المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 31 كانون الثاني/2022

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2021/arabic.january31.22.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

قال يسوع لتلاميذه: أَنَا أَرْسَلْتُكُم لِتَحْصُدُوا مَا لَمْ تَتْعَبُوا أَنْتُم فِيه. آخَرُون تَعِبُوا، وأَنْتُم في تَعَبِهِم دَخَلْتُم.

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/فيديو ونص: بين مقاطعة انتخابات 1992 السياديّة والوطنيّة والمقاوميّة التاريخيّة، والأبواق والصنوج والعملاء المدّعين زوراً بأنها كانت خاطئة وفاشلة

الياس بجاني/إرهاب “هيئة العلماء” للصحافي شارل جبور مرفوض وهرطقي ومردود لأصحابه

الياس بجاني/وفد من التيار برئاسة الخطيب في دمشق

الياس بجاني/زيارات استغلال معيبة ورخيصة

الياس بجاني/فيديو وبالنص/المطلوب من دول الخليج الذهاب إلى مجلس الأمن والسعي لإعلان لبنان دولة فاشلة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

نص عظتي البطريرك الراعي والمطران عودة الليوم الأحد 30 كانون الثاني/2022

فيديو مقابلات من صوت الناس.. ماذا بعد الورقة الكويتية وبماذا ردّ لبنان؟ تطورات سياسية متسارعة/صوت بيروت إنترناشونال SBI

وزارة الصحة : 7105 إصابات جديدة و 14 حالة وفاة

التحقيق باغتيال لقمان سليم إلى المحاكم الدولية

نتائج الانتخابات النيابية ستكون نكبة على لبنان واللبنانيين، حيث ستشرعن الإحتلال الإيراني داخليا وخارجيا/مروان هندي/فايسبوك

جواب بيروت على المقترحات الكويتية لا يشفي غليل الخليجيين...تخوف من إجراءات أشد إيلاماً.. والعسومي: رد مُخيِّب.. وفتفت: لبنان تحت الاحتلال

بوحبيب سلم نظيره الكويتي رسالة الرئيس عون إلى الأمير نواف والورقة اللبنانية الجوابية

وزير خارجية الكويت: تلقينا رد لبنان على المبادرة الخليجية وسيتم درسه

جلسة مباحثات مصرية لبنانية على هامش اجتماع وزراء الخارجية العرب

مأساة اغترابية جديدة في ساحل العاج…

حادثة خلدة كانت انعكاس للخيار السيادي للبيئة السنية، وكذلك حادثة شويا بالنسبة للبيئة الدرزية، وحادثة الطيونة بالنسبة لجزء كبير من البيئة المسيحية.

من الفاتيكان إلى لبنان: أكثر من رسالة وأقلّ من مبادرة

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 30 كانون الثاني 2022

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

رد لبنان يتجنب مناقشة سلاح «حزب الله» والكويت تتسلم الردّ اللبناني على مقترحات «بناء الثقة

ردٌّ ناقصٌ بـ”الشكل والمضمون” على المبادرة الكويتية

الكاتب كميل عيد يتحدث عن أهمية زيارة الموفد الفاتيكاني لبنان غدا

حزب الأحرار رشح رئيسه عن المقعد النيابي في قضاء بعبدا: تحالفنا مع القوات

نصيحة “الحزب” لباسيل: أطلب هذا الأمر من الأسد!

آلان عون: احتمال أن نتحالف مع حزب الله رغم كل التباينات

ما الدوافع لطلب سلفة الكهرباء؟

“كيف قرأت الساحة السنية زيارة عون لدريان؟

تداعيات قرار الحريري… وتحرّك جديد على الساحة!

حبْسُ أنفاس” لِما بعد ردّ بيروت على المبادرة الكويتية

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

الرئيس الإسرائيلي في الإمارات: شراكتنا الجريئة ستغيِّر الشرق الأوسط

ولي عهد أبوظبي: اتفاقات أبراهام تحول تاريخي كبير جسَّد نهج السلام وعلاقاتنا تمضي قدماً بكامل قوتها

بدء تنفيذ “إعلان النوايا” بين تل أبيب وعمّان وأبوظبي

وزارة الدفاع الاماراتية: اعتراض وتدمير صاروخ باليستي اطلق باتجاه الإمارات

أمير قطر يبحث مع بايدن الاتفاق النووي الإيراني واستقرار المنطقة

ماكرون: من حق إيران ألا تثق بالولايات المتحدة

ماكرون لرئيس إيران: يجب تسريع المفاوضات النووية لتحقيق تقدم ملموس

إصابة 30 نائباً بالبرلمان الإيراني بفيروس كورونا

معلمو إيران يواصلون الاحتجاجات في 125 مدينة ومحافظة

المعارضة الإيرانية تتعرض لهجوم إلكتروني

جنرال إسرائيلي: انسحاب ترمب من «النووي الإيراني» خطأ استراتيجي/منح طهران «الشرعية» لدفع برنامجها إلى الأمام

اعتقال مشتبه به بتنفيذ هجوم مطار بغدادوالسعودية استنكرت «الاعتداء الغادر»

الكرد المنقسمون يراهنون على الشركاء في بغداد لتمرير مرشحيهم لرئاسة الجمهورية

الكاظمي: العراق حريص على توطيد علاقاته الإقليمية والدولية

وزير خارجية سلطنة عمان في دمشق للقاء الأسد

وزير الخارجية التركي يبدأ زيارة للبحرين

أميركا تجدد دعمها لـ«قسد» ضد «داعش» بعد تمرد «غويران» تجدد الاشتباكات في محيط سجن الحسكة... وطيران التحالف الدولي يشن ضربات

رحيل «داعية اللاعنف» المفكر الإسلامي السوري جودت سعيد

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

دولة المفارقات القاتلة والأفق المسدود/شارل الياس شرتوني

لماذا ثورة القضاء؟/بول ناصيف عكاري/فايسبوك

باسيل الى دمشق قريباً… ما علاقة الانتخابات؟/يوسف دياب/الشرق الاوسط

زيارة عون لدريان: بروتوكولية بلا مفاعيل سياسية/محمد شقير/الشرق الاوسط

الخيارات تضيق أمام «حزب الله» بعد «انسحاب الحريري» و«الورقة الكويتية» فهل يَقْلُب الطاولة؟/رلى موفق/اللواء

"لمحة" عن 17 سنة معقّدة بين سعد وبهاء الحريري/فارس خشان/النهار العربي

عن الحريري واعتكافه/إيلي فواز/المجلة

لبنان المقدس في الروايات الإسلامية/توفيق شومان/فايسبوك

لبنان: أي غاية تُرتجى من الانتخابات المقبلة/إياد أبو شقرا/الشرق الاوسط

نعم نحن في حرب مع إيران/طارق الحميد/الشرق الاوسط

بايدن ومتلازمة ترمب/سوسن الشاعر/الشرق الاوسط

ليبيا: طرق عديدة لكن بلا مخارج/جمعة بوكليب/الشرق الاوسط

صواريخ مطار بغداد… والتراجع الإيراني/خيرالله خيرالله/العرب

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

البطريرك الراعي: عوض أن تفرض الحكومة ضرائب ورسوما جديدة مرتفعة على المواطنين، حري بها أن تضبط حدودها البرية والجوية والبحرية لتزيد وارداتها المالية

المطران عوده ذكر الدولة بواجباتها ودعا المسؤولين ليساوون أنفسكم بالمواطنين عوض التكبر عليهم واستعبادهم واستغلالهم

جعجع أعلن إعادة ترشيح الدكاش في كسروان: من يصوت للتيار الوطني وحزب الله يمدد أوجاعه بيده

هجومٌ ناري من قبلان على “القوات”!

"هيئة العلماء" تطالب بملاحقة شارل جبور... "اسفاف مريع"

قاسم: نحن من دعاة بناء الدولة والانتخابات محطة للخروج من انسداد الأفق

الحزن يسود وادي النحلة بطرابلس بعد ورود أنباء عن مقتل 5 من أبنائها في العراق

حركة أمل: فوز اللائحة المدعومة منا بانتخابات الهيئة الادارية لرابطة اساتذة الثانوي

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

قال يسوع لتلاميذه: أَنَا أَرْسَلْتُكُم لِتَحْصُدُوا مَا لَمْ تَتْعَبُوا أَنْتُم فِيه. آخَرُون تَعِبُوا، وأَنْتُم في تَعَبِهِم دَخَلْتُم.

إنجيل القدّيس يوحنّا04/من31حتى38: فِي أَثْنَاءِ ذلِكَ، كَانَ التَّلامِيذُ يَطْلُبُونَ مِنْهُ قَائِلين: «رابِّي، كُلْ».فَقَالَ لَهُم: «أَنَا لِي طَعَامٌ آكُلُهُ وأَنْتُم لا تَعْرِفُونَهُ».فقَالَ التَّلامِيذُ بَعضُهُم لِبَعض: «هَلْ جَاءَهُ أَحَدٌ بِمَا يَأْكُلُهُ؟». قَالَ لَهُم يَسُوع: «طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةِ مَنْ أَرْسَلَنِي، وأَنْ أُتِمَّ عَمَلَهُ. أَمَا تَقُولُونَ أَنْتُم: هِيَ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ وَيَحِينُ الحِصَاد؟ وهَا أَنَا أَقُولُ لَكُم: إِرْفَعُوا عُيُونَكُم وٱنْظُرُوا الحُقُولَ إِنَّهَا قَدِ ٱبيَضَّتْ لِلحِصَاد. أَلحَاصِدُ يَأْخُذُ أُجْرَة، ويَجْمَعُ ثَمَرًا لِحَيَاةٍ أَبَدِيَّة، لِكَي يَفْرَحَ الزَّارِعُ والحَاصِدُ مَعًا. فيَصْدُقُ القَوْل: وَاحِدٌ يَزْرَعُ وآخَرُ يَحْصُد.أَنَا أَرْسَلْتُكُم لِتَحْصُدُوا مَا لَمْ تَتْعَبُوا أَنْتُم فِيه. آخَرُون تَعِبُوا، وأَنْتُم في تَعَبِهِم دَخَلْتُم».

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/فيديو ونص: بين مقاطعة انتخابات 1992 السياديّة والوطنيّة والمقاوميّة التاريخيّة، والأبواق والصنوج والعملاء المدّعين زوراً بأنها كانت خاطئة وفاشلة

الياس بجاني/31 كانون الثاني/2022

http://eliasbejjaninews.com/archives/105942/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d9%86%d8%b5-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%b7%d8%b9%d8%a9-%d8%a7%d9%86%d8%aa%d8%ae%d8%a7/

منذ أشهر، ومجموعات بالية وتبعيّة من الصنوج والأبواق والوصوليين والتجار والمرتزقة السياسيين والإعلاميين والحزبيين المخصيين سيادياً وكرامة وانتماءً لبنانياً، يجهدون من دون كلل، ومن ضمن مخطّط ملالوي-أسدي-يساري ممنهج، لشيطنة وتشويه أهميّة وسياديّة ووطنيّة ومقاوميّة مقاطعة انتخابات عام 1992، وذلك لتبرير مشاركة كلّ أصحاب شركات الأحزاب التجاريّة والعائليّة والوكيلة للخارج، في الانتخابات القادمة التي ستشرعن احتلال حزب الله، وتعيد استنساخ الطبقة السياسية العفنة والمرتهنة لهذا الحزب، ولنظام الأسد، وتعطّل كل الجهود الساعية لتنفيذ القرارات الدولية (اتفاقية الهدنة مع إسرائيل و1559 و1701 و 1680). لمَن ذاكرتهم انتقائية، ومهترئة، ومسمّمة بسرطانات الأوبئة الأسدية والملالويّة والنرسِيسيّة واليساريّة البالية، نقول إن مقاطعة الانتخابات عام 1992 كانت انتفاضة شعبيّة ووطنيّة واستقلاليّة ولبنانويّة تاريخيّة، وواجهت مشروع الاحتلال السوري الإبليسي، كما وأنّها بامتياز وطبقاً لكل المعايير، كانت محطة وطنية انطلقت من منصتها، ومن وحي حركتها، كل مراحل مقاومة هذا الاحتلال الأسدي الإجرامي.. فتكلّلت عام 2005 بدحر الجيش السوري ذليلاً ومنكسراً يجرجر خيباته وعفنه.

محطة مقاطعة انتخابات 1992 التي حملت رايتها ودعت إليها البطريركية المارونية بشخص البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، جمعت تحت مظلتها كل القوى السيادية في حينه، تيار عون، الكتائب، الأحرار، حراس الأرز، الكتلة الوطنية، إضافة إلى قوى وقيادات غير مسيحية وازنة في مقدمها رئيس الوزراء الراحل صائب سلام.

من روحية وثقافة المقاطعة عام 1992، وُلد تجمّع قرنة شهوان، وبيان المطارنة الموارنة التاريخي عام 2000، وثورة الأرز، ومليونيّة 14 آذار.

وجراء النتائج التراكمية المقاومية لهذه المقاطعة، خرج د. سمير جعجع من السجن، وعاد الرئيس أمين الجميل والعماد ميشال عون من المنفى، والتأم تجمع 14 آذار السيادي، الذي جاء بأكثرية نيابية في دورتين انتخابيتين متتاليتين.

مقاطعة انتخابات 1992 كان لها أسبابها الوطنية والسيادية لرفض ممارسات المحتل السوري الفاجرة والعاهرة، ومنها مخالفته السافرة لمعظم بنود اتفاقية الطائف (الكارثي وغير القابل للتطبيق)، علما أنه وبوقاحة وجلف كان نفذ كل ما يريده من أمور مهرطقة، حتى قبل الانتخابات دون الاكتراث لما نص عليه اتفاق الطائف، أو لما يطالب به المجتمع الدولي والإقليمي، والأهم لما يده الشعب اللبناني بأكثريته الساحقة.

فرض المحتل السوري قانون انتخابي هجين وافترائي والغائي مخالف للطائف، وقد فصّل من خلاله الدوائر الانتخابية على مقاس احتلاله ومشروعه الاستعماري، وقرّب موعدها من سنة 1994 إلى سنة 1992، وزاد عدد النواب من 108 إلى 128 وزرع ال 20 نائباً الجدد هؤلاء في دوائر تمكّنه من إنجاح وإسقاط من يريد منهم. كما قام المحتل بعمليات تركيب ملفات قضائية مزورة، واعتقال، وخطف، واغتيالات، وتهجير، ونفي، وإرهاب، غير مسبوقة، طاولت كل الرموز الوطنية المعارضة لاحتلاله، وأيضا زَرَعَ في الدوائر الحكومية الآلاف من الموظفين التابعين له وللأحزاب العميلة التي تعمل بأمرته، فتطول لائحة إجرامه وإرهابه، وهي تحتاج لمجلدات لجمع تفاصيلها.

نشير هنا إلى أن رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري الآتي يومها من عالم التجارة والمال السعودي، هو من غطى نتائج تلك الانتخابات الإلغائية وغير القانونية، وكذلك فعلت الدول العربية التي فرضت الطائف، بينما كان يُفترض بها أن تسهر على تنفيذ بنوده ولجم الشهوات الأسدية الاستعمارية والإجرامية بحقّ اللبنانيين. كما أن التفاهم الأميركي السوري العربي في تلك الحقبة سهل للمحتل الأسدي إجراء انتخابات 1992 التزويرية، رغم المقاطعة الكبيرة لها، حيث أن بعض النواب المسيحيين لم يحصل على أكثر من 35 صوتًا.

الغريب والعجيب هنا والمحزن هو أن الأحزاب والشخصيات التي قاطعت انتخابات 1992، هي نفسها اليوم تسوّق للانتخابات التي ستجري بظل الاحتلال الإيراني بهدف تشريع احتلاله.

سامي الجميل الذي استقال مع نواب حزبه من المجلس النيابي الحالي بحجة عجزه عن تحقيق أي أمر بظل سيطرة حزب الله على المجلس، يرى أن الانتخابات هي الحل لحل كل مشاكل لبنان، وكذلك د. جعجع الذي، وهنا المفارقة، مشى طوعاً ودون مقاومة إلى السجن سنة 1994، هو يمشي اليوم أيضاً على "عماها" تكتيكياً وليس استراتجياً، ودن خلفية سيادية وتحريرية إلى الانتخابات التي يتوهم أنها ستزيد عدد نوابه، فيما يتعامى عن أن الاحتلال الإيراني الإرهابي لا يواجه لا بالانتخابات، ولا بأي ممارسة ديموقراطية.

في الخلاصة، فإن كل من يحاول تزوير التاريخ، وتشويه أحقية وسيادية ووطنية انتفاضة مقاطعة انتخابات 1992، هو مجرد بوق وصنج وأداة رخيصة، لا كرامة ولا أخلاق ولا ضمير عنده، وهو مهما طال زمن العهر والمّحل والاحتلال، فإن نهايته ستكون في مزابل الوطن والتاريخ.

يبقى، أن كلّ من يشارك في الانتخابات النيابية القادمة، بظل احتلال حزب الله، هو يشرعن احتلال هذا الاحتلال، وبالتأكيد هو لم يتعلم شيئًا من عبر وبطولات محطة مقاطعة انتخابات 1992.

https://www.youtube.com/watch?v=UvdTVMm4Mnc&ab_channel=EliasBejjani

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

إرهاب “هيئة العلماء” للصحافي شارل جبور مرفوض وهرطقي ومردود لأصحابه

الياس بجاني/30 كانون الثاني/2022

http://eliasbejjaninews.com/archives/105954/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a5%d8%b1%d9%87%d8%a7%d8%a8-%d9%87%d9%8a%d8%a6%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%84%d9%85%d8%a7%d8%a1-%d9%84%d9%84%d8%b5%d8%ad%d8%a7/

إن ما يتعرض له الصحافي شارل جبور من إرهاب وتهديد وشيطنة وتكفير من قبل “هيئة علماء بيروت” اللصيقة بحزب الله، هو مرفوض جملة وتفصيلاً، ولا يستند إلى أي مبرر قانوني أو ديني أو حتى أخلاقي. نحن نرى أن اتهامات الهيئة لجبور هي باطلة وكيدية ومجرد تجني وافتراء وتزوير، خلفيتها كما دائماً إرهاب وتكفير ممنهج لكل من يعارض احتلال حزب الله الفارسي والإرهابي للبنان، وتجويع وإذلال وعزل اللبنانيين. جبور لم يتطاول على أي أمر له علاقة بالدين أو العقيدة، وكلامه كما أوضح هو ضد حزب الله ومخططاته ومشروعه الإحتلالي والإلغائي، ونقطة ع السطر.

نطالب القضاء اللبناني أن لا يأخذ بهرطقات التهم الباطلة التي سيقت ضد جبور، وأن يحترم مبدأ حرية الرأي المصانة في الدستور.

يبقى أن حزب الله محتل فارسي واجرامي، وهو وراء كل المآسي التي يعاني منها لبنان وشعبه على كافة الصعد وفي كافة المجلات الحياتية والسيادية والإستقلالية، ولا خلاص للبنان وللبنانيين قبل تنفيذ كل القرارات الدولية (اتفاقية الهدنة مع إسرائيل، 1559، 1701 و1680) واستعادة الدولة سيادتها المطلقة على كامل أراضيها وحدودها، وتجريد حزب الله من سلاحه وتفكيك دويلته ومحاكمة قادته.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

وفد من التيار برئاسة الخطيب في دمشق

الياس بجاني/29 كانون الثاني/2022

زيارة وفد شركة حزب عون-باسيل للشام برئاسة طارق الخطيب هي زيارة ذل وبهدلي وشحادي رئاسية وتخلي عن الكرامة والسيادة والإستقلال. تعتير

 

زيارات استغلال معيبة ورخيصة

الياس بجاني/29 كانون الثاني/2022

زياراتي الجميل وعون لدار الإفتاء ليس فيهما صدق ونوايا حسنة، بل استغلال رخيص للشرخ بين جعجع والحريري وبعض السنة. تصرف كيدي معيب

 

فيديو وبالنص/المطلوب من دول الخليج الذهاب إلى مجلس الأمن والسعي لإعلان لبنان دولة فاشلة

الياس بجاني/27 كانون الثاني/2022

http://eliasbejjaninews.com/archives/105893/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d8%a8%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b7%d9%84%d9%88%d8%a8-%d9%85%d9%86-%d8%af%d9%88/

المطلوب عملياً من دول الخليج العربي عموماً، ومن السعودية تحديداً المساعدة الجدية والأخوية والفاعلة من أجل تحرير لبنان واللبنانيين، من رجس وشرور احتلال الملالي الإيرانيين، ومن جيشهم الإرهابي المسمى زوراً، “حزب الله”، وذلك بعد أن أقرت هذه الدول رسمياً بأن لبنان دولة محتلة وفاشلة وفاقدة لقرارها، وكذلك بعد أن أصبح حزب الله خطراً حقيقياً على أمن ووجود هذه الدول.. المطلوب هو التالي:

أولاً: التعاون مع مثقفين وحقوقيين لبنانيين سياديين واستقلاليين وشرفاء، وهم كثر داخل وخارج لبنان، في إعداد مشروع دولي واضح المعالم، يؤكد دون أي لبس بأن لبنان دولة محتلة، ومارقة، وفاشلة. ومن ثم حمل هذا المشروع والذهاب به إلى مجلس الأمن، والسعي بالتعاون مع كل الدول القادرة والراغبة، وذلك لوضع لبنان تحت البند السابع، وتسليمه كلياً للأمم المتحدة، بهدف تنفيذ القرارات الدولية الخاصة بلبنان وهي، اتفاقية الهدنة مع إسرائيل، 1559، 1701، 1680.

ثانياً: المشاركة العسكرية الفاعلة في قوات اليونيفل التي ستقوم بتنفيذ القرارات الدولية بالقوة، وذلك بعد وضع الجيش اللبناني، وكل القوى الأمنية اللبنانية الأخرى تحت أمرتها.

ثالثاً:  أن أي مشروع قرار يقدم لمجلس الأمن يجب أن يكون مقدماً من دولة أو دول، والدولة اللبنانية المحكومة من قبل حزب الله لن تقوم بهذا الأمر… في حين أن الشعب اللبناني، كشعب وليس كدولة لا يتمتع بصفة الدولة، وهنا أهمية دور دول الخليج العربي.

رابعاً: مطلوب من دول الخليج العربي كافة، أن تعي حقيقة معاناة اللبنانيين بكل شرائحهم المذهبية والإثنية، وفي مقدمهم أبناء الطائفة الشيعية الكريمة، حيث أنهم جميعاً في وضعية المخطوف والرهينة، وهم بالتالي عاجزون عن تحرير بلدهم ومواجهة المحتل الإيراني دون مساعدة خارجية فاعلة وجدية، في حين أن الدولة في لبنان هي بأمرة حزب الله، وهو من خلالها، أو من خلال صمتها وتبعيتها وعجزها وجواسيسيه بداخلها، يضطهد ويعاقب ويسجن ويغتال كل من يعارض احتلاله.

وأخيراً، نذكر الدول العربية كافة، بأن الإحتلال الإيراني هو خطر وجودي وكياني وحضاري وثقافي، ليس فقط على لبنان واللبنانيين، بل على كل الدول العربية وشعوبها، كون المشروع الإيراني التوسعي والمذهبي والدكتاتوري والإرهابي يستهدف كل هذه الدول، وليس فقط لبنان.

في الخلاصة: لبنان دولة محتلة وفاشلة ومارقة، وحكامها وحكمها هم مجرد أدوات بيد المحتل الإيراني، والشعب اللبناني هو مخطوف ومأخوذ رهينة وغير قادر على تحرير نفسه وبلده دون مساعدة من الخارج… ومن أحق من الدول العربية لنجدته ومساعدته.؟

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

أطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

نص عظتي البطريرك الراعي والمطران عودة الليوم الأحد 30 كانون الثاني/2022

البطريرك الراعي: عوض أن تفرض الحكومة ضرائب ورسوما جديدة مرتفعة على المواطنين، حري بها أن تضبط حدودها البرية والجوية والبحرية لتزيد وارداتها المالية

المطران عوده ذكر الدولة بواجباتها ودعا المسؤولين ليساوون أنفسكم بالمواطنين عوض التكبر عليهم واستعبادهم واستغلالهم

http://eliasbejjaninews.com/archives/105957/%d9%86%d8%b5-%d8%b9%d8%b8%d8%aa%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b7%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%83-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a7%d8%b9%d9%8a-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b7%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%b9%d9%88%d8%af%d8%a9-8/

وطنية/30 كانون الثاني/2022

 

فيديو مقابلات من صوت الناس.. ماذا بعد الورقة الكويتية وبماذا ردّ لبنان؟ تطورات سياسية متسارعة/صوت بيروت إنترناشونال SBI

تطورات سياسية متسارعة في الداخل اللبناني...

ماذا بعد تعليق الحريري حياته السياسية؟ وغيرها من المواضيع في حلقة الليلة من "صوت الناس" وضيوف الحلقة:

https://www.youtube.com/watch?v=4pbBhvHCITs&t=842s&ab_channel=%D8%B5%D9%88%D8%AA%D8%A8%D9%8A%D8%B1%D9%88%D8%AA%D8%A5%D9%86%D8%AA%D8%B1%D9%86%D8%A7%D8%B4%D9%88%D9%86%D8%A7%D9%84SBI

 

وزارة الصحة : 7105 إصابات جديدة و 14 حالة وفاة

وطنية/30 كانون الثاني/2022

أعلنت وزارة الصحة العامة في تقريرها اليومي تسجيل 7105 إصابات جديدة بفيروس كورونا رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 914929، كما تم تسجيل 14 حالة وفاة ".

 

التحقيق باغتيال لقمان سليم إلى المحاكم الدولية

بيروت ـ “السياسة” /30 كانون الثاني/2022

بعد شهر ونصف على تصفية الكاتب والمعارض السياسي اللبناني لقمان سليم في جنوب لبنان، توجه خبراء الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إلى الحكومة اللبنانية، أن “تنفذ على وجه السرعة تدابير لضمان استقلالية التحقيق ونزاهته في جريمة اغتيال سليم وضمان تحديد المسؤولين ومحاسبتهم”. وأكدوا على ضرورة التقيد بها “لضمان تحقيق العدالة وبناء ثقة الجمهور في النظام القضائي الوطني قبل أن يجري تعريضه لخطر لا يمكن إصلاحه”. كما شددوا على أنه ينبغي للحكومة أن “تنظر في طلب مساعدة تقنية دولية للتحقيق في مقتل سليم”. وقد جاءت هذه النصيحة، بعدما لاحظوا أن”خطوات التحقيق المتخذة على المستوى الوطني، لم تؤد إلى أي نتيجة ذات مغزى، ما يثير مخاوف حيال فاعلية التحقيق الحالي”. وحتى “لا تبقى الأدلة والقرائن الدامغة” في ذمة القتلة، فيضيع الحق ولو وراءه مليون مطالب، كانت الخطوة التضامنية التي أطلقها محامون منتسبون إلى “المجلس الوطني لرفع الاحتلال الإيراني” مع أسرة الشهيد سليم. ويوضح العضو المؤسس في المجلس الوطني المحامي أمين بشير الذي كانت تربطه بالشهيد علاقة صداقة، لـ “المركزية” أن “الهدف من الخطوة قانوني وقضائي للوصول إلى نتائج، بعدما لمسنا أن التحقيقات لا تزال عند نقطة الصفر”. وقد بدأت الخطوة الأولى بالتواصل مع رشا الأمير شقيقة الشهيد لقمان، التي ستعمل على منح المحامين وكالة قضائية رسمية.

 

نتائج الانتخابات النيابية ستكون نكبة على لبنان واللبنانيين، حيث ستشرعن الإحتلال الإيراني داخليا وخارجيا

مروان هندي/فايسبوك/30 كانون الثاني/2022

http://eliasbejjaninews.com/archives/105959/%d9%85%d8%b1%d9%88%d8%a7%d9%86-%d9%87%d9%86%d8%af%d9%8a-%d9%86%d8%aa%d8%a7%d8%a6%d8%ac-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d9%86%d8%aa%d8%ae%d8%a7%d8%a8%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d9%86%d9%8a%d8%a7%d8%a8%d9%8a%d8%a9/

إخراج الجيش السوري من لبنان لم يكن بالإنتخابات النيابية، لا بل بالعكس تماما” كانت المقاطعة لإنتخابات ١٩٩٢ و١٩٩٦ وحتّى ٢٠٠٠، إحدى مداميك مسيرة تحرير لبنان من الإحتلال السوري. ولم ينجز التحرير إلّا بعد تصاعد الحركة السيادية، مرورا” بقرنة شهوان والبريستول ف ١٤ آذار.

تزاوج هذه الحركة السيادية التي لم تعتمد على المسالك الدستورية تحت الإحتلال ومع تغيير ميزان القوى العسكري-الأمني في المنطقة من خلال الإحتلال الأميركي للعراق عام ٢٠٠٣، هو الذي أوصل إلى خروج سوريا من لبنان.

المرشحون أنفسهم، يعرفون تمام المعرفة أنّ نتائج الانتخابات النيابية ستكون نكبة على لبنان واللبنانيين، حيث ستشرعن الإحتلال الإيراني داخليا” وخارجيا” وستجدد شباب الطبقة السياسية المارقة لأربع سنوات مقبلة. لكن نهمهم ولهثهم وراء المراكز يجعلهم يقولون عكس قناعاتهم. كفاكم دجلا” ونفاقا” وتدليسا” على الناس!  إخجلوا من أنفسكم!

 

جواب بيروت على المقترحات الكويتية لا يشفي غليل الخليجيين...تخوف من إجراءات أشد إيلاماً.. والعسومي: رد مُخيِّب.. وفتفت: لبنان تحت الاحتلال

بيروت ـ “السياسة” /30 كانون الثاني/2022

تتجه الأنظار إلى الرد الخليجي على الجواب اللبناني الذي حمله معه وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب إلى الكويت، بشأن المقترحات الخليجية التي حملها إلى بيروت الأسبوع الماضي، وزير الخارجية الكويتي الدكتور أحمد الناصر المحمد الصباح. وإذ أكدت مصادر سياسية معارضة لـ”السياسة”، أن “ما جاء في طيات الجواب اللبناني من أجوبة لا تشفي غليل الخليجيين من ممارسات “حزب الله”، يفترض أن يقابله استياء الطرف الأخير الذي كان يأمل أن يكون الرد اللبناني واضحاً ويستجيب لمضمون الورقة الكويتية”، اعتبر رئيس البرلمان العربي السابق عادل بن عبد الرحمن العسومي في حديثٍ لـ”الحدث” أنّ الرد اللبناني على المبادرة الخليجية “مخيب للآمال”، وأضاف: الرد اللبناني على المبادرة “فسر الماء بالماء”، مشيرا إلى ان على لبنان الاختيار إن كان عربيا أو فارسيا. من جهته، اعتبر رئيس “المجلس الوطني لرفع الاحتلال الإيراني عن لبنان” أحمد فتفت، أنّ “الإشارة الدائمة لـ”السلم الأهلي” تأكيد على تهديد حزب الله للبنان”. وأضاف، “الشعب اللبناني يريد ويطالب بكل ما ورد بالمبادرة الخليجية”. وتابع، “لبنان تحت احتلال فعلي والجميع على دراية بأن قراره مختطف من حزب الله”. ووسط ترقب لكلمة الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله، اليوم، كشفت معلومات “السياسة”، أن “هناك تخوفاً من تصعيد خليجي جديد ضد لبنان، قد يتمثل بإجراءات أكثر إيلاماً، إذا أدرك المسؤولون الخليجيون، أن التعاطي الرسمي اللبناني مع المقترحات الكويتية، لم يكن جدياً، وأن حزب الله لا يزال يمسك بالقرار، وأنه ليست هناك نية حقيقية لدى بيروت، لتغيير موقفها من دول مجلس التعاون، وأنها اختارت أن تبقى في الأحضان الإيرانية”.

إلى ذلك، قال البطريرك بشارة الراعي في عظته، أمس، “يا ليت رجال السياسة والمسؤولين عندنا يحسنون الحوار الحرّ والمتجرّد والواضح مع الرغبة في الوصول إلى الحقيقة الموضوعيّة التي تجمع وتوحّد، وتشفي لبنان من أزمته السياسيّة، أساس كلّ أزماته الاقتصاديّة والماليّة والاجتماعيّة والمعيشيّة والأمنيّة”، آملاً أن “تفرز الانتخابات النيابيّة المقبلة، نوّابًا أحرارًا متحلّين بروح الحوار ومؤمنين به”. وتوجه متروبوليت بيروت وتوابعها لطائفة الروم الارثوذكس المطران الياس عودة، إلى جميع المسؤولين بالقول: “تعرّفوا على الربّ ودعوه يُعلّمكم كيف تُحبّون وكيف تعطفون على الفقراء والمرضى والمساكين، وكيف تضحّون من أجل الآخر وكيف تُساوون أنفسكم بالمواطنين عوض التكبّر عليهم واستعبادهم واستغلالهم. عندئذٍ ستفعلون عكس ما أنتم مرتكبون الآن. عندئذٍ ستصبحون مسؤولين حقيقيين”. وتساءل المطران عودة في عظته، “أيّ زعيمٍ يعمل لما يُعلِّم؟ ألا يخرجون جميعاً كلّ يوم برأي مغاير عمّا تفوّهوا به قبلاً؟ ألا تناقض أعمالهم وتصرّفاهم ما يُنادون به ويُبشّرون؟ فلماذا إذاً ينقسم الشعب ساعياً وراء أناسٍ لا يهتمّون إلا بمصالحهم ومراكزهم وارتباطاتهم وجيوبهم غير آبهين بتأوّهات الشعب وبما يُثقل كاهل المواطن؟”. وغرد أمين سر تكتل “الجمهورية القوية” النائب السابق فادي كرم عبر “تويتر”: “المشهد السياسي الأسبوع الفائت انقسم إلى، طرف يراهن على الورقة الإنقاذية الخليجية لتماهيها مع السيادة وعلى المطالبة بكشف المهربين، وطرف يراهن على زيارة الانبطاح إلى النظام السوري لتثبيت بعض المواقع وعلى الاستمرار بالتهريب. هذه هي خيارات الشعب عند ذهابه إلى صناديق الاقتراع”. واعتبر النائب ياسين جابر، أنه “كان من الأفضل لو ناقش مجلس الوزراء مجتمعاً الرد اللبناني على الورقة العربية، ولكن ربما بسبب العجلة اختصر الرؤساء الثلاثة الردّ، وعن المضمون والقول إن هناك نقاطاً لم يجب عليها لبنان إيجاباً دعا جابر إلى النظر إلى النصف الملآن من الكوب، وقال إن مجرد الرد فتح باب الحوار مع الدول الشقيقة، وأضاف نحن نسعى إلى أفضل العلاقات مع أشقائنا العرب وهو ما يجب أن نعمل عليه سويّاً بعيداً عن المقاطعة.

 

بوحبيب سلم نظيره الكويتي رسالة الرئيس عون إلى الأمير نواف والورقة اللبنانية الجوابية

وطنية/30 كانون الثاني/2022

أصدرت وزارة الخارجية والمغتربين البيان التالي:  "قام معالي وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب بزيارة الى الكويت للمشاركة في الاجتماع التشاوري للجامعة العربية. وقد التقى فور وصوله نظيره الكويتي الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح وسلمه رسالة موجهة من فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى صاحب السمو امير دولة الكويت الأمير نواف الأحمد الجابر الصباح، والورقة اللبنانية الجوابية على المبادرة الكويتية. كما شارك اليوم معالي الوزير في اللقاء الوزاري التشاوري حيث قدم عرضا للأوضاع في لبنان مشددا على حاجته لاستعادة العلاقات التاريخية الاخوية بأشقائه العرب. وقد كان لهذه الرسالة وقع إيجابي لدى الجانب الكويتي والمشاركين. وقد شدد وزير خارجية الكويت على حرص بلاده على استقرار لبنان ورفاهية شعبه واستمرار المسعى الكويتي لترتيب العلاقات مع الاشقاء في الخليج استكمالا لما ورد في الرد اللبناني."

 

وزير خارجية الكويت: تلقينا رد لبنان على المبادرة الخليجية وسيتم درسه

وطنية/30 كانون الثاني/2022

قال وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح اليوم إن دول الخليج ستدرس رد لبنان على اقتراحات خليجية للحكومة اللبنانية من أجل تحسين العلاقات بين الخليج وبيروت، وفق ما ذكرت "وكالة رويترز". وشكر وزير الخارجية الكويتي  لبنان على "التفاعل" مع المطالب التي صاغتها الدول الخليجية، قائلا إنه "خطوة إيجابية". وبحث وزراء الخارجية العرب،أثناء الاجتماع التشاوري الذي تستضيفه الكويت اليوم،  في سبل تطوير مجالات التعاون المتعددة بين البلدان الأعضاء في الجامعة العربية، وأطر تنميتها وتطويرها بأبعاد وآفاق واسعة وأكثر شمولية. وأوضح بيان للخارجية الكويتية اوردته "سكاي نيوز" ان الوزراء العرب بحثوا  في مجمل القضايا العربية المصيرية المشتركة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.وتطرق الاجتماع إلى أوجه التعاون العربي في التعامل مع هذه الازمات وكيفية تعظيم الدور العربي في هذا الإطار، بروح عالية من الشفافية والمصارحة في إطار البيت العربي الواحد، بحسب بيان الخارجية الكويتية.

