المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 01 تشرين الثاني/2022

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2021/arabic.october31.22.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

اضغط على الرابط في أعلى للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

طُوبى لِلْمُضْطَهَدِينَ مِنْ أَجْلِ البِرّ، لأَنَّ لَهُم مَلَكُوتَ السَّماوات

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/لا قيامة للبنان بظل اصحاب شركات أوباش وقطعان صنمية تؤلههم

الياس بجاني/قطعان تهلل لعون الذي قادها إلى المسلخ وسلخ جلدها وباعها جثث لحزب الكبتاغون

الياس بجاني/عون والحريري وجعجع هم شركاء في بيع ثورة الأرز وفرط 14 آذار

الياس بجاني/كل رؤساء الجمهورية منذ العام 1982 كانوا من خامة الذميين والمخصيين سيادياً ووطنياً

الياس بجاني/قطعان أصحاب شركات الأحزاب مزروعين في كل تجمع بهدف تفشيله

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة مع الفنانة الكلاسيكية الأوبريالية المميزة السيدة فاديا طنب الحاج من موقع قناة مورجان

رابط حلقة نديم قطيش لليوم: تعتير وصنمية وجهل جمهور عون

رابط مقابلة الصحافي منير الربيع من تلفزيون الجديد

رابط فيديو مقابلة سيمون ابو فاضل من موقع قناة بالمباشر: الفراغ لن يطول، مسعى سعودي فرنسي جدي… وهذه قصة الاسماء المطروحة وقواعد المرحلة!

رابط فيديو مقابلة إيلي الفرزلي من تلفزيون ام تي في

رابط فيديو مقابلة النائب مروان حماده من اذاعة صوت لبنان الكتائبي

ذكرى رحيل موريس الجميل: 31 تشرين الاول 1970

رسالتان شديدتا الوضوح وردتا متزامنتين تختصران كل المشهد/القاضس حاتم ماضي/فايسبوك

الخارجية الفرنسية دعت النواب اللبنانيين إلى انتخاب رئيس جديد للبلاد دون إبطاء

بري دعا الى جلسة نيابية الخميس المقبل لمناقشة رسالة رئيس الجمهورية

ماذا يريد عون أن يبرهن؟/جان الفغالي/نداء الوطن

أسرار الصحف الصادرة يوم الإثنين في 31 تشرين الأول 2022

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 31/10/2022

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

مودع اقتحم بنك بيبلوس-الحمرا والقوى الأمنية عالجت الوضع

باسيل يحشر “الحزب”: أنا مرشحُك الرئاسي

الحريري موفدٌ تجاريٌ الى تركيا!

بعد الإجراءات الرئاسية… أوّل مهمة لميقاتي خارج لبنان!

 هل يفعلها باسيل ويُعلن ترشّحه للرّئاسة؟

هل يفقد لبنان 2643 كلم2 مع قبرص؟

القراءة الدستورية لمرسوم استقالة الحكومة... لزوم ما لا يلزم

يوسف دياب/الشرق الأوسط

عون يغادر القصر الجمهوري تاركاً «دولة مهترئة»

تعهد «النضال لاقتلاع الفساد» وسط مراسم رسمية ووداع المناصرين

عون وميقاتي "يحتكمان" لبرّي... وباسيل يحشر "حزب الله": أنا مرشحُك الرئاسي

"تشييع" العهد إلى مثواه الأخير: "رقص عوني فوق القبور"!

محاضرات الدورة الثامنة في أكاديمية بشير الجميل تتواصل

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية
إيران توجه اتهامات لنحو 1000 شخص على خلفية الاحتجاجات الأخيرة

برلين أدانت «بأشد العبارات» الحملة العنيفة ضد المحتجين

«الحرس الثوري» يحتجز سفينة في الخليج بزعم تهريبها 11 مليون لتر من الوقود

إطلاق نار في جامعات طهران غداة تهديدات قائد «الحرس الثوري»

اعتقال مغني الراب توماج صالحي... «صوت الاحتجاجات الإيرانية»

زيلينسكي في اتصال هاتفي مع غوتيريس: أوكرانيا مستعدة للبقاء ضامنا للأمن الغذائي العالمي

البيت الأبيض: بايدن سيطلب من الكونغرس اتخاذ تدابير إذا لم تخفض شركات النفط الأسعار

لافروف: الغرب يستخدم أكثر الأساليب غير النزيهة ضد روسيا والصين للحفاظ على هيمنته

بلينكن ناقش الحرب الأوكرانية والعلاقات الأميركية الصينية مع نظيره وانغ يي

قلق أممي «بالغ» من تعليق روسيا {اتفاق الحبوب} وتنديد غربي... ومحادثات تركية مع كييف وموسكو

الانتخابات المبكرة في العراق تنتظر أداء السوداني والتسوية مع الصدر

بغداد: الخلاف الكردي ـ الكردي يعرقل إكمال الحكومة واستحداث السوداني وزارة للبيئة لم يحسم الملف

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

بالأسماء: شخصيات سنيّة تريد خلافة ميقاتي في السراي/محمد المدني/ليبانون ديبايت

احتفالان/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

باسيل بعد عون: صولد وأكبر!/كلير شكر/نداء الوطن

اليوم الأخير: حزنٌ ودموع... وباسيل يترك ملائكته في "القصر"/طوني كرم/نداء الوطن

عون والعونيون/عماد موسى/نداء الوطن

إنتهى عهد لم يبقَ فيه حجر على حجر...بعد "الهيصة" وسيول الأوهام... أتركوا "الجنرال" يرتاح/نوال نصر/نداء الوطن

"الرئيس السابق"... وتشرين!/نبيل بومنصف/النهار

في صبيحة اليوم ال1112 على بدء ثورة الكرامة/حنا صالح/فايسبوك

عون: قبول استقالة الحكومة يُجبر المجلس على انتخاب رئيس/غاصب المختار/اللواء

في “الأحد الكبير”: تمور وتحطيم صحون إبتهاجاً/مايز عبيد/نداء الوطن

ألم يكن من الأفضل لعون لو لم يُنتخب رئيساً؟/شارل جبور/الجمهورية

عون مرَّ من هنا/غسان شربل/الشرق الأوسط

وصفة تعزز المناعة للبنان العليل/د. علي بن عواض عسيري/الشرق الأوسط

إيران... العمامة والحجاب/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

العلاقات الروسية ـ الإيرانية وأدوات الجذب العربية/سام منسى/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الراعي عرض التطورات مع سفير ايران والنائب افرام طالب بانتخاب رئيس توافقي إنقاذي يعيد بناء مؤسسات الدولة

الرئيس عون: توقيع مرسوم استقالة الحكومة لا يتعارض مع الدستور وتوافق القوى السياسية على انتخاب رئيس جديد بعيد المنال حاليا

بري تسلم من وزير التربية ووفد المركز التربوي للبحوث والانماء نسخة من الإطار الوطني لمناهج التعليم العام ما قبل الجامعي واستقبل الشامي الحلبي : نعتبره بمثابة دستور للمناهج التربوية

لقاء سيدة الجبل دعا النواب إلى الاجتماع فوراً لانتخاب رئيس جديد للجمهورية بموجب المادة 74 من الدستور

"الجبهة المسيحية": لتطبيق النظام الفدرالي بأسرع وقت قبل فوات الاوان

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

 طُوبى لِلْمُضْطَهَدِينَ مِنْ أَجْلِ البِرّ، لأَنَّ لَهُم مَلَكُوتَ السَّماوات

إنجيل القدّيس متّى05/من01حتى12/:”لَمَّا رأَى يَسُوعُ الجُمُوعَ صَعِدَ إِلى الجَبَل، وجَلَسَ فَدَنا مِنْهُ تَلاميذُهُ،وفَتَحَ فاهُ يُعَلِّمُهُم قَائِلاً: «طُوبى لِلْمَسَاكِينِ بِالرُّوح، لأَنَّ لَهُم مَلَكُوتَ السَّمَاوَات. طُوبى لِلْوُدَعَاء، لأَنَّهُم سَيَرِثُونَ الأَرض. طُوبى لِلْحَزَانى، لأَنَّهُم سَيُعَزَّون. طُوبى لِلْجِيَاعِ والعِطَاشِ إِلى البِرّ، لأَنَّهُم سَيُشْبَعُون.طُوبى لِلْرُّحَمَاء، لأَنَّهُم سَيُرْحَمُون. طُوبى لأَنْقِيَاءِ القُلُوب، لأَنَّهُم سَيُعَايِنُونَ الله. طُوبى لِفَاعِلي السَّلام، لأَنَّهُم سَيُدْعَونَ أَبْناءَ الله. طُوبى لِلْمُضْطَهَدِينَ مِنْ أَجْلِ البِرّ، لأَنَّ لَهُم مَلَكُوتَ السَّماوات. طُوبى لَكُم إِذَا عَيَّرُوكُم وٱضْطَهَدُوكُم، وٱفْتَرَوا عَلَيْكُم كُلَّ سُوءٍ مِنْ أَجْلي. إِفْرَحُوا وٱبْتَهِجُوا، لأَنَّ أَجْرَكُم عَظِيمٌ في السَّمَاوات، فَهكَذا ٱضْطَهَدُوا الأَنْبِيَاءَ مِنْ قَبْلِكُم

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

لا قيامة للبنان بظل اصحاب شركات احزاب أوباش وقطعان صنمية تؤلههم

الياس بجاني/31 تشرين الأول/2022

كارثة لبنان منبعها أصحاب شركات أحزاب أبالسة مجردين من الإنسانية والأخلاق، وقطعان اغبياء وعبدة اصنام يهللون ويؤلهون من يستعبدهم

 

قطعان تهلل لعون الذي قادها إلى المسلخ وسلخ جلدها وباعها جثث لحزب الكبتاغون

الياس بجاني/30 تشرين الأول/2022

فهموها: قطعان رافقوا عون يغادر قصر باعه وسلمه والوطن وشعبه وقراره لحزب الكبتاغون مقابل كرسي. هو غادر والكرسي بقيت تلعن بائعها

 

عون والحريري وجعجع هم شركاء في بيع ثورة الأرز وفرط 14 آذار

الياس بجاني/30 تشرين الأول/2022

فهموها: عون باع لبنان لحزب الله تا يعمل رئيس، وجعجع والحريري باعوا ثورة الأرز و14 آذار وانتخبوا عون. صفقة مذلة وال 3 شركاء

 

كل رؤساء الجمهورية منذ العام 1982 كانوا من خامة الذميين والمخصيين سيادياً ووطنياً

الياس بجاني/30 تشرين الأول/2022

قصر بعبدا بحالة فراغ منذ اغتيال الرئيس بشير الجميل. كل من سكن القصر بمسمى رئيس منذ العام 82 كان صنيعة لقوى إحتلال ما أو مخصي سيادياً ووطنياً.

 

قطعان أصحاب شركات الأحزاب مزروعين في كل تجمع بهدف تفشيله

الياس بجاني/29 تشرين الأول/2022

فهموها: تفقيس تجمعات صورية وكرتونية وهجينة بعناوين مسيحية تخدم اجندات أصحاب شركات الأحزاب السلطوية وتنفخ بأوهامهم النرسيسية

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

أطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة مع الفنانة الكلاسيكية الأوبريالية المميزة السيدة فاديا طنب الحاج من موقع قناة مورجان

فاديا طنب توضح إذا كان عاصي الرحباني استغل رونزا بخلافه مع فيروز؟ ومن اختارت أفضل صوت نسائي عربياً؟

https://www.youtube.com/watch?v=81sKrcM1fv8

31 تشرين الأول/2022

 

رابط حلقة نديم قطيش لليوم: تعتير وصنمية وجهل جمهور عون

جمهور ميشال عون..جمهور استثنائي!!والقمة العربية..قمة المغرب والجزائر

https://www.youtube.com/watch?v=sL-PRLLlw38&t=318s

31 تشرين الأول/2022

 

رابط مقابلة الصحافي منير الربيع من تلفزيون الجديد

https://www.youtube.com/watch?v=KTz-1X7W6Po

 

رابط فيديو مقابلة سيمون ابو فاضل من موقع قناة بالمباشر: الفراغ لن يطول، مسعى سعودي فرنسي جدي… وهذه قصة الاسماء المطروحة وقواعد المرحلة!

https://www.youtube.com/watch?v=HK-5tDJqpZo

 

رابط فيديو مقابلة إيلي الفرزلي من تلفزيون ام تي في

https://www.youtube.com/watch?v=vdPPnWxzHgY&list=RDCMUC9_XmAwE5szLHF76FjMylaw&start_radio=1

 

رابط فيديو مقابلة النائب مروان حماده من اذاعة صوت لبنان الكتائبي

https://www.youtube.com/watch?v=v2Fm4F9AcO4

 

ذكرى رحيل موريس الجميل: 31 تشرين الاول 1970

صبحي منذر ياغي/فايسبوك/31 تشرين الأول/2022

النائب والوزير السابق  الشيخ موريس الجميّل ، أغفله تاريخ لبنان الحديث ، وهو الذي كان الرجل الاصلاحي ، وصاحب رؤيا تنموية،   توفي في مجلس النواب ، وهو يلقي خطاباً  مطالباً  بسياسة عمرانية للوطن ،،ومحذراً من اندلاع الحرب الاهلية ازاء هذه السياسة المتبعة .. شارك بعدد من المقترحات الإنمائية منها:مدينة الله: مركز عالمي للأديان- مدينة لبنان العالمي- المركز الدولي لعلوم الإنسان- البنك الدولي للمعارف- بنك الأدمغة- اقتراح إنشاء وزارة التخطيط والتصميم اللبنانية، وقد تولّى الوزارة عام 1970.- اقتراح إنشاء مجلس الجنوب، وأصبح رئيسا له. اقتراح مشروع الليطاني وجعل الجنوب منطقة حرة للتجارة والصناعة- اقتراح مشروع إنشاء النفق بين الساحل والبقاع....

كم نفتقد لهذه النماذج من البرلمانيين الذين خسرهم لبنان

*في الصورة : موريس الجميل  وبدا في الصورة ميشال المر ، خلال نقل الجميل  من قاعة المجلس النيابي  وقد فارق الحياة

  ·

رسالتان شديدتا الوضوح وردتا متزامنتين تختصران كل المشهد

القاضس حاتم ماضي/فايسبوك/31 تشرين الأول/2022

رسالتان شديدتا الوضوح وردتا متزامنتين تختصران كل المشهد. الأولى من لبنان: المهمة أنجزت. الثانية من دولة إسرائيل على لسان رئيس حكومتها عندما قال: بتوقيع الترسيم يكون لبنان قد اعترف بنا. 

التزامن بين الرسالتين مريب.

بعد هذا صار مطلوبا من لبنان ان يلغي قانون مقاطعة إسرائيل.

ان يفتح الحدود

ان يستقبل اللبنانيين الذين فروا إلى إسرائيل بعد الانسحاب الاسرئيلي من الجنوب.

إلغاء عيد المقاومة والتحرير.

تبادل التمثيل الدبلوماسي بين البلدين. وأمور أخرى.....

اوليست هذه النتائج المنطقية للترسيم؟! ام تظنون" دولة إسرائيل" غبية إلى هذا الحد لكي لا تطلب مثل هذه الطلبات وغيرها؟!

كذبوني وافرجوا عن الملاحق التابعة لاتفاق الترسيم ومكنوا نواب الأمة والأمة معهم من الاطلاع على هذه الملاحق.

 

الخارجية الفرنسية دعت النواب اللبنانيين إلى انتخاب رئيس جديد للبلاد دون إبطاء

وطنية/31 تشرين الأول/2022

دعت الخارجية الفرنسية "البرلمان اللبناني إلى انتخاب رئيس جديد للبلاد دون إبطاء"، واشارت في بيان اوردته "وكالة الصحافة الفرنسية"، الى أن "فرنسا دعت النواب اللبنانيين إلى انتخاب رئيس جديد دون إبطاء، كما ودعت السياسيين الى تحمل مسؤولياتهم وان يكونوا على مستوى المرحلة، لما فيه مصلحة لبنان واللبنانيين". واعتبر بيان الخارجية ان "لبنان يمر بازمة اقتصادية ومالية واجتماعية خطيرة وغير مسبوقة، تتطلب تفعيل عمل المؤسسات واتخاذ الاجراءات اللازمة للنهوض بالبلد وتحسين الظروف المعيشية للبنانيين".

 

بري دعا الى جلسة نيابية الخميس المقبل لمناقشة رسالة رئيس الجمهورية

وطنية/31 تشرين الأول/2022

دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري المجلس النيابي الى عقد جلسة في تمام الساعة 11 من قبل ظهر يوم الخميس الواقع في 3 تشرين الثاني الجاري  2022  وذلك لمناقشة رسالة رئيس الجمهورية .

 

ماذا يريد عون أن يبرهن؟

جان الفغالي/نداء الوطن/31 تشرين الأول/2022

محاولة لمناقشة هادئة مع عقلاء في «التيار الوطني الحر»، «عونيين» كانوا أم «باسيليين».ماذا يريد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، من وراء كل هذه الحشود، أن يبرهن؟ إذا كان يريد أن يثبت شعبيته، فإن هذه الشعبية تثبَّتت في صناديق الإقتراع، فلماذا العودة إلى الاختبار؟ إذا كان يريد أن يستعرض عضلاتٍ شعبية، فإنّ هذا الإستعراض أو هذه العراضة متاحان لجميع القوى والأحزاب والتيارات: من «القوات اللبنانية» إلى «الحزب التقدمي الاشتراكي» إلى «حزب الله» إلى حركة «أمل» إلى آخرين. فلماذا الإختبار إذا كان القائم به واثقاً من شعبيته؟ أمّا إذا كان الأمر غير ذلك فهناك مشكلة في «التيار».

ما هي القيمة المضافة التي أعطيت للرئيس عون أن ينصب انصاره خِيَماً في محيط القصر الجمهوري؟ هل هو تعبير عن نوستالجيا تعود إلى العام 1989 والعام 1990؟ آنذاك كان الجنرال يريد ان يصبح رئيساً للجمهورية، اليوم أصبح رئيساً للجمهورية وأكمل ولايته كاملة، حتى آخر ثانية، فماذا يريد أكثر؟ هل يشعر بعقدة ذنب انه لم يحقق شيئاً مما وعد به؟ هل لهذا السبب رفع شعار «مكمْلين»؟ صعب على شخصٍ كالرئيس عون أن يعترف بالإخفاق، فهذا الرجل تجرَّع هزيمتين في حربين: «حرب التحرير» التي لم يتحرر فيها سنتيمتر واحد من الأراضي اللبنانية تحت سيطرة الجيش السوري، و»حرب الإلغاء» التي عجز فيها عن تحقيق هدفه بإلغاء «القوات اللبنانية»، فدمَّر «الشرقية» وألحق خسائر هائلة في الألوية المقاتِلة في الجيش اللبناني. وبعد الهزيمتين، خيبات متلاحقة. فنظرية الـ»ما خلّونا»لا تنطلي على أحد، مَن الذي ما خلَّاك؟ كنت وما زلت الحليف الاول عند الاقوى، «حزب الله»: دعمك في الانتخابات النيابية، و»فوَّزك» في أكثر من دائرة، لكنه خذلك في محاربة الفساد، لأنه غطّى فاسدين وغضَّ النظر عن فاسدين، فكيف تحارب الفساد فيما حليفك يحمي الفاسدين؟ تتحدَّث عن أنك خُذِلت في ملف النازحين، مَن خذلك؟ أليسوا هم مَن يسيطرون على المعابر غير الشرعية، من حيث يتسلل النازحون؟ مَن يسيطر على المعابر غير الشرعية؟ أليس حليفك «حزب الله»؟ حين يُقال إن صهرك جبران باسيل هو شريكك في القرارات الرئاسية، فإن هذا القول يجب ألا يستفزك؟ فمنذ متى يستفزك قول الحقيقة؟ منذ ما بعد الانتخابات النيابية الأخيرة واستقالة حكومة الرئيس ميقاتي ثم إعادة تكليفه، مَن يفاوض الرئيس المكلَّف غير الوزير باسيل؟

ساعات وتصبح رئيساً سابقاً، آن لك أن تراجع حساباتك ويومياتك في قصر بعبدا، وأن تسأل: أين أخطأت؟ وأين أصبت؟ مكابرة أن لا تعترف بالأخطاء، ولا يخفف من وقعِ الفشل وعدم الإنجاز، أن يكون العذر «ما خلّونا». ثم، ألا يجدر التوقف ملياً عند واقع هو أنّ من توجّهوا إلى القصر وواكبو العودة، ليسوا إلّا من «التيار الوطني الحر»؟ أين سائر اللبنانيين من مختلف الطوائف والمذاهب؟

 

أسرار الصحف الصادرة يوم الإثنين في 31 تشرين الأول 2022

وطنية/31 تشرين الأول/2022

النهار

غاب المستشار الرئاسي سليم جريصاتي عن صور الوداع في القصر الجمهوي امس، ومرد ذلك في رأي البعض الى اعتراضه على اصدار مرسوم اعتبار الحكومة مستقيلة اذ اعتبر في وقت سابق انه لزوم ما لا يلزم وان الرئيس لن يذهب الى خيارات مماثلة.

يلاحظ أن مكاتب سفر ومؤسّسات سياحية، بدأت تروّج لعروض الأعياد من اسطنبول إلى شرم الشيخ وسواهما، بعد التأكد من صعوبة انتخاب رئيس في هذه المرحلة.

نجحت قيادة "القوات اللبنانية" في ضبط المحازبين والمناصرين لعدم الاحتفال بنهاية ولاية الرئيس عون وعرض لقطات او حركات استفزاز علنية او عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

لم تتأثر حركة المطاعم والمقاهي رغم كثرة الحديث عن انتشار الكوليرا ودعوة الناس للامتناع عن تناول الخضروات في الاماكن العام.

بعد وعود الزفت الانتخابي في البقاع الغربي يشكو الاهالي من عدم القيام بأي خطوة منذ ايار الماضي ما يزيد معاناتهم مع بدء موسم الشتاء.

شوهدت في منطقة البقاع الاوسط وعلى طريق شتورا ضهر البيدر لوحات اعلانية تتضمن شكرا للسفير السوري المنتهية ولايته في لبنان الى جوار الرئيس بشار الاسد ومذيلة بعبارات المديح والثناء.

الجمهورية

تتّجه إحدى الكتل النيابية لإطلاق مبادرة جديدة لإعادة لمّ الشمل والبت بمن تمثلهم في لقاء مهمّ.

يُحاذر مرجع روحي الأخذ بنصيحة تقضي بدعوته نواب طائفته للاجتماع في مقره خشية عدم التلبية.

على الرغم من نفيه، فإنّ وزيراً سابقاً تلقّى من رئيس تيار مسيحي دعماً لترشّحه للرئاسة.

اللواء

لم ينفع تدخل سفيرة دولة كبرى في تدوير زوايا الخلاف بين فريق عون والرئيس المكلف للتوصل إلى الإعلان عن حكومة تحظى بثقة مجلس النواب وتقطع الطريق على مستغلي التصعيد الشعبوي!

تم إستقدام مجموعات من المؤيدين للتيار العوني من مختلف المناطق، بما فيها الجنوب، للمشاركة في يوم الوداع عبر الإنتشار في الشوارع التي مرّ بها موكب العماد عون

يردد قطب سياسي أن باسيل يستعد لإعلان ترشيحه للرئاسة الأولى بمجرد رفع العقوبات الأميركية عنه قريباً حسب وعود هوكشتاين لرئيس الجمهورية

نداء الوطن

نصحــت شركة متخصصــة حالياً بالتســويق والترويج نائباً حالياً بالابتعاد عن الإعلام في الفترة المقبلة وعن المقابلات المباشرة غير المسجلة خوفاًً من هفوات جديدة.

توقعت مصــادر مراقبة أن يرتد "حزب اللــه" إلى الداخل بعــد اتفاق الترسيم البحري كما فعل بعد القرار 1701.

لوحظ أن محطــة "أن بي أن" التلفزيونيــة لم تنقــل وقائع مغادرة الرئيــس ميشــال عــون ولا كلمته الوداعية، على غرار ما فعلته المحطات الأخرى واكتفت بنقل برامجها كالمعتاد. يأتي ذلك بعد الرد العنيف الذي جاء في مقدمة نشرة أخبارها مساء السبت ردا على مواقــف الرئيس عــون والنائب جبران باسيل الأخيرة ، وهجومهما على رئيس مجلس النواب نبيه بري.

البناء

قال مصدر مالي إن كلفة الفراغ الرئاسي والحكومي مالياً ستصل الى مليار دولار عن كل شهر لمنع الارتفاع الجنونيّ لسعر الصرف وتأمين تمويل الدولة وحاجات الحد الأدنى للاستيراد؛ ما يعني أن المصرف المركزي يضمن ما تبقى من ولاية الحاكم ومن بعده الطوفان

يقول مرجع سياسي إن ما سيشهده لبنان من الثلاثاء غير مسبوق وغير قابل للتوقع سواء لجهة كيفية تسيير شؤون الدولة أو لجهة العلاقات السياسية والطائفية في ظل تصعيد يستعيد خطاب الحرب الأهليّة؛ ما يجعل التوافق على اختيار اسم رئيس للجمهورية أكثر تعقيداً وبعداً عن التحقق بينما لبنان يغرق.

الأنباء

نُقل أن نائباً بارزاً في تيار سياسي كان بحالة استياء كبيرة مما حصل في احتفال مغادرة رئيس الجمهورية لقصر بعبدا لكونه لا يوافق على ما تم القيام به.

لوحظ أن حجم الحضور في لقاء أريد له أن يوصل رسالة شعبية، أتى بنتيجة معاكسة تماماً. 

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 31/10/2022

وطنية/31 تشرين الأول/2022

 * مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ان بي ان

عنوان المرحلة هو انتخاب رئيس للجمهورية لأن الفراغ مرفوض والحوار مطلوب.

عند منتصف الليل تنتهي ولاية رئيس الجمهورية من دون أن يسلم البلاد الى خلف له...فيما يتصدر الشغور الثالث المشهد الذي هو بمثابة DEJA VU. بعدما حصل مرتين سابقا منذ العام الفين وخمسة.

بعد توقيع مرسوم استقالة الحكومة وما ولده من مواقف إعتبرت أنه أقرب الى السياسة من الدستور وأنه لزوم ما لا يلزم ويفتقر الى أي قيمة دستورية لكون الحكومة مستقيلة أصلا بموجب المادة التاسعة والستين من الدستور التي تعدد حالات اعتبارها مستقيلة ومنها انتخابات مجلس النواب تتجه الأنظار الى الجلسة التي دعا اليها الرئيس نبيه بري قبل ظهر يوم الخميس المقبل لمناقشة رسالة رئيس الجمهورية وفقا للأصول.

وعلى مسافة ساعات قليلة من انتهاء الولاية الرئاسية وصل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إلى الجزائر مترأسا وفد لبنان إلى القمة العربية الدورية السنوية عشية انطلاق اعمالها في العاصمة الجزائرية

الى ذلك أمل المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أن يوفر المجتمع اللبناني والتيارات السياسية فيه الأرضية اللازمة لتشكيل حكومة قوية على أساس المصالح الوطنية فيما سجلت زيارة لسفير الجمهورية الإسلامية في إيران مجتبى أماني الى بكركي حيث عرض مع البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي المستجدات.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ام تي في

بعد اربع ساعات وخمس عشرة دقيقة من الان تنتهي رسميا ودستوريا الولاية الرئاسية لميشال عون. وابتداء من منتصف الليلة يبدأ العداد الرسمي للشغور الرئاسي بالعمل وبتسجيل الايام، وذلك وسط استنفار سياسي حاد. سبب الاستنفار ان الشغور الرئاسي يواكبه جدال حام وسجال حاد بين التيار الوطني الحر ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي حول الوضع الحكومي. وهو موضوع  سيشكل محور الجلسة التي يعقدها مجلس النواب الخميس لمناقشة رسالة رئيس الجمهورية  الهادفة الى سحب التكليف من ميقاتي. 

لكن الرسالة لن تكون اكثر من زوبعة في فنجان! اذ ان معظم النواب لن يسيروا في هذا الخيار. علما ان رئيس الجمهورية عندما كان لا يزال في بعبدا وجه رسالة مماثلة لسحب تكليف الرئيس سعد الحريري فلم ينجح. فهل ما لم يستطع الرئيس عون تحقيقه وهو في بعبدا،  سيتمكن من تحقيقه بعدما اصبح رئيسا سابقا في الرابية؟

في المواقف، لفت الحديث  الذي اطلقه رئيس الجمهورية في حديثه الى جريدة "الأنباء" الكويتية. أكثر ما لفت في الحديث نقطتان. الاولى قوله انه لا يمكن لحكومة تصريف الاعمال ان تقوم بالمهام المطلوبة منها في ظل الفراغ الرئاسي.

فلو افترضنا ان ما يقوله عون صحيح، فهل يعني هذا ترك البلد للفراغ الكامل الشامل ؟ اكثر من ذلك: ماذ فعل عون حقيقة لتشكيل حكومة مكتملة الصلاحية؟ لا شيء. بالتالي فانه يتحمل مسوؤلية كبيرة في ما آلت اليه الامور.

الامر الثاني اللافت في حديث عون قوله ان انتخاب رئيس للجمهورية بعيد المنال،  لانه  يحتاج الى توافق القوى السياسية المحلية. وهنا ايضا تقع المسؤولية الكبرى على الرئيس عون. فهو لم  يبذل اي جهد لتحقيق التوافق بين القوى السياسية،  بل كان جزءا اساسيا من المعارك المندلعة في البلد بدلا من ان يكون جزءا من الحل. فمتى يعرف الرئيس عون ان عجزه عن تحقيق أي انجاز سياسي حقيقي لم يكن لانهم " ما خلوه"،  بل لانه لم يعرف كيف يمارس دور الرئيس الحكم،  ولأنه  لم يرغب في  ان يكون الحاكم العادل؟

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون المنار

انتهت كل المحاولات.. وبات مشهد ربع الساعة الاخير واضحا بلا آمال حكومية .. غادر الرئيس القصر الجمهوري، وغادر رئيس الحكومة البلاد الى القمة العربية، فلا حكومة – بل ولا من يحزنون – على واقع بلد اوصله اهله الى اصعب حال ..

هو الفراغ الذي اختصر الخيارات اذا، على امل الا يطول ، فالبلد المنهك واهله لا يحتمل الكثير.. وفي آخر ساعات ولايته أكد الرئيس العماد ميشال عون أن انتخاب رئيس جديد للجمهورية يحتاج الى توافق بين القوى السياسية، وهو أمر بعيد المنال حاليا – كما قال ..

واقرب لقاء حاليا هو الجلسة التي دعا اليها الرئيس نبيه بري الخميس لنقاش رسالة الرئيس ميشال عون التي وجهها للبرلمان عبره حول الحكومة، وحولها ستكون المواقف من كل حدب وصوب، على امل التصويب نحو خطورة الفراغ وان يتلقف الجميع نية الرئيس نبيه بري بالدعوة للحوار من اجل الاتفاق على الخيارات الرئاسية وتطويق ولاية الفراغ ..

