوى هذا".

وتابع: "من جملة الأمور المهمة التي أختم بها عن سماحة السيد وأنتقل إلى القسم الأخير بإيجاز، من جملة الأمور المهمة برأيي هي موقف سماحة السيد من المواجهة التي حصلت في السنوات الأخيرة مع الجماعات الإرهابية والتكفيرية سواءً في لبنان في السلسلة الشرقية وفي سوريا أو العراق وغيرها، وهذا يُعبّر عن إدراك كامل من قبل سماحته لهذه الظاهرة وأسبابها ومخاطرها ونتائجها، ليس المهم اليوم أيها الإخوة والأخوات، اليوم كثيرون أعادوا النظر بموقفهم في العشر السنوات الماضية، لماذا؟ لأن هناك كثير من الحقائق اكتشفت وتبينت وقيلت وظهرت، الكثير من الوثائق، الكثير من الاعترافات لرؤساء ورؤساء حكومات وقادة جيوش ورؤساء ووزراء خارجية ورؤساء أجهزة مخابرات وجنرالات شاركوا في أحداث السنوات الماضية سواءً في لبنان، في سوريا، في العراق، في بقية المنطقة، والآن هم يتحدثون عن حقيقة ما كان يجري، أنه لم يكن يمت بصلة لا إلى تغيير ديمقراطي ولا إلى حقوق شعوب ولا إلى مستقبل مضيء لهذه الشعوب وإنما كان شيئًا آخر، كان أدوات في مشروع خطير جدًا. قبل مدة، هناك سيناتور أميركي جمهوري بالمناسبة، وتحدث بصراحة عن كل ما جرى في سوريا وخطط لسوريا وللعراق وللمنطقة، يتحدث عن سرقة النفط والغاز ليموت الناس بردًا، تصوروا! أنا تفاجأت أن هناك شخص يتحدث بهذا الوضوح، عن سرقة حقول القمح ليموت الناس جوعًا، عن تدمير ذاتي، عن تدمير المؤسسات والجيوش والشعوب، كل ما كنّا نقوله قبل إحدى عشر سنة وإثنا عشر سنة هو كان يقوله قبل أسابيع أو قبل أشهر، وأمام هذه الصراحة طبعًا هو عوقب لاحقًا في الانتخابات الأميركية. المهم ليس الآن أن تتضح لديك الصورة، المهم أن تكون الصورة واضحةً لك منذ البداية عندما كان الأمر يتطلب الموقف الصعب، الموقف الجاد، الموقف الذي فيه تحدي، الموقف الذي فيه مسؤولية خطيرة أمام الله سبحانه وتعالى يوم القيامة، نحن هنا نتحدث عن أناس متدينين وليس أن تأخذ موقفًا في الدنيا ممكن أن يحاسبك أحد أو لا يحاسبك أحد أو أن تدفع ثمن الموقف أو لا تدفعه، هذا سهل، كل ما في الدنيا فانٍ وينقضي، ولكن الأخطر والأهم أن كل كلمة تقولها، أن كل موقف تتخذه، أن كل عمل تمارسه سوف تقف بين يدي الله سبحانه وتعالى يوم القيامة وتُسأل عن الكلمة والموقف والعمل والسلوك، ولذلك اتخاذ موقف من هذا النوع يحتاج إلى بصيرة عالية، إلى رؤية، إلى بينة، إلى وضوح، إلى هداية من الله سبحانه وتعالى. سماحة السيد كان موقفه واضحًا وحاسمًا منذ البداية. وهذا بطبيعة الحال يُشكل لنا نحن الذين نذهب إلى القتال أو نخوض القتال أو ندير القتال، عندما نجد أمامنا وخلفنا علماء بقامة سماحة السيد محمد علي الأمين في هذا الموقف، هذا يزيدنا طمأنينة وثقة بصحة خيارنا، لأننا هنا نقاتل وهنا تُسفك دماء، هنا تبذل أنفس وإنما هي نفس واحدة يقدمها الإنسان في هذا الطريق عندما ندفع أبناءنا وأحباءنا وأعزاءنا وفلذات أكبادنا إلى هذه الجبهات. وكتعبير عن هذا الموقف الواعي والبصير والحاسم والشجاع لسماحة السيد رضوان الله تعالى عليه كان يصر هو رغم كبر سنه ووضعه الصحي على المشاركة في تشييع الشهداء، أن يُصلي هو بنفسه على هؤلاء الشهداء ويَترحم عليهم، هذا أمر طبعًا له قيمة عالية جدًا."

وختم "هنا بالدعاء لسماحة السيد الفقيد العزيز الغالي والأب الكبير أن الله سبحانه وتعالى إن شاء الله يشمله برحمته وبرضوانه وأن يرزقه علو الدرجات وعلو المقامات وهو لائق لذلك إن شاء الله، وأن يمنّ على عائلته وأهله وأحبائه بالصبر والسلوان والثبات في طريقه وهم أهلٌ لذلك إن شاء الله، وعندما ننظر إلى ما خلفه سماحة السيد الفقيد العزيز من آثار ومن بركات ومن جهود ومن أعمال ومن تضحيات من جهة، ومن ذرية صالحة من جهة أخرى، وفي مقدمهم سماحة الأخ العزيز السيد محمد مهدي الأمين وأفراد هذه العائلة الطيبة والكريمة إن شاء الله هو باقٍ ككل العلماء الباقين ما بقي الدهر، ما بقي الليل والنهار، هم موجودون في قلوبنا لن يغادروا لا قلوبنا ولا قلوب الأجيال الآتية وإن كانت أجسادهم مفقودة."