 

جلسة مباحثات مصرية لبنانية على هامش اجتماع وزراء الخارجية العرب

وطنية/30 كانون الثاني/2022

أفادت "وكالة أنباء الشرق الأوسط" المصرية أن "وزير الخارجية سامح شكري بحث مع نظيره اللبناني عبدالله بو حبيب، اليوم الأحد، العلاقات المصرية اللبنانية الوطيدة وسبل استكمال الجهود المصرية والعربية، لدعم لبنان ومستجدات التطورات على الساحة اللبنانية؛ وذلك على هامش الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب الذي تستضيفه الكويت حاليا".  وأكد وزير الخارجية سامح شكري، أن "مشاركة مصر في الاجتماع تهدف إلى مواصلة التشاور مع وزراء الخارجية العرب، بشأن الملفات والقضايا العربية الراهنة، وتنسيق المواقف بهدف دعم آليات العمل العربي المشترك في مواجهة التحديات التي تشهدها الساحتين الإقليمية والدولية".

 

مأساة اغترابية جديدة في ساحل العاج…

وكالات/30 كانون الثاني/2022

قُتل المغترب اللبناني عدنان مكّي، ابن بلدة جويّا الجنوبية إثر تعرّضه لعملية سطو في ساحل العاج. وفي التفاصيل، أطلق لصوص النار على مكّي بعد خروجه من أحد المصارف في الدولة الإفريقية، وقتلوه هو وسائقه العاجي، وفرّوا بالمال.

 

حادثة خلدة كانت انعكاس للخيار السيادي للبيئة السنية، وكذلك حادثة شويا بالنسبة للبيئة الدرزية، وحادثة الطيونة بالنسبة لجزء كبير من البيئة المسيحية.

مروان الأمين/فايسبوك/30 كانون الثاني/2022

حادثة خلدة كانت انعكاس للخيار السيادي للبيئة السنية، وكذلك حادثة شويا بالنسبة للبيئة الدرزية، وحادثة الطيونة بالنسبة لجزء كبير من البيئة المسيحية.

من المؤكد بأن الزعامات السياسية لكل طائفة ساهمت في تكوين هذا الخيار السيادي، وخاصة الدور الحاسم لآل الحريري منذ رفيق الحريري وصولا الى سعد الحريري في تكريس نهائية الانتماء للبنان لدى السنة، وتتوج ذلك بشعار "لبنان أولاً".

هذه البيئات السيادية تقترب من قياداتها او تبتعد عنها حسب موقفها من النظام السوري وحزب الله. هذا ما قاله سعد الحريري "دفعت من رصيدي الشعبي بسبب التسويات". وكذلك يتردد بين الدروز بأن دارة المختارة تعج بالناس او تفرغ منهم حسب مواقف جنبلاط من النظام السوري وحزب الله.

بغض النظر عن "تسويات" الزعماء، لكن الثابت والعميق في لاوعي هذه البيئات هو الخيار السيادي. إذا، ان يخرج جعجع او غيره من الشخصيات السيادية، ويقول "بالرغم من التباين في وجهات النظر مع "الزعامة" السنية، لكننا نتلاقى مع البيئة السنية"، هو امر حقيقي. وكذلك الأمر بالنسبة لتلاقيه مع البيئة الدرزية او البيئة الشيعية المعارضة، وأيضاً مع المجموعات السيادية من الثورة. وما يصح على جعجع يصح على اي شخصية او جهة سيادية تجاه السنة والدروز والمسيحيين. ان تفاعل السنة والدروز وجزء من المسيحيين والشيعة بشكل عفوي مع ما حصل في شويا وخلدة والطيونة، يؤكد بأن التلاقي حقيقي بغض النظر عن التباعد بين القيادات السياسية. أما ال Matraquage على جعجع منذ اعلان الحريري تعليق عمله السياسي، فلن يُغنِ الحريري، ولن يُفقر جعجع. الحدود بين الطوائف مرسومة بشكلٍ فاقعٍ. لكن الملفت منذ الاثنين الى اليوم، تردد اسم جعجع مئات المرات على لسان قيادات المستقبل المكلفة بهذه "الحملة"، ويكاد اسم نصرالله لا يتخطى ذكره عدد أصابع اليد. بعض الخبث يقود الى القول بأن "النيشنة" على جعجع لكن "التصويب" على السعودية، لأن التصويب المباشر عليها انتحار.

 

من الفاتيكان إلى لبنان: أكثر من رسالة وأقلّ من مبادرة

صحيفة الراي الكويتية/30 كانون الثاني/2022

يصل سكرتير الفاتيكان للعلاقات مع الدول – وزير الخارجية بول غالاغر إلى بيروت الأسبوع الطالع، في زيارةٍ تنطوي على أكثر من رسالة، لكنها لا تحمل أي مبادرة خاصة تجاه لبنان الذي يعاني انعدامَ جاذبيةٍ بسبب أزماته غير المسبوقة.

في العادة لا يمكن التعامل مع زيارةٍ على هذا المستوى من دون الأخذ في الاعتبار الظروف السياسية والاجتماعية التي يعيشها اللبنانيون. فالفاتيكان لطالما عُرف باهتمامه بلبنان، ليس فقط بسبب الوجود المسيحي فيه، إنما بسبب أهمية العيش المشترك الإسلامي – المسيحي الذي شدّد عليه الفاتيكان في رسالة السينودوس من أجل لبنان الذي عُقد أيام البابا يوحنا بولس الثاني وأفضى إلى الإرشاد الرسولي، في زمن الوصايا السورية وأخذ أهميته لدفاع البابا عن الحريات وكرامة الإنسان واحترام ثقافة ومعتقدات الجميع الدينية والسياسية. والفاتيكان الذي يحرص على أفضل علاقات ممكنة مع دول العالم العربي، رفع من مستوى علاقاته معها، وقام البابا فرنسيس بزياراتٍ عدةٍ للمنطقة، تحت عنوان تعزيز الحوار المسيحي – الإسلامي. وكان قَصَدَ الإمارات العربية المتحدة في العام 2019 لتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية مع شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب في واحدةٍ من المحطات البارزة، وزار دول المنطقة حاملاً الرسالة نفسها. ولأن لبنان يشكل صلةَ وصْلٍ بين عالميْن، ويتأثّر حالياً بالتجاذبات السياسية المحلية والضغوط الإقليمية والدولية، فإنّ الكرسي الرسولي، يحاول في كل مرحلة حساسة التدخل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من التجربة اللبنانية. وسعى وخصوصاً بعد انفجار مرفأ بيروت وعلى نحو حثيثٍ لحشْد الدعم الإنساني من أجل تأمين المساعداتِ إضافة إلى دوره السياسي الدولي، نظراً لِما يتمتع به من علاقةٍ جيدة مع باريس ومع واشنطن في ظل إدارة الرئيس جو بايدن الكاثوليكي.

الإطلالة المرتقبة هي بمناسبة مشاركة غالاغر في مؤتمر تقيمه جامعة الروح القدس – الكسليك عنوانه «البابا يوحنا بولس الثاني ولبنان الرسالة»، في ذكرى مرور 25 عاماً على زيارة البابا الراحل إلى بيروت. لكن غالاغر يحمل في زيارته مضامين عدة تتعلق بالوضع اللبناني الذي أبدى البابا فرنسيس أكثر من مرة اهتمامه به. الرسالة الأولى تتعلق بوضع المسيحيين. فالبابا الذي عَقد في العاميْن الأخيريْن في الفاتيكان لقاءاتٍ لقادة الكنيسة الكاثوليكية في لبنان، والكنيسة الأرثوذكسية، حضّ هذه القيادات الروحية على إيلاء الشأن الإجتماعي أهمية قصوى في الظروف القاسية التي يعيشها اللبنانيون، وخصوصاً في القطاعيْن الاستشفائي والتربوي اللذين تضرراً كثيراً في الأزمة الاقتصادية، واللذين للكنيسة دور أساسي وفاعل فيهما. ولم ينفكّ البابا يرسل مرة تلو أخرى رسائل تشجيعية من أجل مضاعفة الكنيسة في لبنان إهتمامها بالشأنين الإجتماعي والصحي. الرسالة الثانية تتعلق بوحدة المسيحيين. وفي هذا الشقّ يحاول الفاتيكان حضَّ القادة المسيحيين على الوحدة من أجل مواكبة التطورات التي تعيشها المنطقة وتؤثّر على لبنان. ويتردّد، بحسب مصادر كنسية، أن الفاتكيان، يحاول حضّ القادة المسيحيين السياسيين على التوافق على رؤية موحدة، في حال أصبح الوضع اللبناني على الطاولة الدولية نتيجة المتغيرات التي تحوطه في الوقت الراهن. وهذه الرسالة ستكون تحدياً أمام الفاتيكان نظراً إلى إختلاف الرؤية بين هذه القيادات حول مستقبل لبنان ونظامه. علماً أن الكنيسة المارونية (بكركي) تُعِدّ أيضاً لورشة عمل حول النظام اللبناني وسبق أن طرحت أفكاراً تتعلق بحياد لبنان وتدويل القضية اللبنانية، ولاقتْ رفْضاً من قوى سياسية كـ «حزب الله». ومن الصعب حالياً جمع القيادات المسيحية على فكرة واحدة، نظراً إلى الإنقسام الحاد بين مواقفها ورؤيتها للوضع الداخلي والاصطفافات الإقليمية. الرسالة الثالثة، هي أن الفاتيكان ما زال يولي تجربة العيش المشترك إهتماماً خاصاً. وهو الذي يتابع بدقةٍ أوضاع المنطقة، وأوضاع المسيحيين فيها، يشقّ طريقه نحو حوارات جدية وثابتة مع قيادات المنطقة، في ظل سياسة الإنفتاح المتبادلة. وكان لافتاً ان إتصالاً حصل بين وزيريْ الخارجية الإمارتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وأمين سر الفاتيكان بيترو بارولين الذي تضامن مع الإمارات بعد الهجوم الحوثي عليها. ورغم ان الفاتيكان لا يتخذ مواقف منحازة إلى دولة دون أخرى، إلا أن تشديده على قِيَم التسامح والتعايش، يجعل من حركته الإقليمية في مرحلةٍ حساسة، لافتةً ومعبّرة. ولذا فإن زيارة غالاغر إلى بيروت تساهم في تعزيز هذه الرؤية، وتحاول حضّ اللبنانيين جميعاً على التمسك بفكرة التعايش، في زمن الإنقسامات الطائفية والمذهبية. لكن الزيارة لن تكون سياسيةً بالمعنى الذي ينتظره البعض، فهي لا علاقة لها بكل الحركة والضغوط الإقليمية الحالية، وليست مقدمة لزيارة البابا فرنسيس للبنان. فالبابا لم يحدد موعد أي زيارة إلى لبنان، رغم ما أثير حول إحتمال قيامه بها في الربيع المقبل أي بعد الانتخابات النيابية. لكن زيارةً بهذا الحجم يفترض التحضير لها مبكراً، وأيّ من هذه الاستعدادات لم توضع بعد على الطاولة. لكن في المقابل فإن البابا حريص على أن يكرر رسائله إلى لبنان، وغالاغر يحمل في جعبته تشجيعاً وحثاً على التضامن والوحدة والعيش المشترك، لكنه لا يحمل مبادرة.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 30 كانون الثاني 2022

وطنية/30 كانون الثاني/2022

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

اتجهت الانظار الى الكويت والى الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب الذي بحث  مجمل القضايا العربية المشتركة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية فيما الملف اللبناني كان الحاضر الابرز في المؤتمر الصحافي الذي عقد بعد الاجتماع مع تأكيد وزير خارجية الكويت ان الرد اللبناني على المقترحات الخليجية وصل وان الامر متروك لدراسته لمعرفة ما هي الخطوة القادمة مع لبنان شاكرا اللبنانيين على التعاون مع الرسالة الخليجية.

وفي الداخل تتواصل جلسات مجلس الوزراء لمناقشة مشروع قانون موازنة العام 2022 ويستكمل النقاش غدا خصوصا بعد تعليق المادتين 13 المتعلقة بطلب السلفة لكهرباء لبنان و15 المتعلقة بالشؤون الاجتماعية ويتابع مجلس الوزراء جلساته الاربعاء حيث لن تكون هناك جلسة الثلاثاء بسبب سفر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى تركيا في زيارة رسمية فيما يستقبل لبنان غدا أمين سر دولة الفاتيكان للعلاقات مع الدول المونسينيور بول ريتشارد غالاغير Paul Richard Gallagher  في زيارة تعبر عن قلق البابا فرنسيس تجاه لبنان في هذه المرحلة الصعبة.

البداية من اجتماع وزراء الخارجية العرب والتأكيد الكويتي ان الرد اللبناني قيد الدرس.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

"الرد اللبناني قيد الدرس من الجهات المعنية في الكويت وفي دول الخليج لمعرفة ما هي الخطوة المقبلة مع لبنان". هذا ما أعلنه وزير الخارجية الكويتية بعد الإجتماع التشاوري لوزراء خارجية العرب. تصريح الوزير الكويتي يدل على أن الوضع اللبناني لا يزال في الصدارة وهو موضع اهتمام دقيق كويتيا وخليجيا وحتى عربيا ودوليا. ووفق معلومات حصلت عليها ال"ام تي في" من أروقة الإجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب ، فإن الجانب الخليجي إعتبر بصورة أولية أن الرد اللبناني ناقص ودون الذي كان مأمولا منه. مع ذلك فإن دول الخليج تعتبر أنه إذا كان الجواب اللبناني أتى بهذا الشكل لتفادي مشكلة داخلية فإنه يمكن البناء عليه لتطويره لاحقا، على ان يتبعه تحرك من الشرعية اللبنانية إيجابي وعملاني. أما اذا كان الرد اللبناني هو للتملص من التجاوب الحقيقي ولكسب الوقت فإن الرد الخليجي سيكون قاسيا، وقد لا يستلزم أكثر من أربع وعشرين ساعة ليعلن. من جهة ثانية، بات مرجحا أن لا تكون هناك لجنة خليجية- لبنانية للبحث في موضوع سلاح حزب الله كما اقترح لبنان. ذاك أن دول الخليج رفضت الطرح لأنها تريد أفعالا لا أقوالا، ولأنها تريد تدابير عملية لا عراضات كلامية لا تفضي إلى أي نتيجة. فهل السلطة اللبنانية مستعدة للإنتقال من مرحلة الكلام إلى مرحلة الفعل؟

ماليا، الدولار يواصل هبوطه في السوق السوداء، وقد هبط اليوم الى ما دون ال22 الف ليرة، وهو مستمر على ما يبدو في منحاه التراجعي. لكن اللافت انه ورغم هبوط سعر الدولار اكثر من احد عشر الف ليرة، فان اسعار بعض السلع بقيت على حالها. فاين وزارة الاقتصاد من هذا الاجرام المتمادي المرتكب بحق اللبنانيين؟ وهل على اللبنانيين ان يدفعوا ثمن ارتفاع سعر الدولار مرتين: مرة  عند  صعوده ومرة ثانية عند هبوطه؟ والسوق السوداء لا تقتصر على الدولار فقط بل تشمل مادة المازوت. وفي عز الشتاء! حتى ان بعض الشركات المستوردة للنفط تعمد الى بيع المازوت باسعار اعلى من تسعيرة وزارة الطاقة وعلى عينك ايها المواطن! فماذا تفعل  وزارتا الطاقة والاقتصاد لمكافحة ما يجري.؟ علما ان اسعار المازوت دفعت بعدد كبير من مالكي المولدات الخاصة الى اعلان توقفهم عن توزيع الطاقة واطفاء مولداتهم نهائيا. هكذا وبعد انطفاء كهرباء الدولة، تنطفىء مولدات كثيرة  في شهر البرد الاقسى منذ سنوات طويلة. فهل على اللبناني ان يتجمد من البرد والصقيع فيما هو يحترق بنار جهنم السياسيين؟ لذلك ايها اللبنانيون، لا تنسوا ما تعانونه من جراء سياسة الفساد والهدر والصفقات، وعند دخولكم العازل الانتخابي  تذكروا جيدا من افقركم و"عتركم" واذلكم، واوعا ترجعو تنتخبون هني ذاتن.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

وضع لبنان على جهاز الفحص العربي لأخذ خزعة سياسية من رسالة الرد ومطابقتها مع الشروط الخليجية ودراسة قوة مناعتها إذا ما تناولت عقار 1559، وأظهر الاجتماع الوزاري العربي صورة شعاعية عن هدوء لم يعرف ما إذا كانت ستعقبه عاصفة، لكن المواقف الصادرة عن أحد العرب في دولة الكويت احتفظت بالدبلوماسية والانفتاح على سماع الرأي الآخر واقتصرت المعلومات على تسليم الرسالة في اجتماع وزراي مغلق لعشرين دولة في قصر السلام الكويتي وفي مؤتمر صحافي مشترك عقده وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أعلن الصباح أن الرسالة وصلت، والجواب قيد الدرس.

وإلى حين ظهور نتائج الدراسات العربية فإن لبنان قدم ما لديه "وما قلناه قد قلناه".. ولن يكون قادرا على فلسفة الرد أكثر من ذلك وفي غياب المواقف الرسمية فإن التحليلات السياسية وبينها للكاتب سركيس نعوم على الجديد اليوم، أن هذا البلد لن يذهب إلى حرب أهلية من أجل إرضاء هذه المجموعة العربية أو تلك.. مع اعترافنا بجميلها على الداخل اللبناني. ووصف المذكرة بأنها إنذار.. فيما يصر لبنان على ما سماه "تجاهل العارف" والعارفون بالحروب يكررون أقوالهم بعدما جمدوا أفعالهم..

وعلى قرقعة السيوف الانتخابية تدور المعارك بمفعول رجعي لتذكر اللبنانيين بمآثر الحرب ونتائجها وقد اختارت القوات اللبنانية افتتاح الموسم الانتخابي بقولها إنها ذاهبة إلى المواجهة مع حزب الله علما أنها في مواجهات سابقة مع آخرين وبالتكافل والتضامن مع العماد ميشال عون في حرب الإلغاء استطاعت أن تدفع بطائفتها إلى الهجرة.. فأصبحت أعداد المسيحيين تربو على عشرين في المئة بعدما كانت تفوق الأربعين. اليوم معركة القوات في جزء منها تقضم الأصوات السنية، والجزء المتبقي تخزنه للمواجهة السياسية مع حزب الله. وهو الموقف الذي رد عليه نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم مستبدلا عبارات سابقة، قائلا: هذا البلد هو لنا ولكم، ونحن نقول للقوات اللبنانية إن مشروعنا مواجهة إسرائيل وأذنابها.. ولن نقبل بأن نواجه أحدا في الداخل ليحدث فتنة كما يريد البعض.. فقد وأدنا الفتنة في مجزرة الطيونة التي قامت بها القوات لتجرنا إلى حرب أهلية وفي حال تأكد إجراء الانتخابات فإن الجميع سيحصد شعاراته في صندوق الاقتراع، من حزب الله إلى القوات وبقية الأحزاب والتيارات، والتي صنفها الدكتور سمير جعجع اليوم وغربل مسارها محددا أن كل صوت يذهب إلى التيار الوطني الحر وحزب الله يعني تمديدا لأوجاعه بيده، على اعتبار أن اللبنانيين خففوا من كل آلامهم عندما شاركت القوات في الحكومات السابقة ودورات مجلس النواب ووضع اللبنانيين أمام خيارات أحلاها مر يشق طريقه أيضا في الشارع السني حيث باتت الطائفة الكريمة أمام تأييد بيعة بهاء أو انتظار عودة سعد.. لكأن الإبن الأكبر للرئيس رفيق الحريري سيفني نفسه لتأمين تسعمئة ألف وظيفة للبنانيين، والتي خرج بها شقيقه الأصغر ولن يعود.

وعلى الرثاء السني.. الكل يدخل عامل طمأنينة وتهدئة نفوس.. وبعد زيارة مفتي الجمهورية الشيخ محمد عبد اللطيف دريان إلى السرايا الحكومية وتأكيد الرئيس نجيب ميقاتي أن لا مقاطعة للانتخابات.. بدا أن رئيس الجمهورية "غير دريان" بهذا الموقف.. وقصد دار الفتوى لتكرار العبارة نفسها في زيارة غير مسبوقة لرئيس جمهورية منذ ستة وعشرين عاما. ولما كانت الانتخابات تحكم الزيارات والمواقف، فإن حركة أمل اختارت أن تعطي إشارة عبور انتخابية لكن من بوابة التعليم الثانوي الرسمي الحركة فازت بالرابطة.. فقم للمعلم وفه التبجيلا.

* مقدمة نشر أخبار تلفزيون "أل بي سي"

 كل ما يحدث في المنطقة من حولنا مربك، من زيارة الرئيس الإسرائيلي إلى الإمارات، إلى تطورات حرب اليمن، إلى إعلان مصدر في الخارجية السورية لسبوتنيك عن وصول وزير الخارجية العماني إلى دمشق غدا، وصولا إلى مفاوضات فيينا التي تكاد نتائجها تنعكس على العالم أجمع.

في كل من هذه المواضيع رسائل.

فليس تفصيلا الحفاوة التي استقبلت بها الإمارات الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، وليس عاديا أن يقول ولي عهد أبو ظبي أن الإمارات وإسرائيل تتبنيان رؤية مشتركة تجاه مصادر التهديد لاستقرار المنطقة، ويجمعهما فهم مشترك لأهمية إتخاذ موقف حازم ضد الميليشيات والقوى الإرهابية.

صحيح أن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لم يسم الميليشيات والقوى الإرهابية، إلا أن كلامه جاء على وقع قصف الحوثيين أبو ظبي على خلفية تطورات اليمن الميدانية، من دون أن يغفل أحد عن أن الحوثيين مدعومون من إيران.

على وقع اللقاء الإماراتي الإسرائيلي، تتوجه الأنظار إلى محادثات فيينا التي تستأنف هذا الأسبوع، بعدما يعود المفاوضون من عواصمهم بأجوبة سياسية، قد تمهد لإتمام الإتفاق النووي بين طهران وواشنطن الذي وصل على الأرجح إلى آخر مرحلة حسب ما أجمع أكثر من طرف معني بملف التفاوض.

وسط هذه الأجواء، يصل إلى بيروت هذا الأسبوع، آموس هوكشتين، الوسيط الأميركي في محادثات ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، وهو يفترض أن يعود بجواب إسرائيلي على الطرح اللبناني الذي يمكن تلخيصه بأن يستفيد لبنان من كل حقل قانا مقابل أن تستفيد إسرائيل من كل حقل كاريش، علما أن الوسيط الأميركي تناول هذا الموضوع  في إسرائيل اليوم مع وزيرة الطاقة الإسرائيلية كارين الحرار.

هذا في وقت لم تتضح بعد صورة رد مجلس التعاون الخليجي على الرد اللبناني المرتبط بورقة الشروط الكويتية.

فحتى لو قال وزير الخارجية عبد الله بو حبيب أن أجواء لقائه نظيره الكويتي جيدة جدا، يبقى أن لا جواب من السعودية والإمارات حتى الساعة، وهذا الجواب هو الأهم، لا سيما في ما يرتبط بموضوع تنفيذ القرارات الدولية وإنشاء لجنة لبنانية خليجية تعالج المواضيع العالقة.

هذا الجواب ستأتي به دولة الكويت التي تتابع الرسالة وردودها، في عملية يجمع كل المتابعين أنها ستحتاج إلى الكثير من الوقت.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

 على مسافة أسبوع واحد من تسلمه الورقة الخليجية لإصلاح ذات البين مع لبنان ردت بيروت عليها برسالة سلمها وزير الخارجية اللبناني إلى نظيره الكويتي.

بعد إجتماع الوزيرين عممت معلومات عن أجواء إيجابية سادته وعن تفهمٍ كويتي للأجوبة اللبنانية علما بأن الرسالة - الرد تؤكد الحرص على أفضل العلاقات مع الدول الخليجية من جهة وعلى السلم الأهلي والاستقرار في لبنان من جهة أخرى.

الجانب الكويتي أبدى موقفا إيجابيا من الاقتراح الذي تضمنته الرسالة اللبنانية لجهة تأليف لجنة تواصلٍ وتنسيق مشتركة بين لبنان والدول الخليجية ودراسة الرد على رسالة لبنان تركت لدراستها من قبل الجهات المعنية لمعرفة ما هي الخطوة المقبلة مع لبنان وفق ما لفت وزير الخارجية الكويتي.

إذا ثمة انتظار الآن للموقف الخليجي الرسمي من الرد اللبناني.. فهل تنجح بيروت والعواصم الخليجية في وصل ما انقطع؟!.

على المستوى الداخلي ينصب الإنشغال الحكومي على موازنة العام 2022 التي تحط غدا مجددا على طاولة مجلس الوزراء بعدما عـلقت جلسة الأمس على التيار الكهربائي والسلفة التي طلبها وزير الطاقة.

أما بعد غد الثلاثاء فيستريح مجلس الوزراء بسبب زيارة حكومية إلى تركيا لتـعقد جلسة أخرى الأربعاء فهل يتصاعد منها الدخان الأبيض إيذانـا بإنجاز الموازنة؟؟.

إلى الموازنة لم تغب تداعيات انكفاء الرئيس سعد الحريري عن العمل السياسي والجديد في هذا الشأن تمني البطريرك الماروني ان يكون هذا القرار ظرفيا وان تبقى الطائفة السنية على حماستها للانتخابات.

على مستوى الحراك الخارجي بإتجاه لبنان زيارتان مرتقبتان الاسبوع المقبل الأولى لوزير خارجية الفاتيكان والثانية للوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية.

تبقى إشارة إلى أن الملف اللبناني تطرق إليه الرئيسان الفرنسي والإيراني خلال مكالمة هاتفيه بحسب ما أفادت الرئاسة الايرانية من دون تقديم المزيد من التفاصيل.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

استراحة الجلسات الحكومية في نقاش الموازنة لم تحد من اصداء ما بين سطور التصريحات حول الارقام وما فيها من ضرائب يجري العمل على تلطيف مصطلحاتها باعتبارها ليست جديدة وإنما هي في سياق تعديل نسبة كل منها لترمى على شماعة سعر صرف الدولار المتروك طليقا من اي قيود.. غير أن معزوفة التصنيفات وعلى رأسها "موديز" تطل برأسها مرة بعد أخرى، لتنذر بأن قرار مصرف لبنان للتدخل في السوق ليس الا عملية مؤقتة لن تحقق استقرارا طويل الأمد، ولن تغير كثيرا في مستويات التضخم.

تضخم آخر ولكن على مستوى الخسائر في مالية الدولة تكشفه لائحة طويلة من السلف على مدى عقود باعطائها تارة لمن لا يستحق وطورا لمن لم يسدد ما استلف، حتى اضحت مبالغ تتجاوز خمسة مليارات دولار في مهب المجهول.. وقناة المنار تعرض في نشراتها الرئيسية بدءا من اليوم ولايام مقبلة سلسلة من التقارير حول سلف الخزينة: أين صرفت وكيف فقدت وماذا عن مصيرها خصوصا أن بينها ثمانية وستين بالمئة من حصة مؤسسة كهرباء لبنان.

واليوم تعود الارقام إلى المشهد مع مناقشة الحكومة موضوع سلفة خزينة للكهرباء تساوي نسبتها وللمصادفة ثمانية وستين بالمئة قياسا بتلك التي تم استلافها بين عامي خمسة وتسعين وألفين وثمانية عشر..

وبعيدا عن التصنيفات والحسابات، تأكيد من نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن الانتخابات النيابية في موعدها ولا شيء يعيقها، ونعمل لبناء البلد مع كل ابنائه، ومشروعنا سيبقى محاربة اسرائيل واذناب اسرائيل..

أما في الاقليم.. إمعان إماراتي بالغوص في أتون التطبيع مع الصهاينة وكيانهم الغاصب، محطته الجديدة في زيارة رئيس كيان العدو اسحاق هرتسوغ الى ابو ظبي التي لم تستفق بعد ومعها تل ابيب من اصداء اعصار اليمن.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

مع بدء الشهر الثاني من العام هذا الاسبوع، تدخل البلاد بوتيرة متسارعة في الجو الانتخابي، ذلك ان المؤشرات الملموسة الى احتمال تأجيل الاستحقاق النيابي تبدو الى الآن غائبة.

فعلى مستوى التحالفات، بدأت مشاورات المرشحين المناطقيين تتظهر، في وقت ينتظر صوغها على المستوى الوطني قراءة متأنية للمستجدات على الساحة السنية بعد خروج الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل من المشهد والسباق.

واذا كان بروز مرشحين جديين يمثلون الحالة الاعتراضية التي عبرت عن نفسها بعد 17 تشرين الاول 2019 غير واضح المعالم بعد، فالثابت حتى الآن امران:

الاول، طغيان صوت الاحزاب التي شاركت لسنوات طويلة في السلطة، كالقوات والاشتراكي وغيرهما، على اصوات المعترضين التغييريين الصادقين، بشكل يضع الناخبين امام مسؤوليتهم في التمييز بين القمح والزؤان، بعد تحرير انفسهم من المؤثرات والضغوطات بأشكالها كافة.

اما الامر الثاني، فموجة الترشيح المضحكة-المبكية للورثة السياسيين في مختلف الدوائر، لكن هذه المرة بقناع الثورة وزي الاصلاح.

وبعيدا من الشأن الانتخابي، وفي موازاة مواصلة درس الموازنة التي لا تبشر بخير اصلاحي ولا رؤيوي، اتجهت الانظار اليوم نحو الكويت، لرصد التلقف العربي للرد اللبناني على المبادرة الخليجية.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

رد لبنان يتجنب مناقشة سلاح «حزب الله» والكويت تتسلم الردّ اللبناني على مقترحات «بناء الثقة

الكويت: ميرزا الخويلدي/الشرق الأوسط/30 كانون الثاني/2022

التقى وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح مساء أمس، وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب، الذي سلّمه الردّ اللبناني على اقتراح كويتي يتضمن 12 نقطة حول إجراءات لبناء الثقة لإنهاء الأزمة الدبلوماسية مع دول الخليج العربية.

وقال موقع وزارة الخارجية الكويتية على «تويتر» إن وزير الخارجية الكويتي التقى نظيره اللبناني «بمناسبة زيارته للبلاد للمشاركة في الاجتماع التشاوري لوزراء خارجية الدول العربية الذي تستضيفه دولة الكويت اليوم (الأحد)». وأضاف: «تبادل الوزيران الرؤى حول المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، وأبرز الملفات والقضايا التي سيتناولها الاجتماع التشاوري العربي، بالإضافة إلى سبل تطوير العلاقات الثنائية بما يحقق المصالح المشتركة ويعزز العمل العربي المشترك». والتقى وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد الصباح وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، قبيل الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب اليوم وقالت الخارجية الكويتية إن اللقاء «تناول العلاقات الثنائية المتينة التي تربط البلدين الشقيقين وسبل تعزيزها وتنميتها في مختلف المجالات، بالإضافة إلى بحث آخر التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية، ومناقشة المواضيع المطروحة على الاجتماع التشاوري، ومجالات التعاون المتعددة بما يعزز المصالح المشتركة ويعود بالمنفعة على البلدين وشعبيهما الشقيقين، ويدعم مسيرة العمل العربي المشترك». كما التقى وزير الخارجية الكويتي أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط. وتستضيف الكويت اليوم (الأحد)، أعمال الاجتماع التشاوري لوزراء خارجية الدول العربية المقرر عقده في قصر السلام، لمناقشة القضايا والتحديات التي تواجهها الدول العربية. ويأتي الاجتماع بعد أن تسلمت الكويت رئاسة المجلس الوزاري من قطر بصفتها رئيساً للدورة السابقة للمجلس الوزاري، وذلك خلال الجلسة الافتتاحية لاجتماع الدورة العادية الـ156 لمجلس جامعة الدول العربية في القاهرة، وذلك في شهر سبتمبر (أيلول) من العام الماضي. ومن المقرر اليوم عقد مؤتمر صحافي لرئيس الدورة الحالية لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري الشيخ أحمد ناصر المحمد والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط. إلى ذلك، قال وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب، إنه سيسلم الردّ اللبناني على رسالة المقترحات الكويتية خلال اجتماع عربي وزاري في الكويت. وتفيد مسودة خطاب حكومي بأن لبنان لن يتطرق لمطلب رئيس لدول الخليج العربية، عندما يرد على شروطها لتحسين العلاقات، ولن يحدد أيضاً أي خطوات نحو تنفيذ قرار من الأمم المتحدة بنزع سلاح «حزب الله».

وقال بوحبيب، يوم أول من أمس (الجمعة)، إنه ليس ذاهباً للاجتماع مع دول الخليج لتسليم سلاح «حزب الله»، مضيفاً: «نحن ذاهبون للحوار». وأشار في تصريح إلى أن تنفيذ القرار 1559 الذي يطالب بنزع سلاح «حزب الله» سيستغرق وقتاً.

وكان وزير الخارجية الكويتي، أحمد ناصر المحمد الصباح، قد سلّم المقترح الأسبوع الماضي، في أول رحلة يقوم بها مسؤول كبير من دولة عربية خليجية منذ تفجّرت الأزمة الدبلوماسية في العام الماضي. وفي تصريحات له، قبيل وصوله إلى الكويت، قال بو حبيب إن الردّ اللبناني على المبادرة الكويتية تمت صياغته من قبل رئيسي الجمهورية والحكومة، مضيفاً أن الرد متفق عليه من السلطة التنفيذية، وأنه تم إعداده من قبل رئيسي الجمهورية والحكومة. وحمل وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح، للمسؤولين اللبنانيين ثلاث رسائل تتعلق بإجراءات إعادة بناء الثقة مع هذا البلد، وهي: التضامن مع الشعب اللبناني، ودعوة لبنان لعدم التدخل بشؤون الدول العربية، وإيفاء لبنان بالتزاماته، وتطبيق قرارات الشرعية الدولية والقرارات العربية. وقال وزير الخارجية الكويتي خلال زيارته لبيروت، إنه يتعين ألا يكون لبنان منصّة للعداء، سواء بالقول أو بالفعل تجاه دول الخليج العربية.

وكان هذا التصريح دعوة لتقييد «حزب الله» على أمل تحسين العلاقات المتوترة. ومن ضمن البنود التي جرى تسليمها لبيروت تحديد إطار زمني لتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي. ويدعو أحد قرارات المجلس رقم 1559 لعام 2004 إلى نزع سلاح الفصائل المسلحة البعيدة عن عباءة الحكومة في لبنان.

 

ردٌّ ناقصٌ بـ”الشكل والمضمون” على المبادرة الكويتية

جريدة الجريدة الكويتية/30 كانون الثاني/2022

قال مراقبون إنّ الرد اللبناني على المبادرة الكويتية، التي تهدف إلى إعادة الثقة بلبنان خليجياً ودولياً، جاءت ناقصة شكلاً إذ إنها أتت بعد مداولات بين الرؤساء الثلاثة لا بين الحكومة كما هو مفترض دستورياً، ومضموناً لأنها تجنبت الخوص في وضع «حزب الله». وتفصل لبنان ساعات قليلة عن اجتماع وزراء الخارجية العرب، في وقت يغادر فيه وزير الخارجية عبدالله بوحبيب إلى الكويت حاملاً الجواب اللبناني على الورقة الخليجية التي سلّمها وزير خارجية الكويت الشيخ أحمد الناصر إلى المسؤولين اللبنانيين الأسبوع الفائت. وعمل اللبنانيون على إعداد الردّ بشكل يؤشر إلى الحرص على العلاقات مع دول الخليج وتحسينها والتنسيق الأمني لمكافحة تهريب المخدرات، والالتزام بالنأي بالنفس قولاً وفعلاً، ولكن الورقة اللبنانية لم تلحظ موقفاً واضحاً من القرار 1559، باعتبار أنه لا قدرة لبنانية على تطبيقه مع التأكيد أن لبنان يحترم هذا القرار، ولكنه يحتاج إلى وقت طويل لتطبيقه، خصوصاً أن تطبيقه يمرّ من اتفاق إقليمي ودولي. لكن المشكلة الأساسية في الجواب اللبناني أنه يتم تقديمه بصيغة الاتفاق بين الرؤساء الثلاثة، لأنه لم يتم طرحه على طاولة مجلس الوزراء بسبب رفض «حزب الله» لمناقشة الورقة الخليجية ولا الردّ عليها. وبالتالي يفتقد إلى الطابع المؤسساتي الذي تريده دول الخليج، إذ وفق ما تقول مصادر دبلوماسية متابعة، إن الردّ كان يجب أن يصدر عن الحكومة اللبنانية مجتمعة، لا عن الرؤساء. ولا تتوقع مصادر لبنانية أن يؤدي هذا الجواب إلى حلّ للأزمة اللبنانية الخليجية، وفي حين يقترح لبنان تشكيل لجان مشتركة لمناقشة البنود المختلفة والبحث في كيفية تطبيقها، من غير المعروف بعد كيف سيتم التعاطي الخليجي معها، بينما تقول مصادر متابعة إن الأمر قد يقف عند هذا الحدّ، فيما دول الخليج ستواجه المجتمع الدولي بالقول: «نحن حاولنا مساعدة لبنان لكن اللبنانيين لا يريدون مساعدة أنفسهم».

