المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 11 حزيران/2022

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2021/arabic.june11.22.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

ولَمَّا كانَ النَّهَار، دَعَا تَلامِيذَهُ وٱخْتَارَ مِنهُمُ ٱثْنَي عَشَرَ وَسَمَّاهُم رُسُلاً

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/لجان برلمانية ملالوية بامتياز

الياس بجاني/هرطقة ومهزلة ادعاء حزب الشيطان على الصحافي طوني بولس، تحت حجة “خيانة القيم الإعلامية والنيل من هيبة الدولة وإضعاف الشعور القومي”/فيديو وقائع مؤتمر صحفي يرد على الاتهامات/وأخبار وتصريحات ووقائع ذات صلة بالموضوع

 

عناوين الأخبار اللبنانية

بعد كل جولة انتخابات في البرلمان عم يطلع البعض من النواب التغييريين يقولوا: "شوفوهم عاملين اتفاقات، شوفوا ما صوتولنا"، حسناً/مروان الأمين/فايسبوك/10 حزيران/2022

“اتّكال” وليس “استعانة”… مصطلح باسيل لاسترضاء حزب الله/جان الفغالي/هنا لبنان

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 10 حزيران 2022

عناوين الصّحف الصادرة اليوم الجمعة 10-06-2022

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 10/06/2022

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

للبنانيين الذين يعتقدون ان هذا هو التغيير... أكلتوا الضرب/زينة منصور/الكلمة اولاين

وزارة الصحة: 243 إصابة جديدة و حالة وفاة واحدة

بالأسماء- رؤساء اللجان النيابية والمقررين!

انتخابات اللجان تفضح المستور... هل "استوت طبخة الرئاستين"؟/مارغوريتا زريق/الكلمة أونلاين

غادة عون: النيابة العامة في جبل لبنان ادعت مرتين على رياض سلامة

النائب مروان حمادة: أي حرب في المنطقة ستدمر لبنان

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

البابا يرجئ زيارته لجمهورية الكونغو وجنوب السودان بسبب آلام في الركبة

البابا فرنسيس : المساواة في الحصول على اللقاحات الآمنة الفعالة أمر أساسي لإنقاذ الأرواح

إسرائيل استهدفت وقف إمدادات إيران.. جديد هجوم دمشق

قصف إسرائيلي يستهدف مطار دمشق وانفجارات ضخمة تهز مدينة دير الزور

واشنطن: مساعدة وزير الخارجية تزور إسرائيل لبحث ردع إيران

إقليم كردستان يتهم «كتائب حزب الله» بالضلوع في حادثة أربيل...أبو علي العسكري نفى «وإن كانت التهمة مشرفة»... وإدانات واسعة

الصدر يلوّح بالانسحاب من البرلمان في {رسالة ضغط} على خصومه ...العراق يهدد بتجريم التعامل مع إيران وتركيا بسبب المياه

أوكرانيا: هجوم روسي على سيفيرودونيتسك للسيطرة عليها

زيلينسكي دعا إلى منح بلده وضع المرشح لعضوية الاتحاد الأوروبي

بلينكن يحذر إيران من «أزمة نووية» و«مزيد من العزلة»

الطاقة الذرية» تحذر من «الضربة القاضية» للاتفاق النووي مع إيران

طهران أوقفت 27 كاميرا مراقبة للمنظمة الدولية... ورئيسي رفض التراجع

برلين ولندن وباريس تدعو طهران إلى «إنهاء التصعيد النووي»

بوادر انفراجة في أزمة الناقلات بين طهران وأثينا

إسرائيل تحذر النظام السوري من انتهاك «فض الاشتباك»

الأسد: سوريا ستقاوم أي غزو تركي لأراضيها

إردوغان يتمسك بالعملية العسكرية في سوريا وأميركا تحاول إلغاءها وروسيا تعزز قواتها في مناطق «قسد»

تأهب عسكري روسي ـ سوري شمال شرقي سوريا مع تصاعد التهديدات التركية

الجنرال تشايكو يبذل مساعي بين النظام و{قسد} لتنسيق المواجهة في المعركة المتوقعة

يوم مواجهات عنيفة في الضفة وإطلاق نار من قطاع غزة

معاقبة النواب العرب لتصويتهم ضد «قانون المستوطنين»... نائب آخر من حزب بنيت يعتزم الانشقاق والانضمام إلى المعارضة

مبعوثة أميركية لـ«طمأنة عباس» قبل بايدن إلى المنطقة ...إسرائيل تُفشل مقترحاً أميركياً لقمة خماسية

مصر لتشكيل هيكل «الحوار الوطني»... وإطلاق جلساته في يوليو..بدء مشاورات لاختيار 15 عضواً بمجلس الأمناء

المعارضة السودانية توافق على الجلوس مع المكون العسكري تم عقد جلسة بوساطة أميركية وسعودية

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

نوّاب الثورة: "شِلّي السيّد ع جنب يا أبو حميد"/محمد بركات/أساس ميديا

خديعة إسرائيل: الشفط من «كاريش» بكامله!/طوني عيسى/الجمهورية

مطالعة تجيز محاكمة العماد عون بتهمة الخيانة العظمى تبعاً لافعاله المرتكبة/حسن الرفاعي/النهار

لبنان خارج الزمن والجغرافيا/خيرالله خيرالله/العرب

نصر الله.. كلام حق يراد به باطل/د. توفيق هندي/جنوبية

"التفاوض تحت الماء"/زياد شبيب (02)/النهار

في التفاوض تحت الماء (01)/زياد شبيب/النهار

لماذا لم تعد المواجهة الحالية صالحة؟/شارل جبور/الجمهورية

بين الدولة القومية والدولة الوطنية/رضوان السيد/الشرق الأوسط

عن أي انتصار يتحدثون؟/أكرم البني/الشرق الأوسط

المرض العضال الذي جلبه بوتين/أمير طاهري/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الرئيس عون عرض للتطورات واستحقاقات المرحلة مع علي حجازي والأوضاع الاجتماعية مع الاباتي معلوف والأب حجار

ميقاتي من عمان : ليختر المجلس النيابي من يراه مناسبا لتشكيل الحكومة من دون شروط وتعقيدات والانتخابات الرئاسية قد تتأخر ولكنها ستحصل

بري استقبل مجلس شورى الدولة وفرونتسكا وتلقى برقية تهنئة من نظيره المصري وتسلم من السفيرالروسي برقيتي تهنئة من رئيسي مجلس الدوما والشيوخ

الدويهي: ترشحت لرئاسة لجنة الشؤون الخارجية لكسر ثقافة المحاصصة والفوز بالتزكية

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

ولَمَّا كانَ النَّهَار، دَعَا تَلامِيذَهُ وٱخْتَارَ مِنهُمُ ٱثْنَي عَشَرَ وَسَمَّاهُم رُسُلاً

إنجيل القدّيس لوقا06/من12حتى19/:”في تِلْكَ الأَيَّام، خَرَجَ يَسُوعُ إِلى الجَبَلِ لِيُصَلِّي، وَأَمْضَى اللَّيْلَ في الصَّلاةِ إِلى الله. ولَمَّا كانَ النَّهَار، دَعَا تَلامِيذَهُ وٱخْتَارَ مِنهُمُ ٱثْنَي عَشَرَ وَسَمَّاهُم رُسُلاً، وَهُم: سِمْعانُ الَّذي سَمَّاهُ أَيضًا بُطرُس، وأَنْدرَاوُس أَخُوه، ويَعْقُوب، وَيُوحَنَّا، وَفِيلِبُّس، وبَرْتُلْمَاوُس، ومَتَّى، وَتُومَا، وَيَعْقُوبُ بنُ حَلْفَى، وَسِمْعَانُ المُلَقَّبُ بِالغَيُور، ويَهُوذَا بنُ يَعْقُوب، ويَهُوذَا الإسْخَريُوطِيُّ الَّذي صَارَ خَائِنًا. وَنَزلَ يَسُوعُ مَعَ رُسُلِهِ، ووَقَفَ في مَكانٍ سَهْل، وكانَ هُناكَ جَمْعٌ كَثيرٌ مِن تَلامِيذِهِ، وَجُمْهُورٌ غَفيرٌ مِنَ الشَّعْب، مِن كُلِّ اليَهُودِيَّة، وأُورَشَليم، وَسَاحِلِ صُورَ وصَيْدا، جَاؤُوا لِيَسْمَعُوه، ويُشْفَوا مِن أَمْراضِهِم. والمُعَذَّبُونَ بِالأَرْوَاحِ النَّجِسَةِ كَانُوا هُم أَيضًا يُبرَأُون. وكانَ الجَمْعُ كُلُّهُ يَطْلُبُ أَنْ يَلْمُسَهُ، لأَنَّ قُوَّةً كَانَتْ تَخْرُجُ مِنهُ وَتَشْفِي الجَمِيع.”

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

لجان برلمانية ملالوية بامتياز

الياس بجاني/08 حزيران/2022

انتخابات رؤساء اللجان النيابيةملالوية وافرحت قاسم سليماني في قبره. نواب ما الن عازي ولجانن تعتير ع الآخر

 

هرطقة ومهزلة ادعاء حزب الشيطان على الصحافي طوني بولس، تحت حجة “خيانة القيم الإعلامية والنيل من هيبة الدولة وإضعاف الشعور القومي”/فيديو وقائع مؤتمر صحفي يرد على الاتهامات/وأخبار وتصريحات ووقائع ذات صلة بالموضوع

الياس بجاني/08 حزيران/2022

http://eliasbejjaninews.com/archives/109229/109229/

في لبنان المحتل من ملالي إيران بواسطة حزبهم الميليشياوي والشيطاني والإرهابي وتاجر الممنوعات، تتم باستمرار وبوقاحة وفجور وعهر، عمليات إرهاب ممنهجة، وفاضحة، ونافرة، تطاول عن سابق تصور وتصميم، كل صوت لبناني حر، يشهد للحق، وللبنان الإنسان، والسيادة، والهوية، والتاريخ والرسالة، والحريات، والحقوق، والقيم والاستقلال والحياة الكريمة.

في هذا السياق الإرهابي يقوم حزب الشيطان، المسمى كفراً “حزب الله”، بين الحين والآخر بتخوين الأحرار والسياديين ويتهمهم باطلاً وزوراً بالعمالة، وبتهديد الأمن والإستقرار والتعايش، وبإثارة النعرات، ويتقدم بدعاوى قضائية ضدهم، هي عبارة عن عمليات “إسقاط Projection ” على ضحاياه هؤلاء الشرفاء، لكل ما هو فيه من عمالة وخيانة، ولكل ما هو غارق بأوحاله من تبعية وعمالة طروادية مطلقة وعمياء ومذهبية لنظام ملالي إيران الإرهابي.

من هذا المنطلق التخويفي والإجرامي، أقدم حزب الشيطان من خلال إعلامييه، حسين مرتضى وخليل نصر الله، برفع دعوى قضائية لدى النيابة العامة الاستئنافية لدى جبل لبنان، ضد الصحافي طوني بولس، تحت حجة “خيانة القيم الإعلامية والنيل من هيبة الدولة وإضعاف الشعور القومي”.

ترى هل أخاف هذا الصحافي السيادي والشاب حزب الـ 100 ألف مقاتل إرهابي، وصاحب ترسانة مئات آلاف الصواريخ بكلمته وقلمه الحر؟

بالتأكيد، لقد أرعب بولس حزب الشيطان وقادته وأسياده الملالي، وكل مرتزقتهم وأذرعهم الإرهابية، لأن سلاحه هو الكلمة، والكلمة هي الله، والله هو الحق والعدل والحريات…ولان كلمته الشهادة للحق هي كلمة غالبية اللبنانيين.

يبقى، أن القضاء اللبناني الذي يمسك قرار معظم القيمين عليه حزب الشيطان، هو قضاء “عضومي” ولن يُنصف طوني بولس، وغيره من الأحرار والسياديين، لأنه أداة، ومجرد أداة لا يعرف لا الحق ولا العدل ولا القانون، وينفذ ما يؤمر به لا أكثر ولا أقل، تماماً كما هو حال وواقع الحكام المحكومين المعينين من قبل الاحتلال واسياده، وكذلك كما هو الواقع المخجل لغالبية أصحاب شركات الأحزاب الدمى.

في الخلاصة، إن التطاول على حرية الصحافي طوني بولس، وعلى حقوق وكرامة أي لبنان حر وسيادي هو مرفوض ومستنكر، وبالتأكيد إن هكذا تعديات وهرطقات وخطايا، لن تتوقف قبل تحرير البلد من الاحتلال الإيراني ومن حزبه الشيطاني، وذلك عن طريق وضعه تحت البند السابع الأممي، وتنفيذ كل القرارات الدولية المتعلقة به وفي مقدمها القرار 1559.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

أطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

بعد كل جولة انتخابات في البرلمان عم يطلع البعض من النواب التغييريين يقولوا: "شوفوهم عاملين اتفاقات، شوفوا ما صوتولنا"، حسناً:

مروان الأمين/فايسبوك/10 حزيران/2022

بعد كل جولة انتخابات في البرلمان عم يطلع البعض من النواب التغييريين يقولوا: "شوفوهم عاملين اتفاقات، شوفوا ما صوتولنا"، حسناً:

١- بكل ديمقراطيات العالم بصير في تواصل بين جهات سياسية ت توصل لتوافق في حال ما عندها اكترية برلمانية.

٢- انتوا كمجموعات تواصلتوا بين بعض ت تتفاهموا وتشكلوا لوائح موحدة قبل الانتخابات، ويلي ما قدرتوا تتوافقوا معهم او تتقاسموا معهم الحصص في اللوائح، شكلوا لوائح وخاضوا معارك ضدكم.

٣- اذا بعضكم بقول ما بدنا نتوافق مع الكتائب ومعوض وفرام، وبعضكم الآخر ما بدنا نتوافق مع القوات وغيرهم، انو ليه بدهم يصوتولكم اذا ما بدكم تتوافقوا معهم؟؟ حتى المجموعات يلي بتشبهكم خاضت معركة انتخابية ضدكم واسقطت بعضكم لما ما وصلتوا لتفاهم معها!!

٤- لو انكم توافقتوا مع غيركم حول اللجان ونائب الرئيس (خاصة لو رشحتوا حدا منكم)، اكيد كنتوا حققتوا انتصارات لكم وللبلد وللعمل المؤسساتي.

٥- انتوا فايتين عالبرلمان ت تحققوا نجاحات او ت تفرضوا حصول انتخابات خاسرة سلفاً، وتطلعوا ب صفر نتيجة؟؟ وبالمناسبة هيدي مش شطارة سياسية ولا نجاح، لان مجرد نائب واحد يقرر يترشح ع جميع اللجان بيقدر يفرض تصير انتخابات، وبيطلع بذات النتيجة متلكم "صفر تأثير"، "صفر نجاح".

٦- المفروض كان يتقرّش نجاحكم من خلال الوصول لمناصب "نائب رئيس واللجان"، بدل خوض معارك خاسرة، واستعراض شكلي "انو فرضنا تصير انتخابات" او فضحنا هيدي الجهة السياسية او تلك… واووو شو هالانجاز المؤسساتي.

٧- اذا هذه العقلية الرافضة لاي توافق مع الآخر هي التي ستحكم ممارستكم في البرلمان، الأفضل تستقيلوا من العمل المؤسساتي وترجعوا للشارع، اكيد تأثيركم بالشارع اهم بكتير من هذه المقاربات للعمل المؤسساتي، ولما تجيبوا ٦٥ نائب ما تحكوا ولا تتفاهموا مع حدا، وحققوا الدولة الفاضلة.

بعد كل "جولة برلمانية"  يلعب البعض دور الضحية (ما صوّتولنا)، والبعض الآخر يريد قتل الناطور (فضحناهم)، انما المطلوب هو أكل العنب… هناك هالة اسمها "العِفّة السياسية" تتحكم في هذا الاداء، قد تكون قناعة شخصية لدى البعض منكم، ولكن بعضكم هو ضحية لهذه "العفّة السياسية" نتيجة ضغط الرأي العام. بدها شوية حلحلة وسلاسة.

 

“اتّكال” وليس “استعانة”… مصطلح باسيل لاسترضاء حزب الله

جان الفغالي/هنا لبنان/10 حزيران/2022

لماذا شعر رئيس التيار الوطني الحر المهندس جبران باسيل أنه في قفص الاتهام في موضوع الجنوب؟ واضطُر إلى إصدار بيانِ دفاعٍ عن النفس؟ هل لأنه أحرِج فردَّ على ما اعتبره “مزايدات في ملف ترسيم الحدود”؟

إن أخطر ما في بيان التيار الوطني الحر، التخلي عن شرعية الدولة اللبنانية من خلال حديثه عن أن “تثبيت أي معادلة توازن بالخطوط أو الحقول يستوجب الاتكال على معادلة القوة مع إسرائيل والتي فرضتها المقاومة”. استخدم باسيل مصطلح “الاتكال” ولم يستخدم مصطلح “الاستعانة” بل “دخل مباشرة في الموضوع” من خلال “اتكاله على المقاومة”، ما يعني أنه ألزم الدولة بسلاح المقاومة، وبالتالي قَطَع الطريق على أي مطالبة بحصر السلاح في يد الدولة اللبنانية.

هذا تعاطٍ مع الوضع في الجنوب من منظار استحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية. رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، أراد من هذا البيان “الاتكالي”، تقديم أوراق اعتماده الرئاسية لحزب الله، قبل خمسة أشهر إلا سبعة أيام على انتهاء العهد، سالكًا الطريق التي سلكها قبله “الرئيس المقاوم” العماد إميل لحود الذي في عهده الممدد له، حصل حزب الله على كل ما كان يريده، وإلى اليوم لا ينسى حزب الله فضل الرئيس لحود عليه.

“إتكال” باسيل على “معادلة توازن بالخطوط أو الحقول يستوجب الاتكال على معادلة القوة مع إسرائيل والتي فرضتها المقاومة” هل يكفي لإرضاء حزب الله؟ بالتأكيد لا! فالحزب يريد أكثر من ذلك، يريد أكثر من مواقف كلامية يعرف أنها للاستهلاك الداخلي.

يُخشى أن يكون قطار الجنوب قد فات الجميع بمن فيهم رئيس التيار الوطني الحر الذي ركَّز قبل الانتخابات على “قطار” التحالفات الهجينة مع الرئيس بري فيما “قطار” التنقيب شغَّال في الجنوب.

الجميع محشورون في الزاوية، والخشية كل الخشية أن يتكرر سيناريو صيف 2006 في صيف 2022، في ذلك الصيف استعد اللبنانيون لموسم اصطياف واعد، فجاءت حرب تموز، اليوم يستعدون لصيف واعد متوقَّع أن يزور لبنان فيه مليونان بين مغترب وسائح، فهل تُطيح مخاوف الجنوب بهذه الآمال؟

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 10 حزيران 2022

وطنية/10 حزيران/2022

النهار

في حين رفض النائب العام الاستئنافي في بيروت القاضي زياد ابوحيدر تسجيل الدعوى ضد الحاكم رياض سلامه وشقيقه رجا لعدم الصلاحية باعتبارها تتبع النيابة العامة المالية، شنت اوساط سياسية حملة على القاضي، طاولت ايضا مطران بيروت للروم الارثوذكس الياس عوده من دون سبب واضح وهو الذي لم يتدخل في القضية اطلاقا بل يدعو تكرارا الى محاسبة اي مرتكب.

ينتظر مطارنة الروم الكاثوليك اليوم نتائج انتخابات رؤساء اللجان النيابية لتبيان الخيط الميثاقي من عدمه باعتبار ان طائفتهم حرمت رئاسة لجان نيابية وازنة

علم ان شخصيات من طائفة الروم الكاثوليك كانت بدأت انشاء تجمع قبل نحو ثمانية اشهر، اجتمعت مجددا امس على وقع نداء المطارنة، وقررت اطلاق تجمعها في مؤتمر موسع في ايلول المقبل على ان تبدأ الاستعدادات له من الاسبوع المقبل.

يلاحَظ من حجوزات القادمين الى لبنان لتمضية جزء من فصل الصيف في ربوعه ان معظمهم من جنسيات اردنية ومصرية وعراقية، فيما الأكثرية من الخليجيين تتوجه الى تركيا وقبرص وأوروبا.

تسود حالة ترقب في حال شُكلت حكومة حول التزام الأحزاب والتيارات السياسية مبدأ الفصل بين النيابة والوزارة وهو المشروع الذي طالما نادت به الاحزاب السياسية علناً وعملت عكسه ضمناً.

بدأت شركات الاعلانات تنفيذ قرار وزير الداخلية بازالة الصور والشعارات الانتخابية وقد ازيلت الصور عن اللوحات على طريق المطار الجديد بانتظار ان تملأ الفراغات وزارة السياحة.

الجمهورية

عُلم أنّ شخصية سياسية خسرت الإنتخابات النيابية بدأت في إجراء مراجعة لكل نمط سلوكها خلال الفترة السابقة بغية استخلاص الدروس منها.

توقّع ديبلوماسيون أن تشهد البلاد حركة غير عادية للإطلاع على التحضيرات الجارية لاستقبال موفد غربي معني بملف كبير.

نقلت مصادر دبلوماسية عن شخصية تفاوضية أنّ لبنان هدر فرصة مهمة ولم يسمع نصائح أُسديت إليه سابقاً، وقال إنه ينتظر صحوة لبنانية لئلّا يخسر فرصة قد تكون الأخيرة.

اللواء

نُقل عن مسؤول رفيع أن بقاء موظف مالي كبير في موقعه، بات بحكم الصعب جداً، وذلك قبل حلول تشرين المقبل.

بقي حبل السرَّة النيابية موصولاً، حتى مع الكتل التي جاهرت، وامتنعت عن التصويت في جلسة انتخاب رئيس المجلس.

لم تحصل شخصية بيروتية ذات سمعة اقتصادية، على أجوبة شافية من شخصيات نافذة تجاه طروحات جاءت لتولي منصب قيد التشاور.

نداء الوطن

يقال إن تكليف "حزب الله" النائب السابق نواف الموسوي بمتابعة ملف ترسيم الحدود البحرية هو بمثابة رد اعتبار له وتهرّب من تحمل المسؤولية، لأنه من المسلّم به أن يكون الحزب قد درس هذا الملف مسبقاً وكوّن فيه قناعات.

يتردد في الشمال أن النواب "قدامى المستقبل" في تواصل دائم مع الرئيس سعد الحريري عبر مقربين يتولون ابلاغهم الموقف من كل استحقاق، وأن تصويتهم للرئيس بري جاء بطلب منه وقد يسمون الرئيس نجيب ميقاتي لتشكيل الحكومة أيضاً إذا طلب منهم ذلك.

يحكى عن توقيع اتفاق بين نقابة أصحاب الفنادق وشركات الإعلانات التي تستثمر اللوحات الإعلانية على طريق المطار، لنشر إعلانات ترويجية للسياحة في لبنان برعاية وزارة السياحة و"حزب الله".

الأنباء

تصريح غير موفق لوزير أساسي يتعلق بوصول استخدمه لحوادث تتكرر دون أي رادع أمني.

تنعكس خطوة قام بها وزير معني بملف واعد بشكل سلبي على معظم الموارد المفترضة.

البناء

توقع مصدر حكومي أن ينضمّ الى اجتماع الرؤساء الثلاثة الخاص بالبحث بملف الحدود البحرية كل من وزير الخارجية وقائد الجيش لتوحيد المواقف والمقاربات عشيّة وصول المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين الى بيروت ومنعاً لأي حديث عن خلافات.

قال مصدر دبلوماسي إن كلام الرئيس السوري بشار الأسد عن قرار المواجهة من الدولة ومؤسساتها وإلى جانبها الشعب مع أية عملية عسكرية تركية رسالة قويّة تشكل مقدّمة لمواقف داعمة من الحلفاء وربما تشكل عامل ردع يدفع القيادة التركية لإعادة النظر بخطتها.

 

عناوين الصّحف الصادرة اليوم الجمعة 10-06-2022

التحري/10 حزيران/2022

النهار

-نصرالله يستبق المفاوضات ويلوح بالردع

-غروسي: إزالة إيران 27 كاميرا ضربة قاصمة لإلتفاق النووي

-الرئيس الإماراتي إستقبل بينيت والبحث تناول “مختلف القضايا الإقليمية “

نداء الوطن

-موقف رئاسي موحّد ينتظر هوكشتاين: “الخط 23 + حقل قانا”

-نصرالله “يشطب” الخط 29 و”يلقّم” السلاح: استعدّوا لـ”المغامرة”!

-السياحة المأمولة و”فخ” الـ cash economy

-واشنطن تُحذّر طهران من “أزمة نوويّة خطرة”

-بوتين يُشبّه نفسه بالقيصر “بطرس الأكبر”

اللواء

-لبنان بلا ورقة تفاوض.. وخيار الوسيط بين الحفار والانهيار!

-فريق بعبدا يربط الحكومة الجديدة بالرئاسة.. ورأس سلامة قبل نهاية العهد

-انعكاسات الحرب الأوكرانية

-لبنان يخضع للواقع في كاريش !

الجمهورية

-هوكشتاين نأمل عودة المفاوضات

-١٦١ عاما ًعلى تأسيسها

-الأمير والوزير والشيطان

-خديعة إسرائيل: الشفط من »كاريش« بكامله!

-جنبلاط ينتقد تأخير الاستشارات : ّ لا نحتاج »العميد المتقمص«!

الشرق

-مَن يصدّق.. سهم السوليدير بـ63 دولاراً أميركياً

-فخامته يستنجد بهوكشتاين .. ويتمرّد عليه

الديار

-ترسانة حزب الله الصاروخية تدخل في معركة حماية الغاز: أسلحة بحرية «فتاكة»

-سجال حول «الخط 29»… مقترحات رسمية شفهية لهوكشتاين وتسريبات «اسرائيلية»؟

-معضلة التأليف تسبق التكليف وميقاتي «مستاء» من طرح مرشحين سنة «هامشيين»

البناء

-الكيان يحبس أنفاسه بانتظار معادلات السيد نصرالله: البوصلة التي سترسم مستقبل التطوّرات

-نصرالله: } على السفينة أن ترحل فوراً } على حكومة الكيان الامتناع عن الاستخراج من كاريش

-} حق اللبنانيّين باستخراج ثرواتهم أولاً } هذه فرصتنا لمنع الانهيار } فليتوحّد اللبنانيون مع مقاومتهم

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 10/06/2022

وطنية/10 حزيران/2022

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون لبنان

ترقب يسود البلاد مع محطتين بارزتين الاسبوع المقبل اولها وصول الوسيط الاميركي في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية  اموس هوكشتاين الى لبنان ولقاؤه  الرؤساء الثلاثة وعددا من المسؤولين للوقوف على الموقف اللبناني ازاء  ملف الترسيم  بعد بات  العدو الاسرائيلي  جاهزا لبدء استخراج الغاز مطلع تموز المقبل

اما المحطة الثانية فهي الدعوة المرتقبة من قبل رئيس الجمهورية للاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس للحكومة الجديدة.

وفيما اكتمل المطبخ التشريعي مع انتخاب رؤساء اللجان ومقرريها في جلسة ساحة النجمة سجل موقف نوعي متقدم لقائد الجيش العماد جوزاف من  فرع مخابرات البقاع  بقوله أن حربنا على المخدرات لم تنته ولا تزال مستمرة لا ننتظر أي غطاء سياسي أو ديني لمكافحتها ولا نعمل وفقا لأي أجندة إنما من منطلق مسؤوليتنا تجاه شعبنا ووطننا.

اقليميا البارز اليوم ما كشفت عنه مصادر ديبلوماسية رفيعة أن الرئيس الاميركي جو بايدن سيزور المملكة العربية السعودية وفلسطين وإسرائيل والاردن ومصر والعراق في مطلع شهر تموز على أن يعلن عن برنامج الزيارة وموعدها الاسبوع المقبل.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ان بي ان

بإنتظار هوكشتاين ليتبين الخط الابيض من الخط الأسود على مستوى الخطوة المقبلة لبنانيا فإنه يتوجب على الجميع تحمل المسؤولية والوقوف صفا واحدا للحفاظ على حق لبنان في ثروته من جهة  والتصدي لأي إعتداء غير مستبعد على حدوده او نفطه او غازه من جهة أخرى.

على اية حال فإن الوسيط الأميركي الذي من المتوقع أن يصل الى بيروت مطلع الأسبوع المقبل سيجول الثلاثاء على الرؤساء الثلاثة وستكون له لقاءات مع عدد من المسؤولين المعنيين بالملف التفاوضي

وفي هذا الشأن رأى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أن اتفاق الإطار الذي انطلق من عند رئيس مجلس النواب نبيه بري هو المرجع الوحيد المناسب لمقاربة حقوق لبنان وفق مقتضيات المصلحة الوطنية اللبنانية استنادا الى الخط 23 معتبرا ان الاحتكام إلى هذا الاتفاق يعفي البلاد من كل الاجتهادات التي لا لزوم لها

واليوم رسم مجلس النواب بقية مشهد مطبخه التشريعي عبر إستكمال بقية لجانه وإنتخاب رؤسائها ومقرريها معلنا الإنطلاق إلى العمل بعيدا عن الشعبوية التي رافقت العملية الإنتخابية فيما يترقب اللبنانيون دعوة الرئيس عون الى الإستشارات النيابية الملزمة المتوقعة الأسبوع المقبل

في الشأن المعيشي حلقت أسعار المحروقات مجددا لتلهب معها اسعار الكثير من السلع والخدمات  واول الضحايا رغيف الخبز

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ام تي في

بهدوء لافت انتهى اسبوع الترسيم البحري. فالدولة تنتظر الوسيط الاميركي اموس هوكستين، الذي يرجح ان يكون في لبنان اما الاحد او الاثنين.

حزب الله، ورغم التصعيد الكلامي الشكلي للسيد حسن نصر الله امس، لا يزال يقف وراء الدولة وينتظر موقفها النهائي بعد لقاء اركانها الوسيط الاميركي. لكن المهم ان تتوصل الدولة باركانها كلها الى موقف موحد وجواب واحد عن الاسئلة التي يطرحها هوكستين. فاذا فعلت فان التسوية تصبح  ممكنة، وبالتالي يصبح في امكان لبنان التفكير بالاستفادة من ثروته النفطية.

