المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 26 حزيران/2022

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

 http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2021/arabic.june26.22.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

كَلَّمْتُكُم بِهذَا لِيَكُونَ لَكُم فِيَّ سَلام. سَيَكُونُ لَكُم في العَالَمِ ضِيق. ولكِنْ ثِقُوا: أَنَا غَلَبْتُ العَالَم

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/بسحر ساحر، وغب أجندة جعجع الرئاسية والسلطوية والدكتاتورية، أصبح خيار الورقة البيضاء حكيماً، بعد أن كان قبل الانتخابات خيانة ويخدم حزب الله وإيران وضد السيادة

الياس بجاني/جعجع وجنبلاط مع ميقاتي ولكن بأوراق بيضاء، ومن ضمن عدة شغل بري..مجرد أرانب في قبعة الإستيذ ما غيرو .. لا أكثر ولا أقل

 

عناوين الأخبار اللبنانية

اهيدا الكلام مش أنا كاتبُه، بس أنا مرَكبُه

المخرج يوسف ي. الخوري/فايسبوك

تل أبيب تتوعّد لبنان بالحرب.. ولكن

أسرار الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 25-06-2022

عناوين الصّحف الصادرة اليوم السبت 25-06-2022

أبرز ما تناولته الصحف العربية الصادرة اليوم 25-06-2022

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

"بيروت بعد ال 40 " لأنطوني مرشاق أفضل فيلم وثائقي قصير في مهرجان MARINA DEL RAY FILM FESTIVAL

وزارة الصحة : 836 إصابة جديدة و حالتا وفاة

كتاب جديد في باريس عن الرئيس الشهيد بشير الجميل

تمويل أممي إضافي للبنان

لبنان: انهيارات وتضرر طرق ومحاصيل جراء الطقس السيئ

انفجار بيروت تابع.. كشف هوية شركة “النيترات

غرائب" استشارات التكليف... "القوات" تتمايز وتقدّم "هدية" لميقاتي!

دريان "يغطّي" ميقاتي سنّياً: لا أحد يستطيع نهش حقوقنا

دوكان إلى بيروت: أين الإصلاحات؟

مروان حماده لـ"ليبانون ديبايت": العهد فاسد والحكومة تكرّر نفسها

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

بوريل يعلن استئناف المحادثات النووية مع إيران «في الأيام المقبلة»

بوريل في طهران لتخطي مأزق محادثات «النووي» الإيراني

مصادر دبلوماسية رفيعة: منسق الخارجية الأوروبية لا يحمل مبادرات جديدة

طهران ترفض اتهامات إسرائيلية بـ«تدبير مؤامرة إرهابية» في إسطنبول

رئيس المخابرات التركية اطلع لبيد على تفاصيل عملية كشف الخلية الإيرانية

أوكرانيا تطالب بـ«تكافؤ في قوة النار» مع القوات الروسية

بنس يزور معسكر«مجاهدين خلق» في ألبانيا وانتقد المفاوضات النووية مع إيران

الجيش الأوكراني: صواريخ أُطلقت من بيلاروسيا على منطقة تشيرنيهيف الحدودية"

روسيا تعلن قتل «ما يصل إلى 80 مرتزقاً بولندياً» في أوكرانيا

قرينة زيلينسكي: المحتلون الروس ليسوا أفضل من «داعش»

مطلِق النار في أوسلو نرويجي من أصل إيراني معروف للاستخبارات والشرطة

1.6 مليون شخص عبروا من أوكرانيا إلى روسيا منذ فبراير

رئيس الوزراء الإسباني يحمّل «المافيات» مسؤولية مأساة مليلية

بايدن يوقع أول قانون أميركي مهم لتنظيم حمل الأسلحة منذ عقود

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الحكومة الانتقالية ومستقبل الجمهورية/شارل الياس شرتوني/فايسبوك

الدوران في الفراغ/رفيق خوري/نداء الوطن

الرئيس عون تسبَّب في الفراغ في الرئاسة... ثلاث مرات/جان الفغالي/نداء الوطن

"جبهة المصارف" تتصدّع... و"الموارد" أول المنشقّين/باتريسيا جلاد/نداء الوطن

باسيل و"ما حدا عنده أكثري"... رسالة لنصرالله وفرنجية قبل جعجع/ألان سركيس/نداء الوطن

كتل على مدّ عينك والنظر/سناء الجاك/نداء الوطن

لهذه الأسباب لم تُسمِ “القوات/طارق ترشيشي/الجمهورية

الطريق غير معبّدة لولادة الحكومة/محمد شقير/الشرق الأوسط

بوتين... من فرانك سيناترا إلى ليونيد بريجنيف/أمير طاهري/الشرق الأوسط

بين عزلة إيران وحراك ضفة الخليج الأخرى/زهير الحارثي/الشرق الأوسط

ماكرون وتحديات غياب الأغلبية البرلمانية/د. محمد علي السقاف/الشرق الأوسط

بظل مراقبة إدارة بايدن الضعيفة إيران تنهك العقوبات المفروضة عليها دون عقاب/د. ماجد رفي زاده/معهد كيتستون

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الراعي استقبل الصايغ وعبود وابراهيم

أساقفة الكنيسة السريانية الكاثوليكية الأنطاكية اختتموا أعمال السينودس في حريصا

قاووق: الواقع الصعب يفرض التسريع في تشكيل الحكومة

زيارة لمذكرات رئيس الوزراء اللبناني الراحل صائب سلام (1): صارحت حافظ الأسد بمآخذي على دور سوريا السياسي والعسكري في لبنان

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

الإِنْسَانُ الرُّوحَانِيُّ فَيَحْكُمُ عَلى كُلِّ شَيء، ولا أَحَدَ يَحْكُمُ عَلَيْه. فَمَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَّبِّ لِيُعَلِّمَهُ؟ أَمَّا نَحْنُ فَلَنَا فِكْرُ المَسِيح!"

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس02/من11حتى16/"يا إِخْوَتِي، مَنْ مِنَ النَّاسِ يَعْرِفُ مَا في الإِنْسَانِ إِلاَّ رُوحُ الإِنْسَانِ الَّذي فِيه؟ كَذَلِكَ لا أَحَدَ يَعْرِفُ مَا في اللهِ إِلاَّ رُوحُ الله. وَنَحْنُ لَمْ نَأْخُذْ رُوحَ العَالَم، بَلِ ٱلرُّوحَ الَّذي مِنَ الله، حَتَّى نَعْرِفَ مَا أَنْعَمَ بِهِ ٱللهُ عَلَيْنَا مِنْ مَوَاهِب. ونَحْنُ لا نَتَكَلَّمُ عَنْ تِلْكَ ٱلمَوَاهِبِ بِكَلِمَاتٍ تُعَلِّمُهَا ٱلحِكْمَةُ البَشَرِيَّة، بَلْ بِكَلِمَاتٍ يُعَلِّمُهَا ٱلرُّوح، فَنُعَبِّرُ عَنِ ٱلأُمُورِ الرُّوحِيَّةِ بِكَلِمَاتٍ رُوحِيَّة. فَٱلإِنْسَانُ الأَرْضِيُّ لا يتَقَبَّلُ مَا هُوَ مِنْ رُوحِ ٱلله، لأَنَّ ذَلِكَ عِنْدَهُ حَمَاقَة، ولا يَسْتَطيعُ أَنْ يَعْرِفَ مَا هُوَ مِنْ رُوحِ الله، لأَنَّ الحُكْمَ في ذَلِكَ لا يَكُونُ إِلاَّ بِالرُّوح. أَمَّا الإِنْسَانُ الرُّوحَانِيُّ فَيَحْكُمُ عَلى كُلِّ شَيء، ولا أَحَدَ يَحْكُمُ عَلَيْه. فَمَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَّبِّ لِيُعَلِّمَهُ؟ أَمَّا نَحْنُ فَلَنَا فِكْرُ المَسِيح!"

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

بسحر ساحر، وغب أجندة جعجع الرئاسية والسلطوية والدكتاتورية، أصبح خيار الورقة البيضاء حكيماً، بعد أن كان قبل الانتخابات خيانة ويخدم حزب الله وإيران وضد السيادة

الياس بجاني/23 حزيران/2022

http://eliasbejjaninews.com/archives/109553/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a8%d8%b3%d8%ad%d8%b1-%d8%b3%d8%a7%d8%ad%d8%b1%d8%8c-%d9%88%d8%ba%d8%a8-%d8%a3%d8%ac%d9%86%d8%af%d8%a9-%d8%ac%d8%b9%d8%ac%d8%b9-%d8%a7/

موقف جعجع هذا، وطبقاً لكل معايير الصدق والشفافية والنزاقة، هو هرطقة واسخريوتية، ويهين ويحقر ويستهزئ بذكاء وذاكرة كل من صدّقه من المسيحيين تحديداً، وصوت لمرشحيه العصي.. ونقطة على شي مليون سطر

سفر الرؤيا 03/16: “هكَذَا لأَنَّكَ فَاتِرٌ، وَلَسْتَ بَارِدًا وَلاَ حَارًّا، أَنَا مُزْمِعٌ أَنْ أَتَقَيَّأَكَ مِنْ فَمِي.”

بداية، لماذا تركيز النقد والتعرية الستربتيزية، على ممارسات ومواقف وتحالفات وهرطقات وتذاكي وتشاطر ودكتاتورية وحربقات وسعدنات سمير جعجع، وليس على غيره من أصحاب شركات الأحزاب المسيحية تحديداً؟

هذه الأحزاب الشركات كافة، المرتي والعفنة والكوارث، وفي مقدمها شركة تيار عون وصهره القومية السورية والمشرقية، واللاجئة بذل وذمية في ضاحية حزب الشيطان وملاليه، والعدوة الوقحة لكل ما هو سيادة وتاريخ وهوية وكرامات؟

والجواب ببساطة لأنه على قدر التوقعات والمحبة تأتي الخيبات، ومعها الإحباط والقرف والعتب.

ولأن، المواطن المسيحي عموماً يتوقع من جعجع ومن حزبه الكثير في المجال السيادي والمقاوماتي اللبنانوي، رغم كل الخيبات والارتدادات، وترجيح الأجندات السلطوية والشخصية والمزاجية، على الوطنية والوجودية والمصيرية.

ولأن المسيحي اللبنانوي يرى في شركة حزب قوات جعجع، ورغم كل التناقضات والتكويعات والسعدنات، وريثة لتنظيم القوات اللبنانية التاريخي، المتجذر في أعماق ضمائر ووجدان وذاكرة المسيحيين.

ترى هل المواطن المسيحي السيادي واللبنانوي يتوقع أي شيء في كل ما يتعلق بالوجود والمصير والهوية والدور المقاوم، من ميقاتي وجنبلاط وبري ونصرالله والحريري وعون وباسيل ونجاح واكيم، ومن كل الإستنساخات العروبية واليسارية والتغيرية؟

على الأكيد، الأكيد فإن التوقعات من كل هؤلاء الذين لم يعترفوا في أي يوم بلبنانيتهم وبلبنان الكيان والهوية والدور، هي صفر مكعب، كون فاقد الشيء لا يعطيه؟ ولهذا لا تعني المسيحي اللبنانوي عموماً كل ممارسات ومواقف هؤلاء ومن هم من خامتهم وطينتهم.

وهنا نعود، وعلى خلفية” “ع قدر التوقعات والمحبة والآمال يأتي العتب، ومعه الخيبات والقرف للتركيز آخر مسلسل وقح واسخريوتي لنفاق ودجل الجعجعي والمجعجعين الانتخابي.

سوّق جعجع والمجعجعين للإنتخابت الانتخابية، وصوروها خشبة خلاص من الاحتلال الإيراني، ومن إرهاب وإجرام ذراعه الشيطاني اللاهي، حزب الشيطان، ومن عون وصهره والمنظومة الحاكمة، ومن كل الصعاب المعيشية، ووصل مدى نفاق ودجل المعرابي والمجعجعين هؤلاء إلى حد الإدعاء بقدرتهم على تخفيض سعر الدولار مقابل الليرة اللبنانية في حال التصويت لمرشحيهم.

والأكثر نفاقاً واحتقاراً للرأي الآخر في حملة جعجع والمجعجعين الانتخابية، كان تخوينهم الوقح والفج والستاليني، لمن لم يؤيدهم في خوض الانتخابات بظل الاحتلال، ويدعوا لمقاطعتها أو الاقتراع بأوراق بيضاء.

فقبل الانتخابات كان خطاب جعجع والمجعجعين، وخلفهم مكينتهم الإعلامية، وجيشهم التوتري والفايسبوكي الألكتروني، يسوّيق وع مدار الساعة للمفهوم التالي: المقاطعة والورقة البيضاء في الإنتخابت النيابية يخدمان مصلحة حزب الله وايران، وضد السيادة.

واليوم وبعد انتهاء مسرحية الإنتخابات، التي شرعنت احتلال حزب الله، واعطته اكثرية نيابية مريحة، وشرذمت ودجنت كل من يعارض احتلاله وسلاحه ودويلته بمن فيهم جعجع والجعجعيين، وأوصلت 13 نائباً مسخ، هم مستنسخون من جينات الحركة الوطنية والعروبية والنصرية والقذافية والعرفاتية واليسارية البالية والتخريبية، ها هو جعجع ودون أي احترام لذكاء وذاكرة وعقول من صدقوه وانتخبوا عصيه، يحلل ما حرمه، ويصوت من خلال نوابه العصي ال 19 بورقة بيضاء، في الاستشارات الخاصة بأخيار رئيس وزراء جديد.

هكذا وبسحر ساحر، اليوم وغب أجندة جعجع الرئاسية والسلطوية والدكتاتورية والنرسيسية، أصبح خيار الورقة البيضاء خياراً حكيماً. وليس خيانة!!!

موقف جعجع هذا، وطبقاً لكل معايير الصدق والشفافية والنزاقة، هو هرطقة واسخريوتية، ويهين ويحقر ويستهزئ بذكاء وذاكرة كل من صدّقه من المسيحيين تحديداً، وصوت لمرشحيه العصي.. ونقطة على شي مليون سطر

في الخلاصة، فإن جعجع، ومعه كل باقي أصحاب شركات أحزابنا المسيحية المرتي، قد انتهت صلاحيتهم، وتعروا حتى من أوراق التوت، ولخلاص لبنان والوجود المسيحي، بات من الضرورة إرسالهم إلى التقاعد، استبدالهم بمهم هم قادرون على قيادة سفينة التحرير والخلاص.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

جعجع وجنبلاط مع ميقاتي ولكن بأوراق بيضاء، ومن ضمن عدة شغل بري..مجرد أرانب في قبعة الإستيذ ما غيرو .. لا أكثر ولا أقل

الياس بجاني/22 حزيران/2022

http://eliasbejjaninews.com/archives/109523/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%ac%d8%b9%d8%ac%d8%b9-%d9%88%d8%ac%d9%86%d8%a8%d9%84%d8%a7%d8%b7-%d9%85%d8%b9-%d9%85%d9%8a%d9%82%d8%a7%d8%aa%d9%8a-%d9%88%d9%84%d9%83/

من رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس10/من10حتى24: “لا يُمْكِنُكُم أَنْ تَشْرَبُوا كَأْسَ الرَّبِّ وَكَأْسَ الشَّيَاطِين! ولا يُمْكِنُكُم أَنْ تَشْتَرِكُوا في مَائِدَةِ الرَّبِّ ومَائِدَةِ الشَّيَاطِين”

بداية فإن لا فرق بين الحرامي والملالوي نجيب ميقاتي، نجم حقبة حكومة القمصان السود، وبين نواف سلام العروبي والفلسطيني الهوى والنوى، والمنسلخ كلياً على معاناة الشعب اللبناني. كما أن هذا النواف وبالعربي المشبرح مخصي سيادياً وع الآخر، كما تمظهر واقعه السيادي والاستقلالي المزري في آخر مقابلة له مع بويجي تلميع السياسيين مرسال غانم، حيث لم يتجرأ يومها حتى على ذكر اسم حزب الله، وكانت مواقفه من احتلاله وسلاحه وإرهابه مخيبة واستسلامية واستجدائية وشي تعتير ع الآخر.

ترى هل سمع أحد موقف النواف هذا من الحكم النهائي للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان، والتي دانت بوضوح قادة من حزب الشيطان باغتيال الرئيس رفيق الحريري؟

من هنا فإن قرار شركة حزب جعجع بالورقة البيضاء، في حال تم غداً في لعبة تسمية رئيس الحكومة، فهو سيكون بالتأكيد الأكيد مجرد موقف “أرنبي” يخرج ليس من معراب، بل من قبعة الإستيذ بري، الملهم الدائم  للمعرابي المتوهم التذاكي والتشاطر والحربقة، والحالم الأبدي بكرسي بعبدا.

إن الورقة البيضاء في حال لجأ إلى أرنبها المعرابي غداً، ستكون على الأكيد الأكيد وشي ملون مرة أكيد، هي احتيال مكشوف على موقفه الحقيقي والباطني والأرنبي الذي هو عملياً تأييد عودة الحرامي والملالوي ميقاتي… وقد يكون الموقف هذا من ضمن اتفاقه الانتخابي مع بري ومن خلال بري مع حزب الشيطان!!

ونفس موقف المعرابي “الأرنبي البروي” هذا قد يتخذه الأكروباتي جنبلاط…ملك ساعات التجلي والتخلي والمتخصص بانتظار جثث أعدائه على ضفاف الأنهر. وفي حال أييد جنبلاط سلام فهو سيفعل ذلك بعد أن يتأكد بأنه لن يحصل على أصوات أكثر من ميقاتي.. لعيب كشاتبين وحريف اكروباتية ومن أداوات بري الأرنبية..

بالواقع العملي، واستناداً على مواقف الرجلين من سنين وسنين، فإن جعجع وجنبلاط هما في قلب وكبد ومصارين المنظومة الفاسدة التي تغطي احتلال حزب الشيطان مقابل منافع سلطوية، وكل منهما على طريقته وبأسلوبه.

في الخلاصة، فإن هذا الثنائي، (البيك والمعرابي)، يعمل ضمن خطوط ترضي حزب الشيطان، وتتوافق مع أرانب قبعات نبيه بري الذي ينسق بينهما وبين الحزب .. واقع محزن ومخزي وشيطاني وقد حان الوقت لرفضه وإيجاد البدائل الصالحة والوطنية والنظيفة الكف.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

أطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

اهيدا الكلام مش أنا كاتبُه، بس أنا مرَكبُه

المخرج يوسف ي. الخوري/فايسبوك/25 حزيران/2022

سوف ننتزع السلطة من الفاسدين، ومن التجّار، ومن مغتصبي أجيالكم الذين طيّعوا أبناءكم بأوهام السيادة والتغيير ولبنان المحرّر المُشرق. السلطة لكم، أنتم الشعب! لا تدعوا أحدًا يمنعكم عنها. مزّقوا ثوب الظلم الذي ألبسوكم إيّاه. حرّروا أنفسكم من أساطيرهم وعروشهم المرصّعة بالتكلّف. المضطهدون سنرفعهم.الأقوياء سنسحبهم من أوكارهم. سنطردهم إلى عالمنا البارد ليعانوا ما عانيناه، ويتحمّلوا عواقب أعمالهم القذرة. سنحاكمهم.سنستمتع بثرواتهم التي هي ثرواتنا وكنوز بلادنا. سوف تُسفك الدماء.سوف نعلّم الأجهزة الأمنيّة كيف تُصان حريّة الناس تحت سقف العدالة الحقيقيّة.سوف تُعاني أيّها الشعب الطيّب من هذا المخاض. لبناننا

سيُعاني. لكن لبنان سيعيش من جديد. (مأخوذ بتصرّف من مقطع في فيلم The dark Knight rises)

 

We take Gotham from the corrupt, the rich, the oppressors of generations who have kept you down with myths of opportunity, and we give it back to you the people.

Gotham is yours!

None shall interfere, do as you please, but start by storming Blackgate and freeing the oppressed step forward those who would serve for an army will be raised. The powerful will be raised from decadent nests and cast out into the cold world that we know and endure!

Courts will be convened.

Spoils will be enjoyed.

Blood will shed.

The police will survive as they learn to serve true justice.

This great city will endure. Gotham will survive.

تل أبيب تتوعّد لبنان بالحرب.. ولكن

المركزية/25 حزيران/2022

هدد وزير الحرب الإسرائيلي بيني غانتس، مساء الأربعاء، باجتياح لبنان، متوعدا حزب الله بدفع "ثمن باهظ". وقال إنه إذا طلب من الجيش الإسرائيلي تنفيذ عملية عسكرية هناك، فستكون "قوية ودقيقة" ضد حزب الله اللبناني. واضاف في تغريدات نشرها على حسابه في "تويتر"، عقب مشاركته في "الاحتفال في ذكرى مرور 40 عاما على حرب لبنان الأولى عام 1982: إذا طُلب منا القيام بعملية في لبنان، فستكون قوية ودقيقة. وستفرض ثمنا باهظا على حزب الله ودولة لبنان. وأضاف "في مواجهة أي تهديد لمواطني إسرائيل، لن تكون بنية تحتية تستخدم لإلحاق الأذى بنا محصنة". وأكد أن خلال عملية عسكرية محتملة، ستتلقى الجبهة الداخلية الإسرائيلية صواريخ من "حزب الله"، مشيرا الى ان "هناك استعدادات لهذا السيناريو، بما في ذلك من خلال حماية وتعزيز الصلة بين الجيش ورؤساء السلطات والسكان". وهدد غانتس لبنان، قائلا "نحن جاهزون للمعركة، وإذا لزم الأمر سنسير مرة أخرى إلى بيروت وصيدا وصور". وفي وقت لازم حزب الله الصمت حيال هذه التهديدات ولم يعلّق عليها، تشير مصادر دبلوماسية مطّلعة الى ان كلام غانتس هدفه شد العصب الاسرائيلي ورفع معنويات شعبه، لا اكثر ولا اقل، لافتة الى ان أغراض كلامه التصعيدي، ليست "عسكرية" بقدر ما هي "سياسية". فهذه المواقف تأتي في ظل مساع لاحياء المفاوضات الجارية بين بيروت وتل ابيب برعاية الامم المتحدة وبوساطة اميركية، لترسيم الحدود البحرية بين الجانبين. وقد افيد في الساعات الماضية ان بات العرض اللبناني لاحياء المحادثات معروفا وينص على الخط 23 مع حقل قانا كاملا مقابل حصول اسرائيل على كاريش، والذي تولى تقديمه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين شفهياً، على طاولة المسؤولين في تل أبيب وفق ما اعلنت وسائل إعلام عبرية في الساعات الماضية. وقد ذكر موقع "غلوبس" الإسرائيلي أن المستوى السياسي في تل أبيب يدرس الاقتراح، من دون الإشارة إلى مواعيد لتقديم الرد. ووفق ما تفيد المصادر" المركزية"، تهديدات تل ابيب قد تشير الى ان ردها على العرض اللبناني لن يكون ايجابيا أو انه لن يشمل موافقة كاملة على ما تشترطه بيروت لاستئناف المفاوضات. من هنا، فهي تعتبر ان بعض الضغط المعنوي والعسكري قد يكون مفيدا لارغام الجانب اللبناني على خفض سقفه اكثر وعلى القبول بتقديم تنازلات اضافية، تحت طائلة ان البديل من الخيار الدبلوماسي قد يكون حماوة عسكرية لن تُبقي حجرا على حجر في لبنان، كما يقول غانتس. على اي حال، بعد ان يصل الجواب الاسرائيلي الى لبنان، مطلع الشهر المقبل على ابعد تقدير، لكلّ حادث حديث. ومن المبكر التكهّن في ما ستحمله المرحلة المقبلة، أكان ترسيميا او عسكريا، تختم المصادر.

 

أسرار الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 25-06-2022

وطنية/25 حزيران/2022

صحيفة البناء

ـ كواليس

وضعت مصادر إيرانيّة كل الكلام عن مشروع حرب أميركية إسرائيلية مشتركة ضد إيران وقوى المقاومة يأتي الرئيس الأميركي إلى المنطقة لوضع ترتيباتها وتشكيل تحالفاتها في دائرة الحرب النفسيّة والتلاعب بعقول حكام المنطقة لتوريطهم بتحالف عسكريّ أمنيّ لحماية كيان الاحتلال يدفعون فيها عنه الثمن في أية حرب مقبلة.

ـ خفايا

يقول مصدر نيابي إن عدد الوزراء الذين يمكن إعفاؤهم من مناصبهم ارتفع من 6 الى 12 مع تقدم احتمال اعتماد حكومة من 18 وزيراً فيتم إعفاء 6 وزراء وضم حقائبهم الى زملائهم واستبدال 6 وزراء بآخرين يعبرون عن التبديل التمثيلي الذي يعكسه المجلس النيابي الجديد للكتل الراغبة بالمشاركة.

صحيفة الجمهورية

ـ وصف متابع للوضع السياسي في لبنان أنّ قسماً من النواب التغييريين مخروق من جهة خارجية وقسم آخر مخروق من جهة محلية، أما الباقون فيعملون على القطعة.

ـ لم يستجب مسؤول سياسي لوساطة حليف له بتليين موقفه من الاستحقاق الحكومي فقيل له: نخشى أنك تتقصّد أن تخدم خصومك بتقديمك لهم أوراقا رابحة بالمجان.

ـ طُلب إلى سفيرة دولة أوروبية عدم إبلاغ مرجعيات سياسية بأي موقف لبلادها في ما يتعلق باستحقاق دستوري قريب والاكتفاء بجمع المعلومات فقط وإفادة دولتها.

صحيفة اللواء

ـ همس

يجزم مصدر على درجة من الثقة بأن 3 تشكيلات في جيب الرئيس المكلف، ليس من السهل على أحد رفضها كلها..

ـ غمز

يتحدث عارفون عن ان حدوداً رسمت للعلاقة مع تيّار حاكم، من قبل حزب حليف، على خلفية طلبات غير محتملة بعد انتهاء الانتخابات النيابية..

ـ لغز

يدور عتب بين جهات متعددة، حول مصاريف أو عمليات مالية، تضاربت نسب الاستفادة منها!

صحيفة النهار

ـ توزير مرشح شيعي تغييري

عُلم أن حديثاً يدور حول إمكان توزير مرشح شيعي تغييري في جبيل عبر تقاطع اتصالات من أكثر من جهة رئاسية وسياسية.

ـ انزعاج

انزعج محازبون وكثيرون من الاستفاضة في الحديث عن "الفكاهة" بين رئيس الجمهورية وبعض الكتل النيابية على هامش استشارات التكليف.

ـ قرارات مغايِرة

لوحظ أن حزبا قديما بدأ بعد الانتخابات يتخذ قرارات في الاستحقاقات المفصلية مغايرة للمرحلة السابقة انسجاماً مع رغبة محازبيه وأنصاره.

ـ سيّاح أجانب

سُجل وجود سياح أجانب للمرة الأولى منذ سنوات طويلة وبأعداد لابأس بها، وآخرهم من حاملي الجنسية الألمانية.

صحيفة نداء الوطن

ـ قالت شخصية دستورية إن لا معنى للربط بين أن يكون الرئيس ميقاتي رئيساً لحكومة تصريف الأعمال ورئيساً مكلفاً ذلك أن صفة التكليف تسقط حكماً في حال لم يشكل حكومة وفي حال انتهى العهد من دون انتخاب رئيس جديد. وقالت هذه الشخصية إنه إذا كان ميقاتي جدياً في التأليف يمكنه أن يقدم تشكيلته للرئيس عون خلال الأسبوع المقبل بعد انتهاء استشارات التأليف.

ـ لوحظ أن النائب السابق طلال أرسلان يلوذ بالصمت بعد خسارته في الإنتخابات خصوصاً أنه قد يخسر أيضاً المقعد الوزاري المحسوب عليه في أي تشكيلة حكومية جديدة.

ـ تساءلت مصادر مراقبة عما إذا كانت شركة أريبا التي يرأس مجلس إدارتها ماهر ميقاتي ابن رئيس الحكومة ستحصل على عقود جديدة من الدولة بعدما كانت طالتها انتقادات بسبب دورها في تحصيل رسوم الـ PCR.

 الأنباء

المرجعية والبروتوكول

مرجعية سابقة لم تُدرج على قائمة زيارات بروتوكولية أساسية ما يثير الاستغراب.

سقوط بعد ساعات

مجموعة كتل نيابية وُلدت قيصرياً عشية الاستشارات وسقطت باختبار التضامن بعد ساعات.

 

عناوين الصّحف الصادرة اليوم السبت 25-06-2022

موقع التحري/25 حزيران/2022

النهار

-بعد الكهرباء والرغيف نقص في املياه

-استعجال دولي للحكومة وميقاتي يهيء لتعديل؟

-قرار “تاريخي” للمحكمة الأميركية بإلغاء حق الإجهاض وبايدن يعتبره “يوما حزينا” والجمهوريون يحتفون بـ”انتصار”

-مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي يحض طهران على التوصل الى اتفاق احياء النووي

نداء الوطن

ّ –دريان “يغطي” ميقاتي سنياً لا أحد يستطيع نهش حقوقنا

-دوكان إلى بيروت: أين الإصلاحات ؟

-“جبهة المصارف” تتصدع و”الموارد” أول المنشقين!

-أمير قطر في القاهرة… وبوريل في طهران

-هل يُبصر “ناتو الشرق الأوسط ” النور قريبًا؟

-القوات الأوكرانية تنسحب تكتيكياً من سيفيرودونيتسك

اللواء

-«التأليف المرغوب»: دعوة دولية للإسراع ومعايير باسيل بالمرصاد!

-مصرف لبنان يتجه لإضراب مفتوح و«الموارد» ينسحب من جمعية المصارف.. وغموض حول الرواتب

-قبل فوات الاوان تعالوا نبكي على لبنان

-عار الشمع الأحمر على جبين السلطة!

الجمهورية

-تشكيلة ميقاتي في »القريب العاجل«

-دريان : لا أحد يستطيع تهميش السنة

-ماذا لو سّمي نواف سالم رئيساً مكلفا؟

بعد التكليف.. »المعارضة« لن تخوض التأليف

-خطة التعافي الى الواجهة: ما مصير المودعين؟

الشرق

-بلا تشكيل حكومة.. بلا انتخاب رئيس للجمهورية… الحزب هو الحاكم

-لا ماء .. لا خبز .. لا كهرباء .. وعيشوا يا لبنانيين

الديار

-الاستحقاق الرئاسي يفرض نفسه اولوية على كل الملفات

الكباش الاقليمي ــ الدولي : لبنان لا يموت ولا يتقدم

-النائب عبدالله: لن نؤيد معادلة اقالة سلامة وقائد الجيش لاصلاح البلد

-انتقام عون وباسيل من سلامه

-لافروف يتهم أوروبا والناتو بالتحضير لشنّ حرب عليها

البناء

-أوروبا تستعدّ لشتاء صعب دون تدفئة… وإقفال صناعيّ… وبلينكن يشجّع التسوية في أوكرانيا

-بوريل إلى طهران بمقترحات منسّقة لإنقاذ الاتفاق النوويّ… قبل زيارة بايدن إلى المنطقة

ميقاتي لحكومة من 18 تضم 12 وزيراً سابقاً… والحكومة قبل منتصف تموز!