 

الكاتب كميل عيد يتحدث عن أهمية زيارة الموفد الفاتيكاني لبنان غدا

وطنية/30 كانون الثاني/2022

الكرسي الرسولي - خصصت الصحف الإيطالية والفاتيكانية، لاسيما صحيفة مجلس المطارنة الإيطاليين Avvenire، مساحات واسعة للبنان، لزيارة أمين سر دولة الفاتيكان للعلاقات مع الدول المطران بول ريتشارد غالاغير لبنان يوم غد وتستمر لغاية الرابع من شباط، وتشمل لقاءات مع السلطات السياسية والدينية. وقال الكاتب والصحافي كميل عيد في مقابلة أجراها معه مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" لدى الكرسي الرسولي طلال خريس: "تأتي الزيارة لمناسبة مرور 75 سنة على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين بلد الأرز والكرسي الرسولي، وفي وقت يشهد لبنان أزمة اجتماعية وسياسية واقتصادية خطيرة". وأضاف: "لم ييأس الحبر الأعظم والدبلوماسية في الكرسي الرسولي من الأوضاع السائدة في لبنان، ويبذل كل جهد حتى لا يذهب لبنان نحو شفير الهاوية".  وتابع: "الأحداث والمناسبات التي تربط لبنان بالكرسي الرسولي، بخاصة الأزمة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الخطيرة الحالية التي يمر بها بلد الأرز في هذه الفترة، ستكون محور اهتمام الموفد البابوي المطران بول ريتشارد غالاغير. هذه الزيارة المهمة تهدف إلى التعبير عن قلق الحبر الأعظم وقربه من اللبنانيين في هذه المرحلة الصعبة. وبالتالي سيحمل أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول محبة البابا وقربه من جميع اللبنانيين. إن أب الكنيسة الكاثوليكية البابا فرنسيس لم يتوقف أبدا عن توجيه فكره إلى هذه الأرض: ففي العاشر من كانون الثاني، عندما التقى السلك الدبلوماسي المعتمد لدى الكرسي الرسولي، جدد صلاته من أجل الشعب اللبناني العزيز، الواقع في أزمة اقتصادية وسياسية، وهو يسعى جاهدا لايجاد حل لها، وقال قداسته: أريد اليوم أن أجدد تأكيد قربي منه وصلاتي من أجله، وأتمنى أن تساعد الإصلاحات اللازمة ودعم المجتمع الدولي لكي يبقى هذا البلد ثابتا في هويته ونموذجا للعيش السلمي معا والأخوة بين مختلف الأديان فيه". بالنسبة للقاءات وزير الخارجية الفاتيكاني في لبنان، قال عيد: "خلال إقامته، سيلتقي المطران غالاغير سلطات الدولة، البطاركة والأساقفة الكاثوليك والأرثوذكس، إضافة إلى القادة الدينيين المسلمين والدروز وشخصيات من عالم الثقافة والسياسة. كما سيزور بعض الأماكن والجماعات المهمة وسيشارك في افتتاح ندوة حول يوحنا بولس الثاني ولبنان التي تنظمها جامعة الروح القدس الكسليك". وذكر عيد أنه "في الخامس والعشرين من تشرين الثاني الماضي، أكد أب الكنيسة الكاثوليكية البابا فرنسيس خلال استقباله رئيس الوزراء نجيب ميقاتي في الفاتيكان أن لبنان هو رسالة وهو أيضا وعد علينا أن نناضل من أجله. وصلى: ليأخذ الرب لبنان بيده قائلا له: قم وانهض".

 

حزب الأحرار رشح رئيسه عن المقعد النيابي في قضاء بعبدا: تحالفنا مع القوات

وطنية/30 كانون الثاني/2022

أعلنت أمانة الاعلام في حزب الوطنيين الاحرار في بيان، "ترشيح رئيس الحزب كميل دوري شمعون عن المقعد النيابي الماروني في قضاء بعبدا، متحالفا مع حزب القوات اللبنانية في هذا القضاء وغيره من الأقضية، حيث سيتم إعلان أسماء المرشحين والدوائر لاحقا"

 

نصيحة “الحزب” لباسيل: أطلب هذا الأمر من الأسد!

صحيفة الشرق الاوسط/30 كانون الثاني/2022

تشير معلومات الى ان “حزب الله” نصح النائب جبران باسيل بأن يطلب من القيادة السورية إقناع رئيس تيار “المردة” النائب السابق سليمان فرنجية بالتحالف معه انتخابياً، ودعم ترشحه لرئاسة الجمهورية.

 

آلان عون: احتمال أن نتحالف مع حزب الله رغم كل التباينات

وطنية/30 كانون الثاني/2022

 وصف النائب آلان عون قرار الرئيس سعد الحريري بتعليقه وتيار المستقبل العمل السياسي في المرحلة الراهنة ب "الصدمة الكبيرة"، واضعا إياه في خانة "القرار المرتبط بفريق سياسي معين وليس بمقاطعة شاملة للنظام السياسي"، وقال: "لا يمكن معرفة ما ستنتجه الانتخابات بغياب مشاركة تيار المستقبل". وفي حديث إلى برنامج  "لقاء الأحد" من "إذاعة صوت كل لبنان"، لفت عون إلى "احتمال أن يتحالف التيار الوطني الحر مع حزب الله  في الانتخابات النيابية رغم كل التباينات بينهما". وعن الرد على الورقة العربية وسلاح "حزب الله"، قال: "إننا لا نريد المشاكل مع الدول العربية، ولكن هناك أسبابا أوصلت إلى ما وصلنا إليه والكل مرتبط بها، ولا يمكن أن يطلب إلى لبنان حل هذه المشاكل بمفرده ونزح سلاح الحزب". وردا على مقولة أن الجواب على الورقة العربية لم يراعِ الأصول الدستورية وتخطى الحكوم، أوضح عون أن الرسالة كانت موجهة إلى الرؤساء الثلاثة.  وعن الخطة الاقتصادية الإنقاذية، رأى أنها "تحتاج إلى التوافق والتأييد من كل الأطراف السياسية كي لا تفشل من خلال المزايدات على أبواب الإستحقاق الإنتخابي"، داعيا إلى "ضرورة أن يتحمل الجميع مسؤولياته للوصول إلى إتفاق مبدئي مع صندوق النقد الدولي قبل الاستحقاق الانتخابي". وردا على سؤال حول الموازنة العامة، رأى عون أنها إن "تمكنت من إعادة موظفي القطاع العام إلى مكاتبهم تكون قد أدت الغرض منها"، مشيرا إلى أن "البحث سيتناول تحسين الإيرادات كي لا يسحب التحسين في رواتب الموظفين من خلال الضرائب"، مشددا على "ضرورة اعتماد الضريبة التصاعدية". وعن حجم القطاع العام الذي يطالب صندوق النقد الدولي بإعادة هيكلته لخفض مصاريفه، قال عون: "إن حجم كتلة الرواتب قد انخفض كثيرا، ويمكن تأمينه من خلال البنك الدولي ما يخفض عجز الموازنة"، مؤكدا أن "المجلس النيابي سيقرها قبل الانتخابات النيابية عبر التصحيح الجائر فيها وتقديم الحلول الجذرية، وعدم التوقف عند كل ما هو شعبوي".

 

ما الدوافع لطلب سلفة الكهرباء؟

الانباء الالكترونية/30 كانون الثاني/2022

توقّفت مصادر مواكبة لجلسات الحكومة عند إسقاط البند المتعلق بطلب السلفة للكهرباء، وشدّدت على ضرورة تقديم وزير الطاقة وليد فياض توضيحات بشأنها، وسألت عبر “الأنباء” عن “الدوافع لطلب السلفة في ظلّ العتمة القائمة في كل لبنان وفي ضوء المعلومات عن حرمان مناطق كثيرة من الكهرباء حتى ولو لساعة واحدة في اليوم، وأين ستستخدم هذه السلفة اذا كانت لا تكفي لتسديد الديون المترتبة على لبنان بدل اصلاح الاعطال على خط استجرار الكهرباء من الاردن وما الغاية منها”. واستغربت المصادر ما يتم تداوله بأن “مؤسسة كهرباء لبنان لديها القدرة على زيادة ساعات التغذية، لكنها لن تفعل ذلك مراعاة لأصحاب المولدات الذين يشترون المازوت بأسعار عالية، فتكون بذلك مؤسسة كهرباء شريك أساس بإذلال المواطنين”. كما أشارت المصادر الى الموقف المتقدم لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي كان يشدد على اجتماعات الحكومة وإقرار خطة التعافي والذهاب الى صندوق النقد الدولى لتنفيذ الحد الادنى من الاصلاحات وفي مقدمها استجرار الكهرباء من الاردن ريثما يتم الاتفاق على بناء المعامل. وسألت المصادر “إلى أي مدى سيستمر قطاع الكهرباء في استنزاف مالية الدولة التي شارفت على الافلاس؟”.

 

“كيف قرأت الساحة السنية زيارة عون لدريان؟

الانباء الالكترونية/30 كانون الثاني/2022

قرار الرئيس سعد الحريري بالعزوف عن الترشح للانتخابات الى جانب تيار “المستقبل”، مع ما ترافق من إشاعة أجواء عن مقاطعة سنّية للانتخابات المقررة في أيار المقبل، حوّل الأنظار الى دار الفتوى للدور الريادي الذي يضطلع به المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان. في هذا السياق، جاءت زيارته للسراي الحكومي ولقائه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي واصطحابه لأداء صلاة الجمعة، والإعلان من هناك بحضور الرئيس فؤاد السنيورة أن لا أسباب موجبة لمقاطعة الطائفة السنّية للانتخابات. في ظل هذه التطورات، أتت زيارة رئيس الجمهورية ميشال عون المتأخرة لدار الفتوى، للتأكيد على ما أعلنه ميقاتي ألا مقاطعة سنّية للانتخابات، فكيف قرأت الساحة السنّية هذه الزيارة؟ مصادر سياسة مقرّبة من دار الفتوى رأت في اتصال مع “الأنباء” أن زيارة عون الى دار الفتوى “تأخرت أكثر من 5 سنوات، وما بينهما من مساحات الجفاء الذي تُرجم في المواقف المعلنة وغير المعلنة لرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الذي انحاز بالكامل الى جانب حزب الله، وهو من سنوات لم يترك للصلح مكان في خلافه مع الرئيس الحريري”. وقالت المصادر: “إذا كان الهدف من زيارة عون إقناع السنّة بالمشاركة في الانتخابات فإن السنّة في لبنان يشكّلون أكبر مكوّن وطني، وهم لم يتخلوا عن دورهم كمكوّن أساس في لبنان، ولم يُسجَّل عليهم مقاطعة الانتخابات في تاريخهم منذ اغتيال رياض الصلح ورفيق الحريري، وحتى بعد عزوف الرئيس سعد الحريري، أما اذا كانت الزيارة لتعويم باسيل فهذا لن يحصل على الإطلاق”.

 

تداعيات قرار الحريري… وتحرّك جديد على الساحة!

 جريدة الجريدة الكويتية/30 كانون الثاني/2022

لا يزال لبنان في تداعيات قرار زعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري بالعزوف عن الانتخابات. فقد ترك قرار الحريري آثاراً سياسية كثيرة، وعلى الرغم من الحالة العاطفية العارمة المستاءة من هذا القرار، كان واضحاً أن مساعي جدية بدأت لبلورة تحرك جديد على الساحة السياسية والسنية، خصوصاً من خلال الإعلان عن عدم مقاطعة الانتخابات، الذي يتلاقى عليه كل من الرئيسين نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة، وخصوصاً بعد اللقاء مع مفتي الجمهورية عبداللطيف دريان، وكذلك بالنسبة إلى رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع اللذين يعتبران أنه لا بد من الاستمرار في خوض المعركة الانتخابية لتغيير التوازنات السياسية القائمة حالياً. وتظهر هذه التحركات أنها محاولة لفتح صفحة جديدة، وتجاوز لمطبات كثيرة فرضها قرار الحريري أمام الجميع، خصوصاً أن حركة ميقاتي والسنيورة مع مفتي الجمهورية سيكون لها تبعات بالمعنى السياسي لعدم ترك الساحة السنية فارغة، هذا الموقف يتلاقى بشكل واضح مع ما أعلنه وليد جنبلاط الذي اعتبر أنه لا يمكن ترك الساحة لـ«حزب الله» وإيران والنظام السوري. خطوة مفتي الجمهورية بجمع ميقاتي والسنيورة، قابلتها زيارة استثنائية هي الأولى من نوعها لرئيس الجمهورية ميشال عون إلى دار الفتوى قبل ظهر أمس. لم يكن عون ليقرر إجراء مثل هذه الزيارة إنْ لم يكن لديه محاولة لاستمالة السنّة والاستثمار في الخلاف القائم بين جمهور تيار المستقبل والقوات اللبنانية على خلفية الاتهامات التي يوجهها مناصرو الحريري إلى القوات اللبنانية ورئيسها سمير جعجع بأنه يتحمل مسؤولية في دفع الحريري إلى قرار العزوف عن الانتخابات. جاءت زيارة عون في توقيت لافت، وهي محاولة واضحة لربط العلاقات مجدداً مع السنة، انطلاقاً من افتراض أن دار الفتوى سيمثل المرجعية السنية في هذه المرحلة، حسابات عون في هذا المجال انتخابية بحتة، ولكن وفق ما تقول مصادر متابعة فإن كل هذه الأوراق محروقة بالنسبة إلى العلاقة بين الطائفة السنية وعون.

 

حبْسُ أنفاس” لِما بعد ردّ بيروت على المبادرة الكويتية

صحيفة الراي الكويتية/30 كانون الثاني/2022

تتقاطع الاختبارات القاسية التي تضع لبنان أمام محطاتٍ مفصلية يُخشى أن يتوغّل معها في انسلاخه عن نظام المصلحة العربية، مع ما لذلك من تبعاتٍ من شأنها أن تنقل أزمته مع دول الخليج العربي خصوصاً إلى مرحلة «حرْق المراكب» وهدر آخر الفرص لـ«بلاد الأرز» للإفلات من مصير قاتم تترنّح معه حالياً بين «الدولة المارقة» و… الدولة الفاشلة. وفي حين تنهمك بيروت هذه الأيام في إنجاز مشروع موازنة 2022 ثم خطة النهوض التي تشكل ركيزة التفاوض مع صندوق النقد الدولي، وذلك على وقع ازدياد مؤشرات الخفّة الفضائحية في أداء وزراء يضطلعون بملفات حيوية سواء بمواقفهم المعلنة أو «السرية» التي يفضحها «ميكروفون مفتوح»، فإن «الانفصام اللبناني» مضى في «حصْد» المزيد من المحاولات السوريالية لبلوغ «الخلاص» من الارتطام المميت – الذي لا مفرّ من أن يكون على حمّالة الدعم الخارجي (من دولٍ وصندوق النقد ومؤسسات مالية أخرى) – من دون إجراء أي تعديلٍ على البنية السياسية التي انهار عليها وبسببها الواقع المالي – الاقتصادي نتيجة «فائض قوة» حزب الله الذي تطايرت تعبيراتُه على امتداد الوضع المحلي ومَفاصله، وصولاً إلى عموم خريطة المنطقة وساحاتها اللاهبة. ولعلّ أكثر تعبيرٍ عن «الشيء وعكسه» في سلوك لبنان الرسمي يتظهّر في مقاربته الورقة الكويتية – الخليجية – العربية – الدولية التي حمل الجواب عنها إلى الكويت أمس وزير الخارجية عبدالله بوحبيب، وفق معادلةٍ «انتهت صلاحيتها» وحاولت التوفيق مجدداً بين الحرص «اللفظي» على العلاقات مع الدول العربية وأمنها ومصالحها وبين «نفض اليد» من الترجمة «الفعلية» لهذا الحرص، والذي لا تراه بلدان مجلس التعاون خصوصاً إلا على صعيد الحدّ من تمكين «حزب الله» لبنانياً ولجم أدواره في الاقليم لا سيما في الملف اليمني، ومعالجة سلاحه وفق منطوق القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن 1559 و1680 و1701. ولم يكن عابراً أن يُعْلي لبنان قبيل توجُّه بوحبيب إلى الكويت ومعه الرسالة الجوابية عن البنود الـ 12 في المذكرة التي حملها وزير الخارجية الشيخ أحمد الناصر إلى بيروت أولويةَ «السلم الأهلي والاستقرار» كسقفٍ سعى إلى التملص عبره من «عدم الرغبة وعدم القدرة» على التعاطي مع إشكالية سلاح «حزب الله»، بوصفها مشكلة إقليمية وبمثابة «زرّ تفجير» للواقع اللبناني برمّته، محاولاً من خلال هذا «التحايل» الديبلوماسي كما عبر اقتراح تشكيل لجان مشتركة لبنانية – خليجية النفاذَ من أولوية المجتمعين العربي والدولي بعدم سقوط «بلاد الأرز» في الانهيار الشامل وحفْظ الحدّ الأدنى من مقومات الدولة ومؤسساتها لا سيما الأمنية، لشراء المزيد من الوقت تفادياً لاستجرار إجراءات خليجية جديدة تعمّق الأزمة المفتوحة منذ أكتوبر الماضي والتي تفاقمت مع تصعيد الحوثيين اعتداءاتهم على السعودية وصولاً إلى دولة الإمارات. وفي هذا السياق، ساد بيروت «حبْس أنفاس» حيال ما بعد الردّ اللبناني الذي سيكون أيضاً محور نقاش داخل وعلى هامش الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب اليوم في الكويت، رغم أن لا قرارات ستصدر عنه، وسط رصْدٍ لوقْع الجواب الذي حمله بوحبيب باعتبار أنه سيشكّل مؤشراً لمرحلةٍ جديدة يصعب أن تكون كما قبلها بعدما جاءت المبادرة في الشكل والمضمون والصياغة و«المهلة الزمنية» للردّ وكأنها دعوة لبيروت لحسْم خياراتها على قاعدة «يا أبيض يا أسود».

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

الرئيس الإسرائيلي في الإمارات: شراكتنا الجريئة ستغيِّر الشرق الأوسط

ولي عهد أبوظبي: اتفاقات أبراهام تحول تاريخي كبير جسَّد نهج السلام وعلاقاتنا تمضي قدماً بكامل قوتها

أبوظبي، عواصم – وكالات/30 كانون الثاني/2022

أعرب الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتصوغ أمس، عن إدانة الهجمات الأخيرة التي شنتها جماعة الحوثيين اليمنية على الإمارات، قائلا خلال اجتماع مع ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، إن إسرائيل تدين أي اعتداء يستهدف سيادة الإمارات وأمنها، مجددا تأييد بلده لما تتخذه الإمارات من إجراءات في سبيل الحفاظ على أمنها. وشدد الرئيس الإسرائيلي على أن “رسالة السلام” تشكل حجر الأساس في علاقات بلده مع الإمارات، لافتا إلى أن زيارته (وهي الأولى من نوعها) إلى الإمارات تبعث رسالة إلى شعبي الدولتين والمنطقة ككل مفادها أنه “ينبغي استمرار اتفاقات إبراهيم ويتعين على المزيد من الدول الانضمام إلينا في هذا المسعى”. وقال: “نبعث رسالة الى كل المنطقة بأن هناك خيارا هو السلام والتعايش، وأن أبناء وبنات إبراهيم بإمكانهم العيش جنبا إلى جنب في وئام وسلام لمصلحة الإنسانية قاطبة”. من جانبه، شكر ولي عهد أبوظبي إسرائيل على موقفها إزاء الهجمات على الإمارات، مشددا على أن هذا الموقف “يجسد الرؤية المشتركة بين الدولتين تجاه مصادر التهديد للاستقرار والسلام الإقليميين، وضرورة التصدي لها واتخاذ موقف دولي حازم ضدها”. وأكد الشيخ محمد بن زايد أن العلاقات بين الإمارات وإسرائيل تمضي قدما بكامل قوتها، لافتا إلى وجود “إرادة مشتركة وقوية لتقويتها لصالح بلداننا وشعوبنا”.

وقال إن اتفاقات أبراهام كانت “بمثابة تحول تاريخي كبير جسد نهج السلام الذي تؤمن به الإمارات”، مضيفا أن إبرام الاتفاقات “مهدت الطريق نحو تعزيز شراكات الدولتين، سيما في مجالات التكنولوجيا والابتكار والصحة والطاقة وغيرها”. وأكد أنه ناقش مع الرئيس الإسرائيلي العلاقات الثنائية وأهمية الاستفادة من الفرص المتنوعة في البلدين لتعزيز هذه العلاقات في ظل الرغبة المشتركة في بناء جسور التعاون والصداقة، بالإضافة إلى مجمل القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك. وكانت جرت للرئيس الإسرائيلي لدى وصوله قصر الوطن مراسم استقبال رسمية، حيث اصطحب الشيخ محمد بن زايد الرئيس هرتصوغ إلى منصة الشرف، وتم عزف السلام لكل من الإمارات وإسرائيل. وكان الرئيس الإسرائيلي وصل إلى أبوظبي، في أول زيارة من نوعها لرئيس إسرائيلي، يرافقه وفد يضم عدداً من كبار المسؤولين في إسرائيل والسفير الإسرائيلي لدى الإمارات أمير هايكر، في زيارة رسمية تستمر يومين، حيث كان في استقباله وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد. وقبل مغادرته إسرائيل، كتب هرتصوغ على “تويتر”: “نشعر بالغبطة لأننا نصنع التاريخ هذا الصباح، أسافر الآن مع زوجتي ميخال في زيارة تاريخية للإمارات. تحمل هذه الزيارة بشرى السلام بين الشعوب ولعموم الشرق الأوسط، وأتقدم بالشكر الجزيل لولي العهد (في أبوظبي) الشيخ محمد بن زايد على دعوته التي أعتبرها فرصة لتحوّل تاريخي”. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن هرتصوغ قوله قبيل الزيارة: “أعتقد أن شراكتنا الجديدة الجريئة ستغير الشرق الأوسط وتلهم المنطقة بأكملها. نحن أمة محبة للسلام، وسنعمل معا على توسيع الدائرة التاريخية للسلام لاتفاقيات إبراهيم، وننشئ عالما أفضل وأكثر تسامحا وأمانا لأطفالنا”. من جانبه، ذكر مكتب الرئيس الإسرائيلي أن الطائرة التي أقلته، مرت عبر الأجواء السعودية، بينما انتشر مقطع فيديو لكابتن طائرة الرئيس الإسرائيلي وهو يقول للركاب: “نحن الآن فوق المملكة العربية السعودية… نحن نصنع التاريخ! سنطير قريبا فوق العاصمة”، فيما دخل الرئيس قمرة القيادة، ونظر إلى الأراضي السعودية، وقال: “بدون شك… إنها حقا لحظة مؤثرة للغاية”. في المقابل، أدانت حركة “حماس” استقبال الإمارات هرتصوغ، مجددة المطالبة بوقف أشكال التطبيع العربي مع تل أبيب كافة، معتبرة الزيارات التطبيعية تشجع الاحتلال على مواصلة وتصعيد عدوانه على الشعب الفلسطيني وتنكره لحقوقه، وهو ما حصل منذ انطلاق مسار التطبيع.

 

بدء تنفيذ “إعلان النوايا” بين تل أبيب وعمّان وأبوظبي

أبوظبي، عواصم – وكالات/30 كانون الثاني/2022

كشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن اتفاق “إعلان النوايا”، الذي أبرمته إسرائيل مع الأردن والإمارات في نوفمبر الماضي والمعروف باسم “الكهرباء مقابل المياه” بات في طور التطبيق، مشيرة إلى أن فرق العمل الإسرائيلية والإماراتية والأردنية عقدت أول اجتماع لها الأسبوع الفائت، واتفقت على أن تعد الدول الثلاث بحلول منتصف العام الجاري خطة مفصلة بشأن المشروع، مشيرة إلى أن الاتفاق يقضي بتصدير إسرائيل المياه إلى الأردن مقابل الطاقة الكهربائية، وذلك تحت رعاية الإمارات والولايات المتحدة. على صعيد آخر، أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني تضامن الأردن الدائم مع الامارات ومساندته الدائمة لها، معتبرا في رسالة شفوية سلمها رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة خلال لقائه ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، أن أمن الإمارات من أمن الأردن. من جانبه، بحث وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد في مقر إكسبو 2020 دبي، مع حاكم عام أستراليا ديفيد هيرلي، المستجدات الإقليمية والدولية، واستعرضا تعزيز العلاقات الثنائية.

 

وزارة الدفاع الاماراتية: اعتراض وتدمير صاروخ باليستي اطلق باتجاه الإمارات

وطنية/30 كانون الثاني/2022

أعلنت وزارة الدفاع  الإماراتية مساء اليوم  عن اعتراض وتدمير دفاعها الجوي صاروخ باليستي أطلقته جماعة الحوثي تجاه الإمارات، مشيرة الى انه لم ينجم عن الهجوم أي خسائر حيث سقطت بقايا الصاروخ الباليستي خارج المناطق المأهولة بالسكان. و نقلت وكالة الأنباء الإماراتية (وام) عن وزارة الدفاع قولها :"نجحت قواتنا الجوية و قيادة التحالف من تدمير موقع و منصة الإطلاق في اليمن بعد النجاح في تحديد المواقع المعادية" .كما أكدت الوزارة أنها على أهبة الاستعداد والجاهزية للتعامل مع" أية تهديدات، وأنها تتخذ الإجراءات اللازمة كافة لحماية الدولة من الاعتداءات كافة".

 

أمير قطر يبحث مع بايدن الاتفاق النووي الإيراني واستقرار المنطقة

واشنطن، الدوحة، عواصم – وكالات/30 كانون الثاني/2022

وصل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد إلى العاصمة الأميركية واشنطن، في زيارة عمل للولايات المتحدة، يرافقه وفد رسمي، حسب ما أعلن الديوان الأميري. ويجري الأمير الشيخ تميم بن حمد محادثات مع الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم الإثنين، تتناول سبل دعم علاقات الشراكة والتعاون بين البلدين، بالإضافة إلى القضايا ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية وسبل تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة. والزيارة هي الأولى لزعيم خليجي إلى الولايات المتحدة منذ تولى بايدن السلطة قبل عام، والثانية لزعيم عربي بعد زيارة عاهل الأردن الملك عبدالله الثاني الصيف الماضي، وحسب تقارير إعلامية، فإنها تهدف إلى تقوية العلاقات مع واشنطن، التي تعززت منذ أن استضافت الدوحة محادثات أفضت إلى اتفاق 2020 لانسحاب القوات الأميركية من أفغانستان، ولعبت دورا محوريا في جهود الإجلاء في أثناء الانسحاب الأميركي، كذلك أصبحت قطر الممثل الديبلوماسي للولايات المتحدة في أفغانستان، بعد استيلاء حركة “طالبان” على الحكم. ومن المتوقع أن يبحث الشيخ تميم وبايدن جهود إنقاذ الاتفاق النووي الإيراني، فضلا عن الجهود المبذولة لإنهاء الحرب في اليمن، وكذلك ينتظر أن يبحث الأمير خلال الزيارة “صفقة الطائرات بدون طيار” التي كانت قطر تقدمت بشرائها في وقت سابق، ولم يجر البت في الطلب القطري، ورجحت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن تكون هذه المسألة واحدة من أولويات أجندة الزيارة.

 

ماكرون: من حق إيران ألا تثق بالولايات المتحدة

روسيا اليوم/30 كانون الثاني/2022

اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي، أنه من حق طهران عدم الوثوق بواشنطن لأنها هي التي تسببت في الأزمة الإيرانية. وأجرى ماكرون اتصالا هاتفيا برئيسي جرى خلاله بحث سبل تطوير العلاقات بين البلدين والقضايا الإقليمية وتطورات مفاوضات فيينا حول الملف النووي الإيراني، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا”. من جانبه، أشار الرئيس الإيراني إلى إقرار الجانب الأميركي بفشل سياسة “الضغوط القصوى”، قائلا: “إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية أثبتت خلال المفاوضات إرادتها وجديتها للتوصل إلى اتفاق وأي جهد من قبل الطرف المقابل في هذا المجال ينبغي أن يشمل إلغاء الحظر والتحقق منه ومنح ضمانات موثوقة بهذا الشأن”.وشدد على أن “الاستقرار والأمن في المنطقة لن يتحقق إلا من خلال سبل إقليمية وليس عبر تدخلات من خارجها”، داعيا المجتمع الدولي للاهتمام بالأزمة الإنسانية التي يواجهها الشعب اليمني.

 

ماكرون لرئيس إيران: يجب تسريع المفاوضات النووية لتحقيق تقدم ملموس

باريس: «الشرق الأوسط أونلاين»/30 كانون الثاني/2022

شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على «ضرورة تسريع» الجهود من أجل «تحقيق تقدم» في المفاوضات حول الاتفاق النووي مع إيران، خلال اتصاله الهاتفي مع نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس السبت، على ما أعلن قصر الإليزيه، اليوم الأحد.

وأوضحت الرئاسة الفرنسية في بيان أنه «بالنسبة للاتفاق النووي عام 2015» فإن ماكرون «أكد قناعته بأن حلاً دبلوماسياً يبقى ممكنا وواجبا، وشدد على أن أي اتفاق سيتطلب التزامات واضحة وكافية من جميع الأطراف»، مضيفة أنه أشار كذلك إلى «ضرورة تسريع (المفاوضات) للتوصل سريعاً إلى تقدم ملموس». وتتولى ألمانيا وفرنسا وبريطانيا - التي يشار إليها أحيانا باسم مجموعة الدول الأوروبية الثلاث - دور الوساطة، إضافة إلى روسيا والصين، بين إيران والولايات المتحدة لمحاولة إنقاذ الاتفاق المبرم عام 2015. ويستهدف الاتفاق النووي منع إيران من تطوير أسلحة نووية. يشار إلى أن واشنطن كانت قد انسحبت من الاتفاق في عام 2018 وفرضت عقوبات اقتصادية على إيران، حيث بدأت طهران بعدها في إنتاج يورانيوم بدرجات تقربها من إنتاج الأسلحة النووية.

 

إصابة 30 نائباً بالبرلمان الإيراني بفيروس كورونا

لندن: «الشرق الأوسط أونلاين»/30 كانون الثاني/2022

كشف عضو مجلس البرلمان الإيراني أبو الفضل أبو ترابي أن الاختبارات أظهرت إصابة 30 من نواب المجلس بالمتحور «أوميكرون» من فيروس كورونا، مضيفاً أنهم يخضعون حالياً للحجر. ونقلت وكالة «فارس» الإيرانية عنه القول إن هيئة رئاسة المجلس أكدت على ضرورة أن يجري جميع النواب، البالغ عددهم 290 فحوصات للسيطرة على التفشي. وكانت إيران واحدة من أكثر دول المنطقة تضرراً من «كورونا»، إلا أن الأوضاع استقرت مع منتصف العام الماضي مع التوسع في حملة التلقيح ضد «كورونا». وفي ظل تفشي المتحور «أوميكرون» عاودت أعداد الإصابات الارتفاع من جديد. وسجلت إيران إجمالاً أكثر من 3.‏6 مليون إصابة بـ«كورونا»، وأكثر من 132 ألف حالة وفاة. وكان وزير الصحة الإيراني بهرام عين اللهي قد أعلن في وقت سابق أن إيران قد دخلت الموجة السادسة من إصابات «كورونا»، مشدداً على ضرورة الالتزام بالتعليمات الصحية والتطعيم بالجرعة الثالثة من اللقاحات المضادة للفيروس.

 

معلمو إيران يواصلون الاحتجاجات في 125 مدينة ومحافظة

طهران، عواصم – وكالات»/30 كانون الثاني/2022

 لليوم الثاني على التوالي، واصل التربويون والمعلمون الإيرانيون اعتصاماتهم أمس، في 125 مدينة و30 محافظة، احتجاجًا على ظروفهم المعيشية وتدني رواتبهم وعدم تلبية مطالبهم. وكتب التربويون والمعلمون في منشورات تعبر عن احتجاجهم: “يجب إطلاق سراح المعلمين”، و”السجن ليس مكان المعلم”، و”نحن لا نتحمل هذا الحد من القمع والتمييز”، “أيتها الحكومة المتبجحة أين وعودك”، “سمعنا الوعد باستمرار، ولم نشهد العدالة”، و”العيش والكرامة حقنا المؤكد” و”التعليم المجاني حق للطلاب الإيرانيين”. وكان الممرضون والطاقم الصحي نظموا تجمعات احتجاجية في 15 مدينة أول من أمس، احتجاجًا على الظروف المعيشية المتردية، ونقص التوظيف الرسمي، وبتشغيل الممرضين والممرضات سخرة في خضم وباء “كورونا”، كما احتجوا على عقود موقتة لمدة 89 يوما. ووجهت الرئيسة المنتخبة للمقاومة الإيرانية مريم رجوي تحياتها للمعلمين والممرضين والممرضات والعاملين في مجال الرعاية الصحية، الذين يخوضون اعتصامات للاحتجاج على ما يمارسه نظام الملالي من أعمال قمع وتمييز واضطهاد، مؤكدة أن الفقر والتمييز والقمع سيستمران طالما الديكتاتورية الدينية قائمة.

 

المعارضة الإيرانية تتعرض لهجوم إلكتروني

طهران - لندن: «الشرق الأوسط»/30 كانون الثاني/2022

أعلنت المعارضة الإيرانية، أمس السبت، تعرضها منذ عدة أيام لهجوم إلكتروني مكثف تشنه ضدها السلطات في طهران، وقال «المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية» المعارض، في بيان إن «الهجمات الهيسترية» للجيش الإلكتروني التابع للحرس الثوري الإيراني والمخابرات الإيرانية على موقع منظمة «مجاهدي خلق» الإلكتروني (التابع للمجلس) بدأت في الخامسة من مساء الخميس الماضي وما زالت مستمرة. وأضاف البيان: «وقع الهجوم الرابع والأعنف ظهر 28 يناير (كانون الثاني) بقوة 2.2 مليون هجمة في الثانية، وكان الغرض منه إيقاف وإزالة خادم الموقع». وأكد المجلس أن «جميع الهجمات باءت بالفشل، وتم صدها وإحباطها من قبل مهندسي وخبراء اتصالات المقاومة الإيرانية». وأوضح البيان أن الهجمات الثلاث الأولى حدثت يوم الخميس 27 يناير. وأكد البيان أن «المقاومة الإيرانية تدين بشدة الإرهاب والقرصنة الإلكترونية السيبرانية الفاشية الدينية في إيران وتدعو الأمم المتحدة والهيئات ذات الصلة، وكذلك الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء، إلى اتخاذ تدابير فعالة لمكافحة الإرهاب السيبراني ومنع محاولات النظام الإيراني المنظمة والمنهجية للحيلولة دون وصول أصوات حرة». يأتي هذا بينما كان المجلس قد أعلن الخميس الماضي أن أنصاره نفذوا هجوماً إلكترونياً استهدف قنوات الإذاعة والتلفزيون الإيرانية الرسمية وتمكنوا لفترة وجيزة من عرض لقطات مؤيدة للمعارضة ومنددة بالمرشد الإيراني علي خامنئي. وأكد التلفزيون الإيراني أنه كان ضحية اختراق استمر عشر ثوانٍ فقط، يتم الآن التحقيق بشأنه. ووفق صور نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد عرضت برامج التلفزيون الإيراني المعتادة لقطات لمسعود رجوي مؤسس منظمة «مجاهدي خلق» وزوجته مريم رجوي التي تقود «المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية» في باريس، الذي يُعد الجناح السياسي للمنظمة، كما شاهد الإيرانيون صوراً مشطوبة لخامنئي ترافقت مع تسجيل صوتي لشعار «مرق با خامنئي» أو «الموت لخامنئي». وصرح متحدث باسم «المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية» لوكالة الصحافة الفرنسية مساء الخميس أن «العديد من محطات الإذاعة والتلفزيون التابعة للنظام بثت هذه الشعارات»، مشيراً إلى أن سبع إذاعات وقنوات على الأقل تعرضت للاختراق بهذه الطريقة، والعديد غيرها تعرض للتشويش. وأضاف: «يبدو أن أنصار منظمة مجاهدي خلق ووحدات المقاومة داخل الإذاعة والتلفزيون الرسميين قاموا بهذا العمل». من جهتها، نقلت وكالة «إيسنا» للأنباء عن المساعد الفني لرئيس منظمة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، رضا علي دادي، قوله إن القيام بهذا الهجوم الإلكتروني «عمل معقد للغاية». وأضاف أنه يجري التحقيق في الهجوم، معرباً عن أمله في أن يتم الإعلان عن تفاصيل سبب الاختراق والمدى الذي بلغه «في أقرب وقت ممكن». ولم يذكر التلفزيون الإيراني الرسمي مسعود ومريم رجوي في تقريره عن الواقعة، لكنه اعترف بظهور لقطات تم بثها لـ«قادة المنافقين»، التسمية التي يطلقها على «مجاهدي خلق». وكانت منظمة مجاهدي خلق في البداية مؤيدة للثورة التي أطاحت بالشاه عام 1979، قبل أن تصطدم بالحكام الجدد للبلاد، وتفترق عنهم لتدعم العراق في حربه ضد إيران ويتم تحميلها أيضاً مسؤولية سلسلة هجمات في أوائل الثمانينات، بينها واحد أصيب فيه خامنئي.

