المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 01 تشرين الأول/2022

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2021/arabic.october01.22.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

اضغط على الرابط في أعلى للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنَّ الرُّوحَ النَّجِس، إِذَا خَرَجَ مِنَ الإِنْسَان، يَطُوفُ في أَمَاكِنَ لا مَاءَ فيهَا، يَطْلُبُ الرَّاحَةَ فلا يَجِدُهَا

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/مسرحية انتخاب الرئيس: أغلبية نيابية بجيب سيد أمونيوم، وغباء اقتراع النواب التغيريين لسليم اده

الياس بجاني/ملاحظات ع الماشي ع مقابلة جعجع مع البير كوستنيان، المقابلة التحفة بالتناقضات والضياع والأنا القاتلة

حزب الله لا يفهم غير لغة القوة ولهذا مطلوب من المجتمع الدولي تنفيذ القرارات الدولية بالقوة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

“الحزب” أعدّ عدّة الشغور حكوميًّا

الملف الحكومي.. جولة مفاوضات جديدة

المعارضة ربحت “الجولة الأولى” وبرّي ودّع النواب بـ”تعليمة”!

"هآرتس" تكشف عن اقتراح أميركي جديد للترسيم

نتنياهو يقود حملة إفشال اتفاق الترسيم "الوشيك" مع لبنان!

اسرار الصحف اللبنانية لصادرة في بيروت صباح اليوم الجمعة 30/09/2022

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 30/09/2022

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الكنيسة ترى فرصة لـ"لبننة" الانتخابات الرئاسية

دنيز عطالله/الكلمة اونلاين/01 تشرين الأول/2022

التباعد الفرنسي-السعودي يتّسع رئاسياً.. و"العطب الذاتي" يحاصر السنّة

منير الربيع/المدن/01 تشرين الأول/2022

التمرين على انتخاب الرئيس… رسالة للداخل والخارج

وليد شقير/أساس ميديا/30 أيلول/2022

أحجية التأليف: هل اقترب الملف من الحسم؟

كارول سلّوم/اللواء/30 أيلول/2022

الثنائي يعد العدة لفترة شغور طويلة بذريعة تأمين التوافق

لارا يزبك/المركزية/30 أيلول/2022

لا رئيس ولا حكومة... سيناريو الأيام المقبلة أكثر سوءاً

وليد خوري/ليبانون ديبايت/الجمعة 30 أيلول 2022

فرنجيه عرض مع السفيرة الفرنسية الاوضاع المحلية والاقليمية والدولية

سليم إده شكر لنواب قوى التغيير ثقتهم: سأكون في خدمة لبنان والإنسان فيه بعيدا من أي سعي إلى المناصب

قائد الجيش استقبل لازارو وبحثا في العلاقة بين الجيش واليونيفيل

تشتت المعارضة اللبنانية يحرمها من كسب أكثرية الأصوات

«حزب الله» وحلفاؤه صوتوا بالورقة البيضاء في أول جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

في عملية نوعية.. مقتل مسؤول كبير في إيران..!

احتجاجات إيران مستمرة رغم إعلان محافظ طهرن «نهاية الاضطرابات» والسلطة صعّدت من تهديداتها للمشاهير واعتقلت صحافيين

إيران تتجاهل الاحتجاج العراقي وتعاود قصف قرى في إقليم كردستان

مجلس الأمن يدين قرار الضم.. وروسيا ترفع الفيتو

قرار ضم أجزاء من أوكرانيا... على ماذا ستحصل روسيا؟ وأكثر من 100 ألف كيلومتر مربع... ثروات هائلة وأهمية استراتيجية وتاريخية

إردوغان: اتصالات المخابرات التركية مع دمشق ستحدد «خريطة طريق العلاقات»

كرر التهديد بعملية عسكرية مطالباً روسيا وأميركا بإبعاد «قسد»

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

مراكب الهجرة لن تتوقف: اللاجئون الأكثر حماسة!/مايز عبيد/نداء الوطن/30 أيلول/2022

يا صاحب السماحة: ماذا جاء يفعل العونيّون في دار الطهارة في اليوم التالي؟/المحامي عبد الحميد الأحدب/30 أيلول/2022

إلى متى يستمر تشتّت نواب السنّة؟/محمد شقير/الشرق الأوسط/30 أيلول/2022

نحو آخر حلقات المؤامرة...!/نبيل بومنصف/النهار/30 أيلول/2022"

ما سبب تزايد ظاهرة فرار السجناء؟/يوسف دياب/الشرق الأوسط/30 أيلول/2022

نائب السنيورة يفضح خطة جعجع!/محمد المدني/ليبانون ديبايت/الجمعة 30 أيلول 2022

الرئاسة بين محطتين/شارل جبور/الجمهورية/30 أيلول/2022

هل دخل المشروع الإيراني غرفة الإنعاش؟/علي حمادة/النهار العربي/30 أيلول/2022

الياس الزغبي ل"موقع لبنان الكبير":البحث عن رئيس "توافقي" يعني الشغور، والحل يكمن في توحيد المعارضة بقوة المنطق والاقناع، وبضغط خارجي لنزع سلاح التعطيل بإفقاد النصاب./لبنان الكبير/30 أيلول/2022

إيران: البركان المقيد/أمير طاهري/الشرق الأوسط/الجمعة 30 أيلول 2022

وفاة القرضاوي وانقضاء حقبة!/رضوان السيد/الشرق الأوسط/الجمعة 30 أيلول 2022

قوة الثورة «العادية» في إيران!/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/الجمعة 30 أيلول 2022

إيران فقدت أعظم أصولها... النساء/فيروزه دوماس/نيويورك تايمز/الشرق الأوسط/الجمعة 30 أيلول 2022

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

رئيس الجمهورية عرض عودة النازحين مع السفير السوري وأوضاعا تربوية مع طرابلسي

ميقاتي ترأس اجتماعا بحث في الاوضاع المالية والتحضيرات لاعداد موازنة العام 2023

المفتي قبلان: البلد يعيش أسوأ حالاته والمطلوب انقاذ الناس وتمويل حاجاتها العامة

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

إنَّ الرُّوحَ النَّجِس، إِذَا خَرَجَ مِنَ الإِنْسَان، يَطُوفُ في أَمَاكِنَ لا مَاءَ فيهَا، يَطْلُبُ الرَّاحَةَ فلا يَجِدُهَا

إنجيل القدّيس متّى12/من43حتى45/:"قالَ الربُّ يَسوع: «إِنَّ الرُّوحَ النَّجِس، إِذَا خَرَجَ مِنَ الإِنْسَان، يَطُوفُ في أَمَاكِنَ لا مَاءَ فيهَا، يَطْلُبُ الرَّاحَةَ فلا يَجِدُهَا. حينَئِذٍ يَقُول: سَأَعُودُ إِلى بَيْتِي الَّذي خَرَجْتُ مِنْهُ. ويَعُودُ فَيَجِدُهُ خَالِيًا، مَكْنُوسًا، مُزَيَّنًا. حينَئِذٍ يَذْهَبُ ويَجْلُبُ مَعَهُ سَبْعَةَ أَرْوَاحٍ آخَرِينَ أَكْثَرَ مِنْهُ شَرًّا، ويَدْخُلُونَ ويَسْكُنُونَ في ذلِكَ الإِنْسَان، فَتَكُونُ حَالَتُهُ الأَخِيْرَةُ أَسْوَأَ مِنْ حَالَتِهِ الأُولى. هكَذَا سَيَكُونُ أَيْضًا لِهذَا الجِيلِ الشِّرِّير!».

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

مسرحية انتخاب الرئيس: أغلبية نيابية بجيب سيد أمونيوم، وغباء اقتراع النواب التغيريين لسليم اده

الياس بجاني/29 أيلول/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/112334/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%85%d8%b3%d8%b1%d8%ad%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%86%d8%aa%d8%ae%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a6%d9%8a%d8%b3-%d8%a3%d8%ba%d9%84%d8%a8/

جاءت اليوم نتائج الدورة الأولى من جلسة انتخاب رئيس للجمهورية على الشكل الآتي:

ميشال معوّض: 36

سليم إدّه: 11

ورقة بيضاء: 63

أسماء أخرى: 12

بينت النتائج هذه أن 63 نائباً، وربما شي أربعة أو خمسي زيادي هم بجيب سيد أمونيوم. ومن هنا فإنه بالغالب كان بمقدور حزب الله الإرهابي والفارسي والكبتغاوني، تعيين رئيس للبنان اليوم، إلا أنه لم يفعل لأسباب سوف تتوضح لاحقاً،  توقع البعض أن في مقدمها رسالة لأميركا تقول: تفاوضي معي أنا الممسك بلبنان وحاكمه الفعلي”. فهل ستقبل إدارة بايدن وترحب بالرسالة؟

في القاطع الآخر، فإن النواب ورعاتهم وأسيادهم، وأصحاب شركات الأحزاب كافة، المدعين في العلن معارضتهم لحزب الله، ومن تحت الطاولة يتملقونه ويستجدون بذمية مقيتة، فقد ظهر جلياً ضياعهم وتخبطهم، وعمى الرؤية عند معظمهم.

فمن ييرفعون يافطات السيادة، هم عملياً دون قيادة وقائد، وكل منهم يغني على ليلاه وهواه.. يعني تعتير ع الآخر.

أما الفطاحل المتلحفين زوراً عباءة التغيير، فأغبياء وجهله، وبالتالي مباشرة أو مواربة هم بجيب سيد امونيوم، أو في أفضل الأحول، لا مع ستي ولا مع جدي، وغارقين في ثقافة اليسار التدميرية والتخريبية الحاقدة على الجميع، وعلى كل شيء، وعملياً هم استنساخاً تعيساً للحركة الوطنية الفاشلة واللا لبنانية، حيث أن تصويت 11، وغياب اثنين منهم (ابراهيم منيمنة غاب بسبب الكورونا ونجاة عون خارج لبنان) لسليم اده هو قرار غبي يفتقد لأية معايير أو رؤية وطنية وسيادية.

فسليم اده الممول، والرمادي، والفاتر، يعيش خارج لبنان، وسياسياً، وانجازات ومواقف وتاريخ، هو صفر مكعب، ومن المستحيل إيجاد ولو موقف أو مقابلة أو تصريح واحد له، يقول للبنانيين ما هي رؤيته وما هو مشروعه.

كل ما يعرفه اللبناني عن سليم أن أبيه، هو المرحوم ميشال اده، الذي كان غنياً ومتاجراً ذمياً بالعداء للصهيونية، وحالماً أبديا برئاسة الجمهورية، ومستعداً أن ينبطح وينام قدام الدبابات السورية حتى يمنعها من الانسحاب من لبنان، كما جاء في أحد تصريحاته المذلة في زمن احتلال البعث العلوي التدميري للبنان.

أما القائل بأن 63 ورقة بيضاء معناها أن ربع سيد أمونيوم الملالوي، وتجار المقاومة والطرواديين، هم غير متفقين، فهو 100% على خطأ، لأن عصا حزب الله غليظة ولا ترحم، والسوابق شواهد…هو يُخيّف، ومن يخضعون له من الطرواديين والأذلاء والتجار، يخافون.

في الخلاصة، لا حلول كبيرة أو صغيرة بظل احتلال حزب الله، كما أن بظل هيمنته وسلاحه هو قادر أن يستمر بسيطرته على مجلسي النواب والوزراء، وعلى أي رئيس جمهورية كائن من كان.

الحل: استقالة النواب الذين هم فعلاً سياديين من المجلس، تشكيل جبهة معارضة جامعة حقيقية، المطالبة بإعلان لبنان دولة مارقة وفاشلة، وضعه تحت البند الدولي السابع، إخضاع قواه العسكرية كافة لأمرة اليونيفل، والبدء بتنفيذ القرارات الدولية بالقوة، وإلا فالج لا تعالج.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

ملاحظات ع الماشي ع مقابلة جعجع مع البير كوستنيان، المقابلة التحفة بالتناقضات والضياع والأنا القاتلة

الياس بجاني/27 أيلول/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/112275/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%ad%d8%b8%d8%a7%d8%aa-%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b4%d9%8a-%d8%b9-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d8%ac%d8%b9/

*ساوى جعجع بمالمقابلة مبارح مع البير كوستنيان، ع ال بي سي، يلي كلها تناقضات، ساوى بين حزب الله وداعش، ونسي الظاهر يخبرنا أذا هيك القصة، كيف بيبرر للناس ادعاء فطاحل حزبه وهو كمان، بأن شهداء القوات وشهداء الحزب هم بنفس المنزلة؟ وكيف بيكون هالحزب الداعشي من النسيج اللبناني متل ما دايماً بيقول؟ وكيف هالداعشي حرر الجنوب وكمان متل ما بيكررحضرتو ع الطالع وع النازل؟، وكيف ممكن نفهم المطالبة الحوار مع الدواعش؟ خلطة تناقضات ما بينفهم كوعها من بوعها…تعتير وضياع وتخبط.

*بنفس المقابلة أتحفنا وطمنا الحكيم، بأنّ القوات جاهزة ببرنامجها الرئاسي منذ العام 2014، ليتبيّن لاحقًا وفي نفس المقابلة أنّه يجهل كلياً مضمون المادة 73 من الدستور المتعلّقة بانتخاب الرئيس. يا زلمي: هيدا جهاز عروس مش جهوزيّة.

*وطلع مع جعجع كمان إنّو جنبلاط وبرّي لا ينتميان إلى منظومة الفساد! ونَعم الذكاء والفهم والكذب و… التدجيل والمنفقة.

نسأل هل هو واعي وعارف ومتذكر، بأنه ومنذ يومها الأوّل صاحت الثورة “كلّن يعني كلّن”؟ فهل بإمكان جعجع أن يفهمنا كيف ماشى هذه الثورة سنتان ونصف قبل أن ينسحب منها بحجّة أنّ القوّات ليست منهم؟

*واذا حزب الله داعشي (وهو فعلا هيك) كيف بيقعد جعجع معه بمجلس النواب، وكيف كان معه بحكومات كتيرة؟ وكيف متل ما أكثر من مرة بفخر وفوقية قالت الست ريدا بأن هناك تشابه كبير بين القوات وحزب الله؟ بدك يا زلمي تثب ع شي قاعدي؟

*أما مقاربته الإسقاطية والتبريرية لهرطقة وجريمة “معراب فحدث ولا حرج.؟

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

حزب الله لا يفهم غير لغة القوة ولهذا مطلوب من المجتمع الدولي تنفيذ القرارات الدولية بالقوة

الياس بجاني/27 أيلول/2022

لا حلول في لبنان كبيرة أو صغيرة بظل احتلال حزب الله الإرهابي والمجرم/الخلاص هو بالخلاص من احتلاله ومن كل مسؤول وسياسي يؤيده

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

أطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

“الحزب” أعدّ عدّة الشغور حكوميًّا

نداء الوطن/30 أيلول/2022

دشّن “حزب الله” من خلال جلسة الانتخاب الأولى أمس خطواته الرسمية على طريق فرض الشغور في سدة رئاسة الجمهورية، على أن يستمر في مسيرة استنزاف المهل الدستورية والترشيحات الرئاسية ضمن صفوف فريقه حتى تقطيع الوقت الفاصل عن موعد نهاية الولاية العونية نهاية تشرين الأول الجاري، ولهذه الغاية “أعدّ العدّة الحكومية اللازمة لإدارة مرحلة الشغور” كما أكدت أوساط مواكبة للملف الحكومي، موضحةً أنّ ضغوط حارة حريك على رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل وصلت إلى خواتيمها وستسفر خلال الأيام المقبلة عن استئناف الرئيس المكلف نجيب ميقاتي مشاوراته الرئاسية في قصر بعبدا لوضع اللمسات الأخيرة على التشكيلة الوزارية المرتقبة، تمهيداً لولادة حكومة أصيلة قادرة على تسلّم زمام السلطة التنفيذية وصلاحيات رئاسة الجمهورية بعد نهاية العهد. ونقلت مصادر واسعة الاطلاع معطيات متصلة بأجواء الاتصالات التي أدت إلى تجاوب باسيل مع رغبة “حزب الله” في تسهيل تشكيل الحكومة الجديدة والتراجع عن الشروط والعراقيل التي وضعها في سبيل الموافقة على تأليفها، مشيرةً إلى أنّ رئيس “التيار الوطني الحر” وافق على مجاراة قيادة “حزب الله” حكومياً لأنه يريد أن “يقبض الثمن” رئاسياً، من خلال وعد تلقاه باستمرار دعم “الحزب” له بعد نهاية العهد وعدم السير بأي مرشح لرئاسة الجمهورية ما لم يحظ بموافقة مسبقة من باسيل… “مهما طال أمد الشغور”.

 

الملف الحكومي.. جولة مفاوضات جديدة

 الجمهورية/30 أيلول/2022

علمت «الجمهورية» من مصادر مطلعة على الملف الحكومي انّ المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم سيجري اليوم الجمعة جولة مفاوضات جديدة بين قصر بعبدا والسرايا الحكومية لاستكمال البحث في موضوع الاسماء التي سيُصار الى تغييرها في التشكيلة الجديدة. وكشفت هذه المصادر انه تم تجاوز موضوع الشروط التي وضعها رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، واكد رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي انه لا يستطيع الالتزام بها منفرداً كونها تحتاج الى توافق مكوّنات مجلس الوزراء، لكنّ بعضها سيتم بحثه في اللقاء الذي سيجمع رئيس الجمهورية ميشال عون وميقاتي مطلع الاسبوع المقبل، واذا تم الاتفاق اليوم على النقاط العالقة يمكن ان يحصل اللقاء غداً. وأوضحت المصادر انّ ما يتم التفاوض حوله هو 4 اسماء على 4 حقائب، وان الوقت لم يعد مفتوحا لعملية التأليف التي يجب ان تتم بكافة مراحلها، أي ولادة فبيان وزاري فثقة قبل العشرين من تشرين الاول المقبل، وهو موعد تحوّل مجلس النواب هيئة ناخبة لانتخاب رئيس جمهورية جديد في حال لم يتم انتخابه في خلال العشرين يوماً المقبلة.

 

المعارضة ربحت “الجولة الأولى” وبرّي ودّع النواب بـ”تعليمة”!

نداء الوطن/30 أيلول/2022

رغم “هضامة” رئيس المجلس النيابي نبيه بري و”قفشاته” الظريفة في الهيئة العامة، غير أنّ “نكتة” الأمس التي لم يهضمها أكثرية المغرّدين أتت من قصر بعبدا مع إبداء رئيس الجمهورية ميشال عون “ارتياحه لانطلاق مسار العملية الانتخابية في أجواء من الديمقراطية التي لطالما ميزت النظام اللبناني على مر السنوات”، وهو الذي اشتهر بتعطيل هذه العملية والتنكيل باللعبة الديمقراطية والمهل الدستورية بالتكافل والتضامن مع “حزب الله” على مدى ما مجموعه !65 جلسة انتخاب رئاسية، 20 منها في العام 2007 حتى حصوله على مكتسبات سياسية في “تسوية الدوحة” عام 2008، و45 جلسة من العام 2014 حتى وصل إلى سدة الرئاسة الأولى في العام 2016، وأوصل معه البلد وأبناءه إلى قعر “جهنّم” في خلال أعوام عهده الستة… و”الأظرف والأنكى” في تعليقه على مجريات الجلسات الرئاسية أنه لم يتوانَ عن الإعراب عن أمله بأن يتمكن النواب من انتخاب رئيس جديد للجمهورية يُكمل “المسيرة التي بدأت منذ ست سنوات”!

أما في وقائع الجولة الرئاسية الأولى وما أفرزته في صناديق الاقتراع، فظهر جلياً أنّ تكتلات وكتل المعارضة الرئيسية ربحت هذه الجولة بعدما نجحت في تسجيل عدة نقاط سياسية في مرمى فريق السلطة الذي بدا حابساً الأنفاس وكاتماً “أصواته” النيابية بورقة بيضاء تحت وطأة عدم اتفاق مكوناته على مرشح رئاسي واحد، مقابل ذهاب قوى المعارضة والتغيير بترشيحات جدية إلى الجلسة تقدمها النائب ميشال معوّض الذي حاز بنتيجة التصويت على 36 صوتاً، تلاه مرشح تكتل “نواب التغيير” سليم إدة بـ11 صوتاً، قبل أن تسارع كتل 8 آذار وفي طليعتها نواب “الوفاء للمقاومة” إلى تطيير نصاب الدورة الثانية، متسلحةً بـ63 ورقة بيضاء لتثبيت حجمها النيابي، وليبادر رئيس المجلس تالياً إلى تلقف كرة التعطيل من فريقه السياسي، معلناً رفع الجلسة و”مودّعاً” النواب “على الواقف” بكلمة أشبه بـ”تعليمة” رئاسية مفادها أنه لا ينوي الدعوة إلى جلسة انتخاب رئاسية ثانية قبل أن يتأكد من حصول “توافق… وإلا فلكل حادث حديث”.

و”لم يكن تفصيلاً”، بنظر مصادر المعارضة أن يحظى مرشح “يتمتع بمواصفات سيادية من الطراز الرفيع كميشال معوّض بنسبة أصوات كانت ستبلغ 40 صوتاً في الدورة الأولى لولا تغيّب بعض النواب، وكان من المرجح أن ترتفع أكثر إلى حدود الـ50 صوتاً في الدورة الثانية في حال انعقدت، خصوصاً وأن معوّض عبّر بالفم الملآن من المجلس النيابي (عقب انتهاء الجلسة) عن المبادئ والخيارات التي يمثلها بدءاً من مبدأ السيادة والإصلاح ورفض الاستقواء، وصولاً إلى التأكيد على تبنيه خيار التوافق لكن على أن لا يُبنى على أساس وجود سلاح خارج الشرعية أو فرض أيديولوجيات على اللبنانيين، واضعاً ترشحه تحت سقف ركيزة سيادة دولة المؤسسات والدستور والطائف وإعادة ربط لبنان بالشرعيتين العربية والدولية”، معربةً من هذا المنطلق عن ارتياح المعارضة إلى نتائج الدورة الانتخابية الأولى باعتبارها تشكل “حجر الأساس” في توجهاتها حيال الاستحقاق الرئاسي بانتظار تبلور صورة “الاتصالات المستمرة مع سائر تكتلات ونواب المعارضة والتغيير والمستقلين للتقدم خطوات إضافية باتجاه الوصول إلى توافق أوسع على مرشح مشترك لرئاسة الجمهورية”.

 

"هآرتس" تكشف عن اقتراح أميركي جديد للترسيم

الكلمة اونلاين/30 أيلول/2022

أفادت صحيفة "هآرتس" العبرية، بأن "أميركا قدمت اقتراحا جديدا بخصوص ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان، توافق عليه إسرائيل، ينص على أن الاتفاقية لن تتضمن ترسيمًا للخط الساحلي نفسه من أجل التحايل على النزاع القائم بين البلدين، إنما يرسم الخط بضع عشرات من الأمتار إلى الغرب"، وأوضحت أن "هذا الإقتراح يقدم حوافز، ولكنه يحمل أيضًا مخاطر". وأشارت الصحيفة، إلى أن "الجدول الزمني لاتفاق محتمل بين إسرائيل ولبنان، أصبح أقصر وأقصر، وتريد شركة إنرجين (الشركة البريطانية التي تمتلك امتياز الحفر في حقل كاريش) بدء الحفر في منتصف تشرين الأول، وتستعد بالفعل لتجارب التدفق العكسي للغاز من الشاطئ إلى المنصة، قبل بدء تدفق الغاز إلى الشاطئ". ولفتت إلى أنه "يفترض أن يقدم الوسيط الأميركي آموس هوشتاين عرضا خطيا نهائيا للجانبين خلال الأيام القليلة المقبلة، بعدما قدم لهما أفكاره الأخيرة شفهيا قبل أسابيع"، وذكرت أنه "بالنسبة لإسرائيل، فإن الاتفاقية الناشئة مع لبنان هي أيضًا رهان على "منطق" الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله".

 

نتنياهو يقود حملة إفشال اتفاق الترسيم "الوشيك" مع لبنان!

المدن/30 أيلول/2022

على وقع التصريحات المتفائلة في إسرائيل ولبنان، حول احتمال التوصل قريباً إلى اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين الجانبين، يتزايد القلق من نشوء عقبة إسرائيلية داخلية أمام التوصل لاتفاق بهذا الخصوص، إثر محاولات المعارضة بقيادة بنيامين نتنياهو، لمنع توقيع إسرائيل على الاتفاق. وذكرت صحيفة "هآرتس" اليوم، الجمعة، أن الحكومة الإسرائيلية تعي إمكانية أن تحاول المعارضة عرقلة المصادقة على الاتفاق. فقد هاجم نتنياهو رئيس الحكومة، يائير لبيد، على ما وصفها "تنازلات يعتزم لبيد تقديمها لصالح حزب الله" في قضية الغاز. وأضافت الصحيفة أن جهات في المعارضة بدأت تتحدث عن تنظيم احتجاجات قرب منزل لبيد في تل أبيب، ضد توقيع الاتفاق. ويرجح أن يتم تقديم التماسات إلى المحكمة العليا، في محاولة "ضعيفة" للمطالبة بطرح الاتفاق في استفتاء شعبي.

مقترح هوكشتاين

إلا أن محاولات المعارضة الإسرائيلية ليست العقبة الرئيسية أمام التوصل إلى الاتفاق، إذ أن الجانبين لم يتوصلا حتى الآن إلى تفاهمات كاملة حول ترسيم الحدود البحرية من خلال المفاوضات بينهما بوساطة أميركية يقودها المبعوث الخاص، آموس هوكستاين. في هذه الأثناء، طلبت شركة "إنرجيان" البريطانية، التي تملك الامتياز بالتنقيب عن الغاز في حقل "كاريش" الذي تسيطر إسرائيل عليه، البدء باستخراج الغاز في منتصف تشرين الأول المقبل. وبدأت الشركة تستعد لضخ غاز معاكس، من الساحل إلى منصة "كاريش"، قبل أن تبدأ بضخه إلى الساحل. ويتوقع أن يقدم هوكشتاين مقترحاً خطياً نهائياً إلى الجانبين في الأيام القريبة، بعد أن استعرض أفكاره بهذا الخصوص شفهيا أمام إسرائيل ولبنان قبل عدة أسابيع.

تفاؤل حذر

ومن المقرر أن يجتمع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت)، يوم الخميس المقبل، وربما قبل يوم الغفران، الذي يبدأ مساء الثلاثاء ويستمر حتى مساء الأربعاء. ووصفت الصحيفة الأجواء العامة بـ"التفاؤل الحذر"، خلافاً للأجواء القلقة في أشهر الصيف، وبعد إطلاق حزب الله طائرات مسيرة باتجاه منصة "كاريش. واعتبرت الصحيفة أن تهديدات أمين عام حزب الله، حسن نصرالله، باتت أقل من السابق. "وثمة من يرى في أقواله مؤشرات مشجعة للموافقة على التسوية، إذا تحققت، بالرغم من محاولاته تحقيق مكاسب لنفسه من إنجازات لبنان في المفاوضات". ويستند المقترح الأميركي إلى الخط البحري 23 في المنطقة المتنازع عليها بين إسرائيل ولبنان، ويقع هذا الخط إلى الشمال من الحدود التي طالب لبنان بها، حسب الصحيفة. ويقع حقل "كاريش" جنوب غرب هذا الخط، ما يعني أنه سيبقى تحت سيطرة إسرائيلية مطلقة. ويضيف المقترح الأميركي بأن يتم تسليم حقل الغاز "قانا" إلى لبنان. لكن الصحيفة أشارت إلى أنه من الجائز أن تحصل إسرائيل على تعويض مقابل استخدام لبنان لجزء من هذا الحقل بادعاء أنه يقع في "المنطقة الإسرائيلية".

بعيداً عن الشاطئ

وطرح الوسيط الأميركي مقترحاً آخر، مؤخراً، ووافقت إسرائيل عليه. ويقضي هذا المقترح ألا يحسم الاتفاق بترسيم الحدود عند خط الشاطئ، وأن تبقى هذه القضية مفتوحة، وأن يبدأ ترسيم الحدود في مسافة تبعد عدة عشرات الأمتار إلى الغرب من الشاطئ. واعتبرت الصحيفة في هذا الصدد أن "إسرائيل تقدم هنا تنازلاً تكتيكياً محسوباً، وتتوقع أن تحقق مكسباً إستراتيجيا"، لأن ترسيم الحدود سيسمح للبنان بأن يبدأ باستغلال موارد الغاز في منطقته البحرية. "فالاقتصاد اللبناني بحاجة إلى حقنة التشجيع هذه، وفي إسرائيل يأملون بأن وجود منصتين (لحقلي الغاز) الواحدة مقابل الأخرى سيشكل عاملاً لاجماً في الجبهة الشمالية لسنوات طويلة". إلا أن الصحيفة حذرت من أن "هذا الرهان لا يخلو من مخاطر، ولسببين. السبب الأول هو أن إبقاء الشاطئ من دون حسم واضح "قد يسمح لحزب الله باستغلال الخلاف من أجل تصعيد مستقبلي، مثلما بإمكانه أن يفعل أيضاً بالنسبة لـ13 نقطة خلاف ما زالت باقية على طول الحدود البرية، وذلك إضافة إلى النقاش حول السيطرة على مزارع شبعا". والسبب الثاني هو أن "نظرية الردع المتبادل تستند إلى فرضية أن اللبنانيين، وضمنهم حزب الله، سيقتنعون بجدية أن إسرائيل سترد بتدمير منصتهم إذا حاول حزب الله استهداف أحد حقول الغاز التابعة لها. لكن الدولة ليست مثل المنظمة الإرهابية، ومن الجائز أنه قبل أن تعمل، ستضطر إسرائيل أن تأخذ بالحسبان موقف المجتمع الدولي. وبكلمات أخرى، يجب أن يكون حزب الله مقتنعاً بأن إسرائيل مستعدة للعمل بأسلوب صاحب البيت جُنّ كي يكون الردع موثوقاً فعلا".

