المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 18 تموز/2022

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

 http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2021/arabic.july18.22.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

قالَ الربُّ يَسوعُ لِتلاميذِهِ: «أَيَّ مَدِينَةٍ دَخَلْتُمُوهَا وقَبِلُوكُم، فكُلُوا مِمَّا يُقَدَّمُ لَكُم. وٱشْفُوا المَرْضَى فيها

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/ بظل احتلال حزب الله كل النواب ورؤساء الحكومات والوزراء، ومين ما كانوا، وشو ما كانت اساميهم، وشو ما كانت وعودهم هم ادوات بيد المحتل

الياس بجاني/مش ممكن ينسى أي لبناني مش ماسح ذاكرته بأن الميقاتي هو الدمية الطروادية التي جاء بها سيد أمونيوم لترأس حكومة القمصان السود سنة 2011

الياس بجاني/كل رئيس للجمهورية ولمجلس الوزراء والبرلمان، وكل وزير ونائب بظل احتلال حزب الله هو مجرد دمىة وأداة فارسية لنحر لبنان وتهجير أهله.

الياس بجاني/حزب الله محتل وإيراني 100% وكل دجال مدعي بأنه من النسيج اللبناني هو أخطر من الحزب نفسه ومن الواجب رذله وفضحه وتعرية خيانته للبنان

الياس بجاني/عدو لبنان واللبنانيين الوحيد هو حزب الله ، جيش إيران الذي يحتل بلدنا

الياس بجاني/نصرالله الملالوي يعيش في عالم الهلوسات والأوهام، وهو عار على الإنسانية، وعدو للبنان، ولكل اللبنانيين

 

عناوين الأخبار اللبنانية

 صلاة جدودنا /ادمون الشدياق/فايسبوك

عيد مار شربل/الأب نجيب بعقليني

فيديو/فايسبوك/في ملفات SBI.. حلقة توثّق كيفية وضع النظام السوري يده على المخابرات اللبنانية، وأساليب القمع الأمني السوري خلال حقبة الوصاية على لبنان

«نفق الناقورة»... نقطة نزاع جديدة بين لبنان وإسرائيل

اتهامات لـ«حزب الله» بمحاولة «القبض على القرار السيادي»

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 17 تموز 2022

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

علّوش: هذا ما عكسه تعلية سقف خطاب نصرالله!

برودة لافتة بعد تهديد نصرالله بالحرب... ما هي الأسباب؟

الإستحقاق الرئاسي… ارتباطٌ وثيقٌ بتطورات المنطقة

أزمة “اللبنانية” تتفاقم!

برعاية عربية… طائف جديد خلال 6 أشهر؟

الإستحقاق الرئاسي… ارتباطٌ وثيقٌ بتطورات المنطقة!

ترسيم الحدود… بانتظار “النووي” الإيراني!

هل تُنجَز التشكيلات الوزاريّة قبل 1 آب؟

تقسيم بيروت... هذا دور تفاهم معراب ولهذا السبب عزف الحريري

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

إسرائيل: نستعد بقوة للتحضير لهجوم في إيران

إسرائيل: نملك حرية التصرف لمواجهة برنامج إيران النووي

البابا فرنسيس يدعو لاستئناف المفاوضات بشأن الحرب في أوكرانيا

 لافروف: ترشيح أوكرانيا ومولدوفا للاتحاد الأوروبي مناورة جيوسياسية ضد روسيا

كييف: روسيا تطلق صواريخ من محطة زابوريجيا النووية

أوكرانيا تتلقى الشحنة الأولى من قاذفات الصواريخ «إم 270»

مسؤول روسي: الهجوم على القرم سيتبعه رد مزلزل

إدانات لموسكو في الاجتماع الوزاري لـ«مجموعة الـ20» والخلافات بشأن روسيا حالت دون صدور بيان ختامي مشترك

الاتحاد الأوروبي يبحث تشديد العقوبات على موسكو وروسيا تعدّ لتوسيع هجماتها في أوكرانيا

قمة جدة للأمن والتنمية»... رؤية مشتركة لمنطقة يسودها السلام والازدهار..أقرت تطوير التعاون والتكامل بين دولها والتصدي للتحديات

العيسى: تحقيق السلام في المنطقة ركيزة أساسية لترسيخه عالمياً

رابطة العالم الإسلامي أشادت بمخرجات «قمة جدة للأمن والتنمية»

التعاون الإسلامي» ترحب بمخرجات قمة جدة للأمن والتنمية

مسؤول إيراني: لدينا القدرة فنياً على صناعة قنبلة نووية

إيران تعتبر تصريحات بايدن محاولة أميركية «لإثارة التوتر» في المنطقة

بيدرسون يتصل بمسؤول إيراني حول سوريا

توقيف محتجين على جفاف بحيرة وسط أجواء أمنية في شمال غربي إيران

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الجشع حوَّل "أهلا بهالطلِّة" إلى... "أهلا بهالغَلِّة"/جان فغالي/نداء الوطن

"التفاهم الاميركي-السعودي ..." : هكذا رئيس لبناني يقلص دور "الحزب"/سيمون ابو فاضل/الكلمة أولاين

بوليصة نصر الله... ووصفة سريلانكا/فـــؤاد مطـــر/الشرق الأوسط

ضبط باسيل بالجرم المشهود/محمد شقير/الشرق الأوسط

نشرات الأخبار التلفزيونيّة وأشكال العدوان على ألم اللبنانيّين/حازم صاغية/الشرق الأوسط

ثمار جولة بايدن... الاستدامة والثبات/سام منسى/الشرق الأوسط

قمة جدة «للأمن والتنمية» تفتح باب «العودة الأمريكية» بعد «خطأ» الانسحاب!/رلى موفق/القدس العربي

الشرق الأوسط الجديد: من تيران وصنافير حتى جوزف عون/فارس خشان/النهار العربي

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

البطريرك الراعي: نتمنى على مختلف الأطراف التموضع وطنيا وخلق مناخ إيجابي لتأمين تشكيل حكومة وانتخاب رئيس

المطران عوده: الأنانيات وتقاذف المسؤوليات والمغامرة بالبلد دون وجل أوصلتنا إلى أسفل الهاوية

نبيل قاووق: ما ضاع حق خلفه مقاومة

محمد رعد: نحن أسياد هذا البلد!

قبلان: قمة جدة ليست أكثر من جلسة تصوير

تنسيق بين “الكتائب” و”القوات”… والعلاقة إلى تحسّن!

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

قالَ الربُّ يَسوعُ لِتلاميذِهِ: «أَيَّ مَدِينَةٍ دَخَلْتُمُوهَا وقَبِلُوكُم، فكُلُوا مِمَّا يُقَدَّمُ لَكُم. وٱشْفُوا المَرْضَى فيها

إنجيل القدّيس لوقا10/من08حتى12/:"قالَ الربُّ يَسوعُ لِتلاميذِهِ: «أَيَّ مَدِينَةٍ دَخَلْتُمُوهَا وقَبِلُوكُم، فكُلُوا مِمَّا يُقَدَّمُ لَكُم. وٱشْفُوا المَرْضَى فيها، وقُولُوا: لَقَدِ ٱقْتَرَبَ مِنْكُم مَلَكُوتُ الله! وَأَيَّ مَدينَةٍ دَخَلْتُمُوهَا وَلَمْ يَقْبَلُوكُم، فَٱخْرُجُوا إِلَى سَاحَاتِهَا وقُولُوا: إِنَّنَا نَنْفُضُ لَكُم حَتَّى الغُبَارَ العَالِقَ بِأَرْجُلِنَا مِنْ مَدِينَتِكُم. وَلكِنِ ٱعْلَمُوا هذَا أَنَّهُ قَدِ ٱقْتَرَبَ مَلَكُوتُ الله. وَأَقُولُ لَكُم: إِنَّ سَدُومَ سَيَكُونُ مَصِيرُهَا في ذلِكَ اليَوْمِ أَخَفَّ وَطْأَةً مِنْ مَصِيرِ تِلْكَ المَدِينَة."

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

*بظل احتلال حزب الله كل النواب ورؤساء الحكومات والوزراء، ومين ما كانوا، وشو ما كانت اساميهم، وشو ما كانت وعودهم هم ادوات بيد المحتل

*مش ممكن ينسى أي لبناني مش ماسح ذاكرته بأن الميقاتي هو الدمية الطروادية التي جاء بها سيد أمونيوم لترأس حكومة القمصان السود سنة 2011

*كل رئيس للجمهورية ولمجلس الوزراء والبرلمان، وكل وزير ونائب بظل احتلال حزب الله هو مجرد دمىة وأداة فارسية لنحر لبنان وتهجير أهله.

*حزب الله محتل وإيراني 100% وكل دجال مدعي بأنه من النسيج اللبناني هو أخطر من الحزب نفسه ومن الواجب رذله وفضحه وتعرية خيانته للبنان

 

بظل احتلال حزب الله كل النواب ورؤساء الحكومات والوزراء، ومين ما كانوا، وشو ما كانت اساميهم، وشو ما كانت وعودهم هم ادوات بيد المحتل

عدو لبنان واللبنانيين الوحيد هو حزب الله ، جيش إيران الذي يحتل بلدنا

الياس بجاني/14 تموز/2022

حزب الله يحتل بلدنا، يقهر شعبا، يدمر مؤسساتنا، يعهّر حكمّنا، يتحكم بقرار حكامنا وهو العدو. نصرالله بوق ومجرم فارسي مطلوب للعدالة

 

نصرالله الملالوي يعيش في عالم الهلوسات والأوهام، وهو عار على الإنسانية، وعدو للبنان، ولكل اللبنانيين

الياس بجاني/13 تموز/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/110101/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%86%d8%b5%d8%b1%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%84%d8%a7%d9%84%d9%88%d9%8a-%d9%8a%d8%b9%d9%8a%d8%b4-%d9%81%d9%8a-%d8%b9/

إن مشكلة واشكالية حسن نصرالله الملالوي، والعدو الوجودي للبنان، ولكل دول العرب، تكمن اساساً في انسلاخه عن الواقع المعاش، وعن حقيقة القدرات والوقائع والحقائق، وعن الحضارة وتطور العصر، كما أنه والمصداقية واحترام عقول وذكاء الناس، هو في غربة كاملة.

في كل إطلالات هذا الموهوم والمهلوس، والممثل المسرحي الفاشل، ومنها اطلالته اليوم، هناك وقاحة غير مسبوقة في عهر التبشير الإبليسي بالحروب، وبالتسوّيق للموت والانتحار والدمار والفقر والخراب والفوضى، ولسياسات ومفاهيم الإرهاب وشرعة الغاب.

اليوم وبكل وقاحة وعهر، يدعي هذا المهلوس بأن حرب تموز التي دمرت لبنان، وقتلت من أهلنا ما يزيد عن 2000 مواطن، كانت انتصارات صافية وهزائم لإسرائيل وأميركا والغرب، في حين هو نفسه لم يكن على علم بها، وقاسم سليماني هو من أمر بها وأشرف عليها، واعترافه هذا جاء في قوله المأثور: “لو كنت أعلم”.

هذا المخلوق المسخ هو عملياً بُوم بصورة بشرية، ولا يُبشر بغير الخراب والموت، ومسرحجي هزلي فاشل، ومدعي تافه، ليس إلا.

في ظل بقاء هذا المخلوق العدو للإنسان وللإنسانية، وفي ظل احتلال حزبه الملالوي والإرهابي والشيطاني للبنان، فإنه لا خلاص لوطن الأرز، وطن القداسة والقديسين والرسالة، ولا حلول سيادية واستقلالية ومعيشية واجتماعية وثقافية، أكانت كبيرة أو صغيرة، وفي أي مجال، وعلى أي مستوى.

باختصار، إن الحلول العلاجية كافة، هي مستحيلة، لا بل محالة، ولا يمكن أن ترى النور وتصبح واقع وحقيقة، قبل الخلاص الكلي من سرطان وثقافة نصرالله، ومن هيكلية ووجود حزبه، ومن كل مؤسساته وجيوشه وسلاحه واذرعته الطروادية المحلية.

يبقى، إن المطلوب للخلاص من احتلال حزب الشيطان، يكمن في السعي الجدي والمستمر والإيماني والوطني لوضع لبنان تحت البند السابع، وإعلانه دولة مارقة وفاشلة، وتسليم زمام حكمه لمجلس الأمن الدولي، والعمل على تنفيذ القرارات الدولية كافة وهي اتفاقية الهدنة، والقرارات الدولية 1559، و1701 و 1680، وكل ما عدا هذا، هو دجل ونفاق، وترسيخ للإحتلال، وضياع للوقت وللجهود.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

أطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

 صلاة جدودنا ...

ادمون الشدياق/فايسبوك/17 تموز/2022

حطيت راسي على فراشي

سبع صلبان فوق راسي ( الدلالة على الصلبان على القمم حول بشري والوادي المقدس)

مد المسيح يمينه

تفتحت أناجيله

اتزعزعت الجبال

طلعوا ثلاث رهبان

بطرس وبولس ويوحنا المعمدان

طلعت العذراء النقية

حامله الكاس والصينيه

ياعذراء حني عليه وعلى والديه

وعلى كل الشعوب المسيحية وغير المسيحية

وعلى كل من تعب وشقي عليه

يا عذراء

لاتموتيني حريق ولا غريق

ولاغريب على جنب الطريق

الا موته هنية وقربانه طرية

وبشفاعتك ياعذراء النقية .

أميــــــــــن

 

عيد مار شربل

الأب نجيب بعقليني/17 تموز/2022

" الصِّديقُ كالنخل يُزهر ومثل أرز لبنان ينمو "

القديس شربل قديس من وطننا ومن شعبنا...ومن أرضنا المقدسة، التي مر المسيح فيها. علّمنا السيد المسيح أنّ طريق القداسة هي " أعمال صغيرة "، ولكنها كبيرة في عيني الربّ. فلنسلم حياتنا للربّ، وهو يقودنا نحو " الأعمال الصغيرة ". عيد مبارك  على وطننا والعالم....

فيا مار شربل صلي معنا، من أجل السلام والمحبة، وخلاص بلادنا من الخوف والإحباط والكآبة.... أنقذنا من "الفاسدين " و" الجهال " و" المتسلطين "… انقذنا كي ننقذ " أنفسنا "..من الموت البطيء.. لنتخلى عن " ذواتنا "…

 

فيديو/فايسبوك/في ملفات SBI.. حلقة توثّق كيفية وضع النظام السوري يده على المخابرات اللبنانية، وأساليب القمع الأمني السوري خلال حقبة الوصاية على لبنان

https://www.facebook.com/RadioSawtBeirut/videos/318429147078729

 

«نفق الناقورة»... نقطة نزاع جديدة بين لبنان وإسرائيل

اتهامات لـ«حزب الله» بمحاولة «القبض على القرار السيادي»

بيروت: نذير رضا/الشرق الأوسط/17 تموز/2022

ارتفع عدد النزاعات الحدودية بين لبنان وإسرائيل إلى 3، بعدما ضمّ وزير الأشغال العامة والنقل (ممثل «حزب الله») في حكومة تصريف الأعمال علي حمية، ملف «نفق سكة الحديد» الذي أنشأه الجيش الإنجليزي في الأربعينات بين لبنان وفلسطين، إلى ملفات النزاع الحدودي البريّ والبحريّ بين الطرفين.

وضمّ حمية النفق، عملياً، إلى المساحات البرية المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل تحت عنوان «نفق الناقورة المحتل». وهي مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وبلدة الغجر (في جنوب شرقي لبنان على مثلث الحدود مع سوريا وإسرائيل) ونقاط حدودية أخرى، وإلى مساحات بحرية متنازع عليها يجري التفاوض على ترسيم الحدود فيها برعاية من الأمم المتحدة وتسهيل ووساطة أميركيين. وقال حمية، في زيارة للنفق، السبت، إن «حقوقنا السيادية هي في قرارنا باستعادة آخر شبر من النفق المحتل، كما هو قرارنا في استعادة حدودنا البرية والبحرية أيضاً».

والنفق شيّده الجيش الإنجليزي بين العامين 1942 و1944 لتمرير خط سكة حديد يستخدمها للتنقل السريع بين لبنان وفلسطين، وأُقفل النفق في العام 1948 مع إعلان دولة إسرائيل، حسب ما تظهر وثائق تاريخية نشرتها وسائل إعلام محلية في وقت سابق. وتشير مصادر ميدانية في الجنوب إلى أن هذا النفق «أغلقته القوات الإسرائيلية بجدار إسمنتي في وقت سابق، وثبتت العوائق داخله ضمن بقعة جغرافية تقع داخل الأراضي اللبنانية». وقال الرئيس السابق للوفد المفاوض حول الحدود مع إسرائيل، اللواء المتقاعد عبد الرحمن شحيتلي، إن النفق يقع داخل الأراضي اللبنانية، وأقفله الإسرائيليون منذ وقت طويل، ويحتلون المنطقة التي يقع فيها النفق. مشيراً إلى أن الجانب الإسرائيلي «يتعدّى على الأراضي اللبنانية في هذه النقطة». وأشار شحيتلي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن النفق يقع على ساحل الناقورة مباشرة (أقصى جنوب لبنان)، فيما قامت القوات الإسرائيلية بتثبيت بوابة إلى الشرق منه «تعتدي خلالها على الأراضي اللبنانية لمسافة نحو 30 متراً أيضاً». وأوضح: «من المعروف أن هناك نقطة حدودية تحمل اسم B1 المعروفة بإحداثياتها، من ضمن 37 نقطة تم ترسيمها مع فلسطين في العام 1923. ولا خلاف على النقطة، لكن إسرائيل ترفض الآن تثبيتها وتعليمها ووصول اللبنانيين إليها، ولا تزال النقطة عبارة عن كومة من الأحجار منذ العام 1923، وثبّت الجيش الإسرائيلي البوابة أمامها إلى العمق داخل الأراضي اللبنانية في العام 2000 بعد تحرير جنوب لبنان». وفتح حمية، وهو وزير من حصة «حزب الله» في حكومة تصريف الأعمال، هذا الملف خلال زيارة إلى النفق من الجانب اللبناني حيث قال: «إننا على أرض لبنانية تخضع للسيادة اللبنانية، ونسعى سعياً دؤوباً لتفعيل المرافق العامة التابعة لوزارة الأشغال العامة والنقل وزيادة إيرادات الدولة اللبنانية والاستثمار الأمثل لكل متر مربع من أملاكها؛ خصوصاً إذا كانت ضمن منطقة سياحية بامتياز تقع في منطقة الناقورة على الحدود مع فلسطين المحتلة».

وأضاف: «لأجل ذلك قمنا بدراسة حول نفق سكة الحديد الذي أنشئ إبان الحرب العالمية الثانية في العام 1942. ليتبين أن طوله 695 متراً، والأرض المحيطة به 1800 متر مربع»، لافتاً إلى «أننا الآن بصدد إعداد دفاتر شروط لإطلاق مزايدات عالمية لإقامة منتجعات ومرافق سياحية في هذه المنطقة، كإقامة تلفريك بحري». وقال حمية: «نحن كبلد ذي سيادة، حدودنا البرية نريدها كاملة حتى آخر شبر من أرضنا المحتلة، وحدودنا البحرية نريدها حتى آخر قطرة مياه من مياهنا الاقتصادية الخالصة، وكذلك نريد حقوقنا وحدودنا في النفق حتى آخر متر مربع، ولن نتخلى عن شبر واحد منه. العدو الإسرائيلي يحتل جزءاً كبيراً من النفق الذي لا بد أن نستعيده، كونه يخضع لأملاك وزارة الأشغال العامة والنقل». وترى مصادر نيابية لبنانية معارضة لـ«حزب الله» أن هذه الزيارة فتحت باب النزاع على نقطة حدودية إضافية إلى جانب النقاط البرية المعروفة، وإذ أكدت أنه في الجانب التقني «إذا كانت هذه النقطة من حقنا وتقع ضمن أراضينا، فإن المطالبة فيها ضرورية وتجري عبر المؤسسات الرسمية اللبنانية»، أشارت في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه «في الشق السياسي، يبدو أن هناك فريقاً يعتقد أنه يريد إمساك البلد، ويخضعه بكل الاتجاهات له». مضيفة أن الحزب «يسعى للقبض على القرار السيادي في البلد بدليل ما قاله النائب محمد رعد في تصريحه». وبالموازاة، قالت مصادر قريبة من حزب «القوات اللبنانية» لـ«الشرق الأوسط» إنه «إذا صح أن (حزب الله) يحاول التصعيد في هذا الملف الحدودي، فسيكون ذلك، من زاوية سياسية، ضمن إطار خلق الذرائع والحجج التي يرفعها (حزب الله) لتبرير استمرار السلاح تحت عنوان ما يسمى بالمقاومة». وأضافت: «لن يعدموا وسيلة لتبرير بقاء السلاح تحت ذرائع مختلفة من مزارع شبعا إلى النزاع البحري وملف النفق الحدودي». وقال رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» (حزب الله) النائب محمد رعد، الأحد: «نحن الشعب اللبناني أسياد هذا البلد ونحن الذين نرسم سياساته وفق مصالح أبنائنا وأجيالنا المقبلة، وليس وفق البرامج التي تعدها الغرف السوداء». وأضاف: «سيكتشف هؤلاء أن الرهان على العدو الإسرائيلي بإخضاع منطقتنا هو رهان عابث لا طائل منه وأن العدو الإسرائيلي لا مكان له في منطقتنا، وهذا ما سيكون نتيجة فعل شعوب هذه المنطقة، بدءاً من الشعب الفلسطيني المقاوم في الداخل، وصولاً إلى كل الشعوب المقاومة في منطقتنا».

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 17 تموز 2022

وطنية/17 تموز/2022

 * مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

 ترصد المنطقة ومعها لبنان الترددات المؤثرة على المستوى الإقليمي والدولي لقمتي جدة، قمة الامن والتنمية والقمة السعودية الاميركية، خصوصا بعدما افردتا حيزا للوضع في لبنان ما يعكس تقدم واقعه في مستويات اولويات هذه الدول من شأنه فتح الباب أمام تطورات إيجابية لمصلحة لبنان في هذه الظروف البالغة الخطورة التي تحاصره.

وفي الداخل ومع عودة الرئيس المكلف نجيب ميقاتي من الخارج، ترقب لحصول اللقاء الثالث بين الرئيسين عون وميقاتي لبلورة الموقف من التشكيلة الحكومية، فيما العين  على الاجتماع الذي سيرأسه الرئيس ميقاتي بعد ظهر الغد للجنة الوزارية المكلفة معالجة تداعيات الأزمة المالية على سير المرفق العام، وذلك بهدف البحث في مجموعة من الاقتراحات المتصلة بإنهاء إضراب موظفي القطاع العام واتخاذ القرارات المناسبة في شأنها. والسؤال المطروح هل يكون اجتماع الاثنين مدخل الحل النهائي للمعالجة ووقف اضراب مفتوح مضى عليه خمسة اسابيع؟

ووسط كل تلك كل الهموم  البداية  من مكان اخر من صيف لبنان  وفرحة المغتربين بين اهلهم  وفرحة اللبنانيين بفوز منتخب الارز على الهند وتأهله مباشرة للدور الربع النهائي في بطولة كأس آسيا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

لم تأتِ نتائج ُ قمة السعودية على قَدْر ِ الآمال ، وإن كان جميعُ المحللين والخبراء لم يُفاجأوا بالنتائج المتواضعة التي تحققت سواءَ بالنسبة إلى واشنطن أم بالنسبة إلى الرياض .

وتقول وكالة الصحافة الفرنسية67: بعد أربعة أيام من الاجتماعات والخطابات، تبدو الحصيلةُ هزيلة، إن وُجِدت، في قضايا تتراوحُ بين أسعار الطاقة وحقوق الإنسان ودور إسرائيل في المنطقة .

وتنقل عن خبراءَ قولهم : في وقت كانت طائرة ُالرئاسة تتّجه عائدة ً إلى واشنطن كان السعوديون يقلّلون من أهمية أحد الإعلانات الملموسة القليلة التي تخلّلتها الرحلة وهو فتحُ الأجواء السُعودية أمام الرحلات الجوية من وإلى إسرائيل.

ويخلص أحدُ الخبراء : "لن يعيدوا تشكيلَ المنطقة بين ليلة وضحاها، كما أن هناك الكثير من العمل الذي يجب أن يقوم به الفاعلون في المنطقة لتحقيق الإمكانات الكاملة لهذه الخطوات الأولى". 

في المقابل، بدت إيرانُ غاضبة من مداولات القمة، المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني وصف ما اعتبره  "المزاعم َوالاتهاماتِ التي كالها الرئيس الاميركي جو بايدن لأيران، معتبرا ً أنها مرفوضة ٌولا أساسَ لها" ، مبديًا اعتقاده بأن "هذه المزاعمَ الفارغة تأتي في سياق استمرار السياسة الاميركية لخلق الفتن وإثارة التوتر في المنطقة".

دوليًا أيضًا، رئيسُ الإمارات الشيخ محمد بن زايد في فرنسا، مستشارٌ رئاسي في الاليزيه كشف أن أحد أهمِّ البنود خلال زيارة بن زايد هو "الإعلان عن ضمانات ٍتقدّمها الامارات بشأن كمياتٍ امدادات المحروقات لفرنسا".

في لبنان لا معطياتٍ جديدة ً سوى عودة ِرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي من الخارج ، وتضيف المعلومات أن ميقاتي يعكِفُ على إعداد جدول عملِ الاجتماع الذي سيرأسُه غدا ً الإثنين في السراي، ويتعلقُ بإضراب موظفي القطاع العام الذي دخلَ شهره الثاني .

في المواقف السياسية، رئيسُ كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد اختزلَ الشعبَ اللبناني بشخصه  ليقول: "نحن الشعب اللبناني أسيادُ هذا البلد ونحن الذين نرسم سياساتِه وفق مصالح ِ أبنائنا وأجيالِنا المقبلة" .

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

بعدما ملأت المحادثات الأميركية- العربية في جدة بالأمس المشهد دوليا واقليميا ومحليا، تعود الوقائع اللبنانية إلى واقعها الصعب سياسيا واقتصاديا واجتماعيا. وإذا كان لبنان قد حضر في البيانين الصادرين عن تلك المحادثات من حيث التعبير عن دعمه، فإن الأمر لم يتعداه ولم يرق إلى مبادرات عملية محددة في هذا الشأن. من هنا على لبنان الاعتماد على نفسه بالدرجة الأولى و(يقلع شوكو بإيدو) وأولى المهمات الملحة في هذا السياق المسارعة الى تشكيل حكومة كاملة الأوصاف. لكن هل هذا الهدف في متناول اليد الآن؟ لا إجابة حاسمة قبل ان يعقد الاجتماع الثالث بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف والمتوقع مطلع الاسبوع المقبل.