في زمن الفراغ السياسي العربي قمة في الجزائر، مطوقة بالترهل والتناحر والتشتت الذي يحكم العلاقات بين دولها، وليس فيها من ايجابية الا انها في بلد المليون شهيد – الجزائر – الحاضرة دوما على طريق الوحدة العربية وفلسطين، التي باعها الكثيرون من المؤتمرين، المتآمرين على شعبها وقضاياه..

وللشعب الفلسطيني صديق يجاهر بقضيته، عاد الى الرئاسة البرازيلية عنوة عن الرغبة الاميركية – انه اليساري لولا دي سيلفا – الرجل الذي انتخبه البرازيليون على آمال استنقاذ بلادهم اقتصاديا وتحريرها سياسيا من التبعية الاميركية الى فضاء العلاقات الدولية الخارجة على طاعة وعنجهية واشنطن ..

اما عنجهية الصهاينة التي غرقت عند الحدود البحرية للبنان مع فلسطين المحتلة، فقد بدأت مآتم عزائها في صناديق الاقتراع التي تفتتح غدا في الانتخابات المبكرة، على ان الانذار المبكر الذي لا مفر منه عند هؤلاء – قادم من الضفة، التي احكمت سكينها في خاصرة المنظومة الامنية والعسكرية والسياسية الصهيونية، وجعلتها تنزف في طريق الضياع ...

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون او تي في

أما وقد عاد الرئيس العماد ميشال عون إلى الرابية أمس، وفيما تمضي الساعات الأخيرة من ولاية السنوات الست، لا العهد الوطني الدائم، صار بالإمكان العودة إلى اليوميات السياسية، التي سجلت في الساعات الأخيرة موقفين لافتين:

الموقف الأول، اعلان رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي أمس، بالفم الملآن، ما كان ينكره على مدى الأيام والأسابيع والأشهر التي تلت تكليفه تشكيل الحكومة الجديدة، بعد الانتخابات الاخيرة.

ففي اتصال هاتفي عبر مؤسسة اعلامية زميلة، كشف ميقاتي أنه وجد ألا مصلحة بتشكيل حكومة جديدة في الأيام الثلاثة أو الاربعة الاخيرة، في اقرار واضح بالصوت بأن ما كان يحذر منه رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل منذ ما قبل التكليف، مرورا بمختلف مراحل التفاوض حول التأليف، كان صحيحا.

فثمة من تعمد الوصول إلى فراغ حكومي، ليضاف الى الفراغ الرئاسي، مع علمه المسبق بأن الفراغ لا يملأ فراغا، وأن حكومة فاقدة للدستورية والميثاقية والشرعية، أو حكومة غير اصيلة كما وصفها البطريرك مار بشاره بطرس الراعي امس، ممنوع عليها أن تمارس أيا من صلاحيات رئيس الدولة.

أما الموقف الثاني، فلطبيب غير مكتمل الشهادات العلمية، وحكيم ناقص المواصفات السياسية، شخص فيها وفاء آلاف اللبنانيين ومحبتهم لرمز وطني كبير بالظاهرة المرضية، في دليل واضح إلى أن المشهد البرتقالي الذي أحاط بالقصر الجمهوري في الثلاثين من تشرين الاول 2022، كرس فشله الكامل، في القضاء على حالة لبنانية وطنية نقية صادقة، على رغم اربعة عقود من الضحايا والدماء والدمار وعمليات الاغتيال الجسدي والمعنوي.

فأمس، نال السيد سمير جعجع وسام الفاشل الاكبر في تاريخ الجمهورية اللبنانية، حيث قلده اياه الاف اللبنانيين الذين زنروا قصر بعبدا بمحبتهم للجنرال البطل، التي لم تتغير على رغم سنوات ست من محاولات الالغاء المتكررة، بأبطالها المعروفين الفاشلين. والبداية من الحلقة العشرين من وثائقي الجنرال، التي تعود بنا الى لحظة انتخاب الرئيس الذي دخل قويا إلى الرئاسة، ليخرج منها أقوى، ودائما برصيد وحيد هو محبة الناس.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ال بي سي

بعد أربع ساعات من الآن، تدق ساعة "بيغ بن" الرئاسية، معلنة أنتهاء عهد الرئيس ميشال عون، ومؤشرة إلى الدخول في عهد "فخامة الفراغ الرئاسي" من دون أن يعرف أمد هذا العهد، هل هو "فراغ لحودي" يقاس بالشهور، أو "فراغ سليماني" يقاس بالسنوات؟

 لا أحد يملك الجواب لأن معظم التقديرات ما قبل الفراغ، كانت أشبه بالأوهام أو بلغة اليوم تقديرات "fake"، ومنها:

أين حكومة الربع الساعة الأخيرة؟ أين الحكومة الموسعة مع ست وزراء دولة؟ أين تبديل أربعة وزراء أو ستة وزراء؟ أين اجتهادات بقاء الرئيس طالما أن حكومة تصريف الأعمال لا تتسلم مهامه؟

يبدو أن هناك "أبا ضابط الكل" فسقف التصعيد محدد الإرتفاع وممنوع تجاوزه، والجميع تحت الانضباط: الرئيس عون وقع مرسوم استقالة الحكومة ولم يلحقه بمرسوم تشكيل حكومة جديدة، وهذا ما كان يحصل، والرئيس ميقاتي ملتزم أصلا بعدم الدعوة إلى جلسة لمجلس الوزراء، وهو لم يفعل ذلك منذ أيار الماضي، مع انتهاء الانتخابات النيابية واعتبار الحكومة مستقيلة، والرئيس بري ملتزم الحوار تحت بند واحد هو انتخاب رئيس للجمهورية.

تحت هذه السقوف مسموح كل شيء: الصراخ والتهديد والوعيد، لكن الجميع يعرفون بعضهم بعضا، ويعرفون أن المقولة القديمة - المتجددة "لا غالب ولا مغلوب" ستكون هي السائدة، لأن "ضابط الكل" لا يريد أن "يزعل" أحدا لأن الجميع "أصحابه"... هذا هو الواقع غير ال"fake" وفي ما عدا ذلك تنظيرات واجتهادات وأمنيات لا ترقى إلى الحقيقة.

أربع ساعات ويصبح الرئيس عون رئيسا سابقا، ويكون رئيس حكومة تصريف الأعمال في الجزائر يشارك في القمة ومعه وزيران ممن شاركوا في غداء رئيس التيار جبران باسيل، لكنهما لم يقاطعا رئيس الحكومة.

يبدو أن مسرح الفراغ كان معدا بعناية ليصل الوضع إلى ما وصل إليه، فمسرحيات جلسات انتخاب الرئيس لم تكن خافية على أحد، إلى درجة أن الرئيس بري استشعر مللها فلم يعد يحدد جلسات منذ الأثنين الفائت.

من هنا إلى أين؟ في الداخل لا أحد يملك الجواب. في الخارج ليس هناك من مرجعية واحدة... أهلا بالنفق، ولكن ما الكلفة؟

قبل الدخول في تفاصيل السياق الرئاسي والحكومي، نشير إلى تطورين كهربائي وقضائي: كهربائيا صدر قرار رفع تعرفة كهرباء لبنان، ما يعني أن الذي يدفع كهرباء سيدفع وفق التعرفة الجديدة، أما الذي لا يدفع لأنه يعلق ويسرق التيار أو لأنه لا يدفع فواتيره، فإن هذا القرار لا يعنيه، وهؤلاء غير المعنيين تصل نسبتهم إلى أربعين في المئة من المستفيدين من كهرباء الدولة.

 

تفاصيل أخبار المتفرقات اللبنانية

مودع اقتحم بنك بيبلوس-الحمرا والقوى الأمنية عالجت الوضع

وطنية/31 تشرين الأول/2022

أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للإعلام" أن أحد المودعين (و.ع.) اقتحم بنك بيبلوس- فرع الحمرا مطالبا بوديعته، إلا ان القوى الأمنية تدخلت وعالجت الوضع وعادت الأمور الى طبيعتها.

 

باسيل يحشر “الحزب”: أنا مرشحُك الرئاسي

نداء الوطن/31 تشرين الأول/2022

رأت مصادر مواكبة لحركة رئيس “التيار الوطنيّ الحرّ” النائب جبران باسيل أنّه بصدد الإقدام في مرحلة الشغور على اتخاذ خطوات ضاغطة على “حزب الله” تهدف إلى وضع قيادة “الحزب” أمام أمر واقع يحشره من خلاله بمسألة ترشحه للرئاسة على قاعدة: “إما أنا مرشحك الرئاسي أو لا أحد”، خصوصاً وأنّ رئيس الجمهورية كان واضحاً في حديثه أمس الأول لوكالة “رويترز” بالتشديد على أنّ العقوبات الأميركية لا تمنع جبران باسيل من الترشح للرئاسة، قائلاً: “نحن نمحوها بمجرد انتخابه رئيسًا”، وهي رسالة رأت المصادر أنها “موجهة أولاً وأخيراً إلى “حزب الله” لدفعه إلى تبني ترشيح باسيل كثمن يجب أن يدفعه “الحزب” مقابل خضوع باسيل لعقوبات أميركية نتيجة تحالفه معه”.

 

الحريري موفدٌ تجاريٌ الى تركيا!

 ليبانون ديبايت/الاثنين 31 تشرين الأول 2022       

علم "ليبانون ديبايت" أن زيارة الرئيس سعد الحريري الى تركيا ولقاءه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تضمّنت مناقشات تجارية واستثمارية لمشاريع تريد الإمارات تنفيذها في تركيا، وأن الحريري سيكون منفذًا لهذه المشاريع من خلال شركته.

 

بعد الإجراءات الرئاسية… أوّل مهمة لميقاتي خارج لبنان!

الجمهورية/31 تشرين الأول/2022

غداة الإجراءات الرئاسية قالت مصادر ميقاتي لـ«الجمهورية»، انّ الخطوات التي اتخذها رئيس الجمهورية جاءت خارج ما يقول به العرف والدستور. ولفتت إلى انّ أياً منها «لن يرى النور ولن يتحقق في الساعات القليلة الفاصلة عن نهاية ولاية عون ودخول البلاد مرحلة خلو سدّة الرئاسة من شاغلها».

وفي أول مهمة له خارج لبنان، تبدأ قبل ساعات قليلة من انتهاء ولاية رئيس الجمهورية وتمتد الى بدء مرحلة خلو سدّة الرئاسة من شاغلها، يتوجّه ميقاتي ظهر اليوم إلى الجزائر، ليرأس وفد لبنان إلى القمة العربية الدورية السنوية عشية انطلاق اعمالها في العاصمة الجزائرية يرافقه وزير الخارجية عبدالله بو حبيب ووزير الطاقة وليد فياض وفريق من الاداريين والمستشارين المعنيين بالملفات التي ستتناولها القمة وما سيجري على هامشها. وعلمت «الجمهورية»، انّ الاتصالات التي سبقت الزيارة انتهت الى تحديد سلسلة من المواعيد الرسمية مع رؤساء الوفود العربية المشاركة في القمة وعدد من رؤساء الوفود على مستوى رؤساء الجمهورية والملوك والأمراء ورؤساء الحكومات ووزراء الخارجية العرب. كما سيلتقي عدداً من المسؤولين الأوروبيين والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي المشاركين في القمة كضيوف مدعوين اليها. وقال ميقاتي في حوار متلفز: «إنّ عنوان المرحلة هو عدم التصادم مع أحد، وانّ المستقبل هو من يرسم لنا خطواتنا، وإذا كان هناك من مصلحة لاجتماع وزاري سيُعقد». وقال عن الوزراء الخمسة المقاطعين: «يستطيعون أن يطلبوا إعفاءهم من مهماتهم، فإما نعيّن مكانهم وإما يتولّى الوزراء بالوكالة وزاراتهم». لكن ميقاتي استبعد أن يقاطع هؤلاء، وقال: «لن يفعلوا، حيث لا مقاطعة ولا تعيين بديل، خصوصاً أنّ اجتماعهم برئيس «التيار الوطني الحر» جاء قبل أيام من نهاية العهد». وقال ميقاتي: «لست في وارد التصادم مع أحد وعرض العضلات. وهدفنا خدمة الناس وتسيير المرفق العام، وفخامة الرئيس من البداية كان لا يرغب في أن أشكل الحكومة». وأضاف: «لا أسعى لأخذ مكان أي أحد، وأسعى للخير في البلاد وتسيير الأوضاع بطريقة صحيحة حتى الوصول إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية في أسرع ما يُمكن». ولفت إلى أنّ، «رئيس الجمهورية هو لكل لبنان وليس لفريق. وأريد الخير للبلاد بإذن الله. وأتمنى أن ينتهي الفراغ في أسرع وقت ما يمكن». وقال: «لن أدعو إلى مجلس وزراء إلّا في الحالات القصوى، وسأصرّف الأعمال كما يجري الآن، ولا أرغب بالمشاكل «يلي فينا بكفينا»، وحريص جداً على بقاء جميع الوزراء ولن تجمعنا إلّا المصلحة الوطنية».

 

 هل يفعلها باسيل ويُعلن ترشّحه للرّئاسة؟

اللواء/31 تشرين الأول/2022

يردّد قطب سياسيّ أن رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل يستعد لإعلان ترشيحه للرئاسة الأولى بمجرد رفع العقوبات الأميركية عنه قريباً حسب وعود الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين لرئيس الجمهورية.

 

هل يفقد لبنان 2643 كلم2 مع قبرص؟

الجمهورية/31 تشرين الأول/2022

هل يفقد لبنان المزيد من الحقوق في ثروته البحرية من خلال الاخطاء التي ترتكب في مفاوضات الترسيم مع قبرص؟ هذا ما يشير اليه الباحث والخبير عصام خليفة في معرض إثارته هذا الملف. علّق الدكتور عصام خليفة على موضوع المفاوضات مع قبرص، وقال في تصريح: «بعد تخلّي المسؤولين عن أكثر من 1430 كلم2 لاسرائيل وفيها ثروة نفطية وغازية تزيد عن مئات مليارات الدولارات، ها هو النائب الياس بو صعب يحصر الخلاف مع قبرص بين النقطة 1 والنقطة 23، وإزاء هذا الموقف المستهتر بحقوق شعبنا يهمّنا أن نؤكد النقاط التالية:

تتوزّع المناطق الإقتصادية الخالصة، بين الدول البريّة والدول الموجودة في الجزر، على قاعدة طول الشواطئ البحرية لهذه الدول. – طول خط الشاطئ اللبناني من منتصف مجرى النهر الكبير حتى رأس الناقورة يبلغ 188.55 كلم.

– طول خط الشاطئ القبرصي المقابل ينطلق شمالاً من رأس البحري الواقع بين مدينة ايانابا Ayanappa وبلدة بروتاراس Protaras وينتهي جنوباً عند رأس البحري الواقع في منطقة اكروتيري Acrotiri الخاضعة للسيادة البريطانية، طول الإتجاه العام للشاطئ القبرصي حوالى 103.13 كلم.

– المساحة البحرية المشتركة بين لبنان وقبرص تبلغ حوالى 31265.34 كلم2. وإذا ما تم تقاسم هذه المساحة المائية المشتركة نسبة لطول الإتجاه العام للشاطئ لكلتا الدولتين، فإن حصة لبنان تبلغ 20217.551 كلم2، وحصة قبرص تبلغ 11047.791 كلم2.

إتفاق 2007 أعطى لبنان مساحة 17573.7 كلم2 فقط، مما أدى إلى خسارته 2643 كلم2، وفقاً لمعيار التناسب بين طولي الإتجاه العام للشاطئ لكلا البلدين.

وكان لوزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية وجهة نظر مغايرة كلياً لمنهجية الترسيم التي إعتمدتها وزارة الأشغال العامة والنقل. وقد طالبت الخارجية بإعطاء لبنان كامل حقوقه وعارضت اعتماد خط الوسط.

وبمناسبة إعادة المفاوضات بين لبنان وقبرص، فإن تصريحات الأستاذ الياس بو صعب بإقتصار النقاش على النقطة الثلاثية بين لبنان وقبرص واسرائيل جنوباً والنقطة الثلاثية بين لبنان وقبرص وسوريا شمالاً، هذه التصريحات لا تتفق مع حقوق لبنان. وبالتالي، يجب تكليف متخصصين في هذا الملف، العميد الركن خليل الجميل على سبيل المثال لا الحصر، وما يجب أن يحصل إعادة نظر جذرية في التفاوض مع قبرص، على حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة بحيث يستعيد لبنان حقوقه كاملة. وفي حال فشل المفاوضات حول تعديل الإتفاق، يمكن اللجوء إلى التحكيم بموجب الملحق السابع من إتفاقية قانون البحار، وتشير إلى ذلك المادة الرابعة من مشروع الإتفاق مع قبرص. وهذا يفترض ايضاً تعديل المرسوم 6433. وإذا إستمر المسؤولون اللبنانيون بالتقاعس عن طلب الحقوق اللبنانية، فيعتبر سكوتهم في نظر القانون الدولي قبولاً بالحالة الحدودية القائمة، خاصة إذا باشرت قبرص بالتنقيب في مناطق التنازُع».

أضاف خليفة: «لقد تقدمت جبهة الدفاع عن حقوق لبنان البرية والبحرية بدعوى ضد كل من يظهره التحقيق القضائي فاعلاً أو مشاركاً في جريمة التخلي عن ثروة اللبنانيين البحرية مع اسرائيل. وقد تم تسجيل هذه الدعوى تحت رقم 4097 / 2022 تاريخ 27/10/2022. ونأمل ألا نضطر إلى تقديم دعوى جديدة ضد كل الذين يكشف التحقيق القضائي أنهم يتخلون عن حقوق لبنان لصالح قبرص. وعلى كل حال فإننا سنستمر بالدفاع عن حقوق شعبنا ضد ما تقوم به منظومة الفساد من إمعان في الإبادة الجماعية لهذا الشعب».

تابع: «وكذلك سنستمر في مقاومة أطماع كل القوى الإقليمية والدولية التي تحاول أن تعتدي على حقوق الدولة اللبنانية، وتستمر في تحقيق الحصار على شعبنا وإستغلال خِلاف أطراف منظومة الفساد مما أدى لتعطيل العمل الحكومي والإدارة العامة وكذلك التقاعس في إنتخاب رئيس إصلاحي وسيادي للجمهورية». وختم خليفة مؤكدا أننا «سنستمر بالدفاع عن حقوق شعبنا ضد ما تقوم به منظومة الفساد من إمعان في الإبادة الجماعية لهذا الشعب، وسنستمر في مقاومة أطماع كل القوى الإقليمية والدولية التي تحاول أن تعتدي على حقوق الدولة اللبنانية، وتستمر في تحقيق الحصار على شعبنا واستغلال خلاف أطراف منظومة الفساد مما أدى لتعطيل العمل الحكومي والإدارة العامة وكذلك التقاعس في إنتخاب رئيس إصلاحي وسيادي للجمهورية».

 

القراءة الدستورية لمرسوم استقالة الحكومة... لزوم ما لا يلزم

يوسف دياب/الشرق الأوسط/31 تشرين الأول/2022

تجمع الآراء القانونية والدستورية على أن مرسوم الاستقالة، لن يغيّر في الواقع القائم شيئاً، وأوضح المحامي أنطوان صفير، أستاذ القانون الدستوري في الجامعة الأميركية في بيروت، أن «حكومة تصريف الأعمال الحالية لا تحتاج إلى مرسوم لقبول استقالتها، فهي مستقيلة بالنصّ الدستوري عند بداية ولاية المجلس النيابي الجديد». وأكد في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «قبول الاستقالة من قبل الرئيس عون هو لزوم ما لا يلزم، لأنه مجرّد إجراء شكلي لا يؤثر في وضعية الحكومة». وقال صفير إن «استقالة الحكومة بعد الانتخابات النيابية (التي جرت في 15 مايو (أيار) الماضي) ليست عملاً إدارياً، بل عملاً حكمياً بحسب النص الدستوري، وبالتالي مرسوم الاستقالة لا يغيّر بالواقع الدستوري شيئاً». ويفتح قرار الرئيس الذي تنتهي ولايته غداً، الباب أمام «التيار الوطني الحرّ»، إلى الطعن بشرعية القرارات التي تتخذها الحكومة، وربما التحضير لسحب وزرائه من الحكومة، ويرى أنطوان صفير أن «القراءة الدستورية للقرار تنطلق من أن الشغور الرئاسي الذي ينقل صلاحيات رئيس الجمهورية إلى الحكومة، لكنّ هذه الحكومة وإن لم تكن كاملة المواصفات، تبقى حكومة تصريف الأعمال، لأنه لا فراغ في المؤسسات الدستورية انطلاقاً من استمرارية المرفق العام».

وشدد على أن الحكومة «ستستمرّ في مهامها وإن كانت مستقيلة، وتتحمّل مسؤولياتها وتقوم بمهام رئيس الجمهورية بالوكالة إلى حين انتخاب رئيس جديد وتشكيل حكومة جديدة».

 

عون يغادر القصر الجمهوري تاركاً «دولة مهترئة»

تعهد «النضال لاقتلاع الفساد» وسط مراسم رسمية ووداع المناصرين

بيروت: «الشرق الأوسط»/31 تشرين الأول/2022

أعلن الرئيس اللبناني ميشال عون أنه انتقل إلى مرحلة جديدة، «تبدأ بنضال قوي لاقتلاع الفساد من جذوره»، معتبراً أن «لبنان يعود إلى الحياة بعد إنهاء نفوذ من شل القضاء وأوقف التحقيق في انفجار مرفأ بيروت»، مستكملاً في آخر أيامه في قصر بعبدا، الهجوم على خصومه متهماً إياهم بحماية حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة، كما انتقد القضاء، قائلاً إن «عدم إقرار قانون الكابيتال كونترول لغاية الآن هو بهدف الاستمرار بالسماح بخروج الأموال إلى الخارج». وغادر عون قصر بعبدا أمس، منتقلاً إلى منزله في الرابية، وسط مراسم وداع رسمية أقيمت له. وقبيل مغادرته القصر الجمهوري، ألقى عون كلمة في الحشود التي توافدت لتحيته ودعمه، فأشار إلى أنه ينتقل اليوم إلى مرحلة جديدة تبدأ بنضال قوي وعمل وجهد لاقتلاع الفساد من جذوره. وتوجه إلى مناصريه بالقول: «إن اليوم نهاية مهمة، وليس نهاية عمل ووداع. اليوم اللقاء الكبير، وقد عدنا من الحجر إلى البشر».وأكد الرئيس عون أن «لبنان في حاجة إلى إصلاح كي يعود إلى الحياة بعد إنهاء نفوذ الذين شلوا القضاء وأوقفوا التحقيق في انفجار المرفأ»، مضيفاً: «إن البلد مسروق بخزينته وبمصرفه المركزي، ومن جيوب المواطنين. وأصبح لدينا دولة مهترئة بمؤسساتها ومن دون قيمة، لأن المنظومة الحاكمة استعملتها، والقضاء معطل لا يحصل حقوق الناس». وتساءل عون: «ماذا نقول إذا كانت كل الجرائم المالية قد ارتكبها حاكم المصرف المركزي ولم نتمكن من إيصاله إلى المحكمة؟ فمن يحميه؟ ومن هو شريكه؟ جميعهم في المنظومة الحاكمة منذ 32 عاماً أوصلونا إلى هذا الحال».وقال الرئيس عون إن «القضاء لا يحاكم من في حقهم دعاوى جرمية»، مشيراً إلى أنه «مضت سنتان أو ثلاث على رفع 22 دعوى قضائية، من دون معرفة مصير أي منها حتى الآن». وقال أيضاً: «قد يكون المتهمون بالفساد هم من جماعتهم، وإلا فلماذا يبحثون عن حماية لهم؟»، مشدداً على أن «حكمنا اليوم أصبح حكماً ثأرياً وليس حكماً عادلاً، والثأر ليس بعدالة، فالثأر هو جريمة في الحكم». وأضاف عون: «كانت هناك إمكانية لتخفيف الخسارة فيما لو أقر قانون (الكابيتال كونترول) الذي لم يكن ليسمح بتهريب الأموال إلى الخارج، وهو لغاية اليوم لم ينجز، لماذا؟ حتى يستمر تمرير تحويل الأموال إلى الخارج. كل الجرائم ارتكبتها السلطة في البداية، فهي التي سرقت الأموال، وأركانها هم من أخذوا الأموال وهربوها، وجميع المودعين خاسرون، لا سيما الصغار منهم الذين يشكلون أكبر شريحة من الشعب اللبناني». وتابع: «سننتقل اليوم إلى المرحلة الثانية التي سيكون فيها تعب، لأنه لا يمكن، وبأي شكل من الأشكال، أن نبدأ بالنهوض قبل أن ننتهي من هذا العذاب المفروض علينا، ونُخرج الوطن من الحفرة العميقة التي وضعوه فيها والتي لن يخرج منها إلا بما أنجزناه من اتفاق لترسيم الحدود البحرية». وسأل عون: «لماذا يقومون هم بمحاربتنا؟ لأن هناك تحقيقاً يوصلهم إلى المحاكم، نتيجة السرقات في المال العام ومن جيوبكم أنتم، ما يشكل أكبر جريمة مالية ترتكب في العالم». وأعلن الرئيس عون قائلاً: «إننا سنلتقي في أوقات مختلفة وسنرى ردة الفعل على ترسيم الحدود لأن هذا الأمر يدلنا على جديتهم، وإذا ما سيتم تعيين رئيس للصندوق السيادي، لأن هذا الصندوق هو الذي سيحفظ أموال النفط والغاز التي يجب أن يذهب قسم منها للإنماء، ويحفظ القسم الآخر للأجيال الطالعة لأن لهم الحق فيه، ولا يحق لنا صرفه بأكمله الآن. إن هذه التجربة قيد التنفيذ حالياً، وهي التدبير الوحيد الذي يحافظ على أموال الشعب، وأنتم من سيحمي هذه الأموال، ولا أحد غيركم».

 

عون وميقاتي "يحتكمان" لبرّي... وباسيل يحشر "حزب الله": أنا مرشحُك الرئاسي

"تشييع" العهد إلى مثواه الأخير: "رقص عوني فوق القبور"!

نداء الوطن/31 تشرين الأول/2022

بعد أكثر من ثلاثة عقود على اقتحامه الساحة السياسية بسلاح التمرّد الذي دمّر الحجر والبشر أواخر الثمانينات وانتهى في 13 تشرين الأول من العام 1990 إلى خروج مذلّ من قصر بعبدا على متن ملالة عسكرية إلى السفارة الفرنسية بعد تهشيمه المنطقة المحرّرة وتسليمها باليدّ إلى الوصاية السورية، أتى الخروج الثاني للجنرال ميشال عون من قصر بعبدا في 30 تشرين الأول من العام 2022 مختلفاً بالشكل على "سجادة حمراء" وفي "ليموزين رئاسية"، لكنه في الجوهر لم يختلف كثيراً عن خروجه الأول بعدما خلّف وراءه انهياراً شاملاً على أرضية الوطن وسيخلّد التاريخ ذكراه بوصفه رئيس الجمهورية الذي سلّم لبنان تسليم اليد إلى وصاية "حزب الله" ومحور الممانعة. وعلى قاعدة "اللي استحوا ماتوا"، بدت مسيرة "تشييع" العهد من بعبدا إلى مثواه الأخير في الرابية بمثابة "الرقص العوني فوق القبور" في ظل ما شهدته من احتفاليات استفزازية لمشاعر اللبنانيين المنكوبين والآباء المقهورين العاجزين عن تأمين القوت اليومي لأسرهم والأمهات الثكلى اللواتي طمرن أولادهن تحت أنقاض انفجار 4 آب... هذا الانفجار الذي لم يأت عون على ذكره في خطبته الوداعية إلا من باب ترهيب القضاء لإطلاق سراح المحسوبين على العهد وتياره الموقوفين على ذمة التحقيق العدلي في جريمة تفجير مرفأ بيروت، مقابل تحييده الفاضح لمسؤولية حلفائه في 8 آذار الذين كبلوا المحقق العدلي وشلّوا تحقيقاته وعطلوا الوصول إلى كشف الحقيقة في الجريمة، ولعل أبلغ صورة عن غضب أهالي الضحايا تجاه العهد وحلفائه تجسدت بتمزيق والدة مفجوعة أمس صورة رئيس الجمهورية في "ساحة ساسين" في الأشرفية، وهي تصرخ أمام الكاميرات: "بس صور شهدائنا بيستحقوا ينرفعوا بالعالي". أما في البعد السياسي لمشهدية الأمس، فحرص رئيس الجمهورية على الخروج من قصر بعبدا "على صهوة" حملة دعائية تحاكي تحقيق المزيد من "الإنجازات" في مرمى الخصوم السياسيين، فاستهل خطابه بدغدغة مناصريه بعبارة: وجّهت اليوم صباحاً رسالة الى مجلس النواب بحسب صلاحياتي الدستورية ووقّعت مرسوم اعتبار الحكومة مستقيلة"، مؤكداً بذلك خرقه العرف الدستوري الذي يقضي بتوقيع مرسوم استقالة الحكومة بالتزامن مع مرسوم تأليف الحكومة الجديدة، وذلك بالتوازي مع تحريضه مجلس النواب على نزع التكليف عن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي باعتباره ينوي أن "يؤبّد حالة التصريف ويفاقم الفراغ فراغاً ويسطو على رئاسة الجمهورية". أما على ضفة الرئيس المكلف، فاستبق ميقاتي الرسالة العونية برسالة مضادة إلى رئيس المجلس النيابي نبيه بري يعلمه فيها العزم على "متابعة الحكومة لتصريف الأعمال والقيام بواجباتها الدستورية كافة"، مقابل استخفافه بصدور مرسوم قبول استقالة حكومته "المستقيلة أصلاً"، واضعاً هذا المرسوم في إطار الخطوة التي ترتدي "الطابع الإعلاني" مع التشديد على أنه "يفتقر إلى أي قيمة دستورية تنعكس سلباً على وجوب تصريف الأعمال".

