المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 07 تشرين الثاني/2022

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2021/arabic.november07.22.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

اضغط على الرابط في أعلى للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أظْهَرْتُ ٱسْمَكَ لِلنَّاسِ الَّذينَ وَهَبْتَهُم لي مِنَ العَالَم. كَانُوا لَكَ، فَوَهَبْتَهُم لي، وقَدْ حَفِظُوا كَلِمَتَكَ

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/اتفاق الطائف مشكلة وفخ وليس حلاً، وأي مؤتمر دولي يكون هدفه تنفيذ هذ الإتفاق العصي على التنفيذ هو الفشل بعينه

الياس بجاني/هودي يلي عم يتسابقوا ع نشر صورهم مع السفير السعودي لا بيقدموا ولا بيأخروا

الياس بجاني/الطائف معمول حتى ما يطبق..فهموها بقا

 

عناوين الأخبار اللبنانية

البابا فرنسيس: صلاتي وقربي من لبنان المرهق والمتعب

الشيعة في مؤتمر "الطائف".. بلا تمثيل؟

غياب "السلاح" عن مؤتمر الطائف يمهّد لمسار جديد؟/منير الربيع/المدن

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

الموت يخطف 3 شبان لبنانيين في الاغتراب

"شروط تعجيزية للقوات"... هذا ما كشفه بري

جنبلاط من عين التينة: هذا المرشح الذي اتفقنا عليه!

"سنضرب مخططاتكم التعسفية"... جمعية المودعين: لرفض أي قانون يصدر ضدّ حقوق الشعب

نائب اقوى من باسيل في التكتل .؟

بري: التراجع عن فكرة الحوار لا يعني نعيا للتوافق السياسي

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

البابا فرنسيس يصلي للشعوب "المتألمة" في الشرق الأوسط في ختام زيارته البحرين

البحرين: متمسكون باتفاقيات إبراهيم وسنواصل العلاقات مع إسرائيل

شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان بحثا "العيش المشترك" وأكدا التنسيق لإنقاذ الإنسانية من ويلات الصراعات والحروب

ألمانيا تقود دولاً أوروبية لتوسيع العقوبات على إيران

برلين أعدت لائحة بالأسماء والكيانات المستهدفة

تقرير أميركي: مكونات المسيّرات الإيرانية مصدرها 30 شركة أجنبية

إيران: دعوات للتظاهر… ومنتفضو مهسا: باقون حتى إسقاط النظام

الآلاف يتظاهرون في ألمانيا تأييداً للاحتجاجات... والريال ينهار... وهجوم على مقر عسكري

كييف لطهران: عواقب التواطؤ مع موسكو تتجاوز المنفعة

إيران تعترف بإرسال «عدد صغير» من الطائرات المسيرة إلى روسيا

زيلينسكي: روسيا تتكبد خسائر فادحة في شرق أوكرانيا

البيت الأبيض: بايدن يجري مباحثات مع شولتس حول اوكرانيا والصين

انطلاق «كوب 27» بتوافق على مناقشة تمويل «الخسائر والأضرار»

غوتيريش أكد أن الأعوام الثمانية الماضية كانت «أكثر احتراراً»

زيلينسكي: روسيا تتكبد خسائر فادحة في شرق أوكرانيا

الرئيس الأوكراني يريد أسطولاً من «المسيّرات البحرية»

ارتفاع عدد قتلى «قوات النمر» السورية في أوكرانيا إلى 9 و«لواء القدس» الموالي للأسد ينخرط في الحرب

بوتين يستعين بمجرمين مدانين لتجنيدهم في الجيش

هل إردوغان هو «المنتصر» في الحرب الروسية - الأوكرانية؟ بفضلها تلعب أنقرة دوراً وسيطاً لا غنى عنه حتى إشعار آخر

السوداني يحيل الكاظمي وحكومته للتقاعد ويترأس جهاز الاستخبارات

رئيس الإمارات أكد دعم أبوظبي لكل ما يحقق الوفاق والاستقرار في العراق

حصيلة قتلى تحطم الطائرة في تنزانيا ترتفع إلى 19 شخصاً

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

وزير خارجيّة سوريا.. اللبنانيّ/نديم قطيش/أساس ميديا

مقعد سليمان فرنجيّة المتقدّم في "منتدى الطائف" يطرح "تصوّرات رئاسيّة" في لبنان/فارس خشان/النهار العربي

ثلاث لاءات في وجه باسيل/شارل جبور/الجمهورية

التآمر على «اتفاق الطائف»... سلاح دائم لأعداء لبنان/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

«القوّة» كعلاقة بين الطوائف اللبنانيّة!/حازم صاغية/الشرق الأوسط

إيران... الرمزية وحياكة السجاد!/طارق الحميد/الشرق الأوسط

إيران الشعب لا «الولي الفقيه»/عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط

حينما كانوا إخواناً للشيوعيين وليس للمسلمين/علي العميم/الشرق الأوسط

المايسترو الأوحد يدير الفراغ من «العونية» إلى «الباسيلية»/سام منسى/الشرق الأوسط»

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

البطريرك الراعي: رئيس الجمهورية ليس لزوم ما لا يلزم وليس حاجب الجمهورية بل هو حاكمها والمشرف على انتظام عمل مؤسساتها

المطران عوده: ندعو النواب المسيحيين إلى اختيار رئيس قادر على إطلاق ورشة الإصلاح

قاووق: ادعاءات تغيير الطائف هدفها التغطية على التدخلات

قبلان: لبنان في أمس الحاجة الى طائف مالي نقدي

أمين السيد من بعلبك: لم يمر على المقاومة زمن هي أقوى فيه من الزمن الحالي

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

أظْهَرْتُ ٱسْمَكَ لِلنَّاسِ الَّذينَ وَهَبْتَهُم لي مِنَ العَالَم. كَانُوا لَكَ، فَوَهَبْتَهُم لي، وقَدْ حَفِظُوا كَلِمَتَكَ

إنجيل القدّيس يوحنّا17/من01حتى08/:”رَفَعَ يَسوعُ عَيْنَيْهِ إِلى السَّمَاءِ وقَال: «يَا أَبَتِ، قَدْ حَانَتِ السَّاعَة! مَجِّدِ ٱبْنَكَ لِيُمَجِّدَكَ الٱبْن، ويَهَبَ حَيَاةً أَبَدِيَّةً لِكُلِّ مَنْ وَهَبْتَهُم لَهُ، لأَنَّكَ أَوْلَيْتَهُ سُلْطَانًا على كُلِّ بَشَر. والحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ هِيَ أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلهَ الوَاحِدَ الحَقّ، ويَعْرِفُوا الَّذي أَرْسَلْتَهُ، يَسُوعَ المَسِيح. أَنَا مَجَّدْتُكَ في الأَرْض، إِذْ أَتْمَمْتُ العَمَلَ الَّذي وَكَلْتَ إِليَّ أَنْ أَعْمَلَهُ. فَٱلآن، يَا أَبَتِ، مَجِّدْنِي لَدَيْكَ بِٱلمَجْدِ الَّذي كَانَ لي عِنْدَكَ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ العَالَم. أَظْهَرْتُ ٱسْمَكَ لِلنَّاسِ الَّذينَ وَهَبْتَهُم لي مِنَ العَالَم. كَانُوا لَكَ، فَوَهَبْتَهُم لي، وقَدْ حَفِظُوا كَلِمَتَكَ. والآنَ عَرَفُوا أَنَّ كُلَّ مَا وَهَبْتَهُ لي هُوَ مِنْكَ، لأَنَّ الكَلامَ الَّذي وَهَبْتَهُ لي قَدْ وَهَبْتُهُ لَهُم، وهُمْ قَبِلُوه، وعَرَفُوا حَقًّا أَنِّي مِنْ لَدُنْكَ خَرَجْتُ، وآمَنُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي.”

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

اتفاق الطائف مشكلة وفخ وليس حلاً، وأي مؤتمر دولي يكون هدفه تنفيذ هذ الإتفاق العصي على التنفيذ هو الفشل بعينه

الياس بجاني/06 تشرين الثاني/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/98845/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d8%aa%d9%81%d8%a7%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%b7%d8%a7%d8%a6%d9%81-%d9%85%d8%b4%d9%83%d9%84%d8%a9-%d9%88%d9%81%d8%ae-%d9%88%d9%84%d9%8a/

إن اتفاق الطائف قد فُصِّل وتم تركيب نصه الملتبس بدهاء وخبث ليكون تطبيقه استحالة، ولهذا لم يطبق حتى الآن، ولا يمكن تطبيقه لا اليوم ولا في أي يوم.

ولهذا مطلوب بالتوافق والتراضي الوطني بين كافة الشرائح اللبنانية مراجعته بالعمق، ولكن ليس قبل تحرير لبنان من رجس وإرهاب الإحتلال الإيراني وتنفيذ القرارات الدولية وعودة سلطة الدولة اللبنانية العسكرية الكلية والحصرية على كامل التراب اللبناني.

لهذا، فإن أي مؤتمر دولي يكون هدفه تنفيذ اتفاق الطائف هذا العصي على التنفيذ هو الفشل بعينه.

وبالتالي فإنه من الواجب الوطني والسيادي والأخلاقي لكل الأحرار والسياديين والمخلصين عدم الغرق تحت أي ظرف ولأي أسباب كانت في خبث وهرطقات، أو في جهل وعمى رؤية من يفخخون المطالبات بالمؤتمر الدولي الخاص بلبنان بحصره فقط وفقط بتنفيذ إتفاق الطائف.

إن هؤلاء عملياً إن كانوا عن معرفة أو عن جهل لا فرق، فهم لا يسعون لتحرير لبنان بل لإبقائه مرتعاً وساحة للصراعات والحروب والفوضى المحلية والإقليمية.

في الخلاصة فإن أي مؤتمر دولي يعقد من أجل لبنان يجب أن يكون هدفه الأساسي ليس تنفيذ اتفاق الطائف الذي لا يطبق، بل تحرير البلد من الإحتلال وتنفيذ القرارات الدولية الخاصة بلبنان وهي اتفاقية الهدنة مع إسرائيل و1559 و107 و1680. …

وبعد تحرير لبنان من الإحتلال الإيراني، ومن كل نفوذ للطرواديين والإسخريوتيين والفاسدين، وتنفيذ كل القرارات الدولية الخاصة بلبنان، يعقد مؤتمر لبناني جامع اشراف الأمم المتحدة وبحضور الشرائح اللبنانية كافة للإتفاق بالتوافق على دستور ونظام حكم، ونقطة ع السطر

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

هودي يلي عم يتسابقوا ع نشر صورهم مع السفير السعودي لا بيقدموا ولا بيأخروا

الياس بجاني/06 تشرين الثاني/2022

سباق محموم وتعتير ع الآخر بين السياسيين والإعلاميين والناشطين  يلي حضروا اليوم مؤتمر الطائف..سباق بتوزيع صورهم مع السفير السعودي، مما يبين سخافة وعقم وصبيانية معظهم الشاطرين بالظهور ومش أكثر

 

الطائف معمول حتى ما يطبق..فهموها بقا

الياس بجاني/05 تشرين الثاني/2022

الطائف غير قابل للتطبيق وهو معمول حتى ما يطبق. خلاص لبنان باعلانه دولة فاشلة ووضعه تحت البند السابع الأممي وتطبيق القرارات الدولية ومن ثم التوافق ع دستور ونظام حكم

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

أطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

البابا فرنسيس: صلاتي وقربي من لبنان المرهق والمتعب

الجمهورية/06 تشرين الثاني/2022

أكد البابا فرنسيس صباح الأحد، قبل ساعات من مغادرته البحرين، صلاته من أجل الشعوب التي "تتألم في الشرق الأوسط"، بعدما كرّس الجزء الأكبر من زيارته للمملكة الخليجية لتعزيز الحوار مع الإسلام والدعوة لاحترام حقوق الإنسان.

وقال البابا في كلمة ألقاها خلال لقاء مع الأساقفة والكهنة والعاملين الرعويين في كنيسة القلب المقدس في المنامة "إذ أرى المؤمنين من لبنان الحاضرين، أؤكد صلاتي وقربي خصوصاً من ذلك البلد الحبيب والمتعب الذي يمرّ بمحنة ومن كل الشعوب التي تتألم في الشرق الأوسط". وجدّد البابا الذي ينهي اليوم زيارة تاريخية الى البحرين استمرت أربعة أيام، صلاته من أجل أوكرانيا، داعياً لانهاء الحرب فيها، مع دخول الغزو الروسي شهره التاسع. ودعا البابا في خطابه العلني الأخير قبل عودته الى روما رجال الكنيسة الى أن يكونوا "حراساً وبنّائي وحدة". وأضاف "لنفعل ذلك أيضاً في المجتمع المتعدد الأديان والثقافات الذي نعيش فيه: دائما من أجل الحوار وناسجين للشركة والوحدة مع الأخوة في المعتقدات والطوائف الأخرى". ويغادر البابا فرنسيس ظهراً الى روما، بعد مراسم وداع تقام في قاعدة الصخير الجوية الملكية، على أن يصل روما عصراً (14,30 ت غ). وعلى غرار عادته، يتحدث البابا خلال الرحلة الى الصحافيين الذين يرافقونه. وشكر البابا فرنسيس السلطات البحرينية والملك حمد بن عيسى آل خليفة على حسن الضيافة والاستقبال وكل من ساهم في نجاح زيارته، وهي الأولى لحبر أعظم الى المملكة الخليجية الصغيرة، التي يبلغ عدد سكانها 1,4 مليون نسمة.

 

الشيعة في مؤتمر "الطائف".. بلا تمثيل؟

المدن - ميديا/06 تشرين الثاني/2022

انسحبت الاسئلة عن غياب المكون الشيعي عن المؤتمر الوطني في الذكرى الـ33 لتوقيع اتفاق الطائف في الاونيسكو السبت، الى وسائل الاعلام، حيث رأى المعلق جوني منيّر صباح اليوم الاحد على قناة "الجديد" أن غياب ممثلين عن المكوّن الشيعي كان"لافتاً". والسؤال طُرح السبت، خلال النقل المباشر لفاعليات المؤتمر الذي عُقِدَ في "قصر الاونيسكو" بدعوة من السفارة السعودية في بيروت. ولم يظهر في الصور ممثلون عن "حركة أمل" وبطبيعة الحال عن "حزب الله" الذي لم تُوجّه اليه دعوة. لاحقاً، ولدى التدقيق في الصور، ظهر حضور النائب فادي علامة في الصف الثالث، فيما ظهرت عمامة بيضاء وأخرى سوداء في الصف الاول الى جانب رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية.  في المعلومات، مثّل نائب طرابلس كريم كبارة، رئيس مجلس النواب نبيه بري. أما النائب علامة الى جانب النائب قبلان قبلان، فمثّلا "كتلة التنمية والتحرير" في المؤتمر. لكن اللافت كان غياب "المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى" الذي كان نائب رئيسه الشيخ علي الخطيب في الاسبوع الماضي، مجتمعاً مع مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في "دار الفتوى"، وأصدرا بياناً مشتركاً حول الالتزام بـ"اتفاق الطائف".  وبدلاً من ممثلي "المجلس الشيعي"، كان هناك تمثيل لرجلي دين معارضين للمجلس وللثنائي الشيعي، هما الشيخ عباس الجوهري والسيد ياسر ابراهيم، وظهرا في الصف الاول، وهو ما أثار الاسئلة عن طبيعة الدعوات وما إذا كان المجلس الشيعي مقاطعاً للمؤتمر، علماً أن نائبه الراحل الشيخ محمد مهدي شمس الدين كان من ابرز المؤثرين في نقاشات اتفاق الطائف في الثمانينيات.

 

غياب "السلاح" عن مؤتمر الطائف يمهّد لمسار جديد؟

منير الربيع/المدن/06 تشرين الثاني/2022

يمكن لمؤتمر اتفاق الطائف الذي نظمّته السفارة السعودية في بيروت أن يشكل فرصة حوارية جديدة بين اللبنانيين، لإنجاز الإستحقاق الرئاسي، طالما أن هذا الأمر حصد اجماعاً في مواقف مختلف المتكلمين. لم يشكّل المؤتمر أي استفزاز لأي طرف، بما أن التركيز كان على وقف الإقتتال وحماية المناصفة.

تركزت الكلمات على تطبيق الإصلاحات وما لم يطبّق في الإتفاق، أبرزها إنشاء مجلس الشيوخ، وتطبيق اللامركزية الإدارية، وغيرها من البنود الإصلاحية. غاب أي عنصر من عناصر الإستفزاز لأي جهة، خصوصاً لحزب الله من خلال عدم إثارة مسألة "نزع سلاح الميليشيات". وبناء عليه يمكن الذهاب الى أبعاد إيجابية للمؤتمر الذي لم يكن هادفاً لعزل أي طرف ولا إستفزازه.

حضور مسيحي لافت للإنتباه

يمكن تسجيل ملاحظة أساسية تتعلق بالحضور، وخصوصاً الحضور المسيحي الواسع الذي ضم مختلف مكونات البيئة المسيحية، من حزبيين ومستقلين، ومحسوبين على اتجاهات متعددة، من رئيس تيار المردة سليمان فرنجية إلى ممثلين كثر عن التيار الوطني الحرّ. وهذا ما يعتبره السفير السعودي إنجازاً. فحضور ممثلين عن التيار الوطني يعني تمسكاً معلناً باتفاق الطائف، كذلك بالنسبة إلى موقف سليمان فرنجية الذي قال بوضوح إن حلفاءه ليسوا ضد الإتفاق.

غياب الثنائي و...سلاحه

تغيب الرئيس حسين الحسيني، وفيما حضر ممثل عن الرئيس نبيه بري، لكن لم يكن من بين المتكلمين أي شخصية شيعية، وبطبيعة الحال فإن حزب الله لم يتلق أي دعوة، إلا أن ذلك لا يعني محاولة عزل أي مكون. ويبقى الأساس في مضمون الكلمات والمداخلات التي شددت إما على الحوار او على التوافق والبقاء تحت سقف الأخوة وسقف الطائف، بدون إثارة ملف السلاح أو نزعه وبدون أي توصيفات معارضة لحزب الله ومن شأنها أن تستهدفه أو تستنفر العصبيات. وهذه، إذا ما أُخذت مقرونة بحضور الكثير من حلفاء الحزب المسيحيين، فلا بد من التوقف عندها، كما يمكن الإنطلاق منها للذهاب في البحث عن تسوية رئاسية أو تسوية سياسية كان نبيه بري أول من يدعو إليها ويبدو أن نائب رئيس التيار الوطني الحرّ الياس بو صعب يستعد لخوض جولة اتصالات تمهيداً لعقد لقاء تشاوري بدلاً من مؤتمر للحوار.

مسار جديد

توحي هذه المواقف والتحركات بأن الظروف لم تنضج حتى الآن للوصول إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية.هناك من ينتظر توفر معطيات داخلية، وهناك من يراهن على تطورات خارجية قد تدفع التسوية اللبنانية قدماً، فيما تبقى الرهانات حول مسار موازين القوى الإقليمية والدولية وانعكاساتها على الداخل. غير أن ما تجدر الإشارة إليه هو أن محاولات وضع المؤتمر في خانة الإستفزاز لحزب الله أو تشبيهه بقرنة شهوان جديدة ودعوات متجددة لنزع السلاح أو عزل الحزب، كلها لم تنجح بالإرتكاز إلى مضمون الكلمات، وهذه وحدها كافية في إطلاق مسار جديد وإن بطريقة غير مباشرة للدخول في حوار لبناني لبناني بحثاً عن تسوية تكون مرتكزاتها تحت سقف الطائف الذي كان حزب الله قد أعلن الإلتزام به وعدم السعي لتغييره أو الإطاحة به.

فرنسا والأمم مع الطائف

هنا لا بد من التركيز على نقطتين أساسيتين، النقطة الاولى ما كشفه السفير السعودي عن تأكيدات فرنسية بعدم وجود أي مساعي لتغيير الطائف. والنقطة الثانية ما قالته الممثلة الشخصية للأمين العام للأمم المتحدة يوانا فرونتيسكا التي أكدت أن الأمم المتحدة تتمسك بالطائف وبالسلم الأهلي. الجانبان الفرنسي والأممي كلاهما يتواصلان مع حزب الله، ويمكن الإرتكاز إلى مضمون مواقفهما أيضاً للبناء عليها للمرحلة المقبلة في صوغ آلية الوصول إلى أي تفاهم داخلي يستعيد معه لبنان بعض التوازن ويستدعي من خلاله إهتماماً دولياً مبنياً على اسس تلك التسوية التي من خلالها يمكن بناء عناصر الثقة والدخول في تهدئة داخلية وإقليمية. كل ذلك يقضي بوجوب انتظار بعض التطورات الخارجية الى أن يحين موعد وصول "كلمة السر".

 

تفاصيل أخبار المتفرقات اللبنانية

الموت يخطف 3 شبان لبنانيين في الاغتراب

الكلمة اولاين/06 تشرين الثاني/2022

يلفّ الحزن بلدة كوسباالكورة، بعدما خطف الموت 3 من خيرة شبّانها في الإغتراب حيث قضى اثنان إثر الفيضانات في أستراليا والثالث بحادث سير مروّع في السعودية. وفي التفاصيل، فإنّ الاتصال فقد بالشابَيْن غصن غصن وبوب شاهين منذ نحو 5 أيام بعدما جرفتهما الفياضانات في أستراليا ليعثر عليهما جثّتين بعد أيام من البحث من قبل السلطات الأسترالية. أمّا الشاب غابي أسد فقد قضى إثر تعرّضه لحادث سير على دراجته النارية في المملكة العربية السعودية.

 

"شروط تعجيزية للقوات"... هذا ما كشفه بري

الكلمة اولاين/06 تشرين الثاني/2022

أشار رئيس مجلس النواب ⁧‫نبيه بري، في دردشة مع الصحفيين، الى "أنني حاولت استمزاج اراء جميع الكتل قبل توجيه الدعوات بشكل رسمي وبعد ان اوضحت كتلتان اساسيتان هما القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر رفضهما لفكرة الحوار تراجعت عن الموضوع". ولفت بري، الى أن "القوات اللبنانية وضعت شرطا تعجيزيا وهو دعوة 128 نائبا الى جلسة الحوار فيما تحفظ التيار عن الطرح"، موضحاً أن "التراجع عن فكرة الحوار لا يعني نعي التوافق السياسي، وقد أعلنت انه سيكون هناك جلسة انتخابية كل أسبوع وعلى الأطراف ان تتشاور خلال الفترة الفاصلة بين الجلسة والأخرى للوصول الى التوافق".

 

جنبلاط من عين التينة: هذا المرشح الذي اتفقنا عليه!

الكلمة اولاين/06 تشرين الثاني/2022

أعلن رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط, مساء اليوم الأحد من عين التينة, أنه "اتفقنا والرئيس برّي على أن لا يكون هناك مرشح تحدي". وبعد لقائه مع الرئيس برّي, أشار جنبلاط إلى أنَّ, "برّي لم يتراجع عن الحوار ولكن بعض الفرقاء مع الأسف رفضوا الحوار وهذا خطأ". وأضاف, "أهمّ شيء أن نصل إلى الإستحقاق ونستعرض الأسماء ومرشحنا ميشال معوّض وثمّة أفرقاء آخرين, فليتمّ ليتدول بأسماء أخرى وقد يكون معوّض أحدهم". ولفت جنبلاط إلى أنَّ, "التواصل مستمر مع الصديق والحليف والتاريخ وأخيرًا بإمكاننا تهنئة الرئيس بري على جهوده بالترسيم بعد 9 سنوات".