واذا كانت الأجواء قد باتت مهيأة للاجتماع فإن هذا لا يعني إنجاز عملية التأليف ذلك أن دون تحقيقه الكثير من الصعوبات.

مهما يكن يبدو من الملح بذل المزيد من الجهود لإزالة هذه الصعوبات وتشكيل حكومة في أسرع وقت لتنتشل البلاد من حال الشلل الذي يضرب كل قطاعات الدولة ولاسيما في ظل الإضراب الذي ينفذه موظفو القطاع العام.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

كمشية التائه على غير هدى، وكمن يصافح الهواء عاد الرئيس الاميركي، دون أن يملأ يديه من جولته الشرق أوسطية.

فقد فشل جو بايدن في تأمين التزامات أمنية ونفطية كبيرة لواشنطن ، كما أخفق في دفع زعماء الدول التسع إلى الالتزام بإنشاء تحالف عسكري أمني إقليمي يشمل الكيان الصهيوني بحسب تقرير لوكالة رويترز. كيان العدو بدا غير راض عن نتائج الزيارة أيضا.

فوفق القائد السابق لما يسمى شعبة الاستخبارت العسكرية أمان “عاموس يادلين”، فان اسرائيل لم تحقّق ما تريده ، وأنّ أكبر الرابحين هم السعوديون الذين نجحوا بتبييض صورة محمد بن سلمان.

اذا، منح وليّ العهد السعودي شهادة حسن سلوك أميركية ، فطمست جرائمه في قعر بواخر النفط التي وعد بها ، في رسالة جلية للذين يراهنون على ميزان العدل الاميركي ، ويتوسلون واشنطن لاعادة حقوقنا النفطية ، فلولا معادلات كاريش وما بعد بعد كاريش، والـمسيّرات، ما عدّلت الخارجية الاميركية من موقفها ، ولا فكّر آموس هوكشتاين بالعودة مجددا الى بيروت ، ولو فاضت المنابر اللبنانية بالمناشدات.

ومن على منبر بلدة الوردانية، كلام للواء عباس ابراهيم عن تسوية قريبة يمكن أن تتيح للبنان تحقيق الهدف في موضوع الترسيم، إذا تمسك بحقه وبقي موحدا.

موحدا كان اليمن في رفضه لولاية الامر الصهيونية التي حاول الرئيس الاميركي فرضها على المنطقة، فخرجت مسيرات حاشدة في صنعاء وعشرات المحافظات تأكيدا على البيعة الحقة في عيد الغدير الاغر، والسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي يندد بأنْ يأتي المنافقون برمز من رموز التطبيع ليلقي خطبة الحج في عرفة، والموقع المناسب لذلك الخطيب كان أن يذهبوا به الى مكان الرجم ليرمى بحصى الحجيج يقول السيد الحوثي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

في الماضي الأبعد، كان يقال: الوعود كثيرة، وكثيرون لا يصدقون.

وفي الماضي الأقرب، صار يقال: الوعود كثيرة، والجميع لا يصدقون.

أما اليوم، فيقال: ففي الملف الحكومة، لا وعود ولا من يصدِّقون الوعود، بل كل ما في الامر، كلام تهدئة يردد في الإعلام، وعلى ألسنة بعض السياسيين. أما على أرض الواقع، فلا تأليف، ولا صيغ جديدة متداولة، تصحح الأخطاء الجوهرية التي تضمنتها التشكيلة الأولى التي رفعها رئيس الحكومة المكلف إلى رئاسة الدولة.

وفي ملف الإصلاحات، لا وعود ولا من يصدِّقون الوعود، بل كلّ ما في الأمر، أن بعض القوى السياسية يطالب، وأن عددا من السفراء يكرر الربط بين تلك الخطوات والمساعدات المرتقبة من صندوق النقد الدولي، فيما الناس ينتظرون، وقد ملوا الانتظار.

وفي ملف الترسيم، لا وعود ولا من يصدِّقون الوعود، بل كل ما في الأمر أن عنص المقاومة ضاغط في نظر الأميركيين وجميع المعنيين بالتنقيب عن النفط والغاز، ومن هنا وتيرة المشاورات المتسارعة، في موازاة تسريبات يومية، عبر الإعلام الإسرائيلي بشكل خاص، عن احتمالات وسيناريوهات.

وفي الملفات الحياتية، من دواء وكهرباء وماء ومحروقات ورغيف، لا وعود ولا من يصدق الوعود، بل مجرد اجترار للصيغ الترقيعية، التي تهرِّب بعض المسؤولين لبعض الوقت الى الأمام، وتؤجل الحلول الجذرية، لكنها لا تلبث أن تنفجر من جديد، كما يحصل راهنا مع موظفي القطاع العام على سبيل المثال.

أما العنوان السياسي الأبرز هذه الأيام، والذي تجاوز يوما بعد يوم سائر الأولويات، فانتخاب الرئيس الجديد للجمهورية، الذي تبدأ مهلته الدستورية في الأول من أيلول المقبل، واليوم جدد البطريرك الماروني التطرق الى الموضوع في عظة قداس عيد مار شربل، متمنيا على الأطراف التموضع وطنيا وخلق مناخ إيجابي لتأمين تشكيل حكومة وانتخاب رئيس. وأضاف البطريرك: وحين ندعو إلى انتخاب رئيس لا يشكل تحديا لهذا أو ذاك، نتطلع إلى رئيس يلتزم القضية اللبنانية والثوابت الوطنية وسيادة لبنان واستقلاله، ويثبت مبدأ الحياد، إذ لا نستطيع أن ننادي بحياد لبنان ونختار رئيسا منحازا للمحاور وعاجزا بالتالي عن تطبيق الحياد، والرئيس الذي لا يشكل تحديا ليس بالطبع رئيسا لا يمثل أحدا ولا رئيسا يخضع لموازين القوى. غير ان بداية النشرة لم تكون من يوميات السياسة، بل من قضية توقيف الرائد ميشال مطران التي شغلت الرأي العام في الساعات الأخيرة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

انتهت قمم جدة ، وانتهت الزيارة التاريخية للرئيس الاميركي الى المملكة العربية السعودية، بعد يومين حافلين امضاهما فيها. مع انتهاء القمم ستبدأ ظهور النتائج، وخصوصا في ما يتعلق بالتوازنات القائمة في المنطقة، والدور الايراني المتعاظم فيها. كردة فعل اولى، تبدو ايران غير مرتاحة بتاتا لما حصل. وهو ما تظهر اليوم عبر الهجوم الايراني القاسي على الرئيس جو بايدن. فالمتحدث الرسمي باسم الخارجية الايرانية اتهم بايدن بخلق الفتن في المنطقة وبث التوتر فيها .

موقف الديبلوماسية الايرانية غير الديبلوماسي يثبت انزعاج طهران مما حصل في السعودية، ان كان على صعيد الشكل او على صعيد المضمون. فكيف ستسير الامور في ضوء الموقف الايراني؟ هل تعود طهران الى المفاوضات مع الولايات المتحدة مع امل  في الوصول الى نتائج ايجابية، ام تصعد  موقفـها سياسيا وميدانيا، عبر اذرعها المنتشرة في المنطقة، وخصوصا في لبنان؟ الجواب رهن الايام والاسابيع المقبلة. علما ان ملف الترسيم في لبنان قد يكون المنطلق لمتابعة ردة الفعل الايرانية. اذ ان دخول حزب الله المتأخر على خط ملف الترسيم مؤشر الى ان ايران تريد الاستفادة  منه لتمرير رسائلها الاقليمية والدولية. هكذا يعود لبنان ساحة  للصراعات الاقليمية وصندوق بريد لتمرير الرسائل الى الخارج، والمسؤولية الكبرى بذلك على اثنين: حزب الله وايران.

محليا الاسبوع الطالع سيحمل جديدا على صعيد تشكيل الحكومة. فرئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي سيعاود نشاطه بعد عطلة الاضحى التي مددها اسبوعا اضافيا . ومن المنتظر ان يقوم ميقاتي بزيارة بعبدا بعد حل الاشكال البروتوكولي المتعلق بمن يبادر اولا . اذ يعتبر ميقاتي انه طلب موعدا لمقابلة الرئيس لم يحدد له حتى الان ، في حين تعتبر الرئاسة الاولى ان على ميقاتي ان يبادر من جديد ويطلب موعدا . فهل يحل الاشكال البروتوكولي بطريقة أو بأخرى ، ام يستغله الطرفان لتأخير اللقاء المنتظر طالما ان لا جديد عندهما يقدمانه للبنانيين غير الصورة التي تجمعهما؟ ومع خفوت وهج تشكيل الحكومة ، الانتخابات الرئاسية تتقدم يوما بعد يوم لتأخذ صدارة الاهتمام . واللافت ان البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي عاد وكرر للاسبوع الثاني على التوالي المطالبة بانتخاب رئيس لا يمثل تحديا لاحد وغير منحاز للمحاور لكي يتمكن من تطبيق الحياد . وفي الاطار عينه علمت ال ا"م تي في" ان اتصالات تجرى بين اطراف سياسية معارضة لتشكيل جبهة عابرة للطوائف هدفها الوقوف في وجه الاتيان برئيس للجمهورية منحاز الى ايران والى خط الممانعة . كل هذا يثبت ان حماوة المعركة الرئاسية ترتفع ، فيما تشكيل الحكومة موضوع في ثلاجة المماطلة والانتظار ، حتى اشعار آخر على الاقل.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

اجرى العالم قراءات مختلفة  لقمة جدة ولليوم الاميركي الخليجي المسكون برائحة النفط والمبني على جدار سياسي لم تخرقه اسرائيل ومع اختلاف التحليلات الا ان النقطتين اللتين لاقتا شبه اجماع تتعلقان بدور السعودية المركزي والادوار التي فشلت اسرائيل في لعبها وعلى المدى القريب فإن اولى نتائج القمة ستظهر في الذهب الاسود وسط توقعات بانخفاض سعر النفط عالميا وهذا ما رجحه  مستشار وزارة الخارجية الأميركية للطاقة اموس هوكستين وفيما وعد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان برفع انتاج النفط الى ثلاثة عشر مليون برميل يوميا لفت ان وول ستريت جورنال تحدثت عن مغادرة الرئيس الاميركي جو بايدن من دون الحصول على تعهد سعودي بشأن زيادة انتاجهم وسواء صدقوا ام مرروا زيارة بايدن بوعد على صفيح ساخن فإن السعودية خالفت هذه المرة تعاليم الأمر الأميركي وتحدث مع بايدن بلغة الند " تحدثوننا عن مقتل جمال خاشقجي  نحدثكم عن سجن ابو غريب واغتيال شيرين ابو عاقلة " وفي تشريح الزيارة ومفاعليها فإنها ارست قواعد اشتباك جديدة في المنطقة خرجت منها ايران بوضعية " الجارة "واسرائيل بصفة الكيان الذي لم يرق بعد الى مرحلة السلام  وباعتراف تل ابيب وبقلم رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الاسبق عاموس يدلين فإن زيارة بايدن لم تحقق الغاية المرجوة منها في جزئها الاسرائيلي حيث لم تستطيع ان تندمج في المنطقة   في حين أن السعودية كانت الرابح الأكبر لكن رئيس الوزراء يائير لابيد اعتبر ان الخطوات الاخيرة مع السعودية هي تطبيع فعلي يتقدم بخطى صغيرة  وعلى الارجح فإن هذه الخطى سوف تبقى صغيرة ويحدها المجال الجوي أما على الارض السياسية فإن كل فجور  اسرائيل لضرب ايران وانشاء حلف عسكري عربي خليجي لمواجهتها قد اصطدم بجدران مانعة وما اعقب قمة الخليج الاميركية اسس لحوار مع طهران وانفتاح ايراني على السعودية عبر عنه اليوم  رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية كمال خرازي معتبرا ان المحادثات السعودية الايرانية  ستؤدي لتحول إقليمي وكشف ان قطر قدمت مقترحات مهمة بشأن الحوار وقد أبدينا استعدادنا الكامل لذلك وتستعد طهران  يوم الثلاثاء لاستقبال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمشاركة في قمة  ايرانية روسية تركية ومناقشة حزمة  من القضايا الإقليمية والدولية، وهو ما دفع مستشار الأمن القومي الأميركي جايك سوليفان إلى تصنيف زيارة بوتين بأنها تمثل "تهديدا بالغا". وامام هذه التحولات الاقليمية الدولية فإن لبنان غائب  عن الوعي  الا من بيانات الترحيب لناحية ما ورد في  قمة جدة ومع الاشارة الى ان البيان تضمن دعوة صريحة لانتخاب رئيس للجمهورية في الموعد الدستوري المحدد فإن القادة اللبنانيين سوف يدسون على الدستور ومواعيده مرة جديدة ويمهدون لعهد الفراغ وكأن مواعيد لم تكن

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

علّوش: هذا ما عكسه تعلية سقف خطاب نصرالله!

الانباء/الاحد 17 تموز 2022 

إعتبر النائب السابق مصطفى علوش، أنّ "مضمون البيان السعودي - الأميركي لا شيء فيه غير منطقي".وسأل علوش، في حديثٍ لـ "الأنباء الإلكترونية": "هل يعني ذلك أنّ الموقف هو نفسه الذي اتّخذ سابقاً من الميليشيات ومن الانتخابات؟ هم يقولون إنّهم ملتزمون بمساعدة لبنان، فكيف؟"، فما قيل، برأيه، "غير واضح ولا يغيّر شيئاً، فالأمر مرتبط بشكل المواجهة مع إيران التي عمدت في الفترة الأخيرة إلى شدّ العصب، وهذا ما عكسه تعلية سقف خطاب أمين عام حزب الله حسن نصرالله، بما يؤشّر إلى وجود تعقيدات في الملف النووي القادر وحده على تحديد الأمور مستقبلاً، أكان بالنسبة للمنطقة أو لبنان". بالمقابل، رأى أنّ "الردود على خطاب نصرالله كانت هامشية، وطالما الحزب مرتاح للردود عليه فهذا يعني أنّه غير متخوّف من المواجهة، وهو غير منزعج من موضوع الاستحقاق الانتخابي لأنّه قادرٌ على أن يؤمن حضور ثلثي عدد النواب". وفي الملف الرئاسي، أكّد أنّ "انتخاب رئيس الجمهورية مرتبط بالملف الإقليمي". وحول الأسماء لرئاسة الجمهورية، رأى علوش أنّ "الأمور حتى اللحظة ما تزال غير واضحة، فاسم الرئيس يعكس التسوية أمّا في حال المواجهة سيكون الأمر مختلفاً، مستبعداً بالمقابل تشكيل حكومة، كما استبعد اعتذار الرئيس نجيب ميقاتي عن التشكيل".

 

برودة لافتة بعد تهديد نصرالله بالحرب... ما هي الأسباب؟

ليبانون ديبايت/الاحد 17 تموز 2022 

على عكس العديد من ردود الفعل التي أتت عقب خطاب الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله، الذي رسم مشهداً جديداً لمسار مفاوضات الترسيم، ملوّحاً باحتمالات نشوب حرب في حال لم يتمّ حلّ مسالة ترسيم الحدود البحرية وتأمين الحقوق اللبنانية ، قرأ الكاتب والمحلل السياسي علي حماده، التصعيد وسقف الخطاب المرتفع، بأنه يندرج في سياق التحشيد والإستنفار بالمعنيين السياسي والشعبي. لكن الكاتب حماده توقف عند ردة فعل المجتمع الدولي بشكل عام أي الأوروبيين والأميركيين والعرب وحتى إسرائيل، حيث كشف لـ "ليبانون ديبايت" عن برودةٍ نسبية بل برودة لافتة، وذلك ربما لأن هذه القوى الدولية وإسرائيل وهي المعنيّة، يعرفون أن هذا الخطاب لا يؤشر إلى قرب نشوب حرب. وعزا سبب ذلك، إلى أن قرار الحرب والسلم في لبنان وإن كان بيد "حزب الله"، لكنه اليوم عملياً هو بيد طهران تحديداً، أي رأس المحور الذي ينتمي اليه الحزب وهو إيران وليست حارة حريك. وبالتالي ووفق حماده، فإن المجتمع الدولي كما إسرائيل، يعرفون أن مسالة الحدود البحرية ما زالت قيد التفاوض، ولا يستطيع الحزب، أن يهدد بإشعال الحرب بعد شهرين، إن لم يحصل على ما يريده، مع أن ما يريده ليس واضحاً. وأكد أن القرار إيراني، وإذا تورط الحزب بالحرب، فإن الإيرانيين يعرفون أيضاً أن الردّ المباشر لن يقتصر على لبنان، في ضوء نظرية حربية دفاعية هجومية لدى الاسرائيليين، بأنه لم يعد من الجائز مواصلة التصدي لإيران عبر ضرب ميليشياتها المنتشرة في سوريا والعراق ولبنان فحسب، إنما "لابدّ من ضرب رأس الأخطبوط الموجود في طهران، ولذلك نشهد منذ عام ونصف عمليات ما يُسمّى حرب الظلال أو حرب المخابرات في إيران وفي المنشآت الإيرانية، ولذلك يعرف الإيرانيون بأن الآخرين يعرفون بأن القرار هو قرارهم، وبالتالي سيخوض الإسرائيليون المعركة بوجه حزب الله، ولكن في قلب طهران، وهو ما لا يريده الإيراني ولا إسرائيل، كما أن الحزب لا يملك قرار إشعال الحرب، ولو كانت كل ذرائع الحرب موجودة بين يديه". وفي هذا السياق أشار حماده إلى أن تصعيد السيد نصرالله، نظري، لأن لبنان لم يطالب بكاريش، ولذا فإن التهديد بالحرب بعد شهرين عندما تبدأ إسرائيل باستخراج الغاز من كاريش، يأتي في الوقت الذي يطالب فيه لبنان بالخط 23 معدلاً، أي أنه يريد تعديلات لإدخال حقل قانا من ضمنه، وهذا الأمر خاضع للتفاوض وبالتالي فالمفاوضات قد تطول، وكاريش والخطّ 29 ليسا جزءاً من المفاوضات، والدولة اللبنانية لم تفاوض على الخط29 ولم تقدم أي وثائق أمام الأمم المتحدة، إلاّ بخصوص الخطّ 23، فلماذا يشعل الحزب الحرب في ما يتعلق بكاريش؟ وعليه أكد حماده، أنه على لبنان مواصلة التفاوض، في ظلّ وجود احتمال بأن يحصل لبنان على الخطّ 23 مع قانا، مشيراً إلى ضرورة البدء باستثمار بلوكات أخرى، إذ هناك 10 بلوكات مُتاحة ولا يتمّ التنقيب. ولذا، ووفق حماده، فإن تهديد الحزب، هو ربما رسالة إيرانية عالية النبرة وللتذكير بوجوده، وذلك في مواجهة زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن للمنطقة، وما يُحكى عن شراكات إقليمية كبرى يجري الإعداد لها.

 

الإستحقاق الرئاسي… ارتباطٌ وثيقٌ بتطورات المنطقة

الجريدة الكويتية/17 تموز/2022

لم يغب لبنان عن مداولات اللقاءات السعودية – الأميركية، فما أشار إليه البيان السعودي ـ الأميركي الختامي لتلك اللقاءات، يؤكد أن الدولتين ذات التأثير الواسع على الساحة اللبنانية تتمسكان بثوابتهما، والتي تتلخص في 3 نقاط واضحة: الإصلاحات، التزام القرارات الدولية، حصر السلاح بيد الدولة، وهي عناوين تعتبر منصة انطلاق لأي حل لأزمات لبنان. وعبر البيان عن دعم الدولتين لـ «سيادة لبنان وأمنه واستقراره» وللجيش اللبناني، وشدد على أهمية «تشكيل حكومة جديدة، وتنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية هيكلية شاملة، تضمن تغلب لبنان على أزمته السياسية والاقتصادية، وعدم تحوله إلى نقطة انطلاق للإرهابيين، أو تهريب المخدرات أو الأنشطة الإجرامية الأخرى التي تهدد أمن المنطقة واستقرارها»، مؤكدا ضرورة «بسط سيطرة الحكومة اللبنانية على جميع الأراضي اللبنانية، بما في ذلك تنفيذ أحكام قرارات مجلس الأمن ذات الصلة واتفاق الطائف، من أجل أن تمارس سيادتها الكاملة فلا تكون هناك أسلحة إلا بموافقة الحكومة اللبنانية، ولا تكون هناك سلطة سوى سلطتها». تنطبق هذه الشروط على استحقاقين أساسيين، الأول ملف ترسيم الحدود وضرورة إعلاء كلمة الدولة اللبنانية في المفاوضات وعدم الاستسلام لمواقف حزب الله وتصعيده وشروطه التي من شأنها تعقيد المفاوضات، والثاني يفترض ترجمته في الانتخابات الرئاسية المقبلة من خلال اختيار رئيس متوازن قادر على التواصل مع مختلف الأفرقاء، واستعادة علاقات لبنان الخارجية عربيا ودوليا لإخراجه من العزلة. وهذه المواصفات تفترض ألا يكون الرئيس العتيد حليفا لحزب الله أو للمحور الإيراني، إلا أن انتخاب رئيس بالمواصفات المطلوبة سيبقى مرتبطا بتطورات الأوضاع في المنطقة، سواء ما يتعلق بتداعيات قمة جدة العربية – الأميركية، أو بملف إيران، حيث ستكون عودة طهران للمفاوضات عاملا مساعدا للوصول إلى تسوية في لبنان، أما في حال تعثرت المفاوضات فإن منطق المواجهة سيكون سائدا. ومن هنا يمكن قراءة المواقف التصعيدية للأمين العام لحزب الله حسن نصرالله على أنها خطوة استباقية ترتبط بملفي «الترسيم» والانتخابات الرئاسية، ففي الترسيم سعى نصرالله إلى فرض شروطه وإلزام الدولة اللبنانية بها، أما رئاسيا فإنه بتحديده شهر أيلول، موعد بدء إسرائيل استخراج النفط والغاز، سقفا زمنيا للوصول إلى حل حول ترسيم الحدود، يكون قد فرض ضمنا شروطه على مواصفات الرئيس الذي سيدعمه، بمعنى أن الرئيس الجديد يفترض أن يكون ملتزما بسقف الحزب التصعيدي، وأن يلتزم بشروط الحزب في الترسيم وحماية «السلاح». وفي مواجهة هذا المسعى، يبرز تحركان، الأول يتمثل في مساعي واشنطن المكثفة للوصول إلى حل لترسيم الحدود وسحب ورقة التصعيد من يد حزب الله، بفصل موقفه عن موقف الدولة، والثاني تحرك داخلي من خلال تطويق أي مسعى لحزب الله لفرض مرشحه الرئاسي، سواء كان سليمان فرنجية، الذي يبدو أن أسهمه ترتفع لدى الحزب، أو جبران باسيل الذي لا يزال يسعى إلى تحسين شروطه، وما تشهده الساحة الداخلية من لقاءات واتصالات بين كتل نيابية معارضة لحزب الله يهدف إلى توحيد الجهود لمنع الحزب من تكرار تجربة انتخاب ميشال عون، والمجيء بشخصية متحالفة معه.

 

أزمة “اللبنانية” تتفاقم!

 صوت لبنان/17 تموز/2022

أشارت عضو مجلس المندوبين في الجامعة اللبنانية نايلة ابي نادر، إلى أن “الإضراب رُفع في أيار لأن الحكومة ذهبت إلى تصريف الأعمال”، مضيفةً: “الإضراب اليوم سببه الانهيار السريع والكبير”. وأضافت في حديث لـ”صوت لبنان”: الطلاب أولويتنا ولكن الكادر التعليمي ينهار”. وتابعت: “تجويع الناس ليس الحل، والأساتذة لم يتوقّفوا عن التعليم حتى في خلال كورونا.” وشدّدت على أنّ “صرخة الكرامة هي الأقوى، ولا يمكننا فعل أكثر ممّا نقوم به، ولسنا ضد الطلاب… قضيتنا قضية وطن وعلى الطلاب والأهالي الوقوف إلى جانبنا”.

 

برعاية عربية… طائف جديد خلال 6 أشهر؟

الأنباء الإلكترونيّة/17 تموز/2022

اتّجهت الأنظار يوم أمس إلى جدة، حيث عُقدت القمة الأميركية – العربية الموسّعة بحضور الرئيس الأميركي جو بايدن، وقد حضرت فيها مختلف الملفات الطارئة إقليمياً ودولياً، وطبعاً اقتصادياً على مستوى الطاقة. لبنان غاب حضورياً عن القمة وإن حضر في البيان المشترك السعودي – الأميركي، الذي أشار إلى دعم الجانبين السعودي والأميركي المستمر لسيادة لبنان وأمنه واستقراره وللقوات المسلحة التي تحمي حدوده، مشدّداً على أهمية تشكيل حكومة لبنانية صنع في لبنان، وتنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية وهيكلية شاملة تضمن تغلّب لبنان على أزماته السياسية، وعدم تحوّله إلى نقطة انطلاق للإرهابيين أو تهريب المخدرات، أو الأنشطة الإجرامية الأخرى التي تهدّد أمن واستقرار المنطقة، مع التشديد على أهمية بسط سيطرة الحكومة اللبنانية على جميع الأراضي اللبنانية بما في ذلك تنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة واتفاق الطائف من أجل أن تمارس سيادتها الكاملة، فلا تكون هناك أسلحة إلّا بموافقة الحكومة اللبنانية، ولا تكون هناك سلطة سوى سلطتها. هذا البيان وصفته مصادر سياسية بأنّه جيّد من حيث الشكل، لكنّه يبقى في إطار التمنيات، حتى ولو كانت نيات الفريقين صادقة حيال لبنان لأنّ المسؤولين السعوديين والأميركيين يعرفون جيداً أنّ لبنان الرسمي منقوص السيادة، وهو بشكلٍ أو بآخر مخطوف من قبل إيران، وما زال يخضع لمحور الممانعة، وأنّ الانتخابات النيابية غيّرت فيه بالشكل ولم تغيّر بالجوهر، وهذا الأمر لن يتم من دون ضغط خارجي يقلب المعادلة القائمة من أساسها. ولفتت المصادر السياسية عبر “الأنباء” إلى أنّ البيان تحدّث عن سياسات معيّنة، لكن لم يدخل في صلبها وفي طريقة حلّها. واعتبرت أنّ لبنان ما زال في حالة تحلّل وتفكّك، لكن بالمقابل لمست المصادر أنّ هناك تفاهماً على أن يوظّف العرب إعادة تأسيس وبناء لبنان في خلال 6 أشهر أو أكثر ربما لإعادة استنباط طائف جديد بناءً على معطيات استبقت وصول بايدن إلى جدة وترافقت مع التحضير للزيارة، وكان من بينهم أصدقاء كبار للبنان، وستظهر نتائجها بوقت ليس ببعيد.