 

اسرار الصحف اللبنانية لصادرة في بيروت صباح اليوم الجمعة 30/09/2022

وطنية/30 أيلول/2022

اللواء

همس

تردَّدت معلومات أن جلسة الورقة البيضاء، كانت استعراض قوة بوجه دعم دولة كبرى لمرشح يعتبر من «صقور المعارضة»!

غمز

أثار تراجع وزير عن تعميم أصدره بلبلة لجهة العجز الظاهر- في نظر اقتصاديين- عن إدارة ملف التحوُّل في سعر صرف الدولار وتأثيره على المالية العامة والأسعار

لغز

يصرُّ رئيس تيار موالٍ على دفع البلد إلى الفوضى، في اختبار قدرته على تحريك الشارع، والاستعداد لمتغيرات تخدم طموحاته!

نداء الوطن

خفايا

قالت شخصية معارضة بعــد جلســة انتخــاب رئيس الجمهورية أمس إن على القوى الســيادية أن تعمل على خطة عملية لمواجهــة تطيير النصاب والجلسات بالتنسيق مع القوى الرافضة للمس بالدستور، بدل الإستســلام للفراغ وكأنه صار قدرا” لا يلقى أي معارضة وبالتالي إن السكوت عنه لم يعد مقبولا

على رغم التداول باسمه كمرشــح محتمل للمعارضة لم يســجل أي تصريح أو حضور للنائب السابق صلاح حنني الذي يبقى اســمه مطروحا للتوافق عليه في حال الدعوة الى جلسات انتخاب جديدة.

تساءلت أوساط سياسية عمن يقــف وراء ســؤال نائب رئيس المجلس الياس بو صعب للرئيــس بــري »هــل يفرض الدستور انتخاب ماروني لرئاسة الجمهورية؟«.

البناء

كواليس

قال أحد النواب الجالسين في الصفوف الخلفيّة إنه متأكد من أن النائبة سينيا زرازير هي صاحبة الصوت لهمسا أميني وإنها مثل زميليها غسان سكاف وبلال حشيمي خالفت وعدها لزملائها فلم تنتخب ادة الذي انتخبه سكاف ولم ينتخب معوّض الذي انتخبه حشيمي ولم ينتخب لبنان بعكس وعودهم جميعاً

الأنباء

مقابلة لافتة

مقابلة لشخصية سياسية مع محطة إعلامية، كانت لافتة في ظل النزاع القائم بين الطرفين.

مديح بنتيجة عكسية

يتردد أن رئيس حزب مسيحي تعمّد المديح بأحد النواب في واحدةٍ من إطلالاته الإعلامية بقصد حرق ورقته الرئاسية.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 30/09/2022

وطنية/30 أيلول/2022

 * مقدمة نشرة اخبار تلفزيون لبنان

بعد سكرة جلسة انتخاب الرئيس عادت فكرة الهم المعيشي بأرقامه وأسعاره المرعبة خصوصا في ظل البلبلة التي خلفها قرار مصرف لبنان ووزراة المال برفع السعر الرسمي للدولار من 1507 ليرات الى 15000 ليرة دفعة واحدة ما أحدث ضياعا في السوق اللبناني سواء على مستوى المصارف او التجار أو المستهلك ورصد خبراء اقتصاديون جملة مفاعيل سلبية لهذا القرار كما نقل عن رئيس مجلس النواب نبيه بري استياءه إزاء قرار المركزي ومطالبته بحصر الزيادة بالدولار الجمركي فقط.

هذا مع العلم أن مفاعيل الزيادة على الدولار الجمركي بدأت تنعكس في رفع السلع المستوردة وحتى غير المستوردة أحيانا فيما يبقى المواطن لا سيما الموظف ضحية كل هذه الفوضى وعشوائية الإجراءات.

وفي هذا الاطار جاء توضيح رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في حديث لرويترز حيت اكد ان لبنان سيطبق سعر صرف رسمي جديد يبلغ 15 الف ليرة للدولار تدريجيا مع استثناءات اولية لتشمل رساميل البنوك وسداد قروض الاسكان والقروض الشخصية التي ستستمر على السعرالرسمي.

سياسيا لبنان الذي ينتظر انتخاب رئيس جمهورية وينتظر صدور مراسيم تأليف الحكومة ينتظر أيضا عودة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين حاملا الرد الإسرائيلي على المقترح اللبناني لترسيم الحدود البحرية والمتوقع وروده اليوم.

وفي هذا الإطار ذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية، بأن أميركا قدمت اقتراحا جديدا بخصوص ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان، توافق عليه تل أبيب، وينص على أن الاتفاقية لن تتضمن ترسيما للخط الساحلي نفسه إنما يرسم الخط بضع عشرات من الأمتار إلى الغرب محددة منتصف تشرين الاول موعدا لبدء التنقيب في حقل كاريش.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ان بي ان

التوافق هو كلمة السر التي يجب أن تحكم الإستحقاق الرئاسي قبل أن يدلي ال 128 نائبا بأصواتهم في صندوقة الإقتراع وعندما يحضر التوافق يدعو رئيس مجلس النواب نبيه بري فورا الى جلسة جديدة واذا لا فلكل حادث حديث.

وبغض النظر عما تمخض عنها من نتائج لناحية توزيع الأصوات شكلت جلسة مجلس النواب المخصصة لإنتخاب رئيس للجمهورية بنسختها الأولى فرصة أمام القوى والكتل النيابية لتتواصل وتبدي رأيها في هذا الاستحقاق.

في ملف التشكيل الحكومي وبعد ما شهدته الأيام الماضية من شروط مستجدة عادت الاتصالات على خط انعاش التأليف الا أن التجربة عودت اللبنانيين "ما يقولوا فول".

وبحسب المعلومات التي استقتها الNBN  من مصادر مطلعة فإن الأمور باتت محصورة حاليا بالتشكيلة الوزارية نفسها والحقائب المرشحة للتعديل وهي ما بين ثلاث وخمس حقائب.

وتضيف المصادر نفسها إن مطلع الأسبوع المقبل سيشهد مزيدا من التقدم يتوج بلقاء بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف ويتم خلاله وضع اللمسات الأخيرة على المسودة  الحكومية النهائية.

وعلى صعيد ترسيم الحدود البحرية الجنوبية وبعيدا من الإفراط في التفاؤل ينتظر لبنان الاقتراح الاميركي على أن يدرس ليبنى على الشيء مقتضاه.

أبعد من لبنان أطل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محتفلا بمراسيم قبول انضمام أربع مناطق جديدة إلى روسيا معتبرا أن أبناء لوغانسك ودونيتسك وخيرسون وزابوروجيا باتوا جزءا من الشعب الروسي وللأبد وان موسكو لن تفاوض على نتائج الاستفتاء في هذه المناطق وستدافع عن أراضيها.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ام تي في

جلسة لا انتخاب الرئيس انتهت، والامال معلقة على الدعوة الى عقد جلسة ثانية بعد انجاز التوافق الموعود.

ووفق المعلومات فان  رئيس  مجلس النواب  سيدعو الى جلسة اخرى مبدئيا في منتصف الشهر  المقبل، سواء حصل التوافق ام لم يحصل، لأنه لا يستطيع الدخول في فترة الايام العشرة الاخيرة للاستحقاق قبل ان  يكون المجلس عقد جلستين على اقل تقدير. مع الاشارة الى ان مجلس النواب يصبح في حالة انعقاد دائم في الايام العشرة السابقة لانتهاء ولاية الرئيس ميشال عون.

والواضح ان الفترة الفاصلة من الان الى منتصف تشرين الاول المقبل ستكون زاخرة بالاتصالات والمشاورات،  وذلك بهدف التوصل الى اسم توافقي توفيقي. فاذا حصل الامر كان به، واذا لم يحصل فان الاستعصاء الرئاسي سيتكرس، وخصوصا ان توازن القوى داخل مجلس النواب لا يسمح لفريق ان ينال الاكثرية، او ان يمنع الفريق الاخر من ممارسة التعطيل عبر اللجوء الى الثلث المعطل.

في المقابل الكلام يتقدم في الشأن الحكومي، ما يوحي ان ثمة امكانية لتشكيل حكومة في الاسبوع المقبل. مصدر التفاؤل المكرر غير المعجل ان  الاجواء تشير الى ان جبران باسيل تنازل عن شروطه الحكومية الصعبة،  مقابل وعد من حزب الله بعدم السير برئيس للجمهورية لا يرضى عنه رئيس التيار الوطني الحر. فهل المقايضة المذكورة  حصلت فعلا، ام ان كل ما يتردد في هذا المجال لا يزال قيد التداول ومادة للبحث بين حزب الله والتيار ؟

الايام المقبلة  كفيلة بتوضيح الصورة، لكن المؤكد حتى الان ان الحرارة عادت الى الشأن الحكومي، ربما  بعدما تيقن الجميع من صعوبة انتخاب رئيس للجمهورية قبل مغادرة عون قصر بعبدا. علما ان عون اكد في حديث  صحافي ان الطبخة الحكومية لم تنضج تماما بعد وان البعض يناور.

ماليا، المهزلة مستمرة، وآخر فصولها اعلان رئيس الحكومة في حديث الى "رويترز"  ان سعر الصرف الجديد الرسمي للدولار سيتم تنفيذه تدريجيا وليس بين ليلة وضحاها. فمن نصدق: نجيب ميقاتي ام وزير المالية في حكومته الذي كان اعلن  ل "رويترز"  ايضا ان سعر الصرف الرسمي الجديد سيطبق بدءا من اول تشرين الثاني؟  فهل حكومة "معا للانقاذ"  حكومة واحدة بقرار واحد  ام حكومة واحدة بقرارات كثيرة؟.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون المنار

داخل الاراضي الروسية باتت الحرب الاوكرانية، ما رسم معالم مرحلة جديدة من الصراع الذي بات مفتوحا على ابعد الاحتمالات.

لم يحتمل الغرب خطوة الرئيس فلاديمير بوتين بالموافقة على طلب اربعة أقاليم اوكرانية العودة الى الحضن الروسي بناء على استفتاءات شعبية، مع الخشية من تبعاتها التي تعني ان الاوكرانيين ومن يدعمهم من اميركيين وحلف اطلسي باتوا يعتدون على الاراضي الروسية.

هو رسم جديد ليس جغرافيا فحسب انما عسكري واستراتيجي واقتصادي، سيزيد من حالة اللهيب التي تحرق تلك المنطقة وتصيب العالم ككل.. وككل خطوة في الحرب الاميركية المفتوحة هناك علت التهديدات ضد موسكو وزادت العقوبات عليها، فيما علا اكتاف الاوروبيين ما لن يحتملوه مع تقدم الوقت وتسعير الصراع ونفاد الطاقة ومصادرها المفجرة مع خط نورد ستريم.

على الخطوط اللبنانية ظهرت الحاجة لبعض الوقت كي يتبين الخيط الابيض من الاسود او الرمادي من الرئاسة الى الحكومة فالترسيم، على ان الساعات القليلة المقبلة على خط الترسيم البحري قد تكشف عن العرض الاميركي الخطي الذي اعده عاموس هوكشتاين.

اما ما قاله وزير المال عن الخمسة عشر الف ليرة للدولار الرسمي فقد اعاده رئيس الحكومة اليوم غير آبه بتداعياته الكارثية، مؤكدا أن الحكومة ذاهبة في هذا الاتجاه ولكن بشكل تدريجي عبر تعاميم وقرارات تصدر عن مصرف لبنان، مع استثناءات أولية تشمل أصول البنوك وسداد قروض الإسكان والقروض الشخصية.

وفي ذكرى تكريم شخصية علمائية عاملية هو العلامة السيد محمد علي الامين اطلالة للامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر في ظل زحمة الملفات المحلية والاقليمة والعالمية عند الساعة الرابعة من عصر يوم الغد.

اما صباح فلسطين اليوم فقد كان حزينا مع توديع الطفل ريان سليمان الذي قتلته آلة الرعب الصهيونية التي طاردته حتى توقف قلبه وارتقى شهيدا، وكأن الامة العربية لم تسمع او تشاهد مأساة ريان، لذا غابت بيانات الاستنكار والحمية على الحريات والعيش بسلام، وأخرست جامعة الدول العربية.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون او تي في

أسدل رئيس المجلس النيابي نبيه بري أمس الستارة على الجلسة الرئاسية الأولى التي لم تنتج رئيسا، كما كان متوقعا، لكن المسرحية السياسية اللبنانية مستمرة، وأبطالها من أركان المنظومة السياسية الحاكمة منذ ثلاثين سنة على الأقل، يواظبون على تسويق أنفسهم اليوم أمام الرأي العام المحلي والمجتمع الدولي المعني بلبنان كمدخل ضروري للاصلاح.

وفي وقت تصادف اليوم الذكرى الثالثة والثلاثين لإقرار اتفاق الطائف، والتي لم يتذكرها للمفارقة، إلا السفير السعودي وليد البخاري بتغريدة، سؤال كبير برسم الجميع: كيف يمكن لطبقة لم تنجز على مدى ثلاثة عقود إلا الفساد والفشل أن تشرف اليوم على الإنقاذ والإصلاح والإزدهار؟ وكيف يمكن لنظام الطائف، بثغراته المكشوفة وسوء تطبيقه المفضوح في آن معا، أن يقوى على الاستمرار، بعدما أنتج انهيارا اقتصاديا وماليا بالدرجة الأولى، وعجزا عن انتخاب أي رئيس للجمهورية بشكل طبيعي منذ الانسحاب السوري بالدرجة الثانية، وتأخيرا بات تقليدا في تشكيل الحكومات بالدرجة الثالثة.

وبدل الانهماك في الاجابة الموضوعية على هذا السؤال الواقعي، تمهيدا للبحث عن حلول منطقية للمستقبل، يثابر البعض على اطلاق شعارات التحدي الفارغة إلا من الكلمات الفضفاضة والعبارات الرنانة، التي لم يعد لها أي محل من الإعرابن خصوصا لدى بعض الطامحين الرئاسيين، الذين يدركون جيدا أن طريق بعبدا تمر باتفاق وطني، على ان يبدأ أي مرشح مساره نحو الرئاسة، بالحصول على تمثيل مسيحي مباشر أو مجير من الكتل الوازنة.

واليوم، اعتبر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن الامور أصبحت واضحة، لناحية أن هناك تشابكا داخليا خارجيا كان يرفض حكمه، متابعا بالقول: كنت أعرف أن المواجهة صعبة، مثلما كنت أعرف أن مواجهة الاحتلال كانت كذلك، لكن أفضلها على الاستسلام وتسليم البلد. وجدد الرئيس عون بشرى قرب انجاز الترسيم، بما يحقق مصلحة لبنان.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون الـ ( ال بي سي )

يقف البلد اليوم على المنصة التالية: جلسة يتيمة، حتى الآن، لانتخاب رئيس جديد للجمهورية.

الجلسة الثانية غير معروف تاريخها لأن رئيس المجلس ربط تحديد موعدها بالتوافق، لكن كلام الرئيس بري ليس منزلا، فهو سبق وأعلن أنه سيدعو إلى جلسة عند بدء المهلة الدستورية، لكنه لم يفعل، وهو اشترط انجاز الإصلاحات الإقتصادية قبل الدعوة إلى جلسة، لكنه دعا إلى جلسة قبل إنجاز الاصلاحات الاقتصادية.

الجلسة أظهرت انقسامات داخل كل فريق: فريق المعارضة، وفريق الثامن من آذار، لكنها دفعت كل فريق إلى تقويم ما حصل ومراجعة حساباته.

غداة الجلسة، خرج السيد سليم إده على صمته، فأصدر بيانا مقتضبا حمل أكثر من إشارة. لكنه يحمل أكثر من إشارة، فهو يعتبر أن نتائج الانتخابات افضت الى قيام خيار جديد داخل المجتمع اللبناني، بناء لرغبة لبنانية صرفة، وسأكون، كما كنت، في خدمة لبنان والانسان فيه، بعيدا عن الاعلام وعن أي سعي للمناصب.

بيان السيد إده يفهم منه أنه لم يفاجأ بدليل أنه اعتبر أنه "خيار جديد داخل المجتمع اللبناني". البيان لم يشر إلى رفضه الترشح بل تحدث عن "الخدمة بعيدا عن أي سعي للمناصب"، ما يعني أن هناك فرقا بين "رفض الترشح" وبين "عدم السعي". البيان الذي اختيرت كلماته بعناية، ترك الباب مفتوحا، وهذا معطى جديد.

حكوميا، فهم من الأجواء أن هناك حكومة جديدة على الطريق، من دون تحديد موعد تشكيلها، لكن ما هو شبه مؤكد ان السعي جار لتكون هناك حكومة أصيلة في حال وصل البلد إلى 31 تشرين الأول ولم يتم انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

نقديا، الدولار الجمركي على 15 ألف ليرة، الذي طرحه وزير المال، يبدو أنه يراوح بين أن يكون غامضا، ما دفع الرئيس نجيب ميقاتي إلى استدراك الأمر فاعطى حديثا إلى وكالة "رويترز"، وزعه مكتبه، شرح فيه ان سعر 15 ألف ليرة سينطبق مبدئيا على "الرسوم الجمركية وعلى البضائع المستوردة وعلى القيمة المضافة... أما الباقي فسيتم تدريجيا عبر تعاميم وقرارات تصدر عن حاكم مصرف لبنان تحدد هذا الموضوع".

وتابع: "لا شيء سيحصل فورا وفجأة. مثلا اليوم يقولون القروض المأخوذة بالدولار تسدد على أي سعر؟ عندنا الأشخاص الطبيعيون  الذين أخذوا قروضا لسكنهم أو أشيائهم الشخصية، هذه سيظل سعرها، ستعطى فترة زمنية تبقى تسدد على 1507 ليرة".

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون الجديد

في مثل هذا اليوم ولد اتفاق الطائف. أما وقد ارتفع عن سطح الحرب ثلاثة وثلاثين عاما، فإن السلطة السياسية لم تبلغ في تطبيقه سن الرشد. تحل الذكرى والبلاد تطوف في جسد واحد وبرأسين: رئاسة وحكومة.

 وبعد مسرحية الخميس ونجاحها الباهر.. مسلسل الفراغ يتبع فلا رئيس للجمهورية إلا بتوافق داخلي مخصب بجينات التسويات الخارجية ولا حكومة بشروط رئيس التيار الوطني جبران باسيل التعجيزية وفي المعلومات أن الثنائي الشيعي يسعى لإنزال باسيل عن الشجرة وبالمرسال الجوال من رتبة لواء، أبلغ الوسيط عباس ابراهيم رئيسي الجمهورية والتيار رسالة تفيد بضرورة تسهيل التشكيل، وترك الالتزامات والشروط إلى ما بعد إصدار مرسوم التأليف.

أما مصادر الرئيس المكلف نجيب ميقاتي فتبدي تخوفا من أن يكون هذا الحل، تأجيلا للمشكلة ومفتاحا بيد رئيس التيار لتحقيق شروطه وهذا ما أظهرته اخر تصريحات رئيس الجمهورية ميشال عون والذي عندما سئل عن التشكيل قال إن الأمور لم تنضج بعد تماما والبعض يناور وعبر عن أسفه لكل التضليل الإعلامي الذي رافق عهده وأضاف: "قولني ما لم أقله، وإتهمني بما لم أفعله كما أنه حمل جبران باسيل ما لا يحمله، لاسيما عن وقوفه خلف كل قراراتي، ف كله كذب وتلفيق وتضليل" لكن الاتهام للاعلام لن يعفي رئيس التيار من التنكيل بالحكومات المتعاقبة ومؤليفيها وباسيل الذي أبرق لسعد الحريري عبارة "بحبك" من دار الفتوى.

فإن من الحب ما قتل وهجر ودمر المستقبل والحب المسموم ينسحب على تأليف الحكومة الحالية برئاسة نجيب ميقاتي لكن الرئيس المكلف يبادل التنكيل بمثله عوضا عن الهجرة والنزوح حكومتان لم تبصرا النور، وشروط وتعطيل ومعايير ومواثيق ودراجين، ومرسال المراسيل أنطوان شقير المزنر بطموح لخلافة رياض سلامة ومع ذلك يقيم الرئيس الموقف باتهام الإعلام بالتضليل والصحيح أن المضلل هو المدلل الاول في الجمهورية والذي ما إن يقتنع ميشال عون بتركيبة حكومية حتى يسارع جبران باسيل الى هدمها وكسر هيبة الرئاسة وفرض شروطه على بعبدا قبل السرايا.

فالاعلام قصر بواجبه أمام تراكم الأخطاء وارتفاع الشروط ورهن البلاد وتركها صريعة رغبات وأنانيات ولو أنصت رئيس الجمهورية للاعلام وقرر اتخاذ مواقفه بسيادة تامة وأعلن تحرره من جبران باسيل، لحد من حجم الخسائر والويلات.

ومن هذه الويلات أن ميشال عون ترك لجبران باسيل منصب مرشد الجمهورية اللبنانية.. وأحيانا رئيسها الفعلي فيما ارتضى عون أن يكون رئيس الظل واليوم لا مانع لديه في أن يتحمل تبعات الخسائر, شرط ألا نحملها لجبرانه العظيم فهو البريء ونحن إعلاما وشعبا ورئيس جمهورية, من افترى على رئيس التيار.. وليسامحنا الله.

وبدهاء من ميقاتي، فإنه لم يقرب من الملف الحكومي في حديثه اليوم الى رويترز واستعان برفع تسعيرة كهرباء مفقودة لقضاء حوائج القطاع وذلك للمرة الأولى منذ التسعينيات وأعلن عن مشروع قانون لإعادة هيكلة القطاع المصرفي ستتقدم به الحكومة مطلع الأسبوع المقبل إلى مجلس النواب أما عن قنبلة وزير المال في تثبيت سعر الصرف على الخمسة عشر ألف ليرة للدولار قال ميقاتي: إن سعر الصرف سيثبت تدريجيا مع إستثناءات أولية لتشمل رساميل وأصول البنوك وسداد قروض الإسكان والقروض الشخصية التي ستستمر على السعر الرسمي القديم على أن تردم الفجوة تدريجيا بين سعر الصرف الرسمي والسوق السوداء الفالتة على أصفارها.

ومن الفجوة الرقمية وتبخر ملياراتها من متن الموازنة سيل من الفجوات ضرب خط إمداد الغاز "نورد ستريم" إلى أوروبا، على مشارف شتاء ستواجه فيه القارة برده القارس بالحطب والفحم الحجري وفيما أصابع الدول الأوروبية ومعها الأميركية, توجهت إلى روسيا كان القيصر وأربعة رؤساء يعيد مجد الاتحاد السوفياتي إلى الساحة الحمراء ويحتفي بعودة أربعة أقاليم أوكرانية إلى حضن الأم الروسي.

وفي احتفال توقيع لم الشمل العائلي قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للغرب: إسمعوا ووعوا روسيا لن تكون مستعمرة لكم.. وأضاف لكييف وأسيادها إن الناس الذين يعيشون في لوغانسك ودونيتسك وزابوروجيا وخيرسون سيكونون مواطنينا إلى الأبد.

أما على ضفة "ساوث ستريم" فإن الوسيط الأميركي سيسعى إلى تضييق الفجوات بين الطرفين اللبناني والإسرائيلي بمقترح جديد سيحمله إلى لبنان وعن هذا الملف قال رئيس الجمهورية: سننال حقنا في استخراج النفط والغاز وعسى أن تكون خاتمة الأحزان: بإنجاز الترسيم.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الكنيسة ترى فرصة لـ"لبننة" الانتخابات الرئاسية

دنيز عطالله/الكلمة اونلاين/01 تشرين الأول/2022

لم يكن مشهد النواب وهم يخرجون من قاعة المجلس النيابي بالأمس من دون انتخاب رئيس للجمهورية مرضياً لبكركي. ففي كتابها، على النواب أن يقوموا بما أوكلهم الناس القيام به، وفي طليعة ذلك انتخاب رئيس للبلاد. تزداد هذه القناعة مع تلمس مسؤولين كنسيين أن "نسبة القرار اللبناني في اختيار رئيس تبدو اليوم مرتفعة. وأن لبننة الاستحقاق، إلى حدّ ما ممكنة ويمكن توسيع هامشها. وهذه فرصة ليبادر النواب إلى التوافق لتجسيد الإرادة الوطنية، من خلال رئيس جمهورية يعيد أسلوب انتخابه الاعتبار إلى السيادة الوطنية، التي تتجسد أولاً بالخيار الحرّ المستقل"، وفق ما يقول أحد المسؤولين.

مساحة للإرادة اللبنانية

في المتداول في الأوساط الكنسية أن العالم منشغل بحروبه وبأزماته الاقتصادية والتحديات الكبيرة المفروضة على الدول، وإن الخوف من تصاعد التوترات والاضطرابات يضع أولويات للدول الكبرى، ليس لبنان في صدارتها. برأي هذه الأوساط، إن "ما يهم الدول المؤثرة في لبنان اليوم تحقيق حدّ أدنى من الاستقرار في البلد الصغير يخفف من أزماته، من دون أن يعني ذلك عدم تدخلها للتأثير والضغط، إن لم يكن للإتيان برئيس يواليها، فأقله منع وصول من يعارضها. وهذا ما يتيح فسحة أوسع للإرادة اللبنانية لتتبلور وتدفع وتندفع إلى اختيار رئيس يكون صناعة لبنانية".

من دون جيوش أجنبية

يلفت أحد المسؤولين الكنسيين الانتباه إلى أنه "من أصل 20 رئيساً للجمهورية، ابتداءً من الرئيس شارل دباس وصولاً إلى الرئيس ميشال عون، خمسة منهم فقط تم انتخابهم من دون وجود قوات عسكرية غير لبنانية على الأراضي اللبنانية، منذ الانتداب الفرنسي وصولاً إلى الوصاية السورية وما بينهما من نفوذ بريطاني وأميركي ومصري وسعودي وغيره. كان هذا الوجود غائباً فقط عند انتخاب الرؤساء كميل شمعون، شارل حلو، سليمان فرنجية، ميشال سليمان وميشال عون". يضيف "لا يعني ذلك أنهم انتُخِبوا من دون تدخلات وتوافقات خارجية، إنما هي إشارة إلى سقوط نقطة ضغط وثقل مباشر يتمثل بوجود جيش أو قوى أجنبية تفرض إرادتها على القرار الإنتخابي".

سلاح "حزب الله"

وفي أي خانة يضع تأثير سلاح "حزب الله" على انتخابات الرئاسة؟

يجيب المسؤول الكنسي أن "لا حاجة إلى تأكيد موقف الكنيسة المبدئي ضد أي سلاح خارج السلطة الشرعية والقوى الأمنية اللبنانية. وسلاح "حزب الله" يعطّل في كثير من الأوجه دور الدولة اللبنانية ويصادره. لكن لا تأثير مباشر لسلاحه على انتخاب رئيس. فالسلاح الأسوأ اليوم هو سلاح التعطيل وعدم تهيّب كل الأفرقاء الفراغ الذي يلوح في الأفق، جراء سياسات وسلوكيات مرفوضة". يضيف "المقلق أكثر أن يكون النواب والقادة ينتظرون كلمة سر تأتيهم من الخارج، أو ظروفاً تملي عليهم اسم الرئيس". ويكرر "الفرصة اليوم سانحة دولياً كما داخلياً، مع مجلس لا يضم أكثريات ساحقة ليحتكم النواب إلى ضميرهم وينتخبوا رئيساً".

لا ضرورة للإجماع

اعتاد اللبنانيون على سياسيين ومرشحين يعلنون أن الظروف هي التي ترفع من حظوظ هذا المرشح أو ذاك، وأن لكل زمن رئيسه. كما اعتادوا أن يحصل ما يشبه الإجماع في اختيار الرئيس (باستثناءات بسيطة لعل أبرزها انتخاب الرئيس فرنجية). لا تبدي الأوساط الكنسية إعجاباً لكلمة "الظروف". يقول مسؤول فيها "في السياسة على المسؤولين والنواب صناعة الظروف لمصلحة وطنهم. نحن نشجع على أوسع توافق بين كل مكونات المجلس النيابي حول اسم الرئيس. وأن التفاف القوى والأحزاب والشخصيات المستقلة حول رئيس الجمهورية يسهّل عليه عمله لاحقاً، وجمع اللبنانيين حول تفاهمات تخرجهم من أزماتهم. لكن إذا تعذّر التوافق، فلا ضرورة للإجماع. نحن بلد ديمقراطي. فلنحتكم للديمقراطية، ولننتخب رئيساً يتولى بحكمته حماية الدستور الذي يكاد يتشلع، ويعيد لم شمل اللبنانيين، مجدِداً قسم الحفاظ على استقلال لبنان وسلامة أراضيه".

