المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 09 تشرين الثاني/2021

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2021/arabic.november09.21.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

يسوع يطرد من الهيكل الباعة والصيارفة ويقول لهم لا تَجْعَلُوا بَيْتَ أَبِي بَيْتًا لِلتِّجَارَة

 

عناوين تعليقات الياس بجاني

الياس بجاني/حسن نصرالله عميل ايراني ينفذ ولا يقر في لبنان كما في اليمن

الياس بجاني/ميقاتي وقرداحي جوز تبعي ومخصي سيادياً

الياس بجاني/مشكلة السعودية ودول الخليج في لبنان تكمن بدعمهم سياسيين واعلاميين وأصحاب شركات أحزاب منافقين وتجار عروبة واكروباتيين

الياس بجاني/فيديو وبالنص/المطلوب من دول الخليج لتحرير لبنان من احتلال حزب الله الإيراني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

الكورونا اليوم في لبنان… 240 إصابة جديدة و5 وفيات

خلية حزب الله بالكويت.. التحقيق مع محتجزين وأوامر ضبط آخرين

ضربات إسرائيلية تستهدف شحنة أسلحة لحزب الله في حمص

ربما هناك أمهات أجمل من أمي، ولكن أمي..  هي أمي/صبحي منذر ياغي/فايسبوك

عن التمديد لكراسي جهنّم/الياس الزغبي/فايسبوك

الحرية والعيش المشترك/بيار عطالله/فايسبوك

التركيبة لا تحتمل أي كيان جديد يزاحمها على الساحة السياسية التي احتكرتها لعقود من الزمن/مروان هندي/فايسبوك

“دعوى مخاصمة الدولة”… جديد وكيل زعيتر وحسن خليل!

نصيحة” عربية للبنان: “أوقِفوا الحفر”!

هوكشتاين في إسرائيل: هذا الحدّ الادنى لاتفاق الترسيم مع لبنان

هل تطير الانتخابات النيابية؟

سيناريو العراق يتحضر في لبنان: فوضى للانقلاب على الانتخابات؟

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 8 تشرين الثاني 2021

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 8/11/2021

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

خشية من عودة الاغتيالات في لبنان!

عون وميقاتي يصرّان على استقالة قرداحي!

الثنائي الشيعي”: مؤشرات استبعاد البيطار استوت!

حزب الله يستغلّ زلة قرداحي… لمنع التوجّه العربي والسيادي؟

في لبنان كما العراق.. “القوة الناعمة” تُعاند النفوذ الإيراني!

 في دبي... عقاب من نوع آخر للبنانيين!

خلفيات موقف "حزب الله" من أزمة الخليج.. ما الذي يريده؟

حزب الله في "وضع سيء"!

حزب الله والتيار الوطني الحر: تحالف شامل ام "على القطعة"

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

إصابة جنديين سوريين في قصف إسرائيلي على وسط سوريا وغربها

واشنطن: طهران غير جادة في العودة إلى طاولة المحادثات في فيينا

إيران تطالب الولايات المتحدة بضمانات بعدم انسحابها مجدداً من الاتفاق النووي

“الموساد” يحبط سلسلة هجمات إيرانية ضد أهداف إسرائيلية

تحركات في الكونغرس لتصنيف “الإخوان” إرهابية

مجلس الأمن دان بأشد العبارات الهجوم على الكاظمي وطالب بمحاسبة المرتكبين

الجيش العراقي: سنصل لمنفذي محاولة اغتيال الكاظمي ونقدمهم للعدالة

حاولة اغتيال الكاظمي… بتوقيع إيراني

الكاظمي يعود رقماً صعباً في معادلة تشكيل الحكومة/الصدر أول المنددين بمحاولة اغتياله... والمالكي تصدّر الواصلين إلى منزله

مسؤولون أمنيون: جماعة مسلحة مدعومة من إيران نفذت الهجوم على الكاظمي

الحكومة الكويتية تقدم استقالتها لأمير البلاد

أول حوار استراتيجي أميركي - مصري في عهد بايدن يُعقد اليوم

الخارجية الأميركية: يجب تشكيل حكومة مدنية في السودان

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

من رفيق الحريري إلى مصطفى الكاظمي: الإعدام أو الطاعة/منير الربيع/المدن

إيران وكسر العقوبات بالتّفاوض أو بالحرب/عبدالوهاب بدرخان/النهار العربي

حكومة "ربط نزاع"!/نبيل بومنصف/النهار

سيناريو يُرسم للبنان: التغيير بالاغتيالات… وهؤلاء مستهدفون/داني حداد /أم تي في

مازن الرفاعي في "غاليري أجيال": بعلبكّ أنا بيت من بيوتك/عقل العويط/النهار

آخر فرصة بعد فوات الآوان/سامر فرنجية/ميغافون

تداعيات إلحاق لبنان بالمِحْوَر الإيراني/خطار أبو دياب/الراي

لبنان... من دولة إلى مساحة جغرافية/سام منسى/الشرق الأوسط

نصرالله أضعف من الأسد/شارل جبور/الجمهورية

زكي في بيروت… حزم عربيّ تجاه السطوة “الفارسيّة”/ألان سركيس/نداء الوطن

لبنان.. وأوجاع العاجزين/عبدالله بشارة/القبس

الجامعة اللبنانية “فارغة” بسبب “التفرّغ”/طوني كرم/نداء الوطن

محاولة اغتيال الكاظمي خطوة على طريق حكومات الوحدة الوطنية/العميد الركن خالد حماده/اللواء

في صبيحة اليوم ال753 على بدء ثورة الكرامة/حنا صالح/فيسبوك

مسيّرات إيران تقرع رأس العراق/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

بلاغ رقم واحد: معاكس ونبيل/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

الرسائل المُسَيَّرة/سناء الجاك/سكاي نيوز

تاريخ من العلاقات المتوترة بين الكويت و"حزب الله"/سوسن مهنا/اندبندنت عربية

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الرئيس عون استقبل زكي وابرق الى الكاظمي مدينا: نرحب بأي مسعى لاعادة العلاقات الاخوية مع السعودية والمعالجة تكون بالحوار صادق بين البلدين

حسام زكي من الخارجية : معالجة الازمة مع دول الخليج تحتاج الى عمل وجهد نأمل أن يؤمنه الجميع ويسعى الى تحقيقه

بري استقبل مسؤولا أمميا وسلامة: نرفض أي محاولة لاسقاط حقوق المودعين زكي: الكلام عن ترحيل اللبنانيين عار من الصحة وهدفه إيذاء مهمتي

مكتب جامعة الدول العربية نفى ما بثته محطة الميادين من معلومات عن مواقف ابلغها زكي للمسؤولين اللبنانيين

ميقاتي: لبنان حريص على عودة علاقاته الطبيعية مع السعودية ودول الخليج ونشدد على مهمة الجامعة العربية بتقريب وجهات النظر زكي: وجدنا ثقبا في الباب نحاول ان نمر منه

الراعي افتتح مجلس البطاركة الكاثوليك: لا نستبعد أن يكون هدف معطلي المؤسسات ضرب وحدة لبنان وتفكيك الدولة

ممثل البابا: المكونات اللبنانية مدعوة للقيام بمجهود صادق لاخراج الوطن من قعر الانقسامات والمنافسات العبثية والفساد

سامي الجميل دعا من المكسيك لانخراط لبنانيي الاغتراب في عملية انقاذ لبنان عبر التصويت بكثافة

سيدة الجبل - الأولوية تبقى رفع الاحتلال الايراني عن لبنان، وذلك من خلال إسقاط السلطة، كل السلطة، بكامل تراتبيتها السياسية

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

يسوع يطرد من الهيكل الباعة والصيارفة ويقول لهم لا تَجْعَلُوا بَيْتَ أَبِي بَيْتًا لِلتِّجَارَة

إنجيل القدّيس يوحنّا02/من13حتى25/:”قَرُبَ فِصْحُ اليَهُود، فَصَعِدَ يَسُوعُ إِلى أُورَشَلِيم. ووَجَدَ في الهَيْكَلِ بَاعَةَ البَقَرِ والغَنَمِ والحَمَام، والصَّيَارِفَةَ جَالِسِين. فَجَدَلَ سَوطًا مِنْ حِبَال، وطَرَدَ الجَمِيعَ مِنَ الهَيْكَل، طَرَدَ الغَنَمَ والبَقَرَ، وبَعْثَرَ نُقُودَ الصَّيَارِفَة، وقَلَبَ طَاوِلاتِهِم. وقَالَ لِبَاعَةِ الحَمَام: «إِرْفَعُوا هذَا الحَمَامَ مِنْ هُنَا، ولا تَجْعَلُوا بَيْتَ أَبِي بَيْتًا لِلتِّجَارَة». فَتَذَكَّرَ تَلامِيذُهُ أَنَّهُ جَاءَ في الكِتَاب: «أَلْغيَرَةُ على بَيْتِكَ سَتَأْكُلُنِي!». أَجَابَ اليَهُودُ وقَالُوا لِيَسُوع: «أَيَّ آيَةٍ تُرِينَا وأَنْتَ تَفْعَلُ هذَا؟». أَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُم: «إِهْدِمُوا هذَا الهَيْكَل، وأَنَا أُقِيمُهُ في ثَلاثَةِ أَيَّام». فَقَالَ اليَهُود: «بُنِيَ هذَا الهَيْكَلُ في سِتٍّ وأَرْبَعِينَ سَنَة، وتُقِيمُهُ أَنْتَ في ثَلاثَةِ أَيَّام؟». أَمَّا هُوَ فَكَانَ يَتَكَلَّمُ عَلى هَيْكَلِ جَسَدِهِ. ولَمَّا قَامَ مِنْ بَينِ الأَمْوَات، تَذَكَّرَ تَلامِيذُهُ كَلامَهُ ذَاك، فَآمَنُوا بِٱلكِتَاب، وبِٱلكَلِمَةِ الَّتِي قَالَهَا يَسُوع. وبَيْنَمَا كَانَ يَسُوعُ في أُورَشَلِيم، في عِيدِ الفِصْح، آمَنَ بِٱسْمِهِ كَثِيرُون، لأَنَّهُم رَأَوا ٱلآيَاتِ الَّتِي كَانَ يَصْنَعُهَا. أَمَّا هُوَ فَمَا كَانَ يَأْمَنُ عَلى نَفْسِهِ مِنْهُم، لأَنَّهُ كَانَ يَعْرِفُهُم جَميعًا. ولا يُعْوِزُهُ شَاهِدٌ عَلى الإِنْسَان، لأَنَّهُ عَليمٌ بِمَا في الإِنْسَان.”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

حسن نصرالله عميل ايراني ينفذ ولا يقر في لبنان كما في اليمن

الياس بجاني/08 تشرين الثاني/2021

يوهم الملالي لبنان والعرب بأن نصرالله هو من يدير حرب اليمن، وبأن له فيها القرار الأول والأخير. هيدا كلام كله نفاق وكذب وتشاطر وتذاكي ملالوي. نصرالله هو مجرد عميل ايراني وجندي في ولاية الفقيه كما يقول هو نفسه، وصورة وأداة لا اكثر ولا أقل. وهو ينفذ ولا يقرر مثله مثل أي عميل آخر. تكبير وزنه وصورته ودوره كلها أكاذب فارسية

 

ميقاتي وقرداحي جوز تبعي ومخصي سيادياً

الياس بجاني/07 تشرين الثاني/2021

ميقاتي العبد عند حزب الله والأسد بدو قرداحي يحكّم ضميره، وقرداحي بايع ضميره مثله مثل ميقاتي، وحلها اذا فيك تحلها مع هيك جوز محصي!

 

مشكلة السعودية ودول الخليج في لبنان تكمن بدعمهم سياسيين واعلاميين وأصحاب شركات أحزاب منافقين وتجار عروبة واكروباتيين

الياس بجاني/07 تشرين الثاني/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/103891/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%85%d8%b4%d9%83%d9%84%d8%a9-%d8%af%d9%88%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%84%d9%8a%d8%ac-%d9%81%d9%8a-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%aa/

إن مشكلة السعودية في لبنان تحديداً، ودول الخليج عموماً، هي أنهم يدعمون، ويتبنون، ويمولون، سياسيين لبنانيين وأصحاب شركات أحزاب، وإعلاميين وصوليين وقحين، ومنافقين وتجار عروبة بلا قيم ومبادئ .

دول الخليج تدعم كل هؤلاء، وهم أعداء سيادة واستقلال وشعب لبنان، وفي نفس الوقت يطعنون من الخلف غدراً، ويتخلون عن هذه الدول عندما يرون أن منافعهم السلطوية هي في غير مكان، والوقائع والأمثلة هي بالعشرات.

فعلى سبيل المثال لا الحصر، السيد وليد جنبلاط باع السعودية والعرب والعروبة، وتخلى عن 14 آذار، وساند حكومة القمصان السود والمحتل الإيراني، رغم المليارات التي دفعت له من السعودية وباقي دول الخليج، ووأيضاً تخلى عن 14 آذار واعتذر من الأسد المجرم... وبرّم مثل البلبل "في ساعة تخلي"!!!

سعد الحريري بدوره، وهو الجاهل لألف باء السياسة وللعمل الوطني، باع السعودية، وعقد صفقة الرئاسة الجريمة والخطيئة مع حزب الله وعون، وتخلى حتى عن دم أبيه.

أما فؤاد السنيورة، فقد شارك في الاتفاق الرباعي مع حزب الله، ومعه جنبلاط والحريري وجعجع، عقب انسحاب الجيش السوري من لبنان عام 2005، وبالتالي شرعوا وجود الحزب، وعطلوا تنفيذ القرار 1559. وهذا السنيورة نفسه، وبخبث وغباء، حال دون وضع القرار 1701 تحت البند السابع سنة 2006 ، ولهذا أصبحت قوات اليونيفل في جنوب لبنان رهينة بيد حزب الله وإيران.

وكذلك سمير جعجع المتذاكي والمخادع، وعلى خلفية وهمه الرئاسي، ووجوعه السلطوي والنرسيسي، فهو من تبنى قانون الانتخاب الهجين والملالوي الذي فرضه حزب الله، وهو من جاء بعون رئيساً، وهو من رفع رايات الواقعية ومساكنة احتلال وسلاح وحروب وإرهاب ودويلة حزب الله... وهو من وقع ورقة تفاهم معراب مع عون في الظاهر، ومع حزب الله من تحت الطاولة، وذلك "لتقاسمنا نحن المسيحيين مغانماً وحصص".

هؤلاء الثلاثة التجار والفجار، وكثر من خامتهم، تمولهم أو مولتهم السعودية ودول الخليج، وهم تخلوا ليس فقط عن الخليج والسعودية والعرب والعروبة، بل داكشوا سيادة واستقلال لبنان بالمنافع والصفقات والنفوذ الشخصي، وسلموا لبنان لحزب الله.

وهناك أيضًا منافقون ووصوليون صغار يتاجرون بالعروبة، ومنهم سياسيون وإعلاميون فاشلون. هؤلاء أيضاً يتملقون السعودية ودول الخليج ظاهرياً، في حين أن ولائهم الوحيد هو لأرصدتهم البنكية.

في الخلاصة، إن المؤمن لا يجب أن يلدغ من الجحر مرتين، ولهذا فإن المطلوب من السعودية ودول الخليج، أن يُحسّنوا اختيار من يمولون ويدعمون في لبنان من سياسيين واعلاميين وناشطين يستحقون فعلاً الدعم، وأولوياتهم هي لبنان واستقلاله وسيادته، وليس أي شيء آخر، وع الأكيد، الأكيد، الأكيد فإن جنبلاط والحريري وجعجع وفرّق تجار العروبة المنافقين ليسوا من ضمن هؤلاء.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

فيديو وبالنص/المطلوب من دول الخليج لتحرير لبنان من احتلال حزب الله الإيراني

الياس بجاني/05 تشرين الثاني/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/103883/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d8%a8%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b7%d9%84%d9%88%d8%a8-%d9%85%d9%86-%d8%af%d9%88/

هذا ما هو عملياً المطلوب من دول الخليج العربي عموماً، ومن السعودية تحديداً، للمساعدة الجدية والأخوية والفاعلة، في تحرير لبنان واللبنانيين، من رجس وشرور احتلال الملالي الإيرانيين، ومن جيشهم الإرهابي المسمى زوراً، “حزب الله”، وذلك بعد أن أقرت هذه الدول رسمياً بأن لبنان دولة محتلة:

أولاً: التعاون مع مثقفين وحقوقيين لبنانيين سياديين واستقلاليين وشرفاء، وهم كثر داخل وخارج لبنان، في إعداد مشروع دولي واضح المعالم، يؤكد دون أي لبس بأن لبنان دولة محتلة، ومارقة، وفاشلة. ومن ثم حمل هذا المشروع والذهاب به إلى مجلس الأمن، والسعي بالتعاون مع كل الدول القادرة والراغبة، لوضع لبنان تحت البند السابع، وتسليمه كلياً للأمم المتحدة، وذلك لتنفيذ القرارات الدولية الخاصة بلبنان وهي، اتفاقية الهدنة مع إسرائيل، 1559، 1701، 1680.

ثانياً: المشاركة العسكرية الفاعلة في قوات اليونيفل التي ستقوم بتنفيذ القرارات الدولية بالقوة، وذلك بعد وضع الجيش اللبناني، وكل القوى الأمنية اللبنانية تحت أمرتها.

نشير هنا إلى أن أي مشروع قرار يقدم لمجلس الأمن يجب أن يكون مقدم من دولة أو دول، والدولة اللبنانية المحكومة من قبل حزب الله لن تقوم بهذا الأمر… في حين أن الشعب اللبناني، كشعب وليس كدولة لا يتمتع بصفة الدولة، وهنا أهمية دور دول الخليج العربي.

مطلوب من دول الخليج العربي كافة، أن تعي حقيقة معاناة اللبنانيين بكل شرائحهم المذهبية والإثنية، وفي مقدمهم أبناء الطائفة الشيعية الكريمة، حيث أنهم جميعاً في وضعية المخطوف والرهينة، وهم بالتالي عاجزين عن تحرير بلدهم ومواجهة المحتل الإيراني دون مساعدة خارجية فاعلة وجدية، في حين أن الدولة في لبنان هي بأمرة حزب الله، وهو من خلالها، أو من خلال صمتها وتبعيتها وعجزها وجواسيسيه بداخلها، يضطهد ويعاقب ويسجن ويغتال كل من يعارض احتلاله.

ونذكر الدول العربية كافة، بأن الإحتلال الإيراني هو خطر وجودي وكياني وحضاري وثقافي، ليس فقط على لبنان واللبنانيين، بل على كل الدول العربية وشعوبها، كون المشروع الإيراني التوسعي والمذهبي والدكتاتوري والإرهابي يستهدف كل هذه الدول، وليس فقط لبنان.

في الخلاصة: لبنان دولة محتلة وفاشلة ومارقة، وحكامها وحكمها هم مجرد أدوات بيد المحتل الإيراني، والشعب اللبناني هو مخطوف ومأخوذ رهينة وغير قادر على تحرير نفسه وبلده دون مساعدة من الخارج… ومن أحق من الدول العربية لنجدته ومساعدته.؟

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

أطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط 

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

الكورونا اليوم في لبنان… 240 إصابة جديدة و5 وفيات

وزارة الصحة العامة/08 تشرين الثاني/2021

أعلنت وزارة الصحة العامة تسجيل 240 إصابة جديدة بفيروس كورونا في لبنان، ما يرفع العدد الإجمالي للمصابين إلى 646869. كما أعلنت تسجيل 5 حالات وفاة جديدة بالفيروس ترفع الحصيلة الإجمالية للمتوفين إلى 8551.

 

خلية حزب الله بالكويت.. التحقيق مع محتجزين وأوامر ضبط آخرين

دبي - العربية.نت/08 تشرين الثاني/2021

في الوقت الذي قررت فيه النيابة العامة بالكويت، اليوم الاثنين، حجز 8 مواطنين متهمين بتمويل حزب الله اللبناني، أكدت مصادر مطلعة أن هناك أوامر بضبط وإحضار قد تصدر في الـ 24 ساعة القادمة ضد آخرين، وذلك حسب تحريات أمن الدولة. وفق ما أوردت صحيفة "القبس" الكويتية. إلى هذا، كشفت المصادر عن أن القضية بدأت بـ 4 متهمين، أحدهم شقيق نائب سابق وتم القبض عليهم بعد ورود معلومات عن تحويلهم أموالاً طائلة إلى لبنان وتحديداً إلى ميليشيا حزب الله اللبناني. ولفتت المصادر إلى أن التحريات مستمرة في هذه القضية على مدار الساعة وسيتم فحص جميع الحوالات الخارجية للوقوف على أدلة الثبوت وتقديمها إلى النيابة العامة. كانت الأجهزة الأمنية الكويتية قد ألقت القبض على مجموعة تابعة لحزب الله، نشطت في تجنيد الشباب للعمل مع الحزب في سوريا واليمن. ووفق مصادر أمنية فإن "وزارة الداخلية تلقت تقريرا أمنيا من دولة شقيقة أفاد أن المجموعة مكونة من أربعة أشخاص أحدهم ابن نائب سابق، وآخر شقيق نائب سابق أيضا، وثالث ورد اسمه في قضايا سابقة منذ خطف طائرة الجابرية في الثمانينيات، ورابع يقال إنه من كبار رجال العمل الخيري". كما أضافت أن "جهاز أمن الدولة يحقق مع الأربعة وهم "ح. غ، ج.ش، ج.ج، ج.د" في عدد من التهم أيضا، منها تبييض أموال لـ"حزب الله" في الكويت، وتمويل الشباب الكويتي لتشجيعهم على الانضواء تحت عباءة "حزب الله"، والمشاركة في أعماله الإرهابية، وتهريب المخدرات في كل من سوريا واليمن".

 

ضربات إسرائيلية تستهدف شحنة أسلحة لحزب الله في حمص

دبي - العربية.نت/08 تشرين الثاني/2021

كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الاثنين، أن انفجارات عنيفة دوت في سماء حمص وريفها نتيجة ضربات إسرائيلية. فيما أفاد مراسل "العربية"، أن القصف الإسرائيلي في سوريا استهدف شحنة أسلحة كانت في طريقها لحزب الله. كما قالت وكالة الأنباء السورية، إن هجوما إسرائيلي استهدف نقاطا في المنطقتين الوسطى والساحلية، مؤكدة أن الدفاعات السورية تصدت للصواريخ الإسرائيلية وأسقطت معظمها. وفي وقت سابق، أفادت الوكالة بسماع دوي انفجارات في سماء ريف حمص، قائلة إن الدفاعات الجوية السورية تصدت لأهداف وصفتها بأنها "معادية"، كما أشارت قناة الإخبارية السورية إلى سماع دوي انفجارات أيضا في سماء طرطوس. وكانت ضربة إسرائيلية استهدفت الأربعاء منطقة في ريف دمشق، تضم مخازن أسلحة وذخائر لميليشيات موالية لإيران على ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

غارات إسرائيلية تستهدف ميليشيات إيران

كذلك، أوضح المرصد حينها أن المنطقة المستهدفة تتواجد فيها مستودعات للسلاح والذخائر تابعة للميليشيات التابعة لإيران ومقرات للفرقة الرابعة ومواقع للميليشيات. يذكر أن إسرائيل تستهدف بانتظام مواقع في سوريا، حيث قتل تسعة مقاتلين موالين لدمشق في 14 أكتوبر الفائت في قصف إسرائيلي استهدف منطقة تدمر في محافظة حمص وسط البلاد، بعد أسبوع واحد من مقتل عنصرين غير سوريين من المقاتلين الموالين لإيران، في قصف إسرائيلي استهدف أيضاً مطار التيفور ومحيطه وفق المرصد. وشنّت إسرائيل خلال الأعوام الماضية عشرات الغارات في سوريا، مستهدفة مواقع لجيش النظام السوري وأهدافاً إيرانية وأخرى لحزب الله. ونادراً ما تؤكّد إسرائيل تنفيذ ضرباتها تلك في سوريا، لكنها تكرّر أنّها ستواصل تصدّيها لما تصفه بمحاولات إيران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري في سوريا.

 

ربما هناك أمهات أجمل من أمي، ولكن أمي..  هي أمي

صبحي منذر ياغي/فايسبوك/08 تشرين الثاني/2021

الحزن  هذه الايام يسكننا رغماً عنا، بالرغم  من أننا نحتال  على أنفسنا ونتظاهر بالفرح ، طبيعي هذا فنحن بشر نتأثر بما يدور من حولنا وما يجري معنا ، خاصة في هذا البلد المسكين الذي تسيطر عليه "عصابات بشكل سياسيين وحكام" ومجموعة من القبائل.. صديقتي المحامية  تصفني بالمكابر وربما بالمحتال ، خلال دردشة معها عبر واتساب، لأنني دوماً أكتب عن الفرح ، وأتظاهر بأنني أعيشه، وأخدر الناس بشعر خيالي !! وانا اتهمتها بأنها محامية تدافع عن عدالة وهمية ، كما يقول جبران( ان عدل الناس ثلج ان رأته الشمس ذاب) ..  ربما أوافق صديقتي المحامية القلقة على مستقبل أولادها ، أتذكر امي عندما كنا في عز حرب تموز ، وتسالني شو لوين رايحين؟ شو بدو يصير؟ كنت كعادتي المتفائل وبأن  لكل شيء نهاية ، وأنا الذي أردد دوما ما قاله الامام علي ( رب يوم بكيت منه لما صرت في غيره بكيت عليه)، فالشاعر السوداني الهادي ادم في قصيدته أغدا القاك التي غنتها أم كلثوم يقول ( قد يكون الغيب حلواً ، انما الحاضر أحلى ..)، مع ذلك حتى للحزن جماله ، فبتعريفي هناك الحزن الابيض، الذي اتلمسه عندما انظر الى صورنا القديمة يوم كنا أطفالاً ومراهقين، أو عندما نستعيد شريط طفولتنا وألعابها البريئة (سبع حجارة) و ( الغميضة) ballon chasseur .. شرطة وحراميه يضحك ابني من العابنا البدائية عندما ادخل الى غرفته لأجده يتعارك مع رفاقه عبر playstation4 ... نسترسل  في حديثنا انا والصديقة ، نتذكر ذكريات قديمة قضيناها سوياً ، وأغنيات  مازالت في البال، نستعيد ذكريات عن صديق رحل ، لكن هذه المرة تبدي استياءها  وتنفعل " من وين طلعتلي حتى تفتح جروح الماضي بذكرياتك.. ؟ " وتستدرك بس رغم كل  شي حلوين ورزق الله".. نتوقف عن المحادثة وانا أنظر الى صورة أمي على الجدار تضحك لي ،.... ربما هناك أمهات أجمل من أمي، ولكن أمي..  هي أمي ...

 

عن التمديد لكراسي جهنّم

الياس الزغبي/فايسبوك/08 تشرين الثاني/2021

هناك سؤال صعب في لبنان،والجواب عليه أشدّ صعوبة: مَن يستطيع تفكيك حقل الألغام التي زرعها "حزب اللّه" في الحكومة والقضاء والمرفأوعين الرمّانة، وفي إعادة تحريك الخطاب المذهبي والحساسيات بين المناطق والشوارع، وعلى طريق الانتخابات النيابية، سواءٌ بالطعون أم بالأفخاخ الأمنيّة، بلوغاً إلى الأزمة مع الخليج العربي وتداعياتها الخطيرة؟ - في الداخل، مرجعيات السلطة التي تقع عليها المسؤولية الأولى في نزع الأفخاخ وابتكار الحلول تبدو متهالكة، بين عجز بعبدا وغيبوبتها، وصمت عين التينة وارتباكها، وانتظار ميقاتي مَنَّ الجامعة العربية وسلوى باريس وواشنطن. وعلى ضفّة العجز والارتباك والانتظار، يواجه القضاء أخطر الألغام داخل بيته، بما ارتكبه أحد أركانه من تجاوز للقانون وتطييفه ومذهبته. وقد باتت السلطة القضائية اليوم أمام تراكم الانحرافات من النيابة العامّة في بعبدا، إلى التحقيق العسكري الموجَّه، فمحكمة الاستئناف في بيروت، وهي تواجه التحدّي الذاتي، وتدخّل الأحزاب والمذاهب، وضغوط الترهيب والتلويح بالسلاح، كي تنظّف جسمها وتتابع مسارها كسلطة دستورية مستقلّة، خصوصاً في أعتى وأشرس مواجهة حول جريمة تفجير المرفأ، والمعالجة الانتقائية ل"غزوة الطيّونة عين الرمّانة" التي تزيد الاحتقانات الأهلية والسياسية. - أمّا على الصعيد الخارجي، فالواضح عدم انخراط اوروبا وأميركا في إيجاد مخرج حاسم من المأزق اللبناني، بعد ثبوت ارتباطه العميق بالصراع الإقليمي المتشعّب. وما يحصل في العراق، بعد محاولة اغتيال رئيس حكومته، يشكّل عاملاً إضافياً في تريّث الغرب عشية معاودة مفاوضات ڤيننا، خصوصاً بعد أخذه علماً بالتصعيد الإيراني على أكثر من مستوى لتحسين أوراق طهران في هذه المفاوضات. ولم تكن عراضتها الهوليودية ضدّ ناقلة النفط الڤيتنامية ومع السفن الأميركية، وتشدّدها في بيروت عبر "حزب اللّه" سياسياً وقضائياً وميدانياً، وصولأ إلى إفشال المحادثات مع المملكة العربية السعودية، ثمّ تأجيج الأمن العراقي، سوى مؤشرات على رفع سقوفها الإقليمية فوق طاولة المساومات الدولية. لذلك، يتعقّد البحث عن حلول ومخارج في لبنان، ويتضاعف شلل الرؤساء والسلطات، ويتلوّى اللبنانيون في النار التي وعدهم بها حكّامهم، والذين بدأوا يعدّون العدّة للهرب من نار الانتخابات، وفي ظنّهم أنّهم خالدون على كراسيهم... في جهنّم!

 

الحرية والعيش المشترك

بيار عطالله/فايسبوك/08 تشرين الثاني/2021

عقب انسحاب الاحتلال السوري عسكرياً من لبنان، امضيت الكثير من الوقت تحت لواء الاب طوني خضرا والاخوة في مؤسسة "لابورا" في التجوال على البلدات المسيحية داعياً الشباب والشابات الى الانخراط في مؤسسات الدولة اي القطاع العام، على قاعدة اعادة الامور الى نصابها في مؤسسات الدولة وتحقيق المناصفة واستعادة الوجود الميثاقي للمسيحيين في الدولة بعد الظلم والتهميش وسياسة الابعاد التي اعتمدها نظام الاحتلال السوري وزبانيته ضد المسيحيين منذ احكام سيطرتهم على لبنان في 13 تشرين الاول 1990. لم يترك الاب طوني خضرا ولا تركنا بلدة دون ان نزورها، ولم نترك كاهناً ولا مختاراً ولا رئيس بلدية او نادي او "شيخ شباب" دون ان نلتقيه وخصوصاً  في بلدات الاطراف المسيحية بهدف اظهار اهمية الانخراط في مؤسسات الدولة العسكرية والامنية والادارية والخدماتية، وفاعلية وحجم الكتلة النقدية الناجمة عن هذا الانخراط والخدمات المختلفة التي ترافق هذه الوظائف وصولاً الى مرحلة التقاعد، وكان من نتيجة هذه الحملة التي استمرت طيلة سنوات ان عاد الوجود المسيحي ليرتفع تدريجاً في القطاع العام بكل اشكاله... عملية بناء الثقة هذه لم تكن سهلة، فحجم الانتهاكات والظلم والقمع والحقد وسياسة التمييز  الطائفي التي مورست على غالبية المسيحيين (باستثناء الموالين للاحتلال السوري وزبانيته وهم اقلية) لم تكن بالسهلة ابداً، وكان يتم استغلال اي هفوة او مشكلة لتركيع المسيحيين والبطش بهم، وهكذا احتاج الامر الى الكثير من الصبر والصلاة وطول البال والاناة الى ان عادت الامور لتنتظم تدريجاً، وفي مؤسسة الجيش مثلاً كان للدور الذي قام به رجل قائد مثل العماد جوزف عون في احتضان الشباب اللبناني ورعايتهم وضخ المعنويات والروح الوطنية دور كبير في استعادة الثقة والعودة الى احترام المبادئ الميثاقية التي يقوم عليها لبنان بغض النظر عن عملية الارقام الديموغرافية واحتساب الناس كأنهم قطعان غنم وليسوا مواطنين. ما يجري حالياً من قهر وبطش لا للمسيحيين وحدهم بل لمجموع اللبنانيين الاحرار الشرفاء لا يودي الى بناء وطن، ولا حتى مزرعة... بل يؤدي الى انتعاش المخاوف من عودة سياسة التمييز بين مواطن درجة اولى ومواطن درجة ثانية وثالثة... والتعامل بروح اللاعدالة والظلم مع ابناء الوطن الواحد يخالف كل فكرة لبنان، وهذا ما يقود الى كلام البطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير: "اذا خيرنا بين الحرية والعيش المشترك فنحن نختار الحرية".

 

التركيبة لا تحتمل أي كيان جديد يزاحمها على الساحة السياسية التي احتكرتها لعقود من الزمن.                

مروان هندي/فايسبوك/08 تشرين الثاني/2021

لا حل يرجى من خلال و/أو من داخل أركان التركيبة السياسية الأساسية الستة المترابطة والمتكاملة فيما بينها مع تناقضاتها وتفاهماتها، والتي يكتنفها ويغلفها الإحتلال الإيراني.  أما الذين لا يريدون فك إرتباطاتهم القديمة أو المستجدة بأحد أو بأكثر من مكونات هذا الجسم الملوث والدنس بحجة الواقعية السياسية القاتلة، فهؤلاء ملتويون وموبؤون وإنتهازيون وفي أفضل الأحوال ساذجون. في نهاية المطاف سيستخدمهم الEstablishment مساحيق غسيل ظرفية ويلفظهم ويطردهم ويرذلهم عندما تنتفي الحاجة إليهم، لأنّ هذه التركيبة لا تحتمل أي كيان جديد يزاحمها على الساحة السياسية التي احتكرتها لعقود من الزمن.

 

“دعوى مخاصمة الدولة”… جديد وكيل زعيتر وحسن خليل!

 إم تي في اللبنانية/08 تشرين الثاني/2021

تقدّم الوكيل القانوني للنائبين علي حسن خليل وغازي زعيتر، المحامي محمد زعيتر، بدعوى “مخاصمة الدولة عن قضاة” أمام محكمة التمييز المدنية بحق القاضية جانيت حنا والمستشارين القاضيين نويل كرباج وجوزيف عجاقة وذلك لأنها “رفضت إبلاغ المحقق العدلي طارق البيطار والخصوم بدعوى رد خليل وزعيتر واعتبرت أنها ليست صاحبة الصلاحية”. كما تم تقديم “دعوى مخاصمة الدولة عن قضاة” بحقّ القاضي ناجي عيد والمستشارة روزين غنطوس لأنّهما “لم يبلغا البيطار والخصوم بطلب رده”.

 

نصيحة” عربية للبنان: “أوقِفوا الحفر”!

نداء الوطن/08 تشرين الثاني/2021

من السراي الحكومي، يستأنف الرئيس نجيب ميقاتي نشاطه الأسبوعي اليوم كاسراً حاجز الاعتكاف النفسي في “ستاركو” ليؤكد بقاءه متربعاً على كرسي الرئاسة الثالثة، حتى يبلغ التعطيل مداه ويفكّ “حزب الله” الحظر عن مجلس الوزراء. وعلى وقع احتدام الأزمة الحكومية وتشعّب تداعياتها وتعقيداتها الداخلية والخارجية، يحطّ وفد جامعة الدول العربية في بيروت اليوم لمعاينة عمق الأزمة اللبنانية عن كثب وعقم الطبقة الحاكمة عن إنتاج الحلول اللازمة لها، وسط رسائل غير ودية حرص “حزب الله” على توجيهها للعرب عشية الزيارة، سواءً عبر رفع مسؤوليه منسوب التصعيد الكلامي في مواجهة المملكة العربية السعودية، أو من خلال تقليل قناة “المنار” من جدوى وأهمية ما سيحمله “الزائر العربي”، مستبعدةً أن يخرج عن “الأجواء العبثية السعودية” انطلاقاً من تساؤلها عما إذا كان أتى بوصفه “مجرد ساعي بريد لتبليغ بيروت الحكم الجائر بلبوس عربي”؟

وفي المقابل، لا يبدو وفد الجامعة العربية رافعاً سقف توقعاته إزاء نتائج زيارته اللبنانية، نتيجة عامل الخبرة والتجارب السابقة مع أركان السلطة، بحيث نقلت مصادر مواكبة لأجواء الزيارة العربية معلومات تفيد بأنّ الوفد الذي يرأسه الأمين العام المساعد السفير حسام زكي، “لا يحمل أي مبادرة محددة إنما يحصر مهمته بإعادة توكيد البعد العربي للبنان في مواجهة المحاولات الحثيثة لسلخه عن جلدته العربية”، مشددةً على أنّ المسعى العربي سيتخذ شكل “النصيحة بضرورة لجم نهج “التدمير الذاتي” الذي أوقع البلد وأبناءه في حفرة سحيقة من البؤس والهلاك والتناحر، لتكون الرسالة بهذا المعنى واضحة إلى المسؤولين: إن لم تكونوا قادرين على الخروج من الحفرة، أقلّه أوقفوا الحفر تحت أقدامكم”.

وتزامناً، رفع البطريرك الماروني بشارة الراعي الصوت في مواجهة “ممتهني تعطيل المؤسّسات الدستوريّة، والحياة الإقتصاديّة، وإفقار الشعب وإفشال جميع الوساطات الداخلية والخارجية”، فخصّص الأغلب الأعم من مضامين عظة الأحد لتعرية مكامن العطل الحكومي والعطب القضائي في البلاد، مشيراً إلى أن التماهي الحاصل بين “تعطيل الحكومة، وتعطيل نشاط القضاء المنزّه والحيادي والجريء”. وفي هذا الإطار، صوّب الراعي بالمباشر على “القضاة غبّ الطلب لدى بعض المسؤولين والأحزاب والمذاهب” في قضيتي انفجار المرفأ وأحداث عين الرمانة – الطيونة، مؤكداً أنّ “بعض القضاة يُعزّزون الشكَّ بالقضاء من خلال مشاركتهم في تعطيل التحقيق في تفجير المرفأ أو تعليقه أو تجميده، أو زرع الشكِّ في عمل المحقِّق العدلي” القاضي طارق البيطار، في إشارة واضحة إلى أداء القاضي حبيب مزهر الذي تجاوز صلاحياته وأصدر قرار كف يد البيطار عن ملف المرفأ، محذراً من “جريمة” تحويل بعض القضاة القضاء إلى “مربّعات حزبيّة وطائفيّة ومذهبيّة”. وإذ استهجن ما يجري على صعيد تحقيقات انفجار 4 آب من “طعن وراء طعن، وردّ وراء ردّ، ونقض وراء نقض، وتعليق وراء تعليق”، مستغرباً “هذا الإستخفاف بدماء أكثر من 200 ضحيّة، وستة آلاف جريح، ودمار نصف بيروت وضواحيها، وتشريد مئات العائلات”، انسحب كذلك استغراب البطريرك الماروني على مجريات التحقيق الجاري في قضية أحداث الطيونة – عين الرمانة، فشدد على عدم جواز حصول “توقيفات وتمديدها من دون مسوّغ قانوني وقرينة فقط كرمى لهذا الطرف أو ذاك”، داعياً القضاء إلى أن يكون “حيادياً تجاه الجميع” وإلى ضرورة “الإسراع في التحقيق والإفراج عن كل من تثبت براءته”. ولاحقاً، أكد الراعي خلال استقباله وفداً من أهالي موقوفي عين الرمانة على أنّ ما يعيشه البلد هو “نتيجة التخاذل من خلال السلاح المنتشر يميناً وشمالاً، وهذا التخاذل هو استخفاف بالقضاء وبالناس وبالارواح”، وأضاف: “عندما يصبح القضاء تابعاً لهذا الحزب او لهذا الدين او لهذه الطائفة او لهذا المذهب نكون أصبحنا في شريعة الغاب، ونحن لا يمكن أن نقبل بالتضحية بثقافة العدالة المحقة والمنزهة والمجردة، وسنبقى نناضل”.

