المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 27 حزيران/2022

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

 http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2021/arabic.june27.22.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/هذا هو معيار الصدق والسيادية والجدية وبس

الياس بجاني/أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنْ لَمْ تَعُودُوا فَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَطْفَال، لَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَات

الياس بجاني/زمن محّل قطعان أصحاب شركات الأحزاب الزلم والهوبرجيي

الياس بجاني/بسحر ساحر، وغب أجندة جعجع الرئاسية والسلطوية والدكتاتورية، أصبح خيار الورقة البيضاء حكيماً، بعد أن كان قبل الانتخابات خيانة ويخدم حزب الله وإيران وضد السيادة

الياس بجاني/جعجع وجنبلاط مع ميقاتي ولكن بأوراق بيضاء، ومن ضمن عدة شغل بري..مجرد أرانب في قبعة الإستيذ ما غيرو .. لا أكثر ولا أقل

 

عناوين الأخبار اللبنانية

انهيار مبنى في طرابلس

وفاة الطفلة التي تم انتشالها من المبنى المنهار في طرابلس

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 26 حزيران 2022

عناوين الصّحف الصادرة اليوم الأحد 26-06-2022

فرنسا: النفط ليس حلّاً سحرياً.. الإصلاح أولاً!

انتخابات رئاسية مبكرة؟

ميقاتي يقود ديناميّة جديدة… فهل ينجح؟

الحكومة بين “الترميم” والتجديد.. و6 وزراء تغييريين

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

وزارة الصحة: 611 إصابة وحالة وفاة واحدة

تحذيرُ من ضم لبنان إلى المحور الإيراني!

أبو الغيط في بيروت الأسبوع المقبل

 موظّفو الإدارة العامة: مستمرّون بالإضراب

ريفي: احترامنا لحقوق الإنسان مقدس… ولكن

“التيار”: نشجب كل أنواع القمع

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

الاتفاق النووي على طاولة مجموعة السبع

وزير خارجية إيران يزور تركيا غداً بعد اتّهام إسرائيل طهران بالتحضير لهجمات

قادة مجموعة السبع يؤكدون في بافاريا استمرار تكثيف الدعم لأوكرانيا

بايدن: بوتين راهن على تقسيم الغرب.. وجونسون لعدم التخلّي عن كييف

بايدن: رهان بوتين على تفكك الناتو "وهم" وأشاد بالحلفاء الذين وقفوا متحدين في وجه الكرملين خلال الأشهر الأربعة من الحرب

الآلاف يتظاهرون في مدريد احتجاجاً على استضافتها قمة «الأطلسي»

هل سيتم تشكيل اتحاد أوروبي جديد؟

شولتس: وحدة الغرب إشارة واضحة لبوتين

بوتين يزور طاجيكستان وتركمانستان في أول رحلة للخارج منذ الغزو

متطوعو «الفيلق الدولي للدفاع عن أوكرانيا» يتخلون عن مهامهم أحياناً

قادة مجموعة السبع يسخرون من بوتين

موسكو تعلن قصف مصنع «أرتيوم» للصواريخ في كييف

كييف تطالب مجموعة السبع بعقوبات «أكثر صرامة» على روسيا

روسيا تضرب مركزاً أوكرانياً للتدريب العسكري قرب حدود بولندا

«أشبه بتشيرنوبل»... خاركيف الأوكرانية تتحول إلى مدينة أشباح بفعل الحرب

بايدن يعتبر الضربات الروسية الأخيرة على كييف «همجية» ,أكد أن مجموعة السبع والحلف الأطلسي يجب «أن يبقيا معاً» ضد الحرب الروسية

جونسون يحذر من كلفة «باهظة للغاية» لانتصار روسيا في أوكرانيا

القضاء التركي يأمر بحبس يوناني بتهمة التجسس

ولي العهد السعودي والكاظمي يبحثان تعزيز أمن المنطقة واستقرارها/ناقشا العلاقات الديبلوماسية بين الرياض وطهران وتبادلا وجهات النظر بشأن توطيد التعاون الثنائي

ولي العهد السعودي يستقبل رئيس وزراء العراق

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

إيران أمام 3 خيارات والكيانات الهشّة مثل لبنان ضحاياها... إلّا إذا!/فارس خشان/النهار العربي

أيّ لبنان بعد صدور أحكام "محكمة الحريري"؟/ايلي قصيفي/اساس ميديا

حارث سليمان يكتب لـ«جنوبية»: شهر العسل الاميركي الايراني.. نهاية أم افاق جديدة؟/حارث سليمان/جنوبية

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الحلقة الثانية من مذكرات رئيس الوزراء اللبناني الراحل صائب سلام : الأميركيون أمنوا حماية أبو عمّار يوم خروجه من بيروت

وتفاصيل «القصف المجنون» على العاصمة اللبنانية في صيف 1982 ومساعي إنهاء الحرب

الراعي ترأس قداسا احتفاليا باليوبيل الذهبي لرابطة كاريتاس في حريصا: للاسراع في تشكيل حكومة وطنية حتى يتركز الاهتمام على التحضير لانتخاب رئيس إنقاذي للجمهورية

موقف واضح وعال النبرة وإيماني ومباشر من المطران الياس عودة بمواجهة محاولات مشبوهة تهدف للتسوّيق الفج والإستفزازي للمثلية والمثليين في لبنان…السلوك المثلي في الكتاب المقدس لا يباركه الله بل يحظره بوضوح

لقاء سيدة الجبل أحيا الذكرى الأربعين لمحمد عبد الحميد بيضون وكلمات شددت على قيم الراحل الفكرية والأخلاقية

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنْ لَمْ تَعُودُوا فَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَطْفَال، لَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَات

إنجيل القدّيس متّى18/من01حتى05/َ"في تِلْكَ السَّاعَة، دَنَا التَّلامِيذُ مِنْ يَسُوعَ وقَالُوا: «مَنْ هُوَ الأَعْظَمُ في مَلَكُوتِ السَّمَاوَات؟». فَدَعَا يَسُوعُ طِفْلاً، وأَقَامَهُ في وَسَطِهِم، وقَال: «أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنْ لَمْ تَعُودُوا فَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَطْفَال، لَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَات. فَمَنْ وَاضَعَ نَفْسَهُ مِثْلَ هذَا الطِّفْلِ هُوَ الأَعْظَمُ في مَلَكُوتِ السَّمَاوَات. ومَنْ قَبِلَ بِٱسْمِي طِفْلاً وَاحِدًا مِثْلَ هذَا فَقَدْ قَبِلَني."

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

هذا هو معيار الصدق والسيادية والجدية وبس

الياس بجاني/26 حزيران/2022

جرأة الشهادة لبطولة ومقاومة اللاجئين في إسرائيل ولجيشهم الجنوبي هي معيار وطنية وصدق كل سياسي ونائب ورجل دين ومسؤول لبناني مسيحي

 

دولة إسرائيل تساعد أفراد جيش لبنان الجنوبي الأبطال والمقاومين الحقيقيين، وتؤمن لهم ولعائلاتهم حياة كريمة، في حين أن سلطات لبنان المحتل من قِّبل إيران وحزبها الشيطاني، تمنع عودتهم وتتهمهم باطلاً بالعمالة

الياس بجاني/26 حزيران/2022

http://eliasbejjaninews.com/archives/109630/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%af%d9%88%d9%84%d8%a9-%d8%a5%d8%b3%d8%b1%d8%a7%d8%a6%d9%8a%d9%84-%d8%aa%d8%b3%d8%a7%d8%b9%d8%af-%d8%a3%d9%81%d8%b1%d8%a7%d8%af-%d8%ac/

كما يبين التقرير في أسفل، فإن دولة إسرائيل تعترف علناً وضمن القوانين والتشريعات، بدور جيش لبنان الجنوبي المقاوم والوطني، وتقر حكومتها مساعدات لأفراده في مجال السكن والخدمات، في حين أن لبنان، بلدهم، الذي افتدوه بأرواحهم، وقدموا له النفيس والغالي، ودافعوا عنه وعن كرامته واستقلاله وسيادته وإنسانه، يمنع عودتم ويتهمهم بالعمالة.

إن هؤلاء الأبطال والمقاومين الحقيقيين يتعرضون لأبشع أنواع الاتهامات الكاذبة منذ العام 2000، ويُمنعون من العودة الكريمة والمُشرّفة إلى بلدهم المحتل من قبل إيران وحزبها الشيطاني والإرهابي.

يبقى أن إيران وحزبها الشيطاني والإرهابي يحتلون لبنان ويتحكمون بمطبخ قراراته على كافة المستويات مباشرة ومواربة، وعن طريق مجموعة من المسؤولين الطرواديين الأعداء للبنان، ولكل ما يمثله، ويعملون دون كلل وبمنهجية شيطانية، على إذلال وإفقار وتهجير واضطهاد شعبه، وجره إلى غياهب العصور ال ما قبل الحجرية.

تحية إكبار وإجلال لأهلنا اللاجئين قسراً في إسرائيل، ومع الشرفاء والسياديين، نؤكد على كل حقوقهم التي كفلها لهم الدستور، ونطالب بعودة كريمة ومشرفة لهم كأبطال ومقاومين، وباعتذار رسمي من لبنان الحكم والسياسيين والأحزاب والمراجع الدينية، لما اتهموهم به من أكاذيب وفبركات هرطقية لا تمت للحقيقة بشيء.. وشكراً لدولة إسرائيل على احترام حقوقهم وتقديم المساعدات لهم.

التقرير الذي وصلنا من القيمين على جيش لبنان الجنوبي في إسرائيل

صادقت الحكومة الإسرائيلية على قرار هبة تمنح لقدامى عناصر جيش لبنان الجنوبي، لتختتم مرحلة استمرت أربع سنوات تولاها جيش الدفاع، من أجل مساعدة هذه الفئة وتقديرًا لمن حارب كتف إلى كتف مع المؤسسة العسكرية الإسرائيلية. في إطار مشروع القرار المصادق عليه، تقرر على منح كل عنصر من جيش لبنان الجنوبي مساعدة مادية لامتلاك منزل، تقدر بـ 550.000، يحصل عليها كل مستحق بين الأعوام 2022-2026 وذلك اعتمادًا على الترتيب الذي سيتم تحديده من قبل فريق مشترك بين الوزارات، يتم إنشاؤه لصالح توزيع المنحة. هذا الحل جاء لإنهاء أزمة السكن لنحو أربعمائة عائلة لم تتلق جوابًا لمطلبها لدى وصولهم إلى إسرائيل. سيتم تقديم المساعدة فقط لأولئك الذين خدموا في جيش لبنان الجنوبي وفقًا لأحكام قانون جيش لبنان الجنوبي وعائلاتهم أو زوجة /زوج عنصر وافته المنية، بشرط أن يكونوا مقيمين في إسرائيل. مداخلة رئيس هيئة الأركان العامة الجنرال أفيف كوخافي – “لدينا تقدير كبير وواجب تجاه إخوة السلاح، جنود جيش لبنان الجنوبي، الذين حاربوا إلى جانبنا وخاطروا بأرواحهم. نقدر دورهم في انجازات القتال في جنوب لبنان، ومع مرور السنوات لم ننس حلفائنا، واجبنا الأخلاقي هو تأمين حياة كريمة ومحترمة لهم. عملنا على هذا الملف منذ أربع سنوات وانا جد مسرور بثماره. لم تنته الطريق بعد، لكننا نرى في هذه الخطوة انجازًا مهمًا وذات قيمة”. هذا ويرى جيش الدفاع أنه من المهم توفير ظروف مناسبة ومحترمة لأولئك الذين ساعدونا رابطين مصيرهم بمصير دولة إسرائيل. جيش الدفاع يقدر عمل جيش لبنان الجنوبي وسيستمر بالعمل للحفاظ على العلاقة المتينة ومساعدة هذه الفئة.

 

زمن محّل قطعان أصحاب شركات الأحزاب الزلم والهوبرجيي

قطعان اصحاب شركات الأحزاب، وكلن يعني كلن، متل بعضن، شي تعتير ع الآخر، ومن خامة مرتي وصنمية وثقافة واحدة..كوارث بشرية. محزن ان قادتنا هم في غير عالم ومنسلخين كلياً عن واقع الناس وعن معاناتهم. نرسيسيون وضمائرهم مخدرة ولا يعرفون ألف باء الإيمان..كتبة وفريسيين وتجار هيكل..والأخطر منهم هم قطعانهم الأغبياء والجهلة. مع هؤلاء لا تغيير بل كوارث

 

بسحر ساحر، وغب أجندة جعجع الرئاسية والسلطوية والدكتاتورية، أصبح خيار الورقة البيضاء حكيماً، بعد أن كان قبل الانتخابات خيانة ويخدم حزب الله وإيران وضد السيادة

الياس بجاني/23 حزيران/2022

http://eliasbejjaninews.com/archives/109553/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a8%d8%b3%d8%ad%d8%b1-%d8%b3%d8%a7%d8%ad%d8%b1%d8%8c-%d9%88%d8%ba%d8%a8-%d8%a3%d8%ac%d9%86%d8%af%d8%a9-%d8%ac%d8%b9%d8%ac%d8%b9-%d8%a7/

موقف جعجع هذا، وطبقاً لكل معايير الصدق والشفافية والنزاقة، هو هرطقة واسخريوتية، ويهين ويحقر ويستهزئ بذكاء وذاكرة كل من صدّقه من المسيحيين تحديداً، وصوت لمرشحيه العصي.. ونقطة على شي مليون سطر

سفر الرؤيا 03/16: “هكَذَا لأَنَّكَ فَاتِرٌ، وَلَسْتَ بَارِدًا وَلاَ حَارًّا، أَنَا مُزْمِعٌ أَنْ أَتَقَيَّأَكَ مِنْ فَمِي.”

بداية، لماذا تركيز النقد والتعرية الستربتيزية، على ممارسات ومواقف وتحالفات وهرطقات وتذاكي وتشاطر ودكتاتورية وحربقات وسعدنات سمير جعجع، وليس على غيره من أصحاب شركات الأحزاب المسيحية تحديداً؟

هذه الأحزاب الشركات كافة، المرتي والعفنة والكوارث، وفي مقدمها شركة تيار عون وصهره القومية السورية والمشرقية، واللاجئة بذل وذمية في ضاحية حزب الشيطان وملاليه، والعدوة الوقحة لكل ما هو سيادة وتاريخ وهوية وكرامات؟

والجواب ببساطة لأنه على قدر التوقعات والمحبة تأتي الخيبات، ومعها الإحباط والقرف والعتب.

ولأن، المواطن المسيحي عموماً يتوقع من جعجع ومن حزبه الكثير في المجال السيادي والمقاوماتي اللبنانوي، رغم كل الخيبات والارتدادات، وترجيح الأجندات السلطوية والشخصية والمزاجية، على الوطنية والوجودية والمصيرية.

ولأن المسيحي اللبنانوي يرى في شركة حزب قوات جعجع، ورغم كل التناقضات والتكويعات والسعدنات، وريثة لتنظيم القوات اللبنانية التاريخي، المتجذر في أعماق ضمائر ووجدان وذاكرة المسيحيين.

ترى هل المواطن المسيحي السيادي واللبنانوي يتوقع أي شيء في كل ما يتعلق بالوجود والمصير والهوية والدور المقاوم، من ميقاتي وجنبلاط وبري ونصرالله والحريري وعون وباسيل ونجاح واكيم، ومن كل الإستنساخات العروبية واليسارية والتغيرية؟

على الأكيد، الأكيد فإن التوقعات من كل هؤلاء الذين لم يعترفوا في أي يوم بلبنانيتهم وبلبنان الكيان والهوية والدور، هي صفر مكعب، كون فاقد الشيء لا يعطيه؟ ولهذا لا تعني المسيحي اللبنانوي عموماً كل ممارسات ومواقف هؤلاء ومن هم من خامتهم وطينتهم.

وهنا نعود، وعلى خلفية” “ع قدر التوقعات والمحبة والآمال يأتي العتب، ومعه الخيبات والقرف للتركيز آخر مسلسل وقح واسخريوتي لنفاق ودجل الجعجعي والمجعجعين الانتخابي.

سوّق جعجع والمجعجعين للإنتخابت الانتخابية، وصوروها خشبة خلاص من الاحتلال الإيراني، ومن إرهاب وإجرام ذراعه الشيطاني اللاهي، حزب الشيطان، ومن عون وصهره والمنظومة الحاكمة، ومن كل الصعاب المعيشية، ووصل مدى نفاق ودجل المعرابي والمجعجعين هؤلاء إلى حد الإدعاء بقدرتهم على تخفيض سعر الدولار مقابل الليرة اللبنانية في حال التصويت لمرشحيهم.

والأكثر نفاقاً واحتقاراً للرأي الآخر في حملة جعجع والمجعجعين الانتخابية، كان تخوينهم الوقح والفج والستاليني، لمن لم يؤيدهم في خوض الانتخابات بظل الاحتلال، ويدعوا لمقاطعتها أو الاقتراع بأوراق بيضاء.

فقبل الانتخابات كان خطاب جعجع والمجعجعين، وخلفهم مكينتهم الإعلامية، وجيشهم التوتري والفايسبوكي الألكتروني، يسوّيق وع مدار الساعة للمفهوم التالي: المقاطعة والورقة البيضاء في الإنتخابت النيابية يخدمان مصلحة حزب الله وايران، وضد السيادة.

واليوم وبعد انتهاء مسرحية الإنتخابات، التي شرعنت احتلال حزب الله، واعطته اكثرية نيابية مريحة، وشرذمت ودجنت كل من يعارض احتلاله وسلاحه ودويلته بمن فيهم جعجع والجعجعيين، وأوصلت 13 نائباً مسخ، هم مستنسخون من جينات الحركة الوطنية والعروبية والنصرية والقذافية والعرفاتية واليسارية البالية والتخريبية، ها هو جعجع ودون أي احترام لذكاء وذاكرة وعقول من صدقوه وانتخبوا عصيه، يحلل ما حرمه، ويصوت من خلال نوابه العصي ال 19 بورقة بيضاء، في الاستشارات الخاصة بأخيار رئيس وزراء جديد.

هكذا وبسحر ساحر، اليوم وغب أجندة جعجع الرئاسية والسلطوية والدكتاتورية والنرسيسية، أصبح خيار الورقة البيضاء خياراً حكيماً. وليس خيانة!!!

موقف جعجع هذا، وطبقاً لكل معايير الصدق والشفافية والنزاقة، هو هرطقة واسخريوتية، ويهين ويحقر ويستهزئ بذكاء وذاكرة كل من صدّقه من المسيحيين تحديداً، وصوت لمرشحيه العصي.. ونقطة على شي مليون سطر

في الخلاصة، فإن جعجع، ومعه كل باقي أصحاب شركات أحزابنا المسيحية المرتي، قد انتهت صلاحيتهم، وتعروا حتى من أوراق التوت، ولخلاص لبنان والوجود المسيحي، بات من الضرورة إرسالهم إلى التقاعد، استبدالهم بمهم هم قادرون على قيادة سفينة التحرير والخلاص.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

جعجع وجنبلاط مع ميقاتي ولكن بأوراق بيضاء، ومن ضمن عدة شغل بري..مجرد أرانب في قبعة الإستيذ ما غيرو .. لا أكثر ولا أقل

الياس بجاني/22 حزيران/2022

http://eliasbejjaninews.com/archives/109523/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%ac%d8%b9%d8%ac%d8%b9-%d9%88%d8%ac%d9%86%d8%a8%d9%84%d8%a7%d8%b7-%d9%85%d8%b9-%d9%85%d9%8a%d9%82%d8%a7%d8%aa%d9%8a-%d9%88%d9%84%d9%83/

من رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس10/من10حتى24: “لا يُمْكِنُكُم أَنْ تَشْرَبُوا كَأْسَ الرَّبِّ وَكَأْسَ الشَّيَاطِين! ولا يُمْكِنُكُم أَنْ تَشْتَرِكُوا في مَائِدَةِ الرَّبِّ ومَائِدَةِ الشَّيَاطِين”

بداية فإن لا فرق بين الحرامي والملالوي نجيب ميقاتي، نجم حقبة حكومة القمصان السود، وبين نواف سلام العروبي والفلسطيني الهوى والنوى، والمنسلخ كلياً على معاناة الشعب اللبناني. كما أن هذا النواف وبالعربي المشبرح مخصي سيادياً وع الآخر، كما تمظهر واقعه السيادي والاستقلالي المزري في آخر مقابلة له مع بويجي تلميع السياسيين مرسال غانم، حيث لم يتجرأ يومها حتى على ذكر اسم حزب الله، وكانت مواقفه من احتلاله وسلاحه وإرهابه مخيبة واستسلامية واستجدائية وشي تعتير ع الآخر.

ترى هل سمع أحد موقف النواف هذا من الحكم النهائي للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان، والتي دانت بوضوح قادة من حزب الشيطان باغتيال الرئيس رفيق الحريري؟

من هنا فإن قرار شركة حزب جعجع بالورقة البيضاء، في حال تم غداً في لعبة تسمية رئيس الحكومة، فهو سيكون بالتأكيد الأكيد مجرد موقف “أرنبي” يخرج ليس من معراب، بل من قبعة الإستيذ بري، الملهم الدائم  للمعرابي المتوهم التذاكي والتشاطر والحربقة، والحالم الأبدي بكرسي بعبدا.

إن الورقة البيضاء في حال لجأ إلى أرنبها المعرابي غداً، ستكون على الأكيد الأكيد وشي ملون مرة أكيد، هي احتيال مكشوف على موقفه الحقيقي والباطني والأرنبي الذي هو عملياً تأييد عودة الحرامي والملالوي ميقاتي… وقد يكون الموقف هذا من ضمن اتفاقه الانتخابي مع بري ومن خلال بري مع حزب الشيطان!!

ونفس موقف المعرابي “الأرنبي البروي” هذا قد يتخذه الأكروباتي جنبلاط…ملك ساعات التجلي والتخلي والمتخصص بانتظار جثث أعدائه على ضفاف الأنهر. وفي حال أييد جنبلاط سلام فهو سيفعل ذلك بعد أن يتأكد بأنه لن يحصل على أصوات أكثر من ميقاتي.. لعيب كشاتبين وحريف اكروباتية ومن أداوات بري الأرنبية..

بالواقع العملي، واستناداً على مواقف الرجلين من سنين وسنين، فإن جعجع وجنبلاط هما في قلب وكبد ومصارين المنظومة الفاسدة التي تغطي احتلال حزب الشيطان مقابل منافع سلطوية، وكل منهما على طريقته وبأسلوبه.

في الخلاصة، فإن هذا الثنائي، (البيك والمعرابي)، يعمل ضمن خطوط ترضي حزب الشيطان، وتتوافق مع أرانب قبعات نبيه بري الذي ينسق بينهما وبين الحزب .. واقع محزن ومخزي وشيطاني وقد حان الوقت لرفضه وإيجاد البدائل الصالحة والوطنية والنظيفة الكف.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

أطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

انهيار مبنى في طرابلس

الوكالة الوطنية للإعلام/26 حزيران/2022

انهار مبنى من ثلاث طبقات في منطقة ضهر المغر في طرابلس، مما أدى الى سقوط عدد من الجرحى. وأفاد مندوب “الوكالة الوطنية للاعلام” بأن آليات وجرافات تابعة لبلدية طرابلس وصلت للمساعدة بعملية إزالة الردم والحجارة بعد سقوط المبنى. وتعمل فرق الاسعاف والاغاثة وعناصر الدفاع المدني، بالتعاون مع الجيش والاهالي على رفع الركام والبحث عن مفقودين، وادى الانهيار الى سقوط ثلاثة جرحى حتى الساعة، فيما ضربت عناصر الجيش طوقا امنيا في المكان ومنعت المواطنين من الاقتراب، تسهيلا لعمليات الانقاذ. وتمكنت فرق الاسعاف والاغاثة في بلدية طرابلس، بالتعاون مع عناصر الجيش والدفاع المدني والاهالي، من إنقاذ امراة مسنة من تحت الركام، ونقلت على الفور الى أحد مستشفيات المدينة للمعالجة، فيما تستمر عملية الانقاذ بحثا عن مفقودين.

 

وفاة الطفلة التي تم انتشالها من المبنى المنهار في طرابلس

وطنية – طرابلس/26 حزيران/2022

أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" بأن الاطباء في مستشفى طرابلس الحكومي أعلنوا وفاة الطفلة التي تم انتشالها منذ نحو نصف ساعة من المبنى الذي انهار في منطقة ضهر المغر في طرابلس.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 26 حزيران 2022

وطنية/26 حزيران/2022

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

 سيكون الأسبوع الطالع  أسبوع إنجاز الإستشارات النيابية غير الملزمة من قبل الرئيس المكلف نجيب ميقاتي في مجلس النواب على مدى يومين: الإثنين بعد الظهر والثلاثاء قبل الظهر ليعكف بعدها على وضع مسودة أولية للتركيبة الحكومية العتيدة يحملها الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قريبا بما يعكس حركته السريعة في محاولة تأليف للحكومة فإذا كانت الطريق معبدة أمام الرئيس ميقاتي فهل تكون حكومته الرابعة عيدية اللبنانيين في  الأضحى المبارك أم أن الأمور قد تكون بحاجة الى مزيد من الوقت؟

 واليوم وفي رسالة عالية السقف ناشد البطريرك الماروني من حريصا في اليوبيل الذهبي لكاريتاس جميع الأطراف بأن تتعاون مع الرئيس المكلف بعيدا عن شروط لا تليق بهذه المرحلة الدقيقة ولا يتسع الوقت لها داعيا لتخصيص الأشهر الأربعة المتبقية من عمر العهد في خفض نسبة الحقد والأعمال القضائية البوليسية والتخفيف من معاناة الناس وضبط الأمن.

 لكن في الوقت الفاصل عن تأليف الحكومة  تبقى الأزمات على أشدها مع فقدان رغيف الخبز وانعدام الكهرباء وانقطاع المياه عن  بيروت وجبل لبنان منذ أكثر من عشرة أيام ناهيك عن ملامسة الدولار عتبة الثلاثين ألفا.

 إقليميا حركة بارزة لرئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الذي  بدأ في طهران زيارة رسمية  بعدما كان التقى في جدة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وهي تهدف الى  تحقيق التقارب السعودي الايراني.

 ومن العاصمة الإيرانية وعقب  تحرك مفوض السياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي جوزيب بوريل صدرت إشارة إيرانية بإحتمال أن تستأنف  المفاوضات النووية ليس في فيينا ومع ترجيح أن تكون الدوحة المكان الجديد للتفاوض.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

 ما الذي ذكر مفتي الجمهورية، والمفتي الجعفري الممتاز ومتروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس بالمثلية الجنسية حتى لم يتركوا وصفا قبيحا الا ونعتوا به المثليين، من الشذوذ، الى الشهوة المنحرفة والخطيئة وصولا الى وصفهم بالجزارين المنحرفين.

 باستثناء البطريرك الماروني، الذي لم يتطرق، على الاقل في عظته اليوم، الى الموضوع، يبدو ان المسؤولين الروحيين حددوا وجهة معركتهم المقبلة، فتناسوا سرقة اللبنانيين الموصوفة، وانهيار العملة، والبطالة والجوع والفقر، وركزوا على الاهم. لن نقبل بتغيير القوانين التي سموها طبيعية، وبوضع قوانين مدنية توحد الاحوال الشخصية، وتقر الزواج المدني.

 وهنا بيت القصيد. فالقصة ليست قصة تشريع المثلية، ولا احتفالات حزيران التي تحييها، انما القصة: العبور من تقبل المثلية الى توحيد الاحوال الشخصية، وهي  ليست وليدة اليوم. ففي العام 1926 طرحت للمرة الاولى واسقطت بسرعة لتعود الى الواجهة في الاعوام 1950، 1971، 1981 و1989 و1998. وتسقط تباعا تحت ضربات المراجع الروحية كافة. اكثر من خمسين عاما مضى، تخللها حرب بكل فظائعها ولم نتعلم شيئا. لم نتعلم ان توحيد الاحوال الشخصية على اساس علماني ضروري لتكامل المجتمع، من دون ان يتعارض ذلك، ولو في اي شكل من الاشكال مع  المعتقدات الدينية. لم نتعلم من جوزيف مغيزل، ومن ميشال شيحا وصلاح حنين ومن غيرهم الكثيرين من المفكرين الذين عرفوا قبلنا بكثير ان لا ديموقراطية حقيقية في لبنان من دون بلوغ يوم يخضع فيه كل اللبنانيين لقانون موحد يقوم على قاعدة علمانية، كما قال مغيزل. ولم نفهم ماذا اراد ان يقول شيحا عندما كتب: آسف لان المسيحيين والمسلمين في لبنان قادرون على ان يكونوا اخوة وعاجزون عن المصاهرة.

 المعركة اليوم، ليست معركة تقبل المثلية، وهي حق شخصي تكفله الشرائع الدولية، انما هي معركة حريات يكفلها الدستور اولا، ومعركة الدفاع عن التنوع والاختلاف ومعركة قيام دولة حقيقية قد يبدأ بناؤها من مجلس النواب، اذا تجرأ ممثلو اللبنانيين على اقرار الزواج المدني ولو الاختياري، الذي لن يكون نزوة، انما ولادة لمؤسسة ستصل باللبنانيين ولو ببطء ولكن بثبات الى دولة واحدة وشعب واحد. المعركة اليوم ليست مع الدين وليست مع تعاليمه التي نمارس ونحترم. المعركة بين من يريد دولة قابلة للحياة واخرى تموت ببطء. دولة لن نتركها تموت. فهي اجمل بكثير من الزوال.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

  الأسبوع الطالع هو اسبوع الإستشارات النيابية غير الملزمة التي سيجريها الرئيس نجيب ميقاتي على طريق جلجلة تأليف الحكومة. من هذه الإستشارات كما من المشاورات التي يجريها مع جميع الأطراف السياسية المؤثرة سيخرج الرئيس المكلف بتصور حكومي معين. هذا التصور سيشكل اللبنة الأولى لمسودة حكومته العتيدة التي يعرضها الرئيس المكلف على رئيس الجمهورية ميشال عون ولاسيما أن ثمة لقاء متوقعا بينهما قبل نهاية الأسبوع المقبل.

 وبانتظار اكتمال هذه الخطوات الإجرائية تبدو جميع الكتل السياسية والنيابية أمام واجب تسهيل التأليف الحكومي بعيدا من ترف إهدار الوقت. ذلك أن تشكيل الحكومة هو الخطوة الضرورية على مسار معالجة الأزمات ولاسيما المعيشية والحياتية والإقتصادية.

 وفي هذا الشأن يرصد تهاوي الخدمات كأحجار الدومينو من الكهرباء والماء إلى الخبز والقطاع الصحي والإستشفائي في زمن زحف موجة جديدة من فيروس كورونا.

 أما على خط النفط والغاز فإن لبنان لا يزال ينتظر رد العدو الإسرائيلي على الطرح الذي سلمه إلى الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين ولا سيما أن الأخير سلمه خلال الساعات الأخيرة إلى إسرائيل فهل تكف الأخيرة عن سياسة العرقلة فتستأنف المفاوضات غير المباشرة برعاية الولايات المتحدة والأمم المتحدة قريبا؟

على المستوى الإقليمي برز الحراك الذي بدأه رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بين السعودية وإيران في إطار الوساطة التي يقوم بها لجسْر الهوة بين البلدين وهو وصل اليوم إلى طهران بعدما زار ليلا جدة.

كما برزت زيارة مسؤول السياسة الخارجية والأمن في الإتحاد الأوروبي إلى طهران  والتي توجت على ما يبدو بقرار لاستئناف المفاوضات النووية ولكن ليس في فيينا- هذه المرة- بل في دولة خليجية على ما أعلن جوزيب بوريل قبل أن يغادر إيران.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

 "شبعنا حكي". كلمتان تختصران المشهد اللبناني في اسبوع الاستشارات غير الملزمة، التي لا دور لها الا شكليا في تشكيل الحكومة المقبلة، فيما الاساس متروك لحركة المشاورات الجانبية التي يشارك فيها اكثر من طرف.