 

التباعد الفرنسي-السعودي يتّسع رئاسياً.. و"العطب الذاتي" يحاصر السنّة

منير الربيع/المدن/01 تشرين الأول/2022

لم يعد من مجال للشك في الاختلاف السياسي بين الرؤيتين السعودية والفرنسية تجاه لبنان، وهذا لا يمكن اغفاله. إذ على الرغم من كل بيانات التنسيق، والاجتماعات واللقاءات التي تعقد في بيروت أو باريس أو الرياض، أو غيرها، وفي ضوء برنامج المساعدات الإنسانية المشترك بين الطرفين، يبقى الاختلاف السياسي قائماً، ويتجلى أكثر فأكثر عند كل استحقاق، وآخرها حيال جلسة انتخاب رئيس الجمهورية. إذ أن الفرنسيين كانوا يدعمون بشكل واضح تسمية سليم إده للرئاسة. وهذا حصل بناء على تنسيق بينهم وبين نواب التغيير، فيما السفير السعودي وليد البخاري أراد دعم رئيس حركة الاستقلال ميشال معوض.

ما يفرّق وما يجمع

تبقى هذه الاختلافات تبقى في إطار التفاصيل ضمن الإطار الإستراتيجي العام لكل من البلدين. ولكن هذا ليس الخلاف أو الاختلاف الأول بينهما. يعود الخلاف إلى لحظة إطلاق المبادرة الفرنسية من قبل الرئيس إيمانويل ماكرون. في حينها لم توافق عليها السعودية ولم تمنحها الغطاء. وعلى وقع الدور السعودي الفرنسي المشترك والمختلف في آن، تبدو الولايات المتحدة الأميركية خارج كل هذه السياقات. فهي تلتقي مع السعودية في مكان وتختلف في مكان آخر. بعد إطلاق المبادرة الفرنسية، كان هناك التقاء سعودي أميركي على رفضها في مقابل تجويف إيراني لها. وهذا ما حصل. بعد انتخاب جو بايدن وتسلمه الإدارة الأميركية، نجح الفرنسيون في الحصول على موقف أميركي داعم لهم في لبنان أو يفوضهم الساحة، لكنه تفويض لا يرقى إلى اتخاذ القرار الاستراتيجي، إنما يندرج في سياق لعب باريس دوراً في لبنان موازياً للدور الذي تلعبه في تقريب وجهات النظر حول الاتفاق النووي، لا أكثر.

قبل أيام، صدر بيان سعودي أميركي فرنسي مشترك حول الالتزام باتفاق الطائف والقرارات الدولية. وهذا يفترض أن يؤدي إلى تفاهم سياسي واستراتيجي بين الدول الثلاث، إلا أن ذلك لم يحصل، فقد تجلى الخلاف سريعاً في جلسة الانتخاب. بينما الأميركيون لا يعيرون أي اهتمام لهذه التفاصيل بهذه المرحلة. فلدى سؤالهم عن موقفهم، يعتبرون أن هذه مهمة اللبنانيين وواشنطن لا تضع فيتو على أحد. ما يعني ترك الساحة اللبنانية مفتوحة على كل الاحتمالات. أما على الصعيد السعودي الفرنسي، فعلى الرغم من البيان إلا أن لا التقاء بينهما. باريس تعتبر أن حزب الله جزء من لبنان ولا يمكن تجاوزه، فيما السعودية ترفض ذلك. باريس تؤيد العقد الاجتماعي الجديد أو البحث في تسوية وإن طالت مرتكزات النظام والطائف، فيما السعودية تتمسك بالطائف والقرارات الدولية، وتلتزم بموقفها الذي يريد إيجاد حل لمشكلة حزب الله داخلياً وخارجياً.

في الانتخابات والحكومة

هنا ثمة من يعتبر أن الاستدراج الفرنسي للسعودية والإصرار على المشاركة في برنامج المساعدات، بالإضافة إلى الانخراط في لعبة الانتخابات النيابية، كان يهدف إلى إعادة توفير الغطاء لكل القوى السياسية في لبنان، بما فيها حزب الله. بينما السعودية لم تكن متحمسة لذلك، إلا أنها عادت وانخرطت بشكل متأخر، فيما كان هناك من يعتبر أن المنهجية الفرنسية في دفع السعودية إلى الداخل ستؤدي إلى خدمة حزب الله في النهاية، في حال استمر السنّة بحالة تضعضع ولم يتم انتاج استراتيجية واضحة قابلة للحياة. جزء من هذا التضعضع انعكس في الجلسة الانتخابية، خصوصاً أنها جاءت بعد اجتماع دار الفتوى واجتماع النواب السنة لدى السفير السعودي.

من مكامن الخلافات أيضاً بين الطرفين، مسألة ترؤس نجيب ميقاتي للحكومة. فبعد الانتخابات كانت السعودية رافضة بشكل قاطع تكليف نجيب ميقاتي، فيما الفرنسيون عملوا بكل جهدهم لتسميته، وقد هددوا بعض الشخصيات بفرض عقوبات ما لم يصوتوا لميقاتي في استشارات التكليف. استمر الخلاف أيضاً في اللقاءات الأخيرة بين الفرنسيين والسعوديين حول تشكيل حكومة ما بعد الانتخابات. إذ أن الفرنسيين يستمرون بدعم ميقاتي، وهذا ما يرفضه السعوديون.

"الساحة السنّية"

تبقى المشكلة الأكبر هي واقع الساحة السنية. وهي مشكلة جذرية وعميقة لها بعدان، بعد يتعلّق بالسنّة أنفسهم، إذ لا يبدون قادرين أو مستعدين لإنتاج رؤية سياسية أو تنظيم سياسي بالحدّ الأدنى، ولا حتى قادرين مثلاً على استعادة سعد الحريري وتيار المستقبل. فيما عدد من النواب السنّة الذين فازوا في الانتخابات يقولون علناً إنهم بحاجة إلى تلقي مبالغ مالية لحسم وجهة تصويتهم وقراراتهم، بما أنهم تكلفوا مبالغ باهظة في الانتخابات! وهذا جزء من العطب الذاتي. أما البعد الثاني، فيتعلق أيضاً بآلية التعاطي السعودي مع الساحة السنّية، منذ أيام سعد الحريري إلى الآن، وسط غياب رؤية واضحة لآلية التعاطي وغياب أي قدرة تنظيمية لتوفير الحضور المركّز، بدلاً من التعامل مع الاستحقاقات على القطعة او مع كل نائب بشكل منفرد.

 

التمرين على انتخاب الرئيس… رسالة للداخل والخارج

وليد شقير/أساس ميديا/30 أيلول/2022

لماذا يفترض البعض أنّ محور المقاومة وحزب الله والثنائي الشيعي يسعون إلى انتخاب رئيس في لبنان في وقت يتعرّضون لحملة واسعة ضدّ السلاح، وبينما تتعرّض إيران لضغوط كبرى خارجية، وتتّهم أميركا بالتحريض على ما تتعرّض له داخليّاً؟ أبعد من احتساب الأصوات التي حصل عليها المرشّحون في جلسة الأمس الانتخابية، يستدعي ما حصل النظر إلى الظروف السياسية المحلية والخارجية التي حصلت فيها المنافسة على تأمين الأكثرية، والتي انتهت إلى تعادل سلبي، يقوم على عجز أيّ فريق عن تأمين الأكثرية لانتخاب الرئيس الجديد.

تفاهم السياديّين الأوّليّ قابل للتطوير؟

محليّاً، جلسة البرلمان أمس هي محطة من محطات حرق الأسماء، لأنّ التوافق الذي يدعو إليه رئيس المجلس نبيه بري لم يحِن وقته بعد لتظهير الاسم الذي يمكن أن يحظى بدعم أطراف من الفريقين. في هذه الأثناء اختبر فريق تحالف السياديين والتغييريّين والمستقلّين المقرّبين منهم وبعض النواب السُنّة قدرتهم على التوافق على مرشّح واحد، فحقّقوا خطوة إلى الأمام عبر اجتماع القوى الرئيسة بينهم، أي حزب القوات اللبنانية والحزب التقدّمي الاشتراكي وحزب الكتائب وكتلة “التجدّد”، على ترشيح النائب ميشال معوّض بزهاء 40 صوتاً (باعتبار أنّ أربعة من المتغيّبين هم فؤاد مخزومي، سليم الصايغ، نعمة إفرام، واستريدا جعجع يميلون إلى دعم معوّض “كما صرّح هو”، ولو حضروا لأُضيفوا إلى الـ36 صوتاً التي حازها في الاقتراع). وفي رأي رموز هذا الفريق أنّ هذا التوافق كرّس استبعاد 3 مرشّحين، هم سليمان فرنجية، جبران باسيل وسمير جعجع، وأنّ ما حصل عليه معوّض من أصوات يشكّل قاعدة يمكن الانطلاق منها لتوسيع التفاهم مع قوى أخرى محسوبة على الأكثرية، مثل نواب كتلة “الاعتدال” التي تضمّ 6 نواب 4 منهم سُنّة من عكار، والنواب السُنّة الآخرين، بحيث يصبح العدد فوق ستّين نائباً يصوّتون لابن “شهيد الطائف” ميشال معوّض، وإذا تعذّر فلاسم آخر.

هل يجيّر محور الممانعة الـ63 ورقة بيضاء؟

في المقابل بإمكان حزب الله وحلفائه القول إنّهم بالورقة البيضاء استطاعوا حماية مرشّحهم المفضّل سليمان فرنجية، خلافاً لرأي بعض السياديين أنّهم أبعدوه عبر التمرين الذي حصل. ويمكن للفريق الممانع أن يتصرّف على أساس أنّ عدد أصواته بالورقة البيضاء ارتفع من 61 إلى 63، بحيث يمكّنه تطوير التفاهم مع نواب من الفريق الآخر من خلال إضافة نائبين لمصلحة مرشّح يختارونه في الدورة الثانية يحصل على الأكثرية المطلقة، سواء كان فرنجية، إذا استطاع حزب الله تغيير موقف رئيس التيار الوطني الحر الذي ترك الباب مفتوحاً بقوله في حديثه إلى “النهار” إنّه قد يعدّل من نظرته إذا اقتضت مصلحة البلد ذلك، أو جرى اختيار مرشّح آخر. ويمكن لكلّ من الفريقين أن يعتبر أنّه أعطى دليلاً على قدرته على تطوير التفاهمات بين مكوّناته، أو القدرة على صياغة العلاقة مع بعض مكوّنات الفريق الآخر. بهذا المعنى يمكن وصف ما حصل بأنّه تعادل سلبي.

 

أحجية التأليف: هل اقترب الملف من الحسم؟

كارول سلّوم/اللواء/30 أيلول/2022

اقترب.. لم يقترب ملف تأليف الحكومة من الحسم. هي الأحجية المتكررة في كل مرة. سافر رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي إلى نيويورك وعاد وساد الاعتقاد أن ولادة الحكومة مسألة أيام.. فجأة انتقل الحديث إلى الشروط والضمانات التي تسبق التشكيل ودخول وسطاء واتصالات على الخط. كان ذلك في الامس القريب إلى أن تم تزخيم التأليف من جديد وسط معلومات تتحدث عن انفراج وشيك. وهكذا يدور ملف التأليف دورته ويتأرجح بين السلبية والايجابية. وكشفت مصادر سياسية مطلعة ان المخاض العسير لهذا الملف اصبح في طريق النهاية وذلك اذا ما صفت النيات وتم التعاطي مع الموضوع بما يحفظ مصلحة لبنان في ان تكون لديه حكومة كاملة الأوصاف تحسبا لحصول فراغ في الموقع الرئاسي الأول وتتولى صلاحيات رئيس الجمهورية. وعُلم من المصادر نفسها ان الاتصالات تتوالى بين بعبدا والسراي بواسطة المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم حيث يتم تبادل افكار ومقترحات يمكن ان تشكل قاعدة لحل مستدام يؤدي الى ولادة الحكومة. واذ نفت المصادر ما يحكى عن عودة تمسك رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بالصيغة الثلاثينية للحكومة قالت ان العمل جارٍ على صيغة الـ 24 معدلة وقد تشمل أكثر من وزيرين ولفتت الى ان كل المؤشرات تدل الى ان هناك املا بأن تسفر الاتصالات عن نتائج ايجابية قبل نهاية الاسبوع او مع بداية الاسبوع المقبل. واشارت المصادر الى انه ما لم يتم التفاهم حول الصيغة الحكومية الجديدة فان الملف الحكومي سيُطوى حتى إشعار آخر. واعتبرت ان الافكار المطروحة التي قوبلت بإيجابية من بعبدا والسراي تشكل آخر فرصة علما ان الصيغة التي يُعمل على اقرارها تراعي مطالب رئيس الجمهورية من جهة والرئيس المكلف من جهة أخرى مع العلم ان نجاح تمريرها مرتبط بالتجاوب معها. وشددت المصادر على ان كل ما قيل عن شروط وضعت ورفضت ولا سيما تلك التي حكي عنها مؤخرا من تعيينات وغيرها من الشروط اصبحت وفق هذه المصادر خارج البحث حاليا لأن التركيز قائم على تركيبة الحكومة والتوافق بين الرئيسين عون وميقاتي على من سيبقى من وزراء من الحكومة الحالية ومن سيتبدل وآلية تعيين البدلاء، وهنا كشفت المصادر ان موضوع التبديل قد يشمل بعض الوزراء خصوصا اذا تمسك كل فريق ممثل في الحكومة بأحقية تبديل وزير بآخر من حصته الوزارية. الا ان المصادر نفسها رأت ان المحاذير تبقى قائمة في هذا السياق لدى البحث في التفاصيل نظرا الى ان بعض النقاط المطروحة تستدعي تواصلا يتجاوز الرئيسين عون وميقاتي، وفُهم ان العدد الأكبر من الوزراء باقٍ في منصبه انطلاقا من قربه الوثيق بكل من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف.

إذاً بدا أن تأليف الحكومة يسير بخطى ثابتة إلا إذا طرأ عائق جديد يؤدي حكماً إلى جعل الحكومة الجديدة في غياهب النسيان.

 

الثنائي يعد العدة لفترة شغور طويلة بذريعة تأمين التوافق

لارا يزبك/المركزية/30 أيلول/2022

لم يحدد رئيس مجلس النواب نبيه بري اثر فقدان نصاب جلسة انتخاب رئيس للجمهورية امس، موعدا لجلسة ثانية للانتخاب. وهو لم يكتف بذلك، بل عاد الى “نغمة” ربط هذه الدعوة بتوافقٍ على اسم الرئيس العتيد.

بري أصرّ على ان يتحدّث عبر “الميكرو” في ختام الجلسة الاولى، قائلا “اذا لم يكن هناك توافق واذا لم نكن 128 صوتاً لن نتمكن من إنقاذ لا المجلس النيابي ولا لبنان. وعندما ارى ان هناك توافقاً سوف أدعو فوراً الى جلسة واذا لا، فلكل حادث حديث”.

هذا “المنطق” عاد وأكد عليه معاونه السياسي النائب علي حسن خليل الذي صرّح من مجلس النواب بعد رفع الجلسة، قائلا “جلسة اليوم دعوة لكلّ القوى لأن تتكلّم مع بعضها ويجب ألا نضيّعها وأن نقدّر تداعيات الفراغ الرئاسي”، مؤكدا” أننا لن نقف عند توزيع الأصوات لأن النتيجة كانت معروفة أنه لن ينتخب أي رئيس اليوم”. واكد انه “في غياب التوافق لا يمكن انتخاب رئيس جديد للجمهورية”، مشيرا في المقابل الى ان “المجلس النيابي لا يفقد دوره التشريعي ولا حقّه بإعطاء الثقة لأيّ حكومة جديدة، ونحن أمام جلسات جديدة لانتخاب لجان نيابية”.

بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، هذا الكلام لا يطمئن. فبعد ان أزاح رئيس المجلس عن ظهره مسؤولية المماطلة في انتخاب رئيس للجمهورية من خلال دعوته الى جلسة الخميس التي لم تنته بانتخاب، يبدو انه يتّجه الى حبس ورقة الدعوة الى جلسة ثانية، في جيبه من جديد، منتظرا الاتفاق على اسم مرشّح ما، وهذا الاتفاق يريده “الاستيذ”، بطبيعة الحال، ان يحصل بين مكونات فريق 8 آذار. فمتى تأمّن، دعا الى جلسة انتخاب. وفي افضل الاحوال، هو قد يدعو الى جلسة لكن نصابها سيطير على يد الثنائي الشيعي وحلفائه، في كل مرة، خاصة اذا ما لمسوا ان الفريق المعارِض بات قادرا على ايصال مرشحه الذي يحتاج في الدورة الثانية الى 65 صوتا فقط من نصاب مؤلف من 86 نائبا. وما يدل على ان وضعية المراوحة السلبية هذه، قد تطول، حديث عين التينة عن جلسات تشريعية ستعقد في الفترة المقبلة، وهو ما اكده خليل. اي ان بري سيسعى الى التخفيف من وقع المماطلة في الانتخاب، من خلال تصوير المؤسسات الدستورية وكأنها تعمل وتنتج، ولو بالحد الادنى او تحت عنوان “تشريع الضرورة”. ووفق المصادر، فإن ضغط الثنائي الشيعي لانجاز عملية تشكيل الحكومة في الايام القليلة المقبلة – والذي تجدد في الساعات الماضية من خلال وساطة يضطلع بها بين الفريق الرئاسي من جهة والسراي من جهة اخرى – يصب في الخانة نفسها تماما، اي الاستعداد لفترة شغور طويلة. فكيف سيواجه أفرقاء المعارضة هذا السلوك التسويفي المغطى بستار “جميل” يُراد منه باطل يُختصر بشعار “تأمين التوافق”؟ تختم المصادر.

 

لا رئيس ولا حكومة... سيناريو الأيام المقبلة أكثر سوءاً

وليد خوري/ليبانون ديبايت/الجمعة 30 أيلول 2022

كما كان متوقعاً، اختُتمت الجلسة الأولى لانتخاب رئيسٍ للجمهورية دون أن تأتي برئيس. ما حصل كرّس عدة نقاط، من بينها أولوية التوافق على ما عداها، وفق ما أعلنه رئيس مجلس النواب نبيه بري. وتتصّل النقطة الثانية، بانصراف قوى الإعتراض كافة إلى المماحكات، ممّا أدى إلى خسارتها فرصةً انتخاب رئيسٍ يحمل وجهة نظرها بالحدّ الأدنى، وأظهرها منقسمةً على ذاتها. والنقطة الثالثة، دور حزب "القوات اللبنانية" الفاعل، إلى جانب المنظومة التي يعترض عليها سلفاً، كما محاولة الحزب التقدمي الإشتراكي إثبات نفسه مجدداً كبيضة قبّان. إزاء النتائج التي ترتّبت على جلسة الإنتخاب الأولى والتي تُرك محضرها مفتوحاً، أُعيد النقاش مجدداً في إعادة إنتاج الحكومة، ممّا يعني أن تعيين جلسةٍ أخرى سيأخذ وقته. وعُلم على هذا الصعيد، أن مسار الحكومة نضج مجدداً خلال الليلة التي سبقت الجلسة، وأُعيد البحث في مسألة إجراء تغييرات على 3 مواقع وزارية. ولفتت مصادر "ليبانون ديبايت" إلى أن ما حُكي عن محاولة رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، إعادة النقاش مجدداً بمطلب إضافة 6 وزراء غلى تشكلية الـ24، غير صحيح. وأشارت المعلومات، إلى أن التغييرات عادت لتنحصر في وزير المهجرين عصام شرف الدين، على أن يتولّى الرئيس ميشال عون إختيار خلفه، وبوزير المال يوسف خليل الذي سيتولّى الرئيس نبيه بري تعيين بديله، والمرجّح أن يكون النائب السابق ياسين جابر، فيما تُرك الخيار قائماً في إجراء تغيير على وزير الإقتصاد أمين سلام، على أن يتولّى الرئيس ميشال عون، بالمشاركة مع رئيس الحكومة المكلّف نجيب ميقاتي، إختيار بديله من عكار. وقد بقي الإحتمال قائماً من أجل إجراء رئيس الجمهورية تغييراً على مستوى حقيبةٍ مسيحية. في هذا الوقت، دخل النقاش الدستوري مداه من وراء عدم التوصل إلى توافقٍ حيال انتخاب الرئيس، ما جعل مجلس النواب في الوضع الراهن "هيئةً إنتخابية" لا تشريعية. وفي هذا الصدد، يقول خبراء دستوريون لـ"ليبانون ديبايت"، إن إعادة تحويل المجلس إلى هيئة تشريعية يمكنها البتّ في إبداء الثقة بالحكومة حين تتشكّل، باتت بحاجة إلى "فذلكة دستورية" سريعة. وأوضحوا أن عدم التوصل إلى تخريجة قانونية متينة، سيُدخل البلاد في نقاشٍ دستوري – إداري غير سويّ، ويُمكن أن يطيح بما تبقّى من مهل ومؤسسات. وعُلم على هذا الصعيد، أن البحث في هذه المسألة أخذ حيّزاً واسعاً من نقاشات المعنيين بعيد جلسة الأمس، سيّما مع بروز عوامل مستجدة توحي بإمكانية تأليف حكومة قبل الحادي والثلاثين من الشهر المقبل.

 

فرنجيه عرض مع السفيرة الفرنسية الاوضاع المحلية والاقليمية والدولية

وطنية/الجمعة 30 أيلول 2022

استقبل رئيس "تيار المرده" سليمان فرنجيه في دارته في بنشعي السفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو، في حضور المستشارين كانتان جانتي ورومان كالفاري والوزير السابق روني عريجي. وكان بحث في مجمل التطورات الاقليمية والدولية والمستجدات المحلية لا سيما المتعلق منها بجلسة الأمس النيابية.

 

سليم إده شكر لنواب قوى التغيير ثقتهم: سأكون في خدمة لبنان والإنسان فيه بعيدا من أي سعي إلى المناصب

وطنية/الجمعة 30 أيلول 2022

شكر سليم إده ل"نواب قوى التغيير ثقتهم"، وقال في بيان: "على ضوء نتائج الانتخابات التي جرت أمس وأفضت إلى قيام خيار جديد داخل المجتمع اللبناني، بناء على رغبة لبنانية صرفة، أود أن أشكر لنواب قوى التغيير ثقتهم التي أولوني إياها".

أضاف: "سأكون، كما كنت، في خدمة لبنان والإنسان فيه، بعيدا من الإعلام ومن أي سعي إلى المناصب". وتمنى ل"النواب التوفيق في انتخاب رئيس ضمن المهل الدستورية يجمع اللبنانيين حول مشروع الدولة السيدة والعادلة، ويلاقي طموحهم بالتجديد والإصلاح".

 

قائد الجيش استقبل لازارو وبحثا في العلاقة بين الجيش واليونيفيل

وطنية/الجمعة 30 أيلول 2022

استقبل قائد الجيش العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة، قائد قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان اللواء ارولدو لازاروا على رأس وفد مرافق، وتناول البحث علاقات التعاون بين قوات اليونيفيل والجيش اللبناني.

 

تشتت المعارضة اللبنانية يحرمها من كسب أكثرية الأصوات

«حزب الله» وحلفاؤه صوتوا بالورقة البيضاء في أول جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية

بيروت: بولا أسطيح/الشرق الأوسط»/الجمعة 30 أيلول 2022

لم تنجح كل الجهود والمساعي التي بذلتها قوى المعارضة؛ المتمثلة في حزب «القوات اللبنانية»، و«الحزب التقدمي الاشتراكي»، و«الكتائب»، وقوى «التغيير»، وعدد من النواب المستقلين، في إنجاز تفاهم على اسم موحد يقترعون لصالحه في جلسة انتخاب رئيس للجمهورية التي عقدت أمس الخميس، ما يمكنه من الفوز ولو في دورة ثانية بالأكثرية المطلقة في حال أمنت له باقي القوى النصاب المتمثل في حضور 86 نائباً. وانقسمت أصوات المعارضة بين 36 نائباً صوتوا لرئيس «حركة الاستقلال» النائب ميشال معوض، و11 أعطوا أصواتهم لرجل الأعمال سليم اده، نجل الوزير الراحل ميشال اده، و10 كتبوا «لبنان» على ورقة الاقتراع. ولو سبق الجلسة تفاهم على الاسم لنجحت هذه القوى في خوض المعركة الرئاسية موحدة فحاز مرشحها 65 صوتاً مقابل 63 ورقة بيضاء وضعها نواب «الثنائي الشيعي» المتمثل في حركة «أمل» و«حزب الله» إضافة لنواب تكتل «لبنان القوي» الذي يرأسه النائب جبران باسيل.

في الشكل؛ يمكن الحديث عن تضعضع قوى المعارضة، مما أدى لانقسام أصواتها مقابل توحد «حزب الله» وحلفائه خلف الورقة البيضاء، وإن كان في الحالتين لم ينجح أي منهما في فرض المرشح الرئاسي الذي يفضله. الخيار الموحد لـ«الثنائي الشيعي» والنواب المقربين منه كما نواب تكتل «لبنان القوي» لا يعني أن هذا الفريق يمتلك هو الآخر رؤية واحدة للتعامل مع هذا الاستحقاق؛ وإلا لكانوا تفاهموا على شخصية واحدة سعوا لإيصالها ولو في دورة ثانية لو بقي النصاب مؤمناً. ولا يزال الانقسام هنا أيضاً سيد الموقف بين «الثنائي الشيعي» الذي يفضل انتخاب رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، وبين باسيل الذي يرفض هذا الخيار أقله في المرحلة الراهنة. ونفى عضو تكتل «لبنان القوي» النائب ألان عون أن يكون قد حصل تفاهم مسبق مع «حزب الله» وباقي مكونات فريق «8 آذار» على التصويت بورقة بيضاء، لافتاً إلى أن «(التيار الوطني الحر) اتخذ خيار التصويت بورقة بيضاء من دون التنسيق مع أي من القوى الأخرى لغياب التوافق على مرشح حتى الآن»، مضيفاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «قسم من القوى لجأت إلى الخيار نفسه، فيما اختارت أخرى التصويت». وشدد عون على أن العبرة من جلسة يوم أمس هي أن «أي ترشيح جدي يتطلب توافقات لا أحد يملكها بمفرده، لا ضمن ما يسمى (الفريق الواحد)، وهذه تسمية برأينا لم تعد دقيقة، ولا ضمن الفريقين». وإذا كان خيار «الورقة البيضاء» جنب فريق «حزب الله» وحلفائه أي مواجهة داخلية بين مكوناته، فإن قرار قوى المعارضة التصويت كل في اتجاه ترك ندوباً في العلاقة بين مكوناتها. واتهمت النائبة عن قوى «التغيير» بولا يعقوبيان باقي قوى المعارضة بـ«الانقلاب على التفاهم الذي كنا نعمل عليه»، متسائلة في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «هل هناك شخصية سيادية أكثر من صلاح حنين؟ لماذا لا يريدون أن يذهبوا إلى حل معقول مقبول وعاقل؟».

وأضافت يعقوبيان: «انقلبوا على كل التفاهمات، واشترطوا أن نسير بالمرشح الذي تفاهموا عليه والذي لا ينسجم مع مبادرتنا التي تقول بشخصية خارج الاصطفاف السياسي، لقناعتنا بأن شخصية كهذه وحدها قادرة على تأمين العدد الذي يتيح انتخاب رئيس للجمهورية والا تفوز شخصية من (8 آذار). فهل يستطيعون أن يؤمنوا 65 صوتاً لميشال معوض؟». في المقابل؛ ردت مصادر «القوات اللبنانية» على قوى «التغيير»، مشددة على أن «ما يعنينا في هذه المرحلة أن أكثرية مكونات المعارضة صوتت لمصلحة المرشح الرئاسي ميشال معوض، وانطلاقاً من مبدأ الديمقراطية سيُفتح الباب للتشاور والتواصل مع كل هذه المكونات مجدداً للتأكيد أن الأكثرية تريد هذا التوجه، وبالتالي يجب أن ينضم كل الفرقاء المعارضين كما المستقلين لهذا الخيار السيادي الإصلاحي؛ لأنه يشكل مصلحة من أجل وحدة المعارضة». وأضافت المصادر في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «في نهاية المطاف؛ ميشال معوض هو نجل الرئيس رينيه معوض الذي تم اغتياله للانقلاب على (الطائف)، وبالتالي؛ فإن انتخاب ميشال معوض سيشكل تصحيحاً لهذا الانقلاب الذي بدأ مع اغتيال والده... أضف أنه يمثل الحد السياسي والإصلاحي المطلوب».

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

في عملية نوعية.. مقتل مسؤول كبير في إيران..!