 

هوكشتاين في إسرائيل: هذا الحدّ الادنى لاتفاق الترسيم مع لبنان

 وكالة الانباء المركزية/08 تشرين الثاني/2021

من اسرائيل، حيث حطّ مبعوث وزارة الخارجية الامريكية لشؤون الطاقة الوسيط الاميركي في المفاوضات حول الحدود البحرية بين  بيروت وتل ابيب، آموس هوكشتاين واجرى محادثات مع وزيرة الطاقة كارين الهرار ومجموعة من المسؤولين في وزارة الطاقة الخارجية والجهاز الامني، افاد موقع “والا” الاخباري نقلا عن مسؤولين اسرائيليين مطلعين ان هوكشتاين شدد في محادثاته على انه في حال لم يتم التوصل الى اتفاق قبل الانتخابات في لبنان ، فانه سينسحب من القضية. السقف العالي الذي طبع به الوسيط الاميركي موقفه لجهة التلويح بالانسحاب ليس ناجما عن عبث، انما هو ورقة ضغط يوظفها لحمل طرفي التفاوض غير المباشر، الذي لا يبدو سيعود الى الناقورة بصيغته الاخيرة بل يتولاه شخصيا من خلال جولات بين البلدين ينقل في خلالها المواقف ويسعى الى صياغة تسوية يطرحها على الطرفين، بعدما استمع منهما الى ما لديهما في هذا الشأن، لحملهما على خفض الشروط والالتقاء على حل وسط يرضي الطرفين المستعجلين  بلوغ التسوية وكل لمصلحته. فلبنان في امس الحاجة الى انهاء الترسيم لبدء التنقيب ورفد مالية الدولة المفلسة بالعائدات النفطية المستخرجة بما يشكل متنفسا يقيها الانهيار الشامل، واسرائيل من جهتها تضع في اولوياتها الحفاظ على امنها ومصالحها الاقتصادية.

تقاطع المصالح هذا، تقول مصادر لبنانية معنية بملف ترسيم الحدود لـ”المركزية” هو اكثر ما يناسب الاميركي الراغب والضاغط في اتجاه تحقيق انجاز الترسيم وبلوغ حل يضمن امن حليفه الاسرائيلي بحريا تمهيدا للانتقال في مرحلة لاحقة الى الترسيم البري. وتضيف: ان وفد لبنان الى مفاوضات الناقورة الذي اعدّ ملفا مبكّلا بكل ما للكلمة من معنى يؤكد حق لبنان الكامل بالخط 29 وليس 23، قانونيا واخلاقيا، وهو ما تدركه اسرائيل منذ عقد من الزمن من خلال جلسات النقاش التي جرت مع قبرص، غير انها تراهن على الانقسامات اللبنانية الداخلية الحادة لقضم اوسع مساحة من حق لبنان البحري ، حتى ان الوفد برهن في آخر جلسة تفاوض ان الخط الاسرائيلي خطأ قانونيا كما الخط 23، واكد صوابية الخط 29 الذي لم يتمكن وفد اسرائيل من نقضه او تسجيل ملاحظة واحدة على الطرح اللبناني، وعند هذه النقطة قرر وقف المفاوضات، مراهنا على كسر الحق اللبناني بأخذ السياسيين “بالمفرق” على غرار ما حصل ويحصل حتى الساعة في المفاوضات الجانبية بين الوسيط الاميركي والمسؤولين السياسيين.

وتشرح ان هوكشتاين حينما زار لبنان اخيرا، اجتمع الى رئيس الوفد المفاوض العميد الركن بسام ياسين واستمع منه الى شرح مفصل ودقيق حول مختلف جوانب القضية والحق اللبناني المكرّس وابلغه بأن  سبيل النجاح في مهتمه يمر فقط عن طريق تقديم طرح منطقي تقبل به كل الاطراف اللبنانية ليمر في مجلس الوزراء ويرتكز الى رسم خط جديد ما بعد حقل قانا، الذي يقترح هوكشتاين تقاسمه بين لبنان واسرائيل، لان الحد الادنى المقبول لبنانيا هو الحصول على حقل قانا، اذ ان لبنان اذا ما استخدم مرسوم الخط 29، وهو ورقة اخيرة يحتفظ بها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في اطار الضغط في المفاوضات، فإن حق لبنان سيصل الى حقل كاريش. وتبعا لذلك، باتت مهمة هوكشتاين في اسرائيل اقناع المعنيين بضرورة الموافقة على الحد الادنى المقبول لبنانيا والا ، وخلاف ذلك فإن لبنان سيلجأ الى طلب تعديل حدوده وفق الخط 29، وهو ما لا يناسب اسرائيل التي ستصل اليها مطلع العام باخرة التنقيب اليونانية  التابعة لشركة “إينيرجيان” (Energean)  من أجل التنقيب في القسم الشمالي من حقل كاريش في 3 الى 5 ابار، والقريب من البلوك رقم 9، بعدما وقعت عقدا مع  شركة الخدمات النفطية الأميركية، “هاليبرتون” (Halliburton)، وان لم ينجز الترسيم باتفاق الحد الادنى، فإن الشركة المستثمرة التنقيب على مدى 30 عاما، واسهمها في لندن، ستصبح في وضع قانوني ضعيف وقد تتراجع بفعل الهاجس الامني لجهة العمل في منطقة متنازع عليها. انطلاقا من الوقائع المشار اليها، تعرب المصادر عن اعتقادها ان شهرَ هوكشتاين ورقة انسحابه ان لم يصل الطرفان الى تسوية حتى موعد الانتخابات في لبنان، يشكل حثاً لاسرائيل في شكل خاص على القبول بالطرح اللبناني التسووي لا سيما بعد قرار محكمة العدل الدولية في ما خص النزاع الحدودي بين الصومال وكينيا حيث التطابق شبه تام مع النزاع اللبناني- الاسرائيلي، بما يجعل الحق بالخط 29 مثابة قرار مبرم، ان لم يتفق الطرفان واحيلت القضية الى المحكمة المشار اليها. فهل يُقنع الوسيط الاميركي حليفه الاسرائيلي بالقبول بالتسوية، الني يطرحها لبنان ولو انها مجحفة في حقه، فتُرّسم الحدود البحرية وتطوى الصفحة النزاعية ام يتفوق الرهان الاسرائيلي على الانقسام اللبناني ويدفع لبنان مرة جديدة ثمنا باهظا بخسارة حقوقه وسيادته، على غرار خساراته الداخلية المتراكمة الى درجة تحلل الدولة وانهيارها؟

 

هل تطير الانتخابات النيابية؟

المركزية/08 تشرين الثاني/2021

حتى اللحظة لا شيء يوحي بأن أصداء صفارة الإنتخابات النيابية قد وصلت إلى المسؤولين عن الماكينات، وما يدور في داخلها لا يتجاوز الحراك الروتيني المعتمد عشية الإنتخابات إضافة إلى الهمسات عن شكل التحالفات المرتقبة. حتى الدعوات الإعلانية والإعلامية المكثفة لتحفيز المغتربين على التسجيل لم تثمر حماسة ولا تزال الأعداد خجولة بغض النظر عن القانون الذي سيعتمد للتصويت سواء على ال128 نائبا أو على 6 مقاعد. وجاء قرار تكتل لبنان القوي بتقديم الطعن بقانون الانتخاب ليوسع من هامش الشك بإمكانية إجرائها سواء في 27 آذار أو في منتصف أيار… فهل تطير انتخابات 2022 قبل أن تغط أسراب المرشحين، ويغرق اللبنانيون في ورشة المعارك الإنتخابية، أم ينجح الأفرقاء السياسيون في تعطيلها إلى ما بعد الإنتخابات الرئاسية – إذا حصلت بدورها- بعدما لمسوا على الأرض تغييرا جذريا في المزاج الشعبي وقد تُرجم في الإنتخابات الطالبية الأخيرة لا سيما في جامعة القديس يوسف؟

كل الترجيحات قابلة لأن تكون واقعا إلا إجراء الإنتخابات. هذا ما يؤكده نائب رئيس تيار المستقبل مصطفى علوش الذي يضع قرار تكتل لبنان القوي بالطعن بقانون الإنتخاب أمام مجلس شورى الدولة على سلم الترجيحات لكنه لا يشكل أولوية. ويلفت “إلى أن مفاعيل هذا القرار مرتبطة بكيفية تعامل مجلس شورى الدولة مع القرار إلا أنه في حال القبول فهذا يعني أن المهل ستتأخر وكذلك كل المواعيد المتعلقة بالعملية الإنتخابية”. بحسب علوش ثمة واقع أكبر وأخطر من مسألة الطعن بالإنتخابات ويكاد لا يذكر مقارنة مع سببين رئيسيين: “لوجستي وهو الأقل خطورة نتيجة عدم قدرة الدولة على إجراء الإنتخابات في ظل الظروف الإقتصادية والعجز المالي الذي ترزح تحته البلاد. أما السبب الرئيسي فهو أمني. والواضح أن شيئا ما يُحضّر ويضع باقي ترجيحات التأجيل أو التطيير وراءنا”.

وعلى رغم تعويل البعض على إصرار المجتمع الدولي إجراء الإنتخابات “إلا أننا نعلم جيدا أن ما يطلبه أو يتمناه المجتمع الدولي لا ينطبق على أرض الواقع. صحيح أن هناك إصرارا دوليا على إجراء الإنتخابات إلا أن هناك أطرافا متضررة من إجرائها أضف إلى ذلك أجواء الإحتقان الداخلي وتعاظمه القائم من دون إيجاد أية حلول”. إذا كانت أحداث الطيونة مؤشرا للخربطة الأمنية لإحداث خلل ما تطال شظاياه الإنتخابات النيابية المقررة إلا أن ثمة مؤشرات أخرى يرتكز عليها علوش تدل على استعداد إيران لقلب الطاولة في الدول التي بدأت تفقد فيها نفوذها إلى حد ما، نتيجة التغييرات في الخارطة السياسية الدولية. ويوضح: “محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في الأمس ليست إلا مؤشرا على رفض الغالبية الشيعية لنتائج الإنتخابات في العراق وازدياد الشك بخروجها من اللعبة السياسية فجاءت محاولة الإغتيال لقلب الطاولة.

أما في سوريا فمن الواضح أن إيران بدأت تستشعر بالخطر على نفوذها في الداخل السوري نتيجة التفاهم الروسي الإسرائيلي على حساب الوجود الإيراني إضافة إلى تسارع العمليات الإسرائيلية ضد أذرعها في العديد من المناطق السورية”. إنطلاقا مما تقدم يصبح بديهيا السؤال حول احتفاظ حزب الله في الداخل اللبناني بالسكوت في حال تقاطعت الطرق؟ ويجيب علوش: “أشك في ذلك والخيارات محدودة جدا. فإما أن تستسلم الأطراف الممانعة وهذا مستحيل أن يتحقق، أو أن يذهب الحزب إلى مغامرة أمنية. لكن لا أحد يعلم حتى اللحظة تفاصيلها. قد تكون عبر عمليات اغتيال- وهذا مرجح بشكل كبير- أو بافتعال أحداث على غرار ما حصل في الطيونة – عين الرمانة أو بفتح الجبهة الشمالية مع إسرائيل. لكن الثابت أن أي عمل أمني سينتهي بتدخل دولي واسع ويؤدي إلى تقسيم لبنان. في أي حال لا يغيب عن أحد أن هناك ترابطا كبيرا للحزب بالإقليم والمؤكد أن لبنان هو الساحة الأكثر رفاهية وهدوءا بالنسبة إلى إيران لأن هناك استسلاما دوليا ومحليا لوجود حزب الله وسياسة هيمنته على مقدرات الدولة. في المقابل بدأت أصوات المطالبين بخروج الإحتلال الإيراني من لبنان تعلو أكثر فأكثر إلا أنها لم تصل إلى ما كانت عليه في العام 2005”. وفي العودة إلى المؤشرات الداخلية يلفت علوش “إلى وضع التيار الوطني الحر المتأرجح وكذلك تيار المستقبل لأسباب عديدة”. وعن وضع الثنائي الشيعي في مناطقه فيعتبر أنه “مطمئِن ولن يحصل أي تغيير بسبب الهيمنة والخوف مع استبعاد مؤشر الحراك الشعبي في المناطق ذات الأكثرية الشيعية”. خلاصة الكلام “تطيير الإنتخابات أو تأجيلها يصب حتما في صالح التيار الوطني الحر الذي سيخسر نصف عدد مقاعده النيابية مقارنة مع نتائج انتاخابات 2018 لكن لا شيء يعلو عن احتمال الخطر الأمني” يختم علوش.

 

سيناريو العراق يتحضر في لبنان: فوضى للانقلاب على الانتخابات؟

وكالة الانباء المركزية/08 تشرين الثاني/2021

تبعث التطورات العراقية الاخيرة على القلق جديا، ليس فقط على بلاد الرافدين ومصيرها سياسيا وامنيا، بل على مصير كل دولة فيها حلفاء لايران وأذرع عسكرية تابعة لها، لناحية قدرة مواطنيها على تقرير نمط حياتهم بأنفسهم ورسم معالم المستقبل الذي يريدون، والبلد الذي يطمحون للعيش فيه. فبحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، أثبتت الحوادث العراقية المتوالية فصولا منذ الانتخابات النيابية التي شهدتها البلاد الشهر الماضي، ان لا مكان للديموقراطية في قاموس “الممانعين”، وانهم يرفضون سماع صوت الناس او احترام كلمتهم وخياراتهم ان لم تكن مؤيدة لهم. ذلك ان منذ لحظة اعلان النتائج التي أظهرت تقدما للتيار الصدري الرافض اي تدخل اجنبي في الشؤون العراقية، وتراجعا كبيرا لخط داعمي طهران في العراق، توعد هؤلاء بالطعن مشككين في الاستحقاق ونتائجه ونزاهته… وبعد ان أكدت اعادة فرز الاصوات على الارقام الاساسية، حركت ايران الخطة ب ، فنزل مناصروها الى شوارع بغداد ومحيط المنطقة الخضراء في تظاهرات احتجاجية لم تخل من العنف والمواجهات مع القوى الامنية. وشارك عدد من قادة الميليشيات الموالية لإيران، بينها حزب الله وبدر والنجباء والعصائب، في تلك الاحتجاجات التي أدت إلى سقوط قتيل من بين المتظاهرين، وإصابة العشرات أغلبهم من القوى الأمنية.

وبما ان هذه الفوضى بدت غير كافية لاسقاط نتائج الانتخابات، وساعات بعيد توعد قيس الخزعلي، زعيم عصائب أهل الحق، رئيسَ الوزراء مصطفى الكاظمي “بالرد”، بعد طرد أنصاره من المنطقة الخضراء، تعرّض مقر إقامة الاخير فجر الأحد لاستهداف بواسطة طائرة مسيرة مفخخة، ما أدى إلى وقوع أضرار مادية، وإصابة عناصر من فريق حمايته. واكد رئيس الوزراء الذي نقل الى المستشفى اثر اصابته بجروح طفيفة، عبر تويتر أن “صواريخ الغدر والمسيرات لن تثبط عزيمة العراقيين، ولن تهزّ إصرار القوات الأمنية على حفظ أمن الناس وإحقاق الحق ووضع القانون في نصابه”.

في لبنان، الشبيه كثيرا بالعراق من حيث الوضعية الاستراتيجية والتوازنات المحلية، سبق لحزب الله ان فرض عبر عراضة بالقمصان السود، انقلابا على نتائج الانتخابات عام ٢٠٠٩ فنقل الاكثرية من فريق ١٤ الى ٨ آذار بعد ان قررت المختارة التي فهمت رسالة الضاحية جيدا، تبدية الاستقرار على اي امر آخر. فما الذي يضمن الا يُكرّر الحزب التجربة ذاتها في الانتخابات المقبلة؟ هو سيستخدم قبلها كلَ فائض قوته ، في مناطق نفوذه وخارجها، ليعزز فرص فوز فريقه، لكن إن لم ينتصر ، فإن بيروت ستكون على الارجح امام سيناريو شبيه بذلك الذي يدور اليوم في بغداد… هذا اذا حصلت الانتخابات ولم يفضّل الحزبُ تطييرها بحدث امني ما مثلا.. هذه التطورات، من بغداد الى بيروت مرورا بصنعاء، تؤكد ان لا انقاذ او خلاص لهذه الدول الا بتخليصها من الميليشيات المسلحة وتحويلها الى احزاب سياسية مجرّدة من السلاح شأنها شأن كل الاحزاب الطبيعية الاخرى.. فهل يمكن ان يتحقّق ذلك يوما ما؟!

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 8 تشرين الثاني 2021

صحيفة البناء/08 تشرين الثاني/2021  

ـ خفايا

تؤكد معلومات إحدى السفارات الغربية أن فرضية عدم إجراء الانتخابات النيابية في موعدها لا تزال قائمة وأن ‏استهلاك مهل الطعون والبت بها يزيد هذا الاحتمال، وأنه عندما يفتح الباب لتمديد ولاية مجلس النواب تقنياً لشهور ‏يكون قد فتح الباب لتمديد سياسي أطول.

ـ كواليس

تدور الأسئلة حول مستقبل العراق من الزاوية الأمنية على خلفية أحداث اليومين الأخيرين سواء مقتل المتظاهرين ‏أو استهداف منزل رئيس الحكومة، ويقول مرجع أمني إن قضية الحدود السورية- العراقية هي العامل المحرك لكل ‏هذه الأحداث وصولاً لفرضية الفوضى.

صحيفة الجمهورية

ـ نقل عائدون من دولة كبرى أنهم سمعوا من مسؤولين كبار كلاماً يثير الشكوك حول نجاعة العقوبات التي تفرض ‏بين حين وآخر.

ـ وصف صمت مرجع رسمي بأنه موقف بالغ الأهمية بانتظار أن تظهر أهمية الصمت وسط تعدّد الأخطاء.

ـ أجرى أحد السفراء الذي ترك بيروت سلسلة إتصالات مع أصدقائه مستكشفاً خلفيات بعض المواقف وما يمكن ‏أن تؤدي اليه.

صحيفة اللواء

ـ أبدت عاصمة دولة أوروبية معنية بالوضع اللبناني استياءها من التطورات الأخيرة في لبنان وأدت إلى تعطيل ‏جلسات الحكومة وتأخير التفاوض مع صندوق النقد الدولي ومشاريع إصلاحية حيوية أخرى!

ـ تساءل خبير دستوري مخضرم عن نتائج الطعن بتعديلات قانون الإنتخابات أمام المجلس الدستوري غير تأخير ‏حسم الجدل بين المؤيدين والمعارضين لهذه التعديلات، وصولاً إلى تبرير تأجيلها إلى ما بعد الإستحقاق الرئاسي!

ـ فوجئ نائب بيروتي برفض رئيس بلدية بيروت إنارة كورنيش المزرعة ومحيطه في الطريق الجديدة وشوارع ‏أخرى بالطاقة الشمسية كهبة من إحدى مؤسسات النائب المعني، وذلك دون إبداء أسباب مقنعة!

صحيفة النهار

ـ تجنب رئيس حزب الرد على سؤال حول الانتخابات النيابية، على خلفية أنه يرى صعوبة إجرائها في موعدها ‏لأكثر من اعتبار ومعطى داخلي وخارجي.

ـ أفيد أن مرجعية روحية والمحيطين بها، استشفّوا صعوبة جمع قيادات ورؤساء أحزاب الطائفة في خضم الأزمة ‏الخليجية وتنامي الإنقسام في ما بينهم، والأهم الحسابات الانتخابية لكل طرف.

- تسري شائعات كثيرة في أوساط اللبنانيين في دول الخليج ترفع منسوب الخوف لديهم على المستقبل رغم تطمينات أعطيت لأكثر من مسؤول سياسي وروحي محلي وأجنبي بالمحافظة على اللبنانيين العاملين في تلك الدول .

صحيفة نداء الوطن

ـ يُحكى أنه تم عقد لقاءات بين أعضاء إحدى الكتل النيابية وأعضاء في المجلس الدستوري لمناقشة وتحضير ‏استدعاء الطعن الذي ستتقدم به هذه الكتلة بالقانون النافذ حكماً رقم 8 الصادر بتاريخ 2021/11/3 المتعلق بتعديل ‏قانون الانتخابات النيابية رقم 144/2017 حيث تم الاتفاق على أسباب الطعن وحيثيات قرار وقف التنفيذ المطلوب ‏إصداره.

ـ قدّر مصدر إداري الاراضي الاميرية والمشاعية غير الممسوحة التي تم تحويلها من املاك الدولة العمومية الى ‏ملكية البلديات بأكثر من عشرين الف دونم، حيث يتم تنظيم علم وخبر من قبل المخاتير بناء على تنازلات صورية ‏لصالح البلديات والتي تقوم بدورها بتخصيصها لصالح جمعيات وشركات عقارية وأفراد.

ـ طلبت السفارة الالمانية من مرجع قضائي إيداعها نتائج التحقيقات الجارية حول ملفات تبييض وتهريب أموال ‏الى الخارج بناء على مستندات أودعتها الجهات الالمانية لهذا المرجع.

 صحيفة الأنباء

*قرار بلا تأثير

قرار اتخذ مؤخرا على خط قضية وطنية اساسية لا يحمل أي شرعية ولن يؤثر على مسار العمل القائم.

*لا انفراجات

سلسلة مواقف صادرة عن فريق سياسي محدد جاءت لتؤكد استمرار الأزمة السياسية القائمة وأن لا انفراجات قريبة.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 8/11/2021

وطنية/08 تشرين الثاني/2021  

*مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

أرادت الجامعة العربية الوقوف الى جانب  لبنان للتاكيد على انه  محتضن عربيا  رغم الازمة القائمة بينه وبين المملكة العربية السعودية تحديدا وعدد من دول الخليج  وبناءا عليه كانت زيارة مساعد الامين العام للجامعة السفير حسام زكي الذي تحدث عن ثقب في الجدار يمكننا العبور منه لكن المسالة ليست بسيطة  فهل تكون الزيارة بارقة أمل ما  وهل بالامكان إعادة تصويب البوصلة لحل الإشكالية التي طرأت كل الاسئلة مشروعة والجواب واحد  وهو ضرورة اعادة وصل ما انقطع.

السفير زكي الذي جال على الرؤساء عون وبري وميقاتي ووزير الخارجية  اكد ان كل جهد عربي يساهم في حل الأزمة نرحب به ، وهو سمع  عن الحرص الموجود على صعيد البلد حول إقامة علاقات ايجابية مع المحيط العربي وتعويل على الحس الوطني للوزير جورج قرداحي  وقال سنقيم الموقف عقب العودة الى القاهرة وسنقرر حينها الخطوة المقبلة.

وهنا كان تأكيد  من رئيس الجمهورية   العماد ميشال عون على ان لبنان لن يتردد في اتخاذ اي موقف  يساعد في تهيئة الاجواء لمصارحة تأخذ في الاعتبار  السيادة الوطنية والحرص المتبادل على مأسسة العلاقات مشددا على الفصل بين مواقف الدولة اللبنانية  وما يصدر عن أفراد أو جماعات خصوصا اذا ما كانوا خارج مواقع المسؤولية..

إقتصاديا ومن خلال بانوراما كاملة اكد رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي من المجلس الاقتصادي والاجتماعي في لقاء تشاوري تشاركي مع ممثلي قوى الانتاج الى أننا وصلنا إلى مرحلة متقدمة مع صندوق النقد الدولي وأن المصرف المركزي يتعاون بشكل كامل الآن مع  شركة LAZARD  وشدد على أن لا أحد يستطيع منع اجراء الانتخابات النيابية..

انتخابيا أعرب وزير الداخلية  القاضي  بسام المولوي  خلال منتدى الانتخابات  عن تصميمه واصراره مع الحكومة ورئيسها، على إنجاح العملية الإنتخابية واوضح  أن لبنان يرفض الا أن يكون بحضن أشقائه بحكم التاريخ وروابط الدم، ولبنان لن يضل الطريق وسيبقى ملتقى العرب ويحرص على أمنهم وأمانهم، ولبنان أقوى من كل شي يرسم له، ولا يحتمل مغامرات بعيدة، ولن تكون خياراته رمادية.

أما قضائيا فاجتماع  مطول لمجلس القضاء الاعلى  وشكاوى جديدة ضد  القاضيين البيطار ومزهر وأهالي شهداء فوج الإطفاء يرفعون الصوت التدخل في عمل القضاء والمساومة على دم الشهداء مرفوضان..

المشهد الداخلي اللبناني  واكبه مشهد خارجي أخر وذلك على وقع ارتدادات  تعثر التفاوض النووي الايراني مع القوى العظمى حتى الساعة رغم اعلان مصادر دبلوماسية أن كبير المفاوضين الإيرانيين يلتقي مسؤولين فرنسيين الثلاثاء لبحث الملف  واشارة وزير الخارجية الاميركية انطوني بلينكن  الى أن حصول إيران على سلاح نووي سيزعزع الاستقرار في المنطقة.

*مقدمة نشرة اخبار  "تلفزيون nbn"

ليس القانون هو ما يخشى بل اداء القاضي لاسيما اذا ما كان قاضي القضاة يـفصل الاحكام غب الطلب على قياسات سياسية لقاض لا يرد  ويهندس له الغرف وفق حسابات طائفية ويوزع لمصلحته المهام بمعيار الإستنسابية

ولكن واقع الحال ان فساد القضاء يفضي إلى نهاية ما تبقى من هيكل الدولة.

فالعهد السياسي الفاسد يبحث عن بعض من قضاء فاسد مثله كي يغطي على فساده ويبرئ ساحته ويخلي طرفه من أي تهمة ثم بكل وقاحة يهجم على خصومه في السياسة عبر رفع عنوان تحقيق العدالة والقضاء المستقل،

هكذا هو المشهد في الهجمة المنظمة التي يديرها قائد اوركسترا الغرفة السوداء في بعبدا على عضو مجلس القضاء الأعلى القاضي حبيب مزهر لمجرد أنه مس بالذات (البيطارية) وكف يد هذا البيطار عن ملف أغرقه في الإستنسابية والتسييس.. فيما المطلوب هو الحقيقة فقط لا غير،

بالفعل كاد المريب ان يقول خذوني وما أضمر سليم شيئا إلا وظهر في فلتات لسانه فهو نفسه من أوعز لكورس غرفته لكي يردد ببغائيا ان قرار القاضي مزهر منعدم الوجود بالمفهوم القانوني اوNULL....

ولعله نسي انه استخدم المصطلح نفسه قبل ساعات في بيان تيار ولي نعمته عندما لوح بالطعن بقانون الإنتخاب أمام المجلس الدستوري فوقع متلبسا بجرمه.

ولأن الرأي العام هو القادر وحده على التمييز نضع هذا الحكم المبرم في عهدته معللا بالأسباب الموجبة في الشكل والمضمون وهي:.

خلافا للقانون يمنع الادعاء على قضاة مشتبه فيهم من قبل القاضي طارق البيطار.

خلافا للقانون ترفض طلبات رد البيطار.

خلافا للقانون يمنع التحقيق في دعوى جرم تزوير منسوب للبيطار.

وخلافا للقانون ايضا وهنا الفضيحة يتدخل قاضي القضاة لمنع قاض آخر من استكمال النظر في طلب رد البيطار.

يا قاضي القضاة... لا يمنعك قضاء قضيته اليوم... فراجعت فيه عقلك وهديت لرشدك وابتعدت عن السياسة واجتنبت الطائفية أن ترجع إلى الحق فإن الحق قديم مستقيم ومراجعة الحق خير من التمادي في الباطل...فهل من يسمع ويعقل؟

*مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون أم تي في"

زيارة الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي جيدة في الشكل، ومحدودة التأثير في المضمون. في الشكل اولا، اثبتت الزيارة ان جامعة الدول العربية لم تسقط لبنان من حساباتها، وانها لا تزال حريصة على علاقاته العربية. اما في المضمون فلا شيء عمليا تحقق. اذ فهم من كلام زكي في الاجتماعات المغلقة ان السعودية لن تستجيب لاي مسعى قبل استقالة الوزير جورج قرداحي، وان المملكة تعتبر اقالة قرداحي او استقالته مدخلا للحل. لكن المدخل المطلوب سعوديا مسدود لبنانيا. فرئيسا الجمهورية والحكومة غير قادرين على  اقناع قرداحي بالاستقالة. و مجلس الوزراء عاجز عن اقالة وزير الاعلام، وحزب الله يعتبر قرداحي خطا احر، ما يعني ان الازمة مستمرة ،بل مرشحة للتفاقم . فهل يدفع اللبنانيون الموجودون في السعودية ثمن تعنت حزب الله وعجز المسؤولين اللبنانيين عن اتخاذ قرار جريء يحمي   مصالح لبنان واللبنانيين الموجودين في الخليج؟

قضائيا محامو الدفاع عن الوزراء والنواب المدعى عليهم  وسعوا بيكار دعاويهم ضد القضاة. وهم بعدما فشلوا في رد البيطار، ركزوا جهودهم على الادعاء على القضاة الذين  حكموا لمصلحة البيطار ضدهم. في المقابل،  الانتهاك القانوني الفاضح الذي ارتكبه القاضي حبيب مزهر  والمتمثل في كف يد البيطار كانت له ترددات في العدلية عبر شكويين رفعتا ضد مزهر امام هيئة التفتيش القضائي ومجلس القضاء الاعلى. في السياق عينه برز معطى جديد تمثل في رفض المدير العام لقوى الامن الداخلي عماد عثمان تعميم مذكرة التوقيف الغيابية الصادرة بحق الوزير السابق علي حسن خليل، ما يثبت ان المنظومة المتحكمة بلبنان متكاملة وتحمي نفسها بنفسها.  ولأن مصادر الفساد متداخلة متشابكة،  فان التعيير الحقيقي  لن يبدأ الا بمجلس النوب. لذلك ايها اللبنانيون اذهبوا بكثافة الى صناديق الاقتراع وانتخبوا للتغيير الحقيقي  واوعا  تنتخبون هني ذاتن

*مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

أمس يعلن رئيس الحكومة العراقي مصطفى الكاظمي "أننا نعرف من يقف وراء عملية الإغتيال"...

اليوم يعلن مسؤولان أمنيان عراقيان أن كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق نفذتا العملية جنبا إلى جنب.

ويضيف المسؤولان: الطائرات المسيرة والمتفجرات المستخدمة في الهجوم، إيرانية الصنع. كلام المسؤولين الأمنيين العراقيين قطع الشك باليقين: إيران، عبر أدواتها في العراق، وراء محاولة اغتيال رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، بعد تأكيد فوز التيار الصدري بأكثرية المقاعد في الإنتخابات النيابية.

بالإنتقال إلى لبنان، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي تحدث عن ثقب في جدار الأزمة مع الخليج، فيما نقل عنه أن استقالة وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي "كان يمكن أن تنزع فتيل الأزمة من البداية" بين بيروت ودول الخليج العربية.

داخليا، نفحة إيجابية يغدقها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على مواقفه، فمن المجلس الاقتصادي الاجتماعي يسجل تفاؤلين، نقدي وانتخابي.

في موضوع النقد أنه "للمرة الأولى قدمنا أرقاما موحدة لصندوق النقد والمفاوضات تسير في الاتجاه الصحيح وقريبا سيكون لنا ورقة تفاهم معه".

وفي موضوع الانتخابات، يقول الرئيس ميقاتي: "لا أحد قادر أن يمنع إجراء الانتخابات. بإذن الله. ستجرى الانتخابات حتما قبل تاريخ انتهاء المجلس في أيار المقبل"

قضائيا، أصدر القاضي نسيب إيليا قرارا قضى بتكليف القاضي مزهر رفع يده عن النظر في طلب رد القاضي بيطار، مع العلم ان القاضي مزهر كان قد تفرد ودون انتداب بالتدخل  في ملف رد القاضي بيطار،  واصدر قرارا فاقدا الشرعية، وهذا القرار هو موضوع بحث مجلس القضاء الاعلى في اجتماعه المطول اليوم، إثر عدة شكاوى امامه بحق  مزهر العضو الجديد فيه، وينتظر المراقبون ولاسيما القضاة ماذا سيكون عليه قرار مجلس القضاء لمعرفة مدى تأثير السياسة على قراراته.

*مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

ما يسمعه اللبنانيون يوميا من على المنصات السياسية والاعلامية السعودية، نقل بعضه اليوم مساعد الامين العام للجامعة العربية الى الجلسات الرسمية اللبنانية.

وما سمعه السعوديون من منابر السيادة في بيروت كرره المسؤولون للضيف العربي من ان لبنان يريد افضل العلاقات الاخوية، لكن الصحيحة مع جميع الدول العربية بما فيها السعودية.

وان كان اللبنانيون يتمنون للجامعة العربية ان تكون مبادرة لحل الازمة التي اختلقتها الرياض، الا انها اختارت ان تكون مرسالا سعوديا للتلويح بالويل والثبور ان لم يبادر اللبنانيون لحل الازمة.

زيارة عنوانها ضرورة استقالة وزير الاعلام جورج قرداحي، فهل تراجع السعودي المأزوم بفعلته الى هذا المطلب؟ بعد ان كان اعلن عبر وزير خارجيته ان الازمة مع لبنان أكبر من تصريح الوزير قرداحي؟ ام ان الجامعة العربية هي من بادرت مضطرة للتحرك قبل ان تطالها العقوبات السعودية ؟

وفي تعقيب على الزيارة قالت المصادر المتابعة ان السفير حسام زكي لم يعط اللبنانيين اي ضمانات من ان استقالة الوزير قرداحي ستحل الازمة، لكنها مطلب ضروري للبدء باي مقترح حل كما قال.

فما عسى اللبنانيون أن يقولوا عن معركة دونكشوتية قررت الرياض افتعالها وتضخيمها وتفرض على اللبنانيين المبادرة لحلها؟

محليا معارك اللبنانيين اليومية على حالها، من الكهرباء الى اعالي القضاء، فالدولة مستسلمة امام اصحاب الموتيرات – المملكة المتنامية على انقاض الدولة، والوزير عاجز من اختراق قرارات المحتكرين حتى بلغة التودد والمونة عليهم.

اما رئيس الحكومة الذي وعد اللبنانيين مبدئيا بخمس عشرة ساعة كهرباء يوميا على طريق التغذية على مدار الساعة، أكد لهم ان الانتخابات النيابية في موعدها، وان حكومته ستدعو الهيئات الناخبة الى السابع والعشرين من آذار. وفي دعوة ميقاتي الحكومة للعمل، اجابة على المتسائلين عن عمر الحكومة، فبحسب كلام ووعود رئيسها يبدو انه طويل.

اما اطول الاحجيات اللبنانية فهو تعاطي البعض مع القضاء، الذين يمجدونه صباحا ويجرمونه مساء، ويدعون الى عدم التدخل بعمله ويدخلون في تفاصيل ادائه، ويقسمونه مللا وفئات سياسية بلغة طالما اعابوها على غيرهم.

*مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

على المستوى القضائي المرتبط بملف انفجار المرفأ، الدوران مستمر في الحلقة المفرغة، التي ضاع معها الناس في المتاهات القانونية، والتي تهدف على ما يبدو الى تمييع القضية وحماية المرتكبين، في وقت جدد اهالي شهداء فوج الإطفاء التأكيد بأن التدخل في عمل القضاء أمر مرفوض، كما ان المساومة على دم الشهداء لن تكون مقبولة، من اي جهة أتت.

أما على المستوى الديبلوماسي المتعلق بالأزمة المستجدة مع السعودية ودول الخليج، فشكلت جولة الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي مناسبة لاستطلاع إمكانات الخرق، حيث أبلغه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان لبنان حريص على إقامة افضل العلاقات واطيبها مع الدول العربية الشقيقة، لا سيما منها المملكة العربية السعودية ودول الخليج، وأنه لم يترك مناسبة الا وعبر عن هذا الحرص، لافتا الى ضرورة الفصل بين مواقف الدولة اللبنانية وبين ما يمكن ان يصدر عن افراد او جماعات، خصوصا اذا ما كانوا خارج مواقع المسؤولية، آخذين في الاعتبار مقتضيات النظام الديموقراطي الذي اختاره اللبنانيون والذي يضمن حرية الرأي والفكر ضمن ضوابط القانون.

واكد الرئيس عون للسفير زكي وجوب معالجة ما حدث مؤخرا بين لبنان والسعودية، من خلال حوار صادق مبني على أسس الاخوة العربية والتعاون والتنسيق بين مؤسسات الدولتين الشقيقتين، نظرا لما يجمعهما من علاقات تاريخية كانت دائما وستبقى لمصلحة الشعبين. ورحب رئيس الجمهورية بأي مسعى تقوم به جامعة الدول العربية لاعادة العلاقات الأخوية بين البلدين الى سابق عهدها لا سيما وان لبنان لا يكن للمملكة الا الخير والتقدم والازدهار، معتبرا ان المصارحة في مثل هذه الأوضاع هي عامل أساسي لتقريب وجهات النظر ورأب أي صدع، ولن يتردد لبنان في اتخاذ أي موقف يساعد في تهيئة الأجواء لمثل هذه المصارحة التي تأخذ في الاعتبار السيادة الوطنية والحرص المتبادل على مأسسة العلاقات بين الدولتين الشقيقتين لضمان ديمومتها وعدم تأثرها بأي احداث فردية وعابرة.

وفي انتظار خارطة الطريق التي طرحها ديبلوماسيا، رسم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي خارطة طريق اقتصادية ومالية هذه المرة، متحدثا بدعوة من المجلس الاقتصادي والاجتماعي عن اولويات المرحلة المقبلة. ميقاتي كشف عن خطوات متقدمة مع صندوق النقد الدولي، حيث قدم لبنان للمرة الأولى ارقاما موحدة، آملا في ابرام مذكرة تفاهم مع الصندوق في وقت قريب جدا. كما كشف ميقاتي أن مصرف لبنان يتعاون مع شركة لازار ويزودها بالأرقام المطلوبة، آملا في أن يتسلم لبنان من الشركة خطتها المقترحة للتعافي المالي خلال الشهر الحالي. ولفت رئيس الحكومة إلى أن إعداد موازنة العام 2022 أمر أساسي ومطلوب من صندوق النقد، معلنا أن مشروع الموازنة بات شبه جاهز، ليكون منجزا بالكامل في الموعد المحدد.

وعلى الخط الاجتماعي، اشار ميقاتي الى ان البحث يتناول حاليا ما يمكن توفيره لمواجهة الوضع الضاغط، عبر رفع معين لبدل النقل والاجور، مؤكدا أن الدراسات في هذا الصدد باتت جاهزة وسيواكبها بحث في الايرادات، إذ كيف يمكن مثلا ان يبقى الدولار الجمركي على سعر 1500 ليرة، وفي اول جلسة لمجلس الوزراء سنقر هذا الملف، شدد رئيس الحكومة.

*مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

إنجاز الابرز جاء برفع العلم على سارية صخرة الروشة بعد أن مزقته عوامل الطبيعة فماذا عن عوامل السياسة و"عمايلها" في بلد أصبح ممزقا بين حكومة عاطلة من العمل وزراؤها  "واقفين على إجر ونص"  وقضاء مكفوف اليدين. وإذا كان لبنان على مر تاريخه السياسي ملعبا للكبار ومقرا لتبييض المواقف وغسيل القرارات الإقليمية فإنه في هذه الأيام يرقص على رؤوس الأفاعي ويسير كلاعب السيرك على حبل مشدود الطرفين ولا من يدري لمن ستكون الغلبة في لعبة شد الحبال.

على مسافة أزمة دخلت أسبوعها الثاني بين لبنان " من المحيط الى الخليج "  حركت الجامعة العربية حسامها في جولة رفع العتب وجاءنا أمينها العام المساعد "سواح وماشي في البلاد "  مستمزجا آراء المسؤولين بين المقار الرسمية من دون إذن عبور خليجي".

 فحسام زكي  لم يأت مكلفا من المصدر بل من جامعة عربية مستقيلة من اسمها صال وجال في أرض بور تنقيبا عن سبل لحل الأزمة اللبنانية السعودية وغادر خالي الوفاض  بلا تفويض من الرياض .

 في بعبدا سمع  زكي حرص لبنان على أفضل علاقة بالدول العربية والخليجية وتحديدا المملكة السعودية السرايا علقت الآمال على دور الجامعة في تقريب وجهات النظر وإزالة الخلافات والتباينات أما في عين التينة فأكد الزائر العربي أن وجود اللبنانيين على أراضي الدول المقاطعة غير مهدد ولن يرحلوا لا بالتلميح ولا بالتصريح بحسب ما أشاعت مواقع صحافية.

وفي تصريحاته الرسمية نفى الموفد العربي الكلام عن عرض قدمه بإقالة وزير الإعلام جورج قرداحي كعربون لحل الأزمة.

غادر الوافد العربي ليختلي بنفسه ويقيم موقفه وبقيت الأزمة قائمة بين فريق يجد في استقالة قرداحي مخرجا وآخر يجد أن هذا المخرج يفتح أبوابا أخرى على مزيد من التنازلات . وما زاد في الطين بلة إعلان الكويت توقيف خلية تابعة لحزب الله متهمة بتمويل الحزب وتحويلها أموالا طائلة إليه وبحسب ما أفادت به جريدة القبس الكويتية فإن القضية بدأت بأربعة متهمين أحدهم شقيق نائب سابق  وهناك أوامر ضبط وإحضار بحق آخرين في الساعات المقبلة لكن الموقوفين نفوا التهم الموجهة إليهم وقالوا إنهم يعملون في جمعية خيرية منذ ثلاثين عاما.     

