المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 20 تموز/2022

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

 http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2021/arabic.july20.22.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

بِٱلحَقِّ أَقُولُ لَكُم: أَرَامِلُ كَثِيرَاتٌ كُنَّ في إِسْرائِيل، أَيَّامَ إِيلِيَّا، حِينَ أُغلِقَتِ السَّماءُ ثَلاثَ سِنِينَ وسِتَّةَ أَشْهُر، وحَدَثَتْ مَجَاعَةٌ شَدِيدَةٌ في كُلِّ البِلاد، ولَمْ يُرسَلْ إِيليَّا إِلى أَيٍّ مِنهُنَّ، بَلْ أُرسِلَ إِلى ٱمْرَأَةٍ أَرمَلَةٍ في صَرْفَتِ صَيْدَا

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/ لم يعد لفجور ووقاحة واستكبار وهلوسات وابليسية حزب الله، لا حدود ولا قيود..توقف المطران موسى الحاج والتحقيق معه بتهمة التعامل مع إسرائيل جريمة غير مسبوقة بتاريخ وطن الأرز

الياس بجاني/ لبنان أرض قداسة وقديسين ولهذا لن تقوى عليه قوى الظلامية والإرهاب والكفر، وهو باق ومنتصر إلى نهاية الدهور والأزمنة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

سابقة من أيّام جمال باشا اليوم ملاحقة المطران وغداً البطريرك/ايلي الحاج

فارس سعيد علق على توقيف المطران الحاج: زيارة السجين لا تعني التعاطف مع السجّان

سلطةٌ تُغدِق الرشاوى... وتستوفي الرسوم رمزيًا/جان الفغالي/أخبار اليوم

إسرائيل: لم تسقط أي مسيّرة لنا على الحدود اللبنانية

إسرائيل: نريد لبنان جارًا مستقرًا لا أداة بيد إيران!

دار الفتوى تتلاقى مع بكركي: حذار تعطيل “الرئاسيات”!

لبنان يترقّب عودة هوكشتاين… الترسيم ورقة إيرانيّة؟

اسرار الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الثلاثاء 19-07-2022

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 19/07/2022

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

البابا لطلاب الجامعة الانطونية: برجائكم وبشجاعتكم ستبنون بلدكم من جديد وتعيدون إليه معناه الفريد بين بلدان الشرق الأوسط

«المركزي» اللبناني يغلق أبوابه 3 أيام احتجاجاً على مداهمة عون

ميقاتي: اقتحام المصرف بهذا الشكل الاستعراضي ليس الحل

لبنان الأغلى معيشياً و«الأسوأ» في نوعية الحياة وتقارير دولية تظهر كارثية المؤشرات إقليمياً ودولياً

«العمل الأميركية من أجل لبنان» تحض على الإسراع في الإصلاحات وطالبت الحكومة والبرلمان بإنجاز القوانين لتسريع المفاوضات مع «صندوق النقد»

دريان يرفض تقسيم بلدية بيروت منعاً لعودة «شرقية وغربية»

قراءة للدكتور توفيق الهندي في زيارة بايدن للمنطقة مه سؤال: تسوية كبرى وأين لبنان منها؟

غادة عون بهستيريا تداهم المركزي: انتهاك لكل الأصول القضائية

رجا حاموش بوجه غادة عون والعهد: حيث لم يجرؤ الآخرون!

موظفو مصرف لبنان: الإضراب لـ3 أيام!

مصرف لبنان يقفل بسبب “ميليشياوية” غادة عون!

تداعيات اقتصادية خطيرة جراء مسرحية غادة عون!

ميقاتي: “استعراض” غادة عون يعرّض البلد للاهتزاز!

معوض: غادة عون تحوّل القضاء إلى مساحات ميليشياوية!

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

لبيد يحلق فوق منصة كاريش للغاز

القضاء العراقي يفتح تحقيقاً في تسريبات المالكي

الصدر يتلاعب بـ«الإطار»: حكومة مقبولة تعزل المالكي؟

مسلسل تسريبات المالكي مستمر والصدر يتهمه بالتخطيط لاغتياله

العشائر العراقية للنأي عن إقحامها.. وحزب الدعوة لن «تنجر للفتنة»

السودان... مخاوف من التشظي بحروب قبلية مدارة سياسياً وبدأ الصراع على الموارد الشحيحة ليتطور إلى «السطوة والنفوذ»

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ما هي رسائل قمم جدة للبنان؟/محمد شقير/الشرق الأوسط

نفق الناقورة خارج نفق الترسيم البحري/رمال جوني/نداء الوطن

تطيير الإنتخابات البلدية.. و”تمرير” التمديد!/ألان سركيس/نداء الوطن

ستريدا جعجع: ترشيحي للرئاسة “مزحة”/راكيل عتيّق/الجمهورية

لماذا تعطّل القوى الدولية عودة النازحين؟/طوني عيسى/الجمهورية

الانتخابات الرئاسية في لبنان: أسماء مرشّحة لـ...الحرق!/فارس خشان/النهار العربي/

هل بقيت جمهوريّة لبنانيّة.. كي يُنتخب رئيس لها/خيرالله خيرالله/العرب

ماذا يحمل المستقبل لمسيحيي لبنان؟/الدكتور وائل خير/الكلمة أولاين

احتفاء وتكريم استثنائي لمحمد بن زايد في باريس... وماكرون يقلده الوشاح الأكبر لجوقة الشرف/ميشال أبو نجم/الشرق الأوسط

الأهم في قمة جدة/نديم قطيش/الشرق الأوسط

الحاجة إلى إعادة ترتيب أمن البيت العربي/د. محمد علي السقاف/الشرق الأوسط

نجاحات قمة جدة: المعنى والصورة في آن/يوسف الديني/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الراعي اطلع من المطران الحاج على تفاصيل توقيفه في مركز الأمن العام في الناقورة واستقبل رئيس المؤسسة الأميركية - اللبنانية

الرئيس عون عرض مع بو صعب للملفات العالقة واطلع من كلاس على التحضيرات لاحتفالية "بيروت عاصمة للشباب العرب 2022"

الكتائب: نصرالله يتحمل المسؤولية الأولى عن تأخير مفاوضات الترسيم وانهيار البلاد وصولا إلى احتجاز اسم رئيس الجمهورية المقبل

بري بحث مع زواره في المستجدات السياسية واستقبل نجاة رشدي مودعة

شرف الدين : "مكملين" في ملف النازحين السوريين الحساس جدا

كميل شمعون: لانتخاب رئيس يمثل طموحات الشعب ويكون لكل اللبنانيين

جعجع: توقيف المطران الحاج رسالة الى الراعي!

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

بِٱلحَقِّ أَقُولُ لَكُم: أَرَامِلُ كَثِيرَاتٌ كُنَّ في إِسْرائِيل، أَيَّامَ إِيلِيَّا، حِينَ أُغلِقَتِ السَّماءُ ثَلاثَ سِنِينَ وسِتَّةَ أَشْهُر، وحَدَثَتْ مَجَاعَةٌ شَدِيدَةٌ في كُلِّ البِلاد، ولَمْ يُرسَلْ إِيليَّا إِلى أَيٍّ مِنهُنَّ، بَلْ أُرسِلَ إِلى ٱمْرَأَةٍ أَرمَلَةٍ في صَرْفَتِ صَيْدَا

إنجيل القدّيس لوقا04/من22حتى30/:"كانَ جمبعُ الَّذين في المَجْمَع يَشْهَدُونَ لَيَسُوع، ويَتَعَجَّبُونَ مِن كَلِمَاتِ النِّعْمَةِ الخَارِجَةِ مِنْ فَمِهِ، ويَقُولُون: «أَلَيْسَ هذَا ٱبنَ يُوسُف؟». فقَالَ لَهُم: «لا شَكَّ أَنَّكُم تَقُولُونَ لي هذَا المَثَل: أَيُّها الطَّبيب، إِشْفِ نَفسَكَ. وكُلُّ ما سَمِعْنا أَنَّكَ صَنَعْتَهُ في كَفَرْنَاحُوم، إِصْنَعْهُ أَيْضًا هُنَا في وَطَنِكَ!». ثُمَّ قَال: «أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: لا يُقْبَلُ نَبِيٌّ في وَطَنِهِ. وَبِٱلحَقِّ أَقُولُ لَكُم: أَرَامِلُ كَثِيرَاتٌ كُنَّ في إِسْرائِيل، أَيَّامَ إِيلِيَّا، حِينَ أُغلِقَتِ السَّماءُ ثَلاثَ سِنِينَ وسِتَّةَ أَشْهُر، وحَدَثَتْ مَجَاعَةٌ شَدِيدَةٌ في كُلِّ البِلاد، ولَمْ يُرسَلْ إِيليَّا إِلى أَيٍّ مِنهُنَّ، بَلْ أُرسِلَ إِلى ٱمْرَأَةٍ أَرمَلَةٍ في صَرْفَتِ صَيْدَا. وبُرْصٌ كَثِيرُونَ كانُوا في إِسرائِيل، أَيَّامَ إِلِيشَعَ النَّبيّ، فَلَمْ يَطْهُرْ أَيٌّ مِنْهُم، بَلْ طَهُرَ نُعْمَانُ السُّرْيَانِيّ ». فٱمْتَلأَ جَمِيعُ الَّذِينَ في المَجْمَعِ غَضَبًا، حِينَ سَمِعُوا ذلِكَ. وقَامُوا فَأَخْرَجُوهُ إِلى خَارِجِ المَدِينَة، وٱقْتَادُوهُ إِلى حَرْفِ الجَبَل، المَبْنِيَّةِ عَلَيْهِ مَدِينَتُهُم، لِيَطْرَحُوهُ عَنْهُ. أَمَّا هُوَ فَجَازَ في وَسَطِهِم وَمَضَى".

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

لم يعد لفجور ووقاحة واستكبار وهلوسات وابليسية حزب الله، لا حدود ولا قيود..توقف المطران موسى الحاج والتحقيق معه بتهمة التعامل مع إسرائيل جريمة غير مسبوقة بتاريخ وطن الأرز

الياس بجاني/19 تموز/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/110459/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%84%d9%85-%d9%8a%d8%b9%d8%af-%d9%84%d9%81%d8%ac%d9%88%d8%b1-%d9%88%d9%88%d9%82%d8%a7%d8%ad%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d9%83%d8%a8/

هل نحن في زمن محل وبؤس وعهر وبؤس وفقر وفوضى واحتلال فقط؟

لا، نحن عملياً في زمن حكام وسياسيين، وقوى احتلال، هم أوباش، ومجرمين، ومنحطين، وارهابيين، وظلاميين، يعيشون ثقافة ومفاهيم ووحشية ما قبل أزمنة وعصور الحقبات الحجرية.

في لبنان المحتل اليوم، وبظل هيمنة حزب الله الإيراني، لا قيمة للإنسان، ولا احترام للحقوق، ولا أخلاق، ولا خوف من الله ومن يوم حسابه الأخير، ولا اعتبار للمقامات ومنها الدينية.

أنه زمن الفجور والعهر والاستكبار والانسلاخ الكامل عن الواقع البشري.

إنه زمن فحش وعهر المحتل الإيراني، الذي هو الإرهابي حزب الله الظلامي.

هذا الحزب العميل يتباهي ويفاخر بعمالته وبتبعيته المطلقة لنظام الملالي، وفي نفس الوقت يلصق تهمة العمالة زوراً وافتراءً وتجنياً وظلماً بكل من يخالفه ويعارض احتلاله ويرفض ثقافته الفارسية والإلغائية.

إن حكام ونواب ورؤساء وأصحاب شركات الأحزاب المحلية والوكيلة كافة، هم في ظل احتلال حزب الله، عملياً مباشرة أو مواربة، مجرد أدوات رخيصة بأمرته. يسترضونه ويتملقونه ويداهنونه ويطلبون رضاه، وذلك لتأمين أجنداتهم النرسيسية والمالية والسلطوية.

في هذا السياق الشيطاني والإحتلالي والدركي، ليس مستغرباً أن يتم صباه هذا اليوم توقيف المطران الماروني، راعي أبرشية حيفا والأراضي المقدسة، موسى الحاج على معبر الناقورة، وهو عائد إلى لبنان، وذلك عقب تفقد رعيته في دولة إسرائيل...واتهامه بالعمالة .

لن نستنكر هرطقة اعتقال المطران، لأن لا قيمة ولا احترام ولا اعتبار ولا دور لحكام لبنان الحاليين، المعينين من حزب الله والتابعين له، حتى نرفع لهم القضية ونستعين بهم لإحقاق الحق. فهؤلاء مخصيون وطنياً وقيمياً وادواراً واحتراماً للذات، إنهم مجرد أدوات ووجوه بربارة وصنوج وأبواق ليس إلا.

ما نطالب به هو وضع لبنان تحت البند السابع الدولي، وتسليم حكمه للأمم المتحدة، واعلانه دولة مارقة وفاشلة، وتنفيذ القرارات الدولية الخاصة به، وهي: اتفاقية الهدنة مع إسرائيل، 1559، 1701، 1680...ووضع كل القوى الأمنية والعسكرية اللبنانية تحت أمرة قوات اليونيفل، ومن ثم اعادة تأهيل اللبنانيين لحكم أنفسهم...وكل ما عدا هذا هو مضيعة للوقت وللجهد وترسيخ لاحتلال حزب الله أكثر وأكثر.

للعملاء والذميين والحكام الأوباش، ولأصحاب شركات الأحزاب الزفت، وفي مقدمهم من يدعون زوراً بأنهم حماة السيادة والاستقلال والهوية والكيان، والمستقتلين بغباء ونرسيسية، وبعمى بصر وبصيرة، للوصول إلى موقع الرئاسة، نقول: متى تفهمون يا اغبياء وذميين بأن لا حلول، كبيرة أو صغيرة، ولا احترام أو قيمة أو دور لأي موقع ومسمى، بظل احتلال الإرهابي حزب الله؟

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

لبنان أرض قداسة وقديسين ولهذا لن تقوى عليه قوى الظلامية والإرهاب والكفر، وهو باق ومنتصر إلى نهاية الدهور والأزمنة

الياس بجاني/19 تموز/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/110429/%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a3%d8%b1%d8%b6-%d9%82%d8%af%d8%a7%d8%b3%d8%a9-%d9%88%d9%82%d8%af%d9%8a%d8%b3%d9%86-%d9%88%d9%84%d9%87%d8%b0%d8%a7-%d9%84%d9%86-%d8%aa%d9%82%d9%88%d9%89-%d8%b9%d9%84/

لبنان بلد قداسة وقديسين، ولهذا لن تقوى عليه قوى الشر مهما عظمت قوتها، ومها بلغت من استكبار وكفر وجحود ومهما زادت أوهامها والهلوسات الشيطانية. إن أمنا العذراء هي شفيعة لبنان وأهله، والساهرة على أمنه وسلامه، ومار شربل هو طبيب السماء اللبناني المجسّد للتقوى والإيمان والمحبة، وعجائبه التي زادت عن 30 ألف هي برهان أكيد على أن وطن الأرز باق إلى نهاية الدهور، وسوف ينتصر على كل من يتوهم بأنه قادر على احتلاله أو إذلال شعبه المؤمن وتدنيس ترابه المجبول بعرق ودماء شبابه وصبياه الأبطال.

مرفق فيديو لبعض عجائب القديس شربل يرويها الاب لويس مطر من دير مار مارون- عنايا. بتاريخ (٢٠٢١/٧/١٢)

اضغط هناعلى الرابط في أسفل لمشاهدة الفيديو وهو فيديو فايسبوك

https://www.facebook.com/MazarSaintCharbelAnnaya/videos/180583804097908

لنصلي ونطلب شفاعة مار شربل وامنا مريم العذراء من اجل خلاص لبنان وتحريره من محتليه المرقين والظالمين والظلاميين

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

أطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

سابقة من أيّام جمال باشا اليوم ملاحقة المطران وغداً البطريرك

ايلي الحاج/موقعInfo3 /19تموز/2022

لم يحصل في تاريخ لبنان الحديث أن حقق عسكري مع مطران واستجوبه بأيّ تهمة كانت منذ إيام جمال باشا الذي ألغى امتيازات متصرفيّة جبل لبنان ولُقّب بالسفّاح. حتّى عندما ضُبطت أدلّة مباشرة على تورّط المطران عبدالله نجيم مع رجلين موظّفين في أحد المصارف، من آل باسيل ومهنّا في تزوير النقد الوطني عام 1966 وإخفاء أدوات الجريمة في مقر أبرشيته، استدعته سلطات الفاتيكان وحاكمته وأصدرت حُكماً قضى بسجنه في دير ناءٍ مُطلّ على روما حيث أمضى بقية حياته حتى وفاته. مناسبة هذا التذكير هي إقدام السلطة القضائية والأمنيّة -والتي تمسك بها سلطة "إلهية" تُدير جهاز اغتيالات أيضاً- على توقيف النائب البطريركي على القدس والأراضي الفلسطينية والمملكة الهاشمية في الطائفة المارونية المطران موسى الحاج، لأنه كان يحمل أدوية من أبناء رعيته في الأراضي المقدسة إلى أبناء رعيته في الأراضي اللبنانية. راهب تقي، تروي الزميلة ريتا عازار، وهي من مسقطه عينطورة المتن، وتعرفه جيداً ، أنه "قبل أن يصبح مطراناً عاش مدة في السودان، وعندما عاد سئل لماذا صار بهذا الهزال، فكان جوابه كيف نأكل وحولنا كل هذا الجوع؟ تقاسم لقمته مع الجوعى، وفي بلده حققوا معه ساعات طويلة، فتشوا حقائبه، غرضاً غرضاً، وغداً تنتظره محكمة عسكرية. مطران الموارنة في الأراضي المقدسة يسعون لتصويره عميلاً، وهُم أكبر العملاء".  ويروي من أُتيح لهم التحدث إلى المطران الحاج بعد إطلاقه أنه تعرض لمضايقات كثيرة حيث أوقف نحو عشر ساعات في الناقورة بأمر من مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية فادي عقيقي، علماً أن تنقل راعي أبرشية صور والأراضي المقدسة بين لبنان والقدس لم يتوقف ولم يتأثر بالاحتلال وإعلان نشوء دولة إسرائيل سنة 1948 وقرار المقاطعة، وذلك بموجب استثناء للأساقفة ترعاه دولة الفاتيكان، ولكن يبدو أنّ المميّزات التي كانت للبنان وليس لطائفة منه، يريد بعضهم أن تصير كلها من الماضي ، ومعها مهابة بكركي وتحاشي الاصطدام بها عبر ملاحقة نائب سيّدها في الأراضي المقدسة، وكذلك كرامة الموارنة في عهد المهانة. القضية ولا أوضح: لسبب سياسي يتعلق بموقف سيّد بكركي من انتخابات رئاسة الجمهورية، يختلقون ملفاً أمنيّاً للمطران الحاج ليطالوا به بطريرك الموارنة بشارة الراعي. اليوم المطران غداً البطريرك.

 

فارس سعيد علق على توقيف المطران الحاج: زيارة السجين لا تعني التعاطف مع السجّان

وطنية/19 تموز/2022

اعتبر رئيس" لقاء سيدة الجبل" النائب السابق فارس سعيد في تغريدة عبر حسابه على "تويتر" ان " توقيف المطران الحاج راعي ابرشية الاراضي المقدسة للطائفة المارونيّة عمل مرفوض مهما كانت الدوافع"، مؤكدا انه "‏يحق لكل مسيحي و لكل مسلم زيارة القدس للحج".ّ

‏ورأى ان "زيارة السجين لا تعني التعاطف مع السجّان".

 

سلطةٌ تُغدِق الرشاوى... وتستوفي الرسوم رمزيًا

 جان الفغالي/أخبار اليوم/ الثلاثاء 19 يوليو 2022

السلطة التي اعتادت على "مَدِّ يدها" إلى جيب المواطن، لن تتوانى عن تكرار فعلتها مرةً واثنتين وثلاثُا ومئة...قرارات أو توصيات، سمّوها ما شئتم، الاجتماع الوزاري في السرايا الحكومية، أمس الاثنين، من أين سيأتي بمئات المليارات من الليرات اللبنانية، ليدفعها لموظفي القطاع العام؟ هل بفرض رسومٍ جديدة، أو رفع الدولار الجمركي؟ واستطرادً ، لماذا لا يذهب إلى موارد مضمونة، وبـ "الفريش دولار" لتغطية هذه الزيادات؟ على سبيل المثال لا الحصر، يستمر مطار رفيق الحريري الدولي بإستيفاء الرسوم على الطائرات الأجنبية على أساس دولار بـ1500 ليرة، الذي يؤدي الى خسارة الخزينة بين 500 و600 ألف دولار يوميا، فيما الموظفون والعاملون في الدولة هم أولى بها لزيادة بدل النقل وتحسين مداخيلهم والإستمرار بالعمل". هذا الكلام لا يُلقى على عواهنه، إنه لرئيس الهيئات الاقتصادية الوزير السابق محمد شقير، فلماذا لا يؤخذ به؟ ولمصلحة مَن تغفل السلطة عن تعديل الأسعار؟ إن رسم كل طائرة تجارية تحط في أي مطار في العالم، لا يقل عن خمسة آلاف دولار، إلا في لبنان حيث قيمة الرسم لا تتجاوز المئتي دولار، إذا ما تم احتسابه على 1500 ليرة ، يعني أن رسم خدمة كل طائرة لا يشكِّل أكثر من عشرين في المئة، أو أقل ، من ثمن تذكرة سفر واحدة ! أإلى هذا الحد دولتنا غنيَّة لتقدِّم هدايا وعطاءات ورسوما رمزية لشركات الطيران الأجنبية؟ ثم هل تُعامَل شركة طيران الشرق الأوسط بالمِثل في مطارات العالم؟ بالتأكيد، السلطة ليست غافلة، لكن هناك مَن هو أو مَن هم مستفيدون من هذه التسهيلات، فهل بإمكان القضاء، وتحديدًا النيابة العامة المالية، أن يكشفهم؟ ولماذا القضاء والنيابة العامة المالية؟ لأن هناك هدرًا يوميًا بما لا يقل عن ستمئة ألف دولار يوميًا.  إذا كان هناك من صفة يمكن إطلاقها على هذا الأداء فهو التخبط حيث السلطة لا تذهب إلا إلى القرش السهل وهو قرش جيب المواطن الذي اختبرته وباتت تعرف أن اعتراضه لا يوصِل إلى محل.

 

إسرائيل: لم تسقط أي مسيّرة لنا على الحدود اللبنانية

صحف لبناني الكترونية/19 تموز/2022

اوضح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أنه “رغم محاولة ذباب حزب الله ترديد الأكاذيب فهذا لا يجعلها حقيقة: في الأسبوع الأخير لم تسقط أي مسيرة لجيش الدفاع على الحدود اللبنانية”.وافادت “المنار” في وقت سابق من يوم الثلثاء، بأنّ مسيّرة إسرائيلية سقطت في منطقة الوزاني جنوب لبنان.

 

إسرائيل: نريد لبنان جارًا مستقرًا لا أداة بيد إيران!

صحف لبناني الكترونية/19 تموز/2022

رأى رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، اليوم الإثنين، أنّ “أنشطة حزب الله تعرض لبنان ومواطنيه للخطر”، مشددا على أنه “ليس لدينا مصلحة في التصعيد مع لبنان لكن عدوان حزب الله غير مقبول ويمكن أن يؤدي بالمنطقة بأسرها إلى تصعيد لا داعي له”. واضاف لابيد خلال جولة تفقدية في القيادة الشمالية للجيش الإسرائيلي: “إسرائيل تريد أن لبنان سيكون جارا مستقرا ومزدهرا لا يشكل منصة للإرهاب الذي يمارسه حزب الله ولا يشكل أداة بيد إيران”. واكد لابيد أنّ “إيران أكبر مصدر للإرهاب بالعالم”، مشيرا الى أننا “سنعمل بمفردنا ومع دول أخرى بالمنطقة لمنع إيران من تقويض الاستقرار الإقليمي”. من جهته، قال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس: “عيوننا على الأزمة في لبنان التي تؤثر على المدنيين”، محذرا أنّ “دولة لبنان وقادتها يدركون أنهم إذا اختاروا طريق النار فسوف يتضررون ويحترقون بشدة”.

 

دار الفتوى تتلاقى مع بكركي: حذار تعطيل “الرئاسيات”!

وكالة الانباء المركزية/19 تموز/2022

تتوالى المواقف المستعجلة تشكيل الحكومة، لكن بلا جدوى. الكل يتهم الكل بتبدية الشغور على التأليف، والنتيجة واحدة: لا حكومة. امس، برز موقف متقدم لمفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان بدا فيه يقول ان ثمة من يريد عدم ابصار الحكومة النور، كمقدمة لعدم اجراء الانتخابات الرئاسية. فقد اكد ان “ولادة الحكومة هي المدخل الحقيقي لانتخاب رئيس جديد للجمهورية وللإصلاح ولمكافحة الفساد المستشري في الدولة”، مشيرا الى ان “استمرار تعطيل تشكيل الحكومة ربما يكون مقدمة لتعطيل انتخاب رئيس للجمهورية وهنا تقع الطامة الكبرى”. وشدد على أن” تشكيل الحكومة اصبح أمرا لا يحتمل الانتظار اكثر من ذلك، وبخاصة ان الانهيار والخراب والشلل يعم مؤسسات الدولة”، مبدياً خشيته من” انفجار اجتماعي وأمني يجتاح الوطن اذا لم يتم تدارك الأمر من قبل المسؤولين في الدولة التي أصبحت عاجزة عن تأمين الكهرباء والماء ولقمة العيش الكريم والاستشفاء والأدوية والغلاء الفاحش، وهذا يتحمل مسؤوليته كل من يضع العقبات والعراقيل والشروط في وجه تأليف حكومة إنقاذ مما نحن فيه من مآس بكل ما للكلمة من معنى”.

ووفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، فإن موقف دريان الذي اتى في بيان عقب عودته من مكة حيث امضى الاضحى، بدا فيه يبعد شبهة تأخير التشكيل عن الرئيس المكلف نجيب ميقاتي خصوصا وعن الطائفة السنية عموما بعد ان ذهب بعض الجهات السياسية ، والتيار الوطني تحديدا، نحو التلميح الى ان ميقاتي يفضل الإبقاء على حكومة تصريف الأعمال كي يمسك وحده، بمقاليد حكم البلاد، بعد انقضاء ولاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. وكان رئيس التيار الوطني قال بالفيديو منذ ايام قليلة، ان “من الواضح أنّ الرئيس المكلّف لا يريد تشكيل حكومة جديدة، وقد اعترف بذلك أمام كلّ الوزراء قبل تكليفه، وهو يبحث عن فتاوى دستورية لتعويم الحكومة المستقيلة، ويبرّر بأنّه “مش حرزانة” تشكيل حكومة لثلاثة أشهر، وأصلاً لنيل الثقة يبقى شهر واحد للدخول في الاستحقاق الرئاسي، وبأنّه ماذا سنضع في البيان الوزاري إذ لا يمكن الالتزام بشيء في هذا الوقت”، معتبراً أنّ “هنا بيت القصيد، فهم لا يريدون إنهاء تحقيق المرفأ ليصدر القرار الظني، ولا ملاحقة رياض سلامة قضائياً حتى لا يضطروا إلى تغييره في مجلس الوزراء، ولا تحقيقاً جنائياً، ولا عودة النازحين من دون رضا المجتمع الدولي، ولا البتّ بخطة تعافي تعطي الناس حقوقها من المصارف”.

لكن ما يجب الا نغفله في هذا الاخذ والرد، تتابع المصادر، هو ان الازمة الحكومية والسياسية ليست طائفية، بل ان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ليس بعيدا ابدا مما قاله دريان. وهذا التلاقي في التنبيهات يعزز الشكوك بأن ثمة فعلا من يعمد الى العرقلة والتعطيل، لنسف الاستحقاق الرئاسي او النظام اللبناني ككل… تختم المصادر.

 

لبنان يترقّب عودة هوكشتاين… الترسيم ورقة إيرانيّة؟

وكالة الانباء المركزية/19 تموز/2022

هل سيعود الوسيط الاميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل آموس هوكشتاين الى بيروت في قابل الايام، عقب مشاركته في الجولة الشرق أوسطية التي قام بها الرئيس جو بايدن الى المنطقة، وشملت الاراضي المحتلة والسعودية؟ السؤال يفرض نفسه بقوة خاصة وأن التطورات السياسية والعسكرية تسارعت على ضفة الترسيم في الايام الماضية. فبعد ارسال حزب الله المسيّرات الى كاريش والاراضي المحتلة وأحدثها عصر امس، وتهويل امينه العام السيد حسن نصرالله بمنع اسرائيل ولو بالقوة، من التنقيب عن الغاز، اذا لم تتفق مع بيروت على صيغة تتيح التنقيب للجانبين قبل ايلول.. أجرى هوكشتاين محادثات في تل ابيب مع وزيرة الطاقة الاسرائيلية، اعلنت وزارة الخارجية الأميركية اثرها أنها “لا تزال ملتزمة بتسهيل المفاوضات بين لبنان وإسرائيل، بغية التوصل إلى قرار بشأن ترسيم الحدود البحرية”. وأضافت “لا يمكن تحقيق التقدم نحو حل إلا من خلال المفاوضات بين الطرفين المعنيين”. وجاء في بيان الخارجية الاميركية “ترحّب الإدارة الأميركية بروح التشاور والصراحة لدى الطرفين للتوصّل إلى قرار نهائي من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من الاستقرار والأمن والازدهار لكل من لبنان وإسرائيل، وللمنطقة بأسرها، ولا تزال تعتقد أن هذا الحلّ ممكن”، في وقت اشار هوكشتاين الى ان “هناك عملية تقليص للفجوات في المفاوضات، وهناك إمكانية للوصول إلى اتفاق”. وفق ما تقول مصادر مطّلعة لـ”المركزية”، فإن الموفد الاميركي سيمرّ مجددا على تل ابيب في قابل الايام لاستكمال مشاوراته مع الجانب الاسرائيلي، وذلك على وقع معطيات تفيد بأن الاخير لم يستسغ تمسّك لبنان بحقل قانا كاملا مقابل حصول اسرائيل على حقل كاريش كاملا، غير انه لن يعتبر هذا الموقفَ عائقا امام استكمال المفاوضات الترسيمية. واذا كانت الحال هذه، تضيف المصادر، فإن هوكشتاين سينتقل من اسرائيل الى لبنان ليعمل على اعداد الارضية اللازمة لجلوس الجانبين من جديد على الطاولة في الناقورة في الفترة المقبلة، برعاية الامم المتحدة. لكن ما يجب أخذه في الحسبان، هو ان اكثر من معطى محلي واقليمي ودولي دخل على خط الترسيم. فهو لم يعد ملكا للدولة اللبنانية فقط ولا هي الوحيدة التي تتحكّم بدفّته، بعد ان بات حزب الله ومِن خلفه ايران، تنافسانها على إدارته.. فاذا شعرت الجمهورية الاسلامية ان الرياح الاقليمية والدولية، خاصة في اعقاب زيارة بايدن المنطقة، وتهاوي محادثات فيينا، لا تجري كما تشتهي سفنها ومصالحها، فإن من الوارد جدا ان تقرر تحريك حزب الله وجبهة الجنوب، بحرا او برا، لتفاوض الغرب على استقرار اسرائيل امنيا واقتصاديا ايضا مقابل تخفيف الضغط عن طهران… وعندها وداعا للترسيم وللتنقيب واهلا بالمسيّرات والتصعيد! تختم المصادر.

 

اسرار الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الثلاثاء 19-07-2022

وطنية/19 تموز/2022

 اسرار النهار

يلاحَظ أن نائباً سابقاً وقريباً للعهد غاب عن اطلاق المواقف السياسية واللقاءات والزيارات التي كان يقوم بها في منطقته، ما يثير تساؤلات حول الدور الذي سيتولاه بعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية

يعتذر أكثر من نائب عن عدم قبوله رعاية مهرجانات وأنشطة في منطقته على خلفية ضيق الوقت أو وجوده في الخارج، علماً ان الاعتذار هو لدواعٍ مالية

علم ان تقديرات ادارة السيولة في المالية العامة كشفت عن عجز في التمويل قدره 8.524 مليار ليرة لبنانية للأشهر الستة الاخيرة من العام ٢٠٢٢ ان لم تقر الموازنة العامة في القريب العاجل. وان عدم اقرارها سيفقد الدولة قدرتها على تلبية الحاجات الأولية للمواطنين وعلى الإلتزام بتعهداتها ودفع مستحقاتها

اللواء

همس

يحاول تيّار حاكم مدّ جسور تقارب مع لاعبين بارزين خارج المحور الذي ينتمي إليه، مطلقاً العنان لرحلة البحث عن رئيس جديد

غمز

دار نقاش حاد داخل رابطة موظفي القطاع العام لجهة التجاوب مع الحل المرحلي لأزمة الإضراب والعودة إلى العمل لمدة يومين أو المضي بالإضراب المفتوح!

لغز

أحدث بيان مجلس القضاء الأعلى ثم بيان اجتماع السراي حول مساواة موظفي القطاع العام بلبلة لجهة صرف النظر عن زيادة القضاة أو اعتبار تحويلها «تحصيل حاصل»

نداء الوطن

خفايا

تبيّن أن اتهامات النائب جبران باسيل لـ»القوات اللبنانية» بأنها تخطّت الحد المسموح به في الإنفاق الإنتخابي أظهر عكسها التقرير الذي أصدرته بعثة الإتحاد الأوروبي التي راقبت الإنتخابات وأوردت فيه إحصاءات حول التغطية الإعلامية والإنفاق.

قالت جهات متابعة إن الرقم المعوّل عليه كمردود مالي من الثروة النفطية التي قد يجنيها لبنان قد لا يقارب ما تمّ هدره في وزارة الطاقة من دون أن يكون لدينا كهرباء. هذا إذا حصل.

يتردد أن العديد من رؤساء البلديات في عكار ومناطق أخرى كثيرة، يستنكفون عن الحضور إلى مكاتبهم فيما تقفل أكثرية البلديات أبوابها منذ مدة ولا تقوم بأي عمل وتتكدس النفايات في الشوارع ولا حلول لها وهي في عجز كامل

البناء

خفايا

يشكو نواب التغيير في دائرة بيروت الأولى المعارضون تقسيم البلدية من صعوبة التواصل مع نائبتي التغيير في بيروت الثانية للتوصل إلى إصدار موقف موحّد من النقاش الدائر حول وحدة البلدية وصيغ تقسيمها، ويقول أحدهم إن هذا الانقسام على خلفيّة طائفيّة بين نواب التغيير هو الأخطر منذ 17 تشرين 2019

كواليس

تساءل مرجع سياسيّ عن جدّية كلام الوفد الأميركي الزائر لبيروت حول انشغال إدارة بلاده حول اهتمامات تبعدها عن المنطقة بعدما قال رئيسه العكس. وقال إن الخوف من فشل المفاوضات واستهداف منصات الغاز الإسرائيلية هي سبب زيارة الوفد الذي حاول السفير إدوارد غبريال إخفاءه.