وكالات/30 أيلول/2022

قتل 19 شخصا بينهم ضابط بالحرس الثوري خلال اشتباكات عنيفة اليوم في محافظة سيستان بلوشستان بجنوب شرق إيران، وفق التلفزيون الرسمي.

وقال محافظ المنطقة حسين خياباني للقناة إن "19 شخصا قتلوا وأصيب 20 آخرون في الحادثة"، وأضاف التلفزيون "استشهد قائد استخبارات حرس الثورة الإسلامية في سيستان بلوشستان العقيد علي موسوي"

 

احتجاجات إيران مستمرة رغم إعلان محافظ طهرن «نهاية الاضطرابات» والسلطة صعّدت من تهديداتها للمشاهير واعتقلت صحافيين

لندن – طهران/الشرق الأوسط/الجمعة 30 أيلول 2022

أعلن محافظ طهران محسن منصوري «نهاية الاضطرابات»، فيما اتسع نطاق الإضرابات بموازاة استمرار الاحتجاجات لليوم الـ13 على التوالي في عدة مناطق إيرانية، وسط تزايد الضغوط على المشاهير والصحافيين. وتجددت المسيرات المناهضة لنظام الحكم في عدة أحياء من العاصمة طهران، مساء الأربعاء، ونزلت حشود لبعض المناطق وسط أجواء أمنية مشددة، وتعالى صوت أبواق السيارات في شوارع العاصمة، وردد أهالي بعض المناطق هتافات من منازلهم للتنديد بالمرشد الإيراني علي خامنئي.

وأظهرت تسجيلات فيديو تدوولت على شبكتي «تويتر» و«تليغرام» ترديد شعار «الموت للديكتاتور» و«هذا عام دم سيسقط خامنئي»، و«المرأة، الحرية، الحياة» الذي تحول إلى شعار رئيسي في الاحتجاجات التي اندلعت إثر غضب شعبي في أعقاب وفاة الشابة الكردية مهسا أميني. وتظهر تسجيلات الفيديو وتقارير صحافية ومنظمات حقوقية أن احتجاجات واسعة النطاق استمرت في مدن مختلفة، لكن نشطاء قالوا إن القيود المفروضة على الإنترنت تجعل من الصعب على نحو متزايد إرسال لقطات فيديو.

وأغلق تجار مدينة أصفهان أمس محلاتهم، تلبية لنداء الناشطين السياسيين، لتتوسع بذلك الإضرابات التي بدأت في محافظتي كرمانشاه وكردستان، وشملت مدناً كردية في محافظي أذربيجان الغربية وإيلام. لكن محافظ طهران محسن منصوري قال، أمس، إن «الاضطرابات الأخيرة قد انتهت، وإن طهران في أمن كامل لعدة ليالٍ متتالية». وفي إشارة ضمنية إلى الاعتقالات قال: «إننا نفصل حساب المغفلين عن مثيري الشغب، لكننا سنواجه المشاهير الذين ساهموا في تأجيج أعمال الشغب».

يأتي تهديد منصوري بعدما قالت الشرطة، في بيان، إن «عناصر الشرطة سيواجهون بكل قوتهم مؤامرات مناهضي الثورة والعناصر المعادين، وسيتصرفون بحزم ضد من يخلّون بالنظام العام وبالأمن في كل أنحاء البلاد»، حسبما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية عن وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري». وهاجم رئيس السلطة القضائية الإيرانية غلام حسين محسني إجئي المشاهير أيضاً. وقال: «أولئك الذين اشتهروا من خلال دعم النظام، في الأيام الصعبة انضموا إلى العدو، بدلاً من أن يكونوا مع الشعب. على الجميع أن يعلم أنه يجب عليهم تعويض الأضرار المادية والروحية التي لحقت بالشعب والوطن».

وندّد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الأربعاء، بـ«الفوضى» التي أثارتها موجة من المسيرات الاحتجاجية. وقال إن وفاة الشابة مهسا أميني في احتجاز الشرطة «أحزنت» الجميع، لكنه نبّه إلى أن «الفوضى» لن تكون مقبولة وسط انتشار الاحتجاجات العنيفة على وفاة أميني، بحسب «رويترز». وخاطب رئيسي مواطنيه، في مقابلة تلفزيونية، الأربعاء، قائلاً: «هؤلاء الذين شاركوا في أعمال الشغب يجب التعامل معهم بشكل حاسم»، واعتبر ذلك «مطلب الشعب». وأعرب رئيسي عن اعتقاده بأن العقوبات وأعمال الشغب «وجهان لعملة واحدة»، متهماً الولايات المتحدة بتحريض الإيرانيين على «أعمال الشغب»، كما دافع عن قوات الأمن التي اشتبكت مع المتظاهرين في الأسبوعين الماضيين في أنحاء إيران. وأضاف رئيسي: «سلامة الناس خط أحمر للجمهورية الإسلامية في إيران، ولا أحد مخوّل مخالفة القانون وإحداث فوضى». وذلك بعد 12 يوماً على تداول تسجيلات الفيديو التي تظهر مقتل العشرات بنيران قوات الأمن وجرح عدد كبير منهم، واعتقال مئات. ويقول نشطاء حقوقيون إن الشرطة أطلقت على المحتجين الخرطوش والرصاص الحي. ومنذ الأيام الأولى للاحتجاجات، وجّهت السلطات أصابع اتهام إلى وقوف «مجموعات انفصالية» وراء المظاهرات التي ترى فيها «مؤامرات خارجية»، موجّهة الاتهام إلى الولايات المتحدة، العدو اللدود للجمهورية الإسلامية. وعزا قائد «الحرس الثوري» في طهران، حسن حسن زاده، سبب الاحتجاجات الأخيرة إلى «المشكلات الاقتصادية»، وقال: «قبل أسبوعين تم التنصت على مسؤول أميركي يقول إن الضغوط القصوى لا يمكن أن تؤدي إلى انتصارنا ضد إيران، لهذا فإن الطريقة الوحيدة جرّ الناس إلى الشوارع تحت ذريعة الضغوط الاقتصادية»، حسبما أوردت صحيفة «همشهري» التابعة لبلدية طهران. وقال: «تحت هذه الذريعة، أخرج الأعداء بعض الناس إلى الشارع وتسبّبوا في خسائر»، ورأى أن بلاده تواجه «فتنة عالمية». وقال: «يحاولون عبر القيام بعمليات نفسية، إقناع الشباب أن هذا البلد ليس له مستقبل، لكن هذه المساعي لن تثمر شيئاً للأعداء». أما نائب قائد «الحرس الثوري» الجنرال علي فدوي فقد أعاد الاحتجاجات الحالية إلى فشل «جهاد التبيين (التفسير)»، في إشارة إلى المصطلح الذي استخدمه المرشد الإيراني علي خامنئي حول ما تعتبره السلطات ضرورة التصدي لـ«الحرب الناعمة» و«منع التحريف لخطاب وقيم الثورة الإيرانية» و«ترويج سياسات النظام». وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في الآونة الأخيرة لدبلوماسيين غربيين إن الاحتجاجات «ليست مشكلة كبرى» لاستقرار النظام. وأضاف للإذاعة الوطنية العامة في نيويورك: «لن يحصل تغيير للنظام في إيران». ولا يبدو رغم كل ذلك أن نظام الحكم في إيران قد يتداعى على المدى القريب، مع عزم زعماء البلاد على عدم إظهار أي ضعف، يعتقدون أنه حسم مصير الشاه المدعوم من الولايات المتحدة في 1979. وذلك وفق ما أبلغ به مسؤول إيراني كبير «رويترز». وانتشرت المظاهرات الغاضبة في أكثر من 80 مدينة منذ وفاة أميني في 13 سبتمبر (أيلول). واحتجزت شرطة الأخلاق، التي تطبق قواعد صارمة على ملبس النساء والرجال، أميني (22 عاماً)، في طهران بسبب «سوء الحجاب».

وتوفيت أميني، وهي من مدينة سقز الكردية، شمال غربي البلاد، بعد 3 أيام في المستشفى بعد دخولها في غيبوبة، ما أدى إلى أول ظهور كبير للمعارضة في شوارع إيران، منذ سحقت السلطات احتجاجات ضد ارتفاع أسعار البنزين في عام 2019.

وتسرب تسجيل صوتي أمس من قيادي سابق في «الحرس الثوري»، محمد باقر بختار، يتهم السلطات بمحاولة تغطية سبب دخول مهسا أميني في غيبوبة قبل وفاتها. ونقل بختاري عن مصادر موثوقة في الطب الشرعي الإيراني أن «السبب تلقيها ضربة على الجمجمة». وأعرب سينمائيون ورياضيون وموسيقيون وممثلون عن دعمهم للاحتجاجات، وصولاً إلى لاعبي منتخب إيران لكرة القدم، الذين ارتدوا لباساً رياضياً أسود خلال النشيد الوطني قبل مباراتهم مع السنغال في فيينا.

وقال ناشطون إن السلطات وسّعت نطاق حملة الاعتقالات ضد الناشطين والمشاهير.

وذكرت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري»، الأربعاء، أن «نحو 60 شخصاً» قتلوا منذ بدء المظاهرات، في حين تشير منظمة «إيران هيومن رايتس»، ومقرها أوسلو، إلى مقتل ما لا يقل عن 76 شخصاً. واعتقلت السلطات مراسلة صحيفة «هم ميهن» إلهه محمدي، التي قامت بتغطية جنازة مهسا أميني في مدينة سقز بمحافظة كردستان غرب إيران. وقال محمد علي كامفيروزي، محامي الصحافية، إن اعتقالها جاء بعد أيام من مداهمة منزلها وضبط وسائلها الشخصية. يأتي اعتقال محمدي بعدما قالت اللجنة الدولية لحماية الصحافيين إن إيران أوقفت 20 صحافياً خلال الاحتجاجات الأخيرة. وذكرت «مراسلون بلا حدود»، الأربعاء، أن 33 صحافياً يقبعون خلف القضبان في السجون الإيرانية، مشددة على أن 19 من الصحافيين اعتقلوا خلال الاحتجاجات الأخيرة. وطالبت المسؤولين الإيرانيين بإطلاق سراح المعتقلين على وجه السرعة. وقالت صحيفة «هم ميهن»، في رسالة على شبكة «تليغرام»، إن «مكان الصحافيين ليس في السجن». وأضافت: «إن واجب الصحافي تغطية محايدة واحترافية للتطورات والأحداث». وأضافت أن «الصحافي يجب ألا يُستدعى للسجن أو يُعتقل»، محذرة أن «فرض القيود على الصحافيين يضعف المؤسسة الإعلامية». كما اعتقلت السلطات سارا برزويي، شقيقة الشاعر منا برزويي، التي نشرت قصيدة شعر لتأبين مهسا أميني خلال الأيام الأخيرة. واعتقلت أمس المغني شرفين حاجي بور الذي أطلق أغنية تشيد بالحراك. وأشارت معلومات إلى اكتظاظ سجون طهران بالموقوفين خلال الاحتجاجات الأخيرة. ونقلت وكالة «فارس تليغرام» عن «استخبارات الحرس الثوري» أن عناصرها أوقفوا 50 عنصراً من «شبكة منظمة» تقف وراء «أعمال الشغب» في مدينة قم. وقال رئيس الجهاز القضائي في محافظة لرستان، غرب البلاد، أمس، إن قوات الأمن اعتقلت 120 شخصاً خلال «أعمال الشغب» التي اجتاحت المحافظة. وأشار إلى سقوط قتيل بين عناصر قوات الشرطة في مدينة خرم آباد، مركز المحافظة.

وقبل ذلك بيومين، قال حسن بهرام نيا، حاكم محافظة إيلام، غرب البلاد، لوكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري»، إن قوات الأمن أوقفت 180 مشاركاً في الإضرابات الأخيرة. وقبل ذلك، قالت شرطة محافظة سمنان إن 155 أوقفوا خلال الاحتجاجات. وفي محافظة مازندران، قال المدعي العام إن الاعتقالات طالت 450 شخصاً. أما في محافظة جيلان فإن عدد المعتقلين، وفق الإحصائية الأولية، بلغ 739 شخصاً. وبدورها، أعلنت شبكة حقوق الإنسان في كردستان أن ما لا يقل عن 435 اعتقلوا في المدن الكردية. من جانب آخر، نقلت شبكة «شرق» الإيرانية عن أنسية خزعلي، مساعدة الرئيس الإيراني في شؤون النساء، قولها إن ما لا يقل عن 70 امرأة بين الموقوفين خلال الاحتجاجات، دون أن تحدد المناطق التي اعتقلن فيها.

 

إيران تتجاهل الاحتجاج العراقي وتعاود قصف قرى في إقليم كردستان

بغداد/الشرق الأوسط/الجمعة 30 أيلول 2022

عاودت المدفعية الإيرانية، أمس (الخميس)، قصف مواقع مدنية عراقية شمال مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، متجاهلةً الاحتجاج العراقي شديد اللهجة، إذ تجدد، صباح أمس (الخميس)، القصف على ناحية سيدكان التابعة لإدارة منطقة سوران، شمال مدينة أربيل. وطبقاً لمدير ناحية سيدكان إحسان جلبي، فإن «القصف استهدف منطقة (سقر وبرزيني) في الناحية»، مبيناً أن «القصف لم يسفر عن وقوع ضحايا أو إصابات بين المدنيين». وكان الناطق باسم الخارجية العراقية، أحمد الصحاف، أعلن، أول من أمس (الأربعاء)، أن «الخارجية استدعت السفير الإيراني، وسلمته رسالة احتجاج شديدة اللهجة، جراء استمرار المدفعية والصواريخ باستهداف مناطق عراقية في إقليم كردستان». وأمس، قالت الخارجية العراقية، في بيان، إنها «استدعت السفير الإيراني لدى العراق، محمد كاظم آل صادق، وسلمته رسالة احتجاج شديدة اللهجة، جرّاء عمليات القصف المدفعي والجوي بالصواريخ والطائرات المُسيّرة على مُدن وقرى متعددة في إقليم كردستان العراق، طيلة الأيام الماضيّة، لا سيما صباح الأربعاء المُوافق 28/ 9/ 2022، الذي أدّى إلى استشهاد وإصابة عدد من المدنيين العراقيين الآمنين، من ضمنهم نساء وأطفال، وما تسبب به من ترويع للسكان، وبثّ الذعر بينهم، وتدمير للبنى التحتيّة».

وأضاف البيان أن «الرسالة شديدة اللهجة تضمنت إدانة الحكومة العراقية لهذه الجريمة، التي مثلت استمراراً لاعتداءات القوات الإيرانية على سيادة العراق وحرمة أراضيه، وأخذت طابعاً جديداً لا يمكن السكوت عنه، تمثل باستهداف المواطنين الآمنين داخل عمق المدن العراقية». وشددت على رفضها «تلك الأعمال، وما نجم عنها من ترويع وإرهاب المواطنين الآمنين»، مطالبة بـ«احترام سيادة العراق والالتزام بتعهدات الجمهورية الإسلامية الإيرانية المنصوص عليها في المواثيق الدولية، والابتعاد عن المنطق العسكري ولغة السلاح في معالجة التحديات الأمنية، وحذرت من تداعياتها على السلم المجتمعي لكلا البلدين، وعلى الأمن والاستقرار الإقليميين». من جهته، عبَّر برلمان إقليم كردستان عن استنكاره للقصف الإيراني الذي بات متكرراً لمحافظتي أربيل والسليمانية، بحجة وجود عناصر إيرانية معارضة تابعة لأحزاب كردية إيرانية تتخذ من المناطق العراقية الحدودية مع إيران ملاذات آمنة لها. وقال هيمن هورامي، نائب رئيس البرلمان، في بيان: «باسم برلمان كردستان ندين بشدة هذا الهجوم والقصف، ولا يمكن استمراره تحت أي ذريعة أو مبرر». وأضاف: «نرغب في علاقات جدية مع الدول المحيطة، وفق المواثيق الدولية، وحسن الجوار وعدم التدخل بالشؤون الداخلية والاحترام المتبادل لسيادة الأراضي»، مشدداً على «ضرورة عدم استخدام أراضي الإقليم منطلقاً لشن الهجمات ضد الدول المجاورة. كما دعا هورامي الحكومة الاتحادية، والمجتمع الدولي إلى اتخاذ مواقف جادة من هذا الانتهاك المستمر». وكانت مؤسسة «مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان»، أكدت أن «الحرس الثوري الإيراني» شن هجوماً صاروخياً على الإقليم، عبر أربع مراحل، ما أوقع «13 شهيداً و58 جريحاً». وتُعدّ هذه الحصيلة الأكبر على صعيد عمليات القصف منذ فترة طويلة. وقال سياسي كردي لـ«الشرق الأوسط» إن «المشكلة التي نعاني منها في العراق أن علاقته مع إيران وتركيا لا تقوم على أسس مبنية على العلاقة بين الدول، بل تقوم، وبكل أسف، على أسس وسياقات أخرى». ورداً على سؤال بشأن الاتهامات التي تُوجّه إلى الحزبين الكرديين الرئيسيين في إقليم كردستان («الديمقراطي الكردستاني» و«الاتحاد الوطني») وعلاقة كل واحد منهما بإيران أو تركيا، يقول السياسي الكردي: «لا يختلف موقف الحزبين الكرديين عن موقف القيادات العراقية في بغداد، نظراً إلى العلاقات التي تربطهما بإيران وتركيا، الأمر الذي يجعل أي إدانة ليست أكثر من إسقاط فرض لن تردع أنقرة ولا طهران في النهاية».

 

مجلس الأمن يدين قرار الضم.. وروسيا ترفع الفيتو

دبي - العربية.نت/الجمعة 30 أيلول 2022

بعدما بدأ مجلس الأمن الدولي الجمعة، مداولاته حول مشروع قرار يدين ضمّ روسيا لأربع مناطق أوكرانية، عطّلت موسكو إقراره باستعمال حق النقض. في التفاصيل، دعا مشروع القرار الذي أعدته الولايات المتحدة وألبانيا، جميع الدول والمنظمات الأخرى إلى عدم الاعتراف بالضمّ، واعتبرته زائفاً. فردت موسكو باستخدام حق النقض ضد القرار، كما رأى مندوبها في المجلس فاسيلي نيبينزيا، أن الغرب لا يريد تحقيق السلام في أوكرانيا. ورأى أن على الجميع احترام حق شعوب شرق أوكرانيا بتقرير مصيرها، بحسب تعبيرها وأضاف أن العالم لم يشهد من قبل قرارا في مجلس الأمن يدين أحد أعضائه. بالمقابل، اعتبرت مندوبة واشنطن في الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، أن الضم الروسي لمناطق أوكرانية خطير جدا. وأضافت أن القرار الروسي يستحق الإدانة الجماعية. كما شددت على أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أخطأ في حساباته بشأن حربه في أوكرانيا. واعتبرت أن موسكو فبركت نتائج استفتاءات ضم الأقاليم الأوكرانية، لافتة إلى أن تلك الخطوة انتهاك للأمن الدولي. أتت هذه التطورات بعد إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صباح الجمعة، ضم 4 مناطق أوكرانية رسمياً إلى بلاده، ألا وهي دونيتسك ولوغانسك بالإضافة إلى زابوريجيا وخيرسون، مؤكداً أن هذا القرار حسم نهائياً. كما وعد سيد الكرملين، بإعادة إعمار تلك المدن، لكي يشعر سكانها بالسلام والأمان. وأكد أن سكان تلك المناطق أضحوا مواطنين روساً. وأعلن في الوقت عينه استعداده لوقف القتال والتفاوض مع كييف. وبعد كلمة الرئيس الروسي المطولة، وقع قادة الأقاليم الأربعة (موالين لموسكو) مراسيم الضم، لتصبح أكثر من 15% من أراضي أوكرانيا ضمن الأراضي الروسية. وتشكل منطقتا لوغانسك ودونيتسك اللتان مزقهما القتال منذ إعلان الانفصاليين هناك استقلالهما في عام 2014، منطقة دونباس الأوسع في شرق أوكرانيا. في حين سيطرت روسيا على خيرسون بأكملها وأجزاء من زابوريجيا، وهما منطقتان أخريان ضمتا رسمياً إضافة للوغانسك ودونيتسك إلى روسيا في حفل أقيم في الكرملين، ما فجر غضبا دوليا عارماً ورفضاً غربياً تاماً.

 

قرار ضم أجزاء من أوكرانيا... على ماذا ستحصل روسيا؟ وأكثر من 100 ألف كيلومتر مربع... ثروات هائلة وأهمية استراتيجية وتاريخية

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط/الجمعة 30 أيلول 2022

ينتظر أن يوجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة خطابا إلى الامة، يطلق من خلاله مسار ضم اجزاء واسعة من أوكرانيا، استنادا إلى نتائج استفتاءات مثيرة للتساؤلات شهدتها مناطق دونيتسك ولوغانسك وزوباروجيا وخيرسون. كما يحدد ملامح التحركات العسكرية والسياسية المقبلة في أوكرانيا وحولها.

ومع توجه الامور في روسيا نحو اعلان القرار الحاسم تبرزت اسئلة عدة حول اهمية هذه المناطق بالنسبة إلى الكرملين ولماذا يحمل قرار الحاقها بروسيا ابعادا تاريخية واستراتيجية لها اهمية خاصة بالنسبة إلى بوتين حاليا. ولا بد بداية، من التوقف قليلا عند الابعاد التاريخية والجغرافية التي جعلت منطقة دونباس ومحيطها محورا أساسيا للحرب الروسية في أوكرانيا. اذ لا يخفى في الإطار التاريخي للصراع القائم حاليا، أن الرئيس فلاديمير بوتين سعى بإصرار إلى إستعادة أمجاد القياصرة، وفي حال أن ضم شبه جزيرة القرم في العام 2014 كرس مكانته التاريخية إلى جانب الامبراطورة كاترين الثانية التي هزمت الامبراطورية العثمانية في القرن الثامن عشر وسيطرت على المنطقة ، فإن الصراع الحالي حول الاجزاء الشرقية والجنوبية من اوكرانيا يستعيد مرحلة مهمة من تاريخ روسيا خلال عهد ابرز القياصرة بطرس الاكبر الذي يعد الباني الحقيقي لأمجاد الامبراطورية الروسية، والذي خاض الجزء الاعظم من "حروب الشمال" ضد الامبراطورية السويدية والقوى الغربية الاخرى على أراضي أوكرانيا الحالية. وشكلت معركة بولتافا التي هزم فيها الملك شارل الثاني عشر نقطة تحول أساسية في حروبه لبناء دولة عظمى يهابها الجيران والخصوم . بولتافا تلك تقع حاليا على تخوم زوباروجيا وقلعتها القديمة مازالت قائمة حتى الان وتعد شاهدا على تقلبات الزمن في هذه المنطقة. ومع دروس التاريخ، يبرز إطار آخر يعزز الأهمية الاستراتيجية للمناطق الاوكرانية المنتزعة، اذ لا يمكن الحديث عن ضمان أمن الحدود الغربية لروسيا من دون توسع جغرافي يضمن بشكل كامل السيطرة على الممرات البحرية الجنوبية في حوض آزوف والبحر الاسود، وبما يؤمن أيضا إقامة رابط بري مستقر للأراضي الروسية مع شبه جزيرة القرم، التي وإن كانت في السابق عنوانا لإستعادة الأمجاد الغابرة، فهي سرعان ما تحولت مع اندلاع الحرب الأوكرانية إلى خاصرة ضعيفة ورخوة يسهل الهجوم عليها واستهداف روسيا من خلالها. لذلك كان التركيز منذ بداية الحرب الحالية على أهمية السيطرة المطلقة على منطقتي دونيتسك ولوغانسك، وفرض سيطرة مماثلة على مدينة خيرسون التي تعد الرئة الاساسية التي تربط شبه الجزيرة ببقية مناطق البلاد عبر البر. مع ضمان أن تكون هذه المناطق ضمن الحدود الروسية تحصل موسكو على حزام جغرافي واسع النطاق يعزز مجالها الأمني حتى لو نجح الغرب في تعزيز حضور عسكري على الضفة الغربية لنهر دنبير. لكن هذه الأبعاد التاريخية والجغرافية ليست وحدها وراء قرار الكرملين الخطير. وهنا تكفي القاء نظرة سريعة على الأقاليم الاربعة بحجمها وثرواتها وطبيعتها الديموغرافية:

دونيتسك ولوغانسك

شكلت دونيتسك مع لوغانسك المجاورة عقدة إطلاق الصراع الحالي بعدما شجعت موسكو فيهما تمردا مسلحا في العام 2014 لمعاقبة السلطات الاوكرانية بعد التظاهرات التي أطاحت في المحصلة حليف روسيا الكسندر يانوكوفيتش من السلطة. وتقع المنطقتان في جنوب سهل أوروبا الشرقية. وهما تحظيان حاليا باعتراف ثلاث دول أعضاء في الأمم المتحدة هي روسيا وسوريا وكوريا الشمالية ، بالإضافة إلى كيانين انفصاليين تدعمهما موسكو هما أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا. وتربط "الجمهوريتين" حدود مشتركة طويلة، ويحد دونيتسك أيضا مناطق دنيبروبتروفسك وزابوروجيا وخاركيف في أوكرانيا ، ومنطقة روستوف في روسيا وهي تطل جنوبا على بحر آزوف. بينما تتصل لوغانسك بحدود مع خاركيف في أوكرانيا، ومناطق بيلغورود وفورونيج وروستوف في روسيا ، وليس لديها منفد إلى البحر. ينص الدستور الذي وضعه الانفصاليون في دونيتسك على أن مساحة "الجمهورية" المعلنة من جانب واحد 26.52 ألف كيلومتر مربع. وفقا لهذا الرقم، احتلت منطقة دونيتسك المرتبة 11 من بين 24 منطقة في أوكرانيا من حيث المساحة. وهنا من المهم الاشارة إلى أن الحديث يدور عن الحدود الادارية للمقاطعة وفقا للتوزيع الأوكراني قبل الحرب في 2014، لكن الواقع الميداني الحالي يدل إلى ان سيطرة الانفصاليين لا تزيد عن نصف مساحة الاقليم ، ما يعني ان قرار ضمها إلى روسيا سوف يجعل نحو نصف اراضيها مصنفة كـ"أراض محتلة من جانب اوكرانيا". ويقطن دونيتسك وفقا لدائرة الاحصاء نحو 2.2 مليون نسمة، وهذا الرقم الذي تقدمه السلطات الانفصالية لا يأخذ في الاعتبار التحولات التي جرت بسبب النزوح اثناء الحرب. نقس الوضع ينسحب على لوغانسك التي تبلغ مساحتها وفقا للتقسيم الاداري الأوكراني 26.68 ألف كيلومتر مربع. وهي شغلت سابقا المركز العاشر على لائحة الحجم الجغرافي للمناطق والاقاليم الاوكرانية. وتضم لوغانسك نحو 1.4 مليون نسمة وهذا الرقم أيضا لا يعكس تعداد السكان الاصلي قبل الحرب، وعموما تشير تقديرات سابقة إلى ان منطقتي دونيتسك ولوغانسك كان يقطن فيهما سابقا اكثر من خمسة ملايين نسمة. المفارقة في التوزيع الديموغرافي في المنطقتين تكمن في وجود فارق ملموس بين أبناء القومية الروسية و "الناطقين بالروسية". وهذا أمر له أهمية خاصة على خلفية الاعلانات الروسية المتكررة حول "الدفاع عن العالم الروسي" ولتوضيح ذلك يكفي القول انه مع بداية القرن الحالي كان تعداد الناطقين بالروسية من السكان يصل إلى 80 في المائة بينما لا يزيد تعداد الذين تعود جذورهم القومية إلى روسيا عن 40 في المائة.الامر ذاته ينسحب على لوغانسك اذ تشير احصاءات إلى ان 70 في المائة من سكانها قالوا إن لغتهم الأساسية هي الروسية في حين لا يزيد عدد السكان من أصول روسية فيها عن 40 في المائة. تبرز اهمية دونيتسك ولوغانسك على الصعيد الاقتصادي بشكل خاص اذ تضم المنطقة أكبر مناجم الفحم الحجري والحديد والصلب في أوكرانيا، كما أن مدينة ماريوبول الاستراتيجية التي تعد بين أهم موانئ التصدير في البلاد تقع ضمن الحدود الادارية لدونيتسك. وعموما تشير احصاءات ما قبل الحرب إلى ان نحو 70 في المائة من ثروات اوكرانيا تتركز في هذا الجزء من البلاد، فضلا عن انها تعد عقدة مهمة لشبكة المواصلات البرية والبحرية التي تعبرها صادرات البلاد باتجاه البحر الاسود ومناطق الشرق الأوسط وغيرها. الأهمية الخاصة الأخرى هنا، ان سيطرة روسيا المطلقة على دونيتسك والمناطق الأخرى التي يجري الحديث عنها، وتحويلها إلى أراض روسية عبر قرار الضم، يعني عمليا تحويل بحر آزوف إلى بحيرة روسية مغلقة، مع كل ما يمنح ذلك الروس من حرية الحركة على الصعيد العسكري البحري، وفي مواجهة تزايد الحضور العسكري الغربي في البحر الأسود.