اما اذا كان اللاقرار  هو الجواب  فعندها يستكمل لبنان انهياره ويزيد المسؤولون اخفاقا جديدا الى اخفاقتهم الكثيرة. توازيا، مجلس النواب انتخب لجانه ورؤساءها ومقرريها، من دون ان يسجل اي خرق جذري لمصلحة قوى التغيير،  التي لم تتمكن من الحصول على رئاسة اي لجنة. كما ان غياب نواب المستقبل اتاح  للقوى التي تدور في فلك 8 آذار والممانعة, تعزيز حضورها على  صعيد رئاسة اللجان

أمنيا، قائد الجيش زار منطقة بعلبك  واكد منها ان الحرب على المخدرات لم تنته ولا تزال مستمرة. العماد جوزف عون  توجه الى الفارين من وجه العدالة قائلا لهم: سلموا تسلموا والا تحملوا تبعات قراركم.

الكلام  واضح ومطمئن،  ويؤكد مرة جديدة ان الجيش اتخذ قراره بتوقيف الخارجين على القانون في منطقة بعلبك وبنشر الامن فيها.

الحزم الامني يقابله تسيب اقتصادي وتفاقم للازمات المعيشية. اليوم ارتفع سعر صفيحة البنزين 24 الف ليرة دفعة واحدة وارتفع سعر صفيحة  المازوت 40 الف ليرة.

على الصعيد الغذائي، اعلن عدد من نقباء اصحاب الافران في المناطق فقدان مادة الطحين,  في حين اعلن وزير الاقتصاد ان مخزون القمح يكفي لشهر ونصف الشهر. فمن نصدق: اصحاب الافران ام تطمينات وزير الاقتصاد؟

رغم اهمية كل هذه الاخبار، فإن الخبر الاساسي الليلة رياضي بامتياز. فانظار اللبنانيين  تتجه الى ملعب نادي بيروت  في الشياح، حيث المباراة السابعة والحاسمة من سلسلة نهائي بطولة لبنان لكرة السلة بين نادي بيروت والنادي الرياضي. فمن يتوج الليلة بطل لبنان في كرة السلة؟

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون المنار

ثبت الحقوق قبل الخطوط.. رسم باصبعه للعدو حدوده، وبحكمته للوطن طريقه..

هو الخبير باستخراج الكرامة ولو من اعماق البحار، كما اخرجها ذات يوم من سجون العدو مع المحررين، وزرعها رجالا اذلوا العدو الصهيوني عند الحدود الجنوبية وربيبه التكفيري عند تلك الشرقية..

وما أشرقت شمس على لبنان وهو في عز وكرامة واباء كما في زمن المقاومة وسيدها، وفي ظلال الوحدة ومعادلتها: جيش وشعب ومقاومة..

في زمن المعارك الوجودية لا الاستراتيجية فحسب، حسب الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله حسبة الخلاص مما نعانيه، باستخراج نفطنا المحمي بقوة الحق والمقاومة، على ان نتقن تحصين الموقف بالوحدة والتكامل لا المزايدة والتناحر ..

ثبت سماحة السيد للمفاوض اللبناني ركائز الموقف القوي، ووقف على الزناد مخاطبا العدو بما يعرفه من ويلات ان اصر على عدوانه، او تجاهل الحق اللبناني باستخراج نفطه وغازه..

وعلى مرمى دقائق من كلام الامين العام لحزب الله غزا الرعب المجتمع الصهيوني الذي طالب قادته بان يأخذوا تهديدات السيد نصر الله على محمل الجد، والا يبالغوا بالمواقف الاستعراضية امام خطورة المرحلة وتداعياتها، مع الدعوة للقيادة السياسية والامنية بعدم المغامرة.

اما البحث عن الشركة المغامرة لسرقة النفط من كاريش، فتبين انها يونانية الاسم اسرائيلية الهوى، يغلب عليها الطابع التضليلي وعلى مالكها ماتيوس ريغاس الهوية الصهيونية، وهو اليوناني الاسرائيلي الذي اخرج الشركة من البورصة اليونانية وادخلها البورصة في لندن ومجال العمل في الكيان العبري.

وبالعربية سمعت الشركة تهديدا واضحا من سيد المقاومة بأنها شريكة بالاعتداء على الحق اللبناني ان اصرت على استخراج الغاز من كاريش.

ولان الوقت محدود كما الخيارات امام اللبنانيين، فان سرعة الاداء مطلوبة أكثر من الكلام، ويكفي صدور جدول اسعار المحروقات اليوم الذي فاق فيه سعر صفيحة البانزين الحد الادنى للاجور، ويكفي النظرة الى الرغيف الذي يعاني بين ايادي التجار واعين الفقير، ليتأكد الجميع ان الحل في البحر ، فهل نبحر متحدين لاستخراج حقنا وانقاذ بلدنا قبل فوات الاوان؟

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون او تي في

مع استكمال الادارة المجلسية اليوم بانتخاب رؤساء اللجان ومقرريها، لسان حال اللبنانيين سؤال واحد: متى يبدأ العمل البرلماني الجدي، بإقرار القوانين الإصلاحية المؤجلة؟ واستطرادا، يسأل اللبنانيون، لماذا سيقدم المجلس الجديد حيث أحجم المجلس السابق؟ وماذا تغير؟

هذا على الخط المجلسي، اما حكوميا، فالانطباع العام السائد لدى الناس هو أن التأليف سيكون مستحيلا قبل نهاية العهد الرئاسي، حتى ولو سلك التكليف طريقه في الأيام المقبلة. وهنا أيضا، يسأل اللبنانيون: ما الذي سيتغير بين الحكومة الحالية التي دخلت مرحلة تصريف الاعمال، وأي حكومة جديدة، طالما القدرة على اتخاذ القرارات الحاسمة معلقة على آليات ميثاقية ودستورية أثبتت التجارب أنها في الحد الأدنى غير منتجة.

لكن، في انتظار المسارين البرلماني والحكومي، يبقى الاهتمام منصبا ايضا على المسار القضائي المرتبط بحاكم مصرف لبنان بعد التطورات الاخيرة، والمسار الحدودي البحري، مع ترقب وصول الوسيط الاميركي على وقع الكلام الواضح والهادف للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أمس.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ال بي سي

تهدئة وتهديد في خطاب واحد للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.

في التهدئة يقول : "أتمنى أن من يطالبنا بالإعلان عن رأينا بالخط أن يتريثوا قليلا، نحن نريد أن نبقى الآن مبتعدين".

وفي التصعيد يقول :"أن المقاومة أولا تملك القدرة المادية والعسكرية والأمنية والمعلوماتية واللوجستية والبشرية لمنع العدو من استخراج النفط والغاز من حقل كاريش".

ماذا يمكن الاستنتاج ؟ الاستنتاج ان نصرالله يقف خلف الدولة وأنه ابقى الباب مفتوحا للاحتمالين ، في وقت ينتظر لبنان المفاوض الاميركي آموس هوكستين المتوقع وصوله بعد غد الأحد.

في انتظار ما ستؤول إلى أوضاع ملف المفاوضات ، فإن الملفات الموجعة باتت من يوميات الأخبار ، من أزمة الكهرباء إلى أزمة الطحين ، وهذه الازمات في كباش يومي بين الوزراء المعنيين والنقابات المعنية.

نيابيا ، استكمل المطبخ التشريعي من خلال انتخابات رؤساء اللجان النيابية ومقرريها ، من دون أن تحمل هذه الإنتخابات مفاجآت تذكر. فيما استحقاق الاستشارات النيابية الملزمة يبدو أنه ليس داهما، ولا جديد في شأنه قبل منتصف الاسبوع المقبل إلى حين

انتهاء المفاوض الاميركي من دورة مفاوضاته.

أمنيا، كان لافتا ما أعلنه قائد الجيش العماد جوزيف عون من بعلبك، إثر جولته وتعزيته بالجندي الشهيد الذي سقط في معارك الشراونة مع عصابات المخدرات، قائلا : " لسنا ضد أي عائلة أو عشيرة، إنما ضد كل الخارجين على القانون والمخلين بالأمن والاستقرار. دعوتهم سابقا وأكرر الدعوة لهم بتسليم أنفسهم لمعالجة ملفاتهم والا فليتحملوا تبعات قرارهم اليوم أيضا البداية من السياحة.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

للبنانيين الذين يعتقدون ان هذا هو التغيير... أكلتوا الضرب

زينة منصور/الكلمة اولاين/الجمعة 10 حزيران 2022  

للبنانيين الذين يعتقدون ان هذا هو التغيير، أكلتوا الضرب وضحكوا عليكم. الأيام القادمة ستكشف لكم ان من تظنون انهم (تغيير) ليسوا الا أدوات السلطة يختبئون تحت عناوين لامتصاص غضبكم ووأد انتفاضتكم وأن لا أحد من التغييريين آتٍ للتغيير.

🛑 والسؤال ( تغييريين شو؟).

تغيير الممولين

تغيير تلفزيونات التغيير المملوكة من المنظومة

تغييرين الزعماء

تغييرين الأحزاب

تغييربن التحالفات على القطعة على ظهر القطيع المقطوع من شجرة.

(تغييرين شو؟).

تغييرين لامتصاص غضب الناقمين على مافيا المنظومة للالتحاق بأذنابها "التغييرية" من ذوي الركاكة السياسية واللامشروع بين نائب فتح لاند ونائب فتح كاريش ونائب فتح لبنان على مؤتمر تأسيسي مزعوم ونائب فتح لبنان على صفقة موازية ل (صفقة التغيير مع التغييريين).

(تغييرين شو؟).

سذاجة هرولة الشباب المضحوك عليهم وراء التغييريين تفوق سذاجة هرولة اللبنانيين سابقاً وراء انقسامات 14 و 8...

14 تعتبر 8 خيانة...

و8 تعتبر 14 خيانة...

وغدا سيظهر من يعتبر 17 تشرين 17 آيار....

الIQ لأتباع التغييريين الناشطين سابقا في صفوف الأحزاب والناشئين في تغيير التعتير اللبناني يحتاج إلى فيتامينات سياسية الا اذا كانوا كومبارس وممثلين طامحين في مسرحية تغيير التعتير.

ولا تنسوا لا يمكن لمن مولتهم المصارف ولجمت الدولار 3 أشهر لتمرير الانتخابات واستحصلوا على تمويل داخلي خارجي إلا أن يكونوا مدافعين عن مصالح مموليهم.

🛑 تغييرين شو؟... وبالنسبة لبكرا شو؟...

 

وزارة الصحة: 243 إصابة جديدة و حالة وفاة واحدة

وطنية/الجمعة 10 حزيران 2022   

أعلنت وزارة الصحة العامة في تقريرها اليومي تسجيل 243 إصابة جديدة بفيروس كورونا رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى1100648، كما تم تسجيل حالة وفاة واحدة ".

 

بالأسماء- رؤساء اللجان النيابية والمقررين!

وكالات/10 حزيران/2022

بعد انتهاء انتخاب اللجان النيابية، اليوم الجمعة، انتقل أعضاء اللجان الى مكتب رئيس مجلس النواب نبيه بري، حيث تم انتخاب رؤساء اللجان الـ 16 والمقررين لها.

وجاءت نتائج رؤساء اللجان والمقررين على الشكل التالي:

النائب ابراهيم كنعان رئيساً للجنة المال والموازنة

والنائب علي فياض مقرراً لها

النائب جورج عدوان رئيساً للجنة الادارة والعدل

والنائب جورج عطالله مقرراً لها (بالتزكية)

النائب فادي علامة رئيساً للجنة الخارجية والمغتربين

والنائب النائب هاغوب بقرادونيان مقرراً لها (بالتزكية)

النائب سجيع عطية رئيساً للجنة الأشغال العامة والنقل

والنائب محمد خواجة مقرراً لها (بالتزكية)

النائب بلال عبدالله رئيساً للجنة الصحة العامة والعمل

والنائب سامر التوم مقرراً لها

النائب حسن مراد رئيساً للجنة التربية الوطنية

وإدكار طرابلسي مقرراً لها (بالتزكية)

النائب جهاد الصمد رئيساً للجنة الدفاع والداخلية والشؤون البلدية

والنائب أسعد درغام مقرراً لها (بالتزكية)

النائب هاغوب بقرادونيان رئيساً للجنة المهجرين

والنائب حسين جشي مقرراً لها

النائب أيوب حميد للجنة الزراعة والسياحة

والنائب أديب عبدالمسيح مقرراً لها (بالتزكية)

النائب غياث يزبك رئيساً للجنة البيئة

والنائب قاسم هاشم مقرراً لها (بالتزكية)

النائب ميشال ضاهر رئيساً للجنة الاقتصاد والصناعة والتخطيط

والنائب ناصر جابر مقرراً لها (بالتزكية)

النائب إبراهيم الموسوي رئيساً للجنة الإعلام والاتصالات

والنائب محمد سليمان مقرراً لها (بالتزكية)

النائب سيمون ابي رميا رئيسا للجنة الشباب والرياضة

والنائب رائد برو مقرراً لها (بالتزكية)

النائب ميشال موسى رئيسا للجنة حقوق الانسان

والنائب نزيه متى مقرراً لها (بالتزكية)

النائب عناية عزالدين رئيسة للجنة المرأة والطفل

والنائب عدنان طرابلسي مقرراً لها (بالتزكية)

النائب طوني فرنجية رئيساً للجنة التكنولوجيا والمعلومات (بالتزكية)

والنائب نقولا الصحناوي مقرراً لها

 

انتخابات اللجان تفضح المستور... هل "استوت طبخة الرئاستين"؟

مارغوريتا زريق/الكلمة أونلاين/الجمعة 10 حزيران 2022   

يعيش المواطن في لبنان بحالة خيبة أمل يومية من منظومة تكتلات وأحزاب لطالما كانت تقوم على طبخ تسويات سياسية لتوزيع الاستحقاقات وفقاً لمصالحهم، من انتخاب رئيس مجلس النواب، ونائبه، وتكليف رئيس وزراء جديد لتشكيل الحكومة ومن ثم انتخاب رئيس للجمهورية. افرزت الانتخابات النيابية جوا من الإيجابية ونفحة أمل بوصول عدد من النواب المستقلين والتغييريين الى البرلمان، علهم يستطيعون بالتعاون مع النواب السياديين وضع حجر التغيير في هيكل تآكله الفساد المنظم منذ سنين طويلة. كانت الجلسة الأولى بمثابة إختبار للنواب الجدد والسياديين، وبالرغم من المؤشرات الواضحة لوجود تحالف غريب، الا ان هذه الجلسة لم تزود المراقبين بدليل مؤكد عن تركيبة الأكثرية وفرضية وجود نواب الأقنعة المتنقلة. وجاءت جلسة انتخاب اعضاء اللجان ، للمرة الأولى منذ ما بعد اتفاق الطائف، اضطر فيها المجلس النيابي إلى اللجوء الى إجراء انتخابات لاختيار الأعضاء، مما لا شك فيه فرض النواب التغييريون إيقاعاً جديداً داخل المجلس النيابي بدأ مع انتخاب هيئة المكتب الأسبوع الفائت، وتكلل بانتخاب اللجان النيابية . وهنا كانت المفاجأة لا بل الصدمة، خسارة التغييريين حيث كان هناك انتخابات وانتصارهم حيث التزكية ،وحصول نائبان مطلوبان للعدالة في اكبر جريمة شهدها لبنان بحق عاصمته وشعبه، على حوالي تسعين صوتا (90) برلمانيا لكل واحد، في لجنة العدل. مصدر قواتي أكد للكلمة اونلاين، هذه الجلسة دحضت الشك باليقين ان هناك تركيبة واضحة من تسعين (90) نائبا على الأقل ، هذه التركيبة ذاتها صبت اصواتها للنائب طوني فرنجية في لجنة الاقتصاد والذي حصل على تسعة وثمانين (89) صوتا، وأكد ان كتلة القوات لم تصوت ابدا للنائبين غازي زعيتر وعلي حسن خليل، في اللجان انتخبوا من زاوية تخصصية، وفي السياسة انتخبوا مبادئهم ،وضميرهم مرتاح، والقوات لم تصوت لرئيسهم فكيف لها ان تصوت لهم، ويشكك المصدر، ببعض التغييرين بأنهم إنتخبوا وشاركوا في التسوية، وهذا انعكس على اللجان التي فازت بالتزكية .

من ناحية أخرى رفض النائب وضاح الصادق الاتهامات الموجهة ضدهم من كل الاطراف والآراء والتحليلات والمقالات التي تشير الى اتهام نواب التغيير بالتسوية، وشدد على ان كل هذه الاتهامات مضيعة لوقت الناس ، ووصفها بال" حكي سخيف كذاب " وقال ان من يسمحون لنفسهم اتهامهم هم احقر من جماعة السلطة التي اوصلت البلد لهذه الحال ولديهم من الحقارة والخفة والعهر والكذب اكتر من الذين يحكمون البلد ،وختم :" العالم عم بتموت من الجوع ، عيب نحكي بهالقصص ، كل هم الناس لمين صوتنا" . في ظل قانون يفرض سرية الاقتراع، تجري العادة ان يتقاذف الجميع كرة التسوية، وتبقى هذه المشهدية للمواطن اللبناني في حالة ترقب دائمٍ لمستقبل مجهول وقلق مستمرّ من مقولة تتردّد على لسان المطلعين سياسياً واقتصادياً بأن "الأسوأ لم يأتِ بعد"، خصوصاً أن انتخابات اللجان أفرزت أكثرية تسعين (90) نائبا ، الثنائي الشيعي مع حلفائهم المعلنين والغير معلنين، وهم ابعد من ان يكونوا حلم الشعب للتغيير ، 90 نائبا انتخبوا متهمين ومطلوبين بمذكرة توقيف ، 90 نائبا انتخبوا نائب والده مرشح لرئاسة الجمهورية ،وبدل أن يفضي إجراؤها إلى أجواء إيجابية، طرح تساؤلات وواقع خطير سنشهده في الايام القريبة. هل استوت طبخة الأكثرية الحاكمة ومعها اسم رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية؟.....

 

غادة عون: النيابة العامة في جبل لبنان ادعت مرتين على رياض سلامة

وطنية/الجمعة 10 حزيران 2022   

غردت النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضية غادة عون عبر حسابها على "تويتر": " للمعلومات ، النيابة العامة في جبل لبنان ادعت مرتين على رياض سلامة، الاولى بجرم تبديد الدولار المدعوم ووصل الملف الى محكمة التمييز وقبلت الدفع بعدم الصلاحية مما اوقف الملف. والمرة الثانية بجرم التدخل بتبيض اموال لانه سمح بتحويل 5 مليار $ الى الخارج: مليار $ من قبل مصرف ال sgbl  و4 مليار $ من مكتف".

 

النائب مروان حمادة: أي حرب في المنطقة ستدمر لبنان

وطنية/الجمعة 10 حزيران 2022   

شدد النائب مروان حمادة في حديث الى "صوت كل لبنان" على ان "المطلوب في مسألة الحدود هو وحدة الموقف بين الافرقاء والهدوء"، لافتا الى ان "أي حرب في المنطقة ستدمر لبنان الذي سيدفع ثمنا أغلى بكثير من ثروات مياهه". واعتبر أن "كلام الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله بالامس وضع مسدسا على الطاولة باتجاه الرؤساء الثلاثة والجيش اللبناني قبل وصول الوسيط الاميركي الى لبنان، وكأنه يذكر ان قرار السلم او الحرب عنده".  وأشار حمادة الى انه يوافق "رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل حول طرح التفاوض على خط قانا بالكامل مقابل ما تبقى من خط كاريش". في سياق أخر، رأى أن "رئيس الجمهورية يخالف الدستور من خلال التأخير في توجيه الدعوة الى الاستشارات الملزمة"، وأعرب عن خشيته من "فترة تصريف اعمال طويلة يبدو أن لا مفر منها اذا أراد القصر الجمهوري ان يفرض سلفا شروط التشكيل والقرارات على رئيس الحكومة

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

البابا يرجئ زيارته لجمهورية الكونغو وجنوب السودان بسبب آلام في الركبة

وطنية/الجمعة 10 حزيران 2022

أعلن الفاتيكان اليوم أن البابا فرنسيس (85 عاما) اضطر الى ارجاء زيارته لجمهورية الكونغو الديموقراطية وجنوب السودان التي كانت مقررة من 2 تموز الى 7 منه بسبب آلام في الركبة. وقال مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي ماتيو بروني في بيان: "بعدما قبل طلب الأطباء ولكي لا يبطل نتائج علاجات الركبة التي لا تزال جارية، يجد الأب الأقدس نفسه مع الأسف مجبرا على تأجيل زيارته الرسولية، إلى موعد جديد سيحدد لاحقا".  ويأتي هذا الإعلان فيما كانت التحضيرات في أوجها، حتى ان الفاتيكان كشف عن البرنامج المفصل للرحلة التي كانت مقررة لستة أيام، وكان يفترض ان يزور خلالها الحبر الأعظم كينشاسا وغوما وجوبا، حسبما افادت "وكالة الصحافة الفرنسية".

 

البابا فرنسيس : المساواة في الحصول على اللقاحات الآمنة الفعالة أمر أساسي لإنقاذ الأرواح

وطنية/الجمعة 10 حزيران 2022

غرد البابا فرنسيس عبر حسابه على "تويتر": " إن‏ المساواة في الحصول على اللقاحات الآمنة والفعالة هو أمر أساسي لإنقاذ الأرواح وسبل العيش. لا يجب أن تترك أفريقيا في الخلف. لا يكون أحد بأمان إلا إذا كان الجميع بأمان".

 

إسرائيل استهدفت وقف إمدادات إيران.. جديد هجوم دمشق

دبي - العربية.نت/الجمعة 10 حزيران 2022

بعد هجمات صاروخية إسرائيلية في ساعة مبكرة اليوم الجمعة، كشفت مصادر العربية/الحدث أن القصف الإسرائيلي لمطار دمشق هدفه تعطيل طائرات الشحن الإيرانية. وأضافت أن القصف الإسرائيلي استهدف المدرج الشمالي في مطار دمشق الدولي وتسبب بحفرتين كبيرتين، مشيرة إلى أن الهدف من القصف هو تعطيل المدارج ومنع طائرات الشحن الإيرانية من نوع بوينغ 747 من استعمال المطار خصوصاً أن المدرج الجنوبي للمطار معطل أصلاً. كما، أوضحت أن طائرة إيرانية تابعة لخطوط "كشم" ويديرها الحرس الثوري حطت بدمشق في 30 أبريل الماضي، في رحلة قادمة من إيران، ورجحت المصادر أنها كانت تنقل أسلحة. في موازاة ذلك، أكدت تلك المصادر أن إسرائيل تنفذ خطة جديدة لضرب المرافئ السورية بعد فشل ضرب خطوط إمداد إيران. وأضافت أنها تهدف لمنع وصول أي شحنات جوية وبحرية إيرانية لسوريا.كما، أشارت إلى أنها قصفت مرفأ اللاذقية منذ أشهر، مشيرة إلى أنها علمت بشحنة معدات تصنيع صواريخ إيرانية في المرفأ. من جهته، قال مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن خلال مقابلة مع العربية في وقت سابق اليوم، إن الضربة الإسرائيلية في مطار دمشق دمرت مستودعات لحزب الله، وفصائل إيرانية أخرى، لافتا إلى أن المليشيات الإيرانية تخزن السلاح وسط مناطق سكنية سورية. وأشار إلى تأثر برج المراقبة في المطار بالضربة الإسرائيلية، مضيفا أن "إيران حولت سوريا إلى مستودع للذخيرة والسلاح". كما أفاد بسقوط جرحى من الميليشيات، مؤكدا أن القصف استهدف 3 مواقع في مطار دمشق. وقبل ذلك، قال المرصد إن حركة الطيران توقفت لمدة 48 ساعة في مطار العاصمة. يذكر أنه غالبا ما تستهدف هجمات صاروخية مواقع على الأراضي السورية تعود إلى نشاطات عسكرية للميليشيات الإيرانية أو لقوات النظام، وغالبا ما تتهم إسرائيل بتنفيذها. فيما تمتنع تل أبيب عادة عن التعليق، على الرغم من أن مسؤوليها أكدوا مراراً على مر الحكومات السابقة أنهم لن يدعوا إيران والمجموعات والميليشيات التي تدعمها بالتغلغل بالقرب من الحدود السورية الإسرائيلية، بما يشكل خطراً على إسرائيل. فمنذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011 شنت القوات الإسرائيلية مئات الغارات، مستهدفة مواقع عسكرية متعددة على الأراضي السورية، قسم كبير منها يعود لحزب الله والميليشيات الإيرانية.

 

قصف إسرائيلي يستهدف مطار دمشق وانفجارات ضخمة تهز مدينة دير الزور

أورينت نت- حسان كنجو/الجمعة 10 حزيران 2022

تعرضت مواقع تابعة لميليشيات إيران بمحيط العاصمة دمشق لقصف إسرائيلي فجر اليوم الجمعة، وفي دير الزور هزت انفجارات ضخمة وسط المدينة، أما جنوباً فقد شهدت محافظة درعا مقتل عناصر من ميليشيات أسد وإصابة آخرين بجروح. قالت وكالة سانا التابعة لميليشيات أسد، إنه في تمام الساعة الرابعة وعشرين دقيقة من فجر اليوم الجمعة، تعرضت بعض النقاط جنوب العاصمة دمشق لرشقات من الصواريخ من جهة الجولان السوري المحتل، معلنةً (كالعادة) إسقاط غالبية الصواريخ، أما البعض الآخر فقد وصل إلى هدفه وألحق أضراراً مادية وأدى لإصابة مدني فقط. فيما أكد موقع صوت العاصمة أن الرشقات الصاروخية استهدفت مطار دمشق الدولي، وسط محاولات الكتائب الجوية في قاسيون إسقاط الصواريخ. قال مراسل أورينت نت بريف دمشق (ليث حمزة)، إن ميليشيات أسد أجرت عمليات تفتيش وتدقيق على حاجزها قرب قوس مدينة قدسيا غرب دمشق، بالتزامن مع عمليات مماثلة قامت بها في بلدة الهامة أيضاً بحثاً عن مطلوبين للخدمتين الاحتياطية والإلزامية، كما نشرت ميليشيا الأمن السياسي حاجزاً مؤقتاً (طيار) قرب المسجد العمري داخل قدسيا وتم تسجيل حالة اعتقال واحدة. في سياق ذلك، ذكر مراسلنا أن الميليشيات أنهت الحصار الذي كانت تفرضه على بلدة بيت سابر في منطقة جبل الشيخ بريف دمشق الجنوبي بعد اتفاق جرى بين ضباط ومسؤولين من ميليشيات الأسد و عدد من وجهاء البلدة في إحدى القطع العسكرية المحيطة بالبلدة، حيث قضى الاتفاق بتسوية أوضاع خمسة شبان وتسليم أسلحتهم الخفيفة مقابل فتح الطرقات ذهاباً وإياباً بعد حصار دام لعدة أيام مع تشديد أمني على محيط البلدة. قال مراسل أورينت نت بريف حلب (مهند العلي)، إن رتلاً عسكرياً تابعاً لميليشيات أسد، وصل إلى إلى خطوط التماس بين الجيش الوطني وميليشيا قسد شمال منبج، وذلك في ظل الحديث عن عملية عسكرية تركية في المنطقة، تبعه رتل آخر دخل إلى مدينة منبج عبر معبر التايهة، وقد ضم أكثر من 100 عنصر وأكثر من 10 دبابات، وتمركز في بلدة العريمة غرب منبج. وإلى الشرق، أفادت شبكة عين الفرات بسماع دوي انفجارات داخل مدينة دير الزور ليلة أمس، مشيرة إلى أن الانفجارات كانت صادرة من جهة المعهد التجاري و(فيلا) قائد ميليشيا الدفاع الوطني بدير الزور (فراس عراقية)، وقد ترافقت مع نشوب حريق في المنطقة دون معرفة الأسباب. من جانب آخر، أقدمت ميليشيا قسد على حرق صهاريج مازوت "ديزل" في مدينة الشحيل شرق دير الزور، كانت معدة للتهريب إلى مناطق سيطرة ميليشيات أسد ما أسفر عن وقوع انفجارات في المنطقة. جنوباً، قتل وجرح عدد من عناصر ميليشيات أسد جراء استهدافهم بريف درعا، وقال تجمع أحرار حوران في خبر له إن عنصرين من ميليشيات أسد قتلا وأصيب آخرون بجروح، جراء استهدف سيارة إطعام تابعة لهم بعبوة ناسفة، بالقرب من مدخل بلدة زيزون بريف درعا الغربي.

 

واشنطن: مساعدة وزير الخارجية تزور إسرائيل لبحث ردع إيران

دبي - العربية.نت/الجمعة 10 حزيران 2022

أعلنت وزارة الخارجية الأميركية اليوم الجمعة، في بيان أن مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى باربارا ليف ستزور إسرائيل والضفة الغربية في الفترة من 11 إلى 14 يونيو/حزيران الجاري لبحث موضوعات من بينها ردع "الأنشطة الإيرانية العدوانية بالمنطقة". وذكر البيان أن ليف ستتشاور أيضا مع الإسرائيليين والفلسطينيين بشأن مجموعة من الأولويات، من بينها "تعميق التعاون الأميركي الثنائي مع كل من إسرائيل والسلطة الفلسطينية، والعلاقات الإسرائيلية الفلسطينية ودعم الولايات المتحدة لحل الدولتين، ودعم اندماج إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط الأوسع نطاقا". وكان مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان ونظيره الإسرائيلي إيال حولاتا أكدا خلال اجتماع حضره مسؤولون آخرون من الجانبين مطلع الشهر الجاري، الالتزام بتنسيق الجهود الرامية لمنع إيران من حيازة سلاح نووي وردع أنشطتها الإقليمية "العدوانية". يذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، أبلغ رئيس وكالة الطاقة الذرية رافايل غروسي في 3 يونيو الجاري، أن إسرائيل تفضل حلاً دبلوماسياً عن المواجهة فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني ولكنها قد تقوم بتحرك مستقل "دفاعاً عن النفس". واتهمت إسرائيل إيران الأسبوع الماضي بسرقة وثائق سرية من الوكالة الدولية واستخدامها لخداع مفتشين دوليين منذ نحو عقدين، ونشرت ما وصفتها ببعض الوثائق المذكورة. من جهتها، رفضت إيران الاتهامات بوصفها أكاذيب. وكانت إسرائيل معارضة شرسة لاتفاق 2015 ورحبت بانسحاب إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب منه، ما تسبب في انهياره. وتحاول إدارة الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن تجديد الاتفاق الذي رفع بعض العقوبات عن إيران مقابل تقييدها برنامجها النووي وموافقتها على الرقابة عليه. ولم تستبعد الولايات المتحدة وإسرائيل استخدام القوة العسكرية لمنع إيران من تطوير سلاح نووي.