 

الإستحقاق الرئاسي… ارتباطٌ وثيقٌ بتطورات المنطقة!

الجريدة الكويتية/17 تموز/2022

لم يغب لبنان عن مداولات اللقاءات السعودية – الأميركية، فما أشار إليه البيان السعودي ـ الأميركي الختامي لتلك اللقاءات، يؤكد أن الدولتين ذات التأثير الواسع على الساحة اللبنانية تتمسكان بثوابتهما، والتي تتلخص في 3 نقاط واضحة: الإصلاحات، التزام القرارات الدولية، حصر السلاح بيد الدولة، وهي عناوين تعتبر منصة انطلاق لأي حل لأزمات لبنان. وعبر البيان عن دعم الدولتين لـ «سيادة لبنان وأمنه واستقراره» وللجيش اللبناني، وشدد على أهمية «تشكيل حكومة جديدة، وتنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية هيكلية شاملة، تضمن تغلب لبنان على أزمته السياسية والاقتصادية، وعدم تحوله إلى نقطة انطلاق للإرهابيين، أو تهريب المخدرات أو الأنشطة الإجرامية الأخرى التي تهدد أمن المنطقة واستقرارها»، مؤكدا ضرورة «بسط سيطرة الحكومة اللبنانية على جميع الأراضي اللبنانية، بما في ذلك تنفيذ أحكام قرارات مجلس الأمن ذات الصلة واتفاق الطائف، من أجل أن تمارس سيادتها الكاملة فلا تكون هناك أسلحة إلا بموافقة الحكومة اللبنانية، ولا تكون هناك سلطة سوى سلطتها». تنطبق هذه الشروط على استحقاقين أساسيين، الأول ملف ترسيم الحدود وضرورة إعلاء كلمة الدولة اللبنانية في المفاوضات وعدم الاستسلام لمواقف حزب الله وتصعيده وشروطه التي من شأنها تعقيد المفاوضات، والثاني يفترض ترجمته في الانتخابات الرئاسية المقبلة من خلال اختيار رئيس متوازن قادر على التواصل مع مختلف الأفرقاء، واستعادة علاقات لبنان الخارجية عربيا ودوليا لإخراجه من العزلة. وهذه المواصفات تفترض ألا يكون الرئيس العتيد حليفا لحزب الله أو للمحور الإيراني، إلا أن انتخاب رئيس بالمواصفات المطلوبة سيبقى مرتبطا بتطورات الأوضاع في المنطقة، سواء ما يتعلق بتداعيات قمة جدة العربية – الأميركية، أو بملف إيران، حيث ستكون عودة طهران للمفاوضات عاملا مساعدا للوصول إلى تسوية في لبنان، أما في حال تعثرت المفاوضات فإن منطق المواجهة سيكون سائدا. ومن هنا يمكن قراءة المواقف التصعيدية للأمين العام لحزب الله حسن نصرالله على أنها خطوة استباقية ترتبط بملفي «الترسيم» والانتخابات الرئاسية، ففي الترسيم سعى نصرالله إلى فرض شروطه وإلزام الدولة اللبنانية بها، أما رئاسيا فإنه بتحديده شهر أيلول، موعد بدء إسرائيل استخراج النفط والغاز، سقفا زمنيا للوصول إلى حل حول ترسيم الحدود، يكون قد فرض ضمنا شروطه على مواصفات الرئيس الذي سيدعمه، بمعنى أن الرئيس الجديد يفترض أن يكون ملتزما بسقف الحزب التصعيدي، وأن يلتزم بشروط الحزب في الترسيم وحماية «السلاح». وفي مواجهة هذا المسعى، يبرز تحركان، الأول يتمثل في مساعي واشنطن المكثفة للوصول إلى حل لترسيم الحدود وسحب ورقة التصعيد من يد حزب الله، بفصل موقفه عن موقف الدولة، والثاني تحرك داخلي من خلال تطويق أي مسعى لحزب الله لفرض مرشحه الرئاسي، سواء كان سليمان فرنجية، الذي يبدو أن أسهمه ترتفع لدى الحزب، أو جبران باسيل الذي لا يزال يسعى إلى تحسين شروطه، وما تشهده الساحة الداخلية من لقاءات واتصالات بين كتل نيابية معارضة لحزب الله يهدف إلى توحيد الجهود لمنع الحزب من تكرار تجربة انتخاب ميشال عون، والمجيء بشخصية متحالفة معه.

 

ترسيم الحدود… بانتظار “النووي” الإيراني!

الأنباء الإلكترونيّة/17 تموز/2022

في موضوع ترسيم الحدود البحريّة مع إسرائيل، وما أُعلن عن تقدّم في هذا الملفّ، رأت المصادر أنّ موضوع الترسيم مرتبط بمفاوضات الملف النووي الإيراني، فإذا شهدت هذه المفاوضات تطورات إيجابية فقد ينعكس ذلك على ملف الترسيم، وإلا لن يكون هناك أي تقدم. ولاحظت المصادر أنّ الملفّين النووي والعسكري الإيرانيين غير منفصلَين عن بعضهما بالنسبة للإدارة الأميركية، فإمّا أن تكون إيران قادرة على تقديم نتيجة إيجابية في هذين الملفّين، أو أنّ الأمور ذاهبة باتّجاه المزيد من التوتر الذي سيقود طبعاً إلى نشوب حرب في المنطقة، وأنّ تصميم بايدن على عدم ترك أي فراغ في المنطقة لأنّ إيران قد تستغله لتعزيز نفوذها العسكري واضح جداً.

 

هل تُنجَز التشكيلات الوزاريّة قبل 1 آب؟

الأنباء” الكويتيّة/17 تموز/2022

ثمة من يعلق الآمال على إعادة وصل ما انقطع بين رئاستي الجمهورية والحكومة، مع احتمال إنجاز التشكيلات الوزارية قبل الأول من آب، حيث عيد الجيش اللبناني، الذي سيقام احتفال رسمي به بحضور رؤساء الجمهورية والمجلس والحكومة. بيد أن المصادر المتابعة لا ترى في هذا احتمالاً ممكناً، في ضوء ما اعترى الأسبوعين الماضيين من تراجع حادّ على مستوى علاقة الرئيس ميشال عون، وفريقه الباسيلي، مع الرئيس المكلف نجيب ميقاتي المرتقب عودته من إجازة عيد الأضحى غداً الاثنين. حتى أن هذه المصادر، قلّلت من مدى ديمومة الهدنة السياسية القائمة بين الرئاستين، بحكم ارتباطها بوصول الموفد الفرنسي بيار دوريل إلى بيروت غداً الاثنين إلى جانب مسؤول سعودي، لإطلاق الصندوق المشترك السعودي – الفرنسي لمساعدة الشعب اللبناني، عبر الجمعيات الأهلية الخيرية، والمؤسسات غير الحكومية، عشية الذكرى السنوية الثانية لتفجير مرفأ بيروت.

 

تقسيم بيروت... هذا دور تفاهم معراب ولهذا السبب عزف الحريري

مستقبل ويب"/الاحد 17 تموز 2022  

تناول الصحافي جورج بكاسيني، في مقال له بعنوان "تقسيم بيروت : تفاهم معراب "العميق"، نشر عبر موقع "مستقبل ويب"، ما يحكى عن نية لتقسيم بلدية بيروت، رابطاً ذلك بتفاهم معراب الذي وصفه بالسري وغير المكتوب. وانتقد بكاسيني نائبا التيّار والقوات نقولا صحناوي وغسان حاصباني، قائلاً، "يصعب على المرء أن يتخيّل أنه يمكن لنقولا صحناوي وغسان حاصباني أن يُغيّرا وجه العاصمة"، مضيفاً، "يصعب على اللبنانيين أن يصدّقوا أن أشرفية فؤاد بطرس ونصري المعلوف ولور وجوزف مغيزل رحمهم الله أصبحت فضاءً مفتوحاً للنائبين المذكورين يعبثان به". وأشار الى أن "المناصفة" كرّست عرفاً أقوى من الدستور، وتباهى بها الحريري الأب والإبن أمام اللبنانيين والعالم، بوصفه جزءاً من "الرسالة " اللبنانية التي تحدّث عنها البابا الراحل يوحنا بولس الثاني. وشدد على أن، "هذا الزكام السياسي الذي يفوح من أفواه الثنائي المذكور يُعيد اللبنانيين الى ذاكرة الحرب وخطوط التماس التي أسقطوها كما سقط جدار برلين". ورأى أن "تقسيم بلدية بيروت هو تقسيم فعلي وعملي للعاصمة وللجمهورية بأسرها .هو"احتلال طائفي" للمدينة أخطر من "الإحتلال الإيراني" أو الإسرائيلي أو غيرهما من الإحتلالات والوصايات التي تعاقبت على بيروت"، متهماً "التيار والقوات بالسعي الى تقسيم بلدية بيروت". وأكد بكاسيني أن "هذه عيّنة من نتائج (وأسباب) عزوف الرئيس سعد الحريري عن المشاركة في الإنتخابات".

وجاء في المقال ما يلي:

وسط التحوّلات التي تعصف بالإقليم والعالم، وفي أوج التموضعات العربية والأوروبية والروسية والصينية الجديدة التي بدأت تُغيّر وجه العالم، لم يتورّع "الموارنة الجدد"، أي التيار"الوطني الحرّ" و"القوات اللبنانية"، عن النكأ في جراح اللبنانيين المستدامة، واستنفار عصبيات قديمة - جديدة لدى المسيحيين تحت عنوان "تقسيم بلدية بيروت". للوهلة الأولى تعود بنا الذاكرة إلى تفاهم معراب "العميق"، أي "التفاهم" السّري وغير المكتوب، والذي يُفسّر وحدة هذا التقاطع، لا بل التطابق الصريح في الموقف حول هذا الملف، بين طرفين لدودين. على أن التجارب العديدة التي أعقبت هذا "التفاهم" تُثبت بما لا يرقى إليه الشّك أن ركيزته الأساسية تقوم على مبدأ:" يمكننا الإختلاف عندما نستطيع الاقتصاص من بعضنا البعض، وعندما تُتاح لنا فرصة الإقتصاص من المسلمين .. نتّفق ".

هذا بإختصار إقتباس من ثقافة قبلية عرفتها مئات القبائل المسيحية وغير المسيحية عبر التاريخ، من الجزيرة وصولاً إلى سيريلانكا.كما يكاد يكون إجتراراً لنظرية التفّوق العرقي في الولايات المتحدة الأمريكية ("حليقو الرؤوس" و"القوميون البيض")، أو في ألمانيا ("النازية").. رغم تحقّق المساواة في التطور الثقافي والإجتماعي والإقتصادي بين اللبنانيين قبل الإنهيار بزمن طويل، وإستمرار هذه المساواة مع التدهور الثقافي والإجتماعي والإقتصادي بعده.

للوهلة الثانية يصعب على المرء أن يتخيّل أنه يمكن لنقولا صحناوي وغسان حاصباني أن يُغيّرا وجه العاصمة، الأمر الذي لم تقوَ عليه جيوش ووصايات وفوق ذلك حرب أهلية دامت 15 عاماً. صحيح أن العقل اللبناني في محنة وأن ركائز الدولة الوطنية في أزمة.لكن يصعب على اللبنانيين أن يصدّقوا أن أشرفية فؤاد بطرس ونصري المعلوف ولور وجوزف مغيزل رحمهم الله أصبحت فضاءً مفتوحاً للنائبين المذكورين يعبثان به، كما يشاءان على نحوٍ يخالف تاريخ بيروت وجغرافيتها. أما في الوهلة الثالثة، فيحزّ في نفس الكثيرين من جيل "الحريرية السياسية" ما آلت إليه الأمور في هذا الزمن الرديء ، بعد أن كرّست "المناصفة" عرفاً أقوى من الدستور، وتباهى بها الحريري الأب والإبن أمام اللبنانيين والعالم، بوصفه جزءاً من "الرسالة " اللبنانية التي تحدّث عنها البابا الراحل يوحنا بولس الثاني. هذا الزكام السياسي الذي يفوح من أفواه الثنائي المذكور يُعيد اللبنانيين الى ذاكرة الحرب وخطوط التماس التي أسقطوها كما سقط جدار برلين. إن تقسيم بلدية بيروت هو تقسيم فعلي وعملي للعاصمة وللجمهورية بأسرها .هو"احتلال طائفي" للمدينة أخطر من "الإحتلال الإيراني" أو الإسرائيلي أو غيرهما من الإحتلالات والوصايات التي تعاقبت على بيروت. إن السعي الدؤوب لتقسيم بلدية العاصمة يكشف النقاب عن سبب من إثنين: إما أن "التيار" و"القوات" عاجزان عن الحفاظ على المناصفة في البلدية بعد "عزوف" الإعتدال عن المشاركة في الاستحقاقات الإنتخابية. وهذا يُدين الطرفين معاً باعتبار أن أداءهما السياسي كان من بين الأسباب التي قادت الى هذا "العزوف". وإما أن الثنائي المشار إليه قرّر الإنفصال (أو الإنعزال لا فرق) عن الطوائف الأخرى، علماً أن الطرفين يتسابقان على المديح بالطائفة الحليفة، أحدهما بالسنّة والثاني بالشيعة. هذه عيّنة من نتائج (وأسباب) عزوف الرئيس سعد الحريري عن المشاركة في الإنتخابات: حروب "إلغاء" لا تنتهي، وعصبيّات مدمّرة، وحسابات "دكّنجية" لا تمتّ الى المسؤولية الوطنية بصلة.. وثقافة طائفية مقيتة حتى النخاع. من لا يقوى على ضمان ميزة لبنان وتنوّعه في بلدية، لن يكون مؤهّلاً لإدارة تنوّع جمهورية أو طائفة أو حيّ أو محل بقالة..لا اليوم ولا بعد مئة عام.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

إسرائيل: نستعد بقوة للتحضير لهجوم في إيران

دبي - العربية.نت/17 تموز/2022

أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، اليوم الأحد، أن إسرائيل تحضر الجبهة الداخلية للحرب، موضحا إلى احتمال العمل ضد التهديد النووي الإيراني.

"نستعد بقوة"

وأضاف أن الجيش الإسرائيلي يستعد بقوة للتحضير لهجوم في إيران، مشددا على ضرورة الاستعداد لأي "تطور وأي سيناريو". روسيا تدمّر معدات لإطلاق صواريخ "هيمارس" في دونباس

العرب والعالم

روسيا و أوكرانياروسيا تدمّر معدات لإطلاق صواريخ "هيمارس" في دونباس

كما أضاف أن الخيار العسكري ضد البرنامج النووي الإيراني في صلب الأمن القومي، وفي صميم استعدادات الجيش الإسرائيلي، لافتا إلى أن هناك مجموعة متنوعة من الخطط العملياتية، وتخصيص العديد من الموارد، والحصول على الأسلحة المناسبة، والاستخبارات والتدريب.

"حرية التصرف"

في السياق، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لابيد، أنه أوضح للرئيس الأميركي بايدن معارضته للاتفاق النووي. وقال في مستهل جلسة الحكومة، اليوم الأحد، إن إسرائيل تحتفظ بحرية التصرف الكامل دبلوماسيا وعملياتيا ضد البرنامج النووي الإيراني. كما وصف لابيد زيارة بايدن بـ"التاريخية"، نظرا لتحقيقها إنجازات سياسية واقتصادية وأمنية، على حد وصفه.

تعهّد مشترك

أتت هذه التطورات بعدما وقع الرئيس الأميركي، جو بايدن، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لابيد، الخميس الماضي، تعهدا مشتركا لمنع حصول إيران على سلاح نووي، وذلك في ختام جدل طويل حول المساعي الدبلوماسية مع طهران. وقال بايدن الذي زار إسرائيل الأسبوع الماضي، إنه منفتح على خيار الملاذ الأخير، باستخدام القوة ضد طهران، في خطوة واضحة باتجاه قبول دعوات إسرائيل للقوى الدولية بالتلويح "بتهديد عسكري قوي".

جمود المفاوضات

يذكر أن المحادثات النووية بين إيران والدول الكبرى كانت انطلقت في فيينا منذ أبريل العام الماضي، واستمرت على مدى جولات ماراثونية، قبل أن تتوقف في مارس المنصرم جراء بعض الطلبات الإيرانية المستجدة من خارج الاتفاق، كرفع اسم الحرس الثوري من القائمة الأميركية للمنظمات الإرهابية، فضلا عن تشددها في بعض الضمانات. ومنذ ذلك الحين، غرقت المباحثات في حالة من الجمود، إلا أن المساعي الأوروبية الأخيرة دفعت نحو العودة إلى طاولة التفاوض ثانية.في حين أبدى بايدن نيته إعادة واشنطن إلى متن الاتفاق، بشرط عودة طهران لاحترام كامل التزاماتها بموجبه، والتي بدأت التراجع عنها اعتبارا من عام 2019.

 

إسرائيل: نملك حرية التصرف لمواجهة برنامج إيران النووي

 قناة العربية.نت/17 تموز/2022

كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، اليوم الأحد، أنه “أوضح للرئيس الأميركي جو بايدن معارضته للاتفاق النووي مع إيران”. وأكد لابيد في مستهل جلسة الحكومة، أنّ “إسرائيل تحتفظ بحرية التصرف الكامل دبلوماسيا وعملياتيا ضد البرنامج النووي الإيراني”.

كما وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي، زيارة بايدن بـ “التاريخية”، نظرا لتحقيقها إنجازات سياسية واقتصادية وأمنية”.

 

البابا فرنسيس يدعو لاستئناف المفاوضات بشأن الحرب في أوكرانيا

الفاتيكان/الشرق الأوسط/17 تموز/2022

دعا بابا الفاتيكان، فرنسيس الأول، إلى إجراء مفاوضات في ظل الحرب الروسية ضد أوكرانيا. وتساءل البابا بعد صلاة اليوم الأحد: «كيف لا يمكن للمرء أن يفهم أن الحرب لن تؤدي إلا إلى الدمار والموت، وأنها تفرق الشعوب وتقتل الحقيقة والحوار». وتابع البابا (85 عاماً): «أدعو وآمل أن تبدأ جميع الأطراف الفاعلة في استئناف المفاوضات، وألا تغذي عبثية الحرب». ويعتزم البابا التوجه إلى العاصمة الأوكرانية كييف في ظل الحرب الحالية، ولكن لم يحدَّد موعد لذلك حتى الآن. وأكد بالفعل مسؤولون رفيعو المستوى بالفاتيكان، مثل الكاردينال بيترو بارولين - الشخصية الثانية بعد البابا فرنسيس في الفاتيكان - نية البابا السفر. وأشار البابا فرنسيس أكثر من مرة إلى الحرب في أوكرانيا وأنه يسعى إلى التوسط في الصراع منذ اندلاع الحرب في 24 فبراير (شباط) الماضي، وأبدى البابا استعداده للسفر إلى أوكرانيا في حال توافر الوقت المناسب لذلك، داعياً إلى إنهاء القتال، والصلاة من أجل شعب أوكرانيا التي تمزقها الحرب.

 

 لافروف: ترشيح أوكرانيا ومولدوفا للاتحاد الأوروبي مناورة جيوسياسية ضد روسيا

الرياض: «الشرق الأوسط أونلاين»

قال وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، يوم أمس (الأحد)، إن منح أوكرانيا ومولدوفا صفة المرشح المحتمل للانضمام للاتحاد الأوروبي جزء من مناورة جيوسياسية ضد بلاده .

وأضاف لافروف، إن «ألمانيا وفرنسا قتلتا اتفاقات «مينسك 2-» والآن تطالبان روسيا الاتحادية بالتفاوض مع كييف»، مشيراً إلى أن مطالب المستشار الألماني أولاف شولتس من روسيا بشأن إبرام اتفاق ضمانات مع كييف بلا معنى، لأنه مثل هذه الوثيقة موجودة بالفعل«.

وشدد لافروف بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية عن وسائل إعلام روسية، على أن برلين وباريس، بعد أن أعلنتا نفسيهما ضامنتين لاتفاقات مينسك، لم تحركا ساكناً على مدى السنوات السبع الماضية لإجبار كييف على الدخول في حوار مباشر مع ممثلي دونباس (جمهوريتي لوهانسك ودونيتسك) للاتفاق على قضايا وضعها الخاص، والعفو، واستعادة العلاقات الاقتصادية، والانتخابات. وأضاف: «كان القادة الغربيون صامتين، وعندما اتخذت كييف -تحت قيادة كل من بيترو بوروشينكو وفلاديمير زيلينسكي- خطوات تتناقض بشكل مباشر مع اتفاقات مينسك. علاوة على ذلك، صرح الألمان والفرنسيون بأن الحوار المباشر بين كييف وجمهوريتي لوهانسك ودونيتسك أمر مستحيل، وبدلاً من ذلك حملا روسيا المسؤولية».

ولفت لافروف إلى أن القوات المسلحة الروسية وقوات دونيتسك ولو هانسك تقوم بحل المهام بثقة ضمن إطار العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا. وتواصل القوات المسلحة الروسية، منذ 24 فبراير (شباط) الماضي، تنفيذ «العملية العسكرية الخاصة» لحماية إقليم دونباس جنوب شرقي أوكرانيا.

 

كييف: روسيا تطلق صواريخ من محطة زابوريجيا النووية

أوكرانيا تتلقى الشحنة الأولى من قاذفات الصواريخ «إم 270»

كييف - موسكو/الشرق الأوسط/17 تموز/2022

قالت كييف إن الوضع «متوتر جداً» بعد أن قام الجيش الروسي بنشر قاذفات صواريخ بمحطة الطاقة النووية في زابوريجيا (جنوب)، واتهمت القوات الروسية بإطلاق نيرانها من مواقعها في المحطة باتجاه منطقتي نيكوبول ودنيبرو ليل الجمعة/ السبت، فيما أعلنت أوكرانيا الجمعة، أنها تلقت الشحنة الأولى من منظومة متطورة من قاذفات الصواريخ، تضاف إلى ترسانة من المدفعية بعيدة المدى سبق أن قدمها الغرب. وقالت خدمات الطوارئ وحاكم إقليم دنيبر وبتروفسك إن شخصين قتلا في نيكوبول بجنوب أوكرانيا أمس (السبت)، عندما تعرضت البلدة لقصف روسي عنيف. وأضافت خدمات الطوارئ أن رجال الإنقاذ انتشلوا جثتي شخصين من تحت الأنقاض. وقال حاكم الإقليم فالنتين ريزنيشنكو إن روسيا أطلقت 53 صاروخاً من طراز «جراد» على البلدة. وبدورها، اتهمت وزارة الدفاع الروسية القوات الأوكرانية بقصف سلوفيانسك للإيحاء بأنها ضربات روسية «من أجل بث المشاعر المعادية لروسيا بين السكان المدنيين». لكن أوكرانيا والمجتمع الدولي ما زالا تحت صدمة ضربات صواريخ كروز التي دمرت الخميس، وسط مدينة فينيتسا على بعد مئات الكيلومترات (غرب). وقال مركز قيادة المنطقة الجنوبية فجر السبت، إن الوضع «متوتر لكنه تحت السيطرة». وكتب على «فيسبوك» أن «العدو يواصل شن هجماته على أراضٍ كانت محتلة، لكن في غياب أي نجاح على الأرض يكثف الضربات الصاروخية والجوية»، مشيراً إلى تحركات روسية في منطقتي خيرسون (جنوب) وأوديسا (جنوب) خصوصاً. وقال رئيس شركة «إنرغو - أتوم» الحكومية الأوكرانية المشغلة لمحطات الطاقة النووية بيترو كوتين ليل الجمعة على «تليغرام» بعد مقابلة تلفزيونية على قناة «يونايتد نيوز» الأوكرانية، إن «المحتلين الروس نصبوا أنظمة إطلاق صواريخ على أراضي محطة الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء في زابوريجيا». وأضاف: «الوضع (في محطة الطاقة) متوتر جداً والتوتر يزداد يوماً بعد يوم»، متهماً «المحتلين بجلب أجهزتهم إلى هناك، بما في ذلك أنظمة صواريخ سبق أن استخدموها في القصف من الجانب الآخر من نهر دنيبرو وعلى أراضي نيكوبول» التي تبعد 80 كيلومتراً جنوب غربي زابوريجيا. وأشار إلى أن عدداً قد يصل إلى 500 من الجنود الروس ينتشرون في موقع المحطة و«يسيطرون» عليه. وسقطت أكبر محطة نووية في أوكرانيا بأيدي الروس مطلع مارس (آذار) بعيد بدء الحرب في 24 فبراير (شباط) الماضي. وقال حاكم منطقة خاركيف إن ضربة جوية روسية أصابت بلدة تشوهيف بشمال شرقي أوكرانيا الليلة الماضية. وذكر الحاكم أوليج سينهوبوف ومسؤولون بالشرطة، أن الغارة ألحقت أضراراً بمبنى سكني من طابقين ومدرسة ومتجر، ويجري رجال الإنقاذ حالياً عملية تفتيش للأنقاض. وقال مسؤول في الشرطة بالمنطقة إن روسيا أطلقت أربعة صواريخ على البلدة من منطقة قريبة من مدينة بيلجورود في غرب البلاد. وتنفي روسيا استهداف المدنيين. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأوكرانية أمس (الجمعة)، إن 30 في المائة فقط من الضربات الروسية تصيب أهدافاً عسكرية، فيما تضرب البقية مواقع مدنية.

وأعلنت حالة التأهب الجوي في جميع أنحاء أوكرانيا طوال ليل الجمعة/ السبت، بينما تحدثت مصادر رسمية وغير رسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، عن عمليات قصف في مناطق بينها ميكولاييف ودونيتسك. وأشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في بيانه اليومي مساء الجمعة، إلى ضربات في دنيبرو (شرق) وكريمنتشوك (جنوب شرقي كييف) وفي منطقة كييف. بعيد ذلك، قال سلاح الجو الأوكراني إن صواريخ «كي إتش - 101» روسية أطلقت مساء الجمعة من بحر قزوين على دنيبرو، وتم تدمير أربعة منها، لكن عدداً منها أصاب موقعاً صناعياً دون أن يسبب ضحايا.

