1`المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 09  و10 تموز/2022

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

 http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2021/arabic.july10.22.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

مَنْ لا يَحْمِلُ صَلِيبَهُ ويَتْبَعُنِي فَلا يَسْتَحِقُّنِي. مَنْ وَجَدَ نَفْسَهُ يَفْقِدُهَا، ومَنْ فَقَدَ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي يَجِدُهَا

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/فيديو مقابلة من تلفزيون سورويو أجريت في 04 تموز، عبر السكايب، مع الناشط الإغترابي الياس بجاني، تحكي معاناة اللبنانيين الأبطال والشرفاء والمقاوميين الحقيقيين اللاجئين قسراً في دولة إسرائيل

الياس بجاني/قداسة ملف أهلنا الأبطال والمقاومين الحقيقيين اللاجئين في إسرائيل

فيديو مقابلة من تلفزيون سورويو مع غيلا فاخوري والياس بجاني/فايسبوك/اضغط هنا لمشاهدة المقابلة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو/النائب الجعجعي التعتير والذمي، نزيه متى، وعلى خلفية وهم وحلم سمير جعجع المرّضي بالكرسي الرئاسي يقول، بوقاحة واسخريوتية لتلفزيون الجديد "سلاح حزب الله ورقة قوة ولا نفرط بها".. ويتشاطر ويتفزلك ويحتال بالتبرير المخجل والمعيب والذمي... تبرير الخنوع والإستسلام والدجل والنفاق.

فيديو مقابلة أجريت بتاريخ 04 تموز/2022 مع ابنة الشهيد عامر فاخوري، السيدة غيلا فاخوري من تلفزيون سورويو

الكاتب والمخرج يوسف ي. الخوري/تابعت باهتمام كبير الحلّ اللي طرحه سمير حمّود مع مرسال غانم ببرنامج “صار الوقت” لاسترجاع ودائع الناس من البنوك.

فيديو مقابلة من اذاعة وتلفزيون صوت لبنان الكتائبي مع المهندس عاطف (توم) حرب يشرح من خلالها تفاصيل وعملية تنفيذ "مشروع المنطقة الحرة، والمراحل التي وصلت إليها جهود التسوّق له في أميركا مع العديد من الشيوخ والنواب

وزارة الصحة: 1741 إصابة جديدة وحالة وفاة واحدة

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم السبت 09/07/2022

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

تجميد عضوية لبنان في “منظمة الجمارك العالمية”!

ما جديد الملف الحكومي؟

متى يصل جواب هوكشتاين؟

إسرائيل تتريث الرد على “الحزب”… ما علاقة زيارة بايدن؟

أي صورة يعطيها “الحزب” عن لبنان؟

وفد من البنك الدولي يزور لبنان لدعم إمدادات القمح

لا أزمة رغيف.. بل “زعبرة”!

البيطار في مكتبه… ولكن

البيطار مصمّم على استكمال مهمته “حتى آخر لحظة

لا حكومة.. وميقاتي لا يُريد إزعاج عون؟!

رسالةٌ “غير مباشرة” إلى ميقاتي

 قصّة “المتحرّش” الكاملة في القاع

ماذا يريد باسيل… من الحكومة الى الرئاسة؟!

التأليف والاصلاح مؤجلان الى ما بعد رحيل عون؟

الأمن العام: السماح باستقبال طلبات إبدال هذه الجوازات

السفير البريطاني: الإصلاح هو المفتاح لحل مشاكل لبنان

الخازن يرد على شمعون... "لا أتمنى ذلك رغم وضعكم المزري"!

الخازن يجتمع بباسيل لجمعه بفرنجية ودعوات من المعارضة لتوحيد الصف

بعد فارس سعيد رئيساً بالتزكية...مصطفى علوش أميناً عاماً بالتوافق للمجلس الوطني لرفع الإحتلال الإيراني عن لبنان

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

اختراق أمني اسرائيلي كبير لايران… هل تنفجر!

وكالة الطاقة الذرية: إيران بدأت تخصيب اليورانيوم في فُردو بأجهزة حديثة

«الحرس الثوري» يعلن تحييد «خلية إرهابية» وأنباء عن مقتل 4 من عناصره

إيران تعتقل ناشطاً بارزاً واثنين من المخرجين السينمائيين

سنتكوم» يؤكد مساندته للبحرية البريطانية في مصادرة الأسلحة الإيرانية

طهران تنفي تقديم طلبات في المحادثات النووية تتخطى «اتفاق 2015»

وزير الخارجية القطري أجرى مباحثات مع شمخاني وعبد اللهيان

ظريف مهاجماً الانتقادات الداخلية ضده: السهام لا تزال مستمرة

موسكو تعلن تدمير أسلحة غربية وسط تقدم لقواتها في شرق أوكرانيا

سريلانكا... جزيرة آسيوية ذات تاريخ مضطرب

لجنة العفو الرئاسي المصري تعد بمزيد من الإفراجات لغير المتورطين في أعمال عنف

يائيل برون بيفيه... طموحات كبيرة رغم الصعوبات

الرئيسة الجديدة لمجلس النواب الفرنسي لم تكن مرشحة ماكرون المفضلة

سوريا... حروب صغيرة ومعارك كبيرة

الأسد يزور محافظة حلب للمرة الأولى منذ اندلاع النزاع وتفقد محطة رئيسية لتوليد الكهرباء وأخرى لضخ المياه

العيد في جنوب سوريا... غلاء وأحوال أمنية واقتصادية وخدمية سيئة

«يوم قاتم» يمنع المساعدات الإنسانية عبر الحدود الى ملايين السوريين

روسيا تستخدم وحيدة «الفيتو» في مجلس الأمن ضد قرار غربي… واقتراحها يحصل فقط على صوتين

باريس تنوي طرد أي أجنبي ارتكب أعمالاً خطيرة

أميركا: هذا ما يعيق تقدّم الروس في دونباس

إيران تقول خطة أمريكا وإسرائيل بشأن اتفاق دفاعي مع دول عربية ستزيد التوتر

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لبنان: «حزب الله» في البحر... مفاوضاً لا مقاتلاً وسط مظاهر العجز الرسمي عن إحداث أي تغيير/بولا أسطيح /الشرق الأوسط

الكهرباء تسرق عمر اللبنانيين وتدفّعهم الثمن “من كيسهم”!/خالد أبو شقرا/نداء الوطن

الأزمات الحياتية تحاصر اللبنانيين!/محمد دهشة/نداء الوطن

الانسداد الحكومي سيّد الموقف!/عمر البردان/اللواء

لا تغيير في مقاربة الترسيم/بسام ابو زيد/نداء الوطن

اتصالات هوكشتاين- “الحزب”: قبل المسيّرات وبعدها/وليد شقير/أساس ميديا

تعطّل نقل الموقوفين من السجون إلى المحاكم/يوسف دياب/الشرق الأوسط

الكاشفات الضوئية.. منفذ إلزامي للقضاء على التهريب؟/كارين عبد النور/نداء الوطن

عودة الدولة المافيوية وتشريع نهب أموال المودعين/شارل الياس شرتوني

فُتِحَت على مصراعيها ...عون وبارود ومعوض والبستاني/جان الفغالي/أخبار اليوم

الإثراء من الانهيار ... صباحو يا حاج/د. حارث سليمان/جنوبية

الجبهة اللبنانيّة الداخليّة: نقطة ضعف "حزب الله" في الحرب المقبلة مع إسرائيل/رياض قهوجي/جنوبية

مسيرات إيران.. هدّدت وحدة موقف لبنان/وليد شقير/أساس ميديا

فرصة ضاعت على لبنان المجلَّل بالشدائد/فـــؤاد مطـــر/الشرق الأوسط

سياسات الحكمة وسياسات المسؤولية/رضوان السيد/الشرق الأوسط

الحرب الأوكرانية: هناك حاجة لقيادة موحدة/أمير طاهري/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الخارجية اللبنانية”: اغتيال آبي خسارة للأسرة الدولية كافة

جريمة تهز طرابلس.. شاب يقتل شقيقه!

العدالة للبنان

ميقاتي: نتعرض لحملة جائرة ومنظمة!

قاووق: ما بعد المسيّرات ليس كما قبلها!

الرياشي: الحياد هو لكل اللبنانيين وانقاذ لبنان لن يكون إلا عبره

جعجع مرشح طبيعي لأنه صاحب أكبر تكتل نيابي ونعمل على توحيد المعارضة

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

إِحْذَرُوا النَّاس! فَإِنَّهُم سَيُسْلِمُونَكُم إِلى المَجَالِس، وفي مَجَامِعِهِم يَجْلِدُونَكُم . وتُسَاقُونَ إِلى الوُلاةِ والمُلُوكِ مِنْ أَجْلي، شَهَادَةً لَهُم وِلِلأُمَم. وحِيْنَ يُسْلِمُونَكُم، لا تَهْتَمُّوا كَيْفَ أَو بِمَاذَا تَتَكَلَّمُون، فَإِنَّكُم سَتُعْطَونَ في تِلْكَ السَّاعَةِ مَا تَتَكَلَّمُونَ بِهِ. فَلَسْتُم أَنْتُمُ ٱلمُتَكَلِّمِيْن، بَلْ رُوحُ أَبِيْكُم هُوَ المُتَكَلِّمُ فِيْكُم.

إنجيل القدّيس متّى10/من16حتى25/:”قالَ الربُّ يَسوعُ لِتلاميذِهِ: «هَا أَنَا أُرْسِلُكُم كَالخِرَافِ بَيْنَ الذِّئَاب. فَكُونُوا حُكَمَاءَ كَالحَيَّات، ووُدَعَاءَ كَالحَمَام. إِحْذَرُوا النَّاس! فَإِنَّهُم سَيُسْلِمُونَكُم إِلى المَجَالِس، وفي مَجَامِعِهِم يَجْلِدُونَكُم . وتُسَاقُونَ إِلى الوُلاةِ والمُلُوكِ مِنْ أَجْلي، شَهَادَةً لَهُم وِلِلأُمَم. وحِيْنَ يُسْلِمُونَكُم، لا تَهْتَمُّوا كَيْفَ أَو بِمَاذَا تَتَكَلَّمُون، فَإِنَّكُم سَتُعْطَونَ في تِلْكَ السَّاعَةِ مَا تَتَكَلَّمُونَ بِهِ. فَلَسْتُم أَنْتُمُ ٱلمُتَكَلِّمِيْن، بَلْ رُوحُ أَبِيْكُم هُوَ المُتَكَلِّمُ فِيْكُم. وسَيُسْلِمُ الأَخُ أَخَاهُ إِلى المَوْت، والأَبُ ٱبْنَهُ، ويَتَمَرَّدُ الأَوْلادُ عَلى وَالِدِيْهِم ويَقْتُلُونَهُم. ويُبْغِضُكُم جَمِيْعُ النَّاسِ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِي، ومَنْ يَصبِرْ إِلى المُنْتَهَى يَخْلُصْ. وإِذَا ٱضْطَهَدُوكُم في هذِهِ المَدِينَة، أُهْرُبُوا إِلى غَيْرِهَا. فَٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: لَنْ تَبْلُغُوا آخِرَ مُدُنِ إِسْرَائِيلَ حَتَّى يَأْتِيَ ٱبْنُ الإِنْسَان. لَيْسَ تِلْميذٌ أَفْضَلَ مِنْ مُعَلِّمِهِ، ولا عَبْدٌ مِنْ سَيِّدِهِ. حَسْبُ التِّلْمِيذِ أَنْ يَصِيْرَ مِثْلَ مُعَلِّمِهِ، والعَبْدِ مِثْلَ سَيِّدِهِ. فَإِنْ كَانَ سَيِّدُ البَيْتِ قَدْ سَمَّوْهُ بَعْلَ زَبُول، فَكَمْ بِالأَحْرَى أَهْلُ بَيْتِهِ؟

 

مَنْ سَقَى كَأْسَ مَاءٍ بَارِدٍ أَحَدَ هؤُلاءِ الصِّغَارِ لأَنَّهُ تِلْمِيذ، فَٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُ لَنْ يَفْقِدَ أَجْرَهُ

إنجيل القدّيس متّى10/تى42/11/01/قالَ الرَبُّ يَسوعُ لِتلاميذِهِ: «مَنْ يَقْبَلُكُم يَقْبَلُنِي، ومَنْ يَقْبَلُنِي يَقْبَلُ مَنْ أَرْسَلَني. مَنْ يَقْبَلُ نَبِيًّا لأَنَّهُ نَبِيٌّ يَنَالُ أَجْرَ نَبِيّ. ومَنْ يَقْبَلُ صِدِّيقًا لأَنَّهُ صِدِّيقٌ يَنَالُ أَجْرَ صِدِّيق. ومَنْ سَقَى كَأْسَ مَاءٍ بَارِدٍ أَحَدَ هؤُلاءِ الصِّغَارِ لأَنَّهُ تِلْمِيذ، فَٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُ لَنْ يَفْقِدَ أَجْرَهُ». ولَمَّا أَتَمَّ يَسُوعُ وصَايَاهُ لِتَلامِيذِهِ الٱثْنَي عَشَر، ٱنْتَقَلَ مِنْ هُنَاكَ لِيُعَلِّمَ ويَكْرِزَ في مُدُنِ اليَهُود.”

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

فيديو مقابلة من تلفزيون سورويو أجريت في 04 تموز، عبر السكايب، مع الناشط الإغترابي الياس بجاني، تحكي معاناة اللبنانيين الأبطال والشرفاء والمقاوميين الحقيقيين اللاجئين قسراً في دولة إسرائيل منذ العام 2000، ووتفضع وتعري بشاعة وحقارة الظلم والإفتراءات والتعديات القانونية والدستورية والإنسانية التي يتعرضون لها من طاقم أصحاب شركات أحزاب لبنان المحتل من إيران وحزبها الشيطاني كافة، ومن طاقمه السياسي العفن والطروادي والنرسيسي.

https://eliasbejjaninews.com/archives/109929/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d8%aa%d9%84%d9%81%d8%b2%d9%8a%d9%88%d9%86-%d8%b3%d9%88%d8%b1%d9%88%d9%8a%d9%88-%d9%85%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%a7/

07 تموز/2022

اضغط هنا لمشاهدة فيديو تهديد حسن نصرالله في العام 2000 لسكان الشريط الحدودي..قتل وقطع اعناق وبقر بطون

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2021/nasrallah in 2000 threatening sl.residents.mp4

https://www.youtube.com/watch?v=txveJ-C3al0&t=34s&ab_channel=EliasBejjani

قداسة ملف أهلنا الأبطال والمقاومين الحقيقيين اللاجئين في إسرائيل

الياس بجاني/07 تموز/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/109929/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d8%aa%d9%84%d9%81%d8%b2%d9%8a%d9%88%d9%86-%d8%b3%d9%88%d8%b1%d9%88%d9%8a%d9%88-%d9%85%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%a7/

07 تموز/2022

حزب الله الإيراني والمذهبي والفارسي والإجرامي لم يحرر الجنوب، بل هو يحتله وقد حوله إلى قاعدة عسكرية إرهابية للحرس الثوري الإيراني، ومخزناً لصواريخه ولترسانته العسكرية.

إن كل لبناني كائن من كان وإلى أي شريحة مجتمعية انتمى، وفي أي موقع كان، يدعي باطلاً وكذباً بأن حزب الله هو مقاومة ولبناني، ومن الشرائح اللبنانية وأنه حرر الجنوب، هو إما غبي، أو جاهل، أوذمي، أو طروادي وملجمي، وبأكثر من أمتياز.

إن جرأة الشهادة لبطولة ومقاومة أهلنا اللاجئين في إسرائيل، ولأفراد وقادة جيشهم الجنوبي، هي معيار وطنية وصدق كل سياسي ونائب ورجل دين ومسؤول لبناني مسيحي تحديداً. حل الكل يفهم هالحقيقة.

لمن يهمهم الأمر، ولكل رسمي في لبنان المحتل، وفي أي موقع كان، ولأي شريحة مجتمعية أو مذهبية انتمى، ولكل أصحاب شركات الأحزاب التجار والذميين، وتحديدا منهم الموارنة، نؤكد لكل هؤلاء، ونحن من المتابعين عن إيمان ووطنية لهذا الملف “المقدس” منذ يوم تأسست دولة لبنان الحر عام 1979، نؤكد وعن قناعة تامة بأن أهلنا اللاجئين في إسرائيل كافة، أكانوا أفراداً وقياديين من جيش لبنان الجنوبي، أو مدنيين لأي مذهب انتموا، هم حقاً أبطال ومقاومين حقيقيين، وأشرف، وأنقى، وأكثر وطنية وتعلقاً بلبنان وبأرضه وبهويته، من كل السياسيين والرسميين اللبنانيين.

ونذكر من هم أعضاء في اللجنة، بأن أهلنا هؤلاء لا زالوا يتعرضون لأبشع أنواع الاتهامات الكاذبة والمفبركة منذ العام 2000، ويُمنعون من العودة الكريمة والمُشرّفة إلى بلدهم المحتل، من قبل إيران، ومن حزبها الشيطاني والإرهابي، في حين أن أصحاب شركات الأحزاب المسيحية تحديداً، وبسبب أجنداتهم السلطوية والنرسيسية واللاإيمانية، يتعامون بذمية معيبة ومخجلة ومذلة عن كل ما له علاقة بهؤلاء المظلومين والمحرومين من وطنهم والمبعدين عنه وعن أهلهم وممتلكاتهم قسراً، دون أي موجب قانوني وإنساني واخلاقي ووطني.

تحية إكبار وإجلال لأهلنا اللاجئين قسراً في إسرائيل، ومع الشرفاء والسياديين، نؤكد على كل حقوقهم التي كفلها لهم الدستور، ونطالب بعودة كريمة ومشرفة لهم كأبطال ومقاومين، وباعتذار رسمي من لبنان الحكم والسياسيين والأحزاب والمراجع الدينية، ومن كل من اتهمهم باطلاً بالعمالة وفبرك لهم ملفات قضائية لا تمت لا للحقيقة ولا للعدالة بشيء.

أما من يجب أن يحاكم، فليس أهلنا الأبطال والشرفاء اللاجئين في إسرائيل، بل كل لبناني في أي موقع رسمي أو حزبي أو ديني أو قضائي، تسبب مباشرة أو مواربة بجريمة إبعادهم عن أرضهم وبلدهم ولجوئهم قسراً إلى إسرائيل، أو فبرك ولفق لهم التهم الباطلة، وأيضاً كل الذين تعاموا وتجابنوا ولم يدافعوا عنهم وعن حقوقهم، وتلحفوا بالإسخريوتية والذمية والجبن، وفي مقدمهم أصحاب شركات الأحزاب المسيحية كافة، ودون استثناء واحد.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

https://www.youtube.com/watch?v=txveJ-C3al0&t=31s&ab_channel=EliasBejjani

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2021/nasrallah in 2000 threatening sl.residents.mp4

 

فيديو مقابلة من تلفزيون سورويو مع غيلا فاخوري والياس بجاني/فايسبوك/اضغط هنا لمشاهدة المقابلة

https://www.facebook.com/watch/?v=570704764438583

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

أطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو/النائب الجعجعي التعتير والذمي، نزيه متى، وعلى خلفية وهم وحلم سمير جعجع المرّضي بالكرسي الرئاسي يقول، بوقاحة واسخريوتية لتلفزيون الجديد "سلاح حزب الله ورقة قوة ولا نفرط بها".. ويتشاطر ويتفزلك ويحتال بالتبرير المخجل والمعيب والذمي... تبرير الخنوع والإستسلام والدجل والنفاق.

09 تموز/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/109961/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%a7%d8%a6%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%b9%d8%ac%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b9%d8%aa%d9%8a%d8%b1-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%85%d9%8a-%d9%86%d8%b2/

إنه زمن مّحل فعلاً، وزمن قادة من خامة ججعجع النرسيسية، هم عملياً أشباه رجال..

ومع المعرابي الطروادي والمتلون والدكتاتوري، والمستعد أن يدمر لبنان ويضحي بكل اللبنانيين ليصل إلى قصر بعبدا..قمح راح نأكل معه ومع العصي النواب والأبواق والودائع في كتلته النيابية الهجينة.

الجديد: "ورقة قوة ولا نفرط بها"..تبدل صا دم بموقف القوات اللبنانية من سـلا ح حـزب فهل من تسويات

اضغط هنا لمشاهدة فيديو مقابلة النائب الجعجعي الذمي كاملة/ن تلفزيون الجديد

https://www.youtube.com/watch?v=ntuSY-X_42E&t=614s&ab_channel=ALJadeedNews

 

فيديو مقابلة أجريت بتاريخ 04 تموز/2022 مع ابنة الشهيد عامر فاخوري، السيدة غيلا فاخوري من تلفزيون سورويو، تناولت ملف والدها بكل مراحله الظالمة والإرهابية واللاقانونية. من يوم اعتقاله الإعتباطي والإرهابي في لبنان دون أي وجه حق، إلى يوم خروجه من المعتقل بضغط من الحكومة الأميركية، ومن ثم وفاته التي كانت نتيجة مؤكدة لما تعرض له خلال فترة اللإعتقال، وكذلك القضية التي رفعتها عائلته في أميركا ضد إيران وحزب الله والأمن العام اللبناني

https://eliasbejjaninews.com/archives/109922/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d9%85%d8%b9-%d8%a7%d8%a8%d9%86%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%87%d9%8a%d8%af-%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%b1-%d9%81%d8%a7%d8%ae%d9%88%d8%b1/

https://www.youtube.com/watch?v=hC_Qhhv8cm0&t=13s&ab_channel=EliasBejjani

 

الكاتب والمخرج يوسف ي. الخوري/تابعت باهتمام كبير الحلّ اللي طرحه سمير حمّود مع مرسال غانم ببرنامج “صار الوقت” لاسترجاع ودائع الناس من البنوك. منذكّر، انو هيدا الحلّ نفسُه يَلّي تقدّمنا فيه كمجموعة سينكل لبنان ب 24 حزيران 2021 بمؤتمر سول

https://eliasbejjaninews.com/archives/109945/%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%a7%d8%aa%d8%a8-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ae%d8%b1%d8%ac-%d9%8a%d9%88%d8%b3%d9%81-%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d8%aa%d8%a7%d8%a8%d8%b9%d8%aa-%d8%a8%d8%a7%d9%87/

مبارح ببرنامج "صار الوقت"...

الكاتب والمخرج يوسف ي. الخوري/09 تموز/2022

تابعت باهتمام كبير الحلّ اللي طارحُه سمير حمّود لاسترجاع ودائع الناس من البنوك، وهيدا الحلّ نفسُه يَلّي تقدّمنا فيه بالـ Liban Cénacle لمؤتمر SOUL بِ 24 حزيران 2021.

ما رح اتوقّف كتير عَـالمقابلة مع معالي Crazy Harry الاتّصالات، لأنّو ما قنعني معاليه بشي حكيُه، هيدا إذا حكي! بس استفزّني بالحلقة اِنّو صديقي مرسال اضطر يقطع الخطّ مع أحد المتّصلين لأنُّه قال: "مسا الخير إلَك اِستاذ مرسال واللعنِه عَ ضيفك"، وطبعًا لأنّو الضيف، معالي الـ Crazy أخد عَ خاطرُه...  عَن جَدّ مشهد سوريّالي، واحد عَم ينصب عَـالناس وأرطلهُن أرصدتهُن، عَن قصد أو عَن هَبَل مش فرقاني معي، معقوووول ياخد عَ خاطرُه مِن مواطن عبّر عن لسان حال كلّ اللبنانيي بِ عبارة "اللعنَه عَ ضيفك"؟ إي ألف لعنِه عليك وعَ كل دولتك يا ....... (ضع الكلمة المناسبة مكان النقاط). شو كان بدّك يقلّك هالزلمي المنهوب: "بونسواير معاييك، إنتَ villain mo cher

ومن مَيْل تاني،

تابعت باهتمام كبير الحلّ اللي طارحُه سمير حمّود لاسترجاع ودائع الناس من البنوك، وهيدا الحلّ نفسُه يَلّي تقدّمنا فيه بالـ Liban Cénacle لمؤتمر SOUL بِ 24 حزيران 2021. يومتها ما كان كتير مُستحب يلّي قلناه بخطابنا، واللي كانوا عم يسمعونا من واشنطن غادروا الصالة منزعجين، بس إلّا ما يرجعوا لكل كلمِه قلناها قدّ ما يتأخروا، مع العلم إنّو القصة كتير بسيطة وما بدها خريجين من الجامعة الأميركية او من جامعة هارفرد تَ يحلّوها!!!

ما بعرف إذا كان طرحنا للحلّ مع البنوكي بوقتها، إجا قبل وقتُه، أو هنّي ما عندهُن النيِه يحلّوها. اسمعوا الفيديو المُرفق، عبّرنا بدقيقة وحدي عن اللي شرحُه حمّود بإسهاب بحوالي الساعة. بعتقد إنّو نحنا سبقنا حمّود بِـسنِه، لأنّو نحنا عنّا النيِّه، ومنشتغل من برّات المنظومي وما بدنا مراكز بالسلطة، أمّا هوّي فَـاختصاصي تقني، ومقضى حياتُه ضمن الـ System. أوّل مرّة حذّرنا فيها شو رح يصير فينا مع البنوكي، كانت سنة 2016، وكانوا الناس يضحكوا علينا ويهزأوا منّا عَ أساس مين نحنا تَ نحذّر من حامي الحمى رياض سلامِه، اللصّ الكبير اللي نَيَّم الناس عَالليرة بخير، وأرطلهُن كل الخير بحياتهًن!

https://www.youtube.com/watch?v=GYIj5GNxYTs&ab_channel=EliasBejjani

 

فيديو مقابلة من اذاعة وتلفزيون صوت لبنان الكتائبي مع المهندس عاطف (توم) حرب يشرح من خلالها تفاصيل وعملية تنفيذ "مشروع المنطقة الحرة، والمراحل التي وصلت إليها جهود التسوّق له في أميركا مع العديد من الشيوخ والنواب

https://www.youtube.com/watch?v=rKvDTiU5bLA&ab_channel=VoiceOfLebanon100.5FM

09 تموز/2022

 

وزارة الصحة: 1741 إصابة جديدة وحالة وفاة واحدة

وطنية/09 تموز/2022

أعلنت وزارة الصحة العامة في تقريرها اليومي تسجيل 1741 إصابة جديدة بفيروس كورونا رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 1124628، كما تم تسجيل حالة وفاة واحدة ".

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم السبت 09/07/2022

وطنية/09 تموز/2022

 مقدمة نشرة اخبار تلفزيون لبنان

أضحى مبارك ...

والتضحية جوهر الأضحى ولبنان في جوهره تلاقي الأديان والثقافات-المكتنزة بجوهر التضحية والسماح..وإنما في هذا الزمن الرديء الجوهر يلمع عندما يذرف الدموع على حاله والناس، بعضها يذرف الدموع على النفس وعزة لبنان والبعض الآخر يضيء الشموع كي يهدي الله الذين لا يزالون يرون في الزعماء آلهة.. والبعض الباقي من اللبنانيين لا حول ولا...وفي المجمل، الغالبية أضاحي...

في لبنان، لا مهرجانات للفرح الحقيقي غير المنغص.. في لبنان مهرجانات الدجل السياسي مستمرة طالما أن المعاني الإيجابية للسياسة في سوس المجتمع وخدمته منتفية لدى أهل السياسة أو على الأقل: أهل السياسة عاجزون.

هناك مهرجانات من نوع آخر: التظاهرة المستمرة بوفود المغتربين الى لبنان واحتفالية العودة للفرح ولو منقوصا، إذا صح التعبير، مثل المهرجان الذي أضاء قلعة بعلبك الصامدة ليلة أمس، فيما مهرجانات ترتفع في البيوت والمنازل بمجرد ظهور ومضة كهربا- الدولة فيها.. هيصة لدى الناس عندما ينخفض سعر تنكة البنزين عن ال 700 ألف ليرة... وربطة الخبز عن ال 30 ألف ليرة ... وهكذا دواليك... أعراس الكآبة ومآتم الأحياء، في الماء والدواء والاستشفاء وسواها... كل ذلك والتضحيات لا تستوطن سوى بيوت ومطارح الناس الفقراء.. وثلاثة أرباع اللبنانيين باتوا فقراء.. بينما أرباب السياسة وحواشيهم وأمثالهم وهم العشرون في المئة من الشعب اللبناني، يتبردخون - حينا في العلن وأحيانا كثيرة في الخفاء...وبعيدا من تضحيات تذكر...وحتى أن لا حكومة جديدة في الافق... لكن، على رغم غياب اللقاء الثالث الذي كان مرتقبا بين الرئيسين عون وميقاتي عشية الأضحى المبارك، بدا الرئيس المكلف مصرا على التفاهم مع الرئيس العماد عون اذ شددت وأكدت وكررت مصادر معنية ما ورد في بيان الرئيس ميقاتي بأن الوقت الداهم والاستحقاقات المقبلة أمر يتطلب منا الاسراع في الخطوات الاستباقية وأبرزها تأليف حكومة جديدة، تواكب الاشهر الاخيرة من عهد فخامة الرئيس العماد ميشال عون وانتخاب رئيس جديد للبنان..ومن هذا المنطلق أعددت تشكيلة حكومية جديدة وقدمتها الى فخامة الرئيس وتشاورت معه في مضمونها، حيث قدم فخامته بعض الملاحظات، على أمل أن نستكمل البحث في الملف وفق أسس التعاون والاحترام التي سادت بيننا طوال الفترة الماضية.. وأما الزيارات التي يقوم بها وزراء وشخصيات بين المقار الرسمية والكلام الايجابي الذي يتم تناقله خلالها، فكلها أمور طبيعية، ولكن لا يمكن إلباسها تأويلات غير صحيحة".

وفي الانتظار الحكومي، بدت الاستعدادات قائمة لعقد جلسة للبرلمان في شأن مشاريع القوانين المتعلقة بالتعافي المالي والاصلاحات.

في المنطقة، استعدادات لزيارة الرئيس الاميركي جو بايدن منتصف الاسبوع المقبل ولقائه في الرياض قمة دول مجلس التعاون الخليجي، علما أن زيارة بايدن بالغة الاهمية بتأثيراتها في التطورات الاقليمية وبالتفاوض النووي مع ايران، كما في ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية.

تفاصيل النشرة نبدأها محليا، عقد لقاء بين رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل والنائب فريد هيكل الخازن في منزل باسيل في اللقلوق، تخلله مأدبة غداء.

وفي اللقاء الذي حضره الصحافي شربل زغيب، جرى البحث في الاستحقاقات الدستورية المقبلة وكيفية تعاون القوى السياسية وانفتاحها على بعضها لاخراج لبنان من الازمة التي يتخبط بها، وفق بيان عن مكتب النائب الخازن الاعلامي.

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ان بي ان

أضحى مبارك.

ومن وحي معاني الأضحى الذي حل حزينا على الكثير من اللبنانيين ممن باتوا ليلة العيد كما غيرها من دون كهرباء أو ماء وحتى لم تدخل فرحة العيد منازلهم عبر ثياب جديدة أو حلوى العيد أو الأضاحي التي أصبحت حصرا لمن استطاع إليها سبيلا، بعد أن تدنت مداخيل أكثر من 80 بالمئة إلى ما دون الحد الأدنى وتدنت معها حياتهم إلى ما دون خطوط الكرامة الإنسانية.

في العيد لم يتنفس اللبنانيون فرحة أو أملا في إنفراجات على خطوط معيشتهم ولم يلتمس إنفراج على خطوط تشكيل الحكومة، لا سيما وأن الأيام الماضية لم تحمل في طياتها لا موعدا ولا لقاء بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية.

فماذا ينتظرون؟!.

صحيح أن المجتمع الدولي عبر عن إمتعاضه للتباطؤ في تشكيل الحكومة ويدفع باتجاه الإسراع في ولادتها، لكنه في الوقت نفسه لا يضع لبنان على أجندته كبند أول ووحيد، فاللبنانيون وحدهم عليهم أن يكونوا الوسطاء وأصحاب المبادرات لحل أزماتهم، من السياسة إلى الإقتصاد.

وبالحديث عن الاقتصاد، فإن عشية العيد حملت كارثة للقطاع الصناعي بعد ان التهمت النيران المصنع الوحيد في لبنان لصناعة السجاد في بلدة زفتا الجنوبية، والتي قضت على المعمل الذي يشكل مصدر رزق لاكثر من 500 عائلة، فلم يصمد امام هول النيران رغم تدافع اجهزة الاطفاء كافة وتدخل طوافات الجيش اللبناني، ولكن المشكلة الاساس كانت شح المياه.

مقدمة نشرة ام تي في

الحدث اليوم سيريلانكي بامتياز. فالشعب انتفض هناك رفضا لما يتعرض له، وهاجم المجمع الرئاسي ما ادى الى هرب رئيس الجمهورية خوفا من الغضب العارم. وفي وقت لاحق اعلن رئيس الحكومة في سيريلنكا تنحيه عن منصبه نتيجة الاحتجاجات في البلاد. غريب، كم ان المشهد مختلف بين لبنان وسيرلانكا، بل حتى بين لبنان ومعظم دول العالم! فهنا، ومهما بلغت الاحتجاجات في الشارع، الحكام والمسؤولون لا يتزحزحون. يصرون على البقاء في قصورهم ومقراتهم وسراياتهم من دون ان يستمعوا لا الى انين الشعب ولا الى غضبه. وها هم اليوم مثلا منشغلون بمعاركهم الوهمية المتخيلة حول الحكومة الجديدة. فبعضهم يدعي الدفاع عن صلاحيات رئيس الجمهورية المسيحي، فيما يدعي بعضهم الاخر الدفاع عن دور رئيس مجلس الوزراء السني في التشكيل. انهما الشعاران المرفوعان، فيما الحقيقة في مكان آخر. فكل المعركة الدائرة اليوم حول الحكومة، هي لترسيم التوازنات السياسية في مرحلة ما بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون. فالاخير يسعى الى تعزيز أوراقه قبل ان يترك بعبدا عائدا الى الرابية، فيما رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي يحاول ان يلعب ورقة جميع خصوم العهد طمعا بحجز مقعد في المعادلة الحكومية في العهد الجديد. وبين الهدفين الشخصيين الفرديين طارت مصلحة الوطن، وطار الاصلاح، وطارت المفاوضات مع الصندوق الدولي، وطار الكابيتال كونترول.. فالى اللقاء الى ما بعد 31 تشرين الاول 2022. وسط الانسداد السياسي الحكومي تطور بارز، لكن بطابع رئاسي هذه المرة. فالنائب فريد هيكل التقى رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في منزل الاخير في اللقلوق وتخلل اللقاء مأدبة غداء. طبعا اللقاء لافت على عدة مستويات. فالنائب الخازن تجمعه علاقة وثيقة برئيس تيار المردة سليمان فرنجية، ويجمعه بابنه طوني تكتل نيابي واحد. واللقاء يأتي قبل ثلاثة وخمسين يوما من بدء المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية. لكن لقاء اليوم هو البداية ليس الا، وبالتالي فانه سيستكمل بلقاءات اخرى قد تتوج بلقاء بين رئيس التيار الوطني الحر وتيار المردة. على صعيد آخر ولمناسبة عيد الاضحى، وجه امين الفتوى في الجمهورية اللبنانية الشيخ امين الكردي اسئلة لكل من هم في السلطة والحكم منها: اين ملاحقة قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري واين التحقيق في انفجار مرفأ بيروت؟ وحول الموضوع الاخير سيكون هناك تقرير في النشرة، وفيه معلومات خاصة بال "ام تي في" خلاصتها ان المحقق العدلي القاضي طارق البيطار مستمر في مهمته رغم الضغوط التي تحصل والعراقيل التي توضع في طريقه. وهو في حال تجاوز قطوع دعاوى الرد، فان التوقيفات قد تطال بعض الرؤوس السياسية والامنية المهمة. فمن سينتصر في النهاية: القضاء والعدالة، ام منظومة الفساد والافساد؟.

مقدمة نشرة المنار

مليون حاج يتمون مناسكهم تعبدا وتقربا الى الله ورجما للشيطان وتحصينا للنفوس، ولكن متى ينجز المسلمون حول العالم حصانة أوطانهم من الشياطين العابثة بالمصير والثروات والمستقبل؟

لا حصر لاشكال التضحية التي يمكن بذلها في سبيل هذه الغاية الانسانية والرسالية القيمة، وفي أيام الاضحى ومعانيه رسائل ودروس لكل من يؤمن بأن أوطاننا وأمتنا ليست بخير، وان عافيتها تتدهور على يد الماسكين بقدراتها خدمة للاعداء والطامعين، وانه لولا قلة نصرت قضاياها فانتصرت من أجلها لكان المشهد أكثر وحشية ودموية وخرابا واستسلاما.

في معاني الحج والتضحية ما يراه اللبنانيون حاجة ماسة في ظل الازمة الاقتصادية المفروضة بالحصار الاميركي الظالم، وهم المؤمنون بأن الحل والفرج سيخرج قريبا من أعماق بحرهم حين تبلى اهداف المتنكرين لأهمية هذه الثروة والمتعامين عن بريق نعمة الغاز والنفط، وأيضا حين يدرك الضعفاء كم هي كبيرة فاتورة تلكؤهم عن الاعتراف بالامكانات المتاحة لحماية حقوق وطنهم.

وكيف يحمي لبنان نفطه؟ لم يعد هذا السؤال جديدا، ولا الجواب عليه مجهولا، اذ يكفي رصد التداعيات المستمرة التي يعيشها الاحتلال منذ عملية مسيرات المقاومة باتجاه حقل كاريش، والاستماع الى أوساط عسكرية صهيونية متخصصة في سلاح الجو تقول ان القدرات الجوية الجديدة لحزب الله دخلت لائحة معادلات حرب الوعي التي تقلق مراكز القرار في تل أبيب كثيرا، وتكبل خيارات المواجهة مع لبنان.

في الحاجات المستعجلة التي تواجه اللبنانيين، التفات المسؤولين الى حجم الخسائر التي يسببها تأخر تأليف الحكومة، لان الامر ليس في الضرر السياسي فقط، بل بما هو أعظم منه على مستوى معيشة المواطن وصحته ومستقبله قبل أي شيء آخر، وحول هذا الامر يبني اللبنانيون يومياتهم بما أمكنهم من صمود.

مقدمة نشرة او تي في

من أبرز مفارقات الزمن الحاضر، أن اللبنانيين صاروا يتفاجأون بالحوار إذا حصل، بدل أن تصدمهم القطيعة في ما بينهم، وهم لا يلامون إطلاقا على ذلك، قياسا على التجارب المرة التي خاضوها، ومن آخرها السلبية المطلقة التي قوبلت بها دعوة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قبل مدة للحوار حول عناوين ثلاثة، هي اللامركزية الادارية والمالية الموسعة وخطة التعافي الاقتصادي والمالي والاستراتيجية الدفاعية، التي تتمحور حولها كل اشكاليات الحياة السياسية في لبنان.

والحوار أصلا، لا يكون بين متفقين بل بين مختلفين، وبناء عليه، لا داعي لأن يستغرب أحد تحاور الأضداد أو الخصوم، فالغريب هو الحوار بين الحلفاء والأصدقاء، فحينها يكون يكون ذلك مؤشرا إلى مسار سلبي العلاقة.

وانطلاقا مما سبق، الأكيد أن مقاربة الاستحقاقات المقبلة على اختلافها، السياسية وغير السياسة، لا يمكن أن تكون بغير الحوار: الحوار الصريح والبناء طبعا وليس الحوار لمجرد الحوار، فالبلاد في أزمة مالية خانقة، وهي مقبلة على استحقاقات أساسية، سياسية واقتصادية، ستضعها من دون أدنى شك على مفترق طرق: فإذا تصدى لها اللبنانيون موحدين، صار الرهان على مستقبل أفضل واقعيا. أما إذا تفرقوا إزاءها على جري العادة، فذلك لن يعني إلا تمديدا للأزمة، ولو تبدل الأشخاص.

غير ان بداية النشرة لن تكون من السياسة، بل مع السياحة، والحملة التي تستعد الوزارة لإطلاقها الاسبوع المقبل.

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون الجديد

يا شعب سيرلانكا العظيم، لقد بلغتم قصر الرئيس وهزمتم حكم عائلة راجاباكسا واطفأتم نيرانكم في بركة مياهه فهرب الزعيم يجر فساده وتقطر منه حقبة من عمر السنتين تختزن ديونا وضرائب وقروضا وانخفاضا حادا في النقد الاجنبي، فمنذ تفجيرات عيد الفصح صبيحة العام 2019 دخلت سيرلانكا الاتون اللبناني ومعا سار البلدان على خطوط تخفيض الائتمان والامان ودخلا صراع المال والسلطة، الى ان تفوقت دولة سيلان القديمة على جمهورية لبنان الحديثة، وعزلت رئيسها غوتابايا راجاباكسا الذي كان عين شقيقه ماهيندا رئيسا للحكومة فور تسلمه السلطة واهداه ست وزارات عربون اخوة وبتزامن عمر الازمة بين بلدين تشاركا خبز وملح البيوت، فإن لبنان لا يزال متخلفا عن التطور السيرلانكي، وهو بالكاد يجري تجارب الكذب في التأليف الحكومي والقضاء وخطة التعافي ويتبارى زعماؤه في اطلاق منصات حفلات الدجل على المواطنين ثم يطالبونهم بالتضحيات والتنازل عن الانانيات.

نحن نتحايل على المجتمع الدولي ..والمجتمع الدولي يتحايل علينا في ملف النازحين السوريين ويفرض تأبيدهم في لبنان كوطن بديل وتحت سقوف عالية من تبادل الاكاذيب تتعطل الحياة السياسية والقضائية في لبنان وترتفع فرقة التعطيل زائدا واحدا مع انضمام نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب الى ثنائي الخلع والقلع .. وبذلك يجري التلاعب بمصير عائلات تنتظر حقيقة انفجار الرابع من اب مع وصول الجريمة الى عامها الثاني. وبالانحدار المستمر يخرج رئيس الجمهورية ليطلب من البعض التضحية بمصالحهم وانانيتهم من اجل مصلحة وطنهم..وينغم له جبران باسيل بالتضحيات الذاتية، لكن لماذا الطلب الى البعض وليس الكل .. فكلن كانت يعني كلن والرئيس وصهره اثنان منهم. وإذا كان هناك من اضاحي فلنبدأ بالتخلي عن سدود من وحي الخيال واخرها المسيلحة التي لم يبق من مياهها سوى صورة السلفي لجبران باسيل والسراب خلفه كل هذا الواقع "المنشف" يزداد نشفانا حكوميا بعد ان جفت ينابيع التأليف والتواصل بين الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي ولا يتوقع عودة المياه الى مجاريها حتى بعد الاعياد ..وان عادت فانها ستكون لتقطيع الوقت حتى نهاية العهد والملف المتوقع تفعيله هو ترسيم الحدود المائية بين لبنان والعدو الاسرائيلي، فمع بروز ايجابيات تحدث عنها الجانبان الاميركي والاسرائيلي واعلان الرئيس ميشال عون قرب التوصل الى اتفاق اعاد حزب الله اليوم تحريك عناصر القوة محفزا على الاستثمار بها.