 

إقليم كردستان يتهم «كتائب حزب الله» بالضلوع في حادثة أربيل...أبو علي العسكري نفى «وإن كانت التهمة مشرفة»... وإدانات واسعة

بغداد: فاضل النشمي/الشرق الأوسط/الجمعة 10 حزيران 2022

اتهم مجلس أمن إقليم كردستان ميليشيا «كتائب حزب الله» الموالية لإيران بالضلوع في هجوم الطائرة المسيرة الذي استهدف بلدة بردى في أربيل عاصمة حكومة الإقليم، فيما طالبت الرئاسة الكردية، العراق والمجتمع الدولي بالتدخل لوقف هذه العمليات الإرهابية. وهذه المرة الأولى التي تتهم سلطات الإقليم علناً الكتائب بعد أن كانت تتهم خلال الهجمات السابقة فصائل مسلحة، لكنها تحجم عن تسميتها بالاسم، ما يكشف عن حجم الغضب والامتعاض الذي تعانيه أربيل من عمليات القصف التي تطالها بين حين وآخر، ومحاولة منها لدفع السلطات الاتحادية إلى ردع الميليشيا المعروفة بعدائها لأربيل وإقليم كردستان بشكل عام، وغالباً ما تتهمها بإيواء معسكرات تدريب وعناصر موساد إسرائيلية، على غرار ما تفعل طهران. وقال مجلس أمن الإقليم، في بيان، أمس (الخميس)، إن «الهجوم الإرهابي الذي استهدف أربيل الليلة الماضية يأتي استمراراً للهجمات التي نُفذت للضغط على إقليم كردستان». في إشارة إلى الهجمات المتكررة التي تتعرض لها أربيل، وضمنها الهجوم الإيراني منتصف مارس (آذار) الماضي، بـ12 صاروخاً باليستياً بذريعة استهداف «مركز صهيوني». وأضاف المجلس أن «الطائرة المسيرة التي استخدمت في الهجوم كانت موجهة نحو أربيل من قبل ميليشيا حزب الله (العراقية) في بلدة بردى». وأشار البيان إلى أنه «بعد الهجوم، أفادت عدة مواقع رسمية تابعة لقوة إقليمية (الإشارة هنا إلى إيران)، كما حدث في السابق، باستهداف سيارة للموساد الإسرائيلي ومقتل شخص واحد حسبما زُعم، قد يكونون قادرين على تغذية هذه الأكاذيب لرأيهم العام، لكن بالنسبة لأهالي أربيل والمنطقة الذين شاهدوا مكان الهجوم ونوعه وعواقبه بأعينهم، أصبحت هذه الأخبار سخيفة». وأوضح البيان أن «إقليم كردستان لن يكون أبداً في موقف يهدد دول الإقليم، وفي نفس الوقت نعلن أن هذه الدول يجب أن تحترم سيادة إقليم وشعب إقليم كردستان والعراق». ويلاحظ معظم المراقبين، وهي ملاحظة ربما شائعة داخل أوساط السياسة في أربيل، أن عمليات القصف ارتبط وتصاعدت مع انخراط الحزب «الديمقراطي» الكردستاني بتحالف سياسي مع مقتدى الصدر وتياره ضمن ما بات يعرف بتحالف «إنقاذ وطن» المصمم على تشكيل الحكومية ضمن سياق عراقي وطني وليس طائفياً مكوناتياً مثلما جرت عليه العادة في كل مرة. بدوره، نفى المتحدث باسم «كتائب حزب الله» أبو علي العسكري علمه بحادث القصف، وقال في تغريدة: «وإن كانت التهمة مشرفة إلا أنه لا علم لنا بها، وعليهم أن يتأدبوا أو سنعمل مضطرين على تأديبهم». كان جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان، قال في بيان، إن «طائرة مسيّرة مفخخة سقطت في الساعة 09:35 الليلة (مساء الأربعاء)، على الطريق الرئيسي الرابط بين مدينة أربيل وناحية بيرمام (مصيف صلاح الدين)، وأسفر الحادث عن إصابة 3 مواطنين بجروح طفيفة، وإلحاق أضرار مادية بمطعم وعدد من السيارات». غير أن وسائل إعلام إيرانية تحدثت عن أن الهجوم أدى إلى مصرع مسؤول في الموساد الإسرائيلي، الأمر الذي نفته أربيل، وسبق أن نفت مراراً وتكراراً وجود عناصر إسرائيلية في الإقليم، كما صوتت الأحزاب الكردية، وضمنها الديمقراطي الكردستاني، على قانون «تجريم التطبيع مع إسرائيل» الذي أقره البرلمان الاتحادي نهاية الشهر الماضي.

وأصدرت رئاسة إقليم كردستان بياناً أدانت فيه «رسمياً» الهجوم الذي وقع على مدينة أربيل، ووصفته بـ«الإرهابي»، داعية إلى توثيق التعاون بين مؤسساتها الأمنية والحكومة الاتحادية في بغداد لإيجاد الضالعين بالهجوم على أربيل. ودعت الرئاسة الكردية الأطراف المسؤولة في العراق والمجتمع الدولي إلى «سد الطريق أمام تكرار هذه الهجمات، وبذل المحاولات واتخاذ خطوات جدية، سيكون لها تأثير كبير على استقرار المنطقة بشكل عام». بدورها، أدانت كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني في البرلمان الاتحادي، أمس (الخميس)، الهجوم بأشد العبارات ووصفته بـ«الاعتداء الخسيس والجبان»، ودعت إلى «إلى وقفة جادة وحازمة من المجتمع الدولي والأطراف العراقية كافة تجاه هذه الاعتداءات السافرة التي من شأنها تعقيد الأوضاع في العراق وتأزيمها وإضرارها بمصلحة البلد».

وعقب الهجوم، أجرى رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، اتصالاً هاتفياً مع رئيس وزراء إقليم كردستان مسرور برزاني، أدان فيه الاعتداء. وقال الكاظمي، خلال الاتصال طبقاً لبيان أصدره مكتبه، إن «الحكومة ترفض كل أشكال ترهيب المواطنين والاعتداء على القانون والدولة، والحكومة العراقية ماضية في التعاون مع حكومة الإقليم في ملاحقة الجهات التي تسعى إلى زعزعة الاستقرار». وأثار الهجوم الجديد غضب واستنكار قيادات سياسية والبعثة الأممية وسفارات دول أجنبية، حيث قال رئيس الجمهورية برهم صالح إن «الاعتداء الذي تعرضت له مدينة أربيل عمل إجرامي مدان ومستنكر، يستهدف الجهود الوطنية لحماية أمن البلاد وسلامة المواطنين». وأضاف: «يجب الوقوف بحزم ضد محاولات زجّ البلد في الفوضى وتقويض الأمن والاستقرار». وعلّقت بعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي)، أمس (الخميس)، على الهجوم بالقول إن «طائرة مسيرة مفخخة ضربت طريق أربيل - بيرمام، وأدت إلى وقوع إصابات وأضرار في صفوف المدنيين، عملٌ طائش آخر، كما قلنا سابقاً، العراق ليس بحاجة إلى حكام مسلحين ينصبون أنفسهم زعماء». وأضافت البعثة أن «تأكيد سلطة الدولة أمر أساسي، إذا كان الجناة معروفين، ينبغي تشخيصهم ومحاسبتهم». وأدان السفير البريطاني في العراق، مارك برايسون ريتشاردسون، الهجوم، مشدداً على ضرورة «ألا يكون هناك مكان في العراق لمن يقومون بنشر الفوضى والعنف». واعتبر مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الاعرجي أن «اعتداء أربيل عمل إرهابي يستهدف زعزعة الأمن والاستقرار، وعلى الأجهزة الأمنية ملاحقة الجناة».

 

الصدر يلوّح بالانسحاب من البرلمان في {رسالة ضغط} على خصومه ...العراق يهدد بتجريم التعامل مع إيران وتركيا بسبب المياه

بغداد/الشرق الأوسط/الجمعة 10 حزيران 2022

قبل أيام قلائل من نهاية المهلة الثانية التي قدمها إلى خصومه في الإطار التنسيقي، أعلن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أنه سيتجه إلى المعارضة في حال لم يتمكن من تشكيل حكومة أغلبية وطنية، معلناً، أن نوابه في البرلمان «مستعدون لتقديم استقالاتهم». وقال الصدر في خطاب متلفز له أمس (الخميس)، بعد يوم واحد من إعلانه الانتصار عبر تشريع قانون الدعم الطارئ للأمن الغذائي، إن «الانسداد السياسي مفتعل»، طالباً في الوقت نفسه من نواب الكتلة الصدرية في مجلس النواب العراقي كتابة استقالاتهم استعداداً لتقديمها إلى رئاسة المجلس، وذلك على خلفية استمرار عرقلة تشكيل الحكومة الاتحادية الجديدة من الإطار التنسيقي الذي يضم قوى سياسية شيعية. ويُعد هذا الإعلان أخطر موقف يتخذه الزعيم الشيعي، الفائز بالمرتبة الأولى في انتخابات عام 2021، والذي أسّس بعد إعلان النتائج تحالفاً مع السنة والكرد أطلق عليه اسم تحالف «إنقاذ وطن»، امتلك بموجبه الأغلبية المريحة داخل البرلمان. كما يأتي موقف الصدر بعد اعتكافين لنحو ثلاثة أشهر، تاركاً الفرصة لخصومه في قوى الإطار التنسيقي لتشكيل الحكومة. وأضاف الصدر في خطابه المتلفز: «إن كان بقاء الكتلة الصدرية عائقاً أمام تشكيل الحكومة، فكل نواب الكتلة مستعدون للاستقالة». وأضاف مخاطباً نواب كتلته البالغ عددهم 75 نائباً: «ليكتب أحبتي نواب الكتلة الصدرية استقالاتهم ويقدموها إلى رئاسة مجلس النواب بعد الإيعاز لهم بتقديمها في قابل الأيام». وقال الصدر إن «القوى السياسية هي التي تعهدت لي بأن نشكّل حكومة أغلبية، وهو ما حملني على العودة عن مقاطعة الانتخابات، لكن ظهر أن ذلك كان مجرد مناورة انتخابية». وتعهد الصدر بعدم المشاركة مع قوى الإطار التنسيقي من دون أن يسميها، مبيناً أن نواب كتلته «مستعدون لتقديم استقالاتهم من البرلمان ما لم تتشكل حكومة أغلبية»، مؤكداً أن «الانسداد السياسي ليس حقيقياً، بل هو انسداد مفتعل». وفيما بدأت العطلة التشريعية للبرلمان أمس (الخميس)، وتستمر حتى شهر يوليو (تموز) المقبل، لا تَلوح في الأفق إمكانية تحقيق حل خلال هذا الشهر. لكنّ مراقبين سياسيين يرون أن موقف الصدر الجديد يمثل صدمة، ليس فقط لمعارضيه الذين ربما وجد بعضهم أن هذا الخطاب بمثابة إعلان عجز من الصدر، لكن أيضاً لحليفيه السني («السيادة» بزعامة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، و«الحزب الديمقراطي الكردستاني» بزعامة مسعود بارزاني)، اللذين لا أحد يعرف طبيعة الموقف الذي سيتخذه كل منهما في ضوء التحول الدراماتيكي في موقف الصدر. إلى ذلك، وفي موقف هو الأقوى من نوعه منذ سنين طويلة، هدد العراق بالذهاب إلى أقصى المواقف حيال إيران وتركيا، بسبب لجوئهما إلى قطع المياه عنه. وقال حاكم الزاملي، النائب الأول لرئيس البرلمان والقيادي البارز في التيار الصدري، إن «العراق قد يلجأ إلى تشريع قانون يجرّم عملية التبادل التجاري مع تركيا وإيران بسبب قطع حصة العراق المائية». وأضاف الزاملي في مؤتمر صحافي عقده في مبنى وزارة المواد المائية، أنه «إذا استمرت تركيا وإيران في قطع المياه عن العراق، سوف نضطر في مجلس النواب إلى إصدار قانون تجريم التبادل التجاري والاقتصادي معهما، كردٍّ على تصرفاتهما».

وأكد الزاملي أن «إيران قطعت المياه بشكل كامل عن العراق، وأربعة أنهر منها تصب في العراق تم تغيير مسارها إلى داخل إيران». وأوضح أن «حجم استيراد العراق من تركيا وصل إلى 20 مليار دولار، ومع إيران بلغ 16 مليار دولار، بينما العراق ليس لديه صادرات إلى هذين البلدين».

وقال الزاملي إنه «لا يوجد ردع ولا يوجد التزام بالاتفاقيات، ومن المتوقع أن تقطع الدولتان المياه بشكل كامل عن العراق بسبب قلة الأمطار». ولفت إلى أن العراق قد يضطر إلى «تشريع قانون تجريم التبادل التجاري مع هذه الدول ومع الشركات الخاصة فيها، مثلما قمنا بتشريع قانون تجريم التعامل مع إسرائيل». وكشف أن «تركيا رفضت التفاوض مع العراق في هذا الملف، وإيران لم تتفاوض وتتجاهل العراق». وانتقد الزاملي وزارة الخارجية في بلاده، قائلاً إن «وزارة الخارجية لديها قصور في هذا الملف، حيث لم ترفع أي مذكرة احتجاج إلى تركيا أو المنظمات الدولية، واحتجاجها في بعض الأحيان خجول»، مبيناً أنه «سيكون للبرلمان موقف رسمي من أداء وزارة الخارجية». وفي هذا السياق، يقول منتظر ناصر، رئيس تحرير جريدة «العالم الجديد»، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «كنا بحاجة إلى الصوت العالي الرافض لسياسات إيران وتركيا منذ زمن بعيد، ولكن تجريم التعامل التجاري معهما لا بد أن ترافقه خطوات عملية مسبقة لردم أي ثغرة محتملة». وأضاف ناصر أن «من بين أهم ما يتوجب العمل عليه هو إنجاز ميناء الفاو والانتهاء من تعبيد الطرق المؤدية إليه، والسيطرة على المنافذ الحدودية في إقليم كردستان، أو منع الواردات القادمة منها إلى بغداد والمحافظات في حالة العجز عن ذلك». وأوضح أنه «من المهم أيضاً إنجاز خطة استراتيجية تهدف لإعادة الحياة للمصانع المعطلة منذ 2003، وافتتاح معامل جديدة، والتوقف عن افتتاح المولات والأسواق التجارية التي تزيد الاستهلاك وتدمر البنى التحتية للمدن».

 

أوكرانيا: هجوم روسي على سيفيرودونيتسك للسيطرة عليها

دبي - العربية.نت/الجمعة 10 حزيران 2022

تتواصل المعارك العنيفة بين القوات الروسية والأوكرانية في سيفيرودونيتسك شرق أوكرانيا، حيث شنت موسكو هجوماً اليوم الجمعة، على المدينة من أجل بسط سيطرتها الكاملة عليها وحصار القوات الأوكرانية هناك. وأفادت وكالة الأنباء الأوكرانية بأن المعارك مستمرة في المدينة وأن القوات الروسية شنت قصفاً مدفعياً عليها. روسيا و أوكرانيا"قصف ليل نهار".. وتضغط القوات الروسية للسيطرة على المدينة برمتها، لاسيما أن سيفيرودونيتسك ومدينة ليسيتشانسك الواقعة على الضفة المقابلة لها على نهر سيفيرسكي دونيتس، هما آخر الأراضي التي تسيطر عليها القوات الأوكرانية في إقليم لوغانسك.من جهته، كان سكرتير مجلس الأمن الأوكراني أوليكسي دانيلوف شدد في وقت سابق، على أن الوضع "بالغ التعقيد" وأن القوات الروسية تركز كل قوتها على المنطقة. وأكد في مقابلة مع رويترز، أن "الروس يقصفون جيشه ليل نهار". تأتي تلك التطورات الميدانية، فيما تؤكد كييف أن أملها الوحيد لتحويل الدفة لصالحها في المدينة الصناعية الصغيرة شرقاً، هو تزويدها بالمزيد من المدفعية البعيدة المدى للتصدي للقوة الروسية الهائلة. يشار إلى أنه خلال الأسابيع الماضية، تركزت المعارك واشتدت في سيفيرودونيتسك التي تعتبر مدينة مفتاحية في إقليم دونباس، إذ سيمهد سقوطها الطريق للسيطرة الروسية على منطقة دونيتسك برمتها. وتهدف روسيا إلى السيطرة على كامل حوض دونباس (يضم لوغانسك ودونيتسك)، بعدما سيطر عليه الانفصاليون الموالون لموسكو جزئيا العام 2014، بهدف فتح ممر بري يصل الشرق بشبه جزيرة القرم التي ضمتها إلى أراضيها بنفس العام.

 

زيلينسكي دعا إلى منح بلده وضع المرشح لعضوية الاتحاد الأوروبي

وطنية/الجمعة 10 حزيران 2022

دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى "منح بلاده وضع المرشح لعضوية الاتحاد الأوروبي وعدم تركها في منطقة رمادية"، بينما يتعين على دول التكتل أن تقرر بحلول نهاية حزيران ما إذا كانت ستمنح كييف هذه الصفة، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية".  وقال زيلينسكي في مداخلة عبر الفيديو خلال مؤتمر دولي حول الديموقراطية في كوبنهاغن: "الأمر الأول هو أن تزال أخيرا هذه المنطقة الرمادية المغرية جدا للدولة الروسية. في الأسابيع المقبلة، يمكن أن يتخذ الاتحاد الأوروبي خطوة تاريخية تثبت أن الكلام عن انتماء الشعب الأوكراني للأسرة الأوروبية ليس عقيما". ومن المقرر أن تبدي المفوضية الأوروبية رأيها بشأن هذه المسألة في الأيام المقبلة، قبل أن يقرر قادة الاتحاد الأوروبي ما إذا كانوا سيمنحون أوكرانيا وضع المرشح الرسمي في قمة تعقد يومي 23 و24 حزيران.  وأضاف الرئيس الأوكراني وسط تصفيق حار: "تظهر استطلاعات الرأي أن 71 بالمئة من الأوروبيين يعتبرون أوكرانيا جزءًا من الأسرة الأوروبية، فلماذا لا يزال هناك سياسيون متشككون يترددون في السماح لنا بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي؟".وتنقسم الدول الأعضاء السبع والعشرون بشأن ترشح أوكرانيا لعضوية الاتحاد الأوروبي. ففي حين تدعم عضوية أوكرانيا العديد من البلدان وخصوصا في أوروبا الشرقية، فإن البعض مثل هولندا والدنمارك يبدي شكوكا خشية أن تكون أوكرانيا غير جاهزة. وتجري العديد من النقاشات للتوصل إلى موقف مشترك. إذا حصلت أوكرانيا على "وضع المرشح"، فستبدأ عملية مفاوضات وإصلاحات محتملة قد تستغرق سنوات إن لم يكن عقودًا قبل ضمها إلى الاتحاد الأوروبي. ونبه العديد من دول الاتحاد كييف الى أنه لن يكون هناك "مسار سريع" لانضمامها.

 

بلينكن يحذر إيران من «أزمة نووية» و«مزيد من العزلة»

واشنطن: علي بردى/الشرق الأوسط/الجمعة 10 حزيران 2022

طالب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمس الخميس إيران بتقديم «معلومات ذات صدقية فنياً» إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية عوض الرد على تقريرها الأخير بالتهديد بـ«المزيد من الاستفزازات النووية». وحذر من أن الخطوات التي تقوم بها السلطات الإيرانية ستؤدي إلى «نتائج عكسية» وإلى «أزمة نووية»، وبـ«مزيد من العزلة الاقتصادية والسياسية لإيران» و«تعقيد» جهود إحياء الاتفاق النووي لعام 2015. وأشار بلينكن إلى أن بلاده «انضمت إلى الأكثرية الساحقة من مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في التعبير عن دعمنا لمهمة الوكالة الأساسية المتمثلة في حماية المواد النووية لمنع الانتشار النووي». وقال إنه «يجب على إيران التعاون» مع الوكالة مع «تقديم معلومات ذات مصداقية فنياً» رداً على أسئلة الوكالة، لأن هذه «هي الطريقة الوحيدة لإزالة قضايا الضمانات» هذه من جدول أعمال مجلس المحافظين. وذكر أن ذلك القرار «يقع في صميم تفويض الوكالة الدولية للطاقة الذرية والتزامات إيران الأساسية بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، وليس في شأن خطة العمل الشاملة المشتركة» في إشارة إلى الاتفاق النووي. وأضاف بلينكن: «تظل الولايات المتحدة ملتزمة بالعودة المتبادلة إلى التنفيذ الكامل» للاتفاق النووي، مؤكداً أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن «على استعداد لتوقيع صفقة على أساس التفاهمات التي تفاوضنا عليها مع حلفائنا الأوروبيين في فيينا على مدى أشهر عديدة». وكشف أن «مثل هذه الصفقة متاحة منذ مارس (آذار)، لكن لا يمكننا اختتام المفاوضات وتنفيذها إلا إذا تخلت إيران عن مطالبها الإضافية الخارجة عن خطة العمل الشاملة المشتركة»، وذلك في إشارة مبطنة إلى طلب طهران إزالة «الحرس الثوري» من قائمة المنظمات الإرهابية. وقال كبير الدبلوماسيين الأميركيين إنه «لسوء الحظ، لم يكن رد إيران الأولي على إجراء المجلس هو معالجة الافتقار إلى التعاون والشفافية الذي أدى إلى تقرير سلبي» من المدير العام لـ«الطاقة الذرية» رافاييل غروسي. وإذ اعتبر أن هذا يعكس «القلق الشديد» في مجلس المحافظين، رأى أنه بدل أن تقوم إيران بالرد إيجاباً، مارست «التهديد بمزيد من الاستفزازات النووية والمزيد من التخفيضات في الشفافية»، محذراً من أن «هذه الخطوات ستؤدي إلى نتائج عكسية وستزيد من تعقيد جهودنا للعودة إلى التنفيذ الكامل لخطة العمل الشاملة المشتركة». ونبه إلى أن «النتيجة الوحيدة لمسار كهذا ستكون أزمة نووية متفاقمة ومزيدا من العزلة الاقتصادية والسياسية لإيران»، مؤكداً أن بلاده «ستواصل الضغط على إيران لاختيار الدبلوماسية وخفض التصعيد بدلاً من ذلك».

 

الطاقة الذرية» تحذر من «الضربة القاضية» للاتفاق النووي مع إيران

طهران أوقفت 27 كاميرا مراقبة للمنظمة الدولية... ورئيسي رفض التراجع

فيينا: راغدة بهنام - لندن.طهران/الشرق الأوسط/الجمعة 10 حزيران 2022

حذر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل غروسي، بأن عدم إعادة كاميرات المراقبة التي أعلنت إيران عن تفكيكها، سيشكل «الضربة القاضية» للجهود الدبلوماسية الهادفة إلى إحياء الاتفاق النووي، فيما قالت طهران إنها «لن تتراجع خطوة واحدة» في اتخاذ مواقف رداً على تبني قرار دولي ينتقد تقاعسها.

وقال غروسي، في مؤتمر صحافي دعا إليه على عجالة بمقر «الطاقة الذرية» في فيينا أمس، إن إيران أبلغت الوكالة ليلاً نيتها تفكيك 27 كاميرا مركبة في منشآت مختلفة ضمن الاتفاق النووي الذي جرى التوقيع عليه عام 2015. وجاء قرار إيران هذا بعيد إصدار «مجلس المحافظين» التابع لـ«الوكالة» قراراً بأغلبية 30 صوتاً من أصل 35 دولة، يدعو إيران إلى التعاون مع الوكالة التابعة للأمم المتحدة بالتصريح عن نشاطاتها النووية السرية، خصوصاً فيما يخص آثار اليورانيوم المخصب في 3 مواقع غير معلنة. وقال غروسي إن الوكالة لن تتمكن من جمع معلومات كافية حول تقدم برنامج إيران النووي بعد إزالة كاميرات المراقبة تلك التي كان بعض منها مثبتاً في مصانع لتركيب وتجميع أجهزة طرد مركزي متطورة. وأشار غروسي إلى أن الوكالة «لديها 3 أو 4 أسابيع لاستمرار معرفة» ما يحدث في برنامج إيران النووي، وأنه بناء على المعلومات التي تملكها الآن؛ فإنه يمكنها أن تقدر أين سيصبح برنامج إيران خلال شهر من الآن. وحذر بأنه بعد ذلك، وفي حال عدم إعادة كاميرات المراقبة، «فلن تعود لدينا معلومات»، قائلاً: «نحن قريبون جداً من عدم قدرتنا على معرفة النشاطات التي تقوم بها إيران». وأشار غروسي إلى أن الوكالة لن تتمكن من إحاطة الدول التي تتفاوض مع إيران لإعادة إحياء الاتفاق النووي بعد هذه الفترة، حول المكان الذي وصل إليه برنامج إيران النووي، وأن تقييمها بعد ذلك سيصبح «مجرد تخمينات». وقال غروسي إنه «بعد إزالة هذه الكاميرات التي بدأت طهران تفكيكها (أمس)، يمكن لإيران أن تقوم بتركيب أجهزة طرد مركزي جديدة من دون علم الوكالة».

وكانت الدول الغربية قد حذرت في الأيام الماضية في كلمات ألقيت أمام «مجلس المحافظين»، من استمرار إيران في تركيب أجهزة طرد مركزي حديثة من الجيلين الرابع والسادس. وقالت إن هذا «يبعث على قلق كبير؛ لأنه لا سبب سلمياً» يفسر استخدام هذه الأجهزة القادرة على إنتاج كميات كبيرة من اليورانيوم العالي التخصيب. ولفت غروسي إلى أن «الطاقة الذرية» ما زال لديها 40 كاميرا مركبة في إيران متفق عليها ضمن الاتفاق النووي عام 2015، ولكنه نوه بأن الوكالة تحاول «استيضاح أمرها» من إيران في إشارة إلى إمكانية نية إعلان تفكيكها قريباً كذلك. ورفض غروسي اتهامات إيران له بالتحيز بعد زيارته إلى إسرائيل قبيل بدء أعمال «مجلس المحافظين»، وقال إن هذه الاتهامات «غريبة». وكانت إيران قد أعلنت الأربعاء وقف العمل بكاميرتين على الأقل تابعتين لـ«الطاقة الذرية» لمراقبة نشاطاتها النووية، وذلك قبل ساعات من تصويت «مجلس محافظي الوكالة» على القرار. ورداً على سؤال حول خطواته المقبلة وما إذا كان يسعى لزيارة إيران لاستيضاح المسائل العالقة، قال غروسي: «لقد اتفقنا على عملية حوار مع إيران، وهذا لم يؤد إلى النتائج التي نريد. البعض سيغضب في إيران من كلامي هذا، ولكن هذه هي الحقيقة». وكانت «الطاقة الذرية» اتفقت مع طهران في مارس (آذار) الماضي على بدء حوار لتوضيح المسائل العالقة، ولكن غروسي أبلغ «مجلس المحافظين» الأسبوع الماضي بأن إيران لم تقدم أجوية شافية مقبولة تقنياً للوكالة. ولكن غروسي أضاف أمس أن فشل هذا الحوار «يجب ألا يكون نهاية الحوار»، ومع ذلك؛ قال إنه لا خطط قريبة لديه لزيارة طهران، وإنه لم يتلق دعوة أصلاً للزيارة ولم يعرض الزيارة كذلك.

وتعليقاً على قرار «مجلس المحافظين» الذي دعا إيران إلى التعاون ولم تعترض عليه إلا روسيا والصين، قال غروسي إن القرار «مسألة تتعلق بالدول؛ وأنا لا أقول لهم ما يجب القيام به». ويشكو غروسي إيران في تقارير دورية يرفعها إلى «مجلس المحافظين» منذ أكثر من عام، حول عدم تعاونها مع الوكالة في تفسير آثار اليورانيوم في المواقع السرية الثلاثة. ولكن الدول الغربية تفادت طرح مشروع قرار داخل المجلس طوال عام خوفاً من إفشال المفاوضات النووية في فيينا والمتوقفة منذ مارس (آذار) الماضي.

وبعد تبنى القرار، دعت واشنطن ولندن وباريس وبرلين، في بيان مشترك الأربعاء، إيران إلى «الوفاء بالتزاماتها القانونية والتعاون مع (الطاقة الذرية) لتوضيح وحل هذه القضايا بشكل كامل من دون مزيد من التأخير». ولاحقاً؛ قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي: «لن نتراجع خطوة واحدة عن مواقفنا» رداً على قرار مجلس محافظي «الطاقة الذرية». وفي وقت متأخر الأربعاء، قالت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان إن «إيران تستهجن المصادقة على مشروع القرار المقترح من قبل أميركا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا في اجتماع (...) لمجلس المحافظين»، وتعدّ ذلك «إجراءً سياسياً خاطئاً وغير بناء»، وعدت «المصادقة على القرار المذكور الذي جاء بناء على تقرير متسرع وغير متوازن للمدير العام للوكالة ومعلومات كاذبة ومفبركة من قبل الكيان الصهيوني، لا نتيجة لها سوى إضعاف مسيرة تعاون وتعامل الجمهورية الإسلامية مع الوكالة»، بحسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن البيان. من جهتها، أكدت «المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية» أن «النهج غير البناء للوكالة والمصادقة على القرار المذكور» دفع إيران إلى اتخاذ «خطوات عملية في المقابل؛ من ضمنها نصب أجهزة طرد مركزي متطورة، وإيقاف عمل الكاميرات العاملة خارج نطاق إجراءات الضمان». وكانت «الذرية الإيرانية» قد أعلنت في بيان الأربعاء وقف بعض الكاميرات التي وضعتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمراقبة أنشطتها النووية. ولم يحدد بيان «المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية» عدد الكاميرات التي تم فصلها، لكنه أوضح أن «أكثر من 80 في المائة من الكاميرات الحالية للوكالة هي كاميرات حماية (...) وستستمر في العمل كما كانت من قبل»، بموجب اتفاق الضمانات المرتبط بمعاهدة الحد من الانتشار النووي التي تلتزم بها إيران منذ عقود. وانتقد الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، القرار. وكتب في تغريدة على «تويتر» أن لدى إيران «البرنامج النووي السلمي الأكثر شفافية في العالم». وتابع: «المبادرون مسؤولون عن العواقب. رد إيران حازم ومتناسب».وطالبت صحيفة «كيهان»؛ التابعة لمكتب المرشد الإيراني علي خامنئي، بإزالة جميع كاميرات المراقبة التي لا تنص عليها معاهدة حظر الانتشار النووي، ووافقت إيران عليها بموجب البروتوكول المحلق بمعاهدة حظر الانتشار.