وتحدثت القيادة العسكرية الأوكرانية لمنطقة سومي (350 كلم شرق كييف) مساء الجمعة عن قذائف هاون وقصف طوال اليوم، أدى إلى مقتل شخص وإصابة سبعة آخرين بجروح. وفي المساء، تعرضت مدينة كراماتورسك الواقعة في دونباس لعمليات قصف. وقال مسؤول في الدفاع الجوي بالكتيبة 81 للجيش الأوكراني، إن غارة على ساحتها المركزية، ساحة السلام، أحدثت حفرة قطرها مترين، وأدت إلى تحطم نوافذ المباني المحيطة، لكنها لم تسفر عن أي إصابات لأنها حدثت بعد بدء حظر التجول. قبل ذلك، أصابت ثلاث ضربات على الأقل جنوب كراماتورسك باتجاه المطار، حيث رأى مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية سحابة كبيرة من الدخان تتصاعد.

في مواجهة الإدانات الدولية، قالت وزارة الدفاع الروسية إنها استهدفت في فينيتسيا اجتماعاً «لقيادة القوات الجوية الأوكرانية مع ممثلي موردي أسلحة أجانب». لكن مسؤولاً دفاعياً أميركياً كبيراً، قال طالباً عدم الكشف عن هويته، إنه «ليس هناك أي مؤشر على وجود هدف عسكري في مكان قريب». ولم تعترف روسيا يوماً بأخطاء أو جرائم ارتكبتها قواتها المسلحة في أوكرانيا وتؤكد بشكل منهجي أنها لا تضرب سوى أهداف عسكرية. على الأرض، قالت القوات الانفصالية إنها تواصل التقدم، وإنها بصدد السيطرة الكاملة على سيفيرسك التي بدأت تتعرض للهجوم بعد السيطرة على ليسيتشانسك (شرق) في وقت سابق من الشهر الحالي.

وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن «القوات الروسية تتقدم ببطء باتجاه الغرب بعد عمليات قصف وهجمات باتجاه سيفيرسك من ليسيتشانسك، لفتح طريق إلى سلوفيانسك وكراماتورسك». من جهتها، شنت أوكرانيا هجوماً مضاداً في الجنوب قبل أسابيع لاستعادة خيرسون العاصمة الإقليمية الوحيدة التي استولت عليها موسكو. وصرح زيلينسكي مساء الجمعة بأن الولايات المتحدة ستدرج مساعدات إضافية لبلاده في مشروع ميزانيتها، لا سيما لتطوير قدراتها الجوية «بشكل كبير جداً». وأضاف أن واشنطن حولت ثلاثة مليارات دولار إلى خزائن أوكرانيا خلال الأسبوعين الماضيين.وأعلنت أوكرانيا الجمعة، أنها تلقت الشحنة الأولى من منظومة متطورة من قاذفات الصواريخ، تضاف إلى ترسانة من المدفعية بعيدة المدى سبق أن قدمها الغرب. وكتب وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف على مواقع التواصل الاجتماعي، أن «الشحنة الأولى من (منظومة) MLRS M270 وصلت. ستواكب (صواريخ) هيمارس في ساحة المعركة»، في إشارة إلى منظومة الصواريخ الأميركية التي باتت تستخدم في النزاع مع روسيا. وأضاف: «لا رحمة مع العدو». وأعلنت لندن في يونيو (حزيران)، أنها ستسلم كييف منظومة الصواريخ المذكورة والبالغ مداها 80 كلم، تتمة لصواريخ هيمارس التي أرسلتها واشنطن. ولا تكف موسكو عن تحذير الدول الغربية من تزويد كييف بأسلحة بعيدة المدى. واعتبر خبراء عسكريون أن استخدام أوكرانيا لصواريخ هيمارس يمكن أن يسهم في إبطاء تقدم القوات الروسية. ومنذ منتصف يونيو (حزيران)، تمكنت أوكرانيا بواسطة هذه الصواريخ من تدمير أكثر من 20 مستودعاً روسياً للذخيرة، إضافة إلى مراكز قيادة بعيدة من خط الجبهة.

لكن الخبراء أنفسهم نبهوا إلى أن هذه الأسلحة الجديدة لن تشكل حلاً جذرياً، مؤكدين الحاجة إلى استخدام مزيد من الأسلحة ومنظومات الرادار للتغلب على الروس.

 

مسؤول روسي: الهجوم على القرم سيتبعه رد مزلزل

موسكو/الشرق الأوسط/17 تموز/2022

قال الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف، اليوم الأحد، إن رفض أوكرانيا والقوى الغربية الاعتراف بسلطة موسكو على شبه جزيرة القرم يمثل «تهديداً مباشراً» لروسيا، وإن أي هجوم خارجي على المنطقة سيتبعه رد مزلزل. وضمت روسيا شبه جزيرة القرم المطلة على البحر الأسود من أوكرانيا في عام 2014 بعد الإطاحة برئيس مؤيد لموسكو في كييف وسط احتجاجات حاشدة في الشوارع، ثم دعمت موسكو بعد ذلك انفصاليين مسلحين مؤيدين لها في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا. ونقلت وكالة تاس للأنباء عن ميدفيديف قوله إنه في حالة وقوع هجوم على شبه جزيرة القرم، «سيأتي يوم الحساب سريعاً وسيكون صعباً للغاية، ومن الصعب جداً إخفاؤه». ولم يخض ميدفيديف في التفاصيل لكنه حذر في السابق الولايات المتحدة من مخاطر محاولة معاقبة قوة نووية مثل روسيا على ما تقوم به في أوكرانيا، قائلاً إن ذلك قد يعرض البشرية للخطر. وتم بث هذه التعليقات بعد يوم من تصريح مسؤول أوكراني بأن شبه جزيرة القرم، التي لا يزال معظم العالم يعترف بأنها جزء من أوكرانيا، يمكن أن تكون هدفاً للصواريخ هيمارس أميركية الصنع التي نشرتها كييف في الآونة الأخيرة خلال قتالها للقوات الروسية. وفي وقت سابق من اليوم، نقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن ميدفيديف قوله لمجموعة من المحاربين القدامى في الحرب العالمية الثانية: «إذا كانت أي دولة أخرى، سواء كانت أوكرانيا أو دول حلف شمال الأطلسي، تعتقد أن شبه جزيرة القرم ليست روسية، فهذا يمثل تهديداً منهجياً لنا». وأضاف ميدفيديف، الذي يشغل الآن منصب نائب رئيس مجلس الأمن الروسي: «هذا تهديد مباشر وصريح، وخصوصاً بالنظر إلى ما حدث لشبه جزيرة القرم. عادت شبه جزيرة القرم إلى روسيا».

 

إدانات لموسكو في الاجتماع الوزاري لـ«مجموعة الـ20» والخلافات بشأن روسيا حالت دون صدور بيان ختامي مشترك

بالي (إندونيسيا) - لندن/الشرق الأوسط/17 تموز/2022

أدان كثير من دول «مجموعة العشرين» الغزو الروسي لأوكرانيا، وذلك في ختام اجتماع عقد الجمعة والسبت في بالي، وفق بيان أصدرته الرئاسة الإندونيسية الأحد. وانتهى اجتماع كبار مسؤولي قطاع المال في دول «مجموعة العشرين» من دون تبني بيان مشترك، بسبب خلافات بين الدول حيال الهجوم الروسي على أوكرانيا. وبدلاً من البيان الختامي، أصدرت إندونيسيا؛ التي تحاول التوفيق بين حيادها في النزاع من جهة واستضافتها قمة «مجموعة العشرين» لهذا العام من جهة ثانية، بياناً باسمها، ذكرت فيه هذه التناقضات. وجاء في هذا البيان أن «كثيراً من الأعضاء اتفقوا على أن تعافي الاقتصاد العالمي قد تباطأ، وأنه يواجه انتكاسة كبيرة بسبب الحرب الروسية ضد أوكرانيا والتي تمت إدانتها بشدة». وأضاف البيان أن هؤلاء الأعضاء «قد دعوا إلى إنهاء» هذه الحرب. وذكر البيان أن «أحد الأعضاء عبر عن رأي مفاده بأن العقوبات تُفاقم الصعوبات الحالية»، في إشارة على ما يبدو إلى روسيا. كما تحدث البيان عن عدم وجود توافق في الآراء بشأن أزمة الغذاء العالمية التي تفاقمت بسبب غزو أوكرانيا، مضيفاً: «غالبية الأعضاء اتفقوا على أن هناك زيادة مقلقة في انعدام أمن الغذاء والطاقة... وأعلن عدد كبير من الأعضاء استعدادهم للتحرك سريعاً». ومن المقرر عقد الاجتماع المالي المقبل لـ«مجموعة العشرين» في أكتوبر (تشرين الأول) في واشنطن.

وخلال الاجتماع؛ الذي استمر يومين في جزيرة بالي، سعى المشاركون إلى إيجاد حلول لأزمتي الغذاء والطاقة الدوليتين وتسارع التضخم. لكن الاجتماعات شهدت مواجهة جديدة بين الغربيين الذين يحملون الغزو الروسي لأوكرانيا مسؤوليات التأزم الاقتصادي العالمي، والروس الذين يحملون الغرب مسؤولية تدهور الاقتصاد العالمي من خلال العقوبات التي فرضها على موسكو. ونددت وزيرة الخزانة الأميركية، جانيت يلين، خلال الاجتماع، بالحرب الروسية على أوكرانيا التي «أحدثت موجات صدمة في الاقتصاد العالمي»، فيما اتهم وزراء غربيون المسؤولين الاقتصاديين الروس بالتواطؤ في الفظاعات المرتكبة في أوكرانيا.

وطغت الحرب الدائرة في أوكرانيا على المناقشات؛ لا سيما حول تداعياتها على الأسواق، ومفاقمتها أزمتي الغذاء والطاقة. وتتبع إندونيسيا سياسة خارجية قائمة على عدم الانحياز، ولم ترضخ لضغوط دول غربية طالبتها باستبعاد روسيا من الاجتماع. وشارك وزير المال الروسي أنطون سيلوانوف في الاجتماع عبر تقنية الفيديو، فيما شارك فيه مسؤولان روسيان حضورياً. ومن أجل التصدي لازدياد المخاطر التي تهدد الأمن الغذائي في العالم، دعا «صندوق النقد الدولي» و«البنك» و«برنامج الأغذية العالمي» و«منظمة الأغذية والزراعة» و«منظمة التجارة العالمية»، في بيان مشترك، إلى اتخاذ إجراءات عاجلة في عدد من المجالات الرئيسية.

 

الاتحاد الأوروبي يبحث تشديد العقوبات على موسكو وروسيا تعدّ لتوسيع هجماتها في أوكرانيا

كييف - لندن/الشرق الأوسط/17 تموز/2022

يبحث وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الاثنين تشديد العقوبات على روسيا، فيما قال مسؤول عسكري أوكراني إن روسيا تستعد للمرحلة التالية من هجومها في أوكرانيا. ويتعين على وزراء الاتحاد الأوروبي النظر في أمور عدة، بينها اقتراح للمفوضية الأوروبية يقضي بحظر مشتريات الذهب من روسيا، لمواءمة عقوبات الاتحاد الأوروبي مع تلك التابعة لشركائه في «مجموعة السبع». ويهدف اقتراح آخر إلى وضع شخصيات روسية إضافية على اللائحة السوداء للاتحاد الأوروبي. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين: «على موسكو أن تستمر في دفع ثمن باهظ لعدوانها». وبحسب مسؤول أوروبي كبير، لا يُتوقع اتخاذ أي قرار خلال مناقشة أولية في بروكسل بشأن هذه العقوبات الجديدة. والمملكة المتحدة هي أكبر مشترٍ للذهب الروسي (290 طناً عام 2020 بمبلغ 16.9 مليار دولار وفقاً لأرقام الجمارك الروسية). وتعرضت خاركيف الواقعة في شمال شرقي البلاد والتي تعد ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، لهجوم صاروخي ليل السبت - الأحد، وفق ما ذكر الحاكم أوليغ سينيغوبوف. وأوضح: «نحو الساعة الثالثة صباحاً، في حي كييفسكي، اشتعلت النيران في أحد طوابق مبنى صناعي مكون من خمسة طوابق نتيجة تعرضه لضربتين صاروخيتين. أصيبت امرأة تبلغ من العمر 59 عاماً وتم نقلها إلى المستشفى». وقرب البحر الأسود، ندد حاكم منطقة ميكولايف فيتالي كيم، من جانبه، الأحد، بضربات نفذت في اليوم السابق في جنوب هذه المنطقة وعلى المدينة نفسها في الصباح. وقال: «نحو الساعة 03.05 صباحاً، تعرضت ميكولايف لقصف عنيف. علمنا بنشوب حريق في منشأتين صناعيتين حتى الآن». وأضاف أن بلدات شيفتشينكوف وزوريا ونوفوروسكي تعرضت للقصف في اليوم السابق، مشيراً إلى أن «ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب ثلاثة آخرون في شيفتشينكوف» وقتلت امرأة السبت في قصف على شيروكيف حيث «دمر مبنى سكني». وفي منطقة دونيتسك (شرق)، قال حاكم المنطقة بافلو كيريلنكو إنها استهدفت أيضاً من قبل «الروس (الذين) يواصلون قصف البنية التحتية المدنية، وخصوصاً المؤسسات التعليمية». وأوضح أن «ثلاثة صواريخ استهدفت بلدة توريتسك: أصاب أحدها منطقة سكنية واثنان في زاليزن حيث تضررت مدرسة وروضة أطفال. في كوستيانتينيفكا قصف الروس كلية الطب، ولا تتوفر أي معلومات عن وقوع ضحايا في الوقت الحالي». وفي الوقت الذي بدأت فيه إمدادات أسلحة غربية بعيدة المدى في مساعدة أوكرانيا انهمرت صواريخ وقذائف روسية على عدد من المدن في ضربات تقول كييف إنها أدت إلى مقتل العشرات في الأيام الأخيرة. وقال فاديم سكيبيتسكي، المتحدث باسم المخابرات العسكرية الأوكرانية، السبت «ليست ضربات صاروخية من الجو والبحر فحسب... بل يمكننا أن نرى القصف على طول خط التماس بأكمله، على طول خط المواجهة بأكمله. هناك استخدام نشط للطيران التكتيكي وطائرات الهليكوبتر الهجومية». وتابع: «من الواضح أن الاستعدادات جارية الآن للمرحلة التالية من الهجوم».

مرحلة جديدة من الهجوم

وقال الجيش الأوكراني إن روسيا تعيد على ما يبدو تجميع وحداتها لشن هجوم على مدينة سلافيانسك ذات الأهمية الرمزية التي تسيطر عليها أوكرانيا في منطقة دونيتسك الشرقية. وقالت وزارة الدفاع البريطانية الأحد إن روسيا تعزز مواقعها الدفاعية في المناطق التي تحتلها في جنوب أوكرانيا بعد ضغوط من قوات أوكرانيا وتعهد زعمائها بإجبار روسيا على الانسحاب من تلك المناطق. وتقول أوكرانيا إن 40 شخصاً على الأقل قتلوا في قصف روسي لمناطق حضرية في الأيام الثلاثة الماضية، مع اشتداد الحرب. وحضر عشرات من الأقارب وسكان المنطقة جنازة الطفلة ليزا دميتريفا التي يبلغ عمرها أربع سنوات في وسط مدينة فينيتسيا الأوكرانية الأحد. وكانت الطفلة قد قتلت في هجوم صاروخي على وسط المدينة يوم الخميس أسفر عن مقتل 24 شخصاً وفقاً لما ذكرته السلطات الأوكرانية.

إطلاق صواريخ من محطة نووية

واتهم رئيس الشركة الحكومية الأوكرانية المشغلة لمحطات الطاقة النووية الجيش الروسي بنشر قاذفات صواريخ في موقع محطة الطاقة النووية في زابوريجيا (جنوب) واستخدام المنشأة لقصف منطقة دنيبرو. وقال رئيس شركة «إنرغو - أتوم» بيترو كوتين على تلغرام: «الوضع (في محطة الطاقة) متوتر جداً والتوتر يتزايد يوماً بعد يوم»، متهماً «المحتلين بجلب أجهزتهم إلى هناك، بما في ذلك أنظمة صواريخ سبق أن استخدموها في القصف من الجانب الآخر من نهر دنيبرو وعلى أراضي نيكوبول» التي تبعد ثمانين كيلومتراً جنوب غربي زابوريجيا. وأشار إلى أن عدداً قد يصل إلى 500 من الجنود الروس ينتشرون في موقع المحطة الأكبر في أوروبا و«يسيطرون» عليه. وسقطت أكبر محطة نووية في أوكرانيا بأيدي الروس مطلع مارس (آذار) بعيد بدء الغزو في 24 فبراير (شباط) الماضي.

آلاف القتلى

وفي دونباس، أكد الجيش الروسي والقوات الانفصالية مواصلة التقدم، لافتين إلى أنهم بصدد السيطرة الكاملة على سيفيرسك التي بدأت تتعرض للهجوم بعد السيطرة على ليسيتشانسك شرقاً مطلع الشهر الحالي. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية السبت أن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو تفقد القوات الروسية المشاركة في الهجوم على أوكرانيا، من دون تحديد موعد الزيارة ولا ما إذا جرت في أوكرانيا أو روسيا، وهي الثانية من نوعها بعد زيارة تفقدية أولى أجراها في يونيو (حزيران). وأوضحت الوزارة الروسية أن شويغو «أعطى التوجيهات اللازمة لزيادة «الضغط العسكري». وتدخل الحرب في أوكرانيا شهرها السادس في 24 يوليو (تموز) ولا تتوفر حصيلة إجمالية لعدد الضحايا النزاع من المدنيين حتى الآن. وأحصت الأمم المتحدة نحو 5 آلاف قتيل، بينهم أكثر من 300 طفل، مشيرة إلى أن العدد الحقيقي بلا شك أعلى من ذلك بكثير. وفي مدينة ماريوبول (جنوب شرق) التي سقطت في مايو (أيار) بعد حصار مروع، أشارت السلطات الأوكرانية إلى مقتل نحو 20 ألف شخص. وعلى الصعيد العسكري، أوردت مصادر أمنية غربية مقتل ما بين 15 و20 ألف جندي روسي، في حين أبلغت كييف عن مقتل 10 آلاف جندي من قواتها.

 

قمة جدة للأمن والتنمية»... رؤية مشتركة لمنطقة يسودها السلام والازدهار..أقرت تطوير التعاون والتكامل بين دولها والتصدي للتحديات

جدة/الشرق الأوسط/17 تموز/2022

شدد البيان الختامي لـ«قمة جدة للأمن والتنمية» لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومصر والأردن والعراق والولايات المتحدة، على رؤية مشتركة لمنطقة يسودها السلام والازدهار، وما يتطلبه ذلك من أهمية اتخاذ جميع التدابير اللازمة في سبيل حفظ أمن المنطقة واستقرارها، وتطوير سبل التعاون والتكامل بين دولها، والتصدي المشترك للتحديات التي تواجهها، والالتزام بقواعد حسن الجوار والاحترام المتبادل واحترام السيادة والسلامة الإقليمية. وجدّد القادة، عبر البيان، دعمهم لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، ولهدف منع انتشار الأسلحة النووية في المنطقة. كما جدّد القادة دعوتهم لإيران للتعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومع دول المنطقة، لإبقاء منطقة الخليج العربي خالية من أسلحة الدمار الشامل، وللحفاظ على الأمن والاستقرار إقليمياً ودولياً. وأعرب القادة عن إدانتهم القوية للإرهاب بكل أشكاله ومظاهره، وعزمهم على تعزيز الجهود الإقليمية والدولية الرامية لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، ومنع التمويل والتسليح والتجنيد للجماعات الإرهابية من جميع الأفراد والكيانات، والتصدي لجميع الأنشطة المهددة لأمن المنطقة واستقرارها. وأكد القادة إدانتهم القوية للهجمات الإرهابية ضد المدنيين والأعيان المدنية ومنشآت الطاقة في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وضد السفن التجارية المبحرة في ممرات التجارة الدولية الحيوية في مضيقي هرمز وباب المندب، وشددوا على ضرورة الالتزام بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ومنها قرار مجلس الأمن 2624. وأشار البيان إلى الهدف الذي عقدت من أجله القمة المشتركة يوم أمس، بدعوة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، موضحاً أنها تأتي بهدف تأكيد شراكتهم التاريخية، وتعميق تعاونهم المشترك في جميع المجالات. ورحّب القادة بتأكيد الرئيس الأميركي جو بايدن على الأهمية التي توليها الولايات المتحدة لشراكاتها الاستراتيجية الممتدة لعقود في الشرق الأوسط، والتزام الولايات المتحدة الدائم بأمن شركائها والدفاع عن أراضيهم، وإدراكها للدور المركزي للمنطقة في ربط المحيطين الهندي والهادئ بأوروبا وأفريقيا والأميركتين.

وجدد الرئيس بايدن التأكيد على التزام الولايات المتحدة بالعمل من أجل تحقيق السلام العادل والشامل والدائم في الشرق الأوسط. وأكد القادة ضرورة التوصل لحل عادل للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي على أساس حل الدولتين، مشددين على أهمية المبادرة العربية. وأكد القادة على ضرورة وقف كل الإجراءات الأحادية التي تقوض حل الدولتين، واحترام الوضع التاريخي القائم في القدس ومقدساتها، وعلى الدور الرئيسي للوصاية الهاشمية في هذا السياق. كما أكد القادة أهمية دعم الاقتصاد الفلسطيني ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا). وأشاد الرئيس بايدن بالأدوار المهمة في عملية السلام للأردن ومصر، ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ودعمها للشعب الفلسطيني ومؤسساته. كما جدد القادة عزمهم على تطوير التعاون والتكامل الإقليمي والمشروعات المشتركة بين دولهم، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة، والتصدي الجماعي لتحديات المناخ من خلال تسريع الطموحات البيئية، ودعم الابتكار والشراكات، بما فيها استخدام نهج الاقتصاد الدائري للكربون وتطوير مصادر متجددة للطاقة. وأشاد القادة في هذا الإطار باتفاقيات الربط الكهربائي بين السعودية والعراق، وبين مجلس التعاون لدول الخليج العربية والعراق، وبين السعودية وكل من الأردن ومصر، والربط الكهربائي بين مصر والأردن والعراق.

كما أشاد القادة بمبادرتي «السعودية الخضراء» و«الشرق الأوسط الأخضر» اللتين أعلنهما ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. وأعرب القادة عن تطلعهم للمساهمة الإيجابية الفاعلة من الجميع في سبيل نجاح «مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي السابع والعشرين» الذي تستضيفه مصر، ومؤتمر «الأمم المتحدة للتغير المناخي الثامن والعشرين» الذي تستضيفه الإمارات، و«المعرض الدولي للبستنة 2023» الذي تستضيفه قطر بعنوان «صحراء خضراء، بيئة أفضل 2023 – 2024». وأكد القادة على أهمية تحقيق أمن الطاقة واستقرار أسواقها، مع العمل على تعزيز الاستثمار في التقنيات والمشروعات التي تهدف إلى خفض الانبعاثات وإزالة الكربون بما يتوافق مع الالتزامات الوطنية. كما نوه القادة بجهود «أوبك» الهادفة إلى استقرار أسواق النفط بما يخدم مصالح المستهلكين والمنتجين ويدعم النمو الاقتصادي، وبقرار «أوبك» زيادة الإنتاج لشهري يوليو (تموز) وأغسطس (آب)، وأشادوا بالدور القيادي للمملكة في تحقيق التوافق بين أعضاء «أوبك». وجدد القادة دعمهم الكامل لسيادة العراق وأمنه واستقراره، ونمائه ورفاهه، ولجميع جهوده في مكافحة الإرهاب، كما رحّبوا بالدور الإيجابي الذي يقوم به العراق لتسهيل التواصل وبناء الثقة بين دول المنطقة.

ورحّب القادة بالهدنة في اليمن، وبتشكيل مجلس القيادة الرئاسي، معبرين عن أملهم في التوصل إلى حل سياسي وفقاً لمرجعيات المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ومنها القرار رقم 2216. ودعا القادة جميع الأطراف اليمنية إلى اغتنام الفرصة والبدء الفوري في المفاوضات المباشرة برعاية الأمم المتحدة. كما أكد القادة أهمية استمرار دعم الحاجات الإنسانية والإغاثية والدعم الاقتصادي والتنموي للشعب اليمني، وضمان وصولها لجميع أنحاء اليمن. وأكد القادة ضرورة تكثيف الجهود للتوصل لحل سياسي للأزمة السورية، بما يحفظ وحدة سوريا وسيادتها، ويلبي تطلعات شعبها، بما يتوافق مع قرار مجلس الأمن 2254، مشددين على أهمية توفير الدعم اللازم للاجئين السوريين وللدول التي تستضيفهم، ووصول المساعدات الإنسانية لجميع مناطق سوريا. وعبّر القادة عن دعمهم لسيادة لبنان وأمنه واستقراره، وجميع الإصلاحات اللازمة لتحقيق تعافيه الاقتصادي. ونوه القادة بانعقاد الانتخابات البرلمانية، بتمكين من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي. وبالنسبة للانتخابات الرئاسية المقبلة، دعوا جميع الأطراف اللبنانية لاحترام الدستور والمواعيد الدستورية. وأشاد القادة بجهود أصدقاء وشركاء لبنان في استعادة وتعزيز الثقة والتعاون بين لبنان ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ودعمهم لدور الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي في حفظ أمن لبنان. ونوه القادة، بشكل خاص، بمبادرات الكويت الرامية إلى بناء العمل المشترك بين لبنان ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وبإعلان قطر الأخير عن دعمها المباشر لمرتبات الجيش اللبناني. وأكدت الولايات المتحدة عزمها على تطوير برنامج مماثل لدعم الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي. وكما رحّب القادة بالدعم الذي قدمه العراق للشعب اللبناني والحكومة اللبنانية في مجالات الطاقة والإغاثة الإنسانية، دعوا جميع أصدقاء لبنان للانضمام للجهود الرامية لضمان أمن لبنان واستقراره. وأكد القادة أهمية بسط سيطرة الحكومة اللبنانية على جميع الأراضي اللبنانية، بما في ذلك تنفيذ أحكام قرارات مجلس الأمن ذات الصلة واتفاق الطائف، من أجل أن تمارس سيادتها الكاملة، فلا تكون هناك أسلحة إلا بموافقة الحكومة اللبنانية، ولا تكون هناك سلطة سوى سلطتها.

وجدد القادة دعمهم للجهود الساعية لحل الأزمة الليبية وفق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ومنها القراران 2570 و2571، وضرورة عقد انتخابات رئاسية وبرلمانية جنباً إلى جنب في أقرب وقت، وخروج جميع المقاتلين الأجانب والمرتزقة دون إبطاء.