وقال: "في المسائل القائمة اليوم أتحدث باختصار شديد وكلمات قليلة.

أولاً، في موضوع الحدود البحرية وحقول النفط والغاز، وبعد هذه الأشهر من الجهد والجهاد والنضال السياسي والميداني والإعلامي، في كل الأحوال شاهدنا اليوم – من خلال الإعلام طبعًا نحن عرفنا ذلك – تسلم الرؤساء الثلاثة وبشكل رسمي النص المكتوب المقترح لمعالجة هذا الملف من الجهة الوسيطة، هذه خطوة مهمة جدًا، دائمًا كانوا يأتون ويتكلمون وأحيانًا يتكلمون بكلام متفاوت عند الرؤساء، وكان هناك كلام زائد وكلام ناقص وكل شخص يفهم شيء، أهمية ما جرى اليوم أن هناك نص مكتوب مقدّم من الجهة الوسيطة للرؤساء الثلاثة – الآن يترجموه أو يكونوا قد ترجموه، لاحقًا كل شخص ماذا يفهم لغة انجليزية ويفهم لغة عربية وكيف سيتفقون ويناقشون ! -  كنت دائمًا أَقول وأُردد فيما مضى منذ بداية فتح هذا الملف منذ أشهر، من أجواء الانتخابات النيابية هذا الملف أصبح حاميًا وإن كانت المفاوضات عليه هي قديمة منذ أكثر من عشر سنوات، كُنت أُردد دائمًا أن هذه هي وظيفة الدولة ومسؤولية الدولة وهي التي تأخذ القرار، الدولة والرؤساء ومسؤولو الدولة هم الذين يأخذون القرار الذي يرونهم مناسبًا لمصلحة لبنان، هذا يعني أيها الإخوة والأخوات، أيها السادة الكرام، أننا أمام أيام حاسمة في هذا الملف، كُثر كانوا ينتظرون أيلول، قبل أيلول، بعد أيلول، تشرين، الآن أصبحنا بالأيام الحاسمة، يعني هذا الأسبوع حتى يناقش اللبنانيون وليدرسوا ويردوا خبرًا وأيضًا ننتظر موقف العدو من هذا النص المكتوب، نحن أمام أيام حاسمة، وسيتضح خلال الأيام المقبلة ما هو الموقف الذي سيتخذه مسؤولو الدولة في هذا الموضوع وإلى أين ستتجه الأمور. نحن من موقعنا نأمل أن تكون خواتيم الأمور جيدة إن شاء الله وأن تكون طيبة للبنان وللبنانيين جميعًا، إذا وفّق الله سبحانه وتعالى لنتيجة جيدة وطيبة في هذا الملف فإن ذلك سيفتح آفاقًا كبيرة وواعدة جدًا إن شاء الله للشعب اللبناني الذي دائمًا كنا نقول خلال الأشهر الماضية أن هذا هو الخيار الوحيد المتاح، اليوم حتى الدول التى كان البعض يعتقد أنه ممكن أن تقدم مساعدات أو تقدم قروض، أنتم تتابعون الوضع الدولي والوضع الاقتصادي والمالي والوضع النقدي في العالم، تدهور بعض العملات وخصوصًا العملات الأجنبية، وضع الغاز، وضع النفط، وضع الأطعمة، الآن بدأ الحديث عن مشكلة غذاء في بعض الدول ومشكلة طعام وشرب، دول أوروبية، لا نتحدث عن أفريقيا والصومال، وبالتالي أن ننتظر على قارعة الطريق مساعدات من هنا وقروض من هناك، لا أعرف ماذا ننتظر وكنزنا في جوارنا هنا في البحر ونحن قادرون على استخراجه عندما نستفيد من قوتنا ومن حكمتنا ومن وحدتنا. اليوم إن شاء الله هذا الملف إذا وصل إلى النتيجة المطلوبة والطيبة سيكون نتاج الوحدة، نتاج التعاون، نتاج التضامن الوطني، بلا شك، طبعًا هناك أناس للأسف الشديد هم لا يحبون أن ينجز هذا الموضوع لأنهم لا يرون فيه إلا الموضوع الحزبي، أن هذا سيسجل انتصارًا لمن؟ على من؟ للأسف الشديد، لكن هو حصيلة هذا النموذج، نموذج عندما نكون سويًا، نقف سويًا، نستخدم عناصر القوة المتاحة لدينا كلبنانيين، نعم نستطيع أن نصل إلى نتائج طيبة، على كل حال سنتحدث بهذه النقطة لاحقًا."

