المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 23 آذار/2022

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2021/arabic.march23.22.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

مَرْتا، مَرْتا، إِنَّكِ تَهْتَمِّينَ بِأُمُورٍ كَثِيرَة، وَتَضْطَرِبِين! إِنَّمَا ٱلمَطْلُوبُ وَاحِد! فَمَرْيَمُ ٱخْتَارَتِ ٱلنَّصِيبَ ٱلأَفْضَل، وَلَنْ يُنْزَعَ مِنْهَا

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/ميشال عون ومنذ العام 2006 اصبح بوقاً وصنجاً إيرانياً وجندياً في عسكر ولاية الملالي

الياس بجاني/عون الإسخريوتي آخر من يحق له الكلام باسم المسيحيين وهو الذي داكشهم بكرسي مخلع

الياس بجاني/ثلاثي جوع وفجع السلطة وعبادة الكراسي: جعجع والحريري وجنبلاط

الياس بجاني/الرياشي قواتي تيواني وغاندي مسرحي

بالصوت والنص/الياس بجاني: قراءة إيمانية في معاني توبة الابن الشاطر

 

عناوين الأخبار اللبنانية

ميشال عون في حديث لصحيفة "ريبوبليكا" الإيطالية:"ليس لحزب اللّه أي تأثير أمني داخل لبنان"/الياس الزغبي

عون في الفاتيكان: “تحريض” على بكركي و”تسويق” طروحات 8 آذار

لا وعد بزيارة بابوية إلى لبنان خلافاً لما ذكر إعلام الرئاسة وبيان الفاتيكان الصريح والدقيق يخّيب أمنيات البيان الرسمي

الخارجية الكويتية ترحب ببيان ميقاتي وتتطلع الى استكمال لبنان الإجراءات البناءه لاعادة العلاقات مع دول الخليج

الخارجية السعودية رحبت ببيان ميقاتي: نأمل أن يسهم في استعادة لبنان مكانته عربيا ودوليا

الياس الزغبي لموقع "لبنان الكبير": السلطة القائمة تبحث عن الذرائع لإعادة تأكيد تبعيتها وتجديد أوراق اعتمادها للنظام السوري عشية الانتخابات.

أي لبنان بين الفخامة والغبطة؟ ... قبْلَ الرئيس عون ومنظِّريه الأقلويين مرَّ "مسيحيّو صدام" ثم "مسيحيّو الأسد"، فأين الغرابة في "مسيحيي خامنئي"؟

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلثاء في 22 آذار 2022

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 22/03/2022

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

انسجام الفاتيكان وبكركي أعمق من طروحات عون "الأقلوية"/منير الربيع/المدن

وزارة الصحة : 410 إصابة جديدة و 6حالات وفاة

طلب جديد بنقل دعوى انفجار المرفأ من البيطار

اتُخذ القرار: طار عويدات… ماذا عن عبود؟!

تطوّرٌ قضائيٌ مهمّ… والهيئة العامة لـ”التمييز” اكتملت

قلقٌ من “ألعاب شيطانية” تطيح بالانتخابات

مراقبون دوليون للانتخابات؟

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

لقاء ثلاثي بين السيسي وبينيت والشيخ محمد بن زايد في مصر: البحث تناول "الطاقة والأمن الغذائي"

غوتيريس دعا روسيا إلى "وقف حربها العبثية على أوكرانيا"

بينت يستعد لزيارة أوكرانيا... وكييف تتهم روسيا باختطاف ثلاثة إسرائيليين

خاركيف ثكنة عسكرية استعداداً لـ«حرب شوارع»

«الشرق الأوسط» ترصد نزوحاً متزايداً للمدنيين مع تصاعد القصف الروسي على ثاني أكبر مدن أوكرانيا

بايدن: ظَهر بوتين بات إلى الحائط ويدرس استخدام أسلحة كيميائية وبيولوجية

مستشار زيلينسكي: محاولة موسكو السيطرة على كييف تعد «انتحاراً

الكرملين: لسنا لصوصاً ولن ننشر تفاصيل مفاوضاتنا مع أوكرانيا

أوكرانيا: اندلاع عدة حرائق بالقرب من محطة تشيرنوبل النووية السابقة/وزير يؤكد تدمير 10 مستشفيات منذ اشتعال الحرب

مخاوف من استخدام الكرملين برنامج «كاسبيرسكي» لاختراق حواسيب

تحدي اللاجئين في بولندا: حدود الكرم وحساب التكاليف

إسرائيل تصادق على {خطة دفاعية} وتدرس الخيار العسكري ضد إيران

تل أبيب تكشف عن إسقاط «مسيّرتين» فوق العراق

فلسطيني يقتل 4 في إسرائيل قبل مقتله

السيسي يبحث مع محمد بن زايد وبينت التطورات العالمية

المرشد الإيراني: ينبغي ألا نربط اقتصادنا بالعقوبات الأميركية

الاستخبارات الأميركية: القراصنة الإيرانيون يظهرون «خبرة متنامية»

السعودية: هجمات الحوثي تهدد إمدادات الطاقة وأكدت إخلاء مسؤوليتها عن أي نقص... ودعت المجتمع الدولي لتحمّل مسؤوليته 

تشديد مصري ـ إماراتي على تعزيز التضامن العربي.. السيسي ومحمد بن زايد عقدا جلسة محادثات حول قضايا المنطقة

«تعفيش المعفش»... ظاهرة جديدة في دمشق

ماريوبول «ترفض الاستسلام»... وروسيا وأميركا «على حافة القطيعة»

واشنطن تزود كييف بأسلحة سوفياتية... و{الوساطة السعودية} محور اتصال بين فيصل بن فرحان ولافروف

السعودية: هجمات الحوثي تهدد إمدادات الطاقة وأكدت إخلاء مسؤوليتها عن أي نقص... ودعت المجتمع الدولي لتحمّل مسؤوليته 

تحليل: إردوغان عالق بين المطرقة والسندان تجاه الغزو الروسي لأوكرانيا

الاستخبارات الأميركية: القراصنة الإيرانيون يظهرون «خبرة متنامية»

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

نص مقابلة عون مع مجلة ايطالية: مقاومة الاحتلال ليست إرهابا وليس لحزب الله المكون من لبنانيين وحرر الجنوب من الاحتلال الإسرائيلي أي تأثير على الواقع الأمني الداخلي للبنانيين

"المستقبل" يستهدف خصوم "حزب الله" في بيروت الثانية.. والمقاطعة سيّدة الموقف/صفاء درويش/الجمهورية

"مناكفات رئاسية" فوق "جثث" المؤسسات!؟/جورج شاهين/الجمهورية

تعويم الأسد يمهِّد للصفقة الكبرى؟/طوني عيسى/الجمهورية

حزب الله".. ووظيفة انتخابات لبنان/سناء الجاك/سكاي نيوز عربية

جولة على "تمرّد" الحلفاء في الشرق الأوسط على واشنطن!ّ/فارس خشان/النهار العربي

دائرة الشمال الثانية وأسبوع حسم اللوائح والتحالفات/ريفي مع "القوات"... السنيورة وميقاتي و"الثوار" و8 آذار/مايز عبيد/نداء الوطن

القاضية عون تراجعت عن إجراءات قضائية ضد أحد المصارف فهل يستدرك عويدات فيوقف التعقبات بحق سلامة؟/غادة حلاوي/نداء الوطن

"إتفاق الإطار" كما "17 أيار": وُلِدَ ميتاً/محمد عبيد/نداء الوطن

عون يتدخّل لإنقاذ تحالف «أهل البيت» في مواجهة «التقدمي» ـ «القوات»ضم اثنين من «البساتنة» على اللائحة الشوفية يؤخر ولادتها/محمد شقير/الشرق الأوسط

باسيل وسيناريوات الإنتصار والهزيمة: الفوز "مش تحصيل حاصل"/ألان سركيس/نداء الوطن

الربيع العربي في أوكرانيا/العميد الركن خالد حماده/اللواء

ماذا تريد واشنطن؟/نديم قطيش/الشرق الأوسط

حين يتحول السلاح النووي إلى «تهديد» لا «تنفيذ»/داود الفرحان/الشرق الأوسط

حرب أوكرانيا بين خسائر مؤكدة وتسوية صعبة/د. حسن أبو طالب/الشرق الأوسط

الحرب العالمية الثالثة الافتراضية: بين نزهة «كورونا» ومأساة أوكرانيا!/حسين شبكشي/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

قمة لبنانية - ايطالية في روما عون: لبنان الى النهوض مجددا ونتمنى بلوغ مسار فيينا خواتيمه باتفاق ينعكس ايجابا على المنطقة ماتاريلا: استقرار لبنان مفتاح لاستقرار الشرق

الجيش: تعيين العميد الركن بيار صعب عضوا في المجلس العسكري في وزارة الدفاع الوطني وترقيته إلى رتبة لواء ركن

الجيش: تعيين العميد الركن محمد المصطفى أمينا عاما للمجلس الأعلى للدفاع وترقيته إلى رتبة لواء ركن

وزير الخارجية الايطالي استقبل بوحبيب: لبنان بلد استراتيجي لاستقرار الشرق الأوسط

فضل الله في جلسة لجنة المال: المركزي والمصارف يردون على القضاء بمعاقبة الشعب

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم
مَرْتا، مَرْتا، إِنَّكِ تَهْتَمِّينَ بِأُمُورٍ كَثِيرَة، وَتَضْطَرِبِين! إِنَّمَا ٱلمَطْلُوبُ وَاحِد! فَمَرْيَمُ ٱخْتَارَتِ ٱلنَّصِيبَ ٱلأَفْضَل، وَلَنْ يُنْزَعَ مِنْهَا

انجيل القدّيس لوقا10/من38حتى42/كَانَ يَسوعُ وتلاميذهُ) سَائِرين، دَخَلَ يَسُوعُ إِحْدَى ٱلقُرَى، فٱسْتَقْبَلَتْهُ في بَيتِهَا ٱمْرَأَةٌ ٱسْمُها مَرْتا. وَكانَ لِمَرْتَا أُخْتٌ تُدْعَى مَرْيَم. فَجَلَسَتْ عِنْدَ قَدَمَي ٱلرَّبِّ تَسْمَعُ كَلامَهُ. أَمَّا مَرْتَا فَكانَتْ مُنْهَمِكَةً بِكَثْرَةِ ٱلخِدْمَة، فَجَاءَتْ وَقَالَتْ: «يَا رَبّ، أَمَا تُبَالي بِأَنَّ أُخْتِي تَرَكَتْنِي أَخْدُمُ وَحْدِي؟ فَقُلْ لَهَا أَنْ تُسَاعِدَنِي!». فَأَجَابَ ٱلرَّبُّ وَقَالَ لَهَا: «مَرْتا، مَرْتا، إِنَّكِ تَهْتَمِّينَ بِأُمُورٍ كَثِيرَة، وَتَضْطَرِبِين! إِنَّمَا ٱلمَطْلُوبُ وَاحِد! فَمَرْيَمُ ٱخْتَارَتِ ٱلنَّصِيبَ ٱلأَفْضَل، وَلَنْ يُنْزَعَ مِنْهَا».

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

ميشال عون ومنذ العام 2006 اصبح بوقاً وصنجاً إيرانياً وجندياً في عسكر ولاية الملالي

الياس بجاني/22 آذار/2022

ميشال عون في حديث لصحيفة “ريبوبليكا” الإيطالية بتاريخ 21 آذار 2006 :”ليس لحزب اللّه أي تأثير أمني داخل لبنان”!

http://eliasbejjaninews.com/archives/107215/%d9%85%d9%8a%d8%b4%d8%a7%d9%84-%d8%b9%d9%88%d9%86-%d9%88%d9%85%d9%86%d8%b0-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85-2006-%d8%a7%d8%b5%d8%a8%d8%ad-%d8%a8%d9%88%d9%82%d8%a7%d9%8b-%d9%88%d8%b5%d9%86%d8%ac%d8%a7/

ليس مستغرباً ولا جديداً شرود ميشال عون الوطني والإستقلالي، ونقضه العلني لقسمه الرئاسي، وكذلك التعامي الفاضح والوقح من إيطاليا على وضعية أرهاب واحتلال ومذهبية ودموية واجرام حزب الله، الذي أوصله إلى موقع الرئاسة.

من يعود إلى أرشيف عون ما قبل 2006 يدرك أن هذا الرجل هو انتهازي ووصولي ومتلون، حيث كان حزب الله يومها في خطابه وشعاراته ومقارباته ارهابي وفارسي ومحتل للجنوب وليس محرره.

غير أنه منذ عام 2006، وعلى خلفية جوعه السلطوي والترابي، تجند ميشال عون بفرح، وبرضاه الكامل ليكون جندياً في خدمة ولاية الفقيه الإيراني، وبوقاً وصنجاً رخيصاً، واداة طيعة له ولحزبه الإرهابي في لبنان، وهو لا يزال في نفس هذه الوضعية الطروادية.

من هنا فهو اعمى بصر وبصيرة  وطنية ودستورية، وعن سابق تصور وتصميم، وبالتالي هو لا يمثل لا الموارنة، ولا المسيحيين، ولا اللبنانيين الشرفاء والإستقلاليين والسياديين، ولا لبنان الإنسان والمواطن والحقوق والإستقلال والحريات والدستور، لا من قريب ولا من بعيد.

بإختصار، هو مجرد أداة ملالوية مأجورة لا أكثر ولا أقل، وكلامه الهرطقي لمجلة “ريبوبليكا” الإيطالية أمس ليس جديداً، ولا هو مستغرباً، كونه ومنذ ورقة تفاهم مار مخايل سنة 2006 تخلى عن لبنانيته وعن ضميره وعن قواعد وأسس الشهادة للحق والحقيقة.

**للأسف عون ومنذ العام 2006 اصبح مجرد مجرد بوق وصنج للمشروع الإيراني الإستعماري والتوسعي والمذهبي لا أكثر ولا أقل فاقد لكل ما هو مصداقية وهذا عادي لوضعية الحكام والمسؤولين والسياسيين في ظل الإحتلال.

تعويم الأسد يمهِّد للصفقة الكبرى؟

 

عون الإسخريوتي آخر من يحق له الكلام باسم المسيحيين وهو الذي داكشهم بكرسي مخلع

الياس بجاني/21 آذار/2022

المسيحيون ليسوا بحاجة لحزب الله الإرهابي ليحميهم كما يدعي باطلاً عون الإسخريوتي الذي باع لبنان ومن فيه لإيران بثلاثين من فضة

 

ثلاثي جوع وفجع السلطة وعبادة الكراسي: جعجع والحريري وجنبلاط

الياس بجاني/20 آذار/2022

ثلاثي الفشل والإستسلام جعجع والحريري وجنبلاط، ربطوا نزاع مع حزب الله طمعاً بالكراسي فانتهوا مربوطين بحبال الذل وسلموا البلد لإيران.

 

الرياشي قواتي تيواني وغاندي مسرحي

الياس بجاني/20 آذار/2022

مع احترامنا لملحم الرياشي فهو غريب عن وجدان القوات البشيرية التاريخية. غانديته المسرحية لا تقنع أحد وكذلك تاريخه، وبس هيك.

 

بالصوت والنص/الياس بجاني: قراءة إيمانية في معاني توبة الابن الشاطر

الياس بجاني/20 آذار/2022

http://eliasbejjaninews.com/archives/73259/73259/

الصوم هو زمن التغيير والولادة الجديدة والرجوع إلى الجذور الإيمانية ومراجعة الذات والأفعال والتوبة وطلب المغفرة وعمل الكفارات. أن الله الذي هو أب رحوم وغفور ومحب قادر على تحويل كل شيء وتبديله فهو الذي حول الماء إلى خمر وهو إن طلبنا منه التوبة قادر على أن يحول عقولنا وضمائرنا من مسالك الخطيئة إلى الخير والمحبة والتقوى،  وهو وقادر في الوقت عينه أن يمنحنا رؤية جديدة بقلب متجدد ينبض بالمحبة والحنان والإرادة الخيرة. هذا الأب الذي تجسد وقبل الصلب والعذاب من اجل خلاصنا حول الأبرص صاحب الجسد المشوه إلى حالة السلامة والعافية وطهره ونقاه، وهو كذلك قادر أن يخلص وينقي النفوس الملطخة بالخطيئة إن طلبت التوبة بصدق وإيمان وثقة. بقدرته ومحبته أوقف نزف المرأة النازفة التي هي رمز كل نزيف أخلاقي وقيمي وروحي واجتماعي نعاني منه جميعاً أفراداً وجماعات وهو دائماً مستعد لقبول توبتنا ولاستقبالنا في بيته السماوي حيث لكل واحد منا منزل لم تشده أيدي إنسان وحيث لا حزن ولا تعب ولا خطيئة. تعلمنا الأناجيل أن الخلاص من الخطيئة والتفلت من براثنها لا يتم بغير التوبة والصلاة وعمل الكفارات وبالعودة إلى الله الذي هو محبة ونور. في الأحد الرابع من آحاد الصوم تحدثنا الكنيسة عن واقعة الولد الشاطر/الضال أو المبذر/الذي شطر أي اقتسم حصته من ميراث أبيه ومن ثم وقع في التجربة وغرق في أعمال السوء والملذات حتى أضاع كل شيء. وعندما أقفلت كل الأبواب في وجهه وعرف معنى الجوع والذل والغربة عاد إلى أبيه طالباً السماح والغفران. من هذه الواقعة الإنجيلية نستخلص مفاهيم ومعاني الخطيئة والتجربة والضياع الأخلاقي والإيماني وكذلك التوبة والمصالحة وثمارها.

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

أطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية  

ميشال عون في حديث لصحيفة "ريبوبليكا" الإيطالية:"ليس لحزب اللّه أي تأثير أمني داخل لبنان"!

الياس الزغبي/22 آذار/2022

نعم، إنّ الذين قاموا بغزوة الطيّونة - عين الرمّانة، وقبلها غزوات خيم الثوار في وسط بيروت، وغزوات مونو والصيفي ڤيلاج، وقبلها غزوتي بيروت والجبل، هم مجرّد ملائكة وأشباح، أو... صحون طائرة!

 

عون في الفاتيكان: “تحريض” على بكركي و”تسويق” طروحات 8 آذار

 نداء الوطن/22 آذار/2022

أدرجت قوى 8 آذار ووسائل إعلامها زيارة رئيس الجمهورية ميشال عون إلى الفاتيكان، ضمن أجندة “التحريض” على طروحات بكركي السيادية والحيادية، لصالح “تلميع” صورة “حزب الله” والتسويق لطروحات مسيحيي الثامن من آذار في الحاضرة الفاتيكانية، حسبما لفتت مصادر سياسية معارضة في معرض تقييمها لأهداف الزيارة، وأضافت: “يكفي أن يصف إعلام “حزب الله” زيارة عون إلى الفاتيكان بأنها تصب في خانة انتعاش آمال مسيحيي 8 آذار في الاستحقاق الرئاسي المقبل باعتبار أنّ الفاتيكان ناخب أساسي في هذا الاستحقاق، لتتضح الأهداف الحقيقية من ورائها بعيداً عن كل ما كتب في “أطروحة” البيانات الرئاسية حول الزيارة”. وبخلاف ما جاء في بيانات قصر بعبدا المطوّلة حول مجريات اللقاء الذي عقده عون مع البابا فرنسيس، كان بيان الكرسي الرسولي واضحاً ومقتضباً، بحيث أضاء على “المشاكل الاقتصادية والاجتماعية الكبيرة التي يعاني منها لبنان”، مبدياً الأمل في أن “تساهم المساعدات الدولية إضافةً إلى الانتخابات النيابية المقبلة والإصلاحات الضرورية في تمتين علاقات العيش المشترك السلمية بين مختلف المكونات الطائفية في بلاد الأرز”، ليختم البيان برسالة بالغة الدلالة تؤكد الموقف البابوي إزاء “النتائج الكارثية لانفجار مرفأ بيروت في 4 آب 2020” من خلال التشديد على “وجوب تحقيق العدالة والتوصل الى معرفة الحقيقة التي يطالب بها أهالي الضحايا”.

 

لا وعد بزيارة بابوية إلى لبنان خلافاً لما ذكر إعلام الرئاسة وبيان الفاتيكان الصريح والدقيق يخّيب أمنيات البيان الرسمي

نداء الوطن/22 آذار 2022

مرّة جديدة، وعن سابق تصوّر وتصميم، يضع العهد نفسه ولبنان في حرج شديد في طريقة التعامل مع حاضرة الفاتيكان، فهناك أصول معتمدة وتقاس على المسطرة في كيفية التعامل الدبلوماسي والزيارات الرسمية أو الخاصة والبيانات التي تصدر بعد كل اجتماع. مرّة جديدة يجتهد فريق رئيس الجمهورية ميشال عون ويدرج في البيان الرسمي كلاماً منسوباً إلى المضيف، وتقول اللياقة إنه هو من يتكلم عن نفسه، وإذا أراد الضيف أن ينقل موقفاً أو كلاماً معيناً، فالواجب والاحترام يتطلّبان التنسيق بشأنه مع المضيف، لا «التنطح» وإصدار بيانات، فيها من المطولات ما أنزل الله بها من سلطان. بالأمس، كان عون بضيافة الحبر الأعظم وقد استقبله في لقاء خاص لنصف ساعة، ومثله كان اللقاء مع أمين سر الدولة الكاردينال بييترو بارولين. وبعد اللقاءين صدر عن مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية بيان فيه كلام منسوب للبابا وبارولين، فحتى لو استمرّ اللقاءان لساعات لما استطاع عون ومضيفاه التحدث بكل ما ورد في البيان اللبناني ويبدو أن تحضيره تمّ سلفاً في بيروت، وأضيف عليه فقط في روما الحضور من الجانب الفاتيكاني.

الخبر الرسمي

وخلافاً لكل القواعد الدبلوماسية، قال خبر مكتب إعلام الرئاسة إن «قداسة الحبر الأعظم البابا فرنسيس أكد خلال استقباله رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أمس في حاضرة الفاتيكان، أن للبنان مكانة خاصة في صلاته وهو في صلب اهتماماته، على الرغم من الوضع الدولي المتأزم على أكثر من صعيد، كما أنه لا يغيب عن اهتمامات الكرسي الرسولي. وإذ أشار إلى أنّه مطّلع بأسى على ما آلت إليه الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة فيه، فإنّه شدّد على أن لبنان، بجميع أبنائه، المسيحيين والمسلمين، لا يجب أن يتخلى عن قيم الأصالة القائمة على الاحترام ويعتبر أنه من الواجب الحفاظ على الحضور المسيحي في الشرق، كما من الواجب الحفاظ على العيش معاً في لبنان، وهي صيغة جعلت منه رسالة». وزاد الخبر الرسمي اللبناني قائلاً «وأكد الأب الأقدس أيضاً أنه يسعى مع الجميع في العالم من أجل الحفاظ على هذا الوطن، الذي لطالما اعتبره الكرسي الرسولي رسالة ونموذجاً. وأبلغ البابا الرئيس عون إصراره أكثر من أي وقت مضى، كما عبّر عن ذلك تكراراً، على أن يزور لبنان لإعادة إحياء الرجاء فيه وقال: «في وقت قريب سأزور لبنان. هذا قرار اتخذته، ذلك أن لبنان يبقى على الرغم من أي شيء نموذجاً للعالم».

من جهته، شكر الرئيس عون البابا على استقباله، لا سيما في هذا الظرف الدقيق على المستوى الدولي عموماً والأوروبي خصوصاً، نتيجة تداعيات الحرب في أوكرانيا، كما شكره على محبته الكبيرة للبنان والتي أظهرها في أكثر من مناسبة لا سيما من خلال تخصيص يوم كامل للصلاة والتفكير من أجل لبنان في الكرسي الرسولي يوم الأول من تموز الماضي، وايفاده كلّاً من أمين سر الدولة الكاردينال بييترو بارولين وأمين سر العلاقات بين الدول المونسنيور بول-ريتشارد غالاغير في أقل من سنة إلى لبنان للوقوف إلى جانب شعبه في الظروف الصعبة التي يمرّ بها. وقال «إن اللبنانيين يحفظون لقداستكم بأطيب عبارات العرفان والتقدير مواكبتكم أحوال لبنان، وتضامنكم مع شعبه خلال سلسلة الأزمات غير المسبوقة التي يمرّ بها. وهم لا ينسون المساعدات العينية والنقدية التي قدّمها الكرسي الرسولي مباشرة أو عبر المؤسسات والجمعيات الكنسية لهم، ولا سيما إلى فئة الطلاب منهم».

وفي تناقض مع ما قاله عون لدى وصوله إلى روما من أنه لا خوف على المسيحيين في لبنان، ذكر الخبر الرسمي أن عون قال للبابا «إننا لا نريد للبنان، الذي يقع في أتون من الصراعات والحروب، أن يدفع أثماناً لما يحصل في المنطقة، وهو بفضل عنايتكم وإصرار أبنائه على النهوض ليس متروكاً لقدره. لقد شهدنا مؤخراً موجة هجرة كثيفة إلى الخارج، طاولت النخب في البلاد، ما يشكّل خطراً على الهوية والتعددية في لبنان ويساهم في إضعاف الوجود المسيحي في الشرق».

كذلك تحدّث الخبر الرسمي عن لقاء عون والوفد المرافق، أمين سر الكرسي الرسولي الكاردينال بييترو بارولين، في حضور أمين سر العلاقات بين الدول المونسنيور بول-ريتشارد غالاغير، وبحث معه في الأوضاع الصعبة راهناً في لبنان والمنطقة، وسبل تطوير العلاقات الثنائية بين لبنان والكرسي الرسولي في مختلف مجالات التعاون المشترك. وحضر اللقاء وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب، وسفير لبنان لدى الكرسي الرسولي الدكتور فريد الياس الخازن، والمستشارون رفيق شلالا، اسامة خشاب وريمون طربيه. وخلال اللقاء مع بارولين، عرض الرئيس عون للوضع في لبنان، مؤكداً أنه يجتاز مرحلة صعبة لكنه ماضٍ في استكمال كافة مقومات مسيرة التعافي، أياً كانت العقبات، وصولاً إلى أهمية إجراء الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها، وأقربها استحقاق الانتخابات النيابية في أيار المقبل. وركّز عون على أنّه آن الأوان ليقتنع الجميع، لا سيّما من يتخذون من لبنان منصة لمصالحهم، أن لبنان يجب أن يعود إلى لعب دوره كجسر تلاقٍ وهو ليس منبع أزمات. وقال: «هناك مسؤولية على المجتمع الدولي لكي يقوم بواجباته في الحفاظ على وطن هو قيمة باعتراف الجميع، لا سيما أن أزمات لبنان متشابكة ومعقدة بين أسباب داخلية وتأثر بعواصف الصراعات المحيطة ونتائجها المدمرة أحياناً.» وإذ أعاد الرئيس عون التأكيد على أهمية الدور المسيحي الجامع في المحيط العربي والعالم، فإنّه شدد على أن لبنان لا يمكنه تحمّل عبء النازحين السوريين وعدم عودتهم إلى بلادهم، لا سيما أن مناطق عدة فيه أصبحت آمنة، وسط سكوت العالم ولامبالاته، مشيراً إلى الانعكاسات الاقتصادية والمالية والاجتماعية التي تترتّب على استمرار وجودهم في لبنان، والخشية من أن يؤدي بقاؤهم إلى تغيير التوازن الديمغرافي للتركيبة اللبنانية أو حتى هوية لبنان. وقال: «نحن نتطلع بثقة عالية من أجل زيارة قداسة البابا إلى لبنان». ونقلا عن بارولين شكر عون على الاستقبال الذي خصّه به يوم زار لبنان، موفداً من الحبر الأعظم إثر انفجار بيروت، وعلى استقباله المونسنيور غالاغير منذ وقت قريب. وقال: «قرأت باهتمام بالغ المذكرة التي سلّمتموها إلى المونسنيور غالاغير، ونؤكد معكم فيها على ما ذكرتموه من أن لبنان يجب أن يبقى بلداً حراً، مستقلاً وذا سيادة، والأب الأقدس يوصي دائماً بضرورة العيش الاخوي والإنساني معاً في هذا البلد». وأشار الكاردينال بارولين إلى أن الاستقرار في لبنان من شأنه أن يساهم في استقرار المنطقة. ورداً على اقتراح عون أن يقوم الكرسي الرسولي بدعم إنشاء صندوق وطني للبنان بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي (WFP)، فقد أبدى الكاردينال بارولين تفهم الكرسي الرسولي للاقتراح وترحيبه به، وقال:»نحن سندرسه باهتمام وايجابية». ورحّب بتأكيد عون إجراء الانتخابات النيابية في موعدها، وقال: «لدينا أسباب كثيرة للوقوف إلى جانبكم، وهو ما يشدد عليه قداسة البابا في أكثر من مناسبة»، وذلك حسب خبر مكتب الإعلام في الرئاسة اللبنانية.

بيان الكرسي الرسولي

إلّا أن الصفعة لم تتأخر كثيراً، إذ بعد السرد المبالغ فيه الوارد في البيان اللبناني صدر عن الكرسي الرسولي بيان عن اللقاء الذي جمع البابا فرنسيس ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون في حاضرة الفاتيكان اليوم (أمس)، في ما يلي ترجمته:

«التقى الأب الأقدس فرنسيس قبل ظهر اليوم (أمس) في الفاتيكان، في لقاء خاص، فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون الذي التقى بعد ذلك نيافة الكاردينال بييترو بارولين أمين سر الدولة، في حضور المونسنيور بول-ريتشار غالاغير امين سر العلاقات بين الدول.

وخلال المحادثات الودية التي جرت في أمانة سر الدولة، تمّ التركيز على أهمية العلاقات الدبلوماسية الجيدة بين الكرسي الرسولي ولبنان، والتي مرّ على إنشائها 75 عاماً، كما تم التطرق إلى المشاكل الاقتصادية والاجتماعية الكبيرة التي يعاني منها لبنان، إضافة إلى موضوع النازحين فيه، مع الأمل في أن تساهم المساعدات الدولية إضافة إلى الانتخابات النيابية المقبلة والإصلاحات الضرورية، في تمتين علاقات العيش المشترك السلمية بين مختلف المكونات الطائفية في بلاد الأرز.

وفي الختام، تمّ التطرق أيضاً إلى النتائج الكارثية لانفجار مرفأ بيروت الذي وقع في 4 آب 2020، مع الإشارة إلى وجوب تحقيق العدالة والتوصل إلى معرفة الحقيقة التي يطالب بها أهالي الضحايا».

بيان الكرسي الرسولي لم يتضمن أي كلمة عن لقاء البابا وعون واكتفى بالقول إنه «لقاء خاص»، ومع بارولين تركيز على الانتخابات النيابية والإصلاحات وكشف الحقيقة في انفجار مرفأ بيروت كما يطالب أهالي الضحايا، أي إن الكرسي الرسولي يصطفّ إلى جانب المقتولين لا القاتلين الذين يمنعون الحقيقة من الظهور، والأهم أنه لا ذكر على الإطلاق عن وعد بزيارة بابوية إلى لبنان خلافاً لما ذكر مكتب إعلام الرئاسة. يذكر أنها ليست المرة الأولى التي تتعمد الرئاسة اللبنانية عبر مكتبها الإعلامي نقل مواقف لموفدين دوليين ولوزراء وسفراء يتبيّن لاحقاً أنها غير صحيحة وتصدر بيانات تصحّحها وأكثر من يدقق في هذه المسألة السفارة الأميركية التي صحّحت أكثر من مرة معلومات أوردتها الرئاسة اللبنانية وهي لم تقل.

 

الخارجية الكويتية ترحب ببيان ميقاتي وتتطلع الى استكمال لبنان الإجراءات البناءه لاعادة العلاقات مع دول الخليج

وطنية/22 آذار/2022

 ‏أعربت وزارة الخارجية الكويتية  في بيان، نشرته عبر حسابها على "تويتر"عن ترحيبها بما تضمنه بيان رئيس الوزراء نجيب ميقاتي إثر الاتصال مع وزير الخارجية من تجديد التزام الحكومة اللبنانية القيام بالإجراءات اللازمة لإعادة لبنان لعلاقاته مع دول مجلس التعاون الخليجي. وأكدت "تطلعها في هذا السياق الى استكمال الإجراءات البناءه والعملية في هذا الصدد وبما يساهم في المزيد من الأمان والاستقرار والازدهار للبنان وشعبه الشقيق".

 

الخارجية السعودية رحبت ببيان ميقاتي: نأمل أن يسهم في استعادة لبنان مكانته عربيا ودوليا

وطنية/22 آذار/2022

 رحبت وزارة الخارجية السعودية عبرحسابها على "تويتر"، بما "تضمنه بيان رئيس الوزراء اللبناني من نقاط ايجابية"، آملة أن "يسهم ذلك في استعادة لبنان لدوره ومكانته عربيا ودوليا"، مؤكدة  "تطلع المملكة إلى أن يعم لبنان الأمن والسلام، وأن يحظى الشعب اللبناني الشقيق بالاستقرار والأمان في وطنه والنماء والازدهار".

 

الياس الزغبي لموقع "لبنان الكبير": السلطة القائمة تبحث عن الذرائع لإعادة تأكيد تبعيتها وتجديد أوراق اعتمادها للنظام السوري عشية الانتخابات.

موقع لبنان الكبير/22 آذار/2022

في تعليقه على تحضير السلطة الحاكمة في لبنان لاستئناف اجتماعاتها مع جانب النظام السوري تحت ذرائع اقتصادية وتجارية، قال الكاتب والمحلل السياسي الياس الزغبي لموقع "لبنان الكبير": "لا شك أن السلطة في لبنان تتحيّن الفرصة لاعادة ربط علاقاتها التبعية مع النظام السوري. وهي تستخدم ذرائع عدة أبرزها أن هذا النظام أعاد انفتاحه على العالم العربي من خلال الزيارة الأخيرة لبشار الأسد إلى الإمارات، ويستغل عملية استجرار الغاز والكهرباء من مصر والأردن بانتظار رفع العقوبات أو وقفها استثنائياً وموقتاً عن دمشق بعد قانون قيصر. كل هذه الاعتبارات تصب عند السلطة القائمة في اتجاه اعادة الارتباط بالنظام السوري، وطبعاً تحت رعاية إيران وذراعها في لبنان حزب الله". ورأى أن "هذا الأمر يرتبط مباشرة بالاستحقاق الانتخابي، طالما أن حزب الله وتوابعه او ملحقاته في الطوائف الاخرى خصوصاً عند المسيحيين، وكذلك عند السنّة والدروز، ينتظر أن يعيد تعويمها وأن يكون عدد النواب الذين يمثلون أذرعه في الطوائف الأخرى أكبر، لأنه يراهن على أكثرية جديدة يسعى إلى أن تكون أوسع من أكثرية "قاسم سليماني"  القائمة حتى الآن، فينقضّ على السلطة الفعلية في لبنان بكل أبعادها، ويقود لبنان نهائياً إلى مسار سياسي ضمن المحور الكبير الذي تقوده إيران في المنطقة". وأضاف الزغبي: "هذه السلطة لا تتورّع عن أي خطوة لتأكيد أو تجديد ورقة اعتمادها لدى النظام السوري، عبر حزب اللّه وإيران، لتشكيل وضع سياسي جديد، وفي حسابات حزب اللّه أن هذا التحالف سينال الأكثرية الجديدة، لذلك لا نستبعد أن تتم اتصالات علنية بين بيروت ودمشق، بين السلطة اللبنانية والنظام السوري تحت عناوين اقتصادية - اجتماعية وعبور الشاحنات والصادرات عبر الحدود اللبنانية - السورية وما إلى ذلك. لكن خلفية كل هذا التحرك هي سياسية بامتياز على عتبة الانتخابات المقبلة".وأنهى بالقول: من اعتاد على نهج العمالة لا يستطيع التحرر منها، ولا يمكن إنقاذ لبنان إلّا بتحرير القرار اللبناني واستعادة السيادة كي يسهل إصلاح ما خرّبه الاحتلال وملحقاته".

 

أي لبنان بين الفخامة والغبطة؟ ... قبْلَ الرئيس عون ومنظِّريه الأقلويين مرَّ "مسيحيّو صدام" ثم "مسيحيّو الأسد"، فأين الغرابة في "مسيحيي خامنئي"؟

بشارة شربل/نداء الوطن/22 آذار 2022

هي المصادفة شاءت أن تتزامن زيارة رئيس الجمهورية للكرسي الرسولي مع زيارة البطريرك الراعي للقاهرة. وشتان ما بين الزيارتين والهدفين!

يشطب فخامته من "لائحة المشتهيات" في خريف العمر حجَّاً أخيراً الى عاصمة الكثلكة ومسماراً إضافياً يودعه في نعش لبنان ومسيحييه، فيما يتحرك سيد بكركي بهاجس إنعاش البلد المُغتال وترميم بنيانه المنهار وإنقاذ كل مواطنيه بلا تفريق.