 

"سنضرب مخططاتكم التعسفية"... جمعية المودعين: لرفض أي قانون يصدر ضدّ حقوق الشعب

الكلمة اولاين/06 تشرين الثاني/2022

عقدت جمعية المودعين، اليوم الأحد، اجتماعاً استثنائياً قبل اجتماع اللجان المشتركة غداً في مجلس النواب، والتي ستعيد مناقشة قانون “الكابيتال كونترول” بالصيغة التي أرسلتها الحكومة وكان آخرها في الثلاثين من آب المنصرم وتمّ رفضها بعد اعتصام شعبي لجمعيات المودعين وجميع نقابات المهن الحرة في لبنان. واعتبرت الجمعية، في بيان، أن “قانون وضع ضوابط استثنائية على التحاويل كان يفترض أن يتم عشية الأزمة عندما كان لدى المركزي احتياط يقدر بـ35 مليار دولار”.وأضافت في البيان “أما اليوم وبعد أن تمّ هدر أكثر من 25 مليار دولار وتمّ تحويل الأموال للخارج لسياسيين ونافذين، فلا يمكن للمودعين الموافقة على إقرار هكذا قانون يهدف لحماية المصارف من الدعاوى القضائية ويعطي المودعين فتات أموالهم ضمن مدة زمنية قد تكون أطول من ما تبقى من أعمارهم”. وتابعت “كان حري على الفريق التقني والاقتصادي لرئيس الحكومة نصيحته بإعادة الأموال التي حوّلها إلى الخارج باعترافه في الوقت الذي كان معظم اللبنانيين لا يستطيعون أن يتحصلوا على شيء من حقوقهم”. ورأت الجمعية أن “هذه المنظومة المتمثلة بالحكومة تثبت لنا يومياً مدى عقمها وسطحيتها وشعبوياتها، وأي قانون يجب أن يراعي بالدرجة الأولى حقوق الناس على قاعدة عدم تحميلهم خسائر أكثر من التي تحملوها طيلة ثلاث سنوات ويجب أن يأتي ضمن خطة حل عادلة وشاملة وبسلة متكاملة وليس بالتجزئة”. وختمت الجمعية بيانها: “أخيراً وليس آخراً لا يعنينا اتفاقكم مع أي جهة كانت ولن يلزمنا أي قانون وأن تمّ التصديق عليه فلكم باع طويل في خرق الدستور ونسف القوانين وسيكون لنا صولات وجولات لضرب مخططاتكم التعسفية بحق المودعين ولن نعترف بأي قانون قد يصدر ضد حقوق الشعب اللبناني”.

 

نائب اقوى من باسيل في التكتل .؟

الكلمة اولاين/06 تشرين الثاني/2022

يسود الانطباع في اوساط سياسية ، بأن عضو تكتل لبنان القوي نائب رئيس محلس النواب الياس ابو صعب ،بات اقوى معنويا و ىسياسيا من رئيس التكتل النائب جبران باسيل ، اذ فيما باسيل يخضع لعقوبات ماكنسكي وبات معزول خارجيا ، وكذلك بات معزول داخليا نتيجة خلافاته مع سائر القوى ،يبدو ابو صعب متحرك ويملك هامشا في عدة اتجاهات خارجية، واخرها داخلية من اجل التشاور بين القوى بطلب من رئيس مجلس النواب نبيه بري ،العدو المشترك لكل من الرئيس السابق ميشال عون وباسيل الذين باتا يشعران بالعزلة

 

بري: التراجع عن فكرة الحوار لا يعني نعيا للتوافق السياسي

وطنية/06 تشرين الثاني/2022

تطرق الرئيس بري في دردشة مع الاعلاميين الى موضوع التراجع عن الحوار فقال: "حاولت استمزاج آراء جميع الكتل قبل توجيه الدعوات بشكل رسمي وبعد ان اوضحت كتلتان اساسيتان هما القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر رفضهما لفكرة الحوار تراجعت عن الموضوع حيث وضعت القوات اللبنانية شرطا تعجيزيا وهو دعوة 128 نائب الى جلسة الحوار فيما تحفظ التيار عن الطرح". وتابع: "التراجع عن فكرة الحوار لا يعني نعيا للتوافق السياسي. وقد أعلنت انه سيكون هناك جلسة انتخابية كل أسبوع، وعلى الأطراف ان يتشاوروا خلال الفترة الفاصلة بين الجلسة والأخرى للوصول الى التوافق". وردا على سؤال حول اسم مرشح كتلة التنمية والتحرير قال: "أجدد التأكيد على المواصفات التي حددتها في خطاب ذكرى تغييب الأمام الصدر في صور من دون نقصان وهذه المواصفات ومن بينها واهمها ان يكون الاسم صاحب حيثية مسيحية واسلامية ووطنية وان يكون عامل جمع وليس تفرقة". وعن موضوع إحياء منتدى الطائف وما اذا هناك من غياب أو تغيب لمكون أساسي عن هذا المنتدى، أكد بري: "لم نتغيب عن المنتدى وكان هناك ممثل عني وعن كتلة التنمية والتحرير، لكن عريف الحفل هو من غيبنا".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

البابا فرنسيس يصلي للشعوب "المتألمة" في الشرق الأوسط في ختام زيارته البحرين

وطنية/06 تشرين الثاني/2022

أكد البابا فرنسيس صباح اليوم الأحد، قبل ساعات من مغادرته البحرين، صلاته من أجل الشعوب التي "تتألم في الشرق الأوسط"، بعدما كرّس الجزء الأكبر من زيارته المملكة الخليجية لتعزيز الحوار مع الإسلام والدعوة لاحترام حقوق الإنسان. وفق ما أوردت وكالة "فرانس برس". قال البابا في كلمة ألقاها خلال لقاء مع الأساقفة والكهنة والعاملين الرعويين في كنيسة القلب المقدس في المنامة "إذ أرى المؤمنين من لبنان الحاضرين، أؤكد صلاتي وقربي خصوصاً من ذلك البلد الحبيب والمتعب الذي يمرّ بمحنة ومن كل الشعوب التي تتألم في الشرق الأوسط". وجدّد البابا الذي ينهي اليوم زيارة تاريخية الى البحرين استمرت أربعة أيام، صلاته من أجل أوكرانيا، داعياً لإنهاء الحرب فيها، داعيا رجال الكنيسة الى أن يكونوا "حراساً وبنّائي وحدة". وأضاف "لنفعل ذلك أيضاً في المجتمع المتعدد الأديان والثقافات الذي نعيش فيه: دائما من أجل الحوار وناسجين للشركة والوحدة مع الأخوة في المعتقدات والطوائف الأخرى". غادر البابا فرنسيس ظهراً إلى روما، بعد مراسم وداع تقام في قاعدة الصخير الجوية الملكية، على أن يصل روما عصراً (14,30 ت غ). كما شكر للسلطات البحرينية والملك حمد بن عيسى آل خليفة حسن الضيافة والاستقبال وكل من ساهم في نجاح زيارته.

 

البحرين: متمسكون باتفاقيات إبراهيم وسنواصل العلاقات مع إسرائيل

شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان بحثا "العيش المشترك" وأكدا التنسيق لإنقاذ الإنسانية من ويلات الصراعات والحروب

المنامة، عواصم – وكالات/الأحد 06 تشرين الثاني 2022

 أكد المستشار الديبلوماسي لملك البحرين الشيخ خالد بن أحمد، أن بلاده ستواصل بناء علاقاتها مع إسرائيل حتى بعد تشكيل الحكومة المرتقبة هناك بقيادة بنيامين نتانياهو، قائلا “سوف نتمسك باتفاقيات إبراهيم ونتوقع أن نستمر على نفس الخط في الشراكة بين البلدين”، واصفا فوز نتانياهو بأنه “طبيعي ومتوقع دائما”. وبشأن مقاربة إقليمية متعددة الأطراف للأمن تشمل إسرائيل، قال الشيخ خالد بن أحمد “سنرغب في أن نكون مثالا وننجح معا ونواجه جميع التهديدات”، مضيفا “لدينا اتفاق مع إسرائيل، وهو جزء من اتفاقيات إبراهيم، وسنلتزم باتفاقنا ونتوقع أن يستمر على نفس المسار وأن نواصل بناء شراكتنا معا”. وفيما يخص الحرب الروسية- الأوكرانية، قال إن التواصل الخليجى مع أطراف الحرب مهم للغاية، لافتاً إلى أن دول مجلس التعاون حريصة على وقف الحرب ونشر السلام، قائلا “هناك مواقف خليجية واضحة تدعو لنبذ العنف والتفاوض بين أطراف النزاع، وهناك قادة من دول مجلس التعاون الخليجى أقدموا على زيارة موسكو، وهو تواصل مهم إذا ما كان هناك اتجاهاً خليجياً فى المستقبل لصياغة مبادرة مشتركة لوقف الحرب”. في غضون ذلك، اختتم بابا الفاتيكان فرانسيس زيارته التاريخية للبحرين، حيث أقلعت طائرته ظهر أمس وعلى متنها صحافيون ووفد الفاتيكان متجهة إلى روما. والتقى شيخ الأزهر أحمد الطيب مع بابا الفاتيكان فرانسيس في المنامة أمس، وذلك عقب مشاركتهما في ملتقى البحرين للحوار “الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني” يومي الخميس والجمعة الماضيين. وبحسب وكالة الأنباء البحرينية “بنا” أعرب شيخ الأزهر عن تقديره للبابا فرانسيس وجهوده من أجل تعزيز قيم السلام والتعايش، مؤكداً أن اللقاءات التي تجمعهما سوياً تأتي في إطار علاقاتهما الأخوية، وسعيهما المشترك لإحلال وإرساء قيم السلام والعيش المشترك وقبول الآخر. وأشار إلى توافق الرؤى بينه وبين البابا حول أهمية التنسيق المشترك بين الجانبين لإنقاذ الإنسانية من ويلات الصراعات والحروب، من خلال التركيز على القواسم المشتركة والتصدي للأفكار والممارسات التي تغذي وتنشر الكراهية والتعصب، مشددا على أن وثيقة الأخوة الإنسانية أصبحت نموذجاً ونهجاً يمثل أساساً، للبناء من أجل السلام والوئام والاحترام المتبادل والتسامح بين الناس. من جانبه، رحَّب البابا فرانسيس بشيخ الأزهر، معرباً عن تقديره لجهود الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين في دعم وتشجيع الحوار بين أتباع الأديان ونشر ثقافة الأخوة الإنسانية وتعزيز السلام العالمي، قائلا علاقتنا مع الإمام الأكبر شيخ الأزهر ومجلس حكماء المسلمين تمثل مرحلة مهمة للعلاقات بين الشرق والغرب. وشدد البابا فرانسيس على أهمية تضامن قادة وزعماء الأديان من أجل خير البشرية وإعلاء صوت الدين لخدمة الإنسانية، داعياً للحوار من أجل إنهاء الحروب والصراعات، والحد من انتشار العنصرية والكراهية. واختتم البابا فرانسيس جولته في البحرين بزيارة كنيسة القلب المقدس أقدم كنيسة كاثوليكية بمنطقة الخليج العربي، التي بنيت عام 1939 على أرض تبرع بها حاكم البحرين في ذلك الوقت، حيث طالب الأساقفة والقساوسة والراهبات بأن يبقوا متحدين وهم يخدمون شعب الكنيسة، وأن عليهم أن يتجنبوا الشقاق والجدل والنميمة، مضيفا أن “الانقسامات الدنيوية وأيضا العرقية والثقافية والاختلافات في الشعائر لا يمكن أن تضر وحدة الروح أو تقوضها”، وفي نهاية زيارة الكنيسة والقداس، وجه بابا الفاتيكان الشكر للملك حمد بن عيسى على “الضيافة الاستثنائية”.

 

ألمانيا تقود دولاً أوروبية لتوسيع العقوبات على إيران

برلين أعدت لائحة بالأسماء والكيانات المستهدفة

برلين: راغدة بهنام/ الشرق الأوسط»/الأحد 06 تشرين الثاني 2022

قدمت ألمانيا لائحة جديدة من الأسماء والكيانات الإيرانية إلى الاتحاد الأوروبي، لإضافتها إلى لائحة العقوبات على من تعتبرهم مسؤولين في إيران عن قمع الاحتجاجات الشعبية، بحسب ما ذكر موقع مجلة «دير شبيغل» الألمانية. وتضم اللائحة 31 اسماً وكياناً منها مؤسسات أمنية مسؤولة عن القمع. ومن غير الواضح ما إذا كان «الحرس الثوري» الإيراني ضمن هذه اللائحة التي عملت عليها ألمانيا إلى جانب 8 دول أخرى في الاتحاد الأوروبي وقدمتها إلى بروكسل يوم الأربعاء الماضي. وكانت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، قد أعلنت قبل يوم في ختام اجتماعات وزراء خارجية «مجموعة السبع» التي استضافتها مدينة مونستر غرب ألمانيا، أن المجموعة اتفقت على فرض عقوبات إضافية على إيران بسبب قمعها للاحتجاجات وأنها ستفرض هذه العقوبات بالتنسيق مع دول المجموعة كي يكون لها الأثر الأكبر. وأشارت بيربوك قبل ذلك بأيام في مقابلة أدلت بها للقناة الألمانية الأولى، إلى أن برلين وبروكسل تدرسان مدى إمكانية إدراج «الحرس الثوري» الإيراني على لائحة الإرهاب الأوروبي. وقالت: «هناك حزمة عقوبات جديدة قادمة وسندرس أيضاً كيف يمكن إدراج الحرس الثوري الإيراني على لائحة الإرهاب». وتصنف الولايات المتحدة «الحرس» منذ فترة منظمة إرهابية، لكن الاتحاد الأوروبي بقي ممتنعاً عن ذلك حتى الآن.

ويمكن لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي أن يتفقوا على لائحة العقوبات الجديدة في اجتماعهم المقبل في 14 نوفمبر (تشرين الثاني). وبحسب «دير شبيغل»، فإن ألمانيا قدمت اللائحة يوم الأربعاء الماضي، أي قبل اجتماعات مجموعة السبع، وإن الاقتراح يخضع حالياً للدرس من الناحية القانونية قبل التصويت عليه. وأشار الموقع إلى أن هناك إجماعا داخل التكتل الأوروبي على توسيع العقوبات على إيران بسبب مواجهات للاحتجاجات الشعبية. وفي منتصف الشهر الماضي، فرض الاتحاد الأوروبي أول حزمة عقوبات على المسؤولين في طهران بسبب المظاهرات، طالت 11 شخصاً و4 كيانات. وفي الحزمة الجديدة، سيدرس الاتحاد الأوروبي أيضاً مدى القدرة على تجميد أموال وفرض حظر دخول على من تطالهم العقوبات. وتقع هذه العقوبات ضمن ملف حقوق الإنسان، ولا دخل لها ببرنامج إيران النووي ولا الدعم العسكري الذي تقدمه طهران لموسكو.

وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قال في اجتماعات مجموعة السبع في مونستر، إن دول المجموعة اتفقت على توسيع العقوبات على إيران في مجالين، هما حقوق الإنسان ودعم روسيا من خلال تقديم طائرات من دون طيار لها. وكتب لاحقاً روبرت مالي المبعوث الأميركي الخاص للملف الإيراني، في تغريدة على تويتر، أنه لا شك بتاتا «بأن إيران تزود روسيا بطائرات من دون طيار تستخدم في أوكرانيا، رغم نفي روسيا لذلك». ولكن حتى الآن لا يبدو أن الاتحاد الأوروبي يدرس فرض عقوبات على إيران بسبب دعمها لروسيا، ولا بسبب استمرارها في تطوير برنامجها النووي. وقد حرص مفوض الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل خلال اجتماعات مجموعة السبع التي شارك فيها، على الإشارة إلى ضرورة فصل دعم المتظاهرين عن «منع إيران من حيازة سلاح نووي»، في ما يوحي بأن الاتحاد الأوروبي ما زال يأمل في عودة إيران للمفاوضات وإعادة إحياء الاتفاق النووي. وناقش وزراء خارجية مجموعة السبع الملف الإيراني بإسهاب خلال اجتماعهم في مونستر على مدى يومين، وتنسيق العقوبات على طهران بسبب قمعها للمتظاهرين ودعمها لروسيا. ورغم أن البيان الختامي لم يحمل أي مقررات في هذا الشأن، واكتفى بإدانة إيران لقمعها المتظاهرين ودعوتها للإفراج عن المعتقلين ووقف دعمها لروسيا. فإن بيربوك وبلينكن أكدا لاحقاً في مؤتمرين صحافيين منفصلين أنه تم الاتفاق على تنسيق العقوبات في الأيام المقبلة.

 

تقرير أميركي: مكونات المسيّرات الإيرانية مصدرها 30 شركة أجنبية

واشنطن: إيلي يوسف/الشرق الأوسط»/الأحد 06 تشرين الثاني 2022

كشف تقرير أميركي ما وصفه بـ«زيف ادعاءات» إيران، بأن طائراتها المسيرة، هي صناعة «أصلية»، خصوصاً طائرتها «مهاجر - 6»، التي تنتجها بشكل ضخم وسلمت أعداداً كبيرة منها لروسيا لاستخدامها في حربها بأوكرانيا. وتمكن الجيش الأوكراني من إسقاط إحدى هذه الطائرات فوق البحر الأسود بالقرب من بلدة أوتشاكيف الساحلية بمنطقة ميكولايف. وكشف تحقيق عن مكوناتها، أجراه خبراء أوكرانيون، وأطلعوا عليه مؤسسات متخصصة، أن المكونات الإلكترونية التي تدعم إنتاج هذه الطائرة، بعيدة كل البعد عن أن تكون إيرانية الصنع. وبحسب التقرير، تحتوي طائرة «مهاجر - 6» على مكونات مما يقرب من 30 شركة تكنولوجيا مختلفة مقرها في أميركا الشمالية، والاتحاد الأوروبي، واليابان، وتايوان، والصين وهونغ كونغ، ويقع مقر غالبية هذه الشركات في الولايات المتحدة. وتفرض الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات تقيد تصدير مثل هذه التكنولوجيا إلى إيران، والتي يمكن استخدامها للأغراض المدنية والعسكرية على حد سواء. غير أن ذلك لا يعني أن منتجيها ينتهكون العقوبات، لكنه يكشف عن شبكة تهريب إيرانية معقدة، للحصول على هذه المكونات، بما فيها محركها الذي تبين أنه من صنع شركة نمساوية أيضاً، مقرها الرئيسي في كندا. ومن بين الشركات الأميركية التي تصنع أجزاء من هذه الطائرة، شركة «تكساس إنسترومنت»، في حين تحتوي الطائرة أيضاً على شريحة صغيرة تحمل شعار شركة تكنولوجية بكاليفورنيا، وكاميرا تصوير حراري، تقول المخابرات الأوكرانية، إنها ربما أنتجت من قبل شركة مقرها في ولاية أوريغون أو الصين. ووجد التحقيق أيضاً أن بعض مكونات الطائرة مصنوع في الصين، بما في ذلك كاميرا صغيرة متقدمة صنعتها شركة في هونغ كونغ، أعربت عن «أسفها الشديد» لاستخدام منتجاتها في الحرب. وقال التقرير إن غالبية الشركات التي تم التواصل معها رفضت التعليق، بانتظار انتهاء تحقيقاتها، للكشف عن كيفية وصول منتجاتها إلى إيران، فيما نفى بعضها القيام بعمليات بيع مباشرة مع شركات أو أشخاص من إيران. ويقول كل من المسؤولين والخبراء الغربيين في مجال نقل التكنولوجيا غير المشروعة، إن إيران أنشأت شبكة مشتريات عالمية واسعة باستخدام شركات واجهة ووكلاء آخرين في دول ثالثة للحصول على تكنولوجيا ذات استخدام مزدوج من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وفي سبتمبر (أيلول) الماضي، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات تستهدف على وجه التحديد الشركات الإيرانية التي تربطها واشنطن بإنتاج ونقل طائرات من دون طيار إلى روسيا لنشرها في حربها على أوكرانيا. وبدأ تطوير طائرة «مهاجر - 6» الإيرانية عام 2017، بينما بدأ الإنتاج الضخم في العام التالي. وخلال احتفال إحياء ذكرى الثورة الإسلامية، قال وزير الدفاع الإيراني آنذاك، أمير حاتمي، إن الطائرة التكتيكية المسيرة الجديدة يمكن أن تقوم بالمراقبة والاستطلاع وكذلك المساعدة في تدمير الأهداف. وأشاد حاتمي بما وصفه بالتصميم المحلي للطائرة من دون طيار، وهو ادعاء تم ترداده في وسائل الإعلام الإيرانية، التي أشادت على الدوام «بالتعاون بين وزارة الدفاع وشركة القدس لصناعة الطيران».