ولاحقاً، شنّ ميقاتي حملة إعلامية عبر شاشات التلفزة أكد فيها عدم رغبته في "التصادم مع أحد" في مرحلة الشغور الرئاسي، مجدداً الإشارة إلى أنه لا يرى مصلحة في تأليف حكومة جديدة في الأيام المتبقية انطلاقاً من قناعته بأنه أصبح "من الأفضل أن أكمل في حكومة تصريف الأعمال لأن لا شيء سيتغيّر" ربطاً بكون الأولوية يجب أن تكون لانتخاب رئيس جديد للجمهورية. وبعدما احتكم كل من عون وميقاتي إلى بري في مسألتي التكليف والتصريف، يتجه رئيس المجلس النيابي خلال الساعات المقبلة إلى دعوة الهيئة العامة للاجتماع بغية مناقشة رسالة رئيس الجمهورية، وذلك بموجب ما تفرضه الآلية المتبعة حيال الرسائل الرئاسية إلى المجلس، لكن على أن تكون مناقشة رسالة عون ابتداءً من الغد بصفتها موجّهة من رئيس سابق للجمهورية بحكم انتهاء ولايته الرئاسية عند منتصف هذه الليلة. الأمر الذي علّق عليه رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل بتغريدة مسائية عبر "تويتر" اعتبر فيها أنّ عدم إسراع رئيس المجلس النيابي اليوم إلى دعوة النواب إلى عقد جلسة "لاتخاذ قرار أو إجراء" إزاء مضمون كتاب رئيس الجمهورية "يؤكد نية عدم التشكيل ووضع اليد على صلاحيات الرئيس وفرض سلطة غير ميثاقية ولا دستورية".

وكان باسيل قد سارع مع لحظة مغادرة عون قصر بعبدا باتجاه الرابية إلى تدشين حملته الرئاسية من خلال تصريحات صحافية جاهر فيها بأنه "متحمّس للرئاسة والشباب متحمسون والرئيس عون كان متحمساً من زمان لكن كل شيء بوقته"، جازماً بشكل قاطع بأنه لن يرضى بدعم ترشيح "حزب الله" لسليمان فرنجية، ليعقبه القيادي في "التيار الوطني الحر" ناجي حايك مساء أمس بالإعلان عن أنّ "باسيل سيترشح للرئاسة الثلاثاء ويعلن العصيان ضد ميقاتي والقطيعة مع حوار بري".

وفي هذا السياق، رأت مصادر مواكبة لحركة باسيل أنه بصدد الإقدام في مرحلة الشغور على اتخاذ خطوات ضاغطة على "حزب الله" تهدف إلى وضع قيادة "الحزب" أمام أمر واقع يحشره من خلاله بمسألة ترشحه للرئاسة على قاعدة: "إما أنا مرشحك الرئاسي أو لا أحد"، خصوصاً وأنّ رئيس الجمهورية كان واضحاً في حديثه أمس الأول لوكالة "رويترز" بالتشديد على أنّ العقوبات الأميركية لا تمنع جبران باسيل من الترشح للرئاسة، قائلاً: "نحن نمحوها بمجرد انتخابه رئيسًا"، وهي رسالة رأت المصادر أنها "موجهة أولاً وأخيراً إلى "حزب الله" لدفعه إلى تبني ترشيح باسيل كثمن يجب أن يدفعه "الحزب" مقابل خضوع باسيل لعقوبات أميركية نتيجة تحالفه معه".

 

محاضرات الدورة الثامنة في أكاديمية بشير الجميل تتواصل

موقع اللبنانية»/31 تشرين الأول/2022

تتواصل محاضرات الدورة الثامنة في أكاديمية بشير الجميل، وقد بلغت منتصفها وتستمر حتى 17 تشرين الثاني

افتتحت الدورة بمحاضرتين ألقاهما رئيس الأكاديمية المهندس الفراد الماضي الذي شدد في الحلقة الأولى عن أسباب وأهدف المشاركة في الأكاديمية وتناول  شخصية بشير المميزه وتكلم عن مراحل نضاله.أما الحلقه الثانية عن بشير وأميركا، سرد فيها تجربته الشخصية مع بشير القائد والرئيس وتكلم عن فريق عمل بشير، وعن الاسباب التي دفعتهم للتوجه والانفتاح على أميركا والعالم،  وأنشاء اللوبي اللبناني في عواصم دول القرار، وعن دور المقاومة اللبنانية بشقيها السياسي والعسكري في عملية إنقاذ الوطن. وقد اعتبر رئيس الأكاديمية أن ما قامت به المقاومة في الداخل مع نشاط اللوبي اللبناني في الخارج، كلها أثرت على قرارات الإدارة الأميريكية بما يخص لبنان ومستقبله. أما الحلقة الثالثة فقد كانت عن بشير والاقتصاد، وقد ألقاها الأستاذ روي بدارو المستشار والخبير الاقتصادي. خلال الحلقة الثالثة، تم عرض رؤية بشير الاقتصادية المدركة لواقع ومساحة لبنان الجغرافية المحدودة، والمشددة على ضرورة بناء دورة إقتصادية تؤمن العمل والمردود والاكتفاء الذاتي للمواطن. وقد خصصت الأكاديمية محاضرتين عن تاريخ لبنان والمقاومة مع الدكتور عماد مراد الأستاذ والمحاضر الجامعي.الحلقة الأولى كانت بعنوان المقاومة اللبنانية عبر التاريخ، وفيها اختصر تاريخنا المقاوم منذ البطريرك يوحنا مارون حتى بشير وأكد ضرورة الاستمرار بالمقاومة والإيمان بإرثها لأن لبنان بخطر دائم. وتطرق في المحاضرة الثانية الى التاريخ اللبناني المعاصر منذ نشوء لبنان الكبير حتى يومنا هذا. وبختام كل محاضرة، يفتح باب الأسئلة والحوار بين المحاضرين والطلاب بهدف التفاعل بالأفكار وإيضاح النقاط عالقة.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

إيران توجه اتهامات لنحو 1000 شخص على خلفية الاحتجاجات الأخيرة

برلين أدانت «بأشد العبارات» الحملة العنيفة ضد المحتجين

لندن: «الشرق الأوسط»/31 تشرين الأول/2022

أوردت وكالة «تسنيم» شبه الرسمية للأنباء، نقلاً عن رئيس السلطة القضائية في العاصمة الإيرانية طهران، قوله، اليوم الاثنين، إن نحو 1000 شخص وُجّهت إليهم تُهم ارتكاب أعمال شغب وإنهم سيحاكَمون علناً، هذا الأسبوع. وتعصف الاحتجاجات بإيران منذ وفاة الشابة الكردية مهسا أميني (22 عاماً) بعد احتجاز «شرطة الأخلاق» إياها، الشهر الماضي، وتَحوّل مطلب «إسقاط النظام» إلى شعار أساسي لمسيرات المحتجّين الإيرانيين بمختلف خلفياتهم وانتماءاتهم منذ وفاة مهسا أميني في أثناء احتجاز «شرطة الأخلاق» إياها بادعاء «سوء الحجاب». وعاد شعارا «الموت لخامنئي» و«الموت للديكتاتور» أقوى مما كان في الاحتجاجات السابقة، بعد تصاعد الغضب الشعبي إزاء وفاة أميني، في 16 سبتمبر (أيلول) الماضي، حتى بات واحداً من أصعب التحديات التي تواجهها القيادة الدينية للبلاد منذ ثورة 1979. وتجددت المناوشات بين الطلاب وقوات الباسيج ورجال الأمن في جامعات طهران، وبرزت صدامات بين أمن الجامعة والطالبات في جامعة الزهراء، وأصيب عدد من الطلاب في تراشق بالحجارة في جامعة «آزاد - فرع شمال طهران». وردَّد طلاب جامعة «تربيت مدرس» شعار «الجامعات غرقت في الدم وأساتذتنا صامتون!». وأظهرت تسجيلات فيديو نشرتها «اللجنة التنسيقية لنقابات الطلاب» تجمعاً حاشداً في جامعة «علامة»، وذلك بعدما أرسلت الجامعة رسالة على الجوال تُبلّغ عدداً من الطلاب بطردهم مؤقتاً من الجامعة والسكن الجامعي. وذكرت تقارير أن اللجنة التأديبية في جامعة طهران أصدرت قرارات بوقف 9 طلاب.إلى ذلك، قال متحدث باسم الحكومة الألمانية، اليوم، إن ألمانيا تدين «بأشدّ العبارات» الحملة العنيفة التي شنّتها قوات الأمن الإيرانية على المحتجّين وقمع الدولة للصحافيين. وأضاف المتحدث أن ألمانيا ترحّب بالعقوبات الإضافية التي فرضها الاتحاد الأوروبي على إيران، وقال إن برلين تنظر في اتخاذ مزيد من الإجراءات، دون توضيح مواعيد لها.

 

«الحرس الثوري» يحتجز سفينة في الخليج بزعم تهريبها 11 مليون لتر من الوقود

لندن: «الشرق الأوسط»/31 تشرين الأول/2022

احتجز «الحرس الثوري» الإيراني، اليوم الإثنين، سفينة أجنبية في الخليج بزعم أنها تحمل 11 مليون لتر من الوقود «المهرب». وتم احتجاز قبطان ناقلة النفط الأجنبية وطاقمها لاستكمال إجراءات التحقيق والإجراءات القانونية، حسبما ذكرت قناة تليغرام التابعة لوكالة أنباء الطلبة. وتكافح إيران، التي لديها أرخص أسعار الوقود في العالم بسبب الدعم الكبير وانخفاض قيمة عملتها الوطنية، تفشي تهريب الوقود برا وبحرا.

 

إطلاق نار في جامعات طهران غداة تهديدات قائد «الحرس الثوري»

لندن - طهران: «الشرق الأوسط»/31 تشرين الأول/2022

تجددت الاشتباكات بين قوات الأمن وشرطة مكافحة الشغب، وطلاب جامعات إيرانية تجاهلوا تحذيرات «الحرس الثوري» بشأن ضرورة إنهاء الاحتجاجات التي تهز أنحاء البلاد منذ 44 يوماً. وتعصف الاحتجاجات بإيران منذ وفاة الشابة الكردية مهسا أميني (22 عاماً) بعد احتجاز «شرطة الأخلاق» لها الشهر الماضي، وتحول مطلب «إسقاط النظام» إلى شعار أساسي لمسيرات المحتجين الإيرانيين بمختلف خلفياتهم وانتماءاتهم منذ وفاة مهسا أميني البالغة من العمر 22 عاماً في أثناء احتجاز «شرطة الأخلاق» لها بادعاء «سوء الحجاب». وعاد شعار «الموت لخامنئي» و«الموت للديكتاتور» أقوى مما كان في الاحتجاجات السابقة، بعد تصاعد الغضب الشعبي إزاء وفاة أميني في 16 سبتمبر (أيلول) الماضي، حتى بات واحداً من أصعب التحديات التي تواجهها القيادة الدينية للبلاد منذ ثورة 1979. حذر قائد «الحرس الثوري»، حسين سلامي، المحتجين بأن «السبت سيكون آخر يوم يخرجون فيه إلى الشوارع»، وقال: «لا تخرجوا إلى الشوارع! اليوم آخر أيام الشغب». وأضاف: «هذه الخطة الشريرة مدبرة... في البيت الأبيض والنظام الصهيوني». وأضاف: «لا تبيعوا شرفكم لأميركا، ولا تصفعوا قوات الأمن التي تدافع عنكم على وجهها». وتجاهل الإيرانيون مثل هذه التحذيرات منذ بدء الانتفاضة الشعبية التي لعبت فيها النساء دوراً بارزاً. وأظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي طلاباً يشتبكون مع شرطة مكافحة الشغب وقوات الباسيج في الجامعات بأنحاء البلاد. من مشهد وشاهرود شمال شرقي البلاد، إلى جرجان وبابل في الشمال، وأراك وزنجان في الوسط... إلى سنندج والأحواز غرباً، وشيراز جنوباً، ردد طلاب الجامعات شعارات منددة بالنظام. وردد طلاب جامعة شيراز: «لا نريد الدولة القاتلة للأطفال». وتجددت المناوشات بين الطلاب وقوات الباسيج ورجال الأمن في جامعات طهران. وبرزت صدامات بين أمن الجامعة والطالبات في جامعة الزهراء، وأصيب عدد من الطلاب في تراشق بالحجارة في جامعة «آزاد - فرع شمال طهران». وردد طلاب جامعة «تربيت مدرس» شعار: «الجامعات غرقت في الدم وأساتذتنا صامتون».

وأظهرت تسجيلات فيديو نشرتها «اللجنة التنسيقية لنقابات الطلاب» تجمعاً حاشداً في جامعة «علامة»، وذلك بعدما أرسلت الجامعة رسالة على الجوال تبلغ عدداً من الطلاب بطردهم مؤقتاً من الجامعة والسكن الجامعي. وذكرت تقارير أن اللجنة التأديبية في جامعة طهران أصدرت قرارات بوقف 9 طلاب.

وأظهر مقطع فيديو أحد أفراد قوات الباسيج وهو يطلق النار من مسدس بالقرب من طلاب يحتجون في فرع جامعة «آزاد» في طهران. كما سُمع دوي إطلاق نار في مقطع نشرته منظمة «هه نغاو» الحقوقية خلال احتجاجات بجامعة كردستان في سنندج. وأظهرت مقاطع فيديو من جامعات في مدن أخرى ميليشيات الباسيج وهي تفتح النار على الطلاب. وحضت منظمة حقوق الإنسان في إيران، ومقرها النرويج، «الجامعات والمراكز العلمية في العالم» على دعم الطلاب الإيرانيين ضد «الاعتداء الكبير» من قوات الأمن الإيرانية على «خصوصية» الجامعات. وقالت المنظمة إن أكثر من 50 جامعة في 20 مدينة إيرانية شهدت احتجاجات السبت. في الأثناء، أحرقت طالبات مدرسة ثانوية الحجاب في سنندج، ورددن شعارات مناهضة للحكومة. ويسمع في تسجيل فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي شعار: «الموت للديكتاتور» بينما تتصاعد ألسنة الدخان في باحة المدرسة. ولعبت الطالبات والنساء دوراً بارزاً في الاحتجاجات؛ حيث حرقن حجابهن، في الوقت الذي طالبت فيه الحشود بإسقاط «الجمهورية الإسلامية» التي وصلت إلى السلطة عام 1979. وامتدت الاحتجاجات الأحد إلى فريدونشهر في أصفهان. في غضون ذلك، قال جهاز استخبارات «الحرس الثوري»، في بيان، إنه اعتقل 3 أشخاص في محافظة «تشار محال ومحال بختياري»، معلناً عن إحباط «مخطط لتخريب الأموال العامة والتخريب بمواد قابلة للاشتعال وقذائف مولوتوف». وأظهرت تسجيلات فيديو حرق لافتات المرشد الإيراني علي خامنئي والقائد السابق لـ«فيلق القدس» قاسم سليماني الذي قضى بضربة أميركية في بغداد مطلع عام 2020. وأظهرت تسجيلات حرق لافتات في مدن بندر عباس جنوباً وبجنورد (شمالي شرق) ومراغة (شمالي غرب)، فضلاً عن تدمير تمثال سليماني بمدينة مريوان في كردستان، وكنبد كاووس في محافظة غلستان الشمالية. وفي وقت متأخر السبت، قال حساب «1500 تصوير» على «تويتر»، الذي يتابعه نحو 300 ألف مستخدم، إن قوات الأمن حاصرت بعض الجامعات، مثل جامعة آزاد في مشهد و«الكلية التقنية» بجامعة طهران، لاعتقال طلاب نشطاء. واندلع مزيد من الاحتجاجات بمدينة مريوان الكردية وفق ما أفادت به مقاطع فيديو نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي وأظهرت محتجين يشعلون حرائق في الشوارع بينما يُسمع دوي إطلاق نار. ولم يتسن لـ«رويترز» التحقق من المقاطع. ونشر حساب «1500 تصوير» مقاطع فيديو قال إنها تُظهر محتجين بمدينة آستارا في شمال غربي إيران يشعلون النار في حطام ودراجات نارية استولوا عليها من الشرطة.

لا تراجع

حاول الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الربط بين هجوم شيراز الذي تنباه تنظيم «داعش» وأوقع 15 قتيلاً، والاحتجاجات التي تعصف بالبلاد منذ الشهر الماضي. وقال رئيسي لدى استقباله عدداً من أساتذة الجامعات في مقر الحكومة إن «حل المشكلات أهم واجبات المسؤولين»، مضيفاً أن هجوم شيراز «كان تجسيداً لجزء من هدف العدو خلق حالة من عدم الأمان وتعطيل حياة الناس من خلال الاضطرابات والفتنة والإرهاب». تابع أن «الغضب الشعبي ازداد على الإرهابيين ومثيري الشغب». ووجه «الباسيج الطلابي» رسالة إلى رئيسي احتجاجاً على ما وصفوه بـ«الشغب الجامعي»، وتصف الطلاب المحتجين بـ«الطلاب الذين يسعون وراء الاغتيالات» وبأنهم «أقلية أنانية». ويتساءل هؤلاء: «ألم يحن الوقت لمعاقبة الجناة الرئيسيين في أعمال الشغب هذه؟». وقال المتحدث باسم «هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»، علي خان محمدي، إن «المؤسسة الحاكمة ليس لديها أي نية للتراجع عن فرض الحجاب؛ لكن يتعين عليها أن (تتحلى بالحكمة) بشأن تطبيق هذا الفرض». وصرح لموقع «خبر أون لاين» بأن «خلع الحجاب مخالف لقانوننا، و(الهيئة) لن تتراجع عن موقفها، ومع ذلك، يجب أن تتحلى تصرفاتنا بالحكمة لتجنب منح الأعداء أي ذريعة لاستخدامها ضدنا». وفي محاولة أخرى على ما يبدو لنزع فتيل التوتر، قال رئيس البرلمان، محمد باقر قاليباف، إنه «يحق للناس المطالبة بالتغيير»، وإن «مطالبهم ستُلبى إذا نأوا بأنفسهم عن (مثيري الشغب) الذين خرجوا إلى الشوارع»؛ وفق «رويترز». وأضاف قاليباف: «نرى أن الاحتجاجات ليست فقط حركة تصحيحية ودافعاً للتقدم؛ لكننا نعتقد أيضاً أن هذه الحركات الاجتماعية ستغير السياسات والقرارات، بشرط ابتعادها عن مرتكبي العنف والمجرمين والانفصاليين»، وهي مصطلحات يستخدمها المسؤولون عادة للإشارة إلى المتظاهرين. بدورها؛ نقلت وكالة «إرنا» الرسمية عن قاليباف قوله إن «الأعمال الإرهابية لأعداء إيران ينبغي ألا تكون ذريعة لتجاهل الاحتجاجات الجماعية للشعب». ومع ذلك، ألقى باللوم على «المجموعات السياسية والفاعلين في المجالين الثقافي والاجتماعي». وقال: «لو منعوا منذ البداية تحول الاحتجاجات المطالبة بالإصلاح إلى اضطرابات واحتجاجات عنيفة، وتصرفت منذ البداية مثل عامة الناس وعزلت طريقها عن العنف، لما استطاع الأعداء إلحاق الضرر بالناس».

قمع بلا هوادة

قالت وكالة «هرانا» للأنباء المعنية بحقوق الإنسان في إيران إن 283 متظاهراً قتلوا في الاحتجاجات حتى السبت؛ بينهم 44 قاصراً. كما قُتل نحو 34 من أفراد قوات الأمن. وأضافت الوكالة أن أكثر من 14 ألف شخص اعتقلوا؛ بينهم 253 طالباً، خلال احتجاجات في 132 مدينة وبلدة و122 جامعة.

وسحق «الحرس الثوري» وميليشيات «الباسيج» التابعة له جميع أشكال المعارضة في الماضي. وقال قائد في «الحرس الثوري»، الأحد، إن «مثيري الفتنة» يوجهون إهانات لهم في الجامعات والشوارع، وتوعد باستخدام مزيد من القوة إذا استمرت الاحتجاجات المناهضة للحكومة. ونقلت وكالة «إرنا» الرسمية عن قائد «الحرس الثوري» في إقليم خراسان الجنوبي، العميد محمد رضا مهدوي، قوله: «حتى الآن؛ التزم الباسيج ضبط النفس والصبر. لكن الأمر سيخرج عن سيطرتنا إذا استمر الوضع».

تهديد الصحافة

انتقد أكثر من 300 صحافي إيراني «كتابة سيناريوهات» من الأجهزة الأمنية ضد الصحافيين، وطالبوا بالإفراج عن زميلتين لهم مسجونتين بسبب تغطيتهما قضية أميني، في بيان نشرته صحيفة «اعتماد» وصحف أخرى الأحد. وكانت نيلوفر حامدي قد التقطت صورة لوالدي أميني وهما يتعانقان في أحد مستشفيات طهران حيث كانت ابنتهما ترقد في غيبوبة. وكانت الصورة، التي نشرتها حامدي على «تويتر»، أول جرس إنذار للعالم بأن هناك خطباً ما بشأن أميني التي كانت اعتقلتها «شرطة الأخلاق» قبل ذلك بـ3 أيام بدعوى ارتدائها ملابس غير لائقة. أما الهه محمدي، مراسلة صحيفة «هم ميهن» فقد سافرت من طهران لتغطية جنازة أميني بمدينة سقز الكردية؛ مسقط رأسها، حيث بدأت الاحتجاجات. واتهم بيان مشترك من وزارة المخابرات الإيرانية والمخابرات التابعة لـ«الحرس الثوري» يوم الجمعة حامدي ومحمدي بأنهما «جاسوستان» لوكالة المخابرات المركزية الأميركية. وعدّ هؤلاء أن بيان الأجهزة الأمنية «نهاية الصحافة في إيران». ويتماشى اعتقالهما مع الرواية الرسمية التي تروج لها إيران ومفادها بأن الولايات المتحدة وإسرائيل والقوى الغربية وعملاءها بالداخل يقفون وراء الاحتجاجات. وتقول جماعات حقوقية إن ما لا يقل عن 40 صحافياً اعتُقلوا في الأسابيع الستة الماضية، وإن العدد في ازدياد. وأشارت صحيفة «سازندكي»؛ الناطقة باسم حزب «كاركزاران سازندكي (عمال البناء)»؛ فصيل الرئيس الأسبق علي أكبر هاشمي رفسنجاني، في عددها الصادر الأحد، إلى أن «أكثر من 20 صحافياً لا يزالون موقوفين» في غير مدينة إيرانية؛ أبرزها طهران. وأضافت الصحيفة؛ التي نشرت صور عدد من هؤلاء على صفحتها الأولى، أن صحافيين آخرين جرى استدعاؤهم من قبل السلطات. ونشرت صحيفة «هم ميهن»؛ التي يرأس مجلس إدارتها غلام حسين كرباسجي عضو اللجنة المركزية في حزب «سازندكي»، صورة محمدي. ووصفت بيان الأجهزة الاستخباراتية بـ«المحبط». وفي تصريح نشرته صحيفة «اعتماد» الإصلاحية، انتقدت نقابة الصحافيين في طهران «المقاربة الأمنية» حيال الصحافة، عادّةً أنها إجراء «غير قانوني» و«يتعارض مع الحرية». ولمحت النقابة إلى بيان مشترك من الأجهزة الأمنية. وكتب القائد السابق للمنتخب الإيراني، علي كريمي، في تغريدة على «تويتر»: «كل وطني لم يبع قلمه؛ ليس جاسوساً». وتضمنت التغريدة صورة سعيد فتحي؛ الصحافية الرياضية التي اعتقلتها السلطات.

 

اعتقال مغني الراب توماج صالحي... «صوت الاحتجاجات الإيرانية»

لندن: «الشرق الأوسط»/31 تشرين الأول/2022

أعلنت وسائل الإعلام الحكومية اعتقال مغني الراب الشهير توماج صالحي، الذي أطلق أغنيات مثيرة للجدل تدعم الاحتجاجات العامة والإضرابات العمالية خلال السنوات الأخيرة. وقالت وسائل الإعلام الحكومية إن صالحي اعتقل لدى محاولته مغادرة البلاد في الحدود الغربية، لكن حسابه الرسمي على «تويتر» أكد اعتقاله لكنه نفى رواية السلطات حول مكان اعتقاله، كما نفت أسرته بدورها الرواية الحكومية. وقالت إنه اعتقل في منطقة «غردبيشه» الجبلية في محافظة تشهار محال وبختاري. وكتب حسابه على «تويتر» إن «توماج لم يكن ينوي مغادرة البلاد على الإطلاق، واعتقل في تشار محال بختاري المكان الذي يتحدر منه».

وفي وقت لاحق قال المدعي العام في محافظة أصفهان محمد نبویان إن صالحي اعتقل بتهمة «نشاط دعائي ضد النظام، والتعاون مع حكومات معادية وتشكيل مجموعة غير مرخصة بقصد زعزعة أمن البلاد». وقال إن «المتهم لعب دوراً رئيسياً في إثارة الاضطرابات ودعوة وتشجيع الاضطرابات وأعمال الشغب الأخيرة في محافظة أصفهان ومدينة شاهين شهر». وكتبت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» إن صالحي «المغني وأحد المروجين للعنف على نطاق واسع في أعمال الشغب الأخيرة، تم اعتقاله أثناء فراره من البلاد». وكان صالحي قد وجه أصابع الاتهام إلى المؤسسة الحاكمة في هجوم استهدف ضريحاً في مدينة شيراز وأوقع 15 قتيلاً وتنباه تنظيم داعش. وكتب على «تويتر»: «اليوم الذي تكشف فيه زيف الأدلة حول هجوم شاه جراغ لن يكون بعيداً، لا حد لحقارتكم، مستعدون لقتل جميع من على وجه الأرض للإبقاء على كرسي السلطة». وحظيت أغنياته التي ينتقد فيها سياسات النظام الإيراني، مثل «الحياة العادية» و«تركمانشاي» بإشادة واسعة بين الإيرانيين. وأطلق صالحي بعد احتجاجات 2019 أغنية «ثقب الفأر» ينتقد فيها السلطة بحدة كما ينتقد محاولة «تلميع» صورة النظام على يد جماعات تتمحور حول اللوبي الإيراني في أوروبا والولايات المتحدة. وينتقد صمت المشاهير والتيار الإصلاحي على حملة القمع ضد المعارضين والمحتجين في البلاد.وفي يناير (كانون الثاني) الماضي، أصدرت «محكمة الثورة» الإيرانية قراراً ضد صالحي بالسجن مع وقف التنفيذ لمدة ستة أشهر، وذلك بعد خمسة أشهر من اعتقاله. وتعكس أغنياته الأخيرة الاستياء العام والغضب في الشارع الإيراني، وسلط الضوء على مطالب النقابات العمالية واحتجاجات أخرى ضد سياسة إدارة المياه في البلاد. يأتي اعتقال صالحي بعدما أصبح المغني شروين حاجي بور الذي اعتقله السلطات الشهر الماضي، رمزاً عالمياً للاحتجاجات الإيرانية. وخطف حاجي بور الأضواء بسبب أغنية «براي» (من أجل!) التي تحولت إلى نشيد للمحتجين ويقتبسها من تغريدات للمحتجين يشرحون فيها دوافعهم في الاحتجاجات.وسارع المغني البوب مهدي يراحي لإدانة تغطية اعتقال صالحي. وقال «السيرانيون يشعرون بالنشوة من خبر اعتقال توماج صالحي وكأنه لم يقبض عليه قط». وأضاف: «في هذا الطريق قد يقبضون علينا ويعذبوننا ويقتلوننا جميعاً في إيران». ومنذ عامين، تمنع السلطات يراحي وأطلق أغنيات مثيرة للجدل باللغتين العربية والفارسية. وأثارت أغنيته «رمية حجز» التي انتقد فيها الحرب الإيرانية - العراقية غضب السلطات. ووجه يراحي انتقادات للرئيس الإيراني السابق حسن روحاني و«الحرس الثوري» في إحدى حفلاته. وفي أغسطس (آب) 2021، أطلق يراحي أغنية «أهواك» باللغة العربية دعماً لاحتجاجات المياه في موطنه الأحواز، التي ضربت جنوب غربي إيران في صيف العام الماضي.

 

زيلينسكي في اتصال هاتفي مع غوتيريس: أوكرانيا مستعدة للبقاء ضامنا للأمن الغذائي العالمي

وطنية/31 تشرين الأول/2022

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، خلال مكالمة هاتفية مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أن "أوكرانيا عازمة على "البقاء ضامنا للأمن الغذائي العالمي ومواصلة صادراتها من الحبوب"، بعدما علّقت روسيا تنفيذها الاتفاق إثر تعرّض سفنها في شبه جزيرة القرم لهجوم بمسيرات، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية".وكتب زيلينسكي على تويتر: "تحدثت مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، وأكدت التزام أوكرانيا باتفاق الحبوب".

 

البيت الأبيض: بايدن سيطلب من الكونغرس اتخاذ تدابير إذا لم تخفض شركات النفط الأسعار

وطنية/31 تشرين الأول/2022

اشار مسؤول في البيت الأبيض الى ان "الرئيس الأمريكي جو بايدن سيدعو اليوم، شركات النفط والغاز إلى استثمار بعض الأرباح القياسية التي حققتها في الآونة الأخيرة في خفض التكاليف التي تتحملها العائلات الأمريكية"، بحسب وكالة "رويترز". وقال: "وإذا لم تمتثل، فإنه سيدعو الكونغرس للنظر في مطالبة شركات النفط بدفع غرامات ضريبية ومواجهة قيود أخرى".

 

لافروف: الغرب يستخدم أكثر الأساليب غير النزيهة ضد روسيا والصين للحفاظ على هيمنته

وطنية/31 تشرين الأول/2022

نقلت "روسيا اليوم" عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن الغرب يستخدم أكثر الأساليب غير النزيهة في علاقته مع روسيا والصين، في محاولة منه للحفاظ على هيمنته. وأشار في كلمة مسجلة توجه بها للمشاركين في المؤتمر الدولي "دور الديبلوماسية العامة في تكوين واستعادة وتنمية العلاقات الروسية الصينية"، الذي يتزامن مع الذكرى الـ65 لتأسيس جمعية الصداقة الروسية الصينية، الغرب الجماعي اليوم، يحاول الحفاظ على هيمنته بشكل متشنج، ويستخدم أكثر الأساليب غير النزيهة للهندسة الجيوسياسية فيما يتعلق بروسيا والصين، اللتين اعتبرهما خصميه الرئيسيين". وفقا للافروف تقوم موسكو وبكين في ظل هذه الظروف بتنسيق وثيق بينهما في السياسة الخارجية. وقال : "إن الصلة بين موسكو وبكين هي أحد العوامل الرئيسية في إضفاء الطابع الديمقراطي على العلاقات الدولية، وتشكيل نظام عالمي متعدد الأقطاب أكثر عدلا".

 

بلينكن ناقش الحرب الأوكرانية والعلاقات الأميركية الصينية مع نظيره وانغ يي

وطنية/31 تشرين الأول/2022

قالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان أوردته وكالة "رويترز": "إن وزير الخارجية أنتوني بلينكن تحدث مع نظيره الصيني وانغ يي في اتصال هاتفي امس وناقشا حرب روسيا ضد أوكرانيا والتهديدات التي تشكلها على الأمن والاستقرار الاقتصادي العالمي". وذكر البيان أن "بلينكن ناقش أيضا مع نظيره الصيني ضرورة الحفاظ على خطوط اتصال مفتوحة وإدارة العلاقات بين الولايات المتحدة والصين بشكل يتم بالمسؤولية".