 

جنرال إسرائيلي: انسحاب ترمب من «النووي الإيراني» خطأ استراتيجي/منح طهران «الشرعية» لدفع برنامجها إلى الأمام

تل أبيب - لندن: «الشرق الأوسط»/30 كانون الثاني/2022

انتقد قائد الجيش الإسرائيلي السابق، غادي إيزنكوت، قرار الولايات المتحدة عام 2018 بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، واصفاً إياه بأنه «خطأ استراتيجي»، وفقاً لصحيفة «ذا تايمز أوف إسرائيل». وقال إيزنكوت: «بالنسبة لنا، كان الأمر مفاجئاً تماماً. وفي رأيي، كان ذلك أيضاً خطأً استراتيجياً». وأضاف أن الانسحاب الأميركي من الاتفاق أزال «بعض القيود» عن كاهل إيران، ومنحها «الشرعية» لدفع برنامجها النووي إلى الأمام في انتهاك للاتفاق. وقال القائد العسكري الإسرائيلي السابق: «ظل كبار المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين على غير علم بالأمر قبل قرار الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترمب بالانسحاب من اتفاقية 2015» والتي قلصت البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف العقوبات. وكان إيزنكوت رئيس أركان الجيش الإسرائيلي وقت توقيع الاتفاق بين إيران والمجتمع الدولي. وذكر إيزنكوت لصحيفة «معاريف» الإسرائيلية أنه لم يتعامل مع مسألة الانسحاب من الاتفاق النووي سوى يوسي كوهين ورون ديرمر وبنيامين نتنياهو، مضيفاً «لم يتحدث أحد مع المؤسسة الأمنية»، في إشارة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق واثنين من أقرب المقربين إليه. ويذكر أن نتنياهو كان معارضاً صريحاً للاتفاق النووي عندما تم توقيعه في عهد إدارة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، وحث نتنياهو قوى عالمية على إلغاء الاتفاق قبل انسحاب ترمب منه.

وأعرب إيزنكوت، الذي قاد جيش الدفاع الإسرائيلي من 2015 إلى 2019، عن اعتقاده أن «العقوبات جزئية، وليست هناك رقابة، في وقت لا يتعاون الصينيون والروس مع الأميركيين»، وتابع: «الولايات المتحدة اليوم مختلفة عن الولايات المتحدة عام 2015، فإلى أي مدى يضع الإيرانيون، الأميركيين في الحسبان باعتبارهم عنصراً مهماً للغاية، وللأسف في الوقت الحالي فهم لا يفكرون فيهم ولا يضعون في حسبانهم مسألة وقوع هجوم أميركي. إنهم يستغلون الوضع، وهذه هي مشكلة». ورداً على سؤال حول ما إذا كانت إسرائيل قادرة بمفردها على ضرب إيران، قال إيزنكوت: «الأمر معقد». واستمر الجنرال السابق في انتقاد رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي، نفتالي بنيت، لاستبعاده لقاء روبرت مالي، المبعوث الأميركي الخاص إلى إيران، قبل زيارته لإسرائيل في نوفمبر (تشرين الثاني)، مشيراً إلى الطلبات الإسرائيلية للحصول على أسلحة جديدة بعد الصراع مع غزة الخاضعة لحكم جماعة «حماس» في مايو (أيار).

وأعرب إيزنكوت عن اعتقاده أن «هناك نوعاً من الغطرسة لخدمة أغراض محلية. أنا أتفهم الخوف من بيبي (نتنياهو)، لكن المرء لا يفعل مثل هذا الأمر فقط ليكسب نقطة ونصف النقطة في استطلاعات الرأي». وادعى إيزنكوت أن إسرائيل كادت تغتال الجنرال الإيراني قاسم سليماني في مايو 2018 بعد أن أطلقت القوات الإيرانية في سوريا صواريخ باتجاه مرتفعات الجولان، وقال: «كان هناك قرار نال الموافقة بضرب كل من اتخذ إجراءات ضدنا في هذا الحادث. لقد قررنا أنه إذا كان سليماني في موقع قيادة أو غرفة عمليات أو في المنطقة فسوف نقتله»، وأقر بأنه «حصلنا على إذن بذلك، لكننا لم ننجح في تنفيذه». ويُشار في هذا الصدد إلى أن إيزنكوت وجه تهديداً مستتراً لسليماني عام 2019 أثناء مغادرته الجيش الإسرائيلي، وذكرت تقارير من عام 2018 أن إسرائيل ناقشت مسألة اغتيال الجنرال الإيراني مع حليفتها الولايات المتحدة. بالفعل، اغتيل سليماني، الذي كان يرأس الفرع الخارجي للحرس الثوري الإيراني، في يناير (كانون الثاني) 2020 بطائرة أميركية من دون طيار لدى وصوله بغداد. وقال إيزنكوت كذلك إن الجيش الإسرائيلي شارك في الحملة ضد تنظيم «داعش»، قائلاً: «قررنا المشاركة في الحرب ضد داعش». ووفقاً لما ذكره إيزنكوت، كانت إسرائيل تعمل «في إطار عمليات خاصة لا حصر لها ضد داعش. أستطيع أن أقدر أنه خلال عملياتنا قتل المئات من عناصر داعش وأصيب أكثر من ألف آخرين، ودمرت منشآت وعناصر من البنية التحتية».

 

اعتقال مشتبه به بتنفيذ هجوم مطار بغدادوالسعودية استنكرت «الاعتداء الغادر»

الكرد المنقسمون يراهنون على الشركاء في بغداد لتمرير مرشحيهم لرئاسة الجمهورية

بغداد/الشرق الأوسط/30 كانون الثاني/2022

أعلن النائب الأول لرئيس البرلمان العراقي حاكم الزاملي أمس، أنه سيتم الإعلان غداً عن أسماء المرشحين لرئاسة الجمهورية بعد تدقيق سيرهم الذاتية. وكان البرلمان العراقي حدد يوم السابع من شهر فبراير (شباط) المقبل، موعداً لانتخاب رئيس الجمهورية.

وقال المكتب الإعلامي للنائب الأول لرئيس البرلمان، إنه «عقد اجتماعاً مع الوزارات والهيئات المختصة لبحث السير الذاتية لمرشحي منصب رئاسة الجمهورية،بحضور وزير التعليم العالي ورئيس هيئة النزاهة والوكيل الأقدم لوزارة الداخلية ونائب رئيس هيئة المساءلة والعدالة». وأشار الزاملي إلى أن «26 مرشحاً لرئاسة الجمهورية يجري العمل على تدقيق سيرهم الذاتية». ومع كثرة المقدمين للترشيح لمنصب رئيس الجمهورية عند كل دورة انتخابية من أربع سنوات، فإن المنصب وطبقاً للعرف السائد في العراق من حصة المكون الكردي، في حين أن منصب رئيس البرلمان من حصة المكون العربي السني، بينما منصب رئاسة الوزراء من حصة الشيعة. ويعد كل من الرئيس الحالي الدكتور برهم صالح، مرشح الاتحاد الوطني الكردستاني، ووزير الخارجية والمالية والقيادي البارز في الحزب الديمقراطي الكردستاني هوشيار زيباري أبرز المرشحين للمنصب الذين بينهم وزير الموارد المائية الأسبق والقيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني عبد اللطيف رشيد، وأول قاضٍ كردي تولى محاكمة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين القاضي رزكار محمد أمين. وفيما يراهن القاضي رزكار على انقسام الحزبين الكرديين الرئيسيين الأمر الذي يمكن أن يهيئ له فرصة الفوز بالمنصب نظراً لما يتمتع به من سمعة، فإن عبد اللطيف رشيد يراهن على إمكانية حصول تسوية بين الحزبين (الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني) تؤدي إلى انسحاب صالح وزيباري، الأمر الذي قد يفتح الباب أمامه للفوز بالمنصب. الحزبان الكرديان الرئيسييان (الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة بافل طالباني) وصلا على ما يبدو إلى نقطة اللاعودة في معركة الرئاسة في بغداد، الأمر الذي جعلهما يبحثان عن استقواء «شيعي - سني» لصالح مرشح كل منهما. ففيما يراهن حزب بارزاني على تحالفه الموصوف بالحديدي مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي، فإن حزب طالباني يراهن على الإطار التنسيقي الشيعي وعلى أطراف أخرى سنية وشيعية وأقليات فضلاً عن المستقلين. وبموازاة الحراك السياسي الذي يبذله القياديون في كلا الحزبين في سبيل إقناع القوى المؤثرة من الأحزاب والكتل السنية والشيعية، فإن هناك حرباً مستعرة بين الطرفين تدور رحاها في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي تغذيها ماكينة إعلامية وسياسية من قبل أوساط مختلفة بهدف تعميق الخلاف الكردي - الكردي الذي وصل الآن إلى أسوأ حالاته في بغداد. وفي هذا السياق، حذر القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني ريبين سلام من أن هناك أطرافاً في بغداد تحاول استغلال الخلاف الكردي - الكردي، ودعا قيادات الاتحاد الوطني إلى «الجنوح للحكمة والمنطق وعدم خلط الأوراق من خلال نقل اختلافات الرأي إلى بغداد». وقال في بيان: «هناك أطراف لا تريد الخير للعراق عموماً والشعب الكردستاني خصوصاً تسعى لاستغلال الخلافات داخل البيت الكردي لتحقيق مكاسب خاصة تضر بالوضع الكردي». وبالرغم من أن الحزب الديمقراطي الكردستاني كرر أكثر من مرة أن مرشحه للمنصب وزير الخارجية والمالية الأسبق هوشيار زيباري أقيل من قبل البرلمان عام 2016 لأسباب سياسية، قدمت النائبة عالية نصيف، عن ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي، إلى هيئة النزاهة وثائق تزعم أنها تتعلق بتهم «فساد» ضد زيباري. إلى ذلك، أكد الباحث العراقي الكردي فرهاد علاء الدين، رئيس المجلس الاستشاري العراقي، لـ«الشرق الأوسط» أن «المنافسة على كرسي الرئاسة ستكون على أشدها مع اقتراب موعد اختيار وتسمية رئيس الجمهورية المقبل... الطرفان لديهما من المقومات ما يعزز من قناعتهما بالفوز». ويضيف: «في الوقت الذي يبدو فيه أن التحالف الثلاثي يمنح الديمقراطي أرضاً صلبة وحظوظاً أوفر، فإن هناك من يرى أن الجو السياسي في بغداد هو في صالح الاتحاد الوطني». وبين أن «الانشقاق الحاصل بين الحزبين الكرديين الرئيسيين حول موقع رئاسة الجمهورية بات يتعمق يوماً بعد آخر عبر محاولة كل منهما كسب القوى السياسية في بغداد لصالحه، وقد يبلغ هذا الانشقاق مرحلة كسر العظم بين الطرفين، إذ إن كل طرف منهما غير مستعد للخسارة، وليس من المعلوم كيف سيكون تصرف وموقف الطرف الخاسر سواء في بغداد أو في إقليم كردستان، بل إن مخاوف كبيرة من أن تصل الفجوة بين الحزبين إلى حد القطيعة وتقسيم الإقليم إلى إدارتين».

 

الكاظمي: العراق حريص على توطيد علاقاته الإقليمية والدولية

بغداد، عواصم – وكالات/30 كانون الثاني/2022

 أكد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، حرص بلاده على توطيد علاقاتها الإقليمية والدولية، مجددا خلال استقباله الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت، حرص العراق على توطيد علاقاته الإقليمية والدولية بما يضمن تعزيز الأمن والاستقرار في العراق والمنطقة، وإرساء أسباب التنمية المستدامة لمصلحة الشعب العراقي والشعوب الشقيقة والصديقة المحبّة للسلام”، بينما أكدت بلاسخارت، موقف المجتمع الدولي الداعم للعراق إزاء التحديات الراهنة، وأهمية انتهاج الحوار سبيلا لحل الخلافات. في غضون ذلك، أعلن الجيش العراقي مقتل عناصر الخلية الإرهابية التي نفذت حادثة العظيم، التي أودت بحياة 11 عسكريا عراقيا الأسبوع الماضي، عبر ضربات جوية نفذتها طائرات “إف 16، فيما كشفت خلية الإعلام الأمني أن جميع أفراد المجموعة الإرهابية التابعة لداعش، والمكونة من تسعة عناصر قتلوا، بينما أفادت مصادر بأن بينهم أربعة لبنانيين ينحدرون من طرابلس. من جانبه، أكد الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة يحيى رسول أن المتابعة المستمرة والمعلومات الاستخباراتية الدقيقة، أدت لرصد الخلية وتحديد مكانها ومن ثم استهدافها بثلاث ضربات، مشيرا إلى أن لدى الأجهزة معلومات عن وجود ثلاثة أو أربعة عناصر من أصول لبنانية، موضحا أن البحث جار من أجل التأكد من المعلومات. وأشار إلى أن الخلية استغلت الحدود الفاصلة بين ثلاث قيادات عسكرية بمنطقة حاوي العظيم، بين قيادة عمليات صلاح الدين وديالى وسامراء، مضيفا أنهم كانوا يختبئون عند منطقة حاوي العظيم، حيث تمكنت الأجهزة الأمنية بعد عمليات الرصد والمتابعة والجهد الاستخباراتي من استهدافهم، مشيرا إلى أن “داعش” لا يستطيع السيطرة على بقعة معينة على الأرض، لافتاً إلى أن ما تبقى من التنظيم مجرد فلول، نافيا وجود تراخ أمني في حادثة العظيم، مشيراً إلى أن التنظيم يستغل الغفلة وعدم الانتباه لبعض المفارز بالإضافة إلى سوء الأحوال الجوية.

 

وزير خارجية سلطنة عمان في دمشق للقاء الأسد

دمشق، عواصم – وكالات/30 كانون الثاني/2022

كشف مصدر في الخارجية السورية لوكالة “سبوتنيك” الروسية أن وزير خارجية سلطنة عمان بدر بن حمد البوسعيدي، سيصل دمشق اليوم الإثنين في زيارة رسمية، يلتقي خلالها نظيره السوري فيصل المقداد وإجراء محادثات مع الرئيس بشار الأسد. وقال إن البوسعيدي سيبحث في دمشق مع المسؤولين السوريين، العلاقات الثنائية بين الدولتين والقضايا ذات الاهتمام المشترك، بينما لم تصدر سورية وسلطنة عمان أي بيانات رسمية بشأن الزيارة المرتقبة. وتأني الزيارة، في وقت أعلن فيه الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، أن مسألة عودة سورية إلى مقعدها في الجامعة العربية، لم تطرح على أجندة الاجتماع التشاوري الذي عقده وزراء الخارجية العرب في الكويت أمس.

 

وزير الخارجية التركي يبدأ زيارة للبحرين

المنامة، انقرة، عواصم – وكالات/30 كانون الثاني/2022

أعلنت وزارة الخارجية التركية أن الوزير مولود تشاووش أوغلو بدأ أمس زيارة للبحرين تستمر يومين، موضحة في بيان على موقعها الإلكتروني، أن الزيارة تأتي تلبية لدعوة من وزير الشؤون الخارجية البحريني عبداللطيف الزياني، وتشهد تبادلاً لوجهات النظر حول العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية. في غضون ذلك، ذكرت وكالة الأنباء البحرينية “بنا” أن محكوما عليه في قضايا إرهاب، تم إيداعه في مركز الإصلاح والتأهيل لتنفيذ أربعة عقوبات بالسجن المؤبد، والسجن 10 سنوات، فضلاً عن الغرامات المالية، ونقلت عن رئيس نيابة التنفيذ أن المحكوم عليه كان تم تسليمه اخيرا للسلطات البحرينية، وصدرت الأحكام النهائية عليه بعد أن تم تمكينه من الطعن وفقاً لما يجيزه القانون. وأوضحت أن المحكوم عليه يعد من أخطر العناصر الإرهابية، حيث كان المخطط والمسؤول الأول عن عمليات إرهابية شهدتها البحرين أخيرا، واستهدفت قتل والشروع في قتل عدد من رجال الشرطة والمدنيين؛ من خلال تنظيمه وإدارته خلايا ومجموعات من العناصر الإرهابية وتدريبهم على تصنيع المتفجرات واستعمال الأسلحة النارية، بمساعدة “الحرس الثوري” الإيراني وآخرين بالعراق.

 

أميركا تجدد دعمها لـ«قسد» ضد «داعش» بعد تمرد «غويران» تجدد الاشتباكات في محيط سجن الحسكة... وطيران التحالف الدولي يشن ضربات

الحسكة: كمال شيخو/الشرق الأوسط/30 كانون الثاني/2022

عقد مسؤولان أميركيان اجتماعاً افتراضياً مع قادة «قوات سوريا الديمقراطية» و«مجلس سوريا الديمقراطية»، بعد التمرد المسلح الذي شهده سجن الصناعة بحي غويران جنوبي مدينة الحسكة الشهر الحالي. وبحث جون غودفري، القائم بأعمال مبعوث مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأميركية، وإيثان غولدريتش، نائب مساعد وزير الخارجية، مع القيادة العامة لقوات «قسد» ومجلسها السياسي «مسد»، آخر التطورات بشأن العصيان المسلح الذي نفذه محتجزو «داعش» في سجون القوات ومشاركة خلايا نشطة موالية للتنظيم في التمرد، حيث أكدا «التزام الإدارة الأميركية بالشراكة مع (قسد) حتى إلحاق الهزيمة النهائية بالتنظيم والقضاء على الخلايا النشطة الموالية في سوريا». وتجددت الاشتباكات في محيط سجن الصناعة وداخل أقبية وزنازين القسم الشمالي، وتواصل قوات «قسد» عمليات التمشيط والبحث الدقيق داخل مبنى السجن بعد 4 أيام من إعادة السيطرة عليه يوم الأربعاء الماضي، وشنّت قوى الأمن الداخلي وقوات مكافحة الإرهاب حملات أمنية واسعة وكثفت المسح الأمني والعسكري في مهاجع وزنازين السجن التي تحصنت فيها خلايا هاجمت السجن. ولوحظ انتشار مكثف لآليات ومصفحات عسكرية في ساحة الباسل المطلة على السجن والمدخل الجنوبي لمدينة الحسكة، إلى جانب استمرار عمليات تفتيش منازل المدنيين والمحال التجارية في حيي غويران والزهور، وعثرت قوى الأمن على كميات من الأسلحة من بينها رشاشات كلاشنكوف و«بي كي سي» وصناديق من الذخيرة وقنابل يدوية وأحزمة ناسفة ومتفجرات. وكشفت قوات «قسد» المدعومة من تحالف دولي تقوده واشنطن عن وجود جيوب إرهابية محاصرة تتحصن فيها خلايا مسلحة موالية للتنظيم داخل سجن الصناعة، وقال مدير المركز الإعلامي فرهاد شامي: «لا يزال عدد من (الدواعش) يقدر عددهم بما بين 60 و90 شخصاً يتحصنون ويحاولون الحفاظ على مسافة للاشتباك، ضمن المهاجع الشمالية للسجن»، وأكد أن الحملات الأمنية لتمشيط جميع أجنحة ومهاجع السجن ومحيطها مستمرة، مضيفاً: «أطلقت قواتنا حملة تمشيط دقيقة ومسحاً أمنياً وعسكرياً في مهاجع السجن، التي يتحصن فيها مسلحو التنظيم الذين هاجموا السجن»، مشيراً إلى أنهم أطلقوا نداءات لهؤلاء المسلحين بغية الاستسلام ورمي أسلحتهم: «قواتنا وجهت نداء الاستسلام الآمن لهؤلاء إذ سنتعامل معهم بكل حزم في حال عدم الاستجابة». ولليوم الثاني، شنّت طائرات حربية تابعة للتحالف الدولي ضربات جوية واستهدفت مبنى سجن الصناعة في حي غويران، وقصفت، يوم الجمعة الماضي، بغارتين جويتين مواقع محاصرة لا تزال يتحصن فيها مسلحو تنظيم «داعش» الإرهابي، فيما قصفت، أمس (السبت)، بضربة جوية مركزة السور الشمالي للسجن بعد تجدد الاشتباكات.وأعلنت قوات «قسد» استعادة «السيطرة الكاملة» على سجن «غويران» جنوبي مدينة الحسكة الذي يضم 5 آلاف متطرف كانوا مسلحين في صفوف التنظيم، وسمحت قوى الأمن لسكان الحارة العسكرية وبعض أحياء شوارع غويران وحي الزهور بالعودة إلى منازلهم وممتلكاتهم، فيما منعت سكان باقي المناطق المحيطة بالسجن من العودة للاطمئنان على منازلهم بسبب استمرار الإجراءات الأمنية وعمليات التمشيط. وقالت قوى الأمن أن عدداً من مسلحي التنظيم فجروا، أول من أمس (الجمعة)، سيارة ودراجة نارية مفخختين قرب سجن الصناعة، ما أدى إلى حدوث مواجهات بين حراس السجن والإرهابيين، وألقت القبض على مسلح مشتبه به موالٍ للتنظيم في حي الصالحية، وثلاثة متوارين من الخلايا النشطة في ساحة جودي التابعة لحي الكلاسة الواقعة غربي الحسكة. إلى ذلك، طالبت 130 منظمة وجمعية مدنية تعمل وتنشط في مدن وبلدات شرق الفرات الخاضعة لنفوذ الإدارة الذاتية وقواتها العسكرية «قسد»، بالبدء بمساءلة عناصر التنظيم، وقالت، في بيان، إن الهجوم الأخير على سجن غويران مؤشر خطير إلى إمكانية إحياء وعودة تجميع خلايا التنظيم الإرهابي، وأكدت أن عدم محاسبة المتورطين من مسلحي التنظيم على الانتهاكات التي قام بها بحق السوريين، «هي جريمة مستمرة بحق الضحايا وعائلاتهم». وقال بسام الأحمد مدير منظمة «سوريون من أجل الحقيقة والعدالة» التي وقعت وشاركت في البيان، بحديث لـ«الشرق الأوسط»، إنهم طالبوا مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بإنشاء فريق تحقيق خاص ومحدد الولاية زمنياً، «من أجل جمع وحفظ وتخزين الأدلة داخل سوريا وخارجها، حول الانتهاكات التي قام بها تنظيم (داعش) والتي ترقى إلى مستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وجريمة الإبادة الجماعية، وتحديد جميع الكيانات والأفراد المسؤولين عن تلك الجرائم»، وأشار إلى ضرورة توفير المناخ اللازم لبدء عمليات مساءلة فورية، «على جميع الجرائم والانتهاكات الموثقة، التي قام بها التنظيم أثناء وبعد فترة سيطرته على مناطق من سوريا خلال فترة خلافته المزعومة»، ولا بد من تعزيز أمن وحماية المرافق والسجون التي تحوي مسلحي التنظيم وفق المعايير الدولية، «إلى حين تقديمهم لمحاكمات عادلة، والضغط مجدداً على الدول لإعادة مواطنيها من مقاتلي التنظيم وعائلاتهم»، على تعبير الأحمد.

 

رحيل «داعية اللاعنف» المفكر الإسلامي السوري جودت سعيد

لندن: «الشرق الأوسط أونلاين»/30 كانون الثاني/2022

توفي صباح اليوم (الأحد)، المفكر السوري الإسلامي البارز، الشيخ جودت سعيد، في منفاه بإسطنبول، بعد معاناة مع المرض، بعيداً عن مسقط رأسه في هضبة الجولان السورية، عن عمر ناهز 91 عاماً. عرف سعيد بداعية «اللاعنف» وعمل على نشر دعوته لعقود في العالم الإسلامي، مشكلاً امتداداً لمدرسة المفكرين الإسلاميين البارزين، أمثال مالك بن نبي في الجزائر ومحمد إقبال في باكستان. ومن أبحاثه الفكرية البارزة «مذهب ابن آدم الأول»، و«حتى يغيروا ما بأنفسهم»، و«فقدان التوازن الاجتماعي»، و«العمل قدرة وإرادة». ولد الشيخ جودت سعيد في قرية «بئر عجم» في قرى الجولان في محافظة القنيطرة جنوبي سوريا 9 من فبراير (شباط) عام 1931. وهو من أصول شركسية. أرسله والده إلى مصر للدراسة في «الأزهر الشريف» بالقاهرة عام 1946. حيث أتم هناك المرحلة الثانوية، ثم التحق بكلية اللغة العربية وحصل على إجازة في الأدب العربي. عاد إلى سوريا ودرس في العديد من مدارسها الثانوية واعتقله نظام البعث مرات عديدة، منذ تسلّم الحزب للسلطة بعد انقلاب مارس (آذار) 1963. عاد إلى قريته بعد انسحاب إسرائيل من قريته عام 1974 وتفرغ للكتابة والزراعة وتربية النحل. في أعقاب اندلاع الثورة السورية في مارس 2011 ظل مخلصاً لمبادئه، ولم يتخلَّ سعيد عن أفكاره اللا عنفية، منطلقاً من قناعة أن العنف سيمنح النظام ذريعة لممارسة عنف مضاد وخلق حالة فوضى بين ضحاياه وجلاديه.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

دولة المفارقات القاتلة والأفق المسدود

شارل الياس شرتوني/30 كانون الثاني/2022

http://eliasbejjaninews.com/archives/105945/%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%af%d9%88%d9%84%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%81%d8%a7%d8%b1%d9%82%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%a7/

إن المعاينة المجردة للتطورات السياسية الأخيرة في بلادنا تعيدنا الى خلاصة ثابتة: لا إمكانية لحل أي من المسائل المحورية العائدة للاستقرار السياسي والتدبير الفعلي للشؤون الحياتية البالغة  التدهور، دون اجماع وطني حاسم حول المسألة السيادية  وتحييد لبنان عن سياسة المحاور، وأولوية المعالجات المالية والاقتصادية والاجتماعية. ما نشهده اليوم هو النقيض التام لما تستوجبه المرحلة، من إجماع حول خيارات وطنية تتجاوز المفكرات والمصالح الفئوية والسياسات الانقلابية، التي توصف الاداءات الاوليغارشية ونهج الفاشيات الشيعية، ومفارقات التيارات المعارضة .لا بد من استعادة المحاور التي تظهر هذه المفارقات التي يتغذى منها واقع الفراغات القاتلة التي تقضي شيئا فشيئا على قدرة البلاد على استعادة عافيتها على نحو تدرجي، والخروج من واقع "الأزمات المتناسلة" والنزاعات الاقليمية المفتوحة.

-ظهرت المبادرة الكويتية حرص دول الخليج على حماية لبنان من مفاعيل النزاع الايراني -الخليجي على تعدد جبهاته اليمنية، السعودية، البحرانية، الكويتية وعلى مستوى الإمارات  المتحدة، والحؤول دون تحول لبنان الى منطلق مباشر لتهديد أمن هذه الدول، عبر تحييده وتطبيق القرار ١٥٥٩، الذي يسمح للدولة اللبنانية استعادة حيثيتها وقراراها السيادي على مستوى السياسة الخارجية والأمن الوطني، والحؤول دون استعمالها منطلقا لسياسة النفوذ الايرانية على المستوى الاقليمي. الجواب القاطع على هذه المبادرة هو التعرض المباشر والمتواتر للقوات الدولية في جنوب لبنان، تأكيدًا على واقع الاستثناء السيادي الذي ينطلق منه حزب الله في عمله السياسي والعسكري، وانطلاقا من أولوية السياسة الانقلابية  الشيعية التي تقودها ايران على المستوى الاقليمي. هذا يعني بالتالي أن التعاطي مع الواقع الدولتي اللبناني هو انتهازي وغير عابىء بالاجماع الوطني الذي يستلزمه، على مستوى السياسة الخارجية والأمن الوطني. هذه الملاحظات تحيلنا الى خلاصة وحيدة، لا إمكانية لتعايش مفارقات الدولة واللادولة، كما عرفناها زمن التحالف الانقلابي الذي أقامه اليسار الفاشي مع المنظمات الفلسطينية منذ منتصف الستينات، وكما تفرضه معادلة "المقاومة الجيش والشعب"، وما نشأ عنها من مقايضات وتسويات ملتبسة بين حزب الله والاوليغارشيات على مستوى طاولات الحوار والاتفاقيات التي خرجتها، والتي عبر عنها بشكل فاقع وليد جنبلاط البارحة عندما رفض السير بتطبيق القرار ١٥٥٩ واتفاق القاهرة سابقا، بحجة تعريض السلم الاهلي والتموضع الايديولوجي عند تخوم المنظمات الفلسطينية وتورياته اللبنانية: لبنان هو رديف مصالحه وتموضعاته المتنقلة (كما كان الحال مع كمال جنبلاط) ولا وجود موضوعيا للدولة اللبنانية خارجًا عنها.

- إن أزمة التمثيل السني الناشئة عن إنسحاب سعد الحريري من الحياة السياسية، تعود الى زمن مديد أسس لهذا التداعي المفاجىء، سببه ركاكة ادائه السياسي ومقايضاته المالية-السياسية، ودرجة الخرق السياسي والمديني، ونفاذ العمق الاستراتيجي الذي تستند اليه سياسة النفوذ الشيعية وتمفصلها على خط استوائي ينتظم بين طهران والدواخل السورية واللبنانية، وتبدد الديناميكية السياسية التي أطلقها رفيق الحريري وتوزعها الحالي على مراكز قوى تتدرج بين قوى سياسية تقليدية وتيارات إسلامية سلفية. سوف يدفع واقع التذرر باتجاه تفعيل ديناميكية الخرق والانقلاب في الأوساط الشيعية، واستنهاض صراعات النفوذ في الأوساط السنية، وتناثر الساحة السياسية اللبنانية وما يحفزه من مداخلات اقليمية. يؤشر هذا الواقع الى هشاشة البنية السياسية الدستورية والمؤسسية، وأرجحية صراعات النفوذ المتفلتة وانكشافها على الواقع الاقليمي المتفجر، وتحيلنا هذه الملاحظات الى طبيعة الاستحقاق النيابي القادم وإمكانية إجرائه، وإعادة إحياء التداول الديموقراطي للسلطة في ظل مناخات وشروط موضوعية نافية للسيادة الوطنية بحدودها الدنيا.

- لقد ظهر تعاطي الحكومة الحالية مع الملف المالي المفارقات السيادية لجهة بلورة السياق التفاوضي مع صندوق النقد الدولي دون أي إجماع حول حجم الدين العام وتوزيع الخسائر بين الدولة والمصرف المركزي والمصارف والمودعين وما يستلزمه من تداول وإقرار مسبق  من قبل هذه الاطراف، وما يترامى من أخبار حول إتفاق الاوليغارشيات السياسية-المالية على تحميل معظم الخسارة للمودعين، على مستوى نسب توزيع الخسارة والعملة المعتمدة، وبغياب أية خطة واضحة لجهة إعادة هيكلة القطاع المصرفي، ودور البنك المركزي، والنهوض الاقتصادي المتوازي المتلازم معها. إن استعادة المفاوضات مع صندوق النقد الدولي بغياب أي خطة إصلاحية شاملة،تطال الحوكمة والقضاء والقطاعات الاقتصادية والاجتماعية والتربوية والبيئية، هي طريق مسدود، لإن المؤسسات الدولية لن تحرك المبادرات التمويلية بغياب أفق وآليات إصلاحية واضحة.

إن الغياب المتعمد لأية خطة إصلاحية يبرز جليًا مع مشروع الموازنة  الذي ينطلق من التجاهل التام للواقع الاقتصادي والاجتماعي الكارثي الذي أدت اليه السياسات المالية  منذ بدايات حكم الطائف، واداؤها التخريبي الإرادي منذ بداية الأزمة الأخيرة، عند رفضها إقرار الكاپيتل كونترول مع إغلاق المصارف في تشرين الأول ٢٠١٩، وما سبقه ولحقه من تهريب كثيف لأموال الاوليغارشيات، والاستنكاف عن إقرار خطة الإنقاذ المالي وتعطيل مسار التفاوض مع صندوق النقد الدولي، واحالة السياسة المالية الى تعاميم مصرف لبنان، وسياسات الانفلاش النقدي، والسوق السوداء، والتهريب التي قضت على مدخرات المودعين وأفقرتهم لحساب الائتلافات الاوليغارشية القائمة، والتجاهل المبرح  لضرورة ربط السياسات المالية الظرفية بخطة انمائية شاملة تخرج البلاد من دائرة الانهيارات المفتوحة. ناهيك عن محض صلاحيات استثنائية لوزير المالية لجهة تحديد سعر الصرف وإقرار ضريبة الدخل(كما ظهره إقرار الصحن الضريبي ودوائر التكليف)، مخالفة لمبدأ فصل السلطات واستقلالية المصرف المركزي، والاطاحة بضرورة تخريج إجماع وطني حول خيارات اصلاحية أساسية تمكننا من مواجهة الأزمة المالية ومترتباتها الاقتصادية والاجتماعية الكارثية.

هذه الملاحظات كافية للتدليل على عدم وجود أية نية لدى الاوليغارشيات الحاكمة والمتآلفة  مع سياسة الفاشيات الشيعية الانقلابية، على قاعدة مقايضات مصلحية بينة، للخروج من سياسات التفرد باتجاه تخريج تسويات تعيد للدولة اللبنانية حيثيتها الديموقراطية والاجرائية، وتتيح  للبنانيين إمكانية الخروج من سياسة الابواب الموصدة، والأزمات المعيشية القاتلة، والتدمير المنهجي لأسس الحياة الاقتصادية، والذخر الاجتماعي الذي بنته البلاد على مدى المئة سنة الماضية على نشأة الكيان الوطني. لقد آن أوان مواجهة هذا التدمير الارادي الذي تحكمه مصالح اوليغارشية وأهداف انقلابية واضحة المعالم والتوجهات، ولا سبيل لذلك خارجا عن الاحتكام الى المؤسسات الدولية لجهة حماية الأحكام السيادية والحق في تقرير المصير، وإقرار خطط الاصلاح الهيكلية التي تخرجنا من دائرة الأزمات المفتعلة والمقفلة.

 

لماذا ثورة القضاء؟

بول ناصيف عكاري/فايسبوك/30 كانون الثاني/2022

http://eliasbejjaninews.com/archives/105962/%d8%a8%d9%88%d9%84-%d9%86%d8%a7%d8%b5%d9%8a%d9%81-%d8%b9%d9%83%d8%a7%d8%b1%d9%8a-%d9%84%d9%85%d8%a7%d8%b0%d8%a7-%d8%ab%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b6%d8%a7%d8%a1%d8%9f/

يمكن الجزم بأننا أمام أزمة ضمير تضرب الدولة بكل مفاصلها وخاصة القضاء والأمن اللذين هما صمّام أمان المجتمع وحاميا العقد الاجتماعي-الدينيّ، أضف اليهما اهتراء المؤسسة الدينيّة المسؤولة على نشر وإرساء مفهوم الخير في المجتمع.

 القضاة ليسوا رجال سيئين ولكنهم إناس من المحتمل أن يفسدوا إذا لا تتواجد حوافز للمحافظة على نزاهتهم أو انهم جبناء أو كسالى أو غير كفوئين. من المحتمل أن يكون عنصرالمال المحفز لفساد القضاء ولكن أيضاً نجد أن القاضي غالباً ما يكون فاسداً بسبب أيديولوجيته وانتمائه الشخصي. بحكم سلطته المطلقة، ومن دون ردة فعل من المجتمع، ولأنّ لا أحد غير الضحيّة يعرف ماذا يحدث في قاعة المحكمة، يعي القاضي أنه يستطيع فعل أي شيء يريده. من ثمّ يبدأ في الإعتقاد بأن كل ما يفعله مبرر مما يتسبب بالقضاء تدريجياً على ضميره متسلحا أولاً بانتمائه السياسيّ-الدينيّ وثانياً بالتنافر الإدراكيّ السلبيّ الذي يعتريه. هذا القاضي كثيرا ما يبرر فساده وقراراته المعيبة بـالظروف لا بتقاعسه وعجزه، ولخلق نوع من الراحة النفسية للحد من التنافر المعرفيّ وتأنيب الضمير، وهو بذلك يُطوِّع رغبته الداخلية كي تتّسق مع سلوكه المتناغم مع النهج المستجدّ ومنها الفساد وظلم البريء.