اسرار الجمهورية

سفير دولة عربية فاعلة سيتابع اتصالاته مع قوى وشخصيات سياسية ليست في الخط السياسي لهذه الدولة.

أجرت هيئات أممية وديبلوماسية اتصالات مكثفة للتدخل استثنائيا للقيام بالاجراءات التي توفر مساعدات إنسانية للشعب اللبناني.

إعتبر قريبون من رئيس تيار سياسي أن احتمال تفاهمه مع رئيس تيار آخر قد لا يتخذ بعدا واحداً وشكلا واحداً إذا حصل.

الأنباء

حقيقة النوايا

موقف مرجعية أساسية يفضح حقيقة النوايا في ملف استراتيجي يحاول فريق سياسي الاستثمار فيه.

الكلمة الفصل

مرجعية غير مدنية سيكون لها الكلمة الفصل في تحديد مسار استحقاق داهم على الأبواب

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 19/07/2022

وطنية/19 تموز/2022

 * مقدمة نشرة اخبار تلفزيون لبنان

وسط حالة البلبلة والتخبط التي تسود البلاد في خضم الأزمة المعيشية المالية الكارثية وتداعياتها ومع دخول اضراب القطاع العام شهره الثاني والعقم أو العطل في عمل بعض المؤسسات وبعض الادارات بدأ الموفد الفرنسي المكلف بتنسيق الدعم الدولي للبنان "بيار دوكان" لقاءاته الرسمية التي كان قد استهلها بلقاء الهيئات الاقتصادية.. دوكان شدد على أن لا بديل عن "التوقيع السريع للغاية" على برنامج مع صندوق النقد الدولي معتبرا أن ذلك يشكل الوسيلة الواقعية الوحيدة لخروج لبنان من الأزمة..

بلبلة وجلبة من نوع آخر في "مسلسل-تابع" :

قوة من أمن الدولة لاحقت حاكم مصرف لبنان من مكان الى آخر ودهمت منزل الحاكم رياض سلامة في الرابية قبل الظهر، وذلك بعد إخبار عن وجوده هناك.. لكن تبين أن سلامة لم يكن موجودا داخل المكان، الأمر الذي استدعى مغادرة القوة الأمنية وانتقالها الى مصرف لبنان في الحمرا لتصل بعدها القاضية غادة عون الى مصرف لبنان فكان موقف اعتراضي لنقابة موظفي مصرف لبنان احتجاجا وانتفاضا" على ما ينال من كرامتهم بحسب ما صدح به النقيب عباس عواضة...

رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أبدى أسفه للطريقة الاستعراضية التي تتم فيها معالجة ملفات قضائية حساسة لها ارتباط بالاستقرار النقدي في البلاد، ما يعرض البلد لاهتزاز لا تحمد عقباه.. وزاد : إن عمل دهم  المصرف المركزي بهذا الشكل الاستعراضي وسط تداخل الصلاحيات بين الاجهزة القضائية ليس الحل المناسب لمعالجة الملف... لقد قلت وأكرر:  لسنا متمسكين بأحد، ولا ندافع عن أحد بل نتمسك بالقضاء العادل بعيدا من الاستنسابية،والمطلوب ان تتم معالجة هذا الملف بتوافق سياسي مسبق على حاكم جديد لمصرف لبنان..

في جانب عدلي آخر تم الاستماع اليوم  الى رئيس دائرة المناقصات الدكتور جان العلية على خلفية الإخبار المقدم في حقه من مجلس شورى الدولة...

في الخارج  قمة روسية-ايرانية-تركية في طهران اليوم بعد مرور اربعة ايام على قمة جدة الأميركية الخليجية المصرية الاردنية العراقية...

أما في جنوب شرق أوروبا فالأوضاع على سخونتها في الميدان الأوكراني.1

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ان بي ان

في أوروبا انحباس حراري يرفع حرارة الجو إلى أربعين درجة.

وفي لبنان انحباس سياسي يخفض حرارة مساعي التأليف الحكومي إلى ما دون الصفر.

ذلك أن أي تحرك لم يرصد على خط استئناف المشاورات المباشرة بين الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي واقتصر نشاط الأخير بعد عودته من رحلته الخارجية على نشاط رسمي كرئيس حكومة تصريف أعمال  لا كرئيس مكلف.

وبعد هدنة لأيام قليلة بين قصر بعبدا والسراي الحكومي  وحكما ميرنا الشالوحي استأنف التيار الوطني الحر حملته على الرئيس المكلف  متهما إياه بتضييع الوقت  وطالبه بالبدء في تأليف الحكومة  قائلا ان رحلة الاستجمام التي قضاها في الخارج كلفت الدولة مئتين وخمسين مليون دولار فضلا عن كلفة الأيام التي ضيعها منذ تكليفه.

في الوقائع اللبنانية البارزة اليوم تحرك أمني على خط ملاحقة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة... قوة من أمن الدولة حاولت القيام بدهم المصرف المركزي من دون جدوى  مع العلم ان القاضية غادة عون وصلت إلى المبنى الكائن في الحمرا وقامت بجولة تفتيش قبل أن تغادر بطلب من القاضي رجا حاموش.

من جانبها أعلنت نقابة موظفي مصرف لبنان الاضراب  إحتجاجا على ما وصفتها بالطريقة الميليشياوية للقاضية عون فيما أنتقد الرئيس نجيب ميقاتي الطريقة الاستعراضية التي تتم فيها معالجة ملفات قضائية حساسة  لها ارتباط بالاستقرار النقدي في البلاد مما يعرض البلد لاهتزاز لا تحمد عقباه.

وعلى مسار قضائي آخر مثل المدير العام لإدارة المناقصات في التفتيش المركزي جان العلية  امام النيابة العامة التمييزية لاستجوابه في الإخبار المقدم ضده من مجلس شورى الدولة.

العلية أشار إلى امتلاكه دلائل على وجود ارتكابات في مناقصة السوق الحرة بمطار بيروت  متهما قيادات سياسية بالوقوف وراء قرار مجلس الشورى وتلزيم شركة جديدة تشغيل السوق الحرة بدلا من الملتزم حاليا.

في الخارج وعلى مسافة أيام قليلة من جولة الرئيس الأميركي جو بايدن في الشرق الأوسط والتي وصفت نتائجها بالمتواضعة أو الفاشلة جاءت اليوم القمة الروسية - الإيرانية - التركية في طهران التي يصل إليها أيضا وزير الخارجية السورية.

القمة الثلاثية الأولى منذ العام 2019 تكتسب أهمية خاصة في غمرة الملفات الاقليمية والدولية المتزاحمة وما يمكن أن يتمخض عنها من قرارات وتوجهات لا شك في انها ستترك بصمات في المرحلة المقبلة.

* مقدمة نشرة أخبار الـ أم تي في

ثلاث فضائح مدويّة في يوم واحد. بطلة الفضيحة الأولى: القاضية غادة عون. فعون، المستقويةُ بالعهد القوي وأركانِه، حاولت اقتحامَ مصرفِ لبنان عنوةً بمساندة من قوى أمن الدولة، ما ذكّر اللبنانيّين بمشهد اقتحام عون شركةَ مكتف. لكن ما أمكن عون أن تحققه في عوكر فشلت في تحقيقه في شارع الحمرا. فالقاضي المناوب في النيابة العامة الإستئنافية في بيروت رجا حاموش رفض إعطاءَ إشارة لدخول عناصرِ أمن الدولة إلى مصرف لبنان. لكن القاضية عون أصرّت على أن تعصى القانون، فدخلت مصرفَ لبنان وبحثت عن سلامة ولم تجده. علماً أن وفق معلومات خاصة بالـ "ام تي في" ، فإنَّ سلامة كان في مكتبه، لكن القاضية عون لم تستطع الوصولَ اليه. فلِمَ تُصرُّ  القاضية كلَّ مرة على ان "تبهدل" نفسَها وتسيءَ إلى صورتها ؟ بل لِم تُصر أيضاً على الإساءة إلى صورة القضاء؟ وهل على القاضي في عُرف غادة عون أن يأخذ دور الشرطي وان يبحث بنفسه عن المتهم ؟ المهم أن لَعِب غادة عون دورَ الشرطي أنساها دورها كقاض، ففشلت في الدورين، لكنها نجحت في أمر واحد: الإساءةُ إلى نفسها وإلى القضاء وإلى صورة لبنان في العالم . فهنيئاً للعهد القوي بقاضية كهذه ، فهي قويةٌ في مخالفة القانون وفي الفشل!/

بطل الفضيحة الثانية القاضي فادي عقيقي،  الذي امر بنزع جواز سفر النائب البطريركي المطران موسى الحاج عند نقطة الامن العام في الناقورة مع قرار بمنعه من السفر. التدبير الكيدي الاعتباطي،  واكبه توقيف المطران الحاج لمدة ثماني ساعات خضع فيها لتفتيش دقيق لم يفرج عنه الا بعد تدخل مرجعيات قضائية ودينية عليا. ولم يكتف عقيقي بهذا بل استدعى الحاج للتحقيق معه في المحكمة العسكرية غدا الاربعاء.   فكيف بلغ الاستهتار بكرامات المرجعيات الروحية الى هذا الحد؟ وهل اصبح دور  بعض القضاة يقتصر على  تنفيذ اجندات سياسية معينة؟ اذ اليس المقصود من كل ما يحصل توجيه رسالة  الى البطريرك الراعي، باعتبار ان سيد بكركي  يطالب باشخاص محايدين  لرئاسة الجمهورية ، لا لشخصيات مرتهنة لهذا المحور او ذاك؟ المهم ان بكركي ستتصدى لما حصل، وسينعقد غدا مجلس استثنائي للمطارنة الموارنة في الديمان، علما ان معلومات ال "ام تي في"  تؤكد ان المطران الحاج لن  يمثل امام قاضي تحقيق في محكمة مشكوك بدورها من الاساس. تبقى الفضيحة الثالثة، وهي مثول رئيس دائرة المناقصات جان العلية على خلفية الاخبار المقدم في  حقه من مجلس شورى الدولة . الواضح ان الاخبار سياسي بامتياز ، لان العلية يواجه بقوة فريق العهد،  كما يقف في وجه ممارساته واستباحته مفهوم المناقصات، بل حتى مفهوم الدولة. مع الاشارة الى ان العلية عين على عهد ميشال عون، لكن اركان العهد انقلبوا عليه لانه يصر على تطبيق القانون ولا يرضخ لا للتهديد ولا للوعيد.   باختصار،  ثلاث فضائح فجّرها العهد القوي في يوم واحد . فهل ما حصل صدفة؟ ام ان اثارة الفوضى مطلوبة لمنع تشكيل حكومة ، وحتى لمنع انتخاب رئيس جديد، ما يؤدي الى اطالة عمر العهد الجهنمي ما امكن؟.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون او تي في

انها الحلقة المفرغة.

تشريعيا، انها الحلقة المفرغة. اذ لولا النشاط اللافت للجنة المال والموازنة، لما شعر اللبنانيون ان الانتخابات النيابية الاخيرة جرت، ولا ان قوى تغييرية دخلت او قوى حزبية كرست حضورها وأحجام كتلها في مجلس النواب.

حكوميا، انها الحلقة المفرغة، في ضوء تمسك رئيس الحكومة المكلف بالتشكيلة التي رفعها الى رئيس الجمهورية غداة الاستشارات النيابية، والتي لا تمت بصلة الى وحدة المعايير، هذا عن تخطيها اساسا الاصول الدستورية التي تقضي بوجوب التشاور مع رئيس الدولة في التأليف، لا مجرد اعداد التشكيلات ومحاولة فرضها حيث لا فرض ممكنا اليوم، كما لم يكن ممكنا في اي يوم.

في ملف الترسيم، انها الحلقة المفرغة، على وقع الاطماع الاسرائيلية المعروفة، والانحياز الواضح للوسيط، في مقابل عنصر القوة اللبناني المتمثل بالمقاومة وبتمسك رئيس الجمهورية بكامل حقوق لبنان.

وفي الشأن القضائي، انها الحلقة المفرغة، وآخر تجلياتها اليوم ما تكرر في ملف رياض سلامة: امن الدولة والقاضية غادة عون يطبقان القانون ويسعيان الى الحق، وفي المقابل رئيس حكومة مكلف يبرر ويفسر ويسوف، وسياسيون كثيرون يدافعون واعلاميون اكثر يطبلون ويزمرون.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون المنار

قمة بملفات كثيرة، لفت المنطقة واحاطت بمجمل قضاياها الاستراتيجية، على ان اكبر عناوينها الاتفاقات النفطية والتجارية بعشرات مليارات الدولارات بين روسيا وايران، وايران وتركيا..

ابعد من انتظار بيانها الختامي كان تبيان محتواها، ففيما المنطقة والعالم على صفيح ساخن، صب قادة الدول الثلاث – ايران وروسيا وتركيا – عصارات تنسيقهم ومشاريعهم على الملف السوري لتبريده، وعلى خطوط النفط والغاز لتفعيلها، وعلى اتفاقات التعاون المشترك لتسخينها..

وعن الشراكة التي لا بد منها وتداعياتها على المنطقة والعالم، اعلم الرؤساء الثلاثة كل الكون ان الاحادية القطبية باتت في خبر كان، وان المنطقة ليست مرسومة بالحبر الاميركي الخالص، فتوازنات القوى والمصالح المستجدة اقوى بكثير من اوهام البعض ..

وفي الجديد السوري رسم بالسياسة على ارض الواقع بما يحفظ السيادة السورية ووحدة اراضيها، فيما اسمع الامام السيد علي الخامنئي الزائر التركي أن أي عمل عسكري في سوريا سيعود بالضرر على تركيا وسوريا والمنطقة، وسيصب في مصلحة الجماعات الارهابية..

اما الارهابيون الصهاينة فيتقلبون محترقين ببيانات القمة ولقاءاتها واتفاقاتها، مع اجماعهم انها في غاية الخطورة عليهم، وان نتائجها وتداعياتها اقوى بكثير من لقاءات جدة وجولة بايدن في المنطقة..

في المنطق اللبناني كل الامور معلقة حتى اشعار جديد، والازمات على تفاقمها المميت، والموظفون رافضون للمقترحات الحكومية المؤقتة للحل، فيما حل منسق المساعدات الدولية من اجل لبنان السفير بيار دوكان ضيفا على اللبنانيين، في تزامن مع جولة استطلاعية لوفد اميركي. اما جولة مدعي عام جبل لبنان القاضية غادة عون بين منازل حاكم مصرف لبنان ومقر عمله، فلم تثمر لقاء بالحاكم رياض سلامة الرافض للمثول امام القضاء.

وامام هذا الواقع المرير يترقب اللبنانيون أن ينظر مسؤولوهم بعين الرحمة الى البلد، فيشفقوا بأهله، ويخطوا ولو خطوة باتجاه علاجات ولو مؤقتة، وبدايتها – تشكيل الحكومة.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ال بي سي

كأنها رد على قمة السعودية أو محاولة للتوازن معها...  قمة في طهران بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب إردوغان والإيراني إبراهيم رئيسي. صحيح أن الملف السوري هو البند الأبرز، لكن الحرب الأوكرانية، ونتائج قمة السعودية بالتأكيد حضرت على طاولة القمة الثلاثية.

وفي باريس أنهى رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد زيارته لفرنسا، بعد قمة وصفت بالناجحة وتخللها توقيع عدة إتفاقات بين فرنسا والإمارات، والحفاوة التي استقبل بها بن زايد عكست عمق التفاهم مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

في لبنان، الوضع إلى مزيد من التدهور على كل المستويات:

إداريا، رفض موظفو الإدارة العامة عرض السلطة الذي تمثل في العطاءات التي عرضها الإجتماع الوزاري في السرايا أمس.

السؤال هنا : السلطة أعطت أقصى ما بالإمكان إعطاؤه ، وتم رفضه، فإلى أين ستسير الأمور في هذه الحال سوى إلى المأزق؟

قضية رئيس دائرة المناقصات الدكتور جان العلية تحولت إلى قضية رأي عام، بعد التعاطف الذي حاز عليه الدكتور العلية، واعتبار أن ملاحقته فيها شيء من الكيدية خصوصا أن تهمته الحقيقية أنه يدافع عن المال العام.

واليوم فصل جديد من فصول المواجهة بين القاضية غادة عون وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة. القاضية عون دهمت منزله في الرابية، للمرة الثانية في أقل من شهر، هذه المرة لم تفتح خزنات، بل توجهت إلى مصرف لبنان ودخلت إلى الطابق حيث يقع مكتبه، وغادرت.

ولكن أبعد من الإعتبار القضائي، هناك من أراد أن يحول عملية الدهم إلى مقطع من أفلام "الأكشن"، تحت عدسات الكاميرات في عملية إستعراضية على طريقة تلفزيون الواقع، ما أفقدها جديتها وحولها إلى عملية سينمائية فاشلة في الإعداد والإخراج، وحاولت تضليل الإعلام وتحقيق سبق قضائي أو أمني على حسابه، باءت بالفشل وأدت عكس الغرض منها، والنتيجة الفورية والمباشرة عنها هو قرار مجلس نقابة مصرف لبنان بإعلان الإضراب والإقفال التام لمدة 3 أيام إبتداء من غد الأربعاء، أي "طار" ما تبقى من الأسبوع . النقابة ناشدت كافة المعنيين وضع حد لما سمته "التصرفات غير اللائقة من قبل القاضية غادة عون، حتى لا نضطر آسفين إلى إعلان الإضراب المفتوح".

في المضاعفات، رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أسف للطريقة الإستعراضية التي يتم فيها معالجة ملفات قضائية حساسة لها ارتباط بالإستقرار النقدي في البلاد، مما يعرض البلد لاهتزاز لا تحمد عقباه. وقال: "إن مداهمة المصرف المركزي بهذا الشكل الإستعراضي وسط تداخل الصلاحيات بين الاجهزة القضائية  ليس الحل المناسب لمعالجة ملف حاكم مصرف لبنان رياض سلامة."

بعيدا من هذه الملفات الموحشة، هناك ملفات مضيئة كملفات الجمال التي بها نبدأ.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

البابا لطلاب الجامعة الانطونية: برجائكم وبشجاعتكم ستبنون بلدكم من جديد وتعيدون إليه معناه الفريد بين بلدان الشرق الأوسط

وطنية/19 تموز/2022

خرجت الجامعة الأنطونية طلاب "دفعة 2022"، واقامت احتفالا في حرمها في بعبدا - الحدت، حضره رئيس الجامعة الأب ميشال جلخ، السفير الباباوي المونسنيور جوزيف سبيتيري، راعي الجامعة الأنطونيَّة الأباتي مارون أبو جودة،  النواب ميشال معوّض، فادي علامة، رامي أبو حمدان، والنائبان طوني فرنجية ممثّلا  بريبيكا الحصري  وجورج بوشكيان ممثَّلا بسليم خوري، الوزير السابق وعضو مجلس أمناء الجامعة الدكتور دميانوس قطار، رئيس بلدية بعبدا أنطوان حلو، عضو مجلس أمناء الجامعة الدكتور مارون خوري مع عقيلته، ممثّل مؤسّسة ريمون وعايدة نجّار المهندس كريم نجّار، إضافة الى مدبّرين الرهبنة الأنطونية والراهبات، نواب رئيس الجامعة والعمداء، وأعضاء مجلس الجامعة وذوي الطلاب. وقد تخلّل الاحتفال برقية أرسلها البابا فرنسيس الى طلاّب الجامعة، ومن خلالهم الى شباب كل  لبنان، اضافة الى توزيع شهادات على طلاب فروع الجامعة في الحدت- بعبدا، والنبي أيلا-زحلة، ومجدليا-زغرتا. بعد النشيد الوطني،  نقل أمین سرّ دولة الفاتيكان الكاردينال بییترو بارولین  رسالة  البابا فرنسيس جاء فيها: " يسرّ قداسة البابا فرنسيس أن يشارككم فرحتكم في مناسبة حفل تخريج طلبة الجامعة الأنطونيّة للعام 2022. وفي ظلّ الظروف الصعبة التي يعيشها بلدكم لبنان، يدعو قداسته الشباب الكثرين ألّا يفقدوا الأمل في مستقبل أفضل، مهما صعبت الأحوال، وأظلمت الآفاق. أنتم برجائكم وبشجاعتكم ستبنون بلدكم من جديد، وتعيدون إليه كامل كرامته، ومعناه الفريد بين بلدان الشرق الأوسط. كونوا أقوياء. واعلموا أنّ الله قريب منكم، ويسير إلى جانبكم. آمنوا بحضوره بينكم، وبأمانته لكم وللبنان. ومثل الأرز، الذي لا تقهره العواصف، يسألكم أن ترفعوا نظركم إلى العلى لتروا نور الله ونور الأمل في ظلام الليل، وتثابروا بإيمان ومحبّة من أجل بناء بلدكم من جديد، لأنّكم أنتم المستقبل، وأنتم صانعوه. أنتهز هذه الفرصة لأقدّم لكم التهاني القلبية، طالبًا من الربّ يسوع أن يأخذ بيدكم ويؤيّدكم لكلّ ما هو خير وسلام وفرح".

سبيتري

بدوره هنًّأ السفير الباباوي طلاب الأنطونية على جهودهم وإنجازاتهم، خلال هذه السنوات التي كانت صعبة للغاية على لبنان. وقال:" لقد سمعنا للتو الرسالة التي أرسلها لكم الأب الأقدس البابا فرنسيس مع بركاته"، مشيرًا الى أن "البابا فرنسيس يولي أهمية كبيرة لطلاب الجامعة الأنطونية، ولكلّ الشّباب، قائلاً : "إن قداسته يؤمن بكم وبرغبتكم في تغيير المجتمع، بهدف جعل العالم مكانًا أفضل، وهو يعتمد على إرادتكم في تجنب الظلم والفساد، ودعم التعايش الاجتماعي، والدفاع عن كرامة وحقوق كل إنسان، وحماية الطبيعة". وأضاف:"كذلك يدرك البابا فرنسيس أن لطلاب الجامعة والشباب هنا في لبنان، لهم كل الحقّ في أن يكونوا حزينين وقلقين وحتّى غاضبين بسبب ما يحدث في وطنهم الحبيب"، مشيرًا الى أنه "يعي تمامًا مشاكلكم ويطالب بتغيير جذري في قلب كل من يسبّبونها". وختم: "علينا أن نتذكر أن الغضب والحزن، في حدّ ذاتهما، لا طائل منهما، ولكن يمكننا توجيههما لمساعدتنا في تحقيق أهداف إيجابية، لذلك لا تخافوا من التحدّيات التي تنتظركم".

جلخ

اما جلخ فقال:"اعرف أن الأوضاع التي نعيش ليست ما أمِلتُم، ولا ما تمنّاه أهلُكم لكم يَوم راهنُوا على تعليمكم جوازَ عبور إلى الازدهار والنجاحِ والسعادة. أعرفُ أنَّكم تحملونَ اليومَ مع شهاداتِكم والأفراح، مزيجًا مرًّا من القلق والخوف واللايقين. فكلُّ ما حولَنا، على المستويَين الدوليِّ والوطنيّ، يُصعِّب مَهمَّة دُعاة التفاؤل. مع ذلك، أنا على يقين أنَّ الأزمات تَصقُلُ البشر، وأنَّ الصعوبة فرصةٌ للعبقريَّة، وأنَّكم كلبنانيِّين تحمِلون في كيانكم هذه القدرة، التي بناها تَعاقُب الأزمات، على تحدِّي الصعوبات وعلى الصمودِ مهما بلغت المشكلات".  وتابع: "أنظر إليكم اليوم وقد أنهيتُم مرحلةً من مساركم الجامعيِّ في فترة تكاد تَعصى على الوصف. أنظر إليكم وقد وصلتُم منتصرين إلى المرفأ، بعدما عاكسَتكُم رياح الجائحة الصحِّيَّة والضائقة الاقتصاديَّة والفاجعة الأمنيَّة التي أدمت قلوبنا قبل أن تدمِّر مرفأنا، وسواها ممّا هو كفيل بثنْيِ أقوى العزائم... وما انثنيتُم". وتوجّه للمتخرّجين قائلا: "ها أنتم اليوم تقفون شامخين، كالأرز الذي أوصاكُم قداسة البابا بالتشبُّه به، ولم تزِدكُم المصاعبُ إلّا صلابةً وإصرارًا. أنتم الذين درستُم في أكثر الظروف استثنائيَّةً، فخبِرتم باللحم الحيِّ تبدُّل التعليم وانتقال أنشطة أساسيَّة فيه من التفاعل الحضوريِّ إلى الافتراضيِّ والبعيد، وأُجبرتُم على التأقلم السريع مع متغيِّرات طرق التدريس والمرافقة والتقييم والتدريب. أنتم الذين ثابرتُم على التعلُّم والتفوُّق يوم لم يبقَ من حولِكم شيء على حاله: لا العلاقاتُ ولا المداخيلُ ولا الروزناماتُ ولا الأدوار. أنتم الذين قاومتُم العزلة والإحباط والعبث، وتشبَّثتُم بالتحصيل العلميِّ كي تعطوا لهذا الوطن المتألِّم أملًا يتطلَّع إليه من رحم المعاناة. أعطيتُم أهلكم والمجتمع ميعادًا ينظرون إليه من صحراء الحاضر. أعطيتمونا جميعا الثقة لننهضَ ونواكبَ عزيمتَكم" .  وأضاف: "ها أنتم اليوم تستعدُّون لمغادرة الجامعة أو لبدء صفحة جديدة ومرحلة جديدة في تحصيلكم الجامعي. بعضُكم عينُه على الهجرة، وبعضُكُم الآخر قرَّر مغالبة الواقع هنا، وبعضكم الآخر لا يعرف أين ستقوده الأيام. لكن أيًّا تكنِ الوجهة التي اخترتُموها، أو اللاوجهة التي قد يتخبَّط فيها الواحد منكم لبرهة ريثَما يجدُ طريقَه، ثقوا أنَّكم أبطال، وأنَّ إصرارَكم وعزيمتَكم هما ذخيرةُ هذا البلد. ونحن واثقون أنَّ من قاوم الأعاصير التي ضربت مجتمعنا في الأعوام الثلاثة الماضية قادر على اجتراح الحلول المبتكرة والمستدامة لمشكلات مجتمعه.  ثقوا أيضًا أن الجامعةَ ستبقى بيتَكم، فلا تتردَّدوا في طلب المساعدة أو النُّصح. وابقَوا على تواصل مع وحدات الإدماج الوظيفيِّ والقدامى والتدريب المستمرّ كي تعطُوا أنفسكم أكبر قدر ممكن من الفرص". وقال:"صحيح أنّ لبنان يمرُّ بواحدة من أصعب المراحل في تاريخه الحديث، وصحيح أنَّ العالم من حولنا يتخبَّط في نزاعات وحروب تهدِّد أمنَه ومستقبلَه وتُلقي بظلالها على خطوط إمداد الغذاء والطاقة، إلا أنَّ الصحيح أيضًا أن العالم من حيث الأفكار والابتكار بات قرية واحدة. لذا فالعالم كلُّه سوق عملِكم، العالم كلُّه متاحٌ لأفكاركم وطموحاتكم. فلا تحجُروا على أحلامكم في ضيقِ ما نعيشه اليوم. أبقُوا أبصاركم شاخصة إلى الغد وإلى البعيد، ولا تفقُدوا العزيمة والبصيرة والقيم التي قادتكم من عمق الأزمة إلى قمَّة الإنجاز، ومن وحدة التعلُّم عن بعد إلى الاحتفال مع المئات من زملائكم بتتويج سنوات العمل والجهد". وختم:"هنيئاً لكم الإنجاز، وهنيئًا لأهلكم الذين أنهكتهُم ولا شكّ التغيُّرات والمفاجآت والأزمات والصدمات، لكنَّهم أصرُّوا على أنَّ مستقبلكم أهمُّ من أيِّ تضحية قد يقومون بها. احملُوا شهاداتكم بفخر كي تواجهوا المستقبل، وبتواضع كي تستمرُّوا بالتعلُّم، وبنزاهة كي تليقوا بالعِلم ويليقَ بكم" . وختاما تم توزيع الشهادات والمنح على المتفوّقين.

 

«المركزي» اللبناني يغلق أبوابه 3 أيام احتجاجاً على مداهمة عون

ميقاتي: اقتحام المصرف بهذا الشكل الاستعراضي ليس الحل

بيروت/الشرق الأوسط»/19 تموز/2022

شهد المصرف المركزي اللبناني استنفارا أمنيا، اليوم (الثلاثاء)، بعد وصول قوة من جهاز أمن الدولة بحثا عن حاكم المصرف رياض سلامة. وحضرت القاضية غادة عون إلى المصرف ودخلت إليه برفقة عدد من العناصر الأمنية من دون العثور على «الحاكم». ولدى خروجها من المصرف، قالت: «جئنا لتنفيذ الإشارة القضائية ولكن لم نجد الحاكم في مكتبه». وتزامناً مع عملية الدهم في مصرف لبنان، أعلنت نقابة مصرف لبنان الإضراب وإقفال المصرف، مع اعتصام للموظفين داخل حرم المصرف، وذلك اعتراضاً على «التجاوزات القانونية» التي تمارسها القاضية عون. وأفاد بيان من نقابة موظفي المصرف بأنهم سيضربون عن العمل لمدة ثلاثة أيام بدءا من يوم غد (الأربعاء)، بسبب مداهمة من جانب القاضية عون لمقر البنك في بيروت مرتبطة بتحقيق مع سلامة. ودعا البيان السلطات الحكومية والقضائية إلى التدخل لوضع حد لتصرفات القاضية عون التي وصفها بغير الملائمة وتحيد عن جميع المبادئ القانونية، وذلك حتى لا يعلنوا إضرابا مفتوحا عن العمل.وأبدى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أسفه للطريقة الاستعراضية التي تم فيها معالجة ملفات قضائية حساسة لها ارتباط بالاستقرار النقدي في البلاد، مما يعرّض البلد لاهتزاز لا تحمد عقباه. وقال في بيان إن «مداهمة المصرف المركزي بهذا الشكل الاستعراضي وسط تداخل الصلاحيات بين الأجهزة القضائية ليس الحل المناسب لمعالجة ملف حاكم مصرف لبنان. قلت وأكرر لسنا متمسكين بأحد، ولا ندافع عن أحد، بل نتمسك بالقضاء العادل بعيدا عن الاستنسابية، مع الحرص على سمعة لبنان المالية دوليا. والمطلوب أن تتم معالجة هذا الملف بتوافق سياسي مسبق على حاكم جديد لمصرف لبنان، ولتأخذ القضية مجراها القانوني المناسب بعد ذلك».

 

لبنان الأغلى معيشياً و«الأسوأ» في نوعية الحياة وتقارير دولية تظهر كارثية المؤشرات إقليمياً ودولياً

بيروت: علي زين الدين/الشرق الأوسط»/19 تموز/2022

اقترب لبنان، بفارق 6 مراتب فقط، من الحلول في مركز الصدارة العالمي لمؤشر «الأسوأ» في نوعية الحياة، بعدما حازت بيروت المرتبة 242 من أصل 248 مدينة حول العالم شملها تقرير دولي. بالتوازي، تبوأت العاصمة اللبنانية الصدارة الإقليمية في غلاء المعيشة بين المدن العربية، وتقدمت بذلك إلى المركز 12 عالمياً، مقتربة من الكلفة المرجعية في مدينة نيويورك، التي يتم اعتمادها مؤشراً للقياس. ويفقد هذان الترتيبان عنصر المفاجأة لدى المقيمين الذين يكويهم الاختلال الحاد بين المداخيل الآخذة في التقلص (الرواتب لا تزال تدفع بالسعر الرسمي للدولار البالغ 1500 ليرة، في حين يلامس سعره بالسوق السوداء 30 ألفاً)، والتضخم المفرط الذي تعدّى 1000 في المائة؛ ما دفع بنحو 80 في المائة من السكان إلى تحت خط الفقر، وفقاً للتقارير الموثقة الصادرة؛ خصوصاً عن مكتب الأمم المتحدة والبنك الدولي و«يونيسيف» وكثير من المؤسسات المالية الدولية. وكذلك تغيب المقومات الأساسية لحياة كريمة بشكل شبه تام، وفي مقدمها الكهرباء والمياه والتغطية الصحية وسواها، فضلاً عن شلل الخدمات الحكومية كافة بسبب الإضراب المفتوح الذي ينفذه موظفو الإدارات العامة للمطالبة بتصحيح مداخيلهم ورواتبهم.

وفي المقابل، يزخر المؤشران الصادران عن شركة بحثية دولية، بحسب محللين ومراقبين، تواصلت معهم «الشرق الأوسط»، بقرائن لا تقبل المجادلة والشكوك للتوصيف الكارثي الذي يستنتجه أغلب التقارير الدولية، والذي بلغته البلاد في ظل «الكساد المتعمد» من قِبل السلطات وتخبطها في مقاربة انفجار الأزمة النقدية على مدار السنوات الثلاث الماضية؛ ما أدى إلى تراكم انهيار سعر صرف العملة الوطنية إلى نسبة ناهزت 95 في المائة، وتقلص الناتج المحلي والدخل الفردي بنسبة تخطت 60 في المائة من 55 مليار دولار نهاية العام 2018 إلى نحو 22 مليار دولار للعام الحالي.

وبرزت بيروت كأغلى مدينة بين المدن العربية، عند مقارنة مستوى الأسعار فيها بالأسعار في مدينة نيويورك، وفقاً لتقرير مؤسسة «نامبيو» الدولية للإحصاءات؛ حيث بلغ مؤشر كلفة المعيشة فيها 95.65 نقطة، أي أقل بنسبة 4.35 في المائة فقط من وحدة القياس، البالغة 100 نقطة للمدينة الأميركية. وفي المقارنة، حلّت الدوحة ثانية في مؤشّر كلفة المعيشة إقليمياً وفي المرتبة 225 عالمياً، مسجلة 60.91 نقطة. وحازت أبوظبي المركز الثالث في المنطقة والمركز 261 عالمياً بنتيجة 56.13 نقطة مئوية.

ولدى التدقيق في مكونات المؤشر، يتبيّن أن النتيجة تتصف بالمأسوية مع مقارنة القدرات الشرائية للسكان في بيروت. إذ انحدر من 47.18 نقطة (قبل الأزمات) ليبلغ مستوى 11.73 نقطة فقط خلال العام الحالي، أي أقل بنسبة 88.27 في المائة من مثيله في مدينة نيويورك. كذلك الأمر بالنسبة إلى أسعار السلع التي سجلت 109.65 نقطة في المؤشّر المعتمد، أي أنّ أسعار السلع في مدينة بيروت أغلى بنسبة 9.65 في المائة من تلك المسجلة في المدينة الأميركية. أيضاً، كادت تكون النتيجة المجمعة أقسى بكثير، لولا الخفض الناجم عن تثقيل بند الإيجار الذي سجل 24.19 نقطة مئوية، وبند الأسعار في المطاعم الذي سجل 68.22 نقطة مئوية. ويصنّف مؤشّر كلفة المعيشة العالمي المدن حول العالم بحسب النتيجة المحققة عند مقارنتها بأرقام مدينة نيويورك؛ استناداً إلى الإحصاءات المسجلة في 4 أبواب رئيسية، وهي أسعار الإيجار وأسعار السلع وأسعار المطاعم ومؤشر القدرة الشرائيّة المحلية في تلك المدن. وقد أظهرت النتائج حلول دولة هاميلتون في المرتبة الأولى عالمياً بنتيجة 145.98 نقطة، أي أنّ الأسعار في هاميلتون هي أغلى بنسبة 45.98 في المائة من الأسعار في مدينة نيويورك. وتلتها كلّ من بازل (سويسرا) بنتيجة 119.25 نقطة، ثم زيوريخ بنتيجة 118.67 نقطة.