 

قلق أممي «بالغ» من تعليق روسيا {اتفاق الحبوب} وتنديد غربي... ومحادثات تركية مع كييف وموسكو

كييف - موسكو - أنقرة: «الشرق الأوسط»/31 تشرين الأول/2022

تصاعدت الضغوط الأممية والأوروبية على روسيا، أمس، بعدما علقت مشاركتها في اتفاق البحر الأسود، لتقطع بذلك شحنات الحبوب القادمة من أوكرانيا. وعلقت روسيا السبت الاتفاق بشأن صادرات الحبوب من الموانئ الأوكرانية الحيوية لإمدادات الغذاء العالمية، وذلك ردا على هجوم تقول إنه استهدف أسطولها في البحر الأسود المتمركز في خليج سيفاستوبول بشبه جزيرة القرم، وألقت باللوم فيه على أوكرانيا وبريطانيا. واستنكرت وزارة الدفاع البريطانية ما اعتبرته «ادعاءات خاطئة» تهدف إلى «تحويل الانتباه»، في حين أشار مسؤول أوكراني إلى أن الحادث سببه «تعامل القوات الروسية بإهمال مع متفجرات». وأتاح اتفاق الحبوب تصدير ملايين الأطنان من الحبوب العالقة في الموانئ الأوكرانية منذ بدء النزاع في فبراير (شباط). وتسبب الحصار المفروض على موانئ أوكرانيا في ارتفاع أسعار المواد الغذائية، ما أثار مخاوف من حدوث مجاعة في دول عدة.

اتصالات أممية... وتركية

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن «قلقه البالغ» حيال وقف صادرات الحبوب بحرا. وقال الناطق باسمه إن «الأمين العام يشعر بقلق بالغ حيال الوضع الحالي المرتبط بمبادرة الحبوب في البحر الأسود»، وتابع أنه قرر تأجيل مغادرته لحضور القمة العربية في الجزائر لمدة يوم من أجل التركيز على هذه القضية، وفق وكالة الصحافة الفرنسية. ويعد الاتفاق الذي وقعته روسيا وأوكرانيا بوساطة تركيا والأمم المتحدة أساسيا للتخفيف من حدة الأزمة الغذائية العالمية التي تسبب بها النزاع. وقالت روسيا إنها ستعلق مشاركتها فيه بعدما اتهمت كييف بتنفيذ هجوم «كبير» بمسيرات استهدف أسطولها في البحر الأسود، وهو ما وصفته أوكرانيا بـ«الذريعة الكاذبة». وقال الناطق باسم غوتيريش إن «الأمين العام يواصل إجراء اتصالات مكثفة تهدف لوضع حد لتعليق روسيا مشاركتها في مبادرة الحبوب في البحر الأسود». وأضاف أن هذه الجهود تهدف أيضا إلى «تجديد وتطبيق المبادرة بشكل كامل من أجل تسهيل تصدير الأغذية والأسمدة من أوكرانيا، وإزالة باقي العقبات التي تقف في طريق تصدير الأغذية والأسمدة الروسية». من جهته، أجرى وزير الدفاع التركي محادثات مع نظيريه في موسكو وكييف في مسعى لإحياء اتفاق البحر الأسود، وذلك حسبما قالت وزارة الدفاع التركية في بيان أحد. وجاء في البيان أن خلوصي أكار طلب من الطرفين تجنب أي «استفزاز» قد يؤثر على استمرار الاتفاق. وتابع أن «تفتيش السفن المحملة بالحبوب التي تنتظر أمام مضيق البوسفور سيستمر اليوم وغدا»، كما ذكرت وكالة «رويترز». وأوضحت وزارة الدفاع أن «الطاقم الروسي العامل في مركز التنسيق المشترك في إسطنبول لا يزال موجودا في المركز. خلال هذه الفترة، لن تغادر أي سفينة أوكرانيا». وفي وقت مبكر من يوم أمس، قال مركز التنسيق المشترك المكلف بالإشراف على الاتفاق الدولي، الذي وُقع في إسطنبول، إن أي حركة لنقل الحبوب الأوكرانية في البحر الأسود لم تتم المصادقة عليها. وأحصى المركز الذي يضم مندوبين لروسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة، هذا الأسبوع، أكثر من 170 سفينة شحن تنتظر خضوعها للتفتيش قبالة إسطنبول، علما بأن بعضها ينتظر منذ اثني عشر يوما. والاتفاق الذي بدأ تنفيذه في الأول من أغسطس (آب) وينتهي مفعوله في 19 نوفمبر (تشرين الثاني)، أتاح تصدير نحو 9.3 مليون طن من الحبوب والمنتجات الزراعية الأخرى انطلاقا من الموانئ الأوكرانية، بحسب وزارة الدفاع التركية. بدوره، أشار مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إلى أنه ناقش مع غوتيريش تنسيق التحركات الرامية للمحافظة على استمرار الصادرات من أوكرانيا، قائلا إن «على روسيا العودة إلى الاتفاق». أما حلف شمال الأطلسي، فحث أمس موسكو على التمديد العاجل للاتفاق الذي توسطت فيه الأمم المتحدة. وقالت المتحدثة باسم الحلف أوانا لونجيسكو: «يتعين على الرئيس بوتين التوقف عن استغلال الطعام كسلاح، وإنهاء حربه غير الشرعية على أوكرانيا». وأضافت «نطالب روسيا بإعادة النظر في قرارها، وتمديد الاتفاق بشكل عاجل بما يسمح بوصول الغذاء لمن هم في أمس الحاجة إليه». وأشارت إلى أن جميع أعضاء الحلف سبق أن رحبوا بالاتفاق الذي تم التوصل إليه بمساعدة تركيا.

هجوم بالمسيرات

أعلنت روسيا، أمس، أنها عثرت على حطام المسيرات التي هاجمت أسطولها في سيفاستوبول، مشيرة إلى أنها استخدمت «منطقة آمنة» لتصدير الحبوب وطرحت احتمال أن تكون أُطلقت من «سفينة مدنية». وقالت وزارة الدفاع الروسية إن «مسيرات بحرية كانت تتحرك في المنطقة الآمنة التابعة لممر (تصدير) الحبوب»، مضيفة أنها «رفعت» جزءا من حطام المسيرات من البحر، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. وتقول السلطات الروسية إن الهجوم وقع في الساعات الأولى من صباح السبت «بتسع طائرات مسيرة وسبع مسيرات بحرية»، ما تسبب «بأضرار طفيفة» لسفينة كاسحة للألغام. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن عددا من المسيرات المستخدمة يضم «وحدات ملاحية كندية الصنع». وأشارت إلى إمكان أن تكون إحدى المسيرات أطلقت من «على متن إحدى السفن المدنية التي تستأجرها كييف أو أسيادها في الغرب لتصدير المنتجات الزراعية من موانئ أوكرانيا».

«حجة كاذبة» رفضت أوكرانيا تبرير روسيا لتعليق مشاركتها في اتفاق البحر الأسود. ونددت كييف بهذه «الحجة الكاذبة»، ودعت إلى ممارسة الضغط على موسكو «لتلتزم مجددا باحترام واجباتها». وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن القرار الروسي «لا يعود لليوم فقط. فروسيا بدأت تفاقم أزمة الأغذية العالمية في سبتمبر (أيلول) عندما باشرت تعطيل حركة السفن التي تنقل منتجاتنا الزراعية». وأضاف أنها «نية واضحة لروسيا للتلويح مجددا بهاجس المجاعة على نطاق واسع في أفريقيا وآسيا». وقال إن موسكو عطلت حركة ما لا يقل عن 176 سفينة حتى الآن، مشددا على ضرورة حصول «رد دولي صارم على مستوى الأمم المتحدة، ولا سيما مجموعة العشرين». وقال الرئيس الأميركي جو بايدن، السبت، إن قرار روسيا الانسحاب من الاتفاق الذي يسمح بتصدير الحبوب من أوكرانيا «شائن». وأضاف خلال حديثه إلى صحافيين «ليس هناك سبب ليفعلوا ذلك».

أما وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، فقال: «بتعليقها الاتفاق، تستخدم روسيا مجددا الغذاء سلاحا في الحرب التي شنتها، ما يخلف تداعيات مباشرة على الدول ذات الدخل المنخفض وعلى الأسعار العالمية للسلع الغذائية، ويؤجج الأزمات الإنسانية وانعدام الأمن الغذائي الخطر أساسا». يشار إلى أنه قبيل إعلان تعليق اتفاق الحبوب، انتقد وزير الزراعة الروسي الاتفاق مجددا على التلفزيون، متهما دول الاتحاد الأوروبي باحتكار الصادرات الأوكرانية التي ينبغي أن تذهب إلى البلدان الفقيرة. وسبق أن نفى مركز التنسيق الموجود في تركيا هذه الادعاءات. وقال دميتري باتروشيف إن «اتفاق الحبوب للأسف لم يحل مشاكل البلدان المحتاجة، بل فاقمها أيضا إلى حد ما».

 

الانتخابات المبكرة في العراق تنتظر أداء السوداني والتسوية مع الصدر

بغداد: «الشرق الأوسط»»/31 تشرين الأول/2022

ألزمت الحكومة العراقية نفسها بإجراء انتخابات مبكرة العام المقبل، مشروطة بتعديل القانون من قبل البرلمان الذي تسيطر عليه قوى الإطار التنسيقي، وأحزاب حليفة وسط غياب التيار الصدري، لكن المؤشرات العامة تفيد بأن الإيفاء بهذا الموعد لن يكون إلزاميا، ويعتمد على عاملين حاسمين؛ أداء الحكومة والطريقة التي سيعود فيها مقتدى الصدر إلى العملية السياسية. ووفقاً لترشيحات من مستشارين سياسيين، فإن الانتخابات الوحيدة التي ستجرى خلال حكومة السوداني وبإشراف المفوضية الحالية ستكون لمجالس المحافظات، التي تحظى بدعم الأحزاب السنية، دوناً عن الكرد والشيعة الذين لا يظهرون حماسة لها حتى الآن. وتنتظر القوى السياسية الشهور الثلاثة المقبلة، لتتعرف على أداء السوداني في إدارة الحكومة، وفيما إذا كان قادرا على استغلال الفرصة المتاحة ومنح جميع حلفائه مبرراً لإكمال المدة القانونية قبل الموعد الطبيعي لإجراء الانتخابات، دون الاضطرار لجعلها مبكرة، وبحسب مصادر سياسية عراقية معنية بملف الانتخابات، فإن قرار إجراء الانتخابات لن يتخذ قبل 3 شهور من الآن، وفي حال تم ذلك فإن القوى السياسية بحاجة إلى عام ونصف العام على أقل تقدير، على أن ينجز البرلمان خلال هذه الفترة التعديلات المطلوبة كأرضية لعملية التصويت. وإلى جانب ذلك، فإن القوى السياسية الرئيسة تطمح إلى أن تكمل حكومة السوداني مدتها أربع سنوات، وأبرزهم رئيس ائتلاف دولة القانون، نوري المالكي، ولو اضطر الإطار التنسيقي إلى إجراء الانتخابات، فإن خطته ستشمل نسف الصيغة القانونية التي جرى فيها اقتراع 2021، وتغيير طاقم المفوضية، لكن هذا سيبدو صعباً للغاية وينتظر الشكل النهائي والحاسم للتسوية مع التيار الصدري، الذي لن يبقى منسحباً إلى الأبد. وترى المصادر العراقية أن التعديلات التي يدعو لها الإطار التنسيقي على قانون الانتخابات لن تخضع بشكل كامل لأوزان القوى داخل البرلمان، بل لطبيعة التفاهمات مع التيار الصدري كجزء من تسوية لعودة الصدر إلى التنافس في الاقتراع المقبل، ولن يكون الاقتراع المبكر شرطاً في ذلك، ويأتي ذلك في ظل تعهد السوداني، الخميس الماضي، بالانفتاح على جميع القوى السياسية، سواء التي شاركت أو لم تشارك في التشكيلة الوزارية، في إشارة إلى التيار الصدري الذي رفض المشاركة في الحكومة. وتضيف المصادر أن الانتخابات المبكرة ليست طموحاً للقوى الشيعية والكردية، لأن الاستعداد لخوض التجربة مجدداً خلال وقت قصير ليس واردا في الخطط قصيرة المدى بالنسبة لصناع القرار السياسي، إلا أن ما سيقوم به السوداني خلال الشهور القليلة المقبلة سيغير الكثير فيما لو تحولت حكومته إلى محرك آخر للأزمات.

 

بغداد: الخلاف الكردي ـ الكردي يعرقل إكمال الحكومة واستحداث السوداني وزارة للبيئة لم يحسم الملف

بغداد: «الشرق الأوسط»»/31 تشرين الأول/2022

لم تنفع محاولة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إضافة حقيبة وزارية جديدة إلى كابينته لتكون من حصة المكون الكردي، بإنهاء الخلاف بين الحزبين الرئيسيين في إقليم كردستان (الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني). فطبقاً للعُرف المتبَع بين المكونات العراقية، يجري توزيع الوزارات مرة طبقاً للتوازن الاجتماعي (الوزارات السيادية)، ومرة طبقاً للوزن الانتخابي (بقية الوزارات). ومع أن المكونات الرئيسية الثلاثة (الشيعة والعرب السنة والكرد) يحظون عادةً بحصة الأسد من الوزارات (12 وزارة للشيعة, 6 للعرب السنة, 3 للكرد, ووزارتان تُقسَّمان طبقاً للكوتة على الأقليات)، لكن بسبب الخلاف الكردي ـ الكردي حول منصب رئيس الجمهورية، والذي استمر لسنة كاملة جعل السوداني يفصل البيئة عن وزارة الصحة ويجعلها حقيبة مستقلة. وباستحداث هذه الحقيبة التي كانت بمثابة وزارة دولة، فإن الحكومة الحالية أصبحت تتكون من 23 حقيبة وزارية، لتكون البيئة من حصة المكون الكردي، حيث ارتفع عدد وزاراته إلى 4 وزارات، بدلاً من 3. وطبقاً للتقسيم المتعارف عليه بين الحزبين الكرديين، فإن الحزب الذي تصبح حصته رئاسة الجمهورية فإن إثنين من الوزارات الثلاث تكون من حصة الحزب الآخر، وفي العادة كلاهما من الوزارات السيادية.وبسبب الخلاف العميق بين الحزبين حول منصب رئيس الجمهورية بعد أن أصر الحزب الديمقراطي الكردستاني، بزعامة مسعود بارزاني، على أن يكون من حصة حزبه الفائز الأول في عدد المقاعد بالبرلمان الاتحادي (31 مقعداً للديمقراطي الكردستاني مقابل 18 مقعداً للاتحاد الوطني الكردستاني)، فإن الاتحاد الوطني الكردستاني، من جهته، يرى أنه بموجب اتفاق استراتيجي جرى التوقيع عليه منذ عام 2005 يقضي بأن تكون المناصب الاتحادية؛ وفي المقدمة منها منصب رئيس الجمهورية، من حصة الاتحاد الوطني، بينما تكون المناصب داخل إقليم كردستان الفيدرالي من حصة الحزب الديمقراطي الكردستاني، مثل رئاسة الإقليم ورئاسة الحكومة.

ومنذ انتخابات 2018 اضطر الحزبان للدخول إلى البرلمان الاتحادي بمرشحين اثنين لنَيل منصب رئيس الجمهورية؛ هما برهم صالح الرئيس السابق، وفؤاد حسين وزير الخارجية الذي أُعيد وزيراً للمنصب نفسه في حكومة السوداني الذي كان قد خسر في الجولة الثانية أمام صالح. وعلى إثر ذلك توترت العلاقة بين الحزبين الرئيسيين، وتفاقمت المشكلات بينهما داخل الإقليم، حتى بعد أن انسحب نائب رئيس حكومة الإقليم قوباد طالباني، وهو شقيق زعيم حزب الاتحاد الوطني، من اجتماعات الحكومة هناك. وحيث إن الحزبين الكرديين لم يتمكنا من حسم خلافاتهما داخل الإقليم، فإنهما انسحبا إلى بغداد بعد أن اختلفا لمدة سنة بشأن منصب الرئيس، بعد أن بقي الاتحاد الوطني مصراً على ترشيح الدكتور برهم صالح لولاية ثانية، في حين بقي زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني يرفض الموافقة على صالح، حتى بعد سحب مرشحه ريبر أحمد لصالح ما بدا أنه مرشح تسوية؛ وهو الرئيس الحالي عبد اللطيف رشيد. وفي الوقت الذي بقي فيه بافل طالباني، زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني، مصراً على ترشيح صالح حتى لحظة فوز عبد اللطيف رشيد في منصب الرئيس بعد توافق بين بارزاني وزعيم دولة القانون نوري المالكي، فإن طالباني عاد ليعلن أن رشيد هو مرشح الاتحاد الوطني.

على إثر ذلك تمسَّك الحزب الديمقراطي الكردستاني بأحقّيته في الوزارات الاتحادية، حتى بعد أن أصبحت أربعاً، في محاولة من السوداني للتسوية بينهما. ومع أن حقيبتين حُسمتا؛ وهما الخارجية التي تولّاها فؤاد حسين عن «الديمقراطي الكردستاني»، والعدل التي تولّاها خالد شواني عن الاتحاد الوطني، فإن الوزارتين المتبقيتين؛ وهما البلديات والبيئة، لا تزالان موضع تنازع بين الحزبين. فالحزب الديمقراطي يرى أنهما أيضاً من حصته، بينما يرى الاتحاد الوطني أن حصته وزارتان لا وزارة واحدة. وفي هذا السياق يقول محمود خوشناو، القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الخلاف بين الحزبين الكرديين بشأن الوزارتين المتبقيتين لم يُحسم بعدُ»، مبيناً أن «المفاوضات ما زالت مستمرة بين الحزبين، وكذلك مع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، لكن المؤشرات تقول إنه سيُحسم بطريقة تقاسم الحزبين لكل من الوزارتين المتبقيتين في النهاية».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

بالأسماء: شخصيات سنيّة تريد خلافة ميقاتي في السراي

محمد المدني/ليبانون ديبايت/الاثنين 31 تشرين الأول 2022     

كما سيصبح العماد ميشال عون رئيساً سابقاً، يعود الرئيس نجيب ميقاتي ليكون رئيس حكومة تصريف الأعمال، وليس رئيساً مكلّفاً تشكيل حكومة جديدة، لأن التكليف يسقط حكماً مع نهاية العهد الرئاسي "العوني". من هنا، يُصبح لبنان أمام شغورين، الأول في رئاسة الجمهورية، والثاني في رئاسة الحكومة.

ينصبّ اهتمام كافة الفرقاء السياسيين على ضرورة انتخاب رئيسٍ جديد للجمهورية، باعتبار أن هذه الخطوة هي بداية بناء الدولة من جديد. لكن يغيب عن بال كثيرين، أن الأروقة المُغلقة تشهد مباحثاتٍ ومحاولاتٍ حثيثة لإيجاد مرشّح جدّي لتولّي رئاسة الحكومة.بالفطرة، يحلم كلّ لبناني ماروني بالوصول إلى رئاسة الجمهورية، وكذلك الحال في الطائفة السنّية. وبعد انفراط عقد نادي رؤساء الحكومة السابقين ورحيل الرئيس سعد الحريري عن الحياة السياسية، باتت الحظوظ أوفر للراغبين بتولّي رئاسة مجلس الوزراء، بأن يقدّموا أوراق اعتمادهم، علّهم ينجحون في الوصول إلى حلمهم الكبير.

تشهد الصالونات السياسية تنافساً حاداً بين عدة شخصيات سنّية تريد خلافة الرئيس ميقاتي، يبرز منهم النواب إبراهيم منيمنة وأشرف ريفي وعبد الرحمن البزري. ويمكن القول أن أحدهم ليس باستطاعته الوصول إلى السراي، حتى وإن نال بعضهم رضى السفارة السعودية بشخص السفير وليد بخاري.

يبرز أيضاً، إسم الوزير السابق محمد شقير، الذي يقود حملةً سياسية داخلياً وخارجياً، ويسعى عبر علاقاته إلى تسويق نفسه كمرشّح لرئاسة الحكومة، علماً أن الوزير شقير من الرعيل القديم وهو أحد أبرز وجوه تيّار "المستقبل"، وكان وزيراً للإتصالات في حكومة الرئيس الحريري، التي سقطت في ثورة 17 تشرين عام 2019. رئيس جمعية "المقاصد" فيصل سنّو، يسعى أيضاً لفرض نفسه كمرشّحٍ لرئاسة الحكومة، وهو من الوجوه البيروتية الناشطة في العمل السياسي والإجتماعي، وتربطه علاقة طيبة مع الرئيس فؤاد السنيورة. لكن أيضاً من الصعب نجاحه في الوصول إلى هذا المنصب لعدة اعتبارات، أبرزها اعتراض معظم النواب السنّة عليه. من بين المرشّحين أيضاً، الرئيس ميقاتي، الذي لم يخرج من اللعبة السياسية وتربطه علاقة طيبة مع معظم الكتل النيابية، التي قد تعيد تسميته مرةً أخرى في العهد الجديد. ينافس ميقاتي السفير نواف سلام، الذي قد يطلّ على حلبة المرشحين لرئاسة الحكومة من بوابة نواب تكتّل "التغيير".

إضافة إلى ميقاتي وسلام، يظهر الدور السياسي الكبير للنائب فؤاد مخزومي الذي يلعب دورًا جامعًا على مستوى الطائفة السنية، كما تربطه علاقات ممتازة مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج. أكثر من ذلك، بل هناك عدة أطراف مسيحية كالقوات اللبنانية والكتائب وبعض النواب المستقلين قد يسيروا بمخزومي نحو السراي الحكومي. عدة أسماء أخرى تسعى لتولّي رئاسة الحكومة بانتظار الظروف المناسبة، ومن بينها، النواب أسامة سعد وإيهاب مطر وأحمد الخير، صاحب مبادرة "جمهورية لبنان الثالثة" عمر حرفوش، الذي يتمتع بعلاقات دولية وإقليمية إضافة إلى الوزيرة السابقة ريا الحسن. في المحصّلة، يخضع منصب رئاسة مجلس الوزراء لعدة شروط ومعايير، لا تختلف كثيراً عن تلك المطلوبة لمنصب رئاسة الجمهورية، والأكيد أن ملء الفراغ في المركزين يحتاج لتوافق معظم الكتل النيابية، وإلاّ سيبقى الفراغ متصدّراً المشهد السياسي في البلاد.

 

احتفالان

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/31 تشرين الأول/2022

شغلتنا «رئاسيات» لبنان ومظاهرها الصبيانية عن واحد من أهم أحداث التاريخ البشري. لبنان «يحتفل» بانتهاء ولاية الرئيس بالمواكب والزمامير وبيانات التشاتم، وبريطانيا العظمى تسلم الحكم لمجموعة من «الملونين» يتقدمهم رئيس الوزراء الهندوسي. في لبنان انتهت ولاية الرئيس والنزاع قائم حول تعيين وزراء جبران باسيل.الدول الصغيرة سياسات صغيرة، وأحقاد صغيرة، وتعابير مبتذلة، ونكايات عفنة. بلدية لندن في عهدة باكستاني، وسياسة الأمة في عهدة هندوسي، ووزارة الداخلية أمانة في عنق سيدة من جزر الموريشيوس. ماذا حدث؟ ألم يعد هناك إنجليز في «الجزر البريطانية»؟ ماذا حدث للرجل الأبيض؟ صحيح أن الدنيا تتغير والعالم ينقلب، لكن إلى هذه الدرجة؟ أجل. إنه العام 2022. ولكن ليس في كل البلدان. غريب أن «يحتفل» حزب الرئيس بخروجه ونهاية عهده. فالمفترض أن هذه مناسبة يحتفل بها الخصوم. وعدد هؤلاء ليس بقليل. أما أن يؤكد العهد بهذه الطريقة حجم المعارضة له، وضآلة ما أنجز، فهي فكرة غير سليمة إطلاقاً من جملة أفكار أخرى، غلب عليها طابع النكد الصغير في لحظات المصير. المقارنة في هذه الحالات ظلم للجميع. ظلم لسذاجة من تخطر له المقارنات. وظلم للمقارن به، والمقارن له، والمقارن عليه. لكن ماذا تريدنا أن نفعل بقانون المصادفات: هندي يدفع أمامه مقر داونينغ ستريت، وجنرال في الثامنة والثمانين يجر خلفه قصر بعبدا. وليس للمرة الأولى. وربما أيضاً ليس للمرة الأخيرة. ففي غياب الإنجازات الحقيقية يسعى المحتفلون إلى تكبير الأوهام وتلوين الجفاف. حاول العونيون استعادة مشهد «قصر الشعب» يوم كان جنرالاً في بعبدا يعد بتحرير لبنان، لكن المشهد بدا مفتعلاً ومصطنعاً ولقطات تصويرية. كان عون يومها في الخامسة والخمسين من العمر ويرفع شعارات كبرى. ولم يتحقق منها إلا وصوله إلى الرئاسة. وما زال يرفع شعار «مكملين»، باعتبار أنها مسيرة مكللة بالنجاح. في المقابل، في الجهة الأخرى، يعود الحاكم الفاشل إلى منزله من البوابة الخلفية. يسلم الأمانة بموجب القانون والعرف والتقاليد. وقد بلغت بريطانيا تلك اللحظة التي سماها ونستون تشرشل «أروع الساعات»، Finest Hour. خرجت رئيسة الوزراء بعد 44 يوماً ليخلفها في الحكم شاب هندي. وقبلها خرج رئيس وزراء لم يحقق شيئاً سوى اللفظيات المكررة. وفي بعبدا، التي من أعمال الجمهورية اللبنانية، يرفع المتظاهرون صورة الرجل وهو في الخامسة والخمسين من العمر. بالثياب المرقطة.

 

باسيل بعد عون: صولد وأكبر!

كلير شكر/نداء الوطن/31 تشرين الأول/2022

قالها الرئيس ميشال عون بالفم الملآن إنّ «العقوبات لن تمنع رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل من الترشح للرئاسة، من المؤكّد أنّه له الحق في الترشح على الرئاسة... نحن نمحوها بمجرّد انتخابه»، بعدما كان باسيل يلوّح بها محاذراً البوح بهذه المعادلة على نحو علني وواضح. قبل ساعات من مغادرته قصر بعبدا وانتقاله إلى نادي الرؤساء السابقين، ذكّر عون أنّ ورقة باسيل ليست محروقة بالتمام، أو أقله هكذا يحاول الايحاء، وأنّها لا تزال صالحة للاستخدام في أي وقت. في الواقع، فإنّ مجاهرة رئيس الجمهورية بأحقية رئيس «التيار» بأن يكون أقوى المرشحين، ربطاً برئاسته أكبر تكتل مسيحي، لا تعني أبداً أنّ رغبته مطابقة للوقائع، لأنّ تحقيق ذلك، دونه الكثير من العقبات والعراقيل والمصاعب. لكنّ عون كما باسيل، يرغبان في استثمار هذه الورقة وتعزيزها قدر الامكان والاستفادة منها، اذا لم تسعفه الظروف، وإلا فالإتكال على «الوقت» لقلب الطاولة.

فعلياً، هي لعبة «الصولد». كلّ رصيد ميشال عون وجبران باسيل سيوضع على الطاولة دفعة واحدة. إمّا تحقيق النصر الكامل، أو لا شيء. وفي اعتقادهما أنّ احتمال لا شيء غير وارد، لأنّه اذا لم تنجح خطة ترئيس باسيل، فهو سيتمكن من فرض نفسه صانع الرئيس المقبل، بمعاييره هو لا معايير الآخرين.

نظرياً، أنهى «تكتل لبنان القوي» المرحلة الأولى من مبادرته الرئاسية بعدما قام بجولة موسّعة على أبرز الكتل النيابية - باستثناء كتلة «الجمهورية القوية»- عارضاً الوثيقة التي أعدّها بمثابة خريطة طريق للرئيس العتيد.

طبعاً، لم تأت تلك الجولة بأيّ جديد، سوى أنّها قدّمت «التكتل» على أنّه أدى قسطه للعلى من خلال فتح أبواب الحوارات الثنائية، حتى مع الخصوم، وفي طليعتهم رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي حرص باسيل على أن يترأس الوفد الذي زاره، بحجة أنّه رئيس مجلس النواب، وكان لا بدّ من باب اللياقة والبروتوكول الرسمي أن يكون باسيل في مقدمة الوفد.

كذلك، كان الجلوس قبالة رئيس «اللقاء الديموقراطي» تيمور جنبلاط، محاولة ولو خجولة جداً لطرق أبواب موصدة مع المختارة بفعل التوتر في العلاقة على خطّ المختارة - ميرنا الشالوحي. أمّا غير ذلك، فلا يتعدى الشكليات في العلاقة وصور لزوم ما لا يلزم.

فعلياً، لا حاجة كثيراً للتدقيق في ثنايا تلك الوثيقة أو البنود التي تضمنّتها، والأرجح أنّ كلّ من تلقاها لم يكلّف نفسه عناء مراجعة مضامينها بحثاً عن قطبة مخفية أو بندٍ سريّ أو حتى عن مغزى وخلاصة. فهي تشبه بكثير من «وصاياها» سرديات مرشحي الانتخابات النيابية في الوعود التي يزايدون على بعضهم البعض فيها، تحت عنوان بناء دولة المؤسسات العصرية، ومكافحة الفساد، وإعادة النهوض بالبلد... وما إلى ذلك من شعارات كبيرة، سرعان ما يلقون بها بأنفسهم في سلّة المهملات.

«التيار الوطني الحرّ» هو بحدّ ذاته صار له في الحكم ستّ سنوات، وكان بإمكانه أن يلزم نفسه بتلك العناوين الكبيرة قبل أن يطلب من الغير التقيّد بها. ولهذا يمكن اختصار تلك الوثيقة بشرط واحد: التمثيل الشعبي. وذلك انطلاقاً من رغبة باسيل بحصر الترشيحات الجدية به، وبأسوأ الحالات، رفع سقف معبره الإلزامي لتلبية كلّ شروطه.

وقبل كلام الرئيس عون في ما خصّ ترشيح باسيل كان «تكتل لبنان القوي» في صدد بلورة حراك داخلي، يهدف إلى تحريك المياه الراكدة. أكثر من نائب عوني، لا سيما من «القدامى»، تولى الإشارة عبر الإعلام إلى وجود أكثر من مرشح مؤهل في صفوف «التكتل»، وإلى أنّ حدود الرئاسة الأولى لا تقفل على نفسها عند ترشيح جبران باسيل. وكان يفترض أن يشهد الأسبوع المقبل حراكاً أكثر جدية في هذا الصدد. يقول أحد النواب إنّ مكونات «التكتل» ستعترض على تجميد المبادرة عند عتبة عرضها على الكتل النيابية الأخرى، والاكتفاء بالتصويت بالورقة البيضاء، بانتظار تطور ما لا يزال في المجهول. وفق بعضهم، لا سيما المتحمسين لاختراق الحواجز التي تغلق الدائرة على باسيل بسبب معوقات تتصل به حصرياً، وأبرزها العقوبات الأميركية ورفض القوى السياسية المحلية والاقليمية لترشيحه، ربطاً بالخلافات الشخصية التي تحول بينه وبين تكوين أغلبية داعمة له... وفق هؤلاء، فإنّ الوقت قد حان للبحث بخيارات بديلة، ولا حاجة للتفتيش عن «الكنيسة البعيدة». يقولون إنّه آن الآوان لكي توضع كل السيناريوات على الطاولة، ومفاتحة باسيل بكل الاحتمالات. واذا كانت لديه النية بالترشح لا بدّ من عرض خطّته لتحقيق هذا الهدف. واذا كان تحقيقه مستحيلاً أو صعباً، فلا بدّ من التفكير بطريقة مختلفة، «خارج العلبة».