مقدمة نشرة ال بي سي 

أضحى مبارك. لن نقول: "عيد بأي حال عدت يا عيد" بل سنقول للعيد "أهلا بهالطلة"، لبنان "ولعان" سياحة واصطياف ومهرجانات ... هذه الأيام صار اللبناني يعرف ما معنى رمزية "طائر الفينيق" الذي ينتفض من بين الرماد ... من يصدق أن شعبا تركته دولته ونهبت ودائعه وحرمته الدواء والرغيف والمحروقات ... دولة يتناحر مسؤولوها ولا قيمة لديهم للوقت ... دولة انفجر المرفأ فيها وبعد أقل من شهر تحل الذكرى السنوية الثانية للتفجير، والمحقق العدلي معتقل في كف اليد ... دولة تدور حول نفسها في خطة التعافي الاقتصادي ... دولة وعدت بكهرباء 24 ساعة على 24 ، فكانت النتيجة عتمة 24 ساعة على 24، والفضل في عدم العتمة الشاملة للمولدات وحديثا للطاقة الشمسية ... دولة لا يتوانى وزير اقتصادها على القول إن أربعين في المئة من الطحين المدعوم يهرب إلى سوريا، ويعرف من يهرب ولا يحرك ساكنا بل يكتفي بالقول إن العصابات دخلت إلى الوزارة، ولا يسمي ... دولة لا تملك تجهيزات ملائمة لإطفاء حريق، كما حصل في معمل السجاد في زفتا، والذي بسبب التقصير، على رغم بطولات الدفاع المدني وفوج الإطفاء، تسبب الحريق المدمر في تشريد مئات العائلات التي كانت تعمل فيه...

هذه "دولة اللاشيء" أفهمها شعبها أنه "فيها وبلاها" قادر على فعل معجزة: معجزة في بعلبك حيث أضاءتها المهرجانات مجددا ... معجزة في جبيل والبترون وجونيه وطرابلس والقبيات وأهدن وبشري ... معجزة في مختلف القطاعات التي تتعاطى بشكل أو بآخر في القطاع السياحي ...

 من يصدق أن بلدا منهارا ينتفض شعبه على نفسه ويجترح موسما سياحيا أعاد لبنان إلى الخارطة السياحية العالمية بفضل شعبه ورغما عن دولته، التي لم يأته منها سوى الخراب.

في موسم السياحة هذا، الكلمة للفن وللأغنية وللتراث وللعودة إلى مجد لبنان الذي لا يلتقي فيه شعبه ودولته. إنهما خطان لا يلتقيان: الدولة عنوانها جهنم. والشعب عنوانه طائر الفينيق.

دوليا ، فر الرئيس السريلانكي Gotabaya Raja paksa من مقره الرسمي في العاصمة كولومبو اليوم، قبل أن يعرض التلفزيون مشاهد تظهر متظاهرين يطالبون باستقالة الرئيس وهم يقتحمون المجمع الرئاسي.

وتعاني سريلانكا منذ أشهر من نقص المواد الغذائية والوقود وانقطاع الكهرباء وتضخم متسارع، بعد نفاد العملات الاجنبية الضرورية لاستيراد سلع حيوية.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

تجميد عضوية لبنان في “منظمة الجمارك العالمية”!

الجديد/09 تموز/2022

افادت معلومات “الجديد” بأنّ “لبنان تبلغ فعليا منذ اكثر من اسبوع تجميد عضويته في منظمة الجمارك العالمية بسبب عدم دفع المستحقات المتوجبة عليه”. واشارت المعلومات الى أنّ “هناك تواصل بين المجلس الأعلى للجمارك ومنظمة الجمارك العالمية لإعادة عضوية لبنان الذي تلقى وعدا بحصول ذلك”.

 

ما جديد الملف الحكومي؟

 المؤسسة اللبنانية للإرسال/09 تموز/2022

افادت معلومات الـ”LBCI” بأنّ وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال وليد نصار التقى رئيس الجمهورية ميشال عون موفدًا من رئيس الحكومة المكلّف نجيب ميقاتي وحاملًا رسالة مرتبطة بالملف الحكومي.

 

متى يصل جواب هوكشتاين؟

وكالة الانباء المركزية/09 تموز/2022

ما زال لبنان ينتظر الجواب الاسرائيلي على الطروحات اللبنانية الأخيرة التي نقلها الموفد الأميركي الى مفاوضات الترسيم اموس هوكستين للبناء عليه في المرحلة المقبلة. وعلى الرغم من الترددات السلبية التي تركتها المسيرات الثلاث التي أرسلت الى المنطقة الاقتصادية الخالصة لفلسطين المحتلة، فان الجهود الأميركية ما زالت متواصلة على قدم وساق سعيا الى تقريب وجهات النظر تأكيداً على التزاماتها السابقة منذ ان تم الطلاق “اتفاق الإطار” بين الادارة الاميركية ولبنان التي سجل كل منهما تعهداته لجهة تسهيل المفاوضات توصلا الى عملية الترسيم. وبعيدا من مجموعة السيناريوهات التي رافقت اطلاق المسيرات، فان مصادر ديبلوماسية عليمة اشارت عبر “المركزية” بانه يمكن القول بان الاتصالات التي تلت العملية ومضمون البيان الذي أصدرته الحكومة الاثنين الماضي قد نجحت في تطويق الترددات السلبية التي تركتها وان بإمكان لبنان التأسيس على احياء منطق “براءة” الحكومة من مثل هذه العمليات ان وقعت من خارج السياق السياسي والديبلوماسي وتوجهاتها وما تعهدت به سابقاً.

وعليه، فان ما التزم به لبنان امام الوسيط الاميركي المسهل في مهمته التي تلت وصول سفينة “اينيرجين باور” الى “حقل كاريش” ما زال قائمًا من ضمن الشروط الكاملة التي تحدد الحقوق والواجبات لمختلف الأطراف. وان الرهان كان وسيبقى على الدور الاميركي لتأمين جواب اسرائيلي ايجابي يعترف بكامل حقوق لبنان في المنطقة الاقتصادية الخالصة. ذلك ان تجاهل الجانبين الاميركي والاسرائيلي لحجم تراجع لبنان عما كان مطروحا على طاولة مفاوضات الناقورة ليس اوانه، فقد لامس الجانب اللبناني كل الخطوط الحمر ولا يمكن التراجع قيد انملة عن الخط الذي اقترحه لتعديل الخط وابقائه مستقيما في المنطقة الممتدة من “فجوة حقل كاريش المتعرجة” عبر البلوكين 9 و8 باتجاه النقطة 23 عند مثلث المناطق الاقتصادية الخالصة اللبنانية بين لبنان وكل من قبرص واسرائيل.

على هذه القواعد، تبني المراجع الديبلوماسية أكثر من سيناريو للمرحلة المقبلة وهي تراهن على وصول الجواب الاسرائيلي في الفترة الممتدة من 20 تموز وحتى نهاية الشهر الجاري في توقيت يحاكي نتائج زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن الى اسرائيل والسلطة الفلسطينية وما يمكن ان تنتهي اليه زيارته غير المسبوقة الى الرياض والقمة الاميركية – العربية – الخليجية التي ستناقش كل ما يحيط بملف الطاقة العالمية بحيث يمكن لهوكشتاين عندها تكوين الصيغة النهائية لما يمكن ان تنتهي اليه مهمته من اقتراحات جامعة ومشتركة سيطرحها على الطرفين لبنان واسرائيل. وهو أمر لا يمكن الوصول اليه قبل ان تتوفر لديه المعطيات الكاملة التي يجمعها من الموقفين اللبناني والاسرائيلي. فملف الطاقة بات يحكم جزءا كبيرا من المفاوضات الجارية في الكثير من المناطق التي تشهد خلافات حول حقول النفط والغاز بعد العقوبات التي فرضت على روسيا وحاجة العالم الى ما يعوض النقص الحاصل في الأسواق العالمية.

والى هذه المعطيات، يبني أحد السيناريوهات الرهان على الحسم الاميركي المتوقع في الملف، فحاجته إلى نفط شرق المتوسط لتأمينه الى حلفائه الاوروبيين باسرع وقت ممكن وبأقل تكلفة وفي اجواء آمنة سيجعل واشنطن اكثر واقعية في التعاطي مع مطالب لبنان وسيكون عليه التجاوب معها وهو امر لا يكتمل دون ضمان الموافقة الاسرائيلية الكاملة وتوفير الضمانات النهائية لإقفال الملف لينصرف كل منهما الى عمليات التنقيب والاستخراج في منطقته دون النظر الى المنطقة الاخرى وما فيها من ثروات.وان دخل احد المراجع في التفاصيل فهو يعتقد ان ما شطبه “خط هوكستين المتعرج” من البلوكين 9 و8 اللبنانيين لا قيمة تجارية له ولا يمكن لاسرائيل بلوغ تلك المنطقة على الاطلاق ان سعت الى موجوداتها بعد ضمها الى حصتها. وان من مصلحة الطرفين ترتيب الخط بين البلوك رقم 10 اللبناني والبلوك رقم 72 الاسرائيلي وصولا الى النقطة المتعرجة قبالة “حقل قانا” حيث يمكن ان يقع الخلاف على ثروة ما في تلك البقعة ان ثبت نهائيا ان الحقل مليء بالمشابهة لتلك التي وجدت في كاريش. وبناء على هذه المعطيات كافة يتوقف المراقبون الديبلوماسيون أمام سيل المعلومات التي ضخها الجانب الإسرائيلي حول حجم الضمانات اللبنانية التي حملها هوكستين من بيروت لجهة احتفاظها بحق كاريش كاملاً من دون الإشارة الى موقفها النهائي من باقي النقاط التي تدور حولها المفاوضات. وهو أمر لا يمكن التقليل من أهميته عند قراءة الاستراتيجية الإسرائيلية المعتمدة في مخاطبة جميع الأطراف. بما فيها الداخل الإسرائيلي لطمأنته إلى ابتعاد كل السيناريوهات التي تتحدث عن الحرب في المنطقة كما الى الجانب الاميركي لضمان نهاية سعيدة لمبادرته في المنطقة. وان وصلت هاتان الرسالتان يبقي على لبنان ان ينتظر الرسالة الثالثة التي تعنيه عندما طالب بإحياء المفاوضات.وهو امر قد لا يطول انتظاره ان بقي متوقعا في نهاية تموز الجاري لتنطلق بعدها عملية ترسيم الخط الجديد المتوافق عليه بين كل الأطراف. وعندها، تختم المصادر العليمة، قد لا يكون هناك حاجة الى العودة الى طاولة مفاوضات الناقورة غير المباشرة ان تم التوافق على الخط الذي سيتم ترسيمه وفق معايير واحداثيات لا نقاش حولها عند انتهاء الوسيط الاميركي من مهمته وقد يترجم عندها بوفد أو فريق تقني سواء في الناقورة او في أروقة الامم المتحدة حيث يتم اعتراف الطرفين بالحدود النهائية بين الدولتين.

 

إسرائيل تتريث الرد على “الحزب”… ما علاقة زيارة بايدن؟

 وكالة الانباء المركزية/09 تموز/2022

لافتا كان التناقض في بيانات الرد الصادرة عن حكومة إسرائيل لجهة إطلاق حزب الله 3 طائرات مسيرة فوق حقل كاريش. ففي وقت اعتبر الناطق بإسمها أن المسيرات الثلاث التي أطلقها الحزب فوق منصة الغاز في كاريش لم تخرق السيادة الإسرائيلية، “إنما الحديث يدور عن فشل ذريع لأمين عام الحزب حسن نصر الله الذي ظن أنه سيفاجئ إسرائيل وأنها ستكون غير جاهزة، ولكنه وجدنا جاهزين”، كانت بيانات التهديد والوعيد تصدر عن مسؤولين عسكريين إسرائيليين إذ أعلنوا “أن إسرائيل ستحاسب حزب الله والدولة التي أطلقت منها المسيرات لأن المسؤولية تقع عليها”. هدف حزب الله من المسيرات لم يتجاوز حدود “الرسالة” وهي وصلت. وكذلك الرد الإسرائيلي عليها وفيها أن “عملية التنقيب عن الغاز في المياه الاقتصادية الإسرائيلية ستستمر”. عدا ذلك لا وجود لمؤشرات رد من قبل إسرائيل على إطلاق المسيرات. وقد يكون ذلك مرتبطاً بزيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى المنطقة وفق مصادر ديبلوماسية…

السفير السابق هشام حمدان يلفت عبر “المركزية” الى أن الرد على “رسالة” الطائرات المسيرة التي أطلقها حزب الله فوق حقل كاريش جاء سريعا من الولايات المتحدة ومفاده أنه “لا يوجد في برنامجنا لقاء جديد مع ايران.” وهذا يعني ان الاميركي وضع دفتر شروط في لقاء الدوحة فإما القبول به او تحمّل المسؤولية” . ويضيف “بعد لقاء شرم الشيخ وقبله لقاء النقب، فهم الاميركيون ان إسرائيل ودول الخليج يصرون على حزمة شروط من بينها لا شك انهاء كل أشكال التدخل في الدول الاخرى ووقف البرنامج النووي غير السلمي ووقف اي شكل تهديد في المنطقة” . إذا “إسرائيل والخليج جديون بمنع ايران في ان تكون قوة مضافة تأسر الشرق. لذلك تتسارع فكرة الناتو في المنطقة بحيث يمكن جمع المملكة العربية السعودية عسكريا مع دولة إسرائيل من دون ان تكون مضطرة للاعتراف الديبلوماسي اولا بها.” لكن هذا لا يعني أن المسار سيكون عائما على مياه راكدة “فإيران تلعب على الحافة وتستفيد من وجودها الجيو سياسي، وموقعها على الحدود مع الصين وروسيا يؤكد أن دورها محوري سواء اذا كانت مع هذه الدول او مع الشرق الاوسط. وبالتالي إذا ما حاولت منع تصدير الغاز من دول المنطقة إلى أوروبا. آنذاك قد نشهد حربا في الشرق الأوسط”. خلال حملته الرئاسيّة تعمّد الرئيس جو بايدن “نبذ” القادة السعوديّين على رغم العلاقة الوطيدة التي كانت تربط سلفه الرئيس دونالد ترامب بالمملكة العربية السعودية. إلا أن ارتفاع أسعار الطاقة الناتج عن الحرب في أوكرانيا والتوتّرات الإقليميّة المرتبطة ببرامج إيران البالستيّة والنوويّة، أدّت إلى قلب المعادلة. وفي السياق يقول السفير حمدان: “تشكل زيارة الرئيس جو بايدن الى السعودية خطوة لتصحيح مسار العلاقات الاميركية مع الخليج. لكنه سيجد قائداً عربياً يختلف كثيرا عما اعتادت عليه الولايات المتحدة الأميركية في السعودية والدول العربية”. يضيف: “ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قضى مسبقا على ادوات اميركا الداخلية التي يمكن ان تودي به على غرار ما حصل مع الملك فيصل بن عبد العزيز عام 1973، وقد بات متمكناً وقادراً على أخذ القرارات التي تخدم طموحاته. وما يميزه عن سواه أنه لا يعادي الولايات المتحدة لا بل يسعى الى اللحاق بالركب الغربي بما في ذلك المواضيع التي تتعلق بحقوق الانسان والمرأة”. أما على المستوى الإقتصادي “فهو لم يخرج عن التزاماته المالية والاقتصادية مع الغرب لانه لا يرغب بذلك الا اذا بادله الغرب بما يضر طموحاته. وعليه سنرى تطورات جديدة حتما.” ويختم السفير حمدان”اذا قبلت ايران بالشروط الأميركية تكون أمام فرصة تاريخية لتصبح جزءاً من سوق اقتصادية شرق اوسطية وإقامة علاقات جيدة مع جيرانها في الصين وروسيا، شرط استمرار البقاء على الحياد من الحرب القائمة في اوكرانيا. واذا رفضت ايران الجزرة فقد نرى تفجيرا للاوضاع في الداخل الإيراني واستعدادات لحرب أشمل في المنطقة من المرجح أن تنطلق من سوريا”. فهل يكون تريث رد إسرائيل على مسيرات حزب الله وفق توقيت نتائج زيارة بايدن إلى السعودية وإسرائيل؟ أم ستضطر إلى “كبح جماح ” حزب الله وتفعل ما تعجز عنه الحكومة اللبنانية وصولا إلى درجة “النكران”؟

 

أي صورة يعطيها “الحزب” عن لبنان؟

 وكالة الانباء المركزية/09 تموز/2022

في وقت تحدث مرشد الجمهورية الاسلامية علي خامنئي امس عن “نماذج مشرقة للمقاومة في لبنان والعراق واليمن وبعض المناطق الأخرى”، كان احد الضالعين في غسل الاموال لصالح حزب الله يوقّف في الباراغواي. وقد تسلمت الولايات المتحدة، الجمعة، لبنانيا اعتقلته الباراغواي حين فككت في آب الماضي شبكة دولية أسسها لغسيل الأموال في دول بأربع قارات، واشتبهت أيضا في علاقته بحزب الله، هو الخمسيني العمر قاسم محمد حجازي، المقيم وقتها في البرازيل الحاصل على جنسيتها. محاميه، إدواردو كازناف، أخبر أمس موقع صحيفة Última Hora الصادرة في الباراغواي، أن حجازي الذي هاجر إلى البرازيل من قرية “قبريخا” البعيدة في محافظة النبطية بالجنوب اللبناني 105 كيلومترات عن بيروت “كان المفترض تسليمه في حزيران الماضي إلى الولايات المتحدة، إلا أنه أراد ترتيب بعض الوثائق حتى يتمكن من المغادرة الجمعة” كما قال. وكانت الباراغواي اعتقلته، أثناء خروجه من طائرته الخاصة في مطار مدينة يفصلها عن البرازيل جسر يمر فوق نهر متوسط الغزارة، هي Ciudad del Este أو “مدينة الشرق” الواقعة بمنطقة حدود مثلثة. وكان “مكتب مراقبة الأصول الأجنبية” التابع لوزارة الخزانة الأميركية، أدرج ما أسسه حجازي من شبكات فساد وتبييض أموال في الباراغواي، ضمن “مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان” وفق بيان أصدرته الوزارة، وقالت فيه إنها فرضت عقوبات عليه وعلى اثنين آخرين، إضافة إلى 5 كيانات مرتبطة بهم “لدورهم بإفساد الباراغواي” وقيامهم بنشاط غير مشروع وإرهابي، شمل غسل الأموال عبر منظمة نشطت من منطقة الحدود المثلثة بغسل مئات الملايين من الدولارات، حيث أقام علاقات مع سياسيين وضباط شرطة ومدّعين عامين ووكلاء صرافة، وفروا له دعما سمح له بالعمل منذ 2018 على الأقل. كما شرح البيان أن حجازي الذي أقام علاقات مع مسؤولين بحزب الله، ويملك عددا من شركات “الأوفشور” في دول بأميركا الجنوبية والشرق الأوسط وإفريقيا وأوروبا “استخدم شركات، منها Espana Informatica للاستيراد والتصدير بإسبانيا، كان يديرها قريب له اسمه خليل أحمد حجازي، وتخصصت باستيراد البضائع من الولايات المتحدة، ثم نقل أرباحها إلى الولايات المتحدة والصين وهونغ كونغ ولبنان ومواقع أخرى. كما استخدمها للتنسيق مع بائعين في الولايات المتحدة والصين لاستيراد معدات إلكترونية إلى الباراغواي، باستخدام وكلاء آخرين لتجنب دفع ضرائب وبهدف غسل الأموال بحيث ترتدي حلة الشرعية”. انطلاقا من هذه المعطيات، تسأل مصادر سياسية معارضة عبر “المركزية”: اي نموذج “مشرق” يقدّمه حزب الله عن المقاومة أوّلا، وأي صورة يعطيها عن لبنان في عيون المجتمع الدولي، ثانيا؟ وهنا، تسأل ايضا عن هذه الاعمال وعلاقتها بالشرع والدين، اللذين يرفع حزب الله لواءهما عاليا في بيئته، وتأسف لكون مناطقه باتت، بشهادة أهلها قبل سواهم، مربعاتٍ امنية يزدهر فيها بيعُ الممنوعات والمخدرات واعمالُ السرقة. وعندما يتدخّل الجيش اللبناني لتوقيف مطلوبين، يقرر الحزب وضعَ خطوط حمراء له، في واقعٍ يؤكد ان الحزب يغطّي، في شكل او في آخر، مصانع صناعة الكبتاغون والمخدرات، التي تُصدّر وتهرّب الى الدول الخليجية، والتي تسببت في تعميق العزلة الخليجية للبنان.. فهل تمويل الحزب نفسَه، بهذه الاساليب والاعمال غير الشرعية وغير القانونية، خاصة فيما بيئته تجوع، حلالٌ، ويعطي فعلا صورةً مشرقة عن المقاومة؟

وفد من البنك الدولي يزور لبنان لدعم إمدادات القمح

 الوكالة الوطنية للإعلام /09 تموز/2022

تسلّم وزير الاقتصاد والتجارة أمين سلام كتاباً من البنك الدولي يُعلمه بأنّ بعثة رفيعة المستوى من البنك ستزور بيروت في الفترة ما بين 18 تموز و26 تموز، تهدف إلى توفير الدعم الفنّي لتفعيل مشروع الاستجابة الطارئة لإمدادات القمح على وجه التحديد. وستتابع مسار التصديق البرلماني على المشروع، وتقدّم الدعم لوزارتَي الاقتصاد والمال لإنهاء المتطلبات الضرورية لفعالية المشروع، بما في ذلك خطة المشتريات ودليل العمليات والاتفاقيات الإدارية. وشدّد سلام على ثقة لبنان بأنّ “هذا المشروع الطارئ الذي نعمل جاهدين لتطويره ونجاحه سيؤمن الاستقرار في استيراد مادة القمح وخاصة أنّ دول الشرق الأوسط، ولبنان في طليعتهم، في خطر محدق بشأن تأمين القمح في الأشهر المقبلة نتيجة الحرب الروسية – الأوكرانية وسيؤمّن شبكة أمان غذائي متمثلة بالخبز للمواطنين ضمن برنامج يرشّد وينظّم الدعم لحماية المستهلك ويحافظ على سعر مدعوم للخبز في ظلّ الظروف الاقتصادية القاهرة والقدرة الشرائية المتدنية”. وأضاف: “المشروع سيساهم في تطوير وتدريب الإدارة على خطة المشتريات ودليل العمليات والاتفاقيات الإدارية”، مضيفاً: “كلّنا أمل بأنّ يبتّ مجلس النواب بهذا المشروع الطارئ بأسرع وقت لنؤمن الاستقرار في خبز اللبنانيين ونحدّ من تداعيات سياسات الدعم السابقة اللتي أرهقتهم واللتي نعجز عن المضي قدماً بها”. كما أشار سلام إلى أن “الأهمّ أنّنا نكون قد نجحنا في تقديم برنامج حضاري بأعلى المعايير الدولية يعالج مسألة امن غذائي واجتماعي بامتياز احتراماً للقمة عيش اللبناني، أقلّه في خبزه”.

 

لا أزمة رغيف.. بل “زعبرة”!

الأنباء الإلكترونية/09 تموز/2022

لم تُحل أزمة الرغيف بعد، الذي بات هو أيضاً “بالدَين”، واعتاد اللبنانيون على نقص الخبز في الأسواق، وحتى على شراء المادة من الأسواق السوداء، وبات الانتظار في طوابير الخبز أمام الأفران الكبيرة روتيناً يومياً. وفي هذا الإطار، تسلّم وزير الاقتصاد أمين سلام كتاباً من البنك الدولي يُعلمه بأنّ بعثة رفيعة المستوى من البنك ستزور بيروت في الفترة ما بين 18 تموز و26 تموز، تهدف إلى توفير الدعم الفنّي لتفعيل مشروع الاستجابة الطارئة لإمدادات القمح على وجه التحديد. مدير عام الحبوب والشمندر السكري في وزارة الاقتصاد جرجس برباري لفت إلى أن “البعثة ستأتي لمتابعة ملف القمح، وقد تضع اللمسات الأخيرة على الاتفاقية مع لبنان بشأن قرض لاستيراد القمح، علماً ان هذه الملف بات لدى مجلس النواب، الذي من المفترض أن يقر قانوناً يسمح للبنان بعقد الاتفاقية مع البنك الدولي”. وعن الأزمة الحالية، أشار برباري إلى أن لا أزمة نقص، بل ثمّة “زعبرة”، “فالقمح موجود والطحين أيضاً بكميات تكفي لـ18 يوماً تقريباً، كما أن كميات إضافية قادمة الأسبوع المقبل، وبالتالي لا أزمة رغيف، لكن بعض أصحاب المطاحن والأفران “عم يزعبروا”، والبعض الآخر لديه كميات قليلة، لكن هذا لا يعني أن المادة مقطوعة”.

 

البيطار في مكتبه… ولكن

الوكالة الوطنية للإعلام/09 تموز/2022

حضر المحقق العدلي في جريمة إنفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار الى مكتبه في قصر العدل في بيروت، وتبلغ مضمون عدد من دعاوى الرد ونقل الملف من عهدته المقدمة من مدعى عليهم وموقوفين في القضية. يذكر أنها المرة الأولى التي يحضر فيها البيطار الى مكتبه منذ 23 كانون الأول 2021 اثر تبلغه دعوى رده المقدمة من النائبين غازي زعيتر وعلي حسن خليل.

 

البيطار مصمّم على استكمال مهمته “حتى آخر لحظة

نداء الوطن/09 تموز/2022”:

مع اقتراب الذكرى السنوية الثانية لانفجار المرفأ، استرعى الانتباه أمس حضور المحقق العدلي إلى مكتبه في قصر العدل في بيروت بعد انقطاع قسري دام أكثر من ستة أشهر، وتحديداً منذ تجميد تحقيقاته في 23 كانون الأول إثر تبلغه دعوى رده عن القضية من النائبين غازي زعيتر وعلي حسن خليل، ليتبيّن أن القاضي البيطار أتى إلى المكتب بناءً على طلب محكمة التمييز لإبلاغه مضمون دعاوى كف يد جديدة مقدمة بحقه، وسط تشديد مصادر قضائية رفيعة نقلاً عن المحقق العدلي على أنه بالتوازي مع التزام الأصول القضائية التي توجب تجميد تحقيقاته بموجب دعاوى الرد والمخاصمة، سيبقى في المقابل مصمّماً على استكمال مهمته “حتى آخر لحظة” مهما كانت الصعوبات والعراقيل و”لن يتراجع ولن يتنحى عن هذه المهمة”. وأوضحت المصادر القضائية الرفيعة لـ”نداء الوطن” أنّ القاضي البيطار لا يزال ينتظر توقيع وزير المالية يوسف خليل مرسوم استكمال تشكيل الهيئة العامة لمحكمة التمييز “تمهيداً للبت في دعاوى النقل والرد التي بات يبلغ عددها 35 دعوى رغم أنّ غالبيتها لم تقبل، لكي يتمكن تالياً من استئناف تحقيقاته في الملف من حيث توقفت”، معربةً عن أملها بأن “تشهد الأمور حلحلة سريعة تنعكس إيجاباً على سير التحقيق، خصوصاً وأنّ المحقق العدلي عازم على تحمّل مسؤولياته والسير بالتحقيق بخلاف ما يشاع عن تحميله مسؤولية التقصير في مهمته، والجميع يدرك أنّ الفترة التي علّق فيها النظر في الملف هي خارجة عن إرادته واضطرّ خلالها لعدم ممارسة عمله بقوة القانون بفعل الإجراءات المقدمة في حقه والتي تحتّم كف يده موقتاً”. وإذ رفضت رسم أي سيناريوهات أو احتمالات لمستقبل التحقيق العدلي في الجريمة، شددت المصادر القضائية على “ضرورة الإسراع في إعادة استئناف التحقيق لإنهائه وليكون القضاء اللبناني بذلك قد تحمّل مسؤولياته وأنجز مهمته في جريمة ضخمة بهذا الحجم وحمّل المسؤوليات للأشخاص الذين يجب أن يتحملوها وهذا هو الأهم”، داعيةً من هذا المنطلق إلى “انتظار القرار الاتهامي الذي سيصدره القاضي البيطار والذي سيكون مسؤولاً عن مضمونه بالكامل”. وكان البيطار قد تبلغ أمس لدى حضوره إلى مكتبه مضمون دعوى كف اليد التي تقدم بها المدير العام للجمارك بدري ضاهر بحقه، بالإضافة إلى دعوى مشتركة لنقل ملف من عهدته تقدم بها كل من رئيس مجلس إدارة استثمار مرفأ بيروت المدعى عليه الموقوف حسن قريطم ومسؤول أمن المرفأ المدعى عليه الموقوف محمد زياد العوف، ودعوى نقل مشتركة تقدم بها كل من صاحب مؤسسة شبلي للصيانة المدعى عليه الموقوف سليم شبلي وعماله، ودعوى نقل مقدمة من رئيس الميناء في المرفأ المدعى عليه الموقوف محمد المولى.

 

لا حكومة.. وميقاتي لا يُريد إزعاج عون؟!

سمير سكاف/اللواء/09 تموز/2022

لماذا يأتي الرئيس نجيب ميقاتي بوزراء لا يمكنه ضبطهم أو «ترويضهم»، وبحكومة لا يستطيع السيطرة عليها؟! هذه الحكومة التي ستدير الانتخابات الرئاسية المقبلة أو ستدير الفراغ الرئاسي، الذي من المرجح إما ألا يحدث وإما ألا يطول! في حين أنه يستطيع الاستمرار بإدارة كوارث البلاد بالحكومة الحالية من دون أي نتيجة، وبالاعتماد على «البحبشة» لسرقة ما تبقى في جيوب اللبنانيين، ومن دون أي إزعاج جدّي! سيستمر الميقاتي حاكماً «صورياً» وإن بمسمّى حكومة تصريف أعمال! فأين سيجد ميقاتي وزراء أكثر «تدجيناً» من وليد فياض وجوني القرم وبسام مولوي، وكل الوزراء… وحتى يوسف خليل؟! إن أي حكومة جديدة ستكون في الفترة المتبقية حكومة تصريف أعمال ريثما يتم تسمية الميقاتي للمرة الثالثة على التوالي في عهد «الرئيس» سليمان فرنجيه(؟)! وإذا كان يمكن فوز فرنجيه «افتراضياً» وتكليف فيصل كرامي، لكن الرئيس ميقاتي هو الأقوى اليوم بين «عاجزين»! وهو يحوز على ثقة كاملة من حزب الله ومن الرئيس بري، وهو الأقل ضرراً على الرئيس ميشال عون. وهو ما يزال يحظى بثقة الفرنسيين، والمجتمع الدولي من ورائهم! لا تشكيل حكومة جديدة في الأفق غير إعادة تدوير الحكومة الحالية «زي ما هي»! ولذلك، فالرئيس المكلف ميقاتي مش مستعجل. ولتبقى الحكومة الحالية هي الحاكمة!

 

رسالةٌ “غير مباشرة” إلى ميقاتي

الجمهورية/09 تموز/2022

“عيدٌ، بأيّ حال عدت يا عيدُ”، هي المقولة التي يكررها اللبنانيون مع قدوم كل عيد منذ زمن، فالأحوال تتبدّل من سيء إلى أسوأ، ولا شك أن ظروف اللبنانيين كانت أفضل نسبياً العام الفائت، وظروف اليوم أفضل من ظروف العام المقبل ربماً في حال استمرت الممارسات نفسها التي أوصلت البلاد إلى هذا الدرك وتُمعن أكثر في “الانتقام” من لبنان الذي عرفناه سابقاً. ومع بدء موسم الصيف، وتزامناً مع عيد الأضحى، يشهد الاقتصاد حركةً مقبولة على صعيد السياحة قوامها أعداد اللبنانيين القادمين من الخارج بالارتفاع يومياً، فتزداد بذلك حدة التفاوت المعيشي ليصبح العيد “لناس دون ناس”، ما يطرح الاسئلة الكثيرة عمن يبحث عن الحلول لمنع استمرار الفراغ والشلل السياسيَين. في هذا السياق، وكما كان متوقعاً، تفرملت عملية تشكيل الحكومة، ولم يزر رئيس الحكومة المكلّف نجيب ميقاتي رئيس الجمهورية ميشال عون في الأسبوعين الأخيرين، ما يعني أن التباحث متوقّف ولا تقدّم، ما يؤشّر إلى عملية تشكيل صعبة جداً ومعقّدة تنتظر اللبنانيين ما زالت في بداياتها، وقد لا يكون هناك حكومة في المدى المنظور في ظلّ الشروط والشروط المضادة. في هذا الإطار، كان لافتاً موقف عون في رسالة العيد إلى اللبنانيين، إذ أشار إلى أن ” في عيد الأضحى المبارك نستخلص العبر من معاني التضحية وسموها، فحبذا لو يضحي البعض بمصالحهم وأنانياتهم من أجل مصلحة وطنهم وهناء شعبه”، حيث أشارت مصادر سياسية عبر “الأنباء” إلى “أنّها رسالة إلى ميقاتي للتضحية في سبيل التشكيل، إلّا أن رسالته ارتدّت على عون نفسه في ظلّ الشروط التي يفرضها لتوقيع التشكيلة الحكومية ومنها احتفاظ فريقه بوزارة الطاقة، فحبذا لو استخلص عون نفسه المعاني من عيد الأضحى وضحّى بالمواقع والحصص والمصالح الفئوية من أجل مصلحة اللبنانيين جميعاً”.

 

 قصّة “المتحرّش” الكاملة في القاع

نوال نصر/نداء الوطن/09 تموز/2022

هنا القاع. هنا أبطال القاع. هنا شارع أبطال 27 حزيران 2016. وهنا طريق شهداء الإرهاب… وهنا، منذ أسبوع، قامت الدنيا ولم تقعد بعد… الكلام كثير والروايات أكثر وسيناريوات كثيرة، رُشّ عليها الملح والبهار، عن ذئب يتحرش بالأطفال في قلب الضيعة. هي قصص تداعب المشاعر وتوسّع خيالات الناس كثيراً، حتى أن هناك من قال: في كل عبارة نكتبها القليل من الحقيقة والكثير من الخيال! فهل كل ما سمعناه على مدى أسبوع عن القاع في بلد أصبح تحت القاعن حقيقة؟ فلنذهب معاً الى هناك بحثاً عمّا لم نسمعه بعد أو ما سمعناه، وفيه بعض الحقيقة لا كلها. لأن الحقيقة تخرج من فمّ الأطفال، نُصدّق ان شيئاً ما قد حصل فوق. نُصدق أن الياس ضاهر مجرم إرتكب أفعالاً مشينة في حق أطفال. لكن ماذا عن طبيعتها؟ وماذا عن ضاهر ذاك الذي في الضيعة 15 واحداً على اسمه؟ القاع، كما غالبية البلدات في محيط القاع، خزان للجيش اللبناني. والمرتكب كان في الجيش وتقاعد. كان تحديداً في لواء الدعم فوج الإشارة وتقاعد في العام 2013. ومنذ ذاك الحين صعد الى فوق، الى بلدته القاع التي تبعد نحو 140 كيلومتراً، وسكن فيها. هو لديه ثلاثة بيوت فيها لكنه يسكن في بيت أهله. والداه توفيا وإخوته، الشباب الخمسة، يسكنون في بيروت ولديه شقيقة واحدة تسكن فوق ولديها سوبرماركت في قلب البلدة.

مارالياس، شفيع القاع، في الإستقبال دائما. نمر الى جانبه. نتمهل. نرسم شارة الصليب. ثم نمر جنب البلدية حيث رئيسها الديناميكي بشير مطر لا يكلّ ولا يهدأ. ونتابع نحو بيت المجرم – المغتصب. هو يسكن في شارع «الحواض» في البلدة. الشمس حارقة وامرأة ورجل، في المقلب الثالث من العمر، يصلون المسبحة عند الظهر. وفي البيت المحاذي، حيث البوابة السوداء، كان يسكن المتحرش الياس. ندخل. سيارته وهي من نوع جيب شيروكي قديم، رمادية اللون، في الساحة الداخلية، حيث «السطيحة» التي كانت تشهد على ليالي السهر اليومية التي تجمع الياس، ابن الخمسين، مع اولاد الحيّ. كانوا يأتون «ليليي» ويشربون النرجيلة وهم لم يتجاوزوا بعد الثامنة عشرة. كلسات سوداء لا تزال معلقة على الحبل الخارجي وصوت في داخل البيت ومرجوحة عتيقة. نقرع الباب فيفتح لنا رجل خمسيني هو شقيق الياس. يستقبلنا بحذر وهو الذي صعد الى القاع منذ أيام ليتابع عن قرب ما حدث وما قد يحدث. عم المغتصب في الدار. ولديه عم آخر هو مختار القاع إبراهيم ضاهر.

لا شارة ولا شمع أحمر على الباب. ندخل. والدة المتحرش في صورة مؤطرة بالأسود في صدر الدار. وهناك ثلاث كنبات عتيقة وتلفاز وستيريو وفيديو. هنا، على الأرجح، كانت تحدث «جريمة» أو «جرائم التحرش أو الإغتصاب»؟ ربما. لا شيء أكيد. دمعتان معلقتان بين رمشي شقيق الياس ضاهر. فهو كان يصعد الى القاع رافع الرأس أما اليوم فيخشى من عيون الناس. وبدل أن نسأله يسألنا: لماذا لم يجروا فحوصات عبر طبيب شرعي على الأطفال ليتأكدوا إذا كانت هناك بالفعل واقعة إغتصاب؟ سؤال وجيه. هو رآه مرتين، مرة يوم أوقف في مخفر راس بعلبك. كان مرهقا جداً. خائفاً. ووجهه أسود. منذ يومين عاد ورآه في قصر عدل بعلبك. أخذ معه منقوشة وسبعة أدوية يأخذها المتحرش. رأى وجهه من الطاقة وحاول ان يتكلم معه فصرخ فيه العسكري. هو ما زال يستجوب والبارحة كانت هناك جلسة معه. لا محاميَ له. لم يتم تعيين محام له. ويقول: «قد يكون الياس أخطأ وتحرش بأطفال لكن «كلام الناس» أضفى كثيراً من الملح والبهار على الحادثة». نصدقه. حين يكون الكلام عن تحرش بطفل لا يعود الكلام مجدياً فكيف بأطفال؟ شقيقه يعرف ذلك. لكنه أخ ودموعه تشهد على حجم القلق الذي يجتاحه وجعل «صيت العيلة في الأرض». ننظر الى الغرفة المجاورة، الى غرفة النوم. هناك سريران. وكل شيء في مكانه. وفي المطبخ صندوق مياه غازية «إشربا وردا». هو كريم وكان يستقبل كل طفل ومراهق بقنينة مشروب ويجلس مساء عدد منهم على «السطيحة» ينفثون النرجيلة معاً. هو لا يدخن منذ أجرى عملية جراحية في القلب قبل ثلاثة أعوام. لكن، ماذا قد يجمع رجلاً خمسينياً بشبان مراهقين؟ الجواب يصلنا من جار، على بعد مبنيين، يقول: «كان يجد هؤلاء منفثاً لهم وكان أهلهم يسمحون ببقائهم في داره وهذه هي المصيبة». المصيبة ان هناك اهالي لا يبالون لا أين يذهب أولادهم ولا ماذا يفعلون بعيداً عن أعينهم. وعلى الأرجح، كانوا يشاهدون معاً أفلاماً خلاعية ويقومون بمداعبات لكن لا شيء أكيد. مجرد تكهنات.

نعود الى شقيقه. هو لا ينكر أن يكون قد حصل شيء مماثل لكن، ما لا يفهمه هو الكلام عن عشرين طفلاً او ثلاثين أو حتى أربعين يبالغون في الكلام في حين أن التحقيقات لم تقل بعد أي كلمة. فقد يكونون خمسة أو اثنين أو ربما طفلاً واحداً تعرض الى تحرش. وواجب الطبيب الشرعي أن يؤكد لكن، ما حصل أن لا تأكيد على شيء سوى على كلام الناس. ماذا عن المخدرات التي حكي عنها؟ يجيب شقيقه «لم نسمع عنها شيئاً باستثناء ما ذكر في الإعلام. ولو كان ذلك حقيقة لأقفل باب البيت ربما بالشمع الأحمر. في كل حال هاتفه أصبح مع المخابرات فليتحروا عن كل ما فيه». لم يكن الياس ضاهر في منزله حين وصلت المخابرات بل كان في سوبرماركت شقيقته القريب في «الحاكورة». اتصلوا به ودعوه للمجيء. أتى فأخذوه ليشرب فنجان قهوة معهم. وهكذا بدأت الحكاية. ولم يكن هناك أي طفل عار ولا شيء من هذا القبيل. ترى، هل يحاول أهالي القاع «لفلفة» قضية بهذا الحجم؟ هل ينتمي المتحرش الياس ضاهر الى تيار أو حزب؟ هناك، يتحدثون عن إنضوائه في فترة ما في «سرايا المقاومة». وهو أقرب الى التيار الوطني الحر في البلدة لكنه لم يحمل يوما بطاقة حزبية. والنائب سامر التوم كان طبيبه. وهو عازب، إرتبط رسمياً بفتاة من البلدة قبل عامين لكنهما عادا وافترقا.

حال طوارئ

ما رأي رئيس بلدية القاع بشير مطر بكل الكلام الذي نُقل عن وساطة ما قام بها نائب المنطقة سامر التوم من أجل لفلفة القضية؟ وهل يحاول هو «الريّس بشير» ذلك أيضاً؟ يبدو رئيس البلدية مشغولاً اليوم في مواجهة إرتكابات بعض الأهالي بحق أولادهم أولاً، باهتمامهم بأمور كثيرة كأولوية على حساب أطفالهم. لهذا نراه على عجلة للقاء جمعيات تعنى بالطفولة ويرتب كيفية توفير الدعم النفسي الإجتماعي الى الأطفال ويقول: «نحن اليوم في حال طوارئ تضم كل فعاليات البلدة من أجل توفير الحماية لأسماء الأطفال الخمسة التي قيل أنها تعرضت الى التحرش». هي خمسة أسماء أو عشرين اسما؟ يجيب: «دور النيابة العامة تحديد الأسماء والعدد. نحن سمعنا عن خمسة. وأهل الياس ضاهر إستنكروا الموضوع وأدانوه. أما همنا نحن فهو حماية جميع أولادنا. وطلبنا من المعنيين إجراء فحوصات على بول الأطفال للتأكد ما إذا كان فيها آثار مخدرات. وطالبنا بتوفير هكذا فحوصات في مستوصفات البلدة وفي المدارس. وهذه مسؤولية الدولة والأهالي. الأولاد مسؤولية. ويستطرد: دعونا الى إجتماع يضم جميع الفاعليات في البلدة وبينهم النائب سامر التوم. إتصلت به شخصيا قبل نصف ساعة فلم يستطع المجيء فبدأت الشائعات». القاع اليوم هادئة أكثر من المعتاد. أهلها، بسبب غلاء البنزين، لم يصعدوا إليها هذا الصيف. وجيران بيت المتحرش يحكون عن «نخوة» إستثنائية لديه. فهو على إستعداد دائم للمساعدة. شقيقه يقول: «هو لا يشكو من أي مشاكل نفسية» في حين جيران البيت يتحدثون «عن مشاكل نفسية أصابته بعد وفاة والدته، ولا أحد يمكنه التكهن بما يحدث داخل جدران البيوت. ربة البيت تتحدث عن شاب، في الرابعة او الخامسة عشرة رأته يقرع باب بيته منذ يومين. هو كان يضع حقيبته على ظهره وقبعة على رأسه. قرع الباب كثيراً وحين لم يفتح له غادر». نعود لنسأل: ماذا قد يربط رجلاً في الخمسين بأطفال في الـ «تعش»؟ سؤال لا يجد جواباً سوى ان الياس ضاهر، الذي يبدو في الظاهر سويّاً، كانت لديه مشاكله النفسية التي قد تكون دفعته الى إتاحة هامش من الحرية الى الأطفال لم يجدوه في بيوتهم. وهو قد يكون شاركهم بها. لم يكن يجبر أحداً على القدوم ولا على «الفعل» لكنه كان ميسراً له. هذا تحليل من قِبل الأهالي أنفسهم الذين يلومون الأهالي الذين يسمحون لأطفالهم أن يذهبوا مع من يتهم اليوم بالتحرش للعشاء على ضفاف نهر العاصي ثم يعودون معه لتكملة السهرة في بيته.