 

برلين ولندن وباريس تدعو طهران إلى «إنهاء التصعيد النووي»

برلين/الشرق الأوسط/الجمعة 10 حزيران 2022

دعت برلين ولندن وباريس، الخميس، في بيان مشترك إيران إلى «إنهاء التصعيد النووي» و«القبول الآن بشكل عاجل بالتسوية المطروحة على الطاولة» منذ مارس (آذار) لإحياء اتفاق 2015 الذي يُفترض أن يمنع إيران من صنع قنبلة نووية، بحسب ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية. ونددت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في وقت سابق، الخميس، بقرار إيران «إغلاق 27 كاميرا» لمراقبة أنشطتها النووية، محذرة من «ضربة قاضية» للمحادثات حول هذا الملف الشائك إذا استمر التعطيل. ولا تزال المحادثات بين القوى الدولية الكبرى وإيران في فيينا معلّقة في انتظار حلحلة العقد، خصوصاً بين الجانبين الإيراني والأميركي.

 

بوادر انفراجة في أزمة الناقلات بين طهران وأثينا

أثينا - طهران/الشرق الأوسط/الجمعة 10 حزيران 2022

ظهرت بوادر انفراجة قريبة في أزمة الناقلات بين طهران وأثينا؛ إذ أصدرت محكمة يونانية حكماً يلغي قرار المصادرة بناء على طلب الولايات المتحدة من ناقلة نفط روسية. وقال سفير إيران لدى اليونان، أمس، إن بلاده تتوقع إعادة شحنة النفط المصادرة بالكامل. بدأت قضية الناقلات عندما احتجزت اليونان في أبريل (نيسان) الماضي الناقلة «لانا» التي ترفع علم إيران، والتي كانت تحمل في السابق اسم «بيغاس»، وعلى متنها 19 من أفراد الطاقم الروسيين، بالقرب من جزيرة إيفيا، بموجب عقوبات الاتحاد الأوروبي. وأفرج عن الناقلة بسبب تعقيدات تتعلق بملكيتها. وصادرت الولايات المتحدة في مايو (أيار) الماضي جزءاً من شحنة النفط الإيرانية على متن الناقلة، ونقلته إلى سفينة أخرى، بعد صدور الحكم الأولي من المحكمة اليونانية. وكتب السفير أحمد نادري، في حساب السفارة على «تويتر»: «بعد متابعة مكثفة، ستبطل محكمة الاستئناف اليونانية الحكم الأولي بشأن مصادرة النفط الإيراني، وبفضل الله ستعود شحنة النفط بأكملها»؛ حسبما أوردت «رويترز» عن وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري». وأثارت الواقعة رد فعل غاضباً من طهران؛ إذ احتجزت قواتها الشهر الماضي ناقلتين يونانيتين في الخليج بعد تحذير من طهران بأنها ستتخذ «إجراءات عقابية» ضد أثينا. وقال نادري: «الأمر سيظل على جدول أعمال مشاورات مكثفة بين البلدين لحين التأكد من تنفيذ الحكم». ورداً على سؤال بشأن ما إذا كان القرار القضائي الأخير قد يفتح الطريق أمام الإفراج عن الناقلتين اليونانيتين وطاقميهما، قال المتحدث باسم الحكومة اليونانية، جيانيس أوكونومو، للصحافيين، إن نظام العدالة اليوناني مستقل، مضيفاً «أولاً؛ وقبل كل شيء ومنذ اللحظة الأولى لم يكن هناك ربط من جانبنا بين الحادثين. سلوك القوات الإيرانية تجاه الناقلتين لا مبرر له على الإطلاق. ثانياً: أثبت النظام القضائي استقلاليته في بلادنا». وقال مسؤول حكومي يوناني إن أثينا «تأمل بشدة» في أن تؤدي هذه الخطوة إلى إفراج إيران عن ناقلتي نفط يونانيتين احتجزتهما طهران رداً على ذلك.

وأوضح المسؤول لوكالة الصحافة الفرنسية أن قرار محكمة الاستئناف لم يعلن بعد، لافتاً إلى أن «المحكمة قررت أنه يجب الإفراج عن الشحنة. ولم تشارك الحكومة اليونانية» في هذا القرار. ولفت المسؤول الحكومي اليوناني إلى أن «نصف الشحنة ما زال على متن السفينة». وفي 27 مايو الماضي، أعلن «الحرس الثوري» الإيراني احتجاز ناقلتي نفط يونانيتين في مياه الخليج. ودافع المرشد الإيراني علي خامنئي الأسبوع الماضي عن احتجاز «الحرس الثوري» الناقلتين. وقال: «سُرق النفط الإيراني قبالة اليونان، ثم أوقف الشجعان من الجمهورية الإسلامية ناقلة نفط للعدو».

وقبل ذلك، اتهمت اليونان، إيران بـ«القرصنة». وطلبت من أسطولها «التكيف مع الوضع غير المقبول والواقع الناتج عن تكتيك الحكومة الإيرانية». وواجهت إيران انتقادات من الاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة. وقالت هذه الأطراف؛ التي تفاوض إيران على إحياء الاتفاق النووي لعام 2015، إن احتجاز «الحرس الثوري» الناقلتين «يشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي». واليونان أكبر دولة مالكة لناقلات النفط في العالم، ولديها نحو 27 في المائة من الأسطول العالمي للناقلات، مما يجعل أي خلاف مع إيران يحتمل أن يكون خطيراً على السوق العالمية. ويمر نحو خُمس إمدادات الخام اليومية عبر مضيق هرمز.

 

إسرائيل تحذر النظام السوري من انتهاك «فض الاشتباك»

تل أبيب/الشرق الأوسط/الجمعة 10 حزيران 2022

ألقى الطيران الحربي الإسرائيلي أمس (الخميس) منشورات ورقية فوق منطقة القنيطرة في الجولان السوري المحتل، محذراً فيها قوات النظام السوري من العمل العسكري أو الاقتراب أو التمركز في المنطقة منزوعة السلاح أو القيام بأي عمل بالقرب من السياج الفاصل. وجاء في المنشورات: «إلى قادة الجيش السوري! كما حذرناكم سابقاً، لن نتهاون مع أي وجود لعناصر الجيش السوري طالما استمروا في انتهاك اتفاقية فض الاشتباك، من خلال الوجود في منطقة نزع السلاح». ويأتي إلقاء المنشورات بعد يومين من القصف الذي نسب لإسرائيل واستهدف مواقع عسكرية للقوات الإيرانية جنوبي دمشق.

وتزامن ذلك مع كشفت إحصائيات رسمية في تل أبيب عن توسيع غير مسبوق في عدد المستوطنين اليهود في هضبة الجولان السورية، منذ احتلالها في سنة 1967، وأنه في أعقاب وضع خطة حكومية، تضاعف عدد طلبات الاستيطان اليهودي في هذه المنطقة منذ مطلع السنة أربع مرات عن الفترة الموازية في السنة الماضية. وقال مصدر استيطاني إن الحكومة تعرض على المستوطنين شراء الأراضي بسعر شبه مجاني وتقوم بأعمال بنى تحتية ضخمة على حساب الدولة وتقيم مناطق صناعية بأجور رمزية، وهذا كله، إلى جانب الهدوء القائم على الحدود، يشجع المستوطنين على القدوم.

المعروف أن إسرائيل بنت في الجولان 38 مستوطنة منذ بداية الاحتلال وحتى اليوم، أكبرها مدينة «كتسرين»، البالغ عدد سكانها 7600 مستوطن. ومع أن عدد المستوطنين الإجمالي في الجولان ظل طيلة 20 سنة مستقرا عند 21 ألفا، فإنه يبلغ اليوم 27 ألفا، وفق آخر إحصائيات نشرت في شهر أبريل (نيسان) الماضي. وبالمقابل، يبلغ عدد السكان السوريين الأصليين في الجولان 26700 نسمة، موزعين على خمس قرى هي: مجدل شمس 11400 نسمة، وبقعاثا 6700 ومسعدة 3800 والغجر 2700 وعين قنيا 2100 نسمة. وقد سنت إسرائيل قانونا في عام 1981 يفرض السيادة الإسرائيلية على الجولان، لكن غالبية سكانه السوريين رفضوا الجنسية الإسرائيلية وناضلوا ولا يزالون يناضلون ضد الحصول عليها. وقد فشلت الحكومات الإسرائيلية طيلة 55 سنة في جلب إسرائيليين إلى الجولان. ولكنها توحي اليوم بأنها تحدث اختراقاً. وقبل ثلاث سنوات أقامت مستوطنة جديدة على اسم الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، تقديراً له على اعترافه بالقرار الإسرائيلي ضم الجولان. ولكن عدد البيوت فيها لم يتعد 33 بيتاً. وفي أمس تم طرح مناقصة لبناء 100 بيت أخرى. ويسيطر الجيش الإسرائيلي على 60 في المائة من هضبة الجولان المحتلة. ويقيم قواعد كبيرة ونقاط مراقبة لمتابعة ما يجري على الجهة الشرقية من الحدود.

 

الأسد: سوريا ستقاوم أي غزو تركي لأراضيها

دمشق/الشرق الأوسط/الجمعة 10 حزيران 2022

أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن بلاده ستقاوم أي غزو تركي لأراضيها، مشيرا إلى أنه  ستكون هناك مقاومة شعبية لهذا الغزو. وقال الأسد، في مقابلة مع قناة (روسيا اليوم) نقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) مقتطفات منها أمس (الخميس): «إذا كان هناك غزو فستكون هناك مقاومة شعبية بالمرحلة الأولى... طبعاً في الأماكن التي يوجد فيها الجيش السوري وهو لا يوجد في كل المناطق في سوريا وعندما تسمح الظروف العسكرية للمواجهة المباشرة فسنفعل هذا الشيء». وأضاف: «قبل عامين ونصف العام حصل صدام بين الجيشين السوري والتركي وتمكن الجيش السوري من تدمير بعض الأهداف التركية التي دخلت إلى الأراضي السورية. سيكون الوضع نفسه بحسب ما تسمح الإمكانيات العسكرية، فضلا عن ذلك ستكون هناك مقاومة شعبية». وأكد الأسد أن روسيا تتعرض لحرب لا يمكن ربطها بموضوع توسع حلف شمال الأطلسي (ناتو) بل هي حرب مستمرة ولم تتوقف حتى قبل الشيوعية وقبل الحرب العالمية الأولى، مشدداً على أن قوة روسيا اليوم تشكل استعادة للتوازن الدولي المفقود. وأضاف أن «هذا التوازن الذي ننشده ينعكس بالدرجة الأولى على الدول الصغرى وسوريا واحدة منها».

 

إردوغان يتمسك بالعملية العسكرية في سوريا وأميركا تحاول إلغاءها وروسيا تعزز قواتها في مناطق «قسد»

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/الجمعة 10 حزيران 2022

أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مجدداً أن بلاده ستنفذ عملية عسكرية سبق له الإعلان عنها الشهر الماضي، تستهدف مواقع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في شمال سوريا لإنشاء منطقة آمنة بعمق 30 كيلومتراً، معرباً عن أمله في عدم معارضة «الحلفاء والأصدقاء» لها.

وبينما كشفت وسائل إعلام مقربة من حكومته أن العملية ستنفذ خلال أيام، أعلنت واشنطن أنها تبذل جهوداً مكثفة وتجري اتصالات مع أنقرة لثنيها عن تنفيذها. ونشرت روسيا قوات وحدات من قواتها في مناطق سيطرة «قسد» في شمال شرقي سوريا، غداة زيارة وزير خارجيتها سيرغي لافروف ومباحثاته في أنقرة أول من أمس، التي لم تحمل جديداً بشأن الموقف الروسي من العملية التركية وإعادة تذكير أنقرة بالاتفاقات بين الجانبين. وشدد إردوغان على أن القوات التركية ستكمل الأجزاء المتبقية من «الحزام الأمني» شمال سوريا وأن بلاده لن تسمح بإقامة «ممرات إرهابية» على حدودها الجنوبية. وقال، في كلمة ألقاها خلال فعاليات «يوم المراقب المميز» التي أقيمت ضمن إطار مناورات «أفس 2022» بولاية إزمير غرب البلاد، التي انطلقت في 20 مايو (أيار) الماضي بمشاركة نحو 10 آلاف عسكري من 37 دولة واختتمت أمس (الخميس)، إن «تركيا هي الدولة الوحيدة التي حاربت وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات قسد، التي تشكل تهديداً لوحدة الأراضي والحقوق السيادية لتركيا وبلدان الجوار». وتعتبر أنقرة الوحدات الكردية تنظيماً إرهابياً يشكل امتداداً لحزب العمال الكردستاني، المصنف من جانبها وحلفائها الغربيين كمنظمة إرهابية، في سوريا، بينما تعتبرها الولايات المتحدة أوثق حلفائها في الحرب على تنظيم «داعش» الإرهابي، كما تسمح روسيا بوجودها في مناطق انتشار القوات الروسية في شمال وشمال شرقي سوريا إلى جانب قوات النظام. وأضاف إردوغان: «نعمل خطوة بخطوة على حماية حدودنا عبر حزام أمني على عمق 30 كيلومتراً في شمال سوريا... هذه السياسة الأمنية المشروعة التي تتبعها أنقرة لا تدفع التنظيمات الإرهابية بعيداً عن حدود تركيا فحسب، بل تساهم أيضاً في أمن واستقرار دول الجوار... لن نسمح بإقامة ممرات إرهابية على حدود بلادنا الجنوبية، وسنكمل بالتأكيد الأجزاء المتبقية من الحزام الأمني وليست لدينا أطماع في أراضي الدول المجاورة لنا». وتابع الرئيس التركي: «نأمل ألا يعارض أي من حلفائنا وأصدقائنا الحقيقيين (في إشارة إلى الولايات المتحدة وروسيا) هذه المخاوف الأمنية المشروعة لبلادنا، وألا يختاروا على وجه الخصوص جانب التنظيمات الإرهابية... حقنا الطبيعي أن نتوقع من حلفائنا وأصدقائنا فهم واحترام مخاوفنا المشروعة بشأن هذه القضية». وأعلن إردوغان، الأسبوع الماضي، أن العملية العسكرية المحتملة ستنفذ في منبج وتل رفعت، في غرب الفرات حيث تنتشر قوات روسية، وأنها ستنطلق بين «ليلة وضحاها»، دون تحديد موعد.

وقالت صحيفتان مقربتان من حكومة إردوغان، أمس، إن القوات التركية وفصائل ما يعرف بـ«الجيش الوطني السوري»، الموالي لأنقرة، أكملت التحضيرات للعملية وتنتظر الأمر بانطلاقها. وبحسب ما نقلت صحيفة «صباح» اتخذ الجيش التركي مواقع قتالية حول مدينتي تل رفعت ومنبج، وتم بالفعل تحديد أهداف العملية العسكرية التي سيتم تنفيذها في وقت واحد في المنطقتين. وقالت صحيفة «حرييت» التركية، بدورها، إن العملية العسكرية ستنطلق خلال الأسبوع الحالي. في غضون ذلك، قالت نائبة وكيل وزارة الخارجية الأميركية، باربرا ليف، إن الجهود المبذولة لحمل تركيا على إلغاء عملية عسكرية محتملة في سوريا، قد لا تكون قادرة على منعها من تنفيذها. ونقلت وكالة «الأناضول» التركية أمس عن ليف قولها، خلال جلسة في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ حول السياسة الأميركية تجاه سوريا، تحدثت فيها أيضاً نائبة مساعد وزير الدفاع لسياسة الشرق الأوسط، دانا ستراول، حيث تمت مناقشة الوضع الإنساني في سوريا وبقاء الرئيس بشار الأسد، والعملية العسكرية التركية المحتملة في شمال سوريا وإعلان تركيا العمل على إنشاء منطقة آمنة هناك، أن «العملية العسكرية المحتملة من قبل تركيا ستعرض للخطر مهمة الولايات المتحدة في سوريا ونحن نبذل قصارى جهدنا لدفع الحكومة التركية للتراجع عنها». وعما إذا كانت تركيا ستتراجع خطوة إلى الوراء بشأن العملية؟ قالت الدبلوماسية الأميركية: «نحن نعبر عن مخاوفنا، لكن في الوقت الحالي ليسوا مستعدين للرد، ليس فقط بشأن هذه القضية ولكن أيضاً على القضايا الأخرى. لذا، لكي نكون واضحين، فهم لم يتراجعوا خطوة إلى الوراء».بدورها، عبرت ستراول عن قلقها بشأن العملية العسكرية التركية المحتملة، مؤكدة أن الولايات المتحدة تقر بمخاوف تركيا الأمنية المشروعة وتبلغ بانتظام جميع الأطراف بالحاجة إلى تهدئة التوترات، ومع ذلك، فإن أي هجوم آخر قد يقوض الاستقرار الإقليمي ويعرض القوات الأميركية وحملة التحالف ضد «داعش» للخطر. وبدورها، عززت روسيا، غداة زيارة وزير خارجيتها سيرغي لافروف لأنقرة ومباحثاته حول الملف السوري والعملية العسكرية المحتملة، وحداتها العسكرية المنتشرة على خط التماس بين القوات التركية والفصائل الموالية لها، وقسد، من تل تمر إلى القامشلي بأربع منظومات للدفاع الجوي من طراز «بانتسير»، بينما استمرت في تنفيذ دوريات مشتركة مع القوات التركية بموجب مذكرة التفاهم الموقعة بين الجانبين في سوتشي في 22 أكتوبر (تشرين الأول) 2019، وسيرت القوات الروسية ونظيرتها التركية دورية مشتركة بريف القامشلي الشرقي، بمشاركة 8 مدرعات عسكرية لكلا الطرفين وسط تحليق مروحيتين روسيتين في أجواء المنطقة. في الوقت ذاته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن طائرة مسيرة تابعة للقوات التركية، استهدفت موقعاً في محيط «مقبرة الشهداء» بمدينة القامشلي، قرب سوق الهال، وسط معلومات عن إصابة شخص واحد على الأقل، دون معرفة هويته إذا ما كان مدنياً أم عسكرياً.

 

تأهب عسكري روسي ـ سوري شمال شرقي سوريا مع تصاعد التهديدات التركية

الجنرال تشايكو يبذل مساعي بين النظام و{قسد} لتنسيق المواجهة في المعركة المتوقعة

القامشلي: كمال شيخو/الشرق الأوسط/الجمعة 10 حزيران 2022

عقدَ قائد القوات الروسية العاملة في سوريا الجنرال أليكسندر تشايكو، اجتماعاً مع مظلوم عبدي، القائد العام لـ«قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، في مطار مدينة القامشلي. وقالت مصادر كردية بارزة إن الجانبين بحثا العملية العسكرية التركية المرتقبة. ودعا الوفد الروسي، الذي ضم إلى جانب تشايكو خبراء ومستشارين عسكريين، إلى تكثيف اللقاءات والتنسيق العملياتي بين «قسد» والقوات الحكومية المنتشرة في مناطق الأولى على أن تبدأ في مرحلة لاحقة عقد لقاءات مباشرة بين مبعوثين من القامشلي ومسؤولين في دمشق على المستويين السياسي والعسكري والدخول في حوارات شاملة، لتجنيب باقي المناطق الخاضعة للقوات شرقي الفرات تهديدات تركية ومخاطر محتملة. كما طلب الجانب الروسي زيادة عدد وقوام القوات السورية ونقاطها العسكرية المنتشرة في مناطق «قسد»، ونشر المزيد من المخافر على طول خط الحدود لمنع هجمات ثانية. وحسب المصدر الكردي أبدى قائد «قسد» خلال اللقاء الذي عُقد مساء (الأربعاء) الماضي انفتاح الإدارة الذاتية وقواتها العسكرية على الحوار مع دمشق، ورفع مستوى التنسيق والعمل المشترك مع القوات الروسية والسورية للعمل على مواجهة التحديات، إلى جانب استعداداته للحرب والتنسيق مع القوات الحكومية لصد الهجوم التركي، كما طالب عبدي دمشق بحماية حدود الأراضي السورية والالتزام بواجباتها ومسؤولياتها، لافتاً إلى التزام قواته باتفاقية سوتشي 2019 بين موسكو وأنقرة، متهماً الجانب التركي بعدم الالتزام، وطالب الوفد الروسي بـإلزام تركيا ببنود الاتفاقيات الموقَّعة بين الأطراف المعنية.

إلى ذلك؛ دفعت القوات الروسية بالمزيد من التعزيزات العسكرية البرية والجوية إلى قاعدتها في منطقة (المباقر) شمال غربي بلدة تل تمر التابعة لمحافظة الحسكة، وضمت التعزيزات الجديدة ناقلات جنود ومدرعات ثقيلة وعربات عسكرية مغلقة، إضافة إلى أجهزة رادار وأسلحة ثقيلة ومتوسطة بينها مضادات للطيران تشمل أربع منظومات للدفاع الجوي من طراز (بانتسير – إس1) ومنظومتي إطلاق الصواريخ من طراز (إسكندر)، بعد أيام من وصول تعزيزات مماثلة إلى مطار القامشلي بينها منظومة دفاع جوي من طراز (بانتسير - إس1)، وهو نظام دفاع جوي أرض – جو قصير ومتوسط المدى في دفاعاتها الجوية، وقال مصدر عسكري رفيع من قيادة «قسد» إن التحركات الروسية «تزامنت مع التهديدات التركية بشن عملية عسكرية ضد المقاتلين الأكراد وستكون في مهمة قتالية في أي وقت». وشهدت أجواء بلدة تل تمر وريف الحسكة الشمالي تحليقاً مكثفاً للطيران الحربي والمروحي الروسي، وحلقت على علو منخفض على طول جبهات القتال ومناطق التماس، شملت مدن وبلدات القامشلي وعامودا والدرباسية وأبو راسين ومنطقة زركان وتعد هذه المناطق خطاً حدودياً مع تركيا وجبهات ساخنة تفصل بين الجهات السورية المتحاربة. في حين سيّرت القوات الروسية بمفردها دورية عسكرية برية تفقدت خطوط التماس في تلك المناطق مع تحليق للمروحيات الحربية، بينما سيّرت أمس صباحاً دورية مشتركة مع القوات التركية بريف القامشلي الشرقي بمشاركة 8 مدرعات عسكرية 4 من كل جهة وسط تحليق مروحيتين روسيتين في سماء المنطقة، انطلقت من قرية ديرونا آغي وتجولت في محيط حقول آبار النفط بريف بلدة رميلان ومعبدة (تربه سبيه) بعد توقفها لمدة شهر كامل.

في السياق ذاته، كشف مسؤول عسكري في مكتب العلاقات العامة لقوات «قسد»، أن الدورية 146 من نوعها بعد دخول اتفاق (سوتشي) حيز التنفيذ نهاية 2019؛ سارت بشكل طبيعي وقطعت القافلة أكثر من 100 كيلومتر شملت بلدات وقرى تحت مراقبة مروحيات روسية، وشارك في الدورية قرابة 50 عسكرياً و8 قطع من المعدات العسكرية للتأكد من خلوها من مقاتلي القوات. وفي ريف حلب الشرقي بمدينة منبج، حيث الجبهة الأكثر سخونة والمرشحة لهدف العملية التركية المرتقبة، قال قيادي عسكري إن حصيلة الهجمات التركية منذ بداية الشهر الحالي بلغت نحو 450 قذيفة وصاروخاً طالت أكثر من 12 قرية، وتقع هذه القرى في مناطق التّماس الفاصلة بين قوات «مجلس منبج العسكري» التابعة لـ«قسد»، والفصائل السورية المسلحة الموالية لتركيا، وقال القيادي الكردي شرفان درويش، المتحدث الرسمي لـ«مجلس منبج»: «القصف كان بشكل عشوائي من القواعد التركية المتمركزة في قرى (قيراطة والتوخار والحلونجي والياشلي والشيخ ناصر والزرزور وشويحة والأشلي) حيث استهدف القصف مواقع المجلس» في قرى (الهوشرية والجات والتوخار وعون الدادات والمحسنلي وعرب حسن وأم عدسة والصيادة واليالنلي وقرت وويران وكورهيوك والحمرا والكاوكلي والعريمة) بقذائف الهاون والأسلحة الثقيلة والمتوسطة ، بحسب درويش. وتابع القيادي العسكري: «نيران القصف ألحقت أضراراً بمنازل سكان المنطقة وبالأراضي الزراعية وتسببت بحالات نزوح لأهالي المنطقة، وشكّلت هاجساً من الخوف والذعر لدى السكان».

من جهة أخرى، قال بيان منسوب لشيوخ ووجهاء عشائر عربية يتحدرون من مدينة منبج نُشر أمس على صفحات إخبارية وحسابات نشطاء محليين، إن «شيوخ ووجهاء العشائر في منبج يطالبون الأمم المتحدة والدول الضامنة بوقف إطلاق النار في المنطقة، ووضع حد للهجمات والتهديدات التركية البربرية على منبج»، متوعدين تركيا بالمقاومة والدفاع عن مكتسبات أبناء المدينة، «والوقوف صفاً واحداً مع القوات العسكرية، ولن نسمح للمحتل التركي باحتلال المزيد من أراضينا». وقال أحد وجهاء العشائر الذين وقّعوا على البيان في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» ويدعى الشيخ محمد صادق العصيدي، وجيه وشيخ عشيرة (البني عصيدي)، إن التهديدات التركية الأخيرة «لا تستهدف الشعب الكردي فحسب؛ بل تطال جميع الأطياف والمكونات العربية والمسيحية في المنطقة، لأن منبج تشكل خزاناً بشرياً ضخماً وهجمات الاحتلال التركي ستشكل كارثة إنسانية حقيقية وكبيرة بحقها»، فيما أكد الشيخ إبراهيم إلياس من عشيرة (البو سلطان) رفضه للتدخل التركي ونقل قائلاً: «نحن نريد سوريا موحدة بشعبها وأهلها دون تدخل خارجي، والعيش المشترك بين المكونات كافة».

 

يوم مواجهات عنيفة في الضفة وإطلاق نار من قطاع غزة

رام الله/الشرق الأوسط/الجمعة 10 حزيران 2022

قتلت إسرائيل فلسطينيا في الضفة الغربية في يوم شهد مواجهات عنيفة في مناطق مختلفة واعتقالات واسعة واقتحامات للأقصى، وإطلاق نار من قطاع غزة تجاه إحدى الكيبوتسات دون إصابات. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، أن الشاب محمود أبو عيهور(27 عاما)، قضى في مواجهات في حلحول القريبة من الخليل جنوب الضفة الغربية، برصاصة اخترقت بطنه والحجاب الحاجز والشريان الأورطي، ولم تنجح جميع محاولات الطواقم الطبية لإنقاذ حياته. وقالت الوزارة، إن هناك 5 إصابات أخرى من بينها 3 بالرصاص الحي، وإصابتان بالمطاط. وشهد وسط مدينة حلحول، ظهر أمس الخميس، مواجهات عنيفة بعد أن اقتحمت قوة كبيرة من جيش الاحتلال المدينة، لمصادرة أموال من أحد محلات الصيرفة التي تتهمها إسرائيل عادة بالمشاركة في تمويل منظمات فلسطينية. وأدان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، جريمة إعدام قوات الاحتلال الإسرائيلي، للشاب أبو عيهور، متهما إسرائيل بمواصلة عملياتها الإرهابية عبر ممارسة القتل لأجل القتل. ودعا الإدارة الأميركية، للتدخل لدى دولة الاحتلال لوقف إرهابها المنظم، والكف عن سياسة الإعدامات الميدانية التي تنتهجها وذهب ضحيتها العديد من الأطفال والشباب والنساء. كما أدانت وزارة الخارجية «جريمة إعدام» أبو عيهور، وقالت إن هذه الجريمة الجديدة جزءا لا يتجزأ من مسلسل القتل اليومي، بغطاء وموافقة المستوى السياسي الإسرائيلي، ودعوة صريحة لتفجير ساحة الصراع ودوامة العنف والفوضى خدمة لمصالح الاحتلال ومشاريعه الاستعمارية التوسعية. واعتبرت أن التصعيد في جرائم الإعدامات الميدانية دليل واضح على أن الائتلاف الاسرائيلي الحاكم، يصدر أزماته الداخلية للساحة الفلسطينية وعلى حساب الدم الفلسطيني. المواجهات في حلحول، كانت جزءا من مواجهات أخرى اندلعت في جنين ونابلس شمال الضفة الغربية والعيسوية في القدس، ومناطق أخرى بسبب اقتحامات إسرائيلية لتنفيذ حملات اعتقال. واعتقل الجيش الإسرائيلي الخميس أكثر من 11 فلسطينيا في الضفة وكذلك في القدس بعد اقتحامات متطرفين يهود للمسجد الأقصى. واقتحم أمس عشرات المستوطنين، باحات الأقصى، عبر مجموعات متتالية تحت حماية قوات الإسرائيلية ونفذوا جولات استفزازية. وأثناء مواجهات في الأقصى اعتقلت إسرائيل سيدة من باحاته. وفي غزة، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان، أن نيرانا أطلقت من غزة على دفيئة زراعية بالقرب من «نتيف هعتسراة» دون أي إصابات. وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية، أن رصاصة واحدة أطلقت من غزة، أصابت سطح محل أقفال وارتدت شظاياها على الأرض، فأصابت شظية صغيرة عاملا فلسطينيا من الخليل ولم يحتج للعلاج.