وتابع: "النقطة الثانية، انتخابات الرئاسة، نفس عقد الجلسة يوم الخميس كان أمرًا مهمًا، من جهة أخرى أكدت هذه الجلسة بنتائج التصويت حقيقة ما قلناه بعد الانتخابات النيابية، تعرفون بعد الانتخابات النيابية هناك أناس لا زالوا حتى الآن يعدون وأنهم أخذوا الأغلبية وأخذوا الأكثرية وهزموا وسحقوا، على كل حال كل المجريات السابقة كانت تؤكد أن هذه قراءة خاطئة، استنتاجات خاطئة، انتخاب رئيس مجلس النواب الذي حصل، انتخاب نائب رئيس مجلس النواب الذي حصل، كثير من الأمور التي حصلت حتى الآن، وأيضًا الاقتراع الذي حصل يوم الخميس يؤكد أنه لا يوجد فريق سياسي أو تحالف سياسي حالي يملك الأغلبية في البلد، أو الأكثرية في البلد، وإنما هناك أفرقاء سياسيون، قوى سياسية، إذا اتفقت على أمر أو على قضية أو على مسألة يمكنها أن تشكل غالبيةً حول هذه المسألة، يعني الأكثرية على الحبة، الأكثرية على الموضوع، على المسألة."

ولفت: "في كل الأحوال أيضًا أكدت جلسة الخميس أنه من يريد حقيقةً انتخاب رئيس جمهورية للبنان يجب أن يبتعد عن منطق التحدي وعن رؤساء تحدي أو مرشحي تحدي، تصوروا كيف يمكن لهذا البلد أن يُدار في ظل أزمة عميقة جدًا على كل مستوى، أزمة سياسية، اقتصادية، معيشية، نقدية، مالية إلى آخره... في ظل تطورات كبرى في المنطقة وفي العالم برئيس يريد أن يتحدى جزءاً كبيرًا من  الشعب اللبناني – الآن لن أقدم نسبة مئوية – يريد أن يتحدى جزءاً كبيرًا من الشعب اللبناني الذي يؤيد المقاومة وخيار المقاومة وموقع المقاومة، فمطلوب رئيس تحدي مع هؤلاء! كيف تبني بلد؟ أن تناقض نفسك، عندما تقول نريد رئيس تحدي يبني بلد، أنت عندما تأتي برئيس تحدٍ أن تتحدث عن تخريب البلد وليس بناء البلد. على كلٍ، أيضًا الجلسة تؤكد نتيجة أنه على القوى السياسية أن تتشاور، أن تُفعّل اتصالاتها في المرحلة المقبلة عسى أن يتم التوصل إلى خيار يحظى بأغلبية وأكثرية حقيقية في المجلس النيابي ليكون لدينا رئيس جمهورية في أقرب فرصة ممكنة."

وأكد: "ثالثًا، في خيار الحكومة، الوقت بدأ يضيق، أنا تحدث عن أمل كبير، ما زُلت أَحمل هذا الأمل، ونأمل إن شاء الله أنه في الأيام القليلة المقبلة يتم الوصول إلى تشكيل حكومة حقيقة وهي مطلوبة على كل حال، سواءً تم انتخاب رئيس أو لم يتم انتخاب رئيس ضمن المهلة الدستورية المتاحة.