مدهش وغريب التفاؤل الذي روَّجه الرئيس في حاضرة الفاتيكان. ولو عمل فعلياً لتحقيق عُشره في السنوات الخمس العجاف من العهد العوني لما ترك مجالاً لتصنيفه في خانة الانفصال عن الواقع أو التضليل.

قول فخامته أمام المسؤولين الفاتيكانيين إن المسيحيين بخير لا يذكِّر إلا بشعار "الليرة بألف خير". وهو مسيء كونه يتضمّن الترويج لـ "حلف الأقليات" ووجوب "لجوئها" لدى قوى الاستبداد بدل تنظيم عيشها في ظل القانون والديموقراطية والدساتير وفي محيطها الطبيعي. وحسناً فعل الفاتيكان بتذكيره بـ"لبنان سيد مستقل" لأن الرئيس، باستنكافه عن المطالبة بتطبيق القرارات الدولية يغطي مجدداً سلاح "حزب الله"، ويدرج "رسائله" الى الفاتيكان ضمن الترويج لـ"واقعية" ذمّية عملت منذ زمن الوصاية السورية على إحباط المسيحيين، و"حفرت" ضدّ البطريرك صفير طويلاً في دوائر الفاتيكان، وتعاود الكَرَّة اليوم لاستمالة مسؤولين فيه ضد مشروع البطريرك الراعي لحياد لبنان. أما نداء سيد بكركي في مصر فثلاثي الأضلاع: أوّلها، للجامعة العربية "لا تتركوا لبنان" وهي استغاثة تذكِّر العرب بأن جناحهم الجريح باقٍ عربياً ولسائر بنيه. وثانيها، للأزهر الشريف مفاده أن لبنان متمسّك بعمقه الحضاري والثقافي وأن العيش المشترك رغم العثرات تجربةٌ واجبة التعميم. وثالثها، كلام مهم مع الرئيس السيسي عن تجديد دور مصر الأخوي مستلهماً "لقاء الخيمة" بين الرئيسين عبد الناصر وفؤاد شهاب، ومطالباً القاهرة بالانحياز الى مطلب لبنان بالحياد الايجابي. بدل "كنيسة القديس بطرس" كان أنسب لو زار الرئيس عون "قصر تشرين" مطالباً نظيره السوري بإرجاع النازحين. وضمن "لائحة المشتهيات" نفسها كان عليه إلقاء نظرة على مسقطه حارة حريك معرّجاً على شريكه في "تفاهم مار مخايل"، ليس ليكرّر "الولاء والبراء" بل ليصارحه بأن تعاهدهما على "استراتيجية دفاع" ونكثهما بالعهد أدخلا لبنان في متاهةٍ أقرب الى الانحلال.

قبْلَ الرئيس عون ومنظِّريه الأقلويين مرَّ "مسيحيّو صدام" ثم "مسيحيّو الأسد"، فأين الغرابة في "مسيحيي خامنئي"؟

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلثاء في 22 آذار 2022

وطنية/22 آذار 2022

الجمهورية

إعتبر أحد الوزراء أنّ اهم ما في خطة الكهرباء أنها لا تمنح اياً من القوى السياسية الشعور بالانتصار أو بالهزيمة.

يحسم مرجع مسؤول مسألة دعمه لوائح إنتخابية في اللحظه الأخيرة كما فعل تجاه قرار سابق متصل بخوضه الإنتخابات.

طلبت مرجعية أمنية التكتم على صيد ثمين بانتظار استكمال التدابير الآيلة إلى توقيف معاونيه الخطرين.

اللواء

وُضع مسؤول كبير قبل سفره بأجواء قضت بنصحه بعدم تكرار الدعوة لمرجع روحي دولي بزيارة لبنان في هذه المرحلة!

لا يُخفي مصدر في المجموعات ذات الانتماء لخط مناهض لحزب بارز من أن وضعاً جديداً، سيحدث بعد تسجيل اللوائح، لجهة الدعم والتنسيق والمساعدات.

تواجه مجموعات الحراك نقاشات داخلية خطيرة: أحد هذه النقاشات يتركز على المشاركة بقوة بالانتخابات، فيما يجاهر آخرون بالمقاطعة لإظهار هزالة التمثيل

نداء الوطن

خصص حزب لبناني مخصصات شهرية لعدد من العائلات في مختلف الدوائر الانتخابية بقيمة مليوني ليرة شهرياً من المتوقع أن تستمر لغاية حزيران من العام الجاري.

تبين أن لجنة المال والموازنة رفضت زيادة أي إنفاق يتعلق بالشأن الاجتماعي والصحي والتربوي في موازنة 2022 بحجة الالتزام بضرورة إقرار موازنة تقشفية لتحقيق متطلبات وشروط صندوق النقد الدولي.

‏لوحظ أن بعض تجار المواد الغذائية بدأ باستئجار مستودعات في البقاع والشمال بهدف تخزين وتجميع المواد الغذائية تحسباً لأي أزمة تموين قد تطرأ بسبب التطوّرات الدولية بهدف بيع المواد المحتكرة في السوقين اللبنانية والسورية.

الأنباء

إشارات إيجابية حيال اتصالات تجري بين جماعة سياسية وحزب عريق حول تفاهم انتخابي في أكثر من دائرة.

ما يشهده تيار سياسي من ظاهرة الخلافات حيال الترشيحات للانتخابات لم تحصل في أي فريق سياسي لسنوات طويلة مضت. 

البناء

تحدثت معلومات صحافية عن طلب نائب بيروتي يسعى لوراثة الرئيس سعد الحريري وتياره من القيادة السعودية تمويله لإنشاء ميليشيا تحقق التوازن بوجه ثنائيّ حزب الله وحركة أمل وتقديمه دراسة تقول إنه قادر على استقطاب عشرة آلاف شاب من السنة والشيعة لهذه المهمة، إذا توافر التمويل اللازم.

قال دبلوماسي كبير في صربيا العضو في الاتحاد الأوروبي لدبلوماسي أوروبي آخر إن بلاده تحتفل بذكرى بدء تدمير عاصمتها بلغراد على يد قوات الناتو في عملية امتدّت 78 يوما دون أن يقول أحد للأميركيين إنهم يتباطأون وقواتهم مشوّشة وتفتقد للخبرة والإمداد اللوجستي ويخشون المقاومة.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 22/03/2022

وطنية/22 آذار 2022

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون لبنان

فيما ينهي رئيس الجمهورية العماد عون زيارته إيطاليا حيث التقى اليوم الرئيس الإيطالي وأمس البابا فرنسيس المؤكد أنه سيزور لبنان قريبا تتحضر الساحة السياسية الداخلية لجلسة لمجلس الوزراء غدا" الأربعاء في السراي الكبير بحيث تحددت بعد سلسلة اتصالات حصلت بين رئيس الحكومة ورئيس البرلمان ورئيس الجمهورية وعدد من الأفرقاء وتمخضت عن تسوية لمسار التطورات الخطرة على المستوى القضائي-المصرفي-السياسي التي شهدها لبنان في خلال الأيام الثلاثة الماضية الماضية والمتعلقة, أو بالأحرى التي انبثقت منها الدعاوى من القاضية غادة عون على حاكم مصرف لبنان وشقيقه الموقوف رجا وعلى كل أعضاء المجلس المركزي لمصرف لبنان وعلى مفوضي الحكومة المتعاقبين في المجلس.

التفاهم أو التسوية إذا جاز التعبير تمحورت بعنوانها العريض بحسب معلومات أوساط مطلعة حول الإفراج عن رجا سلامة بسند إقامة ومنع سفر وعدم تحديد جلسة مقبلة لإستجواب رياض سلامة وكأنها لن تحصل والسير بإجراءات تتوخى السلامة على المسار الصيرفي والمصرفي ذي الصلة خصوصا بعد ظهور مخاطر جدية,أقلها توجس المصارف الخارجية المراسلة واهتزاز ثقتها مع الحاصل منذ ايام على المستوى المصرفي-القضائي. ودائما" على ذمة الأوساط..

اقليميا تباطؤ لبعض الوقت في الوصول الى اللحظة التي يوقع فيها العالم مع ايران في فيينا الاتفاق النووي...خارجيا" كذلك: الحرب في جنوب شرق اوروبا مستمرة وشظاياها تطال كل انحاء المعمورة وعلى مستويات عدة وفي مجالات وقطاعات مختلفة.

هذه التطورات حضرت في بنشعي بين رئيس تيار المردة سليمان فرنجية والسفير روداكوف.

في اي حال بين تطورات الخارج وملفات الداخل برزت مواقف مترامية الأهمية والأبعاد للرئيس عون في ايطاليا حيث رأى ان مخاطر النزاع في اوكرانيا شاملة وأن الحل الوحيد والأمثل  هو السلام من خلال مفاوضات تقودها الامم المتحدة.

أما بالنسبة الى حزب الله فقد لفت الى ان المقاومة ليست إرهابا" وحزب الله المكون من لبنانيين ليس له أي تأثير في الواقع الامني اللبناني الداخلي وإذ ربط بين مساري التحرير والسلام.

أوضح الرئيس عون أن هناك اجزاء من اراضي لبنان وسوريا لا تزال محتلة ولدى الوصول الى تحريرها يمكن الانطلاق بمسيرة مفاوضات سلام لحفظ الحقوق.

من جهة ثانية اشار الى مبادرة للبابا حيال لبنان.

ومنذ بعض الوقت علمنا ان وزير الخارجية الايرانية حسين امير عبداللهيان يزور لبنان غدا"بعد سوريا.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ان بي ان

وقائع المشهد اللبناني لم تتبدل بتفاصيلها الساخنة المختلفة من المواجهة القضائية - المصرفية مرورا بإضراب المصارف التحذيري لليوم الثاني وفوضى قطاع المحروقات وصولا إلى فلتان الأسعار على أبواب شهر رمضان المبارك.

بالنسبة للمواجهة  القضائية - المصرفية لم يخرج إلى الضوء أي عنصر جدي يوحي بتحقيق نتائج على صعيد المعالجات.

وعلى ضفاف هذه المواجهة تحركت المصارف المراسلة فاستفسرت عن قرارات منع السفر التي طاولت رؤساء مجالس إدارات عدد من البنوك.

مصرفيا أيضا قررت محكمة الإستئناف المدنية في بيروت قبول الإستئناف المقدم من فرنسبنك لقرار القاضي المنفرد المدني في قضية المصري (عياد إبراهيم) ورفعت الأختام عن المصرف الذي سيستأنف العمل في صناديقه أمام المودعين والمواطنين لسحب الأموال بما فيها الرواتب والمعاشات إعتبارا من صباح الغد.

أما المحروقات فسجلت أسعارها قفزة جديدة صعودا ارتفاع لم يخفف من الضغط على المحطات التي أبقى عدد كبير منها خراطيمه مرفوعة.

وبينما يعقد مجلس الوزراء جلسة عادية غدا في السرايا تقارب بعض هذه الملفات دعا رئيس مجلس  النواب نبيه بري إلى جلسة لهيئة مكتب المجلس تعقد الخميس المقبل في عين التينة.

وعلى صعيد الحراك اللبناني باتجاه الخارج واصل رئيس الجمهورية ميشال عون زيارته لإيطاليا وبعدما التقى أمس البابا فرنسيس في الفاتيكان إجتمع اليوم مع نظيره الإيطالي سيرجيو ماتاريلا في روما.

الرئيس عون أكد أن البابا سيقوم بمبادرة لمساعدة لبنان مشددا في الوقت نفسه على أن في إمكان إيطاليا دعم الأطراف اللبنانيين للتلاقي على حل.

المملكة العربية السعودية لاقت الموقف الحكومي اللبناني وفي بيان رسمي لافت بعد طول غياب أصدرته خارجيتها رحبت المملكة بما تضمنه البيان الأخير للرئيس ميقاتي حول العلاقة مع السعودية ومجلس التعاون الخليجي ورأت فيه نقاطا إيجابية أملت ان تسهم باستعادة دور لبنان عربيا ودوليا.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ام تي في

إبتداء من الغد، المصارف تنهي إضرابها التحذيري وتعود إلى العمل فاتحة أبوابها امام المواطنين. التطور الإيجابي العملي واكبه تطوران قضائيان. الأول أن محكمة الإستئناف المدنية في بيروت قررت رفع الأختام عن مصرف فرنسبنك.

لكن بعد فترة عادت رئيسة دائرة التنفيذ في بيروت وردت طلب فض الأختام عن صناديق المصرف المذكور.

التطور الثاني أن غادة عون وبعد ادعائها على رياض سلامة وشقيقه رجا أحالت الأخير موقوفا على قاضي التحقيق الأول في جبل لبنان نقولا منصور، وهذا يعني أن الملف لم يعد في يد القاضية عون. فهل تكون النتيجة أن يعود منصور إلى الأصول القانونية فيفرج عن رجا سلامة ويتابع التحقيقات؟

لكن وفق منطق قانوني بحت لا وفق أجندة سياسية؟ الإجابة للايام المقبلة. علما أن المؤشرات السياسية لا توحي كثيرا بالتفاؤل. ذاك أن المنظومة السياسية الفاسدة تحاول تدفيع القضاء ثمن ما جنته يداها طوال سنوات وسنوات، وثمن عدم اتخاذها القرارات الضرورية لمواجهة الإنهيار كقانون الكابيتال كونترول مثلا. فهل على الجميع أن يدفعوا الثمن، فيما يبقى أرباب السلطة الفاسدة  على عروشهم الكرتونية، لأنها عروش التخاذل والمحاصصة والفساد؟

سياسيا، ما قاله رئيس الجمهورية لصحيفة "لا ريبوبليكا" الايطالية أثار ضجة كبيرة في لبنان. فعون أكد ان حزب الله لا يملك اي تأثير بأي طريقة من الطرق على الواقع الامني للبنانيين في الداخل. وهو قول مستغرب ان يصدر عن رئيس الجمهورية.

فمن يتابع الوضع في لبنان يعرف ان حزب الله يستخدم  فائض القوة ليتحكم في قرارات الدولة كلها، كما لا يتردد عن استخدام القوة عندما يجد ذلك ضروريا. والدليل على ذلك ما حصل في السابع من ايار 2008 وما حصل يوم القمصان السود وفي سواهما من الايام التي يعتبرها حسن نصر الله  مجيدة.

اما قول الرئيس عون ان مقاومة حزب الله للاحتلال ليست ارهابا فهو قول صحيح. لكن الم يلاحظ الرئيس عون ان حزب الله توقف عن مقاومة اسرائيل منذ العام 2006 وانه يركز كل اهتمامه على التدخل في الدول العربية بدءا من سوريا  وصولا الى اليمن مرورا بالعراق؟ ثم ماذا عن الخلايا الارهابية المكتشفة في عدد من دول الخليج ومنها الكويت؟ على اي حال دفاع الرئيس عن الحزب لا يقدم ولا يؤخر.

فالجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي والمنظمات الدولية تعتبر ما يقوم به الحزب ارهابا، وكل دفاع عن الموضوع يشكل ادانة للبنان لا تبرئة للحزب. توازيا، طبول الانتخابات تقرع في كل المناطق . والمهم ان يشارك اللبنانيون بكثافة لاخراج لبنان من عنق الزجاجة.

ف "التغيير بدو صوتك. بدو صوتك. وب 15 ايار خللي صوتكن يغير"

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون المنار

فارس من بئر السبع ، اصاب الذئب الصهيوني بمقتل امني خطير، واعاد الاعين الى ميدان الجهاد دهسا وطعنا وبكل ما امكن لمواجهة المحتلين.

عملية فدائية نفذها ابن النقب المحتل الاسير المحرر محمد غالب ابو القيعان، حصيلتها اربعة قتلى من المستوطنين الصهاينة وعدد من الجرحى، اصابة بعضهم حرجة.

لن تكفكف قمم التطبيع ولا لقاءات التنسيق اوجاع المحتل ، فالاستشهادي ابو القيعان الذي احكم سكينه رعبا في الجسد الصهيوني المتهالك، جعل المجتمع الصهيوني ينزف سريعا مواقف الخوف والارتياب من الايام القادمة مع حلول شهر رمضان المبارك، وهو المتوجس من القصاص مع معرفته بما تفعله قواته تنكيلا وتعذيبا بالفلسطينيين.

عملية بطولية كفكفت دموع الثكالى وامهات الشهداء في القدس والشيخ جراح ونابلس والنقب وكل الضفة والقطاع التي بكت على مدى الايام الفائتة فتية فلسطينيين قضوا شهداء برصاص الاحتلال ..

في قضاء لبنان هدوء على الجبهة مع المصارف وحاكم مصرف لبنان، مع استمرار استجواب شقيق الحاكم رجا سلامة ، فيما اعلنت المصارف وقف اضرابها الذي استمر ليومين وعادت كرتيلات النفط الى التوزيع، ما وزع اشارات عن تطورات تحت الاكمة..

وفوق ارض الفاتيكان كلام من رئيس الجهورية العماد ميشال عون عن ثابتة لبنان، فالمقاومة ليست ارهابا أكد الرئيس عون، وحزب الله مكون من لبنانيين عانوا من الاحتلال، ومقاومته حررت الجنوب اللبناني، مذكرا العالم بأنه لا تزال هناك ارض لبنانية محتلة..

على الاراضي الاوكرانية تغرق العنجهية الغربية مع سير العملية العسكرية الروسية وفق المحدد لها، فيما وصل الغرب الى الحائط المسدود بسلوك طريق العقوبات، فالنفط الروسي بيت القصيد، وعنده بدأ القادة الاوروبيون يعزفون نشيد عدم القدرة على التخلي عن مصدر الطاقة الروسية. فيما ذكرت مصادر اميركية ان عين ادارة بايدن على النفط الفنزويلي.

اما عين البنك الدولي القلقة فعلى افريقيا المهددة بالمجاعة بفعل الحرب الاوكرانية. وهو ما على العالم التوقف عنده، فافريقيا المساحات الشاسعة وبلاد الخيرات تعتاش على القمح الاوكراني والروسي وغيره من الاساسيات، فمن رسم لهذه الشعوب الفقيرة ان تكون على هذه الحال؟

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون او تي في

على جري عادتها منذ بداية العهد، وتزامنا مع زيارة رئيس الجمهورية للفاتيكان وايطاليا، حملة مسعورة تتولاها اوركسترا المنظومة، ومعزوفتها موقف الرئيس ميشال عون المعروف من حزب الله، فيما العازفون مؤسسات اعلامية واعلاميون وصحافيون ومحللون، شبوا على منطق التشويه والتحريف والتضليل، فشابوا عليه، و”اللي بغير عادتو بتقل سعادة، ويمكن مدخولو”.

فموقف الرئيس عون من حزب الله في الفاتيكان هو نفسه موقفه منذ سنوات، ولا شيء جديدا. أما الاتهامات فسياسية، لا بل انتخابية مكشوفة، فبعد كل هذا العمر والمسيرة والنضال، أما آن للبعض أن يخجلوا من ألاعيبهم، وأن يستحوا من سطحيتهم في ممارسة الشأن العام، وخاصة مع شخصية بقيمة وحجم وتاريخ ميشال عون؟

فالعماد ميشال عون قبل الرئاسة وبعدها، لا يمكن ان يكون الا محامي الدفاع عن لبنان، وعن مصالح لبنان، وعن جميع المكونات اللبنانية بلا أي استثناء، لأنه يبقى بعدا لبنانيا أينما حل في الخارج، فيما الآخرون مهما تبدلت الأزمان، يبقون أبعادا خارجية في لبنان، ويبدلون ولاءاتهم كالحرباية، بين خارج وخارج.

لكن، قبل الدخول في سياق النشرة، ومواضيعها سياسية وقضائية ومصرفية وانتخابية، ولأن إقدام التيار الوطني الحر على الدعوة الى مناظرة علنية في ملف الكهرباء هو خطوة غير مسبوقة في تاريخ السياسة اللبنانية، ومن الآن وحتى انتهاء المهلة المحددة لتأكيد المشاركة في المناظرة، أي الاربعاء في 23 آذار الجاري، سنبقى نذكر كل يوم الوزير السابق نقولا نحاس والنواب أنطوان حبشي، بلال عبدالله، ياسين جابر، علي حسن خليل والنائبة المستقيلة بولا يعقوبيان، والسيدتين جسيكا عبيد وكارول عياط، والسادة جمال صغير، يحيى مولود، جان العلية، غسان بيضون، مارك أيوب، رياض قبيسي، رياض طوق، هادي الأمين، وكل من يعتبر نفسه معنيا بالدعوة الى المناظرة، مع امكانية التواصل مع المنظمين على الرقم 71010950.

ولأننا على مسافة أربعة وخمسين يوما من الانتخابات النيابية، نكرر: “تذكروا يا لبنانيات ويا لبنانيين، إنو لأ، مش كلن يعني كلن، بغض النظر عن الحملات والدعايات والشتائم والتنمر وتحريف الحقيقة والكذب المركز والمستمر بشكل مكثف من 17 تشرين الاول 2019.

ولما تفكروا بالانتخابات، حرروا عقلكن وقلبكن من كل المؤثرات والضغوطات، وخللو نظرتكن شاملة وموضوعية، وساعتها انتخبوا مين ما بدكن، بكل حرية ومسؤولية. واجهوا الكل، وأوعا تخافو من حدا، مين ما كان يكون.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ال بي سي

غدا تعاود المصارف فتح ابوابها، بعد يومين من الكباش بينها وبين القضاء، من دون ان يعرف ماذا حقق الكباش، وإن كان الذي تحقق هو بلبلة مالية.

مصرفيا ايضا، محكمة الاستئناف المدنية في بيروت ترفع الأختام عن فرنسبنك.

قضائيا، البارز اليوم مثول رجا سلامة امام القاضي جان طنوس؛ بناء على طلب الاخير، بعد نقله من قصر العدل في بعبدا.

في غضون ذلك، الرئيس عون يدافع عن حزب الله من الفاتيكان ، فيعلن في حديث صحافي أن مقاومة الاحتلال ليست إرهابا وليس لحزب الله المكون من لبنانيين وحرر الجنوب من الاحتلال الإسرائيلي، أي تأثير على الواقع الأمني الداخلي للبنانيين.

وردا على سؤال، أوضح الرئيس عون الذي أشار الى ان لبنان ليس دولة تحب الحروب، "ان هناك اجزاء من اراضي لبنان وسوريا لا تزال محتلة. وعندما نتوصل الى تحريرها، لن تبقى هناك من مشاكل في ما يتعلق بنزاع عسكري، ويمكن الانطلاق بمسيرة مفاوضات سلام مع اسرائيل، لحفظ الحقوق والسيادة الوطنية وتحرير الارض والمياه".

في سياق آخر، على جدول أعمال مجلس الوزراء غدا الأربعاء بندان مهمان: مالي وبيئي.

المالي، عرض وزارة الطاقة والمياه طلب مؤسسة كهرباء لبنان توفير عملة أجنبية FRESH DOLLAR لتأمين الحد الادنى من سلامة الاستثمار في الإنتاج والنقل والتوزيع للأشهر الأربعة المقبلة.

والبند البيئي: تمديد المهلة المتعلقة بالسماح بنقل وتصريف ستوكات الرمل والبحص والصخر الموجود داخل المقالع والكسارات.

واضح أن البند البيئي المتعلق بالمقالع والكسارات هو رشوة انتخابية بامتياز وهو يعني عمليا التمديد للمقالع والكسارات.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون الجديد

ردت السعودية التحية.. ورفعت مستوى ردها إلى مواقف صادرة عن الخارجية ترحب بما تضمنه بيان رئيس الوزراء اللبناني من نقاط إيجابية وأملت أن يسهم ذلك في استعادة لبنان دوره ومكانته عربيا ودوليا، وأن يعم هذا البلد الأمن والسلام، ويحظى الشعب اللبناني الشقيق بالاستقرار والأمان في وطنه والنماء والازدهار عبارات بادلت فيها المملكة البيان بالمثل بعد أن قدم الرئيس نجيب ميقاتي التزامات تجاه دول مجلس التعاون متعهدا اتخاذ إجراءات تمنع المس بسيادة هذه الدول وفي المعلومات المرتبطة بالبيان السعودي أن الرياض ثمنت تعهد ميقاتي وتشديده على ضرورة وقف كل النشاطات السياسية والعسكرية والأمنية والإعلامية التي تمس سيادة السعودية ودول مجلس التعاون وأمنها واستقرارها التي تنطلق من لبنان وإذا كانت المملكة قد خصت رئيس مجلس الوزراء بالرد الإيجابي فإن مجلس التعاون سيدرس في السابع والعشرين من هذا الشهر رسالة لبنان على المبادرة الكويتية العربية على أن يسبق ذلك استكمال للاتفاق السعودي الفرنسي على تقديم المساعدات الاجتماعية وعلمت الجديد أن المرحلة الثانية ستكون ترجمتها عبر تواصل ولقاءات بين الفرنسي بيار دوكان والوزير السعودي نزار العلولا ويعمل الطرفان لتنسيق هذا المساعدات وصولا إلى توقيع اتفاقية في بيروت تحضرها الاطراف المعنية بتسلم المساعدات وربطا بمسار العلاقات بالسعودية علمت الجديد أن هناك مساعي بين الفرنسيين ولبنان الرسمي لإعادة ترتيب العلاقات الدبلوماسية مع لبنان وقالت مصادر متابعة إن النائب وائل ابو فاعور ناشط حاليا على هذا الخط وهو حاليا في الرياض ويقوم بمسعى بدأ منذ ثلاثة أسابيع لعودة السفير السعودي وليد البخاري إلى بيروت وفي المملكة أيضا زيارة للوزير السابق ملحم رياشي لكنها لا تتصل بالشق الدبلوماسي وقد تأخذ أبعادا انتخابية وهذه التحركات على خط الخليج تتابع فصولها في زيارة يقوم بها رئيس الحكومة لدول قطر يوم الجمعة المقبلة وبنص الجمعة.. أربعاء المصارف والقضاء في جلسة مجلس الوزراء من دون إحراز تقدم في الحلول فالمصارف تفتح ابوابها غدا لكن بحذر مفتوح على خطوات تصعيدية .. فيما ملف حاكم مصرف لبنان رياض سلامه وشقيقه رجا صار بدوام رسمي في العدلية ..وتوسع التحقيق مع رجا الى يد المحامي العام المالي القاضي جان طنوس الاخ غير الشقيق قضائيا لغادة عون والذي يوافق الريسة على كل قراراتها وتغريداتها.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

انسجام الفاتيكان وبكركي أعمق من طروحات عون "الأقلوية"

منير الربيع/المدن/22 آذار 2022

وكأن لبنان يجددّ صراع الهويات على أرضه. والهويات المتصارعة لا يربطها الانتماء والوجهة السياسية فحسب، بل الحسابات المالية والاقتصادية أيضًا، وخصوصًا في ظل الحرب المفتوحة على المصرف المركزي والمصارف. فعلى رغم كل الأخطاء والخطايا التي ارتكبها كل من المصرف المركزي والمصارف، وعلى الرغم من أحقية ملاحقته وملاحقتها، يبدو أن الصراع في مكان آخر: من يسيطر على القطاع، ولمن تكون الغلبة في تحديد وجهة لبنان؟

صرخات متعارضة

وترتفع الصرخات المتعارضة: فهناك من يريد استعادة العروبة وتكريس انتماء لبنان العربي. وهذه حال البطريرك الماروني بشارة الراعي، مشددًا على إعادة المسيحيين والموارنة إلى العروبة في مواجهة التمدد الإيراني. وهو كان واضحًا في كلامه، خلال لقائه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، عن سلاح حزب الله. في المقابل، معروفة مواقف رئيس الجمهورية ميشال عون في ما يتعلق بوجهة المسيحيين نحو الشرق، وفي حلفه مع حزب الله ومن خلفه إيران. وبرزت زيارة عون إلى الفاتيكان، مقابل زيارة الراعي إلى مصر ولقائه شيخ الأزهر، وإعلانه الالتزام بوثيقة الأخوة الإنسانية التي أبرمها البابا فرنسيس مع الشيخ أحمد الطيب. وتزامنًا تتوالى المواقف اللبنانية من الراعي ورئيس الحكومة لإعادة العلاقات اللبنانية- الخليجية، والالتزام بالمبادرة الكويتية. ويأتي ذلك على وقع مساعي فرنسية واضحة لإعادة تفعيل العمل الديبلوماسي والإغاثي السعودي حول لبنان. وفي هذا الإطار يعقد اجتماع جديد لمسؤولين فرنسيين وسعوديين لتنسيق الخطوات، فيما تبرز مطالبات لبنانية بعودة السفير السعودي إلى بيروت. وفي هذا السياق أيضاً، تشير المعلومات إلى أن وائل أبو فاعور وملحم الرياشي سيغادران إلى السعودية للقاء المسؤولين، والبحث في ملف الانتخابات والتحالفات، ومعرفة مدى الاهتمام السعودي بالاستحقاق، والسؤال عن عودة السفير السعودي قريباً إلى لبنان.

مسيحيو عون 

ويذهب عون إلى الفاتيكان تحت شعار أن المسيحيين في لبنان بألف خير. وتبدي مصادر كنسية استغرابها هذا الكلام، فيما أعداد كبيرة من الشبان/ات المسيحيين يهاجرون. والقطاعات والمؤسسات التي أنشأها المسيحيون أنفسهم تنهار أمام أبصارهم. والصراعات الأهلية العقارية والجغرافية في الحدث ومناطق لاسا والعاقورة بين الكنيسة المارونية وحزب الله لا تتوقف. فهل هذا كله ليس من عناصر تهديد المسيحيين؟ وتشير مصادر إلى أن الهدف الأساسي لزيارة عون يتعلق بالجانب السياسي، لتبرير مواقفه والبحث عن صك براءة لعهده وتحالفاته، ولتثبيت مبدأ تحالفه مع حزب الله.

غالاغار: لتطبيق الطائف

يقول عضو في المجمع البابوي إن بعض الكلام الذي يتحدث عن تكامل بين الأقليات، لا يحظى بموافقة الفاتيكان. وما حصل مع غالاغار وزير خارجية الفاتيكان، هو أن أعضاء في لجنة الحوار الإسلامي- المسيحي اقترحوا على الوزير الفاتيكاني اللقاء مع وفد من حزب الله، فلم يعترض.

وحصل اللقاء في السفارة البابوية، فاستمر عشر دقائق، كان فيها غالاغار متحدثًا، ووفد حزب الله مستمعًا. وركز الوزير البابوي على: ضرورة تطبيق الدستور، واتفاق الطائف كاملًا، وحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، وعودة لبنان إلى الحضن العربي والدولي، ولبنان لا يمكن أن يستمر في ظل غلبة طائفة على أخرى.

الفاتيكان والبطريركية المارونية

والعلاقة بين لبنان والفاتيكان عمرها أكثر من 700 سنة، ولا يمكن مقاربتها بين الفاتيكان وبكركي بالطريقة التي تتم فيها. ولا يمكن إخضاعها لأهواء أي شخص أو لأفكار أي كاردينال. أما الحديث عن اللجوء إلى كنائس أخرى بديلة عن الكنيسة المارونية، فأمر لا يمكن أن يستقيم. وترى مصادر كنسية أن هذه الكنائس لا تتمتع بحجم ديمغرافي واسع. فأعداد الكاثوليكيك في حلب وإنطاكية وفلسطين، أصبحت ضئيلة جدًا، ولا يمكنها أن تحل مكان الكنيسة المارونية والتي لديها أكبر عدد من المؤسسات الدينية والتربوية والصحية في الشرق الأوسط. وتقول مصادر فاتيكانية: "مهما حصل يبقى الفاتيكان متناغمًا مع الكنيسة المارونية، حتى وإن كانت هناك اختلافات في إدارة الكنيسة المارونية ملفات تنموية واجتماعية. ولو كان هناك خلاف أساسي على الثوابت السياسية، لكان يمكن اتخاذ إجراءات في حق البطريركية المارونية. لكن الاعتراض الأساسي يتعلق بكيفية العمل في المجالات التربوية والصحية والاجتماعية".

كاردينال تحالف الأقليات

والفاتيكان مؤسسة تستمع للآراء. وإذا كان الكاردينال ليوناردو ساندري، رئيس المجمع الشرقي في الفاتيكان، من مؤيدي نظرية تحالف الأقليات، فذلك لا يعني أنه يلزم الوجهة السياسية للكرسي الرسولي بذلك. ولو أراد الفاتيكان الموافقة على تحالف الأقليات لما ذهب لتوقيع وثيقة الأخوة الإسلامية- المسيحية مع الأزهر، ولما كانت تأكيدات البابا فرنسيس في مواقف تتعلق بضرورة انخراط اللبنانيين كمواطني دولة. وهذا ما تؤكده وثيقة السينودوس لأجل لبنان، والسينودوس لأجل الشرق الأوسط. وتضيف المصادر إن البطريرك لا يتخذ مواقف سياسية على حسابه. وما يجري حاليًا يعود بالذاكرة إلى حقبة العام 2000 و2005، حينما شنّت حملات على البطريرك الماروني نصر الله صفير واتهم بانه على خلاف مع الفاتيكان. ويتبين لاحقًا إنه كان على انسجام كامل مع البابا يوحنا بولس الثاني. وبالتالي، مواقف الراعي واضحة في تنسيقها مع الفاتيكان حول الحياد الإيجابي، والحفاظ على علاقات لبنان بمحيطه العربي، وعدم الدخول في سياسة الأحلاف والمحاور.

 

وزارة الصحة : 410 إصابة جديدة و 6حالات وفاة

وطنية/22 آذار 2022

 أعلنت وزارة الصحة العامة في تقريرها اليومي تسجيل "410 إصابات جديدة بفيروس كورونا رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 1089005، كما تم تسجيل 6 حالات وفاة".

 

طلب جديد بنقل دعوى انفجار المرفأ من البيطار

موقع “المحكمة/22 آذار 2022

ذكر موقع “المحكمة” أن رئيس ميناء بيروت محمد رامح المولى الموقوف في قضية انفجار مرفأ بيروت قدّم اليوم بواسطة وكيله القانوني المحامي خليل المولى طلبًا لنقل الدعوى من المحقق العدلي القاضي طارق البيطار. ومن الأسباب التي أوردها طالب النقل، وقف سير التحقيق والمحاكمة، والحرص على حسن سير العدالة. ويحال هذا الطلب على الغرفة المعينة في محكمة التمييز الجزائية وهي الغرفة السادسة التي عيّن القاضي منيف بركات رئيساً لها للبت فيه سلبًا او إيجاباً.

 

اتُخذ القرار: طار عويدات… ماذا عن عبود؟!

موقع IMLebanon/22 آذار 2022

في معلومات خاصة لموقع IMLebanon أن قراراً اتُخذ على أعلى المستويات باستبدال المدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات الذي أثبت تخاذله في ملفات حساسة. وفي التفاصيل أن ثمة إجماعاً بين القيادات السنية تأمن على ضرورة الإطاحة بعويدات، وأن الرئيس سعد الحريري دخل على الخط بعد استياء بالغ نتيجة أداء غسان عويدات سواء في ملف القاضية غادة عون وسواء نتيجة “الشعرة التي قصمت ظهر البعير” وتمثلت بتمرير عويدات بالتوافق مع رئيس مجلس القضاء الأعلى سهيل عبود لتعيين القاضي أيمن عويدات المناوئ بقوة للحريري رئيساً لإحدى غرف محاكم التمييز. وتؤكد معلومات IMLebanon أنه جرى استعراض عدد من الأسماء مثل القاضي سامي صدقي ولكن صُرف النظر عن اسمه لكونه يُحال إلى التقاعد بعد 3 أشهر، وكذلك القاضي عماد قبلان الذي يتقاعد خلال سنة. من الأسماء التي عُرضت القاضي وائل الحسن لكن لم يتم التوافق عليه وكذلك ربيع حُسامي. ويبدو أن الاختيار سيتم بين اسمين فقط: إما الرئيس جمال الحجار أو الرئيس رامي الحاج مع أرجحية للأخير. وتتحدث مصادر مطلعة على أن رئيس الجمهورية وافق على استبدال عويدات بشرط استبدال رئيس مجلس القضاء الأعلى سهيل عبود، وهو ما يبدو أنه سيتم في “سلة واحدة” مع استبدال المدعي العام التمييزي. وهذه التعيينات وُضعت على نار حامية ومن المرجح أن تتم خلال أيام.