مسؤولية مشتركة

ثمة مسؤولية متعددة الأطراف. الأهالي مسؤولون كما المتحرش. وثمة كلام يدور فوق عن بنات أيضا كنّ يشاركنّ في «السهر» وكلام آخر عن ان أطفالا سوريين قد يكونون أيضا ضحايا. لا شيء مستبعد ولا شيء يمكن الجزم به. لكن، ما يلتقي حوله الجميع هو تسرع بعض النواب مثل سينتيا زرازير وبولا يعقوبيان ونجاة صليبا الى «إصدار الإتهامات» بدل الطلب بإجراء الفحوصات اللازمة على الأطفال. أمر آخر أغضب أهالي القاع وهو كلام مايا دياب عن «سفاح القاع» وقولها: أنا أهل هالعشرين ولدا اللي اغتصبوا». فلتبادر الفنانة الى طلب إجراء فحوصات الطب الشرعي على هؤلاء الأطفال». مايا دياب طالبت بإعدام «الحيوان» الياس ضاهر. وهو لا بُدّ حيوان إذا ثبتت فعلته. وهنا طالبها رئيس البلدية بشير مطر «أن تصعد الى القاع وتقوم بنشاطات توعوية بدل أن تُمسك بما حصل من طرف الخيط». لا، لا أحد يلفلف القضية في بلدة القاع بل الجميع يطالبون عند إنتهاء التحقيق بتعليق مشنقة الياس ضاهر إذا ثبتت إدانته في نصف البلدة. فأي ولد يعتدى عليه هو إبن كل القاع. لا أطفال في كل القاع اليوم. جميعهم في بيوتهم. فالحادثة – الجريمة جعلتهم على يقين أن المعالجة تستلزم ما يُشبه الدواء المرّ لتعود الحياة الى شرايين البلدة. وتستلزم أيضا أن يفتح الأهالي، من اليوم وصاعداً، عيونهم عشرة عشرة، حتى ولو كانت همومهم كثيرة كثيرة. هناك، في القاع، مشى وراءنا رجل وراح يسأل بإلحاح: هل توزعون إعاشة؟ رجل آخر إسمه على إسم الياس ضاهر قال: دمرتني الإشاعات. رجل ثالث قال لنا قبل أن نغادر: «لا نريد إلا العدالة».

 

ماذا يريد باسيل… من الحكومة الى الرئاسة؟!

وكالة الانباء المركزية/09 تموز/2022

فيما العالم يولي مسارات التفاوض اهتمامه، محاولا حجز موقع على الطاولة، ينحصر الهم اللبناني بالتفاوض الرئاسي الذي انطلق ساخنا على مسار تشكيل الحكومة الجديدة التي قدم الرئيس المكلف نجيب ميقاتي المسودة الاولى لتشكيلتها الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والتي تضمنت ما وصف بالطروحات الاستفزازية للفريق العوني، أعقبتها حرب تسريبات اعلامية مرفقة بتبادل اتهامات بالمسؤولية عنها بين الرئاستين الاولى والثالثة، قبل ان تعود وتتحرك المفاوضات بين الجانبين ويزور الرئيس المكلف مجددا القصر الجهوري للبحث الجدي بالتشكيلة التي يفترض ان يتبلور مسارها ومصيرها قبل عطلة عيد الاضحى اي السبت المقبل، إذا ما نجح الوسطاء العاملون على خط تقريب وجهات النظر في تذليل العقبات والاشواك  التي تم زرعها على طريق التشكيل، وهذا امر مستبعد في ضوء المعلومات عن سفر الرئيس ميقاتي الى الخارج خلال الساعات المقبلة. عضو اللقاء الديموقراطي النائب بلال عبدالله يدعو في السياق، المسؤولين “الى النظر مليا في المفاوضات الجارية على اكثر من خط إقليمي ودولي، والى الاتعاظ وتقديم مصلحة البلاد على المنافع الشخصية الضيقة والمتمثلة بحقيبة وزارية، مهما كان شأنها، والتي قد لا تساوي شيئا امام مسلسل الانهيارات التي يشهدها لبنان دولة وشعبا”. ويتابع: “من الافضل ان نعرف ماذا يريد جبران باسيل لفكفكة العقد الحكومية التي يعتقد من خلال الشروط التي يضعها ان العهد ما زال في بدايته لا في نهايته.  إن هذا الكباش يمتد الى ابعد من الحكومة وتشكيلها ليطال الانتخابات الرئاسية التي يقال انها ستتأخر، وان الحكومة الجديدة، اذا ما تشكلت هي التي ستتسلم الصلاحيات الرئاسية في حال الفراغ في رئاسة الجمهورية، علما ان هذا الشغور من شأنه ان يقضي على كل ما تبقى قائما من الدولة ومؤسساتها”. وردا على سؤال عن التدخل لحل العقد امام التأليف لفت الى ان “من لديه القدرة والمونة على الفريق المعرقل غير راغب في التسهيل راهنا وينتظر جديدا على هذا الصعيد”.

 

التأليف والاصلاح مؤجلان الى ما بعد رحيل عون؟

 وكالة الانباء المركزية/09 تموز/2022

كما عند كل استحقاق دستوري يواجهه لبنان، يكثّف العالم كلّه، مِن عواصمه الكبرى، الى منظماته الدولية والاممية، نداءاته الى اهل الحكم، مستعجلا اياهم إتمامَها دونما إبطاء بما يُساعد في التخفيف من معاناة اللبنانيين… لكن، لسان حال المواطنين الذين حفظوا عن ظهر قلب أداءَ المنظومة، هو، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”: على من تقرأ مزاميرك يا داود؟! امس، دخلت الأمم المتحدة، بعد باريس وواشنطن ولندن والرياض وموسكو… على خط الازمة المحلية السياسية والاقتصادية. فقد دعا مجلس الأمن الدولي، الى الإسراع في تشكيل حكومة جديدة في لبنان، لتنفيذ الإصلاحات اللازمة. وذكر البيان الذي أصدره المجلس بالإجماع (15 دولة) أن “أعضاء مجلس الأمن تمت إحاطتهم علما بتكليف نجيب ميقاتي رئيسا جديدا للوزراء في 23 حزيران الماضي، وكذلك وبالعرض الأخير لتشكيلته الحكومية الذي قدمه لرئيس الجمهورية اللبنانية في 29 من الشهر ذاته”. وأضاف البيان “بعد أكثر من شهر من الانتخابات التشريعية في لبنان، يدعو أعضاء المجلس الأمن إلى الإسراع في تشكيل حكومة لتنفيذ الإصلاحات اللازمة”. وتابع “بالنظر إلى حدة الأزمات المتفاقمة في لبنان، فمن مسؤولية وواجب جميع الفاعلين السياسيين العمل معًا من أجل إعطاء الأولوية للمصلحة الوطنية والارتقاء إلى مستوى التحديات التي تواجه الشعب اللبناني”. واذ حث مجلس الأمن على ضرورة “اتخاذ تدابير لتعزيز مشاركة الشباب والمشاركة السياسية الكاملة والمتساوية والهادفة للمرأة وتمثيلها، بما في ذلك في الحكومة الجديدة ، فضلا عن تمكينها اقتصاديا”، لفت بيان المجلس إلى “الحاجة إلى التنفيذ العاجل للإصلاحات الملموسة التي تم تحديدها سابقا والتي من شأنها أن تمكن من إبرام سريع لاتفاق مع صندوق النقد الدولي للاستجابة لمطالب اللبنانيين”. وشدد على أهمية “دور المؤسسات اللبنانية، بما في ذلك البرلمان المنتخب حديثاً والحكومة الجديدة ، في تنفيذ الإصلاحات اللازمة لمواجهة الأزمة غير المسبوقة، واجتثاث الفساد، وضمان الدعم الدولي الفعال”.

التأليف السريع والاصلاحات، باتا اللازمة التي تتكرر في كل موقف دولي من لبنان، لانهما حجر زاوية اي انقاذ محتمل وأي مساعدة خارجية للبنان المنهار. فهل يمكن ان يجد هذا النداء آذانا صاغية في الداخل. الجواب شبه معروف، وهو سلبي لا بل سلبي جدا، خاصة في ظل توسّع الهوة الفاصلة بين فريق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي، مع تلويح الاول بسحب الوزراء المحسوبين عليه من الحكومة المستقيلة، للضغط على ميقاتي.. عليه، يبدو ان كل شيء، من الانقاذ الى المساعدات الى الدعم، بات مؤجلا الى ما بعد انتهاء عهد عون، إلا اذا كانت الحكومة ستتألف بشروط الفريق الرئاسي وحلفائه.

 

الأمن العام: السماح باستقبال طلبات إبدال هذه الجوازات

الوكالة الوطنية للإعلام/09 تموز/2022

أشارت مديرية العام للأمن العام إلى أنه “نتيجة إضراب موظفي الإدارات العامة وتعذر الاستحصال على بيانات قيد إفرادية جديدة، وتسهيلاً منها للمواطنين طالبي جوازات السفر البيومترية حصراً الذين لديهم موعد على المنصة ويستوفون الشروط المحددة”. وأعلنت المديرية في بيان، اليوم الأربعاء، “عن قرارها السماح باستقبال طلبات إبدال هذه الجوازات، باستثناء جوازات السفر موضوع بلاغات الفقدان، من دون وجوب تقديم بيان قيد إفرادي جديد.”وأضافت، “أمّا من يتقدّم لطلب جواز سفر بيومتري للمرّة الأولى، فيتوجب عليه ضم بيان قيد افرادي لا يعود تاريخ إصداره لأكثر من سنة، أو بيان قيد افرادي صادر بعد عام 2017 ومُصادق عليه وفقاً للأصول ضمن فترة لا تزيد عن الثلاثة أشهر.”

 

السفير البريطاني: الإصلاح هو المفتاح لحل مشاكل لبنان

  الوكالة الوطنية للإعلام/09 تموز/2022

اشار السفير البريطاني ايان كولارد الى أنه “بعد عام حافل بالأحداث شغرت خلاله منصب سفير للمملكة المتحدة في لبنان، أترك هذا الأسبوع بلدكم الجميل والفريد لأعود إلى وطني. انا حزين لرحيلي اذ استمتعت كثيرا بتجاربي اللبنانية. استكشاف المناظر الطبيعية الخلابة، والتعمق في تاريخكم الأثري، وتذوق طعامكم اللذيذ، وقبل كل شيء مقابلة الكثير منكم في رحلاتي، من الشمال إلى الجنوب، إلى الجبال والبقاع. أشكركم على الترحيب بي بأذرع مفتوحة ومشاركتكم معي ثقافتكم ومشورتكم وحكمتكم. واضاف كولارد في رسالة وداعية بعنوان “السعي إلى مستقبل يستحقه لبنان”: “قد يكون لبنان صغيراً، لكنه مكتمل التكوين من نواحٍ عدة. يتمتع لبنان بالعديد من المقومات الضرورية للنجاح، ولا سيما الأساس الراسخ في تاريخه الغني والعميق، تستكمله حيوية حديثة وريادة أعمال وقدرة بشرية لا يمكن التغاضي عنها”. وتابع: “مع ذلك، فإن جوهرة شرق البحر الأبيض المتوسط لا ترقى إلى مستوى إمكاناتها. يعاني الكثيرون منكم في ظل استمرار فشل أصحاب النفوذ في لبنان في خدمة مصالحكم – مصالح الشعب اللبناني”. كما رأى السفير البريطاني أنه “إذا كانت المكونات موجودة، فإن الوصفة لمستقبل أكثر إشراقًا تكون أيضًا واضحة وفي متناول اليد. من الواضح أن الاقتصاد اللبناني المنهار بحاجة ماسة الى الدعم من خلال صفقة مع صندوق النقد الدولي. في لقاءاتي مع السياسيين والمصرفيين، يبدو أن معظمهم لا يريد تقبل أنّ على لبنان القيام بكل ما هو مطلوب من أجل الحصول على حزمة إنقاذ دولية. لم يعد هناك استثناء للبنان بعد الان”.ولفت الى أنه “على لبنان اعتماد القوانين اللازمة، وفتح الدفاتر بدون شروط مسبقة، وإعادة ضبط القطاع المصرفي. البديل هو اضطرار المزيد والمزيد منكم إلى اتخاذ المزيد من التدابير اليائسة من أجل البقاء”. وأردف كولارد: “الإصلاح، اليوم، هو المفتاح لحل مشاكل لبنان الاقتصادية، الآن ليس وقت السياسة. لم يكن اتخاذ قادتكم للقرارات الضروريّة أكثر أهمية من أي وقت مضى، مهما كان ذلك صعبًا. هم مدينون لكم بتقديم حوكمة وشفافية ومساءلة أفضل. يجب عليهم إظهار التعاطف والالتزام بتحسين حياة مواطنيهم في البلاد. يجب أن تتفوّق المصلحة العامة على المصلحة الشخصية”. الى ذلك، شدد على أنّ أولويات المملكة المتحدة تظلّ واضحة. الحكومة البريطانية ملتزمة بدعم استقرار لبنان وأمنه. لقد عمّقنا ووسّعنا شراكاتنا مع الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي. ساعد دعمنا لقطاع التعليم في بناء مستقبل أفضل لشباب لبنان، أولئك الذين سيكونون جيل المستقبل من القادة اللبنانيين. سنستمر في دعم الفئات الأكثر ضعفًا، والدفاع عن حقوقهم، والدفاع عن أولئك المعرضين لخطر التحيز والاضطهاد”. وختم رسالته الوداعية، قائلًا: “لبنان مهم وفي عام 2019، قالت جلالة الملكة إليزابيث الثانية أنّ لبنان كان “رمزًا للتنوع والتسامح والصمود”. وأعربت عن أملها في استمرار أواصر الصداقة القوية بين بلدينا لسنوات عديدة. واليوم عند مغادرتي لبنان بصفتي سفير جلالة الملكة، أشاطرها طموحها. أنا فخور بأننا، المملكة المتحدة، نواصل أداء دورنا كصديق ثابت لكم – صديق للشعب اللبناني”.

 

الخازن يرد على شمعون... "لا أتمنى ذلك رغم وضعكم المزري"!

وكالات/09 تموز/2022

صدر عن المكتب الاعلامي للنائب فريد هيكل الخازن، اليوم السبت، بيان جاء فيه: "يأسف النائب فريد هيكل الخازن، لما ورد على لسان الزميل كميل شمعون مؤخراً، فهذا الكلام لا اساس له من الصحة". وأضاف البيان، "النائب الخازن لم يتناقش مع شمعون بهذا الموضوع بتاتاً، لأن أساسا حزب الوطنيين الاحرار الذي كنّا نعرفه ليس للشراء ولا للبيع". وتمنى الخازن في البيان، "الّا يكون كذلك بالرغم من الوضع المزري الذي وصل اليه الحزب على المستويين الشعبي والسياسي"، مضيفاً، "فالملاعب لا تليق الا لمن أمضوا حياتهم باللعب في الملعب ولقليلي الادب ووصلوا الى ما وصلوا اليه".وأفاد النائب كميل شمعون أمس الجمعة، في مقابلة له مع "spotshot" بأن "النائب فريد الخازن عرض عليه مليوني دولار لشراء حزب الوطنيين الأحرار".

 

الخازن يجتمع بباسيل لجمعه بفرنجية ودعوات من المعارضة لتوحيد الصف

المركزية/09 تموز/2022

في عطلة الاضحى انكفأت السياسة وعطّل السياسيون المسؤولون عن تعطيل البلد بكل ما فيه، بعدما عطلوا كل الجهود المبذولة لتشكيل حكومة يبدو ستبقى أملا مع وقف التنفيذ. حتى المحاولة التي كلف وزير السياحة وليد نصار امس نفسه القيام بها في اتجاه بعبدا علّه بصداقته المزدوجة يكسر الجدار المرتفع بين قصر بعبدا والسراي الحكومي اصطدمت بصلابة "الباطون المُسَلح" العصيّ على الخرق والمنذر بأن لا حكومة ولو بعد عودة ميقاتي من الخارج حيث يمضي العيد مع العائلة ويعود منتصف الاسبوع المقبل. الخازن- باسيل: تطور سياسي واحد سجله المشهد الداخلي، تمثل بلقاء عقد بين رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل والنائب فريد هيكل الخازن في منزل باسيل في اللقلوق، تخلله مأدبة غداء. وفي اللقاء الذي حضره الصحافي شربل زغيب، جرى البحث في الاستحقاقات الدستورية المقبلة وكيفية تعاون القوى السياسية وانفتاحها على بعضها لاخراج لبنان من الازمة التي يتخبّط بها.

باسيل- فرنجية: وبحسب معلومات "المركزية" فإن اللقاء يأتي تمهيدا لآخر يعد له الخازن لجمع باسيل ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية في دارته بهدف تنسيق الموقف في شأن الاستحقاق الرئاسي. لا حكومة والمعركة وجودية: وفي وقت اكد النائب سجيع عطيّة أن "لا حكومة قريبة ولا حتى هناك انتخابات رئاسية في القريب العاجل، فلا معطيات حتى الساعة تشير إلى ذلك ولا سيما أن المجلس النيابي مقسوم ومشتت، كما أنه لا يوجد أي توافق أو تسوية دولية، ولا حتى من تنازلات في الداخل من قبل السياسيين، معتبرا أن "البلاد في مرحلة حصار أميركي، مفاده إما القيام بتسوية وإما الانهيار"، أشارت عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائبة ستريدا جعجع الى أننا "نخوض اليوم معركة وجودية ومصيرية من اجل لبنان، والاستحقاق الرئاسي المقبل هو استحقاق مفصلي وبالغ الأهمية. لذلك، ومن هنا، من بلدة قنات، عرين المقاومة والصمود، أتوجه إلى جميع النواب الجدد، زملائي في المجلس النيابي، لكي أؤكد لهم أنه آن الأوان لنضافر جهودنا ونتخطى بعض الاعتبارات ونتعلم مما حصل معنا في الشهرين الأخيرين في المجلس النيابي، من أجل أن نثبت معا حضورنا وتأثيرنا الفاعل في الانتخابات الرئاسية، لأن إضاعة هذه الفرصة ستجعل الندم يسود ساعة لا ينفع الندم. لذلك ينبغي علينا جميعا، أن نكون على قدر الثقة التي منحها الناس لنا، فنوحد جهودنا لاختيار رئيس سيادي يمثل تطلعات الشعب اللبناني، وينتشلنا من الهوة السحيقة التي نحن فيها

 

بعد فارس سعيد رئيساً بالتزكية...مصطفى علوش أميناً عاماً بالتوافق للمجلس الوطني لرفع الإحتلال الإيراني عن لبنان

الكلمة اولاين/09 تموز/2022

عقد المجلس الوطني لرفع الاحتلال الايراني عن لبنان إجتماع عمل في دارة الدكتور مصطفى علوش في طرابلس، بمشاركة المكتب السياسي وأعضاء من الهيئة العامة، من داخل وخارج لبنان وعبر التقنية الرقمية، وتباحث المجتمعون في مستجدات الوضع الداخلي والإستحقاقات القادمة، كما تم البحث في الخطوات العملية التي سوف يقوم بها المجلس لتفعيل عمله على الساحتين الداخلية والخارجية. وقد تم التوافق على تعيين الدكتور مصطفى علوش أميناً عاماً للمجلس الوطني، يشاركه العمل في الأمانة العامة كلٌ من السادة: رودريغ نوفل، سيرج بوغاريوس، بيار عقل، عطالله وهبي، غسان مغبغب، شفيق بدر، خالد نصولي، اركان الحاج شحادة، رالف غضبان، مياد حيدر، عبد الرحمن بشيناتي وكفاح فرحات. كما تم الاتفاق على متابعة اجتماعات المجلس الوطني في المناطق لطرح الثوابت التي شُكّل على أساسها، كما سيتم الإعلان تباعاً عن النشاطات التي سيقوم بها من خلال عمل الأمانة العامة.

وتقدّم المجلس الوطني من اللبنانيين بأطيب التهاني والتمنيات بمناسبة حلول عيد الضحى المبارك. وكان قد فاز الدكتور فارس سعيد برئاسة المجلس بالتزكية.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

اختراق أمني اسرائيلي كبير لايران… هل تنفجر!

| وكالة الانباء المركزية/09 تموز/2022

هزت سلسلة انفجارات متتالية الاسبوع الماضي في قاعدة مالك الأشتر التابعة للحرس الثوري الإيراني العاصمة طهران، إلا ان ايران اكتفت بالاعلان عن الحادث دون ذكر المزيد من التفاصيل. الانفجار ليس الاول من نوعه اذ تعرضت البلاد في وقت سابق الى عدد لا يحصى من الانفجارات في مناطق مختلفة طالت منشآت نووية، لكن التوترات المتصاعدة بين إيران وإسرائيل في الأسابيع الأخيرة أدت إلى تكهن البعض بأن إسرائيل متورطة في التفجيرات.ناهيك عن مقتل ضابط كبير في ظروف غامضة لم تعلن طهران عن خلفياتها. وهنا أيضاً تحمّل إيران إسرائيل مسؤولية الاغتيالات والوفيات المشبوهة للمسؤولين العسكريين والنوويين الأخيرة، مثل العقيد صياد خدائي، من فيلق القدس، بالإضافة إلى العديد من ضباط سلاح الجوفضاء في الحرس الثوري الإيراني، في الأسابيع الأخيرة تسبب توغل إسرائيل في الأجهزة الأمنية إلى إقالة العديد من مسؤولي الأمن في الحرس الثوري الإيراني، بما في ذلك رئيس منظمة استخبارات الحرس الثوري الإيراني حسين طائب. فما الذي يجري في ايران؟ مصادر مطلعة تؤكد لـ”المركزية” ان هناك حربا بين الاسرائيليين والايرانيين، وان اسرائيل نقلت المعركة الى قلب طهران، وأن الموساد ينشط بشكل كبير داخلها لدرجة اضطرتها الى تغيير رئيس جهاز استخبارات الحرس الثوري. وتشير الى ان هناك اختراقا أمنيا كبيرا داخل ايران، وصل إلى حد الاعتراف الايراني بأن هناك 200 ضابط ومسؤول في الحرس الثوري والجيش الايراني والاجهزة معتقلين يتم التحقيق معهم بتهمة التجسس. أكثر من ذلك، وصلت الأمور لدرجة ان الصحافية الفرنسية التي تسلّمت القسم الفرنسي لموقع وكالة تسنيم الناطقة بلسان الحرس، شوهدت بعد سنتين جالسة في تل أبيب، وتبيّن أنها تابعة للموساد، وهي من بين الصحافيين الذين جالسوا المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي. وتعتبر المصادر ان حجم الاختراق مرعب، فعندما سرقت اسرائيل داتا المشروع النووي، لم تتمكن، لضخامة حجم الملفات التي تمت سرقتها، من تصويرها اذ كانت ستسغرق وقتا طويلا لنسخها، فاستأجرت شاحنة كبيرة في طهران وملأتها بالملفات والداتا ونقلتها الى بلد آخر. وبعدها خرجت اسرائيل لتعلن عنها. وضخامة حجم الداتا كان كبيراً لدرجة قال عنها رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق بنيامين نتانياهو أنها تكفي لفكفكة العقل المدبر للمشروع الباليستي والنووي الايراني، اي ان الاسرائيليين يعرفون كل شخص بشخصه. أكثر من ذلك، تؤكد المصادر ان، بسبب الضيق الاقتصادي وأزمة النظام، فإن أرقام خلايا الموساد المجندين والاسرائيليين مهولة، يتجولون ويتصرفون داخل الاراضي الايرانية بحرية كاملة، لدرجة ان الايراني بات يستفيق صباحاً ويسأل: “من قتلوا اليوم؟ هل يعقل أنه لم يتم قتل اي شخص؟”.

ما يحصل ان دل على شيء، فعلى انحلال الدولة والضعف الاقتصادي الذي يؤدي الى سهولة الاختراق، تضيف المصادر، لافتة الى ان الاجهزة الامنية أيضاً مخترقة ما يعني ان هيكل الاستقرار الداخلي مضروب. مجرد مراقبة ما يحصل في ايران يؤكد ان الوضع كارثي، وله عوامل كثيرة اهمها الفساد المستشري وصراعات مراكز القوى وقدرة اختراقات الاجهزة الخارجية عبر الاغراءات والمنافسة والمال. لا يمكننا أن نستغرب ما يفعله ضابط معاشه لا يتجاوز المئة دولار فقير معدم بينما رئيسه يسرق وينهب البلد. وتلفت المصادر الى ان احتمالات اندلاع الحرب بين اسرائيل وايران واردة جدا وهناك اكثر من صاعق متفجرات، الصاعق الاول الاساسي التفجيري هو تحرك اسرائيلي منفرد ضد المنشآت النووية الايرانية، والثاني سوء تقدير اسرائيلي او ايراني في سوريا، والثالث والاقل احتمالا هو خطأ داخل لبنان، حيث من الممكن ان يحصل امر ما على الحدود البحرية. لكن رغم كل أجواء الحوار والنقاشات في المنطقة، هذه كلها بعيدة عن فكرة الاستقرار الايراني –الاسرائيلي، اي ان ما تفعله ايران والسعودية هو بمعزل عن علاقة ايران باسرائيل او السعودية باسرائيل، كما ان الاندفاعة الايرانية تجاه السعودية هو تحييدها قدر الممكن من أي مواجهة ما بين ايران واسرائيل. لسنا في أجواء استقرار أبدا، تضيف المصادر، بانتظار ما ستسفر عنه قمة جدة التي ستعقد قريبا بين الرئيس الاميركي جو بايدن ومجلس التعاون الخليجي وكيف سيرد عليها الجانب الايراني ودرجة تراجع فرص الاتفاق النووي مقابل تقدم فرص امتلاك قنبلة نووية. أما عن حلف الناتو الشرق الاوسطي فتؤكد المصادر ان لا شيء من هذا القبيل، جل ما في الامر ان ستكون هناك مظلة أمنية شرق اوسطية جوية لها علاقة بالحماية من المسيرات، حلف “الانتي دراونز” (anti drones) هذا حدودها.

 

وكالة الطاقة الذرية: إيران بدأت تخصيب اليورانيوم في فُردو بأجهزة حديثة

فيينا/الشرق الأوسط/09 تموز/2022

قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة في تقرير اليوم (السبت)، اطّلعت عليه وكالة «رويترز» للأنباء، إن إيران زادت مستوى تخصيب اليورانيوم باستخدام أجهزة متطورة، في منشأة فُردو الموجودة تحت الأرض، والتي يمكنها التبديل بسهولة أكبر بين مستويات التخصيب.

وأضاف التقرير السرّي الموجّه للدول الأعضاء، أن الوكالة تحققت من أن أيران بدأت تغذية مجموعة تتألف من 166 من أجهزة الطرد المركزي من طراز «آي آر - 6» بغاز سادس فلوريد اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 5%. وذكر التقرير أن إيران كانت قد أبلغت الوكالة بأنها تعتزم استخدام الأجهزة حتى تصل بمستوى التخصيب إلى نسبة نقاء 20%، وهي أقل من 60% التي تنتجها في مرافق أخرى ومن نحو 90% اللازمة لإنتاج أسلحة نووية.

 

«الحرس الثوري» يعلن تحييد «خلية إرهابية» وأنباء عن مقتل 4 من عناصره

لندن - طهران/الشرق الأوسط/09 تموز/2022

قال «الحرس الثوري» الإيراني، في بيان، إن قواته قامت بتحييد «خلية إرهابية» في مدينة سلماس قرب الحدود التركية، وذلك بعدما قالت مواقع كردية إن ما لا يقل عن أربعة من قوات «الحرس الثوري» قُتلوا في مواجهات مسلحة مع مسلحين في شمال غرب البلاد. وأفاد بيان «الحرس الثوري» بأن قواته البرية المكلفة حماية المثلث الحدودي مع تركيا وإقليم كردستان العراق «قامت بتحييد خلية إرهابية بعد رصد استخباراتي». وتابع البيان أن «الخلية كانت تنوي التغلغل في البلاد للقيام بأعمال تخريبية، وقعت في كمين لضباط قاعدة حمزة سيد الشهداء التي تستقر في المنطقة الحدودية». وأضاف: «تم تدمير الخلية بالكامل»، متحدثاً عن مصادرة معدات وذخيرة. وأشار إلى «عدم وقوع خسائر» بقوات «الحرس الثوري» دون أن يتطرق إلى توقيت المواجهات. وفي وقت سابق الجمعة، أورد موقع «هه نغاو» المعني برصد انتهاكات حقوق الإنسان في إيران، معلومات عن وقوع ما لا يقل عن أربعة قتلى من «الحرس الثوري» في مواجهات مسلحة مع حزب العمال الكردستاني. ولفت الموقع الكردي إلى أن الاشتباك وقع مساء الخميس في جبال مدينة سلماس. وتنشط فصائل مسلحة موالية للمعارضة الكردية الإيرانية في المثلث الحدودي بين إيران وتركيا وإقليم كردستان العراق. وعادة، تشهد المنطقة مواجهات دموية بين قوات «الحرس الثوري» والأحزاب التي تقول إنها تكافح من أجل الحقوق القومية الكردية. وفي مايو (أيار) الماضي، أصابت نيران مدفعية «الحرس الثوري» الإيراني منطقة في شمال أربيل، مستهدفة ما وصفها التلفزيون الرسمي الإيراني بقواعد «إرهابيين». وفي مارس (آذار)، هاجم «الحرس الثوري» الإيراني عاصمة إقليم كردستان العراق المتمتع بالحكم الذاتي بنحو عشرة صواريخ باليستية، في هجوم غير مسبوق كان يستهدف فيما يبدو الولايات المتحدة وحلفاءها.

 

إيران تعتقل ناشطاً بارزاً واثنين من المخرجين السينمائيين

لندن/الشرق الأوسط/09 تموز/2022

قالت وسائل إعلام محلية بإيران، يوم الجمعة، إن السلطات اعتقلت ناشطاً إصلاحياً بارزاً واثنين من المخرجين السينمائيين بتهمة العمل ضد الأمن القومي. وذكرت وكالة «مهر» شبه الرسمية للأنباء أنه تم اعتقال مصطفى تاج زاده نائب وزير الداخلية الإصلاحي السابق الذي تحول إلى ناشط بتهمة «العمل ضد الأمن القومي ونشر الأكاذيب لتعكير صفو الرأي العام». وواجهت حكومة الرئيس إبراهيم رئيسي المتشددة استياء عاماً بعد أن أثار ارتفاع أسعار المواد الغذائية احتجاجات في الأشهر الأخيرة. وتوقفت المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015 ورفع العقوبات. وقال تاج زاده، وهو منتقد بارز للحكومة، إنه لا بد من تحمل المرشد الإيراني علي خامنئي المسؤولية إذا فشلت جهود إحياء الاتفاق النووي، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء. وأضاف تاج زاده على «تويتر» الأسبوع الماضي «في ظل الظروف الاقتصادية المؤسفة الحالية واستياء الرأي العام فإن عدم إحياء الاتفاق النووي له عواقب مدمرة، وتقع مسؤوليته في المقام الأول على عاتق المرشد». ولم يتضح ما إذا كان اعتقال تاج زاده مرتبطاً بهذه التغريدة. وقد تصل عقوبة التعليقات المهينة لخامنئي إلى الحكم بالسجن بموجب القانون الإيراني. من ناحية أخرى، ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية أن المخرج المعارض محمد رسولوف وزميله مصطفى الأحمد اعتقلا، يوم الجمعة، ووجهت لهما تهمة الارتباط بجماعات مناهضة للحكومة وارتكاب مخالفات أمنية. وكان الاثنان ضمن مجموعة من الممثلين والمخرجين الذين وقّعوا على نداء دعوا فيه قوات الأمن إلى «إلقاء الأسلحة والعودة إلى حضن الأمة» خلال احتجاجات في الشوارع أعقبت انهياراً لمبنى أدى لسقوط قتلى في مايو (أيار) وأنحى المسؤولون باللوم فيه على الفساد و تراخي السلامة. وفاز رسولوف بجائزة «الدب الذهبي» بمهرجان برلين السينمائي عام 2020 عن فيلم (ذير إز نو إيفل) أو «لا يوجد شر» حول عقوبة الإعدام وتم تصويره في تحدٍ سري للرقابة الحكومية الإيرانية.

 

سنتكوم» يؤكد مساندته للبحرية البريطانية في مصادرة الأسلحة الإيرانية

واشنطن: إيلي يوسف/الشرق الأوسط/09 تموز/2022

أكدت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) مشاركتها في عملية مصادرة الأسلحة الإيرانية، مع البحرية البريطانية في خليج عمان. وقال المتحدث باسم القيادة الأميركية الوسطى (سنتكوم)، جو بوتشينو، في بيان، إن مدمرة تابعة للبحرية الأميركية، كانت تؤازر القوات البريطانية، اعترضت في 25 فبراير (شباط)، شحنة أسلحة في خليج عمان، وأسفرت العملية عن مصادرة صواريخ أرض – جو ومحركات صواريخ كروز إيرانية المنشأ. وأضاف البيان، أن العملية تظهر أن الولايات المتحدة «لن تسمح أن تمر أعمال إيران غير المسؤولة والعدوانية براً وبحراً وجواً دون رادع»، مشدداً على أن الولايات المتحدة ستواصل جهودها مع الحلفاء والشركاء الذين تربطهم معها علاقات استراتيجية تمتد لعقود. كانت البحرية البريطانية قد أعلنت في بيان الخميس أنها ضبطت في عمليتين، في شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير، أسلحة إيرانية، لم يكشف عنها في حينه، على متن قوارب تهريب سريعة في المياه الدولية جنوب إيران، في طريقها إلى الحوثيين. وأمس الجمعة، شنت طهران هجوماً على لندن قائلة إنها ليست في موقع يسمح لها بتوجيه هذه الاتهامات. واعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، أن بريطانيا «تعد شريكاً في الحرب والعدوان على اليمن». وأضاف في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إيرنا)، أن المملكة المتحدة «ليست في وضع يسمح لها بتوجيه هذه الاتهامات التي لا أساس لها ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأن تتخذ وجهاً إنسانياً». وقال المتحدث الإيراني إن «نهج الحكومة البريطانية في الاستمرار بتصدير الأسلحة لقوات التحالف كان من أسباب استمرار الحرب اللاإنسانية في اليمن، والحكومة البريطانية لا تملك الأهلية الأخلاقية لتوجيه مثل هذه المزاعم لإيران». وتتهم الحكومة اليمنية الشرعية المعترف بها دولياً، إيران، بدعم الحوثيين عسكرياً ولوجيستياً بهدف إطالة أمد الحرب، ومنع الجماعة من إلقاء السلاح، والتحول إلى حزب سياسي، لكي تبقى ميليشيا مسلحة لا ترتبط بمصالح الشعب اليمني. وقالت وزارة الدفاع البريطانية، في بيان، إن هذه الشحنة تشكل انتهاكاً لقرار مجلس الأمن الدولي الذي وسع في فبراير حظر الأسلحة المفروض على اليمن، ليشمل كل الحوثيين، بينما كان يطبق قبل ذلك على أفراد وشركات مذكورة بالاسم. وأضاف البيان أن هذه هي المرة الأولى التي تصادر فيها سفينة تابعة للبحرية البريطانية مثل هذه الأسلحة المتطورة من إيران.وعد البيان البريطاني، رداً على إعلان إيران أنها قامت باعتقال دبلوماسي بريطاني رفيع المستوى، الأمر الذي نفته لندن.

 

طهران تنفي تقديم طلبات في المحادثات النووية تتخطى «اتفاق 2015»

وزير الخارجية القطري أجرى مباحثات مع شمخاني وعبد اللهيان

لندن - طهران/الشرق الأوسط/09 تموز/2022

قال وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، أمس، إن طهران لم تطرح أي مطالب تتخطى الاتفاق النووي في المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن، وذلك بعد أسبوع من فشل أحدث جولات الجهود الدبلوماسية بوساطة الاتحاد الأوروبي في الدوحة. وقال عبد اللهيان، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في طهران: «لم نطرح أي مطالب مبالغ فيها أو خارجة عن نطاق الاتفاق النووي؛ على عكس ما تفيد به بعض التصريحات التي ينقلها الإعلام عن الجانب الأميركي»، مضيفاً أن «مطالبنا تنضوي تماماً في اتفاق 2015». وأعرب آل ثاني عن دعم دولة قطر أطراف محادثات الاتفاق النووي «للوصول إلى اتفاق عادل للجميع مع الأخذ بالاعتبار مخاوف جميع الأطراف»؛ حسبما نقلت وكالة الأنباء القطرية. وقال آل ثاني إن زيارته إلى طهران تأتي «في أجواء وتحديات إقليمية كثيرة»، ولفت إلى أنه «من المهم أن تكون هناك جهود بناءة من كافة دول الجوار لإنجاح المفاوضات النووية والحوار الإقليمي». وقال عبد اللهيان: «نركز في محادثات الدوحة على ضمانات أميركية فعالة في مجال ما يؤثر على تحقق المزايا الاقتصادية الكاملة لإيران في الاتفاق النووي». وأضاف: «مطالبنا ليست مبالغاً فيها، لكن في مسار أخذ الضمانات، يجب أن تتعهد أميركا بأن تستفيد إيران من المزايا الكاملة لاتفاق 2015». وقال: «يجب أن يضمن الجانب الأميركي أن تستفيد إيران بالكامل من اتفاق عام 2015 بعد إحيائه. وحتى الآن، الجانب الأميركي غير مستعد لتقديم مثل هذه الضمانات». وأضاف: «نحن عازمون على التوصل إلى اتفاق قوي ودائم، ورغم ادعاءات الولايات المتحدة... فإننا لم نتقدم بأي مطالب جديدة خارج الاتفاق النووي». وقال عبد اللهيان إن واشنطن «يجب أن تقرر ما إذا كانت تريد اتفاقاً أم تصر على التمسك بمطالبها الأحادية». وفي ثانية محطاته في طهران، التقى آل ثاني الأمينَ العام لمجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني. ونقل موقع «نورنيوز»؛ منصة «مجلس الأمن القومي»، عن شمخاني قوله: «دخلت إيران جولة جديدة من المفاوضات بهدف التوصل إلى اتفاق قوي ومستدام ويمكن الوثوق به». وأضاف: «ستلتزم بالدبلوماسية حتى إعمال حقوقها القانونية».

ومن جانب آخر، دافع شمخاني عن سلوك إيران الإقليمي. وقال إن «سلوك إيران في المنطقة يظهر أنها مهتمة دوماً بالأمن الجماعي والحفاظ على وحدة أراضي الدول بوصفها استراتيجية دائمة». وأفادت وسائل إعلام حكومية في طهران بأن مباحثات آل ثاني وشمخاني تتمحور حول القضايا الثنائية والإقليمية وآخر التطورات السياسية والأمنية وبعض الملفات الخاصة. وتعثرت الجهود التي يبذلها منسق الاتحاد الأوروبي، إنريكي مورا، لإعادة إيران والولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي، خصوصاً بسبب مطلب إيراني مستجد بشطب «الحرس الثوري» من قائمة المنظمات الإرهابية. وترفض طهران التفاوض على برنامج الصواريخ الباليستية أو أنشطتها الإقليمية المتمثلة في دور «فيلق القدس» الذراع الخارجية لـ«الحرس الثوري». وانتهت في الدوحة الأسبوع الماضي المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن والتي تهدف إلى كسر الجمود بشأن كيفية إنقاذ الاتفاق النووي، دون إحراز التقدم المأمول. وتأتي زيارة آل ثاني غداة اتصال هاتفي بين عبد اللهيان ومفوض الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل. وقال عبد اللهيان على «تويتر»: «الاتفاق ممكن فقط على أساس التفاهم والمصالح المتبادلة. ما زلنا على استعداد للتفاوض على اتفاق قوي ودائم. ويجب على الولايات المتحدة أن تقرر ما إذا كانت تريد أن تتعامل أم إنها تصر على التمسك بمطالبها الأحادية». جاءت تغريدة عبد اللهيان بعد لحظات من تغريدة نشرها بوريل حذر فيها من أن المجال السياسي لإحياء الاتفاق النووي الإيراني قد يضيق قريباً. وكتب بوريل على «تويتر»: «إذا أردنا إبرام اتفاق، فينبغي اتخاذ قرارات الآن»، مضيفاً أنه لا يزال من الممكن إحياء الاتفاق. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، الثلاثاء، إنه لا توجد جولة أخرى من المحادثات المزمعة مع إيران في الوقت الحالي، وإن إيران قدمت مراراً في الأسابيع والشهور الماضية مطالب خارج إطار الاتفاق النووي المبرم عام 2015. وأضاف برايس للصحافيين: «تقديم أي شيء يتجاوز الحدود الضيقة لـ(خطة العمل الشاملة المشتركة) يوحي بعدم الجدية ويشير إلى عدم الالتزام. وهذا ما رآه الفريق مرة أخرى في الدوحة للأسف». وفي وقت سابق أمس، قال المبعوث الأميركي الخاص بإيران، روب مالي، إن إيران أضافت مطالب لا علاقة لها بالمناقشات حول برنامجها النووي خلال المحادثات الأخيرة، وإنها أحرزت تقدماً يثير القلق فيما يتعلق بتخصيب اليورانيوم. ونوه مالي، في مقابلة مع محطة «ناشيونال بابليك راديو» الإذاعية، بأن هناك اقتراحاً مطروحاً على الطاولة يتعلق بجدول زمني يمكن من خلاله أن تعود إيران إلى الامتثال للاتفاق النووي وأن تخفف واشنطن العقوبات على طهران. وأضاف مالي: «لقد أضافوا، حتى في الدوحة، مطالب أعتقد أن أي شخص سينظر فيها فسيرى أنها لا علاقة لها بالاتفاق النووي؛ أشياء كانوا يريدونها في الماضي»، معرباً عن قلقه «من التقدم الذي أحرزوه في مجال التخصيب». ونقلت «رويترز» عن دبلوماسيين إيرانيين وغربيين أن العقبات الأخرى المتبقية أمام الاتفاق تشمل تقديم تأكيدات بأن واشنطن لن تنسحب من الاتفاق مرة أخرى، وسحب الوكالة الدولية للطاقة الذرية مطالبها المتعلقة بأنشطة طهران النووية. وفرض الاتفاق النووي قيوداً على أنشطة إيران النووية في مقابل رفع العقوبات الدولية. لكن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب أعلن انسحاب بلاده من الاتفاق في 2018 وأعاد فرض عقوبات اقتصادية صارمة على طهران.