لأنّ أصحاب المصالح يأبون أن تفلت الأمور من أيديهم يصبح القاضي المعيّن من قبلهم أداة فعالة لتغطية أفعالهم الجرمية والسلطويّة ويكون ولاءه لهم خلافاً لقسم اليمين. ولكن لماذا هنالك قضاة نزيهون ويشغلون مناصب عليا؟ لأنهم لم يخضعوا للضغوطات السياسيّة والمغريات الماديّة ولأنّ ضميرهم حيّ! اتكلوا على مبادئهم وعلمهم وحافظوا على قيمهم وقسمهم.

لذلك، يتوجب على القضاء القيام بحملة "استرجاع  الضمير المهني" بتنظيف الجسم القضائي من الفاسدين والتشهير بهم وإجبارهم على إعادة ما سلبوه. بالأضافة الى القيام بالتشكيلات القضائية المبنية على الكفاءة وحسن السلوك متكلين على ضميرهم وعلى الشعب اللبنانيّ الشريف. مع الأخذ بعين الأعتبار أنّ القضاة الفاسدين يحمون أنفسهم حتّى الرمق الأخير. إنّ خلاص لبنان يقع على عاتق بضعة رجال شرفاء ورياديين.  

ما يُطبَّق على القضاء يسري على المؤسسات الامنيّة وموظفو الدولة ولكن القاضي النزيه والكفوء هو ضمير الوطن الذي يصونه.

بول ناصيف عكاري

#ثورة_القضاء

#عصابة_الستة

#المنظومة_المافياوية

#حزب_الكرتون

#عهد_الخراب

 

باسيل الى دمشق قريباً… ما علاقة الانتخابات؟

يوسف دياب/الشرق الاوسط/30 كانون الثاني/2022

ترجم «التيار الوطني الحر» انفتاحه السريع على سوريا، بزيارة لافتة لوفد سياسي منه إلى دمشق، عنوانها «تطوير العلاقات بين البلدين، ومواجهة التحديات السياسية والاقتصادية التي تواجه الشعبين»، وتمهد هذه الخطوة لزيارة قريبة سيقوم بها رئيس «التيار» النائب جبران باسيل إلى دمشق للقاء الرئيس بشار الأسد وعدد من قادة النظام السوري. ويطغى على هذا الانفتاح عنوان «إعادة النازحين السوريين إلى بلادهم»، لكن ثمة من لا يفصلها عن الاستحقاقين المفصليين اللذين ينتظرهما لبنان، وهما الانتخابات البرلمانية المحددة في 15 أيار المقبل، والانتخابات الرئاسية المفترض إجراؤها قبل انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون في 30 تشرين الأول المقبل. وأعلن «الوطني الحر» في بيان، أن وفداً منه برئاسة الوزير السابق طارق الخطيب، زار دمشق بدعوة من الأمين العام المساعد لـ«حزب البعث العربي الاشتراكي» هلال هلال الذي التقاه، في حضور عضو القيادة القطرية في الحزب الوزير السابق مهدي دخل الله في مبنى الحزب في دمشق. وأفاد البيان بأن «البحث تناول ضرورة تطوير العلاقات بين البلدين، وشدد المجتمعون على وحدة الموقف في وجه التحديات المشتركة التي تهدد الشعبين اقتصادياً وسياسياً»، مشيراً إلى أن الوفد التقى وزير الخارجية السورية فيصل المقداد، الذي أعرب عن «محبة سوريا قيادة وشعباً لشخص رئيس الجمهورية ميشال عون ولمواقفه الوطنية الثابتة على الحق، كما لرئيس التيار النائب جبران باسيل، وأثنى على ثباته في المواقف الوطنية رغم الضغوط التي تعرض لها في الداخل كما من الخارج».

ولم تعد العلاقة مع القيادة السورية موضع تحفظ لدى الفريق العوني، خصوصاً بعد إعلان باسيل استعداده لزيارة دمشق، ومناقشة القضايا العالقة، بل يجد فيها سبيلاً لإخراج لبنان من أزماته، ويعترف عضو المجلس السياسي في «التيار» وليد الأشقر، بأن زيارة الوفد «جاءت تحضيراً لزيارة رئيس التيار النائب جبران باسيل، والمخصصة لبحث عودة النازحين السوريين إلى بلادهم». ويؤكد لـ«الشرق الأوسط»، أن التيار «يسعى لإيجاد حل جذري لملف النازحين الذي يشكل عبئاً كبيراً على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في لبنان»، رافضاً في الوقت نفسه ربط الانفتاح العلني على دمشق باستحقاقي الانتخابات النيابية والرئاسية. ومع حديث معارضي باسيل عن تراجع حظوظه بخلافة عمه الرئيس ميشال عون في رئاسة الجمهورية، بسبب خصومته مع كل الأحزاب السياسية الفاعلة في لبنان ما عدا «حزب الله»، فإن زيارته المرتقبة لدمشق عشية الاستحقاقين المفصليين تحمل دلالات بالغة الأهمية في هذا الإطار، إذا نجح بإقناع بشار الأسد بلعب دور بذلك، إلا أن القيادي في «التيار الحر» وليد الأشقر رفض إعطاء زيارات التيار إلى دمشق هذه الأبعاد، وقال: «لا أحد في التيار يفكر بالاستحقاق الرئاسي الذي لم يحن موعده بعد، كما أن هذا الأمر ليس مكانه عند القيادة السورية». وأضاف «كما أننا نرفض تدخل أي دولة بالشؤون الداخلية اللبنانية، ليس وراداً عندنا طرح هذا الملف مع القيادة السورية». وإذ اعترف بأن «العلاقة بين الوزير باسيل ورئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية مقطوعة تماماً» أوضح أن «التواصل بين قيادتي التيارين لم ينقطع إطلاقاً، علماً بأن هذا التواصل لا يشهد تطوراً إيجابياً بسبب تردي العلاقة بين رئيسي التيارين». وعما إذا كان التيار الوطني الحر مخولاً مناقشة عودة النازحين بدلاً من الدولة اللبنانية، يجيب الأشقر: «نحن نتحدث باسمنا كفريق سياسي يرى أن ملف النزوح يشكل عبئاً على الاقتصاد، لكننا نبحث الموضوع في خطوطه العريضة، أما التفاصيل والاتفاق فتتولاها الدولة اللبنانية».

وينظر كل طرف لبناني إلى زيارات التيار العوني إلى دمشق من زاوية مختلفة، ويعتبر القيادي في تيار «المردة» النائب السابق كريم الراسي، أن «انفتاح أي فريق سياسي على سوريا أمر مرحب به ويبعث على الارتياح، ويجب على كل الأطراف اللبنانية أن تبني علاقات جيدة مع سوريا لأن في ذلك مصلحة للبلدين والشعبين». وعن المعلومات التي تتحدث عن محاولة باسيل إعادة العلاقة والتحالف بينه وبين «المردة» سواء في الانتخابات النيابية أو الرئاسية، لا يستبعد الراسي لـ«الشرق الأوسط»، أن يحاول باسيل «إحياء العلاقة معنا لأنه يحتاج لغطاء مسيحي، لكن أي مصالحة بين الطرفين غير واردة أقله في هذه المرحلة». ويذكر أن رئيس التيار الحر «يتهم تيار المردة بالفساد، فكيف له أن يتحالف أو يتعاون مجدداً مع فاسدين؟». وختم قائلاً: «فليقلع شوكه بيديه».

 

زيارة عون لدريان: بروتوكولية بلا مفاعيل سياسية

محمد شقير/الشرق الاوسط/30 كانون الثاني/2022

لم تبدّل زيارة الرئيس ميشال عون للمفتي الشيخ عبد اللطيف دريان في المشهد السياسي الذي فرضه قرار زعيم تيار «المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري بالعزوف عن خوض الانتخابات النيابية، والطلب من أعضاء «التيار» أن يحذوا حذوه.

ويقول مصدر مقرب من رؤساء الحكومات السابقين لـ«الشرق الأوسط» إن زيارة عون بقيت محصورة في إطارها البروتوكولي والرمزي ولن تكون لها مفاعيل سياسية، وجاءت بناء على رغبة عون في اتصال أجراه بدريان.

وكشف المصدر نفسه، عن أن المفتي دريان رحّب باستقبال الرئيس عون في دار الفتوى، وقال إن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة أُعلما أول من أمس بزيارته، فيما أُعلم لاحقاً الرئيس تمام سلام بموعدها، وقال إن الزيارة تبقى في حدود المجاملة، ولن تكون لها مفاعيل سياسية مباشرة يراد منها تطويق تداعيات عزوف الحريري عن خوض الانتخابات النيابية. ولفت إلى أن الزيارة جاءت وليدة ساعتها ولم يتم التحضير لها من خلال إعداد جدول أعمال يتعلق بالمواضيع التي طرحها عون وعبّر عنها في التصريح الذي أدلى به فور انتهاء اللقاء الذي استمر أقل من 20 دقيقة، وقال إن أبواب دار الفتوى وإن كانت ولا تزال مفتوحة للتشاور في القضايا الكبرى التي تعصف بالبلد والحلول المرجوّة لإنقاذه، فإن رئيس الجمهورية لم يعد في الموقع الذي يتيح له رعاية الحوار بين اللبنانيين.

وأكد المصدر نفسه أن عون تخلى عن دوره بانحيازه إلى محور «الممانعة» بقيادة إيران ممثلة بحليفها «حزب الله» وأطراف محلية تدور في فلكها، وقال إن عون الذي يقترب من انتهاء ولايته الرئاسية أقحم نفسه في الانقسام السياسي وأصبح جزءاً من المشكلة، وبالتالي فَقَدَ قدرته على رعاية الوفاق بين اللبنانيين.

وتعامل مع زيارته للمفتي دريان على أنها وداعية، وهو يستعد لإخلاء سدة الرئاسة الأولى لرئيس جديد، على أن يُنتخب من المجلس النيابي الجديد، وحذّر من أن يأتي الرد اللبناني على الأسئلة التي حملها معه إلى بيروت وزير خارجية الكويت الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح بدعم عربي ودولي بالأجوبة نفسها التي يردّ فيها على تساؤلات معظم السفراء المعتمدين لدى لبنان والتي تأخذ البلد نحو الأسوأ، ولا بد من التريُّث لمعرفة رد فعل مجلس وزراء الخارجية العرب على أجوبة لبنان الرسمي، وهل هي كافية ومقنعة، أم لا. ورداً على سؤال، أكد المصدر نفسه أن المشهد الضبابي المسيطر على التحضير لخوض الانتخابات النيابية سيبقى قائماً إلى ما بعد ما سيقوله الحريري للبنانيين ولجمهوره في خطابه الذي سيلقيه بمناسبة الذكرى السابعة عشرة لاغتيال والده رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري ورفاقه.

وهذا يظهر جلياً من خلال الإرباك الذي أوقع فيه حلفاءه السابقين وخصومه بقراره عدم خوض الانتخابات، وأيضاً محازبيه المنتمين إلى تيار «المستقبل» وجمهوره من خارج التيار.

واعتبر أن زيارة عون للمفتي دريان لن تبدّل من واقع الحال الذي يحاصر الانتخابات النيابية تحالفاً واقتراعاً، ولن تؤثر على الاستعدادات لخوضها مع عدم إقبال المرشحين على التقدُّم بطلبات الترشيح، إلا إذا كان يرغب رئيس الجمهورية، وبناء على طلب فريقه السياسي، الدخول على خط الخلاف المستعر بين حزب «القوات اللبنانية» و«المستقبل» في محاولة لتعويم تياره، رغم أن رهانه في هذا المجال ما هو إلا مجازفة لن يُكتب لها النجاح.

وتوقّف المصدر نفسه أمام التلاقي القائم بين ميقاتي والسنيورة بعدم مقاطعتهما الانتخابات النيابية من دون أن يحسم رئيس الحكومة قراره بالترشُّح أو عدمه تاركاً لنفسه اختيار الوقت المناسب لتحديد موقفه، مع أنه كان لمح في لقاءاته برؤساء الحكومات السابقين بميله إلى العزوف عن خوضها.

وفي هذا السياق، علمت «الشرق الأوسط» من مصدر مواكب للقاءات بين ميقاتي والسنيورة وسلام بالتواصل مع الحريري الموجود في أبوظبي، أن الاتصالات تدور حول إيجاد آلية لقرارهم عدم مقاطعة الانتخابات على الأقل اقتراعاً، على أن يحسم ميقاتي قراره النهائي.

وأكد المصدر المواكب أن الحريري كان أبلغ رؤساء الحكومات أنه سيحضر إلى بيروت قبل حلول الذكرى السابعة عشرة لاغتيال والده في 14 شباط 2005، وأنه ستكون هناك وقفة أمام ضريحه وأضرحة رفاقه، على أن يليها توجيهه كلمة للبنانيين، مع أنه في كلمته التي أعلن فيها تعليقه للعمل السياسي، لم يعلن مقاطعته للانتخابات. وكشف المصدر نفسه عن أن رؤساء الحكومات السابقين بالتفاهم مع ميقاتي يعملون الآن على ترتيب الوضع في الشارع السنّي بالتنسيق مع المفتي دريان، وقال إنهم يطرحون مجموعة من الأفكار سيصار إلى بلورتها بمشاركة الحريري فور عودته إلى بيروت، لأنه من غير الجائز إخلاء الساحة بعدم مشاركة السنّة في العملية الانتخابية.

وأكد أنه لا مصلحة في إفراغ العملية الانتخابية من الناخب السنّي والانكفاء عن المشاركة التي يمكن أن تصبّ لصالح محور «الممانعة»، خصوصاً أنه لا يمكن التكهُّن بطبيعة المتغيرات التي قد تطرأ على الساحة اللبنانية وتعليق المشاركة في الانتخابات تناغماً مع قرار الحريري بتعليق مشاركته في الحياة السياسية.

ولفت إلى أن الحريري، وكما وعد، لن ينقطع عن التواصل مع جمهوره ومحازبيه، وهو كان بعث من مقر إقامته في أبوظبي برسائل نصّية إلى منسّقيات «المستقبل» بغية تأكيده على التواصل معها من جهة وحثّها على مواصلة تحرّكها تجنُّباً لوقوعها في فراغ قاتل، لأنه ليس في وارد اتخاذ قراره بحل تيار «المستقبل» والانسحاب من العمل السياسي المباشر مع جمهوره. وأكد أن الغموض سيبقى مسيطراً حتى إشعار آخر على خريطة التحالفات الانتخابية حتى مجيء الحريري في 14 شباط إلى بيروت، لأن حضوره يشكل مناسبة لبلورة الأفكار التي يجري حالياً التداول فيها بين رؤساء الحكومة وترجمتها إلى خطوات ملموسة يراد منها العمل على ترتيب الوضع السنّي وصولاً إلى المشاركة في العملية الانتخابية انسجاماً مع التوجُّه العام بعدم مقاطعتها، وبالتالي إخراجه من حالة الإرباك المسيطرة عليه والقلق الذي يسود السواد الأعظم من الناخبين السنّة، ومن بينهم الجمهور الواسع المنتمي إلى تيار «المستقبل»، لأن العزوف عن مقاطعتها اقتراعاً يتطلب وضع آلية لضبط الإيقاع العام للناخبين.

 

الخيارات تضيق أمام «حزب الله» بعد «انسحاب الحريري» و«الورقة الكويتية» فهل يَقْلُب الطاولة؟

رلى موفق/اللواء/30 كانون الثاني/2022

زاد الإرباك اللبناني إرباكاً مع حدث خروج سعد الحريري من الحياة السياسية و«المبادرة الكويتية» لبناء الثقة مع لبنان التي حملها وزير الخارجية الكويتي كورقة خليجية -عربية – دولية. كان ينقص السلطة الحاكمة المهترئة مشهد إتيان الدبلوماسي الكويتي حاملاً «الترياق» للبنان واللبنانيين شرط اتخاذها قراراً جريئاً بالالتزام بـ«قيامة الدولة اللبنانية» بعد مساكنة مع السلاح والميليشيا والفساد والتسلّط على القرارات والمقدرات. مشهد فاقم من انكشاف عجز تلك السلطة وتواطُئها وخوفها من الخروج على جماعة تمنح نفسها رتبة إلهية، أبناؤها لبنانيون وقرارها إيراني وذراعها عسكرية وتمددها إقليمي، ووظيفتها تخطّت قدرة لبنان وشعبه على التحمُّل، ووعاؤها انتفخ وبات لازماً عودتها إلى حجمها ومكانها الطبيعيين. يشعرُ «حزب الله» بأن البساط يُسحبُ مِن تحت أقدامه. يفهم جيداً أن قرار انسحاب الحريري من الحياة السياسية هو قرار أكبر من الرجل، ودُفع إليه دفعاً، وذلك ثمناً للغطاء الذي أمَّنه لـ«الحزب الإلهي»، بحجة الحفاظ على الاستقرار ومنع الفتنة السُّنية – الشيعية والحرب الأهلية، فكأن أن سهَّـل عليه وظيفته الإقليمية كذراع إيرانية اخترقت مخالبها الأَمنَينِ القومي والمجتمعي لدول الجوار العربي ولا سيما دول الخليج، وفي مقدمها السعودية. ويفهم «الحزب» جيداً أن «الورقة الكويتية» في غالبية بنودها تستهدفه، وتستهدف سلاحه بمجرد الدعوة إلى تنفيذ قرارات الشرعية الدولية، ولا سيما القرار 1559 الذي ينصُّ من دون مواربة على حلِّ جميع الميليشيات ونزع سلاحها.

ليست هذه المرحلة الأولى التي يُواجه فيها «حزب الله» ضغوطاً دولية لتجريده من قوة سلاحه وفائضها وانعكاساتها الخارجية والداخلية. فقد سبق أن أَخمدَ، ترهيباً وترغيباً، أصوات الداخل التي كانت ترفع عنوان «نرع السلاح». وكان كلما لاحت ملامح ضغط خارجي، يخرج الكلام عن طاولة حوار وطني للاتفاق على الاستراتيجية الدفاعية إنفاذاً للقرارات الدولية، في عملية التفاف حملت في طياتها مزيجاً من التفهم والتسامح والتواطؤ وصون المصالح الكبرى على حساب لبنان دولة وشعباً ومؤسسات.

اليوم، يؤكد عارفون بالمزاج الخليجي- العربي – الدولي أن هامش المناورة قد ضاق كثيراً، وسياسة «تمرير الوقت وتقطيعه» ما عادت صالحة، ولا قدرة للبنانيين على تحمُّل نتائجها، في ظل الانهيار الكلي الذي ضرب كل مرتكزات الدولة ومناحي الحياة، وأضحوا معه في القعر، يفتقدون أدنى المقومات ويعقد العالم مؤتمرات لمدّهم بمساعدات إنسانية. يعلمُ «حزب الله» أنه إذا كان نجح سابقاً في إبعاد هذه الكأس بالترهيب والرغيب، فإن الواقع اليوم مختلف، فليس لدى اللبنانيين الكثير ليَخْسرُوه، وليس لديه الكثير ليُقدِّمَه. قد ينجح في دفع السلطة الحاكمة، المتماهية والمتواطئة معه والخائفة منه، إلى استخدام أدبيات سياسية فارغة المضمون في الردِّ على «ورقة الشروط»، لكنه لن يكون قادراً على إطالة أمد سياسة الالتفاف بلسان لبنان الرسمي. يُدرك «حزب الله» أن ما يجري في لبنان راهناً ليس منفصلاً عما يجري في الإقليم. فكل الساحات التي كان يتغنّى الحرس الثوري بأنه يحتل عواصمها من صنعاء وبغداد إلى دمشق وبيروت تهتزُّ على وقع «مفاوضات فيينا»، لا بل إن هناك تحوّلات كبيرة تحصل في تلك الساحات تُضعف أوراق طهران، ويتمُّ تفكيك مكامن قوّتها من خلال تطويق أذرعها.

ليس متوقعاً رضوخ «حزب الله»، لكن خياراته محدودة ولا سيما أن ظهره بات مكشوفاً في الداخل. سقط «الدور الوظيفي» الذي كان يُقدّمه له الحريري. وتمَّت محاصرة شريكه المسيحي الذي وفّر له غطاء شرعياً لسلاحه، ولا دلائل على قدرة هذا الشريك المتمثل بـ«التيار الوطني الحر» على تحقيق انتصارات في الانتخابات النيابية بفعل تراجع موقعه في الشارع المسيحي وفرض عقوبات أمريكية على رئيسه جبران باسيل من شأنها أن تُنهي حلمه الرئاسي. وسقطتِ الدولةُ التي تماهت معه وأزالت كل الخطوط الفاصلة بينها وبين الدويلة. والأهم أن اللبنانيين على اختلاف مشاربهم ما عادوا مهتمين بالشعارات الكبرى التي تبدأ من «تحرير فلسطين» ولا تنتهي عند هزيمة «الشيطان الأكبر»، وجلّ ما يتوقون له هو استعادة بعضٍ من حياتهم الكريمة التي خسروها، وكرامتهم الإنسانية التي فقدوها؛ وبدأت أصوات تعلو مطالبة برفع «الاحتلال الإيراني» عن لبنان.

من هنا، تبدو حراجة المرحلة ودقّتها. فاللبنانيون مطلوب منهم استعادة دولتهم والدفاع عن وجودهم وعيشهم ومستقبلهم ومستقبل أولادهم. وهذا سيضعهم في مواجهة مباشرة مع «الفيل اللبناني» و«المنظومة» بكل تفرعاتها التي تُغطيه، وسيرتفع منسوبها كلما ضاقتِ الحالُ واشتدَّ الخناق على الناس، وليس متوقعاً أن تبقى في إطارها السياسي والشعبي. فـ«حزب الله» لا يفقه كثيراً لغة السياسة، ولا يتقبّل سردية المزاج الشعبي المنقلب عليه، ولا يُعير كثيراً التوازنات والمصلحة الداخلية حين يتعلق الأمر بـ«دوره وموقعه كقوة إقليمية» ومصلحة «الراعي الإيراني»، ولكن أيضاً، لن يُجازف في ما حققه من قوة داخل طائفته وعلى المسرح اللبناني.

لذا، بدأت التساؤلات تُطرح عن الخطوات التي يمكن أن يلجأ إليها «الحزب»… هل ستكون تصعيدية بملامح أمنية تُعيد مرحلة الاغتيالات السياسية والقلاقل على الأرض، أم أنها ستحمل في طيّاتها تراجعاً تكتيكياً لاحتواء العواصف التي تضرب أشرعته؟

ما يسري من أحاديث في الغُرف الضيّقة، يُؤشِّر إلى مرحلة صعبة. البعض يتخوّف من حصول «ميني حروب أهلية» يُعبِّر عنها الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، الذي يعتريه قلق كبير من قابل الأيام والأشهر، والبعض الآخر، مِن أمثال السياسي فارس سعيد الرافع لواء «رفع الاحتلال الإيراني عن لبنان» يتحدث عن «سيناريو» محتمل لوقوع «حدث أمني كبير» سيجلب الجميع إلى «طاولة حوار» يُحاول مِن خلالها «حزب الله» فرض شروطه إذا ما كانت هناك مِن مقايضة، كبيرة كانت أو صغيرة، ستجري على سلاحه ونفوذه.

 

"لمحة" عن 17 سنة معقّدة بين سعد وبهاء الحريري

فارس خشان/النهار العربي/30 كانون الثاني/2022

كان يُفتّرض، عندما قرّرت عائلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري أن تنخرط في الحياة السياسية اللبنانية، بعد تفكير جدّي للغاية بالانكفاء الكامل، في ضوء زلزال الرابع عشر من شباط (فبراير)2005، أن يتولّى بهاء، الابن البكر هذه القيادة، ولكنّ "العائلة الصغيرة والكبيرة"، وفي ما اعتُبِر مفاجأة لهؤلاء الذين كانوا يعلّقون على صدورهم، تماشياً مع عادات التوريث التقليدية، أزراراً توالي بهاء، أصدرت بياناً "توّجت" فيه شقيقه الأصغر سعد.

ومنذ حوالي سبع عشرة سنة، لم يحصل أحد على جواب شافٍ عن سبب إبعاد بهاء لمصلحة سعد. كان كلّ طرف يروي ما يُناسبه: هذا ينسبه الى علاقات متوتّرة لبهاء مع أرملة والده السيّدة نازك، وذاك يراه ترجمة لنيّة الوالد الشهيد، إذ إنّه عهد بأمر شركته السعودية العملاقة الى سعد، عندما انخرط في السياسة، بدل أن يسلّمها الى بهاء، وتالياً، كان سيفعل الأمر نفسه لو كان هو الذي يريد أن يختار "وريثاً" سياسياً له، كاسِراً بذلك موقفه المعلن بأنّه لا يريد أن يعمل أولاده، بعد رحيله، في السياسة، وذلك يؤكّد أنّه نتاج موقف اتّخذه، آنذاك، الملك عبد الله بن عبد العزيز، بعد "خطأ"-لم يتم تحديده-ارتكبه بهاء.

إذن، تعدّدت الأسباب والنتيجة واحدة: إبعاد البكر بهاء لمصلحة شقيقه الأصغر سعد، من أجل مواصلة مسيرة رفيق الحريري، الأمر الذي ترك، بطبيعة الحال، ترسّبات نفسية عميقة، من جهة أولى، وكان بمثابة إرضاء للقوى اللبنانية "السيادية" التي قادت مع وليد جنبلاط حملة ضغط كبيرة لمنع خروج عائلة الحريري من الحياة السياسية اللبنانية، من جهة ثانية.

وبين العامين 2005 و 2016 مرّت علاقة الشقيقين بـ"طلعات ونزلات"، فحيناً يقتربان وأحياناً يتباعدان، ولكنّ المفصل الأساس فيها كان عندما اختار سعد أخاه من والده، أيمن لإدارة شؤون شركة "اوجيه" بدل بهاء الذي ردّ في وقت لاحق، على هذه الخطوة، بقرار فضّ كل أنواع الشراكة مع سعد، وتالياً التحليق بعيداً من العائلة.  ولعب خصوم الرئيس سعد الحريري على هذا الاضطراب في العلاقة، إذ كانت مواقعهم الإلكترونية، تنسب، في كلّ فترة، مواقف لبهاء تصب في الخانة التي تناسبهم، فتضع في لسانه شتائم لشقيقه ومديحاً لبشّار الأسد، ودفاعاً عن "حزب الله" وتهجّمات ضد المملكة العربية السعودية.

وكان بهاء ينفي، عندما يتخطّى المنسوب إليه شخص شقيقه، كلّ ما يتم نشره.

وبقيت العلاقة قائمة بين الشقيقين، ولو اتّسمت، في كثير من الأحيان، بشيء من البرودة، إلى أن وقع خلاف قوي، ظاهره تجاري-مالي بين بهاء شخصياً وبعض المقرّبين من سعد، ولكنّ باطنه سياسي بامتياز.

ومنذ ذاك الحين لم تعد "الوساطات" التي كان يتولّاها أصدقاء مشتركون للشقيقين، تنفع في "إدارة الخلاف" بينهما، فحصلت القطيعة التي حوّلها بهاء، منذ العام 2017، وعن سابق تصوّر وتصميم، الى منافسة.

 حينها، وفي ضوء ما سمّي ب"الإستقالة الاضطرارية" من الحكومة التي قدّمها رئيسها سعد الحريري، خلال استدعائه الى الرياض، راح بهاء يجس النبض حول إمكان أن يكون البديل عن شقيقه، وقد كشفت شخصيات من العائلة الحريرية، كعمّته النائب بهيّة، كما من الحلفاء كرئيس "الحزب التقدّمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، عن تواصل جرى، إمّا مباشرة وإمّا عبر موفد معتمد، بينهم وبين بهاء حول هذا الموضوع، فرفضوه، جملة وتفصيلاً، معلنين، ومن دون مواربة، تمسّكهم بسعد.

وقد تبيّن لبهاء الذي جرى تفضيل سعد عليه، مرّة جديدة، في ظل مظلّة لبنانية وعربية وأوروبية وأميركية، أنّه، في حال توافر الظرف مجدّداً، لـ"استرداد ما جرى انتزاعه منه"، فعليه أن يوفّر الحدّ الأدنى من "البنية التحتية" المؤاتية.

وشكّلت "ثورة" 17 تشرين الأوّل(أكتوبر) 2019، فرصة ذهبية لبهاء، فقرّر فتح ثغرة مناسبة له من خلال بعض المجتمع المدني، ووجد في الانهيار المالي والاقتصادي والاجتماعي مدخلاً للعبور عبر "العمل الخيري" الى شرائح واسعة في لبنان، وأسّس لعمل سياسي مناوئ لشقيقه الأصغر، إنطلاقاً من تبنّيه شعار"كلّن يعني كلّن"، مستفيداً من ثلاثة عوامل متلاحقة: خسارة سعد ثروته المالية، فأهم علاقة خارجية له، وهي علاقته مع قيادة المملكة العربية السعودية، فخروجه "النهائي" من رئاسة الحكومة اللبنانية، في ظلّ توتّر كبير أنهك "علاقة غالية" مع الفريق الرئاسي الفرنسي.

وحين انتهت "فترة الحداد" على إعلان سعد الحريري قراره القاضي بتعليق عمله و"تيّار المستقبل" في الحياة السياسية اللبنانية والإنكفاء الكامل عن المشاركة في الانتخابات النيابية، استدعى "أبو رفيق" "منصته الإعلامية" وأعلن في بيان متلفز فيه الكثير من سقطات "العجلة"، "استعادة الشعلة"، مستفيداً من "الهستيريا" التي عمّمها البعض حول مآل الطائفة السنية، من جهة واستفادة "حزب الله" من الفراغ المستقبلي، من جهة أخرى مزامناً إطلالته التي وجّهت سهاماً الى صدر شقيقه سعد، مع تحرّك منسّق لمصلحة المشاركة في الانتخابات، ترشيحاً واقتراعاً، بين دار الفتوى والرئيسين نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة. 

بطبيعة الحال، لم يكن قرار الرئيس سعد الحريري مفاجئاً لأحد، ولكن، على الرغم من الأشهر التي قطعها في بلورته قبل إعلانه، بقي لغزاً، لجهة ما إذا كان فعلاً طوعياً ينتمي الى فئة "جلد الذات"، أو فعلاً اضطرارياً ينتمي الى فئة "تقبّل العقوبات المفروضة".

 جهوزية "المؤسسة السنية" وتزامنها مع قرار بهاء الحريري، أعطت فوزاً بالنقاط لحاملي نظرية الانسحاب الاضطراري لسعد الحريري وتيّاره من الحياة السياسية، على الرغم من أنّ "كتلة المستقبل النيابية"، ومن ضمنها سعد الحريري شخصياً، لم تقدّم استقالتها من المجلس النيابي، في خدمة يجوز أن تكون للرئيس نجيب ميقاتي حتى لا يبقى من دون سند نيابي كبير، ومن خلاله للرئيس نبيه برّي، حتى لا يكون ما تبقى من العمر الإفتراضي لـ "مجلسه النيابي" من دون "مشروعية" سنيّة وازنة، وفي خطوة يجوز أيضاً أن تكون "تكتيكية، بحيث يحتفظ الحريري لنفسه بورقة ثمينة يلعبها، لمصحة المجتمعين المدني والدولي، في حال "غامر" الفريق الذي يقوده "حزب الله"، في نسف الانتخابات النيابية والتمديد للمجلس الحالي.

 على أيّ حال، إنّ الحسابات الورقية لا تنفع في الحكم لمصلحة قرار دخول بهاء الحريري في صلب الحياة السياسية اللبنانية أو ضدّه، على الرغم من أنّ انطباعات من ساروا مع شقيقه سعد ووراءه تتّسم غالبيتها بالسلبية تجاهه، لأنّ كلمة الفصل هي للناس الذين، ومهما قيل، لا تفتّش أكثريتهم الساحقة عن زعيم يقودها بقدر ما يُفتّشون عن لقمة خبز مغمّسة بالكرامة يعرفون أنّ الزعماء وأولادهم، سواء كانوا في لبنان أو خارجه، لا يفقهون المعنى الحقيقي لفقدانها، وكما قال لي لبناني في العقد الثامن من عمره خسر وديعته المصرفية بعدما فقد راتبه التقاعدي قيمته الشرائية:" الناس بالناس والقطة بالنِّفاس".

بهذا البعد الشعبي، قد يكون سعد الحريري قد أحسن اختيار توقيت "تعليق" مشاركته في الحياة السياسية التي يعتقد، وفق تأويل كلمته الأخيرة، أنّها، في المعطيات الراهنة، لن تتمكّن من توفير الخبز اليومي للناس، فيما لم يجد شقيقه بهاء توقيتاً أفضل منه، بعد محاولات عدّة، لمباشرة مشاركته السياسية التي جرى حظرها عليه، في فترة الذروة.

 

عن الحريري واعتكافه

إيلي فواز/المجلة/30 كانون الثاني/2022

صارت الكتابة عن سعد الحريري أمرا شاقا على من يؤيده أو من يخاصمه. الشقاء على المؤيدين سببه أن الرجل قدم توصيفا سياسيا من دون أن يكون له قدرة تقديم الطريق إلى الحل. أما المشقة على من يعاديه فتتمثل بكونهم أصبحوا أمام معضلة أوجدوها هم: دويلة تتحكم في دولة. وهذا ما يفعله بالضبط حزب الله مستندا إلى مد خارجي أساسه بالتعريف ثورة دينية شيعية بطبعة خمينية صافية. مقابل هذا وذاك يبقى الحراك السياسي الداخلي دون جدوى ويبعث على الملل كونه فشل في تقديم جديد في السياسة. ولكن حدثا مثل انكفاء أو اعتزال سعد الحريري يفرض نفسه على أي مقال خاصة أن بعض ما سيكتب أو يقال، إن لم يكن أكثريته، سيكون بعيدا عن المنطق لسبب بسيط وهو أن البلد كله، وأكاد أقول منذ نشأته، يعيش في عالم افتراضي يتنكر دائما لواقعه وينسب لنفسه تشبيهات لا تمت له بصلة مثل كونه سويسرا أو باريس الشرق.

أن يعود الحريري عن اعتكافه أو اعتزاله ليس هو المهّم هنا. في الصورة ظهر الرجل في مؤتمره الصحافي من بيته في الوسط التجاري وخلفه صورة عملاقة لرفيق الحريري. هذا الغائب الحاضر والذي لا يمكن فهم حالتنا اليوم من دون الرجوع إليه ويصادف بعد بضعة أسابيع ذكرى اغتياله الـ17 وهو عمر سعد الحريري السياسي. لم يستطع سعد الحريري بناء شخصية سياسية له من خارج عباءة والده لأنه هو سبب دخوله المعترك السياسي ليس من باب الوراثة السياسية فقط إنما من باب إدارة مشروع كبير ذي تشعبات كثيرة كان يمثله.

تكلم الحريري الابن عن مشروع والده ولكنه لم يصفه وصفا دقيقا. رفيق الحريري لم يأت إلى الحكم ليردع الحرب الأهلية في لبنان فهي كانت أصبحت من الماضي عندما صار رئيس وزراء.

الحريري الأب جاء إلى الحكم وتصدر المشهد السياسي مع اتفاق الطائف (من خلف الكواليس وبعده، حضور طاغ)، على خلفية السلام الآتي إلى المنطقة بين إسرائيل والدول العربية وتحديدا سوريا ولبنان ملحقا. فكان من المتوقع أن يلعب لبنان دورا محوريا ذا فرص استثمارية واقتصادية هائلة تمتد من بيروت لتصل إلى سيناء. ولكن ليتمكن البلد من لعب هذا الدور بعد حرب أهلية أنهكته كان بحاجة لرجل استثنائي هو رفيق الحريري لينهض به.

مشروع الحريري الأب الأساسي كان إعداده لزمن السلام الآتي (من تطوير البنى التحتية على أشكالها وتطوير قطاع الاتصالات... إلخ). لم يكتب لهذا المشروع النجاح لأنه اصطدم بعقبتين: حافظ الأسد الذي لم يكن يوما مهتما بالسلام مع إسرائيل إنما بمسار عملية السلام التي أمنت له مكتسبات عززت موقعه في المنطقة والداخل السوري خاصة مع انفراط الاتحاد السوفياتي وبروز أميركا كقائدة وحيدة للعالم من دون أن يوقع. فالأسد كان على علم بأنه لا يملك الشرعية الدينية وبالتالي الشعبية لتوقيع السلام مع قضية يعتبرها أكثرية العرب قضية دينية.

