المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 23 أيار/2022

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2021/arabic.may23.22.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أَرْسَلَتِ الأُخْتَانِ مريم ومرتل إِلى يَسُوعَ تَقُولان: «يَا رَبُّ، إِنَّ  لَعَازَرُ الَّذي تُحِبُّهُ مَريض

مَنْ يَمْشِي في النَّهَارِ فَلَنْ يَعْثُر، لأَنَّهُ يَرى نُورَ هذَا العَالَم. أَمَّا الَّذي يَمْشِي في اللَّيْل فَيَعْثُر، لأَنَّ النُّورَ لَيْسَ فِيه!

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/سرطان لبنان هو احتلال حزب الله ولا مجال لأي تغيير قبل استئصاله

الياس بجاني/ما دام تركيز جعجع على الكرسي الرئاسي لن يتغير أي شيء في ممارساته وصفقاته ورزم أوهامه الرئاسية

 

عناوين الأخبار اللبنانية

قصة حيـاة القديسة “ريتا دي كاشيـا” شفيعة الأمور المستحيلة

عيد القديسة ريتا المجاهدة والساطعة/الأب نجيب بعقليني

حلقة خارجة عن المألوف من "بدنا الحقيقة" مع المخرج والمنتج يوسف الخوري..

راحت السكرة وجاءت الفكرة، ذاهبون إلى مجاعة عاجلا" أم آجلا" لن يستطيع أحد إيقافها/مروان هندي

وزارة الصحة: 72 إصابة جديدة و حالة وفاة واحدة

لبنان: الأكثرية تبحث تشكيل جبهة معارضة لمواجهة مشروع “حزب الله”

"الثنائي الشيعي" مرتاب من اتساع نفوذ "الحراك المدني"

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 22 أيار 2022

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

فؤاد ابوناضر: “لبنان نضالي قضيتي”!

الحزب” يبني مصنع كبتاغون في سوريا

بعد النشرة الحمراء… هل لبنان ملزم بتسليم كارلوس غصن؟

بعدما فقدوا الأمل… لبنانيون يشترون جوازات أجنبية

الحزب يخسر الجنوب: 92% من غير الشيعة ضدّه

لماذا خسر حلفاء سوريا في لبنان؟

التاكسي الشيعي... لـ8 نواب عونيين

سجالٌ بين ميقاتي و”الطاقة”.. والسبب الكهرباء!

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

 قتلى وانقطاع الكهرباء عن 900 ألف منزل جراء عواصف في كندا04

إيران تفكك شبكة إسرائيلية… ومقتل قيادي في “الحرس

اغتيال قيادي من «فيلق القدس» في طهران ,«الحرس الثوري» اتهم «قوى الاستكبار»

عُمان وإيران تتطلعان لتوقيع مذكرات تفاهم اقتصادية وتجارية

بعد تأكيد قطري... طهران تتراجع عن استعدادها لحل وسط في «النووي»

الرئيس الإيراني يلتقي سلطان عمان في مسقط غداً

زوجة مواطن سويدي مهدد بالإعدام في إيران تناشد الاتحاد الأوروبي

الحكومة الإيرانية تتمسك بالتعديلات الاقتصادية وتحذيرات من تعمق الأزمة

قلق روسي من تحوّل القطب الشمالي إلى ساحة حرب دولية

قتال عنيف حول سيفيرودونيتسك... وموسكو تمدّد حظر دخول ألف مواطن أميركي وكندي

روسيا مستعدة لاستئناف المفاوضات مع كييف

أميركا وفرنسا تبحثان دعم مساعي فنلندا والسويد الانضمام إلى الناتو

أوكرانيا تمدد العمل بالأحكام العرفية والتعبئة العامة ثلاثة أشهر

وزير التضامن الفرنسي الجديد ينفي اتهامات باغتصاب امرأتين

تقرير: 50 خبيراً بالبراميل المتفجرة انتقلوا من سوريا لموسكو لدعم بوتين في الحرب

بريطانيا ترصد «يومياً» إصابات جديدة بجدري القرود

فرنسا: انضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي قد يستغرق 20 عاماً

النمسا تسجل أول حالة يُشتبه بإصابتها بجدري القرود

في ماريوبول... حياة الناجين مدمَّرة

روسيا تكثف هجومها شرق أوكرانيا... وكييف تستبعد وقف إطلاق النار

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الأمل الآتي من الشارع…دعونا نسلم الحكم في لبنان للنساء/الكولونيل شر بل بركات

إذا كان نصر الله...صادقاً!/فارس خشان/النهار العربي

 عن المزاج والضجر في انتخابات لبنان الأخيرة/حازم صاغية/الشرق الأوسط

مطاوعو” الإعلام اللبناني!/ وفاء أبو شقر/موقع 180/

صندوق الاقتراع انتقم لـ«ثورة 17 تشرين» وبرلمان لبنان تحكمه قواعد جديدة مفتوحة على المجهول/رلى موفّق/القدس العربي

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الراعي عن توقيف الناشط خوري: لو يقوم القضاء بواجباته بشأن تفجير 4 آب ومن نهبوا المال العام وأفلسوا الدولة وزجونا بالعتمة

عوده للنواب الجدد: لا تسكروا بالسلطة بل كونوا صوت من انتخبكم ويعلق عليكم الآمال

رعد: ما زلنا قوة نيابية وازنة تستطيع الحضور والتصرف بما يحفظ مصلحة شعبنا

جعجع دعا في مهرجان من جزين المعارضين إلى التنسيق: لن نختار بري وانتخابات المجلس الخطوة الأولى للخروج من حال التخبط

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

أَرْسَلَتِ الأُخْتَانِ مريم ومرتل إِلى يَسُوعَ تَقُولان: «يَا رَبُّ، إِنَّ  لَعَازَرُ الَّذي تُحِبُّهُ مَريض

مَنْ يَمْشِي في النَّهَارِ فَلَنْ يَعْثُر، لأَنَّهُ يَرى نُورَ هذَا العَالَم. أَمَّا الَّذي يَمْشِي في اللَّيْل فَيَعْثُر، لأَنَّ النُّورَ لَيْسَ فِيه!

إنجيل القدّيس يوحنّا11/من01حتى16/:”كَانَ رَجُلٌ مَرِيضًا، وهُوَ لَعَازَر، مِنْ بَيْتَ عَنْيَا، مِنْ قَرْيَةِ مَرْيَمَ وأُخْتِهَا مَرْتَا. ومَرْيَمُ هذِه، الَّتِي كَانَ أَخُوهَا لَعَازَرُ مَرِيضًا، هِيَ الَّتِي دَهَنَتِ الرَّبَّ بِٱلطِّيب، ونَشَّفَتْ قَدَمَيْهِ بِشَعْرِهَا. فَأَرْسَلَتِ الأُخْتَانِ إِلى يَسُوعَ تَقُولان: «يَا رَبُّ، إِنَّ الَّذي تُحِبُّهُ مَريض!». فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ قَال: «هذَا المَرَضُ لَيْسَ لِلْمَوت، بَلْ لِمَجْدِ الله، لِيُمَجَّدَ بِهِ ٱبْنُ الله». وَكَانَ يَسُوعُ يُحِبُّ مَرْتَا وأُخْتَهَا مَرْيَمَ ولَعَازَر. فَلَمَّا سَمِعَ أَنَّهُ مَريض، بَقِيَ حَيْثُ كَانَ يَوْمَينِ آخَرَيْن. وبَعْدَ ذلِكَ قَالَ لِتَلامِيذِهِ: «هَيَّا نَرْجِعُ إِلى اليَهُودِيَّة». قَالَ لَهُ التَّلامِيذ: «رَابِّي، أَلآنَ كَانَ اليَهُودُ يَطْلُبُونَ أَنْ يَرْجُمُوك، وتَرْجِعُ إِلى هُنَاك؟!». أَجَابَ يَسُوع: «أَلَيْسَتْ سَاعَاتُ النَّهَارِ ٱثْنَتَي عَشْرَةَ سَاعَة؟ مَنْ يَمْشِي في النَّهَارِ فَلَنْ يَعْثُر، لأَنَّهُ يَرى نُورَ هذَا العَالَم. أَمَّا الَّذي يَمْشِي في اللَّيْل فَيَعْثُر، لأَنَّ النُّورَ لَيْسَ فِيه!». تَكَلَّمَ بِهذَا، ثُمَّ قَالَ لَهُم: «لَعَازَرُ صَديقُنَا رَاقِد؛ لكِنِّي ذَاهِبٌ لأُوقِظَهُ». فَقَالَ لَهُ التَّلامِيذ: «يَا رَبّ، إِنْ كَانَ رَاقِدًا، فَسَوْفَ يَخْلُص». وكَانَ يَسُوعُ قَدْ تَحَدَّثَ عَنْ مَوْتِ لَعَازَر، أَمَّا هُمْ فَظَنُّوا أَنَّهُ يَتَحَدَّثُ عَنْ رُقَادِ النَّوم. حِينَئِذٍ قَالَ لَهُم يَسُوعُ صَرَاحَةً: «لَعَازَرُ مَات! وأَنَا أَفْرَحُ مِنْ أَجْلِكُم بِأَنِّي مَا كُنْتُ هُنَاك، لِكَي تُؤْمِنُوا. هَيَّا نَذْهَبُ إِلَيْه!». فَقَالَ تُومَا المُلَقَّبُ بِٱلتَّوْأَمِ لِلتَّلامِيذِ رِفَاقِهِ: «هَيَّا بِنَا نَحْنُ أَيْضًا لِنَمُوتَ مَعَهُ!».

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

سرطان لبنان هو احتلال حزب الله ولا مجال لأي تغيير قبل استئصاله

الياس بجاني/21 أيار/2022

من الآخر: كل نائب لا تكون أولويته احتلال إيران وإرهاب حزب الله وتنفيذ القرارات الدولية..ما إلو عازي وذمي وذليل ومن مرتزقة نصرالله

 

ما دام تركيز جعجع على الكرسي الرئاسي لن يتغير أي شيء في ممارساته وصفقاته ورزم أوهامه الرئاسية

الياس بجاني/21 أيار/2022

http://eliasbejjaninews.com/archives/108790/108790/

نعم ، وبصوت عال، وعن قناعة تامة، نقول: بأنه ما دام تركيز سمير جعجع وربعه وزلمه وأبواقه والصنوج على  وهم الكرسي الرئاسي، فعلى الأكيد، الأكيد، شي مليون مرة، لن يتغير أي شيء في ممارساته وأوهامه وشروده السيادي ودكتاتوريته، وعملياً الرجل جُرّب وفشل مش مرة، بل مرات ومرات، وكان دائماً ملك الصفقات، وسبِّاق في إلغاء وتخوين كل من يعارضه، ومُجل في الدكتاتورية داخل شركة حزبه.

من هنا، فإن من يُجرّب المُجرب يكون عقله مخرب.

جعجع  المتوهم بانتصاره في الانتخابات، لا يزال يتملق حزب الله ويسترضيه، ويداهن بري، ويدعي نفاقاً ودن خجل أو وجل، أو احترام لدماء الشهداء بأن حزب الله، الفيلق العسكري والإرهابي والإيراني قد حرر الجنوب، وأول أمس نائبه الجديد غياث يزبك في مقابلته مع “ال أم تي في” كرر نفس الكذبة. مما يعني أن هذا الجعجع لا يزال غارقاً في أجندته الإسترضائية والذمية الهادفة إلى وصوله إلى بعبدا وبأي ثمن.

وهنا وفي نفس السياق تتكاثر الأصوات النشاز التي ترشحه للرئاسة، ومنها للأسف اللواء أشرف ريفي.

في الخلاصة، حتى لا نعيش الكوابيس والأوهام، ونستنسخ الفشل، وتكبير الخس بالرؤوس، لنتذكر أن نواب جعجع لما كانوا 8 انتخبوا عون، وعملوا اتفاق معراب التحاصصي، وقانون انتخاب عدوان الهرطقي، ورفعوا رايات الواقعية، وساكنوا السلاح والاحتلال وخونوا كل من عارضهم.

ولما صاروا 15 ضلوا بلا فاعلية، ومتل قلتن، وبلن الحكيم وشرب ميتن.

واليوم من بعد ما صاروا 19، التجارب، والمنطق، وتركيبة وثقافة الجعجع، بيقولوا ما في شي راح يتغير غير النفخ بحلم وكابوس وأوهام الرئاسة..

يبقى أن الفروقات الوحيدة واليتيمة بين الصهر الباسيلي الملالوي والإسخريوتي حتى العظم، وبين الجعجع الباطني والمتذاكي، هي فقط في الشكل الخارجي، وفي الأسماء، أما الدواخل والثقافة والجوع السلطوي والدكتاتورية والنزعة الإلغائية فواحدة، وليس فقط واحدة، بل مستنسخة عن بعضها البعض.

للمتوهمون بالإنتصارات النيابية، وتعليقاً على حروب الأرقام والقوة والحواصل الإعلامية الصبيانية والشوارعية، بين جعجع وباسيل وزلمهما والزقيفي، وذلك على خلفية “بيي أقوى من بيك”…. بحزن نقول، بأن كل هذا السجال الدركي، وكل هذا الزهو والفرح والتباهي الوهمي، هو عملياً لحس هؤلاء جميعاً  للمبرد وتلذذهم بملوحة دمائهم.

وكاسك يا وطن مبتلي بقيادات غير شكل وتعتير.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

أطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

قصة حيـاة القديسة “ريتا دي كاشيـا” شفيعة الأمور المستحيلة

http://eliasbejjaninews.com/archives/108827/%d9%82%d8%b5%d8%a9-%d8%ad%d9%8a%d9%80%d8%a7%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%af%d9%8a%d8%b3%d8%a9-%d8%b1%d9%8a%d8%aa%d8%a7-%d8%af%d9%8a-%d9%83%d8%a7%d8%b4%d9%8a%d9%80%d8%a7-%d8%b4%d9%81/

تحتفل الكنيسة الكاثوليكية اليوم اليوم 22 مايو بعيد القديسة ريتا، حيث تقام العديد من القداسات الإلهية على مستوى الكنيسة الكاثوليكية الجامعة.

يذكر أن البابا أوربانوس الثامن 1826 منحها لقب طوباوية وفي عام 1900 منحها قداسة البابا لآوين الثالث عشر لقب قديسة.

 

عيد القديسة ريتا المجاهدة والساطعة

الأب نجيب بعقليني/22 أيار/2022

تقدست ريتا لانها عرفت كيف تحمّلت العذاب والآلام والجروحات بسبب زوجها وولداها. نعم أحبت كثيراً...من خلال الصبر، والتضحية والسلام. نعم إنّها القديسة ....الساطعة في فضاء القداسة، اي في مصاف الأبرار والصديقين. القداسة هي مشروعنا مع الله. كلّ الامان والرجاء ... كلّ القوة...

كلّ عيد ...لنجاهد معًا كي نستعيد إنسانية الانسان. " نعم! عند الله كل شيء مستطاع، واليوم تدعونا ريتا إلى الغوص بالنعمة الإلهية التي تفرغ القلب من أي حب لأباطيل العالم وتلهبه بحب الكنز السماوي. وعندها: يزهر يباس عودنا أزهار قداسة تتغنى بها الأجيال. لنعلن للعالم، بثقة وطاعة ريتا: أن مجد الرب يتجلى في التواضع والثقة به، وهو على كل شيء قدير! فلتكن صلواتها وشفاعتها معنا دائمًا".

 

حلقة خارجة عن المألوف من "بدنا الحقيقة" مع المخرج والمنتج يوسف الخوري..

يكشف "قصته" مع المحامي العام التمييزي القاضي غسان الخوري الذي احتجز حريته، ويتّهم "حزب الله" باحتلال لبنان، ويتحدّث عن صراع إيراني ـ سوري على الأرض اللبنانية الإثنين ا9:30 مساءً عبر صفحة "صوت بيروت انترناشونال" و "Beirut City" على فيسبوك

#بدنا_الحقيقة #صوت_بيروت_انترناشونال #برامج #بيروت #لبنان #lebanon #beirut #SBI #programs

@walidabboudofficial

https://www.instagram.com/p/Cd1Oxa5F5xg/?fbclid=IwAR0S7rNYtDBOhA245NhIKjaHyJGp7miZAsm_rq47FyJelNY7D_fVEvIQjKU

 

راحت السكرة وجاءت الفكرة، ذاهبون إلى مجاعة عاجلا" أم آجلا" لن يستطيع أحد إيقافها.

مروان هندي/22 أيار/2022

أخطأت القوى السيادية والتغييرية بالدخول في المعركة الإنتخابية في ظل الإحتلال الإيراني. وإعتقادها أنّها تستطيع التغيير وإسترجاع القرار الإستراتيجي والأمني والعسكري من داخل المؤسسات الدستورية بوجود جيش إيراني على الأراضي اللبنانية. علاوة على ذلك، ستنخرط القوى التغييرية والسيادية في مهاترات وتنتيعات ودهاليز لعبة السلطة والتعيينات والمشاريع والقوانين التي لن تؤدي إلى أي نتيجة. إذ سيختلط الحابل بالنابل، وتنحرف الأنظار عن القضية الأم ألا وهي تحرير لبنان. في حين أنّ المطلوب تشكيل جبهة سيادية وتغييرية شبيهة  لقرنة شهوان في زمن الإحتلال السوري، حيث لم تعتمد على المسالك الدستورية وطرحت القضايا السياسية الكبرى من دون الإنجرار لجزئيات الحياة السياسية اللبنانية التقليدية. أخطأت القوى السيادية والتغييرية بالدخول في المعركة الإنتخابية في ظل الإحتلال الإيراني. وإعتقادها أنّها تستطيع التغيير وإسترجاع القرار الإستراتيجي والأمني والعسكري من داخل المؤسسات الدستورية بوجود جيش إيراني على الأراضي اللبنانية. علاوة على ذلك، ستنخرط القوى التغييرية والسيادية في مهاترات وتنتيعات ودهاليز لعبة السلطة والتعيينات والمشاريع والقوانين التي لن تؤدي إلى أي نتيجة. إذ سيختلط الحابل بالنابل، وتنحرف الأنظار عن القضية الأم ألا وهي تحرير لبنان. في حين أنّ المطلوب تشكيل جبهة سيادية وتغييرية شبيهة  لقرنة شهوان في زمن الإحتلال السوري، حيث لم تعتمد على المسالك الدستورية وطرحت القضايا السياسية الكبرى من دون الإنجرار لجزئيات الحياة السياسية اللبنانية التقليدية.

 

وزارة الصحة: 72 إصابة جديدة و حالة وفاة واحدة

وطنية/22 أيار/2022

أعلنت  وزارة الصحة  العامة قي تقريرها اليومي تسجيل"72 إصابة جديدة بفيروس كورونا رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة إلى 1098576، كما تم تسجيل حالة وفاة  واحدة".

 

لبنان: الأكثرية تبحث تشكيل جبهة معارضة لمواجهة مشروع “حزب الله”

"الثنائي الشيعي" مرتاب من اتساع نفوذ "الحراك المدني"

بيروت ـ “خاص – السياسة” /22 أيار/2022

مع تخطي سعر صرف الدولار الأميركي الـ 32 ألفاً في السوق السوداء، وتحذير نقيب الأطباء في لبنان من أن الناس ستموت في بيوتها، بسبب تردي الأوضاع الصحية وتراجع أداء المستشفيات، نتيجة الأزمة الراهنة، بدا أن الأمور ذاهبة إلى مزيد من التعقيد على مختلف المستويات الاجتماعية والحياتية، في ظل تنديد واسع بـ “خطة التعافي” الاقتصادية التي أقرتها الحكومة في آخر جلسة لها، قبل أن تتحول إلى تصريف الأعمال . إلى ذلك، علمت “السياسة” من مصادر الأكثرية النيابية، أن اجتماعات تجري بين أقطابها، سعياً من أجل تشكيل جبهة معارضة واسعة، تقف في مواجهة مشروع “حزب الله” وحلفائه في ما يسمى “المحور السوري الإيراني”. الأمر الذي بات يفرض قيام معارضة على مساحة الوطن بأكمله، من أجل التصدي لمشروع “حزب الله” الذي يتناقض مع مصلحة لبنان العربية والدولية. وكشفت المعلومات، أن هناك حركة اتصالات بين المكونات النيابية، السيادية والتغييرية، من أجل البدء بإنشاء هذه الجبهة التي ستضم في صفوفها أوسع شريحة نيابية ممكنة، من المؤمنين بلبنان، سيد، عربي ومستقل . وأشارت المعلومات، أن أمر الجبهة النيابية المعارضة، جرى بحثه في اللقاء الأخير الذي جمع رئيس حزب “القوات اللبنانية” بالنائب المنتخب اللواء أشرف الريفي في معراب، قبل أيام قليلة، في حين يتوقع أن تتسع حركة المشاورات هذا الأسبوع. وفي الخصوص، رأى البطريرك بشارة الراعي، أن “قيمةَ القِوى الفائزةِ بالأكثريّةِ ليست بعددِ نوّابِها، بل بقُدرتِها على تشكيلِ كُتلٍ نيابيّةٍ متجانِسةٍ ومتَّحدةٍ ومتعدّدةِ الطوائف حولَ مبادئ السيادةِ والاستقلال والِحياد واللامركزيّة”.

وكشفت مصادر نيابية بارزة، أنه “يجري العمل على تكتل اكبر وجبهة تجمع الأقطاب تحت عناوين واضحة، يكون فيها انسجام بالمواقف لترجمة الأمانة التي منحنا إياها الشعب اللبناني لاحلال التوازن في المجلس، وعلى اساسها يتم اتخاذ المواقف في الأمور المصيرية”. في حين، لا يزال يعيش “حزب الله” تداعيات الهزيمة التي لحقت به وبقوى الثامن من آذار في الانتخابات النيابية الأخيرة، سيما بعدما دلت النتائج على انخفاض أعداد الذين اقترعوا له داخل بيئته، عدا عن الخرقين اللافتين في دائرتي مرجعيون وحاصبيا، الأمر الذي حمل نائبي “المجتمع المدني” الياس جرادة وفراس حمدان على خرق لائحة “الثنائي الشيعي” في هذه المنطقة، على حساب رئيس “الحزب القومي السوري” أسعد حردان و”فتى المصارف” مروان خير الدين .وتشير المعلومات، إلى أنه ثبت لدى “الثنائي الشيعي”، من خلال الوقائع والأرقام، أن الجو الشيعي تغير، وأن المزاج الشعبي لم يعد كما كان في السنوات الأخيرة، بعد التقصير الفاضح في معالجة أمور الناس والاستجابة لمتطلباتها، في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها اللبنانيون. واستناداً إلى معلومات “السياسة”، فإن دعوات داخل الفريقين الشيعيين، إلى ضرورة إجراء مراجعة نقدية للمسار السياسي بكل جوانبه، تفادياً لهزائم جديدة، لأن الناس ضاقت ذرعاً بكل السياسات العشوائية في السنوات الماضية. وتشير المعلومات، إلى أن هناك أجواء قلق في بيئة “حزب الله” من تصاعد حضور قوى المجتمع المدني التي استطاعت أن تفرض رأيها، وتحقق إنجازات لافتة في الانتخابات النيابية الأخيرة. وهذا ما يثير مخاوف من أن يقوم مناصرو “الثنائي” بالتضييق على الحراك المدني، لمنعه من توسيع نشاطه السياسي، خشية استمالته المزيد من الاهتمام الشعبي في المناطق الشيعية تحديداً. وكشفت معلومات، أن “حزب الله”، يريد التعويض عن الخاسرين في الانتخابات، من خلال تحقيق بعض المكاسب السياسية لهم في المرحلة المقبلة، وهو أمر متوقع، قياساً إلى تجارب الحزب السابقة. وقد اعتبر مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو، أن “الشعب أثبت أنه لا يبيع شرفه ووطنه، ولا تغريه الرشاوى بالمال الحرام، ولا يخاف فائض القوة، وها هي جميع الإغراءات التي بذلت من أجل الحصول على أكثرية مغشوشة تضع القرار في يد إيران، تسقط أمام إرادة الشعب”.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 22 أيار 2022

وطنية/22 أيار/2022

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

 مع بداية مجلس النواب الجديد ولايته اليوم مدة اربع سنوات أصبحت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي  مستقيلة بحكم الدستور  ودخلت في طور تصريف الاعمال بطلب من رئيس الجمهورية  ريثما تشكل حكومة جديدة  وسيكون الاستحقاق المباشر الأول  لمجلس النواب  هو انتخاب رئيس المجلس  ونائبه وهيئة المكتب وسط معركة لي ذراع حادة حول المرشح الوحيد لتولي الرئاسة الثانية أي الرئيس نبيه بري وفي خضم  رسم المعالم الأولية لتبديل اللعبة داخل المجلس وهو الأمر الذي يرجح انسحابه بقوة أيضا على استحقاقي تكليف رئيس جديد للحكومة وتأليف الحكومة الجديدة.

 اما الرئيس ميقاتي فهو سيدير المرحلة حكوميا انطلاقا من مفهوم" المصلحة الوطنية Raison d'Etat وسيتخذ كل الخطوات المناسبة في الوقت الذي يراه مناسبا ومن المتوقع بحسب المعطيات  أن يصدر رئيس الحكومة تعميما يدعو فيه الى التقيد باحكام المادة 64 من الدستور في معرض تصريف الاعمال بعد اعتبار الحكومة مستقيلة.

 وفي المواقف واصلت القوى السياسية قراءة نتائج الانتخايات والاوزان ونسج التفاهمات والتحالفات للمرحلة المقبلة  فيما واصل دولار السوق السوداء في الموازاة تحليقه الصارخ متجاوزا عتبة الاثنين وثلاثين الف ليرة وواصل اللبنانيون بدورهم  معيشيا سقوطهم الحر.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

 هو زمن التصريف بلا إنتاج، وسن السيوف لمعارك بعضها يستحق في خلال خمسة عشر يوما، وبعضها الاخر يتهدده الفراغ على جناحيه الحكومي والرئاسي.

 أربعة استحقاقات على كعب الانتخابات سوف تخضع توليفتها لتسويات، كل تبعا لموقعه، فرئاسة مجلس النواب هي الان تحت الفحص العيني لتعداد أصواتها التي ستأتي بنبيه بري السابع من حواضر البيت النيابي. أما نائب رئيس المجلس، فهو منصب موصول باستدراج العروض نحو تعزيز أصوات بري، وإذا كانت مهلة الأسبوعين النيابية ستنجز هذين الاستحقاقين، فإن تسمية رئيس للحكومة ولاحقا الخريف الرئاسي هما موعدان في مهب الريح، لاسيما بعد إخضاعهما بالأمس لشروط رئيس التيار الوطني جبران باسيل، مذكرا باقتراحه تعديلا بسيطا للدستور يمنح رئيس الجمهورية شهرا واحدا لإجراء الاستشارات الملزمة، ورئيس الحكومة مهلة شهر تأليف. وعبأ باسيل اقتراحه المتحور هذا، بمهل وتفاهمات وشروط على جنس الحكومة واختصاص وزرائها، واضعا مواصفات رئيسها، وبأن يأتي مدعوما بشرعية شعبية ومن كل اللبنانيين.

 وهذا الترسيم لحدود الرئاستين من السرايا إلى بعبدا مع التعديل الدستوري المقترح، قد يفتح على تمديد لرئيس الجمهورية الحالي الذي سبق وقطع وعدا بأنه سيغادر القصر في تشرين، ويترك لباسيل "تضخيم" حجره وتكبير صدره النيابي وتوسيع حوض حصائله على امتداد السهل والجبل، وتحديدا بإدعائه أن نوابه وصلوا "بأفضالهم" وأصواتهم التفضيلية، لكن كشفا واحدا قدمه رئيس حزب التوحيد وئام وهاب من هذه الشاشة أحصى فيه انتخاب ثمانية نواب للتيار بأصوات حلفاء من طوائف أخرى.

والحليف بالحليف يذكر إذ تفجرت اليوم بحصة المير طلال إرسلان، معلنا أنه سيعيد حساباته في التعاطي مع الجميع، حلفاء وخصوم، وقال: لن نسكت عن ظلم أو تقصير أو دجل بعد اليوم، ولن نراعي أحدا.

وغبار دارة خلدة لم ترحم حزبا ولا تيارا، على توقيت كانت فيه حركة أمل تخوض معركة الغبراء مع العونيين، من جبران باسيل إلى الحرب الشرسة بين خليلين أخضر وبرتقالي لم يقصر علي حسن خليل بسيزار أبي خليل والعكس صحيح فكلاهما أبلى بلاء حسنا وصدق قوله في حق بعضه.