 

إيران: دعوات للتظاهر… ومنتفضو مهسا: باقون حتى إسقاط النظام

الآلاف يتظاهرون في ألمانيا تأييداً للاحتجاجات... والريال ينهار... وهجوم على مقر عسكري

طهران، برلين، عواصم – وكالات/الأحد 06 تشرين الثاني 2022

مع اقتراب انتفاضة مهسا أميني التي انطلقت في إيران منتصف سبتمير الماضي، تنديدا بمقتل الشابة الكردية مهسا أميني، من طي شهرها الثاني، تجددت الدعوات إلى احتجاجات جديدة أمس، حيث دعا شباب أحياء محافظات طهران ولرستان وتبريز إلى تظاهرات جديدة ليلية في جميع أنحاء البلاد، مؤكدة في بيانات على مواقع التواصل أنها “لن تتوقف حتى النصر الكامل”، ومشددة على أنها “ستبقى في الشوارع حتى إسقاط النظام”. جاء ذلك فيما لا تزال العديد من المناطق في البلاد تشهد احتجاجات وحرق صور لعدد من المسؤولين، على رأسهم المرشد علي خامنئي وقائد “فيلق القدس” السابق في “الحرس الثوري” قاسم سليماني، كما يستمر الحراك الطلابي في الجامعات، من إضرابات ووقفات احتجاجية، تنديداً باعتقال الشبان الذين شاركوا في التظاهرات من قبل القوات الأمنية. وعمّ الغضب مجدداً غرب إيران، حيث نزل المتظاهرون إلى الشوارع في مدينة مريوان الكردية، احتجاجاً على مقتل نسرين قادري، هاتفين “الموت لخامنئي” و”الموت للديكتاتور”، وأغلق المتظاهرون عدداً من الشوارع في البلدة، بينما ردت قوات الأمن على المتظاهرين بالرصاص الحي، بحسب ما أفادت شبكة “إيران إنترناشيونال”. وبينما عمدت تلميذات المدارس في المنطقة إلى إضرام النار في العلم الإيراني، وهتفن “المرأة، الحياة، الحرية”، في يوم دفن قادري التي توفيت إثر ضرب بهراوات قوات الأمن خلال الاحتجاج، تجمع عدد من طلاب جامعة “شيخ بهائي” في أصفهان في الحرم الجامعي، مطلقين الهتافات ضد النظام وقوات الحرس الثوري والباسيج. وبالتزامن، تظاهر الآلاف في العاصمة الألمانية برلين وفي مدينة كولونيا غرب ألمانيا تأييدا لانتفاضة مهسا أميني، حيث اندلعت تظاهرات عند بوابة براندنبورج ووسط كولونيا تحت شعار “مسيرة من أجل الحرية”، وطالب المتظاهرون بمزيد من الضغط على الحكومة الإيرانية من أجل إطلاق سراح المعتقلين السياسيين. على صعيد متصل، أعلنت العلاقات العامة والدعاية لفيلق “ولي العصر” التابع للحرس الثوري في الأهواز، أن اثنين من راكبي دراجات نارية هاجما أحد المقرات العسكرية في مدينة معشور، بينما قتل أربعة رجال شرطة في إقليم سيستان وبلوشستان، وزعم مصدر أمني أن استخبارات “الحرس الثوري” فككت خلية في محافظة الأهواز، قائلا إن الخلية مدعومة من دولة أوروبية، مشيرا إلى أن الاعتقال تم قبل تنفيذ أي عملية، مضيفا أن المعتقلين اعترفوا بأنهم كانوا بصدد اغتيال شخصيات عربية في الأهواز، وتكرار سيناريو القتل على غرار ما حصل في زاهدان وأردبيل.  من جهة أخرى، أعلنت إيران نجاح إطلاق صاروخ (قائم 100) الحامل للأقمار الاصطناعية والذي يعمل بالوقود الصلب، والقادر على وضع قمر اصطناعي بزنة 80 كغم في مدار يبعد 500 كيلومتر، وقال قائد القوة الجو فضائية التابعة للحرس الثوري أمير علي حاجي زادة إنه “باجتياز هذه المرحلة، سيتم في المستقبل القريب وضع القمر الاصطناعي ناهيد في المدار باستخدام قائم 100”. من جانبها، أزاحت وزارة الدفاع الإيرانية الستار عن الصاروخ “صياد 4B”، حيث تم اختبار منظومة “باور 373” المطورة بنجاح ضد أهداف ثابتة بعيدة المدى، وقال وزير الدفاع محمد رضا آشتياني إن المنظومة بإمكانها الاشتباك مع ستة أهداف في آن واحد وتدميرها. إلى ذلك، انهار الريال الإيراني إلى أدنى مستوى على الإطلاق، مع استمرار الاحتجاجات ضد الحكومة وبقاء الآمال في إحياء الاتفاق النووي ضئيلة، حيث انخفض إلى متوسط 363 ألفا و500 ريال أمام الدولار الأميركي، وخسر نحو 40 في المئة من قيمته.

 

كييف لطهران: عواقب التواطؤ مع موسكو تتجاوز المنفعة

إيران تعترف بإرسال «عدد صغير» من الطائرات المسيرة إلى روسيا

كييف - طهران: «الشرق الأوسط»/الأحد 06 تشرين الثاني 2022

حذّرت أوكرانيا إيران، السبت، من أن «عواقب التواطؤ» مع موسكو «تتجاوز المنفعة» التي ستجنيها من دعم روسيا، بعدما أقرّت طهران لأول مرة بإرسال مسيّرات إلى روسيا. وفي أكثر ردود إيران تفصيلاً حتى الآن على مسألة الطائرات المسيرة، أقرت طهران، وللمرة الأولى، بأنها زودت روسيا «بعدد محدود من المسيّرات قبل أشهر من الحرب في أوكرانيا»، لكنها شددت على لسان وزير خارجيتها حسين أمير عبد اللهيان، أنها «لن تظل غير مبالية» إذا ثبت أن روسيا استخدمتها في الحرب ضد أوكرانيا. وقالت كييف إن روسيا استخدمت طائرات «كاميكازي» في الحرب لتدمير أهداف مدنية في أوكرانيا.

وفي الأسابيع القليلة الماضية، أبلغت أوكرانيا عن تصاعد في هجمات الطائرات المسيرة على البنية التحتية المدنية، خصوصاً محطات الطاقة والسدود، باستخدام طائرات «شاهد - 136» إيرانية الصنع. وقالت كييف إن نحو 400 طائرة مسيّرة إيرانية استُخدمت بالفعل ضد المدنيين في أوكرانيا، وإنها أسقطت معظمها قبل الوصول إلى أهدافها، وإن موسكو طلبت نحو 2000 طائرة منها. إلا أن موسكو نفت ذلك.وفي الشهر الماضي، قال مسؤولان إيرانيان ودبلوماسيان إيرانيان لـ«رويترز» إن إيران وعدت بتزويد روسيا بصواريخ أرض - أرض، بالإضافة إلى مزيد من الطائرات المسيرة. وقال عبد اللهيان إنه تم إرسال «عدد صغير» من الطائرات المسيرة إلى روسيا قبل أشهر قليلة من الحرب في 24 فبراير (شباط) الماضي، ونفى الوزير استمرار طهران في تزويد موسكو بطائرات دون طيار. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إرنا» عن عبد اللهيان قوله: «هذه الجلبة التي أثارتها بعض الدول الغربية بأن إيران قدمت صواريخ وطائرات مسيرة لروسيا للمساعدة في الحرب في أوكرانيا... الجزء المتعلق بالصواريخ خاطئ تماماً». وأضاف: «الجزء المتعلق بالطائرات المسيرة صحيح، زودنا روسيا بعدد صغير من الطائرات المسيرة قبل أشهر من حرب أوكرانيا». وكانت صحيفة «واشنطن بوست» قد ذكرت في 16 أكتوبر (تشرين الأول) أن إيران تستعد لإرسال صواريخ إلى روسيا. وكانت تقارير قد ذكرت أن طهران أرسلت أفراداً عسكريين إلى شبه جزيرة القرم، التي تحتلها روسيا، لتدريب الروس، على كيفية استخدام طائرات دون طيار وتقديم مساعدة تقنية. ونقلت «إرنا» عن عبد اللهيان قوله إن طهران وكييف اتفقتا على مناقشة مزاعم استخدام طائرات إيرانية مسيرة في أوكرانيا قبل أسبوعين، لكن الأوكرانيين لم يحضروا الاجتماع المتفق عليه. وقال الوزير الإيراني: «اتفقنا مع وزير خارجية أوكرانيا على تزويدنا بوثائق لديهم تفيد بأن روسيا استخدمت طائرات مسيرة إيرانية في أوكرانيا»، لكن الوفد الأوكراني انسحب من الاجتماع المخطط له في اللحظة الأخيرة. وكتب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية أوليغ نكولينكو على «فيسبوك»: «على طهران أن تدرك أن عواقب التواطؤ في جرائم عدوان روسيا الاتحادية على أوكرانيا ستتجاوز المنفعة (التي ستجنيها إيران) من دعمها لروسيا». وقال عبد اللهيان إنه «في محادثة هاتفية مع وزير الخارجية الأوكراني، الأسبوع الماضي، اتفقنا على أنه إذا كان هناك دليل (على استخدام موسكو مسيّرات إيرانية) فسوف يقدمه لنا». وأضاف: «إذا أوفى الجانب الأوكراني بوعده، يمكننا مناقشة هذه المسألة في الأيام المقبلة، وسنأخذ أدلتهم في الاعتبار». ووافق الاتحاد الأوروبي، الشهر الماضي، على عقوبات جديدة على إيران؛ بسبب تسليم طائرات مسيرة لروسيا، وفرضت بريطانيا عقوبات على 3 شخصيات عسكرية إيرانية وشركة دفاعية لتزويدها روسيا بطائرات مسيرة لمهاجمة أهداف مدنية وأهداف تتعلق بالبنية التحتية في أوكرانيا.

 

زيلينسكي: روسيا تتكبد خسائر فادحة في شرق أوكرانيا

وطنية»/الأحد 06 تشرين الثاني 2022

نقلت وكالة"رويترز" عن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم قوله إن روسيا تتكبد خسائر فادحة في هجماتها "الشرسة" المستمرة في إقليم دونيتسك بشرق أوكرانيا وإنها تستعد لشن هجمات جديدة على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا. وأضاف زيلينسكي في خطابه الليلي المصور: "الهجمات الروسية الشرسة على منطقة دونيتسك مستمرة. العدو يتكبد خسائر فادحة هناك". ومضى قائلا إنه يعتقد أن روسيا "تحشد القوات والموارد لاحتمال شن حملة هجمات أخرى على البنية التحتية، وعلى مرافق الطاقة في المقام الأول".

 

البيت الأبيض: بايدن يجري مباحثات مع شولتس حول اوكرانيا والصين

وطنية»/الأحد 06 تشرين الثاني 2022

 أعلن البيت الأبيض أن الرئيس جو بايدن، أجرى محادثات هاتفية مع المستشار الألماني أولاف شولتس، بحثا خلالها المساعدات لأوكرانيا، وزيارة شولتس اخيرا إلى الصين. ووفقا لبيان اوردته" روسيا اليوم": "تحدث الرئيس جو بايدن مع المستشار الألماني أولاف شولتس اليوم، وناقشا  زيارة المستشارة الأخيرة لجمهورية الصين الشعبية،واتفقا على أن التهديدات النووية الروسية الأخيرة غير مسؤولة". وأضاف البيان: "شدد الطرفان على استمرار التزام الولايات المتحدة وألمانيا تقديم مساعدات اقتصادية وإنسانية وعسكرية لأوكرانيا".

 

انطلاق «كوب 27» بتوافق على مناقشة تمويل «الخسائر والأضرار»

غوتيريش أكد أن الأعوام الثمانية الماضية كانت «أكثر احتراراً»

شرم الشيخ: فتحية الدخاخني/الشرق الأوسط»/الأحد 06 تشرين الثاني 2022

بالتوافق على مناقشة تمويل «الخسائر والأضرار»، انطلقت اليوم (الأحد) فعاليات مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول المناخ «كوب 27»، بمدينة شرم الشيخ المصرية، وسط تحذير من المشاركين من «التراجع عن جهود الحد من الانبعاثات الكربونية»، وقال سامح شكري، وزير الخارجية المصرية، في الجلسة الافتتاحية، إن «أجندة المؤتمر الذي سيستمر على مدار أسبوعين تتضمن مناقشة آليات تمويل الخسائر والأضرار التي لحقت بالدول النامية جراء تبعات التغيرات المناخية، في انعكاس لحالة تضامن وتعاطف مع ضحايا التغيرات المناخية». ويرتبط ملف الخسائر والأضرار بمطالبة الدول الصناعية الكبرى (دول الشمال)، بتقديم تمويل إلى الدول النامية (دول الجنوب) لمواجهة أضرار التغيرات المناخية من فيضانات واحترار... وغيرها، والتي كانت دول الشمال سبباً رئيسياً فيها، حيث تحتل الصين والولايات المتحدة الأميركية المرتبتين الأولى والثانية على التوالي كأكثر الدول المصدرة للانبعاثات الكربونية.

وأوضح السفير أحمد أبوزيد، المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، في بيان صحافي، أن أجندة المؤتمر «تتضمن العديد من البنود الخاصة بموضوعات التكيف مع تغير المناخ، وتخفيف تداعياته السلبية وسُبُل توفير تمويل المناخ، كما يشمل جدول الأعمال، للمرة الأولى، بنداً حول معالجة الخسائر والأضرار الناجمة عن تغير المناخ». وقال ألوك شارما، رئيس «كوب 26»، في كلمته خلال الافتتاح إن «هناك إجماعاً دولياً على التعاون لمواجهة تغيرات المناخ»، معرباً عن أمله في أن «تسفر قمة (كوب 27) عن الاتفاق على تمويل إضافي للتغيرات المناخية». وأشارت مصادر شاركت في مفاوضات الإعداد لجدول أعمال مؤتمر المناخ، إلى أن ملف تمويل الخسائر والأضرار، «شغل حيزاً كبيراً من المناقشات على مدار 48 ساعة قبيل افتتاح المؤتمر»، موضحة لـ«الشرق الأوسط» أنه «بعد مناقشات متعمقة تم الاتفاق على مناقشة وضع آلية عمل لتمويل هذا البند، والتوصل لصيغة بشأنه بحلول عام 2024».

وقال وزير الخارجية المصري، والذي تسلم رسمياً، اليوم، رئاسة قمة «كوب 27»، إن «تغير المناخ بات يهدد حياة البشر، ولا بد من تغيير نمط التنمية السائد منذ بدء الثورة الصناعية، والذي لم يعد من المقبول استمراره لأن ذلك سيؤدي إلى عواقب وخيمة»، مؤكداً على «حرص بلاده على إنجاح القمة لتكون شرم الشيخ علامة مميزة على طريق مواجهة أكبر تحدٍ للبشرية». ولفت وزير الخارجية المصري إلى أن «مؤتمر (كوب 27) هو استكمال لمسيرة عمل بدأت قبل 30 عاماً، باتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ»، وقال شكري إنه «رغم كافة الأمنيات الطيبة وكافة الجهود المبذولة، فإن الدراسات العملية تشير إلى أن الفجوات تتسع بشكل مقلق سواء فيما يخص الحفاظ على الهدف الحراري لاتفاق باريس، أو التكيف مع الآثار السلبية لتغير المناخ أو توفير التمويل اللازم لتمكين الدول النامية للقيام بهذا الجهد».

وتبنت 197 دولة عام 2015 خلال أعمال مؤتمر «كوب 21»، اتفاق باريس، والذي يهدف إلى الحد من الغازات المسببة للاحتباس الحراري، والحد من زيادة درجة الحرارة العالمية خلال القرن الجاري حتى لا تصل إلى درجتين، مع الإبقاء على الزيادة دون 1.5 درجة». وأشار شكري إلى ما وصفه بالأحداث «المؤلمة» التي شهدها العالم في باكستان وأفريقيا وأوروبا، والتي «تدعو إلى اليقظة والحرص والتحرك العاجل لاتخاذ كافة التدابير اللازمة لتنفيذ التعهدات في هذا الصدد».

وتسببت التغيرات المناخية في الشهور الأخيرة في حدوث موجة فيضانات في باكستان ونيجيريا، وحدوث جفاف في بعض الدول الأفريقية، وموجات احترار في عدد من الدول. وقال شكري إن «مؤتمر المناخ يُعقد في خضم توترات سياسية تركت آثارها البالغة على الدول جميعاً، ترتبت عليها أزمات في إمدادات الطاقة والغذاء»، مشيراً إلى أنه يجب على «جميع المشاركين في المؤتمر أن يثبتوا عكس المنظور الشائع والذي يقول إن التحديات الأخيرة ستعرقل العمل الجماعي بشأن مواجهة آثار التغيرات المناخية».

ويأتي انعقاد المؤتمر في ظل استمرار الحرب الروسية - الأوكرانية التي تسببت تداعياتها في أزمة طاقة، دفعت البعض إلى التفكير في العودة لاستخدام الفحم لمواجهة برد الشتاء. وأكد سيمون ستيل، السكرتير التنفيذي للأمم المتحدة بشأن المناخ، أنه «لا سبيل للتراجع عن أهداف خفض الانبعاثات الكربونية، وعلى الجميع العمل على مواجهة التغيرات المناخية». بدوره قال وزير الخارجية المصري إنه «حان الوقت لتنفيذ التعهدات»، داعياً إلى «وقفة للمصارحة حول حقيقتين لا مناص من إنكارهما وهما، أن جهود تغير المناخ على مدى العقود الماضية اتسمت بقدر ملحوظ من الاستقطاب، ما أفضى إلى إبطاء وتيرة التقدم في عملية التفاوض، والثانية أن الحالة الراهنة لجهود الحشد وتوفير التمويل تثير الكثير من الشواغل، إذ إن تعهد توفير 100 مليار دولار سنوياً لم يجد بعد سبيلاً إلى التنفيذ». وقال شكري إن العالم «لا يملك ترف الاستمرار على هذا النهج»، مشدداً على أن «الفرصة لا تزال سانحة لتجاوز هذه المرحلة الصعبة، إذا ما توافرت الإرادة السياسية لذلك، وإذا ما استطعنا العمل معاً بشكل متسق ومتناغم». وفي كلمة تمت مشاركتها عبر الفيديو قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن «التقارير الأخيرة تعكس حالة من الفوضى المناخية»، مشيراً إلى أن «السنوات الثماني الماضية كانت الأكثر احتراراً، ما يهدد حياة البشر، لا سيما الفئات الأكثر ضعفاً وفقراً»، وقال إنه «لا بد من الرد على إشارات الكوكب بالأفعال، و(كوب 27) هو المكان والوقت المناسب لذلك». وتنطلق غداً فعاليات قمة المناخ على مستوى قادة الدول والحكومات، وقال شكري إن «قادة العالم يتوافدون على شرم الشيخ للإعراب عن التزامهم الراسخ بجهود مواجهة تغير المناخ وأولوية العمل من أجل مستقبل نتمكن فيه من العيش دون خطر يهددنا»، مشيراً إلى أن «الأسبوعين المقبلين سيشهدان مفاوضات مهمة وحيوية لترجمة الالتزامات السياسية إلى توافقات عملية». وسجل لحضور المؤتمر أكثر من 50 ألف شخص، حسب بيانات الرئاسة المصرية للقمة.

 

زيلينسكي: روسيا تتكبد خسائر فادحة في شرق أوكرانيا

كييف/الشرق الأوسط»/الأحد 06 تشرين الثاني 2022

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم (الأحد)، إن روسيا تتكبد خسائر فادحة في هجماتها «الشرسة» المستمرة في إقليم دونيتسك بشرق أوكرانيا، وإنها تستعد لشن هجمات جديدة على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا. وأضاف زيلينسكي، في خطابه الليلي المصور: «الهجمات الروسية الشرسة على منطقة دونيتسك مستمرة. العدو يتكبد خسائر فادحة هناك». ومضى قائلاً إنه يعتقد أن روسيا «تحشد القوات والموارد لاحتمال شن حملة هجمات أخرى على البنية التحتية، وعلى مرافق الطاقة في المقام الأول».

 

الرئيس الأوكراني يريد أسطولاً من «المسيّرات البحرية»

كييف/الشرق الأوسط»/الأحد 06 تشرين الثاني 2022

بعد هجوم من «مسيرات بحرية» أوكرانية ضد أسطول البحر الأسود الروسي بالقرب من سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم، تريد أوكرانيا شراء المزيد من الأسلحة من هذا النوع. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطابه بالفيديو مساء السبت: «سنبدأ حملة أخرى لجمع التبرعات الأسبوع المقبل، ونريد جمع الأموال لأسطول كامل من المسيرات البحرية». وأضاف أن «الغرض من هذه المسيرات البحرية واضح، لقد شاهد الجميع بالفعل كيف كان أداؤها». ووفقاً للروايات الأوكرانية، أصيبت ثلاث سفن حربية روسية في الهجوم على سيفاستوبول نهاية الأسبوع الماضي، بما في ذلك السفينة الرئيسية الجديدة «الأدميرال ماكاروف». واعترف الجيش الروسي فقط بحدوث بعض الأضرار الطفيفة دون تقديم مزيد من التفاصيل. وبعد اندلاع الحرب، أنشأت أوكرانيا منصة الإنترنت «يونايتد 24»، والتي من خلالها تم بالفعل التبرع بنحو 220 مليون دولار لشراء الأسلحة، وفقاً لكييف.

 

ارتفاع عدد قتلى «قوات النمر» السورية في أوكرانيا إلى 9 و«لواء القدس» الموالي للأسد ينخرط في الحرب

لندن/الشرق الأوسط»/الأحد 06 تشرين الثاني 2022

أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، اليوم الأحد، بأن «لواء القدس» الفلسطيني انخرط في القتال إلى جانب الروس بالحرب الدائرة في أوكرانيا، في حين لا تزال «الفرقة 25» تحارب منذ انخراطها فعلياً في القتال خلال منتصف سبتمبر (أيلول) الماضي. وأفادت مصادر «المرصد» بأن 4 عناصر من السوريين الذين يقاتلون مع الروس قتلوا، نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي ومطلع نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي في أوكرانيا. وبذلك يرتفع إلى 9 عدد القتلى؛ منذ دخول الحرب . ويبلغ عدد السوريين الذين جندتهم روسيا في حربها ضد أوكرانيا ونقلتهم إلى هناك نحو ألفي شخص . وكان «المرصد» أعلن في 4 أكتوبر الماضي مقتل أول مجموعة سورية في أوكرانيا، حيث علم من مصادر موثوقة داخل «الفرقة 25 - مهام خاصة»، أن 5 عناصر من الفرقة التي يقودها العميد سهيل الحسن؛ المعروف بـ«النمر»، قتلوا يوم الأحد 2 أكتوبر في العمليات العسكرية بجبهة خيرسون، حيث شنت القوات الأوكرانية هجوماً مضاداً شمال شرقي المقاطعة وسيطرت على مناطق جديدة بالضفة اليمنى من نهر دنيبرو. ووفقاً لمصادر؛ فإن قوات «الفرقة 25»، المدعومة من قبل روسيا، تشارك في معارك دونيتسك، وكذلك على الجبهة الجنوبية في خيرسون إلى جانب القوات الروسية. كما أكد «المرصد السوري» في 21 سبتمبر الماضي أن مئات العناصر من «الفرقة 25» الموجودين في أوكرانيا منذ أشهر بدأوا فعلياً الانخراط في العمليات القتالية التي تقودها روسيا، وذلك بعد أن جرى نقلهم عبر مطار «حميميم»، وتلقيهم تدريبات عسكرية خلال الأشهر الماضية، علماً بأن عدداً منهم يتقن اللغة الروسية بعد خضوعه لدورات عسكرية في روسيا منذ العام الماضي وقبل بدء الحرب الروسية في أوكرانيا. ونشر «المرصد»، في 15 سبتمبر الماضي، تقريراً أكد فيه من خلال مصادره، أن «المرتزقة» السوريين الذين جندتهم روسيا في حربها ضد أوكرانيا، يوجدون تحديداً في روسيا، وقسماً منهم في شرق أوكرانيا، حيث تكمن مهمتهم هناك في حماية مناطق وجودهم.