 شبعنا حكي عن صندوق النقد الدولي والاصلاح، فيما خطة التعافي الاقتصادي والمالي لم تنجز بعد، واموال المودعين في مهب الريح، والقوانين الاصلاحية التي بات تكرار اسمائها مملا، نائمة في الادراج.

 شبعنا حكي عن التدقيق الجنائي، فيما المطلوب تدقيق جنائي يكشف المجهول المعلوم ويحيله على القضاء، بعيدا من الاعيب الاضرابات، التي تشكل حلقة جديدة في مسلسل التذاكي الطويل.

 شبعنا حكي عن ملاحقات قضائية، فيما المطلوب ملاحقات قضائية تفضي الى نتيجة، فتحاسب المذنب، وتبرئ البريء، وتعيد للناس ما فقدوه معنويا وماديا.

 شبعنا حكي عن الحكومات السياسية او التكنوقراط او التكنوسياسية، فيما كل المطلوب هو حكومة فاعلة، مشكلة وفق الدستور والميثاق، لتقوم بما يلزم لانقاذ البلاد.

 شبعنا حكي عن التغيير، فيما نواب التغيير عن التغيير غافلون، واهتمامهم منصب على تفاصيل، قد تكون مهمة في بلد يعيش في وضع طبيعي، لكنها اليوم ليست من الاولويات.

 شبعنا حكي عن جمهورية قوية، فيما الوعود التي ملأت اللوحات الاعلانية بتكاليف باهظة زالت مع ازالتها، ولم يبق منها الا التهكم عليها والسخرية من اصحابها على مواقع التواصل.

 شبعنا حكي عن كل شي بالدولة والسياسة، وصار بدنا افعال. والفعل الاول اليوم تشكيل حكومة قادرة على العمل في الاشهر المتبقية من الولاية الرئاسية، ثم انتخاب رئيس جديد وفق الدستور والميثاق، ضمن المهلة الدستورية.

وفي كل الاحوال، لا نتوقع معجزات، ولا نبني الآمال على الرمال، فالتجارب تؤكد ان في ظل النظام السياسي الحالي لا يمكن ان يكون اكثر من الذي كان.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

  بعد العبور السريع للتكليف كم من الوقت سيستغرق التاليف؟ في اليومين المقبلين توضع الاراء والمطالب النيابية بين يدي الرئيس المكلف نجيب ميقاتي خلال استشارات غير ملزمة ، لتدور بعدها عجلة البحث عن تركيبة حكومية من المفترض ان تلائم الظروف الراهنة والملفات الداهمة.

في هذا المسار يؤكد مسؤولو حزب الله على ضرورة الاسراع في التاليف لان معاناة المواطنين لا تستطيع الانتظار اكثر، ولا اوضاع البلد يمكن ان تتحمل مزيدا من هدر الوقت او التعطيل السياسي والشلل المؤسساتي.

على قياس المشهد الداخلي المنهار جاء خبر انهيار مبنى سكني في طرابلس الذي لو لم يكن خاليا من سكانه لكانت الفاجعة اكبر على منطقة تصنف الاشد فقرا في لبنان المفتقر الى حلول الانقاذ.

 في معيشة اللبنانيين، فك اسر الرغيف من ايدي المتناحرين على القمح والطحين قيد اختبار يوم الغد، وكذلك ترجمة اتفاق وزارة الاقتصاد مع الافران والمطاحن على انهاء مسلسل الطوابير امام الافران واذلال المواطنين من اجل قطعة خبز.

 اما في القطاع العام، فتلوح ازمة رواتب قبل الاول من شهر تموز مع استمرار اضراب موظفي الادارات وعدم قدرة ادارة الصرفيات في وزارة المالية على اكمال جداول الرواتب قبل الموعد المحدد لتسليمها الى المصارف.

وفي ذورة الاحداث المحلية، تتواصل الدعوات للانتباه اكثر على بلدنا وثرواته وتحديدا مع الحديث الصهيوني عن حصول تواصل مع الموفد الاميركي عاموس هوكشتاين حول الترسيم البحري، وما اذا كان سيحمل معه الى بيروت في الايام القادمة مزيدا من التغطية الاميركية للقرصنة الصهيونية في مياه لبنان وحقوله الغازية والنفطية. وفي قضية الثروات أيضا جاء الدعم الفلسطيني للبنان في مساعيه للاستفادة من غازه ونفطه في مواقف رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية من مدينة صيدا معلنا ان قطاع غزة لن يفرط بدوره في غازه ونفطه لانه الاحق بهما.

 في المنطقة، برزت خلال الساعات الماضية زيارتان لرئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الى جدة وطهران في اطار الجهود التي تبذلها بغداد لتعزيز الحوار في المنطقة.

 اما في العالم، فلا تزال الادارة الاميركية مصرة على اغراق حلفائها في الوحول الاوكرانية عبر تحويل قمة مجموعة السبع المنعقدة في بافاريا مناسبة للتازيم السياسي والاقتصادي مع روسيا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

 من يتابع وسائل التواصل الإجتماعي في اليومين الفائتين يعتقد أن حربا كونية نشبت بين ليلة وضحاها. فالحملات مستعرة والبيانات والبيانات المضادة تتوالى، وكل المواقف والكلمات تتميز بالحدة والقساوة. السبب: تعميم لوزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي طالب فيه المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي والمديرية العامة للأمن العام بمنع تجمعات تهدف إلى الترويج للمثلية الجنسية. فبمعزل عما حصل ويحصل، وبمعزل عن قانونية أو عدم قانونية ما قام به الوزير، وبمعزل عن دخول المرجعيات الدينية على اختلافها على الخط، فإن المطلوب الهدوء في مقاربة الموضوع، وعدم الوصول بالأمور إلى حد التهديد بالقتل واستباحة الدماء. فلبنان تعب من الحروب على كل شيء وحول كل شيء. وإذا لم نكن قادرين كلبنانيين على أن نتفاهم في مواضيع السياسة العامة وفي القضايا الإستراتيجية، فهل نحن فاشلون أيضا في المواضيع الخاصة التي تتعلق بالحياة والحريات الشخصية؟ من هنا الهدوء واجب. وعلى المرجعيات الروحية من مسيحية وإسلامية التي تقول رأيها في الموضوع أن تساهم في التهدئة وتعزيز ثقافة الحوار. كما أن على الجمعيات التي تنادي بتشريع المثلية أن تقدر خصوصية المجتمع اللبناني وتتعاطى بواقعية وتراعي حساسية الموضوع.أي المطلوب من الطرفين  التخفيف من حدة الخطاب وإجراء حوار عميق ومباشر وليس على مواقع التواصل الإجتماعي. فلبنان رسالة حوار قبل كل شيء، فاذا فقد الحوار ماذا يبقى منه؟

سياسيا، غدا الجولة الاولى من الاستشارات النيابية غير الملزمة التي يجريها رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي. الاجواء السياسية المرافقة تشير الى نوع من انواع الانسداد في الافق الحكومي. فالتيار الوطني الحر لا يزال على موقفه بتشكيل حكومة سياسية لمواجهة مرحلة الاستحقاق الرئاسي، وربما مرحلة الفراغ الرئاسي. في المقابل الرئيس ميقاتي يريد حكومة على غرار الحكومة الحالية، وثمة من يتحدث عن رغبة لديه في تعويم حكومة تصريف الاعمال عبر استنساخها من جديد مع تغيير ستة من وزرائها على الاكثر. فاي الخيارين هو الاقرب الى التحقق؟ استشارات الاثنين والثلثاء ستحدد اتجاهات الريح، علما ان استمرار التضارب في وجهات النظر قد يكون لمصلحة الحكومة الحالية، بحيث تبقى في مرحلة تصريف الاعمال الى ما بعد اجراء الاستحقاق الرئاسي. توازيا، لفتت التصريحات التي ادلى بها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية، والتي تحدث فيها عن وحدة ساحات المقاومة وجبهات الممانعة، معتبرا لبنان جزءا لا يتجزأ من هذه الجبهات. فمن اعطى السيد هنية حق  تحديد خيارات  السياسة اللبنانية؟ وهل اصبحنا في مرحلة من الضعف بحيث ننتظر من هنية ان يحدد الخيارات الاستراتيجية للبنان؟ واين المسؤولون  اللبنانيون من هذا الكلام الخطير وغير المقبول؟ وهل سيتخذون موقفا مما قيل ام انهم سيهربون كالعادة ويتهربون  باعتبار ان "الهريبة تلتين المراجل"؟

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

 حكومة على الفحم وخبز بلا حطب وما بينهما مرحلة محروقة سياسيا إلى ما بعد نهاية العهد، فالصيف حل، تجره عربات الأزمات من دون أن تعرف طريقا إلى الحل، وفي رأس الأولويات رغيف الخبر الذي تبخر اتفاقه مع وزارة الاقتصاد ولم يدخل إلى الفرن للنضوج.

 واليوم اصطفت طوابير المواطنين عند أبواب المخابز، وعادت خائبة لتسمع تصريحات المسؤولين التي تطبق حرفيا: "جعجعة بلا طحين"، فوزير الاقتصاد يتفاوض مع تجار الأزمات والزعران كما سماهم، ومع ذلك فإن أيا منهم لم يلتزم الاتفاق، وظل المواطنون عالقون بين خبز على ورق ووعود فارغة، لاسيما أولئك الذين يتعاقدون مع خط الفقر الدائم، ومن هذه العينة، ما أصيب اليوم بالانهيار الفعلي إذ حلت كارثة جديدة على طرابلس لدى سقوط مبنى مؤلف من أربع طبقات في منطقة ضهر المغر.

 وفي انهيارات السقوف الحكومية، فإن المرحلة المقبلة لن تحمل معها إعادة الإعمار السياسي. وطبقا للمعلومات المتصلة بالتأليف، سيقدم الرئيس المكلف نجيب ميقاتي تشكيلة وزارية مرممة فور الانتهاء من الاستشارات النيابية غير الملزمة يوم الثلاثاء المقبل. سيستمع ميقاتي لمطالب النواب وسيرمي ما سمعه في أقرب مستوعب لجمع العوادم، لكن العبرة ستكمن في توقيع رئيس الجمهورية، وفي طريق مسدود سوف تصل إليه مراحل التأليف، فإن ميقاتي سيكون رابحا على خطين، سواء برفض تشكيلته فيبقى رئيسا مكلفا، أو ببقاء الحكومة الحالية إلى ما بعد نهاية العهد، وعندها تتسلم هذه الحكومة صلاحيات رئيس الجمهورية بالوكالة تطبيقا للمادة الثامنة والستين من الدستور.

 ويشرح الوزير السابق الدستوري زياد بارود أن الحكومة في هذه المرحلة تعني تصريف الأعمال فقط، أي كل ما هو ملح ولا يرتب أعباء مالية ولا يلزم الحكومة اللاحقة بقضايا لا تستطيع التراجع عنها. ويوضح للجديد أنه بعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية يصبح التكليف ومن يصرف الأعمال هو الحكومة الحالية ما لم يتم تأليف واحدة جديدة. وهذا التفسير الدستوري الذي سيقوي فرص ميقاتي، وعليه فإن الرئيس المكلف وجب أن يقدم على طرح التشكيلة أيا تكن العقبات وأن تكون منسجمة مع إبعاد السياسيين عنها حتى وإن لم تحصل على توقيع الرئيس. هو بذلك سيضع المسؤولين على المحك، وليذهب بها إلى مجلس النواب إذا حازت التوقيع الرئاسي، وعندها ليتحمل النواب مسؤولياتهم الوطنية برفضها، وليظهروا أمام الرأي العام فاقدي الأهلية والمسؤولية معا، لأنهم رفضوا حكومة في أحلك ظروف تمر بها البلاد. وأيا كانت الصيغ التي سيأتي بها ميقاتي، فإنها تقود إلى نهاية واحدة، أما رئيس مجلس النواب نبيه بري فيلمح إلى استبدال بعض الوزراء بآخرين أو ما يسميه: "جمل مطرح جمل يبرك"، لكن الجمل بنية، والجمال الرئاسي بنية، وهنا تصطدم المزرعة السياسية ببعضها البعض.

 

عناوين الصّحف الصادرة اليوم الأحد 26-06-2022

موقع التحري/26 حزيران/2022

النهار

هجوم ناري لـ”الحزب” على بخاري وهوكشتاين يتحرّك

الديار

-ميقاتي يُجدّد حكومته بتشكيلة مُعدّلة تشمل 6 وزارات… فهل يُوقّع عون؟

-هوكشتاين التقى المفاوضين «الاسرائيليين»… ويُبلّغ لبنان الجواب مطلع الاسبوع

-لماذا فرمل البخاري حركته الحكومية في اللحظة الاخيرة قبل التكليف؟

الراي الكويتية

-… «مطر صيف» عصف بلبنان و«قوس قزح» بيروت علامتها الفارقة

-لبنان: ميقاتي وضع رسماً تشبيهياً لحكومةٍ… قد لا تبصر النور

-هل ينجح لبنان في التقاطِ فرصة «الإنقاذ الاقتصادي الموعود»؟

الأنباء الكويتية

-مصادر لـ «الأنباء»: مطلوب حكومة لمواكبة القمة العربية -الأميركية منتصف يوليو

-الحكومة بين «الترميم» والتجديد.. وستة وزراء على لائحة التغيير

-دولرة الأقساط انطلقت بتفاوت بين المدارس

-تيمور جنبلاط لحكومة قادرة على معالجة المخاطر المعيشية المتفاقمة

الشرق الأوسط

-لبنان: انهيارات وتضرر طرق ومحاصيل جراء الطقس السيئ

-مفاوضون إسرائيليون يلتقون بالمبعوث الأميركي لبحث مشكلة الحدود البحرية مع لبنان

الجريدة

-لبنان على أجندة «قمة جدة» وواشنطن تحيي ملف العقوبات

-لقاء أميركي ـ إسرائيلي بشأن «الترسيم»… وباسيل يدعو تل أبيب لسحب سفينتها من «كاريش»

-أيها اللبنانيون: لا تنكروا التغيير ولا تتنكروا للتغييريين

 

فرنسا: النفط ليس حلّاً سحرياً.. الإصلاح أولاً!

الأنباء الالكترونية/26 حزيران/2022

تحجز باريس من جديد موعداً لها في بيروت مع زيارة بيار دوكان الى لبنان، والتي سيبلّغ خلالها رسالة قديمة جديدة إلى المسؤولين اللبنانيين، كما تشير مصادر سياسية عبر “الأنباء” الإلكترونية. فالمستشار دوكان قدّم مراراً النصح بأنّ مدخل أي خطة نهوض بالبلد هو الإصلاح، هذه الكلمة السحرية التي لم يخرجها من جعبته في كل اللقاءات التي جمعته بالمسؤولين اللبنانيين منذ “سيدر” حتى اليوم، حتى أنّه أوصى بأنّ النفط لن يكون الحلّ السحري، لا بل لن يكون الحلّ، إذا لم يقم لبنان بالإصلاحات المطلوبة منه.

 

انتخابات رئاسية مبكرة؟

الأنباء الالكترونية/26 حزيران/2022

تطرح تساؤلات عدة نفسها حول المسار الذي ستسلكه البلاد وهي الخارجة للتو من استحقاق انتخابي جاء بممثلين يعكسون إرادة الناس الحقيقية. وفي هذا السياق، اعتبر النائب المستقل غسان سكاف أنّ “التغيير الصحيح عمل تراكمي، ونحن كنواب جدد علينا أن نؤسّس لمرحلة انتقالية. والسؤال، هل الحكومة التي ستشكّل هي حكومة انتقالية، أم حكومة سياسية تتولى السلطة بعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية؟”. سكاف، وفي حديثٍ مع “الأنباء” الإلكترونية قال: “إذا لم تُشكّل الحكومة خلال أسبوع يجب الذهاب إلى انتخابات رئاسية مبكرة، لأنّ الإصلاح يجب أن يبدأ من الإدارة وينتهي بالسياسة، وليس العكس”، معتبراً عدم التسمية أثناء الاستشارات من قبل 46 نائبًا غلطة ليست بمحلها.وسأل: “كيف يستطيع أن يكون الإنسان رمادياً في ظل السواد الذي يمرّ به البلد”، معتبراً أنّ الاختبارات الثلاثة التي خاضتها القوى السيادية في انتخاب رئيس المجلس ونائبه، وانتخابات اللجان، ومن ثم الاستشارات النيابية، قدمت هدايا مجانية لفريق  السلطة فأين الميثاقية لدى المسيحيين عندما لم يسمِّ أي نائب شخصية لتولي تشكيل الحكومة من أصل 64 نائب، قائلاً إنّه لا يعرف مدى جدية تشكيل الحكومة، وباعتقاده أنّه بمجرد تسمية ميقاتي هذا يعني أنّنا ذاهبون لعدم تشكيل حكومة، فنحن في بلدٍ أصبح فيه تصريف الأعمال أمراً عادياً، والفراغ الرئاسي مقبولاً، والتمديد للمجلس كان له إخراج مدعّم بفتاوى دستورية وكأننا أمام سكتة دماغية سلطوية، فالتاريخ لن يرحم هؤلاء الحكام المستقيلين من مسؤولياتهم. وفيما رأى سكاف أنّنا نمرّ بأسوا المراحل، دعا إلى تشكيل حكومة طوارئ إنقاذية لتحقيق الإصلاحات المطلوبة تحاول أن تضع لبنان على سكة التعافي لأنّنا لم نعد نملك ترف الوقت، فالمطلوب وقف الانهيار.

 

ميقاتي يقود ديناميّة جديدة… فهل ينجح؟

الراي الكويتية/26 حزيران/2022

شكّل دخولُ عوامل جديدة ومن مصادر متنوّعة على الملف اللبناني لدى صندوق النقد الدولي، بدايةً لمسارٍ جديد رشح أن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي سيتولاه شخصياً ضمن مبادرة متكاملة لدفع عربة «القطار» المتوقفة في محطة الاتفاق الاولي المنجَز على مستوى الخبراء إلى نقطة الوصول المستهدَفة قبيل اجتماعاتِ الخريف لمجلس محافظي الصندوق التي تنطلق دورياً مطلع سبتمبر المقبل. دولرة الأقساط المدرسية انطلقت! ويبدو أن الديناميةَ الطارئة تقوم على تفاهماتٍ مسبقة مع رئاسة مجلس النواب وفاعلياتٍ نيابية وازنة في اللجان المختصة، ما يرفع منسوبَ الترقّبات التفاؤلية بتحقيق تقدُّمٍ مضطرد ونوعي على مسار استجابةِ السلطات التنفيذية والتشريعية لحزمة الموجبات الاجرائية والقانونية التي تم الالتزام بمواكبتها من خلال مندرجات الاتفاق الاولي، ولا سيما أنها تتصف بالقوة الشَرْطية ليس من قبل ادارة الصندوق فحسب، بل من «نادي» المبادرة الفرنسية والدول والمؤسسات الاقليمية والدولية التي تربط أي مساعدة او تمويل بمصادقة المؤسسة المالية الدولية على الاتفاق وشهادته بانخراط البلاد في برنامج إصلاحاتٍ هيكيلة وبنيوية شاملة. ويؤكد مسؤول مالي لـ «الراي» أن «القناعات الداخلية تترسخ بأن العواصف الاقليمية والدولية وتداعياتها على الاقتصادات العالمية قد تحجب عن لبنان فرصةَ إنجازِ الاتفاق النهائي مع صندوق النقد أو تبطيء مساره إلى وقت غير معلوم، بالنظر الى تأثيراتِ حماوة النزاعات المفتوحة على جبهات متعددة، وخصوصاً الحرب في أوكرانيا وما تفرزه من إرباكاتٍ في سلاسل الإمداد ووصول المواد الأساسية والغذائية، لجهة انكفاءٍ متزايدٍ في حجم الاستثمارات في الأسواق الدولية وتقلصات أكبر في سيولة الأسواق المالية، فضلاً عن الارتفاعات الصاروخية في معدلات التضخم التي تشغل أولويةً لدى الدول المرشحة لمساعدة البلد المنكوب». وبمعزلٍ عن المسارات السياسية المضطربة التي يشهدها لبنان في مرحلة استحقاقاتٍ دستورية داهمة، بدءاً من شِبْه استعصاءِ تأليف حكومةٍ جديدة وتَفَشي الانطباع نفسه الى استحقاق انتخاب رئيسٍ جديد للبلاد قبل أو بعد انتهاء عهد الرئيس ميشال عون نهاية شهر اكتوبر المقبل، يرجّح المسؤول المالي تطويرَ الدينامية المستجدة للانتقال إلى مرحلة إنجاز «فروض» السلطات عبر تعاونٍ مثمرٍ يُفْضي إلى تعديلاتٍ منشودة في خطة التعافي التي أقرّتْها الحكومة في آخِر جلساتها الدستورية منتصف الشهر الماضي، توطئةً لتحريكٍ موازٍ يكفل الالتزامَ بحزمة الشروط التنفيذية والتشريعية المكمّلة.

ويدعو المسؤول المالي إلى رصْد معطياتِ هذه التحولات المنشودة عبر ما سيُدْلي به ميقاتي أمام لجنة المال والموازنة النيابية التي تلتئم مطلع الأسبوع الطالع، ولا سيما من إشارات وتعديلات تنشد خصوصاً «التوزيع العادل للخسائر التي تربو على 75 مليار دولار والحرص على المودعين في البنوك» وتعهدات بدرس أي اقتراحات مُجْدِية بما يشمل الصندوق الاستثماري وإطلاق المسار التفاوضي الجدي مع دائني الدولة، وخصوصاً مع حاملي سندات الدين الدولية (يوروبوندوز) الذين تصل مستحقاتهم الى نحو 37 مليار دولار. ذلك، تشير دلائل ومعلومات متقاطعة إلى إمكان انطلاق «العربة» مسنودةً بمنطقٍ تَشارُكي أوسع نطاقاً، وتحت لافتة وجوب مواكبة الفرصة السانحة لحيازة «المفتاح السحري» للانخراط قبيل انتهاء العام الجاري في إنجاز الاتفاقية النهائية لبرنامج التمويل الممدَّد مع صندوق النقد، والمحدَّدة مبالغه بنحو 3 مليارات دولار لمدة أربع سنوات.

ويبدو أن القطاع المالي ليس بمنأى عن هذه الأجواء، بدليل التصحيح الأقرب للتراجع عن مضمونِ كتابٍ وجّهه مستشارٌ لجمعية المصارف الى بعثة الصندوق المنوطة بالملف اللبناني، لتعود الجمعية وتُصْدِر بياناً رسمياً نقيضاً وفيه «يهمّ جمعية مصارف لبنان أن توضح أنها لا تُعارِض بالمطلق الاتفاقَ بين الدولة اللبنانية وصندوق النقد الدولي، وخصوصاً أنها تعتبر أن هذا الاتفاق هو أحد أهمّ أبواب الحل للخروج من الأزمة الحالية، إلا أن الجمعية تشدّد في الوقت عينه على أن أي حل يجب أن يوفّق بين تراتبية المسؤوليات ونسبة تَحَمُّل الخسائر، فلا يتمّ تحميل القطاع المصرفي والمودعين كافة الخسائر التي تَسَبَّبَ بها القطاع العام على مرّ السنين، وأن الجهود يجب أن تتضافر للبحث في الحلول المتوافرة حالياً لردم الفجوة المالية عبر المحافظة على الودائع وليس شطبها». وليس بعيداً عن الملف وحيثياته ما سبّبتْه الالتباساتُ الأخيرة من ظهور اعتراضاتٍ «غير مألوفة» من مصرفيين على المواقف المعلَنة والمستترة لجمعية المصارف. وبرز في هذا السياق تعليق أحد البنوك عضويّته في الجمعية (بنك الموارد)، وإشهار انتقادات مباشرة، إنما مصحوبة بالدعوة الى توسيع التشاور والمشاركة في القرارات، من قبل إدارتيْ مصرفين آخريْن (عودة وميد)، فضلاً عن النأي السابق لمصرف رابع (اللبناني السويسري).

ووفق تفسير مصرفي كبير فإن هذه المستجدات ضمن «العائلة المصرفية» ليست مرشّحة مطلقاً لمزيدٍ من التفاقم، بخلاف ما عكستْه من وجودِ انقساماتٍ في الرؤية والمقارَبات، «بل يمكن تصنيفها ضمن ردات الفعل (فشة خلق) المشروعة بسبب مناخات التوتر الحاد الذي يسود مختلف قطاعات العمل والانتاج، والتي تصطدم يومياً بزبائنها وبمشكلات جديدة وبتفاعلاتٍ أشد وطأة للأزمات البنيوية والانهيارات المستمرة فصولاً نقدياً ومالياً، بينما انحرفت بوصلة الخطة الحكومية للانقاذ والتعافي الى خلاصاتٍ مؤلمة تبرىء الدولة ومصرفها المركزي وتلقي بحِمْلٍ ثقيل يناهز 60 مليار دولار على المودعين والجهاز المصرفي، وهو ما نأمل تصويبه في قادم التحركات الموعودة ذات الصلة برئاسة الحكومة». ويبقى الأهمّ في المحصلة أن السلطات اللبنانية التزمت في مندرجات الاتفاقية مع بعثة الصندوق على مستوى الخبراء، بالعمل على استكمالِ مجموعةٍ مهمة من التدابير قبل عرض الملف النهائي على اجتماع المجلس التنفيذي للصندوق، وتتضمن هذه التعهدات:

• موافقة مجلس الوزراء على استراتيجية إعادة هيكلة البنوك التي تقر مقدَّماً بالخسائر الكبيرة التي تَكَبَّدَها القطاع وتعالجها، مع حماية صغار المودعين والحدّ من الاستعانة بالموارد العامة.

• موافقة البرلمان على تشريعٍ طارئ مُلائم لتسويةِ الأوضاع المصرفية على النحو اللازم لتنفيذ استراتيجية إعادة هيكلة البنوك والبدء في استعادة صحة القطاع المالي، وهو ما يُعَدّ عاملاً جوهرياً لدعم النمو.

الشروع في تقييمِ أكبر 14 بنكًا، كلٌّ على حدة، بمساعدةٍ خارجية من خلال التوقيع على نطاق التكليف مع شركة دولية مرموقة.

موافقة البرلمان على تعديل قانون السرية المصرفية لمواءمته مع المعايير الدولية لمكافحة الفساد والإزالة الفعالة للعقبات أمام إعادة هيكلة القطاع المصرفي والرقابة عليه، وإدارة الضرائب، وكذلك الكشف عن الجرائم المالية والتحقيق فيها، واسترداد الأصول.

الانتهاء من التدقيق ذي الغرض الخاص المتعلق بوضع الأصول الأجنبية لدى مصرف لبنان، للبدء في تحسين شفافية هذه المؤسسة الرئيسية.

• موافقة مجلس الوزراء على استراتيجية متوسطة الأجل لإعادة هيكلة المالية العامة والدين، وهو أمرٌ ضروري لإعادة الديون إلى مستوى يمكن الاستمرار في تَحَمُّله، وإرساء مصداقية السياسات الإقتصادية، وإيجاد حيز مالي للإنفاق الإضافي على البنود الاجتماعية وإعادة الإعمار.

• موافقة البرلمان على موازنة 2022، للبدء باستعادة المساءلة المالية.

• قيام مصرف لبنان بتوحيدِ أسعار الصرف لمعاملات الحساب الجاري المصرَّح بها، وهو أمرٌ بالغ الأهمية لتعزيز النشاط الاقتصادي، واستعادة الصدقية وسلامة الوضع الخارجي، مع دعم ذلك بفرض ضوابط رسمية على رأس المال.

 

الحكومة بين “الترميم” والتجديد.. و6 وزراء تغييريين

الأنباء الكويتية/26 حزيران/2022

خلال الاستشارات النيابية الملزمة، سؤال واحد طرحه رئيس الجمهورية ميشال عون على النواب: من تسمون لرئاسة الحكومة؟ وأثناء الاستشارات النيابية غير الملزمة، يومي الاثنين والثلاثاء، سؤالان يطرحهما رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي على النواب انفسهم: هل ترغبون بالمشاركة في الحكومة، وأي حكومة ترتاؤن؟ طبعا الأسئلة سهلة، لكن العقدة في الأجوبة، وفي التطلعات، وفي امكانية الاستجابة للرغبات، في مجلس نواب فسيفسائي التكوين والألوان، وهصذا ما يدركه الرئيس المكلف بحكم الخبرة والتجربة. وبالتالي، فانه لن يعدم امكانية اعداد تشكيلة حكومية، تتوازى مع حكومة تصريف الأعمال وتحظى بقبول الرئيس عون وفريقه، فإذا تمت الموافقة، يكون الانتقال الى اعداد البيان الوزاري، وتنال الثقة ويتم التسلم والتسليم، بين ميقاتي ونفسه، واذا تعذر اقناع الرئيس عون ومن خلفه وريثه السياسي جبران باسيل، فحكومة تصريف الاعمال حاضرة ناطرة وميقاتي باق في السراي الحكومي، سواء كرئيس حكومة مكلف، او كرئيس حكومة تصريف أعمال. وفي تقدير المصادر المتابعة، ان أقصى ما يمكن اخذه من ميقاتي، هو ترميم الحكومة الحاضرة، من خلال استبدال بعض الوزراء بآخرين، والمشكلة هنا، بين ان يكون التعديل موسعا، او ضيقا، وهل يشمل تبادل الحقائب الوزارية، او «جمل مطرح جمل يبرك»، كما يرى الرئيس نبيه بري الذي نقل عنه فهمه للتعديل الوزاري على انه استبدال لكل فريق ممثله بآخر، عند الحاجة، مع عدم المس بالتوزيع الطائفي والمذهبي للوزارات، ما يعني رفض اي طرح يخرج وزارة المال من حصة الثنائي الشيعي، او بالأحرى، حركة أمل بالتحديد. وفي معلومات المصادر المتابعة لـ «الأنباء» ان الاتجاه الغالب هو نحو التعديل الموسع للحكومة، طالما ان المثول امام مجلس النواب لنيل الثقة، أمر لابد منه، ويتقدم الأسماء المطروحة للخروج من حكومة تصريف الأعمال: وزير الخارجية عبدالله بوحبيب، وزير المهجرين عصام شرف الدين ووزير الاقتصاد أمين سلام ووزير الطاقة وليد فياض ووزيرة التنمية الادارية نجلا رياشي.

والتقدير ان المستجدات العربية، والتحضيرات الجارية، للقمة التي تضم دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن والعراق، وبمشاركة الرئيس الاميركي جو بايدن تستدعي تغيير المسار السائد في وزارة الخارجية اللبنانية، كما ان تغيير وزيري الطاقة والاقتصاد، أي وليد فياض وأمين سلام، المعنيين بالكهرباء والمحروقات ولقمة العيش، قد يفرج كرب الناس المصطفين في الطوابير، امام المخابز ومحطات توزيع المحروقات، فضلا عن ان ترشيح أمين سلام نفسه لرئاسة الحكومة جعل من الصعب على الرئيس ميقاتي الانسجام معه.

اما بالنسبة للوزير الدرزي الثاني الذي سيحل محل عصام شرف الدين، فليس بالضرورة ان يكون جنبلاطيا، كما يقول الاشتراكيون انما ان يكون مقبولا من جميع الاطراف.