 وردا على موقف كتلة التيار في جلسة انتخاب رئيس مجلس النواب قال النائب الان عون للجديد أن لا مقايضة في هذا الصدد وإن الكتلة ليست جزءا من أي أكثرية، رافضا الحديث عن إعادة إنتاج اصطفافات سياسية.

 وإلى حين نضوج التسويات واختراع صيغة للمساكنة السياسية فإن الزواج المدني يعود إلى السجال من بوابات دور رجال الدين، وارتفاع الأسعار يضرب كل شيء حي، والمستشفيات تتجه إلى الإضراب العام مع الأطباء، والدولار يحلق فوق رؤوس الجميع، رافضا الركون إلى يوم عطلة. وفي تصريف الأعمال فإن وزير الأشغال علي حميه يعمل كحكومة كاملة الصلاحيات وينفذ "الشغل" من المرفأ غدا مع شركة سويسرية، أما "الأشطر" من الجميع فهو العدو الإسرائيلي الذي "يعمق" حاصله في كاريش ويوزع منها بعد ثمانية عشر شهرا على أوروبا فيما المسؤولون اللبنانيون ينيمون المرسوم في الأدراج كي لا نصبح على خير. 

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

 حتى إشعار آخر، الغموض يلف رئاسة مجلس النواب: الرئيس بري رشحته كتلته، وبالتأكيد يحظى بتأييد وأصوات حزب الله، ولكن ماذا عن الآخرين؟ وهل يقبل سيد عين التينة وساحة النجمة أن يكون رئيسا لمجلس النواب بأصوات الثنائي وبأصوات الكتل الصغيرة وبعض النواب الذين لم يفوزوا إلا وحدهم على لوائحهم؟

المشكلة أن كتلة الرئيس بري لا ترشح إلا رئيسها، وقد عبر عن ذلك أحد أعضائها حين قال: "إذا لم يكن الرئيس بري رئيسا، فنحن لسنا نوابا... وقضية ترشيح أحد نواب حزب الله ليست مطروحة... وطالما ليس هناك شيعي بين الـ 128 نائبا خارج الثنائي، فمن أن يؤتى بمرشح شيعي؟".

 الإعتراض على عودة الرئيس بري إلى رئاسة مجلس النواب، للمرة السابعة على التوالي، دونها صعوبات لجهة تأمين حاصل الأصوات في صندوقة الإقتراع، لكنه في نهاية المطاف سيؤمن الحاصل، والمعترضون سيسجلون موقفا، لكن هذا الموقف لن يكون حائلا دون انتخاب بري، فيما ملامح التسوية المتوقعة سيكشفها اسم نائب الرئيس واعضاء هيئة المكتب ورؤساء اللجان.

استحقاق الحكومة الجديدة ما زال بين من طرحه بالتوازي مع رئاسة المجلس وبين من يعتبر أنه يأتي لاحقا، فإذا كان من داخل مجلس النواب، فمن يكون؟ وإذا كان من خارج المجلس، فهل يعود الرئيس نجيب ميقاتي؟

وبين استحقاق رئاسة المجلس ورئاسة الحكومة، يبدو أن هناك وقتا ضائعا أو تضييع وقت فيما الأزمات المتمادية والمتلاحقة، لا تحتمل أي انتظار خصوصا أن المرحلة هي مرحلة كباش بين رفع الدعم وبين شح الدولار، وهذا الكباش ستكون فيه الهزيمة للمواطن، فهل يكون التغيير الجزئي الذي حصل في صناديق الاقتراع الزخم المطلوب؟ ام يخف تدريجا؟ في ظل بدء الحملات على نواب التغيير من باب الإيحاء بالحرص عليهم.

اقليميا، تطور أمني في إيران، فقد اغتيل ضابط برتبة عقيد في الحرس الثوري الإيراني بإطلاق نار عليه قرب منزله في شرق طهران، وفق ما أفادت مصادر رسمية إيرانية.

وأوردت وكالة الأنباء الرسمية "إرنا" أن "صياد خدائي، أحد المدافعين عن الحرم، اغتيل بإطلاق نار من قبل شخصين على دراجة نارية في شارع مجاهدين إسلام في طهران".

ويستخدم الاعلام الإيراني عبارة "مدافع حرم" للإشارة الى أفراد الحرس الذين أدوا مهاما في نزاعي سوريا والعراق، حيث تؤكد طهران تواجد عناصر من قواتها المسلحة بدور استشاري.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

  المعركة انتهت، لكن غبارها لا يزال يملأ الأجواء، حاجبا رؤية البعض عن الحقائق الدامغة الآتية:

 أولا: فشل حرب الإلغاء الجديدة، التي كانت تهدف إلى تحميل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والتيار الوطني الحر من دون سواهما، المسؤولية الكاملة عن كل الانهيار، بدليل استحواذ التيار وحلفائه على الكتلة النيابية الأكبر، وهذا واقع يدركه خصوم التيار قبل سواهم، وليس أمامهم إلا أن يتعاملوا معه بواقعية في الحد الأدنى، وبإيجابية للتعاون بما يحقق مصلحة لبنان في الحد الأقصى، وهذا هو المرتجى والأمل.

 ثانيا: نشوء توازنات جديدة من نوعها في المجلس النيابي، لكنها لا تزال في طور البلورة، بفعل الوجوه الجديدة التي دخلت، وتلك القديمة التي أقصيت. وفي انتظار تأكيد المؤكد، الثابت حتى الآن ألا أكثرية نيابية ثابتة، بل "على القطعة"، علما أن الامتحان الأول لجميع الفائزين القدامى والجدد بات قريبا، من خلال انتخابات رئاسة ونيابة رئاسة مجلس النواب، ثم التكليف والتأليف.

ثالثا: خروج غالبية القوى السياسية، الفائزة والخاسرة أو الثابتة في مواقعها، من أجواء الشحن الانتخابي، باستثناء حزب القوات، إذ يواصل رئيسه سمير جعجع يوميا تحريض اللبنانيين والمسيحيين ضد بعضهم البعض. وآخر الأمثلة اليوم خلال إطلالة في جزين، ولو عبر شاشة، حيث كرر رئيس القوات كلامه غير اللائق في حق من يمثل شريحة كبرى من اللبنانيين والمسيحيين، والشريحة الأكبر من الجزينيين كما تقول الأرقام، فيما المطلوب تقبل الخسارة أينما كان بروح رياضية، تماما كما حدث في بشري، ومد اليد للتعاون مع أبناء المجتمع الواحد على مساحة لبنان.

 رابعا: بعد هدوء النفوس وعودة الأمور إلى طبيعتها، تبين للبنانيين أن كل الوعود التي أغدقت عليهم قبل الانتخابات تبخرت: من "انتخبونا حتى ينزل الدولار"، مرورا بـ "نحنا فينا نضوي البلد" وسواهما من الشعارات الطنانة والرنانة التي ملأت طرقات لبنان بتكاليف تفوق الخيال، وصار المطلوب اليوم أن تعالج المواضيع لا بالخفة، بل بالعمق، ولا بالطبل والزمر، بل بالمنطق والعلم.

خامسا وأخيرا: لم تكد تنتهي الانتخابات، حتى انطلقت موجة جديدة من الشائعات والأكاذيب، لعل أبرزها ما يرتبط بملف الكهرباء، الذي لا يمل البعض من استغلاله في السياسة، حتى ولو كان رئيس حكومة، وكأن ما تسبب به جميع هؤلاء من تأخير في تطبيق الخطة الموضوعة بموافقة الجميع منذ عام 2010 لا يكفي… فتراهم اليوم يتسلون بكذبة جديدة، يعلمون هم قبل غيرهم أنها كذبة، وهي ستكون بلا أدنى شك محور توضيح من الوزارة المعنية في الأيام المقبلة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

 في وقت لا يزال السجال الداخلي حول من حصد الاكثرية في مجلس النواب، كان الدولار يرفع الاكثرية المعدمة في صفوف اللبنانيين الى أرقام غير مسبوقة على قانون: لبنان دائرة واحدة في الفقر.

 فبرغم أن المعطيات الاقتصادية لم تتغير، كانت غرفة التحكم السوداء تزيد معدل الاستثمار في أوجاع الناس، فرفعت مجددا سعر صرف الدولار، لتبدأ موجة تسونامي جديدة في أسعار السلع والخدمات.

 قفزات جنونية للعملة الخضراء مع تزاحم الاستحقاقات الداخلية، يفترض أن يكون الهم المعيشي للمواطن في صدارة قائمة الاولويات بعيدا عن المناكفات التي سئمها الجميع.

ومع انطلاق عمل المجلس النيابي الجديد ، رسم حزب الله الخطوط العريضة للتعاون مع الاخرين تحت قبة البرلمان، رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد يؤكد : نحن حريصون على التعاون الايجابي مع كل ما نراه مناسبا لتحقيق مصالح الناس والبلد، وأن الايام القادمة الصعبة تتطلب جهودا صادقة ومخلصة.

 ونحن على بعد ايام من الذكرى الثانية والعشرين للنصر الالهي في ايار حيث قطف أهل الجنوب ولبنان ثمار سنين طويلة من العمل المخلص والصادق المتوج بالتضحية والشهادة، أحيت فصائل المقاومة في قطاع غزة الذكرى الاولى لمعركة سيف القدس بالتأكيد أن السيف سيبقى مصلتا في وجه الاحتلال ، وقادة المقاومة يجمعون: لا نسمح مطلقا باستباحة المسجد الاقصى، وان اي تجاوزر للاحتلال سيواجه بحزم.

 وتأكيدا على الوحدة شارك مقاومون من غرفة العمليات المشتركة في الاحتفال المركزي والرسالة موحدة: ان وحدة الساحات القتالية أصبحت ضرورة، ويجب أن لا نسمح للاحتلال بالاستفراد بساحة دون غيرها.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

 حذار الانقلاب على نتائج الانتخابات ، وحذار الهيمنة على الاستحقاقات الاتية. انهما العنوانان العريضان لعظة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي اليوم. التحذيران موضوعيان لانهما يعبران عن الواقع. والدليل ما يحصل على صعيد انتخاب رئيس للمجلس النيابي. اذ عاد الحديث، وفي اليوم الاول لبدء ولاية البرلمان الجديد، عن صفقات تعقد ومحاصصات تركب، ليس لاختيار رئيس جديد  للمجلس فحسب، بل لاختيار كل التركيبة الحاكمة الاتية: بدءا برئيس المجلس، مرورا برئيس الحكومة وصولا الى رئيس الجمهورية. فهل هذا هو المطلوب بعد كل التضحيات التي قدمها اللبنانيون؟ وهل هذا هو التغيير الذي ناضلوا وصوتوا واقترعوا لاجله؟ حتما لا. فالسلطة الحاكمة لا تدري بوجع الناس. انها تعيش في قصورها ومقارها وسراياتها. انها لا تعرف ان كل شيء في لبنان مفقود اما بحكم عدم وجوده بالمطلق، واما بحكم الغلاء المستشري بحيث لا يتوافر عند الناس. ففي هذه الحال اليست جريمة ان يتحاصصوا في الرئاسات والوزرات؟ وان يـبـيـعوا ويشتروا المراكز والمناصب، فيما المواطن فقد القدرة على شراء اي شيء، وكفر بكل شيء، خصوصا بهم وبأدائهم السيء الفاسد؟

 في الاثناء، الفضائح  تتوالى فصولا. عنوان الفصل الاخير: الكهرباء، والمتهم الرئيس فيها وزير الطاقة ومن يقف وراءه، اي التيار الوطني الحر. وكما سيرد في تقرير ضمن النشرة، فان شركة سيمنس العالمية كانت عرضت على الحكومة اللبنانية ممثلة برئيسها وبوزير الطاقة ان تتولى هي تأمين الطاقة للبنان، في مدة لا تتجاوز الثمانية عشر شهرا، وبمعدل اربع وعشرين ساعة على اربع وعشرين، وذلك بتمويل ذاتي تؤمنه الشركة. وكان من المفترض بوزير الطاقة ان يعرض المشروع في الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء، اي قبل ان تصبح الحكومة في مرحلة تصريف الاعمال، اي في مرحلة اللاقرار. لكن امرا ما حصل في الساعات الاخيرة  جعل الوزير وليد  فياض يسحب المشروع من جدول اعمال مجلس الوزراء، ما اثار الاستغراب وحتى الغضب. وفي المعلومات ان فياض تعرض لضغط شديد من رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل لسببين: الاول لأن مشروع سيمنز لا يلحظ بتاتا انشاء معمل جديد للطاقة في سلعاتا، والثاني لأن باسيل لا يريد ولا يقبل ان تتوافر الكهرباء ولا يكون له الفضل الاول بذلك. فهل كتب علينا ان نبقى بلا كهرباء لأن باسيل يريد ذلك؟ وهل يحق لباسيل ان يتصرف وفق منطق: اما ان تتأمن الكهرباء بشروطي وبموافقتي، واما على الدنيا الظلام؟

 * مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

 اعتبارا من منتصف الليلة الماضية بدأت مرحلة تصريف الأعمال بالنسبة للحكومة وتفعيل الأعمال بالنسبة للمجلس النيابي الجديد. وعلى أمل تشكيل حكومة جديدة سريعا فإنه حتى ذلك الحين لا يجوز"أنو "تشيل" الحكومة المنصرفة "إيدها" من متابعة شؤون الناس في هذه الحقبة الصعبة. وبالقدر نفسه مطلوب المضي قدما في ترتيب البيت التشريعي بدءا بانتخاب رئيس لمجلس النواب ونائب للرئيس وهيئة مكتب. من هنا استبقت كتلة التنمية والتحرير اي حرتقات أو تسريبات بإعلان قرارها ترشيح الرئيس نبيه بري لرئاسة المجلس.

 من نافذة الحرتقات أطل أحدهم متوهما أمورا لا مكان إقامة لها إلا في مخيلته هو النائب جبران باسيل الذي تضخم فتوهم أمام الجمهور أن هناك من يفاوضه ليضع دفتر شروط مسترسلا في تكرار معزوفات للهرب من مسؤولياته على حد ما جاء في بيان الرد عليه الذي اصدره النائب علي حسن خليل.

 وفي رد المعاون السياسي أن الرئيس بري لم يتعود أن يفاوض من تحت الطاولة على أي من المواقع وهو يشرفها ولم يقبل من أحد أن يضع شروطا عليه بأكبر بكثير مما هو مطروح.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

فؤاد ابوناضر: “لبنان نضالي قضيتي”!

22 أيار/2022

من نضال الماضي ومقاومة الحاضر الى رؤية المستقبل، تستمر قضية فؤاد ابوناضر الوطنية لإنقاذ الوطن من أزماته الاجتماعية والاقتصادية والسياسية باقتراح مسالك لبناء لبنان الغد، لبنان الحرية والكرامة!  “منذ نهاية الحرب، عام 1990، لم يشغلني سوى همّ واحد: التأكد من ان اولادي لن يعيشوا ثانية ما عشته. انني لا اريد ان يضطروا الى حمل السلاح يوماً. لا هم، ولا اي شاب من عمرهم… فعلى رغم الصعوبات، العوائق والآلام، أنا باقٍ وسوف أبقى في هذه البلاد، وأريد ان يتمكّن اولادي وكل الشباب، من البقاء فيها كذلك، وان يكونوا قادرين على بناء مستقبلهم فيها…” (من مقدّمة الكتاب)

“لبنان: نضالي قضيتي” كتاب للدكتور فؤاد ابوناضر بالاشتراك مع الصحافيتين الفرنسيتين نتالي دوبلان وفاليري رولن، صدر اليوم باللغة العربية عن دار النشر “يونيفرسال”. يمكن الحصول على نسخة من الكتاب من اي مكتبة في لبنان.

 

“الحزب” يبني مصنع كبتاغون في سوريا

المرصد السوري/22 أيار/2022

كشف المرصد السوري عن أن “حزب الله” يصعّد من عمليات نقل المخدّرات من لبنان إلى جنوب سوريا”، مضيفا أن أحد المهرّبين القتلى في مكمن للجيش الأردني على صلة بقيادات في “الحزب”. وأضاف المرصد أن “ميليشيا حزب الله بدأت بإنشاء مصنع لحبوب الكبتاغون المخدرة في السويداء جنوبي سوريا، بدعم من مجموعة تابعة للنظام السوري في المحافظة.”

 

بعد النشرة الحمراء… هل لبنان ملزم بتسليم كارلوس غصن؟

إكرام صعب/سكاي نيوز عربية/22 أيار/2022

تسلّم لبنان “نشرة حمراء” من الإنتربول، بحق القطب السابق لصناعة السيارات، كارلوس غصن، بناء على مذكرة التوقيف الدولية التي أصدرتها السلطات الفرنسية بحقه قبل نحو شهر، وفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر قضائي، الخميس. وفي السياق، أشار رئيس مؤسسة “JUSTICIA” الحقوقية في لبنان، المحامي بول مرقص، إلى أنه “من حيث المبدأ فإن الدولة لا تسلم مواطنيها إلا في حال وجود اتفاق مخالف مع دولة أخرى، يلزمها بتسليم رعاياها، وهو أمر منتفي في حالة غصن المطلوب من السلطات الفرنسية”. وأضاف في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”: “لبنان غير ملزم بتسليمه بما أنه مواطن لبناني، والمادة 31 من قانون العقوبات تنص على إباحة الاسترداد بحالات ثلاث غير إلزامية. هذه المادة تشير إلى الحق بالمطالبة بالاسترداد وليست الإلزامية”. وأوضح أنه “لإباحة الاسترداد، يتعين أن يتحقق لدى الدولة، طالبة الاسترداد، أي فرنسا، اختصاص من الاختصاصات الثلاثة، وهي أن تكون الجرائم المقترفة في أرض الدولة طالبة الاسترداد، أو الجرائم التي تنال من أمنها أو من مكانتها المالية، أو الجرائم التي يقترفها أحد رعاياها، كي تتمكن من طلب ملاحقة الشخص الذي تطلب استرداده وتسليمه لها، غير أنه يبقى للدولة اللبنانية الحق برفض تسليم رعاياها حتى في حال توفر الشروط الثلاثة”. وتابع الخبير الحقوقي حديثه قائلا: “طالما هناك صلاحية للمحاكم اللبنانية للنظر في القضية، فيمكن للدولة اللبنانية أن ترفض تسليم الشخص، استنادا للمادة 20 من قانون العقوبات، التي تنص على أنه (تطبق الشريعة اللبنانية على كل لبناني، فاعلا كان أو محرضا أو متدخلا، أقدم خارج الأراضي اللبنانية على ارتكاب جنحة أو جناية تعاقب عليها الشريعة اللبنانية. ويبقى الأمر كذلك ولو فقد المدعى عليه أو اكتسب الجنسية اللبنانية بعد ارتكاب الجناية أو الجنحة)”.

 

بعدما فقدوا الأمل… لبنانيون يشترون جوازات أجنبية

وكالة “فرانس برس/22 أيار/2022

فقد جاد، اللبناني الذي يعمل مديراً تنفيذياً في دبي، الأمل في إمكانية العودة إلى بلاده جراء الانهيار الاقتصادي وملّ من الانتظار طويلاً للحصول على تأشيرات لرحلات عمله، فما كان منه سوى أن دفع 135 ألف دولار لشراء جواز سفر أجنبي. وبعد شهر واحد، تلقى طرداً يحتوي على جوازي سفر له ولزوجته صادرين عن جزيرة سانت كيتس ونيفيس في الكاريبي. وبات بإمكان جاد وزوجته السفر إلى أكثر من 150 دولة، بينها أوروبا، من دون الحاجة إلى استصدار تأشيرات دخول. وتعد الوثيقة الجديدة نقلة نوعية في حياة جاد، إذ أن مؤشر هينلي لجوازات السفر صنف جواز السفر اللبناني بين الأسوأ في العالم من ناحية سهولة الحصول على تأشيرات. كما أنه بات من شبه المستحيل اليوم تجديد جواز السفر بسبب نفاذ المخزون ونقص التمويل، في بلد يشهد أزمة اقتصادية خانقة منذ خريف العام 2019. ويقول جاد، الذي طلب عدم استخدام اسم عائلته للحفاظ على خصوصيته، “قبل ثلاث سنوات، لم أكن لأتخيل أنه من الممكن أن أشتري جواز سفر. لكن الآن وجراء الوضع في لبنان ولأننا يمكننا تحمل الكلفة، قمنا أخيراً بذلك”. وأطلقت جزيرة سانت كيتس ونيفيس، ولا يتجاوز عدد سكانها 55 ألفاً، برنامج بيع جوازات السفر بعد عام واحد فقط من حصولها على الاستقلال في 1983. ويحتل جواز سفرها المرتبة 25 على مستوى العالم، وفق مؤشر هينلي الذي يصنف الجوزات بحسب إمكانية الوصول التي توفرها لحامليها. وتجذب برامج شراء الجنسيات أثرياء يتحدرون من دول تشهد أزمات أو تفرض عليها عقوبات اقتصادية مثل العراق واليمن وسوريا وأخيراً لبنان. ويسارع لبنانيون كثر اليوم من أصحاب الثروات، وغالبيتهم يعملون أو يستثمرون في دول خليجية أو أفريقية، إلى شراء جوازات سفر أو الحصول إلى إقامات في دول أجنبية بعدما فقدوا الأمل في خروج لبنان في أي وقت قريب من الانهيار الاقتصادي العاصف. وتسبب الانهيار بموجة هجرة واسعة. ولأشهر عدة، لم تهدأ الطوابير التي كانت تبدأ بالتشكل عند ساعات الفجر أمام مراكز الأمن العام الذي أعلن الشهر الماضي التوقف عن إصدار جوازات سفر لأن المخزون شارف على الانتهاء. وطلبات شراء جوازات السفر بازدياد خاصة إلى جزر الكاريبي لأن باستطاعة الراغبين تحصيلها خلال أشهر قليلة مقابل مبلغ مالي من دون أن يضطروا حتى إلى زيارة بلدهم الجديد. ويروي جاد أنه حين سافر إلى باريس للمرة الأولى بوثيقته الجديدة “نظر الموظفون في المطار إلى جواز سفري وقالوا لي إني آتٍ من (بلد جميل)”. ويضيف “لكني في الحقيقة لم أذهب يوماً إلى هناك”. وليس جاد وحده، بل يتسوق أصدقاؤه أيضاً لاختيار “جوازات سفر من الجزر”، ومنهم من يبحث في إمكانية الاستثمار في دول أوروبية مثل اليونان والبرتغال مقابل الحصول إلى إقامة دائمة. ويقول جاد: “ما يحصل ليس مجرد منحى عام بل إنه الحل”. وطالما وجد اللبنانيون في دول الخليج خصوصاً، ويقارب عددهم 350 ألفاً بينهم مئة ألف في الإمارات، أنفسهم عالقين وسط توترات دبلوماسية وسياسية تثير خشيتهم من فقدان أسلوب حياة اعتادوا عليه. والعام الماضي، قامت دول خليجية، على رأسها السعودية، باستدعاء سفرائها من لبنان لأكثر من خمسة أشهر على خلفية تصريحات لوزير انتقد التدخل العسكري بقيادة الرياض في اليمن. وقررت الكويت في حينها “التشدد” في منح تأشيرات للبنانيين، ما أثار خشية المغتربين من أن تلجأ دول أخرى للخطوة ذاتها. ويقول رجل الأعمال اللبناني في دبي مارييلي بو حرب (35 عاماً) “دفعني كل ذلك إلى التفكير أن هناك مشكلة ولا أريد أن أعرض عملي في الخليج للخطر”. واشترى مارييلي العام الماضي أربعة جوازات سفر من سانت كيتس له ولزوجته وطفليهما بعدما أغراه عرض بحسم 50 ألف دولار من الكلفة جراء انتشار وباء كوفيد-19 في الجزيرة، التي تعتمد أساساً على الخدمات السياحية. وعادة ما يكلف جواز السفر الواحد 150 ألف دولار تُدفع على شكل هبة لصندوق النمو المستدام في بلد نصب أولى إشارات المرور في عاصمته في 2018. وتبيع جزر أخرى في الكاريبي أيضاً جوازاتها مثل غرينادا وأنتيغوا وباربودا ودومينيكا.

 

لبنان إلى نفق تصريف الأعمال!

صحيفة الراي الكويتية/22 أيار/2022

دَخَلَ لبنان «رسمياً» مرحلةَ إكمالِ عملية إعادة تكوين السلطة، برلماناً وحكومةً جديديْن، انطلاقاً من النتائج التي أفرزتْها انتخابات 15 أيار وخلاصتها الرئيسية «توازُنٌ سلبي» بين غالبيةٍ غادرت مربّع ائتلاف «حزب الله» و«التيار الوطني الحر» وحلفائهما، وبين خصومها مما يُسمى بـ «قوى سيادية»، و«قوى تغييرية» ومستقلين يصعب أن يستقلّوا «عربة واحدة» تشكل قاطرة أكثريةٍ… دائمة. ومع تحوُّل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي مستقيلة حُكْماً بعدما انتهت ولاية برلمان 2018 منتصف ليل السبت – الأحد، يكون لبنان محكوماً في الأسابيع المقبلة بأجندة دستورية بأولوياتٍ محدّدة، ولكن غير معلومة المآلات، تسابَق استحقاقاتُها الانهيار المالي الذي «يزحف» إلى مستويات أفقية أكثر «تَوَحُّشاً»، ليس أقلّها مناطحة سعر الدولار في السوق الموازية 32 ألف ليرة وهو أقسى انسحاق للعملة الوطنية منذ بدء السقوط الحر في آذار 2020. وبدخول حكومة ميقاتي مرحلة تصريف الأعمال، هي التي كانت وُلدت في 10 أيلول 2021، تكون البلاد باتت على «رِجْلٍ ونصف» بمواجهة «الأعاصير» المالية – المعيشية المرشّحةِ لمزيدٍ من العصف الذي «يتغذّى» من أزمات سياسية، تبدأ من جلسة انتخاب رئيس برلمان 2022 ونائبه وهيئة مكتب المجلس، مروراً بتسمية رئيس للحكومة العتيدة ثم تشكيلها، ولا تنتهي باستحقاق انتخاب رئيس للجمهورية (تنتهي ولاية الرئيس ميشال عون في 31 تشرين الأول). وما زالت جلسةُ معاودةِ انتخابِ الرئيس نبيه بري لولايةٍ سابعةٍ متتالية على رأس البرلمان (منذ 1992 وقد رشحّته كتلته البرلمانية أمس) رَهْنَ اتصالاتٍ لسحْبِ فتائل سياسية وطائفية، في ظل مؤشراتٍ إلى أن هذه الجلسة (يتعيّن أن يدعو إليها رئيس السن، وهو بري نفسه هذه المَرّة، كحدٍّ أقصى في 5 حزيران المقبل) باتت أسيرةَ «السلّة الواحدة» بين انتخاب رئيس المجلس ونائبه، والمحكومةِ بمحاولاتِ مُقايَضَةٍ داخل الصف الواحد (بين بري والتيار الحر) على موقع نائب الرئيس (للنائب إلياس بوصعب)، في مقابل سعي من الغالبية «المعلَّقة» لأن تكون «الكتلة البيضاء» هي الأكبر بوجه بري وفي الوقت نفسه إيصال نائبٍ له من صفوفها ولو وفق تسوية بين مختلف تلاوينها (فتكون حظوظ نائب تغييري مثل ملحم خلف أعلى من نائب «القوات اللبنانية» غسان حاصباني).

وفي انتظار ما ستحمله الأيام المقبلة على هذا الصعيد وسط ردّ بري على ما أشيع عن عزمه العزوف عن الترشح لرئاسة المجلس «دا بُعدهم»، فإن المخاوف لم تهدأ من أن تؤدي خريطة البرلمان «المتشظّي» إلى تعطيلٍ مبكّر لكل «سبحة» الاستحقاقات المرتبطة باكتمال نصاب مجلس النواب المنتخَب، في حين لم يَبْدُ أحد قادراً على استشراف مسار تشكيل الحكومة الجديدة بدءاً من تكليف رئيسها، علماً أن هذا الملف مزنَّر بمهلة زمنية تتآكل كلما تأخّر إقلاع برلمان 2022. ذلك أنه في 31 آب المقبل يتحوّل مجلس النواب هيئة ناخبة حتى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وإلا باتت حكومة ما بين الانتخابات النيابية والرئاسية، في حال «وحدة مصير ومسار» مع «رئاسية 2022» التي يُتوقَّع أن يتكرر فيها الشغور الذي سكن قصر بعبدا مرتين على التوالي في 2007 (حتى أيار 2008) و2014 (حتى تشرين الأول 2016)، مع فارق أنها قد تكون المرة الأولى في تاريخ لبنان تضع حكومة تصريف أعمال «القبّعة الرئاسية».