 

بوتين يستعين بمجرمين مدانين لتجنيدهم في الجيش

واشنطن/الشرق الأوسط»/الأحد 06 تشرين الثاني 2022

وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قانوناً لتجنيد المواطنين الذين صدرت بحقهم إدانات غير ملغاة، أو معلّقة ولم يتم البت فيها بعدُ، بتهمة القتل والسرقة والاتجار بالمخدرات، وغيرها من الجرائم الخطيرة، بموجب القانون الجنائي للاتحاد الروسي، ليتم استدعاؤهم وتعبئتهم للخدمة العسكرية، بحسب شبكة «سي إن إن» التلفزيونية الأميركية . وبثت الشبكة، أن «من شأن هذا أن يجعل من الممكن تعبئة مئات الآلاف من الأشخاص الذين كانوا ممنوعين في السابق من الخدمة»، علماً أن المجموعة الوحيدة من المجرمين المعفيين من المرسوم، هم أولئك الذين ارتكبوا جرائم جنسية ضد القُصّر، أو الخيانة، أو التجسس، أو الإرهاب. ويُستثنى من ذلك أيضاً، المدانون بمحاولة اغتيال مسؤول حكومي، واختطاف طائرة، والقيام بنشاط متطرف، والتعامل غير القانوني مع المواد النووية والمواد المشعة. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم (الجمعة)، إن الكرملين حشد بالفعل 18 ألف جندي إضافي فوق هدفه البالغ 300 ألف جندي، للقتال في حربه في أوكرانيا، من عامة السكان الذكور في روسيا. وبحسب «سي إن إن»، فإن قائد قوات «فاغنر» الروسية سيئة السمعة، يفغيني بريغوزين، استدعى نزلاء من السجون الروسية، للانضمام إلى جماعته في حرب أوكرانيا.

 

هل إردوغان هو «المنتصر» في الحرب الروسية - الأوكرانية؟ بفضلها تلعب أنقرة دوراً وسيطاً لا غنى عنه حتى إشعار آخر

واشنطن/الشرق الأوسط»/الأحد 06 تشرين الثاني 2022

سلط نجاح جهود أنقرة في إنقاذ «اتفاق الحبوب الأوكرانية» الموقع مع موسكو في يوليو (تموز) الماضي، الضوء على سياسة الرئيس رجب طيب إردوغان، وما إذا كان أحد أبرز «المستفيدين» من حرب أوكرانيا . وجاء في تقرير نشرته مجلة «ناشيونال إنتريست» أن الرئيس التركي توج أسبوع دبلوماسية طوارئ لإنقاذ صفقة الحبوب الأوكرانية، بالتأكيد على قراره بعرقلة توسع «حلف شمال الأطلسي (ناتو)»؛ مما ألقى ضوءاً متجدداً على وضع تركيا الدقيق بصفتها دولة متعددة التوجهات في الوقت الذي تدخل فيه الحرب شهرها التاسع. وكتبت أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، قدما شكرهما لإردوغان «لإعادته روسيا إلى اتفاق» تصدير الحبوب الأوكرانية بعد وقت قصير من إعلان الكرملين تعليق التزامه به . وجاء عدول روسيا عن قرارها بعد حديث هاتفي يوم الثلاثاء الماضي بين إردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وحصل الرئيس التركي على التزام بوتين بالعودة إلى الاتفاق، الذي جرى التوصل إليه بوساطة تركيا والأمم المتحدة في يوليو الماضي، مقابل ضمانات «تهدف إلى تخفيف قائمة مخاوف موسكو المتزايدة؛ الأمنية، والسياسية، واللوجستية» المتعلقة بالاتفاق. وجاء إحياء تركيا اتفاق الحبوب أيضاً في أعقاب إعلان إردوغان في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي أنه وافق على اقتراح سابق من بوتين بتحويل تركيا إلى «مركز للغاز الطبيعي». وقال: «لقد اتفقنا مع بوتين على هذا الأمر. وسوف نقيم مركزاً هنا حيث سيرد الغاز التركي من روسيا». ولم يُكشف عن التفاصيل الفنية المتعلقة بالاقتراح من جانب روسيا التي تسعى جاهدة للبحث عن طرق بديلة لنقل الغاز وسط انخفاض شديد في صادرات الطاقة إلى الاتحاد الأوروبي. وأشاد بوتين بإردوغان بوصفه «شريكاً يعتمد عليه»، عندما سئل عن المشروع في أثناء مؤتمر صحافي الأسبوع الماضي. وقال: «من السهل بالنسبة إلينا التعاون مع تركيا. فالرئيس إردوغان رجل يفي بوعده... ومن الأسهل لنا السيطرة على البحر الأسود».

والواضح؛ وفق المجلة الأميركية، أن إردوغان نصب نفسه بنجاح بصورة مستمرة، وبدرجة كبيرة، وسيطاً بارزاً في الحرب الأوكرانية، حيث خرج عن صفوف حلفاء «الناتو» من أجل تأكيد مركز يتسم بالحيادية المؤهلة له. وعلى الرغم من أن أنقرة أدانت موسكو مراراً وتكراراً لغزوها أوكرانيا، وساندت كييف في وقت سابق بشحنات من المسيرات التركية من طراز «بيرقدار تي بي 2»، فإنها ميزت نفسها دولةً مؤيدة بقوة للتوصل إلى تسوية عن طريق التفاوض لإنهاء الحرب، في وقت تُقابل فيه مثل هذه الدعوات بالاستنكار من جانب كييف وبعض القادة الغربيين بوصفها «مسيئة وغير أخلاقية».

وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قد لمح في أغسطس (آب) الماضي إلى أن «بعض دول (الناتو) تريد استمرار الحرب»، مما يزيد من إظهار أن هناك اختلافاً واضحاً في الموقف بين أنقرة وبعض الدول الغربية بشأن القضية الأساسية الخاصة بكيفية إنهاء الحرب في أوكرانيا.

وإردوغان؛ الذي يعمل على ترسيخ نفسه باعتباره الوسيط الرئيسي في الحرب، يعزز موقفه الممانع لانضمام السويد وفنلندا إلى «الناتو»، حيث إن أنقرة هي الوحيدة تقريباً التي عرقلت عملية توسيع أكد الأمين العالم للحلف، ينس ستولتنبرغ، في وقت سابق، أنها سوف «تتحقق بسرعة للغاية»، لكن إردوغان ربط انضمامهما بمجموعة من المطالب الأمنية والسياسية.

وصرح جاويش أوغلو في أثناء مؤتمر صحافي مع ستولتنبرغ قبل أيام بأن السويد وفنلندا «لم تفيا بالتزاماتهما بمقتضى اتفاق سابق لتعدل أنقرة عن اعتراضاتها على انضمامهما إلى (الناتو)». وقد وافق إردوغان على مقابلة رئيس وزراء السويد الجديد أولف كريستيرسون لبحث الأمر باستفاضة، لكنه أكد أن تركيا لن تتراجع عن مطالبها. وذكرت وكالة «بلومبرغ للأنباء» أنه ليس من المحتمل أن توافق تركيا على طلب السويد الانضمام إلى «الناتو» حتى نهاية العام، نقلا عن «مسؤولين على دراية بالقضية»، وأنه على الرغم من أن فنلندا تقف على أرض أكثر صلابة، فإن أنقرة قررت التصويت على طلبي الدولتين في وقت واحد. ويقول خبراء إنه ليس هناك سبب كبير يدعو إردوغان إلى العدول عن موقفه الفريد تجاه هلسنكي واستوكهولم قبل موعد الانتخابات العامة في تركيا خلال يونيو (حزيران) 2023، وإن مطالب تركيا الرسمية من الدولتين «تعدّ ستاراً للحصول على تنازلات، ربما تشمل الطائرات المقاتلة من طراز (إف16) التي تسعى للحصول عليها من واشنطن». وترى المجلة الأميركية أن هناك إجماعاً واسع النطاق «على أن دبلوماسية إردوغان البارعة الخاصة بالحبوب، ورسائله القوية الموجهة إلى (الناتو) تهدف جزئياً إلى تعزيز موقفه الداخلي المحفوف بالمخاطر، ولكن هناك أيضاً حسابات أكثر عمقاً؛ فوضع أنقرة بين روسيا والغرب يوضح رؤية تركيا الموسعة بوصفها لاعب قوة لا غنى عنه؛ إن لم تكن قوة عظمى، في التحول للعالم متعدد الأقطاب». وأكدت أن طموحات إردوغان؛ «التي ترجع إلى سنوات ماضية أوضحها مزيج من الآيديولوجيات المنتقاة، لم تكن وليدة غزو روسيا أوكرانيا في 24 فبراير (شباط) الماضي، لكن في الحقيقة؛ وفرت الحرب الروسية - الأوكرانية مناخاً جغرافياً سياسياً مواتياً لأنقرة لمواصلة سياسة فعالة متعددة التوجهات».

 

السوداني يحيل الكاظمي وحكومته للتقاعد ويترأس جهاز الاستخبارات

رئيس الإمارات أكد دعم أبوظبي لكل ما يحقق الوفاق والاستقرار في العراق

بغداد، عواصم – وكالات»/الأحد 06 تشرين الثاني 2022

أحال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أمس، رئيس الحكومة السابق مصطفى الكاظمي ووزراء حكومته إلى التقاعد، وأعلن توليه إدارة جهاز الاستخبارات، مؤكدا خلال زيارته مقر الجهاز دعم الدور الوطني للجهاز بوصفه مؤسسة أمنية وطنية تضطلع بمهمة كبيرة ومشرفة لخدمة الوطن. وشدد على أهمية أن يحافظ الجهاز على مسار عمله وفق الاختصاص المرسوم له طبقا للدستور وميثاق العمل الداخلي والقوانين المرعية المنظمة، وأن يكون تنفيذ المهام وتوزيعها موافقاً لمعايير المواطنة والكفاءة وأركان النزاهة في العمل والمصالح الوطنية والأمنية العليا للبلد. وكان السوداني قرر إبعاد رئيس جهاز الاستخبارات رائد جوحي من منصبه. وفي وقت سابق، ألغى السوداني جميع التعيينات الصادرة في عهد الحكومة السابقة بعد الانتخابات الأخيرة، المتعلقة بمناصب حكومية من المديرين العامين فما فوق، وبرر قراره بتعارض التعيينات مع قانون المحكمة الاتحادية بعدم صلاحية حكومات تصريف الأعمال لإصدار أوامر التعيين. في غضون ذلك، أكد رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد دعم أبوظبي لكل ما يحقق الوفاق والاستقرار في العراق ويلبي تطلعات شعبه إلى التقدم والازدهار، وبحث هاتفيا مع السوداني، تعزيز العلاقات الثنائية بين أبوظبي وبغداد، وأكد الجانبان أهمية تنمية الشراكة وتنسيق المواقف لمواجهة التحديات الاقتصادية على المستوى الإقليمي والدولي، وشددا على أهمية تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة لدول المنطقة وشعوبها. من جانبه، أجل البرلمان العراقي مشروع قانون خاص بالتجنيد الإجباري في البلاد، الملغى منذ العام 2003 بعد سقوط نظام الرئيس صدام حسين، معلنا تأجيل القراءة الأولى لمشروع قانون خدمة العلم المقدم من أمين عام مجلس الوزراء حميد الغزي، لرئيس البرلمان محمد الحلبوسي، إلى الجلسة المُقبلة، على الرغم من تصديقه لقانون الخدمة المدنية. ميدانيا، أعلنت وزارة الدفاع التركية مقتل جنديين في منطقة عملية (المخلب – البرق) شمال العراق، بانفجار عبوة ناسفة زرعها مسلحو تنظيم حزب العمال الكردستاني (بي كا كا) في منطقة العملية. على صعيد آخر، كشف تقرير عراقي عن مخطط لتشييد البرجين اللاهبين في بغداد على ارتفاع 1250 متراً، وأعلى من برجي خليفة في دبي وشنغهاي بالصين، حيث ذكرت صحيفة “الصباح” العراقية عبر صفحتها بموقع “فيسبوك” أن البرجين سيكونان أعلى بناء شاهق في العالم يمكن أن يصل إليه الإنسان على الكوكب. وأشارت إلى أنهما سيشيدان على مساحة تقدر بنحو 400 دونم في مدينة الرفيل وبكلفة تصل إلى ثمانية مليارات دولار، وسيوفران 100 ألف فرصة عمل جديدة وسيضمان متاجر ومقرات شركات عالمية وفنادق فاخرة ومولات تجارية.

 

حصيلة قتلى تحطم الطائرة في تنزانيا ترتفع إلى 19 شخصاً

بحيرة فكتوريا (تنزانيا)/الشرق الأوسط»/الأحد 06 تشرين الثاني 2022

ارتفعت حصيلة قتلى تحطم طائرة تقل 43 راكباً ببحيرة فكتوريا في تنزانيا، الأحد، إلى 19؛ على ما أعلن رئيس الوزراء قاسم مجاليوا، وذلك قبيل هبوطها بمدينة بوكوبا في شمال غربي البلاد. وقال مجاليوا بعد وصوله إلى مطار بوكوبا حيث كان من المقرر أن تهبط الطائرة الآتية من دار السلام: «كل التنزانيين يشاركونكم الحزن على 19 شخصاً لقوا حتفهم خلال هذا الحادث».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

وزير خارجيّة سوريا.. اللبنانيّ

نديم قطيش/أساس ميديا/الأحد 06 تشرين الثاني 2022

لو قيّض للرئيس السابق ميشال عون، أو "نائبه" جبران باسيل، ربّما عبر ميليشيا الحرس القديم، أن يمنع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي من حضور قمّة الجزائر لفعل. ولو قيّض لمندوب "الهستيريا" العونيّة الباسيليّة، في الجزائر، وزير الخارجية عبدالله بو حبيب أن يغيِّب لبنان بالكامل عن مداولات قمّة الجزائر لفعل أيضاً، ولَما تضمّن البيان الختامي حرفاً عن لبنان.

لا أقول هذا الكلام مقتنعاً بجدوى وفاعليّة الجامعة وعملها، ولا بأيّ شيء استثنائي يمكن أن تخلص إليه، ولا سيّما وهي منعقدة في الجزائر، البلد الذي لا يبدو أنّه تعلّم شيئاً من دروس الماضي الذي مضى!

كان يمكن لقمّة الجزائر أن تشكّل انطلاقة للدور السياسي العربي الواسع لهذا البلد المهمّ، بجغرافيّته وإمكاناته الكامنة، فقط لو سمح المسؤولون فيه بولادة مشهديّة مصالحة حقيقية بين الجزائر والمغرب، يتوّجها حضور العاهل المغربي محمد السادس. بيد أنّ الأوهام الجزائرية حول "استتباع" الصحراء المغربية، ومعاندة نجاح الرباط في انتزاع اعتراف عربي ودولي بسيادة المغرب على الصحراء وبمخرج الاستفتاء على الحكم الذاتي للصحراء ضمن مفهوم الوحدة الترابية للمغرب، حرما المغرب العربي بكلّ دوله من تطوّر سياسي معبّأ بالانعكاسات السياسية والأمنيّة والاقتصادية الإيجابية.

بحسب ما سمعته من مصدر رسمي عربي، أنّ وزير الخارجية عبدالله بو حبيب، كان ينشط في كلّ الاجتماعات التي عقدها للحديث عن سوريا لا عن لبنان

انتهى الشغب الجزائري بعدم حضور العاهل المغربي، وبقمّة أقلّ من عاديّة، هربت إلى العنوان الفلسطيني بسبب عدم قدرتها على مواجهة حقائق التحدّيات التي تواجه الدول العربية، أو أن تسمّي الأشياء بأسمائها ولو بالحدود الدنيا.

آسف لهذا الاستطراد الذي لا بدّ منه للقول إنّ إصرار بعض القوى السياسية اللبنانية على محاولة تغييب لبنان عن مداولات قمّة، باتت شبه بروتوكولية، ويكشف حجم الأحقاد التي تميّز العمل السياسي اللبناني. فمن جهة يُراد عبر تغييب لبنان أن يُطعن بشرعية حكومة تصريف الأعمال، بسبب أوهام دستورية وقانونية عند العصابة العونيّة، ومن جهة يُراد تجنّب أيّ كلام عربي، ومن منبر عربي، يضع الأزمة اللبنانية في نصابها الصحيح.

مؤسف، وبحسب ما سمعته من مصدر رسمي عربي، أنّ وزير الخارجية عبدالله بو حبيب، كان ينشط في كلّ الاجتماعات التي عقدها للحديث عن سوريا لا عن لبنان، وكان يستميت في تقديم الحجج التي تثبت الأهميّة العربية الاستراتيجية لعودة سوريا إلى الجامعة وإلى اجتماعاتها بأفضل ممّا يمكن لأيّ مسؤول سوري أن يفعل. لوهلة ظنّ المصدر أنّه يستمع إلى مسؤول في الخارجية السورية لا إلى وزير خارجية لبنان، الذي لم يبدِ، في المقابل، أيّ اهتمام يُذكَر بطرح تصوّر معقول لِما يمكن للعرب تقديمه إلى لبنان، في مواجهة أزماته المتراكمة. سافر الوزير بمهمّتين: تتفيه بلاده قدر المستطاع، والمنافحة عن سوريا!

ليس خافياً بالطبع أنّ هذا الأداء المُخزي لبو حبيب، ينطوي على تقديم المزيد من أوراق الاعتماد إلى بشار الأسد نيابة عن جبران باسيل الذي يستعدّ لزيارة دمشق في سياق حسابات المعركة الرئاسية التي يخوضها.

هي إذاً جزء من حفلة المزايدة في الولاء والفاعليّة على كلّ المرشّحين الآخرين المحسوبين على سوريا وحزب الله معاً، كسليمان فرنجية، للقول إنّ ما يمكن أخذه من باسيل، وبسند الشرعية المسيحية والنيابية التي يتمتّع بها الآن، لا يؤخذ من سواه.

أمّا في بيروت، وفيما كان دماغ وزير خارجية لبنان يضجّ بالأولويّات السورية (وربّما بأحلام رئاسته هو!!)، وحفلة المزايدة على الخصوم، كان الباسيليّون يفتتحون حفلة جنون في الشارع، يُراد منها استدراج الجيش اللبناني إلى تلطيخ يديه بدماء مسيحية، علّها تقطع الطريق على وصول قائد الجيش إلى بعبدا، أو استدراج خصوم باسيل المسيحيين إلى شيء مماثل يعيد عبره إحياء صورتهم القديمة "كميليشيات وزعران وبلطجيّة"! 

ما حصل داخل وخارج استديوهات قناة "MTV" مؤشّر إلى ما ينتظر اللبنانيين عامةً، والمسيحيين خاصةً، من محاولات للعب ورقة الأمن لصالح ترئيس جبران باسيل، والتهويل على خصومه وما أكثرهم.

من قاعات قمّة الجزائر إلى مداخل قناة "MTV"، وبينهما الكثير، كلّ ما يحصل يصبّ في تغذية الجنون الباسيليّ العونيّ، لاستئناف رحلة اللبنانيين إلى جهنّم.

 

مقعد سليمان فرنجيّة المتقدّم في "منتدى الطائف" يطرح "تصوّرات رئاسيّة" في لبنان

فارس خشان/النهار العربي/الأحد 06 تشرين الثاني 2022

المفارقة في الدبلوماسيّة المحترفة تكمن في أنّها عندما تصمت، في اللحظة الصاخبة، تقول الكثير لأنّها تترك للعيون مجالًا لترى، وعندما تتكلّم تقول القليل ل"تُغبّش" على ما هو واضح.

 ولا يوجد مبرّر للشك في أنّ السفير السعوديّ في لبنان وليد بخاري الذي تتسلّط الأضواء السياسيّة عليه، لما لبلاده من تأثير ووزن في الإقليم والعالم، ينتمي فعلًا إلى هذه الفئة من الدبلوماسيّين المحترفين.

ويكتسب دور بخاري في هذه المرحلة بالتحديد أهمية خاصة، بسبب يقين جماعي بأنّ المملكة العربيّة السعودية التي أعلنت، أمس في "منتدى الطائف" عودتها الرسميّة الى لبنان، تريد أن تكون مؤثّرة في الإستحقاق الرئاسي اللبناني، وأن تكون لها كلمتها في إعادة تكوين السلطة في لبنان، لما لذلك من انعكاسات على "أمنها الإستراتيجي" من جهة، وعلى التفاهمات مع الولايات المتّحدة الأميركية وفرنسا وقوى لبنانيّة على أساسها وضعت حدًّا لانسحابها سابقًا من بيروت، من جهة أخرى.

وبناء عليه، فإنّ موقع المقعد الذي خصّصه بروتوكول السفارة السعوديّة في لبنان لرئيس "تيّار المردة" سليمان فرنجيّة لا يمكن أن يمرّ مرور الكرام، إذ إنّ فرنجيّة جلس في "المربّع الذهبي" من الصفّ الأوّل، على الرغم من أنّه لا يشغل ولم يشغل موقعًا يخوّله الجلوس فيه.

وتقدَّم مقعد فرنجيّة على مقاعد كثير من الوزراء والنوّاب الحاليّين بمن فيهم النائب ميشال معوّض الذي تضع اسمه الكتل النيابيّة اللبنانيّة الحليفة للمملكة العربيّة السعوديّة في "صندوق الاقتراع" الخاص بانتخاب رئيس الجمهوريّة.

وليس خافيًا على أحد أنّ سليمان فرنجيّة "مرشّح بديهي" لرئاسة الجمهورية، وهو يحظى بتأييد معلن، ولو بطريقة غير رسميّة، من "حزب الله" و"حركة أمل"، فيما يصرّ هو على تقديم نفسه كما لو أنّه "شخصيّة وفاقيّة"، محليًّا وإقليميًّا.

هذه الخلفيّة المهمّة، في هذه اللحظة السياسيّة بالتحديد، لا يمكن أن تغيب عن الجهة البروتوكوليّة التابعة للسفارة السعوديّة التي تولّت تنظيم "منتدى الطائف" الذي انعقد، أمس في قصر الأونيسكو، في بيروت.

وعليه، هل يُمكن أن تكون هذه المسألة البروتوكوليّة رسالة سياسيّة تتمحور حول شخص سليمان فرنجيّة الذي لم ترفع في وجهه "حقّ الفيتو" أيّ جهة إقليميّة أو دوليّة؟

بالعودة الى العام 2016، يتّضح أنّ المملكة العربيّة السعوديّة وفرنسا "تحمّستا" لترشيح فرنجيّة بعدما تبنّاه رئيس "تيّار المستقبل" سعد الحريري الغائب وتيّاره هذه السنة عن تنظيم كانا يتولّيانه عبر "مؤسسة الحريري للتنمية البشريّة المستدامة" برئاسة السيدة بهية الحريري ل"منتدى الطائف" ، في حين عادت هاتان الدولتان وتعاطتا، ببرودة، مع توافق القوى السياسيّة الأساسيّة في لبنان على انتخاب العماد ميشال عون.

وإذا تمّ النظر الى الموقف الراهن للقوى التي حال "تآلفها غير الطبيعي" دون وصول فرنجيّة، في العام 2016 إلى رئاسة الجمهوريّة، يتّضح أنّ القوى الأقرب إلى السعوديّة تعلن رفضها ل"رئيس تيّار المردة"، كما هي عليه حال "الحزب التقدّمي الإشتراكي" و"القوات اللبنانيّة" الذين يتمسّكان، حتى تاريخه، بترشيح النائب ميشال معوّض، في حين أنّ القوة التي تعادي المملكة، أي "حزب الله" تعلن تأييدها لفرنجيّة وتسعى إلى إقناع "التيّار الوطني الحر" الذي يرفضه وسائر الأسماء المعلنة.

وفي العام 2016، التقت مصالح "القوات اللبنانية" و"حزب الله" على العماد عون، فخابت حظوظ فرنجيّة.

حاليًا، الطريق الى انتخاب رئيس جديد للجمهوريّة مقطوع، إذا لم يحصل توافق بين القوى السياسيّة المتخاصمة، ولكن سرعان ما تزول العراقيل، في حال توافقت قوى أساسيّة على فرنجيّة أو غيره.