 لكن اللافت في الخبر إشارة القبس إلى وجود تقارير امنية وصلت الى وزارة الداخلية الكويتية من دولة شقيقة

وإذا كانت دولة الكويت قد " استعانت بصديق " لضبط الخلية  فإن خلايا  لبنان النائمة يوقظ بعضها بعضا في بلد منقسم عموديا في السياسة كما في القضاء إذ افتتح كل فريق فرعا له في العدلية وبات لكل جبهة غرفتها وقضاتها وصار من في الدولة يدعي على الدولة ويخاصمها واليوم بلغ سيل الدعاوى ثلاث ضد القاضي حبيب مزهر واثنتان ضد القاضي طارق البيطار ، وفي معلومات الجديد أن اجتماع مجلس القضاء الأعلى على قضية مزهر شهد انقساما حادا بين الأعضاء القضاة مالت الكفة فيه لمصلحة من رأى أن طلب مزهر ملف تحقيق المرفأ كاملا من بيطار هو طلب قانوني إذ لا سرية بين القضاء التداول في مواد الدستور واللعب على فقرات القانون استمر من الساعة الثانية والنصف حتى السادسة مساء "A la chandelle" في مجلس القضاء الأعلى  ولأن الكهرباء كانت مقطوعة خرج المجتمعون في ضوء شمعة لم تلعن ظلام القاضي مزهر .

لكن القاضي طارق بيطار ماض في ملفه وهو تلقى اليوم جرعة دعم إضافية من أهالي شهداء فوج الإطفاء الذي طالبوا السياسيين ومعهم رجال الدين بكف أيديهم عن التحقيق وعدم التدخل في القضاء وهم ينتظرون بت قضية مزهر ليبنوا على تحركهم المقتضى برفع الدعاوى لتنحيته تزامن ذلك مع دخول المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان على خط الاجتهاد الدستوري برفضه تنفيذ مذكرات التوقيف الصادرة من القاضي عماد قبلان بحق النائب علي حسن خليل المدعى عليه بتفجير المرفأ وبحسب القانون لا صلاحية لقوى الامن الداخلي في مناقشة القرارات القضائية  أو استيضاحها بل اللهم التنفيذ بلا اعتراض.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

خشية من عودة الاغتيالات في لبنان!

الجمهورية/08 تشرين الثاني/2021

التصعيد السياسي هو عنوان المرحلة في المنطقة لا في لبنان فقط، وخطورة هذا التصعيد انّه انتقل من السياسي إلى الأمني في العراق، مع محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، والخشية من عودة الاغتيالات في لبنان. والربط بين بغداد وبيروت لا يقتصر على الجانب الأمني، إنما أيضاً لجهة الانتخابات النيابية التي حصلت في العراق، وهناك من يسعى إلى منع ترجمة نتائجها على أرض الواقع، ودخول لبنان في مدار الانتخابات النيابية التي ستحصل بعد أشهر من اليوم. وهذا التطور العراقي المستجد وإسقاطاته اللبنانية، لا يلغي الأزمة المستمرة مع الخليج، والأزمة المتصلة بالمحقِّق العدلي طارق البيطار، واستمرار الشلل الحكومي. وقد تلقّى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي جرعة دعم قوية من المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى برئاسة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، داعياً «الأفرقاء كافة على الساحة اللبنانية إلى التعاون معه للخروج من المأزق الذي يعيشه لبنان في علاقاته مع أشقائه العرب، وبخاصة المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي»، كذلك تلقّى جرعة من العيار نفسه من رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، الذي شارك في اجتماع المجلس الشرعي، وأكّد انّ «الوقت غير مناسب الآن للمطالبة باستقالة رئيس الحكومة لعدم إفراغ الساحة أمام «حزب الله» وحلفائه». وهذه المواقف أتت بعد ان كان ميقاتي حدّد خريطة طريق للخروج من هذه الأزمة، تبدأ من استقالة قرداحي، وتفصل بين عمل مجلس الوزراء وعمل القضاء. على انّ ما تقدّم يعني انّ استقالة ميقاتي غير مطروحة بالحدّ الأدنى في الوقت الحاضر، ولكنه لن يكون في وارد العودة إلى اجتماعات الحكومة ما لم تُحل مسألة قرداحي في ظل رفض «حزب الله» استقالته، وهذا يعني انّ إحياء العمل الحكومي بات يستدعي معالجة مسألتي قرداحي والبيطار، وإلّا فإنّ الشلل سيتواصل فصولاً، وهو مفتوح على تصعيد سياسي. وعلى رغم المعلومات والكلام المتداول عن حلول يُعمل على إنضاجها لحلّ مسألتي قرداحي والبيطار دفعة واحدة، ولكن لا شيء مضموناً حتى الساعة، والمحاولات مفتوحة على النجاح والفشل في آن معاً، إلّا انّ اهتزاز الحكومة فور انطلاقتها انعكس على اندفاعتها، خصوصاً لجهة الصدمة الإيجابية التي انتفت مع الأزمات الأخيرة، ولا يُعرف بعد ما إذا كانت ستتمكن من إدارة مفاوضات ناجحة مع صندوق النقد الدولي، تعيد وضع لبنان على طريق الخروج من أزمته المالية. والوظيفة الثانية للحكومة بعد صندوق النقد، هي إجراء الانتخابات النيابية التي لم يعد مصيرها معروفاً، ليس بسبب ما حصل في العراق، وإنما مصير المِهل ودعوة الهيئات الناخبة في حال قبل المجلس الدستوري الطعن الذي سيتقدّم به تكتل «لبنان القوي»، والذي يعني العودة بالقانون إلى صيغته الأصلية، إن بالنسبة لاقتراع المغتربين وحصر تمثيلهم بـ6 مقاعد من دون منحهم الحق بالمشاركة في انتخاب 128 نائباً، او لجهة موعد الانتخابات، فيرحّل من 27 آذار إلى منتصف أيار المقبلين. وفي خلاصة الصورة، فإنّ كل المشهد السياسي يسوده الإرباك الشديد، من الأزمات المفتوحة على التأزُّم لا الحلول، إلى الشلل الحكومي المفتوح على الاعتكاف، وصولاً إلى الثابت الوحيد في المشهد وهو الوضع المالي الذي يواصل تدهوره.

 

عون وميقاتي يصرّان على استقالة قرداحي!

الجمهورية/08 تشرين الثاني/2021

تستمر الأزمة السياسية والديبلوماسية بين لبنان والمملكة العربية السعودية ومعظم دول الخليج في التفاعل، في غياب أي حلّ وسط، فيما الرهان على عامل الوقت علّه يبدل المواقف ويهدئ النفوس، بما يؤدي الى احتواء الأزمة. وفيما تنطلق مواقف تدعو الرياض الى التهدئة وإعادة النظر في إجراءاتها المتخذة ضدّ لبنان، تستمر الاتصالات داخلياً لبلورة مخرج من شأنه ان يقنع القيادة السعودية ومعها دول الخليج، بتغيير موقفها إيجاباً. وهذا المخرج يصرّ عليه المسؤولون الكبار، ولا سيما منهم رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي اللذان، حسب معلومات لـ”الجمهورية”، يصرّان على استقالة وزير الاعلام جورج قرداحي، لاقتناعهما بأنّها تفتح باب الحل مع الجانب السعودي والخليجي. وقالت مصادر حكومية لـ”الجمهورية”، انّ عون وميقاتي «متوافقان على وجوب استقالة قرداحي، وانّهما يستغربان عدم تجاوبه مع دعوتهما اليه لتحكيم ضميره وحسّه الوطني بالاستقالة، بما يتيح معالجة الأزمة مع السعودية التي بنت ما اتخذته من إجراءات ضدّ لبنان على مواقف اتخذها قبل توزيره، ثم في الإيضاحات التي قدّمها إثر نشوء الازمة». ورجحت المصادر ان يكون عدم تجاوب قرداحي مردّه لخضوعه الى مجموعة من المؤثرات والقناعات والعوامل التي تتصل بمستقبله السياسي وبمصالح بعض القوى المؤيّدة له في موقفه والقوى التي يتلاقى معها سياسياً.

 

الثنائي الشيعي”: مؤشرات استبعاد البيطار استوت!

العرب اللندنية/08 تشرين الثاني/2021

كشفت مصادر سياسية لبنانية مقربة من الثنائي الشيعي حزب الله – حركة أمل عن أن مؤشرات استبعاد المحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت طارق بيطار استوت، وهو المدخل لاستئناف الحكومة اللبنانية عملها وتجاوز أزمة الشلل الحكومي. ويرى مراقبون أن نجاح الثنائي الشيعي في فرض أجندته على رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، يسلط الضوء على النفوذ الكبير لجماعة حزب الله الشيعية المدعومة من إيران، والتي دعت إلى تغيير بيطار واتهمته بإجراء تحقيق مسيّس يستهدف أشخاصا بعينهم. واستبعدت مصادر لبنانية استقالة ميقاتي بسبب الفيتو الأجنبي على استقالته، وهو ما لم يترك لميقاتي سوى الاستجابة لمطالب الثنائي الشيعي. وتتساءل أوساط سياسية لبنانية عن سبب التهجم على المحقق في حادثة بيروت، رغم أنه لم يوجه اتهامات لأي طرف سياسي بالمسؤولية عن الحادثة بما في ذلك حزب الله.

 

حزب الله يستغلّ زلة قرداحي… لمنع التوجّه العربي والسيادي؟

عمر حبنجر/لأنباء الكويتية/08 تشرين الثاني/2021

الحالة الحكومية، على حالها، وربما نحو الأسوأ مع اشتراط حزب الله عدم التعرض لوزير الاعلام جورج قرداحي، على خلفية تصريحاته المسيئة لدول الخليج، لرفع الحظر عن اجتماع مجلس الوزراء، فإذا بأوساط رؤساء الحكومات السابقين تضع شرطا ضمنيا مضادا وهو ألا جلسة لمجلس الوزراء الا اذا كان على رأس جدول أعمالها الإطاحة بقرداحي. وفي هذا السياق، لاحظت المصادر المتابعة أن الدعوات الفرنسية او الأميركية لم تلق الآذان المصغية، خصوصا ما يتناول التهدئة المطلوبة مع الدول الخليجية، فيما يبدأ وفد من الجامعة العربية برئاسة نائب الأمين العام للجامعة حسام زكي زيارة لبيروت اليوم في مسعى جديد لمعالجة أزمة لبنان مع الدول العربية. المصادر المتابعة كشفت لـ«الأنباء» عن مساع تقوم بها قيادات عربية ملمة بحقيقة الأوضاع في لبنان، لتجاوز الأزمة القائمة، مع المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي. وترى هذه المصادر ان حزب الله استغل «زلة» الوزير قرداحي، مستندا إلى خطة إقليمية غير مؤاتية، بعدما بدأت الأرض تهتز تحت اقدامه في سورية والعراق محاولا منع التوجه الشعبي نحو السيادة والعروبة، بعيدا عن أوهام طهران الإمبراطورية، وعبر الحفاظ على عهد رئاسي مترنح، ومشغول بالبحث عن مستقبل لوريث لم يعد من امل له، بعد انهيار الجمهورية.

 

في لبنان كما العراق.. “القوة الناعمة” تُعاند النفوذ الإيراني!

صحيفة الراي الكويتية/08 تشرين الثاني/2021

لم يكن ممكناً في بيروت أمس الاكتفاءُ بعمليةِ «رصْدٍ عن بُعْدٍ» لمعاني وأبعاد محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، بعدما أثار هذا التطورُ خشيةً من أن يكون إيذاناً بدخولِ المنطقةِ منعطفاً أمنياً بالغ الخطورة على وقع ارتسام مسارٍ مُمَنْهَجٍ يُراد منه أن تتم العودة إلى طاولة المفاوضات حول النووي في 29 الجاري على «حبل مشدود» في كل ساحات النفوذ الإيراني. ومن هنا بدا الحدَث العراقي الأمنيّ حلقةً في سلسلةٍ من الاندفاعات، العسكرية في اليمن، والسياسية في لبنان الذي رُمي في فم أزمةٍ غير مسبوقة مع دول الخليج العربي على خلفية تصريحاتٍ لوزير الإعلام جورج قرادحي تم التعاطي معها خليجياً على أنها تعبير عن خياراتٍ عميقة وانعكاس لانحراف «بلاد الأرز» بعيداً عن الحضن العربي بقوةِ سيطرة «حزب الله» وتحكّمه بمفاصل القرار. وفيما كانت الأبواب موصدةً بالكامل أمام ولو «مخرج طوارىء» يوقف تَمَدُّد ما يشي بأن يتحوّل «نكبة» ديبلوماسية – سياسية للبنان في علاقاته مع دول «طوق النجاة» التي لم تشكّل يوماً إلا «شبكة الأمان» له في كل «الكوارث» التي عصفت به على مرّ العقود الماضية، لم يتوانَ خصوم «محور الممانعة» عن رسْم معادلة مخيفة قديمة – جديدة عنوانها «إذا أردتَ أن تعرف ماذا يجري في لبنان، عليك أن تعرف ماذا يجري في العراق»، وربما العكس صحيح أيضاً، معتبرة أن الرابط تكاد أن تختصره الانتخابات والاغتيالات. فمحاولة اغتيال الكاظمي ليل أول من أمس على وهج نتائج الانتخابات التي خسر فيها حلفاء إيران وأعلنوا رفْضهم لها ويندفعون لمحاولة «شطْبها» والارتداد عليها، أعادت إلى الذاكرة، بحسب هؤلاء، كيف شُطب الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط 2005 عشية انتخاباتٍ كانت نتيجتها المتوقَّعة خروج لبنان من قبضة التحالف السوري – الإيراني. وإذا كان الكاظمي نجا بأعجوبة من المسيَّرات المفخَّخة، فإن رئيس الحكومة اللبناني نجيب ميقاتي يبدو الآن في بيروت وكأنه في ما يشبه «الإقامة الجبرية»، ممنوعٌّ عليه جمْع حكومته بعدما شُلَّت بقرارٍ من الحليف الأقوى لإيران، أي «حزب الله» الذي أعلنها حرباً مزدوجة ضدّ التحقيق في انفجار مرفأ بيروت وكبير المحققين في الجريمة القاضي طارق بيطار، وضدّ «خريطة الطريق» التي وَضَعها ميقاتي لتفكيك الأزمة مع دول الخليج ولا سيما المملكة العربية السعودية ولإخراج «بلاد الأرز» من «ورطة» كبيرة مفتوحة على المزيد من الفصول التصاعدية بحال لم يبادر لبنان الرسمي للقيام بـ «الخطوة الأولى» عبر دفع قرداحي للاستقالة وكسْر الحلقة الجهنّمية التي باتت تربط إقالته «المحظورة» بتطيير الحكومة. وبدا من الواضح بحسب أوساط سياسية، أن السلوك التصعيدي لـ «حزب الله»، بالأصالة عن نفسه وبالنيابة عن حلفائه، سيُفْضي إلى تطيير الانتخابات النيابية في لبنان (ربيع 2022) التي من المرجّح أن تطيح نتائجُها بمكانة ذراعه المسيحية، أي «التيار الوطني الحر»، بعدما شكّل تحالفهما أداة الإمساك بالمفاصل الاستراتيجية للسلطة، وسط اقتناعٍ بأن طهران لن تسلّم بالحدّ من دورها الاقليمي و«إعادة إيران إلى إيران» بقوة صناديق الاقتراع في ساحاتِ سيطرتها المفترضة، أي عبر انتخاباتٍ باتت بمثابة «القوة الناعمة» التي يُراهَن عليها خارجياً لقطْع «قوس نفوذها» حتى المتوسط. وعلى وقع هذا المشهد البالغ التعقيد، يصل إلى بيروت اليوم الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي في مَهمةٍ تتمحور حول حضّ لبنان على القيام بما يلزم لاحتواء الأزمة مع دول الخليج، وسط مناخاتٍ بأن سقف طروحات زكي، الذي سيلتقي إلى ميقاتي رئيسيْ الجمهورية ميشال عون والبرلمان نبيه بري، لن يكون أقلّ من خريطة الطريق التي اقترحها رئيس الحكومة وتنطلق من استقالة قرداحي وعودة مجلس الوزراء الى الاجتماع مع عزْل قضية المحقق العدلي في «بيروتشيما» عن مداولاته، وحض «حزب الله» على لجْم اندفاعته وتفرُّده بالخيارات الاستراتيجية. وبات واضحاً أنه رغم الدخول العربي على خط هذه الأزمة، فإن «حزب الله» ليس في وارد التراجع عن رفْض أي «مساس» بوزير الإعلام، بل على العكس هو يرفع وبوتيرة متدحرجة سقف «المواجهة» مع المملكة العربية السعودية، وفق ما عبّرت عنه أمس مواقف لنائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم الذي اعتبر أن «لبنان لم يرتكب شيئاً، وليس مسؤولاً عن شيء، وليس مطلوباً من المعتدى عليه ألا وهو لبنان أن يتنازل ويتذلّل ويعتذر، بل المطلوب من المعتدي الذي هو السعودية أن تتراجع وتعتذر للشعب اللبناني».

 

في دبي... عقاب من نوع آخر للبنانيين!

ليبانون فايلز/08 تشرين الثاني/2021

في سياق الازمة الدبلوماسية التي نشبت مؤخراً بين لبنان ودول التعاون الخليجي، وكإجراء عقابي، تم ّمنع إلقاء النشيد الوطني اللبناني او تأدية أي شيء يمت للبنان بصلة في دولة الامارات العربية المتحدة الأسبوع الفائت، خلال حملة تبرعات لأطفال مرضى السرطان الخاص بـمركز سرطان الأطفال في لبنان "CCCL" في حفله السنوي في كوكا مارينا في دبي، الذي كان الاعلامي ومقدم البرامج هشام حداد مشاركاً في برنامجه، حيث استضاف وجوهاً فنية واجتماعية عالمية متنوعة. المقاطعة جاءت خلال حدث اجتماعي انساني بحت، ما يطرح اسئلة حول الاتجاهات السلبية التي تسلكها الازمة وتغلغلها في صميم المؤسسات الخليجية، من تغيّر واختلاف النظرة الى اللبنانيين، بعد ان كان لبنان راية متقدمة يحملها ابناؤه المغتربون والعاملون في تلك المجتمعات وما يقدمونه من انجازات ساهمت في تطور وإغناء العديد من المرافق والقطاعات فيها.

 

خلفيات موقف "حزب الله" من أزمة الخليج.. ما الذي يريده؟

لبنان 24/08 تشرين الثاني/2021

يترقّب الكثير من الأطراف الداخلية والخارجية نتائج الحراكين القطري والفرنسي بشأن الأزمة الدبلوماسية بين لبنان ودول الخليج، لأنّ الأمورَ ما زالت خارج إطار الحلّ حتى الآن، في حين أنّ التقارب من جديد ليس بعيداً عن التحقّق. ومع الحراك الذي تقوده جامعة الدول العربية على خط الأزمة من خلال زيارة الأمين العام المساعد للجامعة حسام زكي إلى بيروت غداً، تثير المشكلة القائمة مع الخليج سلسلةً من التساؤلات الأساسية: إلى أينَ يُمكن أن تمتد؟ وهل سيقطع الخليج فعلاً علاقاته نهائياً مع لبنان؟ هل سنتحوّل إلى ساحة تجاذبات جديدة بين الخليج وإيران؟ هل ستلجأ الدول الخليجية إلى آلية العقوبات ضدّ لبنان؟ هل ستنجح الوساطات الدوليّة في فكّ العقدة القائمة؟ إلى هذه اللحظة، تتركّز الآمال على نجاح الوساطة الفرنسيّة مع السعوديين لتذليل العقبات بينها وبين لبنان، وهو أمرٌ بدا أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أخذه على عاتقه. وبشكل أساسي، فإنّ مجمل الأطراف السياسية في لبنان سواء تلك المؤيدة للسعودية أو المعارضة لها، تريدُ الحلّ بأسرع وقتٍ ممكن، ولكن وفق حسابات خاصّة ومعيّنة

ماذا عن "حزب الله"؟

من المعروف تماماً أنّ أساس الأزمة يرتبطُ بقوة "حزب الله" ونفوذه سواء في لبنان وخارجه، وهو الأمر الذي يثيرُ حفيظة الخليج العربي بالدرجة الأولى، باعتبار أن الحزب لديه دورٌ أساسي في مساندة الحوثيين في اليمن. وعلى هذا الأساس، رُسمت السياسات بشأن لبنان، إذ جرى الاعتبار بأن البلد يخضع لسلطة "حزب الله" بشكل تام. وحتماً، القاعدةُ هذه ينفيها الحزب وحلفاؤه، في حين أن المناوئين له يؤكدونها ويشددون على أن لبنان يرزحُ تحت "الوصاية الإيرانية". يرى البعضُ أنّ موقف "حزب الله" المُتصاعد من الأزمة هو بديهيّ وقديم وليس بجديد، لأنه وفق حساباته فإنّ الأزمة باتت تطال "الكرامة الوطنيّة". غير أنّ آثار التباعُد بين لبنان والخليج قد تنعكسُ سلباً على مجمل الأوضاع الداخلية في لبنان، ولأن "حزب الله" هو سبب الأزمة، فإن المطالبة قد تكون بتقديمه تنازلات في الداخل والخارج، والأساس في هذه الخطوة هي إيران. يعتبرُ "حزب الله" أن الأزمة الجديدة تستهدفه بشكل أساسي، ولكن ما يحصل قد يرتدّ بشكل أساسي عليه وقد يثير النقمة الأكبر. ففي حال لجأت دول الخليج إلى معاقبة اللبنانيين لديها في مرحلة من المراحل، وفي حال اعتمدت خيار الترحيل للكثيرين، وإذا لجأت لخطوة منع التحويلات المالية إلى لبنان، فإن كل هذه العوامل ستشكل نواة غضب شعبية ضد "حزب الله" في لبنان، وقد يدفع هذا الأمر إلى مطالبته بالخضوع لتسوية جديدة تقيّد مساره ونفوذه، لأن الأمور تعدّت السياسة وطالت صمود بلد بأكمله. وهنا، يطرح تساؤل أساسي: هل يتحمل "حزب الله" أي ارتدادات سلبية على اللبنانيين في الخليج وكيف يمكنه التعامل معها؟  على صعيد الوساطات الدولية لحل الأزمة، يبدو أن "حزب الله" يغمزُ "إيجاباً" باتجاهها خصوصاً بشأن المبادرة الفرنسيّة مع السعودية. وبالتدقيق أكثر، كانت تغريدةٌ قبل أيام لوزير الأشغال العامة والنقل علي حمية تشيرُ إلى اتجاه القبول بتلك الوساطة والتعويل عليها، إذ ردّد الأخير ما ورد في تغريدة لرئاسة مجلس الوزراء عن أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أكد تمسك فرنسا باستقرار لبنان السياسي والاقتصادي.

وعليه، قد تندرج هذه المواقف في إطار "التناغم" بين فرنسا و"حزب الله"، وهذا تقاربٌ يأتي بشكل واضح إبّان انطلاق المبادرة الفرنسية الخاصة بلبنان عقب انفجار مرفأ بيروت. وفي إطارها، كانت باريس واضحة في عدم اعتبار "حزب الله" إلا مكوناً أساسياً في البلاد.

وإنطلاقاً من كل ما سبق، فإن الاتصالات التي تجري مؤخراً تهدف للخروج بتسوية واضحة، وتقول مصادر سياسية متابعة إنّ المساعي الحالية تكمنُ في إبعاد الأزمة عن أي خطوات قد تؤثر على اللبنانيين المغتربين والتحويلات المالية بشكل خاص، وهذا الأمر يؤكد عليه "حزب الله" كما تقول المصادر المقرّبة منه.

وإضافة لذلك، فإنّ هدف المساعي يتحدّد في الحفاظ على الحكومة، وقد أكدت الاطراف السياسية الأساسية على هذا الأمر، في حين أن الفرنسيين يتحركون على هذا الأساس مع دول الخليج، لأن وجود حكومة أصيلة يعني تقدماً في الإصلاح ومنعاً للانهيار. وهنا، فإن السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي واضحة بهذا الشأن من خلال مواقف عديدة، وهي ملتزمة بدعم مسار لبنان الإصلاحي بعيداً عن أي فراغٍ دستوري.

 

حزب الله في "وضع سيء"!

ليبانون ديبايت/08 تشرين الثاني/2021

نشر مركز "إستراتيجي بايج" للدراسات الأمنية والعسكرية، تقريراً يكشف فيه أنّ "إيران تحاول تنظيم ميليشيا شيعية في سوريا مثل "حزب الله" في لبنان"، لكن "جهود التجنيد تبدو مخيبة للآمال لأن قلة من الشيعة السوريين يريدون أن يكون لهم أي علاقة بـ"حزب الله" السوري أو إيران أو الخدمة في أي قوة عسكرية".

وجاء في التقرير: "ظل الشيعة السوريون يقاتلون منذ عقد من الزمان وأوضحوا أنهم لا يريدون المزيد من القتال منذ فترة، وربما لفترة طويلة. في غضون ذلك، يجد "حزب الله" في لبنان نفسه وسط دعم محلي ضئيل وتهديدات متزايدة بحرب أهلية أخرى إذا لم يتفكك "حزب الله" ويتخلى عن جهود ترهيب الحكومة الوطنية والسيطرة عليها. كل هذا بسبب الحرب الأهلية السورية". أضاف: "منذ العام 2011، أُجبر أكثر من ستة ملايين سوري على مغادرة سوريا بسبب الحرب. تقريبًا كل الذين فروا من البلاد ولن يعودوا هم من الطائفة السنية. وشجعت إيران الطائفة الشيعية من دول أخرى (لبنان وأفغانستان والعراق) على الاستقرار في سوريا والاستيلاء على منازل وممتلكات السنّة الراحلين. لكن ذلك كان غير ناجح. عمدت عائلة الأسد إلى مهاجمة المدنيين السنة الأمر الذي شجعهم على الفرار من البلاد". ورأى التقرير أنّ "عائلة الأسد على استعداد لعرض صفقة حكم ذاتي مع الأكراد جزئياً لأنهم، في حين أنهم من السنة بشكل أساسي مثل أقرانهم الأكراد في العراق، إلا أنهم ليسوا متعصبين لدينهم كما هو حال العديد من العرب السنة. في العام 2018، شكل الأكراد السوريون نحو 17٪ من الأغلبية السنية. إذا توصل الأكراد إلى السلام مع الأسد، فإن العرب السنة الباقين لن يعودوا ليكونو أغلبية". وتابع التقرير: "لا تتفق جميع الفصائل العربية السنية على كيفية التعامل مع عائلة الأسد وقد حكم الأسد سوريا على مدى جيلين من خلال استغلال هذه الاختلافات ويتوقعون أن يكون لديهم وقت أسهل الآن لأن هناك عددا أقل من العرب السنة. الشيء الوحيد الذي لم يغير الكثير هو جزء السكان من الشيعة. في العام 2011، كان نحو 13 بالمائة من السوريين من الشيعة وازدهر وضعهم، لأن عائلة الأسد كانت من الشيعة وكان الشيعة يعتبرون الأكثر ولاءً. كان الجانب السلبي هو أنه خلال عقد من الحرب الأهلية، تكبد الشيعة خسائر قتالية أكبر لأنه مع ضعف الجيش قبل الحرب بعيدًا عن الهروب من الخدمة العسكرية وخسائر القتال، أصبح الجنود الشيعة الأغلبية. وقد طالبت الحكومة ببقاء الجنود الشيعة في الخدمة العسكري ولم تتسامح مع الشباب الشيعة الذين يحاولون تجنب التجنيد الإجباري. تسبب هذا في مغادرة الكثير من العائلات الشيعية طواعية والكثير منهم لا يخططون للعودة".

هذا ولفت التقرير إلى أنّ "المساعدات العسكرية الإيرانية شملت قوة كبيرة من المرتزقة الشيعة من دول أخرى، خصوصاً أفغانستان". وأكّد التقرير أنّ "الجهود الإيرانية الحالية لتشكيل ميليشيا شيعية في سوريا مثل ميليشيا "حزب الله" في لبنان، تجد القليل من الشيعة السوريين المهتمين". وقال: "في الواقع، هناك مشاكل مماثلة في لبنان حيث أدى القتال العنيف في سوريا والمزيد من تواجد العرب السنة في لبنان إلى تقليص قوة "حزب الله" وزيادة عدد اللبنانيين غير الشيعة المستعدين لمحاولة تدمير "حزب الله"". وأضاف: "كان معظم المتمردين السوريين مناهضين للشيعة، ويرجع ذلك أساسّا إلى أن عائلة الأسد من أقلية شيعية تحكم سوريا منذ عقود. لطالما كانت عائلة الأسد قاسية تجاه أي معارضة سنية. كانت هذه أيضا مشكلة لإيران في لبنان، حيث تفقد ميليشيا حزب الله المدعومة من إيران دعم الأقلية الشيعية". وأشار التقرير إلى أنّ "لبنان غارق في أزمة أقتصادية، إضافة الى إستضافته أكثر من مليوني لاجئ سوري، هذا في بلد يبلغ عدد سكانه خمسة ملايين فقط في العام 2011". وتابع: "قبل العام 2011، حقق "حزب الله" وإيران بعض النجاح في جذب الفصائل غير الشيعية (خاصة المسيحيين) لتكون جزءًا من التحالف الشيعي. هذه هي السياسة اللبنانية التقليدية، مع بقاء المسيحيين من خلال تشكيل تحالف مع مجموعات غير مسيحية. في السنوات القليلة الماضية، تخلى هؤلاء الحلفاء من غير الشيعة عن "حزب الله". وهذا يضع "حزب الله" في وضع سيء". وأوضح التقرير أنّ مقاتلي "حزب الله"، الأفضل تسليحا وتدريبا، تمكنوا من السيطرة على الأقليات الأخرى منذ الثمانينيات. كان ذلك ممكناً بسبب الأموال والأسلحة والمستشارين الإيرانيين. لكن المساعدة الإيرانية والتنظيم الأفضل لم يعدا كافيين". وقال: "أدت الخسائر الفادحة لـ"حزب الله" في سوريا، حيث أصرت إيران على مشاركة "حزب الله" إذا أراد الأخير استمرار الدعم المالي والعسكري الإيراني، إلى نتائج عكسية. كانت مساعدة "حزب الله" مفيدة لكن وصول المرتزقة الأفغان الشيعة الأكثر عدوانية كان حاسماً. قامت تلك القوات الشيعية الأجنبية بمعظم عمليات القتال لمدة خمس سنوات ولكن بحلول العام 2019 لم يعد معظمها موجوداً".

وأشار التقرير الى أن "الشيعة اللبنانيون كانوا غاضبين من إيران لإجبارها "حزب الله" على القتال، والتسبب في خسائر فادحة في سوريا". وأضاف: "قلل هذا الواقع الدعم لـ"حزب الله" في لبنان وأدى إلى القتال الحالي بين "حزب الله" والأغلبية غير الشيعية في لبنان. قد لا يتصاعد ذلك إلى حرب أهلية، لكنه يشير إلى نهاية هيمنة "حزب الله" على السياسة اللبنانية والمزيد من الجهود التي تبذلها الأغلبية غير الشيعية لحظر هيمنة "حزب الله" العسكرية وتقليصها. وأجبر تجديد العقوبات الاقتصادية على إيران في العام 2017 إيران على خفض نصف دعمها الاقتصادي لـ"حزب الله". فقد الكثير من اللبنانيين الشيعة وظائفهم وخفضت أجور كثيرين غيرهم. وعليه لم يكن لدى إيران المال لدفع رواتب رجال "حزب الله" السوري الجديد". وختم التقرير بالقول: "حققت إيران بعض النجاح في تشكيل ميليشيات على غرار "حزب الله" في العراق واليمن، لكن في هذين البلدين تواجه الميليشيات الجديدة المدعومة من إيران معارضة مسلحة أكثر بكثير مما واجهه "حزب الله" اللبناني في الثمانينيات. لم تفشل إيران فقط في إنشاء ميليشيات على غرار "حزب الله" في دول أخرى فيها أقلية شيعية (أو أغلبية في العراق) ولكنها رأت فشل "حزب الله" اللبناني أيضاً. إن أمر الميليشيات الأجنبية المدعومة من إيران بالقتال بقوة، يزيد الأمر سوءاً".

 

حزب الله والتيار الوطني الحر: تحالف شامل ام "على القطعة"

لبنان 24/08 تشرين الثاني/2021

بالرغم من الخلافات السياسية بشأن  العديد من الملفات لا يزال التنسيق الانتخابي بين "التيار الوطني الحر" و" حزب  الله "مستمرا من دون تحديد موعد لحسم التوجهات الانتخابية التفصيلية. وقالت مصادر معنية  "ان الاتجاه العام هو لعقد تحالف غير شامل، اي ان تحدد الدائرة الانتخابية والمصلحة المشتركة ما اذا كان سيحصل تحالف ام مواجهة انتخابية بين الحليفين". في المقابل تجزم مصادر شديدة الاطلاع ان "الحزب" ابلغ" التيار" رسالة حازمة مفادها" لا تحالف"على القطعة" فاما التحالف معنا في كل  الأقضية والدوائر، وإما عدم التحالف نهائيا".

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

إصابة جنديين سوريين في قصف إسرائيلي على وسط سوريا وغربها

وطنية/08 تشرين الثاني/2021  

أصيب جنديان سوريان بجروح، مساء الاثنين، من جراء قصف إسرائيلي جديد استهدف مواقع في وسط سوريا وغربها، وفق ما أفاد الإعلام الرسمي السوري. ونقلت وكالة "سانا" عن مصدر عسكري قوله: "حوالي الساعة 19,16 من مساء اليوم نفذ العدو الإسرائيلي عدوانا جويا من اتجاه شمال بيروت مستهدفا بعض النقاط في المنطقة الوسطى والساحلية". وأضاف: "تصدت وسائط دفاعنا الجوي لصواريخ العدوان وأسقطت معظمها"، مشيرا إلى أن العدوان "أدى إلى جرح جنديين ووقوع بعض الخسائر المادية" من دون إضافة تفاصيل عن ماهية النقاط المستهدفة وموقعها.

 

واشنطن: طهران غير جادة في العودة إلى طاولة المحادثات في فيينا

إيران تطالب الولايات المتحدة بضمانات بعدم انسحابها مجدداً من الاتفاق النووي

واشنطن، طهران عواصم – وكالات/08 تشرين الثاني/2021 

على الرغم من إعلان الخارجية الإيرانية الأسبوع الماضي، عودتها في 29 الجاري إلى فيينا، لاستئناف المفاوضات النووية التي توقفت منذ يونيو، تواصل السجال بين واشنطن وطهران، حيث شككت الأولى في جدية نوايا الثانية في العودة إلى طاولة محاثات فيينا، بينما طالبت الثانية مجدداً بضمانات بعدم الانسحاب من أي اتفاق يتم إبرامه. فقد كرر مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان أمس، أن بلاده مستعدة للعودة إلى المحادثات بشأن الاتفاق النووي، إلا أنه أردف أن طهران لم تظهر بعد استعدادها الجدي للقيام بذلك، موضحا أن بلاده تعمل عن كثب مع شركائها وحلفائها لتهيئة الظروف اللازمة للمحادثات النووية. في المقابل، طالبت طهران الولايات المتحدة بتقديم ضمانات، حيث اعتبر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، أن على أميركا تقديم ضمانات بأنها لن تتخلى مجددا عن الاتفاق النووي إذا تم إحياؤه، قائلا إن “مسار عودة أميركا الى الاتفاق النووي واضح، وينبغي لها إعطاء ضمانات بعدم تكرار هذه الخطوة من قبل أي إدارة أميركية لاحقة”. ودعا واشنطن الى الغاء جميع العقوبات التي وصفها “بالظالمة وغير القانونية” والتي فرضتها على طهران بعد انسحابها من الاتفاق النووي. وحول الجولات السابقة لمفاوضات فيينا قال: “توصلنا الى تقدم في بعض الأمور لكن بقيت هناك نقاط محل خلاف والطريق مسدود وهذا واضح تماما”، معتبرا تمسك الولايات المتحدة بالاحتفاظ بجزء من الحظر بأنه السبب الأهم في وصول مفاوضات فيينا الى طريق مسدود، معتبرا إجراءات الإدارة الأميركية الجديدة تتعارض مع تصریحاتها، ومشددا على أن المهم هو التحرك علی أرض الواقع، “وإعطاء ضمانات بأن لا أحد في واشنطن سيقوم مرة أخرى بالاستهزاء بالعالم”. وأوضح أن نائب وزير الخارجية كبير المفاوضين علي باقري كني، سيزور لندن وباريس وبرلين في غضون الأيام القليلة القادمة لإجراء مشاورات تتعلق بالمفاوضات. من جانبه، اعتبر المتحدث باسم لجنة الأمن القومي البرلمانية محمود عباس زاده مشكيني، أن مفاوضات فيينا ينبغي أن تبدأ من نقطة انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، متحدثا عن وجوب عدم التخلي عن طلب ضمانات من الإدارة الأميركية بعدم الانسحاب ثانية.

في غضون ذلك، وجهت ثلاثة ائتلافات من قوى المعارضة الإيرانية رسالة إلى وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، طالبت فيها مناقشة ملف حقوق الإنسان مع وفد طهران خلال المفاوضات القادمة المزمع إجراؤها في فيينا. وجاء في الرسالة التي وقعها كل من “مؤتمر شعوب إيران الفيدرالية” و”مجلس الديمقراطيين الإيرانيين” و”قوى التضامن من أجل الحرية والمساواة في إيران”، أنه منذ عام 1979 قدمت الآلاف من التقارير والشكاوى إلى المنظمات الدولية لحقوق الإنسان حول انتهاكات منهجية وجسيمة ارتكبها النظام الإيراني و”الحرس الثوري”، مضيفة أن “هذه الانتهاكات خلفت أضراراً لا يمكن إصلاحها، ليس فقط للإيرانيين فحسب ولكن لشعوب الشرق الأوسط والبشرية جمعاء”. كما رأت الائتلافات أن “السياسات التي اعتمدها الاتحاد الأوروبي حيال النظام الإيراني، على الرغم من المعرفة الكافية بالانتهاكات المنهجية لحقوق الإنسان في البلاد، أعطت الأولوية دائماً إلى الحفاظ على العلاقات الاقتصادية مع النظام”، مشددة على أن “النظام ارتكب العديد من الأعمال الإرهابية، بما في ذلك الاغتيالات على الأراضي الأوروبية”، مذكّرة بتصريحات الرئيس السابق حسن روحاني الذي هدد الاتحاد الأوروبي بإغراق جميع المدن الأوروبية بالمخدرات. وأوضحت أن “جهود طهران للوصول إلى مواد لصنع قنبلة نووية أدت إلى خلق وضع لم تنس فيه الدول الغربية انتهاكات حقوق الإنسان في إيران فحسب، بل تجاهلت أيضاً التوترات التي خلقتها حروب النظام بالوكالة في المنطقة”. وانتقدت موقف الاتحاد الأوروبي “الذي يدعو لتعزيز حقوق الإنسان والحريات الديمقراطية وإلغاء التمييز غير أنه لا يتخذ موقفاً جاداً إزاء انتهاكات حقوق الإنسان وإرهاب الدولة في إيران”.

 

“الموساد” يحبط سلسلة هجمات إيرانية ضد أهداف إسرائيلية

عواصم – وكالات/08 تشرين الثاني/2021 

 كشفت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أن جهاز الاستخبارات الإٍسرائيلي “الموساد” أحبط سلسلة من الهجمات الإرهابية الإيرانية، ضد أهداف إسرائيلية في دول أفريقية عدة. وذكرت الصحيفة نقلا عن تقرير للقناة “12” التليفزيونية الإسرائيلية أن مهاجمين من “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري الإيراني، حاولوا منذ شهور استهداف رجال أعمال إسرائيليين في السنغال وغانا، بالإضافة إلى جولات سفاري في تنزانيا شارك فيها إسرائيليون.

 

تحركات في الكونغرس لتصنيف “الإخوان” إرهابية

عواصم – وكالات/08 تشرين الثاني/2021 

 كشف مصدر أمني مصري مطلع، عن تحركات مكثفة لعدد من قيادات تنظيم “الإخوان” المصريين المتواجدين داخل أميركا، للقاء مسؤولين في الكونغرس وسياسيين أميركيين خلال الأيام القليلة الماضية، في ظل محاولة لتخفيف الضغط على الجماعة بعد مطالبات في الكونغرس بإعلانها “تنظيما إرهابيا”.وقال المصدر إن الجماعة في إطار تحركاتها الخارجية للضغط على الدولة المصرية، عقدت مؤتمرا في الثاني من نوفمبر الجاري، تحت شعار “ممارسات حقوق الإنسان”، نظمته مؤسسة الحرية التي يترأسها القيادي “الإخواني” محمد صلاح سلطان، وحضره عدد من قيادات التنظيم، فضلا عن شخصيات متحالفة معهم، أبرزهم عمرو واكد وخالد أبو النجا. وأشار المصدر، إلى أن تلك التحركات، تركز بشكل خاص على المنظمات الحقوقية ومؤسسات المجتمع المدني فضلا عن بعض السياسيين، لرسم صورة زائفة عن نشاط التنظيم في المنطقة العربية، وداخل مصر على وجه الخصوص.