اذاً، يبدو أنّ هؤلاء بصدد زرك باسيل بالزاوية: إمّا تُعلن ترشيحك وتقنع من حولك بواقعية المعركة وكيفية خوضها، وإمّا اترُك الحلبة لغيرك. والأرجح أنّ الرئيس عون، بإعلانه الأخير يسعى لقطع الطريق أمام هؤلاء وأمام طموحاتهم وهو المتأكد أنّه لو قدّر لهم لانقضوا منذ زمن على باسيل، ولكنه يعرف أنّهم لا يملكون الجرأة على القيام بأي خطوة اعتراضية جدية، وقد يكتفون بالإشارات عن بُعد... ولهذا يلاعبهم كما يلاعب الجميع على طريقته القديمة - الجديدة: صولد!

 

اليوم الأخير: حزنٌ ودموع... وباسيل يترك ملائكته في "القصر"

طوني كرم/نداء الوطن/31 تشرين الأول/2022

...وخرج الرئيس ميشال عون من بعبدا قبل 35 ساعة من إنتهاء ولايته الدستورية بحلول منتصف ليل اليوم 31 تشرين الأول. وسلّم «الشغور» كما فعل سلفه، متوجاً ساعات عهده الأخيرة بالتوقيع على مرسوم استقالة حكومة تصريف الأعمال. وناشد المجلس النيابي بتحمّل مسؤوليته، فاتحاً الباب بذلك على إجتهادات دستورية، وملقياً اللوم والعتب على «المنظومة» التي حالت دون تحقيقه «التغيير والإصلاح» المنشودين، وذلك خلال كلمةٍ ألقاها أمام حشودٍ من «الحرس القديم» و»حزب الله» الذي عمّت أعلامه الباحة الخارجيّة للقصر الجمهوري، محاولاً إستعادة ما تبقى من مشروعية شعبيّة تساهم في تعويم تياره السياسي «التيار الوطني الحرّ» في الإستحقاقات والمغامرات المقبلة. الرئيس الذي أوصلته «بندقية المقاومة» قبل 6 سنوات إلى قصر بعبدا، وفق مجاهرة النائب نواف الموسوي حينها من ساحة النجمة، إلى جانب ما عُرف يومها بالتسوية الرئاسيّة مع «تيار المستقبل» و»القوات اللبنانية»، لم يجد له حليفاً سياسياً في وداعه عند باب القصر. ما خلا قلّة من نواب «تكتل لبنان القوي»، من بينهم صهره رئيس «التيار» جبران باسيل، والنواب إبراهيم كنعان، آلان عون، ندى البستاني، سليم عون، فريد البستاني، ونائب رئيس المجلس النيابي الياس بوصعب، والوزيران في الحكومة المستقيلة هيكتور الحجار ووليد فياض، وعدد كبير من المستشارين من بينهم النائب السابق وليد الخوري والوزير السابق بيار رفول وآخرون. طغى مشهد الحزن على القصر وناسه، على عكس المشهدية الشعبية التي أعدّ لها «التيار» في الباحات الملاصقة، وخلافاً للمواكب السيارة والأناشيد التي أمّت الطرقات المحيطة. مناصرون دفعتهم حماستهم إلى مبيت ليلتهم في خيمٍ أُعدت خصيصاً عند مدخل القصر، وفي النطاق الأمني له. شاشات عملاقة رفعت وأناشيد حزبية تخص «العونيين» صدحت منذ ساعات الصباح الأولى إلى حين بدء المراسم الرسمية لخروج الرئيس. الحشد الشعبي طغى على البروتوكول الرسمي، ما دفع المنظّمين إلى تأخير الإحتفال لما يقارب الساعة من الوقت من أجل تأمين تحشيد المشهد قدر الامكان. زوار الرئيس في يومه الأخير إقتصروا على الحلقة الضيقة: النواب العونيون، وزراء سابقون العائلة والمستشارون...

واليوم الأخير في بعبدا كان يوم رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل بلا منازع، الذي لازم عون منذ الصباح الباكر وكان حاضراً أثناء توقيع مرسوم استقالة الحكومة، كما أشرف على دقائق ترتيبات المغادرة ووجّه الجمهور العوني في كيفية التحرك والتجمع. كما برز بين رايات «التيار» عدد من رايات «حزب الله «في سياق بدا مدروساً بدقة لايصال رسائل إلى الحليف قبل الخصم. كما أبقى باسيل على «ملائكته» في القصر الذين سيستمرون الى حين انتخاب رئيس جديد للجمهورية لا سيما في المراسم والاعلام ودوائر المديرية العامة للرئاسة، وهذا أمر غير مسبوق، اذ درجت العادة أن يغادر مع الرئيس المغادر كلّ من وصل معه، ولا يبقى الا المدير العام لرئاسة الجمهورية (أي انطوان شقير حالياً) ورؤساء المصالح والدوائر والاقسام والموظفون.

وبحلول الساعة 12:15، غادر الرئيس عون مكتبه وسط كتيبة من الرمّاحة وحرس الشرف الذين ملأوا البهو الداخلي، فصافح المدراء العامين والمستشارين عند المدخل الرئيسي للقصر، ثم توجه إلى إلقاء التحيّة على العلم اللبناني على وقع عزف موسيقى الجيش لحن التعظيم والنشيد الوطني اللبناني، ليستعرض كتيبة من الحرس الجمهوري حتى وصوله إلى المنصة الخارجية وإلقاء خطابه الوداعي «الحزين»، وتسليم شعلة «إستمرار القضيّة» للأجيال الصاعدة في «التيار الوطني الحر»، هنا طلب المنظمون وفي طليعتهم باسيل من المشاركين، اخلاء الساحة أمام القصر وتشكيل سلسلة بشرية على طول الطريق التي سيسلكها الموكب الرئاسي داخل الإطار الأمني للقصر لزوم «التصوير»، وإلقاء السلام الوداعي للجنرال، الذي غادر بعبدا عند الساعة الواحدة من بعد ظهر أمس.

الوداع الرئاسي الذي طغى عليه الطابع الحزبي، أراده الرئيس عون أن يشكل له امتداداً لمسيرته وتجديداً لمشروعيته الشعبية في القادم من الأيام. ويوضح المستشار الإعلامي والسياسي لرئيس الجمهورية أنطوان قسطنطين لـ»نداء الوطن»، أنّ موقع الرئيس وشعبيته فرضا هذه المشهدية التي تعيد إلى الأذهان الصورة ذاتها التي رافقت دخوله إلى القصر، ما يؤكد زعامته وهو «يخرج رئيساً زعيماً كما دخل». وإذ يلفت إلى أن الإستقبال الشعبي يلاقي المعادلة السياسيّة التي يطرحها الرئيس عون، والتي توجب على أي رئيس في المستقبل التمتع بقاعدة شعبية وتمثيليّة لبيئته قبل إنتخابه، منعاً للطعن بميثاقيته، أمل في تحويل الممارسات السياسية باتجاه إيجابي، بعيداً عن التحدي والحقد والسهام الظالمة التي أصابت «الرئيس» منذ 2019 إلى اليوم. في الغضون، وعلى الرغم من المشهد الإحتفالي الذي أراده «التيار الوطني الحر» لرئيسه الفخري في يوم وداعه «الرئاسي»، طغى الحزن و»البكاء» على وجوه المشاركين كما فريق عمل الرئيس من مستشارين وإعلاميين وحرسٍ. وتقاطعت آراء من التقتهم «نداء الوطن» بأنّ مكيدة ما أدّت إلى تعطيل الإصلاح المطلوب والتغيير المنشود اللذين لطالما سعى إليهما «فخامته». وتشير الزميلة ريتا نصور إلى أنّ «غصتها كبيرة وزعلها أكبر، جرّاء عرقلة الرئيس عون في تنفيذ رؤيته للبنان والتي لن يكون باستطاعة غيره تنفيذها».

إلى الرابية

وبعد أن حيا حشود المواطنين، غادر الرئيس عون في الموكب الرئاسي قصر بعبدا مخترقاً صفوف المواطنين الذين احتشدوا لتحيته على طول طريق القصر الجمهوري، وعلى الطريق المؤدية الى الرابية. ولدى وصول موكب عون الى مفترق منزله في الرابية، توقف لتحية الجماهير التي انتظرته وهتفت بحياته وبالشعارات المؤيدة لمواقفه، كما كانت محطة عزفت فيها الأناشيد الوطنية وأقيمت الرقصات الفولكلورية و»الزفة» احتفاء به. بعدها تابع الموكب سيره ووصل الى منزل عون في الرابية، حيث استقبلته اللبنانية الأولى ناديا الشامي عون، وكريماته، وافراد العائلة.

 

عون والعونيون

عماد موسى/نداء الوطن/31 تشرين الأول/2022

في يوم عظيم من أيام عهده العظيم خاطب عون العونيين بكلمة وجدانية فجّرت الدموع في المآقي «بحبكم كلكم...يعني كلكم». بحبكن كلكن، تعني الشعب العوني المختار. صدق أحد مفكري العهد الطوال أن بعد رئاسته «رح نبكي دم» وصدق قول مناصر طافح وجهه بالذكاء لقناة الـ «او تي في» الغرّاء «ضيعان هالرئيس بهيك شعب»؛ يقصد المواطنُ البرتقالي الشعب الذي لم يمدّه الله بالمواصفات العونية، وقالت سيدة ناضجة في وداع سيد القصر» هلأ بلّش الشغل» ولله في خلقه شؤون. بين عون والعونيين إحساس مشترك بالإنتصار الدائم. لم يخسر عون والعونيون معركة عسكرية واحدة ولا معركة سيادية ولا معركة اقتصادية ولا معركة تنموية ولا معركة سياسية ولا معركة بيئية ولا معركة وجودية. من فراغ إلى فراغ وبينهما ست سنوات عِجاف فارغة من معنى الحياة الكريمة لم تنل مجتمعة من هذا الشعور بالتفوّق والكمال. وآخر انتصار في حرب الترسيم ووضع لبنان على الخارطة النفطية. والمفارقة أن إسرائيل بدأت قبل ترسيم هوكشتاين بتثمير انتصار لبنان عليها، بضخ كميات الغاز ويرتقب أن تبلغ 6 مليارات متر مكعّب في خلال سنة. العونيون عبروا عن شكرهم للمنتصر بالله أنه أدخل لبنان إلى نادي الدول النفطية بالتوازي مع دخول لبنان العظيم في قائمة الدول الأكثر تعاسة وفقراً وفساداً: «شكراً وحدك الكتار وأكتر...وأكتر من أكتر بأكتر.» وأكتر من هيك لم ينجب العقل العوني، ولا سعيد عقل أنجب. العونيون أشعر الشعراء، أنظف المدراء، أنزه القضاة، ألمع الفلكيين، أذكى المستشارين، أشفّ المسؤولين، وأنور الصحافيين. هم كل أفعال التفضيل. لذا لم تجد دوائر القصر صعوبة في اختيار مستحقين وسام الإستحقاق العوني أو «وسام الأرز العوني». ماغي فرح فريدة عصر المرئي والمسموع والمكتوب. القاضية سمراندا نصار فريدة. غادة عون فريدة. كبير المستشارين فريد. إم شريف فريدة. فريد البستاني فريد ويستأهل وساماً. بين العونيين مرر عون مجموعة أسماء مقدّرة من كل اللبنانيين فراحوا جميعهم «بنفس الزوم».

عون للعونيين، كما قال الرئيس باسيل، «حلم لا يشيخ». يحب العونيون من يحب عون ويكرهون من يكرهه. ويصدّقونه بكل شيء. بكل تحوّل. يعتقد العونيون اعتقاداً راسخاً أن رشيد نخلة سرق، وهو يكتب النشيد الوطني فكرة ارتباط شجر الأرز بالخلود من الجنرال الذي قال في إحدى مقابلاته: «شجرة الأرز هي رمز للخلود». ويشعر العونيون، كما يشعر عون نفسه «أن السنوات الست مرّت بسرعة لأنها كانت مليئة بالعمل على إيجاد الحلول». أتخمتنا الحلول. «انحلّينا» بأكثريتنا الساحقة مون جنرال. شكراً لك، وأكتر من الكتير بأكتر وموفّق في مجال الـ «بوتانيك» ورواية قصص البطولات للأجيال العونية الجديدة.

عون والعونيّون فولكلور مُستدام.

 

إنتهى عهد لم يبقَ فيه حجر على حجر...بعد "الهيصة" وسيول الأوهام... أتركوا "الجنرال" يرتاح

نوال نصر/نداء الوطن/31 تشرين الأول/2022

قبل ستة أعوام، بالتمام والكمال، تلا خطاب القسم والعبور الى القصر: إن من يخاطبكم اليوم، هو رئيس الجمهورية الذي أوليتموه ثقتكم لتحمّل مسؤولية الموقع الأول في الدولة، الآتي من مسيرة نضالية طويلة، ويؤمل منه الكثير في تخطي الصعاب وليس مجرد التآلف والتأقلم معها. البارحة تلا خطاب مغادرة القصر: إن من يخاطبكم اليوم، هو الجنرال ميشال عون، الراجع من الحجر الى البشر...ستة أعوام رئاسة. وقبلها 28 عاماً عينه على الرئاسة. وقبلها أعوام «تمرّد» فيها في القصر الرئاسي. وبعد ذلك كله وعد جدّده: «لن نهدأ قبل انتشال الوطن من الحفرة العميقة التي وضعوه فيها». أخبرنا ما فعلوه هم ونسي أن يخبرنا عن قدراته هو، وعن «الفوفاش» الذي عشنا فيه في عهده. الترسيم؟ الله يعيشنا. هو وعد ونحن، إذا أعطانا الله العمر، سنبقى حتى إشعار آخر متسمّرين، جامدين، في قبضة الأوهام!

هناك من اعتاد التمتع بالأوهام كمدمني الحشيشة. فهل نقول الى هؤلاء تمتعوا بأوهامكم «الفوفاش»؟ كل من راقب البارحة، هؤلاء السارحين في اتجاه بعبدا، الذين غطوا في نومهم في خيَم نصبوها عند «نصاص الليالي» على طريق القصر، ردد: يا حرام. نعم، أشفق كثيرون على هؤلاء. نعم نشفق على هؤلاء الذين يعيشون في الأوهام، التي لولاها لرأوا حقيقة هذه الحياة التي يعيشونها، التي لا يمكن احتمالها. فهل لذلك يكره هؤلاء الحقائق كونها تبدد أوهامهم وتضعهم أمام مرارة الواقع؟ نشفق على هؤلاء. نشفق على من احتفلوا البارحة بانتهاء عهد لم يبق فيه حجر على حجر، وخرج منه من حمل مسؤولية الموقع الأول في الدولة ليقول: سأخرج من الحجر الى البشر. فلماذا استمات ليدخل الى قصر من حجر وهو عالم أنه، وإن أحب لقب «الرئيس القوي»، ضعيف جداً، وسيكون جامداً في قصره كما الحجر. وكل الحجج عكس ذلك مجرد حجج. وكم من حجج يستحيل تفسيرها.

شعارات شعارات

العونيون لبوا البارحة النداء. تقاطروا نحو القصر ليقولوا له ما كُتب لهم: معك مكملين. شعار يدغدغ مشاعر من يُمسكون برقاب الناس ويفشلون. فالعونيون لهم من زمان أسلوبهم. اعتاد هؤلاء أن يرقصوا ويدبكوا ويغنوا حتى ولو كانوا مثل الطير المذبوح. هي ساعات هللوا فيها للا شيء. الطريق الى القصر بدت حتى الساعة الحادية عشرة فارغة. عناصر الحرس القديم تجمهروا عند ميرنا الشالوحي بلباسهم الأسود. هؤلاء يخالون أنهم أقوياء. هم اعتادوا منذ فترة على القيام بحركات بهلوانية فيها كثير من الخفة. بدوا فرحين وكأنهم خارجون من انتصار في بلد ليس فيه إلا انكسارات وهزائم وتعب وفقر وفاقة ومرض وعتمة. نتفرج عليهم يوزعون الأعلام على بعضهم وبعض الشعارات التي تتمحور حول عبارة: معك مكملين. ونتابع طريقنا في قلب لبنان المقهور.

أعلام العونيين علقت على المستديرات، عند الصالومي والحايك وعلى الجسور المعلقة في الهواء. باعة الأعلام أخذوا مطارح لهم على الطريق. وعناصر الجيش إنتشروا على الطريق المؤدية الى «قصر الشعب». الطريق بقيت فارغة حتى أبواب القصر. هناك، في موقف السيارات القريب، وضع التيار العوني بسطة أعلام وقبعات برتقالية. وباصات كثيرة تقاطرت تعود الى شركة connex من نوع نيسان، أقلت الحشود العونيين الذين أخرجوا من خزائنهم الثياب البرتقالية ورموها عليهم مطلقين زمامير تراتاتا. الزمور علامة. إنه صدى يتلاشى سريعاً

كلابٌ تشمّ عن بعد في تصرّف عناصر الجيش. وحاجز المدخل الخارجي، الذي يقود الى القصر، يراقب ويسأل ويستفهم ويسمح بعبور المركبات الصغيرة التي تحوز ترخيصاً. يدخل العونيون، معززين بوفود صفراء حزبللاهية، الى مكان «جمهرة» الحشود. نساء يرقصنَ. هنّ كنّ قبل 32 عاماً شابات رقصنَ على نفس الطريق. أكثر من خمسين في المئة من المتقاطرين بكثير ممن دخلوا في المقلب الثاني من العمر. نوستالجيا القصر ما زالت تجتاح مشاعر نسوة ورجال هرموا وهم ينتظرون أن تتبدد الأوهام وتصبح حقائق. أعلام «حزب الله» الصفراء تلاقت مع البرتقالي العوني. هي رفعت عن قصد لتقول الضاحية أنها مع الرابيه حتى آخر رمق. وأطلقت البارحة حناجر من أرادوا أن يقولوا لعون «معك مكملين» وبين كلمة وكلمات حلّ إسم سمير جعجع. لم يتحدثوا عن أوجاع اللبنانيين المستديمة، وهم يعانون منها كما كل اللبنانيين، فما أرادوه النكاية ثم النكاية ثم النكاية. وأرادوا ايضا الردّ على 17 تشرين. فليتكلموا كما يشاؤون إذا كان ذلك يريحهم. فالحدث لن يتكرر. الفطور مناقيش. وصل متأخراً قليلا لكن أن يصل متأخرا خير من أن لا يصل أبدا. الصحافة تنقلت بين البرتقاليين وبعض الصفر وراحوا يأخذون الآراء التي أكثرت من ذكر «الصرماية» على شكل «صرماية ميشال عون بتسوا الكل». ظننا أننا في حضرة وئام وهاب وهم يستعيرون عبارته «النيابة وصرمايتي سوا» و «المحكمة الدولية وصرمايتي سوا». لغة الصرامي بدت طاغية البارحة.

نقطة وفاصلة

هم في مكان وميشال عون كان في مكان آخر تماماَ. فهو كان يوضب آخر أحلامه في القصر الذي عشقه قبل ان يخرج على السجادة الحمراء متأخراً ساعة كاملة. كان، بحسب من رافقوه في آخر ساعات، يقرأ بصوت عال خطابه أمام جبران باسيل، الذي وضع فواصل له ونقاطاً. إمرأة ملتحفة بالبرتقالي تمنت أن يأتي من يملأ الكرسي بعد الجنرال و»جبران هو الوحيد القادر على ذلك». وكيف لا، وجبران هو حبيب عمه الذي قال عنه في أحد مجالسه «الشجرة المثمرة وحدها ترمى بالحجارة». حصل ذلك يوم كان اللبنانيون يهتفون في الساحات «هيلا هو هيلا هو جبران باسيل (...). فكيف لشخصٍ مكروه بهذا القدر من كثير كثير من اللبنانيين أن يطمح لرئاسة جمهورية لا يطيقه شعبها؟ البرتقاليون يحبونه؟ وهل يكفي ذلك؟ طموح جبران الذي ينتمي- أو كان ينتمي قبل أن يصبح صهر الجنرال- الى فئة الدراويش. لكنه عرف من أين تؤكل الكتف فتعرف في مراهقته الى إبنة الجنرال- قلب الجنرال- شانتال في إحدى حلقات الدبكة في بعبدا. لقاء فنظرة فابتسامة فإعجاب فحب فزواج. تزوجا وبدأت الحكاية.

The game is over. كل اللبنانيين البارحة رددوا هذه العبارة وكل واحد رأى اللعبة قد انتهت في طريق. والعبارة في أغنية «عونك جايي من الله يا لبنان الغالي» وحدها غلبت فالله وحده... وحده... العون. الأغنيات الحماسية تجعل الإنتظار يهون. لذلك لم تهدأ مكبرات الصوت عن بثّها. ولحظة أطلّ ميشال عون على الحشود صدحت أغنية «طلّ القائد عون الكلّ/ كل ما القائد عون يطل/ علي جبينك يا علم». جبران باسيل خرج قبل الجنرال بدقائق. وإحدى النساء راحت تصرخ بمن منعها من الإقتراب منه: بدي شوفو... اتركوني شوفو». ابتسم لها صهر الجنرال فهكذا ردات فعل تجعله يحلق مثل النسر وكيف لا وهو يحب العملقة «أنا القوي» ويعشق تصوير نفسه «غراندايزر». نحجب نظرنا عنه ونراقب خروج ميشال عون من القصر- الحجر. مشى على السجادة الحمراء. تعثّر قليلا. صعد على منبره وقال كلمته. تلخبط مرات. وهذا طبيعي لرجلٍ في مثل سنّه. نشفق عليه. ننتظر أن ينهي كلمته التي رمى فيها كلِ الترسبات الجهنمية يميناً ويساراً. نحاول أن نلتقط معه عبارة: الجمهورية والتدقيق الجنائي والرئاسة وكل الكلمات التي «تلخبطت» على لسانه كي لا يظهر بعكس ما يفترض أن يظهر فيه رئيس لبنان السابق. نعم، تمنينا لو يتركوه يرتاح.

الحجر والبشر

ميشال عون يصبح اليوم، عند الساعة الثانية عشرة ليلاً، رئيساً سابقاً للجمهورية اللبنانية. نسمعه يقول: «اليوم نهاية مهمة ولقاء كبير وليس وداعاً... اليوم رجعنا من الحجر الى البشر... البلد مسروق... البلد فاسد...». صفقت له الحشود وهتفت له ولم يسأل أحد من هؤلاء جميعا: وماذا عن الحجر الرازح على قلوب اللبنانيين؟ هو خارج الى فيلا تحوط بها أشجار الصنوبر وتزقزق حولها صباحاً العصافير وسيمارس فيها هواية الزراعة ويحيا لكن ماذا عن اللبنانيين الذين وعدوا برئيس قوي؟ أسئلة أسئلة جوابها ليس في خطاب الجنرال.

رجع الجنرال الى الرابيه أما المحتشدون في بعبدا فرجعوا في الباصات الى مناطقهم. رجعوا ركضاً قبل أن يسبقهم الباص ويضطروا الى سداد أجرة طريق لا يحتملونها. جبران باسيل سبقه الى الرابيه أيضا. وكم ضحك حين سُئل: هناك من يقولون الآن أن العهد فشل. ميشال عون رجع الى مكان يرتاح فيه أما صهره، زوج قلبه شانتال، الذي عرف منذ ريعان شبابه كيف يرمي ألغامه ويضرب بسيف ميشال عون حيث يشاء، فانطلق يهندس طريق عبوره الى القصر وإلا فليبق القصر شاغراً وليبق الحجر ثقيلاً على أكتاف الأحياء - الأموات.

 

"الرئيس السابق"... وتشرين!

نبيل بومنصف/النهار/31 تشرين الأول/2022

كان يمكن لهذا الحدث ان يتجه في غير المنحى الذي يتخذه ، فلبنان قيل فيه افتخارا انه البلد العربي الوحيد الذي يبقى فيه رؤساء جمهورية سابقون دلالة على سلمية ديموقراطية في تناوب الحكام في مقابل الانقلابات الدموية في الأنظمة العربية . عندما ينتصف ليل هذا اليوم سينضم الرئيس الثالث عشر للجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون الى نادي الرؤساء السابقين . ولا ندري ما اذا كانت مفارقة زمنية "قدرية" ام من صناعة الظروف الغريبة ان يكون تشرين الأول المنصرم مسرحا لزحمة مذهلة من التزامنات دفعة واحدة التي يتوهج معها اكثر خروج الرئيس الثالث عشر الى حقبة فراغ جديدة فاذا به يأتي عقب فراغ ويخرج الى فراغ . "فاض" الرئيس المنتهية صلاحيته على الاعلام في أيام ولايته الأخيرة بكل فائض الخصومات وبالقليل النادر من التحالفات المتحكمة بوقائع السنوات الست المنصرمة ولكن خلف الانفلاش الإعلامي كانت ترتسم المفارقة الدراماتيكية للولاية الراحلة في صور رمزية شديدة التعبير عن العهد الذي يوصف على أوسع نطاق بانه عهد الانهيار ويرد عليه عون بان اكبر الفاسدين هم من يطلقون هذا الوصف .  يخرج عون في تشرين المفارقات في زمن الذكرى ال33 لولادة اتفاق الطائف في خريف عام 1989 . يومذاك أيضا ، من قصر بعبدا المهدم ، اصدر قبيل منتصف الليل رئيس الحكومة العسكرية مرسوم حل مجلس النواب الذي التأم في الطائف أسابيع الى ان توصل الى اعلان وثيقة أوقفت الحرب في لبنان وعلى لبنان. يخرج عون أيضا في تشرين الذكرى ال32  لعملية عسكرية سورية اجتاحت فيها القوات الخاصة لحافظ الأسد بقيادة شقيقه رفعت الأسد بعبدا وقصر بعبدا ومناطق عدة كانت تسمى حقا المناطق الحرة العاصية على الاحتلال العسكري الاسدي . يخرج عون أيضا وأيضا في تشرين الذكرى الثالثة لاكبر انتفاضة اجتماعية عرفها لبنان في تاريخه عقب أسوأ انهيار مالي واقتصادي واجتماعي في تاريخه أيضا ولو انها ، تلك الانتفاضة ، عجزت عن ان تستنسخ من انتفاضة 14 اذار الكثير من الصلابة والفعالية اللتين ادتا الى هزيمة الوصاية السورية ودفعها الى الجلاء عن لبنان وكان يجدر بالانتفاضة الاجتماعية ان تؤدي الى فعل مزلزل سياسي مماثل ولكنها فشلت .

اذا سيضاف اليوم وغدا وبعده ،الى سجل المحطات المفصلية التاريخية في تشرين الأول اللبناني ان عهد الرئيس الثالث عشر انتهى في نهايته الى بداية حقبة أخرى مأزومة طبعا ولا تحتاج في اثبات "تأزمها " الشديد الى مشهد الوداع الذي اريد له ان يحجب المآل الكارثي الذي بلغه لبنان في ظل العهد الراحل . ومع ذلك لا يمكن أي مشهد او أي ازمة على شدة سوئها ان تحجب اللحظة المتوهجة برحيل العهد العوني بذاته اقله في ظل السنوات الثلاث الأخيرة من الولاية تحديدا التي غابت وغيبت كل دلالاتها واثارها وكوارثها في المشهد السياسي الطاغي على السياسة والاعلام في الأسبوع الأخير من الولاية . هذا الحاصل في لحظة انتقالية الان ، بعد ولاية عون ، ومهما كان سيناريو ما بعد هذا العهد ، لا يقلل قيد انملة من حقائق ثقيلة جدا تركتها هذه الولاية وأساليب السلطة التي اتبعت فيها على ضفتي الفريق العوني وحليفه "حزب الله" وسائر الشركاء والخصوم أيضا . ولكن مساءلة الحقبة الراحلة لن تقف عند حدود لسبب بديهي قسري هو ان الانهيار الحاصل ارتدادي ومستدام لا يوقفه تحول الرئيس الى رئيس سابق .!

 

في صبيحة اليوم ال1112 على بدء ثورة الكرامة

حنا صالح/فايسبوك/31 تشرين الأول/2022

خرج على سجادة حمراء. خطاب مفكك توجه به إلى تياره وهو الذي لم يكن يوماً رئيساً فعلياً إلاّ لفريقه! وأبرز ما فيه أنه سكن القصر ست سنوات لكنه لم يكن الرئيس بل "زعيم" معارضة(.. ) ومن  انتظروا كلمة إعتذاراً باسم العهد الذي شهد إذلال اللبنانيين خاب أملهم. الفراغ الطويل ورمز التعطيل سلّم الشغور ومشى بعد إفراط لا مثيل له بتوزيع الأوسمة على الأتباع!

استقل الليموزين الرئاسية وغادر إلى الرابية، إلى قصر ال6 ملاين دولار، بعدما خلّف وراءه إنهياراً هائلاً! فقد دخل القصر وسعر صرف الدولار 1500 ليرة وخرج والسعر 40 ألفاً. وصل إلى بعبدا وحجم الودائع أكثر من 100 مليار دولار فصفر كل شيء، لأن النهب في العهد الميمون طال جني أعمار الناس. وكان الحد الأدنى للأجور 450 دولاراً فبات نحو 15 $. وتسلم الرئاسة والكهرباء 16 ساعة فصّفرها، بعدما رتب فريقه ديوناً على الكهرباء بحدود ال50 مليار دولار!

دبجوا الخطب والمقالات عن العهد القوي والرئيس القوي، لكن قوته تمثلت في تحوله إلى الأداة لتوغل الدويلة فغطى إختطاف حزب الله للدولة. هو بين ابرز من اتهموا في تغطية جريمة الحرب ضد لبنان: جريمة تفجير المرفأ وبيروت، جريمة أحدثت إبادة جماعية ودمرت قلب العاصمة. جريمة ما كان يجب أن تقع، فبين أيدي الرئيس وكبار المسؤولين، كانت كل التفاصيل عن شحنة الموت في المرفأ، لكنهم غطوا الجريمة ومن وراء الجريمة، وتركوا الناس تنام وتحت الأسرة ما يعادل قنبلة نووية.. وحتى لحظة الإنفجار الأول كان يمكن توجيه نداءات للناس لتغادر المنطقة لكن أحداً لم يفعل..ثم كان التآمر على القضاء والتحقيق العدلي المعطل تعسفاً، ولم يتوقف في خطبته إلاّ عند بعض الموقوفين لأنهم من الأتباع ووحده القضاء يبت بأمرهم، وتجاهل كل الحدث الخطير! عفواً ليس كل شيء، فقد أبلغ الناس أن رئيس مجلس القضاء القاضي سهيل عبود، الذي رفض الإبتزاز، مجرم خطر يتحمل مسؤولية عرقلة التحقيق في جريمة إغتيال المرفأ والعاصمة، لكن الحمدالله لم يتهمه بتدبير تفجير بيروت!