وهنا تكمن أهميّة ما حصل في قصر الأونسكو، أمس بحيث يمكن التعامل معه كإشارة "إحتماليّة" من السعوديّة في اتّجاه فرنجيةّ، الأمر الذي يفتح الباب واسعًا أمام "مفاوضات في الكواليس" على صفقة متكاملة، بحيث يتم التوافق على رئيس للجمهوريّة في الوقت نفسه الذي يتم فيه التوافق على رئيس للحكومة.

ولا يمكن الإعتقاد بأنّ هذه "المفاوضات غير ممكنة"، فمن يدقّق في الأدبيّات التي استعملها السفير وليد بخاري و"ضيوف المنتدى" يتفاجأ بأنّ "حزب الله" لم يغب فقط عن القاعة بل عن مواقف جميع هؤلاء، أيضًا.

 يحصل ذلك، في الوقت الذي صعّدت فيه إيران أصوات "الدبلوماسيّة الإيجابيّة" تجاه السعوديّة على حساب "التهديدات الفجّة" التي كان قد أطلقها "الحرس الثوري الإيراني"، وفي الوقت الذي استعادت فيه المساعي الدوليّة زخمها من أجل إحياء الهدنة في اليمن...غير السعيد.

ومهما كان عليه الأمر، فإنّ الدبلوماسيّة المحترفة تتحدّث بلغة الإشارة، والفكرة التي أرسلتها هذه الإشارة الدبلوماسيّة تُظهر الآتي: سليمان فرنجيّة يصلح كقاعدة لتعميق المفاوضات التي يُمكن، بطبيعة الحال، أن ترسو نتائجها على غيره، لأنّ "حزب الله" كما يُعاني في فريقه من إمكان توفير توافق على فرنجيّة، بفعل الرفض المعلن ل"التيّار الوطني الحر"، فإنّ أقوى حلفاء السعوديّة في لبنان قد لا يعيرون كبير اهتمام لمقعده وسوف يصرّون على غيره .

 

ثلاث لاءات في وجه باسيل

شارل جبور/الجمهورية/06 تشرين الثاني/2022

هدفان أراد الرئيس ميشال عون انتزاعهما قبل خروجه من القصر الجمهوري الترسيم والحكومة على رغم انّ الهدف الأول هو نتيجة تقاطع مصالح دولية وإقليمية صدف حصوله في هذا التوقيت ولا دور فعلي لعون في تحقيقه.

لم يحصل الترسيم البحري بين لبنان وإسرائيل سوى نتيجة اندفاعة أميركية كبيرة واستثنائية، تقاطعت مع مصلحة أوروبية وأميركية وإسرائيلية، تُرجمت بمنح «حزب الله» الضوء الأخضر للسلطة بتحقيقه، وكان سيحصل في هذا التوقيت في ظلّ مطلق أي سلطة قائمة، ولا علاقة للعهد السابق بمسار الترسيم باستثناء انّ توقيعه تمّ إبّان ولايته، وبالتالي استفادته معنوية فقط لا غير، وهو بدأ توظيفه لحسابات رئاسية مستقبلية انطلاقاً من مقولة انّ من «أنجز» الترسيم البحري بإمكانه إنجاز الترسيم البري، وكأنّ دوائر القرار تجهل كيف سلك هذا الترسيم طريقه من واشنطن مروراً بباريس وطهران وصولاً إلى تل أبيب.

والهدف الثاني الحكومي كان بدأ التمهيد له منذ مطلع هذا العام، مع فتحه الباب على مروحة خيارات تحت عنوان انّ رئيس الجمهورية لا يسلِّم صلاحياته لحكومة تصريف أعمال، وبعد الانتخابات النيابية ومع اقتراب انتهاء الولاية الرئاسية تولّى كل من الرئيس عون والنائب جبران باسيل التهويل بعظائم الأمور في حال لم تتشكّل حكومة بشروطهما.

ومعلوم انّ كل حسابات العهد السابق في أشهره الأخيرة كانت حكومية، والاستحقاق الرئاسي كان خارج حساباته بسبب إدراكه انّ انتقال الرئاسة الأولى إلى باسيل في هذا الظرف مستحيلة، فأراد شراء الوقت الرئاسي عن طريق حكومة يتحكّم بمفاصلها ويواصل عبرها دوره السلطوي الذي كان يمارسه من باب رئاسة الجمهورية، ولكن حساباته الحكومية اصطدمت بجدار مثلّث:

جدار مطالب باسيل المرتفعة التي يستحيل على اي رئيس مكلّف الموافقة عليها مع رئيس للجمهورية تنتهي ولايته في غضون أيام ويلقى معارضة شديدة سنّياً وخليجياً واستطراداً وطنياً وسياسياً، والمسؤولية الأولى بتعذُّر التأليف تقع على باسيل ولائحة شروطه غير الموضوعية من قبيل انّه ممنوع على الرئيس المكلّف مناقشته بالأسماء التي يريد توزيرها ويرفض التعهُّد بمنح الحكومة الثقة.

جدار الرئيس المكلّف الذي لا يحبِّذ تكرار تجربة حكومة الرئيس تمام سلام بعد انتهاء عهد الرئيس ميشال سليمان، إنما يفضِّل الاستمرار على رأس حكومته المتجانسة او تطعيمها بما لا يُفسِد تجانسها، وبالتالي كان على استعداد للتجاوب مع مطلب تأليف حكومة بشرط ان يكون الهدف التفعيل وليس التعطيل، وما لم يأخذه باسيل في الاعتبار والحسبان انّ ميقاتي في غير وارد الانتحار وان يقبع في عزلة لمدى حياته في حال أهداه الحكومة التي كان يريدها.

جدار الرئيس نبيه بري، وهو الجدار الأسمك الذي رفض منذ اللحظة الأولى منح عون وباسيل «جائزة» حكومية، ولولا الغطاء الذي وفّره للرئيس المكلّف لما تمكّن الأخير من الصمود أمام الضغط العوني، وكان كشف الرئيس عون بأنّ الرئيس ميقاتي وافق معه على تشكيل حكومة ثلاثينية، ولكنه عاد وتراجع بعد ان التقى الرئيس بري ونصحه بالعدول عنها.

وإذا كان الرئيس بري قد فشل في منع انتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية، إلّا إنّه قد نجح في عدم منحه حكومة، وإن دلّ موقف بري على شيء، فعلى الخلاف المستحكم مع «حزب الله» ولكن تحت سقف تفاهمهما الاستراتيجي المتصِّل بما يسمّى بالمقاومة، والرهان على خلافهما غير واقعي، إنما يجب التمييز، تبعاً للتجربة بدءاً من رفضه انتخاب عون، وصولاً إلى رفض منحه حكومة، بين تفاهمهما الاستراتيجي، وبين خلافهما السلطوي، وليس تفصيلاً ان يبقى معارضاً ومعترضاً على ترشيح السيد حسن نصرالله للعماد عون، كما معارضاً ومعترضاً على تأليف حكومة تحظى بدعم الحزب.

وهذا الخلاف السلطوي بين «حزب الله» و»أمل» لا يعني القدرة، حتى اللحظة، على مدّ المعارضة الخطوط الرئاسية مع الرئيس بري، لأنّه متفِّق مع السيد نصرالله على ترشيح النائب السابق سليمان فرنجيه، الأمر غير الوارد بالنسبة للمعارضة، ليس كفيتو ضدّ اسم فرنجيه، إنما ضدّ أي مرشّح من 8 آذار، لأنّ أي مرشح من هذا الفريق، بالنسبة إلى المعارضة، يعني استمرار لبنان في مستنقع الانهيار والعزلة والفشل وعدم الاستقرار.

وفي حال أراد الرئيس بري تسجيل النقاط على تحالف «حزب الله» و»التيار الوطني الحر»، فما عليه سوى ان يقترب من المعارضة، خصوصاً انّه يدرك أنّ أي فريق غير قادر على إيصال مرشحه، ويعلم أيضاً انّ واشنطن وباريس والرياض في غير وارد مساعدة لبنان مالياً في حال انتخاب رئيس من 8 آذار، كما انّ المعارضة غير المتفقة بعد إيجاباً على مرشّح واحد تتقاطع سلباً على رفض مرشّح من 8 آذار.

وفي مطلق الحالات، اصطدم النائب باسيل بثلاث لاءات من فريقه السياسي:

لا لحكومة تُألّف نزولاً عند رغبته واستجابة لمطلبه وتلبية لمصلحته وخضوعاً لشروطه.

لا لفوضى أو بلبلة دستورية يدفع البلد باتجاهها كما لوّح وهدّد مراراً وتكراراً.

لا لتبنّي ترشيحه الرئاسي الذي يصطدم بحاجز مع القوى السياسية وحاجز مع الرأي العام وحاجز مع عواصم القرار المعنية بلبنان.

وقد مُني باسيل بهذا المعنى بانتكاسة مثلثة، فلم يُمنح حكومة يشتري الوقت الرئاسي من خلالها، ولم ينجح في جرّ البلاد إلى انقسام دستوري، ولم يفلح في فرض ترشيحه الرئاسي، ولكنه ردّ على إقفال الأبواب الثلاثة في وجهه عن طريق رفض مرشّح الرئيس بري والسيد نصرالله الرئاسي، أي النائب السابق فرنجيه، وعدم تبنّي باسيل لفرنجيه يعني سقوط ترشيحه، فضلاً عن انّ «حزب الله» ليس في وارد الذهاب إلى خيار رئاسي من دون التفاهم مع باسيل.

وما تقدّم يعني انّ المعارضة غير قادرة على توحيد صفوفها حول معوض لإطلاق دينامية رئاسية، ويعني انّ الموالاة عاجزة عن توحيد صفوفها حول باسيل وفرنجيه، ويعني انّه ما لم يتمّ البحث عن المخرج الذي يُطمئن المعارضة بالمواصفات التي وضعتها ولا يستفِّز الموالاة، فإنّ الشغور الرئاسي سيطول، ولكن مع ضرورة الأخذ في الاعتبار ثلاثة معطيات أساسية:

المعطى الأول، انّ الثلاثي واشنطن وباريس والرياض، مصرّ على انتخابات رئاسية، وكان ينتظر انتهاء ولاية الرئيس عون ليرفع من منسوب ضغطه في هذا الاتجاه. والرياض المكلّفة من قِبل واشنطن وباريس لن تقبل بأقل من رئيس يلتزم باتفاق الطائف فعلاً لا قولاً، وإلّا ستواصل نأيها الفعلي عن لبنان الذي لا يمكن ان يستعيد توازنه المالي سوى من خلال الصندوق الخليجي والسعودي تحديداً.

المعطى الثاني، انّ الشغور الرئاسي على وقع الأزمة المالية مع استنفار دولي وفوز نتنياهو في إسرائيل ومع ترجيح فوز الجمهوريين في أميركا، يُخيف «حزب الله» من احتمالات دفع الوضع باتجاه مؤتمر دولي يعيد هندسة الواقع السياسي اللبناني.

المعطى الثالث، انّ ظروف الانتخابات الرئاسية هذه المرة تختلف عن سابقاتها بفعل انتفاضة شعبية وانتخابات نيابية في غير مصلحة الموالاة وتجربة، ليس بوارد أي من القوى تكرارها. وعليه، فإما ان يأخذ «حزب الله» بهذه المعطيات واضعاً الماء في نبيذه ومسهلّاً انتخاب رئيس جديد للجمهورية يعكس الميزان النيابي والتوجُّه الشعبي والرغبة الدولية ويعيد التوازن إلى المعادلة اللبنانية من بابها الدستوري. وإما، فإن الشغور الرئاسي سيطول كثيراً، ويصبح الوضع معه مفتوحاً على شتى الاحتمالات.

 

التآمر على «اتفاق الطائف»... سلاح دائم لأعداء لبنان

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/06 تشرين الثاني/2022

استرجعت النخبة السياسية في لبنان، ومعها بعض الضمير الشعبي، «اتفاق الطائف» الذي أوقف 15 سنة من التقتيل والتهجير والتدمير الممنهج للدولة. وللعلم، فهذا الاتفاق، الذي أقر في خريف 1989 في مدينة الطائف بالمملكة العربية السعودية، صار جزءاً لا يتجزأ من الدستور اللبناني، وميثاقاً وطنياً يشكل حماية وحصانة لبلد لا توجد فيه غالبية فئوية مذهبية. بين عامي 1975 و1990 بلغ النزف اللبناني منتهاه، مع مئات الألوف من الضحايا بين قتلى وجرحى ومعوّقين، واقتصاد مسحوق، وآفاق ضيقة إلا أمام حفنة من اللاعبين الإقليميين، الذين اعتبروا - وبعضهم لا يزال يعتبر - أن لبنان صفقة إقليمية مؤقّتة خاضعة لتوازنات النفوذ بين محرّكي خيوط الدمى المحلية عبر الحدود، أو «خط تاريخي» يسهل استغلاله للمقايضات وتصفية الحسابات. في حينه، وصل الهروب العبثي عند القادة اللبنانيين إلى شفير الهاوية. وفي هذه الهاوية، تبيّن أن السواد الأعظم من المحرّكين ومقدمي السلاح من خارج الحدود... كانوا أبعد ما يكونون عن «الأشقاء» أو «الأصدقاء» أو «الحماة». بل ثبت بالدليل المحسوس على امتداد عقد ونيف، أنهم استخدموا الساحة اللبنانية رقعة شطرنج... أكبر من شعبه ومن مصيره.

نهاية ذلك الطريق الانتحاري جاءت في مرحلة تغيّرت فيها المعطيات الإقليمية، وسقطت المسلّمات «الوطنية»، وولدت هويات وولاءات وعداوات جديدة.

زيارة أنور السادات للقدس المحتلة عام 1977 وتوقيعه اتفاقية كامب ديفيد مع مناحيم بيغن عام 1978، ثم توقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية وتفجّر الثورة الخمينية في إيران عام 1979، كانت تطورات استراتيجية مبكّرة أعادت رسم الخريطة السياسية في المنطقة. ومن ثَم تسارعت الأحداث مع انطلاق مشروع «تصدير الثورة» الإيراني - المُكلّل بالحرب الإيرانية العراقية الأولى - بالتوازي مع إخراج مصر، أي القوة العربية الأكبر والأقوى، من دائرة الصراع العربي - الإسرائيلي.

من ناحية ثانية، وأوسع مدى، في عام 1979 بدأ التورّط السوفياتي في أفغانستان. ولم تنتهِ هذه المغامرة الكارثية التي استُدرجت موسكو إليها عام 1989، إلا بِعدٍّ تنازلي سريع لانهيار الاتحاد السوفياتي وسقوط «إمبراطوريته» الأوروبية ومكانته القطبية العالمية. ومعلومٌ أن هذا كان يحدث بالتوازي مع تصاعد قوة اليمين المحافظ في كل من الولايات المتحدة وبريطانيا، حليفها الأول في غرب أوروبا، متوّجاً بوصول مارغريت ثاتشر إلى الحكم في لندن عام 1979، ثم فوز رونالد ريغان بالرئاسة في واشنطن عام 1980.

لبنانياً، خارج أزقة السياسة اللبنانية الضيقة وبعيداً عن أنانيات الزعماء المحليين الكيدية الضيقة، كانت أشلاء ذلك البلد زورقاً تلعب به الأمواج الإقليمية والدولية العاتية.

البلاد حُطام ... الاقتصاد حُطام ... المواطنون منكوبون أو مشاريع هجرة... وحياة سياسية فقدت «بوصلتها» ومنطقها.

غير أن هذا الكابوس انتهى عندما تضافرت بضعة عوامل أتاحت الانطلاق من جديد نحو المستقبل، وسط أمل في أن يكون اللبنانيون وبعض المتاجرين بهم من محرّكيهم الإقليميين قد اتّعظوا من عِبر الماضي وتعلّموا من أخطائه. وكان في طليعة تلك العوامل الإيجابية الخيّرة نشاط رجل رؤيوي اسمه رفيق الحريري، يدعمه حرص عربي مخلص ومسؤول على ضرورة وضع للحالة الانتحارية التي ما عاد خطرها محصوراً بلبنان، بل بات يهدد المنطقة العربية برمّتها. وبخاصة، في ضوء تزايد التهديد الإيراني من جهة، والضمور التدريجي - ولكن المستمر - في قدرة المعتدلين والعقلاء الإسرائيليين على لجم مغامريهم وتوسّعييهم.

وحقاً، على الرغم من نجاح الفلسطينيين والإسرائيليين - إبان رئاسة بيل كلينتون للولايات المتحدة - بعقد اتفاقات أوسلو عام 1995، جاء قتل رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين على يد شاب صهيوني متطرف ليثبت أن الاعتدال في إسرائيل كان نوبة عابرة، وأن اليمين الاستيطاني المتطرف ليس في وارد البحث بأي سلام. فحتى رابين - الجنرال الذي قاد بنفسه احتلال مدينة القدس عام 1967 - غدا في نظر المتطرفين خائناً يستحق الإعدام. كذلك، فإن عودة بنيامين نتنياهو، بالأمس، إلى الحكم في إسرائيل والتلاشي شبه الكامل لقوى الاعتدال والسلام واليسار، قدّما دليلاً إضافياً على الزخم المُتراكم راهناً على صعيد تهديد الأمن العربي في الشرقين الأدنى والأوسط... أمام واقع هيمنة «الحرس الثوري» الإيراني وميليشياته على مقدّرات كل من العراق وسوريا ولبنان واليمن.

أمس، عندما احتُفل بالذكرى الـ33 لـ«اتفاق الطائف»، كان لبنان قد دخل مرحلة الشغور الرئاسي بنهاية عهد الرئيس السابق ميشال عون، الذي أوصله قبل 6 سنوات إلى سدة الحكم سلاح «حزب الله». على الأقل، هذا بناءً على كلام علني لنواب وقيادات في الحزب، التابع عقائدياً وسياسياً وعسكرياً ومالياً لإيران.

ثم إن عون، الذي لم يُخفِ يوماً - حتى قبل تسلّمه الرئاسة - عداءه لـ«اتفاق الطائف» ورفضه المطلق له، بدأ معركة علنية سياسية وبرلمانية تكمل ممارساته المنهجية طوال سنوات رئاسته الست لنسف «الطائف»، أو على الأقل، شلّه وإفراغه من مضمونه. ولقد تجسّدت هذه الممارسات على امتداد ست سنوات بتهميش رئيس الحكومة، والسعي بكل الوسائل لإحباطه وتجاوزه وتطويقه. ومن هذه الوسائل حرص عون شخصياً على ترؤس اجتماعات مجلس الوزراء (حيث لا يتمتع دستورياً بحق التصويت)، إلى بدعة اشتراطه اختيار وزراء له في الحكومة قبل تسمية رئيسها بناءً على مشاورات نيابية مُلزِمة وفق الدستور... ومروراً بالإصرار على أن يكون له وزراء داخل التشكيلة الحكومية. وهذه الأخيرة ممارسة كان عون، خاصة، يعارضها في عهد سلفه الرئيس السابق ميشال سليمان، ويقول إنه لا يحق للرئيس ذلك!

مغادرة عون قصر الرئاسة، سبقها توقيعه مرسوماً، من قبيل لزوم ما لا يلزم، يوافق فيه على «استقالة» حكومة الرئيس نجيب ميقاتي... المستقيلة أصلاً، والتي هي اليوم مجرد «حكومة تصريف أعمال».

طبعاً، كثيرون ممن لا يزالون يجهلون طريقة تفكير الرئيس السابق ونياته تجاه السلطة، استغربوا هذا التصرف. لكن عون، سرعان ما أكد لشارعه، وكشف أمام اللبنانيين، أنه عاد إلى ماضيه قائداً لبعض الوطن لا لكله، وزعيم حزب وشراذم متشنجة ومعبأة طائفياً من دون اكتراث باستقرار أو سلم أهلي. كما استرجع «عادته» ادعاء المظلومية و«الاستشهاد دفاعاً عن حقوق المسيحيين»... بهدف تحقيق مكتسبات شخصية وحزبية. فهل ينخدع مسيحيو لبنان من جديد بما يرون ويسمعون؟ ألم يكتشفوا أن الترجمة العملية للشعارات الكبرى التي رفعها أمامهم عرّضتهم لكوارث أكبر؟!

 

«القوّة» كعلاقة بين الطوائف اللبنانيّة!

حازم صاغية/الشرق الأوسط/06 تشرين الثاني/2022

دارت «فلسفة القوّة» العونيّة دورتها، وانتهت خائرة القوى مستلقيةً على كومة قشّ. الغضب والصوت المرتفع لن يكفيا لإخفاء الواقع المزري هذا. «الرئيس القويّ» و«الحكم القويّ» و«وصول الأقوى في طائفته إلى سدّة الرئاسة» و«تحصيل حقوق المسيحيّين»... بهذه العناوين احتُفل قبل ستّ سنوات. الاحتفال كان صاخباً وضاجّاً بقدر ما كانت النهاية مجروحة الصوت ضعيفة الهمّة. الرجل البالغ من العمر 89 عاماً، والذي لا توحي حركته ولا نطقه بصحّة أو بحضور يخالفان عمره، وعدَنا عند مغادرة القصر الرئاسيّ بالبدء من جديد: إنّ الأيّام الآتية - كما قال - ستكون مرحلة «النضال القويّ».

الأمر يبعث على أمور كثيرة، أحدها الحزن. الذين واللواتي لم ينزلوا عن الحلبة ولم يعترفوا بضعفهم أو فَواتهم، بات ذِكرهم في تاريخ الفنون والسينما مقروناً بالأسى. وكلّما كان يزيد التذكير بالقوّة والتمكّن، كان يتزايد الانتباه إلى الضعف والترهّل والتلاشي.

في حالة العونيّين، لم تكن نظريّة «ما خلّوه يحكم»، وهي بذاتها اعتراف بضعفٍ ما، كافية لتفسير ما يجري. فبعيداً عن أدوار الآخرين، بل بعيداً عن الدولة ككلّ، راحت حصّتهم تتأكل في المجتمع: في انتخابات 2005 العامّة نالوا 70 في المائة من المسيحيّين، وفي انتخابات 2009 نالوا 50 في المائة، ثمّ في انتخابات 2022 الأخيرة انحسر تمثيلهم إلى 20 في المائة فقط. هذا علماً أنّه وفقاً للتركيب الطائفيّ للمجتمع وللنظام اللبنانيّين، فإنّ مَن يكسب انتخابيّاً في حالات الأزمة، هو الأكثر تعبيراً عن «روح الطائفة» المفترضة.

أمرٌ آخر تجاهله زعم «القوّة»، هو الانكماش الديموغرافيّ الذي أصاب الكتلة المسيحيّة وأنزلها إلى ما دون ثلث مجموع السكّان. هكذا بات الالتحاق بـ«حزب الله» وبقوّته الفعليّة شرطاً لـ«قوّة» العونيّة. هذا سبب وجيه آخر لتسخيف القوّة، لكنْ فيما كان القصر الرئاسيّ يشهد إحدى نهايات «القوّة» البائسة، كانت الحدود الجنوبيّة تسجّل نهاية أخرى لـ «قوّة» أخرى. هنا نحن لسنا حيال عونيّين، بل حيال طرف جدّيّ معزّز بجيش متماسك ومجرّب، وبترسانة صواريخ. مع هذا فاتّفاق ترسيم الحدود البحريّة ألغى فعليّاً استخدام هذه القوّة، إلّا إذا اقتصر الاستخدام على تطويع الجماعات الأخرى في المجتمع اللبنانيّ.