 

مجلس الأمن دان بأشد العبارات الهجوم على الكاظمي وطالب بمحاسبة المرتكبين

وطنية/08 تشرين الثاني/2021 

 دان مجلس الأمن الدولي بشدة محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي وطالب بمحاسبة مرتكبيها، بحسب ما اوردت "وكالة الصحافة الفرنسية".  ودان أعضاء مجلس الأمن ال15 في بيان، "بأشد العبارات، الهجوم بطائرة مسيرة مفخخة الذي استهدف منزل الكاظمي نهاية الأسبوع"، كما شددوا على "ضرورة محاسبة مرتكبي هذه الأعمال الإرهابية الشنيعة ومنظميها ومموليها ورعاتها وتقديمهم إلى العدالة". وحضوا "كل الدول على التعاون مع الحكومة العراقية"، في هذا الصدد.  وأخيرا، أكد مجلس الأمن مجددا دعمه "لاستقلال العراق و سيادته ووحدته وسلامة أراضيه والعملية الديموقراطية فيه وازدهاره".

 

الجيش العراقي: سنصل لمنفذي محاولة اغتيال الكاظمي ونقدمهم للعدالة

دبي - العربية.نت/08 تشرين الثاني/2021 

أعلن الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية اللواء يحيى رسول، الإثنين، بالوصول إلى منفذي محاولة اغتيال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وتقديمهم للعدالة وقال في اتصال مع "العربية، "نبذل كل الجهود في التحقيق بشأن محاولة اغتيال الكاظمي". كما أضاف أن القوات المسلحة في حالة تأهب للحفاظ على أمن البلاد، مشيراً إلى أن استهداف رئيس الوزراء هو استهداف لهيبة العراق. وكان الكاظمي أكد في كلمة له مساء أمس الأحد خلال جلسة للحكومة أن القوى الأمنية "تعرف مرتكبي جريمة محاولة الاغتيال وستكشفهم". كما شدد على أن استهداف منزله تم بطائرات مسيرة مفخخة وجهت إليه بشكل مباشر. فيما أكد مجلس الوزراء أن الهجوم نفذته "جماعات مسلحة مجرمة، قرأت ضبط النفس والمهنية العالية التي تتحلى بها القوات الأمنية والعسكرية ضعفاً؛ فتجاوزت على الدولة ورموزها، واندفعت إلى التهديد الصريح للقائد العام".يذكر أن 3 طائرت مسيرة استهدفت فجر الأحد منزل رئيس الحكومة في المنطقة الخضراء الشديدة التحصين، والتي تضم سفارات وقنصليات أجنبية، فضلا عن مؤسسات رسمية، فيما عمدت القوى الأمنية إلى إسقاط 2 منها، إلا أن الثالثة تمكنت من إصابة مقر الكاظمي. أتى هذا الهجوم بعد حملة تجييش وتحريض شنتها الفصائل الموالية لطهران، والمنضوية ضمن الحشد الشعبي، ضد الكاظمي على خلفية الاشتباكات التي وقعت بين القوى الأمنية ومناصرين لها اعتصموا وتظاهروا في محيط المنطقة الخضراء، يومي الجمعة والسبت، ما أدى إلى مقتل أحد قادة تلك الفصائل. ولاحقا اتهمت عصائب أهل الحق، وكتائب حزب الله، رئيس الحكومة بتوجيه أوامره للقوات الأمنية بإطلاق الرصاص الحي، متوعدة إياه بدفع الثمن. إلا أن أمين عام العصائب، قيس الخزعلي، عاد أمس وأعلن إدانته للهجوم على منزل الكاظمي، "إن كان مقصودا"، وفق تعبيره، فيما سخرت كتائب "حزب الله" من الهجوم، معتبرة أنه مفبرك، ولا "أحدًا من الفصائل مستعد لخسارة مسيرة على رئيس حكومة سابق"!

 

حاولة اغتيال الكاظمي… بتوقيع إيراني؟!

رويترز/08 تشرين الثاني/2021

كشف مسؤولون أمنيون ومصادر مقربة من الجماعات المسلحة عن أن “الهجوم بطائرة مسيرة على مقر إقامة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الأحد نفذته جماعة مسلحة مدعومة من إيران”. وقالت المصادر لـ”رويترز”، مشترطة عدم الكشف عن هويتها: “إن الطائرات المسيرة والمتفجرات المستخدمة في الهجوم إيرانية الصنع”. وأحجم متحدث باسم جماعة مسلحة مدعومة من إيران عن التعليق على الهجوم والجهة التي نفذته. ولم يتسن الوصول بعد إلى جماعات أخرى مدعومة من إيران للحصول على تعليق كما لم يصدر تعليق بعد من حكومة طهران.

 

الكاظمي يعود رقماً صعباً في معادلة تشكيل الحكومة/الصدر أول المنددين بمحاولة اغتياله... والمالكي تصدّر الواصلين إلى منزله

بغداد/الشرق الأوسط/08 تشرين الثاني/2021

حتى قبل ساعات من محاولة اغتياله، فجر أمس، كانت حظوظ رئيس الوزراء المنتهية ولايته مصطفى الكاظمي، قد تراجعت كثيراً على صعيد إمكانية الظفر بولاية ثانية. فالتداعيات التي ترتبت على المواجهات بين المتظاهرين قرب بوابة المنطقة الخضراء من جهة بوابة وزارة التخطيط القريبة من جسر الجمهورية والقوات الأمنية، وسقوط عدد من القتلى والجرحى، لم تكن في مصلحة الكاظمي كرئيس وزراء وقائد عام للقوات المسلحة. الكاظمي أدرك خطورة ذلك الأمر الذي جعله يتخذ عدة خطوات باتجاه تلافي ما كان قد حصل. فمن جانب شكل لجنة تحقيقية رفيعة المستوى لمعرفة الجهة العسكرية التي تورطت بإطلاق النار على المتظاهرين، والأمر الثاني، شكل فريقاً عسكرياً متقدماً يضم أطرافاً أمنية عدة، بمن فيها أمن «الحشد الشعبي»، في سبيل تأمين خيم الاعتصام التي أعيد نصبها من جهة الجسر المعلق. مع ذلك فإن هذه الإجراءات التي تبدو حازمة من وجهة نظر عسكرية لم تنفع حيال عمليات التصعيد، التي وصلت حد تهديد الكاظمي من قبل أطراف عديدة، ومنهم زعيم «عصائب أهل الحق» قيس الخزعلي، الذي هدد الكاظمي بالمحاكمة جراء عمليات القتل التي حملوه مسؤوليتها. ولم يتوقف الأمر عند التداعيات الميدانية، بل تخطاها إلى البعد السياسي عندما أعلن معظم قادة «الفتح» أن «النجوم» أصبحت أقرب للكاظمي من الولاية الثانية. وطبقاً للمتابعين للشأن السياسي، فإن القوى الخاسرة بالقدر الذي استفادت مما حصل بالقرب من بوابة المنطقة الخضراء، وتحميل الكاظمي المسؤولية، فإنها شعرت أنها حققت انتصاراً سياسياً، حين أفشلت مهمة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في بغداد، التي بدأها بلقاء الفائز الثاني في الانتخابات زعيم حزب «تقدم» محمد الحلبوسي. كما أن الزيارة التي قام بها إلى بغداد القيادي الكردي البارز هوشيار زيباري، على رأس وفد من الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني، وهو الفائز الثالث بالانتخابات، جاءت متزامنة مع لقاءات الصدر في بغداد، مما أعطى للقوى الخاسرة رسالة مفادها أن الصدر سوف يشكل الكتلة الأكبر، ويعيد الكاظمي إلى رئاسة الوزراء. وطبقاً لمقولة «رب ضارة نافعة»، فإن الجهة التي أرسلت المفخخات الثلاث إلى الكاظمي، فجر أمس، كانت قد وصلت إلى قناعة بأن الطريق بات مفتوحاً أمامه لاستهدافه، وربما القضاء عليه. غير أن مخرجات ما حصل جاءت لصالح الكاظمي، ومطابقة للمثل الشعبي العراقي الشهير «الضربة التي لا تقضي عليك تقويك». فالكاظمي الذي نجا من الحادثة بدا في أول تسجيل تلفزيوني له بعد أقل من ساعة من نجاته مسيطراً وهادئاً، فلم يتهم جهة أو طرفاً، بل دعا إلى الهدوء، وكل ما قاله شاجباً أسلوب المفخخات بأن هذا الأسلوب لن «يبني الأوطان». وطبقاً لردود الفعل السريعة، إن كان على المستوى السياسي أم الشعبي، فقد بات واضحاً الآن للشارع العراقي أن استهداف الكاظمي يأتي في سياق خلط الأوراق من أجل تسهيل عملية تقاسم السلطة والنفوذ من جديد، في محاولة لتخطي نتائج الانتخابات. فالكاظمي وفريقه السياسي عملا على مدى عام كامل من أجل إنجاح تجربة الانتخابات، التي كانت أحد تعهدات حكومته، مثلما كانت رهانه على أن تكون انتخابات ناجحة.

لكن بقدر ما كان نجاح الانتخابات انتصاراً لطرف، فإنها كانت بمثابة خسارة مدوية لطرف آخر، وبين الطرفين جاء التعامل مع الأزمة طبقاً لرؤية كل طرف من هذه الأطراف. زعيم التيار الصدري الذي كان أول المنددين بهذه العملية، والذي أجرى اتصالاً هاتفياً مع الكاظمي بعد وقوع الحادث بفترة قليلة، بدا أنه أكثر تمسكاً بالكاظمي الآن أكثر من أي وقت مضى. وعد الصدر في اتصاله الهاتفي مع الكاظمي، وطبقاً لما أعلنه القيادي في التيار الصدري إبراهيم الجابري، أن «الصدر يهتم بكل العراقيين، كيف إذا كان الأمر يخص رئيس الوزراء، حيث أجرى اتصالاً هاتفياً مع الكاظمي بعد ساعات قليلة من محاولة استهدافه للاطمئنان على صحته»، مبيناً أن ذلك «يأتي من باب الحفاظ على هيبة الدولة والوضع السياسي داخل العراق». وعن تأثير الأحداث الأخيرة على التفاهمات السياسية التي أجراها الصدر قبل أيام مع بعض زعامات القوى الفائزة، قال الجابري، «ما حدث لن يؤثر على طبيعة التفاهمات السياسية، لكن للأسف الشديد لاحظنا البعض، سواء كان بنفس عراقي أو غير عراقي، ينظر لتلك الأمور بطريقة إشاعة الفوضى». ومن مفارقات ما حصل ليلة استهداف منزل الكاظمي، أنه إذا كان الصدر أول المنددين بالحادث، سواء عبر التغريدة التي كتبها على «تويتر»، أو عبر الاتصال الهاتفي، فإن زعيم «ائتلاف دولة القانون» ورئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، كان أول الواصلين إلى منزل الكاظمي الملاصق لمنزله في المنطقة الخضراء. فطبقاً لمقربين من المالكي، فإن الأخير وما إن سمع أصوات الانفجارات في منزل جاره هرع مع أفراد حمايته لتفقد المنزل الذي طاله دمار كبير. والمالكي يرأس الإطار التنسيقي الشيعي، برغم أنه الفائز الشيعي الثاني في الانتخابات الأخيرة بعد الصدر.

 

مسؤولون أمنيون: جماعة مسلحة مدعومة من إيران نفذت الهجوم على الكاظمي

الشرق الأوسط/08 تشرين الثاني/2021

قال مسؤولون أمنيون ومصادر مقربة من الجماعات المسلحة إن الهجوم بطائرة مسيرة على مقر إقامة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي أمس الأحد نفذته جماعة مسلحة مدعومة من إيران. وقالت المصادر لوكالة «رويترز» اليوم الاثنين مشترطة عدم الكشف عن هويتها إن الطائرات المسيرة والمتفجرات المستخدمة في الهجوم إيرانية الصنع.وصف الكاظمي، مساء الأحد، استهداف منزله بالمنطقة الخضراء بطائرات مسيّرة بأنه عمل جبان لا يليق بالشجعان، ولا يعبّر عن إرادة العراقيين. ووفقاً لبيان للحكومة العراقية، قال الكاظمي في جلسة استثنائية للحكومة، إن منزله تعرّض لاعتداء عبر استهدافه بطائرات مسيّرة وجهت إليه بشكل مباشر، وهذا العمل الجبان لا يليق بالشجعان، ولا يعبّر عن إرادة العراقيين و«سنلاحق الذين ارتكبوا هذه الجريمة»، مضيفاً «نعرفهم جيداً وسنكشفهم». وقال «نجحنا في ‏تلبية مطلب الشعب والمرجعية والمتظاهرين بإجراء انتخابات مبكرة، ووفرنا كل ما طلبته المفوضية، ونتائج الانتخابات والشكاوى والطعون ليست من اختصاص الحكومة، إنما واجبنا انصبّ على توفير الأمور المالية والأمنية لإجراء الانتخابات».وأكد الكاظمي «منعنا انزلاق العراق في حرب إقليمية، وتمكنا من العبور بالبلد إلى بر الأمان وهناك من يحاول أن يعبث بأمن العراق ويريدها دولة عصابات».

 

الحكومة الكويتية تقدم استقالتها لأمير البلاد

الكويت/الشرق الأوسط/08 تشرين الثاني/2021

قدمت الحكومة الكويتية، اليوم (الاثنين)، استقالتها إلى أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الصباح، الذي استقبل الشيخ صباح خالد الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء، حيث قدم له كتاب استقالة الحكومة.وكانت الحكومة الكويتية أقرت مساء أمس (الأحد) مشروعات مراسيم العفو الأميري بحق عدد من الكويتيين ممن صدرت عليهم أحكام في قضايا سابقة.وأعلن مجلس الوزراء الكويتي أن أمير البلاد قرر الموافقة على استخدام حقه الدستوري بالعفو عن بعض ممن صدرت عليهم أحكام بالسجن. ويطوي مرسوم العفو الأميري الذي وعد به أمير الكويت صفحة الخلاف السياسي مع المعارضة البرلمانية التي صدرت أحكام بحق أعضاء بارزين فيها، خصوصاً المتهمين في قضية اقتحام مجلس الأمة (البرلمان) عام 2011. وأعلنت الحكومة مساء أمس بعد اجتماع استثنائي عقدته أن مجلس الوزراء اعتمد مشروعات مراسيم العفو الخاص التي سيتم رفعها إلى أمير البلاد، تمهيداً لإصدارها، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الكويتية.

 

أول حوار استراتيجي أميركي - مصري في عهد بايدن يُعقد اليوم

واشنطن/الشرق الأوسط/08 تشرين الثاني/2021

تشهد العاصمة الأميركية واشنطن، اليوم (الاثنين) وغداً (الثلاثاء)، عقد أول حوار استراتيجي أميركي - مصري في عهد إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن. وقد وصل بالفعل وزير الخارجية المصري سامح شكري والوفد المرافق له إلى واشنطن منذ يومين للمشاركة في الحوار، الذي تم تأكيد موعد انعقاده في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، في أعقاب لقاء بين وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ونظيره المصري سامح شكري على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) الماضي. وكانت وزارة الخارجية المصرية قد أعلنت في بيان لها أن الحوار سيتناول أبرز القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المتبادل، وذلك في إطار مواصلة التشاور مع الجانب الأميركي بشأن ملفات التعاون المُشترك والتنسيق بين البلدين خلال الفترة المقبلة، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية. كما صرح السفير أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، بأنه بالإضافة إلى اللقاء مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، سوف يلتقي شكري مع عدد من مسؤولي الإدارة الأميركية، كما سيتواصل مع مجموعة من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، بالإضافة إلى عقد لقاءات مع أبرز مراكز البحث والفكر. من جانبها أوضحت وزارة الخارجية الأميركية في بيان، أنه من المقرر أن ينضم إلى بلينكن مسؤولون كبار من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية ووزارة الدفاع. وسوف يدلي كل من بلينكن وشكري بتصريحات علنية في مستهل الحوار. وذكرت الخارجية الأميركية، أن القاهرة شريكة حيوية لـواشنطن، وأكدت على التزامها بتدعيم الشراكة بين البلدين والتي استمرت 40 عاماً من خلال تعزيز التعاون الأمني، وتنمية العلاقات الاقتصادية والثقافية المهمة. وأوضحت الخارجية الأميركية أن هذا الحوار الاستراتيجي مع مصر يمثل فرصة للنهوض بكل مجال من مجالات التعاون هذه لتحسين حياة الأميركيين والمصريين على حد سواء. يذكر أن الحوار الاستراتيجي الأميركي-المصري تم ترسيخه في عهد إدارة الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون عام 1998، واستمر عقده دورياً منذ ذلك الحين باستثناء فترة توقف من عام 2009 حتى عام 2015. ويعتبر حوار هذا العام فرصة لتعزيز التعاون بشأن قضايا مثل النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني، والتطورات الأخيرة في السودان، وقضية سد النهضة. وكما هو الحال دائماً، سوف يكون التعاون العسكري الأميركي-المصري والعلاقات الاقتصادية الثنائية أساسية في المناقشات.

 

الخارجية الأميركية: يجب تشكيل حكومة مدنية في السودان

دبي - العربية.نت/08 تشرين الثاني/2021

جددت الخارجية الأميركية، الإثنين، على وجوب تشكيل حكومة مدنية في السودان. وقال المتحدث باسم الخارجية نيد برايس لـمراسلة "العربية" في مؤتمر صحفي، "فتحنا عدة قنوات دبلوماسية لحل أزمة الخرطوم". كما أكد العمل على التوصل لحل للأزمة السودانية، مشيراً إلى دعم واشنطن لكل الجهود لحل ملف سد النهضة. وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن والقائد العام للجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان، قد أكدا الخميس الماضي، في اتصال هاتفي على ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة الانتقالية، كما شددا على أهمية الحفاظ على مسار الانتقال الديمقراطي في السودان. وقال البرهان لبلينكن، إنهم ملتزمون بالمحافظة على سلاسة التحول الديمقراطي ومكتسبات الثورة. وقبيل ذلك قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن "نضم صوتنا لأصوات السعودية والإمارات وبريطانيا في دعم تطلعات الشعب السوداني". ودعا بلينكن لاستعادة كاملة وفورية لحكومة ومؤسسات انتقالية يقودها المدنيون في السودان. يذكر أنه يوم الـ25 من أكتوبر أعلن قائد الجيش السوداني حل الحكومة والمجلس السيادي وفرض حالة الطوارئ، بعد حملة توقيفات شملت وزراء في الحكومة ومسؤولين وقياديين في قوى الحرية والتغيير وعدد من الأحزاب أيضا، كما ضمت أيضا حمدوك نفسه، قبل أن يطلق سراحه في اليوم التالي. فيما أوضح البرهان أن رئيس الحكومة كان في ضيافته، بعد ورود أنباء عن مخاطر أمنية تحيط به. إلا أن خطوات القوات المسلحة تلك استدرجت موجة انتقادات وإدانات دولية، كما أطلقت مجموعة من الوساطات والمساعي الدولية والإقليمية من أجل إرساء الشراكة مجددا بين المكونين العسكري والمدني اللذين توليا السلطة في البلاد منذ العام 2019، بعد عزل البشير.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

من رفيق الحريري إلى مصطفى الكاظمي: الإعدام أو الطاعة

منير الربيع/المدن/09 تشرين الثاني/2021

تتشابه محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، بدوافعها وغايتها وخطورتها، مع اغتيال رفيق الحريري في لبنان. الهدف من القتل هنا هو إعدام أي بديل أو محاولة "استقلال".. وإلا إيقاع البلاد في الاضطراب والفوضى. بمثل هذا "الفكر السياسي" يتحول الاغتيال إلى سياسة أخضاع وترويع وترويض للآخرين. درس يتلقنه الجميع. أبعد من ذلك، ربما تكون محاولة اغتيال الكاظمي تكملة لاغتيال رفيق الحريري. فهذا الأخير -كما بتنا نعرف- بدأ في الخروج من القبضة المفروضة عليه، من خلال حركة سياسية قام بها مع البطريرك الماروني نصر الله صفير، ومن خلال لقاء البريستول، وفي البحث عن مظلة دولية وإقليمية. المسار نفسه أقدم عليه الكاظمي، الذي جاء بقوة دفع شعبي ودولي، ونجح في إعادة العراق كواحة للتواصل بين القوى الإقليمية والدولية، وجاء ببرنامج واضح يتعلق بتحجيم نفوذ الحشد الشعبي وسائر الميليشيات، خصوصاً بعد انتهاء مرحلة الحرب على الإرهاب، وعلى تنظيم داعش.

بيت الطاعة

الاختلاف يتركز على أن اغتيال الحريري كان قبل الانتخابات النيابية. وكان سياق العملية واضحاً وغايتها إلغائية. الوضع مع الكاظمي مختلف. فقد جاءت العملية بعد الانتخابات العراقية التي خسر فيها "الحشد" وحلفاء طهران، في ظل توتر شيعي- شيعي داخل العراق، يأخذ طابع الصراع العربي-الفارسي. وهو أمر لا يمكن لطهران أن تستسلم له. لا بل ستفتعل كل أساليب التصعيد لمواجهته، في معركتها للدفاع عن نفوذها، الذي تعرف كيف تستخدمه كورقة قوة في أي مفاوضات دولية. وربما يعتبر البعض أن العملية تهديدية أكثر منها إلغائية، وإلا كان بإمكان المجموعات تنفيذ عملية أعنف وأكثر دقة، تنال من الكاظمي وتشطبه جسدياً من المعادلة. وربما لم يكن هناك غاية في كسر كل القواعد حالياً، بل الاكتفاء بتوجيه ضربة دموية غير قاتلة، هدفها إعادة الكاظمي إلى بيت الطاعة وضرب نتائج الانتخابات، ووضعه أمام احتمالين: إما العودة إلى رئاسة الحكومة بشروط الإيرانيين، أو أنه سينتهي سياسياً بحال لم يتم إنهاؤه جسدياً.

رؤساء حكومات لبنان أيضاً

المشهد بليغ جداً في لبنان، ومشهود منذ تعامل حزب الله مع حكومة السنيورة في العام 2006، وتطويقها ومحاصرتها للمطالبة بإسقاطها. وهو لم يتحقق على الرغم من مسار متكامل من عمليات الاغتيال والتوترات الأمنية. وحتى بعد أحداث 7 أيار 2008 واجتياح بيروت، عاد السنيورة مجدداً رئيساً للحكومة وفق منطق يعاكس تماماً القواعد التي يسعى حزب الله إلى إرسائها. ولكن قوة التوازن في يومها هي التي أعادت السنيورة إلى السراي الحكومي، حتى وصل الأمر بالبعض إلى القول إن السنيورة كان آخر رؤساء الحكومة في لبنان الذين تمسكوا بصلاحياتهم، ولم يقدّم تنازلات أو يلجأ إلى تسويفات كما فعل أسلافه، باستثناء تمام سلام، الذي كانت له إدارته الخاصة خلال ترؤسه للحكومة. وكانت له مواقف تتلاءم مع الثوابت. هنا لا بد من قراءة مسار سعد الحريري السياسي، والذي جاء إلى الحكم مفجوعاً باغتيال والده، ومحاطاً بالكثير من عمليات اغتيال مقربين منه. وأقسى الضربات التي تلقاها، كانت التي استهدفت "العقل" محمد شطح، و"الذراع" وسام الحسن. هنا دخل الحريري في مرحلة التدجين السياسي الكامل، وصولاً إلى الحاجة للعودة لرئاسة الحكومة، للحفاظ على دوره وموقعه وشعبيته ورمزيته، ولو كان ثمن ذلك تقديم التنازلات في السياسة وفي الصلاحيات. وهذا كما نعرف كان مساراً كارثياً. أما نجيب ميقاتي فهو يتحاشى الدخول في مثل هذه المواجهات في الأساس. ينطلق في السياسة من منظور رجل الأعمال. وكل شيء لديه خاضع لحسابات الربح والخسارة. ومعروف أن طبيعة رجال الأعمال لا تتلاقى مع طبيعة القادة السياسيين الذين يعرفون متى الإقدام على المواجهة والمجابهة، ومدى التراجع عنها. فميقاتي لديه مصالح سياسية واقتصادية لا بد من مراعاتها، في الداخل والخارج. ومثل هذه الحسابات لا تحرج حزب الله.

أزمة لبنان مديدة

سيكون العراق مسرحاً للمزيد من الأحداث التصعيدية والسياسية. وهو مؤشر استراتيجي لمسار المنطقة. وعوامل الصراع فيه أكبر من أي مكان آخر، خصوصاً أنه يأخذ طابعاً شيعياً- شيعياً. الأمر يبدو مختلفاً جداً في لبنان. وفي الموازاة، لا رؤية سياسية واضحة في لبنان، ولا في المنطقة، لإطلاق ديناميكية سياسية قادرة على استنهاض الموقف السياسي والشعبي في مواجهة طهران (خصوصاً بعد همود الانتفاضتين المدنيتين في لبنان والعراق)، فيما يمرّ لبنان بأزمة سياسية عميقة مع دول الخليج. وحتى الآن لا يبدو أن هناك اهتماماً أساسياً أو جدياً لمعالجتها، ويقتصر الأمر عربياً على زيارة الأمين العام المساعد، حسام زكي، الاستطلاعية. وأقصى ما يمكن التفكير فيه هو عقد جلسة لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين. وقد تصدر توصية غير مؤكدة بعد، بعقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب. لكن هنا تجيب مصادر ديبلوماسية سعودية، أنهم غير معنيين بذلك، ولا بلغة البيانات، لأن المطلوب من لبنان واضح، وهو اتخاذ موقف عملي يلتزم بالقرارات العربية وبالقرارات الدولية. ولذا، الأزمة تبدو مستمرة وطويلة وذات آفاق مغلقة من الآن إلى مرحلة الانتخابات النيابية، والتي قد تكون مهددة بالكثير من التوترات السياسية وربما الصدامات الأمنية.

 

إيران وكسر العقوبات بالتّفاوض أو بالحرب

عبدالوهاب بدرخان/النهار العربي/08 تشرين الثاني/2021

يجري التعامل مع فرضية أن فشل المفاوضات النووية سيفتح المنطقة على "الخيارات الأخرى" التي تُختصر بخيار واحد: الحرب، أو لنقل: الحروب. أين وكيف؟ هذا ما تحدّده الولايات المتحدة وإسرائيل. مباشرة ضد إيران أم بالوكالة، أم بالاثنيتن معاً؟ هذا ما تحدّده الوقائع أو إيران التي سبق أن أنطقت وكلاءها، وخاصة حسن نصر الله زعيم حزبها في لبنان، بأن التعرّض لأراضي إيران سيُشعل المنطقة. لكن السؤال الأول والأهمّ يبقى: هل هذه الحرب مجرّد تهديد افتراضي غير مكلف يجري اعتماده لتخصيب مفاوضات فيينا، أم أنها أصبحت خياراً أخيراً، قسرياً، لا بدّ منه؟

في الحالين قالت طهران وتقول إنها مرحِّبة بالمواجهة، وكان تقديرها ولا يزال أن نفوذها "الامبراطوري" لن يتكرّس إلا بـ"حرب كبرى" تدّعي مسبقاً الثقة بنتائجها. ألم تحيِ الذكرى الـ42 لاحتلال السفارة الأميركية في طهران بمؤتمر شعاره "أفول أميركا"، مشيدةً بـ"هزائمها (أميركا) في أفغانستان وسوريا ولبنان"؟ ألم تتنبّأ بقرب "زوال إسرائيل"؟.. في المقابل، لم تكن الحرب بالنسبة الى الولايات المتحدة سوى خيار أخير لمنع إيران من الحصول على السلاح النووي، وإن كانت خياراً أولَ ودائماً لإسرائيل (شرط المشاركة الأميركية). ولا في أي مرحلة من أزمة البرنامج النووي الإيراني كانت الدولتان قريبتين جدياً من إطلاق المواجهة، أو متأكدتين من تحقيق النتائج المفترضة، لذا مالت واشنطن الى التفاوض لتأخير المشروع النووي الى أبعد مدى، بموازاة عرقلته (مع إسرائيل) بعمليات استخبارية وسيبرانية.

في مراحل سابقة كانت السيناريوات تشير الى حرب أو حروب "بالوكالة" متعددة الجبهات على خريطة النفوذ الإيراني، وهو نمط تفضّله إيران باستخدام ميليشياتها من دون تعريض شعبها وأراضيها. المرّة الوحيدة التي صارت فيها المواجهة المباشرة مع إيران بين الاحتمالات الواردة كانت أوائل العام الماضي بعد اغتيال قاسم سليماني، ولتفاديها جرى ترتيب ردٍّ/ ثأرٍ إيراني محدّد ومتّفق عليه بقصف صاروخي على قاعدة عين الأسد في العراق، وترافق مع مقتل 176 شخصاً - خطأً؟ - بقصف إيراني على طائرة مدنية أوكرانية. اللافت في مختلف السيناريوات الغربية أنها تدرس الحروب بالوكالة من زاوية أثرها الأثر المحتمل في اضعاف إيران، ولا يستوقفها أو يستوقف إيران نفسها الأثر على الدول الأخرى المعنية، كالعراق ولبنان أو حتى سوريا واليمن، وكأنها أصبحت مجرد "ساحات حرب"، متاحة و"مشروعة"، لا شعوب فيها أو لا مستقبل لهذه الشعوب.  

لا تزال الإدارة الأميركية الحالية تحبّذ التفاوض، متطلّعةً الى تعديل الاتفاق النووي الحالي ليصبح أكثر تلبية للهدف (منع إيران من الحصول على "القنبلة")، وآملةً أن يؤدي الى "تطبيع" ما مع طهران وتغيير ما في سلوكها الإقليمي، عسكرياً وسياسياً. هذا ما اعتقدته إدارة باراك أوباما عام 2015 وما تستلهمه إدارة جو بايدن، لكن الأولى إما خُدعت أو أخطأت في تقديراتها، وتريد الثانية تجنّب الأخطاء. كان انتفاء المصلحة (الأميركية) قد زوّد إدارة دونالد ترامب بالأسباب الموجبة (مع معارضة الجمهوريين والتحريض الإسرائيلي) للضغط على إيران كي تتفاوض على تعديل للاتفاق يشمل برنامجها الصاروخي وسياساتها الإقليمية، أو للانسحاب من الاتفاق وتجديد فرض العقوبات عليها لإرغامها على العودة الى التفاوض. رفضت طهران التعديل وردّت على الانسحاب بخفض التزاماتها، مستخدمةً صمت روسيا والصين للضغط على بريطانيا وفرنسا وألمانيا كي تتمرّد على العقوبات الأميركية. وعلى رغم أنها متمسّكة بالاتفاق كنصّ قانوني دولي يحرّرها من العقوبات، إلا أن انتهاكاتها أضعفت هذا الاتفاق بمقدار ما فعلت عقوبات ترامب.

 وعندما قبلت طهران العودة الى التفاوض في فيينا كانت شروطها معلنة: رفع كل العقوبات مع ضمانات بعدم فرضها مجدّداً، العودة الى اتفاق 2015 من دون تعديل، لا تفاوض على البرنامج الصاروخي أو السياسات الإقليمية. وأرفقت ذلك بدفع الاستفزازات لأميركا وحلفائها الى حدّها الأقصى، سواء انطلاقاً من اليمن (ضد السعودية) أم في العراق (ضد كردستان) وشمال شرقي سوريا (ضد القوات الأميركية)، فيما سُجّلت عمليات عدة منسوبة الى إسرائيل ضد المنشآت النووية وغيرها، بالإضافة الى هجمات بحرية متبادلة ضد السفن وضربات ضد مواقع إيرانية في سوريا. وفي التفاوض اصطدم الأميركيون بالتشدّد الإيراني حتى قبل خروج "المعتدلين" من الحكم، ومع أن إدارة بايدن عرضت لائحة تنازلاتها لتحفيز التفاوض، إلا أنها لا تستطيع بأي حال إلغاء كامل العقوبات مقابل التزام إيراني كامل بقيود الاتفاق النووي غير المعدّل. وبعد توقّف لخمسة شهور، يترقّب مفاوضو فيينا عودة إيران إليها أواخر تشرين الثاني (نوفمبر) ولا يتوقّعون مبدئياً أن تغيّر شروطها بعدما أصبح الحكم في أيدي المتشدّدين.

 التنازلات المتبادلة على أساس "خطوة مقابل خطوة" هي السبيل الوحيد لنجاح المفاوضات، أما إصرار إيران على منهجيّتها وشروطها فهو مؤشر الى فشل قد يظهر سريعاً أو يستغرق بعض الوقت. هذا ما تحدّده لوائح التنازلات من الجانبين وكيفية التثبّت من التزامها: فالخطوات العاجلة المطلوبة من إيران وقف تخصيب اليورانيوم بدرجة عالية (60 في المئة) وبتّ مصير الكمية المخزّنة منه، وعودة رقابة مفتشي وكالة الطاقة على المنشآت للتأكد من خفض التخصيب الى النسبة المحدّدة في الاتفاق (3.67 في المئة)... ولكي توافق طهران على ذلك لا بدّ من أن تتعرّف الى العقوبات التي تقرّر واشنطن رفعها وما إذا كانت تلبي أولوياتها، كأن تُحرّر تجارتها النفطية من أي قيود، وأن يُفتح النظام المصرفي الدولي لعقودها، وأخيراً أشار الوزير حسين أمير عبد اللهيان الى أن الجانب الأميركي يصرّ على إبقاء العقوبات على صفقات إيران العسكرية برغم أن الحظر الوارد في القرار الدولي 2231 (الاتفاق النووي) انتهى اعتباراً من 18 تشرين الأول (أكتوبر) 2020.

هذه عيّنة مبسّطة لتعقيدات التفاوض وليس من السهل تجاوزها. ففي واشنطن يقلق جمهوريو الكونغرس إدارة بايدن ولا يرون في "إحياء" الاتفاق النووي إنجازاً كافياً لرفع "كل" العقوبات، بل يطالبون بتشديده ليشمل البرنامج الصاروخي والسياسات الإيرانية. وفي طهران ليس وارداً في قاموس المرشد أن يعاود تقييد البرنامج النووي من دون إنهاء كلّي لنهج العقوبات. وللتذكير، فإن نهج العقوبات هذا هو سلاح التفاوض الذي استنبطته أميركا بديلاً من الحرب، لكن إيران تريد أن تكسره إما بالتفاوض أو بالحرب.  

 

حكومة "ربط نزاع"!

نبيل بومنصف/النهار/08 تشرين الثاني/2021

نبيل بومنصفيضج أرشيف الازمات السياسية على امتداد حقباتها "العريقة " والطويلة والمتمادية والموصولة في لبنان بالكثير من عناوين المعادلات التي غالبا ما كانت ، ولا تزال حتى اليوم ، تطبع كل مرحلة بطابع الظروف الداخلية والخارجية التي تستولدها الى حين تلاشيها وتبدلها . وغالبا ما  يكون المخيف في تبدل معادلة وحلول أخرى مكانها ان التبديل لا يحصل على البارد وانما نتيجة تطورات عنفية سياسيا او امنيا بما يؤشر الى مراحل اضطرابات داخلية محفوفة باهتزاز المصير العام للبنان . ولعلنا لا "نضرب المندل" الان ان تخوفنا من شيء كثير من هذه الحقيقة او الوقائع في ظل الكثير من التطورات المفتعلة المشبوهة التي تواترت في الأسابيع الأخيرة ولا تزال وصولا الى افتعال ازمة شل الحكومة بعد اقل من شهر على ولادتها . والحال ان قلة تنبهت وكثرة تجاهلت في حمأة تفاعلات تفجر اكبر ازمة علاقات خارجية للبنان مع السعودية ومعظم الدول الخليجية ما يشبه نعي الرئيس سعد الحريري ، البعيد جدا عن المشهد المباشر ، لمعادلة "ربط النزاع" بين تيار "المستقبل" و"حزب الله " سواء على خلفية الازمة الخليجية او على خلفية الملابسات المريبة لأحداث الطيونة وعين الرمانة . لا يتصل الامر هنا فقط بمعاينة ما يمكن ان يكون عليه واقع العلاقات المتوترة او المشدودة او المهادنة بين هاتين القوتين او سواهما في ظل ما يعصف راهنا بلبنان ، وهو عصف قد يكون الأشد خطرا منذ إبرام اتفاق الطائف ، ولكن يبدو التساؤل بديهيا عما اذا كان انهيار "ربط النزاع" هذا ، وهو انهار وسقط سياسيا وواقعيا على الأقل قبل مدة طويلة حتى إبان مرحلة تكليف الرئيس الحريري بتشكيل الحكومة ، تمدد في شتى الاتجاهات السياسية على أبواب مرحلة محفوفة بهذا القدر من الازمات والاخطار . حتى ضمن المعسكر المفترض انه "متماسك" لكونه مهيمنا بالكامل على السلطة ، عصفت الازمة مع الخليجيين بقوة وجعلت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي امام معادلة غير مسبوقة هي معادلة "ربط النزاع" إياها مع ان أي حكومة لا يمكنها ان تستمر في وضع لا معلق ولا مطلق ، لا مستقيلة ولا تصرف الاعمال . هذه الطبعة المحدثة من الازمات الحكومية والسياسية هي مزيج طارئ نوعا ما على المعادلات السلطوية اذ لم يسبق ان جرى استيلاد حكومة بهذه السرعة منذ زمن طويل ومن ثم الانقضاض عليها من الداخل بالسرعة الأقصى كذلك . لا ندري ما يدور في خلد المعنيين المباشرين بالنسخة المحدثة المعدلة للتعطيل على هذا النحو ، ولا ماذا يمكن ان يقدم عليه رئيس الحكومة ان تيقن ان التعطيل ذات طبيعة ستطول لتجاوز المتسببين به الحسابات الداخلية الصرفة وارتباطهم بحسابات إقليمية معروفة أوسع وابعد من استقالة او اقالة وزير ومحقق عدلي . في مجمل الأحوال والأشكال التي تصدرها يوميات هذه الازمة ، ترانا امام مفارقة ساخرة نوعا ما وهي ان الحكومة الحالية ، وما لم يستقل رئيسها طبعا ، بدأت تتعايش مع معادلة "ربط نزاع" خاصة بأطرافها الأساسيين  الى ان ينقض طرف ثالث ما عليها بالخروج منها . وهي حالة قد تكون مرشحة لتطول اكثر من حسابات كثيرين امام المعطيات المعقدة لأطرافها وشد الحبال الآخذ بالتصاعد مع بدء العد العكسي لاستحقاقي الانتخابات النيابية والرئاسية في السنة الانتخابية الاتية . بذلك نتساءل كيف ومن سيلجم المزيد والمزيد الآتي من الانهيارات الحتمية ؟

 

سيناريو يُرسم للبنان: التغيير بالاغتيالات… وهؤلاء مستهدفون

داني حداد /أم تي في/08 تشرين الثاني/2021

نقترب من نهاية عامٍ لبنانيٍّ مرير. سيكون العام ٢٠٢٢ حاسماً على أكثر من صعيد، انعكاساً لما يحصل في المنطقة. يتأرجح لبنان، كراقصٍ في سيرك، بين التسوية والحرب. سيناريوهات كثيرة تُرسم للبنان، الذي يتحوّل، أكثر فأكثر، الى ساحة. واحدٌ منها تنفيذ اغتيالات تستهدف شخصيّات قادرة على تغيير المشهد السياسي الداخلي. نتحدّث هنا، مثلاً، عن مرشّحين لرئاسة الجمهوريّة أو عن زعماء تقليديّين سيكون "حذفهم" من هذا المشهد باباً للتغيير. وليس الخوف من الاغتيالات المحتملة مصدره واحد. قد تكون لأكثر من جهة خارجيّة مصلحة في مثل هذه الاغتيالات، خصوصاً أنّ شخصيّاتٍ لبنانيّة قد تقف عائقاً أمام ولادة لبنان بصورته الجديدة التي لم تتبلور بعد، فتكون إزاحتها هي الحلّ. هل يكون "لبنان الجديد" في صلب محور الممانعة أم في صفوف دول التطبيع؟ هنا السؤال الأكبر. ويسجّل هنا تخوّفٌ لدى أكثر من مرجعيّة أمنيّة من عودة الاغتيالات، بهدف زرع الفوضى في الداخل، بينما تجد مصادر خارجيّة أنّ الاغتيالات، إن نُفّذت، لن تكون بهدف الفوضى بل التغيير. التغيير الكبير غير المتاح انتخابيّاً قد يكون متاحاً بالاغتيالات!