 

معاقبة النواب العرب لتصويتهم ضد «قانون المستوطنين»... نائب آخر من حزب بنيت يعتزم الانشقاق والانضمام إلى المعارضة

تل أبيب: نظير مجلي/الشرق الأوسط/الجمعة 10 حزيران 2022

قررت قيادة الائتلاف الحكومي الإسرائيلي معاقبة النائبين العربيين فيه، مازن غنايم من القائمة الموحدة للحركة الإسلامية، وغيداء ريناوي زعبي من حزب ميرتس اليساري؛ لقيامهما بالتصويت ضد سريان القانون الإسرائيلي على المستوطنين في الضفة الغربية، بتجميد ميزانية أُقرّت مؤخراً في إطار تقليص سياسة التمييز العنصري ضد المجتمع العربي، لمصلحة القرية الساحلية جسر الزرقاء، التي تعدّ أفقر بلدة في إسرائيل. والحديث عن الإلغاء يخص خطة خماسية بقيمة 200 مليون شيقل لدعم قرية جسر الزرقاء في شتى المجالات: الإسكان، البنى التحتية، التربية والتعليم، الرفاه الاجتماعي، السياحة، وغيرها، حيث تتم المصادقة على الخطة بقرار حكومي قريباً. وعلى الرغم من أنه لا توجد أي علاقة لهذه القرية بموقف النائبين المذكورين، فإن مصدراً سياسياً حكومياً، عدّ العقاب «واجباً لضمان تلاحم الائتلاف وبقائه في الحكم». وأوضح، أن الحكومة سوف تعرض على الكنيست، مجدداً، في الأسبوع المقبل، قانون سريان القانون الإسرائيلي على المستوطنين لغرض تمريره، وقال «يجب أن يعرف النواب العرب أن هناك ثمناً للرفض أيضاً». وكان النائبان المذكوران، ومعهما بقية نواب القائمة العربية الموحدة، قد ساهموا أيضاً في إفشال قانون للحكومة، مساء الأربعاء، عندما صوّتوا إلى جانب مشروع قانون برفع الحد الأدنى للأجور، طرحه النائبان أحمد الطيبي وأسامة السعدي من كتلة «القائمة المشتركة» للأحزاب العربية. وقد نجح القانون بدعم من بعض أحزاب المعارضة اليمينية بقيادة بنيامين نتنياهو، وحظي بتأييد 23 ومعارضة 6 نواب فقط. وتغيب نواب حزبي العمل وميرتس اليساريين، لكي يساعدوا على تمرير القانون؛ الأمر الذي أغاظ رئيس الوزراء وبقية نواب اليمين في الحكومة. وقال المصدر المذكور، إن تجميد الميزانية لجسر الزرقاء، رسالة من رئيس الحكومة وبقية أعضاء إدارة الائتلاف إلى رئيس القائمة الموحدة، النائب منصور عباس؛ كي يفرض قيادته ويجبر نوابه على التصويت إلى جانب قانون المستوطنين عندما يعاد طرحه الأسبوع المقبل. وقد اعترض عباس على هذا التوجه، وقال إنه «لا يوجد سبب لممارسة ضغوط علينا وعلى عضوي الكنيست غنايم وغيداء ريناوي زعبي. فحتى لو استقالا أو حتى لو أيّدا هذا القانون مرة أخرى، فإن الائتلاف لا يمتلك أغلبية مؤيدة». وأضاف، أن «أزمة الائتلاف تكمن في حزب يمينا الذي يقوده بنيت. فإذا توصلت الحكومة إلى معادلة تمكننا من تحمل القانون، كأن يلتفوا على بعض شروطه، سيكون بالإمكان الالتفاف على صياغاته الصعبة والحفاظ على الائتلاف والتقدم إلى الأمام». وتابع عباس لإذاعة الجيش الإسرائيلي، أمس، إنه «إذا توصلنا إلى استنتاج بأنه ليس بالإمكان استمرار وجود الائتلاف في هذه الظروف، فإني سأقترح على رؤساء أحزاب الائتلاف، المبادرة إلى التوجه إلى انتخابات»؛ لأنه «حتى لو جنّدنا جميع أعضاء الكنيست من الائتلاف، فإن هذا لن يضمن تمرير هذا القانون». يذكر، أنه، وبعد أن انشق نائبان عن حزب «يمينا»، هما عميحاي شيكلي وعيديت سيلمان، وانضما إلى المعارضة، وبقي هذا الحزب بتمثيل 5 نواب فقط، كُشف أمس، عن أن نائباً ثالثاً يعتزم الانشقاق، هو نير أورباخ، الذي يعدّ أقرب المقربين من بنيت. وقد أكد مسؤول في حزب الليكود، الذي يقوده نتنياهو، أن عضو الكنيست أورباخ، يجري اتصالات جدية مع حزب الليكود، لكي ينسحب. وحسب موقع «واللا» الإلكتروني، فإن الليكود عرض عليه مكاناً مضموناً في لائحته الانتخابية في الانتخابات القادمة ومنحه منصب وزير، إذا شكل نتنياهو الحكومة. وقال نتنياهو، إنه يرى حكومة بنيت تتفكك تدريجياً وتعاني من أزمة سياسية متصاعدة. وأضاف «لقد فقدت (الحكومة) الأغلبية في الكنيست، وباتت عاجزة على تمرير قوانين، وسقوطها أصبح مؤكداً ووشيكاً خلال أشهر وربما الأسابيع القريبة المقبلة». وأكد، أنه واثق تماماً بتفكك حزب يمينا بعد انشقاق أورباخ، وأن نواباً آخرين من حزب «تكفا حدشاه»، برئاسة وزير القضاء غدعون ساعر، سينضمون إلى الليكود الذي سيكون بمقدوره تشكيل حكومة جديدة تستند إلى أكثرية 62 نائباً.

وكان أورباخ قد استخدم تعابير من قاموس المعارضة ضد النواب العرب، خلال لقائه مع بنيت. فقال، إن «العرب في الائتلاف يبحثون عن صراف آلي فقط، وليس عن رؤية مدنية». واجتمع أورباخ مع وزيرة الداخلية، أييليت شاكيد، الليلة الماضية، وتعهد بأن ينسق معها في أي قرار سيتخذه بخصوص الانشقاق عن الائتلاف. وحسب وسائل إعلام، فإن شاكيد على علم باتصالات أورباخ مع الليكود. وتشير تقديرات في المؤسسة السياسية، إلى أن شاكيد تحاول إقناع أورباخ بتأخير انشقاقه عن الائتلاف، وتقارير أخرى إعلامية، نقلا عن مقربين من أورباخ، إلى أنه يجري الاتصالات مع الليكود بشكل مستقل، لكنه يفضل أن تكون شاكيد ضمن صفقة الانشقاق من «يمينا» إلى الليكود.

 

مبعوثة أميركية لـ«طمأنة عباس» قبل بايدن إلى المنطقة ...إسرائيل تُفشل مقترحاً أميركياً لقمة خماسية

رام الله: كفاح زبون/الشرق الأوسط/الجمعة 10 حزيران 2022

أعلن في إسرائيل أمس (الخميس) أن باربرا ليف، المسؤولة الدبلوماسية الكبيرة لشؤون الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الأميركية، ستصل غداً للقاء مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين، وذلك قبل الزيارة المنتظرة للرئيس الأميركي جو بايدن للمنطقة.وبحسب المعلومات، فإن الهدف المركزي من زيارة ليف هو تهدئة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بكل ما يتعلق بالالتزام الأميركي بالقضية الفلسطينية وحل الدولتين.يأتي ذلك، فيما فشلت مبادرة قدمتها إدارة الرئيس جو بايدن، لعقد قمة ثلاثية أميركية - فلسطينية - إسرائيلية بعد رفض إسرائيل للمقترح. ونشر موقع «والا» الإخباري الإسرائيلي وموقع «أكسيوس» الأميركي، نقلاً عن ثلاثة مسؤولين إسرائيليين، أن إسرائيل رفضت عرضاً من إدارة بايدن لإقامة قمة خماسية رفيعة المستوى مع الولايات المتحدة والسلطة ومصر والأردن. وعرضت نائبة وزير الخارجية الأميركي، ويندي شيرمان، الاقتراح، خلال اجتماعها مع مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، إيال حولاتا، في واشنطن، الأسبوع الماضي، وينص على عقد قمة خماسية قد تكون في واشنطن أو أي دولة معنية، لكن حولاتا ردّ على المقترح بقوله إن الحكومة الإسرائيلية تعتقد أن «الظروف ليست ناضجة لمثل هذه القمة، وليست معنية باتخاذ خطوة نحو مؤتمر قد يعصف بها ولن يتعدى في النهاية كونه مناسبة لالتقاط بعض الصور». وعقّب مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى بقوله: «إنها فكرة ليست جيدة. يمكن أن تؤدي إلى تصعيد على الأرض». وكانت واشنطن قد طرحت الفكرة لأول مرة، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، تجنب حينها الجانب الإسرائيلي منح واشنطن رداً واضحاً على هذا المقترح، لكن عندما أُثيرت القضية مرة أخرى، قررت الحكومة الإسرائيلية إعلان موقفها الرافض صراحةً وبشكل قاطع. وقال مسؤولون إسرائيليون إنهم لا يفهمون سبب استمرار إدارة بايدن في الضغط من أجل عقد مثل هذه القمة.

وعرضت الإدارة الأميركية المقترح، قبل وصول متوقع للرئيس الأميركي للمنطقة الشهر القادم، وهي زيارة يتطلع الأميركيون إلى إنجاحها عبر قمة من هذا النوع لم تُعقد منذ سنوات طويلة. وجاءت المبادرة في محاولة من إدارة بايدن لخلق أي «أفق سياسي» أو «عملية دبلوماسية» بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، بهدف تقوية السلطة الفلسطينية وتهدئة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي حذر إسرائيل والولايات المتحدة من تصعيد خطير من جهته أن تواصل الجمود الحالي. وفي الوقت الذي لا يضع فيه الفلسطينيون أي شروط من أجل لقاء مسؤولين إسرائيليين، وحاول فيه عباس نفسه لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بنيت أكثر من مرة، يرفض الإسرائيليون الأمر إلا ضمن لقاءات غير سياسية. وقال التقرير إن تقويض الائتلاف الإسرائيلي، وحقيقة أن الحكومة أُقيمت حسب توافق على عدم تعزيز أي عملية سياسية بالشأن الفلسطيني لا تتيح لها مساحة مناورة في هذه القضية، هو المنطق الذي يسوقه الإسرائيليون دائماً للأميركيين.

وفيما يتعلق بزيارة ليف، قال مسؤولون إسرائيليون إنها ستصل إلى إسرائيل، السبت، بعد أن وصل إليها فعلاً المسؤول عن الملف الإسرائيلي الفلسطيني في وزارة الخارجية الأميركية، هادي عمرو، للتجهيز لزيارة ليف التي من المتوقع أن تؤكد أمام عباس الدعم الأميركي لحل الدولتين، والالتزام بتطوير العلاقات بين الولايات المتحدة والسلطة، كما أنها ستشدد على الحاجة لتقليل التوتر والعنف وتجنب التصعيد. زيارة ليف تأتي بعد مكالمة هاتفية متوترة وشديدة اللهجة بين عباس ووزير الخارجية الأميركية توني بلينكن، عبّر خلالها عباس عن إحباطه الشديد من السياسة الأميركية تجاه الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، متهماً إدارة بايدن بأنها تخلّت عن التعهدات التي قدمتها له. وقال مصدر مطلع على التفاصيل إن أبو مازن قال لبلينكن «لقد مللت، هذه النهاية». وهدد عباس خلال المكالمة بأنه في حال لم يكن هناك تغيير للأفضل، فإن السلطة الفلسطينية ستتخذ خطوات شديدة ضد إسرائيل حتى لو ألحقت الضرر بالفلسطينيين أنفسهم. وكان بلينكن قد مارس ضغوطاً على عباس من أجل التريث وعدم تصعيد الموقف بقرارات وإجراءات ضد إسرائيل، وانتظار وصول بايدن للمنطقة، واعداً إياه بمناقشة كل طلباته، لكن عباس طالبه أولاً بتحويل الأقوال إلى أفعال ومغادرة حالة الصمت.

واتصل بلينكن بعباس، في خضمّ حالة من الإحباط في رام الله وبدء أبو مازن مشاورات مع مستشاريه وأعضاء في القيادة السياسية من أجل تفعيل قرارات المجلس المركزي الفلسطيني، التي تتضمن من بين توصيات أخرى، قطع العلاقات مع إسرائيل وتجميد الاعتراف بها. وأراد بلينكن احتواء الغضب الفلسطيني الذي لمسه في نبرة عباس، الذي قال له إنه لا يمكن له السكوت عن الوضع الحالي ولا يمكن تحمله. ويفكر عباس بتنفيذ قرارات المجلس المركزي، بما يشمل تجميد الاعتراف بإسرائيل بغضّ النظر عن تداعيات ذلك. وقال بلينكن في أثناء المكالمة لعباس، إنه يدرس تعيين هادي عمرو ممثلاً خاصاً لشؤون الفلسطينيين، حتى يكون بمثابة قنصل عام أميركي يجلس في واشنطن. لكن عباس لم يكن متحمساً للفكرة، وذكّر بلينكن بأنه تعهد بنفسه قبل عام بأن تعيد واشنطن افتتاح القنصلية الأميركية في القدس. وحتى وصول بايدن، تدرس إدارته تجهيز حزمة خطوات لصالح الفلسطينيين، إذ يرغب البيت الأبيض تهدئة الرئيس الفلسطيني والفلسطينيين، ولا يريد أن تنتهي زيارة الرئيس الأميركي بفشل ما يعني تعقيد الموقف. هذا وقد ألغت إدارة بايدن قراراً للإدارة السابقة برئاسة دونالد ترمب، وفصلت بين الدائرة التي تُعنى بالفلسطينيين، عن السفارة الأميركية في إسرائيل، بما يشمل إرسال تقارير منفصلة لواشنطن.

وغيّرت الولايات المتحدة بشكل رسمي، اسم «وحدة الشؤون الفلسطينية» إلى «مكتب الشؤون الفلسطينية»، وتحولت إلى مكتب مستقل عن السفارة ينقل التقارير مباشرة إلى قسم الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الأميركية في واشنطن. وظهر التغيير باسم «مكتب الشؤون الفلسطينية»، أمس (الخميس)، على حسابات الوزارة في «تويتر» و«فيسبوك». ورأى تقرير موقع «واللا»، أن لهذه الخطوة «أهمية رمزية»، على الرغم من معارضة إسرائيل إعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس، وتكمن في أن الإدارة الأميركية أخذت خطوة إلى الأمام بهذا الاتجاه. وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية لموقع «واللا»، إنه تم تبليغ إسرائيل والسلطة الفلسطينية مسبقاً بهذه الخطوة، وأن إسرائيل لم تعبّر عن معارضتها. وسيستمر المكتب الجديد في العمل برئاسة الدبلوماسي جورج نول، لكن بشكل مستقل إلى حد كبير عن السفارة.

 

مصر لتشكيل هيكل «الحوار الوطني»... وإطلاق جلساته في يوليو..بدء مشاورات لاختيار 15 عضواً بمجلس الأمناء

القاهرة: محمد نبيل حلمي/الشرق الأوسط/الجمعة 10 حزيران 2022

بإعلان تسمية منسق عام لإدارته، اتخذ ملف «الحوار الوطني» الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خطوة متقدمة نحو تشكيل هيكله، إذ نقلت وكالة الأنباء الرسمية للبلاد، مساء أول من أمس، عن «إدارة الحوار» أنه تم «اختيار ضياء رشوان نقيب الصحافيين المصريين، منسقاً عاماً للحوار الوطني، بالإضافة لاختيار الأمين العام للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام محمود فوزي رئيساً للأمانة الفنية للحوار الوطني». وكان الرئيس المصري قال، أواخر أبريل (نيسان) الماضي، إنه يرغب في بدء مناقشات «حول أولويات العمل الوطني في المرحلة الراهنة»، وكلّف حينها «إدارة المؤتمر الوطني للشباب (تشرف عليه «الأكاديمية الوطنية للتدريب» التابعة للرئاسة) بالتنسيق مع التيارات السياسية والحزبية والشبابية كافة لإدارة حوار سياسي». وأعقب دعوة السيسي للحوار، الإعلان عن الإفراج عن بعض السجناء من السياسيين والنشطاء. وجاء الإعلان الرسمي عن تسمية المنسق العام للحوار الوطني، ورئيس أمانته التنفيذية، مصحوباً بإفادة أن «أولى جلساته تبدأ في الأسبوع الأول من يوليو (تموز) المقبل». كما تضمن الإعلان عن تسمية رشوان، توضيحاً أن أولى مهامه بصفته منسقاً عاماً للحوار الوطني «تتمثل في بدء التشاور مع القوى السياسية والنقابية والأطراف كافة المشاركة في الحوار الوطني لتشكيل مجلس أمناء الحوار الوطني، من ممثلي كافة الأطراف والشخصيات العامة والخبراء، من 15 عضواً، بما يضمن المشاركة الفعالة والتوصل إلى مخرجات وفقاً للرؤى الوطنية المختلفة، وبما يخدم صالح المواطن المصري».

وكانت «الأكاديمية الوطنية للتدريب» وجهت الشهر الماضي، دعوات لشخصيات عامة وسياسيين لتقديم رؤيتهم بشأن محاور الحوار، فيما سعت قوى حزبية معارضة وأخرى من الحركات المدنية إلى صياغة «موقف موحد» لعرضه ضمن أعمال الحوار. وبحسب البيان الرسمي الصادر عن «إدارة الحوار» فإنه «تم الانتهاء من كل التجهيزات واللوجيستيات اللازمة لتنظيم الحوار، وذلك من خلال (الأكاديمية الوطنية للتدريب)، التي يقتصر دورها على المهام التنظيمية واللوجيستية»، بحسب البيان.وكان سياسيون وبرلمانيون مصريون أعلنوا التحفظ على تولي «الأكاديمية الوطنية للتدريب» ملف «الحوار الوطني»، واقترحوا أن يديره «مجلس الشورى» مستندين إلى مواد من دستور البلاد، غير أن تلك المقترحات لم تتحقق. وفي رد ضمني على التحفظات التي تركزت على المخاوف من الانحياز، «أكدت (إدارة الحوار الوطني) استمرار الأكاديمية في اتباع نهج الحياد والتجرد التام في إطار دورها التنظيمي والفني والتنسيقي بعيداً عن التدخل في مضمون الحوار الوطني الفعال، تحت مظلة الجمهورية الجديدة». ونقل البيان الرسمي، أنه «تم تشكيل أمانة فنية من (الأكاديمية الوطنية للتدريب) برئاسة المستشار محمود فوزي لمعاونة مجلس أمناء الحوار الوطني في العملية اللوجيستية والتنظيمية للحوار الوطني، وتوفير كل المعلومات اللازمة لإدارة الحوار».وأضافت «إدارة الحوار» أن «الأمانة الفنية سلمت جميع طلبات المشاركة والمقترحات المقدمة من فئات الشعب المختلفة إلى ضياء رشوان؛ تمهيداً لمناقشتها وبدء جلسات الحوار الوطني، كما سيتم الإعلان عن كل تفاصيل المقترحات خلال الأيام القادمة، لافتة إلى استمرار استقبال طلبات المشاركة في الحوار الوطني والرؤى والمقترحات من خلال رابط إلكتروني، فضلاً عن أرقام للهاتف المحمول».

 

المعارضة السودانية توافق على الجلوس مع المكون العسكري تم عقد جلسة بوساطة أميركية وسعودية

الخرطوم: أحمد يونس/الشرق الأوسط/الجمعة 10 حزيران 2022

في تطور لافت، أعلن تحالف المعارضة السوداني الرئيسي استجابته لدعوة من مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأفريقية، مولي في، وسفير المملكة العربية السعودية لدى السودان، علي بن حسن بن جعفر، لعقد لقاء بين وفد من «الحرية والتغيير» والمكون العسكري، الذي كان يرفض بشدة عقد أي لقاء معه.

وبحسب بيان صادر من تحالف قوى الحرية والتغيير - المجلس المركزي (وهو المعارضة الرئيسية)، فإن الاجتماع الذي عقد مساء أمس سيتناول قضية إنهاء إجراءات الجيش التي أعلنها في 25 أكتوبر (تشرين الأول)، والتي تعدها المعارضة «انقلاباً عسكرياً»، وكل ما ترتب عليها من آثار، وتسليم السلطة للمدنيين والتنفيذ الفوري لاستحقاقات تهيئة المناخ الديمقراطي جميعها ودون استثناء. كما رأت إبعاد «القوى المؤيدة للانقلاب وعناصر النظام البائد من العملية السياسية التي تقودها الآلية الثلاثية الراعية للحوار الوطني (وهي الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة إيقاد) وحصر إجراءاتها بين الذين قاموا بالانقلاب والذين يقاومونه من قوى الثورة». ويبحث الاجتماع، تحديد إطار لعملية سياسية شاملة بعد اتفاق قوى الثورة والمقاومة والمكون العسكري «على كيفية إتمام إجراءات إنهاء الانقلاب». وواجهت جلسة الحوار السوداني السوداني، التي تسيرها الآلية الدولية الثلاثية، انتقادات حادة من قبل تحالف المعارضة الرئيسية والحزب الشيوعي ولجان المقاومة السودانية، واعتبرتها محاولة لـ«حماية الانقلاب»، وجراء ذلك اعتذرت «الحرية والتغيير» عن اجتماع ثانٍ دعت له الآلية بهدف إجراء مشاورات تعيد التحالف لطاولة الحوار، في الوقت الذي حثت فيه قوى دولية السودانيين للمشاركة في الحوار بحسن نية وفاعلية، ورهنت نجاحه بمشاركة أصحاب المصلحة الرئيسيين من المدنيين. وبضغوط أميركية وسعودية، استجابت قوى التغيير للمطالب الدولية، ووافقت على الاجتماع مع المكون العسكري. وشهدت الخرطوم، أول من أمس، جولة تفاوض تمهيدية بتسيير من الآلية الثلاثية المكونة من بعثة الأمم المتحدة لدعم الانتقال في السودان (يونتامس) والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية في أفريقيا (إيقاد)، لوضع حد للتوتر والاحتقان السياسي والفراغ الدستوري الذي تعيشه البلاد، بيد أن معظم الأطراف الرئيسة رفضت المشاركة.

ووصف التحالف، في بيان سابق، جولة المفاوضات بأنها «حوار داخلي بين قوى انقلابية تتشارك ذات المشروع ولا خلافات بينها»، وأنه «استنساخ لحوار الوثبة» الذي أطلقه الرئيس المعزول عمر البشير 2014 وقاطعته قوى المعارضة قاطبة، ولم يشارك فيه سوى حلفاء الحكم، ومع ذلك لم يلتزم بمخرجاته.

وأكد التحالف أنه تعامل بإيجابية مع الآلية الثلاثية منذ إطلاقها للعملية السياسية، بيد أنه رهن تعامله بتوجهها نحو مساعدة السودانيين والسودانيات بالتأسيس الدستوري الجديد، وتأكيد مسار انتقال ديمقراطي تقوده سلطة مدنية كاملة تعبر عن «الثورة وغاياتها». من جهته، وصف الحزب الشيوعي السوداني حوار الآلية بأنه محاولة لـ«حماية الانقلاب» وتمكينه من إكمال الفترة الانتقالية بتسوية بين المدنيين والعسكريين، وطالب الآلية الثلاثية بمراجعة مخططاتها الفاشلة. وقال عضو المكتب السياسي للحزب صالح محمود، في تصريح نقلته صفحة الشيوعي، على «فيسبوك»، إن على الآلية أن تكون أكثر حرصاً على المواثيق والعهود الدولية، ذات الصلة بتشجيع التحول الديمقراطي، واعتماد آليات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن والاتحاد الأفريقي، التي لا تتضمن فرض الحلول التي لا تنبع من الشعوب. من جهتها، سارعت لجان مقاومة بأحد أحياء الخرطوم، بفصل أحد أعضائها، شوهد وهو يشارك في الاجتماع الذي عقد الخميس، ونشرت بياناً منعته فيه من التحدث باسم لجان المقاومة. وقالت: «تصرفه مستهجن، وأراد إظهار أن اللجنة التي يمثلها (لجنة بانت) ليست على قلب رجل واحد، وأنه يسعى لأمجاد شخصية ويسعى لشق الصف مع سبق الإصرار».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

نوّاب الثورة: "شِلّي السيّد ع جنب يا أبو حميد"

محمد بركات/أساس ميديا/الجمعة 10 حزيران 2022

 لعلّ الجملة التي لن ننساها للكوميديان اللبناني حسين قاووق، هي: "شِلّي السيّد عَ جنب يا بو حميد"، وهو يتحدّث إلى صديقه المخرج والكاتب محمد الدايخ. اشتهر قاووق في "ستاند آب كوميدي"، وفي مسرحيات كتب وأخرج بعضها الشاعر يحيى جابر، وكتب وأخرج بعضها الدايخ. لكنّ شخصية "علي العلي العلويّة" أخذته إلى شهرة كبيرة عبر مواقع التواصل، بسبب وضعه البيئة الشيعية، التي يأتي منها ومن ضاحيتها الجنوبية، تحت النقد الكوميدي، الذي جمع القسوة العميقة، مع جرعات غير محدودة من "الهضامة" الكوميدية. علي العلي العلويّة شخصية فقيرة، تريد الخلاص من الجحيم اللبناني، وترغب في الثورة على "كلّن يعني كلّن"، وشاركت في التظاهرات، وتعاني من كلّ ما يعانيه اللبنانيون. لكن حين يسأل "أبو حميد"، من خلف الكاميرا، علي العلويّة، عن حزب الله أو سلاحه أو أمينه العامّ السيّد حسن نصر الله، يجيبه فوراً: "شلّي السيّد ع جنب يا بو حميد". ويكمل حديثه. هذه الجملة هي التي ستبقى في رؤوسنا بعد عشرات السنين. وهذه الجملة تكمن عبقريّتها ليس في الجرعة الكوميدية المهولة التي تحملها، بل أوّلاً وأساساً في أنّ هناك دائماً "خطّاً أحمر" تسعى الديكتاتوريات الحاكمة إلى رسمه في رؤوس المحكومين والجماهير.فعلي العلويّة يرى المشكلة في كلّ مكان، ولدى "كلّن يعني كلّن"، لكن ليس في السلطة السياسية المباشرة حيث يعيش، في الضاحية والجنوب وبيروت، ولبنان.

الحرّيّات في الديكتاتوريّات

دائماً تترك الديكتاتوريات للناس الذين تحكمهم، ما يمكن أن "يتنفّسوا" فيه بعض الحرّية. وإلا ستقوم الثورات وينهار المُلك. في سوريا الأسد، حافظ ومن بعده ولو لفترة محدّدة بشّار، ازدهرت المسرحيات والمسلسلات، من مسرحية "كاسك يا وطن" وصولاً إلى مسلسل "يوميّات مدير عامّ" و"مرايا" ياسر العظمة. وفي مصر حسني مبارك، كان المسرح "يلعلع" بمسرحيّات ليس أكثرها "معارضةً" لعادل إمام: "الزعيم". حتى في لبنان، كان الاعتراض مسموحاً، ولا يزال. لكنّ الدستور يحمل مادّة اسمها "384"، شهيرة، تقول إنّ "من حقّر رئيس الدولة عوقب بالحبس من 6 أشهر إلى سنتين". التحقير فقط يرميك في الزنزانة عامين.

دائماً تترك الديكتاتوريات للناس الذين تحكمهم، ما يمكن أن "يتنفّسوا" فيه بعض الحرّية. وإلا ستقوم الثورات وينهار المُلك. في سوريا الأسد، حافظ ومن بعده ولو لفترة محدّدة بشّار

حتّى في الجنّة، كان هناك "شجرة التفّاح". ولا نعرف لماذا التفاح الذي تدمن عليه البشرية كلّها اليوم. هناك ضرورة لـ"ممنوع" و"خطّ أحمر". وغالباً يكون هذا الخطّ الأحمر هو "مصدر السلطات".

نوّاب "الثورة"

في لبنان ندخل في سنوات عجاف من الحرّيّة. انتخاب عشرات آلاف اللبنانيين نوّاب "الثورة"، باعتبارهم ضدّ الطبقة السياسية، و"كلّن يعني كلّن".

لكن استفقنا على خطاب بعض نواب الثورة، يتحدّثون مثل علي العلويّة.

النائب عن مرجعيون-حاصبيا فراس أبو حمدان قال في حوار على قناة "الجديد" أمس، ردّاً على سؤال حول سلاح حزب الله، ما اختصاره أنّ "المقاومة ضرورية لحماية لبنان حين تعجز الدولة"، وأنّ "الأولويّة الآن للوضع الاقتصادي وليس لشدّ العصب مع أو ضدّ السلاح". وراح يتهرّب من قول كلمة حاسمة عن مواجهة وجود سلاحين في لبنان.

النائبة عن الشوف، حليمة قعقور أجابت بالطريقة نفسها في حوار على شاشة mtv في 31 أيّار الفائت، إذ قالت بالحرف: "السيادة التي طرحتها 14 آذار ناقصة، والمقاومة التي طرحتها 8 آذار ناقصة، السيادة تكون ضدّ أيّ تدخّل خارجي، إيراني أو سعودي، وضدّ اعتداء إسرائيل وخرقها لسيادتنا"، ودعت إلى التركيز "على قضية المودعين... بدنا نبني اقتصاد". وكانت الذروة في حديثها عن "المادّة 51 من ميثاق الأمم المتحدة التي تعطي الحقّ للناس بالدفاع عن سيادة لبنان في حال الاعتداء الخارجي".

أمّا النائب عن بيروت، إبراهيم منيمنة، فقال في 6 حزيران الجاري على قناة "الجديد" أيضاً، إنّه مع "حصر السلاح بالشرعية من زاوية وطنية عكس ما تقاربه اليوم القوى التقليدية من منطلق فئوي، أو من منطلق محاور إقليمية واستجلاب صراعات إقليمية على الداخل اللبناني". واضح أنّ منيمنة يقصد "الموازنة" بين اتباع "محاور إقليمية" مختلفة. فهل يمكن أن يضع منيمنة في الكفّة الأولى سلاح حزب الله ومشاركته من اليمن في الاعتداء على المملكة العربية السعودية، وهو ما جعلنا نخسر ودائع العرب وسيّاحهم ومساعداتهم واحترامهم... ويضع في الكفّة الأخرى مَن يريدون علاقة سليمة مع العرب؟

منيمنة والقعقور وحمدان كان لسان حالهم: "شلّي السيّد ع جنب يا بو حميد". يريدون الهجوم على كلّ القوى والأحزاب. كلّ الأحزاب سرقت وأفسدت، إلا حزب الله

"شِلّي السيّد ع جنب"

منيمنة والقعقور وحمدان كان لسان حالهم: "شلّي السيّد ع جنب يا بو حميد". يريدون الهجوم على كلّ القوى والأحزاب. كلّ الأحزاب سرقت وأفسدت، إلا حزب الله، فالوقت ليس مناسباً للحديث عن سلاحه وبحث كيفية حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية.

يُغفل هؤلاء أنّ عنوان مشكلتنا مع العرب ومع المجتمع الدولي هو السلاح، الذي يعتدي على العرب. يُغفلون أنّ لبنان معزولٌ، بالمعنى "النفطيّ" والماليّ والسياحيّ والتجاريّ، بسبب هذا السلاح. وبالتالي فإنّ هذا السلاح يُحاصر لبنان أوّلاً ومصالح لبنان العربية والإقليمية والدولية، قبل أن يحاصر أعداءه العسكريين.