 

أبرز ما تناولته الصحف العربية الصادرة اليوم 25-06-2022

موقع التحري/25 حزيران/2022

الشرق الأوسط

-زيارة لمذكرات رئيس الوزراء اللبناني الراحل صائب سلام (1): صارحت حافظ الأسد بمآخذي على دور سوريا السياسي والعسكري في لبنان

-لبنان: الحكومة العتيدة تواجه معضلة «الثقة المسيحية»

الأنباء الكويتية

-الراعي بارك لميقاتي ودريان أدى وإياه صلاة الجمعة.. و«القوات»: لم نسمِ أحداً احتراماً لخيارات الطائفة السنية

-الحديث عن الحكومة والعين على الاستحقاق الرئاسي.. واستشارات التأليف الاثنين والثلاثاء

-اتصل بالرئيس ميقاتي مهنئاً

-المفتي دريان: لا أحد يستطيع تهميش السنة ولن نسمح بتشريع المثلية الجنسية والزواج المدني

الراي الكويتية

-لبنان يحمّر عينه للمروجين لـ…«المثلية»

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

"بيروت بعد ال 40 " لأنطوني مرشاق أفضل فيلم وثائقي قصير في مهرجان MARINA DEL RAY FILM FESTIVAL

وطنية/25 حزيران/2022

فاز فيلم "بيروت بعد ال40" للمخرج اللبناني أنطوني مرشاق، بتصويت الجمهور في مهرجان Marina del ray film festival 2022 في لوس انجلوس في الولايات المتحدة الاميركية، من بين أكثر من 400 فيلم شاركوا في المهرجان من 17 الى 23 حزيران 2022، وطلب مرشاق من الجمهور خلال كلمته "الوقوف دقيقة صمت حدادا على أرواح ضحايا انفجار مرفأ بيروت". ويستعرض مرشاق في الوثائقي تجربته بمشاهد حصرية تعرض للمرة الأولى لحظة بلحظة يوم انفجار 4 آب 2020 في أثناء تواجده على بعد 600 متر من مكان الانفجار، وينقل من خلال الفيلم وجع مرفأ بيروت إلى العالم.

 وللمخرج مرشاق نجاحات عالمية أخرى، إذ حصد "بيروت بعد ال 40"، العديد من الجوائز العالمية التي وصلت إلى 18 جائزة دولية حتى الآن وينتظر ترشيحات أخرى.

 

وزارة الصحة : 836 إصابة جديدة و حالتا وفاة

 وطنية/25 حزيران/2022

أعلنت وزارة الصحة العامة في تقريرها اليومي تسجيل "836  إصابة جديدة بفيروس كورونا رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 1107602، كما تم تسجيل حالتا  وفاة".

 

كتاب جديد في باريس عن الرئيس الشهيد بشير الجميل

وطنية/25 حزيران/2022

أطلق كتاب جديد عن الرئيس الشهيد بشير الجميل في العاصمة الفرنسية باريس، في إطار التحضير للذكرى الأربعين لانتخابه واستشهاده، شارك في كتابته الإعلاميان الفرنسيان يان بالي وإيمانويل بيزي، بحضور رئيسة مؤسسة بشير الجميل يمنى الجميل زكار في مركز جمعية "التضامن المسيحي" التي تعني بالاهتمام بلبنان ومستقبل المسيحيين فيه، ومشاركة حشد من الفرنسيين واللبنانيين المقيمين في باريس. بداية، رحب رئيس الجمعية برنار أنطوني بالحضور ثم ألقى بالي كلمة شرح فيها علاقته القديمة بلبنان والمساعدات التي تقوم بها الجمعية للحفاظ على التجذر المسيحي في لبنان، موضحا أن "الكتاب وضع بمناسبة الذكرى الأربعين لإستشهاد بشير والذي ترك أثرا عميقا في الحياة السياسية اللبنانية". كما كانت كلمة لبيزي "الذي شارك سنة 1975 مقاتلي الكتائب في الدفاع عن لبنان الوطن السيد والمستقل والذي تعرف الى بشير خلال وجوده في لبنان". ويتضمن الكتاب لقاءات مع عدد من رفاق بشير ومساعديه والذين عاصروه أمثال فؤاد أبوناضر، جورج فريحة، الأب يوسف مونس وأنطوان نجم وغيرهم، كما يتضمن شهادات ووقائع لم تنشر سابقا. واستضاف الصحافي اندريه بيركوف من إذاعة "باري سود" يمنى الجميل في حديث عن لبنان وعن حقبة الرئيس الجميل، حيث شرحت "كيف انتقل بشير من مقاتل في صفوف المقاومة الى رجل المرحلة بعد حرب المئة يوم في الأشرفية وحرب زحلة التي كرسته زعيما وطنيا".

 

تمويل أممي إضافي للبنان

صوت لبنان/25 حزيران/2022

أشارت المنسقة المقيمة للأمم المتحدة ومنسقة الشؤون الإنسانية في لبنان نجاة رشدي إلى أن “هناك اهتماماً ودعماً وتمويلاً للبنان”. وكشفت رشدي في حديث إلى “صوت لبنان” عن أننا “طلبنا مبلغاً إضافياً لمساعدة لبنان”.

 

لبنان: انهيارات وتضرر طرق ومحاصيل جراء الطقس السيئ

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين» حزيران/2022

شهدت بعض المناطق اللبنانية، اليوم (السبت)، موجة من الطقس السيئ أدَّت إلى انهيارات وتضرر طرق وإتلاف محاصيل زراعية، وفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية». وذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية اليوم أن الأمطار والسيول الغزيرة والرياح اجتاحت جرود قضاء جبيل، ما أدى إلى اشتعال البيوت البلاستيكية وإتلاف الزراعات وجرفها. وأفادت بانفجار محول كهرباء في بلدة بخعون - الضنية نتيجة تعرضه صباح اليوم لصاعقة، مما أدى إلى تعطله بالكامل وانقطاع التيار عن أحياء عدة في البلدة وتحول الطرق والشوارع لبرك مياه تعطل السيارات. وانقطع الطريق في أعالي جرود الضنية، بسبب انهيار صخري كبير في محلة نبع السكر، كما تسببت السيول بانهيار جدار في بلدة بقاعصفرين، وتضرر الطريق المؤدية إلى مستشفى سير الضنية الحكومي في بلدة عاصون. وأدى تشكل السيول إلى تجمع المياه على طول أوتوستراد البداوي الدولي الذي يربط طرابلس بعكار، وعلى أوتوستراد المنية ونفق دير عمار الذي تجمعت المياه داخله وتوقفت حركة السير فيه. وشهدت مدينة بعلبك هطول أمطار غزيرة ترافقت مع برق ورعد، وتشكلت برك المياه على الطرقات وبعض المجاري السيلية المتحدرة من المرتفعات، ما أدى إلى سقوط حائط.

 

انفجار بيروت تابع.. كشف هوية شركة “النيترات”!

 قناة العربية.نت/25 حزيران/2022

برز تطور قضائي جديد في ملف انفجار مرفأ بيروت الذي ذهب ضحيته أكثر من 200 شخص وآلاف الجرحى في أغسطس من العام 2020، عبر إعلان مكتب الادّعاء في نقابة المحامين ببيروت الخاص بتلك الفاجعة أن محكمة العدل العليا في لندن، ستُلزم شركة “Savaro” بالإفصاح عن هوية من يتستّر وراء شركة “UBO”. فقد أوضح المكتب أنه بتاريخ 16 حزبران 2022، صدر قرار إعدادي مهمّ عن محكمة العدل البريطانية في الدعوى المقامة من النقابة ضد شركة “Savaro Ltd” التي أدخلت شحنة نيترات الأمونيوم إلى مرفأ العاصمة اللبنانية سنة 2013 على متن الباخرة “Rhosus”. وفي السياق، أوضح نقيب المحامين السابق، والنائب الحالي ملحم خلف لـ”العربية.نت” “أن قرار المحكمة البريطانية أساسي ومفصلي، ويُلزم بالكشف عن الاسم الحقيقي لمالك الشركة المسؤولة عن شحنة نيترات الأمونيوم التي وصلت إلى المرفأ في 2013”. كما كشف عن جلسة ستُعقد في لندن في تشرين الأول المقبل لمتابعة القضية وسيحضرها ممثلون عن مكتب الادّعاء في نقابة المحامين، وأكد “أن الهدف معرفة الحقيقة، خصوصاً من يتستّر وراء شركة Savaro بالفعل”. وكان مكتب الادعاء قد تصدّى في كانون الثاني 2021 لمحاولة تصفية هذه الشركة في سجل التجارة في لندن، وتراسل مع السجل التجاري ومع نائبين بريطانيين Margaret Hodge وJohn Mann، بعدما تبيّن أن ملف الشركة في سجل التجارة لم يتضمن هوية صاحب الحق الاقتصادي للشركة، مما يُشكّل مخالفة خطيرة للقانون ويحجب معلومات ضرورية. وفي 2 آب 2021، تقدّم مكتب الادعاء، الممثل بالنقيب السابق ملحم خلف والبروفسور نصري دياب والأستاذ شكري الحدّاد، بدعوى ضد شركة “Savaro”، بواسطة مكتب المحاماة العالمي”Dechert LLP” الممثل بالمحامي كميل أبو سليمان، وهم كلهم يعملون بشكل تطوعي في هذه القضية الإنسانية، واضعين كافة طاقاتهم بتصرف الضحايا والملف”. وفي الإطار، أوضح خلف “أن شركة “SAVARO” مُسجّلة في أكثر من دولة، منها لندن وجزر العذراء، ما يعني أن هناك شبكة متكاملة من الشركات التي “تُستّر” عن هوية المالك الحقيقي للشركة”. كما أكد أنه سيتابع هذه القضية داخل المجلس النيابي، مشددا على أنها هم أساسي بالنسبة له، قائلا “ولن يرتاح بالنا حتى تحقيق العدالة”. أما عن تقييم المجتمع المدني في لبنان لهذه الخطوة، فأوضح رئيس مؤسسة JUSTICIA لحقوق الإنسان الدكتور بول مرقص لـ”العربية.نت” “أن متابعة نقابة المحامين وفريق المحامين لهذه القضية يُبقي الأمل حياً في ظل محاولات أخرى لتعطيل المسار القضائي وطمس الحقيقة وإعاقة العدالة”. وإذ رفض المتحدث باسم “جوستيسيا” الدخول في الملف القضائي، اعتبر “أن القرار البريطاني من شأنه إحداث خرق وفتح فجوة مفيدة من شأنها كشف البنية المعقّدة والمتشعبة للجدار المظلم الذي يحوط بالمالك الفعلي لشركة “سافارو”، وتالياً ترتيب نتائج مهمة بالنسبة لدعوى التعويض، علماً أن الشركة المذكورة التي كانت أوكلت في البدء مَن يسحب النيترات مع الإعفاء من الرسوم الجمركية، قد حاول من ورائها إخفاء ملكيتها تارة وجعلها شركة راقدة dormant مرات أخرى. كذلك السعي لتصفيتها، الأمر الذي تم التصدي له”. إلى ذلك، أمل مرقص “أن ينسحب هذا الإنجاز بما يماثله على صعيد فكّ أسر التحقيق اللبناني هذه المرة”. يذكر أن التحقيقات في هذا الانفجار المروع كان دخل نفق التعطيل منذ أكثر من ستة أشهر بسبب طلبات الردّ التي قدّمها وزراء ونواب حاليون وسابقون ضد المحقق العدلي القاضي طارق البيطار، واتّهامه بالتسييس بعدما أصدر مذكرات توقيف بحقهم نتيجة معطيات وأدلة توفّرت إليه عن تورّطهم.

 

غرائب" استشارات التكليف... "القوات" تتمايز وتقدّم "هدية" لميقاتي!

النشرة/25 حزيران/2022

قد يكون خبر إعادة تكليف رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي تشكيل حكومة جديدة، إن قُدّر له ذلك، وهو ما يستبعده كثيرون في الوقت الحاليّ، الأقلّ "إثارة" في يوم الاستشارات الماراثوني الطويل في قصر بعبدا، باعتبار أنّ الأمر كان محسومًا منذ اليوم الأول، لعدم وجود منافس "جدّي"، ولو حاول البعض أن يصنّف السفير نواف سلام في هذه الخانة. مع ذلك، حفلت الاستشارات بالعديد من "المفاجآت" أو ربما "الغرائب"، من بينها مثلاً أنّ نواب "التغيير" حاولوا دحض الإشاعات عن "افتراقهم"، فحضروا إلى القصر الجمهوري بوفد "موحّد"، والتقوا رئيس الجمهورية ميشال عون "جماعيًا"، لا "فرادى" كما جاء في جدول الاستشارات، إلا أن تصويتهم لم يكن "موحّدًا"، فانقسموا إلى مجموعتين غير متجانستين. من "المفاجآت" أيضًا، انضمام النائب ميشال المر إلى "التكتل الوطني" الذي يضمّ النواب طوني فرنجية وفريد هيكل الخازن وملحم طوق، كما حضور "طيف" رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري رغم تعليق مشاركته في العمل السياسي، وذلك من خلال صوت "يتيم" حصده من النائب جهاد الصمد، اعتراضًا على قرار "تغييبه" عن المشهد. إلا أنّ "المفاجأة الأكبر" تبقى في موقف "القوات اللبنانية" التي "تمايزت" عن "الحزب التقدمي الاشتراكي" بعد أيام من إعلان "التنسيق الكامل" في الملف الحكومي، والتي وجّهت "ضربة قاسية" للمعارضة، بعد كمّ الانتقادات التي وجّهتها لها سابقًا، وذلك حين امتنعت عن تسمية نواف سلام، بحُجّة أنّها "لا تعرفه" رغم "تباهيها" بأنّها كانت أول من سمّاه!. هكذا، طرح موقف "القوات اللبنانية" الذي لم يبدُ مقنعًا لمعظم المراقبين، الكثير من علامات الاستفهام وربما التعجّب أيضًا، فلماذا اختارت "التمايز" إذا كان بمقدورها أن توجّه "ضربة" لمرشح "المنظومة الحاكمة"؟ ألم تكن تدرك أنّها بقرارها هذا قدّمت "هدية" لميقاتي، أم أنّ هذا بالتحديد ما أرادته، علمًا أنّ بعض التسريبات ألمحت إلى أنّ "تسمية" الأخير كانت مطروحة على طاولة معراب، وبرعاية خاصة من النائبة ستريدا جعجع؟!.

يقول العارفون إنّ "التبريرات" التي أعطتها "القوات اللبنانية" لامتناعها عن التصويت لنواف سلام، الذي كان قادرًا على "توحيد" المعارضة، كانت في غير محلّها، خصوصًا بعدما تبنّى حليفها الأقرب، أي "الحزب التقدمي الاشتراكي"، ترشيح الدبلوماسي المحنّك من خلال كتلة "اللقاء الديمقراطي"، رغم أنّ كلّ التوقعات كانت تشير إلى أنّ الأخير لن يلتزم بقرار المعارضة، طالما أنّ علاقته بنجيب ميقاتي "ممتازة"، وأنّه "جزء" من حكومته. ولعلّ المستغرب في هذا الإطار أن تقول "القوات" إنّها لا يمكن أن تصوّت لسلام لأنّها "لا تعرفه"، ولأنّها لا تدرك "مقاربته" لمختلف القضايا والاستحقاقات، ما دفع كثيرين إلى التساؤل إذا كانت تعرفه قبل سنوات حين رشّحته، أم أنّها فعلت ذلك من باب "المزايدات والشعبوية" لا أكثر وعلى طريقة "رفع العتب"، باعتبار أنّ الشارع الثوري كان يطرح اسمه، وأنّها كانت تدرك سلفًا أنّ لا حظوظ له بالمُطلَق في "الخرق" بالنظر إلى تركيبة البرلمان آنذاك.

ويذهب هؤلاء أبعد من ذلك بالتساؤل عن "وحدة" المعارضة التي تطالب بها "القوات"، وهي التي لم تستسلم منذ الانتخابات الأخيرة، وهي تتحدّث عن "أكثرية جديدة" أفرزتها نتائج الاستحقاق، قوامها اتحاد القوى "السيادية والتغييرية"، وهي لم تتردّد في "التصويب" على القوى "التغييرية" لتمسّكها بمبدأ "كلن يعني كلن" الذي خاضت على أساسه الانتخابات، فإذا بها عند "المطبّ الأول" تنقلب على "المعارضة"، وتهدي "مرشح السلطة" هدية مجانية. لكن، أبعد من حسابات المعارضة وصراعاتها الداخليّة، ومن تبريرات "القوات" غير المقنعة لجمهورها قبل خصومها، يتحدّث البعض عن اعتبارات "سياسية" خلف موقف "القوات"، تتفاوت بين ما هو "داخلي"، ربطًا بالخلاف المستجدّ بين ميقاتي و"التيار الوطني الحر"، ولا سيما رئيسه الوزير السابق جبران باسيل، وما هو "إقليمي"، ربطًا بالتحديد بالموقف السعودي، خصوصًا مع الحراك الذي قاده السفير وليد البخاري في الأيام الأخيرة. فعلى مستوى الحراك السعودي، يقول العارفون إنّ موقف "القوات" المفاجئ جاء ليدحض كلّ الأقاويل التي انتشرت في الأيام الأخيرة عن "استنفار" لدى الرياض لخوض "معركة" ضدّ نجيب ميقاتي، ولينفي كلّ ما أثير عن محاولة البخاري من خلال لقاءاته مع العديد من النواب السنّة "التشويش" على ميقاتي، وعن توجيهه "كلمة سرّ" إلى هؤلاء، دعاهم من خلالها للتصويت لنواف سلام، واعتباره "مرشح السعودية" لرئاسة الحكومة. وإذا كان التصويت السنّي الذي تراوح في معظمه بين التصويت لميقاتي، أو الامتناع عن التسمية، معبّرًا في هذا الإطار، ونافيًا لوجود أيّ "كلمة سرّ"، فإنّ موقف "القوات" جاء أكثر صراحة ووضوحًا، خصوصًا أنّ رئيس حزب "القوات" سمير جعجع بات مصنَّفًا في الكثير من الأوساط السياسية أنه أصبح بصورة شبه رسمية، "رجل السعودية في لبنان"، وهو أكد أنّ السعودية لا "تفتعل" معركة ضدّ ميقاتي، بل على العكس، تقدّم التسهيلات له. أما بالنسبة إلى الشقّ الداخلي، فيقول العارفون إنّ الخلافات التي نشبت بين ميقاتي وباسيل، وما أثير عن "تمرّد" الأخير على الأول بعد رفضه التجاوب مع مطالبه وشروطه، المتعلقة بالحصص والمغانم، لعبت دورها في تحديد وجهة التصويت "القواتي"، باعتبار أنّ ميقاتي قد يكون "الأنسَب" في مواجهة باسيل، ولو أن هناك من يقلّل من شأن مثل هذه "المعركة"، التي لن تكون نتيجتها سوى عدم ولادة الحكومة، التي تحتاج مراسيمها لتوقيع رئيس الجمهورية الملزم. أيًا كانت التبريرات والاعتبارات والحسابات، فإنّ وجهة التصويت "القواتي" لا تعني، أقلّه بالنسبة إلى قوى "التغيير"، سوى صحة مقولة "كلن يعني كلن"، فها هي "القوات" التي لم تكلّ وهي تؤكد أنّها خارج المنظومة، تقدّم لها "خدمة العمر" في أول استحقاق كان يمكن أن يُحدِث خرقًا، بدليل أنّ "مرشح السلطة" لم يحصل على الأكثرية المطلقة من الأصوات، ولا حتى على نسبة الـ65 الشهيرة!.

 

دريان "يغطّي" ميقاتي سنّياً: لا أحد يستطيع نهش حقوقنا

دوكان إلى بيروت: أين الإصلاحات؟

نداء الوطن/25 حزيران/2022

أما وقد ذهبت "سكْرة التكليف" وبقيت "دوْخة التأليف"... فإنّ استعصاء الولادة الحكومية لن يعفي المسؤولين من مسؤولياتهم أمام الداخل والخارج في إنجاز ما ينبغي إنجازه بخطوات متسارعة تسابق كرة الانهيار المتدحرجة على الأرضية المعيشية، لا سيما وأنها بلغت منزلقات خطرة باتت تلامس حدّ تجويع اللبنانيين ودفعهم إلى الاقتتال على "ربطة خبز" عند أبواب الأفران... وبالأمس حمّلت باريس القوى السياسية اللبنانية مسؤولية "استمرار تدهور الأوضاع المعيشية" في البلاد، مشددةً على أن وقف هذا التدهور مرهون بإسراعهم في "العمل لخدمة المصلحة العامة".

وغداة إعادة تكليف رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي تأليف الحكومة الجديدة، حثت وزارة الخارجية الفرنسية ميقاتي على المبادرة "من دون تأخير" إلى تشكيل حكومة "تكون قادرة على تنفيذ الإجراءات الملحّة والإصلاحات الهيكلية اللازمة لتعافي البلاد وفق ما تم التفاوض عليه في نيسان الماضي مع صندوق النقد الدولي". وكشفت مصادر ديبلوماسية لـ"نداء الوطن" أنّ الموفد الرئاسي الفرنسي المكلّف متابعة الملف اللبناني بيار دوكان يعتزم القيام بزيارة "قريبة" إلى بيروت لمواكبة الخطوات الحكومية المرتقبة في المرحلة المقبلة، مشيرةً إلى أنّ "الرسالة التي سيحملها معه إلى المسؤولين اللبنانيين يمكن اختصارها بالسؤال التالي: أين أصبح تنفيذ الإصلاحات المطلوب منكم إنجازها؟". وأوضحت المصادر أنّ "الاجتماعات الفرنسية – السعودية مستمرة بشكل دوري بعيداً عن الإعلام لمتابعة عملية توزيع المساعدات المخصصة في الصندوق المشترك بين البلدين للقطاعات التربوية والصحية والإنمائية والمنظمات غير الحكومية التي لا تبتغي الربح"، لافتةً إلى أنّ زيارة دوكان ستشكل مناسبة للإطلاع على مجريات الأمور على هذا الصعيد، لكنه في الأساس يهدف من وراء الزيارة إلى "رفع منسوب الضغط على المسؤولين اللبنانيين لدفعهم إلى الإقلاع عن المناورة والمراوحة والبدء عملياً بخطوات الإصلاح لكي يتمكن لبنان من نيل المساعدات من صندوق النقد الدولي، خصوصاً وأنّ الرئيس المكلف هو نفسه رئيس الحكومة التي وقعت الاتفاق المبدئي مع الصندوق وبالتالي فإنّه لا يوجد أي مبرّر لحصول أي تأخير في اتخاذ الخطوات التنفيذية المطلوبة بموجب هذا الإتفاق".

وإذ أكدت أنّ السفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو على تواصل مع ممثل صندوق النقد المعيّن حديثاً في بيروت فريديريكو ليما "وأبلغته دعم بلادها لمطالب الصندوق المراد من لبنان إنجازها ليحصل على الدعم"، كشفت المصادر أنّ "ليما نفسه عبّر صراحةً أمام المسؤولين اللبنانيين الذين التقاهم لدى وصوله للبدء بمهامه في لبنان عن ضرورة استعجال تنفيذ الإصلاحات بغية المضي قدماً في الاتفاق الموقع على مستوى الموظفين بين صندوق النقد والحكومة اللبنانية". ورداً على سؤال، جزمت المصادر الديبلوماسية بأنّ "الإرباك الداخلي الذي أصيب به الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون جراء نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة لم يؤثر على الأجندة المتصلة بسياسته الخارجية"، ونقلت عن المسؤولين في الإدارة الفرنسية تأكيدهم أن "ماكرون عازم على الدفع قدماً بكل ملفات بلاده الخارجية، ومن بينها الملف اللبناني حيث سيكمل المسيرة التي بدأها في لبنان من خلال تفعيل عمليات التنسيق التي يتولاها فريق المستشارين المكلف متابعة هذا الملف".

وفي الغضون، يستعد الرئيس المكلف لتخطي حاجز استشارات التأليف غير الملزمة في مجلس النواب بعد غد الاثنين، تمهيداً لإعداد مسودته الحكومية الأولى والتوجه بها إلى قصر بعبدا نهاية الأسبوع المقبل وفق المعطيات المتواترة من الكواليس الحكومية، على أن ترتكز هذه المسودة على فكرة "إعادة ترميم حكومة تصريف الأعمال وإدخال بعض التعديلات الوزارية عليها بما يشمل عدداً من الأسماء والحقائب بموجب حصيلة المشاورات التي سيجريها ميقاتي مع القوى السياسية المعنية". وأمس، استرعت الانتباه "التغطية" السنية من جانب دار الفتوى لإعادة تكليف ميقاتي تشكيل الحكومة، حيث استقبله مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان وانتقلا معاً لأداء صلاة الجمعة في وسط بيروت، في حين كانت لدريان مواقف حازمة في ما يتصل بحقوق الطائفة السنية في التركيبة الوطنية، شدد من خلالها على أنّ "أحداً لا يستطيع أن يهمّش المسلمين السنة في لبنان أو ينهش شيئاً من حقوقهم"، مطمئناً إلى أنّ "أهل السنة والجماعة في لبنان بخير رغم كل ما يتعرضون له من أزمات متلاحقة وسيبقى دورهم ومكانتهم وموقعهم الشعبي والدستوري والأساسي في المجلس النيابي وفي الحكومة ورئاستها في الدولة اللبنانية".

 

دوكان إلى بيروت: أين الإصلاحات؟

نداء الوطن/25 حزيران/2022

كشفت مصادر ديبلوماسية لـ”نداء الوطن” أنّ الموفد الرئاسي الفرنسي المكلّف متابعة الملف اللبناني بيار دوكان يعتزم القيام بزيارة “قريبة” إلى بيروت لمواكبة الخطوات الحكومية المرتقبة في المرحلة المقبلة، مشيرةً إلى أنّ “الرسالة التي سيحملها معه إلى المسؤولين اللبنانيين يمكن اختصارها بالسؤال التالي: أين أصبح تنفيذ الإصلاحات المطلوب منكم إنجازها؟”. وأوضحت المصادر أنّ “الاجتماعات الفرنسية – السعودية مستمرة بشكل دوري بعيداً عن الإعلام لمتابعة عملية توزيع المساعدات المخصصة في الصندوق المشترك بين البلدين للقطاعات التربوية والصحية والإنمائية والمنظمات غير الحكومية التي لا تبتغي الربح”، لافتةً إلى أنّ زيارة دوكان ستشكل مناسبة للإطلاع على مجريات الأمور على هذا الصعيد، لكنه في الأساس يهدف من وراء الزيارة إلى “رفع منسوب الضغط على المسؤولين اللبنانيين لدفعهم إلى الإقلاع عن المناورة والمراوحة والبدء عملياً بخطوات الإصلاح لكي يتمكن لبنان من نيل المساعدات من صندوق النقد الدولي، خصوصاً وأنّ الرئيس المكلف هو نفسه رئيس الحكومة التي وقعت الاتفاق المبدئي مع الصندوق وبالتالي فإنّه لا يوجد أي مبرّر لحصول أي تأخير في اتخاذ الخطوات التنفيذية المطلوبة بموجب هذا الإتفاق”. وإذ أكدت أنّ السفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو على تواصل مع ممثل صندوق النقد المعيّن حديثاً في بيروت فريديريكو ليما “وأبلغته دعم بلادها لمطالب الصندوق المراد من لبنان إنجازها ليحصل على الدعم”، كشفت المصادر أنّ “ليما نفسه عبّر صراحةً أمام المسؤولين اللبنانيين الذين التقاهم لدى وصوله للبدء بمهامه في لبنان عن ضرورة استعجال تنفيذ الإصلاحات بغية المضي قدماً في الاتفاق الموقع على مستوى الموظفين بين صندوق النقد والحكومة اللبنانية”. ورداً على سؤال، جزمت المصادر الديبلوماسية بأنّ “الإرباك الداخلي الذي أصيب به الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون جراء نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة لم يؤثر على الأجندة المتصلة بسياسته الخارجية”، ونقلت عن المسؤولين في الإدارة الفرنسية تأكيدهم أن “ماكرون عازم على الدفع قدماً بكل ملفات بلاده الخارجية، ومن بينها الملف اللبناني حيث سيكمل المسيرة التي بدأها في لبنان من خلال تفعيل عمليات التنسيق التي يتولاها فريق المستشارين المكلف متابعة هذا الملف”.