وما يُخشى أيضاً هو أن تتحوّل المواجهة أكثر بين الفرقاء الإقليميّين الى الداخل اللبناني عبر تصفياتٍ متبادلة قد تطال شخصيّات من الصفّ الأول، على طريقة محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي. إنّ هذه السيناريوهات الدراماتيكيّة، كما سيناريو الحرب الإسرائيليّة على مناطق نفوذ حزب الله، ليسوا أمراً محسوماً. يتعلّق الأمر بمسار التفاوض الأميركي - الإيراني كما السعودي - الإيراني، وبالدور الإسرائيلي فيهما، كما بالانكفاء الأميركي. نحن أمام مرحلة رسم خارطة جديدة للمنطقة. قد يعمد المتضرّرون الى تفجيرها، وحينها سيكون لبنان أحد الساحات. العراق أيضاً. العام ٢٠٢٢ هو عام الحسم، خصوصاً في الأشهر الأولى منه، والاحتمالات مفتوحة بين التفجير والتسوية. وفي لبنان استحقاقان كبيران: انتخابات نيابيّة ورئاسيّة، ومصيرهما يتعلّق أيضاً بالمشهد الإقليمي. لبنان مرآة لما يجري في الإقليم، لا أكثر…

 

مازن الرفاعي في "غاليري أجيال": بعلبكّ أنا بيت من بيوتك

عقل العويط/النهار/08 تشرين الثاني/2021

تعرض "غاليري أجيال"، الحمراء، ابتداء من التاسع من تشرين الثاني 2021 إلى الرابع من كانون الأوّل، عشرين لوحة من الأعمال الجديدة للرسّام مازن الرفاعي (أكريليك على قماش، قياس 80x80 - 10090X) تومئ من جهة إلى الجغرافيا الحسّيّة للحارات والبيوت والأزقة البعلبكيّة، وهندساتها، وتطمح من جهة ثانية إلى تحريرها من التفاصيل، مومئةً إلى التجريد من دون أن تستغرق فيه. المملكة هنا، في هذا المعرض، هي مملكة الهندسات والتقطيعات والخطوط والرتب اللونيّة، المختصرة، اللمّاحة، المكتفية بالجوهريّ، لكن المفصّلة على قياس البيوت، الحارات، والأزقّة المتلوّية تحت الشبابيك، تحت النظرات، في مسقط الرأس البعلبكيّ، أساسًا، ولِمَ لا في سواه أيضًا. هنا، حيث اللوحة تتباهى بكونها لوحة المكان، ولا تخجل به، بل تعتزّ، بل تداعبه، بل وأيضًا تعيد تأليفه ليكون أهلًا لمجاراة التصّور والخيال والحلم، ولِما يُحتفَظ به بعد مرور الأيّام، بعد انتهاء الأوقات، أي عندما لا يبقى سوى الفنّ الذي يُدفئ العمر والبرد والثلج، ويوقد النار غير القابلة للانطفاء.  هنا، حيث اللوحة "تستولي" على المكان بصداقة، بحبّ، بشغف، بخفر، بمودّة، ومن وراء الرموش، وربّما بالرنوّ، وربّما بعد الإغماض، لكي تختار الريشة والفرشاة ما يلذّ لهما من الألوان المنسابة بجرأة، بشجاعة، بين المقطّعات والنسب الطوبوغرافيّة، المهندسة بعفويّة العمران في القرى والدساكر، وببداهاتها، وبسكراتها، التي تتغاوى بكونها عارفة بدون أنْ تعرف، وبكونها عالمة بدون أنْ تعلم، وبكونها مُدركة موسيقى المواضع والمطارح بدون أنْ تدرك، وبكونها مُلمّة بالأبعاد، بمسارب النسائم والهواء واللفحات والأعاصير والعواصف، والإطلالات، والانفراجات، بدون أنْ تُلمّ، وبكونها – خصوصًا - مُبهجة للروح والعقل والذوق، بدون أنْ تسعى قصدًا إلى ذلك.

من "الواقع"، من "الجغرافيّ"، من "الحسّيّ"، من "المرئيّ" الذي يُرى بالعين، أو يُحتفَظ به في أرشيفات الذاكرة، تبدأ لوحة مازن الرفاعي. أي أنّها تبدأ من المكان، وتحديدًا من مشهديّة البيت - البيوت المتلاصقة المتآخية المتوأمة، وتشقّ الدروب المفترضة والمتخيّلة التي تعبر بخفّة، كأنّها ليست دروبًا، وتروح هذه اللوحة تصفّي المشهد تدريجًا، بدون افتعال، بدون اصطناع، على طريقة التعرّي التدريجيّ من الثياب، من الإضافات، وعلى هوى الإزميل الذي يعمل في الحجر، لكن بلطف، بتؤدة، بامّحاء. كالهوى الذي يستولي على العين، باللطف والتؤدة والامّحاء، وذلك من فرط الرنوّ والتأمّل والانخطاف والاتّحاد، بحيث لا يُلتفَت إلّا إلى ما يأسر، ويكون هو اللبّ، والنسغ. ليس من هدفٍ تسعى إليه اللوحة، هنا، إلّا ذاتها. إلّا لذّة ذاتها. هي تبدأ بالمكان، لتمعن فيه، فتروح تستجلي أنفاسه، نبضاته، إيقاعاته، هندساته، وموسيقاته. وفي عمليّة الاستجلاء هذه، تنأى اللوحة عن البهرجة، عن الادّعاء، عن الفخامة، من أجل أنْ تعثر بالهندسة، بهندسة الجغرافيا واللون، على روح المكان، على روح البيوت، وعلى روح المشهد. هذه هي حال العشيق المتصوّف، المأخوذ بالتأوّهات القلبيّة الخافتة لا الضاجّة، المكتفي من العطر بالرحيق، المتلذّذ لا بـ"التفلسف" على الجغرافيا المشهديّة بل بما هي كيف تنساب، وتترقرق، وتأتلف، وتنمو، على طريقة العشب الذي لا يأخذ بمنطقٍ مفروضٍ عليه، أو بقاعدةٍ مسبقة، أو بخطّ، أو بحدّ، أو بملكيّة. فهو يفعل ما يحلو له، وحيث يحلو له، وبالطريقة التي يتمدّد فيها، أو يتطاول، ويسمق، ويعربش، ليصل إلى الهواء، إلى النسيم، إلى الأفق، فيتنفّس ملء رئتيه، مثلما تتنفّس اللوحة مشهديّتها التشكيليّة وسطوحها الأليفة.

ليس من حاراتٍ، ولا من أحياء، ولا من بيوتٍ واضحة المعالم في اللوحة، ولا من شبابيك، ولا من أزقّةٍ ودروب، بل ما يومئ إليها، ويوحي بها: هندسات وتقطيعات وخطوط وتعرّجات، هي على شفا المشهد الواقعيّ، وعلى شفا تجريده في الآن نفسه. بل تخطو اللوحة خطواتٍ واثقة في اتّجاه التجريد، موعودةً به، بدون أنْ تغرق فيه، أو تنتمي إليه. في هذه الحالة التشكيليّة الوسيطة، هنا لمحاتٌ من قرميدة، هنا طرفٌ من حائط، هنا شبهُ مزراب، هنا فسحةُ سماء، هنا فاصلٌ متعرّج أو مستقيم، هنا بعضُ منزلٍ يتكئ على شبهِ منزل، هنا شرفةٌ، أو وهمُ شرفة، وها هنا شبهُ زقاق أو شبهُ درب. هذا كلّه مرسومًا بما ينمّ عن طبعٍ وطبيعة، وعن حكايةٍ، وعن مكانٍ، وعن أمكنةٍ، وعن صيفٍ، وعن عريشةٍ، وعن جلسةٍ، وعن عصفورٍ، وعن نسمةٍ، وعن لمسةٍ، وعن غمزةٍ، وعن كأس، وسوى ذلك ممّا تنمّيه الألوان القويّة، الحارّة، الدافئة، المتأجّجة، الزاهية، والمتأهّبة لترث السطح التشكيليّ برمّته، حيث بعد قليل، بعد هنيهة، ستولد اللوحة التجريديّة الكاملة من هذه اللوحة، التي هي أمٌّ وسيطةٌ بينها وبين أمومة المكان الأصليّ الذي هو كلّ الأمكنة.

 

آخر فرصة بعد فوات الآوان

سامر فرنجية/ميغافون/08 تشرين الثاني/2021

من السجالات الأساسية لجيل ما بعد الحرب، الخلاف حول أسباب الحرب الأهلية، والذي تحوّل، خاصة مع الصمت الرسمي إزاءها، إلى المدخل لفهم تاريخنا وتحديد خياراتنا السياسية. كان السجال يدور حول الأسباب التي أدّت إلى هذا الدمار، مع ما تعنيه لحاضر هاجسه الوحيد عدم تكرار التجربة: هل مشكلة لبنان في نظامه الطائفي والهيمنة المارونية، هل مكمن الحرب في هذا النظام الإقتصادي وأحزمة البؤس، هل كانت الشرارة السلاح الفلسطيني وإقحام لبنان في حرب إقليمية، هل كانت المشكلة في وجود لبنان في هذه المنطقة المتفجرّة. مهما كانت خلاصة هذه السجالات، تبدو الصورة اليوم، وكأنّها تكرارٌ لتلك الأسباب، تعيدنا إلى مرحلة ما قبل حربٍ ما: انهيار اقتصادي غير مسبوق مع دمار اجتماعي لم تشهده البلاد من قبل، صراع إقليمي يمتّد من السعودية وإيران إلى العراق وسوريا، ويقبع لبنان في وسطه، تفتّت للسلطة وشللها، بروز طرف مسلح طائفي يفضل التهويل بالحرب من التفكير بالتسوية. من الصعب الآن تحديد أي من تلك الأسباب ستكون الأساسية في إشعال الحرب القادمة. هذا سؤال نتركه لمؤرّخي هذه الحرب. لكن لمن يعيش هذه اللحظة، فلتراكم هذه الأسباب، خلاصة واحدة: هناك دمارٌ ما آتٍ.

«العقلانيّة» أسرع طريق إلى الحرب

من إحدى خلاصات الحرب الأخيرة، هي أنّه ما من طرف يمكن أن ينهيها، مهما اقتنع بعبثية الاستمرار بالقتال. فلمن يتابع محاولات الحلول التي قُدِّمت منذ أواسط السبعينات وحتّى انتهاء الحرب في التسعينات، كانت «التسوية» معروفة الشكل، لكنّها احتاجت إلى أكثر من خمس عشرة سنة من القتال لكي تتأمّن شروطها. تبدو اليوم «التسوية» معروفة الشكل، وإن كانت لا تحقّق بالضرورة طموحاتنا. هي معروفة الشكل وتُحرِّك الإحاطة الغربية بهذا النظام: استعمال المساعدات للنظام كمحفزّ لإعادة إصلاحه، دعم ما تبقى من مؤسسات أمنية لمحاولة ضبط الوضع على الأرض، التمسّك ببقايا المؤسسات الرسمية بانتظار مرحلة التفاوض على أسس هذا النظام، النظر للانتخابات القادمة كفرصة لتغيير طفيف في موازين القوى التشريعية … والانتظار ريثما تتحدّد معالم التسوية الإقليمية. تبدو معالم «التسوية» واضحة، وإلى حدّ ما غير خلافية. لكنّ هذا «الوضوح» قد يكون الدليل على عدم جدواها. فتبدو هذه الخطة «الإنتظارية» هشّة، وغير قادرة على مواجهة الصدمات الآتية، أكانت سياسية أو أمنية أو إقتصادية… وتبدو أقرب إلى صلاة يردّدها الخارج مع كل انحدار في الوضع بلبنان، صلاة تذكرنا بكلام الموفدين العرب والغربيين إلى لبنان في الثمانيات عن ضرورة وقف إطلاق النار والحوار وحماية المدنيين.

هناك دمار قادم، ولن يوقفه الكلام عن الانتخابات أو الإصلاحات أو صندوق النقد الدولي.

القاضي في وجه الحرب

لا يكسر عبثية هذا المشهد إلّا سوريالية وجود قاضٍ يتابع تحقيقاته وكأنّه ليس ضمن نظام شرس يحاول قلعه بشتّى الطرق. ورغم كل محاولات فبركة الملفات، من اتهامه بالارتهان لطرف سياسي أو اعتباره مختلّاً عقلياً أو تحميله مسؤولية اشتباك حزبي أو محاولة مقايضته باستقالات أخرى لا دخل له بها، ما زال هذا القاضي مجهول الهوية، كل ما نعرف عنه هو صفته الرسمية، قاضي التحقيق في قضية انفجار مرفأ بيروت.

ولعلّه لهذا السبب، بات هذا القاضي أكبر من صفته، وإن كان لا يحاول تجاوز مهمّاته أو تقديم نفسه كمخلّص جديد.

أصبح هذا القاضي آخر فرصة لامتلاك بعض الأمل في الإدارة العامّة، رغم عقود الفساد والحزبية والزبائنية.

أصبح آخر فرصة لامتلاك بعض الأمل في مساحةٍ يلعب فيها القضاء دوره، رغم ارتهان القضاء والقضاة.

أصبح آخر فرصة لامتلاك بعض الأمل في وجود حدود للقتل في هذه البلاد، رغم القتل الرخيص والاستخفاف الممنهج بالحياة.

أصبح آخر فرصة لامتلاك بعض الأمل في إصلاح ما لا يتطلّب تدمير النظام والبلاد، رغم كل الإشارات التي تدّل على العكس.

أصبح أخر فرصة لامتلاك بعض الأمل في أخلاقٍ ما ترفض مقايضة مئات القتلى بحسابات سياسيين دنيئين، رغم عبثية المشهد.

فإقالة بيطار، إن حدثت، لن تكون تفصيلًا، يمكن التلاعب عليه من خلال تعيين قاض آخر أو من خلال طلّة إعلامية لنصرالله أو بكاء متلفز لرئيس الوزراء. إقالته ستعني انتهاء أي إمكانية لمسار شبه سلمي لحلّ الأزمة، وإعلان النظام كدولة احتلال. هذا الكلام ليس موجّهًا لنا، في الداخل، نحن الذين ندرك تمامًا طبيعة هذا النظام، بل لعرّابيه الخارجيين الذين ما زالوا يحاولون الحفاظ على حدّ أدنى من التماسك المؤسّستي وحضن النظام في انتظار انفراج ما. لكن ما ستعنيه الإقالة للداخل، هو أنّ لا أمل من أي عملية إصلاحية، من خلال التوزير أو الترشيح، لا تضع كل من يعترض على هذا النظام أمام السؤال الفعلي: كيف تعارض نظام احتلال داخلي؟ لم يخطئ نصرالله عندما ربط بين القاضي والحرب، لكنّه أخطأ التوصيف، كالعادة. فرحيل بيطار هو الدخول إلى الحرب الأهلية، وليس العكس.

 

تداعيات إلحاق لبنان بالمِحْوَر الإيراني

خطار أبو دياب/الراي/08 تشرين الثاني/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/103974/103974/

تستمر تفاعلات الأزمة الدبلوماسية بين لبنان الرسمي ودول عربية في الخليج، والتي اعتبرها البعض "أخطر انفجار دبلوماسي في العلاقات السعودية-اللبنانية" وتسببت عملياً بما يشبه "عزلاً خليجياً" لبلد الأرز. وبالطبع لم تكن تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، إلا لتأكيد الرغبة في إتمام إلحاق لبنان بالمِحْوَر الإيراني. ولذا تندرج ردة الفعل السعودية والخليجية في سياق يرتبط بتطورات الوضع اللبناني منذ اغتيال رفيق الحريري في ٢٠٠٥. هكذا يجد لبنان المنهك والمسلوب نفسه في عين العاصفة وتزداد المخاطر المحيطة به، وتُعمِّق من أزمته البِنْيوية من دون أُفق للخروج من الوضع القائم.

اهتزت حكومة نجيب ميقاتي التي كانت معطلة أصلاً بسبب مسعى وقف التحقيق في تفجير المرفأ وحادثة "الطيونة - عين الرمانة"، وتكاد إرهاصات القطيعة مع الخليج تضرب بشكل حاسم هذه الحكومة بسبب انسداد الأُفق العربي والخليجي أمامها، نتيجة سقوط عهد ميشال عون وغالبية حكومة ميقاتي في قبضة المِحْوَر الإيراني. وفي توصيف للأزمة من وجهة نظر سعودية، اعتبر وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان أنه "ليست هناك أزمة مع لبنان بل أزمة في لبنان بسبب هيمنة وكلاء إيران"، مؤكِّداً أن لبنان بحاجة إلى إصلاح شامل يعيد له سيادته وقوته ومكانته في العالم العربي. في المقابل، قال هاشم صفي الدين رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله: إن "مستقبل لبنان ليس بأيدي السعوديين" وإن "السعودية لا تحتمل أي انتقاد". وأكثر ما يعبر عن احتدام الأزمة ما كشفه وزير الخارجية السعودي بأن "هيمنة حزب الله تجعل التعامل مع لبنان دون جدوى". والأَدْهَى ليس التداعيات السياسية فحسب، بل الآثار الملموسة لناحية التداعيات الاقتصادية، حيث إن حجم الخسائر اللبنانية سيكون ضخماً في فترة الانهيار الاقتصادي.

وحسب إحصاءات سنة 2020 ( تقلصت فيها الحركة بسبب كورونا) فإن حجم الصادرات مع المملكة العربية السعودية بلغ وحده ستمائة مليون دولار، وحجم الصادرات اللبنانية إلى الخليج العربي يفوق المليارين، ويتأثر ميزان المدفوعات في لبنان بتحويلات اللبنانيين في الخارج؛ إذ "إن نصف التحويلات أو أكثر يأتي من المملكة العربية السعودية أو دول الخليج". في المقابل، لا يمكن مقارنة العلاقات المحدودة جداً مع إيران بالعلاقات التاريخية والغنية بين لبنان والدول العربية في الخليج. وأتت مسألة جلب المشتقات النفطية الإيرانية التي كانت دعائية أكثر منها عملية، لتدلل على أن حزب الله ليس بإمكانه أن يكون البديل عن الدولة، ولا يمكن عزل لبنان عربياً ودولياً من أجل استمرار وضعه رهينة لخدمة مصالح المِحْوَر الإيراني.

إزاء الأزمة مع الخليج، برز انكفاء ميشال عون لأن قرداحي محسوب على زعيم مسيحي منافس (وزير الإعلام كان مقرباً من تيار عون وخطه السياسي، لكن بعد تصريحات قرداحي الموالية لبشار الأسد والمؤيدة لقتل الشعب السوري، تبنَّاه سليمان فرنجية زعيم تيار المردة ورشحه للحكومة)، أما نجيب ميقاتي فقد استغل فرصة مشاركته في قمة "غلاسكو" حول المناخ، ليجتمع مع الرئيس ماكرون والوزير بلينكين كي يطلب منهما وساطة واشنطن وباريس، لكن عدا تصريحات التشجيع على عدم الاستقالة، لم يحصل ميقاتي عمليّاً إلا على وَعْدِ زيارة وزير الخارجية القطري إلى بيروت لاستطلاع الوضع عن كثب. وازدادت الأمور سوءاً مع تسريبات وتصريحات عن السعودية لوزير الخارجية اللبناني عبد الله أبوحبيب، مما قطع الشك باليقين أننا أمام نهج عند فئة من اللبنانيين يخفي عنصرية ضد العرب وارتماء في أحضان إيران ولَعِبِ ورقة حلف الأقليات السيئة الذكر. لا ينتظر على المدى القريب إيجاد مخرج من هذه الأزمة نظراً لتعنُّت فريق حزب الله ورفض استقالة قرداحي أو إقالته كمدخل لإعادة فتح الحوار كما اقترحت واشنطن، ومن هنا ستستمر التجاذبات ويترسخ المأزق اللبناني. قبل الهزة الأخيرة، تسارعت الأحداث بعد فشل المسالك القانونية لتنحية المحقق العدلي في تفجير المرفأ القاضي طارق البيطار حيث قام الثنائي الشيعي بنقل الملف إلى مجلس الوزراء . ونتيجة الانقسام الحادّ حِيال تنحية البيطار أصبحت حكومة ميقاتي معطلة، وهذه المسألة فيها تكرار مشابه لاعتراض حزب الله على إنشاء المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رفيق الحريري.

هكذا في سياق الاحتقان إزاء ملف تفجير المرفأ، وعلى خلفية التدهور "الاقتصادي- الاجتماعي" وزيادة الاستقطاب السياسي، أتت حادثة "الطيونة" الدموية في 14 أكتوبر الماضي، ليس بعيداً عن مكان حادثة "عين الرمانة" شرارة الحروب اللبنانية بين 1975 و 1990، لتعيد إلى أذهان اللبنانيين ذكريات الزمن الأليم. إن رهان البعض على فائض القوة لفرض وجهة نظره، كما عدم استخلاص الدروس من التجارب ووجود ذاكرة انتقائية، يزيد من مخاطر عودة لبنان إلى الوراء . زادت حادثة "الطيونة" من الاحتدام السياسي، ويسعى البعض لجعلها مقابل حادثة انفجار المرفأ ليرتدي الأمران أثواباً طائفية، وهناك محاولات عزل واستقواء وشيطنة من هنا وهناك. والأدهى إمكان تعطيل تحقيق انفجار المرفأ واستمرار شلل الحكومة في ظل تفاقُم الانهيار الاقتصادي والاجتماعي وضرب الآمال ببَدْء مسار إنقاذي . يتنقل بلد الأرز من منعطف إلى آخر داخل نفق من دون أُفق واضح، وتبقى المنظومة نفسها مُمسِكة بزمام الأمور ضِمن دوامة المُحاصَصة والانقسام وإمكان العودة للأسوأ على حساب شعب مُنْهَكٍ في وطن مسلوب السيادة والموارد. وفي هذا الإطار، لا يَأبَهُ الفريق الحاكم (حزب الله - التيار الوطني الحر) بانعكاسات إسقاط هُوِيَّة لبنان العربية وضرب علاقاته مع المملكة العربية السعودية، وعلى الأرجح إن لذلك صلة مع التطورات الأخيرة في الإقليم من تراجع أنصار المِحْوَر الإيراني في العراق، إلى إمكان زيادة التنسيق "الأمريكي- الروسي- الإسرائيلي" ضد الوجود الإيراني في سورية. ولذا يسعى حزب الله إلى تشديد التحكم بالساحة اللبنانية من أجل إثبات وجود المحور الإيراني وإنجازاته في سياق جيوسياسي، خاصة أن المرشد علي خامنئي اعتبر يوماً لبنان "إزميرالدا" (شقراء قصة فيكتور هوغو "أحدب نوتردام") أي "عروس الشرق التي سعى الكل لاجتذابها وسيطر عليها ما سماه "المقاومة الإسلامية" أي حزب الله…. والشاطر يفهم!

 

لبنان... من دولة إلى مساحة جغرافية

سام منسى/الشرق الأوسط/08 تشرين الثاني/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/103972/%d8%b3%d8%a7%d9%85-%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%89-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%85%d9%86-%d8%af%d9%88%d9%84%d8%a9-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d9%85%d8%b3%d8%a7%d8%ad%d8%a9-%d8%ac%d8%ba%d8%b1%d8%a7%d9%81/

في شهر أبريل (نيسان) من السنة الجارية، قال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إن «مستقبل لبنان بيد اللبنانيين... لم يعد الوضع القائم فيه قابلاً للحياة، ولا تشعر المملكة بأنه من المناسب الاستمرار في دعم الوضع الحالي حيث يسيطر لاعب غير حكومي، أي (حزب الله)، على السلطة بحكم الأمر الواقع... فيما لا تفعل الطبقة السياسية شيئاً يُذكر للتعامل مع التحديات التي يواجهها الشعب اللبناني». بعد ستة أشهر، قطعت المملكة علاقاتها مع لبنان مؤكدةً أنها أصبحت «غير مجدية»، ولحقتها غالبية الدول الخليجية بعد بث تصريحات لوزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي قبل شهر من تسلمه منصبه الوزاري، هاجم فيها السعودية واتخذ مواقف عدائية تجاهها كما تجاه الإمارات حين عدّ قيادتها للتحالف العربي ضد الحوثيين اعتداءً على اليمن. لا شك أن تصريحات قرداحي ليست سبب القطيعة، بل هي نقطة الماء التي أفاضت الكأس، والشرارة التي أشعلت ناراً تحت رماد الموقف الخليجي المستاء من الهيمنة الإيرانية على لبنان منذ سنوات. بدايةً ومن دون مبالغة، لعل الأزمة الأخيرة مع دول الخليج لا تقل أهمية عن الأحداث الجسام المزلزلة التي عصفت بلبنان وقاسمها المشترك «حزب الله»، كاغتيال الرئيس رفيق الحريري عام 2005 وجر لبنان إلى حرب يوليو (تموز) عام 2006، وغزوة القمصان السود في 7 مايو (أيار) عام 2008، وتبخر أموال المودعين في المصارف اللبنانية، وتفجير مرفأ بيروت، وحادثة الطيونة الأخيرة، وهذا غيض من فيض. فما جرى غير مسبوق في تاريخ علاقات لبنان الحديث مع الدول العربية التي مرّت بمراحل توتر نتيجة لأسباب مختلفة، أبرزها التنافس المصري - السوري خلال وبعد الوحدة بينهما في ستينات القرن الماضي إبان عهد جمال عبد الناصر، إلى العلاقات مع البعثين السوري والعراقي، إنما لم تصل مرة إلى الدرك الذي وصلت إليه اليوم وهو في حضن محور الممانعة الإيراني. وما موقف (أو اللاموقف وعجز!) رئيس حكومة لبنان نجيب ميقاتي مما يجري سوى تأكيد لسقوط البلاد تحت الهيمنة الإيرانية الكاملة عبر «حزب الله»، ليس فقط بسلاحه إنما أيضاً بما كان قد بشّرنا به سابقاً رئيس كتلته النيابية محمد رعد بالمجتمع والاقتصاد المقاومين.

يستثيرنا البعض من سياسيين وإعلاميين وكتّاب عندما، وبكل فجاجة، يُنكرون أن لبنان بات في الفلك الإيراني وأن «حزب الله» يسيطر على مفاصل الدولة لدفعنا إلى تجاهل الفيل في الغرفة. ويستثيروننا أيضاً عندما يحوّرون وقائع الماضي والحاضر ليحوّلوا الأبيض أسود والأسود أبيض في سفسطائية قلّ نظيرها، يصبح معها «حزب الله» جمعية خيرية ولبناني المنشأ والمعتقد والهوى ولا روابط إقليمية ودولية له! ويستثيروننا أيضاً عندما يبالغون بمآثر الحزب كوصف معركة جرود عرسال بأنها أنقذت لبنان والمنطقة من براثن «داعش»، متهمين دول الخليج بخلق هذا التنظيم، متناسين أن عدداً من قادة «القاعدة» عاشوا أو يعيشون في إيران وأن بشار الأسد هو من أطلق المتشددين من سجونه ليشكّلوا كل أطياف الجماعات الجهادية كـ«داعش» وأخواتها.

إن الخلاف اللبناني - الخليجي مفصليٌّ، وهو يحمل دلالات لبنانية وإقليمية ودولية عدة.. أكثرها أهمية لبنانياً أنه صوّب البوصلة وأعاد توجيه النقاش إلى جوهر مشكلة لبنان التي وصّفها وزير الخارجية السعودي بسيطرة «حزب الله» والمحور الإيراني على لبنان كلياً. وثانية الدلالات وأخطرها هي إمعان الحزب بإضعاف القادة السنة وإحراقهم الواحد تلو الآخر، والإفادة من تسابق الأطراف المسيحية على اختلافها لتقديم أوراق اعتمادها إليه وعيونها شاخصة إلى انتخابات تشريعية ورئاسية لن تقدّم ولن تؤخّر.

الدلالة الثالثة هي تأكيد سقوط دلع اللبنانيين، وهم الذين لطالما «كسروا أيديهم» بمقولة إنهم مغلوبون على أمرهم بوجود «حزب الله»، مقولة أعاد وزير خارجية لبنان عبد الله بو حبيب تأكيدها عندما قال إن مسألة الحزب إقليمية وإن لبنان عاجز عن حلها. وينسحب هذا الدلع على محاولة اللبنانيين إقناع العالم بأن الحكومة شيء، و«حزب الله» شيء، والشعب اللبناني شيء آخر، وأنه لا تجوز معاقبة الحكومة واللبنانيين على ممارسات الحزب داخلياً وإقليمياً ودولياً. طلب غريب عندما يكون الحزب هو مَن شكّل الحكومة، وله ولحلفائه فيها حصة الأسد. ولا ننسى أداء الرئيس ميقاتي إبان تأليف الحكومة التي راعت تشكيلتها رغبات دول كثيرة بينها فرنسا وبعض العرب، في تجاهل مطلق لدول الخليج، فجاءت حكومة لـ«حزب الله» المشكو من ممارساته الإقليمية منذ فترة طويلة. ناهيك بكون رئيس الجمهورية حليفه الأساس، وجزء من اللبنانيين انتخبوا نوابه والجزء الآخر يتقاعس عن الإشارة إليه كسبب رئيس لانهيار الدولة.

والدلالة الرابعة أنه ظهّر لبنان كمساحة جغرافية تسكنها مجموعة من الناس باتت معتادة على تدبير أمورها الحياتية بنفسها، فلا وجود لكيان ولا لدولة ولا لحكومة.

أما الدلالات الإقليمية والدولية فتتصدرها مآلات المحادثات السعودية - الإيرانية، فطريقة الرد السعودي تشير إلى تعثرها بخلاف ما توحي به بعض الأصوات الإيرانية، والأسباب متعددة، منها إصرار إيران على تعزيز مكاسبها باستخدام ميليشياتها المسلحة، وعدم اليقين بشأن مصير مفاوضات الملف النووي وتمسك طهران بتطوير الصواريخ الباليستية المهدِّدة للمملكة وغياب الضمانات الأمنية من الولايات المتحدة.

الدلالة الثانية هي الميليشيا الحوثية وما تشكله من تهديد لأمن السعودية الاستراتيجي، لا سيما بعد تجاهل الدول الغربية الغريب للمجازر التي يرتكبها الحوثيون للسيطرة على مأرب أو استهدافهم المتكرر للعمق السعودي من دون اتخاذ مواقف جدية باستثناء الاستنكار ببيانات تصدرها السفارات.

الدلالة الثالثة هي موقف الغرب بعامة وفرنسا وأميركا بخاصة من «حزب الله». فقد دعموا هذه التشكيلة الحكومية علماً بأن «حزب الله» هو ركنها الأساس، ومستمرون في دعمها بعد الأزمة مع السعودية، فيما يتباهون بفرض عقوبات لا تسمن ولا تغني على كيانات وأفراد لارتباطهم به. هذه الحكومة العقيمة معطَّلة اليوم لأن الحزب قرر ذلك: إما أن تستجيب لمطلب إقالة قاضي التحقيق طارق البيطار وإما لا جلسات!

الدلالة الرابعة هي مواصلة الإدارة الأميركية الجديدة نهج إدارة الرئيس باراك أوباما بالتعاطي مع الملف النووي الإيراني، أي التغاضي عن الممارسات الإيرانية المزعزعة لأمن الإقليم لتعود إلى اتفاق 2015، علماً بأن الوقائع تغيّرت والمفاوضات الحالية بدأت من تخصيب إيران لليورانيوم بنسبة 20%، وتجري في ظل انكفاء أميركي عن المنطقة وتخبُّط في سياستها الخارجية، وتمدد روسي وصيني فيها لم تشهده من قبل. هذا النهج يتيح لإيران كما سابقاً تثبيت مكاسبها في المنطقة ومواصلة ابتزاز الغرب ببرنامجها النووي فيما عيناها موجهتان على تجذير وجودها سياسياً وعسكرياً واجتماعياً واقتصادياً وعقائدياً في الإقليم. هذا التخلي الدولي أخطر من المقاطعة الخليجية المعروفة الأسباب والواضحة الأهداف: دعوة لبنان إلى أخذ قراره بيده والتحرر من سطوة «حزب الله» أو أقله وقف استهداف الدول الخليجية عبره.

نفهم موقف السعودية ودول الخليج العربي، إنما الخوف من الطبقة السياسية اللبنانية العقيمة والمفلسة في أن يجعل البلاد فريسة لمزيد من التغوّل الإيراني. في المحصلة، لسنا وراء مساعدات ومصالح اقتصادية سعودية وخليجية على أهميتها، إنما فيصلنا هو المفاضلة بين من يسعى إلى التنمية والتطور والانفتاح وولوج الحداثة والتطلع إلى المستقبل، وبين العزلة والفقر ومخاصمة العالم وابتزازه. من هنا، بين السعودية وإيران تربح الرياض وتسقط طهران.

 

نصرالله أضعف من الأسد

شارل جبور/الجمهورية/08 تشرين الثاني/2021

لا تقارَن قبضة الرئيس حافظ الأسد التي حكم فيها لبنان بقبضة السيد حسن نصرالله التي يحكم فيها لبنان، وعلى رغم انّ الأول كان أقوى بكثير من الثاني، إلا انه اضطر في نهاية المطاف إلى إخراج جيشه من لبنان مع نجله بشار.

لم يُمسك حافظ الأسد لبنان بجيشه فقط، لا بل الجيش السوري كان آخر العناصر التي حكم فيها البلد، إنما ارتكز بالدرجة الأولى على الضوء الأخضر الأميركي، وبالدرجة الثانية على التفاهم مع المملكة العربية السعودية، وذلك بحجة انّ وجوده في لبنان هو لمنع الاقتتال الطائفي وتوحيد البلد وبناء الدولة، وبالدرجة الثالثة على تأييد الشيعة والسنّة والدروز وإدارة التوازن بينهم، وبالدرجة الأخيرة على جيشه.

فالأسد الأب أمسك لبنان بالديبلوماسية والسياسة أولاً، ومن ثم عن طريق العسكر والقوة، وكان يتعامل مع المجتمعين الغربي والعربي على قاعدة التمنين، بمعنى انه يُمنِّنهم بدوره في لبنان والذي اضطر معه إلى إرسال قسم كبير من جيشه لضبط الاستقرار في بلد لا يُضبط فيه الاستقرار، وفق ما كان يروّج من زاوية ان لبنان لا يحكم من الداخل بسبب الانقسامات الطائفية والمذهبية، وان الوسيلة الوحيدة لحكمه واستقراره هي من الخارج.

وأدرك حافظ الأسد منذ اللحظة الأولى ان لبنان لا يحكم بالقبضة العسكرية حصراً، إنما يحكم بالتفاهم مع المجتمعين الدولي والعربي، وفي سبيل هذا التفاهم سَوّق لنفسه 3 أدوار تشكل حاجة ومصلحة دولية:

الدور الأول، ضابط للحدود اللبنانية مع إسرائيل وضامن لها، فلم تعد الحدود سائبة لهذا الفصيل او ذاك، إنما تُحرّك من دمشق في حال وجدت ضرورة لتوجيه الرسائل الساخنة، وتُجمّد من قصر المهاجرين نفسه، ومعلوم ان إحدى أولويات واشنطن في الشرق الأوسط توفير أمن إسرائيل.

الدور الثاني، ضابط للاستقرار اللبناني وضامن له. فلم يعد عدم الاستقرار يهدِّد الجوار او ينعكس على مسار مدريد للسلام العربي-الإسرائيلي، خصوصاً مع دخوله على خط السلام مفاوضاً وموحياً بأنه مع «السلام العادل والشامل» لإغراء الأميركيين، فيما هو في العمق ضد السلام لاعتبارات عقائدية من جهة، ولاستمرار حكمه من جهة ثانية كأقلية تخشى من خطوة السلام مع تل أبيب من ردة فعل الأكثرية السنيّة.

الدور الثالث، ضابط للتوازن السعودي-الإيراني وضامن له، فأطلقَ بشكل أو بآخر يد الرئيس رفيق الحريري في الحكم والإعمار، وأطلق يد «حزب الله» في مقاومة إسرائيل، وكان يسهر على التوازن بين الطرفين، فلا يسمح لطرف بأن يكسر على الطرف الآخر، وبالتالي حافظ َعلى أفضل العلاقات مع الرياض وطهران في آن معاً من خلال موازنة دورهما في لبنان.

فقد أدرك الأسد انه لا يستطيع ان يحكم لبنان إذا لم يستنبط لنفسه أدواراً تشكل مصلحة لواشنطن بالعنوان الإسرائيلي الذي يبدأ بأمن شمالها ولا ينتهي بالسلام معها، وتشكل مصلحة للرياض بأنّ لبنان يحكم من حاضنة عربية لا إيرانية، وتعمل على منع الاقتتال وترسيخ الاستقرار.

فقد عرف حافظ الأسد من أين تؤكل الكتف الدولية، وعرف كيف يغري الأميركيين، وعرف كيف يروِّج لصورته بأنه رجل سلام، ويتعامل بعقلانية لا تهوُّر، وانه نجح بضبط الاستقرار في لبنان بعد 15 عاما من الحروب والاقتتال، وانه في حال أخرجَ جيشه تعود الحرب الأهلية، وأمسك بكل الدولة من رأسها إلى أصغر مؤسسة من مؤسساتها..

هذا على مستوى أدواره الخارجية، أما لناحية دوره داخل لبنان فأرسى توازناً بين «أمل» و»حزب الله»، والأخير كان مضبوط الإيقاع وحصرت فيه المقاومة، فيما تسلّمت الحركة الدور السياسي كاملاً، وأعطى رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط كل ما يوفّر له الدور والأمان، وتعامل مع الحريري كرئيس حكومة في لبنان ووزير خارجية لسوريا، من دون ان ينتقص من دور رئيس الجمهورية في لعبة التوازن الداخلي، ولكن التوازن الفعلي كان مثلث الأضلع: سني وشيعي ودرزي، والدور المسيحي كان هامشياً.

فلم يحكم حافظ الأسد لبنان بالعصا فقط، إنما من خلال علاقاته مع القوى الأساسية التي مَدّها بالدعم في الحرب وكانت تعتبره جزءا من الداخل اللبناني، وأرسى بين هذه القوى الحليفة له توازناً سياسياً من أجل ان يرتاح كل فريق لدوره. وبالتالي، عرف كيف يحكم لبنان بغطاء الخارج وتوازن الداخل، الأمر الذي اختلف مع نجله بشار الذي يفتقد إلى دهاء والده، ويتعامل بانفعالية، ولم يَفقَه أهمية الحفاظ على التوازن الداخلي الذي «طبش» معه لمصلحة «حزب الله» على حساب الآخرين الذين همّشوا سياسياً، والتوازن الخارجي الذي «طبش» معه لمصلحة طهران على حساب الرياض، وفشل في صيانة العلاقة مع الأميركيين واستطراداً الفرنسيين والترويج لحاجة دوره اللبناني.

وتأسيساً على ما تقدّم، هل من حاجة بعد لإجراء مقارنة بين حافظ الأسد وحسن نصرالله؟ فالثاني يمسك لبنان بالعنصر الأخير الذي عوّل عليه الأسد لحكم لبنان، اي العسكر، ولم ينجح ليس فقط باجتراح أدوار تُغري الخارج أكان واشنطن أم الرياض، إنما فعلَ المستحيل للصدام مع أبرز العواصم الخارجية التي صنّفته بالإرهابي، والصدام مع كل من يخالف رأيه في الداخل، وبالتالي نصرالله بهذا المعنى هو نقيض الأسد الأب: مواجهة مع عواصم الخارج، ومواجهة مع مكونات الداخل، ومن عامل استقرار في الداخل، إلى عامل عدم استقرار.

وعدا عن كون «حزب الله» قوة شيعية داخلية ويستحيل على اي فئة لبنانية ان تحكم الفئات الأخرى، خلافاً للأسد الذي هو عامل خارجي لا داخلي وكانت القوى الإسلامية تتعامل معه كجيش داخلي لا خارجي، فإنّ الحزب لم يرتكز في إمساكه بالقرار اللبناني سوى إلى جيشه الذي، بحسب قوله، يفوق المئة ألف مسلّح، ولم يكتف بالتبريد مع الخارج او بالتسخين مثلاً مع واشنطن والتبريد مع الرياض، بل وضعهما في مواجهته في سياسة تقوم على مُراكمة العداوات مع الخارج والداخل، وهذا طبيعي لأنه ذراع لدولة وليس دولة بذاته، ولأنه أداة أمنية وعسكرية وليس سياسية، اي لا يملك الخبرة السياسية، والدليل ان الميليشيات الإيرانية لم تُرسِ استقراراً لا في لبنان ولا العراق ولا اليمن، كونها ليست قوة استقرار.

ولو قرر حافظ الأسد ان يحكم لبنان بجيشه حصرا من دون إغراء الأميركيين بأدوار يحتاجون إليها، لما نجح في حكمه لعقد من الزمن قبل ان يستلم نجله الحكم بعد وفاته. ولو بقي على قيد الحياة لما نجح في إدارة مرحلة ما بعد الخروج الإسرائيلي من لبنان، وكانّ شأنه شأن نجله بشار الذي لم ينجح في إدارة لا الوضع اللبناني ولا السوري. ومعلوم ان لبنان دولة دقيقة التوازنات الطائفية والسياسية ولها علاقاتها الخارجية ولا تُحكم بالقبضة العسكرية التي لا يجيد «حزب الله» غيرها، ويظن انه من خلال الإعلان عن عديد جيشه (100 ألف) يخيف اللبنانيين فيتربع على عرش الدولة، فيما الرأي العام أسقط حاجز الخوف، ولا يستطيع الحزب المحظور في الخارج والمصنّف بالإرهابي، والذي هو على تناقض وخلاف مع معظم مكونات الداخل ان يحكم لبنان.