العقبة الثانية كانت إيرانية، التي أسست سياستها الخارجية على غطاء تحرير القدس وإزالة إسرائيل من الوجود ليتثني لها العمل على مشروع إقليمي يتمثل في تحقيق الهلال الشيعي من إيران وصولا إلى العراق فسوريا ولينان. في لبنان كان هذا دور حزب الله وما بدا على أنه مشروع لتحرير الأرض من الاحتلال الإسرائيلي ظهر على أنه أكبر من ذلك بكثير. مشروع مكتمل، له مؤسساته الاجتماعية وجيشه وإعلامه ومدارسه واستراتيجيته، يتفوق على الدولة نفسها التي هضمها فعليا عند «تحرير الجنوب» عام 2000 وهي نقطة تحول وانتصار لحلف الممانعة أو المواجهة، حلف لا ينتمي له الحريري الأب، بل هو على نقيض له بغض النظر عن مشاعره القومية العربية من الصراع مع إسرائيل.

هل كان بالإمكان التعايش بين هانوي وهونغ كونغ بالعودة إلى طرح جنبلاط الشهير؟ طبعا الجواب كان سلبيا لمن له سلطة الجواب عام 2005 باغتيال الحريري.

من هنا كانت مهّمة سعد الحريري غداة اغتيال والده في إدارة هذا التناقض، هي مهّمة مستحيلة. وهو خرج أو أخرج من المشهد السياسي على وقع انتصار إيران ليس فقط في لبنان إنما في الإقليم والعالم أيضا.

ماذا بعد الاعتكاف؟

سيقال إن حزب الله في أزمة جراء فقدانه الغطاء السني والمسيحي. ولكن بات من نافل القول إن حزب الله لا يحتاج إلى أي غطاء في عمله الحربي- السياسي. فهو لم يكن محتاجا إلى غطاء عندما اندفع إلى قتل السوريين دفاعا عن الأسد والخط الاستراتيجي الذي رسمته إيران، وهو لن يكون بحاجة إلى غطاء لمهاجمة السعودية ودول الخليج هو أمر واقع فرضه على حلفائه وأخصامه وتركهم في حيرة التعامل معه، وهو لم يكن بحاجة إلى غطاء لفتح مخيمات التدريب في لبنان على القتال واستعمال المسيرات والصواريخ الباليستية للحوثيين أو للذهاب لليمن لتقديم المشورة... هو لم يكن بحاجة لأي غطاء لإنشاء معامل للصواريخ الدقيقة في البقاع، هو لم يذهب إلى 7 أيار بغطاء. إذن قضية الغطاء ومنطقها ساقط لأن ما قام به حزب الله كان بأمر من مرجعيته الإيرانية التي لا تعترف بغطاء إلا الذي يأتيها من «المهدي المنتظر».

كذلك سيقال إن هناك خطر تحول أهل السنة في لبنان إلى داعش وهذا خطأ، فالأرقام التي تشير إلى التحاق بعض شباب الطائفة بهذا التنظيم هزيلة رغم الضائقة الاقتصادية التي يمر بها الشعب اللبناني، والإغراء الذي يمثله المعاش المدفوع من قبل هذا التنظيم لأعضائه بالدولار «الفريش».

مواجهة حزب الله أصبحت أمرا تعجيزيا إن لم يكن مستحيلا اليوم، خاصة ضمن الواقع اللبناني المذهبي المفتت، ومن يقول للخارج إن تغيير الأكثرية البرلمانية في الانتخابات القادمة هو مقدمة لتغيير المعادلة في لبنان، إما خبيث أو مجنون. هناك واقع اليوم يتمثل في انتصار محور الممانعة، وبالتالي انعدام وجود أي عائق يمنعه من متابعة فرض سيطرته على البلد ومفاصله. هل هذا يعني أن وجه لبنان سيتغير؟ حتما تغير منذ أن تقدم الزمن الإيراني وبقبول إقليمي ودولي ضمني.. مركز القرار أصبح اليوم بيد الشيعة أو الشيعية السياسية بعد أن كان بيد المارونية السياسية والتي لم تحسن إدارة البلد أيام قبل الطائف والحرب الأهلية وتطويره عبر الانتقال به من مزرعة طائفية إلى دولة المواطنة.

 

لبنان المقدس في الروايات الإسلامية

توفيق شومان/فايسبوك/30 كانون الثاني/2022

يُروى أن الرئيس شارل حلو سأل رئيس الحكومة الأسبق تقي الدين الصلح “ما مشكلتكم مع الفينيقيين"؟ فأجابه الصلح : “ لا مشكلة لدينا معهم ، ولكن حزب “الكتائب اللبنانية “ أحبهم وأكثر في حبهم ".

هذا الجواب الحافل باستحضار التنازعات السياسية ومراراتها ، ربما يختصر إشكالية كبرى أفضت إلى ابتعاد فئات لبنانية عن البحث في التاريخ الحضاري اللبناني أو النظر إليه بعين الإرتياب ، فضلاً عن تجاوز الوقوف عند الروايات الإسلامية التي تفترض لبنان أرضاً مقدسة كما هي بلاد الشام بوجه عام .

من الناحية اللغوية، ورد في “القاموس المحيط“ للفيروز آبادي “ان لبنان جبل بالشام ، وحاجة لبنانية : عظيمة “، وهذا الإقران بين لبنان والعظمة ، سيتكرر في أكثر معاجم اللغة العربية شهرة واعتماداً ، أي في “تاج العروس“ للزبيدي ، و”لسان العرب“ لإبن منظور ، على النحو والوجه التاليين :

يقول الزبيدي “لبنان جبل بالشام ، متعبد الأولياء والصالحين ، قال إبن الأعرابي : قال رجل من العرب لرجل آخر ، لي إليك حويجة ، قال : لا أقضيها لك حتى تكون لبنانية ، أي عظيمة مثل لبنان“، ويقول إبن منظور : “قال إبن الأعرابي : قال رجل من العرب لرجل آخر : لي إليك حويجة ، قال لا أقضيها حتى تكون لبنانية ، أي عظيمة مثل لبنان، وهو إسم جبل".

مع ياقوت الحموي في “معجم البلدان“، تستعيد العظمة اللبنانية حضورها بحروفية قصتها ومفرداتها كما أوردها الزبيدي وإبن منظور، مع اضافة  “ان هذا الجبل المسمى بلبنان فيه من الفواكه والزرع من غير أن يزرعها أحد ، وفيه يكون الأبدال من الصالحين“، وينسب  ياقوت الحموي  إلى أحمد بن الحسين بن حيدرة المعروف بإبن الخراساني الطرابلسي هذه الأبيات من الشعر :

وكيف التذاذي ماء دجلة معرقا / وأمواه لبنان ألذ وأعذب .

يقول شهاب الدين النويري (1279 ـ 1333) في كتابه “نهاية الأرب في فنون الأدب“ إن “الشام موطن الأنبياء عليهم السلام ومعدن الزهاد والعباد ، وحُكي ان الأبدال السبعين بأرض الشام، بجبل اللكام وجبل لبنان“ وهذا الجبل يمتد “من بحر القلزم  فيمتد إلى نواحي الشام ويسمى هناك جبل لبنان“، على ما يقول الجغرافي الشريف الإدريسي (1100 ـ 1166) في كتابه “نزهة المشتاق في اختراق الآفاق“، ويرى النويري المشار إليه قبل قليل “ أن الله لما خلق الأرض مادت بأهلها، فضربها بجبل السراة فإطمأنت، وهو أعظم جبال العرب وأكثرها خيراً، ويسمى الحجاز، وهو الذي حجز بين تهامة ونجد ، وهو آخذ من قعر عدن إلى أطرار الشام ويسمى هناك لبنان“.

تلك العظمة المقرونة بلبنان، سيضاف إليها مع الحافظ ابن كثير في “البداية والنهاية“ جلالة ومهابة نادرتين للبنان، ففي الجزء السادس من كتابه يقول “ليفرح ارض البادية العطشى ويعطي احمد محاسن لبنان ويرون جلال الله بمهجته“، وعلى هذا النسق يمضي إبن خلدون حين يتناول قصة النبي سليمان وبناء الهيكل، فيقول بعد النبي داوود “قام المُلك لإبنه سليمان صلوات الله عليه، وهو إبن اثنتين وعشرين سنة، ولأربع سنين من ملكه شرع في بيت المقدس بعهد إبيه إليه بذلك، وبعث إلى ملك صور ليعينه في قطع الخشب من لبنان، وكان الفعلة في لبنان سبعين ألفاً، ولنحت الحجارة ثمانين ألفاً، وخدمة المناولة سبعون ألفاً، وسمى هذا البيت غيضة لبنان".

ما الغيضة؟ يجيب عن ذلك ابن منظور في “لسان العرب“ فيقول “الغيضة هي الشجر الملتف“ أي الكثيف والمتعانق ، وبهذا المعنى يغدو هيكل النبي سليمان صورة عن أرض لبنان وغاباته وأشجاره وجمال طبيعته وبهائها .

وحيال ذلك، ثمة سؤال يبرز إلى صلب السياق ومضمونه : من أين جاءت هذه العظمة للبنان؟

الإجابة تفرض حتمية العودة إلى ما ورد في الروايات الإسلامية وكتابات المؤرخين العرب والمسلمين، ومنها على سبيل المثال :

في “الكامل في التاريخ“ لإبن الأثير (1260ـ 1233)، جاء “أوحى الله إلى آدم إن لي حرما حيال عرشي، فانطلق وابن لي بيتا، فقال آدم يا رب وكيف لي بذلك؟ فقيض الله ملكا انطلق به نحو مكة، فكان كل بيت نزله آدم عمرانا وغيره مفاوز، فبنى البيت من خمسة أجبل: من طور سينا وطور زيتون ولبنان والجودي ـ جبل بالقرب من الموصل ـ  وبنى قواعده من حراء“.

العلامة محمد باقر المجلسي (1626 ـ 1699)، سيتوسع في هذه الرواية عبر كتابه “قصص الأنبياء“ وهو أحد أجزاء “بحار الأنوار” ويقول “نادت الجبال يا آدم اجعل لنا في بناء قواعد بيت الله نصيبا، فقال الأمر إلى رب البيت يشرك فيه من أحب، فأذن الله للجبال بذلك، فابتدر كل جبل منها بحجارة منه، وكان أول جبل شق بحجارة منه أبو قبيس، ثم حراء ، ثم ثبير، ثم ورقان ثم حمون ثم صبرار ثم أحُد ثم طور سينا ثم دينا ثم لبنان ثم جودي ، وأمر الله آدم أن يأخذ من كل جبل حجراً، فيضعه في الأساس ففعل".

وقبل إبن الإثير والمجلسي، كتب عمر بن شبة  (790ـ 877 م) في “تاريخ المدينة المنورة“ الذي أعيد تحقيقه ونشره في مكة المكرمة عام 1979، فقال “حدثنا محمد بن خالد قال، حدثنا كثير بن عبد الله قال، حدثني أبي عن أبيه قال، قال رسول الله صلى الله وعليه وسلم : أربعة أجبل من جبال الجنة ، أحُد جبل يحبنا ونحبه ، جبل من جبال الجنة ، وورقان جبل من جبال الجنة ، ولبنان جبل من جبال الجنة ، وطور جبل من جبال الجنة ".

وعلى غرار ما جاء سابقا، يورد الطبري في الجزء الأول من تاريخه “ قيض الله ـ لآدم ـ ملكا، فانطلق به نحو مكة، فكان آدم إذا مر بروضة ومكان يعجبه قال للملك انزل بنا ها هنا ، فيقول له الملك مكانك ، حتى قدم مكة، فكان كل مكان نزل به صار عمرانا ، وكل مكان تعداه صار قفارا ، فبنى البيت من خمسة أجبل : من طور سينا وطور زيتون ولبنان والجودي وبنى قواعده من حراء“، وهذا ما يقوله أيضا سبط إبن الجوزي (1186ـ 1256) في “مرأة الزمان في تواريخ الأعيان“ مستندا إلى ابن عباس وروايته القائلة “ بُني البيت من خمسة أجبل طور سينا وطور زيتا وابي قبيس والجودي ولبنان".

يسأل سبط إبن الجوزي “ قيل فما الفائدة في بناء البيت من هذه الأجبل البعيدة"؟ والجواب من وجوه على رأيه “ أحدها  لتشرف هذه الجبال على غيرها ، والثاني ليظهر فضلها، والثالث أن معناه أن من حج هذا البيت وطاف به وصلى عنده كتب له من الثواب ما وزنت معه هذه الجبال ، والرابع لتشهد لمن حجه كما يشهد الحجر الأسود لمن التمسه".

وبطريقة أو بأخرى ، ستجد جبال لبنان مكانتها العظيمة والجليلة في الروايات الإسلامية والكتابات التاريخية العربية ، ففي “تاريخ دمشق” لإبن عساكر ما يستحق إعطاؤه حيزا مسهبا وواسعا بعض الشيء ، نظرا لخطورة ما يذكره وما ينقله، يقول ابن عساكر :

" أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنبأنا ابو الفضل بن خيرون ، أنبأنا إبن الصواف ، أنبأنا بن ابي شيبة ، عن إبن ميمون ، عن الزبرقان ، عن الوراق ، عن سعيد وقتادة ، أن البيت بني على أمر قديم كان قبل إبراهيم واسماعيل ، " فبنياه من خمسة أجبل :  من حراء ولبنان والجودي وطور سيناء وطور زيتا وبنيا القواعد من حراء“، وإذ يعيد إبن عساكر هذه الرواية مرات عدة وينسبها إلى آخرين ، ينتقل إلى جانب آخر من الروايات التي جاء فيها “جبل الخليل ولبنان والطور والجودي ، يكون كل واحد منها يوم القيامة لؤلؤة بيضاء تضيء ما بين السماء والأرض“، ويزيد إبن عساكر قائلا “جبل لبنان كان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، ولبنان احد الثمانية أجبل تحمل العرش يوم القيامة".

بصرف النظر عن جموح إبن عساكر بمقولته الأخيرة، أو بجموح غيره بما ورد سابقا من روايات وما سيلي منها، بإعتبار يوم القيامة أو بناء الكعبة المشرفة من علم الغيب وهو من مخصوصات الخالق، إلا أن قراءة دلالات تلك الروايات بعد تجفيف جموحها، يمكن إدراجها في دائرة المكانة الرفيعة التي تقارب القداسة للحضور اللبناني في العقل الروائي والتأريخي لدى المؤلفين والكاتبين، و جوانب من هذه المكانة تتجلى بالتالي :

يقول سبط إبن الجوزي “لما خرج ابراهيم من مصر نزل جبل لبنان وأقام به مدة، فاشتاق إلى الأرض المقدسة، فأوحى الله إليه اصعد على رأس لبنان وانظر أي مكان من الأرض فهو مقدس، فنظر وانتهى بصره إلى دمشق والشام والأردن وفلسطين فقال الله تعالى هذه الأرض كلها مقدسة".

وعلى ما يروي إبن عبد ربه في “العقد الفريد“ أن الله “أوحى إلى موسى في التوراة: يا موسى بن عمران يا صاحب جبل لبنان، أنت عبدي وأنا الملك الديان، لا تستذل الفقير ولا تغبط الغني“، وهذه الرواية يوردها إبن قتيبة الدينوري في “عيون الأخبار” على الوجه الآتي “أوحى الله  تعالى إلى موسى عليه السلام بطور سيناء: يا موسى إبن عمران صاحب جبل لبنان، أنت عبدي وأنا إلهك الديان، لا تستذل الفقير ولا تغبط الغني بشيء يسير، وكن عند ذكري خاشعا، وعند تلاوة وحيي طائعا".

وأما النبي سليمان، فبالإضافة إلى المشهور عن بناء أهل مدينة صور اللبنانية  لهيكله، فلمدينة بعلبك نصيب وافر معه من الروايات المنسوبة إلى تواريخ الأنبياء، وحول ذلك يقول النويري في “نهاية الأرب“ في بعلبك ملعبان “ كبير وصغير، فالكبير، يُحكى أن من بناه سليمان بن داوود عليهما السلام“، وفي “مسالك الأبصار في ممالك الأمصار” لإبن فضل العمري أن “ملعب بعلبك باقي منه عُمد بقلعتها الآن، وما في سورها من الأحجار العظام  والصخور الراسية كالجبال، يقال إنه من بناء سليمان بن داوود“ وفي “نزهة المشتاق" أن بعلبك “مدينة خصيبة وكثيرة الغلات ووافرة الكروم وغزيرة الفواكه، فيها من عجيب البناء وآثار يجب ذكرها لشماختها، ذلك أن فيها من عجيب البنيان ملعبين، الصغير والكبير، فالكبير، يُحكى أنه بُني في أيام سليمان".

وفيما تتعدد الروايات المتصلة بعلاقة النبي سليمان بمدينة بعلبك، وتذهب إلى حدود إقامته فيها، كما أن كثرة منها تشير إلى دأبه على المرور في المدينة ، ففي الجزء الثاني من " مروج الذهب  " للمسعودي  " أن في مدينة اصطخر " للفرس بيت نار، والناس في وقتنا هذا يذكرون أنه مسجد سليمان بن داوود ، ويذكر من هنالك من المسلمين أن سليمان بن داوود  كان يتغدى ببعلبك من أرض الشام ويتعشى في هذا المسجد "، وفي “آثار البلاد وأخبار العباد" لزكريا بن محمد القزويني “أن اصطخر مدينة بأرض فارس قديمة لا يُدرى من بناها، كان سليمان عليه السلام يتغدى بأرض الشام ببعلبك ويتعشى بإصطخر”، ويزيد القزويني قولا إن “بعلبك مدينة مشهورة، وهي قديمة كثيرة الأشجاروالمياه والأثمار والخيرات ، وبها أبنية وآثار عجيبة، قيل إنها كانت مهر بلقيس، وبها قصر سليمان بن داوود، وقلعتها مقام الخليل، وبها دير الياس النبي". 

بعلبك كانت مهر بلقيس؟

ذاك ما يورده أيضا ياقوت الحموي في معجمه، إذ يخصص فصلا طويلا للحديث عن بعلبك، فهي “مدينة قديمة فيها ابنية عجيبة لا نظير لها في الدنيا، وقيل إنها كانت مهر بلقيس ، وبها قصر سليمان، وهو مبني على أساطين الرخام“، وفي حين أن السيد نعمة الله الجزائري لا يقترب من الحديث عن مهر بلقيس، لكنه لا يبتعد عن انتقال النبي سليمان بين بعلبك واصطخر ، ويقول في  كتابه “النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين“ إن سليمان : “كان يصلي الغداة بالشام والظهر بفارس".

ولا يختلف أمر لبنان مع النبي نوح، ويشير إبن الإثير إلى أن نوحا بنى مدن بابل ودمشق وصور، فهذا يعني بعد الطوفان، وللأخير قصص وروايات لم ينته الجدال حولها حتى اليوم، ومن تفاصيلها أن سفينة نوح بُنيت من خشب لبنان وفي منطقة البقاع اللبنانية بالذات ، ويقال في ذلك :

بحسب سبط إبن الجوزي أن “دمشق كانت دار نوح ومنشأ السفينة من خشب لبنان ، وركب فيها من عين الجرـ بلدة عنجرـ  في البقاع ببلد بعلبك وهو واد بين جبلي لبنان وسنير“، وينقل الصاحب إبن شداد الحلبي (1217ـ1285) عن إبن عساكر قوله “دمشق كانت دار نوح وإن التنور ـ الطوفان ـ فار من جبل لبنان والله أعلم“، وفي “الإشارات لمعرفة الزيارات“ لأبي الحسن الهروي (1145ـ 1215) أن بلدة الكرك بها قبر نوح ، وذكر أصحاب السير أن قبر آدم ونوح وسام وإبراهيم وإسحاق ويعقوب في أرض القدس بالمغارة ، والله أعلم".

ويقول احمد بن يوسف القرماني (1533ـ1610) المولود في دمشق في كتابه “اخبار الدول وآثار الأول“ اختلف في مكان قبر نوح فقيل بمسجد الكوفة وقيل بالجبل الأحمر وقيل بذيل جبل لبنان في مدينة الكرك، وهو الأصح ، وله هناك قبر يُزار ويُتبرك به الى يومنا هذا“، وفي ” ذيل مرآة الزمان“ للشيخ قطب الدين موسى بن محمد اليونيني “ان عيسى بن موفق بن المزهر توفي في بعلبك ليلة الأحد خامس صفر، وحُمل إلى قرية بحوشية من قرى البقاع البعلبكية ، وهي شمال كرك نوح عليه السلام“، وينحو بحث حديث وعميق لفقيه لبناني هو الشيخ جعفر المهاجر، منحى القائلين بأن الطوفان جرى في منطقة البقاع اللبنانية و“ إن السفينة كانت عبارة عن طوف أو رمث كبير صنعه نوح بيده من الأخشاب المتوفرة في الغابات المحلية "، أي من منطقة البقاع وما يجاورها ، وفقا لما نصه في كتابه الموسوم بـ “ كرك نوح القصة الحقيقية للطوفان".

في التفاسير القرآنية، يمكن الإطلالة على ما يلي :

ـ في “المحرر الوجيز لتفسير الكتاب العزيز“ لإبن عطية “قال ابن عباس رضي الله عنه ، صنع نوح الفلك ببقاع دمشق وأخذ عودها من لبنان".

ـ في “الجامع لأحكام القرآن“ للقرطبي “روي عن عمرو بن الحارث قال : عمل نوح سفينته ببقاع دمشق، وقطع خشبها من جبل لبنان".

ـ في “مجمع البيان في تفسير القرآن“ للعلامة الطبرسي “أن التنورـ علامة الطوفان ـ  كان بعين وردة من أرض الشام“، لكن الطبرسي لا يأخذ بهذه الرواية ويُعلي من شأن الرواية القائلة بأنها كانت في ناحية الكوفة .

قبل الإسلام نظم أمية بن الصلت شعرا عن الطوفان ولبنان فقال :

مُنجِ ذي الخير مِن سفينة نوح / يوم بادت لبنان من أُخراها

فار تنوره وجاش بماء / طم فوق الجبال حتى علاها .

في الخلاصة النهائية لمجمل الروايات الإسلامية ، وبغض الطرف عن دقتها ، فإن للبنان نصيبا في بناء البيت العتيق ، وفي صناعة سفينة نوح ، وفي تشييد هيكل النبي سليمان ، وفي كون قلعة بعلبك مقرا لسليمان ، فضلا عن أن أربعة من أولي العزم الخمسة ، أي سادة الأنبياء والمرسلين كان لهم شأن عظيم على أرض لبنان ، وهم ابراهيم وموسى في جبل لبنان ، ونوح في البقاع والسيد المسيح في جنوبي لبنان ، والله أعلم .

قبل الختام : عن الإمام موسى الكاظم إبن الإمام جعفر الصادق :

يروي كبير الفقهاء والمحدثين محمد بن بابويه المعروف بالصدوق في كتابه " الخصال " فيقول " حدثنا أبي قال ، حدثنا سعد بن عبد الله ، عن احمد بن أبي عبد الله ، عن منصور بن يونس قال : سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام يقول : ثلاثة لا تضر : العنب الرازقي وقصب السكر والتفاح اللبناني ". 

آخر الكلام دعاء :

يا نار كوني بردا وسلاما على لبنان ، كما كنت بردا وسلاما على إبراهيم وآل ابراهيم .

للمزيد حول " لبنان المقدس في الروايات الإسلامية " راجع :

ـ 1ـ وهب ابن منبه ( 655 م ـ 738) في " التيجان في ملوك حمير" ـ تقديم عبد العزيز المقالح  ، وفي الكتاب يقول إبن منبه : " أنزل الله صحيفتين بكتابين على آدم ، صحيفة في الجنة وصحيفة في جبل لبنان ".

ـ 2ـ الهمداني ( ت ـ 945 م ) في صفة جزيرة العرب " وأورد فيه " من الجبال المشهورة عند العرب  يذبل والمجيمر ولبنان واللكام ".

ـ 3ـ ابن الجوزي (1017م ـ 1201 ) في " صفوة الصفوة " ، وفيه قائمة طويلة عن المتصوفين في جبل لبنان  .

ـ 4ـ  ابن بطوطة (1307 ـ1377) ـ الجزء الأول ـ تحقيق محمد عبد المنعم العريان ، يقول إبن بطوطة " جبل لبنان لا يخلو من المنقطعين إلى الله والزهاد والصالحين  ، وهو شهير بذلك ، ورأيتُ به جماعة من الصالحين".

ـ 5ـ يحي بن أبي الصفا بن احمد المعروف بإبن محاسن ( ت ـ 1699) في " المنازل المحاسنية في الرحلة الطرابلسية " .

ـ 6 ـ الشيخ عبد الغني النابلسي (1641 ـ 1730) في "  حلة الذهب الإبريز في رحلة بعلبك والبقاع العزيز ـ  تحقيق : صلاح الدين المنجد .

ـ7 ـ  رمضان بن موسى العطيفي (1610 ـ 1648) في " رحلة من دمشق الشام إلى طرابلس الشام "ـ تحقيق اسطفان فيلد .

 

لبنان: أي غاية تُرتجى من الانتخابات المقبلة

إياد أبو شقرا/الشرق الاوسط/30 كانون الثاني/2022

يرى مشككون لا يخلون من الحكمة أن من أقبح ما أنتجته نهاية «الحرب الباردة» حكاية تأسيس ثقافة «الديمقراطية الانتخابية» في بعض دول «العالم الثالث». ومن ثم، إقناع هذه الدول بأن العديد من آفاتها السياسية والاجتماعية «ستتلاشى» بمجرد إنشاء أحزاب، وتنظيم تظاهرات انتخابية، والتغنّي بنعم الخيار الحر! كثيرون من ساسة العالم الكبار كان لديهم هذا الانطباع المخلص... أو الساذج. إلا أن نفراً من الساسة العقلاء في كل من الدول الغربية ودول «العالم الثالث» كان ولا يزال أكثر واقعية من أن تنطلي عليه هذه اللعبة. وكانت النتيجة أن هؤلاء «الواقعيين» ساروا بها وأتقنوا التلاعب في جزئياتها، وفي نهاية المطاف... حصلوا منها على الغطاء السياسي الذي يناسب مصالحهم. أكثر من هذا، لاحظنا أن غريزة البقاء من ناحية، وخبرة الحكم الاستبدادي الطويلة من ناحية ثانية، منحتا أفضلية كبرى لديكتاتوريات «العالم الثالث» - بل حتى «العالم الثاني» (أي جمهوريات الاتحاد السوفياتي ودول «الكتلة الشرقية» سابقاً) - في وجه تواضع تجربة دعاة الحريات ومثالية المناضلين الأغرار المنادين بالديمقراطيين. بل إن حتى هؤلاء انتهوا في معسكر أولئك الذين أسكرهم رحيق السلطة عندما وصلت إليهم نعمتها. وفي المقابل، لئن لمسنا وجود تحوّلات ديمقراطية لا تُنكَر في عدد من دول «العالم الثالث» و«الكتلة الشرقية» سابقاً، فإن كثيرين باتوا يطرحون الآن علامات استفهام حول مدى رسوخ المفاهيم الديمقراطية، ونجاعتها والإجماع الوطني عليها في دول عريقة بتجاربها الديمقراطية، كالولايات المتحدة وعدد من دول أوروبا الغربية، حيث تتنامى النزعات الشعبوية المتطرفة والعنصرية والانفصالية. هنا، قد يجادل المراقب منا، أولاً بشأن مدى تماسك المؤسسات الديمقراطية في هذه الدول المتقدمة الراقية أمام التأثير الذي تتمتع به وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإعلامية والتضليلية، التي تملكها وتديرها كتل المصالح على الناس، وقدرتها اللامحدودة واللامسؤولة على تحريضهم وتحريكهم. وإذا كانت الدول الغربية «الديمقراطية» قد ألفت اليوم مشاهد الهجوم على مبنى الكونغرس الأميركي، ومظاهرات الجماعات المشكِّكة بلقاحات «كوفيد - 19»، والتعديات المقلقة على الأفراد والمؤسسات التي يشنها أتباع «نظريات المؤامرة»... أليس من حقنا أن نطرح بعض التساؤلات؟ أهم هذه التساؤلات يتمحور حول «صدق» اقتناع قادة الدول الديمقراطية الكبرى بإمكانية نشوء ما يدعون إليه من شعارات وممارسات في كيانات لم تعتَد يوماً على تجاربهم ومبادئهم وممارساتهم؟

... واستطراداً – في ضوء العديد من التجارب على الأرض – هل يؤمن هؤلاء القادة وحكوماتهم فعلاً، بحق كل الشعوب بأن تختار مصائرها بحرية... بعيداً عن بطش السلاح وإغراءات المصالح الاقتصادية؟ بل هل كل الشعوب – وفق قناعات هؤلاء القادة – تستحق أن تكون حرة وسيدة ومستقلة... فلا تعقد على حسابها، وفوق إرادتها، صفقات استنسابية تأتي بعكس رغبات هذه الشعوب ومصالحها؟ لقد شهد لبنان خلال الأيام القليلة الفائتة حدثين مهمين:

الأول هو إعلان سعد الحريري، رئيس الحكومة السابق وزعيم «تيار المستقبل»، تعليقه نشاطه ونشاط تياره، وإحجامهما عن خوض الانتخابات العامة المرتقبة في الربيع المقبل.

والثاني هو المبادرة الخليجية – العربية – الدولية التي حملها إلى لبنان الرسمي وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح، ودعت الدولة اللبنانية (اليوم في الكويت) إلى مناقشة في العمق لما يجب عمله من أجل حل الأزمة اللبنانية... التي ما عادت تداعياتها محصورة بلبنان، بل أخذت سمومها الخطيرة تمسّ الأمن العربي بأسره. بلا مواربة أو لعب على الكلام، كان القاسم المشترك اللافت الذي تضمنه إعلان الحريري والمبادرة التي حملها الوزير الكويتي هو موقع إيران في لبنان. ذلك أن الحريري برّر إعلانه تجميد نشاطه السياسي ومقاطعته الانتخابات المقرّرة بواقع الهيمنة الإيرانية على لبنان وسط تخلٍّ دولي عن البلد، في حين نصّت المبادرة التي حملها الوزير الكويتي على قرار مجلس الأمن الدولي 1559 الذي يدعو إلى نزع سلاح الميليشيات الموجود خارج سلطة الدولة. هذه النقطة خاصة هي «مربط الفرس». إذ لا يعقل إجراء انتخابات حرّة ونزيهة وشفافة بوجود هيمنة سلاح خارج سلطة الدولة، وفي ظل قانون انتخاب نسبي أعرج يفتح باب الاعتراض في مناطق، في حين يمنع السلاح غير الشرعي الاعتراض في مناطق هيمنته المقفلة بوجه خصومه. ولكن، في المقابل، ثمة قوى دولية وازنة ونافذة في لبنان، تتقدّمها الولايات المتحدة وفرنسا، تصرّ على إجراء الانتخابات... رغم معرفتها التامة بمدى اختلال المعادلة الأمنية والسياسة في البلاد. وهو ما يوحي بأن واشنطن وباريس لا تتحرّجان من توفير «شرعية» إضافية ونهائية لهذه الهيمنة الإيرانية ممثَّلة، بالطبع، في ميليشيا «حزب الله».

وعلى صعيد موازٍ، بينما تسير مفاوضات الملف النووي الإيراني في فيينا بغياب أي نقاش علني للتصرفات العدوانية في منطقة الشرق الأوسط، ترعى العاصمتان الغربيتان الحكومة اللبنانية، وتساعدانها – عملياً – على التطبيع مع نظام دمشق بحجة تأمين «الحاجات الإنسانية» للبنانيين. ولقد كان لافتاً – ولكن ليس مفاجئاً – كلام غير بيدرسن، المسؤول الدولي النرويجي عن الملف السوري، لـ«الشرق الأوسط» بالأمس، عندما قال صراحة إنه «لا خلافات استراتيجية» بين واشنطن وموسكو حيال سوريا، وإن موقف واشنطن من نظام دمشق تغيّر «إذ إنها لا تريد تغييره، بل تغيير سلوكه».

هذا الكلام، يتكامل، لا شك، مع حماسة إدارة الرئيس جو بايدن والعواصم الأوروبية لإنجاح مفاوضات فيينا، أيضاً في ظل الشعار الأميركي «لا نريد إسقاط نظام طهران... بل تغيير سلوكه». وتضاف إليه، التلميحات الإسرائيلية - المتواترة أحياناً - عن رغبة تل أبيب في «تحديد» أو ضبط الوجود الإيراني في سوريا. وهنا، يجب الإشارة إلى أن الوجود العسكري الإيراني منتشر في أماكن عديدة من سوريا، بعضها قريب جداً من خط الهدنة مع إسرائيل. ثم إن هذا الوجود أسقط واقعياً الحدود السورية مع كل من العراق ولبنان، وتبيّن خلال الأيام الأخيرة أنه في ضوء طريق تهريب الكبتاغون وغيره، أسقط أيضاً الضبط والربط على الحدود مع الأردن! في ضوء كل هذه المعطيات والاختلالات و«الاحتلالات»، لا يعود غريباً التساؤل عمّا يتوقعه المجتمع الدولي من الانتخابات اللبنانية المقبلة. هل يتوقع المجتمع أي شيء من عملية انتخابية معروفة النتائج سلفاً... غير «شرعنة» احتلال قوى «الأمر الواقع» وديمومته وسط بؤس الحصار والحرمان والتهجير؟

 

نعم نحن في حرب مع إيران

طارق الحميد/الشرق الاوسط/30 كانون الثاني/2022

أينما تذهب تجد أمامك سؤالاً واحداً، وعلى جميع المستويات، هل تتوقع حرباَ في المنطقة؟ والحقيقة أننا في حرب فعلية مع إيران بالمنطقة، ومنذ زمن، وسبق أن كتبت هنا بتاريخ 22 يونيو (حزيران) 2019 مقالاً بعنوان: «نحن في حرب مع إيران». والآن آعيد التأكيد نعم نحن في حرب مع إيران، وهذا ليس تنظيراً، وإنما رصد للواقع، ودعونا نبدأ من آخر الأحداث، ولن نشير إلى أعوام مضت، للحرب مع إيران بمنطقتنا، فقط الأحداث القريبة. حديثاً تم استهداف العاصمة الإماراتية أبوظبي مرتين من قبل الحوثيين، وبأسلحة إيرانية، وإحدى محاولتي الاستهداف طالت قاعدة الظفرة العسكرية، التي يوجد بها ألفا جندي أميركي.

وقبلها، وبعدها، استهدف الحوثيون الأراضي السعودية بطائرات مسيّرة وصواريخ باليستية، إيرانية الصنع، وبتدريب وتشغيل إيراني، وبعض المدربين الإرهابيين من «حزب الله» الإرهابي، وكشفت الاستخبارات السعودية ذلك بالصوت والصورة. وقبل يومين تم استهداف مطار بغداد الدولي بعدة صواريخ على مقربة من قاعدة «كامب فيكتوري» الجوية الأميركية، وهي ليست الأولى من قبل الميليشيات الإيرانية بالعراق، حيث سبق كل ذلك محاولة اغتيال رئيس الوزراء السيد مصطفى الكاظمي بمسيّرات إيرانية الصنع. وهذا ليس كل شيء؛ فقبل أيام أيضاً أعلن متحدث عسكري أن الجيش الأردني قتل 27 من مهربي المخدرات حاولوا التسلل عبر الحدود مع سوريا، لتهريب كميات كبيرة من مادة الأمفيتامين المخدرة خلال عاصفة ثلجية وقت الفجر. وبحسب وكالة «رويترز» يقول مسؤولون أردنيون إن جماعة «حزب الله» الإرهابية المدعومة من إيران، والمسلحين الذين يسيطرون على جنوب سوريا، مسؤولون عن زيادة عمليات التهريب تلك. حسناً، هذه حصيلة أحداث آنية من الإرهاب الإيراني في المنطقة، سواء عبر الأراضي الإيرانية نفسها، أو من خلال وكلاء طهران بالمنطقة، رغم أننا لم نحصِ العمليات الإرهابية التي تستهدف أمن الملاحة البحرية في الخليج. فإذا لم تكن هذه حرباً، فما هي الحرب إذن؟ للأسف الشديد كانت منطقتنا تطمح إلى السماء المفتوحة، نقلاً للبشر وتدفقاً للبضائع، إلا أنها باتت سماء مفتوحة للحرب الإيرانية على المنطقة، حيث الصواريخ الباليستية، والطائرات المسيّرة. فهل يمكن أن نتساءل هل نحن مقبلون على حرب جديدة بالمنطقة؟ الإجابة الأكيدة، وليست بالجديدة، أننا في حرب مفتوحة بالمنطقة مع إيران، والسؤال هنا يجب أن يكون: هل تتطور هذه الحرب لتكون حاسمة؟ والإجابة عن ذلك السؤال مرهونة ليس بالموقف الأميركي المتساهل مع إيران، والذي يدفعها لمزيد من التمادي بالمنطقة. الإجابة هنا برسم القرار الإسرائيلي، إذ أعلنت إسرائيل أنها غير ملزمة بما يتم الاتفاق عليه في فيينا بالمفاوضات النووية مع إيران، وهذا يعني أن إسرائيل أعلنت حقها في الرد، وإسرائيل فعلياً في حرب مع إيران، ومنذ مدة. إلا أن ما يحدث هو أن إسرائيل تستهدف المشروع النووي الإيراني بكل هدوء، بينما الرد الإيراني يأتي على دولنا العربية، ولذا فنحن بانتظار الحرب الحاسمة التي ترسم الحدود، وستكون مأساوية بكل تأكيد، لكنها اختيار إيراني، وليس اختيار أحد في المنطقة.