 

تطوّرٌ قضائيٌ مهمّ… والهيئة العامة لـ”التمييز” اكتملت

الجمهورية/22 آذار 2022

علمت الجمهورية”، أن بعد الجلسة المطولة أمس لمجلس القضاء الأعلى، أصدر قراراً بتعيين رؤساء غرف محاكم التمييز الشاغرة التي تفاقم الخلاف حولها بين القضاة في الآونة الأخيرة، إلّا أن الضغوط الداخلية وخاصة بعد اجتماع مجلس الوزراء الأخير ربما زادت الضغوط التي سرّعت في التعيينات، فأسفرت عن تعيين وتبديل وملء الشغور في الهيئة العامة لمجلس القضاء الذي التأم برئاسة القاضي سهيل عبود والنائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات ورئيس هيئة التفتيش القضائي القاضي بركان سعد والأعضاء القضاة: عفيف الحكيم وحبيب مزهر وداني شبلي وميراي الحداد والياس ريشا، واستقر الرأي على تعيين القضاة ناجي عيد، ماجد مزيحم، وسانيا نصر، وأيمن عويدات وحبيب رزق الله و منيف بركات. كما تقرر نقل القاضي ماجد مزيحم من رئاسة محكمة الإستئناف في الجنوب الى رئاسة الغرفة الثامنة لمحكمة التمييز، وتم نقل القاضي سانيا نصر من رئاسة محكمة الإستئناف في جديدة المتن الى رئاسة الغرفة الخامسة لمحكمة التمييز، وحلت مكان القاضي جانيت حنا، التي عادت الى رئاسة محكمة الإستئناف في بيروت. وعيّن النائب العام الاستئنافي في البقاع القاضي منيف بركات رئيس الغرفة السادسة لمحكمة التمييز مكان القاضي رندة كفوري التي رفض تثبيتها في السابق النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات بعد قرارها الخاطئ من الناحية القانونية برد المحامي العام التمييزي القاضي غسان الخوري في قضية إنفجار مرفأ بيروت. وتم تعيين رئيس محكمة الإستئناف في بيروت القاضي أيمن عويدات في رئاسة الغرفة الثانية لمحكمة التمييز بدلاً من القاضية المنتدبة رولا المصري، والتي تحال على التقاعد بعد شهر تقريباً. و تم نقل الرئيس الأول لمحكمة الإستئناف في بيروت القاضي حبيب رزق الله الى رئاسة الغرفة العاشرة لمحكمة التمييز. وبذلك تصبح رئاسة غرف محاكم التمييز العشر على الشكل التالي: الغرفة الأولى القاضي ناجي عيد، الغرفة ٢ القاضي أيمن عويدات،الغرفة الثالثة القاضي سهير الحركه، الغرفة الرابعة القاضي عفيف الحكيم، الغرفة الخامسة القاضي سانيا نصر، الغرفة السادسة القاضي منيف بركات، الغرفة السابعة القاضي جمال الحجار، الغرفة الثامنة القاضي ماجد مزيحم، الغرفة التاسعة جمال الخوري، الغرفة العاشرة حبيب رزق الله. وبعد هذه التعيينات أصبح عديد الهيئة العامة لمحكمة التمييز مكتملاً، وأصبح بإمكانها ان تجتمع بشكل طبيعي مع مستشاريها. وفي المعلومات أن وزير العدل القاضي هنري خوري سيعيّن العضو الخامس من حصة الحكومة وهي القاضي سانيا نصر. وبهذا التعيين يكون عدد الهيئة العامة لمحكمة التمييز قد اكتمل، وأصبح بإمكانها العودة للعمل بشكل طبيعي .

 

قلقٌ من “ألعاب شيطانية” تطيح بالانتخابات

الجمهورية/22 آذار 2022

أبقى هذا المناخ الملبّد بالغبار الحاجب للرؤية الواضحة، البلد في حال من انعدام التوازن، حيث يتأرجح على حبال الاحتمالات؛ نظرياً، تحدّد موعد اجراء الانتخابات في 15 ايار وانتهت جولة تقديم الترشيحات ووزارة الداخلية أكملت تحضيراتها لإنجاز هذا الاستحقاق في موعده، والموقف الرسمي المعلن، يكرّر “اللازمة” التي تقول إنّ الانتخابات ستجري في موعدها ولن تتأخّر دقيقة واحدة، انّما هذا الموقف الرسمي لا يقترن بتأكيد جازم يقطع الشكوك القائمة بعدم إجرائها. بل أنّ كلام المجالس السياسية الرسميّة وغير الرسمية يفوح قلقاً على هذه الانتخابات وحذراً من ألعاب شيطانية تفتعلها جهات سياسية، وغرف سوداء، للإطاحة بالانتخابات وفتحِ البلد على مجهول.

 

مراقبون دوليون للانتخابات؟

الجمهورية/22 آذار 2022

أبلغ مسؤول اممي إلى “الجمهورية” قوله رداً على سؤال: “المجتمع الدولي يراقب عن كثب مسارات التحضير للانتخابات النيابية، ويريد ان تجري في الموعد المحدّد، في أجواء من الاستقرار والحيادية الكاملة من قِبل السلطات اللبنانية، وترك الشعب اللبناني يعبّر عن توجّهاته بكل حرية، بعيداً من أي خطوات او مداخلات او ممارسات وضغوط تضعها موضع شك في نزاهتها وصدقيتها وشفافيتها. وأي خطوة لتعطيلها هي خطوة مدانة مسبقاً من المجتمع الدولي. وقد سبق لكل المستويات الدولية أن وجّهت تحذيرات بهذا المعنى الى المسؤولين اللبنانيين، بأنّ تعطيل الانتخابات سيلحق ضرراً كبيراً بلبنان، ويفاقم أزمته أكثر، وسيُقابل بردّ فعل دولي شديد القساوة وعقوبات غير مسبوقة على المعطّلين، ومن يماشيهم في توجّههم هذا”. وكشف المسؤول الأممي، “اننا ندرس جدّياً ارسال مراقبين للانتخابات في ايار، والقرار في هذا الشأن قد يتبلور خلال الاسابيع القليلة المقبلة”. ورداً على سؤال، تجنّب المسؤول الأممي ربط المساعدات للبنان بشكل المجلس النيابي الذي سيتولّد عن انتخابات أيّار، واكتفى بالقول: “ما نراه ضرورياً جداً هو ان تجري الانتخابات في موعدها، ويمارس الشعب اللبناني حقه في اختيار ممثليه في البرلمان. واما المساعدات للبنان، فكما سبق واكّد عليه المجتمع الدولي وكل المؤسسات المالية الدولية، فهي مرتبطة بإجراء اصلاحات جذرية في لبنان”. الّا انّ مصادر في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، كشفت بدورها لـ”الجمهورية”، انّ مسؤولاً كبيراً في أحدى المؤسسات المالية الدولية أكّد امام بعض اعضاء اللجنة “أنّ المساعدات للبنان مرهونة بشكل المجلس النيابي الجديد، الذي يرى المجتمع الدولي انّ من الضروري جداً أن يتشكّل بصورة ملبية لما يتطلع اليه اللبنانيون، وللتغيير الذي يريدونه ونادى به الغاضبون في ساحات التظاهر والاعتصام”.

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

لقاء ثلاثي بين السيسي وبينيت والشيخ محمد بن زايد في مصر: البحث تناول "الطاقة والأمن الغذائي"

النهار/22 آذار 2022

عقد الرئيس ال#مصري عبد الفتاح السيسي الثلثاء لقاء ثلاثيا مع ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ورئيس الوزراء الاسرائيلي نفتالي بينت في  في منتجع شرم الشيخ (على البحر الأحمر بجنوب سيناء)، بحسب الرئاسة المصرية.

 وقال المتحدث باسم الرئاسة بسام راضي في بيان إن هذا اللقاء الثلاثي تناول تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا "بخاصة في ما يتعلق بالطاقة والأمن الغذائي".

 

غوتيريس دعا روسيا إلى "وقف حربها العبثية على أوكرانيا"

وطنية/22 آذار 2022

دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس روسيا إلى "إنهاء حربها العبثية في أوكرانيا"، مشيرا إلى أن "هذا الصراع لا يمكن الفوز فيه"، بحسب وكالة "الصحافة الفرنسية". وقال غوتيريس للصحافيين في مقر المنظمة الدولية في نيويورك: "إن الحرب لن تصل إلى أي مكان. منذ أكثر من أسبوعين، يحاصر الجيش الروسي مدينة ماريوبول ويقصفها ويهاجمها بلا هوادة، من أجل ماذا؟ وحتى لو سقطت ماريوبول، لا يمكن غزو أوكرانيا مدينة بمدينة، شارعا بشارع، منزلا بمنزل". وأشار إلى أنه "كلما اشتد القتال ازدادت المعاناة والدمار والرعب"، لافتا الى انه "يعتقد أن المفاوضات الدبلوماسية الرامية إلى وقف القتال تحرز تقدما". وأضاف: "هذه الحرب لا يمكن الفوز فيها. عاجلا أم آجلا، سيتعين الانتقال من ساحة المعركة إلى طاولة السلام، هذا أمر لا مفر منه".  ومن المقرر أن تعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة جلسة طارئة خاصة بشأن أوكرانيا غدا الأربعاء، كما ستجري تصويتا هذا الأسبوع على قرار فرنسي ومكسيكي غير ملزم يدين العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

 

بينت يستعد لزيارة أوكرانيا... وكييف تتهم روسيا باختطاف ثلاثة إسرائيليين

نيويورك: «الشرق الأوسط أونلاين»/22 آذار 2022

نقلت شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية، اليوم (الثلاثاء)، عن مصدر وصفته بالمطلع، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينت، يستعد للذهاب إلى العاصمة الأوكرانية كييف للمساعدة في جهود الوساطة، بعد تلقيه دعوة من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وأضاف المصدر أن الرحلة لن تتم إلا إذا كان هناك تقدم في المفاوضات. واتهمت الحكومة الأوكرانية، أمس، القوات الروسية، باختطاف ثلاثة إسرائيليين في مدينة ميليتوبول في جنوب شرقي أوكرانيا بعد احتلالها. وقالت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشوك، «اختطف المحتلون الروس اليوم في ميليتوبول ثلاثة مواطنين إسرائيليين هم تاتيانا كوموك ووالداها فيرا وميخائيل كوموك». وفي وقت سابق من هذا الشهر، سافر بينت إلى موسكو، حيث التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لمدة ثلاث ساعات في الكرملين. تجدر الإشارة إلى أن بينت على اتصال منتظم مع كل من زيلينسكي وبوتين. ووجه زيلينسكي خطاباً للكنيست الإسرائيلي أول من أمس.

 

خاركيف ثكنة عسكرية استعداداً لـ«حرب شوارع»

«الشرق الأوسط» ترصد نزوحاً متزايداً للمدنيين مع تصاعد القصف الروسي على ثاني أكبر مدن أوكرانيا

خاركيف (أوكرانيا): فداء عيتاني/الشرق الأوسط/22 آذار 2022

عاشت خاركيف، ثاني أكبر المدن الأوكرانية، ليلة طويلة من القصف المتواصل والعشوائي، ليلة الأحد - الاثنين، وسط استعدادات لـ«حرب شوارع» محتملة، إذا ما حاول الروس من جديد اقتحام المدينة أو حصارها. فمنذ ساعات المساء الأولى، يوم الأحد، بدأت المدفعية الروسية استهداف أغلب الأحياء السكنية في خاركيف، لا سيما النواحي الشرقية والشمالية منها، وهو ما ردت عليه المدفعية الأوكرانية بالمثل. لم يتوقف تبادل القصف مع ساعات الصباح الأولى؛ لكن حدته خفّت بعض الشيء، رغم أن أصوات المدفعية ظلت مسموعة خلال نهار الاثنين. وتقول وزارة الدفاع الأوكرانية إن القوات الروسية تحاول، دون جدوى، إطباق الحصار على خاركيف؛ لكن المدافعين عنها مستمرون في المقاومة. وعلى الرغم من حدة القصف الليلي، واستمراره حتى ساعات النهار، فإن فرق الصيانة الأوكرانية خرجت باكراً لإزالة آثار الدمار، وهو أمر بدا عبثياً أحياناً، في ظل تعرّض مناطق قريبة من مواقع عمل فرق الصيانة للقصف خلال إزالتها الركام والزجاج المتناثر، أو إعادة وصلها الأسلاك الكهربائية المتقطعة. وحدها قوات الجيش والشرطة من يمسك بالشوارع. لا وجود هنا لعناصر متطوعة تدقق في هويات المارة أو توفر الحماية في الشوارع، كما يحصل في مدن أخرى، بما في ذلك العاصمة كييف. خاركيف، في الواقع، تحوّلت إلى ثكنة عسكرية فعلية وبها بعض السكان المدنيين. آلاف من عناصر الجيش انتشروا في مناطق المدينة استعداداً للخطوة التالية. والحقيقة أن العابر في المدينة لن يشاهد مظاهر عسكرية واضحة. فقد اختفى الجنود عن الأنظار. وحدها نقاط الحراسة قرب بعض المباني تشير إلى أن عناصر إضافية موجودة في نقاط قريبة بانتظار دخول القوات الروسية، وبدء حرب شوارع لصدها. والظاهر أن التكتيك الروسي الجديد المتمثل باستهداف المناطق وقصفها بعنف بهدف إخضاعها، بات يخيف سكان خاركيف أكثر مما كان عليه الوضع سابقاً، إذ بات يُسجَّل نزوح متزايد لمواطنين كانوا قد أصروا على البقاء حتى الآن في مدينتهم. كما أن الوضع الجديد يُنهك الجنود المتأهبين، ويصعّب عمليات التموين المدنية والعسكرية. ويمثّل التكتيك الروسي الجديد عملية واسعة لبث الرعب قبل محاولة الاقتحام المقبلة التي قد تأتي عقب الانتهاء من السيطرة على مدينة ماريوبول بجنوب شرقي البلاد. ولكن، في المقابل وحتى اللحظة، ما زالت عمليات تدفق السلع المدنية، والإمداد العسكري طبعاً، متواصلة إلى خاركيف، وهو ما يعطي انطباعاً بأنه في مقابل إصرار الجيش الروسي على حصار المدينة واقتحامها، هناك استعداد أوكراني على جعله يدفع كلفة عالية. على رصيف في قلب مدينة كييف، تشرع فتاة صغيرة في البكاء. تشد يد أمها وتحاول الإمساك بسترة أبيها. أصوات القصف المدفعي أرعبت الفتاة ذات المعطف الزهري والقبعة الحمراء. يركع والدها ويحضنها فتشرع في البكاء. يحاول والدها تهدئتها بصوت ناعم، يضمها ويربت على ظهرها؛ إلا أن الفتاة تواصل البكاء، وصوت المدافع لا يتوقف عن الهدير فوق رؤوس الجميع. قرب مدخل محطة مترو تجلس سيدتان القرفصاء، تبحثان في أكوام من الثياب المستعملة عن حاجتيهما. إحداهما تبدو من المشردين، ومعها أكياس بلاستيكية تضم أغراضاً وأطعمة وبعض الأواني، بينما الأخرى ترتدي ثياباً فاخرة، وتحمل جزداناً عليه العلامة التجارية الشهيرة «لوي فيتون» (قد تكون ماركة مقلدة)، إلا أن قبعة الفرو النظيفة والمعطف الأسود الطويل المعتنى به جيداً، لا يتركان مجالاً للشك في أن هذه المرأة ليست من فئة المشردين، وربما قبل الحرب كانت تبلي البلاء الحسن في الحياة والمال، وهي الآن تبحث بين الثياب المخصصة للإغاثة والمتروكة على الرصيف، عن حاجات أطفال لا تتجاوز أعمارهم بضعة أعوام. تعثر المرأة ذات الثياب الرثة على ما تريد. تضع «غنيمتها» في كيس بلاستيكي، ثم تقف وتبتعد خطوات قليلة. تخرج سيجارة من جيبها وتشعلها، وتستند إلى حافة حديدة وتدخن بهدوء. درجات الحرارة تنخفض بعد الظهر إلى 5 تحت الصفر، ولكن المرأة لا تبالي كثيراً؛ بل تراقب ما حولها بهدوء، قبل أن تنهي سيجارتها وتترك رفيقتها تتابع بحثها بين أكوام ملابس الأطفال.

في المتجر المزدحم، يقترب رجل من فريق إسعاف. يقترب الرجل زاحفاً. ينظر إليه رجل وامرأة مرتديين الثياب الحمراء للمسعفين، فيطلب المساعدة منهما. يحار الرجل والمرأة في كيفية إنهاضه. لا أحد يمد يد العون لهما. تسيطر على الجميع غريزة البقاء. يمر مواطنون من أمام المسعفين مسرعين ويتجاوزونهما. وحدهما المسعف والمسعفة يحاولان نقل الرجل إلى أقرب نقطة؛ حيث يمكنهما استخدام الحمالة المدولبة. في مركز للمساعدات، يقف رجل أربعيني يروي بعينين ساهمتين حكايته. يتوقف من حوله عن الإنصات. ينصرفون عنه، إلا أنه يتابع التحديق في الجدار أمامه ورواية حكايته. يداه إلى جانبيه. وحده صوته الآن يُسمع في أرجاء المركز تحت الأرض. وغير بعيد، ولكن في الشارع، يبتسم سائق سيارة أجرة حين يعثر على راكب. يفاوض على السعر بشراسة. ما يطلبه هو 4 أضعاف السعر التقليدي، ثم تتسع ابتسامته حين يوافق الرجل على دفع الأجرة، كما طلبها السائق، إلا أن الرجل يقول: «لا تستعجل المال، جميعنا سنموت في هذه المدينة». يتوقف السائق ويبصق أرضاً، ثم يطلق شتيمة ويصعد إلى سيارته.

تقف سيدة مسنة أمام ما كان محلاً تجارياً، وأصبح مجرد مركز تقديم خدمات بسيطة للسكان. تلتقط من الأرض كوباً ورقياً، وتقدمه إلى الشاب المتطوع. يملؤه الشاب بالشاي ويعيده إليها. تنظر السيدة إلى الشاي ثم تطلب مزيداً من السكر قبل أن تتناول أول رشفة. تنهي احتساء الشاي بهدوء وترمي بالكوب حيث عثرت عليه، وتتابع طريقها. في محله التجاري الخالي، والمخصص الآن لتوزيع الخبز المجاني، يرفض أحد التجار تسلم صناديق من موزع مواد غذائية: «هذه مساعدات، وعليها طباعة باللغات الأجنبية، كيف تريد أن تبيعني إياها وأنا أعيد بيعها للسكان؟». يدير ظهره للموزع ويتشاغل بتنظيف رف خال من أي مواد مخصصة للبيع. في حديقة الحيوانات في خاركيف، يجلس عدد من الجنود الشبان تحت الشمس ويدخنون، بينما تركوا بنادقهم داخل مبنى قريب. الحيوانات في الحديقة متروكة لمصيرها ما عدا قلة من الموظفين الذي يحاولون إطعامها. الليلة قبل الماضية تعرضت الحديقة للقصف. يقول أحد الجنود إنه لم يتمكن من معرفة هل مات أي من الحيوانات في الحديقة. وحين يُسأل: هل يمكن الدخول؟ يجيب قائلاً: «الحديقة مغلقة بسبب القصف».

- كلب يبحث عن أصحابه

وفي مكان آخر بخاركيف، يركض كلب من فصيلة الراعي الألماني؛ بلون أسود، يحافظ على شكله النبيل والمتعالي في ركضه، خافياً مأساته خلف شكله المهيب. يدخل محطة قطارات فوكزال خاركيف، ثم يطلق لعوائه العنان في داخلها، فتردد الجدران صوته الممزوج بالحزن. يتعيّن على المرء أن يعرف هذه الفصيلة مسبقاً، ليعلم إن كان هذا الكلب «يبحث عن الشر» فعلاً، وإلى أي مدى سيكون مسالماً في هذه اللحظات التي يدوّي فيها القصف العنيف على خاركيف وضواحيها. يطرد حراس الأمن الكلب خارج مبنى المحطة الكبير، فيعود إلى الركض خارج المحطة. يشم الرصيف هنا. يتوقف قرب المارة هناك. يشمّ الطعام الذي يقدمه له أحد العابرين، ولكنه يرفضه. يعاود الركض هذه المرة باتجاه الطريق المبتعد عن المحطة. لا شك في أن الكلب يبحث عن أصحابه الذين تخلوا عنه في لحظات الفرار من خاركيف. هو اليوم الثالث لمصادفة هذا الكلب المتجول بحثاً عمن فقد، وهو لا يتوقف عن العودة دائماً إلى محطة القطارات. فهنا، كما يبدو، اختفت رائحة أصحابه. يمضي فيها ساعات ثم يختفي، ليعود في الليل، وأحياناً في ساعات الصباح الأولى، متجولاً كما يحلو له قبل رفع حظر التجول. هذه الفصيلة من الكلاب شهيرة بإخلاصها لأصحابها من البشر، وعادة ما ينتظر الكلب منها موافقة صاحبه بحال قدّم له شخص غريب الطعام، وبعضها لا يتناول طعامه إن لم يكن صاحبه بقربه. تغفو الكلاب قرب أصحابها، ومكانها المفضل للنوم إما تحت أقدام صاحبها وإما في زاوية تكشف مداخل الغرف، وخصوصاً غرف الأطفال، لحمايتهم والاستيقاظ سريعاً بحال حاول أحدهم التسلل وإيذاء أصحاب البيت. والآن هذا الكلب الأسود هنا في خاركيف يركض باحثاً عن مهمته في الحياة: عن أصحابه الذين فقدهم دون أن يعلم لماذا. لا يلتفت الكلب إلى عديد من القطط المتوزعة على الأرصفة أو حافات الأبنية، تراقب من مكانها بضجر هرولة الكلب هنا وهناك، ومرور البشر الباحثين عن سبل الفرار من أصوات القصف والأعمال الحربية. شعور القطط بالفقدان أقل حدة من شعور الكلاب، ولكنها قد تعتقد أن أصحابها سيعودون في أي لحظة ويحملونها ويقدمون لها الطعام، وفي الانتظار فإنها تكتفي بالمراقبة والانتقال ببطء من جهة إلى أخرى.

 

بايدن: ظَهر بوتين بات إلى الحائط ويدرس استخدام أسلحة كيميائية وبيولوجية

واشنطن: «الشرق الأوسط أونلاين»/22 آذار 2022

قال الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس الإثنين، إن الاتهامات الروسية بأن كييف تملك أسلحة بيولوجية وكيميائية زائفة وتوضح أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يفكر في استخدامها في حربه ضد أوكرانيا. ولم يستشهد بايدن بأدلة على ما قاله. وأضاف بايدن في حدث نظمته رابطة (المائدة المستديرة للأعمال) "ظهر بوتين بات إلى الحائط والآن يتحدث عن حجج واهية جديدة منها، التأكيد على أننا في أميركا لدينا أسلحة بيولوجية وكيميائية في أوروبا، وهذا ليس صحيحا". ومضى يقول "إنهم يشيرون أيضا إلى أن أوكرانيا تملك أسلحة بيولوجية وكيميائية. وهذه علامة واضحة على أنه يفكر في استخدام كلتيهما".

ولم ترد السفارة الروسية في واشنطن بعد على طلب للتعليق. وجاءت هذه التصريحات تكرارا لتعليقات سابقة أدلى بها مسؤولون في واشنطن ودول حليفة، اتهموا فيها روسيا بنشر مزاعم دون أدلة عن امتلاك أوكرانيا برنامج أسلحة بيولوجية، توطئة لاحتمال شنها هجمات بيولوجية أو كيميائية. واتهمت وزارة الدفاع الروسية، دون أن تسوق أدلة، كييف بالتخطيط لشن هجوم كيميائي على شعبها كي تتهم موسكو باستخدام أسلحة كيميائية في غزوها لأوكرانيا الذي بدأ يوم 24 فبراير (شباط). وتحدث مستشار الأمن القومي الأميريي جيك سوليفان هذا الشهر إلى سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف، محذرا إياه من عواقب "أي قرار روسي محتمل باستخدام أسلحة كيميائية أو بيولوجية في أوكرانيا". ولم يحدد البيت الأبيض ماهية هذه العواقب. ويراوح الغزو الروسي، الذي تسميه موسكو "عملية عسكرية خاصة" لنزع سلاح أوكرانيا، مكانه إلى حد بعيد، إذ فشل في السيطرة على أي مدينة رئيسية، لكنه تسبب في دمار هائل بالمناطق السكنية. وقالت أوكرانيا أمس إنها لن تأبه بالإنذارات الروسية بعد أن طالبت موسكو بالكف عن الدفاع عن ماريوبول المحاصرة، حيث يعاني مئات الآلاف من المدنيين من القصف الروسي.

 

مستشار زيلينسكي: محاولة موسكو السيطرة على كييف تعد «انتحاراً

كييف: «الشرق الأوسط أونلاين»/22 آذار 2022

قال أوليكسي أريستوفيتش، مستشار الرئيس الأوكراني، في مقابلة تلفزيونية، اليوم الثلاثاء، إن السيطرة على العاصمة الأوكرانية كييف من الأولويات الرئيسية لروسيا، ولكن محاولة القيام بذلك في الوقت الحالي تعد «انتحاراً». وأضاف أن الأعمال العدائية الفعلية بين أوكرانيا وروسيا يمكن أن تنتهي في غضون ما بين أسبوعين وثلاثة أسابيع. وفي سياق متصل، ناشدت أوكرانيا، روسيا، مجدداً، اليوم، السماح بدخول الإمدادات الإنسانية إلى مدينة ماريوبول الجنوبية المحاصرة وبمغادرة المدنيين. وقالت نائبة رئيس الوزراء إرينا فيريشتشوك، في التلفزيون الأوكراني، «نطالب بفتح ممر إنساني للمدنيين». وقالت فيريشتشوك، أيضاً، إن القوات المسلحة الروسية تمنع وصول الإمدادات الإنسانية لسكان مدينة خيرسون الجنوبية. ونفت روسيا مراراً استهداف المدنيين منذ غزوها أوكرانيا في 24 فبراير (شباط). وأشار تقييم استخباراتي لوزارة الدفاع البريطانية، بشأن التطورات في أوكرانيا، اليوم، إلى أن القوات الأوكرانية تواصل صد المحاولات الروسية للسيطرة على مدينة ماريوبول جنوب البلاد، وذلك رغم القتال العنيف. وفيما يتعلق ببقية مناطق المواجهات في أوكرانيا، لفت التقييم إلى أن القوات الروسية حققت تقدماً محدوداً خلال أمس، وأن معظم القوات متوقفة في أماكنها إلى حد كبير. وأضاف التقييم أن العديد من المدن الأوكرانية لا تزال تعاني من قصف جوي ومدفعي روسي مكثف.

 

الكرملين: لسنا لصوصاً ولن ننشر تفاصيل مفاوضاتنا مع أوكرانيا

موسكو: «الشرق الأوسط أونلاين»/22 آذار 2022

قال الكرملين، اليوم الثلاثاء، إن المحادثات مع كييف والهادفة إلى وضع حد للأعمال العسكرية الروسية في أوكرانيا، ليست «جوهرية» بشكل كاف، وذلك عقب إعلان الرئيس فولوديمير زيلينسكي من ناحيته أن أي «تسوية» يجب أن تطرح عبر استفتاء.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين «هناك عملية ما تجري. نريد أن نرى (محادثات) أكثر نشاطا، وجوهرية بدرجة أكبر». وحول تصريحات بايدن بشأن احتمال قيام روسيا بهجمات سيبرانية، قال بيسكوف إن «روسيا ليست منخرطة في اللصوصية»، مضيفا أننا «لا نخطط لإنشاء سلطات محلية في المناطق التي نسيطر عليها في أوكرانيا». وأشار المتحدث باسم الكرملين أن روسيا سلمت الجانب الأوكراني مسودة وثائق في إطار عملية التفاوض، وأن كييف ردت على بعضها موضحا أن نشر تفاصيل المفاوضات الروسية الأوكرانية «قد يؤدي إلى الإضرار بالعملية التي تسير بشكل أبطأ مما نتمنى».

 

أوكرانيا: اندلاع عدة حرائق بالقرب من محطة تشيرنوبل النووية السابقة/وزير يؤكد تدمير 10 مستشفيات منذ اشتعال الحرب

كييف: «الشرق الأوسط أونلاين»/22 آذار 2022

اندلعت عدة حرائق في منطقة محظورة حول محطة تشيرنوبل النووية السابقة، حسب ما ذكره البرلمان الأوكراني، استناداً على صور أقمار صناعية لوكالة الفضاء الأوروبية. وقال البرلمان في وقت متأخر من أمس (الاثنين)، إن سبعة حرائق اندلعت على مساحة أكثر من 2 كيلومتر مربع. ويشار إلى أن المنطقة المحيطة بالمفاعل النووي، موقع أسوأ كارثة نووية مدنية، تخضع للسيطرة الروسية منذ بداية الحرب، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية. وأضاف البرلمان أنه من المرجح أن تكون الحرائق «ناجمة عن قصف أو حرق متعمد». ولم يتسن التأكد من هذه المعلومات بصورة مستقلة. مع ذلك، يذكر أن حرائق غابات وقعت في المنطقة في الماضي. وكانت حرائق غابات ضخمة قد اندلعت حول المفاعل النووي في ربيع 2020، وفي ذلك الوقت، قالت السلطات إنه لا يوجد خطر على السكان. من جهته، قال وزير الصحة الأوكراني فيكتور لياشكو، اليوم (الثلاثاء)، إن عشرة مستشفيات دُمرت بالكامل منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، فيما أصبح من المستحيل تزويد مستشفيات أخرى بالأدوية والإمدادات بسبب القتال في أماكن قريبة، وفقاً لوكالة «رويترز». وفي حديث عبر التلفزيون الوطني، قال لياشكو إن اختبار «كوفيد - 19» لا يتم إجراؤه سوى في المناطق التي لا يوجد فيها قتال مما يعقد جهود تعقب المرض.

 

مخاوف من استخدام الكرملين برنامج «كاسبيرسكي» لاختراق حواسيب

موسكو: «الشرق الأوسط أونلاين»/22 آذار 2022

قد تخضع شركة الأمن الإلكتروني «كاسبيرسكي»، ومقرها روسيا، لعقوبات من قبل الحكومة الإيطالية بسبب مخاوف من أن يستخدم الكرملين برامجها لاختراق مواقع إلكترونية، وفقاً لصحيفة «إندبندنت». وقال فرانكو غابرييللي، وكيل الوزارة لشؤون الأمن، الأسبوع الماضي، إن الحكومة تعمل على السماح لأجهزة الدولة باستخدام برامج أخرى. وأوضح أحد المصادر أن الإدارات العامة يمكن أن تستبدل جميع البرامج التي تعتقد الحكومة أنها قد تكون خطيرة، دون مواجهة أي عقوبات. قال متحدث باسم «كاسبيرسكي» لصحيفة «إندبندنت»، «لقد تلقينا الطلب من المسؤولين الإيطاليين ونحن مستعدون للتواصل معهم بشأن أي أسئلة أو مخاوف قد تكون لديهم». وأكدت الشركة أيضاً أن لديها «قلقاً كبيراً» بشأن الوضع. ونُقل عن متحدث رسمي قوله، خوفاً من احتمال معاناتهم من قرارات تستند إلى دوافع جيوسياسية، «آمل ألا يؤدي هذا الموقف إلى تنفيذ تشريعات غير ليبرالية من شأنها أن تؤثر في المقام الأول على شركائنا وعائلاتنا ومواطنينا الإيطاليين». وأضافت الشركة أنها منظمة خاصة لا علاقة لها بالحكومة. قالت وكالة الأمن السيبراني الإيطالية إنه لا يوجد دليل على استخدام المنتجات الروسية للاختراق منذ غزو أوكرانيا في 24 فبراير (شباط)، ولكن قد تكون برامج مكافحة الفيروسات حساسة بشكل خاص بسبب «المستوى العالي من الغزو». في مكان آخر في أوروبا، زعمت وكالة الأمن السيبراني الألمانية أن برنامج مكافحة الفيروسات من «كاسبيرسكي» قد يشكل خطراً كبيراً إذا تم استخدامه من قبل وكلاء الحكومة الروسية لاختراق أنظمة تكنولوجيا المعلومات. وقالت أيضاً إن هذا يمكن أن يحدث دون علم الشركة. وكررت «كاسبيرسكي» تأكيدها على شخصيتها الفردية المستقلة عن الكرملين.

 

تحدي اللاجئين في بولندا: حدود الكرم وحساب التكاليف

وارسو: «الشرق الأوسط أونلاين»/22 آذار 2022

في النصف الأول من شهر مارس (آذار) الحالي، تجاوز عدد اللاجئين الأوكرانيين الذين يعبرون الحدود مع بولندا يومياً 100 ألف شخص، ليصل عددهم الإجمالي إلى أكثر من مليونين حتى اليوم. يتألف هؤلاء اللاجئون من النساء والأطفال وكبار السن فقط؛ حيث لا يُسمح لأي رجل أوكراني يتراوح عمره بين 18 و60 عاماً بمغادرة البلاد. بولندا، من جانبها، طبقت سياسة «الباب المفتوح» بالكامل لأي شخص يهرب من القصف الروسي. وأشار تقرير نشرته مجلة «The National Interest» إلى أنه رغم الكرم البولندي غير المسبوق، فإنه مكلف بشكل كبير؛ حيث سيواجه كل من الهيكل الاجتماعي والاقتصاد في بولندا قريباً تحديات بعيدة المدى قد تؤثر على استقرار البلد.

التضامن البولندي

بعد وقت قصير من بدء الغزو الروسي، أعلن رئيس الوزراء البولندي ماتيوز موراويكي أنه لن يُمنع أي لاجئ من دخول بولندا. وقال إن جوازات السفر ليست ضرورية لعبور الحدود، وذهب إلى حد الترحيب بدخول الحيوانات الأليفة إلى بلاده. اقترنت تصريحات الحكومة بالمشاركة الإيجابية من قبل المواطنين البولنديين؛ الذين تحولوا بأعداد هائلة متطوعين لمساعدة اللاجئين بطرق مختلفة. قبل أن تتمكن الدولة من تنظيم نظام مركزي لتوزيع اللاجئين في جميع أنحاء البلاد، كان الأفراد والأبرشيات والحكومات المحلية والمنظمات غير الحكومية قد رتبوا شبكة دعم واسعة، توفر كل شيء؛ من الإقامة المجانية، إلى الإمدادات الغذائية والملابس والأدوية والبطانيات... والمساعدة القانونية. في غضون أيام قليلة، شهدت المعابر الحدودية طوابير انتظار للسيارات بطول كيلومترات توفر النقل المجاني إلى المناطق الحضرية الرئيسية. امتلأت نقاط الاستقبال بالمتطوعين القادمين من جميع أنحاء البلاد. بدت النوايا الحسنة للمجتمع البولندي بدافع الرغبة في دعم الجيران المحتاجين. ومع ذلك، يجب أن تفسح العاطفة الطريق للعقلانية. مرت 3 أسابيع على بداية الغزو، ووصلت قدرات المدن البولندية إلى حدودها. رغم أن المتطوعين وحرس الحدود وقوات الدفاع الإقليمية وعدداً من المؤسسات المحلية قد قاموا بعمل لا تشوبه شائبة في تأمين تدفق اللاجئين، إلا إن جهود إدارة الأزمات في وارسو واجهت بعض المشكلات. ستساعد التحركات الأخيرة - إنشاء عملية نقل منسقة مركزياً للاجئين، وتنظيم قطارات خاصة ووسائل نقل بديلة إلى الولايات الغربية في البلاد، وتشكيل فريق تنسيق جديد في وزارة البنية التحتية - على المدى القصير. ولكن مع احتمال وصول بضعة ملايين من اللاجئين، فستواجه بولندا قريباً تحديات هائلة طويلة الأجل.

حساب التكاليف

أولاً وقبل كل شيء، سيتحمل النظام الاجتماعي في بولندا العبء الأكبر. من الواضح أن الأمهات اللاتي لديهن أطفال، إلى جانب كبار السن، سيحتاجون إلى استخدام نظام الرعاية الصحية في البلاد، الذي تضرر بشدة بسبب فيروس «كورونا». من دون زيادة كبيرة في ميزانيات المستشفيات، فلن يتمكن كثير منها من استيعاب هذا العدد الكبير من المرضى الإضافيين. إذا جرى توفير مزيد من الأموال من خلال زيادة الدين العام وموجة ثانية من «أموال الهليكوبتر» (السياسات النقدية غير التقليدية)، وهو أمر مُورِسَ على نطاق واسع أثناء الوباء، فسوف يؤدي ذلك إلى تسريع التضخم الحالي. قد يتسبب هذا في استياء اجتماعي كبير، خصوصاً أن مؤشر أسعار المستهلك في بولندا قد ارتفع بالفعل بقيم مضاعفة تقريباً. علاوة على ذلك، أشار البنك المركزي في البلاد إلى أن النظام المصرفي يجب أن يكون مستعداً لزيادة محتملة بنسبة 5 في المائة في أسعار الفائدة؛ وهي خطوة من شأنها أن تبطئ الاقتصاد، على أقل تقدير.