وتأسيساً على تجربة حافظ الأسد في لبنان التي دامت 15 عاماً بينه وبين نجله، ولكن هذه التجربة كانت ستنتهي عاجلا أم آجلا على رغم إغراءاته للأميركيين ومهارته في إدارة أوراقه السياسية مع الخارج وإرساء التوازن بين القوى السياسية في الداخل، فإنّ حسن نصرالله، الذي لا يملك سوى ورقة العسكر فقط لا غير، هو أضعَف بكثير مما كان عليه حافظ الأسد ومن ثمّ نجله بشار، وعلى رغم ذلك خرج الجيش السوري من لبنان واندلعت الثورة في سوريا. ولن يختلف مصير إمساك نصرالله بالقرار السياسي اللبناني عما آل إليه مصير آل الأسد في لبنان، والمسألة مسألة وقت لا أكثر ولا أقل، لأن لبنان لا يحكم من الخارج ولا من فئة من الداخل، إنما يحكم من خلال الدولة والدستور فقط لا غير.

 

زكي في بيروت… حزم عربيّ تجاه السطوة “الفارسيّة

ألان سركيس/نداء الوطن/08 تشرين الثاني/2021

لم يستطع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي تحقيق أي خرق يُذكر في ملف أزمة العلاقة مع الخليج إذ إن “حزب الله” لا يزال عند موقفه الرافض لإستقالة وزير الإعلام جورج قرداحي من دون مقابل. ووسط هذه الأجواء الداخلية المُلبّدة تأتي زيارة الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي إلى بيروت اليوم، وهذه الزيارة أكثر من رسمية، إذ إن مشاوراته ستقتصر على رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه برّي ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي من دون الأطراف السياسية. وإذا كان التوتّر في العلاقة اللبنانية- الخليجية سرق الأضواء الاسبوع الماضي، إلا أن هناك عاملاً جديداً دخل إلى الساحة العربية المتأزّمة أصلاً ويتمثّل بمحاولة إغتيال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي وإتهام بعض الجهات العراقية والعربية الميليشيات الشيعية الموالية لإيران بالقيام بهذه العملية. لا شكّ أن سياسة لبنان مرتبطة بالعراق عبر التاريخ، وما حصل في بغداد هو مؤشّر على إحتدام المواجهة بين المحور العربي بقيادة المملكة العربية السعودية وبين إيران وحلفائها في المنطقة، وهذا يفتح الباب أمام مزيد من التشدّد العربي تجاه تصرّفات إيران في المنطقة. ووفق المعلومات، فان الموفد العربي الذي يزور لبنان اليوم سيشدّد على أهمية إعادة العلاقات اللبنانية- الخليجية إلى سابق عهدها، لكنه لا يحمل مبادرة كاملة بل أفكاراً للحلّ تتمحور حول الجمع بين مطالب الرياض وبقية العواصم الخليجية وبين ما يستطيع لبنان تنفيذه. وإذا كانت إستقالة قرداحي هي المدخل إلى الحلّ، إلاّ أنّ الأساس يبقى بالنسبة للعرب هو إتخاذ خطوات عملية لمنع تحوّل لبنان إلى بؤرة لتصدير المخدرات والإرهاب إلى الدول العربية.

وفي السياق، فان الموفد العربي سيطالب لبنان باتخاذ خطوات جديّة من أجل ضبط الأمن وعدم التسبّب بمخاطر تجاه الدول الخليجية، سواء كانت أمنية او إجتماعية.

وفي المعلومات فان الرئيس عون سيكون منفتحاً على أي أفكار تعيد العلاقات اللبنانية- الخليجية إلى سابق عهدها ولا يمانع في إستقالة قرداحي لكنّه يريد أن تكون هذه الإستقالة مُثمرة وأن تفتح ثغرة في جدار الأزمة، في حين أن ميقاتي لا يزال يحاول العمل على إيجاد المخرج الملائم للأزمة وإلا فان خيار الإستقالة مفتوح على مصراعيه. وإذا كان برّي سيتشاور مع “حزب الله”، إلا ان الواضح والأكيد أنّ “الثنائي الشيعي” يريد الإستثمار في مكان آخر، فالرئيس بري من أكثر المتحمسين لعودة العلاقات اللبنانية- العربية وهو من طرح سابقاً نظرية الـ(س- س) لكن القرار النهائي يبقى عند “حزب الله” ومن خلفه إيران. يأتي العرب إلى بيروت اليوم وفي جعبتهم قرار واضح وحازم وهو عدم المسّ بأمن الخليج وأي دولة عربية أخرى ووقف التمدّد الفارسي، وبالتالي فانهم يساندون الرياض والخليج في معركتهم ضدّ إيران، ولن يُسايروا سلطة لبنانية واقعة تحت النفوذ الإيراني، وأقصى ما يمكن فعله للحكم اللبناني في هذه المرحلة إذا لم يتخذ إجراءات إيجابية تجاه الخليج هو عدم دفع دول عربية أخرى إلى التشدّد في خطواتها تجاه لبنان مثل مصر والأردن، أو عدم فرض حصار عربي شامل وطرد لبنان من جامعة الدول العربية، لكن إذا إستمرّت “السطوة” الفارسية على القرار اللبناني فان كل الإحتمالات واردة.

 

لبنان.. وأوجاع العاجزين

عبدالله بشارة/القبس/08 تشرين الثاني/2021

لن تتوقف أوجاع لبنان مهما فعل لبنان ومهما انهمرت دموع ضحايا أزمة لبنان مع دول الخليج ومهما تأسف رئيس وزرائه، ولن تحمي دعوات الزعامات الدينية الإسلامية والمسيحية لبنان مما أصابه، فالذي أصاب لبنان الحاضر هو خروجه على التوازن الطائفي، الذي حافظ على لبنان منذ الاستقلال، ووجدت فيه جميع فرق لبنان السياسية والدينية والأقليات إطاراً يؤمن لشعب لبنان مجالاً مقبولاً وعملياً يتعايش داخل خيوطه جميع الفرقاء، قادراً على تحييد نزاعات التصادم ويوفر مناخاً داخلياً يتجاوز الاحتكاكات والخلافات، ويشكّل جسراً للتفاهم بين الممارسين السياسيين ويحمي بيئة تعايش لكل الألوان. هكذا كان لبنان منذ الاستقلال، مارس سياسيوه مناوراتهم داخله وأبدع مثقفوه في مختلف ألوان الثقافة بوحي من السكينة التي عاشها لبنان، وتفوق تجاره في عمليات التصدير والاستيراد ضمن القوانين التي فرضت التوازن، وكانت دبلوماسيته مستوفية لطبيعة التوازن، فلم يدخل لبنان في مواجهات ولم يطلب حقاً في التميز ولم يبحث عن مكان في خريطة الخلافات العربية، فقد تطلع للهدوء وللحذر وابتعد عن سياسة الانزلاق.. هكذا عرفنا لبنان الذي كان وفياً للتوازن، حتى نهاية الستينيات.

لم يكن سلوك الزعماء السياسيين في نهاية الستينيات على وعي بالمتغيرات التي تولدت من هزيمة عام 1967، ولم تتعرف المدرسة اللبنانية الطائفية على الملامح المستجدة في الوضع العربي العام، مع إفرازات الهزيمة وتعالي الصوت الفلسطيني وتبني هذا الصوت نهج التعبير عن حق تقرير المصير مثل الآخرين من الشعوب، فإذا لم يتلاق الدور العربي وتكاتفه مع الثقل العالمي لهذا الهدف، فليكن بالذراع الفلسطينية، التي تسللت إلى لبنان مدعومة بقوى عربية تريد التخلص من أثقالها فعززت توجهاتها نحو لبنان، الذي لم يهتم زعماؤه بالأبعاد التي ستفرزها اتفاقية القاهرة عام 1969 التي وقّعها الرئيس الحلو مع الفلسطينيين، ووفر لهم ساحة في الجنوب اللبناني للانطلاق في مهمة التحرير الوطني الفلسطيني.

كانت هذه بداية خطرة على قاعدة التوازن، التي عاش عليها لبنان، وتلاشت الوصفة التي منحت لبنان حيوية الاستمرار كدولة فيها شبه إجماع حول دبلوماسيتها الخارجية وفي التعايش بين الطوائف.

لم تحرك اتفاقية القاهرة الحساسية اللبنانية الداخلية، خصوصاً الطائفة المسيحية التي كان عليها استيعاب المخاطر واحتمالات انتفاخ الوجود الفلسطيني العسكري إلى حد يؤذي قاعدة التوازن والتعايش، وزاد من تعقيدات الوضع اللبناني أن الزعامات الإسلامية من شيعة وسنّة لم تبد معارضة ولم تتوقف عند هذا المنعطف لتحليل ودراسة المستجد الفلسطيني الذي كان وجوده إضافات لبعض الطوائف رغم أنه يضعف أعمدة الاستقرار داخل لبنان، ولم تكن هناك هبة جماعية إسلامية يمكن أن تؤدي إلى إجماع داخلي لبنان يعالج هذا أثقال الضيف الذي جاء بالضغط، وليس بالترحيب، ويتوقف شعب لبنان جماعياً عند مخاطره، ويحرص على علاج لبناني يتحرك لحماية مبنى التوازن الذي عاش شعب لبنان في داخله منذ الاستقلال، كما لم يكن هناك تنسيق لبناني مسيحي تخرج منه وقفة مسيحية قوية، وإنما كانت المعارضة المسيحية تشعر بالخوف وتحس بالمخاطر مع فزع، لكنها لم ترصد قواها في صف مسيحي موحد. تنوعت الأزمات منذ ذلك التاريخ، وزاد من تعقيداتها تدخلات إسرائيل وانشقاق اللبنانيين وتجاهل العرب خطورة الأوضاع اللبنانية، وتصاعد الصوت الفلسطيني حاملاً وثيقة رسمية من الدولة اللبنانية بالتواجد العسكري في جنوبه يؤمن لمنظمة التحرير العبور العسكري إلى حدود إسرائيل، كان وضعاً شاذاً رأيت متاعب سفراء لبنان منه وشاهدت استنجاد الفلسطينيين به، كان رئيس وفد المنظمة في نيويورك يحمل في جيبه نسخاً من اتفاقية القاهرة يعرضها للمترددين والمتشككين، ويتسلح بها في ممرات الأمم المتحدة، أحياناً يستنجد بالسفير الكوبي أو اليمن الجنوبي.

وبصراحة، فإن المسؤولية الكبرى يتحملها اللبنانيون الذين كانوا يشاهدون تحولات الموقف الشيعي المواكب للثورة الإيرانية والمستفيد من دعمها والمرتبط مصيرياً باستمرارها، فتمتع بحرية التحرك جنوباً، ومع ذلك، لم يكتف وإنما صاغ ترتيبات وفرت له القدرة على أن يؤثر في حياة لبنان معيشة وبقاء واستمراراً كدولة وككيان، وبالغ في قسوته إلى أن أصبح مصير ملوك السياسة في لبنان بيده، مسيحيين ومسلمين سواء غاضبين كانوا أو صامتين. ولم ترافق السيد حسن نصرالله زعيم حزب الله في لبنان في ترتيب شؤونه أية أحاسيس بحجم الأذى الذي جلبه تواجده ونهجه ومسيرته على لبنان وعلى شعبه وعلى علاقاته مع العرب ومع غيرهم.

من هذا الوضع الذي تولد من الشلل وروح الانكسار دخل لبنان سياسة حياة اللامعقول، فلا الرئيس قادر على وقف حزب الله ولا الزعامات السنية المدركة للخطر في وضع يمكنها من تقديم شيء يخفف من أثقال الحزب، الذي مصيره وسياسته ونهجه تخضع للثورة الإيرانية، والحقيقة أن لبنان تحول إلى أحد الأجرام التي تدور في الفلك الإيراني صاحب مشروع التبديل والتغيير في كل المنطقة لنصرة المستضعفين وهزيمة المتجبرين. من هذه الأجواء جاء صوت وزير الإعلام اللبناني، ربما متأثراً بغموض اللامعقول، ومن هذا المناخ الموحي بنشوة القوة وتعاليها، تشجع كثيرون على التصريح بما كانوا لا يجرؤون عليه، فلم يحسب لبنان ممثلاً بالرئيس وبحكومة لبنان الجديدة احتمالات ضيق الخليجيين وبالذات المملكة العربية السعودية من التطاولات المزعجة لنهج المملكة في معاركها مع الحوثيين وعدوان الحوثيين على سيادتها وانقلابهم على النظام الشرعي اليمني.

واستمع اللبنانيون بكل أطيافهم إلى صوت الضجر الخليجي من إدارة حزب الله للشأن اللبناني، الذي أصبح يتحكم في مصير لبنان أرضاً وشعباً، ويرسم الطريق الذي يتبعه لكي يبقى في منأى من سطوته، ومن هذا الهوان والتهاون دخل لبنان في أزمة مصير، لا يملك النظام اللبناني المتواجد حالياً القدرة على إيجاد حلول لها. هناك دور متوقع من مجلس التعاون بأريحيته العروبية وبإمكاناته الإقليمية وبترابطاته العالمية أن يتبنى مشروع إنقاذ لبنان عبر الدبلوماسية، أولا عن طريق الجامعة العربية التي يجب أن تلتقي بمبادرة من مجلس التعاون لبحث مصير لبنان، من أجل الوصول إلى صيغة يمكن أن تكون مشروعا عالميا يقدم إلى مجلس الأمن لحماية لبنان من الحروب الأهلية، ومن قبضة حزب الله وتفكيك الاختناق الذي حرم لبنان من التنفس الملائم لصحته، فمن دون الجهد العالمي بتواجد عربي مؤثر سيستمر وضع حزب الله قابضاً على رقبة التنفس اللبناني ومتحكماً في مصيره وراسماً حياته مستبعداً أصدقاءه ومصعداً نفوذ إيران داخل ضلوعه. لم يحسن زعماء لبنان الخيارات لحماية وطنهم، لأنهم التهوا بسباق بناء النفوذ الداخلي في ما بينهم، أفقد لبنان الكثير من الفرص التي كانت متاحة لتسكين نزعات السيطرة التي يخطط لها الحزب.. لدى لبنان رصيد في أوروبا وفي الولايات المتحدة ليس فقط لما يمثله من انفتاح وبقعة إبداع وإنما لحيوية الجاليات المنتشرة، فضلاً عن تراث فكري إنساني موثق، قد تكون هذه الأزمة مع دول الخليج مدخلاً للتحرك الإقليمي والعالمي، وقد تشتعل الغيرة الوطنية اللبنانية لتبادر زعاماته للالتقاء حول خيط وطني يوفر لهم إعادة التوازن، الذي فقدوه جرياً وراء منافعهم الشخصية من دون الاعتبارات لسلامة الوطن.. لبنان بحاجة إلى الحرص الجماعي على سلامة الهوية اللبنانية، وعلى جهد جميع أبنائه لصد تدخلات الطامعين في أموره الخاصة.

 

الجامعة اللبنانية “فارغة” بسبب “التفرّغ”

طوني كرم/نداء الوطن/08 تشرين الثاني/2021

تتوالى التحديات التي تعصف بطلاب الجامعة اللبنانية، وليس آخرها الإضراب المفتوح الذي ينظمه الأساتذة المتفرغون والمتعاقدون من أجل تحقيق المطالب المزمنة التي عجزت عن حلها الحكومات السابقة. فهل سيتمكن الرئيس الجديد للجامعة البروفسور بسام بدران من اجتراح الحلول التي عجز عنها سلفه؟ وأي مصير ينتظر الطلاب مع إقتراب الفصل الجامعي الأول من الإنتهاء دون الإلتحاق في جامعتهم؟ وهل سيحصد الطلاب الحصة الكبرى من تحلل القطاع العام في ظل غياب الإهتمام الرسمي والدولي في الجامعة اللبنانية؟ شكّل التحول الرقمي في التعليم تحدياً كبيراً أمام الجامعة اللبنانية، إستطاعت مواكبته بنجاح جرّاء الظروف التي فرضتها جائحة كورونا بالرغم من تردي الأوضاع المعيشية للعديد من طلابها. إلّا أنّ تفاقم “الجائحة اللبنانية” ينعكس بشكل مباشر على مستقبل الطلاب الذين يجدون أنفسهم رهينة التجاذبات السياسيّة، وتبعات الإنهيار المالي، والإضرابات المستمرة للروابط التعليمية التي تعيق إنطلاق العام الجامعي. تمكن الرئيس الجديد للجامعة البروفسور بسام بدران والذي لم تمضِ على تعيينه، خلفاً للبروفسور فؤاد أيوب أيام معدودة، من إقرار التحفيزات التي رفعتها الهيئة التنفيذية لرابطة العاملين في الجامعة اللبنانية ودفعهم إلى العودة عن الإضراب الذي استمر لما يزيد عن الشهر، ليواجه اليوم المطالب المزمنة والمتفاقمة للأساتذة المتعاقدين الذين يطالبون بإدخالهم إلى التفرغ، والذين يشكلون 70 في المائة من الجسم التعليمي من أجل إنصافهم بزملائهم والبتّ في ملف التفرغ، بعد أن أجمعوا في تصويتهم على أنّ “المتعاقدين لن يعودوا إلى التعليم إلا بعد إقرار تفرغهم بشكل ناجز ونهائي”، نظراً إلى أن عقود المصالحة التي تنظّم عملهم فقدت قيمتها مع الإنهيار المالي، وغياب التقديمات الصحية، والمنح المدرسية، وبدل النقل، إضافة إلى إستثنائهم من كافة التقديمات والحقوق التي يحصل عليها باقي الأساتذة.

مصلحة الطلاب أولوية

لا يخفي البروفسور بدران التحديات التي تواجه الجامعة اللبنانية في هذه الظروف الصعبة، كون الجامعة صورة مصغّرة عن البلد، تتطلب التعاون بين كافة مكوناتها من أجل الحفاظ عليها وتطويرها، مؤكداً في الوقت نفسه أن مصلحة الطلاب هي مصلحة الجامعة ورئاستها، وهي أولوية الأولويات بالنسبة اليهم.

البروفسور بسام بدران أوضح لـ “نداء الوطن”، أن رئاسة الجامعة تقوم بإنجاز كافة الإجراءات الإدارية المرتبطة بملف التفرغ والدخول إلى الملاك، لتسلك بعدها الطريق الصحيح إلى وزير التربية الذي يقارب الموضوع بإيجابية كبيرة، ومن ثم إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء، بعيداً عن الظروف السياسية التي تعيق العمل الحكومي. وإذ تخوف بدران من عرقلة ملف التفرغ في مجلس الوزراء، أكّد إصراره على العمل إلى جانب وزير التربية من أجل أن يسلك هذا الملف الطريق نحو الحل الأنسب وبالسرعة القصوى بما يرضي كافة الأطراف. وإذ إرتأى بدران الذي يتعامل بكل إيجابية مع مطالب الأساتذة، عدم الغوص في تفاصيل الإقتراحات التي يعمل على بلورتها تمهيداً لمناقشتها في القريب العاجل مع الأساتذة خلال لقائه المرتقب معهم، امل ان يكون التعاطي متبادلاً من قبلهم، كون أهل الجامعة هم أكثر الضنينين بالجامعة وطلابها، تمهيداً للعودة عن قرار الإضراب وإطلاق العام الجامعي بشكل سليم.

أكبر من لبنان!

بدوره، أشار عميد كلية الحقوق والعلوم السياسيّة البروفسور كميل حبيب إلى أنّ “الأزمة” أكبر من لبنان، وبطبيعة الحال فهي أكبر من الجامعة التي هي جامعة الدولة، مشدداً على أنّ هذا الصرح التعليمي وجد ليبقى، ولا يمكن الإستغناء عنه، رغم أنه ولد يتيم الأب والأم منذ تأسيسه، بحيث تتعرض الجامعة لمشاكل عديدة منذ منتصف سبعينات القرن الماضي، رغم تخريج ما يزيد عن الـ 600 ألف طالب يعملون في جميع أصقاع الأرض، بفضل شهاداتهم المحترمة، التي نأت بنفسها عن الأزمات، بحيث احتلت الجامعة اللبنانية المرتبة الثالثة لبنانياً، والثامنة عشرة عربياً، وبالتالي فإن شهادة الجامعة اللبنانية كانت محل إحترام، ولم تزل، وستستمر. وعن إنطلاق السنة الجامعية، شدد العميد حبيب على أنّ أساتذة الجامعة جميعهم مسؤولون ويتحملون هذه المسؤولية بشرف، رغم المعاناة على كافة المستويات، مشيراً إلى أنّ الجامعة اللبنانية هي قضية وطن، وهي مسألة وطنية، ولا يمكن أخذ الطلاب رهينة والإستمرار في إضراب من دون أفق في ظل الأزمات السياسية التي تواجهها الحكومة، مشدداً حرصه على الطلاب الذين هم أساس الجامعة، ومستقبلهم، كحرصه على مستقبل إبنته التي تتابع دراستها كالعديد من الطلاب في الجامعة اللبنانية، آملاً عودة الطلاب إلى مقاعدهم الدراسيّة مع إنطلاق العام الجامعي فور الإنتهاء من إصدار نتائج الإمتحانات، على أن يكون التدريس مدمجاً بين التعلّم الحضوري وعبر وسائط الإتصال الرقمي، من أجل تخفيف الأعباء على الأساتذة والطلاب، وللحدّ من المخاطر الصحيّة المرتبطة بـ “كورونا”.

وشدد حبيب على دور الحكومة في إجتراح الحلول من أجل تخفيف أعباء الأزمة الإقتصادية والمالية على عموم الشعب اللبناني وبمن فيهم الجامعة اللبنانية، التي تبدو ثانوية بالنسبة للبعض منهم، ودعا المسؤولين في الدولة إلى الإهتمام في الجامعة ومستقبل الطلاب، وعدم تركهم في هذه الأيام الصعبة، مع تشديده المسبق على أنّ الجامعة لم تكن يوماً أولوية عند الدولة اللبنانية إلّا في ستينات القرن الماضي مع تأسيس الكليات التطبيقة، لتترك من بعدها فريسة التجاذبات السياسيّة. وتوجه إلى القوى السياسية من أجل أن تأتي بأحزابها لخدمة الجامعة عوض أن تأخذ الجامعة إلى أوكار أحزابها، بحسب تعبيره، مجدداً التأكيد على الشعار الذي طرحه الدكتور أسعد دياب في القرن الماضي، والذي لا يزال المطلب الأساسي لأهل الجامعة حتى اليوم، الا وهو: “إرفعوا أيديكم عن الجامعة اللبنانية”. وتوقف حبيب بتفاؤل عند إندفاعة الوزير عباس الحلبي والحرص الذي أبداه تجاه الجامعة مع تعيين رئيس جديد فور إنتهاء ولاية الرئيس فؤاد أيوب، والذي كان سيستتبع بتعيين عمداء أصيلين من أجل إعادة انتظام العمل في مجلس الجامعة، داعياً إلى إبعاد ملف الجامعة عن كافة التجاذبات السياسيّة ووضعه في سلّم الأولويات لارتباطه المباشر بمستقبل الطلاب.

الحد الأدنى للصمود… مفقود

إلى ذلك، رأى رئيس رابطة الأساتذة المتفرغين الدكتور عامر حلواني أن انطلاق العام الجامعي يشوبه الكثير من التحديات والمخاطر، بحيث لا يمكن العودة عن الإضراب وإنطلاق العام الجامعي قبل تحسين الوضع الإقتصادي للأستاذ الجامعي، وإتمام ملف التفرغ للأساتذة المتعاقدين، ودخول الأساتذة المتفرغين إلى الملاك. حلواني الذي دعا الحكومة إلى تحمل مسؤولياتها أو الإستقالة، أشار إلى أن وزير التربية عباس الحلبي طلب المزيد من الوقت من أجل إيجاد المخارج اللائقة لمطالب الأساتذة، في حين لم تتوصل مساعي الرابطة مع رئاسة الجامعة من أجل تأمين الحدّ الأدنى من مقومات الصمود للأساتذة من أجل وضع حدّ للإضراب. وفي سياق متصل، أشار الدكتور في كلية العلوم الفرع الأول، علي فارس، إلى أنّ ما يقارب الـ 850 أستاذاً جامعياً وقعوا عريضة من أجل الإستمرار في الإضراب وعدم العودة إلى التدريس قبل تسوية أوضاعهم من خلال اتمام ملف التفرغ كباقي الزملاء، وليس عبر تحفيزات مالية لا قيمة لها. وإذ لفت إلى أن التنسيق يتم بحذر مع رابطة الأساتذة المتفرغين التي قد تعود عن الإضراب في أي وقت، شدد على أن انطلاق العام الجامعي سيكون مشلولاً مع إلتزام غالبية الأساتذة المتعاقدين الذين يشكلون ما يفوق الـ 70 في المائة من الأساتذة في الإضراب.

وأكّد فارس على أنّ الأمور أصبحت على المحك في ظل الظروف الصعبة التي نعيشها، والتي تتخطى قدرة الأستاذ على الإستمرار، بعد ان أصبح راتبه لا يتعدى الـ 1500 دولار سنوياً، مؤكداً استمرار التصعيد بوجه الحكومة والضغط على وزير التربية ورئيس الجامعة اللذين يعود إليهما البتّ في ملفات التفرغ في ظل غياب مجلس الجامعة وذلك قبل تعيين عمداء أصيلين.

ولفت فارس إلى أن الأساتذة الذين أبدوا تجاوبهم مع الإتصالات التي أدّت إلى تصحيح الإمتحانات وإنهاء العام الجامعي السابق، يصرّون على استمرار الإضراب وعدم اطلاق العام الجديد قبل البتّ في مطالبهم. وأمام هذا الواقع، من ينقذ مصير طلّاب الجامعة اللبنانية الذين يترقبون بحذر العودة إلى متابعة مسيرتهم التعليمية، في أوج التحديات المعيشية، من ارتفاع أسعار المحروقات التي ستقف عائقاً أمام التحاق العديد منهم بجامعاتهم، وانقطاع الكهرباء المستمر الذي سيحرم العديد أيضاً من متابعة المقررات عبر الإنترنت، إضافة إلى الميزانيات الهشّة للإدارات والتي تواجه صعوبة في تأمين أوراق لإعطاء إفادات للخريجين… ليصبح السؤال اليوم: لمصلحة من الإمعان في ضرب التعليم الرسمي؟ وألا يستحق قرابة الـ 80 ألف طالب إلتفاتة من قبل الجهات المانحة والمنظمات الدولية من أجل الحفاظ على الجامعة الوطنية وضمان مستقبل أبنائها بعيداً عن التحلل الذي يصيب القطاع العام في لبنان؟

إنجاز بعد عجز

بعيداً عن التخبط الذي يرافق إنطلاق العام الجامعي وأثره الحتمي على مستقبل الطلاب، حقق الباحث في مجال الرياضيات في المعهد العالي للدكتوراه في العلوم والتكنولوجيا في الجامعة اللبنانية أيمن حسن الزين، إنجازاً علمياً من خلال تمكنه من حلّ المعضلة الشهيرة التي طرحها الرياضي روزنفيلد عام 1974 وعجز عن حلّها رياضيون مهِمّون قبله، وآخرهم الباحث الفرنسي «هافيت»، بحيث تمكن الباحث في الجامعة اللبنانية من حلّ المعضلة بشكل كامل في بحث مؤلف من 78 صفحة قدّم إلى واحدة من أهم المجلات العلمية العالمية لنشره، ما يؤكد أهمية الحفاظ على هذا الصرح التعليمي ومواكبة تطويره بما يترافق مع البرامج التعليمية العالمية.

 

محاولة اغتيال الكاظمي خطوة على طريق حكومات الوحدة الوطنية

العميد الركن خالد حماده/اللواء/09 تشرين الثاني 2021

 شكّلت محاولة اغتيال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي النقطة الحرجة في مسار مواجهة مشروع استعادة الدولة الوطنية في العراق، وتتماهى المحاولة مع خط بياني متصاعد يعبّر عن رفض المبادرات الوطنية التي قام بها الكاظمي منذ توليه رئاسة الحكومة. إستخدام ثلاث طائرات مسيّرة للإغتيال يضع المحاولة في خانة العمل الإرهابي المنظّم ويُسقط بشكل نهائي فرضيّة توجيه رسالة تحذير أو تهديد صارم للإمتثال.  محاولة الإغتيال تعني أنّ الكاظمي قد تجاوز الخطوط الحمراء مما يستوجب إخراجه، وبالمقابل فإنّ إسقاط مسيّرتين من ثلاث يعني أيضاً أنّ فرضيّة الإغتيال كانت ماثلة بقوة لدى الكاظمي ومدرجة في قائمة المخاطر المتوقّعة. لقد عبّر الكاظمي من خلال ما امتلكه من تصميم عن إرادة وطنيّة لإخراج العراق من المستنقع المذهبي، وقد أفضى المسار الشجاع الذي اتّبعه إلى إرساء قواعد العلاقة والشراكة مع العالم العربي في الأمن والإقتصاد والإستثمار والتعليم على أسّس واقعيّة. زيارات الكاظمي للمملكة العربية السعودية (آذار 2021) بعد إعادة فتح مِعبر عرعر البري الإقتصادي (نوفمبر2020) المغلق منذ ثلاثين عاماً، وزيارة واشنطن (آذار 2021) وزيارة تركيا (ديسمبر 2020)، بالإضافة الى لقاء بغداد الذي جمعه مع الرئيس عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني (حزيران 2021)، كلّ ذلك كان يقدّم أكثر من مؤشّر لطهران وسواها أنّ العراق أضحى يمتلك قراره الوطني بما يستجيب لمصلحة الدولة العليا. توقيع اتّفاق التنقيب عن الغاز والنفط مع شركة «توتال إينيرجي» الفرنسية أعطى للإندفاعة الكاظمية في تحقيق السيادة مظهرها الإقتصادي، إذ أتاح للعراق التحرر من الإعتماد على استجرار الطاقة من طهران وتأمين حاجته من الغاز التي كانت تستورد من إيران بأسعار تفوق بأضعاف الأسعار العالمية.

مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة (أغسطس 2021) الذي حضرته تسع دول ومنظّمات دولية وإقليمية كان بمثابة باكورة الإنجازات السيادية. جاهر الكاظمي بإعلان النأي بالعراق عن كلّ الصراعات الإقليمية وتكريس العراق ساحة للتعاون وليس ساحة للصراع. أجل لقد قالها الكاظمي في وجه كلّ من اعتبر نفسه ولي الأمر على القرار السياسي والإقتصادي وعلى السياسة الخارجية في العراق، قالها بوجه طهران وقالها بوجه تركيا وقالها في البيت الأبيض منتزعاً وعداً من الولايات المتّحدة بالإبقاء على 2500 جندي أميركي في نهاية 2021 بمهمة تدريبية ودون أي واجب ميداني، ومسقطاً الحجة من كلّ المسوّقين لفكرة التبعيّة الأمنية لواشنطن.  لكن اللحظة السياسية التي أنضجت المشروع السيادي كانت في ملاقاة الجماهير العراقية التي تظاهرت إحتجاجاً على الفساد الذي ترعاه الميليشيات الخارجة عن القانون، وتنديداً بالأوضاع الإقتصادية الصعبة وأزمة الكهرباء غير المبررة في بلد يمتلك كلّ المقوّمات. أعطى الكاظمي كلّ المساحة للتعبير الديمقراطي وأقصى العديد من القيادات الأمنية التي تقاعست في حماية التظاهرات، ولاحق مرتكبي الإعتداءات عليها من عناصر الميليشيات والأحزاب المدعومة من إيران التي ذهب ضحيتها حوالي 600 مواطن من متظاهرين وعناصر أمنية وصحفيين في بغداد ومدن الوسط والجنوب.

الإصرار على دور الأجهزة الأمنية في حماية المواطنين وليس النظام تجلى بإلقاء القبض على قاتل الصحفي أحمد عبد الصمد والمصوّر صفاء غالي المعروفيّن بدعمهما للإحتجاجات الشعبية، بتوقيف ومحاكمة قتلة الخبير الأمني هاشم الهاشمي، المطالب المعروف بإصلاح النظام والمندد بالهيّمنة الإيرانية على القرار السياسي في بغداد. وفي مجال مكافحة الإرهاب، يسجّل للأجهزة الأمنية أيضاً إلقاء القبض على غزوان الزويّعي - الملقّب بأبو عبيدة بغداد - منفذ تفجيرات الكرادة التي أدّت الى مقتل 300 عراقي. هذا النجاح لم يكن ليتحقق لولا الثقة التي استشعرتها القوى الأمنية في القيادة السياسية فاندفعت للقيام بواجبها الوطني، وعبّرت عنها جموع العراقيين بغالبيتهم الشيعية في الإنتخابات النيابية الأخيرة التي حرمت الأحزاب المرتبطة بإيران من الفوز بالأكثرية النيابية. 

ما قبل الإنتخابات العراقية لن يكون كما بعدها وما قبل محاولة اغتيال الكاظمي ليس كما قبله. بعد هذيّن المعطيين لم يعد هناك مجال للدبلوماسية الحمقاء في العلاقات بين العراق وطهران، ولم يعُد لإتصالات الإستنكار الزائفة أي دور في التغطية على ما حدث. سقطت كلّ عناوين التعاون المدّعاة سواء تلك المتعلّقة بمكافحة الإرهاب أو بالحرص على المصلحة الوطنية العراقية ومحاربة الوجود العسكري الأجنبي في المنطقة. لقد حصلت محاولة الإغتيال بعد أن فشلت كلّ وسائل استنفار الشعب العراقي واصطناع الإحتجاجات للتشكيك بشرعيّة الإنتخابات، وأصبحت المقايضة المعروضة هي استعادة الهيمنة على القرار السياسي تحت طائلة الدخول في مسلسل لا ينتهي من الإغتيالات السياسية والتفجيرات الأمنية، وبمعنى آخر اعتبار الإنتخابات تفصيلاً سياسياً وليس ممراً إجبارياً لإنتاج السلطة.

إقصاء الكاظمي هو المعبر الإلزامي لاستعادة الهيمنة. ربما أراد منفذو محاولة الإغتيال إسقاط التجربة اللبنانية ما بعد العام 2006 على العراق وإلزام المرشحين لرئاسة الحكومة باعتماد نموذج حكومات الوحدة الوطنية أو حكومات اللاقرار، حيث تتحوّل الأكثرية والأقلية النيابيتين الى مجرد مكوّنات لا علاقة لها بالقرار، ويعود الإحتكام الى الشارع والى السلاح المتفلت، وربما أرادوا نقل لوثة الميثاقية السياسية اللبنانية الى الحكومة العراقية المقبلة واستنساخ قاعدة لا شرعيّة لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك ضمن المكوّن الشيعي الواحد.

في العراق يتقدّم رئيس الحكومة صفوف المطالبين بالسيادة العراقية وفي لبنان يحجم المسؤولون عن ملاقاة اللبنانيين في سعيّهم للسيادة واستقلالية القضاء والدولة المدنية. في العراق يُستهدف الحاكم المطالب بالسيادة، وفي لبنان يجتهد الحكام في تقديم المبررات لتخاذلهم الدائم.

في العراق كما في لبنان، الجريمة عينها وأدوات الجريمة واحدة والضحية واحدة.

* مدير المنتدى الإقليمي للدراسات والإستشارات     

 

في صبيحة اليوم ال753 على بدء ثورة الكرامة

حنا صالح/فيسبوك/08 تشرين الثاني/2021

استأثر الحدث العراقي بالإهتمام اللبناني. تابع الناس تفاصيل المحاولة الإجرامية الآثمة، التي استهدفت رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي. كان الربط يتم بشكل تلقائي، بين جريمة ال14 شباط 2005 عندما إغتيل رفيق الحريري في قلب بيروت، وبين فشل جريمة إغتيال الكاظمي  الذي استهدف منزله بالمسيرات المفخخة فجر السابع من تشرين الثاني 2021! ومهما قيل وتردد، طرحت أسئلة من نوع  أين ميقاتي؟ وماذا يفعل؟ وهل أدرك الدرس؟

بين 14 شباط 2005 و7 تشرين الأول 2021 ، يكون قد مر 16 سنة و9 أشهر والأسلوب لم يتبدل! الطريف أن جهات مختلفة طالبت بتحقيق سريع وشفاف وأنه لا بديل عن كشف الحقيقة كاملة ومحاسبة المعتدين على هيبة دولة العراق ومكانتها، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل هي المرة الأولى التي يتم فيها استخدام المسيرات المفخخة في العراق في استهداف المنطقة الخضراء ومحيط السفارة الأميركية ومطار أربيل والعديد من القواعد التي تتمركز فيها قوات للتحالف الدولي؟ وهل متاح لمواطن عراقي أو مجموعة إمتلاك مسيرات؟ وكيف يحصل عليها؟ وكيف يتنقل بها؟

بالتأكيد، الجهة التي تمتلك المسيرات معروفة، وكذلك الأهداف من وراء استخدامها! والمصدر معروف والتهديدات التي طالت مصطفى الكاظمي كانت علنية، وليست المرة الأولى التي يستهدف فيها، فقد تم قبل أيام استهداف مقر قيادة المخابرات حيث كان يتواجد.. والتظاهرات التي نظمها الحشد على أبواب المنطقة الخضراء، رفضاً لنتائج الانتخابات، حددت الكاظمي كخصم، فبات بعد نجاته من الإغتيال الرقم الكبير في العراق. الأمر الأكيد، أن الميليشيات التابعة لطهران لم تستسغ الهزيمة المدوية في الانتخابات، وستلعب طهران كل ما تمتلكه من أوراق من أجل حفظ الحصص لأتباعها في الحكومة الجديدة، ولن تتراجع بسهولة عن مطلب العودة إلى حكومات التواطؤ إياها التي توفر الغطاء لهذه الميليشيات!

لكن، والعراق بتوازناتها، والجهد الذي بذل في سنوات عديدة مضت لبناء القوى العسكرية النظامية، تبدو محاولة نسف نتيجة الإنتخابات بالعنف، أمر بالغ الخطورة ويكشف عن رعونة سياسية واستهتار بما يمكن أن ينجم عنه من إغراق العراق في مواجهات أهلية، فمثل هذا المنزلق لن يخرج منه منتصر..هذا التطور يرتب خروج الكاظمي من حالة إمساك العصا من الوسط، ومن نجح في فرملة إقتلاع العراق وفرض توازناً في العلاقات مع الخارج وعلاقات حسن جوار واحترام مع المحيط العربي، والعراق الجسر، وبسط سلطة الدولة على المعابر مع إيران، سيضع بالتأكيد الحد لتمرد من خسر الانتخابات ليمنع الإنزلاق الأخطر!

2-سيكون مجلس القضاء الأعلى أمام حتمية تحمل المسؤولية، لوضع حدٍ سريع للعبث بالجسم القضائي وبالعدالة، وتحديداً إنهاء ولململة آثار ما قام به عضو المجلس القاضي حبيب مزهر، من سطو على ملف لا علاقة له بتكليفه، وقرارات شخصية خطيرة بحق المحقق العدلي طارق البيطار، ترجمة للهجوم السياسي على القضاء من جانب حزب الله وحركة أمل، لتحمل الإساءة الأكبر  للحقيقة والعدالة.

ما ارتكبه مزهر يرتب بدء التحقيق القضائي بتحقيق فوري يمهد لإصدار توصية بإحالته على المجلس التأديبي، ووقفه فوراً عن العمل نظراً إلى جسامة ما ارتكبه، والأخذ بعين الإعتبار الموقع المتقدم الذي يحتله في محكمة الإستئناف، وفي مجلس القضاء الأعلى..لذلك يبدو المجلس أمام المسارعة إلى حسم الموضوع الذي أُريد منه الإجهاز على التحقيق العدلي. وبهذا السياق ترددت معطيات عن دعاوى سيتم تقديمها اليوم من جانب وكلاء الضحايا، ومحورها معالجة القضية المتفجرة، والأبرز أن نقابة المحامين ستتقدم بمراجعة إلى مجلس القضاء حول تجاوزات مزهر وأخرى إلى التفتيش وثالثة إلى محاكم إستئناف بيروت للفصل في ملف رد القاضي البيطار، ورابعة برد طلب القاضي مزهر بسبب تجاوز "حد السلطة"..نشير إلى أن جهات قضائية وقانونية رأت أن قرار مزهر رد البيطار منعدم الوجود، وأنه بوسع المحقق العدلي المضي في إجراءاته ومنها جلسة يوم غد المحددة لاستجواب المدعى عليه النائب زعيتر!

3- عزل البلد واختناق أهله والقلق على المقيمين كما المغتربين لم تبدل قيد أنملة من نهج إدارة الظهر للمصالح الوطنية. كما إدارة الظهر لتوطين المجاعة في أكثر من منطقة وبين فئات لبنانية واسعة لا معيل لها من الخارج! القصر في غربة وانفصام عن الواقع والمسؤولية أما المقيم في السراي الحكومي فبات مقيداً لأنه امتنع عن تحمل مسؤوليته باتخاذ القرارات التي تحمي البلد، والأخطر امتنع عن ممارسة صلاحيات دستورية منوطة برئيس الحكومة! وهكذا يتعمق الإنسداد السياسي والتعطيل. أما حزب الله فيواصل موقفه الهجومي "لا" استقالة لقرداحي، و"لا" لإكمال القاضي طارق البيطار مهمته مهما كلف الأمر! وآخر همومه العزلة الديبلوماسية التاريخية التي وقع فيها لبنان، وخطوات القطيعة الإقتصادية، فيعفي نفسه من المسؤولية حيال الناس وهو الجهة الممسكة بالقرار ويوسع التهجم ضد السعودية، فقبل ساعات من وصول ممثل الجامعة العربية قصف تلفزيون المنار الزيارة، بوصف الموفد حسام زكي، بأنه "ساعي بريد يريد تبليغ بيروت الحكم الجائر بلبوس عربي"! والأكيد أن زكي يحمل نصيحة لمن سيلتقيهم محورها وقف خطوات تدمير البلد ذاتيا!

وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن

 

مسيّرات إيران تقرع رأس العراق

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/08 تشرين الثاني/2021

كل من يرتجي الخير للعراق والعراقيين، تنفس، قليلاً، من الهواء النقي بعد مرور الاستحقاق الانتخابي الكبير، وفوز من فاز وخسارة من خسر، وجل الخاسرين من أتباع «الحرس الثوري» الإيراني. رغم أن نوري المالكي حصد العديد من المقاعد، وهو يحاول كما فعل أيام إياد علاوي، الالتفاف على انتصار خصمه مقتدى الصدر، بتكوين تحالفات عابرة للصدر وغيره، ولكن هذه الحركة المالكية المعتادة، لن تلغي حقيقة الهزيمة الشنعاء التي مني بها «تحالف الفتح» بقيادة هادي العامري، وهو التكوين الذي يعتبر الجناح السياسي لميليشيات «الحشد الشعبي» العراقية التابعة لإيران. منذ أيام وقادة الميليشيات يهددون ويحشدون، بل وعلى لسان قيس خزعلي رئيس ميليشيات العصائب، الذي هدد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بالاسم، ومن المنطقة الخضراء الحصينة في بغداد. وفعلاً قصف منزل السيد الكاظمي، كما كشف حتى الآن، بـ3 مسيرات مفخخات تحمل كل السواد الحقود الكاره. لكن لطف الله بالرجل وبأسرته وبالعراق، أبعد عنه أذًى، وخرج من حفرة الأزمة يشيد بمنطق الدولة، ويرفض منطق اللادولة. رد الدولة، أي دولة، على جريمة كهذه تستهدف رأس السلطة التنفيذية والقائد العام للقوات المسلحة، يجب أن يكون هكذا:

دان مجلس الوزراء العراقي محاولة اغتيال رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، معتبراً أن محاولة الاغتيال هذه: «تعد استهدافاً خطيراً للـدولة على يد جماعات مسلحة مجرمة، قرأت ضبط النفس والمهنية العالية التي تتحلى بها القوات الأمنية والعسكرية ضعفاً؛ فتجاوزت على الدولة ورموزها، واندفعت إلى التهديد الصريح للقائد العام». لكن أعداء الدولة ونصراء اللادولة، هكذا تكون مواقفهم وكذلك تهديهم عقولهم العليلة:

قيس الخزعلي، رئيس عصابات العصائب قال في بيان له: «إنه بعد مشاهدة صور الانفجار الذي وقع في منزل رئيس الوزراء، وملاحظة عدم وقوع ضحايا، نؤكد على ضرورة التحقق منه عبر لجنة فنية متخصصة وموثوقة، للتأكد من أسبابه وحيثياته». هو يريد اتهام الكاظمي بتزييف العملية، لكنه تردد في التصريح، وكفاه مؤونة الجرأة زميله الآخر، حيث سخر المتحدث باسم كتائب حزب الله المكنى بأبي علي العسكري، من محاولة اغتيال الكاظمي، معتبرا أن «ممارسة دور الضحية أصبح من الأساليب البالية التي أكل الدهر عليها وشرب».

لكن إذا عرف السبب بطل العجب، وإذا ذيق المنبع استسيغ الجدول، فقد اعتبرت وزارة الخارجية الإيرانية أن المحاولة الفاشلة «مؤامرة خارجية». سكرتير مجلس الأمن الأعلى الإيراني علي شمخاني اعتبر ما جرى «فتنة جديدة»، خلفها «مراكز الفكر الأجنبية». وكالة أنباء (مهر) الإيرانية كتبت واصفة الحدث بـ«مؤامرة» ضد المجموعات المرتبطة بإيران في العراق. هذه طريقة حزب الله اللبناني نفسها، بعد كل قتيل يسقط على يد ميليشياته وفرق اغتياله، فوراً يتم تركيب اتهامات خارجية، مرة لإسرائيل ومرة لـ«داعش» ومرة لـ«القاعدة» ومرة لكوكب بلوتو... لكن أين إسرائيل عن ليلى المريضة بالعراق... بينها وبينهم بِيَد خلفها بِيَد!

مسك الختام للكاظمي المغدور، الذي قال في كلمة مسجلة للعراقيين: «المسيرات لا تبني الأوطان». وقال: «بناء العراق لا يتم إلا عبر احترام مؤسسات الدولة».

 

بلاغ رقم واحد: معاكس ونبيل

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/08 تشرين الثاني/2021

منذ أشهر اتصل بي الصديق فخري كريم صاحب «دار المدى»، وبعد السلام والسؤال قال: «ها هو الدكتور يريد أن يكلمك». ولم أكن أتوقع طبعاً أن الدكتور هو مصطفى الكاظمي، رئيس وزراء العراق. بكل أدب وتواضع تحدث رئيس الوزراء عن مشروعه لعراق جديد، مليء بالسلم والعمل والمصالحات. ولم يعتبرها إهانة عندما اعتذرت عن قبول الدعوة إلى بغداد بسبب خوفي من الحالة الأمنية، بل قال بالتواضع نفسه: لا بأس. سوف نُعلمك حين نكون في منطقة قريبة منك، نلتقي فيها. منذ اللحظة الأولى لتسلمه رئاسة الوزراء، أدرك الناس أن مصطفى الكاظمي مشروع، وليس فرداً أو سياسياً. مشروع صعب وعميق وصادق يحاول إخراج العراق من دائرة العنف والخراب وعدم الاستقرار الذي بدأ عام 1958. الذين حاولوا اغتيال الكاظمي الأحد الماضي، كانوا يتقصدون أحلام الكاظمي بوقف الحياة القائمة على الاغتيال والعنف، وصورة الحاكم إلى خصره مسدس ظاهر. أو إنهاء قصرين ملكيين، واستبدالهما بواسطة 48 قصراً اشتراكياً.

حوالي ثلاثة أرباع القرن والعراق ينزف رجالاً وشباباً وثروات وطاقات. والرؤساء يتوارثون الاغتيال، واحداً بعد الآخر. ويبدو مشهد اغتيال عبد الكريم قاسم أمام عبد السلام عارف كأنه مأخوذ حرفياً من فيلم «العراب»، فهو أجمل تصوير سينمائي لحياة المافيا الإيطالية وقوانينها وعاداتها في الإجرام الذي لا رحمة فيه ولا صداقات. بيان الكاظمي عن المحاولة أسلوب جديد على العراق وعلى العرب. نجا من أنياب القتل لكي يدعو إلى التهدئة، وليس إلى تعليق المشانق وتهديد المتآمرين، واستعادة نشيد الحجاج في العدالة: لقد أينعت الرؤوس وحان قطافها، ولا إلى توزيع «وجبات» المشانق على الحدائق العامة.

أهم ما في الأمر هي اللغة التي يخاطب بها الكاظمي شعبه، وأيضاً معارضيه، أو من دبروا محاولة الاغتيال. هناك لغة أخرى يتخاطب بها الناس غير القتل والموت والسحل والتقصيب. هناك الحوار الوطني والحوار العربي. وهناك العمل والعلم اللذان دعا إليهما أحمد حسن البكر. وهناك لغة أخرى غير «اسحقوهم حتى العظم». هذا أول «بلاغ رقم واحد» معاكس في العالم العربي، بالدعوة إلى مقابلة التفجير بالهدوء والتهدئة. ألا يكفي العراق ما حل به من قتل وموت وخسائر. جميعها أرقام بالملايين، إلا المال، فهو بالمليارات. وعشرات المليارات.

هناك قوى كثيرة ليس في مصلحتها مشروع الكاظمي؛ لأن لا مكان لها في استعادة عراق هادئ ومزدهر. إنه يقدم نفسه كرجل دولة مدنية سوية بعد عقود من مغامرات الظلم والقسوة وجنون الحروب التي تترك خلفها مليون قتيل وكأنهم مجرد أسماء في لائحة انتظار.

 

الرسائل المُسَيَّرة

سناء الجاك/سكاي نيوز/08 تشرين الثاني/2021

هزيلة جاءت ردود فعل المحور الإيراني ومرتزقته على رسالة الطائرات المُسَيَّرَة الفاشلة والمستهدِفة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي. هزيلة وركيكة وواضحة في متنها خيبة الأمل بعد الفشل. تدل عليها سخرية المتحدث باسم كتائب "حزب الله"، أبو علي العسكري، الذي اعتبر أن "ممارسة دور الضحية أصبح من الأساليب البالية التي أكل الدهر عليها وشرب". وأن "لا أحد في العراق لديه الرغبة بخسارة طائرة مُسَيَّرَة على منزل رئيس وزراء سابق". وتدل عليها تغريدة أمين عام كتائب "سيد الشهداء"، أبو آلاء الولائي، عبر حسابه على تويتر، وتهديده للكاظمي بما يؤشر إلى "قبعه" من الحياة السياسية. ولا تخرج عصائب أهل الحق عن السياق مع تصنيفها مهاجمة منزل الكاظمي بالـ"مفتعلة"، و"محاولة لخلط الأوراق"، على ما قال زعيمها قيس الخزعلي، مشككا بحصول محاولة الاغتيال.وتأتي الإدانة الإيرانية للرسائل المُسَيَّرة، وتوجيه اللوم إلى الولايات المتحدة وأهدافها الإقليمية "من خلال إنشاء جماعات إرهابية تسعى إلى إثارة الفتنة"، وكأنها تغسل يديها من مرتزقتها في العراق، فتُصْدِر مواقف متناقضة مع مواقفهم، وتحث على "اليقظة" لإحباط المؤامرات التي تستهدف "أمن العراق وتطوره"، بحسب المتحدث باسم وزارة الخارجية سعيد خطيب زادة.

ومخيفة أيضا ردود الفعل هذه، وكأن من أصدرها يستلحق نفسه في ربع الساعة الأخير، فيرفع منسوب إجرامه في محاولة لكبح مرحلة العد العكسي لأمجاده، مع انكسار هيبته وتراجع سطوته. وفعل الإستلحاق في محاولة اغتيال الكاظمي يسير على خطين: الأول داخلي يتعلق برفض بناء دولة طبيعية في إحدى الدول الأربع المصادرة سيادتها، والثاني خارجي يتعلق برفض إيران وضع توسعها الإقليمي على طاولة المفاوضات في فيينا.

وعلى الخط الداخلي، تأتي الرسائل بالطائرات المُسَيَّرَة تتويجا للجهود التي تلت الانتخابات النيابية لإلغاء مفعولها، وأبرزها تلاعب إيران بالمكون السني من خلال توزيع أدوار، بحيث يؤيد فريق من مرتزقتها توجه رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي لتولي رئاسة الجمهورية، ليحرض فريق آخر الأكراد لجهة حقهم في إبقاء الرئاسة من حصتهم. وكذلك تحميل الانتخابات مسؤولية تدحرج الوضع العراقي نحو تدهور أمني سريع، ورفض نتائجها بعنف في التحركات التي شهدها محيط المنطقة الخضراء وصولا إلى إراقة الدماء بهدف قلب المعادلات وتحميل الكاظمي مسؤولية الأرواح التي سقطت، تماما كما حصل في لبنان مع الاشتباكات على خلفية "قبع" القاضي طارق البيطار المكلف في التحقيق بجريمة تفجير مرفأ بيروت. ومن ثم تصوير فشل مرتزقة إيران في هذه الانتخابات "الملتبسة والمثيرة للجدل" مؤامرة تهدف إلى تعميق الانقسامات الحادة بين العراقيين. وهي ستؤدي حتما إلى الانسداد السياسي، وتسمح بنفاذ القوى الخارجية، ولا سيما الولايات المتحدة والسعودية والإمارات، إلى الداخل العراقي. وعلامات هذا التدخل تترجمه نزعةٌ للاستغناء عن الحكومات التوافقية والتوجه نحو حكومات الأغلبية.

وبالطبع لا مصلحة لإيران في ذلك. فالحكومة إذا تشكلت بائتلاف مطلق يقوده الكاظمي كواجهة والصدريون وحلفاؤهم كعمود فقري، ربما تفتح معركة فساد كبرى ضد شخصيات سياسية موالية لإيران تسلمت مناصب مهمة، وملفات هذه المعركة حاضرة.

كذلك لا مصلحة لها باستمرار عمل الحكومة العراقية على التوازن الخارجي الاقليمي وإبعاد العراق عن وظيفة صندوق البريد، بالتزامن مع جهود في الداخل لإنجاز تغيير تدريجي للمؤسسات العسكرية والامنية لمصلحة مشروع الدولة لا الدويلات. وهو التغيير الذي بدأ خجولا وينتظر ان يتسرع إذا شكلت الحكومة الجديدة. وهذا غيض من فيض ما يمكن اعتباره مبررات جوهرية لشطب الكاظمي من الساحة السياسية، بعدما تجاوز الخطوط الحمر بالسعي إلى علاقات عربية ودولية سليمة، وتحصن بنجاحه في إجراء انتخابات نزيهة.

ولا بد من الإشارة إلى أن هذه الأحداث وقعت عشية المفاوضات في فيينا مع الشيطان الأكبر، فكان لا بد من توجيه هذه الرسالة الدموية على خط الخارج، بعد رسائل أخرى في اليمن على جبهة مأرب، وفي بحر العرب مع المسرحية الفاشلة لخطف ناقلة نفط، وفي لبنان مع "حرية تعبير" وزير الإعلام جورج قرداحي وتمسكه بكرامة وهمية، ومكاشفة وزير الخارجية عبد الله بو حبيب لصحافيين بعتبه على المملكة العربية السعودية التي ترفض الاعتداءات المتكررة عليها من دولته الواقعة تحت الاحتلال الإيراني. والقتل رسالة لا تختلف بجوهرها عن "حرية التعبير"، وهي يتعلق بمحاولة استعادة ترابط الدول المتحكم بها المحور الإيراني وصلابته بعد التعرض لاهتزازات عنيفة. ما يستوجب استعجالا في اتخاذ القراراتالتصعيدية، ليسود التخبط مع تراكم الخسائر التي تكسر الهيبة والهيمنة.ولا يهم تصريح مصطفى الكاظمي بأن "الصواريخ والمسيرات الجبانة لا تصنع أوطانا". ولا يهم قوله "سنلاحق الذين ارتكبوا جريمة الأمس، نعرفهم جيداً وسنكشفهم". ففي الجعبة المزيد من وسائل التنكيل بشعوب الدول المصادرة سيادتها بغية تركيعها، والتلويح بالحروب الأهلية إن في العراق أو في لبنان، مع مواصلة جولات إراقة الدماء في اليمن وسوريا. المهم البقاء في حيز الرعب الذي يخدم أجندة إيران المأزومة.

ولكن.. هل يحول الرعب دون انطلاق مرحلة العد العكسي، التي ربما لن تفرملها الرسائل المُسَيَّرَة؟؟

 

تاريخ من العلاقات المتوترة بين الكويت و"حزب الله"

سوسن مهنا/اندبندنت عربية/8 تشرين الثاني 2021

عاد حزب الله مجدداً إلى استهداف الكويت، في صورة غدت شبه معتادة، ققبل إعلان ضبط الخلية الجديدة من جانب الأمن الكويتي، سبق أن أعلنت البلاد القبض على خلايا إرهابية متعاونة أو تابعة لـ"حزب الله". ففي 13 أغسطس (آب) 2015، تمكنت الأجهزة الأمنية الكويتية من القبض على خلية إرهابية تابعة لـ"حزب الله"، حظيت بدعمه، وقامت بتخزين وحيازة السلاح في مزرعة بمنطقة العبدلي بكميات كبيرة، ما عرف حينها بـ"خلية العبدلي". وقالت وزارة الداخلية الكويتية حينها في بيان، "إن الأجهزة الأمنية الكويتية ضبطت كمية من الأسلحة مهربة من العراق، ومخبأة أسفل منازل قرب الحدود، واعتقلت ثلاثة أشخاص يشتبه في أنهم أعضاء في خلية مرتبطة بحزب الله. وشملت المضبوطات 19 ألف كيلوغرام ذخيرة، و144 كيلوغراماً من المتفجرات، و68 سلاحاً متنوعاً، و204 قنابل يدوية، إضافة إلى صواعق كهربائية و56 قذيفة (آر بي جي)". ووفق البيان "عثر في منزل المتهم الثاني الكويتي الجنسية على ثلاث قطع من الأسلحة النارية وكمية من الذخيرة الحية، في حين ضبط المتهم الثالث وعثر في منزله على 3 حقائب تحتوي على أسلحة وذخائر ومواد متفجرة متنوعة". فما كان من السلطات الكويتية إلا أن ألغت إقامات ستين لبنانياً بعد هذه الحادثة لارتباطهم بـ"حزب الله". وكان الحزب، وعلى لسان أمينه العام حسن نصر الله نفى الاتهامات الموجهة إليه بتدريب أفراد وإرسال أسلحة إلى الكويت. التي كانت قدمت مذكرة احتجاج ضد الحزب واتهمته بتشكيل "خلية إرهابية" على خلفية الكشف عن "خلية العبدلي". وقدم النائب الكويتي وليد الطبطبائي حينها في 2017، إلى مجلس الأمة، اقتراح قانون لتجريم "حزب الله" وتصنيفه "تنظيماً إرهابياً" يشمل عقوبات بالسجن تصل إلى 20 عاماً بحق أنصاره. ومن ثم قامت الكويت بطرد 15 دبلوماسياً إيرانياً بعد شهر تقريباً من تثبيت محكمة التمييز إدانة عناصر الخلية ذاتها بتهمة "التخابر" مع إيران. ومن الجدير ذكره هنا، أنه وأثناء محاكمة أفراد الخلية جرى تداول أنباء في الكويت عن هروب بعض منهم إلى إيران عبر زوارق سريعة، وأعلنت السلطات الكويتية أن 16 محكوماً من هذه الخلية، "متوارون عن الأنظار"، واستدركت، أنهم "ما زالوا داخل البلاد".

"حزب الله الكويتي"

"حزب الله الكويتي"، تأسس في بداية ثمانينيات القرن العشرين، على يد مجموعة من شيعة الكويت كانت تدرس في الحوزة الدينية في "قم"، ويرتبط معظم أعضاء هذا الحزب بـ"الحرس الثوري الإيراني"، وكانوا يتلقون تدريباتهم عن طريقه. ويعد "حزب الله الكويتي" جزءاً لا يتجزأ من الحركة الشيعية الإيرانية بقيادة المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، الذي يرى أن حكم "آل صباح" لا مكان له في الكويت. وكان الحزب يصدر مجلة "النصر" التي تعبر عن أفكاره وأهدافه عن طريق المركز الكويتي للإعلام الإسلامي في طهران. ويقوم دور المجلة في التعبئة والتحريض لشيعة الكويت للقيام بما يخدم مصالحهم وأهدافهم، وتدعو للقيام بقلب نظام الحكم وإقامة نظام شيعي موالٍ لإيران. ونشط "حزب الله الكويتي" تحت أسماء وهمية عديدة في شكل منظمات مسلحة متطرفة، أبزرها "طلائع تغيير النظام للجمهورية الكويتية"، و"صوت الشعب الكويتي الحر"، و"منظمة الجهاد" و"قوات المنظمة الثورية". وخضع عناصر هذا الحزب لدورات عسكرية مكثفة في المعسكرات الإيرانية ولبنان تحت إشراف "حزب الله" اللبناني.

تاريخ من العلاقات المتوترة بين الكويت و"حزب الله"

عام 2017 طالبت دولة الكويت السلطات اللبنانية، بموقف رسمي وبوقف ممارسات لـ"حزب الله" تهدد أمنها واستقرارها عقب الحكم القضائي الذي أثبت مشاركة ومساهمة الحزب في قضية "خلية العبدلي". وكشفت المصادر حينها أن الطلب أرفق بملف كامل عن تحقيقات أجرتها السلطات الكويتية، تتضمن تفاصيل كاملة عن خلية كبيرة لـ"حزب الله"، كانت تعمل داخل الأراضي الكويتية، لكن الكويت لم تؤكد ما إذا كانت هذه الخلية ستعمل على الأراضي الكويتية، أم أنها ستنطلق منها لتنفيذ عمليات في دول خليجية أخرى. وأشار الملف إلى أن عدداً من الكويتيين حضروا إلى لبنان وتلقوا تدريبات لدى "حزب الله". وتعزز نشاط الحزب في الكويت خلال الحرب العراقية الإيرانية، بعد دعم الكويت للعراق في تلك الحرب. واتهمت إيران في أواخر 1983، وأوائل 1984، بمحاولة قلب النظام الكويتي. وتجلى تدخل "الحزب" في الكويت بعدما ألقي القبض على القيادي مصطفى بدر الدين، الذي كان يحضر لعمليات داخل الكويت، بينها اغتيال أمير الكويت، بحسب الاتهامات التي سيقت إليه. وكان بدر الدين قد تمكن من دخول الكويت بجواز سفر لبناني تحت اسم "إلياس صعب"، واعتقل هناك برفقة 17 مشتبهاً بهم، بعد سبعة تفجيرات وقعت في 13 ديسمبر (كانون الأول) 1983، واستهدفت السفارة الأميركية في البلاد. وفر بدر الدين، الذي كان محكوماً عليه بالإعدام، من السجن إبان غزو العراق للكويت عام 1990.

عمليات إرهابية هزت الكويت

- تفجيرات الكويت كانت عبارة عن هجمات على ست منشآت أجنبية وكويتية رئيسة في 12 ديسمبر 1983 أي بعد شهرين من تفجير ثكنة بيروت عام 1983. وكان الهجوم المنسق لمدة 90 دقيقة على سفارتين والمطار الرئيس للبلاد ومصنع البتروكيماويات، في إشارة إلى الأضرار التي كان يقصد أن تسببها مما كان قد دمر فعلاً، في "أسوأ حلقة إرهابية في القرن العشرين في الشرق الأوسط"، قتل ستة أشخاص فقط بسبب التوقيت الخطأ لإطلاق القنابل. الدافع وراء التفجيرات كان لمعاقبة الكويت والولايات المتحدة وفرنسا على مساعدتها العسكرية والمالية للعراق في الحرب الإيرانية العراقية. اتضح لاحقاً مسؤولية تنظيمين مرتبطين بإيران فيها، هما "حزب الدعوة العراقي" وجماعة مرتبطة بـ"حزب الله" الذي كان قيد التأسيس حينها.

- اختطاف طائرة كويتية عام 1984 من قبل أربعة لبنانيين، أجبروها على تغيير مسارها إلى طهران، مطالبين بالإفراج عن عدد ممن اعتقلتهم الكويت لضلوعهم في التفجيرات، بينهم مصطفى بدر الدين، الذي أصبح أحد أبرز قياديي "حزب الله"، لاحقاً.

- تعرض أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح في منتصف 1985 لمحاولة اغتيال بسيارة مفخخة، كان خلفها "حزب الدعوة العراقي"، ومنفذها أبو مهدي المهندس، أبرز قياديي ميليشيات "الحشد الشعبي" لاحقاً. وقتل في تلك العملية اثنان من مرافقي الأمير.

- تفجير مقاهٍ شعبية خلف قتلى وجرحى في يوليو (تموز) 1985.

- سيارة مفخخة تستهدف فندقاً في يونيو (حزيران) 1987 خلال مؤتمر القمة الإسلامية.

- اختطاف طائرة كويتية ثانية، من قبل مسلحين تابعين لـ"حزب الله"، مقبلة من بانكوك في أبريل (نيسان) عام 1988، في أطول عملية اختطاف طائرة في التاريخ، واتهم حينها القيادي في "الحزب" عماد مغنية بخطف طائرة الجابرية، الذي أعدم اثنين من ركابها، بعد إلقائهم من باب الطائرة، بحسب ما ذكرت معلومات نقلت عن أحد الرهائن حينها. وكانت طهران مسؤولة عن تزويد كويتيين بمواد متفجرة لاستهداف طرق مؤدية للحرم المكي عام 1989، فيما عرف حينها بحادثة الحرم الثانية.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الرئيس عون استقبل زكي وابرق الى الكاظمي مدينا: نرحب بأي مسعى لاعادة العلاقات الاخوية مع السعودية والمعالجة تكون بالحوار صادق بين البلدين

وطنية/8 تشرين الثاني 2021

 ابلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، ان "لبنان حريص على إقامة افضل العلاقات واطيبها مع الدول العربية الشقيقة، لا سيما منها المملكة العربية السعودية ودول الخليج، ولم يترك مناسبة الا وعبر عن هذا الحرص"، لافتا الى "ضرورة الفصل بين مواقف الدولة اللبنانية وبين ما يمكن ان يصدر عن افراد او جماعات، خصوصا اذا ما كانوا خارج مواقع المسؤولية، آخذين في الاعتبار مقتضيات النظام الديموقراطي الذي اختاره اللبنانيون والذي يضمن حرية الرأي والفكر ضمن ضوابط القانون".

 واكد الرئيس عون للسفير زكي "وجوب معالجة ما حدث مؤخرا بين لبنان والمملكة العربية السعودية، من خلال حوار صادق مبني على أسس الاخوة العربية والتعاون والتنسيق بين مؤسسات الدولتين الشقيقتين، نظرا لما يجمعهما من علاقات تاريخية كانت دائما وستبقى لمصلحة الشعبين".

 ورحب رئيس الجمهورية ب"أي مسعى تقوم به جامعة الدول العربية لاعادة العلاقات الأخوية بين البلدين الى سابق عهدها لا سيما وان لبنان لا يكن للمملكة الا الخير والتقدم والازدهار"، معتبرا ان "المصارحة في مثل هذه الأوضاع هي عامل أساسي لتقريب وجهات النظر ورأب أي صدع، ولن يتردد لبنان في اتخاذ أي موقف يساعد في تهيئة الأجواء لمثل هذه المصارحة التي تأخذ في الاعتبار السيادة الوطنية والحرص المتبادل على مأسسة العلاقات بين الدولتين الشقيقتين لضمان ديمومتها وعدم تأثرها بأي احداث فردية وعابرة".

 زكي

بعد اللقاء، صرح السفير زكي للصحافيين، فقال: "تشرفت بلقاء رئيس الجمهورية اليوم، وانا هنا بتكليف من الأمين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط للتعرف على الموقف في ما يتعلق بالازمة الأخيرة التي حصلت بين لبنان والمملكة العربية السعودية وعدد من دول الخليج، على خلفية التصريحات الإعلامية لوزير الاعلام جورج قرداحي منذ فترة. هذا جهد من الجامعة العربية للتعرف على الموقف أولا، واذا ما تبين ان هناك إمكان ان نبذل جهدا كي نتمكن من تقريب وجهات النظر بين الجانبين وحل هذا الاشكال، فذلك يكون امرا طيبا. ان المصلحة اللبنانية والمصلحة الخليجية هي هدفنا وسبيلنا للتوصل الى مخرج لهذا الوضع".

 ولفت الى ان "الحوار مع فخامة الرئيس كان كالعادة صريحا وجيدا، وسألتقي بدولة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ثم دولة الرئيس نبيه بري، وان شاء الله نتمكن في نهاية هذا اليوم من القول اننا نذهب في الاتجاه الصحيح بشكل عام وتكون الأمور إيجابية".

 وعن إمكانية زيارته للسعودية، قال: "اذا احتاج الامر زيارة للمملكة فهذا وارد. اننا نزور المملكة العربية السعودية في كل الاوقات، وهذا امر مطروح دائما. لكن يجب أولا ان نشعر ان هناك حلحلة في الازمة حتى يمكن ان نأخذها الى مرحلة مقبلة".

 وسئل: هل من تطمينات للبنانيين المقيمين في دول الخليج، أجاب: "نعم".

 سليم

على صعيد آخر، استقبل الرئيس عون وزير الدفاع الوطني العميد موريس سليم واجرى معه جولة افق تناولت التطورات الراهنة والمواقف المستجدة وسبل معالجتها. كما تطرق البحث الى أوضاع مؤسسات وزارة الدفاع وحاجاتها في الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.

 برقية الى الكاظمي

وابرق الرئيس عون الى رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي مجددا ادانته لمحاولة الاغتيال التي تعرض لها فجر امس الاحد وهنأه بالسلامة، متمنيا للعراق وشعبه الشقيق "دوام الامن والاستقرار والوحدة الوطنية".

 

حسام زكي من الخارجية : معالجة الازمة مع دول الخليج تحتاج الى عمل وجهد نأمل أن يؤمنه الجميع ويسعى الى تحقيقه

وطنية/8 تشرين الثاني 2021

استقبل وزير الخارجية والمغتربين الدكتور عبدالله بو حبيب الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي الذي قال:" كما تعلمون وكما صرحت سابقا منذ بداية هذا اليوم فإن هدف الزيارة هو الحوار مع القيادات اللبنانية حول الازمة مع دول الخليج وفي مقدمها المملكة العربية السعودية والتعرف على الموقف اللبناني وما الذي يمكن ان يتم عمله او تقديمه لنتمكن من حلحلة الازمة الحالية في العلاقة والبدء في رأب الصدع الموجود حاليا".  أضاف :"الحوار مع  الوزير بو حبيب كان  جادا وصريحا ووضعته في تصور الامين العام للجامعة في هذا الموضوع وما فهمناه من خلال الاتصال مع الجانب السعودي، واعتقد أن المسألة بالنسبة لمتابعيها واضحة جدا، ما يجب القيام به من اجل البدء في معالجة الازمة الحالية هو واضح ويجب علينا جميعا ان نستمر في العمل الجاد لأن العلاقة بين لبنان ودول الخليج هي علاقة قديمة، وبين لبنان والمملكة السعودية علاقة قديمة وراسخة ومهمة للطرفين، وبالتأكيد مهمة للبنان، ونسعى الى ان تستعيد هذه العلاقة زخمها وحيويتها القديمة، لكن طبعا هذا الامر  يحتاج الى عمل وجهد نأمل ان يؤمنه الجميع ويسعى الى تحقيقه".  وردا  على سؤال، قال زكي:"ان المسألة هي أبعد من توصيف للحرب وما قيل كان موقفا متكاملا من الوضع في اليمن وماقيل رأى فيه الاخوة في المملكة السعودية إساءة، وبالتأكيد هو أمر يخرج عن القرارات العربية في شأن الوضع في اليمن وبالتالي الحديث عن ان المسألة بسيطة،  كلا هي ليست كذلك، المسألة هي أبعد وأهم من ان تعامل بشكل فيه استخفاف. الوضع كله يحتاج الى استمرار الجهود ونأمل ان تذهب الامور في الاتجاه السليم".

 بو حبيب

بدوره، شكر الوزير بو حبيب مجيء السفير زكي الى لبنان موفدا من الامين العام للجامعة العربية، وقال :"دور الجامعة العربية مقدس ونقدره كثيرا في لبنان لانها صلة الوصل بين الدول العربية ونحن نتمسك بالجامعة ومساعدتها من اجل القيام بأي مسعى بين اي دولتين عربيتين".

بري استقبل مسؤولا أمميا وسلامة: نرفض أي محاولة لاسقاط حقوق المودعين زكي: الكلام عن ترحيل اللبنانيين عار من الصحة وهدفه إيذاء مهمتي

وطنية/8 تشرين الثاني 2021

استقبل رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالفقر المدقع وحقوق الإنسان أوليفييه دي شوتر والوفد المرافق، وكان عرض للاوضاع العامة في لبنان والمنطقة لا سيما منها الصحية والاقتصادية.

 صرخة المودعين

كما بحث الرئيس بري حقوق المودعين لودائعهم في المصارف خلال استقباله وفدا من جمعية "صرخة المودعين" برئاسة علاء خورشيد، وجدد أمامهم "التزام المجلس النيابي وكتلة التنمية والتحرير النيابية بالعمل على إصدار التشريعات الكفيلة بتثبيت وحفظ حقوق المودعين لودائعهم، ورفض أي محاولة لاسقاط هذا الحق بالتقادم أو بمرور الزمن".

 سلامة

وتابع رئيس المجلس الموضوع المتصل بحقوق المودعين، خلال لقائه حاكم مصرف لبنان الدكتور رياض سلامة، مؤكدا على "نفس المبدأ في ما يتعلق بحقوق المودعين وضرورة الإسراع في إعداد القوانين التي تصون هذه الحقوق".

 زكي

وبعد الظهر عرض الرئيس بري الاوضاع العامة والمستجدات السياسية خلال استقباله الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي والوفد المرافق.

 وقال زكي بعد اللقاء: "تشرفت بلقاء دولة الرئيس نبيه بري وكالعادة كان لقاء وديا للغايه وصريحا واستمعت الى حكمته والوضع الخاص بالازمة التي جئت من اجلها، وهي الازمة في العلاقة بين لبنان والمملكة العربية السعودية ودول الخليج". أضاف: "اللقاء كان مفيدا جدا كي ترتسم الصورة بالكامل في كيفية التعامل مع هذا الوضع، وان شاء الله دائما خيرا، وسنقيم الموقف عقب العودة الى القاهرة والتحدث مع الامين العام ونقرر بعدها الخطوة المقبلة، وكيف سنتصرف في سبيل اتمام الجهد في حلحلة هذه الازمة". وردا على سؤال عما إذا كان يحمل حلا او طرحا معينا، قال زكي: "ليس الهدف من الزيارة في الاصل، طرح أي حل لعلاقات دول فيها جانب سيادي وامور كثيرة تتعلق بقرارات عالية المستوى يتم اتخاذها على اعلى المستويات، وبالتالي التعامل معها يجب ان يكون دقيقا وحريصا ولكن كما قلت منذ الصباح، ان العلاقات العربية العربية همنا ان تكون ايجابية وجيدة وعندما نجد ان هناك مشكلة بهذا الحجم نسارع الى محاولة احتواء الازمة حتى لا تتفاقم وتأخذ اشكالا عديدة تعقد الموقف في ما بعد". وإذا كان طرح امام المسؤولين الذين التقاهم احتمال اتخاذ المملكة خطوة بترحيل فئة معينة من اللبنانيين، قال: "هذا الكلام ليس فقط عاريا من الصحة لكن اعتقد انه يسعى لإيذاء المهمة التي اقوم بها لم يحدث ان تحدثت بهذا الامر ولا مع اي طرف، ولا أي طرف تحدث معي بهذا الموضوع، وارجو من الاعلام ان يركز على ما اقول ويحلله بالشكل الذي يريده ولكن المعلومات هي ما قلته وما صدر عن القيادات اللبنانية من بيانات صحافية بهذا الشأن. اما التفسيرات الاخرى فلا تلزم احدا، واقول بشكل واضح لا علاقة لهذا الموضوع بما تناولناه لا من قريب ولا من بعيد بل اخشى ان يكون الهدف منه ضرب  المهمة، للاسف". وردا على سؤال اذا كان الحل يبدأ باستقالة الوزير جورج قرداحي وإذا تبلغ شيئا بهذا الشأن، قال زكي: "الموضوع مطروح ومعلوم منذ اللحظة الاولى، ان مسألة الاستقالة كان يمكن ان تنزع فتيل الازمة من البداية لكن الامور استمرت بالشكل الذي نحن عليه والاجواء التي استمعت اليها من الرؤساء الثلاثة كلها اجواء حريصة على العلاقة مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج، ولا ترغب باستمرار هذه الازمة، وتعول على الحس الوطني للوزير المعني". أضاف: "أعتقد اننا نحتاج الى تأكيد بشكل اكبر على ان هذه الخطوة يجب ان تتم لكن الامر فيه تعقيدات سواء لجهة الجانب الشخصي من الوزير المعني او الجانب الدستوري الذي يتضمن بعض التعقيدات حيث تقيد صلاحيات رئيس الحكومة في هذا الصدد، ونحن نحترم كل هذا وسنرى اذا كانت تصح هذه النقطة لنبدأ منها من أجل حلحلة الازمة".

 وعن الازمة الحكومية، قال: "هذا الموضوع مسار آخر وهو منذ فترة واسبابه معروفة هل ستزول هذه الاسباب قريبا ام لا، لكن ما يهمنا في هذا الموضوع التركيز على هذه الازمة وكيفية نزع فتيلها كي لا تتحول الى رصيد اضافي في تراكمات سابقة سلبية تعيق اي تقدم في المستقبل بين الطرفين".

 وختم: "لقد التقيت قيادات لبنان الرسمية ولم اسمع منهم ان المطلوب من السعودية اعتذار، هذا امر ربما يقال من مسؤولين ادنى وغير رسميين ومن الاعلام الله اعلم، لكن انا ملتزم باللقاء مع الرؤساء الثلاثة وفي اللقاء معهم جميعا كان تأكيد على اهمية العلاقة مع المملكة العربية السعودية واحترامها والرغبة في استعادة العلاقات الطيبة واستعادة الحوار والتعاون، هذا ما استمعت اليه. اما الموضوعات الاخرى والاراء الاخرى لم يكن مجالها في اللقاءات التي اجريتها وربما مجالها كان في الاعلام، ففي لبنان تنوع وتعدد وانا غير متفاجىء لكننا نلتزم بالرأي الرسمي الذي قيل لنا والذي نتابعه مع المسؤولين على اعلى المستويات. قلنا ان هذه ازمة يجب ان ننزع فتيلها، وهناك مسار ابعد مدى لاشكالات اخرى موجودة بين الطرفين ولا احد يتعامل مع هذه الاشكالات الان من الجانبين، فرأينا انه يجب ان ننزع فتيل هذه الازمة اولا لنتمكن من أن نرى امكانية لبوادر حسن نوايا بين الطرفين تمهد للدخول نحو المسار الاصعب والاكثر تعقيدا وهو معالجة تراكمات هذه العلاقة، وهذا ما نحن بصدده ولست مسؤولا عن غيرها من التفسيرات بل أنا مسؤول عما أقوله".

 برقية تعزية

على صعيد آخر، أبرق رئيس مجلس النواب الى رئيس جمهورية سيراليون جوليوس مادا بيو معزيا بالضحايا الذين سقطوا في العاصمة فريتاون، جراء حادثة اصطدام واشتعال ناقلة الوقود. وجاء في نص البرقية: "لقد آلمنا المصاب الجلل الذي ألم بأبناء العاصمة فريتاون جراء الحريق الناجم عن حادثة اصطدام ناقلة الوقود واشتعالها وتسببها بسقوط عشرات الضحايا والجرحى. لا يسعني إزاء هذه الفاجعة الأليمة إلا أن أتقدم من فخامتكم ومن ذوي الضحايا ومن الشعب السيراليوني الصديق، باسم اللبنانيين وباسمي الشخصي وباسم المجلس النيابي، بأحر التعازي، متمنيا للجرحى الشفاء العاجل، ولفخامتكم الصحة والعافية وللسيراليون دوام الأمن والإستقرار".

 

مكتب جامعة الدول العربية نفى ما بثته محطة الميادين من معلومات عن مواقف ابلغها زكي للمسؤولين اللبنانيين

وطنية/8 تشرين الثاني 2021

نفى مكتب جامعة الدول العربية في بيروت في بيان، "ما بثته محطة "الميادين" من معلومات مختلقة عن مواقف ابلغها الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي للمسؤولين اللبنانيين الذين التقاهم اليوم في اطار مهمته في بيروت".  واوضح المكتب ان "مواقف السفير زكي وردت في التصريحات التي ادلى بها بعد اجتماعاته مع المسؤولين اللبنانيين ، وكل ما عدا ذلك لا اساس له من الصحة". ووزع المكتب البيان الصادر عن جامعة الدول العربية الذي تناول برنامج الزيارة لهذا اليوم متضمنا أبرز ما صرح به السفير زكي وجاء فيه: "وفد الجامعة العربية يلتقي القيادات اللبنانية في مسعى لحلحلة الأزمة مع السعودية.

 اختتم السفير حسام زكي، موفد الأمين العام لجامعة الدول العربية، والوفد المرافق له، زيارة إلى بيروت استغرقت يوما واحدا، التقى خلالها الموفد، بتكليف من الأمين العام أحمد أبو الغيط، القيادات اللبنانية بهدف البحث عن مخرج للأزمة بين لبنان ودول الخليج، وبخاصة المملكة العربية السعودية. وصرح مصدر مسؤول بالأمانة العامة للجامعة أن السفير حسام زكي عقد لقاءات مع كل من الرئيس ميشال عون، ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، حيث انصبت المحادثات على كيفية علاج الأزمة بين لبنان ودول الخليج، ورأب الصدع بين بيروت والرياض، في أعقاب الأزمة التي اثارتها تصريحات وزير الإعلام اللبناني. وأوضح المصدر أن الموفد لمس لدى كافة القيادات اللبنانية حرصا كبيرا على العلاقة مع السعودية، وإدراكا لأهمية هذه العلاقة بالنسبة للبنان، ورغبة أكيدة في معالجة المشكلات التي تعكر صفوها. وقد حرص الوفد على أن ينقل للجانب اللبناني حرص الجامعة العربية ألا تُضاف أزمة جديدة إلى تراكمات المشكلات المعقدة في العلاقات مع دول الخليج، وبالأخص المملكة العربية السعودية، خاصة في ضوء الظروف الصعبة التي تمر بها لبنان في هذه المرحلة، ومن هنا أهمية معالجة الأزمة الأخيرة على حدة، ومن دون ربطها بمسارات أخرى بما قد يصعب إيجاد مخرج لها. وأوضح المصدر أن السفير زكي سوف يستعرض نتائج لقاءاته مع القيادات اللبنانية مع السيد الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط، بحيث يجري التباحث حول الخطوة التالية، وما يُمكن عمله من أجل ترجمة الرغبة اللبنانية المؤكدة في الحفاظ على العلاقات مع المملكة إلى شيء ملموس يُمكن البناء عليه، والعمل بمقتضاه، بما في ذلك اتخاذ الإجراءات الضرورية لتفكيك الأزمة وتحقيق الإنفراجة المطلوبة".