 

مروان حماده لـ"ليبانون ديبايت": العهد فاسد والحكومة تكرّر نفسها

"ليبانون ديبايت"/السبت 25 حزيران 2022     

تركت الجولة التي قام بها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أصداءً سياسية رغم انشغالها بالملف الحكومي، الذي يبدو وأنه سيشهد ولادة حكومية مبكرة، وذلك على خلفية الضغوطات الفرنسية التي تمارس في أكثر من اتجاه، لا سيما وأن البلد لا يحتمل ترف الوقت، في ظل الإنهيار الحاصل على كافة الصعد المالية والإقتصادية والمعيشية والحياتية. وفي هذا السياق، اعتبر عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب مروان حماده، أن "جولة ولي العهد السعودي، إلى كل من مصر والأردن وتركيا كانت مفصلية بامتياز، وبالتالي، حملت عناوين أساسية خصّت بها لبنان، وذلك ما تبدّى جلياً من خلال البيانيين الختاميين إثر لقاء بن سلمان مع كل من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والملك الأردني عبد الله الثاني". وإذ دعا حماده إلى قراءة لفحوى الفقرة المتعلّقة بلبنان، اعتبر أنها تاريخية في هذه المرحلة بالذات، كونها لامست الواقع اللبناني المأزوم بفعل التمادي الإيراني عبر "حزب الله" من خلال التدخل الواضح والفاضح في شؤون لبنان الداخلية، وتحديداً على المستوى الأمني، لأن البيان الذي صدر، تناول البعد الأمني، بمعنى التحذير من ممارسات الحزب تجاه لبنان والدول العربية، وما يُصنَّف في خانة الإرهاب، قائلاً: "يا لها من صدفة، حيث أن البيانين الختاميين تزامنا مع صدور قرار المحكمة الدولية بحق عنصرين من الحزب شاركا في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، دون أي موقف من العهد إلى الحكومة، ولا سيما وزير العدل، إذ كان من المفترض تحريك الأجهزة المختصة لإلقاء القبض على القتلة". ويضيف حماده، إن "جولة ولي العهد السعودي عرضت الملف اللبناني بشكل دقيق، إلى موقفي مصر والأردن، فذلك وضع النقاط على الحروف، معتبراً إياها علامة فارقة تستحق التوقف عندها، من خلال ما يعانيه لبنان من عهد فاسد وحكومة تكرّر نفسها، ولا تعمل ولا تعالج أو تحدّ من هذا الإنهيار الإقتصادي المتمادي، وكل ذلك من خلال هذا التماهي بين هذا العهد والحكومة والحزب هو "المايسترو" لكل هذه الجوقة". ويخلص حماده، إلى القول أن "الإهتمام السعودي بلبنان، يذكّرني بكل ما قامت به المملكة في أحلك الظروف لمساعدة هذا البلد، وبالتالي، فإن الموقف العربي، وما صدر من القاهرة إلى الأردن، هو شمعة تضيء هذه العتمة التي يشهدها بلدنا، وبالتالي، كل الشكر والإمتنان للسعودية والأردن ومصر، مؤكداً، أن لبنان سيعود إلى الحضن العربي شاء من شاء وأبى من أبى".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

بوريل يعلن استئناف المحادثات النووية مع إيران «في الأيام المقبلة»

لندن: «الشرق الأوسط أونلاين»"/السبت 25 حزيران 2022

قال وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، السبت، خلال زيارة لطهران إن المحادثات بشأن الملف النووي الإيراني، ستُستأنف في الأيام المقبلة. وأوضح بوريل خلال مؤتمر صحافي عقد في العاصمة الإيرانية «سنستأنف المحادثات بشأن خطة العمل الشاملة المشتركة في الأيام المقبلة» في إشارة إلى الاتفاق النووي الإيراني المبرم في العام 2015. وأضاف «الهدف الأساسي لزيارتي هو كسر الدينامية الحالية، أي دينامية التصعيد» وكسر الجمود في المحادثات. من جانبه، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع بوريل: «نحن مستعدون لاستئناف المحادثات في الأيام المقبلة. ما يهم إيران هو الاستفادة الكاملة من المزايا الاقتصادية لاتفاق 2015»، مشيراً إلى أنه عقد «اجتماعاً مطولاً وإيجابياً» مع بوريل. قبل أكثر من عام، بدأت إيران والقوى التي لا تزال منضوية في اتفاق 2015 (فرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا والصين)، مباحثات في فيينا تشارك فيها بشكل غير مباشر الولايات المتحدة التي انسحبت أحادياً من الاتفاق عام 2018 في عهد رئيسها السابق دونالد ترمب. وتهدف المفاوضات المعلّقة راهناً، إلى إعادة واشنطن إلى الاتفاق ورفع عقوبات فرضتها على طهران بعد انسحابها، في مقابل عودة الأخيرة للامتثال لالتزاماتها النووية التي تراجعت عنها بعد الخطوة الأميركية. وأتاح اتفاق 2015 الذي يسمى «خطة العمل الشاملة المشتركة»، رفع عقوبات كانت مفروضة على إيران مقابل تقييد أنشطتها وضمان سلمية برنامجها. إلا أن إدارة ترمب أعادت فرض العقوبات الأميركية إثر انسحابها من الاتفاق، ما أثار غضب إيران. وأبدت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن رغبتها في العودة إلى الاتفاق النووي، شرط امتثال طهران مجدداً لبنوده لكنّ الأخيرة تطلب رفع العقوبات أولاً. مطلع يونيو (حزيران)، فصلت إيران بعض كاميرات المراقبة التابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية في مواقعها النووية بعيد تصويت الولايات المتحدة والأوروبيين على قرار في الوكالة يدين عدم تعاون طهران. إلا أنها سرعان ما أعلنت أن كل هذه الإجراءات «يمكن عكسها» بمجرد التوصل إلى اتفاق في فيينا، مقرّ الوكالة. وبعدما فصلت طهران كاميرات المراقبة، حذّر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي من أنه إذا ما استمرّت الأمور على هذا النحو، فلن تكون الوكالة «في غضون ثلاثة أو أربعة أسابيع» قادرة على توفير المعلومات اللازمة حول متابعة البرنامج النووي الإيراني. واعتبر أنّ هذا الأمر «سيشكّل ضربة قاضية» لاتفاق 2015. وبحسب خبراء، فإن محادثات فيينا تتعثّر خصوصاً بسبب رفض الولايات المتحدة تنفيذ طلب أساسي لإيران هو شطب الحرس الثوري الإيراني من القائمة الأميركية للمنظمات «الإرهابية» الأجنبية.

 

بوريل في طهران لتخطي مأزق محادثات «النووي» الإيراني

مصادر دبلوماسية رفيعة: منسق الخارجية الأوروبية لا يحمل مبادرات جديدة

برلين: راغدة بهنام - لندن. طهران: «الشرق الأوسط»"/السبت 25 حزيران 2022

بدأ الوسيط الأوروبي في المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن محاولة وساطة جديدة لإعادة إطلاق المفاوضات المتوقفة منذ مارس (آذار) الماضي، ووصل مساء أمس إلى طهران مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، مصحوباً بنائبه أنريكي مورا، حيث سيلتقي وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان من بين آخرين.وقالت مصادر دبلوماسية رفيعة لـ«الشرق الأوسط»، إن بوريل لا يحمل في زيارته المفاجئة أي «مبادرات جديدة» لطرحها على الطرف الإيراني، وأن الزيارة تهدف «لإعادة إطلاق المفاوضات». بعد أن أكد الاتحاد الأوروبي الزيارة التي تستمر يومين، كتب بوريل في تغريدة: «الدبلوماسية هي الوسيلة الوحيدة للعودة إلى التطبيق الكامل للاتفاق (النووي) وتجاوز التوترات الحالية». وأكد الاتحاد الأوروبي، في بيان، زيارة بوريل إلى إيران في 24 و25 يونيو (حزيران): «في إطار الجهود التي تُبذل للعودة إلى التطبيق الكامل» لاتفاق 2015، وتعود آخر زيارة أجراها بوريل لإيران إلى فبراير (شباط) 2020. كان بوريل قد التقى المبعوث الأميركي إلى إيران روبرت مالي، في عشاء مساء الخميس في بروكسل شارك فيه مورا الذي نشر صورة من اللقاء. وكتب في التغريدة أن «النقاش في العمق يركز على المفاوضات النووية مع إيران ووجهة النظر الإقليمية في الشرق الأوسط» من المفاوضات. وأضاف مورا في التغريدة أن «مالي شدد على التزام الولايات المتحدة بالعودة للاتفاق» الذي كانت خرجت منه إدارة دونالد ترمب السابقة عام 2018. وجال مورا على عدة دول خليجية وعربية في الأيام الماضية ناقش خلالها قضية إيران وتدخلاتها في المنطقة وبرنامجها النووي والمخاوف الإقليمية من ذلك. ومن بين الدول التي زارها مورا، سلطنة عمان، التي استقبلت أيضاً موفداً إيرانياً قبله. ومرر مجلس المحافظين التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا قبل أسبوعين قراراً غربياً يدين تقاعس إيران في التحقيق الدولي بشأن المواقع السرية، ويدعوها القرار للتعاون الفوري، بعد أن تقدمت الولايات المتحدة والدول الأوروبية الثلاث فرنسا وبريطانيا وألمانيا بمشروع القرار. وردت إيران بتخفيض تعاونها مع الوكالة ضمن اتفاقية الضمانات وأغلقت قرابة 20 كاميرا مراقبة كانت الوكالة قد ثبتتها في منشآت نووية وغيرها لمراقبة برنامج إيران النووي.

وحذر مدير «الطاقة الذرية» رافائيل غروسي، من أنه إذا ما استمرت الأمور على هذا النحو، فلن تكون الوكالة «في غضون ثلاثة أو أربعة أسابيع» قادرة على توفير المعلومات اللازمة حول متابعة البرنامج النووي الإيراني، منوهاً بأن هذا الأمر «سيشكل ضربة قاضية» لاتفاق 2015. وقالت حينها مصادر دبلوماسية غربية لـ«الشرق الأوسط»، إن الدول الأوروبية والولايات المتحدة «توقعت» رداً شديد اللهجة من إيران، وأنها رغم ذلك ستركز في الأسابيع المقبلة على جهود إحياء الاتفاق النووي رغم «معرفتها بأن الأمر باتت أصعب من أي وقت مضى». وشهدت الأيام الماضية تحركات دبلوماسية ناشطة في هذا الإطار، من بينها زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، قبل يومين إلى إيران. وأجرى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، مشاورات هاتفية بشأن الاتفاق النووي، مع كل وزراء خارجية الصين وانغ يي وسلطنة عمان بدر البوسعيدي. وقال بيان لـ«الخارجية الإيرانية»، إن عبد اللهيان أطلع نظيره الصيني على آخر تطورات محادثات فيينا، مشيراً إلى «التزام» بلاده بالاتفاق النووي. ونقل عنه القول إن «السلوك الأميركي المتغطرس المشكلة الأساسية أمام المفاوضات». وأضاف: «من المؤكد أن الطرف الإيراني سيحافظ على مصالحه الوطنية»، وتعهد بـ«حل الخلافات عبر المفاوضات للوصول إلى الاتفاق في أسرع وقت ممكن». وقال عبد اللهيان في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الروسي، أول من أمس، إنه يأمل في استئناف مفاوضات فيينا قريباً. وأضاف: «ندعو أميركا مرة أخرى إلى الواقعية للوصول إلى المرحلة النهائية في المفاوضات». وتكرر الولايات المتحدة أن على إيران التخلي عن مطالبها «خارج الاتفاق النووي»، في إشارة إلى ضرورة تخليها عن مطلب إزالة اسم «الحرس الثوري» من لائحة الإرهاب. ولم يصدر تعليق من الحكومة الإيرانية بعدما ذكرت تقارير تراجع طهران عن مطلبها برفع اسم «الحرس الثوري» الإيراني عن اللائحة الأميركية للمنظمات الإرهابية، وهو ما يعرقل اختتام المحادثات حتى الآن. ومن غير الواضح بعد ما إذا كانت إعادة إطلاق المفاوضات النووية التي يسعى بوريل إلى تحقيقها في طهران، تعني إعادة الأطراف المتفاوضة إلى طاولة الحوار في فيينا، أو إكمال التفاوض على النقاط العالقة عن بعد. وكانت مصادر دبلوماسية رفيعة قالت لـ«الشرق الأوسط»، في وقت سابق، قبيل زيارة مورا الأخيرة إلى إيران في منتصف مايو (أيار) الماضي، أي قبل قرار مجلس المحافظين، إنه لن تكون هناك جلسات تفاوض جديدة في فيينا حتى ولو أطلق مسار المفاوضات مرة جديدة. وقالت تلك المصادر إن العودة إلى فيينا ستكون فقط للتوقيع على الاتفاق وعلى مستوى وزراء الخارجية، وإن أي مفاوضات قد تحصل للتحضير لذلك ستكون عن بعد. وعندما توقفت المفاوضات في مارس الماضي في فيينا، قال دبلوماسيون إن النص انتهى العمل به، وإن المتبقي قليل جداً ويجب حله بين إيران وطهران. وغادر رؤساء الوفود الأوروبية، فيينا، قبل أسبوع من اختتامها، قائلين إن «عملهم انتهى».

 

طهران ترفض اتهامات إسرائيلية بـ«تدبير مؤامرة إرهابية» في إسطنبول

رئيس المخابرات التركية اطلع لبيد على تفاصيل عملية كشف الخلية الإيرانية

لندن - طهران: «الشرق الأوسط»"/السبت 25 حزيران 2022

قالت طهران إن اتهامات وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد لإيران بتدبير مؤامرة لاستهداف إسرائيليين في تركيا «سخيفة» وتهدف إلى الإضرار بالعلاقات الإيرانية التركية. وفي مؤتمر صحافي في أنقرة أول من أمس، وجه لبيد الشكر لتركيا على المساعدة في إحباط مؤامرة «محاولات اعتداءات إرهابية» من جانب إيران ضد إسرائيليين في إسطنبول وقال إن الجهود لا تزال جارية، مندداً بما اعتبره «انتهاكاً صارخاً للسيادة التركية عبر الإرهاب الإيراني». وفي اليوم نفسه، أشارت وسائل الإعلام التركية إلى اعتقال ثمانية أشخاص بينهم إيرانيون، يشتبه بأنهم دبروا اعتداءات على إسرائيليين في المدينة المذكورة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده في تغريدة للوزارة إن «هذه المزاعم التي لا أساس لها (...) سخيفة وكانت سيناريو معداً سلفاً لتدمير العلاقات بين البلدين المسلمين»، في إشارة إلى تركيا وإيران. وقال خطيب زادهك «نأمل ألا تبقى تركيا صامتة حيال هذه المزاعم» بحسب ما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية. وبذلك، تجاهل خطيب زاده بيانات الحكومة التركية حول الخلية التي أرسلت لتنفيذ عمليات ضد الإسرائيليين. واستند الإسرائيليون إلى ما نشرته صحيفة «حرييت» التركية حول قيام المخابرات والشرطة في إسطنبول، باعتقال 10 أشخاص تابعين للمخابرات الإيرانية، سبعة منعم إيرانيون وثلاثة أتراك، وذلك في 17 يونيو (حزيران) الجاري، بشبهة تخطيطهم لعمليات اختطاف وقتل إسرائيليين. في تل أبيب، نقلت مصادر سياسية أمس الجمعة، أن تركيا هي التي تخرج عن طورها للحديث وبالتفصيل عن المؤامرة الإيرانية، مشيرة إلى أن القيادات السياسية والعسكرية في أنقرة تبذل جهوداً واضحة لإظهار مدى عمق العلاقات المتطورة مع إسرائيل، أيضاً في النواحي الأمنية. وكشفت هذه المصادر أن قائد المخابرات التركية أخذ لبيد إلى مقره في أنقرة وعرض عليه تقارير موثقة بالصور والتسجيلات الصوتية، عن أعضاء الخلية الإيرانية التي خططت لتنفيذ عمليات خطف واغتيال لسياح إسرائيليين في إسطنبول وبينهم سفير إسرائيلي سابق تواجد في المدينة. وأكد له أن اعتقال أعضاء الخلية العشرة تم قبل فترة قصيرة جداً من الموعد الذي اختاروه لتنفيذ عمليتهم. وهو ما دفع رجال الموساد إلى استئجار عدة طائرات خاصة وأعادوا السياح والسفير إلى إسرائيل. وانشغل الإسرائيليون طويلاً أمس بالتنقيب عن اسم السفير السابق، الذي قال الأتراك إن الخلية الإيرانية قد استهدفته. وأفاد موقع «واينت» الإلكتروني، التابع لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، بأن وزارة الخارجية الإسرائيلية نفسها ما زالت لا تعلم من هو الدبلوماسي الإسرائيلي الذي كانت إيران ستستهدفه في إسطنبول. كما أن جهاز الأمن الإسرائيلي لم يطلع حتى الآن زملاء الدبلوماسي بالأمر. وتبين من عملية تقصي حقائق أجراها هذا الموقع بنفسه، أنه لم يزر أي من سفراء إسرائيل السابقين في أنقرة في العقود الأخيرة تركيا في الأشهر الأخيرة، باستثناء القنصل العام الإسرائيلي السابق في إسطنبول، يوسي ليفي سفري، الذي طردته الحكومة التركية عام 2018.

وأضاف «واينت» أن مصادر في الخارجية الإسرائيلية لم تستبعد إمكانية أن الحديث يدور عن سفير إسرائيلي سابق، وليس بالضرورة أنه كان سفيراً في تركيا، ووصل كسائح إلى إسطنبول. وتابع «واينت» أن ليفي سفري، يرأس حالياً لجنة موظفي الخارجية، سافر قبل شهر في إجازة خاصة إلى إسطنبول. وكان مقرراً أن يعود سفري إلى تركيا، قبل أسبوعين، لكن سفره ألغي لسبب غير واضح. ورفضت الخارجية الإسرائيلية وسفري التعقيب على الموضوع. فيما تساءل الموقع: «كيف علم الإيرانيون بشأنه». وفي 13 يونيو، دعا لبيد المواطنين الإسرائيليين إلى عدم التوجه لتركيا في موازاة دعوته الموجودين فيها إلى مغادرتها «في أسرع وقت» تحسباً لهجمات إيرانية. تخوض إيران وإسرائيل «حرب ظل» منذ أعوام، لكن التوتر بينهما تصاعد إثر سلسلة حوادث نسبتها طهران إلى إسرائيل. ففي 22 مايو (أيار)، قتل العقيد في «فيلق القدس» الذراع الخارجية لـ«الحرس الثوري» الإيراني صياد خدائي بالرصاص أمام منزله في قلب طهران. وقضى ضابطان آخران الشهر الفائت، الأول فيما قيل إنه حادث والثاني في إطلاق نار. واتهم «الحرس الثوري» الخميس «الصهاينة» باغتيال خدائي، معلناً إقالة قائد جهاز الاستخبارات حسين طائب الذي يتولى هذا المنصب منذ 12 عاماً، وذلك بعدما وصفته وسائل إعلام إسرائيلية بأنه المسؤول عن التخطيط لهجمات تستهدف إسرائيليين انتقاماً لخدائي. وقال خطيب زاده إن رد إيران على هذه الاغتيالات سيكون «شديداً» لكنه «لن يهدد أمن المدنيين في الخارج». في سياق متصل، أفادت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن مسؤول في الادعاء العام الإيراني بأن السطات الإيرانية أوقفت حتى الآن عدداً من الأشخاص في قضية اغتيال خدائي الذي اتهمته وسائل إعلام إسرائيلية بقيادة الوحدة 840 في «فيلق القدس»، مشيرة إلى أنه كان على صلة بمخطط اغتيالات يستهدف دبلوماسياً إسرائيلياً وجنرالاً أميركياً وصحافياً فرنسياً. وكان خدائي شخصية مغمورة قبل اغتياله لكن وسائل الإعلام الإيرانية أشارت إلى دوره في القوات الإيرانية بسوريا والعراق. وبحسب وكالة «فارس» فإن المسؤول القضائي رفض تقديم التفاصيل بشأن الاعتقالات المذكورة بـسبب «المحذورات (...) لكي تتمكن الأجهزة الأمنية من متابعة القضية».

 

أوكرانيا تطالب بـ«تكافؤ في قوة النار» مع القوات الروسية

كييف: «الشرق الأوسط أونلاين»"/السبت 25 حزيران 2022

تدعو أوكرانيا حلفاءها إلى تأمين «تكافؤ ناري» بين جيشها والقوات الروسية من أجل «استقرار» الوضع في دونباس بعد انسحاب قواتها من سيفيرودونيتسك المدينة الاستراتيجية التي تقصفها المدفعية الروسية منذ أسابيع في المنطقة الغنية بالمناجم. وقال القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوجني على صفحته على «فيسبوك» إنه شدد في اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي الجنرال مارك ميلي «على ضرورة تحقيق التكافؤ في القوة النارية مع العدو»، مؤكدا أن ذلك «سيسمح لنا بتثبيت الوضع في منطقة لوغانسك التي تتعرض لأكبر تهديد». وتطالب أوكرانيا باستمرار بمزيد من الأسلحة الثقيلة من حلفائها لمواجهة القوة الضاربة الروسية، خصوصاً في منطقة دونباس الصناعية (شرق أوكرانيا) التي يسيطر الانفصاليون الموالون لروسيا على أجزاء منها منذ 2014 وتريد موسكو السيطرة عليها بالكامل. وأكد سيرغي غايداي حاكم منطقة لوغانسك حيث تقع سيفيرودونيتسك، أنه «لم يعد من المنطقي البقاء في مواقع قصفت باستمرار لأشهر» وبينما أصبحت المدينة «مدمرة بشكل شبه كامل» بسبب عمليات القصف المستمرة. وأشار إلى أن «البنية التحتية الأساسية بأكملها دمرت وتسعين في المائة من المدينة تضرر وثمانين في المائة من المنازل يجب هدمها». ويرى خبراء أن عمليات القصف المكثفة هذه أدت إلى إخضاع الجنود الأوكرانيين لكن من دون أن تحدث بالضرورة تغييرا جذريا للوضع على الأرض. كذلك، قال مسؤول عسكري فرنسي طالبا عدم كشف هويته، إن «الوحدات الأوكرانية منهكة وتكبدت خسائر فادحة وبعضها تم تحييده بالكامل». من جهته، أكد الباحث في جامعة تارتو الإستونية إيفان كليشز لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، أن «الرؤية الشاملة - حرب بطيئة لمواقع محصنة - لم تتغير». ولفت إلى أن «الانسحاب كان مقررا من قبل على الأرجح ويمكن اعتباره تكتيكياً»، موضحا أن المقاومة الأوكرانية سمحت لكييف بتعزيز جبهاتها الخلفية. ورأى مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، طلب عدم كشف هويته، أن القوات الأوكرانية «تنفذ انسحابا مهنيا وتكتيكيا من أجل تعزيز مواقع ستكون أكثر قدرة على الدفاع عنها». وتتوقع كييف الآن هجمات جديدة على مدينة ليسيتشانسك المجاورة لسيفيرودونيتسك والمطوقة بشكل شبه كامل من القوات الروسية التي تسيطر يوما بعد يوم على مزيد من الأراضي المحيطة بها.

وأوضح غايداي إن بلدة ميكولايفكا التي تبعد حوالي 20 كيلومترا جنوب غربي ليسيتشانسك باتت تحت سيطرة الجيش الروسي، مشيرا إلى أن الروس يحاولون الآن «احتلال غيرسكيه» البلدة المجاورة. عند مدخل ليسيتشانسك المحرومة جزئياً من الماء والغاز والكهرباء، كان جنود يحفرون خنادق.

جنوبا، قال بافلو كيريلينكو حاكم دونيتسك، المقاطعة الأخرى في دونباس، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أمس (الخميس) إنه «ليست هناك أي مدينة في المنطقة آمنة»، والمعارك التي تجري عنيفة جدا. في كراماتورسك البلدة إلى تقع وراء الجبهة، تحدث جندي عرف عن نفسه باسمه الأول فولوديمير ويعمل أمام المستشفى العسكري، عن العدد الكبير من الجرحى الذين يتم إحضارهم من الجبهة منذ أسابيع. وقال إن «الرجال الذين أراهم هنا وطنيون جدا ولن أقول إنهم وقود للمدافع. إنهم يمتلكون كل المقومات لكن تنقصهم الأسلحة». وكانت كييف قد أعلنت أمس عن وصول أول أربع قاذفات صواريخ أميركية من طراز «هيمارس»، وهي أسلحة قوية تنتظرها القوات الأوكرانية بفارغ الصبر. وقالت إن «الصيف سيكون حاراً للمحتلين الروس». وكان الجيش الأميركي قد أشار عند إعلانه عن إرسال هذه الأسلحة الثقيلة في بداية يونيو (حزيران)، إلى أنه يريد أن يتقن الجنود الأوكرانيون أولا استخدام هذه المدفعية الدقيقة قبل شحن المزيد منها. وبحسب خبراء عسكريين، فإن مدى صواريخ «هيمارس» أكبر بقليل من مدى الأنظمة الروسية المماثلة، مما سيسمح للقوات الأوكرانية بضرب مدفعية العدو مع بقائها بعيدة عن مرمى أسلحته. في الأسابيع الأخيرة، استأنفت القوات الأوكرانية هجومها في الجنوب في محاولة لاستعادة أراضٍ خسرتها منذ بدء الغزو في 24 فبراير (شباط). وفي الوقت نفسه، تضاعفت الهجمات التي استهدفت مسؤولين من الاحتلال أصيب عدد كبير منهم بجروح، في منطقتي خيرسون وزابوريجيا المجاورة. ومنذ أيام كثفت روسيا هجومها على مدينة خاركيف الكبيرة في شمال شرقي البلاد. وقد سمع دوي انفجارات فيها ليل الجمعة السبت. وكانت الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي قبلت الخميس في بروكسل ترشيح أوكرانيا للانضمام إلى التكتل في خطوة ترتدي طابعا رمزيا كبيرا بعد أربعة أشهر من بدء الغزو الروسي. واعتباراً من الأحد تجتمع مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى في قمة في ألمانيا لمناقشة قضايا عدة من بينها دعم أوكرانيا، قبل قمة أخرى لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ليومين اعتباراً من الثلاثاء في مدريد.

 

بنس يزور معسكر«مجاهدين خلق» في ألبانيا وانتقد المفاوضات النووية مع إيران

تيرانا: «الشرق الأوسط»"/السبت 25 حزيران 2022

انتقد نائب الرئيس الأميركي السابق مايك بنس المفاوضات التي تجريها إدارة الرئيس جو بايدن مع إيران بهدف التوصل إلى اتفاق نووي، وذلك خلال زيارة معسكر جماعة مجاهدين خلق الإيرانية المعارضة في المنفى في ألبانيا مساء الخميس. وكانت إدارة الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترمب ونائبه بنس اتخذت موقفا صارما تجاه إيران في مسعى لتعديل سلوكها الإقليمي، وضبط برنامجها للصواريخ الباليستية. وانسحبت من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 وأعادت تشديد العقوبات على إيران. واستقبلت مريم رجوي زعيمة جماعة مجاهدين خلق الإيرانية، بنس وزوجته في معسكر أشرف الثالث في ألبانيا. وفي البداية وقف بنس أمام نصب تذكاري لضحايا الإعدامات الجماعية في 1988. وتقول الجماعة إن آلافا من أنصارها جرى شنقهم بموجب فتوى من المرشد الإيراني الأول (الخميني). وقال بنس مخاطبا الآلاف من أعضاء جماعة مجاهدين خلق الإيرانية التي يزورها «الرئيس بايدن وإدارته يهددان الآن بإطاحة كل التقدّم الذي أحرزناه في تهميش النظام المستبد في طهران». وأضاف «ندعو إدارة بايدن إلى الانسحاب الفوري من المفاوضات النووية مع طهران» حسبما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية. وأعرب بنس عن الدعم الأميركي لإقامة جمهورية إيرانية علمانية وديمقراطية وغير نووية تستمد قوتها العادلة من موافقة الشعب، وهو الهدف الذي تقول إن مجاهدين خلق تسعى وراءه. بدورها، قالت مريم رجوي إن «حكام طهران يعيشون أضعف حالاتهم. إنهم يواجهون انتفاضة الشعب الإيراني من أجل التغيير». وأضافت يمكن ويجب لإيران والمنطقة والعالم أن تتخلص من الملالي النوويين.وحذرت من أن «الملالي لم يتخلوا قط عن مشروع صنع أسلحة نووية كضمان لبقاء حكومتهم. هذا جزء من مهمة إبراهيم رئيسي».

 

الجيش الأوكراني: صواريخ أُطلقت من بيلاروسيا على منطقة تشيرنيهيف الحدودية"

كييف: «الشرق الأوسط أونلاين»/السبت 25 حزيران 2022

أعلن الجيش الأوكراني، اليوم السبت، أن صواريخ أُطلقت من أراضي بيلاروسيا، الحليف السياسي لموسكو، باتجاه منطقة تشيرنيهيف الحدودية في أوكرانيا شمال شرق العاصمة كييف، وفق ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية. وكتبت قيادة منطقة الشمال في القوات الأوكرانية في منشور عبر فيسبوك: «نحو الساعة الخامسة صباحًا (02,00 ت غ)، تعرّضت منطقة تشيرنيهيف لقصف صاروخي مكثّف. عشرون صاروخًا استهدفت قرية ديسنا وأُطلقت من أراضي بيلاروسيا (وأيضًا) من الجوّ»، من دون سقوط ضحايا. وأضافت القيادة أن «بنى تحتية تضررت» بدون تحديد ما إذا عسكرية أم مدنية.

وتقع بلدة ديسنا الصغيرة التي كان يبلغ عدد سكانها قبل اندلاع الحرب 7500 نسمة، على مسافة 70 كيلومترا شمال كييف، كما تفصلها المسافة نفسها عن الحدود الجنوبية لبيلاروسيا. وبحسب الاستخبارات الأوكرانية «أطلقت ستّ طائرات من طراز تي يو-22 إم، 12 صاروخ كروز من مدينة بيتريكاو» في جنوب بيلاروسيا. وأشارت إلى أن «المقاتلات انطلقت من مطار تشايكوفكا في منطقة كالوغا (غرب) في روسيا» على مسافة 270 كيلومتراً نحو شمال الحدود الأوكرانية. وأضافت «دخلت بعدها المجال الجوي البيلاروسي. بعدما أطلقت صواريخ، عادت إلى روسيا»، ولفتت إلى أنه إضافة إلى ديسنا، أصابت الضربات الروسية أهدافًا «في منطقتي كييف وسومي». وتأتي هذه الضربة في وقت من المقرر أن يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو السبت في سان بطرسبرغ الروسية، قبل زيارة مرتقبة لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى بيلاروسيا الخميس والجمعة. ومع أن بيلاروسيا لم تنخرط في النزاع الأوكراني في هذه المرحلة، فإنها قدّمت دعما لوجستيا للقوات الروسية، خصوصًا في الأسابيع الأولى من الغزو. ومذاك، تستهدف العقوبات الغربية التي فُرضت على روسيا أساسًا، بيلاروسيا التي يحكمها لوكاشنكو منذ 1994، علماً أنه واجه تمرداً ضد حكمه في العامين 2020 و2021، دعمه بوتين في مواجهته.