سوف تحتاج الأمهات الأوكرانيات، اللاتي يرغبن في كسب لقمة العيش، إلى دخول سوق العمل في البلاد. سيؤدي ذلك إلى زيادة في الحاجة إلى الاستثمار في دور الحضانة ورياض الأطفال ونظام التعليم على نطاق أوسع. من الواضح أن الأطفال من أوكرانيا لا يتحدثون البولندية؛ سيكون إشراك المعلمين الأوكرانيين، على الأقل في المدى القصير، أمراً ضرورياً. سيحتاج نظام النقل العام إلى التكيف مع الواقع الجديد وتوفير التنقل لملايين الركاب الجدد من ذوي الدخل المنخفض؛ إن وجد على الإطلاق. علاوة على ذلك، فستواجه سوق العقارات بعض الاضطرابات. كانت أسعار الشقق بالفعل قضية رئيسية في المناقشات العامة. أدى الوباء إلى ارتفاع تكلفة مواد البناء فقط في الوقت الذي قام فيه العديد من المستهلكين بتحويل مدخراتهم إلى سوق العقارات الآمنة والمستقرة نسبياً. مع ذلك، هناك نقاط إيجابية نسبياً في هذه الحالة؛ فالطلب قصير الأجل يمكن أن يعزز النمو على المدى الطويل بشكل كبير. وبينما أشارت وارسو إلى ارتفاع متوسط الأجور بنسبة 9.2 في المائة خلال يناير (كانون الثاني) ووصول معدل البطالة إلى أدنى مستوياته التاريخية، في ديسمبر (كانون الأول) 2021، قدم البرلمان مشروع قانون إصلاح طال انتظاره فيما يتعلق بتوظيف العمال الأجانب. في عام 2019 كانت بولندا رائدة عالمياً من حيث الهجرة قصيرة الأجل، وتخطت الدول الأوروبية الأخرى بوصفها مكان العمل الأول للأجانب من خارج الاتحاد الأوروبي. منذ بداية هذا العام، كان من السهل على رواد الأعمال البولنديين توظيف الأوكرانيين والسماح لهم بإطالة أمد إقامتهم في بولندا. جرت الموافقة على الإصلاح من قبل جميع الأحزاب في كلا المجلسين التشريعيين في البرلمان، وحظي بإشادة واسعة.

حدود الكرم

رغم أن اللاجئين قد يساعدون بولندا في معالجة قضاياها الديموغرافية - تتمتع البلاد بأحد أدنى معدلات النمو السكاني عبر الاتحاد الأوروبي – فإن الحقيقة تظل أن النظامين الاقتصادي والاجتماعي في بولندا سيحتاجان إلى الوقت والجهد والمال للتكيف مع هذه الظروف الجديدة. الدعم الأوروبي فيما يتعلق بالأموال المخصصة حالياً – الـ500 مليون يورو التي جرى التعهد بها حتى اليوم ليست كافية بالتأكيد - وجهود إعادة توطين اللاجئين الأوكرانيين في جميع أنحاء الاتحاد ضرورية، لكنها لن تحل المشكلة بشكل عام. سوف يتلاشى الحماس الحالي للمواطنين البولنديين ببطء مع مرور الوقت، وسيتعين على المجتمع البولندي إيجاد التوازن بين مساعدة اللاجئين الأوكرانيين وحماية رفاهيته. رغم أن من واجب كل دولة دعم المحتاجين إلى حد ما، فإن واجبها الأول دائماً تجاه مواطنيها. سيُسأل البولنديون قريباً أسئلة صعبة حول ما يمكنهم تحمله، وما حَدّ كرمهم، وما إذا كان المجتمع الدولي يقدم مساعدة كافية بالنظر إلى الأعباء التي يُطلب من بولندا تحملها.

 

إسرائيل تصادق على {خطة دفاعية} وتدرس الخيار العسكري ضد إيران

تل أبيب تكشف عن إسقاط «مسيّرتين» فوق العراق

تل أبيب: «الشرق الأوسط»/22 آذار 2022

مع الكشف في تل أبيب، أمس (الاثنين)، عن أن الدفاعات الجوية الأميركية أسقطت طائرتين مسيرتين إيرانيتين في أجواء العراق، صادقت حكومة نفتالي بنيت على خطة وصفت بأنها «دفاعية إقليمية» لتعزيز الدفاعات الجوية والصاروخية في المناطق الحدودية مع سوريا، شمال البلاد، في ظل تصاعد التهديدات من إيران و«حزب الله». وقالت مصادر أمنية رفيعة إن الجيش قرر دراسة الخيار العسكري ضد إيران بشكل عملي. وقالت هيئة البث الرسمية (كان 11)، أمس (الاثنين)، إن «اللجنة الوزارية لشؤون التسليح» صادقت على شراء صواريخ اعتراضية لمنظومة «القبة الحديدية»، ورادارات وغيرها من المعدات العسكرية بـ«مئات الملايين من الشواقل» بشكل عاجل، وإن الخطة تعتمد على استنساخ الاستراتيجية التي اتبعها الجيش الإسرائيلي في مواجهة صواريخ الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، بما يشمل تغيير النظرة الدفاعية في المنطقة، للاستجابة لإطلاق صواريخ متطورة من خلال مراكز القيادة والسيطرة الإقليمية. لكنها ستكون هذه المرة أشمل وأضخم بما يتلاءم والتحديات. وستشتمل الخطة على زيادة تأهب الجيش وأنظمة الدفاع الجوي والأجهزة الاستخباراتية لتصل إلى درجة «قصوى»؛ خصوصاً لمواجهة تحدي التصعيد الإيراني في إرسال الطائرات المسيرة. وقالت مصادر عسكرية رفيعة لصحيفة «هآرتس» العبرية إن إيران تضاعف الأخطار على دول المنطقة، ولا تجري بعد حسابات دقيقة لقوتها. وأكدت أن طائرة مقاتلة أميركية أسقطت قبل يومين طائرتين مسيرتين أخريين في الأجواء العراقية، تم إطلاقهما من إيران، وأن التخوف كان أنهما متجهتان للانفجار في إسرائيل. وتعتبر هذه المرة الثانية التي يتم فيها إسقاط طائرتين إيرانيتين في أجواء العراق خلال شهر، بعدما أعلنت إسرائيل إسقاط طائرتين مسيرتين في الشهر الماضي. وتتوقع إسرائيل أن يؤدي توقيع اتفاق إيراني جديد إلى زيادة في الاستفزازات الإيرانية. ونقل موقع «واللا» الإلكتروني، أمس، عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها، على خلفية المطلب الإيراني بإخراج «الحرس الثوري» من القائمة الأميركية لـ«المنظمات الإرهابية»، أنه «توجد عدة إنذارات حول نوايا إيرانية بتنفيذ هجمات ضد إسرائيل من الجو والبحر والبر. ونحن لا نستخف بأي من هذه الإنذارات، وهذا يشمل رداً محتملاً في حال اضطررنا إليه».

وقالت مصادر صحيفة «هآرتس»، أمس، إن الأسابيع الأخيرة تشهد تعزيزاً كبيراً في قوة الجيش الإسرائيلي والموساد وأجهزة أمنية أخرى، لغرض «الاستعداد لاحتمال انهيار الاتفاق النووي واضطرار إسرائيل إلى إعادة دراسة الخيار العسكري من أجل وقف البرنامج النووي».

وأشارت في هذا السياق إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، بنيامين نتنياهو، كان قد درس هذه الإمكانية، في الأعوام 2009 – 2012، لكن قادة الأجهزة الأمنية عارضوا ذلك بشدة. لكن القيادات العسكرية اليوم تنظر بإيجابية لهذا الاحتمال. ولذلك نراها تصعد هي الأخرى في التوجه الهجومي ضد إيران، وليس فقط على الأراضي السورية، بل في العمق الشرقي». وبحسب الصحيفة، فإن «تقدماً حصل في توثيق التعاون بين إسرائيل ودول عربية، من أجل ترسيخ نظام ردع واعتراض مشترك للصواريخ والطائرات المسيرة من إيران. وليس مستبعداً أنه تم بحث هذا الموضوع بجدية بين إسرائيل ودول في الخليج».

وحضّت إسرائيل الجمعة الولايات المتحدة على عدم شطب «الحرس الثوري» الإيراني من القائمة السوداء «للمنظمات الإرهابية الأجنبية». وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بنيت، حول إمكانية قيام الخطوة، من أجل إحياء الاتفاق النووي، إنه «ثمن أغلى مما يمكن تحمله».

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مسؤولين أميركيين كبار إن الفشل في التوصل إلى حل وسط مع إيران بشأن هذه القضية بسرعة قد يتسبب في انهيار المفاوضات التي حلت كل الخلافات الأخرى «تقريباً». وبحسب مصادر قريبة من المفاوضات، تمكن الفريق الأميركي من رفع تصنيف «الحرس الثوري» في الربيع الماضي بموافقة بعض الجهات في واشنطن، إلا أن المقترح تم سحبه بسبب مخاوف الإدارة الأميركية. وقال مسؤولون أميركيون إن واشنطن تقف الآن وراء اقتراح إزالة التصنيف الإرهابي إذا استوفت إيران شروطها، مثل خفض التصعيد في المنطقة، معترفة أنه بدون هذه الخطوة يمكن أن تنسحب طهران من المفاوضات في فيينا. ويقول المؤيدون للخطوة إن بقاء تصنيف «الحرس» من شأنه أن يمنع الشركات الأجنبية من التعامل مع الشركات الإيرانية التي لها صلات بـ«الحرس الثوري»، ما يقلل المصالح الاقتصادية لأي اتفاق نووي مع إيران، وفقاً لـ«وول ستريت جورنال».وكتب المحلل العسكري في صحيفة «هآرتس»، عاموس هرئيل، أمس، أن الدول العظمى ستوقع مع إيران على اتفاق نووي جديد «خلال أسابيع قليلة، إن لم يكن خلال أيام». والانطباع السائد في الحكومة وجهاز الأمن الإسرائيلي هو أن الإدارة الأميركية مصرة على توقيع الاتفاق «وإنهاء القصة النووية، من أجل وقف أنشطة تخصيب اليورانيوم الإيرانية، وكذلك بسبب الحاجة إلى التركيز على مناطق أخرى ملحة أكثر، وفي مقدمتها المنافسة مع الصين والحرب في أوكرانيا». وأضاف هرئيل أنه «في المؤسسة الإسرائيلية يعترفون بأن التأثير على مواقف الولايات المتحدة في المفاوضات (مع إيران) كان ضئيلاً للغاية، إثر رغبة الرئيس جو بايدن بالإسراع للتوقيع على الاتفاق النووي، والإنصات الأميركي للتحفظات الإسرائيلية كان متدنياً، والمفاوضون الأميركيون في فيينا لم يشددوا مواقفهم في أعقاب الادعاءات الإسرائيلية. وبذلك فإنهم يعيدون الوضع إلى سابق عهده، ووفقاً للاتفاق النووي الذي جرى توقيعه في 2015، وأقصى ما يفعلون هو محاولة تصحيح الضرر الحاصل من جراء انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق 2018»، خلال ولاية الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب. وبحسب الادعاء الإسرائيلي، فإن الاتفاق الجديد لا يعيد الوضع بشكل بسيط إلى ما كان عليه في العام 2015، لأنه خلال السنوات الماضية، منذ الانسحاب الأميركي من الاتفاق، جمعت إيران خبرات تكنولوجية كثيرة، ووضعت أجهزة طرد مركزي متقدمة، وجمعت كميات كبيرة من اليورانيوم المخصب. كذلك تعتبر إسرائيل أن «بند الغروب» الذي ينص على رفع تدريجي للقيود على إيران، سيبدأ في العام 2025، ويستمر حتى 2031، سيزيل «في مرحلة مبكرة» القيود على إيران بتشغيل أجهزة طرد مركزي.

 

فلسطيني يقتل 4 في إسرائيل قبل مقتله

تل أبيب: «الشرق الأوسط أونلاين»/22 آذار 2022

قالت الشرطة وخدمات الطوارئ إن مهاجماً عربياً قتل أربعة أشخاص على الأقل في مدينة بئر السبع في جنوب إسرائيل اليوم (الثلاثاء)، قبل أن يقتله أحد المارة بالرصاص، في إحدى أكبر الهجمات من هذا النوع في إسرائيل منذ سنوات. ولم تعلن أي جهة حتى الآن مسؤوليتها عن الهجوم. وذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية أن المهاجم من عرب إسرائيل، وكان معلماً سابقاً في مدرسة ثانوية، وسبق أن سُجن بسبب صلات مزعومة بتنظيم «داعش»، حسبما نقلت وكالة «رويترز» للأنباء. وقال المتحدث باسم الشرطة إيلي ليفي للقناة 13 التلفزيونية: «بدا أنه إرهابي واحد قام بعملية طعن... بادر مدني وأطلق عليه الرصاص فأرداه». وقالت خدمة نجمة داود الحمراء للإسعاف إن المهاجم قتل ثلاث نساء ورجلاً، في الهجوم الذي وقع في محطة للوقود ومركز تسوق مفتوح، في حين أُصيب اثنان آخران على الأقل، أحدهما في حالة خطرة. ووقع الكثير من عمليات الطعن على أيدي فلسطينيين في القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلة في الأسابيع القليلة الماضية، وقتلت القوات الإسرائيلية بعض المهاجمين المشتبه بهم.

 

السيسي يبحث مع محمد بن زايد وبينت التطورات العالمية

شرم الشيخ: «الشرق الأوسط أونلاين»/22 آذار 2022

أعلنت الرئاسة المصرية، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، عقد اليوم الثلاثاء قمة ثلاثية بمدينة شرم الشيخ ضمت الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي، ورئيس وزراء إسرائيل نفتالي بينت. وذكر المتحدث باسم الرئاسة، السفير بسام راضي، على صفحته الرسمية على موقع «فيسبوك»، أن «اللقاء تناول التباحث بشأن تداعيات التطورات العالمية، خصوصاً فيما يتعلق بالطاقة، واستقرار الأسواق، والأمن الغذائي». كما شمل اللقاء تبادل الرؤى ووجهات النظر تجاه آخر مستجدات عدد من القضايا الدولية والإقليمية.

 

المرشد الإيراني: ينبغي ألا نربط اقتصادنا بالعقوبات الأميركية

لندن - طهران: «الشرق الأوسط»/22 آذار 2022

قال المرشد الإيراني علي خامنئي، أمس، إنه ينبغي عدم ربط اقتصاد البلاد بجهود رفع العقوبات الأميركية، وذلك في ثاني خطاب له برأس السنة الإيرانية. وانخرطت إيران والقوى الكبرى في محادثات على مدار الأحد عشر شهراً الماضية في فيينا لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 والذي حد من برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات. ونقلت «رويترز» عن كلمة خامنئي التي بثها التلفزيون: «ينبغي ألا نربط الاقتصاد بالعقوبات... من الممكن تحقيق تقدم اقتصادي رغم العقوبات الأميركية. من الممكن توسيع التجارة الخارجية، كما فعلنا، والدخول في اتفاقيات إقليمية وتحقيق إنجازات في النفط ومجالات أخرى». وأصبحت الجهود الرامية لإبرام اتفاق نووي جديد معلقة بعد طلب قدمته روسيا، وهي على خلاف الآن مع الغرب بسبب غزوها أوكرانيا، أجبر القوى العالمية على وقف المحادثات مؤقتاً رغم التوصل إلى نص كامل تقريباً. وقال خامنئي مخاطباً المسؤولين في بلاده: «لا أقول مطلقاً لا تسعوا إلى رفع العقوبات، لكنني أطلب منكم أن تحكموا البلاد بطريقة لا تضرنا بها العقوبات». يمثل الاقتصاد التحدي الأكبر للمؤسسة الحاكمة؛ التي تخشى عودة احتجاجات اندلعت منذ عام 2017 بين الفئات ذات الدخل المنخفض والمتوسط الغاضبة من تنامي الفقر. ومع ذلك تعهد الرئيس المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسي بعدم ربط الاقتصاد بالمفاوضات النووية مع القوى العالمية، رغم أن المحادثات قد ترفع معظم القيود الاقتصادية الأميركية عبر إحياء اتفاق 2015. وقال خامنئي إن الاقتصاد هو القضية الأساسية لإيران. وأضاف: «يجب أن نتخذ خطوات باتجاه تنمية اقتصاد قائم على المعرفة، وهو أهم مسار لتعزيز اقتصادنا». وكانت كلمة أمس المرة الثانية التي يتطرق فيها خامنئي خلال أقل من 24 ساعة إلى الوضع الاقتصادي، بعد رسالة التهنئة التي بثها التلفزيون الإيراني، بمناسبة السنة الفارسية الجديدة أول من أمس. وقال خامنئي، الأحد، إن المشكلات الاقتصادية؛ بما في ذلك الضائقة المعيشية، وقضية غلاء الأسعار والتضخم، «من غير الممكن معالجتها دفعة واحدة، بل يجري ذلك بالتدريج»، مشدداً على أن الاستعجال في حلحلة هذه المشكلات فوراً «لا يعبر عن واقعية».

 

الاستخبارات الأميركية: القراصنة الإيرانيون يظهرون «خبرة متنامية»

واشنطن: «الشرق الأوسط أونلاين»/22 آذار 2022

لماذا لم تشن روسيا حتى اليوم هجمات إلكترونية كجزء من غزوها العسكري لأوكرانيا؟ لماذا لم تنجح طهران في تنفيذ هجوم إلكتروني ضد الولايات المتحدة في السنوات الماضية، منذ أن فرضت إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب عقوبات كبيرة على إيران، وقتلت قائد «فيلق القدس» بالحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني؟ وحسب تقرير نشرته مجلة «The National Interest»، يعد السؤال عن سبب استخدام الخصوم للهجمات الإلكترونية وعدم استخدامها في ظروف معينة أمراً مهماً لفهم دور العمليات الإلكترونية في العقيدة الاستراتيجية للدولة. ومع ذلك، في حالة إيران، فإن التركيز فقط على العناوين الرئيسية يحجب الاتجاه المقلق لتحسين القدرات الإلكترونية لطهران، وربما يكون قد أدى إلى طمأنة صانعي السياسة للاعتقاد بأن الجولات السابقة من العقوبات ولوائح الاتهام ضد النظام والقراصنة التابعين له قد ردعت إيران. قالت الاستخبارات الأميركية في فبراير (شباط) في تقييمها السنوي للتهديدات، إن مجموعات القراصنة المتباينة، ولكن المتداخلة في بعض الأحيان، التي تعمل بتوجيه من وزارة المخابرات الإيرانية والحرس الثوري الإيراني، تُظهر «خبرة متنامية». وخلص التقييم إلى أن إيران تتخذ «مقاربة انتهازية» للعمليات السيبرانية، لا سيما تلك التي تستهدف البنية التحتية الحيوية للولايات المتحدة وحلفائها. على سبيل المثال، يؤكد الخبراء في أنظمة التحكم الصناعية - أي أنظمة الكومبيوتر التي تتحكم في البنية التحتية الحيوية - أن القراصنة الإيرانيين يفتقرون إلى القدرات الخاصة بأنظمة التحكم الصناعية، لكن ذلك لم يمنع هؤلاء من محاولة شن هجمات باستخدام وسائل أخرى. وأظهر هجوم برامج الفدية الروسية على خط أنابيب «كولونيال» منذ ما يقرب من عام تقريباً، أن المهاجمين لا يحتاجون إلى قدرات خاصة بأنظمة التحكم الصناعية لإحداث اضطراب هائل في البنية التحتية الحيوية. بدلاً من ذلك، كما كشفت حكومات الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا أواخر العام الماضي، يستهدف القراصنة الذين ترعاهم الحكومة الإيرانية شبكات الأعمال لمشغلي البنية التحتية الحيوية باستخدام نقاط الضعف منذ ما يصل إلى ثلاث سنوات. كما استخدموا ثغرة أمنية في «Microsoft Exchange» للهجوم. خلصت الحكومات الثلاث إلى أن هؤلاء القراصنة «يستهدفون بنشاط» شركات الرعاية الصحية الأميركية وشركات في صناعات أخرى، ليس لسبب استراتيجي معين، ولكن لأن هذه الشركات لديها نقاط ضعف معروفة في أنظمتها. وبالمثل، في أوائل عام 2022، اكتشف باحثون في شركة «Checkpoint» لاستخبارات التهديدات الإلكترونية قراصنة إيرانيين يعملون لصالح الحرس الثوري الإيراني كانوا يستغلون ضعف «Log4j» الذي تم الإبلاغ عنه على نطاق واسع لشن هجمات ضد أهداف غير محددة. في تقييم نوفمبر (تشرين الثاني) 2021 للقدرات السيبرانية الإيرانية، قالت شركة «Microsoft» إن القراصنة في طهران يظهرون مزيداً من الصبر والمثابرة، لا سيما في هندستهم الاجتماعية - وهي الخطوة الأولى في العديد من العمليات السيبرانية. في حين أن العملاء أرسلوا سابقاً رسائل بريد إلكتروني جماعية غير مرغوب فيها تحتوي على مرفقات ضارة، فإنهم يستخدمون الآن تكتيكات فردية - وغالباً ما تكون ناجحة - تستهلك الكثير من الوقت لكسب ثقة الضحايا من أجل دفعهم إلى النقر فوق الروابط الضارة وتثبيت البرامج الضارة. الخصم الأكثر صبراً هو الأكثر خطورة.

 

السعودية: هجمات الحوثي تهدد إمدادات الطاقة وأكدت إخلاء مسؤوليتها عن أي نقص... ودعت المجتمع الدولي لتحمّل مسؤوليته 

الرياض: «الشرق الأوسط»/22 آذار 2022

أعلنت السعودية أنها لن تتحمل مسؤولية أي نقص في إمدادات النفط للأسواق العالمية، في ظل استمرار الهجمات التي تتعرض لها منشآتها النفطية من الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران. وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية أمس إن المملكة تؤكد أهمية أن يعي المجتمع الدولي خطورة استمرار إيران في تزويد الميليشيات الحوثية الإرهابية بتقنيات الصواريخ الباليستية والطائرات المتطورة من دون طيار، التي تستهدف بها مواقع إنتاج البترول والغاز ومشتقاتهما في المملكة، موضحاً أنه تترتب على ذلك آثار وخيمة على قطاعات الإنتاج والمعالجة والتكرير. وأضاف المصدر أن «ذلك سيفضي إلى التأثير على قدرة المملكة الإنتاجية وقدرتها على الوفاء بالتزاماتها، الأمر الذي يهدد بلا شك أمن واستقرار إمدادات الطاقة إلى الأسواق العالمية». وأكد المصدر أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤوليته في المحافظة على إمدادات الطاقة ووقوفه بحزم ضد الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران وردعها عن هجماتها التخريبية التي تشكل تهديداً مباشراً لأمن الإمدادات النفطية في هذه الظروف بالغة الحساسية التي تشهدها أسواق الطاقة العالمية. وقفزت أسعار النفط أكثر من 7 في المائة خلال تعاملات الأمس ليتجاوز خام برنت 115 دولاراً للبرميل، بدعم من دراسة الاتحاد الأوروبي فرض حظر على النفط الروسي، وكذلك لاستمرار الهجوم على منشآت نفطية سعودية. وحذر نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، من أن أسعار النفط قد تصل إلى 300 دولار للبرميل، إذا توقف الغرب عن شراء الخام الروسي، لكنه أضاف أن مثل هذا السيناريو غير مرجح.

 

تشديد مصري ـ إماراتي على تعزيز التضامن العربي.. السيسي ومحمد بن زايد عقدا جلسة محادثات حول قضايا المنطقة

أبوظبي: «الشرق الأوسط»/22 آذار 2022

بحث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، العلاقات الثنائية، وسبل الارتقاء بها، والدفع لمصلحة البلدين. كما استعرض الجانبان خلال لقائهما في مدينة شرم الشيخ المصرية، أمس، القضايا والملفات محل الاهتمام المشترك، وآخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية. وتطرقت المباحثات إلى الأوضاع في المنطقة العربية، وأهمية تعزيز التضامن العربي في مواجهة التحديات المشتركة، في ظل التطورات والتحولات المتسارعة في المنطقة والعالم. وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، خلال اللقاء، متانة العلاقات التي تجمع بين الإمارات ومصر، على جميع المستويات، وما تربطهما من وشائج محبة وتقدير واحترام متبادل، والحرص المشترك على المضي قدماً نحو مزيد من التطوير لهذه العلاقات وتنميتها. كما أكد ولي عهد أبوظبي، أن مصر تعد ركناً أساسياً من أركان الأمن العربي، ودورها محوري ضمن منظومة العمل العربي المشترك عامة، وجهودها مقدرة، مشيراً إلى حرص الإمارات على التشاور المستمر معها حول كل ما يعزز المصالح المشتركة، ويحقق الاستقرار والأمن والسلام في المنطقة. من جانبه، رحب الرئيس المصري بولي عهد أبوظبي، معرباً عن اعتزازه بما يربط الإمارات ومصر من علاقات تاريخية وثيقة، وما يجمعهما من عمل مشترك في مواجهة التحديات التي تهدد استقرار المنطقة وأمنها. كما أكد السيسي حرص مصر على تعزيز علاقاتها مع الإمارات وتنميتها في مختلف المجالات، إلى جانب أهمية تكثيف وتيرة انعقاد اللقاءات الثنائية بين كبار المسؤولين من البلدين بصورة دورية للتنسيق الحثيث والمتبادل تجاه التطورات المتلاحقة التي تشهدها المنطقة والعالم.

 

«تعفيش المعفش»... ظاهرة جديدة في دمشق

دمشق: «الشرق الأوسط»/22 آذار 2022

ظهرت مؤخراً ظاهرة «تعفيش» (سرقة) منازل وممتلكات «معفشة» في مناطق جنوب دمشق التي استعادت الحكومة السورية السيطرة عليها، إذ تقوم بها مجموعات تضم أطفالاً ونساءً، وذلك بغض طرف من عناصر الجيش الحكومي والأجهزة الأمنية والميليشيات الموجودة هناك، حسب قول معارضين سوريين في دمشق.

واستعادت دمشق السيطرة على مناطق جنوب دمشق، (مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، الحجر الأسود وحي التضامن)، في صيف عام 2018 عقب سيطرة فصائل المعارضة المسلحة عليها في نهاية عام 2012، وبعدها «هيئة تحرير الشام» ومن ثم تنظيم «داعش». ومع مماطلة الحكومة المستمرة بإعادة تأهيل تلك المناطق وإعادة الأهالي إليها، تعرضت المنازل والمحال التجارية والمؤسسات فيها، لعمليات نهب وسرقة (تعفيش) من قبل عناصر الجيش والأمن وحلفائهم، شملت كافة الموجودات من أثاث منزلي وأبواب ونوافذ وأسلاك كهربائية وأدوات صحية ورخام وبلاط وسيراميك وحتى انتزاع القضبان الحديدية من المباني المدمرة. ومنذ أكثر من شهرين حتى الآن، رصدت «الشرق الأوسط» مجموعات تضم كل واحدة 10 - 15 فتى وفتاة تتجه في ساعات الصباح الباكر إلى «مخيم اليرموك» وتنفذ عمليات السرقة.

 

ماريوبول «ترفض الاستسلام»... وروسيا وأميركا «على حافة القطيعة»

واشنطن تزود كييف بأسلحة سوفياتية... و{الوساطة السعودية} محور اتصال بين فيصل بن فرحان ولافروف

موسكو: رائد جبر - لندن: «الشرق الأوسط»/22 آذار 2022

وصفت أوكرانيا أمس الوضع في مدينة ماريوبول بأنه «صعب للغاية»، قائلة إنها غير قادرة على توفير ممر إنساني آمن جديد لإجلاء المدنيين من المدينة المحاصرة بعد أن تحدت الإنذار الروسي للاستسلام. وتخضع ماريوبول، الواقعة على بحر آزوف، للحصار والقصف مع عدم توافر الطعام والدواء والكهرباء والمياه العذبة منذ الأيام الأولى للاجتياح الروسي لأوكرانيا. وقالت وزارة الخارجية الروسية أمس إنها استدعت السفير الأميركي جون سوليفان لإخباره بأن تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن نظيره الروسي فلاديمير بوتين دفعت العلاقات بين البلدين إلى «حافة القطيعة».

وكان بايدن قد قال الأسبوع الماضي إن بوتين «مجرم حرب» بسبب إرساله عشرات الآلاف من القوات إلى أوكرانيا. وأعلن الجيش الروسي عن شن مزيد من الهجمات باستخدام صواريخه الجديدة «هايبر سونيك» التي تفوق سرعتها سرعة الصوت خمس مرات، فيما عبرت الإدارة الأميركية عن مخاوف من استخدام روسيا أسلحة دمار شامل. من جهة أخرى، أجرى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، اتصالاً هاتفياً مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، أمس. وأكد بن فرحان موقف السعودية الداعم لحل الأزمة الأوكرانية عبر الوسائل السلمية التفاوضية، وتطرق إلى آفاق المضي في تحقيق ذلك، في ضوء مقترح الوساطة الذي عرضه ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان. وكان بن فرحان التقى في وقت سابق بالرياض المبعوث الخاص للرئيس الأوكراني رستم أميروف. ويبدأ الرئيس الأميركي جو بايدن أسبوعاً مكثفاً من النشاط الدبلوماسي يقوده الأربعاء في جولة أوروبية تهدف إلى الحفاظ على وحدة الغربيين في مواجهة روسيا وجس مواقفهم بشأن الصين. وقال بايدن أمس إن لدى إدارته معلومات استخباراتية تفيد بأن روسيا ستشن هجمات سيبرانية على أميركا، ودعا الشركات الأميركية لحماية نفسها. وقال مسؤولون أميركيون إن الولايات المتحدة سترسل بعض معدات الدفاع الجوي السوفياتية الصنع التي حصلت عليها سراً، قبل عقود لتعزيز قدرات الجيش الأوكراني في سعيه لصد الهجمات الجوية والصاروخية الروسية.

 

السعودية: هجمات الحوثي تهدد إمدادات الطاقة وأكدت إخلاء مسؤوليتها عن أي نقص... ودعت المجتمع الدولي لتحمّل مسؤوليته 

الرياض: «الشرق الأوسط»/22 آذار 2022

أعلنت السعودية أنها لن تتحمل مسؤولية أي نقص في إمدادات النفط للأسواق العالمية، في ظل استمرار الهجمات التي تتعرض لها منشآتها النفطية من الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران. وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية أمس إن المملكة تؤكد أهمية أن يعي المجتمع الدولي خطورة استمرار إيران في تزويد الميليشيات الحوثية الإرهابية بتقنيات الصواريخ الباليستية والطائرات المتطورة من دون طيار، التي تستهدف بها مواقع إنتاج البترول والغاز ومشتقاتهما في المملكة، موضحاً أنه تترتب على ذلك آثار وخيمة على قطاعات الإنتاج والمعالجة والتكرير. وأضاف المصدر أن «ذلك سيفضي إلى التأثير على قدرة المملكة الإنتاجية وقدرتها على الوفاء بالتزاماتها، الأمر الذي يهدد بلا شك أمن واستقرار إمدادات الطاقة إلى الأسواق العالمية». وأكد المصدر أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤوليته في المحافظة على إمدادات الطاقة ووقوفه بحزم ضد الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران وردعها عن هجماتها التخريبية التي تشكل تهديداً مباشراً لأمن الإمدادات النفطية في هذه الظروف بالغة الحساسية التي تشهدها أسواق الطاقة العالمية. وقفزت أسعار النفط أكثر من 7 في المائة خلال تعاملات الأمس ليتجاوز خام برنت 115 دولاراً للبرميل، بدعم من دراسة الاتحاد الأوروبي فرض حظر على النفط الروسي، وكذلك لاستمرار الهجوم على منشآت نفطية سعودية. وحذر نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، من أن أسعار النفط قد تصل إلى 300 دولار للبرميل، إذا توقف الغرب عن شراء الخام الروسي، لكنه أضاف أن مثل هذا السيناريو غير مرجح.

 

تحليل: إردوغان عالق بين المطرقة والسندان تجاه الغزو الروسي لأوكرانيا

لندن: «الشرق الأوسط أونلاين»/22 آذار 2022

رغم أن تركيا تعتبر الغزو الروسي لأوكرانيا «غير مقبول»، وتطرح نفسها وسيطا لوقف الحرب، إلا أن تحليلا إخباريا اعتبر أن تركيا فشلت في دور الوساطة بين طرفي النزاع، وأن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عالق بين المطرقة والسندان تجاه الغزو الروسي لأوكرانيا، وأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوحي لإردوغان بحلم التوسع، وفي حالة إردوغان يكون احتلال شمال قبرص وشمال سوريا. فماذا تريد تركيا من هذا الصراع؟ وكيف يفسر موقف تركيا من النزاع في ضوء علاقتها مع الغرب؟ في علاقتها بالغرب، كانت كل من تركيا والولايات المتحدة لديهما رؤية مشتركة، فعندما شغلت كوندوليزا رايس منصب وزيرة الخارجية، قالت إن حزب العدالة والتنمية التركي «كان مكرساً لجذب تركيا غرباً نحو أوروبا»، وسعت رايس لانضمام البلاد إلى الاتحاد الأوروبي وأن ذلك يمثل أولوية استراتيجية للأميركيين والأتراك على حد سواء. وبالمثل، ادعى الرئيس باراك أوباما الأمر نفسه عندما وصف أهمية الشراكة بين بلاده وتركيا، لكن خيبة أمل أوباما كانت واضحة عندما جلس لإجراء مقابلة مع صحيفة «ذا أتلانتيك» في عام 2016، معتبرا أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان «فاشل وسلطوي». وقبل أن يصبح إردوغان رئيساً لبلدية إسطنبول في التسعينيات، كان إردوغان رئيساً لمجموعة شباب إسطنبول، وهو فصيل من حزب الإنقاذ الوطني نجم الدين أربكان، والذي تم إغلاقه بعد الانقلاب العسكري عام 1980. كما رأى إردوغان كيف تم في وقت لاحق حظر حزب أربكان الجديد، حزب الرفاه، من الحكومة، وشكلت هذه المخاوف نهجه في القيادة.

لهذا السبب، عندما أسس إردوغان حزب العدالة والتنمية في عام 2001، ارتدى عباءة الإصلاح الليبرالي للوصول إلى السلطة في انتخابات عام 2002. لكن في الواقع، كان طلب تركيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي خطوة استراتيجية لإضعاف الجيش والمؤسسة العلمانية، وهو ما فعله إردوغان في سلسلة من المحاكمات الصورية من عام 2008 إلى عام 2013، حسبما أرود تحليل لمجلة «ناشونال إنترست». وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2012، أوضح الباحث إبراهيم كالين، وهو الآن المتحدث باسم إردوغان، الاتجاه الذي كانت تسير فيه «تركيا الجديدة» لإردوغان، وعبر كالين في خطاب في منتدى إسطنبول عن رفضه لـ«النموذج الأوروبي» للديمقراطية، وادعى أنه ليس له جاذبية تذكر في العالم العربي. لكن بحلول عام 2013، أصبحت نوايا إردوغان أكثر وضوحاً للآخرين، إذ خلص البرلماني الليبرالي أندرو داف إلى أن حزب العدالة والتنمية قد استبدل الكمالية - أي الآيديولوجية التأسيسية للجمهورية التركية التي تم تنفيذها من قبل مصطفى كمال أتاتورك، والتي تهدف إلى فصل الدولة التركية الجديدة آنذاك عن سلفها العثماني واحتضان أسلوب المعيشة الغربي - بالإسلاموية. واعتبرت الليبرالية ماريتي شاكيه قائلة: «لقد تحول حلمنا بتركيا أوروبية إلى كابوس».

وفي عام 2018، قالت رئيسة العلاقات الدولية لدي إردوغان، آيس سوزين أوسلوير، «على مدى السنوات العشر إلى الخمس عشرة الماضية على وجه الخصوص، لم تشعر تركيا بالحاجة إلى الاختيار بين الغرب والشرق، أو بين الولايات المتحدة وروسيا. ولم تعد تركيا ترى سياستها الخارجية في إطار الحرب الباردة أو تحالفات الشرق والغرب». ومع ذلك، قبل شهرين أعلن إردوغان مرة أخرى أن عضوية الاتحاد الأوروبي تظل أولوية استراتيجية، مما يشير إلى مدى تعرضه لضغوط شديدة بسبب انهيار الاقتصاد التركي. واعتبرت مجلة «ناشونال إنترست» أن مع الغزو الروسي لأوكرانيا، أصبح إردوغان عالقاً بين المطرقة والسندان. إذ يتشارك كل من إردوغان وبوتين في «أحلام» توسيع حدود بلادهما، وفي حالة إردوغان، احتلال شمال قبرص ومناطق شمال سوريا. وذكر التحليل أن تركيا، وهي أكبر مستثمر أجنبي لأوكرانيا العام الماضي قد أدانت الغزو الروسي، لكن من ناحية أخرى، لم تذهب تركيا أبعد من ذلك بكثير. إذ ترفض أنقرة فرض عقوبات على روسيا. كما أوضح كالين، «لدينا علاقات تجارية (مع روسيا) مثل الغاز الطبيعي والسياحة والزراعة. لا نريد القيام بخطوة ضارة لبلدنا». تريد تركيا أيضاً «إبقاء قناة الثقة مفتوحة». وعدت المجلة أن محاولات تركيا في الوساطة في خضم النزاع الروسي الأوكراني أثبتت فشلها. فعلى سبيل المثال، الاجتماع الأخير لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا في أنطاليا لم يسفر عن نتائج. في الوقت نفسه، حاول إردوغان استخدام دور تركيا كوسيط لحمل الولايات المتحدة على إسقاط العقوبات على روسيا والموافقة على بيع أربعين طائرة مقاتلة جديدة من طراز «إف - 16». علاوة على ذلك، قد تستخدم روسيا حياد تركيا المزعوم للتهرب من العقوبات، فعلى سبيل المثال الخطوط الجوية التركية لا تحافظ على رحلاتها إلى موسكو فحسب، بل زادت أيضاً من قدرتها. رغم أن السياح الروس لم يعد بإمكانهم استخدام بطاقات «فيزا» و«ماستركاردز» الخاصة بهم، إلا أنه لا يزال بإمكانهم استخدام بطاقات «مير» الروسية في أجهزة الصراف الآلي ومعاملات أخرى. واعتبرت المجلة أنه بالنظر إلى الدعم الدولي لأوكرانيا، فإن الكيفية التي ستتطور بها سياسة تركيا الخارجية خلال هذه الأزمة لا تزال غير واضحة.