 

ميقاتي: لبنان حريص على عودة علاقاته الطبيعية مع السعودية ودول الخليج ونشدد على مهمة الجامعة العربية بتقريب وجهات النظر زكي: وجدنا ثقبا في الباب نحاول ان نمر منه

وطنية/8 تشرين الثاني 2021

 أكد رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، خلال استقباله في السرايا الحكومية، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي على رأس وفد، "ان لبنان حريص على عودة علاقاته الطبيعية مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج، وسيبذل كل جهد ممكن لازالة ما يشوب هذه العلاقات من ثغرات ومعالجة التباينات الحاصلة بروح الأخوة والتعاون"، وأبلغه "ان الجامعة العربية يمكنها القيام بدور أساسي في هذا المجال، ونحن نشدد على إضطلاعها بمهمة تقريب وجهات النظر، وازالة الخلافات والتباينات حيثما وجدت". وجدد "إلتزام لبنان بكل قرارات جامعة الدول العربية تجاه الأزمة اليمنية، المنطلقة من قرار مجلس الامن الدولي والمبادرة الخليجية ومبدأ الحوار بين  الاطراف المعنية". وضم الوفد المرافق للامن العام المساعدة لجامعة الدول العربية: السفير عبد الرحمن الصلح، مديرة إدارة المشرق العربي لمى قاسم، مستشار الامين العام جمال رشدي، والمستشار يوسف السبعاوي. وشارك في اللقاء مستشار الرئيس ميقاتي للشؤون الديبلوماسية السفير بطرس عساكر.

 زكي

بعد الاجتماع، ادلى زكي بالتصريح الاتي: "تشرفت اليوم بزيارة دولة الرئيس ميقاتي  في حوار صريح وجاد بشأن الموقف الذي نحن بصدده والمتعلق بالأزمة بين لبنان ودول الخليج وفي مقدمها المملكة العربية السعودية. استمعت من دولة الرئيس الى موقف مهم وفي غاية الإيجابية عن العلاقة بين لبنان والملكة العربية السعودية التي يحرص عليها هو كثيرا كشخص، وكمسؤول لبناني، ورئيس حكومة لبنانية، ولقد عكس لي ايضا مدى الحرص الموجود في هذا البلد على اقامة علاقات صحية وجيدة وايجابية مع كل الأشقاء العرب والمحيط العربي للبنان، وبالتأكيد في مقدمة ذلك المملكة العربية السعودية".

اضاف: "كان الحوار جيدا جدا، ووضعت الرئيس ميقاتي في صورة الفكرة التي تجمعت لدى معالي الأمين العام بالتواصل مع الأخوة في لبنان للتعرف على ما يمكن ان يكون لديهم في هذا الموضوع لنتجاوز هذه الأزمة ونستطيع الوصول الى مخرج يناسب الجميع، ويصل بنا الى بر الأمان في شكل من اشكال التوازن بين تحقيق المصلحة  اللبنانية والمصلحة السعودية والخليجية عموما". وتابع: "ان العلاقات بين الدول العربية لها أسس تقوم عليها وهناك ميثاق جامعة الدول العربية والجميع ملتزم به، وهذا الأمر نحرص على احترامه والعلاقات بين لبنان ودول الخليج هي علاقات مهمة للبنان، ولدول الخليج ايضا، أعتقد بأن الجهد الذي نبذله يمكن أن يتجه في اتجاه ايجابي، ونأمل ان تكون نقطة البداية من هنا، فنتجاوز هذه الأزمة، ونعبرها من اجل حوار اكثر عمقا وجدية في مسار العلاقة اللبنانية  الخليجية بشكل عام". وعما اذا كانت هذه الزيارة مبادرة ام محادثات فقط، قال زكي: "أعلم شغف الإعلام بالمسميات وأتابع الإعلام، انا لست معنيا بالمسميات بل معني بالجهد. قبل قدومنا لم يكن هناك جهد مبذول لرأب هذا الصدع، ونعتقد ان هذه الزيارة في حد ذاتها مبادرة لوضع هذه الأزمة في موضعها الصحيح والتواصل مع لبنان وقياداته. التقينا الرئيس عون ودولة الرئيس ميقاتي ودولة الرئيس بري لنعرف اين نقف من هذه الأزمة وأين يقف لبنان منها، وما الذي  ينوي عمله لتجاوزها". وعن الحوار مع السعودية، اعلن ان "الحوار قائم دائما، كان هناك حوار قبل هذه الزيارة على مستوى الأمين العام ووجدنا حقيقة، مثلما قال احد الأصدقاء، " ثقبا" في الباب نحاول ان نمر منه، فلا بأس، نحاول ان نمر منه، ان شاء الله نستطيع تجاوز هذه الأزمة".

وعما اذا كانت هذه المبادرة تحل مكان المبادرة القطرية او لا علاقة لها بها، قال: "ليست لها علاقة. وكل جهد عربي يساهم في حل هذه الأزمة نحن نرحب به وندعمه بالكامل،  والتحرك الذي نقوم به الآن هو تحرك نابع من مسؤولية الأمين العام ومتابعته منذ اللحظة الأولى للوضع، وكيف تطورت الأمور واوصلتنا الى الأزمة التي نحن بصددها وكان يمكن لهذه الأزمة الا تكون، كان يمكن من البداية احتواؤها وهذا رأي واضح".

 سئل: هل الحل باستقالة الوزير؟

أجاب: "هذا واضح. الجميع يعلم ان هذا الأمر كان يمكن ان يحل الموضوع منذ البداية، الان حصلت تطورات وتصريحات، واخذت الأزمة منحى آخر. نأمل ان يجد الجميع، لديه الحس الوطني الكافي ليتعامل مع هذه الأزمة بما يليق بها من أهمية، لأننا لا نريد ابدا اضافة ازمة جديدة الى  هذا المسار الذي صار معقدا بين لبنان والخليج. لا نريد  لهذا الوضع ان يستمر بل نريد تحقيق انفراجا واسترخاء في هذه العلاقة، ولن يحدث ذلك والأزمة موجودة، ولا بد ان نتعامل مع هذه الأزمة بالشكل الواجب".

وعن خطوته الثانية بعد زيارة لبنان، قال زكي: "بعد الإنتهاء من المباحثات كلها، نقيم الموقف ونرى ما هي الخطوة القادمة".

سئل: هل سمعت موقفا لبنانيا موحدا لطريقة التعامل مع هذه الأزمة؟

أجاب: "اولا، التقيت بالرئيس عون والرئيس ميقاتي. لم ألتق بعد بالرئيس بري، وكل قيادة تتحدث برؤيتها. واضح ان البعض له اراء مختلفة عن الآراء التي نعتقد ان فيها مصلحة وطنية للبلد، من الوارد ان يكون هناك خلافات في وجهات النظر وحتى في الرأي العام هذا امر طبيعي، ولكن عندما تدرك بان هناك تحركات مطلوبة لصالح الوطن فهذا الأمر يجب ان يأخذ اسبقية على كل شيء".

وردا على سؤال، قال: "نحن ننظر الى الأمور بشكل مختلف، نتعاون مع الأزمة اولا ثم نرى كيف يمكن التعاون مع الأشكال الأكبر والأشكاليات الأخرى الموجودة بين لبنان والخليج والسعودية، لأننا  نعلم ان هذه الإشكاليات قائمة ولا احد ينكرها، ولكن لا نريد لهذا الجو العام والأشكاليات ان تحول دون حل هذه الأزمة التي يدركها الجميع ويراها والأغلبية تعرف الطريق الى حلها، ولكن لم يبدأ احد بهذا الطريق ولم يتقدم احد بها، ومن الضروري حل الأزمة اولا ثم مناقشة الامور الاخرى".

رشدي والمجتمع المدني

وكان رئيس مجلس الوزراء عقد إجتماعا ضم  المنسقة المقيمة  للأمم المتحدة في لبنان نجاة رشدي، منسق برنامج "إطار الاصلاح والتعافي وإعادة الاعمار" جاب فان الديغل وممثلين عن المجتمع المدني والقطاع الخاص.

اثر اللقاء، قالت رشدي: "عقدنا اجتماعا مهما مع الرئيس ميقاتي وفريقه في حضور ممثلين عن المجتمع المدني والقطاع الخاص، وهو الاجتماع الأول الذي يعقد في هذا الاطار، وقد اتسم بحوار بناء حول الاولويات وكيفية العمل بطريقة مشتركة من اجل اخراج لبنان من الأزمة، والعمل على تعافيه بقرارات واضحة وملموسة ومتابعة لتنفيذها، من اجل ان يكون هناك عمل مشترك في اطار الاصلاح واعادة البناء والتعافي. ونحن في الامم المتحدة  نعمل منذ مدة طويلة مع المجتمع المدني والقطاع الخاص باعتبار ان لهم دورا خاصا في ما يخص استراتيجية تعافي لبنان والتنمية المستدامة له".

زين

بدورها، قالت ممثلة القطاع الخاص والمجتمع المدني اسمهان زين: "نشكر دولة الرئيس لاستقباله، وهذا اول اجتماع نعقده معه، وعرضنا له الاولويات التي نعمل عليها واولويات البلد ووضعنا اسسا للمستقبل برعاية المانحين من البنك الدولي والامم المتحدة والإتحاد الأوروبي الذين وضعوا مشروع الإطار الذي هو نقلة نوعية في التعامل بين القطاع الخاص والمجتمع المدني والمانحين الدوليين، وستكون لنا إجتماعات للمتابعة، فلبنان لن يبنى الا بأبنائه وبناته ومن خلال بناء قطاع عام قوي ومتجدد".

منتدى الشباب الإسلامي

واجتمع  الرئيس ميقاتي مع رئيس  منتدى الشباب الإسلامي طه ايهان على رأس وفد ضم: نائب الرئيس محمد هزيمة، المدير العام رسول عمروف ومدير الديوان محمد محلي. وتم خلال اللقاء عرض للنشاطات التي يقوم بها الوفد في لبنان.

اثر اللقاء قال ايهان: "نحن هنا في زيارة رسمية للمشاركة في نشاطات مع لبنان برعاية وزيري الزراعة والنقل، ولقد نظمنا ثلاث دورات ارشاد زراعي في بعلبك، وجنوب لبنان وطرابلس. والتقينا اليوم الرئيس ميقاتي وناقشنا المشاريع المستقبلية التي نود القيام بها وخصوصا للشباب اللبناني، ومشروعنا الرئيسي هو عقد مؤتمر في طرابلس يخصص للشباب بمشاركة دولية لمساندة رواد الأعمال الشباب في لبنان وتوفير بنى تحتية ملائمة لهم. وقد أبدى الرئيس ميقاتي اهتماما بهذا الموضوع، ونحن نؤمن بالشباب لأنهم  مستقبل لبنان المشرق".

 

الراعي افتتح مجلس البطاركة الكاثوليك: لا نستبعد أن يكون هدف معطلي المؤسسات ضرب وحدة لبنان وتفكيك الدولة

ممثل البابا: المكونات اللبنانية مدعوة للقيام بمجهود صادق لاخراج الوطن من قعر الانقسامات والمنافسات العبثية والفساد

وطنية/8 تشرين الثاني 2021

افتتح بطريرك أنطاكية وسائر المشرق ورئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، في بكركي، الدورة السنوية العادية الرابعة والخمسين للمجلس بالصلاة بحسب الطقس الماروني، بمشاركة البطريرك الأنطاكي للسريان الكاثوليك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق والإسكندرية وأورشليم للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي،  كاثوليكوس الأرمن الكاثوليك على كرسي كيليكيا روفائيل بدروس الحادي والعشرين، ومطارنة الكنائس الكاثوليكية، والرؤساء العامين والرؤساء الأعلين، ومكتب الرئيسات العامات للرهبانيات النسائية وأمانة المجلس العامة.

شارك في جلسة الافتتاح ممثل السفير البابوي المطران Joseph Spiteri القائم بأعمال السفارة البابوية في لبنان المونسنيور جوزبي فرانكون.

الراعي

بعد الصلاة الافتتاحية، ألقى رئيس المجلس كلمة البطريرك الراعي الكلمة الآتية:

"يسعدني أن أفتتح معكم دورة مجلسنا الرابعة والخمسين، ونضع أعمالها تحت أنوار الروح القدس، وشفاعة أمنا مريم العذراء، أم المشورة الصالحة، راجين لها أفضل الثمار.

ويطيب لي أن أرحب باسمكم وباسمي بصاحب الغبطة رفائيل بدروس الحادي والعشرين كاثوليكوس بطريرك بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك بانتخابه "أبا ورأسا" للكنيسة الأرمنية الكاثوليكية الشقيقة. ونقدم له أطيب التهاني والتمنيات. وقد آلمتنا وفاة سلفه المثلث الرحمة البطريرك كريكور بدروس العشرين، الذي كان عضوا فاعلا ودؤوبا في مجلسنا، ووفاة المثلث الرحمة المطران بطرس الجميل، رئيس أساقفة قبرص سابقا وكان هو أيضا عضوا في مجلسنا. فلنصل الأبانا والسلام لراحة نفسيهما في الملكوت السماوي.

ويطيب لي أن أرحب معكم بعضوين جديدين آخرين هما: قدس الأباتي بيار نجم الرئيس العام للرهبانية المارونية المريمية، وقدس الأرشمندريت برنار توما الرئيس العام للرهبانية الباسيلية الشويرية.

"رؤية الكنيسة الوطنية، ورسالتها التربوية": هما موضوع دورتنا، بالإضافة إلى "المراحل الإعدادية لسينودس الأساقفة: نحو كنيسة سينودسية: شركة ومشاركة ورسالة"، وإلى "إنعقاد الجمعية العمومية السنوية العادية الثانية لرابطة كاريتاس لبنان"، التي تقتضي حضور أعضاء المجلس كونها منبثقة عنه، فإلى "إجراء إنتخابات إدارية في لجان المجلس".

أولا: رؤية الكنيسة الوطنية

3.هذا الموضوع تمليه على مجلسنا الظروف الراهنة. نشأ لبنان سنة 1920 ليكون وطن الإنسان المزين بالحرية والكرامة، ووطن التعددية الثقافية والدينية، ووطن العيش معا مسيحيين ومسلمين بالإحترام المتبادل والمساواة والتعاون المتوازن في إدارة الدولة، ووطن الإنفتاح على كل الدول بميزة الحياد الملتزم بقضايا الإستقرار والعدالة والسلام وحقوق الإنسان في بيئته العربية، والمتحرر من الأحلاف والنزاعات والحروب الإقليمية والدولية. وبهذه الميزات أعلنته مقدمة الدستور "وطنا نهائيا لجميع أبنائه" (عدد أ). ولكنه لم يترافق بولاء نهائي.

عندما نلقي نظرة على واقعنا نشهد أننا نبتعد شيئا فشيئا عن هويتنا هذه. هذا الإبتعاد المتواصل، من دون معالجة، أوقعنا في الأزمة السياسية الحادة التي تسببت وتتسبب بالأزمات الإقتصادية والمالية والمعيشية والإجتماعية، كما وبسوء علاقات لبنان مع محيطه العربي.

4. خلاصنا في العودة إلى ثوابتنا الوطنية، وهي ثلاثة:

أ- العيش المشترك

هو مشروع حضاري قائم على الإنتماء إلى الوطن بالمواطنة لا بالدين. ما يعني أن ميزة لبنان كما عبر عنها المكرم البطريرك الياس الحويك في مؤتمر السلام في فرساي في فرنسا (1919) كونه دولة "تحل الوطنية السياسية محل الوطنية الدينية". هذا هو أساس الفصل بين الدين والدولة في لبنان، وأساس تكوين الدولة اللبنانية على الحرية، والمساواة في المشاركة، وحفظ التعددية التي هي بمثابة القلب للبنان.

ب-الميثاق الوطني

وضعه منجزو الإستقلال سنة 1943 على قاعدة "لا شرق ولا غرب"، لتكون الأساس لدولة تحقق أماني اللبنانيين جميعا، وتبعدهم عن المحاور والصراعات، وعن الإنشداد إلى إعتبارات تتخطى الكيان اللبناني ودولته. وهذه القاعدة كانت الأساس لبناء علاقات الدولة مع الخارج.

 ج- الصيغة

هي التطبيق العملي للميثاق، وتنظم المشاركة الفعلية بين المكونات اللبنانية في النظام السياسي، وتحققها. أتت هذه الصيغة لتعكس التجربة التاريخية التي أثبتت أن لبنان لا يقوم إلا بجناحيه المسيحي والمسلم. ولذا لم تقم يوما على مقاييس العدد.

باب الحل

5. إن الظرف الصعب والدقيق الذي يعيشه لبنان والمنطقة يوجب على اللبنانيين أن يستلهموا هذه الثوابت الوطنية الثلاث في حياتهم الوطنية وخياراتهم السياسية، وأن يبنوا دولة عادلة وقادرة ومنتجة. دولة لا تتيح لأي فريق فرض خياراته على الآخرين، والإستقواء بالخارج، وتعطيل المؤسسات الدستورية، ورهنها بخيارات يدعي أصحابها بأنها هي المحقة والمنجية.

ويبقى الحياد الإيجابي الفاعل هو أنجع الطرق للحفاظ على التعددية، والإرتكاز على قوته الدفاعية بدعم الجيش وسائر القوى الأمنية، والإلتزام بقضايا الأسرة العربية، وبخاصة القضية الفلسطينية، وتلك المتعلقة بالعدالة والعيش معا والتنوع في الوحدة، وحقوق المواطنة، وبناء السلام.

6. بسبب الإبتعاد على هذه الثوابت الوطنية ومستلزماتها تعطلت الحكومة في أدق ظرف من الحاجة إليها. ولا نستبعد أن يكون هدف الذين يعطلون المؤسسات الدستورية هو ضرب وحدة لبنان، وتعطيل السنة الأخيرة من العهد، وتفكيك الدولة، والتمرد عليها، والاستيلاء على قراراتها، والانفصال عنها، وقلب الحقائق، وقطع علاقاتها عن أشقائها وأصدقائها، وإلقاء التهم باطلا على الذين لا يزالون في كنف الدولة والشرعية.

قدر المؤمنين بكيان لبنان وهويته الوطنية ورسالته التاريخية أن يواجهوا هذا الانحراف بكل الوسائل التي يتيحها الدستور والقوانين، وهي كثيرة وفعالة، إذا أحسن استعمالها وإذا اتحدت القوى الوطنية حول برنامج إنقاذ. المعارضات المبعثرة والأنانيات المنتشرة لا تصنع قوة نضال سياسي، ولا تفرز حركة تغيير في المجتمع. فالتغيير يحصل في صناديق الاقتراع لا في الشارع. ولا يمكن السماح بإفقار الشعب اللبناني بالقوة، وتقسيمه بالقوة أيضا، وهو الذي اختار وحدة الكيان والحياة.

ثانيا، رؤية الكنيسة التربوية

7. لا أحد يجهل أن التربية واجب على الكنيسة بحكم رسالتها التي أوكلها إليها مؤسسها المسيح الرب: "إذهبوا وتلمذوا كل الأمم ...وعلموهم" (متى 28: 19-20). فأسست لهذه الغاية مدارسها لتعنى بتربية الشخص البشري بكل أبعاده: تنضج طاقاته الفكرية والتمييزية، وتنقل إليه التراث الثقافي والروحي والإجتماعي والوطني، وتعزز لديه حس القيم، وتهيء حياته المهنية، وتنمي علاقات الصداقة والحوار والتعاون مع أترابه المختلفين عنه بأوضاعهم الإجتماعية ودينهم وعرقهم (الإعلان المجمعي في التربية المسيحية، مقدمة وفقرة 5).

والكل يعلم أيضا أنه عندما نقول "مدرسة" نعني طلابا ووالدين وإدارة وهيئة تعليمية. وعندما نقول "تربية" نعني أيضا رعية ومجتمعا مدنيا ودولة.ولكل واحد وفئة دوره وواجباته في العملية التربوية.

8. لكن المدرسة عامة والكاثوليكية خاصة ومنها المجانية تواجه صعوبات جمة متنوعة تهدد حضورها واستمراريتها ورسالتها. أولى هذه الصعوبات مالية بسبب الأزمة الإقتصادية والمالية الخانقة. فالأهل يفتقرون يوما بعد يوم، ويعجزون عن تسديد أقساط أولادهم. والمدرسة تتحمل الخسائر والديون لكي لا تقفل أبوابها وتهمل رسالتها، علما أن بعضها أرغم على الإقفال. ثاني الصعوبات إهمال الدولة وتنصلها من أي مسؤولية تجاه المدرسة الخاصة، بل ترهقها بعدم دفع مستحقاتها وبقوانينها وضرائبها، ولا تمد يد المساعدة للمعلمين وللطلاب من أجل التخفيف من أعبائهم. وثالث الصعوبات مادية، ولا سيما لجهة غلاء المحروقات وعدم دعمها. فالأساتذة ووسائل نقل الطلاب يعانون من عبئها الثقيل والمرهق. وكذلك المدارس الجبلية التي تحتاج إلى تدفئة طلابها. ورابع الصعوبات تدمير الأخلاق وإفسادها بفساد مسؤولين سياسيين ومجتمع ووسائل إعلام وإتصال. فتعاني المدرسة والأهل من نتائج هذا التدمير.

9. من أجل تذليل هذه الصعوبات تحتاج المدرسة الكاثوليكية إلى دعم ومساعدة من الدولة والمجتمع الداخلي والخارجي، لكي، على ما كتب القديس البابا يوحنا بولس الثاني في إرشاده الرسولي "رجاء جديد للبنان" (10 أيار 1997): ""تصون المدرسة تقليد الكنيسة التربوي، وتلبي دعوتها كمربية الأشخاص والشعوب، وتوفر تعليما نوعيا، وتتابع خدمتها للأجيال الطالعة المحتاجة إلى الأسس الثقافية والروحية والخلقية، فتجعل منهم مسيحيين ناشطين، وشهودا للإنجيل، ومواطنين مسؤولين، وتبقي ذاتها في متناول الجميع، وبالأخص أفقرهم حالا، فيتمكنوا من الحصول على تنشئة أساسية ضرورية للحياة المجتمعية وللثقافة" (فقرة 106 و 107). 

10. بارك الله أعمالنا بنعمته وبأنوار روحه القدوس، لمجده تعالى وازدهار المدرسة الكاثوليكية، وخير المجتمع والوطن. مع الشكر لإصغائكم".

كلمة السفير البابوي

ثم القى المونسنيور فرانكون كلمة السفير البابوي، قال فيها: "أود، أولا، التعبير لكم جميعا، كما لشعب الله الذي تمثلونه وتقودونه، عن تضامني وعن قربي بالرب، في هذه الأوقات العصيبة التي يجتازها بلد الأرز الحبيب. للأسف، أنا الآن بعيد عنكم جغرافيا، ولكنني اتابع، بانتباه كبير، تطورات الواقع اللبناني. أؤكد لكم أن الأب الأقدس، قداسة البابا فرنسيس، قريب منكم، كل القرب، روحيا، هو ومعاونيه المقربين في دوائر الفاتيكان. كما أؤكد لكم صلاتي الدائمة".

أضاف: "في هذا اللقاء السنوي، أنتم ترغبون أن تتشاركوا، ليس فقط اختباراتكم الرسولية، وهمومكم، بل أيضا آمالكم، لكي تضعوا، معا، مشروعا كنسيا، بإمكانه الاستجابة الملحة للطوارئ الاجتماعية التي يواجهها لبنان. ينبغي أن تبنى صياغة مشروع كهذا على الإصغاء إلى كلمة الله وإلى صوت كل فرد من شعب الله، بدون استثناء. الله، أب الرحمة، يحب جميع بنيه وبناته. هو يدعوهم دائما إلى الحوار الأخوي، كما يذكرنا، مرارا، قداسة البابا فرنسيس. إن الاحترام المتبادل الذي هو ثمرة المحبة الأخوية، والذي سوف يحيي أعمالكم خلال هذه الدورة، سوف يكون مثالا لجميع مكونات المجتمع اللبناني. إن هذه المكونات مدعوة إلى القيام بمجهود صادق، من أجل اخراج الوطن الذي هو للجميع، من قعر الانقسامات، والمنافسات العبثية، والفساد، وهي جميعها تولد الفقر والبؤس".

واكد "ان نظرة الكنيسة هي دائما نظرة التفتيش عن الخير العام، ليس فقط لأبنائها وبناتها، القريبين منهم أو البعيدين، بل أيضا لكل إنسان. في هذا السياق، إن نشاطات الكنيسة الاجتماعية هي في خدمة الجميع، بدون أي تمييز، وهو أمر لطالما ظهر جليا في لبنان، والمدارس الكاثوليكية في هذا البلد هي شهادة ناصعة عن هذه الحقيقة".

وقال: "لا تستطيع الكنيسة أبدا التخلي عن رسالتها التربوية، التي أوكلها اليها الرب يسوع. فالمؤسسات التربوية الكاثوليكية في لبنان تتابع تقديم التنشئة على القيم الإنسانية الأساسية، بدءا من الاحترام العميق لكل انسان وللخليقة، بيتنا المشترك. ولا تقتصر هذه التنشئة على تزويد الطلاب بمعادلات عن تقنيات مفيدة، بل هي تدفعهم للالتزام بالخير العام، من أجل العدالة والمحافظة على الطبيعة ومن أجل النمو الإنساني المستدام. إن المسار التربوي وتنشئة الأجيال الجديدة يشكلان كنزا ذا قيمة إنسانية لا مثيل لها. ولكن، في الوقت عينه، هذا الكنز موجود في آنية من خزف معرضة للفقدان. التحدي الذي عليكم تبنيه في مجلسكم، يا أصحاب الغبطة وأيها الأخوة الأفاضل، هو بذل الجهود المشتركة القادرة على إيجاد حلول ممكنة وطارئة في الوقت عينه، من أجل انقاذ هذا الكنز الذي لا يقدر بثمن. إن أجوبتكم الشجاعة وغير المألوفة هي أساس لا تعتمد عليه فقط التنشئة الصلبة للشبيبة الموكلة إلى عناية المدارس الكاثوليكية، من فتيات وفتيان، بل إن مستقبل لبناننا الغالي يعتمد أيضا على هذه الأجوبة".

وختم: "أعبر لكم عن أفضل التمنيات من أجل نجاح أعمال مجلسكم، تحت حماية الأم العذراء مريم، أم الله، سيدة لبنان. وأبتهل إلى الروح القدس لكي يقود حضوره الخلاق ونوره مناقشاتكم وقراراتكم".

برقية للبابا

بعد ذلك، حرر المجتمعون برقية الى قداسة البابا فرنسيس يعلمونه فيها بأعمال دورتهم ويلتمسون بركته الرسولية لمجلسهم وكنائسهم ووطنهم.

 الجلسات

في الجلسة الثانية، عرض الأمين العام للمجلس، الأب كلود ندره، تقرير هيئة المجلس التنفيذية الذي أوجز فيه ما قامت به الهيئة من أعمال خلال السنة المنصرمة. ثم عرض البيان المالي الذي يتضمن ميزانية العام 2020  - 2021 وموازنة العام 2021 - 2022، فأقرتهما الهيئة العامة. ثم انتقل الجميع الى الباحة الخارجية لالتقاط الصورة التذكارية.

بعد الاستراحة، عقدت الجلسة الثالثة التي ناقش فيها المجتمعون موضوع "رؤية الكنيسة الوطنية" الذي قدم له المطران منير خيرالله، فأوضح "أن العمل التحضيري أفضى إلى وثيقتين. الأولى بعنوان: " بناء دولة حديثة - رؤية الكنيسة"، بالاضافة إلى مواضيع نوقشت في لجنة مصغرة ضمت الدكتور ساسين عساف والبروفسور أنطوان مسرة والوزيرين السابقين زياد بارود وابراهيم شمس الدين والبروفسور ملحم شاوول.

والورقة الثانية حملت عنوان: "رسالة الكنيسة التربوية - المدارس الكاثوليكية في مواجهة رسالتها والتحديات الجديدة للقرن الحادي والعشرين"، مع رئيس الهيئة التنفيذية المطران ميشال عون والأم ماري أنطوانيت سعاده والدكتورة وديعة الخوري".

وقال: "ولما تطورت الظروف السياسية إلى أزمة حكم في ظل عجز المسؤولين السياسيين عن الوصول إلى حل إنقاذي، وفي ظل عرقلة الحكومة الجديدة لإنجاز مهمتها في إجراء الإصلاحات المطلوبة من المجتمع الدولي، في موضوع رؤية الكنيسة الوطنية، نقدم إليكم أولا ورقة عمل للمناقشة بعنوان: "بناء دولة حديثة - رؤية الكنيسة ". ثم نعالج الموضوع في أربع مداخلات:

- الأولى مع البروفسور أنطوان مسرة بعنوان: "ما معنى دولة في لبنان ؟ الأسس الدستورية في مجتمع تعددي والخطط التربوية ".

- الثانية مع الاستاذ زياد بارود بعنوان: "مركزية الدولة في اللامركزية - آليات التنوع في الوحدة".

- الثالثة والرابعة مع الدكتور ساسين عساف والأستاذ ابراهيم شمس الدين بعنوان: "مدنية الدولة في لبنان: إشكالية مفهومها وشروط بنائها ومرتكزاتها".

واشار الى انه بعد المداخلات، تخصص جلسة لحوار مفتوح مع المحاضرين. 

وتابع: "أما في الشأن التربوي، فسوف تتم معالجة الموضوع في ثلاث مداخلات:

- الأولى مع الأم ماري أنطوانيت سعاده بعنوان: "إشكالية التربية في لبنان اليوم، في ضوء الهوية والرسالة الوطنية والكنسية ".

- الثانية مع الدكتورة وديعة الخوري بعنوان: "البعد الاجتماعي والأخلاقي في التربية الكاثوليكية - القيمة المضافة".

- الثالثة مع الأب يوسف نصر بعنوان: "عرض خطة عمل الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية في مواجهة المستجدات على الصعيدين التربوي والاقتصادي في المدارس الكاثوليكية". 

ثم استمع المجتمعون الى مداخلة البروفسور أنطوان مسرة في موضوع "ما معنى دولة في لبنان ؟" وقد أتت في 36 صفحة تناول فيها بعد مقدمة، أكد فيها أن مقاربته تنطلق من الخبرة في البحث الدستوري المقارن حول الإدارة الديمقراطية للتعددية الدينية والثقافية. ثم تطرق إلى التمادي في سجالات متداولة في توصيف الدولة في لبنان: "مدنية"، "علمانية"... في حين ان الدولة في لبنان ليست مكتملة الصفات الأساسية ontologiques المسماة ملكية  (rex, regis, roi)وهي أربعة:

- احتكار القوة المنظمة

- احتكار العلاقات الدبلوماسية

- فرض وجباية الضرائب

- إدارة السياسات العامة.

كما أكد أن "الدولة في لبنان فاقدة لسيادتها وأنها تحتكر العلاقات الدبلوماسية وهي بحاجة الى "فك الحصار عن الشرعية".

ثم تناول المواضيع التالية: علم نفس الدولة في لبنان، وماذا تعني الدولة في ادراك اللبنانيين من منظور علم النفس؟؛ الدولة السلطوية في اللاوعي اللبناني: الصورة في اللاوعي اللبناني عن الدولة هي الصورة السائدة في المنطقة حيث يطغى منطق القوة؛ الضبابية في المضمون: تكتنف الضبابية لبنانيا مفهوم الدولة. يظهر ذلك من خلال استعمال الناس لكلمة "دولة" في مختلف الشؤون. بينما ينبغي استعمال تعبير الدولة في الأمور السيادية الأربعة التالية:

    1. استعمال القوة المنظمة من قبل الجيش، الامن، القضاء...

    2. فرض الضرائب: للدولة وحدها الصلاحية في فرض الضرائب وجبايتها.

    3. العلاقات الدبلوماسية بين الدول.

    4. بناء السياسات العامة.

ثم تطرق إلى موضوع فلسفة الدولة في لبنان: مفصلا النقاط التالية: ادارة ديمقراطية للتعددية او "هيمنة فئوية" سمو الدستور، وقد خلص إلى القول :" ما يضمن استمرارية ومناعة الدولة هو مبدأ سمو القانون ودولنة الثقافة السياسية. ان الدولة المكتملة الصفات، أي صاحبة السيادة، هي الضمانة الاختبارية والواقعية والمستقبلية للجميع وايضا بفضل توبة قومية عارمة وتنمية ذاكرة جماعية مشتركة. كما عرض في قسم ثالث: موضوع رئيس الجمهورية والمادة 49، من الصلاحيات وعلاقات النفوذ الى الدور، مؤكدا أن لا مبرر مستقبلا لرئاسة جمهورية للمسيحيين، والموارنة بالذات، الا في "السهر على احترام الدستور"، أي القيادة المعنوية الدستورية للبنان "العربي الهوية والانتماء" ووجه مسيحي جامع لصالح الإسلام العربي الحضاري وخلافا لمسارات حالية في المنطقة. يتطلب ذلك تغييرا جوهريا في المخيلة الجماعية، والمارونية بالذات، لرئاسة الجمهورية وفي الأيديولوجيا السائدة للصلاحيات كعلاقات سلطة ونفوذ.

وفي نقطة رابعة، عالج موضوع: أمراض الأنظمة البرلمانية التعددية وعلاجاتها، وفي النقطة الخامسة تناول موضوع أوهام العيش المشترك... بدون دولة! كما عرض مخططا تربويا للسنوات 2021-2023.

في ختام العرض، ناقش المجتمعون النقاط التي تطرق اليها البروفسور مسره. وأثنوا على رؤيته الوطنية والتربوية الشاملة التي تستند إلى علم وخبرة وتاريخ ونضج إيماني وإنساني ووطني.

وفي تمام الساعة الواحدة بعد الظهر اختمت أعمال اليوم الأول بالصلاة.

 

سامي الجميل دعا من المكسيك لانخراط لبنانيي الاغتراب في عملية انقاذ لبنان عبر التصويت بكثافة

وطنية/8 تشرين الثاني 2021

إختتم رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميل جولته على القارة الأميركية في المكسيك، حيث كانت له مجموعة من المحطات رافقته فيها زوجته كارين ورئيس جهاز العلاقات الخارجية في الحزب الدكتور ميشال ابو عبدالله.  شملت زيارة الجميل السفارة اللبنانية في المكسيك حيث التقى رئيس الجامعة اللبنانية الثقافية الجديد نبيه الشرتوني ورؤساء سابقين للجامعة، ورجل الأعمال اللبناني كارلوس سليم، وحشد من رجال الدين والجالية اللبنانية في مدينة مكسيكو.  كما زار مقر النادي اللبناني حيث التقى رئيس النادي الحالي ميشال خوري ورؤساء سابقين للنادي، والسفير اللبناني السابق في المكسيك نهاد محمود. 

وكان لقاء لرئيس الكتائب في منزل رئيس قسم المكسيك بشارة بشارة، حضره سفير لبنان في المكسيك سامي النمير والسفير السابق وحشد من أبناء الجالية اللبنانية.  وفي خلال لقاءاته التي توجه فيها الى ابناء الجالية، شدد الجميل على "ضرورة مواكبة الأحداث في لبنان من قبل اللبنانيين في الاغتراب والانخراط بشكل قوي في عملية انقاذ لبنان عبر التسجيل الكثيف للمشاركة في الانتخابة المقررة في الربيع المقبل على اوسع نطاق".  وأكد أن في "يد الاغتراب قلب الموازين اذا شارك في التصويت، فاللبنانيون في بلدان الانتشار لا يخضعون لا للترغيب ولا للترهيب وهم احرار في اختيار من يريدون ومن يجدونه الأفضل والأكثر كفاءة لاخراج لبنان من الوضع الذي وصل اليه، بسبب التحالف القائم بين الميليشيا المسلحة اولا، وهي حزب الله الذي يسيطر على المؤسسات الدستورية ويرهن لبنان لمصالحه ومصالح ايران، ولا يتردد في ترهيب اللبنانيين بفائض قوته وبالسلاح، وبين المافيا ثانيا، التي تدير البلد بمنطق المحاصصة والبيع والشراء، وهي بعدم كفاءتها افلست البلد عبر سلسلة من القرارات الخاطئة وأذلت شعبه".  واعتبر أن "إنقاذ لبنان يتطلب استرداد سيادة لبنان من الميليشيا وحياة اللبنانيين من يد المافيا واختيار مجموعة من الشباب والشابات الأكفاء والوطنيين، يعملون على إحداث تغيير جذري في البلد".

 

سيدة الجبل - الأولوية تبقى رفع الاحتلال الايراني عن لبنان، وذلك من خلال إسقاط السلطة، كل السلطة، بكامل تراتبيتها السياسية

وطنية/8 تشرين الثاني 2021

عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الدوري إلكترونياً بمشاركة السيدات والسادة أحمد فتفت، أنطوان قسيس، إيلي قصيفي، إيلي كيرللس، إيلي الحاج، أيمن جزيني، إدمون رباط، أنطوان اندراوس، أمين محمد بشير، أحمد عيّاش، بهجت سلامة، بيار عقل، توفيق كسبار، جورج كلاس، جوزف كرم، حُسن عبود، خليل طوبيا، رالف غضبان، ربى كبارة، رودي نوفل، سناء الجاك، سامي شمعون، سعد كيوان، سوزي زيادة، طوني حبيب، طوني خواجا، طوبيا عطالله، غسان مغبغب، فارس سعيد، فضيل حمود، فادي أنطوان كرم، لينا التنّير، ماريو زكور، ماجدة الحاج، ماجد كرم، منى فياض،،  مياد صالح حيدر، ندى صالح عنيد، نبيل يزبك، نيللي قنديل، نورما رزق، وعطالله وهبة وأصدر البيان التالي: يتأكد يوماً بعد يوم أن ايران وحلفائها في المنطقة يلجؤون إلى العنف والتصفيات الجسدية كلما حصلت إنتخابات وكانت نتائجها ليست لمصلحتهم. هذا ما حصل في بيروت في العام 2005، عندما حقق "14 آذار" انتصاراً كاسحاً بعد خروج الجيش السوري من لبنان، وهذا ما يحصل اليوم في بغداد في العام 2021، كما أن استهداف رئيس الحكومة العراقية، مصطفى الكاظمي، تطور امني خطير يدخل المنطقة في مجهول حتمي على طريق انتظار مؤتمر فييّنا نهاية شهر تشرين الحالي. يعلن "اللقاء" تضامنه مع العراق بوجه من حاول استهداف الرئيس الكاظمي في منزله بثلاث طائرات مفخخة مسيّرة، ويعتبر أن معركة التحرر من الإحتلال الإيراني واحدة في بيروت كما في بغداد. وأن التسميات المتعددة لميليشيات إيران من "فصائل اهل الحق" إلى "الحوثيون" إلى "حزب الله" الى "فاطميون" و"زينبيون" إنما هي أسماء حركية متعددة لفصيل إيراني واحد، وفي المقابل فإن مصطفى الكاظمي ورفيق الحريري وسمير قصير ولقمان سليم وهشام الهاشمي هم أسماء لمشروع عروبة حديثة جوهرها إعلان الرياض 2007 الذي أطلق بطاقة تعريف عن العروبة الحديثة بما هي عروبة ثقافية لا دينية ولا سياسية. ويؤكد "لقاء سيدة الجبل" على أن أولويته تبقى رفع الاحتلال الايراني عن لبنان، وذلك من خلال إسقاط السلطة، كل السلطة، بكامل تراتبيتها السياسية؛ بدءاً برئيس الجمهورية ميشال عون، الذي مع رئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب والمجلس النيابي مجتمعين، يؤمنون غطاءً دستورياً وسياسياً لسلاحٍ غير شرعي. يؤكد "اللقاء"، في هذا الإطار، استمراره بالعمل لجمع اللبنانيين من أجل إطلاق مجلسٍ وطني لرفع الاحتلال الايراني عن لبنان.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 08-09 تشرين الثاني/2021

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 08 تشرين الثاني/2021

جمع واعداد الياس بجاني

http://eliasbejjaninews.com/archives/103961/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1233/

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

 

LCCC English News Bulletin For Lebanese & Global News/November 08/2021

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

http://eliasbejjaninews.com/archives/103965/lccc-english-news-bulletin-for-lebanese-global-news-november-08-2021/

#LCCC_English_News_Bulletin