 

روسيا تعلن قتل «ما يصل إلى 80 مرتزقاً بولندياً» في أوكرانيا

موسكو: «الشرق الأوسط أونلاين»/السبت 25 حزيران 2022

أكدت روسيا اليوم (السبت) أنها قتلت «ما يصل إلى 80» مقاتلاً بولندياً في قصف استهدف شرق أوكرانيا، حيث تستعر المعارك بين القوات الأوكرانية والروسية، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إنه قتل «ما يصل إلى 80 من المرتزقة البولنديين ودمرت 20 مركبة قتالية مصفحة وثماني قاذفات صواريخ متعددة غراد في ضربات عالية الدقة على مصنع زينك ميغاتيكس في كونستانتينوفكا» في منطقة دونيتسك. وتقع هذه المدينة التي تسمى كوستيانتينيفكا في أوكرانيا، في منطقة دونيتسك التي تشهد معارك عنيفة منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير (شباط). ولم تحدد الوزارة الروسية ما إذا شنت عمليات القصف على هذه المدينة الجمعة أو السبت. وأكدت أيضاً مقتل «أكثر من 300 عسكري أوكراني ومرتزقة أجانب، وتدمير 35 سلاحاً ثقيلاً خلال يوم واحد في ميكولايف» في جنوب أوكرانيا. ولم يكن بالإمكان التحقق من هذه المعلومات من مصدر مستقل. وتسمي روسيا جميع المتطوعين الأجانب الذين يقاتلون إلى جانب القوات الأوكرانية «مرتزقة». وفي أبريل (نيسان)، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها قتلت حوالي 30 من «المرتزقة» البولنديين في منطقة خاركيف (شمال شرقي أوكرانيا).

 

قرينة زيلينسكي: المحتلون الروس ليسوا أفضل من «داعش»

كييف: «الشرق الأوسط أونلاين»/السبت 25 حزيران 2022

شبهت زوجة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أولينا زيلينسكا، القوات الروسية التي تحتل بلادها بميليشيات تنظيم «داعش»، متهمة القوات الروسية بارتكاب جرائم جنسية في أوكرانيا. وفي تصريحات لصحيفة «فيلت آم زونتاج» الألمانية الصادرة غدا (الأحد)، تحدثت زيلينسكا عن الناشطة الإيزيدية العراقية نادية مراد الحائزة على جائزة نوبل للسلام والتي تعرضت للاستعباد من قبل تنظيم «داعش». وقالت: «من المخيف أن أقول ذلك، لكن الكثير من النساء الأوكرانيات يعشن نفس الشيء تحت الاحتلال... المحتلون الروس ليسوا أفضل من إرهابيي «داعش»، وهناك نساء أوكرانيات يعشن الرعب في الوقت الحالي». كانت مراد إحدى ضحايا جرائم ارتكبها تنظيم «داعش» بحق إيزيديين في العراق، وأصبحت منذ عام 2016 سفيرة خاصةً للأمم المتحدة من أجل كرامة الناجين من جرائم الاتجار بالبشر، وقد حصلت في عام 2018 على جائزة نوبل للسلام بالمشاركة مع الطبيب الكونغولي والناشط الحقوقي دينيس مكويغي. إلى ذلك، شكرت زيلينسكا ألمانيا لمنحها حق اللجوء للعديد من مواطني بلادها، وقالت: «أنا ممتنة للغاية لألمانيا وللشعب الألماني على إيواء لاجئينا، لا أشعر سوى بالامتنان من أعماق قلبي». كما أوضحت أنها، كسيدة أولى، ليست مختصة بقضايا التسلح، «لكن إذا كان هناك أحد يمكنه مساعدة أوكرانيا على الجبهة وليس في القضايا الإنسانية فقط، فإن ذلك سيكون بالطبع ألمانيا». ودعت زيلينسكا مواطني بلادها اللاجئين إلى «العودة إلى أوكرانيا عندما يصبح الوضع آمنا مرة أخرى، من أجل المساعدة في إعادة إعمار البلاد». وتوجهت إلى الأوكرانيين الذين اضطروا إلى البحث عن ملاذ في كل أنحاء العالم، بالقول: «إننا في انتظاركم في أوكرانيا فبلادكم تحتاج إليكم». وذكرت زيلينسكا أن الحرب في أوكرانيا دمرت أكثر من 1600 مدرسة و600 مستشفى وعدداً لا يحصى من المساكن، مشيرة في الوقت نفسه إلى «أننا بدأنا بالفعل في إعادة البناء حتى يصبح من الممكن مرة أخرى استخدام جزء، على الأقل، من المستشفيات والمدارس بحلول الخريف».

     

مطلِق النار في أوسلو نرويجي من أصل إيراني معروف للاستخبارات والشرطة

أوسلو: «الشرق الأوسط أونلاين»/السبت 25 حزيران 2022

أعلنت الشرطة النرويجية اليوم (السبت) أن منفذ إطلاق النار الذي أسفر عن مقتل شخصين وجرح 21 آخرين بينهم عشرة في حالة خطيرة في وسط مدينة أوسلو، هو نرويجي من أصل إيراني. وقال كريستيان هاتلو المسؤول في شرطة أوسلو في مؤتمر صحافي إن المشتبه به الذي لم تكشف هويته معروف لدى جهاز الاستخبارات الداخلية المسؤول أيضاً عن مكافحة الإرهاب. وهو معروف لدى الشرطة أيضاً لارتكابه جنحا صغيرة مثل حيازة سكين وحكم لحيازته مخدرات. وقالت الشرطة النرويجية صباح اليوم (السبت) إنه تم القبض على شخص واحد قرب مسرح الجريمة بعد وقت قصير من وقوع الحادث ووفقاً للمعلومات، ويبدو أن الجاني تصرف بمفرده. ووقع الحادث في ملهى ليلي في شارع شعبي وسط أوسلو. وذكرت صحيفة «افتينبوستن»، نقلا عن الشرطة، أن مدنيين ساعدوا في القبض على المشتبه به. وأشارت «إن أر كيه» إلى أنه كان هناك ما لا يقل عن ثلاثة مسارح جريمة. ولم تتضح أي معلومات عن الدافع وراء إطلاق النار، فيما قالت الشرطة إنها تحقق في الحادث باعتباره «عملاً إرهابياً»

 

1.6 مليون شخص عبروا من أوكرانيا إلى روسيا منذ فبراير

كييف: «الشرق الأوسط أونلاين»/السبت 25 حزيران 2022

قال حاكم منطقة روستوف الروسية، فاسيلي جولوبيف، إن أكثر من 1.6 مليون شخص من دونباس وأوكرانيا عبروا الحدود الروسية في منطقة روستوف منذ منتصف فبراير (شباط) الماضي، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية. وقال جولوبيف لوكالة «سبوتنيك» الروسية اليوم (السبت): «منذ 18 فبراير، عبر أكثر من 1.6 مليون شخص حدود منطقة روستوف»، لافتا إلى أن أكثر من مليون شخص وصلوا من الأراضي التي تسيطر عليها جمهوريتا لوغانسك ودونيتسك الشعبيتين. وأشار جولوبيف إلى أن حوالي 600 ألف لاجئ جاءوا من أراضي أخرى في أوكرانيا. وأضاف الحاكم أنه: «كل يوم، يصل ما بين 12 إلى 20 ألف شخص إلى منطقة روستوف ثم يتوجهون إلى أجزاء أخرى من روسيا».يذكر أن القوات المسلحة الروسية، أطلقت في 24 فبراير الماضي، عملية عسكرية خاصةً «لحماية سكان إقليم دونباس من القوات الأوكرانية والمسلحين المتطرفين قومياً، الذين اضطهدوا سكان دونباس على مدار ثماني سنوات»، بحسب وكالة «سبوتنيك». ووصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العملية بأنها تهدف إلى «حماية الأشخاص الذين تعرضوا للاضطهاد والإبادة الجماعية من قبل نظام كييف لمدة ثماني سنوات».

 

رئيس الوزراء الإسباني يحمّل «المافيات» مسؤولية مأساة مليلية

مدريد: «الشرق الأوسط أونلاين»/السبت 25 حزيران 2022

حمّل رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز اليوم (السبت) «المافيات التي تعمل في مجال الاتجار بالبشر» مسؤولية المأساة التي حدثت في مدينة مليلية التي تحتلها إسبانيا شمال المغرب، والتي أدت إلى مقتل 18 مهاجرا من أفريقيا جنوب الصحراء. وقال سانشيز في مؤتمر صحافي في مدريد: «إذا كانت هناك جهة مسؤولة عن كل ما حدث على الحدود، فهي المافيات التي تتاجر بالبشر». وبحسب أحدث تقرير صادر عن السلطات المغربية، قتل 18 مهاجرا غير قانوني الجمعة عندما حاول حوالى ألفي مهاجر دخول مليلية، وهي جيب تحتله إسبانيا شمال المغرب. وأصبحت مليلية، وكذلك سبتة، التي تحتلها أيضاً إسبانيا شمال المغرب، نقطتي عبور معروفتين للمهاجرين غير الشرعيين من أفريقيا الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا. وبدأت محاولة الاقتحام، التي تقول السلطات الإسبانية إنها أدت إلى إصابة 57 مهاجراً و49 شرطياً إسبانياً، صباح أمس، بعد مواجهة ومقاومة من قوات الأمن المغربية.

 

بايدن يوقع أول قانون أميركي مهم لتنظيم حمل الأسلحة منذ عقود

واشنطن: «الشرق الأوسط أونلاين»/السبت 25 حزيران 2022

وقّع الرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم السبت، أول مشروع قانون فدرالي مهم لتنظيم حمل الأسلحة في الولايات المتحدة منذ عقود، مشيراً إلى أنه لا يفي بما هو مطلوب فعلا لكنه «ينقذ أرواحاً». وقال في البيت الأبيض قبل مغادرته لحضور اجتماعات دبلوماسية كبرى في أوروبا «رغم أن هذا القانون لا يشمل كل ما أريده، فإنه يتضمن إجراءات كنت أدعو إليها منذ فترة طويلة والتي من شأنها إنقاذ أرواح»، وفق ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية. وكان الكونغرس قد أقر الجمعة قانونا نال دعم أعضاء من الحزبَين الجمهوري والديموقراطي يهدف إلى تنظيم حيازة الأسلحة ويُعتبر الأهمّ منذ نحو 30 عاما. وبعد تبنّيه في مجلس الشيوخ الخميس، وافق مجلس النوّاب على القانون الذي يشمل حزمة إجراءات تفرض قيودا جديدة على الأسلحة وتُخصّص مليارات الدولارات لتمويل قطاع الصحّة العقليّة والسلامة المدرسيّة. وأتى هذا النصّ ثمرة مبادرة انطلقت عقب مجزرة راح ضحيّتها 21 شخصا بينهم 19 طفلا قُتلوا برصاص شابّ اقتحم مدرستهم في يوفالدي بولاية تكساس نهاية مايو (أيار)، فضلا عن مجزرة بافالو في ولاية نيويورك حيث قتل 10 أشخاص سود في سوبرماركت في منتصف مايو. ويوفّر القانون على وجه الخصوص دعما لقوانين في كل ولاية على حدة تُتيح للسلطات أن تنزع من كلّ شخص تعتبره خطِرا الأسلحة النارية التي بحوزته. كذلك يفرض النصّ التحقّق من السجلّين الجنائي والنفسي لكلّ شاب يراوح عمره بين 18 و21 عاما ويرغب في شراء سلاح ناري، وكذلك تمويل برامج مخصصة للصحة العقلية. ويعد هذا الاقتحام الأهم من نوعه لإحدى المدينتين المحتلتين، منذ منتصف مارس (آذار)، حين تبنت إسبانيا موقفاً مؤيداً للمغرب حول قضية الصحراء. وقبل أسابيع من هذا التحول في 2022 تجاوز عدد المهاجرين، الذين دخلوا سبتة ومليلية ثلاثة أمثال العدد، الذي دخل في نفس الفترة من 2021، وفي منتصف 2021 اقتحم نحو ثمانية آلاف شخص جيب سبتة، أو تسلقوا السياج على مدى يومين، مستغلين رفع المغرب على ما يبدو شبكة أمنية على جانبه من الحدود، في أعقاب خلاف دبلوماسي في البلدين.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الحكومة الانتقالية ومستقبل الجمهورية

شارل الياس شرتوني/فايسبوك/2022

إن حيثيات التكليف والتشكيل الحكومي الراهن إن دلت على شيء فهو على هزالة الأداء المؤسسي، وصورية الضوابط الدستورية، وغياب القيم السياسية والمدنية المشتركة، التي ينبغي ان تظلل العمل العام في الانظمة الديموقراطية، في وقت تتابع فيه الانهيارات في كل القطاعات، وتتدهور الشروط الحياتية بشكل مأساوي .الانتخابات النيابية لم تفض الى انتظامات سياسية إصلاحية حاسمة تنقلنا من حال الركود القاتلة التي نعيشها، الى مرحلة إصلاحية تدرجية تعيد إلينا المبادرة. التكليف الحكومي هو تكليف فارغ المحتوى لا يحمل في طياته أية ديناميكية اصلاحية، وحيثياته تدور حول المحاصصات بين الاوليغارشيات المسيطرة. السؤال المطروح في حال تشكل حكومة جديدة أم عدم تشكلها، هل نحن أمام مرحلة جديدة تنطلق مع إنتخابات رئاسة الجمهورية، أم أمام استحالات سوف تحيل الجمهورية الى تناقضاتها المميتة، والبلاد الى أحوال الاهتراء المديدة وتداعياتها المدمرة. إن الانتخابات الرئاسية سوف تكون مفصلية لجهة إنهاء التركة الثقيلة التي تمثلت برئاسات الطائف المتوالية، وخاصة عهد ميشال عون الذي تم فيه التسليم الإرادي بمداخلات سياسة النفوذ الايرانية انطلاقا من حسابات خاصة.رئاسات الجمهورية المتوالية منذ بدايات  الطائف لم تكن سوى  غطاءات لسياسات النفوذ الداخلية (سنية،شيعية ، درزية)، وقاطراتها السورية والايرانية ومضاداتها السعودية والتركية والقطرية، حسب المراحل. إن اعادة الانتخابات الرئاسية الى الحيز السيادي أمر أساسي إذا ما أردنا وضع حد لسياسة النفوذ الايرانية المتمثلة بحزب الله، وما ستفضي إليه من إستقرار الدوامات النزاعية والأزمات المالية والاقتصادية والحياتية المدمرة. هذا  هو خيارنا الوحيد في المرحلة المقبلة، إذا ما أردنا الدخول في ديناميكية تغييرية فعلية دون إبطاء لم نعد نتحمله. إن صرف الوقت على مماحكات المافيات الحاكمة، وقرارات المصرف المركزي حول  كيفيات سحب الودائع، وسياسة تصفية ديون المصارف، والتلاعب بسعر الدولار بين مافيات الثنائي الشيعي وشركائهم العابري الطوائف، والاستنكاف لمدة ٣ سنوات عن سياسات الاصلاح الهيكلي المالية والمصرفية والقانونية، والتحقيق الجنائي المالي، وإعادة أموال المودعين الى أصحابها، وتثبيت الاستقرار السياسي والامني كمنطلق لعودة الاستثمارات الى البلاد، لم تعد بمقبولة تحت أي عذر. الانتخابات الرئاسية هي باب التغيير، أو المدخل لاعلان لبنان دولة فاشلة بكل المؤشرات والمطالبة بتحكيم دولي من أجل بت مصيرها  ككيان وطني وصيغة سياسية.إن لعبة التموضع على تخوم النزاعات الشيعية-السنية، والسياسة التوسعية للنظام الايراني إقليميًا ،هي شرط لاغ لأية سياسة استقرار وإصلاح ولا إمكانية للتأقلم مع موجباتها، لا على مستوى التسليم بواقع الاستثناء السيادي الذي يتحصن به حزب الله (شعب، جيش، مقاومة) بالتواطؤ مع بقية الاوليغارشية الحاكمة على قاعدة المقايضات والمحاصصات، أو من خلال تحويل لبنان إلى ترسانة صاروخية تستعملها سياسة النفوذ الايرانية على قاعدة النزاعات البديلة. هذه هي بعض معالم المرحلة البديلة، وكل ما عدا ذلك كلام مضلل ولا فائدة منه.

 

الدوران في الفراغ

رفيق خوري/نداء الوطن/25 حزيران/2022

الصدمات تتكرر بعد نشوة الإحتفال بانتقال الأكثرية النيابية من "محور الممانعة" الى "نوادي" السيادة والتغيير. والظاهر أن محنة لبنان أكبر من الذين صنعوها وعاشوا عليها، ومن الذين تصوروا أنهم قادرون على إنهائها. فليس بعد الإنتخابات النيابية سوى ما كان قبلها: إستمرار الدوران في حلقة مفرغة. حلقة الإنهيار المالي والإقتصادي والسياسي الذي تديره وتحرسه المافيا المتسلطة. وحلقة العجز عن إخراج المافيا من السلطة بأوسع إنتفاضة شعبية سلمية، وعن فرض الحد الأدنى من الإصلاحات لوقف الإنهيار بقوة الطرف المتمسك بالسيادة والتغيير، وطبعاً بقوة الأزمة وتأثر الجميع بها، وقوة الدعوات العربية والدولية الى الإصلاح والتعافي. فالتغيير، ولو كبداية، كان في اليد، في "مطبخ" المجلس النيابي ثم في رئاسة الحكومة، لكنه طار. ولا فرق، سواء كان السبب هو الحسابات السياسية الباردة للمراحل المقبلة أو تشتت المواقف لدى القوى السيادية التغييرية، أو إدمان الخسارة والفشل.

والسؤال هو: ما جدوى الإنتخابات النيابية إذا كان ما يحدث فيها من تغيير لا يغير شيئاً حتى في السلطة الشكلية؟ ماذا يعني أن ينحصر البحث عن مرشحين لتأليف الحكومة من خارج النواب في نظام ديمقراطي برلماني، وأن إعادة "تكليف" الرئيس نجيب ميقاتي تأليف الحكومة ليست ضماناً للتأليف، وأنه لا حكومة ولا إنتخابات رئاسية؟ أليس أننا تجاوزنا مرحلة الدولة الفاشلة الى مرحلة إنعدام الدولة؟ وإذا كان عنوان اللعبة الديمقراطية حالياً هو أنه لا شيء ممكناً مع تحالف العهد و"حزب الله"، فما الذي يتغير بعد نهاية العهد؟ ماذا لو تكرر الخيار أمامنا: إما رئيس من المحور الإيراني وإما الفراغ الرئاسي؟

الأزمة أفضل من الحل السيئ، كما يقال في دروس العلوم السياسية. لكن الأسوأ من الحل السيئ هو تضييع الحل الممكن في انتظار الحل المثالي. فالكمال عدو الجيد، حسب المثل الأميركي. والمتاح لنا، إذا عرفنا كيف نوظف التغيير الإنتخابي في اللعبة السياسية، ليس الكمال ولا الجيد بل الأقل سوءاً في انتظار ظروف أفضل. والضاغط ليس مجرد الواجب الوطني الذي من دونه لا معنى للعمل السياسي بمقدار ما هو إعطاء اللبنانيين المخنوقين فرصة للتنفس وبقاء الرأس فوق سطح المياه العميقة في الأزمات. ذلك أن أغرب ما صار من عاداتنا في العمل السياسي هو انتظار كل التطورات الجيوسياسية والعسكرية في المنطقة والعالم لكي نعرف أية حكومة نؤلف وأي رئيس ننتخب. والأغرب هو أن تصبح المشكلة في حال: فالج لا تعالج، لأن الطريق الى الحل والتعافي واضح ومعروف. فالمافيا لا ترتاح إلا في الغموض، كما لا ينبت الفطر إلا في الظلام. كان الرئيس ميتران يقول: "الأنظمة الإستبدادية تجد في كل أزمة مذنباً، لكنها لا تجد حلاً". أما نحن الذين لسنا في نظام إستبدادي ولا ديمقراطي، فإننا لم نجد في أزماتنا العميقة لا مذنباً ولا حلاً".

 

الرئيس عون تسبَّب في الفراغ في الرئاسة... ثلاث مرات

جان الفغالي/نداء الوطن/25 حزيران/2022

خمسةٌ واربعون دقيقة أمضاها الرئيس المكلَّف، رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، مع رئيس الحكومة السابق تمام سلام. عادةً الزيارات البروتوكولية التي يجريها الرئيس المكلَّف، بعد تكليفه، والتي تقتصر على رؤساء الحكومات السابقين، لا تستغرق كل واحدةٍ منها دقائق معدودة، يتمنى فيها الرئيس السابق التوفيق للرئيس المكلَّف. لكن لماذا استغرقت زيارة ميقاتي لسلام خمسةً وأربعين دقيقة؟ ربما لأن الرئيس المكلَّف كان يريد أن يستطلع تجربة الرئيس تمام سلام، بعدما استشعر أنه بعد أربعة أشهر وأربعة أيام، قد يتجرّع الكأس التي تجرَّعها الرئيس سلام حين تحوَّلت حكومته إلى «السلطة الإجرائية مجتمعةً» بموجب الدستور، فملأت الفراغ على مدى سنتين ونصف السنة، من ايار 2014 إلى تشرين الأول 2016، كانت من أصعب السنوات لأنها حوَّلت كل وزير إلى رئيس جمهورية، وكانت القرارات تتخذ بالإجماع، وكل قرار يحتاج إلى تواقيع كل الوزراء وكان يكفي ان يعترض وزيرٌ ما على قرار ما حتى يوقف ولا يصدر.

إذا ما حصل الفراغ، يكون رئيس الجمهورية العماد ميشال عون معنياً فيه، للمرة الثالثة:

مرة قبل الطائف، ومرَّتان بعد الطائف:

قبل الطائف عُيِّن رئيساً لحكومة انتقالية لتهيئ الجو لأجراء انتخابات رئاسية، لكنه بدل تهيئة الجو، شنَّ حربين وأوقع البلد في فراغ رئاسي دام نحو أربعة عشر شهراً، من ايلول 1988 إلى تشرين الثاني 1989 بانتخاب الرئيس رينيه معوض ثم الرئيس الياس الهراوي، ولم يترك القصر الجمهوري إلا بعد سنتين وشهر من دخوله إليه. فكان الفراغ الأول والفراغ الثاني في هذه الفترة. الفراغ الثالث الذي تسبب فيه الرئيس عون بشكلٍ أو بآخر أنه منذ انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان، وقع الفراغ من أيار 2014 إلى تشرين الأول 2016، أي مدة سنتين وستة أشهر، وكانت كلمة السر لدى «حزب الله»: «لا انتخابات رئاسية ما لم يكن العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية»؟ ما هذه المفارقة في أن يتسبب شخصٌ واحد في فراغ في موقع الرئاسة ثلاث مرات؟ أما إن لم يتم انتخاب رئيس جديد في 31 تشرين الأول المقبل، فقد يكون «الفراغ الرابع»، وعندها يكون الرئيس نجيب ميقاتي هو رأس السلطة التنفيذية، مع مجلس الوزراء مجتمعاً.

هذا الواقع يطرح السؤال التالي: هل العماد ميشال عون الذي رفض الطائف، سيُنهي عهده وقد انتهى الطائف؟ ولكن ما البديل؟ حين انعقد مؤتمر الطائف كان كل العالم مهتماً بلبنان. اليوم يأتي الإهتمام بلبنان في آخر «الليستة»، فهل يكون تشرين الثاني المقبل موعد دخولنا في المجهول؟

 

"جبهة المصارف" تتصدّع... و"الموارد" أول المنشقّين!

باتريسيا جلاد/نداء الوطن/25 حزيران/2022

لا تروق لـ"بنك الموارد" القرارات التي تتخذها جمعية المصارف في لبنان، باعتبار انها "لا تصبّ بالضرورة في مصلحة أعضائها والمودعين على السواء، وتؤدي في بعض الحالات الى ضرب أو عدم حماية القطاع المصرفي برمته، خصوصاً لجهة المحافظة قدر الامكان على سمعته وعلاقاته مع المودعين" كما أعلن في بيان صدر عنه أمس. ولهذه الأسباب المفندة بالتفاصيل في البيان، أعلنت إدارة المصرف "تعليق عضويته في جمعية مصارف لبنان لحين تصويب الأمور بما فيه مصلحة المودعين أولاً"، داعية "المصارف الأخرى إلى أن تحذو حذوه وتعلق عضويتها، على أمل أن تصل الرسالة بوضوح إلى قيادة جمعية مصارف لبنان بأن الكيل قد طفح، ويجب التعامل مع الأمور بمستوى أعلى من المسؤولية والواقعية والوعي". وتطرح هذه الخطوة الأولى من نوعها بعد الأزمة المالية والنقدية سلسلة من التساؤلات حول الأسباب الفعلية وراء تعليق المصرف عضويته وجوازية ذلك من الناحية القانونية؟

يبدو أن جمعية المصارف بدأت تتصدع جبهتها، خصوصاً وأنّ الإنقسامات كانت قائمة منذ مدة و"بدأت تتظهر اليوم الى العلن ليس فقط في المواقف التي تتخذها الجمعية التي يتمرّد عدد كبير منها على قرارات مصرف لبنان، بل حتى في ما بينها".

وأوضح مصدر مطلع لـ"نداء الوطن"، أن "المصارف التي تنضوي ضمن الجمعية تنقسم الى مجموعات: مجموعة مع حاكم مصرف لبنان وأخرى ضده فيما جهة تؤيد نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، بينما مجموعة أخرى ترفع شعار "تحميل المصارف الخسائر خط أحمر". لكن ماذا يترتب على المعلّق عضويته أو المنسحب من جمعية المصارف؟ أشار المحامي د. بول مرقص رئيس مؤسسة JUSTICIA الحقوقية لـ"نداء الوطن"، الى أن "جمعية المصارف هي تنظيم نقابي مهني وليس سلطة رقابية او تنظيمية او سلطة وصاية على المصارف، ولطالما كانت مصارف معروفة خارجها رغم ان رئيس احد هذه المصارف كان رئيس الجمعية". وأضاف: "المادة 7 من نظام جمعية المصارف تذكر فقط انه على العضو المنسحب ان يدفع الرسم السنوي عن السنة التي انسحب فيها، إلا انه لم يذكر النظام عن امكانية تعليق العضوية بل اما الانسحاب او فقدان العضوية، بالتالي التعليق يقع تحت خانة الانسحاب لانه لن يلتزم بتعاميم الجمعية بالنسبة الى المنتمين اليها". إذاً بموجب نظام جمعية المصارف، يحقّ لكل مصرف مدرج في لائحة المصارف التي يضعها مصرف لبنان أن ينضمّ الى الجمعية كعضو عامل فيها، وذلك بناء على طلبه، ونصّ هذا النظام على مجموعة من الأهداف تسعى الجمعية الى تحقيقها. ويقول مرقص: "اذا فقد او انسحب او علق اي مصرف منضم الى الجمعية عضويته بها يعني انه لا يصبح ملزماً ولو معنوياً التقيد بقراراتها ولا يحصل على المنافع التي يستفيد منها الأعضاء". وجاء أيضاً في المادة 7 من النظام: "تسقط حكماً عضوية كل مصرف يشطب من لائحة المصارف، وللجمعية العمومية بناء علـى اقتراح المجلس ان تقرر بالاقتراع بالأكثرية المطلقة للأعضاء العاملين، اسقاط عضوية أي عضو عامل لسبب هام لها وحدها صلاحية تقديره، كما تسقط حكماً عضوية أي عضو عامل مضى سنة كاملة على استحقاق رسم الانتساب عليه دون ان يسدده رغم تذكيره خطياً بذلك". وفي الأسباب الدافعة لتعليق "بنك الموارد" الذي يرأس مجلس إدارته ويديره مروان خير الدين، كما عزاها المصرف في بيانه: "قرار المصارف الإقفال خلال شهر تشرين الأول 2019، فشكل ذلك أوّل ضربة للثقة التي بنتها المصارف منذ عشرات السنوات، وصولاً الى المراسلات الموجهة إلى صندوق النقد الدولي، وأحدثها الرسالة المؤرخة في 21 حزيران 2022 والمرسلة من قبل مستشارة الجمعية، شركة Decision Boundaries، إلى رئيس بعثة صندوق النقد الدولي إرنستو راميريز ريغو، من دون إطلاع أعضاء الجمعية عليها ومناقشة محتوياتها معهم". والمدهش بحسب البيان أن "معظم المصارف تلقت الخبر من خلال وسائل الاعلام وعبر منصات التواصل الاجتماعي"، وأخيراً بسبب "عدم تحسين الأداء واتخاذ القرارات الصائبة من أجل إيجاد صيغ وحلول لإعادة الودائع إلى مستحقيها". تعدّدت الأسباب لانشقاق بنك الموارد عن جمعية المصارف والتغريد خارج سرب تعاميمها... ليبقى السؤال: هل تكرّ السبحة؟

 

باسيل و"ما حدا عنده أكثري"... رسالة لنصرالله وفرنجية قبل جعجع

ألان سركيس/نداء الوطن/25 حزيران/2022

يحاول باسيل قطع الطريق على أي صفقة ثلاثية بين «"حزب الله" وبري والحريري

لم تحمل الإستحقاقات المتتالية من إنتخاب رئيس مجلس نواب ونائبه وهيئة المجلس واللجان وتسمية رئيس جديد للحكومة أي مفاجآت تُذكر، أو حتى حدوث أي أمر يقلب «الستاتيكو» القائم. لا شكّ أن الإهتمام بدأ ينصبّ بشكل كبير على الإستحقاق الرئاسي لأن هذا الإستحقاق سيُحدّد صورة السياسة اللبنانية أقلّه على مدى 6 أعوام مقبلة، وفي النتيجة فإن الإنتخابات النيابية كرّست الأحجام والأوزان داخل الساحة المسيحية. وظهر جلياً تفوّق حزب «القوات اللبنانية» الذي بات يملك أكبر كتلة مسيحية في المجلس بشكل عام، وأيضاً حصد العدد الأكبر من أصوات المسيحيين حيث تفوّق على منافسه «التيار الوطني الحرّ» بأكثر من نحو 60 ألف صوت تفضيلي، وأتى «التيار» في المرتبة الثانية، وحصل على الكتلة الثانية مسيحياً، وعلى رغم ان «حزب الله» وحلفاءه الدروز مدّوه بنحو 8 نواب، إلاّ أنه بقي متفوقاً على بقية القوى المسيحية الأخرى من «كتائب» و»مرده» ومستقلين.

وكان لافتاً كلام رئيس «التيار» النائب جبران باسيل بعد فوز الرئيس نبيه بري برئاسة المجلس النيابي والنائب الياس بوصعب بنيابة الرئاسة قوله إن أحداً لا يملك الأكثرية، ومن ثمّ كرّر هذه العبارة خلال الإستشارات النيابية الملزمة أمس الأول، في حين أن «حزب الله» يحاول الإيحاء بأنه يملك الأغلبية ساعة يشاء. من يسمع كلام باسيل يظن للوهلة الأولى أنه موجّه اولاً ضدّ رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع وأفرقاء المعارضة الذين أعلنوا الإنتصار عشية الإنتخابات النيابية، لكن تأكيد باسيل خلال إحدى الإطلالات التلفزيونية أنه و»القوات» أكبر كتلتين مسيحيتين وبقية الأطراف تمثيلهم هزيل، يطرح أكثر من علامة استفهام. وبات معلوماً أن «حزب الله» لم يحسم خياره الرئاسي نهائياً على رغم تفضيله رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية على باسيل، وهذا الأمر دفع بباسيل إلى الحديث عن الأكثرية والتمثيل المسيحي، مع علمه المسبق أن جعجع لن يسير بفرنجية أو بأي مرشّح قريب من «الحزب».