وجدد القادة دعمهم لتوحيد المؤسسات العسكرية بإشراف الأمم المتحدة، وعبّروا عن تقديرهم لاستضافة جمهورية مصر العربية للحوار الدستوري الليبي بما يدعم العملية السياسية المدعومة من الأمم المتحدة. وأكد القادة دعمهم لجهود تحقيق الاستقرار في السودان، واستكمال وإنجاح المرحلة الانتقالية، وتشجيع التوافق بين الأطراف السودانية، والحفاظ على تماسك الدولة ومؤسساتها، ومساندة السودان في مواجهة التحديات الاقتصادية. وبالنسبة لسد النهضة الإثيوبي، عبّر القادة عن دعمهم للأمن المائي المصري، ولحل دبلوماسي يحقق مصالح جميع الأطراف ويسهم في سلام وازدهار المنطقة. وأكد القادة ضرورة التوصل لاتفاق بشأن ملء وتشغيل السد في أجل زمني معقول كما نص عليه البيان الرئاسي لرئيس مجلس الأمن الصادر في 15 سبتمبر (أيلول) 2021، ووفقاً للقانون الدولي.

وفيما يخص الحرب في أوكرانيا، جدّد القادة التأكيد على ضرورة احترام مبادئ القانون الدولي، بما فيها ميثاق الأمم المتحدة، وسيادة الدول وسلامة أراضيها، والالتزام بعدم استخدام القوة أو التهديد بها. ويحث القادة المجتمع الدولي وجميع الدول على مضاعفة الجهود الرامية للتوصل إلى حل سلمي، وإنهاء المعاناة الإنسانية، ودعم اللاجئين والنازحين والمتضررين من الحرب، وتسهيل تصدير الحبوب والمواد الغذائية، ودعم الأمن الغذائي للدول المتضررة. وفيما يخص أفغانستان، أكد القادة أهمية استمرار وتكثيف الجهود في سبيل دعم وصول المساعدات الإنسانية لأفغانستان، والتعامل مع خطر الإرهابيين الموجودين فيها، والسعي لحصول الشعب الأفغاني بجميع أطيافه على حقوقهم وحرياتهم الأساسية، خصوصاً في التعليم والرعاية الصحية، وفقاً لأعلى المعايير الممكنة، وحق العمل خصوصاً للنساء. وعبّر القادة عن تقديرهم لدور قطر في مساندة أمن الشعب الأفغاني واستقراره، ورحبوا باستعدادات قطر لاستضافة كأس العالم 2022م، وجددوا دعمهم لكل ما من شأنه نجاح البطولة. كما أكد القادة التزامهم بانعقاد اجتماعهم مجدداً في المستقبل.

 

العيسى: تحقيق السلام في المنطقة ركيزة أساسية لترسيخه عالمياً

رابطة العالم الإسلامي أشادت بمخرجات «قمة جدة للأمن والتنمية»

مكة المكرمة/الشرق الأوسط/17 تموز/2022

أشاد أمين عام رابطة العالم الإسلامي رئيس هيئة علماء المسلمين، الدكتور محمد العيسى، بمخرجات «قمة جدة للأمن والتنمية» التي استضافتها السعودية، بمشاركة دول مجلس التعاون الخليجي، والأردن، ومصر، والعراق، والولايات المتحدة، مؤكداً أن تحقيق السلام والوئام في المنطقة ركيزة أساسية لترسيخ السلام والوئام في العالم أجمع. وركزت القمة على الشراكة في تعزيز السلام والازدهار في المنطقة، وما يتطلبه تحقيق ذلك من اتخاذ جميع التدابير اللازمة في سبيل حفظ أمن المنطقة واستقرارها، والتصدي المشترك للتحديات التي تواجهها، ومن ذلك إبقاء منطقة الخليج العربي خالية من أسلحة الدمار الشامل، والالتزام بقواعد حسن الجوار، والاحترام المتبادل، واحترام السيادة والسلامة الإقليمية. وثمّن الدكتور العيسى ما أبدته القيادة السعودية وقادة دول مجلس التعاون والأردن ومصر والعراق من التزامٍ مبدئي ثابتٍ بالقضية الفلسطينية، وتأكيد القمة لضرورة التوصل لسلام عادل وشامل ودائم على أساس حلِّ الدولتين وضرورة وقف كل الإجراءات الأحادية التي تقوّض الحل واحترام الوضع التاريخي القائم في القدس ومقدساتها، ووقوف القادة مع الشعب السوري والتخفيف من معاناته وتأكيدهم أهمية توفير الدعم اللازم للاجئين وللدول التي تستضيفهم ووصول المساعدات الإنسانية لجميع مناطق سوريا. كما ثمّن تأكيد القادة مساندة الأشقاء في السودان في مواجهة التحديات الاقتصادية، وأهمية استمرار وتكثيف الجهود في سبيل دعم وصول المساعدات الإنسانية لأفغانستان والسعي لحصول الشعب الأفغاني بجميع أطيافه على حقوقه وحرياته الأساسية، إلى جانب التزامهم بدعم كل مساعي حل الأزمات التي خلقت ظروفاً إنسانية حرجة في كل من لبنان وليبيا وأوكرانيا. ورحّب أمين عام الرابطة بحضور قضية المناخ المحورية التي تمس البشرية في صميم معيشتها ووجودها على طاولة النقاش بوصفها «رئيسية» في هذه القمة الاستثنائية، وما أعلنه القادة من عزم على التصدي الجماعي لتحديات المناخ، من خلال تطوير التعاون والتكامل الإقليمي والمشاريع المشتركة. ونوّه إلى أن شعوب العالم تعلّق آمالاً كبيرة على ما أعلنه القادة من عزمهم على تعزيز الجهود الإقليمية والدولية الرامية لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، ومنع التمويل والتسليح والتجنيد للجماعات الإرهابية من جميع الأفراد والكيانات، والتصدي لجميع الأنشطة المهددة لأمن المنطقة واستقرارها، مضيفاً: «كما تعلق شعوب الشرق الأوسط آمالاً كبيرة على إسهام مخرجات القمة بشكل عام في معالجة المشكلات التي تواجه منطقتهم، وتخطي التحديات التي تمر بها». وأشار الدكتور العيسى إلى النجاح الكبير لهذه القمة يؤكد مجدداً مكانة السعودية على الساحتين الإقليمية والدولية، ودورها الريادي المستحق في تحقيق السلام والازدهار بالمنطقة والعالم.

 

التعاون الإسلامي» ترحب بمخرجات قمة جدة للأمن والتنمية

جدة/الشرق الأوسط/17 تموز/2022

 رحبت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، بمخرجات قمة جدة للأمن والتنمية التي استضافتها السعودية، رئيسة القمة الإسلامية في دورتها الرابعة عشرة أمس (السبت)، في مدينة جدة بمشاركة دول مجلس التعاون الخليجي، ومصر، والأردن، والعراق، والولايات المتحدة الأميركية. وأشادت الأمانة العامة بمضامين الخطابات التي ألقاها قادة الدول المشاركة خلال هذه القمة، التي قدمت تشخيصاً دقيقاً لما تمر به المنطقة من أزمات وما تواجهه من تحديات.وأكدت الأمانة العامة دعمها لكل الجهود العربية والدولية التي تهدف إلى تحقيق الأمن والتنمية والاستقرار في المنطقة.

 

مسؤول إيراني: لدينا القدرة فنياً على صناعة قنبلة نووية

لندن/الشرق الأوسط/17 تموز/2022

قال أحد كبار مستشاري المرشد الإيراني علي خامنئي، كمال خرازي، اليوم (الأحد)، إن طهران قادرة فنياً على صنع قنبلة نووية لكنها لم تتخذ قراراً بعد لتنفيذ ذلك.وأضاف في تصريحات صحافية نقلتها وكالة «رويترز»: «خلال أيام قليلة تمكنّا من تخصيب اليورانيوم لما يصل إلى 60% ويمكننا بسهولة إنتاج يورانيوم مخصّب لنسبة 90%... إيران لديها السبل الفنية لصنع قنبلة نووية لكنها لم تتخذ بعد قرار صنعها»، لافتاً إلى أن بلاده لن تتفاوض أبداً على برنامجها النووي وسياستها الإقليمية. وأشار إلى أن طهران ستردّ بشكل مباشر على إسرائيل إذا تعرض أمنها للاستهداف.

 

إيران تعتبر تصريحات بايدن محاولة أميركية «لإثارة التوتر» في المنطقة

لندن/الشرق الأوسط/17 تموز/2022

اعتبرت إيران اليوم (الأحد)، أن تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن خلال زيارته الإقليمية، خصوصاً أمام قادة دول عربية في مدينة جدة السعودية، هي محاولة أميركية «لإثارة التوتر» في المنطقة. واختتم بايدن أمس (السبت)، جولته الأولى في المنطقة رئيساً للولايات المتحدة، والتي شملت إسرائيل والأراضي الفلسطينية والسعودية، بتأكيده أمام قادة دول خليجية وعربية أن واشنطن لن تسمح بوجود فراغ إقليمي تملأه روسيا أو الصين أو إيران، بحسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. واعتبر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أن «المزاعم والاتهامات التي كالها الرئيس الأميركي جو بايدن خلال جولته الشرق أوسطية، ومنها تصريحاته في قمة جدة، مرفوضة ولا أساس لها». وأضاف في بيان فجر الأحد: «هذه المزاعم الفارغة تأتي في سياق استمرار السياسة الأميركية لخلق الفتن وإثارة التوتر بالمنطقة». وأكد بايدن خلال قمة جدة للأمن والتنمية مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن والعراق، التي أتت قبل أيام من زيارة يقوم بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى طهران، «لن نتخلى (عن الشرق الأوسط) ولن نترك فراغاً تملأه الصين أو روسيا أو إيران». وأضاف: «اسمحوا لي أن أختتم بتلخيص كل هذا في جملة واحدة: الولايات المتحدة ملتزمة ببناء مستقبل إيجابي في المنطقة، بالشراكة معكم جميعاً، ولن تغادر». وشدد على أن الولايات المتحدة «لن تتسامح مع محاولة دولة واحدة الهيمنة على دولة أخرى في المنطقة من خلال التعزيزات العسكرية أو التوغل أو التهديدات»، في إشارة خصوصاً إلى إيران التي يتّهمها جيرانها بمحاولة زعزعة الاستقرار. وفي بيان مشترك صادر عن القمة، تعهّد القادة «الحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليميين» وتعميق تعاونهم الدفاعي والاستخباري. وشددوا على الجهود الدبلوماسية لمنع إيران من تطوير سلاح نووي، داعين إلى تعزيز قدرات الردع المشتركة «ضد التهديد المتزايد» الذي يمثّله برنامج طهران للطائرات المسيّرة. وبينما أشار كنعاني إلى أن الولايات المتحدة هي «أول دولة استخدمت القنبلة النووية»، اعتبر أنها «تلجأ مجدداً لسياستها الفاشلة في التخويف من إيران» لإثارة توتر إقليمي.

 

بيدرسون يتصل بمسؤول إيراني حول سوريا

لندن: /الشرق الأوسط/17 تموز/2022

تحدث المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن، هاتفياً، السبت، مع كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية الخاصة على أصغر خاجي، بخصوص آخر المستجدات السياسية والوضع الإنساني في سوريا. وتناولت المباحثات الهاتفية بينهما، السبت، حسب وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا)، أداء اللجنة الدستورية السورية والقرار 2642 الصادر مؤخراً عن مجلس الأمن الدولي بخصوص المساعدات الإنسانية للشعب السوري. وأعرب خاجي عن تطلع طهران إلى تنفيذ قرار 2642، بعيداً عن المشكلات التي طالت القرار السابق رقم 2585، وتوفير المساعدات لجميع أبناء الشعب السوري بنحو عادل ومتوازن وشفاف دون تمييز وشروط سياسية مسبقة، وتنفيذ كامل البنود التي تفضي إلى إعادة إعمار البنى التحتية الضرورية لحياة السوريين، حسب الوكالة. كما أكد الجانبان على دعم العملية السياسية واستمرار دور اللجنة الدستورية السورية وصولاً للأهداف المحددة. كان غير بيدرسن قد صرح السبت، بأن عقد الجولة التاسعة من جلسات اللجنة الدستورية السورية في نهاية يوليو (تموز) بجنيف، بات غير ممكن على ما يبدو. وأضاف المبعوث الأممي في بيان: «يأسف السيد غير بيدرسن لأنه لم يعد من الممكن عقد الدورة التاسعة للهيئة المصغرة للجنة الدستورية التي تعود للسوريين، والتي يقودها السوريون أنفسهم، وتساعدها الأمم المتحدة، في جنيف في الفترة من 25 إلى 29 يوليو 2022». وقال الرئيس المشترك للجنة الدستورية عن وفد هيئة التفاوض السورية، هادي البحرة، في بيان، إنه تلقى رسالة رسمية من المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا، غير بدرسون، تُفيد بتأجيل انعقاد الدورة التاسعة لاجتماعات لجنة الدستورية، بعدما أخطره الرئيس المشترك الذي رشحته الحكومة السورية، أن وفده سيكون مستعداً للمشاركة في الدورة التاسعة، فقط عندما تتم تلبية ما وصفه بـ«الطلبات المقدمة من الاتحاد الروسي».

 

توقيف محتجين على جفاف بحيرة وسط أجواء أمنية في شمال غربي إيران

لندن - طهران/الشرق الأوسط/17 تموز/2022

تصدت قوات الأمن لمسيرة احتجاجية في مدينة أرومية، احتجاجاً على جفاف بحيرة في شمال غربي البلاد. واعتقلت عدداً من الناشطين في مدينتي تبريز وأرومية، كبريات المدن التي تقطنها أغلبية آذرية تركية. وأظهرت مقاطع فيديو تداولت على شبكات التواصل الاجتماعي انتشار مكثف لقوات الأمن في مدينتي أرومية وتبريز، تحسباً لتوسع الاحتجاجات، بعدما نظم ناشطون مسيرة احتجاجية في وسط المدينة مساء أمس (السبت). ويردد الإيرانيون هتافات باللغة الآذرية تندد بـ«المسؤولين غير الأكفاء» وهتافات أخرى تندد بتدخل قوات الأمن. ويقول أحد الهتافات إن «بحيرة أرومية تُحتضر بينما البرلمان يصدر أوامر بقتلها». ووردت معلومات عن انتشار لقوات الأمن بمدينتي أردبيل وزنجان ذواتي الأغلبية الآذرية التركية. وقال ناشطون إن قوات الأمن صادرت أجهزة «موبايل» من يد بعض المحتجين في أثناء قيامهم بتصوير المسيرة الاحتجاجية. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الإعلام الحكومي الإيراني أن الشرطة «أوقفت عدداً من المخلين بالأمن» خلال منسوب بحيرة أرومية التي كانت تعد الأكبر في الشرق الأوسط. ونقلت وكالة «إرنا» الرسمية، عن قائد الشرطة في محافظة آذربيجان الغربية رحيم جهانبخش قوله: «تم تحديد وتوقيف عدد من الأفراد المشاغبين والمنافقين الذين لم يكن لديهم غرض آخر سوى تخريب الممتلكات العامة والإخلال بأمن السكان»، دون أن يتطرق إلى عدد المعتقلين. وأفادت وسائل إعلام إيرانية بالخارج بأن السلطات استدعت العشرات من الناشطين الذين اعتُقلوا سابقاً بسبب مشاركتهم في احتجاجات مماثلة. وذكرت «إذاعة فردا» الأميركية التي تتخذ من براغ مقراً لها، أنه تم التحقق من اعتقال 16 ناشطاً بمدينتي تبريز وأرومية.

بدورها، ذكرت «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» أن «العشرات نزلوا إلى الشوارع في مدينتي نقده وأرومية احتجاجاً على نقص الاهتمام الذي توليه السلطات في مواجهة جفاف بحيرة أرومية». وأوضحت أن هؤلاء هتفوا بشعارات منها «بحيرة أرومية تُحتضر، والمجلس (البرلمان) يأمر بقتلها»، و«بحيرة أرومية عطشى».

من جهتها، نقلت وكالة «إيسنا» الحكومية عن جهانبش قوله إن قوات الشرطة «لن تسمح للمعادين للثورة و(مجاهدي خلق) بركوب موجة الاحتجاجات»، مضيفاً أن التجمعات جاءت «على خلفية نشر دعوات حول تجفيف بحيرة أرومية». وأعرب عن أسفه لأن «البعض يتداول في شبكات التواصل الاجتماعي الأخبار التي تسبب التوتر». أما وكالة «مهر» الحكومية فقد نقلت عن جهانبش قوله إن «أمن أهالي آذربيجان الغربية، خط أحمر لقوات الشرطة».وبدأ منسوب بحيرة أرومية الواقعة في المناطق الجبلية بين مدينتي تبريز وأرومية، بالانحسار منذ عام 1995 بعدما كانت تعدّ من كبرى البحيرات شديدة الملوحة في العالم. وشكّل جفاف البحيرة إحدى كبرى الكوارث البيئية في المنطقة خلال ربع القرن الأخير بفعل الإهمال البشري والتغير المناخي، علماً بأن الحكومة السابقة برئاسة حسن روحاني قالت منذ أربع سنوات إن البحيرة بدأت باستعادة بعض منسوبها. ويطالب الناشطون بنقل المياه إلى البحيرة لإنقاذها من الجفاف التام. وتصب في البحيرة المياه المتأتية من 13 نهراً، وهي منطقة رطبة ذات أهمية دولية بموجب اتفاقية رامسار للأراضي الرطبة الموقَّعة في 1971 بإشراف الأمم المتحدة. وتُعرف المنطقة بكونها محمية للمحيط الحيوي من الطراز الأول محببة خصوصاً لدى الطيور المهاجرة. وتضم البحيرة نفسها جنساً متأصلاً من الأرتيميا (التنين المائي) فضلاً عن ثروة بحرية كبيرة. كما اعتاش أكثر من ستة ملايين شخص من الزراعة في مناطق محيطة بها. وتتبدل المساحة الإجمالية للبحيرة بدرجة كبيرة تبعاً لمستويات المتساقطات وتبخر المياه. وخلال الأشهر الماضية، شهدت مناطق عدة في إيران خصوصاً في الوسط والجنوب الغربي، احتجاجات على خلفية شحّ المياه والجفاف لأسباب عدة أبرزها كما تقول السلطات الرسمية يعود إلى شح كميات المتساقطات في مناطق واسعة، لكن جمعيات ناشطة في مجال البيئة توجِّه اللوم إلى سياسة السلطات بتحويل مجرى الأنهار من المحافظات الغربية خصوصاً الحدودية إلى عمق الأراضي الإيرانية، عبر تشييد المئات من السدود على الأنهار. وتدرس السلطات نقل المياه من بحر قزوين وخليج عمان إلى مناطق وسط إيران لمعالجة الجفاف، رغم تحذيرات ناشطي البيئة من تداعياتها على تفاقم الأزمة البيئية التي تشهدها البلاد. والشهر الماضي، قال المدير التنفيذي في شركة المياه الإيرانية، أتابك جعفري لوكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» إن 272 مدينة إيرانية تواجه توتراً مائياً، قد يهدد توفير مياه الشرب في المدن والقرى في أنحاء البلاد. ولفت المسؤول إلى أن السلطات تنقل المياه إلى 4953 قرية في البلاد نظراً للجفاف وشح المياه، متحدثاً عن حاجة بين 6 آلاف إلى 7 آلاف قرية إلى مياه الشرب في أنحاء إيران.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الجشع حوَّل "أهلا بهالطلِّة" إلى... "أهلا بهالغَلِّة"

جان فغالي/نداء الوطن/18 تموز/2022

هذا الكلام قد لا يُعجِب كثيرين ممَن هم معنيون بالقطاع السياحي من مجمعات سياحية وفنادق ومطاعم وملاهٍ. فكثيرٌ من هؤلاء يتعاطون مع السائح ومع المغترِب وكأنه «الزبون الأخير» الذي يجب أن «نستخرِج» منه أقصى ما يمكن من «فريش دولار»، فربما لن يعود وربما لن يأتي زبون غيره. هذا ليس من باب «النق» أو من باب «التحريض» بل من باب الحرص على تلك المؤسسات لأن أداءها الجَشِع سيدفعها إلى «النق» اعتباراً من أيلول، حين ينتهي موسم السياحة والإصطياف، وحين يغادر السياح والمصطافون وقد أقسموا أنهم لن يعودوا مرةً ثانية، ليس لأن لبنان ليس جميلاً أو أن شعبه غير طيب، بل لأن بعض مَن هُم في القطاع السياحي، لا حدود لجشعهم. لا تملك وزارة السياحة العدد المطلوب والكافي من عناصر «الشرطة السياحية» لضبط المخالفات، ووزير السياحة «بالكاد قلَّع» بالموسِم السياحي، و»كَتِّر خيرو»، هذه الفجوة تسلل منها «الجشعون» فعاثوا غلاءً غير مبرّر، وصارت الفواتير الباهظة والملغومة «ترنداً» على مواقع التواصل الإجتماعي. السائح، سواء أكان مغترباً أم أجنبياً، «بارم الدني»، يعرف في الأسعار، ويعرف أين تكون الفاتورة منطقية، وأين تكون «مضبطة سرقة»، تصويره الفاتورة ونشرها، دليل سخط علَّ الشكوى تصل.

الوزير والوزارة قاما بما عليهما، لكن هل النقابات المعنية قامت بما عليها حيال المخالفين الجشعين؟ هل سألوا أنفسهم لماذا لا يحصل تصوير فواتير في دول ومنتجعات سياحية في حوض البحر الأبيض المتوسِّط؟ ويقتصر الأمر على لبنان؟

قد يقول قائل: ولكن هناك ملفات أكثر أهمية، فلماذا إثارة ما يُعتبر أقل أهمية؟

إن هذا التساؤل في غير محله على الإطلاق، للأسباب التالية:

التعافي السياحي هو أول إنجاز تحقق، فهو لم يكن بحاجة إلى «ترسيم» لحدود متنازَع عليها، كما لم يكن بحاجةٍ إلى «مسيَّرات تهويلية» والتلويح بحربٍ في أيلول، ولم يكن بحاجةٍ إلى اتفاقٍ مع صندوق النقد الدولي ليُقرِضنا لا ليمنحنا. بهذا المعنى تكون السياحة غازَ لبنان ونفطَ لبنان، وهي التي تعيد رسملتَه وإعادة القطاعات التي إما هاجرت وإما انهارت. تصوروا مثلاً لو أن السياحة لا تقتصر على شهرين في السنة او ثلاثة شهور؟ تصوّروا أن تمتد على شهور السنة: من سياحة صيفية إلى سياحة شتوية إلى سياحة دينية إلى سياحة أثرية. إن «بلوكات السياحة» على مدى شهور السنة، قد تُغني عن سائر أنواع البلوكات، ولا تحتاج إلى سفن حفر وتنقيب، كل ما تحتاجه هو إدارة سياحية تعرف قيمة لبنان، وتطبق شفافية في الأسعار لئلا «نُهشِّل» السياح والمغتربين، ويكون من اللائق الحفر على صخور نهر الكلب «أهلا بهالغلِّة» لا «أهلا بهالطلِّة».

 

"التفاهم الاميركي-السعودي ..." : هكذا رئيس لبناني يقلص دور "الحزب" ...!

سيمون ابو فاضل/الكلمة أولاين/17 تموز/2022

اتى مضمون البيان السعودي - الاميركي حول لبنان تتويجا بين الدولتين لمواقف الولايات المتحدة الاميركية التي تشدد على دعم كل من شعبه، جيشه وسيادته..

وايضا اتى البيان كتأكيد مشترك لما كانت تتضمنه البيانات التي صدرت عن لقاءات ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، في الخليج وكذلك على كل من مصر، الأردن، وتركيا، وابان زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إلى السعودية ولقائه ولي العهد السعودي، بحيث لم يخلو أي بيان لهذه اللقاءات من الاشارة الواضحة الى ضرورة استعادة لبنان لسيادته دون إغفال رفض سيطرة حزب الله على قرار الدولة. اذًا كان للبنان خلال اللقاء الرئيس الاميركي جو بايدن وبين الامير محمد بن سلمان، في ظل التقارب السعودي-الاميركي تحت عنوان تطوير وحماية المصالح الاستراتيجية المشتركة للبلدين، اهتمام اكثر مما توقعه المراقبين عبر عنه المضمون المسهب للبيان الذي شملت عباراته كل ماهو مطلوب لحماية سيادة لبنان والتمسك باتفاق الطائف استدراكًا لأي محاولة للاطاحة بالنظام الحالي. في حين اتى رفض تدخل ايران في الدول العربية وبينها لبنان في سياق منفصل، عن البيان المتعلق بلبنان.

 البيان الاميركي السعودي الذي خلص الى هذا المضمون، جاء حين رسمت زيارة بايدن مشهدا جديدا للمواجهات بين دول المنطقة وبين الجمهورية الايرانية الاسلامية بدءا من التأكيد الأميركي –الاسرائيلي على المواجهة بكل الوسائل، اي ان بايدن بارك العمليات الامنية للمخابرات الاسرائيلية التي تطال ايران، وصولا الى استعمال القوة كما صدرعن مسؤولين اسرائيليين، اذا ما اقتربت طهران من انتاج قنبلة نووية، في مقابل ترسيخ التحالف بكل انواعه بين واشنطن ودول الخليج للحد من تمدد ايران وضربها استقرار دول الاقليم.

 فالاهتمام الذي حظي به لبنان من اللقاء بين رئيس الولايات المتحدة الاميركية وبين رؤساء دول خليجية وعربية زارها الامير بن سلمان، وبايعته زعيما عربيا-اسلاميا لدوره ونهجه، وبات هذا الرجل محور الحدث الدولي الحدث الموازي لزيارة بايدن وفق الاعلام الغربي، بعد أن كسر محاولات تطويقه وعزله وباتت العلاقة معه حاجة استراتيجية اميركية لاكثر من غاية اقتصادية او سياسية في ظل التحول في علاقات دول المنطقة.

فاذا كان هذا الاهتمام مستندا على تعديلات واشنطن في سياستها تجاه ايران والمنطقة، ستكون تداعياته على الساحة اللبنانية من خلال ملفين ساخنين اي الاستحقاق الرئاسي وترسيم الحدود بما لا يعيق استخراج إسرائيل للغاز وضخه لاوروبا لتعويض حاجتها الحيوية والاستراتيجية بعد شحه عنها اثر الحرب الروسية -الاوكرانية. على صعيد الاستحقاق الرئاسي، بدا ان الاهتمام الاميركي-السعودي مغاير كليا للظروف التي كانت مخيمة في العام ٢٠١٦ واوصلت العماد ميشال عون حليف حزب الله الى قصر بعبدا، نتيجة انشغال السعودية بعدة عوامل وبينها مواجهة ظهور داعش واستثمار ايران لهذا الامر وتداعياته وكذلك اهمالها الشأن اللبناني خلافا لما ظهر مؤخرا من تحرك منتج انتخابيا للسفير السعودي وليد البخاري، اذ يومها انتخب عون قبل اسبوع من موعد اجراء الانتخابات الاميركية التي ادخلت دونالد ترامب الى البيت الابيض.