بالتوازي، حلّت العاصمة بيروت في المرتبة الأخيرة بين المدن العربيّة والمركز 242 ضمن لائحة تضم 248 مدينة في العالم مشمولة في قياس مؤشّر نوعيّة الحياة لمنتصف العام 2022 الصادر عن «نامبيو»، محققة نتيجة متدنية 66.54 نقطة مقابل 225.26 نقطة للنتيجة العالمية الأعلى بنوعية الحياة التي سجلتها مدينة كانبيرا الأسترالية. ويجري استخلاص النتائج تبعاً لـ8 مؤشرات رئيسية لقياس مستوى نوعية الحياة. وهي مؤشّر القدرة الشرائيّة، ومؤشّر الأمان، ومؤشّر الرعاية الصحّيّة، ومؤشّر كلفة المعيشة، ومعدَّل سعر المنزل على الدخل الذي يعكس القدرة على تحمّل كلفة السكن، ومؤشّر حركة المرور أو الوقت المطلوب للتنقّل، ومؤشّر التلوّث، ومؤشّر المناخ. وبذلك يتم التصنيف الإيجابي كلما كانت النتيجة مرتفعة في كل من مؤشّر القدرة الشرائيّة، والرعاية الصحّيّة، والمناخ، والأمان، في حين من الأفضل أن تكون متدنية في كل من مؤشر التلوث، ومعدل سعر المنزل على الدخل، ومؤشر كلفة المعيشة، ومؤشر حركة المرور.

 

«العمل الأميركية من أجل لبنان» تحض على الإسراع في الإصلاحات وطالبت الحكومة والبرلمان بإنجاز القوانين لتسريع المفاوضات مع «صندوق النقد»

بيروت/ الشرق الأوسط»/19 تموز/2022

شددت «مجموعة العمل الأميركية من أجل لبنان» على أهمية أن تسرع الحكومة والمجلس النيابي في إنجاز القوانين والسياسات لجهة دفع المفاوضات قدماً مع «صندوق النقد الدولي»، مؤكدة أنه «لم يعد هناك من وقت لإضاعته». وقالت: «من الآن حتى نهاية السنة، يجب على البرلمان والحكومة الإسراع في اتخاذ العديد من الخطوات»، مطالبة المسؤولين اللبنانيين بـ«القيام بشيء من أجل دعم الشعب اللبناني». وجال وفد من «المجموعة» برئاسة السفير السابق أد غبريال وعضوية نجاد فارس وجاي غزال، وبمشاركة السفيرة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا، على رؤساء الجمهورية اللبنانية ميشال عون، والبرلمان نبيه بري، وحكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، الاثنين. واعتبر عون أن «الأحداث الراهنة في لبنان لم تأت من باب الصدفة، بل نتيجة واقع سبّب عقماً في عمل المؤسسات السياسية في البلاد، والفساد الذي نخر المؤسسات والإدارات الرسمية، وامتناع المسؤولين على مر السنوات الماضية عن معالجته، ما زاد الأمور تعقيداً».

وبحسب بيان صادر عن رئاسة الجمهورية، فإن عون عرض أمام الوفد الأوضاع الراهنة سياسياً واجتماعياً واقتصادياً، والأسباب التي أوصلت لبنان إلى الوضع الذي يعاني منه حالياً على مختلف الأصعدة وفي كل القطاعات، مشيراً إلى أنه لم يوفر جهداً إلا وبذله من أجل تحقيق الإصلاح المنشود، لكنه كان يصطدم في كل مرة بمعوقات داخلية تركت آثارها السلبية على تطور الأوضاع، لافتاً إلى أن المفاوضات مع صندوق النقد الدولي وصلت إلى نتائج محددة لا بد من استكمالها، ومشدداً في هذا الإطار على ضرورة تشكيل حكومة جديدة لمتابعة هذا الملف الأساسي والحيوي بالنسبة إلى مستقبل النهوض الاقتصادي.

وأكد عون رداً على سؤال أعضاء الوفد، «عدم جواز تأخير عملية ترسيم الحدود البحرية الجنوبية»، مركزاً على «ضرورة تفعيل الوساطة الأميركية التي يقوم بها السفير آموس هوكستاين للوصول إلى خواتيم سريعة، وتمكين لبنان من استثمار حقوقه من النفط والغاز في مياهه من جهة، مع المحافظة على استقرار الحدود من جهة أخرى»، ومشدداً على «أهمية عامل الوقت في هذا المجال». ونقل غبريال إلى عون «وقوف المجموعة إلى جانب لبنان واللبنانيين، وبذلها الجهود المطلوبة مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ومع الكونغرس الأميركي، من أجل ملاقاة مطالب الشعب اللبناني، خصوصاً في ظل هذه الأوضاع الصعبة التي يعاني منها». وشدد على «أهمية الإسراع في أحداث التغييرات والإصلاحات اللازمة لأن الوقت لم يعد عاملاً مساعداً»، حسب بيان الرئاسة.

وقال غبريال: «بحثنا الواقع المقلق الذي يواجهه لبنان وأهمية التحرك بسرعة على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي قبل فوات الأوان، وهذا الوقت يقترب بسرعة. كما بحثنا أهمية اتخاذ الحكومة خطوات سريعة تجاه البرنامج الإصلاحي لصندوق النقد الدولي والبرامج والسياسات الأخرى التي تتعلق بحاجة اللبنانيين، والوقت في هذا المجال أساسي». وتابع غبريال: «الوقت يقترب، وأردنا أن يعلموا أن المجتمع اللبناني - الأميركي يقف خلف الشعب اللبناني بحزم لمحاولة تحقيق تقدم في هذا المجال، وهذا هو هدفنا». وأضاف أن «مجموعة العمل الأميركية من أجل لبنان تهتم كثيراً بالشعب اللبناني وبلبنان، وسنعود إلى أميركا ونعمل بجهد لتلبية حاجات اللبنانيين، ونأمل أن تصبح الحكومة شريكة مع الولايات المتحدة لحل مشاكلها». وبعد لقاء الوفد مع رئيس مجلس النواب، قال غبريال: «إننا أكدنا أهمية السرعة في العمل من جانب الحكومة والمجلس النيابي لإنجاز القوانين والسياسات لجهة دفع المفاوضات قدماً مع صندوق النقد الدولي، كما ناقشنا مع رئيس المجلس النيابي العلاقات الثنائية بين لبنان والولايات المتحدة الأميركية، ودعم القوات المسلحة اللبنانية والبرامج الإنسانية، كما أعلمنا بري أن الولايات المتحدة قد دعمت الجيش اللبناني وبعض البرامج الإنمائية ومشاريع المجتمع المدني العام الفائت بـ٧٠٠ مليون دولار». وأشار إلى أنه «من المهم أن تدرك الحكومة أنه لم يعد هناك من وقت لإضاعته ومن أجل تحرك المجلس النيابي لإطلاق مسار تشريعي لإنقاذ لبنان ومساعدة اللبنانيين، فمجموعة العمل من أجل لبنان تؤكد استمرارها العمل من أجل دعم احتياجات لبنان».

وأفادت رئاسة مجلس النواب في بيان بأن بري أكد أنه «لم يعد من وقت للمماطلة والتأخير في ترسيم الحدود البحرية والسماح للشركات التي رست عليها المناقصات بمباشرة عملها ولا مبرر على الإطلاق لهذا التأخير أو المنع».

وبعد لقاء الوفد ميقاتي، أكد غبريال أن «المحادثات كانت جيدة حول أهمية الانضمام بسرعة لبرنامج صندوق النقد الدولي، ولم يعد هناك متسع من الوقت، ومن الآن حتى نهاية السنة، يجب على البرلمان والحكومة الإسراع في اتخاذ العديد من الخطوات»، مضيفاً «الولايات المتحدة بدأت تشعر بضغط المجتمع الدولي لذلك، وعلى المسؤولين في لبنان أن يقوموا بشيء من أجل دعم الشعب اللبناني». وناقش الوفد أيضاً موضوع القمح و«أهمية الضغط على روسيا من أجل إطلاق القمح من المرافئ في أوكرانيا. وقال غبريال: «كان الرئيس ميقاتي مهتما بهذا الموضوع، ووعد بالقيام بكل ما يمكن في هذا المجال». وحذر من أنه «إذا لم تتصرف الحكومة والمجلس النيابي بسرعة فلبنان مهدد بكارثة».

 

دريان يرفض تقسيم بلدية بيروت منعاً لعودة «شرقية وغربية»

بيروت: «الشرق الأوسط»/19 تموز/2022

رفض مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان الطروحات الداعية إلى تقسيم بلدية بيروت، معتبراً أنها «إرهاصات لا يمكن أن تمر لأن التقسيم يعني العودة إلى شرقية وغربية» في العاصمة اللبنانية، في إشارة إلى التقسيم أيام الحرب الأهلية. وينضم المفتي إلى أصوات سياسية أخرى، رفضت تقسيم البلدية، ومن بينها «الحزب التقدمي الاشتراكي» و«حركة أمل» و«حزب الله»، وذلك رداً على مقترح أعلنه نائب عن «التيار الوطني الحر» يوم الجمعة الماضي، في مقابل الاستعداد لطرح آخر بصيغة أخرى يعدها حزب «القوات اللبنانية» تطالب بـ«استحداث بلديتين لبيروت الموحدة ضمن مجلس مشترك». وبيروت هي المحافظة الوحيدة في لبنان التي تتألف من بلدية واحدة، إذ تضم بلدية بيروت سائر مناطق وأحياء العاصمة في بلدية واحدة، وتتولى البلدية التي يرأسها، عرفاً، مسلم سني، الصلاحيات التقريرية، فيما يتولى المحافظ، وهو مسيحي أرثوذكسي بالعرف أيضاً، السلطة التنفيذية. ورفض المفتي دريان اقتراح تقسيم البلدية إلى بلديتين، منعاً لأن تكون هناك بلدية للأحياء التي تسكنها غالبية من المسلمين، وبلدية للأحياء التي تسكنها غالبية من المسيحيين. واستغرب «ما يردده البعض من طروحات ومشروعات همايونية في تقسيم بلدية بيروت، وهذه إرهاصات تنذر بما لا يحمد عقباه، ولا يمكن أن تمر لأن التقسيم عودة إلى شرقية وغربية في بيروت، وهذا أمر مرفوض شكلاً ومضموناً ويهدد العيش المشترك الإسلامي المسيحي الذي حافظنا وسنحافظ عليه مهما كان الثمن». وقال دريان بعد عودته من مكة المكرمة، حيث كان يؤدي مناسك الحج، إن «التناتش على بيروت من خلال بلديتها لا يرضى به الجميع، والأمور تعالج بالحكمة وبالقانون لا بتجاوزه، وهذا يستدعي استنفار كل المخلصين المعنيين في هذا الأمر».

وينص الاقتراح الذي تقدم به نواب «التيار الوطني الحر» على أن يكون لبيروت الأولى مجلس بلدي من 12 عضواً ولبيروت الثانية مجلس بلدي من 12 عضواً ويجتمع المجلسان معاً شهرياً للعمل على المشروعات المشتركة، أما الجباية فتتم في كل نطاق بلدي على حدة، وتشارك البلديتان في صندوق مشترك يغطي تكاليف الجهاز التنفيذي المسؤول عنه محافظ بيروت. وشدد دريان، في التصريح نفسه، على أن «تشكيل الحكومة أصبح أمراً لا يحتمل الانتظار أكثر من ذلك، خصوصاً أن الانهيار والخراب والشلل تعم مؤسسات الدولة»، مبدياً خشيته من «انفجار اجتماعي وأمني يجتاح الوطن إذا لم يتم تدارك الأمر من قبل المسؤولين في الدولة التي أصبحت عاجزة عن تأمين الكهرباء والماء ولقمة العيش الكريم والاستشفاء والأدوية والغلاء الفاحش، وهذا يتحمل مسؤوليته كل من يضع العقبات والعراقيل والشروط في وجه تأليف حكومة إنقاذ مما نحن فيه من مآسٍ بكل ما للكلمة من معنى». ورأى أن «ولادة الحكومة هي المدخل الحقيقي لانتخاب رئيس جديد للجمهورية وللإصلاح ولمكافحة الفساد المستشري في الدولة»، مشيراً إلى أن «استمرار تعطيل تشكيل الحكومة ربما يكون مقدمة لتعطيل انتخاب رئيس للجمهورية وهنا تقع الطامة الكبرى».

كما أكد دريان أن «قمة جدة عززت التضامن والتكامل العربي ووضعت خريطة طريق تؤسس لمرحلة جديدة من العمل العربي المشترك على الساحة الدولية لمواجهة التحديات في المنطقة». وفي سياق رفض تقسيم بلدية بيروت، قال الأمين العام لـ«تيار المستقبل» أحمد الحريري: «ما حدا أكبر من بيروت. باقية واحدة موحدة في وجه (التقسيميين الجدد). تعلموا من الماضي والحاضر، بيروت أكبر من تقية وعنصرية قوى وتيارات لا تتفق إلا على التقسيم وضرب قواعد العيش المشترك». وسأل عن أسباب تبدل الخطاب المتصل بالوحدة والعيش الواحد بعد الانتخابات. من جهته، قال النائب حسن مراد: «لأننا نؤمن بلبنان الواحد الموحد ولأن بيروت كما لبنان أكبر من أن تقسم وفقاً للهوى أو الزواريب الضيقة، ولأننا نرفض العودة إلى خطوط التماس وكل ما يذكرنا بها، يبقى موقفنا متصلاً مع تاريخنا ومبادئنا بأن وحدة بيروت هي أساس وحدة الوطن، لذلك نرفض أي تقسيم لها سواء كان إدارياً أو سوى ذلك».

 

قراءة للدكتور توفيق الهندي في زيارة بايدن للمنطقة مه سؤال: تسوية كبرى وأين لبنان منها؟

المركزية /19 تموز/2022

 ما إن انتهت زيارة الرئيس الاميركي جو بايدن الى المنطقة حتى انهالت التحليلات والقراءات في نتائجها وابعادها. ثمة من اعتبرها فولكلورية لا تقدّم ولا تؤخر، وآخرون تحدثوا عن حلحلة على كافة الجبهات خاصة لجهة المواقف التي صدرت سواء في اسرائيل او في قمة الرياض التاريخية أو "قمة الملك" كما سمّاها البعض، فهل المنطقة على أبواب تسوية كبرى ام ان مفاعيل الزيارة انتهت مع مغادرة بايدن؟

السياسي الدكتور توفيق هندي يؤكد لـ"المركزية": "لا يمكن قراءة زيارة بايدن الى المنطقة من دون الأخذ في الاعتبار أمرَين أساسيين، الاول ما يحدث في اوروبا لا سيما معركة اوكرانيا - روسيا والثاني اجتماع الناتو في 25 و26 حزيران الماضي وإصدار الاستراتيجية الجديدة للحلف، وتحديد أولوياته من خلال اعتبار روسيا عدوا رئيسيا ومباشرا، والصين عامل تحدٍ له. وخلال زيارته الى المنطقة عرّج بايدن اولا على اسرائيل وابرم الاتفاق المعهود ولم يتضمن أي جديد، حيث تتعهد فيه الولايات المتحدة بأنها لن تتخلى عن اسرائيل وستدعمها اكثر واكثر من خلال تواجدها في المنطقة، وبأنها لن تسمح لايران بأن تصبح دولة نووية، خاصة وان تل أبيب تعتبر ان مجرد وصول طهران الى حافة النووي يشكل خطرا على أمنها. ومن ثمّ توجّه الى الضفة الغربية والتقى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عبّاس واعتبر بأن حل الدولتين يشكل المدخل لانهاء الأزمة الفلسطينية –الاسرائيلية، إنما دون التشديد على المسألة بعدها انتقل الى السعودية وهنا بيت القصيد".ويضيف: "دخل بايدن في تناقض مع توجهاته الاساسية السابقة قبل الانتخابات حين اعتبر ان السعودية دولة "منبوذة بسبب حقوق الانسان" ولاسيما مسألة مقتل الصحافي جمال الخاشقجي، واضطر إلى ترطيب الأجواء، لأن الضرورة جعلته يزور السعودية بهدف حث الدول الخليجية على زيادة انتاج النفط، إلا ان الاطراف المجتمعة لم تجاره، بما أن بايدن عندما انسحب من المنطقة، وقبل دخوله في معركة اوكرانيا، اعتبر ان الصين هي أولويته وليس الشرق الاوسط. كما ان الدول الخليجية على علاقة مع روسيا خاصة من خلال تواجدها في منظمة "اوبك بلاس" التي تحدد مستوى الضخ من النفط والغاز. لذلك لم يحصل بايدن على جواب واضح بالنسبة لهذه المسألة، خاصة وان المنظمة تعتبر أنها تضخ بالحد الاقصى الانتاج وليس باستطاعتها ضخ المزيد. في حين ان بايدن يأمل ان يصار الى ضخ المزيد من النفط والغاز من اجل تخفيض الأسعار وتخفيف الازمة الاقتصادية على اوروبا بشكل خاص والعالم بشكل عام من جهة والضغط على روسيا من جهة أخرى. والأهم ان التضخم وزيادة الاسعار في الولايات المتحدة بدأت تلعب ضد بايدن، خاصة انه اصبح على مسافة اشهر من الانتخابات النصفية وكل المؤشرات تدل على خسارة الديمقراطيين للاغلبية البرلمانية".

ويتابع هندي: "الحقيقة بأن ما صدر في البيان الاميركي -السعودي اولا ومن ثم بيان قمة جدة دلّ على موقف دفاعي اكثر مما هو هجومي تجاه ايران، بمعنى ان الولايات المتحدة اعترفت بأنها اخطأت في مكان ما بانسحابها من المنطقة الامر الذي قوّى الصين وروسيا وايران، ووعدت حلفاءها، غير "المحتلّين" من ايران، بالعودة وبمزيد الدعم لقدراتهم العسكرية لحماية أنفسهم".

في ما يخص لبنان، يقول هندي: "البند الخاص بلبنان اكان في البيان الاميركي -السعودي ام قمة جدة، جاء ثانويا، بمعنى انه أتى في المرتبة 14 في بيان قمة جدة، وتلاه في المرتبة الاخيرة البند 15 المتعلق بليبيا، من هنا نفهم ان الوضع اللبناني لم يشكل اولوية، كما انه نص على امور كلاسيكية تناولت موضوع الاصلاحات والانتخابات الرئاسية وتطبيق اتفاق الطائف والقرارات الدولية وحصر السلطة بيد الدولة، وهذا كلام عام. والسؤال المطروح، كيف يمكن للبنان تنفيذ اتفاق الطائف؟ نذكر ان بعد الطائف تشكلت لجنة مؤلفة من السعودية والمغرب والجزائر، مهمتها متابعة التنفيذ لكنها لم تجتمع مرة واحدة. اما من ناحية القرارات الدولية، فمن سيطبقها، الدولة الواقعة تحت الاحتلال الايراني؟ هل يريدون للاحتلال الايراني ان ينفذ قرارات دولية ضده؟ هذا كلام ليس له اي ترجمة عملية او اي مسار تنفيذي عملي".

ويضيف: "في لبنان، دخل حزب الله على خط المفاوضات الاسرائيلية –اللبنانية في ملف ترسيم الحدود البحرية وبعث رسائل بالمسيّرات ومن بعدها ألقى امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله خطاباً أعلن فيه ان اميركا مترهلة واوروبا بحاجة للغاز والنفط الاسرائيلي ونحن بحاجة الى ان يفكوا عنا ويسمحوا للشركات بالتنقيب في كل البلوكات اللبنانية وتستخرج النفط. ووضع نصرالله موعدا اقصاه نهاية آب حيث أكد ان الاسرائيليين والاميركيين يكسبون الوقت من اجل انتاج النفط في حقل كاريش وهدد بشن حرب عليها في حال لم تسمح للبنان باستخراج نفطه. السؤال هنا، ما الذي سيفعله الاميركيون والاوروبيون والاسرائيليون في هذه الحالة، هل سيقبلون بالسماح لحزب الله بأن يصبح بطلا باستخراج والتنقيب عن النفط وحل القضية الاقتصادية، ام سيذهبون الى حرب؟ بالطبع بعد تجربة الحرب الاوكرانية لن يدخلوا في حرب مع لبنان. ما اخشاه بأنهم سيخضعون لتهديد حزب الله، وعندها ستبدأ "توتال" والشركات النفطية بالتنقيب بأمان وبغطاء دولي، إلا ان حزب الله من الممكن وقبل استخراج هذا الغاز ان يبيعه بأسعار منخفضة وبالتالي يصبح لديه مردود بالمليارات، وسيكون هو المنقذ وبيده الحل للقضية الاقتصادية وسيبرهن عن قدراته وسيكمل وضع اليد على لبنان". وهنا يستطرد قائلاً: "الملفت للنظر ان نصرالله اختار تاريخ نهاية آب والذي يُصادف بداية استخراج النفط من حقل كاريش وبداية مرحلة انتخاب رئيس الجمهورية".

ويرى هندي ان "حزب الله لا يمزح بتهديده بالحرب حتى لو ادت الى خراب لبنان، لأنه يعتقد ان خراب اسرائيل عندها سيكون اكبر. ولا اعرف الى اي درجة ستكون اسرائيل في جو المواجهة. وأخشى، في ظل هذه الاوضاع كلها، أن يخضع الجميع لحزب الله ويسمح له بهذا الربح الفظيع بأنه هو من حل القضية الاقتصادية والاجتماعية والانسانية في لبنان. وفي نهاية آب تبدأ الانتخابات الرئاسية وهنا اتصور ان "حزب الله" لن يختار شخصا من جهته فقط إنما سيختار رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، عكس ما يعتقد معظم اللبنانيين، واعتقد انه المرشح الفعلي لحزب الله والذي لم يعلن عنه نصرالله حتى الساعة. نصرالله لا يريد رئيسا توافقيا، بل يريد باسيل، وهذا يدخل لبنان في التوجه نحو الشرق".  ويختم هندي بالقول: "ان ناقل الكفر ليس بكافر".

 

غادة عون بهستيريا تداهم المركزي: انتهاك لكل الأصول القضائية

 الجديد/19 تموز/2022

رفض القاضي المناوب في النيابة العامة الاستئنافية في بيروت رجا حاموش اعطاء الإشارة لدخول عناصر أمن الدولة الى مصرف لبنان. وكانت قوّة من “أمن الدولة” قد توجّهت إلى مصرف لبنان لتنفيذ عملية دهم بحثاً عن حاكم المركزي رياض سلامة. ولاحقاً، وصلت القاضية غادة عون إلى مصرف لبنان حيث علمت “الجديد” ان حالة هستيرية تجري في اروقة المركزي حيث عمدت القاضية عون الى البحث داخل الخزنات و المكاتب عن حاكم مصرف لبنان قبل ان تخرج من مبنى المركزي اثر اشارة من القاضي حاموش لاخلاء المكان.

 

رجا حاموش بوجه غادة عون والعهد: حيث لم يجرؤ الآخرون!

إم تي في اللبنانية/19 تموز/2022

يجمع قضاة في العدلية على أن ما أقدم عليه المحامي العام الاستئنافي في بيروت الرئيس رجا حاموش الثلثاء 19 تموز 2022 سيتم تسجيله في تاريخ قصر العدل الناصع، كما سيتم تسجيله كصفعة قوية لعهد الرئيس ميشال عون وكل دعمه لقاضية العهد غادة. ففي التفاصيل التي باتت متداولة في قصر العدل أن الرئيس حاموش رفض إعطاء إشارة لجهاز أمن الدولة لاقتحام مصرف لبنان، كما رفض أن يأذن للقاضية غادة عون الآتية من جبل لبنان لتقتحم في شارع الحمرا في بيروت بناءً على تعليمات من قصر بعبدا. وتتحدث المعلومات عن اتصالات مباشرة وضغوط هائلة حاول نافذون في قصر بعبدا ممارستها على الرئيس حاموش الذي وقف كالصخرة القانونية الصلبة في وجه استباحة القانون والقضاء والعدلية والصلاحيات وتحديداً من مدّعي الحفاظ على الصلاحيات. وفي التفاصيل المثيرة أيضاً أن ضابطاً في أمن الدولة كان يرافق غادة عون في مصرف لبنان حاول ثنيها عن إكمال ما هو مطلوب منها “من فوق” عبر التأكيد لها أن الرئيس رجا حاموش رفض إعطاء الإشارة بالمداهمة، فلم تأبه له وعندها اتصل بالرئيس حاموش ووضعه على مكبّر الصوت ليتحدث إلى القاضية عون، فما كان من الرئيس حاموش إلا أن واجهها ووضعها عند حدّها رافضاً تجاوزها لحدود مسؤولياتها وصلاحياتها المكانية وسألها “هل ترضين أن أداهم أنا في جبل لبنان؟ لن أقبل بأن تعتدي على صلاحياتي وعلى هيبة القضاء”. وعند هذا الحد أصدر حاموش إشارة بإخلاء مصرف لبنان ومحيطه من الدخلاء إليه فما كان من غادة عون إلا أن لملمت أذيال خيبتها وخرجت من مصرف لبنان “مطرودة” بأمر قضائي من الرئيس رجا حاموش. ويؤكد متابعون أن ما بعد “صفعة” الرئيس رجا حاموش للقاضية غادة عون ولعهد الرئيس ميشال عون بجميع مستشاريه وضغوطاته ونفوذهم لا يمكن أن يكون كما قبلها، وبات على كل السلطات القضائية أن تتحرك لوضع حد لمخالفات غادة عون التي لا تُحصى والتي باتت تشكل خطراً داهماً على كل ما تبقى من الهيكل القضائي في لبنان… فهل نشهد قضاة يتجرّأون كما تجرّأ حاموش حيث لم يجرؤ الآخرون؟!

 

موظفو مصرف لبنان: الإضراب لـ3 أيام!

صحف لبناني الكترونية/19 تموز/2022

اشارت نقابة موظفي مصرف لبنان الى أنه “أثناء قيام مجموعة من جهاز امن الدولة بالدخول إلى حرم مصرف لبنان، قامت القاضية غادة عون ومرافقيها، بالدخول إلى حرم المصرف بطريقة غير مألوفة ودون مراعاة الاصول القانونية المعتمدة مما مسَّ بكرامة مؤسسة مصرف لبنان وموظفيها”. واعلنت النقابة في بيان، اليوم الثلثاء، أنه “عطفاً على إضرابها التحذيري السابق وبياناتها التي طالبت من خلالها جميع المعنيين حماية مؤسسة مصرف لبنان وموظفيها خاصةً بأنها المؤسسة الوحيدة التي تعمل في لبنان بطاقتها الكاملة، رغم الظروف الصعبة. وبعد عدم التجاوب مع مطالبها مما يطرح علامات استفهام حول نية البعض اقفال هذه المؤسسة وتعطيل عملها. وعطفاً على كل ما سبق، ونظراً لكل هذه التصرفات التي مورست وشكلت تجنّي وإفتراء على المؤسسة وموظفيها، اتخذ مجلس النقابة بالاجماع، قراراً باعلان الاضراب والإقفال التام لمدة 3 ايام ابتداءً من نهار الأربعاء الواقع فيه 20 تموز 2022، إتاحة للعقلاء للتدخل حمايةً للمؤسسة”.كما جددت النقابة التذكير  بأننا “تحت سقف القانون، نناشد كافة المعنيين سيمّا وزير العدل ورئيس مجلس القضاء الأعلى ومدعي عام التمييز التدخل لوضع حد لهذه التصرفات غير اللائقة من قبل القاضية غادة عون، والتي تخرج عن كل الاصول القانونية في سابقة لا مثيل لها، حتى لا نضطر آسفين لإعلان الإضراب المفتوح”.

 

مصرف لبنان يقفل بسبب “ميليشياوية” غادة عون!

صحف لبناني الكترونية/19 تموز/2022

شدد رئيس نقابة موظفي مصرف لبنان عباس عواضة على أن “كرامة المؤسسة والموظفين أعلى من كل شيء”. واضاف عقب اقتحام القاضية غادة عون للمصرف المركزي وإثارة هستيرية في المكان رغم القرار القضائي الذي منع أمن الدولة من الدخول: “نرفض أن نُعامل بطريقة ميليشياوية ونعلن الإضراب”.

 

تداعيات اقتصادية خطيرة جراء مسرحية غادة عون!

أخبار اليوم/19 تموز/2022

“قد تحصل مخالفات في المسار القضائي، لكن ما حصل اليوم هو سابقة تحصل للمرة الاولى في تاريخ القضاء اللبناني، ولها عدة اوجه”، هكذا اختصر مرجع قضائي كبير “المسرحية” التي عرضتها مدعي عام جبل لبنان القاضية غادة عون في الحمرا وتحديدا في مقر مصرف لبنان.

فقد دخلت القاضية عون اليوم إلى المركزي، حيث وصلت إلى الطابق المتواجد فيه مكتب الحاكم رياض سلامة، وذلك بعدما توجهت قوّة من أمن الدولة إلى مصرف لبنان، بعد مداهمة منزل سلامة في الرابية، من دون العثور عليه، لكن القوّة لم تدخل المركزي بعد قرار من المدعي العام المناوب في بيروت القاضي رجا حاموش يمنعها من ذلك، فدخلت القاضية عون. وبعد خروجها، قالت عون من أمام المصرف: “أتت إشارة من القاضي رجا حاموش لإخلاء المكان”. وتضاربت المعلومات حول وجود سلامة داخل مكتبه في المركزي من عدمه. هنا يعدد المرجع المخالفات التي سجلت في هذه السابقة التاريخية، مشددا على اهمية الصلاحية المكانية لكل قاضٍ، قائلا: انها ركن اساس من انتظام العمل القضائي، حيث لا يمكن لمدعي عام جبل لبنان ان يداهم في بيروت، مضيفا: تكرار هذه السابقة ينفي وجود النيابات العامة لكل محافظة فعندها “يفلت الملق” وتتضارب صلاحيات القضاة.

وتابع: لا يمكن للقاضية عون القيام باي خطوة خارج دائرتها دون اذن من مدعي عام بيروت الذي كان قد رفض اعطاءها مثل هذا الاذن، كما خابره جهاز الامن العام ورفض اعطاء الامر ايضا. وكشف ان عون تحركت دون ان تخابر حاموش، الذي مورست عليه الضغوط من قبل اعلى المرجعيات من اجل تغطية مداهمة غادة عون، لكنه اصر على رفضه. وختم المرجع القضائي بالقول: ما شهدناه اليوم هو ممارسات “ميليشياوية”، ولا علاقة لها بالعمل القضائي. وتعليقا على هذه الحادثة أعلنت نقابة موظفي مصرف لبنان الإضراب وإقفال المصرف مع اعتصام للموظفين داخل حرم المصرف وذلك اعتراضًا على التجاوزات القانونية والطريقة الميليشياوية التي تمارسها القاضية غاده عون. كما سجّل سعر صرف الدولار في السوق السوداء ظهر اليوم ارتفاعا، وبلغ 29750 ليرة للمبيع و29800 ليرة للشراء. وهنا حذّر مصدر مالي اقتصادي من تكرار هذه الممارسات ضد مصرف لبنان الامر الذي قد يدفع الى اضراب مفتوح، مشيرا الى ان الاعمال التي يؤديها موظفو المركزي تختلف عن مهام موظفي الدولة، كون دور المركزي في صلب النشاط المالي والاقتصادي، واي توقف عن العمل سينعكس سلبا، وبشكل كبير، على الاقتصاد. وعدد المرجع ابرز هذه التداعيات، مشيرا الى ان الاضراب ينعكس بالدرجة الاولى على رواتب القطاع العام، حيث ان امر الصرف يأتي من وزارة المال الى مصرف لبنان، ووزارة المال هي الوحيدة التي تستطيع ان تحرك حسابات الدولة، وبالتالي اذا كان من ينفذ امر الصرف غير موجود كيف توزع الرواتب. اما على مستوى القطاع المصرفي، فان البنوك تأخذ الاموال من مصرف لبنان لتلبي حاجاتها، الامر الذي ينعكس على سحب الودائع والرواتب او ما تيسر منها. كذلك اذا تحول الاضراب الى مفتوح فان عملية الاستيراد ستتوقف نتيجة لتوقف التحويلات الى الخارج، الضحية الاولى هنا سيكون القطاع الطبي من مستشفيات وادوية. اما السؤال الابرز، فيقول المرجع: اذا طال الاضراب ما سيكون مصير منصة صيرفة، مع العلم ان توقفها سيؤدي الى المزيد من الفلتان في السوق السوداء. وختم المصدر مبديا خشيته من واقع كارثي في بلد منهار اساسا.

 

ميقاتي: “استعراض” غادة عون يعرّض البلد للاهتزاز!

صحف لبناني الكترونية/19 تموز/2022

أبدى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أسفه “للطريقة الاستعراضية التي يتم فيها معالجة ملفات قضائية حساسة لها ارتباط بالاستقرار النقدي في البلاد”، مضيفا انها “تعرّض البلد لاهتزاز لا تحمد عقباه.” وعلّق ميقاتي على مداهمة غادة عون لمصرف لبنان، بالقول: “مداهمة المصرف المركزي بهذا الشكل الاستعراضي وسط تداخل الصلاحيات بين الاجهزة القضائية ليس الحل المناسب لمعالجة ملف حاكم مصرف لبنان رياض سلامة.”وأضاف: “قلت وأكرر لسنا متمسكين باحد، ولا ندافع عن احد، بل نتمسك بالقضاء العادل بعيدا عن الاستنسابية، مع الحرص على سمعة لبنان المالية دوليا.” وختم: “المطلوب أن تتم معالجة هذا الملف بتوافق سياسي مسبق على حاكم جديد لمصرف لبنان، ولتأخذ القضية مجراها القانوني المناسب بعد ذلك.”

 

معوض: غادة عون تحوّل القضاء إلى مساحات ميليشياوية!