في خطبته هاجم منظومة الفساد التي إنتخبته وأوصلته تحت وطأة التعطيل الذي فرضه حزب الله، وتحت وطأة الترغيب بكل ما تريد من محاصصة وتعميق للفساد،، قدم نفسه شخصية معارضة وكأنه كان متنكراً ست سنوات بلباس رئيس الجمهورية،،ويوم توزيع المغانم، من جيوب المواطنين، إقترح من خارج جدول الأعمال التمديد ولاية جديدة للفاسد رياض سلامة وظن أن إنقلابه عليه يغطي دوره ومسؤوليته.

وأبى إلاّ الدفع نحو ما يريده صهره "الهيلا هيلا هو" فراغاً دستورياً، فوقع وثيقة قبول إستقالة الحكومة، في خطوة هي لزوم ما لا يلزم. فالحكومة إعتبرت مستقيلة من لحظة إعلان نتائج الإنتخابات البرلمانية وتسلم برلمان 2022، ولا قيمة للقرار الفرمان لأن الحكومة مطالبة بتصريف الأعمال والحياة لا تقبل الفراغ ولا يمكن تعطيل المؤسسات كمرفق عام معني بكل صغيرة وكبيرة. ووفق العالم الدستوري الفرنسي "ليون دوغوي" إن الحكومة "قانونية كانت أم واقعية بإمكانها أن تقترح مشاريع القوانين من أي نوعٍ كانت، عادية أو دستورية إذا إقتضى الأمر في أي من حالات الضرورة القصوى. ومجلس الوزراء المناط به صلاحيات رئيس الجمهورية وكالة، في إستطاعته ممارسة كل الصلاحيات التي يمارسها طبيعياً رئيس الجمهورية  باستثناء حل مجلس النواب أو توجيه الرسائل إليه".

كل ما جرى في الساعات الماضية، وستكون له تتمة، يعكس جريمة تعطيل الدستور وحكم المافيا للبلد إستناداً إلى الفتاوى والبدع، وإحلال نظام المحاصصة الحزبي الطائفي مكان الدستور. لكن في 17 تشرين 2019 حدثت أعمق ثورة عرفها تاريخ لبنان، لأول مرة برزت وحدة الناس الموجوعة، ولأول مرة توحدت القبضات وتقدمت النساء الصفوف في كل لبنان بوجه منظومة الفساد والشعار المحوري: سنستعيد حقوقنا ولن تفلتوا من دفع الثمن..

كانوا في كل لبنان على الموعد في 15 أيار 2022، مع أكبر تصويت عقابي من نوعه. لأول مرة بتاريخ الإنتخابات وصلت كوكبة من النواب إلى البرلمان يعكسون النسيج التشريني، والألوان الحقيقية للثورة، التي سرعان ما تكوكبت تحت شعار إستعادة الدولة المخطوفة بالسلاح بعد الفساد والطائفية، وحتمية قيام سلطة مستقلة عن المافيا الناهبة المتسلطة، لتقود مرحلة إنتقالية تعيد العمل بالدستور ووقف التطبيق الإستنسابي للقانون. وبالرغم من ثغرات في الأداء، وممارسات مستهجنة من جانب بعض هؤلاء النواب، بينت تجربة الفترة القليلة الماضية، أن لا أولوية تفوق أولوية إعادة الإعتبار لميزان القوى في البلد ووقف الإختلال الوطني، وهو ما مكّن حزب الله من فرض أجندته باقتلاع البلد وإلحاقه بمحور الممانعة..واليوم أكثر من أي وقت تبدو الحاجة ملحة لبناء الأسس المنظمة والحزبية أفقياً، التي يستند إليها تحقيق العنوان الأهم، قيام "الكتلة التاريخية" التي يمكنها بلورة البديل السياسي وإنتشال لبنان ليعود الوطن الصالح للعيش والأحلام.

وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن

 

عون: قبول استقالة الحكومة يُجبر المجلس على انتخاب رئيس

غاصب المختار/اللواء/31 تشرين الأول/2022

ينتهي اليوم الاثنين 31 تشرين الأول 2022 عهد رئيس الجمهورية ميشال عون ليدخل لبنان عهد الفراغين: فراغ رئاسة الجمهورية وفراغ السلطة التنفيذية بوجود حكومة تصريف أعمال تختلف الآراء السياسية والدستورية حول حق ممارستها صلاحيات رئيس الجمهورية مجتمعة، لا سيما إذا تحققت المعلومات عن مقاطعة عدد من الوزراء المحسوبين على عون والتيار الوطني الحر جلسات مجلس الوزراء إذا دعا إليها الرئيس نجيب ميقاتي، وربما يذهب البعض -حسب مصادر وزارية- الى مقاطعة الاجتماعات الوزارية إلّا الضرورية جداً منها والتي تتعلق مثلا بوضع وبائي أو أمني أو اقتصادي خطير. هذا عدا عن إتخاذ عون قرار توقيع مرسوم استقالة الحكومة، حيث اعتبر أمام زواره: «ان صدور المرسوم يقيّد الحكومة أكثر ويمنعها من التصرف. فلا نص في الدستور يمنع هذا التوقيع». ووفق ما نقل زوار عون لـ «اللواء»، فقد قال عن احتمال أن يؤدي توقيعه المرسوم إلى أزمة وصدام في البلد إن الهدف من التوقيع إجبار المجلس النيابي على انتخاب رئيس للجمهورية، مستدركاً: معقول هذا الوضع؟! لا انتخاب للرئيس؟… رئيس الجمهورية يمكنه تشكيل حكومة، لكن الحكومة لا يمكنها انتخاب رئيس. لا يمكن ترك حكومة تصريف الأعمال تدير البلاد في الفراغ، ولا يمكن ترك الحكم للبرلمان في ظل التركيبة الحالية.

وكان موضوع مقاطعة عدد من الوزراء لجلسات الحكومة واجتماعاتها قد أثير في غداء عمل أقامه رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل لعدد من الوزراء بهدف بحث الوضع العام والحكومي بشكل خاص، والخطوات المقبلة في ضوء ما يمكن أن يحصل من تطورات، لكن لم يُتخذ به أي قرار نهائي. مع ان بعض المعلومات أفادت ان أربعة وزراء أبلغوا الرئيس ميقاتي مقاطعتهم للجلسات.

واستغرب وزير، شارك في غداء العمل الذي دعا إليه باسيل عدداً من الوزراء، ما أثير في بعض وسائل الإعلام حول اللقاء والصيغة التي جرى تداول اللقاء بها، وقال لـ«اللواء»: عجيب أمر بعض الإعلام والإعلاميين في هذا البلد! هل صار غداء العمل «استدعاءً للوزراء» كما وصفوه؟

وأوضح الوزير ان عدد الوزراء الذين اجتمعوا كان ٦ وزراء وليس تسعة، ثم إن غداء العمل كان في منزل النائب باسيل في البياضة وليس في مركز التيار الوطني الحر في «ميرنا الشالوحي» كما تردد. وقال: الوزراء الذين حضروا هم: وزير الدفاع موريس سليم، وزير العدل هنري خوري، وزير الشؤون الاجتماعية هيكتور حجار، وزير الاقتصاد أمين سلام، وزير السياحة وليد نصّار، ووزير الطاقة والمياه وليد فياض. أما وزير الخارجية عبد الله بو حبيب فكان قد غادر إلى الجزائر لحضور اجتماعات وزراء الخارجية العرب قبل القمة العربية، وكان لوزير الصناعة جورج بوشكيان ارتباط مسبق، فلم يحضرا.

وأضاف الوزير المعني: كان إجماعٌ بين الوزراء على أهمية وضرورة تشكيل حكومة ونيلها الثقة، وأن هناك من لا يريد تشكيل حكومة (أكثر من طرف متكافلين متضامنين) بذريعة «أن عدم تشكيلها يسرّع بانتخاب رئيس للجمهورية بينما وجود حكومة فاعلة يطيل فترة الفراغ»، وهذا طبعاّ لا يعكس واقع الأمور بل يرتّب المزيد من الأزمات.

وقال: لم يكن اللقاء مخصّصاّ لاتخاذ قرار بعدم المشاركة في جلسات مجلس الوزراء بظل حكومة تصريف أعمال، بل كان لمناقشة ضرورة تفعيل الواقع الحكومي بحكومة جديدة، لتكون اجتماعات مجلس الوزراء وقراراته دستورية في مرحلة الفراغ الرئاسي لو حصل، ولتتمكن الحكومة من اتخاذ القرارات لمعالجة حاجات الناس والبلاد في الأمور التي تحتاج إلى الجسم الدستوري الذي تتمثل فيه مجتمعاً صلاحيات رئيس الجمهورية. وتابع: أما أن يقلل المعنيون من أهمية تشكيل حكومة فاعلة في الأيام الفاصلة عن نهاية ولاية رئيس الجمهورية، فهذا استهتار بصلاحيات الموقع الأول في الدولة برمزيته وصلاحياته في آن، ولا يجوز أن يحصل ذلك. وأشار الوزير المعني، الى أن «الاجتماعات الوزارية قائمة لتنسيق العمل والمواقف من كل التطورات، وكل الوزراء يجتمعون مع مرجعياتهم السياسية لمناقشة الأوضاع، والحكومة الحالية حكومة تصريف بالمعنى الضيق، ومن الطبيعي أن لا تجتمع في حال الشغور الرئاسي وعدم تشكيل حكومة».

وتساءل: لماذا التركيز على اجتماعات الوزراء المحسوبين على العهد والتيار الوطني الحر من دون سائر الوزراء الذين يلتقون مرجعياتهم؟ وأوضح أن «الوزراء المعنيين بمثل هذه الأخبار يعلمون واجباتهم وانه لا جلسات للحكومة في حال الفراغين الرئاسي والحكومي. علماً أن مجلس الوزراء لم ينعقد من شهر حزيران الماضي بسبب وضع الحكومة في حالة تصريف الأعمال بوجود رئيس الجمهورية. فكيف تنعقد بعدم وجود رئيس؟

في “الأحد الكبير”: تمور وتحطيم صحون إبتهاجاً

مايز عبيد/نداء الوطن/31 تشرين الأول/2022

تعامل الطرابلسيون مع «الأحد الكبير»، يوم خروج الرئيس ميشال عون من قصر بعبدا وكأنّه يوم عيد؛ سيخرج فيه الناس لزيارة بعضهم البعض وربّما سيتبادلون المعايدات في ما بينهم.

كان في قصر بعبدا وجواره ضجّة وزحمة؛ وفي مدينة طرابلس هدوء ويوم عادي ككلّ أحد. فمن كان يعمل مارس عمله المعتاد، ومن اعتاد التعطيل عطّل كأي أحد من أي أسبوع. وكغيرهم من باقي المناطق، إنطلق مناصرو «التيار الوطني الحر» من طرابلس وعكار نحو بعبدا للمشاركة في وداع الرئيس، بيد أنّ فئة واسعة من أبناء الشمال في طرابلس، عكار، المنية، الضنية، تسمّرت أمام شاشات التلفزة باكراً لمتابعة الوقائع، ومن لم يستطع تشغيل جهاز تلفازه لجأ الى هاتفه المحمول لمتابعة القنوات التلفزيونية المحلية وصفحات التواصل الإجتماعي، لمواكبة آخر ظهور لرئيس الجمهورية المنتهية ولايته ميشال عون من قصر بعبدا وهو يغادره كرئيس سابق. بالنسبة إلى كثيرين من أبناء المنطقة، هذه هي اللحظة المنتظرة منذ سنوات لعهد أبدع وتيّاره في محاربة طرابلس وعكّار. فمنذ ثورة 17 تشرين 2019 إلى اليوم، تضعضعت صورة «التيار الوطني الحر» وتهشّمت في طرابلس، ويرون أنّ المرحلة الجديدة يجب أن تكون لرئيس جديد يعيد الثقة بلبنان والأمل إلى اللبنانيين بدولتهم. على صفحات التواصل الإجتماعي، تناقل الطرابلسيون تعابير الفرح بخروج عون من بعبدا، ولجأ بعضهم الى أسلوب التنكيت، فأطلق ناشطون هاشتاغ «#درب السدّ ما ـ يردّ» تعبيراً عن فرحهم في هذا اليوم وقد انتظروه طويلاً. وتناقلوا صوراً وفيديوات لنساء يكسرن الصحون لمناسبة رحيل عون، فيما تولّى عدد من التجّار وأصحاب المحلات في الأسواق الداخلية الشعبية، توزيع التمور احتفالاً بهذه المناسبة المنتظرة.

أصوات رشقات الرصاص كانت تسمع بين الفينة والأخرى وفي أكثر من منطقة طرابلسية احتفاءً بانتهاء العهد وخروج صاحبه من القصر. محافظ الشمال رمزي نهرا المحسوب على «التيار الوطنيّ الحرّ» كانت له حصّة من الهجوم بعد نشر صورة له وهو يشارك في مراسم وداع عون، وقد رأى البعض أنّ اللحظة حانت لخروج نهرا من سراي طرابلس بعد زوال الخيمة السياسية التي كانت تغطيه. أنصار الرئيس نجيب ميقاتي كانت لهم فرحتهم أيضاً، وثمّة دور آخر لهم هو استثمار وسائل التواصل للحديث عن توقيع عون مرسوم استقالة الحكومة واعتباره «قراراً لا يقدّم ولا يؤخّر بالقانون، وليس أكثر من مادة إشكالية يريد طرحها لإثارة الجدل السياسي والفتنة وللتعطيل في مرحلة ما بعد ولايته». التهليل فرحاً كان أيضاً حال أنصار تيار «المستقبل» في الشمال، بانتهاء العهد والتسوية الرئاسية التي أبرمها الرئيس سعد الحريري لايصال عون إلى الرئاسة. كذلك، كانت لافتة دعوة بعض خطباء الجمعة الناس الى أداء ركعتي شكر لله، لحظة خروج عون.

ويتمنّى رأيٌ عام واسع في طرابلس أن تكون نهاية عهد عون بداية لعهد جديد في البلد وألّا يحمل كل ما حمله عهده من خيبات وكوارث لم يعرف لبنان لها مثيلاً حتى في أيام المجاعة.

 

ألم يكن من الأفضل لعون لو لم يُنتخب رئيساً؟

شارل جبور/الجمهورية/31 تشرين الأول/2022

يخرج الرئيس ميشال عون من القصر الجمهوري أضعف بكثير من لحظة دخوله إلى هذا القصر، ولا يقتصر هذا الضعف على نتيجة الانتخابات النيابية والطالبية، إنما يتعدّاه إلى صورته الوطنية والسياسية والشعبية. الفرصة التي مُنحت للعماد ميشال عون بانتخابه رئيسا للجمهورية في 31 تشرين الأول 2016 استثنائية في ظروفها وطبيعتها لشخصية خرجت من القصر الجمهوري باجتياح عسكري سوري ونُفيت من البلد، وعودتها وضعتها في محور انقسامي خارج عن الثوابت التي انطلقت منها وحالت دون انتخابها لولا فراغ طويل وتعقيدات داخلية وتقلبات سياسية، إذ مَن كان يتوقّع انه بعد 26 عاما على هزيمة عسكرية وخروج قسري سيعود إلى القصر نفسه منتصراً وواعداً بأنه سيسلِّم الرئاسة والبلد بوضع أفضل بكثير ممّا استلمه؟ ما وعد به عون لم يتحقّق لا في وضع البلد الذي انحدر إلى الأسوأ ماليا وسياسيا واجتماعيا، ولم يكن هناك من يتصوّر ان أوضاع اللبنانيين ستسوء إلى هذا الحدّ، ولا في تسليم الرئاسة التي آلت إلى الشغور المفتوح، وفوّت على نفسه فرصة تاريخية وهي ان يُثبت بأنّ سعيه لرئاسة الجمهورية كان في محلّه متوّجاً هذا السعي بنجاحات في معظم المجالات والقطاعات.

ويستطيع فريق الرئيس عون ان يُكابر ويتحدّث عن انتصارات وهمية والدخول باكرا في مواجهات سياسية لإثارة الغبار على ما اعترى ولايته الرئاسية من نكسات وخيبات، ولكن الوقائع لا تُدحض بالمواقف، وأي مقاربة موضوعية لا يُمكن ان تخلص سوى إلى خلاصة واحدة وهي الفشل في إدارة سياسة البلاد الداخلية والخارجية، ومهما حاول هذا الفريق تغطية السماوات بالقباوات فإن انطباع الرأي العام اللبناني عن هذه الولاية يستحيل تغييره قبل مرور سنوات بل عقود، وهذه المرة لم تعد المسألة محصورة بالمسيحيين في سياق منطقة شرقية، إنما أصبحت على امتداد لبنان والشعب اللبناني الذي انتفض في 17 تشرين 2019 ضد منظومة حاكمة وفي طليعتها الرئيس عون.

وأثبتت ممارسة الرئيس عون للسلطة بأنه حليف حقيقي لـ»حزب الله» وتحديدا للشيعية الإيرانية التي أينما حلّت حلّ معها الخراب، وبعيدة كل البعد عن مفاهيم إدارة الدول، والدليل الساطع ما آل إليه وضع العراق مع استلامها لسلطته على رغم الثروات التي ينعم بها هذا البلد، ونقطة قوتها هي السلاح وعدم الاستقرار، فيما نقطة قوة عون هي المعارضة للمعارضة، وعندما سمحت له الفرصة بالحكم في مرتين متتاليتين كانت النتيجة كارثية، لأنه يمارس خلافا لما يُعلن، ويتكئ على البروباغندا وليس على الأفعال.

وقد أتيحت للرئيس عون فرصة نادرة كونه انتخب رئيسا للجمهورية بعد فراغ طويل وتفكُّك 8 و14 آذار وبدعم من القوى الأساسية على خلفية انه على مسافة واحدة من فريقي الانقسام وسيكون الجسر بين المتخاصمين، ولكنه أطاح سريعا بكل التفاهمات التي أبرمها قبل انتخابه باستثناء تحالفه مع «حزب الله» الذي استمر على ثباته منذ لحظة توقيعه في 6 شباط 2006، فيما كان الأولى به ان يحصِّن هذه التفاهمات إنجاحاً لعهده، إلا ان حسابات خلافته طغت على كل ما عداها، والنائب جبران باسيل كان بحاجة إلى صدامات ومواجهات انتزاعاً لمشروعية داخل تياره وعلى المستوى المسيحي بأنه قادر على مواجهة «القوات اللبنانية» وتيار «المستقبل» و«الحزب التقدمي الاشتراكي» وحركة «أمل» بهدف ترسيخ الانطباع بأنه الأقدر على تولّي هذه الخلافة.

فالنائب باسيل يفتقد إلى المشروعية السياسية ولا يكفي ان يكلِّفه الرئيس عون برئاسة «التيار الوطني الحر» والتكتل النيابي ليكسب هذه المشروعية، فدخل في مواجهات بالمفرّق والجملة وفي سباق مع الوقت إلى أن فَرملت ثورة 17 تشرين توجّهه الصدامي، فيما لو وضع رئيس الجمهورية أولوية الحكم على الخلافة لكان اختلف الوضع كثيرا، لأن شرط الخلافة نجاح العهد لا فشله، إذ كيف يمكن القبول باستمرارية لعهد فاشل، فضلا عن ان دعم «حزب الله» لعون لم يُفض إلى انتخابه سوى بعد تأمينه توافقات مسيحية وسنية ودرزية، هذه المرتكزات بالذات التي أطاح بها باسيل في سياق سعيه إلى المشروعية.

ولم تقتصر التناقضات والخلافات وتصفية الحسابات فقط مع القوى السياسية، إنما دخل في خصومات مع أقرب المقربين إليه بدءا من دائرة عائلته وتياره، وصولا إلى الدائرة التي ساهمت في تلميع صورته، وقد يكون الفريق السياسي الأوحد الذي شهد هذا الكمّ من الاستقالات من تياره على مدى السنوات وإبّان فترة رئاسته للجمهورية، وهذا الجانب دليل فشل كبير ومَكمن ضعف بنيوي، لأن قوة اي فريق تكمن في تحصين دوائره اللصيقة وتوسيعها وليس تفجيرها وتفكيكها.

والنجاح او الفشل يُقاس بالقدرة على تحقيق خطوات معينة وملموسة للناس، الأمر الذي تحقّق عكسه، كما يُقاس بقوة العلاقات التي نسجها مع أفرقاء الداخل، ومنطق المؤامرة ساقط وغير قابل للتسويق، لأن القوى التي انتخبته لم تنتخبه بقوة السلاح ورغماً عنها، إنما سلوكه السياسي أدى إلى تنفيرها، خصوصا ان هذه القوى ليست قوة واحدة وهي متخاصمة والتقت على انتخابه ظنّاً منها انّ هناك فرصة بعد فراغ طويل، وان هذا الرجل الذي سعى في كل حياته إلى رئاسة الجمهورية يريد ان يتوِّج مسيرته ببصمات بيضاء، ويُقاس أيضا بعلاقاته الخارجية التي شهدت أكبر انتكاسة عرفها لبنان في تاريخه مع تراجع العلاقات مع دول الخليج بشكل غير مسبوق. وليس من السهل تبرير الفشل المثلّث: الفشل في إدارة السياسة الداخلية المتعلقة بسياسة الدولة المالية والإدارية والإصلاحية، والفشل في إدارة العلاقات السياسية مع القوى والكتل البرلمانية، والفشل في إدارة السياسة الخارجية، وإذا كان مرفوض ان يُحكم لبنان من الخارج، إلا انه لا يحكم ضد الخارج، حيث تحوّل إلى منصة ضد استهداف الدول الخليجية، ويستطيع هذا الفريق ان يقول ما يشاء، ولكن هناك حقيقة ساطعة انه حتى حليفه «حزب الله» لم يجرؤ على تبني ترشيح باسيل على رغم تحالفه الوثيق معه وتأمين كل الدعم اللازم له في الانتخابات النيابية، فيما القوى السياسية على اختلافها قد تختلف حول كل شيء وتتّفق على شيء واحد وهو استبعاد هذا الفريق عن رئاسة الجمهورية.

وإذا كانت القوى السياسية متآمرة عليه بسبب رفضها الإصلاح كما يدّعي، وهذا ليس صحيحا، فالرأي العام العريض الذي هو عابر للأحزاب والطوائف انتفض ضده ويعتبر تجربته من أسوأ التجارب التي عرفها البلد، والحاضنة الشعبية التي شكلت أحد عواميد قوته غادَرته وابتعدت عنه وانكفأ إلى داخل تياره، ولن يكون من السهل عليه استرداد شعبيته بعد خروجه من القصر الجمهوري، لأنّ المعارضة قبل رئاسة الجمهورية شيء، وبعدها شيء مختلف تماماً، خصوصا في ظل الانطباع الراسخ لدى شريحة واسعة من الرأي العام بأنّ هذا الفريق جرِّب وتجربته كانت سيئة للغاية، والناس لن تترحّم على هذا العهد، إنما سيكون لسان حالها: ينذكَر ولا ينعاد. وفي موازاة كل ذلك هناك شريحة من الناس تتموضع إلى جانب الفريق الذي يملك أدوات الحكم والسلطة بعيدا عن المبادئ والمسلمات، وبعد خروجه من السلطة وخسارته لهذه الأدوات سيفقد جزءا واسعا من هذه الشريحة مهما احتفظ بوزارات وإدارت، ومن المفيد المقارنة بين انتخابات 2018 التي شكّل فيها عامل جذب للشخصيات التي تريد الترشُّح على لوائحه، والانتخابات الأخيرة التي ابتعد فيها الجميع عنه على رغم انه كان ما زال في موقع الرئاسة الأولى، فكيف بالحري بعد خروجه النهائي من القصر الجمهوري.

والسؤال الأساس الذي يطرح نفسه: ألم يكن من الأفضل للعماد ميشال عون لو لم يُنتخب رئيساً للجمهورية، فكان بقي في نظر شريحة واسعة فرصة للبنان حالت دونها بعض القوى السياسية، وذلك بدلاً من رئاسة بدّدت معظم الرصيد الذي راكَمه في تاريخه الطويل سعيا إلى هذا الموقع؟ فلو لم يحكم الرئيس عون لكان حافظ على صورته، هذه الصورة التي كانت أفضل بكثير قبل دخوله إلى القصر الجمهوري، وبدلاً من ان تعزِّز الرئاسة الأولى موقعه ودوره وشعبيته، إذا بها تكشفه على حقيقته بأنه باحث عن سلطة وعاجز عن إدارة دولة وبلد، والفشل الذي نسبه إلى الحرب إبّان رئاسته لحكومة انتقالية، تثبّت إبّان رئاسته للجمهورية في زمن السلم بأن لا علاقة للحرب ولا للسلم في ما آلت إليه البلاد عندما قبض على السلطة، إنما كل المسؤولية تقع على طريقة إدارته السياسية.

ولأن الأمور تقاس بنتائجها، فإن الخلاصة الأساسية لتجربة الرئيس عون السياسية انه في كل مرة استلم فيها السلطة أوصَل لبنان إلى الكارثة، وهذا ليس وليد الصدفة ولا المؤامرات، إنما نتيجة عدم اتقانه فنّ ومعنى إدارة الدولة، فوظيفة الحاكم تلافي الحروب والحدّ من الخسائر وتحقيق الاستقرار والازدهار، وهذا ما يتناقض مع مفاهيم عون في الحكم، فلو لم يعلن مثلاً حرب التحرير في آذار 1989 لما سلكت الأمور المنحى الذي سلكته، ولم يعلن الحرب سوى لأنّ همّه تثبيت استمراره في القصر الجمهوري كرئيس للجمهورية وليس كرئيس حكومة انتقالية، فيما لو كانت أولويته إنهاء الشغور الرئاسي لكان ربح في انتخابه او عدمه من خلال الظهور بمظهر الحاكم الذي يولي الأهمية لبلده وشعبه لا لشخصه، ولو لم يضع أولوية خلافته لباسيل لكانت الأمور سلكت أيضا باتجاهات مختلفة. وعلى رغم إضاعة الرئيس عون للفرصة الأولى بين عامي 1988 و 1990 إلا انه استفاد من فرصة ثانية نادرة، ولن يكون له بعد اليوم فرصة ثالثة لخليفته، لأنّ ما تركه خلفه من خصومات وتناقضات وانهيار ونقمة شعبية وسياسات داخلية وخارجية أدت إلى ما أدت إليه لن يكون من السهل نسيان ما حفل به عهده سوى بعد مرور زمن طويل، ولن يكون من السهل عليه تعويض خساراته، والمعارضة هذه المرة لن تكون مربحة مع فريق استنزَفته السلطة وكَشفته، إنما خروجه من السلطة سيُفاقم خسائره، وعون بعد الرئاسة غير ما قبلها.

 

عون مرَّ من هنا

غسان شربل/الشرق الأوسط/31 تشرين الأول/2022

أعرف قسوةَ لقبِ الرئيس السابق. وأعرف أنَّ العماد عون يعشق القصر. ويفضله سابحاً في الفراغ على أن يشغلَه آخر. وأنَّه على مدى عقود اعتبره مسروقاً منه. لكنّني كنت أشتهي له وداعاً لائقاً يحترم آلام اللبنانيين وموقع الرئاسة وتجربة الرئيس. توهَّمت قبل شهور أن يعلنَ عون باكراً أنَّه يدعم وصولَ رئيسٍ وفاقي يخلفه مسقطاً شروطَ تياره وتعالي صهره الذي يخاطب المواطنين كأنَّه اخترع لبنان وأسكنهم فيه. لم يفعل. وتوهَّمت أيضاً أنَّ الرئيس المغادر سيوجّه كلمة اعتذار لأنَّ النكبة استفحلت في عهده وفشل على الأقل في خفض أوجاع المواطنين. كانت خطبةُ الوداع مثيرةً ومؤسفة في آن. وكانت مفيدة أيضاً لمتابعي الشأن اللبناني. لم نكن نعرف مثلاً أنَّ الإنقاذ جاءنا من ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل. يا للهول. وأنَّ عون تسلَّم القصر ستَ سنوات لكنَّه لم يتسلَّم الرئاسة. وأنَّه أقام في القصر بوصفه معارضاً متنكراً في صورة رئيس. ولم نكن نعرف أنَّ رئيس المجلس الأعلى للقضاء القاضي النزيه سهيل عبود مجرمٌ خطرٌ يتحمَّل مسؤوليةَ عرقلة التحقيق في اغتيال المرفأ والمدينة. ومن حسن الحظ أنَّه لم يتَّهم عبود بزرع نيترات الأمونيوم في المرفأ عن سابق تصور وتصميم. يا للهول. كنا نتمنَّى نجاحَك. من أجل البلاد والعباد. ومن أجل أن تعوّض في عهدك الرئاسي عن أخطاء وخطايا ارتكبتها مع غيرك في زمن سابق. لم يحدث ذلك. لكن لا يحق لك أن تطلَّ في اليوم الأخير ومن القصر مبرراً ومحللاً ومراقباً. هل تذكر كيف غادر الجنرال شارل ديغول القصر؟ وهل تذكر كيف غادرَه اللواء فؤاد شهاب؟ لماذا تتحدَّث كأنَّك لم تكن في القصر ولم تكن في الحرب؟

أخاطبُك باحترامٍ كاملٍ لموقعِك وسنّك وأنصارِك. لكن لا يحقُّ لك أنْ تطلَّ في اليوم الأخير لهجاء «المنظومة الفاسدة». لماذا قبلت أن تحملَك المنظومة نفسُها إلى القصر، ولم تترك معبراً إلا وسلكتَه للوصول إليه؟ ولماذا لم تشترط تفويضك بتحقيق برنامجك؟ لا أريد إيقاظ المواجع وأحاديث المدافع، لكن ببساطة لا يحق لك أن تغسلَ يديك ممَّا حدث في عهدك؟ لماذا مثلاً لم تهدد بالاستقالة إذا لم يحاكم حاكم البنك المركزي وهو يستحق المحاكمة؟ لقد شهدت من نافذة قصرك انحداراً متسارعاً لبلاد كانت تتوقَّع منك عكس ما فعلت.