ومن باب المساواة يتعين تغيير وزير شيعي ويبدو ان القرعة ستقع على واحد من اثنين، وزير الثقافة محمد بسام المرتضى او الزراعة عباس الحاج حسن، على اعتبار ان وزيري المال يوسف الخليل والأشغال العامة علي حمية من الثوابت. المصادر عينها رجحت فكرة الترميم الحكومي على هذا النطاق، حفاظا على وجود التيار الحر فيها لأنه في حال تشكيل حكومة جديدة، سيصعب على الرئيس المكلف توزير الفريق الذي لم يسمه في الاستشارات، حتى لا يخسر مؤيديه على الجانب الآخر.

المحلل السياسي المحامي جوزف ابو فاضل، توقع لقناة «الجديد» انه لا تولد حكومة ميقاتي بسهولة، مستغربا كلام باسيل عن نجيب ميقاتي، سائلا رئيس التيار الحر عن الـ 25 مليار دولار التي طارت من كهرباء لبنان، ومرجحا مشاركة الجميع بالحكومة، لأنها حكومة رئاسة الجمهورية.

من جهته، البطريرك الماروني بشارة الراعي، شدد على حاجة لبنان الى «قيادة جديدة متجددة، تتميز بروح المسؤولية وبالوعي والشجاعة لإطلاق ورشة الاصلاحات، في البنى والقطاعات الأكثر الحاحا، وفوق كل ذلك لبنان بحاجة الى الاستقرار السياسي. وأضاف «لا أحد أقوى من الله، لا بنفوذه ولا بسلطته ولا بماله، ولا بسلاحه، ولا بكبريائه، داعيا الى تشكيل حكومة تتحمل المسؤولية الاجرائية والى رئيس جديد للجمهورية يطلق نهجا بناء». بدوره، رئيس القوات اللبنانية د.سمير جعجع شدد على «ضرورة اجراء الانتخابات الرئاسية في بداية المهلة الدستورية، بعد ان اضاع رئيس الجمهورية فرصة انقاذ البلد». المصادر المتابعة تتوقع انجاز التشكيلة الحكومية قبل عطلة عيد الأضحى المبارك، وإذا لم يحصل، فمعنى ذلك ان الأمور معقدة اكثر مما يرى في العين المجردة. لكن ثمة عاملا اضافيا يتعين التوقف عنده، وهو القمة الخليجية -العربية -الأميركية في منتصف يوليو، والتي توجب ان يكون لدى لبنان، الذي ستتطرق اليه هذه القمة، حكومة فاعلة على الأقل.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

وزارة الصحة: 611 إصابة وحالة وفاة واحدة

 وطنية/26 حزيران/2022

أعلنت وزارة الصحة العامة في تقريرها اليومي تسجيل 611 إصابة جديدة بفيروس كورونا رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 1108213، كما تم تسجيل حالة وفاة واحدة ".

 

تحذيرُ من ضم لبنان إلى المحور الإيراني!

الشرق الأوسط/26 حزيران/2022

حذرت مصادر لبنانية معارضة للرئيس ميشال عون، من «خطورة تصريحات» رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية من بيروت التي أعلن خلالها «وحدة الساحات» بين الفصائل العسكرية المدعومة من إيران، قائلة إن طهران «وضعت لبنان ساحة ضمن ساحاتها في اصطفافات المنطقة».

وبدأ هنية زيارة إلى بيروت يوم الثلاثاء الماضي، التقى خلالها أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله، وشارك أمس في «المؤتمر القومي العربي الإسلامي» الذي انعقد في العاصمة اللبنانية، وتحدث فيه، إلى جانب نائب أمين عام الحزب نعيم قاسم، والأمين العام لحركة «الجهاد الإسلامي» زياد النخالة.

وقال هنية في كلمة له إن «ما يحصل على صعيد المنطقة خطير جداً»، وأضاف أن إسرائيل «تُدمج في المنطقة عبر تحالفات عسكرية واستراتيجية لمواجهة إيران وحزب الله وحماس»، مؤكداً في الوقت نفسه «وحدة ساحات وجبهات المقاومة». ولفت هنية إلى أن الجيش الإسرائيلي «قام بمناورة هي الأخطر على مدار 30 يوماً محاكاة لحرب على 6 جبهات»، مؤكداً «ضرورة وحدة الجبهات تحسباً لأي عدوان إسرائيلي». ورأت مصادر لبنانية معارضة لـ«حزب الله» في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن ما قاله هنية «ينطوي على خطورة»، موضحة أن رئيس المكتب السياسي لـ«حماس»، «قاد لبنان إلى محور إيران، وحوله إلى ساحة من ساحات طهران في المنطقة». وقالت المصادر إنه «في ظل الاصطفافات في المنطقة، تصنفنا إيران ضمن محورها، وحولتنا إلى ساحة من ساحاتها، وتضرب عبر حزب الله بعرض الحائط كل الدعوات اللبنانية للنأي بالنفس، ودعوات البطريرك الماروني بشارة الراعي للحياد».

ويواظب البطريرك الراعي منذ صيف عام 2020 على دعوة القوى السياسية لاعتماد «الحياد الإيجابي» بهدف وضع البلاد على سكة الإنقاذ. كما تطالب القوى السياسية «السيادية» اللبنانية بحصر حمل السلاح بيد الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية الرسمية، وبحصر قرار السلم والحرب بيد الدولة اللبنانية.

وأكد نائب أمين عام «حزب الله» فكرة «وحدة الجبهات»، وقال أمس في المؤتمر: «نحن على أتم الجهوزية وكنا في المناورة الكبرى (التي أقامتها إسرائيل) على استنفار كامل وفي كل يوم نحن في استعداد، واليوم نحن في أقوى مراحلنا مع حلفائنا في فلسطين ومحور المقاومة».

 

أبو الغيط في بيروت الأسبوع المقبل

وكالة الانباء المركزية/26 حزيران/2022

علمت “المركزية” ان امين عام جامعة الدول العربية احمد ابو الغيط سيصل نهاية الشهر الجاري الى بيروت للمشاركة في اجتماع وزراء الخارجية العرب الدوري قبل القمة العربية التي تعقد في الجزائر في تشرين الاول المقبل. ويلبي ابو الغيط دعوة وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب، بما ان لبنان رئيس الدورة الحالية، لمجلس الوزراء العرب الذي  يجتمع مرتين في حزيران وايلول للتشاور. وسيبحث المجتمعون جدول اعمال قمة الجزائر، لاسيما موضوع مشاركة سوريا وعودتها الى مقعدها، في ظل اتجاه لئلا تعود لعدم توفر اجماع عربي في هذا الشأن.

 

 موظّفو الإدارة العامة: مستمرّون بالإضراب

 الوكالة الوطنية للإعلام/26 حزيران/2022

أعلنت الهيئة الإدارية لرابطة موظفي الإدارة العامة في بيان، الاستمرار في الاضراب المفتوح ودعت الى المشاركة في الاعتصام المركزي امام مرفأ بيروت الثلاثاء، وقالت: “اما وقد انقضى الأسبوع الثاني من الاضراب المفتوح بحزم وثبات من الموظفين المدافعين عن لقمة عيشهم، وللأسف لم نسمع الا تذمرا وتأففا وانزعاجا من قبل المعنيين بسبب الاضراب، بدلا من اللجوء الى معالجة اسبابه، ونحن في بداية اسبوعه الثالث نؤكد مطالبنا المحقة الواردة في بياناتنا السابقة، ونذكر من نسي اننا مظلومون ونسمع من لم يسمع بعد اننا مصممون على تحصيل حقوقنا”. كما شددت على الاستمرار في الإضراب المفتوح، دعت الى الاعتصام المركزي الذي سيقام امام مرفأ بيروت عند ال11 من قبل ضهر يوم الثلاثاء المقبل في 26 من الحالي، كما دعت كافة روابط وشرائح القطاع العام الى المشاركة الكثيفة، “كي نكون يدا واحدة للدفاع عن هذا القطاع وضمان استمراريته”.

 

ريفي: احترامنا لحقوق الإنسان مقدس… ولكن

وكالات/26 حزيران/2022

أكد النائب اللواء أشرف ريفي، في بيان، أن “احترامنا لحقوق الإنسان والحريات العامة، أمر مقدس ويجب الإلتزام به لحماية إستقرار وطننا ومجتمعنا، ولكن لا نقبل بأن يتجاوز ثقافة مجتمعنا وعاداته وتقاليده واحترام التزاماته وحماية تماسكه”. وأضاف: “لذلك، فإننا نرى أن الترويج للمثلية الجنسية، أمر لا يستقيم مع مبادىء مجتمعنا وتاريخه وعاداته، التي نعتبرها خارج المألوف دينيا ومدنيا واخلاقيا وأدبيا، وحالة يجب معالجتها لا تشريعها والترويج لها”. وتابع: “من هنا، فإننا نتعاطف مع مواقف جميع المرجعيات الدينية والمدنية وخاصة مواقف دار الفتوى وسماحة مفتي الجمهورية، التي اعترضت على الترويج الممنهج لهذا السلوك غير المقبول”.

 

“التيار”: نشجب كل أنواع القمع

وكالات/26 حزيران/2022

أكدت لجنة الإعلام والتواصل في حزب “التيار الوطني الحر” في بيان، “أن التيار ملتزم حماية حقوق الفرد والحريات الشخصية كجزء من إلتزامه الأوسع بشرعة حقوق الإنسان وسعيه الدؤوب لتأسيس الدولة المدنية القائمة على إحترام وحماية حرية الفرد بما يتكامل مع حرية المجتمع الاوسع”.

وشددت على أن “التيار يشجب كل أنواع القمع والإنتهاكات التي تتعارض مع قيمة الإنسان وكرامته”.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

الاتفاق النووي على طاولة مجموعة السبع

 وكالة فرانس برس/26 حزيران/2022

يبحث الرئيسان الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والمستشار الألماني أولاف شولتس خلال قمة مجموعة السبع في ألمانيا ملف التفاوض مع إيران حول برنامجها النووي، وفق ما أعلنت الرئاسة الفرنسية اليوم الأحد. وأشار قصر الإليزيه إلى أن “القضية ستطرح خلال عشاء” يقام الأحد حول السياسة الخارجية والمسائل الأمنية. وأوضحت الرئاسة الفرنسية أن “القضية ستطرح خلال لقاء رباعي أيضا، يُعقد صباح الثلاثاء”، في إشارة إلى لقاء مرتقب لقادة الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا. وتابعت الرئاسة الفرنسية “فرقنا كثّفت المحادثات” مع الإيرانيين. وتشمل المحادثات جوانب عدة لا سيما “نية وقف انتشار الأسلحة” النووية و”الأمن الإقليمي الذي لطالما اخذناه في الاعتبار” و”قضية النفط”، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل.وتهدف المفاوضات المعلّقة راهناً، الى إعادة واشنطن إلى الاتفاق ورفع عقوبات فرضتها على طهران بعد انسحابها، في مقابل عودة الأخيرة للامتثال لالتزاماتها النووية التي تراجعت عنها بعد الخطوة الأميركية.

 

وزير خارجية إيران يزور تركيا غداً بعد اتّهام إسرائيل طهران بالتحضير لهجمات

أنقرة: «الشرق الأوسط أونلاين»/26 حزيران/2022

يجري وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، غداً (الاثنين)، زيارة إلى أنقرة، بعدما وصفت طهران اتّهامات إسرائيل بالإعداد لهجمات ضد إسرائيليين في تركيا بأنها «سخيفة». وجاء في بيان للخارجية التركية أن أمير عبد اللهيان «سيزور تركيا» غداً، وسيعقد محادثات حول القضايا الثنائية والتطورات الإقليمية والدولية الراهنة. وتأتي الزيارة بعد أربعة أيام على توجيه وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد الذي من المقرر أن يتولى رئاسة حكومة تصريف الأعمال، الشكر لتركيا لإحباطها مخططاً لهجمات إيرانية يُشتبه بأنها كانت ستستهدف إسرائيليين في إسطنبول. والأسبوع الماضي، أوقفت السلطات التركية في إسطنبول ثمانية أشخاص، بينهم إيرانيون، للاشتباه بتحضيرهم هجمات ضدّ مواطنين إسرائيليين، بينهم سفير سابق قبل زيارة لبيد لأنقرة. وعقب محادثات أجراها لبيد في أنقرة الخميس لتسليط الضوء على تحسُّن العلاقات بين البلدين، أعرب عن «كامل التقدير للحكومة التركية لهذا العمل المهني والمنسق». والجمعة، نفت إيران صحّة اتّهامات إسرائيل واصفة إياها بأنها «لا أساس لها». وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده في بيان إن «هذه المزاعم التي لا أساس لها (...) سخيفة، وتندرج في إطار مؤامرة مخطَّط لها تهدف إلى تدمير العلاقات بين البلدين المسلمين». وفي 13 يونيو (حزيران)، دعا لبيد المواطنين الإسرائيليين إلى عدم التوجه لتركيا، في موازاة دعوته الموجودين فيها إلى مغادرتها «في أسرع وقت»، تحسباً لهجمات إيرانية.

 

قادة مجموعة السبع يؤكدون في بافاريا استمرار تكثيف الدعم لأوكرانيا

بايدن: بوتين راهن على تقسيم الغرب.. وجونسون لعدم التخلّي عن كييف

كييف، عواصم – وكالات/26 حزيران/2022

يعقد قادة دول مجموعة السّبع في قلعة إلماو بمقاطعة بافاريا بجنوب ألمانيا، قمة، بدأت أمس، في وقتٍ يعيش العالم أزمة بدءاً من الحرب في أوكرانيا مروراً بالمناخ وصولاً إلى الأمن الغذائي. ويلتقي قادة القوى العظمى وبينهم الرئيس الأميركي جو بايدن في جبال الألب البافاريّة لحضور القمّة السنويّة للدول الصناعيّة السبع الكبرى، (ألمانيا وكندا وفرنسا وإيطاليا واليابان وبريطانيا والولايات المتحدة). ونشر آلاف من رجال الشرطة لضمان أمن القمة التي تستمرّ حتّى الثلاثاء في مجمّع فاخر عند سفح الجبال. وسيكون استمرار الدعم لأوكرانيا التي دخل الهجوم الروسي على أراضيها شهره الخامس، في صلب اجتماع مجموعة السبع، وكذلك على رأس جدول أعمال قمّة لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ستُعقَد على مدى يومين في مدريد اعتبارا من 28 يونيو. وذكّر المستشار الألماني أولاف شولتس الذي تستضيف بلاده قمّة مجموعة السبع، هذا الأسبوع بأنّ دعم أوكرانيا سيتطلّب “مثابرةً لأنّنا ما زلنا بعيدين” عن حصول مفاوضات سلام بين كييف وموسكو. وعشية القمة، دعا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون قادة مجموعة السبع إلى عدم “التخلّي عن أوكرانيا”، محذّرًا من أيّ “تراخٍ” في دعم كييف. وأعلن عن مساعدات اقتصاديّة إضافيّة لكييف. وحذّر جونسون، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من “أي محاولة” للتوصل إلى “حلّ تفاوضي” الآن في أوكرانيا، سيؤدي إلى إطالة حالة “انعدام الاستقرار العالمي”، وفق ما أعلنت رئاسة الحكومة البريطانية. فيما استنكر رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل استغلال روسيا الغذاء كسلاح في حربها في أوكرانيا، وشدد على أن الكرملين “هو المسؤول الوحيد عن أزمة الغذاء العالمية التي تسبب معاناة للدول الأكثر فقرا وللأسر ذات الدخل المنخفض”. وقال قبيل انطلاق قمة مجموعة السبع إن الكرملين “يستخدم الغذاء كسلاح صامت في الحرب، وعلينا التصدي بقوة للدعاية الروسية بشأن أسعار المواد الغذائية والأسمدة.” فيما أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، أن دول مجموعة السبع “جي 7” تعتزم إعلان حظر استيراد الذهب الروسي خلال قمة المجموعة في بافاريا بجنوب ألمانيا. وذكر بايدن على تويتر أنه من الممكن بذلك حرمان روسيا من عشرات المليارات من الدولارات من عائدات هذه السلعة التصديرية المهمة. وقال بايدن، إن نظيره الروسي فلاديمير بوتين كان يأمل في أن “ينقسم” الغرب مع استمرار الغزو الروسي لأوكرانيا. بيد أن بايدن أشاد بالحلفاء الذين وقفوا متحدين في وجه الكرملين خلال الأشهر الأربعة من الحرب، وفرضوا عقوبات على روسيا بينما أرسلوا أسلحة إلى أوكرانيا. وفي معرض ترحيبه بالمستشار الألماني، أولاف شولتس، أشاد بايدن بنظيره لمساعدته في الحفاظ على الضغط المفروض على روسيا وحثه على الاستمرار في ذلك، وهي رسالة محورية في زيارة بايدن التي استمرت خمسة أيام للقاء الحلفاء في قمم بألمانيا وإسبانيا. كما قال بايدن “علينا أن نبقى معاً، لأن بوتين كان يعتمد منذ البداية على أن الناتو ومجموعة السبع سينقسمان بطريقة ما.. لكننا لم ولن نفعل ذلك”. وأضاف بايدن “لا يمكننا أن ندع هذا العدوان يأخذ شكله الذي يتخذه ويفلت به”.

 

بايدن: رهان بوتين على تفكك الناتو "وهم" وأشاد بالحلفاء الذين وقفوا متحدين في وجه الكرملين خلال الأشهر الأربعة من الحرب

دبي - العربية.نت، وكالات/26 حزيران/2022

قال الرئيس الأميركي، جو بايدن، إن نظيره الروسي فلاديمير بوتين كان يأمل في أن "ينقسم" الغرب مع استمرار الغزو الروسي لأوكرانيا. بيد أن بايدن أشاد بالحلفاء الذين وقفوا متحدين في وجه الكرملين خلال الأشهر الأربعة من الحرب، وفرضوا عقوبات على روسيا بينما أرسلوا أسلحة إلى أوكرانيا.

وفي معرض ترحيبه بالمستشار الألماني، أولاف شولتس، الأحد، أشاد بايدن بنظيره لمساعدته في الحفاظ على الضغط المفروض على روسيا وحثه على الاستمرار في ذلك، وهي رسالة محورية في زيارة بايدن التي استمرت خمسة أيام للقاء الحلفاء في قمم بألمانيا وإسبانيا. كما قال بايدن "علينا أن نبقى معاً، لأن بوتين كان يعتمد منذ البداية على أن الناتو ومجموعة السبع سينقسمان بطريقة ما.. لكننا لم ولن نفعل ذلك". وأضاف بايدن "لا يمكننا أن ندع هذا العدوان يأخذ شكله الذي يتخذه ويفلت به". واستقبل شولتس، الذي يستضيف قمة مجموعة السبع السنوية في جبال الألب البافارية، بايدن على شرفة تطل على ما وصفه الزعيم الأميركي بالمنظر "الرائع" للخضرة المورقة والقمم الشاهقة. ونسب بايدن الفضل إلى شولتس لمساعدته في قيادة الأوروبيين في مواجهة روسيا، قائلا إن استجابته الصارمة "كان لها تأثير كبير على بقية أوروبا للتحرك". واعتبر بايدن الأحد في ألمانيا أن الضربات الروسية الأخيرة على حيّ في كييف قريب من مصنع للأسلحة سبق أن استُهدف في الأسابيع الأخيرة، "همجيّة". وقال "إنها أيضًا همجيّتهم" في إشارة إلى الروس. وتعرض شولتس لانتقادات شديدة في الداخل بسبب مزاعم عن تردده بشأن نوعية الأسلحة التي ينبغي لأغنى دولة في أوروبا أن ترسلها إلى كييف في قتالها ضد القوات الروسية في شرق أوكرانيا. وقال شولتس "إنها رسالة قوية أننا تمكنا جميعا من البقاء متحدين وهو ما لم يتوقعه بوتين على الإطلاق". وفي السياق، طالب وزير الخارجية الأوكراني ديميترو كوليبا قادة مجموعة الدول السبع الكبرى باتخاذ قرارات فورية لفرض المزيد من العقوبات على روسيا. كما طالب أيضا دول المجموعة بتسريع تسليم الأسلحة الثقيلة للجيش الأوكراني.

جونسون يحذر ماكرون

وحذّر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الأحد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من "أي محاولة" للتوصل إلى "حلّ تفاوضي" الآن في أوكرانيا سيؤدي إلى إطالة حالة "انعدام الاستقرار العالمي"، وفق ما أعلنت رئاسة الحكومة البريطانية.وقال المتحدث باسم الحكومة إن الزعيمين توافقا أثناء لقاء على هامش قمة مجموعة السبع في ألمانيا، على أن الوقت الحالي هو "لحظة حساسة في تطوّر النزاع وأنه من الممكن قلب مسار الحرب".

 

الآلاف يتظاهرون في مدريد احتجاجاً على استضافتها قمة «الأطلسي»

مدريد: «الشرق الأوسط أونلاين»/26 حزيران/2022

تظاهر آلاف الأشخاص ظهر اليوم الأحد في وسط مدريد للمطالبة بالسلام وبحل «حلف شمال الأطلسي (ناتو)»، وذلك قبل يومين من افتتاح القمة المقبلة للحلف في العاصمة الإسبانية. وشارك في المسيرة؛ التي نظمت للتنديد بعقد الاجتماع المقبل لـ«حلف شمال الأطلسي» في مدريد في الفترة من 28 إلى 30 يونيو (حزيران) الحالي، ناشطون يساريون ومناهضون للرأسمالية والعولمة وخبراء بيئة ومدافعون عن حقوق المرأة وشيوعيون وكذلك حركات مثل «فرايديز فور فيوتشر» و«إكستنكشن ريبيليين»، في ظل انتشار كثيف للشرطة. ومن الشعارات التي رددها المتظاهرون: «لا للحرب... لا للناتو!» فيما حلقت مروحيات فوق المسيرة التي سلكت طريقاً رئيسية في العاصمة. وحملت لافتات كتب عليها: «اصنعوا السلام وليس الحرب» و:«أوقفوا الإنفاق العسكري... قدموا للمدارس والمستشفيات». وقال ديفيد لورينتي (45 عاماً) الذي يعمل في إحدى الجمعيات إنه أتى للاحتجاج على «(الناتو) الذي تم إنشاؤه خلال الحرب لخدمة الإمبريالية الأميركية، والذي ما زال موجوداً من دون أن يساهم في الحفاظ على السلام». وفي رأي هذا الناشط المناهض للرأسمالية، فإن الحلف «يروج للحرب وتجارة الأسلحة» فيما «تزيد السياسة الخارجية لإسبانيا من التكاليف العسكرية بدلاً من زيادة الإنفاق الاجتماعي والصحي».بالنسبة إلى فيرخينيا كاديث (74 عاماً) التي تقدم نفسها على أنها مناهضة للعسكرة، فإن هذا الاجتماع ليس إلا قمة «المال والسلاح والموت». وبحسب السلطات في مدريد، شارك 2200 شخص في المظاهرة، فيما لم يذكر المنظمون تقديراتهم لعدد المشاركين. وستخضع مدريد لإجراءات أمنية مشددة مع استضافتها قمة «الناتو» التي سيحضرها الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والمستشار الألماني أولاف شولتس، مع نشر 10 آلاف عنصر من القوى الأمنية. وتهيمن على هذه القمة مسألة التهديد الروسي وغزو أوكرانيا الذي بدأه الرئيس فلاديمير بوتين في 24 فبراير (شباط) الماضي.

 

هل سيتم تشكيل اتحاد أوروبي جديد؟

 وكالات/26 حزيران/2022

يبدو أن الدول الأوروبية بصدد تشكيل مجموعة سياسية أوروبية جديدة تضم الدول الراغبة في الانضمام للاتحاد الأوروبي وتلك التي لا ترغب وحتى تلك التي غادرت الاتحاد. فقد أعلنت الرئاسة الفرنسية، اليوم الأحد، أن رئيس وزراء بريطانيا، بوريس جونسون، أبدى “حماسا كبيرا” لمشروع كانت قد اقترحته فرنسا حول إنشاء مجموعة سياسية أوروبية ستتيح “إعادة إشراك” بريطانيا بأوروبا بعد “البريكست”. ووفقا للأنباء، فإن هذه الحماسة لهذا المشروع من جانب جونسون، جاءت عقب لقاء جمع جونسون والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على هامش قمة مجموعة السبع في بافاريا بألمانيا. وقال قصر الإليزيه، إن ماكرون شعر بأن جونسون أبدى “حماسًا كبيرًا” عندما تحدث عن المجموعة السياسية الأوروبية التي ستتيح “إعادة إشراك” بريطانيا بأوروبا، بحسب ما ذكرت فرانس برس. وخلال النقاش بين الرجلين، قال جونسون لماكرون إن “الفكرة خطرت له في العام 2016، ليردّ عليه الرئيس الفرنسي ممازحًا بأنه في هذه الحال سيمنحه “حقوق الملكية الفكرية”. وأضاف الإليزيه “هذا رائع. سيجعل من الممكن وجود نهج حكومي دولي بحيث نعيد إشراك البريطانيين ودول غرب البلقان”، وفقا للوكالة الفرنسية. وأشار الإليزيه إلى أن جونسون “يرغب في أن يكون هناك (مساحة) حيث يمكن فتح نقاش خارج الاتحاد الأوروبي”. وأضاف أنّ الاجتماع الأول للمجموعة السياسية الأوروبية على مستوى رؤساء الدول والحكومات سيُعقد في النصف الثاني من العام الجاري في ظل رئاسة تشيكيا للاتحاد الأوروبي. وبحسب فرانس برس، عرض ماكرون مشروع إنشاء “مجموعة أوروبية جديدة” في التاسع من أيّار الماضي أمام البرلمان الأوروبي وسط نقاش بشأن قبول انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي في ظل العملية العسكرية الروسية في تلك الدولة. ويستهدف هذا المشروع بالدرجة الأولى الدول التي تأمل في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وبشكل أساسي أوكرانيا ومولدوفا وجورجيا، كما يستهدف دول غربي البلقان، التي تنتظر دورها للانضمام منذ سنوات عدة مثل صربيا ومقدونيا الشمالية. ووفقا للوكالة الفرنسية، فإن المشروع يسعى أيضاً إلى جذب الدول الأوروبية التي لا ترغب في الانضمام إلى الاتحاد، مثل سويسرا والنرويج أو حتى بريطانيا التي غادرته مرخلا فيما بات يعرف بـ”بريكست”.

 

شولتس: وحدة الغرب إشارة واضحة لبوتين

 روسيا اليوم/26 حزيران/2022

اعتبر المستشار الألماني، أولاف شولتس، أن “الحفاظ على وحدة الغرب يعد إشارة واضحة للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين”. وكتب شولتس عبر صفحته على “تويتر” اليوم الأحد في تعليقه على لقائه الرئيس الأميركي جو بايدن في قصر إيلماو بألمانيا: “نبقى متحدين ونبقى معا. هذه هي إشارتنا الواضحة للرئيس بوتين”. ورحب المستشار الألماني بزيارة بايدن إلى ألمانيا. وتجري المفاوضات بين شولتس وبايدن في قصر إيلماو بالقرب من مدينة غارميش-بارتنكيرخن، عشية قمة رؤساء الدول والحكومات لمجموعة السبع الكبار التي ستستغرق 3 أيام.

 

بوتين يزور طاجيكستان وتركمانستان في أول رحلة للخارج منذ الغزو

لندن: «الشرق الأوسط أونلاين»/26 حزيران/2022

ذكر التلفزيون الرسمي الروسي، اليوم الأحد، أن الرئيس فلاديمير بوتين سيزور جمهوريتين سوفياتيتين سابقتين صغيرتين هذا الأسبوع فيما سيصبح أول رحلة معروفة له إلى الخارج منذ قراره غزو أوكرانيا. وأودى غزو أوكرانيا، الذي بدأ يوم 24 فبراير (شباط)، بحياة آلاف الأشخاص وتسبب في نزوح ملايين آخرين عن ديارهم ودفع الغرب إلى فرض عقوبات مالية قاسية على موسكو. ويقول بوتين إن العقوبات ستكون سببا في بناء علاقات تجارية أقوى مع دول أخرى مثل الصين والهند وإيران. وقال بافيل زاروبين، مراسل قناة «روسيا 1» التلفزيونية الرسمية إن بوتين سيزور طاجيكستان وتركمانستان ثم يجري محادثات بعد ذلك مع الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو في موسكو. وفي دوشنبه، عاصمة طاجيكستان، سيجتمع بوتين مع الرئيس إمام علي رحمن وهو حليف وثيق لروسيا وأكثر رئيس بقاء في الحكم لجمهورية سوفياتية سابقة. وقال زاروبين إن بوتين سيحضر في عشق آباد عاصمة تركمانستان قمة تضم زعماء الدول المطلة على بحر قزوين وهي أذربيجان وكازاخستان وإيران وتركمانستان. وكانت آخر رحلة معروفة لبوتين إلى الخارج زيارة لبكين في أوائل فبراير (شباط) حيث كشف هو والزعيم الصيني شي جينبينغ عن معاهدة صداقة «بلا حدود» قبل ساعات من حضورهما افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في العاصمة الصينية.

 

متطوعو «الفيلق الدولي للدفاع عن أوكرانيا» يتخلون عن مهامهم أحياناً

كراماتورسك (أوكرانيا): «الشرق الأوسط أونلاين»/26 حزيران/2022

يقول «بولاك» عن إخوته الغربيين في السلاح الذين يخدمون إلى جانبه في «الفيلق الدولي للدفاع عن أوكرانيا»، إنهم «قاتلوا في أفغانستان أو العراق، لكنهم ليسوا مستعدين» للمشاركة في المعارك. وكان بولاك يتحدث في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية داخل كافتيريا سوبرماركت في كراماتورسك في دونباس (شرق). وقررت وكالة الصحافة الفرنسية عدم الكشف عن جنسيته حفاظاً على سرية هويته. يقدر بولاك عدد الذين قدموا للقتال إلى جانب كييف للتصدي للغزو الروسي «ببضع مئات». ويقول هذا المتطوع الذي يخدم في «الفيلق الدولي للدفاع عن أوكرانيا» في شهادة نادرة من الداخل: «بصراحة؛ لدينا كثير من الجبناء». وأضاف: «في بعض الأحيان بعد المعارك الأولى، يقولون (لم نستعد لهذا) ويعودون إلى المنزل»، موضحاً أنه يغير مهمته باستمرار. ويتابع: «عينت أولاً مسعفاً مع أنني لست مسعفاً في الأصل». ويشير إلى أن «الفيلق» يتسم بالتنوع؛ إذ يضم «كنديين وجورجيين وكرواتاً» لم يدربوا على حرب المدفعية. وقال عسكري أميركي سابق متمركز حالياً في خاركيف: «إيلون ماسك إذا كنت تسمعني فنحن في حاجة إلى مساعدة»، متوجهاً إلى المدير العام لمجموعة «تسلا موتورز» الأميركية. وقتل هولندي وفرنسي وألماني وأسترالي في واحدة من المعارك؛ حسب «الفيلق الدولي» الذي لم يكشف تاريخ أو ملابسات وفاتهم. وأكدت روسيا مطلع يونيو (حزيران) الحالي أنها قتلت «مئات» المقاتلين الأجانب في أوكرانيا منذ بدء غزوها في 24 فبراير (شباط) الماضي، وأوقفت تدفق الوافدين الجدد. ويقول الناطق باسم هذه القوة؛ ليونيه داميان ماغرو (33 عاماً)، إن معظم هؤلاء المجندين جاءوا من دول أعضاء في «حلف شمال الأطلسي (ناتو)» وفوجئوا بشراسة المعارك. ويوضح: «أخبرني أميركي خاض 6 حروب بأن هذا كان أسوأ ما رآه»، مشيراً إلى «إطلاق صواريخ وقصف وتضاريس مختلفة جداً».ونتيجة لذلك، يعود ما بين 10 و30 في المائة من المتطوعين إلى الحياة المدنية بعيد دخولهم ساحة القتال؛ على حد قوله. ويتابع ماغرو أن «جميع المجندين تقريباً جنود سابقون؛ ثلثهم من دولة أنغلو - ساكسونية». واللغة الإنجليزية هي لغة التواصل. وفي المرتبة الثانية يأتي مواطنو دول أوروبا الوسطى والشرقية الذين تختلف دوافعهم أحياناً. ويضيف أن «الأميركيين يقاتلون من أجل الحرية والقيم الغربية، بينما يقول البولنديون إن الدفاع عن أوكرانيا هو أيضاً دفاع عن بلادهم». ورغم أنهم وقعوا جميعاً عقداً مع الجيش الأوكراني، فإنهم يبقون أحراراً في الرحيل في أي وقت. ويقول ميكا؛ وهو ألماني تحدثت إليه وكالة الصحافة الفرنسية في خاركيف: «أردت أن آتي إلى هنا عندما شاهدت الصور على التلفزيون». ويتابع: «بما أنني كنت في الجيش؛ فقد اعتقدت أنني أستطيع المساعدة. إذا لم نوقف المعتدي في أوكرانيا، فسيغزو الدولة تلو الأخرى». ويختلف وضعهم القانوني حسب بلدهم الأصلي. فبعضهم «يمكن أن يتعرض لملاحقة جنائية» بحسب ماغرو، في إيطاليا أو كوريا الجنوبية على سبيل المثال. وهو وضعه مختلف قليلاً. فقد عمل في شركة محاماة كبيرة لمدة عامين في كييف، وهو «جاهز للمشاركة عسكرياً»، والحرب هي التي أتت إليه. وبينما كان يتحدث لوكالة الصحافة الفرنسية باللغة الفرنسية مرتدياً بزة بألوان علم أوكرانيا، حيته مسنة في وسط الشارع في كييف. ويعلق بسرور: «نلقى تقديراً كبيراً من المدنيين الأوكرانيين الذين يقدمون لنا الطعام ويشكروننا على التزامنا». وفي صفوف «الفيلق» يبدو تمثيل النساء ضعيفاً. وفي «يوم المرأة»، تمكن أفراد من «الفيلق» من العثور على زهور وشوكولاته لنرويجية تعمل على الجبهة في إيربين. وهناك دجاجة انضمت إلى صفوفهم. ويوضح ماغرو: «نجت من قصف وبدأت تتعقب وحدة باتت تحملها معها في كل مكان».