صحف لبناني الكترونية/19 تموز/2022

غرد رئيس “حركة الاستقلال” النائب ميشال معوض، عبر حسابه على “تويتر”، قائلا: “إن استدعاء رئيس دائرة المناقصات جان العلية إلى التحقيق يشكل وصمة عار في جبين القضاء اللبناني لأنه لا يجوز ترك الفاسدين وملاحقة المتصدين للفساد. نتضامن مع جان العلية ونقف الى جانبه في محاربة الفساد والتمسك بالأصول في كل المناقصات”. وأضاف: “كما أن خرق المدعية العامة في جبل لبنان للأصول القضائية بقيامها بمداهمة خارج نطاق مسؤوليتها المكانية والتعدي على صلاحيات النيابة العامة الاستئنافية في بيروت يمهد لتحويل القضاء الى مساحات ميليشياوية لتصفية حسابات سياسية بدل أن يكون الضمانة لاحقاق الحق والركيزة للاصلاح ومحاربة الفساد”.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

لبيد يحلق فوق منصة كاريش للغاز

تل أبيب/الشرق الأوسط/19 تموز/2022

قال بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي يائير لبيد أنه حلق اليوم الثلاثاء فوق منصة كاريش للغاز. وصرح بعدها أن في مخزونات الغاز الخاصة بإسرائيل «تكمن إمكانات من شأنها أن تساهم في حل أزمة الطاقة العالمية، حيث يمكن للبنان أن يستفيد من تطوير المخزونات الموجودة في مياهه الاقتصادية، من خلال المفاوضات التي ينبغي إتمامها في أسرع وقت ممكن». ولفت لبيد الى ان المنصة الجديدة تشكل مستقبل إسرائيل في مجال الطاقة، وان فرصها الاقتصادية «تشمل تصدير الغاز إلى مصر وأوروبا، وسيستفيد منها كل مواطن إسرائيلي في المستقبل المنظور». وذكر البيان الرسمي ان رئيس الوزراء تلقى إحاطة من الجهات المهنية خلال التحليق فوق المنصة.

 

القضاء العراقي يفتح تحقيقاً في تسريبات المالكي

بغداد: الشرق الأوسط/19 تموز/2022

أعلن مجلس القضاء الأعلى العراقي، اليوم (الثلاثاء)، فتح تحقيق بشأن التسريبات الصوتية المنسوبة لرئيس الوزراء السابق نوري المالكي. وذكر المركز الإعلامي بمجلس القضاء الأعلى أن «محكمة تحقيق الكرخ تلقت طلباً مقدماً إلى الادعاء العام لاتخاذ الإجراءات القانونية بخصوص التسريبات الصوتية المنسوبة لنوري المالكي»، على ما أفادت وكالة الأنباء العراقية (واع). وأضاف البيان أن «التحقيق الأصولي بخصوص التسريبات يجري وفق القانون». وتناولت وسائل إعلام عراقية تسريبات صوتية تُنسب للمالكي وتسيء لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، وعدد من الرموز السياسية في البلاد؛ الأمر الذي نفاه المالكي جملةً وتفصيلاً. والتسريبات تلك سربها الصحافي العراقي المقيم في الولايات المتحدة علي فاضل، وهي عبارة عن سلسلة ينشرها فاضل على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، وقال إنها «تسجيل لاجتماع طوله ساعة بين المالكي وآخرين»، من دون الإفصاح عن طريقة حصوله على التسجيلات أو مصدرها. ونشر فاضل، اليوم، تسجيلاً جديداً هو الخامس في مسلسل التسريبات، وهو عبارة عن مناقشات مع ممثلي مجموعة شيعية ليست معروفة على نطاق واسع، تطلق على نفسها اسم «أمة الأخيار»، ومرجعهم الديني يدعى «آية الله الميرزا». ويعرض قيادي في المجموعة يناديه رفيقه في التسجيل «أبو حسن»، على المالكي «الولاء والبيعة» لـ«إراقة الدماء في العراق بموافقة مراجع وقيادات وبها شرعية». وفيما لم يُعرف في الأوساط الشيعية عن مرجع ديني كبير له مجاميع قتالية، لكن أحاديث المالكي معهم على مدى ساعات تكشف عن وجود لهم في بعض الأوساط الشيعية في محافظات بوسط العراق وجنوبه. وتحدث المالكي عن علاقته «الجيدة» مع قيس الخزعلي، زعيم ميليشيا «عصائب أهل الحق» المدرجة على القائمة الأميركية للمنظمات الإرهابية. لكنه أضاف أن قادة «تحالف الفتح» بزعامة هادي العامري و«العصائب» و«كتائب حزب الله» و«سيد الشهداء» و«بدر» يتبعون إيران مباشرةً، «ولا يهمهم شيء غير المزارع والأموال وهم بعالم آخر». وفي نصيحة كاشفة لموقعه على خط الاستقطاب الإيراني الداخلي، دعا المالكي قيادات الفصائل المسلحة إلى اتباع خط «الحرس الثوري» الإيراني، والابتعاد عن «إطلاعات» (وزارة الاستخبارات والأمن الإيرانية).

 

الصدر يتلاعب بـ«الإطار»: حكومة مقبولة تعزل المالكي؟

بغداد/الشرق الأوسط/19 تموز/2022

منذ انسحاب الكتلة الصدرية من البرلمان العراقي، تعامل رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي مع فرصة ذهبية لاستعادة السلطة التي فقدها عام 2014، لكن ما حدث خلال الأسبوعيين الماضيين أظهر أن زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، استدرجه إلى فخ مصمم للقضاء على طموحاته السياسية، لكن السقوط فيه لن يكون حدثاً عابراً من دون تداعيات. وما إن ظهرت للعلن التسريبات الصادمة، التي تحدث فيها المالكي عن خطط للمواجهة المسلحة، ناصحاً بالتعامل مع «الحرس الثوري» الإيراني، كثف الصدر نشاطه بهدف إجبار زعيم «دولة القانون» على الانسحاب كلياً من مشهد تأليف الحكومة الجديدة.

قبل ليلة واحدة من ظهور التسريب الأول، الأسبوع الماضي، كان قادة «الإطار التنسيقي» يجتمعون في منزل زعيم «تيار الحكمة» عمار الحكيم، ووصل إلى المالكي أن مسألة ترشيحه باتت مرفوضة تماماً من غالبية القوى المنضوية. في حينها كان زعيم «تحالف الفتح» هادي العامري، منسحباً من مفاوضات تشكيل الحكومة. ومثلما عصفت تسريبات المالكي بمشروعه السياسي، فإنها قيدت «الإطار التنسيقي» الذي كان يخطط لإعلان اسم مرشحه لرئاسة الحكومة. ويقول قيادي رفيع إن عدداً من قادة الأحزاب الشيعية «شعروا بأن الأمر قد قضي تماماً ولم يتبق شيء سوى الذهاب إلى انتخابات مبكرة».

ويبدو أن العامري، الذي توترت علاقته مع المالكي بسبب شكوك الأخير بقربه من الصدر، قرر العدول عن انسحابه وترشيح نفسه لقادة «الإطار» رئيساً للحكومة يمكنه الحصول على قبول من «الحنانة». كانت تلك إشارة كافية لاستفزاز المالكي، المنهك من تداعيات التسريب، ليبلغ قادة «الإطار» بأنه أولى من العامري بترؤس الحكومة الجديدة. يقول مقربون من بيئة الصدر إنه دخل على الخط مجدداً لتوجيه الضربة القاضية حين طالب المالكي باعتزال العمل السياسي أو تسليم نفسه للقضاء، ودعا حلفاءه في «الإطار التنسيقي» إلى البراءة منه، والحال أنه كان «لا يمانع ترشيح أي شخصية لم تجرب من قبل»، ما يعني أنه بات يتحكم في الأجواء داخل «الإطار» ويؤثر في تحركاتهم التفاوضية. وينشغل الوسط السياسي الشيعي بفرضيات مقلقة عن اندلاع اقتتال شيعي - شيعي في البلاد، ستكون التسريبات قدحت أولى شراراته، فيما يقول قادة من «التيار الصدري» إن المواجهة ليست قراراً يتخذه زعيم سياسي، «إنها حراك يقرره الشارع حين تصل الأمور إلى طريق مسدودة». ومن المنتظر أن يتوالى تدفق التسريبات الخاصة بالمالكي، على دفعات إلى أمد غير معروف، لكن المؤكد أن تأثيرها سينتقل إلى مستويات أكثر خطورة من «مهاجمة الصدر والتهديد بالمواجهة المسلحة»، وقد يكون قرار إطاحة المالكي نتيجة حتمية سيضطر حلفاؤه إلى التعامل معها.

لكن تفكك «الإطار»، بوصفه وشيكاً، سيرفع الغطاء عن خلافات عميقة بين تيارات متقاطعة وبين أقطابه، ذلك أن مصلحة تشكيل حكومة تضمن وضعاً آمناً للفصائل المسلحة، بالاستفادة من غياب من الصدر، لم يعد الصفقة التي توحد جميع «الإطاريين» بعد أزمة التسريبات.

وخلال أزمة التسريب، دعا زعيم «كتائب الإمام علي»، شبل الزيدي، الذي كان مقرباً من قائد «فيلق القدس» الإيراني السابق، قاسم سليماني، إلى «الضغط لتكليف هادي العامري رئاسة الحكومة درءاً للفتنة»، كان ذلك كفيلاً بفتح نار أطراف في «الإطار» على حليفهم.

وبحسب ما يرشح من بيئة الصدر؛ فإنه يدفع «الإطار» إلى التخلي عن المالكي، وأن يكون قرار عزله مقدمة مطلوبة وضرورية لعقد تسوية غير مسبوقة بين «التيار» ومن يتبقى من «الإطار»، وهذا ما يطابق ما كان الصدر يصر عليه حتى لو قرر الذهاب إلى المعارضة؛ حكومة لا يشكلها المالكي. في المقابل؛ فإن طموحات الصدر تقلق الجميع في المطبخ السياسي العراقي، ذلك أن قلب المعادلة بعزل المالكي لن يكون آمناً من دون صيغة متماسكة بين الجميع من جهة وبين الصدر من أخرى. فالسؤال الذي يطرحه المترددون عن فقدان «توازن الرعب» بين طرفي النزاع، سيكون حول احتمالات تفرد الصدر المنتصر.

 

مسلسل تسريبات المالكي مستمر والصدر يتهمه بالتخطيط لاغتياله

العشائر العراقية للنأي عن إقحامها.. وحزب الدعوة لن «تنجر للفتنة»

بغداد/الشرق الأوسط/19 تموز/2022

دعا «حزب الدعوة الإسلامية»، بزعامة نوري المالكي، اليوم (الثلاثاء)، إلى عدم الانجرار وراء الفتنة من قبل الأجهزة السرية في الداخل والخارج ممن يطمعون لتحويل العراق إلى بؤرة صراع. وقال الحزب في بيان، «إننا لن ننجر إلى فتنة عمياء بين أبناء الوطن الواحد، وندعو أبناء شعبنا وقواه السياسية للحذر من الوقوع في صراع لا يخدم إلا أعداء الإسلام والوطن». وأوضح أنه «مع إرهاصات تشكيل الحكومة نرى أن هناك من يذكي نار الفتنة بيننا نحن أبناء الصدرين الذين عبرنا عنهم عند دخولنا العراق بالرمز والهوية وعملنا سياسياً مع جميع إخواننا الإسلاميين وغيرهم، ولم نستأثر بسلطة، إنما كان التصدي وفق المعطيات والسياقات التي أقرها الدستور». وأضاف: «لم ندخل صراعاً حزبياً مع أي طرف، ولم ننجر إلى صراعات جانبية تبعدنا عن أهدافنا الإسلامية والوطنية». وحذر «حزب الدعوة الإسلامية»، في بيانه، من «أننا نرى في هذه الأيام بوادر فتنة تصب الزيت على النار من قبل المرجفين والمتربصين بشعبنا الدوائر، ومن قبل الأجهزة السرية في الداخل والخارج ممن يطمعون لتحويل العراق إلى بؤرة صراع من خلال تسريب واستراق إلكتروني دخل عليه التزييف والتزوير». وجاء بيان «حزب الدعوة الإسلامية» بعد تغريدة للزعيم الشيعي مقتدى الصدر، اليوم، كشف فيها عن نية رئيس الوزراء السابق زعيم «ائتلاف دولة القانون» نوري المالكي، التخطيط لاغتياله. وتناولت وسائل إعلام عراقية تسريبات صوتية تنسب للمالكي وتسيء للصدر وعدد من الرموز السياسية في البلاد؛ الأمر الذي نفاه المالكي جملة وتفصيلاً. والتسريبات تلك سربها الصحافي العراقي المقيم في الولايات المتحدة علي فاضل، وهي عبارة عن سلسلة ينشرها فاضل على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، وقال إنها «تسجيل لاجتماع طوله ساعة بين المالكي وآخرين»، من دون الإفصاح عن طريقة حصوله على التسجيلات أو مصدرها.

التسجيل الخامس

ونشر الفاضل اليوم التسجيل الخامس، وهو عبارة عن مناقشات مع ممثلي مجموعة شيعية ليست معروفة على نطاق واسع، تطلق على نفسها اسم «أمة الأخيار»، ومرجعهم الديني يدعى آية الله الميرزا. ويعرض قيادي في المجموعة يناديه رفيقه في التسجيل «أبو حسن»، على المالكي، «الولاء والبيعة» لـ«إراقة الدماء في العراق بموافقة مراجع وقيادات وبها شرعية». وفيما لم يعرف في الأوساط الشيعية عن مرجع ديني كبير له مجاميع قتالية، لكن أحاديث المالكي معهم على مدى ساعات تكشف عن وجود لهم في بعض الأوساط الشيعية في محافظات بوسط العراق وجنوبه. وتحدث المالكي عن علاقته «الجيدة» مع قيس الخزعلي، زعيم ميليشيا «عصائب أهل الحق» المدرجة على القائمة الأميركية للمنظمات الإرهابية. لكنه أضاف أن قادة «تحالف الفتح» بزعامة هادي العامري و«العصائب» و«كتائب حزب الله» و«سيد الشهداء» و«بدر» يتبعون إيران مباشرة، «ولا يهمهم شيء غير المزارع والأموال وهم بعالم آخر».

وفي نصيحة كاشفة لموقعه على خط الاستقطاب الإيراني الداخلي، دعا المالكي قيادات الفصائل المسلحة إلى اتباع خط «الحرس الثوري» الإيراني، والابتعاد عن «إطلاعات» (وزارة الاستخبارات والأمن الإيرانية).

التسجيل الرابع

في التسريب الرابع من بين سلسلة، حذر الصوت المنسوب للمالكي من «حالة اقتتال» ستكون مدفوعة من الصدر، وقال إنه «لن يترك التشيع والعراق بيد الصدر»، وأنه يعتقد أن الصدر «سيهاجم» المالكي بسبب التاريخ من الخلاف والصراع بينهما. وهدد التسجيل المنسوب للمالكي بـ«مهاجمة النجف» مقر الصدر، وإنه يتجه لتسليح مجموعات، وقال إنه أعرب لرئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، عن هذه المخاوف، وإنه «لا يثق بالجيش والشرطة لحمايته». رداً على سؤال أحد الحاضرين عن «الحشد الشعبي»، أجاب «(الحشد) أمة الجبناء، ولكن نفكر (بالحشد) كغطاء لحركة العشائر العراقية. العراق قادم على حرب طاحنة لا يخرج منها أحد إلا إذا استطعنا إسقاط توجهات الصدر والحلبوسي ومسعود».

ردود الفعل

الأحد، نفى المالكي مجدداً صحة التسريبات الصوتية المنسوبة إليه، ووصف في تغريدة على «تويتر»، «الحشد» وقادته بأنهم «الأمل الكبير»، وقال: «لن تنال كل عمليات التزييف والفبركة من علاقتنا بأبناء القوات المسلحة و(الحشد الشعبي)». وكان المكتب الإعلامي للمالكي قد نفى بعد ساعات من نشر التسريبات، صحتها، في بيان، أكد أن «ما نشر هو تسجيل تم توليفه عبر تقنيات الصوت الحديثة مستخدمين تقنية (Deep Fake)، التي أصبحت متوفرة بسهولة، لتقليد صوت شخص ما بدرجة من الدقة يمكن أن تخدع الجمهور بواسطة الأجهزة الذكية المتوفرة في الأسواق». كما أصدر المالكي بياناً ثانياً، قال فيه «أبلغ تحذيري لكل إخواني في العملية السياسية من عمليات التزوير والتزييف واستخدام أجهزة التقنية الحديثة في نسبة تصريحات لي ولغيري». وأضاف: «بمناسبة ما نشر في مواقع التواصل من كلام بذيء منسوب لي فيه إساءة لسماحة السيد مقتدى الصدر، وأنا أعلن النفي والتكذيب وأبقى متمسكاً برغبة العلاقات الطيبة مع السيد وجهازه المحترمين، وأرجو ألا يصدقوا ما ينشر لأن ما يصلني من مثل هذا الفيديو كثير، لكني أهمله لأني أعرف أنها فتنة يبعثونها لتمزيق الصفوف وإثارة الاضطرابات». في رد على التسجيلات، دعا الصدر في تغريدة على «تويتر» أمس (الاثنين)، المالكي، إلى «اعتزال السياسة»، وتسليم نفسه للقضاء. وطالب الصدر بـ«إطفاء الفتنة من خلال استنكار مشترك من قبل قيادات الكتل المتحالفة معه من جهة، ومن قبل كبار عشيرته من جهة أخرى»، في إشارة للمالكي. وقال: «وأن لا يقتصر الاستنكار على اتهامي بالعمالة لإسرائيل أو لاتهامي بقتل العراقيين، بل الأهم من ذلك، هو تعديه على قوات الأمن العراقية واتهام الحشد الشعبي بالجبن وتحريضه على الفتنة والاقتتال (الشيعي - الشيعي)». ونصح زعيم التيار الصدري، المالكي، بـ«إعلان الاعتكاف واعتزال العمل السياسي واللجوء إلى الاستغفار، أو تسليم نفسه ومن يلوذ به من الفاسدين إلى الجهات القضائية». وردا على التسريب الذي تناول العشائر العراقية، دعا الشيخ العام لعشيرة بني مالك في العراق، عبد السلام محسن العرمش، مساء أمس (الاثنين)، إلى إبعاد العشائر عن السجالات والصراعات السياسية، مستنكرا أي إساءة يتم توجيهها إلى الرموز الدينية والوطنية والعشائرية. وقال العرمش، أن «محاولات من يسعون إلى زرع الفتنة وخلط الأوراق ما هي إلا حلقة من حلقات التآمر على العراق بعد أن فشلوا في مرات عديدة سابقة بفضل حكمة رجال البلد المخلصين الحريصين على الدم العراقي، ويبدو أن ذلك أزعج البعض ولن يكون في مصلحة مشاريعه الخبيثة فحاول استغلال ظروف البلد السياسية والتنافس والاختلاف بين الفرقاء السياسيين والاختلافات في الرأي والذي لم يصل الى مرحلة إفساد الود».

 

السودان... مخاوف من التشظي بحروب قبلية مدارة سياسياً وبدأ الصراع على الموارد الشحيحة ليتطور إلى «السطوة والنفوذ»

الخرطوم: أحمد يونس/الشرق الأوسط/19 تموز/2022

قبل أن يُفيق السودانيون من صدمة القتال الأهلي الجاري في ولاية غرب دارفور، إذا هم يفاجأون بالعنف يتفجر في ولاية النيل الأزرق، ويؤدي إلى مقتل العشرات وإصابة المئات، ونزوح الآلاف إلى خارج مناطقهم هرباً من الاشتباكات المسلحة التي شبت بين مجموعتي «هوسا» و«همج» وقبائل «أنقسنا» المتساكنين في الإقليم منذ مئات السنين، قبل أن يتمدد إلى عدد من ولايات السودان الأخرى، بما فيها العاصمة الخرطوم. بدأ الصراع أول الأمر بحملات تحريض موسعة بين المجموعتين، إثر منح مجموعة «هوسا» لـ«نظارة»، وهي أعلى هرم في الإدارة الأهلية في المنطقة المحددة، ويخضع لها عدد من «العموديات». وعادة ما يكون لـ«النظارة» أرض تخصها يطلق عليها محلياً «حاكورة». وقفت ضد هذا التوجه، المكونات التي تزعم أنها من «السكان الأصليين» ضد الهوسا، التي يعدونهم من الوافدين، ثم تطور إلى نزاع دامٍ بين المجموعتين، قُتل فيه حتى اللحظة العشرات. وتداعت قبيلة «هوسا» في كل أنحاء السودان لنصرة منسوبيها، وخرجت مظاهرات منددة بما حدث لمجموعتهم في النيل الأزرق. وتتساكن في النيل الأزرق مجموعة «السكان الأصليين» وهم قبائل الأنقسنا، والهمج، والوطاويط، إلى جانب مجموعة من الوافدين من الولايات الأخرى، إضافة إلى قبيلة «هوسا» ذات الامتداد النيجيري، والتي وفدت إلى السودان قبل مئات السنين وأصبحت جزءاً من نسيجه الاجتماعي، وتشكل ثقلاً ديموغرافياً كبيراً في الولاية. وظلت هذه المجموعات متعايشة بسلام منذ الدولة السنارية، التي أُسست عام 1504، لكن بعد نشوب التمرد الجنوبي اختارت مجموعة من القبائل الانحياز لجنوب السودان في الحرب الأهلية، في حين ظلت القبائل الأخرى على انتمائها للمركز في الخرطوم، ومن هنا دخلت السياسة أسوار القبلية، وتطور الصراع من صراع على الموارد إلى صراع «سياسة» ونفوذ. وعندما استولى «نظام الإخوان» على السلطة بانقلاب الرئيس المعزول عمر البشير على الحكم في السودان 1989، اشتغلوا على سياسة إعادة التخطيط الاجتماعي والديموغرافي في السودان، فأعادوا للإدارة الأهلية سطوتها التي فقدتها في عهد حكم الرئيس الأسبق جعفر النميري، وسعت لتوظيفها سياسياً، فقرّبت بعض المجموعات القبلية على حساب مجموعات أخرى. واشتغل الإنقاذيون على المجموعة العربية ضد المجموعات الأفريقية المعروفة بـ«الزرقة»، ونتج من ذلك حرب دارفور، ثم انتقلت بهذه السياسة – فرّق تسد – إلى شرق البلاد وجنوبها بل ووسطها، قبل أن تؤدي تلك السياسة إلى فصل جنوب السودان في العام 2011 وتكوين دولته المستقلة. بعد هدوء نسبي للنزاعات القبلية والأهلية في السودان بعد ثورة ديسمبر (كانون الأول) 2018، فإن استيلاء الجيش على السلطة مجدداً في 25 أكتوبر (تشرين الأول) 2021، عادت السياسات القديمة بحثاً عن تأييد ومرجعية سياسية؛ ما أدى إلى تأجيج النزاعات القبلية مجدداً، فاندلعت نزاعات دامية في ولاية غرب دارفور رغم توقيع اتفاقية سلام جوبا، ومشاركة قادة التمرد الدارفوري في الحكم. وتشير تقارير صحافية إلى «أصابع» قادة عسكريين وعلى وجه الخصوص من قوات الدعم السريع ومن الجيش وهي تتلاعب بالأحداث في دارفور مجدداً، مدعومة بتحالفها مع الحركات المسلحة عدوها السابق، ومحاولاتهم المستميتة لإعادة تعيين الخريطة الديموغرافية في الإقليم وملكية الأراضي، وأدى ذلك إلى صدامات مسلحة بين المجموعة الأفريقية والعربية تحت ذريعة الصراع التقليدي، ونتج منها مقتل المئات وجرح ونزوح الآلاف مجدداً. ونقلت تقارير صحافية محلية، أن أحداث النيل الأزرق ما هي إلا تمظهر لـ«الأصابع» التي تلاعبت بالتركيبة القبلية والسكانية في دارفور، بدعم مجموعات سكانية على حساب مجموعات أخرى؛ وهو ما دفع الحزب الشيوعي السوداني إلى توجيه اتهامات مباشرة لـ«الحركة الشعبية لتحرير السودان» – جناح مالك عقار عضو مجلس السيادة الحالي، بمحاولة استمالة مجموعة «هوسا» ذات الكثافة السكانية الكبيرة لجانبه، وفي سبيل ذلك وعدهم بـ«نظارة» على حساب النظارات التقليدية في المنطقة التي تقوم على الأرض.

من جهته، حمّل رئيس الحزب الاتحادي الموحد وأحد قادة ثورة ديسمبر البارزين محمد عصمت، المسؤولية عن اشتعال الحرائق في ولايات النيل الأزرق والبحر الأحمر وغرب دارفور، ومن ثم كسلا مباشرة لـ«النظام الانقلابي» وأنصاره من أنصار النظام البائد وحلفائهم، لتحقيق غرض استمرار السلطة الانقلابية القادرة على بسط الأمن. وتوقع عصمت أن تسارع السلطة الحاكمة خلال الأيام القليلة المقبلة إلى فرض حالة الطوارئ مرة أخرى بعد أن رفعتها صورياً، وقال «ربما نشهد تعيين حكام عسكريين للولايات، بما يمكّن الجيش من بسط سلطته، وتصدير فكرة إلى الشعب السوداني وللمجتمع الدولي تقول إن الأوضاع في البلاد لا تحتمل غير سلطة قادرة على بسط الأمن». وأسند عصمت فكرته إلى «غياب الأجهزة الأمنية» ومماطلتها في التحسب للأحداث وإخمادها قبل اشتعالها، وأضاف «هذا يعني أن السلطة قد أغمضت عيونها الأمنية عن هذه الأحداث المتوقعة؛ ما أدى إلى نشوب اشتباكات قبلية بشكل شبه يومي، بل دخول أطراف قبلية لم تكن جزءاً من الصراعات القبلية المتوارثة». واتهم القيادي البارز «السلطة المركزية» بتوزيع «هبات إدارية» على قيادات الإدارة الأهلية من «نظار وعمد وشراتي» من الموالين لها، محاولة بذلك تعظيم دورها السياسي، في الوقت الذي تحرم فيه بعض القبائل من «رتب» النظارات والعمد والشراتي، وقال «وجهت قيادات من المجلس الأعلى للبجا والنظارات المستقلة، اتهامات مباشرة وصريحة لمسؤولين كبار بتقديم (رشى) لبعض أفراد وقيادات التنظيم، وذلك أحدث شرخاً واضحاً بين أبناء البجا في الشرق».

ورأى عصمت، أن ما يحدث بكل معطياته «يقودنا إلى أن السلطة الحاكمة تسعى من وراء هذه الأحداث إلى إشعال الحرائق في السودان؛ حتى تستطيع تهيئة الأجواء لاستمرار الانقلاب»، والأسبوع الماضي اتهمت مجموعة داخل المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة، عرفت بمجموعة «أوبشار»، مسؤول كبير في الدولة بدفع رشى لتفتيت المجلس، وقالت، إن مستشاري هذا المسؤول يوزعون الأموال والرشى لشباب في الشرق عبر التطبيقات البنكية، لزيادة الشقة بين أطراف البجا، وانحياز متلقي الرشى لطرف دون الآخر. إلى جانب ما أفاد به عصمت، فإن لجان المقاومة في مدينة الدمازين حاضرة «النيل الأزرق»، اتهمت الأجهزة الأمنية بـ«التقصير» والتقاعس عن دورها في الحماية الاستباقية للمواطنين وحفظ أمنهم وسلامته، وإيقاف فتيل الفتنة والفرقة، واعتبرتها «شريكاً أساسياً في إزهاق أرواح المواطنين العزل»، واعتبرت تصرفها استمراراً لسياسات سابقة وسيرهم في خطى ونهج «نظام الكيزان الساقط بافتعاله الدائم للفتن والصراعات القبلية لتمرير أو خلق توازنات سياسية جديدة». لم تتحرك القوات الأمنية لدرء الفتنة إلا بعد مرور أيام من القتل والاحتراب، وهو ما وصفته لجان المقاومة بـ«السكوت المتعمد من قبل سلطات حاكم الإقليم»، واعتبرت القرارات المتأخرة الصادرة من سلطة الأمر الواقع بأنها «هروب للأمام ومحاولة لتعليق المسؤولية في شماعة غيرها»، وهذا ما أكده ظهور رئيس أركان الجيش وإعلانه «التزام القوات المسلحة بواجباتها الدستورية ومهامها الوطنية بحماية البلاد، وعدم التفريط في أمنها واستقرارها»، «بعد أن بلغ الدم الركب».

ويتهم كثيرون قوات الجيش والشرطة، بأنها لم تتحرك، إلا بعد أيام من القتال في النيل الأزرق، ولم تتحرك إلا بعد أسابيع من القتال في غرب دارفور، وأسابيع من القتال في جنوب كردفان، بل وفقاً للمعارضة، فإنها تواطأت مع أحداث الشرق، ليكتمل هلال التوتر على طول غرب وجنوب وشرق السودان، بل وامتد حتى إلى بعض الوسط والشمال، ولوحظت بوادر نزاع في «البطانة» ضد موالين لحركة مسلحة، واضطراب بين مجموعات سكانية في شمال السودان ومجموعات وافدة. وقال المحلل السياسي أحمد خليل، إن «السلطة في الخرطوم، وظّفت التوتر القبلي لإشعال حروب أهلية بين من أطلق عليهم مجموعات أحفاد سلاطين الأنقسنا» وقبيلة «هوسا». وأضاف «الهوسا بحكم طبيعتهم مسالمون ونشطون ويعملون في النشاط الاقتصادي والخدمي؛ ما جعلهم يسيطرون على الاقتصاد والتجارة في الإقليم، وهو الأمر الذي يثير على الدوام حفيظة بقية المكونات». وتعد مجموعة «هوسا» من أهم قبائل أفريقيا، ويبلغ عددها في كل القارة أكثر من عشرة ملايين، وتعيش في حزام يمتد من نيجيريا والسنغال والسودان، قدِموا إلى السودان منذ مئات السنين، بعضهم على شكل هجرات جماعية وبعضهم الآخر عن طريق الحج الذي يعبر من غرب أفريقيا إلى الأراضي المقدسة، ويبلغ عددهم في السودان نحو 3 ملايين، يدينون بالإسلام على الطريقة «التجانية»، وتمتد أماكنهم من دارفور إلى النيل الأزرق والقضارف وكسلا وسنار، وأسهموا بشكل كبير في رفع الوعي الديني بتشييد «خلاوى» تحفيظ القرآن الكريم التي تطورت في وقت لاحق للتعليم النظامي. ويجمع المراقبون والمحللون والمعارضون على أن أحداث الدمازين ليست معزولة، بل جزء من سياسة «شد الأطراف» المدروسة والمخططة، ويقولوه إنها تمتد في حزام قاعدته في دارفور، يمر بجنوب كردفان والنيل الأزرق وكسلا والقضارف ليبلغ بورتسودان في أقصى الشرق، حين يندلع القتال في أحد أطرافه سرعان ما تتمدد نيرانه في الهشيم العشائري محدثاً حرائق هائلة، وقبل أن تنطفئ النار القديمة، يقدح زناده من يمسك «الريموت» في الخرطوم ليشعل حرباً جديدة.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ماذا لو “نُسفت” حكومة تصريف الأعمال في الساعات الأخيرة؟

كلير شكر/نداء الوطن/19 تموز/2022

بعد أقلّ من أربع وعشرين ساعة على انتهاء الإستشارات النيابية غير الملزمة، بدا أنّ رئيس الحكومة المكلّف نجيب ميقاتي قد حسم أمره بعدم المبادرة جدياً نحو تشكيل حكومة جديدة والإبقاء على حكومة تصريف الأعمال الحالية، بوصفها التركيبة التي تناسبه في مرحلة الفراغ الرئاسي المتوقع حصوله بعد خروج رئيس الجمهورية ميشال عون من قصر بعبدا في 31 تشرين الأول المقبل. فعلياً، ذهب الرئيس ميقاتي في رهانه هذا إلى الخطوة العملية «القاتلة» حين قدّم للرئيس عون تشكيلة جاهزة، «استفزازية الطابع»، وبلا أي تشاور جدي مع القوى السياسية ومع رئاسة الجمهورية التي تتسلح بنص دستوري واضح لا يحتمل التأويل يقول إن الرئيس المكلف يشكل الحكومة بالاتفاق مع رئيس الجمهورية. ‏والأرجح أنّ هذه الثقة التي تحيط بحركة رئيس الحكومة المكلف، بشكل يدفع به إلى «التطنيش» ووضع يديه في ماء بارد، تنبع من الظروف المحيطة بالتكليف لجهة مداهمة الاستحقاق الرئاسي، ومن الدعم الفرنسي له وما يمكن وصفه بـ»غض النظر» الأميركي، وانعكاس ذلك على المسار الحكومي برمّته، علماً بأنّ كل محاولات ميقاتي لتزخيم الدعم ‏الفرنسي و»نصف الدعم» الأميركي، بانفتاح عربي لا سيما سعودي، تجاهه، باءت بالفشل.

إلّا أنّ ما لم يحسب له ميقاتي حساباً، هو أن الواقع الدستوري والسياسي في لبنان لا يسمح باقتراف خروقات دستورية قد تستدعي خروقات سياسية خطيرة على مستوى الاستقرار العام، وذلك مثلاً في حال تمّ التعامل مع حكومة مستقيلة تقوم بتصريف الأعمال وكأنها حكومة مكتملة المواصفات قد توضع بين يديها صلاحيات رئيس الجمهورية في حال حصول الفراغ كما حصل مع حكومة تمام سلام‏ في نهاية عهد الرئيس ميشال سليمان، مع العلم أنّ الأخيرة نشأت وتكوّنت وتحصّنت بتفاهمات سياسية وحظيت بكل الشروط الدستورية التي تجيز لها القيام بهذه المهمة، وهي شروط لا تتوفر لدى حكومة تصريف الأعمال التي يرأسها ميقاتي حالياً. وفي هذا السياق، يقول بعض المتابعين إنّ رهانات الرئيس المكلف تتطلب توافقات سياسية كبرى «لشرعنة» الثغرات الدستورية، وأن المجلس النيابي لا يستطيع «تعويم» حكومة تصريف الأعمال لتمكينها من إدارة البلاد بلا هذه التفاهمات، كما أن التكليف الجديد سيصبح موضع سجال واجتهادات دستورية مشروعة تصل إلى حد اعتبار هذا التكليف وكأنّه لم يكن، بعد الشغور، خصوصاً أن تكليف ميقاتي كان ما دون «الأكثرية المطلقة» في عملية التسمية. ويلفت بعض المتابعين إلى أنّ اللغط الذي قد يثيره واقع تسلّم حكومة تصريف أعمال صلاحيات رئيس الجمهورية، قد يدفع إلى البحث عن صياغات دستورية تحمي صلاحيات الرئاسة في حال وقع الشغور. وهنا، يتردد أنّ هناك من ينصح باعتماد بعض المخارج أو «الفتاوى» التي تحمي هذه الصلاحيات وذلك عبر سيناريوين متممين لبعضهما البعض:

الأول، بيان رئاسي قبيل انتهاء الولاية الرئاسية بساعات، يكلّف فيه رئيس الجمهورية مؤسسة المجلس الدستوري مهمة إدارة الفراغ واتخاذ اللازم لانتخاب رئيس جمهورية جديد، مع الإشارة هنا إلى أن المجلس الدستوري يتمتع بكل ما هو مطلوب على مستوى الميثاقية والشرعية والتوافقات السياسية.