قبل ما يزيد قليلاً على ثلاثة عقود ذهبت من «الشرق الأوسط» إلى قصر بعبدا وهو كان في عهدة الجنرال ميشال عون. كان القصر يحمل جروحَ حربين أطلقهما الجنرال: واحدة ضد «القوات اللبنانية» وثانية ضد ما كان يسميه «الاحتلال السوري». كان الجنرال مرتدياً ثيابَه العسكرية وقاطعاً في مواقفه. ولدى خروجي شعرت بشيءٍ من القلق. ليس فقط لأنَّ الرجل يرفض أن يقرأ موازين القوى، بل أيضاً لأنَّه يبدو من جماعة «القصر أو القبر».

ميشال عون لاعب لا تعوزه البراعة في العزف على مشاعر أنصاره ومخاوفهم. لم يختر القبر في القصر. لبس ثوبَ الضحية وغادر إلى السفارة الفرنسية ومنها إلى المنفى. ذهبت إليه في منفاه الفرنسي. لم يكن سراً أنَّه يتطلَّع إلى عودة ديغولية وكأن المصير الديغولي متاح لأي ضابط تتفاقم أحلامُه في عتمة الثكنة. وزادتني قدرتُه على الاستنتاج الخاطئ رغبةً في معرفته ومتابعته والسؤال عنه. لا يجوز رفع شارة النصر وسط ركام بلد يموت. أقول يموت وأعني ما أقول. بلد جائع يتخبَّط في القعر. خسر شبابَه ودورَه ومعناه. خسر مرفأه وعاصمتَه وجامعتَه ومستشفاه وسياحتَه. بلد وقع في النسيان الإقليمي والدولي وتذكره العالم قليلاً حين تصاعدت الحاجة إلى الغاز. وربما لأنَّ إسرائيل ستتحوَّل مصدراً رئيسياً للغاز إلى أوروبا التي تتلوَّى على نار الحرب في أوكرانيا.

لا يجوز رفع شارة النصر لا من قبل الرئيس المغادر ولا من خصومه. في رفع شارة النصر احتقار لأهالي من قفزوا إلى «قوارب الموت». هربوا من أسماك البر فوقعوا بين أشداق أسماك البحر. واحتقار أيضاً لمن يفتّشون في أكوام النفايات عما يرد الجوع عن أطفالهم. وللنساء الدامعات في وداع الأولاد المهاجرين. وهو احتقار للشهداء والأموات والأحياء. الأعراس فوق المقابر خيانةٌ للمقيمين فيها بفعل حروب كثيرة وكثيرين. لقد ضاع دم الشهداء. جميع الشهداء بلا استثناء. كيف ينتصر الشهداءُ إذا ماتت بلادُهم؟

من الظلم تصوير عون وكأنَّه الصانع الوحيد للنكبة. ومن التضليل محاولة إعفائه من مسؤوليته. ولا بد دائماً من التذكر أنَّ عون زعيم منذ عقود. وأنَّه خسر حربين ولم تتراجع زعامته. في المنفى نفخ في جمر الحنين إلى القصر حتى ناله. الوقت ليس مناسباً لمناقشة مدى دقة ما يقوله الخبثاء. يقولون إنَّه كوفئ بالقصر رداً على دوره في تفكيك حركة «14 آذار» وموقفه من الاغتيالات، وانجذابه إلى حلف الأقليات وقبوله بتعايش «ما يشبه الدولة مع دولة السلاح». لا عون يرحم أخصامه ولا هم يفعلون.

وثمة من يعتقد أنَّ عون تولَّى القصر ولم يمارس الرئاسة. جلس زعيماً في القصر لا رئيساً. مشكلته لم تكن فقط ضآلة الصلاحيات. مشكلته كانت أيضاً عدم تمكنه من امتلاك هالة الرئاسة وخلع ثياب الزعيم. مرَّ عون في القصر زعيماً لأنصاره لا رئيساً للجمهورية.

أمضينا العمر نطارد روايات «المنقذين». معمر القذافي وجعفر نميري وعلي عبد الله صالح وغيرهم. وها هي تختتم قصة «المنقذ» اللبناني الذي كلَّف بلاده غالياً. قصة شائكة وحزينة. لم ينقذ الرجل صورته ولم ينقذ بلاده. جاء على حصان الفراغ وها هو يغادر القصر على الحصان نفسه. ومن يدري فقد يتسلَّل ليلاً عسكريٌّ من الحرس الجمهوري ليكتبَ على جدار القصر عبارة مؤلمة هي «عون مرَّ من هنا». كانت خطبةُ الوداع محزنةً. فصلٌ جليلٌ في علم التضليل.

 

وصفة تعزز المناعة للبنان العليل

د. علي بن عواض عسيري/الشرق الأوسط/31 تشرين الأول/2022

لأنك تعرف لبنان وتعرفْتَ على ناسه وواكبْتَ طفرة تنموية، أخذت تشق طريقها نحو مجاراة طفرات عاشتها دول أوروبية بعد الحرب وتعيشها منذ سنوات دول الخليج التي يتسابق إليها الابتكار التكنولوجي لكي يكون له مستقر في الرياض وأبوظبي ودبي والدوحة والكويت والمنامة ومسقط، فإن مشاعر من الأسى ترافق لحظات قراءتك أو سماعك أو مشاهدتك عبْر الفضائيات للأحوال التي بات عليها هذا الوطن العزيز عليك، كما على سائر الذين عرفوه يصمد إلى حين أمام إعصارات التدخل في شؤونه، ثم لا يلبث أن تخور مقومات صموده أمام صولات وجولات الذين أدرجوا لبنان ساحة لتطلعات تفتقر إلى بُعد النظر ويتقن أصحابها إشعال البيوت ناراً حزبية وقودها التعصب الطائفي. وبالفعل غير المنزه عن السوء تغيب شمس الخصوصية اللبنانية بالتدرج، ولا تعود سماء الحياة اللبنانية بالصفاء الذي يبعث في النفس طمأنينة تعزز الشعور بالاستقرار.

يتباهى اللبناني بأنه يعيش في رحاب الديمقراطية التي بدأت نهجاً في سياسة النظام منذ أن نال لبنان استقلاله قبل تسعة وسبعين عاماً. لكن الديمقراطية تصبح علة عندما تخرج المنافسة على أمر أساسي يكاد يندرج ضمن المحرمات الوطنية. وزيادة في التوضيح يجوز القول إن هامش تلك الممارسة ينتهي، أو يجب ذلك، عند نقطة أشبه بالحاجز وهي الاجتهاد في مسألة الولاء. ولقد أوقع اللبناني نفسه في شرك الولاء لأطراف وعقائد ومشاريع خارجية وبذلك ضعفت شرايين وطنيته، وكادت تصل إلى حالة من الجفاف، عندما اعتبر هذا الطيف أو ذاك، أن مرجعيته الخارجية تتقدم على واجبه الوطني. ولكم أسمعني أصدقاء كثر ومن أهل النخبة وأيضاً يمثلون طوائفهم مدى معاناتهم من خيارات أُولي الأمر السياسي في هذه الطائفة أو تلك، وكيف أنهم يتدثرون بالمناخ الديمقراطي السائد في لبنان وهم يتحركون في فضاء سياسي وحزبي وثوري بعيد عن المفهوم الموضوعي للديمقراطية. وبلغت المعاناة أقصاها عندما دخل السلاح عنصراً في المناخ الديمقراطي. ولقد كانت صيغة اتفاق الطائف أفضل وصفة لعلاج الداء الذي استشرى في الكيان اللبناني بعد فقدانه أو إضعاف جوهر خصوصية كانت من خلال حُسن التعامل معها إبقاء لبنان في مأمن، ثم جاء اتفاق الطائف يحاول إبراء هذه الصيغة. وعندما تتردد في وادي المحنة اللبنانية أصوات تحاول النيْل من ذلك الاتفاق فهذا لأن غواية التعصب الطائفي أو الولاء خارج حدود الوطن من جانب البعض، تتقدم على واجب الولاء للوطن ولصيغته. ولا بد من أن مشاعر الأجيال بعد حين طال أو قصر ستتلخص في عتب من جيل الزمن الآتي على ما فعله جيل الذين أمضوا بضع سنوات عجاف يترددون في أداء الواجب عند الاستحقاق الرئاسي ويبررون مواقف من خلال الاستقواء وستتزايد الأصوات التي تصدر بتحسر من هؤلاء وتتلخص في عبارات من نوع: لماذا فعلتم بنا ذلك؟ لماذا أوصلتمونا إلى هذا الأسى، بعدما كان المناخ الذي أحدثه اتفاق الطائف نشر الكثير من التفاؤل وأيقظ الكثير من القدرات الكامنة في النفوس؟

وثمة سمة بالنسبة إلى هذا الاتفاق هي فرادته. فلقد رأت المملكة بعدما أمعن اللبنانيون اقتتالاً بسلاح غيرهم وأجندات أصحاب هذا السلاح أن ورقة السلاح يجب أن تُنزع من كتاب المرحلة الجديدة التي من حق اللبنانيين أن يعيشوها. فالسلاح فتك بهم ورماهم بأوصاف لا إنسانية. ومَن هؤلاء حالهم لا بد أن يبدأوا الكتابة في صفحة بيضاء ملامح لبنانهم الديمقراطي بضوابط الطوائفي من غير تعصب المتقاسم من دون طمع الحريص من دون مغالاة البادئ حياة جديدة على قاعدة: لا سلاح بعد اليوم. ولا بغضاء بعد اليوم. وانصهار بالأشقاء المخلصين بدءاً من اليوم.

ومن خير الأقدار أن الشقيق المخلص والحادب والمتفهم لطبيعة الخصوصية اللبنانية والحافظ الود منذ الاستقلال وحتى ما دام لبنان نجمة في سماء العروبة، كان المملكة العربية السعودية. لم ترسل سلاحاً ولا أنشأت ميليشيا طوال سنوات حرب السبعينات. ولم توظف قدراتها عربياً وإقليمياً ودولياً لتحقيق مشروع له صفة الوصاية. أعانت ونصحت دائماً تحت خط خروج لبنان من نفق الاقتتال المظلم إلى أن دقت ساعة تفعيل النصح وتطويره وتدارُك لبنان قبل أن يتهاوى. لم يتقدم أحد غيرها للواجب لأن المقومات متوفرة لديها.

لقد كان مؤتمر الطائف جامعاً الشمل مثل منظمة الأمم المتحدة بمعنى أن فيه مَن يمثل كل الأطياف وأما الذين لم يتمثلوا فإنهم خسروا وإن كانوا بعد حين ترأسوا البلاد وأوغروا صدور البعض للانقضاض على صيغة ما كان للبنان أن ينهض لولا التوازن الذي صيغت فيه. كما أن صبغة اتفاق الطائف قريبة الشبه بروحية مجلس التعاون الخليجي ومنظمة الوحدة الأفريقية تجمع كل منها الشمل من دون أن يعني أن الاختلاف في الرأي من المحرمات. فالمهم هو التوجه. كما بالنسبة إلى اتفاق الطائف ثمة ما يعزز ثوابت بنوده إنما ليس في إعادة نظر وليس في العبث بروحية الإنجاز، وإنما معاودة التشاور في لقاء يقتصر على الرؤساء الثلاثة (الجمهورية. البرلمان. الحكومة) ومعهم الرؤساء السابقون ورؤساء المؤسسات الأمنية ورؤساء الطوائف، ونخبة من المرجعيات القانونية والدستورية. لقاء تشاوري يحسم أمر الاجتهادات غير المنزهة عن الغرض، ويؤخذ بما قد ينتهي إليه التشاور لجهة تعديل في بنود أو توضيح لها أو حتى التوصية بإصدار مادة أو أكثر لم يلحظها في حينه اتفاق الطائف.

بذلك لا يعود الحديث حول ما يتصل باتفاق الطائف يتجدد، ولا يعود لبنان على هذه الفرادة في التخبط كل ست سنوات عند مَن يترأس الجمهورية ثم تباعاً مَن يترأس الحكومة فضلاً عمَن يترأس البرلمان.

لقد طوى الذين شاركوا في جلسات مؤتمر الطائف صفحات الاتفاق لمجرد أن عادوا وتصرفوا على أساس أن المؤتمر كما الاتفاق الذي انتهى إليه هو مصالحة سياسية وأن أهميته في أن الحرب انتهت، مع أن واجب هؤلاء كانت عقْد ندوات شعبية في كل المحافظات والأقضية تشرح للناس هذا الاتفاق وتبين لهم كم أن هذه البنود التي تضمها الاتفاق بدءاً المبادئ العامة تحديداً للوطن ودور الرئاسات وسائر المؤسسات هي مثل الأعمدة الصلبة للمبنى الشامخ. كما كان واجباً أساسياً إدراج الاتفاق مادة في الكتاب المدرسي التربوي الوطني والتركيز لدى الجيل الطالبي على ما ينص عليه الاتفاق بالنسبة إلى ثلاثة أمور أساسية، وبذلك لا تعود الرؤية ضبابية لدى الجيل الجديد. والأمور هذه كما ينص عليه الاتفاق «لبنان وطن سيد حر مستقل. عربي الهوى والانتماء. الشروع في إلغاء الطائفية السياسية». إن تثقيف الأجيال على مدى ربع قرن تلا الاتفاق على أهمية هذه الأمور كان سيشكل مناعة في النفوس فلا تعود الأعداد بالألوف لا ترى في لبنان ملمحه العروبي، وفي الوقت نفسه يصار إلى تثقيفها ميليشياوياً يتباهى الشاب بالسلاح بين يديه. وسنة بعد أُخرى تجد لبنان اثنين وشبه كيانيْن وثقافتيْن وولاءيْن. وهذا في حد ذاته لا يبشر بوطن واحد موحد ومستقر.

ما يتمناه المرء للبنان هو أن تصونه صيغته من عاديات أهوال تلوح في الأفق الدولي وتنعكس مخاطر على الأفق الإقليمي. إن هذه الصيغة هي الحامي له والموحدة لشعبه. كما تزداد أهميتها بتعزيز المؤسسة العسكرية بكل أنواع السلاح الآخر ما ظهر منه وما هو طي السراديب يتم إيداعه في عهدة الجيش وبأثمانه يصار إلى إنشاء مشاريع تنموية وبناء مدارس وكليات في مناطق تحتاجها، وهكذا لا يعود الوطن في مرمى المخاطر وبعد ذلك يبدأ الشروع بكتابة الصفحات الجديدة في كتاب لبنان الديمقراطي ذي الحزبيْن، كما في معظم الدول الديمقراطية الخالية من ظاهرة الأحزاب والجمعيات التي للكبار منها وللصغار أجندات لا تخدم الوطن ومستقبل الأجيال في شيء. إن وقفة من التأمل ومحاسبة النفس أكثر من ضرورية لكي لا تتهاوى أعمدة الهيكل على الجميع. وما وصفه اللقاء التشاوري الذي أشرنا إليه تستضيفه الرياض وتحيطه بالتشجيع وتيسير أوجه الخلاف دول مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية والأمم المتحدة إلا أنها خير الوصفات تضيف المزيد من الفاعلية لوصفة اتفاق الطائف، وبذلك تقوى المناعة في جسم الوطن المعتل بين حين وآخر من جائحة هوى الجار البعيد على حساب الشقيق القريب. وعلى الله الاتكال.

* سفير المملكة العربية السعودية في باكستان (2001 - 2009) ولبنان (2009 - 2016)، عضو مجلس إدارة «المعهد الدولي للدراسات الإيرانية» (رصانة) في الرياض.

 

إيران... العمامة والحجاب

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/31 تشرين الأول/2022

الملابس لها وظائف تتجاوز مجرد ستر الجسد وصونه من الحر والقر، أو تزيين المظهر، للنساء وحتى للرجال، الملابس تصبح في كثير من الأحوال رسالة ثقافية وسياسية. هذا الأمر ينطبق على «كل» الحضارات والثقافات والديانات، والأحزاب غير الدينية أيضاً ذات المضامين القومية الفاشية أو الشيوعية الثورية الأممية. الأنظمة ذات الطبيعة الشمولية، التي تريد أن تهندس حياة الفرد في كل تفاصيلها، تعلي من موضوع اللباس، وما الشرارة التي انطلقت منها هبة الشعب الإيراني، إلا بسبب الاعتراض على هيئة حجاب الفتاة الإيرانية مهسا أميني من طرف شرطة الأخلاق الإيرانية.

دخلت هبة الشعب الإيراني أسبوعها السابع على النظام الخميني اليوم، وما زالت تترى، والحرس الثوري يشحذ سيوفه ويبرد مخالبه حتى يفترس اللحم الإيراني المدني الغاضب. كل يوم يزيد في المواجهة، يعني تصعيد المطالب الشعبية والذهاب نحو أصل الداء ونبع البلاء، وترك حواشي الأمور والاتجاه نحو متونها.

أصل الداء هو نظام «العمامة» الخمينية، طبقة عريضة واسعة من طلبة العلوم الدينية على الطريقة الحوزوية الشيعية، هم السياج الأخلاقي والدرع الاجتماعية الحامية لهذا النظام... نظامهم. أصحاب عمائم بيضاء وسوداء، الأولى لعامة الناس والثانية لسادتهم، ربما لا يفقه بعضهم علوم الدين وعلوم الآلة (اللغة والمنطق وغيرهما) على النهج التعليمي القديم، لكنهم يعتمرون العمائم لإشهار انتمائهم إلى هذه الطبقة الاجتماعية العليا المنتجة للنظام والمحتمية به في آن. إداركاً لكل هذا، أطلق الإيرانيون هاشتاغ «عمامه برانى (تطيير العمائم)» على شبكات التواصل. وأظهرت تسجيلات فيديو شباباً يركضون بجانب أصحاب العمائم قبل أن يمدوا أيديهم لإسقاط عمائمهم. ويشير أحد الفيديوهات إلى مدينة مشهد التي تعد معقلاً للمحافظين في إيران. قال مغرد إيراني على «تويتر»: «هل ترى الجمهورية الإسلامية هذا المنسوب من الحقد والغضب بين الشباب؟». وكتبت مغردة أخرى: «الملا ليس مواطناً عادياً فهو مختلف عنا، وتطيير عمامته أقل ثمن عليه أن يدفعه لوقوفه إلى جانب الجريمة». على أصحاب العمائم، إن كانوا يفقهون التراث العربي الديني حقاً، أن يعلموا شطراً من أدبيات هجاء المزيفين من معتمري العمائم، وعن ضخامة عمائم الحمقى، وعن العمائم التي كان يخشى على الإسلام منها الشيخ الإصلاحي المصري الكبير محمد عبده (توفي 1905) الذي قال:

ولكن ديناً قد أردت صلاحَه أحاذر أن تجني عليه العمائمُ!

أتذكر في هذا الصدد كلمات نشيد إيراني «صحوي» على لسان كادر بحريني أو عراقي، في بداية التسعينات، جاء فيها: «هذا الكفر قد جند للصحوة قوة». وجاء في ذات هذا النشيد مديح في العمامة الخمينية خاصة: لكنا افترقنا عن درب الإمامة بالساحة لما أهملنا العمامة! ليت كاتب هذا النشيد اليوم يبصر بعينه ويتبصر بفؤاده كيف يتبارى شباب وشابات إيران لإسقاط العمائم عن وجه إيران المخطوفة... وعمامة الكادر الخميني مقابل دم الفتاة مهسا... التي كانت متحجبة لكن على غير هوى هذه الزمرة.

 

العلاقات الروسية ـ الإيرانية وأدوات الجذب العربية

سام منسى/الشرق الأوسط/31 تشرين الأول/2022

مسألة تزويد إيران لروسيا بمسيّرات وربما بصواريخ لاستعمالها في الحرب ضد أوكرانيا ليست بحد ذاتها محفزاً لمراجعة العلاقات الروسية - الإيرانية، لأن العلاقات الثنائية بين البلدين هي أعمق من مسألة مسيّرات ذات فاعلية محدودة لن تغير بحسب الخبراء مسار الحرب. الأهمية التي يكتسبها هذا الموضوع سببها الأول هو ممارسات إيران المتمادية القديمة والجديدة ضد دول في المنطقة بالخليج العربي والمشرق، والخشية عن خطأ أو صواب من تنامي العلاقة أكثر بين موسكو وطهران وتداعيات ذلك على دول الإقليم، في وقت تبدو فيه علاقات الأخيرة مع أميركا باردة لأكثر من سبب في مرحلة تتميز بالحساسية وحدة التجاذب بين الغرب وروسيا بعامة، وموسكو وواشنطن بخاصة. العلاقات الروسية - الإيرانية لطالما كانت مدفوعة بالظروف من دون أي رابطة آيديولوجية، سواء زمن الاتحاد السوفياتي أو بعد سقوطه، وبقي الجامع المشترك الثابت بينهما هو العداء لأميركا والرغبة لديهما بمناهضتها على المستويات كافة، إضافة إلى كونهما جزءاً من مجموعة دول تتماهى بأنظمتها السياسية، التي لا تسعى فقط لتحقيق أهدافها الاستراتيجية الإقليمية، بل القضاء على ما يرون أنه نظام عالمي تهيمن عليه واشنطن.

في هذه المرحلة بالذات، من الواضح أن كلتيهما معزولة ومحاصرة وبحاجة إلى أصدقاء؛ إيران بفعل العقوبات الأميركية بسبب برنامجها النووي وسجلها الرديء في مجال حقوق الإنسان، وروسيا جراء استيقاظ طموحاتها الإمبراطورية واستعادتها لروح التنافس مع أميركا ورغبتها في التوسع الذي بدأ بضم القرم ومن غير المعروف إذا كان سينتهي مع اجتياح أوكرانيا، أم لا. لا شك أن توطيد العلاقة بين روسيا وإيران سيؤثر في الشؤون العالمية بما يتجاوز الحرب الأوكرانية. طبعاً البلدان ليسا على وئام مطلق، فطموحاتهما تختلف، في سوريا مثلاً، روسيا التي لا تزال تحتفظ بنفوذ ووجود عسكري ليست متحمسة لطموحات طهران الإقليمية هناك ولم تفعل شيئاً يذكر لإحباط الضربات الجوية الإسرائيلية ضد الأهداف والمصالح الإيرانية في هذا البلد، لكنها في الوقت عينه لم تعمل لاحتواء نفوذ طهران بالطريقة التي كانت ترغبها إسرائيل. ومع ذلك، تبقى لإمكانية تغيير ميزان القوى الدقيق في سوريا لصالح إيران عواقب وخيمة على إسرائيل، وبالتالي على علاقتها مع موسكو. ففي حال قررت روسيا نقل أسلحة أكثر تطوراً إلى إيران في سوريا ومساعدتها في تطوير برنامجها النووي مقابل مساعدتها لها في أوكرانيا، سيعطل ذلك الوسطية التي تتموضع فيها إسرائيل حيال الحرب في أوكرانيا لتميل باتجاه كييف.

في المقابل تتعامل إيران وروسيا مع بعضهما كشريكين عندما تتعقد الأمور مع الغرب، علماً بأن صناع القرار في طهران الذين يعملون على تطوير العلاقات الإيرانية - الروسية بطرق مختلفة، ما زالوا حريصين على عدم قطع شعرة معاوية مع الغرب. إن مراجعة مواقف رموز في النظام تظهر أن النخبة السياسية الإيرانية تنقسم حيال روسيا إلى تيارين؛ تيار غالب يحبذ العلاقات القوية مع روسيا كقوة موازنة للوجود العسكري الأميركي بالقرب من الحدود الإيرانية، كما يحرص على تعزيز العلاقات الاستراتيجية معها في مواجهة تكتل تدعمه أميركا، ويمكن أن يميل ميزان القوى في الشرق الأوسط بعيداً عن إيران. تضم هذه المجموعة المرشد علي خامنئي، والمقربين منه مثل مستشار السياسة الخارجية علي أكبر ولايتي ورئيس المجلس محمد باقر غاليباف، وكبار القادة في «فيلق القدس»، وغيرهم كثر. إنهم يشاركون الكرملين مخاوفه بشأن التهديد من الغرب ويسعون إلى تعاون ثنائي أقوى لحماية إيران من العقوبات الغربية والضربات العسكرية. التيار الثاني المعروف باسم «البراغماتيين»، ويبدو الأضعف راهناً، يتألف من سياسيين معتدلين ومحافظين يرون في روسيا جاراً مهماً لكنهم يرفضون توطيد العلاقات الاستراتيجية معها لاعتقادهم بأنه من المفيد لإيران أن تبقي خياراتها مفتوحة مع الغرب وأن تتجنب الاعتماد المفرط على موسكو. من بين هؤلاء وزير الخارجية السابق محمد جواد ظريف والرئيس السابق حسن روحاني، وعلي شمخاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي. تراجع صوت هذا التيار مع تضاؤل فرص العودة إلى الاتفاق النووي وفقدان إيران فرصة رفع العقوبات عنها، ما رماها أكثر في الحضن الروسي. فالعقوبات الغربية ضدهما يقرّب بينهما كعدوين مشتركين لأميركا والإطار الدولي الذي يقوده الناتو. في 22 يوليو (تموز)، صرح ولايتي بأنه بدلاً من محاولة استرضاء الغرب، يجب على طهران اللجوء إلى روسيا للحصول على الدعم والمواءمة الاستراتيجية، مشيراً إلى سجل روسيا الحافل في دعم بلاده.

إلى هذا، يعتقد عدد من القادة الإيرانيين أن اجتياح روسيا لأوكرانيا يمكن أن يهز بنية النظام الدولي بطريقة تصب في مصالح إيران الوطنية. في اجتماع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بطهران في 19 يوليو (تموز)، شبه خامنئي دوافع الاجتياح الروسي لأوكرانيا بدوافع تدخل إيران في الشرق الأوسط، وقال: «لو لم ترسل روسيا قوات إلى أوكرانيا، لكانت ستواجه هجوماً لحلف الأطلسي في وقت لاحق»، مانحاً حرب بوتين دعماً قوياً.

وسط ذلك تبرز أسئلة عدة لعل أبرزها يدور حول المدى الذي ستصل إليه العلاقة بين روسيا وإيران، وما إذا كانت ستنتقل من مجرد شراكة إلى علاقة استراتيجية، وما تداعيات ذلك على منطقتنا؟ وهل علاقة عربية تحالفية مع روسيا مفيدة في هذه المرحلة؟

هذه المساحة لا تتيح إجابات وافية، إنما لا يغيب أمران؛ التاريخ ثابت والسياسة متغيرة. سادت تاريخ العلاقات الإيرانية - الروسية الطويل حالة من التردد والتوجس وكثيراً ما كشف سلوك الجانبين عن انعدام الثقة بينهما، وحتى عندما سعى الاثنان إلى بناء علاقات أوثق بينهما، جاء ذلك أولاً أيام الشاه لأهداف اقتصادية وليست سياسية وبعد الثورة وفق سياسة مناهضة واشنطن، وسط توجس روسي من طموحات إيران النووية وتخوف إيراني من عودة روسيا إلى الشرق الأوسط من الباب السوري وزعزعة نفوذها. من جهة أخرى، إذا كانت إيران تحاول اليوم جذب روسيا لجانبها بعد التعثر مع الغرب، فهي في الوقت عينه تنتظر بحذر نتائج الحرب في أوكرانيا وتداعياتها على الحليف الروسي في المديين القريب والمتوسط وتناور من دون أن تضع البيض كله في سلة واحدة.

وتدرك إيران أيضاً كما دول الإقليم، أن روسيا في هذه المرحلة غير مؤهلة للعب أي دور في المنطقة وليست بالقوة التي تسمح لها بتوفير مظلة في الشرق الأوسط، خصوصاً بعد خسائرها في الحرب الدائرة وانكشاف هزال قوتها وقدراتها العسكرية واللوجيستية وزوال هالة الجبروت التي حققتها في الحرب السورية والتي لم تتحقق لولا التواطؤ الأميركي. قد تمثل إيران اليوم بالنسبة لروسيا شريكاً استراتيجياً، تقدم لها الدعم في الشرق الأوسط فيما تتلقى منها دعماً مقابلاً في القوقاز وآسيا الوسطى وأوكرانيا. موسكو وطهران يهدفان كل على طريقته إلى استمالة الجانب العربي، إيران تريد العرب في فلكها وإنشاء نظام أمني إقليمي على قياسها، وروسيا كذلك، وغايتهما الرئيسية إضعاف علاقة واشنطن مع دول المنطقة. إن نقد الهيمنة الغربية محق، إلا أن ذلك لا يعني مطلقاً التغاضي عن حقيقة أن السياسة الروسية حافلة بالكبرياء السلافية والالتصاق بالنظرة الكهنوتية الدينية، ولا نستطيع كعرب مهما بلغت انتهازية الغرب حيالنا إلا أن نكون على الجانب الجيد من التاريخ، ما يعيدنا إلى السؤال الرئيسي: هل من أدوات جذب لدينا لفك العلاقة بين موسكو وطهران؟ وما الثمن الواجب دفعه؟ وهل جذب الروس يستأهله؟

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الراعي عرض التطورات مع سفير ايران والنائب افرام طالب بانتخاب رئيس توافقي إنقاذي يعيد بناء مؤسسات الدولة

وطنية/31 تشرين الأول/2022

استقبل البطريرك  الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي، سفير إيران مجتبى أماني، وجرى عرض للأوضاع العامة  والمستجدات.

ثم استقبل الراعي النائب نعمة افرام الذي قال بعد اللقاء: "التقيت صاحب الغبطة اليوم بالتحديد، لما لهذا اليوم من أهمية على صعيد لبنان، لأنه قد يكون بداية لزمن رديء جديد لا أحد يريد الدخول فيه. فالشعب الذي انتخبنا نحن النواب، حملنا مسؤولية تغيير الوضع الحالي، وما نراه اليوم يأخذنا نحو فوضى جديدة ومن نوع جديد. هذه الفوضى قد يعتبرها البعض فوضى خلاقة، ولكن خوفي أن تكون هذه الفوضى، فوضى قاتلة لما تبقى من لبنان الذي نعرفه ولشعبنا الذي يهاجر يوميا والذي بهجرته يغير ديمغرافية البلد".

وأضاف:"يجب أن ننتخب رئيسا للجمهورية في أسرع وقت ممكن، فهذا واجبنا نحن كنواب، والمحاسبة تتم من الشعب وليس من الكتل والأحزاب،  وأنا أعتبر أن رئيس جمهورية لبنان يجب أن يكون رئيسا توافقيا بحسب الدستور وبأكثرية 86 صوتا من أصل 128. وهذا الأمر ليس مستحيلا فهناك مواضيع أساسية يجمع عليها الكل، وهي وجع الناس والوضع المالي، والوضع المذري للمستشفيات والجامعات، وانهيار مؤسسات الدولة، وحتى نتفق في الطائف على اللامركزية الموسّعة ومجلس الشيوخ. هذه المواضيع تكفي لانتخاب رئيس للجمهورية، وأنا أعتبر ان انتخاب رئيس إنقاذ ورئيس مهمة يعيد بناء مؤسسات الدولة وإحياء الوضع الاقتصادي للبنان ويعمل على اللامركزية، والأهم العمل على مفهوم لبنان بعمقه العربي والحيادي، هو من الأولويات اليوم".