ولم يكن عابراً عشية انتقال حكومة ميقاتي إلى تصريف الأعمال أنها عمدت إلى تمرير سلسلة بنود مالية، جاءت في جانب منها للمضي في «شراء الوقت» وتعطيل «صواعق» معيشية، مثل توفير تمويل لأدوية الأمراض المستعصية والمزمنة التي ما زالت مدعومة (لأربعة أشهر)، فيما حَمَل بعضها الآخر طابع «التهريبة» وإن تحت عنوان تلافي انهيار وشيك لقطاعات حيوية مثل الاتصالات التي اتُخذ قرار رفع تعرفتها (لـ الخلوي) بمعدّل أكثر من 5 أضعاف (ابتداء من مطلع تموز) بحيث إن الفاتورة التي كانت تكلّف المشترك 100 دولار أي 150 ألف ليرة (على سعر 1500 ليرة) ستُقسم على 3 لتصبح نحو 33 دولاراً سيتم تقاضيها على سعر منصة «صيرفة»، وهو متحرّك، ويبلغ حالياً نحو 23 ألفاً و600 ليرة، فتصبح 778 ألفاً و700 ليرة، وهي «أغلى فاتورة اتصالات في العالم سيتكبدها أفقر شعب في العالم» وفق توصيف وزير الشباب والرياضة جورج كلاس.

وفي حين أرجئ بت موضوع رفْع سعر الصرف الذي يُعتمد للدولار الجمركي (ما زال يُحتسب على 1500 ليرة) تفادياً لتفجير «غضبة شعبية» يُخشى أن تخرج عن السيطرة، فإن قرار وزارة الاقتصاد حصْر استعمال القمح المدعوم بإنتاج الخبز العربي (بالتوازي مع طلبه فتح اعتماد بقيمة 21 مليوناً و500 ألف دولار لفترة شهرين لشراء القمح المدعوم لحين بدء تنفيذ قرض البنك الدولي بقيمة 150 مليون دولار) حلّ جزئياً ومرحلياً أزمة الرغيف ولكنه أَنْذَرَ بجعل أسعار المناقيش والخبز الفرنجي وخبز الهمبرغر والباغيت وسواها «تحلّق» وتصبح «حارقة» لجيوب عدد كبير من اللبنانيين الذين يكابدون واحدة من أسوأ 3 أزمات مالية عرفها التاريخ منذ 1850. ولم يقلّ إثارة للجدل، إقرار الحكومة خطة التعافي المالي والاقتصادي التي شكّلت مرتكز الاتفاق الأولي مع صندوق النقد الدولي على رزمة تمويل بنحو 3 مليارات دولار على 4 سنوات، حيث عرض نائب رئيس مجلس الوزراء سعادة الشامي الخطة موضحاً أن خسارة القطاع المصرفي تقدر بـ 78 مليار دولار وخسائر مصرف لبنان بـ 63 ملياراً. وقد أوضح ميقاتي «أن الودائع حتى الـ 100 ألف دولار ستكون محمية بالكامل وفق الاتفاق ونسعى خلال المفاوضات إلى رفع هذا السقف. ولن تكون فرص الإنقاذ متوافرة دون البنك الدولي وعلى مصرف لبنان وضع المعايير اللازمة لضمان نمو الاقتصاد».

 

الحزب يخسر الجنوب: 92% من غير الشيعة ضدّه

موقع “أساس/22 أيار/2022

بات يمكن القول إنّ الثنائي الشيعي يمثّل “معظم شيعة الجنوب” وليس “أهل الجنوب”. لأنّ 92% من النواب غير الشيعة، في دوائر الجنوب الثلاث، خرجوا من دائرة التحالف مع حزب الله، أو مهادنته. ومن أصل 9 نواب غير شيعة في هذه الدوائر، احتفظ الحزب بنائبين فقط، هما قاسم هاشم عن المقعد السنّيّ في مرجعيون – حاصبيا (دائرة الجنوب الثالثة)، وميشال موسى عن مقعد الروم الكاثوليك في صور – الزهراني (دائرة الجنوب الثانية). تقول الأرقام التي حصل عليها هاشم وموسى، بالأصوات التفضيلية، إنّهما لا يمثّلان بيئتهما المذهبية المباشرة، وإنّهما نجحا بدخول ساحة النجمة بسبب “الحواصل” الفائضة التي تطوف من الأصوات الشيعية، وبسبب “تخطيط” لـ”طَيشَرة” الأصوات بهدف منع الخرق. تقول الأرقام التي حصل عليها هاشم وموسى، بالأصوات التفضيلية، إنّهما لا يمثّلان بيئتهما المذهبية المباشرة، وإنّهما نجحا بدخول ساحة النجمة بسبب “الحواصل” الفائضة التي تطوف من الأصوات الشيعية

هاشم حصل على 1,215 صوتاً تفضيلياً فقط، أي 0.6% من مجموع المقترعين. فيما حصل النائب الياس جرادي على 3,200 صوت تفضيلي سنّيّ من “منطقة” هاشم. ومثله حصد زميله الدرزي فراس حمدان على مئات الأصوات التفضيلية السنّيّة من العرقوب.

أما موسى فحصل على 1,364 صوتاً فقط، أي 1% من مجموع المقترعين. فيما حصل منافسه هشام حايك على لائحة “معاً للتغيير”، التي لم تصل إلى الحاصل، على 3,987 صوتاً، أي 3 أضعاف رقمه. كان واضحاً أنّ “خطّة” الثنائي الشيعي في دائرة صور الزهراني هي التي دفعت بشرى الخليل إلى أن تشكّل لائحة “الدولة الحاضنة” التي حصلت على 7,405 أصوات، واصطنعت لائحة “القرار الحرّ”، التي حصلت على 5,240 صوتاً. ولو لم يكن هناك غير لائحة واحدة كما في دائرة الجنوب الثالثة، هي “معاً للتغيير”، لكان الخرق تحقّق بالتأكيد في المقعد المسيحي لأنّ الحاصل هو 20,053 صوتاً، ومجموع أصوات اللوائح الخاسرة هو 22,076، نصفها حصدتها “معاً للتغيير”.

كيف خسر الحزب “غير الشيعة”؟

من أصل 23 مقعداً في دوائر الجنوب الثلاث، كان لـ”الثنائي الشيعي” 22 منها، والمقعد الـ23 كان للنائبة بهيّة الحريري في صيدا، غير الصداميّة مع الحزب منذ دخولها العمل السياسي إلى يومنا هذا. من هذه المقاعد الـ23، خسر الحزب 7 (غير شيعة)، ولم يعد بين يديه إلا 16 (14 منهم شيعة)، أي أنّه فقد ثلث التمثيل الجنوبي. وفي حسبة أخرى، بات 92% من الجنوبيّين غير الشيعة، داخل مجلس النواب وفي الشارع، ضدّه. بات الحزب “معزولاً” على مستوى الجنوب اللبناني، الذي يدّعي أنّ سلاحه هو لحمايته وأهله أوّلاً من أطماع إسرائيل، قبل أن يتوسّع لتصير مهمّته حماية لبنان والنفط وحماية بشّار الأسد والهجوم على السعودية من اليمن، وحماية حلفاء إيران في العراق هذه هي الخسارة الكبرى: خسارة “الغطاء” الجنوبي “المتنوّع”، الذي كان يستعمله ليقول إنّ “البيئة الوطنية” الحاضنة له في الجنوب تقف إلى جانب خياراته السياسية. هو الذي يدّعي أنّه يدافع عن لبنان، وتحديداً عن “الجنوب”. جاءت النتيجة لتقول له إنّ الجزء الأكبر من شيعة الجنوب، الذين ذهبوا إلى صناديق الاقتراع، أعطوه أصواتهم، فيما حجبتها عنه الأكثرية الساحقة من غير الشيعة.

كيف يتوزّع هؤلاء “الخارجون” الـ7؟

خسر “الثنائي الشيعي” في دوائر الجنوب مارونيَّيْن، وسنّيَّيْن، ودرزيّاً وأرثوذكسيّاً وكاثوليكيّاً، كانوا كلّهم في الحلف التابع له سياسياً. وحافظ موسى وهاشم، ضمن كتلة الرئيس نبيه برّي، وليس ضمن كتلة “حزب الله” حتّى، وبأصوات شيعيّة، لا بأصوات السُنّة والكاثوليك، كما تقول الأرقام:

1- 2 في صيدا: خسر أوّلاً عاصمة الجنوب كلّها بمقعدَيْها السنّيَّين: أسامة سعد، الذي ابتعد عنه وبات “في مكان آخر” كلّيّاً، ومقعد عبد الرحمن البزري، الذي نحتاج إلى قليل من الوقت كي نعرف إذا كان سيلتحق “استراتيجيّاً” بالحزب وخياراته، أو سيبقى وفيّاً لأصوات “الثورة” التي حملته للمرّة الأولى إلى ساحة النجمة. 2- 3 في جزّين: خسر 3 نوّاب: مقعدين مارونيَّيْن، أحدهما كان من حصّة “التيار الوطني الحرّ”، زياد أسود، والآخر من كتلة الرئيس نبيه برّي، إبراهيم عازار. إلى جانب النائب العوني سليم خوري، عن المقعد الكاثوليكي.

3- 1 في حاصبيا: خسر مقعد النائب أنور الخليل الدرزي، الذي كان في كتلة الرئيس برّي، وترشّح بدلاً منه المصرفيّ مروان خير الدين، بتوافق بين الحزب وبرّي ووليد جنبلاط وطلال أرسلان، فأسقطه مرشّح “الثورة” فراس حمدان. وجاء النائب قاسم هاشم في ذيل قائمة الأصوات التفضيلية على مستوى دائرة الجنوب الثالثة كلّها. 4- 1 في مرجعيون: خسر المقعد الأرثوذكسي، الذي كان يشغله تاريخياً النائب عن الحزب القومي السوري أسعد حردان.

 

لماذا خسر حلفاء سوريا في لبنان؟

الأنباء” الكويتية/22 أيار/2022

كاد الاهتمام الدولي بالانتخابات اللبنانية أن ينحصر بنتيجتين وأمرين:

1 – خسارة حزب الله للأكثرية النيابية من دون الخوض في الأسباب والتفاصيل، ومن دون تحديد الأكثرية الجديدة وأين تكمن؟ وإلى من آلت؟ وكانت هذه نتيجة واضحة وفسرت على أنها خسارة أو انتكاسة لإيران هي الثانية من نوعها في المنطقة بعد الانتخابات العراقية التي خسر فيها «الحشد الشعبي» أكثرية البرلمان، وبعدما كانت طهران أعطت آمالا على تحقيق نصر واضح في لبنان لتعويض ما حدث في العراق، ولكن النتيجة لم تكن على قدر التوقعات والآمال، رغم الوصف الإيراني للخسارة بأنها فشل لحلفاء حزب الله المسيحيين والدروز، وليس لحزب الله الذي نجح في حسم وضمان التصويت الشيعي.

2 – خسارة حلفاء دمشق، كل الحلفاء، وخروجهم من البرلمان بشكل كامل وعلى نحو مفاجئ، وهو ما اعتبر بمنزلة هزيمة لدمشق وللرئيس بشار الأسد تحديدا، لأن الخاسرين هم من الحلفاء الأساسيين لسوريا في لبنان ومن أبرز رموزها، ولأن هؤلاء هم من أصدقاء الأسد والمقربين منه شخصيا ولم ينقطعوا عن زيارة دمشق طيلة سنوات الحرب، وكان لبعضهم مثل طلال ارسلان وفيصل كرامي لقاءات مباشرة معه في العام الحالي وقبل الانتخابات. وهذه النتيجة المدوية اعتبرت بمنزلة خروج سياسي لسوريا من لبنان بعد الخروج العسكري عام 2005.

لم يكن أحد يتوقع أن يخسر طلال ارسلان ووئام وهاب في وقت واحد، وأن يسقط فيصل كرامي من معادلة طرابلس ويخرج إيلي الفرزلي من البرلمان، وأن يصبح سليمان فرنجية ضعيفا وباهتا. وكان سبق كل ذلك تعذر دخول حزب البعث الى حلبة الانتخابات بعد إقصاء أمينه العام الجديد علي حجازي لمصلحة النائب جميل السيد الذي رجح حزب الله كفته.

فوجئت دمشق بهذه النتيجة ولم تستوعبها. وأظهرت اتصالات أجراها مسؤولون سوريون بشخصيات لبنانية غداة الانتخابات وجود علامات استفهام وتعجب بشأن ما حدث وأسبابه، وعكست التساؤلات في عمقها وجود شكوك باحتمال وجود خطة مدبرة أو مؤامرة حيكت لإسقاط حلفاء الدرجة الأولى.. وبمعنى آخر، هل كان لحزب الله دور فيما حدث؟! وهل خطط وهدف لهذه النتيجة؟!

المعلومات والمؤشرات المتوافرة لا تدل إلى وجود مخطط أو توجه لإسقاط حلفاء دمشق عن سابق تصور وتصميم، وتفيد بأن ما حدث لم يكن من صنع حزب الله الذي انزعج من هذه التطورات وشعر بإحراج تجاه دمشق، لأنه في مكان ما يتحمل مسؤولية أخطاء حصلت في إدارة المعركة الانتخابية.. وتعزو مصادر مطلعة هذه الخسارة فوق العادة التي لحقت بحلفاء دمشق الى 3 أسباب رئيسية:

1 – تركيز حزب الله على إنجاح التيار الوطني الحر أكثر من أي حليف آخر، ما أدى الى إهمال الحلفاء الآخرين وعدم إيلائهم العناية اللازمة. ففي حسابات الحزب أن التيار هو الحليف الرئيسي وفي أساس التوازن القائم في البرلمان، وهو من يوفر الغطاء المسيحي لحزب الله والأقدر على مواجهة خصوم الحزب على الساحة المسيحية.

2 – الضعف اللاحق بحلفاء دمشق الذين استنزفوا رصيدهم السياسي والشعبي منذ العام 2005 وأكثروا من الاعتماد على «فائض القوة الشعبية» لدى حزب الله، وكان لديهم فائض ثقة بفوزهم في الانتخابات، ولم يبذلوا جهودا ولم يقرأوا جيدا التحولات الشعبية الجديدة.

3 – انخفاض منسوب «الخزان الشعبي» لدى حزب الله مع تراجع نسبة المشاركة مقارنة بما كانت عليه في انتخابات سابقة، وهو ما أدى إلى أن يركز الحزب على نواب الثنائي وإقفال الطائفة الشيعية، ونجح في ذلك، في حين أنه لم ينجح في الهدف الآخر وهو إنجاح الحلفاء.

 

التاكسي الشيعي... لـ8 نواب عونيين

 كريستال خوري/أساس ميديا/22 أيار/2022

يبدو أنّه لن يكون صعباً تعداد النواب العونيين الذين وصلوا إلى ساحة النجمة بـ"التاكسي الشيعي"، أي بأصوات حزب الله وحلفائه، من الشيعة تحديداً، ومن بقية الحلفاء الذين "أجبر" بعضهم الحزب على التحالف مع التيار الوطني الحرّ في دوائر معيّنة، ربما يكون أكثرها وضوحاً "عاليه - الشوف"، حيث أعلن وئام وهاب أنّه أجبر على التحالف "الذي خسّرني وربّحهم"، وأضاف: "أعطيناهم 3 نواب بأصواتنا"، في حديث لـ"الجديد" يوم الجمعة الفائت. تجربتَا الانتخابات، في الدورتين الأخيرتين، 2018 و2022، أثبتتا أنّ القانون الانتخابي مسخ في بعض جوانبه، ومن شأنه أن يساهم في ولادة نواب فاقدين للجينات التمثيلية، والأمثلة كثيرة.

نستعرض هنا النواب العونيين الذين فازوا بـ"العضلات الشيعية":

1- في بعلبك-الهرمل النائب سامر التوم حصد حوالي 11 ألف صوت تفضيلي، أسوة بالنائب جميل السيّد، لا نجد من بينهم ألف صوت عوني.

2- في بيروت الثانية جدّد النائب إدغار طرابلسي نيابته عن المقعد الإنجيلي بـ2000 صوت تفضيلي، لكن بحاصل من الأصوات الشيعية التي نالتها لائحة الحزب والحركة.

3- في زحلة بلغ الحاصل الانتخابي نحو 10 آلاف صوت. نال النائب سليم عون حوالي 550 صوتاً تفضيلياً، لكن فاز "بعضلات" الثنائي الشيعي لضمان فوزه، وعلى 16,500 صوت نالها مرشّح حزب الله رامي أبو حمدان.

4- في البقاع الغربي بلغت العتبة الانتخابية حوالي 10 آلاف صوت أيضاً، فيما الفائز عن "التيار الوطني الحر" شربل مارون لم ينَل إلا حوالي 3,500 صوت تفضيلي، وبالتالي كانت نيابته بمنزلة "هديّة" من اللائحة.

5- في بعبدا بلغ الحاصل حوالي 10 آلاف صوت، فيما نالت لائحة تحالف "التيار الوطني الحر"- الثنائي الشيعي حوالي 34 ألف صوت، كان للنائب آلان عون منها حوالي 8,400 صوت تفضيلي. ما يعني أنّه لم يصل إلى الحاصل دون أصوات حليفه. لكنّ "التيار" شهد في هذه الدائرة تنازعاً على الأصوات، إذ وضع حوالي 2,000 صوت تفضيلي في عهدة شادي واكد.

6- في عكار انخفض الحاصل من 21 إلى 12 ألف صوت. حصد جيمي جبور 9 آلاف صوت تفضيلي مُحدثاً مفاجأة مدوّية، فيما نال أسعد درغام 5,700 صوت تفضيلي. وقد استفادت اللائحة من رافعة محمد يحية الذي حلّق بـ15 ألف صوت تفضيلي. وهنا ربح "التيار" مقعدين" بأصوات مقعد واحد، بعد تدخلات حزب الله من الجانب السوري، حيث يسيطر عسكرياً. تدخلات مالية وأمنية وسياسية، ضاعفت أصوات محمد عن الرقم الذي ناله في 2018.

7- في الشوف-عاليه أعلن وهاب إنّه صنع ثلاثة نواب عونيين. الصحيح أنّه وأرسلان قدّما نائبين لجبران باسيل. فالحاصل الثاني (بعد حذف أصوات اللوائح غير المتأهّلة) بلغ حوالي 12,900 صوت. تحالف "التيار الوطني الحر"- طلال أرسلان- وئام وهاب حقّق 41 ألف صوت في الدائرة، نال منها أرسلان حوالي 9,000، وحوالي 10,000 صوت لوهّاب، أي حاصلاً وكسراً أعلى، فيما لم يتجاوز مجموع الأصوات التفضيلية لكلّ من سيزار أبي خليل وغسان عطالله وفريد البستاني 15,000 صوت تفضيلي، أي حاصلاً وكسراً أدني.

كما حصل باسيل على نواب بزنود حلفاء آخرين:

- في بيروت الأولى لا يزال الحاصل الانتخابي عند عتبة 5,500 صوت أسوة بالدورة الماضية، فيما لم ينَل نيكولا صحناوي أكثر من 4,700 صوت تفضيلي، وهذا يعني أنّه اتّكل على زنود الحلفاء، وتحديداً "الطاشناق" لعبور معمودية الصناديق.

- في دائرة الشمال الثالثة بلغ الحاصل حوالي 12 ألفاً، فيما لم يتجاوز باسيل عتبة 9,000 صوت. أمّا جورج عطالله فنال حوالي 2,600 صوت تفضيلي، فيكون مجموع أصواتهما التفضيلية لا يكفي لنيل حاصل واحد. ويُذكر أنّ بيار رفول نال 2,200 صوت تفضيلي.

فيما برزت قوّة التيار الذاتية في دائرتين فقط لا غير:

- في دائرة كسروان-جبيل كان الحاصل أقلّ من 13,000 صوت بقليل، وقد حقّقت لائحة تحالف "التيار"- "حزب الله" 34 ألف صوت، فيما نال رائد برّو حوالي 9,500 صوت تفضيلي. وهو ما يدلّ على أنّه احتاج إلى دعم العونيين لنيل الحاصل.

- في المتن بلغ الحاصل حوالي 10 آلاف، فيما نالت اللائحة 20 ألف صوت، ضامنةً الفوز لنائبين. وهو أكثر الدوائر تعبيراً عن قوّة "التيار" الذاتيّة.

 

سجالٌ بين ميقاتي و”الطاقة”.. والسبب الكهرباء!

نذير رضا/الشرق الأوسط/22 أيار/2022

أثار تصريح رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، عن عروض تأمين الكهرباء، جدلاً في الساحة اللبنانية، بعد إعلانه أن وزير الطاقة وليد فياض، سحب الملف من مجلس الوزراء «للمزيد من الدرس»، وهو ما دفع وزارة الطاقة للرد، رافضة الموافقة على عرضين من شركتين دوليتين في وقت «تشهد أسعار الغاز ارتفاعاً كبيراً في هذا الوقت»، فيما ينتظر لبنان استجرار الغاز من مصر «بتكلفة أقل بكثير»، وفق ما قالت مصادر الوزارة لـ«الشرق الأوسط». وعشية دخولها مرحلة تصريف الأعمال، كشف ميقاتي أن الحكومة قررت في جلسة سابقة «التفاوض مع أربع شركات دولية هي (إنسالدو)، و(ميتسوبيشي)، و(جنرال إلكتريك) و(سيمنس) حول إمكان تزويد لبنان بالمولدات اللازمة لإنتاج الكهرباء بمعدل 24 ساعة وبصورة دائمة». وأضاف: «بالفعل قدمت شركتا (جنرال إلكتريك) و(سيمنس)، بالاتفاق مع مجموعات دولية، عرضاً لتزويد لبنان بالطاقة الكهربائية قبل الصيف المقبل بسعر مقبول جداً، حتى بما يتعلق بسعر الغاز لإنتاج الطاقة، ولكننا تريثنا في الأمر إلى حين إعداد دفتر شروط مناسب بطريقة شفافة ووفق القوانين المرعية». وتابع ميقاتي: «وصلني أنا شخصياً، كما وصل إلى وزارة الطاقة، عرضان من شركتي (جنرال إلكتريك) و(سيمنس)، ويقضي كل عرض بتزويد معملي دير عمار والزهراني بألف ميغاواط طاقة على الغاز، على أن تؤمن الشركتان أيضاً الغاز اللازم لتوليد الطاقة، وبسعر مقبول جداً، نسبة إلى الأسعار العالمية». وأضاف ميقاتي: «قررنا تكليف مكتب استشاري وضع دفتر الشروط بأسرع وقت ممكن لإجراء عملية تلزيم دولية وفق الأصول، لكن للأسف، فبعدما أرسل وزير الطاقة الطلب إلى مجلس الوزراء، تم سحبه الخميس من دون إعطاء أي تبرير إلا (للمزيد من الدرس). كذلك سحب وزير الطاقة من مجلس الوزراء الملف المتعلق بتأمين الغاز لمعمل الزهراني وفق مناقصة دولية تشارك بها شركات عالمية»، مشيراً إلى أن «هذا العرض كان سيساعد لبنان في المستقبل».

ودفع تصريح ميقاتي وزارة الطاقة للرد، وأوضحت أن الوزير فياض لم يتح له الوقت لدراسة العرض الذي وصله قبل جلسة مجلس الوزراء، وقالت إن فياض «يدرس العروض ويفاوض على أساسها، وليس بالضرورة أن يوافق تحت ضغط أن الحكومة ستتحول إلى تصريف الأعمال، في وقت يستطيع أن يأخذ وقته بالتفاوض لتوفير الأعباء على الخزينة اللبنانية، ليُصار بعدها إلى الموافقة»، في إشارة إلى إمكانية تمريره في ظل حكومة مستقيلة ضمن مرسوم استثنائي صادر عن الحكومة المستقيلة ويوقعه رئيسا الحكومة والجمهورية.

وأوضحت المصادر أن التحفظ على تزويد معمل الزهراني (الجنوب) بالغاز جاء على خلفية أن أسعار الغاز في هذا الوقت «تعد الأعلى في تاريخها»، بسبب تداعيات الحرب الروسية – الأوكرانية، وبالتالي فإن «الموافقة تعني الالتزام بدفع تكاليف باهظة على أعلى سعر، في وقت يمكن أن تنخفض الأسعار بعد فترة عند الهدوء، أو التوصل إلى تسويات دولية، ويتم اختيار التوقيت المناسب لطرح المناقصة». وأشارت إلى أن لبنان «يتواصل مع البنك الدولي بشكل دائم للتوصل إلى حل لمعضلة استجرار الغاز من مصر، وهو سيكون بالتأكيد أقل سعراً من الأسعار المطروحة الآن عبر الشركات الأوروبية»، مشددة على أن الموافقة على هذه العروض في هذا الوقت «لا تناسب البلد وإمكانياته»، فيما «لا يرفض فياض الموافقة على عرض مدروس بأفضل الأسعار وبالتوقيت المناسب للأسعار المتأرجحة عالمياً».

وكان فياض أكد في بيان أنه سحب البند «لضرورات توافر الشروط المالية والتعاقدية الضرورية كونه عقداً بالتراضي، ليشمل تخفيض السعر، خصوصاً أنه لا يزال مرتفعاً كما وتحسين شروط الدفع»، مشدداً على أن «التفاوض لا يزال قائماً مع كهرباء فرنسا». وقال إن الحكومة «دخلت في طور تصريف الأعمال، وعلينا تجنب زيادة الأعباء المالية على الدولة قبل التأكد من الحصول على أفضل الشروط».ويعد ملف الكهرباء من أبرز الملفات الشائكة التي فشلت الحكومات المتعاقبة بإيجاد حلول لها في ظل انقطاع دائم للكهرباء يصل إلى 20 ساعة يومياً في بعض المناطق، ورفض مجلس النواب إعطاء مؤسسة كهرباء لبنان أي سلفة خزينة لتمويل ثمن الفيول قبل تنفيذ الإصلاحات المرتبطة بالقطاع، وأبرزها تشكيل الهيئة الناظمة، وتنفيذ خطة للكهرباء تشمل بناء محطات على الغاز، والحد من الهدر التقني. وفي محاولة للحد من الأزمة المتنامية منذ الصيف الماضي، وافق لبنان على عرض لاستجرار الغاز من مصر والكهرباء من الأردن عبر الأراضي السورية، لكن العرض لا يزال ينتظر موافقة البنك الدولي على تمويل المشروع، وموافقة أميركية نهائية على إعفاء مصر والأردن من عقوبات «قيصر». وفي ظل هذا السجال، قال النائب المنتخب أشرف ريفي، في بيان، إن ما قاله رئيس الحكومة عن سحب دفتر الشروط لتلزيم معملين لإنتاج الكهرباء بالغاز «يشكل استمراراً لجريمة كبرى ترتكب بحق اللبنانيين الغارقين في الظلام»، معتبراً أن «المسؤولية الكبرى تقع على جبران باسيل المحمي من (حزب الله)، الذي استحوذ على وزارة الطاقة منذ عام 2008 إلى اليوم، وكأنها من أملاكه الشخصية، مع كل ما مورس فيها من فشل وهدر وفساد، واللبنانيون يدفعون الثمن». وقال: «لم يعد التباكي على هذه الجريمة المتمادية مقبولاً، خصوصاً أنه يصدر عمن هم في موقع المسؤولية» وتحدث ميقاتي، مساء أول من أمس، عن مساعي حكومته للحد من أزمة الكهرباء، واصفاً ملف الكهرباء بأنه «علة العلل» و«السبب الأساس للنزف المالي للخزينة وجيوب اللبنانيين»، لافتاً إلى تأمين «الحد الأدنى من الطاقة عبر الاتفاق مع الحكومة العراقية لتأمين الفيول، وهو اتفاق لا يزال سارياً». وأشار إلى أن مرحلة استجرار الطاقة من مصر والأردن «لا تزال مرتبطة بأمور تتعلق بالقانون الدولي وبإنجاز الاتفاقات بين لبنان والدول الثلاث لتمرير استجرار الكهرباء والغاز عبر سوريا، قبل إقرار القرض الخاص بهذه المرحلة من قبل البنك الدولي».