وحده النائب عن زغرتا، ميشال الدويهي، ذو الخلفيّة اليساريّة، والآتي من تجربة 14 آذار و"الخروج عليها"، قال على قناة mtv أمس كلاماً معقولاً: "نحن مع الحياد وضدّ زجّ لبنان في صراعات لا علاقة له فيها"، و"لبنان معزول عربياً ومعزول دولياً، وهذا أمر يجب ألّا يستمرّ، خصوصاً أنّ لبنان عضو مؤسّس في جامعة الدول العربية وفي الأمم المتّحدة"، و"نحن مع حصريّة السلاح بيد الجيش اللبناني". لكنّه أكمل: "هناك مسؤولية مشتركة من الفريقين عن الانهيار، موضوع السلاح أساسي، لكن تحت هذا العنوان، بلديّة زغرتا وإهدن وبيروت ما علاقتها بالسلاح؟ لا يمكن أن نختبىء وراء السلاح لئلّا نفعل شيئاً". وتابع: "نحنا ما جايين نلعب بالنظام السياسي في لبنان، ما جايين نلعب بإشيا مش وقتها هلّق، لأنّو منكون بشي ومنصير بشي. نعرف حساسيّات البلد. تحت هذا السقف الكبير، طبعاً موضوع السلاح أمّ المشاكل، لكنّ أمّ المشاكل أيضاً الوضع الاجتماعي والاقتصادي والماليّ والانهيار".

كان الدويهي الأكثر نضجاً في تقديم الفكرة. لكنّه مرّة جديدة أغفل حقيقة لا يمكن التغاضي عنها، وهي أنّ "السلاح" هو المسؤول عن الانهيار، لأنّه حمى النظام الفاسد أوّلاً، ولأنّه متّهم باغتيالات تخنق الديمقراطية، ولأنّه يهدّد في هذه اللحظة بـ7 أيّار ليشارك في الحكومة. ولأنّه لا قيامة للبنان قبل أن يخرج هذا السلاح من الساحات العربية.

"مش جايين نلعب بإشيا مش وقتها"، قال الدويهي، في ما يبدو أنّه "اتّفاق" كامل بين نواب الثورة على أنّ الوقت ليس مناسباً لمناقشة السلاح.

"شِلّي السيّد ع جنب يا أبو حميد"، "كلّن فاسدين"، بس "شِلّي السيّد ع جنب يا أبو حميد".

 

خديعة إسرائيل: الشفط من «كاريش» بكامله!

طوني عيسى/الجمهورية/10 حزيران/2022

في الأقنية الديبلوماسية معلومات مفادها أنّ إسرائيل لم تقم باستقدام منصة الحفر والاستخراج من سنغافورة إلى حقل «كاريش»، إلّا بعدما وفّرت التغطية السياسية الكاملة لهذه العملية، أي إنّها أبلغت الولايات المتحدة بها، ونالت موافقتها، بعدما قام الأميركيون بإبلاغ كل المعنيين بالأمر، بما في ذلك الجانب اللبناني، قبل نحو 4 أشهر. المعلومات تفيد بأنّ الرسالة التي حملها الأميركيون إلى لبنان ترافقت مع تشجيعهم لاستجرار الكهرباء من الأردن والغاز من مصر، إذ تعهّدوا بعدم فرض أي عقوبات على لبنان لاضطراره إلى استخدام الأراضي السورية في هذه العملية. بل إنّهم وافقوا على إعطاء دمشق حصة من الطاقة، مقابل ذلك.

يومذاك بدا عرض الاستجرار الأميركي المتساهل مثيراً للاستغراب، إذ لم يسبق لواشنطن أن أعفت أي طرفٍ ينسّق الخطى مع النظام السوري من عقوبات «ماغنيتسكي». لكن المطلعين كانوا يدركون أنّ في الطرح الأميركي جزءاً ثانياً يتعلق بترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل ودخول لبنان في منظومة الطاقة الشرق أوسطية التي تضمّ إسرائيل والأردن ومصر. ولذلك، هناك اليوم جمود غير مفهوم وغير مبرّر في ملف الاستجرار من الأردن ومصر. وأياً تكن الأعذار والتبريرات التي يتذاكى المسؤولون اللبنانيون في إطلاقها، فالخلفية الحقيقية للأزمة هي أنّ لبنان لم يبدِ حتى اليوم، وبشكل واضح، موافقته على مجمل الطرح الأميركي، بوجوهه كافة. منذ شباط الفائت، تعاطى اللبنانيون مع الملف بالتأجيل. وفضّلوا إضاعة المزيد من الوقت بالانتخابات النيابية، مع وعدٍ بالحسم بعد الانتخابات. ولذلك، أرجأ الإسرائيليون خطوة استقدام المنصَّة من آذار إلى النصف الثاني من أيار. وهم يعتبرون أنّهم قاموا بتأمين التغطية السياسية للخطوة، وما على الجانب اللبناني إلّا أن يفاوض على الجزء الآخر من الصفقة.

طبعاً، لا مشكلة لدى أركان السلطة في الطرح الأميركي، «كاريش» مقابل «قانا»، خصوصاً في ظلّ الكلام الكثير المتداول عن خطوط ممدودة «تحت الطاولة» بين واشنطن وهؤلاء جميعاً، بالمفرَّق، من أجل عقد مقايضات مصلحية، وقد بات بعضها معروفاً. لكن الأساس هو: ماذا سيفعل «حزب الله»، أي إيران؟

«الحزب» يلتزم سياسة «جسّ النبض» والاستكشاف التدريجي، ولا يستعجل القول «نعم» أو «لا». فهو يعلن التزامه موقف الدولة اللبنانية ووقوفه إلى جانبها واستعداده لاتخاذ أي خطوة تحمي هذا القرار، أي إنّه يوحي باستعداده لاستخدام سلاح المقاومة إذا اقتضى الأمر ذلك.

وهذا الموقف يسمح لـ»الحزب» بالاحتماء خلف الدولة، بحيث يترك لنفسه هامش الانقضاض على أي صفقة محتملة أو الموافقة عليها، في حينها. كما أنّه يعرف جيداً أنّ السلطة الحالية، على رغم ما أفرزته الانتخابات النيابية ما زالت تحت جناحه، وأنّه قادر على منعها من الدخول في أي صفقة عندما يريد.

وفي تقدير المطلعين، أنّ «الحزب» لا يرفض صفقة «كاريش» مقابل «قانا» في المطلق، لكنه مهتمّ بالأكلاف والأرباح والملابسات السياسية التي تحوطها. ومن هذا المنطلق، سيكون جاهزاً ليعلن الموافقة عليها أو رفضها، بالتنسيق مع إيران طبعاً.

إذاً، عقدة المفاوضات هي هنا تحديداً. ولكن، يعرف «الحزب» والجانب اللبناني عموماً، أنّ هامش المناورة أصبح ضيّقاً، لأنّ القرار بالسماح لإسرائيل بالاستخراج من «كاريش» متخذ عربياً وإقليمياً وأوروبياً وأميركياً، وأنّ أي مواجهة عسكرية مع إسرائيل في هذه المسألة تعني المواجهة مع «نصف العرب» و»نصف العالم». يدرك الأميركيون أنّ لبنان محشور اليوم في هذا الملف أكثر من أي يوم مضى. ولذلك هم ينتظرون منه الموافقة على طرح موفدهم عاموس هوكشتاين في النهاية. وهم يدركون أنّ «النهاية» باتت وشيكة، وأنّ لبنان مضطر إلى الموافقة والحفاظ على علاقاته مع الأميركيين والفرنسيين والعرب، وهو الذي يطلب وساطاتهم ودعمهم المالي والسياسي للخروج من حال الانهيار.وأما الإسرائيليون فموقفهم خبيث. فقد أعلنوا بـ»براءة» أنّ منصّة الحفر والاستخراج تمركزت على مسافة كيلومترات جنوب «كاريش»، وأنّ أعمالها ستنحصر بما وراء الخط 29 الذي يفاوض عليه لبنان، أي أنّهم يلتزمون تماماً ضوابط التفاوض، كما ضوابط القانون الدولي التي تعتبر الخط 23، في أحسن الأحوال، هو الحدود القصوى لحقوق لبنان، استناداً إلى وثيقة لبنانية رسمية في الأمم المتحدة.

وإذا ما باشر الإسرائيليون استخراج الغاز من الجزء الجنوبي من «كاريش»، في الأسابيع أو الأشهر القليلة المقبلة، فسيحظون بالتغطية العربية والإقليمية والدولية، وبقبول الأمم المتحدة، وسيبدون وكأنّهم لا يعتدون على حقّ لبنان، فيما هم في الواقع يستخرجون الغاز من حقلٍ واحد تتواصل أقنيته في باطن الأرض، حيث لا وجود لجدار فاصل يحمل الرقم 29! وفي هذه الحال، قد لا يجد الإسرائيليون أنفسهم مستعجلين لإبرام اتفاق مع لبنان، ما داموا قد بدأوا الاستخراج من «كاريش» كاملاً، وبأمان، وقبل أن يتاح للبنان المباشرة باستثمار أي شيء من طاقاته الغازية في المتوسط. وستتحمّل منظومة السلطة في لبنان كامل المسؤولية عن التهرُّب وإهدار جزء من حقوق لبنان، وإضاعة الوقت وفرصة استخراج الغاز بعشرات مليارات الدولارات، خلال أعوام قليلة، فيما هي تتسوَّل بضعة مليارات، تتوزَّع على أعوام عدّة، من صندوق النقد الدولي وسائر الجهات الدولية المانحة.

 

المرجع الدستوري والقانوني النائب السابق حسن الرفاعي يعد مطالعة تجيز محاكمة العماد عون بتهمة الخيانة العظمى تبعاً لافعاله المرتكبة*

حسن الرفاعي:  نداء لموقف وطني حاسم من الأداء الانقلابي للعهد على الدستور!*

*حسن الرفاعي/النهار/10 حزيران/2022

( لمناسبة عيده الثامن والتسعين خص المرجع الدستوري والقانوني النائب السابق حسن الرفاعي "النهار" بهذه الاطلالة)

أمام العبث المجنون بنظام لبنان بفعل خروج رئيس البلاد ميشال عون عن دور الحكم العادل والحكيم الجامع لصالح شخصيّة المحارب لاستعادة "حقوقٍ مسيحيّةٍ سليبةٍ" والمنضوي في "حلف الممانعة" أرى أنّ لبنان أصبح بخطر أكيد وأنّ اللّبنانيّين ذاهبون نحو مزيد من الهجرة والاغتراب والتحسّر على حلمٍ جميل ضاع !

ولئلّا يبقى كلامي في خانة العموميّات أوضِح للبنانيّين الآتي

طبيعة النّظام اللّبناني وحقيقة الصلاحيّات الرّئاسيّة:

منذ دخولي الندوة النيابيّة سنة 1968 ترسخت قناعتي:

 أنّ نظامنا كان ومازال جمهوريًّا ديمقراطيًّا برلمانيًّا وأنّ لبنان لا يمكن أنْ يبقى بلا هذا النّظام بسبب حرماننا الأحزاب السياسيّة وبسبب النّظام الطائفي، علمًا أن لا طائفيّة في لبنان بل مصالح.

أنّ رئاسة الجمهوريّة في لبنان يجب أن تعود لمارونيّ يُطَمئن المسيحيين ويَجمَع بشخصيته وحِكمَتِه وعدله كلّ بقيّة الطوائف حول فكرة لبنان.

إنّه الرّئيس القويّ بمحبّة مواطنيه، المسلم منهم قبل المسيحيّ.

مُضَلّلٌ كلّ منْ يعتبر أنّ رئيس الجمهوريّة كان منذ الاستقلال رئيسًا يمتلك صلاحيّات فوق العادة يضمنها له "النّظام الرّئاسي" وحرفيّة المادّتين 17 و53 من دستور ما قبل الطائف اللّتين نصّتا:

"تناط السلطة الاجرائيّة برئيس الجمهوريّة وهو يتولّاها بمعاونة الوزراء..."

"رئيس الجمهوريّة يعيّن الوزراء ويسمي منهم رئيسًا ويقيلهم … ويولي الموظفين مناصب الدّولة …"

في حين أنّ نظامنا منذ وضِعَ أيام الانتداب الفرنسي مستوحى في قسمٍ كبير منه من دستور الجمهوريّة الثالثة الفرنسيّة (1875 - 1940) القائم على النّظام الجمهوري البرلماني بسبب اقتران النص بأعراف برلمانيّة غاية في الدّيمقراطيّة.

ومن الأمثلة على هذه الأعراف في لبنان منذ سنة 1943، إجراء رئيس الجمهوريّة استشارات نيابيّة قبل تسمية رئيس الحكومة ( استشارات لم يلحظها نص من الدّستور) وقيام الرّئيس المكلّف باستشارات نيابيّة، لا يحضرها رئيس الجمهوريّة، من أجل تشكيل حكومته بخلاف المادّة 53 الّتي يقول نصها الحرفي أنّ رئيس الجمهوريّة هو مَنْ يعيّن الوزراء ويسمي منهم رئيسًا …

ومن هذه الأعراف أيضًا ضرورة أن يقترن مرسوم تعيين وإقالة الوزراء بتوقيع رئيس الحكومة بخلاف نصّ المادّة 54 من الدّستور (الّتي تلحظ توقيع رئيس الجمهوريّة منفردًا) لأنّ كلّ قرارات رئيس الجمهوريّة، غير المسؤول سياسيًّا في النّظام البرلماني، تحتاج إلى توقيع شخص مسؤول هو رئيس الحكومة والوزير أو الوزراء المختصون، ولأنّ كلّ أفعال هؤلاء تخضع لمراقبة ومساءلة ومحاسبة السلطة التشريعيّة، في حين أنّ لا تبعة على رئيس الجمهوريّة حال قيامه بوظيفته إلّا عند خرقه الدّستور أو في حال الخيانة العظمى (المادّة 60 من الدّستور)

فرياض الصلح أوّل رئيس حكومة زمن الاستقلال سنة 1943 ضمّن البيان الوزاري الشهير لحكومته العبارة الآتية: "هذا هو عنوان الحكومة الّتي كان لي شرف تأليفها ورئاستها …"

وقتها لم يعترض الرّئيس بشارة الخوري أو أيّ سياسيّ أو حقوقيّ على كلام رياض الصلح الّذي أعلن دون أيّ التباس أنّه هو مَنْ شكّل الحكومة وهو الّذي يرأسها. هكذا جسّد الصلح التزامه بأصول النّظام الجمهوري البرلماني دون أن يعني ذلك على الإطلاق أنّه ورؤساء الحكومات المتتالين لم يتشاوروا مع رؤساء الجمهوريّة في عمليّة التأليف أو أنّهم لم يسايروهم في عمليّة توزير بعض الأسماء صاحبة الكفاية أو بعض المقرّبين لرؤساء الجمهوريّة. هذا ولم يسبق أن اندلعت حرب صلاحيّات ضروس بين رئيس جمهوريّةٍ غير مسؤولٍ ورئيس حكومةٍ مسؤولٍ حول عمليّة وآليات تشكيل الحكومة كما هو حاصل مع الرّئيس عون.

ولكن مع الوقت، وبحكم ركون رئيس الجمهوريّة إلى طواعيّة مجلس نيابي فيه 6 نواب مسيحيين مقابل كلّ 5 نواب مسلمين، وبحكم احتكار كلّ وظائف الفئة الأولى المؤثرة بيد المسيحيين والموارنة تحديدًا، وبحكم اعتماد أكثر من رئيس جمهوريّة على دعم وولاء الجيش ومخابراته، وبحكم تراخي وتساهل بعض رؤساء الحكومات الّذين كانوا يعيشون تحت سيف اسقاطهم واستبدالهم أو طَمَعِهم بالسلطة وصلنا إلى زمن أصبح فيه رئيس الحكومة برتبة "باش كاتب". لذلك، طَرَحتُ منذ سنة 1974 أن تكون استشارات التكليف مُلزمة في إجرائها وفي نتيجتها وناقشتُ الموضوع مع الراحلين صائب سلام ورشيد كرامي. وقد لخصتُ على شاشة تلفزيون لبنان بتاريخ 17 تشرين الأوّل 1988 (أي قُبَيلَ اجتماع الطائف) أسباب الخلل الّذي وصلنا إليه فقلتُ:

" لا صلاحيّة لمن هو غير مسؤول …" (أيّ رئيس الجمهوريّة)

" منذ سنة 1943 بدأت تزداد صلاحيّات رئيس الجمهوريّة (بالممارسة الشاذة) على حساب بقية المسؤولين، فأصبح كديكتاتور، لذلك بدأت المناداة بالمشاركة. كيف يمكن لرؤساء الوزراء المسلمين المطالبة بمشاركة من هو غير مسؤول وبالتالي لا صلاحيّة له؟ إنّ الصلاحيّات في يدّ الوزراء مجتمعين في مجلس الوزراء." (نعم الصلاحيّات كانت في يد الوزراء مجتمعين منذ سنة 1943 وليس بسبب تعديلات الطائف)

" استرضى رؤساء الحكومات رؤساء الجمهوريّة الذين مارسوا صلاحيات ليست لهم، لم يربح رؤساء الجمهوريّة بذلك، بل خسر لبنان ومن تنازل خسر وخسر لبنان معه."

" أكرّر اقتراحي بتعديل الدّستور لإدخال كلّ الأعراف (البرلمانيّة) إليه." (كي ننتهي من مزاجيّة رؤساء الجمهوريّة في تطبيق الأعراف والالتزام بها)

دعوة للزّود عن الوطن وحماية مرتكزاته:

إنّ استعادتي هذه الملاحظات مردّه الأداء الانقلابي عند الرّئيس عون وفريقه وازدياد قلقي على لبنان وعلى مستقبله في زمن إعادة رسم جغرافيا المنطقة وتقاسمها مساحات نفوذ وازدياد الكلام عن مؤتمر تأسيسي أو عقدٍ اجتماعيٍّ جديد وفدرلة وما شابه من طروحات، لذلك:

أدعو رؤساء الحكومات السابقين إلى تبني قراءة دستوريّة موحدة عن دور وصلاحيّات رئيس الحكومة وعن آليّات تسميته وتشكيله للحكومة بهدف إيقاف مهزلة تطفيش واستبدال الرّئيس المكلّف حسب أهواء رئيس الجمهوريّة، والكفّ عن إضاعة الوقت بين رئيس مكلّف يساير مبادرة فرنسيّة تائهة وآخر يدوّر الزوايا ويتفنن في تصاريح شبه يوميّة حول زياراته المذلّة واجتماعاته مع رئيس الجمهوريّة ومستشارين ووسطاء، في حين أنّ رئيس الجمهوريّة لا يضيّع مناسبة إلّا ويتوسّع أكثر وأكثر بالحديث عن صلاحيّات لم تكن له يومًا على الإطلاق...

فتأليف الحكومة واختيار الأسماء وتوزيع الحقائب كلّها أمورٌ من صلاحيّة ومسؤوليّة الرّئيس المكلّف أمّا دور رئيس الجمهوريّة فلا يتيح له حقّ وصلاحيّة التدخّل في تفاصيل التأليف لأن الحكومة تحيا بثقة المجلس وليس برضى رئيس الجمهوريّة عنها، ولا تتوقف ولادتها على امتلاك الرّئيس ثلثًا معطلًا أو حصّة وزرايّة

إنّ القراءة الدّستوريّة الموحدة الّتي أدعو لها لا تهدف إلى التمسّك بحقوقٍ للطائفة السنيّة بل إلى التمسّك بدستورنا وبالنّظام الجمهوري البرلماني الّذي أعتَبِرُه الأكثر ملاءمة للبنان وبقاءه.

 كما أعجب من السياسيين المسيحيين والموارنة على وجه الخصوص كيف لا يحدّدون موقفًا صريحًا من تمادي رئيس الجمهوريّة في مخالفة الدّستور وفي رفع شعار الدّفاع عن حقوق المسيحيين وفي معركته لاستعادة صلاحيّات مزعومة، وأسألهم: هل مشاركة رئيس الجمهوريّة في توقيع مراسيم الحكومة تجعله شريكًا في التأليف وفي انتقاء الأسماء والحقائب وتوزيعها نيابة عن النواب المسيحيين؟ هل من حقّه تعطيل مبدأ إلزاميّة الاستشارات عبر تعجيز الرّئيس المكلّف وإضاعة الوقت عبر مناورات وأساليب مُذلّة للرئيس المكلّف؟ ثم، لو وصل أحدكم إلى رئاسة الجمهوريّة هل سيتدخل بتشكيل الحكومات بحجّة أنّه المرجع المسيحي الّذي يحمي حقوق الطائفة في الحكومة؟

إنّ استمرار غالبيّة السياسيين الموارنة بالاكتفاء بموقف المتفرّج على تجاوزات الرئيس عون للدّستور لا يخدم الوطن ولا رئاسة الجمهوريّة ولا الطائفة المارونيّة بل يحرّك العصبيّات ويغلّب الكراهيّة بين أهل الوطن الواحد.

أستغرب أيضًا تغاضي النّواب ورئيس المجلس عن تطاول رئيس الجمهوريّة المتمادي على أسس النّظام البرلماني وضربه الدّستور في مرتكزاته الأساسيّة، فالمادة 60 من الدّستور تعطيهم دون سواهم الحقّ بملاحقة رئيس الجمهوريّة بجرم خرق الدّستور والخيانة العظمى …! والخرق الأوّل والأهم هو زجّ لبنان في محور الممانعة وتسليمه ساحة لسياسات إيران. فَفَقْرُ وعَوَزُ اللّبنانيين وانفجار المرفأ ليست إلّا من نتائج هذا التّخلي الرّئاسي عن السيادة الوطنيّة وعن حفظ استقلال الوطن وسلامة أراضيه كما ينص قَسَم رئيس الجمهوريّة الّذي تلحظه المادّة 50 من الدّستور.

الخلاصة

إنّ غياب موقف وطني واضح من تطاولات رئيس الجمهوريّة وفريقه على النّظام والدّستور ورئاسة الحكومة يعيدنا إلى أجواء تشنّج ما قبل 1975 ويفتح الباب واسعًا أمام المزايدات الطائفيّة الشعبويّة من كلّ حدبٍ وصوب مما يقود إلى مزيد من تشظّي الوطن وهجرة أبنائه وربما يفرض مؤتمرًا تأسيسيًّا. هكذا يَفْرَغُ لبنان من مَعْنَاه ومن أهله.

مرّة أخرى، ليست المشكلة بالدّستور وبالنّظام بل بالرجال وبعقليّة التسلّط والأنانيّة عندهم وبغياب الحسّ الوطني كما سبق وكتبت في العدد الخاص من النهار الصادر بتاريخ 27 أيلول 2018.

أدعو لتشكيل جبهة عريضة من النّواب تتخذ الإجراءات الدّستوريّة لمحاكمة الرّئيس ميشال عون عن إسهامه الفظيع في خيانة فكرة لبنان وضرب مرتكزاته، وقد شاركت مؤخرًا في وضع دراسة في هذا المعنى.

إنّ السلطة واجبات ومسؤوليّات وما الصلاحيّات إلّا لتأدية هذه الواجبات..

#دكتور_حسن_الرفاعي

 

لبنان خارج الزمن والجغرافيا

خيرالله خيرالله/العرب/10 حزيران/2022

المشكلة الأساسيّة التي يعاني منها لبنان حيث ورث الاحتلال الإيراني الاحتلال السوري تكمن في سؤال بسيط هو ما الذي يمكن للبنانيين توقّعه من بلد رئيس جمهوريته الثنائي ميشال عون – جبران باسيل؟

مرشح إيران لرئاسة الجمهوريّة

متى يتصالح لبنان واللبنانيون مع الحقيقة والواقع؟ إذا كان دخول السفينة “إينرجيان” حقل كاديش وتجاوزها الخط البحري الرقم 29  يعني شيئا، فهو يعني أن لبنان وضع نفسه في عالم آخر يقع خارج كلّ منطق سياسي وعسكري وكلّ ما يدور في المنطقة والعالم.

ليس معروفا، إلى اللحظة، لماذا لم يرسّم لبنان حدوده البحريّة مع إسرائيل، في حين أنّ لديه عذرا لعدم ترسيم الحدود البريّة. في أساس هذا العذر رفض النظام السوري الاعتراف بأنّ مزارع شبعا لبنانيّة وليست سوريّة. يقدّم النظام السوري كلّ الأعذار المطلوبة من أجل منع أيّ ترسيم للحدود بين لبنان وإسرائيل، أي من أجل بقاء وضع لبنان معلّقا. يعتقد أن ذلك من عدّة الشغل التي يمارس من خلالها سياساته، القائمة أساسا على ممارسة الابتزاز، وهي السياسة التي مكّنت إسرائيل في 55 عاما من تكريس احتلالها للجولان.

تقوم السياسة السوريّة على المماطلة والتسويف، أي على بقاء حال اللاحرب واللاسلم إلى ما لا نهاية. يبدو لبنان المكان الوحيد الذي تستطيع فيه السياسة السوريّة، خارج سوريا، ممارسة هذه اللعبة التي استطاعت مصر تفادي السقوط في فخها بعدما وقّعت معاهدة سلام مع إسرائيل في العام 1979.

بموجب معاهدة السلام استعادت مصر كلّ أراضيها المحتلّة في العام 1967 بما في ذلك ثروة الغاز والنفط في سيناء. أكثر من ذلك، امتلك أنور السادات ما يكفي من الشجاعة لرفض جعل طابا تقف في وجه توقيع المعاهدة مع إسرائيل. أحال الموضوع على التحكيم الدولي. عادت منطقة طابا أيضا إلى مصر بموجب التحكيم الدولي في مرحلة ما بعد توقيع معاهدة السلام مع إسرائيل.

أفلت الأردن بدوره من النظام السوري. في العام 1994، وقّعت المملكة الأردنيّة الهاشميّة في وادي عربة اتفاق سلام مع إسرائيل. استفاد الملك حسين من وجود إسحق رابين في موقع رئيس الوزراء من أجل التوصل إلى الاتفاق الذي حفظ للأردن حقوقه في الأرض والمياه. لم يترك العاهل الأردني الراحل الفرصة تمرّ، خصوصا أنّ منظمة التحرير الفلسطينيّة كانت توصّلت في أيلول – سبتمبر من العام 1993، إلى اتفاق أوسلو الذي وقعه إسحق رابين وياسر عرفات في حديقة البيت الأبيض في حضور الرئيس بيل كلينتون.

أفضل تعبير عن حال البؤس التي يعاني منها لبنان تحوّل لبنان أرضا طاردة لأهلها فهو إلى إشعار آخر بلد محتل لا يحقّ له الدفاع عن مصالحه والمحافظة على شعبه

تكمن المشكلة الأساسيّة التي يعاني منها لبنان، حيث ورث الاحتلال الإيراني الاحتلال السوري، في سؤال في غاية البساطة: ما الذي يمكن للبنانيين توقّعه من بلد رئيس جمهوريته الثنائي ميشال عون – جبران باسيل، فيما يحكمه ويتحكّم به حسن نصرالله الأمين العام لـ”حزب الله”. يلعب نصرالله في لبنان الدور الذي يلعبه “المرشد” علي خامنئي في “الجمهوريّة الإسلاميّة”، حيث هناك رئيس للجمهوريّة في تصرّف “المرشد” الذي يمتلك كلّ السلطات. تُختزل مشكلة لبنان في أنّ “حزب الله” نجح، بصفته لواء في “الحرس الثوري” الإيراني في جعل البلد يتصرّف وفقا لأجندة “الجمهوريّة الإسلاميّة” في إيران. بات لبنان محكوما بهذه الأجندة التي تقضي  بأن يكون لبنان بجنوبه وشماله ومدنه وأرضه ومياهه مجرّد ورقة إيرانيّة لا أكثر ولا أقلّ. هذا هو لبنان الأقرب إلى أن يكون جثّة، لبنان الذي يرضي فيه ميشال عون، بدعم من جبران باسيل، أن يكون مرشّح “حزب الله”، أي مرشح إيران لرئاسة الجمهوريّة.

يعيش لبنان خارج الزمن والجغرافيا في الوقت ذاته. ليس فيه من يطرح على نفسه أسئلة من نوع لماذا لم تحتلّ إسرائيل أيّ أرض لبنانيّة في حرب العام 1967، علما أنّه كان في استطاعتها إيجاد ذريعة مّا وعمل ذلك؟ كلّ ما في الأمر أن إسرائيل تعرف ماذا تريد. تريد الضفّة الغربيّة والقدس. لو لم يكن الأمر كذلك، لما انسحبت من الأراضي المصريّة المحتلة في 1979 ولا من جنوب لبنان في العام 2000… ولا من غزّة صيف العام 2005!

يفترض في لبنان أن يعي أن المنطقة تغيّرت وأن العالم تغيّر أيضا. يحتاج هذا العالم، خصوصا أوروبا، إلى الغاز الذي في البحر المتوسّط كأحد البدائل من الغاز الروسي. لن يوجد في العالم من يعترض على استخراج إسرائيل الغاز من حقل كاديش. على العكس من ذلك، سيلقي العالم، أي أوروبا وأميركا، المسؤولية على لبنان نظرا إلى أن السلطة فيه لم تقم بواجباتها.

كانت تقضي هذه الواجبات في تفادي المماطلة، أيّ نوع من المماطلة، في مجال ترسيم الحدود البحريّة مع إسرائيل… ولكن هل كان في استطاعة البلد الإفلات من إيران التي تمسك، بواسطة “حزب الله” بكلّ مفاصل السلطة؟ هذه مأساة ليس بعدها مأساة في بلد فقد كلّ مقومات وجوده وبات مصيره على كفّ عفريت. هناك بلد يرفض التعاطي مع الواقع ومع المتغيّرات في المنطقة والعالم، لا يوجد فيه من يعترف بأنّ العالم قبل حرب أوكرانيا ليس كالعالم في مرحلة ما بعد هذه الحرب وأنّ العالم الحالي متعطش للنفط والغاز وقد اتخذ قرارا بالاستغناء عن روسيا وعزل فلاديمير بوتين كلّيا.

لم يكن مطلوبا من لبنان توقيع معاهدة سلام مع إسرائيل ولا الإقدام على أيّ خطوة في اتجاه التطبيع. لا تسمح ظروف البلد بذلك. ولكن ما الذي منع ترسيم الحدود البحريّة مع إسرائيل؟

الجواب في أنّ لا وجود لرئيس للجمهورية يعرف شيئا عن العالم والمنطقة. هناك رئيس للجمهوريّة لا يمتلك همّا لبنانيا. همّه عائلي وذلك بغض النظر عمّا يحل بلبنان واللبنانيين. همّه الوحيد ضمان وصول صهره إلى موقع رئيس الجمهوريّة لدى انتهاء ولايته في 31 تشرين الأوّل – أكتوبر المقبل، أي بعد نحو 150 يوما من الآن.عاقب لبنان نفسه. لا يعبّر استخراج إسرائيل للغاز، وهي جزء من مجموعة إقليمية، على رأسها مصر، تتعاون في مجال بيع أوروبا الغاز المكتشف في المتوسط، سوى عن حال البؤس التي يعاني منها لبنان. أفضل تعبير عن هذه الحال تحوّل لبنان أرضا طاردة لأهلها. لبنان إلى إشعار آخر بلد محتل لا يحقّ له الدفاع عن مصالحه والمحافظة على شعبه. بلد همّ رئيس الجمهوريّة فيه إحلال صهره مكانه في قصر بعبدا فيما همّ كلّ لبناني إيجاد مكان يهاجر إليه.