طلب «القوّة» الشيعيّة، الذي بدأ بصرخة موسى الصدر: «السلاح زينة الرجال»، أواسط السبعينات، وصل إلى نقطة بات من الصعب معها تبرير هذا الطلب. في هذه الغضون، ضاع الحدّ الذي يفصل بين «قوّة» الأطراف المتحالفة: فالأمين العام لـ«حزب الله» جنديّ في جيش الوليّ الفقيه، وهو أيضاً مقاتل في حمص ودرعا. إنّ تلبية تلك المصالح الإقليميّة والتقيّد بإملاءاتها، شرط شارط لاكتساب القوّة التي أحرزها الحزب.

في عقود سابقة عرفنا محاولتي بحث عن «القوّة»: فالطائفة الدرزيّة، من خلال كمال جنبلاط، حاولت هي الأخرى أن توسّع نطاق قوّتها، فضمّت إليها أحزاب «الحركة الوطنيّة اللبنانيّة» الراحلة، وما لبثت أن وقعت، هي و«الحركة الوطنيّة»، في أسر القرار والسلاح الفلسطينيّين. الحليف الآخر لهذه الكتلة الفضفاضة؛ أي سوريّا، ما لبث أن انقضّ عليها، واغتال جنبلاط نفسه قبل أن يلعب دوره الحاسم، مباشرة كما بالواسطة، في القضاء على الحضور العسكريّ والسياسيّ الفلسطينيّ.

تجربة المرارة نفسها تصحّ في أصوات سُنّيّة بدأت تطالب بـ«المشاركة»، وهو طلب محقّ في وضع كالوضع اللبنانيّ، لكنْ سريعاً ما ظهر شعار «المقاومة الفلسطينيّة جيش المسلمين»، مقروناً بإقدام «منظّمة التحرير» والحكم السوريّ على شقّ الجيش «المسيحيّ».

وأيضاً، وكما في الحالة الدرزيّة، لم يجنِ المسلمون السنّة شيئاً من عوائد هذه «القوّة»، لا سيّما بعدما هُزمت المقاومة الفلسطينيّة في 1982. هكذا حصل الانتقال إلى تأييد الدور «العربيّ» السوريّ في لبنان وتعليق الأمل عليه، وهو ما استمرّ حتّى اغتيال رفيق الحريري في 2005.

تقول تلك التجارب مجتمعة، إنّ «القوّة» كعلاقة بين الطوائف مستحيلة في لبنان. إنّها قوّة لغير طالب القوّة اللبنانيّ. الأشدّ بؤساً أنّ إعلان موت القوّة حين تموت، مستحيل هو الآخر؛ لأنّه ينمّ عن انكسار طائفة ومشروعها في مواجهة طوائف أخرى ومشاريعها. هذا ما يفسّر اليوم وجهاً أساسيّاً من وجوه الأزمات الإنسانيّة والوطنيّة والاقتصاديّة التي يعانيها اللبنانيّون راهناً. ذاك أنّ «القوّة» قد تصلح لصياغة العلاقات بين دول يربط بينها العداء والحذر، وربّما صراعاتٌ تاريخيّة وميل دائم إلى اكتساب قوّة يُعدَّل بموجبها توازن القوى. البائس أنّ تطبيق مفهوم القوّة بين الدول على علاقات الجماعات والطوائف، صار قاعدة عامّة في بلدان عربيّة كثيرة، وليس في لبنان وحده. ينمّ هذا ليس فقط عن ضعف في النسيج الوطنيّ بات مرئيّاً لكلّ ذي عين تبصر، بل ينمّ أيضاً عن احتمال ألا ينشأ مثل هذا النسيج الوطنيّ لا اليوم ولا في الغد... فنحن، حتّى إشعار آخر، مشدودون من شَعرنا إلى الوطن الواحد والدولة الواحدة، وما من شيء يوحي بالعكس سوى الخطابة الميّتة والإنشاء السقيم.

 

إيران... الرمزية وحياكة السجاد!

طارق الحميد/الشرق الأوسط/06 تشرين الثاني/2022

صحيح أنه ليست للاحتجاجات الإيرانية قيادات معروفة، لكن هناك رمزية لافتة في تلك الاحتجاجات، وتنم عن وعي وتركيز، تتجلى بالشعارات التي يرددها المحتجون من الشابات الإيرانيات، وكذلك الشباب. هذه الرمزية باتت سمة واضحة لشعارات المحتجين، إذ يتم التركيز على شعار «الموت للديكتاتور»، أي المرشد الأعلى علي خامنئي، وكذلك استهداف اللوحات التي تحمل صور قاسم سليماني، قائد «الحرس الثوري» السابق، الذي اغتالته الولايات المتحدة. كما أن الاحتجاجات لم تلتفت إلى أي أمر خارجي، أي خارج إيران، إلا بترديد شعار «سيد حسن... سنقتلك بلا حياء» قاصدين زعيم «حزب الله» حسن نصرالله، وهذا أمر لافت في الاحتجاجات التي تشارف على شهرها الثاني في كل المدن الإيرانية. التركيز على هذه الشعارات لا يمكن أن يكون صدفة، خصوصاً أن نظام الملالي ردد طوال أربعة عقود شعار «الموت لأميركا»، و«الموت لإسرائيل»، واليوم يخرج نساؤه وشبابه مرددين شعار «الموت للديكتاتور».

اللافت أن التركيز منصب فقط على المرشد الأعلى، وليس الرئيس، أو غيره من القيادات الإيرانية، كما أن اللافت هو استهداف صور قاسم سليماني، الذي يصوره نظام الملالي بطلاً قومياً لإيران، وهذا كله يقول لنا أشياء عدة.

أولاً أن ترديد شعار «الموت للديكتاتور» يعني استهداف فكرة الولي الفقيه، وبالتالي سيطرة العمامة على الدولة، مما يعني المشروع الخميني ككل. وثانياً، استهداف صور قاسم سليماني، وبشكل مكرر، يعني استهداف فكرة التوسع الإيرانية. وهذا التوسع الذي ضحيته العراق ولبنان وسوريا، واليمن، ويصل إلى أوروبا عبر الطائرات المسيّرة الإيرانية، هو من صميم الدستور الإيراني الذي وضع بعد ثورة الشر الخمينية. كما أن استهداف صور سليماني يناقض ما يردده النظام عن ضرورة الانتقام لمقتله. والأمر نفسه ينطبق على مهاجمة حسن نصرالله، إذ يظهر ذلك مدى وعي الشباب الإيراني بأن نصرالله ما هو إلا الرجل الثاني بعد سليماني في تنفيذ المخطط التوسعي الإيراني، الذي من نتائجه الكارثية الاستعانة بـ«حزب الله» وغيره في العراق لقمع المحتجين الإيرانيين الآن. وإذا أضفنا إلى كل ذلك أن الاحتجاجات المستمرة يقوم بها الشباب، بل هي انتفاضة النساء فعلاً، فإن هذا يعني أن شرعية النظام قد تآكلت، وتعني أيضاً أن كره النظام والاعتراض على شرعيته مستمران، ولسنين قادمة، أياً كانت النتائج. النظام الإيراني اليوم لا يجابه أحزاباً سياسية، بل نساء هن طالبات اليوم وأمهات الغد، وسيرضعن أطفالهن كراهية النظام، والاحتجاج على شرعيته، وهذا يعني أن أزمة النظام عميقة، ومستمرة، وأعداءه هن نساء ثرن بسبب تخلف النظام ووحشيته.

وعليه، وكما أسلفنا في أول المقال، لا توجد قيادات واضحة لهذه الاحتجاجات، لكن هناك فكراً واضحاً، وخطة واضحة تسير وفق نهج حياكة السجاد، أي الصبر، لخلخلة النظام، والتسبب في تداعيه. وأول المؤشرات على ذلك التقارير التي تشير إلى شبه اختفاء لـ«شرطة الأخلاق» من الشوارع الإيرانية، وهذا تنازل له مدلولات مهمة من قِبل الملالي الذين يسمعون الآن بآذانهم صيحات «الموت للديكتاتور»، وفي كل إيران.

 

إيران الشعب لا «الولي الفقيه»

عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط/06 تشرين الثاني/2022

الاحتجاجات الشعبية الإيرانية غير مسبوقةٍ في حجمها واتساع رقعتها، وقد أجبر استقرارها واستمرارها كل الأطراف على الاستماع لها جيداً، داخل النظام نفسه، وعلى المستويين الإقليمي والدولي، و«الحركة الخضراء» 2009 لم تصل إلى هذا الحجم والاتساع والتأثير. النظام يعيش حيرةً تاريخية؛ لأنه لم يستوعب أن التاريخ أقوى من الآيديولوجيا، وطموحات الأجيال الشابة أكثر متانةً من أوهام «العمائم المسيّسة»، وهو يتعامى عن أن هؤلاء الشباب ومعهم غالبية الشعب قد بلغوا أقصى درجات الاحتمال، ولم يعد باستطاعتهم تحمّل المزيد أمام نظامٍ ينتمي للماضي بكل عناصره، ويحرق الحاضر والمستقبل والشعب في مجامر الآيديولوجيا والطائفية والمذهبية، والشعب قد سئم. في الثورة الفرنسية هتف الناس: «اشنقوا آخر ملكٍ بأمعاء آخر قسيس»، في رفضٍ مطلقٍ للنظام السياسي والديني حينها. وهتافات الشعب الإيراني وتصرفاتهم وما تحكيه الصور والمقاطع المصورة، هي أن هذا الشعب إن انتصر فسيهتف: «اشنقوا آخر (باسيج) بعمامة آخر (ولي فقيه)»، احتجاجاً على النظام السياسي والديني القاسي. إحراق صور «المرشد الأعلى» وقاسم سليماني، وهتافات: «الموت للديكتاتور»، تملأ جغرافيا إيران، وتغطي مساحتها من الأطراف إلى العاصمة، وخبرة النظام لا تسعفه في قمعها، بل إنها تخدعه حين تدفعه لتجريب المجرّب، وتكرار القديم غير المجدي على نحو ببغائي خالٍ من التفكير العميق والتفتيش عن حلولٍ عمليةٍ تخرجه من بوتقة الآيديولوجيا الهرمة التي فقدت أي رصيدٍ لها لدى المواطن الإيراني.

النظام حائر ومتردد، فخبرته تقول له إن «الآيديولوجيا تهزم التاريخ»، و«الديكتاتورية تقمع الشعوب»، و«قتل الشعب» و«سفك دماء المواطنين» تحمي النظام. وثالوث الحكم هناك متشتتٌ، فـ«المرشد الأعلى» الذي هو رأس النظام ومعقد آماله، شخصٌ يعيش في الماضي، ولا يستطيع - ولا يريد - فهم الحاضر، فضلاً على التطلع للمستقبل، حروبه قديمة، وآيديولوجيته هرمةٌ، وأولوياته أكل عليها الزمن وشرب. أما «الحرس الثوري»، فميزانياته وجنوده وميليشياته وقوته «خارج إيران» تخطط وتعمل وتفكر وتنفذ «استراتيجية» النظام في التوسع، وبسط النفوذ، وفرض الهيمنة على الدول العربية في العراق وسوريا ولبنان واليمن. وأما «حمائم النظام»، فقد قمعهم النظام نفسه، وحيّدهم عن المشهد وعن التأثير، فاستنجاده بهم، في مثل هذه الأزمة غير المسبوقة، غير مجدٍ، وبخاصة أن الكثيرين منهم لا يفضّلون العودة للمشهد حالياً، وهم لا يضمنون النتائج.

إحدى طرائق مواجهة الأزمات الداخلية الكبرى على طول التاريخ وعرض الجغرافيا، هي «تصديرها للخارج». وعلى مدى أكثر من أربعة عقودٍ، من الخميني إلى خامنئي، ومن «الحرس الثوري» إلى «الميليشيات»، فإنهم جميعاً سعوا إلى تكريس عقيدة واحدة، تتمثل في الهجوم على السعودية، وأن «السعودية» تمثل العدو الخارجي الأكبر للنظام؛ لأنها تمثل نقيضه تماماً؛ فهي «دولة حديثة» لا «دولة ملالي»، وهي «ملكية عادلة» لا «ثورية ديكتاتورية»، وهي تمثل «الإسلام» و«الأغلبية السنية» لا «الإسلام السياسي» ولا «الشيعة السياسية».

وعياً بهذا الإرث الذي رسخه ونشره النظام ضد «السعودية»، وتوظيفاً له في مواجهة الأزمة الكبرى؛ فإن التصريحات والتحركات والتهديدات لتصدير أزمة النظام للخارج تركزت على «السعودية»، وتحدث عنها رموز النظام، وتحدثت عنها أميركا صراحةً، وأنها تقف في صف السعودية إزاء أي تخطيطٍ للهجوم عليها عسكرياً، سواء بشكل مباشرٍ، وهو عسيرٌ جداً ويهدد النظام الإيراني نفسه، أو بشكل غير مباشر عبر الدول العربية التي تخترقها إيران وتستخدم أراضيها وميليشياتها. والنظام الإيراني قد يرتكب الحماقات، ولكن أي اعتداء من هذا النوع على السعودية ستكون له عواقب وخيمة لا يتحملها النظام في هذه المرحلة.

حجم الاحتجاجات واتساعها وعلوّ صوتها، أجبر شركاء النظام الإيراني في «الاتفاق النووي» المشؤوم في أميركا والدول الأوروبية، على التغيير في تصريحاتهم ومواقفهم؛ فأخذ الرئيس الأميركي بايدن يقول صراحةً، ولأول مرةٍ: «لا تقلقوا، سنحرر إيران»، هكذا قالها: «سنحرر إيران»، وهي كلمةٌ ذات دلالاتٍ سياسيةٍ لا تتفق مع توجهات هذه الإدارة الأميركية ولا سياساتها، وهذا بالتالي ما أجبر البيت الأبيض - كما هو معتاد مع هذه الإدارة - على توضيح كلام الرئيس، وشرح المعنى المقصود الذي أراده.

وغنيّ عن القول، أن أي رئيس دولةٍ يحتاج دائماً لمن يوضح كلامه ويشرح تصريحاته، يثير جدلاً مستحقاً، فكيف إذا كان رئيس أقوى إمبراطورية في التاريخ؟

روبرت مالي، المبعوث الأميركي الخاص بإيران، وأحد مهندسي «الاتفاق النووي»، وأحد المتحمسين له ولإحيائه بأي ثمنٍ، والمستعد لتقديم كل التنازلات مقابل إعادة الاتفاق السيئ للحياة؛ بدأ هو الآخر في اتخاذ موقف ليس ضد «النظام الإيراني»، ولكن ضد تزويد إيران لروسيا بالمسيّرات في حربها مع أوكرانيا. نعم، تمخض الجبل فولد فأراً، ولكنه شاقٌّ على مالي اتخاذ أي موقفٍ ضد النظام الإيراني، ولولا حرج الموقف السياسي داخل أميركا مع اقتراب الانتخابات النصفية لـ«الكونغرس»، لربما لم يكن مضطراً لاتخاذ هذا الموقف الغريب على فكره وتوجهه السياسي.

دولٌ أوروبية أخرى وجدت نفسها مضطرةً للنأي قليلاً عن «النظام الإيراني»، حرجاً من منظومتها السياسية في أفكار كبرى، مثل «الحرية» و«حقوق الإنسان» و«حقوق المرأة»، ومع ذلك فهي مواقف اتخذت على استحياء، وتمّ ربطها بروسيا وأوكرانيا ودور النظام الإيراني هناك. وتصريحات وزراء «مجموعة السبع» المنعقدة قبل أيام في ألمانيا، توضح هذا الربط بجلاء، وهو نوعٌ من تشتيت الموقف عن لبّ المشكلة وأساسها، وهو احتجاجات الشعب الإيراني التي لا تريد أن تهدأ.

للمقارنة والتحليل، فإن مئات الآلاف ماتوا، والملايين شُرّدوا وهُجّروا في العراق وسوريا ولبنان واليمن، ولم يطرف لأميركا ولا للدول الأوروبية جفنٌ، واليوم مع ضغط الاحتجاجات الداخلية الإيرانية جاءت ردة الفعل، ولكن لم يكن التركيز على قمع النظام لشعبه بكل آلات القمع والديكتاتورية، بل على دعم روسيا في حربها على أوكرانيا، وفي السياسة عجبٌ لا ينقضي. أخيراً، فالسعودية وحلفاؤها في دول الخليج والدول العربية، وإقليمياً ودولياً، مستعدون لحماية السعودية من أي اعتداء أو مغامرة غير محسوبة، وشركاء النظام الإيراني في «روسيا» و«الصين» تربطهم مصالح عظمى مع السعودية وحلفائها تمنعهم من الدفاع عن أي مغامرة إيرانية، وبالتالي فالنظام الإيراني مجبرٌ على إعادة النظر مراراً وتكراراً قبل ارتكاب أي فعلٍ لا تُحمد عقباه.

 

حينما كانوا إخواناً للشيوعيين وليس للمسلمين

علي العميم/الشرق الأوسط/06 تشرين الثاني/2022

ثمة تشابهٌ بين رأي غير المعنيّ بالسياسة والآيديولوجيا، عبد اللطيف عبد الحليم، وبين رأي المعنيّ بالسياسة والآيديولوجيا، مصطفى عبد الغني في كتيب «هؤلاء هم الإخوان». ولعلَّ الفرقَ بين رأييهما أنَّ الأول صاغه بعبارة أدبية موجزة، وأنَّ الثاني قاله بعبارات مباشرة، فيها شرح أكثر لموقفه السياسي والآيديولوجي. وهذا ما سيساعد على مناقشة رأيه وموقفه. مرَّ بنا قول مصطفى عبد الغني على سبيل النقد، وكشف تناقض مجلس قيادة الثورة بعد حادثة المنشية: «سعى النظام للقضاء على الإخوان سياسياً وفكرياً. ومن أساليبه المؤكدة الاستعانة بممثلي الدين والمثقفين في خوض هذه المعركة؛ أي حاول رجال الثورة محاربة الإخوان بسلاحهم». في هذا القول المرسل يعتبر مصطفى عبد الغني الدين والثقافة سلاحين خاصَّين بالإخوان المسلمين، ويعتبرهما حكراً عليهما، فلا يجوز لغيرهم أن يستعملهما! للإيضاح: السلطة في التاريخ العربي والإسلامي، وفي التاريخ الحديث إلى حادثة المنشية 1954، تستعين بالدين وبممثلي الدين في الدفاع عن شرعيتها. الإخوان المسلمون حركة سياسية اجتماعية تتكئ على الدين سبيلاً للوصول إلى الحكم والسلطة. وهي حركة محدَثة وطارئة على الحياة السياسية والاجتماعية والدينية في مصر في منتصف القرن الماضي. فكيف يكون الدين وتكون الثقافة سلاحين خاصَّين بها؟!

ليس ثمة ثقافة خالصة عند الإخوان المسلمين. فالثقافة عندهم ممزوجة بالدين. وبمفهومهم لها يجب أن تكون الثقافة – تصوراً – جزءاً من الفكر الديني، ويجب أن تكون – ممارسةً – جزءاً من الحياة الدينية.

بعد هذه الإيضاحات، أحصر نفسي في الرد على قوله المرسل بالواقعة؛ واقعة محاولة الإخوان المسلمين اغتيال عبد الناصر، وممهداتها، وهي الصدام بين الإخوان المسلمين وبين الضباط الأحرار في عام 1953. لا يوجد في كتيب «هؤلاء هم الإخوان» اسم يعتبر من ممثلي الدين. فكل الأسماء التي فيه، هي مصنفة في فئة المثقفين، وتحديداً الصحافيين، يتقدمها اسم أديب هو طه حسين، ومن ضمنها اسم أديب وصحافي هو كامل الشناوي. أهل الدين والمنتسبون للفكر الإسلامي، كان لهم حضور بارز في كتاب «رأي الدين في إخوان الشياطين» الذي صدر عن المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية عام 1965. وكان على رأس مقالاته بيان شيخ الأزهر حسن مأمون في الإخوان المسلمين. وهذا الكتاب صدر بمناسبة اكتشاف تنظيم سري انقلابي للإخوان المسلمين دُعي بـ«تنظيم 1965». لم يستعن الإخوان المسلمون في الصراع بينهم وبين الضباط الأحرار في عامي 1953 و1954، بممثلين للدين وبمثقفين من خارج جماعة الإخوان المسلمين. كما أن الإخوان المسلمين في داخل حركتهم وخارجها لا يفصلون بين الدين والثقافة، وبين أهل الدين وأهل الثقافة. فأهل الثقافة في منظورهم يجب أن يكونوا أهل دين أيضاً.

وهذه الإشارة تقودنا إلى زيف المشاكلة التي أقامها مصطفى عبد الغني بين السلطة (مجلس قيادة الثورة)، وبين المعارضة (الإخوان المسلمين).

وإذا ما رجعنا إلى مجريات ذلك الصراع في ذلك الوقت الذي تخللته هدنة قصيرة؛ فإنه يصعب القول إنه قبل محاولة اغتيال عبد الناصر في 26 أكتوبر (تشرين الأول) 1954، أدار الإخوان المسلمون معركة مع مجلس قيادة الثورة، استعانوا فيها بالدين وبالثقافة، أو أنها كانت معركة دينية ومعركة ثقافية بينهما.

فالمعركة التي قادها سيد قطب رئيس قسم نشر الدعوة وقتذاك لصالح جناح حسن الهضيبي في جماعة الإخوان المسلمين في مجلة «الإخوان المسلمين»، وفي النشرة السرية «الإخوان في المعركة»، كانت منحصرة في الاتهامات السياسية لعبد الناصر وحكومته بالخيانة والعمالة للاستعمار الغربي... إلخ.

كما أن هذه المعركة في جانب منها كانت موجهة للجناح المعارض لحسن الهضيبي في جماعة الإخوان المسلمين والموالي لمجلس قيادة الثورة، بالدعوة إلى مقاطعة المفصولين والموقوفين، والامتناع عن شراء وقراءة مجلة «الدعوة».

وإجمالاً، هذه المعركة حصلت في ظل انقسام في صفوف الإخوان المسلمين، وانقسام في صفوف الضباط الأحرار. وقد حاول كلاهما أن يستغل نقطة الضعف هذه عند خصمه للانتصار عليه في مسعى الصراع على السلطة والانفراد بها. رأي مصطفى عبد الغني وموقفه يقوم على قول مرسل في معظم جمله، منها قوله: إن النظام منحهم سيوفاً حادة في مقابل رجال أشباح، لم يوجدوا إلا داخل السجون. وقوله: وأُعدت السيوف، واختير الفريق المنتصر سلفاً. بحسب هذا المنطوق، سيف الكتابة هو بحوزة النظام أو السلطة، فهي التي تمنحه، وهي التي تُعده لكتّاب محترفين!