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

4 قتلى وانقطاع الكهرباء عن 900 ألف منزل جراء عواصف في كندا

وطنية»/22 أيار/2022

أعلنت السلطات الكندية مقتل أربعة أشخاص في شرق البلاد جراء عواصف عنيفة حرمت أيضا ما يقرب من 900 ألف منزل في مقاطعتي أونتاريو وكيبيك من الكهرباء. وأعلنت شرطة أونتاريو عبر تويتر سقوط ثلاثة قتلى وعدد من الجرحى جراء عاصفة صيفية عنيفة. وقالت الشرطة إن شخصا قتل عندما سقطت شجرة على مقطورة في برانت بجنوب تورنتو. وقتلت امرأة تجاوز عمرها 70 عاما، كانت تسير خلال العاصفة، جراء سقوط شجرة. وفي شمال العاصمة الفدرالية أوتاوا، قضى شخص بسبب العواصف الرعدية. كما غرقت امرأة في الخمسينيات من عمرها جراء انقلاب قارب بفعل العاصفة، في نهر يفصل أوتاوا عن غاتينو في كيبيك، وفق ما نقلت إذاعة كندا عن الشرطة المحلية. وكان نحو 900 ألف منزل في شرق كندا بلا كهرباء مساء السبت بسبب العواصف وفق ما نقلت "وكالة الصحافة الفرنسية".

 

إيران تفكك شبكة إسرائيلية… ومقتل قيادي في “الحرس

طهران، عواصم – وكالات»/22 أيار/2022

أعلنت دائرة العلاقات العامة في “الحرس الثوري” الإيراني أمس، اعتقال “شبكة من البلطجية على صلة بجهاز الاستخبارات الإسرائيلية”، قائلة في بيان إن “الشبكة وبتوجيه من جهاز استخبارات الكيان الصهيوني، كانت تقوم بعمليات سرقة وتدمير الممتلكات الشخصية والعامة وعمليات اختطاف بهدف الحصول على اعترافات مزيفة عبر شبكة من البلطجية”، مؤكدة أن اعتقال عناصر الشبكة تم من قبل “الحرس الثوري” ووزارة الأمن. جدير بالذكر أن عملية الاعتقال تمت قبل اغتيال العقيد حسن صياد خدائي في طهران أمس، أحد عناصر “الحرس الثوري” ممن شاركوا في مهام استشارية بسورية، بخمسة أعيرة نارية من قبل شخصين على متن دراجة نارية، وذلك بالقرب من منزله في أحد الأحياء القديمة شرق طهران، بينما كان يهم بالدخول لمنزله. وفيما أشارت مصادر مطلعة إلى أن زوجته عثرت عليه غارقا في دمائه وأبلغت عن الحادث، مؤكدة أن عملية مطاردة المهاجمين مستمرة من قبل قوات الأمن، أصدر “الحرس الثوري” بيانا أكد خلاله اغتيال خدائي، قائلا إنه “تعرض لجريمة إرهابية في أحد الأزقة المؤدية إلى شارع مجاهدي الإسلام شرق طهران، من قبل عناصر معادية للثورة منتمية للاستكبار العالمي

 

اغتيال قيادي من «فيلق القدس» في طهران ,«الحرس الثوري» اتهم «قوى الاستكبار»

لندن - طهران: «الشرق الأوسط»/22 أيار/2022

في عملية اغتيال نادرة، قضى قيادي برتبة عقيد في «فيلق القدس»، الذراع الخارجية في «الحرس الثوري» الإيراني، بنيران مجهولين رشقوا سيارته أمام باب منزله في شرق العاصمة طهران، حسبما أوردت وسائل إعلام رسمية إيرانية. وقالت وكالة «إرنا» الرسمية إن شخصين يستقلان دراجة نارية أطلقا النار على العقيد صياد خدائي، أحد «المدافعين عن الحرم»، في الساعة الرابعة مساء بالتوقيت المحلي، بينما كان في طريق العودة إلى منزله في شارع «مجاهدين إسلام»، مشيرة إلى إصابته بخمس رصاصات. لكن وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» ذكرت أنه يُدعى حسن صياد خداياري، موضحة: «اغتيل بينما كان في سيارته أمام منزله الشخصي»، وقالت إن «زوجته كانت أول من عثر على جثته». وتدل تسمية «مدافعي الحرم» في إيران على عناصر «الحرس الثوري» الذين يقومون بمهام عسكرية واستخباراتية تحت لواء ذراعه الخارجية، «فيلق القدس»، في سوريا والعراق. وتداولت وسائل إعلام إيرانية صورة التقطت بعد لحظات من مقتله. وقال أحد الشهود لوكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» إنه سمع صوتاً صاخباً لدراجة نارية تبتعد عن المكان، مضيفاً أنه وصل لسيارة خدائي الذي كان يلفظ آخر أنفاسه، واتصل بفرق الإسعاف على الفور. وقال شاهد عيان آخر، إنه حاول العبور من الشارع، لكنه واجه سيارة تقطع الطريق على المارة. وقال شاهد عيان آخر إنه رأى أحد المسلحين بعد إطلاق النار، بينما كان يركض باتجاه دارجة نارية يقودها مهاجم آخر، قبل أن يتبعدا عن المكان. وأشار تقرير وكالة «فارس» إلى «وجود كاميرا مراقبة» بالقرب من مكان الهجوم. وعلى نقيض وكالة «تسنيم»، قال «الحرس الثوري» في بيان رسمي إنه العقيد صياد خدائي.

ووصف «الحرس» استهداف خدائي بـ«عملية إرهابية»، متهماً مَن سماهم «عناصر مرتبطة بالاستكبار العالمي» بالوقوف وراءها. وأعلن «الحرس» عن فتح تحقيق لتحديد هوية المهاجم أو المهاجمين. جاءت عملية الاغتيال بفارق زمني ضئيل عن إعلان جهاز استخبارات «الحرس الثوري» اكتشاف أعضاء من شبكة جهاز مخابرات إسرائيلي، وإلقاء القبض عليهم، حسبما أوردت وكالة «إيسنا» الحكومية. وقالت خدمة العلاقات العامة في «الحرس الثوري» في بيان: «بتوجيه من جهاز المخابرات التابع للنظام الصهيوني، حاولت الشبكة سرقة وتدمير الممتلكات الشخصية والعامة والخطف وانتزاع اعترافات ملفقة من خلال شبكة من أراذل وأوباش». وهذه أكبر عمليات اغتيال يتعرض لها مسؤول إيراني، بعد اغتيال محسن فخري زاده، نائب وزير الدفاع لشؤون الأبحاث مسؤول الملف الأمني والعسكري في البرنامج النووي الإيراني، في نوفمبر 2020، الذي قضى في عملية إطلاق نار من رشاش آلي بينما كان في طريقه إلى طهران قادماً من مدية آبسرد في محافظة البرز (شرق العاصمة الإيرانية). وفي أغسطس 2020، أعلنت وسائل إعلام إيرانية عن اغتيال أستاذ التاريخ اللبناني يُدعى حبيب داود، وابنته مريم البالغة من العمر 27 عاماً، بنيران مجهولين في أحد شوارع العاصمة طهران. ولكن صحيفة «نيويورك تايمز» نقلت عن مسؤولين في الاستخبارات، في نوفمبر من نفس العام، أن عملية الاغتيال نفذها عميلان إسرائيليان يستقلان دراجة نارية في العاصمة طهران، واستهدفت الرجل الثاني في «القاعدة»، أبو محمد المصري، المتهم بالمشاركة في تدبير الاعتداءات التي استهدفت سفارتي الولايات المتحدة في شرق أفريقيا عام 1998، وقُتلت معه فعلاً ابنته مريم التي تبيّن أنها أرملة حمزة بن لادن، نجل زعيم «القاعدة».

 

عُمان وإيران تتطلعان لتوقيع مذكرات تفاهم اقتصادية وتجارية

مسقط: «الشرق الأوسط»/22 أيار/2022

عشية زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى مسقط، استعرض وزير الخارجية العماني بدر بن حمد البوسعيدي ووفد من المسؤولين الإيرانيين يرأسهم وزير النفط جواد أوجي، العلاقات الثنائية والتعاون بين البلدين في مختلف المجالات وسبل تطويرها، خصوصاً تلك المتعلقة بالتعاون في مجال الطاقة، حسبما أوردت وكالة الأنباء العمانية. وتتطلع عمان وإيران إلى توقيع مذكرات تفاقم اقتصادية وتجارية، عندما يستقبل سلطان عمان هيثم بن طارق، الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الذي يصل إلى مسقط في زيارة تستغرق يوماً، وهي الزيارة الثانية له إلى دولة خليجية منذ توليه منصب الرئاسة في أغسطس (آب) الماضي. وقالت وكالة الأنباء العمانية في تحليل عن زيارة الرئيس الإيراني، إن «العلاقات العُمانية - الإيرانية قامت على أسس ثابتة ومتينة من بينها حُسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية». وأشارت الوكالة إلى دور عمان في محادثات فيينا الهادفة لاستعادة الاتفاق النووي، وذلك بعد مساهمتها في المفاوضات التي سبقت الاتفاق لعام 2015. وأجرت طهران وواشنطن محادثات غير مباشرة في فيينا على مدى العام الماضي لإحياء الاتفاق النووي الذي أدى إلى رفع العقوبات، لكن المفاوضات تواجه أفقاً قاتماً بسبب طلب إيراني برفع «الحرس الثوري» عن قائمة المنظمات الإرهابية. اقتصادياً، لفتت وكالة الأنباء العمانية إلى أن «البلدين يسعيان إلى تحقيق الاستفادة القصوى في الجانب الاقتصادي، لا سيما في قطاعات التنويع الاقتصادي والفرص الاستثمارية». وبلغ حجم التبادل التجاري في العام الماضي، ملياراً و336 مليون دولار أميركي. وأفادت الوكالة العمانية بأن إجمالي الشركات الإيرانية المستثمرة في السلطنة «بلغ ألفين و710 شركات، منها ألف و163 لمستثمرين إيرانيين بنسبة تملك 100 في المائة، وألف و547 بشراكة عُمانية - إيرانية». وكانت وسائل إعلام إيرانية قد أعلنت أول من أمس، أن أوجي وافق على إحياء مشروع مد خط أنابيب لضخ الغاز الإيراني إلى سلطنة عمان بعد توقف دام نحو عقدين. وتمتلك إيران أحد أكبر احتياطيات الغاز في العالم. وتتطلع سلطنة عمان إلى الاستفادة من ذلك أملاً في تغذية صناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة ومصانع تصدير الغاز الطبيعي المسال. وفي عام 2013، وقع البلدان اتفاقاً بقيمة 60 مليار دولار على مدى 25 عاماً تزود إيران بموجبه عمان بالغاز عبر خط أنابيب تحت البحر. وفي عام 2016، جدد البلدان جهودهما لتنفيذ هذا المشروع. وقالت إيران في عام 2017، إنها اتفقت مع سلطنة عمان على تغيير مسار خط الأنابيب المخطط له لتجنب المياه التي تسيطر عليها الإمارات العربية المتحدة. وجرى تأجيل المشروع لاحقاً بسبب خلافات سعرية وضغط أميركي على عمان لإيجاد موردين آخرين. ثم انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي لعام 2015 بين القوى العالمية وإيران وأعادت فرض العقوبات على طهران في 2018.

 

بعد تأكيد قطري... طهران تتراجع عن استعدادها لحل وسط في «النووي»

لندن - طهران: «الشرق الأوسط»/22 أيار/2022

بعد ساعات من تأكيد وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني على استعداد القيادة الإيرانية لـ«مساومة» بشأن حل وسط في المفاوضات الهادفة لإحياء الاتفاق النووي، تراجعت طهران، مبدية شكوكا في «الترجمة» و«أغراضا دعائية». وقال آل ثاني في تصريحات صحافية إن التوصل إلى حل وسط سيدعم الاستقرار في منطقة الخليج وفي أسواق النفط، مضيفا أن «ضخ كميات إضافية من النفط الإيراني في الأسواق سيساعد في استقرار أسعار الخام وخفض التضخم». وكان لافتا أن آل ثاني اكتفى بالإشارة إلى القيادة الإيرانية دون أن يحدد المسؤول الذي أعرب عن استعداده لقبول حل وسط. لكن وزارة الخارجية الإيرانية، أعادت التصريحات إلى المرشد الإيراني علي خامنئي، قائلة إنها «أسيء ترجمتها، إما عن طريق الخطأ أو عن عمد، لأغراض دعائية»، حسبما ذكرت وكالة «تسنيم» التابعة لجهاز استخبارات «الحرس الثوري». وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده لوكالة «تسنيم» إن المرشد الإيراني «لم يدل بأي تصريحات عن حل وسط، لكنه قال لأمير قطر: نقول دائما إن المفاوضات يجب أن تكون مثمرة وليست مضيعة للوقت. يعرف الأميركيون ما عليهم القيام به فيما يتعلق بهذا الأمر». وبحسب رويترز، أضاف خطيب زاده «من الواضح من سياق تصريحات المرشد أنه (كان يقصد قول) إن الكرة في ملعب الولايات المتحدة التي يجب أن تتخذ قراراً سياسيا حكيما للوفاء بالتزاماتها». وركزت وسائل الإعلام الفارسية غير الخاضعة للحكومة الإيرانية على مفردة «مساومة». وكان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قد عبر الجمعة الماضي عن تفاؤله إزاء فرص التوصل إلى اتفاق بين الولايات المتحدة وإيران مبديا استعداده للمساهمة في ذلك. وكان الشيخ تميم التقى مع خامنئي خلال زيارة إلى إيران في وقت سابق من هذا الشهر. وأجرت طهران وواشنطن محادثات غير مباشرة على مدى العام الفائت لإحياء الاتفاق النووي مع القوى العالمية المبرم عام 2015، لكن المفاوضات توقفت. وقالت طهران مراراً إن على واشنطن أن تتخذ قراراً سياسيا باحترام «الخطوط الحمراء» لإيران والتي تتضمن رفع «الحرس الثوري» من قائمة الولايات المتحدة السوداء للمنظمات الإرهابية. وحذر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل مساء السبت من إطالة فترة التوقف في المحادثات. وكتب على تويتر «كلما انتظرنا أكثر أصبح إنهاء المفاوضات أكثر صعوبة». وكان بوريل يعلق في تغريدة على تويتر على مكالمته الهاتفية الأخيرة مع وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، مساء الجمعة. وقال بوريل إنه تحدث مع المسؤول الإيراني لإثارة القضايا الثنائية الملحة ومناقشة الخطوات التالية لاستعاد الاتفاق النووي. جاءت تغريدة بوريل، بعد ساعات من بيان إيراني الذي نقل من عبد اللهيان قوله إن إيران «لديها حسن النية والإرادة اللازمة في التوصل إلى اتفاق»، وحاول تعزيز موقفه بما وصفتها طهران «مبادرات» طرحتها على المنسق الأوروبي لمحادثات فيينا، إنريكي مورا الذي زار طهران في وقت سابق من هذا الشهر بهدف كسر الجمود في المسار الدبلوماسي المتعثر.

 

الرئيس الإيراني يلتقي سلطان عمان في مسقط غداً

لندن - طهران: «الشرق الأوسط»/22 أيار/2022

يزور الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي عُمان الاثنين بدعوة من السلطان هيثم بن طارق، وفق ما أفاد الإعلام الرسمي في طهران، في ثاني محطة عربية له منذ توليه مهامه. وسيتوجه رئيسي إلى مسقط «على رأس وفد رفيع المستوى لتوسيع العلاقات الاقتصادية والسياسية والثقافية». ومن المقرر أن يوقع الجانبان اتفاقات تعاون، حسبما أوردت وكالات رسمية إيرانية. ويتضمن جدول الأعمال اجتماعاً مع التجار ورجال الأعمال العمانيين. وذكرت بعض التقارير أن وفداً يضم 50 شخصاً من التجار ورجال الأعمال الإيرانيين، قد زاروا سلطنة عمان الأسبوع الماضي لتوفير الأرضية لتنمية العلاقات الاقتصادية والتجارية بين إيران وسلطنة عمان. وهذه الزيارة هي خامس زيارة خارجية يقوم بها الرئيس الإيراني منذ توليه منصب رئاسة الجمهورية قبل نحو 9 أشهر. وستكون الثانية إلى دولة عربية خليجية منذ توليه مهامه في أغسطس (آب) 2021، بعدما زار قطر في فبراير (شباط) حيث التقى الأمير الشيخ تميم بن حمد وشارك في مؤتمر للدول المصدرة للغاز. وقال رئيسي بعد توليه الرئاسة إن تعزيز العلاقات مع دول الجوار «يشكل أولوية في سياسة حكومته الخارجية»، في محاولة لإنهاء عزلة إيران الإقليمية وتخفيف معاناتها الاقتصادية، في ظل شكوك بقدرته على التغيير خصوصاً أن خطوط السياسية الخارجية يرسمها المرشد الإيراني علي خامنئي. وكانت الرئاسة الإيرانية قد أعلنت في فبراير تلقي رئيسي دعوة من السلطان هيثم لزيارة عمان، وذلك على هامش استقباله في طهران وزير خارجية السلطنة بدر بن حمد البوسعيدي. وترتبط إيران بعلاقات سياسية واقتصادية وثيقة مع سلطنة عمان لعبت دور الوسيط بين طهران والولايات المتحدة خصوصاً في فترة المفاوضات السرية التي سبقت انطلاق المفاوضات النووية في 2013. وتأتي زيارة الرئيس الإيراني إلى مسقط في وقت تبذل جهود دبلوماسية لكسر الجمود الحاصل في المباحثات الهادفة إلى إحياء هذا الاتفاق الذي انسحبت منه واشنطن أحادياً عام 2018. وسعياً لإنقاذ هذا الاتفاق، بدأت إيران والقوى الكبرى في أبريل (نيسان) 2021 مباحثات شاركت فيها الولايات المتحدة بشكل غير مباشر. وعلقت المباحثات رسمياً في مارس (آذار)، مع تأكيد المعنيين أن التفاهم بات شبه منجز، لكن مع تبقي نقاط تباين بين واشنطن وطهران، أبرزها طلب الأخيرة شطب اسم «الحرس الثوري» الموازي للجيش النظامي من قائمة المنظمات «الإرهابية» الأجنبية.

وزار أمير قطر الشيخ تميم بن حمد طهران في 12 مايو (أيار) الحالي، حيث أكد أن الدوحة التي تربطها علاقات جيدة بكل من طهران وواشنطن، تعمل على دفع المباحثات المتعثرة قدماً. وخلال زيارة إلى ألمانيا الجمعة، أكد الشيخ تميم أن قطر متفائلة بإمكان إبرام تفاهم بهذا الشأن.

ونقلت وكالة الأنباء القطرية الرسمية أن الأمير شدد على «أهمية التعاون بين كل من إيران وأوروبا والولايات المتحدة»، معرباً عن «تفاؤل دولة قطر بالحوار بين هذه الأطراف». كذلك أبدى الشيخ حمد «استعداد دولة قطر للوساطة بين إيران وأوروبا والولايات المتحدة في حال طُلب منها ذلك»، وفق ما أوردت الوكالة. وبالتزامن، جرت مشاورات هاتفية بين مسؤول السياسية الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، ووزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان حول آخر تطورات مفاوضات فيينا. وأفادت الخارجية الإيرانية في بيان بأن عبداللهيان أشار إلى «المبادرات» التي طرحتها إيران في الزيارة الأخيرة لنائب بوريل، إنريكي مورا الذي يلعب دور المنسق في محادثات فيينا. ونقل البيان عن عبداللهيان قوله إن إيران «جادة في التوصل إلى اتفاق قوي ومستدام»، مشيراً إلى أن طهران «لديها حسن النية والإرادة اللازمة للوصول إلى اتفاق». ونسب بيان «الخارجية الإيرانية» إلى بوريل أنه أشار إلى «المبادرات» التي طرحت من الجانب الإيراني طيلة المفاوضات. وقال: «نحن الآن في طريق تحديث استمرار المفاوضات، والتركيز على الحلول». وتابع: «مصممون على مواصلة الاتصالات الجارية بين طهران وواشنطن بهدف تقريب وجهات النظر»، معرباً عن أمله بأن «تحقق نتيجة جيدة».

 

زوجة مواطن سويدي مهدد بالإعدام في إيران تناشد الاتحاد الأوروبي

لندن: «الشرق الأوسط»/22 أيار/2022

قالت زوجة الأكاديمي السويدي من أصل إيراني، أحمد رضا جلالي، إنه لا يزال على قيد الحياة، وناشدت الاتحاد الأوروبي ضمان الإفراج عن زوجها، الذي يواجه احتمال تنفيذ حكم الإعدام في حقه قريباً بإيران. وقالت فيدا مهرانيا في مقتطفات من مقابلة أجرتها معها قناة «زد دي إف» الألمانية السبت: «يتعين على الاتحاد الأوروبي ألا يسمح بقتل رجل بريء بهذه الطريقة غير الإنسانية». وأضافت: «آمل في أن يتمكن الاتحاد الأوروبي من العمل بشكل حاسم من أجل إعادة أحمد رضا إلى الوطن». واعتقل جلالي الذي كان مقيماً في استوكهولم، حيث عمل في معهد كارولينسكا الطبي، خلال زيارة لإيران في أبريل (نيسان) 2016. وحُكم عليه بالإعدام في عام 2017 بتهمة نقل معلومات عن عالمين نوويين إيرانيين إلى وكالة الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) أدت إلى اغتيالهما، وهي تهم يرفضها جلالي. وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن عملية إعدامه قد تنفّذ بحلول 21 مايو (أيار)، في حكم شدد مسؤولون مراراً على أنه سيطبّق. وبحسب زوجته، فإن حكم الإعدام لم ينفذ بعد ووزير العدل الإيراني يدرس إرجاءه. ودعت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان الثلاثاء، طهران، إلى تعليق تنفيذ حكم الإعدام، مطالبة بإلغاء العقوبة بحق جلالي. وكانت منظمة العفو الدولية قد أكدت الخميس، أن المواطن الإيراني - السويدي الذي يواجه احتمال تنفيذ حكم الإعدام في حقه قريباً بإيران محتجز «رهينة»، في مسعى لإجبار بلجيكا والسويد على تقديم تنازلات في قضيتين مرتبطتين بمسؤولين إيرانيين سابقين. ويأتي الخطر الذي يواجهه جلالي في وقت يزداد فيه الغضب بأوساط عائلات المواطنين الغربيين الذين تحتجزهم إيران، لسنوات أحياناً، ويرون أنهم محتجزون كورقة ضغط في إطار لعبة سياسية لا علاقة للمعتقلين بها. وقالت منظمة العفو الدولية: «تشير أدلة متزايدة إلى أن السلطات الإيرانية تحتجز جلالي رهينة، وتهدد بإعدامه لإجبار أطراف أخرى على مبادلته بمسؤولين إيرانيين سابقين أدينوا أو تجري محاكمتهم في الخارج والامتناع عن أي ملاحقات قضائية مستقبلية لمسؤولين إيرانيين». وفي قضية غير مسبوقة، تحاكم محكمة سويدية حميد نوري، وهو مسؤول سجن سابق، بشبهة الضلوع في مجازر وقعت في سجون إيرانية عام 1988، بينما يتوقع صدور الحكم في حقه في 14 يوليو (تموز). ويحاكم نوري الذي أوقف في السويد في نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، بناء على مبدأ الاختصاص القضائي العالمي الذي يسمح للدول بالتحقيق في جرائم خطرة ارتُكبت في الخارج. في الأثناء، يمضي دبلوماسي إيراني سابق هو أسد الله أسدي عقوبة بالسجن 20 عاماً في بلجيكا، على خلفية دوره في التخطيط لهجوم على تجمّع للمعارضة الإيرانية في فرنسا عام 2018.

وقالت نائبة مديرة مكتب منظمة العفو للشرق الأوسط وشمال أفريقيا ديانا الطحاوي: «تستخدم السلطات الإيرانية حياة أحمد رضا جلالي ورقة ضمن لعبة سياسية قاسية، مصعّدة تهديداتها بإعدامه رداً على عدم الاستجابة لمطالبها». وأضافت: «تحاول السلطات حرف مسار العدالة في السويد وبلجيكا ويجب التحقيق في جريمة احتجاز الرهائن».

 

الحكومة الإيرانية تتمسك بالتعديلات الاقتصادية وتحذيرات من تعمق الأزمة

لندن - طهران: «الشرق الأوسط»/22 أيار/2022

تمسك الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بالمضي قدماً في تعديلات جذرية في نظام الدعم الحكومي للسلع الاستهلاكية الأساسية، ما أدى إلى موجة جديدة من الاحتجاجات المعيشية، إثر قفزة في أسعار المواد الغذائية. وعزا رئيسي مرة أخرى نهج الحكومة في الملف الاقتصادي إلى محاربة الفساد. وقال في مؤتمر عن «الخصخصة» إن من المقرر «اتخاذ قرارات صعبة» على مستوى البلاد. وأضاف: «ربما البعض لا يوافق على هذا الأمر، لكن لا عيب في إلقاء نظرة انتقادية إلى الأعمال وستدلنا إلى أفق واضح يواجه اقتصادنا». وقال رئيسي: «جئنا للحكومة لكي نصلح حاضنا في اقتصاد، لكي لا تكون هناك قضايا تتطلب متابعة القضاء». واتخذت الحكومة خطوات عملية بداية الشهر الحالي، للعمل بخطة خفض الدعم المخصص للسلع الغذائية، في سياق ما يوصف بـ«الدولار الحكومي»، وذلك وفقاً لخطة الموازنة العامة التي أقر البرلمان الإيراني خطوطها العريضة في يناير (كانون الثاني) الماضي، رغم تحذيرات الخبراء من تداعياتها السلبية على التضخم الذي تقول الحكومة إنه يصل إلى نحو 40 في المائة، فيما تشير تقديرات أخرى إلى أكثر من 50 في المائة. وبدأت الحكومة خطة التخلي عن دعم الدولار المخصص للسلع الغذائية، بوقفه القمح، ما رفع سعر الطحين (الدقيق)، ووصل سعر الخبز إلى عشرة أضعاف، قبل أن تعلن وزارة الداخلية الإيرانية رسمياً رفع أسعار الألبان وزيت الطهي والبيض والدجاج. وتناوبت مدن في أنحاء البلاد، منذ 6 مايو (أيار) الحالي، على الاحتجاج ضد ارتفاع الأسعار. وبموازاتها، نشرت السلطات عدداً كبيراً من قوات الشرطة وقوات «الباسيج» التابعة لـ«الحرس الثوري»، لإخماد الاحتجاجات قبل توسع نطاقها في المناطق التي تشهد نزول الإيرانيين إلى الشارع. وذكرت وكالة «هرانا» المعنية بحقوق الإنسان في إيران أن 10 من أصل 31 محافظة إيرانية، شهدت 35 تجمعاً احتجاجياً في غضون الأسبوعين الماضيين، مشيرة إلى اعتقال 449 محتجاً في محافظة الأحواز ذات الأغلبية العربية، في جنوب البلاد. وبحسب تسجيلات فيديو، سقط حتى الآن ما لا يقل عن ستة قتلى. ولم تقدم السلطات الإيرانية أي إحصائية للمعتقلين والقتلى حتى الآن. وخلال الأيام الماضية، أظهرت تسجيلات فيديو أن السلطات استخدمت الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي ضد المتظاهرين. واعترفت الحكومة، الأسبوع الماضي، بخروج احتجاجات لكنها وصفتها بأنها تجمعات صغيرة، وقالت السلطات إن الاضطرابات الجديدة «أثارها أعداء أجانب»، في تكرار لأوصاف استخدمتها السلطات الإيرانية للاحتجاجات والتجمعات ضد تدهور الوضع المعيشي خلال السنوات الخمس الماضية. وأفادت وسائل إعلام رسمية، الأسبوع الماضي، باعتقال «عشرات المشاغبين والمحرضين»، بحسب «رويترز». ونظم معلمون احتجاجات في جميع أنحاء إيران في الآونة الأخيرة للمطالبة برفع الرواتب وتحسين ظروف العمل. وتم اعتقال العشرات. وسرعان ما اكتسبت الاحتجاجات منحى سياسياً، إذ دعت الحشود إلى نهاية المؤسسة الحاكمة، على غرار الاحتجاجات العامة في 2017 و2019 وانطلقت شرارة الأخيرة بسبب ارتفاع مفاجئ لأسعار الوقود.

ويقول مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي بإيران إن خدمات الإنترنت معطلة منذ الأسبوع الماضي، وهو ما يُنظر إليه على أنه محاولة من قبل السلطات لوقف استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتنظيم التجمعات ونشر مقاطع مصورة. ونفى المسؤولون الإيرانيون حدوث أي انقطاع في الإنترنت.