 زابوروجيا وخيرسون

منطقتا زابوروجيا وخيرسون ، تقعان داخل سهل أوروبا الشرقية ، لها حدود مشتركة. بالإضافة إلى ذلك ، تقع منطقة زابوروجيا على حدود منطقة دنيبروبتروفسك في أوكرانيا ، وتحد دونيتسك من جهة الشرق، وفي الجنوب يقع بحر آزوف. بينما تقع منطقة خيرسون على حدود منطقتي دنيبروبيتروفسك ونيكولاييف في أوكرانيا ، ولها حدود برية مع القرم جنوبا، وفي الجنوب الغربي تطل على البحر الاسود وفي الجنوب الشرقي على بحر آزوف. تبلغ مساحة منطقة زابوروجيا 27.18 ألف كيلومتر مربع (المركز التاسع بين مناطق أوكرانيا). تضم المنطقة خمس مقاطعات (بيرديانسكي ، وفاسيليفسكي ، وزابوريجسكي ، وميليتوبول ، وبولوجوفسكي) و 14 مدينة (أكبرها زابورجيا المركز الاقليمي للمقاطعة ، وكذلك ميليتوبول ، بيرديانسك ، إنرجودار). في في الاسابيع الاخيرة، أعلن فلاديمير روغوف ، رئيس حركة "نحن مع روسيا" ، أن الإدارة العسكرية - المدنية التي اقامتها روسيا تعتزم تفكيك المقاطعات الخمس الموجودة وإعادة التقسيم الاداري إلى 20 مقاطعة. وحاليا يعد مركز المنطقة "المحررة" في مدينة ميليتوبول كون روسيا لا تسيطر الا على نحو ثلثي أراضي المقاطعة.وفقًا لدائرة الإحصاء الحكومية في أوكرانيا ، في فبراير (شباط) الماضي ، بلغ عدد سكان منطقة زابوروجيا 1.636 مليون شخص ، يعيش 43 في المائة منهم حاليا في المنطقة. تكمن اهمية زوباروجيا الاستراتيجية في كونها تشكل عقدة الربط والمواصلات البرية والنهرية ونقل البضائع. ولهذا شكلت على مدى التاريخ موقعا استراتيجيا جعل كل الحالمين بالسيطرة على أوكرانيا يركزون جهودهم في تطويع قلاع زوباروجيا الحصينة. فضلا عن ذلك تضم المقاطعة محطة زوباروجيا الكهروذرية الاكبر في اوروبا والرابعة على مستوى العالم. واللافت أن القيادة الانفصالية التي عينتها موسكو سارعت بعد الاستفتاء إلى تأكيد ان المحطة النووية يجب ان تنتقل ملكيتها إلى روسيا والا يتم السماح باقامة "وضع خاص" فيها يخضع لاشراف أوكراني أو دولي. وفي زوباروجيا يبدو التقسيم الديموغرافي للسكان قبل الحرب واضحا لغير مصلحة موسكو إذ ينقسم سكان المقاطعة إلى 71 في المائة من الأوكرانيين وأقل بقليل من 24 في المائة من الروس.  أما منطقة خيرسون فتبلغ مساحتها 28.46 ألف كيلومتر مربع. (المركز السابع بين مناطق أوكرانيا). وفقًا للإصلاح الإداري الإقليمي لأوكرانيا في 2015-2020 ، تم تقسيم المنطقة إلى خمس مناطق تسيطر روسيا حاليا على الجزء الأكبر منها. وفي أغسطس (آب) الماضي أعادت السلطات الموالية لموسكو التقسيم الإداري القديم إلى 18 مقاطعة تحضيرا للانفصال عن أوكرانيا والانضمام إلى روسيا . بلغ عدد سكان منطقة خيرسون ، وفقًا لدائرة الإحصاء الحكومية في أوكرانيا ، في فبراير (شباط) الماضي اقل بقليل من مليون نسمة يعيش نحو ربعهم تقريبا حاليا في خيرسون. وهنا أيضا يبدو التفاوت الواضح في تركيبة السكان، إذ يصل تعداد الاوكرانيين في المقاطعة إلى نحو 81 في المائة مقابل 14 في المائة من الروس.

 

إردوغان: اتصالات المخابرات التركية مع دمشق ستحدد «خريطة طريق العلاقات»

كرر التهديد بعملية عسكرية مطالباً روسيا وأميركا بإبعاد «قسد»

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط»/الجمعة 30 أيلول 2022

أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن اتصالات بلاده مع النظام السوري تقتصر حالياً على جهاز المخابرات، وأنه بناءً على نتائج هذه الاتصالات ستحدد تركيا خريطة الطريق بشأن علاقاتها بدمشق. في الوقت ذاته، كرر إردوغان التلويح بعملية عسكرية في شمال سوريا، مطالباً روسيا والولايات المتحدة بتنفيذ التفاهمات الموقعة مع بلاده عام 2019 بشأن إبعاد وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، مسافة 30 كيلومتراً عن الحدود التركية مع سوريا. وقال إردوغان، في مقابلة تلفزيونية ليل الأربعاء - الخميس، إن جهاز المخابرات التركي يجري محادثاته في دمشق، وإن تركيا تحدد خريطة طريقها وفقاً لنتائج هذه المحادثات. وأفادت تقارير تركية وغربية، مؤخراً، بأن رئيس جهاز المخابرات التركي هاكان فيدان عقد اجتماعات مع رئيس مكتب الأمن الوطني السوري علي مملوك في دمشق، خلال الأسابيع الماضية، بعد لقاءات سابقة بينهما في موسكو وطهران.

وذكرت وسائل إعلام تركية، قريبة من الحكومة، أن الاجتماعات بحثت في الشروط التي يقدمها كل من الجانبين، وكانت بمثابة محاولة لوضع «خريطة طريق للعودة الآمنة للسوريين في تركيا إلى بلادهم»، كما تمت مناقشة القضايا ذات الأولوية للطرفين وهوامش المرونة والبنود الرئيسية لخريطة الطريق التي يجب اتباعها من الآن فصاعداً. وتصاعد الحديث عن خطوات أوسع لتطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق، لكنهما حسمتا الجدل المتصاعد بشأن احتمال الإقدام على مثل هذه الخطوات، ونفتا وجود اتصالات على المستوى الدبلوماسي أو عقد لقاءات بين وزيري الخارجية قريبا لبحث تطبيع العلاقات. وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين، الأسبوع الماضي، إنه لا توجد حالياً أي خطط لإجراء اتصالات على المستوى السياسي أو الدبلوماسي مع النظام السوري، لافتاً إلى أن أجهزة المخابرات في البلدين تجري الاتصالات بينهما. وأضاف كالين، أن موقف تركيا من النظام السوري واضح، وهي تتمسك بأن تستمر عملية آستانة وإعمال اللجنة الدستورية. من جانبه، قال وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، لوكالة «سبوتنيك» الروسية، إنه لا توجد اتصالات على مستوى وزارتي الخارجية بين البلدين، وإن بلاده ترى مسار آستانة هو المسار الحي الوحيد حالياً للحل السياسي.

من ناحية أخرى، جدد إردوغان تهديده بشن عملية عسكرية تركية في شمال سوريا، سبق أن أعلن عنها في مايو (أيار) الماضي، قائلاً، إنها ستشمل مواقع «قسد» في منبج وتل رفعت، لكن الحديث عنها تراجع بعد الرفض الذي أظهرته الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي وإيران لأي تحرك عسكري تركي في شمال سوريا. غير أن إردوغان كرر خلال المقابلة التلفزيونية التلويح بالعملية قائلاً «يمكننا أن نأتي ذات ليلة».

وشدد على ضرورة انسحاب «قسد» لمسافة 30 كيلومتراً جنوب الحدود التركية، بحسب التفاهمات مع روسيا والولايات المتحدة، التي أوقفت تركيا بموجبها عملية «نبع السلام» العسكرية في شمال شرقي سوريا في أكتوبر (تشرين الأول) 2019، وطالب كلاً من البلدين بتنفيذ تلك التفاهمات.

وقال إردوغان، إن «تنظيم وحدات حماية الشعب الكردية» التابع لحزب العمال الكردستاني «لا يزال ينتشر قرب حدودنا بشكل مخالف لتلك التفاهمات، مضيفاً أن أميركا وروسيا في حاجة إلى تنفيذ التفاهمات التي توصلنا إليها في أكتوبر 2019... ولا تزال الوحدات الكردية تنتشر وتجري تدريبات في مناطق قريبة من حدودنا خلافاً لهذه التفاهمات، ويتلقون تدريبات في القامشلي وضواحيها». وأضاف أن «كفاح تركيا الحازم سيستمر طالما بقي التنظيم الإرهابي (الوحدات الكردية التي تعتبرها أنقرة امتداداً للعمال الكردستاني المصنف منظمة إرهابية) في سوريا، وواصل تهديده للأمن القومي التركي»، معتبراً أن محاربة تركيا للإرهاب لا تضمن فقط الأمن القومي التركي، بل تضمن أيضاً السلام في المنطقة. وعن نقل اللاجئين السوريين إلى المنطقة الآمنة في شمال سوريا، قال إن الهدف في المرحلة الأولى هو بناء 100 ألف مسكن من الطوب، في إدلب، ثم زيادتها إلى 250 ألفاً في المرحلة الثانية، مشيراً إلى أن تمويل هذه المنازل تتولاه تركيا ومنظمات غير حكومية، دون تمويل دولي. وأضاف، أن اللاجئين في تركيا بدأوا الانتقال ببطء إلى هذه المنازل المجهزة بالبنية التحتية والخدمات الأساسية والطاقة الشمسية، لافتاً إلى أن تركيا ستواصل معاملتها الإنسانية للاجئين على عكس اليونان التي اتهمها بإغراق اللاجئين في بحر إيجه.

في سياق متصل، كشفت المخابرات التركية توقيف 3 من عناصر الوحدات الكردية، يحملون الجنسية التركية، في عملية أمنية في شمال سوريا. ونقلت وكالة «الأناضول»، الخميس، عن مصادر أمنية، أن العناصر الثلاثة كانوا يخططون للانتقال إلى جبال الأمانوس في جنوب تركيا، عبر تل رفعت وأعزاز في شمال سوريا، ثم ولاية كيليس التركية المحاذية للحدود السورية. وقالت المصادر إن «تنظيم حزب العمال الكردستاني الانفصالي أوكل إلى الإرهابيين الموقوفين، مهمة تنفيذ عمل إرهابي يستهدف قوات الأمن داخل تركيا، وضبطت فرق المخابرات أسلحة وتجهيزات مع الإرهابيين».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

مراكب الهجرة لن تتوقف: اللاجئون الأكثر حماسة!

مايز عبيد/نداء الوطن/30 أيلول/2022

ما زالت قضية الهجرة غير الشرعية عبر البحر تحتل واجهة الأحداث شمالًا، ووسط أنباء متضاربة عن انطلاق مركب جديد من شاطئ المنية وعلى متنه ما بين 50 و60 راكباً، ما زالت عكار وطرابلس تلملمان ذيول المأساة التي ألمّت بهما.

مركب جديد معتقل؟!

ما بين الوجهة إلى إيطاليا والإعتقال في تركيا، خرج أمس عشرات الأهالي إلى ساحة العبدة في عكار واعتصموا على الطريق العام لمطالبة الدولة اللبنانية ومدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم وأمين عام الهيئة العليا للإغاثة اللواء الركن محمد خير بالتواصل مع السلطات التركية للإفراج عن معتقلي أحد المراكب الذي قال الأهالي إنه انطلق في السابع عشر من الشهر الجاري باتجاه إيطاليا، وهو غير المركب الذي كان معتقلًا في اليونان ثم رُحّل إلى الأراضي التركية. وبحسب الأهالي، فإن السلطات التركية اعتقلت ركابه الـ 100 وهم الآن في السجون التركية بحسب ما تردهم من اتصالات منهم. وانتقدوا لامبالاة الحكومة اللبنانية ورئيسها ورئيس الجمهورية وكل المعنيين بما يحصل لأبنائهم. زورق طرطوس الغارق دفع بخبراء في شؤون الإنقاذ البحري والملاحة إلى الإدلاء بدلوهم في مسألة الرحلات من سواحل الشمال اللبناني إلى سواحل إيطاليا، واعتبار ان غرق أي مركب هو أمر حتمي مهما كان وضع الموج. فرحلة مركب صيد من نوع رديء ويحمل ما يفوق 20 طناً من ركاب ومواد، مع مسافة سير تقارب 20 يوماً، أشبه بمجازفة خطيرة وليست برحلة كل ما فيها غير مضمون النتائج.

مهاجرون وتجارب

الرحلات التي انطلقت من الشمال إلى أوروبا أقلت العديد من الشبان ولكل منهم روايته لـ”نداء الوطن”، ويقول المهاجر (ع.م) من عكار:”هاجرنا في مركب حديدي في الشهر الرابع من هذه السنة إلى إيطاليا عبر البحر من الشمال قاصدين السويد وحين وصلنا إلى إيطاليا تم وضعنا في مخيمات، الحركة فيها وخارجها محدودة ومحددة… لدي زوجتي في إحدى الدول الأوروبية التحقت بها بعد ذلك، ولكنني لا أنصح أحداً بالهجرة لا سيما في هذه المراكب الخشبية غير الآمنة إطلاقًا، فأوروبا لم تعد كما في السابق، وليس هناك أموال وأعمال كما يظن البعض، بالإضافة إلى أن الدول هناك تسن العديد من القوانين التي تضيّق الحركة على المهاجر من الدول العربية”. (م.ن) من عكار، مهاجر إلى إيطاليا عبر البحر، ولا اقرباء لديه في أوروبا، يروي بدوره تفاصيل وضعه في مخيم اللجوء هناك ويقول: “نحن هنا في مخيم لجوء أمّنوا لنا الأكل والشرب والإنترنت بانتظار أن يتم بت مصير الإقامة والسماح لنا بالعمل في إيطاليا وهذا أمر قد يطول أو يقصر، ولكن أفرادا من الدولة يطمئنون الى أوضاعنا باستمرار ويسألوننا بعض الأسئلة”.

الفلسطينييون الأكثر هجرة

ويواجه لبنان منذ 3 سنوات أزمة اقتصادية غير مسبوقة، صنفها البنك الدولي على أنها الأسوأ عالميا منذ أواسط القرن التاسع عشر، أدت إلى انهيار سعر صرف العملة المحلية وتدهور قيمتها الشرائية، وارتفاع حاد بأعداد العاطلين عن العمل ونسب الفقر. إنعكاسات الأزمة طاولت فئات كثيرة، ولم توفّر الفلسطينيين والسوريين اللاجئين على الأراضي اللبنانية. ولا شك أن الاوضاع المعيشية الصعبة للفلسطينيين في مخيمات اللجوء في لبنان سبب رئيسي لهجرة أعداد كبيرة منهم. فالمركب الأخير الذي غرق قبالة طرطوس كان على متنه 30 فلسطينيا بحسب مصادر، وقد ذهب العديد منهم ضحايا. يقول أبو مروان وهو مواطن ستيني من مخيم نهر البارد صادفناه عند معبر العريضة: “نحن في المخيم نعيش ولكننا أموات. لا كهرباء ولا ماء ولا اتصالات ولا طبابة ولا فرص عمل، ولا خدمات أو مساعدات عبر الأونروا. أنتظر هنا لمعرفة مصير إبني وقد خرج في المركب بسبب الفقر والعوز هنا”. ويعتبر مؤمن (19 سنة) وهو فلسطيني من مخيم البارد بأن “الفلسطيني في لبنان ميت بكل الأحوال ورغم كل المآسي لن يتردد بالهجرة في اي رحلة مهما كانت النتائج، إذا كانت الدولة اللبنانية لا تريد لنا هذا المصير فإما تعطينا حقوقنا أو تفتح لنا الحدود وأبواب الهجرة لنغادر من هذا الجحيم”. وتشير المعطيات الى أن رحلات الهجرة غير الشرعية بالمراكب لن تتوقف طالما ان الواقع الإقتصادي والمعيشي والإجتماعي في لبنان لا يزال على حاله، وان كانت قد أخذت قسطًا من الراحة في الأيام الأخيرة بسبب التشدد الأمني بفعل تسليط الضوء عليها بعد غرق مركب طرطوس، الا انها ستعود بقوة بمجرد أن تخفت هذه الموجة ويهدأ البحر.

 

يا صاحب السماحة: ماذا جاء يفعل العونيّون في دار الطهارة في اليوم التالي؟

المحامي عبد الحميد الأحدب/30 أيلول/2022

يا صاحب السماحة، هذا الذي حصل هو تغيير في المفاهيم! صاحب السماحة، أنتم تحملون مسؤولية وطنية كبرى، وأنتم بوطنيتكم وبأخلاقكم وثقافتكم دائماً أهلٌ لها! ولكنكم ارتكبتم خطأً كبيراً، حدث غير ما كان يجب أن يحدث!

الذين جاؤوا في اليوم الأول، جاؤوا مستقطبين هموم الناس وانفعالاتهم، الذين جاؤوا في اليوم التالي، جاؤوا لتمثيل مسرحية لإسماعيل ياسين وبشارة واكيم، ليست هناك تجربة صغيرة وتجربة كبيرة، هناك التجربة الوطنية التاريخية، الى هذا كنا نتطلع. ولم يكن هناك مكان للعونيين في التجربة الوطنية التاريخية التي أخذتم مسؤوليتها على خير ما يرام. 

المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان وعمر بن الخطاب هما من كان ينخر في عظامهما جرثومة الشجاعة والإصلاح، وإبليس وجبران باسيل برشانة يبلعانها قبل نومهما، برشانة التآمر والتخريب.

يا صاحب السماحة، صاروا على مترين من أبوابنا "ونحن راجعون"، ناموا على فراشنا "ونحن راجعون"، وكل ما نملك أن نقول: إنا إلى الله لراجعون، وحالنا والحمدلله على أحسن ما يكون، سياسيونا على رصيف الوطن عاطلون، من مطبخ السلطان يأكلون وبسيفه الطويل يضربون، سياسيونا ما مارسوا التفكير من قرون، لم يقتلوا، لم يصلبوا، لم يقفوا على حدود الموت والجنون، الممانعون والتغييريون يحيون في إجازة وخارج التاريخ يسكنون،

حينَ يصيرُ الحكمُ في مدينةٍ نوعاً من البغاءْ، ويصيرُ التاريخُ في مدينةٍ مِمسَحَةً والفكرُ كالحذاء، حينَ تصيرُ نسمةُ الهواء تأتي بمرسومٍ من السلطان فخامة الرئيس العماد، وحبّةُ القمحِ التي نأكلُها تأتي بمرسومٍ من الصهر الكريم وقطرةُ الماءِ التي نشربُها تأتي بمرسومٍ من الحزب العوني، والعتمة منتشرة في كل مكان وهم يمنِّنوننا على هذه النعمة التي أنعموها علينا. حينَ تصيرُ أمّةٌ بأسرِها ماشيةً تعلفُ في زريبةِ حزب الله، يختنقُ الأطفالُ في أرحامِهمْ وتُجهَضُ النساء، وتسقطُ الشمسُ على ساحاتِنا مشنقةً سوداء، هذه هي حالة لبنان.

متى سيرحلون؟ المسرحُ انهارَ على رؤوسهم، متى سيرحلون؟ والناسُ في القاعةِ يشتمون، يبصقون، لبنان دجاجةً من بيضِها الثمينِ أكلوا، جعلوا فلسطين قميصَ عثمانَ الذي بهِ يُتاجِرون وجعلوا الله حزباً.

على يديهم أصبحت حدودُنا من وَرَقٍ، على يديهم أصبحتْ بلادُنا إمرأةً مباحةً، هل تُشكَرون؟ فكلّ حربٍ بعدها، ونحن طيبون، أخبارنا جيدة وحالنا والحمدلله على أحسن ما يكون، جمر النراجيل، على أحسن ما يكون، وطاولات الزهر، ما زالت على أحسن ما يكون، والقمر المزروع في سمائنا، مدور الوجه على أحسن ما يكون. حينَ يصيرُ الفكر في مدينةٍ حشيشةً يمنعُها القانون، ويصبحُ العقل ببغائهم كالبغاءِ، واللّواطِ، والأفيونْ جريمةً يطالُها القانون، حينَ يصيرُ الناسُ في مدينةٍ ضفادعاً مفقوءةَ العيون، فلا يثورونَ ولا يشكونْ ولا يغنّونَ ولا يبكونْ ولا يموتونَ ولا يحيون، تحترقُ الغاباتُ، والأطفالُ، والأزهار، تحترقُ الثمار ويصبحُ الإنسانُ في موطنِه أذلَّ من صرصار، هذا لبنانهم، هذا لبنان الذي صنعوه والذي استقبلتموه في دار الطهارة في اليوم التالي. حينَ يصيرُ العدلُ في لبنان سفينةً يركبُها قُرصانْ، ويصبحُ الإنسانُ في سريرِه محاصَراً بالخوفِ والأحزانْ والعتمة هي الميزان، حينَ يصيرُ الدمعُ في مدينةٍ أُقفلت فيها المستشفيات، يسقطُ كلُّ شيء، الشمسُ، والنجومُ، والجبالُ، والوديانْ والليلُ، والنهارُ، والبحارُ، والشطآنْ، والإنسانْ، الله الذي جعلوا هم منه حزباً، إلاّ حزب الله الذي لا علاقة له بإله الحب والعمران والطهارة. من أَمَرَ البطولة والنزاهة والطهارة ان تخرج من البلد؟

يا صاحب السماحة، قليل من الصبر وكثير من السماحة.

أريد أن أصرخ: هل أنت عينت وزير المال؟ وزير العدل؟ رئيس الوزراء؟ إذن، لماذا انفجر الفقر؟ لماذا انفجر الصبر؟ لماذا ساءت الأحوال؟ وأصبح الصحن الرئيسي هو الزباله، وأصبح العصفور في بلادنا، لا يجد النخاله، فهل غلاء الخبز، شأنٌ من شؤون الله؟؟ يا حزب الله؟

من الذي ولّى جبران باسيل في الدنيا على أمورنا؟ نحن لم ننتخبه! يقول لنا دائماً أننا سُذّج وجَهَلة وهو صهر السلطان صاحب الفخامة. يوم السبت في 24 أيلول تجمعون النواب المسلمين السُّنَّة في اجتماع وطني لأن مشكلة المعارضة ومشكلة الباحثين عن باب للخروج من الجحيم الذي أودت بنا اليه عصابة يرأسها جبران باسيل! يجتمع النواب المسلمون وفيهم اتجاهات عديدة، يجتمعون ويصدرون بياناً أقل من مستوى خطابكم ولكنه مقبول. والحمدالله أن التغييريين الذين خرجوا من حديقة الأطفال لم يشاركوا في الإجتماع الوطني العظيم لأنهم كل يوم يمر يُثبتون أكثر فأكثر انهم سُذَّج وأطفال في السياسة.

ثم تأتي المفاجأة او الصاعقة في اليوم التالي: تفتحون ابواب دار الإفتاء الى زعيم الفتنة جبران باسيل وأنصاره، وجبران باسيل لجأ الى طريقة لا أخلاقية اذ هو الفاسد اصبح يهاجم الفاسدين؟

وهو الذي خرب البلد، يهاجم الذين خربوا البلد! الكهرباء، ينتقد ويهاجم الذين خربوا الكهرباء ويأخذ الناس على أنهم سُذَّج أغبياء! من الكهرباء الى المدارس الى القضاء الى المستشفيات الى البنزين الى.. الى... هو الفاسد يهاجم الفاسدين، وهو سبب كل المصائب التي حلّت بلبنان يتهم الآخرين الشرفاء الذين أدانوه وفضحوا فساده! كيف تفتحون ابواب دار الإفتاء أمام الفساد والإفساد؟ في اليوم الأول كنتم في خطابكم وفي الدعوة وفي البيان بطلاً وطنياً رفعنا بكم رؤوسنا! كان دار الإفتاء دار الطهارة، جمعتم الوطنيين لتنسقوا طريقة الخروج من الجحيم. في اليوم التالي تُدخلون الدعارة الى دار الطهارة! وتفتحون منبر دار الإفتاء للفساد ولعكس الإجتماع الذي عُقد قبل يوم ولعكس الكلمة التي أُلقيت قبل يوم؟

ماذا جرى؟

دار الإفتاء ليست ابوابها مشرّعة لكل رأي ولكل مناورة ولكل من يدق الباب! والا اصبحت كالندوة اللبنانية والنادي العربي الإجتماعي لمناقشة الآراء! دار الإفتاء صَرْح وطني ابوابه يدخلها الوطنيون الشرفاء ليحملوا راية العزة والكرامة، وحدهم هؤلاء يجوز لهم ان يدخلوا دار الإفتاء!

الذين يحملون لبنان في قلوبهم، الشرفاء، الذين تَطَهَّروا قبل دخول الدار.  الأشقياء والمفسدون ابواب دار الإفتاء مقفلة امامهم! ليبقى لها دورها الوطني الذي تؤديه في انقاذ البلد، تجمع الصالحين والطاهرين وتوحد بينهم وتلقي كلاماً من الذهب الوطني، كالأزهر، كالفاتيكان، دُور الطهارة لا يطأ ارضها الفاسدون!

انتم مُطالبون من المسلمين باعتذار ومطالبون ببيان ادانة الى الفاسقين الفاسدين! المستشارون حولكم ربما كانوا وراء هذه الخطيئة، يجب الإستغناء عن خدماتهم، هذا ما حصل مع سعد الحريري، المستشارون كانوا هم الذين يقررون!

في هذا الظرف الخطير الذي يمر به لبنان لم يعد التغاضي عن الأخطاء مغتفراً، ما حدث وَلْدَنَة، وتقزيم لدور وعظَمَة دار الإفتاء. نحن بالإنتظار، والمعارضة لها أنياب، لنا شعب ليس ساذجاً الى الحد الذي صوره لكم مستشاروكم، نحن بانتظار الإعتذار والتوضيح، والا فلكل حادث حديث.

هم يرقصون دون سيقان، كما فعلوا في دار الطهارة. ويخطبون دون اسنان كما سمعناهم يقولون! اذ ذاك، يأتي الحديث، كم هم قبيحون، جبناء الذين باعوا بيروت.

أَنَبكي كما تبكي النساء؟

آه يا لبنان، يا صاحب القلب الذهبي، سامحهم! اذا فتحوا دار الطهارة في اليوم التالي للمخربين! الذين جعلوا بيروت وقوداً وحطب. كيف تركتهم يا صاحب السماحة يتسللون؟

 

إلى متى يستمر تشتّت نواب السنّة؟

محمد شقير/الشرق الأوسط/30 أيلول/2022

التزمت الكتل النيابية بتطبيق السيناريو الذي أعدته لنفسها لحضور جلسة الانتخاب الأولى المخصصة لانتخاب رئيس للجمهورية، والتي انتهت إلى تمديد الجلسات، بحيث يعود لرئيس المجلس النيابي نبيه بري تحديد موعد انعقاد دورة الانتخاب الثانية، مشترطاً لدعوته التوافق على الرئيس، لكن جلسة الانتخاب التي انتهت من دون إنجاز الاستحقاق الرئاسي قبل 32 يوماً من انتهاء الولاية الرئاسية لميشال عون، حملت مجموعة من الوقائع السياسية، أبرزها التأكيد على أن الشرذمة ما زالت قائمة داخل النواب السُّنّة الذين انقسموا على أنفسهم لغياب المايسترو القادر على جمع العدد الأكبر منهم في كتلة نيابية واحدة، بعد عزوف المرجعيات السياسية عن خوض الانتخابات النيابية، مما أحدث فراغاً في البرلمان، ولم تنجح الجهود الرامية إلى لملمة الوضع السنّي تعويضاً عن غيابهم.

وفي هذا السياق، علمت «الشرق الأوسط» أن 26 نائباً ينتمون إلى الطائفة السنيّة شاركوا في دورة الانتخاب الأولى، وغاب عنها عضو تكتل «قوى التغيير» إبراهيم منيمنة، لاضطراره إلى ملازمة منزله بسبب إصابته بـ«كورونا»، وكان لافتاً أن العدد الأكبر منهم اقترع بورقة كُتب عليها اسم لبنان، فيما توزّع الآخرون إلى عدة مجموعات واقترعوا بورقة بيضاء، تضامناً مع الثنائي الشيعي، باستثناء أشرف ريفي، وبلال عبد الله، وبلال حشيمي الذين صوّتوا للمرشح ميشال معوّض، في مقابل اقتراع حليمة القعقور، ووضّاح الصادق، وياسين ياسين، ورامي فنج، لمنافسه سليم ميشال إده.

وشكّل اقتراع النواب الأعضاء في تكتل «قوى التغيير» لإدّه مفاجأة لم تكن متوقّعة؛ إذ صوّتوا له بدلاً من مرشحهم النائب السابق صلاح إدوار حنين، لتفادي الانقسام حول ترشّحه بين فريق يصر على تأييده، وآخر لا يحبّذ دعمه، بذريعة أنه ينتمي إلى المنظومة السياسية.