الثاني، وهو خطوة مكملة من خلال قيام رئيس الجمهورية بتكليف المجلس الأعلى للدفاع بالحفاظ على الاستقرار العام في البلاد، ومساندة القرارات التي يتخذها المجلس الدستوري في مهمته الانقاذية الطارئة.

‏ويرى المتابعون أنّه في هذه الحالة، ستتحول حكومة تصريف الأعمال إلى «ناس من ورق»، وسيتم التعامل معها وكأنها غير موجودة، ولن يبقى أمام الرئيس المكلف الا التفرّغ لملف الطعون النيابية التي يبدو أنها تأخذ حيزاً كبيراً من اهتمامه وسط تسريبات تنقل عن محيطه تشي بأنّ هذه الطعون لن تمر «سياسياً»، في إشارة مُبطّنة الى أن المجلس الدستوري سينظر في هذه الطعون تبعاً لحسابات سياسية، وليس استناداً إلى اكتمال الملفات قانونياً وجدية الأدلة المادية التي يتضمّنها بعض هذه الطعون.

إشارة إلى أنّه، مع انتهاء مهلة تقديم طلبات الطعون بالانتخابات النيابية اللبنانية في 16 حزيران الماضي، كان أمام المجلس الدستوري خمسة عشر طعناً، موزّعة بين دوائر بيروت الأولى، وطرابلس، وزحلة (البقاع الأوسط)، وبعلبك – الهرمل (البقاع الشمالي)، والجنوب الأولى والجنوب الثالثة، والمتن (جبل لبنان)، وعكار. إلّا أنّ عدد الطعون الجديّة الممكن قبولها، لا يتعدى عدد أصابع اليد الواحدة، وفي طليعتها ذلك المقدّم من فيصل كرامي ضد كل من النواب رامي فنج، ايهاب مطر، فراس السلوم، والمقدّم من جاد غصن ضد رازي الحاج وأغوب بقرادونيان.

ويُنتظر أن يتمّ تعيين مقرر لكل طعن مقدّم، إذ وفق المادة 47 من نظامه الداخلي «على رئيس المجلس الدستوري فور ورود الطعن، أن يعين مقرراً أو أكثر عند الاقتضاء، من بين الأعضاء، لوضع تقرير في القضية». وحددت المادة 29 المعدلة من قانون إنشاء المجلس الدستوري المهلة التي يتوجب خلالها على المقرر رفع تقريره «مهلة ثلاثة أشهر على الأكثر من تكليفه ويحيله إلى رئاسة المجلس الدستوري». وبعد تسلمه التقرير فإن النظام الداخلي حدد مهلة شهر كي يصدر المجلس قراره على أن تبقى جلساته مفتوحة لحين صدور القرار.

 

ما هي رسائل قمم جدة للبنان؟

محمد شقير/الشرق الأوسط/19 تموز/2022

لم يمنع غياب لبنان عن القمة العربية – الأميركية الموسعة التي استضافتها المملكة العربية السعودية في مدينة جدة من حضوره بامتياز في البيان الختامي الصادر عنها، وأيضاً في بيان القمة السعودية – الأميركية اللذين أعادا رسم خريطة الطريق الواجب التقيُّد بها لتجاوز التأزُّم الذي يحاصره، مشروطاً بالوصول بالمفاوضات مع صندوق النقد الدولي إلى بر الأمان. فالبيانان اللذان صدرا عن هاتين القمتين، وتحديداً فيما يتعلق بلبنان، لم يحملا أي جديد باستثناء التأكيد على احترام الدستور بانتخاب رئيس جمهورية جديد ضمن المهلة الدستورية، أي قبل انتهاء ولاية الرئيس الحالي ميشال عون في 31 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل؛ لأن المضامين الأخرى الواردة فيها ما هي إلا نسخة طبق الأصل عن البيان الصادر عن القمة السعودية – الفرنسية بقدوم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المملكة، والآخر الذي صدر عن اجتماع دول مجلس التعاون الخليجي الذي جاء تتويجاً للجولة التي قام بها على الدول الأعضاء الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع. ولم تكن المبادرة الكويتية التي حملها معه إلى بيروت وزير الخارجية الكويتي أحمد الناصر محمد الصباح، سوى نسخة طبق الأصل عن البيان الصادر عن القمة الخليجية، ويحظى بدعم عربي ودولي في محاولة لوقف تصدّع العلاقات اللبنانية – العربية، وتحديداً الخليجية منها بعد أن بلغت ذروتها من التأزُّم. لكن يبقى الجديد في البيانين الصادرين عن القمتين السعودية – الأميركية والعربية – الأميركية، يتعلق بإنجاز الاستحقاق الرئاسي في موعده في ضوء إصرار الرئيس الأميركي جو بايدن على العودة للعب دور في المنطقة؛ لأن إخلاء الساحة يفتح الباب أمام روسيا والصين وإيران لملء الفراغ الناجم عن الغياب الأميركي، وهذا ما اعترف به في مؤتمره الصحافي الذي عقده فور انتهاء القمة السعودية – الأميركية.

فالاستحقاق الرئاسي اللبناني هذه المرة يتزامن مع عودة واشنطن للعب دور في المنطقة بعد أن كانت أوكلت إلى باريس مهمة متابعة ملف الأزمة اللبنانية بمواكبة أميركية، وهذا يعني حتماً من وجهة نظر المراقبين بأن الاستحقاق يحظى باهتمام دولي، ولن يكون بمثابة نتاج لبناني من دون أن يكون مفتوحاً على تقاطعات دولية وإقليمية. وبكلام آخر، فإن لا مجال للبننة الاستحقاق الرئاسي بمنأى عن هذه التقاطعات لأنه لن يكون لمحور الممانعة بقيادة إيران اليد الطولى في انتخاب الرئيس العتيد، مع أن القمتين اللتين استضافتهما المملكة أبقتا النافذة مفتوحة أمام طهران لتعيد النظر في حساباتها وتراجع مواقفها للانضمام إلى النظام العالمي لإعادة الاستقرار إلى المنطقة، على أن يكون انتخاب رئيس جديد محطة أولى لاختبار النيات الإيرانية بوقف تدخلها في الشؤون الداخلية لدول الجوار وعدم استخدامها لأذرعتها الأمنية والعسكرية لزعزعة الاستقرار فيها.

وعليه، فإن الاستحقاق الرئاسي يتقدّم حتى إشعار آخر على تشكيل الحكومة ما لم تحصل مفاجأة في اللحظة الأخيرة تؤدي إلى إحداث خرق باتجاه تسريع ولادتها، وهذا يتوقف على رئيس الجمهورية ميشال عون بمبادرته بدعوة الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي لاستئناف مشاورات التأليف بلا شروط مسبقة.

ورغم أن الحراك الرئاسي لا يزال خجولاً ويقتصر حالياً على المواصفات التي حددها البطريرك الماروني بشارة الراعي كأساس لانتخاب الرئيس من جهة وعلى الخرق الذي أحدثه رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع بدعمه ترشيح قائد الجيش العماد جوزف عون إذا ما تبين بأن لديه حظوظاً متقدّمة للوصول إلى سدة الرئاسة، فإن المراوحة ما زالت تطغى على ما عداها وكأن كل فريق ينتظر الآخر ليبني على الشيء مقتضاه.

ويمكن القول بأن الانقسام بداخل الكتل النيابية الذي سيطر على جلسة انتخاب نبيه بري رئيساً للبرلمان لولاية سابعة والنائب إلياس بو صعب نائباً له لا يمكن أن ينسحب على انتخاب رئيس جمهورية جديد؛ لأن البرلمان يقف الآن أمام إعادة خلطه الأوراق ومن غير الجائز استباق ما ستقرره هذه الكتل، وإن كان زعيم تيار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية يقف حالياً وحتى إشعار آخر على رأس السباق إلى رئاسة الجمهورية، وهذا ما يزعج حليفه اللدود رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل رغم أنه يدرك سلفاً بأن الملف الرئاسي يبقى في عهدة أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله بالتشاور مع الرئيس بري. ويحاول باسيل عقد صفقة مع فرنجية في مقابل تأييده له، لكن الأخير ليس في وارد الانجرار إليها؛ لأنه يدرك سلفاً بأن تداعياتها السلبية ستنعكس عليه وتولّد نقزة تمنع المتردّدين من حسم خيارهم بانتخابه رئيساً، مع أنه يترك لـ«حزب الله» إذا ما اتخذ قراره النهائي بترشيحه مهمة التحرك لدى حليفه باسيل لتنعيم موقفه.

لذلك؛ لا يزال الغموض يكتنف الحراك الرئاسي ولن تكون ساحة المنافسة متروكة لفرنجية أو لمرشح آخر يدور في فلك قوى «8 آذار» (مارس) أو في محور الممانعة، مع أن زعيم «المردة» الذي تربطه صداقة بالرئيس السوري بشار الأسد وبالثنائي الشيعي، يتجنّب في المقابل تقديم نفسه على أنه مرشح ملحق بالمحور الذي تقوده إيران ويحاول الانفتاح على بعض الأطراف في المعارضة ليتناغم مع المواصفات التي حددها الراعي التي يفترض بأن لا تنطبق على المرشحين المنتمين إلى قوى «8 آذار» و«14 آذار» سابقاً، وإنما تأتي على قياس مرشح وسطي.

وعليه، لا يدور الانقسام بداخل البرلمان بين معسكرين، وإنما لا بد من التحسّب لموقف النواب أكانوا من المنتمين إلى القوى التغييرية أو المستقلين، مع أن استعداد بري لتوجيه دعوة للنواب لعقد جلسة لانتخاب رئيس جديد في النصف الأول من أيلول أي بعد أسبوعين وربما أكثر من الدخول في المهلة الدستورية لانتخابه، لا يحجب الأنظار عن طرح مجموعة من الأسئلة، أبرزها:

– هل إن الطريق سالكة أمام انتخاب رئيس يشكل تحدياً لقوى المعارضة أكانت تغييرية أو تقليدية؟ ومن يضمن تأمين نِصاب أكثرية ثلثي أعضاء البرلمان لانعقاد الجلسة وانتخاب الرئيس في أول دورة انتخابية؟

وفي حال تعذّر انتخابه في الدورة الأولى، من يضمن تأمين النصاب بأكثرية الثلثين لانتخاب الرئيس في الدورة الانتخابية الثانية بـ65 نائباً، أي بنصف عدد أعضاء البرلمان زائد واحد؟

– والسؤال نفسه ينسحب على الدورة الانتخابية الثالثة، ويكون الجواب نفسه بتعطيل انعقاد الجلسة؛ لأن الأكثرية والمعارضة تتساوى في تعطيل الواحدة تلو الأخرى، وهذا ما يفتح الباب أمام البحث عن مرشح وسطي للحؤول دون حصول فراغ في سدة الرئاسة مع انقضاء المهلة الدستورية لانتخاب خلف لعون.

وفي هذا السياق، هناك من يؤكد بأن التقاطع الدولي والإقليمي في خصوص الملف الرئاسي يصب لمصلحة التوافق على انتخاب رئيس وسطي لا ينتمي إلى المعسكرين المتخاصمين، وإن كان على تواصل معهما ويتموضع في منتصف الطريق بينهما، أما إذا كان هناك من يراهن على لبننة الاستحقاق الرئاسي فسيكتشف بأن رهانه ليس في محله لأن الاهتمام الدولي به لا يقتصر على دور مراقب، وإنما سيكون له فعله في انتخاب رئيس بمواصفات تعود بلبنان إلى خريطة الاهتمام الدولي بمعاودة ضخ ما يحتاج إليه من مساعدات للانتقال من التأزّم إلى الانفراج، بدءاً بتحرير الجمهورية من الخطف كشرط لتعويم مشروع الدولة.

 

نفق الناقورة خارج نفق الترسيم البحري

رمال جوني/نداء الوطن/19 تموز/2022

من أمام نفق الناقورة أعلن وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية قبل ثلاثة أيام أن هذه الأرض ملك لوزارة الأشغال العامة ويجب أن نستعيدها، في توقيت سياسي حساس وبالغ الأهمية. طرح حمية استعادة نفق الناقورة المحتل من العدو للاستفادة منه سياحياً. ففي الجانب الفلسطيني المحتل، تنتعش المنطقة سياحياً وتعجّ بالمنتزهات والمحميات الطبيعية وهو ما دفع بحمية للقول «سنحوّل المنطقة إلى مركز استقطاب سياحي لافت». فهل سيخلط نفق الناقورة أوراق التفاوض حول الحدود البحرية؟ أم لا علاقه له وهو مجرد مطالبة بحقوق معتدى عليها؟

وفق الدكتور أمين حطيط، لا علاقة لنفق الناقورة بترسيم الحدود البحرية التي تنطلق من راس الناقورة، وبالتالي قرار الوزير حمية يندرج تحت حق لبنان باستعادة النفق الذي تحتله إسرائيل. دخل نفق الناقورة الذي كان جزءاً من خط سكة الحديد التي تربط فلسطين المحتلة بلبنان الى سكة المطالبة بحقوق لبنان المعتدى عليها من العدو الإسرائيلي، والتي لا تقل أهمية عن مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والقرى السبع. قليلة هي المرات التي سُلط الضوء على نفق الناقورة، البلدة التي دخلت التاريخ السياسي اللبناني من بوابة البلوك رقم 9 والنزاع الكبير حوله، بحيث لم يتوصل لبنان حتى الساعة الى وضع صيغة نهائية لحدوده البحرية التي تتجه من الحدود البرية نحو البحر بنحو 12 ميلاً وباتجاه المنطقة الاقتصادية 200 ميل. حتى الساعة ما زال الصراع قائماً بين الخط 23 والخط 29 وبينهما قد تضيع الفرصة الأخيرة للبنان باستخراج ثروته الغازية والنفطية، في وقت تحتاج القارة العجوز إلى غازه الطبيعي في ظل الحرب الروسية الاوكرانية.

دكتور الإنشاءات البحرية يوسف حمزة يؤكد أن حدود لبنان جنوب الخط 29 معتمداً على عدة دراسات ووثائق تاريخية، لافتاً الى أن لبنان بلد نفطي منذ 1947 حين كانت الشركة العراقية بدأت حفر 7 آبار نفط في لبنان «الهرمل، البترون، عدلون وغيرها»، غير أن الكلفة العالية لاستخراجه بحسب حمزة دفعت الى التوقف، ما يعني بنظره أن لبنان بلد نفطي منذ زمن طويل، غير أن هناك من يعطل فرصه بالاستفادة من ثرواته. يجزم حمزة كما حطيط أن نفق الناقورة لا يغير في معادلة ترسيم الحدود البحرية، فهو لا علاقة له بها، بل يبتعد بحسب حطيط حوالى 150 الى 200 متر عن راس الناقورة، النقطة الرئيسة في الترسيم. ويضع حطيط مطالبة الوزير حمية والدولة اللبنانية بالحقّ به في هذا التوقيت في إطار تدعيم لبنان بنقاط قوة في ظل التفكك الداخلي السائد في لبنان. يعلق اللبناني آماله الكبيرة على الغاز الطبيعي لأنه يراه خلاصه من أزماته الاقتصادية، أزمات أبعدت السياسيين كثيراً عن مسار البحث في التنقيب عن النفط والغاز، ففي كل مرة يجري الحديث عن جدية لبنانية بالتنقيب ينفجر الوضع داخلياً أو خارجياً، وبحسب حمزة نفسه فإن الدولة اللبنانية لا تتمسك بحقوقها بل تتقن فن التعطيل، لانه كما يقول «تحصل على عمولة محرزة».

قد يكون نفق الناقورة حرَّك الملفات العالقة ومنها الترسيم الذي ينتظر عودة المبعوث الاميركي آموس هوكشتاين لبتّه، ورغم أن مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم أكد وجود معطيات ايجابية حول الترسيم خلال أسابيع، يبدو أن الملف سيبقى عالقاً الى أجل. وفق حمزة فإن الخلاف اليوم هو حول الخطوط رغم تأكيده أنه جنوب الخط 29 لافتاً الى أن ما نملكه داخل حدودنا البحرية هو حق لنا، أما في المنطقة المشتركة فيتم الاتفاق عليه وهو يختلف عن الحدود، ما يعني برأي حمزة أن الحدود شيء والنزاع على المنطقة المشتركة شيء آخر، وهنا تضيع الطاسة وفق رأيه، بل يقول «ما هو إلا زوبعة في فنجان لا أكثر، لان الوسيط الاميركي هو صديق لدود للعدو وبالتالي كيف يكون الوسيط صديقاً لأحد الأطراف؟». لطالما كان الصراع بين لبنان والعدو الاسرائيلي على المياه، فهو اجتاح لبنان لأجل المياه التي يستفيد منها تحديداً مياه الحاصباني، واليوم دخل النفط والغاز على خط النزاع القائم، واستعر أخيرا بالنظر الى أهميته في هذه المرحلة الدقيقة التي يمرّ بها العالم، فأوروبا تحتاجه بديلاً عن الغاز الروسي، وعليه يؤكد حمزة أن لدى لبنان فرصة ذهبية يجب الاستفادة منها والكثير من عناصر القوة، ولكن هل يستغلها؟».حكماً نعيش مرحلة دقيقة جداً، والعيون تتجه نحو الترسيم وما بعده، ولعلّ معادلة المقاومة الجديدة ما بعد وبعد كاريش قد تكون القشة التي تدفع نحو التوصل الى حل، خاصة أن أطماع العدو كثيرة، فهي تريد إبعاد لبنان عن خط الترانزيت وتحويل التجارة نحو مرفأ حيفا، وبالتالي فإن أي تقصير أو تقاعس في هذا الملف قد يجرّ لبنان الى مزيد من الويلات.

 

تطيير الإنتخابات البلدية.. و”تمرير” التمديد!

ألان سركيس/نداء الوطن/19 تموز/2022

ما إن إنتهت «همروجة» الإنتخابات النيابية التي لم تبدّل كثيراً في صورة المجلس، حتى بدأ الحديث عن المعارك البلدية والإختيارية التي ستشهدها البلدات والقرى اللبنانية كافة. في الإستحقاق البلدي والإختياري، تسقط كل الحسابات و»البوانتاجات»، وتدخل العوامل المناطقية والعائلية بقوّة لتمتزج بعامل السياسة والأحزاب، لذلك فإن غالبية القوى السياسية تحاول تجنّب هذه الكأس المرّة التي لا مفرّ منها. وشكّل عامل الشرذمة المتوقّعة أحد أسباب تأجيل الإنتخابات البلدية والإختيارية، لأن هذا الأمر سيؤثّر سلباً على القوى السياسية التي خاضت أعنف معركة في تاريخ الإنتخابات النيابية.

وإذا كان الرهان على المعركة النيابية لتغيير واقع المجلس النيابي، فإن للمجالس البلدية أهمية قصوى في زمن الإنهيار، والحديث عن تطوير النظام والإتجاه نحو اللامركزية الإدارية الموسّعة في ظلّ فشل النظام المركزي. ويُعتبر هذا الإستحقاق مهمّاً لإعادة إستنهاض الهمم في البلدات والمدن، وليشكل أساس الإنطلاق لعمل إجتماعي وتنموي جديد بعد الإنهيار وبداية التأقلم معه، لكن الخطورة تكمن في تحضير الأجواء منذ الآن لاحتمال تأجيل هذه الإنتخابات بعد التمديد الأول للمجالس البلدية والمخاتير سنة واحدة. أدّى الضغط الدولي إلى عدم قدرة بعض القوى السياسية على تأجيل الإنتخابات النيابية، في حين أنه من المرجّح أن يساهم هذا الضغط في تمرير إستحقاق إنتخاب رئيس جديد للجمهورية، لكن ما هو أكيد أن الضغط لإتمام الإنتخابات النيابية والرئاسية غير موجود في الإنتخابات البلدية والإختيارية، وهذا عامل ستستغله الطبقة الحاكمة من أجل تمرير التمديد.

أما العامل الثاني الذي تستغله القوى المتراجعة فيتمثل في رفع منسوب التوتير الطائفي في البلديات المختلطة وعلى رأسها بلدية بيروت، حيث أن غياب تيار «المستقبل» عن المشهد السياسي سيؤدّي حكماً إلى كسر التوازنات الطائفية، وقد يحل ببلدية بيروت ما حلّ في بلديات طرابلس من غياب للتمثيل المسيحي.

وبالنسبة إلى العامل الثالث الذي قد يؤجّل تلك الإنتخابات، فهو يتمثّل في ضعف الإستعدادات اللوجستية وغياب التمويل، فالإنتخابات البلدية والإختيارية تحتاج إلى تحضيرات أكثر من النيابية ولا يمكن إجراؤها في يوم واحد، في حين ان خزينة الدولة تفتقد للأموال اللازمة.

ويأتي الخوف الأكبر على الإستحقاق البلدي والإختياري إذا ما طال أمد الفراغ الرئاسي، وسط عدم القدرة على تأليف حكومة جديدة والإكتفاء بحكومة تصريف الأعمال في زمن الإنهيار، لذلك يصبح التمديد واجباً للبلديات والمخاتير تحت عنوان «الضرورة تبيح المحظور».

هناك تجربة مريرة للتمديد للبلديات والمخاتير، فإذا كانت الحرب الأهلية السبب الرئيسي، إلا أنه بعد إتفاق «الطائف» إنتُخب رئيسان للجمهورية وجرت الإنتخابات النيابية في دورتَي 1992 و1996 ولم تستعجل السلطة إجراء الإنتخابات البلدية والاختيارية، وأجرتها للمرة الاولى بعد الحرب في العام 1998، أي بعد 8 سنوات على سكوت المدفع، في حين أن الإنهيار الذي يعيشه لبنان حالياً أخطر من كل حروب المدفع، مما يفتح باب التمديد الثاني للمجالس البلدية والمخاتير خصوصاً وأن قوى سياسية بدأت التحضير لخيار التمديد وتدرس سبل تمريره من دون ضجّة وتحت عنوان «الظروف القاهرة».

 

ستريدا جعجع: ترشيحي للرئاسة “مزحة”

راكيل عتيّق/الجمهورية/19 تموز/2022

لا تُعتبر النائبة ستريدا جعجع «نائبة عادية» لحزب «القوات اللبنانية»، فهي إلى جانب التطوُّر الجذري والإنجازات التي حققتها في قضاء بشري من خلال عمل تراكمي منذ عام 2006، تشكّل «رمزاً» بالنسبة إلى «القواتيين»، الذين يعتبرون «الست» امرأة و«رفيقة» ناضلت في الحزب وكانت صلة الوصل مع «الحكيم» إبّان مرحلة اعتقاله، كذلك «المرجعية»، في تلك المرحلة، للعمل النضالي المقاوم السلمي، ومثال الصمود وعدم الاستسلام والرضوخ. كذلك يلمس كلّ متحدث مع جعجع أو مصغٍ إليها، حنكتها السياسية وتمكّنها من فن الخطاب والمخاطبة. لكن، على رغم ذلك، وعلى رغم أنّ ترشيحها لرئاسة الجمهورية أمر مُرحّب به «قواتياً» ويُلبّي «المواصفات» المطلوبة بعد تجربة سياسية طويلة تخلّلها تعامُل مع ألدّ «الخصوم» و«الأعداء» منذ مرحلة الاحتلال السوري وحتى الآن، إلّا أنّ جعجع تعتبر، في مقابلة لـ«الجمهورية»، أنّ ترشيحها للرئاسة «مزحة». مع الدخول في مدار الاستحقاق الرئاسي حتى قبل بدء المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، في الأوّل من أيلول المقبل، بدأ التداول سياسياً وإعلامياً بأسماء شخصيات تملك حظوظاً للوصول الى سدّة الرئاسة. ويتناول إعلاميون ومحلّلون مسألة طرح إسم عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائبة ستريدا جعجع لرئاسة الجمهورية، تحديداً بعد «تغريدة» للإعلامي سامي كليب، أشار فيها إلى أنّه «يبدو أنّ مسألة ترشيح النائبة ستريدا جعجع لرئاسة الجمهورية مطروحة بجدّية، وهي موضع تداول». فبعد هذه «التغريدة» خرجت تحليلات عماهية هذا الطرح وأهدافه، خصوصاً أنّ من يعارض وصول رئيس «القوات» سمير جعجع إلى الرئاسة سيحول دون وصول أي مرشح «قواتي» آخر. فأي مسؤول في الحزب يحمل طروحات هذا الحزب ووصوله، يعني وصول مشروع «القوات»، والذي يتعارض تماماً مع مشروع «محور الممانعة».

بالنسبة إلى النائبة جعجع، «إذا كان هناك من حظوظ لوصول مرشح «القوات» إلى الرئاسة فإنّ هذا المرشح هو «الحكيم». وتعتبر أنّ موضوع ترشيحها للرئاسة الأولى «مزحة»، فـ»من يتابعنا يعرف أنّنا حزب جدّي، والأسماء أيّا كانت تحمل طروحات حزبنا واستراتيجيته السياسية». وتسأل: «ما الفارق بين أي قواتي وآخر؟ فأي شخص يترشح عن «القوات» يكون حاملاً تطلعات الحزب واستراتيجيته، إن في ما يختص بالسلاح غير الشرعي وقيام الدولة والفساد أو أي قضية أخرى». وتضيف: «ما الفارق بين إسم سمير جعجع أو إسم جورج عدوان أو إسم ستريدا جعجع؟ ففي النتيجة إنّ الشخص الذي يرشحه «الحزب» يحمل مشروعاً وسيصل بهذا المشروع بالذات». وتقول جعجع: «نحن نعلم تماماً أنّنا في حزب «القوات اللبنانية»، ولعوامل معروفة، لا يُمكننا أن نوصل مرشحنا للرئاسة»، مركّزةً على أنّ «هذا المرشح هو «الحكيم»، فأحد غيره ليس مطروحاً لرئاسة الجمهورية». وتعتبر أنّ «طرح أي إسم في الحزب للرئاسة من فريق آخر، «قلّة احترام» لحزبنا، فهذا أمر حزبي داخلي». وتسأل: «على سبيل المثال، إذا طرحنا أن يكون هناك مرشح لرئاسة مجلس النواب عن حركة «أمل» غير الرئيس نبيه بري، أليست هذه «قلة احترام»؟ فهذا «مطبخ داخلي». وتشدّد جعجع على أنّ «مرشحها من الحزب للرئاسة هو «الحكيم» طبعاً»، مشيرةً إلى أنّ هذا الأمر «متوافق عليه داخلياً، فكلّ طرح وموضوع يُبحث في الهيئة التنفيذية، وهناك احترام للتراتبية في الحزب ولرفاقنا وطريقة عمل الأحزاب».

وتعتبر جعجع أنّ «من المنطقي ترشيح «الحكيم» للرئاسة، فهو رئيس الحزب وهو الذي دفع أثماناً كبيرة، كذلك هناك هيئة تنفيذية تتخذ القرار، و»الحكيم» مرشح جميع القواتيين». وترى أنّ الغاية من طرح اسمها للرئاسة قد «يكون محاولة لحرف الأمور إلى اتجاه الوراثة السياسية في «القوات»، بما أنّ هذا الأمر غير قائم في الحزب، فيما أنّه معمول به في غالبية الأحزاب والتيارات في لبنان. كذلك لأنّ محور الممانعة والخصوم لا يتمكّنون من أن يصوّبوا على «القوات»، وغير قادرين على أن يطاولونا لا بالفساد ولا بأداء وزرائنا ونوابنا، فيصوّبون علينا، وعليّ خصوصاً، بـ»الشخصي»، لأنّهم ربما يعتبرون أنّهم يطاولون الحكيم بذلك. ففيما هناك نقاط استفهام لجهة الفساد حول شخصيات وتيارات عدة في لبنان، لا يوجد وراثة سياسية ولا فساد في حزب «القوات»، وبالتالي يحاولون الذهاب إلى تصويبات أخرى». أمّا بالنسبة إلى خوض الاستحقاق الرئاسي والتواصل مع القوى النيابية الأخرى «السيادية» و«التغييرية» للتفاهم والاتفاق على إسم مرشح واحد للرئاسة والعمل على وصوله، تشير جعجع إلى أنّها سبق أن وجّهت نداءً من بلدة قنات في قضاء بشري، وشدّدت فيه على أنّ «الاستحقاق الرئاسي جوهري، وهو الخلاص الوحيد لكي نخرج من جهنم». وتتمنّى جعجع على النواب من مستقلّين و«قوى التغيير»، أن «يأخذوا عبرة من الذي حصل في عملية انتخاب رئيس مجلس النواب ونائبه، وأن لا نكرّر الخطأ في استحقاق انتخاب رئيس للجمهورية». وتركّز على «أنّنا لا نطرح مرشحاً رئاسياً «من عنّا»، بل ندعو إلى الالتقاء والبحث وإيجاد اسم مشترك يرضي الجميع». وإذ تعتبر جعجع أنّ «كلّ إنسان يتعلّم من تجاربه، وأنّ نواب التغيير يهمهم إيصال رئيس سيادي»، تشير الى أنّ «الطابة في ملعب هؤلاء، فنحن منفتحون وهم يعرفون كيف يصلون إلينا».

 

لماذا تعطّل القوى الدولية عودة النازحين؟

طوني عيسى/الجمهورية/19 تموز/2022

يخشى المتابعون أن تنتهي الضجة التي يثيرها لبنان اليوم، في ملف عودة النازحين السوريين، إلى لا شيء. والسبب هو أنّ اللاعبين الدوليين الكبار والإقليميين في هذا الملف لا يريدون للعودة أن تتم في هذه اللحظة على الأقل، ولكلّ أسبابه وأهدافه. فهل قدر لبنان أن يقف عاجزاً في واحد من أخطر الملفات التي تتحكم به وجودياً؟ مرة أخرى، أعلن لبنان أنّ هناك نيات خبيثة لدى القوى الدولية، في ملف النازحين السوريين. وكان واضحاً تأكيد المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم أن المجتمع الدولي لا يريد إعادة هؤلاء إلى بلادهم، وأن دولاً كبرى تعرقل عودتهم بحجج مختلفة، والدليل أنه قدّم عرضاً لتأمين عودة آمنة لهم، بعدما حصل على ضمان القيادة السورية، ولكن تم رفض العرض. هذا الاتجاه الدولي في التعاطي مع أزمة النازحين السوريين يكشف لماذا تصرّ الأمم المتحدة، من خلال المفوضية العليا للنازحين وسائر منظماتها وهيئاتها المعنية، على إصدار توصياتها للنازحين بعدم العودة وتحذيرهم من مخاطرها الأمنية.

وعلى مدى السنوات الأربع الأخيرة، حاول لبنان تنفيذ خطوات صغيرة لإطلاق مسار العودة، وعاد فعلاً جزء بسيط من النازحين، على دفعات، لكن هذا المسار تعثّر نتيجة الضغوط الدولية، إضافة إلى مواقف القوى الداخلية التي كانت تتحكم بالوزارة المعنية آنذاك، إذ جرت إشاعة معلومات مفادها أنّ بعض العائدين من لبنان تعرضوا للاستهداف أمنياً في الداخل السوري.

ولكن، لا أحد يفسّر كيف يتجاوز كثير من النازحين كل الاعتبارات الأمنية ويزورون سوريا بنحو دائم ثم يعودون إلى لبنان حاملين صفة نازحين. وثمة اقتناع لدى المعنيين بالملف بأنّ كثيراً من هؤلاء يفضّلون استمرار وضعيتهم الحالية لأنها تتكفّل لهم بالحصول على مساعدات من منظمات وهيئات دولية مختلفة. وفي مراحل معينة، ساهمت جهات لبنانية في تشجيع النازحين على الاستقرار في لبنان بناء على حسابات معينة ومن منطلقات مختلفة. اليوم، يبدو وكأنّ تماسكاً داخلياً حول الملف قد تبلور، إذ أجمعَ عدد من أركان السلطة على التلويح بخطوات عملانية سيتخذها لبنان للتخلص من عبء النازحين الذي يعمّق انهياره. ولكن، من الصعب فرز المواقف الحقيقية عن المناورات، أو الفرز بين رغبة البعض فعلاً في حل أزمة النزوح لأهداف وطنية ورغبة البعض الآخر في الضغط على المجتمع الدولي لتحصيل الأموال تحت عنوان النازحين. ولكن، من دون الحكم على النيات، للمرة الأولى تتقاطَع المواقف بين قوى السلطة سياسياً وطائفياً حول هذا الملف. وعلى مدى 11 عاماً، كان هاجس القوى الدولية هو فقط منع تدفّق النازحين إلى أوروبا. وفي مقابل ذلك، تم تخصيص المؤتمرات لدفع بعض المليارات من الدولارات كرشاوى إلى الدول المضيفة كي تقبل بتثبيت النازحين فيها. ولا شك في أنّ هذه المليارات مُغرية بالنسبة إلى البعض في الدول المضيفة. لكن حصة كل دولة من المساعدات بقيت مرهونة بما تملكه من أوراق قوة. فقد برع الأتراك في استثمار أزمة النزوح، وبقيت حصة لبنان من الدعم هي الأدنى.

واليوم، بات النازحون الأوكرانيون أولوية القارة الأوروبية، فيما السوريون باتوا في خلفية الحدث. بل إنّ الملف السوري برمّته وضِع في ثلاجة الانتظار. وكان لافتا قيام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بترتيب العلاقة مجددا مع أنقرة وطهران. وبديهي أن يشمل ذلك انتظام العلاقات بين القوى الثلاث على الرقعة السورية. في هذا الخضم، ثمة من يسأل: ما مصلحة القوى الدولية في التهرب من استحقاق إعادة النازحين السوريين، ولماذا تريد هذه القوى إبقاءهم في بلدان النزوح، وإلى متى تريدهم أن يبقوا هناك، ولماذا لا تعمل لتسهيل عودتهم إلى بلدهم ما دامت تعيش هواجس تدفقهم عبر المتوسط إلى أوروبا؟

الجواب يتعلق خصوصاً بالتسوية السياسية في سوريا والنظرة إلى مستقبل هذا البلد. فالقوى الدولية تفضّل بقاء النازحين ورقة يمكن استخدامها من خارج سوريا للضغط على نظام الرئيس بشار الأسد أو لمساومته أو لترجيح تسوية معينة، تماما كملف إعادة الإعمار في سوريا. وبديهي أنّ النظام من جهته يريد إعادة النازحين تحت سقف شروطه ومصالحه.

وفي الوقت عينه، يشكل النازحون ورقة ضغط تمارسه القوى الدولية على الدول المضيفة، بحيث يمكن استخدامهم لدفع حكومات هذه الدول للسير في خيارات سياسية معينة، ولبنان المُنهار اقتصاديا وماليا واحد منها. فوجود نحو مليون ونصف مليون نازح سوري في لبنان سيكون عاملا أساسيا في تحديد خياراته المستقبلية الكبرى. والهواجس في ملف النزوح السوري تشكل استمرارا للهواجس اللبنانية القديمة في ملف النازحين الفلسطينيين. فعلى مدى أكثر من نصف قرن، تنامى لدى اللبنانيين اقتناع بأن القوى الدولية تعمل لتوطين للفلسطينيين، بدفع إسرائيلي، لمحو فكرة «حق العودة» وتصفية القضية الفلسطينية والتخلص من أثقال الملف الفلسطيني، على حساب شعوب عربية أخرى، وفي مقدمها الشعب اللبناني. وثمة من يخشى أن يكون هناك من يخطّط لاستمرار التخبط في أزمة النازحين، السوريين والفلسطينيين، ليأتي العلاج ضمن رؤية واحدة لملف النزوح.