ودافعت قوات «الحرس الثوري» عن إجراءات الحكومة. ووصف قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي، تلك الإجراءات بأنها «جراحة اقتصادية»، وعرض مساعدة قوات «الباسيج» الذراع التعبوية لـ«الحرس الثوري» لتنفيذ خطة الحكومة. وعاد سلامي للتعليق، الجمعة، على التطورات في إيران، وقال: «يعتقد الأعداء خطأ أن الشعب الإيراني سيستجيب... للشائعات التي ينشرونها والأكاذيب التي يقولونها». ونشر ناشطون، أواسط الأسبوع الجاري، صوراً من منشورات لقوات «الباسيج» تدعو إلى تنظيم تجمعات «موازية» في تأييد للحكومة، ضد الاحتجاجات الشعبية. وبالفعل خرجت أول من أمس، وعرض التلفزيون الرسمي مسيرات مؤيدة للحكومة، وهم يهتفون «الموت لأميركا» و«الموت لإسرائيل»، في عدد من المدن التي شهدت احتجاجات حاشدة. وحذرت رابطة علماء الاجتماع في إيران من تعمق الأزمة الحالية. وقالت، في بيان تناقلته مواقع محلية أمس، إن «الإصرار على الأساليب المجربة والمكلفة وغير الفاعلة، توسع وتعمق نطاق الاحتجاجات». ويحتج البيان على اعتقال الأستاذ الجامعي في علم الاجتماع سعيد مدني، وهو أحد الباحثين المختصين في دراسة «الحركات الاجتماعية» في البلاد. وبحسب أرقام رسمية، يعيش زهاء نصف سكان إيران، البالغ عددهم 85 مليون نسمة، تحت خط الفقر. وفاقمت العقوبات الأميركية، إلى جانب ارتفاع التضخم والبطالة وتراجع العملة الوطنية والفساد الحكومي، الوضع الاقتصادي المتردي. وسحب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، واشنطن عام 2018 من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران وست قوى كبرى، وأعاد فرض العقوبات على طهران. وتعثرت المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران منذ مارس (آذار).

 

قلق روسي من تحوّل القطب الشمالي إلى ساحة حرب دولية

قتال عنيف حول سيفيرودونيتسك... وموسكو تمدّد حظر دخول ألف مواطن أميركي وكندي

كييف، عواصم – وكالات/22 أيار/2022

 أعرب السفير بوزارة الخارجية الروسية رئيس لجنة كبار المسؤولين في مجلس القطب الشمالي نيكولاي كورشونوف، عن قلق بلاده من تحول منطقة القطب الشمالي إلى ما وصفه بساحة حرب دولية، بعد تخلي هلسنكي وستوكهولم عن سياسة الحياد التي انتهجتاها لعقود، مع تقدمهما بطلب الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو” مطلع الأسبوع الماضي. وقال المسؤول الروسي، إن “المنطقة تتحول إلى مسرح دولي للعمليات العسكرية”، مؤكدا أن هذا اتجاه مقلق للغاية، بحسب ما نقلت وكالة “سبوتنيك”. كما أشار إلى أن بلاده ترى أن النشاط العسكري الدولي يتزايد في خطوط العرض العليا، كما يحدث تدويل لهذا النشاط، قائلاً: “هذا اتجاه مقلق جداً”. في غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنه تم شن قصف جوي على نحو 40 هدفا، بينها خمسة مستودعات أسلحة في دونباس، وهو اسم للمنطقة التي تضم كلا من لوهانسك ودونيتسك. كما استهدفت الصواريخ والمدفعية أكثر من 580 هدفا في جميع أنحاء البلاد. في حين وصل الرئيس البولندي أندريه دودا إلى العاصمة الأوكرانية كييف مرة أخرى، في زيارة لدعم الدولة التي تتعرض لحرب روسية. ودودا أول رئيس دولة يلقي كلمة أمام الرادا، البرلمان الأوكراني، منذ بداية الحرب قبل 3 أشهر مضت، وفقا لإدارة الرئاسة البولندية في وارسو. في حين، ذكر الانفصاليون الموالون لروسيا في شرق أوكرانيا أن هناك 78 امرأة من بين المقاتلين، الذين تم أسرهم في مصنع آزوفستال للصلب في مدينة ماريوبول الساحلية في جنوب شرق أوكرانيا. وبحسب وكالة تاس الروسية، قال زعيم الانفصاليين في دونيتسك دينيس بوشلين، إن أجانب قد تم أسرهم أيضا في روسيا، لكنه لم يذكر رقما محددا حتى الآن. من جهته، صرح نائب بالبرلمان الروسي خبير السياسة الخارجية الروسي ليونايد شلوتسكي بأن موسكو تدرس، مقايضة أوكرانيا بشأن المقاتلين، الذين تم أسرهم في مصنع أزوفستال الأوكرانى للصلب. وقال، إنه كانت هناك مناقشة لاحتمال مبادلة المقاتلين الأوكرانيين الذين تم أسرهم في ماريوبول بالسياسي الموالي لروسيا فيكتور ميدفيدتشوك. ونقلت وكالة أنباء “إنترفاكس” الروسية عن شلوتسكي قوله: “سندرس احتمالية مبادلة مقاتلي أزوف بميدفيدتشوك”. وجاء اقتراحه كترديد لاقتراح يتعلق بميدفيدتشوك من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل أسابيع، الذي تم اعتقاله منتصف أبريل، وتم اتهامه بالخيانة والاختلاس. ويعتبر ميدفيدتشوك أوثق حليف للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوكرانيا.  مددت روسيا حظر دخول ما إجماليه 963 من المواطنين الأميركيين و26 من الكنديين، في إجراء انتقامي للعقوبات التي يفرضها الغرب ضد موسكو بسبب حربها ضد أوكرانيا.

 

روسيا مستعدة لاستئناف المفاوضات مع كييف

موسكو: «الشرق الأوسط أونلاين»/22 أيار/2022

قال مستشار القصر الرئاسي الروسي والمسؤول عن المفاوضات مع كييف، فلاديمير ميدينسكي، اليوم (الأحد)، إن روسيا مستعدة لاستئناف محادثات السلام مع أوكرانيا، مؤكداً أن كييف وراء تعليقها. وأضاف ميدينسكي في مقابلة مع التلفزيون البيلاروسي: «من جانبنا نحن مستعدون لمواصلة الحوار». وأشار إلى أن «تجميد المحادثات كان بمبادرة من أوكرانيا»، معتبراً أن «الكرة أصبحت في ملعبهم». وختم: «روسيا لم ترفض يوماً التفاوض». جرت مفاوضات بعد بدء غزو القوات الروسية لأوكرانيا في 24 فبراير (شباط) وفشلها في الاستيلاء على العاصمة بسرعة. التقى وزيرا خارجية روسيا وأوكرانيا في مارس (آذار) في تركيا، ثم اجتمع الوفدان في إسطنبول لكن دون أي تقدم. وقال المفاوض الأوكراني ميخايلو بودولياك الأسبوع الماضي إن المحادثات «عُلقت»، مع إعادة روسيا تركيز «عمليتها الخاصة» في شرق أوكرانيا.

 

أميركا وفرنسا تبحثان دعم مساعي فنلندا والسويد الانضمام إلى الناتو

واشنطن: «الشرق الأوسط أونلاين»/22 أيار/2022

قالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان إن الوزير أنتوني بلينكن ونظيرته الفرنسية الجديدة كاثرين كولونا بحثا في مكالمة هاتفية، اليوم الأحد، شؤونا متعلقة بحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ومنها أفضل السبل لدعم مساعي فنلندا والسويد للانضمام إلى الحلف. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس في البيان إن بلينكن وكولونا اتفقا أيضاً على أهمية استمرار الدعم لأوكرانيا ومواصلة «التكاليف الباهظة» التي يتكبدها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسبب غزوه لأوكرانيا. وتصف روسيا عملها العسكري في أوكرانيا بأنه «عملية خاصة».

 

أوكرانيا تمدد العمل بالأحكام العرفية والتعبئة العامة ثلاثة أشهر

كيف: «الشرق الأوسط أونلاين»/22 أيار/2022

مددت أوكرانيا العمل بالأحكام العرفية والتعبئة العامة، اليوم (الأحد)، لمدة ثلاثة أشهر، الإجراءان اللذان فرضا منذ بدء الغزو الروسي في نهاية فبراير (شباط). وافق البرلمان الأوكراني، اليوم، بالأغلبية المطلقة على المرسومين الرئاسيين بشأن تمديد الأحكام العرفية والتعبئة العامة حتى 23 أغسطس (آب). وقع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي المرسومين في 24 فبراير (شباط)، وسبق أن مدد العمل بهما مرتين لمدة شهر واحد. بعد نحو ثلاثة أشهر من بدء هجومها، واصلت روسيا اليوم قصف أهداف في دونباس بشرق أوكرانيا. وإثر فشلها في السيطرة على كييف ومحيطها، باتت القوات الروسية تركز جهودها منذ مارس (آذار) في شرق البلاد حيث يشتد القتال.

 

وزير التضامن الفرنسي الجديد ينفي اتهامات باغتصاب امرأتين

باريس: «الشرق الأوسط أونلاين»/22 أيار/2022

نفى داميان أباد، وزير التضامن والمعاقين الفرنسي، المعيّن حديثاً، بشدة أنه اغتصب امرأتين بعد اتهامات نشرها، اليوم (الأحد)، موقع «ميديابارت» الإلكتروني اعتماداً على مقابلتين مع المرأتين. ونقل الموقع عن المرأتين قولهما إن أباد أجبرهما على إقامة علاقات جنسية معه. وقالتا إن ذلك حدث أواخر عام 2010 وأوائل عام 2011. وقال أباد و«ميديابارت» إن إحدى المرأتين قدمت شكوى للشرطة ضد أباد عام 2017 وتم حفظها دون اتخاذ مزيد من الإجراءات. وأضاف أباد في بيان أُرسل لـ«رويترز»: «أرفض بشدة هذه الاتهامات بالعنف الجنسي... العلاقات الجنسية التي أقمتها طوال حياتي كانت دائماً بالتراضي». وأوضح أباد أن إعاقته، وهي مرض يسمى اعوجاج المفاصل يؤثر على أطرافه الأربعة، جعلت من المستحيل عليه جسدياً ارتكاب الأفعال التي اتُّهم بها. وانضم أباد إلى الحكومة التي شُكلت يوم الجمعة بعد إعادة انتخاب الرئيس إيمانويل ماكرون. ورداً على طلب للتعليق على الاتهامات الموجهة لأباد، قالت رئيسة الوزراء إليزابيث بورن، إنها لم تكن على علم بها عندما انضم إلى الحكومة. وأضافت أن حكومتها ستتحمل عواقب تعيين أباد «إذا جد جديد وفُتحت قضية جديدة». ولم تدلِ بمزيد من التفاصيل.

 

تقرير: 50 خبيراً بالبراميل المتفجرة انتقلوا من سوريا لموسكو لدعم بوتين في الحرب

موسكو: «الشرق الأوسط أونلاين»/22 أيار/2022

يعتقد المسؤولون الأوروبيون أن الخبراء والفنيين المرتبطين بالبراميل المتفجرة سيئة السمعة، التي سبق أن استخدمها النظام السوري في عدد من المدن السورية وتسببت في دمار بمعظم أنحاء البلاد، قد تم نقلهم إلى روسيا للاستعانة بهم في حرب أوكرانيا. وبحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية، يقول ضباط المخابرات في أوروبا إن أكثر من 50 متخصصاً، جميعهم يتمتعون بخبرة واسعة في صنع وتسليم المتفجرات الخام، وصلوا إلى روسيا منذ عدة أسابيع حيث يعملون جنباً إلى جنب مع عدد من المسؤولين بالجيش الروسي. ورجح تقرير «الغارديان» أن يكون وصول أولئك الخبراء لروسيا هو أحد العوامل وراء التحذيرات الأميركية والأوروبية من أن الجيش الروسي ربما كان يستعد لاستخدام الأسلحة الكيميائية في حرب أوكرانيا. والبراميل المتفجرة هي براميل ممتلئة بوقود بترولي، ومسامير أو قطع حديدية حادة، يتم إسقاطها على المدن من طائرات هليكوبتر. وتم استخدام هذه البراميل من قبل النظام السوري على عدد من المدن والقرى السورية، مما أدى إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى. ومع عدم وجود أسلحة مضادة للطائرات، لم يكن لدى المعارضة المناهضة لنظام بشار الأسد سوى القليل لمواجهة التفوق الجوي لجيش النظام. ومع ذلك، فإن الوضع مختلف تماماً في أوكرانيا، حيث يمكن للقوات الأوكرانية المسلحة بصواريخ أرض - جو قاتلة إسقاط الطائرات والمروحيات الروسية. وقال مسؤول أوروبي: «ربما هذا هو السبب في كون روسيا لم تستخدم هذه الأسلحة في أوكرانيا بعد. لأنهم إذا استخدموها، فسيخسرون بكل تأكيد».وكان خبراء البراميل المتفجرة في طليعة القوات التي أرسلها النظام السوري إلى روسيا لدعم قوات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي كان دعمه فعالاً في أحكام قبضة نظام الأسد على السلطة. ويعتقد المسؤولون أن ما بين 800 و1000 جندي سوري تطوعوا حتى الآن للسفر إلى روسيا، حيث وعدهم الكرملين برواتب تتراوح بين 1500 و4000 دولار، أي ما يصل إلى 20 ضعف المبالغ التي سيتلقونها في سوريا، التي دمر الانهيار الاقتصادي قيمة عملتها المحلية.

 

بريطانيا ترصد «يومياً» إصابات جديدة بجدري القرود

لندن: «الشرق الأوسط أونلاين»/22 أيار/2022

تسجل المملكة المتحدة إصابات يومية جديدة بجدري القرود، على ما أعلنت مسؤولة بوكالة الأمن الصحي في البلاد، اليوم الأحد، وهي مسألة تقول الحكومة إنها تأخذها «على محمل الجد». وقالت كبيرة المستشارين الطبيين في وكالة الأمن الصحي سوزان هوبكنز لشبكة «بي بي سي»: «إننا نرصد إصابات إضافية كل يوم». وأوضحت هوبكنز أنه تم تسجيل عشرين إصابة في الأسبوع الماضي وسيتم نشر حصيلة جديدة الاثنين تتضمن «أرقام نهاية الأسبوع». سجلت العديد من الدول الأوروبية إصابات بجدري القرود التي قد يتزايد عددها في أوروبا، وفقاً لما ذكر مسؤول إقليمي في منظمة الصحة العالمية الجمعة. وأشارت هوبكنز إلى أن «الغالبية العظمى من الإصابات المسجلة حتى الآن في المملكة المتحدة، تتماثل للشفاء من تلقاء نفسها». وأضافت أن جدري القرود «مرض معدٍ جديد ينتشر في مجتمعنا مع مصابين لم يخالطوا قط أي شخص قادم من غرب أفريقيا»، حيث كان المرض موجوداً في السابق. وأوضحت أن انتقال العدوى سُجل «بشكل أساسي لدى الأفراد الذين يعرّفون أنفسهم كمثليين أو ثنائيي جنس أو لدى الرجال الذين مارسوا الجنس مع رجال»، مشيرة إلى أن انتقال العدوى يمكن تفسيره من خلال «الاتصال الوثيق المتكرر الذي قد يمارسونه». ودعت إلى اليقظة لأدنى عارض، مضيفة أن الخطر على السكان بشكل عام «منخفض للغاية». وإذ لا يوجد لقاح ضد جدري القرود الذي لا يتطلب علاجاً، إلا أنه يمكن إعطاء لقاح الجدري لحماية المخالطين، بحسب هوبكنز. وقال وزير التعليم نديم الزهاوي لـ«بي بي سي» إن الحكومة تتعامل مع الأمر «بجدية بالغة»، وإن المملكة المتحدة بدأت في شراء جرعات من لقاح الجدري.

 

فرنسا: انضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي قد يستغرق 20 عاماً

باريس: «الشرق الأوسط أونلاين»/22 أيار/2022

قال وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية كليمان بون، اليوم (الأحد)، إن انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي «سيستغرق على الأرجح 15 أو 20 عاما»، مقترحا أن تنخرط كييف في الأثناء في المنظمة السياسية الأوروبية التي اقترح الرئيس إيمانويل ماكرون إنشاءها. وأضاف بون: «علينا أن نكون صادقين... إذا قلنا إن أوكرانيا ستنضم إلى الاتحاد الأوروبي في غضون ستة أشهر أو سنة أو سنتين فنحن نكذب. ذلك ليس صحيحا. ربما يستغرق 15 أو 20 عاما وهو وقت طويل». وتابع: «في غضون ذلك، نحن مدينون للأوكرانيين... بمشروع سياسي يمكنهم الانخراط فيه».

 

النمسا تسجل أول حالة يُشتبه بإصابتها بجدري القرود

فيينا: «الشرق الأوسط أونلاين»/22 أيار/2022

ذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون الرسمية (أو آر إف) اليوم (الأحد) نقلاً عن متحدث باسم كبير مسؤولي الصحة في فيينا، أن المدينة سجلت أول حالة يُشتبه بإصابتها بجدري القرود في النمسا، وهي لرجل يبلغ من العمر 35 عاماً نُقل إلى المستشفى خلال الليل. وقالت «أو آر إف» إن المريض يعاني من أعراض معتادة للمرض، بما في ذلك ارتفاع طفيف في درجة الحرارة وبثور على وجهه، مضيفةً أن الاختبارات ستحدد ما إذا كان هذا هو في الواقع جدري القرود بحلول مساء الأحد. وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت أمس (السبت)، أن هناك نحو 80 حالة إصابة مؤكدة بمرض جدري القرود و50 حالة أخرى قيد الفحص والتحقق في 11 دولة. وأكدت السلطات في أستراليا وفرنسا وألمانيا اكتشاف أولى حالات الإصابة بفيروس جدري القرود (الجمعة)، حيث يواصل المرض النادر عادةً الظهور في عدد متنامٍ من الدول حول العالم. وذكرت منظمة الصحة العالمية أن جدري القرود ظهر بشكل متكرر في نيجيريا في السنوات الأخيرة. ومنذ عام 2017 كان هناك إجمالي 558 حالة مشتبهاً بها هناك. من بين تلك الحالات، 241 حالة مؤكدة وثماني حالات وفاة.

 

في ماريوبول... حياة الناجين مدمَّرة

كييف: «الشرق الأوسط أونلاين»/22 أيار/2022

تبدو هياكل المباني في مدينة ماريوبول الأوكرانية متفحّمة تحت سماء ملبّدة بالغيوم وممطرة. في وقت يستسلم آخر المقاومين الأوكرانيين أمام الروس، يبكي مارة مستقبلهم الضائع. خلّفت ثلاثة أشهر من المعارك مشهداً مروّعاً في عدد كبير من الأحياء ودفعت مئات آلاف السكان إلى الفرار وأسفرت عن عدد مجهول من القتلى لكنّه على الأرجح هائل، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. باتت الشوارع تخضع لسيطرة العسكريين الروس وحلفائهم الانفصاليين الذين احتلّوها على حساب تدمير مدينة ساحلية كانت تعدّ أكثر من نصف مليون نسمة قبل بدء الحرب. لاحظ صحافيون في وكالة الصحافة الفرنسية حجم الأضرار في أثناء رحلة للصحافة نظّمتها وزارة الدفاع الروسية هذا الأسبوع. في ذلك اليوم في 18 مايو (أيار)، لم يعد دويُّ المدافع المتواصل مسموعاً كما كان في الأسابيع السابقة، لأنه في مجمّع آزوفستال لصناعة الصلب يستسلم الجنود الأوكرانيون. إلا أن الجيش الروسي لم يسمح للصحافيين بالاقتراب من المصنع الضخم الذي أصبح رمزاً للمقاومة الأوكرانية الشرسة. وعدَت السلطات الموالية للروس بجعل ماريوبول منتجعاً بحرياً. لكن يصعب تخيّل هذا المشروع وسط تشابك الألواح المعدنية المتساقطة والحطام وأنقاض المباني التي دمّرتها الصواريخ والقذائف. مع انتهاء المعارك، بات السكان يتجرّأون على الخروج بحثاً عن أطعمة. يعبّر الأشخاص الذين قبِلوا التحدث، عن يأسهم حيال هذه المدينة التي تقول موسكو إنها «حرّرتها» من نير النازيين الجدد. تمشي أنجيلا كوبيتسا التي يبدو لون شعرها المصبوغ باهتاً، بسرعة أمام دورية عسكرية. ثمّ تردّ على سؤال فريق الصحافة الفرنسية بالروسية، بلهجة يتميّز بها سكان منطقة دونيتسك الأوكرانية التي تعدّها روسيا جمهورية مستقلة. وتقول أنجيلا (52 عاماً) التي كانت سابقاً ممرضة أطفال: «ماذا يمكن أن آمل بعد؟ ماذا أقول عندما يكون المنزل مدمّراً، عندما تكون الحياة مدمّرة؟». وتضيف: «ليس هناك لا عمل ولا طعام ولا مياه. كنّا نتقاسم مع الأطفال والأحفاد، ملعقة» طعام. متحدّثةً بحزن كبير عن الأطفال حديثي الولادة «الذين يموتون من الجوع في الحضانات».وتختم بالقول: «أي مستقبل؟ لم أعد آمل أي شيء»، قبل أن تذرف الدموع وتكمل طريقها بسرعة. من جانبها، كانت إيلينا إيلينا (55 عاماً) تعمل كأستاذة في جامعة ماريوبول المهنية في قسم المعلوماتية. تروي أن منزلها احترق و«لم يبقَ منه شيء» وأنها باتت تعيش في منزل ابنتها وصهرها. أمنيتها الوحيدة هي أن تستعيد الحياة التي كانت تعيشها قبل اندلاع النزاع. وتقول بغصّة: «أودّ أن أتمكن من العيش في شقّتي في أيام السلم، أن أثرثر مع أبنائي». يصطحب الجيش الروسي الصحافيين بعد ذلك، إلى حديقة الحيوانات في المدينة. تروي أوكسانا كريشتافوفيتش التي كانت تعمل طباخة في فندق في ماريوبول، أنه تمّ توظيفها للاهتمام بالحيوانات. تبدأ بعمر 41 عاماً حياة جديدة. تطعم الماشية وتحلب الأبقار وتدرك أنها أفضل حالاً من غيرها، لأنها تحصل على طعام مقابل هذا العمل. تقول وهي تحمل وعاء في قفص الراكون، إن «المطعم الذي كنتُ أعمل فيه على الضفة اليسرى دُمّر. كنت طباخة فيه، الآن بات زبائني» الحيوانات. وتُبدي بعض التفاؤل عندما تشير إلى أن ماريوبول «تفتقر إلى كل شيء» لكن «نعتاد، نتأقلم، نعيش». يعمل سيرغي بوغاتش (60 عاماً) حارساً في حديقة الحيوانات. قبل المعارك، كان يعمل في سكك الحديد في مجمّع آزوفستال الصناعي الذي كان آنذاك يوظّف أكبر عدد من الأشخاص في المدينة وبات اليوم مدمّراً. أواخر فبراير (شباط)، عندما أطلقت روسيا هجومها، كان لا يزال لديه شهران قبل أن يتقاعد، بعد 30 عاماً من العمل. أما الآن، فلا يعرف ما إذا كان سيحصل يوماً ما على معاشه التقاعدي. لكن من المستحيل أن يشتكي. فهو يقول بفخر إن «الشعب الأوكراني، ليس كسولاً. ما إن توقف إطلاق النار، خرج الناس من الملاجئ وبحثوا عن عمل. أصبح البعض يعمل».

 

روسيا تكثف هجومها شرق أوكرانيا... وكييف تستبعد وقف إطلاق النار

كييف: «الشرق الأوسط أونلاين»/22 أيار/2022

استبعدت أوكرانيا وقف إطلاق النار أو تقديم تنازلات لموسكو في الوقت الذي كثفت فيه روسيا هجومها في منطقة دونباس الشرقية وأوقفت تزويد فنلندا بالغاز في أحدث خطواتها رداً على العقوبات الغربية وعزلتها الدولية المتزايدة. وعاد الرئيس البولندي أندريه دودا، الذي اجتمع مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي في كييف الشهر الماضي، لإلقاء كلمة أمام البرلمان الأوكراني اليوم (الأحد) وهو أول زعيم أجنبي يقوم بذلك شخصياً. وبعد انتهاء مقاومة استمرت لأسابيع من جانب آخر المقاتلين الأوكرانيين في مدينة ماريوبول الاستراتيجية الجنوبية الشرقية، تشن روسيا هجوماً كبيراً في لوجانسك، أحد إقليمي دونباس. ويهيمن الانفصاليون المدعومون من روسيا بالفعل على مساحات شاسعة من الأراضي في لوجانسك وإقليم دونيتسك المجاور قبل الغزو في 24 فبراير (شباط) الماضي، لكن موسكو تريد الاستيلاء على آخر الأراضي المتبقية تحت سيطرة أوكرانيا في دونباس. وعلى الجبهة في دونيتسك، تسعى القوات الروسية لاختراق الدفاعات الأوكرانية للوصول إلى الحدود الإدارية لمنطقة لوجانسك، بينما واصلت شمالاً قصفاً عنيفاً لسيفيرودونتسك وليسيتشانسك حسبما ذكرت هيئة الأركان العامة الأوكرانية في تحديثها اليومي لتطورات الحرب اليوم (الأحد). وتشكل سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك الواقعة على الجانب الآخر عبر نهر سيفيرسكي دونتس الجزء الشرقي من جيب يسيطر عليه الأوكرانيون تحاول روسيا اقتحامه منذ منتصف أبريل (نيسان) بعد أن فشلت في السيطرة على كييف. وقالت وزارة الدفاع البريطانية اليوم (الأحد) إن روسيا تستخدم عربات «ترمينيتور» المدرعة المصممة لحماية الدبابات في ذلك الهجوم. واستبعد ميخائيلو بودولياك كبير المفاوضين الأوكرانيين في تصريحات لوكالة «رويترز» للأنباء أمس السبت الموافقة على وقف إطلاق النار أو أي اتفاق مع موسكو يتضمن التنازل عن أراض. وقال بودولياك وهو مستشار لزيلينسكي إن تقديم تنازلات ستكون له نتائج عكسية لأن روسيا سترد بقوة أكبر بعد أي توقف للقتال. وقال بودولياك في مقابلة في المكتب الرئاسي الخاضع لحراسة مشددة: «الحرب لن تتوقف (بعد التنازلات). ستتوقف قليلاً لبعض الوقت... سيبدأون (بعدها) هجوماً جديداً سيكون أكثر دموية وواسع النطاق». جاءت الدعوات الأخيرة لوقف فوري لإطلاق النار من وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن ورئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي. قد تكون نهاية القتال في ماريوبول، أكبر مدينة استولت عليها روسيا، حاسمة في تحقيق طموحاتها في دونباس. وستمنح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نصراً نادراً بعد سلسلة من الانتكاسات في نحو أربعة أشهر من القتال. قالت روسيا إن آخر القوات الأوكرانية المتحصنة في مصانع آزوفستال للصلب في ماريوبول استسلمت أمس (الجمعة).

ومن شأن السيطرة الكاملة على ماريوبول أن تمنح روسيا التحكم في طريق بري يربط شبه جزيرة القرم، التي استولت عليها موسكو في عام 2014. مع البر الرئيسي لروسيا ومناطق شرق أوكرانيا التي يسيطر عليها انفصاليون متحالفون مع موسكو.

* نزاع الغاز

قالت شركة الغاز الروسية المملوكة للدولة «غازبروم» أمس (السبت) إنها أوقفت صادرات الغاز إلى فنلندا التي رفضت مطالب موسكو بدفع مقابل الغاز بالروبل الروسي بعد أن فرضت دول غربية عقوبات على موسكو بسبب الغزو. وقالت فنلندا إنها متأهبة لوقف تدفقات الغاز الروسي. وتقدمت فنلندا وجارتها السويد يوم الأربعاء بطلب للانضمام إلى عضوية حلف شمال الأطلسي (ناتو) رغم أن ذلك يواجه مقاومة من تركيا عضو الحلف. وتُدفع قيمة معظم عقود التوريد الأوروبية باليورو أو الدولار. وقطعت موسكو الشهر الماضي الغاز عن بلغاريا وبولندا بعد أن رفضتا الشروط الجديدة. وعززت الدول الغربية أيضاً إمدادات الأسلحة لأوكرانيا. وحصلت كييف أمس (السبت) على دفعة كبيرة أخرى عندما وقع الرئيس الأميركي جو بايدن على قانون لتقديم ما يقرب من 40 مليار دولار من المساعدات العسكرية والاقتصادية والإنسانية لها. وتقول موسكو إن العقوبات الغربية، إلى جانب شحنات الأسلحة إلى كييف، بمثابة «حرب بالوكالة» من جانب الولايات المتحدة وحلفائها. ويصف بوتين الغزو بأنه «عملية عسكرية خاصة» لنزع سلاح أوكرانيا وتخليصها من القوميين المتطرفين المناهضين لروسيا. وترفض أوكرانيا وحلفاؤها ذلك ويصفونه بأنه ذريعة لا أساس لها للحرب التي أودت بحياة آلاف الأشخاص في أوكرانيا وشردت الملايين ودمرت مدناً. وقال زيلينسكي إنه شدد على أهمية فرض مزيد من العقوبات على روسيا وفتح الموانئ الأوكرانية في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي أمس (السبت).