وانتقل إلى النقطة الرابعة فقال: "قوارب الموت، للأسف الشديد هذه أكثر من حادثة حصلت، الحادثة الأخيرة المؤسفة التي قضى فيها أكثر من تسعين روح عزيزة وغالية فقدت في هذا البحر في مقابل ساحل طرطوس من لبنانيين وفلسطينيين وسوريين، هذا الأمر طبعًا أمر مؤلم ومحزن لكل من لديه حد أدنى من المشاعر الإنسانية، هناك أناس يمرون على هكذا أخبار ولا كأن هناك شيء، لا يقدم ولا يؤخر بالنسبة لهم، لكن الناس الطبيعيون - نحن نفترض إن شاء الله أننا من الناس الطبيعيين – يتألمون، يحزنون، يتأثرون، بعضهم يبكي أيضًا حتى لو لا يعرفوا من هؤلاء الناس، تنطلق هذه الفطرة الإنسانية، المشاعر الإنسانية، الإنسان الذي لديه أخلاق، الإنسان الذي يعرف الله سبحانه وتعالى يعرف ما تعني هذه المظلومية  وهذه الغربة، هذا الأمر يوجد جانب منه نحن نُجدد العزاء لأهل هؤلاء الشهداء والضحايا ولكن الأهم هو أن يكشف حقيقة ما جرى ويجري في أكثر من حادثة، لأن الذي يحصل هو أشبه بجريمة، مرة نقول هناك هجرة غير شرعية ولكن لا يوجد فيها مخاطرة، لا يوجد فيها تضحية بالرجال والنساء والأطفال، لا يوجد فيها إستهانة بأرواح البشر، فنقول هذا نأخذ منه موقف سياسي، لكن نحن أمام هجرة غير شرعية هي بمستوى الجريمة المتكررة بين الحين والآخر، لأن هؤلاء التجار والمهربين يركبون العالم ليس بسفينة بل بقارب وبلوح خشب ممكن أن يحمل 40 او 50 أو 60 ولكنهم يحمّلونه 200 و 300 شخص، يعني قطعا ويقينا أمام هذا البحر الهائج والأمواج العاتية، وأمام أي تغيير في المناخ هؤلاء يموتون ويغرقون، هذه جريمة تُرتكب بحق هذه العائلات، وبحق الأطفال الرُضع الذين شاهدنا صورهم في هذه الحادثة المؤلمة، لذلك نحن ندعو إلى التحقيق القضائي وندعو الأجهزة الأمنية إلى الجدية، يوجد بعض الناس قالو:ا يوجد من يأخذ رشوة وهذا يجب أن يحقق ، واقعا يوجد تسهيلات من بعض الاجهزة الامنية، لا يجوز التساهل إلى مستوى الجريمة، والمشاركة في قتال رجال ونساء وأطفال وحتى اطفال رضّع من خلال هذا التهاون وهذا التقصير الفادح، طبعا من واجبي هنا وان كان على المسؤولين اللبنانيين، بعضهم لم يقم بهذا الواجب، على كل حال، من واجبنا هنا أن نتوجه بالشكر إلى السلطات السورية وإلى الحكومة السورية والى سلطات محافظة طرطوس وإلى الأهل الشرفاء في جزيرة أرواد، لأن في الحقيقة ليس فقط أجهزة الدولة السورية بل أيضا أهل ورجال الجزيرة من صيادين وغيرهم ونحن رأيناهم على التلفاز وغيره كيف كانوا يُغامرون بأنفسهم من أجل إنقاذ الأحياء واستعادة أجساد الضحايا، وما يزالون يبدلون أيضا جهداً كبيراً، بالنيابة عن كل اللبنانيين وعن الشعب اللبناني وبالنيابة عن كل الفلسطينيين وبالنيابة عن كل السوريين، نحن نتوجه بالشكر إلى هؤلاء ونقدر ما قاموا به".

خامساً: سطر فقط، التطورات الدولية نحن جميعا يجب أن نتابعها، يمكن من يقول بأن هذا ليس شأنا لبنانيا ولكن ما يجري الآن يمكن أن يغير وجه العالم، لم يعد الحدث الروسي الأوكراني حدثا أقليميا هو منذ البداية حدث دولي، ولكن مع التطورات الاخيرة خصوصا ما حصل أمس يوم الجمعة وتداعيات الموقف الروسي والمواقف الاميركية والأوروبية وحلف الناتو والانقسامات الدولية، نحن أمام تطور دولي كبير وهائل، وسيترك إنعكاسه على كل العالم، طبعا لبنان معني بأن يواكب هذا التطور من موقع المسؤولية والحرص، أحياناً نحن نُكبّر القصة، ولكن يوجد الكثير من الأمور في لبنان يجب أن تواكب، في لبنان لا تواكب، لكن في كل الأحوال هذا له تأثيره على البلد.