ولذلك، في الانتظار، سيتعب اللبنانيون للتخفيف من أعباء أزمة النازحين، وسيحاولون فتح الأقنية لهذه الغاية مع الجميع، بدءاً بدمشق. لكن المساومات الإقليمية والدولية ستعقّد الأمور باستمرار. وعلى الأرجح، إنّ لحظة الحل في ملف النازحين ما زالت متأخرة. ولذلك، ثمة أكلاف كبيرة سيدفعها النازحون واللبنانيون على حد سواء.

 

الانتخابات الرئاسية في لبنان: أسماء مرشّحة لـ...الحرق!

فارس خشان/النهار العربي/19 تموز/2022

قبل أن يجمع الأمين العام ل"حزب الله" حسن نصرالله كلّاً من الوزيرين السابقين سليمان فرنجية وجبران باسيل، عشية الانتخابات النيابية، كان قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون قد جمعهما، على مدى سنتين، ضدّه.

 بكّر فرنجية وباسيل الطامحان الى خلافة الرئيس ميشال عون في القصر الجمهوري، في إدراك مخاطر منافسة قائد الجيش اللبناني لهما، إذ بدا أنّه آخر مرجعية لبنانية تحظى باحترام المجتمع الدولي، الأمر الذي ترجمه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في المرحلة التي كان فيها نجم لبنان السياسي بامتياز، باستقباله، في السادس والعشرين من أيّار/مايو 2021، في قصر الإليزيه.  وقد تعزّزت شكوك فرنجية وباسيل، الأسبوع الماضي، عندما أبدت البيانات الصادرة عن اللقاءات الثنائية التي عقدها الرئيس الأميركي جو بايدن، في السعودية، كما عن "قمة الأمن والتنمية" في جدّة، اهتماماً حاسماً بالجيش اللبناني، بالتزامن مع إعلان رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع استعداد أكبر كتلة نيابية مسيحية لانتخاب العماد جوزف عون رئيساً للجمهورية اللبنانية. ولكن هذا لا يعني أنّ فرنجية وباسيل قد سلّما بحظوظ قائد الجيش اللبناني، إذ إنّهما يُراهنان على أنّ الجهات التي تدعم انتقاله من مقر وزارة الدفاع في اليرزة الى القصر الجمهوري في بعبدا، سوف ترفع مستوى حذر "حزب الله" منه، فيرفضه بدعم كلّ من روسيا وإيران.

 ولكنّ دخول موسكو على خط الانتخابات الرئاسية سوف يستنفر باسيل الذي يعرف أنّ حظوة فرنجية لديها  أكبر بكثير من حظوته هو، الأمر الذي يدفع بعض اللبنانيين المقرّبين من روسيا الى القول إنّ مرشّحها الرئاسي هو سليمان فرنجية.  إلّا أنّ هذا لا يمنع باسيل من الإعتقاد بأنّ "حزب الله"، في لحظة الحسم، سوف يدعمه هو في مواجهة فرنجية، لأنّ الانتخابات النيابية هشّمت الحضور الشعبي لرئيس "تيّار المردة"، وتالياً، فهو لا يمكن أن يحظى بمشروعية طائفته إذا وقف ضدّه "التيّار الوطني الحر" وحزب "القوات اللبنانية" معاً. ولا مصلحة ل"حزب الله"، في هذه الحالة، بأن يوصل فرنجية الى القصر الجمهوري، إذ إنّ ذلك سوف يكوّن معارضة قوية ضد الرئيس الجديد للجمهورية وسوف تكون له تداعيات سلبيّة على "حزب الله". ولم تؤسّس علاقة "حزب الله" ب"التيّار الوطني الحر" نفسها على قاعدة القناعة بمبادئ وطنية مشتركة، بل على قاعدة تبادل المصالح، ممّا يعني أنّه في حال عمل "حزب الله" على إيصال شخصية لا يرضى عنها الى رئاسة الجمهورية، فهو، على الأرجح، سوف ينتقل الى صفوف منتقدي الحزب، إذ إنّه لن يرضى بخسارة الموقع الرئاسي، بعدما أثبتت الانتخابات النيابية أنّه خسر تأييد شرائح واسعة من اللبنانيين، فيما أفقدته العقوبات التي أنزلتها الولايات المتّحدة الأميركية بجبران باسيل، الحضور الدّوليّ.

 وهذا ما يخشاه فرنجية، إذ إنّ أوساطاً محسوبة عليه تبدي حذرها من "القرار الأخير" ل"حزب الله" الذي لم يكتفِ بعدم إعطاء أيّ وعد لفرنجية، فحسب بل فتح أبوابه لمجموعة من الشخصيات المارونية "المستقلّة" الطامحة، أيضاً.

 وثمّة من يعتقد بأنّ "نقاط الضعف" التي يُعاني منها قائد الجيش اللبناني وفرنجية وباسيل، من شأنها أن تفتح الباب أمام شخصية لا تُقفل الطموحات المستقبلية أمام فرنجية وباسيل ولا تتسبّب بعرقلة المسار الذي تسلكه المؤسسة العسكرية، بحيث تكون هذه الشخصية "تقنية" ولا تحمل أيّ طموحات سياسية، ويمكن أن تحظى بموافقة الغرب والشرق، الأمر الذي يُعطي فرنسا دوراً مهمّاً في هذا المجال. ولكن هل يسمح "حزب الله" في هذه المرحلة التي تشهد استقطابات إقليمية استراتيجية بإجراء انتخابات رئاسية لا توفّر لنهج "التهديد بالحرب" الذي يعتمده، غطاء واسعاً؟  لو أنّ الانتخابات الرئاسية سوف تجري في الأيّام القليلة المقبلة، لكان الجواب الأكثر ترجيحاً أنّ حظوظ الفراغ الرئاسي كبيرة جدّاً، مثله مثل حظوظ عدم تشكيل حكومة جديدة، لكنّ المعطيات لن تكون هي نفسها، مع دخول لبنان في المهلة الدستورية لهذا الإستحقاق المطلوب إنجازه لبنانياً وعربياً ودولياً.  وسوف تتوضّح الصورة، مع حلول أيلول/ سبتمبر المقبل، خلافاً لما هي عليه اليوم، ذلك أنّ الرؤية الإقليمية والدولية للبنان، تكون قد أظهرت نفسها، تماماً كما رؤية "حزب الله" لموقعه ودوره وآفاقه، وفي هذه الحال، فإن للصدام، إذا كان هو السائد، أحكامه وللهدنة، إذا فرضت نفسها، نتائج. وعليه فإنّ الاهتمام، في هذا التوقيت، باستشراف مآلات الانتخابات الرئاسية، يصلح لترويج المواصفات أكثر ممّا يصلح لتكوين قرار.

 

هل بقيت جمهوريّة لبنانيّة.. كي يُنتخب رئيس لها!

خيرالله خيرالله/العرب/20 تموز/2022

عادت انتخابات رئاسة الجمهوريّة إلى الواجهة في لبنان. كان لافتا البيان الصادر عن القمة التي انعقدت أخيرا في جدة بحضور الرئيس جو بايدن وقادة الدول الست الأعضاء في مجلس التعاون لدول الخليج العربيّة إضافة إلى الملك عبدالله الثاني والرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي. دعت القمة إلى احترام موعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية خلفا لميشال عون الذي تنتهي ولايته في 31 تشرين الأوّل – أكتوبر المقبل. تكشف هذه الدعوة حرصا على لبنان وعلى ما بقي من مؤسسات فيه في وقت لم تبق جمهوريّة لبنانيّة للتفكير في انتخاب رئيس لها. هذا ما أكّدته مسيّرات “حزب الله” فوق حقل “كاريش” للغاز الإسرائيلي. تعني هذه المسيّرات سقوط الجمهوريّة. لم يعد في الإمكان الكلام عن دولة لبنانيّة عندما لا يفوّت “حزب الله”، الذي ليس سوى لواء في “الحرس الثوري” الإيراني، أي فرصة لإبلاغ العالم، خصوصا دول الخليج العربيّة، أنّ أجندته إيرانيّة بنسبة مئة في المئة وأنّه ممسك تماما بقرار الحرب والسلم في لبنان. تكفّل ميشال عون وصهره جبران باسيل بالقضاء على الجمهورية وعلى مؤسساتها ومقومات وجودها. سيحاول “حزب الله” البناء على الدمار الذي خلفه العهد البرتقالي الذي طالما نادى رئيسه بالسيادة والاستقلال.

سيحاول الحزب تمرير انتخاب رئيس جديد للجمهورية في إطار صفقة شاملة متكاملة لا تبدو فرنسا بعيدة عنها، خصوصا بوجود ايمانويل ماكرون في قصر الإليزيه. يبدو ماكرون مستعدّا لمدّ الجسور مع الحزب والأخذ والردّ معه غير آبه بالخطر الوجودي الذي يشكّله على لبنان وعلى الوجود المسيحي فيه تحديدا.

لدى الحديث عن الدمار اللبناني، الذي عمل “حزب الله” من أجله بهدف بلوغ الوضع الراهن، لا مجال لتجاهل الواقع الأليم المتمثّل في أنّ تأثير انهيار النظام المصرفي ما زال في بدايته.

سيدرك اللبنانيون وأبناؤهم في يوم من الأيّام معنى ما حصل ومدى مسؤولية الدولة في عهد ميشال عون – جبران باسيل عن كارثة لا حدود لضخامتها وأبعادها في مجال تغيير طبيعة المجتمع اللبناني كلّه وصورة لبنان وهويته. قد يدرك اللبنانيون يوما، بعد فوات الأوان طبعا، لماذا رفض رئيس الجمهورية سريعا، بل سريعا جدّا، أيّ تحقيق دولي في تفجير مرفأ بيروت في الرابع من آب – أغسطس 2020. أراد بكلّ بساطة قطع الطريق على معرفة الحقيقة لا أكثر. ثمّة خوف ليس بعده خوف لدى الكثيرين من تحقيق دولي يكشف ما كشفته المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي نظرت في جريمة تفجير موكب رفيق الحريري ورفاقه.  لم تترك المحكمة أيّ ثغرة في التحقيق الذي بنت عليه قرارها والذي يحدّد من نفذّ الجريمة ومن لعب دورا في تغطيتها.. في سياق مخطّط مدروس يستهدف تدمير بيروت ولبنان!

مرّة أخرى تؤكّد إيران أن لبنان بات ورقة لديها وأنّها صاحبة الكلمة الأولى والأخيرة في البلد وأنّ معركتها مع أميركا طويلة ولا فارق عندها ما يمكن أن تخسره ما دامت خسائرها ليست من جيبها

على الرغم من الوضع الكارثي القائم حاليا، يبدو ضروريا التفكير في إنقاذ ما بقي من الجمهوريّة. هذا إذا كان في الإمكان إنقاذ شيء منها، قبل التفكير في انتخاب رئيس للجمهوريّة.. بناء على نصيحة الفاتيكان وغيره من الدوائر الدولية والعربيّة  القليلة التي ما زالت تفكّر بلبنان وتبدي حرصها عليه في هذا العالم المليء بالتعقيدات.

يبدأ التفكير في إنقاذ الجمهوريّة بتحديد أصل العلّة في لبنان، أي الاحتلال الإيراني الذي يرمز إليه سلاح “حزب الله”. توجد حاجة إلى البحث في كيفية إنقاذ الجمهوريّة قبل الاختلاف على انتخاب رئيس للجمهوريّة مع قرب نهاية “العهد القويّ” بعد ثلاثة أشهر وأسبوع من الآن.

من ينقذ الجمهوريّة؟ وكيف يمكن إنقاذ الجمهوريّة؟ لا جواب عن مثل هذا النوع من الأسئلة في ظلّ التوازن الإقليمي القائم وفي ظلّ العزلة التي يعيشها لبنان. ليس هناك، في المدى المنظور، من يريد بالفعل تغيير التوازن الإقليمي الحالي باستثناء أنّ من الصعوبة استمرار الوضع في الجنوب السوري على حاله. يبدو واضحا أن الضغوط الروسيّة والإيرانيّة على تركيا أخّرت أيّ عملية عسكرية تركيّة في الشمال السوري.

ستكون إيران في الأشهر القليلة المقبلة، في أقلّ تقدير، لاعبا إقليميا مهمّا في وقت لا وجود لأيّ اهتمام عربي أو دولي بلبنان ومصيره. سيمرّر الحزب مرشّحه للرئاسة بتفاهم مع فرنسا. يمتلك الحزب أكثريات عدّة في مجلس النواب الجديد الذي يمكن وصفه بأنّه مجموعة جزر صغيرة، أي أنّه أقرب إلى أرخبيل أكثر من أيّ شيء. استخدم الحزب إحدى الأكثريات لإيصال نبيه برّي مرّة سابعة إلى موقع رئيس مجلس النواب. استخدم أكثرية أخرى لمنع وصول متعاطف مع “القوات” إلى موقع نائب رئيس مجلس النوّاب. استخدم شبه أكثريّة ثالثة لضمان إعادة تكليف نجيب ميقاتي بتشكيل الحكومة.

قياسا على ما حدث في مرحلة ما قبل انتخاب ميشال عون رئيسا للجمهوريّة، بدعم من سمير جعجع أوّلا ومن سعد الحريري في الدرجة الثانيّة، ليس مستبعدا تكرار السيناريو نفسه بعد خروج ميشال عون من قصر بعبدا. خلّف الرجل مع صهره ما يكفي من الدمار كي يكون هناك تجديد لـ”عهد حزب الله” تحت اسم جديد، قد يكون سليمان فرنجيّة أو غيره، في وقت يبدو واضحا أنّ “الجمهوريّة الإسلاميّة” في إيران تلعب أوراقها بدقّة وباتت قادرة على الاستفادة من ضعف الدور الروسي في سوريا. لم تكن مسيّرات “حزب الله” فوق “كاريش” يوم الخامس من الشهر الجاري والتي تبعتها مسيّرة أسقطت يوم الثامن عشر من نفس الشهر رسالة إلى أهل المنطقة والمجتمع الدولي بمقدار ما كانت رسالة إلى اللبنانيين. فحوى الرسالة أن الحزب هو لبنان ولبنان هو الحزب. مرّة أخرى تؤكّد إيران أن لبنان بات ورقة لديها وأنّها صاحبة الكلمة الأولى والأخيرة في البلد وأنّ معركتها مع أميركا طويلة ولا فارق عندها ما يمكن أن تخسره ما دامت خسائرها ليست من جيبها. إنّها خسائر تطال لبنان واللبنانيين وسوريا والسوريين والعراق والعراقيين واليمن واليمنيين..

 

ماذا يحمل المستقبل لمسيحيي لبنان؟

الدكتور وائل خير/الكلمة أولاين/19 تموز/2022

https://www.alkalimaonline.com/news.aspx?id=656311

اسمحوا لي ان اضع خلاصة لكيف ارى الوجود المسيحي في هذه الفترة الحرجة من تاريخنا في الشرق كشطر أول، يعقبه قسم آخر يتضمن اقتراحاتي العملية.

.القسم الاول: الاقليات في التاريخ

ما التاريخ الا ثبت لأخبار الشعوب، تحالفاتها ونزاعاتها، ثباتها وهجراتها، سلالات حكمتها، من سطع منهم كما من خبا، لمن وماذا اعطت لغيرها من الشعوب وعمّن اخذت. اسطر فخر وكبر، وفصول هوان وذل. لكن قوانين صارمة تتحّكم بها. لا تجد الجماعات حماية لها إلا بأحد امرين ان انتفيا كان زوالها حتميا: الحماية الاولى: العدد، والحماية الثانية القانون. ماساة مسيحيي الشرق انهم اقلية في مجتمعات دكتاتورية بحيث باتوا خارج الحمايتين. كونهم اقلية لا يحميهم العدد، كما ان وجودهم في مجتمعات لا يحكمها القانون،تراهم بعد زوال نظام الذمة الذي حفظهم جسديا طوال ما يزيد على الالف سنة وان بهدر كرامتهم، باتوا دون مظلة قانونية يستجيرون بها فتجيرهم. فهم، لا محالة، على طريق الزوال. الحل في وضعنا، كما سنفصّله لاحقا، هو الخروج من عبء الديمغرافيا في نظام دستوري وحدوي، الى رحاب نظام فدرالي لا يهدد وجودنا في مناطقنا أعداد سائر المواطنين في وحداتهم الفدرالية.

منهجيات دراسة حراجة وضع مسيحيي لبنان.

ربما فاق عشرات الملايين عدد الصفحات التي تناولت ماساة المسيحيين في لبنان ان جمعت منشورات مراكز الابحاث المحلية والعالمية والموسوعات والكتب والمقالات في المجلات والصحف والمحاضرات والتقارير الدبلوماسية وما صدر عن المراجع الدينية. لكن هذا الكم الكبير من الآراء والتحليلات يمكن تبويبه في خمس خيارات فكرية سنعبّر عن كل خيارـ وان احيانا تجاوزا، بالمدرسة. المدارس الخمس هي:المدرسة التآمرية،المدرسة الوعظية، المدرسة الشخصية،المدرسة الدستورية، والمدرسة البنيويّة.

1- المدرسة التآمرية

المدرسة الاكثر انتشارا في الاوساط الاجتماعية و بين المحللين والكثير من القيادات والكوادر. لكن المنتمين اليها قلة في دوائر العلوم السياسية الاكاديمية ما عدا من ينتمي الى المدرسة التفكيكيّة التي، وان لم تلتق ايديولوجيا مع المدرسة التآمرية، فانها تتحالف معها في الممارسة. اعداد المنتمين الى مدرسة المؤامرة مرتفع في اوساط عدد كبير من رجال الاعمال واعضاء المهن الحرة وخريجي عدد كبير من الجامعات واهل الرأي من صحافيين واعلاميين. ليس غرضي ان اخصص هذا القسم باكثر من مرور عابر. حسبي ان اذكر خمس احداث تعاقبت في مدة ايام. تصريح لحبر ماروني شهير عدّد فيه مستعملا اصابعه للتاثير، "ثلاث مخططات تستهدف لبنان، توطين الفلسطينيين، توطين السوريين والاستيلاء على ثروات لبنان الغازية والنفطية."

وزير داخلية سابق يقطع بان لولا سلاح حزب الله لكان العدو الصهيوني اجتاح كل المياه الاقليمية ضاما ثروات لبنان اليه.

الشيخ نعيم قاسم يصرح بان حزب الله لا يضع اي فيتو على مشاركة اي جهة سياسية في الحكومة، لكنه يحذّر من مقاطعتها "تنفيذا لمخطط العدو الصهيوني."

في حلقة تلفزيونية يشرح ممثل للحراك الشعبي موقفه بما معناه ان السيد حسن نصرالله لا يقوم بعمل الا بعد الدرس والتمحيص الى اقصى درجة. فهجوم الطيّونة قبيل الانتخابات النيابية ما كان الا ضمن مخطط يقضي بمنح انتصارا للقوات اللبنانية يشدّ العصب المسيحيي وراءها، ما يستدعي تعبئة مماثلة او تزيد على الجانب الشيعي.

ومثلي الاخير سيدة بيت تهتم جدا بالسياسة ولها حلفاء واعداء تقول:"كنت اول من كشف حقيقة نصرالله. انه اكبر عميل اسرائيلي."

في هذه الامثلة الخمسة التي ضمت رئيس جامعة واكليريكي كبير، وزير داخلية مرموق، قيادي في حزب الله، ضيف تلفزيوني مثقف (اظن عرّف بمحام،) وسيدة منزل، يجمع بينهم التفسير التآمري لأحداث التاريخ.

ما وراء رواج هذه المنهجيّة؟

لانها الأسهل، من جهة، ولجاذبيتها. انها الأسهل لانها لا تتطلب برهانا ولا دليلا، اذ ان المؤامرة، بتعريفها، تقوم على الخدعة، والتسلل والعمل الخفي والسري والحرص على عدم ترك الأدلة والإثباتات والا لا تكون مؤامرة. ففي ادعاء المؤامرة حلّ من كل عبء اثبات.

ثم في الانتساب الى مدرسة المؤامرة كسب معنوي شخصي يوحي بعلو شان القائل بها. فالمتآمرون ، لدهائهم وشدة احتياطاتهم، غرروا بالكثيرين، غير انهم لم يكونوا على مستوى من كشف خديعتهم وفضح مؤامرتهم فهو، اذن، يفوقهم فطنة خلافا للسذّج الذين وقعوا في احابيلهم. وحتى بين المستمعين تجد هذه المنهجية رواجا لما في طياتها من دراما واسرار وتبدبد مشّوق لهذا السرد الذي ينتهي بانكشاف الالغاز.

باختباراتي العرب والشرقيون هم الاكثر انجذابا لفكرة المؤامرة. طبعا السبب يعود الى عدم تجذّر مجتمعاتنا في الفكر العلمي او الفلسفة النقدية. غير ان العنصر الديني يبدو بارزا وراء الاخذ بهذه المنهجية. ما يجمع بين التفكير الديني والتفكير التآمري افتراض كائن خارج ادراكنا، لا نعرف كنهه، لكننا نشهد اعماله اذ هو وراء كل شيء وقادر على كل شيء. المدرسة التآمرية هي فكر ديني بلبوس علماني.

حسب علمي اول من اشار الى هذا الهوى عند العرب الفيلسوف الاسلامي الوحيد من اصل عربي، عبد الرحمن ابن خلدون الذي وصف العرب في مقدمته بانهم" يهوون كل غريب مستطرف."

لا بد قبل الانتقال الى المدرسة التالية من الاشارة الى موضع التباس عندما نتكلم عن المدرسة التآمرية. الالتباس يعود الى تجاور عنصرين ربما كان وراء الالتباس:التخطيط والمؤامرة. التخطيط امر ملزم لكل عمل انساني، الفرد العادي والتاجر والصناعي ورجل الاعمال واستاذ الجامعة وسواهم، لا ينجحون ما لم يخططوا لانجاز ما ينوون القيام به ، ويبلغ التخطيط ذروته في اطار من يدير الشؤون العامة. يخطط المسؤولون لايجاد حلول لما يواجهون ولكل طاريء محتمل. لكن الفاصل بين نظرية التآمر ومبدأ التخطيط هي النية. النية في التآمر هو الاذى دون سبب. والمدمن على الاذى لا بد وان يتّصف بدونيّة خلقية اكتسبها جينيا، كاليهود، او لسؤ خلق انتجه تطور ثقافي او خيار سياسي، كالماسون و"الشيطان الاكبر"

ما من مشترك بين المنتسبين الى مدرسة التآمر اوضح من ايديولوجيات سلطوية تجمع بينهم، سواء يمينية ام يسارية بحيث تتراجع وربما توارت في المجتمعات التي يسود فيها الفكر الليبرالي وان لم تختف كليا.

2—المدرسة الوعظية

يعود رواجها الى سهولة اعتمادها وعدم ضرورة دراسة الأحداث وتلازمها. الاحكام فيها سهلة ونهائية حسبك ان تاخذ بالوصايا وتدرك الموازين الاخلاقية وتقوم بتطبيقها فتأتي النتائج جلية واضحة تنير الطريق وتشير الى الحلول.

مما يعاني اللبنانيون؟ الفساد سبب شقائنا وما يتفرع منه وينتج عنه. ما هو الحل؟ ان ناتي بالحاكم الصالح الذي، لصلاحه، لا يمكن له الا ان يختار معاونين له من مدرسته وعلى مثاله يلتزمون بالمثل العليا ويحرصون على تطبيقها.

لو اتيح للبنان رؤساء جمهورية نظفاء الكف لما عانينا ما نعاني. ماذا لو كان رؤساء الوزارة كسليم الحص او الامير خالد شهاب الذي وصف بانه "جاع وما باع" اراض ورثها عن اهله في فلسطين، بدلا من الحريري والفساد الذي اتي به وتضاعف اضعافا بفضله. الصورة تتكرر مع رؤساء المجالس النيابية السابقين للرئيس برى. ثم ماذا لو كان حاكم مصرف لبنان الياس سركيس او ادمون نعيم بدلا من رياض سلامه؟ كلها حتما لحالت دون انهار الاقتصاد اللبناني وتبخر ودائع مصارف قضى مئات الالوف العمر في جمعها. يخلص المنتمون الى هذه المدرسة الى القول :لولا الانحدار الاخلاقي على جميع هذه المستويات ما كنا نعاني مما نحن فيه ولما كانت ماساتنا.

هل هذه المدرسة على خطأ؟ هل يعني رافضو هذا التوجه ان لا اهمية للنزاهة والأخلاق وروح المسؤولية في العمل السياسي؟

اطلاقا. حسبنا العودة الى خماسية الفلسفة في كتاب ارسطو- بوليتيكا_- للوقوف على الجواب. تقوم الفلسفة على خمس مواضيع. اربعة منها اجوبة على اسئلة في جوهر الوجود الانساني الشخصي والجماعي الى جانب باب مختلف هو الميتافيزياء – ما وراء المحسوسات.

ان وضعنا الميتافيزياء جانيا بقي امامنا اربعة مواضيع تشملها الفلسفة وضعها الفيلسوف اليوناني بشكل اربعة اسئلة جواب كل منها فرع من فروع الفلسفة.

ما هو التصرّف الأمثل في العلاقات البشرية؟ الجواب : الاخلاق. الاخلاق اذن ركن من اركان الفلسفة.

ما هي الطريقة الأمثل للتفكير؟ الجواب : المنطق.

ما هي الشكال الأمثل للاشياء ؟ الاستاتيكا،الجماليات.

اما السياسة ، البوليتيكا، تعبير مشتق من كلمة بوليس اليونانية وتعني المدينة-الدولة، فيعرّفها ارسطو بان السياسة هي الاهتمام بشؤون البوليس –المجتمع- من الزاوية الاخلاقية. الاخلاق شرط ملزم للسياسة والا لا تكون سياسة. منحانا في دراسة المسألة اللبنانية هو عمل سياسي بامتياز. نحن سياسيون بتعريف الفيلسوف الكبير لاننا التقينا "مسوقين بالعناية بشؤون البولس من الناحية الاخلاقية" فيما اجتماعات المسؤولين، على رتبهم ومنزلتهم في الدولة والحكم، لا تجعلهم سياسيين لانهم يلتقون لتقاسم الاسلاب وتوزيع المغانم.

الماخذ على المدرسة الوعظية ليس اثارتها المسألة الخلقية، بل توقفها عندها دون الالتفات الى عناصر اخرى مؤثرة.

3- المدرسة الشخصية

ضمن هذه المدرسة يبرز اسماء عدد كبير من القيادلت المارونية وربما دون استثناء. ميشال عون قال قبل انتخابه رئيسا، "اعطوني السلطة ثم حاسبوني." نعمت افرام وميشال معوض وسليمان فرنجية وجبران باسيل وسمير جعجع اضافة الى العماد جوزف عون، تتردد اسماؤهم لتبؤ كرسي الرئاسة. لم يصدر عن اي منهم (يقتضي الانصاف عدم الزام القائد الحالي للجيش بالتصريح لان ترشيحه اتى في اطار التقديرات الاعلامية ) اي تصريح يتناول صلاحيات مركز الرئاسة الذي يصبون اليه. في السابق ذكر بعضهم ان القيود في صلاحيات الرئيس يمكن تبديلها "من الداخل" وهذا ما حاوله ميشال عون. المبدأ صحيح لا شك فيه. "لا ينكر تبدل الأحكام بتبدل الأزمان" ذاك مبدأ قانوني نصّت عليه اولى تصانيف التشريع في العالم الاسلامي "مجلة الاحكام العدلية." ثم ان الاحكام الملزمة في كل دساتير العالم تتخطى النص الدستوري وتلتزم بالعادات والاعراف واحكام المحاكم ، اي بالتعديل الذي يحدث من الداخل ويتخطى النص المكتوب.

اين اذن الخطأ في قناعة المسؤولين الموارنه بالتغيير من الداخل؟

الخطأ ليس في القول بان التغيير يتم من الداخل ومع الايام. الخطأ هو في عدم معرفتهم او اقرارهم بقوانين التغيير. فالتغيير لا يكون الا لمصلحة الفئات الشابة الديناميكية التي تلقى سندا اقليميا وعالميا و هي على تزايد ديمغرافي وسيطرة على مؤسسات القطاع العام والقطاع الخاص. اما الفئة الهرمة المفككة التي خسرت مؤسساتها وكل ما ملكت من القطاع الخاص (جامعات ،مستشفيات، فنادق الخ.) كما انها خسرت في ثواني القسم الخاص بها من العاصمة، كما تتسم بتراجع ديمغرافي وهجرات جماعية الى جانب افتقادها رافعة اقليمية تشد ازرنا خلافا لمنافسيها خاصة المكون الشيعي الذي سنعود اليه في اطار هذه الدراسة. فكل تغيير في التوازنات الراهنة لا بد ان يكون علينا وليس لنا.

ان كان لأحد ان يتوسل التغيير من الداخل فلن يكون إلا المكوّن الشيعي لأنه يحوز كل شروط التغيير من الداخل، العدد، النمو، الدعم الاقليمي، السلاح والتدريب، استعمال الاغراء كما البطش، وثم ان اتفاقية الدوحة التي اتت بعد احتلال الشيعة لبيروت السنية في العام 2007، كانت تعديلا من الداخل لاتفاقية الطائف التي نظمت العلاقة بين المسيحيين والسنة ولم يجد الشيعة انصافا لهم فيها فاستبدلوها قسرا "من الداخل" باتفاقية الدوحة.

لا يحضرني مثال افضل للاعتراف بدور المؤسسات بدلا من التشاوف الشخصي والنرجسية، خير من موقف الجنرال شارل ديغول في العام 1958 عندما اشترط لقبوله الرئاسة الفرنسية استبدال دستور الجمهورية الرابعة البرلمانية بالجمهورية الخامسة الرئاسية. ليس لان شخصيته دون شخصية الذين يتدافعون للوصول الى رئاسة لبنان، بل بسبب نضجه السياسي و بعد رؤياه. اراد ان يحكم حيث الدستور يوليه قدرة الحكم بدلا من الاستسلام للأوهام وينتهي الى "ما خلّونا."

4- المدرسة الدستورية- المؤسساتية

ناتي هنا الى مدرسة ارقى واكثر جدية من سابقاتها وتتميّز بجذور متينة في علم السياسة والأصول الدستورية.

يرى اصحاب هذا الراي ان تهاوي لبنان يعود الى اسباب دستورية ومؤسساتية خرج بها عن الاعراف المتبعة فانتهى الى دولة فاشلة تعطلت بها كل السلطات بما فيها السلطة القضائية فانعدمت المحاسبة وعم الفساد.

من مظاهر تعطيل المؤسسات الالتزام بمبدأ غريب هو الحكومات الائتلافية. طبعا هناك حكومات ائتلافية في تاريخ الديمقراطيات. غير انه يبقى اجراءا استثنائيا، مثالنا بريطانيا التي ادارت شؤونها طوال الحرب العالمية الثانية حكومة ائتلافية لتعود فور انتهاء الحرب الى السياق الطبيعي: حزب يحكم ومعارضة تراقب وشعب يحاسب.

لاعتماد المبدأ، كما التراجع عنه اسباب.

في لبنان باتت كل الحكومات الاخيرة حكومات ائتلافية تشترك فيها جميع الاحزاب. حتى ان رئيس كتلة حزب الله النائب محمد رعد ليس فقط دعا، بل هدد الذين يرفضون الاشتراك في الحكومات الائتلافية. ربما كان وراء الاصرار ادراك حزب الله حراجة الوضع و تزايد الاعتراض الشعبي على ما وصلنا اليه ومن اوصلنا اليه، فوجد الحزب فائدة في اشتراك الجميع في تحمل المسؤولية وان لم يكونوا سوى اعداد لا رأي لها في السلطة التنفيذية لان التوقيع الحاسم يبقى في يد حزب الله ومن وراءه.

الحكومات الائتلافية انتهاك للحياة الديمقراطية ذلك انها تبطل احدى مهمتين للسلطة التشريعية. من مهمات السلطة التشريعية التشريع. لكن ما لا يقل اهمية عن التشريع هو مراقبة السلطة التشريعية لعمل السلطة التنفيذية. السؤال هنا: كيف يمكن لمجلس نيابي ان يراقب ويحاسب اعمال حكومة هو بمختلف اطيافه شريك دائم فيها.

للمنتمين الى المدرسة الدستورية مآخذ جدية على اتفاقية الطائف. لنبدأ من ظروف عقد مؤتمر الطائف. حضر المسيحيون المؤتمر وهم في حضيض ضعفهم بعد 15 عاما من الحروب الداخلية توجتها حربان بين المسيحيين في فترة سنتين. ثم ان المؤتمر عقد دون الاستعانة بآراء متخصصين في القوانين الدستورية والاتفاقيات الدولية اذ ان القانونيين بينهم اقتصروا على عدد محدود جدا من نواب يمتهنون المحاماة. والادهى، ان المؤتمر انعقد ووضع جدول اعمال ودرس مندرجاته وناقشها و صوّت عليها وأقرّها في 23 يوما. السرعة في اقرار الاتفاقيات الدولية يكون في حالة واحدة: في اتفاقيات التسليم حيث يحسم الامور املاء مشيئة المنتصر على المهزوم.

اتفاقية الطائف كانت Diktat .

ثم ان درسنا نص اتفاقية الطائف نرى فيها خروجا صارخا عن اعراف الدولة الحديثة التي تشترط وجود سلطة تنفيذية واسعة الصلاحيات، متماسكة، تبت بمتطلبات الحياة في عالم حديث متلاحق الاحداث سريع التقلبات. لا محل في الحياة الحديثة لسلطة تنفيذية لا تتسم بسرعة الاجراءات والحلول. لكن الرقابة تكون من خارج السلطة التنفيذية، من السلطة التشريعية واخيرا، من الشعب. من افضل ما تتصف به السلطة التنفيذية في الدول الحديثة مقولة: "اميركا تنتخب كل اربع سنوات دكتاتورا يدبر شؤونها."

الخلل الدستوري في الطائف يعود الى شل السلطة التنفيذية باعتماد مبدأ الحكومات الائتلافية ومبدأ الوفاقية، والميثاقية. وبعد الطائف اتت الدوحة بالثلث الضامن والتوقيع الثالث و"ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة" كي تنتهي ب"سلطة تنفيذية" لا سلطة لها ولا تنفيذ بيدها.

اضيف الى كل ذلك انتفاء المهل. كلف الرئيس سعد الحريري بتاليف وزارة، فرايناه ياخذ اجازته السنوية ويجتمع مع عائلته وتمضي اشهر دون تاليفها, وتوقيع رئيس الجمهورية لا مهل له بشأن تاليف مجلس الوزراء. كلها ادت الى تعطيل عمل سلطات لبنان استمر لسنوات قاربت الخمس وتعدتها. حسب بعض التقارير.

