المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 28 كانون الثاني/2022

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2021/arabic.january28.22.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

“قالَ الربُّ يَسوعُ: «أَنَا هُوَ الكَرْمَةُ الحَقِيقِيَّةُ وأَبِي الكَرَّام. كُلُّ غُصْنٍ فِيَّ لا يَحْمِلُ ثَمَرًا يَقْطَعُهُ، وكُلُّ غُصْنٍ يَحْمِلُ ثَمَرًا يُنَقِّيهِ لِيَحْمِلَ ثَمَرًا أَكْثَر.

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/فيديو وبالنص/المطلوب من دول الخليج الذهاب إلى مجلس الأمن والسعي لإعلان لبنان دولة فاشلة

الياس بجاني/الحزبي في لبنان جاهل وبوقي ومتخلي عن حريته وراضي بالعبودية

الياس بجاني/فيديو وبالنص: هل يتعلم كل أصحاب شركات الأحزاب من شجاعة الحريري ويغربوا عن وجوهنا

الياس بجاني/كارثية وحقارة وجهل وغباء قطعان أصحاب شركات الأحزاب

 

عناوين الأخبار اللبنانية

وزارة الصحة : 9199 إصابة جديدة و 16 حالة وفاة

حقيقة سمير جعجع/داد سعد/فايسبوك

النص الكامل لكتاب “الخميني يغتال زراديشت” تأليف الشهيد مصطفى جحا/الكتاب نشر عام 1980/فورمات بي دي أف

الإجابات على الورقة الخليجية شبه منجزة… ولكن!

محطة مفصليّة جديدة… ماذا يريد “الحزب”؟

كيف يواجَه التجنيد الداعشي في طرابلس؟

الخوف على الصيغة اللبنانية يستنفر العالم… هل تستجيب المنظومة؟

جنبلاط: العهد القوي "حرق دين البلد" و"باب المختارة لن يقفل

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 27 كانون الثاني 2022

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 27/01/2022

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

هوكشتاين من تل أبيب إلى بيروت: مهمّة ترسيم “السقوف”!

هل يتراجع الحريري عن قراره؟

فضائح القاضي جان طنوس تتوالى… يتجاوز رؤساءه وصبر عويدات نفد

ما علاقة “الحزب” بالمخدرات المضبوطة في الأردن!؟

تعيين صافي كالو ممثلا سياسيا لبهاء الحريري في لبنان

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

خبير أميركي: «أوميكرون» بداية النهاية

بينيت: لن نحارب أذرع إيران سنحارب رأس الأخطبوط نفسه

بينيت: إيران ضعيفة وتعاني من انهيار العملة وجفاف المياه والمظاهرات الداخلية وتلعب بيد ضعيفة جدا لكنها مخادعة.

رئيس أركان إسرائيل السابق: قتلنا مئات الدواعش وكدنا نقتل سليماني

غادي ازنكوت يكشف لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي قتل المئات من مقاتلي داعش في عمليات سرية.. وكاد يقتل قاسم سليماني بعد إطلاق صواريخ إيرانية باتجاه الجولان

أحمدي نجاد يفجر مفاجئة.. صفقة أمريكية روسية بشأن إيران وأوكرانيا!

نجاد: روسيا أبرمت صفقة مع الولايات المتحدة بشأن إيران وأوكرانيا.. ستهاجم روسيا أوكرانيا وثم يسمح لها بالتوجه نحو إيران

مطالبات دولية بتحقيق أممي بمجزرة 88 الإيرانية ودور رئيسي

واشنطن تهدد مجدداً بخيارات غير ديبلوماسية... وحوزة "قم" غاضبة من "ليونة" مفاوضي طهران بفيينا

الولايات المتحدة تطلب عقد جلسة لمجلس الأمن حول أوكرانيا

غزو أوكرانيا سيقابل بعقوبات غربية «قارصة» على روسيا والدائرة المصغرة لبوتين

سوليفان يطمئن الإسرائيليين وسط سعي واشنطن لاتفاق مع طهران

مباحثات قطرية ـ إيرانية تستعرض العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية

الجيش الإسرائيلي يكشف عن «توغلات» في «العمق السوري» شملت عناصر من «داعش» و«حزب الله»

دمشق تلوح بـ«ملاحقة المتعاونين» مع «الاحتلال الأميركي» شرق سوريا

«قسد» تلاحق «خلايا داعش» في محيط سجن الحسكة

الجيش الأردني يعلن «تصفية 27 مهرباً» على حدود سوريا تطبيقاً لـ«قواعد اشتباك جديدة»... وناشطون في السويداء ودرعا يتحدثون عن انتشار المخدرات

فضيحة مدرسية تهز العراق... و{التربية» تشكل لجنة للتحقيق

بايدن يضع بصمته على المحكمة العليا/تقاعد القاضي الليبرالي ستيفن بريير يؤجج الصراعات بين الديمقراطي والجمهوري

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

خينا المخرج والكاتب يوسف ي. الخوري، العائد من معركة انتصاره على الكوفيد اللعين بإيمانه وعناده، وبمساعدة وصلوات الأهل والأفياء وجهد الطاقمين الطبي والتمريضي، يحكي تفاصيل رحلة المعاناة في الذهاب والعودة بمقالة نشرها اليوم تحت عنوان: صَبَّحناكُم…

في "قراءة مهمة" عن استقالة الحريري!/ديفيد شينكر

اِلتِماسُ مفاوضاتِ ڤيينا/سجعان قزي/افتتاحيّةُ جريدةِ النهار

هكذا سيردّ نصرالله على الورقة الكويتية/راكيل عتيق/الجمهورية

الورقة الخليجية تحاصر حزب الله.. وتأجيل الانتخابات مرجّح/منير الربيع/المدن

شظايا قنبلة الحريري “العنقودية” غطّت مساحة لبنان؟/جورج شاهين/الجمهورية

باريس لا تأسف على الحريري أو غيره من أركان المنظومة/ألان سركيس/نداء الوطن

عودة المخاوف من تأجيل الانتخابات اللبنانية/كارولين عاكوم/الشرق الأوسط

طرح العرب يُلاقي طرح بكركي/د. رودريك نوف/اللواء

بيروت وجنوب لبنان .. ذاكرة الحب والثقافة والسياسة/توفيق شومان/فايسبوك

اعتزال سعد الحريري للحياة السياسية والانتخابات وآثاره/رضوان السيد/الشرق الأوسط

روسيا وأوكرانيا: السيف والدرع/أمير طاهري/الشرق الأوسط

السعودية وحرب دولة المخدرات/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

النزول إلى أرض الواقع/د. آمال موسى/الشرق الأوسط

هل فعلاً دولة الولي الفقيه أخطر من إسرائيل؟!/صالح القلاب/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

مولوي بعد لقائه الرئيس عون: جاهزون ونتابع التحضير للانتخابات النيابية وسنواصل العمل لضبط المخدرات وملاحقة شبكات التهريب

مجلس الوزراء تابع درس الموازنة الحلبي: الضوضاء حولها لحماية مصالح خاصة فياض: تجاوزات موزعي المازوت جريمة سلام: سنلاحق أصحاب المولدات المخالفين

مولوي: جاهزون للانتخابات

اليونيسف: 1.8 مليون دولار من حكومة اليابان لليونيسف لدعم الأطفال والأسر بالمساعدات الشتوية

سامي الجميل من دار الفتوى: نقول للبنانيين ولمحبي الحريري ممنوع الإحباط قضيتنا لبنان أولا نحرره ونحرر قراره ونستعيد ديموقراطيته

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

“قالَ الربُّ يَسوعُ: «أَنَا هُوَ الكَرْمَةُ الحَقِيقِيَّةُ وأَبِي الكَرَّام. كُلُّ غُصْنٍ فِيَّ لا يَحْمِلُ ثَمَرًا يَقْطَعُهُ، وكُلُّ غُصْنٍ يَحْمِلُ ثَمَرًا يُنَقِّيهِ لِيَحْمِلَ ثَمَرًا أَكْثَر.

إنجيل القدّيس يوحنّا15/من01حتى08/”قالَ الربُّ يَسوعُ: «أَنَا هُوَ الكَرْمَةُ الحَقِيقِيَّةُ وأَبِي الكَرَّام. كُلُّ غُصْنٍ فِيَّ لا يَحْمِلُ ثَمَرًا يَقْطَعُهُ، وكُلُّ غُصْنٍ يَحْمِلُ ثَمَرًا يُنَقِّيهِ لِيَحْمِلَ ثَمَرًا أَكْثَر. أَنْتُمُ الآنَ أَنْقِيَاءُ بِفَضْلِ الكَلِمَةِ الَّتِي كَلَّمْتُكُم بِهَا. أُثْبُتُوا فِيَّ، وأَنَا فِيكُم. كَمَا أَنَّ الغُصْنَ لا يَقْدِرُ أَنْ يَحْمِلَ ثَمَرًا مِنْ تِلْقَاءِ ذَاتِهِ، إِنْ لَمْ يَثْبُتْ في الكَرْمَة، كَذلِكَ أَنْتُم أَيْضًا إِنْ لَمْ تَثْبُتُوا فِيَّ. أَنَا هُوَ الكَرْمَةُ وأَنْتُمُ الأَغْصَان. مَنْ يَثْبُتُ فِيَّ وأَنَا فِيه، يَحْمِلُ ثَمَرًا كَثيرًا، لأَنَّكُم بِدُونِي لا تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئًا. مَنْ لا يَثْبُتُ فِيَّ يُطْرَحُ كَالغُصْنِ خَارِجًا ويَيْبَس. وتُجْمَعُ الأَغْصَانُ اليَابِسَة، وتُطْرَحُ في النَّارِ فَتَحْتَرِق. إِنْ تَثْبُتُوا فِيَّ، وتَثْبُتْ أَقْوَالِي فِيكُم، تَطْلُبُوا مَا تَشَاؤُونَ فَيَكُونَ لَكُم. بِهذَا يُمَجَّدُ أَبِي أَنْ تَحْمِلُوا ثَمَرًا كَثيرًا، وتَصِيرُوا لي تَلاميذ.”

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

فيديو وبالنص/المطلوب من دول الخليج الذهاب إلى مجلس الأمن والسعي لإعلان لبنان دولة فاشلة

الياس بجاني/27 كانون الثاني/2022

http://eliasbejjaninews.com/archives/105893/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d8%a8%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b7%d9%84%d9%88%d8%a8-%d9%85%d9%86-%d8%af%d9%88/

المطلوب عملياً من دول الخليج العربي عموماً، ومن السعودية تحديداً المساعدة الجدية والأخوية والفاعلة من أجل تحرير لبنان واللبنانيين، من رجس وشرور احتلال الملالي الإيرانيين، ومن جيشهم الإرهابي المسمى زوراً، “حزب الله”، وذلك بعد أن أقرت هذه الدول رسمياً بأن لبنان دولة محتلة وفاشلة وفاقدة لقرارها، وكذلك بعد أن أصبح حزب الله خطراً حقيقياً على أمن ووجود هذه الدول.. المطلوب هو التالي:

أولاً: التعاون مع مثقفين وحقوقيين لبنانيين سياديين واستقلاليين وشرفاء، وهم كثر داخل وخارج لبنان، في إعداد مشروع دولي واضح المعالم، يؤكد دون أي لبس بأن لبنان دولة محتلة، ومارقة، وفاشلة. ومن ثم حمل هذا المشروع والذهاب به إلى مجلس الأمن، والسعي بالتعاون مع كل الدول القادرة والراغبة، وذلك لوضع لبنان تحت البند السابع، وتسليمه كلياً للأمم المتحدة، بهدف تنفيذ القرارات الدولية الخاصة بلبنان وهي، اتفاقية الهدنة مع إسرائيل، 1559، 1701، 1680.

ثانياً: المشاركة العسكرية الفاعلة في قوات اليونيفل التي ستقوم بتنفيذ القرارات الدولية بالقوة، وذلك بعد وضع الجيش اللبناني، وكل القوى الأمنية اللبنانية الأخرى تحت أمرتها.

ثالثاً:  أن أي مشروع قرار يقدم لمجلس الأمن يجب أن يكون مقدماً من دولة أو دول، والدولة اللبنانية المحكومة من قبل حزب الله لن تقوم بهذا الأمر… في حين أن الشعب اللبناني، كشعب وليس كدولة لا يتمتع بصفة الدولة، وهنا أهمية دور دول الخليج العربي.

رابعاً: مطلوب من دول الخليج العربي كافة، أن تعي حقيقة معاناة اللبنانيين بكل شرائحهم المذهبية والإثنية، وفي مقدمهم أبناء الطائفة الشيعية الكريمة، حيث أنهم جميعاً في وضعية المخطوف والرهينة، وهم بالتالي عاجزون عن تحرير بلدهم ومواجهة المحتل الإيراني دون مساعدة خارجية فاعلة وجدية، في حين أن الدولة في لبنان هي بأمرة حزب الله، وهو من خلالها، أو من خلال صمتها وتبعيتها وعجزها وجواسيسيه بداخلها، يضطهد ويعاقب ويسجن ويغتال كل من يعارض احتلاله.

وأخيراً، نذكر الدول العربية كافة، بأن الإحتلال الإيراني هو خطر وجودي وكياني وحضاري وثقافي، ليس فقط على لبنان واللبنانيين، بل على كل الدول العربية وشعوبها، كون المشروع الإيراني التوسعي والمذهبي والدكتاتوري والإرهابي يستهدف كل هذه الدول، وليس فقط لبنان.

في الخلاصة: لبنان دولة محتلة وفاشلة ومارقة، وحكامها وحكمها هم مجرد أدوات بيد المحتل الإيراني، والشعب اللبناني هو مخطوف ومأخوذ رهينة وغير قادر على تحرير نفسه وبلده دون مساعدة من الخارج… ومن أحق من الدول العربية لنجدته ومساعدته.؟

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

الحزبي في لبنان جاهل وبوقي ومتخلي عن حريته وراضي بالعبودية

الياس بجاني/25 كانون الثاني/2022

اغنام وزقيفة وجهلة أصحاب شركات الأحزاب كافة في 8 و14 آذار وما بينهما هم وصمة عار وكارثة، لا بل مصيبة وطنية. وبس هيك

 

الياس بجاني/فيديو وبالنص: هل يتعلم كل أصحاب شركات الأحزاب من شجاعة الحريري ويغربوا عن وجوهنا

الياس بجاني/24 كانون الثاني/2022

http://eliasbejjaninews.com/archives/105835/105835/

استقالة الحريري من الحياة السياسية هي درس ورزم من العبر لكل اصحاب شركات الأحزاب الكوارث، ودن استثناء واحد، وتحديداً لما كان يسمى تجمع 14 آذار، الذي خان قادته بوقاحة وفجور ثورة الأرز وفرطوا 14 آذار، وشاركوا بطروادية فاقعة في صفقة الرئاسة الجريمة الوطنية والخطيئة المميتة. هنا نشير بوضوح ودون مواربة، ودون اعتبار لهيجان القطعان والزلم والهوبرجية. ونخص  جعجع وجنبلاط ومعهم أيضاً امين وابنه سامي، وكل باقي افراد الطاقم السياسي المافياوي المرت والأناني والنرسيسي. نقول بصوت عال لكل هؤلاء استقيلوا واغربوا عن وجوهنا، استغفروا ربكم واقتدوا بالحريري وتعلموا منه نعمة الإعتراف بالأخطاء والخطايا، وافسحوا في المجال لغيركم من الشرفاء والأكفاء ليقودوا سفية خلاص لبنان من الإحتلال الإيراني.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://eliasbejjaninews.com

https://www.youtube.com/watch?v=fj9IZUzeO7Q&t=218s&ab_channel=EliasBejjani

 

كارثية وحقارة وجهل وغباء قطعان أصحاب شركات الأحزاب

الياس بجاني/23 كانون الثاني/2022

مشكلة، بل كارثة لبنان هي ليست فقط باحتلال حزب الله، بل في ثقافة وهمجية وجهل قطعان أصحاب شركات الأحزاب كافة ودون استثناء واحد.