ويحاول باسيل إستغلال هذه النقطة للضغط على «حزب الله» أكثر، فهو وإن كان مرّ استحقاق انتخاب رئيس مجلس نواب وتسمية رئيس حكومة بلا موافقته وموافقة الكتلة القواتية، فإنه يعتبر أنه من رابع المستحيلات أن يفوز رئيس جمهورية بالنصف زائداً واحداً من دون موافقته وموافقة «القوات»، وبالتالي فإن «الحزب» غير قادر على فرض رئيس لأن سيناريو تسمية الرئيس نجيب ميقاتي الذي لم يحصل على أكثرية النصف زائداً واحداً لن يمرّ في الإستحقاق الرئاسي. من هنا، فإن باسيل يعتبر أن إمكان وصول فرنجية إلى بعبدا سيمرّ حكماً به ووفقاً لشروطه، وإلا لا رئاسة حتى لو أراد «الحزب» ذلك، ومن جهة ثانية يعلم باسيل أن فرنجية هو مرشح بري والرئيس سعد الحريري بالدرجة الأولى قبل «الحزب» ومحور «الممانعة»، لذلك يحاول قطع الطريق على أي صفقة ثلاثية بين «الحزب» وبري والحريري توصل فرنجية إلى بعبدا من دون أن تمرّ بشروطه أو يباركها. من هنا، تبدو حسابات رئاسة الجمهورية معقدة كثيراً وليست بنزهة على رغم أن المجلس النيابي لا يزال في أول عمره، خصوصاً وأن كلمة السرّ الإقليمية والدولية تفعل فعلها في مثل هكذا إستحقاق.

 

كتل على مدّ عينك والنظر

سناء الجاك/نداء الوطن/25 حزيران/2022

الفولكلور الجديد، وفق ما أظهرته الاستشارات الملزمة لتسمية رئيس حكومة مكلف هو وفرة الكتل النيابية. كتل على مدّ عينك والنظر. أحلاها كتلة «الجماعة الإسلامية» المؤلفة من نائب واحد هو عماد الحوت الذي سمى نجيب ميقاتي، وكتلة «مشروع وطن الإنسان» التي ضمت النائبين نعمة افرام وجميل عبود، ولم يتفقا على تسمية واحدة. ناهيك عن كتلة «جمعية المشاريع» التي توافق نائباها طه ناجي وعدنان طرابلسي على تسمية ميقاتي... وقس على ذلك. كتل بالمفرق والجملة، لا يبدو مفهوماً لماذا تكتلت في الأساس، وأي بعد سياسي تحمله وتبشر به، وهي فاقدة لألف باء التوافق؟

حتى أن أحد الظرفاء علّق على الأمر، فكتب أن «كتلة مؤلفة من نائب واحد اختلفت مع بعضها البعض». وبدعة الكتل المفبركة من دون حيثيات، كانت قد بدأت مع إلحاق النواب العونيين سيزار أبو خليل وماريو عون وفريد البستاني بالمير طلال أرسلان تحت عنوان «كتلة ضمانة الجبل»، ومعها «كتلة النواب السنة المستقلين» التي كانت تضم إلى فيصل كرامي، عبد الرحيم مراد والوليد سكرية المحسوب على «حزب الله»، وعدنان طرابلسي من جمعية المشاريع وقاسم هاشم من «حركة أمل» وجهاد الصمد. وكان الهدف منها تكبير حصة الوزراء الذين جرى تجميعهم لخدمة أجندة «حزب الله» في حكومة سعد الحريري بعد انتخابات 2018. وكلنا نذكر الأزمة التي اعترت تشكيل الحريري حكومته حينذاك، على الرغم من انخراطه في التسوية التي أوصلت ميشال عون إلى كرسي بعبدا، لينعم بمجد كونه رئيساً للجمهورية.

حينها كان اصطناع الكتل مرسومة أهدافه على النقطة والفاصلة. أما اليوم، فلا تظهر أهداف نمو الكتل النيابية وتكاثرها كالفطر، ولكن في إطار «الحركة بلا بركة».

بالتالي، من المتوقع أن تؤدي هذه الكتل، وتحديداً تلك المحسوبة على النواب الذين يصنفون أنفسهم سياديين ومستقلين عن المنظومة وتغييريين، إلى تشتت المعارضة، وتحويلها إلى معارضات متنافرة ومتنافسة، الأمر الذي يشكل «عائقاً أساسياً أمام قدرتنا على التغيير وسيحولنا من قوّة تغييرية إلى قوّة اعتراضية من دون تأثير» على ما أعلن رئيس «كتلة شمال المواجهة» ميشال معوض. وهذا التشتت هو ما خدم ويخدم أحزاب المنظومة التي تجيد وحدة تكتلها، ويحقق أهدافها في فرض نفسها كأكثرية برلمانية تلعب على تناقضات الكتل المشرذمة وتتصيد أخطاءها وتضخمها وتلقي عليها تبعات الانهيار، وتصرف الانتباه عن ارتكاباتها المتواصلة. والأهم، أن هذه الكتل التي أمل اللبنانيون من وصول أفرادها إلى الندوة البرلمانية ان تتحد وتتكافل وتتضامن لتصبح أكثرية تفرمل صفقات المنظومة ومحاصصاتها تحت خيمة مشروع «حزب الله» وفق مصلحة إيران، لا تملك فرصاً كثيرة، بعدما فوّتت فرصتين، الأولى في مجلس النواب مع انتخاب الرئيس ونائب الرئيس واللجان، والثانية بفرض تسمية موحدة لرئيس حكومة مكلف، ليتبقى لديها استحقاق ثالث وأساسي يحدد توجه لبنان لسنوات ست مقبلة مع انتخاب رئيس للجمهورية. لذا، إذا تخلت كتل المستقلين والسياديين والتغييريين عن المشاريع الصغيرة والحساسيات الأصغر والطموح الخاص على حساب الشأن العام، وإذا توافقت، حينها لن يصبح انتخاب رئيس للجمهورية تحصيلاً حاصلاً وفق ما سوف يفرضه «حزب الله» لجهة انتخاب رئيس كالذي سبقه، فنبقى في جهنم أو يُسقِط لبنان في الفراغ كما حصل قبل انتخاب عون.

 

لهذه الأسباب لم تُسمِ “القوات

طارق ترشيشي/الجمهورية/25 حزيران/2022

فاجَأ موقف “القوات اللبنانية” بعدم تسمية السفير نواف سلام او غيره لتأليف الحكومة الجديدة كثيراً من الاوساط السياسية، خصوصاً بعدما ساد انطباع مفاده أنّ كل منظومة المعارضة ستسمّي هذا الرجل، وقد عزّز هذا الانطباع اعلان «اللقاء الديموقراطي» في حضور رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط من انه سيسمّي سلام، فماذا عدا ممّا بَدا حتى ذهبت «القوات» الى هذا الموقف؟ ما حصلَ من لقاءات واتصالات في مختلف الاتجاهات عشية يوم الاستشارات وخلاله دفعَ بعض الاوساط السياسية والمعنية الى اعطاء الموقف «القواتي» أبعاداً وخلفيات وتفسيرات اخرى تتجاوز موضوع تسمية سلام من عدمها، خصوصاً بعدما انتهت الاستشارات بتكليف الرئيس نجيب ميقاتي بأكثرية 54 صوتاً مقابل 25 صوتاً لسلام و47 صوتاً ممتنعاً عن التسمية وصَوت للرئيس سعد الحريري، وآخر للدكتورة روعة الحلاب ومقاطعة النائب أشرف ريفي. من هذه التفسيرات انّ «القوات» وحلفاءها في الداخل والخارج أدركوا من خلال البوانتاجات التي اجروها انّ خوض معركة التكليف ضد ميقاتي ستكون خاسرة، وانّ ما حصل في انتخابات رئاسة المجلس النيابي ونائبه وهيئة مكتبه ورؤساء اللجان النيابية واعضائها والمقرّرين التي جاءت لمصلحة الفريق الآخر، سينسحب على معركة التأليف.

وبالتالي، لا داعي لتلقّي خسارة جديدة تأكل من الرصيد الذي حَقّقوه من رصيد في الانتخابات النيابية جعلهم يعتقدون انهم فازوا بالاكثرية النيابية، وانّ عليهم تَجنّب هذه الخسارة وتجاوز التكليف الى خوض معركتين: الاولى، تعطيل التأليف اذا استطاعوا الى ذلك سبيلاً حتى لا تكون هناك اي فرصة للرئيس ميشال عون لتحقيق أي مكاسب في الاشهرالقليلة المتبقية من ولايته يمكن لرئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل وحلفائه «حزب الله» وغيره أن يستثمروها في الاستحقاق الرئاسي. اما المعركة الثانية فهي التحضير لخوض انتخابات رئاسة الجمهورية على قاعدة انّ النجاح في ايصال رئيس من صفوفهم من شأنه ان يغيّر موازين القوى والمعادلات لمصلحتهم في عهده.

وذهبَ فريق آخر من السياسيين الى القول ان «القوات» استندت في موقفها من التكليف إلى معطيات اقليمية ودولية طارئة إستدعت من اصحابها التهدئة في لبنان وإبقاء القديم على قدمه حكومياً ببقاء ميقاتي في السرايا الحكومية ليؤلّف حكومة تُدير الاستحقاق الرئاسي في الخريف المقبل وبعدها يكون لكل حادث حديث، في ضوء ما ستؤول اليه تلك المعطيات الاقليمية الدولية «الايجابية». وكان الملاحظ هناك انّ كل ما قيل عن وجود تدخل سعودي في الاستحقاق الحكومي من خلال حركة سفير خادم الحرمين الشريفين وليد البخاري ولقاءاته واجتماعاته مع مرجعيات وقيادات سياسية ودينية ومجموعات من النواب، سحب من التداول فجأة ليأتي موقف «القوات» ويؤكد عدم وجود مثل هذا التدخل السعودي ويدحَض ما قيل من انّ الرياض تدعم تسمية سلام، علماً انه لم يصدر عن البخاري علناً او خلال لقاءاته اي موقف يشير من قريب او بعيد الى وجود توجّه سعودي من هذا النوع لأنه لو كان موجوداً لكان سلام قد فاز في التسمية بأكثرية تتكوّن من غالبية الاصوات الـ 47 التي امتنعت عن تسميتها مُضافاً اليها الاصوات الـ 25 التي نالها، الامر الذي لم يحصل.

وذهب فريق ثانٍ من السياسيين الى اعتبار موقف «القوات اللبنانية» بعدم تسميتها أي شخصية سنية في استشارات التكليف «يتراوح بين الإساءة إلى الموقع، وبين إعطاء الانطباع بأنّ الطائفة السنية باتت تفتقد إلى النخَب والكفايات». لكنّ مصادر بارزة في «القوات اللبنانية» عدّدت «الاسباب الموجبة» لموقفها كالآتي:

– أولاً، اتّهام «القوات» بالإساءة الى موقع الرئاسة الثالثة والنخَب السنية هو اتهام باطل وساقط، لأنّ مَن لا يقيم وزنًا لهذا الموقع لا يكلِّف الرئيس فؤاد السنيورة مرتين متتاليتين، ولا يكلِّف الرئيس سعد الحريري 4 مرات، ما يعني أنّه عندما كان الخيار السياسي لا لبس فيه في زمن 8 و 14 آذار كانت «القوات» في صدارة المواجهة والتسمية، وعندما تبدّل المشهد فَضّلت عدم التسمية.

– ثانيًا، عدم التسمية كالورقة البيضاء هو خيار دستوري، فالمواطن الذي يتكبّد مشقّة الطريق لممارسة حقّه في الانتخاب ويقترع بالورقة البيضاء هذا حقّه، ومَن يتمسّك في المشاركة بالاستشارات ويفضِّل عدم التسمية فإنّه يمارس حقّه الدستوري، وإلا كان في إمكان المشرِّع أن يُلزم الناخب والنائب بالتسمية لا بعدمها.

– ثالثًا، اتّهام «القوات» بعدم التسمية هو تَحامل وحملة مبرمجة ضدّها، لأنّ القاعدة لدى «القوات» هي التسمية والاستثناء هو عدم التسمية، والدليل انّها في موازاة تسميتها للرئيسين السنيورة والحريري سمّت الرئيس تمام سلام والسفير السابق نواف سلام. وبالتالي، من أصل 11 دعوة لاستشارات تكليف منذ العام 2005 سمّت 8 مرات من أصل 11، ما يعني أنّ القاعدة هي التسمية، والاستثناءات الثلاثة مردّها إلى الآتي:

أ – فَضّلت عدم تسمية أي شخصية في مواجهة تكليف الحريري الثالث في عهد الرئيس ميشال عون حرصًا على علاقتها معه، وحاولت إقناعه بالامتناع عن التكليف بعد ثورة 17 تشرين وفي عهد سيعمل المستحيل لإفشاله، وقد ثَبتت صحة وجهة نظر «القوات» بدليل اعتذاره لاحقًا عن التكليف.

ب – فَضّلت عدم تسمية أي شخصية في مواجهة التكليف الأوّل للرئيس نجيب ميقاتي في عهد عون، لأنّه حظي بتأييد «المستقبل» ونادي رؤساء الحكومات، وعدم التسمية رسالة موجّهة إلى الرئاسة الأولى لا الثالثة ومفادها أنّه يستحيل على أي رئيس حكومة أن يحقِّق أي شيء في عهد عون. وبالتالي، هي رسالة داعمة للرئاسة الثالثة لا العكس.

ج – فَضّلت عدم التسمية في استشارات الخميس الفائت في رسالة مُثلّثة: الأولى إلى عون بأنّه يستحيل التعويل على أيّ عمل حكومي إنقاذي قبل نهاية ولايته. والثانية إلى سلام بأنّ تسميته في المرة الأولى جاءت بعد عصف انفجار المرفأ وثورة تشرينية وإرادة بالتغيير، خصوصًا أنّ صورته شكّلت مطلبًا شعبيًّا وجماهيريًّا. أمّا بعد ثلاث سنوات فهو مُطالَب بتحديد موقفه من شكل الحكومة التي يُزمع تأليفها في حال تكليفه والقضايا النزاعية التي تبدأ بسلاح «حزب الله»، ولا تنتهي بإدارة الدولة، إذ لا تكفي السيرة الحسنة من دون التزام واضح بالقضايا العامة.

والرسالة الثالثة انّ التأليف تحقيقًا لهدف العهد غير مرغوب في ظلّ أولوية التركيز على الاستحقاق الرئاسي في مرحلة طبيعتها انتقالية بامتياز، وأيّ تسمية لرئيس حكومة في هذه المرحلة التي لن يُصار فيها إلى تأليف ستُلزِم «القوات» بنحوٍ أو بآخر بهذا الاسم بعد أشهر قليلة على أثر الانتخابات الرئاسية، كما أنّ «القوات» لا تحبّ الاستعراض وتسجيل المواقف، واي موقف تتخذه يجب أن يكون مؤثِّرًا وفي السياق الوطني المطلوب.

رابعًا، بعدما أظهَرت «القوات» بأنّ عدم التسمية هو الاستثناء المبرّر في المرات الثلاث والتسمية لـ8 مرات، فإنّ المشكلة ليست في المواقع الدستورية إنما في من يترأسها.

ومشكلة «القوات» اليوم هي مع رئيس الجمهورية قبل اي موقع آخر، فيما لم تكن مواجهة «القوات» يومًا مواجهة من طبيعة طائفية او دستورية، إنما جوهرها يرتكز على مشروع سياسي عنوانه الوصول إلى الجمهورية القوية ومَن يعرقل هذا الهدف، ولا حاجة إلى التذكير بأنّ رئاسة الحكومة شكّلت رأس حربة مواجهة محور الممانعة، كما لا حاجة إلى التذكير بأنّ مواجهة هذا المحور تتطلّب وحدة موقف بين الجماعات ورأي عام عابِر لهذه الجماعات، أي ما تحقّق في زمن 14 آذار، وما حَققته انتخابات 15 أيار من تراجع «حزب الله» في كل البيئات اللبنانية» على حد تعبير المصادر القواتية نفسها.

 

 الطريق غير معبّدة لولادة الحكومة!

محمد شقير/الشرق الأوسط/25 حزيران/2022

أظهرت الاستشارات النيابية المُلزمة التي أجراها رئيس الجمهورية ميشال عون، وأدت إلى إعادة تكليف رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بتشكيل الحكومة العتيدة، أن المجتمع الدولي بشقّيه العربي والغربي نأى بنفسه عن التدخّل وارتأى أن تأخذ الاستشارات مداها الداخلي بخلاف ما كان قد أُشيع بأن جهات عربية تحبّذ أن يأتي التكليف لمصلحة شخصية سياسية من خارج نادي رؤساء الحكومات، وهذا ما أراح ميقاتي وبدّد قلقه، كما يقول مصدر حكومي سابق، حيال ما كان يتردّد بأن الاستشارات ستحمل مفاجأة ليست بالحسبان وستتوّج بالاستغناء عن دوره بالانتقال بلبنان من التأزُم الذي يتخبّط فيه إلى مرحلة التعافي التي تبقى عالقة إلى حين الاستجابة لدفتر الشروط الذي أودعه صندوق النقد الدولي لدى الحكومة الحالية للعبور إلى بر الأمان.

ويؤكد المصدر الحكومي السابق لـ«الشرق الأوسط» أن إعادة تكليف ميقاتي بتشكيل الحكومة لم يحمل أي عيوب دستورية وتبقى العبرة في التأليف لاستكشاف النيات للتأكد ما إذا كانت الطريق السياسية معبّدة أمام ولادة الحكومة، أم أن مَن امتنع عن تسمية ميقاتي سيعاود الكرّة للحؤول دون تأليفها، رغم أن المجتمع الدولي يتعامل مع تشكيلها على أنها مطلوبة لتقطيع الوقت، وبالتالي يعطي الأولوية لإنجاز الاستحقاق الدستوري المتمثل بانتخاب رئيس جمهورية جديد خلفاً لعون الذي تنتهي ولايته الرئاسية في 31 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل باعتبار أنه الممر الإلزامي لإحداث تغيير يمهّد لإعادة تكوين السلطة.

ويلفت المصدر نفسه الذي فضّل عدم ذكر اسمه، إلى أن الاستشارات التي شابها الكثير من الشوائب والهفوات السياسية جاءت لتؤكد أن انتخابات رئاسة الجمهورية ما زالت تتقدّم على ما عداها من استحقاقات دستورية، خصوصاً أن معظم النواب الذين شاركوا فيها حضروا إلى القصر الجمهوري ولديهم يقين مسبق بأن هناك صعوبة في تشكيل حكومة جديدة، وأن إبقاء القديم على قِدمه يبقى من أول الخيارات لتقطيع الوقت إلى أن يحين موعد انتخاب رئيس جمهورية جديد، وهو سبب التشرذم الذي أصاب معظم الكتل النيابية وتحديداً تلك التي وُلدت أخيراً.

ويرى أن إصرار بعض الكتل وأبرزها كتلة حزب «القوات اللبنانية» و«تكتل لبنان القوي» برئاسة النائب جبران باسيل، على عدم تسميتهما لمن يتولى تأليف الحكومة ما هي إلا بدعة غير مسبوقة في تاريخ تشكيل الحكومات، وكان في وسعهما تسمية من يريان فيه المواصفات للدخول في منافسة مع تكليف ميقاتي بدلاً من اللجوء إلى ابتداع للتبريرات في معرض دفاعهما عن موقفهما الذي قوبل بانزعاج من أبرز المكوّنات في الساحة السنّية بذريعة أنه يستهدف الموقع السياسي الأول للطائفة السنية في تركيبة النظام.

ويشير إلى أنه لا مبرر للجوء البعض إلى عدم التسمية لأنه يشكّل إخلالاً بمبدأ الشراكة رغم انعدام حد أدنى من التواصل بين حزب «القوات» و«التيار الوطني الحر». ويسأل: «أين يقف البطريرك الماروني بشارة الراعي من التصويت السلبي لأبرز قوتين في الشارع المسيحي؟ وهل هناك أسباب موجبة كانت وراء امتناعهما عن التسمية؟ وماذا سيكون رد الفعل في حال تعالت الدعوات في الشارع السنّي لمقاطعة انتخابات رئاسة الجمهورية كرد على إحجام 46 نائباً عن عدم تسمية من يكلّف بتشكيل الحكومة؟ علماً بأن السواد الأعظم منهم هم من المسيحيين المنتمين إلى أكبر كتلتين نيابيتين في البرلمان».

ويؤكد المصدر نفسه أن عدم التسمية هو الوجه الآخر لمقاطعة الاستشارات، خصوصاً أنها لم تكن فردية وإنما جاءت بناءً على قرار مسبق. ويقول إنها سابقة خطرة لا يمكن الدفاع عنها، وكان في مقدور «القوات» تسمية مرشح آخر تعدّه من الوجوه التغييرية في ضوء التبرير الذي قدّمه النائب جورج عدوان في دفاعه عن عدم تسمية سفير لبنان السابق لدى الأمم المتحدة العضو في محكمة العدل الدولية نواف سلام، وهذا ما ينسحب على باسيل الذي أتى على ذكر اسمَي النائب عبد الرحمن البزري، والخبير السابق في صندوق النقد الدولي صالح نصولي، من دون أن يتبنّى ترشيح أحدهما.

وينقل المصدر نفسه عن ميقاتي أنه ليس في وارد حرق المراحل، وهو يُجري مشاوراته لتأليف الحكومة، ويقول إنه مع السرعة في تشكيلها من دون أن يتسرّع، آخذاً بعين الاعتبار أن عامل الوقت لا يسمح بتأخير ولادتها، وهذا يعني أنه لن يُمضي معظم وقته وهو يتنقّل ما بين مقر رئاسة الحكومة والقصر الجمهوري في بعبدا، وقد يضطر إلى التقدم إلى عون بتشكيلة وزارية موزونة ووازنة ليبني على رد فعله القرار الذي سيتخذه لئلا يؤدي تمديد المشاورات بلا مبرر إلى استنزافه وابتزازه رغم أنه باقٍ على قراره بعدم التسليم بشروط لا تخدم إنقاذ البلد.

لذلك فإن تشكيل الحكومة سيواجه صعوبات من الفريق السياسي المحسوب على عون الذي سيتناغم مع وريثه السياسي باسيل الذي كاد يوصد الأبواب أمام التعاون مع ميقاتي بقوله إن عدم تسميته يأتي في سياق وجود صعوبة تحول دون تأليفها وأن مع رئيسها لا يمكن تحقيق الإصلاح.

وعليه فإن اجتماع الضدّين، أي «القوات» و«التيار الوطني»، تحت سقف عدم تسمية أي مرشح لرئاسة الحكومة لا يعني أن هناك من يتحرّك بينهما وإنما تحت الطاولة لإعادة إحياء إعلان النيات الذي كان وراء انتخاب عون رئيساً للجمهورية، بمقدار ما أن سمير جعجع لا يأمل خيراً من إمكانية إنقاذ البلد مع اقتراب انتهاء ولاية عون الرئاسية، فيما يتوخى باسيل من زرع الألغام في وجه الرئيس المكلف الإبقاء على حكومة تصريف الأعمال لأنه يمكنه من خلال الوزراء المحسوبين عليه الإمساك بزمام المبادرة!

وأخيراً فإن تكليف ميقاتي قد لا يقدّم أو يؤخّر بحثاً عن الحلول لإنقاذ البلد ما دام المجتمع الدولي لن يبدّل موقفه، وهو لا يزال يراهن على إجراء الانتخابات الرئاسية والتعامل معها على أنها محطة للتغيير من دونها لا مجال لمد يد العون للبنان للعبور به إلى مرحلة التعافي، وبالتالي فإن تكليف ميقاتي لن يتلازم مع تهيئة الأجواء لوجود حكومة فاعلة، وتبقى حكومة تصريف الأعمال أفضل الممكن وإن كانت أقل من المطلوب لبنانياً.

 

بوتين... من فرانك سيناترا إلى ليونيد بريجنيف

أمير طاهري/الشرق الأوسط/25 حزيران/2022

مع استمرار الحرب في أوكرانيا يتساءل كثير من المعلقين أين ومتى سيقرر فلاديمير بوتين وضع نهاية لسلوكه العدائي الحالي. إذا ما قمنا بالغوص في التاريخ الروسي ربما نجد البعض يؤكد أنه حتى إذا توقف عما يفعله فسيكون ذلك تحركاً مرحلياً على شاكلة ذلك التحرك الذي وصفه لينين بأنه «خطوة واحدة للوراء وخطوتان للأمام»، فسلوك بوتين لديه جذور في تكوين النفس الروسية. ظل الروس منذ بداية ظهورهم كشعب مميز يخشون أن يصبحوا مثل الآخرين، فنظراً لافتقارهم إلى أشكال الدفاع الطبيعية، كانت أراضيهم الشاسعة معرّضة للغزو الأجنبي. يطرح نيكولاي تشيرنيشيفسكي في روايته «ما الذي يمكن فعله؟» سؤالا عما إذا كان على روسيا أن تصبح أوروبية أو آسيوية أم تظل كما هي وتجعل أوروبا وآسيا مثلها. بالنسبة إلى خومياكوف وغيره من أنصار القومية السلافية، لا ينبغي على روسيا السماح بخسارة أي جزء من تربتها أو روحها لصالح الآخرين حتى تؤدي واجبها كروما الثالثة وآخر حاملي لواء المسيحية الحقيقية.

لذا عندما يقول بوتين إن أوكرانيا كانت وما زالت روسية، ويجب أن تعود روسية مرة أخرى، فإنه يعبر عن كبرياء قومية لها جذور ضاربة في العمق تجعل أي علاقة مع العالم الخارجي قائمة على الصراع بفعل الواقع. لقد عبّر لينين عن ذلك الغرور الروسي القديم بأسلوبه من خلال استخدام نسخة تم إساءة فهمها من الجدل الهيغلي. وقد كتب: «سنكون آمنين ونصرنا سيكون نصراً حقيقياً فقط عندما تنجح قضيتنا في العالم أجمع». لقد تقبل التعايش بين الاشتراكية والرأسمالية خلال «فترة انتقالية»، لكنه أصرّ على أن روسيا في ثوبها البلشفي آنذاك لن تكون في أمان «إلى أن تغزو قضيتنا العالم بأسره». كذلك كتب: «من غير المعقول للجمهورية السوفياتية أن توجد إلى جانب دول إمبريالية لأي مدة من الزمن. يجب أن ينتصر أحد الطرفين في النهاية».

لقد ارتكب لينين خطأين في استخدامه للجدلية؛ أولاً لقد افترض ضرورة حل الصراع بين الأطروحة والأطروحة المضادة «في النهاية» وهو نطاق زمني خيالي. ثانياً لم يتمكن من إدراك أن الصراع في الجدل الهيغلي ينتهي بأن الاثنين يمثلان ولا يمثلان الأطروحة والتأليف مع تمثيل واقع ثالث جديد. بعبارة أخرى يمكن القول إن الصراع بين الاشتراكية والرأسمالية ليس مثل مباراة ملاكمة يجب أن تنتهي بعد عدد محدد سلفاً من الجولات بفوز أحد الطرفين بالضربة القاضية.

في نهاية الخمسينات بعدما أصبح تفاخر نيكيتا خروشوف بـ«دفن العالم الرأسمالي» بحلول عام 2000 نكتة سخيفة، أعاد من خلفوه قولبة الرؤية ذات المظهر الروحاني لخومياكوف ولينين الخاصة بدور روسيا في التاريخ من خلال التخلي عن الجوانب المسيحية والشيوعية، وجعلوها مستندة إلى الحفاظ على مصالح روسيا ونفوذها كدولة. مثّل ذلك ميلاداً لعقيدة بريجنيف، التي لن تسمح روسيا بموجبها لأي دولة كانت تقع ضمن نطاق النفوذ الروسي أو كان لديها نظام شيوعي، بالانفصال والانضمام إلى «الجانب الآخر».