حتى السلطة الثالثة، السلطة القضائية، تتسم بالعجز والشلل. الحصانات، والمحاكم الخاصة (لا وجود لأي منها في الانظمة الديمقراطية). والتشكيلات القضائية من خارج السلطة القضائية التي تخالف ابسط قواعد استقلال السلطات.

يقطع المنتمون الى المدرسة الدستورية بان الاصلاح لا بد ان يكون دستوريا اذ مكمن العلة هو هذا التضارب والشلل ومنه ينساب الفساد حين ينتفي كل شكل من اشكال المحاسبة، برلمانيا كان، ام قضائيا.

5-المدرسة البنيوية

يبدو اننا وجدنا ضالتنا في التنقيب عن اسباب انهيار لبنان في عرضنا للمدرسة الدستورية ما نتج عن شلل المؤسسات من مآسي لحق معظمها بالمكوّن المسيحي وكنا على رأس ضحاياه.

اتفاقية الدوحة ما كانت سببا. كانت نتيجة احتلال المسلحون الشيعة بيروت السنية في7 ايار 2007 .

الطائف، قبلها، ما كان سببا بل نتيجة 15 سنة من الحرب الاهلية ادّت الى تدخل اقليمي ووراءه ارادة دولية فرضت اتفاقية هشّة لم تكن على مستوى التوقعات.

والحرب الاهلية التي انتهت بالطائف لم تكن سببا بل كانت نتيجة الوجود الفلسطيني الذي فرض اتفاقية القاهرة.

الوجود الفلسطيني كان نتيجة وجود مكوّن لبناني (السنة) ساندهم للاقتصاص من مكون لبناني منافس ( الموارنة) رأوا في الفلسطينيين رافعة لنفوذهم داخل الديناميكية السياسية المحلية.

احداث 1958 ما كانت لتحدث لولا الكاريسما لجمال عبد الناصر الذي تلقفها السنة لتعديل الموازين الداخلية في لبنان.

على من يريد سبر غور المأساة اللبنانية، ويريد حلا جديا لها، عليه ان يتخطى النتائج ويكون له جرأة الكشف عن الاسباب.

السب هو في بنية لبنان. السبب يعود الى 1 ايلول 1920.

"الخطيئة الاصلية" هي في تكوين لبنان والاجراءات التي اتخذت من قبل الموارنة خاصة والمسيحيين بشكل عام، يتوسيع حدود متصرفية جبل لبنان وضم اراضي تفوق مساحتها مساحة المتصرفية يسكنها ما يكاد يقرب من عدد سكان المتصرفية ممن لم تخف اكثريتهم الساحقة معارضتهم الانضمام عبر مؤتمرات الساحل التي جمعت السنة، ومقررات مؤتمر الحجير الذي اعرب الشيعة فيه عن رفضهم الانضمام الى لبنان الكبير.

هل يوجد ما يفسر الخطأ التاريخي الذي اقترفته القيادات المسيحية، الدينية والسياسية؟ وهل وجد من دق ناقوس الخطر؟

المبدأ العلمي يرفض اسقاط قيم لاحقة على زمن سابق. فلكل عصر قيمه التي علينا ان نأخذه بها.

ما هي القيم التي راجت عند قيام دولة لبنان الكبير؟

ثلاث قيم كان المجتمع الدولي والأعراف تلتزم بها ولم تتبدّل الا ابتداء من النصف الثاني من القرن العشرين على وقع حقوق الشعوب بتقرير المصير ومبادىء حقوق الانسان، الخاصة والعامة.

ساد عصرئذ مبدأ " المدى الحيوي." الذي ينادي بان لا قيام لأي دولة ما لم تؤمّن مقدارا معينا من امكانية العيش، خاصة الاحتياجات الزراعية الاساسية. وهو ما عرف ب"المدى الحيوي". كان لبنان المتصرفية افضل اقتصادا من جيرانه بسبب صناعة الحرير التي من فائضها كان يشتري حاجاته الزراعية من البقاع ومن عكار. لا شك ان المجاعة التي قضت على ثلث سكانه اثناء الحرب العالمية الاولى، زكّت الحاجة الى مد حدوده لتامين "المدى الحيوي" له.

اما رغبة السكان فلم تكن من قيم ذاك الزمن. تقرير المصير اتى عقودا بعد قيام لبنان الكبير وخلال تلك الفترة تبدلت ارادة سكان الملحقات ذلك ان بديلا للالتحاق بسوريا بدا ادنى للواقع واكثر اغراء. انه التزايد الديمغرافي وامكانية السيطرة على كل لبنان.

قيمة اخرى سادت ذاك الزمن واستمرت حتى شيوع فكرة الحقوق العامة والخاصة لجميع البشر. الايديولوجية السائدة فترة قيام دولة لبنان الكبير كانت الداروينية الاجتماعية. صراع البقاء والبقاء للأفضل. وخير دليل على "فضل" شعب على سواه هو "الغلبة". المسيحيون كانوا الغالبين ومن حقهم الافادة من "حقوق طبيعية" لهم.

ثم ما كان التباين الثقافي عائقا يحول دون الالحاق. ما كان سائدا حتى فترة قريبة ولم يسقط نهائيا حتى الساعة، هي نظرية جون جاك روسو حول الطبيعة البشرية التي تنادي ب"الصفحة البيضاء." الطبيعة خلقت الانسان صفحة بيضاء Tabula Rasa يمكن لأولياء الامور ان يكتبوا عليها ما شاؤوا فيكيّفون الانسان حسب اهوائهم. تلك النظرية عبّأت اليسوعيين والكبوشيين وراء تكبير لبنان. وجود سلطة مسيحية وجموع غير مسيحية واطلاق يد التعليم الكاثوليكي في اوساطهم، سيحولهم ، دون شك، الى المسيحية.

لكن ما يلفت نظر المؤرخ هو بعد نظر بعض من شارك في تلك المقررات. روبير دو كي، مستشار الجنرال هنري غورو في المفوضية العليا الفرنسية، نبّه الى ما تخبأه الايام للبنان الكبير. اقترح على دعاة توسيع لبنان ان يكتفوا بضم بيروت، وكانت ذات اغلبية مسيحية، دون "الاقضية الاربعة". اضاف دو كي محذرا مما اثبتت الايام صحته:"أن كبّرتم لبنان ستخلقون بلدا لا يمكن حكمه او سيفقد طابعه المسيحي."

ان عدنا الى موقف المسلمين نجده مرّ بمرحلتين: الاولى استمرت من اعلان دولة لبنان الكبير 1920 حتى 1936 حيث نادت هذه المجموعات برغبة الانضمام الى سوريا، تلتها المرحلة الثانية، والتي ما تزال سارية حتى الآن، والتي اسقطت الالتحاق بسوريا واستبدلتها بهيمنة المسلمين على كل لبنان.

حدثان خلال اربعة اعوام كانا وراء تبدّل موقف المسلمين.

الاول كان احصاء العام 1932 الذي اثبت تفوقا ضئيلا جدا في عدد المسيحيين (52 %) بحيث، ان اخذ بعين الاعتبار، الزيادة الاعلى في تكاثر المسلمين، بدت فرصة اكيدة لسيطرتهم ديمقراطيا على لبنان.

العنصر الثاني هو الاتفاقية التي عقدتها حكومة الجبهة الشعبية في فرنسا برئاسة ليون بلوم مع القيادات الوطنية السورية في العام 1936 والتي خيّبت آمال اللبنانيين دعاة الوحدة مع سوريا ذلك ان الوفد السوري لم يشر الى "حقوق سوريا في استعادة الاراضي التي سلخت عنها." فاتت الاتفاقية خلوا من اي اشارة الى حقوق سوريا في اراض خارج حدودها.

وهكذا بات في صلب الكيان اللبناني عناصر دماره ليس فقط بتعدد المجموعات المكوّنة له، بل ايضا، وهو الاشّد خطرا، ان هذه المكونات هي امتداد لمجموعات دينية مقر قياداتها خارج حدود لبنان تستطيع متى بانت مصلحة لها، اثارة امتداداتهم داخل الكيان اللبناني لتحقيق مصالح قوى اقليمية.

لم يبرز هذا العامل في العقود الثلاث الاولى بعد اعلان لبنان الكبير. لكن بعد استقلال الدول العربية، والمسالة الفلسطينية، والانقلابات العسكرية العربية منذ 1949 التي، حرصا على تشريع اغتصابها السلطة، استعانت بالقضية الفلسطينية ورفعت رايتها. فمنذ الخمسينات من القرن الماضي ابتدأت فترة الاضطرابات في لبنان و باتت خياراتنا حروب الاهلية دائمة تفصل بينها هدن مؤقته يستعد الفرقاء فيها لخوض حروب قادمة.

في بنية لبنان تكمن لعنة وطننا. ولا خلاص الا بعلاج موطن العلة.

لا حل في اي علاج وعظي او شخصي او دستوري. بل العلاج، كل العلاج في التوجه الى موطن العلة, الى البنية.

لهذه البنية التي سفكت دماء اللبنانيين ودمّرت لبنان، حلان: التقسيم او الفدرالية.

لست من دعاة التقسيم الا عند استحالة كل حل آخر. التقسيم نادرا ما يتم بالتراضي بل ياتي في اعقاب اعمال عنف تؤدي الى اقتلاع مجتمعات وتوطين اخرى. وحتى لو تمت، استثناء، بطريق التراضي بدل العنف، لا بد وان تترافق بمآسي نفسية وشعور غربة. يرافق التقسيم ايضا مشاكل كبرى حول ترسيم الحدود والمياه والثروات الطبيعية اضافة الى توزيع الديون العامة على الوحدات الدستورية المستحدثة.

انتمائي الى قيم حقوق الانسان، تلزمني برفض كل اشكال الحلول التقسيميّة.

اما الفدرالية فهي امر آخر.

الفدرالية هي التطور الاحدث في الفكر الديمقراطي: الديمقراطية ليست حكم الاكثرية، انها حقوق الاقلية. الفدرالية هي الحل اذ في اطار وحدة الوطن، تجد كل المكونات ضمانة راسخة لها لا تتبدل بتبدل الارقام او استبدال الاشخاص بل تجد مرساة صلبة لها في بنية دستورية ملزمة للجميع، و تحرر المجموعات الاقل عددا من خشية الاجتثاث من قبل تلك التي تفوقها حجما. وهكذا يسحب التنافس العددي من التداول لمصلحة رؤيا اكثر مسؤولية للتكاثر وربما قادت الى التنظيم الداخلي لكل مجموعة وتحسين امكانيات نموها وازدهارها.

هذه القيم اثبتت جدواها وادّت الى انتشار الانظمة الفدرالية في عالمنا الحالي. الاكثرية الساحقة من الدول المتطورة اقتصاديا والتي تتمتع بحقوق اصيلة هي فدرالية. وفي حال انتقلت الصين من النظام الوحدوي الى الفدرالي تصبح الاكثرية الساحقة من شعوب العالم تعيش في ظل انظمة فدرالية.

الفدرالية في لبنان

دارس المجتمعات الشرق اوسطية سينتهي حتما الى استخلاص ميّزة فريدة في لبنان تجعل الفدرالية ممكنة التحقق بصعوبات غير ذات بال.

المكونات الطائفية في لبنان، لدرجة كبيرة، تمتلك امتدادات جغرافية خاصة بها مع بعض التداخل. ثم ان هذه الامتدادات التاريخية الى حد كبير، تمتلك ثروات زراعية ومائية وسياحية وموانىء بحرية تؤمن عيشا كريما لكل منها ضمن امتداداتها التاريخية.

وضع العديد من مفكري الفدرالية تصاميم للبنان الفدرالي. ماخذي الشخصي على هذه المشاريع يعود الى اسرافهم في الخوض في التفاصيل. ان التفاصيل الدقيقة يجب ان يترك الى المفاوضين عندما تبدأ الاطراف بدراسة الحل الفدرالي, حسبنا في هذه الفترة التمهيدية وضع الخطوط العريضة للفدرالية التي تقوم على اسس ثلاث:

الوحدات الفدرالية وتقوم حيث يوجد الشرخ، الاعتبار الطائفي.

التجمعات المتباينة داخل الوحدات الكبرى، ويكون حلها عير نظام "الاوبلاست" الذي يولي كل وحدة داخلية كامل الحقوق بادارة شؤونها الداخلية ومقدارا كبيرا من التشريع حسب رغبات السكان، والمالية والتربوية والعطل الخ.

وحتى الافراد الذين يفتقدون الى عدد يسمح بالأوبلاست، كافراد في الوحدات او الاوبلاست التي يختلفون عنها، تكون حمايتهم عبر نظام "الأمبودسمن" الذي يتحرك فورا وبفعالية لرفع الضيم واعادة حقوق كل فرد تنتهك حقوقه من قبل الاوبلاست او الوحدة الفدرالية.

القسم الثاني: وحدة الصف المسيحي

لكن ماذا عن وحدة الصف المسيحي؟

ان شئنا توحيد الصف المسيحي علينا، كمعنيّن بمصيرنا من خارج البنى الحزبية المسيحية، ان نسقط عنا الانا المضخّمة، ونوحد جهودنا في اطار تعاون – وليس الاندماج- مع الفئة اللبنانية الاكبر حجما والافضل تنظيما والاوضح رؤيا والتي اثبتت كل التطورات الاخيرة، بما فيه الانتخابات النيابيةـ على جدوى التعاون معها.

ما يلزم وحدة صفنا اكثر من اي فترة من فترات وجودنا، هي الطبيعة الخاصة لحزب الله.

منذ الخمسينات من القرن الماضي ولبنان يتعرّض للتقلبات السياسية التي عصفت بمنطقة الشرق الاوسط: الناصرية، البعث العسكري، المقاومة الفلسطينية، وفي العقود الاخيرة الثورة الخمينية.

ثمة فرق جوهري بين هذه الموجات، ما عدا الاخيرة، تميزت الاجتياحات السابقة لها بمقدار من العلمانية وان لم تكن قط ليبرالية. الانظمة العسكرية والبعث حركات توجست من التيارات الاسلامية وكثيرا ما قمعتها. الثورة الايرانية كانت امرا آخر. ليس فقط لتولي رجال الدين السلطة، بل، والاهم، بالايديوليوجية الدينية لنظرية "ولاية الفقيه العامة" التي وضعها أية الله الخميني في كتابه "الجمهورية الاسلامية."

الولي الفقيه، حسب الخميني، هو ممثل الامام الغائب، صاحب الزمان، ويرتبط معه برباط صوفي. سلطته لا حدود لها ولا تحتمل المساءلة لانه يتكلم باسم الامام الغائب في زمن الغيبة ويعبّر عن رغباته، وما على سائر الناس الا الرضوخ لأوامر صاحب الزمان كما تبلّغها الولي الفقيه.

ليست فقط الخلفية الفقهية المطلقة ما يقلق، بل ان الدهاء التي اتسم به رجال الدين في ايران ووفقوا الى القضاء على حلفائهم الذين كانوا رافعة لهم للوصول الى الحكم، اضافة الى التخطيط لنشر الثورة الاسلامية عبر الشرق الاوسط من باب القضية الفلسطينية. كان من اوائل ما قاموا به اعلان يوم القدس وانشاء "فيلق القدس."

من الادلة على دهائهم هو حصرهم حرب تحرير جنوب لبنان من الاسرائيليين بحزب الله دون غيره بما فيهم من سبقوه الى حمل السلاح من احزاب يسارية وحتى اعضاء حركة امل. من ابرز انجازاتهم تمكنهم من وضع الحزب المسيحي الاوسع انتشارا في ذاك الوقت في خدمة حزب الله وتغطية مشاريعه في القضم التدريجي لبنية الدولة اللبنانية. ناهيك بالاستعانة بشتى الوسائل، سلمية كانت ام اتسمت بالعنف والاغتيالات للوصول الى اهداف الحزب ونشر ولاية الفقيه.

باختصار. ما نواجه اليوم هو تحدي لا مثيل له قط في تاريخنا المليء بالمآسي المتلاحقة.

ما العمل؟

سؤال يسبق "ما العمل" هو " ما هي القوى المتواجدة على الساحة اللبنانية, طبيعتها تحالفاتها وامكانياتها."

ان سلمنا ان "حزب الله هو مصدر الخطر الاكبر على مكونات لبنان الاخرى، يمكن وضع هذه القائمة.

العدو الاول: حزب الله

العدو الثاني وهو بنفس المنزلة: كل القوى المتحالفة مع حزب الله.

الفئة الثالثة: قوى سياسية اظهرت عداء وتنديدا بالعديد من مثالب النظام اللبناني، كالفساد، والبيئة وربما حقوق المثليين، لكنها غيّبت نفسها عن اخذ موقف من حزب الله، الخطر الوجودي علينا.

الفئة الر ابعة، قوى سياسية لبنانية، تماثلنا في مناصبة حزب الله العداء، وتملك وزنا، الا ان وزنها محدود وقدراتها ضئيلة.

الفئة الخامسة وهي قوة سياسية لبنانية، الى جانب وضوح رؤيتها لخطر حزب الله وبرنامجه، تمتلك قوة سياسية ومستوى تنظيمي ووجود في مختلف نواحي الحياة العامة، كما انها تمثل التجمع النيابي الاول.

من وافق على هذا البسط للواقع السياسي اللبناني، لن يصعب عليه معرفة الاتجاه الذي على من شاء العمل الجدي التماسه لدعم الوجود المسيحي،

يقتضي هذا السعي الى جهد كبير في اتجاهين:

الاتجاه الاول، مفاوضات جدية مع هذا المكون البارز يحدد دورنا في التعاون ويعترف الفريق الاكبر بنا ويولينا ما هو حقنا في مجالات ربما اثبتنا تفوقا فيها.

ثم علينا ان نسقط ميغالومانيا كثيرا ما تطفو في تصرفاتنا، ونرضى بحجمنا.

الاتجاه الاول: التعاون مع القوات اللبنانية

اقترح التقدم بطلب الى القوات اللبنانية، نطلب فيه ان نبدا مفاوضات جدية لوضع مواهبنا وقدراتنا في خدمة القضية اللبنانية التي يقودونها، يقابل طلبنا تعهد من قبل القوات اللبنانية بتحديد ما يمكن لنا ان نقوم به لخدمة الوجود المسيحي المهدد، واحترام كيان خاص بنا في اطار وحدة المسيحيين. لنا في التاريخ الحديث للبنان قدوة. الجبهة اللبنانية وسّعت، الى جانب القوى العسكرية،لفئات تتمتع بالاحترام وافادت من مواهبها ما سمح لمفكرين واكاديميين وضع وزناتهم في خدمة القضية اللبنانية امثال شارل مالك، فؤاد افرام البستاني، جواد بولس، ادوار حنين ولحين، سعيد عقل وغيرهم.

الاتجاه الثاني: الفدرالية والمجتمع الدولي وطرح قضية المسيحيين دوليا.

من القوانين الثابتة التي لا يرقى الشك اليها ان المجتمعات الصغيرة لا يمكن ان تبلغ غاياتها وتضمن حقوقها ما لم تحسن تعبئة المجتمع الدولي، خاصة الدول ذات التاثير، وراء مطالبها.

الايد يولوجية السائدة في اوساط االمسيحيين هي من مخلفات الداروينية. ليست بالضرورة عرقية، بل تطغى عليها داروينية من انواع آخرى، خصائص تاريخية، او ميزات ثقافية واخيرا ميزات روحية ،" لبنان الرسالة"، "لبنان مثال للتعايش بين الاديان."

هذا التشاوف يقوم على فرضية ضعيفة الاسس لكنها، حتى لو صحّت، فهي لا تتماشى مع قيم عالمنا الذي يقوم على حقوق الانسان. المقولات السابقة تقوم على "تفوقنا يبرر وجودنا." على خلاف قيم عصرنا المستمدة من حقوق الانسان التي قوامها "بما اننا موجودين، لذا لنا الحق بالوجود."

ثم ليس من حاجة لاثارة الأمور الخلافية وفي حوزتنا نص صريح يضمن جميع حقوقنا. ان الوحدة الانسانية والمساواة في الحقوق هي في الفقرة الاولى من ديباجة الاعلان: "لما كان الاعتراف بالكرامة الاصيلة في جميع أعضاء الاسرة البشرية، وبحقوقهم المتساوية الثابتة، هو اساس الحرية والعدل والسلام في العالم."

لنا ايضا الاستعانة بالاتفاقية الدولية لمواجهة الاباداة الجماعية للحفاظ على حقوقنا.

فرصة اثارة قضيتنا الوجودية من ذاك الباب الواسع، القانون الدولي المتضمن اتفاقيات تتعلق بالحقوق العامة- منع البادات الجماعية والحقوق الخاصة- الاعلان العالمي لحقوق الانسان، لم تستعمل تلك الفرصة بشكل كاف حتى الآن.

من واجبنا الوطني ان نستصرخ الضمير العالمي وتعبئة القانون الدولي لخدمة قضيتنا الآن قبل ان يفوتنا ما تبقى من فرص.

؟ابولوجيا سقراط

حيطة من الاتهام بالتشاوف، رايت ان اختم مقالي هذا بمقتطف كلاسيكي كانت جميع الجامعات دون استثناء حتى الفترة الاخيرة تعتبره مادة ملزمة للطلاب. بعض هذه الجامعات في الخارج كانت تصر على تعليمه بلغته الاصلية، اليونانية القديمة. انه "ابولوجيا سقراط" – دفاعه امام محكمة اثينا.

قال سقراط للمحكمة ان صديقا له-ذكر اسمه- سأل عرّاف الاله ابولو في دلفي: "من هو اكثر الرجال حكمة؟" خلافا للعادة، جاء جواب العراف دون لبس: "سقراط" سر الصديق واسرع عائدا الى اثينا وابلغ سقراط الخبر السار. بدلا من السرور، اصابت الحيرة الفيلسوف الاثيني. ايمانه بالآلهة تقضي بان لا يمكن لابولو ان يكون على خط\، لكن، بالمقابل، هو يعرف نفسه وهو على يقين انه ليس حكيما. فاراد ان يختبر صحة قول ابولو. قام سقراط بزيارة جميع حكماء اثينا وبعد ان فرغ من جولته بان له صحة قول الاله ابولو. سقراط هو الاحكم ليس لانه يعرف، بل لانه يعرف انه لا يعرف، بينما سائرهم لا يعرفون ويدعون المعرفة.

 

احتفاء وتكريم استثنائي لمحمد بن زايد في باريس... وماكرون يقلده الوشاح الأكبر لجوقة الشرف

ميشال أبو نجم/الشرق الأوسط/19 تموز/2022

قطعاً، استنفدت باريس جميع البادرات الممكنة للتعبير عن ترحيبها بـ«زيارة الدولة» التي يقوم بها رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد إلى فرنسا بدعوة رسمية من الرئيس إيمانويل ماكرون. فما بين الاستقبال الرسمي العسكري الذي أقيم ظهر أمس في باحة «قصر الأنفاليد» حيث مثل وزير الدفاع سيباستيان لوكورنو الرئيس ماكرون والموكب الرسمي الذي رافقه من قصر الأنفاليد إلى مدخل قصر الإليزيه ومشهد خيالة الحرس الجمهوري بلباسهم وسيوفهم وصهواتهم كان يثير الإعجاب، وما إن دخلت سيارة رئيس دولة الإمارات إلى باحة القصر الرئاسي حتى نزل ماكرون درجات السلم الصغير للتسليم عليه ومعانقته بحرارة ما يدل على العلاقة الشخصية المتينة والحرارة التي تربط رئيسي الدولتين. وللمزيد من الترحيب، وإبراز المكانة الخاصة لرئيس دولة الإمارات، فقد شاركت السيدة الفرنسية الأولى بريجيت ماكرون في الاستقبال قبل أن يلتقي المسؤولان في جلسة مغلقة على مأدبة غداء ومن غير حضور أي من المستشارين.

وتثمن فرنسا كثيراً اختيار باريس لتكون المحطة الأولى لزيارات رئيس دولة الإمارات إلى خارج المنطقة العربية منذ أن تسلم رئاسة الدولة في شهر مايو (أيار) الماضي. وأفادت مصادر فرنسية بأن اللافت في العلاقات الثنائية بين باريس وأبوظبي «ليس فقط بُعدها التاريخي الذي يعود إلى بدايات دولة الإمارات وإعلان الاتحاد في عام 1971 وما تبعه من زيارة للمؤسس ورئيس الدولة الأول الشيخ زايد بن سلطان الذي زار باريس في عام 1976 للمرة الأولى ثم زارها ثانية في إطار زيارة دولة في عام 1991، بل أيضاً البعد الشخصي الذي يربط رئيسي الدولتين وذلك منذ وصول ماكرون إلى الرئاسة ربيع عام 2017».

وتشير هذه المصادر إلى أن العلاقات الفرنسية - الإماراتية تطورت باطراد بغض النظر عن الهوية السياسية للرئيس الفرنسي أكان من اليمين أو اليسار. وتبرز من بين كل الرؤساء السابقين هامة الرئيس جاك شيراك (1995 - 2002). وبحسب ما أورده مقربون منه، فإنه عند التقائه الراحل الشيخ زايد بن سلطان كان يسأله بالتفصيل عن أخبار أبنائه واحداً واحداً ما كان يدل على ولعه بالإمارات وبالنموذج التنموي الذي اختارته. وتجدر الإشارة إلى أن أبوظبي، عند نيلها الاستقلال توجهت نحو فرنسا لأنها كانت راغبة بالخروج من «الدائرة البريطانية - الأنكلو - ساكسونية» ولأن باريس كانت تنهج زمن الرئيسين جورج بومبيدو وفاليري جيسكار ديستان سياسة متفهمة للقضايا العربية ما شجع أبوظبي للتوجه إليها. وتكرست العلاقات لاحقاً بتوقيع معاهدة دفاعية بين الطرفين ما عكس رغبة لفرنسا بأن يكون لها دور في الاستقرار الإقليمي والمحافظة على الأمن في المنطقة واستكمل لاحقاً باتفاق يتيح لفرنسا الوجود العسكري الدائم في الإمارات في قاعدة متعددة المهام. وخلال الحرب على داعش، كانت الطائرات الفرنسية المقاتلة تنطلق من قاعدة الجفرة لضرب مواقع تنظيم داعش في العراق في إطار التحالف الدولي لدحر الإرهاب.

ويقول مصدر فرنسي إن معنى اللقاء المغلق بين رئيس دولة الإمارات والرئيس الفرنسي الذي حرص عليه الرئيس ماكرون أن الطرفين يريدان التحدث بصراحة كاملة حول كل المواضيع المطروحة والغوص إلى أعماقها وبعضها حساس. وأفادت مصادر قصر الإليزيه بأن الرئيس الفرنسي كرم رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة بمنحه أعلى وسام في الجمهورية الفرنسية وهو الوشاح الأكبر لجوقة الشرف الذي أطلقه الإمبراطور نابليون الأول في عام 1802. كذلك أفادت المصادر الرئاسية بأن ماكرون قدم هدية للشيخ محمد بن زايد هي كناية عن نسخة لإحدى أقدم خرائط منطقة الخليج التي رسمها في عام 1535 الرحالة الألماني لورنز فريز لشبه الجزيرة العربية. وبعد الإليزيه، التقى رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الشيوخ جيرار لارشيه على أن يلتقي اليوم قبل مغادرته فرنسا رئيسة مجلس النواب يائيل بيفيه - براون يتبعها لقاء مع رئيسة الوزراء الفرنسية أليزبيت بورن. وبذلك يكون الشيخ محمد بن زايد قد اجتمع بأعلى السلطات التنفيذية والتشريعية في فرنسا فيما الوزراء المرافقون كانت لهم اجتماعات عمل مع نظرائهم الفرنسيين وتضمنت توقيع العديد من العقود ومذكرات التفاهم.

بيد أن «واسطة العقد» لليوم الأول من الزيارة الرسمية كان «عشاء الدولة» الذي أقامه ماكرون على شرف ضيفه الإماراتي الذي شاركت فيه مائة شخصية بينها أعلى ممثلي السلطات الفرنسية التنفيذية والتشريعية بينها ستة وزراء «الخارجية والدفاع والاقتصاد والنقلة البيئوية والثقافة والتعليم العالي» ورئيسا لجنتي الدفاع والخارجية في البرلمان ورئيس مجموعة الصداقة الفرنسية - الخليجية ووزراء سابقون ورؤساء عدد كبير من كبريات الشركات الفرنسية وبعضها فاعل في الاقتصاد الإماراتي إضافة إلى عشرين شخصية من عالمي الثقافة والفنون والتعليم العالي والبحث العلمي. وتعكس هذه الخيارات الاهتمامات الفرنسية - الإماراتية المشتركة والملفات الرئيسية التي تم تناولها أمس ويستكمل البحث فيها اليوم. وكان منتظراً كما ينص ذلك التقليد على أن يلقي الرئيس المضيف كلمة في بداية العشاء الرسمي تتبعه كلمة للرئيس للضيف، وستكون كاترين كولونا، وزيرة الخارجية ظهر اليوم، في وداع الشيخ محمد بن زايد في مطار أورلي الواقع جنوب باريس. ونقلت وكالة «وام» الإماراتية أن الشيخ محمد بن زايد أكد خلال لقائه الرئيس ماكرون أن «علاقات الصداقة بين دولة الإمارات وفرنسا قوية وراسخة منذ عهد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان» واستطردت أن الزعيمين «استعرضا خلال اللقاء مسارات التعاون المتنوعة في إطار الشراكة الاستراتيجية بين البلدين خاصة في المجالات الاستثمارية والاقتصادية والثقافية والعلمية والتكنولوجيا المتقدمة والطاقة المتجددة والأمن الغذائي بجانب البيئة والتغير المناخي وغيرها من المجالات الحيوية التي تحظى باهتمام مشترك وتدعم تطلعات البلدين إلى مستقبل أفضل كما أنهما أكدا حرصهما المشترك على استمرار التشاور والتنسيق بين الجانبين تجاه العديد من القضايا والملفات ذات الاهتمام المشترك، وذلك في ضوء الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي تجمع بينهما فضلاً عن التطورات الإقليمية والدولية التي تهمهما».

قبل الزيارة، استبقت باريس الزيارة بأمرين: الأول، بعرض تولاه أحد مستشاري الرئيس ماكرون للزيارة وأبعادها والثاني ببيان رسمي صادر عن قصر الإليزيه يبين محاور المحادثات والتحديات التي يواجهها الطرفان. و«كلمة السر» التي تعكس توجه البلدين عنوان واضح يتحدث عن سعيهما لتعميق وتعزيز «الشراكة الاستراتيجية الشاملة». وبحسب باريس، فإن هذه الشراكة تدور حول ثلاثة محاور رئيسية: الأول، المحور السياسي - الأمني والدفاعي الذي يشمل الأمن والاستقرار والوضع الإقليمي والحرب على الإرهاب والملفات الرئيسية التي تواجهها منطقة الخليجية وعلى رأسها الملف النووي الإيراني وذلك على خلفية القمة الخليجية - العربية - الأميركية وزيارة الرئيس بايدن إلى إسرائيل والضفة الغربية السعودية. ويضاف إليها ملفان: الملف الفلسطيني - الإسرائيلي من جهة والملف اللبناني من جهة أخرى. والتوجه العام الفرنسي - الإماراتي هو لخفض التصعيد والعودة إلى الحوار بما في ذلك الملف النووي الإيراني الذي كان رئيسياً في محادثات الرئيس بايدن في زيارته الأخيرة.

وتمثل ملفات العلاقة الاقتصادية والطاقة والاستثمارات المتبادلة والمبادلات التجارية المحور الثاني الرئيسي. وتبدو باريس مهتمة بتنويع وارداتها النفطية والتوجه صوب الإمارات، وذلك على ضوء الصعوبات المترتبة على الحرب الروسية على أوكرانيا. وبحسب «وام» فإن الشيخ محمد بن زايد أكد أن الطاقة بكل أنواعها تمثل أحد أهم مجالات التعاون بين البلدين وأن دولة الإمارات حريصة على دعم أمن الطاقة في العالم عامة وفي فرنسا الصديقة خاصة، منوهاً بتوفر العديد من إمكانيات الشراكة ومقوماتها بين البلدين في هذا المجال.

وأفادت «وام» بأن البحث تناول أيضاً المجالات الاستثمارية والاقتصادية والعلمية والثقافية والتكنولوجيا المتقدمة والطاقة المتجددة وهي الملفات التي فصلتها سابقاً مصادر الإليزيه التي أشارت إلى توقيع مجموعة من العقود والتفاهمات أبرزها الخاصة بضمان أبوظبي تزويد فرنسا بكميات من مادة «الديزل» لتعويض النقص الناتج عن قرار الاتحاد الأوروبي وقف استيراد النفط الروسي. وأفاد بيان فرنسي بأن الطرفين وقعا اتفاقا حول الشراكة الاستراتيجية الخاصة بالتعاون في مجال الطاقة وقد وقعه عن الجانب الفرنسي وزير الاقتصاد برونو لومير ووزيرة النقلة البيئوية أنياس بانيه – روناشيه، وعن الجانب الإماراتي وزير الصناعة ومبعوث الإمارات في الملف البيئوي سلطان الجابر. وجاء في البيان الفرنسي أن الاتفاق يعكس رغبة البلدية في تعزيز علاقاتهما في مجال الطاقة وأن الهدف التوافق على مشاريع استثمارية في الدولتين وفي دول أخرى تتناول الهيدروجين والطاقة النووية والطاقة المستديمة. وقال الوزير لومير إن الاتفاق «يتميز بأهمية استراتيجية مزدوجة إذ يتيح لنا أن نواجه تحديات أمن الطاقة على المدى القصير من جهة وأن نتحضر لمستقبل عديم الانبعاثات الكربونية». وعملياً، ترى باريس أن الاتفاق يوفر إطاراً ثابتاً لتعاون طويل المدى ولعقود صناعية ومشاريع استثمارية مستقبلية. وهناك عقدان إضافيان وقعا في مجال الطاقة: الأول لتزويد فرنسا بمادة الديزل والثاني إنشاء شركة مشتركة تستهدف إطلاق مشاريع تتناول النقلة البيئوية. واعتبرت الوزير بانيه - روناشيه أن العقد يعني تعميق التعاون بين الطرفين وإيجاد شراكات صناعية والعمل على بناء نموذج للطاقة عديم الانبعاثات الكربونية.

ثمة ملف ثالث تسميه باريس ملف «التحديات الشاملة» الذي يتناول بشكل خاص الأزمة الغذائية التي برزت بقوة مع صعوبة وصول الحبوب الأوكرانية إلى الأسواق وخصوصاً إلى بلدان العالم الثالث، أما الملف الثاني عنوانه التحديات البيئية. وخلال الاجتماع، أكد الشيخ محمد بن زايد أن الإمارات وفرنسا لديهما اهتمام كبير بقضايا البيئة ومواجهة التغير المناخي في إطار «اتفاق باريس بشأن المناخ»، وهذا يفتح المجال أمام مزيد من العمل المشترك في هذا الشأن خاصة أن الإمارات ستستضيف مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ «كوب 28» خلال عام 2023 وتتطلع إلى التنسيق والتعاونِ مع بلدكم الصديق لتعزيز الاستجابة الدولية للخطر الذي يهدد كوكبنا والمتمثل في التغير المناخي. لا تتوقف الأمور عند هذا الحد. ذلك أن طموح الجانبين يذهب أبعد من ذلك ويتناول التعاون الثقافي والبحث العلمي والصحة والعلوم والفضاء. وكان منتظراً توقيع مجموعة اتفاقات بين الجانبين، إلى جانب ما ذكر ما يعكس رغبتهما في ترجمة الشراكة الاستراتيجية الشاملة إلى مشاريع مشتركة مفيدة للطرفين. وصباح اليوم، سيلتئم مجلس الأعمال الفرنسي - الإماراتي الذي يراد له أن يعزز التعاون وأن الشراكات إلى فضاء أوسع يتناول كل الميادين.