 

الاستخبارات الأميركية: القراصنة الإيرانيون يظهرون «خبرة متنامية»

واشنطن: «الشرق الأوسط أونلاين»/22 آذار 2022

لماذا لم تشن روسيا حتى اليوم هجمات إلكترونية كجزء من غزوها العسكري لأوكرانيا؟ لماذا لم تنجح طهران في تنفيذ هجوم إلكتروني ضد الولايات المتحدة في السنوات الماضية، منذ أن فرضت إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب عقوبات كبيرة على إيران، وقتلت قائد «فيلق القدس» بالحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني؟ وحسب تقرير نشرته مجلة «The National Interest»، يعد السؤال عن سبب استخدام الخصوم للهجمات الإلكترونية وعدم استخدامها في ظروف معينة أمراً مهماً لفهم دور العمليات الإلكترونية في العقيدة الاستراتيجية للدولة. ومع ذلك، في حالة إيران، فإن التركيز فقط على العناوين الرئيسية يحجب الاتجاه المقلق لتحسين القدرات الإلكترونية لطهران، وربما يكون قد أدى إلى طمأنة صانعي السياسة للاعتقاد بأن الجولات السابقة من العقوبات ولوائح الاتهام ضد النظام والقراصنة التابعين له قد ردعت إيران. قالت الاستخبارات الأميركية في فبراير (شباط) في تقييمها السنوي للتهديدات، إن مجموعات القراصنة المتباينة، ولكن المتداخلة في بعض الأحيان، التي تعمل بتوجيه من وزارة المخابرات الإيرانية والحرس الثوري الإيراني، تُظهر «خبرة متنامية». وخلص التقييم إلى أن إيران تتخذ «مقاربة انتهازية» للعمليات السيبرانية، لا سيما تلك التي تستهدف البنية التحتية الحيوية للولايات المتحدة وحلفائها. على سبيل المثال، يؤكد الخبراء في أنظمة التحكم الصناعية - أي أنظمة الكومبيوتر التي تتحكم في البنية التحتية الحيوية - أن القراصنة الإيرانيين يفتقرون إلى القدرات الخاصة بأنظمة التحكم الصناعية، لكن ذلك لم يمنع هؤلاء من محاولة شن هجمات باستخدام وسائل أخرى. وأظهر هجوم برامج الفدية الروسية على خط أنابيب «كولونيال» منذ ما يقرب من عام تقريباً، أن المهاجمين لا يحتاجون إلى قدرات خاصة بأنظمة التحكم الصناعية لإحداث اضطراب هائل في البنية التحتية الحيوية. بدلاً من ذلك، كما كشفت حكومات الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا أواخر العام الماضي، يستهدف القراصنة الذين ترعاهم الحكومة الإيرانية شبكات الأعمال لمشغلي البنية التحتية الحيوية باستخدام نقاط الضعف منذ ما يصل إلى ثلاث سنوات. كما استخدموا ثغرة أمنية في «Microsoft Exchange» للهجوم. خلصت الحكومات الثلاث إلى أن هؤلاء القراصنة «يستهدفون بنشاط» شركات الرعاية الصحية الأميركية وشركات في صناعات أخرى، ليس لسبب استراتيجي معين، ولكن لأن هذه الشركات لديها نقاط ضعف معروفة في أنظمتها. وبالمثل، في أوائل عام 2022، اكتشف باحثون في شركة «Checkpoint» لاستخبارات التهديدات الإلكترونية قراصنة إيرانيين يعملون لصالح الحرس الثوري الإيراني كانوا يستغلون ضعف «Log4j» الذي تم الإبلاغ عنه على نطاق واسع لشن هجمات ضد أهداف غير محددة. في تقييم نوفمبر (تشرين الثاني) 2021 للقدرات السيبرانية الإيرانية، قالت شركة «Microsoft» إن القراصنة في طهران يظهرون مزيداً من الصبر والمثابرة، لا سيما في هندستهم الاجتماعية - وهي الخطوة الأولى في العديد من العمليات السيبرانية. في حين أن العملاء أرسلوا سابقاً رسائل بريد إلكتروني جماعية غير مرغوب فيها تحتوي على مرفقات ضارة، فإنهم يستخدمون الآن تكتيكات فردية - وغالباً ما تكون ناجحة - تستهلك الكثير من الوقت لكسب ثقة الضحايا من أجل دفعهم إلى النقر فوق الروابط الضارة وتثبيت البرامج الضارة. الخصم الأكثر صبراً هو الأكثر خطورة.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الرئيس عون في حديث الى صحيفة "لا ريبوبليكا" الايطالية: اعرف ان البابا سيقوم بمبادرة لمساعدة لبنان وبإمكان إيطاليا دعم الأطراف اللبنانيين للتلاقي والتوافق على حل

رئيس الجمهورية: مخاطر النزاع في أوكرانيا شاملة  والحل الوحيد هو السلام والامثل يكون من خلال مفاوضات تقودها الأمم المتحدة

الرئيس عون: العدالة ستتحقق في ما خص انفجار مرفأ بيروت ونسعى لتطبيق اللامركزية الإدارية الموسعة للتوصل الى تطبيق افضل للدستور

رئيس الجمهورية: مقاومة الاحتلال ليست إرهابا وليس لحزب الله المكون من لبنانيين وحرر الجنوب من الاحتلال الإسرائيلي أي تأثير على الواقع الأمني الداخلي للبنانيين

الرئيس عون:  اجزاء من اراضي لبنان وسوريا لا تزال محتلة من قبل اسرائيل وعند التوصل الى تحريرها يمكن الانطلاق بمسيرة مفاوضات سلام لحفظ الحقوق

مكتب رئاسة الجمهورية/22 آذار 2022

 اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في حديث خاص الى صحيفة "لا ربوبليكا"  La Repubblica الواسعة الانتشار، نشر صباح اليوم، انه يعرف ان البابا سيقوم بمبادرة لمساعدة لبنان، وأن بإمكان إيطاليا التي تقدم المساعدات الاقتصادية دعم الأطراف اللبنانيين للتلاقي والتوافق على حل، لافتا في ما  خص الحرب الدائرة في أوكرانيا الى ان مخاطر النزاع شاملة، والحل الوحيد هو السلام "والامثل يكون من خلال مفاوضات تقودها الأمم المتحدة".

وعن انفجار مرفأ بيروت، اعرب الرئيس عون عن ثقته في ان العدالة ستتحقق لا سيما وان جميع اللبنانيين ينشدونها، مؤكدا مطالبته بإزالة كل العوائق التي تمنع تحقيقها، لافتا في مجال  آخر، الى السعي الى تطبيق اللامركزية  الإدارية الموسعة التي من شأنها ان تساهم في تطبيق افضل للدستور اللبناني.

وجدد رئيس الجمهورية التأكيد، على ان ليس لحزب الله من تأثير باي طريقة على الواقع الامني للبنانيين في الداخل، مشددا على ان الحزب الذي قام بتحرير الجنوب اللبناني من الاحتلال الإسرائيلي مكون من لبنانيين عانوا  من الاحتلال و"مقاومة الاحتلال ليست إرهابا" .

وردا على سؤال، أوضح الرئيس عون الذي أشار الى ان لبنان ليس دولة تحب الحروب، "ان هناك اجزاء من اراضي لبنان وسوريا لا تزال محتلة. وعندما نتوصل الى تحريرها، لن تبقى هناك من مشاكل في ما يتعلق بنزاع عسكري، ويمكن الانطلاق بمسيرة مفاوضات سلام مع اسرائيل، لحفظ الحقوق والسيادة الوطنية وتحرير الارض  والمياه".

نص المقابلة

 وفي ما يلي النص المقابلة كاملا:

سئل: ما هو فحوى لقائكم مع قداسة البابا، وهل قداسته مستعد للتدخل من اجل مساعدة لبنان؟

اجاب: ان قداسته يتابع عن كثب الازمات التي تعصف ببلدنا ، وانا اعرف انه سيعمل على القيام بمبادرة من اجل مساعدتنا. لكنه لا يعود الينا ان نحدد نحن شروط هذه المساعدة ولا مقوماتها.

  سئل: هل اكد لكم انه سيقوم بزيارة للبنان؟

اجاب: "اننا ننتظر مجيء البابا منذ زمن طويل. ولقد قمت بتجديد دعوته لزيارة لبنان.

سئل: لبنان بحاجة الى مساعدة عاجلة من المجتمع الدولي  الذي يطالب بالمقابل باجراء إصلاحات. ما هو الدور الذي تلعبه ايطاليا في هذا الاطار؟

  اجاب: ان لبنان بحاجة اكيدة للمساعدة، الا اننا في الوقت الراهن ، نعاني من تفاقم أزمة الأمن الغذائي، ما لا يمكننا من اجتياز مرحلة فقر مدقع يطاول شرائح عديدة من المجتمع اللبناني بصورة خاصة. ومعلوم ان ايطاليا تقوم بتقديم مساعدات اقتصادية، بالتعاون مع الاتحاد الاوروبي، وهي بامكانها ايضا ان تلعب دورا سياسيا. ان مساعدة تقوم على دعم الاطراف اللبنانيين للتلاقي والتوافق على حل يكون امرا مفيدا.

سئل: روسيا لاعب استراتيجي في الشرق الاوسط، من خلال حلفائها، وايضا بالنسبة الى ما يجري في لبنان. هل تخشون من ان يؤدي النزاع في اوكرانيا الى تغيير التوازن في المنطقة، وتبدل دور موسكو اضافة الى الخشية من امكان تأمين المواد الاولية الضرورية التي يحتاج اليها بلدكم؟

اجاب: عندما ستنتهي الحرب الدائرة هناك، سيكون هنالك منتصر، والمنتصر سيحدد شروطه. في هذه المرحلة، لا زالت هناك مفاوضات قائمة، لكن المرحلة التي نجتازها بالغة التعقيد. والجميع يدرك ان مخاطر هذا النزاع شاملة، فكافة الدول ستتأثر بطريقة او باخرى، لا سيما اذا ما نظرنا الى الامر من منظار الانتاج الزراعي من دون غيره. ان الحل الوحيد هو السلام، والامثل يكون من خلال مفاوضات تقودها الامم المتحدة.

سئل: منذ الانفجار الذي وقع في بيروت في 4 آب، واللبنانيون يطالبون بالعدالة، الا ان المراجع القضائية المعنية تعاني من عوائق في السير في التحقيقات. كيف يمكن للمواطنين الوثوق بالأمر؟

  اجاب: هناك نزاع في لبنان بين من يريد العدالة، ومن لا يريدها، وبعض الافرقاء يعارضون المسار القائم. من الواجب القيام بتضحيات من اجل بلوغ الهدف، لكنني واثق من ان العدالة ستتحقق لا سيما وان جميع اللبنانيين ينشدونها وأنا طالبت بازالة كل العوائق التي تمنع  تحقيقها.

سئل: لقد نزل الملايين الى الساحات في شهر تشرين الاول 2019 من اجل المطالبة بتغييرات جذرية في النظام، وهذا ما لم يحصل. هل ان الطبقة السياسية اللبنانية عصية على الاصلاح؟

اجاب: انا كنت اول من نادى بالتغيير. إن نظامنا معقد ، وهو قائم على الديمقراطية التوافقية، كما وانه لدينا 3 مرجعيات سياسية رئيسية، الامر الذي يجعل من الصعب ايجاد حلول مقبولة من الجميع. نحن نسعى الى تطبيق اللامركزية الادارية الموسعة التي من شأنها ان تساهم في تطبيق افضل لدستورنا.

سئل: ان من ابرز اهتمامات المجتمع الدولي بالنسبة الى لبنان، ما يتعلق بوجود دولة ضمن الدولة: حزب الله، مع كامل قدرته العسكرية. ما هي الامور التي تقوم بها الحكومة لمعالجة هذه المسألة؟

 اجاب: ان موقف حزب الله في الداخل اللبناني مختلف بصورة كاملة عن نظرته الى الخارج. وليس لحزب الله من تأثير، بأي طريقة، على الواقع الامني للبنانيين في الداخلي . اما بالنسبة الى الحدود الجنوبية فالتعاون قائم بين الجيش وقوات "اليونيفيل". ان حزب الله، حزب يملك السلاح وهو قام بتحرير الجنوب اللبناني من الاحتلال الاسرائيلي، وهو مكون من لبنانيين من الجنوب عانوا من الاحتلال الاسرائيلي، ومقاومة الاحتلال ليست ارهابا.

  سئل: لقد حصلت اتفاقيات بين الامارات العربية وعدد من الدول مع اسرائيل، ساهمت في التواصل في ما بينها، هل من الممكن بلوغ مثل هذا الامر بين اسرائيل ولبنان؟

اجاب: ان التواصل بين اسرائيل وهذه الدول تم لأن ليست لهذه الدول اجزاء من اراضيها محتلة من قبل اسرائيل، بينما هناك اجزاء من اراضي لبنان وسوريا لا تزال محتلة. وعندما نتوصل الى تحريرها، لن تبقى هناك من مشاكل في ما يتعلق بنزاع عسكري، ويمكن الانطلاق بمسيرة مفاوضات سلام مع اسرائيل، لحفظ الحقوق والسيادة الوطنية وتحرير الارض  والمياه، ذلك ان لبنان ليس دولة تحب الحروب. 

 

"المستقبل" يستهدف خصوم "حزب الله" في بيروت الثانية.. والمقاطعة سيّدة الموقف

صفاء درويش/الجمهورية/22 آذار/2022

المشهد في بيروت الثانية ليس مألوفاً، فمنذ ثلاثين عاماً لم تغب الحملات الانتخابية عن العاصمة. بل بالأحرى، لم يغب «تيار المستقبل» عن الحضور في دائرة وُسمت باسمه طوال العقود الثلاثة الاخيرة. اليوم يغيب اسم التيار عن اللوائح التي باتت تتشكّل، ولكنّ طيفه لم يغب.

في منطقة الطريق الجديدة، معقل التيار، يشتكي أكثر من مرشح أنّ عملية فتح مكاتب انتخابية في المنطقة هي أمر صعب في ظلّ رفض بيئة «المستقبل» لأي نشاط انتخابي فيها. هذا الرفض يتجسّد على شكل إشكالات متنقلة في حال حضور أي مرشح بشكل علني للقاء الناخبين في أحياء المنطقة.

شكوى هؤلاء يصحبها استغراب كبير، أنّ مختلف المرشحين الذين تعرّضوا لحملات رفض وتشويه سمعة هم مرشحون في وجه لائحة «حزب الله»، وليسوا جزءاً منها ولا يدينون بالولاء لها.

هذا الجو يُخرج المتابع بخلاصة، أنّ قيادة «المستقبل» تسعى بكل ما أوتيت من قوة إلى فرض مقاطعة انتخابية في بيروت، وذلك من خلال تصوير أي لائحة أو مرشح بيروتي على أنّه «عدو» التيار والرئيس سعد الحريري شخصياً، رغم أنّ كثيراً منهم داروا سابقاً ويدورون حالياً في فلك حالة الرئيس الشهيد رفيق الحريري. الدفع نحو المقاطعة، ولو من دون إعلان رسمي، يأتي بالتوازي مع غياب المشاريع البديلة المقنعة سنّياً عن حالة المستقبل. لائحة الرئيس فؤاد السنيورة ورغم أنّها تضمّ منسق بيروت السابق في «تيار المستقبل» بشير عيتاني، اضافةً لمرشح اتحاد العائلات البيروتية ماجد دمشقية، الّا انّها لا تشكّل حالة جارفة لجمهور سنّي انكفأ زعيمه عن المشاركة الانتخابية هذه المرة. رمزية الرئيس السنيورة في المجتمع السياسي والإعلامي لا تتماهى مع واقعه على الارض، حيث أنّ اسمه كداعم للائحة، يكاد يكون عامل نفور لا عامل جذب، خصوصاً أنّ هاجس «المستقبليين» اليوم هو عدم إيجاد زعامة بديلة عن الحريري ريثما ينفرج المشهد أكثر. لائحة النائب فؤاد المخزومي تعاني سنّياً هي الأخرى. فعلى الرغم من إشباعها بأسماء من أبناء العائلات البيروتية كعيتاني وشبارو، الّا أنّ التدقيق خلفهم يُظهر أنّ عائلاتهم لم تحسم أمرها بالتصويت لأي من اللوائح المفترضة، هذا إن لم تكن قد حسمت خيارها بالمقاطعة. وبحسب المعلومات، فإنّ المخزومي سعى قبل إقفال باب الترشيح لاستقطاب عدد من الأسماء الشبابية البارزة التي دارت في فلك المجتمع المدني، إلّا أنّه لم يُوفّق في ذلك.

لائحة «الثنائي الشيعي» المتحالفة مع «التيار الوطني الحر» والحزب «القومي» والحزب «الديمقراطي» تعاني لجهة إيجاد مرشحين من الطائفة السنّية ممن يوافقون على الترشّح معها. وفي هذا الإطار دخل البحث في الساعات الاخيرة حول أي اسم يوافق على الانضمام الى اللائحة، ولو لم يكن باستطاعته تحصيل أكثر من 100 صوت. معاناة اللائحة مع السنّة عموماً تنطلق من نقطتين أساسيتين:

- قرار قيادة «حزب الله» عدم منح أصوات تفضيلية لأي شخصية معها على اللائحة.

- خوف أي مرشح من ردّة الفعل السنّية تجاهه في حال ترشّح إلى جانب «حزب الله».

على المقلب الآخر، يبدو أنّ هناك ثلاث لوائح نجحت في إيجاد المرشحين السنّة الذين ينسجمون مع شكلها ووضعيتها الانتخابية.

لائحة الأحباش تتصدّر المشهد بقدرتها على إيصال أكثر من مرشح سنّي، وذلك اعتماداً على تراجع نسبة الاقتراع التي ستؤدي الى تراجع الحاصل من جهة، وكذلك وجود بلوك ثابت للأحباش في بيروت الثانية، دفعها لترشيح اربعة مرشحين حزبيين من جهة ثانية. ستسعى «جمعية المشاريع»، إن خدمتها ظروف الحاصل، ان توصل ثلاثة مرشحين من لائحتها، إثنان منهم من السنّة. الجماعة الإسلامية بدورها، ورغم تفاوضها مع الرئيس فؤاد السنيورة ليكون مرشحها الدكتور عماد الحوت على لائحته، الّا أنّها تسعى الى تشكيل لائحة في بيروت بالتحالف مع رئيس نادي الانصار نبيل بدر. تشير المعطيات بوضوح الى أنّ هذه اللائحة ستؤمّن حاصلًا سنّياً قد يذهب لصالح الحوت إن لم يكن هناك أي مفاجآت. لائحة المعارضة والتي تُطلق على نفسها لقب لائحة «قوى التغيير»، دخلت مرحلة حسم المقاعد السنّية الستة، والتي بات واضحاً منها اسم وضاح الصادق وحسن سنو ورولا العجوز، مع محاولات لثني المرشح ابراهيم منيمنة عن تشكيل لائحة مستقلة تشتت اصوات الخط المعارض في العاصمة. هذا التخبّط الواضح بيروتياً وسنّياً، لا يصبّ سوى في مصاف المقاطعة. اللافت في المشهد اليوم، أنّ أكثر من نصف مقاعد بيروت السّنية ستنالها جمعيات دينية، هي المشاريع والجماعة الاسلامية التي ستستفيد من انخفاض الحاصل، اضافةً الى حالة المخزومي المستقرة. المعركة سنّياً هي على المقعدين الخامس والسادس، واللذين تحوّلا بفعل انكفاء الحريري الى مقعدين أقلويين، فهل يخطفهما فائض الأصوات الشيعية في الدائرة. أداء قيادة «المستقبل» وتصويبها على كل أخصام «حزب الله» السنّة في بيروت يؤشّران إلى ذلك!

 

"مناكفات رئاسية" فوق "جثث" المؤسسات!؟

جورج شاهين/الجمهورية/22 آذار/2022

فرض البيان الذي صدر أمس الاول عن نادي قضاة لبنان، الذي استهجن ان تبحث الحكومة في جلسة استثنائية ما تسمّيه «خللاً» في عمل السلطة القضائية، وما يشكّله من «سقطة تاريخية»، إعادة قراءة لما تضمنه من توصيف سوريالي يترجم ما في الكتب من نظريات، في مقابل إنكار وتجاهل كثير من الحقائق التي تلقي المسؤولية وتوزعها على مختلف الأطراف بمن فيهم من جسم القضاء. وهو ما سمح باستمرار المناكفات الرئاسية فوق جثث المؤسسات. وعليه، كيف يمكن تفسير هذه المعادلة؟

ليس من السهل ان يُشهر اياً كان سيفه عند تفسيره بطريقة معمّقة لشكّل بيان «نادي القضاة» ومضمونه وتوقيته، من دون الإشارة إلى ما يقود إلى مثل هذه الملاحظات الهادئة التي يحملها البيان في طياته والمعايير «المثالية» التي أشار إليها في شكل العلاقات المطلوب ان تكون ما بين السلطات، وخصوصاً تأكيد استقلالية القضاء عن السلطتين التشريعية والتنفيذية.

فالبيان الذي صدر أمس الاول عن النادي - الذي يحظى بثقة نسبة كبيرة من الجسم القضائي- عقب المواجهة التي عاش لبنان من خلالها مظهراً من مظاهر النزاع بين أهل الحكم والحكومة كما فرزتها المواقف من الأداء القضائي في بعض الملفات، ومدى ارتباطها الموضوعي بالنزاع القائم، عشية دخول مدار الانتخابات النيابية وما يمكن ان تقود اليه كمعبر اجباري يدفع إلى الخوض في الاستحقاق الرئاسي في المرحلة المقبلة.

وقبل الدخول في ما فتحه البيان من نقاش على نطاق واسع من ضمن السلطة القضائية وخارجها، فقد كان واضحاً انّ الظروف التي قادت رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى توجيه الدعوة الى جلسة استثنائية عاجلة لمجلس الوزراء صباح السبت الماضي، كانت نتيجة الغضب الذي انتابه مما سمّاه الأداء القضائي الذي تسبّب به بعض القضاة ـ كما عبّر عنه محيطه - بدفع سياسي وحزبي يوفّره رئيس الجمهورية و»التيار الوطني الحر» اللذان يستظلان صمتاً من قوى فاعلة أخرى ترغب ان تمضي هذه الفترة بالتفرّج على المواجهات الصغيرة الجارية، شرط ان تبقى خارج ساحتها السياسية والحزبية. وكل ذلك كان سبباً لحالة احتقان حكومية وسياسية ومالية بقيت خافتة، إلى ان طفت على سطح الأحداث بفعل تنامي الأجواء السلبية عقب صدور قرارات إضافية أدّت جميعها الى تجميد أصول 7 مصارف، ومنع مديريها ورؤساء مجالس إدارتها من السفر، في ثلاثة إجراءات قانونية متفرقة منذ 14 آذار حتى يوم الجمعة الماضي، وأخرى اتُخذت في بيروت وطرابلس، بإلقاء الحجز التنفيذي على خزنات وأموال صناديق مصرفين تلت توقيف رجا سلامة شقيق حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة، على خلفية الاشتباه به كوسيط يمثل شقيقه في ارتكابه مخالفات مالية استدعت توقيفه بعدما استُدعي كشاهد.

وبمعزل عن الجوانب القانونية لهذه الإجراءات القضائية، فلم يكن خافياً أنّها تسببت باختلاق أجواء سلبية في العلاقة بين السرايا الحكومية والقصر الجمهوري، عززه اصطفاف غير معلن الى جانبهما، بعد اتهامات وجهّتها أوساط الأول بالتدخّل والتشجيع على مثل هذه القرارات التي ستؤدي الى اختلاق أزمات مالية تزيد من خطورة الوضع النقدي، لمجرد الانتصار لحق مودع مقابل إلحاق الأذى بعشرات الآلاف من أمثاله، عدا عمّا يمكن ان تؤدي اليه من قطع العلاقات ما بين القطاع المصرفي اللبناني والمصارف الدولية المراسلة التي أبقى بعضها التواصل قائماً ولو بنحو محدود بين الأسواق المالية اللبنانية والعالم، ويمكن ان تؤدي الى انقطاعها نهائياً وعزل لبنان عن العالم إن بقي التمادي قائماً.

وعلى هذه الخلفيات عادت المراجع السياسية والمالية الى مضمون بيان نادي القضاة لتشير، الى انّ واضعيه يدركون، قبل التشديد على «الحاجة الى القضاء الحر والمستقل»، كثيراً من الحقائق التي تسود السلطة القضائية، «فأهل مكة أدرى بشعابها»، وسبق لهم ان عبّروا - ومعهم من هم في مواقع حساسة - عن خطورة ما يؤدي الى انقسامات داخلية تضعفها وتنعكس على هيبتها. وهم في الوقت نفسه لديهم أدقّ تصنيف لما جناه بعض اهل السلطة عليها، وما قادت إليه تصرفات بعض القضاة الذين استجروا الخلافات السياسية والحزبية والطائفية الى الجسم القضائي، عندما اتكأوا على مواقع سياسية وحزبية للوصول الى المواقع الدسمة. وهي كلها أدّت في وقت من الأوقات الى تعطيل المناقلات القضائية وحرمت متقاضين مستحقين من حقوقهم، تزامناً مع تصنيف جديد للملفات والدعاوى القضائية التي تُفتح بسرعة قياسية وأخرى تُحفظ في الجوارير العميقة التي اعتلاها الغبار لمجرد توصية سياسية او حزبية او طائفية.

ولذلك، وعلى وقع الإضراب التحذيري للمصارف الذي بدأ امس، بعد يومين على إفراغ صناديق الـ «ATM» من العملة الوطنية من دون إعلان مسبق، رفضاً لما سمّته قرارات «تعسفية» و»شعبوية» بتحميلها لوحدها مسؤولية ما آل إليه الوضع، ثمة من يدعو الى النظر في ما يجري من زوايا أخرى، تحمي القطاع المصرفي وتبقيه خارج المناكفات السياسية التي تتحكّم بالعلاقات بين أهل الحكم والحكومة، بنحو لم يعد خافياً على أحد. فهم بالغوا حتى الأمس القريب في استخدام مختلف المؤسسات الإدارية والمالية والقضائية والنفطية والخدماتية وصولاً الى الأمنية منها، مخافة الوصول الى القطاع المصرفي الذي ينعكس المسّ به على هذه المؤسسات كافة وعلى مصالح اللبنانيين دون استثناء، هذا قبل ان يؤدي أي تطور، إن تمادت الجهات المعنية في غيها واستنسابيتها لأسباب وخلفيات سياسية وانتخابية وحزبية، الى فقدان آخر مظاهر الثقة التي ما زالت تربط لبنان بالخارج.

وعليه، فقد أدّت هذه التطورات وما عكسته من مؤشرات سلبية ارتقت الى مرتبة خطيرة جداً، الى انطلاق مساعي بعض الوسطاء - الانتحاريين- من أجل تهدئة النفوس، وسط صعوبات جمّة رُصدت مسبقاً، وهي تهدّد أي مسعى من هذا النوع. ففي المعلومات التي تبلّغتها جهات دولية وأممية وديبلوماسية تسعى الى مساعدة لبنان في إحياء الثقة مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، تزكّي الخوف من حجم المناكفات السياسية الجارية، والتي بلغت الذروة بين أهل الحكم والحكومة، في أسوأ الظروف الداخلية والاقليمية والدولية. وهي لم تعد توفر أي ملف او قضية صغيرة ام كبيرة استحضرتها الى ساحة النزاع من دون رادع، فأدخلت البلاد في «بوغاز» خطير يتعدّى مساحة القضاء الى ما تبقّى من مؤسسات، وحوّلت قسماً منها «جثثاً» لا قيمة لها، لمجرد توقف خدماتها الحيوية وتجميد أخرى في وقت قريب.

وختاماً، وإن اعتقد البعض ممن يقودون الرهانات الخاطئة، لا بدّ من التأكيد، انّهم لن يستطيعوا اليوم تحقيق أهداف لم ينالوها في محطات سابقة، وهم مخطئون من دون إدراك أثمان محاولاتهم. والأخطر ان يصدّقوا المقولة الشهيرة للمفكر والسياسي الإيطالي نيقولو مكيافيلي الذي قال «انّ الغاية تبرر الوسيلة»، ليفسّر معادلة بسيطة تبرّر «القيام بأمر خاطئ للوصول إلى نتيجة إيجابية» من منظار صاحب الخطوة، فيما كل الوقائع تشي بخطورة هذه المعادلة التي لم يعد يحتمل لبنان مثل هذه التجارب.

 

تعويم الأسد يمهِّد للصفقة الكبرى؟

طوني عيسى/الجمهورية/22 آذار/2022

بات مؤكّداً أنّ الرئيس بشّار الأسد على وشك استعادة موقعه العربي، انطلاقاً من الخليج، أي من النقطة الأقوى. فبعد التطبيع مع الإمارات والسعودية، لن تبقى دولةٌ عربية «ممانِعة» لعودة دمشق، واسترجاعها المقعد الذي خسرته في جامعة الدول العربية، وهو ما يُنتظر حصوله في قمة الجزائر، في الخريف. وستؤدي هذه العودة إلى إِحداث الكثير من المتغيِّرات بين اللاعبين في الشرق الأوسط، ولبنان جزء منها.

بعد حرب أوكرانيا، بدأت ترتسم معادلة جديدة في الخليج العربي. فالموقف الإماراتي والسعودي الأكثر تفهُّماً لموسكو فاجأ الأميركيين واستفزهم. وربما جاءت زيارة الأسد لأبو ظبي لتكمل الصورة.

كان الخبراء في الشأن الإقليمي يخشون أن يدفع الشرق الأوسط ثمناً غالياً للحرب في أوكرانيا. فقد افترضوا أنّ الخليجيين العرب (قطر خصوصاً، ثم الإمارات والسعودية) سيرتكبون الخطأ ويستخدمون مواردهم من النفط والغاز في مواجهة روسيا، وبطلب من الولايات المتحدة.

والعلامة الأولى في هذا الشأن، كانت زيارة أمير دولة قطر لواشنطن، قبيل الحرب، حيث قدَّم إلى الرئيس جو بايدن وعداً صريحاً باستخدام الغاز القطري لتعويض الأوروبيين حلفاء واشنطن ما قد ينقصهم من الإمدادات الروسية التي تشكّل 40% من حاجاتهم.

كان يُخشى أن يؤدي هذا الموقف العربي إلى استفزاز موسكو، فتردّ على العرب بقسوةٍ. لكن ما جرى خالف التوقعات. فالخليجيون التزموا موقفاً محايداً من الحرب، بل أطلقوا إشارات واضحة إلى التقرّب من موسكو، منها الزيارات المتبادلة بين الإمارات وروسيا. وهناك مؤشرات أخرى إقليمية: الهدوء النسبي في اليمن، وتوقّف الهجمات الحوثية على الإمارات والسعودية، وزيارة الأسد.

يتسرّع بعض المحللين عندما يعتقدون أنّ هذا التقرُّب العربي من موسكو، على حساب العلاقات مع الأميركيين، سيستفزّ إسرائيل فتردّ بتجميد مسار التطبيع مع الخليجيين. والصحيح هو أنّ إسرائيل نفسها تلتزم أيضاً موقفاً مشابهاً من الحرب في أوكرانيا.

هي لم تحرق أصابعها بالانحياز إلى الأميركيين، ومثلَها تركيا. والطرفان يحاولان الاضطلاع بدور الوسيط لوقف الحرب، لا أكثر، ويتموضعان على مسافة وسطى بين الروس والأميركيين. وكلاهما يعملان لقطف الثمار، إذا نجحت الوساطات.

صحيح أنّ الإسرائيليين هم حلفاء واشنطن المدلّلون في الشرق الأوسط، لكنهم أيضاً يرتبطون بعلاقات وطيدة جداً مع الكرملين، ومعه ينسقون الخطى، كلما قرّروا ضرب أهداف إيرانية «مزعجة» في سوريا.

كما يتطلع الإسرائيليون بواقعية إلى الصين، العملاق الدولي الذي سيكرّس حضوره في الشرق الأوسط خلال العقود المقبلة. وفي العادة، يضع الإسرائيليون خططهم لعقود، لا لسنوات. وقد شكّل التقارب الإسرائيلي - الصيني استفزازاً لواشنطن عبّرت عنه إدارة دونالد ترامب مراراً.

والرسالة التي يوجّهها الخليجيون تستهدف بايدن الذي تعاطى معهم باستخفاف، أخيراً، عندما تعرّضت الإمارات لضربات الصواريخ والمسيَّرات الحوثية والإيرانية وهدَّدت استقرارها، إذ لم تقدِّم واشنطن إلى الإماراتيين ما ينتظرونه من دعم.

واليوم، يعتقد الخليجيون أنّ من الحكمة أن يحتفظوا بكل الأوراق وألّا يحرقوا أياً منها، حتى تبلوُر الصورة، على غرار ما يفعل غالبية اللاعبين (إسرائيل، تركيا، الأوروبيون وحتى الإيرانيون). واستقبال الأسد جاء في هذا السياق.

طبعاً، مسار التطبيع الخليجي، والإماراتي خصوصاً، مستمر منذ عامين بوتيرة متسارعة. والمحطات التي شهدها توحي بأنّ زيارة الأسد للخليج جاءت بديهية، وأنّ الخطوات اللاحقة ستكون عودته الرسمية إلى الجامعة العربية، في قمة الجزائر المفترض عقدها في الخريف. لكن توقيت استقبال الأسد، في ظلّ الامتعاض الأميركي، هو رسالة عاجلة تعمَّد الإماراتيون توجيهها.

حتى اليوم، يبرِّر الخليجيون تطبيعهم مع الأسد بالمعادلة الآتية: كلما اقتربنا من الأسد وأعدنا احتضانه، سيبتعد عن إيران وسينخرط في منظومة التسويات الشرق أوسطية. وهذا الهدف لا ينكره الأميركيون. كما أنّ أياً من القوى الدولية لم تعمل فعلاً لإسقاط الأسد، فيما كان الخليجيون يتكبّدون أكلافاً هائلة في الحرب السورية، لتحقيق هذه الغاية.

ربما هذه هي المرّة الأولى التي يتخذ فيها الخليجيون موقفاً يرتكز إلى البراغماتية السياسية. والكلام على انقلابهم ضدّ الولايات المتحدة متسرِّع بالتأكيد. ولكن، على الأقل، هم يريدون إبلاغها اليوم أنّهم لم يعودوا مجرَّد صناديق للمال وآبار بترول، تبحث عن تغطية للاستمرار بأي ثمن!

في هذا الخلط الجديد للأوراق، ولعبة التوازنات التي يريدها الخليجيون بين الروس والأميركيين والصينيين، وفي التقارب مع الأسد، هناك رابحون وخاسرون. فماذا عن إيران وإسرائيل اللتين لا يمكن عزلهما عن اللعبة؟

عندما يستقبل الخليجيون الأسد فإنّهم يستقبلون الحليف العربي الأول لإيران، إذ ليس صحيحاً أنّ الأسد خرج من المظلّة الإيرانية إلى المظلة الروسية تماماً. وفي المقابل، عندما يعود الخليجيون إلى سوريا بأموالهم واستثماراتهم لإعادة بنائها، فإنما يعودون إلى ساحةٍ تتمتع فيها إيران بقوة وفاعلية، ولو أنّ روسيا صارت صاحبة القرار السياسي الأول هناك.

إذاً، على أرض الواقع، يمكن الاعتقاد أنّ الأسد قد يتبرّع بالاضطلاع بدور مهمّ لردم الهوّة القائمة بين الخليجيين العرب وإيران، وهو يطمح إلى تقاضي الثمن مقابل قيامه بهذه المهمّة. وعلى مدى عشرات السنين، اضطلعت دمشق حافظ الأسد، ثم بشّار الأسد، بأدوار مطلوبة منها إقليمياً ودولياً، مقابل حصولها على الأثمان.