إذا كان الأمر كذلك، فلماذا لم يكتب النظام أو تكتب السلطة بنفسها ضد الإخوان المسلمين حتى لا يشنّع عليها مصطفى عبد الغني في كتاب أصدره عام 1989، بأنها استعانت بمثقفين في خوض معركتها؟! إن من العيب أن يقال عن كتّاب مهرة – على رأسهم طه حسين ومحمد التابعي – إن السلطة منحتهم سيوفاً حادة، أو أعدّت لهم سيوفاً. يقدم مصطفى عبد الغني القضية وكأنها معركة أدبية بين أدباء وأدباء آخرين يصولون ويجولون في ساحة الأدب بسيوف الكتابة. وخصومهم الأدباء الآخرون مجردون منها؛ لأنهم قابعون في السجن، أو كأنها معركة مع ثيران جُزّت فيها قرونها!

وقد تغافل عن تمكّن شبان الإخوان المسلمين من إحياء تنظيم الإخوان المسلمين مرة أخرى في مناطق مختلفة من مصر ابتداءً من عام 1957، الذي استمر في النماء والصعود إلى أن اكتُشف أمره عام 1965. هذا التنظيم كان تنظيماً ضخماً، وقد تواصل مع أحد الرجال الأشباح في السجن، وأمّره أصحابه عليهم بعد العفو عنه عام 1964، وأعني به سيد قطب. ودخل بعض أفراده القوات المسلحة، وحقق التنظيم اختراقاً لأخبار المباحث العامة والمباحث الجنائية العسكرية والرقابة الإدارية، ولأخبار القوات المسلحة، ولأخبار رئاسة الجمهورية، ومجلس الوزراء.

إذا نظرنا إلى كتيب «هؤلاء هم الإخوان»، وأمعنّا النظر في مقالاته كلها، فسنتيقن أن قوله: «سعى النظام للقضاء على الإخوان سياسياً وفكرياً»، مبالغة شاطحة.

يقول مصطفى عبد الغني: «فما كاد يمضي يوم أو يومان حتى كانت تُلقى الخطب العصماء، ويعلن بعض مثقفي التيار الإسلامي المنشق عن الإخوان تأييدهم للنظام. ففي جامع شركس وقف محمد الغزالي ليهاجم الإخوان، كما وقف بجانبه الشيخ الباقوري – الذي كان يؤثر الآن جانب السلطان – يهاجم كذلك هؤلاء الخارجين على النظام (الثورة)».

ربما أنه يقصد في قوله في فقرة سابقة: الاستعانة بممثلي الدين، هذين الاسمين: محمد الغزالي وأحمد حسن الباقوري. فلنأخذ كل اسم على حدة.

محمد الغزالي ليس منشقاً ولا متمرداً على الإخوان المسلمين، بل فصله الهضيبي هو وصالح عشماوي وأحمد عبد العزيز جلال في 9 ديسمبر (كانون الأول) 1953. وهو من الجناح المناوئ لزعامة الهضيبي على الإخوان المسلمين، والموالي للأغلبية في مجلس قيادة الثورة التي يتزعمها جمال عبد الناصر.

وقد هاجم الهضيبي والإخوان المسلمين في مقالات قبل محاولة اغتيال عبد الناصر في 26 أكتوبر 1954.

وهجومه عليهم في تلك الخطبة التي أشار إليها، هو استمرار ومواصلة لما كان يفعله. وفي جزء منه، أو لنقل الأصل فيه، هو هجوم لحسابه الشخصي. إن الذي يجب أن يؤخذ على الغزالي، بوصفه داعية ومن مثقفي الإخوان المسلمين، ليس ذلك الهجوم؛ فله سببه الخاص ومبرره الشخصي عنده وإن لم يصرح به، بل تقديمه – ابتداءً من سنوات السبعينات الميلادية – صورة مضللة لطبيعة علاقته بجمال عبد الناصر وبفترة حكمه، وصورة أخرى مضللة عن علاقته بالإخوان المسلمين منذ 23 يوليو (تموز) 1952 إلى وفاة عبد الناصر في 28 سبتمبر (أيلول) 1970.

ويجب أن يؤخذ عليه أنه في سبيل تحقيق هاتين الصورتين المضللتين، عرّض عدداً من الطبعات الأولى لكتبه للحذف والإضافة والتغيير والتبديل، من دون أن يُعلم القارئ بذلك في مقدمات هذه الكتب أو في هوامشها.

هاتان الصورتان المضللتان جاءتا بعد تولي أنور السادات رئاسة جمهورية مصر العربية، وبعد تصالحه مع حسن الهضيبي.

أحمد حسن الباقوري هو أيضاً ليس منشقاً عن الإخوان المسلمين، بل فصله حسن الهضيبي بعد قبوله أن يكون وزيراً للأوقاف في 7 سبتمبر 1952، في الوزارة الجديدة التي تشكّلت برئاسة محمد نجيب.

وكان عبد الناصر قد طلب من الهضيبي أن يرشح له ثلاثة أسماء للوزارة، فرشح له منير دلة وحسن العشماوي ومحمود أبو السعود، لكن الضباط الأحرار لم يوافقوا عليهم، واختار عبد الناصر الباقوري.

الباقوري في التاريخ الذي ذكره، وهو يوم أو يومان بعد 26 أكتوبر 1954، وزير في الحكومة من 7 سبتمبر 1952. فما الضير أن هاجم الإخوان المسلمين الذين حاولوا اغتيال رئيس وزرائها، عبد الناصر؟ فالباقوري في التاريخين المذكورين كان عضواً في الحكومة، وليس كما أراد أن يوحي بأنه شيخ أزهري إخواني آثر بعد مضي يوم أو يومين من حادثة المنشية، أن يقف إلى جانب «السلطان» في مواجهة الإخوان المسلمين. إن استخدامه لتسمية «السلطان» في جملته الاعتراضية تلك، كان نبزاً إخوانياً للباقوري – مع أن مصطفى عبد الغني غير إخواني – بأنه من علماء السلطان أو السلاطين.

للباقوري صلة مهمة بحادثة المنشية، لكن ليس هو الأمر الهامشي الذي ذكره مصطفى عبد الغني. فالإخوان المسلمون في ادعائهم أن الحادثة مدبرة، كانت خطبة الباقوري المرتجلة سنداً من أسانيدهم. فالباقوري كان من ضمن الوفد المرافق لعبد الناصر لحضور الحفل الذي أقيم في ميدان المنشية بمدينة الإسكندرية بمناسبة جلاء الاستعمار عن مصر. وكان عبد الناصر بعد إطلاق الرصاص عليه، وهو يصرخ منفعلاً، قد ذكر اسمه: «سيبني يا شيخ أحمد، سيبني يا عبد الحكيم». يقول الباقوري في كتابه «بقايا ذكريات»: «فإن الزعم بأن هذه الحادثة مدبرة، لا يقول به إلا أحد رجلين: أن يكون هو نفسه شريكاً في تدبير الاعتداء، أو أن يكون من الذين يحرصون على أن يقذفوا بالغيب من مكان بعيد. وإلا فإن مما جرت به الشائعات في كل مكان، أن الدليل على تدبير الحادث، خطبة ارتجلها وزير الأوقاف - الذي هو أنا - في حفلة المحامين في فندق (سيسل) في نفس الليلة التي وقع فيها الحادث، وقد قال كلاماً لا يصدر عن ارتجال، ولكنه يصدر عن إعداد وتنقيح. وراع هؤلاء السادة أن تلك الخطبة انتظمت بيتين من الشعر أشاروا كثيراً إليهما، مع أن هذين البيتين لا يجهلهما أحد من طلاب التخصص فيه، وهما:

تمنَّاني ليلقاني أُبيّ

وددت وأينما منِّي ودادي

أريد حياتَه ويريد قتلي

عذيركَ من خليلِك من مرادي

والذي يعرفه الناس عن الإخوان المسلمين، أنهم لا يدَعون فاتكاً بهم، أو ناصباً نفسه لمعاداتهم، حتى يأخذوا بثأرهم منه، وعلى هذه الطريقة ساروا، فأطلقوا عليه الرصاص في ميدان المنشية، وهو يخطب في الحشد الحاشد في الميدان».

هناك ثأر قديم للإخوان المسلمين مع الباقوري، وظل اسمه لعقود يَرِد عندهم في موضع الذم والإزراء والاستنقاص، حتى من تاريخه القديم والحافل مع الإخوان المسلمين، في حين أن الذين كانوا معه في مركب ثورة 23 يوليو 1952 منذ سنواتها الأولى، كمحمد الغزالي والسيد سابق والبهي الخولي، لا تَرِد أسماؤهم عندهم إلا ويحف بها التقدير والتبجيل!

ولا يُعرف هل السبب في هذا أنه كان الأعلى منصباً فيهم، أو لأن رجال الثورة كانوا يعتبرونه من رجالها، وأنه إمامهم.

الموقف اليساري الثاني من كتيب «هؤلاء هم الإخوان»، هو موقف رفعت السعيد.

موقفه الذي أوردته في مقال «الخلط بين زمنين في تاريخ الإذاعة بمصر»، كان موقفاً سلبياً. وقد كان زجّ فيه البعد الأكاديمي والموضوعية في غير موضوعهما. ولا يكفي لتفسير موقفه السلبي هذا، رغبته في التظاهر بالموضوعية والرصانة الأكاديمية في كتاباته عن الإخوان المسلمين، وعن زعيمهم حسن البنا. فهناك سبب آخر، وهو أنه في عام 1954 حدث تحالف مؤقت بين الشيوعيين والإخوان المسلمين في تبادل المنافع فيما بينهما بتوزيع منشوراتهما السرية ضد حكم مجلس قيادة الثورة. وفي ذلك العام كان سيد قطب يطبع النشرة السرية «الإخوان في المعركة» في مطابع الحزب الشيوعي السرية. فهو وفيّ لتلك اللحظة الزمنية التي حارب فيها الشيوعيون والإخوان المسلمون معاً عدواً مشتركاً، هو مجلس قيادة الثورة، ممثلاً في جمال عبد الناصر. وللحديث بقية.

 

المايسترو الأوحد يدير الفراغ من «العونية» إلى «الباسيلية»

سام منسى/الشرق الأوسط»/الأحد 06 تشرين الثاني 2022

في الأسبوع الأخير من أكتوبر (تشرين الأول) الفائت، استهل لبنان حقبة جديدة في تاريخه الحديث. هي جديدة نتيجة لحدثين رئيسين؛ الأول توقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل الذي مهما بلغت فذلكات توصيفه يدل على وقف العمليات الحربية بين البلدين، والمعنيّ الأول بها في المديين القصير والمتوسط تحديداً هو «حزب الله». بلغة مباشرة وأوضح، هو اتفاقية هدنة ثانية برضا ومباركة الحزب وانخراطه في التوصل إليها، وبتسهيل حثيث من الراعي الأميركي، وتهليل الدول الأوروبية وتصفيقها.

الحدث الثاني هو نهاية ولاية الرئيس اللبناني ميشال عون بعد 6 سنوات من أصعب وأخطر ما مرّ به لبنان على الصُّعد كافة؛ أبرزها الانهيار المالي والمصرفي، وتفجير مرفأ بيروت، والتعطيل القسري لأدوار المؤسسات كافة، والانقلاب على الدستور، وجرّ البلاد عنوة إلى المحور الإيراني في الإقليم بغطاء ومباركة من أعلى مرجعية سياسية مسيحية هي رئاسة الجمهورية، وأخيراً السير بمنهجية مدروسة لتهميش الطائفة السنية ودورها، وتفتيت زعاماتها واغتيالهم جسدياً ومعنوياً من خلال عرقلة تشكيل الحكومات وأعمال مجلس الوزراء.

الحدثان سوف يولدان تغييرات بنيوية في الحياة السياسية والاقتصادية في لبنان، وبدوره في المنطقة. بداية، يتأتى عن الترسيم بالشكل والمضمون عدد من الوقائع؛ أبرزها تمكين «حزب الله» من التفرغ إلى الداخل اللبناني بعد استبعاد شبح الحرب مع إسرائيل، مع استمراره بتكرار شعارات مستهلكة وممجوجة، مثل السلاح لتحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، ثم السلاح لحماية السلاح، ثم السلاح لمحاربة «داعش» وأخواتها، والسلاح لاسترجاع ثروات لبنان البحرية، واليوم السلاح لحماية هذه الثروات. إلى الراحة من هموم الحرب مع «العدو المفترض»، حصل الحزب على اعتراف ضمني أو معلن - أو بين الاثنين - من الدول النافذة بواقع هيمنته في الداخل اللبناني، واعتباره الجهة القادرة على ضمان الاستقرار، والركون إلى أن عمليات استخراج الغاز والنفط من لبنان وإسرائيل لن تتعرض لهزات أمنية تُذكر، تهدد فعلياً الاستثمارات المتوقعة. إلى هذا، حصل تسليم ضمني بأن بقية القوى السياسية، على تعددها، عليها التعايش مع الواقع الجديد بشكل أو بآخر؛ أي بالمباشر، خفوت الأصوات المنادية بنزع السلاح غير الشرعي، والسطوة الإيرانية، وغيرها. وتجدر الملاحظة في هذا السياق، أنه منذ أكثر من شهرين، توجهت التصريحات والمواقف في غالبيتها بالنقد والتجريح وتحميل مسؤولية الأزمات والكوارث إلى الرئيس عون وفريقه وحزبه، من دون «حزب الله» المتفرج من وراء الستارة على ما يدور على المسرح. كل ذلك يقودنا إلى شبه قناعة بأن الغرب وبعض العرب باتوا مقتنعين بأن لبنان سيبقى لفترة طويلة نسبياً في الفلك الإيراني، وينبغي التصرف معه وإزاءه على هذا الأساس.

أخيراً، فإن الحقبة الجديدة قد تحمل معها تغييراً إيجابياً في أحوال اللبنانيين اقتصادياً، إذا أحسن «حزب الله» وحلفاؤه التفاهم مع الأطراف الأخرى على الإفادة من عائدات الغاز، إذا قُدر استخراجها بكميات تجارية معقولة.

أما نهاية ولاية الرئيس عون، فهي تتجاوز مجرد نهاية عهد لتصل إلى نهاية الزعامة السياسية للجنرال ميشال عون، على الرغم من أنه اعتبرها بداية لمرحلة جديدة من النضال لتحقيق شعاراته، والأصح اعتبرها بداية حقبة صهره ووريثه جبران باسيل، وهو ما هدف إليه رئيساً وبعد رئاسته.

عون يعرف تماماً أنه إلى تراجع، وعزاؤه في توريث الصهر، وأن «العونية» باقية وسوف تنتصر. من هذه الزاوية، لا يجوز الاستخفاف أو الاستهتار بهذه الظاهرة «العونية» التي عمرها أكثر من 35 سنة، يوم كان يردد ما ينقله عنه مؤيدوه زمن قيادته للجيش، وكنت شاهداً على ذلك، أنه «سيقضي على الجميع دون استثناء»، فيما كان يوحى أنه بمثابة مشروع انقلابي ينتظر فقط نهاية عهد الرئيس أمين الجميل سنة 1988.

ومهما تعددت الأسباب أو الأهداف يومها، سواء كانت ناتجة عن هوس شخصي بالسلطة، أو هوس شخصي استغلته قوى خارجية وداخلية؛ مرة عراقية صدامية وأخرى فلسطينية عرفاتية، ومرة إيرانية خمينية؛ يبقى المشروع هو هو؛ الاستيلاء على السلطة والاحتفاظ بها، على غرار ما شهدناه في دول عربية كثيرة وقعت في قبضة الاستبداد والمستبدين لعقود، وبعضها لا يزال.

إشكاليات كثيرة في المشروع العوني؛ أولها أنه ولا مرة كانت لديه وحده القدرة أو مقومات الاستيلاء على السلطة من دون اللجوء إلى جهة خارجية، بحيث رسا أخيراً في أحضان «حزب الله» وسوريا الأسدية، فيما عُرف بـ«تفاهم مار مخايل» سنة 2006 الذي كان بمثابة اتفاق قاهرة جديد.

ثانياً، «العونية» حالة مرضية كما وصفها بعضهم في المجتمع المسيحي، وقابلة للتوسع، خصوصاً بعد مفاعيل الترسيم التي جعلت وجهة الريح لصالح حليف التيار «حزب الله»، مما قد يمكّن التيار من التمدد على حساب القوى المسيحية الأخرى. مكونات قابلية التمدد حاضرة، وأعراضها ظاهرة عبر الخطايا المرتكبة منذ عقود؛ وأبرزها عقدة رئاسة الجمهورية، والتنافس بشراسة وبحسابات ضيقة رخيصة للوصول إليها. كذلك إهمال المتغيرات الإقليمية، واعتبار لبنان بمثابة جزيرة معزولة عما يجري في المحيط. يضاف إلى ذلك عدم قدرة الأحزاب المسيحية - ولا حتى الرغبة الفعلية - للخروج من عباءة الطائفة إلى الفسحة الوطنية في لبنان الكبير عن حق وقناعة؛ إذ تَبرز علامات القوقعة المسيحية عند المنعطفات الحاسمة في الحياة السياسية، مثل عدم السماح بالمس بالموقع المسيحي الأول الذي دفع ثمنه اللبنانيون منذ عام 2005، عندما رفضت بكركي إسقاط الرئيس إميل لحود، وجرى حينها التفريط في فرصة تاريخية نادرة مثل حركة «14 آذار»، وعندما شاركت الأحزاب المسيحية في إسقاط حكومة سعد الحريري برفض التظاهر والمطالبة بإسقاط الرئيس عون، مما خلق حالة من الغربة بينهم وبين باقي الطوائف. أليس عون هو مَن زجّ المسيحيين في حلف مع إيران، وأعطى الغطاء المسيحي لسلاح «حزب الله» حتى يوم «غزوة» 7 مايو (أيار) 2008؟ فلماذا الإصرار على اعتبار رحيله ضد صالح المسيحيين وليس ضد نهج عون وتياره؟ واللافت أن بعض الأحزاب المسيحية، وتحديداً حزبي «القوات اللبنانية» و«الكتائب»، دَعَوَا جمهورهما إلى عدم الاحتفال بنهاية عهد عون. رئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع، اعتبر أن «يوم انتهاء ولاية الرئيس عون هو يوم للحزن وليس للفرح، نظراً للوضع الذي وصلنا إليه. وعمّمنا على المنتسبين كافة بعدم المشاركة بأي تحرك»، فيما قال رئيس حزب «الكتائب» سامي الجميل: «أتوجه للكتائبيين لأدعوهم... ألا يصدر عنهم أي كلام غير لائق أو استفزاز... لأن علينا احترام مقام الرئاسة وشخص الرئيس». هكذا كلام يدل على إصرار هذه الأحزاب على مواقف طائفية في لحظة مفصلية. وإن كان عون ليس وحده سبب كل الشرور والأزمات، فإنه بأدائه وصهره باسيل باتا وسيلة لمن وراءهما من قوى خارجية، بدل أن يكونا في المرحلة الراهنة بحالة تماهٍ مع باقي اللبنانيين.

قصارى الكلام، أن الحقبة الجديدة تقتضي أداءً مغايراً، ومقاربات مختلفة ومبتكرة في السياسة، مطلوبة من القيادات المسيحية لمواجهة ما يمكن أن يقدم عليه التيار العوني بقيادة باسيل للإمساك بـ«القرار المسيحي» بحسب وصفهم، المتماهي مع تحالف الأقليات، في غياب الموقف السني الفاعل والمؤثر، بحيث تصبح السياسة كلها بيد الثنائي الشيعي، وبقيادة مايسترو أوحد هو «حزب الله» في مرحلة قد تطول، وعندها لا ينفع الندم.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

البطريرك الراعي: رئيس الجمهورية ليس لزوم ما لا يلزم وليس حاجب الجمهورية بل هو حاكمها والمشرف على انتظام عمل مؤسساتها

وطنية/06 تشرين الثاني/2022

 ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه النائب البطريركي المطران أنطوان عوكر، أمين سر البطريرك الاب هادي ضو، رئيس مزار سيدة لبنان - حريصا الأب فادي تابت ولفيف من الكهنة، في حضور المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير وحشد من الفاعليات والمؤمنين.

 بعد الانجيل المقدس، القى الراعي عظة بعنوان "أنت المسيح إبن الله الحي" ( متى 16: 16)، قال فيها: "عندما سأل يسوع تلاميذه: وأنتم، من تقولون أني أنا، إبن الإنسان (الآية 15)، أجاب سمعان - بطرس وقال: أنت المسيح إبن الله الحي! فامتدحه يسوع على إيمانه الذي قبله هبة من الله، حفظها في قلبه وتفاعل معها وعاشها. إن الإيمان والرجاء والمحبة هبة مثلثة، مترابطة ومتكاملة. وهي هبة مجانية يطلب الله منا أن نقبلها ونعيشها. فمن يؤمن يترجى، ومن يترجى يحب على ما يقول القديس أغسطينوس. بفضل إيمان سمعان بن يونا الراجي والمحب اكتشف الجواب الصواب المختلف عن كل أجوبة الناس. فسماه يسوع صخرة أي Petros باليونانية، وكيفا بالآرامية، يبني عليها كنيسته. هذه الكنيسة تنمو وتصمد على صخرة إيمان أبنائها وبناتها. يسعدنا أن نحتفل معا بأحد تقديس البيعة وتجديدها، وببدء السنة الطقسية. فيها تدور الكنيسة حول محورها سر يسوع المسيح في سنة كاملة مقسمة إلى أزمنة، فتستنير بنوره، وتتقدس بنعمه وتعتذي على مائدتيه: مائدة كلامه الحي، ومائدة جسده ودمه. إن كنيسة المسيح المبنية على أساس الإيمان، هي في مثابة الصخرة التي تبنى عليها بيوتنا، لكي تصمد بوجه الأمطار والعواصف والفياضانات. إيمان سمعان بن يونا هو هذه الصخرة الروحية التي عليها بنى الرب يسوع كنيسته. وإنها لتثبت الى الابد بقوة إيمان أبنائها وبناتها، الذي ينقله إليهم بالكرازة والتعليم أساقفتها وكهنتها، وعلى رأسهم قداسة الحبر الأعظم خليفة القديس بطرس على كرسي روما، والبطاركة رؤساء الكنائس التي أسسها الرسل في عهدهم، وهي أورشليم والإسكندرية وأنطاكية والقسطنطينية. إعلان سمعان - بطرس الإيماني: أنت المسيح إبن الله الحي( متى 16: 16)، يتضمن كل المفاهيم الكتابية في العهد القديم، مع البعد اللاهوتي. أنت المسيح أي الذي اختاره الله، ومسحه بروحه القدوس وأرسله:

نبيا بامتياز، لأنه يعلم كلمة الله، وهو الكلمة إياها. وكاهنا بامتياز، لأنه هو الذبيحة ومقربها. وملكا بامتياز، لأنه هو الملك والملكوت الذي يدخل إليه كل المؤمنين الملتزمين بتعليمه، والمنفتحين على نعمته. وأنت إبن الله هذا الأقنوم الثاني من الثالوث الأقدس الذي تجسد من مريم العذراء بقوة الروح القدس وصار إنسانا، ومات على الصليب لفداء خطايا البشر، وقام من الموت ليبث الحياة الجديدة في حياة البشر".