ولفت مصدر مقرب من «قوى التغيير» إلى أن 9 نواب من أعضائه أصرّوا على ترشيح حنين في مقابل معارضة اثنين، هما فراس حمدان وحليمة القعقور، واشتراط منيمنة وزميلته سنتيا زرازير ضرورة توحيد الموقف، وأنه لا اعتراض لديهما في تأييد حنين، بشرط التوافق على ترشيحه، على الرغم من أن منيمنة كان أول من رشّحه، وقال إن إجماع 11 نائباً على تأييد إدّه باقتراح من ملحم خلف، باستثناء منيمنة الذي لم يحضر الجلسة، وزميلته نجاة صليبا عون التي اعتذرت عن عدم الحضور، جاء في إطار السعي لتوحيد الموقف لئلا يؤدي التباين إلى تهديد وحدة تكتل «قوى التغيير». وكشف المصدر نفسه عن أن اسم إده كان في عداد لائحة المرشحين للرئاسة التي أعدّها التكتل، إلى جانب حنين والوزيرين السابقين زياد بارود وناصيف حتّي، والسفير السابق ناجي بوعاصي، وكريم إميل البيطار، وإن كانت الأولوية جاءت لصالح حنين؛ لأن ترشّحه يشكّل إحراجاً لـ«الحزب التقدمي الاشتراكي» و«اللقاء الديمقراطي»، لكونه كان قد انتُخب نائباً بترشّحه على اللائحة المدعومة من وليد جنبلاط.

ورأى أن التراجع عن دعم ترشّح حنين لم يكن مبرراً، وإنما يعود السبب إلى الحفاظ على وحدة التكتل في ضوء إصرار القعقور ومن معها على اختيار مرشح للرئاسة من خارج الاصطفافات السياسية، وقال إن التكتل يقف الآن أمام تحدٍّ لتأكيد تماسكه في دورة الانتخاب الثانية، خصوصاً أن أكثريته تميل إلى تبنّي ترشيح معوض في حال قرر الاستمرار في خوض المعركة الرئاسية، وهذا ما يشكّل إحراجاً للقعقور ومن معها؛ لأنها تغرّد خارج السرب، ولم يعد من الجائز اتخاذ القرارات بالإجماع، وكان قد سبق للتكتل أن طرح في خلوته الأخيرة مسألة التصويت عليها في حال تعذّر التوافق.

وبالنسبة إلى النواب السنّة، فيبدو أنهم لا يزالون في حالة ضياع، بخلاف النواب المنتمين إلى الطوائف الأخرى، ليس لأن لمحور الممانعة حصة في التمثيل السنّي تتراوح بين 7 و9 نواب، وإنما لعدم قدرة الأكثرية على توحيد موقفها، وتتعاطى غالباً برد فعل حيال القضايا المطروحة، ليس بسبب غياب التنسيق فحسب، وإنما لوجود رؤوس نيابية حامية تدخل في سباق لوراثة المرجعيات السنّية الغائبة عن البرلمان.

وفي المقابل، فإن الثنائي الشيعي وحلفاءه اتخذوا قرارهم بالاقتراع بورقة بيضاء في مواجهة الأكثريات المعارضة الداعمة لترشّح معوض، مع أن الأخير افتقد تأييد الأكثرية الساحقة من النواب السنّة، بدءاً بالعدد الأكبر من نواب الشمال، ومروراً ببيروت، وانتهاءً بالبقاع وصيدا باقتراع أسامة سعد وعبد الرحمن البزري بورقة بيضاء. ولم يكن من خيار للثنائي الشيعي وحلفائه سوى الاقتراع بورقة بيضاء في محاولة للهروب إلى الأمام لصرف الأنظار عن عدم قدرتهم على توحيد موقفهم لخوض المنافسة بمرشح واحد؛ أي سليمان فرنجية الذي يُعد المرشح الأقوى؛ لأن رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل يقف له بالمرصاد رافضاً دعمه، ومن ثم توخّى من خطوته هذه تأجيل الانفجار السياسي بين حليفيه اللدودين لعل حليفهما «حزب الله» يقوم بمحاولة جديدة لرأب الصدع، وهذا ما ينسحب أيضاً على الأكثريات المعارضة التي باتت أمام مهمة صعبة تتطلب منها المباشرة بتوحيد صفوفها بفتح حوار مع «قوى التغيير»، وآخر مع النواب السنّة، وتحديداً الذين اقترعوا بأوراق أدرجوا فيها اسم لبنان.

لذلك فإن دعوة النواب لجلسة انتخاب ثانية دونها صعوبات ما لم تتأمن الشروط التي وضعها بري لتحديد موعد جديد للجلسة، مما يعني أن إمكانية تعويم حكومة تصريف الأعمال تبقى الأقرب في المدى المنظور، وهذا ما يعوّل عليه «حزب الله» الذي يتفهّم، كما يقول مصدر وزاري لـ«الشرق الأوسط»، موقف الرئيس نجيب ميقاتي، ولا يؤيد شروط حليفه عون الذي يتبنّى وجهة نظر باسيل الذي يطالب بإقصاء عدد من الوزراء المحسوبين على فريقه السياسي ممن يتهمهم بالتخلي عنه والانحياز لميقاتي.

وأكد المصدر الوزاري أن ميقاتي باقٍ على موقفه ولن يخضع للابتزاز والتهويل، خصوصاً بعدما فوجئ بشروط جديدة لعون بخلاف ما اتفق معه قبل توجّهه إلى نيويورك، وقال إنه لن يتراجع، فيما رأى مصدر سياسي أن «حزب الله» يصرّ على تشكيل الحكومة لإدارة الشغور الرئاسي لسببين: الأول يكمن في عدم استعداده للتفاهم على رئيس توافقي، والثاني يعود إلى تقديره أن ميزان القوى في البرلمان لن يسمح له بالمجيء برئيس شبيه لعون.

ويبقى السؤال: إلى متى يستمر تشتّت نواب السنّة؟ وهو ما يجعل التأثير السنّي بلا فاعلية على الرغم من أنه مكون أساسي في تركيبة البلد ومعادلته السياسية، ويشغل موقع رئاسة الحكومة، وهذا ما تأكد في جلسة أمس وفي الجلسات السابقة للبرلمان المنتخب في 15 أيار الماضي، وأن استمرار الوضع على حاله يفقده دوراً في إعادة تكوين السلطة السياسية مع انتخاب رئيس جديد ما زال يتعثر، وقد يدخل انتخابه في إجازة مديدة.

 

نحو آخر حلقات المؤامرة...!

نبيل بومنصف/النهار/30 أيلول/2022"

لعلها اغرب "طقوس" الديموقراطية الطارئة على الديموقراطية العريقة التي مر لبنان بحقبات متألقة منها ان نسلم كلبنانيين بان جلسات انتخاب رئيس الجمهورية باتت منذ فرض "التوافقية" القسرية بفعل قوة السلاح والخلل في التوازنات الداخلية هيكلا شكليا للانتظار او الشغور . كان يفترض ان نحتفي بالأمس بتلك الديموقراطية العائدة بعد ستة أعوام عجاف ذقنا ونتذوق ونرغم على التذوق يوميا مرها اللاذع فيما لم ننس بعد ان العهد الحالي المشارف على الأفول حط رحاله آنذاك بفعل فراغ قسري فرضه تحالف التعطيل . ظن بَعضُنَا ، بسذاجة وقهر الملهوف صاحب المعاناة ، بان مجرد انعقاد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية الجديد يجب ان تعني تجديد الممارسة الديموقراطية والاحتكام الخالص للأصول والمضي نحو طي أسوأ ما انتهكت به ديموقراطية لبنان بممارسات القهر المستقوي بأعراف استندت الى اهداف تقويضية للدستور والنظام ليس عبر حقبة الوصاية السورية فقط ، وانما الأخطر بعدها بايدي لبنانية خالصة .

ولكن ها نحن امام ما نخشاه اكثر من تحول ديموقراطيتنا الى طقوس شكلية ، أي تعبيد الطريق بكل ما يلزم لإحداث الشغور الرئاسي مجددا ما دام متعذرا على القوى المعارضة او التغييرية او المناوئة لمحور الهيمنة على لبنان ان تقلب الطاولة بتوفير كامل الظروف الانتخابية للإتيان برئيس ينقذ مع لبنان نظامه واصول ديموقراطيته ويعيدها الى زمن التألق . نكاد نعاين في الديموقراطية الباهتة هذه ، التي نجبر على تجرع كأسها في كل استحقاق انتخابي او تشريعي او رقابي او حكومي ، الانقلاب المتدحرج الأخطر الذي يرمي أصحابه الى تجويف النظام اللبناني ليس بمعنى النظام الدستوري وحده وفقط وانما على مستوى فرض سلوكيات بالقوة القاهرة تحت صورة مخادعة اسمها التوافق الذي تفرض كفة القوة فيه كل شروطها . منذ ذاك المشؤوم المسمى اتفاق الدوحة ، تجاوزت سلوكيات الفرض بالقوة القسرية كل الحدود .

وما ان مر عهد الرئيس ميشال سليمان حتى انفجرت غطرسة الاستقواء "العملاني والميداني" على الدستور والانتظام الدوري في التناوب على السلطة بأقصى الوجوه والأساليب اذ كان فراغ السنتين والنصف سنة بمثابة السكين المسنونة التي غارت عميقا جدا في بقايا ديموقراطية عاندت طويلا للصمود ولكنها تلقت اشد الضربات القاصمة بفعل اخضاع الانتظام الدستوري لقوة القهر السياسي المستقوي بالسلاح . حين نجح اُسلوب الانقلاب بالفراغ المديد هذا بدأ لبنان يفقد جوهريا كل معالم الديموقراطية العريقة التي مرت له معها قصص ابداعات سابقا .

يمكنك قول ما تشاء عن مرحلة ما قبل الحرب وعهودها لكن لا يمكنك التنكر لحقيقة ان رجالاتها ظلوا يضعون النظام والأصول الديموقراطية في مراتب الممنوعات التي أبقت الدولة في ظل "المارونية السياسية"  افضل حقبات ما عرفه لبنان في تاريخه بما يعني ان تلك "المارونية" كانت ميثاقية وديموقراطية ودستورية بافضل المعايير . اما في الراهن من "تاريخنا" المجيد فها نحن نتوجس والأيدي على القلوب من ان تكون أولى جلسات الاستحقاق الرئاسي البارحة ،ومع الامل الضئيل جدا في ان تكذبنا الأيام المتبقية من ولاية هذا العهد المجيد ، بداية مناورات مكشوفة سافرة رخيصة استفزازية للبلوغ بنا الى تكرار تجربة الشغور والفراغ وتاليا الانقضاض نهائيا هذه المرة على النظام والانتظام الديموقراطي . لن يتحمل لبنان فراغا آخر تحت وطأة انهيار "تاريخي" لم يعرف مثله بلد في العالم . يتعين على اللبنانيين الادراك ان تجويف النظام صار في أخر حلقات المؤامرة .

 

ما سبب تزايد ظاهرة فرار السجناء؟

يوسف دياب/الشرق الأوسط/30 أيلول/2022

تسارعت وتيرة فرار الموقوفين من النظارات ومراكز الاحتجاز الاحتياطي في لبنان، حتى تحوّلت من ظاهرة غريبة إلى واقع اعتيادي ودائم، في وقت كان يشكّل فرار سجين في الماضي، فضيحة تستدعي استنفار الأجهزة الأمنية بكل قطاعاتها، ويعزو معنيون بالشأن الأمني تنامي هذه الظاهرة إلى أسباب سياسية وقضائية واجتماعية أكثر من التراخي الأمني «الموجود بقوّة ولا أحد ينكره».

وسجّلت في الأسابيع الماضية العديد من حالات الفرار، بدأت بهروب 32 موقوفاً من نظارة التوقيف في منطقة العدلية – المتحف، في السابع من آب الماضي، تبعها فرار 10 موقوفين من سجن حسبة صيدا، في 14 أيلول الحالي، كانوا موقوفين بتهم مختلفة، منها السرقة والاتجار بالمخدرات، ثمّ 6 موقوفين، فرّوا في السادس من سبتمبر الحالي من سجن فصيلة اهدن، وآخرها تمكّن 19 موقوفاً من الهرب من نظارة سراي جونية، وينتمي الفارون إلى جنسيات لبنانية وسوريا وفلسطينية.

تعددت الأسباب التي سهّلت على هؤلاء عودتهم إلى الحريّة، رغم تمكن الأجهزة من إعادة توقيف بعضهم، وعزا مصدر أمني مطلع الأسباب إلى أن «نظارات التوقيف والاحتجاز المؤقت الذي لا يتجاوز اليومين، تحوّلت إلى سجون، كما أن العناصر الأمنية الموجودة داخل المخافر، هم عبارة عن عناصر إداريين غير مؤهلين للتعاطي مع عدد كبير من الموقوفين، عدا عن أن معظم النظارات في حاجة إلى أعمال صيانة». وأكد المصدر لـ«الشرق الأوسط»، أن «ثمّة معضلة كبيرة تتمثّل بالنقص الهائل في عدد العناصر الأمنية، بسبب إحالة الآلاف منهم سنوياً على التقاعد، وفرار المئات من الخدمة بفعل الأزمة المالية والاقتصادية، وتوقّف دورات التطويع منذ العام 2014». وقال «العنصر الموجود على الخدمة منهمك بكيفية تأمين الطبابة وأقساط المدراس لأولاده، وتأمين الأمور الحياتية لعائلته، أكثر من اهتمامه بعمله».

وتتحمّل الأجهزة القضائية مسؤولية كبيرة في اختناق السجون ومراكز التوقيف، جرّاء اعتكاف القضاة وامتناعهم عن البت بطلبات إخلاء سبيل الموقوفين، والإحجام أيضاً عن توقيع مذكرات الإفراج عمّن أنهوا مدّة العقوبة، وشدد المصدر الأمني على أن «الاكتظاظ الهائل داخل السجون، والذي تراكم مع اعتكاف القضاة عن العمل، فاقم الأزمة إلى حدّ كبير». ولفت إلى أن «كل قرارات ترك الموقوفين داخل النظارات متوقفة». وأعطى المصدر مثالاً يتعلق بتوقّف القضاة عن العمل منذ أكثر من 40 يومأً، وأضاف «هناك معدل وسطي بترك 20 موقوفاً يومياً؛ ما يعني أن إضراب القضاة المستمرّ منذ 40 يوماً حال دون ترك 800 موقوف خلال هذه الفترة، وهذا فاقم المشكلة إلى حدّ كبير، وزاد من تراجع التقديمات الطبية والغذائية». وأبدى أسفه لأن «الدولة غائبة عن هذه الأزمة، في حين قوى الأمن بضباطها وعناصرها تتحمل وزر الموقوفين بمفردها، مع ما تيسر من بعض الجمعيات التي مهما قدمت من دعم لا يمكن أن تحل محلّ الدولة».

ويحال على التقاعد سنوياً، أكثر من 500 عنصر ورتيب من قوى الأمن، لبلوغهم السنّ القانونية (العنصر يتقاعد في سنّ الـ48 سنة والرتيب في سنّ الـ52 سنة)، ومنذ عام 2014 لم يجرِ تطويع دورات جديدة، بسبب قانون وقف التوظيف في الدولة.

وما بين حالات الفرار الجماعية، برزت حالات فرديّة أيضاً، عبر فرار سجناء من المؤسسات الصحّية، كان آخرها هروب سجين من داخل المستشفى الحكومي في طرابلس، وآخر من مستشفى دار الحكمة في بعلبك. ولا تخفي الأوساط القضائية، أن اعتكاف القضاة منذ خمسة أسابيع، انعكس سلباً على واقع السجون ومراكز التوقيف المؤقت. وأوضح مصدر قضائي لـ«الشرق الأوسط»، أن قضاة لبنان «باتوا هم أيضاً أسرى القرارات السياسية التي حوّلت البلاد إلى سجن كبير».

وأكد، أن «أهل السلطة لم يتركوا للقضاة خياراً آخر غير الاعتكاف». وسأل «ماذا يفعل القاضي إذا كان راتبه لا يكفي لملء بنزين سيارته لبضعة أيام؟ هل تعلم منظومة الحكم بأن أولاد عدد من القضاة مهددون بالحرمان من التعليم على أبواب العام الدراسي؟»، مؤكداً أن «الدولة تتحمّل أولاً وأخيراً تبعات ما يحصل في السجون، وليس الأجهزة القضائية والأمنية».

وإذا كانت أزمة النظارات مفتوحة على تطورات مماثلة، فإن واقع السجون الكبرى يبدو أكثر خطورة، خصوصاً مع تراجع الآمال بإقرار قانون العفو العام الذي ينتظره السجناء، أو قانون تخفيض سنة السجن (تحسب في لبنان بتسعة أشهر)، وقال مصدر متابع لملفّ السجون، إن «آلاف السجناء يعوّلون على الوعود التي أطلقها وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بسام المولوي، بتخفيض السنة السجنيّة إلى ستّة أشهر بدلا من تسعة».

وتخوّف المصدر من وصول مبادرة وزير الداخلية إلى «طريق مسدودة». وقال لـ«الشرق الأوسط»، إن الوزير المولوي «امتصّ غضب السجناء في الفترة الأخيرة، عندما قدّم وعداً بتخفيض السنة السجنية إلى ستّة أشهر، وبتمرير هذا القانون فور الانتهاء من إقرار قانون الموازنة العامة، إلّا أن المؤشرات غير مشجعة، باعتبار أن البرلمان اللبناني بالكاد يستطيع تمرير الموازنة، وإعطاء الحكومة العتيدة الثقة إذا تشكلت خلال هذا الأسبوع، وبعدها سيتحوّل إلى هيئة ناخبة لانتخاب رئيس للجمهورية».

 

نائب السنيورة يفضح خطة جعجع!

محمد المدني/ليبانون ديبايت/الجمعة 30 أيلول 2022    

إنتهى الفيلم النيابي الذي عُرض على شاشات التلفزة يوم أمس تحت عنوان "انتخاب رئيس للجمهورية" من دون نهاية. ممثلون بارعون أدّوا أدوارهم ببراعة على خشبة مجلس النواب، كلّ من موقعه وحجمه. بطل الفيلم لم يكن النائب ميشال معوض، رغم حصوله على 36 صوتاً، بل الورقة البيضاء التي تعكس سواد ما تخبّئه المنظومة الحاكمة للبلاد والعباد.

أكثر من لقطة شكّلت صدمةً كبيرة في الأوساط الشعبية، أبرزها أن نواب "القوات اللبنانية" والكتائب والإشتراكي وبعض المستقلّين، اقترعوا لصالح معوض. جميع هذه القوى على علاقةٍ وطيدة بالسفارة الأميركية، ولديها اتصالات رفيعة المستوى مع الدول الغربية والعربية. ووفق المعلومات، فإن افتتاح البازار الرئاسي من قبل المعارضة بمعوض، هو قرارٌ خارجي نفّذته القوى المحلية، مع علمها المسبق أنها لن تنجح في إيصال معوض إلى سدّة الرئاسة.

موافقة رئيس حزب "القوات" سمير جعجع، على معوض تربطه مصادر مطلعة بـ 3 أمور، الأول أن جعجع يريد تأكيد حرصه على موضوع الإنتخابات الرئاسية التي ينادي بها منذ الإستحقاق الإنتخابي النيابي، لذلك، من المُعيب بحقّه حضور كتلته جلسة الإنتخاب الأولى من دون مرشّح.

الأمر الثاني الذي دفع جعجع لاختيار معوض، هو أنه يريد توجيه رسالةً مباشرة لرئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، ومن خلفه "حزب الله" وحركة "أمل"، بأن "القوات" لن تسمح بوصول مرشّح على شاكلة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.

أما الأمر الثالث فهو سعي جعجع لضرب جبهة التغييريين، عبر وضعهم في خانة المتآمرين على الصفّ المعارض، وتفرّدهم بقراراتهم بمعزلٍ عن باقي الفرقاء، تماماً كما حصل في جلسة الأمس، حيث اختار نواب "التغيير" السير بـ سليم إده بدلاً من معوض.

بالعودة إلى خيار معوض، ما يؤكد أنه قرار خارجي، هو إنقلاب النائب بلال الحشيمي على قرار تكتل النواب السنّة، رغم حضوره اللقاء معهم في دارة النائب نبيل بدر، وهو الوحيد الذي لم يصوِّت بعبارة "لبنان"، وذلك لأن الحشيمي، يتبع مباشرة للرئيس فؤاد السنيورة وأحد أزلامه، لذلك، التزم بتعليمات السنيورة الذي يسير على الموجة نفسها مع سمير جعجع. لكن بصرف النظر عن كلّ ما ورد سابقاً، يُسجل لرئيس حركة "الإستقلال" ميشال معوض، موافقته على خوض معركة خاسرة سلفاً، وقد أعادنا بالذاكرة إلى النائب السابق هنري حلو، الذي كان "نجم" جلسات الإنتخابات الرئاسية في العام 2014، قبل أن تطيح به التسوية الكبرى التي أتت بالعماد عون رئيسًا للجمهورية عام 2016. الجدير ذكره، أن المعركة الرئاسية لم تبدأ بعد رغم انعقاد الجلسة الأولى، وطالما أن "حزب الله" اختار الورقة البيضاء فهذا يعني أنه غير متحمّس لانتخاب رئيس، وخير دليل على ذلك هو أن رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، كان أول من غادر قاعة المجلس قبل انعقاد الدورة الثانية أي أن الحزب هو من قصّ شريط تطيير النصاب، لذلك لن نشهد معركةً رئاسية إلاّ عندما يقرع الحزب أجراسه.

 

الرئاسة بين محطتين

شارل جبور/الجمهورية/30 أيلول/2022

إختلفت كثيراً الانتخابات الرئاسية في استحقاق 2022 عن استحقاق 2014 الذي أدى إلى انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية في العام 2016، وأوجه الاختلاف كثيرة.

ثلاثة عوامل أساسية تتحكّم في مسار أي استحقاق رئاسي: العامل الأول يتعلّق في ميزان القوى البرلماني وهو العامل الأساسي المرجِّح لأي ترشيح والحاسم على هذا المستوى، وفي حال كان هذا الميزان «طابشاً» باتجاه معيّن فهذا يعني ان النتيجة محسومة، ولكن من الصعوبة بمكان توافر غالبية الثلثين مع فريق سياسي واحد، ما يعني انّ الفراغ سيِّد الموقف بانتظار الظروف التي تسمح بالتوافق على اسم الرئيس.

وعلى رغم الانتكاسة التي مُنيت بها قوى 14 آذار في إسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري الأولى في العام 2011 وتشكيل حكومة من لون واحد قبل ان تعود وتتشكّل حكومة وحدة وطنية في الأشهر الأخيرة لولاية الرئيس ميشال سليمان، والتي شكلت مطلباً لـ»حزب الله» من أجل ان تتصدى للجماعات المتطرفة، فإن الأكثرية النيابية في مجلس نواب العام 2009 كانت لمصلحة 14 آذار، ولكن ليست أكثرية حاسمة بطبيعة الحال، أي انها ما دون الثلثين.

وقد نشأ عن ميزان القوى المتعادل بين 8 و 14 آذار فراغ طويل دام لحوالى السنتين ونصف السنة، ولكن الخطيئة التي ارتكبتها بعض القوى في انتفاضة الاستقلال انها تخلّت عن ترشيح الدكتور سمير جعجع الذي كان أحد أهداف هذا الترشيح الأساسية تعطيل انتخاب العماد ميشال عون من أجل الوصول إلى مرشّح ثالث، إلا انّ عدم تراجع عون عن ترشيحه ودعم «حزب الله» له وَلّد المخاوف لدى بعض قوى 14 آذار من ان يكون الهدف من الفراغ الرئاسي المفتوح الإطاحة باتفاق الطائف، فتخلّت عن ترشيح جعجع لمصلحة دعم خيار عون او رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية تحت عنوان انّ الحفاظ على هيكل الدولة يبقى أقل خطرا من الذهاب إلى مؤتمر تأسيسي، وباقي الرواية معروف…

فالخطيئة التي ارتكبتها بعض قوى 14 آذار انها جعلت الخيار بين مرشحين من 8 آذار، فيما ينطلق برلمان 2022 من ميزان قوى برلماني متعادل أيضاً، ولا يملك فيه أي فريق الأكثرية النيابية ولا أكثرية الثلين، ما يعني ان انتخاب رئيس الجمهورية سيكون متعذراً من دون الوصول إلى توافق، ولكن الهدف الأساسي والمشترك لمكونات المعارضة داخل هذا البرلمان رفض انتخاب رئيس من 8 آذار، اي رفض انتخاب فرنجية او النائب جبران باسيل، ولا مؤشرات إلى ان سيناريو الفراغ او انتخاب رئيس من الموالاة سيتكرّر، فيما نجاح المعارضة في قطع الطريق على انتخاب باسيل وفرنجية يُعدّ انتصاراً لها كون هدف 8 آذار الأول انتخاب رئيس من صفوفها والمحافظة على موقع رئاسة الجمهورية.

فانطلاقة المعارضة اليوم أفضل بكثير من الوضع الذي انتهت إليه 14 آذار في معركتها الرئاسية في برلمان 2009، والأساس هو ان تحافظ على هذه الانطلاقة وتعمل على توحيد موقفها من أجل انتخاب رئيس على قاعدة غير استفزازي للفريق الآخر ولكن الأهم غير خاضع لهذا الفريق، وكل المؤشرات تدلّ إلى انها ليست في وارد التنازل او التراجع لسبب بديهي لم يكن بهذا الوضوح في الانتخابات الرئاسية السابقة وهو انّ اي رئيس من 8 آذار يعني بالحد الأدنى المراوحة في الأزمة المالية.

وعدم قدرة المعارضة على توحيد صفوفها بشكل كامل في جلسة أمس على المرشّح النائب ميشال معوّض الذي حاز أكثرية أصوات المعارضة مَردّه إلى مهلة الـ48 ساعة التي حددها الرئيس نبيه بري بين الدعوة والجلسة، فيما كانت قد قطعت شوطا كبيرا في اتصالاتها سعياً إلى مرشّح واحد من خلال البحث في سلّة أسماء، والأساس يبقى في المشهد الرئاسي الذي قدمته عبر تبنّيها لمرشّح في الوقت الذي لم يتمكن فيه فريق المولاة من تبنّي اي ترشيح بسبب أولويته الحكومية لا الرئاسية، فيما الدينامية المعارضة تصاعدية وتحتل كل المشهد الرئاسي، وما حصل في جلسة الأمس يُبنى عليه من أجل مزيد من توحيد الصفوف حول معوض.

العامل الثاني يرتبط في ميزان القوى السياسي في البلد والذي ينعكس على الوضع البرلماني والمناخات السياسية السائدة، وليس خافياً على أحد انّ هذا الميزان اختلّ لمصلحة المعارضة على أثر الانهيار الكبير الذي انزلقَ إليه لبنان، وقد لمس الرأي العام عن كثب مخاطر ان تبقى المؤسسات الدستورية ممسوكة من قبل فريق الممانعة، ويمكن التوقّف على هذا المستوى أمام ثلاثة عناصر أساسية:

العنصر الأول يتصلّ بالانتخابات النيابية التي بَدّلت في ميزان القوى المجلسي نتيجة إدراك الرأي العام اللبناني انّ الخروج من الأزمة الوطنية والمالية الحادة يبدأ من البرلمان، والاقتراع الكثيف فاجأ فريق 8 آذار الذي كان قد أعلن مرارا ان ميزان القوى لن يتبدّل في الانتخابات وأن الأكثرية ستبقى رهن إرادته، وهذه الانتفاضة الشعبية التي تمّت ترجمتها في صناديق الاقتراع مردّها إلى القناعة الشعبية بضرورة التغيير.

العنصر الثاني يتعلّق بالناس التي لم يعد لديها ما تخسره بعد ان فقدت مدّخراتها وجنى عمرها ووجدت نفسها فقيرة وجائعة، وبالتالي لم يعد من سلاح يخيفها طالما انها أصبحت مُخيّرة أساساً بين الهجرة وبين الموت جوعاً، ما يعني انها لا تخشى السلاح ولا استخدامه في وجهها، وليست في وارد القبول باستمرار الأمور السلطوية وكأنّ شيئاً لم يكن، لأن مصيرها ومصير أولادها على المحك.

العنصر الثالث يكمن في ان عدم تبنّي فريق الموالاة لأي مرشّح من صفوفه مردّه الأساس إلى إدراكه نقمة الرأي العام اللبناني على أدائه السلطوي، ولذلك يعمل على إقناع حليفيه باسيل وفرنجية بالعدول عن الترشُّح لاختيار المرشّح الرئاسي الذي يُبعد عنه مسؤولية الانهيار وعدم الخروج منه من جهة، ويكون هذا المرشّح تحت سقفه السياسي من جهة أخرى، فيما لو كان هذا الفريق متمكّناً من وضعه لما تأخّر في دعم أحد مرشحَيه من أجل ان يحافظ على موقعه الرئاسي لا ان يتراجع عن هذا الموقع لمصلحة مرشّح مُموّه.

العامل الثالث يرتبط بميزان القوى الدولي الذي على رغم انسحابه من الأزمات العالمية وحصر اهتمامه في الاستقرار في لبنان، إلا انه وجد انّ هذا الاستقرار معرّض للسقوط المدوي في حال استمر فريق 8 آذار مُمسكاً في رئاسة الجمهورية واستطراداً السلطة التنفيذية. وبالتالي، وجد من الضروري إبعاد هذا الفريق عن السلطة تجنّباً لانهيار يُسقط هيكل الدولة ويُدخل لبنان في الفوضى ويعيده إلى ما قبل العام 1990.