طبقاً لهذه العقيدة قمعت الدبابات الروسية ربيع براغ، وحاولت لاحقاً الحفاظ على النظام الشيوعي المتداعي في كابل من خلال غزو أفغانستان، حيث لم يكن الهدف غزواً عالمياً أو هيمنة عالمية، بل تمسك بالجزء الروسي من العالم. حين وصل ميخائيل غورباتشوف إلى رأس السلطة في الكرملين، كانت الكارثة الأفغانية وتنامي السخط في شرق ووسط أوروبا جعلا من عقيدة بريجنيف لا لزوم لها. وضع غورباتشوف عقيدته الصغيرة الخاصة من خلال الاعتراف بما تسمى الجمهوريات الشعبية في منطقة النفوذ الروسي في أوروبا، بل ومساعدتها في بعض الحالات في المضي في طريقها المستقل شريطة عدم إقصاء روسيا تماماً. كانت رسالته الباطنية هي إمكانية تشارك الاتحاد السوفياتي و«العالم الرأسمالي» للغنيمة التي حظوا بها بعد الحرب العالمية الثانية، وإنشاء نظام عالمي جديد قائم على «قيم عالمية» و«مصالح مشتركة». على عكس لينين، الذي رأى أن كل العلاقات قائمة على الصراع والتنافس، اعتقد غورباتشوف وجود إمكانية للجمع بين الأطروحة والأطروحة المضادة في رقصة تانغو صناعية عالمية. من المثير للاهتمام أن الدول الديمقراطية الغربية قد أرادت بقاء الاتحاد السوفياتي كأحد أعمدة الاستقرار في أوروبا. وأكد جيمس بيكر الثالث، وزير الخارجية الأميركي خلال فترة حكم الرئيس جورج بوش الأب، أن «انعدام الاستقرار في أوروبا الشرقية ليس في مصلحتنا»، وكانت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا العظمى تناور من أجل تأجيل أو منع إعادة توحيد ألمانيا. كذلك كرر غينادي غيراسيموف، المتحدث باسم وزارة الخارجية السوفياتية، في عام 1989 ما قاله ألكسندر ياكوفليف، عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي، بطريقة مازحة قبل ذلك بعدة أسابيع بتأكيده أن الاتحاد السوفياتي أراد أن يكون جزءاً من نظام عالمي قائم على التنوع. قال: «اليوم تبنينا عقيدة سيناترا بدلاً من عقيدة بريجنيف وهو ما يسمح لكل دولة بالمضي في طريقها المستقل». بطبيعة الحال كانت تلك إشارة إلى الأغنية الشهيرة للمغني الأميركي فرانك سيناترا «لقد فعلت ذلك على طريقتي»، والتي أحبها ألكسندر ياكوفليف، وأعضاء آخرون في المكتب السياسي من محبي صاحب العينين الزرقاوين. ظلت عقيدة سيناترا مطبّقة في الكرملين حتى بعد حلّ وتفكك الاتحاد السوفياتي، وهو ما أبقى الأمل في العثور على موضع ملائم لروسيا في نظام عالمي جديد خالٍ من التنافس الآيديولوجي وسباق تسلح وتنافس إمبريالي على الهيمنة في «العالم الثالث» قائماً. بغض النظر عن الطرف المسؤول لم تتحقق آمال العثور على موضع ملائم لروسيا قط، وربما يعزى ذلك بشكل ما جزئياً إلى رغبة روسيا الدائمة في الحصول على أكثر مما تستحق، وتقديم القوى الغربية أقل مما تستحقه روسيا. تمثل لغة بوتين القومية المتطرفة المتشددة، ووهم الاجتياح لتحقيق مكاسب في أوكرانيا رداً جافاً على ذلك الواقع. من المؤكد أنه قد دفن عقيدة سيناترا، لكن لا يمكن للمرء أن يؤكد ما إذا كان قد عاد وارتد إلى عقيدة بريجنيف بالكامل أم لا. توضح الإشارات المتعارضة القادمة من موسكو أنه قد ينتهي به الحال إلى تبني الرئيس بوتين نسخة أكثر اعتدالاً من عقيدة بريجنيف من خلال القبول بضمّ قطعة أخرى من أوكرانيا. تقول ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية في موسكو، إن أوكرانيا «بشكلها الموجود على الخريطة وبتلك الحدود المرسومة قد انتهت ولن تعود مرة أخرى». تتمثل المشكلة في أنه إذا تمكن بوتين من إعادة تشكيل أوكرانيا في دولة أصغر حجماً، ربما يشعر بإغواء الارتداد إلى العقائد التي تبناها وأيّدها كل من خومياكوف ولينين التي تقوم على آراء مختلفة لهما، لكنها متشابهة في طابعها الروحاني، عن دور روسيا في التاريخ الإنساني. قد يعني ذلك نشوب صراعات أخرى، بل وحروب أخرى في أوروبا، وربما حتى في آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا. من وجهة نظر روحانية للشؤون الإنسانية كثيراً ما تكون معرفة نقطة البداية أمراً سهلاً، لكن من الصعب معرفة موضع نقطة النهاية. لهذا السبب ربما لن تكون حتى نهاية الحرب في أوكرانيا أمراً كافياً لاستعادة سلام دائم في أوروبا.

 

بين عزلة إيران وحراك ضفة الخليج الأخرى!

زهير الحارثي/الشرق الأوسط/25 حزيران/2022

لو كنت إيرانياً واقفاً على ضفة الخليج العربي وتتأمل بهدوء وعمق شديدين ما يحدث في داخل بلدك ثم تشخص بناظريك إلى ما يجري على الضفة الأخرى، حيث دول الخليج بقيادة السعودية، فما الشعور الذي يلفك؟ هذا الشخص يرى بلاده تنهار فيتساءل: لماذا إيران تتدحرج إلى الخلف وتتراجع على الصعد كافة من وضع معيشي مزرٍ وتردي خدمات وانهيار اقتصادي مروع وتفكك مجتمعي متسارع مع غضب شعبي متزايد، ناهيك عن استبداد سلطوي للنظام وقطيعة وعزلة عن العالم؟ ما الذي يجول في خاطره وهو يدرك أن تاريخ بلاده كان له حضور في سجل التاريخ غير أنه اندثر وتمزقت حضارته منذ قدوم الثورة الخمينية؛ كونها لم تستطع أن تخرج من شرنقتها ليتكبد المواطن الإيراني كوارث وأخطاء نظامه السياسي الذي لا يمت بصلة لما يجري في العالم من تحولات ومتغيرات؟ يا ترى إلى أين تأخذه أفكاره وأحاسيسه وهواجسه وهو يرى ظلام المستقبل لبلاده يتجسد أمامه في ظل لغة فوقية تهديدية وأساليب همجية لا تعرف وزناً ولا قيمة لشيء اسمه مواطنة أو حقوق إنسان؟ تساؤلات حارقة بكل تأكيد لكل مواطن إيراني يخشى على مستقبل بلاده وأهله وفيها وضمنها ومنها تكمن كل الإجابات. ليس سراً أن ملف حقوق الإنسان في إيران يعدّ الأسوأ وفق تصنيف المنظمات الحقوقية الدولية. السُّنّة على سبيل المثال يعانون من التهميش والمتابعة الأمنية والملاحقة والاعتقالات والتعذيب، علاوة على عدم تمكينهم من ممارسة العبادة وبناء المساجد، وقد بلغ عددهم أكثر من 20 مليون شخص. وقد شهدنا إلى أي مدى وصل الصلف الإيراني في الأحواز وإقليم بلوشستان؛ ما يعكس حجم التضييق والتكبيل في ملاحقة السُّنّة؛ الأمر الذي دفع مجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة إلى متابعة وتغطية الوضع هناك.

لا أتصور أن ما تعيشه إيران من تقوقع وانكفاء وعزلة بسبب عوامل خارجية، بل بطبيعة الحال هو نتيجة لسياساتها وممارساتها وأنشطتها المهدّدة للاستقرار الإقليمي والدولي. الحقيقة، أن إيران تتعامل وفق عقلية الثورة وتهدد جيرانها وتزعزع أمنهم من خلال أطراف محسوبة عليها لخدمة مصالحها ومشروعها، وإشكاليتها سياسية في المقام الأول وإن كان لا خلاف لدينا كشعوب عربية مع الشعب الإيراني. هي تتدخل في شؤون الدول الأخرى من الزاوية الطائفية ودائماً ما تبحث عن أوراق فاعلة في يدها لاستخدامها للمفاوضة والمساومة مع الغرب. لقد سئمنا من أساليب الردع التي أزعجتنا بها طهران وهي التي تخشى من إسقاط نظامها الذي وُلد عام 1979. اعتادت إيران بارتهانها للتصعيد لكي تصرف الأنظار عمّا يحدث في داخلها من احتجاج شعبي ووضع اقتصادي متردٍ من ناحية ومحاولة تعزيز نفوذها وهيمنتها الإقليمية من ناحية أخرى.

بالمقابل، السعودية كانت وما زالت تمثل لإيران هاجساً سياسياً وعقائدياً، وتقف حاجزاً منيعاً أمام تحقيق طموحاتها (من وصايا الخميني الاستيلاء على الأماكن المقدسة)؛ ما يفسر سبب لجوئها لمختلف السبل من أجل تضييق الخناق عليها لقناعتها بأن مخططها التوسعي لن يتحقق له النجاح في ظل قيام السعودية بدورها المعتدل والمتوازن، وبالتالي لم تجد أمامها سوى اللعب على الوتر الطائفي. هذا الإنسان الإيراني الواقف على الضفة لا يحتاج إلى قدرات خارقة أو بلّورة سحرية لكي يعرف حقيقة ما الذي يجري في بلاده وما يدور في دول الضفة الأخرى. هو موقن أن روحاً جديدة ونظرة مستقبلية وانفتاحاً لافتاً تعيشه دول الخليج وشعوبها، وهذا يعني أن مسيرة البناء والتنمية والمعرفة تدخل مرحلة متقدمة بين دول الخليج بدليل التركيز على بناء الإنسان... ولعل الأرقام والمؤشرات والمعدلات الدولية أكبر دليل على صحة المقارنة بين دول الخليج وإيران.

المراكز المتقدمة في الكثير من المجالات تجد السعودية والإمارات وغيرها من دول الخليج على رأس القائمة أو في المراتب المتقدمة، في حين أن إيران اكتسحت وبجدارة المواقع الأخيرة أو لا يكون لها حضور البتة في عالم الاقتصاد والمال والتكنولوجيا والذكاء الصناعي والتحول الرقمي وغيرها.

لاحظ مثلاً جولة ولي العهد السعودي لعواصم عربية مهمة قبل أيام جاءت لتعزيز التضامن العربي، وكذلك إعادة الحيوية للعلاقة مع تركيا جارة إيران، فضلاً على استقبال السعودية زعامات وقيادات عالمية في الأسابيع المقبلة وإعدادها لقمم كبيرة ومؤثرة تعني بكل وضوح أن المملكة تسعى لتعزيز الأمن والسلام الدوليين، وأن أقوالها ترتبط بأفعالها في حين أن إيران تعيش عزلة مريرة وعقوبات اقتصادية واختناقاً داخلياً، ومع ذلك ما زالت تمارس أساليبها المعروفة عنها من مماطلة وتسويف وتضليل للمنظمات الدولية. الشخص المتأمل الواقف على الضفة ما زال مستغرباً: لماذا تمانع بلاده فتح قنوات تعاون وعلاقات تقارب مع دول الجوار؟ أليست هذه المنطقة تجمعنا ونعيش كلنا فيها؟ أليس ما يجمعنا كقواسم مشتركة أكثر مما يفرقنا؟ يشعر بالحرقة لأن الآيديولوجيا خلقت حاجزاً مع الإخوة والجيران. لا بد أنه وصل لقناعة أن دول الخليج تكتل ما زال قائماً رغم ما به من هزات وعواصف وأحداث، وأن لديها إرادة وعزيمة ورغبة في المضي قدماً إلى مستويات أعلى في التعاون والتكامل والتنسيق، وأن وقت الحلم الخليجي الذي ظل في مخيلة شعوبه عقوداً طويلة قد أصبح قريباً وبلدانهم باتت عنواناً للتنمية والمعرفة والتقدم والنهضة والتفرد والتميز. أما بلاده إيران، فإن نفسه تردد أن شعبها يتعرض إلى محن وأزمات ومصائب بوصول زعامات وقيادات تضمر الشر والبغض للأمة العربية. ولعل الشعور المؤلم الذي وخزه وهو يشعر بالخجل والغضب في آن، أن بلاده عاثت واستباحت الأرض العربية وامتصت مقدراتها ودمرت ونهبت وقتلت في كل أرض عربية وصلت إليها. ويبدو أن القصة هنا قد وصلت لنهايتها حيث أوجزت الفارق ما بين ضفتي الخليج.

 

ماكرون وتحديات غياب الأغلبية البرلمانية

د. محمد علي السقاف/الشرق الأوسط/25 حزيران/2022

هناك عبارة شهيرة منسوبة إلى الجنرال شارل ديغول قال فيها «كيف يمكن حكم بلد فيه 258 صنفاً من الأجبان؟». بمعنى آخر أراد القول إنه يرى صعوبة وتعقيدات كبيرة تجعل من الصعوبة بمكان حكم بلد مثل فرنسا تتعدد فيه الآراء والأحزاب والتنظيمات السياسية بشكل واسع النطاق عن بقية الديمقراطيات الغربية !

من هنا لم يكن مستغرباً أن يكون مصطلح اليمين واليسار ابتكاراً فرنسياً بامتياز انتشر منذ «إطلاقه» مع قيام الثورة الفرنسية في عام 1789 بين الديمقراطيات الغربية ومنها إلى بقية دول العالم.

اليمين واليسار يرجعان بالأصل تاريخياً إلى وضع أو موقع نواب البرلمانات بالنسبة إلى موقع رئيس البرلمان، فالأعضاء الذين اجتمعوا في البرلمان الفرنسي في سبتمبر (أيلول) 1789 للتداول حول إعطاء ملك فرنسا لويس السادس عشر حق النقض توزعوا في مقاعد على يمين رئيس البرلمان المخصصة للموالين للملك والشخصيات النبيلة المؤيدة بإعطاء الملك حق النقض المطلق لرفض أي قانون، بينما النواب الذين يحتلون المقاعد على يسار رئيس البرلمان ولديهم تحفظ على مبدأ حق النقض المطلق. وبذلك تحدد انقسام بين من عارضوا الثورة (الأرستقراطيين) والمؤيدين للثورة.

بعد نجاح ماكرون في الانتخابات الرئاسية لولاية ثانية في أبريل أفرزت نتائج الدورة الثانية للانتخابات البرلمانية في 19 يونيو (حزيران) الماضي فشل التكتل السياسي للمعسكر الرئاسي المسمى «معا» بالحصول على الأغلبية المطلقة في الجمعية الوطنية والبالغة 289 مقعداً من أصل 577 مقعداً، حيث حصل المعسكر الرئاسي على 245 مقعداً بفارق 44 مقعداً لبلوغ الأغلبية المطلقة، بينما في الانتخابات التشريعية لعام 2017 بلغ عدد النواب للكتلة الرئاسية 300 نائب. ومن جهة أخرى حاز تجمع اليسار الراديكالي برئاسة جان لوك ميلانشون 142 مقعدا، وحقق اليمين المتطرف (التجمع الوطني) برئاسة مارين لوبن اختراقاً كبيراً غير مسبوق بحصولها على 89 مقعداً وهي التي لم تحصل في عام 2017 إلا على 8 مقاعد فقط، مما يؤهلها هذه المرة بتشكيل مجموعة برلمانية مستقلة يحق لها ترؤس إحدى اللجان البرلمانية.

كما فاز اليمين المعتدل (حزب الجمهوريين واتحاد الديمقراطيين والمستقلين) بـ64 مقعداً.

في المعتاد بعد انتخاب الرئيس، يستخدم الناخبون الفرنسيون الانتخابات التشريعية التي تلي ذلك بأسابيع قليلة بإعطاء الرئيس أغلبية برلمانية مريحة باستثناء ما حدث مع الجنرال ديغول (1958 - 1962)، وفي عهد الرئيس فرنسوا ميتران في عام 1988.

بعد فشل الرئيس ماكرون الحصول على الأغلبية المطلقة في البرلمان طرح التساؤل عن الخيارات المفتوحة أمام الرئيس في معالجة هذه الأزمة، والتساؤل الذي يتطلب الإجابة عنه قبل ذلك لماذا الرئيس في حاجة إلى أغلبية مريحة في البرلمان؟

نجاح ماكرون بالرئاسة في 24 أبريل (نيسان) الماضي على أساس برنامجه الانتخابي الذي صوت من أجله الشعب الفرنسي في حاجة لوضع برنامجه الإصلاحي حيز التنفيذ خلال السنوات الخمس المقبلة إلى حكومة تترجم برنامجه الرئاسي ووعوده الانتخابية بقوانين يصدرها البرلمان الفرنسي، وليتم تحقيق ذلك يجب أن تكون لديه أغلبية برلمانية تصوت لصالح القوانين التي تقترحها الحكومة. والآن في ظل غياب الأغلبية البرلمانية التي أفرزتها الدورة الثانية من الانتخابات التشريعية أحد الخيارات المطروحة لحل هذه النكسة الانتخابية أن يسعى الرئيس ماكرون إلى تشكيل حكومة ائتلافية يتم التفاوض على شروطها بين أطراف الائتلاف كما هو قائم في بعض الدول الغربية التي تزخر بتجارب ليس فقط بعدم توفر الأغلبية المطلقة للحزب الفائز في الانتخابات بل في حالات أخرى يكون فيها الحزب الحاكم يمثل أقلية في البرلمان كما هو قائم في تجارب كل من إسبانيا، والدنمارك، والسويد.

الخيار الآخر أي التوافق مع بعض الأحزاب من اليمين أو اليسار بالتصويت على بعض مشاريع القوانين التي ترغب الحكومة في عرضها على مجلس النواب للتصويت عليها ويرى بعض المراقبين في هذا الحل، مثل المحلل السياسي الشهير آلان ديامييل، أن ذلك الأمر سيكون «مفتوحاً على المجهول» نظراً لعدم وجود غالبية مطلقة! لذلك بادر الرئيس ماكرون مباشرة بعد يوم واحد على ظهور نتائج الانتخابات إلى إجراء سلسلة من اللقاءات الفردية مع قادة الأحزاب السياسية للتشاور حول آفاق التعاون معهم.

في توقيت غير مناسب بوجود هذه الأزمة الداخلية الفرنسية كان على الرئيس ماكرون القيام بمهامه الدولية لحضور اجتماعات قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل التي تنتهي رئاسة فرنسا لها ليتبعها بعد ذلك قمة مجموعة الدول السبع في ألمانيا، وتليها مباشرة القمة الأطلسية في مدريد.

قام الرئيس ماكرون مع ذلك قبل سفره إلى تلك القمم بإلقاء كلمة متلفزة لم تدم إلا 8 دقائق فقط عرض فيها للرأي العام الفرنسي خلاصات الاجتماعات التي عقدها مع قادة الأحزاب والتنظيمات السياسية، اعترف من خلال كلمته بالواقع الجديد الذي يعني أنه «لا توجد قوة سياسية تستطيع اليوم أن تصنع القوانين بمفردها»، مشيراً في نفس الوقت إلى أن الانتخابات التشريعية «جعلت الأكثرية الرئاسية هي القوة الأولى» في البرلمان.

وأكد الرئيس الفرنسي في كلمته تمسكه بمشروعه الانتخابي بقوله إنه «مصمم على عدم فقدان تماسك المشروع الذي قمتم (الناخبون) باختياره في أبريل الماضي» وهذا يعني عمليا دعوته للأحزاب السياسية المعارضة من اليمين واليسار إلى الالتحاق به والتفاوض معه على أساس مشروعه وليس على أساس ما أفرزته نتائج الانتخابات التشريعية ! ولم يكن مفاجئاً أن تأتي ردود فعل الأحزاب على هكذا طرح إما فاترة أو معارضة بشكل واسع. بمعنى آخر جاء عرض ماكرون إما تشكيل حكومة ائتلافية من دون أن يحدد الجهات التي يريد دخولها معه في الائتلاف، أو أن تلتزم الأحزاب الراغبة في التعاون بـ«التصويت على نصوص معينة» من بينها مشروع الموازنة… معتبراً أنه «لتحقيق تقدم مفيد، فإن الأمر متروك الآن للمجموعات السياسية لتقول بشفافية تامة إلى أي مدى هي مستعدة للذهاب معه»، مشيراً إلى أنه «سيكون من الضروري في الأيام المقبلة أن توضح التشكيلات الكثيرة في الجمعية الوطنية حجم المسؤولية والتعاون الممكن»... تلك العبارات الأخيرة هي بيت القصيد التي لخصها الرئيس ماكرون وبرأ ذمته بذلك أمام الرأي العام الفرنسي. فإذا أخفقت مساعيه التي يبذلها ليرى الحل في نهاية المطاف، فقد يقوم بحل البرلمان وإجراء انتخابات تشريعية جديدة قد تعطيه الأغلبية البرلمانية المطلقة لتنفيذ وعوده الانتخابية وقد لا ينجح، وبذلك ستدخل فرنسا في أزمة نظامها السياسي المختلط (رئاسي - برلماني) ونهاية الجمهورية الخامسة!

 

بظل مراقبة إدارة بايدن الضعيفة إيران تنهك العقوبات المفروضة عليها دون عقاب

د. ماجد رفي زاده/معهد كيتستون: /25 حزيران/2022

القيادة الضعيفة لإدارة بايدن هي وراء عدم محاسبة الذين ينتهكون العقوبات على إيران – ولهذا يتجاهل النظام الإيراني الولايات المتحدة ويمضي قدما ليصبح قريباً دولة نووية.

يستفيد النظام الإيراني بشكل أكبر من القيادة الضعيفة لإدارة بايدن ، ويوقع أيضًا اتفاقيات طويلة الأجل مع عملائه من النفط لعزل اقتصاده بشكل دائم عن العقوبات الأمريكية.

يقوم الملالي الحاكمون الآن بإنتاج المزيد من النفط وبيعه بمستويات قريبة من حقبة ما قبل العقوبات لدول مثل الصين ، التي هي في أمس الحاجة إلى المزيد من النفط ، بينما أوقفت إدارة بايدن التنقيب عن النفط في الولايات المتحدة.

ومن بنود الصفقة الموقعة مؤخرًا بين الصين وإيران أن تستثمر الصين ما يقرب من 400 مليار دولار في صناعات النفط والغاز والبتروكيماويات الإيرانية. في المقابل ، سيكون للصين الأولوية لتقديم عطاءات على أي مشروع جديد في إيران مرتبط بهذه القطاعات. ستحصل الصين أيضًا على خصم بنسبة 12٪ ويمكن أن تؤخر المدفوعات لمدة تصل إلى عامين. ستكون الصين أيضًا قادرة على الدفع بأي عملة تختارها. كما تشير التقديرات إلى أن الصين ستحصل إجمالاً على خصومات تقارب 32٪.

يجب على إدارة بايدن فرض عقوبات اقتصادية صارمة على قطاعي الطاقة والمال في إيران: من شأن ذلك أن يهدد سيطرة رجال الدين الحاكمين على السلطة ، مما يجبر القيادة على إعادة حساب أولوياتها. يجب على الولايات المتحدة أن تحاسب أولئك الذين ينتهكون العقوبات بشكل صارم ، وأن توضح للملالي الحاكمين أنهم إذا استمروا في تطوير برنامجهم النووي ، فإن الخيارات العسكرية مطروحة على الطاولة.

من المفترض أن يستفيد النظام الإيراني بشكل أكبر من القيادة الضعيفة لإدارة بايدن ، ويوقع أيضًا اتفاقيات طويلة الأجل مع عملائه من النفط لعزل اقتصاده بشكل دائم عن العقوبات الأمريكية. في الصورة: وزير الخارجية الصيني وانغ يي (إلى اليسار) ووزير الخارجية الإيراني آنذاك محمد جواد ظريف خلال توقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين وإيران حول التعاون الاقتصادي والأمني ​​لمدة 25 عامًا ، في طهران ، إيران في 27 مارس 2021.

مع التجاهل التام لإدارة بايدن والقوى الأوروبية ، يعمل الملالي الحاكمون في إيران بتحد وبسرعة على تطوير برنامجهم النووي إلى نقطة حيث يقال إنهم الآن على بعد أسابيع قليلة فقط من تصنيع أسلحة نووية وفقًا للوكالة الدولية للطاقة الذرية و البيت الابيض.

من المحتمل أن تكون القيادة الضعيفة لإدارة بايدن - لمحاسبة أولئك الذين ينتهكون العقوبات على إيران - سببًا حاسمًا وراء تجاهل النظام الإيراني للولايات المتحدة والمضي قدمًا - قريبًا ، على الأرجح ، ليصبح دولة نووية.

لم تعد العقوبات الأمريكية تضر بالاقتصاد الإيراني أو تقطع تدفق الأموال إلى طهران. يقوم الملالي الحاكمون الآن بإنتاج المزيد من النفط وبيعه بمستويات قريبة من حقبة ما قبل العقوبات لدول مثل الصين ، التي هي في أمس الحاجة إلى المزيد من النفط ، بينما أوقفت إدارة بايدن التنقيب عن النفط في الولايات المتحدة.

منذ أن تولت إدارة بايدن منصبه ، كانت صادرات النفط الإيرانية في ارتفاع. خلال إدارة ترامب ، انخفضت صادرات النفط الإيرانية بشكل كبير إلى 100 ألف إلى 200 ألف برميل يوميًا. تصدر إيران حاليًا أكثر من مليون برميل يوميًا. يتم تصدير ما يقرب من 700000 إلى 800000 برميل يوميًا من هذا النفط إلى الصين. تباهى الرئيس الإيراني المتشدد إبراهيم رئيسي مؤخرًا بأن "مبيعات النفط تضاعفت". "لسنا قلقين بشأن مبيعات النفط".

تأتي عائدات طهران الرئيسية من تصدير النفط. يقال إن النظام الإيراني يمتلك ثاني أكبر احتياطيات من الغاز الطبيعي ورابع أكبر احتياطي نفط خام مؤكد في العالم ، ويشكل بيع النفط ما يقرب من 60٪ من إجمالي عائدات الحكومة وأكثر من 80٪ من عائدات التصدير. في الواقع ، ألمح العديد من القادة الإيرانيين إلى اعتماد إيران الكبير على صادرات النفط. اعترف الرئيس السابق حسن روحاني سابقًا ، "على الرغم من أن لدينا بعض المداخيل الأخرى ، فإن الإيرادات الوحيدة التي يمكن أن تحافظ على استمرار البلاد هي أموال النفط".

تقوم إيران أيضًا بشحن كميات كبيرة من النفط إلى فنزويلا دون خوف من تداعيات إدارة بايدن. وفقا لرويترز في 13 يونيو حزيران ، وصلت ناقلة ترفع العلم الإيراني وكانت تحمل ما يقرب من مليون برميل من الخام "إلى المياه الفنزويلية خلال عطلة نهاية الأسبوع ، وفقا لوثيقة شحن اطلعت عليها رويترز يوم الاثنين". "الشحنة هي ثالث كمية من النفط الخام الإيراني تزودها شركة نفطيران إنترتريد الإيرانية (NICO) لشركة النفط الفنزويلية التي تديرها الدولة بعد عقد توريد يزود الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية بنفط أخف. وتعالج فنزويلا النفط الإيراني في مصافيها. ... ناقلتان أخريان ترفعان العلم الإيراني ، ناقلات

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها
الراعي استقبل الصايغ وعبود وابراهيم

وطنية /25 حزيران/2022

استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم  في الصرح البطريركي في بكركي، رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي سهيل عبود واعضاء المجلس ورئيس مجلس ادارة صندوق  تعاضد القضاة المدعي العام المالي القاضي علي ابراهيم وعدد من اعضاء المجلس، وكان عرض لعدد من المواضيع القضائية والتحديات التي تواجه السلك القضائي اضافة الى جولة افق على الوضع اللبناني بشكل عام. بعدها استقبل الراعي النائب سليم الصايغ الذي اشار الى ان "المطلوب اليوم انجاز التغيير المنشود والبطريرك الراعي حريص على استكمال دورة الحياة الديمقراطية وولادة حكومة تتمكن من السير في خطة التعافي الوطنية".

 

أساقفة الكنيسة السريانية الكاثوليكية الأنطاكية اختتموا أعمال السينودس في حريصا

وطنية/25 حزيران/2022

إختتم أساقفة الكنيسة السريانية الكاثوليكية الأنطاكية، أعمال السينودس السنوي العادي، الذي عقد في الكرسي البطريركي في دير سيدة النجاة - الشرفة، درعون - حريصا، وأصدروا بيانا جاء فيه: "عقد السينودس السنوي العام لأساقفة الكنيسة السريانية الكاثوليكية الأنطاكية، في الفترة الممتدة من 20 حتى 25 حزيران 2022، في الكرسي البطريركي في دير سيدة النجاة - الشرفة، درعون - حريصا، لبنان، وذلك برئاسة صاحب الغبطة مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان الكلي الطوبى، بطريرك السريان الأنطاكي، وبمشاركة آباء السينودس رؤساء الأساقفة والأساقفة القادمين من الأبرشيات والأكسرخوسيات والنيابات البطريركية والرسولية في لبنان وسوريا والعراق والخليج العربي والقدس والأردن ومصر والولايات المتحدة الأميركية وكندا وفنزويلا، والمعتمد البطريركي لدى الكرسي الرسولي والزائر الرسولي في أوروبا، واعتذر عن الحضور الزائر الرسولي في أستراليا والنائب البطريركي في تركيا.

شارك آباء السينودس برياضة روحية، يوم الإثنين 20 حزيران، ألقى مواعظها حضرة الأب أيوب شهوان، متأملا بمفهوم دعوة الأسقف وتحديات خدمته وعلاقاته مع إخوته الأساقفة والكهنة والمؤمنين. وختمت بالذبيحة الإلهية التي ترأسها صاحب الغبطة البطريرك.

 وصباح الثلاثاء 21 حزيران، افتتح السينودس بكلمة لغبطته، مرحبا بالأساقفة الثلاثة الجدد، ومذكرا بمسيرة كنيستنا في العام المنصرم، وعارضا الخطوط العريضة للسينودس.

ورفع آباء السينودس رسالة إلى قداسة البابا فرنسيس، ملتمسين منه الصلاة والبركة الرسولية لأجل نجاح أعمال المجمع الذي تضمن جدول أعماله الشؤون الكنسية والروحية والراعوية والإجتماعية والوطنية التالية:

أولا: تقارير عن الأبرشيات والنيابات والزيارات

عرض الآباء أوضاع الأبرشيات في بلاد الشرق، فقدموا تقاريرهم التي تضمنت موجزا عن واقع الحياة ونشاطات الأبرشيات والنيابات البطريركية. وتداولوا بما يعانيه أبناؤهم من جراء الأوضاع الصعبة والإضطهادات وأعمال العنف والإرهاب والتهجير والقتل والتدمير، واقتلاع عدد كبير من رعاياهم من أرض الآباء والأجداد.

 ثانيا: شؤون كنسية ورعوية

أ - التنشئة الكهنوتية والرهبانية

استمع الآباء إلى تقرير عن إكليريكية سيدة النجاة البطريركية في دير الشرفة، أمل كنيستنا وقلبها النابض. وثمنوا الجهود التي يبذلها أعضاء الإدارة، وتنادوا لدعم الإكليريكية ورفدها بدعوات كهنوتية لتنال التنشئة اللازمة، إنسانيا وروحيا وراعويا وثقافيا. وتعهدوا أن يرسلوا إليها الشبان الراغبين في التكرس في سر الكهنوت.

كما أصغى الآباء إلى تقرير عن الرهبانية الأفرامية، وعن مشروع انتقال الرهبان إلى دير مار أفرام الرغم في الشبانية - لبنان.

ب - ليتورجية القداس الإلهي

اطلع الآباء على اختتام أعمال اللجنة الليتورجية، المكلفة بمراجعة ذبيحة القداس الإلهية، والتي سيتم إصدارها في الأشهر القادمة.

ج - انتخاب أساقفة للكراسي الشاغرة، وقد تم باستلهام الروح القدس وحسب ما يقتضيه القانون الكنسي.

 ثالثا: تدابير إدارية

أ - تكريس الأحد الثالث بعد عيد القيامة، للصلاة من أجل الدعوات الكهنوتية والرهبانية، وتخصيص مداخيل صناديق الكنائس في هذا اليوم، لدعم الإكليريكية والدعوات. وسيقوم صاحب الغبطة بتوجيه رسالة إلى كل الأبرشيات والأكسرخوسيات والنيابات يعلمها بهذا القرار.

ب - تشكيل اللجان السينودسية التالية:

1 - اللجنة الليتورجية التي ستعنى بإعادة النظر في كتاب احتفالات الأعياد (المعدعدون)، وكتب رتب الأسرار الكنسية.