حاليا وضع لبنان تحت المجهر الدولي والعربي، يترجم بعدم القبول بمرشح حزب الله الى رئاسة الجمهورية ، سيما ان المعطيات لدى اوساط عربية متابعة للشان اللبناني، تقول بان امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله ينوي تعديل النظام الحالي لصالح تعزيز الحضور الرسمي للشيعية السياسية - العسكرية في النظام، وسيترك حليفه المرشح الرئاسي جبران باسيل في الحلبة، لتعطيل الانتخابات وادخال البلاد في تسوية متكاملة تطيح باتفاق الطائف على وقع فراغين رئاسي وحكومي، نتيجة مقاطعة قوى يفوق عددها الثلث المعطل عن جلسات الانتخاب عندها .

واذا ما تعذر نفاذ حزب الله في خطته لتعديل النظام، تكمل الاوساط سيدعم حزب الله المرشح سليمان فرنجية الى رئاسة الجمهورية الذي لقي سابقا تأييداغربيا وذلك، على قاعدة تسوية رئاسية - حكومية يراهن ان تعمل عليها باريس، ولا تعترض عليها واشنطن وعدد من الدول العربية.

وفي حال كانت توازنات القوى الاميركية - العربية، رافضة ايضا لوصول فرنجية، في ظل عدم امكانية وصول رئيس للجمهورية مواجه لحزب الله ستتحرك قوى التسوية على غرار اتفاق الدوحة، و سيجد الحزب وفق الأوساط، ذاته امام خيارات ضيقة، بما يدفعه للموافقة على رئيس من نتاج تسوية واسعة اي داخلية وخارجية وهو امر يشكل نصف انتصار ضد حزب الله، لان هكذا رئيس لن يؤمن ما وفره عون للحزب من غطاء ودعم، لكن هذا المسار الرئاسي لا يمكن فصله عن قرار ايران التي تستعمل لبنان ورقة لتعزيز موقعها التفاوضي مع واشنطن تحديدا في الملف النووي، والحفاظ على نفوذها في الاقليم ..ومدى تساهلها في ملف الاستحقاق الرئاسي ..ويعتبر ملف ترسيم الحدود، بين لبنان واسرائيل ورقة قوية في يد ايران التي ينفذ حزب الله طلباتها، وهي الى جانب حساباتها تنفذ طلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعرقلة ضخ الغاز الى اوروبا من حقل كاريش، لاخضاع الدول الاوروبية ومنعها من دعم اوكرانيا بعد ارهاق الاقتصاد والمجتمع الاوروبين. وثمة اشكالية في ملف ترسيم الحدود، بأن ايران التي تضغط في ملف الترسيم لتعزيز لهجتها وتحقيق مكاسب من تفاوضها ،ام من خلال اعطاء رسالة بأن استخراج الغاز غير مسموح طالما هي تحت العقوبات التصاعدية وتعيش ظرفا اقتصاديا قاهرا يدفع احيانا نحو تحركات شعبية ضد النظام، وعندها يبقى اتفاق التوصل لاستخراج الغاز، عملا غير مسموح به طالما هي لا تستطيع التصرف بانتاجها النفطي اقله .. فالاشكالية التي تطغى على ملف الترسيم تكمن في تمايز الاجندات او الحسابات بين موسكو وبين طهران، لان ما تقبل به ايران وعلى حزب الله تنفيذه قد ترفضه روسيا، فلن يسلك طريقه للتنفيذ، وما قد تقبله روسيا لا تتمكن ايران من رفضه فتبقى عالقة في شرك بوتين ..ومصير حربه على اوكرانيا . وفي منطق الاوساط المواكبة للملفات اللبنانية وبينها الاستحقاق الرئاسي وترسيم الحدود، بأن البلاد امام تسوية ثلاثية الابعاد رئاسية -حكومية - ترسيم الحدود، او فراغ طويل المدى... دون أن تسقط الأوساط من حساباتها أن الإنفجار الكبير يخيم على المنطقة بتداعياته الكارثية...

 

بوليصة نصر الله... ووصفة سريلانكا

فـــؤاد مطـــر/الشرق الأوسط/18 تموز/2022

تُحسب للبنانيين ظاهرة ترجمة الاحتقان من شدة سوء الحال والغضب على أهل الحكم إلى فعل تغيير. ومنذ أن أثمر حشدهم غير المسبوق في قلب عاصمتهم (ساحة شهداء لبنان حقبة الحكم العثماني) تعبيراً عن غضبهم على عملية اغتيال، غير مسبوقة درجة الحقد فيها، لزعيم أمكنه جمع الأشمال الطوائفية على طريق إعادة بناء لبنان متجدد، عائداً بالغ الأهمية، فإن أنظار الشعوب الغاضبة وبالذات الطبقات المحرومة المحكومة من طبقات حارمة كانت شاخصة على الحراك اللبناني، ويحاول الغاضبون تقليد اللبنانيين فيما فعلوه. لقد أثمر الحراك اللبناني خروجاً للوجود العسكري السوري في لبنان، وباتت مفردات السيادة تحل محل مفردات الوصاية والقرار المصادر. لكن توظيف ذلك الحراك كان نقيض ما هو المأمول منه. فقد اضطربت أحوال لبنان من جديد. تم إخراج الوجود الأمني السوري من الباب ليدخل الوجود الإيراني - السوري من النوافذ. ونتيجة للتناقضات التي أحدثها هذا الدخول وما استتبعه من تحالفات تبعث الاستغراب في النفوس، كون أبرزها المتمثل بتحالف «حزب الله» مع التيار الحزبي الذي يتزعمه الجنرال ميشال عون ليس مسبوقاً؛ خصوصاً أن هذا التحالف أثمر انقساماً في عمق الطائفة المارونية التي حصتها بموجب الدستور رئاسة الجمهورية. وبعدما كانت مرجعية هذه الطائفة -أي بطريركها- هو الشريك الثالث في اختيار مَن يكون رئيس جمهورية لبنان، إلى جانب الشريك الثاني (الإدارة الأميركية)، والشريك الثالث (الطائفة السُّنية) فإن تحالف «حزب الله» - التيار العوني أحدث ما يشبه التقويض لهذه المعادلة، فبات رئيس الجمهورية، بعد التهميش السُني، من حصة النظام الإيراني، متمثلاً بـ«حزب الله» والنظام البشاري، متمثلاً بولاءات شيعية ومارونية لرموزها حضور في الطائفتين. وتشكل تجربة ترئيس الجنرال عون أول اختبار للمعادلة المشار إليها.

تحت وطأة الأوضاع المعيشية الصعبة والانحدار المتدرج في الأحوال اللبنانية، وما كثر من كلام في شأن الفساد واستشراء المحسوبيات، ثم ما بدأ يقال عن زلزال مالي على أهبة الحدوث، استعاد اللبنانيون حراكهم الغاضب الأول، وتلازمت مع الجولة الجديدة من الحراك مفردة جديدة في قاموس الغضب، هي عبارة «كلن يعني كلن» أي بالتعبير الفصحوي: جميع الذين في الحكم، والزعماء السياسيين والحزبيين بلا استثناء، من الذين على رأس السُلطة في الدولة إلى سائر الحلقات نزولاً.

كان مدعاة للاستغراب أن الحراك الثاني لم يؤتِ نتائج مرجوة. ما هو سيئ ازداد سوءاً. وما بقي من الخيرات جرى نهبه. ونسي الناس أمام مذلة العيش من دون الكهرباء ومستلزمات أبسط مطالب ديمومة الحياة من الوقود إلى الدواء إلى الرغيف، الخشية من مخاطر الإصابة بـ«كورونا». وعندما زلزلت المصارف زلزالها، وبات المتوفر من المال المودع في هذه المصارف للإنفاق في الحالات الطارئة وفي مرحلة الشيخوخة، في مهب الريح إلى أن تحدث أعجوبة ما، فإن الحراك المأمول حدوثه لم يشق طريقه إلى نقطة الحسم الذي لا بد منه مع الحكم بكل رموزه، أو ببعض من اكتملت النظرة بأنهم هم العلة، وأن الحسم معهم لا بد منه.

ربما التنوع المذهبي وطغيان الوجود المؤثر من جانب دول خطوطها سالكة في المجتمع اللبناني، هما السبب في أن الحراك الشعبي استمر متقطعاً، وبالتالي لم يثمر على نحو ما حصل للحراك الشعبي في مصر الذي أسقط بصرخة: «الشعب يريد إسقاط النظام» المدوية، نظام ربع قرن من الحكم. وربما أيضاً أن الحراك الشعبي لم يثمر في لبنان؛ لأن الجيش بقي يراقب لا يتدخل، وعلى نحو ما حصل في مصر عندما حسم المشير طنطاوي الأمر، ممهداً السبيل أمام اللواء المقدام عبد الفتاح السيسي، رمز الحسم الأهم الذي أثمرت خطوته العسكرية رئاسة مصر الحالية.

كما ربما أن فوضى التناقضات الحزبية في السودان الذي اقتبست جماهير الغضب فيه حراكها مما جرى في لبنان، هي أيضاً السبب في أن الحراكيْن، اللبناني المتجدد والسوداني المقتبس والمتردد، ما إن يحدثا حتى تذبل الاندفاعة لدى كل منهما. وما يجعلنا نستحضر ظاهرة الحراك اللبناني، ومروراً على حراك مصري تلاه حراك سوداني حدثا باقتباس، وإن بدرجة متفاوتة، من الذي قام به اللبنانيون ولم يكملوه، هو أن الأحوال في كل من لبنان والسودان سائرة نحو ما ربما يتجاوز التظاهر إلى الاقتتال. ولقد لمّح إلى ذلك الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله، في إطلالة تلفزيونية مساء يوم الأربعاء (19 يوليو «تموز» 2022). وليس مستبعَداً أن تكون الوصفة السريلانكية هي الدافع، أو نسبة من الدافع إلى ما قاله. فالذي فعله الغاضبون في سريلانكا يمكن أن يفعله اللبنانيون؛ خصوصاً أنهم سبق أن أوحوا من خلال اقتحام جلسات طعام وشراب لمسؤولين في مطاعم، بالرغبة في اقتراف فعل مشابه للفعل السريلانكي. وهم إذا كانوا يترددون في الإقدام على ذلك، فربما تحسباً من عوائد بوليصة التأمين على السلامة الممنوحة من «حزب الله» للعمود الثالث في تركيبة النظام اللبناني من 6 سنوات. وبفضل هذه البوليصة أمضى الحكم سنواته الست لا يخشى تعكير صفوه، ولا تقليص فترة بقائه حتى اليوم الأخير. لكن أحياناً تجري الأمور بما لا يشتهي ساكن القصر وصاحب بوليصة التأمين على كل ما تستوجبه مقتضيات بقاء الحكم وعدم الإخلال بما هو متفق عليه. وإذا تبدل مجرى الرياح في حال تجديد بوليصة التأمين على ولاية ثانية، ولو سنتين إضافيتين، أو توريث على قاعدة «لا بد من الذي لا بد منه»، فقد يتم الاقتباس المعاكس. اللبنانيون هنا في هذه الحال ربما يقتبسون الوصفة السريلانكية. وفي هذه الحال يختلط الحابل الرئاسي بالنابل الغازي والنفطي الموعود. ويصبح قول الأمين العام لـ«حزب الله» عن احتمالات الآتي الأعظم نوعاً من التنبيه، وفق مقولة: اللهم إني قد بلغت. ... وربُّك الغفور ذو الرحمة.

 

ضبط باسيل بالجرم المشهود

محمد شقير/الشرق الأوسط/17 تموز/2022

توقّع مصدر سياسي بارز دخول مشاورات تأليف الحكومة في «غيبوبة» مديدة ما لم يبادر رئيس الجمهورية ميشال عون إلى إنهاء القطيعة التي افتعلها مع رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي بامتناعه عن تحديد موعد له للقائه في بعبدا لاستئنافها، خصوصاً أن البيان التوضيحي الذي صدر عن المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية لا يفي بالغرض، وبدلاً من أن يؤدي إلى تدارك الخطأ بدعوة ميقاتي لمواصلة المشاورات فإنه تجنّب الاعتراف بطلب موعد، وأوحى أن الرئيس لم يقفل يوماً باب القصر أمام أحد، فكيف أمام الرئيس المكلف. وكشف المصدر السياسي أن إنعاش مشاورات تأليف الحكومة وإخراجها من «الغيبوبة» السياسية التي أصابتها هو الآن بيد رئيس الجمهورية الذي اشترط على ميقاتي أن يحضر إلى بعبدا حاملاً مقاربة جديدة لتشكيل الحكومة، وهذا ما يتعارض كلياً مع صلاحيات الرئيس المكلف بتسمية الوزراء من دون أن يحجب عن عون حقه في إبداء ملاحظاته بخصوص أسماء الوزراء الواردة في التشكيلة التي حملها معه إلى بعبدا في أول لقاء جمعهما فور انتهاء ميقاتي من المشاورات التي أجراها مع الكتل النيابية. ولفت المصدر نفسه، لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن بعض ما ورد في البيان الصادر عن المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية هو بمثابة استدعاء مشروط للرئيس المكلف، وإلا لم يكن مضطراً لربطه بضرورة إعداده مقاربة جديدة تتعلق بالتشكيلة الوزارية، وقال إن ميقاتي لم يحجب عن عون حقه الدستوري في التوقيع على مراسيم تشكيل الحكومة وفي إبداء ملاحظاته على بعض أسماء الوزراء الواردة في التشكيلة الوزارية، لكن من غير الجائز الإطاحة بصلاحيات الرئيس المكلف بتشكيلها.

وأكد أن ميقاتي الذي يعود إلى بيروت في الساعات المقبلة لن يتوجّه من تلقاء نفسه إلى بعبدا للقاء عون الذي يُفترض فيه أن يبادر إلى تصحيح الخطأ بامتناعه عن تحديد موعد له بدعوته للحضور من دون أن يضع له أي شروط مسبقة، وقال إن ميقاتي ليس في وارد إقفال الأبواب أمام معاودة التواصل مع عون أو اللجوء إلى تصعيد موقفه، لكن الخطأ الذي ارتُكب بحقه يتجاوز شخصه إلى الموقع الأول للطائفة السنّية في الدولة.

ورأى المصدر إياه أن من يريد تسهيل تشكيل الحكومة لا يبادر إلى تسريب التشكيلة الوزارية التي سلّمها ميقاتي إلى عون، وقال إن من سرّبها ضُبط بالجرم المشهود، في إشارة إلى رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، الذي يتصرف بموافقة ضمنية من عون وكأنه الشريك من خارج المشاورات الرئاسية الذي يعود له حق الفيتو لقطع الطريق على ولادة الحكومة ما لم تأتِ على قياس طموحاته لإعادة تعويم نفسه سياسياً بعد أن تراجعت حظوظه في الوصول إلى الرئاسة الأولى ولم يعد في عداد المتسابقين. وسأل: كيف يسمح عون لنفسه بأن ينتدب باسيل ليكون شريكاً في مفاوضات التأليف رغم أنه امتنع عن تسمية ميقاتي لتشكيل الحكومة وأكد رفضه المشاركة فيها أو منحها الثقة، وقال إن باسيل يتهم ميقاتي بأنه لا يريد تشكيل الحكومة لتعويم حكومة تصريف الأعمال تمهيداً لأخذ البلد إلى الفراغ الرئاسي مع أنه يتزعم الرهان على التمديد لعون بذريعة أن صلاحياته لا تنتقل إلى حكومة تصريف أعمال؟

وقال إن مرشح باسيل لرئاسة الجمهورية هو الفراغ، لأنه لن يحتمل إجماع حلفائه على ترشيح زعيم تيار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية للرئاسة ليخلف عون الذي أعلن أنه لن يبقى ولو لدقيقة في بعبدا فور انتهاء ولايته الرئاسية.

واتهم المصدر السياسي باسيل بأنه يسعى لإلصاق التهم بميقاتي مع أنها مسجّلة باسمه بغية تهيئة الظروف أمام تمرير خطته بالتمديد لعون، وإلا فليبادر إلى إحراج الرئيس المكلف بامتناعه عن وضع العراقيل لتعطيل تأليف الحكومة، وأكد أن الأخير باقٍ على موقفه حيال الإطار العام الذي وضعه لتشكيلها. وكشف أن ميقاتي اتخذ قراره بعدم إسناد وزارة الطاقة إلى وزير ينتمي إلى «التيار الوطني» أو يدور في فلك باسيل الذي يتولى حالياً إدارتها من خلال فريق عمل يتشكل من وزراء سابقين لهذه الحقيبة، وقال إنه لا يشترط إسنادها إلى وزير ينتمي إلى الطائفة السنّية ويمكن اختيار وزير من الطوائف الأخرى شرط إبعاد «التيار الوطني» عنها. وحمّل المصدر نفسه عون المسؤولية عن الإساءة إلى مقام رئاسة مجلس الوزراء بامتناعه عن تحديد موعد للقاء ميقاتي، وقال إن الفريق السياسي المحسوب عليه لم ينفك عن خرق الدستور في محاولة للانقلاب على اتفاق الطائف، مع أنه يدرك أن الظروف الدولية والإقليمية تغيّرت ولم يعد في وسع هذا الفريق أن يستحضر حروب الإلغاء والتحرير التي استحضرها عون إبان توليه رئاسة الحكومة العسكرية بنصفها المسيحي واضطر إلى ترك بعبدا واللجوء إلى السفارة الفرنسية ومنها إلى باريس. ودعا المصدر إياه الفريق السياسي المحسوب على عون إلى إعادة النظر في حساباته أكانت داخلية أو خارجية، وقال إنه لا لقاء بين ميقاتي وعون ما لم يسارع الأخير إلى تصويب الخطأ بدعوته إلى بعبدا بلا شروط، لأن هذا الخطأ كان مقصوداً، مع أن ضيق الوقت لم يعد يسمح بإعطاء الأولوية لتشكيل الحكومة، بعد أن تقدّم عليها ملف انتخاب رئيس جمهورية جديد الذي هو الآن موضع اهتمام دولي وعربي يكاد يصرف الأنظار عن المطالبة بحكومة جديدة، وباتت الدعوات الخارجية لتسريع ولادتها من باب رفع العتب. لذلك فإن المفتاح لإنعاش مشاورات تشكيل الحكومة وإخراجها من الغيبوبة هو الآن بيد عون مع أن دعوته لميقاتي تبقى بلا مفاعيل سياسية، وقد تقتصر على تطويق الاشتباك السياسي الصامت الذي يسيطر على العلاقة بينهما مع اقتراب الاستحقاق الرئاسي الذي يكتنفه حالياً الغموض على خلفية إحجام القوى الناخبة الرئيسة عن كشف أوراقها لئلا تحترق في غير أوانها.

 

نشرات الأخبار التلفزيونيّة وأشكال العدوان على ألم اللبنانيّين

حازم صاغية/الشرق الأوسط/17 تموز/2022

نشرات الأخبار في محطّة «إل بي سي آي» اللبنانيّة أقرب إلى سبق صحافيّ باهر يتكرّر يوميّاً. فهي تقول لنا، ضدّاً على ما نعرف، إنّ لبنان يقفز من نجاح إلى نجاح. من تفوّق إلى تفوّق. المصطافون والسيّاح يتدفّقون عليه. الحفلات والسهرات لا تتوقّف فيه. بلداته وقُراه تستعرض تاريخها ومفاتنها وطيب مآكلها. عبقريّة اللبنانيّين في الفنون والآداب على أنواعها تبهر العالم. فِرَقنا الرياضيّة تحرز النصر تلو النصر... أغلب الظنّ أنّ الذين يقدّمون الأخبار على النحو المذكور حسنو النوايا، وهم ربّما اجتهدوا فخرجوا بالوصفة التالية: هذه الكارثة الشاملة سبب إضافيّ لطلب شيء من الأمل. تفاءلوا بالخير تجدوه...

لكنْ للأسف، وبما أنّنا نتحدّث عن نشرة أخبار، تكفي دقيقة أو دقيقتان حتّى يتبيّن أنّ السبق الصحافيّ زائف، وأنّ الأمل العتيد ليس في محلّه. طرد الواقع بسلاح الرغبة ينتهي مفعوله قبل أن يبدأ. ذاك أنّ الأخبار الفعليّة لن تلبث أن تأتينا فتقذف بنا من سماء الأمل إلى أرض الواقع: إنّ المآسي تحيط بنا من كلّ الجهات فيما الخروج منها ليس بالأمر الهيّن. هذه المقاربة خطيرة، ليس فقط لأنّ طائر الفينيق الشهير لن يعاود الانبعاث من الرماد، ولا لأنّ اللبنانيّ غير قادر على أن «يعمّر ما تهدّم»، عملاً بأغنية «راجع يتعمّر لبنان». إنّها مقاربة خطيرة لأنّها، عند كلّ احتكاك يحتكّه اللبنانيّ بالواقع، قد تضاعفُ إحباطه، سيّما أنّ الاحتكاك هذا هو ما لا يستطيع أيّ مواطن تجنّبه على امتداد نهاره وليله الطويلين. إنّه يأتيه مع رغيف الخبز والدواء والوقود والشعور المؤلم بالترك والتخلّي... على الضدّ من تربية الأوهام، قد يكون السلوك الأعقل والأنضج والأكثر إفادةً أن يضاف وعي المأساة إلى المأساة. يتحقّق ذلك بالوصف الأكمل لما جرى ويجري، وبرسم الصعوبات الكبرى التي يرتّبها تجاوز هذا الواقع، وتناول المسؤوليّات الضخمة التي تترتّب عن ذلك، والمحاسبات والتضحيات التي تقف في الطريق... لا الإنكار يفيد إذاً ولا التخفيف. لهذا فالتجاور بين النشرتين في نشرة واحدة يجعلنا نخرج بنتيجة عجائبيّة من نوع: إنّ التفوّق الباهر الذي يحرزه اللبنانيّون على جميع الصعد إنّما يتسبّب بكارثة غير مسبوقة يُعانونها اليوم! لكنْ إذا كانت مقاومة الواقع بالفولكلور وبالصور الورديّة مؤذية بما فيه الكفاية، فمقاومة الواقع بالصور الدمويّة مؤذية أكثر بكثير.

هنا أيضاً، وعبر محطّتي «المنار» (لحزب الله) و«الميادين» (لعشّاق حزب الله)، لا يستغرق انكشاف الحقيقة الفعليّة أكثر من دقيقة أو دقيقتين: فبعد أطنان الانتصارات و«ما بعد بعد حيفا» و«ما بعد بعد كاريش» و«إذلال العدوّ الصهيونيّ» الذي تصطكّ أسنانه خوفاً منّا، يضيف المذيع نفسه، أو الضيف نفسه، أنّ ذاك العدوّ خرق أجواءنا آلاف المرّات في السنوات القليلة الماضية، أو أنّه ينفّذ، في هذه اللحظة ذاتها، غارة جوّيّة في الجوار السوريّ القريب.

ومرّةً أخرى، إذا وحّدنا طرفي الخبر في جملة واحدة خرجنا بعبارة من نوع: بفعل كثرة الانتصارات التي أحرزناها ونحرزها، وبسبب حجم الخوف الذي أنزلناه ونُنزله بالعدوّ، فإنّه خرق أجواءنا آلاف المرّات في السنوات القليلة الماضية ولا يزال يخرقها.

إنّ الطعنة التي يتلقّاها المنطق الشكليّ، والحال هذه، موجعة جدّاً. لا شكّ أنّ طرق حجب الواقع عديدة وكثيرة المصادر، بعضها يأتي من تقليد قرويّ لبنانيّ بسيط، وبعضها الآخر من تقليد عسكريّ عربيّ شهير في قلبه الهزائم انتصارات.

لكنّ هذا العدوان على العقل لا يكتم الفوارق بين أشكاله. فالعدوان الأوّل حسن النوايا، ومن صنف ثقافيّ، بمعنى أنّه أسير نظرة إلى البلد قديمة وفولكلوريّة وصوفيّة في وقت واحد، نظرةٍ تفتقر إلى وعي التغيّرات، وتتوهّم، على الطريقة الرحبانيّة القديمة، أنّ صدفةً جميلة قد تحلّ مشكلاته الصعبة.

العدوان الثاني سيّئ النوايا، يستفيد من الضعف الوطنيّ ويبني عليه. وهو أيضاً ثقافيّ إلاّ أن ثقافيّته من طبيعة حربيّة وانقلابيّة. إنّه واثق من اندفاع البلد إلى موته وحاسم ونشيط في تسريع دفعه إليه. وإذا كان الهجوم الورديّ على العقل يثير الخوف من إضاعة ألم اللبنانيّين عبر خلط عناصر الألم وتضييع أسبابه، فإنّ رسالة الهجوم المسلّح هي توسيع ذاك الألم ورفعه إلى مصاف الأهداف الجليلة المنشودة. العدوان الأوّل يقول لنا إنّ العلاج يكمن في الأمل الباسم والإبقاء على كلّ شيء. العدوان الثاني يقول لنا إنّ العلاج هو في تجرّع المزيد ممّا أوصلنا إلى ما نحن اليوم فيه بحيث لا يأتي الغد إلاّ وقد استؤصل كلّ شيء.

 

ثمار جولة بايدن... الاستدامة والثبات

سام منسى/الشرق الأوسط/18 تموز/2022

وصل الرئيس الأميركي جو بايدن إلى المنطقة رغم حملة التشكيك في حصول زيارته، وفيما سوف يصدر عنها، سواء من واشنطن أو من غيرها من عواصم القرار. قد يكون من التسرع الدفع بتقييم واقعي لنتائجها قبل معرفة ردود الفعل عليها، وإعلان مواقف صريحة وعملية من الأطراف كافة، علماً بأن معيار نجاحها أو عدمه مختلف بحسب المعنيين بالزيارة، أكانوا مستفيدين محتملين أم متضررين مفترضين. أول غيث المتضررين مسارعة موسكو بالدعوة إلى قمة تجمع غداً الثلاثاء في طهران الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى نظيريه الإيراني والتركي، بهدف معلن هو مناقشة الأوضاع في سوريا. ويكاد يصح وصف القمة بلقاء يجمع ثلاثة راسبين في المدرسة، إنما اللافت هو وجود الرئيس التركي الذي يكاد لا يرسو على ضفة حتى ينتقل إلى أخرى. وثاني الغيث جاء من الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله الذي بدأ خطابه الأخير بالقول إن «الرئيس الأميركي العجوز هو صورة عن أميركا التي بدأت تدخل مرحلة الشيخوخة أو دخلتها بالفعل»، لينهيه بالتهديد والوعيد قائلاً: «إذا تريدون أن تصلوا إلى معادلة أن هذا البلد ممنوع أن يستنقذ نفسه بحقه الطبيعي من الغاز والنفط، فلن يستطيع أحد أن يستخرج غازاً ونفطاً».