ولا يندرج البيان الثلاثي الذي صدر عن واشنطن وباريس والرياض في إطار بيانات رفع العتب التي غالباً ما تصدر عن المجتمع الدولي، إلا انّ الرسالة من ورائه انه في حال لم يُنتخب رئيس الجمهورية الذي يلتزم بتطبيق اتفاق الطائف والقرارات الدولية والإصلاحات المالية والاقتصادية فإنّ على اللبنانيين عموماً والكتل النيابية خصوصاً تحمُّل مسؤوليتها في ما قد يلحق بلبنان ويصيبه، لأنه لم يعد من مجال للخروج من الأزمة سوى عن طريق العودة إلى المرجعيات الرسمية والشرعية التي يجتمع اللبنانيون والمجتمعَين العربي والغربي حولها.

ولأنّ الحرص الدولي على استقرار لبنان هو الهدف الأساس في هذه المرحلة، ولأن الأزمة المالية الحادة قد تطيح بهذا الاستقرار في حال استمراره، ولأن الدول الخليجية عموما والسعودية خصوصا هي الدول الوحيدة القادرة على مساعدة لبنان للخروج من أزمته، فإنّ عواصم القرار وضعت مفاتيح إنقاذ لبنان بيد الرياض التي كانت قد ساهمت بإنهاء الحرب وتوحيد اللبنانيين من خلال اتفاق الطائف، وما تقوم به اليوم يكمن في الدفع باتجاه وقف الانقلاب على هذا الاتفاق تمهيداً لإعادة العمل به.

وانطلاقاً من هذه العوامل الثلاثة المتمثّلة في ميزان القوى البرلماني وميزان القوى السياسي وميزان القوى الدولي فإنّ الاختلاف بين الانتخابات الرئاسية السابقة والحالية مختلف تماماً، وهذا الاختلاف سيقود عاجلاً أم آجلاً، ومهما طال الفراغ أو قَصر، إلى رئاسة غير ممسوكة من فريق 8 آذار.

 

هل دخل المشروع الإيراني غرفة الإنعاش؟

علي حمادة/النهار العربي/30 أيلول/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/112378/%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%ad%d9%85%d8%a7%d8%af%d8%a9-%d9%87%d9%84-%d8%af%d8%ae%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b4%d8%b1%d9%88%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%ba%d8%b1%d9%81%d8%a9/

أمس، أعلنت مصادر في الإدارة الأميركية أن مسؤولين فيها أبلغوا الكونغرس أن الاتفاق النووي وصل إلى حائط مسدود، وذلك رغم أن الناطق باسم وزارة الخارجية كان قد كرر التزام واشنطن مواصلة التفاوض لإنقاذ الاتفاق الموقع عام 2015. لا بل إن الناطق قال إن المفاوضات لإحياء الاتفاق لا علاقة لها بالحوادث التي تشهدها إيران، على خلفية التظاهرات التي تعم مدنها احتجاجاً على قتل الفتاة مهسا أميني. ولا شك في أن تعثر مفاوضات إحياء الاتفاق النووي يحول دون تمكن النظام الإيراني من استعادة عشرات مليارات الدولارات المجمدة في مصارف أجنبية، ومن أن يتطلع مع رفع العقوبات إلى إمكان تحصيل النظام ما يقارب تريليون دولار من الأموال خلال الفترة المتبقية من عمر الاتفاق الأصلي. هذا الأمر يريح القوى التي تعارض إحياء اتفاق تعتبره في الأساس ضعيفاً، وقصير المدى مع بدء رفع القيود التدريجي عن البرنامج النووي، وصولاً إلى تحرير إيران من أي قيد في ما يتعلق ببرنامجها بحلول 2031. لكن غياب أي اتفاق كان يطلق في مكان آخر يد طهران في انتهاك بنود الاتفاق، إذ إن مستوى تخصيب اليورانيوم وصل إلى خط الاستخدام العسكري، إضافة إلى مضاعفة عدد أجهزة الطرد المركزي من الجيل المتقدم العاملة في المنشآت النووية.

وغياب "الوكالة الدولية للطاقة الذرية" عن مراقبة الانتهاكات، لا سيما بعد تفكيك كاميراتها المنصوبة في المنشآت النووية، مؤداه أن تصبح إيران طليقة اليد في الذهاب مباشرة نحو عسكرة كاملة للبرنامج النووي. ولا يخفى على المراقبين للملف النووي الإيراني أن هدف طهران الحقيقي هو بلوغ مرحلة تتمكن فيها من تصنيع القنبلة النووية، لتدخل نادي الدول النووية وتعتبر نفسها محمية من أي تدخل خارجي مستقبلي يمكن أن يتهدد مصير النظام نفسه. بمعنى آخر، إن القنبلة النووية هي في نظر أركان النظام، وفي مقدمتهم المؤسسة العسكرية التي يتربع "الحرس الثوري" على رأس الهرم فيها، ضمانة لبقاء النظام. ولعل الحوادث التي تشهدها إيران منذ قيام "شرطة الأخلاق" في طهران بقتل الشابة مهسا أميني في السادس عشر من الشهر الجاري، بسبب عدم لبس الحجاب كما يجب، بالتقاطع مع حوادث العراق مع بدء تشقق الصف الشيعي بين موال لإيران ومطالب بالتخلص من التبعية لها، تدفع النظام في طهران إلى مزيد من التشدد، وخصوصاً أن ما يشهده العراق، وهو بواية إيران نفسها، فضلاً عن رد فعل الشارع الإيراني على قتل مهسا أميني، وتمدد تظاهرات الاحتجاج إلى عشرات المدن الإيرانية، مع تحولها منذ الليلة الأولى إلى تظاهرات ضد النظام نفسه، ليست تفصيلاً.

فقضية مهسا أميني لم تقف عند حدود الاحتجاج على قمع بوليسي، بل تطورت لكي تصبح قضية معارضة شعبية لنظام الجمهورية الإسلامية برمّته. ومن يتابع بدقة ثورة العنصر النسائي ضد فرض لبس الحجاب، سريعاً ما يدرك أن القضية أكبر من الحجاب، وأنها تتعلق، ليس بالبعد الديني، أو الثقافي وحدهما، بل أيضاً بالبعد السياسي الأيديولوجي للنظام. ثمة جيل في إيران يلفظ مؤسسة الجمهورية الإسلامية وينزل إلى الشارع، معتبراً أنها لا تنتمي إلى العصر، ولا تعكس طموحات ملايين الإيرانيين.

في العراق انتفاضة ضد الهيمنة الإيرانية عبر أدوات محلية، في مقدمته القوى السياسية المنضوية في "الإطار التنسيقي" والتي تملك قوى عسكرية في إطار ما يسمى "الحشد الشعبي". والحشد الشعبي هو عملياً ميليشيات عراقية مذهبية تابعة لـ"الحرس الثوري" الإيراني، وتأتمر بأمر طهران في القضايا الجوهرية، تماماً مثل "حزب الله" في لبنان الذي تترك له هوامش محلية يعمل ضمنها، أما القرارات الكبرى فتتخذ في طهران. والحال أن هيمنة "حزب الله" في لبنان تواجه تحدي فشل التسوية الرئاسية التي أوصلت حليف الحزب المشار إليه الجنرال ميشال عون إلى سدة الرئاسة، وانتهى العهد الرئاسي بكارثة وطنية شاملة سياسية، مالية، اقتصاية واجتماعية، ما أضعف وضعية "حزب الله" كطرف مسيطر على الساحة اللبنانية من دون أن يسقطه.

لكن المهم اليوم هو ما يحدث في إيران نفسها. فإذا تمكن النظام من إطفاء شعلة الثورة ضده بالحديد والنار، فإن المشكلة ستظل كامنة. أي أن النظام شاخ وترهل من دون أن يتمكن من تقديم أجوبة مقنعة لتسعين مليون إيراني بشأن مستقبل العيش في ظل حكم ثيوقراطي متخلف. وهو قد يكون في طور التحول إلى ديكتاتورية عسكرية بعد أن يغيب المرشد الحالي علي خامنئي. وإذا ما أضفنا إلى اهتزاز الأرض من تحت أقدام أركان النظام في إيران، الحالة الرافضة للهيمنة الإيرانية على العراق، أمكن القول إن المشروع الإيراني يهتز، وقد يدخل في المدى المتوسط غرفة الإنعاش باعتبار أن الاهتزاز في إيران والعراق ينعكس حكماً على باقي الساحات التي تلعب فيها إيران، من سوريا إلى لبنان وغزة فاليمن. في الأثناء، وفي انتظار التغيير الكبير، من المهم بمكان منع طهران بكل الوسائل الممكنة من الاستحواذ على القنبلة النووية.

 

الياس الزغبي ل"موقع لبنان الكبير":البحث عن رئيس "توافقي" يعني الشغور، والحل يكمن في توحيد المعارضة بقوة المنطق والاقناع، وبضغط خارجي لنزع سلاح التعطيل بإفقاد النصاب.

لبنان الكبير/30 أيلول/2022

في قراءة تحليلية في الشكل والمضمون للجلسة الأولى لانتخاب رئيس للجمهورية والتي انعقدت أمس، قال الكاتب والمحلل السياسي الياس الزغبي لموقع "لبنان الكبير":

"يمكن الخروج بثلاث خلاصات من الجلسة الأولى لانتخاب رئيس للجمهورية:

أولاً، التبدل النوعي الذي حصل ما بين 2016 و2022 على مستوى الأكثرية التي كانت بقيادة "حزب الله" وتمكن من خلالها أن يفرض مشيئته على من معه وحتى على خصومه السياسيين. هذه المرة انتقل "حزب اللّه" من موقع الفرض الى موقع الرفض بحيث أنه قادر اليوم على تعطيل وصول رئيس جمهورية من الفريق الآخر الذي يخاصمه، وهذا ما فعله عملياً من خلال الأوراق البيض الـ 63. هذه الخلاصة تعني أن هناك فرصة جديدة متاحة أمام الأكثرية المتماوجة وغير المستقرة التي نتجت عن الانتخابات الأخيرة في حال تلاقت اراداتها وحسمت تنسيقها أن تأتي برئيس جمهورية من صفوفها أو ممن ترى فيه تجسيداً لتطلعات أطرافها وأطيافها. ثانياً، المجموعة التي صوّتت بالورقة البيضاء (63 صوتاً) لا تشكل مجموعة متماسكة وقادرة على استقطاب عدد آخر لجمع الأكثرية المطلقة، لأنها تشكل خليطاً متضارباً في داخلها مؤلفاً من مجموعات وكتل ونواب مستقلين لا تجمعهم قاعدة ثابتة وليست لديهم أهداف موحدة. وفي أي حال، هذه النتيجة حتى لو كانت متماسكة فعلاً بقيادة "حزب الله" لا تشكل أكثرية موصوفة يمكن أن تنتخب رئيساً جديداً للجمهورية لأنها في أفضل حالاتها لا تصل الى الأكثرية المطلقة. الخلاصة الثالثة، أن الرقم 36 الذي حصل عليه النائب ميشال معوض ليس رقماً نهائياً أو مقفلاً لأنه مفتوح عملياً على مجموعات أخرى يمكن أن تتلاقى بعد جهد تنسيقي كاف، وتشكل على الأقل أكثرية الـ 65 صوتاً في الحد الأدنى اذا سلمنا جدلاً لأن فريق "حزب اللّه" قادر فعلاً على الامساك بالنواب الـ 63 الذين صوّتوا بورقة بيضاء. لذلك، فإن هذا الرقم يشكل حافزاً كافياً لجمع جهود كل قوى المعارضة التي غاب بعضها وذهب بعضها الآخر الى التفرد باختيار اسم آخر (سليم إده) أو المجموعة التي اقترعت تحت اسم "لبنان"، وهي مجموعة سنية تمايزت، وبتشجيع ورعاية من دار الفتوى مخولة للانضمام الى الأكثرية التي لم تثبت تماسكها بعد. لذلك، فإن الجلسة المقبلة ستسبقها محاولات حثيثة وعمليات إقناع وجمع وحث على تكوين الأكثرية الموعودة. لكن هناك ملاحظة يجدر التوقف عندها تتمثل في موقف ما يعرف بالنواب التغييريين الذين صوّتوا لمصلحة سليم إده، بحجة رفض الاصطفاف السياسي. وهنا نسأل: عن أي اصطفاف يتحدثون، ويجعلونه شعاراً يتمسكون به ويطرحونه كحل بحجة الوصول الى رئيس غير محسوب على أي جهة أو مصطف مع أي فريق"؟

وأضاف الزغبي: "لا أرى فارقاً على المستوى السياسي والوطني العام بين سليم إده وميشال معوض إذا أخذنا في الاعتبار الأهداف الوطنية العليا أي السيادة والاستقلال وبناء الدولة ورفض السلاحين وضبط الحدود واعادة لبنان الى سياقه العربي والدولي وخطة النهوض الاصلاحي. لا فارق وتمايز جوهرياً وعميقاً بين الأسماء التي تم تداولها وتناهز الـ 7 أسماء في أوساط المعارضة، ومنها: صلاح حنين وناصيف حتي وزياد بارود ونعمت افرام وقائد الجيش ربما في مرحلة لاحقة، لأن تعديل الدستور غير وارد حالياً، مع الأسماء الأخرى التي تطرحها بقية قوى المعارضة. اذاً، منطق الفريق التغييري ليس منطقاً ثابتاً ومقنعاً بحجة القول بالاصطفاف. على هذا المستوى، يمكن العمل في الأيام المقبلة أي قبل الدعوة الى جلسة أخرى، على مسار إقناع التغييريين بأن ما يطرحونه في رفض الاصطفاف السياسي ليس واقعياً ولا عملياً. ويمكن أن يذهبوا الى مرونة سياسية أكبر، ولا يمكن أن يكون مقبولاً طرحهم اسماً معيناً، ويقولون لقوى المعارضة الأخرى هذه هي الأسماء التي نريدها، وعليكم القبول بها والا أنتم متهمون بالاصطفاف. العبرة من جلسة الأمس، أن هناك جهة يقودها "حزب الله" قادرة على التعطيل من خلال اسقاط النصاب كما فعلت بالأمس، وهذا السلاح خطير يعني أن هذا الفريق يفضل الذهاب نحو الفراغ أو الشغور الرئاسي كما فعل على مدى سنتين ونصف السنة بين العامين 2014 و2016 الى أن تمكن من فرض مرشحه آنذاك أي الرئيس ميشال عون". ورأي الزغبي أخيراً أن "هذا المشهد السياسي ينبئ بأن الفريق الذي كان يفرض الرئيس الذي يريد تحول اليوم الى فريق يرفض الرئيس الذي لا يريد، وهذه مسألة مفتوحة على الشغور. وهنا ربما في هذا المأزق تلعب القوى الخارجية دوراً ما في الضغط وفي اقناع المعطلين بتسهيل الأمور والاحتكام الى اللعبة الديموقراطية بحيث يتم اختيار الرئيس الذي ينال النصف زائداً واحداً أو أكثر. وهنا نسأل: ماذا يعني الحزب ومن معه بعبارة رئيس توافقي أو التوافق على اسم رئيس الجمهورية؟ المعارضة طرحت الأسماء، فهل يوافق الحزب وفريقه على اسم منها؟ واذا كان يعتبر أن ميشال معوض صدامي أو مرشح تحد، فهل يعتبر الآخرين مرشحي تحد مثل صلاح حنين وسليم اده وزياد بارود ونعمت افرام؟ نظرياً التوافق هو شعار حق يراد به باطل لأن "حزب الله" لن يقبل بأي اسم من هذه الأسماء المطروحة. أما الذهاب الى اسم ما من خارج هذه الأسماء، فيعني أن المسألة تخفي خطة مبيتة وخبيثة بمعنى أنه تحت اسم مرشح توافقي يكون مرشح الحزب بامتياز لكن بصورة غير علنية. نظرية الرئيس التوافقي تحمل في طياتها ألغاماً وموقفاً سياسياً مفخخاً ربما يؤدي الى اعادة انتاج السلطة القائمة بطريقة أو بأخرى تحت مسمى الرئيس التوافقي. من جهة ثانية، ربما سيسعى الرئيس بري شخصياً في الفترة الفاصلة عن الجلسة الثانية الى بلورة اسم يعتبره توافقياً، ويطرح الأمر في الاجتماعات المغلقة، وبالتالي، يلعب دور التوفيق وجمع المتناقضات حول اسم أو اسمين لكن يجب الأخذ بموقف شريكيه الآخرين. اذاً، المسألة ليست مرتبطة بإرادة الرئيس بري فقط ، وحين يقول أترك لكم خيار التوافق ثم أدعو الى جلسة، فهذا عنوان عام وغائم. اذ كيف يتم التوافق بين طرفين متناقضين كلياً كـ"حزب اللّه" و"القوات" على اسم واحد؟ هذه مسألة غير واقعية، والدعوة الى رئيس توافقي غير واقعية. المطروح الممكن أو العلاج الممكن لهذا المأزق هو بتماسك فريق المعارضة خلف اسم ثم يأتي دور دولي خارجي وأممي لخلق مناخات سياسية واقليمية ودولية تفرض على المقاطعين والمعطلين تسهيل الانتخاب في التزام لعبة ديمقراطية من خارج سلاح إفقاد النصاب".

 

إيران: البركان المقيد

أمير طاهري/الشرق الأوسط/الجمعة 30 أيلول 2022

«العملاق الأبيض المكبل بالسلاسل!»... هكذا يصف بهار، أحد أعظم شعراء إيران المعاصرين، جبل «دماوند»، البركان الشاهق الذي يَلوح في أفق منطقة طهران. في نهاية القصيدة، يناشد بهار البركان أن يضع حداً لصمته الدائم بانفجار مدوٍّ، مزلزل، قاذفاً بالنيران والحمم «لتطهير العالم من الطغيان والفساد».

على مدى الأسبوعين الماضيين، ذكّرت الانتفاضة، التي عمّت أغلب أرجاء إيران، الكثير من الإيرانيين بقصيدة بهار، التي طرحت سؤالاً: هل بدأ البركان ثورانه الأخير؟ اليوم، جبل «دماوند» عبارة عن جيل جديد من الإيرانيين الذين لا يبالون البتة بخطاب الحكومة الإيرانية المبهم، ويفضلون الحياة في العالم الحديث بكل مناقبه ومثالبه، علاوة على نسخة المجتمع الكوري الشمالي الذي يحاول «المرشد الأعلى» علي خامنئي فرضها على إيران. اندلعت الانتفاضة بسبب موت مهسا أميني، صبية تبلغ من العمر 22 عاماً، في أثناء احتجازها لدى الشرطة بعدما كانت في زيارة عائلية في طهران. في غضون 24 ساعة من موتها، نتيجة لتعرضها للضرب على أيدي عملاء الأمن، كان اسم مهسا أميني معروفاً لدى جميع الإيرانيين تقريباً، وفي غضون يومين، صارت رمزاً لمقاومة الاستبداد في جميع أنحاء العالم. بسبب الرقابة والضغوط المفروضة على الصحافيين، بمن فيهم المراسلون الأجانب القلائل المتبقون، من الصعب في إيران قياس مدى ما يبدو أنه انتفاضة وطنية تحمل في جوهرها رسالة قوية: لا يمكننا التحمل أكثر من ذلك! وحتى وقت كتابة هذا المقال، تلقينا أسماء 84 شخصاً، من بينهم 9 نساء و6 أطفال، قُتلوا على يد جهاز الأمن الإسلامي، في حين تشير الأرقام شبه الرسمية إلى أن عدد الاعتقالات تجاوز 1800 مواطن.

وامتدت الانتفاضة إلى أكثر من 300 بلدة ومدينة، شهد بعضها احتجاجات للمرة الأولى في التاريخ الحديث.

لكن، هل هذا هو الانفجار العظيم الذي توسل به الشاعر بهار إلى جبل «دماوند»؟ على مدى الـ43 عاماً الماضية، أي منذ استولى الملالي على السلطة في طهران، كان البركان الإيراني يدفع بالكثير من الثورانات. في 8 مارس (آذار) 1979، أي بعد 25 يوماً من ظهور آية الله الخميني بوصفه الحاكم الجديد، احتشد أكثر من نصف مليون امرأة في طهران احتجاجاً على «الحجاب» المفروض عليهن، وغير ذلك من القيود التي أعلنها الملالي. ورغم القمع الوحشي والإعدامات الجماعية، شهدت إيران خلال الفترة من 1979 إلى 1988 ثورانات أخرى، حيث بدأت طبقات مختلفة من التحالف الذي تَشكّل في عهد الخميني تتلاشى. كما شهدت إيران في تلك السنوات مجازر ارتكبتها قوات النظام الجديد في عدة مناطق، لا سيما في خوزستان وكردستان وتركمان ساهرا. ومنذ ذلك الحين، شهد البركان الإيراني أكثر من 20 ثوراناً متوسطاً أو كبيراً، وقُمعت جميعها بوحشية.

في بداياته الأولى، وضع نظام الخميني الحفاظ على الذات كهدف أسمى له. وأطلق عليه الخميني اسم «أوجب الواجبات»، مؤكداً أنه لحماية النظام الحاكم يمكن تنحية الإسلام نفسه جانباً.

شرع الملالي في أمرين لحماية النظام:

أولاً، خصصوا جزءاً كبيراً من الناتج المحلي الإجمالي لقوات الأمن العسكرية. ويشير أفضل التقديرات إلى أن «حماية النظام» تستحوذ على 14 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، أي أكثر بأربعة أضعاف من مخصصات التعليم أو الصحة. ويبلغ عدد قوات حماية النظام، باستثناء الجيش الوطني، أكثر من 600 ألف جندي. وينتظم جهاز الأمن الإسلامي في 9 وحدات مختلفة، أربع منها على الأقل مُدربة ومُجهزة لقمع الاحتجاجات في الشوارع.

تستفيد جميع الوحدات الأمنية، بما فيها «الحرس الثوري»، من مزايا عدة، لا سيما الرواتب التي تزيد بنسبة 30 في المائة على الرواتب المماثلة في الجيش الوطني الإيراني.

كما أنها تملك أو تدير أكثر من 8000 شركة في ربوع البلاد، وتتحكم في 25 رصيفاً في 9 موانئ تستطيع من خلالها استيراد أو تصدير ما تشاء من دون القلق من اللوائح الجمركية. كما تسيطر قوات الأمن أيضاً على الكثير من الوظائف المهمة.

في الواقع، على مدى السنوات الخمس الماضية، وفيما يتعلق بشغل الوظائف الكبيرة، تقدموا كثيراً على الملالي. كما تُمنح لهم الأولوية في الوصول إلى الأماكن الجامعية، والسكن، والرعاية الصحية، والسلع الاستهلاكية، والسفر إلى الخارج، والمنح الدراسية لأبنائهم الذين يدرسون في أوروبا أو الولايات المتحدة.

كما أنشأ النظام سلسلة من الكيانات التي تعتمد على سخائه المطلق تحت أسماء مثل «عائلة الشهداء»، أو «المحرومين»، أو «أتباع سلالة الإمام»، أو «قراء النصوص المقدسة» (المداحون باللغة العربية)، أو «المتطوعين بالشهادة».

ينبغي أن يضاف لذلك شبكة من الملالي وطلاب الدين الذين يحصلون على رواتب و-أو «هبات» عرضية (تعرف باسم المظاريف الثقيلة) من «المرشد الأعلى».

وهناك دائرة أمنية أخرى تتكون من عشرات الآلاف من الإيرانيين المغتربين في أوروبا وأميركا الشمالية، والذين ينتقلون ذهاباً وإياباً، يمزجون العمل بالرفاهية، ويعملون كمدافعين عن النظام الإيراني في الخارج، ويُطلق عليهم اسم «المزدوجين» (ذوو الحياتين باللغة العربية).

مدى ضخامة القاعدة الموالية للنظام الحاكم في إيران لا تزال موضع نظر وتكهنات. في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، فاز المرشح المفضل للنظام، آية الله الدكتور إبراهيم رئيسي، بربع أصوات الناخبين المؤهلين. وقدّر الرئيس السابق حسن روحاني أن نحو 30 في المائة من الإيرانيين كانوا سعداء بالنظام ووفّروا قاعدة الدعم الخاصة به. مهما كان حجم قاعدة دعم النظام، هناك أمر واحد مؤكد، وهو أنها تتقلص؛ إذ خلال الانتفاضة الحالية، وقف عدد غير متوقع من الشخصيات المرتبطة بالنظام والمستفيدة من مفاهيمه، بما في ذلك عدد مذهل من المشاهير والمسؤولين الإسلاميين السابقين، إلى جانب المتظاهرين علناً. فالشعراء الذين كتبوا عبارات الثناء على الخميني أو خامنئي، والروائيون الذين حاولوا تبرير كل خطأ وقع فيه الملالي، أعلنوا «توبتهم» على الملأ. تختلف الانتفاضة الأخيرة عن الانتفاضة السابقة في عدد من المناحي. إنها تجري على نطاق أوسع، وتجمع بين الناس من جميع مناحي الحياة. ولا يقتصر هذا النهج على المسائل المتعلقة بالشركات مثل تحسين الأجور وظروف العمل. كما أنها لا تركز على مظالم معينة مثل فقدان المدخرات، أو قمع الطوائف الدينية غير الإسلامية، أو القيود الثقافية. فهذه المرة، تتلخص الدعوة بشبه الإجماع تقريباً إلى تغيير النظام. لهذا السبب يبدو أن المؤسسة الحاكمة غير قادرة على اتخاذ قرار بشأن كيفية التعامل مع الانتفاضة. فقد دعا البعض داخل النظام إلى «القمع الوحشي»، في حين ينصح آخرون بالحوار وإصلاح بعض القوانين. حتى كتابة هذه السطور، التزم خامنئي -الذي ذرف الدموع على موت «جورج فلويد» في الولايات المتحدة- الصمت المطبق إزاء الثوران الذي هدد نظامه.

حتى إن لم يكن الثوران الأخير هو الثوران الكبير، هناك أمر واحد أكيد: أن بركان الغضب الإيراني لا يزال صاخباً ولا يمكن ترويضه بسهولة.

 

وفاة القرضاوي وانقضاء حقبة!

رضوان السيد/الشرق الأوسط/الجمعة 30 أيلول 2022

ما قصدتُ من عنوان «الانقضاء» الشماتة أو التشفّي، وليس لديّ سبب لذلك. لكنّ الرجل كان طوال 3 عقودٍ وأكثر عنوان حقبة، باعتباره أحد أكبر الناطقين والممثلين للإسلام الصحوي والثقافي والسياسي، وأحياناً الجهادي! ويرجع ذلك لـ4 أسباب؛ الاندفاع مع الأفكار الشائعة التي تجتذب الجمهور وتحوله إلى مرجع، وقد صار كذلك بالفعل - وكثرة كتاباته، ثم برنامجه الطويل العمر في «الجزيرة» (= الشريعة والحياة) ما جعل آراءه وفتاويه على كل شفة ولسان وعلى مشهدٍ ومرأى من كل ذي عينين - واعتماده على مدى عقود على مصدر مادي ثابت، وجهة سياسية مرموقة - وقيامه على عددٍ كبيرٍ من مؤسسات التأثير والتدبير في البيئات الإسلامية الإعلامية والعلمية والاجتماعية والاقتصادية. ولكي أبدأ مع السبب الأول؛ اعتناق الآراء الشائعة؛ أذكر أنني كنت عائداً مع الراحل الأستاذ حسن حنفي من مكتبة الإسكندرية عام 2009 أو 2010 بسيارة إلى القاهرة؛ فضربني على كتفي وقال؛ لماذا يملك الشيخ القرضاوي هذا التأثير ولا نمتلكه نحن؟ ويومها كان القرضاوي يزور الرئيس بشار الأسد بدمشق بعد أن زار العقيد القذافي عام 2007. وكان قصد حنفي أنّ القرضاوي وزملاءه يزورون الحكام العرب داعمين، ومعروفٌ أنهم ضد الدول الوطنية، وبخاصة أنظمة الضباط، فلا يؤثر ذلك في شعبيتهم، ونحن نكتب ونسعى ونعمل مؤتمرات فلا نجد لذلك صدى، مع أننا «مبدئيون» لا نزور الحكام ولا نمتدحهم! ولا أذكر بماذا أجبته وقتها، فربما قلتُ شيئاً عن «جهاد» المفكرين العرب في تفكيك الموروث، وهي مقولة للنُخَب لا تجتذب العامة وتدفعها للتشكك في تديُّن أهل القطيعة «الإبستمولوجية» هؤلاء!