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

أطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

وزارة الصحة : 9199 إصابة جديدة و 16 حالة وفاة

وطنية/27 كانون الثاني/2022

سجل تقرير وزارة الصحة العامة ارتفاعا قياسيا في إصابات كورونا إذ بلغت الحالات الإيجابية 9199 ، ما رفع العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 891982 ، كما تم تسجيل 16 حالة وفاة ".

 

حقيقة سمير جعجع

داد سعد/فايسبوك/27 كانون الثاني/2022

استمع الى خطابات جعجع تعتقد انك تستمع الى تشي جيفارا او شارل ديغول… عزيزي الحزبي المنبهر به، تذكّر التالي:

- جعجع جاهر بإيصاله أسوأ رئيس جمهورية في تاريخ الجمهورية اللبنانية، الحليف الاول لحزب الله والمحور الايراني الذي يدمّر بلدك، واحتفل على شرفه بالشمبانيا وشرب نخب وصوله

- جعجع غبي بما فيه الكفاية ليثق بعون ويتأمل الخير منه بعد كل تجاربه السابقة معه ومعرفته المسبقة بتحالفاته وبتاريخه القذر وقلّة مبادئه

- جعجع قال ان نقطة ضعفه أفسد رجل في تاريخ الجمهورية اللبنانية نبيه برّي

- جعجع جلس على طاولة الفاسدين، تشارك الحكم معهم، تقاسموا المغانم، كانت معارضته لهم اكثر من خجولة وسكت عن الكثير الكثير من تجاوزاتهم وممارساتهم الفادحة بحق اللبنانيين من صفقات وزيادة للضرائب وجرائم على مختلف الاصعدة الخ.. ما يجعله شريك في فسادهم

- زوجة جعجع لم تفوّت فرصة للمديح بأكبر مجرم في تاريخ الجمهورية اللبنانية حسن نصرالله

- جعجع يكذب عندما يعد ناخبيه بما يعدهم به اذا حصل على اكبر كتلة نيابية في الانتخابات القادمة

- جعجع فاشل كونه لم يربح في حياته اي معركة سياسية

- جعجع لا يحترمك عندما لا يحترم ذكائك

اللائحة تطول ويبقى انه من سخرية القدر ان يصبح القواتي في نظر من له نظر copy/paste عن العوني.. منطق عقيم وعبودية عمياء

 

النص الكامل لكتاب “الخميني يغتال زراديشت” تأليف الشهيد مصطفى جحا/الكتاب نشر عام 1980/فورمات بي دي أف

http://eliasbejjaninews.com/archives/105760/%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%a7%d9%85%d9%84-%d9%84%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%85%d9%8a%d9%86%d9%8a-%d9%8a%d8%ba%d8%aa%d8%a7%d9%84-%d8%b2%d8%b1%d8%a7%d8%af%d9%8a/

مصطفى جحا كاتب ومفكر لبناني كتب في السياسية والفلسفة ولد في قرية الجبين جنوبي لبنان عام 1942. في العام 1974 بدأ بنشر مقالاته في جريدة “العمل” و”الأحرار” و”النهار”… موجّهًا انتقادات قاسية للتدخل الفلسطيني في لبنان، ومنتقدًا في الوقت عينه انجرار أبناء الطائفة الشيعيّة وراء حركة “فتح”.

أزعجت مقالاته القوى المتواجدة في جنوب لبنان من الفلسطينيين وحلفائهم. وتعرّض للخطف عام 1975على يد حركة “فتح” الفلسطينية لمدة 20 يومًا، تعرّض خلالها لأشد أنواع التعذيب. كانت تهمته حينها أنّه يتعامل مع الأحزاب اليمينيّة من حزبي “كتائب لبنانيّة” و”وطنيين الأحرار”. تدخّل حينها كل من الراحل رئيس حزب “الكتائب” الرئيس بيار الجميّل والراحل رئيس حزب “الأحرار” الرئيس كميل شمعون ورئيس الجمهوريّة الراحل سليمان فرنجية لتحرير مصطفى جحا من قبضة حركة “فتح”.

بعدها ترك منطقة الجنوب وهرب إلى بدارو (المنطقة الشرقيّة). وفي عام 1978 وضع كتاب “لبنان في ظلال البعث” الذي تناول فيه جرائم الجيش والمخابرات السورية في لبنان فأثار غضب السوريين وحلفائهم في لبنان.

عام 1980 وضع كتاب “الخميني يغتال زرادشت” انتقد فيه ترك الشيعة للبنانيتهم وانجرارهم خلف مشاريع غريبة عن الوطن لبنان، منتقدًا أيضًا في الكتاب مواقف، سياسة وتصرفات مرشد الثورة الاسلاميّة في إيران الإمام الخميني.. مما أثار غضب رجال الدين الشيعة والإيرانيين ومن بعدهم “حزب الله”.

عام 1981 وضع كتاب “محنة العقل في الإسلام” الذي انتقد فيه بعض من جوانب الديانة الإسلامية بطريقة فلسفيّة.

وفي الثلاثاء 12 نيسان 1983 قامت المحكمة الشرعية الجعفرية برئاسة القاضي الشيخ عبد الله نعمة والذي ساعده عضوا المحكمة الشيخ خليل ياسين والشيخ عبد الحميد الحر بإصدار فتوى شرعية تقول بأن مصطفى جحا مرتد وكافر! وهو الأمر الذي وافق عليه أيضاً عدد من رجال الدين في دار الفتوى.

من مؤلفاته:

المخالب،

صدى ونغم،

شاهد الثعلب ذنبه،

لعنة الخليج،

الخميني يغتال زرادشت،

لبنان في ظلال البعث،

في سبيل وطن وقضية،

محنة العقل في الإسلام،

أبعد من زحلة وصور،

جزيرة الكلمات،

رسالتي إلى المسيحيين،

عقائد ورجال،

قاموس حرب علي ومعاوية،

نحن وصنمية التاريخ،

رسائل من خلف المتراس 1 و 2،

قضايا مشرقية.

وفي نهار 15 كانون الثاني 1992، بعد انتهاء الحرب اللبنانية، اعترضته في منطقة السبتيّة سيارة يستقلها مسلحون أمطروه بوابل من رصاص مسدس عيار 7 ملم مزوّد بكاتم صوت وهو في سيّارته.. وقد هُمّش ملف الاغتيال بطريقة غريبة ولم يتم الاهتمام به بأي شكل من الأشكل

 

الإجابات على الورقة الخليجية شبه منجزة… ولكن!

الجمهورية/27 كانون الثاني/2022

لفتت مصادر سياسيّة لـ«الجمهورية» إلى ان ورقة الردود اللبنانية باتت شبه منجزة وتحتاج الى بعض «الروتوش»، حيث انها تجيب بإيجابية تامة على الورقة الخليجية التي نقلها وزير الخارجية الكويتي الى لبنان، ومن وحي البيان الوزاري للحكومة، والمسلمات والثوابت اللبنانية الذي تؤكد الحرص على علاقة اخوة مع الاشقاء العرب ولا سيما مع دول الخليج والحفاظ عليها، والالتزام الكلّي بقرارات الشرعية الدولية وتأكيد الالتزام بالقرار 1701، وبالدعم المطلق للجيش والقوى الامنية في حماية لبنان وضبط الحدود، وكذلك تأكيد التزام الحكومة النهائي باتفاق الطائف، وبالسعي لإجراء الاصلاحات التي من شأنها اخراج لبنان من ازمته. وايضاً التوجّه الى الاسرة العربية، والخليجية على وجه الخصوص بمَد يد المساعدة للبنان وتفعيل التعاون معه. اشارة الى أن المبادرة ليست محل اجماع داخلي، فبمعزل عن موقف الحكومة وما قد يتضمنه جوابها المنتظر ان ينقله الوزير عبدالله بو حبيب السبت المقبل الى الكويت، فإنّ المواقف الصادرة عن الجهات المصنّفة سيادية، تلقّفت الورقة الخليجية بوصفها مبادرة ينبغي التقاطها كفرصة خلاص للبنان وجسر عبور الى علاقات طبيعية بين لبنان والدول العربية وفي مقدمها دول الخليج. على ان الموقف في المقابل، وخصوصاً في جانب حلفاء «حزب الله»، يرسم علامات استفهام حول هذه الورقة، وطرحها في هذا التوقيت بالذات، خصوصاً ان مضمونها، وإن كان يحمل بنوداً لا جدال فيها، انما في المقابل يحمل مضموناً تصعيدياً، ولا سيما في الجانب المتعلق بالقرار 1559، علماً ان مضمون هذه الورقة سبق ان جرى النص عليه بشكل شبه حرفي في البيانات الصادرة على أثر الجولة الخليجية لولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

ورأت مصادر في هذا الجانب انّ هذه الورقة لم تتوخ حلاً للبنان بل توخّت حشراً له في هذه المرحلة. واذا كان من المطلوب من الحكومة ابداء الليونة مع هذه الطروحات، فإنها بالتأكيد ليست قادرة على مقاربة بنود خلافية وشديدة الحساسية، وأبعد من لبنان، خصوصاً ما يتعلق بالقرار 1559 الذي في جوهره يدعو الى نزع سلاح «حزب الله».

 

محطة مفصليّة جديدة… ماذا يريد “الحزب”؟

وكالة الانباء المركزية/27 كانون الثاني/2022

لم يعد خافيا على أي طرف محلي أو إقليمي وحتى دولي أن الرد على المبادرة العربية التي حملها وزير خارجية الكويت احمد ناصر الصباح ستشكل محطة مفصلية في تاريخ لبنان. وفي حين صرح رئيس الجمهورية ميشال عون أنه يرحب بها، وهذا شأن طبيعي لأن لبنان الرسمي لا يمكنه رفض المبادرة، إلا أن الجواب المباشر جاء من قبل حزب الله من خلال الإعتداء الذي نفذه “الأهالي” على دورية تابعة لقوات حفظ السلام في بلدة رامية الحدودية. والسؤال الذي يطرح اليوم، كيف ستتعامل الجمهورية اللبنانية مع هذه المبادرة التي بدأت تأخذ أبعاداً دولية؟ والأصح ماذا يريد الحزب والواضح أن أهدافه مرصودة إلى ما بعد بعد المبادرة!

سؤال طرحه المجلس الوطني اللبناني لرفع الإحتلال الإيراني الذي سبق وأعلن تأييده المطلق للمبادرة وذلك ضمن بيان صادر بتاريخ 25 كانون الثاني الجاري. وبين الترحيب اللفظي الصريح واعتداء “الأهالي” غير المبرر على دورية قوات حفظ السلام العاملة ضمن إطار القرار 1701 يستخلص المجلس الوطني أن القبول اللفظي تُرجم عمليا برفض المبادرة. النائب السابق وعضو المجلس الوطني الدكتور فارس سعيد يتوقف عند هذه المبادرة باعتبارها ستشكل مدخلاً للعودة إلى طاولة حوار يخرج منها “المتحاورون” باتفاق من شأنه أن يخلط الأوراق إذا لم يتقيدوا بالشروط التي وردت في اتفاق الدوحة. ويقول عبر “المركزية”: “إذا قرر الجانب اللبناني أي الدولة اللبنانية وحزب الله إحالة المبادرة إلى طاولة حوار سندخل في مرحلة جديدة”.

من يشارك من القوى السياسية؟ ومن يرفض؟ أيضا سؤال يطرح لكن الأهم بحسب سعيد “في حال دعا الرئيس إلى طاولة حوار وهذا المرجح، بعدما بات واضحا أن الترحيب أو القبول بالمبادرة العربية لفظي فيما عمليا هي مرفوضة من قبل الحزب بدليل الإعتداء غير المبرر من قبل “الأهالي” على دورية تابعة لقوات حفظ السلام في بلدة رامية الجنوبية، يجب على المشاركين التقيد بالشرطين التاليين: مشاركة ممثل عن الجامعة العربية وآخر عن الأمم المتحدة، إذ لا حوار متوازنا مع سلاح الإحتلال من دون حضور عربي ودولي”. ويضيف مؤكدا “أن دراسة المبادرة هي من اختصاص الحكومة وليس طاولة حوار من خارج الأطر الدستورية”. تشير بعض الأوساط إلى أن ثمة توجها دوليا باستبعاد رموز الطبقة السياسية عن الإنتخابات النيابية المقررة في 15 أيار بعدما بات مؤكدا أنها ستحصل من دون المكون السني على مستوى نواب ووزراء وجمهور التيار الأزرق، بعد إعلان رئيسه سعد الحريري قراره بتعليق عمله السياسي، مما خلق حالا من البلبلة على مستوى الترشيحات في الدوائر التي يشكل فيها الناخب السني الصوت المرجح والتفضيلي. لكن بحسب قراءة سعيد هذا “الكلام ليس إلا من باب التحليلات الوهمية. فالمجتمع الدولي لا يتدخل بأسماء المرشحين ولا يأبه بالأسماء الفائزة أو الخاسرة، والترشيحات تحصل وفقاً للقانون والدستور هذا إذا حصلت الإنتخابات لأنني أصبحت شبه يقين بأنها لن تحصل، علما أنها باتت شبه محسومة لحزب الله بعد تعليق الحريري عمله السياسي ومعه تيار المستقبل وغالبية المكون السني الذي يشكل التوازن مع الحزب”.

قد لا ترضي هذه المعادلة السياسية شريحة واسعة من اللبنانيين والقيادات المعارضة المؤمنة أن التغيير سيبدأ من صوت الشعب في صناديق الإقتراع، لكن الحدث الكبير الذي توقع سعيد حصوله قبل الإنتخابات وكرره في أكثر من تغريدة وتصريح “كان بيد اللبنانيين وبات بيد الحريري مع قرار تعليق عمله السياسي مما خلق واقعا جديدا تمثل بانعدام التوازن في نتائج الإنتخابات النيابية”. فهل كان يدرك الحريري نتائج خطوته؟

لا أتصور ذلك وأعتقد أن هناك أسبابا شخصية دفعت بالرئيس الحريري إلى اتخاذ قرار تعليق عمله السياسي”. لكن الأهم يضيف سعيد “أن حزب الله بات يطمح إلى ما هو أبعد من نتائج الإنتخابات النيابية وأخشى أن يتحول موضوع المبادرة العربية إلى مادة لعقد طاولة حوار فيدخل إليها المتحاورون باتفاق الطائف وبصيغة لبنان عربي ليخرجوا منها بصيغة مثالثة ولبنان مشرقي أكثر من ذلك، قد ندخل إليها بانتخابات نيابية ونخرج منها بانتخابات رئاسية مبكرة وهذا ما يريده حزب الله، رئيس جمهورية يشكل ضمانة له على مدى 6 سنوات جديدة، بعدها يبدأ الحديث عن انتخابات نيابية. هذا ما يريده الحزب بعدما لمس من خلال تعليق الحريري عمله السياسي أن نتائج الإنتخابات النيابية لن تكون ضمانة له. من هنا يستعجل للإنقضاض على موقع رئاسة الجمهورية من خلال إنتخابات رئاسية مبكرة ليصل من خلالها إلى النيابية”.