 

قادة مجموعة السبع يسخرون من بوتين

قلعة إلمو: «الشرق الأوسط أونلاين»/26 حزيران/2022

سخر زعماء العالم من صورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كرجل قوي خلال اجتماعهم حول مأدبة غداء على هامش قمة مجموعة السبع في ألمانيا، اليوم (الأحد)، وتندّروا بالسؤال عمّا إذا كان عليهم أن يكتفوا بارتداء القمصان أو ربما ما هو أقل. وسأل رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون: «هل نُبقي السترات؟ هل نخلعها؟» فيما همّ بالجلوس إلى الطاولة في قلعة إلمو في بافاريا حيث يستضيف المستشار الألماني أولاف شولتس قمة مجموعة السبع. وناقش قادة بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، تلك المعضلة. واقترح رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أن ينتظروا الصورة الرسمية قبل أن ينزعوا ملابسهم لكنّ جونسون علّق ساخراً: «علينا أن نُظهر أننا أقوى من بوتين». ثم قال ترودو: «سنحصل على مشهد امتطاء فارس عاري الصدر حصاناً»، مشيراً إلى صورة بوتين الشهيرة التي التُقطت له عام 2009 وهو يركب حصاناً عاري الصدر. من جانبها، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إن «ركوب الحصان هو الأفضل»، من دون أن تعلّق على قضية الملابس تحديداً. ورد جونسون: «علينا أن نُظهر لهم عضلاتنا». وفي نهاية المطاف، وقف القادة مرتدين سترات لالتقاط الصور قبل أن يخرج الصحافيون من الغرفة تاركين الجدل حول الملابس خلف الأبواب المغلقة.

 

موسكو تعلن قصف مصنع «أرتيوم» للصواريخ في كييف

موسكو: «الشرق الأوسط أونلاين»/26 حزيران/2022

أعلنت روسيا أنها قصفت، اليوم الأحد، مصنعاً لإنتاج الصواريخ في العاصمة الأوكرانية كييف، نافية معلومات أفادت أنها استهدفت منطقة سكنية في العاصمة الأوكرانية. وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إن «الهدف كان مصنع أرتيوم للأسلحة بوصفه بنية تحتية عسكرية»، موضحة أن الأضرار التي لحقت بمبنى سكني مجاور سببها صاروخ أوكراني مضاد للطائرات. وكان سكان في العاصمة الأوكرانية، قد استيقظوا صباح اليوم على دوي ضربات روسية استهدفت مجمعاً سكنياً في حي يجاور مصنع أسلحة تعرض للقصف في الأسابيع الأخيرة، وذلك قبيل انعقاد قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو).

 

كييف تطالب مجموعة السبع بعقوبات «أكثر صرامة» على روسيا

كييف: «الشرق الأوسط أونلاين»/26 حزيران/2022

طالب وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا قادة مجموعة السبع «جي 7» المجتمعين في ألمانيا بفرض عقوبات أكثر صرامة على روسيا بعد تجدد الهجمات الصاروخية على كييف. وكتب كوليبا تغريدة أسفل صورة لفتاة محمولة على نقالة «هذه الفتاة التي تبلغ من العمر سبعة أعوام كانت تنام بسلام في كييف حتى ضرب صاروخ كروز روسي منزلها»، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية. وأظهرت الصورة عاملة إنقاذ ترتدي خوذة تمسك بيد الطفلة، وهي ممددة على النقالة فاقدة الوعي، يحملها رجال الإنقاذ. وبعد هجوم صاروخي استهدف مبنى سكنيا مؤلفا من تسعة طوابق في كييف صباح اليوم الأحد، قال كوليبا «يتعين على مجموعة جي 7 الرد بفرض مزيد من العقوبات على روسيا ونقل مزيد من الأسلحة الثقيلة لأوكرانيا. يجب هزيمة الإمبريالية الروسية المريضة».

 

روسيا تضرب مركزاً أوكرانياً للتدريب العسكري قرب حدود بولندا

موسكو «الشرق الأوسط أونلاين» /26 حزيران/2022

أعلنت روسيا، الأحد، أنها ضربت 3 مراكز للتدريب العسكري في شمال أوكرانيا وغربها؛ يقع أحدها على مقربة من الحدود البولندية، قبل أيام من قمة لـ«حلف شمال الأطلسي» الذي يضم وارسو بصفتها دولةً عضواً. وقالت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، إن هذه الضربات نُفذت «بأسلحة عالية الدقة للقوات الجوية الروسية وبصواريخ (كروز) من نوع (كاليبر)». ومن بين الأهداف مركز للتدريب العسكري تابع للقوات الأوكرانية ويقع في ستاريتشي بمنطقة لفيف على مسافة نحو 30 كيلومتراً من الحدود البولندية. وكانت وكالات أنباء روسية نقلت عن وزارة الدفاع في موسكو قولها اليوم (الأحد) إنها استخدمت أسلحة بالغة الدقة في قصف مراكز تدريب تابعة للجيش الأوكراني في مناطق تشيرنيهيف وجيتومير ولفيف الأوكرانية. وفي وقت سابق اليوم (الأحد) قالت أوكرانيا إن صواريخ روسية أصابت العاصمة كييف.

 

«أشبه بتشيرنوبل»... خاركيف الأوكرانية تتحول إلى مدينة أشباح بفعل الحرب

خاركيف: «الشرق الأوسط أونلاين»/26 حزيران/2022

تواجه مدينة خاركيف، شمال شرقي أوكرانيا، ضغوط القوات الروسية منذ بدء الهجوم، حيث تسقط الصواريخ مرة أخرى يومياً على وسط المدينة. وتحولت عدة شقق ومبانٍ في ثاني أكبر مدينة في البلاد إلى الرماد، مع استمرار القصف الذي بدأ في 24 فبراير (شباط) الماضي. فيما أصبحت بلدة سالتيفكا التي تقع في الشمال الشرقي من المدينة ما يشبه مدينة الأشباح، حسب ما أفادت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي». وذكر تقرير الهيئة أن آثار حروق سوداء تظهر من النوافذ أعلى المباني حيث سقطت قذائف، وتظهر آثار الدمار في طوابق مهدمة وثقوب دائرية في الأسطح، وتناثر ممتلكات شخصية بين الممرات. كما تنتشر بقايا الأسلحة والصواريخ في البلدة. ويقول سيرهي كريستيتش (44 سنة) وهو يغسل وجهه بالماء من زجاجة بلاستيكية، المقيم في المبنى رقم 80 في بلدة سالتيفكا في شمال شرقي مدينة خاركيف (شرق أوكرانيا)، «سالتيفكا مثل تشيرنوبيل الآن. بالطبع كان هناك إشعاع في تشيرنوبيل، لكنه لم يدمر. لكن كل شيء هنا دمر. من المستحيل العيش». ورغم الأوضاع الصعبة، لا يزال يوجد أشخاص يعيشون في سالتيفكا، في مبانٍ لا تحتوي على غاز أو ماء، فيما أعيد تشغيل الكهرباء في بعض المباني الأسبوع الماضي، وعاد عدد قليل من الناس من محطات المترو أو الملاجئ الأخرى. وقالت تمارا كونيفا، وهي متقاعدة تبلغ من العمر 70 عاماً تعيش في الطابق الأرضي من مبنى نصف مدمر في سالتيفكا، «كانت منطقة جميلة، وكانت هناك حديقة جميلة وكان هناك ضوء في الحديقة، ومقاعد ونافورة». وقالت: «الآن لم يبق شيء».

كان حي سالتيفكا موطناً لما بين 500 ألف إلى 800 ألف مواطن أوكراني قبل الحرب. وكانت بلدة سالتيفكا مشروعاً لضم الطبقة العاملة في الحقبة السوفياتية، وكان مخصصاً في البداية للعمال في الصناعة في المدينة وعائلاتهم. مع عدم توفر المرافق في شققهم، أنشأ بعض السكان الذين ما زالوا يعيشون في سالتيفكا مطابخ مؤقتة في الهواء الطلق، حيث يطبخون الطعام ويجلسون معاً. مرة واحدة يومياً، يشق متطوعون من منظمة «World Central Kitchen» الخيرية للأغذية طريقهم حول الحي ويوزعون وجباتهم في صناديق. قال ليون بتروسيان، المهندس البالغ من العمر 50 عاماً، «سالتيفكا هي صحراء الآن». وقال: «الناس الذين تركوا هنا ليس لديهم مكان آخر يذهبون إليه. إنهم محاصرون». ونقلت وكالة «رويترز» للأنباء صوراً لأعضاء فريق متخصص يعمل على نزع فتيل المتفجرات والقنابل والألغام التي سقطت على مبنى سكني ولم تنفجر في مارس (آذار) الماضي في حي سالتيفكا، مع استمرار الهجوم الروسي على أوكرانيا. وهناك مخاوف من عودة القوات الروسية إلى خاركيف. وقال فاديم دينيسينكو، مستشار وزير الداخلية الأوكراني، يوم الأحد الماضي، إن روسيا تحاول مرة أخرى «جعل خاركيف مدينة على خط المواجهة». حاول الروس الاستيلاء على خاركيف في الأيام الأولى من الغزو، وتحملت بلدة سالتيفكا وطأة الهجوم، ولكن تم دفع القوات الروسية في النهاية إلى الوراء، والخط الأمامي الآن يقع على بعد حوالي 12 ميلاً من وسط المدينة. لكن سالتيفكا لا يزال داخل نطاق المدفعية الروسية، وهو واقع أصبح من المستحيل تجاهله بسبب القصف اليومي. على حافة الحي، لا تزال هناك خنادق حفرها الأوكرانيون للدفاع عن المدينة، وقال السكان إن الحي الهادئ تحول إلى هدف للغزو الروسي.

 

بايدن يعتبر الضربات الروسية الأخيرة على كييف «همجية» ,أكد أن مجموعة السبع والحلف الأطلسي يجب «أن يبقيا معاً» ضد الحرب الروسية

برلين: «الشرق الأوسط أونلاين»/26 حزيران/2022

اعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن الأحد في ألمانيا أن الضربات الروسية الأخيرة على حيّ في كييف قريب من مصنع للأسلحة سبق أن استُهدف في الأسابيع الأخيرة، «همجيّة». وقال على هامش قمة مجموعة السبع في ألمانيا «إنها أيضًا همجيّتهم» في إشارة إلى الروس. كما أكد بايدن للمستشار الألماني أولاف شولتس أن الغرب يجب أن يبقى موحّداً في مواجهة الحرب الروسية على أوكرانيا. وقال بايدن لشولتس خلال لقاء قبيل قمة لمجموعة السبع في جبال الألب البافاريّة بألمانيا: «علينا أن نبقى معاً». واعتبر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان يأمل في أن «ينقسم حلف شمال الأطلسي ومجموعة السبع بطريقة ما». وأضاف: «لكنّنا لم نفعل ولن نفعل ذلك»، بحسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. يذكر أن بايدن وصل إلى قصر إلماو ليلة السبت/ الأحد، وتعد هذه الزيارة أول زيارة للرئيس الأميركي إلى ألمانيا منذ توليه السلطة في يناير (كانون الثاني)2021. يشار إلى أن قمة السبع بقصر إلماو تستمر حتى يوم الثلاثاء المقبل.

 

جونسون يحذر من كلفة «باهظة للغاية» لانتصار روسيا في أوكرانيا

لندن: «الشرق الأوسط أونلاين»/26 حزيران/2022

قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إنه لا بد لزعماء العالم أن يدركوا أن هناك ثمناً لدعم أوكرانيا، يشمل ارتفاع تكاليف الطاقة والغذاء، لكن عليهم أيضاً إدراك أن ثمن السماح لروسيا بالفوز سيكون أعلى بكثير. وفي حديثه ببداية قمة مجموعة السبع اليوم (الأحد)، قال جونسون إنه يتعين على الغرب الحفاظ على وحدته في مواجهة عدوان موسكو، بحسب ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء. وأضاف للصحافيين: «من أجل حماية هذه الوحدة ومن أجل إنجاحها، يجب أن تُجري مناقشات صادقة حقاً بشأن تداعيات ما يجري والضغوط التي يشعر بها الأصدقاء والشركاء». ومضى يقول: «لكن ثمن التراجع وثمن السماح (للرئيس الروسي فلاديمير) بوتين بالنجاح واقتطاع أجزاء كبيرة من أوكرانيا ومواصلة برنامجه للغزو سيكون أعلى بكثير. الجميع هنا يدرك ذلك». كما حذّر جونسون الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من «أي محاولة» للتوصل إلى «حلّ تفاوضي» الآن في أوكرانيا سيؤدي إلى إطالة حالة «انعدام الاستقرار العالمي»، وفق ما أعلنت رئاسة الحكومة البريطانية. وقال المتحدث باسم الحكومة إن الزعيمين توافقا أثناء لقاء على هامش قمة مجموعة السبع في ألمانيا، على أن الوقت الحالي هو «لحظة حساسة في تطوّر النزاع وأنه من الممكن قلب مسار الحرب».

 

القضاء التركي يأمر بحبس يوناني بتهمة التجسس

أنقرة: «الشرق الأوسط أونلاين»/26 حزيران/2022

أمر القضاء التركي بحبس رجل يوناني، بعدما تم إلقاء القبض عليه أمس بتهمة التجسس. ونقلت وكالة «الأناضول» التركية، عن بيان صادر اليوم (الأحد) عن مديرية الأمن في ولاية غازي عنتاب، جنوب تركيا، القول إنه تمت إحالة الموقوف المتهم بالتجسس إلى محكمة مناوبة، عقب إلقاء القبض عليه في عملية لجهاز الاستخبارات التركي، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية. وأمرت المحكمة بحبسه على ذمة التحقيق. وتقول مصادر أمنية تركية إن الشخص الموقوف كان يتصرف كرجل أعمال أثناء رحلاته إلى تركيا، وكان يمارس أنشطة تجسس تحت ستار التجارة. وتضيف المصادر أنه جمع معلومات عن القوات المسلحة التركية على الحدود، ونقلها إلى الاستخبارات اليونانية.

 

ولي العهد السعودي والكاظمي يبحثان تعزيز أمن المنطقة واستقرارها/ناقشا العلاقات الديبلوماسية بين الرياض وطهران وتبادلا وجهات النظر بشأن توطيد التعاون الثنائي

الرياض، بغداد، عواصم – وكالات/26 حزيران/2022

بحث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، في الديوان الملكي في قصر السلام بجدة ليل أول من أمس، العلاقات الثنائية وعدداً من المسائل التي تدعم تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة. وذكرت وكالة الأنباء السعودية “واس” أن الجانبين عقدا جلسة محادثات رسمية جرى خلالها استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين ومجالات التعاون المشترك، كما جرى خلال اللقاء تبادل وجهات النظر حول عدد من المسائل بما يسهم في دعم وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة. وشهدت المحادثات حضور مسؤولين بارزين عن الجانب السعودي كوزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، ووزير التجارة ماجد القصبي ونائب وزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان، ووزير الحرس الوطني الأمير عبد الله بن بندر بن عبد العزيز، إضافة إلى رئيس الاستخبارات العامة خالد الحميدان. فيما حضر من الجانب العراقي وزير الخارجية فؤاد حسين، ووكيل جهاز المخابرات الوطني ماجد علي حسين، ومدير المكتب الخاص لرئيس الوزراء أحمد نجاتي، ومستشار رئيس الوزراء لشؤون المراسم حسنين رشيد الشيخ. وعقب المحادثات، أدى الكاظمي مناسك العمرة أمس، حيث كان في استقباله لدى وصوله المسجد الحرام عددا من المسؤولين بالرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي والقوة الخاصة لأمن المسجد الحرام.

وكان رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي وصل إلى مدينة جدة ليل السبت في زيارة رسمية للسعودية أتبعها بأخرى لإيران. وكان في مقدمة مستقبلي الكاظمي لدى وصوله مطار الملك عبدالعزيز الدولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ووزير التجارة ماجد القصبي.

وكانت وكالة الأنباء العراقية “واع” أعلنت أن الكاظمي سيجري زيارة لكل من إيران والسعودية، ناقلة عن مصادر مطلعة إن “الكاظمي سيزور إيران والسعودية بصورة متعاقبة”، مشيرة إلى أن الزيارة تأتي في إطار المشاورات التي أجرتها السعودية وإيران في بغداد مؤخراً، لافتة إلى أن الكاظمي سيناقش خلال زيارته ملفات عديدة، من بينها العلاقات الديبلوماسية بين إيران والسعودية. على صعيد آخر، بحث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في جدة أمس، مع قائد الجيش الباكستاني قمر جاويد، العلاقات الثنائية خاصة في المجالات العسكرية وفرص تطويرها، وقلد ولي العهد السعودي، قائدَ الجيش الباكستاني، وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الممتازة؛ “تقديراً لجهوده المميزة في توطيد وتعزيز أواصر الصداقة والتعاون المشترك وتطوير العلاقات السعودية الباكستانية”. من جهة أخرى، يصل رئيس إندونيسيا رئيس مجموعة العشرين جوكو ويدودو إلى جدة غد الثلاثاء في زيارة رسمية للسعودية تستمر يومين.

وقال مصدر في السفارة الإندونيسية في الرياض إن ويدودو سيبحث مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، أجندة قمة مجموعة العشرين التي تستضيفها بلاده العام الجاري، وانعكاسات الحرب الروسية الأوكرانية وسبل إيجاد مخرج لأزمة الغذاء العالمية التي تفاقمت بسبب الحرب التي شلت الأسواق العالمية، مشيرا إلى أن زيارة الرئيس تؤكد قلق إندونيسيا حيال القضايا الإنسانية ومحاولتها الإسهام بحل أزمة الغذاء التي سببتها الحرب وتداعياتها. وأضاف أن محادثات القمة السعودية الإندونيسية ستتناول أيضا تطورات الملف النووي الإيراني والوضع على الساحة اليمنية، غلى جانب سبل توطيد الشراكة الاقتصادية بين البلدين في ضوء رؤية المملكة 2030، وتكثيف التعاون بين المملكة وإندونيسيا في المجالات السياسية والاقتصادية والتنسيق الثنائي في القضايا الإقليمية والدولية ودعم الجهود الرامية إلى تعزيز الأمن والسلم الدوليين.

 

ولي العهد السعودي يستقبل رئيس وزراء العراق

جدة: «الشرق الأوسط»/26 حزيران/2022

عقد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي اجتماعاً، أمس، مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في قصر السلام بجدة. واقام ولي العهد السعودي مراسم استقبال رسمية لرئيس الوزراء العراقي لدى وصوله إلى جدة. وكان الأمير محمد بن سلمان تقدم مستقبلي مصطفى الكاظمي بمطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة، حيث رحب بضيف بلاده وبمرافقيه في المملكة. كما كان في الاستقبال الدكتور ماجد القصبي وزير التجارة السعودي.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

إيران أمام 3 خيارات والكيانات الهشّة مثل لبنان ضحاياها... إلّا إذا!

فارس خشان/النهار العربي/26 حزيران/2022

تهجس القيادة الإيرانية بما سوف تعكسه سلباً عليها جولة الرئيس الأميركي جو بايدن في الشرق الأوسط، حيث يزور، بين الثالث عشر والسادس عشر من تموز (يوليو) المقبل كلّاً من إسرائيل والضفة الغربية والمملكة العربية السعودية التي تنظّم اجتماعاً خليجياً-عربياً، سوف يُشارك فيه.

ولا تجانب القراءة الإيرانية لانعكاسات جولة بايدن الواقع، إذ إنّ جميع المطّلعين على التحضيرات الناشطة في كواليس صناعة القرار يدركون أنّ العمل جار على قدم وساق من أجل وضع اللمسات الأخيرة على صياغة استراتيجية كاملة ومتكاملة لمواجهة إيران.

 ووفق السيناريوهات التي ترسمها القيادة الإيرانية فإنّ هذا التحالف سوف يضم مصر والأردن وتركيا والسعودية وإسرائيل، في ظلّ نشاط يهدف الى إقناع باكستان بالإنضمام إليه، لاحقاً.

 ولا تخرج إعادة تطبيع العلاقات بين السعودية وتركيا وإزالة الشوائب من العلاقات بين السعودية وباكستان وتزخيم التعاون بين السعودية ومصر والأردن، عن هذا السياق.

 وكان قد واكب كلّ ذلك تفعيل العلاقات بين مصر وإسرائيل اللتين أصبحتا، مؤخّراً، بالتضامن والتكافل، شريكتي الإتحاد الأوروبي "الغازيتين"، ورفد "إتفاقيات إبراهيم" بين إسرائيل من جهة والإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب، من جهة أخرى بترجمات مذهلة حيث اختلط التعاون الاقتصادي والتكنولوجي بالسياحي والأمني.

ولا يمكن، في هذا السياق، إغفال الأداة القانونية المهمة التي يعمل عليها الكونغرس الأميركي، من أجل إفساح المجال أمام الإدارة الأميركية، من أجل أن تكون شريكة فاعلة في هذا التحالف، لجهة دعم "القبّة الحديدية"، بعد إدخال التطويرات اللازمة عليها، لتشمل كلّ الدول التي يمكن أن تتهدّدها الصواريخ و"الدرونز" الإيرانية، سواء أكان مصدرها إيران أم الدول التي تأوي أذرع إيران.

 وكان وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس قد كشف عن أن إسرائيل والولايات المتحدة وحلفاء إقليميين أقاموا تحالفا دفاعيا جوياً وقال، خلال جلسة للكنيست إنّ "ما يسمى برنامج الدفاع الجوي للشرق الأوسط الذي تم تطويره العام الماضي، يعمل بالفعل لحماية إسرائيل وجيرانها من الهجمات بالصواريخ وصواريخ كروز والطائرات المسيرة". وذهب الملك الأردني عبد الله الثاني، في مقابلة تلفزيونية أجراها قبل يومين، أي غداة اجتماعه مع ولي العهد السعودي الأمير محمّد بن سلمان في عمان، إلى أبعد من ذلك إذ أعلن أنّ العمل جارٍ بغية تكوين "ناتو" خاص بالشرق الأوسط ".

 ويندرج هذا التوجّه الإستراتيجي، في سياق خطّة عمل ميدانية ضدّ إيران التي تعيش إحباطاً متزايداً بسبب النجاحات الظاهرة في اختراق تنظيماتها الأكثر سريّة والأكثر أهمية والأكثر فاعلية.

 وفي إيران وخارجها ثمّة من يظن أنّ هذه الخروق ما كانت ممكنة لولا "تحالف مخابراتي" واسع تتبنّى إسرائيل نتائج أعماله. وما إقالة رئيس جهاز استخبارات "الحرس الثوري الإيراني" حسين طائب، قبل أيّام قليلة، إلّا ترجمة مباشرة لهذا الإحباط. وثمّة توقّعات بأن تشهد المرحلة المقبلة رفعاً لمستويات الضغوط على إيران، في ظلّ عدم قدرة الصين على التخفيف من حدّتها باستيعابها الكميات السابقة من المواد النفطية التي كانت تستوردها من إيران، لأنّها باتت تستورد نسبة كبيرة من الفائض الروسي، بعد تراجع صادرات موسكو الى دول الإتحاد الأوروبي، نتيجة استراتيجة "الضغط المتبادل" الذي فتحه الغزو الروسي لأوكرانيا على مصراعيه. ويأتي كلّ ذلك، وسط وصول الأزمات المالية والإقتصادية والإجتماعية في إيران الى أكثر مستوياتها رداءةً، الأمر الذي ينعكس، بشكل يومي، وفي مجمل المحافظات، تظاهرات قطاعية وشعبية تنال من القيادة الإيرانية ورموز النظام، وفق وتيرة تُذكّر بالتمهيدات التي سبقت الإطاحة بالشاه.

ولكن، كيف سوف ترد إيران؟

 في الواقع، هناك مستويان من التفكير في إيران.

المستوى الأوّل تضغط لمصلحته شرائح واسعة من الشعب الإيراني بدعم سياسي وإعلامي كبيرين من "الإصلاحيين". ويطالب هؤلاء بأن تُسقط إيران مطلبها "المستحيل" الرامي الى شطب "الحرس الثوري الإيراني" عن قائمة التنظيمات الإرهابية الأميركية، والعودة فوراً الى "الاتفاق النووي".

 والتبريرات التي يوردها هؤلاء تقوم على أنّه من غير الجائز ربط المصالح الحيوية للشعب الإيراني الذي يعاني الأمرّين بمصلحة "الحرس الثوري الإيراني" الذي انتقل من موقع السخرية على قرار إدراجه في قائمة الإرهاب "لأن لا تأثير يُذكر له"، الى موقع اعتبار هذا القرار "خطراً كبيراً" لا بدّ من التراجع عنه. ويجد هؤلاء أنّ القيادة الإيرانية، بنهجها المتشدّد، لا تأخذ الإيرانيين الى التهلكة فحسب، بل تحوّل إيران، في نظر جيرانها، إلى دولة عدوّة بينما تجعل إسرائيل دولة صديقة للدول التي كانت تعتبرها عدوّاً لدوداً، أيضاً. وعلى هذه النوعيّة من الضغوط يُراهن مسؤول السياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الذي حطّ في طهران، أمس، لإنجاح مسعاه "المدعوم" الهادف الى ضخّ الحياة في المفاوضات المتعثّرة الهادفة الى إحياء "الاتفاق النووي".

 أمّا المستوى الثاني، فتعبّر عنه القيادة الإيرانية التي يدعمها "الحرس الثوري الإيراني".

وعلى هذا المستوى يعمل هؤلاء على بلورة خطّة مواجهة، تقوم على إعادة تصليب "محور الممانعة" في الشرق الأوسط، الأمر الذي يُفسّر وصول محاولات رأب الصدع بين حركة "حماس" والنظام السوري الى مستويات متقدّمة جداً، والكلام المتكرّر للأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله الذي استقبل في بيروت، يوم الخميس الماضي، رئيس المكتب السياسي لـ "حماس" إسماعيل هنيّة، عن أنّ أيّ حرب مقبلة مع إسرائيل لن تكون ثنائية بل ستكون جماعية، بحيث تشترك فيها كلّ قوى "محور الممانعة".

 وقد تمظهر الميل الى المواجهة بخطوات إيرانية كثيرة ومنها، على سبيل المثال لا الحصر: "تحرّش" ثلاثة قوارب إيرانية سريعة تابعة ل"الحرس الثوري الإيراني" بسفينتين عسكريتين أميريكيتين في مياه الخليج، ومحاولة استهداف سيّاح إسرائيليين في تركيا، والحديث الإيراني عن التفكير بإمكان الانسحاب من معاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية، في ظلّ إعلان طهران عن تعزيز تخصيب اليورانيوم في منشأة "فوردو"، والإيحاء الإيراني بالقدرة على "الردع المخابراتي" من خلال الحديث عن قيام أجهزتها الأمنية المختصة ب"عمليات سريّة".

وقد وضع المراقبون، في هذا السياق التصعيدي، إقدام "الحوثيين" في اليمن على ارتكاب عشرات الخروق للهدنة الأممية المعلنة، والهجومات الصاروخية المنسوبة الى ميليشيات إيرانية في العراق تستهدف حقول غازية تابعة لشركة "دانة" الإماراتية في شمال البلاد، واتّهام الجيش الإسرائيلي للجيش اللبناني وقوات "يونيفيل" في جنوب لبنان بغض النظر عن إقامة "حزب الله" مراكز مراقبة عدّة، في نقاط حدودية متقدّمة.

كلّ هذا يعني أنّ إيران أصبحت أمام ثلاثة خيارات: إمّا الذهاب الى عزلة شاملة، وهذا ما يُمكن أن يُحدث ثورة شعبية، بسبب النتائج الكارثية على الإيرانيين المنهكين، أو التنازل عن الشروط المستحيلة والعودة الى الاتفاق النووي، وفق الصيغة شبه النهائية التي كان المفاوضون قد توصّلوا إليها في فيينا وحملها بوريل الى طهران، أو الذهاب الى مواجهة يُمكن أن تؤذي دول المنطقة ولكنّها بالتأكيد سوف تنتهي الى هزيمة إيرانية كبرى. ومهما كان عليه الإتجاه الذي سوف تعتمده طهران، فإنّ الدول التي حوّلتها أذرع إيران الى كيانات هشّة، كما هي عليه حال لبنان، سوف تدفع الثمن غالياً، ليس لأنّها أعجز من أن تعود الى محيطها العربي الطبيعي الذي يُصلّب نفسه، فحسب بل لأنّها قاصرة حتى عن منع نفسها من أن تكون "متراساً" لمصلحة "الخطط اليائسة" ل"الحرس الثوري الإيراني"، أيضاً.

 

أيّ لبنان بعد صدور أحكام "محكمة الحريري"؟

ايلي قصيفي/اساس ميديا/26 حزيران/2022

لم يصدر عن حزب الله أي تعليق بشأن حكم المحكمة الخاصة بلبنان في 16 حزيران على عضوين فيه بالسجن مدى الحياة في قضية إغتيال الرئيس رفيق الحريري. بذلك يكون الحزب قد التزم بما أعلنه أمينه العام حسن نصرالله في 14 آب 2020 عن أنّ "القرار الذي سيصدر عن المحكمة  هو بالنسبة إلينا كأّنه لم يصدر (...) نعتبر أنفسنا غير معنيين به". وقتذاك كان نصرالله يستبق حكم المحكمة المقرّر بحقّ عضو ثالث في الحزب، والذي تمّ تأجيله بسبب الإنفجار في مرفأ بيروت، ثم صدر في 11 كانون الأول 2020 وقضى بسجن المتّهم إيّاه مدى الحياة.