 

بايدن ومتلازمة ترمب

سوسن الشاعر/الشرق الاوسط/30 كانون الثاني/2022

«عقدة ترمب» هي المحرك الأساسي للسياسة الخارجية الأميركية، وتقف حائلاً بين هذه الإدارة وبين المصالح الأميركية، بل ممكن أن تقف حائلاً أحياناً بين الأمن الأميركي ومقتضياته وبين هذه الإدارة. فالتراجع عن كل ما أقره ترمب هو خط السير الذي اختطته لنفسها، ترمب وضع الحوثي على قائمة الإرهاب، الإدارة الجديدة نسفت القرار، ترمب قرر الخروج من الاتفاق النووي مع إيران، الإدارة الجديدة قررت العودة له، ولولا ضغط من الجمهوريين لرفعت هذه الإدارة العقوبات على إيران فقط لمعارضة ومخالفة ترمب. وصلت إدارة بايدن للسلطة وأمامها هدف واضح، معاكسة ترمب وإثبات أنه كان مخطئاً في إدارته لملف الشرق الأوسط والملف الروسي، وفي الاثنين تلمس هذه الإدارة يومياً صوابية قرارته قياساً بما تقتضيه المصلحة الأميركية وأمنها، لكنها رغم تلك الشواهد التي تعيد الفضل لترمب، فإنها لم تتراجع وقررت الاستمرار حتى لو اصطدمت بالحائط ومهما كان الثمن.

فحتى لو نجح الحوثي في إصابة قاعدة «الظفرة» في أبوظبي بصاروخ باليستي إيراني، فإن إدارة بايدن لن تتراجع عن تقديم المزيد من التنازلات من أجل إتمام الاتفاق النووي مع إيران، فلا شيء يعد أهم من هذا (الإنجاز) بالنسبة لهذه الإدارة الآن بعد أن مزقه ترمب. بل إن تصميمها وإصرارها على إثبات خطأ ترمب جعل هذه الإدارة الأميركية لا تضع في اعتبارها رغبة إيران الحقيقية في العودة للاتفاق أم لا، حين تفاوض فريقها، إنما تضع رغبتها وحاجتها هي كإدارة فحسب، وتركز على هذا الهدف الذي تظن أنه مشترك مع إيران، وفي حين أن لا أحد يرى أي نور في الأفق مع هذا النظام الثيوقراطي الذي يؤمن أنه مسير بقوة إلهية، فلا حاجة له بالتفاوض، بل إن مهندس الاتفاق الأول جواد ظريف أقر بعد توقيعه بأنه كان مجرد خطوة لتحقيق الهدف الأكبر وهو المشروع الإيراني، فلم يكن الاتفاق يوماً بالنسبة لإيران هدفاً بحد ذاته بقدر ما هو وسيلة، كلنا نعرف ذلك إلا أن هذه الإدارة مصرّة على أنه يوجد نور لكن لا أحد يراه غيرها. لذا فإن سلسلة التنازلات التي تقدمها الإدارة الأميركية لم تتوقف، ولن تتوقف حتى لو ضرب الحوثي قاعدة «الظفرة»، وحتى لو قُتل جنود أميركيون، فإن هذه الإدارة ستجد لصمتها وسكوتها وتغاضيها مخرجاً دبلوماسياً يقيها ولا يجبرها على ردة الفعل، ألم تصمت الإدارة الأميركية السابقة في عهد أوباما عن الإهانة التي طالت الجنود الأميركيين الذين أجبروا على الركوع أمام الضباط الإيرانيين؟ وهذه الإدارة امتداد لتلك، فلن يزيد الأمر على بعض التصريحات الإعلامية الشديدة، إنما لن تتخذ أي إجراء تأديبي يحفظ مكانة وهيبة الولايات المتحدة التي هي على المحك الآن في أكثر من موقع ومنها الأوروبي في أوكرانيا، وفي هذا الملف فإن تصريحات بايدن كانت مأساوية أهدر فيها الكثير من تلك الهيبة، ما اضطرت بعده الإدارة إلى تدارك أخطائه. وفي الشرق الأوسط تحاول هذه الإدارة أن تحفظ ما تبقى لها من ماء الوجه الذي أهدر بالانسحاب المخزي في أفغانستان، فإن هي قررت الرد على الصاروخ الإيراني تظن هذه الإدارة أنه سيكون سبباً لإيران لتراجعها عن المفاوضات، في حين أن إيران لم تجلس أصلاً للتفاوض إنما لكسب الوقت، وهذا ما لا تريد الإدارة الأميركية أن تراه أو تعترف به، وإلا سيكون قرار الرئيس الأميركي السابق (ترمب) بالانسحاب من الاتفاق قراراً صائباً وحكيماً، وهنا تتركز عقدة هذه الإدارة. فلم يبقَ تنازل لم تقدمه هذه الإدارة مجاناً للنظام الإيراني حتى تعرّضت هيبة الولايات المتحدة الأميركية للإهانة، ما اضطر نائب المبعوث الأميركي لإيران ريتشارد نيفيو للاستقالة، بعد أن رأى بعينيه كيف تهدر الكرامة الأميركية، ويتعرض أمنها ومصالحها للخطر فقط حتى لا يقال إن ترمب كان على حق.

 

ليبيا: طرق عديدة لكن بلا مخارج

جمعة بوكليب/الشرق الاوسط/30 كانون الثاني/2022

من أي طريق يا تُرى سيأتي الوفاق الليبي، ومتى؟ الإيجابي في الأمر، حتى الآن، أنَّ الحرب توقفت منذ شهر أكتوبر (تشرين الأول) 2020، لكن أسبابها، واقعياً وفعلياً، ما زالت قائمة. وتحت الرماد ما زال جمرُ التنافس والعداوة متقداً. والمشهد برمّته يزداد، يوماً بعد يوم، ضبابية. وكثرت وتفرعت الطرق على مستويات التفاوض والمناورات السياسية، لكنها في حقيقة الأمر، تشابهت، رغم ما يبدو على السطح من اختلافات بينها، كونها جميعاً، كما أثبتت حقائق الواقع اليومي المعيش وتفاعلاته المعقدة، تقود، في النهاية، إلى نفس الانسداد المُحكَم. الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الموعودة، التي كان الرجاء معلقاً بها، على أمل أن تُحدث ثغرة في جدار الأزمة وُئدت مؤخراً مرتين بفعل فاعلين معروفين، سواء لليبيين أو لغيرهم في العالم الخارجي. الأطراف المحلية المتصارعة ما زالت متخندقة ومتربصة في مواقعها. ترفض وبشدة ما يُقترح لحل الأزمة من مقترحات بحلول قد تَحول بينها وبين مصالحها ومكاسبها على الأرض. وما زالت، في وضوح النهار، تحيكُ بهمّة ونشاط، الخيوط لوأد مكونات أي مقترح بمشروع حل قد يُفضي إلى دفعها خارج المسرح. ومَن تجرأ من أفرادها، في المدة الماضية، على خرق التابو، ومحاولة بناء جسر لتجاوز الخلافات، يصل الغرب بالشرق، لم تجد تشجيعاً إلا من أقلية نخبوية تعدّ في حكم الواقع والنفوذ ضئيلة. وبدا كأنه لا مستقبل لتلك الخطوة الجريئة سياسياً على المساهمة في إحداث الاختراق المأمول. قادة الإبقاء على الحالة الراهنة ما زالوا، حتى كتابة هذه السطور، في مقدمة الصفوف ويتحكمون في توجيه دفة الأحداث في اتجاه الريح التي تناسب مصالحهم وطموحاتهم، ويسعون إلى الحفاظ على حالة لا سلام ولا حرب بضرب كل ما يطفو على سطح الواقع من فرص، وبسرعة. وعلى مستوى الأطراف الأجنبية المتورطة في الصراع، فإن الحال لا يختلف كثيراً، وواقعياً لا يبدو أنه يبشّر بخير قريب. وما زال، للأسف، كل فريق متحصناً داخل حدود دوائر مواقعه على ما كان عليه. ويحرص على ألاّ يكون الأول في كسر الجمود، وتقديم تنازلات من شأنها أن تشجع الآخرين على الاقتداء، والعمل على الوصول إلى وفاق، خشية أن يؤدي ذلك إلى خسارة ما كسب من نفوذ خلال السنوات الماضية. وفي خضمّ ذلك كله، ضاعت جهود ومحاولات السيدة ستيفاني ويليامز، المستشارة الخاصة للأمين العام للأم المتحدة، في دهاليز وأنفاق ما يدبَّر ويحاك ضدها وراء أبواب مغلقة، وإن كان بنيات وأهداف مكشوفة. الموقف الأممي الذي تقوده السيدة ويليامز مدعوماً بالموقف الأميركي ممثلاً بالسفير ريتشارد نورلاند، يدعو إلى تجنّب التورط في حبائل تشكيل حكومة جديدة تقوم مقام حكومة الوحدة الوطنية الحالية برئاسة السيد عبد الحميد الدبيبة، والتركيز على تحقيق الإنجاز الانتخابي. هذا الموقف يسير في خط عكسي لموقف فريق الحفاظ على الحالة الراهنة، حيث السعي لإزاحة السيد الدبيبة وحكومته من الطريق والقفز مكانهم. في هذا المحور تلتقي أجندة أطراف من الشرق والغرب. الهدف غير المعلن، في رأيي، هو الاستحواذ على العاصمة ومصرف ليبيا المركزي. وما يعرضونه علناً للبيع يقوم على زعم تشكيل حكومة جديدة تحقق الإنجاز الانتخابي خلال عام. وفي هذا السياق، بدأت، في الأيام الماضية الاستعدادات لمعركة سياسية مختلفة، لكنها تقود إلى تحقيق خطة هذا الفريق. الخطة تقوم بتنفيذ بنودها رئاسة البرلمان، وهدفها السعي لتفخيخ العملية السياسية، عبر تقديم مقترح بمشروع يهدف بوضوح إلى إقصاء هيئة صياغة الدستور المنتخبة، بتهميشها، والاستيلاء على صلاحياتها، في تجاوز قانوني خطير، فاق ما سبقه من تجاوزات. وليس غريباً أن يحدث كل ذلك وسط أجواء متوترة عسكرياً في العاصمة طرابلس، حيث الاستعدادات والتحشيدات تجري على قدم وساق، بين قوات مختلف الجماعات المسلحة، مما أدى إلى خلق أجواء عسكرية، في مناخ قائم على توازن مسلح مرعب. المؤسف أن كل ما يحدث، سياسياً وعسكرياً، منذ سقوط النظام السابق في أكتوبر 2011 الهدف منه، في خطة كل طرف (محلي وأجنبي)، ليس محاولة بناء دولة تقوم على أسس تضمن عودة السلام إلى ليبيا محروساً بمؤسسات مدنية دستورية ومضموناً بتوافق واتفاق، بل الاستحواذ على كل الغنيمة وإقصاء المنافسين نهائياً. ولتلك الغاية تصير كل الوسائل ممكنة ومشروعة. ولذات السبب نرى تلك التغيرات التي تتوالى في تشكيلات الاصطفافات السياسية والعسكرية. والمحصلة أن الطرق تعددت وتفرعت، لكن ليس من بينها واحدة تضمن الخروج بالبلاد والعباد من أوحال الأزمة.

 

صواريخ مطار بغداد… والتراجع الإيراني

خيرالله خيرالله/العرب/30 كانون الثاني/2022

إيران تصعّد في كلّ مكان تمتلك فيه ميليشيات. تتراجع في كلّ مكان باستثناء لبنان حيث لم تعد في حاجة إلى تصعيد. لا يزال لبنان راضخا للاحتلال الإيراني الكامل.

الهجمات سلاح إيران لتثبيت وجودها

يعطي الهجوم الذي استهدف مطار بغداد بالصواريخ فكرة عن حال التراجع التي تواجه المشروع التوسّعي الإيراني في غير مكان. ليس لدى “الجمهوريّة الإسلاميّة” ما تردّ به على التراجع الذي تعرّض له مشروعها غير التصعيد. تصعّد إيران في كلّ مكان تمتلك فيه ميليشيات مذهبيّة تابعة لها. تتراجع في كلّ مكان باستثناء لبنان حيث لم تعد في حاجة إلى تصعيد لفرض هيمنتها. لا يزال لبنان راضخا للاحتلال الإيراني الكامل والشامل. لا مقاومة فيه، إلى إشعار آخر، لهذا الاحتلال الذي يقوم على تدمير البلد وإفقار شعبه وتهجيره. يضاف إلى ذلك، في طبيعة الحال، عزل لبنان عربيّا ودوليّا، خصوصا في مجال قطع علاقته بدول الخليج العربي كلّها. يمكن الحديث عن نجاح إيراني، ليس بعده نجاح، في تدمير لبنان في ظلّ تواطؤ الثنائي الرئاسي الذي يشكلّه ميشال عون وصهره جبران باسيل مع “حزب الله”. ليس الحزب الحاكم في لبنان سوى لواء في “الحرس الثوري” الإيراني الذي بات يحتكر السلطة في “الجمهوريّة الإسلاميّة” الإيرانيّة.

من المفترض ألّا يمنع التغوّل الإيراني في لبنان، وهو تغوّل يعبّر عنه في كلّ مناسبة الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله، من الاعتراف بالواقع. يتمثّل هذا الواقع في أنّ إيران تواجه هذه الأيّام في أنحاء مختلفة من المنطقة نكسات لم يكن متوقعا تعرّضها لها في ضوء الاستثمارات الضخمة في ميادين مختلفة، وهي استثمارات قامت بها، إن في العراق أو في سوريا أو في اليمن. "الجمهوريّة الإسلاميّة" ترفض الاعتراف بأنّها فقدت هيبتها في العراق مثلما فقدت هيبتها في اليمن في ضوء الهزائم الأخيرة التي لحقت بالحوثيين في محافظة شبوة وفي مأرب الآن

ما يؤكّد وجود مقاومة عراقيّة حقيقيّة لـ”الجمهوريّة الإسلاميّة” الإيرانية تعطيل إيران للحياة السياسية في البلد الجار منذ إعلان نتائج الانتخابات العراقيّة التي أجريت في تشرين الأوّل - أكتوبر الماضي. شكّل إجراء الانتخابات في موعدها نجاحا كبيرا لحكومة مصطفى الكاظمي وللشخص نفسه.

خسرت الأحزاب الموالية لإيران الانتخابات العراقيّة. حلّ حزب مقتدى الصدر، الباحث عن دور عراقي مستقل عن الدور الإيراني، في الطليعة. لم تترك “الجمهوريّة الإسلاميّة” وسيلة إلّا واعتمدتها من أجل وضع العقبات في وجه تطور الحياة السياسيّة العراقية على نحو طبيعي. تفعل ذلك عن طريق منع تشكيل حكومة جديدة يدعمها مقتدى الصدر، على أن تمثّل هذه الحكومة الأكثريّة في مجلس النواب. بالنسبة إلى إيران، ليست نتائج الانتخابات مهمّة. المهمّ ما تريده هي في العراق الذي كان بمثابة خاتم في إصبعها عندما كان قاسم سليماني قائد “فيلق القدس” في “الحرس الثوري” لا يزال حيّا. كان قاسم سليماني، الذي اغتيل في الثالث من كانون الثاني - يناير 2020 قادرا على فرض رأيه في العراق. كان يستطيع فرض كلّ التسويات بما يناسب أجندته. كان يعرف العراق عن ظهر قلب. كان يعرف خصوصا كلّ الشخصيات العراقيّة ونقاط ضعفها وكيفية الضغط على كلّ منها.

ليس ما يشير إلى أنّ خليفة سليماني، إسماعيل قاآني يمتلك مواهب سلفه. لا يعرف العراق بتفاصيله الدقيقة ولا يتقن العربيّة. لكنّ الأهمّ من ذلك كلّه أن إيران نفسها تغيّرت ولم تعد تمتلك تلك القدرة على تنفيذ سياسات كبيرة في المنطقة استنادا إلى أجندة خاصة بها. ما تغيّر يتجاوز اغتيال الأميركيين لقاسم سليماني. يعود ما تغيّر، قبل أيّ شيء آخر، إلى الفشل الداخلي الإيراني، وهو فشل اقتصادي عمّقته العقوبات الأميركيّة التي كانت ذات تأثير كبير على “الجمهوريّة الإسلاميّة”، شاء أركان النظام فيها أم أبوا. تتقدّم الحياة السياسيّة في العراق تقدّم السلحفاة. أمكن انتخاب رئيس لمجلس النواب بصعوبة بعد جلسة سادتها الفوضى لمجلس النواب الجديد. ليس مستبعدا أن تشهد جلسة انتخاب رئيس للجمهوريّة (كردي) تجاذبات بين الحزبين الكرديين الكبيرين. ثمّة احتمال أن يدفع شخص لائق ومحترم مثل برهم صالح ثمن الانحياز الكامل لزعيم الاتحاد الوطني الديمقراطي بافل جلال طالباني إلى إيران. يبدو واضحا أنّ بافل يسعى لتكريس الانقسام الكردي - الكردي بما يخدم المصلحة الإيرانيّة. ليست الصواريخ التي أطلقتها ميليشيا عراقيّة تابعة لإيران في اتجاه مطار بغداد سوى تتمة لمحاولة اغتيال مصطفى الكاظمي في تشرين الثاني - نوفمبر الماضي بواسطة طائرات مسيّرة تحمل متفجرات استهدفت منزله. بالنسبة إلى إيران، لم يبق لها في العراق سوى الميليشيات المذهبيّة التابعة لها كي تثبت أنّها لا تزال موجودة.

بالنسبة إلى إيران، ليست نتائج الانتخابات مهمّة. المهمّ ما تريده هي في العراق الذي كان بمثابة خاتم في إصبعها عندما كان قاسم سليماني قائد “فيلق القدس” في “الحرس الثوري” لا يزال حيّا

ترفض “الجمهوريّة الإسلاميّة” الاعتراف بأنّها فقدت هيبتها في العراق مثلما فقدت هيبتها في اليمن في ضوء الهزائم الأخيرة التي لحقت بالحوثيين في محافظة شبوة وفي مأرب الآن. تبيّن مع مرور الوقت ومع دخول قوات العمالقة، التي هي في أكثريتها جنوبيّة، على خط المواجهة مع الحوثيين أن هؤلاء ليسوا في منأى عن هزيمة نهائيّة وذلك مهما جندوا أطفالا وغسلوا عقولهم بشعارات من نوع “الموت لأميركا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام”. الأكيد أنّه لن يفيد الحوثيين وأسيادهم في إيران الرد على هزائم شبوة ومأرب بعدوان على أبوظبي. مثل هذا العدوان ليس أكثر من دليل على عجز عن متابعة المواجهة في أرض المعركة في اليمن وليس خارجه. في النهاية، لو كان في استطاعة إيران تسويق شيء آخر غير نشر البؤس والدمار والتخلّف، وهذا ما اكتشفه العراقيون، لكانت استطاعت أن تفعل شيئا لنظام بشّار الأسد الأقلّوي الذي يعاني من أزمة اقتصاديّة لم تشهد سوريا مثيلا لها في تاريخها الحديث. الوضع في دمشق أسوأ مما كان عليه عندما كان الثوّار يطوقون العاصمة في العامين 2012 و2013. وقتذاك، اضطر الأسد الابن إلى قصف شعبه بالسلاح الكيمياوي قبل أن يلجأ إلى روسيا كي يبقى مقيما في دمشق بحماية إيرانيّة…

يبقى سؤال أخير. هل تدرك إدارة جو بايدن حقيقة الوضع الداخلي في إيران، أم ستلجأ إلى إنقاذ النظام الإيراني من الورطة التي أوقع نفسه فيها؟ تبدو الأسابيع القليلة المقبلة حاسمة بالنسبة إلى معرفة هل ستهب الإدارة في واشنطن إلى نجدة النظام الإيراني من منطلق جهلها بطبيعة هذا النظام ومقدار الأذى الذي ألحقه بدول المنطقة واستقرارها، خصوصا بحلفاء الولايات المتحدة؟

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

البطريرك الراعي: عوض أن تفرض الحكومة ضرائب ورسوما جديدة مرتفعة على المواطنين، حري بها أن تضبط حدودها البرية والجوية والبحرية لتزيد وارداتها المالية

وطنية/30 كانون الثاني/2022

 ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي عاونه فيه المطارنة سمير مظلوم، حنا علوان، مروان تابت وبيتر كرم، امين سر البطريرك الاب هادي ضو، ومشاركة عدد من المطارنة والكهنة، في حضور عميد المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، الوزير السابق منصور بطيش، مدير العناية الطبية في وزارة الصحة الدكتور جوزيف حلو، نقيب الصيادلة الدكتور جو سلوم، الرئيس السابق للرابطة المارونية انطوان اقليموس، الرئيس السابق لمجلس القضاء الأعلى غالب غانم، قنصل جمهورية موريتانيا ايلي نصار، السفير خليل كرم، عضو الرابطة المارونية وعضو المجلس العام الماروني غسان خوري، المركز الماروني للتوثيق والأبحاث، عائلة المرحومة نينات كامل والدة المعتمد البطريركي لدى الكرسي الرسولي المطران رفيق الورشا، وحشد من الفاعليات والمؤمنين.

وبعد الانجيل المقدس ألقى الراعي عظة بعنوان "أعطيني لأشرب" ( يو 4: 7) قال فيها: "بهذا الطلب بدأ يسوع حواره مع المرأة السامرية، التي جابهته بالرفض، لأن السامريين لا يخالطون اليهود. لكن يسوع واصل حواره معها، رافعا إياها إلى مستوى الماء الحي الذي يعطيه، وهو يرمز إلى الروح القدس. وتواصل الحوار بصبر وثبات، إلى أن إنتهى وقد اكتشفت المرأة أن يسوع نبي، وأنه المسيح المنتظر. وكشف لها يسوع أن العبادة الحقيقية لا ترتبط بمكان، بل هي بالروح والحق. كانت نتيجة الحوار أن المرأة السامرية، على الرغم من حالة الخطيئة التي كانت تعيش فيها، وكشفها لها يسوع، بكل محبة، أصبحت تلميذة المسيح، ورسولته. فعلى وقع شهادتها آمن بيسوع كثيرون من أهل السامرة( يو 4: 14)".

أضاف: "يسعدنا أن نحتفل معا بهذه الليتورجيا الإلهية، مع المركز الماروني للتوثيق والأبحاث في بداية نشاطه للعام 2022. نحيي رئيسه سيادة أخينا المطران سمير مظلوم، الذي نهنئه بيوبيله الأسقفي الفضي، راجين له العمر الطويل والصحة والنجاح. ونحيي فيه مجلس الأمناء الساهر على عمل المركز والداعم له، والمجلس العلمي الذي يعد الدراسات المتخصصة من مثل مئوية إعلان دولة لبنان الكبير، واللجان الخمس المتخصصة: الاستراتيجية والسياسية والقانونية والاقتصادية والتربوية وموظفي المركز.

إننا نشكرهم جميعا على ما يقدمون من أبحاث ودراسات علمية، توضع في تصرف البطريركية والرأي العام. كما نشكرهم على الجهود والتضحيات التي يبذلونها مجانا. لأجلهم جميعا، وكل الذين واكبوا هذا المركز منذ تأسيسه سنة 2006، بعطاءاتهم المتنوعة. نقدم هذه الذبيحة المقدسة على نيتهم ونية المركز، سائلين الله أن يكافئهم بفيض من نعمه وبركاته. ونحيي بيننا عائلة المرحومة نينات كامل، زوجة السيد جميل الورشا والدة سيادة أخينا المطران يوحنا - رفيق الورشا، المعتمد البطريركي لدى الكرسي الرسولي، ورئيس معهدنا الحبري الماروني في روما. وقد ودعناها مع أفراد عائلتها وأنسبائها بكل اسف منذ أسبوعين تقريبا. نصلي في هذه الذبيحة المقدسة لراحة نفسها ولعزاء أسرتها".

وتابع: "علق القديس أغسطينوس على تعب يسوع وجلوسه على حافة البئر منتظرا من يأتي ويسقيه، قال: "خلقنا المسيح بقوته، وأتى يبحث عنا ليخلقنا من جديد بضعفه. كان ينتظر من يأتي ليحييه هو من تعبه. وصلت المرأة السامرية لتستقي ماء. وكان اليهود يعتبرون السامريين غرباء. جاء يسوع يكسر، بواسطة المرأة، هذه المسافة وهذا البعد، فآمنت هي به، وآمن كثيرون (يو 4: 14). إنها معهم صورة الكنيسة الناشئة من الأمم، من البعيدين والغرباء. الحوار هو قوة الكنيسة التي تجتذب الشعوب. جلس يسوع على حافة البئر عطشانا، ليروي عطش الآتين إليه من الإيمان به، فكانت المرأة تلك العطشى بامتياز إلى الماء الحي، رمز الروح القدس، الذي من يشرب منه يصير عنده معين ماء يجري للحياة الأبدية (يو 4: 14). ما أشد عطش تلك المرأة إلى ماء الروح القدس، الماء الحي، ما أحوجها إلى الحقيقة التي تخرجها من أسر خطيئتها التي كشفها لها يسوع، وأراد تحريرها من قيودها، بالسؤال والجواب، أوقفها يسوع أمام حقيقة نفسها الداخلية، وحسسها بالعطش الحقيقي الذي لا يمكن لبئر يعقوب أن ترويه. لا شيء يوقف الإنسان عن الإزدواجية سوى حقيقة نفسه المكشوفة أمامه، فيما كان يخبئها بأكاذيب واهية. ولا شيء يحمل الإنسان إلى الجدية وقرار التغيير سوى الوقوف بوضوح لا يقبل الشك أمام واقعه المنحرف. فالمتهم بجرم لا يعترف به إلا عندما يضعه القاضي أمام الحقيقة الواضحة، فيقر ويمثل الجريمة".

وقال الراعي: "يا ليت رجال السياسة والمسؤولين عندنا يحسنون الحوار الحر والمتجرد والواضح مع الرغبة في الوصول إلى الحقيقة الموضوعية التي تجمع وتوحد، وتشفي لبنان من أزمته السياسية، أساس كل أزماته الإقتصادية والمالية والإجتماعية والمعيشية والأمنية. لكننا نأمل أن تفرز الإنتخابات النيابية المقبلة في أيار نوابا أحرارا متحلين بروح الحوار ومؤمنين به. لذا يجب على اللبنانيين جميعا المشاركة فيها. فهي استحقاق ديموقراطي لتعزيز النظام، ولممارسة حق الشعب في التعبير عن رأيه وفي المساءلة والمحاسبة. وهي هذه المرة مناسبة لاختيار وجهة لبنان المقبلة. فالمجلس النيابي المنتخب هو من سينتخب رئيس الجمهورية الجديد، ومن سيشرع الإصلاحات، ومن سيشارك في حوار وطني ينعقد بعد انبثاق السلطة الجديدة برعاية دولية. ونظرا لأهمية هذا الاستحقاق النيابي، يجب علينا جميعا أن نواجه محاولات الالتفاف عليه، وأن نعالج معا بروح ميثاقية ووطنية أي طارئ يمكن أن يؤثر عليه وعلى الأمل بالتغيير وعلى انتظام اتفاق الطائف. وهذا مطلوب بنوع أخص من القوى المناضلة، الرافضة للأمر الواقع والهيمنة والانحياز والإساءة إلى الدول الشقيقة والصديقة، والمطالبة بتنفيذ القرارات الدولية".

ولفت الى أن "انكفاء الرئيس سعد الحريري، رجل الإعتدال، فاجأنا وأثار قلقا واحتجاجا لدى شريحة وطنية هي شريكة أساسية في الشراكة الوطنية. وإذ نتمنى أن يكون قراره ظرفيا، نود أن تبقى الطائفة السنية الكريمة على حماسها للانتخابات وعلى تماسكها، وأن تشارك بجميع قواها الوطنية وشخصياتها ونخبها، لكي تأتي الانتخابات معبرة عن موقف جميع اللبنانيين. ومن غير المسموح أن يتذرع البعض بالواقع المستجد ويروج لإرجاء الانتخابات النيابية. من واجب الدولة اتخاذ القرارات الجريئة والصحيحة، والتجاوب فعليا مع كل مسعى حميد لانتشال البلاد من الانهيار ووضعها على مسار الإنقاذ الحقيقي. لا يحق للمسؤولين فيها تحت ألف ذريعة وذريعة أن يرفضوا الأيادي الممدودة لمساعدتها، وأن يحجبوا الحقائق ويموهوا الوقائع ويغطوا تعددية السلاح ويبرروا التجاوزات والممارسات، ويتنصلوا من إعطاء أجوبة على المواضيع الأساسية. ولأن الدولة اللبنانية عاجزة اليوم عن الاتفاق على موقف موحد حيال ما يقدم إليها من اقتراحات ومبادرات، اقترحنا مؤتمرا دوليا برعاية الأمم المتحدة يضع آلية تنفيذية للقرارات الدولية، بحيث لا يظل تنفيذ جميع مندرجات هذه القرارات على عاتق الدولة اللبنانية المنقسمة والضعيفة. فالذين أصدروا هذه القرارات في الأمم المتحدة ومجلس الأمن، معنيون أيضا بمصيرها والسهر على تنفيذها، وهم الأعلم بواقع لبنان وهشاشة أمنه وسلمه وتركيبته".

أضاف: "ومن ناحية أخرى، عوض أن تفرض الحكومة ضرائب ورسوما جديدة مرتفعة على المواطنين، حري بها أن تضبط حدودها البرية والجوية والبحرية لتزيد وارداتها المالية. وعوض أن تستورد الطاقة بأسعار باهظة، حري بها أن تبني معامل إنتاج ووقف السرقات. من أين لهذا الشعب المسكين أن يدفع ضرائب؟ وأمواله قيد الاحتجاز في المصارف؟ عائلاته تعيش على الحد الأدنى، وهو من دون كهرباء، 60% من شبابه عاطلون عن العمل ويهاجرون، 30% من طلابه يغادرون مقاعد الدراسة بسبب ضيق الموارد، ومرضاه لا يجدون الدواء ولا يحظون بالاستشفاء، ولا حتى بالدفء في هذه الأيام الباردة والمثلجة. الحل هو إجراء الإصلاحات المناسبة مع الواقع اللبناني، خصوصا الالتزام بسياسة وطنية حيادية. نجدد إيماننا بالعناية الإلهية، ونوكل إليها واقعنا المر، راجين منها أن تنتشلنا".

 وختم الراعي: "فلنجدد واقعنا المر. للثالوث القدوس كل مجد وتسبيح وشكر، الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

 بعد القداس، استقبل البطريرك الراعي المؤمنين المشاركين في الذبيحة الإلهية.

 

المطران عوده ذكر الدولة بواجباتها ودعا المسؤولين ليساوون أنفسكم بالمواطنين عوض التكبر عليهم واستعبادهم واستغلالهم

وطنية/30 كانون الثاني/2022

 ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، قداس في الذكرى الأولى لكاهن رعية القديس نيقولاوس الأرشمندريت ألكسي، في كاتدرائية القديس جاورجيوس.

بعد الإنجيل، ألقى عظة قال فيها: "تعيد كنيستنا المقدسة اليوم للقديسين رؤساء الكهنة المعظمين باسيليوس الكبير وغريغوريوس اللاهوتي ويوحنا الذهبي الفم. إن القديسين هم تأكيد الإنجيل ودليل الإيمان، لذلك هم "نور العالم"، إذ استناروا فأناروا الجميع. القديسون المذكورون يدعون "الأقمار الثلاثة" أو "أقمار الألوهة المثلثة الشموس" لأن نور النعمة الذي سكن في نفوسهم شع في العالم، ولم يتمكن من الاختفاء تحت مكيال الصمت، ففاض كلمة تعليم، وجرى سيله في الكنيسة، فروى شعبا متعطشا إلى معرفة الله، فوضعت قلوبهم المشتعلة بالروح القدس على منارة الأسقفية. لقد عرفوا المسيح، وأحبوه، ورغبوا بخلاص العالم كأنه خلاصهم الشخصي، لذلك انصرفوا إلى عملهم الرعائي الضخم بثبات وعزم".

أضاف: "القديسون، في كل العصور، هم أفواه الكلمة، يعبرون عن مشيئة الله في كل زمن. حفظ رؤساء الأساقفة الثلاثة سفينة الكنيسة في المجرى الصحيح، خلال منعطف تاريخي صعب. هذا النجاح لم يأت نتيجة ذكائهم، ولا علمهم فقط. فما الذكاء والعلم سوى أداتين في يد الإنسان، واستعمالهما يوضحهما إما نافعين أو مسيئين. إن ما نما في الأقمار الثلاثة مواهبهم الطبيعية وبلور ثقافتهم الهلينية الواسعة، هو حياتهم الموافقة لمشيئة الله، والمجتذبة نور الله إلى نفوسهم. لم يكونوا فلاسفة يطلقون نظريات حول الله، بل كانوا لاهوتيين بكل ما للكلمة من معنى. تحدثوا عما عاينوه، فأتى كلامهم نابعا من خبرة. إن النظر إلى القديسين كفلاسفة مفكرين يدافعون عن تعليم الفلسفة الإنسانية يحط من قيمتهم. فتعليم رؤساء الأساقفة الثلاثة، يتماهى وتعليم الكنيسة، ويهدف للارتقاء بالإنسان إلى استنارة الروح القدس. يرمي إلى جعل الإنسان إناء للمعزي، ومصباحا ينشر نور الحق في العالم. يظن كثيرون أن الأقمار الثلاثة جلبوا إلى العالم آراء جديدة، فجاء كلامهم امتدادا للوعظ الرسولي، وقرنوا المسيحية بالحضارة الهلينية، فأضحوا مؤسسي الحضارة المسيحية اليونانية، كحضارة جديدة في التاريخ. إن الذين يحملون هذا التفكير، وفي نيتهم أن يكرموا القديسين، لكن وفق مقاييسهم الخاصة، إنما ينسبون إليهم، من حيث لا يدرون، صفات كبار الهراطقة الذين بلبلوا كنيسة المسيح، ذلك أن الهراطقة قرنوا مناهج الفلسفة بالإيمان المسيحي، أو بالحري أخضعوا الإيمان لحكم المنطق. وفيما حاولوا أن يفهموا عقائد الكنيسة عبر مناهج الحكمة البشرية، وقعوا في ضلالات كبيرة. كذلك ساورهم الإعتقاد الشيطاني بأنهم قادرون على إضافة تعليم جديد على ما أعلن يوم العنصرة، أو أنهم يستطيعون قول ما يختلف عن تعليم الرسل القديسين. هؤلاء يعتقدون بأن الكنيسة يمكنها أن تتطور في فهمها للحقيقة، كما لو أنها لم تتسلمها كاملة في يوم العنصرة، وهذا ينافي الحقيقة، لأننا (رؤساء الكهنة) نتسلم التعليم الحقيقي، القويم، بالتسلسل الرسولي، وننقله للشعب المؤمن دون زيادة أو نقصان".

وتابع: "من الدلائل الكثيرة التي تظهر عظمة رؤساء الأساقفة الثلاثة، أنهم أطاعوا تقليد الرسل القديسين، وتشبهوا به، وصاروا هم أنفسهم ذلك التقليد. لم يزيدوا أمورا مخالفة، ولا حذفوا من التقليد الشريف شيئا. إلى ذلك، فقد أخذوا التساؤلات التي طرحتها الفلسفة اليونانية، وأعطوا منها إجابات مؤسسة على الحقيقة التي أعلنها المسيح. بهذا المعنى، يمكننا أن نتكلم على إقران رؤساء الكهنة الثلاثة للفلسفة اليونانية بالروح المسيحية. إن تعليم المسيح أتى إلى نفوسهم ليجيب على أعمق المطالب، وليروي عطشا لم تقدر المعرفة البشرية أن ترويه. هكذا، أصبحت كلمة الرسل طريقة حياتهم، ومن غير أن يحلوا الناموس والأنبياء، قادوا فلسفة الإغريق إلى مخرج الإيمان بالمسيح، لأنهم عرفوا المآزق التي وقعت فيها. لم يصوغوا إيمانا جديدا، إنما أناروا طرقا مظلمة للفكر البشري بواسطة الإيمان غير المغشوش".