كلام خطير؟ “صحيح ونحن أمام معضلة خطيرة إلا إذا اشترط المشاركون في حال تقرر الذهاب إلى طاولة حوار بمشاركة ممثلين واحد عن الجامعة العربية وآخر عن الأمم المتحدة ” يختم سعيد.

 

كيف يواجَه التجنيد الداعشي في طرابلس؟

وكالة الانباء المركزية/27 كانون الثاني/2022

ليس بقاء الرئيس سعد الحريري وتياره المستقبلي داخل الحياة السياسية او تعليق المشاركة فيها همّ الطرابلسيين ولا من يرث البيت الحريري او يملأ فراغ الزعامة السنية، على اهميتها. هناك في أحياء وأزقة  أبو سمراء والبداوي والقبة والتبانة والمنكوبين حيث الاسم على مسمّى، ثمة هواجس أبعد بأشواط وقلق يقض مضاجع الاباء والامهات والشباب عنوانه الاوحد الذل والقهر والفقر والجوع والبطالة المستشرية التي تشرّع الابواب على شتى انواع الآفات التي لا يسلم منها الا من يُوفق في الهجرة او الاستزلام لزعيم، والا فالسرقات وتعاطي المخدرات وما ينتج عنها من اجرام والانضمام الى جماعات متطرفة  تنمو في بيئات مماثلة والوقوع  في افخاخ دجالي قوارب الموت، في المرصاد. في هذه الأحياء، حيث الارض الخصبة لاصطياد القاصرين، تضرب التنظيمات الارهابية ضرباتها، مستفيدة من “اختفاء” الدولة وما يتصل بها من اهتمام بمواطنيها ومتابعة اوضاعهم وحاجاتهم، ولو اختفوا. وهم بالفعل يختفون وهي عنهم غافلة، الا إن ابلغ عنهم اهلهم متوسلين الاجهزة الامنية مدهم بمعلومة تطمئن قلوبهم ولا تجدها، فعجلات مراكب الارهاب تدور اسرع من مركبات اجهزة الامن التي غالبا ما لا تتوافر لها المحروقات لتشغيلها في الدولة المهترئة. روايات كثيرة نُسِجت حول عودة “داعشية” قوية الى بيئة طرابلس الفقيرة المنسية، تأكد بعضها على لسان وزير الداخلية، فيما تبين تضخيم بعضها الآخر، غير ان التضخيم مفيد علّ الدولة النائمة تستفيق قبل فوات الاوان وتتحرك لدعم الاجهزة الامنية والعسكرية التي تناضل باللحم الحي من اجل حماية طرابلس وابنائها من براثن “داعش” واخواتها ومنع التحاق المزيد منهم بمشرعها الشيطاني الذي عاد لينشط اخيرا في العراق وسوريا مقابل حفنة من الدولارات تقي عائلاتهم الفقيرة الجوع والموت فيضحون بأنفسهم عن جهل لإنقاذ اهلهم بعد اخضاعهم لعمليات غسل ادمغة تتم اما بالمباشر او عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

الظاهرة القديمة المتجددة، عادت الى الضوء بقوة بعدما كشفت النقاب عنها مخابرات الجيش على اثر توقيف اثنين من اعضاء خلية داعشية اغتالت “ابو زياد مراد” واسمه الحقيقي احمد مراد، وهو مؤهل متقاعد في الجيش، في آب الفائت، وضبطت في هواتف في حوزتهم صورا وافلاما لتنظيم داعش وامورا دينية متشددة من ثقافة التنظيم واعترفوا بتجهيز انفسهم واخرين للجهاد في ارض العراق وسوريا مقابل الفي دولار اميركي شهريا، في حين هرب اربعة من اصل ستة كانوا يشكلون نواة لتجنيد الشبان واعتقدوا انهم باغتيال “ابو زياد” يتمكنون من تأسيس مربع امني خاص بهم فيفرضون سطوتهم، الا ان المخابرات باغتتهم واحبطت مشروعهم. على الاثر، تحركت الاتصالات بشبان قاصرين من المدينة على صلة بالاربعة الذين هربوا الى الخارج والتحقوا بالتنظيم، وتمكنوا من تأمين مغادرة العشرات منهم، ترجح المصادر الامنية عددهم بين 40 و45 شابا من بينهم من خرج حديثا من سجن رومية الذي تاخذ المصادر على الدولة اهماله لدرجة تحوله الى منبع للارهاب والتكفير اذ عوض تأهيل المساجين تتركهم فريسة لتنامي موجات المخدرات والارهاب المنتشرة بكثرة في ما بينهم. من هنا تتوسع دائرة التواصل بينهم وبين الخارج من شبان طرابلس الفقراء، لا سيما من بعض المطلوبين او من في حقهم مذكرات توقيف يتم ترهيبهم بالاجهزة الامنية واقناعهم بأن مصيرهم المحتم السجن والتعذيب اذا ما تم توقيفهم، فيجدون في “داعش” الملاذ الآمن والاغراء المادي. المصادر الامنية، تؤكد لـ”المركزية” تواصلها الدائم والمفتوح مع القيادات الروحية والمشايخ في طرابلس المشرفين على هذه القضية، كاشفة عن تسليمهم خمسة قاصرين اوقفوا كانوا يستعدون للمغادرة والانضمام الى التنظيم كبادرة حسن نية وليشكلوا عبرة للآخرين تبدد هاجس القلق من الاجهزة الامنية اللبنانية. واكدت استمرار الجهود والتنسيق التام بين الاجهزة لا سيما مخابرات الجيش ومفتي طرابلس والشيخ نبيل رحيّم لاحتضان هؤلاء ومحاولة نزع الافكار الداعشية عنهم وطمأنتهم عبر تقديم ضمانات بعدم التعرض لهم، علما ان من غادروا باتت عودتهم شبه مستحيلة في ضوء المعلوم عن التنظيم وسلوكياته. التعويل راهنا، تختم المصادر على امرين ،التعاون الوثيق بين أئمة المساجد ودار الفتوى والفاعليات، لقطع طريق التجنيد في المدينة وخارجها، والرصد الامني الدقيق لاي تحرك مشبوه في البيئات التي تشهد تطرفا دينياً، على امل ان تستفيق الدولة على واقع مدينة مهمّشة وعاصمة ثانية هي الاشدّ فقرا تضم للمفارقة اغنى اغنياء لبنان.

 

الخوف على الصيغة اللبنانية يستنفر العالم… هل تستجيب المنظومة؟

وكالة الانباء المركزية/27 كانون الثاني/2022

يرفض الخارج تركَ لبنان وصيغته الفريدة في محيطه وفي العالم ايضا، يموتان. من هنا، فإنه لا يبتعد عنه الا قليلا لإعداد خطط واوراق تعيد تعويم مركبه الذي تتلاطمه امواج تكاد تُغرقه وتقضي عليه.. قبل ان يعود بعواصمه كلّها الى بيروت، حاملا المبادرات والوثائق والطروحات الانقاذية.. لكن مع الاسف، فإن الممسكين بمقاليد قيادة هذه السفينة، يرفضون التعاون والتجاوب في كل مرة، وكأنهم اتخذوا خيارا انتحاريا سيقتلهم هم وشعبهم المخطوف، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”. هدف الخارج اذا انقاذُ النموذج اللبناني حيث تتلاقى الطوائف والمذاهب على مساحة جغرافية صغيرة، لكن كي تبقى قادرة على التعايش في ما بينها بسلام، لا بد من تنفيذ اتفاق الطائف الذي سيبني دولة للجميع لا غالب فيها ولا مغلوب. ولانه لم يُطبَّق وبقيت فئة من اللبنانيين ممسكة بسلاح خارج اطار الشرعية، انكسر الميزان الداخلي ووقع لبنان في مآزق سياسية واستراتيجية ودبلوماسية وفي ورطة مالية اقتصادية، على مر السنوات الماضية، بلغت كلّها أوجَها اليوم. لمحاولة اصلاح هذا الخلل الذي ما كان ليحصل لولا تجاهُل بنود الطائف، اضطر المجتمع الدولي الى اصدار قرارات عدة علّها تفيد في تنفيذ ما لم ينفذ من قبل اهل الحكم في بيروت، فكان القراران 1559 و1701، فلم يُطبّق الاول وطُبّق الثاني مع خروقات وانتهاكات كثيرة.

لم يستسلم اصدقاء لبنان في العالم، وها هم يعودون اليوم عبر الورقة الكويتية التي تطالب بتنفيذ الطائف وقرارات الشرعية الدولية كمدخل لانقاذ لبنان المشلّع، وهي ورقة منسقة دوليا بين الشرق والغرب وليست كويتية عربية فحسب، وكانت مدار بحث بين وزيري خارجية الكويت والولايات المتحدة في واشنطن اليوم.

وبعد الجواب الذي سيحمله وزير الخارجية عبدالله بوحبيب عليها في 29 الجاري الى الكويت، يحط وزير خارجية الفاتيكان  الكاردينال بياترو غالاغر، في لبنان في الثالث من شباط المقبل في زيارة ينقل فيها رسالة من  قداسة البابا فرنسيس عنوانها “الوقوف إلى جانب لبنان والاستعداد لمساندته للحفاظ على هذا النموذج في الشرق”. وفي الوقت عينه، تتابع المصادر، يفترض ان يزور وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لو دريان لبنان مطلع شباط المقبل، علما انه كان ناقش الملف اللبناني مع نظيره المصري سامح شكري مطلع الاسبوع. لبنان اذا حاضر في صلب الاهتمامات الدولية، والخوف على صيغته كبير والخشية من سقوطها اكبر، وقد بات نموذجُه يحتضر ويقترب من لفظ انفاسه الاخيرة.. هذه هي رسالة المجتمع الدولي الذي لن يكون وحده قادرا على انعاش لبنان.. فهل تستجيب المنظومة هذه المرة قبل فوات الاوان؟

 

جنبلاط: العهد القوي "حرق دين البلد" و"باب المختارة لن يقفل"

المركزية/27 كانون الثاني/2022

لفت رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، إلى أنّه "بعد اغتيال رئيس الحكومة الرّاحل رفيق الحريري، استمرّينا مع رئيس الحكومة السّابق سعد الحريري، لكن اليوم الوضع أسوأ لأنّ الوضع العربي والدولي أسوأ، لكنّنا سنستمرّ بالمواجهة مع القوى الحليفة إذا وُجدت، في الحد الأدنى من الاعتراض السلمي". ورأى أنّ "لا قدرة لأحد على استبدال الحريري، وأنّنا سنرى تشرذمًا في بيروت وطرابلس وصيدا وغيرها، والحريري سبق أن منع أي انجراف نحو العصبيات والحرب الأهلية". وأشار جنبلاط في حديث عبر برنامج "صار الوقت" عبر ال"ام تي في" الى أنّ "للحريري ظروفه الخاصة التي دفعته للعزوف عن خوض الانتخابات النيابية، ولن اتحدث عنها ونحن مجبرون ان نستمر، ولا معنى للحديث عن عزوفي السياسي ونحن مستمرّون، وظروفي مختلفة عن ظروف سعد الحريري"، سائلا: هل تريدون من تيمور جنبلاط ان يقفل باب المختارة؟". مؤكّدًا أنّ "لا مطالب عربية لتكون المطالب تعجيزية، والمذكرة الأخيرة عبر وزير الخارجية الكويتي تتضمّن القرار 1559 الذي لا يمكن تطبيقه. هناك تخلٍ عربي عن لبنان نتيجة هجوم حزب الله" على العرب، ونحن ضحية هذا الصراع وأعود وأقول ليس كل اللبنانيين إيرانيين". مشددا على اننا "لسنا ساحة ومنصة للصواريخ ولكن هناك كيان لبناني". واكد جنبلاط ان " القرار1701 تمت الموافقة عليه وهو مفتاح الامل لكل لبنان ومفتاح ازدهار منطقة الجنوب"، معتبرا انه ليس كل قرار دولي يطرح ينفذ". وعن زيارته الى روسيا قال: "اتفقنا في روسيا على بنود منها أن التخلي العربي عن لبنان يعطي نفوذاً أكبر لإيران وهذا ما سمعته من بوغدانوف وقلته للافروف الذي وافقني الرأي".

وتابع: طرحت في روسيا أهمية وضع حد لحرب الخليج وأنصح بالخروج من هذه الحرب وبكرامة لأن الإيراني بدأ بالاعتداء على السعودية والإمارات وأنصح بترك اليمن فالأتراك سابقاً فشلوا في الدخول إلى اليمن وعبد الناصر هُزم في اليمن والإنكليز خرجوا من اليمن . وعن موازنة 2022 قال: "لست خبيراً لكنني لست راضياً عن مشروع الموازنة". وسـأل: لماذا لم يتم إقرار قانون الكابيتال كونترول؟ الضريبة التصاعدية الموحدة؟ الضريبة على الثروة؟ الضريبة على أملاك الأوقاف؟ لماذا إعفاء الأوقاف عن دفع الضرائب؟ واضاف: الفرصة الأخيرة وضع موازنة مقبولة ترضي صندوق النقد إلّا إذا دخلنا في مزايدات الانتخابات النيابية ومن ثم مزايدات الانتخابات الرئاسية. وتوجه جنبلاط الى رئيس الوزراء نجيب ميقاتي بالقول: ادعوك لعدم العزوف عن الترشح الى الانتخابات النيابية. وعن الانتخابات دون تيار المستقبل قال: سنقوم بالحد الأدنى من التحالفات مع شخصيات مستقلّة ومع القوات اللبنانية ولكن قد نُقدِم على خسارة أو نحافظ على حجمنا ولست متشائماً وأدعو من أعدمنا تحت شعار "كلن يعني كلن" للترشّح للانتخابات النيابية. واضاف: انا لست متشائماً من قدرة الناس اللبنانيين على خلق طبقة سياسية جديدة وانا اشجع كل التغييريين على خوض الانتخابات . ادخلوا الى المجلس النيابي واحدثوا صدمة ايجابية. وتابع: لست انا من افرض رأيي على بيروت او غير مناطق ... ننظر الى المستقبل. الى تيمور جنبلاط ( هو المستقبل ) وانا الماضي. ونحاول الحفاظ على موقعنا في مناطقنا حيث تمثيلنا. واضاف: الجماعة الإسلامية موجودة ولكن فلننتظر ونحدّد والمهم أن لا نخرج بأي تحالفات من أجل الوصول إلى أي حجم ولن أتحالف مع عبد الرحيم مراد والساحة السنية متنوّعة ووطنية، ولن أتحالف مع عبد الرحيم مراد والساحة في البقاع الغربي لا تخلو من الشخصيات التي يمكننا التحالف معها. واضاف: أيّ خلاف على الأسماء يؤدّي الى الخسارة وسنُعلن أسماء مرشّحينا خلال أسبوعين الى أقصى حدّ. وتابع: الناخب اللبناني لا يشترى، واللعبة القديمة انتهت، وهناك جيل جديد على قدر كبير من الوعي، ولن يدخل بالرشوة وهذا علينا الاعتراف به، والعهد القوي "حرق دين البلاد" وليترك عون وصهره الرئاسة بكرامة. واكد جنبلاط قائلا: انا ضد التعيينات في الوقت الراهن الا في المؤسسات الامنية لانها تأتي على طريقة المحاصصة، اما عن قضية المرفأ اضاف: في يوم ما لا بد ان تكون العدالة وان تنتج العدالة . كفى ! 22 اغتيال و 4 محاولات اغتيال فشلت واغتيال جماعي في المرفأ كلّه من دون مذكرة توقيف واحدة ؟؟؟ ولو ؟؟؟، تريدون تحرير فلسطين لكن هل نحرّر فلسطين على ركام بيروت؟ أم يجب أن يكون البلد قوياً للمواجهة؟ ونسأل هل يعترفون بالكيان اللبناني أم المطلوب شطب الكيان من قبل الممانعة من أجل تحرير فلسطين. وعن الترسيم قال: علينا التمسك بحصتنا في ترسيم الحدود مع اسرائيل. وختم جنبلاط: تيمور وداليا واصلان هني مستقبل المختارة واحلى صورة كانت مع بنتي في الساحة الحمرا في روسيا.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 27 كانون الثاني 2022

وطنية/27 كانون الثاني/2022

الجمهورية

حاولت جهات سياسية الربط بين زيارة قام بها موفد عربي الى بيروت وأحد الاستحقاقات البارزة قبل أن تتبين صعوبة تسويقها.