 

نصر الله.. كلام حق يراد به باطل

د. توفيق هندي/جنوبية/10 حزيران/2022

http://eliasbejjaninews.com/archives/109287/%d8%aa%d9%88%d9%81%d9%8a%d9%82-%d9%87%d9%86%d8%af%d9%8a-%d9%86%d8%b5%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%83%d9%84%d8%a7%d9%85-%d8%ad%d9%82-%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d8%af-%d8%a8%d9%87-%d8%a8%d8%a7%d8%b7/

بماذا أصاب الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصر الله؟.. أن فقط لبنان وسوريا، ممنوع عليهما على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، من إستخراج نفطهم وغازهم.

والحقيقة التي تغاضى عن ذكرها (لكي “يلبنن” المشكلة)، هي أن لبنان ينظر إليه كدولة في محور إيران، عبر إمساك “حزب الله” بالسلطة في اللادولة اللبنانية وخارجها، وأن سوريا-الأسد تنتمي إلى “محور المقاومة” ذاته. والواضح أن إستمرار هذا “المنع” سوف يستمر طالما الحزب يُمسك بلبنان، وأن هذا الواقع قد يدخل لبنان في حرب مدمرة، عند أي تطور محسوب أو غير محسوب.

“أن مسألة إستخراج الغاز تتطلب العجلة، لأن ما تستخرجه دولة يطال مخزون الدول المجاورة الأخرى”.. وتعليقا، لقد تأخر لبنان في إستخراج موارده بضع سنوات، وهو مهدد من “لصوصية” الطبقة السياسية، التي تتأهب لمحاصصة عائداته على حساب الإقتصاد والشعب. فيا ويلك من الإسراع في الإستخراج كما من تأخيره! “أن معركة حفظ الحقوق هي معركة وطنية بإمياز تخص جميع اللبنانيين”.. وتعليقا، ولكن ليس بالمبدأ لحزب الله حق تقرير وتوقيت خوضها. أن السبيل الوحيد من الخروج من “جهنم”، وضع يحمل في طياتها إمكانية أحداث أمنية”.. تعليقا، ليس هو السبيل الوحيد، بل أنه يساعد دون شك في عودة لبنان إلى تعافيه وإزدهاره، ولكن بعد تحريره من الإحتلال الإيراني والطبقة السياسية المارقة الفاسدة القاتلة. أما إشارته إلى إمكانية أحداث أمنية، فهي للتحفيز.

ماذا بعد؟

أنذر نصر الله إسرائيل بوقف إستخراج النفط والغاز في كاريش، كما هدد عسكرياً بشكل مباشر شركة التنقيب، معتبراً أنها شريكة بالعدوان. ووضع “المقاومة والجيش بتصرف الدولة” التي هي بتصرفه أصلا” والدولة، بإنتظار الوسيط الأميركي لكسب الوقت والوسيط يعلم تماماً حال “الدولة”.

بإختصار، هؤلاء اللاعبون وغير اللاعبين، ينتظرون مآلات الأوضاع الإقليمية المتوترة والخطيرة في ظل التنمر الإيراني وغباء اليمين الإسرائيلي (ولا سيما بالنسبة لعدم إقدامهم على تبني حل معقول للقضية الفلسطينية) وإستخدام كاريش في صراعات أطرافه، كما إنشغال هذا الغرب المتداعي في مغامرته الأوكرانية بعيداً عن الأخطار الإستراتيجية الحقيقية، التي تتنامى في الشرق الأوسط وتهدد الأمن والإستقرار ليس في المنطقة فحسب، بل بالعالم أيضاً.

بالإنتظار، لا بد من تضافر جهود من هم حقاً سياديين وتغييريين، على تظهير إرادة شعبية جامعة تطالب بتحرير لبنان من الإحتلال الإيراني والطبقة السياسية المارقة، وذلك إبتداء من تنفيذ القرار 1559 ووضعه تحت الفصل السابع إذا أمكن.

أما خريطة الطريق التي توصل إلى خلاص لبنان، فليست موضوع هذا المقال، وقد عرضناها مراراً وبإسهاب منذ ما يقارب السنتين.

 

"التفاوض تحت الماء"

زياد شبيب/النهار/10 حزيران/2022

http://eliasbejjaninews.com/archives/109284/%d8%b2%d9%8a%d8%a7%d8%af-%d8%b4%d8%a8%d9%8a%d8%a8-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%81%d8%a7%d9%88%d8%b6-%d8%aa%d8%ad%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b9%d8%b1%d9%83/

بعد احتلالها شبه جزيرة #سيناء في العام ١٩٦٧ حاولت إسرائيل استثمار ثرواتها ومنها حقول النفط الواقعة في خليج السويس. ولهذا الغرض استأجرت في أواخر عام ١٩٦٩ سفينة حفر تدعى "كيتنغ"، ولكن بعد مدة قصيرة وفي ٤ حزيران 1970، أعلنت الشركة الكندية للبترول، مالكة السفينة، إلغاء عقدها مع إسرائيل وفقا لما ذكرته صحيفة "الأهرام" فى صفحتها الأولى يوم 5 حزيران 1970، من أن "هذا الحفار نُسف فى ميناء أبيدجان فى مارس الماضى، وقالت الصحف البريطانية وقتها إن الكوماندوز ال#مصريين هم الذين نفذوا العملية، ووصفوها بأنها كانت ضربة قاصمة لمشروعات إسرائيل فى خليج السويس".

طبعاً الصحيفة المصرية نسبت الخبر للصحافة البريطانية لأن مصر شاءت وقتها ألّا تتبنى العملية لتجنب تداعياتها. فمن ينوي جدياً الدفاع عن مصالح بلاده يفعل ما يتوجب عليه بصمت وفعاليّة.

"أمين هويدي"، رئيس جهاز المخابرات آنذاك المصرية، روى تفاصيل العملية فى كتابه "أضواء على النكسة وحرب الاستنزاف"، منذ استئجار اسرائيل "الحفار" وبدء رحلته من كندا باتجاه البحر الأحمر وقرار مصر منع تنفيذ مهمته بأي وسيلة، فتم تحضير عملية كوماندوس لنسف الحفار في أحد المرافئ التي سيتوقف فيها خلال الرحلة ووقع الاختيار على أبيدجان فى ساحل العاج. وللتمويه عن العملية التي قررت مصر القيام بها، قامت باتصالات سريعة مع المركز الرئيسى للشركة الأميركية الكندية فى دنفر ألحّت فيها على طلب استئجار الحفار مقابل مبلغ أضخم مما دفعته إسرائيل. وفى 3 اذار 1970 تم رصد وصول الحفار إلى أبيدجان وفى الساعة الخامسة فجر 8 آذار، قام أفراد الفريق المصري بوضع الألغام تحت جسم الحفار، وفى الثامنة صباحا اهتزت أبيدجان على صوت الانفجارات.

هذه القصة تكفي وحدها لجعل اسرائيل تحسب ألف حساب لو كان في الجانب اللبناني نية لمحاولة منعها من الوصول إلى الغاز في الحقل الذي يقع قسم منه في المياه اللبنانية. ولكنها بدت مطمئنة الى انها لن تتعرض لأي عمل في الطريق أو في الموقع.

منصة Energean العائمة لاستخراج الغاز الطبيعي التي وصلت إلى حقل #كاريش كان قد أُعلِن عن انطلاقها من سنغافورة قبل أسابيع وتمت متابعة مسارها في الإعلام واجتازت قناة السويس بنجاح، والأهم أنه تم بناؤها خصيصاً لحقل كاريش، أي أن المشروع مُعلن ومعروف الأبعاد والأهداف منذ مدة طويلة. كل هذه المراحل تم اجتيازها دون خوف من الشركة أو من الجانب الاسرائيلي على هذا الاستثمار الكبير، علماً أن أن أي تهديد جدّي من جانب لبنان الرسمي أو غير الرسمي كان كفيلاً بجعل شركات التأمين تمتنع عن تغطية الرحلة والمنشأة وبعرقلة المشروع برمته.

قد يذهب البعض إلى القول بأن لبنان سيخسر فرصة البدء بالاستفادة من ثرواته في هذه الظروف القاسية التي يعانيها شعبه، أي أنه الطرف الأكثر عجلة وحاجة، ولكن العكس هو الصحيح بالنظر إلى المعطيات الدولية حول الطلب على الغاز من مصادر جديدة بسبب الحرب في أوكرانيا.

ما يحصل اليوم ليس أكثر من سيناريو هدفه الوصول إلى الوضعية التي علينا الاختيار فيها بين القبول بالنصيب الذي قرّره لنا "الوسيط" أو البقاء متفرجين على سحب الغاز من حقل كاريش. وكان الوسيط في زيارته الأخيرة قد أبدع في اقتراحه الذي يقضي بنسيان أمر الخطوط والتفاوض على الحقول باعتبار أن الغاز موجود تحت الماء وليس على سطحها. وهذا الاقتراح يريح لبنان الرسمي العاجز عن التمسك بالخط 29 والمحرج بوجود حقل مشترك يتطلب منطقياً استثماراً مشتركاً فأصبح التخلي عن الحقل أسهل من شبهة التطبيع التي تترتب على الاستتثمار المشترك.

- لو لم تكن شركة التنقيب مطمئنة مئة بالمئة الى انها لن تتعرض لأي عمل عسكري لما أحضرت معداتها وباشرت العمل.

****
- جميع المعنيين في الدولة وخارجها، اصحاب السلطة الدستورية أو الفعلية القادرين على تثبيت حقوق لبنان أو على منع إسرائيل من الاستخراج، جميعهم موافقون مسبقاً على مباشرة إسرائيل باستخراج الغاز، حتى اثبات العكس.

- مرسوم تحديد الحدود البحرية هو عمل قانوني اعلاني وليس إنشائي، أي أنه يعبّر عن الواقع ولا ينشئه، ومن يريد حقيقةً الدفاع عن حدود لبنان وحقوقه لا يتذرع بعدم صدور المرسوم.

- لماذا لا يبادر لبنان الى التعاقد فوراً وإرسال باخرة تباشر استخراج الغاز من حقل كاريش أيضاً، طالما أن العدو قبل بمعادلة "يلي سبق شم الحبق"؟

 

في التفاوض تحت الماء (01)

زياد شبيب/النهار/12 شباط/2022

http://eliasbejjaninews.com/archives/109284/%d8%b2%d9%8a%d8%a7%d8%af-%d8%b4%d8%a8%d9%8a%d8%a8-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%81%d8%a7%d9%88%d8%b6-%d8%aa%d8%ad%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b9%d8%b1%d9%83/

مقابلات عاموس هوكشتاين على الشاشات اللبنانية أظهرت كاريزما الرجل وأظهرت موضوعيته المفترضة. بدا حريصاً على مصلحة الشعب اللبناني في الاسراع باستخراج الغاز والخروج تالياً من الموت الذي نحن فيه. وتحدث بواقعية عندما قال بأن دول شرق المتوسط جميعاً دخلت مرحلة استخراج الغاز ما عدا لبنان وأن التأخير هنا سيفقدنا فرصة استثمار ثرواتنا في مرحلة التحول السائرة باتجاه اعتماد الطاقة البديلة. حتى أنه نصحنا باعتماد التنوع في مصادر الطاقة، وعندنا كما قال، وقوله صحيح، كل مقوماتها الطبيعية من رياح وأشعة شمس.

ما لم يقله هوكشتاين، ولن يجرؤ حكامنا على قوله، أن اسرائيل حققت إنجازاتٍ تاريخية هي:

أولاً، بتوقيعه اتفاق إطار التفاوض سنة 2020 وافق لبنان على المطلب الإسرائيلي باعتماد التفاوض بدلًا من القانون. فالاتفاق المذكور لا يشير إلى أي مرجعية لمفاوضات الترسيم كقانون البحار لعام 1982، ما يجعلها خاضعة لموازين القوى والضغوط التي نراها تُمارس على لبنان، ولم يلحظ الاتفاق أي بديل في حال فشلت المفاوضات كالتوجه إلى التحكيم الدولي. وذلك حصل بالطبع لأن حجة إسرائيل القانونية ضعيفة، بينما حجة لبنان في ترسيم حدوده قوية لأنها تستند إلى قانون البحار. وهذا ما أكدته دراسات الخبراء، بما فيها الإسرائيلية.

ثانياً، في الاتفاق المذكور اعترف لبنان باسرائيل ضمنياً كدولة قائمة على أرض فلسطين، لأنه للمرة الاولى في تاريخ العلاقات والمفاوضات والحروب والانتصارات…، جرى الحديث عن الحدود بين لبنان وإسرائيل، وليس فلسطين. وللمصادفة بالأمس قرر المجلس المركزي الفلسطيني تعليق اعتراف منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية باسرائيل، ما يترتب عليه، قانوناً أو نظرياً، أن التفاوض على الحدود البحرية يجب أن يحصل مع الفلسطينيين.

اتفاقية الهدنة التي وقعت العام ١٩٤٩ بعد المعارك التي خاضها الجيش اللبناني في وجه الاحتلال والبطولات التي سطرها في معركة المجيدية، ورد فيها ذكر الحدود مع فلسطين وليس اسرائيل. فقد نصت اتفاقية الهدنة على أن “يتبع خط الهدنة الحدود الدولية بين لبنان وفلسطين” (المادة الخامسة). والمقصود بالحدود الدولية الخط الذي تم الاتفاق عليه بين دولتي الانتداب، فرنسا عن الجانب اللبناني وبريطانيا عن الجانب الفلسطيني، سنة 1923. وتنازلت فيه فرنسا آنذاك عن القرى السبع وضمتها بريطانيا إلى فلسطين رغم كونها قرى لبنانية بالكامل. والثمن كان إعطاء الفرنسيين عقد تجفيف بعض المستنقعات في فلسطين. تلك الصفقة تذكرنا بزيارة الرئيس الفرنسي بُعَيْد انفجار 4 آب والتي اصطحب فيها الشركة التي ستحصل على عقد إعادة بناء واستثمار المرفأ.

ثالثاً، نجح هوكشتاين بتسويق فكرته الذكية بالتركيز على ما تحت الماء أي على الحقول القابلة للاستثمار بدلاً من خطوط الحدود. واعتماد هذه الفكرة يريح السلطات اللبنانية من واجب توقيع مرسوم تعديل الحدود البحرية لاعتماد الخط ٢٩. فالجدوى من ذلك تنتفي لأن التفاوض سيكون تحت الماء ومتركزاً على الحقول بدل الحدود.

المعركة مع العدو تحولت من معركة وجود الى قضية حدود. ويبدو أن مشروع إزالة اسرائيل من الوجود ورميها في البحر لم يعد قائماً. واليوم مع المبادرة الاخيرة للسيد هوكشتاين لم تعد قضية الحدود البحرية مطروحة ولم يجرؤ لبنان على توقيع مرسوم تحديد حدوده كما يضمنه القانون الدولي.

مع كل جولة مفاوضات أو زيارة للوسيط الأميركي يسجل لبنان تراجعاً إضافياً. نأمل أن تنتهي هذه المفاوضات والتنازلات بأقل خسائر ممكنة.

يبدو أن التنازل لا يعتبر خيانةً متى كان تنازلاً جماعياً.

 

لماذا لم تعد المواجهة الحالية صالحة؟

شارل جبور/الجمهورية/10 حزيران/2022

تختصر أكثر من مقولة واقع الحال الذي يجب الانطلاق منه والتأسيس عليه، ومن بينها «تعدّدت الأسباب والموت واحد». إذ بمعزل عن الأسباب النتيجة واحدة، حيث انّ المُعطى النهائي هو الموت وكل ما أدى إلى ذلك تفصيل أمام خسارة الحياة.

النتيجة هي الأساس والجوهر في كل شيء، وهذا لا يعني انّ الجهد الذي يقوم به الفرد أو الجماعة لن يكون موضع تقدير في حال لم يؤد إلى النتيجة المطلوبة، لأنّ الجهد واجب كل إنسان يسعى إلى التقدّم وواجب كل جماعة تسعى إلى تحسين ظروفها وتطوير أوضاعها، وكل جهد سيؤدي في نهاية المطاف إلى النتيجة المتوخّاة، إلا انّ الأمور تُقاس بخواتيمها دائماً، وهذه سنّة الحياة، فلا يكفي ان يدرس الطالب، إنما المهمّ ان ينجح، ولا يكفي ان يستعدّ فريق سياسي جيداً للانتخابات النيابية، إنما المهمّ ان يحقِّق الفوز المنشود، وهكذا دواليك.

وانطلاقاً من انّ النتيجة هي الأساس، فالمقولة الأخرى التي تنطبق على واقع الحال هي «أكل العنب وليس قتل الناطور». فعَدا عن انّ القتل لا يجوز، إنما الهدف هو أكل العنب، ولا فائدة ولا مصلحة بتضييع هذا الهدف، بل يجب حَصر كل التركيز على ما هو مطلوب، وإذا كان أكل العنب متعذّراً بطريقة معينة فيجدر البحث عن وسيلة أخرى تؤدي إلى الغرض نفسه وليس تضييع الهدف.

والغاية ممّا تقدّم إسقاطه على واقع الحال في لبنان، إذ مهما تعدّدت الأسباب فالدولة مغيّبة، ولا يهمّ إذا كانت مغيّبة عن يد النظام السوري او «حزب الله»، لأنّ النتيجة واحدة، ولا ينفع بشيء البحث عن الأسباب المعروفة أساساً، بل المفيد هو البحث في كيفية إعادة الاعتبار لدور هذه الدولة تجنّباً لاستمرار المراوحة القاتلة التي يستفيد منها حصراً من يغيِّب هذه الدولة تنفيذاً لأجندته السياسية التي تتناقض مع وجود دولة.

وإذا كانت الوسيلة المعتمدة لتحرير الدولة من خاطِفها وصلت إلى الحائط المسدود، فلا بأس من البحث عن وسيلة أخرى ولكن شرط التمسُّك دائماً بالثوابت والمسلّمات من أجل ألا تتناقض الوسيلة مع القناعات الفكرية، وان يتذكّر الجميع دائماً أنّ المطلوب في النهاية أكل العنب وليس تضليل الهدف بقتل الناطور.

وفي أيّ صراع مُزمن كالصراع اللبناني، يجب تَوسُّل كل الوسائل الممكنة تحقيقاً للهدف المَرجو وهو قيام الدولة الفعلية التي يستعيد عبرها البلد استقراره وازدهاره، ومن دونها سيبقى مأزوماً، وتبديل أسلوب المواجهة لا يعني بدوره انّ النتيجة ستكون مضمونة، ولكن الواجب الوطني يستدعي التفكير دائماً بأساليب جديدة تقود إلى فتح الطريق المقفلة أمام الوصول إلى الدولة، بينما الاكتفاء بأسلوب واحد اعتادَ عليه الخصم يُفقد أصحابه القدرة على المناورة والمبادرة ويجعلهم في موقع المُتّكئ على تطورات غير منظورة، لأنه «لو بَدها تشتّي كانت غَيّمت».

فالمواجهة السياسية التي تُخاض مع «حزب الله» منذ العام 2005 هذا هو سقفها وهذه هي حدودها وتتراوَح بين تحقيقه لجولة وخسارته لأخرى، على غرار ما حصل في الانتخابات النيابية الأخيرة التي فقد فيها أكثريته النيابية وتراجعَ حضوره في كل البيئات اللبنانية الطائفية وغير الطائفية، ولكن ايّ مراجعة للأحداث منذ الخروج السوري من لبنان تُظهِر انّ الحزب كان يتقدّم حيناً ويتراجع أحياناً، إلّا انّ هذا التراجع لم ولن يقود إلى تسليم سلاحه للدولة، ما يعني البقاء ضمن حَيّز الكرّ والفرّ وتسجيل النقاط. وبالتالي، ربح الجولات ضمن إطار المواجهة القائمة سيُبقي الوضع ضمن هذا الإطار، اي أنه لن يقود إلى ربح الجولة الأخيرة، والمستفيد دائماً هو الحزب الذي يحتفظ بسلاحه ويواصِل دوره.

وقد تنقّلت الأزمة اللبنانية من تسوية إلى أخرى، ومن محاولة إلى أخرى، وقد جرِّب كل شيء تحت هذا السقف من دون جدوى، وهذا الأسلوب الكلاسيكي للمواجهة مشروع وهو قائم على مبدأ الصمود في الداخل وعدم الرضوخ لـ»حزب الله» ورفض تسليمه مفاتيح البلد بانتظار متغيّرات خارجية يتم التقاطع معها من أجل دفع مشروع الدولة قُدماً على غرار تقاطع الداخل مع الخارج الذي قاد إلى إخراج الجيش السوري من لبنان، والمتغيرات لا تعني دائماً خيارات عنفية، إنما قد تكون ناتجة عن تسوية أميركية-إيرانية واستطراداً سعودية-إيرانية تؤدي إلى تغيير طهران لدورها في المنطقة من الدور الأمني إلى الدور السياسي.

ولا بأس من مواصلة هذه المواجهة الكلاسيكية في حال لم يكن هناك من خيارات أخرى، ولكن هل تمّ التفكير في وسائل وأساليب أخرى؟ وهل من يعتقد انّ هذه المواجهة التي وصلت إلى أوجها في زمن 8 و 14 آذار ولم تؤدِ إلى الهدف المنشود ستُفضي لاحقاً إلى ما لم يتحقّق سابقاً؟ بالتأكيد كلا، فهذه المواجهة أعطَت ما عندها، وهذا هو سقفها وحدودها، والمستفيد منها هو «حزب الله» الذي ينحصر اهتمامه بالاحتفاظ بسلاحه ودوره، وهذا النوع من المواجهات قد يُربكه ويزعجه بشكل أو بآخر، ولكن لا يمكن ان يؤدي في أيّ يوم من الأيام إلى تسليم سلاحه.

فالوقت يمرّ والهدف الأساس المُتمثِّل بالدولة ما زال بعيد المنال، وأصبح من الضرورة التفكير بداية بأساليب مواجهة مختلفة قد تقود او لا تقود إلى الهدف المنشود، وعدم المحاولة خطيئة، لأنّ الهجرة تتواصَل والنزف يستمر والستاتيكو النزاعي يتناسَب مع «حزب الله» طالما انه لن يؤدي إلى خسارته لسلاحه ودوره. وبالتالي، كل القوى المعنية بالدولة والسيادة والازدهار ووَقف الهجرة مدعوّة إلى التفكير من خارج يومياتها السياسية التي تسجِّل فيها المواقف على بعضها الوقت من دون ان تحرز اي تقدُّم في المواجهة المركزية.

وليس صحيحاً انّ الأفكار غير موجودة، ولكن هناك من يصرّ على المواجهة نفسها، ويصرّ على رفض التواصل مع غيره الذي يتقاطَع معه في المشروع والأهداف، ويصرّ على عدم المبادرة في اي اتجاه، ويصرّ على المزيد من الشيء نفسه، وهذا المزيد سَقفه معروف وحدوده معروفة ونتائجه معلومة، وما لم يُصَر إلى تغيير أسلوب المواجهة فهذا يعني الاستمرار بين حَدّي الانهيار تحت سقف «حزب الله»، او التسوية تحت السقف نفسه.

فالمواجهة الكلاسيكية جرِّبت، ويجب مواصلتها طبعاً إلى حين التفكير بمواجهة جديدة تكون أكثر فعالية وتؤدي إلى مزيد من تعزيز الصمود ودفع مشروع الدولة قُدماً، والناس الغارقة في وحول الفقر والجوع والهجرة لم تعد تكتفي بتسجيل المواقف والنقاط، إنما تريد الوصول إلى دولة واستقرار وازدهار. ولكن السؤال: مَن هي الجهة التي ستُبادر إلى دعوة القوى التي تتقاطع على القيم والأهداف نفسها إلى التشاور والتفكير ووَصل الليل بالنهار في جلسات مفتوحة بحثاً عن حلول ومخارج، خصوصاً انّ التناقضات داخل الصفّ الواحد قد تكون أكبر، ويا للأسف، من التناقض مع من يخطف الدولة؟

فالأوضاع لم تعد تُطاق، و»حزب الله» معتاد على أوضاع من هذا النوع، باعتبار انّ المحور الذي ينتمي إليه لم يقدِّم نموذجا واحدا لدولة وسيادة واستقرار وازدهار، ما يعني ان أوضاعا من هذا النوع قد تخدم أهدافه في التفريغ والهجرة والتيئيس والإحباط من أجل ان يضمن استمراره بعيدا عن اي تحد من اي نوع.

والمطلوب واحد: أكل العنب. وتحقيقاً لهذا الهدف يجب التفكير بأساليب جديدة للمواجهة مع «حزب الله»، وعلى القوى المعنية المبادرة ومدّ اليد للتفكير بعيدا عن الانتخابات النيابية التي موعدها بعد أربع سنوات، ولا حجة لأحد بالتهرُّب من المسؤولية، ومن يتهرَّب يعني انّ هدفه السلطة وتسجيل المواقف والنقاط، لا البحث عن حلول جدية ونهائية للأزمة اللبنانية.

 

بين الدولة القومية والدولة الوطنية

رضوان السيد/الشرق الأوسط/الجمعة 10 حزيران 2022

أثارت الحرب الروسية على أوكرانيا مسألة قديمة تتعلق بآيديولوجيا الدولة - الأمة التي تبلورت في القرن التاسع عشر، وقيل إنها حلت محل عوالم الإمبراطوريات. الإمبراطوريات كانت تتوسع لدوافع وطموحات استراتيجية. أما الدول القومية فبزعم الحق والاستحقاق. إذ من حق كل أمة أن تكون لها دولة. وقد تبدأ الدولة على قسمٍ من أرض الأمة ذات اللسان الواحد أو الإثنية أو حتى الجغرافيا. ثم ترتئي النخبة الحاكمة في ذاك الإقليم أن «توحد» الأمة في دولة فتغزو وتتوسع. وهكذا توحدت إيطاليا وألمانيا. لكن التعطش القومي لا يتوقف. ولذلك سعى هتلر للتوسع باتجاه الأقاليم الألمانية في بولندا وفي تشيكوسلوفاكيا. وتحت وطأة الطموحات القومية للدولة - الأمة ثارت الحرب العالمية الثانية (بل وربما الأولى!)، حيث حاولت بريطانيا وفرنسا الحيلولة دون استيلاء أدولف هتلر على غرب أوروبا وتارة باسم توحيد الأمة الألمانية في دولة، وطوراً من أجل خلْق «المجال الحيوي» أو شريان الحياة لألمانيا بين شرق أوروبا وغربها.

لا يعكس اسم «عصبة الأمم» ولا «الأُمم المتحدة» التطور الذي حصل نتيجة الحربين. فما يزالان يتحدثان عن الأمة والأمم، والحقيقة أنه صار هناك نفور شديد من الدولة القومية، وظهر الطموح إلى دولٍ وطنية مستقرة ذات حدودٍ ثابتة ولا تتحرك فيما وراء حدودها حتى لو كانت على مقربة من هذه الحدود أقلياتٌ أو إثنياتٌ تدعي الانتساب إلى شعب الأمة فيما وراء الحدود. فبالتدريج حل مصطلح National State محل Nation - State، وبدلاً من التركيز على حقوق الأقليات المختلفة عن إثنية الأكثرية، صار الحديث عن التعددية وعن دولة المواطنة، وإذا كان ذلك قد بدا سائداً في أوروبا بعد الحرب الثانية؛ فقد ظهرت مشكلات تتعلق بمعنى الهوية القومية في آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية منذ إعلان الرئيس الأميركي وودرو ويلسون عام 1920 عن حق تقرير المصير لكل القوميات، أو حقها (مهما صغرت؟) في إنشاء الدولة الخاصة بها! فهل على ذلك استند مسلمو الهند أو كثرة منهم في الانفصال عن الهند وإنشاء باكستان؟ وهل يمكن للدين أن يشكل هوية قومية؟ وإذا كان ذلك كذلك فلماذا انفصل البنغاليون عن باكستان وأنشأوا بنغلاديش مقدمين الهوية الإثنية على الدينية. وهل استناداً إلى ذلك استولى الصهاينة على فلسطين باعتبارهم قومية، ثم ها هي دولة إسرائيل تصبح دولة يهودية؟ على كل حال ما أمكن تصفية الآثار القومية للدولة - الأمة في آسيا وأميركا اللاتينية وأفريقيا. وها هي القومية ذات البعد الديني تتعملق بالهند وقبلها بميانمار ومثلهما حتى في الصين الشيوعية ودائماً في مواجهة الإسلام!

المسألة بين روسيا وأوكرانيا مختلفة بعض الشيء. فلروسيا ثلاثة مواريث: إمبراطورية وقومية واشتراكية. وقد نجحت روسيا في حقبتها الذهبية الاشتراكية أن تجمع بين المواريث الثلاثة فتؤلف بينها وتظل قائدة فيها، وزعيماً لتحالف عالمي من أجل العدالة والسلام. وما تفكك التحالف الأممي هذا تحت وطأة الضغوط الأميركية والشعبية الداخلية؛ بل وبسبب العجز عن تحمل الأعباء وتكاليف الإنفاق. وهذا هو تحليل المؤرخ الأميركي بول كينيدي في كتابه بعنوان: صعود الإمبراطوريات وسقوطها - ومنذ أيام الساسانيين والرومان إلى الإمبراطورية البريطانية والنمساوية والعثمانية. وعندما سقط الاتحاد السوفياتي وقام الاتحاد الروسي تكونت من المنفصلين عنه (وعن روسيا) ثلاث عشرة دولة، وتبين أن 15 في المائة من الروس يقيمون خارج حدود الدولة القومية الروسية. وفي روسيا نفسها 15 في المائة من السكان من إثنيات مختلفة. ما عادت روسيا اشتراكية أُممية ولا إمبراطورية؛ لكنها أيضاً - ليست دولة قومية مكتملة ما دامت هذه النسبة من الروس مقيمة خارجها! وصحيح أن بوتين فرض على الدول الإسلامية المنفصلة تحالفاً ووزع قواعد ومحطات؛ لكنه ما سُر لتحول الدول الجديدة التي تعتبر نفسها أوروبية إلى مخاصمة روسيا أو الانفصال التام عنها بالانتماء للاتحاد الأوروبي وحتى لحلف الأطلسي. لقد مضى عام 2008 فضرب وحدة جورجيا. ومضى عام 2014 فانتزع شبه جزيرة القرم من أوكرانيا. وبحججٍ مختلفة؛ مرة ً بسبب معاداة روسيا، ومرة لأن القرم أرض روسية والناس أكثرهم روس. وهو متحير الآن بالتصرف كما تصرف تجاه بيلاروسيا، أي إقامة حكومة موالية لروسيا - أو التصرف تصرف الدولة - الأمة بانتزاع أجزاء من أوكرانيا بزعم أنها روسية (إقليم دونباس). وهو سائر الآن بالاتجاه الثاني وليس كما بدا أولاً، وهذا حبلٌ من مسد، فالإثنيات والمصالح الروسية التاريخية منتشرة على مساحة واسعة ومرة في الإثنية واللسان ومرة في الموارد الاقتصادية، ومرة في الدين الأرثوذكسي!