صحيح أنّ حزب الله اتّهم المحكمة منذ إنشائها بالتسييس بالرغم من أنّه كان عضواً في جميع الحكومات التي أمّنت حصّة لبنان من تمويلها، والتي ضمّنت بيانها الوزاري فقرة عن المحكمة، وإن كان الحزب وحلفاؤه اشترطوا صياغة محددة لهذه الفقرة للقبول بها. لكن الصحيح أيضاً أنّ حزب الله لم يُثبت تسييس المحكمة. والمسألة هنا غير مرتبطة حصراً بالشق القانوني إذ أنّ أي جريمة سياسيّة هي غالباً ما تكون موقّعة لأنّها تأتي في سياق سياسي محدّد ولأهداف سياسية واضحة وهو ما أشارت إليه المحكمة بوضوح في 11 كانون الأوّل 2020؛ وهذا ما يوّلد حدساً عمومياً في تعيين الجناة، وبالتالي فإن تصديق تسييس المحكمة يحتاج إلى دلائل كبرى وإلّا فإنّ الناس تصدّق حدسها ناهيك عن دلائل المحكمة. 

نحن إذاً أمام جريمة سياسيّة استهدفت زعيماً لطائفة معينة وقد اتّهم باغتياله أشخاص ينتمون إلى حزب من طائفة أخرى، بل يشكّل حالة حزبية طائفية غير مسبوقة في تاريخ لبنان بالنظر إلى خلفيته العقائدية وديناميكيته التعبوية. وذلك يجعل من اغتيال الحريري اغتيالاً غير مسبوقٍ في تاريخ لبنان أيضاً، لا بالنظر إلى ثقل الرجل داخلياً وخارجياً وحسب، بل بالنظر أيضاً إلى معنى اغتياله في قاموس الإجتماع اللبناني. إذ لم يسبق أن اتّهم عناصر في حزب مكثّف طائفياً ويكاد يختزل التمثيل السياسي والإجتماعي والرمزي لطائفته باغتيال زعيم إستثنائي لطائفة كبرى.

فهل حزب الله غير معني حقّاً بأحكام المحكمة الخاصة بلبنان كما إدّعى نصرالله؟ لا أحد يستطيع الإجابة عن هذا السؤال إلّا حزب الله، ولعلّ جوابه، الذي يعدُّ معلوماً حتّى الآن، يحيل إلى نظرة حزب الله إلى لبنان كدولة وكمجتمع. ولذلك فإنّ وضوحه في التعامل مع قرارات المحكمة في جريمة بهذا الحجم، يفترض أن يستدعي وضوحاً في مخاصمته ومعارضته لا من منطلق طائفي وإنمّا من منطلق وطني بحت، باعتبار أنّ قرارات المحكمة الدولية تطرح القضية الوطنية اللبنانية لأوّل مرّة بهذا الوضوح لا منذ انتهاء الحرب الأهلية وإنمّا منذ استقلال لبنان.

والمسألة هنا ليست قانونية بحت، على أهميّة شقّها القانوني المتصّل بتحقيق العدالة. لكن حتّى تحقيق العدالة فهو ليس مفهوماً تقنياً مجرّداً، بل يحمل مضموناً سياسياً - إجتماعياً مرتبط بأصل العقد الإجتماعي الذي ينبني على فكرة العدالة بجميع مستوياتها. وهو ما يحيل إلى التبعات السياسية – الإجتماعية لقرارات المحكمة الدولية. وهي تبعات لا يمكن لحزب الله ألّا يكون معنياً بها إلّا إذا كان يتبنّى مشروعاً سياسياً "إنعزالياً" بكلّ معنى الكلمة، أي مشروع لا يسعى إلى الوصل الإجتماعي – الإقتصادي - السياسي بين اللبنانيين بل إلى الفصل بينهم. وفي المقابل فإنّ عدم طرح هذه القضيّة يشكّل أحد روافد التطبيع مع فكرة حتمية الفصل بين اللبنانيين وترجمة هذا الفصل اجتماعياً وسياسياً وحتّى دستورياً.

إذاك فإنّ تصرّف حزب الله مع قرارات المحكمة هو حتّى الآن تصرّفاً لا يأخذ في الاعتبار ارتداداتها الإجتماعية قبل السياسيّة على المدى البعيد، وتحديداً على وتائر العلاقات بين السنّة والشيعة. إذ أنّ الحزب بتجاهله إحكام المحكمة فهو إمّا يعتبر أنّ هذه الطريقة هي الأنسب لطيّ صفحتها، وإمّا أنّه لا يقيم أدنى حسابٍ لما قد يترتّب على هذه القرارات من تأثيرات عميقة في "الصيغة اللبنانية"، وهذا الأخطر.

لكأنّ الحزب بتصرّفه هذا يؤكّد أنّه حالة معزولة عن الاجتماع اللبناني بمعنى أنّه ليس مضطرّا للتقيّد بقواعد هذا الاجتماع التي تؤكّد بداهةً أنّه لا يمكن لأي طائفة أن "تعتدي" على طائفة أخرى أيّا يكن نوع هذا التعدّي. وهذه قواعد لا يمكن تجاوزها بحجّة أنّ الديناميكية التغييرية في البلد تفترض سلوكاً وأدبيات سياسية مختلفة، خصوصاً أن تجاوزها في حالة جريمة اغتيال رفيق الحريري التي لم ترهب ضحاياها المباشرين وحسب بل أرهبت الشعب اللبناني بوجه عام، كما أعلنت المحكمة، هو تجاوزٌ لفكرة العدالة نفسها؛ وإلّا تتحوّل هذه الديناميكية إلى موجة نخبوية شعبوية لا تطرح ولا تعالج المشكلات اللبنانية البنيوية بعمق وتخلق في المقابل صورة ضبابية عن لبنان الذي تطمح إليه.

عليه فإنّ سلوك الحزب حيال قرارات المحكمة الدولية هو انعكاس واضح لمسار السياسية في لبنان بعد الحرب بما هو مسار انطواء كلّ طائفة على نفسها، تماماً كما كانت عليه الحال خلال الحرب. والمفارقة أنّ رفيق الحريري كان يخوض في مسار مختلف لأنّ شرعيته الأساسية كانت متأتية من كونه رجل السلم والإعمار، وهي شرعية كانت تتطلّب سلوكاً مختلفاً عن زعماء الميليشيات الأهلية الذين ارتبطت أسماؤهم بخطوط تماس الحرب الأهلية وبوسط بيروت المدمّر.

طبعاً لا يمكن الظنّ للحظة أنّ الحزب يمكن أن يسمح بتعقّب جدّي للمحكومين باغتيال الحريري والذي تسبّب بمقتل 22 شخصاً آخرين، أو حتّى أن يصدر عنه أمرٌ مقنعٌ بخصوصهم. وهذه معضلة كبرى لأنّها تؤكّد أنّه لا أمل في إعادة إنتاج لبنان وفق فكرته الرئيسية بما هو وطن يجتمع فيه أفراد من طوائف وثقافات مختلفة على مصالح مشتركة وفق صيغة سياسيّة قابلة للتطوّر وتجاوز أعطابها. فإذا بهذه الأعطاب تكثر وتتفاقم ويصعب حلّها، ولاسيّما عطب الإختلالات بين الجماعات الطائفية، وقد شكّل اغتيال الحريري منذ العام 2005 أقوى صورها وأشدّها خطورة. وبالرغم من ذلك فإنّ حزباً طائفياً كبيراً يتصرّف حيال هذا العطب كأنّه مسألة عابرة يمكن تجاوزها، لكن هذا التجاوز بالشكل الذي يأخذه ليس تجاوزاً للعطب بمقدار ما هو تجاوزٌ للبنان "وطن نهائي لجميع أبنائه، واحد أرضاً وشعباً ومؤسسات" كما تنصّ مقدمّة الدستور.

والمفارقة أيضاً أنّ الطائفة السنيّة التي كانت تاريخياً صاحبة مقولة "لا غالب ولا مغلوب"، ما فتئت منذ لحظة اغتيال الحريري الطائفة المغلوبة، فهل من غلبة أشدّ من اغتيال رفيق الحريري، وهل من غلبة أشدّ من إنكار حكم المحكمة الخاصة باغتياله؟ ساعتذاك تصبح الغلبة على رئيس الحكومة السنّي تحصيلاً حاصلاً، أو أخفّ "التغلّبات الوطنية"!

 

حارث سليمان يكتب لـ«جنوبية»: شهر العسل الاميركي الايراني.. نهاية أم افاق جديدة؟

حارث سليمان/جنوبية/في 26 يونيو، 2022

تستعد دول الشرق الأوسط لإستقبال الرئيس الأميركي جوزيف بايدن، في جولة ستشمل زيارة كيان العدو الإسرائيلي ورئيس السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة في رام الله، كما ستشملُ مصرَ والأردن والامارات العربية، وستتوج بانعقاد قمة عربية اميركية تستضيفها المملكة العربية السعودية، ويتقدم صفوف الحاضرين فيها الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، ويكتسب الحدث الإقليمي المنتظر أهميته البالغة، من عدة إعتبارات وتطورات مفصلية طبعت العلاقة الأميركية الخليجية عامة، والأميركية السعودية خاصة، منذ عهد الرئيس أوباما وتوقيع الإتفاق النووي الإيراني بين إيرانَ ودول الغرب سنة ٢٠١٥. وتشكل هذه الزيارة والقمة التي ستنعقد تتويجا لها، نهاية مرحلة سابقة، سادت فيها العلاقات الخليجية الاميركية الكثيرُ من الخلافات والتباينات والسياسات المتناقضة، بل الانفصال بالخيارات الاستراتيجية حول الأزمات والملفات الاقليمية والدولية، فمنذ أحداث الحادي عشر من أيلول نما داخل النخبة الأميركية وصانعي السياسات والاعلام فيها، إتجاه لا يكتفي بتجريم القاعدة ومشتقاتها الإسلامية في التنظيم والعقيدة، بتهمة الإرهاب واعتماد الإسلام الجهادي السلفي، بل كان هذا الإتجاهُ يُحمِّلُ دول الخليج وهيكلياتها الدولتية ومؤسساتها الدينية ومناهج الثقافة والتربية فيها، يُحَمِّلُها مسؤوليةَ نشوءِ الجماعاتِ الجهاديةِ المُسلَّحةِ، كما يُوَجِّهُ لوما متفاوتا لآليات التمويل والزكاة والصدقات الاسلامية، التي تتسرب لجماعات الجهاد والارهاب الاسلامية.

وتعاظمت نظرة الشك الاميركي  بدول الخليج، ووصلت درجةً من العداءِ المضمر مع ما عرف ب “عقيدة اوباما”، الذي جاهر بعدم تعاطفه مع دول الخليج وانظمتها والعرب بشكل عام، واصفا اياهم بالتخلف والعجز ومعيِّرا دولهم، بانها عبء دائم يحتاج الى حماية، ونتيجة لهذه العقيدة اتبع اوباما سياسة اقليمية شرق اوسطية، تنطلق من اعتبار أنِّ ايران كشعب عريق ودولة حية،  قادرة على التقدم والانجاز والنمو، إذا ما تمَّ إستيعابها واستدراجِها داخل السوق الرأسمالية العالمية، مُعَوِّلا أن يكونَ الاتفاقُ النووي مع ايرانَ، نقطةَ تحوِّلٍ داخلي ايراني، يفتح ايران امام العالم المعاصر، ويُمَكِّنُ قوى السوق ورجال الأعمال والنخب العلمية في ايران والقطاعات المنتجة، من كسر سطوة رجال الدين والانخراط في آليات العولمة الاقتصادية ولعبة الرأسمال العالمي.

لم تجر الاحداثُ في الشرق الاوسط طِبْقاً لأحلامِ أوباما، ولا باتجاهِ تَوَقُعاتِه، فقد استعملت إيران إتفاقَها النووي للإفراج عن ودائعها المحجوزة في دول الغرب، وحصلت على ما يقارب ١١٢ مليار دولار$ ، بعضها تم شحنه بحقائبَ ضخمة على طائرات اميركية، وبدل أن تفتح أسواقها للإنتاج والنمو والصناعات الجديدة وتطوير قطاعاتها الاقتصادية والبترولية المختلفة، بما يؤهل قيام بيئة للأعمال والاستثمار، تشكل منصة للتغيير السياسي وفكفكة لسيطرة رجال الدين، لجأ المرشد السيد الخامنئي ومن ورائه الحرس الثوري الايراني، الى أمرين خطيرين؛ الأول على مستوى الداخل الايراني بتعزيز سيطرة الحرس على القطاعات الاقتصادية الإيرانية الناشئة، وحسم الصراع مع الجناح الإصلاحي في النظام، لصالح المتشددين المحافظين، والثاني خارجي باستعمال التدفقات المالية الجديدة في توسيع التمدد الايراني، وتفعيل سطوة الحرس وتمويل عملياته الخارجية في لبنان وسورية وفلسطين والعراق واليمن وافغانستان.  وكان من نتائج سياسة الرئيس ترامب بالخروج من الاتفاق والغائه، من طرف واحد، ان بالغ الايرانيون في اجراءات تخصيب اليورانيوم وتطوير برنامجهم الباليستي، وتوسيع حروبهم في دول الجوار العربي والاسلامي. نجح ترامب في تشديد العقوبات الاقتصادية على ايران، ومنعها من تصدير نفطها الخام او مبادلته بالوقود او باي سلعة اخرى، وتلقت دول الخليج ردات فعل الانتقام الايراني، على العقوبات الاميركية تصعيدا في اليمن والعراق، فقامت ايران واذرعتها بقصف ناقلات ومنشآت النفط السعودية وموانئ ومطارات مدنية في كل من دبي وجدة والرياض. فانعكس التصعيد الاميركي على ايران، تصعيدا ايرانيا على دول الخليج، التي شعرت بانكشاف امنها الوطني، وبزعزعة استقرار مجتمعاتها وتهديد منشأتها  ومواردها الاقتصادية، خاصة بعد امتناع اميركا عن تقديم حماية لها، فلجأ العديد من دولها صاغرة لتوقيع ما دعي ” بسلام إبراهيم”  وبقبول صفقة القرن التي فرضتها ادارة ترامب، كتصفية شاملة لحقوق الشعب الفلسطيني، والتفريط بالقدس، بعد نقل السفارة الاميركية اليها.

كان الجذع الخليجي من ايران مبالغ به، وغير مبرر، كما كانت الآمال الخليجية على دور اسرائيلي في مواجهة ايران مبالغ فيه ايضا، فلم تكن ايران بقادرة على مهاجمة دول الخليج بحرب مفتوحة ومباشرة تنتصر فيها، ولا كانت اسرائيل مستعدة او راغبة بالقيام بحماية دول الخليج من اي هجوم ايراني عليها، لذلك فان القفز الى التطبيع مع اسرائيل كان قفزة في المجهول دون مبرر، كما كان القبول بصفقة القرن تنكرا لشعب فلسطين وحقوقه المشروعة، دون مقابل ودون اضطرار، فيما بقيت السعودية على رباطة جأشها متمسكة بالتزاماتها وثوابتها العربية والاسلامية. مع عودة الادارة الديموقراطية الى البيت الابيض، وانتخاب بايدن وعودة التفاوض لإحياء الملف النووي الايراني، اتخذت الخلافات الاميركية العربية بعدا اوسع مدى وأشد خطورة، فقد ذهبت دول الخليج الى الانفتاح على صداقات وتحالفات اخرى غير تحالفاتها التاريخية الاميركية.

لذلك عززت الامارات والمملكة السعودية من علاقاتها الاقتصادية والعسكرية مع فرنسا، وقامت بشراء اسلحة وذخائر فرنسية كما تلقت دعما استخباريا ولوجستيا فرنسيا لحرب السعودية في اليمن، إضافة الى صياغة شراكة فرنسية_ سعودية في ملفات شرق اوسطية كان لبنان واحد منها، كما تحركت كل من الامارات والسعودية صوب الصين، لعقد اتفاقيات شراكة اقتصادية استراتيجية معها، والى التعامل ايجابا مع الاستراتيجية الصينية القائمة على مبادرة الحزام والطريق، وتم توقيع عقود طويلة الامد لإمداد الصين بالنفط السعودي والإماراتي، وشهدت العلاقات الروسية الخليجية مرحلة من التعاون والشراكة والانفتاح لم يجر مثيلا لها فيما مضى، وظهر جليا التحالف الروسي الخليجي في منظمة اوبك بلاس، التي تضم الدول اوبك المصدرة للنفط اضافة الى روسيا، وقد ادى التنسيق السعودي الروسي في موضوع سقف انتاج دول اوبك واوبك بلاس، وسياسة الحفاظ على سعر مرتفع لبرميل النفط الى احراج ادارة بايدن واخراجها من وقارها.

كان الهجوم الروسي لاجتياح اوكرانيا مناسبة لإعادة خلط الملفات الدولية بالملفات الاقليمية، فبعد ان يممت اميركا وجهها صوب الباسفيك لتواجه الصين هناك، معتبرة منطقة الشرق الاوسط منطقة لا اهمية استراتيجية لها، خلقت الحرب الروسية الاوكرانية، وعودة الحرب الباردة بين الشرق والغرب ازمة طاقة عالمية، تمثلت بارتفاع سعر برميل النفط الى حدود ١٢٠ $ ، وهو امر رفع معدلات التضخم في اقتصادات الغرب بين ٥%  و٨%، وانعكس ارتفاعا في نسبة الفوائد على رؤوس الاموال في البنوك، مما يهدد النمو وإمكانية خلق فرص عمل جديدة، واضيفت الى ذلك نتائج العقوبات الغربية على موسكو، التي هدفت الى تقليص الواردات الروسية الى اوروبا من الغاز والنفط على السواء، ثم تطورت الازمة لتتسبب بانقطاع الغاز الروسي عن المانيا بشكل تام وفجائي!

في المحصلة العملية وجدت أميركا ومعها دول اوروبا، انه لا بديل عن الخليج العربي من اجل تأمين النفط للاقتصادات الغربية، ولا بديل للغاز الروسي سوى الغاز القطري والجزائري راهنا، وغاز شرق البحر الابيض المتوسط من اسرائيل ومصر خلال مدة وجيزة، اذا ما استمرت الحرب الروسية الاوكرانية واشتد اوارها. يضاف الى ما تقدم أن بايدن وحزبه الديموقراطي يتهيآن لخوض انتخابات نصفية، لمجلسي الشيوخ والنواب في الخريف القادم، وان ارتفاع اسعار النفط في السوق الاميركية، ستجعل خسارتهما متحققة وحتمية، لا يوجد مصدر في العالم قادر اليوم وبشكل فوري على زيادة انتاجه اليومي من النفط، بين ٢ و٣  مليون برميل في السوق العالمية سوى السعودية والامارات، ان قيام الامارات والمملكة السعودية بهذا الامر، سيؤدي ليس الى وقف ارتفاع سعر البرميل، بل الى تخفيضه بشكل عاجل وملموس الى حدود ٨٥ $ للبرميل، وهو امر سيجعل من العقوبات الغربية على بوتين امرا ذات جدوى،  وسيخنق الاقتصاد الروسي، الذي نجح لتاريخه بمواجهة العقوبات وتخفيف اثارها، كما سيشكل اغلى هدية يمكن ان يقدمها محمد بن زايد ومحمد بن سلمان لبايدن وحزبه في الانتخابات الاميركية المنتظرة! فما هي الاثمان التي على اميركا دفعها مقابل هذا الانجاز العالمي بقرار سعودي اماراتي!؟ أول الاثمان نهاية شهر العسل الايراني الاميركي، مع ما يستتبع ذلك من تقليص نفوذ ايران في اليمن والعراق وسورية ولبنان وفلسطين. وثاني الاثمان هو سعي جدي لقيام دولة فلسطين ضمن المبادرة العربية وحل الدولتين، واسقاط صفقة القرن بكل اشكالها.  العالم يعيد الاعتبار لموقف عربي حازم فهل نفعل؟! وهل يستعيد العرب وزنهم بين الامم، دون ان نخدع بوعود جوفاء، ودون ان نقدم هدايا دون مقابل!

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها
الحلقة الثانية من مذكرات رئيس الوزراء اللبناني الراحل صائب سلام : الأميركيون أمنوا حماية أبو عمّار يوم خروجه من بيروت

وتفاصيل «القصف المجنون» على العاصمة اللبنانية في صيف 1982 ومساعي إنهاء الحرب

بيروت: «الشرق الأوسط»/26 حزيران/2022

http://eliasbejjaninews.com/archives/109635/%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%84%d9%82%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ab%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d9%85%d8%b0%d9%83%d8%b1%d8%a7%d8%aa-%d8%b1%d8%a6%d9%8a%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d9%88%d8%b2%d8%b1%d8%a7%d8%a1/

في هذه الحلقة الثانية من مذكرات رئيس الحكومة اللبناني الراحل، صائب سلام، يتناول تفاصيل الفترة الصعبة التي عاشتها بيروت ومعظم مناطق لبنان، خلال الغزو الإسرائيلي في صيف 1982. ويقول إنه كان يشعر وهو تحت قصف المدافع وغارات الطائرات، وكأن «أبواب جهنم قد فُتحت على بيروت».

ويتحدث سلام عن المحاولات والاتصالات التي أجراها مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وقادة المقاومة الذين كانوا يعيشون في بيروت، وأبرزهم: أبو إياد، وأبو جهاد، وهاني الحسن، إلى جانب القادة اللبنانيين الذين لعبوا دوراً في تلك المرحلة، وخصوصاً رئيس الجمهورية إلياس سركيس، وبشير الجميل الذي كان يقود «القوات اللبنانية»، وانتخب فيما بعد رئيساً للجمهورية، واغتيل قبل أن يتولى منصبه، إضافة إلى اتصالات سلام مع المبعوث الأميركي إلى لبنان في تلك الفترة، السفير فيليب حبيب، الذي كان يتولى ترتيب محاولات وقف إطلاق النار تمهيداً لخروج المقاومة الفلسطينية من لبنان.

وتصدر المذكرات في ثلاثة أجزاء عن دار نشر «هاشيت أنطوان»، وستكون متوفرة في مكتبات لبنان بدءاً من 28 يونيو (حزيران)، وعلى موقع «أنطوان أونلاين».

- قصف الإسرائيليين لبيروت

كان ذلك ليلة الثلاثاء، في 22 يونيو 1982. في هذه الليلة لم ننم، وكلّ أهل بيروت لم يذوقوا طعم النوم من القصف المتواصل. منذ الصباح، حاولت معالجة ذلك. اتّصلت بالرئيس الوزّان فحضر إليّ، ثمّ حضر هاني الحسن، وكانت النتيجة... «هيئة الإنقاذ الوطنية» المؤلفة من الرئيس الوزّان وبرّي وجنبلاط. ثمّ قرّرت الاجتماع بـ«المقاومة الفلسطينية» اليوم للبحث معهم في ترتيب الأمور.

كلّمتُ السفير فيليب حبيب، فوجدته عند رئيس الجمهورية إلياس سركيس، فكلمت رئيس الجمهورية أيضاً، ووعد حبيب بأن يبذل جهده لوقف إطلاق النار. كلّمني السفير حبيب من دارة السفارة الأميركية في اليرزة مرّة أخرى، وطلب أن يقابلني، فذهبت إليه وقابلته، وحال ما أبلغته ما يحصل، قال لي إنّه هو أيضاً لم ينم الليل، وإنّه ليس بحاجة لشاهد، فقد رأى القذائف والقصف يتّصل من قبل الفلسطينيين ومن لفّ لفّهم، وقد بلغت حوالي أربعين قذيفة قبل أن يردّ عليهم الإسرائيليون من البحر والبرّ. وكان السفير موريس درايبر يكتب ملاحظات فيما نبحث فيه. ثمّ اتّصل بواشنطن ليوقف إطلاق النار، ويوقف أيضاً الزحف الإسرائيلي من خلدة إلى بيروت؛ لأن الفلسطينيين كانوا قد أبلغوني صباحاً أنّ القصف الفلسطيني كان سببه التقدّم الإسرائيلي نحو بيروت، ومع هذا فقد أبرق لواشنطن بإيقاف الزحف وأنا عنده.

دبابة إسرائيلية في جنوب لبنان خلال الغزو (غيتي)

ثمّ كلمني أبو عمّار الذي كان قد حضر إلى منزلي، حين كان «التجمّع الإسلامي» منعقداً، وكان يتكلم بصورة غير معقولة، جنونية: «إنني محاصَر، سأضرب يميناً شمالاً جنوباً، شيوخاً أطفالاً نساءً، على جونية، على البلد، على الجميع، على الإسرائيليين... لن نموت هكذا، لن نموت». حاولت كثيراً أن أكلمه، أن أهدّئ من روعه؛ لكنه لم يسمع منّي كلمة، ثمّ حاولت ثانية قائلاً له: «إن السفير حبيب يسعى جادّاً لإيقاف التقدّم الإسرائيلي»، فأجاب: «سيأخذون المطار، سيُنزلون الدبابات بالهليكوبتر، سيزحفون علينا ونحن لن نموت، سنقاتل!».

مضت عليّ أيّام وأنا أعلن وأردّد، حتى للصحف الأجنبية وللمراسلين الأجانب الذي يتوافدون عليّ بالعشرات، لأعطي الصورة للخارج بأنّ الفلسطينيين قد قاتلوا قتالاً مجيداً من الحدود إلى بيروت، ومن حقهم ألا يموتوا إلا مقاتلين، وأنّهم في بيروت سوف يقاتلون من حي إلى حي ومن شارع إلى شارع، من بيت إلى بيت، وهذا ما كنت أفهمته لحبيب أيضاً، بأنّنا لا نريد أن نوصلهم إلى هذا المأزق. حبيب يلحّ وأنا ألحّ معه منذ مدّة على أنْ ينزل الجيش اللبناني إلى بيروت بالاتفاق مع الفلسطينيين، فمن دون الاتفاق مع الفلسطينيين، لا يمكن أن ينزل الجيش ويضمن ألا يحصل تصادم بينه وبين المسلحين، وخصوصاً الفلسطينيين. وكان أبو عمّار يرفض هذا، ويطلب أن ينسحب الجيش الإسرائيلي إلى أبعد من 7 كيلومترات، وهو يصرّ ويقول إنّه كان قد أبلغ هذا لجوني عبده، وإنّه ليس في مقدور حبيب تحقيق ما قاله لي بأن يعيد الإسرائيليين إلى الوراء، ولكن بإمكانه أن يوقفهم حيث هم، إذا توقف إطلاق النار، وهو يريد ذلك فعلاً حتى يكون الجيش اللبناني هو متسلّم الأمن في بيروت، ولا تكون هناك حجّة للأميركان تجاه الإسرائيليين، فهم إذا ضربوا بيروت أو اقتحموها، فإنّهم يقتحمون الشرعية من خلال جيشها؛ لكن أبو عمّار كان يقبل مبدئياً نزول هذا الجيش ولا يسهّل ذلك عملياً، وهذا ما سيكون موضع بحث بينه وبين اللجنة الأمنيّة.

مع الأسف، بعض المسلّحين اللبنانيين ومن وراءهم الذين عاشوا على التخريب منذ سنوات، لا يفيدهم أن نأتي اليوم بأي حلول، وها هي البلاد كلها ترى ما أسعى إليه جاهداً منذ أسابيع، في الأيّام والليالي، مع هذا وذلك، مع رئيس الجمهورية، مع حبيب، مع أبو عمّار الذي يزورني مرّتين في اليوم تقريباً، وهم جميعاً يقدّرون ذلك، إلا أنّ هذا التقدير يصبح عكسه عند بعض الفصائل المسلحة من أمثال «المرابطون» وأمثال فلول «الحركة الوطنية» الذين يحرّضون، وقد صرّحوا -كما أفادتني رسالة من سركيس نعوم، المحرّر في «النهار»- بـ«أنّنا لن نسامح بعد سبع سنوات تسميتهم جهادنا تخريباً، وبأن يأتي صائب سلام ليأخذ وجاهة حلّال المسائل». بناءً على ذلك، سيعملون على «خردقة الداخل»، أي صفوف «التجمّع الإسلامي» الذي بقي فيه فلول ممن اعتمد عليهم، مثل تقي الدين الصلح، وهو من أصحاب التعقّل والرويّة، وها هم اليوم يلتفّون حوله كثيراً ويثيرون عنده حساسيات محاولين أن يفرطوا التجمّع.

أنا أعرف كلّ ذلك، ولكنّي أحاول كثيراً أن أتجاهل، محاولاً أن أبقي هذا التجمّع قائماً. وحين اتّصل سماحة المفتي حسن خالد، طلبت منه أن يداري الموضوع، وهو يشعر بما يقع على بيروت من ضير ومن خشية على تهديمها على رؤوسنا جميعاً، أطفالاً وشيوخاً ونساءً. وبعد البحث معه، اقترح أن يدعو البعض مع أبو عمّار والوزّان وجنبلاط. قلت له إنّني أفضّل ألا يُضمّ جنبلاط لأسباب، منها أنّه أتاني مَن يخبرني أنّه قال إن اليوم يوم التشفّي من الفلسطينيين؛ لأنهم ضربوا والده من قبل سنة 1977، يوم دخل السوريون، وهم اليوم يضربونه أيضاً فيما يقومون به في الشوف، وهو نفسه لم يأتِ من المختارة للانضمام إلى «هيئة الإنقاذ» إلا بعد مساعٍ جبارة، وقد اجتمع بها مرّتين، وفي كلّ مرّة كان يخرج من عندي ويتظاهر بأنّه تعقّل وأنّه فهم ما أردّده له بأنّنا جميعاً وراءك نؤيّدك... إلا أنّ جوابه يكون: «أنا لا أتحمّل مسؤولية»، وهو جواب مراوغ لأنّه يريد أن يوقع بهم.

وقد أخبرني أحد المراسلين الأجانب في «الكومودور»، وقد بلغوا في تجمّعهم هناك ما يفوق المائتين عدّاً، أنّ جنبلاط جاءهم فجأة إلى فندقهم بحجّة أنّه يريد أن يعيش هناك. هم يعتبرون ذلك حجّة، فهو جاء فقط ليقول لهم إنّه لا يوافق على ما يحصل، وإنّ أميركا متضامنة مع إسرائيل، وإنّ الإسرائيليين يريدون أن يضربوا. وهو يريد بذلك أن يزايد على المساعي الخيّرة، حتى يثير القوى الشريرة، وحتى يبعث القلق، وكان يردّد دائماً: «أنا عائد إلى المختارة!».

جنود إسرائيليون في بيروت في صيف 1982 (غيتي)

وأذكر أنّه أتاني في المساء اتّصال من السفير حبيب من اليرزة، يقول إنّه أتاه تأكيد من أميركا بأنّ شارون وافق على عدم دخول المطار، وهذا كان طلب الفلسطينيين منّي، وثانياً أنّ عليّ إيقاف القصف، قصف الفلسطينيين، ومن لفّ لفيفهم، كاملاً.

لم أتمكّن في هذا الوقت من الاتّصال بأبو عمّار؛ لأنه كان في اجتماع مع الوزّان وجماعته فاتّصلت بأبو جهاد، وهو رجل عاقل، فأفهمته هذين الأمرين، وقلت له أن يتعقّلوا وأن يعمل هو على إيقاف إطلاق النار بكلّ ما لديه من قوّة، وطلبت منه أن يأتي لمقابلتي هو وأبو عمّار، حال عودة أبو عمّار من الاجتماع.

من جهتي، أنا أبذل هذه المساعي الخيّرة حرصاً منّي على القضيّة الفلسطينية وعلى أصحابها، وقد أخذت من حبيب ضمانات تقول بأنّهم لن يسمحوا بضرب الفلسطينيين إن كان الجيش اللبناني في بيروت، ولن يسمحوا بإذلالهم أو بذبحهم كما قال، وأنا بدوري أوصلتُ هذه التطمينات التي طلبوها بواسطتي من أميركا.