طلب وزير خارجية دولة مؤثرة إدراج زيارة مخيم للنازحين السوريين أثناء زيارة قريبة له للبنان ما أثار استغراب مسؤولين حول توقيتها ومغزاها.

يرفض جميع النواب والمسؤولين في حزب مؤثر التعليق على قرار رئيس تيار بارز وذلك بتوجيه من قيادة الحزب.

اللواء

بات بحكم المؤكد أن انتخابات 2022 في أيار، ستُجرى تحت ولاية توجّه دولي بإبعاد رموز الطبقة السياسية.

اقترب حزب بارز من إنجاز ترتيبات مرحلة اشتداد الضغط الإقليمي والدولي، إذا حصل، بإجراءات لا تؤثر كثيراً على بنيته أو بيئته.

تواجه محلات الصيرفة كساد زبائن، بعد فتح الباب امام الحصول عبر منصة صيرفة على الدولار بكميات كبيرة من المصارف العاملة وبالعكس!

نداء الوطن

لوحظ أن الرئيس سعد الحريري لم يصافح أيّاً من الذين حضروا لسماع كلمة اعتذاره عن العمل السياسي لا عند دخوله ولا قبل خروجه.

يقرأ نواب ومسؤولون في تيار المستقبل تعليمات بما يجب أن يفعلوه يدوّنها بعض من هم في التيار كمسألة نهيهم عن المشاركة في أعمال مجلس النواب ومناقشة الموازنة على أساس أن تعليق العمل السياسي يشملها، الأمر الذي قد ينعكس سلباً على علاقتهم بالتيار.

بعد فشل الطعن الذي تقدم به أمام الدستوري يعتزم الوطني الحر إعداد اقتراح قانون لتعديل قانون الانتخاب متعلق بحصر اقتراع المغتربين بالمقاعد الستة وهو ما حضر له عون من خلال العقد الاستثنائي المخصص لقانون الانتخاب.

الأنباء

نائب حالي انتقل بقرار حزبي من العمل السياسي إلى العمل الاستشفائي.

حزب أساسي يُحضّر لخوض معركة انتخابية على مقعدين في منطقتين تدوران في فلك زعيم سياسي. 

البناء

قالت مصادر سياسية إن رسائل سعودية تحذيرية واضحة وصلت لدار الفتوى تنبّه من أي موقف يدعو لمقاطعة الانتخابات المقبلة ترشيحاً واقتراعاً تحت شعار التضامن مع الرئيس سعد الحريري وإن رسالة مشابهة تبلغها النائب السابق وليد جنبلاط.

قال دبلوماسي أوروبي إن ليس لدى الدول الخليجيّة توجهاً محدداً للتعامل مع الجواب اللبناني على الشروط التي بلغتها الكويت للبنان وإن إبداء لبنان نيته للتعاون ووضع ملاحظات سيربك الموقف الخليجيّ لأن القطيعة ممنوعة مثل الانفتاح والقرار عند واشنطن بانتظار بت مصير وجودها في سورية.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 27/01/2022

وطنية/27 كانون الثاني/2022

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ان بي ان

لبنان ظل رهينة العاصفة القطبية التي اجتاحت ثلوجها المناطق الجبلية وانهمرت أمطارها الغزيرة على امتداد لبنان.

لكن قساوة العاصفة خفت بعض الشيء وطرأت انفراجات خلال ساعات النهار ليرتفع منسوب الصقيع والجليد خلال الليل على المرتفعات.

عاصفة الإنكفاء السياسي للرئيس سعد الحريري ما زالت في المقابل تهب على لبنان حيث يعكف الوسط السياسي على قراءتها بأبعادها المختلفة بما فيها ما يرتبط بالسباق الإنتخابي المقبل.

بالنسبة للسباق الحكومي مع الوقت يواصل مجلس الوزراء ماراتون جلساته المخصصة لدرس موازنة العام 2022 وهو عقد اليوم جلسته الرابعة في السرايا الحكومية ويلتئم في جلسة خامسة صباح غد.

وبحسب معلومات ال NBN فإن ثمة جلسة مرجحة السبت لإجراء قراءة نهائية لكن انعقادها لم يحسم بعد ولكنها إذا ما التأمت يفترض ان تقر الموازنة نهائيا خلالها او يوم الإثنين على أبعد تقدير.

وفي ما يتعلق بالدولار الجمركي قال الوزير عباس الحلبي خلال تلاوته المقررات الصادرة عن الجلسة الرابعة إنه لا يمكن تحديد سعر صرف الدولار الجمركي إذ يجب ان يكون له معيار معين ومن الممكن ان يكون معيارا صيرفيا.

وبينما كانت الإهتمامات منشدة إلى الموازنة وتداعيات قرار الحريري اقتحم اليوميات اللبنانية تحرك ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة.

وفيما أكد العدو الإسرائيلي إستئناف مفاوضات الترسيم الأسبوع المقبل تردد أن الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين سيحط خلال الأيام المقبلة في المنطقة.

لكن وزير الخارجية اللبناني عبدالله بو حبيب أكد أن لبنان لم يتلق بعد موعد وصول الوسيط وقال إن موقفنا الموحد هو أننا نريد إستئناف المفاوضات لكننا ننتظر ورود مقترحات أميركية محددة لتتم مناقشتها ونقرر موقفنا منها.

وفي موضوع الورقة الخليجية التي نقلها وزير الخارجية الكويتي إلى المسؤولين اللبنانيين الأحد الماضي لفت بو حبيب إلى أن مسودة الرد عليها باتت جاهزة مشيرا إلى أنه سيحملها إلى رؤساء الجمهورية ومجلس النواب والحكومة للوقوف على رأيهم.

ومعلوم أن بو حبيب سينقل الرد اللبناني إلى مؤتمر وزراء الخارجية العرب الذي تستضيفه الكويت بعد غد السبت آملا أن يراه الإخوة العرب إيجابيا.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ام تي في

" ياسمين" اسم على مسمى. فزهرة الياسمين تتميز اجمالا بلونها الابيض، والعاصفة ياسمين حولت لبنان لوحة  بيضاء من اعلى جباله الى فقش المو..

 في السياسة الامر مختلف، اذ ان الموقف اللبناني لا يزال رماديا في ما يتعلق بالرد على الورقة الكويتية. ومعظم المعلومات تتقاطع عند التأكيد ان رد لبنان بخصوص تنفيذ القرارات الدولية وسلاح حزب الله سيكون مرتبطا بامرين : عقد طاولة حوار من جهة وتحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا من جهة ثانية. فهل تقنع هاتان الحجتان وزراء الخارجية العرب، ام ان المجتمع العربي لن يقتنع.  ما سيرتب، على الارجح،  تداعيات سلبية على لبنان، حكومة وشعبا؟

في هذا الوقت الحكومة تواصل درس مشروع الموازنة. والجديد اليوم توافق على رفع سعر الدولار الجمركي تدريجا ووفق السلع، على ان  لا يتجاوز في اي حال من الاحوال سعر الدولار على منصة صيرفة.  فكيف ستحقق الحكومة الرفع التدريجي ووفق اي نسب؟ وهل مجلس النواب في وارد الموافقة على  قرار غير شعبي كهذا ، وخصوصا اننا على ابواب انتخابات نيابية بعد  ثلاثة اشهر ونصف الشهر؟

ولأن الانتخابات هي اداة التغيير الاولى، فان بعض القوى السياسية بدأت تستغل انسحاب سعد الحريري وتيار المستقبل من الحياة السياسية للترويج لامكانية تأجيل الانتخابات بحجة لا ميثاقيتها.

لكن ايها اللبنانيون لا تصدقوا ما يقولون. فهم دجالون منافقون. والسبب الحقيقي لترويجهم تأجيل الانتخابات، هو خوفهم من قراركم وخشيتهم من صوتكم  بعدما اكتشفتم اكاذيبهم وخزعبلاتهم.

لذلك طالبوهم يوميا باجراء الانتخابات في موعدها، وعندما تدق ساعة الاستحقاق اوعا ترجعو تنتخبون هني ذاتن.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ال بي سي

فيما لبنان منهمك بإنجاز الرد على الورقة الكويتية التي سيحملها معه وزير الخارجية عبدالله بو حبيب إلى اجتماع وزراء الخارجية العرب ، الأنظار مجددا إلى الإمارات :

الخارجية الأمريكية تحث الأميركيين على إعادة النظر في أي خطط للسفر إلى الإمارات، وتشير إلى تهديدات من هجمات بالصواريخ أو الطائرات المسيرة.

ومما جاء في التحذير، مخاطبا الأميركيين: "أعيد النظر في السفر بسبب التهديد بهجمات الصواريخ أو الطائرات بدون طيار. لا يزال احتمال وقوع هجمات على المواطنين الأميركيين ومصالحهم في الخليج وشبه الجزيرة العربية مصدر قلق خطير ومستمر".

في المقابل، أكد مسؤول إماراتي رفيع لوكالة فرانس برس اليوم أن تهديد المتمردين اليمنيين لدولة الامارات لن تصبح "الواقع الجديد" ، نحن نرفض الانصياع لخطر الإرهاب الحوثي الذي يستهدف شعبنا وطريقة عيشنا". وأضاف "الإمارات العربية المتحدة، باعتبارها موطنا لأكثر من 200 جنسية، تقف على أهبة الاستعداد للدفاع عن نفسها. ما زلنا واحدة من أكثر البلدان أمانا في العالم، وقد عززت الهجمات الأخيرة التزامنا بالحفاظ على رفاهية سكاننا".

وفيما تبادل التحدي متواصل بين الإمارات والحوثيين، وزير الخارجية القطري وصل طهران قبل اربعة ايام من محادثات أمير الكويت في البيت الابيض مع الرئيس الاميركي جو بايدن .

في لبنان ، الاهتمام يتركز على انجاز مشروع قانون الموازنة، وقد قطع مجلس الوزراء شوطا كبيرا في دراسة بنوده ، لكن ما يستدعي الإهتمام والنقاش والمتابعة هو عمل وزارة المال التي تعكف على إعداد دراسة تحدد فيها المعيار الذي ستزيد على أساسه الرسوم والضرائب ، الامر الذي ليس من الضروري أن يكون مرتبطا بتقلب سعر صرف الدولار بل  بهدف توفير ايرادات تسمح بتغطية النفقات.

في يوميات الكابتغون وحشيشة الكيف، وقد اصبح هذا الملف، وللأسف ، من اليوميات ، تم ضبط مستوعب فيه ممنوعات على متن شحنة محملة بأكياس تحتوي على بودرة معدة لتحضير العصير. وبعد الكشف الاولي تبين انها محملة بكميات كبيرة من حشيشة الكيف وحبوب مخدرة. هكذا نكون انتقلنا من شاي مع كابتغون ، وفق شحنة أمس ، إلى عصير مع كابتغون وفق شحنة اليوم . تعددت الخلطات لكن المنشأ واحد .

نشير قبل تفاصيل النشرة إلى أن الإصابات بكورونا سجلت اليوم قفزة فوق التسعة آلاف ، وتحديدا 9199 اصابة و16 حالة وفاة .

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون او تي في

في انتظار بلورة المقاربة اللبنانية الجامعة المطلوبة للورقة الكويتية، والتي تطرق إليها رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في مقابلته التلفزيونية الأخيرة، وعلى وقع تعيين رجل الأعمال بهاء الحريري اليوم ممثلا سياسيا له في لبنان.

لا تزال ارتدادات تعليق الرئيس سعد الحريري مشاركته وتيار المستقبل في الحياة السياسية ترخي بظلالها على المشهد الداخلي، في ضوء الهمس المتنامي عن نوايا مبيتة للتمديد لمجلس النواب.

وفي هذا السياق، دعت اوساط متابعة عبر ال أو.تي.في. الى رصد مواقف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط وما يمكن أن تحمله من مؤشرات، لافتة إلى أن لديه نصائح محددة للمعنيين في هذه المرحلة.

وفي غضون ذلك، وفيما يستمر التوتر الشديد على جبهة المستقبل والقوات، في ضوء تكرار الفريق الأول اتهامه للفريق الثاني بالغدر والطعن، سجلت محاولة تسلل كتائبية خلف خطوط معراب السنية، من خلال المديح الذي كاله النائب سامي الجميل للرئيس الحريري من دار الفتوى، بعدما وضع جانبا، ولو لبعض الوقت، التوجه الثوري الذي طرأ على الكتائب بعد 17 تشرين، لضروريات المنافسة الانتخابية مع القوات.

وفي انتظار اتضاح المشهد اكثر على مستوى التحالفات، تبقى اشارة انتخابية اخيرة، حيث جدد وزير الداخلية من بعبدا، تأكيد الجهوزية والتحضير المستمر للانتخابات ومتابعة كل الأمور اللوجستية، بدءا من اعداد اللوائح الى غيرها من المواضيع.

وعلى خط آخر، يأخذ درس الموازنة قسطا من الراحة غدا، حيث يعاود مجلس الوزراء البحث فيها السبت المقبل، في ضوء اقتناع واضح لدى اللبنانيين بأنها لا تحمل توجهات إصلاحية، ولا تعدو كونها مجرد موازنة رقمية تعكس صورة الواقع الاقتصادي والمالي الأليم الذي أوصلتنا إليه السياسات الفاشلة التي اعتمدت منذ عام 1992.