وإلى جانب المتضررَين الرئيسَين موسكو وطهران، يصطف المروجون لانسحاب واشنطن التام والنهائي من المنطقة وخفوت اهتمامها بالشرق الأوسط، فجاء كلام بايدن عن «التكامل الإقليمي» بمثابة إعلان الولايات المتحدة الرجوع عن الخطأ، وعودة تركيزها على المنطقة. هذا بالتوازي مع رغبة إسرائيل العميقة في الاقتراب من المملكة العربية السعودية، وبالتالي تدعيم إطار تنسيقي لكل من يعتبر أن إيران قوة مزعزعة للاستقرار في جوارها، في مؤشر إلى هشاشة التهديد الإيراني بطرد واشنطن من المنطقة، رداً على اغتيال قاسم سليماني عام 2020 في بغداد.

ومن المتضررين أيضاً أخصام بايدن في الداخل الأميركي، لا سيما إذا تمكن من تحقيق إنجازات قد تخدمه والديمقراطيين في الانتخابات المقبلة.

أما بشأن معايير النجاح بالنسبة للرابحين المحتملين من الزيارة، فهي مختلفة وحتى متباينة. نبدأ بالإدارة الأميركية التي تهدف أولاً إلى وضع حد للنزاعات الدائرة، وتثبيت الاستقرار إلى أقصى حد ممكن، إضافة إلى حاجتها الملحة لتدعيم التحالفات وتوسيعها، وحشد وسائل الضغط لمواجهة الخلاف المحتدم مع روسيا إثر حربها ضد أوكرانيا، وعلى رأسها الاستمرار في حظر صادرات النفط الروسية لأثرها في دعم المجهود الحربي الروسي، وطبعاً تأمين البديل عنها لأوروبا. إن معيار تحقيق أهداف الزيارة هو مدى نجاحها في تصويب علاقاتها مع السعودية ودول الخليج العربي بعامة، والرئيس بايدن اعترف من إسرائيل بالتراجع عن هذا الخطأ، والقناعة بالأهمية الجيو-استراتيجية للمملكة، خارج اختزالها كمنتج ومصدر للنفط، واعتبارها مع بقية دول الخليج ومصر والمغرب وغيرها دعائم للسياسة الأميركية وقيمها ومصالحها. ولهذا -والرئيس بايدن لا بد أنه يعي المتغيّرات الجوهرية التي طرأت على السياسة الخارجية السعودية، وما استدعى ذلك من تغييرات داخلية هيكلية ضرورية، بحيث باتت سياسة وقائية وليست سياسة ردة فعل- تركز على توسيع آفاق التعاون السياسي والاقتصادي مع دول العالم، لذلك أي تحالف عليه أن يكون بمسارين: الأخذ والعطاء.

العامل الثاني لا يقل أهمية عن الأول، وهو القدرة الأميركية على إقناع السعودية ودول الخليج بعيداً عن الدعم الخطابي بالتزام واشنطن بأمن المنطقة، والتصدي لكل ما يهددها. وإذا قُدِّر لإدارة بايدن تجاوز العقبات التي قد تحُول دون قيام منظومة دفاعية جوية، ودمج الطاقات الدفاعية الجوية لعدد من دول الإقليم مع إسرائيل، تكون الزيارة قد حققت مبتغاها. ويستدعي ذلك توسيع «اتفاقات أبراهام» عبر الدفع باتجاه انفتاح سعودي أكثر على إسرائيل، وفتح قنوات إضافية للتعاون معها، إضافة إلى دور للمملكة في الاستثمار، بمعالجة موضوع المياه في الضفة الغربية.

والنجاح في كل ذلك يقتضي حتماً معالجة موضوعين رئيسين: الأول القدرة على إدارة التباين بين واشنطن ودول الخليج في مقاربة ملف إيران النووي، وسط إصرار واشنطن على الخيار الدبلوماسي، على الرغم من التوافق على منع إيران من امتلاك سلاح نووي. الموضوع الثاني هو احتواء النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني على قاعدة حل الدولتين، مع كل ما يعترضه من صعوبات من الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني. المحصلة يمكن إيجازها بنقطتين: الأولى ما هو المقابل الذي ستقدمه واشنطن للعرب، ولا سيما للسعودية، مقابل ما تطلبه منهم؟ والثانية قدرة الإدارة على التوصل بعد هذه الجولة إلى تطبيع إسرائيلي- عربي عملي، أكثر منه سياسياً، بأسلوب الخطوة خطوة. البيان الذي صدر عقب المحادثات يغطي العناوين العريضة المشتركة والمتفق عليها بين البلدين، وتبقى الإجابة عن أمور أخرى كثيرة تحتاج إلى مزيد من الوقت.

أما في الجانب السعودي والعربي بعامة، فمعايير نجاح الزيارة هي قدرة بايدن على النجاح في تحقيق أكبر نسبة ممكنة من أهدافه التي ذُكرت أعلاه، إضافة إلى دور المملكة الحاسم في الحفاظ على مناخ التهدئة والتوافق بين الأطراف العربية المعنية، لفاعلية التنسيق والتعاون مع الأميركيين، وتحفيزهم على مواصلة سياساتهم، وبضرورات وأهمية الرجوع إلى المنطقة. معرفة معيار النجاح والفشل لدى الجانب الإسرائيلي أكثر تعقيداً، بسبب أحوال السياسة الداخلية في إسرائيل، وعدم ثقة معظم المسؤولين والرأي العام -بحسب الاستطلاعات- بأن واشنطن ستراعي المصالح الإسرائيلية في أي اتفاق محتمل مع إيران. وعلى الرغم من توقيع إعلان القدس والالتزام الأميركي العلني بأمن إسرائيل، وما سبق ذلك من انضمام إسرائيل إلى القيادة المركزية الأميركية، يبقى الخلاف على إصرار بايدن على الحل الدبلوماسي لملف إيران النووي وممارساتها في المنطقة، بينما لإسرائيل وجهة نظر مغايرة، مفادها حاجة الولايات المتحدة وحلفائها إلى توسيع آفاق المفاوضات، لتشمل مجموعة أكبر بكثير من القضايا المطروحة. يبقى النجاح أيضاً رهناً بوضع خطوات للتعاون، بدءاً من السماح بتحليق الطائرات الإسرائيلية، وتمكين العرب الإسرائيليين من السفر مباشرة إلى مكة لأداء فريضة الحج، وصولاً إلى إنشاء نظام دفاع جوي إقليمي في ظل القيادة المركزية الأميركية، يمكِّن العرب والإسرائيليين من اتخاذ الخطوات الأولى نحو مشاركة الرادارات، من أجل اكتشاف الصواريخ أو المُسيَّرات القادمة من إيران أو وكلائها. أما في الشأن الفلسطيني، فيبدو أن ما صدر عن بايدن بعد لقاء الرئيس محمود عباس لم يرضِ الفلسطينيين بالكامل طبعاً، ومن دون أن يستفز يائير لبيد كثيراً، وبقي ضمن التصريحات العامة المشددة على النواحي الإنسانية والإجراءات الاقتصادية أكثر منها السياسية، ولم يوجِّه أي رسالة إلى إسرائيل، على الرغم من تأكيده دعم حل الدولتين والحركة المتدرجة باتجاهها.

النجاح أو المراوحة، حتى لا نقول الفشل، مرتبط بترجمة واشنطن لقناعتها بأدوار إيران المزعزعة لأمن المنطقة، بإجراءات عملية سياسية ودبلوماسية وأمنية، إضافة إلى وضوح الرؤية والثبات والاستدامة المطلوبة من السياسة الأميركية تجاه المنطقة، كما هي مطلوبة أيضاً من الجانب العربي تجاه واشنطن.

مهما كانت النتائج، الأكثر رجحاناً أن المنطقة على مفترق مسارات غير مسبوقة، ستكون حبلى بالتحديات، وبمخاطر أبرزها الانقسام بين شرقين أوسطين قيد التكوين.

 

قمة جدة «للأمن والتنمية» تفتح باب «العودة الأمريكية» بعد «خطأ» الانسحاب!

رلى موفق/القدس العربي/17 تموز/2022

الإعلان السياسي للقمة الأمريكية-الخليجية في جدة من شأنه أن يرسم حجم التحول السياسي في الشرق الأوسط. تتضمن وثيقة «إعلان القدس» التي وقعها الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد التزام واشنطن بمواصلة لعب دور نشط في بناء هيكل إقليمي قوي لتعميق علاقات إسرائيل وشركائها ودمجها في المنطقة وتوسيع دائرة السلام لتشمل دولاً عربية وإسلامية أخرى. وهذا الهيكل الإقليمي، والذي يطلق البعض عليه تسمية «ناتو شرق أوسطي» كان وسيبقى بنداً مطروحاً في كل القمم والاجتماعات والمنتديات الأمريكية-العربية إلى أن يتم إنجازه كلياً.

ليس النقاش ما إذا كان هذا «الهيكل الإقليمي» سيبصر النور كحقيقة ملموسة، بل متى سيتم الإعلان عنه. الديمقراطيون العائدون اليوم إلى الانخراط في المنطقة بقوة، بعد الإقرار بخطأ استراتيجية الانسحاب منها، يقولون انهم يحملون رؤية مغايرة لتلك التي أرساها باراك أوباما بالتوصل إلى اتفاق مع إيران حول برنامجها النووي يدير الظهر لحلفاء واشنطن الإقليميين ويشرع الأبواب أمام طهران لمد نفوذها. هو الاتفاق الذي شرع أبواب المنطقة أمام روسيا والصين التي اعتبر الديمقراطيون أنهم معه سيتفرغون لكبح صعود «التنين الأصفر» و»طموحات القيصر» بغية إنهاء القطبية الأحادية في النظام العالمي الذي استحوذت عليه الولايات المتحدة الأمريكية بعد انهيار الاتحاد السوفييتي كقوة عظمى وحيدة. ما كان ممكناً بروز رؤية بايدن الهادفة إلى «تصويب البوصلة» لولا حرب روسيا على أوكرانيا وما كشفته من تبدلات جيوسياسية ومن اضطرابات في الأمن الغذائي وأمن الطاقة. يأتي الرئيس الأمريكي حاملاً شعار «لن نترك المنطقة لتملأها روسيا والصين» بمعنى أنها تعود لترتيب أوراقها من جديد لإقفال الباب أمام ثغرات تسرب صيني وروسي وإيراني أكبر يحدث انقلاباً حتمياً في موازين القوى في الشرق الأوسط. بايدن حمل معه «رؤية العودة « إلى المنطقة» وكيفية الانخراط لسنوات قادمة في ضمان مسار الأمن والتنمية والاستثمار في قطاعات عدة تجديداً للشراكات الاستراتيجية التي كانت قائمة قبل أن تغلب نظرية الانسحاب من الشرق الأوسط على توجهات صناع القرار الأمريكي.

المدخل للعودة هو الملف الإيراني بكل تشعباته: الاتفاق النووي، الصواريخ البالستية، المسيرات، وأنشطتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة سواء بتدخلها المباشر أو عبر أذرعها العسكرية. هذا الملف هو المشترك بين المشاركين في القمة الأمريكية-الخليجية التي تضم دول مجلس التعاون الخليجي الست إضافة إلى مصر والأردن والعراق، وإنْ كان بنسب مختلفة، فضلاً عن أولويات لدى كل من تلك الدول تضعها على الطاولة.

ما تعهد به بايدن في إسرائيل وجدة هو منع إيران بشكل مطلق من امتلاك السلاح النووي ومواجهة أنشطتها لزعزعة أمن واستقرار المنطقة وردع تدخلاتها في الشؤون الداخلية للدول، ودعمها للإرهاب من خلال المجموعات المسلحة التابعة لها. هو أكد أمام لابيد أن أفضل سبيل لعدم امتلاك إيران السلاح النووي هو الدبلوماسية، لكنه التزم في «إعلان القدس» بأن أمريكا مستعدة لاستخدام جميع عناصر قوتها الوطنية لضمان هذه النتيجة، وأعلن انه بحث مع السعودية في احتياجاتها الدفاعية والأمنية والعسكرية لمواجهة التهديدات، بعدما كان حجب عنها أسلحة بعد وصوله إلى «البيت الأبيض» على خلفية حرب اليمن، حيث ذهب بعيداَ في ضغطه على السعودية وفي إرضائه إيران برفع «جماعة الحوثي» عن لوائح الإرهاب التي كان أدرجهم عليها ترامب قبل مغادرته سدة الرئاسة الأمريكية. في «إعلان القدس» جملة مفتاحية بإعراب واشنطن وتل أبيب عن حماسهما للمضي قدما في الشراكة الدفاعية بين الولايات المتحدة وإسرائيل من خلال التعاون في تقنيات الدفاع المتطورة، مثل أنظمة أسلحة الليزر عالية الطاقة للدفاع عن سماء إسرائيل، وفي المستقبل عن سماء الشركاء الأمنيين الآخرين للولايات المتحدة وإسرائيل. جملة تلاها كلام المسؤول الأمريكي عن أن بايدن سيبحث القدرات الصاروخية والدفاعية المتكاملة خلال القمة مع الزعماء العرب.

سيتقدم مفهوم «تكامل القدرات في المنطقة ودمجها» وسيترجم أكثر فأكثر في الهيكل الإقليمي الذي يمكن أن يأخذ توصيفات عدة. اتفاقات إبراهام والتي شملت الإمارات والبحرين والمغرب والسودان وقبلها اتفاقات «كامب ديفيد» و»وادي عربة» و»أوسلو» التي شقت الطريق لمصر والأردن والسلطة الفلسطينية في العلاقات مع إسرائيل، تشكل الاختراقات لا بل ركائز التأسيس لما سيلحق من تفاهمات وتحالفات.

بالنسبة للأمريكيين، تتوافر الآلية التنفيذية للهيكل الإقليمي في «سنتكوم»- القيادة المركزية الأمريكية- التي تدخل دول الشرق الأوسط الحليفة لواشنطن في نطاقها، والتي تمَّ بعد «اتفاقيات إبراهام» نقل إسرائيل إليها بعدما كانت في تقع نطاق عمليات «المنطقة الأوروبية»-»إيوكوم». فمن خلال هذا الإطار، يمكن العمل المباشر بين جيوش الدول المنضوية ضمنه، ولو بشكل مرحلي. بايدن أكد خلال قمة جدة للأمن والتنمية أنه سيتم تعزيز الدفاعات الجوية والانذار المبكر لمواجهة التهديدات الجوية. وثمة بحث في الكونغرس لمقترح جمهوري- ديمقراطي يطلب من البنتاغون المساعدة في دمج الدفاعات الجوية للدول الشرق أوسطية الحليفة للتعاون الأمني ضد تهديدات طهران، وربطها بعضها ببعض. في رأي متابعين، أن إنشاء منظومة ردع تكون قدراتها واضحة ومقنعة لإيران يمكنها أن تشكل عناصر فعلية في تفادي الحرب، ودفعها إلى الذهاب في اتجاه توقيع الاتفاق النووي الذي تقول الدول المعنية به أن الوقت بدأ ينفذ. وهنا، لا يستبعد هؤلاء، أن تعمل طهران على اختبار مدى تماسك منظومة الردع وقدراتها وقوتها وطبيعة تكاملها، ذلك أن ثبات تلك المنظومة من شأنه أن يشكل عامل توازن في المنطقة، لكنهم يعتبرون أن نقطة البداية هي في تبلور مدى قدرة إدارة بايدن على الالتزام وترجمة تعهداتها.

خاطبت كلمات القادة العرب بكثير من الحذر الجار الإيراني، لا بل أن ولي العهد السعودي دعاه لأن تكون جزءاً من العهد الجديد من التعاون المشترك في المنطقة شرط الالتزام بما تنص عليه مبادئ ميثاق الأمم المتحدة التي تقوم على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها. وأسمع كثير من الكلمات الرئيس الأمريكي على أن المفتاح لأزمات المنطقة والمدخل لبناء مستقبل سلام وأمن ورخاء يبقى حل الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني وفق حل الدولتين والتمسك بالمبادرة العربية في هذا الإطار. تأكيد من شأنه أن يسحب البساط من الأذرع الإيرانية التي تأخذ من القضية الفلسطينية ستاراً تمضي طهران من خلفه في سياسة تفتيت المنطقة. لا أوهام بما يمكن أن يسفر عنه الإعلان الأمريكي بالعودة إلى المنطقة. الهدف الأساسي الأمريكي ليس إيران فقط، بل قبلها ومعها الصين وروسيا. واشنطن قلقة من وجود عسكري صيني نصت عليه المعاهدة الصينية-الإيرانية لحماية الاستثمارات الصينية، وكذلك وجود صيني مماثل في القرن الأفريقي. يذهب بعض الباحثين إلى الاعتقاد بأن أمريكا تريد من هذه المنظومة أن تشكل الضمانات المطلوبة لحماية أمن المنطقة، إذ أن الأولوية الأمريكية هي في التركيز على مواجهة الصين في جنوب شرق آسيا لحماية الدول الحليفة لها-اليابان وتايوان وكوريا الجنوبية- وتريد، في الوقت عينه، ضمان عدم انتصار روسيا على أوكرانيا بما يفتح شهيتها لتكرار «سيناريو الغزو» على دول البلطيق. «العودة الأمريكية» لا بد من أن تنسج شراكات متعددة الاتجاهات مع دول المنطقة مجتمعة ومنفردة سواء في مجالات الاقتصاد والتكنولوجيا والطاقة والمناخ والغذاء واتفاقيات للاستثمار بمليارات الدولارات، لكن يبقى الأمن يحتل المرتبة الأولى ما دام هو مفتاح الاستقرار والتنمية والرخاء. هذا هو مفتاح بايدن لإعادة بناء جسور الثقة بينه وبين الحلفاء التقليديين له في الشرق الأوسط، لكن التحديات التي يشهدها العالم بعد الحرب الروسية على أوكرانيا لا شك أنها تقيد الرجل. هو الامتحان الذي ينتظر الجميع نتائجه.

 

الشرق الأوسط الجديد: من تيران وصنافير حتى جوزف عون

فارس خشان/النهار العربي/17 تموز/2022

ما كان مجرّد مشروع متعثّر أصبح حقيقة ساطعة: إنّه الشرق الأوسط الجديد!

 كانت البداية المعلنة مع توقيع "اتفاقيات إبراهيم" بين إسرائيل من جهة وكلّ من الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب من جهة أخرى، وتعزّزت عندما عقدت إسرائيل مع مصر والأردن اتفاقيات تعاون اقتصادي ونفطي وكهربائي وصلت فوائدها الى "الإتحاد الأوروبي"، وقفزت قفزة نوعية مع موافقة إسرائيلية على بسط السيادة السعودية على جزيرتَي تيران وصنافير و فتح السعودية أجواءها للناقلات الجوية من إسرائيل وإليها.  ولبسط السيادة السعودية على جزيرتي تيران وصنافير تبعات جيوسياسية واقتصادية وتجارية مهمّة للغاية، إذ إنّ جسر الملك سلمان الإستراتيجي الذي تضمنته رؤية 2030 التي وضعها ولي العهد السعودي الأمير محمّد بن سلمان، سوف يربط، من خلال السعودية ومصر، قارتي آسيا وإفريقيا ويوصل الخليج العربي بأوروبا مذلّلاً، بذلك كل عقبات النقل البرّي عبر البحر الأحمر، ممّا ينعكس إيجاباً على الأردن وإسرائيل.

 ومن شأن هذه الإتفاقيات التي يتوالى الإعلان عنها، بين فترة وأخرى، أن تجعل الشرق الأوسط "قرية اقتصادية" مزدهرة، في قلب "القرية الكونية" المضطربة.

وهذه "القرية الاقتصادية"، سوف تقود إلى إنشاء "قرية أمنية وعسكرية" بدأ العمل على بلورتها، منذ مدّة، الأمر الذي سوف يُنتج تحالفاً إستراتيجياً ضخماً في منطقة أهدرت الصراعات المحتدمة فيها قدراتها وثرواتها، وأبعدتها عن اللحاق بركب التطوّر العالمي المذهل.

 ولكن طالما اعتبر المراقبون أنّ هناك معوقات كبيرة قد تحول دون قيام الشرق الأوسط الجديد، إذ تتزعّم إيران القوى المناهضة له، وهي "دفترياً" قادرة على استعمال أذرعها في لبنان وسوريا والعراق وغزّة واليمن، من أجل نسف هذا المسار الإقليمي.

 هذا صحيح "دفترياً"، ولكن واقعياً بدا واضحاً أنّ انطلاقة الدول المتحمّسة للمشروع نحو تجسيده تُظهر ثقتها بعدم دقّة "الحسابات الدفترية"، فلو أنّ المعوقات المتمثّلة بإيران وأذرعها، لا تزال تتمتّع، بنظرها، بالقوة التي كانت عليها سابقاً، لأحجمت أو أرجأت أو أخفت.

 وبالفعل، فإنّ النفوذ الإيراني في العراق، لم يحل دون جلوسه الى طاولة "قمّة الأمن والتنمية" بحضور الرئيس الأميركي جو بايدن الذي أعلن، بوضوح، عودة الشرق الأوسط الى أوليات قائمة الاهتمام الأميركي، من خلال إبلاغه جميع المعنيين:" لن نتخلّى عن الشرق الأوسط ولن نترك فراغاً تملؤه الصين أو روسيا أو إيران".  والتقارب الكبير بين دولة الإمارات العربية المتّحدة ومملكة البحرين، من جهة وإسرائيل من جهة أخرى، لم يحل دون احتفاء "محور الممانعة" بانفتاح "أبو ظبي" و"المنامة" على النظام السوري الذي أظهر أنّه مستعد من أجل استمراريته أن يبيع كلّ شعاراته، كما سبق أن باع بلاده وشعبه.

 ولم يترك تهديد الأمين العام ل"حزب الله" حسن نصرالله بالذهاب الى حرب من شأنها "خربطة المنطقة"، بحجة الدفاع عن حقوق لبنان البحرية في مواجهة إسرائيل التي تستعد لاستخراج النفط من حقل "كاريش" بدءاً من أيلول/ سبتمبر المقبل، (لم يترك) أيّ أثر يُذكر على ما انتهت إليه جولة بايدن من نتائج لمصلحة تبادل المنافع بين "أعداء الأمس".  وثابرت البيانات الثنائية التي انتهت إليها لقاءات الرئيس الأميركي بقادة المنطقة الذين اجتمع بهم في كلّ من تل أبيب وجدّة، على التعامل مع لبنان، بصفته دولة بحاجة الى تحرير نفسها من سطوة "حزب الله"، وذهب الرئيس المصري عبد الفتّاح السيسي الى أبعد من ذلك بكثير إذ قال "أنْ لا مكان للميليشيات ولا لداعميها الذين يوفرون لها المال والسلاح".

 من دون شك، إنّ الشرق الأوسط الجديد، بكل ما يحتضن من قدرات مالية واقتصادية وتكنولوجية وعسكرية وأمنية، سوف يستنفر عدائية إيران وأذرعها، ولكن، من دون شك أيضاً، إنّ شعوب "محور الممانعة"، على الرغم من ضعفها أمام قوّة إيران وأذرعها، سوف تدفع بالقوى التي تعبّر عنها إلى التصدّي لمحاولات أبقائها مجرّد وقود في صراع لن يُنتج إلّا مزيداً من الفقر والكوارث والويلات والموت.  إنّ "محور الممانعة" يُمكن أن يذهب الى البعيد في مواجهة "الشرق الأوسط الجديد"، إذا ما ثابر على رفض أن يكون جزءاً منه، وتالياً فإنّ المنطقة قد تكون فعلاً، على أبواب حرب جديدة، إذا ما تمّ الركون الى "التمنيات" الإيرانية. لكنّ التمنيات شيء والإمكانات شيء آخر.

 إنّ "الشرق الأوسط الجديد" ليس حلماً طوباوياً يُمكن تحطيمه كما يتم تحطيم "قصور من ورق"، بل بات حقيقة تملك القدرات المذهلة للدفاع عن نفسها وعن المنافع الضخمة التي بُذلت من أجلها جهود جبّارة.  وعليه يمكن القول إنّ الشرق الأوسط ما بعد جولة الرئيس الأميركي جو بايدن لن يكون كما كان عليه قبلها.  ولهذا، فإنّه يمكن بدءاً من قرار بسط السيادة السعودية على جزيرتي تيران وصنافير، والمشاريع الضخمة التي سوف تليه، وفتح الأجواء السعودية أمام الناقلات الجوية من وإلى إسرائيل، وما سوف تنتجه من منافع ومعيطات، رسم تصوّر لمستقبل دول المنطقة.

  ومن بين هذه الدول يبرز لبنان، بصفته ملاذ "حزب الله"، إذ حضر قائد الجيش العماد جوزف عون، في حمأة التفتيش عن رئيس جديد للجمهورية، في كلّ الإجتماعات والقمم والبيانات، وسط إعلان سمير جعجع، رئيس أقوى كتلة نيابية مسيحية، استعداده لانتخابه ليحلّ مكان الرئيس ميشال عون، في القصر الجمهوري.  البعض قد يجد في ذلك حرقاً لحظوظ العماد جوزف عون، على اعتبار أنّ "حزب الله" لن يقبل بمرشّح "التوافق الأميركي-الخليجي-العربي".  قد يكون ذلك صحيحاً، لكنّ هذه النظرة الإيجابية الى قائد الجيش تتخطّى شخصه، فالميل إليه هو ميل الى آخر معاقل الشرعية اللبنانية التي من دون ترسيخها لا مكان للبنان الى طاولة الكبار.  إنّ التأثير الإيراني الكبير في العراق، لم يمنع جلوس رئيس حكومته مصطفى الكاظمي في قمّة جدّة، وهذه رسالة الى أنّ لبنان، في حال جاء ب"معادلة الكاظمي" إلى الرئاسة، سوف يستعيد مكانة أخسره إياها تنصيب "حزب الله" ل"دمى" في المناصب الدستورية.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

البطريرك الراعي: نتمنى على مختلف الأطراف التموضع وطنيا وخلق مناخ إيجابي لتأمين تشكيل حكومة وانتخاب رئيس

 وطنية/17 تموز/2022

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الأحد في الصرح البطريركي الصيفي في الديمان، عاونه النائب البطريركي العام على الجبة وبشري المطران جوزيف نفاع وأمين سر البطريركية الخوري خليل عرب وأمين سر البطريرك الاب هادي ضو، وحضر القداس عدد كبير من المؤمنين.