بعدها فكّرتُ في جاذبية القرضاوي، ورحتُ أُحلِّل أسبابها وشروطها وسياقاتها، وبخاصة عندما بلغت إحدى ذُراها عام 2011 حين أتى للقاهرة وميدان التحرير. رأس مال القرضاوي الرمزي الرئيسي وعشرات من قادة الإسلاميين الآخرين منذ الثلاثينات من القرن العشرين الأفكار والانطباعات الشائعة التي تنتشر بين العامة باعتبارها تعرض حلولاً سحرية سريعة في أزمنة الأزمات. في السبعينات قرأ جيلنا للقرضاوي كتبه في فقه الزكاة، ومشكلة الفقر وكيف حلَّها الإسلام، والحلال والحرام. وهي مؤلفات فقهية مقبولة وتُعنى بالشأن الاجتماعي- الاقتصادي عندما كان الإسلاميون يستنهضون البنوك اللاربوية. بيد أنّ النزوع العقدي الجدالي ظهر في سلسلة أُخرى من الكتب تحت تأثير الحرب الباردة الثقافية عن بينات الحلّ الإسلامي، وشبهات الحلّ الإسلامي... إلخ. وفي هذه السلسلة تظهر العقيدة الموروثة من «الإخوان»، التي تهبُّ في الأزمات للبساطة والتبسط والشعبوية في اجتراح الجديد التصحيحي الإسلامي الجاهز. هناك عقائدية شيوعية غلّابة، وأخرى ليبرالية رأسمالية مستعلية؛ وقد خالطهما الفشل بعد صراعٍ طويل. وقد جربنا في المنطقة سائر هذه الآيديولوجيات وفشلت، فلماذا لا نلجأ للحلّ الأقرب؛ الحلّ الإسلامي! والحلّ الإسلامي يقوم على الحكم الرشيد الذي يطبق الشريعة التي هي العدل كلّه والرحمة كلّها. وهذا كله بعد هزيمة العام 1967 وانتشار الأفكار الراديكالية بشأن التطبيق الاشتراكي، وبشأن الحلّ الإسلامي أو النظام الكامل! القرضاوي عاد في الثمانينات والتسعينات فدعا لترشيد الصحوة، وانتقد أفكار سيد قطب المتطرفة التي تشجع على العنف. لكنه في سلسلة الحلّ الإسلامي كان قد قال بالأفكار ذاتها (!) لكن وهو يُرشِّد في الثمانينات ما كان يخرج على السوائد في أوساط الإسلاميين وقتها. فقد انضمت للصحويين فئات من الطبقات الوسطى ما كانت تميل للعنف، وإنما تجتذبها الطهوريات الدينية، وتنشد الاستقرار. وما عادت النزعات الثورية تتناسب مع وضعه في الخليج. بيد أنّ الحدّة الخطابية كانت تعاوده بتوجيه أو من دون مثلما حصل في التسعينات من القرن الماضي، فقد أيَّد الانتحاريات من دون تفرقة بين العسكري والمدني، عندما كانت حركة «حماس» ومن ورائها إيران والرئيس حافظ الأسد تخوض تلك الهجمات العشوائية لإسقاط اتفاق أوسلو. الحماس للشائع من الأفكار والتوجهات في أوساط الصحويين والمسلمين المتعبين هو السبب الأول لنجاح القرضاوي وأقرانه وشهرتهم.

أما السبب الثاني للشهرة والمرجعية فيتمثل في نشاط القرضاوي ودأَبه في الكتابة وفي الإعلام. فعندما تخطر للقرضاوي فكرة يسارع لتدوينها وينشرها. ثم تخطر له مؤيّدات لتلك الفكرة فيعود لكتابة كتابٍ ثانٍ في الموضوع نفسه. وبسبب السرعة تصبح الكتابات آنية ومكرورة، لكنها واسعة الانتشار.

إنما كل هذا كوم، وبرنامجه التلفزيوني «الشريعة والحياة» على فضائية «الجزيرة» كوم آخر. فلنحو 15 عاماً وكل أسبوع إلا ما ندر يظهر الشيخ القرضاوي وهناك مَنْ يسائله وينقل إليه استفسارات المستفتين، وهو يجيب بسلاسة، وإنما بثقة وحزم كأنما هو قد فكر في الأمر طويلاً. وكثيراً ما يحيل إلى أحد كتبه. وهكذا فهناك ملايين شاهدوه على مدى سنواتٍ وسنواتٍ، فصارت فتاواه جزءاً مهماً في ثقافتهم الدينية. وبعد التلفزيون، هناك متابعات من خلال مكتبه على وسائل التواصل، ما دفع أحد تلامذته ومتابعيه إلى تسميته في مقالاتٍ مجموعة عنه؛ المفتي العالمي وأنا اعتبرته وقتها أشهر فقهاء العصر!

والسبب الثالث للشهرة والحضور الدائم مزدوج بين الإيجاب والتوجيه. فقد استقر الشيخ في قطر عقوداً وقد أمّن له ذلك مصدراً دائماً للدعم. بيد أنّ هذا الاستمرار والاستقرار كان يتلاءم أحياناً مع ميوله الأصلية مثل السياسات تجاه التنظيم الدولي لـ«الإخوان»، والسياسات تجاههم بعد العام 2011 بين قطر وتركيا. أما في أحيانٍ أُخرى فيبدو أنه كان يقوم بهذا الأمر أو ذاك بتوجيه، مثل زيارة الجماهيرية العظمى وسوريا الأسد. لقد أفتى الشيخ بعد سنوات قليلة بقتال النظامين، ولم يُساءَل عن التناقض بين الموقفين!

والسبب الرابع تعدد الألسنة والأطاريح التي تزيد التأثير. فقد كان طوال 4 عقود واسع الانتشار بين المواقع في قطر والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ومجلس الافتاء في أوروبا ومؤسسات في تركيا، واستشاريات في البنوك الإسلامية؛ وجهات كثيرة أخرى لا أعرفها. وقد تابعناه لسنوات على موقع «إسلام أون لاين»، ومن مصر خاصة.

جاء القرضاوي في حقبة الازدواج؛ حقبة الإسلام الراديكالي أو الصحوي - وحقبة الفضائيات ووسائل الاتصال، وقد التقتا عنده. وفي حين كان الشعراوي مثلاً أدنى إلى الواعظ المحترف الحريص على التجديد في التقليد، كان القرضاوي مثل الدعاة الإنجيليين بالولايات المتحدة، أي آيديولوجيا على طول الخط، واستعراض هائل، وهؤلاء تتحول دعواتهم إلى مؤسساتٍ ضخمة تفوق في علوّ صوتها وعجائبياتها الأُطروحة نفسها أحياناً!

ما علاقة القرضاوي بـ«الإخوان»؟

يقول الرجل في سيرته إنه بايع في فتوته حسن البنا. وظل مرتبطاً بهم وإنْ لم يكن بارزاً حتى غادر مصر مطالع الستينات، فظلَّ على علاقة بالذين ذهبوا إلى المنافي منهم. وهو قال مراراً إنه لم يعد له منذ السبعينات ارتباط تنظيمي بالجماعة، وإن كان يساعدهم ويشير عليهم في الأزمات، وقد عرضوا عليه مرتين أن يتولى منصب المرشد؛ لكنه لم يقبل! عندما ظهر القرضاوي في ميدان التحرير عام 2011 أو عندما زار راشد الغنوشي بتونس، بدت أُطروحاته على ما كانت عليه أيام بينات الحلّ الإسلامي - النظام العالمي الإسلامي، وقيامه بتطبيق الشريعة، وقيام نظام الحكم الرشيد مع «الإخوان»! وذلك مثلما ظهر الإسلام قديماً ليفضّ النزاع بين الفرس والروم وينشر حكم الله والسلام في الأرض. ووقتها ازدادت فتاويه بقتال الأنظمة لأنه حسب أنه جاء زمان «تمكين الإخوان»!

يوسف القرضاوي آخر رجالات حقبة الصحوة ذات الزمانين؛ زمان حركات الهوية، ثم زمان الأحزاب الساعية للسلطة. وقد شهد القرضاوي الزمانين، وأسهم إسهاماً بارزاً في صناعة أُطروحاتهما. وعندما بدأ الانكسار عام 2013 قاوم وانتقد ونصح وبدا ساخطاً على الجميع. ثم انكفأ كئيباً للفشل النازل وبسبب التقدم في السن. تحولت الصحوة من حركات هوية إلى أحزاب سلطوية، على وقع تصاعد مشكلات الدولة الوطنية في المشرق بحيث استطاع الخميني إسقاطها في إيران عام 1979. أما في العالم العربي فإنّ صحويات الإسلام السياسي قامت نصف قومة، ثم تساقطت تباعاً في السودان ومصر وتونس والجزائر والمغرب. لقد أوشكت حقبة الوهم والإيهام - التي كان القرضاوي رحمه الله أحد حملة لوائها - على الانتهاء في الهوية والنظر والواقع والمؤسسات، فلا استقرار ولا استمرار لدولة دينية في عوالم العرب والمسلمين. أما الصراع على الإسلام فلا يزال جارياً تحت وطأة التجاذبات والاستنزافات!

 

قوة الثورة «العادية» في إيران!

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/الجمعة 30 أيلول 2022

«لماذا؟ ابنتي كانت ترتدي حجاباً مناسباً ومعطفها كان طويلاً وأسود، لا أعرف لماذا تمّ القبض عليها». هكذا علّقت والدة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني ذات الـ22 ربيعاً، التي «ربما» ستكون روحها المزهقة على يد جلاوزة ميليشيات النظام الخميني الداخلية، هي القربان المطلوب لسقوط هرم النظام الإيراني القائم على العقيدة الخمينية، والمحميّ بمخالب «الحرس الثوري»؟ في التقارير الإعلامية المنشورة عن حياة هذا الشابة، ذكر عارفوها التالي: «لقد أرادت أن تعيش حياة طبيعية وسعيدة وأن تتخرج في الجامعة وتتزوج وتنجب أطفالاً».

كانت خجولة ومحافظة ولم يسبق أن عارضت الحكام في البلاد أو رجال الدين أو حتى قواعد الملابس الصارمة المفروضة، بل كانت تهتم بشؤونها فقط وتبتعد عن السياسة... يضيف عارفوها عنها. من هنا ربما يصبح مثال الفتاة مهسا، محرجاً للنظام الخميني ودعاياته، فمهما قالوا ومهما صرخ إبراهيم رئيسي عن المؤامرة المقصودة من «العدو» لن يَصلح هذا على صورة مهسا.... صورة مهسا البريئة... الساذجة... هي الرصاصة الدقيقة المصوّبة لتمثال النظام... عاديتها وطبيعيتها الموغلة في العفوية، هي السلاح الأمضى في تحريض وتثوير الناس «العاديين» مثلها. فيما مضى، وحين أقول فيما مضى، أعني منذ 2009 حتى 2019، أي منذ الحركة الخضراء حتى مظاهرات الغضب على ارتفاع سعر الوقود، كانت التحركات تعبّر عن نشاط فئات سياسية محددة (جناح الإصلاحيين داخل النظام كما في الحركة الخضراء) أو مطالب معيشية «مؤقتة» كما جرى اعتراضاً على أسعار الوقود في 2019، وأُفيد وقتها بمقتل 1500 شخص (حسب «رويترز»). هذا عن الأسباب الداخلية لتبخّر هذه الاحتجاجات مهما بلغت حدّتها، طبعاً يضاف لذلك كله توحش قوات النظام في القمع و«تخاذل» المجتمع الدولي، وفي مقدمه واشنطن الأوبامية - البايدنية.

اليوم تبدو الصورة مختلفة، فالفتاة مهسا، الفتاة العادية جداً، عكست مشاعر الملايين من الإيرانيين، مشكّلة بذلك نقطة الغليان، وتضافرت في الغضبة من أجل الفتاة، كل القوى المسيّسة وغير المسيّسة. الجديد أيضاً، أن هذه الغضبة الشعبية العارمة ضد النظام الإيراني، تتزامن مع ظروف سيئة لملالي طهران وقادة «الحرس الثوري»، اقتصادياً وسياسياً وعلاقات متوترة مع الجيران؛ أذربيجان شمالاً والعراق غرباً، يترجم ذلك قصف «الحرس الثوري» كردستان العراق وسقوط مدنيين، واحتجاج الخارجية العراقية، في تصرف فريد هذه الأيام، على هجوم حرس إيران الثوري.

قصف «الحرس الثوري» للمدنيين العراقيين في كردستان، نقطة فاصلة، محرجة لأتباع إيران في العراق، ولذلك علّق السياسي العراقي الكردي بنكين ريكاني على حسابه بـ«تويتر» قائلاً: «من الغريب سكوت إخواننا سياسيي الشيعة العراقيين عن قصف بلدهم؟ الوطنية ليست شعارات».

وعوداً على بدء، هذه أخطر انتفاضة تواجه النظام الخميني الإيراني، للأسباب السالفة، ومعها غموض وضع مرشد النظام خامنئي، صحياً، والصراع المبكر على خلافته، وعدم تأهيل إبراهيم رئيسي، للتعامل مع الأحداث، كلها إشارات ضعف للنظام، لكن يجب أن نؤكد أن نظام طهران ما زال هو الطرف الأقوى في المعادلة، إلا إذا ابتكر الشعب الإيراني معجزة تاريخية!

 

إيران فقدت أعظم أصولها... النساء

فيروزه دوماس/نيويورك تايمز/الشرق الأوسط/الجمعة 30 أيلول 2022

نشأتُ في جنوب إيران وجنوب كاليفورنيا، وكان من دواعي سروري أن يكون لديّ أب يحب أن يروي قصصاً عن طفولته في إيران. وكانت معظم قصصه مضحكة، لكن كانت هناك قصة تدفعه دوماً إلى حافة البكاء.

ومع ذلك، لم يبكِ أبي قطّ، وإنما كان دائماً يغيّر الموضوع مباشرةً عند نقطة الانهيار. دارت القصة حول أخته الكبرى، صديقة، أذكى الأشقاء في عائلته الكبيرة. ولأنها كانت فتاة، فقد تزوجت في سن السادسة عشرة، وهو أمر لم يكن غريباً في المجتمع الإيراني في الثلاثينات. ورغم فضولها الفكري، لم تُتح لها فرصة إنجاز مسيرتها الدراسية. وأوضح لي والدي أنه يعد هذا جريمة. واستغلت عمتي صديقة، البالغة من العمر الآن 99 عاماً وكُفّ بصرها، حياتها في تريبة أربعة أبناء ناجحين تزوجوا من نساء قويات وربوا أطفالاً ناجحين. وبقدر ما كانت تستمتع بعائلتها، تساءل البقية منّا عمّا كان يمكن أن تنجزه في حياتها لو مُنحت حرية الازدهار مثل إخوتها، الذين أصبحوا جميعاً أطباء أو مهندسين.

إلا أنه حتى عمتي صديقة، ومع كل القيود المفروضة عليها، لم تكن كفتاة مضطرة لارتداء الحجاب، غطاء الرأس الذي فرضه المرشد آية الله الخميني بعد الثورة الإسلامية عام 1979. لم يكن الحجاب دوماً جزءاً من الثقافة الإيرانية. وتُظهر صور طهران في الستينات والسبعينات من القرن الماضي نساء يرتدين فساتين مستوحاة من ملابس جاكلين كينيدي وتتميز بأكمام قصيرة وتنورات قصيرة. بيد أن الأهم من حريتهن في ارتداء الملابس كما يحلو لهن، شهد جيل عمتي صديقة صعود المرأة في مختلف أرجاء المجتمع الإيراني، ومنها مجالات القانون والتعليم والطب، على سبيل المثال لا الحصر.

في الوقت نفسه، كان هناك الكثير من الإيرانيات، مثل الكثير من النساء اليوم، اللواتي ارتدين الحجاب، أو حتى الشادور، الذي يغطي الجسم بالكامل، لكن ليس الوجه. كان هذا اختيارهن.

إلا أنه بمجرد أن أصبح الحجاب مفروضاً من الحكومة، لم يعد ينبع من المعتقد الديني وحده، وإنما أصبح رمزاً لحق أساسي من حقوق الإنسان تم انتزاعه. جدير بالذكر أنه في إيران، تشمل العقوبة المفروضة على النساء اللاتي يتحدين قوانين الحجاب الاعتقال والجلد أو السجن.

وتتعرض النساء الإيرانيات اليوم لخطر الاعتقال وأسوأ من ذلك لسبب بسيط لا يمكن تصوره: حرية الخروج من المنزل من دون غطاء للرأس. نعلم جميعاً أن مهسا أميني، الإيرانية البالغة من العمر 22 عاماً التي ماتت في أثناء احتجازها من شرطة الأخلاق الإيرانية بسبب ارتدائها الحجاب بطريقة «غير لائقة»، لم تمت بنوبة قلبية. ومنذ جنازة أميني في 17 سبتمبر (أيلول)، اشتعلت المظاهرات التي تقودها النساء بشكل أساسي، في مدن بمختلف أرجاء إيران. ولا تقتصر شكاوى النساء على القوانين التي تملي عليهن طريقة لباسهن. ويطالب المتظاهرون بالتحرر من كل القيود الخانقة التي تفرضها القيادة الدينية في بلادهم. وتبدو هذه المظاهرات مختلفة عن الانتفاضات السابقة، التي سحقها النظام جميعاً بعنف. وقالت لي عمتي صديقة، التي رغم فقدانها بصرها لا تزال بصيرتها قوية، أمس: «عندما كنت شابة، لم أكن أعرف أن الحياة كانت مختلفة في أي مكان آخر. يعرف هذا الجيل أنهم يستحقون المزيد. يريدون ما لم يكن لديّ. أريد ذلك لهم أيضاً». وأنا متأكدة من أنها لو استطاعت، لكانت عمتي صديقة تحتجّ معهم الآن.

عندما تتعرض المرأة للاضطهاد، لا يفوز أحد. اليوم، نجد أن إيران تضم الكثير من النساء المتعلمات اللواتي صعدن إلى قمم المجالات التي يعملن بها، لكن المفارقة أن الحكومة تتحكم في أجسادهن. وبغضّ النظر عن تعليمها أو مساهمتها في المجتمع، فإن كل امرأة في إيران، خارج منزلها، تحت رحمة شرطة الأخلاق. وهذا وضع مهين يسحق النفس وتتعذر استدامته. تريد هؤلاء النساء الشجاعات اللائي خرجن بعزم في مسيرات في الشوارع فرصة للعيش من دون عوائق واستعادة الحقوق التي صادرتها الحكومة التي تعاملهن كمواطنات من الدرجة الثانية. أما مستوى عزيمة وإصرار وتوق هؤلاء النساء، فيمكن أن يؤدي إلى أشياء عظيمة. ليس لديّ أدنى شك في أن النساء الإيرانيات، إذا أُتيحت لهن الفرصة ليصبحن كما ينبغي أن يكنّ، يمكن أن يقدمن مساهمات أكبر في المجتمع من شأنها أن تعود بالفائدة على جميع الإيرانيين. بدلاً من ذلك، تطالب الإيرانيات فقط بعدم التعرض للقتل بسبب إظهار شعرهن.

والتساؤل هنا: كيف وصلت إيران إلى هنا؟ أبكي على عمتي صديقة، التي عاينت نهوض المرأة في المجتمع الإيراني، وتشهد اليوم انحسارها. من دون أي صورة من التنازلات من جانب الحكومة، ستتجه إيران نحو مزيد من الاضطرابات. لا يمكن للمرأة أن تعيش في ظل هذه القوانين الجائرة إلى الأبد. ويجب أن تدرك المؤسسة الدينية الإيرانية أن رفع الزي الإسلامي هو خطوة أولى ضرورية نحو مزيد من المساواة. إن توسيع نطاق حقوق الإنسان الأساسية هذه لتشمل المرأة ليس قضية معقدة. المشكلة الحقيقية تكمن في الاعتقاد الخاطئ بأن أجساد النساء بحاجة إلى المراقبة والتحكم.

اعتاد والدي، المهندس الذي ساعد في بناء مصافي النفط الإيرانية، أن يقول: «لو لم يكن لدى إيران النفط، لكانت البلاد قد ازدهرت حقاً». ولأنه ملعون بالثروات الطبيعية، فقد البلد مستقبله. أعظم أصول إيران لم تكن تحت الأرض... أعظم ما تملكه هو السير في الشوارع الآن.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

رئيس الجمهورية عرض عودة النازحين مع السفير السوري وأوضاعا تربوية مع طرابلسي

وطنية/الجمعة 30 أيلول 2022

عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، قبل ظهر اليوم، في قصر بعبدا، مع السفير السوري علي عبد الكريم علي، العلاقات الثنائية بين لبنان وسوريا، لا سيما ما يتصل بأوضاع النازحين السوريين في لبنان في ضوء الخطة التي يضعها لبنان من أجل إعادتهم تدريجيا إلى بلادهم. وبعد اللقاء، أدلى السفير السوري بتصريح قال فيه: "سعدت اليوم بمقابلة فخامة الرئيس ونقلت إليه تحيات سيادة الرئيس بشار الأسد وتمنياته للبنان بدوام التقدم. وتطرقنا خلال اللقاء إلى عدد من المواضيع التي تهم البلدين، انطلاقا من العلاقات الأخوية التي تجمع بيننا، خصوصا مسألة عودة النازحين السوريين من لبنان إلى سوريا، والتي نشهد اليوم أكثر من أي وقت مضى معالجة جدية لها، لا سيما أن سوريا قدمت التسهيلات اللازمة لذلك، واتخذت الإجراءات التي تساعد على تحقيق هذه العودة، بالتعاون مع الدولة اللبنانية الشقيقة، لكن ما يهمنا في هذا السياق أن تقتنع الدول الكبرى والمنظمات الدولية بضرورة تسهيل هذه العودة، وتساعد كلا البلدين على اتمامها وتتوقف عن الإيحاء بأن سوريا لا تريد عودة أبنائها اليها. وهذا كلام غير صحيح وتدحضه الوقائع والإجراءات المتخذة". أضاف: "نرى أن ما يساعد على تسريع العودة أن المساعدات المالية والمبالغ التي تدفع للإخوة النازحين في لبنان، لو دفعت إلى العائدين في سوريا فإن النتائج ستكون أفضل، وإن قوة هذه المبالغ ستكون مضاعفة بحيث يستفيد منها المواطن السوري العائد في مختلف المجالات الصحية والتربوية والإنمائية والاجتماعية". وردا على سؤال، أشار السفير علي إلى أن "من التسهيلات التي قدمتها بلاده لعودة النازحين، سلسلة قوانين العفو التي صدرت عن سيادة الرئيس الأسد، والتي تشمل حتى الجرائم الإرهابية، ما لم تصل الى حد قتل أشخاص. إضافة الى ذلك، تم إبلاغ الدول المعنية بأن سوريا لا تعطل عودة أبنائها اليها وهي جادة في إستقبالهم وتسهيل عودتهم ولن تتردد في تأمين كل ما يحقق عودة كريمة لهم". وتمنى السفير السوري "أن يصار إلى الاتفاق على تشكيل حكومة جديدة تساهم في تعزيز العلاقات بين البلدين وتنظيم عودة النازحين التي تحتاج إلى تعاون بين حكومتي البلدين".

طرابلسي

إلى ذلك، استقبل الرئيس عون النائب ادغار طرابلسي، وعرض معه أوضاع الجامعة اللبنانية والحقوق المالية المتوجبة لها. كما تطرق البحث إلى "مسألة دولرة الأقساط في المدارس الخاصة وإنفلات سقوف هذه الأقساط وما يعانيه أهالي الطلاب نتيجة ذلك".

وتناول البحث أيضا "الأوضاع السياسية الراهنة والتطورات الحكومية وموضوعي تشكيل الحكومة الجديدة وترسييم الحدود البحرية الجنوبية".

 

ميقاتي ترأس اجتماعا بحث في الاوضاع المالية والتحضيرات لاعداد موازنة العام 2023

وطنية/الجمعة 30 أيلول 2022

ترأس رئيس حكومة  تصريف الاعمال نجيب ميقاتي اجتماعا في السرايا الحكومية اليوم ضم نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي، وزير المال يوسف الخليل، المدير العام لوزارة  المال جورج معرّاوي، ومستشار الرئيس ميقاتي الوزير السابق نقولا نحاس. وتم في خلال الاجتماع بحث  في الاوضاع المالية والتحضيرات لاعداد موازنة العام 2023.

سفيرة فنلندا

وإستقبل الرئيس ميقاتي سفيرة فنلندا الجديدة  آن مسكانن في زيارة تعارف لمناسبة تسلمها مهامها.

كما استقبل النائب السابق عاصم عراجي.

 

المفتي قبلان: البلد يعيش أسوأ حالاته والمطلوب انقاذ الناس وتمويل حاجاتها العامة

وطنية/الجمعة 30 أيلول 2022

ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، اعتبر في قسمها السياسي "أن البلد يعيش أسوأ حالاته، والمفتاح الإنقاذي للأسف ضائع في كومة قش، وظروف الناس يشتد لهيب نارها، ومافيا الأموال ولصوص الأسواق والسلع أشبه بجنازير دبابات تدعس فقراءنا، والدولار زلزال ترتفع درجاته وتنخفض في طحن البلد وناسه، مع التسارع في انهيار الليرة. وأما الرواتب والأجور فإنها لا تكفي لربع شهر".

وأشار إلى أن "المطلوب، إنقاذ الناس وتمويل حاجاتها العامة، عبر الدولار الجمركي أو غيره، ومن غير المقبول أن نمول مشاريع السلطة من جيوب الشعب الجائع البائس، وسعر الصرف بقيمة 15 ألف للدولار الواحد من دون ضوابط واستثناءات سيكون سببا في ازدياد الكوارث الطاحنة للبلد". وأكد المفتي قبلان "للمرة الألف"، "على ضرورة إنقاذ الناس عبر إنقاذ اليد اللبنانية، والتشدد في سوق العمل، وحذارِ من ترك النزوح على حاله، لأن العامل اللبناني وكذلك الطالب والتلميذ اللبناني والبلد كله يعيش على حافة مهوار".  ووجه المفتي قبلان خطابه للسلطة السياسية بالقول:"العجز مفتاح السقوط، والعربة الفارغة لا تنقذ وطنا، والشلل الحكومي كارثي، والخبز والدواء والعام الدراسي وفرصة العمل وحماية اليد اللبنانية بالنسبة للمواطن هو مفتاح الأمل، ودون ذلك نأخذ شعبنا إلى المذبح، فالبلد يمر في أسوأ مرحلة فساد، والأصول المالية للبلد مهددة بشدة وبيع قطاعات الدولة من كهرباء واتصالات وانترنت ومرافئ والتي هي عصب الدولة الأخير، يعني نهاية الدولة". وأسف لأن "الدولة في هذا المجال أشبه بتاجر مفلس، والحكومة عندما تكون بلا عمل فإنها تشكل خطرا على نفسها وعلى بلدها، والأخطر أن مصالح قلة قليلة تحتكر أصول وأسواق لبنان وسط بلد أزماته لا نهاية لها".

 ووجه سماحته النصيحة للاخوة العرب بالقول:"لا تخسروا لبنان، لأن حجر النظام الإقليمي يبدأ وينتهي في لبنان، والبحر الإقليمي سيعيد تعويم لبنان"، معتبرا أن "الخيار الشرقي والشراكة مع دمشق ضرورة ماسة إلا أن البعض للأسف لا يرى إلا بعين الغرب، إما لتآمره، أو لجبنه، ونحن ليس لدينا إلا المقاومة التي حولت لبنان بلدا سياديا، ولا حياد عندنا بمصالح وأمن وثروات لبنان".

 

 /New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 30  أيلول-01 تشرين الأول/2022

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

 

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

اضغط على الرابط في أعلى للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

 

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 30 أيلول/2022/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/112371/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1554/

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For September 30/2022

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/112364/lccc-lebanese-global-english-news-bulletin-for-september-30-2022-compiled-prepared-by-elias-bejjani/

 

انتخبوا شربل باسيل لعضوية مجلس أمانة مجلس المدارس الكاثوليكية في مدينة ماسيسوكا الكندية/Be Wise & Vote For Charbel Bassil in the Mississauga Catholic school board trustee 2022 elections

https://eliasbejjaninews.com/archives/111736/%d8%a7%d9%86%d8%aa%d8%ae%d8%a8%d9%88%d8%a7-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%a7%d8%b3%d9%8a%d9%84-%d9%84%d8%b9%d8%b6%d9%88%d9%8a%d8%a9-%d9%85%d8%ac%d9%84%d8%b3-%d8%a3%d9%85%d8%a7%d9%86%d8%a9-%d9%85/

Be Wise & Vote For Charbel Bassil in the Mississauga Catholic school board trustee 2022 elections

We call on you to vote for the distinguishable Lebanese-Canadian activists, Charbel Bassil, in the coming Mississauga Catholic school board trustee 2022 elections

Mr. Bassil is highly qualified for the Mississauga municipality board membership. He is well known for his honesty, transparency, integrity and dedication to serving and help people.

انتخبوا شربل باسيل لعضوية مجلس أمانة مجلس المدارس الكاثوليكية في مدينة ماسيسوكا الكندية

ابن الجالية اللبنانية الناشط شريبل باسيل مرشح لعضوية مجلس أمانة مجلس المدارس الكاثوليكية في مدينة ماسيسوكا/مقاطعة اونتاريو الكندية.

ندعوا كل سكان المنطقة المرشح فيها انتخابه لأنه جدير بالموقع ومعروف عنه الصدق والشفافية والنزاهة والتفاني بخدمة الناس