وعلى الأرجح، قد يحتاج الخليجيون إلى هذا الدور، وكذلك الإيرانيون. وأما الإسرائيليون فقد لا يمانعون إذا حصلوا على الثمن أيضاً. وهذا الأمر ليس مستحيل التحقيق ضمن صفقة تحفظ مصالح الجميع، وانطلاقاً من المناخات التي ستفرضها مفاوضات فيينا في النهاية. في هذه المسألة ستكون هناك مقايضات، وليس مستبعداً أن يرضخ الجميع لمقتضيات الصفقة: الخليجيون يريدون إنهاء متاعبهم في اليمن. الإيرانيون يهمُّهم الحفاظ على الحضور والمكتسبات الإقليمية. إسرائيل تريد التطبيع والمكاسب الاقتصادية، والولايات المتحدة تريد إبعاد روسيا والصين. لكن موقع روسيا مُصان في سوريا.

هنا يصبح ممكناً تصوُّر الصفقة، وما يمكن أن يفعله الأسد مقابل المشاركة فيها، خدمة للجميع، وما الثمن الذي سيُعطى له. وفي الخضم، أين سيكون لبنان الغارق في الانهيار الشامل، والباحث عمَّن يلمُّه. ومَن ستكون له حصَّة الأسد في ذلك؟

 

"حزب الله".. ووظيفة انتخابات لبنان

سناء الجاك/سكاي نيوز عربية/22 آذار/2022

لا صوت يعلو فوق صوت المعركة الانتخابية في لبنان لدى "حزب الله"، فهو يعتبرها مسألة حياة أو موت، وهو حريص على تحصيل كل صوت ممكن وغير ممكن ليصب في صالحه وصالح تحالفاته من دون تهاون أو تراخ. هو حريص على الرغم من أنه جاهز لخوضها بإمكانات لا يملكها باقي الأفرقاء على امتداد الجمهورية اللبنانية. يقول مسؤولو الحزب إنها "حرب تموز" سياسية، في استعادة للحرب مع إسرائيل في صيف 2006. يقولون إن خصومهم عملاء يقبضون ملايين الدولارات من السفارات. يحثون جمهورهم على عدم التخاذل ويحذرونهم من قلة الوفاء. يشعرون ناخبيهم بأن هناك من يتربص بهم ويحيك مؤامرة كونية عليهم من خلال صناديق الاقتراع. كل هذا التجييش يحكمه تناقض في الخطابات والمواقف، ففي حين يرفع الأمين العام لـحزب الله" حسن نصر الله" سقف الاستنفار ويقرع طبول المعركة لإدارة العمليات الانتخابية، وفي حين يصفها رئيس تكتل الحزب النيابي محمد رعد بأنها "صعبة للغاية"، يصر نائب الأمين العام للحزب نعيم قاسم على التأكيد، ومنذ فترة، أن الفوز مضمون والأكثرية لصالح حزبه في الجيب، يستخف بأي منافس أو أي تكتل من أحزاب تواجه فريقه السياسي، ويؤكد باستعلاء أن لا شيء سيتغير في المنظومة اللبنانية. ولا لزوم حتى لإجراء هذه الانتخابات لأنها ستعيد التركيبة ذاتها إلى المجلس النيابي. 

وهذا التناقض يدفع إلى سؤال عن سبب توتر من يحوز على مقومات الفوز إلى هذا الحد؟

لماذا يستنفر الحزب فائض طاقته ومعركته الداخلية شبه مضمونة لصالحه؟

وقبل الخوض في المسألة هذه، لا بد من الإشارة إلى أن الحزب مسيطر تماما على مناطقه، بحيث يصعب اختراقها وتسجيل فوز ضده. وإلى ذلك هو يتباهى بأنه يقود معركة دعم حلفائه ورفدهم بالأصوات اللازمة ليفوزوا ويمنحوه الأغلبية التي يحتاجها في مجلس النواب. لعل المسألة في حسابات الحزب لا تقتصر على إعطاء سلاحه الخارج عن الدولة شرعية ما. قلما يهتم بهذا. وهو كذلك لا يتوقف عند مؤسسات دستورية ورسمية ليُحكِم أكثر فأكثر سيطرته على لبنان، بفائض القوة السياسية، إضافة إلى فائض القوة العسكرية. ربما يخاف بصفته الفريق الأقوى على شعرة من قوته إذا سقطت، كأن قوته كلها ستهتز وتسقط وتطيح بكل وجوده. ولهذا يحشد للاستحقاق، ويستعرض فعالية ماكينته الانتخابية، ومهاراتها، وجهوزيتها، وكفاءاتها. ربما يسعى من خلال هذا الاستنفار إلى تخويف الخصوم وإحباطهم. لا ينزل خطباؤه عن منابرهم، لا تتوقف الجيوش الإلكترونية عن شن حروبها الافتراضية على كل من تسوِّل له نفسه مواجهته بالكلمة والموقف. يطلق قنابله الصوتية ليصم آذان من يريد الاستماع إلى خطاب مغاير. لا يتوانى عن إظهار رفضه لأي صوت متمرد متفلت من سيطرته. وتحديدا إذا كان هذا الصوت من بيئته. الويل والثبور وعظائم الأمور لكل صوت من هذا النوع. أما الأصوات النافرة وفق تقويمه من خارج البيئة فلها عدة المواجهة. لا يمكن تفسير هذا التحشيد وهذا التجييش في ظل انكفاء عربي عن لبنان، واندفاعة إيرانية مرتاحة على وضعها وإمساكها بالورقة اللبنانية، وفي ظل بوادر الانتهاء من المفاوضات في فيينا بالتوصل إلى اتفاق نووي جديد بين إيران والولايات المتحدة المعلنة رغبتها الصادقة والكبيرة في التوقيع وإعادة وصل ما انقطع في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب.

لا يستكين إلى تشرذم خصومه وانفراط عقود تحالفهم، في حين يسعى هؤلاء الخصوم الذين تمكن من إضعافهم وتشتيتهم، إلى جهود جبارة لتحصيل ما يفوق الثلث بقليل ليتمكنوا من نقض ما يخطط له، لا سيما بعد انسحاب رئيس الوزراء السابق سعد الحريري وتعليقه العمل السياسي، ما ترك له مساحة واسعة في الساحة السنية. المسألة أن حسابات الحزب في مكان آخر. هو يثمن اللحظة السياسية الراهنة إقليميا ودوليا، ويقدرها خير تقدير، ويعمل على استثمارها بكل طاقته لوضع اليد نهائيا على السلطة في لبنان والإطاحة بصيغة اتفاق الطائف الحالية. لذا لا يرضى هو وحلفاؤه إلا بأكثر من ثلثي النواب ليتمكن من استخدام القانون في فرض صيغة جديدة للبنان، تناسب تفوقه العسكري وتكرس تفوقه السياسي. لعله يحسبها بشكل صحيح وفق متطلباته للمرحلة المقبلة. هو يدرك جيدا أن المجتمع الدولي يعوِّل على هذه الانتخابات ليتعامل مع الفائزين انطلاقا من كونهم الممثلين الشرعيين للشعب اللبناني، وتحديدا بعد الانتفاضة الشعبية الرافضة لمنظومة الحكم بكل من فيها قبل عامين. وهو يريد لهذه المجتمع الدولي أن يعترف به ويرفع عنه عقوباته ويشرعن سلطته وإمساكه بالقرار اللبناني. تلك هي معركته. يريد استمالة هذا المجتمع إلى صفه، إضافة إلى تمركزه في المحور الإيراني وحلفائه، ليجمع المجد من أطرافه.. أما مجد لبنان بصيغته التي لطالما صمدت وجذبت إليه معجبين ومحبين ومتعاطفين.. فيبدو أنها صارت من الذكريات..

 

جولة على "تمرّد" الحلفاء في الشرق الأوسط على واشنطن!ّ

فارس خشان/النهار العربي/22 آذار/2022

ألحق إعلان المملكة العربية السعودية "عدم تحمّلها مسؤولية أيّ نقص في إمداد البترول للأسواق العالمية في ظل الهجمات التي تتعرّض لها منشآتها النفطية من الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران"، ضربة موجعة بـ "دبلوماسية الطاقة" التي تقودها الولايات المتحدة الأميركية، في إطار خططها الرامية الى محاصرة روسيا مالياً واقتصادياً، بعد بدء غزوها لأوكرانيا.

وإذا كانت واشنطن تجهد لرفع إنتاج البترول والغاز، من أجل تخفيض الأسعار الملتهبة، وتنفيس الإقتصاديات المتخضخّمة، وتعويض ما يمكن أن يتسبّب به "التطلّع" الى التحرّر من الإعتماد الكلّي أو الجزئي على إمدادات الطاقة الروسية، فإنّ الموقف السعودي الأخير يؤدّي الى تفاقم الواقع الحالي، إذ إنّه يناقض الإتّجاهات كلّياً، فهو لا يحول دون رفع نسبة الإنتاج فحسب، بل يُهدّد بتخفيضها، أيضاً.

 وليس سرّاً أنّ موقف الرياض الأخير هذا يعكس تدهور علاقاتها مع واشنطن، منذ وصول الرئيس جو بايدن الى البيت الأبيض، منفّذاً خطة قامت على رباعية اعتبرتها السعودية مؤذية لأمنها القومي: إزالة "حوثيي" اليمن من قائمة الإرهاب، تقييد مدّ السعودية بما تحتاجه من أسلحة وذخائر، العودة وإيران الى الاتفاق النووي، وتخفيض مستوى التعاون مع ولي العهد السعودي الأمير محمّد بن سلمان، على خلفية تحميله مسؤولية قتل الصحافي السعودي جمال الخاشقجي. وقد انعكست هذه السلوكية الأميركية سلباً على الملف اليمني، بحيث تصرّف "الحوثيون" كما لو أنّهم نالوا، ضمنياً، ضوءاً أخضراً دولياً.

ومنذ إعطاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوامره بغزو روسيا، حاولت الولايات المتحدة الأميركية أن تغيّر، من خلال الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، خطط الإنتاج المتّفق عليها مع روسيا، في إطار "أوبيك بلاس"، لكنّها لم تُفلح بذلك، بحيث فضلت هاتان الدولتان أن تنأى بنفسيهما عن مخطط استهداف روسيا التي وسّعت نفوذها في الشرق الأوسط، منذ أتاحت لها إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما الإمساك بالملف السوري.

وليس سرّاً أنّ الرياض و"أبو ظبي"، في وقت لا تزال تتردّد فيه واشنطن بإعادة إدراج "حوثيي" اليمن في قائمة الإرهاب الخاصة بها، وتبحث جدّياً في رفع "الحرس الثوري الإيراني" من هذه القائمة، نالتا من موسكو في مجلس الأمن الدولي، قراراً يقضي بإدراج هؤلاء الحوثيين في لوائح الإرهاب الدولية، وعراقيل أخّرت التوقيع على الاتفاق النووي مع إيران.

إنّ الموقف السعودي الأخير الذي يتكامل مع روحية ما كان قد ذهب إليه ولي العهد الأمير محمّد بن سلمان في حديثه الأخير الى مجلة "ذا أتلانتيك"، يضع الولايات المتحدة الأميركية أمام مسؤولياتها في الملف اليمني، فهي، في مكان ما، ووفق ما يمكن فهمه من أدبيات عدد من المعنيين في السعودية، مسؤولة عن الثقة التي يتعاطى فيها الحوثيون، ومن ورائهم "الحرس الثوري الإيراني"، ضد السعودية والإمارات العربية المتّحدة ومبادرات السلام التي يطلقها مجلس التعاون الخليجي.

 وهذه النظرة الى الولايات المتحدة الأميركية تسحب نفسها الى إسرائيل التي طالما وُصفت بأنّها الإبنة المدلّلة للغرب عموماً وللولايات المتحدة خصوصاً. وترفض تل أبيب رفضاً باتاً أن تتّخذ أيّ موقف معاد لروسيا، وفق ما ترغب به كلّ من واشنطن وبروكسل، الأمر الذي هاجمه الرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي، في مداخلته الأخيرة أمام الكنيست الإسرائيلي، واعتبره "وساطة لا تجوز بين الخير والشر". 

وتدافع الحكومة الإسرائيلية عن موقفها هذا، بلفت الإنتباه الى مصالحها الإستراتيجية مع روسيا في سوريا، إذ إنّ دخول إسرائيل لاعباً ضد روسيا سوف يفقدها قدرتها على الحركة ضد إيران في سوريا وإحباط محاولات تزويد "حزب الله" بأسلحة خطرة على مصالح إسرائيل العسكرية.

وهذا التحوّل في الموقف الإسرائيلي من الولايات المتحدة الأميركية يتزامن مع غضب تل أبيب من إمكان رفع واشنطن "الحرس الثوري الإيراني" من قائمة الإرهاب الأميركية، في وقت كانت قد أتاحت إدارة باراك أوباما التي قرّرت نقل أولوياتها الى منطقة بحر الصين الجنوبي، أن تسيطر موسكو على سوريا وتحمي، بالتعاون مع إيران ووكلائها في المنطقة، نظام بشّار الأسد.

وهذا يعني أنّ الدول التي كانت الأقرب للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وبفعل نهج باراك أوباما الذي ضخّت فيه الروح إدارة جو بايدن، باتت تفضل أن تقف على الحياد في كلّ ما يمكن أن يُلحق أذى مقصوداً بروسيا، على اعتبار أنّها باتت لاعباً مؤثراً في منطقة سبق أن أهملتها واشنطن لتركّز على مصالحها في مواجهتها مع الصين، دفاعاً عن زعامتها للعالم.

 وهذه الدول التي تنأى بنفسها عن الخطط الأميركية، وخلافاً لغيرها من دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، هي الأقل تضرّراً من انعكاسات الحرب الروسية على أوكرانيا، ذلك أنّ ما يمكن أن تخسره إسرائيل والسعودية والإمارات من ارتفاع أسعار المواد الأوّلية الغذائية، تستطيع أن تعوّضه من ارتفاع فاتورة صادراتها النفطية، من جهة ومن ضخامة احتياطاتها المالية، من جهة ثانية، ومن الوفرة في مخزوناتها الغذائية التي لم تربط نفسها، بشكل كبير بالمصادر الروسية والأوكرانية، من جهة ثالثة، في حين أنّ الدول المتضرّرة من هذه الأزمة هي إمّا دول يمكن مساعدتها، كحالة مصر التي باتت ترهقها كلفة "السلّة الغذائية"، وإمّا دول تهيمن عليها إيران وعليها تحرير نفسها منها، كما هي الحال في لبنان الذي أضافت تداعيات الحرب الروسية على أوكرانيا تعقيدات خطرة على  مآسيه  المالية والإقتصادية والإجتماعية.

 ولذلك ترى دول الشرق الأوسط التي كانت، في يوم من الأيّام، الأقرب الى الولايات المتحدة الأميركية نفسها في وضعية تسمح لها بالضغط على إدارة جو بايدن لتغيير سلوكها تجاهها وتجاه مصالحها الإستراتيجية.

 وعليه، هل تنجح السعودية والإمارات وإسرائيل في تحقيق أهدافها؟ أم أنّ واشنطن تملك أوراقاً تعينها على إلحاق أضرار بهذه "الدول المتمرّدة" كتسريع التلاقي، بأيّ ثمن، مع إيران التي تملك ثاني أكبر احتياطي غاز في العالم؟ 

عموماً، وعلى هذا الإتّكال، واشنطن عاصمة "الواقعية السياسية"، وتالياً، فهي عندما ترى الأضرار التي ألحقتها قراراتها بها، سوف تعيد النظر في مسارها.

ووضوح الإتجاهات الأميريكية، حيال هذه الضغوط، لن يطول انتظاره، لأنّه، في هذه اللحظة الدولية الدقيقة، لا مجال لهدر الوقت.

 

دائرة الشمال الثانية وأسبوع حسم اللوائح والتحالفات/ريفي مع "القوات"... السنيورة وميقاتي و"الثوار" و8 آذار

مايز عبيد/نداء الوطن/22 آذار 2022

من المرجّح أن يكون الأسبوع الجاري هو أسبوع الحسم بما خصّ التحالفات وتشكيل اللوائح في دوائر الشمال، لا سيما في الدائرتين الأولى والثانية، بغية تسليمها إلى الداخلية ضمن المهل المحددة.

فعلى صعيد الدائرة الشمالية الثانية أي (طرابلس، الضنية، المنية) بات من شبه المحسوم أن تتشكل فيها أكثر من 4 لوائح لتتنافس في 15 أيار. كما بات واضحاً أن هناك لائحتين تحملان نفَس تياري «المستقبل» و»العزم»، حيث ستتكون إحداهما من الأسماء المحسوبة على «المستقبل» والرئيس السنيورة بعدما أدارا الخلاف بينهما، فيما ستضم الثانية الأسماء المحسوبة على الرئيس ميقاتي كالنائب علي درويش، وحيث يصر ميقاتي على أن يكون المرشح كريم كبارة نجل النائب محمد كبارة على لائحته، لأنه يعطي اللائحة زخماً أكبر. ولائحة قوى 8 آذار، التي تجمع تحالف كل من جهاد الصمد وفيصل كرامي، بالإضافة إلى لائحة اللواء ريفي مع «القوات اللبنانية»، والتي قد تضم شخصيات من المجتمع المدني. حيث يجري التحضير لهذه اللائحة وتعقد اجتماعات مكثّفة لهذه الغاية. أما قوى المعارضة أو قوى التغيير في طرابلس والدائرة الشمالية الثانية، والإئتلافات والمجموعات في هذا التوجّه، فإنها تسعى ولو بجزء منها، لتوحيد الجهود لكي يكون موقفها أقوى في مواجهة اللوائح الأخرى التي بدأت تظهر ملامحها ولن تكون منافستها سهلة بطبيعة الحال، سيما وأن معظم هذه القوى التغييرية ينخرط في العملية الإنتخابية بهذا الشكل لأول مرة. مع العلم أن الأمور ليست سهلة، واللائحة الواحدة لن تضم كل الطامحين بالوصول إلى المجلس النيابي من هذه القوى بطبيعة الحال. «نسعى لتشكيل لائحة مع من يشبهنا من القوى المعارضة»، يقول المحامي المرشح مصطفى العويك. ويضيف: «نحاول كقوى معارضة أن نجتمع في لائحة واحدة وأن تتوحد كل الجهود من أجل أن يكون التأثير أكبر في وجه قوى السلطة. وكلنا أمل أن تتشكّل لائحة وازنة، يرتاح لها المواطن الطرابلسي وتستطيع أن تمثّل التغيير الذي يطمح إليه الناس وتطمح إليه طرابلس وأهلها». وأثار عدد المرشحين في طرابلس وعموم الدائرة الثانية الكثير من الاستغراب، لا سيما لجهة ترشح 19 مرشحاً عن المقعد العلوي الوحيد و18 مرشحاً عن المقعد الماروني الوحيد في طرابلس وعدداً لا بأس به من خارج طرابلس. ويعتبر النائب علي درويش أن «الترشّح حق للجميع ولكن الناس في طرابلس هي التي ستحدد خياراتها». ويضيف: «الأسبوع الحالي حاسم لجهة تشكيل إطار للوائح، وقد يكون تعدد اللوائح أمراً إيجابياً من أجل إعطاء الناس خيارات أكثر في الإستحقاق الإنتخابي، سيما وأن الناس لا تزال إلى الآن شبه منكفئة عن المشاركة في العملية الإنتخابية وأجوائها بسبب الأوضاع السائدة بشكل عام». ويؤكد المرشح عن المقعد الماروني في طرابلس يوسف طوق أن ترشحه عن طرابلس جاء لأنه يرى المدينة مدينته وأهلها أهله، وسيكون إلى جانب قوى المجتمع المدني وليس بطبيعة الحال إلى جانب «التيار الوطني الحر» وقوى 8 آذار.

 

القاضية عون تراجعت عن إجراءات قضائية ضد أحد المصارف فهل يستدرك عويدات فيوقف التعقبات بحق سلامة؟

غادة حلاوي/نداء الوطن/22 آذار 2022

ماذا بعد ادعاء النائب العام الإستئنافي في جبل لبنان القاضية غادة عون على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة؟ هل من خطوات قضائية لاحقة ام ان الحكومة ستتلقف الموضوع وتأخذ المعالجات على عاتقها؟ وهل الحل سياسي ام قضائي ام ان أيّاً منهما لم يعد ممكناً امام كرة ثلج تهدد المنظومة المالية والسياسية برمتها. رُبّ قائل ان إقالة سلامة لم تكن ممكنة بالسياسة فلجأوا الى القضاء. بعد الادعاء عليه بات من غير الممكن ان يشكل سلامة مصدر ثقة ولا سيما مع وجود شقيقه في السجن. لكن مَن البديل عن سلامة؟ لا يوجد. لان تعيين حاكم في عهد رئيس الجمهورية ميشال عون ممنوع سياسياً. هنا بدأ مسار جديد مبني على ارتكابات سلامة وشقيقه رجا الموقوف. توسعت القضية لتشمل الادعاء على المجلس المركزي لحاكمية المصرف المركزي بعدما تم الادعاء عليه من قِبَل «رواد العدالة» التي أُنشئت مؤخراً و»الشعب يريد اسقاط النظام».

الحل الوحيد الممكن قضائياً هو سحب مدعي عام التمييز الملف واسقاط الملاحقات. فهل يفعلها؟ الجواب سلبي بعدما ساءت العلاقة بينه وبين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي لم يمانع في تعيين بديل عنه، مع حزمة تعيينات قضائية اخرى بينها رئيس مجلس القضاء الاعلى سهيل عبود. لكن المحاولات مع المدعي العام لا تزال مستمرة ومن خلال اكثر من جهة. خلطة معقدة بلغت معها الاوضاع حداً من السوء لا تحمد عقباه. مصادر وزارية معنية قالت ان الازمة صارت أزمة قضائية مصرفية وقد بلغت مداها يقابلها عجز حكومي ورسمي عن المعالجة لغياب التوافق، كاشفة ان القاضية عون كانت بصدد اتخاذ خطوات تصعيدية واصدار قرار جديد بحق احد المصارف الكبرى، لولا تدخل المعنيين والتمني عليها عدم تأجيج الازمة اكثر. بالموازاة ابلغ رئيس جمعية المصارف مرجعية حكومية استياء اصحاب المصارف من تحولهم الى كبش فداء حيث يتم تصويرهم سبباً للأزمة، بينما اودعوا مصرف لبنان المبالغ التي كانت تطلب منهم، محذراً من ان المصارف لن تقف مكتوفة الايدي وقد تجد نفسها مجبرة على اتخاذ خطوات تصعيدية اكبر. وإذا نفذت المصارف خطواتها التصعيدية ومن خلال الاضراب التحذيري الذي نفذته امس واليوم وتكون قد سجلت سابقة بعدما امتنعت عن صرف الاموال لاصحابها، يعطي هذا القطاع الحق لنفسه بان يتصرف بأموال المودعين فيقتطع منها ويصرفها على سعر ادنى من سعر المنصة الذي يحدده مصرف لبنان ويتحدى القضاء ويتمرد على قراراته. لا توصيف اقل من جريمة تلك التي ترتكبها المصارف في تعاطيها مع المودعين.

وبتمرد المصارف على الدولة وعلى السلطة القضائية يكون النظام اللبناني قد بدأ ينهار بالتدرج. انهار الجانب الاقتصادي والمالي منه وسيتبعه حكماً النظام السياسي. هذا النظام الذي بني بتراكم ثلاثين عاماً وغذت خياراته المالية الخيارات السياسية، بات مهدداً بالسقوط ما استدعى استنفار اركان المنظومة.

تعطلت آليات المحاسبة واخطرها وهي منع الكابيتال كونترول ومنع التدقيق الجنائي واختفت ودائع الناس. تحرُّك بعض القضاة لكشف الحقائق إما نتيجة دعاوى او تحريك ملفات من الخارج، ضيّقت الخناق على الحاكم بصفته المسؤول عن حماية النقد اللبناني، ومعه الطبقة السياسية مع فارق ان هذه الطبقة لم تقسم على حماية النقد كما ورد في قانون النقد والتسليف. مستغرب ان ترد المصارف بالاضراب. المتعارف عليه ان الاضراب يكون للموظف في مواجهة رب عمله طلباً لحقوقه، اما في حال المصارف فهي تضرب في مواجهة المودعين. المصرف حين يعلن اضراباً تحذيرياً او مفتوحاً يكون بذلك قد ارتكب جرم التوقف عن تسديد اموال المودعين، بحجة ان الدولة اخذت اموال المصارف. هي قررت سحب ماكينة الاوكسجين عن المودع واوقفت تنفيذ تعاميم الحاكم. رغم كل ما يقال والتبريرات التي تقدم فكلّه لا يبرر خسارة الناس تعبها.

يعتبر مصدر سياسي على اطلاع واسع بالشأن المالي ان ما يحصل اليوم جريمة مالية سياسية ارتكبتها السلطة وحاكم مصرف لبنان برفض اقرار خطة التعافي واستكملتها بالامتناع عن اقرار الكابيتال كونترول.

وضع القضاء حجزاً على المصارف فردت بحجب اموال المودعين بشكل عشوائي ما يعد جريمة موصوفة. لم تتحمل المصارف حجزاً على ممتلكاتها بينما حمّلوا المواطن حجز امواله واقتطاع مبالغ منها من دون وجه حق، وهذا انما يدل على ان النظام وصل الى نهايته ان كان عبر الحكومة او مجلس النواب، وهما الجهتان المخولتان ايجاد حل للأزمة الراهنة من خلال اجراءات واضحة وحاسمة وليس بإظهار الامر وكأنه نزاع بين المصارف والقضاء، معتبراً ان من واجبات الحكومة ان توقف المصارف عند حد وان تصارح الناس بشأن اموالهم.

وفق المصدر عينه وهو المطلع على الشأن المالي عن قرب فان المصارف لا تريد كشف اوراقها خشية أن تكر سبحة الحقائق التي ستطاول رؤوساً كبيرة. فماذا بعد الادعاء على رياض سلامة؟ الكرة اليوم في ملعب الحكومة لاتخاذ القرار الذي يجب وفي مجلس النواب من خلال اقرار قانون الكابيتال كونترول وخطة التعافي الاقتصادي والمالي. الخطأ الفادح كان في عدم اقرار الخطة التي اشترط صندوق النقد اقرارها بأسرع وقت وفي اقرار الحكومة موازنة مبتورة لا قيمة لها في ظل غياب خطة التعافي.

 

"إتفاق الإطار" كما "17 أيار": وُلِدَ ميتاً

محمد عبيد/نداء الوطن/22 آذار 2022

لم يجد أركان السلطة الثلاثة مخرجاً للهروب من مطلب الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين الإذعان للإرادة الإسرائيلية في ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، سوى العودة الى ما سُمِّي «إتفاق الإطار».

وقبل الإنتقال الى البحث في بعض بنود هذا الاتفاق التي تُسقِط السيادة وتكرس التطبيع، لا بد من التوقف عند الخلاصة الخطيرة الناجمة عن أداء مكونات السلطة بمواقعها كافة، منذ المماطلة المقصودة بإصدار مرسوم جديد لتعديل المرسوم المعروف بالرقم 6433 وما تضمنه من حيثيات وإحداثيات، مروراً بالتهرب من إبلاغ الأمم المتحدة من خلال رسالة رئاسية مضامين الإحداثيات الجديدة، وصولاً الى التلطي خلف ما يسمى الوساطة الأميركية بذريعة عدم إمكانية إتخاذ قرارات حاسمة في ظل التفاوض المفترض. والخلاصة هي: تَعَمّد أركان السلطة اللبنانية التنازل المعلن عن حقوق لبنان في ثرواته المائية والنفطية والغازية، وذلك من خلال تأكيدهم مباشرة أو مواربة على أن خط التفاوض الذي تتبناه الدولة اللبنانية هو الـ23، وبالتالي منح العدو حرية التنقيب والإنتاج في كامل المساحة الممتدة بين الخطين 23 و29 بما في ذلك حقل «كاريش»، أي ما مجموعه 1430 كلم². وبسبب ذلك إنتقل العدو الإسرائيلي من خلال «الوسيط» الأميركي الى المساومة على البلوك رقم 8 الى حدود خط هوف، مما يعني حصوله على 300 كلم² إضافية، أي أن المساحة التي سيكون قد إحتلها العدو في بحرنا تصل الى 1730 كلم²، كما حسم وبشكل نهائي مسألة تمسكه بجزءٍ من حقل «قانا» الممتد خارج الخط 23. (أنظر الخريطة المرفقة التي تبين تفاصيل عرض هوكشتاين).

هل يمكن لأي لبناني وطني مخلص أن يجد تبريراً مقنعاً لهذا التنازل الموصوف!

في العام 1983، حاول العهد الرئاسي الذي كان قائماً آنذاك أن يبرر لنفسه وللبنانيين قبوله بإجراء مفاوضات مباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي الذي كان يسيطر على معظم الأراضي اللبنانية. وعلى الرغم من ذلك، لم يسلك إتفاق 17 أيار الذي نتج عن تلك المفاوضات طريقه للتنفيذ، بإعتبار أنه منح العدو الإسرائيلي ترتيبات أمنية تفوق قدرة لبنان على إحتمالها، مما دفع ببعض القوى الوطنية اللبنانية مدعومة من سوريا الى إسقاط هذا الاتفاق وإعتباره ميتاً قبل أن يولد.

في العام 2022 وبعدما باتت ما يسمى المعادلة الماسية أو الذهبية وما الى ذلك من تسميات رنانة.. شعاراً واضحاً أو مموّهاً بتعابير إحتيالية للحكومات اللبنانية المتعاقبة منذ العام 2005، وبعدما بلغت قدرات المقاومة مستوىً نوعياً متقدّماً ومقلقاً للعدو، وبعدما ترسّخت عقيدة الجيش اللبناني القتالية العدائية ضدّ الكيان الإسرائيلي، والأهم بعدما أجمع اللبنانيون كافة على العداء لهذا الكيان وعلى تمسكهم بسيادتهم على أرضهم ومائهم وثرواتهم، بعد ذلك كله نجد أن هذه السلطة بمكوناتها كافة تعبّر عن خنوع غير مسبوق أمام الأميركي ومن خلفه الإسرائيلي. السؤال المُحَيِّر: كيف يمكن لسلطة من المفترض أنها حليفة لحزب المقاومة، بل أن رافعتها الأساسية وسبب بقائها في السلطة هو قوة هذا الحزب الشعبية والسياسية، وكيف يمكن لسلطة أنتجها حزب المقاومة في ظل موازين قوى مُرجِّحة لصالحه في مواجهة الحليفين الأميركي والإسرائيلي، كيف يمكن لسلطة كهذه أن تتجرأ على التنازل علناً عن ثروات لبنان وأن تُرسِّمَ حدوداً بحرية مع عدو من دون قواعد قانونية مُثبَتة ولا تقنية صحيحة؟ وكيف يمكن لحزبٍ كان يتصدّر المقاومة في تحرير الأراضي اللبنانية بالقوة، وكيف يمكن لحزبٍ صدّ عدوان تموز وسجل إنتصاراً وطنياً وإلهياً على إسرائيل، كيف يمكن لهذا الحزب أن يبقى سائراً خلف هذه السلطة في مقاربته لهذا الملف الوجودي الوطني السيادي؟ المتابعون لهذا الملف يريدون أن يصدقوا أن خوف بعض أهل السلطة من العقوبات الأميركية، ورغبة البعض الآخر برفعها عنه، وسعي البعض الثالث لكسب رضا الأميركي تجنباً لها، هي الأسباب التي تقف خلف إنصياعهم للسيد الأميركي. لأن خلاف ذلك يعني أن السلطة السياسية ترتكب جرماً جزائياً وطنياً وصفه الكثيرون بأنه فعل خيانة، خاصة وأنه سيترك آثاراً حاضرية على اللبنانيين وتبعات مستقبلية على الأجيال التي لم تولد بعد.

نص «اتفاق الاطار» الأصلي بالانكليزية

فهل يجوز أن تمتلك مثل هذه السلطة حق التصرّف بحاضر الوطن وحاضرنا وبمستقبل الوطن ومستقبلنا وحياة أولادنا وأحفادنا وكل الأجيال المقبلة؟

أبرز بنود «إتفاق الاطار»وبالعودة الى ما يسمى «إتفاق إلإطار»، فإن بنوده تكشف بكل وضوح المخاطر التي تؤدي فعلاً الى إسقاط السيادة وتكريس التطبيع، وأبرز هذه البنود:

البند الأول: وهو البند الذي لم يتضمن أي إشارة الى الحدود البرية المعترف بها والمُرسَّمَة بين لبنان وفلسطين من خلال إتفاقيتي «بوليه-نيوكومب» العام 1923 والتي تم تثبيتها في إتفاقية الهدنة العام 1949 إنطلاقاً من نقطة رأس الناقورة. في حين إعتبر أن «الخط الأزرق» يشكل أساساً يمكن البناء عليه في هذا الاتفاق المخصص للترسيم البحري!

فإذا كان الموقف اللبناني يتمسك بهذه الحدود البرية الدولية المرسمة، إذاً كيف يصح أن يقبل لبنان ببناء ترسيم حدوده البحرية إنطلاقاً من خطٍ «أزرق» تعتبره دولته خط إنسحاب قوات الإحتلال الإسرائيلية ليس إلا!

البند الثاني: وهو البند الذي يُلزِم لبنان بتوقيع محضر كل إجتماع تفاوضي يُعقد في مقر قيادة «اليونيفيل» في الناقورة. هل من الطبيعي أن يوقع رئيس الوفد اللبناني محاضر مفاوضات مع رئيس وفد الكيان الإسرائيلي العدو الذي لا يعترف لبنان به؟!

البند الخامس: وهو البند الذي يجيز التفاوض على الحدود البرية والحدود البحرية معاً، وتكمن خطورته في الفقرة الأولى من هذا البند الذي يُعتَبر أول نص يوافق عليه مسؤول لبناني (رئيس مجلس النواب نبيه بري)، يُلغي نهائياً الحدود المعترف بها دولياً والمُرسمة مع فلسطين ويستبدلها بما يُسمى «الخط الأزرق»، وفي ما يلي الترجمة الحرفية للفقرة المذكورة: «على البر، بالنسبة للخط الأزرق، بعد التوقيع عليه من قبل لبنان وإسرائيل واليونيفيل».

هذا بعضٌ من فيض الألغام الأميركية ـ الإسرائيلية التي تضمنها ما يُسمى «إتفاق إلإطار»، الذي قررت السلطة السياسية اللجوء إليه علّها بذلك تحتوي رد الفعل الأميركي، بعدما لم تتجرأ على رفض مطلب الوسيط هوكشتاين.

 

عون يتدخّل لإنقاذ تحالف «أهل البيت» في مواجهة «التقدمي» ـ «القوات»ضم اثنين من «البساتنة» على اللائحة الشوفية يؤخر ولادتها

محمد شقير/الشرق الأوسط/22 آذار/2022

كشفت مصادر سياسية لبنانية مواكبة عن كثب للاتصالات الجارية بين القوى المتنافسة لتشكيل اللوائح الانتخابية عن دائرة الشوف - عاليه تمهيداً لتسجيلها لدى وزارة الداخلية والبلديات في مهلة زمنية أقصاها الرابع من أبريل (نيسان) المقبل، بأن رئيس الجمهورية ميشال عون يتدخّل شخصياً لإنقاذ تحالف الضرورة بين «التيار الوطني الحر» برئاسة جبران باسيل ورئيسي الحزبين «التوحيد العربي» بقيادة الوزير السابق وئام وهّاب و«الديمقراطي اللبناني» بزعامة النائب طلال أرسلان وجمعية المشاريع الخيرية الإسلامية (الأحباش).

وقالت المصادر السياسية إن الرئيس عون التقى، قبل أن يتوجّه إلى روما للقاء البابا فرنسيس في الفاتيكان، وهّاب. وأوضحت لـ«الشرق الأوسط» أن العائق الوحيد الذي يؤخر الإعلان عن تشكيل اللائحة الانتخابية المنافسة للائحة تحالف حزبي «التقدمي الاشتراكي» و«القوات اللبنانية» واللوائح الأخرى المنتمية إلى المجتمع المدني في حال تعذّر التوافق على خوض المعركة بلائحة واحدة، يكمن في إصرار وهّاب على ضم الوزير السابق ناجي البستاني إلى اللائحة في مقابل تمسّك باسيل بترشيح النائب فريد البستاني، وبالتالي فإن لا حل للخلاف إلا إذا تقرّر جمعهما على لائحة واحدة.

ولفتت المصادر نفسها إلى أن فريد البستاني هو من أشد المعارضين لترشّحه مع ناجي البستاني على لائحة واحدة بذريعة أن لديه مخاوف من أن يتقدّم عليه بحصوله على الأصوات التفضيلية، وقالت إن باسيل يراعي إلى أقصى الحدود المخاوف التي يتذرّع بها النائب المنتمي إلى «كتلة لبنان القوي»، فيما لا يبدي الرئيس عون حماسة لضم ناجي البستاني إلى اللائحة لكنه لا يعترض على ضمّه إذا كان سيؤدي إلى تسهيل تشكيل اللائحة.