 بعد تلاوة الإنجيل المقدس، ألقى البطريرك عظة بعنوان "اختار الرب يسوع اثنين وسبعين آخرين، وأرسلهم، وأعطاهم مهمة وتوصيات" (لو 10: 1 و 3)، فقال: "بالإضافة إلى الرسل الإثني عشر، أساقفة العهد الجديد، إختار يسوع إثنين وسبعين آخرين من الذين تبعوه وتتلمذوا له. إنهم بمثابة الشعب المسيحي الأول في الكنيسة الناشئة. هؤلاء سيتكاثرون يوما بعد يوم بسري المعمودية والميرون. ومنهم يواصل الرب يسوع اختيار كهنة وأساقفة، ويمنحهم سلطان التعليم والتقديس والتدبير. كما يختار أيضا رهبانا وراهبات ليتكرسوا لخدمة المحبة بالنذور الرهبانية: الطاعة والعفة والفقر، ويشاركوا في مهمة التعليم والتقديس والتدبير، بالتنسيق مع الأساقفة والكهنة، وفقا لحاجات الكنيسة والمجتمع. وكشف الرب يسوع عن الحاجة إلى مثل هؤلاء المدعوين وقال: الحصاد كثير والفعلة قليلون، فاطلبوا من رب الحصاد أن يخرج فعلة لحصاده (لو 10: 2). فلنواصل نحن هذه الصلاة. فالحصاد الكثير هم شعوب الأرض، والفعلة القليلون هم الأساقفة والكهنة الغيورون والأمناء على رسالتهم، وهم الرهبان والراهبات الملتزمون بنذورهم ورسالتهم وسيرهم على خطى المسيح نحو المحبة الكاملة، وهم المسيحيون الأمناء لمعموديتهم ولتعليم الإنجيل والكنيسة، والعاملون على تطبيقه في الشؤون الزمنية. فيما نرحب بكم جميعا، ونحتفل معا بهذه الليتورجيا الالهية، ونحي ذكرى القديسين شربل ومارينا، فقد آلمتنا جدا، كما الكثيرين، حادثة السير في بلدة عرسال التي أوقعت ثمانية قتلى، سبعة منهم من عائلة واحدة وخمسة جرحى. اننا نصلي لراحة نفوسهم، ولعزاء أهاليهم، ولشفاء الجرحى".

 أضاف: "اختارهم وأرسلهم للقيام بالرسالة الموكولة منه إليهم: كما أرسلني أبي أرسلكم أنا أيضا (متى 28: 18) أرسلكم كالخراف بين الذئاب (لو 10: 3). يقول الرب هذا لا لتخويفهم، بل لتشجيعهم بسببين: الأول، لأن المسيح الراعي الصالح، لا يخاف على القطيع من الذئاب. فهو يسهر على الخراف، يحميها، يدافع عنها، كبيرها وصغيرها (راجع يو 10: 12-13). يسوع راع للجميع: لعامة الناس، للرؤساء، للمعلمين، للشباب، للاطفال. الثاني، لأنه يخلصهم من كل شر، ويروض بقدرته ونعمته الحيوانات الضارية. يحول الذئاب إلى حملان، يجعل المضطهدين مبشرين، مثل شاول بولس، والمسيئين شركاء في أعمال الخير والتقوى، والخطأة قديسين مثل أغسطينوس، إنه "أتى ليجعل كل شيء جديدا" (رؤيا 21: 5).

ويعطيهم الرب يسوع توجيهات بمثابة مقتضيات للرسالة وهي:

أ- نهج الفضيلة الرسولي، لا الهم بشأن الأمتعة المادية، ما يعني أن "نلقي الهم على الرب، فهو يعولنا" (مز 55: 23). فيسوع يعطي القديسين كل ما هو ضروري للحياة (القديس كيرللس الإسكندري).

ب- التجرد من المال ليكونوا مبشرين، لا رجال أعمال.

ج- إعلان سلام المسيح لجميع الناس.

د- السعي إلى الواجب الرسولي، من دون أي شيء يعيقه: "لا تسلموا على أحد في الطريق" (الآية 4). السلام على الآخرين في الطريق والتحاور معهم أمر جيد. لكن أداء واجباتنا لله أفضل وأبدى. ليست الواجبات الإجتماعية واللياقات أفضل من واجب العبادة لله (القديس أمبروسيوس)".

 وتابع: "لا يستطيع أن ينسى متعاطو الشأن السياسي أنهم هم أيضا مؤتمنون على رسالة خدمة الخير العام، الذي يتوفر فيه خير الجميع وخير كل مواطن. كيف نوفق بين هذه الرسالة ونقيضها؟ فالواقع عندنا لا يجهله أحد. وهو أن الأزمات المعيشية المتنامية لا توفر عائلة لبنانية مهما كان وضعها المالي. وهذا ظاهر للعيان: في أزمات الطحين والخبز والكهرباء والماء والمواد الغذائية، وأقساط المدارس، والدواء ومستلزمات المستشفيات وعودة وباء كورونا، والتخبط في معالجة أجور موظفي القطاع العام وسط استنسابية في الزيادات تناقض مفهوم المساواة بين المواطنين والموظفين. ويترافق ذلك مع الالتباسات حول مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل. وفي هذا المجال، ليس بمقدور لبنان أن ينتظر طويلا ليستخرج الغاز والنفط، فيما تقوم إسرائيل بذلك. ونتمنى على الولايات المتحدة الأميركية، الدولة الوسيط، أن تحسم الموضوع مع إسرائيل، فلبنان قدم الحد الأقصى من أجل إنجاح المفاوضات".

 وقال: "أمام هذا الواقع، ينتظر الشعب اللبناني حلولا إنقاذية، فتأتيه مشاكل تزيد من فقره. يأمل أن تنحسر عنه الأزمات، فتطل كل يوم أزمة جديدة. يترقب أن يتوجه إليه المسؤولون ويخففون من مآسيه، فيجدهم غارقين في صراعات عبثية كأن البلاد بألف خير. إن هذه المشاعر والمآسي تضاعف عدم الثقة بالجماعة السياسية وتضعف صدقية لبنان في طلب المساعدات من الأصدقاء. ومن مظاهر فقدان الثقة بالسلطات وبالجماعة السياسية أن الشعب في المدة الأخيرة راح يتظاهر وحيدا في الشوارع والساحات احتجاجا على الحالة المعيشية المزرية التي وصل إليها، فيما المسؤولون في مكان آخر ولا يهتمون بصرخته".

وطالب القوى السياسية "في ضوء المعطيات السياسية والنيابية والأمنية، أن تبتعد عن أجواء التحدي التي تعقد علاقات لبنان وتباعد بين المكونات اللبنانية، في وقت يجتاز فيه لبنان أخطر تحد وجودي في تاريخه الحديث. فالتحديات تعثر انتخاب الرئيس الجديد للجمهورية، وهذا أمر نرفضه بشدة، ونعمل بكل ما لنا من علاقات على أن يتحقق هذا الانتخاب. ومن موقعنا المترفع عن المحاور الداخلية والخارجية، نتمنى على الأطراف المختلفة التموضع وطنيا وخلق مناخ إيجابي لتأمين تشكيل حكومة وانتخاب رئيس. وحين ندعو إلى انتخاب رئيس لا يشكل تحديا لهذا أو ذاك، نتطلع إلى رئيس يلتزم القضية اللبنانية والثوابت الوطنية وسيادة لبنان واستقلاله، ويثبت مبدأ الحياد. لا نستطيع أن ننادي بحياد لبنان ونختار رئيسا منحازا للمحاور وعاجزا بالتالي عن تطبيق الحياد. والرئيس الذي لا يشكل تحديا ليس بالطبع رئيسا لا يمثل أحدا ولا رئيسا يخضع لموازين القوى، فيستقوي على الضعيف ويضعف أمام القوي. لا يحكم لبنان استنادا إلى موازين القوى، بل استنادا إلى الدستور والقوانين والشراكة لكي تبقى الشرعية المرجعية والملاذ ومصدر القرارات الوطنية".

وختم الراعي: "فيما تحتفل الكنيسة اليوم بعيد القديس شربل، نسأل الله أن يجعل كل واحد وواحدة منا وكل مسؤول حامل سلطة، على مثال القديس شربل صاحب قرار والتزام من دون تراجع والتواء. كما نصلي إلى الله أيضا والكنيسة تحتفل اليوم بعيد القديسة مارينا، كي يجعلنا مثلها صابرين على الظلم ريثما تظهر الحقيقة التي لا أحد يستطيع إخفاءها، وريثما تمارس العدالة التي بدونها لا يسلم أي ملك. لله القدوس، الآب والإبن والروح القدس، نرفع نشيد المجد والتسبيح الآن وإلى الأبد، آمين".

 

المطران عوده: الأنانيات وتقاذف المسؤوليات والمغامرة بالبلد دون وجل أوصلتنا إلى أسفل الهاوية

وطنية/17 تموز/2022

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، خدمة القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس في بيروت.

 بعد الإنجيل ألقى عظة قال فيها: "إن شخص المسيح هو مركز تاريخ العالم بأسره، فهو الألف والياء، الأول والآخر، البداية والنهاية" (رؤ 22: 13). لذلك، تختلف مسيرة المؤمنين المسيحيين الروحية عن مسيرة سواهم من البشر. هدفهم ليس أن يكتشفوا ما لا نعرفه من نواميس الطبيعة، ولا أن يبتكروا أنظمة ترمي إلى إصلاح المجتمع لكنها بعيدة عن وصايا المسيح. كذلك، هم لا يفتشون عن علة الكون في مبادئ مطلقة، ولا هدفهم أن يذوبوا كقطرات تتلاشى في محيط الوعي الكوني، غير الموجود. المؤمنون لا يرغبون في الإمحاء من الوجود، كما لا يقبلون الخضوع لنواميس طبيعية لا شخصية. حياتهم مركزها المسيح الذي أتى وسيأتي أيضا، الحاضر في العالم، والمنتظر في الوقت نفسه، إذ تربطنا به علاقة شخصية حية تشمل معاني الحياة كلها. المسيح هو "الطريق والحق والحياة" (يو 14: 6)، أي إن مركز العالم شخص واحد هو في الوقت نفسه إنسان مثلنا ورب ضابط الكل: إنه الإله-الإنسان.

أضاف: "لم يدرك المسيحيون كلهم حقيقة شخص المسيح. ففي تاريخ الكنيسة، ظهر عدد كبير من الحكماء والفهماء بحسب العالم، لم يستطيعوا تقبل إيمان الكنيسة ببساطة قلب. منهم من تأثر باليهودية، ومنهم بالفلسفة اليونانية، فأفسدوا الإيمان وعلموا الشعب تعاليم هرطوقية. حينئذ، واجهت الكنيسة الهرطقات بتعاليم الآباء القديسين الملهمة من الله، الذين اجتمعوا في مجامع، وحددوا الإيمان المستقيم بمصطلحات لها سلطة جامعة. أهم تلك المجامع ما أعطي صفة المسكونية، وهي التي دعا إليها أباطرة وشارك فيها ممثلون عن الكنائس المحلية كلها. إن انعقاد أحد المجامع، مع مراعاة الشروط القانونية كلها، لا يضمن استقامة رأيه، لأن الضمانة في الكنيسة هي الآباء القديسون الذين تتبعهم المجامع. المجمع لا يصنع آباء بل يتألف من آباء، لذلك هو ملهم من الله. الكنيسة، في تعييدها للمجامع المسكونية، واليوم نعيد للمجمع الرابع، تريد أن تظهر بلهجة قاطعة الإيمان القويم بشخص المسيح، وفي الوقت نفسه تود تكريم الآباء القديسين الذين عقدوها. التعييد لهم يعني إعترافا بالإيمان وعرفانا بالجميل. نعترف بإيمان المجامع المسكونية، ونشكر الله الذي أعطانا الآباء أنوارا على الأرض، فنمجده. لم تقم المجامع المسكونية بحل الناموس الذي عاشت الكنيسة بموجبه، إنما كملته بصياغتها له كي تؤمن على حياة أعضائها. عبرت في ظروف مختلفة عن الحقيقة القائلة إنه في المسيح "يحل ملء اللاهوت جسديا" (كو 2: 9). لهذا سمعنا اليوم في الإنجيل قول الرب يسوع: "لا تظنوا أني أتيت لأحل الناموس والأنبياء، إني لم آت لأحل لكن لأتمم".

 وتابع: "قبل أن يعطي المسيح وصاياه التي تفوق الناموس القديم، قال إنه لم يأت ليلغي تقليد موسى والأنبياء، بل جاء ليكمله. هكذا، أراد أن يتدارك حدوث اضطراب لدى الذين آمنوا بأن الناموس هو من الله، ولو لم يحفظوه. إن كلام المسيح هذا له مضمون لاهوتي، لكن لنا أن نعطيه أبعادا إجتماعية. فقبل التجسد، كان المسيح يكشف ذاته للأنبياء بصفته "الكلمة"، ويلقنهم تدريجيا معرفة الله الثالوث. إذا، الناموس القديم هو عمله الخاص، ولو ألغاه لناقض ذاته. فقد جاء ذلك الناموس بما يناسب قسوة قلب الشعب، لذلك لم يكن كاملا. أشار إلى الخطيئة وتكلم بأمثال جسدية. هيأ الشعب لحضور المسيح، حتى يقدر أن يستشف ألوهيته من خلال حضوره الجسدي. بمجيئه، كمل المسيح الناموس ولم يبطله. كشف معناه الحقيقي، وحوله من جسداني إلى روحاني، بحيث لا يتوقف عند الإشارة إلى الخطيئة، بل يتقدم إلى تأمين شفائها. لقد أخذ المسيح طبيعتنا البشرية وقدمها إلى الله الآب خاضعة مطيعة، فجعلها مصدرا لنعمته، وسلمنا إياها كمأكل ومشرب. جعلنا بالمعمودية ومسحة الميرون أعضاء جسده المقدس. البعد الإجتماعي لما قاله المسيح بأنه "لم يأت ليحل" مهم جدا من أجل تطور المجتمع الطبيعي. ونحن كمسيحيين مؤمنين، ليس دورنا أن نلغي ما ينقص بل أن نكمله. الإنسان، في كل مجالات أنشطته، يخطئ بسبب مفهومه المغلوط للخير، حتى إنه في الخطيئة يطلب الخير. في عالم يرى اللذة أو الطمع أو الربح الكثير أو الثأر من الأعداء أمورا حسنة، لا بد أن نذكر بضرورة ضبط الأهواء الجسدية، وبحلاوة الملذات الروحية، وبالإكتفاء والقناعة من جهة الخيرات المادية، وبالشغف بالروحيات. كما يجب أن نلفت إلى كبح الغضب المدفوع من المصلحة الشخصية، لا "الغضب الكلي العدل" الواجب ضد كل خطيئة وانحراف عن الحق، متذكرين قول الرسول: "إغضبوا ولا تخطئوا" (أف 4: 26)".

وقال: "إن عبارة "لم آت لأحل" تثنينا عموما عن النقد العقيم، وتحثنا على العمل الإيجابي. هذه عقلية آباء المجامع المسكونية الذين لم يترددوا في استعمال مصطلحات الفلسفة اليونانية لكنهم كملوها بمضمون مستقيم إيمانيا. أتى المسيح ليكمل الناموس، وبحسب الرسول بولس: "المحبة هي كمال الناموس" (رو 13: 10). لقد كشف لنا المسيح حقيقة الله والإنسان. أظهر لنا أن الحق يتماهى مع المحبة. هذا يعني أنه ما من حق خارج المحبة، وما من محبة خارج الحق، ذلك لأن المحبة ليست شعورا ظاهريا، ولا الحق هو أمر يتعلق بالمنطق الجامد. معرفة الحق هي الدخول في شركة مع المسيح الإله والإنسان. ومن خلال تحديدها للإيمان الصحيح بشخص المسيح، حفظت المجامع المسكونية شروط المحبة الخالصة، ومنحتنا فرصة الخلاص الذي هو الشركة مع المسيح والاتحاد به".

أضاف: "إننا في هذا البلد الحبيب نفتقد الحق والمحبة معا. فلو كانت هناك محبة لما وصلنا إلى أسفل الهاوية بسبب الأنانيات، والمطامع الشخصية، وتقاذف المسؤوليات، والمغامرة بالبلد دون وجل. لو وجدت المحبة لما تغاضى أحد من المسؤولين عن آلام الشعب، ولما مرت سنتان تقريبا من دون إحقاق الحق وإظهار الحقيقة في تفجير هو من الأضخم عالميا. لو كانت المحبة مقياسا للتعامل في بلدنا، لما أصبح الشعب يتوسل الرغيف، ولما ذل في كل مبتغى له هو من بديهيات الحياة. يكذب كل من يدعي المسيحية ويفتقد المحبة، التي يجب أن تظهر من خلال أعماله المحقة والعادلة. من يحب البلد يسعى إلى تأمين مصلحته، ولا يدخله في أي نوع من المخاطر عبر تعطيل المؤسسات أو إرباك عملها، وعبر التدخل في عمل الإدارة والقضاء، وتقديم مصلحته على حساب المصلحة العامة، أو عبر مناوشات حينا وتهديدات أحيانا، قد لا تحمد عقباها، وقد تجر الجميع إلى ما بعد الجحيم، رغم إرادتهم. سمعنا في إنجيل اليوم: "أما الذي يعمل ويعلم فهذا يدعى عظيما في ملكوت السموات". الكلام وحده لا يغني الفقير ولا يطعم الجائع ولا يشفي الحزين والمريض. العمل بصمت ومحبة هو الذي ينتج ثمارا ويترك أثرا في النفوس. نحن بحاجة في هذا البلد المنكوب إلى عملة يصبون اهتمامهم على الخدمة والإنقاذ والعمل المجدي، يصلحون مكامن الخطأ، وعوض تهشيم الغير يعملون على إكمال الناقص وإتمام الواجب، واضعين نصب أعينهم هدفا واحدا هو انتشال البلد من الهوة، وإنقاذه، والتقدم به إلى الأمام عوض إغراقه".

 وتابع: "سمعنا قول الرب لتلاميذه: "أنتم نور العالم... فليضئ نوركم قدام الناس ليروا أعمالكم الصالحة ويمجدوا أباكم الذي في السموات". كيف يكون نورا من يظلم ومن يسرق ومن يحفر حفرة لأخيه أو لوطنه؟ كيف يكون نورا من هو مجبول بقبيح الخطايا، ومن هو معرض للوهن والضعف والسقوط أمام مغريات الدهر الخداعة؟ رب قائل نحن نمات يوميا ونختنق في جحيم الهموم المعيشية واليأس والقلق على المستقبل فأين النور؟ يقول القديس ديونيسيوس الأريوباغي: "إن الله يقيم في عتمة الديجور لأنه نورها. إنه النور القائم في النور على الدوام".

وختم: "نحن نحيا بسبب نور الرب الموجود فينا والذي لا ندرك دوما وجوده. حتى في لحظات الخطيئة والضعف والسقطات يستمر نور الرب فينا لأن ظلمة الخطيئة لا تحجب نور الله. فلينتبه كل منا إلى حضور الله فيه، وليعمل بهدي هذا النور ليقدس نفسه، والعالم فيصبح فسحة مزروعة بمنارات الفضائل، ولنحفظ الإيمان الذي حدده لنا آباء المجامع المسكونية المقدسة، ونحب الجميع بلا تفرقة، لأنه بالمحبة نكمل الناموس".

 

 

نبيل قاووق: ما ضاع حق خلفه مقاومة

 الوكالة الوطنية للإعلام/17 تموز/2022

شدد عضو المجلس المركزي في الحزب الشيخ نبيل قاووق على أن “زلزال نصر تموز نقل العدو الإسرائيلي من مكان إلى مكان، ورماه في قعر الهزيمة ولا يزال. فالعدو الإسرائيلي أراد إرجاعنا عشرين عاما إلى الوراء، واليوم صرنا أقوى بعشرين مرة”. وقال خلال مراسم أداء قسم الولاء بعنوان “أربعون ربيعا من جيل إلى جيل”، في حديقة إيران ببلدة مارون الراس: “ما ضاع حق وراءه مقاومة، فبالمقاومة سينتزع لبنان حقه ولن يكون لقمة سائغة لأحد. وإذا كان النظام السعودي لا يعلم أن تقاربه وتعاونه مع العدو الإسرائيلي يشكل طعنة لفلسطين ولبنان وسوريا والأمة، فتلك مصيبة عظمى، وإن كان يعلم فتلك خيانة عظمى”.

وتابع: “النظام السعودي في العام 2022 يصنع المذلة للعرب والأمة، بينما المقاومة تصنع عزها ونصرها ومجدها”.

 

محمد رعد: نحن أسياد هذا البلد!

 الوكالة الوطنية للإعلام/17 تموز/2022

أكد رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد، “أننا الشّعب اللبناني أسياد هذا البلد ونحن الذين نرسم سياساته وفق مصالح أبنائنا وأجيالِنا المقبلة وليس وفق البرامجِ التي تعدّها الغرف السوداء”. وأضاف: “سيكتشف هؤلاء أنّ الرّهان على العدوّ الإسرائيلي بإخضاع منطقتنا هو رهان عابث لا طائل منه وأنّ العدوّ الإسرائيلي لا مكان له في منطقتنا وهذا ما سيكون نتيجة فعل شعوب هذه المنطقة بدءًا من الشعب الفلسطيني المقاوم في الداخل وصولًا إلى كلّ الشّعوب المقاومة في منطقتنا”. كلام رعد جاء خلال احتفال نظمه “حزب الله” ضمن فاعليات “الاربعون ربيعا” وتخليدا لملحمة اقتحام موقع الدبشة الاسرائيلي عام 1994.

وقال في كلمة: “في موقع الدبشة وفي مسار الأربعين ربيعا نستحضر كلّ أبطالنا المجاهدين ونستحضر صورهم وتضحياتهم ونستحضر عهدنا لقائدهم ولسيدهم الذي ندعو الله أن يحفظه ويطيل عمره ليحقق آمال كلّ المقاومين الشرفاء وكل أبناء شهدائنا ومجاهدينا وعوائلهم وكل أبناء أهلنا، أهل التضحية و الصبر والصمود والوفاء، عهدنا لكلّ أبناء المقاومة وأهلها ولكل اللبنانيين الشّرفاء أن نتمسك بخيار المقاومة لنحفظ سيادتنا في بلدنا”.

 

قبلان: قمة جدة ليست أكثر من جلسة تصوير

 الوكالة الوطنية للإعلام/17 تموز/2022

أشار المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، الى ان “لبنان جزء من منطقة تغلي بالصراع وسط اصطفافات دولية إقليمية ويجب على العرب أن يلتفتوا إلى أن النظام العالمي الجديد يتمركز في بكين وموسكو وطهران وليس في واشنطن وبروكسل، وبالتالي قمة جدة ليست أكثر من “جلسة تصوير”، وزمن هيمنة الغرب بطريقه للزوال، وتبديل طهران بتل أبيب كارثة استراتيجية على العرب”. وفي تصريح له، لفت قبلان الى انه “قياساً على لبنان أقول: مع اللعبة الدولية زمن الحرب الإهلية لم يعد هناك لبنان، ومع الاحتلال الإسرائيلي أرادت تل أبيب صهيَنة البلد فهزمتها المقاومة وحرّرت لبنان، وحين حشدت واشنطن كافة أشكال الإرهاب التكفيري مدعومةً بعشرات الدول شاركت المقاومة بأكبر حرب دوليّة في سوريا وعلى حدود لبنان وخرجت بأكبر نصر وطني وقومي وإقليمي، واليوم المقاومة رمز بقاء لبنان، ونصيحة لمن يقرأ بالكتاب الأمريكي: التاريخ تغيّر جداً، والمطلوب لإنقاذ لبنان أن نكون شرقيين بالخيار، والرسائل الخشنة لا قيمة لها”. واعتبر قبلان ان “الحلّ بطبخة أقطاب تحسم خيارات البلد، لأنّ تشكيل حكومة إنقاذ والتأسيس لانتخاب رئيس جمهورية لا يمكن أن يتم عبر يخت أو طائرة، والمقاومة كانت وما زالت سياج لبنان وترسانة سيادته وفخر صموده وقدراتها خارج توقعات تل أبيب، واحتدام الصراع على لبنان والمنطقة يضع المقاومة برأس الأولويات الوطنية، وتعبنا من دورس الوطنية المسمومة وأغاني الشرعية المستوردة من عاصمة الإرهاب واشنطن”.

 

تنسيق بين “الكتائب” و”القوات”… والعلاقة إلى تحسّن!

 إم تي في اللبنانية/17 تموز/2022

رأى النائب الياس حنكش أن “حزب “الكتائب” أثبت للناس ولناسِه تحديداً أنّ خياراته صحيحة والعمل الوطني هو محاولة بناء ثقة تراكمية مع الناس ورهاننا على الجو الجديد الذي انطلق في 17 تشرين”. وقال حنكش في حديث للـ”mtv”: “استقلنا بعد انفجار 4 آب من أجل الضحايا وعُدنا إلى البرلمان أيضاً للسبب نفسه وتقدّمنا بقانون لعدم هدم إهراءات مرفأ بيروت”. وأشار إلى أن “الاستحقاق المصيري هو معرفة اختيار رئيس للجمهورية جديد سيادي حيادي وأن يكون لديه إلمام وقدرة لنهضة لبنان”، مضيفًا: “يجب أن يُجمع النواب تحت تسمية واحدة بحيث لا يكون هناك تغييري أو معارض أو سيادي بل يجب أن نكون قوى إنقاذية لأنّ البلد وقع ويجب أن نعيد له دوره الذي فقده على مر السنوات والأحداث”. كما لفت حنكش الى أنّ “التنسيق موجود برلمانياً مع “القوات” وتحسّنت العلاقة معهم، والعماد جوزيف عون استطاع حماية الجيش رغم كل الأزمات ويجب برأيي أن يستمرّ بمهمته على رأس المؤسسة العسكرية فقط وليس أن يكون رئيساً للجمهورية”. وبالنسبة إلى رواتب النواب، قال حنكش: “تقدمت كتلة حزب الكتائب بقانون لعدم دفع التعويضات للنواب السابقين ولكن نحن مع تصحيح الأجور”.

 

 /New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي  17 و 18 تموز/2022

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 17 تموز/2022/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/110313/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1483/

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For July 17/2022

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/110316/lccc-lebanese-global-english-news-bulletin-for-july-17-2022-compiled-prepared-by-elias-bejjani/

#LCCC_English_News_Bulletin