ورد النظام الإيراني على ذلك بانتهاك قيود الاتفاق؛ ومنها وضع حد أقصى يبلغ 3.67 في المائة على درجة نقاء اليورانيوم التي يمكنها الوصول إليها وفرض حد أقصى قدره 202.8 كيلوغرام على مخزوناتها من اليورانيوم المخصب. وتخصب إيران بالفعل اليورانيوم لدرجة نقاء تصل إلى 60 في المائة، وهي نسبة قريبة من 90 في المائة اللازمة لصنع أسلحة. وأظهر أحدث تقارير «وكالة الطاقة الذرية» في مايو (أيار) الماضي أن مخزون اليورانيوم المخصب لدى إيران تجاوز الحد المسموح به بموجب الاتفاق بأكثر من 18 مرة. كما أظهر أن إيران لديها 43.1 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة.

 

ظريف مهاجماً الانتقادات الداخلية ضده: السهام لا تزال مستمرة

لندن - طهران/الشرق الأوسط/09 تموز/2022

عاد وزير الخارجية الإيراني السابق محمد جواد ظريف من جديد ليكون محور السجال الداخلي بين المؤيدين والمعارضين لنهج الحكومة السابقة في المفاوضات النووية. وأنهى ظريف صمته إزاء الانتقادات التي طالته على إثر أحدث مقابلاته الصحافية التي أوضح فيها أسباب إحجامه من خوض الانتخابات الرئاسية التي فاز بها رئيسي العام الماضي. وكتب الوزير السابق على «إنستغرام» في وقت متأخر الخميس، إن «(رمي) السهام لا تزال مستمرة وتحملنا كذلك»، منبهاً أنه استخدم العبارة ذاتها في 10 أكتوبر (تشرين الأول) 2013. كشف ظريف في مقابلة نشرت الأسبوع الماضي، تفاصيل من لقاء جمعه بالرئيس الإصلاحي الأسبق محمد خاتمي، وحسن خميني الذي يرأس مؤسسة جده الخميني، المرشد الإيراني الأول، مشيراً إلى تعرضه لضغوط منهما لخوض السباق، ولكنه أعلن في اليوم التالي عدم ترشحه في الانتخابات. يشير ظريف إلى أنه قال لخاتمي، إن «الناس سيُعاقَبون بسبب التصويت لي، كما عوقبوا بسبب التصويت لروحاني في انتخابات 2017» لتولي ولاية ثانية، وأضاف «شعرت أن هذه العقوبة ستكون أشد بالنسبة لي، ولم أرَ ذلك في مصلحة البلد». كما أشار إلى رسالة وجهها إلى المرشد الإيراني علي خامنئي يشدد فيها على عدم نيته خوض الانتخابات، وقال «أقسمت إنني لا أنوي المشاركة في الانتخابات». وتابع «طلبت منه أن يوصي الأصدقاء بعزل قضية الاتفاق النووي عن الانتخابات». وقال «قررت أن أعلن في (إنستغرام) أنني لست مرشحاً، قلت لقد طمأنتكم، اسمحوا لي أن أقوم بعملي، وأنتم تابعوا طلبكم للقوة». شهدت الانتخابات الرئاسية الإيرانية في يونيو (حزيران) امتناعاً قياسياً من الإيرانيين في مقاطعة صناديق الاقتراع، هو الأدنى في السباقات الرئاسية التي شهدتها إيران بعد ثورة 1979. وقبل أشهر من الانتخابات العام الماضي، كان ظريف يتصدر أولويات ائتلاف التيار المؤيد للحكومة السابقة، لخوض الانتخابات الرئاسية، لكن تسريب تسجيل صوتي في أبريل (نيسان) العام الماضي، أبعد ظريف نهائياً من الحسابات الانتخابية.

ويوجه ظريف في التسجيل المذكور انتقادات لاذعة للدور الروسي في المفاوضات النووية، متهماً موسكو بالسعي لقلب الطاولة على المفاوضات الإيرانية، سواء خلال الساعات الأخيرة التي فصلت عن ولادة الاتفاق النووي في يوليو (تموز) 2015، أو دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لمسؤول العمليات الخارجية في «الحرس الثوري» حينذاك، قاسم سليماني، حين اتفق الجانبان على توسيع العمليات العسكرية في الحرب السورية. كما يوجه ظريف انتقادات لغياب دور موازٍ بين أنشطة الميدان والدبلوماسية في السياسة الإقليمية، في أول اعتراف من مسؤول إيراني بشأن تأثر الدبلوماسية الإيرانية بدور «الحرس الثوري» في المنطقة.

وكان التسجيل الصوتي ضمن برنامج لمكتب الرئاسة الإيرانية، لتوثيق شهادات صوتية من الوزراء حول فترة مهامهم ضمن الأرشيف الإيراني. وقال ظريف في مقابلة الجديدة، إنه عَلِم من حسام الدين آشنا، مدير مركز أبحاث الرئاسة الإيرانية حينها، بتسريب التسجيل الصوتي قبل ثلاثة أيام من بثه في قناة «إيران إنترناشونال» التي تتخذ من لندن مقراً لها. ويشير ظريف إلى أن اثنين من السياسيين الإصلاحيين ممن تربطهما علاقات بالجنرال سليماني، اتصلوا به وأكدوا له تسريب التسجيل. وعن أسباب التسريب، قال ظريف في المقابلة «لا أرى أي سبب آخر لهذا غير المؤامرة». ولم تمر على نشر المقابلة أيام حتى تسريب تسجيل فيديو يتضمن تصريحات قديمة من ظريف بشأن الاتفاق النووي والمحادثات المكوكية التي جرت على مدى عامين في فيينا بين إيران ومجموعة 5 1.

وذكرت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري»، أن ظريف «يتهم منتقديه بعدم القدرة على كتابة نص للاتفاق(النووي)». ونقلت عن ظريف قوله في الفيديو «السادة الذين يقولون إننا لم نقرأ نص الاتفاق ليأتوا ويظهروا لنا صفحتين كُتبتا بأيديهم». وأثارت الوكالة تساؤلات حول توقيت التسريب الجديد، قائلة «لماذا طرح الفيديو على نطاق واسع بعد فترة طويلة»، قالت «النشطاء الإعلاميون والسياسيون المنتمون للتيار الإصلاحي يحاولون التلميح إلى أن فريق التفاوض في الحكومة الحالية لا يتمتع بالقدرات المطلوبة». وأضافوا «يرى خبراء دوليون أن مقاومة المفاوضين مقابل أميركا التي ليست مستعدة في تقديم تنازلات ولا ضمانات، هي أفضل مسار». وفي جزء من تصريحاته يتطرق ظريف إلى قضية اغتيال محسن فخري زاده، نائب وزير الدفاع السابق لشؤون الأبحاث، الذي كانت الحكومات الغربية والإسرائيلية تشتبه لفترة طويلة في أنه العقل المدبر لبرنامج أسلحة نووية سري. وتعرض فخري زاده لكمين على طريق سريع بالقرب من طهران في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) وقُتل بالرصاص في سيارته. وحمّل حكام إيران إسرائيل المسؤولية عن اغتياله. ويقول ظريف في تسجيل الفيديو، إن فخري زاده «من أكثر الناس إهمالاً في المجال الأمني»، مضيفاً أنه «لم يستمع إلى فريق حمايته وكأن يمكن لإسرائيل استهدافه في أي وقت تريد». وقال أيضاً، إن «إسرائيل أرادت باغتياله تدمير الاتفاق النووي». ويلفت ظريف إلى أنه طلب كتابة تغريدة بأن الرد على الاغتيال ستكون في الاتفاق النووي. ويحتج ظريف على قانون أقره البرلمان بعد اغتيال فخري زاده واتخذت طهران بموجبه انتهاكات نووية متقدمة. ويقول في هذا الصدد «من أقرّ هذا القانون، كان يتصور أن ظريف ينوي الترشح للانتخابات الرئاسية، بينما كان هو ينوي الترشح للانتخابات، ولم يعرف لا هو يترشح ولا ظريف كان ينوي الترشح». وكتب نجل فخري زاده، حامد فخري زاده رداً على تصريحات ظريف، قائلاً «يا ليت يمكنني أن أكون مثلك، وأن أقول ما أريد قوله دون أخذ مصالح البلاد وقضايا الأمن القومي بعين الاعتبار». واعتمد البرلمان الإيراني قانون «الخطوة الاستراتيجية للرد على العقوبات الأميركية» بعد يومين على اغتيال فخري زاده. بدوره، سارع فريق رئيس البرلمان الحالي، محمد باقر قاليباف، بالرد على انتقادات ظريف للقانون بشأن تقليص الالتزامات النووية. ونقلت وكالة «مهر» الحكومية عن مهدي محمدي، مستشار رئيس البرلمان في الشؤون الاستراتيجية، قوله إن «ليس من الصعب أن نفهم حقد أمثال ظريف من قانون الخطوة الاستراتيجية، ليست قضية انتخابات وغير ذلك... لقد أثبت هذا القانون (...) الخطأ الفادح في تقديراتهم الاستراتيجية». وقال محمدي، إن «ظريف أقوى من الجيش الأميركي على الشعب الإيراني»، مضيفاً أن «قاليباف خاض حرباً خفية لخمسة أشهر؛ تمهيداً لتمرير هذا القانون في أعلى المستويات». ويأتي السجال بشأن ظريف في وقت يمارس الإعلام الحليف لتيار الحكومة السابقة ضغوطاً من أجل الإطاحة بنائب وزير الخارجية الحالي، علي باقري كني، الذي يتولى منصب كبير المفاوضين النوويين.

 

موسكو تعلن تدمير أسلحة غربية وسط تقدم لقواتها في شرق أوكرانيا

موسكو/الشرق الأوسط/09 تموز/2022

أعلنت وزارة الدفاع في موسكو، اليوم السبت، أن روسيا دمرت مجدداً أسلحة غربية وسط قتال عنيف في شرق أوكرانيا، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية. وقال المتحدث باسم الوزارة الجنرال إيغور كوناشينكوف إنه تم تدمير حظيرة طائرات تضم مدافع هاوتزر من طراز «إم 777» قرب قرية تشاسيف يار في منطقة دونيتسك، مؤكداً أن العديد من الجنود الأوكرانيين سقطوا قتلى. وذكر كوناشينكوف أن العشرات من الجنود الأوكرانيين لقوا حتفهم إثر هجمات بالمدفعية والصواريخ، وأنه تم تدمير مستودعات ذخيرة ومعدات عسكرية في مناطق مختلفة. وأشارت هيئة الأركان العامة في كييف صباح اليوم إلى هجمات روسية على جبهة واسعة. وأفادت مصادر أوكرانية بأن الجيش الروسي يكثّف استهدافه لمنطقة دونيتسك من منطقة لوغانسك التي سيطر عليها إلى حد كبير. وقال سيرغي غايداي حاكم لوغانسك الأوكراني اليوم إن «المحتلين يشنون هجمات من ليسيتشانسك باتجاه الغرب». وأضاف: «نبذل قصارى جهدنا لوقف المجموعات المسلحة للروس على طول خط الجبهة»، موضحاً أن الروس يهاجمون من عدة جوانب ويحاولون التوغل في عمق المنطقة المجاورة. وأفاد غايداي بأنهم يشكلون «جحيماً حقيقياً» بالهجمات الصاروخية ونيران المدفعية لكن القوات الأوكرانية تقاوم بشجاعة. ومن المحتمل أن تستهدف روسيا مدينتي سلوفيانسك وكراماتورسك في منطقة دونيتسك. وأعلنت موسكو أن هدفها انتزاع المنطقة تماماً من السيطرة الأوكرانية.

   

سريلانكا... جزيرة آسيوية ذات تاريخ مضطرب

كولومبو/الشرق الأوسط/09 تموز/2022

سريلانكا التي فر رئيسها غوتابايا راجابكسا اليوم السبت من مقر إقامته الرسمي، جزيرة تقع في جنوب آسيا وذات تاريخ مضطرب مع حرب أهلية طويلة الأمد لم تنته إلا عام 2009. فمئات المتظاهرين الذين هاجموا قصر الرئيس في العاصمة كولومبو يحمّلونه مسؤولية الأزمة الاقتصادية الكارثية التي تشهدها البلاد.والجزيرة التي كانت مركزاً أساسياً للتجارة في المحيط الهندي في حقبة روما القديمة، وكانت تطلق عليها تسمية سيلان، سيطر عليها البرتغاليون من عام 1505 حتى عام 1656 لتنتقل بعد ذلك إلى الهيمنة الهولندية حتى عام 1796 حين أصبحت مستعمرة بريطانية. وحكم آخر الملوك السنهاليين الجزيرة من عام 1798 حتى عام 1815. ونالت الجزيرة استقلالها عن بريطانيا عام 1948، وهي مذّاك عضو في مجموعة دول الكومنولث، وأصبحت جمهورية عام 1972 كما أصبح اسمها رسمياً سريلانكا. تقع سريلانكا على مسافة نحو عشرين كيلومتراً من أقصى جنوب شرقي الهند، وتبلغ مساحتها 65 ألف كيلومتر مربع ويبلغ عدد سكانها 21.9 مليون نسمة (وفق أرقام البنك الدولي في عام 2020)، وعاصمتها كولومبو. والسريلانكيون بغالبيتهم بوذيون (70 في المائة خصوصاً من أبناء العرقية السنهالية)، فيما يتركّز انتشار الهندوس وخصوصا التاميل في الشمال والشمال الشرقي ويشكلون 12 في المائة من السكان، بينما يشكل المسلمون 10 في المائة والمسيحيون 7 في المائة، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. عام 1972 شكّل الطالب السابق فيلوبيلاي براباكاران وهو من أبناء عرقية التاميل ومتحدّر من إقليم جافنا الشمالي «نمور التاميل الجدد»، وهي مجموعة متمردة تناضل ضد التمييز الذي تمارسه الأكثرية السنهالية ضد هذه الأقلية. وبعدما انتقل إلى العمل السري عاود الظهور عام 1975 معلناً استهداف رئيس بلدية جافنا في أول عملية اغتيال سياسي له. عام 1976 تحوّلت مجموعته إلى «نمور تحرير إيلام التاميل»، التي خاضت تمرداً من أجل إقامة دولة مستقلة للتاميل في شمال سريلانكا وشرقها، في أراضٍ تعادل مساحتها ثلث المساحة الإجمالية للجزيرة. وشعار المنظمة نمر يزأر فيما شعار سريلانكا أسد ذهبي يحمل سيفاً. عام 1991 اغتال «النمور» رئيس الوزراء الهندي الأسبق راجيف غاندي، وفي 1993 الرئيس راناسينغي بريماداسا، وأعقبت ذلك هجمات انتحارية عدة. عام 2009 سحق الجيش التمرد في عملية دامية قتل خلالها قادة المجموعة ومنهم براباكاران. في تلك الفترة كان غوتابايا راجابكسا قائداً للقوات المسلّحة فيما كان شقيقه ماهيندا الذي يتولى حالياً رئاسة الوزراء، رئيساً للبلاد. وتتّهم جهات تعنى بالدفاع عن حقوق الإنسان الرجلين بارتكاب جرائم حرب، وتشير إلى مقتل 40 ألف مدني من عرقية التاميل في الأشهر الأخيرة للنزاع، ما تنفيه على الدوام السلطات. وبحسب الأمم المتحدة، أوقعت الحرب الأهلية التي شهدتها سريلانكا مدى 37 عاماً نحو مائة ألف قتيل. في 21 أبريل (نيسان) 2019 نفّذ سبعة من عناصر المجموعة المتطرفة «جماعة التوحيد الوطني» هجمات انتحارية في ثلاث كنائس خلال إحياء مراسم عيد الفصح وفي فنادق فاخرة، مما أوقع 279 قتيلاً بينهم 45 أجنبياً. وأعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عن الهجمات. وفاقمت هذه الاعتداءات الاستياء تجاه الأقلية المسلمة وهو ما كان رهبان بوذيون متشددون قد عملوا على تأجيجه مدى سنوات. وفي 2018 أوقعت أعمال شغب مناهضة للمسلمين ثلاثة قتلى وأكثر من عشرين جريحاً. كانت للهجمات التي وقعت في عيد الفصح عام 2019 وما تلاها من تفشٍ لجائحة «كوفيد - 19» تداعيات كارثية على اقتصاد البلاد، مما حرم سريلانكا رافعتها السياحية والتحويلات المالية للشتات التي تعد المصدر الرئيسي للعملات الأجنبية. كذلك فاقمت قرارات سياسية خاطئة مشاكل البلاد، وفق خبراء اقتصاديين. وبعدما تخلّفت سريلانكا في أبريل عن سداد دينها الخارجي البالغ 51 مليار دولار، طلبت البلاد الحصول على مساعدة من صندوق النقد الدولي الذي طالب كولومبو بوضع حد للفساد وزيادة الضرائب بشكل كبير. وفي الأشهر الأخيرة تضاعفت الاحتجاجات الشعبية التي تخلّلتها أحياناً أعمال عنف على خلفية تقنين التغذية بالتيار الكهربائي والنقص في المواد الغذائية وتسارع التضخم.

 

لجنة العفو الرئاسي المصري تعد بمزيد من الإفراجات لغير المتورطين في أعمال عنف

القاهرة/الشرق الأوسط/09 تموز/2022

قال النائب البرلماني طارق الخولي، عضو لجنة «العفو الرئاسي» في مصر، إن اللجنة مستمرة في عملها حتى خروج كل المستهدفين، من غير «المتورطين في أعمال عنف». وكانت السلطات المصرية، أفرجت عن عشرات المحبوسين على ذمة قضايا «رأي وتعبير» بموجب «عفو رئاسي»، بالتوازي مع انطلاق جلسات «الحوار الوطني»، والتي تجري برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي. وأوضح الخولي، في تصريحات إعلامية، أنه «مع ذكرى ثورة 30 يونيو وعيد الأضحى خرجت قائمة من 60 محبوساً بقضايا الرأي، و75 من الغارمين والغارمات، بالإضافة إلى عدد من المحكوم عليهم في قضايا عمالية». وأكد عضو مجلس النواب أن «هذه الأعداد بعيدة كل البعد عن قوائم التي تخرج من قبل الداخلية بعد ثلثي المدة أو نصف المدة، وقرارات العفو تصدر بانقضاء العقوبة بالكامل وكأن العقوبة لم تكن وتصدر بقرار من الرئيس بعد التأكد تماماً من أن الشخص لا ينتمي لأي جماعات إرهابية أو متورط في دماء». ولفت إلى «استمرار اللجنة في تلقي طلبات العفو من خلال الفروع المنتشرة بمحافظات الجمهورية لحقوق الإنسان أو من خلال لجنتي حقوق الإنسان بالبرلمان ومجلس الشيوخ أو حتى عن طريق التسجيل الإلكتروني». وكانت مصر قد أطلقت يوم الثلاثاء الماضي مبادرة الحوار الوطني تشارك فيه كل الفصائل السياسية باستثناء جماعة الإخوان المسلمين المحظورة. ودعا السيسي للحوار الوطني في 26 أبريل (نيسان) الماضي من أجل التحضير لما وصفها بالجمهورية الجديدة، وقال عند توجيه الدعوة إن الحوار يجب أن يضم جميع الفصائل السياسية باستثناء واحدة، في إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين، وهو ما تكرر في الجلسة الافتتاحية للحوار والاجتماع الأول لمجلس الأمناء. وبموازاة الدعوة للحوار، أعاد السيسي تشكيل لجنة العفو الرئاسي وإطلاق عشرات الموقوفين من سياسيين وصحافيين وناشطين.

 

يائيل برون بيفيه... طموحات كبيرة رغم الصعوبات

الرئيسة الجديدة لمجلس النواب الفرنسي لم تكن مرشحة ماكرون المفضلة

باريس: أنيسة مخالدي/الشرق الأوسط/09 تموز/2022

بعد 64 سنة من تولي جاك شابان دلماس رئاسة «الجمعية الوطنية» (مجلس النواب) الأولى في عهدة «الجمهورية الخامسة» بفرنسا، وأربع سنوات على تولي ريشار فيران رئاسة هذه المؤسسة السياسية العريقة، انتخبت النائبة يائيل برون بيفيه (52 سنة) أخيراً رئيسة لمجلس النواب. ومع انتخاب نواب «الجمعية الوطنية» (إحدى مجلسي البرلمان بجانب مجلس الشيوخ) برون بيفيه، بـ242 صوتاً، فإنها باتت أول امرأة تتولى هذا المنصب في تاريخ فرنسا. ويأتي هذا الاختيار اللافت على رأس السلطة التشريعية بعد شهرٍ واحد من تعيين سيدة أخرى هي إليزابيث بورن رئيسة لمجلس الوزراء (الحكومة) خلفاً لجان كاستيكس. ومع بورن وانتخاب أورور بيرجيه، لرئاسة كتلة «حزب النهضة» الرئاسي في مجلس النواب، يُشكّل هذا «الثلاثي النسائي» في السلطة سابقة في فرنسا. مراقبو المشهد السياسي في فرنسا لا يرون في تولي يائيل برون بيفيه رئاسة «الجمعية الوطنية»، أي مجلس النواب، خطوة مفاجأة، بل هو نتيجة مساعٍ حثيثة قامت بها هذه الأخيرة للفوز بهذا المنصب المرموق. إنها مساعٍ استمرت لأشهر طويلة حتى قيل إن تعيينها على رأس وزارة أراضي ما وراء البحار، يوم 20 من مايو (أيار) الماضي، كان محاولة من الأوساط المقربة للرئيس إيمانويل ماكرون لإخماد طموحها في الوصول إلى قصر البوربون (مقر «الجمعية الوطنية» في باريس). وللعلم، فإن رئيس مجلس النواب السابق ريشار فيران كان قد أعرب عن نيتّه الترشح من جديد، وكانت طموحات براون بيفيه ستضعه في وضعية منافسة قد تكون صعبة. وهنا نشير إلى أن عين برون بيفيه على المنصب المرموق تعود إلى 2018 حين أعلنت عن ترشحها لأول مرة في مواجهة زميلها فيران قبل أن تنسحب وتعلن دعمها لهذا الأخير. ثم في ديسمبر (كانون الأول) من عام 2021 عادت لتحاول من جديد، وهذه المرة جاءت النائبة الطموحة وهي مستعدة و«حافظة» لدرسها. وبالفعل، فإنها عمدت على تحضير تقرير لـ«مؤسسة جان جوريس» القريبة من اليسار - والتي تعتبر بمثابة مختبر للأفكار - بعنوان «دعوة من أجل برلمان قوي». ويومذاك فُسّر التقرير بأنه برنامج برون بيفيه لرئاسة مجلس النواب، لا سيما أنه تضمّن 25 مقترحاً لتحقيق توازن القوى بين السلطة التنفيذية والتشريعية، وتعزيز دور البرلمان وتخطّي الحواجز التي تحّد من حرية هذا الجهاز، إضافة إلى تعزيز دور المعارضة وحقوقها، وتطبيق مراقبة صارمة على نشاط الحكومة. وحقاً، شدّ التقرير الذي حضرته النائبة انتباه زملائها من النواب ولاقى استحسانهم، وبخاصة، أنهم لا طالما ندّدوا بضعف موقف المعارضة وضيق هامش المناورة في مواجهة الرأي الآخر.

في المقابل، لم يكن ترشح برون بيفيه لرئاسة مجلس النواب خطوة إيجابية من وجهة نظر قصر الإليزيه (أي رئاسة الجمهورية) لعدة اعتبارات، أبرزها: الأول، أن ترشحها يعني تخليها عن منصب وزاري حسّاس يخصّ أراضي ما وراء البحار. والثاني أنها بذا ستكون رابع وزيرة تترك منصبها بعد الهزائم التي تعرّضت لها ثلاث وزيرات في الانتخابات التشريعية الأخيرة. والثالث والأهم أن الرئيس ماكرون، على المستوى الشخصي، لم يكن يدعم ترشحها. والحقيقة، أنه بعد انسحاب ريشار فيران - في أعقاب هزيمته في الانتخابات، وهو الذي كان الخيار رقم واحد للرئيس - تحوّل الرئيس ماكرون إلى دعم ترشح نائب آخر هو رولان لوسكور الذي كان يبدو أنسب للمنصب، حسب مصادر رئاسية. لكن مع هذا، لم يُضعف هذا الموقف من عزيمة برون بيفيه، التي كثّفت مساعيها، وأقامت مأدبة عشاء بمناسبة عيد الموسيقى، دعت إليها زملاءها من النواب، وكان الغرض طبعاً هو حرصها على التأكد من حشد التأييد وحصّد عدد كافٍ من أصوات زملائها النواب. ثم اجتهدت أيضاً في كواليس المؤسسة التشريعية لتفعيل دعم ملف ترشحها، لا سيما في أوساط معارفها من الحزب الاشتراكي الذي كانت تنتمي إليه.

- بدايات سياسية صعبة

هنا لا بد من القول، إن الرئيسة الجديدة لمجلس النواب تتمتع بسمعة جيدة في الأوساط السياسية الفرنسية. إذ يصفها زملاؤها بـ«المجتهدة»، فبعد وقت قصير من توليها مهامها البرلمانية شرعت في الزيارات الميدانية للسجون ومراكز الإصلاح في إطار مشروع قانون قدمته لإطلاق ما يسمى بـ«سجون الأمن المفتوحة». وكانت أيضاً وراء مشروع قانون حول إعادة وضع تدابير أمنية للإرهابيين الخارجين من السجون، ومشروع ثالث يتعلّق بسن قانون أساسي من أجل الثقة في الحياة السياسية. إلا أن الوضع لم يكن كذلك في البداية. ففي حوار لصحيفة «لونوفيل إكونوميست» كشفت برون بيفيه أن بداياتها في السياسة كانت على أصعب ما يكون. وذكرت أن قلّة خبرتها في المجال السياسي جعلتها عرضة لانتقادات شديدة، مضيفة أنها «حين دخلت المعترك السياسي لم تكن تدرك أنها ستتلقى الكّم الهائل الذي تلقته من الضربات»... وللتذكير، كانت رئيسة مجلس النواب الجديدة منخرطة في صفوف الحزب الاشتراكي من دون أن تُسند إليها أي مسؤوليات. وهي بعد عودتها إلى فرنسا بعد إقامة طويلة في الخارج انضمت إلى حزب الرئيس إيمانويل ماكرون المسمى «لا غوبوبريك أون مارش» - أو «الجمهورية إلى الأمام» - الذي كان يبحث آنذاك عن وجوه جديدة. ثم دخلت حلبة الانتخابات، وفازت بمقعد برلماني عام 2017 عن إحدى دوائر محافظة الإيفلين (بجنوب غربي باريس) وعاصمتها فرساي.

- طموح وصعود

إلا أن طموح النائبة المبتدئة في السياسة دفعها خلال فترة قصيرة إلى تقديم ترشحها لمنصب أكثر أهمية وهو منصب رئيسة لجنة القوانين في الغرفة الثانية للبرلمان، وهو منصب رفيع المستوى من النادر أن يحظى به مُشرع مبتدئ. وبعد أسبوعين فقط فازت به متغلّبة بذلك على أكثر المرشحين خبرة من الرجال. وكانت ثاني امرأة في تاريخ فرنسا تفوز بهذا المنصب بعد كاترين تاسكا، التي شغلت المنصب ذاته من 1997 إلى 2000 وهي سياسية مُحنّكة شغلت عدة حقائب وزارية. وبعد أسابيع من توليها هذا المنصب، كشف صحافي من صحيفة «لوكانار أنشينيه» الفرنسية الساخرة كان حاضراً في جلسة اللجنة بأن برون بيفيه تفتقر لأدنى درجات المهنية المنتظرة من المُشرع ألا وهي التحكّم في المُصطلحات القانونية. ونقل هذا الأخير أنه إبّان سير إحدى الجلسات سألت النائبة أعضاء اللجنة «متى نصوّت على المراسيم؟... وهذا قبل أن ينبهّها بعض النواب بأن المراسيم ليست من صلاحيات النواب ولا يجري التصويت عليها، بل إن الحكومة هي الجهة التي تُصدرها. كذلك، ذكر مقال «لوكانار أنشينيه» أن النائبة «كذبت على الملأ حين أعلنت في وسائل الإعلام أنها بحكم تكوينها القانوني ومعارفها قادرة على ممارسة نشاطها النيابي على أكمل وجه، بينما نبقى مصدومين بجهلها لأبسط عناصر لغة المشرع وهو التفريق بين القانون والمرسوم». أما نواب المعارضة فقد انتقدوا بشدة سير أعمال لجنة القوانين التي ترأسها برون بيفيه، ونقل عن نائب المعارضة الاشتراكي أوليفيه دوسومبت قوله بأنه لم يشهد في حياته لجنة بهذا القدر من «الفوضوية». الانتقادات التي طالت مهنية برون بيفيه شملت أيضاً إعفاءها من العمل كل يوم أربعاء الذي كانت قد طلبته من أجل الاهتمام بأطفالها بينما بعض الملفات لا تحتمل الانتظار، وحادثة الميكروفون الذي تركته مفتوحاً بعد إحدى الجلسات حين سُمعت وهي تنتقد زملاءها في البرلمان، مما اضطرها إلى تقديم اعتذار رسمي. حملة الهجوم هذه لم تتوقّف عند هذا الحّد، بل زادت حدّة بعدما شاركت برون بيفيه في لجنة تحقيق برلمانية في «قضية بنالا». وهنا نذكّر بأن ألكسندر بنالا كان مساعداً لمدير مكتب الرئيس ماكرون جرى توقيفه ووضعه رهن الحجز الاحترازي بعدما نشرت صحيفة «لوموند» شريط فيديو يظهر فيه وهو يضرب متظاهراً في يوم عيد العمال منتحلاً صفة رجل أمن، الأمر الذي أدى إلى إقالته من مهامه. لجنة التحقيق البرلمانية هوجمت بشدة يومذاك لأنها لم تسلّط الضوء على مسؤولية الإليزيه (أي الرئيس ماكرون) في ممارسات بنالا بما فيه الكفاية. كذلك تعرّضت برون بيفيه تحديداً لهجمات معادية للسامية، وتلّقت رسائل تهديد عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كشفت عنها النائبة بنفسها على «تويتر» وفي مجلس النواب الذي علّق جلسته تضامناً معها وتّم فتح تحقيق في القضية.

- المحاماة والنشاط الخيري

في حوار مع صحيفة «لونوفيل إكونوميست» تتذكر يائيل برون بيفيه أنها حلُمت بمهنة المحاماة منذ نعومة أظافرها حين عثرت في مكتبة والديها على كتاب جيل بيرو «السترة الحمراء» فانبهرت بكل تفاصيل قضية القاتل كريستيان غنوشي، المعروف أيضاً بكونه آخر سجين يحكم عليه بالإعدام في فرنسا. وأنها «رغم طبعها المتّمرد وشخصيتها العنيدة» كانت تتقّبل نصائح والديها بصدر رحب، ولا سيما والدتها التي شجعّتها مع أخيها على المواظبة في الدراسة والتفوق لإحراز النجاحات والوصول إلى منزلة اجتماعية مرموقة. وبالفعل، بعد حصولها على شهادة القانون الجنائي، عملت يائيل في مكتب أكبر المحامين الفرنسيين وهو إرفيه تميم الذي تقول إنه من علّمها مبادئ المحاماة. وهي تذكر كيف أنه هبّ لمواساتها حين خسرت أول دعوى قضائية لها بصفتها محامية المساعدة القانونية بقوله: «عليك أن تتذكري أن العدالة لن تأتي دائماً في موعدها... لا بأس هي ليست نهاية العالم.....». وعن هذه الكلمات تقول النائبة: «لم أنسها البتة لأنها كانت تساعدني على التهوين من الإحباط حين أشعر بالظلم». وبعد بضع سنوات أمضتها النائبة في الخارج مع عائلتها بعيداً عن أي نشاط مهني، عادت إلى الحياة العملية من خلال مشروع استثماري تمثّل في عرض للإيواء والسكن مقابل نقل معرفي مهما كان نوعه، فناً يدوياً أو علمياً. الفكرة لم تنجح وباعتراف برون بيفيه نفسها: «المقاولات لم تكن مناسبة لي»، ورغم المحاولات فإنها طّوت هذه الصفحة نهائياً لتتحول إلى مجال آخر يناسب أكثر قيمها ويمكّنها من خدمة المجتمع وهو النشاط الخيري. في هذا المضمار أدارت أحد المطاعم المنتمية للمنظمة الخيرية «مطاعم القلب» (بمعنى مطاعم المحبة) التي تقدم سلالاً غذائية أو وجبات غذائية ساخنة للمحتاجين واللاجئين، وهي الفكرة التي أطلقها الكوميدي الراحل «كولوش» في عقد الثمانينات وهي اليوم من أهم المنظمات الخيرية والمنتشرة في كامل أرجاء فرنسا. وفي عام 2014 أشرفت على افتتاح مطعم خيري جديد واهتمت بإدارته، إضافة لمركز مجاني للاستشارات القانونية يستفيد منه المحتاجون وكل من يحتاج لمساعدة محامي. الدفاع عن حقوق المرأة من القضايا القريبة على قلب برون بيفيه أيضاً، وهي التي خصّصت أول زيارة لها بعد توليها منصب رئيسة الجمعية لمركز «بيت النساء»، الذي يهتم بضحايا العنف الجنسي والعائلي واستقبال طلبات الإجهاض العاجلة. وكانت المناسبة التي أكدت فيها الرئيسة دعمها الكامل لكل القضايا التي تحسن وضع المرأة. وعلى ضوء تداعيات صدور حكم إسقاط حق الإجهاض في الولايات المتحدة فإن أولى جلسات المناقشة التي تنتظر الرئيسة الجديدة بعد الاهتمام بالقدرة الشرائية للفرنسيين ستكون مشروع تكريس حق الإجهاض في الدستور الفرنسي.

- العائلة تأتي أولاً

في حوار مع قناة «فرانس 3» صرّحت برون بيفيه بأنها، ورغم إحساسها بالتألق في حياتها المهنية، فإن عائلتها لا تزال مركز اهتمامها وإحدى أولى أولوياتها... وقد كانت كذلك منذ البداية. فهي أم لخمسة أطفال في مراحل تعليمية مختلفة، وكانت قد جمّدت عملياً نشاطها المهني من أجل التفرغ لتربيتهم حين تلقى زوجها عرضاً للعمل خارج فرنسا. وكشفت برون بيفيه بأنها مرت بمرحلة كان فيها التوفيق بين عملها والاهتمام بأطفالها مستحيلاً، فاختارت أن تتفرغ لهم أكثر من ثماني سنوات بانتظار أن يكتسبوا القدر الكافي من الاستقلال الذاتي.

خلال هذه الفترة أقامت عائلتها في تايوان والبرتغال واليابان التي ولد فيها طفلاها الأخيران. وهي حريصة رغم مسؤولياتها الكثيرة - وبفضل تنظيم مُحكم - على الالتقاء بعائلتها على الأقل مرتين في الأسبوع حول وجبة غذاء تجرى فيها مناقشة مواضيع مختلفة، بما فيها السياسية، والبقاء على اتصال دائم مع كل أفراد عائلتها.

- بطاقة هوية

* ولدت يائيل برون بيفيه يوم 7 ديسمبر (كانون الأول) من عام 1970 بمدينة نانسي، في شمال شرقي فرنسا

* حاصلة على شهادة في القانون الجنائي من جامعة باريس - نانتير، وهي عضو في نقابة المحاميين منذ 1996

* متزوجة من فياني بيفيه، المسؤول في مجموعة لوريال لمستحضرات الجميل، وأم لخمسة أطفال (بنتين وثلاثة صبيان)

* متحدرة من أصول يهودية بولندية وألمانية، وكان جداها (لجهة والدها) فرّا إلى فرنسا هرباً من النازيين خلال الثلاثينات، ولم يكن بحوزتهما سوى حقيبة واحدة.

* في عدة تصريحات وصفت نفسها بأنها محافظة على تراثها اليهودي، لا سيما، ما يخّص الأعياد وعادات وتقاليد الطبخ التي كانت تمارسها في طفولتها، لكنها لا تطبق الأعراف الدينية.

* والدتها نشأت في ملجأ للأيتام، وبعد تلقيها التدرب على الآلة الكاتبة استقلت مادياً وتركت الملجأ، أما والدها فموظف في شركة للملصقات الإعلانية، ولديها أخ واحد.

 

سوريا... حروب صغيرة ومعارك كبيرة

(تحليل إخباري)/لندن: إبراهيم حميدي/الشرق الأوسط/09 تموز/2022

هل يمكن توقع «حروب صغيرة»، في القريب الآجل أو العاجل، تحرك الجمود المستمر في سوريا؟ ما هي أولويات الدول الفاعلة والمراقبة للملف السوري؟ وأين هي اهتمامات السوريين داخل البلاد و«دويلاتها» الثلاث؟ وكيف يتعامل السوريون مع «المعارك الكبيرة» الخاصة بالعيش؟

أولاً: «حرب مسودات»: اتجهت أنظار ملايين السوريين إلى المواجهة الدبلوماسية في مجلس الأمن الدولي في نيويورك، بين الدول الغربية وروسيا، حول تمديد القرار الدولي لإيصال المساعدات عبر الحدود التركية و«عبر خطوط» التماس داخل البلاد، مع قرب انتهاء ولاية القرار الحالي يوم غد.

موسكو تريد حصر القرار الجديد بستة أشهر بدلاً من 12 شهراً؛ كي تعيد الدول الغربية للتفاوض مرتين كل سنة، لأسباب كثيرة بينها الحرب الأوكرانية. وتريد روسيا أيضاً، تغيير لغة القرار الدولي وإضافة تمويل الكهرباء في مشاريع «التعافي المبكر»، للاقتراب من ملف الإعمار الذي تفرض الدول الغربية شروطاً سياسية للمساهمة فيه، إضافة إلى توسيع المساعدات «عبر الخطوط» الداخلية للدفع نحو توسيع العلاقات مع دمشق. ومن المقترحات الأخرى، حذف أي إشارة لـ«اللجنة الدولية للصليب الأحمر» وجهودها، لـ«معاقبتها» على مواقف عدة، بينها تأييد خطة دولية لإنشاء آلية أممية لمتابعة ملف المفقودين في سوريا.

ثانياً، غارات واختبارات: قامت روسيا ثلاث مرات على الأقل بقصف مواقع قرب القوات الأميركية في قاعدة التنف، جنوب شرقي سوريا، وأماكن أخرى. ولم تعط موسكو جيش واشنطن الوقت الكافي بموجب ما تقتضيه «مذكرة منع الصدام» بينهما في 2017. والواضح، أن هذا سيتكرر كثيراً مع دخول أوكرانيا في «حرب استنزاف» غربية - روسية، ما يثير قلقاً من احتكاكات عسكرية بين القوى الكبرى في سوريا قد تكون مفصلية.

ثالثاً، خطوط جديدة: لأول مرة، قصفت إسرائيل مناطق جنوب طرطوس قرب القاعدة الروسية وشمال حدود لبنان، قيل أنها كانت تحوي أصولاً عسكرية لـ«حزب الله». قبل ذلك، قصفت تل أبيب مطار دمشق الدولي وأخرجته عن العمل لأيام. والواضح أن روسيا قيدت جزئياً حركة إسرائيل في سوريا، بسبب موقف تل أبيب من حرب أوكرانيا. وقد يحصل احتكاك عسكري متعدد في سوريا (أو لبنان)، إذا تفاقمت الحرب العلنية في أوكرانيا و«حرب الظل» في إيران.

رابعاً، توغلات تركية: استند الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى تحسن موقفه التفاوضي بعد حرب أوكرانيا، للتلويح بعملية عسكرية «هي الأكبر» شمال سوريا. لكن التهديدات قوبلت برفض أميركي شرق الفرات وتحذيرات من «تهديد الاستقرار» بين خطوط التماس السورية. أيضاً، قوبلت بوساطة روسية. وبالفعل، كثفت موسكو اتصالاتها العلنية والسرية بين دمشق وأنقرة لـ«إجهاض العملية العسكرية». ودخلت إيران على الخط عبر جولة مكوكية للوزير حسين أمير عبداللهيان بين العاصمتين. لكن الكلمة الكبرى كانت لروسيا. العملية العسكرية التركية جمدت، لكن نيات إردوغان موجودة وتفتح الباب لتصعيد محتمل... وحرب صغرى.

خامساً، «منطقة آمنة»: تحدث الأردن قبل سنوات عن «منطقة أمنة» شمال حدوده جنوب سوريا. لم تنفذ الخطة، حيث توكلت روسيا بالقيام بدور عسكري لتوفير الاستقرار في محافظات درعا والقنيطرة والسويداء. وقبل أشهر، بادرت عمان للتطبيع مع دمشق، واقترحت «خطوة مقابل خطوة». التقارير تشير إلى شكوى أردنية من تدفق المخدرات والتهريب عبر الحدود، وتصاعد الاغتيالات والفلتان في أرياف الجنوب السوري. والجديد، أن عمان حذرت من تصعيد محتمل، ولوحت بإعادة طرح خطة «المنطقة الآمنة» للضغط على دمشق وتحريك موسكو للتحرك. وتزامن هذا مع تسليح أميركي نوعي لفصائل معارضة تقيم في قاعدة التنف قرب حدود الأردن.

سادساً، تطبيع عربي: خطوات التطبيع الثنائية بين عواصم عربية ودمشق مستمرة ببطء. وهناك من يربط بين العفو الذي أصدره الرئيس بشار الأسد عن متهمين بـ«جرائم إرهاب» وهذه الخطوات. لكن، إلى الآن، ليس هناك إجماع على إعادة دمشق إلى الجامعة العربية في قمة الجزائر في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. ما هو الجديد؟ هناك اقتراح جزائري بأن يأتي وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى الجزائر لمحادثات ثنائية بالتزامن مع انعقاد القمة، أو دعوة سوريا مع تركيا وغيرها بصفة «مراقب». وتبلور هذه المقترحات رهن بالتطورات الجارية وحروبها، في الأشهر السابقة للقمة.

سابعاً، المعركة الاقتصادية: لا جديد بذكر الأزمة الاقتصادية ومعركة السوريين مع العيش. فهي تتفاقم مع ازدياد معدلات الفقر، أو على الأقل ليست هناك حلول عميقة. وصلت ناقلات نفط إيرانية، وجرى تشغيل جزء من محطة كهرباء في حلب. واستؤنف الحديث عن خط الغاز العربي. لكن مؤشرات زيادة الهجرة والشكوى والفجوة واضحة: هجرة الشباب والحرفيين إلى الخارج، وشكوى الموالين للنظام من عدم تحسن الأوضاع في معاقلهم، وفجوة هائلة بين «أثرياء الحرب» و«ضحايا الحرب».

لا شك في أن تغييراً سيحصل عاجلاً أم آجلاً في نقطة أو أخرى، وأن «حرباً صغرى» ستشتغل في ساحة أو أخرى، وأن نصراً هنا سيعانق هزيمة هناك، لكن أغلب الظن، أن «معركة العيش» استقرت على انهيارات ومعادلات يحتاج حلها وتفكيكها إلى سنوات وسنوات من الخطوات والتفاهمات والحياكات للخروج من «الليل الطويل».   