سادساً: النقطة الأخيرة في الحقيقة، أريد أن أتكلم بعض الكلمات عن الجمهورية الإسلامية في إيران التي شغلت العالم، هذا الحدث الإقليمي الأهم في المنطقة، طبعا فاتني أن أقول في نقطة موقف سماحة السيد من الجماعات التكفيرية أن أذكر وهنا تذكرت الآن لأقول: البعض إفترض لأن هذه المسألة إنتهت، هذه المسألة لم تنتهِ، داعش لم تنتهي، حكومة داعش ودولتها سقطت، وهذا صحيح، يعني ما أعلنه الشهيد القائد الكبير الحاج قاسم سليماني رضوان الله عليه في إنهاء حكومة داعش ودولتهم هذا صحيح، لكن داعش كجماعة داعش ومشروعها وإستخدام داعش لا يزال قائما، تذكرون عندما تم تحرير البادية السورية ودير الزور والميادين والبوكمال وعندما تم تحرير الموصل في العراق، والافلام موجودة بكثرة على الانترنت لمن يريد أن يُشاهدها، كانت مروحيات أميركية تنزل وتأخذ عدد من هؤلاء القادة او الكبار أو الزعماء، ومن الممكن أن يكون كوادرهم الذين هم ُمجنديهم داخل داعش، أنا لا أقول كل واحد في داعش هو عميل CIA  وهو جاسوس عند الأميركين، لا أقول ذلك، ولكن حجم النفوذ أو الاختراق في داعش بما يمكن من تشغيلها حاسم وكبير، كل الكلام كان إلى أين ينقلونهم، ينقلونهم إلى أفغانساتان، وهذه أفغانستان، كل يوم جمعة والأمر لا يقتصر على الشيعة فقط، مساجد سنية يتم تفجيرها يوم الجمعة، مساجد شيعية يتم تفجيرها، سفارات يتم تفجيرها، أمس وأول أمس مركز تعليمي 300 شاب وصبية يدرسون تحضير للإمتحانات، دخل عليهم إنتحاري وأوقع أكثر من 50 شهيداً، هؤلاء كانوا شيعة أيضاً، هذا الأمر يحصل أمام هذا العالم، هل رأيتم من تنفس في هذا العالم؟ هلا حرك أحدهم ساكنا؟ هناك سيدة إيرانية توفيت في حادث غامض، حتى الآن ليس لأحد وضوح في الحد الأدنى أن هذه السيدة ماذا جرى عليها وكيف توفيت؟ السيدة أميني، قامت الدنيا، أميركا، البيت الأبيض، أوروبا، رؤساء ووزراء أوروبيون، وسائل إعلام عربية وإقليمية ودولية، أكثر من 50 شهيد من الشباب الصبايا الصغار أبرياء، وطبعا عدد كبير من الجرحى، لم يرمش جفن لأحد في هذا العالم، لأن هذا دم مباح، هذا عرض مباح، وليس له قيمة، لأنه يوجد إستهداف للجمهورية الإسلامية، وإستهداف لنظام الجمهورية الاسلامية يتم إستغلال أي حادث ولو كان غامضاً ولو لم يكن مفهوماً من أجل التحريض على هذا النظام، أقول أن داعش ما زالت موجودة، هناك محاولة لإحياء داعش في سورية، هناك محاولة لإحياء داعش في العراق، هناك داعش قوية وحقيقية في وموجودة في أفغانستان، وتضرب للأسف كل أسبوع، ولا يغيب عن بالنا أن الذي صنع داعش بإعتراف الأميركيين والرئيس ترامب وجنرالات أميركيين هو أميركا، والذي ما زال يحميها هو أميركا، والمخابرات الأميركية، والذي يؤمن إنتقالاتها من مكان إلى مكان هي المخابرات الاميركية، والذي يسهل تمويلها هم المخابرات الاميركية، والذي يسهل إنتقال أعداد إضافية إليها وإمكانات إضافية إليها هي الولايات المتحدة الأميركية، هذا يجب أن لا يغيب عن بال أحد، في موضوع إيران، لأنه هي اليوم أساس في محور المقاومة، هي منذ اليوم الأول لإنتصارها هي موضع إستهداف دائما، منذ الأيام الاولى، عمليات الإغتيال التي طالت العلماء والفقهاء والقادة الكبار، والسياسيين والعسكريين، الاحداث الداخلية، التحريض القومي والعرقي والطائفي في أكثر من محافظة، حرب السنوات الثمانية التي مولتها بعض دول الخليج بمئات مليارات الدولارات، ودعمها كل العالم شرقا وغربا، الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة الاميركية، وكل المعسكرات وصولاً إلى العقوبات وإشتداد العقوبات في الآونة الاخيرة، والتحريض اليومي والساعاتي في وسائل الاعلام، عشرات ومئات الاذاعات والتلفزيونات باللغة الفارسية، نحن لا نشعر بهم، لأنه نحن لا نُشاهد فارسي، عشرات ومئات التلفزيونات والفضائيات والاذاعات ومئات الجيوش الالكترونية، الآن لأنه يوجد مصيبة مواقع التواصل الإجتماعي، وتحريض يومي يدخل إلى كل بيت وكل شاب وشابة في ايران، والرهان هو على الداخل، لأنه إيران قوية، وعزيزة ومقتدرة، أدركت الإدارات الاميركية المتعاقبة، الكثير يسألون هل ممكن ان يحصل حرب أميركية على إيران؟ لو كان ذلك ليحصل كان حصل منذ زمن ترامب، وهذا لم يحصل، لماذا لانه إيران قوية وعزيزة ومقتدرة، ليس كرم أخلاق من الاميركيين، واليوم الذي يحصل معنا في لبنان ومع لبنان وفي هذه التسوية "الحدود البحرية وحقول النفط والغاز" هذا ليس كرم الأميركيين ولا الصهاينة، هذا لأنه لبنان قوي ومقتدر، إذاً الذهاب إلى الخيار الداخلي، العقوبات الضاغطة والشديدة كان هدفها تحريض الناس على النظام الإسلامي، مثل لبنان والذي هدفها تحريض الناس على المقاومة، والقول للناس ان سبب مآسيكم وجوعكم و..و..و..و هو هذا النظام أو هذه المقاومة، وأحيانا هم يفترضون أحداث ويبنون عليها ىمال وأوهام وسراب، شهدنا في الأسابيع القليلة الماضية إلى حد حصل في بعض وسائل الإعلام الخليجية للأسف ومواقع التواصل الإجتماعي وجيوش إللكترونية أن سماحة السيد القائد (دام ظله) تُوفي وأن الإيرانيين يخفون الموضوع ومختلفين على إنتخاب خليفة القائد، طبعا هذا ليس جديداً، في حياة الإمام الخميني (قدس سره) طالما كُنا نسمع شائعات وفاة الإمام، هذه أمانيهم، بعد ذلك سماحة الإمام القائد ظهر في مناسبة الاربعين وخطب وهو واقف وفي صحة وعافية والحمد لله وأطال الله في عمره الشريف، حسناً، أكاذيب كلها للنيل من إرادة الناس وعزمهم ومعنويات الناس ومن ثقة الناس بقيادتهم بجمهوريتهم ونظامهم ومقاومتهم، الأحداث الأخيرة نفس الأمر، وعلى كل حال الحقائق ستظهر فيما بعد، وتم إستغلال هذه الحادثة الغامضة وخرج أناس على الطرقات في العديد من المدن، الآن نزل العشرات أو المئات، يا أخي نزل 1000 أو 2000 أو 3000، لا يوجد مشكلة، البعض منهم مارس الشغب وإعتدى وقتل، الإعلام العالمي كُله قدم الموضوع أن هذا هو الشعب الإيراني، هذه إرادة الشعب الإيراني، بعد أيام قليلة عندما نزلت الملايين في مختلف المدن الإيرانية سكت العالم، سكت الإعلام العالمي، ولم نعد نرى أي شيء لا على التلفاز ولا على مواقع التواصل ولا شيء، وإنما أعربوا عن خيبتهم وفي مقدمهم الإعلام الإسرائيلي، هذه هي حقيقة هذا العالم إخواني وأخواتي، ما أردت أن أقوله في موضوع إيران هو كلمتين، الكلمة الأولى: هو ان إيران قوية وعزيزة ومقتدرة وأن شعبها شعب متمسك بإسلامه ودينيه ونبيه وأهل بيت نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، يكفي لهؤلاء الأغبياء والحمقى أن يُشاهدوا أيام محرم وصفر في إيران، يكفي أن يشاهدوا الزيارات الموسمية لبل اليومية الى مقام الإمام الرضا والسيدة المعصومة عليهما السلام في مشهد وقم، يكفي أن يُشاهدوا مظاهرات الشعب الايراني في المناسبات المختلفة، يكفي أن يشاهدوا التشييع التاريخي الذي لا مثيل له منذ أن خلق الله آدم الى اليوم، تشييع الشهيد القائد الحاج قاسم سليماني، هذا الحضور الشعبي المليوني الهائل والمذهل، والناس لم تأتِ والله النظام نزّلهم، الناس هي من نزلت كباراً وصغاراً ويبكون متأثرين، وعلى درجة عالية من الحزن، هؤلاء الأغبياء، لدينا منهم القليل في لبنان، ليسوا كُثر والحمد لله، هؤلاء الأغبياء يجب أن يقرأوا، هذه الحقيقة، هذه حقيقة إيران، وأنتم تسعون خلف سراب،  أقول لأصدقاء الجمهورية الاسلامية ومُحبيها في كل انحاء العالم: لا تحزنوا ولا تتأثروا ولا تتألمو، هذه الجمهورية الاسلامية المباركة التي كُتب في دستورها في أحد مواده الأساسية الغير قابلة للتعديل، أن الحاكم الحقيقي لهذه الدولة هو الحجة بن الحسن العسكري المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، هي أقوى من أي زمن مضى ، وأرسخ من أي زمن مضى، وأشجع من أي زمن مضى، ولذلك لا تتأثروا، لا بالأخبار ولا بالشائعات، الآن طبيعي أن تتأثر الناس، وانا أقول لكم لا تتأثروا، حتى لو حصلت أحداث، حصلت أحداث أكبر من هذه بكثير في تاريخ الثورة على مدى أكثر من أربعين عاماً، أخطر من هذه الأحداث، أكبر من هذه الأحداث، ولكن الجمهورية الإسلامية في ايران التي تستند الى إيمانها العظيم بالله سبحانه وتعالى وتوكلها على الله سبحانه وتعالى وبوجود هذا القائد التاريخي الاستثنائي الحكيم والشجاع والدؤوب والمدير والمدبر وبوجود ها الشعب المخلص والوفي والمضحي والمحب، والاستشهادي والفدائي، لا يمكن أن ينالوا على الإطلاق من هذه الجمهورية."