2 - لجنة كنيسة الانتشار.

3 - لجنة رعوية الشبيبة.

 رابعا: الإعلام

شدد الآباء على أهمية دور وسائل الإعلام في نقل البشارة بطرق عصرية وحضارية، ودعوا إلى استخدام هذه الوسائل لخير الكنيسة وخلاص النفوس، لا بروح النقد الهدام، بل بروح التحاور وقبول الآخر والحرية والانفتاح ومد الجسور، متذكرين أن معلمنا الإلهي يسوع المسيح هو الإعلامي الأول.

 خامسا: سينودس الأساقفة الروماني

تدارس الآباء التقرير الذي أعده المنسق البطريركي بين الأبرشيات والرعايا عن المسيرة الأولى لسينودس الأساقفة الروماني "من أجل كنيسة سينودسية: شركة وشراكة ورسالة"، وتداولوا في المواضيع المتعلقة بالإعداد لهذا السينودس ومشاركة كنيستنا فيه. ووافق آباء السينودس على قائمة مندوبي كنيستنا لتحضير المرحلة الثانية من السينودس.

 سادسا: شؤون بلدان الشرق الأوسط، واقعها وتحدياتها

أ- الوضع في لبنان:

لم تغب عن آباء السينودس معاناة الشعب اللبناني والكارثة التي حلت بهذا البلد منذ ثلاث سنوات، وما يقاسيه شعبه من أزمات مخيفة، سياسية وأمنية واقتصادية ومالية واجتماعية.

وأعرب الآباء عن ارتياحهم لانتخاب المجلس النيابي الجديد، وتكليف رئيس جديد للحكومة، مناشدين جميع المسؤولين للعمل بالسرعة والجدية المطلوبة على تشكيل الحكومة الجديدة، كي تعكف على تخفيف آلام المواطنين الذين باتوا بأغلبيتهم يرزحون تحت مستوى خط الفقر، وتقوم بالإصلاحات المطلوبة، وتنجز خطة التعافي الاقتصادي، حتى تسترجع ثقة صندوق النقد الدولي والجهات المانحة.

وشدد الآباء على أهمية الحفاظ على استقلالية القضاء، ووجوب تحلي المسؤولين بالنزاهة والترفع عن المصالح الشخصية والفئوية الضيقة، صونا للخير العام والمصلحة الوطنية العليا، فضلا عن ضرورة تضامن المواطنين بمختلف انتماءاتهم، كي يعود لبنان إلى تطوره وازدهاره، وطن الرسالة والحريات، مثمنين الدور الهام الذي يقوم به الجيش اللبناني والقوى الأمنية حفاظا على السلم والأمن والاستقرار.

وطالب الآباء المسؤولين بالعمل على كشف مصير أموال المودعين في المصارف وإعادتها إلى أصحابها، فضلا عن ضرورة متابعة التحقيق في جريمة تفجير مرفأ بيروت ورفع الغطاء والحصانة عن كل مرتكب. كما دعوا إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية ضمن المهلة الدستورية، تفاديا للشغور الرئاسي والفراغ الدستوري.

 ب - تناول الآباء الوضع الاقتصادي المتردي في سوريا، وازدياد نسبة الفقر والبطالة والمعاناة، آملين أن يتكاتف المسؤولون للنهوض ببلدهم وإعادة إعماره، ومطالبين برفع العقوبات الجائرة عن الشعب السوري.

ج - دعا الآباء إلى توطيد اللحمة الوطنية بين مختلف مكونات الشعب في العراق، وضرورة أن يعمل المسؤولون على تشكيل السلطات فيه، سعيا لتأمين خير المواطنين الذين طال أمد محنتهم.

د - بحث الآباء أوضاع أبنائهم في مصر التي تنعم بالأمان بسبب حكمة قيادتها ومسؤوليها، والأردن الذي يعمل على تعزيز الاحترام المتبادل والطمأنينة بين جميع أبنائه، والأراضي المقدسة التي تنشد السلام والمسامحة وقبول الآخر، وتركيا التي يسعى أبناء الكنيسة جاهدين للمحافظة على حضورهم فيها، متابعين شهادتهم للرب في أرض الآباء والأجداد.

 سابعا: الكنيسة في بلاد الإنتشار

بحث الآباء واقع الخدمة الراعوية لأبناء الكنيسة في بلاد الإنتشار، في أوروبا، والأميركيتين، وأستراليا. وتدارسوا تحدياتها، مؤكدين على أن موضوع كنيسة الإنتشار أضحى أمرا يستدعي اهتمام آباء السينودس ليتصرفوا بما يمليه عليهم ضمير المسؤولية في خدمة هذه الكنيسة. وبحثوا أيضا في تهيئة كهنة مرسلين يؤمنون حاجات المؤمنين الروحية والراعوية في بلدان الاغتراب.

وفيما أعرب الآباء عن ارتياحهم لما يحظى به أبناؤهم من حقوق إنسانية ووطنية في بلدان الإنتشار، ناشدوهم للحفاظ على إيمانهم والتراث السرياني الأصيل لآبائهم وأجدادهم، والتعلق بكنيستهم وأبرشياتهم الأم في الشرق، وتقديم المساعدة لها ولأهلهم فيها.

 خاتمة

 في ختام السينودس، رفع الآباء الشكر للرب الذي اجتمعوا باسمه وأفاض عليهم إلهامات روحه القدوس، فاهتدوا بنوره، وبارك أعمالهم لما فيه خير الكنيسة وخلاص نفوس المؤمنين. وتضرعوا إليه تعالى من أجل انتهاء الحروب والأزمات ورفع الوباء وإحلال الأمن والسلام في الشرق والعالم. وحثوا المؤمنين على التمسك بالإيمان رغم الصعوبات والتحديات، واثقين بكلام الرب يسوع القائل: "تشجعوا، أنا هو، لا تخافوا" (متى 14: 27)، فيتابعوا مسيرتهم شاهدين لإنجيل المحبة والفرح والسلام على الدوام".

 

قاووق: الواقع الصعب يفرض التسريع في تشكيل الحكومة

وطنية»/25 حزيران/2022

رأى عضو المجلس المركزي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق أن "الواقع الصعب للبنانيين يفرض التسريع في تشكيل الحكومة، والتسريع في العمل على إنجازات ملموسة محسوسة، لا سيما العمل على تأمين الأدوية المزمنة والمستعصية، والطحين كي لا يكون هناك طوابير أمام الأفران، وحل مشكلة الكهرباء والاحتياجات الضرورية، ومكافحة الأسعار الجنونية".  كلام قاووق جاء خلال رعايته حفل إطلاق البرامج والأنشطة الصيفية للعام 2022 في منطقة الجنوب الأولى، في ملعب بلدية الشهابية الجنوبية، في حضور لجنة المنطقة، وعدد من العلماء والفاعليات والشخصيات، وجمع من الأهالي.

 وأشار إلى أنه "في لبنان سفير للفتنة لا يريد للبلد أن يرتاح أو أن يخرج من الأزمة، وإنما يعمل لأجل التحريض والفتنة بين اللبنانيين، فيتدخل في الشؤون اللبنانية، ومن ثم يدعي أن السعودية على مسافة واحدة من اللبنانيين، ويطالب لبنان بألا يتدخل بالشؤون الداخلية للدول العربية، وكأن السفير اللبناني أو حزب الله يتدخلون بتشكيل الحكومة السعودية، أو أنهم يتدخلون في الانتخابات السعودية إذا كان هناك من انتخابات". واعتبر أن "السكوت على تدخلات سفير الفتنة معيب، ويشكل إدانة وفضحا لكل أدعياء السيادة والحياد، وإذا كان المسؤولون المعنيون عاجزين عن تأمين الخبز والدواء، فعليهم أن يحفظوا ويدافعوا عن كرامات اللبنانيين من إساءات وتدخلات سفير الفتنة، لأن هذا أقل الواجب وأضعف الإيمان". وأكد أن "المقاومة اليوم في أفضل حالاتها، ولا تزال عنوان مجد لبنان وكرامة الأمة، والحصن الحصين للوطن، وصحيح أن هناك تهديدات إسرائيلية، ولكنها لن تحقق أي هدف من أهدافها، لا النفسية ولا السياسية ولا الإعلامية، وكل التهديدات لها أهداف داخلية إسرائيلية، ولكنها ما استطاعت أن تخرج المستوطنين والإسرائيليين من بحر الرعب والخوف من المقاومة، لأن كل الإسرائيليين يدركون أنه لا يوجد مدينة ولا مستوطنة ولا منشآت استراتيجية إسرائيلية إلا وتطالها صواريخ المقاومة".

 

زيارة لمذكرات رئيس الوزراء اللبناني الراحل صائب سلام (1): صارحت حافظ الأسد بمآخذي على دور سوريا السياسي والعسكري في لبنان

بيروت: «الشرق الأوسط»/25 حزيران/2022

http://eliasbejjaninews.com/archives/109594/%d8%b2%d9%8a%d8%a7%d8%b1%d8%a9-%d9%84%d9%85%d8%b0%d9%83%d8%b1%d8%a7%d8%aa-%d8%b1%d8%a6%d9%8a%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d9%88%d8%b2%d8%b1%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7/

تنشر «الشرق الأوسط» ابتداءً من اليوم ثلاث حلقات من مذكرات رئيس الحكومة اللبناني الراحل صائب سلام تغطي مراحل مهمة من فصول الأزمة اللبنانية، من دخول القوات السورية إلى لبنان عام 1976 إلى الغزو الإسرائيلي للجنوب ومناطق واسعة وصولاً إلى بيروت سنة 1982 وما رافق ذلك من أدوار لعبها سلام كأحد أبرز زعماء الطائفة السنية، ومحاولاته لتقريب وجهات النظر والحرص على التوافق الإسلامي - المسيحي والمحافظة على موقع لبنان كبلد مستقل خارج الصراعات.

ويلفت في مذكرات صائب سلام حرصه على التدوين شبه اليومي لوقائع الأحداث واللقاءات والاجتماعات التي شارك فيها وصراحته المتناهية في تقييم القادة والسياسيين العرب واللبنانيين الذين التقاهم وتعاطى معهم.

وتصدر المذكرات في ثلاثة أجزاء عن دار نشر «هاشيت أنطوان»، وستكون متوافرة في مكتبات لبنان ابتداءً من 28 يونيو (حزيران) وعلى موقع «أنطوان أونلاين».

وفي هذه الحلقة يعرض سلام ما رافق انتخاب الرئيس إلياس سركيس ودخول القوات السورية واتصالاته في تلك الفترة مع الرئيس حافظ الأسد ومع قيادات لبنانية وفلسطينية.

يوم الاثنين 10 مايو (أيار) من عام 1976، أي بعد انتخاب إلياس سركيس مباشرة، اجتمع عندي النوّاب ريمون إدّه، إميل روحانا صقر، جميل كبّي، محمد يوسف بيضون، ميخائيل الضاهر، حسين الحسيني، حسن الرفاعي، ألبير منصور الذين كانوا قد قاطعوا الانتخابات، وبعد المداولة أصدرنا بياناً هادئاً ومختصراً جداً يدعو إلى التريّث، ولقد لفت النظر يومها أنّ ريمون إدّه أخذ الخسارة بروح طيّبة جداً، وبدا أقلّ تأثّراً من غيره بما حدث. بعد يومين عقدنا اجتماعاً جديداً، تبيّنَ لنا فيه أنّ «التريّث» لا يزال هو الموقف الصحيح، فأصدرنا بياناً جديداً يدعو إليه، ولكن يوم الاثنين التالي، قرّرنا أن نصعّد بعض الشيء، فاجتمعنا وأصدرنا بياناً نحذّر فيه من «استمرار المؤامرة» ونحمّل فيه المسؤولية لـ«أصحابها»؛ وذلك لأنّ الناس بدأت تضجّ من عدم التقدّم بأي خطوة منذ انتخاب سركيس، علماً بأنّ الشعور العامّ الذي ساد بعد انتخابه – رغم المرارة والقهر – كان فيه أمل بالانفراج.

في تلك الآونة، شعر «أبو عمّار» ورفاقه في المقاومة بضيقٍ شديد، فطلبوا عقد قمّة في عرمون، وتقرّر إيفاد السيّد موسى الصدر إلى دمشق في محاولة لإبلاغ السوريين مشاعر القلق التي تعترينا من جرّاء تدخّلهم العسكري، ولا سيّما بسبب ما حصل في طرابلس. وعند نهاية اجتماع القمّة المذكورة، جرت مشادّة بيني وبين المفتي الشيخ حسن خالد، كنت فيها شديد القسوة عليه، خصوصاً أنّني كنت متألّماً من موقفه (وموقف كرامي) المتملّق لسوريا، وعند المشادّة انسحبتُ من الاجتماع؛ الأمر الذي كان له ضجّة كبيرة في الصحف ولدى الرأي العامّ. وكان لموقفي تأييدٌ واسع عند المسلمين الذين قالوا لي إنّهم يشعرون من جديد بأنّني أحافظ على كرامتهم. ووصل الأمر إلى أنّ أسامة فاخوري وغيره من الذين يحقدون عليّ، لم يتمالكوا أنفسهم من الاتّصال بي هاتفياً لتهنئتي على موقفي!

بعد عودة موسى الصدر من دمشق، عقد أعيان قمّة عرمون اجتماعاً آخر آثرت ألّا أحضره، عند ذلك زارني هاني الحسن موفداً من قبل «أبو عمّار»، يرجوني الحضور، فتمنّعت وهو ما زاد من تحبيذ موقفي عند الجميع، بينما ازدادت نقمة الشارع الإسلامي على المفتي وعلى رشيد كرامي.

وعطفاً على موقفي، أسرع شبابنا في «المقاومة الشعبية – روّاد الإصلاح» إلى إعادة قطَع السلاح التي كان الرئيس حافظ الأسد قد أهداها إلينا، وذلك بعد أن طالبتْنا قوّات «الصاعقة» بإعادتها!

بعد ذلك تلقيتُ دعوة أخرى من «أبو عمّار» لملاقاته في عرمون، حيث سيحضر من دمشق مباشرة برفقة عبد السلام جلّود، المسؤول الليبي الثاني بعد القذّافي، فأجبتُ بأنّني حاضر للاجتماع بهما متى أرادا، ولكن ليس في عرمون، فأنا منسحب مما يسمّى «قمّة عرمون». المهمّ، اجتمع جلّود بكرامي واليافي عند المفتي، كما اجتمع بجنبلاط والأحزاب، وبعد ذلك توجّه إلى بغداد. والحقيقة، أنّ زيارة جلّود للبنان أحدثتْ ضجّة كبيرة، حيث إنّ الناس أملوا منها خيراً. لكن ذلك كله سرعان ما ذهب أدراج الرياح؛ إذ إنّ جلّود نفسه أعلن قبل مغادرته بيروت، أنّ زيارته لم تكن للوساطة، حيث إنّه وليبيا، يؤيّدان المقاومة والحركة الوطنية، لذلك فهما طرف!

في تلك الأثناء كان قد عُقد اجتماع بين الرئيس إلياس سركيس وكمال جنبلاط بوساطة من المقاومة، وفي حضور «أبو عمّار» و«أبو إياد»، وكان قد جاءني باسل عقل، من قبَل «أبو إياد»، يسألني ما إن كنت أوافق على الاجتماع بإلياس سركيس بوساطتهم، فأجبتُه بأنّني أقبل ذلك ولكن بتحفّظ، أولاً لأنّني لا أوافق على أن يكون الاجتماع سرّياً، كما جرى مع جنبلاط، الذي سرعان ما انفضح اجتماعه بسركيس فأدّى ذلك إلى توجيه الانتقاد إليه من قِبل الأكثرية، وأنا طول عمري كنت ولا أزال ضدّ الاجتماعات السرّية، وخصوصاً أنّ ما من سرٍّ يمكن أن يبقى سرّاً في لبنان، فهو ينكشف على الفور، وحين ينكشف تكون النتيجة غير مُرضية. وبعد ذلك قلتُ إنّني أربط اجتماعي بسركيس باجتماعه بإدّه، إذا كان راغباً في ذلك، وقلت له إنّني على أي حال أحبّ أن أستشير بعض الزملاء والنوّاب قبل الموافقة النهائية على الاجتماع، وأصررتُ، على أي حال، على أنّ الغاية من الاجتماع يجب أن تكون المصارحة الكاملة، وأنّ ذلك يجب أن يكون مفهوماً. بعد ذلك خابرني باسل عقل يسألني ماذا جَدَّ في الأمر، فقلت إنّني أؤكّد استعدادي بعد مشاورة زملائي في «الجبهة النيابية»، فراجع «أبو إياد» مصادره، ثمّ أبلغني بأنّهم سيرتّبون اللقاء خلال 48 ساعة.

- الجيش السوري في لبنان

في الأول من يونيو 1976، انجلت الأمور عبر أحداث يومٍ تاريخي حقاً! ففي ذلك اليوم حدث ما كان يتوقّعه الكثيرون ويعتبرونه التتمّة المنطقية لما كان يحدث: فقد دخل الجيش السوري الأراضي اللبنانية من الشمال ومن الشرق تحت ذريعة حماية المسيحيين... وفي زحلة (بقاعاً) والقبيّات (شمالاً). والحال أنّ الكثيرين من المراقبين كانوا يتساءلون قبل ذلك بأيّام عن السرّ الكامن وراء عنف الأحداث من حول زحلة والقبيّات. وهكذا، بدلاً من أن تسوّى الأمور بحكمة من قبَل السوريين الذين كان بإمكانهم أن يفعلوا ذلك من دون تدخّل عسكري كبير، ها هي الأمور تؤدّي إلى ذلك التدخّل. مهما يكن، على الرغم من أن أطرافاً إسلامية وفلسطينية عديدة كانت تنظر بعين الخشية إلى تزايد التدخّل السوري خلال الأشهر الأخيرة، معتبرة إيّاه مقدّمة لوجودٍ عسكري كثيف، فإنّ الأوضاع اليائسة أودت بالناس إلى تمنّي مجيء أي جيوش لتوقف المجزرة الجماعية، ولتحقق الخلاص. والسؤال اليوم، بعدما حدث ما حدث، هل يكون الخلاص على يد الجيش السوري، أم تتفاقم الأمور في لبنان، وبعد ذلك في سوريا كما يقول بعض الذين يتحدّثون عن وجود مؤامرة أميركية - دولية، تستهدف تمزيق لبنان، ومن ثمّ توريط السوريين لتمزيق سوريا أيضاً؟

عندما صار دخول الجيش السوري حقيقة واقعة، عقَدَ كمال جنبلاط والمقاومة اجتماعات عديدة، وأصدروا العديد من البيانات العنيفة والتصعيدية مع تهديد بالتصادم والمجابهة.

كانت أيّاماً عصيبة تلك التي تلتْ دخول القوّات السورية، حيث تلاحقت الأحداث العسكرية والسياسية بشكل يقطع الأنفاس، وبدت «المقاومة الفلسطينية» مجبرة على خوض العديد من المعارك، سواء أكان ذلك على الجبهة مع السوريين، أم مع «الكتائب» وحلفائهم. غير أنّ ضراوة المعركة وطابعها المصيري لم يوقفا المقاومة عن العديد من التصرّفات التي تثير شكوى الناس. ويبدو أنّ أركان المقاومة شعروا بما يشكو منه الناس وما أشكو منه أنا من تصرّفاتهم، فجاءني «أبو اللطف» برفقة باسل عقل، وكان بيننا حديث طويل، حاول «أبو اللطف» فيه تبرير تصرّفاتهم، فكنت صريحا معه بإيضاح بعض مآخذي، ولا سيّما إهمالهم مشاعر المسلمين الذين هم الأرضية الصلبة التي يجب أن يرتكز عليها الفلسطينيون، ومع هذا، أفهمتُ «أبو اللطف» أنّنا باقون معهم بكلّ إمكاناتنا رغم ما نلقاه منهم؛ لأنّنا نعتبر أنفسنا أصحاب القضيّة مثلهم، ولا نعتبر أننا مثل أولئك الذين يلتفّون حولهم لمنافع سياسية مؤقتة.

جاءني عصام العرب ورفاقه، وهم من المحسوبين على ليبيا، ليبلغ تمّام أنّ عبد السلام جلّود، المسؤول الليبي الذي كان يزور بيروت في ذلك الحين، يرغب في الاجتماع بي مع رؤساء الوزارات وبعض الشخصيات، فأبلغه تمّام اعتذاري عن ذلك. في الساعة الرابعة من اليوم نفسه جاءني رسول من المقاومة ليبلغني، هو الآخر، أنّ جلّود يصرّ على الاجتماع بي في غرفة العمليات، فاعتذرتُ مرّة أخرى، فجاء رسول ثالث، ليقول لي إنّ جلّود سينتظرني في مقرّ الدائرة السياسية للمقاومة فاعتذرت مرّة ثالثة. وقد اعتذرت كلّ تلك المرّات حفاظاً على كرامتي تجاه جلّود وتجاه المقاومة. هذا بينما رشيد كرامي، وهو رئيس الحكومة، أتى عند عصام العرب ليجتمع بجلّود في حضور عبد الله اليافي وعدنان الحكيم ومحمد قبّاني. ويبدو أنّ اعتذاري المتكرّر كان له مفعوله لدى جلّود؛ إذ ما إن حلّت الساعة الثامنة مساءً، حتى وجدتُه يدخل علي في بيتي ومعه «أبو إياد» و«أبو اللطف»، دون سابق إعلام.

كان الحديث مع جلّود مستفيضاً، وأنا قدّرت له ولغيره غيرتهم ومساعيهم؛ إذ إنّه – والحقُّ يقال، مهما كانت دوافعه – كان العربي الوحيد الذي أبدى مثل ذلك الاهتمام وبذل مثل ذلك الجهد بالنسبة إلى الظروف الصعبة التي يعيشها لبنان في تلك الآونة. من جهتي، نبّهتُه إلى ما اعتدتُ أن أنبّه إليه أركان المقاومة، من ضرورة عدم إهمال المجتمع الإسلامي في لبنان. ثمّ شرحتُ له تفاصيل ما دار بين الرئيس السوري حافظ الأسد وبيني من أحاديث. وصارحت جلّود بأنّني مقتنع الآن بأنّني كنت على غشاوة حين اعتقدتُ صحّة كلّ ما قاله لي الرئيس الأسد، وما زلت على هذه الغشاوة حتى الآن؛ إذ إنّني لا أريد أن أفقد إيماني بحسن نواياه تجاه لبنان. وأحببت أن أُفهم جلّود أنّ انهيار «منظمة الصاعقة» في بيروت كان نتيجة للنقمة الإسلامية العارمة والموقف الصلب الذي وقفناه تجاهها، وطالبتُ جلّود بأن يحاول، إن استطاع، اجتذاب الكتائبيين بفصلهم عن سليمان فرنجيّة وكميل شمعون المساندَين لكلّ أنواع الإجرام، قائلاً له «إن هذه هي خطتي الأساسية التي أتّبعها على الرغم من كلّ ما صدر عن الكتائبيين من وحشية وعنف وإجرام».

- الاجتياح السوري الجديد

ما كدنا نطمئنّ إلى بعض التفاؤل، حتى أتتنا الأنباء متوالية تتحدّث عن اجتياح سوري جديد في منطقة جزّين – صيدا، ومنطقة بعبدا – شانيه عاليه، ولقد ولّد ذلك قلقاً كبيراً عند الكثيرين. طبعاً هذه المرّة لم تكن ردّة فعل المسلمين مماثلة لردّة فعلهم السابقة، يوم دخل الجيش السوري لأول مرّة في يونيو. فالظروف كانت قد تبدّلت كثيراً، ونقمة المسلمين تفاقمت ضدّ المقاومة، بالنسبة إلى الممارسات غير المحمولة، وبالنسبة إلى المساندة المستمرّة التي يلقاها جنبلاط والشيوعيون من هذه المقاومة. إنّ المسلمين يشكون مُرّ الشكوى من الفلسطينيين وعلى الصعد كافة؛ لذلك لا يمكنهم أن يقيسوا ذلك بما يمكن أن يلاقوه على أيدي السوريين، ما دام هذا لم يحصل بعد!

مهما يكن، فإنّ خطة السوريين لم تتوضّح بعد، هل تراهم سيقومون بعمليات محدودة في الجنوب والجبل، أم أنّ ما يقومون به ليس سوى خطوة نحو احتلال شامل للبنان؟ على كلٍّ، هذه المرّة – كما أشرت – لم تصدر ردود فعل عنيفة ضدّهم، بل ولا حتى ردّات فعل عادية. وأنا بدوري لم أتكلم! فمن جهة «أبو عمّار» وجماعته كفّوا عن الاتّصال بي منذ أسبوع على رغم اتّصالي الدائم بهم، ومن جهة أخرى ها هم قد مضوا في تنفيذ خطّتهم مع «المجلس السياسي» و«الإدارة المدنية» و«الأمن الشعبي» في بيروت على رغم امتناعي عن إصدار البيان، وعلى الرغم مما شرحتُه لـ«أبو عمّار» عن الضرر الذي يخشاه أهل بيروت من تسليم شؤونهم لهذا المجلس الذي يسيطر عليه الشيوعيون، وخصوصاً في نواحي الأمن والأمور المعيشية (طحين ومحروقات وغيرها) وفي إدارة المدارس. فالأمن عند من يطلق عليهم اسم «الإدارة المدنية»، يتسلّمه صورياً سنان براج، ولكن وراءهفي الحقيقة ثلاثة شيوعيين حتماً، وهم: إسبر بيطار، «طانيوس» و«كميل». وإدارة التربية كذلك، والدعاية أيضاً، ومن وراء هذا كله أقدَر الشيوعيين، الأمين العام محسن إبراهيم الذي أطلق عليه اسم «ميني بريجنيف»!

- قمة سداسية في الرياض

اتّصل بي علي الشاعر هاتفياً ليبلغني أنّه قد جرى اتفاق على عقد قمّة سداسية في السعودية يحضرها الملك خالد، الأمير الكويتي الشيخ صباح السالم الصباح، الرئيس المصري أنور السادات، الرئيس السوري حافظ الأسد، الرئيس اللبناني إلياس سركيس و«أبو عمّار»، على أن يحاط عقد القمّة بتكتّم شديد. أنا، لمعرفتي بالخبرة، أنّ السرّية في مثل هذه الأمور مستحيلة، أوصلتُ الخبر لبعض أعضاء «الجبهة» وغيرهم! ولم يخبْ تقديري على أي حال، إذ بعد أقلّ من نصف ساعة كان راديو «مونتي كارلو» يذيع الخبر نقلاً عن نيويورك، كما أذاعه راديو «الكتائب» في الوقت نفسه نقلاً عن بيار الجميّل، نقلاً عن إلياس سركيس...

حاولت أن أساعد رشيد كرامي في توجّهه إلى السعودية، بعد أن علمتُ أنّ إلياس سركيس طلب منه مرافقته. كان على كرامي، لكي يتوجّه إلى السعودية، أن يصل أولاً إلى دمشق، لكنّه لم يكن راغباً في أن يخاطر عابراً الطريق إلى العاصمة السورية. هاتفت الشاعر فعلمت منه أنّه سيذهب إلى بعبدا ومن هناك سيرافق سركيس إلى السعودية. اتّصلت بكرامي أغريه بأن يذهب معه فرفض خشية خطر الطريق، إثر ذلك علمت من «أبو عمّار» أنّ طريق مرجعيون سالكة، فهاتفت كرامي مرّة أخرى، فتمنّع قائلاً، إنّ سركيس والسوريين أبلغوه أنّ الطريق خطرة!

ولأول مرّة منذ عشرة أيّام هتفت لياسر عرفات؛ إذ وجدتُ أنّ من غير المناسب في ظروفهم الحالية، وبعد زيارة هاني الحسن لي قبل يوم، وبعد الإعلان عن عقد «قمّة الرياض»، من غير المناسب ألّا أتّصل بالزعيم الفلسطيني قبل سفره، فأشجّعه وأطلب له التوفيق. شعرت على الفور بأنّ مكالمتي كانت بالنسبة إليه أشبه بهبَة من السماء، وكانت مجاملته لي أكثر من المعقول!

على الرغم من انعقاد «قمّة الرياض»، وإشاعتها جوّاً عارماً من التفاؤل، سرعان ما تفاقمت الأمور بعد أيّام قليلة وبشكل أشدّ خطورة وسوءاً من أي وقت مضى، إذ بين يومي 20 و21 أكتوبر (تشرين الأول)، أمضت بيروت أشدّ أيّامها هولاً، بسبب قصف عشوائي يشتدّ حيناً ثمّ يخفّ ويهدأ ليلاً ساعات قليلة لسبب مجهول، ثمّ يشتدّ بصورة مخيفة. قدّر البعض عدد القذائف التي هطلت على جانبَي بيروت بأكثر من خمسة آلاف قذيفة خلال اليومين الأخيرين. أمّا القتلى فتساقطوا بالعشرات والجرحى بالمئات. اتّصلتُ مراراً ببيار الجميّل وبياسر عرفات، وبغيرهما طبعاً، وكنت أحاول أن أحثّ الجميع، وخصوصاً زعيم «الكتائب» وزعيم «المقاومة الفلسطينية»، على التعاون في سبيل إيقاف تلك المجازر المرعبة. وأعتقد أنّني كنت الوحيد الذي يمكنه أن يتّصل بالفريقين معاً. يوم الخميس 21 أكتوبر كنّا قد أمضينا ليلتين في الطابق الأسفل أو الأوسط، وبدا لنا لبعض الوقت أنّ الجحيم الذي فُتح لن يهدأ أبداً. ولكن اعتباراً من يوم الأحد التالي، بدأت نتائج «مؤتمر الرياض» تلوح ميدانياً، فهدأ القصف إلى حدٍّ ما... وساد الأمل في أن يكون وقف النار الجزئي والنسبي الذي ساد في ذلك اليوم، نهائيا هذه المرّة.

مهما يكن، فإنّنا سرعان ما عدنا إلى عيشنا الروتيني، أنا بتّ لا أخرج من الدار إلّا نادراً، ودائماً يرافقني مسلّحون في سيّارة أمامي، وآخرون في سيّارة جيب تسير خلف سيّارتي. ولولا اضطراري إلى المشاركة في اجتماعات «جبهة الاتّحاد الوطني» و«التجمّع الإسلامي» لما كان من شأني أن أخرج أبداً.

- اغتيال كمال جنبلاط وارتداداته

في السادس عشر من مارس (آذار) 1977، اغتيل كمال جنبلاط على طريق المختارة في منطقة الشوف، وكان لذلك الاغتيال رجّة كبيرة في طول لبنان وعرضه، وقد حصلت من قِبل أهل الشوف الدروز ردّة فعل فورية غاضبة، ذهب ضحيّتها أكثر من مائة شوفي مسيحي، ولا سيّما في قرية مزرعة الشوف القريبة من المختارة.