 

الأسد يزور محافظة حلب للمرة الأولى منذ اندلاع النزاع وتفقد محطة رئيسية لتوليد الكهرباء وأخرى لضخ المياه

دمشق - لندن/الشرق الأوسط/09 تموز/2022

زار الرئيس السوري بشار الأسد، الجمعة، محطة رئيسية لتوليد الكهرباء وأخرى لضخ المياه في شمال سوريا، وفق ما أعلنت الرئاسة، في أول زيارة معلنة لمحافظة حلب منذ اندلاع النزاع المستمر منذ أكثر من 11 عاماً. وأفاد حساب الرئاسة السورية على تطبيق «تلغرام» بأن الأسد شارك العمال والفنيين بمحطة ضخ المياه في تل حاصل بريف حلب «انطلاق عمليات الضخ الفعلية والدائمة للمياه إلى منطقة السقوط الشلالي في حندرات لتغذي بذلك نهر قويق ويبدأ معها سريان المياه في النهر وعبورها بين أحياء وشوارع مدينة حلب». وأوضحت الرئاسة أن هذه المياه ستروي بعد خروجها من مدينة حلب نحو 8500 هكتار من الأراضي الزراعية في سهول حلب الجنوبية. ونقلت الرئاسة عن الأسد تأكيده أهمية إعادة تأهيل كامل محركات المحطة باعتبارها جزءاً مهماً من منظومة الري في سهول حلب الزراعية، والتشديد على الإسراع في إعادة تأهيل المحركين المتبقيين ضمن المحطة لري مساحات أوسع من الأراضي الزراعية، مع الاستمرار بتزويد المعامل والورشات في المدينة الصناعية بالشيخ نجار بالكميات الكافية من المياه. وكان الأسد قد افتتح محطة تل حاصل عام 2008 كجزء من مشروع لري سهول حلب الزراعية، لكنها خرجت عن الخدمة في عام 2012 خلال المواجهات بين قوات الأمن وفصائل المعارضة المسلحة. وقال الأسد للعاملين في المحطة، في شريط فيديو نقلته الرئاسة، إن «محافظة حلب وتحديداً المدينة عانت بشكل يختلف عما عانت منه كل المحافظات (...) ولا توجد مدينة كبرى عانت كما عانت مدينة حلب، لا في موضوع المياه ولا الكهرباء ولا الخدمات، ولا القذائف والدمار والإرهاب»، بحسب ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف: «من حق محافظة حلب ومدينة حلب أن تكون هي المستفيدة الأكبر من هذا الإنجاز» وهو إصلاح المحطة التي تعد من المحطات الرئيسية في سوريا ومن شأن إعادة العمل بها أن يسهم في توفير الكهرباء لحلب وضواحيها. وتعدّ هذه الزيارة الأولى للأسد إلى محافظة حلب التي خرج الجزء الأكبر منها عن سيطرة القوات الحكومية بدءاً من عام 2012، واستعادت القوات الحكومية خلال السنوات الماضية السيطرة تدريجياً على غالبية المحافظة إثر معارك حادة ضد الفصائل المعارضة وتنظيم داعش. وتعد معركة السيطرة على مدينة حلب التي كانت تعد العاصمة الاقتصادية لسوريا، أبرز انتصارات القوات الحكومية بدعم روسي وكبرى الضربات التي تعرضت لها الفصائل المعارضة التي سيطرت على الأحياء الشرقية للمدينة بين عامي 2012 و2016، حسبما ذكرت الوكالة الفرنسية. ولم تستعد الحكومة السورية حتى الآن كامل المحافظة؛ خصوصاً الشريط الحدودي مع تركيا الذي تتوزع السيطرة عليه بين «قوات سوريا الديمقراطية» وفصائل سورية مدعومة من قوات تركية. كما تسيطر «هيئة تحرير الشام» (النصرة سابقاً) على مناطق محدودة في ريفها الغربي. وبحسب الرئاسة، فإن إطلاق عمل المجموعة الخامسة من المحطة بعد إعادة تأهيلها سيولد 200 ميغاواط لتغذية محافظة حلب بالطاقة الكهربائية. واستعاد الجيش السوري السيطرة على المحطة في 2016 إثر معارك مع «داعش» الذي استولى عليها في 2014. وفي فبراير (شباط) 2021، أعلنت الشركة العامة للكهرباء في حلب بدء مشروع إعادة تأهيلها بدعم إيراني. ووقعت دمشق وطهران في سبتمبر (أيلول) 2017 مذكرة تفاهم «للتعاون في مجال القطاع الكهربائي» تتضمن، بالإضافة إلى إعادة تأهيل محطة حلب، إنشاء محطة توليد طاقة في اللاذقية وصيانة وتأهيل قطاعات كهربائية في مناطق أخرى. وتأتي زيارة الأسد لحلب بعد توالي تهديدات الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بشن عملية عسكرية جديدة في ريف المحافظة الشمالي على مناطق خاضعة لسيطرة القوات الكردية.

 

العيد في جنوب سوريا... غلاء وأحوال أمنية واقتصادية وخدمية سيئة

درعا (جنوب سوريا): رياض الزين/الشرق الأوسط/09 تموز/2022

يحل عيد الأضحى هذا العام على أهالي جنوب سوريا في ظل أحوال أمنية واقتصادية وخدمية سيئة وغلاء في كل مجالات الحياة، ما تسبب في «سرقة بهجة العيد»، حسب ما قال أحمد، أحد سكان مدينة درعا. أشار أحمد، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «العيد يعود هذا العام وسط ضائقة اقتصادية ومعيشية صعبة، فالغلاء الفاحش اكتسح الأسواق». وأربك هذا الغلاء الفاحش العائلات التي وجدت نفسها أمام تحديات كثيرة تتمثل في عدم القدرة على تلبية احتياجاتها في العيد من لباس وطعام، لا سيما الأطفال الذين ينتظرون عادة العيد فرحاً بشراء الملابس الجديدة وأخذ الحلويات الجيدة والعيدية. لكن الغلاء هذا العام دفع العائلات المحدودة الدخل والفقيرة إلى اختصار الكثير من التحضيرات للعيد أو غيابها بشكل كامل، أو الاكتفاء بشراء الملابس ذات الجودة الرديئة، أو المستعملة، وهناك من لم يستطع شراء أي شيء كلياً. نزار، وهو أحد سكان ريف السويداء الغربي، قال لـ«الشرق الأوسط»، إن قيمة السلع ترتفع بشكل واضح مع اقتراب مناسبة عيد الأضحى، وزيادة الإقبال على الأسواق، مضيفاً أنه بسبب الظروف المعيشية القاهرة وغلاء المستلزمات الأساسية للحياة فضلت عائلات كثيرة الاكتفاء بتوفير أساسيات الحياة التقليدية بدل تحضيرات العيد. وأضاف أن أسوأ أنواع ألبسة الأطفال الموجودة في السوق يتراوح سعرها من 15 ألف ليرة سورية إلى 25 ألفاً للقطعة الواحدة (3950 ليرة للدولار الواحد)، بينما ملابس النساء والفتيات وصل سعرها مؤخراً من 40 ألف ليرة إلى 60 ألفاً، والرجال والشباب وصلت أسعار ألبستهم في الأسواق الشعبية إلى 35 ألف ليرة سورية للقطعة الواحدة، وأسعار الأحذية كذلك ارتفعت أسعارها بشكل جنوني. أما الملابس ذات الجودة المتوسطة فتبدأ أسعارها من 50 ألف ليرة سورية، بينما حلقت أسعار الحلويات بارتفاع كبير، حيث وصل سعر الكيلوغرام الواحد من السكاكر التي لا تحوي على الشوكولا إلى 10 آلاف ليرة سورية، في حين وصل سعر أنواع متوسط وفاخرة إلى مائة ألف ليرة سورية، أي ما يعادل مرتب الموظف السوري في الشهر.

من جهته، يقول جهاد (47 عاماً) من ريف درعا، إنه لم يستطع تحضير سوى أشياء بسيطة للعيد كشراء بعض السكاكر لتقديمها للمهنئين. ويضيف أن «الغلاء والحالة الاقتصادية والمعيشية السيئة في جنوب سوريا وفي عموم البلاد لا تحتاج إلى الشرح... كل العالم يرى ويعرف ماذا حل بالسوريين منذ سنوات. فالغلاء وسوء الأوضاع الاقتصادية والمعيشية ليسا وليدة المناسبات كالعيد. فهما مستمران منذ سنوات». ويلفت إلى أن الغياب المادي للتحضيرات «لا يحرم العائلات من التحضيرات الروحية للعيد التي لا تحتاج إلى دفع المال، والكثير من العائلات باتت تستعد لقدوم الأعياد بطريقة روحانية وتعلم وتشرح لأطفالها ذلك بأن الأعياد فرحة روحانية وإنسانية وإيمانية، تتمثل بصلاة العيد، وترديد تكبيراته طوال أيام العيد، وزيارة الأصدقاء والأقارب والأرحام وحل الخلافات». واللافت في مناطق درعا والسويداء مؤخراً وخصوصاً قبيل قدوم الأعياد مبدأ التكافل الاجتماعي من خلال مبادرات خيرية تقوم بها جمعيات خيرية وأصحاب الأيادي البيضاء. فيتم توفير كسوة العيد للعائلات الفقيرة، أو توزيع مساعدات مالية على العائلات، فيما يقوم آخرون بتبييض دفاتر الدين في محلات المواد الغذائية والصيدليات من خلال دفع المبالغ المترتبة على الأهالي الذين يستدينون من محلات المواد الغذائية والأدوية من الصيدليات. كما يعمل محسنون آخرون على شراء الأضاحي وتقديم اللحوم للعائلات الفقيرة والمحتاجة في يوم العيد. وفي هذا الإطار، قال «أبو محمد»، وهو أحد العاملين في جمعية خيرية بريف درعا الشرقي، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، إنهم استطاعوا جمع مبالغ مالية تقدر بـ70 مليون ليرة سورية خلال أسبوع مقدمة من المغتربين من أبناء المنطقة، مضيفاً أن هذا المبلغ لا يغطي كامل المنطقة والمحتاجين فيها، نتيجة لارتفاع الأسعار وزيادة نسبة الفقر في البلاد، وزيادة أعداد المحتاجين والعائلات الفقيرة بشكل كبير خلال هذا العام.

 

«يوم قاتم» يمنع المساعدات الإنسانية عبر الحدود الى ملايين السوريين

روسيا تستخدم وحيدة «الفيتو» في مجلس الأمن ضد قرار غربي… واقتراحها يحصل فقط على صوتين

واشنطن: علي بردى/الشرق الأوسط/09 تموز/2022

أخفق أعضاء مجلس الأمن أمس الجمعة في المحافظة على شريان الحياة الوحيد للمساعدات الإنسانية من الأمم المتحدة الى نحو أربعة ملايين من السوريين عبر الحدود من تركيا، بعدما استخدمت روسيا وحيدة امتياز النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار قدمته ايرلندا والنرويج لمواصلة ايصال المعونات لمدة ستة أشهر يجري تمديدها لستة أشهر أخرى بعد تقرير من الأمين العام للأمم المتحدة في هذا الشأن. وكذلك أخفق مشروع القرار الروسي المضاد في التمديد لستة أشهر فقط كما ترغب موسكو. لكن اقتراحها لم يحصل إلا على صوتين. ولم تفلح الجهود الدبلوماسية التي بذلتها القوى الغربية، ولا سيما الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، بالإضافة الى المسؤولين الكبار لدى الأمم المتحدة، في اقناع روسيا بأن الوقت غير مناسب للتوجه نحو ايصال هذه المساعدات الملحة من المناطق التي تسيطر عليها القوات السورية بقيادة الرئيس بشار الأسد عبر الجبهات وخطوط القتال الى المناطق الخاضعة لسيطرة قوى المعارضة في شمال غرب البلاد.

وبعد مفاوضات مضنية استمرت أياماً عديدة، استهل اجتماع مجلس الأمن أمس الجمعة بالوقوف دقيقة صمت على روح رئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي الذي اغتيل أمس والرئيس الأنغولي السابق ادواردو دوس سانتوس الذي توفي قبيل يومين.

وقبيل حصول عملية التصويت أولاً على مشروع القرار الذي قدمته ايرلندا والنرويج بدعم من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وغيرها، طلبت المندوبة النرويجية منى يول الكلام، فأوضحت أن النص الأولي يطلب التمديد لمدة 12 شهراً بدعم من غالبية الدول الأعضاء، موضحة أن النص المعدل يطلب التمديد لمدة 6 أشهر زائداً 6 أشهر. وطلبت من جميع الدول الأعضاء الموافقة على هذه التسوية. وقالت المندوبة الأميركية ليندا توماس غرينفيلد إن بلادها وافقت على التسوية التي اقترحتها النرويج وايرلندا لتلبية الحاجات الملحة لملايين المحتاجين. وإذ حضت على التصويت لمصلحة هذا القرار، وصفت روسيا من دون أن تسميها بأنها ”عدوة الخير“ بالنسبة الى الشعب السوري، معتبرة أن التصويت ضد القرار هو بمثابة ”حكم بالإعدام“ على 4.1 ملايين السوريين في شمال غرب البلاد. وحصل مشروع القرار هذا على 13 صوتاً. وامتنعت الصين عن التصويت، فيما مارست روسيا حق النقض (الفيتو)، مما أجهض المشروع.

وعبرت المندوبة الايرلندية جيرالدين بيرن نايسون عن خيبة أمل بلادها الشديدة لاستخدام روسيا الفيتو ضد هذه التسوية، معتبرة أن ”هذه ليست نهاية الطريق لايصال المساعدات الى السوريين“. ودعت الى التوافق على مشروع قرار جديد لتمرير المساعدات في أقرب وقت ممكن.

ورأت المندوبة الأميركية أن ”هذا يوم قاتم“ في مجلس الأمن بسبب خيار دولة واحدة هي روسيا، التي استخدمت ”الفيتو بشكل مخز“، داعية الى مواصلة المحادثات بهدف استمرار تدفق المساعدات للسوريين.

وعبرت المندوبة البريطانية بربارة وودوارد عن ”الأسف الشديد لاستخدام روسيا بشكل غير مسؤول الفيتو ضد المشروع“ المقترح. ورأى نائب المندوب الروسي ديمتري بوليانسكي أن الدبلوماسيين الايرلنديين والنرويجيين ”لم يعثروا على أفضل طريقة للحصول على تسوية“، مؤكداً أن بلاده استخدمت الفيتو لأن مشروع القرار ”تجاهل دمشق التي ينبغي أن تكون المستفيد الأول من القرار“. وطلب التصويت لمصلحة مشروع القرار المضاد التي قدمته روسيا لتمديد المساعدات لستة أشهر فقط. وعرض رئيس المجلس مشروع القرار الروسي بالفعل على التصويت، فأعلنت المندوبة الأميركية قبل ذلك أنها ستصوت ضده، أي أنها ستستخدم حق الفيتو. وعندما عرض على التصويت، حصل الشروع الروسي على صوتين فقط، فيما صوتت ثلاث دول ضده، وامتنعت عشر دول عن التصويت.

وبذلك، إذا لم يجر التصويت على مشروع قرار جديد، ستنتهي الأحد بشكل كلي عمليات ايصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود ابتداء من هذا الأحد. وأفادت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي، بأن السنين العشر الأولى من النزاع السوري أدى إلى مقتل أكثر من 300 ألف مدني، وهذا أعلى تقدير رسمي لعدد الضحايا المدنيين. وتسيطر المعارضة السورية على شمال غربي البلاد، وتعد إدلب معقلاً لـ«هيئة تحرير الشام»، أقوى جماعة مسلحة مرتبطة بـ«القاعدة». ودعت روسيا مراراً إلى تكثيف إيصال المساعدات الإنسانية إلى الشمال الغربي من داخل سوريا عبر خطوط القتال. وهذا من شأنه أن يمنح حكومة الرئيس السوري بشار الأسد سيطرة أكبر. وبدأت عمليات إرسال المساعدات عبر الحدود إلى سوريا عام 2014 بموجب القرار 2139. ومنذ ذلك الحين، جرى تجديد هذه العمليات بقرارات صدرت سنوياً، وصولاً إلى القرار 2585 لعام 2021. وفي أوائل يوليو (تموز) 2020، استخدمت الصين وروسيا حق النقض (الفيتو)، ضد قرار للأمم المتحدة كان من شأنه الإبقاء على نقطتي عبور حدوديتين من تركيا لتقديم مساعدات إنسانية إلى إدلب. وبعد أيام، سمح مجلس الأمن بإيصال المساعدات عبر واحد من المعابر فقط: باب الهوى. وفي تسوية مع روسيا، تم تمديد هذا التفويض لمدة عام في 9 يوليو (تموز) 2021، لمدة ستة أشهر، مع ستة أشهر إضافية تخضع لـ«تقرير موضوعي» من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش. وكان هذا بالفعل تفويضاً لمدة عام، لأنه لم تكن هناك حاجة إلى قرار ثانٍ، وينتهي هذا التفويض غداً (الأحد).

 

باريس تنوي طرد أي أجنبي ارتكب أعمالاً خطيرة

وكالة فرانس برس/09 تموز/2022

تنوي الحكومة الفرنسية السماح بطرد “أي أجنبي ارتكب أعمالاً خطيرة” برفع شرط سن الوصول إلى فرنسا، على ما أعلن وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانين في مقابلة مع النسخة الإلكترونية من صحيفة لوموند اليوم السبت. وقال: “حالياً، لا يمكن ترحيل الأجنبي الذي ارتكب أعمالاً خطيرة ما لم يستوف شروطاً معينة، مثل الوصول إلى الأراضي الفرنسية قبل أن يبلغ الثالثة عشرة”. وأضاف: “نريد السماح بطرد أي أجنبي أُدين بارتكاب عمل خطير قضائياً، بغض النظر عن وضع إقامته في البلاد”.

 

أميركا: هذا ما يعيق تقدّم الروس في دونباس

 سكاي نيوز عربية/09 تموز/2022

أكدت وزارة الدفاع الأميركية بياناً أن قصف مخازن القوات الروسية في أوكرانيا تسبب بمشكلة لدى القوات المقاتلة. وبينما أشارت وزارة الدفاع إلى أن الروس لا يحققون تقدما يذكر، أكدت أن الأوكرانيين يدافعون بشدة. كما شكك مسؤول رفض الكشف عن اسمه، في إمكانية تحقيق القوات الروسية أي تقدم خلال الأيام القادمة. واعتبر أن إصابة مخازن الأسلحة الروسية بعيدا عن خطوط المواجهة تسببت بمشكلة لدى الروس وأثّرت على تقدمهم في دونباس.

 

إيران تقول خطة أمريكا وإسرائيل بشأن اتفاق دفاعي مع دول عربية ستزيد التوتر

وطنية/09 تموز/2022

قالت وزارة الخارجية الإيرانية اليوم إن خطط الولايات المتحدة وإسرائيل لعقد اتفاق دفاع مشترك مع دول عربية لمواجهة تهديد الطائرات المسيرة والصواريخ الإيرانية لن تؤدي إلا إلى زيادة التوتر في المنطقة. ونقلت وكالة" رويترز"عن المتحدث باسم الوزارة ناصر كنعاني قوله: "دخول الأجانب إلى المنطقة ... لن يجلب الأمن والاستقرار بل هو في حد ذاته السبب الرئيسي للتوتر والخلافات الإقليمية".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لبنان: «حزب الله» في البحر... مفاوضاً لا مقاتلاً وسط مظاهر العجز الرسمي عن إحداث أي تغيير

بولا أسطيح /الشرق الأوسط/09 تموز/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/109958/%d8%a8%d9%88%d9%84%d8%a7-%d8%a3%d8%b3%d8%b7%d9%8a%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%b1%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%88%d8%b3%d8%b7-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a8/

غيّرت المسيّرات الاستطلاعية الـ3 التي أرسلها «حزب الله» اللبناني أخيراً باتجاه ‏المنطقة البحرية المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل مسار المفاوضات، التي كان يفترض أن تُستأنف قريباً بين الطرفين المستعجلين لاستخراج الغاز وثرواتهما البحرية الأخرى... وهذا، في مرحلة تبدو أوروبا في حاجة ماسة إلى مصادر بديلة عن الغاز الروسي. وعلى الرغم من استيعاب الحكومة اللبنانية إلى حد كبير تبعات ما حصل من خلال إعلانها أن العملية «جرت خارج إطار مسؤولية الدولة والسياق الدبلوماسي»، يرى مراقبون أن ما قبل دخول «حزب الله» مباشرة على خط الترسيم بمسيّراته لن يكون لا شك كما بعده. وهذا سيكون الواقع سواءً استخدمت الدولة اللبنانية ورقة الحزب للضغط على إسرائيل من أجل تحسين شروطها التفاوضية - رغم تعريتها العملية من الغطاء الشرعي -، أو فاقمت التطورات الأخيرة الضغوط الدولية التي يتعرض لها لبنان لتقديم تنازلات في ملف الترسيم. فتحت المستجدات في منطقة الحدود البحرية المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل، وتحديداً إرسال «حزب الله» 3 مسيرات استطلاعية «غير مسلّحة»، الباب واسعاً أمام العديد من التساؤلات إن كان حول تلك المرتبطة بالقدرات العسكرية البحرية لـ«حزب الله»، أو ما إذا كان الحزب يرغب فعلياً في حل دبلوماسي في ملف الترسيم... وصولاً إلى ما إذا كانت كل التطورات تمهّد لعمل عسكري كبير يبدأ في المنطقة البحرية المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل، ليتحوّل فيما بعد براً وجواً... ويتوسع ليشمل رقعة واسعة من منطقة الشرق الأوسط.

- قدرات «حزب الله» البحرية

الصحافة الإسرائيلية انشغلت خلال الأيام القليلة الماضية، وبالذات، بعد إسقاط الدفاعات الإسرائيلية مسيّرات «حزب الله» الاستطلاعية، بتحديد قدرات الحزب البحرية. ولقد كشف موقع «والا» الإسرائيلي، عن أن غوّاصين من «حزب الله» قاموا بعملية بحرية لفحص تكنولوجيا الجيش الإسرائيلي للرصد تحت الماء عام 2016. وأفاد الموقع الإسرائيلي نفسه، بأن تال باري، رئيس قسم الأبحاث في مركز «ألما» الإسرائيلي للتحديات الأمنية في الشمال، كشف عن أنه «في عام 2016، تم تسجيل حادثة غير عادية في سجلات عمليات البحرية. وبعد تحقيق معمق وفحص للبيانات والاستخبارات، اتضح أن غواصين من قوة النخبة في (حزب الله)، وصلوا في حالة واحدة على الأقل، إلى منطقة الحدود البحرية وعبروا الجانب الإسرائيلي لفحص تكنولوجيا الرصد الإسرائيلية تحت الماء. وفي حالة أخرى خلال ذلك العام، سقطت عوّامة وضعتها البحرية على الحدود في أيديهم وانجرفت إلى الجانب اللبناني». وذكر باري أيضاً، أن الحزب المدعوم من إيران طوّر ثلاث قدرات في الساحة البحرية، هي: إصابة منصة معرفة بأنها هدف ثابت كبير جداً، وضرب سفينة، ومداهمة الشواطئ الإسرائيلية. وأشار المصدر الإسرائيلي إلى أن «عدد أفراد الوحدة البحرية التابعة لـ(حزب الله) يبلغ مئات الجنود من جيش يصل إلى عشرات الآلاف على أساس منتظم». وبحسب أقواله، فإن «الهدف من الوحدة البحرية هو تمكين (حزب الله) من العمل بمساعدة الكوماندوز والأسلحة المخصصة». على صعيد متصل، في فبراير (شباط) الماضي نشرت صحيفة «معاريف» مقالاً عن مناورة بحرية إسرائيلية قبالة ساحل مدينة عكا، تحاكي قوة «حزب الله» البحرية، مع تنامي الخوف من تزايد قدراته في هذا القطاع ما دفع القوات الإسرائيلية لبدء تدريبات بمحاكاة عمليات قد يعمد الحزب لتنفيذها ضد قطعها البحرية.

- مهام تتجاوز الاستطلاع

من جهته، يؤكد قاسم قصير، الكاتب والمحلل السياسي المتخصص في شؤون «حزب الله»، أن قدرات «حزب الله» البحرية تطوّرت كثيراً خلال السنوات الماضية. ويضيف قصير في تصريح لـ«الشرق الأوسط» موضحاً «بعد مفاجأة حرب 2006، حين استخدم الحزب صاروخ أرض - بحر لاستهداف البارجة الإسرائيلية بات لديه اليوم، إلى جانب الصواريخ والمعدّات العسكرية الحديثة، قدرات بشرية للعمل العسكري بحراً، وسط معلومات مؤكدة عن وجود كوادر مختصة بالعمل البحري ووحدات خاصة من الغواصين». ووفق كلام قصير، فإن «المسيّرات التي لدى الحزب، وتُستخدم فوق البحر والبر، يمكن أن تقوم بمهمات استطلاعية، كما أن تنقل صواريخ ومتفجرات... ولا شك أن أي حرب مقبلة بين الحزب وإسرائيل لن تقتصر على البحر الذي سيكون أحد ملاعبها. ثم إن العملية الأخيرة التي قام بها وشملت إرسال 3 مسيرات إلى حقل كاريش، لم يكن هدفها الاستطلاع حصراً أو توجيه إنذار... إنما أيضاً بعث رسالة بأن لدى الحزب طائرات قادرة أن تستهدف أهداف بحرية».

- محيط سفينة التنقيب

قدرات الحزب تحدّث عنها أيضاً العميد المتقاعد الدكتور هشام جابر، رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية في بيروت، خلال لقاء مع «الشرق الأوسط». ومما قاله جابر، أن لدى «(حزب الله) قدرات عسكرية بحرية متطورة، بدءاً بالمسيّرات المسلحة وغير المسلحة، وصواريخ (ياخونت) أرض – بحر روسية الصنع، حيث إن لا قبة حديدية قادرة على التصدّي لها، وكذلك بحوزته 50 صاروخاً قادراً على تدمير منصات النفط والغاز، ورجال ضفادع، وألغام بحرية، وزوارق متعددة الأنواع، بالإضافة إلى غواصات صغيرة مسيّرة». واعتبر الدكتور جابر، أن «المسيّرات التي أرسلها الحزب أخيراً ستجعل إسرائيل تعدّ للعشرة قبل البدء بعمليات التنقيب في حال عدم التوصل لاتفاق مع لبنان»، حسب تعبيره. وأردف «كما أنه من غير المستبعد أن يرسل الحزب مسيّرات مسلحة تقصف أهدافاً قرب السفينة اليونانية التي باتت قرب حقل كاريش بهدف التنقيب، لتغادر المنطقة متنازع عليها... خاصة أنه - حسب جابر - لا يحق لها أو لغيرها بحسب القوانين الدولية أن تقوم بأي عمليات في منطقة متنازع عليها».

- تطوّر موقف الحزب

الجدير بالذكر، أن «حزب الله» كان قد غاب أو تغيب طويلاً عن المشهد بعد انطلاق المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل، في العام 2020، بوساطة أميركية. والحال، أنه تجنب مقاربة الملف، مختاراً وضعه في «عهدة الدولة اللبنانية ورئيس الجمهورية» العماد ميشال عون، وهذا بعدما كان قد «وكّل» في وقت سابق رئيس المجلس النيابي نبيه برّي صياغة ما عُرف بـ«اتفاق الإطار»، الذي قال وقتها، إنه يحدد المسار الذي يجب سلوكه في المفاوضات. والمعروف أن رئيس الجمهورية ورئيس المجلس النيابي حليفان سياسيان للحزب. ثم في نهاية مايو (أيار) الماضي، قال أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله، صراحة «إننا كمقاومة نقف خلف الدولة، ونحن نثق بالمسؤولين المتصدين لهذا الملف... ونحن لا نتدخل في هذا الملف». غير أنه في التاسع من يونيو (حزيران) الفائت - أي بعد نحو أسبوع من موقفه السابق - ومع الإعلان عن وصول باخرة يونانية للتنقيب عن الغاز إلى مقربة من حقل كاريش الواقع على خط 29 أي المنطقة المتنازع عليها مع إسرائيل، خرج نصرالله ليعلن توكيل النائب السابق نواف الموسوي بمتابعة الملف المرتبط بالثروة النفطية والغازية في البحر كما في اليابسة. وأطلق هذه المرة مواقف تصعيدية داعية لإبعاد السفينة اليونانية ووقف أي عمليات تنقيب، قائلاً «المقاومة في وظيفتها الأساسية حماية لبنان وثرواته، وهو واجب خلقي ووطني وديني وجهادي. ولأنها كذلك؛ فهي لا تستطيع مكتوفة الأيدي أمام نهب ثروات لبنان، ولن تقف مكتوفة الأيدي». ومن ثم أعلن، أن «كل الخيارات أمام المقاومة مطروحة، ومن دون أي تردد».

- موقف «لبنان الرسمي»

في هذه الأثناء، فور تبلغ لبنان الرسمي (أو السلطة السياسية اللبنانية) بموضوع سفينة التنقيب اليونانية، جرى استدعاء الوسيط الأميركي بملف الترسيم آموس هوكشتاين إلى بيروت «للاعتراض على الإجراءات الإسرائيلية» الجديدة و«حثه على إحياء وساطته»، ومعها المفاوضات التي كانت قد جُمِّدت في العام الماضي. وبالمناسبة، كانت هذه المفاوضات قد جُمّدت في أعقاب توسيع لبنان المساحة التي يطالب بها بنحو 1400 كيلومتر مربع في المنطقة المتنازع عليها من الحدود، وهي تقع ما بين ما يعرف باسم «الخط 23» جنوباً إلى «الخط 29»، بما في ذلك جزء من حقل كاريش. وحقاً، لبى هوكشتاين الطلب اللبناني، فزار بيروت منتصف الشهر الماضي، وتبلّغ هذه المرة موقفاً لبنانياً رسمياً موحّداً يقضي بالتراجع عن «الخط 29» كخط حدود والتمسك بـ«الخط 23» مع «حقل قانا» كاملاً. إلا أن الوسيط الأميركي لم يبلغ لبنان بعد ذلك بجواب إسرائيلي واضح رغم حرصه على إشاعة أجواء إيجابية. ولكن، فجأة، يوم السبت 2 يوليو (تموز) الحالي، أعلن «حزب الله»، أن «مجموعة الشهيدين جميل سكاف ‏ومهدي ياغي قامت بإطلاق ثلاثِ مسيراتٍ غير مسلحة ومن أحجامٍ مختلفة باتجاه ‏المنطقة المتنازع عليها عند حقل كاريش للقيام بمهامٍ استطلاعية، وقد انجزت ‏المهمة المطلوبة وكذلك وصلت الرسالة». بعد هذا البيان، قال الجيش الإسرائيلي، إنه اعترض ثلاث مسيّرات تابعة لـ«حزب الله» اللبناني كانت متجهة إلى منطقة حقول الغاز في مياه البحر الأبيض المتوسط. وبحسب الجيش الإسرائيلي، لم تكن المسيّرات مسلحة «ولم تشكل تهديداً حقيقياً». كذلك ذكرت المصادر العسكرية الإسرائيلية، أن هذه هي المرة الأولى التي يُسقط فيها نظام دفاع جوي محمول على سفينة حربية إسرائيلية هدفاً يقترب منه.

- استنفار... يقابل بنأي

هذه التطورات أدت إلى استنفار إسرائيلي – أميركي لاستيعاب تداعيات العملية. وصدرت مطالبة للبنان «بموقف رسمي» مما حصل من أجل مواصلة الوساطة الأميركية ومسار المفاوضات. ولكن، باعتبار أن لا حكومة في لبنان قادرة على الاجتماع، من منطلق أن الحكومة الحالية حكومة تصريف أعمال، صدر موقف «لبنان الرسمي» على لسان وزير الخارجية عبد الله بو حبيب بعد لقائه رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي. ومما قاله بو حبيب، أن العملية التي نفذها «حزب الله»، «جرت خارج إطار مسؤولية الدولة والسياق الدبلوماسي، وخصوصاً أن المفاوضات الجارية بمساعٍ من الوسيط الأميركي أموس هوكشتاين قد بلغت مراحل متقدمة». ومن ثم، أكد «دعم لبنان مساعي الوسيط الأميركي للتوصل إلى حل يحفظ الحقوق اللبنانية كاملة بوضوح تام، وتعويله على استمرار المساعي الأميركية لدعمه وحفظ حقوقه». كذلك شدد وزير الخارجية (في الحكومة المستقبلة) على أن «لبنان يعتبر أن أي عمل خارج إطار مسؤولية الدولة والسياق الدبلوماسي الذي تجري المفاوضات في إطاره، غير مقبول ويعرّضه لمخاطر هو في غنى عنها»، مهيباً «بجميع الأطراف التحلي بروح المسؤولية الوطنية العالية والتزام ما سبق، وأعلن بأن الجميع من دون استثناء هم وراء الدولة في عملية التفاوض».

- مفاوضاً لا مقاتلاً

في أي حال، يُجمع الخبراء والمعنيون بملف الترسيم على أن لا مصلحة لا للبنان الرسمي ولا لإسرائيل بتصعيد عسكري وضرب المسار التفاوضي، والسبب أن البلدين في حاجة إلى استخراج ثرواتهما النفطية بأسرع وقت ممكن لسد حاجات أوروبا بعد الحرب الروسية على أوكرانيا. ورغم اعتبار البعض أن لـ«حزب الله» مصلحة بضرب المسار التفاوضي وإيجاد منطقة متنازع عليها بحرية تزيد مبررات وحجج وجوده وتمسكه بسلاحه. الدكتور هلال خشان، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في بيروت، قال خلال لقاء مع «الشرق الأوسط»، إنه «ليس هناك مصلحة لـ(حزب الله) في فشل المفاوضات لإن إسرائيل ستتجه حينها لمواصلة استخراج الغاز من كاريش وسيكون عليه الرد حتماً، بخلاف ما يحصل براً. لدى (حزب الله) حالياً ورقة مزارع شبعا وكفرشوبا المتنازع عليها ليتحجّج بها من أجل استمرار دوره وحضوره... وليس في حاجة إلى أوراق إضافية». ويتفق خشان مع قاسم قصير على أن الحزب غير معني بعرقلة المسار التفاوضي؛ إذ يشدد الأخير على أن من مصلحته وصول المفاوضات إلى خواتيمها بملف الترسيم وإنجاز اتفاق يحفظ حق لبنان وثرواته ما يسهم بالتخفيف من الأزمة الاقتصادية لأن بيئته تعاني كما باقي البيئات اللبنانية». ويلفت خشان إلى أن «لديه ملفات أخرى تبرر حقه بالمقاومة وليس في حاجة إلى مبررات جديدة». على صعيد متصل، بينما تشير المعلومات إلى جولة اتصالات فرنسية متوقعة مع إيران و«حزب الله» من أجل خفض التصعيد واستئناف مفاوضات الترسيم، وذلك بعد زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد يائير لبيد إلى باريس.

- خشان: «حزب الله» يستعرض... والإسرائيليون ما كانوا يتفرجون

> يعتبر الدكتور هلال خشان، أنه «بعدما استنجدت الدولة اللبنانية بأميركا كي ترسل مبعوثها مجدداً لاستئناف المفاوضات، وبعدما تخلى الرئيس (ميشال) عون عن الخط 29، قرّر (حزب الله)، كعادته ومن دون العودة لأحد، إرسال 3 مسيّرات غير مسلحة تم إسقاطها. لقد حصل هذا بعدما كان قد أعلن في وقت سابق أنه يقف وراء الدولة في هذا الملف وسيتحرّك تحت سقفها، لكنه بعدما وجد نفسه محشوراً بالزاوية، قام باستعراض للقول لجمهوره أنه موجود، وغير غائب عن الملف، وجاهز للتدخل، علماً بأن إسرائيل أكدت أن هذه المسيرات لم تشكل خطراً عليها». من ناحية أخرى، لا يبدو خشان مقتنعاً على الإطلاق بما يروّج له مقرّبون من الحزب لجهة أن وجود الحزب وقوته والعملية التي قام بها تشكل ورقة قوة للبنان يمكنه من خلالها تحسين شروطه بالمفاوضات. إذ يقول «صحيح أن الحزب طوّر قدراته خلال الفترة الماضية، لكن الإسرائيليين ما كانوا يتفرجون، ولا شك أن موازين القوى تميل بقوة باتجاههم. قد يكون (حزب الله) قادراً على ضرب أي سفينة إسرائيلية تنقّب في كاريش... لكن في المقابل، سيكون الرد العسكري الإسرائيلي رهيباً، والأرجح سيؤدي إلى تهجير كل سكان الجنوب. وبالتالي... تكلفة هكذا ضربة ستكون مرتفعة جداً على الحزب وجمهوره وغير قابلة للاستيعاب». ويختم خشان بالقول، إن «دور (حزب الله) بمواجهة إسرائيل انتهى عام 2000، وبعد ذلك باتت إيران تستخدمه كورقة في ملفات المنطقة».

- قهوجي: الرئيس عون يصطف بالكامل في محور «حزب الله»

> يرى رياض قهوجي، رئيس مركز «الشرق الأوسط والخليج للتحليل العسكري - أنيغما»، أن «في لبنان قوى سياسية تعارض دور ووجود (حزب الله)، وهذا ليس أمراً جديداً، لكنها قررت التعايش مع الموضوع كأمر واقع، لاعتبارها أن للحزب بُعد إقليمي يستحيل التعامل معه لبنانياً وداخليا». وأردف، أن «الحزب بات داخل الدولة العميقة وجزءاً لا يتجزأ منها، وهو منتشر في احشائها وأرجائها... والمشكلة الحقيقية تكمن في أنه خلال العهد الحالي، وبخلاف العهد السابق، أصبح هناك غياب تام للتوازن باعتبار أن الرئيس عون يصطف بالكامل في محور (حزب الله). هذا ما سبب سوء العلاقات اللبنانية مع المجتمع الدولي والاشقاء العرب وانهيار الوضع الاقتصادي... لم يعد هناك وجود للدور العربي والدولي داخل السلطة التي باتت من لون واحد هو لون محور الممانعة».

 

الكهرباء تسرق عمر اللبنانيين وتدفّعهم الثمن “من كيسهم”!

خالد أبو شقرا/نداء الوطن/09 تموز/2022

بـ47 ثانية فقط، استطاعت حملة “حقنا نعيش ع ضو” أن تكسر إحدى أخطر المسلّمات التي فرضت على اللبنانيين طوال 47 عاماً: “التدجّن” مع العتمة.

ببساطة صورت الحملة التي أطلقتها المبادرة اللبنانية للنفط والغاز LOGI مشهدية قصيرة جداً لأب مذعور، يصرخ طلباً للمساعدة، لكي لا يفقد طفلته المحاطة على سرير المستشفى بأجهزة الإنعاش المطفأة، بسبب انقطاع الكهرباء. وخلصت إلى أن لحظات العجز الأليمة هذه، هي ما يعيشه لبنان منذ مدة طويلة. حيث أن الانقطاع المنتظم للتيار الكهربائي كل يوم، يضعف الحياة.

الكهرباء حق بديهي

تحوُّل الحق البديهي بالحصول على الكهرباء إلى رفاه، ممنوع، تؤكد عضو مجلس الادارة في “المبادرة اللبنانية للنفط والغاز” (LOGI)، والخبيرة في تمويل مشاريع الطاقة كارول عياط. ولانتزاع الحق بالضوء من خلال مصادر الطاقة الواضحة والمستقبلية، دعت عياط إلى التوقيع على العريضة (موجودة على الرابط التالي:https:/‏/‏therighttopower.com ) التي تتيح الوصول بشفافية كاملة إلى النقاشات البرلمانية في قطاع الكهرباء وتحديثاتها. والضغط على النواب من أجل تسريع إقرار مشروعي القانونين المحالين من الحكومة والمتعلقين بالتوسع بانتاج الطاقة المتجددة وكفاءة الاستهلاك. والمشروعان هما:

– “مشروع قانون انتاج الطاقة المتجددة والموزعة”، الذي يضع أسساً لتعزيز انتاج الطاقة النظيفة ويتيح بيع وشراء الطاقة المتجددة من خلال اتفاقيات مباشرة لشراء الطاقة، ويسمح بالوصول إلى ما تعهد به لبنان لجهة تحقيق هدف 30 في المئة كهرباء متجددة في حلول العام 2030.

– مشروع قانون كفاءة الطاقة، الذي يهدف إلى تعزيز إدارة الطاقة بكفاءة عالية، خصوصاً أن “أنظف طاقة هي تلك التي لا نستهلكها”، بحسب عياط.

النيّة السيئة

مكونات “وصفة” كهرباء 24/‏24 وضعت منذ عقود في “خلاط” الحلول، إلا انها لم، ولن تتحول إلى “طبق” نهائي في ظل غياب الإرادة السياسية. “هذه الارادة بقيت طيلة السنوات الماضية معلقة بالحلول المؤقتة والمكلفة والمصالح الضيقة، التي تدرّ على من يدير الطاقة ثروات هائلة”، بحسب عضو المجلس الاستشاري للمبادرة اللبنانية للنفط والغاز ديانا القيسي. “فالحلول غير المستدامة قصيرة المدى التي جرى اعتمادها سابقاً، ويجري الدفع للاستمرار في اعتمادها راهناً، مثل البواخر، تعود بالمنفعة الخاصة للبعض على حساب المنفعة العامة. هذه النزعة المستشرية في قطاع الطاقة على مدار السنوات الماضية، أوصلتنا إلى إحجام كل الدول عن مساعدة لبنان وذلك على الرغم من عمق المشكلة وخطورتها التي وصلنا إليها”. وما يثير الامتعاض أن الخطط والحلول جاهزة، والمعلومات واضحة، والأرقام ظاهرة وليس هناك من عائق إلا المصالح الضيقة. وعندما توضع المنافع الشخصية جانباً، ويبدأ التنفيذ الجدي تعود المساعدات على المدى القصير، وتحل المشكلة بشكل كلي مستقبلاً. أما في حال الاستمرار بالتعنت وعدم الالتزام بالاصلاحات، التي يأتي في مقدّمها، “تعيين الهئية الناظمة لقطاع الطاقة، التراجع عن الإدارة العمودية في القطاع، تخفيض الهدر، تعديل التعرفة، تحسين الجباية ونزع التعديات على الشبكة… فان الامور ستزداد سوءاً”، برأي القيسي. و”لن يحصل لبنان على ما وعد به من غاز مصري أو كهرباء أردنية. فشروط الدول المانحة والبنك الدولي، واضحة لجهة ربط المساعدات بتحقيق الاصلاحات المطلوبة”.

منافع الاصلاح

أكثر من ذلك فان تحقيق الاصلاحات في قطاع الكهرباء، والدخول في برنامج مع صندوق النقد الدولي، سيجذب إلى لبنان “استثمارات بقيمة 5 مليارات دولار”، بحسب كارول عياط. “ستدخل هذه الاستثمارات في مشاريع الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وستساهم بالاضافة إلى تعزيز وجود الشركات وضمان نمو الاقتصاد، بخلق فرص العمل والتخفيف من حدة البطالة المستشرية”. الاولوية اليوم إذاً، للبدء بالتنفيذ، “حتى لو كانت الانطلاقة من الخطة الاخيرة لوزارة الطاقة”، بحسب عياط. فـ”على الرغم من إمكانية إدخال بعض التحسينات عليها، إلا أن تنفيذها كما هي يبقى أفضل بما لا يقاس من إهمالها كلياً ووضعها في الجوارير على غرار الخطط التي سبقتها”.