غير أن بداية النشرة من الهمس في موضوع التمديد.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون المنار

بحواجزها البيضاء قطعت ياسمين اوصال البلد، وتدحرجت كرة ثلجها من المرتفعات حتى لامست في بعض المناطق حد الساحل، فكان الخير الجزيل الذي نظر اليه اللبنانيون ببشارة أمل ايام القحط

وفي زمن الحصار الاميركي والخليجي تدثر اللبنانيون لمواجهة الصقيع حيث لا بديل مع غلاء الغاز والمازوت وانعدام الكهرباء وصعوبة ايجاد وسائل التدفئة، فيما عملت وزارة الاشغال ومعها البلديات والجهات المحلية بما اوتيت من امكانات لفتح الطرقات والوصول الى المناطق المعزولة عند المرتفعات..

ياسمين مستمرة بخيرها حتى السبت، اما الموازنة الحكومية فمستمرة بالدرس مع توقع ان يتم اقرارها حكوميا غدا، على ان ينقل النقاش الى داخل البرلمان، حيث سترحل الموازنة ببنودها الثقيلة، ولعل اثقلها اليوم الدولار الجمركي الذي باتت وحدة قياسه على اساس منصة صيرفة، وهو ما لا يمكن صرفه في هذه الايام الصعبة لتداعياته الجنونية على مختلف السلع المستوردة، وكل سلعنا – للاسف – مستوردة ..

اما استيراد الازمات من الدول المأزومة لفرضها بضاعة مزجاة داخل الحياة اليومية اللبنانية فتحتاج الى منصات حقيقية لمجابهتها وتدفيع اثمان باهظة لمستورديها، عسى ان تخف الازمة المتمددة على مختلف الحياة اليومية للبنانيين.

اما الخليجيون ولا سيما الاماراتيون والسعوديون فلا يزالون يتخبطون بعدوانهم على اليمن مع خسائرهم التي لا تعد ولا تحصى معنويا وماديا، وما يزيد منها ما اعلنته الخارجية الاميركية اليوم من تحذير لرعاياها بعدم السفر الى دولة الامارات العربية لاسباب امنية، والطلب من عسكرهم الموجود على اراضي الامارات باخذ الحيطة والحذر من الصواريخ والمسيرات اليمنية..

الى التأزم يسير الاشتباك الروسي الغربي عند حدود أوكرانيا، بل انه دخل مرحلة جديدة تلامس الحرب الباردة كما وصفتها الخارجية الروسية، التي قرأت بشيء من السلبية الرد الاميركي على الورقة الروسية لحل الازمة الاوكرانية..

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون الجديد

اشتدت ثورة الياسمين على لبنان فرسمت حدوده بالأبيض  ومرة جديدة : جنرال من ثلج  يحكم   ويصحب لبنان إلى البراد الكبير مقارعا جنرالات جهنم .

البحر والجبل  الساحل وكسره الأعلى قرى الصقيع   على" كل  قلب على كل مرج "استوطنت خيوط الثلج .

 لكن الرايات البيض التي رفعها لبنان لا تنعكس على نيرانه المعيشية الاقتصادية وعلى موازنة كجمر تحت الرماد وفوقه  فيما بقيت أزماته السياسية تحت تأثير المنخفض الجوي للرئيس سعد الحريري وفي اليوم الثالث على الانكفاء كانت آثار العاصفة تترك ندوبا وشرخا وضياعا بين المكونات لاسيما تلك العازمة على خوض الانتخابات النيابية تقلب السياسيون والأحزاب والتيارات على مستقبل أيار المعتم حتى الساعة.

فتأجيل هذا الاستحقاق أمنية مشتركة لاسيما لدى الرئيسين ميشال عون ونبيه بري لكن أيا منهما أو من الأطراف الأخرى لن يغامر في إبداء هذه الرغبة تحسسا لعقوبات يهدد بها الغرب الداخل محكوم بانتخابات وبمن حضر سنيا ومعركة تغيير الأكثرية وتحجيم حزب الله لن تبدل في واقعه السياسي والعسكري أو عزل الشيعة بلا مركزية مالية مقنعة وفيدراليات وطروح تقسيم . 

فلا الشيعة الموزعون على كل لبنان والمتداخلون بين المحافظات يسهل تقسيمهم  ولا السنة هم أرباب صراعات مسلحة ولم يسبق لهذه الطائفة الكريمة أن شاركت في حرب لبنان أو كونت ميليشا وتزعمت جبهات وعلى هذا التفصيل والتوقعات التي يرسمها العرب والغرب من نتائج انتخابات أيار فإن لبنان سيبقى عاجزا وبفخر عن تقديم الصراع الطائفي ثمنا للتغيير، كما أنه سيبقى عاجزا.

في المقابل عن إعطاء الجواب الأصعب على المبادرة الكويتية ببندهاالمتعلق بالقرار رقم الف وخمسمئة وتسعة وخمسين، وبينما أنجز وزير الخارجية عبدالله بو حبيب الأجوبة عن البنود الاثني عشر فإنه سيتوجه لتقديمها يوم السبت المقبل إلى دولة الكويت ويؤكد فيها أن لبنان ملتزم تطبيق القرارات الدولية.  لكن رسالة الرد اللبناني لا تتضمن بشكل مباشر القرار المذكور  وتسهيلا لمهمة أبو حبيب وموقفه الحرج أمام العرب فإن أفضل الأجوبة سيكون باتباع أسهل الطرق  وما على الرسول الأميركي أو العربي سوى إبلاغ إسرائيل أن تنسحب من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وهي بلدات وقرى واماكن سياحية تبلغ مساحتها خمسة وعشرين كيلومكترا مربعا  وبعدها يجري وضع القرار الف وخمسمئة وتسعة وخمسين على طاولة البحث ويطلب الى حزب الله أن يقدم سلاحه الى الدولة أو أن يوافق على طرح ملف السلاح على طاولة البحث

فالحل هو في الخارج ولدى دول ثؤثر بقراراتها على اسرائيل وضمنا العرب وليتفضل طارحو المبادرة بنزع فتيل السلاح  ودعوة العدو الاسرائيلي الى الانسحاب الفوري .مع الطلب الى الامم المتحدة ازالة الخط الازرق المؤقت منذ عشرين عاما .

وجواب ابو حبيب للعرب من المفترض ان يكون : ساعدونا. فنحن عاجزين عن تطبيق بعض بنودكم  فماذا لديكم من خطة لبدء التنفيذ ؟

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

هوكشتاين من تل أبيب إلى بيروت: مهمّة ترسيم “السقوف”!

نداء الوطن/27 كانون الثاني/2022

من وسط ضبابية الأجواء التي تلف مختلف نواحي المشهد السياسي في البلد تحت وطأة استمرار نهج المرواحة والمناورة مستحكماً بأداء السلطة حيال مجمل الملفات الإصلاحية والحياتية، عاد ملف ترسيم الحدود البحرية إلى الواجهة أمس مدفوعاً برسائل متبادلة تؤكد جهوزية الجانبين اللبناني والإسرائيلي لاستئناف الجلوس إلى طاولة المفاوضات بمعية الوسيط الأميركي. وفي ما بدا أشبه برسائل متعمدة لإبداء الاستعداد لـ”تدوير الزوايا” أمام مبعوث واشنطن السفير آموس هوكشتاين عشية عودته إلى المنطقة الشهر المقبل، تقاطعت التصريحات الرسمية بين لبنان وإسرائيل عند محاولة إضفاء أجواء إيجابية تمهيدية لجولة هوكشتاين المكوكية المرتقبة، والتي سيبدأها من تل أبيب الأسبوع المقبل قبل أن ينتقل منها إلى بيروت لاستئناف مهمة “استكشاف النوايا وجديتها” كما نقلت مصادر مواكبة للتحضيرات الجارية للجولة، موضحةً أنّ “الأهم من إعراب الجانبين اللبناني والإسرائيلي عن جهوزيتهما لاستئناف عملية التفاوض على ترسيم الحدود، أن يبدي كل منهما قابليته لترسيم السقوف التفاوضية في سبيل إنجاح الوساطة الأميركية”. وكان رئيس الجمهورية ميشال عون قد أبلغ المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان السفيرة يوانّا رونيسكا خلال استقبالها في قصر بعبدا أمس “جهوزية لبنان لمعاودة التفاوض لترسيم الحدود البحرية الجنوبية على نحو يحفظ حقوق الدولة اللبنانية وسيادتها”، وهو موقف تلقفته وزيرة الطاقة الإسرائيلية كارين إلهرار بإبداء استعداد إسرائيل في المقابل لاستئناف التفاوض، كما نقلت عنها وسائل إعلام إسرائيلية تعليقاً على كلام عون، في حين نقلت هيئة البث الرسمية الإسرائيلية “كان” التي أكدت وصول الوسيط الأميركي الأسبوع المقبل إلى تل أبيب للقاء إلهرار ومسؤولين إسرائيليين آخرين، عن مصادر رسمية إسرائيلية قولها: “بالنسبة لنا، المفاوضات لم تتوقف أبداً، لكن على لبنان أن يتوقف عن رفع مطالب جديدة”.

أما على الجانب اللبناني، فأكد مصدر واسع الاطلاع لـ”نداء الوطن” أن الدوائر الرسمية لم تتبلغ بعد موعد قدوم هوكشتاين إلى بيروت، لافتةً إلى أن “الوسيط الأميركي والوفد المرافق له كانوا قد استحصلوا من السفارة اللبنانية في واشنطن على تأشيرات منذ عشرة أيام، لكن تم لاحقاً إعلام لبنان بتأجيل الزيارة الى النصف الثاني من شباط المقبل بسبب إجراءات كورونا، ومنذ ذلك الحين لم يتبلغ لبنان رسمياً أي جديد في ما يتصل بتقديم الموعد”.

حكومياً، تتواصل الجلسات المكوكية في السراي الكبير برئاسة رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي لإنجاز مشروع الموازنة العامة للعام الجاري، في وقت أجاز رئيس الجمهورية امس صرف النفقات اعتباراً من أول شباط 2022 ولغاية صدور قانون الموازنة “على أساس القاعدة الاثنتي عشرية”. واسترعى الانتباه في جلسة الأمس تأكيد ميقاتي على أنّ مشروع الموازنة الذي يجري إعداده “لا علاقة لصندوق النقد الدولي في أي من مندرجاته”، بينما استدعت الردود الرافضة لمسألة منح وزير المالية “صلاحيات تشريعية استثنائية” إلى سقوط البند بعدما سارع رئيس المجلس النيابي نبيه بري إلى إعادة سحب هذا “الأرنب” من التداول بعدما تولى وزير المالية يوسف خليل إدراجه ضمن بنود مشروع الموازنة الذي أعده ورفعه إلى مجلس الوزراء، ليعود بنفسه أمس خلال جلسة السراي إلى طلب إلغاء المادة 109، مبرراً تراجعه عنها بالقول: “الأفضل الإبقاء على صلاحية مجلس الوزراء بتقديم اقتراح إلى المجلس النيابي، عملاً باحكام الدستور التي تنيط بالمجلس النيابي حق التشريع بصورة خاصة في القضايا المالية”. وإذ يستأنف مجلس الوزراء جلساته صباحاً “لاستكمال المواد التي تم تأخير البت بها وإكمال المواد المدرجة في مشروع الموازنة” تمهيداً للبدء بدراسة “أوجه النفقات عن طريق ملف كل وزارة على حدة” في جلسات لاحقة، أضاءت مصادر اقتصادية على معضلة تعدد أسعار الصرف باعتبارها مسألة “تقوض مفعول الموازنة وتهدد المفاوضات مع صندوق النقد الدولي”، مشيرةً إلى خطورة “الاعتراف بتأثير التقلبات السريعة وغير المرتقبة لسعر الصرف واعتماد أسعار صرف مختلفة” في تقرير الموازنة، بينما المطلوب أن تبادر الحكومة إلى تأكيد عزمها على توحيد سعر صرف الدولار من ضمن الخطوات الضرورية لإنجاح العملية التفاوضية مع صندوق النقد و”هذا ما كان يجب أن يسبق إعداد الموازنة ويأتي من ضمن الخطة الاقتصادية الشاملة”.

وإذ نوهت بأنّ “التقلبات في سعر الصرف لن تؤثر على كيفية احتساب النفقات والايرادات إنما أيضاً على تضاؤل الإيرادات إلى معدلات قياسية”، لفتت المصادر إلى أنّ التوقعات الحكومية المتفائلة بتحقيق 39 ألف مليار ليرة من الإيرادات الضريبية، و10 الاف مليار من مصادر أخرى لتغطية نفقات بقيمة 49417 مليار ليرة “لن يتحقق منها شيء طالما سعر الصرف يرتفع وينخفض بناءً على التصريحات السياسية”، مضيفةً إلى هذا المعطى الذي يؤدي إلى إحجام المكلفين عن التسديد بانتظار ما يسفر عنه سعر الصرف أنّ “هذه الايرادات مبنية على نمو بنسبة 3 في المئة وهذا أيضاً من الصعب أن نشهده”.

وأمام هذا الواقع ترى المصادر أنّ “حجر العثرة” الأساس أمام مشروع الموازنة هو تعدد أسعار الصرف فيها “فمن جهة تطمح الحكومة لاستيفاء الرسوم والضرائب على سعر صرف منصة صيرفة، ومن جهة أخرى تبقي سحوبات الدولار من المصارف على سعر 8000 ليرة، وهذا قمة التناقض وفيه ظلم كبير لشريحة واسعة من اللبنانيين”، مشددةً على أنّ “مسألة توحيد سعر الصرف تحتل قائمة أولويات المفاوضات التي يجريها الفريق الحكومي مع صندوق النقد الدولي، ومن دون التوصل إلى حل لها فان المفاوضات ستكون معرضة للخطر”.