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الأمل الآتي من الشارع…دعونا نسلم الحكم في لبنان للنساء

الكولونيل شر بل بركات/22 أيار/2022

http://eliasbejjaninews.com/archives/108821/108821/

أفرزت الانتخابات النيابية بدون شك كتلة برلمانية تمثل ثوار تشرين 2019 وقد كان هؤلاء ملأوا الساحات في لبنان خلال فترة التحرك الشعبي ضد منظومة الحكم ولو أن هذه الوجوه الجديدة أتت من بيئات مختلفة ومن مناطق أو طوائف أو خلفيات سياسية متنوعة إلا أنها كلها تعتبر نتاج الغضب على طريقة إدارة الحكم والتحاصص الذين ميزا الفترة السابقة ما أدى إلى تعطيل المؤسسات وأفقار البلد.

فكما كانت الثورة غير منظمة ولكنها تعبير محلي عن نوع من الرفض للواقع، هكذا أخرجت الانتخابات النيابية ثمارا متنوعة تشبه المناطق والحالة الشعبية التي يعيشها الناس. ومن هنا الأمل بأن هموم المواطن ومشاكله قد وصلت هذه المرة إلى مركز القرار ولو تحت ضغط الفاقة التي عمت البلاد.

نوعان من المشاكل رافقا الحالة اللبنانية السابقة؛ الأول هو محاولة فرض خط متشدد تسلح بالعنف والتعبئة وسائله القمع والقوة وخياره تنفيذ مخططات محور اقليمي يعتبر البلد موقع تحت سيطرته يريد المحافظة عليه باي ثمن، وخط آخر تربى في ظل الاحتلال وباع نفسه له مقابل بعض المكتسبات ولا يهمه من البلد سوى مصالحه الخاصة ومقدار الحصص التي يؤمنها تعاونه مع اي كان. الحالتان خلفتا نوعا من الاستقرار خفف التوترات طالما أمن الأول سيطرته على البلد وأمن الثاني مصلحته المادية. ولكن ما جرى كان نقمة على المواطنين الذين عاشوا في ظل هموم غير واقعية جعلتهم يتقبلون التخلي عن السيادة مقابل الادعاء بالحماية ووهم افتراضي بالرخاء في ظل اتكال الحكم الصوري على المساعدات الخارجية وعدم اهتمامه بالانتاجية أو التوازن بين الدخل والحاجة جعلهم يعتقدون بأن الأمور تسير بشكل طبيعي. وبينما غابت الرقابة والمساءلة، لاعتماد الحكومات التوافقية التي تمنع ممارسة الديمقراطية خوفا من الصراع بسبب تسلح فئة وتهديدها بالحرب الأهلية كلما خطر لها ذلك، كانت مزاريب الهدر تستهلك كافة أموال المساعدات المفترض أنها من أجل التنمية واقامة المشاريع المجدية. وإذا بالدولة الواقعة تحت عجز الديون الخارجية تسرق لقمة عيش المواطن لتكفي محاصصات الطغمة الحاكمة من جهة وتستعدي الدول المانحة من جهة أخرى تنفيذا لأوامر المحور "الممانع" لتقوم هذه بقطع باب الواردات ومن ثم تمتنع عن دفع متوجبات الديون لتقع تحت ضغط الدول الدائنة زيادة على مواضيع تتعلق بالتهريب على أنواعه وتجارة الممنوعات المنظمة والتي تغطيها شبكة متداخلة من قوى المحور.

صحيح بأن الثورة اندلعت قبل أن يشعر المواطن بثقل الوضع ولكنه بالرغم من كل التعتيم والتمويه فإن احساسه بأن هناك ما لا يسير بشكل طبيعي دفعه للتساؤل ولما لم يلق الاجابة المقنعة إعترض بالتظاهر فكان تخطيط جماعة القوة محاولة الاستيعاب والسيطرة وعند استمرار التظاهر والاعتراض خاف هؤلاء على مكتسباتهم فأطلقوا أفواج معسكرهم لفرط الثورة وتهذيب المتطاولين واستعمال كافة الوسائل المتاحة لديهم معتبرين بأن هؤلاء تجرأوا على المعاندة وهذه ظاهرة غير مقبولة. 

اليوم وبعد تكرار الخروقات التي توصلت إليها بعض الشخصيات البارزة في  قيادة الثورة بشكل أو بآخر وبعد سقوط رموز مهمة ممن حسب على قوى اقليمية، ها نحن أمام واقع جديد ستشكل فيه المواجهة عنصرا اساسيا لفرض استخدام الوسائل الديمقراطية من أجل التوصل إلى المراقبة والمساءلة اللتين تؤمنا حسن سير العمل وادارة المال العام. ولكن بما أن العنصر النسائي برز بشكل واضح في الخرق وبما أن المرأة تشكل أكثر من نصف المجتمع نقترح الحلول التالية للمراكز الأساسية والحساسة التي ستواجه البرلمان الجديد ومن بعده رئاسة الوزراء ورئاسة الجمهورية وهي المناصب الأساسية لقيادة البلاد ومن جملة هذه الاقتراحات تخلي الرئيس بري طوعا عن رئاسة المجلس النيابي وهو المنصب الذي شغله لمدة ثلاثين سنة متتالية وترشيح النائبة الدكتورة عناية عز الدين من حركة أمل لهذا المنصب وبما أننا لا نريد أن يتسلم النواب مناصب وزارية لحسن سير الرقابة من قبل المجلس على عمل الوزارة فإننا نقترح اسم من خارج المجلس مشهود له في الادارة والعمل وقد تسلم عدة وزارات سابقا وهي السيدة ريا الحسن لمنصب رئيسة الوزراء بينما يكون منصب رئيس الجمهورية من نصيب السيدة الشهيدة الحية ماي الشدياق التي تعرف معنى الألم والمعاناة وتعرف أهمية التخلص من الفوضى والتسيب. وهكذا نكون قد أنصفنا النساء نصف المجتمع وهن يحملن في تربيتهن وشخصياتهن وتعاملهن مع الآخر الكثير من الرقة وحسن التدبير المطلوبة لهذه المرحلة من العلاقات بين أركان الدولة.

فهل يمكن أن تقوم الدولة هذه المرة وتضبط أمورها على ايدي مشهود لها بالتنظيم؟ وعليه هل سيتمكن المجلس الجديد من القيام بمهماته في المراقبة والمساءلة والتشريع؟ وهل ستحمل الوزارة الجديدة عناصر فاعلة لا تقبل إلا بتنفيذ مخططاتها التي تعيد للبلد بريقه؟ وهل سيزين القصر الرئاسي بزهرة عانت من الظلم وتعرف معنى أن تزرع الأمل في النفوس وتعيد إلى البلد روح الحرية والسيادة والتخطيط لمستقبل الأجيال؟

أفكار نضعها برسم الكتل النيابية التي ستجتمع للنظر بالمرحلة القادمة من حكم البلاد حيث وصلت إلى أدنى نقطة في حالات السقوط ولن يعيد لها الروح إلا السعي المتواصل والجهد المتعب بدون كلل أو ملل ما تتحلى به المرأة عادة عندما تضع نصب أعينها مصلحة أبنائها وتخطط لمستقبلهم...  

 

إذا كان نصر الله...صادقاً!

فارس خشان/النهار العربي/22 أيار/2022

"التّحدي الداهم هو الأزمة الاقتصادية والمعيشية وأزمة الخبز والكهرباء وليس سلاح المقاومة" (الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله، 20 مايو 2022)

 موقف نصر الله هذا، صحيح من حيث المبدأ، فالدول التي تُواجه كوارث مالية واقتصادية واجتماعية، محكومة بإعادة ترتيب أولويّاتها، لأنْ لا صوت يعلو فوق صوت "البطون الخاوية". ويأخذ هذا الموقف مداه المنطقي، لأنّ الجميع، بمن فيهم أعتى مناوئي سلاح "حزب الله"، يدركون مدى ارتفاع كلفة السعي إلى "نزعه"، خصوصاً أنّ أبعاد كلمة "فشرتوا" التي كان قد نطق بها نصر الله، قبيل توجّه اللبنانيين إلى صناديق الاقتراع، تتكامل مع هذه "النصيحة" التي أعقبت صدور نتائج الانتخابات النيابية، حيث حصد "الثنائي الشيعي" كلّ المقاعد المخصّصة للطائفة الشيعية في البرلمان اللبناني، في ظاهرة فريدة من نوعها في أيّ نظام ديموقراطي يعتمد التمثيل النسبي.  مبدئياً، إذاً فدعوة نصر الله إلى إعطاء الأولوية لـ"البطون الخاوية" على حساب "سلاح المقاومة" صحيح، ولكن هل هو واقعي؟ لنبدأ، بالشكل، حيث يظهر أنّ دعوة نصر الله هذه، وردت ضمن كلمة ألقاها بمناسبة مقتل القيادي في "حزب الله" مصطفى بدر الدين، في دمشق، قبل ست سنوات.  وإذا كان بدر الدين، بالنسبة لـ"حزب الله" رمزاً من رموزه البطولية، فهو، بالنسبة لسائر اللبنانيين، رمز من رموز تحقيرهم على يد "حزب الله"، إذ إنّ هذا القيادي الذي تزعم الدعاية الإسرائيلية أنّ "الحرس الثوري الإيراني" هو الذي "صفّاه"، كان أبرز متّهم باغتيال الرئيس السابق للحكومة رفيق الحريري، وأحد أبرز المتورّطين بعمليات إرهابية استهدفت الكويت، حيث كان قد أودع في السجن الذي تمكّن من الهرب منه، أثناء الاجتياح العراقي. وهذا يعني أنّ دعوة نصر الله، في الشكل، لا تتمتّع بخاصية مدّ اليد، بل تشوبها عيوب "القهر والإذعان".  ولا يمكن قياس الإنتاجية الإيجابية للدعوات إلى تغيير الأولويات، إلّا على قاعدة "حسن النيّة" التي تتجسّد، في "التبادلية"، وهذا ما تفتقده دعوة نصر الله، لأنّها تقوم على "تنازل أحادي"، فهو فيما يدعو الآخرين إلى وضع ملف سلاح "حزب الله" جانباً، يضع حماية هذا السلاح وتمجيد "رموز التحدّي والقهر والإذعان" في رأس قائمة أولوياته.

 وبناءً عليه، فإنّه، بالركون إلى الشكل، فإنّ دعوة نصر الله باطلة بطلاناً مطلقاً.

ولكن ماذا عن أساس هذه الدعوة؟ وهل صحيح أنّه يمكن إنقاذ لبنان، في ظلّ سلاح "حزب الله"؟

نظرياً، هذا ممكن، فالسلاح المخصّص لمقاومة دولة معادية لا يحول دون إصلاح الدولة ومكافحة الفساد ومدّ أواصر الصداقة مع مراكز القرار في العالم، وتنفيذ البرامج المتّفق عليها مع الصناديق والمؤسسات الدولية، وتوفير الاستقرار الجاذب للاستثمارات، وإحياء مختلف القطاعات الإنتاجية.

 لكن، وعلى المستوى العملي، فإنّ المشكلة تبدأ، عندما يعدّل هذا السلاح وجهته، ويتحوّل من مقاوم إلى مدافع قبل أن يُصبح هجومياً. وهذا التعديل يُلغي، عملياً، الوظائف المنوطة حصراً بالقوات المسلّحة اللبنانية، كما يصادر الصلاحيات التي أولاها الدستور، بشكل كامل لا يحتمل أيّ تأويل، لمجلس الوزراء.

 وهذان الموجبان اللذان يُحدّدان ما إذا كان في لبنان دولة ناظمة، احتقرهما "حزب الله" بدخوله، على الرغم من رفض سائر اللبنانيين، إلى الحرب في كلّ من سوريا واليمن، وإلى المواجهات في البحرين، وإلى محور العداء لعدد من دول مجلس التعاون الخليجي، فعمّت لبنان الفوضى التي عادت وأنتجت الكوارث، على مستوى الوحدة الوطنية بداية وعلى المستويات المالية والاقتصادية والاجتماعية، لاحقاً.  وكانت غالبية الطبقة السياسية اللبنانية، أقلّه، منذ عام 2014، قد اعتمدت "وصفة" نصر الله، فوضعت موضوع السلاح جانباً، في سياق ما سمّاه بعضها "ربط النزاع"، وأعطت حاجات اللبنانيين الحياتيّة الأولوية.

 ويكفي، في هذا السياق، العودة إلى خطابات رئيس "تيّار المستقبل" سعد الحريري، منذ تشكيل حكومة الرئيس تمّام سلام في بداية عام 2014 حتى تعليقه العمل السياسي في بداية عام 2022.

ويُجسّد المصير الذي انتهى إليه سعد الحريري، بصفته أكبر ضحايا "ربط النزاع"، الرمزية الحقيقية لمآلات دعوة نصر الله إلى وضع موضوع سلاح حزبه جانباً لمصلحة الملفات الحياتية.

لو كان نصر الله صادقاً في ما ذهب إليه، لقدّم مبادرة مبنية على اعتراف "ملطّف" بمسؤولية حزبه عن "جزء" من الكارثة التي ضربت لبنان وشعبه، ممّا كان من شأنه أن يعين الجميع على العودة إلى نظرية "ربط النزاع".

مبادرة تتضمّن أقلّه الآتي:

1- إخراج سلاح "حزب الله" من صراع المحاور الإقليمية وحروبها، من دون أن يتنازل الحزب عن رأيه فيها، لأنّ لبنان لا يدفع ثمن مواقف "حزب الله" بل ثمن الأدوار التي يلعبها سلاحه، بما يتلاءم، بالمطلق، مع الأجندة التي يحملها "فيلق القدس" في "الحرس الثوري الإيراني".

2- درس إمكان تسليم المحكوم عليهم بارتكاب الاغتيالات، كما هي الحال، في ملف الشهيد رفيق الحريري، والعمل على تسليم المطلوبين الذين حملت لوائح "الثنائي الشيعي" مرشّحين اثنين منهم، كما هي الحال في ملف تفجير مرفأ بيروت، وإزالة كلّ الغموض عن عدد من قضايا الاغتيال، كما هي الحال في ملف الشهيد لقمان سليم.

 3- إطلاق البحث في الآليات الجدية لتوفير الإمكانات اللازمة للدفاع عن لبنان، في مواجهة العدو الإسرائيلي، وفي وجه كل من يمكن أن يشكّل خطراً عليه، الأمر الذي من شأنه أن يُترجَم باستراتيجية دفاعية واضحة المعالم، تتلاءم والمبادئ الدستورية.

في هذه الحال، تُصبح الدعوة إلى إعطاء الهموم المعيشية الأولوية المطلقة جدّية وصادقة، لأنّها تقوم على التفاهم والتّبادليّة.

مشكلة لبنان مع "حزب الله"، أو على الأقل هذا انطباع شرائح واسعة من اللبنانيين، أن الحزب يستغل "الشاردة والواردة" للدفاع عن سلاحه ولتبرير الأدوار التي يقوم بها وللتصلّب في نهجه، ملقياً كلّ أعباء "الإنقاذ" على كاهل تنازل الآخرين حصراً.

إنّ التجربة اللبنانية الممتدّة من عام 2014 حتى تاريخه، بيّنت أنّ نهج "حزب الله"، مهما امتدحه "أهل البيت" وتنازل أمامه "أهل الخصام"، جلّاب كوارث، وتالياً على هذا الحزب، حتى تُثمر دعوة نصر الله، إذا كانت صادقة، أن يُدخل تعديلات سريعة على سلوكه، لأنّه ليس بالترهيب أبداً تحيا الأوطان.

 

 عن المزاج والضجر في انتخابات لبنان الأخيرة

حازم صاغية/الشرق الأوسط/22 أيار/2022

لا حصر لها الأسباب التي تدفع اللبنانيّين، ولو من حيث المبدأ فحسب، إلى تغيير ولاءاتهم: الأزمة الاقتصاديّة وتبخّر الودائع، وانفجار مرفأ بيروت، وعدم الاستقرار السياسيّ والأمنيّ... لكنْ هناك أيضاً من العوامل الأخرى ما لا يشير معظم التحليلات السياسيّة الرائجة إليه. هذه العوامل - التي ترتفع فعاليّتها في البيئات الأقلّ تأثّراً بالولاء الطائفيّ الناجز والمغلق - يمكن أن نجمعها تحت عنوانين: الضجر والمزاج العامّ أو الحساسيّة العامّة. نحن نعرف، مثلاً، أنّ هناك مزاجاً ثوريّاً عامّاً ضرب القارّة الأوروبيّة بعد الثورة الفرنسيّة، ولا سيّما بعد النابوليونيّة وحروبها. نعرف أيضاً أنّ عقد ستينات القرن العشرين عبّر عن مزاج تحرّريّ عامّ امتدّ من السياسة إلى الثقافة والموسيقى إلى القضايا الجندريّة والجنسيّة... هكذا بات هناك ما يُعرف بدراسة المزاج العامّ التي يهتمّ بنتائجها السياسيّون وصنّاع الرأي، وتعكف عليها كلّيّات ومراكز بحث تركّز على أسباب الظاهرات تلك. بعض تلك الأسباب مُوعىً وملموس يتعلّق بتطوّر الآلة والتقنيّات والمعارف، وكذلك بمعدّلات الدخل والبطالة، وبعضها غير مُوعى، تلعب فيه القيم والصورة والتأثّر بالآخرين دوراً مركزيّاً.

كارهو الإقرار بمزاج عامّ، وهم غالباً دعاة العقائد الأبديّة والقضايا الخالدة، يلجأون إلى تسخيفه: إنّه موضة، علماً بأنّ الموضة ليست سخيفة، وإن كانت قابلة للاستثمار أو للتصنيع أو للمبالغة، طلباً لربح ما أو لغرض آخر ما. لكنْ يبقى أنّ المشهد العامّ يعكس تغيّرات هذه الموضة: نجد ذلك في الشارع والملبس والأغنية وأدوات التواصل والكلمات التي تدخل إلى اللغة أو تُسحب منها... هناك ما يغدو بائداً وهناك ما يغدو صاعداً. من يستخدم اليوم الريشة في الكتابة، لا بل القلم، محلّ الكومبيوتر، يتحوّل شيئاً فشيئاً إلى شبيه بمن يستخدم الحصان للانتقال برّاً. وإذا كانت الريشة والحصان يقيمان، بعد استقالتهما، في ذاكرة رومنطيقيّة ما، فإنّ رفع السيف في وجه خصم أو عدوّ يندرج فوراً في كوميديا تشبه الكوميديا السوداء. السياسة ليست منزّهة عن ذلك: في الستينات مثلاً كان مألوفاً مشهد الملصَق الذي يظهر فيه رجل غاضب وعابس وكثّ الشاربين يرفع البندقيّة أو الكلاشنيكوف بقبضة نافرة العضلات. اليوم بات ملصق كهذا يثير الشفقة على الرسّام والمرسوم. تعبير «رفيق» صار يُستخدم للدعابة وأحياناً للسخرية. تعبير «مناضل» غدا حكراً على من تجاوزوا السبعين. المفارقة تغدو أكبر حين يلجأ إلى هذه الترسانة الماضويّة دعاة التغيير «من أجل مستقبل أفضل». الشعارات أيضاً ليست بمنجاة من تغيّر المزاج: الموت في سبيل الوطن، أو الموت كي تحيا الأجيال الجديدة، فقدا الكثير من جاذبيّتهما مع تنامي شعور الفرد بذاته، والعمرُ، في آخر المطاف، قصير والحياة عزيزة.

بطبيعة الحال، فإنّ المزاج العامّ، في ظلّ وضع مأزوم اقتصاديّاً وثقافيّاً، قد يرتدّ إلى خيارات أسوأ ممّا هو قائم. الصعود الشعبويّ المتواصل منذ عقود ثلاثة مَثَل صريح على ذلك. لكنّ هذا الاحتمال لا ينبغي أن يحول دون الإقرار بالتغيّر ما دام أن التغيّر حاصل بذاته. وإقرار كهذا في وسعه دائماً أن يفتح باباً أعرض للتجريب والقطع مع المعهود: إذا فشل نهجٌ ما مرّة بعد مرّة بعد مرّة فلنجرّب نهجاً آخر.

الأمر نفسه يصحّ في الضجر. فهو أيضاً قد يدفع إلى خيارات متطرّفة وسيّئة أصيب أصحابها بالبرم أو باليأس من وضع راهن. لكنّ الضجر شعور إنسانيّ، لا قدرة على تجنّبه، يعمل في اتّجاهات شتّى ومتضاربة. وكما أنّ العقائد الدهريّة لا تعبأ بتحوّلات الأمزجة، مدّعيةً السيطرة على عقل التاريخ ومجراه، فإنّ التوريث السياسيّ لا يعبأ تعريفاً بالضجر. ذاك أنّ التوريث بطبيعته التكراريّة هو الإضجار بعينه، ولأنّه كذلك فهو شديد العداء لأيّ إقرار بقوّة الضجر كفاعل سياسيّ. وفي إحدى بيئات لبنان ثمّة ضجر كثير يفاقمه عدم الإقرار: ضجر من السياسيّين الوراثيّين الذين لا يجيد معظمهم تأليف عبارة مفيدة واحدة، وضجر من سياسيّين حافظوا، عقداً بعد عقد، على «الثوابت» التي يتصدرّها الولاء للحاكم الأمنيّ في دمشق والضرب بسيفه. لقد باتوا مضجرين في أشكالهم وأسمائهم وملابسهم وألقابهم الفخيمة وسيّاراتهم المفيّمة وبذاءاتهم التلفزيونيّة. وهناك ضجر آخر أنتجته أربعة عقود من مقاومة واحتلال وتحرير، وتحرير واحتلال ومقاومة، ودم وأشلاء وشهداء وصراخ وتهديد ووعيد وأصابع ممدودة في وجوهنا، واستعراض لمسلّحين سيحرّرون القدس ومسجدها الأقصى ولا يحرّرون شيئاً.

وإذا كان النجاح الدائم سبباً كافياً للضجر، فكيف بالفشل الدائم الذي يُطالَب اللبنانيّون بدفع أكلافه الباهظة؟

 

مطاوعو” الإعلام اللبناني!

 وفاء أبو شقر/موقع 180/22 أيار/2022

"الناس الواقفين على باب أفران شمسين بجيبوا حاصليْن إنتخابيّيْن على أقلّ تقدير". كان هذا، أحد التعليقات على السوشيل ميديا عقب إعلان النتائج الرسميّة للانتخابات التشريعيّة، مطلع هذا الأسبوع. التعليق كان يريد الإشارة إلى عودة الزحمة الخانقة على أبواب أفران الخبز في لبنان. بعد أقلّ من ثمانٍ وأربعين ساعة على انتخاب برلمانهم الجديد، عاد اللبنانيّون يتسوّلون الرغيف في الطوابير. نسمّيها في بلادنا “طوابير الذلّ”. فالذلّ، بات يساكن هذا الشعب مذْ قمعت ميليشيات السلطة ثورته. طبعاً، ليست هذه السطور لتكرار معزوفة بؤسنا. ولا للتدليل على الجهة (الجهات) التي نَحَرت ثورتنا. ولا للقراءة في خارطة البرلمان الجديد. فكلّهم انتصروا. وكلّهم حصلوا على الأغلبيّة النيابيّة. أي، على طريقة البرنامج الشهير L’école des fans. حيث يفوز فيه كلّ الأطفال الهواة في ختام كلّ حلقة من البرنامج. لكنّ رؤساء أحزاب السلطة “الفائزين”، جميعاً، أقرّوا بأنّ مرحلة جديدة قد بدأت في لبنان. وأبرز معْلَمٍ في هذه المرحلة، يتمثّل في دخول شريحة “مختلفة” من النوّاب إلى المشهديّة. إلى حرم السلطة. بضع شخصيّاتٍ انتخبها الشعب، لأنّها من خارج سرب الأحزاب التقليديّة والقوى المعروفة. أي تلك التي تطبق على خناقنا، بعد أن نهبت ودمّرت البلاد والعباد. احتارت وسائل الإعلام اللبنانيّة كيف توصِّف الفائزين الجُدد. فصارت تنعتهم بـ”نوّاب الثورة”، تارةً. وبـ”نوّاب المجتمع المدني”، تارةً أخرى. أو بـ”النوّاب التغييريّين”. أو “نوّاب التغيير”. و”نوّاب 17 تشرين”.. وهكذا. انسحب الارتباك، أيضاً، على نوعيّة الدفعات الأولى من “الأسئلة” التي بدأ يتسابق الصحافيّون على طرحها، على النوّاب المولودين من رحم الساحات.

فالحاجة إلى “الفرز” وتوضيح طبيعة “الاصطفافات”، تُلحّ، عادةً، على إعلامييّ لبنان. ولا سيّما، عندما تبدأ ردحيّات النجوم من مُقدِّمي البرامج الحواريّة التلفزيونيّة. سؤالان رُسِمَت بهما خارطة الطريق إلى المجلس النيابي. ولكي يعرف “المُحاوِر” الغثّ من السمين سألهم: هل ستنتخبون نبيه بري لرئاسة المجلس؟ وهل أنتم “مع” أو “ضدّ” سلاح حزب الله؟ يواجه الإعلام التلفزيوني اللبناني أزمة وظيفةٍ ودور. لقد أغرقته الرتابة السياسيّة في قضايا محليّة، لا تشبه أبداً أصول الإعلام التلفزيوني. ولا آليّات عمله أو مآلاته ومقاصده “إنّ بغايا السياسة أوسخ صنفٍ من البشر. لكنّ بغايا الصحافة أوسخ منهم”، يقول شاعر العراق مظفّر النوّاب الذي رحل عنّا بالأمس لسخرية القدر. إنّما، مفكّرون ومثقّفون كُثُر حملوا، بدورهم وبشدّة، على أداء القائمين على مهنة الصحافة والإعلام. تلك المهنة “التي نقول عنها الكثير من الأمور الجيّدة، والكثير من الأمور السيّئة”، على حدّ تعبير الكاتبة الفرنسيّة لورين مالكا. ومعظم تلك “الأمور السيّئة” التي تُقال عن المهنة، هي انتقاداتٌ لأداء جسمٍ صحفيٍّ له هويّة واضحة المعالم (بعض الشيء؟). هويّة مرتبطة، عموماً، برؤية مثاليّة وثابتة عن مهنةٍ لم تكفّ يوماً عن التحوّل والتجدّد. في الحقيقة، أصبح الحديث عن الانزلاقات الأخلاقيّة للإعلاميّين والصحافيّين، وأساليب الضبط الذاتي في عملهم، يوازي الحديث عن أهميّة الإعلام، نفسه. وجسامة أدواره ومهامّه وأهدافه في المجتمع. إذْ أضحى انحراف العمل الإعلامي عن هذه الأدوار والمهامّ والأهداف، انحرافاً موصوفاً.