جدلية رفع التعرفة

واحدة من العقد الاساسية التي تؤخر البدء بتنفيذ الخطة المقرة هي عدم القدرة على تعديل التعرفة قبل تحسين التغذية. وعلى هذا الأساس “ستبقى معدلات التغذية ضئيلة جداً تناهز الصفر في أكثر الايام وفي أغلبية المناطق”، بحسب عياط. و”سيبقى المواطن مضطراً إلى شراء الكهرباء من المولدات الخاصة بسعر يفوق النصف سنت ويصل إلى الدولار”. حيث أن أقل تعرفة للمولدات بلغت هذا الشهر 18 ألف ليرة تضاف إلى 10 دولارات (286 ألف ليرة) لاشتراك 5 أمبير. وعليه تدفع العائلة على أقل تعديل مقابل استهلاك لا يتجاوز 50 كيلواط في الشهر، حوالى 1.2 مليون ليرة. هذا الواقع المرتبط بتعرفة غير حقيقية للكهرباء مثبتة منذ العام 1994 عند متوسط 130 ليرة للكيلواط، انطلاقاً من سعر 24 دولاراً لبرميل النفط آنذاك، “كلف البلد 47 مليار دولار خسائر”، تؤكد عياط. و”على الرغم من كل التبدلات التي حصلت في أسعار النفط عالمياً وملامستها مؤخراً عتبة 140 دولاراً، بقيت التعرفة هي نفسها. وفي كل مرة كانت تزداد الخسائر وتكبر أكثر”. وبرأي عياط فان المطلوب اليوم وبشكل طارئ تحقيق التوازن المالي من خلال رفع التعرفة. وذلك بالتوازي مع العمل على تخفيض الهدرين اللذين يستحكمان أكثر بسبب ارتفاع كلفة الجباية بالمقارنة مع تراجع المردود، وزيادة التعديات والسرقات. ومن دون هذين الاجراءين السريعين فان “الامور ستزداد سوءاً ولن يكتب النجاح لأي حل مستدام”.

إعتماد الحلول بالتوازي

إجراء رفع التعرفة الذي يلاقي معارضة شرسة بسبب تكبيده المواطنين المزيد من الاكلاف، وقصوره عن تأمين الكهرباء مكان المولدات بكميات كافية بشكل سريع، يواجه أيضاً تخطي نسبة الهدر 50 في المئة. وعليه فان زيادة الانتاج مع هذه النسب المرتفعة من الهدر سيكبر المشكلة. وبالتالي يحب العمل بشكل متواز على تخفيض الهدر، وبحث اللامركزية في التوزيع، وزيادة الانتاج من مصادر الطاقة النظيفة، والتشجع على استعمال الغاز الارخص والاقل ضرراً بيئياً في المعامل الحرارية”، من وجهة نظر عياط. خصوصاً أن التعرفة الجديدة للكهرباء المقدرة بـ 28 سنتاً ستكون مربوطة بسعر النفط عالمياً. حيث سترتفع مع كل زيادة في أسعار البترول. في المقابل فان “كلفة الانتاج من مصادر الطاقة النظيفة تدنت إلى 5.7 سنتات للطاقة الشمسية”. الفيديو لمدة 47 ثانية الذي بنت LOGI حملتها عليه لخلق صدمة في الشارع، بعدما أصبح عدم وجود الكهرباء عادة، “لم يستطع كثر إكماله للنهاية، ورفضته بعض الوسائل الاعلامية لقساوته”، بحسب المدير التنفيذي في “المبادرة اللبنانية للنفط والغاز” عامر مردم بك. ذلك مع العلم أن هذا الواقع القاسي سرق من عمر اللبنانيين 47 عاماً ودفعوا ثمنه 47 مليار دولار من ودائعهم وأموالهم وأرزاقهم. فكفى متاجرة بالكهرباء التي هي حق إنساني واجتماعي قبل أن تكون حاجة اقتصادية.

 

الأزمات الحياتية تحاصر اللبنانيين!

محمد دهشة/نداء الوطن/09 تموز/2022

الأزمات المعيشية والإقتصادية المتفاقمة تنغص على اللبنانيين فرحتهم بعيد الاضحى المبارك، تكاد تختفي البهجة ومعها طقوس وعادات كثيرة رافقته عادة بدءاً من الاقبال على اداء مناسك الحج، مروراً بتقديم الاضاحي وصولاً لشراء الحلوى، وقد تراجعت جميعها بسبب كلفتها المالية الباهظة، في وقت تكافح العائلات الفقيرة والمتعففة من اجل لقمة عيشها بكرامة والبقاء على قيد الحياة. أولى الازمات في صيدا، الطحين وقد بلغت ذروتها عشية العيد، اقفلت بعض الافران بسبب فقدان المادة، وفتحت أخرى ولكنها شهدت ازدحاماً خانقاً وانتظر المواطنون ساعات عديدة في طوابير طويلة امام مداخلها، قبل ان يسمح لمجموعة الدخول وشراء ربطة واحدة، ثم عادت واقفلت بعد نفاد ربطات الخبز، فيما لم تزود الدكاكين الشعبية والمحال التجارية في الاحياء بها كالعادة. ثاني الازمات، تراكم اطنان النفايات في الاحياء والشوارع وخاصة في صيدا القديمة، وقد بدأت تفوح منها الروائح الكريهة وتنتشر منها الديدان والقوارض والحشرات، وسط مخاوف غير مسبوقة من الاضرار البيئية والصحية مع اقفال معمل معالجة النفايات الصلبة في سينيق ثلاثة ايام بسبب عطلة العيد، ما يعني تراكم عشرات الاطنان الاضافية. ثالث الازمات، الانقطاع التام في التيار الكهربائي لاربعة ايام متتالية وقد عاد بالامس لساعتين فقط كل اربع وعشرين ساعة، ومعه انقطاع المياه عن أحياء ومناطق بكاملها او شحها في أخرى ارتباطاً به، ما أجبر مئات العائلات على شراء صهاريج مياه وخاصة في مناطق سيروب، الشرحبيل، عبرا وبعض احياء صيدا، وزيادة الاعباء المالية بعدما بلغت كلفة الألفي ليتر نحو 200 الف ليرة على الارض و250 ألفاً برفعها على خزان السطح.

رابع الازمات وخامسها وسادسها، تسجيل حالات تسمم غذائي نتيجة سوء حفظ الاطعمة، وارتفاع فاتورة الاستشفاء في المستشفيات، وفقدان الادوية وغلاء غالبيتها. يتساءل الصيداوي ابو محمد حبلي «كيف نفرح بالعيد ونحن محاصرون بالازمات المعيشية ونكاد نختنق من الغلاء وارتفاع الاسعار والدولار»؟ قبل ان يقول لـ»نداء الوطن»: «قررت هذا العام ان يقتصر العيد على المعايدة فقط من دون شراء احتياجاته من ثياب جديدة وحلوى وهدايا، بالكاد نؤمن قوت اليوم».

حركة السوق

وبخلاف الازمات، كسرت حركة الاسواق التجارية الناشطة الركود بعدما تضافرت عدة اسباب ابرزها عودة المغتربين الذين عادوا لقضاء عطلتي العيد والصيف بين ذويهم واقبالهم على التبضع وشراء كل احتياجاتهم من دون اي تقشف، قيام اصحاب المحال التجارية بتمديد دوام العمل حتى ساعات الليل الاخيرة، وبتقديم عروضات وتنزيلات وأسعار مدروسة تأخذ بعين الإعتبار أوضاع المواطنين الاقتصادية، ناهيك عن قيام لجنة النشاطات في بلدية صيدا بالتعاون مع المجتمع الأهلي بتنظيم أنشطة ثقافية وفنية وتراثية منوعة ومنها بالسوق التجاري نفسه. ورغم الحركة التي حملت بركة العيد، شكا التجار من الركود في باقي ايام العام، معتبرين ان هذه الحركة الناشطة استثناء قبل ايام قليلة من العيد كما في مختلف المناسبات سواء الاسلامية منها او المسيحية، مؤكدين ان الأوضاع تزداد تفاقماً نتيجة الأزمة الإقتصادية والمالية التي باتت تتحكم بكل مفاصل الحياة وتُفاقم من الأعباء المعيشية والحياتية على المواطن، وتحاصر قطاعات تعاني منذ نحو ثلاث سنوات من ركود مستمر ومتجدد بين أزمة وأخرى، وتتلمس وسط هذه الأزمات ما يمكنها من الصمود ولو بالحد الأدنى من المقومات. وقال رئيس «جمعية تجار صيدا وضواحيها» علي عيد الشريف: «ان القطاع التجاري لا يجد حتى الآن بصيص أمل في الخروج من حالة الاحتضار التي يعانيها مع تراكم الأعباء والإرتفاع الجنوني في كلفة التشغيل واستمرار القيود المصرفية على حركة الأموال، ما ينعكس مزيداً من المعوقات امام عودة النشاط التجاري، ويتسبب في تعثر مزيد من المؤسسات التجارية، فيما يصارع أصحاب ما بقي من مؤسسات بما تبقى لديه من قدرة على الإستمرارية في الوقت الذي لا يزال المسؤولون منشغلين باستكمال عقد الاستحقاق الحكومي وقطوع العبور من ضفة التكليف الى ضفة التأليف، والحلول والمعالجات للأزمات مؤجلة». في السوق التجاري تتعالى اصوات الباعة، تنتشر بسطات بيع الحلوى يميناً ويساراً، ينادي اصحابها على بضائعهم، يرددون عبارة «ارخص واطيب» في محاولة لجذب الزبائن الذين يجدون اسعارها مناسبة وأقل من المحال الاخرى وخاصة الحلوى والالعاب. وتقول سامية البابا لـ»نداء الوطن»: «لقد عدت من الامارات العربية لقضاء عطلة العيد، واشتريت ما اريد من احتياجات لانها باتت ارخص مقارنة بالسابق وسعر صرف الدولار الاميركي»، بينما اكدت فاطمة الزكنون «ان الاوضاع صعبة جداً، ولم يعد للعيد مكان في جدول حياتنا ومشترياتنا، وبالكاد نؤمن قوت اليوم فقط وسط الغلاء الفاحش»، وشدد علي ابو علفا على «ان المواطن يجد نفسه متروكاً لمصيره في مواجهة جنون الدولار وجشع واحتكار مافيات الخدمات الحياتية والمواد الأساسية، ولم يكن ينقصه الا رفع فاتورة الاتصالات والانترنت ليكتمل التفاف حبل الأزمات حول عنقه الى درجة الإختناق».

 

الانسداد الحكومي سيّد الموقف!

عمر البردان/اللواء/09 تموز/2022

ترحيل ملف تشكيل الحكومة إلى ما بعد عطلة عيد الأضحى، وسفر الرئيس المكلف نجيب ميقاتي إلى الخارج لقضاء العطلة مع عائلته، يؤشر بوضوح إلى أن لا أحدا مستعجل على التشكيل، وإن تذرّع المعنيون بوجود خلافات تمنع التوافق على حكومة جديدة، في وقت لفت بيان مجلس الأمن الدولي الذي طالب المسؤولين، الإسراع في تأليف حكومة وإجراء الاستحقاق الرئاسي في موعده. وهذا ما يفسر برأي أوساط سياسة، الحرص الأممي والدولي على ضرورة إنجاز هذين الاستحقاقين في موعدهما، وفي الوقت نفسه إطلاق تحذير من مغبة أي مماطلة على هذا الصعيد، بالنظر لانعكاساتها البالغة السلبية على البلد، وتحديداً في ما يتصل بالدعم الدولي الذي سيتأثر كثيراً في حال أخلّ لبنان بالتزاماته. وفي حين بقي الانسداد قائماً في ما يتصل بالجهود الآلية لإحداث خرق في الجدار الحكومي، وبعد ازدياد نقمة «حزب الله» على الرئيس المكلف، يبدو أن الحزب لا يمانع في دعم مطالب «التيار الوطني الحر»، وتحديداً ما يتصل بإبقاء حقيبة «الطاقة» من ضمن حصته، وبالتالي فإن الحزب لن يقبل بأي حكومة، إذا لم يكن النائب جبران باسيل راضياً عنها. وهذا ما دفع الأخير إلى تصعيد موقفه في وجه الرئيس المكلف، توازياً مع شنّ نواب هذا الفريق حملة شرسة على الرئيس ميقاتي، واتهامه بأنه لا يريد تشكيل حكومة.

ووفق المعلومات فإن عملية تأليف الحكومة باتت أصعب من أي وقت مضى، بعدما ارتفعت حدّة الكباش القائم بين العهد والرئيس المكلف، ومع دخول «حزب الله» طرفاً، ما يجعل الملف الحكومي على درجة كبيرة من التعقيد المفتوح على كل الاحتمالات، في ظل ما تسرّب من معلومات عن أن تشدّد «حزب الله» في الملف الحكومي، يعود في جزء منه، للرد على ما يدّعيه، من تدخلات أميركية وخليجية في عملية تأليف الحكومة، سعياً لفرض التشكيلة التي تناسب واشنطن والعواصم الخليجية.

وفي حين لم يتم إحراز أي تقدّم في عملية تأليف الحكومة، بعد انقطاع التواصل بين الرئيس المكلف نجيب ميقاتي والرئيس عون، تشير أوساط نيابية معارضة، إلى أنه «ليس متوقعاً في آخر ثلاثة أشهر من عهد ميشال عون المليئ بالتعطيل، أن تتشكّل حكومة»، مشيرة إلى أن «إيران بأنها المستفيد الأكبر من عدم ولادة الحكومة، من خلال محاولات حزب الله تبرير وجوده في اللعبة الداخلية، إضافة إلى العهد والمجموعة التي تدور في فلكه، والتي تبحث عن إفادة شخصية، علها تعطل الاستحقاق الرئاسي، أو تأتي بجبران باسيل للرئاسة».

وفيما لفت كلام رئيس الجمهورية المتفائل باستئناف مفاوضات الترسيم البحري، وبأنها ستكون في مصلحة لبنان، كشف النقاب عن دخول فرنسي على خط الأزمة التي تسببت بها مسيّرات «حزب الله»، حيث تحركت باريس بدعم أميركي لتهدئة الموقف، وعدم خروج الأمور عن السيطرة، باتصالات قامت بها السفيرتان الفرنسية والأميركية في بيروت، غداة الاتصال التحذيري الذي أجراه الوسيط الأميركي في مفاوضات الترسيم أموس هوكشتاين مع نائب رئيس مجلس النواب اللبناني إلياس بوصعب. فكان بيان الرئيس نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب المشترك الي ترك استياء كبيراً لدى حزب الله»، مشددة على أن «التنسيق الفرنسي الأميركي سيستمر من أجل إنجاح المفاوضات بين لبنان وإسرائيل، وتأمين الظروف الملائمة لإيصالها إلى بر الأمان» .

وسط هذه الأجواء، يبقى تحرك السفير السعودي وليد البخاري محط اهتمام سياسي وإعلامي، بعدما زار طرابلس والتقى عدداً من فاعلياتها، ومن بينهم النائب السابق فيصل كرامي لما يقارب الساعتين، في خطوة رأى فيها المراقبون، بأنها محاولة سعودية لإعادة توحيد البيت السني، بعد الانتخابات النيابية، وبما يساعد على تقوية موقف الطائفة الذي ظهر مفككاً في الاستحقاق النيابي الأخير. وعلم أنه سيكون للسفير البخاري لقاءات أخرى مع عدد من القيادات السنية الموالية للعهد والمعارضة له، من أجل توحيد المواقف إزاء الاستحقاقات المقبلة، باعتبار أن المملكة العربية السعودية، لا يمكنها القبول باستمرار الواقع السنّي على ما هو من تفكّك وتشرذم، مع غياب القيادة السياسية للطائفة التي تعتبر مكوّناً أساسياً من مكونات الاعتدال في لبنان. كذلك كانت لافتة زيارة السفير السعودي، العلّامة علي فضل الله في ضاحية بيروت الجنوبية، في إشارة واضحة بأن الرياض تفرّق تماماً بين «حزب الله» الإيراني وبين شيعة لبنان الوطنيين والعروبيين، توازياً مع جهود تبذل على أكثر من صعيد بين قوى الأكثرية النيابية، للتوافق على اسم مرشح لرئاسة الجمهورية، يواجه مرشح «حزب الله» الذي يرجح أن يكون رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية. وعلى هذا الأساس كانت دعوة رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع لتحقيق هذا الأمر، في الأسابيع المقبلة، باعتبار أن وصول شخصية موالية للحزب إلى رئاسة الجمهورية، تخلف الرئيس ميشال عون، سيزيد من معاناة اللبنانيين، ويدفع بالبلد إلى الغرق أكثر فأكثر.

 

لا تغيير في مقاربة الترسيم

بسام ابو زيد/نداء الوطن/09 تموز/2022”:

يحاول البعض القول إن إطلاق «حزب الله» مسيّراته باتجاه حقل كاريش الإسرائيلي قد سهّل المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل ودفع بالوسيط الأميركي آموس هوكشتاين لتفعيل تحركه، وبالمسؤولين الإسرائيليين لتقديم تنازلات، ولكن هذا الكلام تناقضه وقائع قبل وبعد عملية المسيّرات.

قال البعض إن هوكشتاين لم يكن عائداً إلى المنطقة ولكنه بعد عملية المسيرات قرر العودة، فهؤلاء لو سألوا نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب لكان أجابهم أنه منذ اللحظة التي ترك فيها هوكشتاين لبنان والجميع يعلم أنه عائد إلى المنطقة برفقة الرئيس الأميركي جو بايدن في رحلته إلى كل من المملكة العربية السعودية وإسرائيل، وقد ترددت هذه المعلومة عشرات المرات في تقارير ومقابلات إعلامية. بعد عملية المسيّرات وقبلها، بقي الموقف الأميركي من الترسيم هو ذاته: الاستعداد لبذل وساطة ناجحة بين لبنان وإسرائيل وهذا هو الوعد الوحيد الذي نطق به الأميركيون ولم ينطقوا بوعد سواه، فخلال لقاء هوكشتاين بالرئيس ميقاتي في خلال زيارته الأخيرة لبيروت قال له ميقاتي إن مطلب لبنان هو «الخط 23 Plus Plus» فاستوضحه هوكشتاين ماذا يعني Plus Plus؟ فرد ميقاتي قائلاً: «يعني الخط 23 مع حقل قانا كاملاً مع تعهد إسرائيل بوقف العمل في كاريش». وقالت المعلومات إن هوكشتاين لم يعلق في اللحظة ذاتها على طرح الرئيس ميقاتي، ولكن هذا الأخير وعند توديعه للوسيط الأميركي عاد وسأله عن رأيه بهذا الطرح فرد هوكشتاين قائلاً «إن طرح 23 Plus Plus هو طرح صعب» وقد فهم ميقاتي من هذه العبارة أن طرح «23 Plus» أي الخط 23 مع حقل قانا كاملاً هو طرح قابل للنقاش وهكذا بالفعل أتى الجواب الأميركي بعد تواصل هوكشتاين عن بعد مع الإسرائيليين وهذا كان قبل عملية المسيرات. كل الطروحات المتعلقة بترسيم الحدود البحرية اتت قبل عملية المسيرات ومنها مسألة التعويض الذي اقترحه الأميركيون كي يدفعه لبنان للحصول على حقل قانا كاملاً وقد أتى هذا الطرح في المقترح الذي كان قد تقدم به آموس هوكشتاين في شباط الماضي ورفضه لبنان، وقد تناهى لمسامع رئيس الجمهورية ميشال عون أن قيمة التعويض المطلوب هي 300 مليون دولار. ما قد يسرع عملية التفاوض والتوصل إلى اتفاق ليست عملية المسيرات بل هي الحاجة الأوروبية للمزيد من كميات الغاز تعويضاً عن الغاز الروسي، وبدء إسرائيل استخراج الغاز من كاريش في أيلول أي على أطراف فصل الشتاء وبيع جزء منه للأوروبيين هو العامل الوحيد الذي يجعل الإسرائيلي يفكر بأي تنازل لصالح لبنان.

 

اتصالات هوكشتاين- “الحزب”: قبل المسيّرات وبعدها

وليد شقير/أساس ميديا/09 تموز/2022”:

في 2 تموز، أطلق حزب الله المسيّرات الثلاث غير المسلّحة فأسقطها الجيش الإسرائيلي، وتسبّب ذلك بتحذيرات إسرائيلية واتّهامات للحزب بأنّه يسعى إلى الحؤول دون حصول اتفاق على ترسيم الحدود مع لبنان، كما قال رئيس الوزراء يائير لابيد قبيل لقائه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في 5 تموز. وفي حين لم يصدر الحزب بياناً عن “المقاومة الإسلامية” إلا بعد إفراج الجيش الإسرائيلي عن الخبر للصحافة العبرية، عمّمت أوساط “حزب الله” إنه كان أطلق مسيرات قبل ذلك، يوم الأربعاء في 29 حزيران نحو الوجهة نفسها وأنّه جرى إسقاط عدد منها وعاد العدد الآخر بعد تصوير المواقع المستهدفة. من دون أن تفصح هذه الأوساط عن عدد تلك المسيرات ولا عن عدد ما أسقط منها. كما أنّ تسريب الحزب هذا الخبر لم يرافقه إصدار بيان رسمي. وما ترك تساؤلات حول أهداف هذا التسريب أنّ أي نبأ لم يصدر عن إسرائيل في هذا الخصوص، مثلما حصل بالنسبة إلى المسيّرات التي أطلقت في 2 تموز. في كل الأحوال، سبق إطلاق مسيّرات 2 تموز بيومين جولة للسفيرة الأميركية دوروثي شيا على الرؤساء الثلاثة نقلت خلالها معطيات من هوكستين تفيد بأنّ أجواء المفاوضات تأخذ منحى إيجابياً ما دام التشاور قائماً، وأنّ هناك سلسلة من الاتصالات لتوضيح ملاحظات طرحها الجانب الإسرائيلي حول اقتراح لبنان المرتبط برسم الخط 23 (الذي أُطلقت عليه تسمية 23 +)، بحيث يحصل لبنان على حقل قانا كاملاً على أن تُنقل معطيات التوضيح هذه في أقرب وقت ممكن إلى شيا التي بدورها ستبادر إلى نقلها إلى هوكستين. ما نقلته شيا صاغه مصدر قريب جدّاً من المفاوضات بقوله لـ”أساس” إنّ إسرائيل لم ترفض الاقتراح الذي سلّمه لبنان لهوكستين في 14 حزيران، بل يمكن القول إنّ ردّها عليه كان شبه قبول به مع إبداء بعض الملاحظات التي سيردّ عليها لبنان، طالباً أن يكون ما نقله هوكستين مكتوباً.

استهداف لأوروبا

دفع إرسال المسيّرات الثلاث هوكستين إلى الاتّصال بالوسيط ناقل الرسائل بينه وبين “حزب الله”، سائلاً عن أسباب هذا التصعيد فيما المفاوضات متواصلة، ومؤكّداً أنّ واشنطن لا تريد مواجهةً أو حرباً قد يتسبّب بها إطلاق المسيّرات. وممّا نقله الراوي عن هوكستين (وعن السفيرة شيا التي واكبت اتصالاته)، أنّه أبلغ الوسيط بأنّ عمليّة المسيّرات واستهداف سفينة “إنرجين باور” اليونانية هما “استهداف لأوروبا” باعتبار أنّ الأخيرة تعوّل على استخراج الغاز، وتراهن على سدّ جزء من حاجتها إلى الغاز الذي تستورده من روسيا والذي ستستغني عنه بفعل العقوبات الأوروبية والأميركية على موسكو. وكان دبلوماسيون أوروبيون قد سبقوه إلى التواصل مع الحزب، وكرّروا الموقف نفسه وأنّ استهداف السفينة اليونانية استهداف لأوروبا. ليس من عادة الجانب الأميركي أن يسرّب معطيات عن الخطوط الخلفية التي يعتمدها في التواصل مع “حزب الله” لأسباب تتعلّق بتصنيفه منظمة إرهابية من قبل واشنطن. ولذلك فإنّ بعض المعطيات التي كُشف عنها في هذا الصدد مصدرها متّصلون بالحزب قالوا إنّ الاتصالات مع الحزب أدّت إلى نقل جوابه إلى الجانبين الأميركي والإسرائيلي، وفيه أنّ ما يحصل في حقل كاريش واستعداد السفينة لمباشرة الإنتاج هما غير ما تمّ الاتفاق عليه من أنّه ما دامت المفاوضات لم تنتهِ إلى اتفاق فإنّ حقل “كاريش” يقع في منطقة متنازَع عليها، فيما كان الجواب الأميركي بأنّ “كاريش” خارج الخط 23 وليس في منطقة متنازَع عليها.

 

تعطّل نقل الموقوفين من السجون إلى المحاكم

يوسف دياب/الشرق الأوسط/09 تموز/2022

باتت مآسي اللبنانيين حالة معممة على كلّ الفئات والمجتمعات والمناطق، ولعلّ الصورة الأكثر سواداً، تعبّر عن واقعها مؤسسات الدولة الآخذة في التحلل يوماً بعد يوم، وفي مقدّمها السلطة القضائية التي كانت ملاذ الناس لإنصافهم وإحقاق الحقّ، وباتت الآن بحاجة لمن ينصفها ويخفف عنها أثر الانهيار الاقتصادي والاجتماعي الذي يصيب قضاتها وموظفيها المصرّين على تأمين سير العدالة ولو بالحدّ الأدنى. صحيح أن الدوائر القضائية جزء من القطاعات المصابة بالشلل شبه التام، غير أن تضحيات قضاة ومساعدين قضائيين رافضين الاستسلام للواقع تذهب سُدى، في ظلّ تعطيل جلسات المحاكمة جراء التوقّف عن سَوق الموقوفين إلى قصور العدل، وهذا ما يعمّق الظلم اللاحق بالمتقاضين خصوصاً الموقوفين منهم، لذلك أطلق موظفون في قصر العدل في بيروت صرخة احتجاجية، رفضاً لاستمرار تعطيل الجلسات، نتيجة تعذّر نقل الموقوفين من السجون إلى قصر العدل.

وأكد مصدر قضائي بارز لـ«الشرق الأوسط» أن جلسات التحقيق والمحاكمة الخاصة بالموقوفين «معطّلة منذ بداية الأسبوع الحالي لعدم توفر مادة البنزين للآليات التي تقلّ الموقوفين من السجون إلى المحاكم، وهذا يفاقم المشكلة على أبواب العطلة القضائية التي تبدأ في 15 يوليو (تموز) الحالي وتستمر حتى منتصف سبتمبر (أيلول) المقبل، والتي تتوقف معها المحاكمات إلا في إطار المناوبة الضيقة». وتعاني سجلات النيابات العامة وقضاة التحقيق والمحاكم من تراكم الدعاوى وارتفاع أرقامها، مقابل تراجع الإنتاجية والتأخير في إصدار القرارات والأحكام، في ظلّ ظروف قاهرة ما زالت ترخي بثقلها على واقع القضاء، منها اعتكاف القضاة والموظفين وجائحة «كورونا» التي تسببت بالإقفال لأشهر طويلة. وشدد المصدر القضائي على أن «توقّف الجلسات في هذا الوقت يضرّ بالقضاة الذين يحضرون إلى مكاتبهم لإنجاز الملفّات الملحّة جداً، كما يلحق ضرراً أكبر بالموقوفين الذين تجاوزت مدة توقيفهم الاحتياطي الحدّ الأقصى»، كاشفاً عن أن «عشرات الجلسات تعطلت منذ بداية الأسبوع، وهذا ما يعمّق الأزمة الإنسانية للموقوفين، ويزيد من الاختناق القضائي وتراكم الملفّات»، معتبراً أن «تجاهل المسؤولين لهذه النواحي الإنسانية غير مقبول».

وتشهد السجون اللبنانية اكتظاظاً هائلاً، باعتبار أن عدد نزلائها يفوق قدرتها الاستيعابية بثلاثة أضعاف، وأضاف المصدر القضائي: «يفترض أن تكون صدرت عشرات الأحكام قبل عطلة عيد الأضحى، وكان من شأنها أن تفضي إلى إطلاق سراح عشرات السجناء، لكنّ التعطيل بقي سيّد الموقف»، مذكّراً بأن «بين الموقوفين من لديهم حالات صحيّة لا تحتمل التأخير وتعرّض حياتهم للخطر في ظروف توقيف صعبة، وتراجع العناية الطبية في السجون وأماكن التوقيف». وتتولّى سرية السوق في قوى الأمن الداخلي مهمّة نقل الموقوفين من السجون إلى قصور العدل في المحافظات كافة، للمثول أمام المحاكم وقضاة التحقيق، وقد حالت عوامل متعددة دون إتمام هذه المهمّة بشكل فوري ومنتظم. وأوضح مصدر أمني مطلع على هذا الملفّ أن «مشكلة السوق تنحصر بجزئها الأكبر بموقوفي سجن روميه المركزي»، مبرراً ذلك بـ«تعطّل غالبية الآليات التي تنقل الموقوفين». واعترف المصدر لـ«الشرق الأوسط»، بأن المشكلة تتمثّل في أن 70% من الآليات المخصصة لنقل السجناء متوقفة نهائياً بسبب الأعطال الميكانيكية، وهناك 5 شاحنات (boxes) فقط صالحة وتستخدم لهذه المهام، بينها اثنتان متفرغتان لنقل الموقوفين إلى جلسات غسيل الكلى، وآليتان لنقل الموقوفين إلى المحكمة العسكرية، وآلية واحدة مخصصة لنقل السجناء إلى كل قصور العدل، وتابع: «لذلك نتفهّم الصرخة المحقّة لكن هذا هو واقعنا»، لافتاً إلى «عدم توفّر الأموال بـ(فريش دولار) لإصلاح الآليات المعطلة والتي تزيد على الـ200 ألف دولار». وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر متابعة أن «نقل الموقوف بات يخضع للواسطة حتى لا تتأخر محاكمته ويطول زمن اعتقاله»، ولم يخفِ المصدر الأمني وجود ضغوط واتصالات من هذا النوع، إلا أنه أكد أن «القاعدة المعتمدة في ظلّ هذه الأزمة، عدم إحضار موقوف جميع الجلسات، مقابل تعطيل سَوْق آخر إلى كلّ الجلسات، نحن نعتمد مبدأ المداورة». وأوضح أن «ما بين صيف 2021 وصيف 2022 جرى تكليف سرية السوق بـ250 ألف عملية سوق، نفّذنا 60% منها، والباقي تعطلت بسبب جائحة كورونا وقطع الطرق وإضراب القضاة والأعطال التي طرأت على الآليات وغياب الإمكانيات المالية لإصلاحها».

 

الكاشفات الضوئية.. منفذ إلزامي للقضاء على التهريب؟

كارين عبد النور/نداء الوطن/09 تموز/2022”:

هل هناك من يشكّ للحظة أن ثمة فِيَلة تهريب من الحجم الكبير قابعة في غرف لبنان الكثيرة؟ المواد المخدّرة، وعلى رأسها طبعاً حبوب الكبتاغون، تحتل الواجهة لكنها ليست الوحيدة. برّاً، بحراً، أو جوّاً، لا فرق، نسمع عن عمليات تُضبط بين الحين والآخر بوتيرة تتسارع أو تتباطأ لألف سبب وسبب. لكن غيرها الكثير من العمليات إنما يتمّ تحت جنح الثقوب الكثيرة التي تنخر جسد المنافذ الحدودية. التفلّت من الرقابة الصارمة له أكثر من بعد: معابر غير شرعية ناشطة، من جهة، ونقص في العدّة والعديد للقبض على الحدود بِيَد من حديد، من جهة أخرى. وبين هذه وتلك، يستحيل غياب القرار والتلكّؤ في معظم الأحيان إمعاناً في حالة التسيّب. بتاريخ 30 تموز 2020، وضمن حملة مكافحة التهريب عبر تبادل المعلومات ورصد أي مخططات مشبوهة واتخاذ أقصى التدابير والإجراءات والعقوبات بحق مهرّبي السلع والمواد الغذائية، صدر مرسوم «النظام الإلزامي لمعاينة ومراقبة الحاويات والبضائع والمركبات في المرافق الحدودية اللبنانية»، حاملاً الرقم 6748. عامان مضيا ولم يدخل المرسوم حيّز التنفيذ بعد. ما أسباب التأخير وهل من حلول؟ وألا نستحق معابر حدودية آمنة تأفل معها آفة التهريب أو تُلجم أقلّه إلى حدودها الدنيا؟ أسئلة كثيرة طرحتها «نداء الوطن» على كل من إدارتي المناقصات والجمارك. ومناسبة الحديث هي عودة الخبير التقني المعيّن من قِبَل الاتحاد الأوروبي للمساعدة في وضع دفتر الشروط الخاص بالمناقصة ذات الصلة بالمرسوم إلى بيروت يوم أمس.

عن دور إدارة المناقصات

نصّت المادة الرابعة من المرسوم أعلاه على أن «تحدّد وزارة المالية، بناء على اقتراح المجلس الأعلى للجمارك، الشروط الفنّية والتقنية لأجهزة معاينة ومراقبة الحاويات والبضائع والمركبات بموجب دفتر خاص بالشروط، بغية تعزيز وتحسين عمل إدارة الجمارك في سبيل تيسير التجارة من دون الإخلال بالرقابة الفعّالة للجمارك». وإذ كان هذا الاقتراح يتطلب معرفة وثيقة بأجهزة المسح بالأشعة والتقنيات المستخدمة فيها، ونتيجة غياب جهاز فنّي متخصّص لدراسة الشروط الفنّية والتقنية المطلوبة لدى إدارة الجمارك، توجّه رئيس المجلس الأعلى للجمارك في شباط 2021 بكتاب إلى إدارة المناقصات يسأل من خلاله عن إمكانية مؤازرة إدارة الجمارك في وضع تصوّر للمواصفات الفنّية للأجهزة المطلوبة ودفتر الشروط الفنّية والتقنية الخاص، تمهيداً لاقتراحها من قِبَل المجلس على وزير المالية بحسب الأصول. هكذا تحوّل الملف إلى إدارة المناقصات، فماذا حصل بعدها؟ يقول مدير عام إدارة المناقصات، الدكتور جان العلّية، في حديث لـ»نداء الوطن» إنه في أعقاب صدور الكتاب، دُعي لحضور اجتماع في وزارة المالية بحضور كل من رئيس المجلس الأعلى للجمارك، العميد أسعد الطفيلي، ووزير المالية في حينه، الدكتور غازي وزني. سُئل عن تطورات الموضوع، فأجاب العلّية بوضوح أن إدارة المناقصات، كما المجلس الأعلى للجمارك، لا تملك المقدرات التقنية والفنّية، لذا لا يمكن وضع دفتر شروط لمناقصة بهذا الحجم بل يجب التعاون مع خبراء من الاتحاد الأوروبي. وأضاف: «قمت بالمراسلات الإدارية اللازمة لتأمين إرسال خبير إلى لبنان، لكن يبدو أن الأوضاع السائدة في البلد وظروف الحجر الصحي القائمة وقتها أعاقت وصوله».

العلّية لفت إلى أن مؤازرة الإدارات العامة في وضع دفاتر شروط خاصة بصفقاتها لا تدخل ضمن موجبات إدارة المناقصات، لأن صلاحية الأخيرة، وفقاً لأحكام المادة 17 من المرسوم التنظيمي رقم 59/2866 لنظام المناقصات، تتناول تدقيق دفاتر الشروط الخاصة بالصفقات العمومية فقط. لكن إدارة المناقصات تجاوبت يومها مع رغبة المجلس الأعلى للجمارك إشراكها في مرحلة ما قبل إعداد دفتر الشروط الخاص بالمناقصة، تأكيداً على المنافسة والشفافية وإنجازها بأفضل الشروط، حفاظاً على مصلحة الدولة اللبنانية وانطلاقاً من موجب أخلاقي وطني ومعنوي.

الخبرة الأوروبية على خط التنفيذ

بعد مراسلات عدة حصلت بين المجلس الأعلى للجمارك وإدارة المناقصات، أعاد اجتماع المجلس الأعلى للدفاع بتاريخ 26/05/2021 تحريك المسألة ردّاً على أسئلة حول كيفية ضبط الحدود بطرق أكثر إحكاماً. وقد جرى تكليف وزير المالية متابعة إجراءات إطلاق مناقصة تحقيق كاشفات ضوئية SCANNER استناداً إلى المرسوم موضوع البحث رقم 6748. هنا يقول العلّية: «عمدت إلى طلب خبرة فنّية متخصّصة من فريق الاتحاد الأوروبي – مرفق المساعدة التقنية عبر شركة CROWN AGENCY، واضعاً إياها بتصرّف المجلس الأعلى للجمارك من خلال تكليف مهندس من قِبَل إدارة المناقصات لمواكبة عمل الخبير بالتنسيق مع المجلس الأعلى». وهكذا حصل، إذ أنجز الخبير الأوروبي مهمّته واضعاً تقريراً أوّلياً في شهر آب 2021. وبعد إضافة إدارة الجمارك ملاحظاتها على التقرير، اطّلعت إدارة المناقصات عليها وتمّت دراستها من خلال سلسلة اجتماعات عُقدت في إدارة المناقصات بينها وبين مندوبين عن المجلس الأعلى للجمارك.

الاجتماعات انتهت بتقديم صيغة مشتركة للخبير الأوروبي حول النقاط العالقة وغير الموضحة في تقريره وذلك في شهر كانون الثاني 2022. بيد أن استكمال المهمة لم يكن بالأمر السهل بسبب غياب تمويل مشروع الدعم التقني للاتحاد الأوروبي، ما استدعى تدخّل رئيس الحكومة لتأمين استمرارية الدعم والذي تُوّج بوصول الخبير الأوروبي يوم أمس إلى بيروت لوضع الصيغة الأخيرة لدفتر الشروط. في هذا الإطار يقول العلّية: «أتوقّع أن تكون هذه المناقصة باكورة عمل هيئة الشراء العام العتيدة بالتعاون مع المجلس الأعلى للجمارك وأن تثمر مردوداً إيجابياً على مستوى سدّ منافذ الهدر وتأمين حماية كافية للموارد المموّلة للدولة اللبنانية، شرط أن تقترن حكماً برقابة متشدّدة وتفعيل دور نظام إدارة المخاطر لما له من مساهمة فعّالة في الحدّ من عمليات التهريب التي نشهدها».

مسّ بالسيادة؟

جيّد، لكن يبدو هنا أن لإدارة الجمارك نظرة مختلفة. للوقوف عند رأيها، تواصلت «نداء الوطن» مع مسؤول واسع الاطلاع فيها حيث أعرب عن عدم تأييده من حيث المبدأ للفكرة كونها تمسّ بسيادة الدولة وأجهزتها: «الكشف على البضاعة هو من اختصاص الجهاز الجمركي ويجب أن يراعي احترام الخصوصية، وبالتالي يشكّل استخدام الـSCANNER نوعاً من خرق لهذه الخصوصية»، بحسب كلامه. ثم هناك ثغرة أخرى أشار إليها المسؤول في سياق الحديث. فالكشف الذي كانت تقوم به الدولة عبر جهاز الكاشف الضوئي الذي تدمّر نتيجة انفجار المرفأ – والذي قامت بشرائه لقاء مبلغ مليون دولار تقريباً وتكبّدت كافة مصاريف صيانته التي بلغت ما يقارب الـ200 ألف دولار سنوياً – كان يتمّ بشكل مجاني. أما اليوم وبعد اعتماد نظام الـBOT الذي يعود حكماً بأرباح ملموسة، يجري تلزيم المشروع إلى شركة خاصة، كما يضيف. من ناحية أخرى، لا يتوقع المسؤول إنجاز المشروع قبل عامين أو ثلاثة من تاريخ إطلاق المناقصة. نسأل عن الأسباب فيجيب: «يتطلّب شراء أجهزة الـSCANNER وقتاً كما هو معروف في النظام العالمي، خاصة وأن المشروع لا يغطّي فقط مرفأ بيروت بل طرابلس وصيدا وصور وكافة المرافق الحدودية. كما أن المرسوم يشمل أيضاً إنشاء مراكز للمعاينة ما يعني بناء هنغارات وغرف ما يستلزم وقتاً طويلاً، مع الإشارة إلى أن الظروف الحالية في البلد غير متوفّرة». الشركة الملتزمة، كما علمنا، ستتولّى الإدارة التقنية بينما يقوم الجهاز الجمركي بتشغيل الجهاز. لكن تبقى بدلات الخدمة المعضلة الأساسية، وهو ما يجب أن يُحدَّد في إطار دفتر الشروط: «الشحنة التي تكلّف 10 دولار في مرفأ بيروت، هل ستكلّف 100 دولار في مرفأ طرابلس أو ألف دولار في معبر العريضة، نظراً لتباين حركة الاستيراد والتصدير، وتأميناً لمصاريف صيانة أجهزة الـSCANNER فيها؟»، يتابع المسؤول متسائلاً.

حلّ أساسي لكن غير كافٍ

الآراء متناقضة بين الطرفين كما يتبيّن للسائل. نستفسر عن آليات بديلة، فيوجّهنا المسؤول إلى النظام الجمركي المعلوماتي (NJM) ونظام إدارة المخاطر: «يجب أن تُبنى الرقابة على نظام متطوّر بحسب المعايير العالمية إذ تستحيل إمكانية الكشف على كل الشحنات. ففي مفهوم الجمارك الحديث، يتحوّل القسم الأكبر من الشحنات إلى «الأخضر» شرط أن يكون هناك رقابة فعّالة». كيف يتمّ ذلك؟ يمكن للتاجر تمرير بضاعته إن لم تحتوِ على مواد خطرة، في حين تقوم الدوائر المختصة بالرقابة اللاحقة (المتبّعة في العمل الجمركي في الدول الحديثة)، أي التوجّه مثلاً إلى الشركة صاحبة البضاعة والتأكّد من نظامها والتدقيق في فواتيرها. «نريد أن نفعّل دور هذه الرقابة لكننا، للأسف، لم نتمكّن من ذلك بعد رغم أنها أساس العمل الجمركي. فالاستخبار أهم بكثير من الكشف ويوفّر علينا الكثير من الوقت. من هنا مطالبتنا دوماً بنظام إدارة مخاطر ورقابة لاحقة ليكمل أحدهما الآخر»، بحسب المصدر المسؤول.