ورأت أن الخلاف لا يزال قائماً، مع أن وهّاب يؤيد ضم مرشحين من آل البستاني على اللائحة في ظل تمسّك كل فريق بموقفه ولا يبدي مرونة، خصوصاً أن باسيل يصر على الاستعانة بمرشحين لديهم الملاءة المالية لتغطية النفقات المالية، وهذا ما يظهر جلياً للعلن في اختيار مرشحيه على معظم اللوائح المدعومة مباشرة من «التيار الوطني»، وقالت إن ضيق الوقت لم يعد يسمح بتمديد المفاوضات لأن ناجي البستاني يمنح الفرصة الأخيرة للمعنيين بتشكيل اللائحة ليكون على بيّنة ما إذا كان سيتعاون معهم، وإلا سيكون له خيار آخر.

وفي هذا السياق، كشفت المصادر أن ناجي البستاني لم ينقطع عن التواصل مع رئيس «التقدمي» وليد جنبلاط، وهو كان طلب منه إمهاله بعض الوقت ليتخذ قراره بالانضمام إلى اللائحة المدعومة من «التقدّمي» و«القوات» في حال أن المفاوضات التي يتولاها وهّاب وصلت إلى طريق مسدود، خصوصاً أنهما أبقيا حتى الساعة على المقعد الماروني الثالث شاغراً. وإلى أن يحسم ناجي البستاني قراره النهائي في الساعات المقبلة، فإن لائحة التقدّمي - القوات تضم عن الدروز جورج عدوان وحبوبة عون وعن السنة بلال عبد الله وسعد الدين الخطيب وعن الكاثوليك رئيس المجلس الاقتصادي الاجتماعي شارل عربيد، مع أن القوات كان تفاهم مع حزب «الوطنيين الأحرار» على ترشيح فادي المعلوف. لكن التباين بين «التقدّمي» و«القوات» لن يؤدي في مطلق الأحوال إلى تعثُّر التحالف بينهما لأن الحزبين في حاجة إلى بعضهما وأن لا بدائل بينهما، وبالتالي يمكنهما، كما تقول مصادرهما، التفاهم على أن ينتظر من ناجي البستاني ليقول كلمته ليقررا معاً ما إذا كانا سيخوضان الانتخابات بلائحة مكتملة عن قضاء الشوف الذي يضم ثمانية مقاعد نيابية.

وفي المقابل، فإن اللائحة المدعومة من باسيل ووهّاب وأرسلان والأحباش لن تكون مكتملة حتى لو توافقوا على ضم المرشحين من آل البستاني على اللائحة، لأن وهّاب يفضّل بأن يبقي على المقعد الدرزي الثاني شاغرا، وبالتالي ستتشكّل نواة اللائحة من فريد وناجي البستاني وأنطوان عبود عن الموارنة ووهّاب عن الدروز وأسامة المعوش وأحمد نجم الدين (الأحباش) عن السنة وغسان عطا الله عن الكاثوليك، فيما تجري المحاولات لإقناع النائب ماريو عون بسحب ترشُّحه في ضوء استبعاده من باسيل عن لائحة الترشيحات التي كان أعلن عنها في وقت سابق.

ويبدو واضحاً أن «حزب الله» يواكب عن كثب الاتصالات الرامية إلى إنقاذ التحالف ومنعه من التعثُّر، مع أن المصادر المقرّبة من حلفائه في الشوف - عاليه تؤكد عدم تدخّله مباشرة في المفاوضات المحصورة حالياً بين باسيل ووهّاب وأرسلان ناصحاً إياهم بإعطاء الأولوية لرص صفوفهم ليكون في وسعهم خوض معركة متوازنة في مواجهة تحالف «التقدمي» و«القوات»، علما بأن الحزب وحليفه حركة «أمل» يتمتعان بحضور شيعي وازن في البلدات الشوفية (جون والجية والوردانية)، وأيضاً في بلدتي القماطية وكيفون في قضاء عاليه.

وبالنسبة إلى الحزب «السوري القومي الاجتماعي» بجناحيه في الروشة بقيادة رئيسه ربيع بنات والآخر بقيادة النائب أسعد حردان، فإن لا مرشحين لديهما عن دائرة الشوف - عاليه، وأن محازبيه هم بمثابة ماكينة انتخابية تتولى تأمين انتقالهم إلى صناديق الاقتراع للتصويت للائحة حلفائه في هذه الدائرة.

وتردّد بأن «حزب الله» لعب دوراً لدى حليفه القومي بجناحيه بنات وحردان في إقناعهما بعدم الترشّح عن هذه الدائرة، لأن هناك ضرورة لرصّ الصفوف في مواجهة تحالف «التقدّمي» «القوات» للاقتصاص منهما على خلفية مواقفهما النارية حيال الحزب وسلاحه من خلال محور الممانعة بقيادة إيران.

كما تردّد بأن «حزب الله» لم يفقد الأمل في رعايته لتنظيم الاختلاف بين جناحي القومي، وصولاً إلى إقناعهما بإعطاء الأفضلية للأقوى في الحزب للترشُّح للانتخابات، لكن جهوده حتى الساعة لم تثمر عن نتائج إيجابية، مع أن الحزب يدرس ترشيح أنطوان جعجع عن المقعد الماروني عن دائرة بعلبك - الهرمل، وكان جناح بنات تبنّى ترشيحه، إضافة إلى ترشيحه لرمزي المعلوف عن المقعد الأرثوذكسي عن دائرة بيروت الثانية على أمل أن يوافق الثنائي الشيعي على ضمه للائحته الانتخابية.

لذلك فإن فور حسم مصير ناجي البستاني ترشُّحاً سيؤدي للإسراع في الإعلان رسمياً عن اللائحتين المتنافستين في الشوف.

فيما يواصل المجتمع المدني تجميع أوراقه لعله يتوصّل إلى توحيد موقفه بتشكيل لائحة موحّدة عن دائرة الشوف وعاليه، فيما أوشك تحالف التقدمي - القوات على تشكيل لائحته عن قضاء عاليه ضمن الدائرة الواحدة مع الشوف، والأمر نفسه ينسحب على تحالف باسيل - وهّاب - أرسلان، برغم أن اللائحتين أبقيتا على مقعدين شاغرين حتى الساعة هما المقعد الدرزي الثاني والآخر الماروني.

ويُفترض أن تتشكّل لائحة التقدّمي - القوات من الدرزي أكرم شهيّب والماروني راجي السعد والأرثوذكسي نزيه متى، إلا إذا تقرّر لاحقاً إلحاقها بالماروني الثاني، فيما تتشكّل لائحة باسيل - وهاب - أرسلان من الأخير عن الدروز وسيزار أبي خليل عن الموارنة وطارق وليد خير الله عن الأرثوذكس على أن يُترك لباسيل الحرية في تسميته للماروني الثاني.

 

باسيل وسيناريوات الإنتصار والهزيمة: الفوز "مش تحصيل حاصل"

ألان سركيس/نداء الوطن/22 آذار 2022

تبقى المفاجآت في صناديق الإقتراع

تحتدم المعركة أكثر في دائرة الشمال الثالثة مع اقتراب موعد تشكيل اللوائح، حيث انتقل البحث إلى الحواصل وتوزيع المقاعد. ما بات مسلّماً به أنّ هناك 5 لوائح أساسية في هذه الدائرة، وما بات شبه أكيد أن المقاعد شبه المضمونة تتمثل بثلاثة مقاعد للائحة «القوات»، وبمقعدين لتحالف ميشال معوض- مجد حرب - «الكتائب»- قسم من المجتمع المدني، مقعدين لتحالف «المردة»- «السوري القومي»، في حين أن رئيس «التيار الوطني الحرّ» النائب جبران باسيل يقترب من الحاصل، وكذلك فإن «القوات» باستطاعتها ضمان الحاصل الرابع إذا أدارت معركتها بشكل صحيح، في حين أن «شمالنا» تصارع من أجل الوصول إلى الحاصل. هذا بالنسبة إلى التقديرات الأولية، لكن تبقى المفاجآت في صناديق الإقتراع لأن أحداً لا يعرف إتجاه الكتلة الناخبة الصامتة والتي قد تقلب المقاييس رأساً على عقب. ومع تكاثر الحديث عن أن وصول باسيل إلى الحاصل يعني فوزه حكماً، فإن هذا الأمر تنفيه السيناريوات الإنتخابية في قانون «العجائب والغرائب». وللتذكير، فإن الحاصل الأولي هو قسمة عدد المقترعين على عدد مقاعد الدائرة، والحاصل النهائي هو قسمة عدد المقترعين بعد شطب أرقام اللوائح التي لم تصل للحاصل على عدد المقاعد، في حين أن توزيع المقاعد على اللوائح الناجحة يتم عبر إجراء عملية حسابية تتضمن النسبة التي حصل عليها كل مرشح في دائرته. فهناك عدة سيناريوات لفوز باسيل أو هزيمته في حال لم يصل إلى الحاصل أو وصل، ونبدأ بالسيناريوات التي تضمن فوزه في حال بلوغ لائحته الحاصل فتتمثل بالآتي:

أولاً: حلوله أول أو ثانياً في لائحة مرشحي قضاء البترون.

ثانياً: حلوله ثالثاً بعد مجد حرب ومرشح «القوات» غياث يزبك لكن بشرط أن لا تحصل لائحة معوض على حاصلين أو لائحة «القوات» على 4 حواصل ولا يحصل مجد على نسبة في القضاء تفوق أحد زملائه في اللائحة أو يتقدم يزبك على أول ثلاثة مرشحين على لائحة «القوات»، فإذا انطبقت هذه الأمور على أحدهما يعني فوز باسيل إلى جانب واحد منهما.

ثالثاً: حلول باسيل رابعاً بعد يزبك وحرب وأحد مرشحي «شمالنا» إما ربيع الشاعر أو ليال بو موسى، فإذا لم تحصل لائحة حرب على حاصلين و»القوات» على أربعة وفق الشروط التي ذكرناها سابقاً للمرشحين، وإذا لم تصل «شمالنا» إلى الحاصل أو وصلت وتفوّق أحد المرشحين في «شمالنا» في بقية الأقضية على مرشح البترون، عندها سيفوز باسيل حتى لو استطاع مجد حرب أو غياث يزبك الفوز.

رابعاً: في حال حلول باسيل الرابع وأحد مرشحي «شمالنا» ثالثاً ولم يستطع حرب أو يزبك التفوّق على زملائهم على رغم حلولهم في المركزين الأول والثاني في البترون، عندها سيفوز باسيل إلى جانب أحد مرشحي «شمالنا» لأن لائحتَي «القوات» وحرب ستملآن المرشحين في بقية الأقضية.

أما السيناريوات التي تُسقط باسيل حتى لو حلّ أول في لائحته أو في البترون فهي كالآتي:

أولاً: حلوله أول في البترون لكن من دون أن تصل لائحته للحاصل.

ثانياً: حلوله أول على لائحته بغضّ النظر عن بقية المرشحين البترونيين لكن من دون وصول اللائحة للحاصل.

ثالثاً: وصوله للحاصل، لكن تفوق يزبك وحرب عليه وتفوّقهما على زملائهما يُسقط باسيل.

رابعاً: الخسارة واردة حتى لو وصل للحاصل وحصلت لائحة حرب على مقعد واحد و»القوات» على 3 مقاعد، فإذا اجتاز حرب ويزبك رقم باسيل فإن نسبتهما ستكون الأعلى في الدائرة ويصبح باستطاعة حرب الحلول أول في لائحته ويزبك يتفوّق على زملائه الثلاثة في اللائحة، عندها يسقط باسيل حكماً وتأخذ لائحة «التيار الوطني الحرّ» مقعداً في أحد الأقضية الأخرى ولو نال المرشح العوني بضع مئات من الأصوات.

خامساً: حلول باسيل الأول في البترون لكن إذا سبقه أحد على لائحته بنسبة الأصوات في قضاء آخر وحصلت اللائحة على حاصل واحد فإن هذا الأمر يعني سقوط باسيل مثلما حصل بين مرشّحَي «القوات» فادي كرم في الكورة وفادي سعد في البترون، فكرم حل أول في الكورة لكن سعد سبقه بنسبة الأصوات التفضيلية التي نالها في البترون مع أنه حلّ ثانياً، لكن هذا السيناريو مستبعد جداً لأنه لا يوجد مرشح بقوة باسيل على لائحته في بقية الأقضية.

تبقى معركة البترون الأشدّ وطأةً من سابقاتها ومن بقية الأقضية، لكن الثابت أنه من الصعب على إحدى اللوائح خطف مقعدَي البترون، حتى حزب «القوات» الذي يُعتبر الأقوى في الدائرة ويستطيع الوصول إلى 4 حواصل، لأن في هذا القضاء هناك 3 قوى أساسية هي «القوات» و»التيار» وحرب وهناك قوة ناشئة هي المجتمع المدني، والوضع في البترون مغاير تماماً لبشري حيث تستطيع «القوات» هناك قسمة أصواتها على مرشحين، وما ينطبق على «القوات» ينطبق على بقية اللوائح التي هي أصلاً أضعف، كذلك فإن إنتخابات البترون تنطلق من تراجع واضح لباسيل وتقدّم للقوى السيادية والتغييرية، وبالتالي فإن هذه الإنتخابات مرتبطة بمستقبله السياسي وليس الرئاسي فقط.

 

الربيع العربي في أوكرانيا

العميد الركن خالد حماده/اللواء/22 آذار 2022

تؤكد مجريات الحرب الدائرة في أوكرانيا بوجهيّها الميداني و الدبلوماسي مجموعة ثوابت بُنيّت عليها مقدّمات مؤسّسة لصراع يبدو مفتوحاً، بالرغم من جولات الحرب النفسية المتنقلة التي تعبّر عن أقصى ما لدى الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلنسكي من وسائل وأدوات لإدارة الصراع. يوحي الإمتثال لدعوات المفاوضات بجولاتها البلاروسية أو التركية منذ الأسبوع الأول لانفجار الموقف، كما تُظهر البيانات الرئاسية التي اعتبرت مسألة الإنضمام لحلف الناتو خارج الواقعية السياسية أنّ زيلنسكي يبحث جدياً عن مخرج من المأزق، بعد الرفض الأوروبي والأميركي لأي تدخّل من قِبل دول الناتو واقتصار دورهما على تقديم الدعم لاستمرارية المعارك. وفي هذا الإطار أتت بالأمس دعوة وزير الخارجية الأوكراني الصين للعب دورٍ أساسي في التسوية بين أوكرانيا وروسيا.  المطالب الروسية معروفة وهي أُعلنت قبل اندلاع الحرب والقدرات الأوكرانية معروفة وحدود التّدخل الخارجي معروفة كذلك من قِبل دول الناتو ومن قِبل الرئيس الأوكراني نفسه، من هنا يبدو التساؤل مشروعاً عن عدم مبادرة الدول الأوروبية وفي مقدّمتها ألمانيا وفرنسا، قبل تلك التي استجابت لدعوات الذعر الأميركي، الى احتضان موقف الرئيس الأوكراني الذي يمكن أن يشكّل مدخلاً لتسويةٍ سياسية تنهي الحرب في الحديقة الأمامية لاوروبا.

لقد أعلنت الولايات المتّحدة عن أكثر من مجموعة للعقوبات على روسيا واختبرت محدودية قدرات الحلفاء والأصدقاء على الإستجابة لهذه الإجراءات. كانت الثغرة الأساس هي الحاجة الملّحة للإمدادات الروسية بالطاقة. لم يستجب حلفاء الولايات المتّحدة الأوروبيون منهم والآسيويون ولاسيّما تركيا ودول الخليج والهند والباكستان والصين. ردّة الفعل الأميركية كانت بالمزيد من التشنج والإندفاع نحو مزيد من العسكرة . فهل تريد الولايات المتّحدة حقاً إنهاء هذه الحرب وإخراج كتلة النار المستعرّة من أوكرانيا والتي تهدد بالتمدّد إلى أرجاء القارة الأوروبية؟ وما هي مسوّغات الموقف الأميركي الذي يُمعن أكثر فأكثر في التسويق لصراع مفتوح تُرهق نتائجه الإقتصاد العالمي ويعيد ترتيب قائمة الحلفاء على أُسّس جديدة؟

هل يمكن تفسير الهجمات الحوثية على المرافق الحيوية في المملكة العربية السعودية، والتي طالت محطات تحليّة المياه في إقليم جازان ومراكز إنتاج الغاز الطبيعي في مدينة يُنبع المطلّة على البحر الأحمر ومصفاة «ياسرف» - وهي مشروع مشترك بين شركة آرامكو السعودية والشركة الصينية للبتروكيماويات «سينوبك»- بالإضافة الى مرافق عديدة في جدّة وفي ظهران، إلا في إطار الردّ الأميركي على مواقف المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتّحدة المتعلّقة بعدم التجاوب للمطلب الأميركي بزيادة إنتاج الطاقة؟. وهل يكون إعطاء الضوء الأخضر لطهران لتوظيف ميلشياتها في خدمة الأهداف الأميركية مقدّمة لهجمات أكثر عمقاً في المملكة العربية السعودية وفي دولة الإمارات لإلحاق الأذى الحقيقي بالبنيّة التحتيّة النفطية لدول الخليج وتمهيداً لإدخال إيران مجدداً الى سوق النفط والغاز كبديل عن النفط الروسي؟.  كيف يمكن النظر للدعوة الأميركية لأنقرة لنقل منظومة الدفاع الجوي الصاروخي S400 التي حصلت عليها من روسيا الى أوكرانيا تحت عنوان تقديم الدعم لمواجهة الغزو الروسي مقابل إعادة تركيا الى برنامج إنتاج وتطوير المقاتلات الأميركية F35 سوى من قبيل إدخال المزيد من الدول الى حلبة الصراع الأوكراني وتوسيع دائرة الإقتتال؟ وكيف يمكن تصريح مندوبة الولايات المتّحدة في الأمم المتّحدة ليندا طوماس غرينفيلد بأنه لن يتمّ نشر قوات أميركية في أوكرانيا ولكن دولاً أخرى أعضاء في حلف شمال الأطلسي قد تقرر نشر قوات لها. إنّ مقارنة واقعيّة بين الإندفاعة الأميركية لتوسيع دائرة الصراع ومحاولات الإحتواء التي تتّسم بها مواقف الصين التي دعى رئيسها سي جينبينغ الى الحوار مع موسكو، ومواقف كلّ من تركيا والدول الخليجية التي تتّخذ موقعاً متوازناً من الصراع تطرح أكثر من تصوّر حول الأسباب الحقيقية للإندفاعة الأميركية وأهمها الصعود الإقتصادي للصين كقطب أساسي جاهز للتربّع على عرش الإقتصاد الدولي والإنهيار المرتقب للدولار كعملة وحيدة للتداول في أسواق الأسهم والإعتمادات المالية الدولية. إنّ الخيار المتاح أمام الولايات المتّحدة لمواجهة كلّ ذلك لا يمكن أن يكون خارج خيار توسيع دائرة الحرب مما سيدفع الى مزيد من الإنفاق على ميزانيات الدفاع، وبمعنى آخر إنقاذ الإقتصاد الأميركي وإنقاذ الدولار بإلغاء نظام العولمة القائم على إقتصاد السوق والمصارف لصالح إقتصاد عالمي يقوم على الصناعات الدفاعية.

لقد سوّقت الولايات المتّحدة وحلفاؤها لفكرة قتال التنظيمات الإرهابية في الشرق الأوسط حتى أصبحت هذه المنطقة مرتبطة بالفكر المتطرّف، وهو ما نتج عنه في الغرب فكرة «الإسلاموفوبيا». فهل هناك داعش آخر يقطن في أوكرانيا وهو جزء من جيشها إسمه «فوج آزوف» الذي إرتكب عدداً من المجازر منذ تأسيسه في العام 2014 وحتى الآن، والذي حالت الولايات المتّحدة دون اعتباره منظمة إرهابية؟ وهل يُستنسخ إستخدام المجموعات المتطرفة عرقيّاً وقوميّاً في أوروبا ويتحوّل ربيع أوكرانيا الذي تسوّق له الولايات المتّحدة نسخة متقدّمة عن الربيع العربي ومقدّمة لربيع أوروبي؟

العميد الركن خالد حمادة/* مدير المنتدى الإقليمي للدراسات والإستشارات

 

ماذا تريد واشنطن؟

نديم قطيش/الشرق الأوسط/22 آذار/2022

اعتراض واشنطن على استقبال أبوظبي لبشار الأسد يضيف ملمحاً جديداً من ملامح الغرابة على السياسة الخارجية الأميركية تجاه الشرق الأوسط. فقد أعربت الخارجية الأميركية عن أنها «تشعر بخيبة أمل وانزعاج عميقين» من زيارة الأسد. وأضاف المتحدث باسمها: «نحث الدول التي تفكر في التعامل مع نظام الأسد، على أن تفكر بعناية في الفظائع المروعة التي ارتكبها النظام تجاه السوريين خلال العقد الماضي، علاوة على جهود النظام المستمرة لمنع وصول كثير من المساعدات الإنسانية والأمنية إلى سوريا». لا يختلف عاقلان على مستوى التوحش الذي مارسه نظام الأسد بحق السوريين، ولا ينتقص أحد من رصيده الذي يحفل بفتوحات خاصة في الفظاعات التي ابتكرتها المدرسة الأسدية. لكن واشنطن التي يخيب أملها من التطبيع مع الأسد، تستميت للتطبيع مع نظام خامنئي، من دون أن تجد نفسها معنية بأخذ الفظاعات نفسها في الحسبان، والتي مارسها «الحرس الثوري» وميليشياته المذهبية بحق السوريين.

حقيقة الأمر أن حصة إيران من حمام الدم السوري أكبر بما لا يقاس من حصة الأسد نفسه، الذي ما كان ليبقى على رأس النظام لولا التدخل الحاسم لميليشيات إيران، ثم توسل التدخل الروسي، بعد أن كادت تسقط دمشق بعد سقوط سهل الغاب.

فكيف يستقيم في خطاب واشنطن وسلوكها السياسي الانفتاح السلس على خامنئي، وإبداء الاستعداد لرفع «الحرس الثوري» عن لوائح الإرهاب، من جهة، والاعتراض على الانفتاح على الأسد من جهة ثانية؟!

كان يمكن فهم الاعتراض الأميركي، لو أن في سوريا سياسة أميركية معرَّفة وواضحة، جاء استقبال أبوظبي للأسد ليعيقها. لكن لا سياسة أميركية في سوريا سوى ترشيح السوريين لمزيد من الموت البطيء، ووضع سوريا بالكامل في يد إيران.

تتزامن زيارة الأسد مع عدد من التطورات:

1 - انشغال روسيا بملف الحرب في أوكرانيا، الذي سيوفر لإيران فرصة تشديد قبضتها على نظام الأسد، بعد أن خلق التدخل الروسي في سوريا نوعاً من التوازن منع السقوط التام لسوريا بيد إيران. هذا الانشغال شجع أبوظبي على محاولة ملء الفراغ المحتمل، بإيجاد مقعد عربي على طاولة الأزمة السورية التي يجلس عليها التركي والإسرائيلي والأميركي والإيراني والروسي، ما عدا العرب!

2 - تأتي الزيارة عشية اتفاق نووي مرتقب مع إيران، سيفرج عن سيولة هائلة تتيح لنظام خامنئي استخدامها للاستثمار في الحاجات الملحة في سوريا، بغية استتباع النظام السوري أكثر، والإمساك بقراره بإحكام أكبر. زيارة أبوظبي تعطي الأسد خيارات مالية أخرى في مقابل سلوك سياسي مختلف، مع الاعتراف بأنها مناورة غير مضمونة النتائج، بسبب حجم الارتباط التاريخي بين نظام الأسد وإيران.

3 - تحصل الزيارة في لحظة تصادم غير مسبوق بين عواصم خليجية رئيسية وواشنطن، نتيجة انطباع يتنامى بأن أميركا منسحبة من الشرق الأوسط، وأن الفوضى السياسية التي تقارب بها الإدارات المتعددة ملفات المنطقة لم تؤدِّ إلا إلى ضرب مرتكزات الاستقرار وفتح الباب أمام مزيد من التغول الإيراني.

حقيقة الأمر، أن الخيارات المرة الموضوعة على طاولة صناع القرار في المنطقة هي نتاج مباشر لفشل السياسات الخارجية الأميركية تجاه الشرق الأوسط، ليس منذ الربيع العربي وحسب؛ بل منذ جريمة 11 سبتمبر (أيلول) 2001 وما تلاها.

في العادة، يؤرَّخ لبدايات انهيار الثقة بين دول محور الاعتدال وأميركا بلحظة 25 يناير (كانون الثاني) 2011، حين تخلت إدارة الرئيس باراك أوباما عن دعم حليفها الاستراتيجي في مصر؛ لكن غالباً ما يسقط من الذاكرة أن هذه اللحظة هي لحظة الانتخابات العراقية، قبلها بأشهر قليلة، والتي فاز فيها إياد علاوي على رأس تكتل سياسي عابر للطوائف، في مواجهة نوري المالكي (مرشح قاسم سليماني) الذي خاض الانتخابات على أساس مذهبي شيعي صرف.

من المفارقات أن واشنطن، التي كان يتسلم فيها نائب الرئيس آنذاك جو بايدن ملف العراق، ضربت بخيارات العراقيين عرض الحائط، وانحازت للمالكي على حساب علاوي.

ماذا تريد واشنطن؟

اُحتل العراق بغية تصدير الديمقراطية إليه، وهوجمت دول الاعتدال على قاعدة أنها معادية للديمقراطية، وحين قرر العراقيون ما يريدون في انتخابات نموذجية للعراق والمنطقة، قررت واشنطن أن خيار العراقيين غير مهم، وأن مصلحتها بالانسحاب من العراق وضمان تجديد الاتفاق الاستراتيجي معها يتطلب رئيس حكومة لا يزعج طهران.

بنتيجة خيارات بايدن، سقطت الديمقراطية العراقية، وذهب الاستثمار الأميركي في العراق أدراج الرياح، وأوصلت طهران مرشحها، ولم يُجدد الاتفاق الاستراتيجي!

ماذا تريد واشنطن؟

لطالما انتُقدت دول الخليج بأنها تريد من واشنطن أن تحارب عنها؛ بيد أن قرار «عاصفة الحزم»، بعد أن أسقطت ميليشيا الحوثي العملية السياسية، ونفذت انقلاباً سياسياً وعسكرياً وأمنياً وبدأت حرباً واسعة لإخضاع اليمن، جاء ليعبر عن قرار ذاتي عربي وإسلامي يخص أمن المنطقة واستقرار دولها. إذ ذاك حل محل الاتهام الأميركي لدول المنطقة بأنها تسعى لمن يحارب عنها، اتهام آخر لها بأنها تتفرد في القرار، وتقوم بحساباتها بمعزل عن حسابات حلفائها. وفي سوريا اليوم؛ حيث لا سياسة أميركية مطلقاً، يُعاب على أبوظبي (ومصر والأردن والعراق والبحرين بالمناسبة) أنها جميعها تحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه في سوريا، ولو بأكلاف معنوية هائلة على الدول المعنية، كما على الشعب السوري المظلوم. يقول لي مسؤول خليجي كبير: «لقد انتظرنا أوباما 8 سنوات، ودونالد ترمب 4 سنوات، والآن جو بايدن، ولم يتغير شيء في سوريا. كان بإمكانهم فعل الكثير ولم يفعلوا، والآن يلوموننا لأننا نحاول تفكيك أحد أكبر الألغام في منطقتنا».

فعلاً؛ ماذا تريد واشنطن؟

 

حين يتحول السلاح النووي إلى «تهديد» لا «تنفيذ»

داود الفرحان/الشرق الأوسط/22 آذار/2022

بعد أربعة أسابيع من بدء الحرب الروسية – الأوكرانية التي راح ضحيتها عشرات الألوف من المدنيين والعسكريين من الجانبين، وتدمير مدن كثيرة في أوكرانيا بالقصف الجوي اليومي والدبابات والمدفعية والصواريخ، وزحفت سيول من اللاجئين الأوكرانيين إلى دول الجوار وغير الجوار، تبين أن الأسلحة النووية يمكن أن تجعل العالم أكثر أماناً وسلاماً من الصواريخ والطائرات الحربية والمسيّرات (الدرون) والدبابات والمدافع. اتضح بعد هذه الأسابيع الأربعة الدامية أن محاولات التخلص من القنابل الذرية خطأ جسيم ليس في مصلحة البشرية، خلافاً للرأي السائد بأنها أسلحة دمار شامل. لقد تفوقت الأسلحة التقليدية على الأسلحة النووية بعكس الاعتقاد الشائع الذي كانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تروّج له أو تحذر منه. لقد أمضى العالم أكثر من 75 عاماً يدعو إلى وضع حد لانتشار الأسلحة النووية، وشهدت الشوارع مظاهرات ولافتات تدعو إلى إزالة هذه الأسلحة بشكل طوعي أو مُلزم في الدول المتقدمة والدول النامية. وتَعاقب الرؤساء الأميركيون والأوروبيون والآسيويون، وحتى الأفارقة، على الدعوة إلى مراقبة الدول «المشبوهة» بإقامة مفاعلات نووية سرّية لتصنيع قنابل نووية وشن حروب ذرية على جيرانها أو أعدائها. إلا أن أياً من هذه الدول النووية لم تتقدم خطوة واحدة لتحقيق مطالبها. بل إن هذه الدول كانت، وما زالت، تحارب بالأسلحة التقليدية ومضاداتها. وكاد العالم يخنق الممتنعين أو المتلكئين عقاباً لهم على مضيهم قُدماً في طريق المفاعلات والقنابل الذرية التي دمرت هيروشيما وناغازاكي في عام 1945.

ذهب ذلك الزمان وجاء زمان آخر. الهند وباكستان دولتان نوويتان في قارة واحدة وجارتان العمر كله، بل كانت باكستان جزءاً من إمبراطورية الهند إلى أن انفصلت عنها عام 1947 وصار اسمها جمهورية باكستان الإسلامية. ومنذ ذلك العام كانت العلاقات بين الدولتين متأزمة بسبب مشكلة مقاطعة كشمير، وقامت بينهما أكثر من حرب ومناوشات، إلا أنهما لم تقتربا من خزينهما النووي لحسم الحرب أو حتى التهديد به.

وإسرائيل واحدة من الدول النووية بفضل المساعدة الفرنسية، إلا أنها لم تستخدم هذا السلاح الفتاك في أي حرب خاضتها سواء ضد مصر أو سوريا أو الأردن أو الفصائل الفلسطينية أو إيران أو العراق؛ ليس لأن هذه الدول نووية، فكلها ليست لديها أسلحة ذرية تحارب بها إسرائيل أو غيرها. ومشكلة إسرائيل أن سلاحها يمكن أن يرتدّ عليها بسبب تقارب الجبهات الحربية بينهم. الوحيد الذي حارب باختراع مبتكر هو الرئيس السوري الحالي بشار الأسد الذي لجأ إلى قنابل الدول الفقيرة، وهي البراميل المتفجرة التي يتم قذفها من الطائرات المروحية على المدن المأهولة والعمارات المسكونة كما حدث في حلب ويبرود وغيرها. وهو سلاح يبث الرعب لعدم دقته وتكلفته الرخيصة وتوسُّع النظام في استخدامه على المدن والأحياء الثائرة. وتتكون هذه البراميل من ديناميت يُشترى بعضه من لبنان، وكذلك ما يفيض من عبوات وذخائر غير متفجرة وعملات معدنية سُحبت من الأسواق ونفط وقذائف مدفعية مستعملة.

إيران تبذل المستحيل لاستكمال مشروعها النووي على الرغم من الرقابة الدولية. وحذر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، من فشل رقابة المنشآت النووية الإيرانية وتكرار سيناريو كوريا الشمالية، وهو ما قد يصل إلى مستوى كارثي في المنطقة، على حد تعبيره.

ومنذ أشهر كثيرة تجري مباريات مملة بكرة نووية في فيينا للتوصل إلى صيغة رقابة جديدة لا تُسبب صداعاً لطهران ولا تعيد السيناريو العراقي بما تسمى أسلحة «الدمار الشامل» الذي اُتّخذ ذريعة ملفقة لشن حرب أميركية وحشية على العراق في عام 2003، لم تُسقط النظام العراقي وحده، لكنها أسقطت العراق نفسه في أحضان إيران الملالي. وحدها إسرائيل في الشرق الأوسط لا تخضع لأي رقابة لا قبل إكمال مفاعلات ديمونة ولا بعد ذلك بفضل الحماية الأميركية.

في عهد الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما شهد مجلس الأمن لقاءً خاصاً حضره 14 من قادة العالم آنذاك، وعلى جدول الأعمال موضوع واحد، هو كيفية تخليص العالم من الأسلحة النووية. ومثلما الحال اليوم، كان النموذجان اللذان تعرضا للتشريح إيران وكوريا الشمالية. والأمر ليس جديداً؛ فهذا الموضوع كان على اللوحة منذ إدارة الرئيس الأميركي الأسبق آيزنهاور. وخلص اجتماع أوباما مع نخبة من القادة النوويين إلى آمال وأحلام وتمنيات من دون أن يبادر صاحب الدعوة أوباما إلى خطوة واحدة لتشجيع الآخرين على تبني الفكرة، لأن كل الدول التي تمتلك قنابل نووية تعتقد أن هذا السلاح في أي حرب يعني ما يعنيه حق النقض «الفيتو» في مجلس الأمن. أي أن امتلاك المفاعلات النووية امتياز لأي دولة عضو في «النادي النووي». أما الدول الأخرى التي تسعى لتحقيق هذا الهدف «الاستفزازي»، فمن غير المسموح لها أن تخرج عن بيت الطاعة، خشية ظهور «ترومان» آخر لا يتردد في إلقاء قنبلة ذرية على «الهايد بارك» الشعبي في لندن أو مجلس الأمن في برج الأمم المتحدة في نيويورك!

يقول الصحافي الأميركي جوناثان تيبرمان، إن الأبحاث العسكرية التي تناولت هذا الموضوع تتفق في نقطة واحدة، وهي أن الأسلحة النووية قد لا تجعل العالم أكثر خطورة مما هو الآن، لكنها قد تجعلنا أكثر أماناً. فلا يُقْدم الرئيس الروسي بوتين – مثلاً – على استخدام قنابله الذرية على أوكرانيا، وفي الوقت نفسه لا يجرؤ الرئيس الأميركي بايدن على الدفاع عن أوكرانيا بما يملكه من قنابل ذرية. وهو التفسير الصعب لحالة «الشلل النووي» في هذه الحرب ما دامت الأسلحة الأخرى التقليدية تقوم بالواجب. وهو كلام شديد الوطأة وقد يصفه البعض باللاواقعية. إذن نحن نتفق مع أوباما في هذه النقطة فقط إذا كان قد استطاع أن يخطو شبراً واحداً على طريق الحروب الأقل خسارة في البشر والحضارة والمستقبل.

في الحرب النووية أو ما يسميه العلماء «السلاح المُطلق» لا إمكانية لوجود منتصرين بالمعنى الحرفي للكلمة. وتُدرك الدول النووية أن الميزة في هذا السلاح القاصف الحارق المزلزل تكمن في «التهديد» لا «التنفيذ». وكل ما على أي دولة نووية لردع هجوم ذري هو أن تعلن أنها إذا تعرضت للحرب، فإنها ستردّ. وحين تعلن دولة ما أنها تحوز القدرة على تنفيذ ضربة نووية رداً على الضربة الأولى، فليس معقولاً هنا أنها ستتعرض لهجوم نووي بالمرّة. أصدر العالم الأميركي فريد كابلان كتاباً في عام 1983 تحت عنوان «السَّحَرة» لتوصيف الاستراتيجيات النووية، وقال إن الولايات المتحدة خسرت احتكارها النووي عام 1949 إلا أنها بقيت أقوى دولة في العالم بفارق كبير عن روسيا (الاتحاد السوفياتي سابقاً). وأضاف: «إن الرد النووي على عدوان غير نووي بعيد عن أميركا كان مثل صيد عصفور بمدفع». وكان وزير الخارجية الأميركي الداهية هنري كيسنجر قد أثار في عام 1957 فكرة «الأسلحة النووية التكتيكية الأصغر». غير أن علماء نوويين ردوا على كيسنجر بأن استخدام هذه الأسلحة الأصغر سيؤدي إلى اشتباك نووي كامل. ومع ذلك فإن الولايات المتحدة، كما قلتُ في مقال سابق في «الشرق الأوسط»، تحتفظ بمائة قنبلة نووية أميركية أصغر مما لديها في دول ألمانيا وإيطاليا وبلجيكا وهولندا وقاعدة «إنجرليك» في تركيا التي انطلق منها العدوان الأميركي غير النووي على العراق في عام 2003. كثيرون يتساءلون: هل ستحدث مواجهة نووية بين أميركا وروسيا على خلفية الحرب الأوكرانية؟ المنطق ينفي هذا الاحتمال لأن لا أحد ينتصر في الحرب النووية الثنائية، وهذا هو مفتاح القول بأن السلاح النووي أكثر أماناً وسلاماً من أي أسلحة أخرى.