بعدما أضاع معظم أهل الإعلام البوصلة في تحديد الوظائف الأساسيّة لعملهم. بخاصّة إعلاميّي التلفزيون. وكما في كلّ العالم، يواجه الإعلام التلفزيوني اللبناني أزمة وظيفةٍ ودور. لقد أغرقته الرتابة السياسيّة في قضايا محليّة، لا تشبه أبداً أصول الإعلام التلفزيوني. ولا آليّات عمله أو مآلاته ومقاصده. صحيحٌ أنّ معايير الموضوعيّة والمهنيّة قابلة للأخذ والردّ في بلدٍ، كلبنان، محكوم بسجالاتٍ عقيمة متنوّعة. لكن، لا جدال في أنّ الفضاء الإعلامي التلفزيوني اللبناني قد شهد في العشريّتيْن الأخيرتيْن تحوّلات أساسيّة. طبعت، بشكلٍ لا رجعة فيه، شروط إنتاج المادّة الإعلاميّة وتداولها واستهلاكها. وبعد؟ لديّ قناعة راسخة في أنّ حال التطوّر والتقدّم الذي يظهر الإعلام اللبناني فيه، ما هو في الواقع إلاّ طبقة رقيقة جداً. تغلّف محيطاً عميقاً من الضحالة والتفاهة والتصنّع والفوضى. قليلٌ من الحريّة وغيابٌ للمهنيّة، يعني الكثير من الفوضى. ويعني الكثير من غياب الرؤية. وهذه، للإشارة، النتيجة شبه الحتميّة للسياق غير المكتمل للتحوّلات الإعلاميّة التي تشهدها مجتمعات دولٍ مثل لبنان. فهذه دولٌ منذورة للتغيّرات السياسيّة والخضّات الاجتماعيّة والاهتزازات الاقتصادية. ما يجعل الإعلام فيها، قصّةً غامضةً وعصيّةً على الفهم والتطوير. بخاصّة، عندما يغيب مفهوم الثقافة الصحفيّة الذي يعرِّفه المفكّر الفرنسي بيار بورديو بـ”مجموعة من الأفكار والممارسات التي يُضفي الصحافيّون، من خلالها، مشروعيّةً على دورهم في المجتمع، ومعنى على عملهم”. يقضي الإعلام في لبنان على دوره ومكانته، بنفسه. تصوّروا! فهو استحال، أحياناً، أداةً من أدوات التأزّم في البلاد. واتّسعت الفجوة بين ما تعرضه التلفزيونات اللبنانيّة. وبين الواقع الذي يعيشه المواطن العادي ومن أين للصحافيّين والإعلاميّين اللبنانيّين أن “يكتسبوا” هذه الثقافة، مع الحرب الباردة التي تخوضها المؤسّسات التي يعملون فيها يوميّاً؟ حرب تتأزّم وتنفجر وتهدأ، تبعاً لأجندات القيّمين عليها. وتمارس دوراً ترويجيّاً، للأحزاب والتيّارات السياسيّة والإيديولوجيّة المسيطرة عليها، أكثر منه دوراً إعلاميّاً. ويغلب على خطابها الإعلامي الطابع الدعائي والإعلاني. وميلٌ فاقع إلى المبالغة والإثارة والمعالجة الجزئيّة والسطحيّة للقضايا والأحداث. وبدل أن تكون تلك المحطّات أداةً متقدّمة في إدارة النقاشات العامّة (في برامجها الحواريّة تحديداً). وأن تلعب دور الضابط للأداء العامّ للسلطات. نراها تمعن في ممارسة عقليّة الوصاية والهيمنة والتحريض. لتفقد بذلك الدور المركزي للإعلام. وتحرمه من الحريّة والاستقلاليّة. إقرأ على موقع 180  صفقات مبارك والإخوان.. "إنها الديمقراطية"! مفارقة غريبة. إذْ يقضي الإعلام في لبنان على دوره ومكانته، بنفسه. تصوّروا! فهو استحال، أحياناً، أداةً من أدوات التأزّم في البلاد. واتّسعت الفجوة بين ما تعرضه التلفزيونات اللبنانيّة. وبين الواقع الذي يعيشه المواطن العادي. فجوة، يعزّزها وضوح تحيّز هذه المحطّة أو تلك، لدولٍ أو جهاتٍ أو شخصيّاتٍ بعينها.

ويجعل هذا التحيّز (المدفوع ثمنه غالباً) من كلّ رأيٍ مستقلّ، رأياً غير مُرحَّب به. بل رأياً منبوذاً، بصريح العبارة. وأعني بالرأي المستقلّ، ذاك الذي يرى الوطن والدولة والناس بعينٍ لا تكسرها المصالح. ولا “تغريها” لعبة القوى السياسيّة ومراكزها الاجتماعيّة والاقتصاديّة. وأكثر ما تبرز هذه اللعبة، مع مقدّمي البرامج الحواريّة السياسيّة. كيف؟ في لبنان هناك تنامٍ مثير لمكانة مقدّمي البرامج في القنوات التلفزيونيّة. ومع تعاظُم سطوة الإعلام التلفزيوني، صار بعضهم نجوماً. و”موضة” الإعلامي النجم، أمرٌ شائع في كثيرٍ من دول العالم. لكنّ نجوميّة بعض المقدّمين اللبنانيّين، دفعتهم إلى لعب أدوارٍ تتجاوز الأعراف والقواعد المهنيّة المعروفة في المنظومة الإعلاميّة. فيظهر مقدّم البرامج، أحياناً، وكأنّه خطيبٌ أو داعية. يتحدّث إلى الجمهور، مباشرةً، ومن دون وجود ضيوف أو أسئلة. يحاول إقناعهم بفكرة. أو تبنّي موقفٍ سياسي. ويتناسى، أحياناً أخرى، دوره ووظيفته الأساسيّة. فنراه يتحوّل إلى مسؤولٍ سياسي. أو مُصلحٍ اجتماعي. أو خبيرٍ استراتيجي. يتحدّث في كلّ شيء. وعن أيّ شيء. يخلط المعلومة بالرأي وبالموقف وبالإعلان. يهاجم مَن يشاء. ويدافع عمّن يشاء. يطرح ما يحبّ من أسئلة. من دون ضوابط أو معايير. من دون رقيبٍ أو حسيب.

وإذا اختلف ضيفٌ مع رأيه، يضيق ذرعاً به. يسخر منه. يهاجمه على الهواء. وغالباً ما يقوم بمعاقبته. فلا يدعوه، مرّةً ثانية، إلى برنامجه الذي يعتقد، بالتأكيد، أنّه الأهمّ والأكثر حضوراً وجماهيريّة! صار “التوك شو” على الطريقة اللبنانيّة، أشبه ما يكون بالمتاريس الإعلاميّة التي تحمي المصالح السياسيّة والطائفيّة لمرجعيّات الإعلاميّين ومؤسّساتهم لكن، من أين يستمدّ مقدّمو البرامج اللبنانيّة كلّ هذه السلطة؟ من سلطة الميديا، بعامّة. ومن سلطة التلفزيون، بخاصّة. فلقد جعلوهما حصناً منيعاً لـ”أَسْطَرتهم”. ولحمايتهم الذاتيّة. وضعوا أنفسهم فوق الشبهة وخارج المساءلة. لا أحد لديه الحقّ في انتقادهم. فمن خلال مُمَاثَلة قَدَر مهنتهم مع مهنة الحريّة في العالم، نصّبوا أنفسهم “مطاوعين”. يحدّدون للآخرين ما عليهم أن يقولوا. وما عليهم ألاّ يقولوا. ما عليهم أن يؤيّدوا. وما عليهم أن ينتقدوا. ولمَن لا يعرف، فإنّ الإعلام التلفزيوني غدّار. يشبه كثيراً حقل ألغام. إذْ ببساطة، يمكن للضيف أن يتفوّق في الحديث. وأن يُسهِب في الكلام لساعات. لكن، وبرمشة عين، قد تطيح كلمة واحدة بكلّ ما قاله. ويكسر ارتباكٌ بسيط هالته. ولا سيّما، عندما يكون أمام نجمٍ مُحنَّك! كلمة أخيرة. صار “التوك شو” على الطريقة اللبنانيّة، أشبه ما يكون بالمتاريس الإعلاميّة التي تحمي المصالح السياسيّة والطائفيّة لمرجعيّات الإعلاميّين ومؤسّساتهم. وتساهم غالبيّة البرامج الحواريّة، وللأسف الشديد، في تردّي الخطاب العامّ في بلادنا المنكوبة. لكن، لا مفرّ من المشاركة في برامج كهذه (على تفاهتها أحياناً). كونها توفّر الفرصة والمجال لتعميم خطاب أصحاب الرأي والموقف. ومن المجحف، للأمانة، إنكار الدور الذي لعبته معظم المحطّات التلفزيونيّة اللبنانيّة خلال ثورة 17 تشرين. ويجب ألاّ نُغفِل، أيضاً، مساهمة بعضها في إعطاء “وقتٍ مجّاني” للحملات الانتخابيّة للمرشّحين المنبثقين من ساحات الثورة. ما ساعد في زيادة حظوظهم في النجاح. وخرْقهم للماكينات العملاقة لأحزاب السلطة. لكن، أن تصل الأمور إلى حدّ تجرّؤ بعض “الإعلاميّين النجوم” على تسخيف خطاب هؤلاء وإفراغه من معناه. والقيام باستجواباتٍ واستفتاءاتٍ مفاجئة لنوّابٍ منتَخبين من الشعب، ومباشرةً على الهواء، فهي “المطاوعة” بعينها. إقتضى التذكير.

**وفاء أبو شقرا أستاذة في كلية الإعلام في الجامعة اللبنانية

 

صندوق الاقتراع انتقم لـ«ثورة 17 تشرين» وبرلمان لبنان تحكمه قواعد جديدة مفتوحة على المجهول

رلى موفّق/القدس العربي/22 أيار/2022

بين ليلة وضحاها تبدَّل المشهد في لبنان. المشهد الجديد صنعه صندوق الاقتراع، أحد أركان العملية الديموقراطية التي مهما شابها من شوائب، فإن إرادة الشعوب تبقى قادرة على فعل المستحيل بسلاح غضبها وقهرها وصمتها وآمالها الذي يخطّه الحبر على ورقة وعلى إصبع. هذا ما حصل في 6 و8 أيار/مايو عبر انتخابات المغتربين في الانتشار، إذ رغم كل عراقيل السلطة وتجاوزاتها وتواطؤها لمنع تأثير ذلك الصوت، خرج اللبنانيون في بقاع المعمورة التي هاجروا، لا بل هُجِّروا، إليها ليقولوا كلمتهم. تكبَّدوا مشقة القيادة لساعات في هذه الدولة، والوقوف لساعات تحت أشعة الشمس في تلك الدولة، والانتظار الطويل في الطوابير في دولة ثالثة ورابعة من دون أن يتعبوا أو يملّوا أو ييأسوا… فهي ساعة المحاسبة. تلك الصور التي نقلتها شاشات التلفزة اللبنانية من دول الخليج، وأوروبا، والأمريكيتين، وأوستراليا، لآلاف اللبنانيين في «يوم الحساب» غيَّرت في معادلة اقتراع المقيمين في 15 أيار/مايو. قبل الانتخابات البرلمانية، لم تكن هناك حماسة لدى لبنانيي الداخل للإدلاء بأصواتهم، كانوا على قناعة بأن النتائج ستكون مُعلّبة مع سلطة قادرة على التزوير أينما أرادت، ومع فائض سلاح وهيمنة لـ«حزب الله» ترهيباً وتضييقاً وترغيباً في دوائر نفوذه وحيث تصل يداه في الدوائر الأخرى.

الاغتراب أيقظ الداخل من سُباته

القناعة بالعجز تعمّقت بعدما أُجهضت ثورة 17 تشرين الأول/أكتوبر 2019، حين خرجت الناس إلى الطرقات والساحات احتجاجاً على قرار الحكومة فرض ضريبة على مكالمات الـ«واتسآب» وبقيت لأشهر علّها تُحدث تغييراً بحناجرها ضد منظومة حاكمة قبضت بالمحاصصات الطائفية، وبفسادها، وبتحالف المال والميليشيا، على مقدرات البلاد والعباد. وجاء تفجير مرفأ بيروت في 4 آب/أغسطس 2020 ليُفاقم من اليأس والإحباط، مع التغطية على تلك الجريمة وتمييع التحقيق وتعطيله. وكانت ملامح الاستسلام تكبر بعدما غرق اللبنانيون في الأزمات المعيشية والاقتصادية وطارت ودائع الناس في المصارف وانهارت ليرتهم، وباتت الهجرة إلى أصقاع الأرض السبيل الوحيد للخروج من «جهنم» التي ذاقوا طعمها. لم يكن أحدٌ من المراقبين، أو مكاتب الإحصاءات، أو الماكينات الانتخابية والإعلامية، يتوقع «تسونامي» تغييرياً. كانت قوى الثورة والتغيير من دون قيادة موحدة، مُشرذمة في لوائحها، لا مشروعَ انتخابياً جامعاً لها. خبا وهجُها، وقلّت الآمال فيها والتوقعات. وكان خبراء الإحصاء، حتى يوم الاقتراع، يتحدثون عن خرق هنا أو هناك، وأعلى تقدير وصل إلى 3 أو أربع مقاعد لا تُعدِّل في نتائج انتخابات 2018.

حسابات نصر الله تحوَّلت وهماً

لم تخرج أصوات من «محور إيران» وحلفائه، مشككة بإمكان خسارة المعركة. حين أطلَّ الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله على جمهوره في رمضان، تحدث بكل ثقة عن أكثرية نيابية، وحاول أن ينفي وجود أي نية لدى فريقه السياسي للحصول على أغلبية الثلثين، التي حذَّر منها رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة في معرض حضّه الناخبين السُّنة على التصويت لتفادي كارثة «المقاطعة» التي عمل في اتجاهها «تيار المستقبل» بعد تعليق زعيمه سعد الحريري العمل السياسي. وحين دعا «سيّد حارة حريك» عبر إطلالاته المتعددة، «بيئة المقاومة» للاقتراع بكثافة، انطلق من أن الانتخابات استفتاء على حجم الالتفاف والحماية لسلاحه، ولا بدَّ من أن تكون الـ«نعم» كبيرة، في رسالة صاخبة إلى «أعداء المقاومة». اليوم يمكن القول إن مهمة «المايسترو» كانت حث جمهوره بُغية ضمان المحافظة على الأكثرية التي لم تكن حسابات ماكينته الانتخابية متأكدة منها.

بين معركة «المختارة»

وطموحات «القوات»

ولم تصدح أصوات من «قوى 14 آذار» سابقاً، المُناهضة لإيران والمحسوبة على دول الاعتدال العربي والغرب، مُعلنة القدرة على تحقيق الأكثرية النيابية، ولا سيما مع عزوف «تيار المستقبل» عن المشاركة في هذا الاستحقاق ترشحاً وانتخاباً. كان الزعيم الدرزي وليد جنبلاط يخوض معركة في وجه محاولة إقصاء «المختارة» عن موقع الزعامة الأولى للدروز في الجبل. وكانت المعركة الأبرز لدى «القوات اللبنانية» تتمثل بنيل الكتلة الأكبر مسيحياً، ونزْع تلك الصفة عن كتلة «التيار الوطني الحر» الذي وفَّر – من خلال هذا الموقع – غطاءً مسيحياً لـ«حزب الله» والخيارات الاستراتيجية التي يُجسِّدها، ووصل رئيسه عام 2016 إلى سدّة الحكم في البلاد عبر «التسوية المشؤومة» التي كانت لـ«القوات» نفسها يدٌ فيها، من خلال «تفاهم معراب» وتبنّي ترشيح ميشال عون لرئاسة الجمهورية. وبانت الأصوات السيادية التي تُعبِّر عنها بعض الأحزاب كـ»حزب الكتائب» و«حزب الأحرار» وقوى مستقلة، وأصوات القوى التغييرية والمجتمع المدني، على أنها ذات إمكانات محدودة في ظل صراع التكتلات الكبرى. فمن تلك المشهدية، انطلقت التحليلات والتوقعات والتقييمات لما قد تكون عليه نتائج الانتخابات لتأتي المفاجأة في صناديق الاقتراع. أعادت اندفاعة المغتربين الروح إلى «ثورة 17 تشرين» وضخَّت قدراً من الأوكسجين في شرايين «التغيير». عبارة «صوتنا للتغيير» تحوَّلت إلى «الكلمة السحرية» التي فتحت قفل التردُّد والانكفاء لدى جيل شاب من المقترعين المحبطين اليائسين من إمكانية خرق جدار «القديم» للعبور إلى «جديد ما» يُحيي الأمل بمستقبل أفضل.

مفاجأة الثورة العددية

14 نائباً من نبض «ثورة 17 تشرين» خرقوا اللوائح القوية في الدوائر الانتخابية ووصلوا إلى قبة البرلمان من أصل 128 نائباً يُشكّلون مجلس النواب الموزَّع مناصفة بين المسلمين والمسيحيين. هؤلاء سيكونون تحت مجهر الاختبار. كُثر منهم لا يتمتعون عملياً بتجارب سياسية عميقة. البعض منهم لا يحمل عنواناً سيادياً بقدر ما يطرح هموم الناس في المناطق التي جاء منها، والبعض الآخر يُرسل «رسائل مد اليد» تحت عنوان مصلحة البلد وعدم إقصاء الآخر، من دون أن يرسم خطوطه الحمر التي يرمي من خلالها الحُرم على سياسة المقايضة خارج الآليات التي ينصُّ عليها القانون. الاتجاه لدى «الثوريين» هو بالذهاب إلى تشكيل كتلة واحدة. كتلة ستكون في تشكليها أقرب حجماً لكتلتي «حزب الله» و«حركة «أمل» برئاسة نبيه بري وتفوُّق كتلة جنبلاط، وأقل من كتلتي «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» المنشغلتين بالتباري على إثبات أن كتلته هي الأكبر.

صراع الأرقام والمقاعد

فـ»القوات» حصدت التصويت المسيحي الشعبي الأول بنحو 202 ألف صوت تفضيلي، بفارق نحو 70 ألفاً عن التيار العوني، الذي حصل على 133 ألفاً. وزاد التصويت لخط جعجع السياسي أكثر من 40 ألف صوت عن 2018 فيما تراجع التأييد الشعبي لخط باسيل السياسي بحدود 143 ألفاً، إذ إن الأصوات التفضيلية التي نالها في انتخابات 2018 وصلت إلى نحو 276 ألفاً. لم يكن مفاجئاً تراجع شعبية باسيل الذي حل ثانياً بالأصوات التفضيلية في مسقط رأسه البترون، متقدماً عليه بآلاف الأصوات مرشح «القوات» غياث يزبك الآتي إلى التجربة النيابية حديثاً من حقل الإعلام. في الواقع، كانت مجمل الإحصاءات تُشير إلى خسارة «التيار» عدة مقاعد انطلاقاً من انخفاض شعبيته. فكان أن خيَّط «حزب الله» التحالفات بدقة بما يؤمن لباسيل ما أمكنه من مقاعد للحفاظ على موقع متقدم أو قريب مما سيحصده جعجع. ستتم بهدوء قراءة الأرقام ومعانيها السياسية، ولكن الأكيد أن «حزب الله» أمَّن في دائرة الشوف – عاليه لحليفه المسيحي 3 مقاعد بواسطة «لعبة الحواصل» عبر فرض تحالف واحد مع  حليفيه في الوسط الدرزي، طلال أرسلان، الذي أخرجه من النيابة بـ«الصوت التفضلي» شاب «ثوري» هو مارك ضو الآتي من خارج ثنائية الزعامة الأرسلانية – الجنبلاطية، ووئام وهاب الذي سقط آماله بالإطاحة بمروان حماده «الشهيد الحي» الذي افتتح به النظام الأمني السوري – اللبناني – الإيراني باكورة الاغتيالات السياسية في أول تشرين الأول/أكتوبر 2004 قبل استهداف رفيق الحريري في 14 شباط/ فبراير 2005. ساهم «الحزب» في رفد التيار أيضاُ بـ5 مقاعد موزعة بين البقاع الغربي، وبعلبك الهرمل، وعكار، وبيروت الثانية. كانت أولويات «حزب الله» ضمان أن تكون المقاعد الـ27 للشيعة محصورة بـ«الثنائي الشيعي» بما يضمن حصرية التمثيل بهما وغياب الميثاقية من دونهما. وكان الهدف الثاني تأمين كتلة وازنة لباسيل قادرة على أن تُؤمِّن لسلاحه شرعية مسيحية. وكان هدفه ثالثاً الاستحواذ على كتلة سنية أوسع. تحقق كل ذلك إنما بطعم الهزيمة السياسية. فـ«محور إيران» وحلفاؤه تراجعوا إلى 60 مقعداً وخسروا الأكثرية بعدما كانوا حصدوا 74 مقعداً في انتخابات 2018 الأمر الذي دفع بقاسم سليماني إلى التباهي بفوز حلفائه ببرلمان لبنان.

تجميل الخسارة

لا شك أن نصر الله بارعٌ في تجميل الهزيمة. خرج مُعلناً بأن أحداً لا يملك الأكثرية، وبأن هذا قد يكون أفضل للبلد. صحيح أن الآخرين من قوى تقليدية مناوئة له، وقوى تغييرية، ومستقلين وسياديين، حصدوا 68 مقعداً، لكن ما يُريحه أنهم ليسوا جميعاً في جبهة واحدة موحدة ضده، وهناك مَن هم مستقلون غير معادين للمقاومة كمقاومة، قادرين على تأمين الأكثرية السياسية لحمايتها، رغم أنه ليس بحاجة إليها، فهو يرفع شعار «السلاح لحماية السلاح». لم يستطع نصر الله أن يحمي ما تغنّى به سليماني، ولا أن يُعيدَ إهداء روحه هذا الانتصار. لكن الرجل يتمتع بقدرة كبيرة على التكيّف. هدَّأ خطابه السياسي بعدما تبدَّلت موازين القوى السياسية في البرلمان، وبالأمس دعا الخصوم إلى تأجيل عنوان السلاح لسنتين والالتفات إلى الأزمات التي تُحيط بالبلد، حتى إنه لن يتوانى عن مدِّ الجسور، بقدر ما يحتاجه لتمرير الوقت، بانتظار تبلور معالم الاستحقاقات الكبرى التي حوَّل معها لبنان إلى ورقة.

عود طري وسط ذئاب

بجانب التغييرين أو الثوريين، هناك كتلة صلبة من السياديين المستقلين والحزبين الذين كانوا فاعلين على الأرض في ثورة 17 أكتوبر والتحموا مع الناس. لا يزال باكراً الحديث عما إذا كانت تلك القوى ستنضوي في إطار جبهة واحدة. فالكل يتلمّس طريقاً جديداً في كيفية إدارة اللعبة البرلمانية، بعدما سقطت قواعد التعاطي السابق التي كانت تحكم المجلس النيابي. الكل يُقـرُّ بأن هناك شيئاً جديداً قد وُلد، وأن الزمن السابق قد ولّى حين كانت المفاتيح بيد قلّة من القوى المتحالفة ضمن المنظومة المتخاصمة في السياسات الكبرى، لكن الجديد يضع البرلمان على المحك، إنْ لم يكن أمام المجهول في ظل الانسداد السياسي القاتل والانهيار الاقتصادي- المالي- الاجتماعي المريع. فَتحَتِ الانتخابات النيابية كوّة في جدار تغيير ليس واضحا من حيث الأفق والمشروع ولا مُعبَّد الطريق. خطوة دخول «تغييرين» هزَّت شباك ما هو قديم، وأعطت الأمل لجيل من الشباب الباحث عن مستقبل له في وطن ما عاد يشبه الأوطان وبات على حافة الاختفاء. قلب القادمون الجدد الطاولة، لكنهم ما زالوا حديثي الولادة طريي العود، مُحاطين بـ«ثعالب سياسية» لن تتوانى عن الانقضاض عليهم مجدداً تحت قبة البرلمان كما حصل في الساحات.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الراعي عن توقيف الناشط خوري: لو يقوم القضاء بواجباته بشأن تفجير 4 آب ومن نهبوا المال العام وأفلسوا الدولة وزجونا بالعتمة

وطنية/22 أيار/2022

 ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطرانان حنا علوان وانطوان عوكر، امين سر البطريرك الاب هادي ضو، رئيس مزار سيدة لبنان- حريصا الأب فادي تابت ومشاركة عدد من المطارنة والكهنة والراهبات، في حضور النائبة ندى البستاني، نقيب الصيادلة الدكتور جو سلوم، قنصل جمهورية موريتانيا ايلي نصار، رئيس مؤسسة البطريرك صفير الاجتماعية الدكتور الياس صفير، وحشد من الفاعليات والمؤمنين.

 بعد الانجيل المقدس، القى الراعي عظة بعنوان: "المسيح يتألم ويموت وفي اليوم الثالث يقوم، ويكرز باسمه لمغفرة الخطايا" (لو 24/ 48) قال فيها: "يكشف الرب يسوع في هذا الظهور جوهر الكنيسة المتمثلة بالتلاميذ، كهنة العهد الجديد: إنها شاهدة للمسيح الذي مات فداء عن خطايا البشر أجمعين، وقام من الموت ليقيمهم لحياة جديدة. وتحمل مسؤولية الكرازة بإعلان إنجيل التوبة، من أجل نيل ثمار الفداء بغفران الخطايا وعيش حياة جديدة من روح القيامة، وبث السلام في القلوب. هذا ما أكده الرب بترائيه للتلاميذ في مساء قيامته: المسيح يتألم ويموت وفي اليوم الثالث يقوم، ويكرز باسمه لمغفرة الخطايا (لو 24/ 48). يسعدنا أن نحتفل معا بهذه الليتورجيا الإلهية، وأن أحييكم جميعا مع تحية خاصة إلى عائلة المرحوم الشاب ريان ملحم في الذكرى السنوية الأولى لوفاته. إننا نقدم هذه الذبيحة الإلهية لراحة نفسه، ولعزاء عائلته العزيزة على قلبنا. في هذا الأحد ترتفع الصلوات لمناسبة عيد القديسة ريتا العزيزة على قلب اللبنانيين وسواهم؛ وأيضا لمناسبة اليوم الثاني والعشرين من الشهر حيث يتقاطر المؤمنون من كل صوب إلى عنايا ويقومون بتطواف من المحبسة إلى ضريح القديس شربل، رافعين الصلوات من عميق قلوبهم، متذكرين آية شفاء السيدة نهاد الشامي. في هذا الأحد أيضا ترتفع الصلوات لمناسبة اليوم العالمي للصلاة من أجل مسيحيي الشرق. وتعنى بإحيائه مؤسسة  L'Œuvre d'Orientالتي هي في خدمة مسيحيي الشرق، فنحيي مديرها العام الخورأسقف بسكال Gollnisch، ونشكره على تفانيه في هذا السبيل".

 وتابع: "هي الكنيسة، بأبنائها وبناتها ومؤسساتها، برعاتها ومؤمنيها، تشهد أن المسيح القائم من الموت حاضر فيها ومعها، في سر الإفخارستيا، المرموز إليه بعلامات الصلب في يديه وصدره، التي أظهرها للتلاميذ كهويته الجديدة. إنه الحمل المذبوح الممجد الحاضر الآن وهنا، حيث وفي كل مرة تحتفل الكنيسة بالليتورجيا الإلهية. إنها ذبيحة يسوع الخلاصية على الصليب، ووليمة جسده ودمه، تحت شكلي الخبز والخمر، المحولين جوهريا إلى جسد المسيح ودمه، الذي حوله وبواسطته تلتئم جماعة المؤمنين، وتتكون دائما من جديد، كنيسة محلية، هي كنيسة الشركة مع الله وبين كل أعضائها، وتنبسط إلى جميع الناس على تنوع عرقهم وثقافتهم ودينهم. وتشهد الكنيسة أن يسوع القائم من الموت حاضر فيها ومعها أيضا بكلمته  في الكتب المقدسة التي تختصرها "بالكلمة الذي صار بشرا" (يو 1/ 14). وهي كلمة حية، وموجهة وفاعلة تنير العقول والضمائر والقلوب، لأنها صادرة من فم المسيح، وهي هو إياه. هكذا وقف يسوع وسط التلاميذ، وقال لهم كلمته بشأن موته وقيامته بدءا بتوراة موسى مرورا بالأنبياء والمزامير، فوصولا إليه. ما يعني أن كل كتب العهد القديم إنما كتبت عنه واكتملت في العهد الجديد. فالقديم يتضح في الجديد المختبئ فيه؛ والجديد يشرح القديم لأنه اكتماله. يسوع المسيح يجسد وحدة العهدين العضوية، وبالتالي وحدة تصميم الله الخلاصي في التاريخ، على ما قال الرب يسوع ما جئت لأنقض بل لأكمل (متى 5/ 17).

أساس إيماننا المسيحي وحياتنا ورسالتنا، حيثما كنا، هو كلمة الله التي نقلها إلينا الرسل وتقليد الكنيسة الحي وتعليمها عبر الأجيال". 