لا يختلف اثنان أن تفعيل عمل أجهزة الكشف الضوئي يساهم في ضبط الأمور لكنه غير كاف للقيام بالمهمة على أكمل وجه. فهو يدلّل على نقطة سوداء ما غير متجانسة مع محتوى البضاعة مثلاً، لكنّه لا يقوم بعمل الجهاز الجمركي حيث يستوجب عندها تفريغ البضاعة والكشف البشري الحسي عليها للتحقق منها. وإلى أن يُبتّ تنفيذ المرسوم رقم 6748، سيستمرّ استخدام الأجهزة القديمة الموجودة والتي لم تخضع لأي صيانة منذ ثلاث سنوات. الوضع صعب رغم محاولات تصليح بعض الأجهزة بما تيسّر. نتفهّم ذلك لكن نسأل عن السبل المتاحة لضبط المعابر غير الشرعية وإن كان سيتمّ يوماً ما وضع حدّ جذري للتهريب عبر الحدود. يعلّق المسؤول: «لا يجب تسميتها معابر إنما مسارب، إذ إنها غير شرعية وغير ثابتة وتتغيّر كل يوم. لا شكّ أننا بحاجة إلى خطة متكاملة، لا سيّما من قِبَل شُعب المكافحات. لدينا أيضاً مشكلة كبرى تتمثّل في عديد العسكر والمعدّات كما غياب عمليات الصيانة والنقص في المحروقات حيث لا قدرة لدينا على تسيير العدد المطلوب من الدوريات لتغطية جميع الأراضي اللبنانية». من هنا، برأي المصدر المسؤول، لا بد لإنقاذ ما تبقّى من: تفعيل نظام إدارة المخاطر؛ ملاحقة الشركات الوهمية والضرب بِيَد من حديد على أي مخالفة؛ التشدّد في المراقبة والمحاسبة؛ دعم إدارة الجمارك بالعديد والعتاد وتحسين موازنتها؛ تأمين الحدّ الأدنى من الحماية للموظفين وإخضاعهم لدورات تدريبية ومدّهم بالمعنويات من خلال تأمين المطلوب للاستمرار بالعيش بكرامة. على أيّ حال، الخبير الأوروبي حلّ بيننا مجدّداً بانتظار اللقاءات التي ستجمعه مع إدارة المناقصات والمجلس الأعلى للجمارك. فهل تحمل زيارته أنباء مضيئة، وإن نسبياً، عن مصير الكاشفات الضوئية

'أم يبقى نفق التهريب معتماً حتى إشعار آخر؟

 

عودة الدولة المافيوية وتشريع نهب أموال المودعين

شارل الياس شرتوني/09 تموز/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/109952/%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%b9%d9%88%d8%af%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%88%d9%84%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%a7%d9%81%d9%8a%d9%88/

لقد إنتهت مفاعيل الانتخابات النيابية في وقت قياسي وعدنا الى المعادلات التأسيسية لجمهورية الطائف التي قامت على أساس الاقفالات الاوليغارشية والمحاصصات والمقايضات المصلحية، بين طبقة سياسية تتماثل في تركيبتها ونهجها مع جماعات الجريمة المنظمة التي يرأسها مجموعة من العرابين. إن التعليقات الدستورية على المسار الپسودو-مؤسساتي مثيرة للضحك لأنها قائمة على التنكر، ومبنية على فرضيات قانونية لا علاقة لها بالواقع السياسي والاداري للدولة اللبنانية، وغير واعية للمسافات بين الأحكام القانونية والمجرى الفعلي للحياة السياسية، بدءا من النقض الفعلي على مدى ٣٥ سنة لمبدأ فصل السلطات كما يظهره أداء نبيه بري، وانتهاء بتبعية السلطة بمستوياتها الثلاث لمراكز القوى الاقليمية ووكالاتها المحلية، مما يجعل من المعايير الدستورية مسميات فارغة لتغطية سياسات نفوذ فعلية.

إن النهج المعتمد في مجال التعاطي مع الأزمة المالية هو العنوان الأول لهذه المفارقات الديموقراطية كما  تظهرها إعلانات الحكومة اللبنانية، لجهة توصيف ومعالجة أزمة تبدد أموال المودعين من المصارف اللبنانية بفعل سياسة الديون البغيضة* التي أقرت على خط التقاطع بين جمعية المصارف والبنك المركزي والحكومات اللبنانية المتعاقبة والمجالس النيابية المتوالية، على قاعدة سياسة إرادية، وبناء على تعريف جنائي هو مفهوم تداولات المطلعين* الذي يعني أن الاطراف الأربعة على وعي تام بما قامت به، وعلى قاعدة جرمية ثابتة لا لبس فيها. هذا مع العلم أن كل ما جرى مخالف لقانون النقد والتسليف لجهة (قانونية اداء حاكم المصرف المركزي ونسبة الاستدانة والتصرف الكيفي بأموال المودعين عبر لعبة، معدلات الفوائد، والتمثل المضلل للاكتتاب بسندات الخزينة وفوائده المضخمة ( ١٢/ ٤٢ بالمئة)، واستقدام الصناديق الانتهازية، على أنه الوسيلة الفضلى من أجل تمويل عمليات إعادة الإعمار، واستثناء كل الخيارات الأخرى بدءًا بالقروض العينية، والديون الدولية المشروطة والمديدة وذات المعدلات الرمزية أو الضئيلة، وتثبيت الاستقرار السياسي لإفساح المجال أمام الاستثمارات الدولية والاغترابية، على قاعدة سياسات انمائية تداخلية تسمح بتجاوز تركات الحرب الثقيلة، ورأب الاختلالات الاقتصادية والاجتماعية والمناطقية.

هذا مع العلم أن الخلل ابتدأ مع التقاسم بين سياسات النفوذ السنية والشيعية والدرزية ومواليها في الأوساط المسيحية بتحكيم مباشر من النظام السوري، وتوزع روافعها من خلال المجالس الاعمارية والتخطيطية، واعتماد نهج التوارد بين المصالح الخاصة والعامة مقياسا مطبعا في مجال إقرار السياسات العامة (سياسة استملاك الشأن العام من قبل رفيق الحريري، ونبيه بري، ووليد جنبلاط، ونجيب الميقاتي، وفؤاد السنيورة، وحزب الله، وميشال عون وجبران باسيل).بعد هذا العرض السريع، نصل الى خلاصة غير ملتبسة، إن سياسة نهب أموال المودعين مسؤولية مشتركة بين الحكومات والمجالس النيابية المتتالية وجمعية المصارف والبنك المركزي ، وبالتالي تقع عليهم مسؤولية إعادة الأموال المنهوبة على أساس إجراء تحقيق جنائي مالي، مدغم بتفنيد للسياسات الاعمارية المشبوهة باهدافها، وكلفتها، وآليات تلزيماتها، وأقطابها، ونتائجها الكارثية على غير مستوى( الكلفة، طبيعة المشاريع وأولويتها ، وجودتها المهنية، والمحاصصات المالية الناشئة عنها…).

هذه المراجعة تحيلنا الى شرعية الاعلانات السياسة المالية التي تدفع بها حكومة الميقاتي التي تعمل على قاعدة تغييب جمعيات الدفاع عن حقوق المودعين، ونقابة المحامين، والنقابات المهنية الحرة، والجمعيات المدنية، وكأن سبل حل هذه الأزمة المالية المميتة بمضاعفاتها هو شأن اوليغارشي بإمتياز، بدءا بجمعية المصارف التي تنتظم من خلالها مصالح أصحاب المصارف والمساهمين والإداريين الكبار والتي تستثني بشكل تمييزي فاقع المودعين على تدرج   إيداعاتهم، والتي تتحرك على أساس التداخل العضوي بين الاوليغارشيات السياسية والمالية ( ١٨/ ٢٠ من المصارف الفا ممتلكة منهم)، وتفرد مراكز القوى السياسية الملتئمة حول نبيه بري، وأجرام حزب الله وملحقاته ( ميشال عون وجبران باسيل)، والتسويات الضمنية بين مراكز القوى السنية المتلاحقة والدرزية والشيعية (سعد الحريري، نجيب الميقاتي وادواتهم، وليد جنبلاط…)، واستعمال القضاء المتواطىء أداة لانفاذ هذه السياسات وتشريعها (إن زيادة معاشات   القضاة المعلنة أخيرا من قبل جهة غير صالحة (حاكم المصرف المركزي) هي نموذج عن السياسات الاستنسابية التي يستدعيها  تشريع النهب).

لا بد أن تستحث هذه السياسات معارضة تنطلق من منازعة آلية إقراراها وإعلانها، والدفع بها أساسًا في عملية التسوية المالية الداخلية والتعاطي مع صندوق النقد الدولي والدول المانحة، وتحميل الفرقاء المشاركين مسؤولية نهب أموال المودعين وأعباء استعادتها، دون أي إيحاء بشأن عملية البلف المسماة توزيع الخسائر، فالخاسر الوحيد هو المودع اللبناني، وإعادة هيكلة النظام المصرفي على قواعد بازل الثلاث والمواءمة بين موجبات الاقتصاد المالي والفعلي ومعاييره المعلوماتية الناظمة، وعدم متابعة سياسة القضم المالي عبر بيع الذهب والتصرف بما تبقى من أصول الدولة المنهوبة. إن أية سياسة حكومية تخرج عن هذا الاطار الناظم تندرج في سياق تشريع سياسات النهب ومتابعة التفكيك المنهجي للدولة اللبنانية، كما تؤشر إليه المصالح الاوليغارشية المستنفرة، والاداء الانقلابي لسياسة السيطرة التي يديرها الثنائي الشيعي.

   *Dette Odieuse, Odious Debt

 **Délit d’initié, Insider Trading

 

فُتِحَت على مصراعيها ...عون وبارود ومعوض والبستاني

جان الفغالي/أخبار اليوم/09 تموز/2022

دستوريًا، معركة رئاسة الجمهورية تبدأ قبل شهرين من انتهاء الولاية الرئاسية، في الحادي والثلاثين من تشرين الاول المقبل، أي في الاول من ايلول المقبل، لكن سياسيًا، المعركة فُتِحَت في عواصم القرار، وتحديدًا في واشنطن وباريس وموسكو، وفي العواصم المعنية وتحديدًا السعودية ومصر وإيران.

المسؤولون والسياسيون يرصدون حركة سفراء تلك الدول، وحركة المرشحين المفترضين، الجدِّيين طبعًا، علمًا أن رئاسة الجمهورية لا تحتاج، دستورًا، إلى ترشيح، بل إن الإسم أو الأسماء، تظهر في الغربلة سواء ترشَّح اصحابها ام لم يترشحوا.

تبدو الاسماء هذه المرة خارج المتداول المتعارَف عليه، في انتخابات العام 2016، كانت الأسماء المطروحة جزءًا ممن هم مطروحون اليوم: من رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه الذي كاد ان يبلغ "مفرق القصر الجمهوري "، إلى الدكتور سمير جعجع، إلى العماد ميشال عون الذي كان يصعب تجاوزه، ورَفَض رئيس المجلس نبيه بري انتخابه لأنه لا يريد أن "ينتخب رئيسين في آن واحد" قاصدًا الوزير جبران باسيل هو الرئيس الثاني.

من خارج هذا الاصطفاف، كان مطروحًا ايضًا قائد الجيش آنذاك العماد جان قهوجي الذي تراجعت اسمه بشكل دراماتيكي بعدما تاكد أنه "إما عون وإما الفراغ ... ولو طال الزمن " .

بين 2016 و2022 ، تغيَّر المشهد والظروف وتعدَّلت المفاهيم والمعايير، حين هبَّت رياح العماد عون، تمَّ ابتداع "النظرية" القائلة: "الاقوى في طائفته"، وانطبقت هذه النظرية على الرئيس سعد الحريري لرئاسة الحكومة، وبالتأكيد على الرئيس نبيه بري. اليوم تبدَّلت المعايير، الرئيس نجيب ميقاتي ليس الاقوى داخل طائفته، حتى انه ليس لديه نائب واحد في البرلمان، كما ان الرئيس بري لم يعد الاقوى داخل طائفته، وهذا ما بيَّنته الاصوات التفضيلية، هذه المعطيات من شأنها ان تنسحب ايضًا على رئيس الجمهورية العتيد، من خلال استبعاد ان يكون "الاقوى في طائفته . "

المتداول، في هذا السياق، وحتى الساعة، من خارج الإصطفافات المدنية، قائد الجيش العماد جوزيف عون الذي يظهر إسمه على كل "التابلوهات" المطروحة، داخليًا وفي العواصم المؤثِّرة، علمًا ان انتخاب قائد الجيش له ظروف تختلف عن الظروف العادية.

بعد قائد الجيش تتلاحق "التابلوهات" ، وفيها اسماء متداولة ، قديمة وجديدة، منها مَن باشر حركته واتصالاته، ومنها مَن بدأت الدوائر "تشتغل له ".

من الاسماء المتداولة وزير الداخلية السابق المحامي زياد بارود. على رغم أن المحامي بارود متحفظ لدى مناقشته في هذا الموضوع، وحذِر في مقاربته، فإنه يبدو مقبولًا من المجتمع المدني ومن المعارضة، وغالبًا ما تلقى مناشدات للترشح إلى الانتخابات النيابية، لكن حسابات حقل صناديق الإقتراع لم تطابق بيدر صناديق الأموال، فقرر الإنكفاء مفضِّلًا العزوف بعدما تبلورت لديه سلفًا الاصوات التفضيلية "غير المجانية ".

في "السباق الرئاسي" إسمٌ " عريق وعتيق" هو المحامي والوزير السابق ناجي البستاني، في استعارة لِما هو وارد في إخراجات القيد، فهو سياسي ليس فقط منذ اكثر من عشرة اعوام بل منذ نصف قرن، إبن بيت سياسي بامتياز، من جهة الدكتور فؤاد افرام البستاني، عضو الجبهة اللبنانية والمؤرِّخ والعلامة اللغوي، ومن جهة شقيقه المرحوم زاهي البستاني رجل المهمات الصعبة، والمستحيلة احيانًا و"كاتم سر الجمهورية" الذي ذهب معه .

المحامي ناجي البستاني يجمع بين صفة الجدية المفرطة لشقيقه المرحوم زاهي، وبين المثابرة على الدفاع عن حقوق المؤسسة العسكرية، وهو الذي عُرِف بأنه "محامي وزارة الدفاع"، صحيحٌ أن "بستانيَّيْن" تبوَّآ سدة النيابة في الشوف، بعد الطائف وهما، المرحوم نبيل، واليوم فريد، لكن ناجي هو الحاضر الدائم في علاقته بالشوفيين، سواء في دير القمر أو في مكتبه في فرن الشباك، من خلال تلبية ما يطلبه منه الشوفيون وهو الذي لا يُقفِل بابه. حركته لا تهدأ، واحدثها هذا الأسبوع لقاء لثلاث ساعات مع البطريرك الراعي توسطها غداء وسبر اغوار لكل الملفات.

فُتِحَت على مصراعيها، والايام الآتية تَشي بمزيدٍ من الاسماء، ومن أبرز الأسماء المطروحة أيضًا النائب ميشال معوض رئيس حركة الاستقلال الذي يحظى بثقة داخلية وسِعة علاقات جدِّية ومحترمة مع عواصم القرار وعواصم معنية، من واشنطن إلى الرياض، وما بينهما، فإذا كان والده الشهيد رينيه معوض "رئيس جمهورية الطائف"، فهل يكون ميشال معوض "مرشح لرئاسة الجمهورية لتجديد الطائف".

الاسماء تتوالى ... لقد فُتِحَت على مصراعيها.

 

الإثراء من الانهيار ... صباحو يا حاج

د. حارث سليمان/جنوبية/09 تموز/2022

لم يكن ينقص مشهد انهيار لبنان وتفسخ قطاعاته كافة، سوى قرار الغاء الشهادة الرسمية المتوسطة، في الجانبين الاكاديمي والمهني. فبعد ارتال السيارات المنتظرة سواد الليل، وطيلة ساعات النهار على طرقات المحطات، تمظهر انهيار الخدمات الاستشفائية، وقلصت المستشفيات كافة، تقديماتها لمرضاها، وقامت بالاستيفاء من روادها، مبالغ مالية باهظة، كفروقات تردم الفارق بين ارتفاع اسعار خدماتها وتعريفات المؤسسات الضامنة الرسمية والخاصة، مما جعل التأمين الصحي لملايين اللبنانيين، رسميا كان او خاصا، أمرا زائفا، لا يضمن المنتسبين اليه ساعة مرضهم.

 الى جانب ذلك انقطع الدواء وندر وجوده، واقفلت مئات الصيدليات أبوابها بشكل كلي او جزئي، وتفاقمت هجرة الطاقم الطبي والتمريضي الى ارجاء الدنيا ونواحيها، وتعمم اذلال المواطنين في ابسط حاجياتهم اليومية من خبز وحليب اطفال وزيوت وسلع ضرورية، كما اجتاحت العتمة منازل الناس، اثر زيادة ساعات تقنين التيار من مؤسسة الكهرباء او من مولدات الاحياء، نتيجة انقطاع مادة المازوت التي تستعمل وقودا في الاضاءة والانتاج الكهربائي، وانفلتت اسعار الاستهلاك وارتفعت بشكل جنوني، بحيث لم يعد يكفي اي راتب من رواتب، اي موظف من موظفي الدولة اللبنانية، لسد حاجات عائلته من الغذاء والدواء والنقل.

في خضم الحد الذي وصلت اليه الازمة، تحول اكثر من ٧٥ % من اللبنانيين الى ققراء لا يستطيعون تأمين كل احتياجاتهم الاساسية من رواتبهم.

فيما أُجبر أصحاب الودائع والثروات التي احتجزت اموالهم في المصارف اللبنانية، على تقنين سحوبات أموالهم بما يسد رمق عوائلهم وحاجاتهم الأساسية، وأُجبروا على تحويل دولاراتهم بأسعار تبديل، تقتطع ٧٥% من قيمتها الفعلية.

حدثت كل هذه المآسي والتحولات، في ظل سلطة وحكومة، وقفت تتفرج على مأساة اللبنانيين وأوجاعهم، لا تخطط، لا تقرر، لا تستكشف، لا تبادر، لا تتدخل، لا تراقب، لا تقمع مخالفة، لا تحارب احتكارا، لا تُسَيِّر خدمات مرفق، لا تُلزِمُ مصرفا بموجبات التزاماته تجاه مودعيه، لا تقمع تهريبا منظما وسافرا، لا تنظم حركة مطار، ولا تضبط صادرات مرفأ، سلطة كل ما تفعل، انها تتبرأ من مسؤولياتها، وتنكر امساكها بقيادة البلاد ومصير العباد، لكنها لا ترحل ليتم استبدالها او تغييرها.

هي سلطة غاشمة متحكمة، لا تعتبر ان من واجباتِها حَلَّ ازمة شعب لبنان، او حتى التخفيفَ من آلامها، أو ادارةَ حياة آلاف العائلات او تقديمَ الخدمات لهم، في مجالات  الصحة والاتصالات والامن والعدالة والتعليم، بل موجودةٌ ومتحكمةٌ من اجل النهبِ البدوي العاري،  واستباحةِ المواردِ والأموالِ العامة، وممارسةِ التهريبِ والاتجار بالمخدرات وتبييض الأموال وتسهيل أعمال الجريمة المنظمة.

هي سلطة تُؤَمِّن مطالبَ وحاجاتِ ومصالحَ رُعاتِها في الاقليم، تُحاصِرُ شعبَها حينَ يُحاصًرُ راعيها، وتُلبّي احتياجات الراعي، ولو تطلب ذلك قطع احتياجات شعبها، تمده بالمال والعملات الاجنبية ولو أدى ذلك الى استنزاف رصيد مصرف لبنان وافلاسه.

هي سلطة تعتبر أنَّ لبنانَ أصغرُ و أقلُ شأناً من همومها، وأن آلامَ شعبِه وأوجاعَهُ، هي معمودية واجبة يؤديها، كرَسْمِ انتساب، الى محور يختزن القداسة، لا تتواضع هذه السلطة لتقوم بخدمة شعبها، بل تجعل من رعاياها، قرابين منذورة لتفتدي أولياءَ أمرها.

على مدى سنة قادمة ستكون حيوات ٦٠٠ الف عائلة لبنانية، مرتبطة ببطاقة تموينية من اجل سد رمقها، من خطر الجوع والعوز وستغطي تكاليف هذه البطاقة قروض اجنبية ودولية، في نفس الوقت سيجبر اصحاب الودائع الصغيرة، على سحب ودائعهم، شهريا بدفعات من ٤٠٠$ دولار يضاف اليها ملونين و٤٠٠ الف ليرة بأوراق نقدية لبنانية، ويقابلها مبلغ مماثل يتم صرفه، عبر التسوق من البطاقة المصرفية، وبذلك سيتم تصفية ما لا يقل عن ٦٠٠ الف حساب مصرفي، بعد اقتطاع اكثر من ١٨ % من قيمة ودائعهم في حال ثبت سعر الدولار الاميركي على حاله اليوم.

لن تمر سنة اضافية واحدة، من عمر هذه الازمة، حتى تصبح الغالبية العظمى من شعب لبنان، اي أكثر من مليون ومئتي الف عائلة، معرضة للجوع والمرض والفقر والعوز، لا قوة شرائية لأجورها، ولا ودائع في متناول أياديها تقيها مواجهة الغلاء و متطلبات العيش بالكفاف، فيما يتبقى شريحة لا تتعدى ٣ أة ٤ بالمئة من شعب لبنان، استطاعت ان تُحَوِّلَ ما لا يقل عن خمسين مليار دولار، الى خارج لبنان، منذ منتصف سنة ٢٠١٨ ولغاية تاريخه، وجنت هذه الشريحة ذاتها خلال العشر سنوات الماضية، ما لا يقل عن ٢٥ مليار $ كفوائد، مبالغ بأسعارها ومعدلاتها، نتيجة اقراض الخزينة اللبنانية ومصرف لبنان.

لا تقف المنظومة الحاكمة عاجزة أمام الازمة، كما يظن البعض و يستنتج، بل تستغل الازمة للتربح منها وزيادة عائداتها، كمناسبة لمزيد من النهب والاثراء غير المشروع، ويعتبر حيتان المال وقيادات الميليشيات الأزمة المالية والاقتصادية، فرصة لإعادة توزيع الثروة الوطنية عبر إفقار الغالبية العظمى من شعب لبنان، والاستيلاء على احتياطات الذهب في مصرف لبنان، واستملاك المرافق العامة ومؤسسات الدولة واملاكها!!.

الأزمة يدفع ثمنها ويتحمل خسائرها اصحاب الاجور والودائع الصغيرة، فيما يتم حفظ مصالح اصحاب السلطة وادارة النظام المصرفي وحيتان المال، وقيادات الاحزاب الطائفية وميليشياتها، ويتبدى هنا السبب الحقيقي الكامن، وراء تأخير اقرار قانون " تقييد حركة الرساميل" اي ال Capital Control .

على خط آخر، كانت مفاجأة حقا، أن يقام جلسة سحر اسود، يتم فيها تحضير ارواح موتى، يشغلون مقاعد سلطة غيبت نفسها، ويصدر عنها قرار بإلغاء الشهادات الرسمية المتوسطة، وهو قرار مع ما رافقه من تبريرات وذرائع، يشكل الحد الادهى من موت الدولة اللبنانية وتفكك مؤسساتها وشلل مرافق خدماتها.

فالقرار التربوي هذا، يحرم الطلاب جهدهم وسعيهم الذي بذلوه في اقصى ظروف الازمة الاقتصادية وفي ظل الجائحة وتعقيداتها، ويساوي بين من عمل واجتهد وكد ودرس، وبين من اهمل ولعب وهزأ وتسلى، انه قرار بمكافأة الفشل، مكافأة الفشل عند الطلاب، والفشل في المدارس، والفشل عند الاهل والاساتذة، وهو قرار أتى بعد فشل الوزارة في تنظيم امتحانات بمعايير مقبولة وانضباط محترم، ولذلك فانه اعلان اضافي بفشل ادارة التربية وأجهزتها.

لا تريد هذه المنظومة معيار الامتحان، ولا اعتماد الكفاءة كشرط للنجاح والترقي الاجتماعي، وقد لجأت لفتح عشرات المؤسسات التربوية في كافة مراحل التعليم خارج اي معايير اكاديمية معتبرة، وهي تصدر شهادات لا فرق من حيث قيمتها مع الافادات، فالإفادات او ما يعادلها من الشهادات تطلق يد المنظومة، وتحررها من قيود الكفاءة العلمية، فتمارس زبائنيتها السياسية على اوسع نطاق.  في منظومة سياسية ثقافية، حولت الحج الى بيت الله الحرام، من فريضة دينية، لمن استطاع اليه سبيلا، الى  اعلى لقب علمي، ف 'الحاج' لقب يَجِبُّ كل لقب آخر ويتفوق عليه، في منظومة كهذه، لا حاجة لشهادات؛ سواء كانت  متوسطة، ثانوية، جامعية، او دكتوراه من جامعة محترمة. وسنتبادل جميعا، كل يوم، تحية سيارة؛ صباحو يا حاج

 

الجبهة اللبنانيّة الداخليّة: نقطة ضعف "حزب الله" في الحرب المقبلة مع إسرائيل

رياض قهوجي/جنوبية/09 تموز/2022 

شكل إطلاق "حزب الله" طائرات مسيّرة باتجاه حقل كاريش الإسرائيلي للغاز الذي يقع في منطقة اقتصادية لا يزال مصيرها غير محسوم رسمياً بين تل أبيب وبيروت، عودة لنشاطات الحزب العسكرية انطلاقاً من لبنان بعد غياب طويل. وهو جاء في وقت ليذكّر من قد توهّم في الحكومة اللبنانية بأن هناك قرار دولة في لبنان أن "حزب الله" له الكلمة الأولى والأخيرة في قرارات الحرب والسلم، وهو يستطيع أن ينهي أي تفاوض مع إسرائيل بطريقته الخاصة.  طبعاً كان واضحاً الحذر في التصرف العسكري لـ"حزب الله" بعدم إشعال حرب لن تكون لمصلحته مهما بلغ عدد الصواريخ والطائرات المسيّرة في ترسانته. فبأي مواجهة عسكرية مستقبلية سيكون "حزب الله" وحيداً في مواجهة إسرائيل ومن معها أو وراءها. لكن هدف إسرائيل اليوم هو إيران وليس "حزب الله"، وبالتالي فإنها تحاول التركيز على استهداف الحرس الثوري في عقر داره ومناطق عملياته في سوريا.

 شهدت الساحة الإقليمية تغييرات دراماتيكية منذ حرب 2006، إذ إن مكانة "حزب الله" عربياً تراجعت تراجعاً كبيراً. كما أن الانقسام اللبناني بين مؤيد ومعارض لسلاح "حزب الله" تعاظم ووصل إلى درجة أن هناك من يعتبره واجهة لاحتلال إيراني للبنان. طبعاً هذا موضع جدل اليوم، بخاصة في تعريف الحرب الهجينة التي تخوضها إيران ضد الدول العربية عبر استخدامها ميليشيات شيعية للسيطرة على قرار هذه الدول، وتسخيرها لخدمة مصالحها التوسعية في المنطقة.

 كان لبنان أول الدول التي تمكنت إيران من بناء ميليشيا ساعدتها على التحكم بقرار الدولة، وبالتوسع إلى الدول المجاورة مثل سوريا والعراق ومن ثم اليمن. وأظهرت تغطية الصحف العربية وجزء مهم من الإعلام اللبناني أن عملية "حزب الله" ضد إسرائيل اعتبرت تهديداً لأمن لبنان وخرقاً لسيادته قبل أن تكون خرقاً لسيادة إسرائيل. لا يعتبر "حزب الله" نفسه معنياً بأي رأي عام خارج قاعدته الشعبية التي بغالبيتها تشاهد فقط وسائل إعلام محور الممانعة. فهو يهتم فقط ببيئته الحاضنة. لكن هل هذا يكفي اليوم في ضوء الأزمة الاقتصادية المتفاقمة وازدياد الضغوط والعزلة إقليمياً؟

 إذا ما أردنا أن نطبق سيناريو حرب جديدة مع إسرائيل كيف يمكن أن نصوّر تطورها وآثارها؟ أي حرب مستقبلية وبغض النظر عمن سيكون المتسبب باشتعالها، ستشهد قصفاً إسرائيلياً شرساً ومدمراً على البنية التحتية في لبنان وعلى المناطق التي تعيش فيها البيئة المؤيدة للحزب. فإسرائيل مشهورة بالعقاب الجماعي، وهو تكتيك يتماشى مع أهداف القصف الاستراتيجي الذي يهدف إلى تدمير معنويات الشعب ودفعه للضغط على قيادته لوقف الحرب. وعليه، سيكون هناك قصف مركز على بلدات الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت وأي مكان ستنطلق منه صواريخ "حزب الله". طبعاً ستتعرض إسرائيل لقصف صاروخي قوي من "حزب الله". لكن إسرائيل، بعكس لبنان، بنت شبكة دفاعات قوية ضد الصواريخ على أنواعها وقد اختبرتها بنجاح مرات عدة، ما سيقلل من عدد الصواريخ التي ستلحق أضراراً بها.

 كما أن إسرائيل تملك منظومة دفاع مدني تعتبر الأكثر تقدماً عالمياً، ستوفر للمدنيين ملاجئ وكل متطلبات الوقاية والصمود. طبعاً ليس هناك أي شيء من هذا في لبنان. فاللبنانيون في الحرب الأخيرة فروا إلى سوريا وقبرص وتركيا. اليوم، ومع وجود مليون لاجئ سوري في لبنان واستمرار الأزمة في مناطق عدة في سوريا، إلى أين سيهرب اللبناني وكيف؟ فأمواله محجوزة في المصارف، وبعضهم يعيش من "كاش" في بيوته، فكيف سيهرب وإلى أين؟ ومع وجود الانقسام والشرخ بين بيئة "حزب الله" وجزء كبير من الشعب اللبناني، ماذا سيكون مصير مؤيدي "حزب الله"؟ هذه أسئلة لا يملك قادة "حزب الله" أجوبة واقعية لها بل نظريات في عالم الصمود والجهاد التي لن تنفع المواطن الفقير لحظة الحقيقة. الشعب يؤيد قادته ما دام يشعر أن هذه القيادة تمنحه الأمان والقوة. لكن هذا التأييد سيزول لحظة انتشار الخوف والموت وانهيار الثقة وتلاشي الوعود بالنصر الساحق والمبين، والسؤال الأهم، من سيعيد إعمار ما تهدم وبأي أموال في وقت ترزح إيران تحت عقوبات قاسية ويعيش لبنان أزمة اقتصادية غير مسبوقة وخزينته مفلسة وهو منقطع عن أشقائه العرب؟

  التغاضي عن الانقسام الداخلي من قبل "حزب الله" خطأ كبير في أجواء حرب تزداد احتمالاتها مع إسرائيل. سيشكل الانقسام الداخلي خطراً كبيراً على "حزب الله" وإمكاناته القتالية وقدرة بيئته على الصمود في أي حرب مستقبلية. أهالي قرى عديدة في جبل لبنان – ومناطق أخرى – لن يسمحوا لراجمات صواريخ "حزب الله" بأن تدخلها، وقد شهدنا ذلك في تجربة سابقة يرجح أنها ستتكرر بكثرة خلال أي حرب.

 والإعلام العربي بغالبيته سيكون ضد "حزب الله" كما سيكون جزء من الإعلام داخل لبنان أيضاً. فالمؤشرات واضحة من خلال الطريقة التي تمت فيها تغطية إطلاق المسيرات باتجاه كاريش.

 على "حزب الله" أن يراجع الوضع من زوايا مختلفة وليس فقط من عدد ما يملكه من صواريخ أو مسيرات وحجم الدمار الذي يتوقع هو أن يلحقه بإسرائيل، وهي تقديرات فيها الكثير من المبالغة. يجب أن يأخذ بعين الاعتبار البيئة التي تحتضن البيئة الشيعية التي تحضنه. تنامي العداء معها سيؤدي لإضعافه كثيراً، إن لم يكن هزيمته على المدى الطويل. قد يكون قادة "حزب الله" على دراية بذلك لكنهم لا يستطيعون فعل شيء نتيجة أوامر التكليف التي تأتي من إيران، والتي لا يمكن مناقشتها ويجب تنفيذها. وفي هذه الحالة سيكون قد وضع نفسه وبيئته على مسار التدمير الذاتي الحتمي، وستكون مسألة وقت قبل النزاع العسكري المقبل مع إسرائيل. وقد نشرت العديد من مراكز الدراسات الإسرائيلية أو المقربة منها تقارير عن الوضع الداخلي للبنان، وبالتالي فهي مدركة للتحديات التي يواجهها "حزب الله" داخلياً وإقليمياً، وتعمل على استغلالها لأقصى الحدود. وهي بلا شك تتمنى أن تقدم جهات لبنانية على الاصطدام عسكرياً بـ"حزب الله" لاستنزافه وإضعافه، وبالتالي ستستمر بالمحاولة لتحقيق ذلك. وعليه، فإن الجبهة الداخلية اللبنانية، وخلفها العربية، هي نقطة ضعف "حزب الله" الرئيسية التي تمكّن من إدارة بعض جوانبها، ولكنه فشل في السيطرة عليها أو تسخيرها حتى الآن ويحاول تجاهلها، لكن إلى متى؟

 

مسيرات إيران.. هدّدت وحدة موقف لبنان

وليد شقير/أساس ميديا/09 تموز/2022

تكاثرت الأسباب التي تستدعي الريبة من شنّ إعلام "حزب الله" هجومه على بيان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبد الله بوحبيب إثر إطلاق "الحزب" المسيَّرات الثلاث غير المسلّحة نحو حقل "كاريش" الإسرائيلي، وإسقاطها من قبل إسرائيل السبت الماضي. تساءل البيان "عن جدوى هذه العملية التي جرت خارج إطار مسؤولية الدولة والسياق الدبلوماسي، خصوصاً أنّ المفاوضات الجارية (لترسيم الحدود البحرية) بمساعٍ من الوسيط الأميركي أموس هوكستين بلغت مراحل متقدّمة". واعتبر البيان هذا الأمر "غير مقبول"، مجدّداً دعمه "مساعي الوسيط الأميركي للتوصّل إلى حلّ يحفظ الحقوق اللبنانية كاملة". أبرز أسباب الريبة حيال هذه الحملة أنّها جاءت فيما كان الحزب يخوض اتّصالات بالواسطة مع هوكستين نفسه. وقد برّر قيامه بالعمليّة، وتطرّق إلى التهدئة وخفض التوتّر مع إسرائيل، من دون أن يُخفي الوظيفة الإيرانية لهذه العملية، وصولاً إلى تسريب معلومات عن أنّه سيُطلق المزيد من المسيَّرات فوق "كاريش" والمنصّة العائمة "إنرجين باور" المخصّصة لاستخراج النفط والغاز منه.

رأى بوصعب المحسوب على عون، والذي تلقّى اتصالاً من هوكستين، أنّ "الحكومة عبّرت عن موقفها بلسان رئيسها مساهِمةً في تطويق التداعيات وتجنّب الدخول في ردّات فعل نحن في غنى عنها"

موافقة عون وافتعال استثنائه من الحملة

لكنّ الحملة على ميقاتي وبوحبيب، فضلاً عن أنّها توخّت ترهيبهما وتسخيف ردّهما على العملية الخارجة عن نطاق الشرعية، فإنّها تضمّنت الكثير من قلب الحقائق، بدءاً بالقول إنّ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون كان منزعجاً من البيان. أمّا الحقيقة فهي أنّه حين اتّصل هوكستين والسفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا بكبار المسؤولين للاستفسار عن موافقتهم على ما حصل، ولإبلاغهم بأنّ المسيّرات قد تنسف المفاوضات، أوفد عون الوزير بوحبيب المحسوب عليه في الحكومة إلى ميقاتي من أجل التنسيق واتّخاذ الموقف المناسب، فجرت صياغة البيان في شكل مشترك، وتمّ تنميق بعض عباراته قبل إذاعته. ومع ذلك سرّب الحزب لمن اتّصل به بأنّ عون قال للجانب الأميركي: "لماذا لا تتّصلون بميقاتي"، للإيحاء بأنّه تهرّب من إصدار بيان كان مطلوباً أن تصدره السلطة للتبرّؤ من العملية وتأكيد استمرار المفاوضات.

تلفت مصادر رسمية إلى دليل آخر على موافقة الرئاسة على البيان، وهو ما قاله نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب في حديث لصحيفة "نداء الوطن" من أنّ "إطلاق "حزب الله" المسيَّرات وجب أن لا يحصل في هذه المرحلة بالتحديد لأنّ المفاوضات تسير بوتيرة سريعة، وموضوع المسيّرات أعادنا إلى نقطة معالجة إمكانية استكمال المفاوضات بدل الاستمرار في مناقشة النقاط التي توصّلنا إليها".

رأى بوصعب المحسوب على عون، والذي تلقّى اتصالاً من هوكستين، أنّ "الحكومة عبّرت عن موقفها بلسان رئيسها مساهِمةً في تطويق التداعيات وتجنّب الدخول في ردّات فعل نحن في غنى عنها".

"الحزب" ينسب الاعتراض إلى "جهات سياسيّة"

من عوامل الريبة من الحملة على ميقاتي وبوحبيب، التي استُخدمت فيها تعابير مهينة، أنّ مصادر الحزب التي وقفت وراءها تجنّبت القول إنّ الحزب نفسه اتّصل بميقاتي لنقل رسالة وُصفت بأنّها "قاسية" حيال إصداره بيان التنصّل من إطلاق المسيّرات. فنسبت الأمر إلى "جهات سياسية"، لأنّ الحزب بات محرجاً بسبب أنّه سبق أن كرّر وقوفه خلف الدولة في مفاوضات الترسيم. والمفارقة أنّ أوساطاً مطّلعة على حيثيّات صدور البيان قالت إنّ ميقاتي تساءل حين راجعه بعض من سألوه عن خلفيّة إصداره البيان، عن أسباب اعتراضهم، فاكتفوا بإجابته بأنّه "كان يجب ألّا يصدر". واهتمّ بعض زوّار ميقاتي بمعرفة ما قاله لـ"حزب الله" حين اتّصل به معترضاً على البيان، فنفى أن يكون "الحزب" قد اتّصل به، مؤكّداً أنّ "كلّ ما في الأمر أنّي حين زرت الرئيس نبيه برّي (الثلاثاء) سألني عن البيان، فكان جوابي: ألا نريد استئناف المفاوضات من أجل الترسيم؟ فردّ بري بالإيجاب، وعقّبت قائلاً له إنّ "هذا ما قلناه في البيان لأنّنا جميعاً نريد أن تستمرّ المفاوضات"، واكتفى ميقاتي بهذا القدر من الإفصاح عمّا دار بينه وبين رئيس البرلمان.

أبرز أسباب الريبة حيال هذه الحملة أنّها جاءت فيما كان الحزب يخوض اتّصالات بالواسطة مع هوكستين نفسه. وقد برّر قيامه بالعمليّة، وتطرّق إلى التهدئة وخفض التوتّر مع إسرائيل، من دون أن يُخفي الوظيفة الإيرانية لهذه العملية

بين رواية المقرّبين من "حزب الله" عن الرسالة "القاسية" لميقاتي، وبين رواية الأخير عن لقائه مع برّي، تبقى الوقائع ناقصة لأنّ من الطبيعي ألّا يكشف المعنيّون عنها بالكامل لأن إطلاق المسيّرات حمل معه مخاطر مواجهة مع إسرائيل ومع الولايات المتحدة، لا يريدها أيّ من الأطراف، واستنفر عواصم عدّة بدليل ما طرحه رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد مع الرئيس إيمانويل ماكرون حين زار فرنسا، وسط معلومات أنّه عرض له معطيات تتعلّق بما يقوم به الحزب من تعزيز مواقعه في الجنوب.

من جهتها، برّرت أوساط ميقاتي البيان بالقول إنّ التشديد على استمرار مهمّة هوكستين يساعد في تجنّب نشوب نزاع عسكري لا يحتمله البلد في ظروفه المأساوية الراهنة، فيكفي لبنان ما يعانيه. وقد يتمكّن "حزب الله" من إلحاق الأذى الشديد بإسرائيل في حال وقوع حرب، لكن ما الذي سيحلّ بلبنان من دمار وكوارث في هذه الحال؟ ألا يكفيه ما هو فيه؟

بيد أنّ مفارقة أخرى تتّصل بالحملة على ميقاتي وبوحبيب هي المعلومات عن خطّ خلفيّ فُتح بين "حزب الله" والجانب الأميركي، عبر أحد الوسطاء اللبنانيين، امتنعت المصادر الواسعة الاطّلاع على جانب منه، عن الكشف عن هويّته. ربّما كان هدف الحملة التغطية على تلك الاتصالات غير المباشرة بين واشنطن والحزب.

الاستعداد للتصعيد قبل زيارة هوكستين وبعدها

 تقول الرواية إنّ الوسيط الأميركي بين لبنان وإسرائيل، كبير مستشاري أمن الطاقة في وزارة الخارجية، آموس هوكستين، حين زار بيروت في 13 حزيران الماضي ليتسلّم الاقتراح اللبناني المتعلّق بالخط البحري الذي يطالب لبنان باعتماده للحدود البحرية، التقى شخصية تتولّى نقل الرسائل بين واشنطن و"حزب الله"، من أجل أن يستفسر عن التهديدات التي كان أمينه العام السيد حسن نصر الله قد أطلقها في كلمة ألقاها في 9 حزيران، أي قبل أربعة أيام من وصوله. كان نصر الله قام بمطالعة مطوّلة عن حقوق لبنان في النفط والغاز في البحر، ملوّحاً بأنّ "الحزب" لن يقف مكتوف الأيدي إزاء وصول السفينة-المنصة العائمة التابعة لشركة "إنرجين باور" من أجل الاستعداد لبدء استخراج الغاز من حقل "كاريش" الإسرائيلي. وممّا قاله نصر الله حينئذٍ أنّ "المقاومة قطعاً تملك القدرة المادية والعسكرية والأمنية والمعلوماتية واللوجستية والبشرية لمنع العدو من استخراج النفط والغاز من حقل كاريش"، ما دامت المفاوضات حول الحدود لم تصل إلى اتفاق، وما دامت الدولة اللبنانية تعتبر وصول السفينة عملاً عدائياً في منطقة متنازَع عليها. وأنذر نصر الله الشركة المالكة للسفينة و"العدو وحكومته" بأنّ "عليهم أن ينتظروا نتيجة المفاوضات كما يفعل لبنان". ولمّح إلى أنّ المقاومة قد ترسل مسيّرات فوق حقل كاريش من أجل "الإنذار". استدرج كلام نصر الله ردّاً من رئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي قال فيه إنّ "التوتّر المقبل مع لبنان سيشهد قصفاً غير مسبوق"، وإنّ جيشه "بلور آلاف الأهداف لتدميرها بمنظومة الصواريخ والقذائف...".

إلا أنّ نصر الله قال في الكلمة نفسها إنّ "الدولة تريد أن تفاوض فلتتّكل على الله"، مبدياً ثقته بصلابة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.

على ذمّة الراوي طلب هوكستين من الشخصيّة أن تنقل أسئلة عن سبب هذا التصعيد في موقف نصر الله في خطابين سبقا وصوله، فيما يطالب لبنان باستئناف المفاوضات، فنُقلت الأسئلة وكان جواب الحزب أنّه لا يمكن لإسرائيل أن تبدأ باستخراج الغاز والنفط في حين لبنان لا يستطيع ذلك في انتظار التفاوض الذي ما دام غير منجز يبقى "كاريش" في منطقة متنازَع عليها. طلب هوكستين التهدئة، مشيراً إلى أنّ كاريش يقع في منطقة تابعة لإسرائيل، وأنّ لبنان يتفاوض على تكريس حقّه في الخط 23 والاحتفاظ بحقل قانا كاملاً. واستنجد هوكستين بالسفيرة الفرنسية آن غريو التي التقاها لعلمه بأنّ السفارة الفرنسية تحتفظ باتصالات مستمرّة مع الحزب، وكانت غريو التقت مسؤولين في الحزب قبل أسبوعين من وصول هوكستين، طالباً منها حضّ الحزب على التهدئة وإفساح المجال للمفاوضات، فقام طاقم السفارة بالمهمّة، وكان جواب الحزب أنّه لا يريد حرباً.