 

هل يتراجع الحريري عن قراره؟

الجمهورية/27 كانون الثاني/2022

في الوقت الذي تتزايد التكهنات السلبية حول مصير الانتخابات النيابية في الربيع، جرّاء خروج الحريري وتيار المستقبل من المشهد الانتخابي، بالتوازي مع حديث يتردد في بعض الاوساط عن ان الحريري سيستقر نهائياً في دولة الامارات العربية المتحدة، فإنه في موازاة ذلك، تتسارع التأكيدات لدى اكثر من مستوى سياسي ورسمي لإجراء الانتخابات في موعدها وعدم تأجيلها تحت أي سبب أو عذر او ذريعة. واللافت للانتباه في هذا المجال، أنّه على الرغم من الحسم الذي اطلق فيه الحريري قراره، الا انّ بعض المستويات السياسية تخالف كلّ ما هو سائد من روايات في الداخل والخارج، واحاديث عن فيتوات اقليمية فرضت انكفاء الحريري وتياره السياسي، حيث أنّها لا تقطع الأمل في امكان بروز ظروف جديدة في المرحلة المقبلة، من شأنها أن تعدّل من موقف الحريري. ذلك ان السياسة متحركة ولا شيء ثابتاً فيها. وفي هذا السياق، أبلغت مصادر سياسية مسؤولة إلى «الجمهورية» قولها إن ما استجد لا ينبغي التسليم به واعتباره أمراً مقضياً، بل الاساس الذي يجب أن يبقى هو ابقاء التوازن الداخلي على ما هو، ومن هنا فإن الحفاظ على هذا التوازن، ومنع أي اخلال فيه يصيبه، يوجبان أن يُعمَل من الآن على قاعدة ان الصورة السياسية الداخلية لا تكتمل الاً بوجود الحريري وتياره السياسي في الحياة السياسية، وبالتالي العمل على جعل هذا القرار قابلاً للتعديل والتراجع عنه. لا شك أن هذا الامر صعب، ربطاً بإصرار الحريري عليه حالياً، الا انه ليس مستحيلاً إن جرى الركون الى الضرورات الوطنية التي تحتّم تعديلاً في المواقف. وأضافت المصادر: “واذا كان بعض الاطراف قد اعتبروا خروج الحريري فرصة لوراثته سياسياً ونيابياً، وقد بدأت بعض الاصوات ترتفع في اتجاه القول ان خروجه من الساحة ليس نهاية الدنيا، فهو اتخذ قراره، وهو يتحمل مسؤوليته. ولا يجوز تحميل البلد وزر هذا القرار وتبعاته وتداعياته. فيما بدأت قوى سياسية في مغازلة قاعدة تيار المستقبل وتوجيه الدعوات لها للتنسيق الانتخابي”.

 

فضائح القاضي جان طنوس تتوالى… يتجاوز رؤساءه وصبر عويدات نفد

أخبار اليوم/27 كانون الثاني/2022

تكشّفت في الأيام الأخيرة فضائح تتعلق بعمل القاضي جان طنوس الذي يتولّى نظريا التحقيق في ملفات تتعلق بحاكم مصرف لبنان رياض سلامة وشقيقه رجا سلامة، ليتبيّن أن طنوس ينفّذ أجندة سياسية ويتجاوز كل القوانين والأصول القضائية. وفي التفاصيل، التي توافرت لـ”وكالة أخبار اليوم” أن القاضي طنوس عمد إلى محاولة التنسيق مع مجموعة محامين وقضاة في أوروبا وذلك بهدف تزويدهم باخبار ومعلومات تتعلق بالملف الذي بين يديه عوض أن يسعى إلى الحصول على معلومات لديهم إن كانت متوافرة. وتعمد طنوس القفز فوق رؤسائه للتنسيق المباشر ووصل به الامر إلى رفض الاستجابة لقرارات رئيسه المدعي العام التمييزي الرئيس غسان عويدات الذي انتدب القاضي رجا حاموش ليرافقه إلى باريس، قبل أن يخشى طنوس من انكشاف ما يقوم به فعمد إلى عرقلة السفر. وممارسات طنوس لم تتوقف عند هذا الحد، بل تروي مصادر قضائية مطلعة كيف أن طنوس تعمّد التحضير لمداهمة عدد من المصارف من دون المرور برؤسائه. وحين رفضت قوى الأمن الداخلي مواكبته، نسّق مع مراجع عليا التي طلبت من مدير عام امن الدولة اللواء طوني صليبا لتأمين مواكبة عسكرية لطنوس الذي سعى إلى إخفاء كل ما يفعله عن رؤسائه، قبل ان يتمكن هؤلاء من إيقافه. وتؤكد المصادر القضائية أن طنوس لا يملك في ملفه أي معلومة أو واقعة أو مُستند يمكن أن يدين رياض سلامة أو شقيقه، وأن كل ما يفعله يهدف إلى الإثارة الإعلامية، ويصر على التنسيق مع احد الاحزاب السياسية ومع إحدى صحف 8 آذار المعروفة للقيام بتسريبات دائمة وفارغة من أي محتوى. وتلفت المصادر إلى أن صبر عويدات بدأ ينفد في موضوع طنوس، خصوصاً أن كل ممارسات الأخير باتت تشكل خطراً على التحقيقات بحد ذاتها كما أيضاً على الهرمية القضائية وأسس العمل القضائي.

 

ما علاقة “الحزب” بالمخدرات المضبوطة في الأردن!؟

قناة العربية.نت/27 كانون الثاني/2022

أحبطت أجهزة الأمن الأردنية محاولات تسلل وتهريب كميات كبيرة من المخدرات، آتية من الأراضي السورية إلى الأراضي الأردنية، ما أدى إلى مقتل 27 شخصًا وإصابة آخرين. وأفادت مصادر قناة “العربية” بأن مواجهات الجيش الأردني كانت مع ميليشيات إيرانية منظمة تعمل في تهريب المخدرات، مؤكدة أن “الميليشيات الإيرانية تأتي بالمخدرات لحدود الأردن من البقاع في لبنان بإشراف من ميليشيا حزب الله”، مضيفةً أن “الميليشيات الإيرانية في سوريا تؤمن نقل المخدرات من البقاع إلى حدود الأردن”. وفي السياق، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الميليشيات التي تحاول تهريب المخدرات إلى الأردن تتبع لميليشيا حزب الله.

 

تعيين صافي كالو ممثلا سياسيا لبهاء الحريري في لبنان

وطنية/27 كانون الثاني/2022

صدر عن المكتب الاعلامي لبهاء الحريري انه تم تعيين صافي كالو ممثلا سياسيا لبهاء الحريري في لبنان.

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

خبير أميركي: «أوميكرون» بداية النهاية

القاهرة: حازم بدر/الشرق الأوسط/27 كانون الثاني/2022

اتفق خبير بمركز جامعة «فاندربيلت» الأميركية للقاحات، مع ما ذهب إليه البعض حول المردود الإيجابي الذي يمكن أن يجنيه العالم من ظهور متحور «أوميكرون» شديد الانتشار ذي الأعراض المرضية ليست بالخطيرة. وأيد جيمس كرو، الأستاذ بمركز «فاندربيلت»، وجهة النظر التي ترى أن «هذه المواصفات تجعل من المتحور الجديد وسيلة آمنة لتدريب الجهاز المناعي للبشر، بما يساعد على تحقيق مناعة مجتمعية سريعة، والتمهيد لانتقال الفيروس من الحالة الوبائية إلى المستوطنة»، وقال كرو لـ«الشرق الأوسط» إن «هذا سيناريو معقول، يحظى بموافقة العديد من الخبراء». ومثل كثيرين ممن تبنوا هذا الرأي، يرفض كرو التنبؤ بموعد محدد لانتهاء الحالة الوبائية للفيروس، مضيفاً: «أوميكرون هو بداية النهاية، لكن من الواضح أن التنبؤ بالمستقبل القريب مع (كوفيد - 19) أمر صعب». وإذا كان للمتحور «أوميكرون» ميزة أنه لا يسبّب أعراضاً خطيرة تتطلب دخول المستشفى، إلا أنه في المقابل يملك أكثر من 30 طفرة في البروتين الشوكي بسطح الفيروس (بروتين سبايك)، وهو ما أفقد اللقاحات التي تم تصميمها وفق تركيبة هذا البروتين بالسلالة الأصلية، كثيراً من الفاعلية، غير أن كرو يؤكد أن اللقاحات لم تعد إلى نقطة الصفر، يقول: «لا تزال اللقاحات تحفز الأجسام المضادة على التفاعلية التي يمكنها التعرف على أوميكرون، خاصة بعد جرعة ثالثة منشطة من لقاحات (الرنا مرسال) مثل لقاح (فايزر - بيونتك)». ويشدد كرو على أهمية هذه الجرعة المنشطة، لافتاً إلى أنها تساعد بشكل كبير على ضمان ألا يسبب المتحور الجديد عند الإصابة به أي أعراض خطيرة. وكما أن العالم لم يعد إلى نقطة الصفر في اللقاحات، رغم الطفرات العديدة في المتحور أوميكرون، التي جعلته يختلف عن السلالة الأصلية، فإن الأمر ذاته ينطبق على علاجات الأجسام المضادة. وتستخدم علاجات الأجسام المضادة لمنع المرضى من الإصابة بأمراض شديدة من (كوفيد - 19)، كما يستخدم بعضها في الوقاية من المرض، وتسببت طفرات متحور «أوميكرون» في فقدان العديد منها لفاعليته، كما أكدت دراسة شارك فيها كرو، ونشرت في يوم 19 يناير (كانون الثاني) الجاري بدورية «نيتشر ميدسين»، ولكنه أشار في تصريحاته إلى أن «بعض علاجات الأجسام المضادة لا تزال فعالة». يقول: «لا يزال دواء (سوتروفيماب) مهماً لبعض الأفراد المعرضين لخطر كبير ممن أصيبوا بالعدوى، ولا يزال (إيفيشيلد) مهماً كوقاية للأفراد المعرضين لخطر كبير، والذين لا يمكن تطعيمهم». ويتم إعطاء معظم الأجسام المضادة وحيدة النسيلة المستخدمة للوقاية من المرض الشديد من (كوفيد - 19) عن طريق الحقن في الوريد، ولكن (إيفيشيلد) هو تركيبة الأجسام المضادة الوحيدة التي يتم إعطاؤها عن طريق الحقن العضلي.

ويُصرح باستخدام (إيفيشيلد) فقط للأشخاص غير المصابين بالفيروس المسبب لمرض «كوفيد – 19»، والذين يعانون من نقص المناعة بسبب حالات طبية أو علاج الاضطرابات بما في ذلك السرطان أو الذين لديهم تاريخ من ردود الفعل السلبية الشديدة للقاح «كوفيد – 19». يقول كرو: «خبر جيد، لا يزال لدينا دواء واحد على الأقل من الأجسام المضادة يمكننا استخدامه لكل من الوقاية أو العلاج». وعن تقييمه للمتحور الفرعي من أوميكرون (BA.2)، أو الذي يحلو للبعض أن يسميه «أوميكرون الخفي»، بسبب صعوبة مراقبته عن طريق اختبار الـ«بي سي آر»، وهل يمكن أن يجعل الوضع أسوأ فيما يتعلق بفاعلية عقاقير الأجسام المضادة واللقاحات، يضيف: «ضراوة هذا المتحور غير واضحة حتى الآن، ولم تتوفر بيانات كافية تشير إلى ما إذا كان هذا البديل أكثر مقاومة للقاحات أو الأجسام المضادة المعتمدة».

 

بينيت: لن نحارب أذرع إيران سنحارب رأس الأخطبوط نفسه

بينيت: إيران ضعيفة وتعاني من انهيار العملة وجفاف المياه والمظاهرات الداخلية وتلعب بيد ضعيفة جدا لكنها مخادعة.

بندر الدوشي – واشنطن/العربية27 كانون الثاني/2022

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، في مقابلة مع صحيفة جيروزاليم بوست إن إسرائيل ستواصل استراتيجيتها لمحاربة العدوان الإيراني بغض النظر عما إذا كانت القوى العالمية قد توصلت إلى اتفاق معها في مفاوضات فيينا. وصرح بينيت أن "الاستراتيجية الإسرائيلية لا تعتمد على ما إذا كان هناك اتفاق أم لا". "سوف نحمي أنفسنا بأنفسنا وحتى لو كان هناك اتفاق فإننا لسنا ملزمين به، وسنحافظ على حريتنا في التصرف". وقال بينيت في حديث علني ضد تخفيف العقوبات على إيران: "نحن والأميركيون لا نتفق على كل شيء". وصرح بينيت أن "الصفقة التي سترسل عشرات المليارات من الدولارات إلى نظام طهران الفاسد والضعيف ستكون خطأ، لأن هذه الأموال ستوجه للإرهاب ضد الأميركيين وحلفائهم في المنطقة". وأضاف "عندما تدخل الأموال في خزائن إيران فإنهم يهاجمون الجنود الأميركيين من خلال وكلائهم." وأوضح قائلا "إيران ضعيفة للغاية، وعملتها تنهار، ومناطق البلاد تفتقر إلى المياه وهناك مظاهرات كبيرة ضد الحكومة". وتابع "ايران تلعب بيد ضعيفة للغاية لكنها مخادعة". وقال رئيس الوزراء إن إسرائيل نقلت الرسالة إلى أصدقائها في الولايات المتحدة وأوروبا الذين يتفاوضون مع إيران بأن نظام الملالي يجب ألا يحصل على "الأموال". وأضاف بينيت: "آخر شيء تفعله لدولة إرهابية كهذه هو منحهم عشرات المليارات من الدولارات، ويجب أن نفعل العكس وعلينا أن نضعفهم ونضعهم في الاختيار بين السعي المستمر لامتلاك أسلحة نووية أو بقاء النظام نفسه". وكرر رئيس الوزراء مقارنته بإيران بأخطبوط رأسه في طهران وأطرافه في المنطقة. وقال: في الماضي ، "سقطت إسرائيل في الفخ وقاتلت أذرع الأخطبوط، لكن الأخطبوط نفسه إيران"، واسترسل يقول "تنص عقيدتي على أنه في هذه الحرب الباردة بين إيران وإسرائيل، لن أسمح لها أن تكون أحادية الجانب". وتابع "أريد إضعافهم وإيذاء قواتهم بكل أبعادها. لايوجد لديهم عمل في منطقتنا، لا أريد أن أرى إيران في سوريا أو على أي حدود لنا".

 

رئيس أركان إسرائيل السابق: قتلنا مئات الدواعش وكدنا نقتل سليماني

غادي ازنكوت يكشف لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي قتل المئات من مقاتلي داعش في عمليات سرية.. وكاد يقتل قاسم سليماني بعد إطلاق صواريخ إيرانية باتجاه الجولان

لندن - العربية.نت/27 كانون الثاني/2022

كشفت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية عن مقتطفات من مقابلة موسعة تنشرها كاملة غداً الجمعة في ملحق لها، وأجرتها مع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، غادي ايزنكوت، تحدث فيها عن التهديد الإيراني والصفقة النووية والهجمات في سوريا وأنفاق حزب الله، وسرد كيف كاد الجيش الإسرائيلي يجهز على قاسم سليماني، كما تحدث عن حرب خفية قادها الجيش "قتل فيها المئات من الدواعش"، كما قال. وفي المقابلة التي وجدت "العربية.نت" ترجمة لملخص عنها، نشرتها قناةi24NEWS الإسرائيلية في موقعها، استحضر ايزنكوت بعضًا من ذكرياته، حين علم المستوى السياسي بنشاط الجيش الإسرائيلي بهذا الميدان، فبحسب وصفه أصيب رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، بنيامين نتنياهو، بالذهول حين أدخله رئيس هيئة الأركان السابق بالصورة فيما خص نشاط الجيش على الجبهة الإيرانية وشجع الموضوع بشدة. وأوضح ايزنكوت أن مسألة الهجوم على إيران تستلزم شرعية دولية، بحسب ما أكد كل من رئيس الوزراء الأسبق، إيهود باراك، ونتنياهو، ناهيك عن القوة اللازمة لذلك. وأشار إلى أن عملية من هذا النوع لا يمكنك الإقدام عليها بشكل فردي ودون سابق إنذار. "تترتب على ذلك معانٍ عميقة للغاية. والخطاب القائم حول الموضوع ليس جادًا بما فيه الكفاية". وحول انسحاب الأميركيين من الاتفاق، قال رئيس الأركان السابق: "هذا خطأ استراتيجي ترتب عنه تحرر الإيرانيين من قيود معينة. فهم حين بدأوا في خرق الاتفاق فعلوا ذلك من موقع قوة، بسبب الخروج الأميركي. وطالما أن العقوبات جزئية مكن ذلك الروس والصينيين من استمرار التعاون مع إيران". وتطرق ايزنكوت كذلك إلى الدور الأميركي ومدى ثقله في منع إيران من التقدم في سعيها نحو إنتاج قنبلة نووية ويرى ايزنكوت أنه "في الوقت الحالي لا يقيم الإيرانيون أي وزن للولايات المتحدة بمعنى أنهم لا يخافون جانبها لثقتهم بأنها لن تتخذ الخيار العسكري للتعامل مع الطموح الإيراني وهم من جانبهم يستغلون هذا الوضع لصالحهم". وبخصوص سليماني قال ايزنكوت "كادت إسرائيل تقضي عليه قبل نحو عام ونصف العام، بعد إطلاق صواريخ إيرانية باتجاه مرتفعات الجولان. لقد نجا سليماني من الموت في عملية "بيت الورق" العسكرية. قررنا أن نرد على تلك الصواريخ باستهداف كل من يعمل ضدنا مهما كانت رتبته، ووضعنا نصب أعيننا استهداف سليماني نفسه لكنه لم يدخل ضمن راداراتنا في ذلك اليوم، وعليه فقد نجا من الموت على يدنا لكن الأميركيين نالوا منه في يناير 2020". ومما ذكره ايزنكوت أيضاً أن الجيش الإسرائيلي قتل المئات من مقاتلي داعش في عمليات بقيت سرية.