وقال: "في ملكوت السماوات، لن يتعظم الذين اكتفوا فقط بكرازة الإنجيل، أو إخراج الشياطين، أو شفاء المرضى، بل الذين أقرنوا ذلك بحفظ وصايا المسيح والعمل بها، وعلموا الناس إيمانهم المعاش. يقول الرب: "أما من عمل وعلم، فهذا يدعى عظيمًا في ملكوت السماوات" (مت 5: 19). إذًا، قد يعطي الله موهبتي الوعظ وصنع العجائب لخدمة الشعب وشفائه، من دون أن يخلص بهما الموهوب، مثلما يحصل تمامًا في نعمة الكهنوت الأسرارية. يشدد المسيح لدى سامعيه على أن كثيرين سيقولون في يوم الدينونة: "يا رب، يا رب، أليس باسمك تنبأنا، وباسمك أخرجنا شياطين؟" عندئذ سيجيبهم هو: "إني لم أعرفكم قط، إذهبوا عني يا فاعلي الإثم" (مت 7: 22-23). الأقمار الثلاثة، علموا لأنهم عملوا. نعرف من سيرهم أنهم عبروا في الهدوئية والنسك قبل أن يتسلموا رعاية الشعب. القديس يوحنا الذهبي الفم نسك عدة سنوات بقرب أحد الشيوخ الرهبان، كما عاش وحده في إحدى المغاور. والقديسان باسيليوس الكبير وغريغوريوس اللاهوتي عاشا فترة في هدوء البنطس، متمرسين على حفظ وتطبيق الوصايا الإلهية، يدرسان الكتب ويصليان. هكذا جاءت كلمتهم نتيجة لخبرتهم، لذلك أثرت في نفوس سامعيهم، ونقلت إليهم الحياة. سيرتهم سطعت أشد لمعانا من كلامهم، فكانوا عظماء عند الله والناس".

أضاف: "اللافت في سيرة الأقمار الثلاثة أن لكل منهم عيدا خاصا به، ومع ذلك نعيد لهم اليوم مجموعين معا. لماذا؟ لقد انقسم الناس في الكنيسة إلى مجموعات، كل منها تقول إن أحد رؤساء الكهنة الثلاثة هو أهم من الإثنين الآخرين. ولأن التحزب مرفوض في الكنيسة، ظهر الثلاثة معا، واقفين في مستوى واحد، ليقولوا إن أحدا منهم لا يتقدم على الآخرين. يذكرنا هذا الأمر بموقف الرسول بولس القائل: "إن كل واحد منكم يقول: أنا لبولس وأنا لأبلس وأنا لصفا وأنا للمسيح. هل انقسم المسيح؟ ألعل بولس صلب من أجلكم؟ أم باسم بولس اعتمدتم؟" (1كو 2: 12-13). الكنيسة، منذ نشأتها، تقف ضد التحزب، فعلينا اليوم، أكثر من أي يوم، أن نتعلم في هذا البلد الحبيب من خبرة الكنيسة ونتعظ. فلماذا يتقاتل الإخوة أبناء الوطن الواحد؟ من أجل من؟ هل أي من زعماء هذه الأرض قدم نفسه ذبيحة خلاصية؟ وإذا كان كذلك فلماذا لم يخلص بلدنا وشعبه بعد؟ إنه لأمر مستغرب ومستهجن جدا، مجبول بألم شديد، أن نسمع يوميا مسؤولين يتكلمون ويدافعون بحماس كبير لا حد له عن أوضاع بلادي وإنسان بلادي المذلول. لكنهم يكتفون بالكلام وكأني بهم، كما يقول النبي، "لهم أفواه ولا تتكلم، لهم أعين ولا تبصر، لهم آذان ولا تسمع" (مز115: 5 - 7) أي زعيم يعمل بما يعلم؟ ألا يخرجون جميعا، كل يوم، برأي مغاير عما تفوهوا به قبلا؟ ألا تناقض أعمالهم وتصرفاتهم ما ينادون به ويبشرون؟ فلماذا إذا ينقسم الشعب ساعيا وراء أناس لا يهتمون إلا بمصالحهم ومراكزهم وارتباطاتهم وجيوبهم، غير آبهين بتأوهات الشعب وبما يثقل كاهل المواطن".

وتابع: "في الأسبوع المنصرم غطى الثلج جبال لبنان وقراه. وعوض أن يكون هطول المطر والثلج نعمة في بلد يشكو الجفاف وقلة المياه، جاء نقمة على اللبنانيين العاجزين عن تأمين الطعام والدواء، المفتقرين إلى وسائل التدفئة والوقاية من موجات الصقيع وتدني الحرارة على الساحل، فكيف بالمرتفعات، مع انقطاع الكهرباء وغلاء المحروقات، وغياب الدولة عن المساعدة. أما التجار وبعض فاقدي الضمير فيستغلون حاجة الناس من أجل جني الأرباح دون أي عقاب. هنا لا بد من تذكير الدولة بواجباتها تجاه مواطنيها، وضرورة منع كل استغلال لهم. وبما أن مجلس الوزراء يناقش الموازنة، أملنا ألا تستغل الدولة أيضا مواطنيها وتفرض عليهم الرسوم والضرائب فيما نحن نمر بأوقات عصيبة بالكاد يستطيع المواطن فيها تأمين بقائه على قيد الحياة".

وقال: "إن زكا العشار، الذي تحدث عنه إنجيل اليوم، كان عبدا للمال، الأمر الذي جعله ظالما تجاه أخيه الإنسان. لكنه، عندما تعرف على الرب، عندما لمس المسيح قلبه، أصبح إنسانا جديدا رحوما ومعطاء. قصة زكا هي قصة توبة عميقة ورحمة من الله غزيرة. خلاص زكا، بعد كل الخطايا التي ارتكبها، كان نتيجة وعيه لخطاياه وندمه وتوبته. أدرك ضعفه وكل المعوقات التي تبعده عن الخلاص، فرماها وتعالى عليها وعلى ذاته، وطلب الرب، فكان أن استجاب له وأتى إلى بيته. إنها دعوتنا جميعا، أن نعرف أن الله وحده هو مصدر الشفاء من علل الجسد ومن أهواء النفس، وهو واقف على أبواب قلوبنا، يقرع وينتظر الجواب. إرادتنا، حريتنا هي التي تقودنا إليه أو تبعدنا عنه. يقول في سفر الرؤيا: "من يسمع فليقل تعال، ومن يعطش فليأت، ومن يرد فليأخذ ماء حياة مجانا" (رؤ 22: 17)".

وختم: "دعوتنا اليوم، إلى جميع المسؤولين، أن اعملوا مثل زكا، تعرفوا على الرب، دعوه يعلمكم كيف تحبون، وكيف تعطفون على المساكين والأيتام والأرامل والفقراء والمرضى، كيف تضحون من أجل الآخر وكيف تساوون أنفسكم بالمواطنين عوض التكبر عليهم واستعبادهم واستغلالهم، عندئذ ستفعلون عكس ما أنتم مرتكبون الآن، عندئذ ستصبحون مسؤولين حقيقيين".

 

جعجع أعلن إعادة ترشيح الدكاش في كسروان: من يصوت للتيار الوطني وحزب الله يمدد أوجاعه بيده

وطنية/30 كانون الثاني/2022

أعلن رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع إعادة ترشيح النائب شوقي الدكاش عن أحد مقاعد كسروان المارونية، واعتبر ان "كل من يصوت للتيار الوطني الحر وحزب الله يعني تمديدا لأوجاعه بيده من دون منة من أحد"، وأكد ان "الانتخابات النيابية تشكل فرصة حقيقية من أجل استبدال الأكثرية الحالية".  كلام جعجع جاء خلال الخلوة التي نظمتها منسقية كسروان في الحزب بالتعاون مع جهاز الانتخابات ومشاركة النائب دكاش، والامين العام للحزب الدكتور غسان يارد، الأمين المساعد لشؤون المناطق جوزيف أبو جودة، الأمين المساعد لشؤون الإدارة وليد هيدموس، معاون الامين العام الدكتور وسام راجي، منسق المنطقة الدكتور شربل زغيب، جهاز الانتخابات وعدد من اعضاء المجلس المركزي، لجنة المنسقية، رؤساء المراكز.  وكان أطل جعجع على المشاركين في الخلوة في اتصال عبر تطبيق zoom، أكد فيه ان "الانتخابات النيابية المقبلة ليست كسابقاتها، والمسألة لا تتعلق بنائب إضافي هنا أو هناك كونها انتخابات مصيرية بامتياز، ومقومات الخروج من الواقع الراهن لا تزال متوافرة، حيث تشكل الانتخابات النيابية المقبلة فرصة من أجل استبدال الأكثرية الحالية التي لم تحافظ على الدولة ولم تأخذ في الاعتبار مصالح المواطن، فأوصلته إلى أعلى درجات التخلف والعوز والفقر، واللاكرامة، بعدما تمكن في خمسينيات وستينيات القرن الماضي من تحويل لبنان إلى سويسرا الشرق". ودعا جعجع القواتيين إلى "أوسع حملة توعية سياسية للناس كي لا يبقوا في جهنم عن طريق الخطأ"، وشدد على ان "كل صوت يذهب للتيار الوطني الحر وحزب الله يعني تمديدا لأوجاعه بيده من دون منة من أحد"، مستغربا "شعار التيار في الحفاظ على حقوق المسيحيين بعدما أمعن في إفقارهم وتهجيرهم فيما الأولى الحفاظ عليهم كي نستطيع الحفاظ على حقوقهم، لا من خلال تنفيعهم وتأمين المكاسب لهم وتوظيفهم في أماكن يجب ألا يتم توظيفهم فيها". وأكد أن "التغيير لن يحصل سوى من خلال جميع مكوناته"، وتوجه الى "جمهور المقاومة المغبون"، سائلا: "هل نتيجة المقاومة أن نتسول لقمة عيشنا وأن يعمد بعض المواطنين الى البحث عن لقمة العيش بين أكوام النفايات؟" لافتا الى "شعارات كبيرة تطلق لغش جمهور المقاومة كي يتم الذهاب على ظهره إلى مشاريع لا علاقة لها لا بلبنان ولا باللبنانيين ولا بمصالحهم ولا بجمهور المقاومة". ودعا كل من يدلي عادة بصوته لصالح عائلته، أو صديقه، أو من قام معه بواجبات اجتماعية، الى "الاقتراع لصالح من هو قادر على نشلنا من جهنم التي نحن فيها، ومن بإمكانه إخراجنا من هذا البئر الذي رمونا فيه"، كما نبه من محاولات البحث عن أي ذريعة من أجل الهروب من الانتخابات، مؤكدا ان "القوات اللبنانية ستقف في المرصاد في وجه اي محاولة لتطيير الانتخابات، لأن باب الخلاص الوحيد المتاح للشعب في المدى المنظور هو الانتخابات النيابية".  من ناحيته، اعتبر الدكاش ان "اعلان رئيس القوات التعبئة العامة، فيه إشارة واضحة ان هذه الانتخابات مفصلية وسترسم صورة لبنان المستقبل والحفاظ على هويته"، لافتا إلى أن "كل القواتيين عمال في حقل الحزب، وكل شخص منا، من موقعه، قادر على المساهمة بالحفاظ على لبنان ورسالته وحضورنا الراسخ فيه". واعتبر الدكاش "أن الذي يريد أن ينجح وينجح مشروعه عليه ان ينطلق من فكرة أنه يبدأ من الصفر ويبني ويسعى".

 

هجومٌ ناري من قبلان على “القوات”!

الوكالة الوطنية للإعلام/30 كانون الثاني/2022

اعتبر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان أن “الوصية الأساس ألا تضيعوا الحق، والحق اليوم وطن وبلد وناس وعدالة سياسية وشراكة اجتماعية ومواجهة معركة مصيرية جدا، ويجب أن ننتصر بالشراكة الوطنية والعدالة السياسية ويجب أن يكون لبنان للبنانيين بعيدا من مسالخ الأميركيين وأتباعهم، ولبنان غدا يتوقف إلى حد بعيد على النتيجة الإنتخابية لأعقد وأهم موسم انتخابي على الإطلاق”. وتوجه، في احتفال تأبيني في برج البراجنة، “لمن تاريخه القتل والذبح على الهوية ومتاريس الفتنة والتقسيم والمجازر والعبوات الناسفة واغتيال القيادات اللبنانية: العقيدة التجليطة حررت لبنان يوم بعتم لبنان، وكسرت الإسرائيلي يوم كنتم سيفه وعينه ودليله وشريكه، وحمت العيش المشترك يوم ذبحتموه من الوريد إلى الوريد. العقيدة التجليطة هزمت داعش يوم كنتم تبكون على هزائمها، العقيدة التجليطة فكر وتاريخ ومدرسة قادها الأحرار، العقيدة التجليطة قدمت وما زالت تقدم لبنان على أنه عيش مشترك ودولة مؤسسات ولن تقبل لبنان إلا وطن أحرار وسيادة واستقلال وعيش مشترك وإلى الأبد”. وأردف: “العقيدة التجليطة أفخر الأديان وأرفع الإيمان، وليعلم الجميع أن خيار الشيعة وكل وطني حر يبدأ وينتهي بالمقاومة، وسنخوض معارك لبنان الإنتخابية والسياسية بنفس وطني مقاوم على قاعدة لبنان الحر السيد، لبنان العيش المشترك، لبنان المسيحي والمسلم، لأن المسيحية والإسلام عقيدة فخر الأنبياء بعيدا من سم البغاة الأدعياء الذين عاشوا على الدم والمذابح والتقسيم، وموعد لبنان الإنتخابي السياسي قريب”. وختم: “إن ما تمثله المقاومة كما ونوعا بالخيارات الصعبة، يؤكد للجميع أن مقاليد فخر لبنان وتمثيله وسام شرف بأيدي المقاومين الشرفاء”.

 

"هيئة العلماء" تطالب بملاحقة شارل جبور... "اسفاف مريع"

وكالات/الاحد 30 كانون الثاني 2022 

رأت هيئة علماء بيروت, اليوم الأحد أن وصول "الصلف إلى درجة الإساءة للمسلمين ووصف عقائدهم "بالتجليطة" التي تنتمي إلى العصور الحجرية، أمر لا يمكن السكوت عليه تحت اي ذريعة". واعتبرت الهيئة في بيان لها أنَّ "هذا عدوان صارخ ووقح ولغة سوقية وفتنوية تشبه مطلقها والمنطق "الميلشياوي" الذي ينتمي إليه الحافل بالقتل والغدر والتهجير، والذي يعرفه كل اللبنانيين. وأنتم آخر من يحق له الكلام عن الاغتيالات التي تنذرون اللبنانيين منها، وتتحملون المسؤولية عنها إن حصلت". وأضافت "أن من أهم وأعز ما لدينا هو عقيدتنا بإسلامنا الحنيف، ولا نسمح بأي شكل من الأشكال الاساءة إلى عقيدتنا والتطاول عليها والمس بها وإننا ندعو القضاء اللبناني الى التحرك الفوري لشخص مسؤول الإعلام في حزب القوات اللبنانية شارل جبور". وتابعت "أخذ ما يلزم بحقه واعتبار كلامه على احدى القنوات الفتنوية المرتزقة المعروفة، مخالفا للدستور اللبناني الذي يمنع الإساءة إلى الأديان ويعاقب عليه، وهو كلام يسيء إلى العيش المشترك بين جميع اللبنانيين". وأشارت الهيئة أنَّ "الاصرار على الخطاب الطائفي البغيض والتحريض على سلاح المقاومة الذي حرر الأرض وهزم اسيادهم وداعميهم، يشكل تهديدا جديا للسلم الأهلي، الذي تدأب عليه القوات اللبنانية تنفيذا لمشروع مموليهم، بكل وسائل القتل وربما لن يكون آخرها حادثة الطيونة". وحذرت الهيئة, "من خطورة هذه الخطوات، ودعت المرجعيات الدينية الإسلامية وكل الجهات المعنية في البلد الى التصدي لهذا الاسفاف المريع والاعتداء السافر على القيم الدينية والقيام بواجبها درءا للفتن وحفظا لما تبقى من وطن". وختم بيان هيئة علماء بيروت بالقول: "نقول لهؤلاء الأدوات البائسة إن ما عجز مشغلوكم عنه وتمنون النفس بتحقيقه لن تنالونه حتى يلج الجمل في سم الخياط!". ومن جهتها رأت "الجبهة السيادية من أجل لبنان" في بيان، أن "الحملة على عضو الجبهة شارل جبور، تخفي في طياتها تصفية حسابات في السياسة، وهي جزء من حملات تنمر ممنهج على مجتمعنا من إعلاميين وموظفين ورجال أعمال بهدف الترهيب والإقصاء، فالرجل تناول في كلامه حزب الله بالتحديد". وأضافت, "لكن من الواضح أن جمهور "الميليشيا" في جهوزية تامة لتكفير كل من لا يماشيه، أما لغة التهديد والتهويل فلن تجدي نفعا، لذا فليكف هؤلاء عن عراضاتهم التهويلية، لأن الكل يعلم أن موضوع الطوائف في لبنان ليس من المواضيع السجالية، وشارل جبور حدد في كلامه حزب الله، لذا إقحام الدين من هؤلاء محاولة سخيفة ومردودة". وشددت الجبهة على أنَّ "لبنان لجميع أبنائه، وبالتالي مثل هذه الحملات لا لزوم لها على الرغم من أن الجهة التي توجهها معروفة التوجه"، وحذرت من "أي تعرض لجبور"، واضعة الحملات ضده في "خانة هدر الدم المرفوض والمستهجن كليا". وكان قد صرّح مسؤول الإعلام في حزب القوات اللبنانية شارل جبور، يوم أمس السبت, متوجهًا لـ "حزب الله"، بالقول أنَّ, "الاخير "ماسِكنا" تحت عنوان "عقيدة تجليطة" تنتمي الى العصور الحجرية"، هذا التصريح تسبب بحملة شرسة على جبور من قبل الجيش الالكتروني لحزب الله رافضين التهجم على العقيدة الاسلامية. وفي وقتٍ لاحق, أوضح مسؤول الإعلام في حزب القوات اللبنانية شارل جبور على حسابه عبر "تويتر" كاتبًا: "كي لا يساء تفسير كلامي فإن "العقيدة التجليطة" التي تحدثت عنها لا علاقة لها بأي بعد ديني، فأنا احترم كل الأديان". وأضاف, "لأنني أسأت التعبير أستبدل "تجليطة" بالعقيدة السياسية الماضوية لـ"حزب الله" التي لا حدود لخلافي معها بفعل عدم إيمانها بحدود ودستور وحياة وانسان يريد ان يعيش بسلام".

 

قاسم: نحن من دعاة بناء الدولة والانتخابات محطة للخروج من انسداد الأفق

وطنية/الاحد 30 كانون الثاني 2022  

رأى نائب الأمين العام ل "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، خلال رعايته احتفالا تكريميا لمفوضية جبل عامل الأولى في "كشافة الإمام المهدي للأخوات القائدات" بعنوان "إرث فاطمة"، لمناسبة ولادة السيدة فاطمة الزهراء ويوم القائدة في كشافة الإمام المهدي، في البازورية، أن "كل المؤشرات تدل على أن الانتخابات النيابية ستجرى في موعدها، ولا يوجد أي تطور يمنع ذلك، ومن يحاول أن يثير بين الحين والآخر شكوى أو محاولة لعدم إجرائها، نضع حوله علامة استفهام لأنه يثير أمرا ليس مطروحا، فالمطروح هو إنجاز الانتخابات، وكل المؤشرات تدل على إنجازها إن شاء الله في موعدها".

وقال: "نحن، حزب الله، نعتبرها محطة ضرورية لتخرج لبنان من انسداد الأفق الذي وصلنا إليه، ولنرى ما هو التجديد أو التغيير أو التأكيد من خلال خيارات الناس في اختيار ممثليهم في المجلس النيابي، لأن هذه المحطة من الانتخابات وإحداث تغيير ولو كان محدودا، أمر مهم لنخرج من هذا الأفق المسدود والمعقد. متمسكون بإجراء الانتخابات، ومتحمسون لها، وماكينتنا الانتخابية تعمل للانتخابات منذ أربعة أشهر، وشعارنا الانتخابي أصبح جاهزا، وبرنامجنا كذلك وسنعلنه قريبا، وبالتالي كل المؤشرات الميدانية التي يعمل عليها حزب الله ستكون في اتجاه تفعيل النشاط أكثر فأكثر باتجاه إجراء الانتخابات، وعنوان عملنا، نحمي ونبني، أي المقاومة وبناء الدولة، وشعارنا سيبقى على أساس هذين الأمرين، الحماية بالمقاومة، والبناء بالخيار الشعبي لمصلحة الناس. أما المقاومة، فنعتبر أنها حاجة ضرورية، بل مقوم وجود لبنان السيد الحر المستقل، لأننا في مواجهة مع عدو إسرائيلي، خطابه وخططه تركز دائما على العدوان والاحتلال، وكل تصريحات المسؤولين الإسرائيليين، تنطلق وتؤكد الوقت الذي يمكن أن يعتدوا فيه على لبنان والمنطقة، وعليه، كيف يمكن أن نواجه التهديد الإسرائيلي والعدوان إن لم تكن هناك مقاومة؟ هذا يعني أننا نسلم البلد لإسرائيل ومشروعها".

أضاف: "هذه المقاومة التي نتحدث عنها، ليست مشروعا مستقبليا، وليست فكرة تطرح لاحتمال الفوز أو الخسارة، فالمقاومة حال موجودة حررت وأعطت مكانة للبنان، وهي الآن تحميه وتحمي استقلاله في إطار ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة. المقاومة جزء من الحماية الشعبية المساندة للجيش لتحرير الوطن واستقلاله. أما الذين يرفضون المقاومة، فهم يضعون لبنان في حال استسلام وتبعية لمصلحة إسرائيل، وبالتالي فليقولوا لنا كيف يواجهون الاحتلال الإسرائيلي؟ هل تواجهونه بمجلس الأمن المتآمر مع إسرائيل؟ هل تواجهونه بالدعم الأميركي المساند للمشروع الإسرائيلي؟ هل تواجهونه بفتح البلد حتى تدخل إسرائيل وتصبح مؤثرة في السياسة والاقتصاد وتحتل الأرض؟ قولوا لنا كيف تواجهونه إذا اعتدى عليكم. أما ألا تقبلوا لمجرد أن المقاومة ليست لكم ولمجرد أنكم لا تتضررون بحكم منافع خاصة لكم مع الغرب أو مع إسرائيل، فهذا ما لا نقبل به. هذا البلد هو لنا ولكم، وعلينا أن نتفاهم ونتعاون لنحميه، وهذه هي القاعدة الأساسية، أما بعض الجماعات الذين يحملون هذا الشعار، وسمعنا أمس أحد مسؤولي القوات اللبنانية يقول إن مشروعنا مواجهة حزب الله، نحن نقول للقوات اللبنانية، إن مشروعنا مواجهة إسرائيل وأذناب إسرائيل، ولن نقبل بأن نواجه أحدا في الداخل ليحدث فتنة كما يريد البعض. نحن وأدنا الفتنة في مجزرة الطيونة التي قامت بها القوات لتجرنا إلى حرب أهلية. نحن نعلم أن القوات اللبنانية جماعة لهم تاريخ مليء بالإجرام والقتل لأبناء طائفتهم ووطنهم. اغتالوا رئيس مجلس وزراء لبنان رشيد كرامة، واغتالوا أفرادا وقيادات من شارعهم ليبقوا وحدهم، فهم إلغائيون لا يصلحون لأن يكونوا ممثلين لحال شعبية يمكن أن تبني وطنا، ونحن حزب الله نقاتل إسرائيل، ولكننا نحرص في آن على الوحدة الداخلية والتعاون مع كل الأطراف وبناء البلد بشكل مشترك من دون أن نستأثر أو أن نأخذ لأنفسنا شيئا مميزا. نحن نبني الدولة، فنعطيها، ولا نريد الدولة لنسلبها كما يفعل الكثيرون ممن يتصدون لهذه المهمة".

وتابع: "نحن من دعاة بناء الدولة لخدمة الناس ونظم أمورهم، ولم نكن يوما بديلا من الدولة، ولا نقبل بأن نكون كذلك، وحتى عندما نقدم الخدمات الكثيرة والواسعة من المساعدات، سواء كانت المازوت أو المساعدات العينية أو الطبابة أو ترميم المنازل أو إعانة الأيتام والفقراء والمحتاجين أو العمل التربوي أو الاستشفائي، كل هذه الخدمات التي نقدمها نعتبرها واجبا علينا لأننا في موقع تمثيل الناس وقيادتهم، لكنها تبقى جزءا محدودا لا يغني عن أن تقوم الدولة بواجبها، فنحن لسنا مكان الدولة ولا نقبل بأن نكون ونتحمل مسؤوليتها إذا قصرت إلا بمقدار ما نكون مشاركين في هذه المسؤولية. نعمل من أجل إنجاز خطة التعافي من خلال الحكومة، لتكون منطلقا لإعادة التوازن المالي والاقتصادي والاجتماعي، فمن دون هذه الخطة يصعب أن ينتقل لبنان إلى حال أخرى. صحيح أن هناك تقصيرا من المسؤولين في سرعة إنجازها، وندعو إلى الإسراع، ولكن ليكن لديكم علم، أن هناك قرارا دوليا وهو ممنوع إنجاز خطة التعافي قبل الانتخابات النيابية، لأنهم يريدون معرفة من سينجح فيها. المعروف أن المسكنات لا تنفع، وبالتالي حاجات الناس كثيرة جدا، وهذا التدهور لا تكفيه المساعدات، وهنا نسأل، ما الذي يمنع مثلا لو أخذت الحكومة قرارا جريئا باستدراج عروض لبناء محطات كهرباء بدلا من أن نكتفي بشراء الكهرباء، وبخاصة أن في البنك المركزي لمصلحة الدولة اللبنانية مليار و200 مليون دولار من صندوق النقد الدولي، وهذه حصة لبنان، وهي موجودة الآن، ويمكن أن نستخدم منها لبناء معامل للكهرباء، فهل يمكن أن نتقدم إلى الأمام، والنزوح السوري موجود؟ مسؤولة كبيرة في سفارة دولة أوروبية قالت منذ يومين لأحد إخواننا، يوجد قرار أوروبي - أميركي - دولي، يمنع أن يعود النازحون إلى بلدهم بل أن يبقوا في لبنان، لأنهم يستخدمون هذا البقاء في السياسة للضغط على لبنان وسوريا في آن. إذا، هناك مشكلة حقيقية يجب أن نبحث عن حل لها".

وسأل: "لماذا لا توضع أموال المودعين موضع الإعادة من خلال خطة يفهم هذا المودع متى يستعيد أمواله وهي حق له؟ ندعو الحكومة إلى أن تكون أنشط وتعمل في هذا الاتجاه، وتأكدوا أن أهم سبب من أسباب أزماتنا هو الحصار الأميركي والعقوبات واستمرار هذا الحصار والعقوبات حتى ببعض الأدوات اللبنانية التي تروج هذا الاتجاه وتستخدمه. الكل ينتظر نتائج الانتخابات النيابية على قاعدة أن المجلس النيابي سيتغير رأسا على عقب. أجرينا استطلاعات رأي في الدوائر ال 15 الانتخابية، وبطريقة علمية، حتى لا يكون تقييمنا مبنيا على تصورات، فتبين لنا أن نتائج الانتخابات ستكون قريبة من تركيبة المجلس الحالي مع تغييرات طفيفة لا تؤثر على البنية العامة لهذا المجلس، وعليه، نقول لمن يبني آمالا كثيرة، "ضع رجليك على الأرض"، لأن النتائج ستكون قريبة مع بعض التغييرات، والسبب أن القوى السياسية التي رشحت في الماضي وحصلت على المجلس النيابي هي عينها القوى السياسية التي ترشح وستأخذ نوابا ويكون لها ممثلون في المجلس النيابي، سواء كان اسمهم سلطة أو معارضة أو غير ذلك، وهناك بعض الأفراد المستقلين، وبعض الجمعيات المستقلة من المجتمع المدني، وبعض جماعة السفارة الأميركية، سيكون لهم ترشيحات، وبالتالي هؤلاء سيأخذون عددا قليلا من الأصوات لا تؤثر على الشكل العام والبنية العامة للمجلس النيابي".

وقال: "لذا، نحن أعلنا ونؤكد أن المقياس بالنسبة إلينا في المجلس النيابي المقبل ليس الأكثرية ولا الأقلية، بل القوى الفاعلة المؤثرة التي تتعامل مع بعضها لمصلحة البلد، ونحن من هذه القوى الفاعلة المؤثرة، إذ سيكون لنا دور مركزي وأساسي كما لباقي القوى الفاعلة، وليس الأمر مرتبطا بتسميات ومصطلحات يقولونها، والجميع كان يسمع في الفترة الأخيرة أنهم يريدون الانتهاء من حكم الأكثرية التي يمثلها حزب الله، وهل يوجد في لبنان حكم أكثرية؟ ليس الآن، إنما من الفترة التي كان فيها العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية وحتى الآن، لم تأت حكومة اسمها حكومة أكثرية، هي دائما حكومة تمثل المجلس النيابي، والدليل على ذلك، هناك حكومتان للرئيس الحريري أول عهد الرئيس عون، كان فيهما ممثلون للقوات اللبنانية والكتائب اللبنانية والرئيس الحريري والحزب التقدمي الاشتراكي ولآخرين من الذين لا يحسبون على تيار حزب الله وخطه. هذا ماذا نسميه؟ هذا حكم منسجم مع تركيبة البلد، وله علاقة بالمجلس النيابي. نعم حكومة الرئيس حسان دياب لم تدخل فيها القوات اللبنانية، والسبب أنهم هربوا من المسؤولية، لأنهم اعتبروا أن البلد صعب والظروف صعبة، فهربوا من تحمل المسؤولية، وعليه، لا نقول لمن هرب من المسؤولية أنه أمل المستقبل. جربناك "وطلعت خربان"، لذلك لا يرسمن أحد أنه سوف يغير الأكثرية وستأتي مكانها أكثرية أخرى وما شابه، فهذا البلد يحكم بأوسع درجة من التوافق، وبالتالي لا يقمن أحد بمراهنات ليست في محلها".

أضاف: "أما جماعة السفارة الأميركية، هل هناك من يسألهم ماذا قدمت من خدمات للناس في هذه الفترة، لأن أغلب مساعدات السفارة لهم هي التدريب على الديموقراطية، وتمكين المرأة وحقوق الإنسان وكيف تصنع تظاهرة حتى تحدث فوضى في البلد فتسقط الحكومة، وكيف يسقط الدم ليغير ويحدث ثورة في تركيبة السلطة؟ هذا ما يتعلمونه، ويدفعون لهم الأموال على هذا الأساس، وراتب الشخص الواحد منهم بين 2000$ و 4000$ لكي يدرب العالم على الموقف السياسي من أجل أن يغير النظام أو تركيبة التأثير، وليس من أجل خدمة الناس، وأحيانا بعضهم يضع صورة لمستودع صغير لا يتجاوز 50 مترا مربعا، ويضع بداخله 30 كرتونة، فنحن في كل حي عندنا مستودع صغير ومستودع كبير، ونساعد الناس ولا نتحدث عن ذلك، وهناك 200 ألف عائلة تستفيد من مساعدات وفق بطاقة، عدا عن الخدمات المختلفة، ولن نعدها الآن جميعها، ومع ذلك نقول إننا مقصرون، لكن بحسب القدرة المتوفرة، وهذا يجب أن يكون عبر الدولة". وختم: "جماعة السفارة الأميركية هؤلاء سيكونون عبئا على لبنان، وبالتالي هؤلاء ليسوا الحل، فلا هم الآن حل، ولا حتى في المستقبل، لذلك نقول لأهلنا، صوتوا في الانتخابات، لأن صوتكم يعني منع أتباع السفارة الأميركية من أن يكونوا مؤثرين، وهناك قيادات أخرى وجهات أخرى تخالفنا الرأي ولديها تمثيل شعبي، وهذا حقها، فنحن نقبل بأن يكون كل واحد في المجلس النيابي بتمثيله، وعندما يعمل لموضوع الوطن، فإننا نحترمه حتى لو كان مخالفا ومعارضا لنا، لكن جماعة السفارة الأميركية والقوات اللبنانية يشكلون خطرا على مستقبل لبنان، ونحن علينا أن نحمي هذا المستقبل بصوتنا وحضورنا وموقفنا السياسي وصوتنا العالي وخدمة الناس، بأن نحمي ونبني، وهذا هو الموقف الذي نؤكده".

وفي الختام، وزعت الشهادات على القائدات المكرمات.

 

الحزن يسود وادي النحلة بطرابلس بعد ورود أنباء عن مقتل 5 من أبنائها في العراق

وطنية/الاحد 30 كانون الثاني 2022  

تشهد محلة وادي النحلة في قضاء طرابلس، حالة من الحزن والغضب على فقدان خمسة من شبانها قضوا نحبهم في العراق، بحسب مصادر اعلامية عراقية أكدت مقتلهم في في حي العظيم. وكان الشبان الخمسة وهم ثلاثة من آل سيف وشقيقان من آل شخيدم قد فقدوا قبل نحو شهر، وتم ابلاغ الأجهزة الأمنية بذلك. وفور ورود الخبر أقام أهالي الضحايا العزاء كل منهم في داره. وعبر أقارب الضحايا في بيانهم عن "حزن أهالي المنطقة لهذه الكارثة على شبان لا تتجاوز أعمارهم 26 سنة"، محملين  قسما من المسؤولية على المرجعية الدينية الممثلة بدار الفتوى، "التي لم تبادر الى أخذ دورها لتوعية الشبان وإصدار فتاوى توضح الدين الحنيف وتحرم هذا القتال العبثي تحت أي مسمى كان". واستغرب الأهالي "كيفية تعاطي أجهزة الدولة مع القضية منذ الابلاغ عن فقدانهم في اليوم الاول في 29 الشهر الماضي"، مشيرين الى "وجود قطبة مخفية في عمل الامن الاستباقي للاجهزة الامنية التي لم تتمكن من إلقاء القبض على الذين يلعبون بعقول الفتية والشبان ويأخذونهم الى حتفهم"، سائلين عن "كيفية نقلهم بسرعة قياسية عبر سوريا ووصولهم للعراق بساعات"، مؤكدين أن "عشيرة آل سيف وأهالي وادي النحلة كما طرابلس ليسوا دواعش ولا يؤمنون بالتطرف والإرهاب، بل هم اهل سلم وسلام في لبنان ومع اشقائهم العرب".

 وناشدوا وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، "متابعة ما صدر عن أجهزة عراقية تؤكد تسلم الجيش العراقي جثث الشبان، وينوون تسليمها للجانب اللبناني، وهذا الأمر يؤكد مقتلهم إن صح وجودهم هناك، ويقطع الشك باليقين".

 

حركة أمل: فوز اللائحة المدعومة منا بانتخابات الهيئة الادارية لرابطة اساتذة الثانوي

وطنية/الاحد 30 كانون الثاني 2022  

أعلن المكتب التربوي المركزي لحركة "أمل"، في بيان، "فوز اللائحة المدعومة من حركة أمل وحلفائها في انتخابات الهيئة الادارية لرابطة اساتذة التعليم الثانوي الرسمي في لبنان التي جرت اليوم الاحد في 30-1-2022". وهنأ المكتب رابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي على إنجاز هذا الاستحقاق الانتخابي، مباركا لأعضاء لائحة "العمل النقابي الموحد"، وشاكرا جميع الاساتذة على "جهودهم ومشاركتهم الفعالة في العملية الانتخابية التي انتجت هذا النجاح".  وأكد المكتب التربوي المركزي وقوفه "الدائم الى جانب الروابط والنقابات التربوية بالدفاع عن حقوق الاساتذة والمعلمين وحمل مطالبهم التي توجت بالعديد من الإنجازات التربوية والنقابية"، ودعا مكونات الرابطة كافة الى "السير على نهج الروابط السابقة متابعا دوره الداعم لخطواتهم وتحركاتهم من اجل الحفاظ على حقوقهم المكتسبة والعمل مع كل المعنيين في الدولة على تحقيق وتنفيذ المطالب المحقة كافة انصافا لأستاذ التعليم الثانوي الرسمي خاصة في ظل الاوضاع الاقتصادية الصعبة".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 30-31 كانون الثاني/2022

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

 

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 30 كانون الثاني/2022

جمع واعداد الياس بجاني

http://eliasbejjaninews.com/archives/105938/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1317/

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

 

LCCC English News Bulletin For Lebanese & Global News/January 30/2022

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

http://eliasbejjaninews.com/archives/105940/lccc-english-news-bulletin-for-lebanese-global-news-january-30-2022/

#LCCC_English_News_Bulletin