 

حرب أوكرانيا بين خسائر مؤكدة وتسوية صعبة

د. حسن أبو طالب/الشرق الأوسط/22 آذار/2022

التغيرات الكبرى في العالم تأتي بعد حروب كبرى يتورط فيها أكثر من طرف. وإلى أن تتوقف المدافع عن الزئير، فإن حسابات المكاسب والخسائر تتعرض لهزات كبرى أثناء تطور العمليات القتالية عن تلك التي تفرض نفسها مع نهاية الحرب، ويتم صوغها في وثيقة سياسية تصبح بداية لواقع جديد. وما يجري على الأرض الأوكرانية ليس بعيداً عن هذه الصيرورة، سواء على صعيد المفاوضات، أو على صعيد الكر والفر بين القوات الروسية والقوات الأوكرانية. الرئيس الأوكراني زيلينسكي من جانبه، طالب باللقاء المباشر مع نظيره الروسي بوتين، موحياً بأن هذا اللقاء سينهي الأمر، وفي الآن نفسه طالب مراراً وتكراراً بفرض العديد من العقوبات على روسيا والمزيد من الدعم العسكري لقواته المسلحة. أما المفاوضون الأوكرانيون فيرسلون يومياً إشارات متضاربة حول مضمون ما تفاوضوا أو تمت مناقشته مع نظرائهم الروس، ما بين المطالبة بوقف القتال وانسحاب القوات الروسية، وإشارات متضاربة حول قبول مبدأ الحياد، وضمانات دولية لعدم التعرض لاعتداءات روسية مستقبلية. بينما على الجانب الروسي تبدو مطالبه محددة، حددها الرئيس بوتين بوضوح كحياد أوكرانيا وقبولها تنازلات جيوسياسة ونزع سلاحها وخفض قواتها العسكرية.

التفاوض حول هذه المطالب المتعارضة ليس يسيراً ما دام هناك تمسك باستمرار القتال من الطرفين، وما دام هناك من يتصور في الغرب أن روسيا قد فشلت في حملتها العسكرية، وأن المقاومة الأوكرانية سوف تجبر الرئيس بوتين على التراجع المهين. وهي تصورات تتجاهل تماماً أن هناك واقعاً على الأرض يصعب تغييره من دون تنازلات كبيرة ومتبادلة، وتراعي احتواء الخسائر المتزايدة يوماً بعد آخر. أحد أبرز مكونات الواقع الجديد يتمثل في وجود قوات روسية تسيطر على مساحات واسعة في الجنوب في مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك، وتطوق بعض المدن الكبرى بما فيها العاصمة كييف، وتعيد الانتشار والتقدم والتأخر بطريقة تتناسب مع حجم المقاومة الأوكرانية، علاوة على مدن تم السيطرة عليها بالكامل، كالمدينة الساحلية المهمة ماريوبول الواقعة على بحر أزوف، والتي منحت روسيا سيطرة كاملة على السواحل الأوكرانية على هذا البحر.

ورغم البطء في إحراز انتصارات كبرى، والذي تُصر عليه المصادر الغربية العسكرية، لا سيما البريطانية والأميركية، يحدث عملياً تحييد أوكرانيا عسكرياً، ونزع سلاحها وتدمير الغالبية العظمى من مرافقها العسكرية، وفي كل يوم يتم تدمير العديد من المنشآت والمرافق ومستودعات الأسلحة وطائرات وخلافه ومراكز التحكم والسيطرة ومراكز الاتصالات اللاسلكية ومراكز صيانة الطائرات والمطارات المدنية والعسكرية، كما يتم تدمير الكثير من مستودعات الأسلحة التي منحها الغرب لأوكرانيا. وهنا نلاحظ أن البطء في تقدم القوات على الأرض ليس هو الأساس، بل تدمير القدرات العسكرية الأوكرانية وبما يصب مباشرة في تحقيق أحد أهم أهداف العملية العسكرية الروسية كما حددها الرئيس بوتين.

وواقعياً يحدث تفريغ أوكرانيا من عدد كبير من مواطنيها، عبر اللجوء إلى البلدان المجاورة، وبما يصل إلى أربعة ملايين لاجئ والعدد مرشح للزيادة، وستة ملايين أوكراني من المرحلين من منطقة إلى أخرى، مما يعني إعادة ترتيب الأوضاع السكانية في المناطق التي ما زالت تحت سيطرة الحكومة الأوكرانية. وهذه الأعداد مرشحة بدورها للزيادة مع استمرار العمليات القتالية. وكلا البعدين، اللاجئين والمرحلين في الداخل، يمثلان مشكلة كبرى سوف تستمر لسنوات، سواء لأوكرانيا نفسها أو للدول المجاورة التي ليس لديها أي خيار آخر سوى استقبال هؤلاء وضمان الحد الأدنى لهم من أسس الحياة. وتلك بدورها معضلات صحية وإنسانية وتعليمية وأمنية، علاوة على توفير المأوى المناسب لحياة قد تستمر لسنوات، وليس مجرد خيام ومباني مدارس مهجورة يُستقبل فيها هؤلاء لعدة أيام. وإجمالاً هي أعباء لم تكن متصورة للدول المجاورة، تتطلب موارد كبيرة بكافة أنواعها، ويظل السؤال المثير ماذا عن الغد فيما لو لم يتوقف القتال في مدى زمني معقول؟ المرجح مشكلات كبرى سوف تحدث في مجتمعات تلك البلدان المجاورة.

ورابعاً لا يمكن تجاهل الأعباء الاقتصادية الهائلة التي تواجهها روسيا نتيجة العقوبات غير المسبوقة التي فرضتها الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون. وهي مؤهلة للمزيد، وهدفها عزل روسيا عن مصادر قوتها الاقتصادية من جانب، وفرض تكلفة لا تتمكن من تحملها، وبما يؤدي - حسب التصورات الأميركية والغربية - إلى إقناع الرئيس بوتين إلى الانسحاب من دون أن يحقق أهدافه المعلنة، أو تثير اضطرابات داخلية قد تطيح بالرئيس كما يحلم كثيرون من ساسة الغرب. وفي كل الأحوال استنزاف روسيا حتى النهاية.

الجانب الآخر لتلك العقوبات الشاملة بما فيها عقوبات رياضية ومعنوية وثقافية وإعلامية، إنها منحت مصداقية لدى المواطنين الروس للمقولات التي قالها الرئيس بوتين حول أن الغرب يستهدف روسيا وحضارتها ونمط حياتها، وهو ما قَيّد التأثير السياسي لتلك العقوبات رغم الصعوبات التي بات الروس يواجهونها في حياتهم اليومية، والتي تم التغلب على بعض منها من خلال البدائل المالية وتطبيقات التواصل الاجتماعي التي كانت موجودة من قبل ولم تكن تستقطب التفاعل الكافي، وإذا بها توفر بديلاً يعتمد عليه، في الوقت الذي منعت فيه الحكومة الكثير من التطبيقات الغربية التي سادت من قبل.

اقتصادياً، تمتد البدائل المتاحة لروسيا إلى نظام سبق أن أقامته لنقل الرسائل المالية يدعى «إس بي إف إس»، ويسمح بالتعامل بكافة العمولات الوطنية، ويصل المشاركون فيه إلى أكثر من 400 كيان ومصرف. وقد ساعد روسيا من قبل على احتواء العقوبات المفروضة منذ 2014. كما لديها نظام للدفع الإلكتروني بديل لكروت الائتمان الغربية الشهيرة. وهي بدائل وطنية من شأنها أن تخفف من تأثير العقوبات على الصعيدين المالي والاقتصادي، ولكن بدون إنهاء تأثيراتها الرئيسية.

وهناك بالقطع متغيرات أخرى من شأنها أن تجعل حساب الخسائر والمكاسب ليس صافياً لطرف دون آخر. وبالقطع أيضاً فإن حجم الخسائر التي تكبدتها أوكرانيا حتى الآن كبير، ويزداد من حيث الحجم والمعاناة مع كل يوم قتال حتى ولو لم تتقدم الدبابات الروسية لتسيطر على مدينة كبيرة أو أكثر. وفي المجمل فإن التحليل الغربي الذي يُبشر بفشل الحملة العسكرية الروسية لا يبدو صائباً، كما أن كل يوم لا تصل فيه المفاوضات الأوكرانية الروسية إلى تسوية ما لها طابع وسطي مقبول، يحمل المزيد من الخسائر المادية والمعاناة الإنسانية. ورغم التكاليف الاقتصادية الهائلة، فمن غير المتصور أن يقرر الرئيس بوتين الخروج من دون أن يصل إلى نتيجة تحمل بعض المكاسب الواضحة كحياد أوكرانيا وعدم انضمامها للناتو، وقبولها ضم شبه جزيرة القرم. أما إقليما دونباس فيمكن تسويتهما بما يحمي هويتهما الروسية سكاناً وثقافة، مع صلة واهية بالدولة الأوكرانية الجديدة، وضمانات محددة تحمي تلك الهوية الخاصة، ولو لمرحلة انتقالية.

 

الحرب العالمية الثالثة الافتراضية: بين نزهة «كورونا» ومأساة أوكرانيا!

حسين شبكشي/الشرق الأوسط/22 آذار/2022

إلى كل من لا يزال يتشكك في أن الحرب العالمية الثالثة قد بدأت، كل المؤشرات والدلائل تشير إلى أنها قد بدأت بالفعل، ولكننا بما أننا نعيش زمناً مختلفاً بأدوات جديدة ومختلفة، فإن الحرب هذه المرة تأخذ شكلاً مختلفاً واقعياً على الأرض في حالة وافتراضياً في حالات مختلفة أخرى، لعل أهمها هي الحالة الاقتصادية المذهلة. حتماً هناك عالم جديد يبدأ في التشكّل والتكوّن، الأمل في علاقات سلمية على المستوى الكبير يتلاشى وبسرعة عظيمة. وكل الآثار السلبية للاقتصاد العالمي التي تسببت فيها جائحة «كوفيد - 19» المدمرة ستكون بمثابة نزهة في الحديقة مقارنة بمأساة اجتياح روسيا لأوكرانيا وتداعياتها على الاقتصاد العالمي الآخذة في التبلور والتكون بشكل سريع وكبير. الخلطة المعقدة والمتشابكة التي كونها الصراع العسكري في حالة اجتياح روسيا لأوكرانيا، مضافاً إليها صدمات سلاسل الإمدادات المتهالكة والمتأخرة، بالإضافة إلى معدلات تضخم هائلة وعظيمة تؤثر على قدرات الشراء وإمكانية التوفير... في مجمل ذلك كله ستكون النتائج مدمرة ومؤثرة بشكل سلبي على الاقتصاد الدولي، الذي اعتمد على التكامل والتعاون لعقود من الزمن. هناك شواهد على الأرض لا يمكن إغفالها ولا إغفال آثارها المتوقعة لاحقاً؛ اتحاد قوي ما بين اقتصادات دول حلف الناتو والحلفاء معها، مثل اليابان وكوريا وغيرهما من الدول الأخرى المؤثرة اقتصادياً، بالإضافة إلى مجموعة غير مسبوقة من العقوبات الاقتصادية بحق روسيا وحلفائها، مع عدم إغفال التكلفة المتصاعدة لأسعار الطاقة بمختلف أشكالها، وبالتالي يصعب توقع المدى الذي ستصل إليه الأمور وتؤول إليه الأوضاع، ولكن من الآمن أن نقول إن الآتي لن يكون شكله إيجابياً ولا مطمئناً على المدى القصير بالنسبة للاقتصاد الدولي. ويخطئ من يقول إن الصين، ذلك العملاق الاقتصادي المهم والمؤثر في العالم ستكون في جانب روسيا وتضحي بالجوائز الاقتصادية التي بنتها عبر عقود متأنية من الزمن في الأسواق الأوروبية تحديداً والغربية عامة، وخصوصاً الولايات المتحدة منها، من أجل الدفاع عن روسيا. الحساب الصيني مختلف تماماً، فللصين استثمارات طويلة الأجل في القارة الأوروبية وعلاقات اقتصادية مهمة جداً مع الولايات المتحدة وكندا واليابان لن تضحي بها لأجل حرب روسيا في أوكرانيا. الإنفاق العسكري آخذ في الازدياد بعد قرارات مهمة في المعسكر الغربي، الذي لا يزال معسكر حلف الأطلسي منه يسيطر على اقتصادات العالم، ويتفوق على ذلك بالمقارنة مع الاقتصاد الصيني والاقتصاد الروسي. رؤوس الأموال التي تعبر عنها الأسواق المالية المختلفة حول العالم تنشد دائماً الاستقرار والأمان ضمانة لنمو العوائد، وهذا المناخ في هذه الظروف الآن غير متوفر، وانعكس ذلك بالسلب على كافة القطاعات بلا استثناء، بدءاً من المواد الغذائية وصولاً إلى السيارات وما بينهما، وهذا بطبيعة الحال سيكون انعكاسه على إضعاف قدرات المستهلك على الشراء والتوفير، وبالتالي كساد البضائع والخدمات لفترة غير واضحة الملامح. هناك إعادة رسم للخرائط الجغرافية بشكل عملي حول العالم بناء على مواقف الدول وقدراتها في هذه الأزمة التي ستخلق عالماً جديداً يجعل لمنظومة العولمة التي استثمرت فيها الدول المختلفة حول العالم نموذجاً من الماضي، ويحتاج إلى وقت ليس بالقصير حتى تعاد فيه الطمأنينة، وتبنى فيه الثقة مجدداً بعد هذه الصدمة الهائلة التي جاءت بعد أزمة صحية أثرت على الاقتصاد بشكل واضح.

صراع الحضارات وصراع الثقافات وصراع الأفكار والعقائد ليست دائماً فكرة جيدة ونتائجها حتماً ما ستكون سلبية وعواقبها مدمرة. هناك توحد غربي غير مسبوق ومعسكر يُعاد بناؤه في قلب أوروبا مرة أخرى بمواجهة خطر وجودي يهدد وجودها عبر آلية منظمة لاستعادة أمجاد إمبراطورية سابقة يقودها فلاديمير بوتين في دولة روسية تأمل في التوسع. في قلب أحداث الحرب الباردة التي تأججت في مواجهة المعسكرين السوفياتي والأميركي، ظهرت مصطلحات جديدة مثل العالم الحر كبديل للغرب، وأصبح هذا المصطلح الأداة التي يواجه بها المعسكر الغربي نظيره السوفياتي حتى سقوط جدار برلين وانتهاء الحقبة الشيوعية. اليوم هناك معسكران جديدان يتم بناؤهما سيكون فيهما الاقتصاد أكبر الضحايا، لأنه بالجدران التي أزيلت والحدود التي تم إلغاؤها من أجل ولصالح تبادل تجاري عالمي نشأ خطر وجودي مهم ستكون له عواقب مهمة ومؤثرة وبالغة الخطورة.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

قمة لبنانية - ايطالية في روما عون: لبنان الى النهوض مجددا ونتمنى بلوغ مسار فيينا خواتيمه باتفاق ينعكس ايجابا على المنطقة ماتاريلا: استقرار لبنان مفتاح لاستقرار الشرق

وطنية/22 آذار/2022

اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ان "لايطاليا دورا كبيرا تلعبه لمساعدة لبنان من أجل نهوضه"، مذكرا بأنها "الشريك التجاري الأوروبي الأول مع لبنان، وهي كذلك من أبرز الدول التي تساعد لبنان عبر ما تقدمه له على المستويين الانساني والثقافي".  وإذ شكر الرئيس عون لايطاليا "تضامنها الدائم مع لبنان"، رأى ان "لبنان مصر على الرغم من الصعوبات كافة ان يلملم جراحه، لا سيما من تداعيات الازمات المتشابكة التي يعاني منها، وقد باتت معروفة: من انعكاسات الحرب السورية واقفال المعابر البرية للبضائع الى الداخل العربي والخليجي، وما تبعها من ازمة النزوح السوري الكثيف منذ اكثر من عشر سنوات، الى تفاقم الأزمة الاقتصادية والمالية، وصولا الى تداعيات جائحة كورونا التي غيرت حتى طبيعة التعاطي الدولي، وكارثة انفجار مرفأ بيروت". واشار الى ان "لبنان الى التعافي والنهوض مجددا، وقد آن الاوان لاعتماد خطة تنمية تشجيعا لأبنائه، لا سيما الجيل الشاب منه، على البقاء فيه والانطلاق في مسيرة اعادة البناء".

 من جهته، شدد الرئيس الايطالي على "اهمية دور لبنان ورسالته في محيطه والعالم"، معتبرا ان "حل أي مشكلة مستعصية حاليا تساهم في حل مشاكل اخرى"، مؤكدا ان "لبنان يبقى مثالا للبلد القادر على النمو من جديد وهو نموذج يحتذى خصوصا في ظل التوازنات التي تحفظ حقوق الجميع، وله دور اساسي في انماء المنطقة كلها". والتقى الرئيسان عون وماتاريلا على اعتبار الانتخابات النيابية المقبلة "فرصة لمزيد من الاستقرار".  كلام الرئيسين عون وماتاريلا جاء في خلال القمة اللبنانية - الايطالية التي انعقدت قبل ظهر اليوم في قصر الكويرينالي الرئاسي في روما، والتي جمعت الرئيسان في مستهل زيارة العمل التي قام بها رئيس الجمهورية الى العاصمة الايطالية بعد ختام زيارته أمس للكرسي الرسولي.

وقائع القمة

وكان رئيس الجمهورية وصل الى قصر الكويرينالي عند الحادية عشرة بتوقيت روما (الثانية عشرة بتوقيت بيروت)، حيث ادت له التحية ثلة من الحرس الجمهوري الايطالي، واستعرض رئيس الجمهورية الثلة، ودخل بعدها الى القصر الرئاسي، حيث كان في استقباله الرئيس الايطالي الذي حياه وتم التقاط الصور التذكارية. بعدها قدم رئيس الجمهورية الى نظيره الايطالي اعضاء الوفد الرسمي اللبناني. وقدم الرئيس الايطالي الى الرئيس عون الوفد الايطالي المشارك في المحادثات. ودخل بعد ذلك الرئيسان والوفدان الى القاعة الكبرى حيث عقدت المحادثات الموسعة. في مستهل اللقاء، رحب الرئيس ماتاريلا بالرئيس عون، مشيدا بعلاقات الصداقة المتينة التي تربط لبنان وايطاليا، وبالصداقة الشخصية التي تربطهما منذ الزيارة الاولى التي قام بها الرئيس عون لايطاليا في بداية عهده.  ورد الرئيس عون، شاكرا لنظيره الايطالي حفاوة الاستقبال، ورأى ان "انعقاد هذه القمة الثنائية، لا سيما في الظروف الدولية الضاغطة وانشغال القادة الاوروبيين عموما بالحرب الدائرة في اوكرانيا وتداعياتها على العالم، دليل اضافي لعمق العلاقات المتينة بين البلدين، في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والحضارية، ولجهة الدعم العسكري للجيش اللبناني والقوى الامنية اللبنانية". واغتنم رئيس الجمهورية المناسبة لتجديد تهنئته للرئيس ماتاريلا على اعادة انتخابه لولاية رئاسية جديدة، معتبرا ان ذلك "دليل ثقة جددها له الايطاليون". وإذ اشاد الرئيس عون بمواقف ايطاليا "الداعمة للبنان في المحافل الاقليمية والدولية"، اثنى على "الدور الذي تلعبه ضمن مجموعة الدعم من اجل لبنان، وتنظيمها مؤتمري روما 1 وروما 2 العامي 2014 و2018 لدعم الجيش اللبناني، اضافة الى مشاركتها في قوات "اليونيفيل" في الجنوب، حيث تحتل المرتبة الاولى بعديد عناصرها".  وشكر الرئيس عون نظيره الايطالي على الهبات التي تقدمها ايطاليا للجيش وتدريبها وحدات من الحرس الجمهوري عبر دورات متخصصة، واعتبر ان "هذه المساعدات اساسية لحماية لبنان الذي ما زال في مرمى الاستهداف الارهابي"، مشيرا الى ان "الصداقة مع لبنان تزداد وثوقا يوما بعد يوم". واعتبر الرئيس الايطالي ان "التعاون بين لبنان وايطاليا من خلال القوات الدولية مستمر، وقد قدمت ايطاليا فرقاطة للقوة البحرية الدولية"، معربا عن استعداد بلاده "لتقديم المزيد من الدعم للمساهمة في تحقيق الاستقرار في جنوب لبنان، وجزء من الاستقرار في المنطقة". كما تطرق الحديث الى المساعدات التي تقدمها ايطاليا للبنان على المستويين الانساني والثقافي، والتي بلغت العام 2020 نحو 33.5 مليون يورو، منها ما خصص لحماية الارث الثقافي اللبناني وتوسعة المتحف الوطني في بيروت وترميم آثار بعلبك وصور. وشجع الرئيس ماتاريلا "كل جهد يقوم به لبنان من اجل اقرار خطة التعافي الاقتصادي"، معربا عن ارتياحه "لاقرار خطة اصلاح الكهرباء، ما يسمح بالتعاون اكثر مع صندوق النقد الدولي". وقال: "نقدر ما تبذلونه شخصيا من اجل خروج لبنان من ازمته الراهنة ونحن سنواصل التزامنا مساعدة لبنان في كل ما يحتاجه".

 وتطرق الحديث الى الاوضاع الراهنة التي يعيشها لبنان وتراكم الازمات فيه، فاشار الرئيس عون الى انه "من أخطر تحديات الازمات الراهنة الواجب مواجهتها الهجرة الكثيفة الى الخارج للنخب اللبنانية، ما يهدد لبنان على المدى البعيد ليس فقط بافراغ البلد من طاقات حيوية لا بل بصلب هويته وبمستقبل التعددية في المنطقة"، طالبا "دعم ايطاليا بشكل خاص واوروبا بشكل عام للبنانيين للبقاء فيه".وتحدث الرئيس الايطالي، فاعتبر ان "علاقات التعاون مع لبنان ضرورية لأن ايطاليا تعتبر ان الاستقرار في لبنان هو مفتاح للاستقرار في الشرق الأوسط، والعمل يجب ان يكون فاعلا لازالة بؤر التوتر في المنطقة التي تؤثر سلبا على الاوضاع في لبنان، وايطاليا راغبة في التعاون لازالتها".

 وتحدث الرئيس عون عن "مخاطر استمرار النزوح السوري الكثيف في لبنان وعدم مساهمة المجتمع الدولي في اعادتهم الى المناطق في الداخل السوري التي نزحوا عنها والتي باتت اليوم آمنة"، مؤكدا ان "لبنان لم يعد قادرا على تحمل اعباء واحمال هذا النزوح على الصعد كافة، وهو لا طاقة له على الاستمرار في تحملها، خصوصا وانها فاقمت المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها اساسا لبنان". وطالب ايطاليا ب"العمل ضمن المجموعة الاوروبية كما على الصعيد الدولي من اجل تسهيل عودتهم ومساعدتهم في اماكن العودة في الداخل السوري"، واعتبر ان "هناك مسؤولية على المجتمع الدولي لكي يقوم بواجباته ويعمل على حل هذه الازمة التي طالت، وعلى الدول المانحة ان تعطي الحوافز داخل سوريا لتحفيز النازحين على العودة".ورأى الرئيس الايطالي انه "من الضروري العمل لعودة السوريين بالتوازي مع المساعدة على الوصول الى حل سياسي يشارك فيه المجتمع الدولي، وبذلك سوف يتمكن السوريون من اعادة اعمار بلادهم، فيخففوا العبء عن لبنان، مع ضمان كيفية تعامل النظام السوري مع العائدين وايجاد الظروف الملائمة لهم".  واعتبر ماتاريلا ان "الصعوبات الكبيرة في لبنان تحتاج الى تعاون الجميع لتذليلها"، لافتا الى ان بلاده "ستواصل تقديم الدعم لتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية، ودعم الشركات الايطالية الراغبة في مساعدة لبنان، فضلا عن تشجيع الاتحاد الاوروبي لتكون مشاركته فاعلة في تقديم العون للبنانيين".  وإذ أمل الرئيس عون في ان "تتوقف لغة الحرب لحل النزاعات بين الدول وفرض امر واقع"، اشار الى ان "ما يحصل في اوكرانيا على سبيل المثال حرب أليمة ومعاناة لشعب بريء"، ولفت الى "الازمة المستجدة لجهة مخزون القمح بعد تصدع الاهراءات نتيجة انفجار مرفأ بيروت،، وكذلك الازمة المصرفية التي يعاني منها اللبنانيون على مختلف مستوياتهم"، متمنيا كذلك "بلوغ مسار فيينا خواتيمه عبر التوصل الى اتفاق بين ايران والغرب حول الموضوع النووي، الامر الذي من شأنه ان يؤدي الى انعكاسات ايجابية على المنطقة"، معتبرا ان "السلام متى تحقق له أثر ايجابي على دول المنطقة".  من جهته، تناول الرئيس ماتاريلا الحرب الروسية على اوكرانيا، فاعتبر انها "فاقمت التوتر في العالم"، داعيا الى "تكثيف الجهود لوقفها"، مقدرا في هذا السياق "موقف لبنان منها واحترامه للمواثيق الدولية".

 وشدد الرئيس الايطالي على "اهمية دور لبنان ورسالته في محيطه والعالم"، معتبرا ان "حل أي مشكلة مستعصية حاليا تساهم في حل مشاكل اخرى"، مؤكدا ان "لبنان يبقى مثالا للبلد القادر على النمو من جديد وهو نموذج يحتذى خصوصا في ظل التوازنات التي تحفظ حقوق الجميع وله دور اساسي في انماء المنطقة كلها".

 والتقى الرئيسان على اعتبار الانتخابات النيابية المقبلة فرصة لمزيد من الاستقرار. ووجه الرئيس عون دعوة الى نظيره الايطالي لزيارة لبنان، للتأكيد مجددا "اهمية التعاون بين البلدين".

 الحضور

وكان حضر اللقاء، عن الجانب اللبناني: وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب، سفيرة لبنان في ايطاليا ميرا الضاهر، المستشارون رفيق شلالا واسامة خشاب وريمون طربيه ورئيس الصليب الأحمر اللبناني الدكتور انطوان الزغبي.  وحضر عن الجانب الايطالي: كل من المستشارين: بينيديتو ديلا فيدوفا السكرتير المساعد للعلاقات الخارجية والتعاون الدولي، اوغو زامبيتي الامين العام لرئاسة الجمهورية، جانفرانكو استوري مستشار الاعلام والمساهمة الاجتماعية، السفيرة ايمانويلا داليساندرو مستشارة الشؤون الدبلوماسية، فرانشيسكو سافيريو غارفوني مستشار شؤون المجلس الاعلى للدفاع، جيوفاني غراسو مستشار الاعلام والتواصل، جياني كاندوتي مستشار الشؤون العسكرية والمستشار فابريزيو ساجيو للعلاقات الدبلوماسية.

 

الجيش: تعيين العميد الركن بيار صعب عضوا في المجلس العسكري في وزارة الدفاع الوطني وترقيته إلى رتبة لواء ركن

وطنية/22 آذار/2022

اعلنت قيادة الجيش، في بيان، انه "بموجب المرسوم الرقم 8923 تاريخ  10/ 3/ 2022، عُين العميد الركن بيار صعب عضوا في المجلس العسكري في وزارة الدفاع الوطني، وبموجب المرسوم الرقم 8969 تاريخ 19/ 3/ 2022، رقيَ إلى رتبة لواء ركن.

 وفي ما يلي نبذة عن سيرته الذاتية:

- ولد في جب جنين – البقاع الغربي بتاريخ 27/ 9/ 1965.

- تطوع في الجيش بصفة تلميذ ضابط بتاريخ 9/ 1/ 1984.

- تخرج في الكلية الحربية برتبة ملازم اعتبارا من 1/ 8/ 1986، وتدرج في الترقية حتى رتبة لواء ركن اعتبارا من 19/ 3/ 2022.

- حائز إجازة جامعية في العلوم العسكرية وماستر بحثي في القانون الخاص من الجامعة اللبنانية، ويتقن اللغتين الفرنسية والانكليزية.

- تابع عدة دورات في الخارج منها: أدلة جنائية متقدمة في الولايات المتحدة الأميركية، Seminar on Transatlantic Security في ألمانيا، دورة بعنوان"International Intelligence Directors Course" في بريطانيا، دورة تدريبية في معهد العلوم الجنائية في هولندا، دفاع ودراسات استراتيجية في الصين؛ ودورات في الداخل منها: آمر فصيلة صواريخ، آمر سرية، قائد كتيبة، مكافحة إرهاب وتجسس، غطس، تزلج، قانون الحرب أثناء العمليات الحربية، قانون البحري في مكافحة المخدرات، دورة تدريبية في مجال المخدرات، إدارة المشاريع، التحقيق وعلم الجنائيات، إدارة ومعاينة مسارح الجريمة وإدارة الكوارث.

- نفذ عدة مهمات في الخارج منها: حضور مؤتمر الإمارات الدولي للأدلة الجنائية وعلم الجريمة، المشاركة في برنامج المقاييس الحيوية في الولايات المتحدة الأميركية، زيارة قيادة مكافحة الإرهاب في بريطانيا.

- تولى وظائف قيادية مختلفة منها: ضابط في مديرية المخابرات – فرع مكافحة الإرهاب والتجسس، رئيس الفرع الثاني وضابط أمن في اللواء المشاة الأول، ضابط في فرع مخابرات منطقة بيروت، ضابط في فرع مخابرات منطقة جبل لبنان، رئيس قسم الأدلة الجنائية في الشرطة العسكرية، رئيس مكتب القضايا القانونية والاستشارية، مساعد مدير مركز البحوث والدراسات الاستراتيجية ومسير أعمال المركز.

- حائز الأوسمة الآتية: فجر الجنوب - الوحدة الوطنية – التقدير العسكري من الدرجة الفضية – الأرز الوطني من رتبتي فارس وضابط – الاستحقاق اللبناني من الدرجتين الثانية والثالثة – مكافحة الإرهاب– الميدالية التذكارية للمؤتمرات للعام 2002.

- حائز تنويه العماد قائد الجيش وتهنئته عدة مرات.

- متأهل من المحامية ميراي شاكر وله 3 أولاد: بيتر – ميرا – كريس".

 

الجيش: تعيين العميد الركن محمد المصطفى أمينا عاما للمجلس الأعلى للدفاع وترقيته إلى رتبة لواء ركن

وطنية/22 آذار/2022

اعلنت قيادة الجيش في بيان، انه "بموجب المرسوم الرقم 8924 تاريخ 10/3/2022، عين العميد الركن محمد المصطفى أمينا عاما للمجلس الأعلى للدفاع، وبموجب المرسوم الرقم 8969 تاريخ 19/3/2022، رقي إلى رتبة لواء ركن.

في ما يلي نبذة عن سيرته الذاتية:

- ولد في مشتى حسن ـ عكار بتاريخ 4/10/1968.

- تطوع في الجيش بصفة تلميذ ضابط بتاريخ 15/1/1990.

- تخرج في الكلية الحربية برتبة ملازم اعتبارا من 23/4/1994، وتدرج في الترقية حتى رتبة لواء ركن اعتبارا من 19/3/2022.

- حائز إجازة جامعية في العلوم العسكرية وماستر في الإعلام، ويتقن اللغات الفرنسية والإنكليزية والإيطالية.

- تابع عدة دورات في الخارج، منها: مقاومة الإرهاب الدولي في جمهورية مصر العربية، مكافحة الإرهاب، القيادة والأركان في المملكة الأردنية الهاشمية، معلم صاعقة ورياضة ورمي في الجمهورية العربية السورية.

- تابع عدة دورات في الداخل منها: آمر فصيلة، مغوار، آمر سرية، قائد كتيبة، أركان، قوة ضاربة، غطس، تزلج، تحليل المعطيات الاستخباراتية، مخابرات تأسيسية، خبرة تداول المعلومات، مدرب غطاس قتال، مزج غازات، طب الغطس والعلاج بالأوكسيجين.

- نفذ عدة مهمات في الخارج منها: المشاركة في مؤتمر حول العمليات الخاصة لمكافحة الإرهاب في الإمارات العربية المتحدة، حضور معرض SOFEX وتمرين الظافر المبكر 2010 في الأردن وورشة عمل حول الأمن الحدودي وحضور مؤتمر بعنوان"Special Operations Force Innovation Network Seminar" في فرنسا، زيارة مركز NESA ومدرسة التدريب على المراكب الصغيرة في الولايات المتحدة الأميركية.

- تولى وظائف قيادية مختلفة منها: ضابط في مديرية المخابرات، ضابط أمن في فوج مغاوير البحر، رئيس الفرع الثاني في فوج المجوقل، قائد فوج مغاوير البحر، وقائد لواء المشاة الثاني.

- حائز الأوسمة الآتية: الحرب – الجرحى - فجر الجنوب - الوحدة الوطنية – التقدير العسكري من الدرجة الفضية – الأرز الوطني من رتبة فارس – الاستحقاق اللبناني من الدرجتين الثانية والثالثة – مكافحة الإرهاب – الميدالية التذكارية للمؤتمرات للعام 2002 وميدالية الدفاع الوطني الفرنسي البرونزية.

- حائز تنويه العماد قائد الجيش وتهنئته عدة مرات.

- متأهل من السيدة ربى الرشيد وله ولدان: المهندس أحمد وديما".

 

وزير الخارجية الايطالي استقبل بوحبيب: لبنان بلد استراتيجي لاستقرار الشرق الأوسط

وطنية - روما/22 آذار/2022

استقبل وزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي لويجي دي مايو، نظيره اللبناني عبد الله بوحبيب، الذي يزور العاصمة الايطالية ضمن الوفد اللبناني المرافق لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون، بحسب وكالة "نوفا" الإيطالية للأنباء.

 وناقش دي مايو وبوحبيب القضايا الرئيسية على جدول الأعمال الدولي، وفي مقدمتها "أوجه العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك ومن بينها الحرب في أوكرانيا"، حيث أعرب دي مايو عن تقديره "للموقف الواضح الذي اتخذه لبنان، من بين أوائل دول الشرق الأوسط التي أدانت هجوم الاتحاد الروسي على أوكرانيا، وللتصويت لصالح قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة لإدانة روسيا". كما أكد دي مايو "قلق الحكومة الإيطالية العميق بشأن الوضع الإنساني، وتزايد عدد الضحايا في جميع شرائح السكان"، مشددا على أنه "من المهم الاستمرار في إدانة هذا العدوان معًا ودعم جميع جهود السلام".

 وأكد دي مايو لنظيره بو حبيب "الأهمية الاستراتيجية للبنان بالنسبة لإيطاليا في ما يتعلق باستقرار منطقة البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط". وذكر ب"الالتزام الإيطالي الجوهري لصالح تقديم المساعدة إلى التعافي الاجتماعي والاقتصادي للبنان من خلال تنفيذ مشاريع التعاون التنموي، فضلا عن مساهمة إيطاليا في أمن لبنان والمنطقة من خلال المشاركة المؤهلة في القوة الأممية "يونيفيل" ومهمة التدريب الثنائية للقوات المسلحة والأمن في البلاد".

 

فضل الله في جلسة لجنة المال: المركزي والمصارف يردون على القضاء بمعاقبة الشعب

وطنية/22 آذار/2022

وزع المكتب الاعلامي للنائب حسن فضل الله نص الكلمة التي ألقاها في مستهل جلسة لجنة المال والموازنة اليوم، وقال فيها: "نحن نناقش أرقاما شبه وهمية على ورق الحكومة، بينما سعر الدولار ارتفع إلى 24 ألف وتنكة البنزين إلى 441 ألفا والمازوت 445 ألفا، والمصرف المركزي والمصارف يردون على القضاء بمعاقبة الشعب اللبناني والضغط عليه أكثر مما هو مضغوط". وسأل: "هل يحق للمصارف الإضراب؟ وهل يتواطأ معها المصرف المركزي؟". وقال: "هناك قوانين يتم تجاهلها، وللتذكير المصارف هي من استنفرت حماتها السياسيين والطائفيين لتعطيل قانون الكابيتال كونترول، لإبقاء تحكمها واستنسابيتها".  أضاف: "الحكومة ممثلة في هذا الاجتماع بوزارة الداخلية ومديرياتها، وهي لا تستطيع أن تقول ليس بمقدورها فعل شيء، لأن الحكومة هي السلطة التنفيذية".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 22 و 23 آذار/2022

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 22 آذار/2022

جمع واعداد الياس بجاني

http://eliasbejjaninews.com/archives/107208/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1368/

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

 

LCCC English News Bulletin For Lebanese & Global News/March 22/2022

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

http://eliasbejjaninews.com/archives/107210/lccc-english-news-bulletin-for-lebanese-global-news-march-22-2022/

#LCCC_English_News_Bulletin