وختم:"إن عدم انتخاب رئيس للجمهورية ودخولنا في زمن مجهول وفي فوضى دستورية تصبح قاتلة، هو بداية نهاية لبنان الذي نعرفه".

ثم استقبل الراعي رئيس المجلس الدستوري السابق القاضي عصام سليمان.

 

الرئيس عون: توقيع مرسوم استقالة الحكومة لا يتعارض مع الدستور وتوافق القوى السياسية على انتخاب رئيس جديد بعيد المنال حاليا

وطنية/31 تشرين الأول/2022

جدد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون التأكيد أن "توقيع مرسوم قبول استقالة الحكومة أمر لا يتعارض مع مواد الدستور، ولا يمكن لحكومة تصريف أعمال أن تقوم بالمهام المطلوبة منها في ظل الفراغ الرئاسي"، معتبرا أن "انتخاب رئيس جديد للجمهورية يحتاج إلى توافق القوى السياسية اللبنانية"، وقال: "هذا أمر بعيد المنال حاليا". وحمل الرئيس عون "مسؤولية عدم قدرة العهد على تحقيق الإصلاحات، إلى كل من وقف في وجه الإصلاح، ومشاريع التدقيق المالي الجنائي والتحقيقات في الفساد والهدر، والتحقيقات لكشف المذنبين في تهريب الأموال وعقد الصفقات المشبوهة وهدر الأموال العامة والاعتماد على الاقتصاد الريعي بدل الاقتصاد المنتج ووضع الخطط المالية الكارثية على المدى البعيد"، وقال: "لذلك، أصر على الوصول الى التدقيق المالي الجنائي متخطيا العقبات الكثيرة التي ظهرت، واحدة تلو الأخرى، إلى أن تم إقراره واطمأنت الى انه سلك طريقه القانوني". وأعاد رئيس الجمهورية التأكيد أن "إسرائيل التي اعتادت أن تأخذ من العرب وجدت نفسها اليوم في الموقع الآخر، وأن لبنان تمكن من خلال ترسيم الحدود البحرية الجنوبية أن يأخذ منها ما تعتبره حقا لها، ومن دون الحاجة الى حرب"، وقال: "إن استخراج النفط والغاز يشكل الطريقة الأسرع للنهوض بالبلد". وشدد على أن "الكويت هي مصدر تقارب وتوافق بين الدول العربية، وعلى ان ما يجمعها مع لبنان من روابط تاريخية لا يمكن أن يمحى"، مؤكدا "حرص لبنان على الإبقاء على بعده العربي وهويته العربية". وأكد أنه بعد الرئاسة، سيعود الى ما كان عليه قبلها، وقال: "ناضلت طوال حياتي من أجل بلدي وشعبي، ولن أتوقف، هذا عهد آليته على نفسي وسأعمل به طالما انا على قيد الحياة وسأكون من موقعي بعد الرئاسة، في الصفوف الأولى لحث اللبنانيين على معارضة كل خطوة من شأنها إعاقة أو تأجيل أو إلغاء المشاريع الإصلاحية الضرورية". ودعا اللبنانيين جميعا إلى أن "يلتقوا على هدف واحد لإنقاذ بلدهم وتأمين مستقبل زاهر لهم ولعائلاتهم".

كلام الرئيس عون جاء خلال حوار أجراه معه الصحافي داود رمال، قبل مغادرة رئيس الجمهورية قصر بعبدا، ونشر اليوم في صحيفة "الأنباء" الكويتية.

وقائع الحوار

وهنا وقائع الحوار كاملا:

سئل: ما مصير تأليف الحكومة؟ وهل سلمتم باستعصاء التأليف؟ وماذا تقصدون بتوقيع مرسوم قبول استقالة الحكومة؟

 أجاب: "إن تأليف الحكومة يحتاج وفق الدستور اللبناني إلى تفاهم رئيس الحكومة المكلف ورئيس الجمهورية الذي عليه أن يوقع على المرسوم لتبصر الحكومة النور. لا يمكنني، من موقعي كرئيس للجمهورية، أن أسلم باعتماد معايير مختلفة في التعاطي مع مسألة تشكيل الحكومة، وقد أبلغت رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي بذلك، ولكن يبدو أن لا إرادة لديه لتشكيل الحكومة، وإلا لكان اعتمد معيارا واحدا في تعاطيه مع الكتل النيابية ومطالبها بدلا من فرض الوصاية على تكتل نيابي واحد فقط، ولكننا انتهينا من مسألة تشكيل الحكومة منذ فترة. وتوقيع مرسوم قبول استقالة الحكومة، أمر لا يتعارض مع مواد الدستور، وقد تم اتباع عرف بوجوب قبول الاستقالة عند تشكيل حكومة جديدة لإصدار مراسيمها، الا ان الأعراف يمكن ان تخرق، فيما لا يمكن المساس بمواد الدستور. وما تشديدي على هذه النقطة، إلا للإضاءة على حقيقة مرة مفادها أنه في ظل عدم التوافق على شخصية لتخلفني في موقع الرئاسة، لا يمكن لحكومة تصريف أعمال ان تقوم بالمهام المطلوبة منها في ظل الفراغ الرئاسي، وسيكون المشهد سيئا جدا في هذه الحال".

سئل: لفت تحذيركم في خطاب تخريج الضباط في عيد الجيش من ان يكون مصير الاستحقاق الرئاسي كمصير تأليف حكومة، فهل تخشون من فراغ رئاسي؟

أجاب: "ليس سرا أن انتخاب رئيس للجمهورية يحتاج الى توافق القوى السياسية اللبنانية، وهذا أمر بعيد المنال حاليا، فلم يتم الالتقاء على قواسم مشتركة يمكن البناء عليها لاختيار الشخصية التي يرى الجميع أنها تملك المقومات القادرة على جمع مختلف الأطراف حولها. وهذا مرده الى عدم وضع أولويات تسهل التوافق المطلوب. حاول تكتل "لبنان القوي" القيام بخطوة في هذا الاتجاه، وجال على القوى السياسية والحزبية لمناقشة ورقة الأولويات التي وضعها لاختيار رئيس للجمهورية، ولكن لم تؤد المحاولات الى النتيجة المطلوبة. إزاء هذا الوضع، بات من المنطقي الخوف من فراغ رئاسي، خصوصا أننا أصبحنا في ربع الساعة الأخير من انتهاء ولايتي الرئاسية بشكل رسمي".

سئل: ما الخطوات التي ستلجأون اليها قبل مغادرتكم قصر بعبدا؟

أجاب: "كما سبق وقلت، احتفظ لنفسي بكل الخيارات المتاحة لتفادي المشهد السيئ الذي ينتظرنا في الآتي من الأيام، وسقف هذه الخيارات هو الدستور في طبيعة الحال الذي أقسمت على الحفاظ عليه، وليس من عادتي أن أخلف بقسمي، مذ كنت شابا في المؤسسة العسكرية التي قضيت فيها معظم حياتي، وحتى ما بعد انتخابي رئيسا للجمهورية، هذه طبيعتي وهذه قناعاتي، ولن أحيد عنها. صدر كثير من الكلام والشائعات والاكاذيب حول بقائي في قصر بعبدا حتى بعد انتهاء الولاية ورفضي المغادرة، رغم تأكيدي اكثر من مرة أنني احترم مدة ولايتي ولن أبقى دقيقة واحدة إضافية في منصبي، وتبين أن كل هذه الأكاذيب كان هدفها التجييش ضدي واستهدافي سياسيا في الأيام الأخيرة من ولايتي الرئاسية. يبقى المجال مفتوحا حتى اللحظة الأخيرة، كي تستقيم الأوضاع، إما عبر انتخاب رئيس جديد وإما عبر تشكيل حكومة كاملة الصلاحيات والقادرة فعلا على تمرير الفترة قبل وصول رئيس جديد الى قصر بعبدا".

سئل: أتيتم الى الرئاسة حاملين برنامجا للإصلاح والتغيير، فمن المسؤول عن عدم قدرة العهد على تحقيق الإصلاحات؟ وهل سيصل التدقيق الجنائي الى خواتيمه؟

أجاب:  "كنت اعتقد ان التوافق على انتخابي رئيسا للجمهورية سيضعنا جميعا على قارب واحد للانطلاق في عمليات الإصلاح والتغيير التي يحتاجها البلد بعد سنوات من السياسات المالية والاقتصادية الخاطئة وانتشار الفساد والهدر في المؤسسات، لكنني تفاجأت بأن ما كان يقال في العلن غير ما يتم العمل به فعليا، فوجدت نفسي شيئا فشئيا أناضل وحدي من اجل مكافحة الفساد وإجراء التغييرات الضرورية لتفادي الوصول الى ما وصلنا اليه. وهذا تماما ما تحدثت عنه حين قلت إنه، إن لم نجر الإصلاحات اللازمة، فإننا ذاهبون الى جهنم، فتم استغلال الكلمة لمنافع سياسية رخيصة. ولكن للأسف، حصل ما كنت قد حذرت منه، ولم يقف احد الى جانبي للدفاع عما كان يجب القيام به من اجل لبنان واللبنانيين، وبتنا اليوم ملزمين السير في مسار أصعب بكثير مما كان متاحا، اذا ما اردنا الخروج من الأزمة المستفحلة. أما المسؤول عن هذا الأمر فهو كل من وقف في وجه الإصلاح، وعارض ومنع وحارب مشاريع التدقيق المالي الجنائي والتحقيقات في الفساد والهدر، والتحقيقات لكشف المذنبين في تهريب الأموال وعقد الصفقات المشبوهة وهدر الأموال العامة والاعتماد على الاقتصاد الريعي بدل الاقتصاد المنتج ووضع الخطط المالية الكارثية على المدى البعيد. لذلك، أصررت على الوصول الى التدقيق المالي الجنائي رغم كل شيء، وبقيت على هذا الإصرار متخطيا العقبات الكثيرة التي ظهرت، واحدة تلو الأخرى، الى ان تم اقراره واطمأننت الى انه سلك طريقه القانوني وبات حقيقة لا يمكن ازالتها".

وقال: "أنا متفائل بوصول هذا التدقيق الى خواتيمه، ولو عمد البعض الى تأخيره، لكننا سنتابع السير به حتى النهاية لأنه اصبح مطلبا دوليا أيضا وشرطا أساسيا للنهوض بلبنان".

سئل: هل انتم في صدد مصارحة اللبنانيين بما واجهتم طيلة سنوات العهد؟ وهل ستعتمدون التصريح بدل التلميح؟

أجاب: "لطالما اعتمدت على الصراحة في كلامي مع اللبنانيين، فهذا ما جذبهم الي، لأنهم يعلمون أنني رجل صادق. صحيح ان بعد تسلمي مهام الرئاسة، كنت أمتنع عن تسمية الأشخاص المسؤولين عن الممارسات الخاطئة التي كانت تحصل، لكنني كنت أعتمد التلميح احتراما للمسؤوليات الملقاة على عاتق رئيس الجمهورية، ولكن، لم أكذب يوما على اللبنانيين، وهذا ما زاد من أخصامي السياسيين في لبنان الذين لم يرق لهم التعاطي مع شخص يتمسك بأقواله ومبادئه ولا يعمد الى تغييرها وفق الظروف. ومن الطبيعي بعد انتهاء ولايتي الرئاسية، أن أتحرر من المسؤوليات التي تترافق مع المنصب الرسمي، مع ما اكتسبته من خبرة كرئيس للجمهورية على مدى ست سنوات".

سئل: ماذا عن الخطوات التي ستلي الاتفاق على ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية؟

أجاب: "بداية، من المهم التوقف عند هذا الإنجاز الذي كان يعتبره الكثيرون، بمن فيهم العديد من اللبنانيين، انه امر مستحيل نظرا لحال العداء التي تجمع لبنان وإسرائيل، ولكن، بفضل وحدة اللبنانيين وثباتهم في موقفهم، تمكنا من القيام بسابقة فريدة من نوعها في الصراع العربي- الإسرائيلي، حيث ان إسرائيل اعتادت ان تأخذ من العرب ولكنها وجدت نفسها اليوم في الموقع الآخر وان لبنان تمكن من ان يأخذ منها ما تعتبره حقا لها، ومن دون الحاجة الى حرب. وفي الحقيقة، فإن الوضع كان حساسا لأن البديل عن فشل المفاوضات كان احتمال اندلاع حرب، وبالتالي، اللجوء الى مفاوضات تحت ضغط القذائف، والقبول ربما بأقل مما نرغب فيه، ولكن الحمد لله، صمدنا في موقفنا واستطعنا الحصول على حقل قانا بشكل كامل، والاستفادة من كل ثرواته حتى تلك التي تمتد الى ما بعد حدودنا، وهو امر بالغ الأهمية، من دون ان نتقاسم أي أرباح مع الإسرائيليين".

وقال: "أما الأهم فيبقى انه لم نلجأ الى التطبيع أو الى اتفاق سلام مع إسرائيل التي لا تزال عدوا، بل كانت المفاوضات غير مباشرة عبر وسيط هو الأميركيين وبرعاية دولية أمنتها الأمم المتحدة. ولا شك في ان هذا الترسيم ارخى أجواء هدوء واستقرار اكبر في المنطقة، وخصوصا على حدودنا الجنوبية، لأن العمل على استخراج موارد الطاقة متبادل للطرفين وأي تهديد لهذا العمل، سيلحق الخسائر بالطرفين، ولبنان يحتاج فعلا الى هذا المورد بفعل الأزمة غير المسبوقة التي يعيشها، وسيشكل استخراج النفط والغاز الطريقة الأسرع للنهوض بالبلد".

سئل: لعبت الكويت دورا أساسيا ومحوريا في تبريد العلاقة بين لبنان ودول مجلس التعاون الخليجي، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية من خلال المبادرة الكويتية، فهل هذه المبادرة ما زالت مستمرة؟

أجاب: "اعتدنا دائما أن تكون الكويت مصدر تقارب وتوافق بين الدول العربية، وما يجمع بين لبنان والكويت من روابط تاريخية لا يمكن أن يمحى، لا بل إن لبنان يعول دائما على مثل هذا الدور الذي تؤديه الكويت، مشكورة، في تقريب وجهات النظر بين الدول العربية عند ظهور بعض الغيوم في أجواء العلاقات. لذلك، لم يستغرب لبنان قيام الكويت بمبادرة لتبديد أي سوء تفاهم يحصل بين الأشقاء العرب، ولبنان يرحب دائما بمثل هذه الخطوات، خصوصا انه من دعاة التقارب العربي والوحدة، ولطالما نادى بذلك وقد حرصت شخصيا خلال زياراتي الى الدول العربية، وعند تمثيلي لبنان في القمم العربية، على التشديد على أهمية الوحدة والتضامن العربيين لمواجهة المخاطر المشتركة التي تحيط بنا على الصعد كافة. ولبنان كان دائما، وسيبقى، ساحة تفاعل وتلاق مع الدول الشقيقة والصديقة، وهو حريص على الإبقاء على بعده العربي وهويته العربية".

سئل: خلال مشاركته في اللقاء التشاوري العربي الذي عقد في بيروت، زاركم وزير خارجية الكويت السابق الشيخ أحمد ناصر المحمد حاملا رسالة من صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد تضمنت دعوة لزيارة الكويت، فهل ستلبون هذه الدعوة؟

أجاب: "أستغل المناسبة لشكر صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد على دعوته، وكنت أرغب بالفعل في لقائه بالكويت التي أشعر فيها كأنني في بلدي الثاني، ولكن للأسف تعذر علي تلبية الدعوة بسبب التطورات التي حصلت والأوضاع الحالية التي يعيشها لبنان، واضطراري الى متابعة بعض الملفات والأمور الملحة. وأنا على ثقة بأن الكويت ستبقى أمينة للطريق الذي اختارته وسار عليه مختلف الأمراء الذين توالوا على الحكم، وأتمنى التوفيق والنجاح لسمو الأمير الذي يسير على الخطى نفسها التي انتهجها أسلافه، لما فيه مصلحة الكويت وشعبها الشقيق".

سئل: كيف تنظر للدور الكويتي في مساعدة لبنان لتجاوز أزماته المختلفة داخليا وخارجيا؟

أجاب: "كما سبق وأشرت، فإن الكويت تلعب دورا رياديا في التقريب بين الأشقاء العرب، ولبنان الذي شكل محورا أساسيا في الأمة العربية، ليس غريبا عن المبادرات الكويتية. وبفعل الروابط الأخوية التاريخية بينهما، ووقوفهما الى جانب بعضهما في مختلف الفترات والظروف، فإن الكويت لم تتلكأ في مساعدة لبنان عند الحاجة، وهي داعمة دائمة لقضاياه المحقة في المحافل الإقليمية والدولية، ومساندة فاعلة له في الشؤون الداخلية وهي تقوم بمبادرات كثيرة كانت ولا تزال، موضع ترحيب وتقدير من الشعب اللبناني. وقد ربطتني علاقة شخصية بالأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، رحمه الله، وعرفت من خلاله ان الكويت تبادل لبنان واللبنانيين المحبة والاحترام والتقدير، وهذه الحال ستستمر طبعا في عهد صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد الذي يعمل على تعزيز الروابط وتمتينها مع لبنان وباقي الدول العربية".

سئل: هل لبنان قادر على النهوض مجددا بعد الانهيار الذي أصابه على مختلف الصعد؟

أجاب: "لم يسبق أن تعرض بلد في العالم لما تعرض له لبنان على مدى السنوات القليلة الماضية، فالمصائب انهالت عليه بشكل متتال، فكانت أزمة الحرب في سوريا ومشكلة النازحين السوريين التي ألقت بثقلها، ولا تزال، على كاهل اللبنانيين الذين وجدوا انفسهم أمام واقع رهيب متمثل بوجود اكثر من مليوني نازح على أرضهم وهو عدد لا قدرة للبنان على تحمله، إضافة الى ذلك، كان الإرهاب يضرب المنطقة والعالم وحاول التسلل الى لبنان عبر خلايا نائمة والسيطرة على بعض المناطق، لكن الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية اللبنانية تمكنت من إفشال هذا المخطط وشكلت عملية "فجر الجرود" نقطة تحول أساسية في هذه المواجهة لينعم لبنان باستقرار قل نظيره في المنطقة. بعدها، أطلت الأزمة الاقتصادية والمالية برأسها وخلفت تعقيدات على المستويات كافة، ثم كانت كارثة انفجار مرفأ بيروت التي زادت المآسي على لبنان، ثم وباء كورونا العالمي، وتداعيات الحرب الروسية- الأوكرانية، ولكن رغم كل ذلك، لا أزال أؤمن بأن لبنان قادر على النهوض، وان الشعب اللبناني يمكنه تجاوز الصعوبات، اذا ما زاد من وحدته التي هي مصدر قوته. ويمكن للبنانيين أن ينطلقوا من إنجاز ترسيم الحدود البحرية الجنوبية وموارد النفط والغاز، للبدء في عملية النهوض والبناء المستدام لمستقبل اقتصادي ومالي سليم يحسن ظروف حياتهم ويعيد الحياة الطبيعية الى ربوع الوطن".

سئل: ماذا بعد الرئاسة؟ هل ستدونون مذكراتكم؟ هل سيكون لكم دور في إعادة شد عصب التيار الوطني الحر؟ وهل ستواصلون العمل الوطني؟

أجاب:  "بعد الرئاسة، سأعود الى ما كنت عليه قبلها. لقد ناضلت طوال حياتي من أجل بلدي وشعبي، ولن أتوقف، هذا عهد آليته على نفسي وسأعمل به طالما انا على قيد الحياة. قد يكون من المبكر تدوين المذكرات، فالأهم اليوم هو استكمال خطوات الإصلاح ومحاربة الفساد ووضع الوطن على سكة التعافي والنهوض، وسأكون من موقعي بعد الرئاسة، في الصفوف الأولى لحث اللبنانيين على معارضة كل خطوة من شأنها إعاقة أو تأجيل أو إلغاء المشاريع الإصلاحية الضرورية، وليس من المنطقي أن أتقاعس عما سعيت الى تنفيذه طوال ست سنوات كرئيس للجمهورية وقبله على مدى عقود من الزمن، لما فيه مصلحة لبنان واللبنانيين. وللتيار الوطني الحر رئيسه وقيادته، صحيح أنني بمنزلة "الأب الروحي" له، لذلك سأبقى حاضرا للمساعدة وتقديم المشورة عند الحاجة، والوقوف الى جانب اللبنانيين المنتمين الى التيار الوطني الحر وغير المنتمين، لأن معركة الإصلاح لا تقتصر على فئة معينة، ولن تستفيد منها شريحة أو تيار سياسي واحد أو حزب واحد، بل إن نتائجها هي للجميع. من هنا، دعوتي الى اللبنانيين جميعا كي يلتقوا على هدف واحد لإنقاذ بلدهم وتأمين مستقبل زاهر لهم ولعائلاتهم".

 

بري تسلم من وزير التربية ووفد المركز التربوي للبحوث والانماء نسخة من الإطار الوطني لمناهج التعليم العام ما قبل الجامعي واستقبل الشامي الحلبي : نعتبره بمثابة دستور للمناهج التربوية

وطنية/31 تشرين الأول/2022

إستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الإعمال عباس الحلبي على رأس وفد من المركز التربوي للبحوث والانماء ضم:  جهاد صليبا، بسام ابو غوش ، باسم عيسى ورانيا غصوب ورنا عبد الله.

وقدم الوزير الحلبي والوفد المرافق لرئيس المجلس نسخة من الإطار الوطني لمناهج التعليم العام ما قبل الجامعي . وبعد اللقاء قال الحلبي : "تشرفنا بلقاء دولة رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري ومعنا السادة جهاد صليبا ، بسام أبو غوش ، باسم عيسى ، والسيدتين رانيا غصوب ورنا عبد الله ممثلين عن المركز التربوي للبحوث والانماء مكلفين من رئيسته البروفسورة هيام إسحاق الموجودة في مهمة خارج لبنان ، وذلك لتسليم دولة الرئيس نسخة من الاطار الوطني لمناهج التعليم العام قبل الجامعي الذي تم إعداده في المركز التربوي للبحوث والإنماء بالشراكة مع جميع المعنيين في التربية، من جميع العائلات المكونة للمجتمع اللبناني وعن المؤسسات التربوية، وذلك في اطار جولة على الرؤساء بدأناها السبت في بعبدا واليوم مع دولة الرئيس بري وبعد عودة دولة رئيس مجلس الوزراء من الخارج للاغتناء بملاحظاتهم حول الاطار الذي نعتبره بمثابة دستور المناهج التربوية بعد إقراره في الهيئة الوطنية العليا للمناهج المدعوة للإجتماع غداة عيد الاستقلال . وختم :" إن المرحلة المقبلة ستكون مخصصة لوضع المناهج المتآلفة مع الاطار وذلك على مستوى المواد الدراسية ، ومن بعدها يبدأ تأليف الكتب المدرسية الجديدة وإعتمادها . نشكر دولة الرئيس على إتاحة هذه الفرصة وعلى التوجيهات التي تزودنا بها لإيصال المشروع الى مراميه التربوية" . كما استقبل الرئيس بري نائب رئيس حكومة تصريف الأعمال الدكتور سعادة الشامي حيث جرى عرض للأوضاع العامة وآخر المستجدات السياسية ومسار الحوار مع صندوق النقد الدولي .

 

لقاء سيدة الجبل دعا النواب إلى الاجتماع فوراً لانتخاب رئيس جديد للجمهورية بموجب المادة 74 من الدستور

وطنية/31 تشرين الأول/2022

عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الدوري إلكترونياً بمشاركة :  أنطوان قسيس، أحمد فتفت، أحمد عيّاش، إيلي قصيفي، إيلي كيرللس، إيلي الحاج، أيمن جزيني، أمين محمد بشير، إدمون رباط، أنطوان اندراوس، بهجت سلامة، بيار عقل، توفيق كسبار، جوزف كرم، خليل طوبيا، رالف جرمانوس، ربى كباره، رودريك نوفل، سامي شمعون، سناء الجاك، سعد كيوان، سوزي زيادة، طوني حبيب، طوني خواجا، طوبيا عطالله، عبد الرحمن بشيناتي، عطالله وهبة، غسان مغبغب، فارس سعيد، فادي أنطوان كرم، فيروز جوديه، فتحي اليافي، لينا تنّير، ماجد كرم، مأمون ملك، ميّاد حيدر، نورما رزق، نيللي قنديل، ونبيل يزبك .

وأصدر المجنمعون بيانا رأوا فيه ان" لبنان يقف  على أبواب فوضى دستورية سبق أن هدّد بها رئيس الجمهورية المنتهية ولايته والذي أقسم على الدستور وتعهد بالسهر على احترامه، فإذا به يغادر القصر الجمهوري كما دخله رئيساً لفريق سياسي يخوض معاركه على حساب الدستور وانتظام المؤسسات، وهو ما يضع البلاد بأكملها أمام المجهول". اضاف البيان:"  "أمام هذا الوضع الاستثنائي والخطير يدعو لقاء سيدة الجبل نواب الأمة إلى الاجتماع فوراً لأجل انتخاب رئيس جديد للجمهورية بموجب المادة 74 من الدستور التي تنص على أنه إذا خلت سدّة الرئاسة بسبب وفاة الرئيس أو إستقالته أو سبب آخر، فلأجل إنتخاب الخلف يجتمع المجلس فوراً بحكم القانون". وحمّل اللقاء" نوّاب الأمة دون سواهم المسؤولية الكاملة عن أي لحظة فراغ في سدّة الرئاسة ما داموا يتمنعّون عن انتخاب رئيس جديد فوراً.

وعليه فإن النوّاب، وبالأخص السياديون، ملزمون دستوريا ووطنيا واخلاقيا استخدام كلّ أدوات الضغط السياسي والإعلامي والشعبي لجعل انتخاب الرئيس أولوية الأولويات، فلا مهمة للمجلس النيابي الآن سوى انتخاب رئيس جديد، وأمّا توليه اي مهمة أخرى سواء قراءة الرسائل الرئاسية أو سواها فهو إخلال واضح من قبله بإلزامات الدستور". وتابع:" إمّا أن يقوم النواب بواجبهم الدستوري والوطني بملء الفراغ في سدة الرئاسة وإمّا فليحاكموا لأنهم أخلوا بوعودهم لناخبيهم، ولأنهم يساهمون بتكريس الحالة الاستثنائية التي يسعى حزب الله وحلفائه إلى تكريسها من خلال تعطيل انتخاب الرئيس، كما لو كانت القاعدة أو أمراً واقعاً لا مفرّ منه".

وجدّد اللقاء "رفضه فرض التوافق بالقوة تحت عنوان "الحوار خارج المؤسسات الدستورية" من أجل انتخاب رئيس للجمهورية، فالآليات الدستورية لانتخاب الرئيس واضحة ولا تحتمل أي تأويل أو تفسير. ولذلك فإن المجلس النيابي ملزم انتخاب رئيس فوراً عوض التلهي بحوارات لا طائل منها سوى التغطية على المخالفة الدستورية التي يرتكبها حزب الله وحلفائه بتعطيل انتخاب رئيس جديد وبالتالي تعريض سلامة لبنان ووحدة أراضيه للخطر". وشدد  اللقاء على "البنود ال11 التي تضمنها البيان الختامي لمؤتمر رفع الاحتلال الإيراني عن لبنان، فهي وحدها الكفيلة بالعودة بلبنان إلى مساره التاريخي والسيادي والديموقراطي، وأولى الخطوات انتخاب رئيس للجمهورية يحمل مشروعاً وطنياً يعزّز الوحدة الداخلية وعلاقات لبنان الخارجية لا مشروعاً إيرانياً يعزل لبنان عن الخارج ويكرّس غلبة حزب الله على الداخل".

 

"الجبهة المسيحية": لتطبيق النظام الفدرالي بأسرع وقت قبل فوات الاوان

وطنية/31 تشرين الأول/2022

أعلنت "الجبهة المسيحية" في لبنان أن "الدعوات التي يوجهها رئيس مجلس النواب نبيه بري لعقد جلسة حوار والإتفاق على إسم مشترك لإنتخابه رئيسا للجمهورية هي بدعة وهرطقة دستورية تهدف للقضاء على ما تبقى من مفهوم العمل الديمقراطي البرلماني والشأن العام".

وأكدت الجبهة، في بيان، ان "هذه الدعوات هدفها الإستمرار في الفراغ على مستوى رئاسة الجمهورية إنتظارا لما ستؤول إليه المفاوضات الإيرانية الأميركية وبالحقيقة تهدف الى الإستيلاء وضرب ما تبقى للمسيحيين من مناصب وقدرة في لبنان". وقالت: "المطلوب من كل النواب وقف هذه المهزلة، ولاسيما النواب المسيحيين منهم، عبر إصرارهم على الإجتماع والتلاقي على إسم مرشح يعبر عن تطلعاتهم أولاً وتطلعات كافة اللبنانيين، سائلة لماذا علينا احترام إرادة الطائفة الشيعية في إختيار ممثلها في رئاسة مجلس النواب وهم لا يحترمون خياراتنا كذلك بالنسبة للطائفة السنية حيث لها الدور الأساس في تسمية رئيس الحكومة".

واعربت الجبهة عن تخوفها من "افتعال فوضى امنية توصل البلاد الى تسوية استمراراً للحالة الشاذة".

وعن عهد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، قالت: "ست سنوات كانت قاسية، موجعة، مليئة بالإخفاقات والانهيارات الإقتصادية والأمنية والسياسية الداخلية والخارجية، ست سنوات أثقلت لبنان وشعبه فقراً وجوعاً وتراجعاً لعصور الظلمة على كافة الصعد، ست سنوات وما زالت الطبقة المتحكمة تعاند، تكابر، تتذاكى، تتقاذف عنها مسؤولية الفشل والانهيار التام وتضعه على الشعب، ست سنوات لم يتمناها أو ينتظرها شعب لبنان العظيم ، ست سنوات ظالمة حالكة مدمرة على بلاد الأرز، والحاكم بقوة إيران يسأل من المسؤول؟".

أضافت: "المسؤول هو نظام مركزي فاشل معطّل لمؤسسات الدولة ومصالح الشعب تتمسك به الطبقة المسيطرة الحاكمة بحجة تمتين العيش المشترك ولكن الحقيقة هي خدمةً وتمكيناً لمصالح الديكتاتورية البعثية والإرهاب الإيراني، من هنا نجدد مطالبتنا اللبنانيين السياديين الأحرار كافة المتمسكين بعيش مشترك حقيقي المطالبة بتطبيق النظام الفدرالي وبأسرع وقت قبل فوات الاوان".

 

  /New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 31 تشرين الأول – 01 تشرين الثاني/2022

رابط الموقع                                                                      

http://eliasbejjaninews.com

لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

Click On The above Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

 

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 31 تشرين الأول/2022/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/113074/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1584/

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For October 31/2022

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/113076/lccc-lebanese-global-english-news-bulletin-for-october-31-2022-compiled-prepared-by-elias-bejjani/