وتابع: "عدت بالأمس إلى لبنان بعدما شاركت في ملتقى البحرين للحوار الذي عقد برعاية جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين، بدعوة رسمية من رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية. وكان الموضوع: الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني. وطلب إلي الكلام عن الموضوع بالتركيز على اختبارات الحوار في لبنان. وكانت مناسبة للقاء جلالة الملك وقداسة البابا فرنسيس الذي لبى دعوة جلالة الملك لإختتام أعمال المؤتمر، وعقد لقاء مع العلماء المسلمين، وقد ترأس من بعدها صلاة مسكونية في كاتدرائية سيدة العرب. واحتفل صباح أمس بقداس إحتفالي في مدرج المدينة، واليوم يتابع نشاطه بلقاء الشبيبة والإكليروس، إنا نرافقه بصلاتنا كي يحقق الله أمنياته ويعطيه الصحة الكاملة لمواصلة رسالته.عندما إلتقيت جلالة الملك أبدى تضامنه مع لبنان، وأسف للأوضاع التي تسوده حاليا ولعدم انتخاب رئيس للجمهورية. وقال: لن اترك لبنان. وسمعت بتأثر كبير من العديدين من اهل البحرين: نحن تعلمنا من لبنان كل شي، تعلمنا الفن، الموسيقى، العلم والحياة الجميلة، نحن ندمع لوضع لبنان اليوم. وعندما كنا في اللقاء مع العلماء المسلمين، قال لي احدهم: كل الذي تراه هنا كان ينبغي ان يكون في لبنان، لان لبنان هو بلد حوار جميع الاديان والحضارات. وأعربت لجلالته عن تقديري على توفير حرية العبادة وممارسة الشعائر الدينية، وبخاصة للمسيحيين في كنائسهم، حيث يعيش المسيحيون جنبا إلى جنب إخوانهم أبناء البحرين، ويتعاونون في بناء تلك المملكة وازدهارها. وشكرته على العقار الذي بنيت عليه كنيسة سيدة العرب، وهي أكبر كاتدرائية كاثوليكية في بلدان الخليج وأجملها، وقد افتتحت في نهاية العام 2021". 

واضاف: "إننا نتطلع إلى أن يتقدم الحوار بين المسيحيين والمسلمين ويترجم شراكة في الإنسانية والوطنية، خصوصا على أرض لبنان، أرض "الشركة والمحبة".لقد صارت الشعوب مقتنعة بضرورة الخروج من شرانقها والانفتاح على بعضها البعض، لكي تتعايش بتبادل الثقة والإحترام والتعاون. هذا ما نرجوه أيضا وأيضا للبنان، وطننا الحبيب، والباب هو انتخاب رئيس جديد للجمهورية، حفاظا على الكيان، بوجه الذين يبحثون عن كيانات أخرى سياسية وحزبية ومذهبية وشخصية لهم لا للبنان. فليكن واضحا، أن لا أولوية على أولوية انتخاب رئيس الجمهورية. وليدرك ذلك المسؤولون وكل دولة تعتبر نفسها صديقة لبنان. فلبنان ليس شركة تجارية يعاد تعويمها، بل هو وطن يعاد بناؤه وطنيا على أساس الإيمان والولاء. نقول ذلك لأن البعض يعتقد أنه مع تأخر انتخاب الرئيس يمكن القيام بمشاريع، وكأن انتخاب الرئيس أصبح أمرا ثانويا. مع غياب رئيس الجمهورية، وهو المعني بعلاقات لبنان الخارجية والمعاهدات، يتعذر الاتفاق مع صندوق النقد الدولي أو أن تنفذ إصلاحات وتتخذ إجراءات على صعيد القضاء والإدارة وتقرير المصير، أو أن يحصل تشريع خارج الضرورات القصوى، أو أن تؤلف حكومة. ما قيمة كل هذه المقترحات في غياب رئيس جديد للجمهورية؟ لا، لا، ليس رئيس الجمهورية لزوم ما لا يلزم، وليس حاجب الجمهورية، بل هو حاكم الجمهورية والمشرف على انتظام عمل مؤسساتها". وتوجه الى النواب: "تريدون لبنان كيانا واحدا؟ انتخبوا رئيسا للجمهورية. تريدون دولة لبنان الحديث؟ انتخبوا رئيسا للجمهورية. تريدون استمرار صيغة الشراكة الوطنية؟ انتخبوا رئيسا للجمهورية. تريدون لبنان أن يلعب دوره التاريخي والمستقبلي؟ انتخبوا رئيسا للجمهورية.وأنتم أيها المسؤولون عن حصول الشغور الرئاسي، والمسؤولون اليوم عن انتخاب رئيس جديد، فلم تتأخرون وتسوفون وتتهربون وتعطلون؟ ولم تحجمون وتتريثون وتتقاعسون؟ ربما لا تملكون حرية القرار، فما قيمة نيابتكم؟ وإذا كنتم أحرارا في قراراتكم، فجريمة ألا تفرجوا عن قراركم الحر، وتنتخبوا رئيسا جديدا حرا. ثم ما قيمة تمثيلكم للشعب، إذا لم يكن على رأس الجمهورية رئيس؟".  وختم الراعي: "في ظلمة هذا الليل القاتم من حياتنا اللبنانية، يبقى نور الرجاء بانبثاق فجر جديد أقوى. وإنا نستمده من إيماننا بقدرة الله ونعمته، فهو على كل شيء قدير، له المجد والتسبيح الآن وإلى الأبد، آمين".

 

المطران عوده: ندعو النواب المسيحيين إلى اختيار رئيس قادر على إطلاق ورشة الإصلاح

وطنية/06 تشرين الثاني/2022

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، خدمة القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس. بعد الإنجيل ألقى عظة قال فيها: "إنجيل اليوم يخبرنا عن حادثتين: الأولى عن امرأة نازفة للدم، والثانية عن ابنة رئيس للمجمع. في كل منهما تظهر الثقة المطلقة بالرب يسوع، هذه الثقة النابعة من إيمان عميق به وبقدرته على كل شيء. فرئيس المجمع خر عند قدمي يسوع طالبا إليه شفاء ابنته الوحيدة المشرفة على الموت. ولما أعلمه أحد رجاله أن ابنته قد ماتت قال له يسوع: "آمن فقط فتبرأ هي". ولأن إيمانه كان كبيرا أقام الرب ابنته من الموت. أما المرأة التي بها نزف دم فقد أنفقت معيشتها على الأطباء كما يخبرنا الإنجيل، فقد أدركت عجز الطب والأطباء، وأن لا شفاء لها إلا بالمسيح. يذكر الإنجيلي مرقس أن النازفة الدم قالت في داخلها، وهي تقترب من المسيح: "إن مسست ولو ثيابه شفيت" (مر 5: 28). هذا الكلام يدل على إيمان المرأة الكبير، وهي لم تتوسل الكلمات لتعلن إيمانها بل تصرفت بالإيمان. جاهدت لتصل إليه من بين الجموع المحتشدة حوله، واثقة أن منه وحده الشفاء. يقول الإنجيلي: "جاءت من ورائه ولمست هدب ثوبه، وفي الحال توقف نزيف دمها" (لو 8: 44)".

أضاف: "يقول الرب في إنجيل متى: "لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقل من هنا إلى هناك فينتقل، ولا يكون شيء غير ممكن لديكم" (17: 20). إن الإيمان العظيم الذي تحلت به المرأة النازفة الدم هو الذي أهلها للشفاء. عندما لمست يسوع قال: "من لمسني؟" إزاء حيرة التلاميذ الذين أعربوا عن استغرابهم من هذا السؤال، لأن الجموع كانت تحيط به وتزحمه، عاد المسيح ليقول بإلحاح: «قد لمسني أحدهم». لم يقل إن كثيرين لمسوه، بل شخص واحد. السبب، كما يتضح فيما بعد، هو أن شخصا اجتذب قوته وقدرته، لذلك قال الرب: «لأني علمت أن قوة قد خرجت مني» (لو 8: 46). وقد أراد أن يظهر لتلاميذه أن الشخص الذي لمسه كان مستحقا لتقبل نعمته، بسبب إيمانه. قول المسيح لا يعني أنه شعر بنقص في قوته. المسيح، كإله، لا يخضع لمفهوم الكمية لأنه ينبوع قوى لا يفرغ ولا ينضب، لا ينقص ولا يزيد، لأن ما من شيء فوق الله، الذي هو الكمال، أما الزيادة والنقصان فهما من صفات المخلوقات العابرة. إذا، ما قصده المسيح بقوله «إن قوة قد خرجت مني»، أن قوته الضابطة كل الخليقة قد انتقلت إلى إنسان آخر. في الوقت نفسه، أراد أن يكشف إيمان المرأة، التي خرت أمامه مرتعدة لأنها كشفت، فقال لها: «ثقي يا ابنة، إيمانك أبرأك».

وتابع: "سلطة رئيس المجمع وقوته لم تستطيعا شفاء ابنته، وأموال المرأة التي أنفقتها على الأطباء كما يذكر الإنجيلي لم تشفها. المركز الإجتماعي والمال والسلطة والعلم... كلها غير قادرة وعاجزة. وحده الرب خالقنا هو الكامل، ووحده القادر على شفائنا من أمراضنا، وانتشالنا من الضيقات. يلزمنا شيء واحد فقط، أن نؤمن به، وأن نثق بقدرته على خلاص نفوسنا وشفاء أجسادنا وقيامتها من بين الأموات، وأن نخر أمامه كما فعلت المرأة النازفة الدم، ونعلن توبتنا طالبين معونته، فيحتضننا بمحبته ويحيطنا برحمته، وتكون لنا الحياة، ويكون الشفاء. الرب ملجأنا الأمين في كل حين وليس عند الحاجة فقط. إذا المسيح قيامتنا. فإن متنا في الإيمان الذي في المسيح، سنقوم معه، ولا يبقى للموت وجود".

وقال: "كثيرون من الزعماء والمسؤولين قد يكونون من المسيحيين، إلا أن كلامهم وخطاباتهم لا تشفي، ولا تطرد اليأس، بل قد تزيده، وأعمالهم لا تتصف بالتجرد والنزاهة والنبل والجرأة في قول الحق ورفض كل ما لا يرضى عنه الضمير. الكنيسة، جسد المسيح، هي التي تنقل إلينا كلام الرب الشافي من الكتاب المقدس والآباء. كيف لزعماء يدعون المسيحية ويساهمون في إذلال شعب الله لأنهم لا يعرفون الله ولا وصاياه؟ يتكلمون ولا يفعلون. هل المسيحية وعود فارغة؟ لذلك ندعو النواب، خصوصا المسيحيين منهم، أن يتقوا الله ويسمعوا صوت الضمير، وأن يجتمعوا حول فكرة إنقاذ البلد، وأن يكونوا يدا واحدة تمسك بيد الشعب لتنتشله من الهاوية. ليسمعوا أنين الشعب ويتذكروا أنه انتخبهم لتمثيله، والدفاع عن مصالحه، والقيام بكل ما يستدعيه واجب التمثيل من تشريع، ومن مراقبة ومحاسبة، ومن حفاظ على الحياة الديموقراطية. فليجتمعوا ويختاروا رئيسا قادرا على إطلاق ورشة الإصلاح، رئيسا لا يريد شيئا لنفسه ويعتبر الكرسي مقعدا موقتا يغادره عند انتهاء المهمة، والرئاسة وظيفة يتممها بنزاهة وصدق ومخافة الله. ثم تشكل حكومة وتطلق ورشة العمل الجاد في سبيل انتشال لبنان من ركامه، وإعادة الكرامة المسلوبة إلى هذا البلد وأبنائه". وختم: "دعوتنا اليوم أن نؤمن بالمسيح ليس بالأقوال بل بالسلوك والحياة والأفعال، فنحترم أخانا الإنسان ونحفظ حريته وكرامته ونقبل رأيه مهما كان مغايرا لرأينا، ولا نتصرف بعنف تجاه من يختلف عنا. ربنا قبل كل إنسان حتى من أخطأ إليه، وصلى من أجل مبغضيه، فهل يحق لنا أن نعير الآخر بآرائه ونرفض حريته ونكم صوته؟ ليكن إيماننا بالقول والفعل، جاذبا لنعمة الله، حتى تعمل في كياننا وفي حياتنا وتشع من خلالنا إلى الآخرين، فتعم البركة والمحبة عالمنا المظلم".

 

قاووق: ادعاءات تغيير الطائف هدفها التغطية على التدخلات

وطنية/06 تشرين الثاني/2022

رأى عضو المجلس المركزي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق أن "لبنان اليوم هو أكثر الدول في المنطقة منعة أمام أكثر حكومة إسرائيلية عدوانية وعنصرية وتطرفية، وهذا دليل على جدوى المقاومة التي حصنت لبنان وجعلته الحلقة الأقوى في الصراع العربي الإسرائيلي، لذلك، نحن لا نخشى من أي مواقف من نتنياهو تطال اتفاق الترسيم للمنطقة الاقتصادية الخالصة في لبنان". وأشار خلال احتفال تكريمي أقامه "حزب الله" "لفقيد الجهاد والمقاومة محمد حسن حاوي" في حسينية بلدة خربة سلم الجنوبية، إلى أن الضمانة الحقيقية لاتفاق الترسيم ليس الوسيط الأميركي وليست حكومة لابيد، إنما قدرة وقوة المقاومة، ولن يضيع حق للبنان بوجود المقاومة ولن يضيع نفط ولا غاز للبنان وراءه مقاومة قوية وأبية". وقال: "الذين أصروا على رئيس تحد ومواجهة، أدخلوا لبنان في متاهة لا نعرف متى الخروج منها، ونحن أصرينا على رئيس يكون رمزا لوحدة وإنقاذ البلد، وليس رمزا للانقسامات وتصفية الحسابات وجر البلد إلى الفتنة والفوضى".

وقال: "هناك تدخلات مسمومة علنية من السعودية تريد أن تحرض اللبنانيين بعضهم على بعض، وتمنعهم من الحوار، فهل يحق للسعودية أن تتدخل في الشؤون اللبنانية؟" ولفت إلى أن "أحدا لم يطرح تغيير الطائف، ونرى أن استخدام هذه القضية، هو للتغطية على التدخلات الخارجية التي تمنع الحوار بين اللبنانيين، وتمنع انتخاب رئيس توافقي، ونحن لن نسمح لأي دولة خارجية أن تمارس وصاية على لبنان، أو أن تحدد مواصفات الرئيس، الذي من المفروض أن يكون توافقيا ووطنيا بمواصفات وطنية مئة بالمئة، فهكذا نخرج من الأزمات، وغير ذلك، نزيد الأزمات تعقيدا".

 

قبلان: لبنان في أمس الحاجة الى طائف مالي نقدي

وطنية/06 تشرين الثاني/2022

أكد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في تصريح، أن "إتفاق الطائف ضرورة وطن ودولة، ونهاية حرب، ومن وقتها فتح بابا للبنانيين لبداية قوية في الإصلاح السياسي، والهدف دولة المواطنة، فالطائف ضرورة إنقاذية لها ما بعدها، وحمايته تبدأ وتنتهي بمجلس النواب، ولكن إنتاجية الطائف بحاجة لشراكة دستورية نوعية وقفزة إصلاحات، أولها استئصال الطائفية السياسية، فهي مرض سرطاني خبيث يفتك بجسد الوطن، واستمرارية المرفق الدستوري أكبر ثوابت مفهوم الدولة الشامل للمرفق الدستوري والخدمي والإداري، والمصلحة الوطنية العليا تعني تسوية رئاسية نيابية، والإتفاق على رئيس جمهورية لا يحتاج "معجزة"، والإصرار على الفراغ لعبة دولية والتهويل بالخراب الإقتصادي دعاية أميركية، ولبنان عربي بمقدار مصالحه الوطنية، ولا وصاية لأحد على لبنان، والشراكة العربية بأسوأ حالاتها، ونهاية التاريخ أسهل من التعويل على استسلام لبنان عبر لوبي واشنطن الذي يقود موجة حصار متواصل". وتابع: "لبنان اليوم في أمس الحاجة لطائف مالي نقدي، وأما العيش المشترك فلا يحتاج إلى طائف جديد، والمواقف الوطنية الرنانة لا قيمة لها إذا لم تسهم بتكريس سيادة لبنان ومؤسساته الدستورية، والتاريخ اللبناني مر وتكرار التاريخ أمر، وطبول حرب تل أبيب قنابل صوتية منتهية الصلاحية".

 

أمين السيد من بعلبك: لم يمر على المقاومة زمن هي أقوى فيه من الزمن الحالي

وطنية - بعلبك/06 تشرين الثاني/2022

رأى رئيس المجلس السياسي ل"حزب الله" السيد إبراهيم أمين السيد أن "امتلاك المقاومة للسلاح النوعي يمنع العدو الإسرائيلي من شن حرب على لبنان، ويرغمه على الاعتراف بحقنا، ما يعني اننا لم نعد نحتاج إلى حرب من أجل الوصول إلى حقنا وأهدافنا، يكفي ان يكون معنا هذا السلاح والموقف الشجاع لاتخاذ القرار المناسب، وحققنا الانتصار دون استخدام هذا السلاح". جاء ذلك خلال احتفال تابيني أقامه "حزب الله" في حسينية الإمام الخميني في بعلبك، في حضور الوكيل الشرعي العام للسيد علي الخامنئي في لبنان الشيخ محمد يزبك، مسؤول منطقة البقاع الدكتور حسين النمر، النائب ينال صلح، الوزير السابق الدكتور حمد حسن، رئيس اتحاد بلديات بعلبك شفيق شحادة، رئيس بلدية بعلبك فؤاد بلوق، رؤساء بلديات واتحادات بلدية وفاعليات دينية وسياسية واجتماعية. وقال: "شباب المقاومة هم شركاء وليسوا موظفين عند أحد، وهم أساس، يعني ممنوع الاستعلاء والظلم والانتقام والتشفي، وأي مسؤول يجب أن يعمل على قاعدة الحب والأخوة والاعتراف بفضل الآخرين، ويعمل على قاعدة التعاون".  واعتبر أن "المقاومة ترتكز على ثلاثة أعمدة، العمود الأساس الأول هو الشخصية المعنوية للأخوة والأخوات، أي الإيمان، التقوى، التدين، الاخلاص، التضحية، الأخوة، المحبة، الثقافة، الفكر السياسي، والإيثار. فرغم حال الإحباط التي عاشها وطننا وعاشتها أمتنا خلال الغزو الإسرائيلي عام 1982، استطاعت هذه المسيرة ان تحول الأجيال، رجالا ونساء وشبابا، وان تصنع فيهم شخصية المجاهد والمقاوم بالمعنى الفكري والعقائدي والأخلاقي والسلوكي والجهادي والسياسي".  وتابع: "العمود الثاني هو بيئة المقاومة، وفي هذه البيئة لم يكن الأهل أقل تضحية من أبنائهم المقاومين، وكلما كانت المقاومة تكبر وتتقدم، كانت بيئة المقاومة تتوسع وترتفع قدرتها على حمل المسؤولية، وحمل أعباء قرارات المقاومة سواء في مواجهة العدو الصهيوني وأذنابه في لبنان، او في مواجهة التكفيريين في الجرود".  وأضاف: "اما السلاح فهو العمود الثالث، وقد تطورت قدرات المقاومة منذ بداية المسيرة حتى اليوم، وفي هذه اللحظة تمتلك المقاومة سلاحا نوعيا وكميا، تستطيع أن تواجه به طواغيت العالم. وأهمية وقوة هذا السلاح النوعي، انه جعل العدو لا يفكر بالحرب ضد لبنان، وجود السلاح منع العدو من أن يشن حربا، وانتصرنا دون استخدام هذا السلاح. لذلك عملوا كثيرا وما زالوا يعملون لإسقاط السلاح، وأشاعوا مناخات وأجواء من أجل ان يتخلصوا من هذا السلاح، وأقاموا التكتلات السياسية والحزبية والسياسية المحلية والإقليمية والدولية، وعندما فشلوا شنوا حرب تموز 2006، وكان باعتقادهم أنها ستكون الحرب الفاصلة لإنهاء المقاومة المسلحة ووجود حزب الله والقضاء على بيئته. ولكن واحدة من نتائج حرب تموز أن هذا المشروع فشل، وما زال يفشل، ويومها انتصرنا، وما زلنا ننتصر، وحتى اللحظة الأخيرة التي اسمها ترسيم الحدود، التي أدت إلى احتفاظ لبنان بثرواته النفطية والغازية، وامتلاكه حقه في استخراج ثروته الوطنية".

 وأشار إلى أن "المقاومة لم تضطر إلى استخدام السلاح، نحن أعلنا فقط استعدادنا لمنع الإسرائيلي من استخراج النفط إذا أراد منعنا من استخراج نفطنا".  واعتبر السيد أمين السيد أنه "لم يمر على المقاومة زمن هي أقوى فيه من الزمن الذي نحن فيه، ولم يمر زمن على المقاومة من حيث الدور والأهمية محليا وإقليميا ودوليا أفضل مما نحن عليه اليوم. يعني اننا لم نعد نحتاج إلى حرب من أجل الوصول إلى حقنا وأهدافنا، يكفي ان يكون معنا هذا السلاح والموقف الشجاع لاتخاذ القرار المناسب". وأردف: "اعترف العالم بالمقاومة وبأهميتها، وبأن السلاح هو العمود الأساسي في معادلة القوة والمواجهة مع مشاريع الاستكبار وأعوانه في المنطقة، واليد التي تريد أن تسقط هذا العمود هي يد الاعداء التي تتآمر من أجل أن يسقط سلاح حزب الله. وفشلهم في نزع سلاح المقاومة جعلهم ينقلون المواجهة الى العمودين الأولين، الشخصية العامة للمقاومة والبيئة الحاضنة، وعادة يلتقي في هذا المشروع شياطين الخارج مع شياطين النفس، ولكن لن يستطيع أحد في العالم أن يسقط من داخلنا الإيمان والتدين والتقوى، إلا أذا اسقطناها بأيدينا، لذا علينا ان نحرص على تجنب أي ثغرة ينفذ منها الأعداء، وان لا نساهم بأي شكل من الأشكال بمساعدة الذين يعملون لتشويه الشخصية العامة لحزب الله، من خلال الأضاليل والإفتراءات والاتهامات الباطلة والزور والظلم".

وختاما، اكد أمين السيد "الحرص على حفظ بيئة المقاومة، ومن عوامل الحفاظ على البيئة الوعي الديني والثقافي، والاستقرار الاجتماعي، وإصلاح ذات البين، وان نحمل سلاح التعاون والأخوة والمحبة والصلح والتعاون والتكافل للضغط على مجتمعنا للتخلص من المشاكل والأزمات".

 

 /New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 06 – 07 تشرين الثاني/2022

رابط الموقع                                                                      

http://eliasbejjaninews.com

لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

Click On The above Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 06 تشرين الثاني/2022/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/113194/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1590/

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For November 06/2022

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/113196/lccc-lebanese-global-english-news-bulletin-for-november-06-2022-compiled-prepared-by-elias-bejjani/