 

أحمدي نجاد يفجر مفاجئة.. صفقة أمريكية روسية بشأن إيران وأوكرانيا!

نجاد: روسيا أبرمت صفقة مع الولايات المتحدة بشأن إيران وأوكرانيا.. ستهاجم روسيا أوكرانيا وثم يسمح لها بالتوجه نحو إيران

دبي – مسعود الزاهد/العربية/27 كانون الثاني/2022

فجر الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد، الخميس، مفاجئة عندما اتهم روسيا والولايات المتحدة بإبرام "صفقة قذرة" بينهما بشأن إيران وأوكرانيا. وبحسب موقع "بهار" التابع لأحمدي نجاد، حذر الرئيس الإيراني الأسبق "دول الشرق والغرب وأوروبا التي تبدو قوية في الظاهر" على حد وصفه، حذرها من مغبة عقد أي "صفقة قذرة" حول إيران وأوكرانيا وقال: "لا تظنوا أن حكومة وسيادة إيران قد ضعفتا، وبإمكانكم تفعلوا ما تشاؤون".ولم يتحدث أحمدي نجاد عن تفاصيل هذه الصفقة وحيثياتها. وأضاف أحمدي نجاد، الذي كان يلقي كلمة أمام مجموعة من التربويين يوم الخميس: "يعيش منذ آلاف السنين، شعب عظيم وله جذور في التاريخ على هذه الأرض، في الوقت الذي لم يكن أي منكم له وجود". وأشار إلى الوضع المعيشي المزري في إيران مضيفا: "لا ينبغي أن يخدعكم عدم الرضا والفقر والتمييز والظلم والأحزان التاريخية للشعب الإيراني، ويجعلكم تظنون أن هذا الشعب يتنازل عن إيران، هنا إيران، أرض الأسود" على حد قوله. وخاطب الرئيس الإيراني الأسبق القوى الشرقية والغربية، قائلا: "أحذركم، فأنتم تواجهون شعبا عظيما، من سمح لكم، بإبرام الصفقات خلف الكواليس والاتجار بإيران؟ فإن وجود مسؤولين سذج (في إيران) أمامكم، لا يجعلكم تتوهمون أن كل الإيرانيين على هذا المنوال". ووصف ما اعتبرها "محاولة روسيا لاحتلال أوكرانيا"، بأنها تأتي ضمن لعبة "المستكبرين" وأضاف: "هذا التصرف في حد ذاته خاطئ للغاية، من سمح لكم باتخاذ مثل هذا الإجراء؟"، مؤكدا "أن روسيا أبرمت صفقة مع الولايات المتحدة بشأن إيران وأوكرانيا، بعبارة أخرى، ستهاجم روسيا أوكرانيا وثم يسمح لها بالتوجه نحو إيران، لكنهم سيندمون على ذلك". وانتقد الرئيس الإيراني بشدة مسؤولي النظام الإيراني، ملحما إلى الاتفاقيات الأخيرة بين بلاده وكل من روسيا والصين. واستشهد أحمدي نجاد بالأحداث التاريخية بين إيران وروسيا، فقال: "يظهر لنا التاريخ أن موقف روسيا كان على الدوام ضد إيران، وقد باعت الشعب الإيراني على الدوام.. والآن يأتي من يقول أن روسيا قد تغيرت، فنقول حسنا، إذا تغيرت حقا، لنرى بعض العلامات لهذا التغيير". وتأتي تصريحات الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، وانتقاداته الحادة لروسيا، بعيد زيارة الرئيس الإيراني الحالي إبراهيم رئيسي في 19 يناير لموسكو ولقائه بنظيره الروسي، وبحسب وكالة أسوشييتد برس، قال الرئيس الإيراني، خلال لقاء مع فلادمير بوتين، إن إيران "صاغت مسودة اتفاق مدته 20 عاما بين البلدين"، وصرح خلال الاجتماع، "نريد تطوير علاقتنا القوية والمتعددة الأوجه مع روسيا.. وينبغي أن تكون مستدامة واستراتيجية". وفي وقت سابق من هذا الشهر ورغم الجدل الواسع الذي أثير حول مواد الاتفاقية الشاملة لمدة 25 عاما بين طهران وبكين ومعارضتها من قبل أوساط سياسية إيرانية، فقد أكد وزير الخارجية الإيراني بدء تنفيذ الاتفاقية بين إيران والصين. ويرى المعارضون للتوجه الإيراني نحو الشرق وإبرام إتفاقيات مع موسكو وبكين في الظرف الذي تخضع إيران لأشد العقوبات الأميركية، قد تضطر إلى تقديم تنازلات على حساب استقلال البلاد ومصالحه الوطنية.

 

مطالبات دولية بتحقيق أممي بمجزرة 88 الإيرانية ودور رئيسي

واشنطن تهدد مجدداً بخيارات غير ديبلوماسية... وحوزة "قم" غاضبة من "ليونة" مفاوضي طهران بفيينا

واشنطن، طهران، عواصم – وكالات/27 كانون الثاني/2022

دعا قضاة ومحققون بارزون سابقون بالأمم المتحدة، مفوضة حقوق الإنسان ميشيل باشيليت، إلى التحقيق في المجزرة التي وقعت عام 1988 في إيران وراح ضحيتها سجناء سياسيون، على أن يشمل التحقيق دور الرئيس الإيراني الحالي إبراهيم رئيسي فيها. وفي رسالة مفتوحة نُشرت أمس، قال 450 شخصية من بينها الرئيس السابق للمحكمة الجنائية الدولية سانج هيون سونج، والسفير الأميركي السابق المختص بالعدالة الجنائية العالمية ستيفن راب ومحققون سابقون في الأمم المتحدة شاركوا في التحقيق في جرائم تعذيب، وكذلك وزراء خارجية سابقون من أستراليا وبلجيكا وكندا وإيطاليا وكوسوفو وبولندا، “مازال الجناة يتمتعون بإفلاتهم من العقوبة. ومنهم الرئيس الإيراني الحالي إبراهيم رئيسي، ورئيس القضاء غلام حسين محسني إيجئي”. وتم إرسال الرسالة المفتوحة، التي تولت تنظيمها “جماعة العدالة لضحايا مجزرة 1988 في إيران”، إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الذي يبدأ أعضاؤه من 47 دولة، دورة تستمر خمسة أسابيع في 28 فبراير المقبل. من جانبه، دعا محقق الأمم المتحدة المعني بشؤون حقوق الإنسان في إيران جاويد رحمان، والمقرر أن يقدم تقريراً لدورة المجلس في يونيو، إلى تحقيق مستقل في الاتهامات بوقوع عمليات إعدام أمرت بها الدولة في 1988، والدور الذي لعبه فيها رئيسي بصفته نائب المدعي العام في طهران حينها. في غضون ذلك، وفيما أكدت طهران أن ممثلين عن وفود الدول المشاركة اجتمعوا في فيينا لبحث إلغاء الحظر والضمانات، جدد مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان التأكيد أن بلاده مستعدة لخيارات أخرى حال فشل الديبلوماسية.

وقال البيت الأبيض، إن سوليفان بحث مع نظيره الإسرائيلي إيال هولاتا في اجتماع افتراضي التدريبات العسكرية المقررة بين البلدين، إضافة إلى التطورات الإقليمية المهمة ولا سيما البرنامج النووي الإيراني، مضيفا أن سوليفان أكد التزام الولايات المتحدة المستمر بالديبلوماسية باعتبارها “أفضل سبيل لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي”، قائلا إن أميركا مستعدة أيضا لخيارات أخرى بالتعاون مع شركائها في حال فشل الديبلوماسية. في المقابل، أثار وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان غضب رجال الحوزة الدينية في قم، وفجر ضجة كبيرة في المعسكر المتشدد الذي ينتمي إليه، بإبدائه ما اعتبروه “ليونة” ديبلوماسية بشأن الاستعداد للتفاوض المباشر مع الولايات المتحدة، حيث تعرض لانتقادات حادة من رفاقه الأصوليين المتشددين الذي دعوا البرلمان إلى مواجهته بشكل “ثوري”. وأصدرت مجموعة من رجال الدين في الحوزة الدينية في قم بياناً، قالت إنه يتعين على عبداللهيان أن يصحح الأقوال غير الملائمة واللاعقلانية. من جانبه، غرّد سكرتير مجلس الأمن القومي الأعلى علي شمخاني، قائلاً: “حتى الآن، يتم الاتصال بالوفد الأميركي في فيينا من خلال التراسل غير الرسمي، ولم تكن هناك حاجة للمزيد. لا يمكن استبدال طريقة الاتصال بطرق أخرى إلا عند توافر اتفاق جيد”. بدورها، ألمحت القيادة الإيرانية إلى رغبتها في خوض محادثات مع الولايات المتحدة، حيث حملت الصفحة الأولى من من صحيفة “شرق” الإيرانية العنوان الرئيسي “الموافقة على المفاوضات المباشرة”. وألمح المرشد علي خامنئي أيضا إلى احتمال حدوث ذلك، مشيرا إلى أن “التفاوض مع العدو في مراحل معينة لا يجب أن يعتبر استسلاما”، وسار مكتب الرئيس إبراهيم رئيسي في نفس الاتجاه، حيث قال رئيسي “إذا رفعت الولايات المتحدة العقوبات، سيكون التواصل المباشر ممكنا للغاية”.

 

الولايات المتحدة تطلب عقد جلسة لمجلس الأمن حول أوكرانيا

الشرق الأوسط/27 كانون الثاني/2022

أعلنت الولايات المتحدة، اليوم (الخميس)، أنّها طلبت عقد جلسة علنيّة الاثنين لمجلس الأمن الدولي حول الأزمة في أوكرانيا، بسبب التهديد الذي تُشكّله روسيا على الأمن والسلم الدوليّين. وقالت السفيرة الأميركيّة في الأمم المتّحدة ليندا توماس غرينفيلد في بيان، إنّ «أكثر من مئة ألف عسكري روسي منتشرون على الحدود الأوكرانيّة، وروسيا تُمارس أنشطة أخرى مزعزعة للاستقرار تستهدف أوكرانيا، الأمر الذي يُشكّل تهديدا واضحا للأمن والسلم الدوليّين ولميثاق الأمم المتّحدة».

 

غزو أوكرانيا سيقابل بعقوبات غربية «قارصة» على روسيا والدائرة المصغرة لبوتين

الشرق الأوسط/27 كانون الثاني/2022

غداة رفض الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي الناتو رسمياً سلسلة المطالب الروسية بالحصول على ضمانات أمنية، تكثفت التكهنات في شأن «العقوبات الهائلة» و«العواقب الوخيمة» التي سيفرضها الغرب على روسيا، بما في ذلك الرئيس فلاديمير بوتين إذ أمر قواته المحتشدة على الحدود بغزو أوكرانيا أو الاعتداء عليها. على رغم القدرات الذاتية الهائلة التي تتمتع بها الولايات المتحدة لفرض إجراءات عقابية «قارصة» ثبتت جدواها مع دول مثل إيران وكوريا الشمالية، تعتقد إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أن إجراءات كهذه يمكن أن تكون شديدة الفاعلية و«مدمرة» إذا تمكنت من القيام بها مع حلفائها وشركائها في أوروبا وبقية أنحاء العالم. وبالإضافة إلى عمليات تزويد أوكرانيا بمعدات عسكرية دفاعية محدودة إذا ما قورنت بالقدرات العسكرية الضخمة للجيوش الروسية، تنظر واشنطن في خيارات مالية وتكنولوجية واقتصادية يمكن أن تدخل حيز التنفيذ في غضون ساعات من تحريك روسيا لقواتها في اتجاه أوكرانيا، ولكنها يمكن أن تطال شخص الرئيس بوتين والدائرة الصغيرة المحيطة به. وعلى رغم أنه من النادر أن تكشف الولايات المتحدة والدول الأخرى هذه التحركات مسبقاً، تعمد الغرب إيصال رسالة واضحة حيال أكثر الأوقات حرجاً في أوروبا منذ نهاية الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي والكتلة الاشتراكية. تشمل الخطط التي ناقشتها الولايات المتحدة مع حلفائها عزل كبرى المؤسسات المالية الروسية عن المعاملات العالمية، وفرض حظر على التكنولوجيا الأميركية الصنع أو المصممة أميركياً للصناعات الدفاعية والاستهلاكية، وتسليح المتمردين المناهضين لروسيا في أوكرانيا، في ما يرقى إلى رعاية أميركية وغربية لحرب عصابات ضد أي احتلال روسي. برفضه الرسمي للمطالب الروسية التي تتضمن حظر نشر أي صواريخ في أوروبا يمكن أن تضرب روسيا ونشر أسلحة أو قوات في دول الاتحاد السوفياتي السابق التي انضمت إلى الناتو بعد سقوط جدار برلين ومنع أوكرانيا من الانضمام إلى الحلف النووي، أعاد وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن الكرة إلى الكرملين، مؤكداً استعداد واشنطن لاتخاذ خطوات متبادلة لتبديد مخاوف الكرملين. لكن «لا ينبغي أن يتفاجأ أحد إذا قامت روسيا بالتحريض على استفزاز أو وقوع حادث»، ثم «حاولت بعد ذلك استخدامه لتبرير التدخل العسكري» في أوكرانيا. وتوحي الخطوات التي اتخذت حتى الآن أن إدارة بايدن تعترف بأن الإجراءات التي اتخذها الرئيس سابقاً باراك أوباما ضد موسكو بعدما ضمت شبه جزيرة القرم الأوكرانية عام 2014، كانت «مبدئية ومعتدلة للغاية» على رغم أنها أضرت بالاقتصاد الروسي والعملة الروسية. يجري الحديث الآن عن خيارات عقوبات «مدمرة» للاقتصاد الروسي. وتفضل إدارة بايدن عدم إعلانها مسبقاً لإبقاء بوتين في حالة تخمين. ولكن الخيارات تتضمن:

نظام «سويفت»

يشكل استبعاد روسيا من نظام «سويفت» المالي المعتمد عالمياً لتحويل الأموال من مصرف إلى آخر في كل أرجاء العالم، أحد أصعب الخطوات التي يمكن أن تتخذها الولايات المتحدة وحلفاؤها، لأنها يمكن أن تلحق الضرر بالاقتصاد الروسي على الفور وعلى المدى الطويل. وهذه الخطوة يمكن أن تقطع روسيا عن معظم المعاملات المالية الدولية، بما في ذلك الأرباح من إنتاج النفط والغاز، التي تمثل في أكثر من 40 في المائة من عائدات روسيا، التي أعلنت عام 2014 أن القيام بخطوة كهذه «سيكون بمثابة إعلان حرب» عليها. لكن موسكو حاولت منذ ذلك الحين تطوير نظام تحويل مالي خاص بها، ولم تسجل إلا نجاحاً محدوداً.