أما جنبلاط فبدل أن يعطيهم تطمينات بعد مقابلته لحبيب، أتى إلى اجتماع فيه الكبير والصغير، المتطرّف وغير المتطرّف، فأخافهم بقوله إنّ حبيب هدّده بأنّ الفلسطينيين سيُضرَبون، وبأنّ الفلسطينيين سيُزالون، لذلك يجب أن ينسحبوا من البلد فوراً... إلخ... إلخ... وأعتقد أنّه أثار ذلك عن قصد، ليثير فيهم التحرّك فيقاوموا، مردّداً أمام البعض أنّه يريد من ذلك أن ينتقم منهم.

- تهديد أبو عمّار

أما أبو عمّار فبعد أن أفرغ كلّ ما في جعبته من كلام جنوني لا معنى له، بأنّه سيخرّب وسيضرب شرقاً وجنوباً وشمالاً... وقد جاراه تقي الدين الصلح الذي بعد مكالمة أبو عمّار لي طلبني، وكان أشدّ وأقسى. طبعاً أنا أخذت هذا من ناحية أخرى، فاستعملته مع حبيب حين قلت له إنّ هذا موقف أبو عمّار، وأمامي أيضاً، وبعد عشر دقائق من الرسالة الأولى، أرسل رسالة ثانية إلى واشنطن يطلب منهم إيقاف الإسرائيليين عن التقدّم.

وأبو عمّار تعوّدنا عليه وعلى تمثيله وعلى شطحاته، قلت له حين كنت سأذهب من عند السفير الأميركي في اليرزة إلى مقابلة الرئيس: «انتظرني في المصيطبة»، وحين حضرت كان قد ترك قبلي بدقائق لأنّه لم يرد أن يقابلني، بعد أن هوّل على المجتمعين وأرعبهم، وخشي إذا حضرت أن أجعله يتعقل؛ لكنني سأحاول أن ألتقي به بعد انتهاء الاجتماع.

ثمّ وصلني خبر أنّ «المرابطون» يحاولون «خردقة» مَن حولي، فيتّصلون بـ«تقي الدين» ويدلّلونه، ويتّصلون بمالك سلام ورشيد الصلح وغيرهم محاولين الالتفاف حول المفتي؛ لكني أعتقد أنّ المفتي سيفهم منّي بالعقل والحكمة، أما الباقون فأنا أداريهم، من تقي الدين إلى الذين يمكنني أن أطالهم، وهم كثيرون من الحركة الوطنية. وكان يأتيني في هذه الأثناء منهم من كانوا أشدّ مواجهة لي، أمثال محمد قبّاني، وعصام نعمان، وعصام العرب وجماعته، كذلك زارني رئيس «الحزب القومي» إنعام رعد الذي بعد خروجه من عندي أعطى بلاغاً للجرائد يقول فيه إنّه زارني وإنّه أيّدني في كلّ مواقفي، فأنا أسعى جاهداً وبكلّ إخلاص للحفاظ على الفلسطينيين وقضيّتهم، وللحفاظ على مدينتي بيروت وعلى لبنان أجمع من خلال ذلك، وهذا يسيء لمن يريد أن يخرّب أكثر فأكثر.

ثمّ جاء جماعة التلفزيون قائلين إنّ الاتّصالات تتوالى راجية إطلالة صائب سلام على التلفزيون ليطمئن الناس. وهذا له منافعه إذا قمتُ به، ولكنّ له مضارّه أيضاً لأنّه يثير الآخرين، هؤلاء الذين يريدون أن يخرّبوا ليجعلوا لأنفسهم مكاناً، حتى إنّه نُشر حديث طويل لرشيد كرامي يحرّض فيه على الحكم وعلى المتعقّلين، ويقول إنّه يجب ألا نبيع القضيّة بالمحافظة على بيروت، وهناك حديث آخر لريمون إدّه الذي خرج أيضاً عن حدوده وعن كلّ أطواره في المدّة الأخيرة، وهو يكلّمني كلاماً غير معقول، ففي حديثه الصحافي ذاك قال: إنّه يجب ألا يكون هنالك «لافال»؛ مشيراً إلى الوزّان الذي أدعمه وأؤيّده؛ لأنّه أفضل من في الساحة اليوم. وحين تلقّف إبراهيم قليلات و«المرابطون» منه كلمة «لافال» أخذوا يعلنون من إذاعتهم محذّرين «لافال» من المضي بعمل «لافال»، أي القيامة، وأخذوا يصنّفون: الوزّان خائن، نبيه برّي خائن، وطبعاً سركيس خائن، وبطرس خائن، وبشير الجميّل خائن، ولم يبقَ إلا جنبلاط المعرقل والمزايد في نظرهم؛ لأنّهم يستفيدون من مراوغته، وهو من دون أي شك يقصد الضرر والهلكة لبيروت وللفلسطينيين بالذات، وقد قال للبعض صراحة إنّه يريد أن ينتقم منهم. والله يقدّم ما فيه خير.

- تحت رحمة قنابل شارون

أتذكّر أنّ ما ذاقته بيروت هو أشدّ ما يكون فظاعة تحت قنابل هذا «الهولاكو» الجديد الذي يريد هدمها. عدوان وحشي أصاب بيروت كما أصاب لبنان كلّه من جنوبه إلى عاصمته، تهديماً وخراباً وهدماً وفتكاً.

سكّان بيروت نزحوا بالألوف المؤلفة، باتّجاه الشمال والشرق، وبقي فيها أيضاً ألوف، وهم كلّهم تحت رحمة قنابل شارون.

ابتدأ شهر رمضان ونحن في هذه الحال، وأنا في كلّ وقت أستصرخ العالم، وكالات الأنباء والصحف... أسعى كلّ ساعة مع الوزراء، مع السفراء، مع «التجمّع الإسلامي».

أصرخ أنّ الإسرائيليين يريدون القضاء على «المقاومة الفلسطينية» نهائياً، وها هم قد احتلّوا جوانب بيروت من جنوبها إلى شرقها إلى شمالها عند الكتائب.

أصرخ مخاطباً السفير حبيب، فيوقف القتال، ثمّ نراه يستمرّ، ويرسل شارون منشورات فيها التهديد والوعيد وضرورة خروج أهل المدينة منها، تلقي هذه المنشورات طائرات كلّ يوم، وكان لها فعلها ودويّها العظيم.

وقد اضطررت للاتّصال برئيس الجمهورية مرّتين، وكلمته بلهجة قاسية قائلاً: «أنت قاعد في بعبدا، ولكن عاصمتك تحت رحمة الإسرائيليين في كلّ ساعة، وقد يدمّرونها، فاستنجد برؤساء العالم ومن خلالهم بشعوب العالم كله!».

كذلك كلّمت مفتي الجمهورية وطلبت منه أن يذيع بياناً من التلفزيون يوجّهه إلى شعوب العالم، ورؤساء أقطار العالم الصديقة والشقيقة.

- مع بشير الجميل

في الوقت ذاته، لم أهدأ وأنا أستقبل المراسلين الأجانب الموجودين في فندق «الكومودور»: من ألمان وطليان وإنجليز وأميركان وفرنسيين، من «BBC» و«AP» و«UP» و«نيويورك تايمز» و«اللوموند» و«ديرشبيغل»... كنت أشرح لهم الوضع والتطوّرات خطوة خطوة،... وأنا مؤمن بأنّني أقوم بواجب وطني وقومي يدعوني لذلك، فالمقاومة الفلسطينية لا يمكن أن تداس تحت أقدام المجتاح الإسرائيلي.

وهذا ما كنت أكرّره لإخواننا الموارنة، ولبشير الجميّل خاصّة، وقد كنتُ على علاقة مع بشير منذ مدّة كما هو معلوم، وكان يكلمني بصيغة: «أنت والدي وأنت مرشدي، إنّ كلّ ما تقوله لي أنفّذه»، وكان هذا حقيقة، ولكن بعد دخول الإسرائيليين شعرت بأنّه تغيّر، فتغيّرتُ معه أيضاً. أرسل لي مرّة محمد صفي الدين بعد أن قال له إنّه يشعر بأنّني تغيّرت عليه، فقال له محمد صفي الدين: «بلى، أنا أيضاً شعرت من صائب بأنّه تغيّر عليك، والسبب هو كذا وكذا وكذا»،

فكلّمته وقلت له: «لقد نقل إليّ محمد صفي الدين وأنت تعرف أنّني صريح، نعم لقد تغيّرت لأنّني شعرت بأنّك أنت تغيّرت. فيا بشير، وأيّها الإخوان الموارنة، أنتم تعلمون أنّ قلبي مفتوح لكم ويدي ممدودة، وكلّنا من أجل لبنان يجب أن نتعاون، ولكن أشعر اليوم بأنّكم قصيرو النظر، فما يناله الإسرائيليون منا ومن إذلال المقاومة إذا تمكنوا من ذلك سيصيبكم الضرر الكبير من بعده، وإنّهم إذا نالوا كلّ ذلك وهدموا بيروت والمسلمين، فلن يقوم لبنان بعد اليوم، وستكونون أنتم تحت رحمة الإسرائيليين، وستكونون أنتم أكثر الخاسرين، فالمسلمون ليس لديهم الكثير مما يأخذه منهم الإسرائيلي المحتلّ، ولكن أنتم سيأخذ من قلوبكم ويمسك برقابكم؛ لأنكم أنتم الذين يكمن عندكم ما تعطونه».

وهذا الحديث كنت أقوله لإخواني المسيحيين كلّهم.

أما أبو عمّار، فكان يأتيني دوماً بعد الإفطار بدقائق، ليجلس ساعات أتجادل معه، جدالاً قاسياً ومريراً، ونفترق لنلتقي ثانية، وهو لا يزال عند موقفه الذي كان عليه من عشر سنوات، يحلم بأمور، ويشتهي، ويقيّم... في ضوء ما يتصوّره خياله، وأنا أحاول أن أضعه عند مسؤولياته.

كذلك أقام أبو عمّار الدنيا حين أتى إليّ يقول إنّ هذه خيانة، أي عودة الوزّان، أي إنّنا نحن خائنون، فثرت عليه بعنف، رجع واعتذر، فقلت له: أنا أدري ماذا أفعل، لم يبقَ لكم إلا الوزّان، عملنا وسعينا من أجل تكوين «هيئة الإنقاذ»، وضحّينا مع جنبلاط ومع بشير الجميّل من أجل ذلك فتكوّنت، واعتقدنا أنّنا خطونا خطوة أولى، ثمّ اجتمعتَ معنا، فاعتقدنا أنّنا خطونا خطوة ثانية، ثمّ في أول اجتماع صدر عنها ما ينبئ بأنّ أعضاءها متّفقون جميعاً، وكانت قدرة عجيبة ألهمنا الله بها وأعاننا فيها، فتمكّنا من أن نجمع جنبلاط وبشير الجميّل على طاولة واحدة، وهذا لم يكن ليحصل لو لم أكن أنا الساعي إليها. ثمّ فرطت هذه الهيئة أو كادت، جمدت، فما بقي إلا رئيس الحكومة الوزّان، ولو لم نبقه غير مستقيل بعد أن قدّم استقالته لسركيس، ولو لم أشدّ وأدفعه دفعاً لبقي على استقالته، وهكذا استمرّت لنا شرعية قائمة، ولو لم يكن كذلك لما بقيت لنا أي شرعية.

وانطفأت «الحركة الوطنية»؛ خصوصاً بعد أن قصد جنبلاط تجمّع الصحافيين في فندقهم، وشتمنا هناك، فقال إن الحكّام خونة، بمن فيهم الوزّان وصائب، وأعلن انسحابه رسمياً منها.

نعم، لم تبقَ «حركة وطنية»، وجنبلاط ترك الساحة وهو منزوٍ في بيته، أما أنا، فأستمرّ منفرداً أحارب بإيماني، بعقلي، بما أعطاني الله من سعة الحيلة، حيلة الرجال في وسع التفكير.

وأذكر أنّه كان يجتمع عندي، أسبوعياً، ثمّ يومياً: «التجمّع الإسلامي»، و«جبهة المحافظة على الجنوب»، وذات مرّة زارنا خلال الاجتماع: الوزراء الخمسة، وأبو عمّار، وأبو جهاد، وأبو الوليد.

كانت جلسة طويلة، وبعد أن ذهبوا، جاءني الرئيس الوزّان منهكاً، وقال لي إنّ الأمور لم تتيسّر بعد، فرغم الأسس التي وُضعت مع أبو عمّار، بقيت التفاصيل العسكرية، وهي شأن لا نتعاطاه، بينما جوني عبده يفهم بها.

وأنا كنت قد قابلت جوني عبده مرّة واحدة في القصر الجمهوري. تحدّثنا يومها، وقلت له إنّنا اليوم في موقف حرج، ويجب أن تدركوا أنتم الموارنة ذلك، مع المسيحيين كلهم، وأرجو أن تنقل هذا إلى الرئيس سركيس وإلى بشير الجميّل، بأنّ عليكم أن تعاونونا على ما نقوم به، فوعدني بأنّه سيضع تصوّراً لما يجب أن يكون من انسحاب المقاومة، ومن تنظيم المسلحين، وهو سيعطيني إيّاه.

ثمّ أتاني هاني الحسن فقال إن جوني عبده اجتمع بحبيب، وأنا أعلم أنّه يجتمع به دائماً، وإنّ حبيب قال له إنّ الوحيد «الكونسيستينت» (Consistent المتماسك والثابت، وهاني ردّد الكلمة الأجنبية من دون أن يفهم معناها) هو صائب سلام، هو الذي آخذ منه الكلام الصريح والواضح. وكان حبيب فعلاً يتّصل بي أو أتّصل به مرّة أو اثنتين أو ثلاث مرّات أحياناً في اليوم، وهو يعتمد على ما أقول. وبناءً على ذلك، سأنتظر من جوني عبده ما سيعطيني لأكلّم حبيب على أساسه.

ثمّ كلّمني الرئيس الوزّان فقال لي إنّهم طلبوه إلى القصر، فالرئيس مريض، وكان هناك فؤاد بطرس وحبيب الذي أبلغهم أنّ إسرائيل رفضت الشروط التي وصلت إليها. حين قال لي الرئيس الوزّان ذلك، كان تقي الدين الصلح عنده، فطلبت منه أن يكتب لي هذه الشروط المرفوضة وأنا سأنظر فيها، مع ما سيصلني من جوني عبده، لأرى ما سأفعل مع حبيب وبشير وغيرهما. وحين قال لي إنّ الوزّان سيستقيل لأنّه لا يستطيع الاستمرار، قلت له أن يبلغه أنّه بذلك سيرتكب أكبر جرم في الدنيا، فليداوم ونحن معه، أقاموا الدنيا علينا في السابق واتّهمونا بالخيانة، لا بأس، واليوم يعرف الجميع أنّ أحسن ما فعلناه أنّنا أبقينا الوزّان صلة الوصل والشرعية به قائمة.

أما بشير فقد أصبح -كما قلت- تحت تأثير الإسرائيليين، وبالطبع قلت له هذا على الهاتف: «إنك ربما لا تكون مع الإسرائيليين يا بشير، ولكنّ هؤلاء الأعوان الذين حولك والذين ناموا معهم وأكلوا وشربوا في تل أبيب، والذين تمرّنوا عندهم في تلّ أبيب، والإسرائيليون هؤلاء الذين ناموا معهم وأكلوا وشربوا في تل أبيب، هم عندكم اليوم يأكلون ويشربون معكم، ويتعاطفون ويتعاملون، وما صدر عنهم من قساوة يجب أن ندرك أنّه يضرّ بنا وبكم في النهاية».

على كلٍّ، سأبقى صامداً وباقياً على إيماني. والغريب أنّ آخر سؤال يسألني إيّاه معظم الصحافيين الذين يخرجون من عندي زرافات ووحدانا، هو: «وكم عمرك؟» وكأنّهم يجدون أنّني أقوم بما يقوم به ابن ثلاثين، فأنا أفعل هذا بنشاط وبهمّة، ولإيماني الذي بقي في صدري، ولما أشعره من واجب عليّ أن أقوم به.

من جهة أخرى، كانت تأتيني أصوات صغيرة من الشمال، من كرامي، تعلن أنّه في إنقاذ بيروت علينا ألا نهدر القضيّة، نعم هذا كلام مغرض يشكّل طعنة، كما أنّ هناك طعنات أخرى، من الحركة الوطنية أيضاً، وقد جاء منهم من يقول لي إنّهم يريدون إلقاء السلاح بين يديّ، فأجبتهم بأنّني رغم يدي الممدودة سأتلقفكم بكلّ ما فيكم، وبكلّ ما أسأتم إليّ في السابق، ولكنّني لن أحمل السلاح، فأنا أرفض أن يكون سلاحي البارود والحديد والنار، سلاحي هو ثقة الناس، سلاحي هو الموقف المستمرّ، وهذا ما أخبرته لحبيب، وقلته لجوني عبده.

إذن، أنا مستمرّ في خطّي الواضح والصريح والوطني الذي لا لبس فيه ولا إبهام، رغم أنّ البعض يسمّوننا «مشبوهين» أو خونة؛ لكن أبداً، لقد ضربنا هؤلاء في أول خطوة في قضيّة المجالس المحلية، وسنتابع العراك المرير معهم.

نبيه برّي لم يتّصل بي منذ سنوات، وقد فاجأني حين طلب أن يزورني مع جنبلاط، فأهّلت به على أن يأتي من دون جنبلاط هذا الذي هم مغرورون به، وقد شرحت له الواقع، وقلت له أين يقف. وسُئلت: لماذا لا نعقد اجتماعاً إسلامياً ضخماً، لنقف جميعاً وقفة واحدة؛ لكنني أعرف أنّ هذا الطرح هو للالتفاف حولي، لمخادعتي، من هنا ومن هناك، إما بالمزايدة عليّ مع الفلسطينيين أو ضدّهم. ولأنّني أعرف ذلك وقفت ضدّه أيضاً، بقوّة أعطاني الله إيّاها، لمتابعة النضال المرير الذي يُرهق الجبال، فكيف وأنا في هذه السن، وعائلتي تشفق عليّ، زوجتي وأولادي، والبعيدون منهم يبكون، إلا أنّ تمّام يساعدني حقاً.

وأذكر أنّه في الرابع والعشرين من يونيو 1982، اجتمعت مع أبو عمّار وأبو الوليد وهاني الحسن، بعد أن عدت من زيارة الرئيس الوزّان الذي شرح لي ما تداوله مع حبيب وجوني عبده.

وكان الوزّان غير متأكّد من أنّ المقاومة على استعداد لترك لبنان، وهذه النقطة لا يستطيع أن يناقشها مع حبيب، فهو لا يتحمّل مسؤوليتها، لا تجاه نفسه ولا تجاه التاريخ، أو تجاه من سيحاسبه فيما بعد. وكان خائفاً من الاغتيال ومن موقفه من الفلسطينيين، لذلك قلت للمجتمعين عندي: «يا أبو عمّار، اجمع رؤساء فصائل المقاومة كلهم، بمن فيهم حبش وحواتمة وجبريل وغيرهم، واكتبوا محضراً بأنّكم على استعداد لترك لبنان، ووقّعوا المحضر ثمّ ضعه في جيبك لتسلّمه للوزان، والوزّان أمين وصادق ووطني، وسيحفظ ذلك، فعندما يمكنه أن يذهب إلى حبيب وغيره، يكون مركزه قويّاً، من دون أن يعطيهم هذا المحضر، هو لن يكشفه؛ لكن كي يستطيع بحث الشروط الأخرى، سيكون موقفه أقوى. نعم الوزّان يريد أن يضمن ذلك، ومن ناحية أخرى لا يريد أن يؤخذ عليه أنّ الفلسطينيين إذا انسحبوا من لبنان فسيتركون السوريين وراءهم ليعلنوا أنّهم خُذلوا، فيصيرون وحدهم الأبطال». ثمّ نقلت الأمر كله في اتّصال مع حبيب، وهم يستمعون، قائلاً له: «هناك نقطة للبحث، هي الانسحاب، أي انسحاب السوريين والفلسطينيين والإسرائيليين، فلنترك الإسرائيليين ولنبحث عن انسحاب الآخرين، وأنت يا مستر حبيب دبّر الأمر مع السوريين، وقد يكون ذلك بواسطة أميركا».

فوافق حبيب معي؛ لأن هذا الأمر ليس من شأني أو من شأن الفلسطينيين، أنا أريد أن يكون ظهر الفلسطينيين محميّاً، فلا نكشفهم وطنياً.

وقد عرفت من أبو عمّار، فيما بعد، أنّه علم أنّ الأميركان لا يريدون أن يكون الفرنسيون هم الواسطة بينهم وبين «المقاومة الفلسطينية»، وهم يفضّلون أن يكون صائب سلام هو الوسيط، فأجبته بأنّني لست الوسيط، أنا أساعدكم، وأنصحكم ألا تقطعوا علاقتكم بالفرنسيين.

- في تفاصيل الاتفاق مع الفلسطينيين

أذكر أنّ ميشال أبو جودة، حين علّق في «النهار» تحت عنوان: «رئيس جمهورية بيروت»، شرح طويلاً الوضع الدولي في مقال قال في نهايته: «إن صائب سلام هو رئيس جمهورية بيروت، وإنّ أي حلّ لقضيّة بيروت ينطلق لحلّ قضيّة لبنان ثمّ قضيّة الشرق الأوسط بأسره. وأما إذا هُدمت بيروت أو حوصرت، فسيذهب لبنان بأسره، ولن يكون هناك سلام في المنطقة». وقد توافقت نظرة أبو جودة مع نظرتي.

وفي هذا الإطار، كانت اتّصالاتي بحبيب وبالمقاومة مستمرّة؛ خصوصاً بعد أن كتب ووقّع القياديون في المقاومة محضراً بأنّهم سيخرجون من بيروت، وكان هاني الحسن يزورني، وأنا أجده أعقل الفلسطينيين؛ لأنه يحلّل تحليلاً صحيحاً، فأستعين به على أبو عمّار.

طلب منّي حبيب أن أسألهم إلى أين يريدون أن يذهبوا، فسألت هاني، فلمّح إلى أنّهم حتّى اليوم يدرسون الذهاب إلى سوريا، ولكنّهم لا يريدون أن يعلنوا ذلك، فأجبت حبيب بأنّه أصبح الآن من الضروري وضع تصوّر شامل للموضوع وبرمجته، حينئذ أجد ما هو الحدّ الأقصى وما هو الحدّ الأدنى بين الفريقين فنتدخّل لتسوية الأمور. وقد رأيت من الضروري أن أوجّه برقية إلى السعوديين بواسطة علي الشاعر، وإلى الأمير سعود الفيصل فأطلعهما على كلّ ما جرى، وأعطيهما نصّ الوثيقة التي سلّمنا إيّاها أبو عمّار، مع رأيي في النقطتين المثارتين، واحدة من قبل حبيب بأنّه يريد أن يعرف إلى أين سيذهب الفلسطينيون، والثانية أنّ الفلسطينيين يريدون أن يعرفوا شيئاً عن القوّة الدولية؛ لأن الوزير الفرنسي سبق أن قال لي إنّ ذلك يمكن أن يتمّ خلال 48 ساعة، فهنالك «القوات الدولية» الموجودة في الجنوب التي يمكنها أن تحضر سريعاً، ودول أخرى مثل فرنسا وأميركا تريد أن تبعث بجيوشها، ولكنْ هنالك تضارب بين النظرة الفرنسية والنظرة الأميركية، فالأميركيون لا يريدون أن يتركوا دوراً للفرنسيين ليقوموا به في إنقاذ بيروت ولبنان.

وقد تابعت الحديث مع حبيب، ووجدت من الضروري أن أعطيه بصورة خاصّة مكتومة بيني وبينه نصّ المذكّرة التي وقّعها أبو عمّار، ليكون على بصيرة فيما يقوم به. وبعد أن درسها سألني ماذا يقصد الفلسطينيون بقوّة عربية دولية، أو دولية، قلت له هم يتمنّون قوّة عربية دولية، ولكنّهم يقبلون بقوّة دولية.

كذلك حين كلّمني، في هذا الإطار، جوني عبده، بعد غياب طويل، وكلّمني رئيس الجمهورية، أصررت على أنّ الأمر صار متوقفاً عليهم ليضعوا التصوّر المطلوب، بالسرعة الممكنة، وفيه برمجة لكلّ الأمور...

في هذه الأثناء، كما أذكر، طرأ شيء جديد، وهو ما سُمّي «المبادرة الفرنسية الجديدة»، إذ إنّ سفير فرنسا أتى فأبلغ رئيس الجمهورية ورئيس الوزارة، بأنّ الحكومة الفرنسية قبلت من حيث المبدأ أن ترسل جيشاً من ضمن جيش دولي، ليساعد على إخراج الفلسطينيين من البلاد.

حبيب والأميركان ما زالوا واقفين وقفة غير معقولة بتاتاً. هم يقولون إنهم لبَّوا طلب «المقاومة الفلسطينية» الذي أتاهم بواسطة حكومة لبنان، فقرّر ريغان إرسال قوّة من «المارينز» لبيروت لهذا الغرض، ثمّ حبيب يقول إنّ هذه القوّة لن تدخل بيروت أو لبنان إلا بعد ذهاب الفلسطينيين كاملاً، إذن فلماذا تأتي؟

وفي اتّصالاتي بحبيب، بعد طرح هذه المبادرة، وجدت سبيلاً للأخذ والردّ بيننا، وخصوصاً أنّه يكلّمني دائماً ويعتبرني «أخاً كبيراً» ويقول لي: «أنا اعتمد على نصائحك وآرائك»، وشعرت بعد استعماله كلمة «كونسلتيشن» (consultation) أنّ هناك مجالاً للتداول، فنويت أن ألقاه ونتحدّث.

في هذا الوقت اتّصل بي الشيخان الأميركيان دود ورفيقه الذي إلى جانبه ولم أكلّمه، وكانا في مكتب جان رياشي السفير في الخارجية، فقلت لهما إنّني لا أذهب إلى الشرقية ولا إلى المجلس، فتحدّثنا حوالي ثلث ساعة، وكان الحديث حامياً. طبعاً، مع شيخ أميركي أكلّمه لأول مرّة، وقد اضطُررت إلى أن أنبش تاريخنا مع أميركا من أوله إلى آخره، وحدّثته عن التناقض فيما يقولونه اليوم: «أنتم تقولون إنكم بناءً على طلب المقاومة تأتون بالجيش الأميركي لمساعدتها على الخروج، ثمّ تقولون: لن يأتي هذا الجيش إلا بعد خروجها، فما هذا التناقض الذي لا نقبله. كلّ مصالح أميركا ستذهب إلى الخراب المطلق، ما دمتم تحت تأثير الصهيونية»، وقلت له: «إنكم إذا قضيتم –وهذا ما أردّده دائماً للتلفزيون الأميركي على أنواعه يومياً وللتلفزيون الألماني والفرنسي وغيره– إذا قضيتم على هذه القيادة العاقلة والواعية والمعتدلة من المقاومة فستكونون قد قمتم بشرّ الأعمال، إذ ستنشأ هنا وهناك، وفي كلّ الأقطار العربية، جماهير من (المقاومة الفلسطينية) في غاية التطرّف، وستكون إرهابية في جوهرها وعملها، وستُطعنون في صميم مصالحكم، ولن يكون هناك سلام في المنطقة، حتى ولا لقوّة إسرائيل التي لم تعد قادرة على أن تسيطر على العالم العربي بأسره. إسرائيل أنتم تؤيّدونها بالمال، مالكم مال دافع الضرائب، وأنتم تؤيّدونها بسلاحكم، حتى بالقنابل الفوسفورية، وحتى بالقنابل العنقودية، وتؤيّدونها سياسياً، وهي بهذا التأييد الأعمى يكون دورها فقط أن تهاجم وتعتدي وتتوسّع وتسيطر، وهذا ليس في مصلحة أميركا بالنتيجة».

- أغسطس (آب) 1982: القصف المجنون

ابتداءً من أول أغسطس، فُتحت أبواب جهنّم على بيروت، وشاهدنا وعشنا أضعاف ما شاهدناه في السابق، فمن الصباح إلى المساء كان القصف الإسرائيلي جواً وبحراً وبرّاً متواصلاً بشكل غريب. في الواقع يمكن أن أسمّيه جهنّم وأبوابها مفتوحة. كنا في بيت أختي فاطمة، فنزلنا إلى الطابق التحتاني؛ حيث اعتقدنا أنّ العقد يحمينا أكثر من البقاء في الطابق الأول، ولم يكن هناك إنسان يتحرّك على الطريق خلال تلك الساعات، كنا نسمع القنابل تتساقط حولنا وتأتينا بعض شظاياها، إلى أن وقعت اثنتان منها عندنا في البيت الملاصق لبيتي، وهو المكتب الذي أضع فيه كلّ أوراقي وملفّاتي، وواحدة انفجرت فخرقت السقف الذي تحت أرض الغرفة على مسافة 60 سنتيمتراً من العقد، إذن، لو أتى شيء من فوقنا لا سمح الله لهُدم البيت على رؤوسنا.

خرجنا من هذه المحنة، وصعدنا إلى الطابق الأول والثاني، وفي اعتقادنا أنّنا لن نرى شيئاً منه سالماً، ولكن الحمد لله أنّ للبيت ربّاً يحميه، وهذا ما كان يردّده هاني الحسن عندما كانت الأوضاع تتأزم وتتساقط القنابل من حولنا، فيقول: «سبحان الله، وكأنّ لهذا البيت شيئاً يحرسه وهو قائم بشموخه بين البيوت الملاصقة».

كنت خلال هذه الأزمة، قد مددت خطوطاً هاتفية إلى الطابق السفلي، مباشرة وغير مباشرة، لأبقى على اتّصال دائم برئيس الجمهورية، فأضغط عليه كثيراً ليطلب جميع سفراء الدول ويطلعهم على ما يجري، وكان يتردّد ويقول إنّه ليس بإمكانه أن يتواصل مع أحد؛ لكنه بعدها قابل تقريباً جميع سفراء الدول الممثّلين في هيئة الأمم، وفي مجلس الأمن.

وكذلك كنت على اتّصال بالوزّان، واتّصالي الأكثر كان مع غسّان تويني في الأمم المتّحدة، للتشاور معه في كيفية تقديم الشكوى إلى مجلس الأمن، وماذا يكتب فيها؛ لأنه في الواقع كان قد أعلن أنّه طلب المراقبين، وهو ليس مطلب الحكومة، وبعد حوار طويل قال لي: «إن الجميع يتشاورون في الغرفة المقفلة»، فقلت له: «وهذه العجوز الشمطاء مندوبة أميركا؟»، قال: «ربما تسايرنا»، وإذا وهو يتحدّث يقول: «اسمع اسمع لقد خرجتْ»، ثمّ قال لي: «لقد وافقت على القرار»، وهذه أول مرّة توافق فيها أميركا على مثل هذا القرار في طلب وقف إطلاق النار، وتوافق على إرسال المراقبين الدوليين، وهو موقف يُعتبر من جانبها موقفاً عدائياً، أو غير ودّي، تجاه إسرائيل.

وأذكر أنّه بعد خروجنا من هذه المحنة أتتني وفود كثيرة تهنّئني بالسلامة بعد أن سمعوا بإصابة مكتبي، وكان منهم أبو عمّار وهاني الحسن.