أضاف: "نشكر الله على أن اللبنانيين اقترعوا واختاروا مجلسا نيابيا جديدا يمثل مختلف الاتجاهات السياسية في لبنان وبلاد الانتشار. فأدت هذه الانتخابات، إلى مناخ وطني جديد أعطى المواطنين جرعة أمل بحصول تغيير إيجابي ووطني من شأنه أن يشجع المجتمع الدولي، بما فيه العربي، على مساعدة لبنان جديا، لا رمزيا، على الخروج من ضائقته الاقتصادية ومن أزمته الوجودية. ولكن ما لفتنا وألمنا هو أن تندلع، غداة إعلان نتائج الانتخابات، اضطرابات أمنية، وأن تعود أزمة المحروقات، وينقطع الخبز، وتفقد الأدوية، وترتفع الأسعار، ويتم التلاعب بالليرة والدولار؟ ألم يكن من المفترض أن يحصل عكس ذلك فيتأمن ما كان مفقودا ويرخص ما كان غاليا؟ إن هذا التطور المشبوه يؤكد مرة أخرى إن هناك من يريد تعطيل واقع التغيير النيابي وحركة التغيير السياسي، والانقلاب على نتائج الانتخابات والهيمنة على الاستحقاقات الآتية. إننا نرفض هذا الأمر وندعو جميع المسؤولين والقادة إلى تحمل المسؤولية وندعو الشعب إلى التصدي له. وإذ كنا نتوقع أن يبدأ التغيير بإصلاح أداء بعض القضاة، والتزام أصول المحاكمات، بحيث تتوقف فبركة الملفات ولصق تهمة التعاون مع العدو، والتوقيف ظلما وتشفيا لأسباب سياسية وحزبية. وقد زارنا مساء أمس عدد غفير من المستنكرين الرافضين توقيف السيد طوني خوري لدى المحكمة العسكرية منذ أسبوعين لسبب لا يستحق هذا الإجراء. فإننا نطلب من السلطات القضائية المعنية رفع الظلم والتقيد بالأصول القضائية، لئلا يتحول نظامنا الديمقراطي إلى نظام قمعي توتاليتاري واستبدادي. فيا حبذا لو يقوم القضاء بواجباته بشأن تفجير مرفأ بيروت، وتجاه الذين نهبوا المال العام وأفلسوا الدولة، وزجونا في العتمة، والذين يخزنون الأدوية ويتلاعبون بالدولار ويحطون من قيمة الليرة اللبنانية. لكن هؤلاء، وبكل أسف، محميون من النافذين المستفيدين. فيا للعار! ويجدر القول، إن قيمة القوى الفائزة بالأكثرية ليست بعدد نوابها، بل بقدرتها على تشكيل كتل نيابية متجانسة ومتحدة ومتعددة الطوائف حول مبادئ السيادة والاستقلال والحياد واللامركزية. على أن تصبح هذه المبادئ الوطنية نقاط تلاق يجمع عليها جميع النواب لأنها ثوابت لبنانية تاريخية ومرتكزات الهوية اللبنانية ومنطلق أي تغيير تقدمي يشمل مختلف قطاعات حياتنا الوطنية والاجتماعية والاقتصادية، ويشكل حركة وطنية وحضارية".

 وختم الراعي: "إن انتخاب مجلس نيابي جديد هو بدء مرحلة مصيرية يتوقف عليها مستقبل لبنان وشكل الدولة اللبنانية. فنحن أمام استحقاقات تبدأ بانتخاب رئيس للمجلس النيابي الجديد على أسس الدستور والميثاق، وتمر بتأليف حكومة وطنية على أسس التفاهم المسبق على المبادئ والخيارات والإصلاحات فلا تتعطل من الداخل، ثم تصل إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية على أسس الأخلاق والكفاءة والتجرد والشجاعة والموقف الوطني. ليس الفوز في الانتخابات النيابية نهاية النضال بل بدايته. لذلك ندعو جميع المواطنين، لاسيما أولئك المؤمنين بالتغيير الإيجابي وبالسيادة الوطنية وبوحدة السلاح وبالحياد وباللامركزية إلى اليقظة والاستعداد لمواجهة الالتفاف على الإرادة الشعبية حتى لا يضيع صوت الشعب الصارخ في وجه المصالح السياسية والتسويات والمساومات وتقاسم المناصب على حساب المبادئ. فيما نرفع صلاة الشكر لله على إجراء الإنتخابات النيابية، نسأله تعالى أن يقود ذوي الإرادات الحسنة إلى استكمال هذه المرحلة الدستورية بتأليف حكومة جديدة تتولى مسؤولياتها العديدة والضرورية لكي تستعيد البلاد حيويتها الإقتصادية والمالية والإجتماعية. فنرفع المجد والتسبيح للثالوث القدوس، الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

 بعد القداس، استقبل الراعي المؤمنين المشاركين في الذبيخة الإلهية.

 

عوده للنواب الجدد: لا تسكروا بالسلطة بل كونوا صوت من انتخبكم ويعلق عليكم الآمال

وطنية/22 أيار/2022

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، خدمة القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس.

 بعد قراءة الإنجيل، ألقى عظة قال فيها: "تخصص كنيستنا المقدسة الأحد الرابع بعد الفصح للمرأة السامرية التي التقى بها الرب عند البئر وطلب منها ماء ليشرب، فاصطادها نحو ماء الحياة الذي لا ينضب. إذا انطلقنا من إسم المدينة التي توقف فيها الرب يسوع لكي يرتاح، نفهم المغزى من ذهابه إلى هناك. "سوخار" تعني "المشتراة". هذه الأرض اشتراها يعقوب من أجل البئر التي فيها، وحارب من أجلها مدافعا، ثم أهداها لابنه يوسف (تك 48: 22). أراد الرب، من خلال هذه الأرض "المشتراة" و"المهداة" أن يفهمنا أنه أتى إلى الأرض ليشترينا بدمه الكريم، ويهدينا الحياة الأبدية والخلاص ومغفرة الخطايا، الأمور التي تمت مع المرأة السامرية، ومن خلالها مع قومها الذين دعتهم ليسمعوا كلام الرب. تعجبت المرأة السامرية من أن رجلا يهوديا يتحدث إليها، لأن اليهود ينظرون إلى السامريين نظرة دونية، فلا يخالطونهم كي لا يتنجسوا. السامرية كانت تعرف العادات جيدا وتسعى للمحافظة على الناموس، لم ترد أن تتحدث مع يسوع فقالت له: "كيف تطلب أن تشرب مني وأنت يهودي وأنا امرأة سامرية؟" لكن يسوع انتقل من الحديث عن الماء الطبيعي إلى الحديث عن ماء الحياة. قال لها: "لو عرفت عطية الله ومن الذي قال لك أعطيني لأشرب لطلبت أنت منه فأعطاك ماء حيا". حاولت السامرية أن تفهم فسألت: "ألعلك أعظم من أبينا يعقوب الذي أعطانا البئر وشرب منها هو وبنوه ومواشيه؟" أجابها يسوع،  متنازلا إلى محدودية فكرها الإنساني لكي يرفعها إلى سمو أفكاره: "كل من يشرب من هذا الماء يعطش أيضا، وأما من يشرب من الماء الذي أنا أعطيه فلن يعطش إلى الأبد".

 أضاف: "عيدنا يوم الأربعاء الماضي لنصف الخمسين، وسمعنا في الإنجيل قول الرب: "إن عطش أحد فليقبل إلي ويشرب. من آمن بي، كما قال الكتاب، تجري من بطنه أنهار ماء حي" (يو 7: 37-39)، وهذا القول إنما تفوه به دالا على الروح القدس الذي سيرسله بعد موته وقيامته وصعوده للجلوس عن يمين الآب. لقد رمى المسيح، صياد البشر، طعم الروح الحي، ليصطاد شخصا، وبه اصطاد مجتمعا كاملا عندما تعرف هذا الشخص، أي السامرية، على طعم الماء الحي العذب، على نعمة الروح القدس المحيية، ولما ذاقت، لم تستطع سوى أن تطلب المزيد. عندما تقبلت السامرية المسيح فتح قلبها، ونطقت بالصدق وكشفت حياتها التي كانت تسترها، ولم تعد تحسب حديث الرب معها كحديث يهودي مع أممي، بل كماء يروي ظمأ روح تلتمس الخلاص من أشراك الخطايا التي تكبلها. أصبح كلام المسيح بالنسبة إليها كماء المعمودية الذي يطهر الإنسان ويجعله جديدا. يلفتنا قول الرب يسوع للسامرية: "الساجدون الحقيقيون يسجدون للآب بالروح والحق، لأن الآب إنما يطلب الساجدين له مثل هؤلاء. الله روح، والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا". الله لا يهتم لمكان السجود ولا للذبائح والتقدمات والطقوس الخارجية، بل لكيفية السجود والعبادة، لأن السجود الجسدي لا معنى له إن كان القلب بعيدا عن الله والأفعال مخالفة لوصاياه". وسأل: "ألا يذكرنا هذا بما يحصل عندنا؟ معظم الزعماء يتسابقون على الخطابات والوعود وعلى الصراخ أيضا الذي لا يجدي نفعا بل يظهر حالة الضعف عند المتكلم، أما الجوهر الذي هو خدمة الشعب فمفقود. حتى النواب الذين انتخبهم الشعب يتسابقون إلى العد والتنافس، متناسين أن النائب المنتخب يمثل الشعب كله، لا فئة محددة منه فقط، مثلما لم يتجسد المسيح لخلاص فئة محددة من الناس بل كل الخليقة. وكما أن خلاص المسيح هو للجميع، كذلك يكون النائب المسيحي أو غير المسيحي للجميع.

أملنا ألا يتلهى المسؤولون بالمظاهر والقشور، فيما يجب افتداء الوقت والعمل على الإنقاذ الفوري لبلد يحتضر. نتمنى أن يكونوا يدا واحدة تعمل بجهد وبخطى سديدة من أجل الخروج من الظلمة إلى النور، ومن التعثر إلى النهوض. يقول الرب على لسان الرسول بولس: "تنافسوا في المواهب الفضلى وأنا أريكم طريقا أفضل" (1كو 13: 31). كذلك يقول الرسول بولس لتلميذه تيطس: "أما المباحثات الغبية والأنساب والخصومات والمنازعات الناموسية فاجتنبها لأنها غير نافعة وباطلة" (3: 9). ونحن، قبل أن نبدأ القداس الإلهي، نقول: "ها وقت يعمل فيه للرب".  وتابع: "أما في لبنان، وقد حصلت الانتخابات وقال الشعب كلمته، ومع أننا كنا نتمنى أن تكون الحماسة للانتخابات بمستوى الكارثة التي ألمت باللبنانيين، ويكون الإقبال على التعبير عن الرأي بحجم الغضب واليأس، فينبغي أن يعمل الجميع بحسب قلب الله، أن يعملوا للرب من خلال شعبه، إخوته هؤلاء الصغار، الذين أوكلوا مهمة رعايتهم أربع سنين. أملنا ألا يضيعوا الوقت ويشحنوا النفوس بذبذبات الكره والحقد، بل أن يتخطوا أنانيتهم ويحاولوا إرساء مفاهيم المحبة المسيحية، وأن يتقبلوا الرب فاعلا فيهم ومن خلالهم، مثلما حدث مع المرأة السامرية التي، بعد أن تعرفت على الحق في شخص الرب يسوع تركت جرتها وانطلقت تبشر أهل مدينتها". وقال: "فيا أيها النواب، أملنا أن تعملوا وفق الدستور على بناء دولة ديموقراطية عادلة تحترم جميع الحقوق وتلزم الجميع بالواجبات، وعلى فصل السلطات وتحصين القضاء ليكون مستقلا وفاعلا، وعلى التصدي لتعطيل المؤسسات، وعلى معالجة النزف الاقتصادي والاهتمام بوجع الناس وآلامهم، وعلى كشف حقيقة تفجير بيروت بعيدا من المساومات والتسويات وطمس الحقائق. لا تسكروا بالسلطة ولا تدعوا مرض التسلط يصيبكم. كونوا صوت من انتخبكم ويعلق عليكم الآمال".

 أضاف: "نصلي لجميع من اختارهم الشعب ممثلين له في الندوة البرلمانية، ونصلي من أجل أن يكونوا واعين مقدار المسؤولية الملقاة على عاتقهم. العمل يجب أن يكون حثيثا، من دون أي تضييع للوقت في خطابات رنانة فارغة من النتائج العملية. أنظار الشعب اللبناني، والعالم أجمع، شاخصة نحوكم ونحو طريقة عملكم، فلا تخذلوا من انتخبوكم. شعبنا عبر إن بصمته أو بصوته، فاسمعوا الإثنين وكونوا على مستوى المسؤولية، من أجل بلدكم لبنان، لا من أجل حزبكم أو تياركم أو حركتكم، أو طائفتكم لأن الشعبية تخفت أو تزداد، لكن الوطن هو الذي يبقى ملجأ لجميع أبنائه".  وختم: "دعوتنا اليوم، إلى أن نتقبل المسيح كما تقبلته السامرية، المدعوة "فوتيني"، أي "منيرة"، التي بعدما كانت مظلمة بالخطايا، أصبحت مصباحا مشعا للجميع، جالبا إياهم نحو الينبوع الحي الذي لا يفرغ، حتى يحصلوا هم أيضا على نعمة الروح القدس المحيية".

 

رعد: ما زلنا قوة نيابية وازنة تستطيع الحضور والتصرف بما يحفظ مصلحة شعبنا

وطنية/22 أيار/2022

 أكد رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد أنه "ليس من شيمنا ولا من سياستنا أن نخون أحدا أو أن نطعن أحدا من الخلف، لكن نحن حرصاء على تنبيه من يغفل ومن يسكر أثناء السير في الطريق حتى يستفيق فلا يأخذنا إلى الهاوية والإنهيار فقط لإشباع نزوة أو لسد عقدة نقص لديه".

 كلام رعد جاء خلال رعايته حفل تكريم الفائزين الأوائل في مسابقتي السيدة الزهراء والإمام المهدي التي نظمتها جمعية التعليم الديني الإسلامي في النبطية وقال: "يصب علينا الغضب والتآمر والتواطؤ وتحشد كل القوى وتستخدم كل الأساليب والوسائل من أجل أن نحشر في الزاوية ومن أجل أن يحملنا الناس مسؤولية الخيارات الصحيحة التي ندعوهم إليها والتمسك بها وإلى التبرك بالجهاد من أجل أن نحصل على ثمرات الصبر في مسيرة تحقيقها".  وأشار: "يراد لنا أن نجوع وأن نحتاج وأن نمنع من استثمار مواردنا وثرواتنا الطبيعية، ويراد لنا أن نقبل بمستشارين يتحكمون بوضع السياسات الثقافية والتربوية والتعليمية والإقتصادية والإجتماعية والإدارية والأمنية والعسكرية لبلدنا، كل هذا هو المشروع الذي نواجهه ولأننا نواجهه نتعرض لهذه الضائقة التي تحل في بلادنا من الذين يشاركون في ممارسة هذه الضغوط علينا". وقال: "للأسف بعض اللبنانيين ممن نريدهم شركاء لنا في هذا البلد، هؤلاء عندما حصلت الإنتخابات بدأوا يدعون أنهم يملكون الأكثرية النيابية، ونحن نقول أننا ما زلنا قوة نيابية وازنة تستطيع الحضور والتصرف بما يحفظ مصلحة شعبنا، وإذا كنتم تدعون أنكم تملكون الأكثرية النيابية نحن سننتظر ولن نستعجل والقصة بضعة أيام وسنرى ما هي أولوياتكم وكيف ستصرفون هذه الأكثرية في السلطة وعندها سنبني على الشيء مقتضاه".

 وأضاف: "سنرى كيف ستتصرفون إزاء تشكيل الحكومة وإدارة شؤون البلد والسياسات التي ستعتمد، أما مسألة سنشارك أو لا نشارك أيضا لا نريد أن نستعجل الأمور لكن ما يعنينا أن نقوله ونؤكده لشعبنا أننا منفتحون على التعاون الإيجابي مع كل ما نراه مناسبا لتحقيق مصالح الناس ومصالح بلدنا، وما دون ذلك يخرج عن إطار القواعد المشتركة التي تجعلنا ملزمين بأن نتعاون مع الآخرين إذا كان الآخرون لا يريدون التسليم بالحقائق والوقائع".  وختم رعد: "نحن ندرك أن الأيام المقبلة ليست أيام رغد في العيش إنما أيام صعبة تتطلب جهودا صادقة ومخلصة ووطنية ومتعاونة من كثيرين في هذا البلد من أجل أن نعالج المشاكل والتداعيات التي حصلت جراء الأزمة الإقتصادية التي استهدفنا فيها بعضُ من يدعي الآن الوصول إلى الأكثرية النيابية، بالشراكة مع القوى الدولية النافذة التي تريد تنفيذ برامجها وسياساتها في المنطقة لمصلحة العدو الإسرائيلي والإقرار بشرعية الإحتلال الإسرائيلي لفلسطين ومقدساتنا الإسلامية والمسيحية ولإخضاع المنطقة العربية بكاملها، هذا هو الواقع ولا نريد أن نزرع أوهاما في عقول شعبنا لكن نريد أن نقول لشعبنا سنبذل ما في وسعنا وكل جهودنا من أجل أن لا تمس إرادتكم ولا كرامتكم ومن أجل أن لا يصيبكم العوز في ظل سياسات تريد أن تأخذنا إلى حيث لا نبقى وطنيين لبنانيين".

 

جعجع دعا في مهرجان من جزين المعارضين إلى التنسيق: لن نختار بري وانتخابات المجلس الخطوة الأولى للخروج من حال التخبط

وطنية/22 أيار/2022

 شدد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع على "وجود مواجهة كبيرة لاخراج لبنان مما يتخبط به، والخطوة الاولى تبدأ بانتخابات رئاسة المجلس النيابي"، مجددا التأكيد ان "القوات لن تنتخب الرئيس نبيه بري، والأنظار متجهة نحو تعاطي رئيس تيار الكذب والخداع والغش في هذا الشأن الذي لطالما كرر بان الرئيس بري وجماعته "ما خلو يشتغل" وأنهم فاسدون و"بلطجية".  ودعا المجموعات المعارضة "من افراد ومستقلين ومجموعات صغيرة واحزاب الى ضرورة التنسيق بغية ايجاد الطريقة الملائمة لتفعيل هذه المعارضة بعد أن أصبحت الأكثرية في المجلس النيابي".

 هذه المواقف أطلقها جعجع في إطلالة من معراب عبر "زوم" في مهرجان احتفالي ل"القوات اللبنانية" بعنوان "ما فينا الا ما نشكركن"، في ساحة بلدية جزين - عين مجدلين، في حضور النائبين غادة ايوب وسعيد الاسمر ورؤساء بلديات ومختارين وفاعليات نقابية واجتماعية ومنسق جزين في "القوات" جورج عيد وعدد من اهالي المنطقة ومناصرين.

 وكان جعجع استهل كلمته بالقول: "طلع مش بس بدنا طلع كمان فينا"، وخصوصا في جزين البطلة والمناضلة، وهنا اتوقف عند بيت شعر "وما الحب الا للحبيب الاول"، فجزين بدأت مناضلة، وتاهت بعدها لفترة، لكنها عادت للحبيب الاول. تحية كبيرة الى الرفيق وسام الطويل الذي عمل وناضل بدون أي حساب والى سعيد الاسمر الذي لا اشك للحظة بانه سيكون النائب المثالي عن جزين لانه ابن ارض ويدرك همومها ويتعايش معها ويتمتع بالاخلاقية المطلوبة ليلتزم تجاه اهله، اما التحية الثالثة فأوجهها الى الرفيقة القديمة - الجديدة الدكتورة غادة ايوب التي خاضت معركة من افضل المعارك في لبنان والنتيجة خير دليل. وتحية اكبر لجورج عيد وجو ملحم واعضاء المنسقية ورؤساء واعضاء المراكز لانهم كانوا الماكينة الانتخابية الفعلية على الارض، وتحية شكر لكل مواطن جزيني تجاوب مع طروحاتنا وأدرك في نهاية المطاف انه كان ضحية عملية غش طويلة واندفع باتجاه تصحيحها".  أضاف: "أما التحية القلبية فأوجهها الى رفيق الدرب في هذه المعركة يوسف النقيب الذي تعرض لكل ما تعرض اليه في صيدا، ورغم ذلك ثبت على مواقفه بشكل واضح كالسيف، واستمر في المعركة حتى النهاية، ولو انني حزنت بان الحظ لم يحالفه، إلا ان الطريق طويل وسنخوض المعركة سويا في المرة المقبلة وننتصر. الفرحة في تحقيق هذا النصر حق طبيعي ولكن المسؤوليات أهم، لذا سيتضاعف العمل عشرات المرات عن الفترة السابقة، وعلينا ان نتحضر اكثر، باعتبار ان جزين محرومة وسوداء منذ عشرات السنوات ونريد إخراجها من هذا السواد وإلباسها الوشاح الابيض الذي يليق بها، فالقوات لم تمر في اي مكان الا وتركت خلفها البياض بينما هم لم يتركوا خلفهم الا السواد". ودعا النائبين ايوب والاسمر والمسؤولين كافة الى "تحويل المنسقية وتباعا كل جزين، الى ورشة عمل واحدة تهدف الى ابراز جمال هذه المنطقة، ولا سيما انها من الاجمل في لبنان، فجمال جزين يحتاج الى عناية بعد ان ذبل في السنوات الاخيرة، وحزنا كثيرا على ذلك، اذ لم نر من مسؤوليها سابقا الا الكلام الفارغ الذي لا معنى له والانتقادات في ظل غياب أي عمل إيجابي".

 ووعد أهالي جزين بأنهم لن يسمعوا بعد اليوم كلاما مشابها بل سيلمسون أعمالا إيجابية تباعا تظهر جمالها من جديد"، ودعا الى "ضرورة تحديد سلم الأولويات للبدء بما يمكن تنفيذه في هذا الوقت الصعب"، آملا ألا تحبط عزيمتهم في المواجهة في خضم هذه الأوضاع. وقال: "نحن في صدد مواجهة كبيرة لأن الوضع يتطلب ذلك لإخراج لبنان مما يتخبط به بغية وضعه على بر الأمان، والخطوة الأولى أمامنا تبدأ بانتخابات رئاسة المجلس النيابي التي أظهرنا من خلالها انسجامنا مع كل طروحاتنا ووعودنا الانتخابية، فمع طرح موضوع تسمية الرئيس قلناها صراحة، لن نسمي الرئيس نبيه بري وسنختار من يتمتع بمواصفات معينة، وهذا الأمر ينطبق ايضا على نيابة الرئاسة".  أضاف: "بعد إعلان القوات جهارة موقفها من هذا الموضوع، الأنظار تتجه نحو رئيس تيار الكذب والخداع والغش لنرى سبل تعاطيه معه، فهو استمر طيلة السنوات الاربع الماضية بالقول إن الرئيس بري وجماعته "ما خلو يشتغل" وإنهم فاسدون و"بلطجية"، وبالتالي حان الوقت لأن تتبلور الحقائق وتعلن مواقف كل الأطراف لنرى مدى صدقيتها".

 وشدد على "تأكيد أهمية التنسيق بين المجموعات المعارضة من افراد ومستقلين ومجموعات صغيرة وأحزاب لإيجاد الطريقة الملائمة لتفعيل معارضتنا، بعد ان بتنا كمجموعة فرقاء معارضين الاكثرية في المجلس النيابي، وعلى وجوب الا نحذو حذو فريق "ما خلونا وما قدرنا" بل التصرف كأكثرية، بعد ان وضع الشعب ثقته بنا لنحصل له حقوقه بدءا بإظهار حقيقة انفجار مرفأ بيروت الى إعادة حقوق المودعين وكل الامور الحياتية الاخرى".  وختم جعجع: "القوات ستتابع هذا المسار الصعب الشاق والطويل حتى النهاية، لأنه السبيل الوحيد نحو الخلاص، ولا سيما ان المسار الاسهل ليس الافضل دائما، ففي بعض الاوقات يكون كذلك ولكن في اوقات اخرى يبقى المسار الاصعب والشاق هو الافضل، وبالتالي سنسلكه مهما كان متعرجا".

 الاحتفال

وكان استهل الاحتفال بالنشيدين اللبناني والقواتي، وألقى عيد كلمة قال فيها: "يبدو واضحا حضور يد الرب في كل ما حدث في جزين، وهو نتيجة أكيدة لصلوات أمهات شهدائنا، وتضحيات شهدائنا التي أثمرت هذا النجاح، لذلك الشكر الأول لهم ولكل مصاب حرب ولكل الذين ضحوا وتحملوا ولكل مقاوم في منطقة جزين. التحية لأهلنا في جزين ومنطقتها الذين اعتبروا أن المعركة هي معركتهم الشخصية وانتهزوا الفرصة وساهموا في خلاص الوطن والمنطقة وفي حماية مستقبل أولادهم". ودعا "كل أهالي المنطقة والرفاق الى مضاعفة الجهود والتخطيط والعمل من أجل تحقيق الهدف ونقل منطقة جزين لمكان أفضل".

الأسمر

وتحدث الأسمر الذي اعتبر ان "هذا الانتصار ليس وليد أسابيع أو أشهر من العمل، بل هو ثمرة جهد بذل منذ سنوات عديدة، ثمرة كل قطرة دم روت هذه الأرض الطيبة، وكل شهيد سقط حتى تبقى منطقة جزين مرفوعة الرأس، وكل دمعة وغصة ألم، لكل ذل واضطهاد، وأكيد جهد كل المسؤولين ورؤساء المراكز الذين تعاقبوا على خدمة منطقة جزين، كل نشاط وكل موقف وكل عمل قمتم به أوصلنا الى هذا الانتصار". وحيا "أهالي جزين على وقفتهم وكسر حاجز الخوف وجرأتهم في المحاسبة والتغيير"، وخص بالشكر زميليه في اللائحة المهندس وسام الطويل ومرشح مدينة صيدا المهندس يوسف النقيب.

 وتناول "أجواء التخويف التي يحاول البعض إشاعتها". وقال: "إن إشاعة أجواء من الخوف هي أسلوب الخاسر والضعيف، فبعض أصوات النشاز التي تروج لحرب أهلية وتهجير وأخبار أخرى يفبركها بعض من طالتهم الخسارة وتعرضوا لمحاسبة قاسية من الناخبين على خياراتهم وسياساتهم السيئة التي خربت الوطن وأسهمت في انهيار الدولة، لهؤلاء نقول إن القوات اللبنانية في جزين كما في كل لبنان ستحافظ على العيش المشترك مع كل مكوناته، وبشكل خاص في منطقة جزين التي تعتبر مثالا له، العيش المشترك من الريحان مرورا بجزين وصولا الى صيدا. نريد إعادة القرار الى يد الدولة ومؤسساتها الشرعية، ودعم حصر السلاح بيد الجيش حامي الوطن ووحدته، بمساعدة القوى الأمنية، نريد لبنان وطنا مزدهرا، ونريد استرجاع أموال المودعين المنهوبة".  ودعا "كل النواب المستقلين والسياديين ونواب المجتمع المدني، إلى الوقوف معا سدا منيعا بوجه انهيار البلد، لأن الشعب سئم المشاكل ولم يعد يحتمل أزمات من الدولار والطحين والمحروقات الى غلاء المعيشة والأسعار والدواء والاتصالات، لذلك يجب إيجاد الحلول الناجعة سريعا".

 أيوب

من جهتها، شدد أيوب على أن "اليوم هو تاريخ عودة جزين سيادية لبنانية، وهي التي أظهرت لكل العالم أهمية السيادة وعدم العيش بذمية وتبعية". وقالت: "حتى الساعة لا زالوا يدرسون ويحللون نتائج الانتخابات في جزين، وستستمر محاولاتهم لفهم ما حصل في جزين ولكن دون جدوى، لأن الموضوع ليس موضوع حسابات وأرقام بل هو موقف وتصميم وإرادة وإيمان منكم بلبنان والقضية". ورأت أن "الانتخابات انتهت وبدأ العمل، لذلك المواقع الدستورية ليست بجوائز ترضية لأحد، وليست ممالك دون حسيب أو رقيب. وقت المحاسبة أتى، وانتخاب رئيس للمجلس لا يكون بالمساومات على مقعد من هنا أو هناك. أما بالنسبة للحكومة فستكون جامعة عنوانها الوحدة في الهدف وليس الوحدة الوطنية وكانت نتيجته 100 مليار دولار دين".  وختمت: "ملتزمون تحقيق العدالة لشهداء مرفأ بيروت، إذ لم ننس ألكسندرا وجو وسحر ورالف وشربل وميراي. سنعمل من داخل مجلس النواب على مشاريع قوانين تضمن تحقيق كل مطالبكم وكفيلة بأن تعيد وضع لبنان على السكة الصحيحة، تمهيدا لإعادة الحياة اليه".وتخللت الاحتفال أناشيد قواتية ووطنية لكورال levanos بقيادة نسرين الحصني.

 

 /New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 22 و23 أيار/2022

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 22 أيار/2022/

جمع واعداد الياس بجاني

http://eliasbejjaninews.com/archives/108816/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1429/

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

 

LCCC English News Bulletin For Lebanese & Global News/May 22/2022/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

http://eliasbejjaninews.com/archives/108819/lccc-english-news-bulletin-for-lebanese-global-news-may-22-2022-compiled-prepared-by-elias-bejjani/

#LCCC_English_News_Bulletin