الدولة القوية تستطيع التصرف قومياً وإمبراطورياً. إنما حتى في حالتها لا ينبغي الوقوع أيضاً في عجز الإمبراطوريات أو شيزوفرينيا القوميات. لقد تصرفت روسيا الاتحادية تصرفاً إمبراطورياً في سوريا، وهي تتصرف قومياً في أوكرانيا وما جاورها من أوروبا. فإلى متى تستطيع ذلك وبالعسكر أو بالقوة الخشنة وحدها؟

وقد مضى علينا نحن العرب زمان (بين الخمسينات والسبعينات من القرن الماضي)، ما بقيت محاولة للوحدة وإنشاء دولة الأمة إلا وقمنا بها بقيادة مصر. ثم كانت هزيمة العام 1967 التي تمر ذكراها هذه الأيام - فتوالت بعدها الانكماشات العدوانية لما سماه البعثيون الدولة القُطرية، وهم الذين أنشأوا هذه الكيانية العجيبة في سوريا والعراق. وقد ثبت بعد تجارب ممضة أن أكثر الدول ذات الدعوى القومية هي الأكثر هشاشة وقابلية للتصدع والانقسام. فمنذ غزو العراق للكويت حتى العمل العربي المشترك ضمن الجامعة العربية صار شبه متعذر. ومنذ العام 2011 تفككت سوريا وتهجر نصف شعبها، والإيرانيون يتوسعون فيها سراً، أما الأتراك فيريدون التوسع علناً! فهل تصرفهما إمبراطوري أم قومي؟ لا أدري ماذا تكون العبر والدروس من الحروب القومية من جانب الدول القوية أو التي تبدو كذلك. أما من جانبنا نحن العرب فالذي أراه أن الدولة الوطنية، دولة الاستقرار والتنمية والمواطنة، ينبغي أن تظل الواقع والمطمح ودون أوهامٍ بالتوسع ولا استضعاف تجاه الجوار.

 

عن أي انتصار يتحدثون؟

أكرم البني/الشرق الأوسط/الجمعة 10 حزيران 2022

... نجاح القوات الروسية في تحقيق تقدم عسكري بشرق أوكرانيا، وتحديداً في إقليم دونباس المتنازع عليه منذ سنوات... الادعاء بفشل العقوبات الاقتصادية على موسكو، والتغني بارتفاع قيمة صرف «الروبل» جراء قرار روسيا تسديد ثمن الغاز بعملتها من قِبل ما اعتبرتهم دولاً غير صديقة... ما يثار عن تنامي قلق الاتحاد الأوروبي من استنزاف موارده في مجال الطاقة، وما تتكبده مجتمعاته من ارتفاع الأسعار وأعباء استقبال ملايين اللاجئين الأوكرانيين... كل ما سبق شكّل مرتكزات عند البعض للقول بانتصار قيادة الكرملين في حربها على أوكرانيا.

بداية، ما دامت الحرب هي استمرار للسياسة بوسائل أخرى، فمن الخطأ تبسيط مفهومي النصر والهزيمة بصورة التراجع والتقدم العسكريين، أو الانجرار لتوظيفهما تبعاً للرغبات والأمنيات، وتالياً التهرب من الإجابة عن سؤال، هل حققت الحرب الأهداف السياسية التي خيضت من أجلها، أم لا؟

الصورة تتحدث عن نفسها، وأي نظرة متأنية ومقارنة موضوعية بين المشهد قبل حرب أوكرانيا وبعدها، يكشف لكل ذي عين، أين كانت أهداف قيادة الكرملين، وأين صارت، وخاصة هدفها المعلن بإطاحة سلطة كييف التي وصفتها بالنازية، وإعادة أوكرانيا إلى «الحظيرة السوفياتية». وأيضاً، كيف عجزت خطط موسكو الحربية، وما تمتلكه من أصناف الأسلحة، عن حسم المعركة خلال أيام معدودة كما كانت تأمل، وصارت تخوض فيما يشبه المستنقع الدامي، متكبدة خسائر بشرية ومادية فادحة، اللهم إلا إذا كان ثمة من يصدق بأن قادة الكرملين شنوا الحرب تلبية فقط لاستغاثة أنصارهم في إقليمي دونيتسك ولوغانسك!

صحيح أن القوات الروسية حققت تقدماً في بعض مناطق شرق أوكرانيا، لكن تلك الآلة العسكرية المفترض أنها ثاني أقوى جيش في العالم هي نفسها التي أخفقت في معركة العاصمة كييف وغيرها من المدن الأوكرانية، وسحبت قواتها من شمال أوكرانيا، وهي نفسها التي خسرت مؤخراً معركة خاركيف، ثاني أكبر مدن أوكرانيا، واضطرت إلى العودة إلى داخل الأراضي الروسية، فهل ثمة انتصار يمكن التحدث عنه أمام ذاك العجز العسكري، اللهم إلا إذا كان يقصد بالانتصار ما خلفته قوة تدميرية هائلة من موت وخراب في أهم المدن والمناطق الأوكرانية!

من جهة أخرى، إذا كان أحد أهداف حرب روسيا على أوكرانيا هو الإمعان في تفكيك الحلف الأطلسي وإبعاد خطر تمدده بالقرب من حدودها، فإن النتائج تقول إن قيادة الكرملين لم تنجح في تحقيق هذا الهدف، بل ما حصل هو العكس تماماً، فقد أعادت تلك الحرب اللحمة لصفوف الناتو، وخلقت أيضاً مستوى غير مسبوق من التضامن الدولي معه، عدا قرار السويد وفنلندا الانضمام إليه، وهو تطور يحمل في طياته مخاطر أشد وطأة على أمن موسكو وموقعها الأوروبي، خاصة أن فنلندا تمتلك أطول شريط حدودي بري مع روسيا.

ليس سهلاً على العقل تصور تداعيات الحرب الأوكرانية على أوروبا بأنه انتصار لموسكو، حين تغدو الدول الأوروبية خائفة ومتحسبة من جارها الروسي بعد أن صادقته واستبعدت احتمال نشوب حرب معه، في تعويل على جديد بنيته السياسية وتطوير التبادل التجاري معه، أو حين تتجه جدياً للتفكير في واجبات عسكرية تجاهه كانت غافلة عنها، أوضحها غزارة الدعم العسكري للأوكرانيين، وما يثار عن توجّه لبناء نظام أمني أوروبي ناجع، أوضح نذره قرار ألمانيا بزيادة الإنفاق العسكري الدفاعي إلى 2 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، ووضع خطط وبرامج أوروبية مشتركة لتحديث الترسانة الاستراتيجية من قاذفات وصواريخ وغواصات قادرة على حمل رؤوس نووية، رداً على التهديدات المتكررة لأكثر من مسؤول روسي باللجوء إلى السلاح النووي.

إذا كان ثمة أضرار بدأ يتكبدها الغرب جراء العقوبات الاقتصادية على روسيا، بعد شراكة وتعاون اقتصاديين داما لأكثر من 3 عقود، ما قد ينعكس على مستوى الرفاهية التي كانت تعيشها بعض المجتمعات الغربية، فإن النتائج الطويلة الأمد لهذه الحرب ستكون مكلفة وكارثية على الاقتصاد الروسي، لجهة عزل روسيا عن دوائر التفاعل الاقتصادي العالمي، أو بحرمانها من امتياز الدولة الأَوْلى بالرعاية، الممنوح بموجب قواعد منظمة التجارة العالمية، بما في ذلك حظر إمدادها بالمكملات الإلكترونية التي تستخدمها الشركات الروسية لإنتاج كثير من السلع والمواد، بما في ذلك المنتجات العسكرية.

نعترف بأن روسيا لا تزال قادرة على الصمود مالياً بسبب امتلاكها ورقة النفط والغاز حتى اللحظة، لكن ألم تشجع هذه الحرب الدول الأوروبية للسعي جدياً من أجل الاستقلال عن موسكو في حاجتها لمصادر الطاقة، وتالياً على تغذية الاستثمار في إنتاج الطاقة البديلة والبحث عن عروض جديدة لاستجرار النفط والغاز، لنزع هذه الورقة من يد روسيا في أسرع وقت ممكن، وما يزيد الطين بلة ما يشاع من تحضيرات لتمرير تشريعات أميركية وأوروبية تتيح استخدام أموال الشخصيات الروسية التي صودرت، ليس فقط لتمويل الحرب في أوكرانيا وتحديث ترسانة حلف الناتو، وإنما أيضاً لتعويض الخسائر من ارتفاع أسعار الوقود.

والحال، ترجح أقل الاجتهادات الاقتصادية تشاؤماً أن العقوبات ضد روسيا يمكن أن تعود بها إلى ما كانت في العقد الأخير من القرن الفائت، بينما لن يساعدها الارتفاع الكبير في أسعار النفط والغاز على تجاوز مشكلاتها الاقتصادية، في ظل تشديد المقاطعة والحصار عليها من قبل كبرى الشركات والمؤسسات المالية، كما لن يساعدها رهانها على دور إنقاذي للصين، لأن الأخيرة هي منافس قديم للمطامع الروسية وأثبتت غير مرة أنها أكثر حرصاً على قدراتها الذاتية، ومتحسبة جيداً من أن يفضي اصطفافها مع موسكو إلى القطع مع الغرب، وتهديد ما حققته من نفوذ عالمي. هو «الانتصار» الذي كشف قدرات روسيا المتواضعة بعيداً عن المبالغات والأوهام، والذي فتح الباب اليوم كي يتجه العالم من جديد نحو مزيد من هيمنة المؤسسات الغربية... هو «الانتصار» الذي نهض في مواجهته، تنسيق عالمي غير مسبوق بين معظم المنظمات السياسية والمالية والأمنية والصحية والرياضية والفنية والإعلامية، لمحاصرة روسيا وعزلها، بما ذلك منظمات الأمم المتحدة، والأهم ذاك التضامن الأممي اللافت لتفعيل محكمة العدل الدولية، والمحكمة الجنائية الدولية، بغرض محاسبة القوات الروسية على ما فعلته في أوكرانيا.

 

المرض العضال الذي جلبه بوتين

أمير طاهري/الشرق الأوسط/الجمعة 10 حزيران 2022

http://eliasbejjaninews.com/archives/109298/%d8%a3%d9%85%d9%8a%d8%b1-%d8%b7%d8%a7%d9%87%d8%b1%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b1%d8%b6-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b6%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%8a-%d8%ac%d9%84%d8%a8%d9%87-%d8%a8%d9%88%d8%aa%d9%8a/

«لستُ روسياً!» تلك هي العبارة الممهورة على قميص «تي شيرت» جديد يُقال إنه يُباع بكثرة مثل الكعك الساخن في قازان، عاصمة جمهورية تتارستان الذاتية الحكم. وهناك نسخة مماثلة تحمل عبارة «أنا لستً روسياً، أحبني!» وتُحقق مبيعات جيدة في أوفا، عاصمة باشكورتوستان، وهي جمهورية أخرى تتمتع بالحكم الذاتي داخل الاتحاد الروسي. الرسالة التي يرغب صانعو هذه القمصان في نشرها أن العملية العسكرية التي شنها فلاديمير بوتين قد تحظى بدعم الأغلبية الروسية لكنها لا ينبغي أن تؤدي إلى كراهية عالمية للدول الأخرى داخل الاتحاد الروسي الكبير. تنتقل الرسالة نفسها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كما ينقلها عدد متزايد من المواطنين الروس الإثنيين داخل الاتحاد ممن يسعون إلى المأوى حالياً -على الأقل مؤقتاً- في تركيا، وإسرائيل، والإمارات العربية المتحدة. لا أحد يدري كيف قد تنتهي مغامرة أوكرانيا بالنسبة لبوتين. ولكن مهما بلغت نهايتها فقد تؤثر على التدابير الحساسة -وربما الهشة- التي اتُّخذت بين «بلدان» الاتحاد السوفياتي في أعقاب انهيار الإمبراطورية السوفياتية. النصر الواضح من شأنه أن يعيد إشعال رماد القومية الروسية الملتهبة، أو «الشوفينية الروسية العظمى» كما وصفها لينين. وقد حذر بوتين ذاته من عودة هذا «الوحش» في غير مناسبة، حيث يصور القومية بوصفها «مرضاً». وطبقاً لبوتين، فإن سقوط الاتحاد السوفياتي دفع البلاد إلى «حافة الحرب الأهلية»، الأمر الذي نجح الرئيس بوريس يلتسين في التعامل معه عبر سلسلة من التنازلات مع «البلدان» التي ظلت ضمن الاتحاد الجديد. كما قد تؤدي الهزيمة -أو حتى التعادل في أوكرانيا- إلى تأجيج نيران الانتقام الروسي، الأمر الذي من شأنه أن يؤثر مرة أخرى على انسجام الاتحاد الروسي المتعدد الجنسيات.

لكن، ماذا نعني عندما نتكلم عن «البلدان» في الاتحاد الروسي؟

يقدم الأدب الروسي الرسمي صورة مثيرة للحيرة. فمن جهة، يتحدث عن 120 «مجموعة عرقية» و100 لغة مختلفة. ومن جهة أخرى، يذكر أن الروس يشكلون 77 في المائة من مجموع السكان. ومع ذلك، فإن عدد المجموعات العرقية البالغ 120 مجموعة هو من بقايا الوقت الذي كان فيه جوزيف ستالين هو «المفوض الشعبي للقوميات»، باحثاً عن «الأمم» و«الإثنيات» في كل ركن من أركان الإمبراطورية، ويخترع البعض منها أحياناً؛ إذ كان الهدف هو إدامة الزعم بأنه في بلد بمثل هذا التنوع القومي والعرقي، لا يمكن إلا للتضامن الطبقي -ديكتاتورية البروليتاريا- أن تجمع المواطنين معاً. الأرقام التي تبين أن الإثنيات الروسية تمثّل أغلبية بنسبة 77 في المائة قد تكون مضللة لأنها تستند إلى دراسات استقصائية يُطلب فيها من الناس ذكر «لغتهم الأولى»، ومن ثم فإن الملايين من الروس غير المنتمين إلى عرقية بعينها، والذين تبنوا اللغة الروسية كلغتهم الأساسية، مشمولون بهذا الرقم. وبدأت عملية تحويل الرعايا غير الروس إلى الجنسية الروسية تحت حكم القياصرة، ثم تكثفت خلال الحقبة السوفياتية. ولم يشكك أحد في الطبيعة الروسية للروائي نيكولاي غوغول، أو الشاعرة آنا أخماتوفا أو الشاعر أوسيب ماندلستام، ناهيكم عن الزعيم نيكيتا خروشوف أو أنستاس ميكويان، الرئيس الأسبق لمجلس السوفيات الأعلى. ومع اختفاء ديكتاتورية البروليتاريا بوصفها رابطة آيديولوجية، كان يلتسين ثم بوتين يتطلعان إلى اللغة والثقافة الروسية في مواجهة الشوفينية الروسية العظمى التي روّجت لها شخصيات أمثال السياسي الراحل فلاديمير جيرينوفسكي، والتي كانت بمثابة الغراء المحافظ على تماسك الإمبراطورية السوفياتية البائدة.

قُرب نهاية الحقبة السوفياتية، نصح ألكسندر سولجينتسين -الكاتب الكبير الذي كان أيضاً من أتباع الشوفينية في روسيا- السلطات المقبلة في موسكو بالتخلي عن الأقليات والأعراق حتى يتسنى لروسيا الجديدة «النقية» استئناف مهمتها المقدسة بعيداً عن الأعباء الآسيوية الثقيلة.

وكتب سولجينتسين يقول: «إذا لم نُفلح في استيعابهم روسيّاً بعد مرور قرنين من الزمان، فلا أرى أننا سوف نُفلح في ذلك أبداً».

أما خصم بوتين الأكثر شهرة المعارض أليكسي نافالني، فنراه يعزف لحناً مماثلاً بتأكيد الهوية الأوروبية لروسيا. أما يلتسين فقد نجح في تهدئة التوترات العرقية في إبرام عدد من المعاهدات مع أكبر الجمهوريات «المستقلة ذاتياً». وكانت المعاهدات من ثلاثة أنواع؛ أهمها معاهدة 1994 مع جمهورية تتارستان، التي منحت الجمهورية القارية وضعاً قريباً من الاستقلال. وبموجبها، تملك حكومة قازان الحق في إقامة علاقات خارجية خاصة بها، وإنشاء مصرفها الوطني الخاص، ووضع قواعدها الخاصة للمواطنة. وقد استغل الرئيس آنذاك منتيمير شايمييف هذا البند الأخير لحرمان عدد كبير من التتار غير الإثنيين من التمتع بجنسية جمهوريته. كما أُبرمت معاهدات مماثلة، وإنْ كانت مع نقل محدود للسلطة من موسكو، مع جمهورية باشكورتوستان، ثاني أكبر جمهورية ذات أغلبية مسلمة في الاتحاد الروسي بعد تتارستان، وجمهورية ساخا ياقوتيا في الشرق الأقصى. كما ألغى بوتين معاهدة مماثلة وُقعت مع الشيشان في عهد يلتسين، مما أشعل حرباً استمرت أكثر من عقد من الزمان. أما النوع الثاني من المعاهدات، التي تتجنب القضايا السياسية وتركز على «التعاون الاقتصادي»، فقد عُرضت على عدد من الأقاليم (المقاطعات)، لا سيما كالينينغراد، وهي جيب يُطل على بحر البلطيق، وأورنبورغ، وسفيردلوفسك، وكراسنر كراي.

أما النوع الثالث من المعاهدات الموقعة مع جمهورية أوسيتيا الشمالية - ألانيا، وكذلك جمهورية قبردينو - بلقاريا، فقد ركزت بصورة شبه حصرية على القضايا الأمنية والعسكرية.

وتعرضت جميع هذه المعاهدات لضغوط لفترة من الزمن؛ إذ في تاتارستان، إبان عهد الرئيس رستم مينيخانوف، طالبت الجمهورية بتحسين تقاسم ثروة الاتحاد، وبمزيد من الاستقلال المالي في الخطاب السياسي. ومن المحتمل للتكاليف الهائلة للحرب الروسية - الأوكرانية أن تُسفر عن تضخيم مثل هذه المطالب. وفي مواضع أخرى، مثل داغستان وأنغوشيا، لم يعد من الممكن إسكات المطالبات بأدوار أكبر للثقافات والأديان واللغات المحلية. كما تواجه وصفة بوتين للغة الروسية وثقافتها -بوصفها الضامن للوحدة في الاتحاد الروسي- تحديات في شبه جزيرة القرم المنضمة حديثاً، على الأقل من التتار، وفي أوسيتيا الجنوبية كذلك من القوميات الإيرانية. ورغم أن غير الروس يمثلون نسبة غير متناسبة من القوة القتالية في دونباس، فمن المشكوك فيه أن ترغب بلدان الأقلية بالاتحاد الروسي في البقاء مع الجانب المنهزم إذا خُسرت الحرب الأوكرانية.

هل يخلق ضم إقليم دونباس مصدراً جديداً للتوتر العرقي واللغوي في الاتحاد؟ تواجه روسيا مصدراً محتملاً آخر للتوتر العرقي، إثر وجود ما بين 3 و4 ملايين صيني ونحو مليون كوري شمالي من «العاملين المتعاقدين» -خصوصاً في سيبيريا والشرق الأقصى- والذين يشكل وجودهم أهمية اقتصادية بالغة، ولكنهم لا يحظون بشعبية سياسية بين المجموعات العرقية الأصلية. ومن المتوقع لتراجع التركيبة السكانية في روسيا أن يتسارع مع الركود المحتمل في مرحلة ما بعد الحرب والتأثير الدائم للعقوبات، ويشكل بذاته تحدياً استراتيجياً لا يستطيع بوتين -على الرغم من تفاخره- أن يتجاهله.

وإذا كان النازيون -من قبل- قد شنوا حروبهم للاستيلاء على «مساحة المعيشة» (أو المجال الحيوي) لتعزيز الزخم السكاني، فقد اجتاح بوتين جورجيا، والآن أوكرانيا، بحثاً عن أقارب ومعارف حقيقيين أو متوهَّمين بُغية تعزيز مكانة روسيا بوصفها أمة ذات أغلبية في الاتحاد الروسي. ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تأجيج نيران الشوفينية العرقية والوطنية بين 23 في المائة ممن يشكّلون الأقليات في الاتحاد. كان حرياً بفلاديمير بوتين -وكما تقتضي الحكمة- أن يركّز على استراتيجيته في استخدام الثقافة الروسية وازدهار ما بعد العصر السوفياتي كوسيلة لتعزيز تماسك الاتحاد الروسي. لكنّ الشروع في عملية عسكرية لا تُقدم أي مكاسب واضحة ربما يكون قد أيقظ النزعة القومية والأممية المصغرة، التي أطلق عليها بنفسه اسم «المرض» من قبل.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الرئيس عون عرض للتطورات واستحقاقات المرحلة مع علي حجازي والأوضاع الاجتماعية مع الاباتي معلوف والأب حجار

وطنية/الجمعة 10 حزيران 2022

استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان علي حجازي، واجرى معه جولة افق تناولت الأوضاع الراهنة في ضوء التطورات السياسية الأخيرة. وأوضح حجازي ان "البحث تركز على مرحلة ما بعد الانتخابات النيابية والاستحقاقات الدستورية المنتظرة والعلاقات مع سوريا وملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية في ضوء التوجه اللبناني الى استئناف المفاوضات غير المباشرة". وأشار الى ان البحث "تركز أيضا على الوضع الأمني عموما وفي منطقة البقاع خصوصا، واقتراح العفو العام عن الجنح في منطقة بعلبك الهرمل، على الا يشمل المتورطين بدماء الجيش. كذلك تناول البحث الوضع الاقتصادي في ظل التراجع المستمر وتنامي معاناة المواطنين".

الاباتي معلوف والاب حجار

وعرض الرئيس عون مع الرئيس العام السابق للرهبنة الباسيلية الشويرية الرئيس الحالي لدير مار يوحنا في الخنشارة الاباتي ايلي معلوف والأب شربل حجار للأوضاع الاجتماعية في البلاد وحاجات المواطنين الصحية والتربوية ودور الرهبنة في هذا المجال، فضلا عن أوضاع المدارس والمعلمين والإجراءات الواجب اتخاذها للتخفيف من معاناة ذوي الطلاب.

 

ميقاتي من عمان : ليختر المجلس النيابي من يراه مناسبا لتشكيل الحكومة من دون شروط وتعقيدات والانتخابات الرئاسية قد تتأخر ولكنها ستحصل

وطنية/الجمعة 10 حزيران 2022

أكد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ضرورة "أن يختار  المجلس النيابي  من يراه مناسبا  لتشكيل الحكومة الجديدة، وأن يكون التشكيل الحكومي من دون شروط وتعقيدات يضعها اي فريق في وجه الرئيس المكلف".وشدد على" ان الانتخابات الرئاسية قد تتأخر ولكنها ستحصل".وكان الرئيس ميقاتي لبى دعوة"معهد السياسة والمجتمع" في العاصمة الاردنية عمان لعقد لقاء حواري، في حضور الرئيس الفخري للمعهد الشريف شاكر بن زيد، رئيس مجلس الأمناء عزمي محافظة. وأدار الحوار الإعلامي والمحلل السياسي عمر كلاب.  إنطلق الرئيس ميقاتي في تشخيصه للحالة اللبنانية من السياقات التاريخية والسياسية خلال العقود الماضية، وصولا إلى الانتخابات الأخيرة، والسيناريوهات المتوقعة على صعيد تشكيل الحكومة والانتخابات الرئاسية والعلاقات بين القوى السياسية المختلفة.وقال:"لقد بات لبنان على مفترق طرق، ومن المستحيل أن نستمر على النهج ذاته الذي كان سائدا، من هنا يجب  الانطلاق من اتفاق الطائف وتدعيمه والبناء عليه وتطوير ما يحتاج إلى تطوير منه".  وشدد "على أهمية  اللامركزية الواردة ضمن اتفاق الطائف باعتبارها خيارا مناسبا في المرحلة المقبلة للتعامل مع الأوضاع السياسية والإدارية، بما يحفظ وحدة الدولة اللبنانية ضمن تنظيم للمقيمين فيها".  أضاف ردا على سؤال :"المقصود باللامركزية كل ما هو مطلوب لتوفير مساحات من الحريات والخصوصيات للمكونات المختلفة في الحالة اللبنانية ومحاولة تخفيف الاحتكاكات المستمرة يوميا". وشدد على" أنه علينا الوصول الى طاولة حوار وطني للبحث في اي لبنان نريد". كما شدد على" ضرورة استكمال تنفيذ اتفاق الطائف لجهة الغاء الطائفية السياسية وانشاء مجلس الشيوخ واقرار قانون جديد للانتخابات على اسس وطنية".  وعلى الصعيد الاقتصادي، لفت الرئيس ميقاتي الى"حجم الأزمة الاقتصادية وخطورتها"، لكنه أكد" أن  لبنان سيعبر هذه المرحلة الصعبة، إذا سار على الخط المرسوم من خلال تطبيق الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، واجراء الاصلاحات الاساسية التي تضع لبنان على سكة التعافي". وفي ملف ترسيم الحدود البحرية، أكد ميقاتي" الحرص على حل الخلاف عبر الوسيط الأميركي اموس هوكشتاين"، لافتا الى"تشديد جميع المعنيين على اولوية  الحفاظ على استقرار الأوضاع في لبنان". وعن الملف الحكومي وامكان  تكليفه مجددا، قال: في المبدأ يتهيب كل مطلع على الوضع اللبناني ، وانا منهم، صعوبة المرحلة  وتعقيداتها، ولذلك  فانني اقول انني لست ساعيا الى هذا الامر ، واتمنى ان يسرع المجلس النيابي في اختيار من يراه مناسبا، وان يكون التشكيل الحكومي سريعا من دون شروط وتعقيدات يضعها اي فريق في وجه الرئيس المكلف". وفي ملف انتخابات رئاسة الجمهورية، أكد الرئيس ميقاتي"من خلال تركيبة المجلس النيابي الجديد بات من الصعب على اي فريق ان يعطل الانتخابات، وبالتالي فان امكانية اجراء الانتخابات باتت اكثر احتمالا مما كانت عليه قبل أشهر". وقال ردا على سؤال: "قد تتأخر انتخابات الرئاسة ولكنها ستحصل".

 

بري استقبل مجلس شورى الدولة وفرونتسكا وتلقى برقية تهنئة من نظيره المصري وتسلم من السفيرالروسي برقيتي تهنئة من رئيسي مجلس الدوما والشيوخ

وطنية/الجمعة 10 حزيران 2022

استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، رئيس مجلس شورى الدولة القاضي فادي الياس وأعضاء مكتب المجلس مفوض الحكومة لدى المجلس القاضية فريال دلول، رئيس هيئة التفتيش القضائي القاضي بركان سعد، القاضي يوسف نصر والقاضي طلال بيضون .  ثم استقبل المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا حيث جرى عرض للاوضاع العامة.  وبعد الظهر استقبل رئيس المجلس السفير الروسي ألكسندر روداكوف الذي قدم التهنئة للرئيس بري بإنتخابه رئيساً للمجلس وبإنجاز لبنان الانتخابات النيابية، وسلمه رسالتي تهنئة من رئيس مجلس الدوما (النواب) الروسي فياتشيسلاف فولودين ورئيسة مجلس الاتحاد للجمعية الفيدرالية الروسية (مجلس الشيوخ) فالنتينا ماتفيينكو، بمناسبة انتخابه رئيسا للمجلس النيابي اللبناني لولاية جديدة. كما كانت الزيارة مناسبة لعرض الأوضاع العامة والعلاقات الثنائية بين البلدين.  على صعيد آخر، تلقى الرئيس بري برقية تهنئة باعادة انتخابه، من رئيس مجلس النواب المصري المستشار حنفي الجبالي تمنى فيها "للرئيس بري وللمجلس النيابي التوفيق والنجاح، آملاً بتعزيز أطر التعاون والتواصل المنتج بين البرلمانين اللبناني والمصري من أجل صالح الشعبين الشقيقين".  كما تلقى برقيتين مماثلتين من نائب رئيس مجلس النواب المصري المستشار أحمد سعد الدين ومن الامين العام للمجلس المستشار أحمد مناع.

 

الدويهي: ترشحت لرئاسة لجنة الشؤون الخارجية لكسر ثقافة المحاصصة والفوز بالتزكية

وطنية/الجمعة 10 حزيران 2022

غرد النائب الدكتور ميشال الدويهي  عبر "تويتر": "‏مع علمي المسبق بإستحالة ان افوز كون جميع احزاب "المنظومة" ممثلة بأغلبية مطلقة داخل هذه اللجنة، ترشحت الى رئاسة لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب لمنافسة مرشح حركة امل النائب فادي علامة لكي نكسر ثقافة المحاصصة ومنطق الفوز بالتزكية".اضاف: "عن جلسة الانتخاب النواب رامي فنج ونعمة فرام ووائل ابو فاعور وعلي عسيران والنتيجة اتت على الشكل التالي: نلت صوتي فقط(لغياب رامي فنج) ونال مرشح حركة امل فادي علامة على اصوات باقي اعضاء اللجنة، ومن بينهم سليم الصايغ (كتائب)، الياس خوري وبيار بو عاصي (قوات)".

 

 /New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 10 و 11 حزيران/2022

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 10 حزيران/2022/

جمع واعداد الياس بجاني

http://eliasbejjaninews.com/archives/109279/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1447/

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

 

LCCC English News Bulletin For Lebanese & Global News/June 10/2022/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

http://eliasbejjaninews.com/archives/109281/lccc-english-news-bulletin-for-lebanese-global-news-june-10-2022-compiled-prepared-by-elias-bejjani/

#LCCC_English_News_Bulletin