وأذكر بعد هذا اليوم المجنون، أنّني ذهبت في جولة لأتفقّد الأماكن المصابة أكثر من غيرها في البلد، فذهبت إلى كورنيش المزرعة وجنوبه، وبقيت ساعتين أجول في تلك المنطقة التي سمّيتها حقاً مدينة أشباح، فهي تكاد تكون خالية من السكّان، خالية من كلّ روح، فيها التهديم والحرائق، ومع الأسف، كلّ ما يدمي الفؤاد. وكان يرافقني فريق من التلفزيون الأميركي وغيره، ومن التلفزيون اللبناني أيضاً، وقد صوّروا كثيراً وسجّلوا تعليقي، ثمّ عقدت مؤتمراً صحافياً حين أنهيت الجولة في مكان إقامة فريق «المقاصد» للدفاع المدني، أولئك الشباب الذين يُدخلون العزة والطمأنينة ويعزّزون الإيمان إلى نفسي، أولئك الشباب المتطوّعون الذين يرمون بأنفسهم منذ شهرين وأكثر أمام الجميع، ليطفئوا الحريق هنا أو هناك، ولإنقاذ الأشخاص من تحت الركام، وانتشال الجثث والإتيان بها إلى مستشفى «المقاصد»، وهو ما يشجّع الإنسان على إبقاء الحياة في هذا البلد، رغم كلّ ما يصيبنا من بلايا ورزايا.

وأذكر أنّ ما قلته باللغة العربية في المؤتمر الصحافي هذا، بثّه التلفزيون اللبناني، وما قلته بالإنجليزية تلقفه المراسلون الأجانب وأرسلوه لوكالاتهم وتلفزيوناتهم. وقد أكّد لي كلوفيس مقصود، فيما بعد، أنّ حديثي كان ممتازاً، وهو ضروري جداً لأميركا والأميركيين، فارتحت لسماع ذلك. أما المراسلون هؤلاء فقد أخبروني أنّهم كانوا قد شاهدوا الإسرائيليين يحشدون دباباتهم عند المتحف، وهي أكثر من 80 دبابة، وأنّهم استولوا على المرفأ، وهم يتجمّعون هناك بقوى كبيرة، كما يحاولون الدخول من منطقة الأوزاعي والمطار وبرج البراجنة، إذن هم يطوّقون بيروت ويشدّدون الخناق عليها، ليصلوا إلى قلب العاصمة ويدمّروها.

تبادلت الحديث مع حبيب في هذا الأمر، فطلب أن أتّصل بالمقاومة ليوقفوا إطلاق النار من جهتهم، وكنت مقتنعاً بأنّ الإسرائيليين هم الذين يخرقون وقف إطلاق النار؛ لكنني اتّصلت بأبو جهاد، وحبيب نقل الأمر إلى واشنطن، وقال لي مؤكّداً إنّ أميركا لن تقبل باجتياح بيروت، وأنا لم أعد أثق بأميركا، وأعتقد أنّ ريغان ومواقفه لا تؤثّر، أو لا يريد لها هو أن تؤثّر، على إسرائيل، لوقف عملها العسكري في بيروت.

اتّصلت برئيس الجمهورية، كما أذكر، وكنت عنيفاً معه، قلت له: «أنت رئيس البلاد ومفروض أن تعيش مع أبناء عاصمتك، وتقاسي ما يقاسون من إرهاق تحت القصف العشوائي الوحشي المتواصل، وهم من دون ماء ومن دون كهرباء، والأمراض بدأت تتفشّى... وهم من دون أدوية والكلّ يصرخون، حتى إنّ الإسرائيليين منعوا (الصليب الأحمر) بالذات من إدخال الدواء»، وطالبته بأن يرسل جيشاً من مائتي نفر أو أكثر إلى محطّة المياه وإلى محطّة توليد الكهرباء، فيفرض تسلّمهما، وليقابله الإسرائيلي بالعنف، فيفهم العالم أنّك تحافظ على أرواح أبناء بلدك، فكان أول الأمر مستفهماً، ثمّ قال أخيراً: «خيراً، سنجري اللازم»، فقلت له: «يجب أن تجري اللازم»، وأعتقد أنّ عنفي معه كان إلى أبعد الحدود.

وللأسف، لم تمضِ ساعات على هذا الاتّصال، حتى أتت طائرتان فجّرتا بناية بأكملها، طبعاً عرفت فيما بعد أنّها كانت مكاناً للقيادة الفلسطينية، فطبّقت سبعة طوابق على من فيها، ويقولون إن هنالك مئات الضحايا، فاتّصلت بحبيب لأنّه أصبح لدي هاتف جيد الآن، مددت شريطه من مكتب «المقاصد» إلى بيتي على بعد 1200 متر، وقد عانينا كثيراً في إيجاد الشريط اللازم، فأخذ علماً وخابر واشنطن فوراً.

ولم أعد أحصي الساعات التي أمضيتها في الملجأ، تحت العقد، ونحن نسمع القذائف تنهمر على بيروت، وفي كلّ مرّة أتّصل بحبيب، وهو يقول لي: «فتّش عن القيادة الفلسطينية وأخبرهم بضرورة وقف النار»، وأنا أجيبه بأنّ الإسرائيليين هم الذين يقصفون البلد في كلّ أرجائه، الجنوبية، وقلب بيروت... من كورنيش المزرعة إلى الحمّام العسكري، والله يمنّ علينا بأنّنا لم نُصب بسوء، ولكن هناك ضحايا كثيرة غير الدمار والخراب.

وذات مرّة، بعد سقوط قنابل كثيرة، أخبرني حبيب أنّ وقف إطلاق النار سيكون سريعاً، ذلك أنّه اتّصل بواشنطن، وعرف أنّ الرئيس الأميركي ريغان اتّصل ببيغن، وطلب منه إيقاف إطلاق النار، فاجتمع بيغن بالوزارة الإسرائيلية، ثمّ أبلغ ريغان بأنّهم أمروا بوقف النار، فبثّت إذاعات العالم أنّ ما أبلغه ريغان لرئيس الوزارة الإسرائيلية كان إنذاراً، فأعدت الاتّصال بحبيب وشكرته.

- وداع أبو عمّار

طبعاً كانت علاقتي بالإعلام مستمرّة، زيارات ومقابلات، وقضيّة الانتخاب وقضيّة المقاومة حاضرتان دائماً. وكان عندي تقي الدين الصلح ووليد جنبلاط ونبيه برّي، حين حضر إليّ الوفد الاشتراكي الأوروبي، فدعوت الجميع للغداء، وكان الكلام صريحاً مستفيضاً عن أوضاع لبنان وأوضاع العالم العربي والقضيّة الفلسطينية، وقد طلبوا الاستماع إلى رأيي بعد أن قابلوا شخصيات كثيرة ورسميين. كان الاجتماع ناجحاً، وأكثر الكلام كان لي، إذ كنت أفسّر لهم كلّ الأمور، وهم يستوضحون كلّ شيء. وقد طلبنا منهم أن يسعوا جهدهم كقوة اشتراكية دولية؛ خصوصاً وهم اليوم في مراكز الحكم في بلدان أوروبية كثيرة، ليدركوا أنّ «لبنان أصبح قضيّة كالقضيّة الفلسطينية، لا يمكن إهمالها».

وأعتقد أنّ هذا الاجتماع سيكون له تأثير فاعل، آمل أن نستفيد منه في تحرّكنا المقبل.

وتحضيراً لانسحاب الفلسطينيين جاءني هاني الحسن، وخرج وهو ينوي أن يعود ثانية لوداعي. كذلك جاءني أبو عمّار، ومعه أبو جهاد، وكان قد طلب منّي أن أعمل لتأخير انسحابهم، فاتّصلت بحبيب الذي قال إن ذلك لا يمكن إطلاقاً، ولكنّه سيرتّب الموضوع ليكون ذهاباً مأموناً خلال 24 ساعة أو يومين.

تحدّثت مع أبو عمّار كثيراً في سياسته المستقبلية، ونصحته بأن يترك الأمور الصغيرة وينتقل لحمل مسؤوليات كبيرة، فالفلسطينيون صار لهم شأن كبير في العالم، ولهم مندوبون في حوالي 65-70 دولة، بما يشبه السفراء، وهم يمكنهم أن يمثّلوا قوة دعائية كبيرة، وفي أميركا هناك قوّة فلسطينية من أغنياء ومثقفين، كانوا قد اجتمعوا في لندن، ووضعوا مبلغاً كبيراً مبدئياً، ربما مائة مليون دولار، للقيام بالدعاية فيها. وقد تأثّرت كثيراً بالمقابلة، وصرت أشعر بأنّ أهل بيروت رغم ما قاسوه يعطفون عليهم عند انسحابهم، وأنّ ما نطلبه هو تعزيز قضيّتهم، فنحن نؤيّدها، ونجدها مفيدة لهم ولنا نحن المسلمين في لبنان، وأنّ الضرر سيقع علينا إذا خرجوا مذلولين لا سمح الله.

وبعد يومين، أذكر أنّه أتى إليّ أبو عمّار، وقد جاءني مودّعاً، كان مساءً مؤثراً، قلبي معه، أعدت البحث؛ بل النصيحة المستمرّة، أولاً ليخرج مشجّعاً، وثانياً ليعتبر أنّه لم ينكسر كاملاً، وهذا ما كنت أردّده على الصحافة العالمية من أوروبية وأميركية كلّ يوم، وأنّ عليه أن يغيّر خطّته كاملة، فهو لم يعد في حرب عصابات ولم يعد مقاومة عسكرية؛ بل أصبحت قضيّته قضيّة نضال سياسي، إذن عليه أن يكون رجل دولة بكلّ معنى الكلمة، ينفض عنه غبار كلّ الماضي، وكلّ الممارسات الماضية، ويتّخذ صفة رجل الدولة بهيئة جديدة، ليتصرّف بالقضيّة التي أصبح لها مجال عالمي واسع، وشعبية مؤيّدة من أكثر شعوب العالم.

وقد اعتصر قلبي في ساعة الوداع هذه، حتى زوجتي تميمة دخلت علينا المكتب، وهي لم تفعل هذا من قبل مع أحد، وأحبّت أن تودّعه، فقبّل يدها تقبيلاً حارّاً والدمعة في عينيه، وقال لها: «أقبّل هذه اليد عن جميع نساء بيروت البطلات اللواتي صمدن معنا!». وكانت التلفزيونات العالمية كثيرة عند الباب ونحن خارجان، وبعد أن نزل السلّم، لحقته إلى الأسفل، مُغيّراً عادتي بأن أودّعه على باب المصعد، فأوصلته إلى سيّارته، وقد دمعت عيناه، وأنا تأثّرت تأثّراً عميقاً. كان الله في عونه.

- وجاء يوم مغادرة الفلسطينيين

أذكر أنّه كان يوم الاثنين في 30 أغسطس 1982، حين زار أبو عمّار رئيس الوزراء، ومن هناك توجّه معه إلى المرفأ؛ حيث كان مرافقوه وسط حشد كبير.

وقد نزلت أنا وتمّام وتقي الدين إلى المرفأ، وكان هناك عدد كبير من المودّعين، ومنهم المفتي، والرئيس الحصّ، ورشيد الصلح، ومالك سلام، والبربير، والحركة الوطنية بكاملها، مع وليد جنبلاط، وهناك اختلط الحابل بالنابل عند مدخل الباخرة اليونانية، وقد أتى من «الحركة الوطنية» محسن إبراهيم وجورج حاوي، وأنا لم أكن على علاقة طيّبة معهما، فتقصّدا من بعيد أن يأتيا لمصافحتي، فلم أر بُدّاً أمام الناس من مصافحتهما، ثمّ صعدنا إلى الباخرة، وكان هناك اجتماع في قاعة الاستقبال؛ حيث الرئيس الوزّان يمثّل فخامة رئيس الجمهورية، ومعه رينيه معوّض، وقد ألقى أبو عمّار كلمة مؤثّرة، ثمّ قدّم رسالة للوزّان، ووساماً لبيروت باسم القائد العامّ للمنظّمة... «منظّمة التحرير الفلسطينية»، سمّاه «وسام صمود بيروت» وقد أجابه الوزّان بكلمة طيّبة أيضاً ومؤثّرة، وقال له: «لأول مرّة نزيد على التقاليد في لبنان، فأنا أمثّل رئيس الجمهورية، وكذلك يمثّله معي الزميل وزير التربية رينيه معوّض، أي أنّ لبنان المسيحي والمسلم يودّعك اليوم».

كنت راضياً تماماً عن هذا الوداع؛ لأنه في الواقع أتاح للأخ أبو عمّار، ومن خلال شخصه للمقاومة الفلسطينية، مغادرة مشرّفة كريمة، وما لفت نظر الجميع أنّ الأميركيين، مع أنّهم يرفضون الاعتراف بالمنظمة الفلسطينية، كانوا يحرسون الطرق من المركز التجاري إلى المرفأ، على الجانبين، كما حرسوا أبو عمّار ببوارجهم في البحر. إذن، هذا اعتراف غير مباشر، فقد كانت الباخرة اليونانية بحماية الأسطول الأميركي والأسطول الفرنسي.

زيارة لمذكرات رئيس الوزراء اللبناني الراحل صائب سلام (1): صارحت حافظ الأسد بمآخذي على دور سوريا السياسي والعسكري في لبنان

زيارة لمذكرات رئيس الوزراء اللبناني الراحل صائب سلام (الأخيرة): موقف القاهرة السلبي من عودة فؤاد شهاب للرئاسة دفعه إلى العزوف عن الترشح

https://aawsat.com/home/article/3724001/%D8%B2%D9%8A%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D9%84%D9%85%D8%B0%D9%83%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B2%D8%B1%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D8%AD%D9%84-%D8%B5%D8%A7%D8%A6%D8%A8-%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85-2-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D9%8A%D9%88%D9%86-%D8%A3%D9%85%D9%86%D9%88%D8%A7-%D8%AD%D9%85%D8%A7%D9%8A%D8%A9

 

الراعي ترأس قداسا احتفاليا باليوبيل الذهبي لرابطة كاريتاس في حريصا: للاسراع في تشكيل حكومة وطنية حتى يتركز الاهتمام على التحضير لانتخاب رئيس إنقاذي للجمهورية

وطنية /26 حزيران/2022

احتفلت رابطة كاريتاس لبنان باليوبيل الذهبي لتأسيسها، تحت شعار "خمسين ومكملين"، في قداس ترأسه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، في بازيليك سيدة لبنان - حريصا، في حضور رسمي وروحي وإعلامي حاشد.

 شارك في القداس كل من ممثل رئيس الجمهورية الوزير في حكومة تصريف الأعمال هكتور الحجار، ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب فريد هيكل الخازن، ممثل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي، وزيرا الإعلام والسياحة في حكومة تصريف الأعمال فريد المكاري ووليد نصار، ممثلو وزراء الخارجية المستشار يوسف جبر والشباب والرياضة المستشار ابراهيم الشويري والعدل باسكال انطون والتنمية الإدارية تريسي صقر، النواب ميشال معوض وجورج عقيص وغسان حاصباني وجميل السيد وجميل عبود ورامي أبو حمدان ورازي الحاج وبيار بو عاصي وجيمي جبور وراجي سعد وهاغوب تيريزيان وغادة أيوب وملحم خلف وشربل مسعد وفراس سلوم، ممثلة النائب فريد البستاني السيدة ضحى مرهج، ممثل النائب سامي الجميل النائب سليم الصايغ، ممثل النائب علي عسيران جوزف متى، ممثلة النائب ملحم الرياشي هيلدا منير، ممثل النائب أشرف ريفي العميد إميل ابو نادر، ممثلة النائب جبران باسيل السيدة مي خريش، ممثل النائب نقولا صحناوي رونالد عاجوري، ممثل النائب إدكار طرابلسي جميل مراد، ممثل النائب الياس جرادة جريس جرادة، ممثل النائب اسامة سعد وائل قبرصلي.

 وحضر السفير التشيكي جيري دولوزيل، ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أياكي إيتو، السفير السري لانكي ويجيراتني مانديس، رئيس هيئة التفتيش المركزي القاضي جورج عطية، رئيس ديوان المحاسبة القاضي محمد بدران، رئيس مجلس شورى الدولة القاضي فادي الياس، المدعي العام لدى ديوان المحاسبة القاضي فوزي خميس، ممثل رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي رودني ضو، رئيس الرابطة المارونية خليل كرم، المدير العام للرابطة المارونية بطرس أبي نصر، رئيس المجلس الماروني ميشال متى، رئيس مجلس إدارة "تيلي لوميير" جاك كلاسي، رئيس الجامعة اللبنانية بسام بدران، المديرة العامة لتلفزيون لبنان فيفيان لبس، رئيس المجلس الوطني للاعلام عبدالهادي محفوض وعقيلته، المدير العام لوزارة الإعلام الدكتور حسان فلحه، المدير العام لوزارة التربية عماد الأشقر، المدير العام للنقل البري والبحري أحمد تامر وعقيلته، المدير العام لوزارة الزراعة لويس لحود، المدير العام لوزارة المال جورج معراوي، المدير العام للطرق والمباني طانيوس بولس، ممثلة المدير العام لوزارة البيئة باتي فرح، ممثل المدير العام لإدارة حصر التبغ والتنباك ميلو غصين، ممثل المدير العام للتنظيم المدني شادي صليبا.

 ومن السلك العسكري حضر ممثل قائد الجيش العميد طوني ابراهيم، ممثل المدير العام للأمن العام المقدم لويس روحانا، ممثل مدير المخابرات في الجيش العقيد الياس سلوم، ممثل مدير الامن العام الداخلي العميد جهاد اسمر، ممثل المدير العام لأمن الدولة العقيد لبيب سعد، المدير العام للدفاع المدني العميد ريمون خطار، ممثل رئيس المجلس الأعلى للجمارك المراقب شربل خليل، ممثل مدير الجمارك فادي بو غاريوس، ممثل محافظ بيروت الكولونيل هيثم فياض.

 من الحضور أيضا، نقيب الصيادلة جو سلوم، نقيب المصورين علي علوش، ممثل نقيب الأطباء جورج عساف، ممثلة نقيب المحامين كريستين عازوري، ممثل نقيب الصحافة خليل خوري،  ممثل نقيب المحررين جوزيف محفوض، ممثل نقيب المهندسين كميل هاشم.

 ترأس الراعي القداس عاونه رئيس الرابطة الأب ميشال عبود، الرئيس الأول لكاريتاس المطران سمير مظلوم، المشرف على أعمال الرابطة المطران ميشال عون، المطران انطوان بو نجم ورئيس المزار الأب فادي تابت. وحضر من المسؤولين الروحيين ممثل السفير البابوي المونسنيور غويسيبي فرنكوني، ممثل بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك الأب كميل ملحم، ممثل بطريرك الارمن الكاثوليك المطران جورج اسادوريان، المطارنة بولس مطر وسيمون فضول وسمعان عطاالله، ممثل المطران جورج بكعوني الأب كميل ملحم، ممثل المطران ميشال قصارجي الأب رفاييل كوبالي،  رئيس الرهبنة الانطونية الأب العام مارون ابو جودة، الرئيس السابق لرابطة كاريتاس الأب ايلي ماضي، منسق أقاليم رابطة كاريتاس الأب رولان مراد، الرئيس الإقليمي للآباء اللعازاريين عضو مجلس إدارة كاريتاس الأب زياد حداد، المدير التنفيذي لإذاعة وتلفزيزن المحبة الأب شربل جعجع، منسق أقاليم كاريتاس الأب رولان مراد، عضو في مجلس إدارة كاريتاس الأب رافي اوهانسيان، الرئيس الإقليمي للآباء اليسوعيين الأب مايكل زميت، مرشد الرابطة الأب شارل صوايا ومجلس الإدارة ورؤساء الأقاليم والأقسام والمتطوعون والموظفون وحشد من الإعلاميين والداعمين والأصدقاء.

 العظة

استهل القداس بكلمة ترحيبية لتابت، وخلال العظة قال الراعي: "بفعل إيمان بطرس بشخص يسوع وبكلمته، ألقى الشبكة بعد ليل مضن حرم التلاميذ من إمكانية صيد أي شيئ، وقد طلعت الشمس والوقت غير مؤآت للصيد، قبل بطرس تحدي الإيمان، وقال ليسوع: "من أجل كلمتك أرمي الشبكة" (لو 5: 5). ولما فعلوا كان الصيد العجيب. فلنلتمس نحن هبة هذا الإيمان ليكون نورا وهداية لحياتنا وأفعالنا ومواقفنا. على هدي الإيمان وبقوته، مشت وحققت المعجزات رابطة كاريتاس لبنان التي نفتتح اليوم بهذه الليتورجيا الإلهية يوبيلها الذهبي. وبقوة هذا الإيمان حقق ما تعجز عنه الدول الطوباوي "أبونا يعقوب" حداد الكبوشي الذي نحتفل بعيده، وقد أعلنه قداسة البابا بندكتوس السادس عشر ليكون في 26 حزيران من كل سنة، وهو تاريخ وفاته سنة 1954. فلنلتمس شفاعته. على شاطئ بحيرة جناشر سمع بطرس مع رفيقيه يعقوب ويوحنا بني زبدى كلام الرب يسوع الموجه للجمع المحتشد لهذه الغاية. وكانوا أنهوا غسيل شباكهم الفارغة من أي سمكة. فكان التحدي الذي وجهه يسوع لسمعان-بطرس بأن "يتقدموا إلى العمق ويرموا شبكتهم للصيد". قبل سمعان التحدي وفعل. "فكان الصيد العجيب، إذ ضبطوا سمكا كثيرا جدا، وكادت شباكهم تتمزق، وملأوا السفينتين حتى كادتا تغرقان" (لو 5: 5-7 هذا هو الإيمان-التحدي الذي لا يخضع لمنطقنا البشري، بل لمنطق الله".  أضاف: "كاريتاس لبنان قبلت تحدي الإيمان منذ خمسين سنة واختبرت ثماره غير المتوقعة، وها هي تكبر وتتسع في برامجها وخدمتها وسع لبنان، فلنرفع معها ذبيحة الشكر هذه، والتماس مزيدا من الإيمان. تأسست كاريتاس  في صيدا سنة 1972 وحملت تسمية كاريتاس لبنان الجنوبي، وذلك بمبادرة من اساقفة الجنوب، وهمة الاخ اليسوعي ايلي معماري الذي تعرف الى كاريتاس في المانيا. مع ازدياد الحاجات، ولا سيما اثر الاحداث التي تخطت منطقة الجنوب لتشمل كل لبنان ابتداء من 1975، تمدد عمل كاريتاس الى بيروت ثم إلى مختلف المناطق اللبنانية ، في محاولة لمواجهة نتيجة الحروب المحلية التي راحت تتمدد كالنار في الهشيم، وتعبث بالوطن والمجتمع، وتخلف وراءها اضرارا كارثية في البشر والحجر. اتخذت اسم كاريتاس لبنان، وأصبحت في عهدة مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في لبنان، وجهاز الكنيسة الرعوي-الاجتماعي. على مدى نصف قرن، اتخذت كاريتاس لبنان موقعها على خريطة العمل الاجتماعي في لبنان، فكانت الكنيسة الحاضرة والشاهدة، التي حققت تعليم الكنيسة الاجتماعي في ما يختص باحترام كرامة الانسان، وحقه بحياة كريمة، حرة. فعلت ذلك من دون أي تمييز، مع ودعوتها الدائمة إلى التضامن والتعاون من أجل الانسان،  المخلوق على صورة الله. تميزت مسيرة كاريتاس بروح الشركة والمحبة التي طبعت اجيالها، فكانت على مستوى انتظارات الكنيسة والمواطن، وعلى مستوى الثقة التي اكتسبتها بصدقيتها وشفافيتها من المانحين المحليين والاجانب، ومن الحكومات، والمنظمات الدولية، الرسمية والاهلية، ومن الافراد على اختلاف انتماءاتهم. وهكذا راحت كاريتاس تختبر الصيد العجيب بقوة الإيمان والمحبة ما جعلها تضاعف تصميمها على بذل المزيد، يحركها الوعي لمتطلبات كل مرحلة، فتتكيف مع الحاجات، من دون ان تنسى ان الفقراء معها كل حين".

 وتابع: "كما كانت كاريتاس في البدء هي الآن وتبقى مرآة التنظيم وحسن الإدارة، يدبر شؤونها رسل حقيقيون تعاقبوا على حمل أمانتها، عاشوا ويعيشون روحها، ويشعون بروحانيتها من خلال برامجها، وهيكلياتها، واقاليمها ومختلف مراكزها، والمحسنين والمتطوعين وشبيبتها. إن الكنيسة بواسطتها تبحث عن اصحاب الحاجات، وتجهد لتكون لهم الحياة وتكون أوفر. والإختبار الكبير للصيد العجيب بقوة الإيمان بكلمة الله، عاشه الطوباوي "أبونا يعقوب" الذي جاب لبنان من سواحله إلى جباله يزرع الكلمة في قلوب الأطفال والشبيبة والشعب في المدارس والرعايا، وعلى الأخص في تحضير الأطفال للمناولة الأولى التي كان يريدها بسن مبكرة، ويردد: "إزرعوا القربان في قلوب الأطفال واحصدوا قديسين". عاش "أبونا يعقوب" تحدي الإيمان عندما بدأ مشاريعه الكبيرة في خدمة المحبة للمرضى على اختلاف أنواعهم والعناية بهم. بدأ حلمه الكبير أثناء الحرب الكونية الأولى وهو يرى عشرات الألوف من المسيحيين يموتون جوعا وشنقا ونفيا، من دون أن يقام صليب على قبورهم. باشر مشروعه ببركة رئيسه وفلس الأرملة. فرفع على تلة جل الديب صليبا عاليا مع كنيسة على إسم سيدة البحر. وكبر المشروع ليصبح مستشفى لذوي الأمراض العقلية والنفسية والعصبية، وكان دير المسيح الملك لخدمة الكهنة المرضى والمسنين. وأسس من أجل إستمرار الرسالة والصيد العجيب جمعية راهبات الصليب اللواتي يتفانين في خدمة مؤسساتها بروح أبونا يعقوب، نذكر منها مستشفى دير الصليب الذي يخدم ألف مريض مقيم، ومستشفى السيدة-أنطلياس للمسنات، ومستشفى مار يوسف في الدورة، ومستشفى دير القمر للفتيات ذوات الحاجات الخاصة، بالإضافة إلى المدارس والمياتم والمراكز الاجتماعية والرسالية في لبنان والخارج. إنها حقا معحزة الصيد العجيب تتحقق يوما بعد يوم".

 وقال: "كم كنا نتمنى لو أن المسؤولين المدنيين والسياسيين عندنا يتمتعون بذرة من الإيمان وشجاعة التحدي الذي يقتضيه، لما كنا نعيش في حالة الانهيار الكامل سياسيا واقتصاديا وماليا ومعيشيا واجتماعيا. كنا نتمنى لو شاركت في تسمية الرئيس المكلف، أيا يكن المسمى، فئات نيابية أوسع لتترجم، بفعل إيجابي ودستوري وميثاقي، الوكالة التي منحها إياها الشعب منذ أسابيع قليلة، ولا سيما أن الاستشارات إلزامية. هكذا تشعر جميع المكونات اللبنانية أنها تتشارك في كل الاستحقاقات الدستورية والوطنية. في كل حال نتوجه بالتهنئة لدولة الرئيس نجيب ميقاتي لإعادة تكليفه. وندعو له بالتوفيق. إنا من جديد نطالب بالإسراع في تشكيل حكومة وطنية لحاجة البلاد إليها، ولكي يتركز الاهتمام فورا على التحضير لانتخاب رئيس إنقاذي للجمهورية. فلا تفسير لأي تأخير في التشكيل سوى إلهائنا عن هذا الاستحقاق الدستوري. لا يوجد أي سبب وجيه ووطني يحول دون تشكيل الحكومة وانتخاب الرئيس الجديد. وفي هذا الإطار، نناشد جميع الأطراف أن يتعاونوا مع الرئيس المكلف بعيدا من شروط لا تليق بهذه المرحلة الدقيقة، ولا يتسع الوقت لها، ولا تساهم في تعزيز الوحدة الوطنية وصورة لبنان أمام العالم. وننتظر من الرئيس المكلف، بالمقابل، تشكيل حكومة على مستوى الأحداث، تشجع القوى الوطنية على المشاركة فيها، وتعزز الشرعية والنزعة السيادية والاستقلالية في البلاد وتجاه الخارج".  أضاف: "هذه الأشهر الأربعة الباقية من عمر العهد، يجب أن تخصص لخفض نسبة الحقد والانتقام والكيدية والمطاردات القضائية البوليسية التي لم يألفها المجتمع اللبناني. ويجب أن تخصص للتخفيف من معاناة الناس، لضبط الأوضاع الأمنية، لتحييد لبنان، لإحياء التحقيق القضائي في جريمة المرفأ. ويجب أن تخصص لتعديل خطة التعافي، لمواصلة المفاوضات الحدودية على النفط والغاز، وخصوصا لانتخاب رئيس جديد للجمهورية في أقرب وقت ضمانا لوحدة الكيان اللبناني، ولاستمرار الشرعية، واستباقا لأي محاولة لإحداث شغور رئاسي. نحن نرفضه. وضروري أن يتضمن برنامج الحكومة، الجديدة التزاما واضحا لهذه القضايا. يكفي أن ننظر إلى حال الشعب اللبناني لتستيقظ الضمائر النائمة لدى الذين لديهم ضمير. يكفي أن ننظر إلى عذاباته اليومية ليرتفع المسؤولون إلى مستوى أزمة لبنان، ولتكف الجماعة السياسية عن العبث بمصير الوطن والمواطنين على مذبح مصالحها الفئوية والشخصية. إن السياسة فن نبيل لخدمة الخير العام لا هواية، وهي في الأساس اختصاص ورسالة مشرفة تحتم على كل من يود ممارستها أن يتحلى بالمسؤولية والجدية والنضوج والخبرة والإقدام وحسن التدبير والجرأة على إعطاء الأولوية للمواقف الوطنية على ما عداها، وخصوصا في هذا الوقت العصيب. فكل المعالجات لأزماتنا تبقى محدودة الفائدة ما لم نطرح القضية الوطنية بكل أبعادها من دون خوف أو عقدة أو حيرة. إذا عجز السياسيون، على ما يظهر، فإنا ننادي من جديد بمؤتمر دولي خاص بلبنان لمعالجة مرضه بعد تشخيصه بجرأة وشجاعة". وختم الراعي: "نسأل الله أن يجعل من يوبيل رابطة كاريتاس-لبنان موسم خير وبركة متزايدين، بشفاعة أمنا مريم العذراء سيدة لبنان، والطوباوي "أبونا يعقوب" إبن وطننا. وبفيض من الإيمان بكلمة الله نرفع نشيد المجد والشكر للثالوث القدوس، الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد".

 عبود

وفي ختام القداس قال رئيس رابطة كاريتاس لبنان: "في خطى الصليب نتبعك، وسر حبك يدهشنا، في التأمل بسر جراحاتك نعرف كما انت احببتنا. هذا ما نريد ان ننشده ونحن نحتفل باطلاق سنة اليوبيل الذهبي لرابطة كاريتاس لبنان، "خمسين سنة ومكملين"، نتبع المسيح ونخدمه ونداوي جراحاته في الفقراء والمعوزين. والمحبة أيضا لا تكون فقط في ما نفعل، وإنما بقدر ما نعطي حبا ونجعل الآخرين يحبون على مثال من أحبنا باذلا نفسه من اجلنا. بإسم عائلة رابطة كاريتاس لبنان، سيادة المطران ميشال عون المشرف على الرابطة، وأعضاء مجلس الإدارة، والمنتسبين وكل القدامى ومن عملوا على مدار الخمسين سنة،  وباسم المدراء والاداريين، والمتطوعين ومكاتب الاقاليم، والموظفين في كل الاقسام، وشبيبة كاريتاس والأصدقاء وجميعا حاضرون هنا، أتوا من أصقاع لبنان، نرحب بكم ونشكر حضوركم إذ نقدر كل التقدير مشاركتكم لنا اليوم انتم جميعا بما تمثلون وتحملون من مسؤولية، من رؤساء الدولة وممثليهم، من اساقفة وآباء كهنة وراهبات، من وزراء ونواب ومدراء عامين، من قادة عسكريين وأمنيين، من سفراء دول ومجتمع دولي، من الشركاء في الجهات المانحة، من الإعلاميين والأصدقاء والمؤمنين".