 

فرصة ضاعت على لبنان المجلَّل بالشدائد

فـــؤاد مطـــر/الشرق الأوسط/09 تموز/2022

منذ أن بدأت صيغة الاجتماعات العربية وفق الترتيب الأبجدي وذلك كي لا يبقى الانطباع السائد بأن الانعقاد حكر على مصر بحكم أن مقر الجامعة العربية في القاهرة، باتت كل دولة عضو تنتظر بلهفة وصول دور الانعقاد إليها فتتأهب للحدث المستضاف وتجري لهذا الغرض عمليات تأهيل لمقرات الاستضافة وتجميل للشوارع. والتأكد من أن كمية أعلام الدول الأعضاء متوفرة لديها. ولهذه الورشة كثير من الفعاليات وكل ذلك بغرض التباهي بأن استضافة هذه الدولة للاجتماع العربي كانت الأفضل وأن المضيف اكتسب سمعة طيبة تجد صداها في نفوس الأشقاء العرب. وهذا الصدى ينعكس على الارتياح تعزيزاً للمصالح على أنواعها. والأهم من هذا التبرج، أن يتأمل المضيف في طبيعة علاقات الدولة مع الأشقاء المستضافين الذين يشاركون في المؤتمر الذي ينعقد بموجب الصيغة الأبجدية، والذي في حال لم يأتِ الانعقاد على أكمل وجه، فهذا يعني أنه سينتظر سنوات لكي يكون من حقه أبجدياً استضافة المؤتمر. وبالنسبة إلى ما يخص العلاقات فإن واجب المضيف تصحيح مواقف عاتية أو خلافية واستباق يوم الانعقاد ببضعة أسابيع بزيارات وتصريحات وخطوات ترتاح لها هذه الدول الشقيقة العاتبة أو تلك. كما تكون على هامش الزيارات والتصريحات التفافة على مواقف حافلة بالمفردات غير المستحبة والتي من شأنها إلحاق الأذى بالسمعة، وإطلاق أوصاف على ممثلي دول شقيقة أو صديقة لا تليق بقائلها، علاوة على أنها تتساوى مع قذيفة تطلق على روح حرَّم الله قتلها. ونحن لو أحصينا عشرات العبارات التي تندرج في هذا المنحى المتجني، لرأينا أنها ألحقت الأذى المتعمد بالوطن الكيان والشعب على حد سواء، وأضرت بشخص مطْلقها خصوصاً إذا هو من المعمَّمين.

مثل هذا السعي لتصحيح الصفحة اللبنانية الحافلة بالتجني على دول الاقتدار العربي بالذات لم يحدث. وبذلك بدا انعقاد الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب في بيروت يوم السبت 2 يوليو (تموز) 2022 خالي الحيوية، فلا التجنيات التي تنطلق من لبنان عولجت ولا العائد من التصريحات الشكلية والمرتجفة كان مثمراً، وبدا المأمول من الاجتماع لا يتجاوز عبارات منقوصة الدفء عكس ما هو المأمول من اجتماع يعقده رموز الدبلوماسية العربية الذين هم في العادة يعكسون مواقف أهل الحكم كل في دولته. وكان من شأن مشاركة وزراء خارجية كل الدول الأعضاء وليس الاستعاضة عن التمثيل الرفيع بتمثيل يعكس طبيعة التحفظ على لبنان الرسمي، أن يشكل الاجتماع دعماً كثير الفاعلية للبنان الذي يعيش منذ خمس سنوات أكثر سنوات الحكم خروجاً عن الأصول والواجبات مع تفريط ممنهج في العلاقة ذات العائد الإنقاذي سياسياً وإغاثياً. لكن الاجتماع تنطبق عليه تسمية اللقاء الموسّع وذلك لأن نسبة عدم مشاركة وزراء خارجية بعض الدول تفوق نسبة المشاركين. وهكذا بدا الذين حطوا رحالهم في بيروت يوم السبت 2 يوليو 2022 كما لو أنهم مثل الذين يشاركون في مأتم أو سياح خمس نجوم وبضع هلالات ليومين في بيروت المكلومة. ومن الجائز القول إن وزراء الخارجية الذين شاركوا لو كانوا على إحاطة بأن تمثيل دول مثل مصر والسعودية والإمارات والبحرين لن يكون على مستوى وزراء الخارجية لكانوا ربما آثروا المشاركة بالمستوى التمثيلي نفسه. وهنا وفي السياق نفسه يجد المرء نفسه يتصور أي مردود معنوي وعملي كان سيجنيه لبنان لو أن الدول المشار إليها تمثلت في المؤتمر على مستوى وزراء الخارجية وتحميل كل وزير من الخطوات والنوايا ما تجعل اللبناني الغارق في جحيم إدارة للحكم غير مسبوقة يتفاءل بأطياف الطمأنينة تبدد سوء حياته ومساوئ حاكمين بجناحيهم؛ جناح القابض الحليف المقاوم وجناح المقبوض على قراره في انتظار تسديد آخر استحقاق عليه بعد شهرين. مع ملاحظة أن هذا الجناح يتطلع حالماً إلى تجديد صيغة تقاسم الحكم. ومن شأن القمة العربية الدورية التي تتأهب الجزائر لاستضافتها أن تكون طبيعة مصير الحكم في لبنان إما موضوع تشاور وإما من البنود في جدول الأعمال التي تتطلب الحسم كي لا ينتهي الأمر بلبنان خارج الجمع العربي كما حال سوريا التي كان أمراً لافتاً أن الاجتماع التشاوري الدبلوماسي العربي ينعقد في بيروت التي كانت ذات يوم «هونغ كونغها» على مسافة سبعين كيلومتراً من عاصمة الأمويين سابقاً.

كما يبقى ما هو الألفت ونعني بذلك أنه في الوقت الذي كانت فيه الدولة الرسمية للبنان حائرة في أمرها وماذا ستقول للأشقاء الوافدين إلى الاجتماع في بيروت، كانت الدولة غير الرسمية تنجز انعقاداً وتوصيات ولقاءات وزيارات بروتوكولية إطلالة على مستوى القمة الثورية الفلسطينية متمثلة بزعيم «حماس» إسماعيل هنية وطاقم قيادة التنظيم الثوري ويقول الضيف ومضيفه «حزب الله» من التعابير التي ذكَّرت بعض اللبنانيين بما كان يقوله الرئيس ياسر عرفات. وفيما كان الاجتماع الدبلوماسي العربي باهتاً بدءاً وختاماً فإن القمة الثورية («حزب الله» - «حماس») كانت على درجة من التحدي الذي لا رفْض ولا تحفُّظ ولا اعتراض عليه من رئيس الدولة الذي لو أحيط مسبقاً بطبيعة إطلالة إسماعيل هنية ورفاق حركتهم الثورية على لبنان، لكان تمنى على شريكه في حكم لبنان بحاله الحاضرة، إرجاء زيارة الأشقاء الفلسطينيين وفعاليات زيارتهم إلى ما بعد انقضاء الاجتماع العربي. ولكن سبق السيف الثوري العذل العوني - الباسيلي. في هذا يجاز التساؤل: هل لو أن مرجعية سياسية لبنانية حزبية وجهت الدعوة إلى زعيمة المعارضة الإيرانية مريم رجوي كي تزور بيروت وتعقد فيها، باعتبارها عاصمة مباحة أو مستباحة أو ذات خصوصية ديمقراطية، مؤتمراً صحافياً كان سيتم استقبالها في صالة الشرف في المطار وتزور بحكم شأنها الإيراني المهم الرؤساء ميشال عون، ونبيه بري، ونجيب ميقاتي؟ في أي حال ليست جديدة فرصة أن لبنان يضيِّع فرصة عربية فضية، هذا اللبنان المجلل بالأوزار والأحزان والشدائد على أنواعها والفاقد بالتدرج ملامح خصوصيته ورونق معالمه كدولة كانت حجزت كرسياً لها في المشهد المتنامي والمتطور، فقد ضيَّعت الفرصة تلك طبيعة الإمساك بالدولة من طرفين غير مقتنع كل منهما بمفهوم الآخر ومشروعه، لكن التحالف كان رفقة طريق دفع المواطن اللبناني أثماناً لا حصر لها وربما لن يكون هناك علاج للنوائب على أنواعها في المدى المنظور. ولن يغيِّر الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وبولاءاتهم. والله الشاهد.

 

سياسات الحكمة وسياسات المسؤولية

رضوان السيد/الشرق الأوسط/09 تموز/2022

منذ أسابيع وأنا أهمّ بكتابة مقالةٍ بهذا العنوان؛ فقد كنت أُلقي على طلابي بجامعة محمد بن زايد في أبوظبي محاضرة في التصورات الفلسفية للسياسي ورجل الدولة؛ عندما كان إسماعيل هنية يزور لبنان بعناية حسن نصر الله ورعايته. والمعروف أنّ أقدم الكتب في السياسي محاورة أفلاطون بهذا الاسم. وقد اشتهرت حديثاً محاضرة ماكس فيبر عام 2019 عن السياسة باعتبارها حرفة أو مهنة. وإلى ذلك اشتهرت رسالة ريتشارد سينيت أستاذ العلوم السياسية الأميركي عن رجل العمل العام في السبعينات من القرن الماضي. لماذا ذكّرني إسماعيل هنية وصاحبه بماكس فيبر؟ لأنّ شغل سوسيولوجي السياسة الكبير الشاغل كان وضع توصيف للعالم والسياسي يقوم على ركنين: الاحتراف أو التفرغ - والرسالة ذات الشقين: أخلاق الاقتناع أو الاعتقاد، وأخلاق المسؤولية. والأولوية بالنسبة للسياسي في أخلاق الاقتناع حفظ حياة مواطنيه ومصالحهم. أما أخلاق المسؤولية فتقتضي انتهاج أفضل السبل بحسب القدرة والإمكانات لتحقيق ذلك.

ولنعد إلى إسماعيل هنية وحسن نصر الله. والمعروف أنّ الأول صار يعمل عند الثاني منذ مدة. أين هي الأخلاق من النوعين لدى الرجلين السياسيين، وأحدهما يتحكم بلبنان، والآخر يتحكم هو وحزبه بقطاع غزة؟ أين عملا على صون الأرواح أو على تحقيق المصالح الوطنية؟ إنّ المثير والمزعج سماع إسماعيل هنية وهو يتحدث عن المقاومة والتحرير وهو يعلم أنه لا يقوم بشيء من ذلك. حسن نصر الله ينفذ ما يطلبه الإيرانيون وعلى ذلك ربّوه وكبّروه. فماذا يستفيد هنية غير بعض العدة التي صار يستخدمها تبعاً لحاجة الإيرانيين. وهذا وذاك ونحن نتحدث عن حركتين دينيتين وحفظ النفوس هو أعلى مقاصد الشريعة؛ بينما الذي يحصل هو هدر دماء الفلسطينيين واللبنانيين ومصالحهم! وهذه المهنة: مهنة التبعية والهدر؛ ليست جديدة عليهما؛ بل هما باعتبارهما حزبيين عقائديين يقومان بهذا السفك والهدر أو التسبب فيهما عن اقتناع من عشرات السنين!

وإذا لم يكن منتظراً من زعيمين لحركتين مسلحتين غير ما وصلا إليه؛ فليس الأمر كذلك في حالة تونس. تونس بلد الحركة التحريرية الناجحة. صعد الإسلاميون فيه كما صعدوا في غيره. ولم تنجح سنواتٌ عشر في إخراج البلاد من المستنقع، وبدأ الناس يترحمون على عهد زين العابدين. طيب، رئيس الجمهورية اعتبر حركة النهضة متآمرة فعطَّل البرلمان ثم حله وأعفى الحكومة ثم ضرب الجهاز القضائي ثم عمد إلى تغيير الدستور ليجري استفتاءً عليه ثم ليجري انتخابات بعد ذلك. لقد ضاعت سنتان. وها هم التونسيون المدعوون للاستفتاء على الدستور يتفاجأون بأنّ رئيس اللجنة التي وضعته يقول إنه لا علاقة له بالنص الذي أعلن عنه رئيس الجمهورية وعرضه للاستفتاء! تخبطٌ ما بعده تخبط، وتضييع للثقة والمؤسسات، وكانت البلاد مصابةً بنهضةٍ واحدة، فصارت مصابةً بوهادٍ مزلزلة! ومهما فكرنا لن نستطيع أن نجد سبباً معقولاً لكل هذه التصرفات العشوائية والبائسة. وهذا الكلام ليس من عندي، بل من عند مفاوضي صندوق النقد الدولي الذين أتوا لمساعدة تونس المديونة التي توشك أن تلتحق في إفلاسها بلبنان إنما الفرق أنه في لبنان الحزب المسلح والرئيس المجنح (وهو اسم لصاروخ روسي لا أعرف لِمَ سُمي بذلك، وإنما أعجبني السجع!)، أما في تونس فالرئيس المصفَّح وحده!

إنما الداعي المباشر لكتابة المقالة عن نقائض أخلاق وسياسات الرسالة والمسؤولية في العالم العربي؛ فكان ما حدث قبل أيام قليلة في السودان. لقد ألقى رئيس المجلس العسكري الفريق عبد الفتاح البرهان خطاباً تراجع فيه ظاهراً عن معظم ما عمله انقلابه في يوليو (تموز) قبل عام! لقد جاء ذلك طبعاً على خلفية استمرار المظاهرات الحاشدة وموت عشرات إن لم يكن مئات الناس. وعودة الاضطراب والقتل والتهجير إلى دارفور. وتجدد النزاع على الحدود مع إثيوبيا. وإلى ذلك هناك الأزمة الاقتصادية الخانقة. وخسارة خمسة مليارات دولار من المعونات الموقوفة بسبب الانقلاب. البرهان أظهر أنه لا يريد شيئاً، وأن على المدنيين الاتفاق على إنشاء حكومة، تحدد موعداً للانتخابات. والجيش من جانبه لن يشارك في الآلية الثلاثية التي توصل للاتفاق، وسيحل مجلس السيادة، ويكون عنده مجلس أعلى للدفاع والأمن فقط! إذا كان هذا كله جائزاً بعد خراب البصرة، فلماذا لا يكون جائزاً قبله؟ لقد نحيتم أنتم ضباط البشير زعيمكم السابق للبؤس والآفاق المسدودة التي أوصل البلاد إليها مع إخوانه فكيف تعودون إلى ارتكاب الأخطاء ذاتها وباب السجن على البشير لم يُغلق بعد! شعب السودان شعبٌ كبير وكريم ويعاني من عسكرييه من عقودٍ وعقود. لكنه مصمم هذه المرة على ألا يخرج من الشارع حتى يخرج البرهان من القصر! وهذه هي أخلاق الاقتناع.

وأحسب أنّ الأمر كذلك مع الشعب التونسي الذي خاضت جماهيره حركة زاخرة هزت العالم العربي. وهو لن ينخدع بهذا التخريب الذي يُسمّى إصلاحاً. وأخلاق الحرية هي أخلاق العقلاء التونسيين، ولا منطق في تغيير استبدادات بن علي والغنوشي إلى تلك التي من اصطناع سعيّد!

أما الشعب الفلسطيني فقد كان مبتلى بإسرائيل، وصار مبتلى بإيران وإسرائيل! كان أفلاطون يعتبر رجل الدولة سياسياً بلغ درجة الحكمة أو حكيماً نذر نفسه لإدارة الشأن العام. أما ماكس فيبر وقد انهزمت ألمانيا في الحرب الأولى عام 1918 فقد ظل يعتقد أنّ الإنقاذ ممكن برجل العلم الناذر نفسه للعمل العلمي الجامعي، والزعيم السياسي الذي تتوفر فيه أخلاق الحكمة والمسؤولية وسياساتهما. نموذج أفلاطون مثالي جداً. بيد أنّ مطالب ماكس فيبر وسينيت من السياسي هي – كما يقول يوشكا فيشر وزير خارجية ألمانيا الأسبق – بمتناول الكثيرين من السياسيين ولا تقتضي أكثر من احترامٍ للنفس وحسن تقديرٍ للإمكانات المتاحة. وينبّه سينيت إلى أنّ الأميركيين يسمُّون ذلك: مؤهّلات القيادة أو استحقاقاتها؛ وأولها عندهم: الانتخابات. وبين الذين ذكرناهم ليس هناك منتخب غير قيس سعيّد (!)، وقولوا أي شيء عنه إلا «إنّ عنده كاريزما القيادة»، كما زعم ماكس فيبر!

 

الحرب الأوكرانية: هناك حاجة لقيادة موحدة

أمير طاهري/الشرق الأوسط/09 تموز/2022

ربما تُسعد العبارة المختصرة «الحرب في أوكرانيا» الكتّاب المهتمين بالعناوين والسياسيين الحريصين على تبسيط الأمور. وتعطي العبارة الانطباع بأن الحرب تدور في مكان بعيد يسمى أوكرانيا وتؤثر على نحو طفيف في بقية العالم. أما ذلك بقية العالم، فينقسم إلى ثلاث فئات.

تضم الفئة الأولى المتفرجين في الصف الأول من الحلبة، وهي الدول التي تشاهد الحرب على شاشة التلفزيون، لكنها لا تأبه كثيراً أو لا تهتم البتة بنتائجها. بعد ذلك، لدينا دول تحاول اللعب على كلا الجانبين على أمل جني بعض الفوائد من الجانب الذي سيخرج منتصراً في نهاية الأمر. وأخيراً، لدينا هؤلاء، بشكل أساسي ما تسمى دول مجموعة السبع، وحلفاؤهم في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، الذين يقفون إلى جانب أوكرانيا، في الوقت الذي يُبدون فيه حرصهم على قصر مشاركتهم على كتابة الشيكات وشحن مجموعة من الأسلحة الفائضة إلى «الأبطال» الأوكرانيين.

أما الأمر الذي تشترك فيه جميع الفئات الثلاث المذكورة أعلاه فهو رفضها الاعتراف بحقيقة أن هذا الصراع، على الرغم من أنه ليس حرباً عالمية تبعاً للتعريف الكلاسيكي، يؤثر في العالم بأسره.

قريباً، سيرى المتفرجون في الصف الأول أن الخطر الذي يتهدد النظام العالمي، أو بشكل أكثر دقة النظام الدولي، حتماً سيترك تأثيراته عليهم بطرق قد لا يرحّبون بها. ولا بد أن تتناثر الدماء التي تراق في الحلبة على جوانبها، مثلما أظهرت الحرب الأهلية الإسبانية منذ أكثر من 80 عاماً.

أما أولئك الذين يحاولون حماية رهاناتهم بشرب نخب فلاديمير بوتين في يوم وإغداق الثناء على فولوديمير زيلينسكي في اليوم التالي «لقيادته البطولية»، فلن يجنوا شيئاً سوى العار لأن هذه الحرب، مثلما الحال مع معظم الحروب الأخرى، من المرجح أن تفرز خاسرين أكثر عن المنتصرين.

بالمقارنة مع الدول في الفئتين المذكورتين سلفاً، تتمتع الديمقراطيات الغربية واليابان بميزة الاعتراف بأن «حرب أوكرانيا» ستؤثر فيها إلى جانب جميع الدول الأخرى.

وتكمن المشكلة في أن قبولهم لم يُترجم إلى وعي كامل بحقيقة أنهم، سواء راق لهم ذلك أم لا، يتورطون في حرب ليس لديهم على طرف فيها أي سيطرة، بينما لديهم تأثير رمزي إلى حد كبير مع الطرف الآخر. ولا يمكن أبداً المشاركة في الحرب بدوام جزئي، إما أن تشارك فيها بدوام كامل وإما لا تشارك. من ناحيته، رفع جورج كليمنصو، رئيس الوزراء الفرنسي في الحرب العالمية الأولى، شعار: «تسأل ماذا أفعل؟ في الصباح، أشن حرباً، في فترة ما بعد الظهر أشن حرباً، وطوال الليل أشن حرباً»!

وقد يقول البعض إن ما لدينا هنا هو حرب بالوكالة لا تتطلب نوعاً من الطاقة المركزة، لكن حتى الحروب بالوكالة تتطلب استراتيجية متماسكة وقيادة شاملة موحدة.

وهنا، قد يرد البعض بأن زيلينسكي يتولى القيادة العامة. إلا أنه في حقيقة الأمر لا يتولى القيادة ولا يمكن أن يكون كذلك، لأنه لا يسيطر على الموارد اللازمة للحرب. في الواقع، هو محاور جيد نيابةً عن أمته المحاصَرة ومثال للشجاعة في الشدائد. ومع ذلك، فهو لا يملك مفتاح صندوق الحرب ورمز المرور لترسانات الأسلحة اللازمة. كما أنه لا يتحكم في تدفق المعلومات الاستخبارية الإلكترونية والفضائية التي تلعب دوراً حاسماً في الحرب الحديثة.

في الحقيقة، يبدو الافتقار إلى قيادة موحدة مبنية على تحليل مشترك للوضع، وتصور للمصالح المشتركة، محسوساً كذلك في المجالات السياسية والاقتصادية والدبلوماسية المتعلقة بهذه الحرب. وعلى الرغم من البيانات المشتركة والصور التي تجمع قادة مجموعة السبع وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، تعزف الدول الأعضاء المختلفة نغماتها المنفصلة، وإن كان ذلك على نفس الموضوع. الملاحَظ أن البعض مثل إيمانويل ماكرون في فرنسا وبوريس جونسون في بريطانيا، يحاول الظهور بمظهر بطولي في أوكرانيا من أجل صرف الانتباه عن إخفاقاتهم في الداخل. ويأمل آخرون، مثل جو بايدن في الولايات المتحدة وأولاف شولتس في ألمانيا، في تلميع صورهم من خلال تقديم أنفسهم كقادة حرب، لكن بتكلفة منخفضة. ويبدو هؤلاء القادة غير قادرين أو غير راغبين في إخبار شعوبهم بأنهم يتعرضون لهجوم من مستبد مريض بالأوهام.

وهناك كذلك لاعبون آخرون، مثل فيكتور أوربان ورجب طيب إردوغان، يحاولون جمع الفتات أو اقتناص بعض المكاسب التي تُلقى على الطاولة الأوكرانية. وبسبب هذا الأسلوب في التعامل مع الحرب الأوكرانية، لا يوجد أحد مسؤول عن استراتيجية شاملة تجاه هذه الحرب.

الملاحَظ أن بعض أعضاء الناتو أقدموا على تعيين دبلوماسيين أو عسكريين أو الاثنين معاً لمراقبة الحرب، في الوقت الذي لم يرَ الناتو ككل أنه من الضروري إنشاء فريق عمل تنسيقي محدد. في الوقت نفسه، لا توجد آلية موحدة لرصد وتقييم تنفيذ العقوبات المفروضة على روسيا وما تسمى «الأوليغاركية» وتأثيرها، إن وُجد. ويجري تكريس الكثير من الطاقة على ما يمكن أن نطلق عليها سياسة الإيماءات، خصوصاً دعوة أوكرانيا ومولدوفا لبدء التفاوض بشأن نيل عضوية الاتحاد الأوروبي والسماح للاجئين الأوكرانيين بدخول الاتحاد الأوروبي من دون قيود.

والأهم من ذلك، ربما ستواجه الديمقراطيات الغربية قريباً الحاجة إلى وضع القطاعات الصناعية بها المعنية بالأسلحة في حالة تأهب قصوى، وهذا يعني زيادة هائلة في الميزانيات العسكرية. ومع ذلك، لا يزال معظم أعضاء الناتو مستمرين في تنفيذ الخطط القديمة لتقليل حجم قواتهم المسلحة، وتحويل إنتاج الأسلحة مما هو مطلوب في حرب كلاسيكية، مثل تلك التي نشهدها في أوكرانيا، إلى حروب الفضاء الإلكتروني أو الفضاء الخارجي. في أي حرب، يحاول المتحاربون كذلك تحويل المحايدين إلى حلفاء وحلفاء العدو إلى محايدين. ويتطلب هذا قيادة موحدة قادرة على متابعة مسار الدبلوماسية الإبداعية. حتى الآن، كان بوتين الوحيد الذي ينشط في هذا الاتجاه، ولكنه لم ينجح حتى الآن. من ناحية أخرى، لم تتوصل الديمقراطيات الغربية إلى موقف مشترك، وفي بعض الحالات واصلت تنافساتها الصغيرة كأن شيئاً لم يتغير.

حان الوقت لكي يدرك الجميع أن الحرب لتدمير أوكرانيا ليست عرضاً جانبياً، فهذه ليست حرباً منخفضة الشدة يشارك فيها المرء بشكل غير مباشر فقط. ومع أن الدماء الأوكرانية تُراق في ساحة المعركة، فإن مواطني جميع البلدان الأخرى تقريباً يدفعون ثمناً للتضخم المتسارع والنقص الواسع النطاق والتهديد المتفاقم للأمن. وحان الوقت لأن يتحرك حلف الناتو والاتحاد الأوروبي والحلفاء إلى ما وراء مظاهر وحدة الصف عبر الإيماءات الرمزية، نحو إقرار تحليل مشترك لما يجري في أوكرانيا وما يتعين عمله لكبح طموح بوتين. وسيتطلب ذلك آلية لقيادة سياسية شاملة موحدة مع زيلينسكي كقائد ميداني.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الخارجية اللبنانية”: اغتيال آبي خسارة للأسرة الدولية كافة

 الوكالة الوطنية للإعلام/09 تموز/2022

دانت وزارة الخارجية والمغتربين، “بأشد العبارات” اغتيال رئيس الوزراء الياباني الأسبق شينزو آبي. وقالت في بيان: “أودت هذه الجريمة بحياة أحد كبار الشخصيات اليابانية والعالمية صاحب البصمات المتميزة في كافة المحافل الدولية وفي ارساء قواعد القانون الدولي. وقد شكل إغتياله خسارة ليس للشعب الياباني الصديق فقط بل للأسرة الدولية كافة”. أضافت: “كان الراحل الكبير صديقا للبنان ولشعبه بصفته عضوا في لجنة الصداقة البرلمانية اليابانية- اللبنانية، وسبق أن زار لبنان بصفته هذه”. وتوجهت “بأصدق عبارات المواساة لجلالة الامبراطور والحكومة والشعب الياباني وخصوصا عائلته بأحر التعازي”.

 

جريمة تهز طرابلس.. شاب يقتل شقيقه!

وكالة الانباء المركزية/09 تموز/2022

استفاقت مدينة طرابلس صباح يوم عيد الاضحى على جريمة مروّعة بعدما قتل شاب شقيقه بالرصاص. وفي التفاصيل، أقدم المدعو “ع.ر.ه” على اطلاق النار باتجاه شقيقه “ك.ه” مما أدى الى وفاته على الفور في محلة رأس الصخر – طرابلس، حيث عملت فرق الإسعاف على نقل الجثة الى المستشفى، فيما حضرت القوى الأمنية وفتحت تحقيقًا لمعرفة ملابسات الجريمة. وتشير المعلومات إلى فرار القاتل الى جهة مجهولة.

 

العدالة للبنان

بمناسبة اليوم العالميّ للعدالة الدوليّة، ١٧ تموز ٢٠٢٢

في السابع عشر من أيّار كلِّ سنة يحتفل العالم باليوم العالميِّ للعدالة الدوليّة.

تتَّخذ تلك الاحتفاليةٌ طابعًا مختلفًا في لبنان حيثُ تُهَيمن سياساتٌ تُفضي كلُّها إلى الإفلات من العقاب، وهو النقيضُ الذي فيه تتمثّل تجربتُنا مع العدالة. فمنذ الحرب الأهليّة ومروراً بكلِّ الجرائم السياسية في تاريخ لبنان الحديث، نجح المتورِّطون في هذه الجرائم ومنفِّذوها مرارًا وتكرارًا بالإفلات من قبضة القانون، في حين تبقى التحقيقاتِ القضائيّة منقوصةً بطبيعة الحال.

وما الجرائمُ السياسيّةُ النادرة التي تحقَّقت فيها بعضٌ من أَوجُه العدالة سوى البرهانُ أنَّ العدالةَ هي الاستثناءُ في لبنان فيما الإفلاتُ من القصاص، هو السائد والمعتاد. فلا قانونُ العفوِ العامّ الذي أُقِرَّ سنةَ ١٩٩١ ولم يَمنح ضحايا الحربِ الأهليّة سوى هبةَ النسيانِ القسريِّ، ولا الأحكامُ الدوليّةُ في جريمة اغتِيال رفيق الحريري، الصادرةُ مؤخَّراً عن المَحكمة الخاصّة بلبنان، استَجابَت لتطلُّعات اللبنانيّين إلى عدالةٍ مُكتمِلة الأركان. اليومَ، تزدادُ الحاجةُ للعدالةِ إلحاحاً في بلدٍ لم يَنهَض من رُكامِه بعدَ انفِجار مرفأ عاصمتِه في ٤آب ٢٠٢٠ – وهو أكبرُ الانفجارات غيرِ النووِيّة في تاريخِ العالم-، إذ إنَّ التحقيقاتِ يُعيقُها جَمعٌ من شخصيّاتٍ من المرجَّح أن تكونَ متوَرِّطةً في هذه الجريمة.

في خضمِّ كلِّ أنواعِ العنفِ الممارَس، وما خلَّفه من ضحايا يَستحيل تَعدادُها، لم يَكُفَّ اللبنانيِّون عن نضالِهم من أجلِ استِحقاق العدالة. لذلك ندعوكم في هذا اليوم للانضِمام إلى أمم للتوثيق والأبحاث ومؤسّسة لقمان سليم ودار الجديد ويوستيكوم IUSTICOM، لإحياء اليوم العالميّ للعدالة الدولية، من أجل نشر الوعي محليّاً ودوليّاً والتأكيدِ على ضرورةِ وَضع حدٍّ لثقافةِ الإفلاتِ من العقاب والسعي لأجلِ تحقيق #العدالة_للبنان.

لقاؤنا الساعة ٦ مساءً ١٧ تموز ٢٠٢٢ في قاعة «ستايشن» / سن الفيل

تتخلَّلُه ندوة تناقش مسألةَ العدالةِ والمحاسبة في لبنان، بالإضافةِ إلى تجهيزٍ فوتوغرافيّ يتناوَل الموضوعَ من خلال أحداث ومقارباتٍ فنّيَّة مختلِفة، وعرضٍ لرسائلَ من الضحايا والمدافعين عن دَولة القانون. 

البرنامج

18:00 افتِتاح معرَض صوَر (عرض على شاشات كبيرة)

المصوِّرات/ المصوِّرون

نْوار بركات

حسين بيضون

إلسي حدّاد

مروان طحطح

شيرين يزبك

 18:30 - 20:30 ندوة العدالة للبنان 

تقديم

السيدة مونيكا بورغمان، مديرة أمم للتوثيق والأبحاث

السيّدة آنا فلايشر، مديرة مؤسسة هنريش بول

المشاركِات/ المشاركِون

السيّد روني شطح، بودكاست

المحامي موسى خوري، محامي السيّدة مونيكا بورغمان في قضية اغتيال لقمان سليم

المحامي نزار صاغية، مدير المفكرة القانونية

السيّدة رينا صفير، قانونيّة، أستاذة حقوق الإنسان في جامعة الحكمة، سابقاً مسؤولة مكتب التواصل الخارجي في المحكمة الدولية الخاصة بلبان

سعادة الدكتور أندرياس كيندل، سفير ألمانيا في لبنان

السيّدة آية مجذوب، باحثة، المرصد الدولي لحقوق الإنسان HRW

المحاوِرة

السيّدة نجاة رشدي، المُنسِّقة الخاصّة للأمم المتَّحدة قي لبنان

 ٢٠:٣٠ - ٢١:٣٠ جَلسة وُدِّيَّة على تراس الـ «ستايشن»

يتخلَّل النشاط عرض دوريٌّ لرسائل حول العدالة والمحاسبة من عائلات الضحايا ومن مُدفاعين عن دَولة القانون

 

ميقاتي: نتعرض لحملة جائرة ومنظمة!

وكالات/09 تموز/2022

رأى الرئيس المكّلف تشكيل الحكومة ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، أن “عيد الأضحى يطل على لبنان واللبنانيين في مرحلة هي الأصعب، مما يقتضي منا جميعاً مواجهتها بتضامن وطني وجهد دؤوب لوقف الانهيار والحفاظ قدر الامكان على تماسك المؤسسات والإدارات وانتاجيتها، بالتوازي مع الجهد المكثف حكومياً لوضع البلد على سكة التعافي الاقتصادي والمالي والاجتماعي”. وأكد ميقاتي في بيان ان “الوقت الداهم والاستحقاقات المقبلة يتطلبان منا الاسراع في الخطوات الاستباقية ومن أبرزها تشكيل حكومة جديدة، تواكب الاشهر الأخيرة من عهد رئيس الجمهورية ميشال عون وانتخاب رئيس جديد للبنان. ومن هذا المنطلق أعددت تشكيلة حكومية جديدة وقدّمتها الى الرئيس عون، الأسبوع الفائت، وتشاورت معه في مضمونها، إذ قدّم فخامته بعض الملاحظات، على أمل أن نستكمل البحث في الملف، وفق أسس التعاون والاحترام التي سادت بيننا طوال الفترة الماضية”. وتابع: “حكومتنا المستقيلة تواصل عملها في سبيل معالجة الملفات الكثيرة المطروحة بروح التعاون الإيجابي، بالتوازي مع تعاون مماثل مع المجلس النيابي من أجل اقرار مشروع قانون الموازنة وعدة مشاريع اصلاحية تشكل خطوة أساسية لإنجاز التفاهم النهائي مع صندوق النقد الدولي”، معتبراً أن “حكومتنا تتعرض لحملة جائرة ومنظمة بهدف وقف الخطوات الاساسية التي نقوم بها لحماية حقوق المودعين والحفاظ على القطاع المصرفي الذي يشكل ركيزة أساسية من دعائم الاقتصاد اللبناني”. ولفت الى أن “كل هذه الحملات لن تغير في الواقع المعروف شيئاً، فليست حكومتنا هي التي تسببت بحجز اموال المودعين وأوصلت القطاع المصرفي الى ما وصل اليه، بل على العكس من ذلك فهي تعطي الاولوية لحماية حقوق المودعين والتوصل الى حل واضح وعلمي لإعادتها الى اصحابها بعيداً عن المزايدات الشعبية المقيتة.  كما أن الحملة الجائرة التي يتعرض لها نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي، والتشويه المتعمد لعمله وللخطوات التي تقترحها الحكومة، لن تردعه عن المضي في العمل المهني والدؤوب الذي يقوم به على صعيد المفاوضات مع صندوق النقد الدولي للتوافق على ما هو الافضل لحفظ حقوق المودعين وعدم ضرب القطاع المصرفي في الوقت ذاته”. وتوجه ميقاتي “بالتهنئة من جميع اللبنانيين ومن المسلمين في لبنان والعالم بعيد الأضحى المبارك، اعاده الله على الجميع بالخير والوئام والسلام. وكل عام وأنتم بخير”.

 

قاووق: ما بعد المسيّرات ليس كما قبلها!

 الوكالة الوطنية للإعلام/09 تموز/2022

أكد عضو المجلس المركزي في “حزب الله” الشيخ نبيل قاووق أن “لبنان أصبح بمعادلات وتضحيات وإنجازات المقاومة طيلة الأربعين عاماً، الأكثر منعة في المنطقة أمام العدو الإسرائيلي، والمقاومة اليوم هي كنز استراتيجي ودرع لبنان وعنوان مجده، وهي قامت بواجبها بما يخدم مصلحة اللبنانيين وحفظ كرامتهم وثرواتهم”. إذ شدد قاووق على أن “رسالة المسيرات كانت في المكان المناسب والوقت المناسب، وكانت سريعة المفعول، وهي رسالة وطنية مئة بالمئة، وكانت لبنانية بأهدافها، وليست مرتبطة لا بمفاوضات إيرانية ولا بزيارات أميركية”. وأضاف: “المسيرات أدخلت العدو الإسرائيلي في معادلات وحسابات جديدة، وما بعد المسيّرات ليس كما قبلها، وأن مستوى غيظ العدو وأدواته من مسيرات المقاومة دليل على صحة موقف المقاومة”. وختم قاووق بالقول إن “مواقف المسؤولين يجب أن تعزز موقع لبنان التفاوضي وتقطع الطريق على تدخلات وإملاءات السفارات، لأنه عندما تكون ثروات لبنان مهددة من العدو، فليس مسموحاً الخضوع لا لسفير ولا لسفيرة، أياً كان هذا السفير، وأيا كانت تلك السفيرة”.

 

الرياشي: الحياد هو لكل اللبنانيين وانقاذ لبنان لن يكون إلا عبره

جعجع مرشح طبيعي لأنه صاحب أكبر تكتل نيابي ونعمل على توحيد المعارضة

وطنية/09 تموز/2022

أكد عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب ملحم الرياشي أن "مشروع الحياد ليس جديدا ولا يشبه الا لبنان، لا بل يشبه إلى حد كبير المتصرفية في زمن المماليك والامبراطوريات التي حمت جبل لبنان وأمنت 50 سنة من الاستقرار والازدهار". وأضاف الرياشي في لقاء تلفزيوني: "نعمل على مبادرة للحياد البطريركي لإنشاء لوبي لبناني في كل دول العالم. الحياد البطريركي هو مدخل الى إعادة الأموال والأعمال الى لبنان، ونحن نطالب المجلس النيابي المنتخب حديثا بمناقشته بشكل جدي. مشروع الحياد هو لكل اللبنانيين من دون استثناء وانقاذ لبنان لن يكون إلا عبره". وكشف عن "الإعلان عن مبادرة الحياد البطريركي بعد شهر آب"، مضيفا: "سنزور العديد من الدول، أولها الفاتيكان ولاحقا مصر والسعودية والامارات وفرنسا وأميركا والبرازيل وغيرها لطرح مبادرة الحياد البطريركي". وتابع: "البنية العميقة اللبنانية مهددة بسبب سياسة الدولة التي لا تستطيع أن تجمع بين مقاومة إسرائيل وبناء الدولة في الداخل، وعندما نطبق مسألة الحياد تحل هذه المسألة ويعود أهلنا في الجنوب الى حياتهم الطبيعية، وبالتالي نكون طبقنا حيادا على الطريقة النمساوية ليكون فاعلا مدافعا عن لبنان وملتزما القضية الفلسطينية من دون تأثير ذلك على شعب لبنان". وأشار الى أن "المتصرفية فرضت مع الحياد على اللبنانيين وأنشأوا حينها مجلس من 6 مسيحيين و6 مسلمين وعاشوا 50 عاما باستقرار وازدهار. مكونات الشعب اللبناني اليوم فيها العديد من الاختلافات الثقافية والطائفية وهذا عنصر غنى، لكن علينا قبول بعضنا البعض والاتفاق على نظام جديد لا يوجد فيه فائض قوة". وأردف: "أنا أؤمن بالفيدرالية في لبنان وأنا مع قبول واحترام الآخر الى أقصى الحدود، ولأن الإشكالية في لبنان مرتبطة بمعتقدات دينية سياسية، نحن اليوم نحتاج الى نظام جديد"، مشيرا الى أن "الفيدرالية تعني أنني أريد العيش كما أريد". وكشف الرياشي عن أنه "مع الزواج المدني الالزامي وليس الاختياري"، قائلا: "أنا مسيحي ملتزم جدا وخاطىء جدا ولست مع الزواج المدني الاختياري. أعطوا لقيصر ما لقيصر وما لـ لله لـ الله".

كما لفت ردا على سؤال، الى أن "هناك محاولات فاشلة ومستمرة ولن تجدي نفعا لتشويه صورته". وعن الاتفاق بين "التيار الوطني الحر" وحزب "القوات اللبنانية"، لفت الى أنه "بناء مسيحي صادق ولم يكن خبيثا، لأنه بني على قواعد ثابتة وتصالحنا مع شريحة كبيرة في مجتمعنا".

وأشار الى أنه "لو أصبح ميشال عون رئيسا للجمهورية من دون ترشيح القوات اللبنانية له لكنا أيضا وصلنا الى الأزمة التي نحن فيها حاليا، إنما للأسف لكان فريق العهد صوب أصابع الاتهام أكثر نحونا على أننا من أفشلنا عهده، وكان معظم المسيحيين صدقوا ذلك". مضيفا: "للأمانة التيار الوطني الحر نجح في ابلسة صورة القوات اللبنانية قبل المصالحة".

وأضاف: "المصالحة مع التيار الوطني الحر سقطت، لكن ما وراء المصالحة لم يسقط. لا نندم عليها لأنها كانت ضرورية حينها، لكن اليوم العهد يتحمل مسؤولية الأزمة وليس القوات". ولفت الرياشي الى أن "المشكلة التي مررنا بها في معظم الحكومات هي أن مجلس النواب لم يستطع محاسبة الحكومة، لأنه لم يكن هناك معارضة بل فقط أقلية منهم ولا يؤثرون على الرأي العام السائد في المجلس"، مضيفا: "أي خلل بالسياسة يؤدي حكما الى خلل في الاقتصاد والتربية والصحة وإلخ". وعن ترشيح قائد الجيش العماد جوزاف عون لرئاسة الجمهورية، قال الرياشي: "إن قائد الجيش لديه حضور صلب ومميز في المؤسسة العسكرية، التي نحن حريصون على حمايتها في هذا الزمن الصعب، وكما قال رئيس حزب القوات سمير جعجع سابقا، إنه من الأشخاص التي لديها مواصفات رئيس جمهورية، إنما طرح الأسماء لا يزال مبكرا في الوقت الراهن"، موضحا أن "جعجع هو مرشح طبيعي لأنه صاحب أكبر تكتل نيابي". واردف: "لبنان جسم يعاني من السرطان ولا يعالج بحبة دواء، والأزمة تحتاج الى وقت لإيجاد حلول وأدعو اللبنانيين الى الصبر"، مشيرا الى "أننا نعمل على توحيد المعارضة والأمور في خواتيمها ولا أستطيع الإجابة أو ضمان توجه المعارضة لاحقا في الوقت الحالي". وعن علاقة "القوات" مع المملكة العربية السعودية، أكد الرياشي، أن "العلاقة ممتازة، إذ تجمعنا معها علاقة تاريخية وسياسية قديمة منذ وقت الرئيس الشهيد بشير الجميل، وطور جعجع هذه العلاقة الى اليوم، والمملكة دائما تضمر الخير للبنان ولا تريد له سوى الازدهار". وختم الرياشي: "ان الثورة صحيح بعد ما بلشت وحين ستبدأ ستكون القوات رأس حربتها".

 

 /New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي  09 و 10 تموز/2022

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 08 تموز/2022/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/109941/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1475/

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

 

LCCC English News Bulletin For Lebanese & Global News/July 08/2022/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/109943/lccc-english-news-bulletin-for-lebanese-global-news-july-08-2022-compiled-prepared-by-elias-bejjani/

#LCCC_English_News_Bulletin