وختم: "الكلمة الثانية والأخيرة في هذا المقطع، هو أيضا لشعوب منطقتنا، بعض أن أُطمئنهم أُريد أن أقول لهم، أقول لهم هناك دائما الاعلام الغربي وبعض الاعلام الخليجي يعمل على تحريض هذه الشعوب على الجمهورية الاسلامية في إيران، على خلق عداء بين هذه الشعوب وبين الجمهورية الإسلامية في إيران، طبعاً هو فشل حتى الآن بنسبة كبيرة جداً، استعداء الأنظمة سهل، لأن الكثير من هؤلاء الحكام هم أدوات عند نظام الهيمنة الأميركي في المنطقة، هم أدوات ليسوا أكثر، يَأخذون تعليمات ويُنفذون تعليمات، الكثير من وسائل الإعلام الموجودة هي تُنفذ تعليمات ويأتيها تمويل لخدمة هذه الأهداف، لكن العمل هو على الناس، يجب أن أخص اليوم بالذكر الشعب العراقي العزيز، وأنا لا أُريد أن أَتدخل في شؤونه الداخلية، وماذا موجود في العراق وعلى ماذا مُختلفين وما الذي يجب أن يقوموا به، هذا شأنهم والحمد لله في العراق يوجد مرجعية حكيمة ورشيدة وعينها البصيرة وصدرها الواسع وحلمها وحكمتها الى ما شاء الله، ويوجد قادة وعلماء وحكماء ومخلصون، لكن النقطة الوحيدة التي أُريد أنا ان أُشير إليها، هي ليست فقط شأن عراقي، هذا يعني كل شعوب المنطقة، التحريض الدائم على إيران، تقديم الجمهورية الاسلامة بل تقديم الشعب الايراني، كعدو لشعوب المنطقة، هذا عمل شيطاني، هذه خطة أميركية إستكبارية شيطانية، لتمزيق صفوف هذه الامة، فقط أُريد ان أَقول لهم وأُذكرهم جميعاً هذه الجمهورية الاسلامية، هذا النظام وهذا الشعب وهذه القيادة وهذه الدولة أقول لكم من موقع التجربة، نحن في الحد الأدنى 40 سنة لدينا علاقة مباشرة وتواصل دائم ونقاشات ومتابعات، وشهدنا سنوياً خلال 40 سنة في لبنان والمنطقة تحديات كبيرة وخطيرة جداً، لله سبحانه وتعالى أقول اليوم أمام هذه المحنة التي عبرتها إيران الحمد لله، أمام الله عز وجل وأشهد بهذا في الدنيا والآخرة أن هذه الجمهورية الإسلامية في ايران لا تريد من شعوب المنطقة شيئاً على الإطلاق، لا تُريد شيئاً من الشعب العراقي، كثير من دول العالم يصرحون لديهم أطماع في نفط العراق، لديهم أطماع في غاز العراق، ترامب لديه تصريحات ومؤتمرات صحافية وخطّأ جورج بوش ومن سبقه وأوباما وغيره أنه كيف تسامحوا في موضوع السيطرة على حقول النفط، هناك دول علنا تقول أ لها أطماع في نفط العراق وخيرات العراق ومياه العراق، الجمهورية الإسلامية ليس لها أي طمع، لا في نفط ولا في خيرات ولا في مياه لا في العراق ولا في المنطقة، الجمهورية الإسلامية بالعكس هي تبذل من إمكانياتها وقدراتها بل من دماء كبارها وشبابها وفلذات كبدها من أجل أن يكون شعب العراق أمناً سليماً حراً عزيزاً حراً كريماً، كيف يمكن لشعب العراق أن ينسى حضور الشهيد الحاج قاسم سليماني والشهداء الإيرانيين من قادة ومن مقاتلين ومن متطوعين، كيف يمكن ان ينسى وقفة إيران والمسؤولون العراقيون يوضحون ذلك يومياً، أميركا تركت العراق، دول العالم تركت العراق، الذي فتح مخازن الأسلحة وفتح السماء وأرسل القادة والمقاتلين ووضع نفسه بالكامل، كل القوات المسلحة الإيرانية وكل السلاح الإيراني وكل المال الإيراني وكل الجمهورية الإسلامية الإيرانية كانت حاضرة للدفاع عن شعب العراق عندما إجتاحته داعش وسيطرت على العديد من محافظاته، وكانت بغداد وكربلاء وغيرها مهددة بالسقوط، كيف يمكن أن ينسى هذا؟ كيف يمكن لأناس طبيعيين أن ينظروا بعين الود والمحبة الى السعودية التي أرسلت 5000 إنتحاري الى العراق، وجعلت أجساد نساء وأطفال ورجال العراقيين من كل الطوائف ومن كل الاعراق على الحيطان وفي الساحات وفي الأسواق وفي المساجد والكنائس، كيف يمكن أن يكون هذا الانسان طبيعياً ثم يتوجه بالعداء إلى الجمهورية الإسلامية، التي فعلت كل شيء من أجل أن يتحرر العراق من الاحتلال الاميركي وأن يواجه العراق خطر داعش وأن يحافظ العراق على وجوده وشعبه وهويته؟ كل من يقول للشعب العراقي ولشعوب المنطقة، أن إيران لديها نوايا إستعمارية أو نوايا إستثمارية أو نوايا إستغلالية هو كاذب وخائن، وجبان، كائناً من يكون، وأنا لا أقصد أحداً بالتحديد، أنا أتكلم فكرة عامة، قد تختلف مع إيران لا يوجد مشكلة، قد تختلف مع بعض السياسات الإيرانية لا يوجد مشكلة، قد يكون لك ملاحظات على أداء بعض المسؤولين الايرانيين لا يوجد مشكلة، هذا شيء آخر، هذا أمر طبيعي، لكن أن تتحول أنت أو هو أو هي إلى موقع العداء مع الجمهورية الإسلامية في إيران، هذا لمصلحة من؟ ولخدمة من؟ هكذا نَخدم العراق؟ أو سورية أو لبنان أو البحرين أو اليمن أو فلسطين أو دول المنطقة؟ بكل بساطة أيها السادة العلماء، أيها الاخوة والاخوات، سؤالين سريعين، بعد كامب دايفيد وبعد التحولات في العقود الماضية لو لم يكن هناك دولة أسمها الجمهورية الإسلامية في إيران أين كانت اليوم فلسطين؟ وأين كانت القدس وأين كان شعب  فلسطين؟ وأين كان لبنان وأين كانت "إسرائيل"؟ والجواب عندكم، واليوم أهم عنصر قوة في محور المقاومة للبنان وفلسطين وسورية وللمنطقة كلها هي الجمهورية الإسلامية في إيران، والسؤال الثاني: لو جاء هذا الربيع، هذا الخريف العربي الذي بدأت حقائقه تظهر، لو جاءت داعش وهم يعترفون أنهم جاؤوا بمئات آلاف المقاتلين من كل أنحاء العالم، هذا السيناتور الأميركي يقول جئنا بمئات الآلاف من مئة دولة في العالم، هم جاؤوا بهم، لو لم يكن هناك جمهورية إسلامية في إيران تقف إلى جانب العراق وسورية ولبنان وشعوب المنطقة اين كانت هذه الشعوب وأين كانت هذه الدول؟ وأين كانت هذه الحكومات؟ وفي أي زمان أسود كالح مظلم كانت ستدخل منطقتنا؟ كُنا نتكلم عن سماحة السيد (رضوان الله عليه)، ان يعرف الانسان النعمة وأن يشكر النعمة، أن لا يكفرها، أن لا يكفر بها، أن لا ينكرها أن لا يلعنها، ما هو مُطالب به اليوم في محور المقاومة في شعوب المنطقة أنتم الذين تُراهنون على أميركا هذه هي أميركا، هذه أميركا اليوم تُقاتل حتى آخر أوكراني، أمس أول رد فعل ماذا خرج الأميركيين ليقولوا لِزيلينسكي "المعتر"، أنه هو رد على ضم الأقاليم الأربعة لروسيا، خرج وطلب الإلتحاق بالناتو، ماذا قالوا له؟ قالوا له كلا، الوقت غير مناسب، هذا وقت غير مناسب، ليس وقته الآن، لماذا؟ لأنه إلتحاق أوكرانيا بالناتو يعني أميركا مُلزمة أن تقاتل روسيا، أميركا لا تريد ان تقاتل روسيا بالأميركيين، أميركا تُريد ان تقاتل روسيا بالأُوكرانيين، وبعد الأُوكرانيين بالأوروبيين، وتتفرج عليهم جميعاً، وتَكسب النتائج والأرباح، هذه هي أميركا، إعرفوا صديقكم وتمسكوا به وحافظوا عليه، وإعرفوا عدوكم وإذا كنتم لا تُريدون  أن تقاتلوه في الحد الأدنى لا تلجأوا إليه، لأنكم لن تجدوا في أحضانه دفئاً ولا أماناً، لن تجدوا سوى الغدر والخيانة، لِفقيدنا الكبير المقدس سماحة العلامة السيد محمد علي الأمين كل الرحمة والدرجات العُلى في جوار رسول الله وفي جوار أبائه وأجداده الأطهار، شكر الله سعيكم ونشكر حضوركم الكبير، يعطيكم العافية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته."