 

الأهم في قمة جدة

نديم قطيش/الشرق الأوسط/19 تموز/2022

العادات القديمة تموت بصعوبة، مثلها أيضاً الأفكار والتصورات. بدا ذلك واضحاً في جوانب مهمة من الموقف الأميركي في قمة جدة. تفرد الرئيس الأميركي الزائر جو بايدن، بالحديث عن الدور الأميركي في المنطقة والعلاقات الأميركية الخليجية من زاوية أن واشنطن لن تترك «فراغاً تملؤه الصين أو روسيا أو إيران»! كان قد سبق لبايدن أن كتب في مقالته الممهدة للزيارة في صحيفة «واشنطن بوست» أن تحسين العلاقات الأميركية - السعودية ضروري «لوضع الولايات المتحدة في أفضل موقع ممكن للتغلب على الصين». لا تعبر فكرة سياسية كهذه عن فهم أميركي دقيق لما تغير في العالم، على مستوى العلاقات الدولية والاقتصادية وتوسع شبكة المصالح المتبادلة، لا سيما بين الصين ودول المجموعة الخليجية. لم تتوقف العلاقات الصينية - السعودية عند حدود الاعتماد الصيني المتنامي على النفط؛ فبعد توقيع الاتفاق الاستراتيجي بين البلدين عام 2016 تجاوز حجم التبادل التجاري بينهما عام 2020 سقف 65 مليار دولار بالمقارنة مع نحو 20 مليار دولار بين السعودية وأميركا في العام نفسه.

وتغطي العلاقات السعودية - الصينية مساحات لا حصر لها من التعاون التكنولوجي، لا سيما في تقنية اتصالات الجيل الخامس عبر شركة «هواوي»، بالإضافة إلى التعاون في مجال صناعة الصواريخ الباليستية وتطوير استثمار الموارد الطبيعية غير النفطية.

من هنا بدا مثلاً تركيز الرئيس الأميركي على الاستثمارات السعودية - الأميركية المستقبلية في تكنولوجيا اتصالات الجيلين الخامس والسادس وكأنه غارق في سياقات حرب باردة جديدة أو منطق «تنافس الدول العظمى»، في الوقت الذي تتحدث فيه الرياض علناً عن تنويع علاقاتها الاستراتيجية بمنطق تكاملي لا تلغي فيه أي علاقة أخرى أو تهمشها. ولا يخفى أيضاً أن الرياض وحلفاءها في المنطقة يرون في الصين حليفاً مهماً يمتلك مزيجاً استراتيجياً من العلاقات الإيجابية مع إيران كما من أوراق الضغط عليها، ما يضع بكين في مكان يبدو أقدر من واشنطن على التوسط بين الأطراف المتنازعة في الخليج، وصيانة المصالح الخليجية. وإذا كانت السياسة انطباعات قبل أي شيء، فإن الانطباع أن بكين أكثر موثوقية في لعبة إدارة المصالح الخليجية الإقليمية، لا سيما بعد أن غلب الظن أن بعض الإدارات الأميركية مستعدة لأن تضحي بمصالح حلفائها لصالح نقلات سياسية تجريبية في الشرق الأوسط كدعم إدارة باراك أوباما لـ«الإخوان المسلمين» وانفتاحها غير المضبوط على إيران.

النقطة الأهم التي تفوت الإدارة الأميركية والجناح «التقدمي المثالي» في الحزب الديمقراطي، أن ما كان يؤخذ على الصين أنها لا تمتلك نموذجاً للتصدير هو في الواقع نقطة القوة الأهم في العلاقات الصينية - السعودية، لا سيما في لحظة تعثر النموذج الليبرالي عن تقديم نفسه كبديل ملهم لأمم العالم.

من حيث المبدأ، لا تريد السعودية من يصدر إليها قيماً وأفكاراً ونظماً سياسية لا تراها تتماشى مع طبيعتها وتاريخها وتكون السلطة والدولة فيها، وهي نقطة حرص المسؤولون السعوديون على التصريح بها على أعلى مستوى.

ومن حيث تنافس الأفكار، لا تبدو المعركة محسومة بين النظام الديمقراطي وبين الأنساق السياسية الأخرى لصالح الأول، أقله لناحية تأمين الرفاهية الاجتماعية والاقتصادية. فقد نجحت الصين في القول إن رفع مئات ملايين البشر من الفقر إلى الطبقات الوسطى ليس مشروطاً بآليات الحكم في نظام ديمقراطي. دعك عن تعثر النظم الديمقراطية في إيجاد حلول مستدامة لمشكلات الاقتصاد والبيئة والأمن الغذائي والأمن الاجتماعي وإدارة صراعات الهوية بكافة أشكالها.

أما في العالم العربي وبعد عقد مما سمي «الربيع العربي» تبدو سمعة الديمقراطية في أدنى مراتبها. فقد كشف استطلاع، أجرته شبكة «الباروميتر العربي»، في جامعة برينستون الأميركية عن أن المواطنين العرب في تسع دول عربية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إضافة إلى الأراضي الفلسطينية، فقدوا ثقتهم بتحسن أوضاعهم الاقتصادية في ظل نظام سياسي ديمقراطي. وعن سؤال للمشاركين في الاستطلاع حول ما إذا كانوا يفضلون حكومة فعالة أياً كان شكل نظامها السياسي، قال أكثر من 60 في المائة عبر الدول التسع إنهم لا يعترضون على شكل الحكم ما دامت السياسات الحكومية تتسم بالفاعلية.

تؤكد هذه الأمزجة أن شعبية وشرعية الحكم الرشيد تتوسع على حساب أفكار تصدير الديمقراطية، في أماكن مختلفة من العالم، وهو ما يعد انتصاراً للأنظمة التي تتمسك بخصوصيات سياسية واجتماعية وثقافية في مواجهة «التبشير» الديمقراطي الأميركي. ببساطة شديدة، لا يوجد في الرياض اتجاه للمغامرة بكل الترسانة السياسية الاقتصادية التي نمت مع الصين من أجل العودة إلى تجريب المجرب، أو أن يحشر مصالح المملكة في لعبة الانحياز إلى قطب مقابل قطب في لعبة حرب باردة جديدة.

 

الحاجة إلى إعادة ترتيب أمن البيت العربي

د. محمد علي السقاف/الشرق الأوسط/19 تموز/2022

وقع بروتوكول الإسكندرية في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 1944، وميثاق الجامعة العربية في 22 مارس (آذار) 1945.

ووقع ميثاق الأمم المتحدة في 26 يونيو (حزيران) 1945، في سان فرانسيسكو وأصبح نافذاً في 24 أكتوبر 1945.

وقعت معاهدة حلف الشمال الأطلسي (الناتو) في واشنطن في 4 أبريل (نيسان) 1949.

وافق مجلس الجامعة العربية على معاهدة الدفاع المشترك بين دول الجامعة وملحقها العسكري في 13 أبريل 1950.

الحرب الأوكرانية الروسية هي في جوهرها حرب بين الشرق والغرب، وتهدف إلى إعادة صياغة عالم جديد في العلاقات الدولية.

الغرب وتحديداً بقيادة الولايات المتحدة يسعى إلى استمرار سيطرة القطب الواحد الذي تسيدت به الولايات المتحدة على المسرح الدولي بعد انهيار جدار برلين وتفكك الاتحاد السوفياتي في مطلع التسعينات من القرن الماضي. وحاولت دول الاتحاد الأوروبي في مرحلة أولى توسيع عضويتها بضم عدد من دول أوروبا الشرقية ووسط أوروبا. وعملت في الوقت نفسه على أخذ مبادراتها وخاصة بقيادة فرنسا إلى تشكيل نوع من الاستقلالية الدفاعية عن حلف الناتو على أساس قناعتها بأن الحلف يقع تحت سيطرة الولايات المتحدة التي تتخذها كأداة عسكرية وأمنية تخدم سياستها الخارجية. وكادت أوروبا تنجح في توجهها هذا في فترة حكم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب الذي انتقد مواقف الدول الأوروبية لعدم مساهمتها في تمويل أنشطة الناتو، وهدد بإمكانية انسحاب الولايات المتحدة من الحلف كما انسحب من بعض المنظمات الدولية.

أحداث أوكرانيا بعد الاجتياح الروسي وقدوم الرئيس بايدن إلى سدة الحكم رأت فيها أوروبا صعوبة إمكانية استغنائها في مرحلة الصراع الحالي عن المظلة الأطلسية التي عكس توجهها السابق توسعت استراتيجيتها بانضمام كل من فنلندا والسويد إلى عضويتها.

جامعة الدول العربية كما أوضحنا في بداية المقال كان لها السبق في تأسيسها قبل نشوء الأمم المتحدة بعدة أشهر، وسبقت أيضاً تأسيس عدة منظمات إقليمية سواء على مستوى السوق الأوروبية المشتركة التي تحولت بعد ذلك إلى الاتحاد الأوروبي وتكونت عدة منظمات إقليمية في آسيا وأميركا وأفريقيا، في حين ظلت جامعة الدول العربية تبدو وكأنها تراوح مكانها من دون ابتكار لآليات عربية - عربية للتعاون أو الاندماج بين دولها الأعضاء... مما يطرح السؤال: هل أحد أسباب هذا الجمود المؤسسي والوظيفي يعود بصفة رئيسية إلى دولها الأعضاء التي تشكل الجامعة العربية مرآة لدولها بعدم تمتعها باستقلالية كبيرة عنها حتى لا نقول إنها تستطيع كالاتحاد الأوروبي أن تصل إلى مرحلة تجعل من قراراتها وتشريعاتها تعلو على التشريعات الوطنية؟ وقد يجيب قائل عن هذا التساؤل بالقول: إذا كان الطموح الوصول إلى استقلالية أكبر للدول الأعضاء في الجامعة على نمط النموذج الأوروبي، فأليس من المفترض على الأقل أن تبدأ الدول الأعضاء العمل على تنفيذ وتفعيل الاتفاقيات والمعاهدات التي وقعت في الخمسينات مثل معاهدة الدفاع المشترك لعام 1950؟ ما المقصود بالإشارة تحديداً إلى هذه المعاهدة الدفاعية؟ الإجابة البسيطة عن هذا التساؤل يكمن في الحديث والنقاش المتداول منذ فترة قصيرة حول اقتراح إنشاء «ناتو عربي».

في نهاية التسعينات جرت محاولات حول إمكان إقامة علاقات تعاون وشراكة بين بعض الدول العربية وحلف الناتو وفشلت كل تلك المحاولات ولم تتكلل بالنجاح. وجاءت مبادرة الرئيس الأميركي السابق ترمب التي شكلت في توقيتها مفارقة كبرى في تهديداته للأوروبيين باحتمال انسحاب الولايات المتحدة من عضوية الناتو، وإطلاقه في الوقت نفسه فكرة تأسيس «ناتو عربي» ضمن سياق سياسته الشرق الأوسطية تجاه إسرائيل وإيران.

وتولى وزير خارجيته السابق مايك بومبيو الترويج منذ مطلع عام 2019 لضرورة تشكيل «تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي» أو ما أطلق عليه «الناتو العربي» لجمع حلفاء الولايات المتحدة لمواجهة تهديدات مشتركة من تنظيمات جهادية ومن إيران. وتجدر الاشارة هنا في هذا الصدد إلى أن معاهدة الدفاع المشترك الموقعة في إطار الجامعة العربية في أبريل 1950 قريبة في صياغة مفردات إحدى موادها بما جاء في المادة الخامسة من معاهدة الناتو التي وقعت قبلها بسنة في أبريل 1949. فقد نصت المادة الثانية من المعاهدة العربية على أن الدول العربية المتعاقدة «تعتبر كل اعتداء مسلح يقع على أي دولة أو أكثر منها، أو على قواتها، اعتداء عليها جميعاً، ولذلك فإنها، عملاً بحق الدفاع الشرعي - الفردي والجماعي - عن كيانها تلتزم بأن تبادر إلى معونة الدولة أو الدول المعتدى عليها، وبأن تتخذ على الفور منفردة ومجتمعة جميع التدابير… بما في ذلك استخدام القوة المسلحة لرد الاعتداء ولإعادة الأمن والسلام إلى نصابهما» الفارق الجوهري بين معاهدة الناتو والمعاهدة العربية للدفاع المشترك أن الناتو حلف عسكري ذو طابع مؤسسي دائم، في حين معاهدة الدفاع المشترك للجامعة العربية هي تحالف دفاعي بين الدول الأعضاء يفتقد إلى الطابع المؤسسي الدائم، وبالتالي جميع الدول العربية الأعضاء في الجامعة هي طرف في المعاهدة ولا حاجة - كالناتو كمنظمة دائمة ومستقلة - لأن يتقدم من يريد الانضمام إليها بطلب العضوية للناتو.

ونشير في هذا السياق إلى ما أعلنه العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في مقابلته مع شبكة «سي إن بي سي» الأميركية التي عبر فيها عن تأييده الشخصي لتشكيل حلف «ناتو عربي» شريطة أن يكون محدد المهام بدقة. وقد تناول الزميل الدكتور حسن أبو طالب في مقاله الرائع هذا الموضوع في هذه الصحيفة (بتاريخ 28 يونيو الماضي) هذا الأمر بالقول إن تحديد المهمة بدقة التي جاءت في حديث العاهل الأردني هي عبارة ذات وجهين، وتقبل أكثر من تفسير... «فمن جانب يوحي الشرط بأن المشاورات التي أجريت بين عدد من القادة العرب لم تتوصل إلى تحديد مهمة هذا الحلف المرتقب، ومن جانب آخر أنه تم تحديد تلك المهمة ولكن لم تتم صياغتها في وثيقة مقبولة من الأطراف المرشحة لعضوية الحلف. وفي الحالتين، فإن المهمة ما زالت بحاجة إلى مشاورات ومناقشات مستفيضة وتلك بدورها بحاجة إلى مزيد من اللقاءات ومزيد من الدراسات، ما يعني أن إعلان صيغة تحالف عسكري قريباً ليست محسومة». والأهم هنا ويتطلب ذلك تحديداً أكثر: هل اقتراح «ناتو عربي» سينشأ على النمط وتجربة الناتو الدولي أم الاتجاه سيقتصر على أحد أشكال التحالف بين بعض الدول العربية أم على جميع أعضاء جامعة الدول العربية؟ وهل ترتيب البيت العربي سيقتصر على المستوى الأمني أم هناك مساعٍ لتحديد مكانة الدول العربية في النظام الدولي الجديد الذي بدأت ملامحه ترتسم كإحدى نتائج الاجتياح الروسي لأوكرانيا؟

وللحديث بقية...

 

نجاحات قمة جدة: المعنى والصورة في آن

يوسف الديني/الشرق الأوسط/19 تموز/2022

التفتيش عن المعنى لا عن الصورة، كما يقول الروحانيون القدامى في الثقافة الإسلامية، هو أهم ما يجب على المجتمع الأميركي والصحافة والسياسيين التفكير فيه، عقب زيارة بايدن التي قدمت فيها المملكة العربية السعودية نموذجاً مشرفاً على مستوى الصورة والمعنى، بما يفوق كل التوقعات، لا سيما في مسألتين أساسيتين خارج موضوع القمة: السيادة، وتقبل الاختلاف في مسألة القيم رغم المشتركات.

حسب علماء اللغويات والتحليل النفسي، تشير لغة الجسد إلى الإشارات غير اللفظية التي يتم استخدامها في التواصل، ويؤكد الخبراء أنها أعمق في التواصل النخبوي والسياسي جزء منه، فهي تشكل ما بين 50 في المائة - 70 في المائة من العملية التواصلية، لذلك يمكن أن نفهم هذا الإلحاح الذي اقترب من حدود السطحية في التركيز على «الصورة» و«لغة الجسد»، ونسيان المعنى ودلالات المواقف، ومع ذلك فاضت الصور بين رؤساء دول الخليج والاعتدال العربي، وما نسجته من تآلف وانسجام، ثم ذلك الحضور للرئيس الأميركي، إلا أن المعنى هو ما يجب الحديث عنه اليوم.

في معهد واشنطن للسياسات، كتب خبير ملف الخليج سايمون هندرسون، مقالاً بعنوان «الصورة قد تتكلم»، أكد فيه أن التقاط بعض الصور يعد نجاحاً على مستوى تنشيط العلاقات الفاترة، وأنه مرهون بتصويب سياسي لقضايا تركت تتفاقم، وفي الوقت نفسه كتب مايكل مايكل آيزنشتات، ورقة عن المفاجأة الأميركية بزيارة المملكة التي قد تزعج إيران، التي رأى أنها ستحاول جاهدة عرقة الرحلة، وعلى مدى ساعة ونصف الساعة، عقد ثلاثة خبراء؛ تمار هيرمان ودينس روس وروبورت ساتلوف، حلقة نقاشية على منصات «البودكاست» نشرت في أكثر من موقع بحثي، لبحث الفرص والتحديات من زيارة بايدن، والحق يقال إن كل المحتوى الذي أنتجته مراكز الأبحاث هذه وهي أكثر كفاءة وجودة من كل مخرجات معظم الصحافة الأميركية، التي تعيش أكثر فتراتها مراهقة، لم ترق إلى مستوى الحدث. فالقراءات كلها جاءت من زاوية «الفعل الأميركي» وردة «الفعل السعودي ولدول الاعتدال»، وما حدث كان العكس حيث تطابقت «الصورة» و«المعنى»، كانت الكلمات جميعها، بدءاً بالكلمة الاستثنائية لولي العهد وباقي الرؤساء، وصولاً إلى كلمة الرئيس عبد الفتاح السياسي التفصيلية، مخالفة لكل التوقعات، وعلى كل المستويات والملفات من عقلنة الشره غير السياسي لمسألة زيادة الإنتاج، وملف الطاقة، وصولاً إلى تكريس مسألة السيادة وعدم التدخل، وحتى المسألة الأهم؛ القيم التي يجب على الولايات المتحدة أن تكف على تصديرها كقيم عالمية إنسانوية يجب أن تستنبت باعتبارها قسيمة الديمقراطية في أرض غير خصبة أو لا تتقبلها، والشيء نفسه عن السلام المنقوص في الملف الفلسطيني، والأمر الأكثر نجاحاً مع تدشين السعودية قطيعة حاسمة على مستوى الابتزاز السياسي التي تطلق برافعات أخلاقية متحيزة.

وحتى ملف الطاقة الذي راهن عليه الجميع في كل المقالات الاستباقية، كان الموقف السعودي فيه يجسد السيادة والعقلانية الدقيقة في التأكيد على أن تسييس ملف النفط خطأ كبير، وأن مجموعة «الأوبك بلس» ستواصل تقيم أوضاع السوق، وأن الحل ليس قراراً مرتجلاً على طريقة «الصنبور» الذي تستخدمه الصحافة المراهقة في الولايات المتحدة. النجاحات الضخمة التي تحققت للسعودية ودول الاعتدال، لا يمكن حصرها في هذا المقال، وتحتاج إلى العديد من الدراسات والرصد، لكن الأصداء الأولية كانت لافتة بشكل مذهل حتى في أبعد نقطة يمكن أن نتخيلها مثل نيوزيلندا، كتب جيفري ميلر المحلل الدولي لمشروع الديمقراطية وخبير السياسة الخارجية لنيوزلندا، مقالاً مهماً للصحيفة الرسمية (www.stuff.co.nz) بعنوان: قبضة بايدن ستساعد نيوزلندا على إعادة ضبط جدول أعمالها في الشرق الأوسط، وقال فيه بالحرف: «أظهرت رحلة الرئيس بايدن إلى السعودية أنه لا يمكن تجاهل الأهمية الاستراتيجية للشرق الأوسط في اللغز الجيوسياسي العالمي الحالي، وأن لقاءه بولي العهد السعودي (انتصار للواقعية على المثالية.

الصورة والمعنى كانا في الحيوية الشابة التي كرسها مهندس «رؤية 2030» الأمير محمد بن سلمان، الذي أكد أن الثروة الحقيقية والعمود الأساسي للسعودية والمنطقة هم الشباب... فهم حسب كلماته ثروتنا الأولى التي لا تعادلها ثروة مهما بلغت؛ شعب طموح، معظمه من الشباب، هو فخر بلادنا وضمان مستقبلها. تفاصيل الصورة والمعنى في النجاح السعودي الكبير في الزيارة الأخيرة رغم كل تحديات ما بعدها، تكمن في التفاصيل خلف الخطوط العريضة للتحول الوطني الكبير الذي تعيشه السعودية، ويفخر به الداخل، ويبعث على الانبهار وتبديد الصور النمطية المغلوطة مع أول زيارة للسعودية اليوم، وهي تحقق جوائز التميز في الأداء الحكومي، وذلك عبر المساهمة في تمكين القطاع الخاص ورفع جاذبية سوق العمل، وتمكين جميع فئات المجتمع السعودي وضمان الاستدامة، ورفع جودة الخدمات الحكومية، والارتقاء بمنظومة الخدمات الصحية والاجتماعية ومستوى المعيشة وجودة الحياة.

خلف الصورة هناك معنى سعودي صلب، وإيمان وفخر بالذات والجميع في الداخل ممن يعيش قصة تلاحم وملحة مع الرؤية والقيادة السياسية يشاهدون رأي العين ملامح التحول الوطني الكبير، الأمر الذي يسهم في منحهم مناعة صلبة ضد حملات الاستهداف ضد بلادهم، ولا يكاد يخلو مجلس في بيت بالسعودية اليوم من الحديث عن الوطنية والاعتزاز والتطلع للمستقبل، واستخدام مفردات ريادة الأعمال، والتميز المؤسسي، وتعبيرات الرؤية، ومفاهيم الاستثمار والتطوير والإدارة الحديثة... السعودية ورشة عمل كبرى للمستقبل، حيث البحث عن المعنى يتجاوز مسألة «الصورة»!

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الراعي اطلع من المطران الحاج على تفاصيل توقيفه في مركز الأمن العام في الناقورة واستقبل رئيس المؤسسة الأميركية - اللبنانية

وطنية/19 تموز/2022

استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في الصرح البطريركي في الديمان، راعي أبرشية حيفا والأراضي المقدسة المارونية النائب البطريركي المطران موسى الحاج، وعرض معه تفاصيل توقيفه في مركز الأمن العام في الناقورة لمدة 11 ساعة، وخضع خلالها للتحقيق والتفتيش الدقيق، وتمت مصادرة كل ما كان يحمله من أدوية ومساعدات حتى هاتفه الخلوي الخاص من دون مراعاة مركزه الديني، ليطلق بعد تدخلات كنسية وقضائية عليا. ولدى وصوله إلى الصرح البطريركي،  أشار المطران الحاج إلى أنه "تمت معاملته باحترام  خلال ال11 ساعة، التي احتجز خلالها وخضع لكثير من الأسئلة".

 وكذلك، استقبل الراعي رئيس المؤسسة الأميركية - اللبنانية اميركا طوني محفوظ، ثم الأب  روفائيل زغيب ووفدا بولونيت من قوات "اليونيفيل".

 

الرئيس عون عرض مع بو صعب للملفات العالقة واطلع من كلاس على التحضيرات لاحتفالية "بيروت عاصمة للشباب العرب 2022"

طنية/19 تموز/2022

عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، مع نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب للأوضاع العامة في البلاد والتطورات الأخيرة، كما تركز البحث على متابعة الملفات التي يتولى بو صعب معالجتها، ومنها أسباب توقف التحقيقات في جريمة مرفأ بيروت وعدد من المراسيم العالقة.

 كلاس

واستقبل الرئيس عون وزير الشباب والرياضة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور جورج كلاس الذي ادلى بعد اللقاء بتصريح، فقال: "تشرفت بزيارة فخامة الرئيس وقدمت لفخامته تقريرا عن الزيارات التي قمت بها الى العراق ومصر والامارات وتركيا تلبية لدعوات رسمية من وزراء الشباب والرياضة، وعرضت مع فخامته امورا تتعلق بالشأن الرياضي والشبابي واخذت توجيهاته بموضوع احتفالية "بيروت عاصمة للشباب العرب 2022" المقرر الاعلان عن برنامجها التفصيلي عندما يتم صرف الاعتماد المحدد من الامانة العامة لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب في جامعة الدول العربية".

 اضاف: "وبمناسبة عيد الجيش في الاول من آب، قدمت لفخامته كقائد أعلى للقوى المسلحة التهاني، متمنيا للبنان كل خير وان يستعيد عافيته بهمة الجيش وضمانة القوى الامنية وجهود الفاعليات واهل الخير. وطلبت من فخامته بأن يضمن ان يكون للشباب موقع محترم في أي خطاب او كلمة يوجهها الى اللبنانيين، وتمنيت من موقع خبرتي ومسؤوليتي ان تفكر الدولة بإعادة العمل بخدمة العلم تحت أي مسمى، كي لا تنشأ لدينا اجيال تتباعد بدل ان تتقارب وتتفاعل. وقد اعرب فخامته عن امله بأن يكون للبنان حكومة جديدة وانتخاب رئيس جديد للجمهورية لتكتمل الصيغة والآلية الدستورية التي تتوزع سلطات الحكم، وبذلك وحده يستعيد لبنان عافيته وموقعه بين دول العالم".

 

الكتائب: نصرالله يتحمل المسؤولية الأولى عن تأخير مفاوضات الترسيم وانهيار البلاد وصولا إلى احتجاز اسم رئيس الجمهورية المقبل

وطنية/19 تموز/2022

عقد المكتب السياسي لحزب الكتائب اجتماعا برئاسة نائب رئيس الحزب النقيب جورج جريج، وأصدر بيانا جدد خلاله رفضه "الكلام الذي أطلقه الأمين العام لحزب الله والذي نصب نفسه من خلاله وصيا على لبنان وشعبه وأرضه ومياهه وثروته النفطية وقواه الشرعية، فحدد المسموح والممنوع وأكد مرة جديدة وضع يد حزبه ومن وراءه على البلد وسيادته". وحمل الحزب السيد حسن نصرالله "المسؤولية الأولى عن تأخير مفاوضات الترسيم، كما ومسؤولية الفوضى العارمة التي تسود البلاد، والتي هي نتيجة سطوته وتحكمه بالحدود والمعابر وبملف النازحين ومنع تحقيق العدالة في جريمة مرفأ بيروت وصولا الى احتجاز اسم رئيس الجمهورية المقبل في انتظار انتهاء مفاوضات راعيه الإقليمي". وأضاف البيان: "تغرق البلاد في حالة من الشلل التام مع استمرار إضراب موظفي القطاع العام منذ أسابيع، ولا تجد هذه المنظومة لمعالجته سوى حلول ترقيعية ظرفية لا ترضي المضربين ولا تحل مشكلة اللبنانيين الذين باتوا عاجزين عن إنجاز أبسط معاملاتهم من جوازات السفر إلى الأوراق الثبوتية وصولًا إلى المعاملات لتسيير أعمالهم المتعثرة أصلا". واعتبر أن "المقترحات التي صدرت من علاوات على رواتب لا تكفي بدل تنقلات وغيرها من الوعود التي تم رفضها، لن تنصف الموظفين المستحقين ولن تصلح الإدارة الرسمية التي باتت تحتاج إلى عملية جراحية جريئة وجذرية تنقيها من كل الأحمال التي ترهقها والوظائف الوهمية التي تستنزفها ومالية الدولة وأموال اللبنانيين". ورأى الحزب أن "المماحكات الدائرة بين أركان الحكم ليست سوى ملهاة تنتهجها المنظومة لتمرير الوقت في انتظار الانتخابات الرئاسية التي باتت العنوان العريض لكل استعراضات القوة، فيما المطلوب الانصراف فورا إلى تشكيل حكومة من أصحاب الكفاءات تنفّذ ما بات بديهيا ومطلوبا من إصلاحات جوهرية من دونها لن يستقيم البلد ولن تستعاد ثقة". ورفض "عملية توقيف راعي أبرشية حيفا والأراضي المقدسة، والنائب البطريركي على القدس والأراضي الفلسطينية والمملكة الهاشمية، في الطائفة المارونية، المطران موسى الحاج في مقر الأمن العام في الناقورة لأسباب غير معروفة حتى الساعة سوى أنه كان يقوم بواجباته الكنسية".  وأكد أن "عمليات الترهيب الاختيارية ومحاولات تركيب الملفات لأسباب سياسية مرفوضة ومردودة لأصحابها، والأجدى أن تركز عمليات التفتيش والتدقيق على من يجتازون المعابر ذهابا وإيابا خارج القانون دون حسيب أو رقيب".

 

بري بحث مع زواره في المستجدات السياسية واستقبل نجاة رشدي مودعة

شرف الدين : "مكملين" في ملف النازحين السوريين الحساس جدا

كميل شمعون: لانتخاب رئيس يمثل طموحات الشعب ويكون لكل اللبنانيين

وطنية/19 تموز/2022

استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة نائبة المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان المنسقة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية في لبنان نجاة رشدي في زيارة وداعية لمناسبة انتهاء مهامها في لبنان وتعيينها نائبة للمنسق الخاص للامم المتحدة في سوريا.

كميل شمعون

واستقبل بري رئيس "حزب الوطنيين الاحرار" النائب كميل شمعون مع وفد من المجلس السياسي في الحزب.وعرض معه الاوضاع العامة والمستجدات السياسية.  وقال شمعون بعد اللقاء:"أحببنا ان نقوم بهذه الزيارة الى دولة الرئيس نبيه بري للتعبير عن الصداقة التي كانت تجمعه مع الرئيس كميل نمر شمعون وأن تبقى هذه العلاقة متينة وموجهة في خدمة الوطن لأن خدمة الوطن أصبحت تمثل حاجة ماسة ومن الضروري ان يكون هناك تعاون جدي من اجل اخراج لبنان من المأزق الذي نحن فيه". أضاف شمعون:"بحثنا أيضا في موضوع إستحقاق رئاسة الجمهورية وهناك ضرورة ماسة أن ننتخب بالإجماع رئيس جمهورية قادر على تمثيل طموحات الشعب اللبناني ويكون قريبا من كل الطوائف ورئيسا لكل اللبنانيين. من هنا نرى انه من الضروري أن يكون هناك تعاون مع الرئيس نبيه بري ومع كل الفعاليات من أجل إختيار الشخص الصحيح كي يكون في هذا المركز لأن الشعب اللبناني ينتظر منا هذا الامر وليس الاقل".

 شرف الدين

واستقبل رئيس المجلس وزير المهجرين في حكومة تصريف الاعمال عصام شرف الدين حيث تم عرض للاوضاع العامة سيما الاوضاع الاقتصادية والمعيشية وقضية رواتب موظفي القطاع  وبرنامج عمل الوزارة في ملف النازحين. وقال شرف الدين :"تداولنا مع دولة الرئيس في ملفين، الاول متعلق بمشكلة رواتب القطاع العام وقد لقيت تجاوبا تاما حول المشروع الذي طرحته الا وهو " ضريبة التضامن الاجتماعي " والذي من خلاله نستطيع تحصيل مبلغ 450 مليون دولار. لبنان في هذه المرحلة بحاجة كثيرا الى هذا المبلغ لسداد سعر القمح وشراء الادوية سيما الادوية السرطانية وتحريك العجلة الاقتصادية وحل مسألة الرواتب لشهور عدة. الموضوع سهل ومريح جدا وهو عبارة عن ضريبة 1 في المائة على المبالغ التي تتعدى المليون دولار كأرصدة في البنوك فلا أحد من الاثرياء الوطنيين يمكن أن يعترض على هذه الضريبة التي تجمع مبلغ 450 مليون من الفرش دولار واذا توزعت على 67 مصرفا بحيث " بيطلع لكل بنك 5,8 مليون دولار". أضاف شرف الدين :" تحدثنا أيضا في ملف مهم  إنسانيا وهو ملف النازحين السوريين والذي هو ملف  حساس جدا. والجدير بالأمر، هناك التفاف وطني حول هذا الموضوع ووجدت تجاوبا كليا وتفاعلا من دولة الرئيس وهو متحمس وسمعت منه كلاما وطنيا حول موضوع النازحين. نحن "مكملين" وقريبا سنكون في سوريا لاكمال هذه المهمة.

الجسر

وبعد الظهر استقبل الرئيس بري النائب السابق سمير الجسر.

 

جعجع: توقيف المطران الحاج رسالة الى الراعي!

صحف لبناني الكترونية/19 تموز/2022

رأى رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أنه “ليس مفهوماً أبداً ان يقوم الأمن العام بتوقيف النائب البطريركي على القدس والأراضي الفلسطينية والمملكة الهاشمية في الطائفة المارونية المطران موسى الحاج عند معبر الناقورة لدى عودته الى لبنان والتحقيق معه لساعات طويلة متواصلة، ومن ثمّ استدعاؤه من قبل قاضي التحقيق العسكري فادي عقيقي للتحقيق معه في المحكمة العسكرية يوم غد الأربعاء”. واضاف جعجع في بيان: “فالمطران الحاج هو نائب بطريركي على القدس والأراضي الفلسطينية والمملكة الهاشمية، ومن صلب مهامه زيارة الأديار المارونية في تلك الديار والاطلاع على شؤونها وترتيب أمورها. إنّ استدعاء المطران الحاج الى التحقيق في المحكمة العسكرية ليس انطلاقاً من شبهة او دليل او قرينة ما، بل نعتبره رسالة الى غبطة البطريرك الراعي انطلاقاً من مواقفه الوطنية”. واشار الى أنّ “القاضي فادي عقيقي، وفي مناسبات عدة قبل الآن، قد أثبت انّه موجود في المحكمة العسكرية لا لإحقاق الحق والسهر على أمن البلاد والعباد، وإنّما لتحقيق غرض واضح المعالم تجلّى أكثر ما تجلّى فيه في أحداث الطيّونة المشؤومة وفي أحداث أخرى مشابهة ، كما يتجلّى الآن في واقعة استدعاء المطران الحاج الى التحقيق”. ولفت جعجع الى أنّ “المطلوب من رئيس مجلس القضاء الأعلى ومدعي عام التمييز وضع حد لتصرفات القاضي عقيقي وصرف النظر عن استدعاء المطران الحاج والاستماع اليه”.

 

 

 /New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي  19 و 20 تموز/2022

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 19 تموز/2022/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/110425/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1485/

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For July 19/2022

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/110427/lccc-lebanese-global-english-news-bulletin-for-july-19-2022-compiled-prepared-by-elias-bejjani/

#LCCC_English_News_Bulletin