 أضاف: "نجتمع معكم اليوم، ليس لنتغنى بأمجاد الماضي ولا بما حققته كاريتاس، وإنما لنشكر الله ونتغنى بمراحمه. لبيتم دعوتنا بدافع المحبة والغيرة على هذه المؤسسة الإنسانية وأظهرتم أنه يمكننا أن نصنع التاريخ معا، كما فعل أسلافنا من قبل عندما أسسوا هذه الرابطة وأعطوها من وقتهم وحياتهم وما يملكون. إن كل عمل نقوم به على هذه الأرض ما هو إلا تذكرة عبور نحو السماء. نعم نعيش ازمة اقتصادية صعبة لم نرى مثيلا ، وانما نكمل المسيرة بكل عزم وثبات .لم الخوف، لقد مررنا في الكثير من الحروب والقتل، فقدنا العديد من الأحباء، وغرقنا في دماء الشهداء، وبقيت هذه المؤسسة ثابتة وحاضرة في قلب الكنيسة هنا وفي كل انحاء العالم تزرع الفرح والمحبة. سنكمل المسيرة التي من أجلها كانت كاريتاس، سنكمل  بدافع من الروح القدس الذي يعطينا القوة والاستمرارية في كل عمل. لقد أيقنا منذ القدم أن الله لا يترك شعبه وإن شعبه تركه. ان من اعطى القوة لاسلافنا في العمل حتى وصلوا الى هنا، هو أيضا سيعطينا هذه القوة لنكمل. هل ننتظر مكافأة على هذه الأرض؟ كلا. البعض انتظرها وخابت آماله في كثير من الأحيان. المكافأة تأتي فقط من السماء. كل من عمل في كاريتاس يعرف جيدا كم اخذ وهو يعطي. كم فرح وهو يفرح. وكم كان يشعر بالسند وهو يسند. اختبر أكثر وأكثر العناية الالهية". وتابع: "كم نتعزى عندما نتذكر أناسا غادرونا الى الحياة الأبدية، اخذوا من كاريتاس وتمنوا ان يردوا بالمثل ولكنهم لم يستطيعوا. نحن نؤمن بأنهم يشفعون لنا في السماء بصحبة القديسين. نقف في الكثير من الأوقات عاجزين أمام دموع الأمهات وصمت الآباء. يأتون الينا طلبا للمساعدة، نقدم ما يمكننا تقديمه لكن الالم يتملكنا لعدم قدرتنا على الاستجابة دائما. نعم إن الحاجة أصبحت كبيرة، والفقر والمرض يتربص بأكثرية الشعب ولا قوة لدينا لتلبية كل الاحتياجات. ولكن الثقة بالله من خلال عطاء القلوب، يدفعنا لعدم القلق والخوف. لقد أنعم الله علينا بالكثير من الخيرات عبر السنين، ونحن نبقى بحاجة اليكم جميعا لنكون على جهوزية دائمة من اجل استمرارية العمل".

وقال: "كتبت قصة كاريتاس عبر هذه السنين: بقوة العطاء عند الكثير من المحسنين، من داخل لبنان وخارجه. بثقة الجهات المانحة واستمرارها في عملها معنا ، بشجاعة التضحية ومجانية الخدمة لدى المتطوعين ، بمناقبية العمل والإلتزام لدى الموظفين، بحكمة المشرفين والرؤساء والمسؤولين والإداريين. كتبت بعنفوان الشبببة واندفاعها. ومستمرون. نحتفل اليوم بعيد الأب يعقوب الكبوشي شفيع رابطة كاريتاس لبنان، الذي أعتمد على العناية الإلهية ورأى في كل مهمش مشروع حياة، وهو يلهمنا بمثاله. وإذ نشكر صاحب الغبطة مار بشارة بطرس الراعي لترؤسه هذا الاحتفال، ولدعمه الدائم لكاريتاس لبنان، وأصحاب السيادة والاباء للمشاركة، نشكر إدارة هذا الصرح، مزار سيدة لبنان، لاستقبالنا اليوم. شكرا لمن حضر لهذا الاحتفال، من الناحية التنظيمية واللوجيستية والإعلامية وجوقة شبيبة كاريتاس. شكرا لكل وسائل الاعلام".

 أضاف: "ان لجنة التحضير لليوبيل الخمسين برئاسة نائب رئيس كاريتاس لبنان، الدكتور نيقولا حجار واعضاء اللجنة، حضرت برامج عديدة خلال هذه السنة، يعلن عنها لاحقا،  واللقاء التالي سيكون في صيدا ب 29 تموز حيث كانت انطلاقة كاريتاس 1972. هناك أعمال فنية وإعلامية عديدة بإشراف الأب شارل صوايا، والقسم الإعلامي. نقدم هذه الذبيحة الإلهية على نيتكم جميعا. إن الله المتجسد في هذه القربانة الصغيرة وبالرغم من صغرها فإنها تحمله في داخلها، هكذا نؤمن انه حاضر في كل فقير ومعوز، وفي داخل كل إنسان متألم".

 وختم: "إن الله حاضر في كل واحد منا، فلنعكس حضوره في عالم اليوم، له المجد الى الابد".  وخلال الذبيحة التي خدمتها جوقة شبيبة كاريتاس، رفعت الصلوات وقدمت القرابين على نوايا استمرار عمل الرابطة في خدمة الإنسان، كل إنسان، من دون تفرقة بين عرق أو دين أو انتماء، وعلى نوايا جميع أعضاء الرابطة وداعميها، الأحياء منهم والمنتقلين. وفي الختام عرض كليب النشيد الجديد الخاص بكاريتاس الذي يحمل عنوان "صرتي العيد"، وهو من كلمات الدكتور أنطوان سعد، ألحان جوزيف خليفة، وإشراف الأب شارل صوايا.

 

 

موقف واضح وعال النبرة وإيماني ومباشر من المطران الياس عودة بمواجهة محاولات مشبوهة تهدف للتسوّيق الفج والإستفزازي للمثلية والمثليين في لبنان…السلوك المثلي في الكتاب المقدس لا يباركه الله بل يحظره بوضوح

http://eliasbejjaninews.com/archives/109643/%d9%85%d9%88%d9%82%d9%81-%d9%88%d8%a7%d8%b6%d8%ad-%d9%88%d8%b9%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%a8%d8%b1%d8%a9-%d9%88%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%88%d9%85%d8%a8%d8%a7%d8%b4%d8%b1-%d9%85/

المطران عوده عن المثليّة: نحترم حرية الإنسان ولكن!

الوكالة الوطنية للإعلام/26 حزيران/2022

اعتبر متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده في عظة قداس الأحد، أنه “لم يكن قرار التلاميذ باتباع المسيح متسرعا أو عفويا، بل ثمرة ناضجة لإعداد يوحنا المعمدان لهم، ولخبرتهم الشخصية، فأصبحوا صيادي الناس. إن السمكة حينما تقع في الشباك وتخرج من المياه، تتخبط، وكثيرا ما تجد القوة لتمزق الشبكة وتستعيد حريتها داخل المياه. تشعر أن الصياد وشباكه هم أعداؤها، يريدون إهلاكها. في حالة الرسل، وبعدهم الكنيسة، الشباك التي يرمونها في بحر العالم لا تهدف إلى إخراج الناس من بيئتهم الطبيعية لتقيدهم وتميتهم. كلمتهم تصطادنا من بحر الخباثة ومياه الإلحاد والخطيئة، وتغلق علينا في شبكة وصايا الرب الخلاصية، التي يمكننا الإفلات منها إذا غلبتنا الأنا المتعلقة بتيار هذا العمر الهائج”.

وقال: “نسمع في هذه الأيام عن لقاءات تروج للمثلية. ولأننا نتكلم عن الرسل واصطيادهم البشر من بحر الخطيئة والإنحراف نقول إننا، مع احترامنا لحرية الإنسان، نحن نؤمن أن “الله محبة” (1 يو4: 8). بالتالي كل محبة حقيقية مصدرها الله، ولا يمكن عيشها إلا وفقا لمشيئة الله ووصاياه. ومحبة الله تنعكس في ترتيب الخلق. يعلن سفر التكوين أنه منذ خلق آدم حواء، خلق الإنسان ذكرا وأنثى: “فخلق الله الإنسان على صورته، على صورة الله خلقه، ذكرا وأنثى خلقهما، وباركهما الله وقال: أثمروا واكثروا، واملأوا الأرض” (تك1: 27). يعلن الكتاب المقدس بوضوح أن الذكر هو المكمل الوحيد للأنثى في الحب، والزواج، والاتحاد المبارك من أجل المشاركة في فعل الخلق عبر الإنجاب، والأنثى وحدها مكملة للذكر. “لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته، ويصيران كلاهما جسدا واحدا” (تك 2: 24). لكن البعض يسعون في مجتمعاتنا إلى التسويق لمفاهيم منحرفة لحرية الفرد ولحقوق الإنسان. جماعات تستورد قناعات وقيما خاطئة عما يسمونه “حرية عيش المثلية الجنسية” وسواها من الاتجاهات المريضة، إلى تغيير الجنس، بحيث يستعبد كيان الإنسان وحياته بمجملها لمنطق الشهوة المنحرفة والخطيئة. هذه النزعات غير الإنسانية تجرد الإنسان من كرامته وقيمته كشخص مخلوق على صورة الله ومثاله”.

وأضاف: “السلوك المثلي في الكتاب المقدس لا يباركه الله بل يحظره بوضوح. جاء في سفر اللاويين: “لا تضطجع مع ذكر كما مع المرأة، فهذا رجس” (18: 22). كذلك يوضح الرسول بولس: “… لأنهم لما عرفوا الله لم يمجدوه أو يشكروه كإله، بل حمقوا في أفكارهم، وأظلم قلبهم الغبي. وبينما هم يزعمون أنهم حكماء صاروا جهلاء، وأبدلوا مجد الله الذي لا يفنى بشبه صورة الإنسان الذي يفنى، والطيور، والدواب، والزحافات. لذلك أسلمهم الله أيضا في شهوات قلوبهم إلى النجاسة، لإهانة أجسادهم بين ذواتهم، الذين استبدلوا حق الله بالكذب، واتقوا وعبدوا المخلوق دون الخالق، الذي هو مبارك إلى الأبد. آمين. لذلك أسلمهم الله إلى أهواء الهوان، لأن إناثهم استبدلن الاستعمال الطبيعي بالذي على خلاف الطبيعة، وكذلك الذكور أيضا، تاركين استعمال الأنثى الطبيعي، اشتعلوا بشهوتهم بعضهم لبعض، فاعلين الفحشاء ذكورا بذكور، ونائلين في أنفسهم جزاء ضلالهم المحق. وكما لم يستحسنوا أن يبقوا الله في معرفتهم، أسلمهم الله إلى ذهن مرفوض ليفعلوا ما لا يليق.” (رو 1: 21-27)”.

وأشار إلى أن “البنية الجسدية، فيزيولوجيا، للذكر والأنثى تتكامل. “ذكرا وأنثى خلقهما”. هذا خير تعبير عن القصد الإلهي في الخليقة. وكل ترتيب آخر هو سقوط وانحراف. ولا يمكن تحديد هوية الشخص من خلال رغباته الجنسية أو شغفه الجسدي. المطلوب هو توجيه تلك الرغبات وتنظيمها في الأطر الأخلاقية والروحية التي يمكن من خلالها تحقيق مقاصد الله. من هنا يؤكد الرسول بولس أن الإتحاد الزوجي هو صورة للعلاقة بين المسيح والكنيسة: “أيها الرجال، أحبوا نساءكم كما أحب المسيح أيضا الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها، لكي يقدسها، مطهرا إياها بغسل الماء بالكلمة، لكي يحضرها لنفسه كنيسة مجيدة، لا دنس فيها ولا غضن أو شيء من مثل ذلك، بل تكون مقدسة وبلا عيب. كذلك يجب على الرجال أن يحبوا نساءهم كأجسادهم. من يحب امرأته يحب نفسه” (أف 5: 25-28)”.

وأردف عوده: “أما الحب في إيماننا فلا يفهم إلا على مثال محبة المسيح غير الأنانية للبشرية. الحب البشري الحقيقي هو حب يفرغ ذاته، يضحي بنفسه من أجل الآخر. الحب الحقيقي تضحية بالذات، لا استهلاك للشهوة. “إن أراد أحد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني، فإن من أراد أن يخلص نفسه يهلكها، ومن يهلك نفسه من أجلي يجدها. لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟ أو ماذا يعطي الإنسان فداء عن نفسه؟” (مت 16: 25). أي نوع من النشاط الجنسي لا يقوم على بذل الذات والتخلي عن الأنانية هو نجس ويصبح حتما متمحورا حول الذات، وبالتالي هو غير نقي. في هذا السياق كتب القديس بولس: “الجسد ليس للزنى بل للرب والرب للجسد” (1 كو6: 13)”.

وقال: “إذا أراد المرء أن يعيش حياته في المسيح، عليه أن يتوافق مع مشيئة الله في كل شيء. وكما أن الإنسان المؤمن مدعو للتغلب على العواطف، أو الميل نحو النشاط الجنسي خارج الزواج، كذلك الإنسان المثلي الجنس مدعو للتغلب على الميل الذي لديه، وعلى كل شغف نحو نشاط جنسي خارج الأطر الأخلاقية لزواج الرجل من المرأة. قد يكون الصراع صعبا، ولكن بنعمة الله كل شيء ممكن. غالبا ما يكون الصليب الذي يجب أن نحمله هو الجهاد من أجل التغلب على العواطف الجامحة. من المهم أن يكون لدى الأشخاص الإيمان والإلتزام الروحي لفعل مشيئة الله، وبذل كل ما في وسعهم لمحاربة كل شهوة ضارة مستعينين بالصوم، والصلاة، والإرشاد الروحي، وأسرار الكنيسة المقدسة. المؤمنون مدعوون أن يتوافقوا بإرادتهم وسلوكهم مع وصايا المسيح. على الإنسان أن يتغلب على ميوله لكي يشترك في طريق الخلاص. نحن نشجب كل الحملات والندوات والأنشطة التي تدعو المثليين جنسيا للاستسلام لشغفهم. إن آباء الكنيسة واضحون بشأن مخاطر تعريض المرء نفسه لأجواء تدفعه إلى الخطيئة. لأنه عندما تسود الشهوة لا العقل، يقع الإنسان في حلقة مفرغة خبيثة. محبتنا للقريب تعني مقاربته في الحق لا في المجاملة، ودعوته إلى التوبة والقيام بما هو مناسب لخلاصه، والتأكيد على ما هو صالح ومقدس من أجل خيره ومصالحته مع مشيئة الله القدوس”. وختم: “دعوتنا اليوم أن نسرع وراء المسيح فقط، لأن الخلاص عنده، ولا خلاص لدى البشر.  المسيح لا مصلحة لديه، بل يمنح البشر حرية قبوله أو رفضه بملء اختيارهم. ودعوته “هلم ورائي” ليست موجهة إلى التلاميذ فقط بل إلى كل من يسمعها، وبشكل خاص أبناء الكنيسة الذين عرفوا الرب يسوع وسمعوا تعاليمه وعلموا أن محبته نبع متدفق لا ينضب. القرار شخصي. هل أكون من سامعي الكلمة وحسب، أم أكون من الفعلة الذين يؤمنون ويعملون بإيمانهم؟ رجاؤنا أن يعم الإيمان الحقيقي والعمل النافع”.

 

 

لقاء سيدة الجبل أحيا الذكرى الأربعين لمحمد عبد الحميد بيضون وكلمات شددت على قيم الراحل الفكرية والأخلاقية

وطنية /26 حزيران/2022

 نظم "لقاء سيدة الجبل"، في اوتيل "لو غبريال" اليوم، ندوة عن "أهمية المراجعة السياسية"، إحياء للذكرى الأربعين للوزير محمد عبد الحميد بيضون وتكريما له.

 التقي

افتتحت الندوة بكلمة الإعلامي يقظان التقي الذي أثنى على بادرة "لقاء سيدة الجبل". ثم قال عن الراحل: "محمد ابن هذا الاجتماع التعددي، جسد طاقة تواصلية، تفاعلية، مدينية. رجل حاضر برهافته، في كل الاوراق السيادية، في مجمل القضايا في مواجهة الطبقة السياسية وجنونها، وابطالها الوهميين في زمن الحرب والسلم، يعرف خلفيات الامور وماهياتها، كان مفكرا ومثقفا، ينتمي الى الافكار اكثر من انتمائه الى الاحزاب، وممن عبروا من بيئاتهم الضيقة الى الفضاء الاوسع. محمد كان جزءا اساسيا من نص 14 اذار، من كل اوراقها، واعتمالاتها السياسية، مؤمنا بمخارج تغييرية لن تأتي فجأة بل من خلال سلسلة خروقات منهجية، ومن خلال معبر رئيسي عروبة لبنان. ليست العروبة التي سحلتنا، او تلك التي تساوينا بالارض، بل العروبة الحداثية التي لديها رؤية تحترم الحريات العامة والدساتير وحقوق الانسان وديمقراطية المجتمعات وخصوصياتها الثقافية. صاحب افكار بنيوية وتفكيكية في آن، هدفها الخروج من الازمات، في مواجهة الذين اخذوا البلاد الى الجحيم، والى حروب عبثية، واصطفافات اقليمية محورية غير طبيعية".

أضاف: "شكل بيضون تجربة العبور من الحزبية والميليشياوية الى المجتمع المدني، الانتماء للافكار، اكثر من الانتماء للاحزاب يمينا ويسارا، وجسد في سنواته الاخيرة كل ما تكرهه الميليشيات القديمة. اي افكار المجتمع المدني التعددي التقدمي العقلاني بطبيعته السياسية ضد كل اشكال العنف والعبث والسلاح، وضد كل اشكال الشعبوية السياسية. جسد خارطة طريق جيوسياسية حين حذر ما قبل الحرب اليمنية بكثير عن خطر انتشار الميليشيات من خارج الحدود على الاوضاع الداخلية في الدول العربية. وناشد لبنان والدول العربية الانضمام الى المحكمة الجنائية الدولية لمواجهة اشكال الحروب المقبلة. وكان من السباقين الذين حذروا من انهيار العملة الوطنية في لبنان ومن تحول لبنان الى غزة جديدة. اما وصيته الاخيرة بيروت، ودعوته الجميع الى عدم التخلي عنها باعتبارها الفضاء العربي الاساسي بكل جمالياتها، للتضامن مع كل القضايا العربية والانسانية الكبرى".

 فيلم وثائقي

ثم تم عرض فيلم وثائقي عن الراحل تناول أبرز محطات حياته ومواقفه السياسية.

 سعيد

وألقى الدكتور فارس سعيد كلمة باسم "لقاء سيدة الجبل"، قال فيها: "من أقوال الفلاسفة الإغريق، إنك لا تضع قدميك في النهر مرتين، لأن النهر متغير ومتحرك وعندما تضع قدمك في النهر المرة المقبلة لن تكون المياه نفسها ولا تكون أنت الشخص نفسه. لم يضع محمد عبد الحميد بيضون قدمه في النهر مرتين، فهو استخلص دروس الماضي وسار إلى الأمام. أخطأ مثلما نخطئ جميعا وأصاب مثلما نصيب جميعا، إنما ما يميزه عن الآخرين هو أنه تمتع بشجاعة المراجعة النقدية والتحق بقافلة الكبار ممن ساروا على دروب المراجعة واستخلاص العبر الوطنية الجامعة. هؤلاء الشجعان ليسوا كثرا في لبنان وربما في المنطقة، لكنهم أسسوا لمدرسة المراجعة الضرورية لنا جميعا وخاصة للجيل الجديد من السياسيين".

 أضاف: "في تجربتي السياسية شاهدت الكنيسة المارونية في ورشة مراجعة عندما أطلق البطريرك صفير أعمال المجمع البطريركي الماروني في العام 2003 وأصدر في حزيران 2006 ورقة الكنيسة والسياسة، حيث قال بالحرف: لو استمع الموارنة إلى شكوى المسلمين في ستينات وسبعينات القرن الماضي وعملوا على إدخال بعض الإصلاحات الدستورية لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه. شاهدت أيضا سمير فرنجية وجورج حاوي ونصير الأسعد ومحسن إبراهيم وهشام دبسي يراجعون تجربتهم في اليسار وينتقدون مساهمتهم في إقحام منظمة التحرير في الصراع اللبناني الداخلي واستسهال التغيير بالسلاح، فكان ما حصل جنونا مطبقا".

 وختم: "خارج الكنيسة وهذه الكوكبة من الشخصيات من ضمنها محمد عبد الحميد بيضون لم أسمع إلا اعتذارات واعترافات مشكورة إنما لم ترتق إلى مستوى المراجعة. وحدها الكنيسة قالت بشجاعة وجرأة: لقد شهدت الكنيسة المارونية أولادها يقتلون ويتقاتلون ويقتلون. أردنا في لقاء سيدة الجبل تكريم الصديق والعضو المؤسس في عديد من الأطر السياسية التي تهدف إلى جمع اللبنانيين حول الفكرة اللبنانية المرتكزة على العيش المشترك ونهائية الكيان. ونشدد على قيمة الرجل الفكرية والأخلاقية وتجربته الوطنية ونرجو من جيل السياسيين الجديد التنبه إلى عدم الدفاع عن نهائيات".

 الأسعد

ثم تحدث الأستاذ هادي الأسعد شاكرا سعيد لدعوته "لهذا اللقاء الذي نحتفل به بذكرى أربعين غياب محمد عبد الحميد بيضون أحد الوجوه الشيعية المختلفة وغير المنضوية ضمن إطار ما يسمى الثنائي الشيعي".

 وقال: "بدأ محمد مساره السياسي مناضلا يساريا في أواخر ستينيات أوائل سبعينيات القرن الماضي، ولقد عرفته بالطبع ضمن الأطر الحزبية لمنظمة العمل الشيوعي. عندما أتكلم عن محمد عبد الحميد بيضون تقفز بي الذاكرة مباشرة إلى شقيقي وحبيبي نصير، لما لهما من عوامل شبه ومحطات متقاربة في مسارهما. أما نقطة الاختلاف الأبرز في مسارهما فهي في انخراط محمد عبد الحميد بيضون في الهيكلية السياسية للنظام اللبناني من خلال تجربته في حركة أمل، وبالتالي في تجربته على مستوى بعض المسؤوليات النيابية والوزارية. لقد كان لهما الشجاعة في النقد الذاتي وفي نقد تجربتهما، كل من موقعه. فنصير مع انطلاق ثورة الأرز كان سباقا في تقديم قراءة نقدية صريحة لتجربة الحركة الوطنية اللبنانية واليسار اللبناني، وكان سبقه إلى ذلك، مع استشهاد جورج حاوي، الرجل السياسي الوحيد الذي قام بمطالعة علنية ومفصلة، عنيت به المرحوم أبو خالد محسن ابراهيم- الأمين العام لمنظمة العمل الشيوعي. لم يقم أي مسؤول سياسي لبناني آخر من الذين عاشوا وعاصروا مرحلة الحرب الأهلية بأي عملية مراجعة نقدية واضحة. طبعا مصالحة الجبل تدخل ضمن هذه المراجعة ولكن من باب محدد".

 أضاف: "ما ينقصنا اليوم، الرجال القادرون على المجاهرة بخطئهم أو أخطائهم والتأسيس على ذلك لبناء مواقف متقدمة للنهوض بالبلد وناسه. علينا اليوم أن ندعو الجيل الصاعد والشباب الى مراجعة مسيرة الثورة خلال السنتين- الثلاث الماضية لاستخلاص الدروس، وملاقاة المخلصين والراغبين فعلا في بناء لبنان سيد حر مستقل في مواجهة الهيمنة الايرانية".

 الرفاعي

كما كانت كلمة للأستاذ حسان الرفاعي، جاء فيها: "تعرفت الى الدكتور محمد عبد الحميد بيضون عبر شاشات التلفزيون في حواراته السياسية الشيقة والجاذبة والتي تظهر ذكاء الرجل اللافت. ذات يوم دعاني الصديق الصحفي أحمد عياش الى زيارة الدكتور محمد لتبادل الآراء في احوال الوطن. تكررت الزيارات الى ان وصلنا ذات يوم الى "البيت اللبناني" وهي تسمية لاجتماع لبنانيات ولبنانيين من اتجاهات مختلفة تجمعهم الغيرة على الوطن والخط السيادي النقي. وانطلاقا من روحية "البيت اللبناني" ووفاء لراحلنا الحبيب، اسمح لنفسي ان اطرح الآتي وكأني اليوم في حضرة الغائب- الحاضر الدكتور محمد بيضون.

 1- ثبت ان قانون الانتخابات النيابية هو قانون لعين اوصل شرعية مزيفة وخاصة مزيفة (بكسر الياء) لارادة اللبنانيين، وهذا ما بينته وكتبته 11 شخصية لبنانية بتاريخ 19 نيسان 2022 في جريدة النهار متحفظة بشدة حول ما قد يقدم عليه المجلس الجديد من اتفاقات وتسويات باسم اللبنانيين في المؤتمرات التي يحكى عنها والغالية على قلب الرئيس الفرنسي. نعم لقد كان اجدى بنا جميعا ان نقاطع الانتخابات النيابية التي جرت على اساس هذا القانون، تماما كما فعل البطريرك الكبير مار نصر الله بطرس صفير سنة 1992 والذي اثبتت الايام انه كان على حق في مقاطعته، بل ان جل ما كان ينقصه هو أن يلاقيه مفتي من طينة الشهيد الكبير المفتي حسن خالد حتى تتأمن حماية لبنان من الهجمة السورية التي عاثت فسادا ونهبا في لبنان بعد الطائف وبعد ان بان اتجاه الامور باغتيال الراحل رينيه معوض امام سكوت العالم والاخوة العرب وبعد تقصير ولاية المجلس النيابي الذي اقر الطائف لمحو أثر النواب الذين شهدوا على ولادة هذا الاتفاق وبنوده.

 2- اننا على مسافة 67 يوما من بدء مهلة انتخاب رئيس جمهورية جديد لذلك مطلوب بإلحاح ان يعلن المرشحون عن انفسهم كما مطلوب الا يقاطع اي نائب، تحت اي حجة كان، جلسة انتخاب رئيس جديد إذ تبدأ المهلة الدستورية في الاول من أيلول علما ان اكثرية النواب الحاليين سبق لهم، كل من موقعه الثوري أو الحزبي، ان طالبوا بانتخابات رئاسية مبكرة أو باستقالة الرئيس عون أو بمحاكمته على خرقه الدستور. وهنا اعرض على كل من يود من الحضور نسخة عن دراسة دستورية ساهمت في اعدادها مع كبار في القانون والدستور تطالب مجلس النواب بأن يقوم بدوره وان يحاكم الرئيس عون وفق المادة 60 لخرقه الدستور والقوانين اللبنانية ولعدم حفظه استقلال الوطن وسلامة اراضيه ولنكسه بقسم المادة 50 من الدستور. انها دراسة اعدت في نيسان 2021 ووقعها اكثر من الف لبنانية ولبناني. كما ان الرئيس ميقاتي لاقى في اكثر من موضوع الرئيس عون في خروجه على الدستور واصول النظام الديمقراطي البرلماني وخاصة في أليات تشكيل الحكومة. لذلك استحق هو ايضا دراسة وضعتها نهاية شهر تشرين الاول 2021 توثق تماهيه مع الرئيس عون.

 3- اخيرا وليس آخرا اطرح الاسماء الآتية لمرشحين اهل لتولي منصب رئيس الجمهورية اللبنانية بعيدا عن الارتهان للخارج وعن الفئوية والمحسوبية والتعصب وهم: العميد خليل الحلو، الدكتور فارس سعيد، الاستاذ ميشال معوض، والاستاذ كميل شاكر ابو سليمان آملا ان يكون اقرب الى سياسة والده منه الى سياسات اخرى.

4- بعد صدور قرار محكمة الاستئناف في المحكمة الدولية الخاصة للبنان تأكد من هو القاتل المجرم الارهابي فهل ما زالت الصورة ضبابية حول من قتل شهداء ثورة الارز ورفيقنا لقمان سليم ومن يتحمل مسؤولية امونيون دمار بيروت".

 وختم: "رحمك الله دكتور محمد، نعدك اننا لن ندع اليأس يدخل قلوبنا".

 حمادة

واستهل النائب مروان حمادة كلمته بتعداد الصفات الشخصية والسياسية لبيضون، مشيرا الى انه كان يحب ان يتشبه فيه.

 ثم اختصر حياة الراحل السياسية بثلاث محطات: "الاولى محطة الحلم انطلاقا من اليسار في منظمة العمل الشيوعي، في مرحلة كنا جميعا متعلقين بهذه الاحلام بدءا من صعود الناصرية، ثم مع ابو خالد محسن ابراهيم، الذي كان الى آخر لحظة من حياته ذا رؤية سياسية ثاقبة. المحطة الثانية هي محطة العبور حيث اكتشف محمد انه لا يستطيع ان يحدث فارقا في الحياة السياسية ان لم ينخرط بعمق في العملية السياسية، فانضم الى حركة المحرومين التي كانت على تماس مع اليسار. في هذه المرحلة حضرت معه الكثير من المؤتمرات من جنيف ولوزان الى الاتفاق الثلاثي الذي كان اساس اتفاق الطائف، ثم وصلنا الى اتفاق الطائف، وقد حاول بيضون تطبيقه بعدل وعدالة من دون تزلف للسوري ولا انقياد للقيادة الحزبية. كان محمد نجم حركة امل، وكان شريكا في حل الميليشيات وجمع السلاح الثقيل والدفاع عن الجنوب. ثم حصل الطلاق مع هذا المناخ عندما اصبح محمد مزعجا للحركة والوصاية السورية والايرانيين المتأهبين للحلول مكانها. ولو لم ينكفئ محمد لكان استشهد، وهنا بدأت مرحلة المراجعة ليس من باب جلد الذات وانما من اجل استخلاص العبر من اجل مستقبل لبنان، ومحمد كان احد ابطال تلك المرحلة".

 روان بيضون

واختتمت الندوة بكلمة العائلة، ألقتها ابنة الراحل روان محمد عبد الحميد بيضون التي قالت: "بابا كان يحب الأرقام، لكن ايام الحزن ما بتنعد، بس فيي عد السنين لي كان مريض فيها وما قال أخ، و فيي عد العالم اللي ساعدها تحسن اوضاعها و تحقق طموحها

وفيي عد الكتب اللي قراها، بس الأرقام ما فيها تعبر عن روح الابتكار لي كان عندو ياها، الأرقام ما فيها تعد احلامه ببلد الخيبات، ولا قديش كان ملهم للكل بالعيلة او ايا حدا التقى فيه، ولا بتقدر الارقام تعبر عن حبنا وتقديرنا له، ولا فيها تعد اللحظات اللي ما راح ننقدر نستعيدها معه".

 أضافت: "كان تفكيره مستقلا وحرا، كان إنسانيا ومتواضعا، وكان ذكيا ويحب الحياة".

 وختمت شاكرة الحضور وكل من واسى العائلة ووقف الى جانبها، وخصت بالذكر "لقاء سيدة الجبل لإصرارهم على إحياء ذكرى الأربعين لمحمد عبد الحميد بيضون".

 

 

 /New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 26 و 27 حزيران/2022

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 26 حزيران/2022/

جمع واعداد الياس بجاني

http://eliasbejjaninews.com/archives/109621/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1463/

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

 

LCCC English News Bulletin For Lebanese & Global News/June 26/2022/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

http://eliasbejjaninews.com/archives/109618/lccc-english-news-bulletin-for-lebanese-global-news-june-26-2022-compiled-prepared-by-elias-bejjani/

#LCCC_English_News_Bulletin