كان واضحاً أنّ البلد مقبل على فتنة كبيرة، قد تكون أكبر من أي فتنة أخرى عرفها، وذلك بسبب مكانة جنبلاط في لبنان، وبسبب تعقّد الظروف اللبنانية، وخصوصاً بسبب الغموض الذي أحاط بالجريمة وجعل محاسبة أي كان عليها بديلاً من محاسبة المسؤولين الحقيقيين عنها. ولئن كان «شمعون» والشمعونيون تعمّدوا إذكاء نار الفتنة، عبر تحريض المسيحيين على إبداء ردود فعل مضادّة على ما حدث لمسيحيي الشوف، فإنّني من جهتي سارعتُ إلى التعاون مع «حزب الكتائب» في محاولة منّا لوأد نار الفتنة، قد نجحنا في ذلك إلى الحدّ الأبعد، وخصوصاً أنّ وليد جنبلاط نجل الزعيم الراحل تبدّى على الفور عاقلاً وحكيماً، وقرّر أن يدفن والده في اليوم التالي مباشرة، بعد أن كانت أحزاب «الحركة الوطنية» قرّرت تأجيل الدفن حتى يوم الأحد تأجيجاً لردود الفعل.

لقد رحل «كمال جنبلاط»، ورحيله أحزننا جميعاً وجعلنا نأسف أسفاً شديداً، في الوقت نفسه الذي دعونا فيه إلى الهدوء والتعقّل، وكانت دعوتنا لذلك قد انطلقت منذ ليلة الاغتيال.

رحل «كمال جنبلاط»، هذا الزعيم الذي لم يكن – في نظري كما في نظر الكثيرين – شخصاً عادياً، بل كان «ظاهرة» إنسانية، إنّه أكبر زعيم قبيلة وأهمّ إقطاعي في لبنان، ومع هذا فإنّه ينادي بالديمقراطية ويرأس حزباً اشتراكياً، هو ينتمي روحياً إلى الدروز – كما يحبّ أن يقول – لكنّه في الوقت نفسه يعلن إسلامه، وهو زعيم إقليمي شوفي ودرزي، ومع هذا نراه ينادي بوحدة لبنان، وبوحدة العرب، ووحدة الإنسانية كلها. إنّه مزيج من التناقضات التي لم يكن ليرفّ له جفن وهو يمارسها جميعاً، متقلّب في مواقفه وسياسته بين يوم وآخر، أفليس هو حامل جائزة «لينين» السوفياتية، في الوقت نفسه الذي يقال عنه فيه إنّه يتبع توجيهات الأميركيين الذين يشتمهم علناً؟

من ناحية الحسابات السياسية البحتة التي كان لا بدّ من أن ترِدَ إلى خاطري رغم فداحة الحدث، كان من الواضح لدي أنّ مقتل كمال جنبلاط وغيابه عن الساحة اللبنانية، سوف يؤدّي مباشرة إلى إضعاف مكانة كميل شمعون، وعلى هامش هذا الواقع طالب إخواننا في «التجمّع الإسلامي» بضرورة أن نتصلّب منذ الآن في مواقفنا، بعد أن كنّا نمثّل نوعاً من الاعتدال بين تطرّف كمال جنبلاط من جهة، وتطرّف كميل شمعون من جهة ثانية، وكنتُ أرى عكس هذا تماماً؛ لذلك رحتُ أقول بضرورة مضاعفة الانفتاح على المسيحيين لكسب المعتدلين وإحراج من يدّعون الاعتدال (وعلى رأس هؤلاء وأولئك «بيار الجميّل» في تناقضاته هو الآخر)، للتعاون على إضعاف شمعون.

في خضمّ ذلك كلّه، كان لا بدّ من طرح السؤال الأساسي: من قتل كمال جنبلاط؟

منذ سنة، وفي عزّ الأوقات العصيبة واشتداد المحنة، كنتُ لا أكفّ عن القول إنّه عندما يهدأ الأمن ظاهراً، ستكون هناك تفجيرات خفيّة، واغتيالات عديدة، والحقيقة أنّنا، منذ هدأت الأحوال نسبياً، كنّا نسمع بين الحين والآخر أسماءَ تتردّد على شفاه العالمين بالأمور، على أساس أنّها مُعرّضة للاغتيال. وكان في مقدّمة تلك الأسماء اسم «ريمون إدّه» واسمي واسم «كمال جنبلاط» واسم «كميل شمعون»، ولكن كان من الواضح لدينا أنّ ترداد الأسماء يهدف أوّلَ ما يهدف إلى إثارة الفتنة والبلبلة. ومع هذا لم أفاجأ أبداً حين جرت محاولات لاغتيال «ريمون إدّه»... الذي كان عمره طويلاً فنجا دائماً من تلك المحاولات. وكذلك لم تفاجئني قذيفة مدفع الهاون التي استهدفت «كميل شمعون» وأخفقت في قتله، والآن لا أحسّ أنّ اغتيال «كمال جنبلاط» كان مفاجأة لي. السؤال الآن: مَن صاحب الاسم التالي على اللائحة؟

غير أنّ هذا السؤال لم يحجب السؤال الآخر، الأساسي: مَن قتل جنبلاط؟

قال البعض، إنّ اغتيال جنبلاط قد نتج من ثارات شخصية...

وقال آخرون، إنّ القتلة عملاء لإسرائيل...

وقال فريق ثالث، إنّ اغتيال «جنبلاط» يقف وراءهالسوريون...

فإلى أي فريق، يا تُرى، يجب أن تتّجه ظنوننا؟

مهما كانت هويّة القاتلين وهويّة محرّضيهم، فإنّ شعور معظم الناس كان الأسف لرحيل رجل من طينة «كمال جنبلاط»، ولكن لم يخلُ الأمر من كثيرين شعروا بالراحة إزاء التخلّص من «جنبلاط»، وهؤلاء لم يكونوا في صفوف المسيحيين وحدهم، بل كان بينهم مسلمون ودروز أيضاً!

- زيارة الأسد والسادات

قبل اغتيال «كمال جنبلاط»، كنت عازماً على التوجّه إلى مصر لمقابلة الرئيس أنور السادات، بعد أن تأخّرَ الجواب الذي كنت أنتظره من سوريا بصدد مقابلة طلبتُها مع الرئيس «حافظ الأسد»، وكنت أوَدّ أن تتمّ قبل زيارتي إلى السعودية، ولكن فجأة، وفيما كنت أستعدّ للسفر إلى مصر، وصلتني برقيّة من السيد «عبد الحليم خدّام» تفيد بأنّ الرئيس «الأسد» سوف يستقبلنا في العاصمة السورية يوم السبت في التاسع عشر من مارس.

- الاجتماع مع حافظ الأسد

توجّهتُ إلى دمشق في الموعد المضروب، وكان الاستقبال كالعادة، لائقاً، تواكبه دراجات نارية وشرطة ووزير الرئاسة «أديب ملحم»، عند نقطة الحدود.

دام الاجتماع بين الرئيس «الأسد» وبيني ثلاث ساعات، من منتصف النهار حتى الثالثة بعد الظهر، وكان بحضور فيصل سلام. ظاهر الحديث كان ودّيّاً للغاية، ولكن لأنّ قلب المؤمن دليله، لم أشعر بأنّ ثمّة صفاءً حقيقياً خلف ذلك الودّ، وخصوصاً أنّ كمال جنبلاط كان لا يزال طريّاً في ذهني وأحاسيسي.

كالعادة، كنت صريحاً مع الرئيس الأسد، فشرحت له كلّ مآخذي على تصرّفاتهم في لبنان، عسكرياً وسياسياً، فلم يتوانَ عن أن يقول لي إنّه يأخذ ذلك في الاعتبار... ومع هذا داخَلَني شعور بأنّه يتصرّف الآن انطلاقاً من الواقع الجديد، أي إحساسه بأنّه أغرَقَ الجيش السوري في الرمال المتحرّكة اللبنانية، وأنّ ذلك يُشعره بالقلق، ويزيد بالتالي من تصلّبه.

بعد زيارتي للرئيس «الأسد»، كان عليّ أن أزور مصر لألتقي الرئيس «السادات»، بعد عشرة أيّام على زيارتي الدمشقية، ولأهمّية زيارتي للقاهرة، وجدت أنّ من الضروري أن أزور الرئيس «إلياس سركيس» وأقابله عشيّة تلك الزيارة، فتوجّهتُ إليه.

أذكر أنّ لقائي بالرئيس سركيس كان بعد ظهر السبت، وكان من المفترض أن يجتمع مجلس الوزراء يوم الاثنين، وفي أهمّ جدول أعماله تعيين قائدٍ جديد للجيش. ويوم الاثنين كنت أنا قد وصلت إلى القاهرة، وهناك صباحاً علمت بحادث الاعتداء الفظيع الذي تعرّض له منزل وزير الدفاع فؤاد بطرس، وكان من الواضح أنّ مسؤولية الاعتداء تقع على كميل شمعون وبشير الجميّل. شعرت بأنّ هذا الإرهاب غايتُه إخضاع رئيس البلاد، ولو خضع هذا للإرهاب لأنهار لبنان، والحقيقة أنّ السلطة برئاسة سركيس لم تخضع للإرهاب، بل إنّها بدلا من ذلك قرّبتْ موعد انعقاد الجلسة الحكومية من بعد الظهر إلى قبل الظهر، وأعلنتْ إعفاء حنّا سعيد من منصبه كقائد للجيش، معيّنة مكانه فكتور خوري. على الفور، حاول كميل شمعون وبشير الجميّل إقامة الدنيا وعدم إقعادها، وساندهم سليمان فرنجيّة في ذلك، لكنّ موقف بيار الجميّل حسم أمر الكتائبيين وحال دون وقوع الفتنة، حيث إنّ «الجميّل» الأب أيّد على الفور ما أقدمتْ عليه السلطة، وكذلك وقف موقفاً حازماً لمنع الإضراب الذي كان قد أعلن، وأيّده الرأي العامّ المسيحي في ذلك تأييداً قويّاً. وأنا حين اجتمعت بـ«بيار الجميّل» بعد ذلك، نبّهتُه إلى أنّ لي يداً في ذلك بالنسبة لما طرأ على الرأي العامّ المسيحي من تطوّر نتيجة لسياسة الانفتاح التي اتّبعتُها، فوافقني على ذلك كلّ الموافقة، والحقيقة أنّ الحادث الذي تعرّض له منزل فؤاد بطرس قد أسهم كثيراً بتبدّل موقف الرأي العامّ المسيحي، الذي لم تعدْ تستبدّ به الرغبة في معاودة الاقتتال.

وأنا، بعد عودتي من القاهرة، وحال وصولي إلى مطار بيروت، أعربت عن سروري بتعيين القائد الجديد، فكان لذلك تأثير طيّب.

وكنت قد توجّهتُ إلى القاهرة إثر مقابلتي للرئيس «سركيس»، وكان برفقتي في زيارتي العاصمة المصرية كلّ من «جميل كبّي» و«علي المملوك»، ومقابلتي مع الرئيس «السادات» جرتْ في «القناطر الخيرية»، واستمرّت ساعة ونصف الساعة، وكان حاضراً خلالها نائبه «حسني مبارك».

كان الحديث ودّيّاً وحميماً، والحقيقة أنّني كنت قد طلبتُ المقابلة قبل أسبوع، لكنّ السفير المصري أجابني، بعد المراجعة، بأنّ وقت الرئيس ضيّق عشية سفره إلى أميركا، وأنّه يفضّل أن يراني بعد عودته منها، لكنّه عاد في اليوم التالي وأخبرني أنّ الرئيس يرغب في مقابلتي قبل سفره، وهو أمر أخبرني به الرئيس «السادات» خلال اللقاء، حيث قال لي «كنت قد قلت للسفير إنّني سأقابلك بعد عودتي من الولايات المتّحدة، لكنّي عدتُ ووجدت أنّ من الأفضل أن نتبادل الرأي قبل ذهابي إلى هناك، رغم ضيق الوقت».

خلال المقابلة شعرت بأنّ «السادات» شديد التفاؤل بمقابلته المقبلة مع الرئيس الأميركي «جيمي كاتر»، قلت له إنّني بدوري متفائل، ومع هذا سألته «هل عندك ما يشير إلى هذا التفاؤل؟» قال «عندي ما نقَلَه إلى كارتر نفسه»، فأطلعتُ الرئيس «السادات» على المذكّرة التي كنت قد بعثتُ بها إلى وزير الخارجية الأميركية «سايروس فانس» خلال زيارته للبنان، فأبدى إعجاباً شديداً بها. بعد ذلك أخبرني الرئيس «السادات» أنّهم كانوا على وشك الاشتباك عسكرياً، مع إسرائيل، أخيراً، بسبب عدوانها في عملية حفر الآبار في خليج «السويس»، وأنّ البوارج والطائرات كانت وشيكة التصادم، لكنّ الرئيس «كارتر» تدخّل مؤكّداً أنّ المنطقة مصرية وستبقى مصرية، وأنّه – أي «كارتر» – لن يسمح بغير ذلك أبداً.

قال «السادات»، إنّه مصرّ على أن يلعب كلّ أوراقه مع الأميركيين؛ لأنّه يعتقد أنّ المفتاح لحلّ النزاع مع إسرائيل كله بيد أميركا، أمّا السوفيات فإنّهم مضطرّون إلى مجاراة واشنطن لا أكثر.

فيما يختصّ بلبنان، قال لي «أنور السادات»، كما سبق للرئيس اللبناني «إلياس سركيس» أن أكّده في خلال اجتماعي به قبل أيّام، أنّ السوريين هم الذين اغتالوا «كمال جنبلاط»، وأكّد «السادات» أنّه رغم كلّ الإشارات التي تنمّ عن رغبة السوريين في وضع اليد نهائياً على لبنان، فهو – أي «السادات» – لن يقبل بذلك، وكشف لي عن أنّه كان قد حذّر الرئيس «الأسد» قائلاً له، إنّ لبنان يجب أن يعود سيّدَ نفسه، في المقابل أخبره بأنّه يوافق على أي اتفاق سوري-أردني على الصعيد العسكري، وحتى على الصعيد السياسي إذا أراد «الأسد» ذلك، لكنّه لن يقبل المساس بلبنان، إلّا إذا رغب لبنان في ذلك بمطلق إرادته الحرّة... وبعد عودته إلى أوضاعه الطبيعية.

ويدرك الرئيس «السادات»، كما قال لي، أنّ المسلمين السُّنّة هم الذين خسروا أكثر من غيرهم من الفئات في لبنان، هذا العام. وللمناسبة، طلب «السادات» من نائبه «حسني مبارك» أن يبلغ السفير والسفارة في بيروت بضرورة التنسيق معي شخصياً في كلّ نشاطاتهم؛ لأنّه يعتبر أنّ صائب سلام هو أمل المسلمين والعرب الوحيد في لبنان. وفي الوقت نفسه حذّرني الرئيس «السادات» من خطر تعرّضي للاغتيال في لبنان، كما طلب منّي أن أبلغ التحذير نفسه إلى «سركيس»؛ لأنّ مَن اغتال «كمال جنبلاط» لن يتورّع عن اغتيال «إلياس سركيس» و«صائب سلام» من بعده. وطلب منّي الرئيس «السادات» أن أبلغ الرئيس سركيس أنّه يؤيّده كامل التأييد، محبّذاً تأييدي لدور الرئيس سركيس ولحكومته الحالية، وانفتاحي على المسيحيين عن طريق «بيار الجميّل». أمّا بالنسبة إلى «شمعون»، فإنّ الرئيس «السادات» يشاطرنا الاعتقاد بأنّه متّفق مع الإسرائيليين.

عندما انتهت المقابلة، وفي حين كان الرئيس السادات يودّعني، حذّرني مرّة أخرى من احتمال اغتيالي، وقال لي إنّني يجب أن أنتبه من السوريين.

- مناورات لتطبيق «اتفاق القاهرة»

مرّت الأسابيع التالية كما التي قبلها، دون أحداث كبيرة يمكن التوقّف عندها: مناورات سياسية وعدم استقرار في الصفّ الإسلامي، إمعان «المقاومة الفلسطينية» في الغرق في أوحال الوضع اللبناني، ازدياد استياء المواطنين... كلّ هذا في وقت راح فيه الجيش السوري يعزّز من وجوده في لبنان. وكان واضحاً أنّ سوريا باتت هي مركز الثقل في الواقع اللبناني. أمّا إسرائيل، فكانت تدخل على الخطّ بين الحين والآخر. وعلى الصعيد العربي، كانت الأوضاع بين شَدّ ومدّ، وكان واضحاً أنّ في الأفق أحداثاً كبيرة تنتظر الفرصة السانحة لتبرز. من ناحيتي، توزّعَ نشاطي بين «المقاصد»، و«التجمّع الإسلامي»، والاستجابة لصرخات الاستغاثة من المواطنين، وكنت أتشدّد أكثر وأكثر تجاه «أبو عمّار» وجماعته، لحرصي عليهم بقدر ما أحرص على «التجّمع» وعلى لبنان ككلّ، لكنّهم لم يشاؤوا أن يُصغوا إلى نصائحي.

وسط ذلك المناخ، تلقّيت دعوة لزيارة دمشق من جديد، والاجتماع بالرئيس «حافظ الأسد»، وكانت الزيارة الجديدة يوم 27 يونيو 1977، وهذه المرّة كان برفقتي النائب جميل كبي الذي كانت تلك هي المرّة الأولى التي يلتقي فيها الرئيس الأسد. والحقيقة أنّ انطباع «الكبّي» عن الرئيس «الأسد» بعد انتهاء اللقاء فاجأني؛ لأنّه كان مغايراً لما يُجمع عليه الكثيرون. المهمّ، كان الاستقبال الذي بدأ، كالعادة، عند الحدود وصولاً إلى «قصر الضيافة» في دمشق، حاملاً أسمى آيات التكريم، وهو ما أرضاني، لكنّني في الوقت نفسه لم أرتحْ كثيراً لما لمستُه فيه من مبالغة؛ إذ أحسستُ أنّه ربّما كان هناك قدْر من سوء النيّة يُبيَّتُ لي؛ إذ إنّني كنت أنا الوحيد الذي لا أزال أجرؤ على الخروج عن سلطتهم وتوجيهاتهم في لبنان. بعد «قصر الضيافة» أخذونا إلى قصر الرئاسة، حيث اجتمعنا بالرئيس «الأسد»، الذي بعد الترحيب المعتاد والكلام اللطيف والسؤال عن العائلة وعن «تمّام» و«فيصل»، أخذ دفّة الحديث ليقول إنّه يصرّ على ضرورة تنفيذ المقاومة لحصّتها من «اتفاق القاهرة»، طالباً منّا نحن، أن نعلن مطالبنا بذلك ونصرّ عليها، قائلاً إنّه سيحاول الوصول إلى التنفيذ بالتفاهم... فإن لم يُجدِ، فسيكون من الضروري، عندئذٍ، اللجوء إلى القوّة!

كرّر الرئيس الأسد، وكذلك فعل السيد عبد الحليم خدّام، أنّهم ليسوا وراء رشيد كرامي فيما يدعو إليه من «جبهة عريضة»، بل إنّهم منزعجون في الحقيقة من علاقته بالشيوعيين و«جنبلاط» و«المرابطون». قلت لهما إنّ الصورة في لبنان هي خلاف ذلك، وخصوصاً بالنسبة للاتّصالات التي يقوم بها أشخاص مثل «كمال شاتيلا» و«عاصم قانصوه» من المحسوبين على سوريا بشكل أو بآخر.

مهما يكن، فإنّ الرئيس الأسد لم يُخفِ أمامنا أنّه بات أقلّ تفاؤلا اليوم منه حين قابل الرئيس الأميركي «جيمي كارتر»، بل إنّه بات يذهب في تحليله إلى أنّ إسرائيل تتمتّع اليوم بفرصة ذهبية لشنّ حرب جديدة واحتلال أراضٍ عربية أخرى لتضع العالم، من جديد، تجاه الأمر الواقع.

والحقيقة أنّ من يتابع الأمور والتطوّرات، وخصوصاً في أميركا، يلاحظ أنّ التفاؤل الذي كان قد أشاعه الرئيس «كارتر» قبل شهرين، قد أخذ ينقلب إلى شيء من التشاؤم بعد وصول مناحيم بيغن وأحزاب اليمين الإسرائيلي المتطرّف إلى رئاسة الحكومة، وعلى ضوء الهجمة الصحافية وهجمة «الكونغرس» اللتين تجابهان الرئيس «كارتر» وحكومته، في هذا الصدد.

وكان الرئيس «السادات» قد وصف لي خلال زيارة قمت بها لمصر قبل أسابيع مقابلاته الخاصّة والعامّة مع «جيمي كارتر»، مؤكّداً أنّه اتفق وإيّاه على عقد «مؤتمر جنيف» والوصول إلى إقرار السلام قبل نهاية العام. ومع أنّ الرئيس «كارتر» أعلن عزمه على ذلك مرّة أخرى قبل أيّام، فإنّ من يتتبّع الأمور عن قرب يدرك جسامة المَصاعب والعقبات التي تواجه الرئيس الأميركي في «الكونغرس» والإعلام، كلما حاول أن يضغط على «إسرائيل وأن يفرض عليها شيئاً، وهذه ثابتة من ثوابت الوضع السياسي الأميركي. وأذكر هنا أنّني حين نجح «بيغن» وحزبه في الانتخابات الإسرائيلية ووصل اليمين المتطرّف إلى السلطة للمرّة الأولى، لاحظتُ ضخامة الحملة الإعلامية التي شُنّت ضدّه، فقلت لمن حولي «الله يجيرنا من هجمة صهيونية مضادّة». والواقع أنّ هذه الحملة ما لبثت أن بدأت، وبدا واضحاً أنّ «كارتر» سوف يكون ضحيّتها هو وكلّ أحلامه السلمية، اللهمّ إلّا إذا وجد في أوساط العرب تجاوباً معه يتمثّل في تنازلات إزاء تصلّب إسرائيل!

في أواخر يونيو، قابلتُ الرئيس سركيس، فوجدتُه قانطاً يائساً من إمكان قيامه بأي خطوة جدّية قبل حلّ قضيّة تنفيذ «اتفاق القاهرة»، ومع هذا فإنّه يعلّق بعض الأمل على نتائج الرحلة التي يقوم بها الوزير فؤاد بطرس للبلاد العربية (مصر، السعودية، الكويت) قائلاً، إنّ الأمير فهد بن عبد العزيز سيدعو إلى مؤتمر قمّة سداسيّ، يضع فيه المؤتمِرين أمام مسؤوليّاتهم، ويصرّ على الفلسطينيين لتنفيذ الاتفاقات المعقودة معهم.

أمل إلياس سركيس يكمن هنا فقط، أمّا المشكلة الأساسية فتكمن في المعارضة الشرسة التي يلقاها من قبل «الجبهة اللبنانية» ممثّلة بالرباعي «شمعون»/«فرنجيّة»/«الجميّل»/«قسّيس».

قبل يومين، كان قد تناول الغداء عندي سفير الولايات المتّحدة الأميركية «ريتشارد باركر» الذي أحضر لي معه النصّ الأصلي لبيان كانت وزارة الخارجية الأميركية قد أصدرتْه في اليوم السابق، ولفتني في البيان أنّه يعيد إلينا شيئاً كثيراً من التفاؤل، بعد أن كانت الغيوم قد تلبّدت كثيراً، إثر هجوم الإعلام الصهيوني و«الكونغرس» على الرئيس جيمي كارتر.

بعد أيّام زارني أمين الجميّل برفقة المحامي عبد الحميد الأحدب، وكانت هذه هي المرّة الأولى التي يجري فيها حديث طويل بيننا، وكان همّي الأوّل أن أدرس شخصيّته وأحدّد أهدافه وخلفياته وأستنتج إثر ذلك قيمته الحقيقية. كان مثل والده كثير الكلام، تكلَّم وحده أكثر من نصف ساعة وكان حديثه مزيجاً من الشرق ومن الغرب، المهمّ أنّني لاحظت أنّه متضايق مما يسمّيه «جبهة الكفور»، مستعملاً هذا الاسم بدل اسم «الجبهة اللبنانية»، وهذا الأمر كشف لي بالملموس واقع الخلافات التي كنّا نسمع عنها ولا نعرف لها تقييماً حقيقياً، وانتهى أمين الجميّل إلى اقتراحٍ يرمي إلى أن نضع اتفاقاً لمخطّطٍ مشترك نرسمه أنا ووالده بيار الجميّل، ونذهب به إلى رئيس الجمهورية لنعرضه عليه، ومع هذا قال أمين الجميّل، إنّ الآمال التي كانت معقودة على رئيس الجمهورية قد تبخّرت.

حدّثتُه عن إمكانية تفاهم مع الفلسطينيين لإنقاذ الجنوب ومنع الخطر عن كلّ لبنان، قال «إنهم كذابون!» قلت «لكنّهم اجتمعوا بأخيك بشير وبعدد من رفاقه الكتائبيين». قال «أخي بشير لا يفهم شيئاً، ولا يطلع منه شيء!» ولم أكن في حاجة إلى أكثر من هذا الدليل، حتى أتأكّد من الأخبار التي كانت لا تكفّ عن الحديث عن صراع عنيف بين الأخوين. بالنسبة إلى أمين الجميّل، لمستُ أنّ اختلاط كلّ الأمور في حديثه لا يجعله قادراً على أن يشكّل ثقلاً ليفاوض ويفاوَض. ولكن لا شك في أنّه استخدم مهارته لكي يرمي الطابة، في نهاية الأمر، في ملعبي، بحيث يمكنه في المستقبل أن يلقي اللوم علي قائلاً «لقد زرتك وحدّثتك بصراحة وطلبت منك المساهمة في وضع ورقة عمل لكنّك لم تفعل!». لذلك؛ وتحسّباً لهذه «الشطارة»، طلبتُ من عبد الحميد الأحدب، على حدة، أن يتّصل بمن يعرفهم في «الكتائب» من القوم المعتدلين والمنفتحين، من أمثال إبراهيم النجار، ليطلب منهم أن يضعوا، هم، ورقة العمل.

- قيادات المقاومة في الحضيض

في اليوم التالي زارني «أبو إياد» بعد طول جفوة وافتراق؛ إذ كنت لا أكفّ عن تحميله مسؤولية مساندة الشيوعيين و«المرابطون» في محاولاتهم لاقتحام منطقتنا، التي أوقفناها بعنف. مهما يكن، كنت أشعر بأنّ قيادات المقاومة في الحضيض، والوقت ليس وقت معاتبات، فأنا بعد كلّ شيء أحرص على القضيّة الفلسطينية من قيادات المقاومة نفسها. أخبرت «أبو إياد» بما جرى مع شمعون، وقلت له، إنّ هاني الحسن يلحّ علي بضرورة وصلهم بالقيادات المارونية، فرحّب بذلك كثيراً، لكنّه لم يصدّق أن كميل شمعون رضي بالاجتماع بـ«أبو عمّار»، هو الذي كان دائماً يصرّ على رفض ذلك، قلت له إنّ ما يجعلني أعتقد أنّ شمعون جادٌّ هذه المرّة فيما يقول هو أنّه أضاف لرفيق شاهين، الذي تولّى الوساطة بيننا، أنّني إذا وافقت على اقتراحه عليّ أن أخبره بذلك حتى يتدبّر الأمر مع أصحابه (ومع السوريين) كي لا يقوم هؤلاء بإفساد الأمر، معنى هذا أنّ «شمعون» يدرك أنّ هذا الأمر لا يروق السوريين!

عندما أشرتُ أمام «أبو إياد» إلى ما أعتقده من وجود خلافات وضروب منافسة بين قيادات المقاومة، وإلى انعدام الثقة بين هذه القيادات، وبـ«أبو عمّار» شخصياً، شاء «أبو إياد» أن يؤكّد لي تضامنهم فاقترح أن يبعث لي بالموافقة على هذه الخطوات مع «هاني الحسن» بالذات، علماً بأنّ الشائع هو أنّ الخلاف بين «هاني الحسن» و«أبو إياد» شخصياً على أشدّه، إلى درجة أنّ البعض عزا طلب زيارتي اليوم بالذات إلى ما رآه «أبو إياد» من تكرار زيارات «هاني الحسن» لي.

على أي حال، عاد هاني الحسن من دمشق بعد يومين، ليحدّثني فور زيارته لي عن لقاءاته بـ«ناجي جميل» و«محمد ناصيف»، ونقل إليّ معلومات تفيد بأنّ الأوضاع مضطربة في سوريا، وأنّ الوضع الاقتصادي متردٍّ، وقبل خروج «هاني الحسن» من عندي، وصل القاصد الرسولي (سفير الفاتيكان) فعرّفتُه إليه ورتّبتُ له موعدا لزيارته في الغد، ففرح بذلك كثيراً.

https://aawsat.com/home/article/3722326/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D8%B1%D8%A8-%D9%85%D9%82%D8%AA%D9%84-18-%D9%85%D9%87%D8%A7%D8%AC%D8%B1%D8%A7%D9%8B-%D9%84%D8%AF%D9%89-%D9%85%D8%AD%D8%A7%D9%88%D9%84%D8%AA%D9%87%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A8%D9%88%D8%B1-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%AC%D9%8A%D8%A8-%D9%85%D9%84%D9%8A%D9%84%D9%8A%D8%A9

 

 /New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 25 و 26 حزيران/2022

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 25 حزيران/2022/

جمع واعداد الياس بجاني

http://eliasbejjaninews.com/archives/109588/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1462/

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

 

LCCC English News Bulletin For Lebanese & Global News/June 25/2022/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

http://eliasbejjaninews.com/archives/109590/lccc-english-news-bulletin-for-lebanese-global-news-june-25-2022-compiled-prepared-by-elias-bejjani/

#LCCC_English_News_Bulletin

 

ماذا يقول الكتاب المقدس بشأن الإجهاض؟

Question: "What does the Bible say about abortion?"

June 24/2022

http://eliasbejjaninews.com/archives/109582/%d9%85%d8%a7%d8%b0%d8%a7-%d9%8a%d9%82%d9%88%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%82%d8%af%d8%b3-%d8%a8%d8%b4%d8%a3%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%ac%d9%87%d8%a7%d8%b6%d8%9f-wh/

Answer: In anticipation of the likely explosion of interest in the topic of abortion, we have recorded four podcast episodes recently of the GotQuestions.org staff discussing the issues:

What does the Bible say about abortion?