 

 /New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 01-02 تشرين الأول/2022

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

 

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

اضغط على الرابط في أعلى للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

 

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 01 تشرين الأول/2022/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/112387/%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84-4/

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For October 01/2022

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/112390/lccc-lebanese-global-english-news-bulletin-for-october-01-2022-compiled-prepared-by-elias-bejjani/

 

انتخبوا شربل باسيل لعضوية مجلس أمانة مجلس المدارس الكاثوليكية في مدينة ماسيسوكا الكندية/Be Wise & Vote For Charbel Bassil in the Mississauga Catholic school board trustee 2022 elections

https://eliasbejjaninews.com/archives/111736/%d8%a7%d9%86%d8%aa%d8%ae%d8%a8%d9%88%d8%a7-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%a7%d8%b3%d9%8a%d9%84-%d9%84%d8%b9%d8%b6%d9%88%d9%8a%d8%a9-%d9%85%d8%ac%d9%84%d8%b3-%d8%a3%d9%85%d8%a7%d9%86%d8%a9-%d9%85/

Be Wise & Vote For Charbel Bassil in the Mississauga Catholic school board trustee 2022 elections

We call on you to vote for the distinguishable Lebanese-Canadian activists, Charbel Bassil, in the coming Mississauga Catholic school board trustee 2022 elections

Mr. Bassil is highly qualified for the Mississauga municipality board membership. He is well known for his honesty, transparency, integrity and dedication to serving and help people.

انتخبوا شربل باسيل لعضوية مجلس أمانة مجلس المدارس الكاثوليكية في مدينة ماسيسوكا الكندية

ابن الجالية اللبنانية الناشط شريبل باسيل مرشح لعضوية مجلس أمانة مجلس المدارس الكاثوليكية في مدينة ماسيسوكا/مقاطعة اونتاريو الكندية.

ندعوا كل سكان المنطقة المرشح فيها انتخابه لأنه جدير بالموقع ومعروف عنه الصدق والشفافية والنزاهة والتفاني بخدمة الناس