وكانت الولايات المتحدة نجحت سابقاً في إقناع «سويفت» بطرد إيران بسبب برنامجها النووي. لكن طرد روسيا سيضر أيضاً باقتصادات أخرى، بما في ذلك الولايات المتحدة وحليفتها الرئيسي ألمانيا.

المقاصة بالدولار

تمتلك الولايات المتحدة بالفعل أحد أقوى الأسلحة المالية التي يمكن استخدامها ضد بوتين، وهو منع روسيا من الوصول إلى الدولار الأميركي، الذي لا يزال يهيمن على المعاملات المالية في كل أنحاء العالم، لأن كل المعاملات بالدولار تجرى عبر الاحتياط الفيدرالي أو من خلال المؤسسات المالية الأميركية. وكانت المؤسسات المالية الأميركية استخدمت المقاصة بالدولار بنجاح ضد كل من إيران والسودان ودول أخرى.

ضوابط التصدير

أكدت الولايات المتحدة أنها تدرس فرض ضوابط على الصادرات، بما يعني عزل روسيا عن التكنولوجيا الفائقة التي تساعد الطائرات الحربية وطائرات الركاب على الطيران وتجعل الهواتف الذكية ذكية، إلى جانب البرامج الأخرى والمعدات الإلكترونية المتقدمة التي تمكن التكنولوجيا الحديثة من تشغيل العالم. وبذلك، ستضاف روسيا إلى لائحة تضمن كوبا وإيران وكوريا الشمالية وسوريا. ولكن قيود الصادرات الأميركية يمكن أن تحفز الشركات الروسية على البحث عن بدائل في بلدان أخرى، بما في ذلك الصين.

أسواق السندات

حدت إدارة بايدن من قدرة روسيا على اقتراض الأموال من خلال حظر المؤسسات المالية الأميركية من شراء سندات الحكومة الروسية مباشرة من مؤسسات الدولة العام الماضي. لكن العقوبات لم تستهدف السوق الثانوية، تاركة ذلك كخطوة تالية محتملة.

«نورد ستريم 2»

سعى الكونغرس الأميركي لمنع تشغيل خط أنابيب الغاز الطبيعي الروسي الجديد «نورد ستريم 2» إلى ألمانيا لأنه سيساعد روسيا في إحكام سيطرتها على إمدادات الغاز كرافعة لتحقيق أهداف سياستها في أوروبا. ويبدو أن إدارة بايدن أقنعت ألمانيا باتخاذ هذا القرار إذا انتقلت روسيا إلى غزو أوكرانيا.

الأوليغارش... و«خليلة» بوتين

لعل أحد أكثر تكتيكات العقوبات استخداماً من الولايات المتحدة هو معاقبة الدوائر المباشرة للزعماء وعائلاتهم والدوائر العسكرية والمدنية. وهذا ما يمكن أن يواجهه بوتين وأصدقاؤه وعائلته... وصولاً إلى ألينا كاباييفا، التي فازت بالميدالية الذهبية الأولمبية عام 2004 في الجمباز الإيقاعي، ويقال إنها «خليلة بوتين».

 

سوليفان يطمئن الإسرائيليين وسط سعي واشنطن لاتفاق مع طهران

واشنطن: إيلي يوسف/الشرق الأوسط/28 كانون الثاني/2022

أكد مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، لنظيره الإسرائيلي، إيال حولاتا، أن التزام الولايات المتحدة بالمسار الدبلوماسي، باعتباره أفضل طريق لمنع إيران من حيازة أسلحة نووية، لا يمنعها من أن تعد العدة مع شركائها لـ«خيارات بديلة»، في حال فشل الدبلوماسية معها. جاءت تصريحات سوليفان خلال اجتماع افتراضي عقده، مساء أول من أمس، مع حولاتا، ضمن إطار «المجموعة الاستشارية الاستراتيجية» بين الولايات المتحدة وإسرائيل، بحسب بيان البيت الأبيض. وأضاف البيان أنه تم خلال الاجتماع بحث إجراء تمارين عسكرية مشتركة قريباً، دون أن يوضح ما إذا كانت هذه التمارين تحاكي سيناريو شن هجوم على منشآت إيرانية. وفيما تحدثت أوساط أميركية عن أن الاجتماع جاء على خلفية الأنباء عن اقتراح روسي بتوقيع اتفاق مرحلي مع إيران، الأمر الذي أثار قلقاً في إسرائيل. وربطت الأوساط بين المقترح، واستقالة ريتشارد نيفيو نائب المبعوث الأميركي إلى إيران، روبرت مالي، ومقاطعة عضوين آخرين من الوفد الأميركي لمفاوضات فيينا، بعد رفضهما تقديم تنازلات «جوهرية» قد تؤدي إلى منح طهران الفرصة للحصول على شروط أفضل والإفراج عن ملايين الدولارات في أرصدة كانت مُجمَّدة حتى الآن بسبب العقوبات، بما يعرض مصالح الأمن القومي الأميركي للخطر. وترى الأوساط أن سوليفان «المعتدل» يلعب مع وزير الخارجية أنتوني بلينكن، دوراً في التخفيف من «التنازلات» التي يقدمها روبرت مالي، لطمأنة الإسرائيليين بأن التوصل لاتفاق مع إيران «لن يكون على حسابها». وتضيف تلك الأوساط أن إدارة بايدن تسعى لحماية الحكومة الائتلافية الإسرائيلية من الانهيار، وعدم ظهور الخلافات معها علناً، لمنع الجناح الأكثر تشدداً الذي يمثله بنيامين نتانياهو من استغلالها، كما جرى في نهاية عهد باراك أوباما، عندما ألقى خطاباً نارياً أمام «الكونغرس» الأميركي. وكان وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن قد صرح، الأسبوع الماضي، بأن المحادثات في فيينا وصلت إلى «لحظة الحسم»، و«هناك نافذة فرص قصيرة» لإحياء الاتفاق النووي، الأمر الذي أكده نائب المبعوث الأميركي الخاص لمنطقة الشرق الأوسط بريت ماكغورك في ندوة مع معهد كارنيغي، أمس (الخميس)، مضيفاً أن تلك المحادثات «وصلت إلى ذروتها»، وبأن «التوصل إلى اتفاق بات محتملاً».

 

مباحثات قطرية ـ إيرانية تستعرض العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية

لندن - طهران/الشرق الأوسط/28 كانون الثاني/2022

التقى وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أمس، نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، قبل أن يجري مشاورات مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، حيث استعرض العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية، في وقت نفت فيه وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية تقارير «وساطة» الدوحة بين طهران وواشنطن، في خضم محادثات فيينا لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015. والتقى الوزير أمير عبد اللهيان، الشيخ تميم والشيخ محمد أثناء زيارته للدوحة يوم 11 يناير (كانون الثاني)، كما أجرى الوزيران اتصالين هاتفيين ليل الثلاثاء - الأربعاء، وفق ما كشف السفير الإيراني في الدوحة حميد رضا دهقاني عبر حسابه على «تويتر».

وأفادت «الخارجية» الإيرانية بأن أمير عبد اللهيان استقبل نظيره القطري في مقر الخارجية وسط طهران صباحاً، مشيرة إلى أن مباحثاتهما تطرقت إلى عدة قضايا ثنائية وإقليمية بما في ذلك أفغانستان واليمن دون الإشارة إلى المباحثات النووية. وقال آل ثاني على «تويتر»: «التقيت اليوم في طهران، أخي الدكتور عبد اللهيان، حيث جمعنا نقاش مثمر حول آخر مستجدات القضايا الإقليمية». وأضاف: «أؤكد على ثوابت السياسة القطرية المبنية على حسن الجوار والحوار البناء، خاصة في الظروف التي تتطلب بناء الجسور للتوصل إلى حوار سياسي يهدف إلى تحقيق الاستقرار المنشود في المنطقة». وقال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لدى استقباله الوزير القطري إن «تعميق العلاقات وزيادة التآزر بين البلدان المجاورة يمكن أن يوفر الأمن». وأضاف أن «طهران تعتقد أن التعاون الإقليمي يصب في مصلحة الأمن وتقدم دول المنطقة وترحب به». وأفادت الرئاسة الإيرانية بأن رئيسي تلقى دعوة من الدوحة لحضور قمة الدول المصدرة للغاز. وطلب رئيسي زيادة التنسيق بين الدول المنتجة للطاقة. وذكرت «الخارجية» القطرية، على موقعها الإلكتروني، إنه «جرى خلال المقابلة استعراض علاقات التعاون الثنائي، والمستجدات على الساحة الإقليمية وسبل الحفاظ على أمن المنطقة واستقرارها». وجاءت زيارة آل ثاني بعدما قال عبد اللهيان، الاثنين، إن طهران مستعدة لإجراء محادثات مباشرة مع واشنطن، إذا شعرت بإمكانية التوصل إلى «اتفاق نووي جيد». وقالت وكالة «إرنا» الرسمية إن الزيارة لا تهدف إلى تسهيل إجراء محادثات مباشرة مع واشنطن، نافية تقارير مواقع وصحف إيرانية عن مساعٍ للوساطة. وقالت الوكالة: «رغم أن الدوحة وطهران تربطهما علاقات طيبة ووثيقة، فإن هذه الزيارة... أثارت بعض التصورات الخاطئة. والبعض يختلقها لتسهيل المحادثات المباشرة مع الولايات المتحدة»، حسب «رويترز». بدأت المباحثات الهادفة لإحياء اتفاق 2015 في فيينا في أبريل (نيسان) الماضي، وتم استئنافها اعتباراً من أواخر نوفمبر (تشرين الثاني)، بعد تعليقها لنحو خمسة أشهر اعتباراً من يونيو (حزيران). وخلال هذه الفترة أجرت الولايات المتحدة وإيران ثماني جولات من المحادثات غير المباشرة.

وانسحب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب من الاتفاق في 2018، في مسعى للتوصل إلى اتفاق جديد يطيل أمد القيود النووية ويلجم أنشطة إيران للصواريخ الباليستية والإقليمية، لكن طهران بدأت تدريجياً في انتهاك قيود الاتفاق. وما زالت هناك فجوات كبيرة بشأن سرعة ونطاق العودة للاتفاق بما في ذلك طلب إيران ضمانات من الولايات المتحدة بألا تتخذ خطوات عقابية أخرى وكيف ومتى تعود إيران للامتثال للقيود على نشاطها النووي. وترفض طهران جلوس مفاوضيها إلى الطاولة نفسها مع المفاوضين الأميركيين، على اعتبار أن واشنطن لم تعد طرفاً في الاتفاق النووي، وعودتها إلى طاولة المباحثات مع الآخرين تتطلب أولاً عودتها للاتفاق. وتوقعت وكالة الصحافة الفرنسية أن تكون المباحثات النووية من محاور البحث في اللقاء المقرر عقده بين الشيخ تميم والرئيس الأميركي جو بايدن في 31 يناير. وقال مسؤول قطري للوكالة إن «قطر تحاول المساعدة في إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة»، وهو الاسم الرسمي للاتفاق. وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم كشف اسمه، إن «هذا الأمر سيتم بحثه بين الأمير وبايدن في واشنطن، الاثنين. وأبلغ مصدر مطلع وكالة «رويترز»، في وقت سابق من هذا الأسبوع، أن عبد اللهيان طلب من قطر خلال لقاء 13 يناير (كانون الثاني)، التوسط في قضية سجناء لدى إيران من مزدوجي الجنسية، خصوصاً الأميركية والأوروبية.ولم يتضح ما إذا كانت قطر قد وافقت على هذا الطلب، لكنها كانت قد ساعدت بنشاط في إطلاق سراح سجناء أجانب في دول أخرى في السابق.

وقال كبير المفاوضين النوويين الأميركيين، الأحد، إن من غير المرجح التوصل لاتفاق نووي ما لم تطلق إيران سراح أربعة أميركيين تقول واشنطن إنها تحتجزهم كرهائن. وفي وقت لاحق، تباين المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، مع موقف المبعوث، إذ أبلغ الصحافيين أن واشنطن تفصل بين ملف المحتجزين لدى طهران والمباحثات النووية. ورداً على المفاوض الأميركي، رفض المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، الاثنين، الشروط المسبقة للتوصل إلى اتفاق، لكنه قال إن طهران وواشنطن يمكنهما التوصل إلى «اتفاق دائم على المسارين المنفصلين (محادثات فيينا وتبادل الأسرى) إذا توافرت الإرادة لدى الطرف الآخر». ووفقاً لـ«رويترز»، رفض مسؤولون إيرانيون التعليق على الأمر. وتنفي طهران احتجاز أشخاص لأسباب سياسية. وتتهم العديد من مزدوجي الجنسية والأجانب المحتجزين في سجونها بالتجسس. وتقول طهران إن الإيرانيين المعتقلين في الولايات المتحدة، ومعظمهم بتهمة خرق العقوبات على بلادهم، محتجزون ظلماً. وخلال السنوات الأخيرة، اعتقل «الحرس الثوري» الإيراني العشرات من مزدوجي الجنسية والأجانب، ومعظمهم بتهم تتعلق بالتجسس والأمن. واتهمت جماعات حقوقية إيران بمحاولة انتزاع تنازلات من الدول الأخرى عن طريق مثل هذه الاعتقالات. ولطالما طالبت الدول الغربية طهران بإطلاق سراح مواطنيها، الذين تقول إنهم سجناء سياسيون.

 

الجيش الإسرائيلي يكشف عن «توغلات» في «العمق السوري» شملت عناصر من «داعش» و«حزب الله»

تل أبيب/الشرق الأوسط/28 كانون الثاني/2022

بعد ساعات على تصريح رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، بأن قوة خاصة (كوماندوز) «نفذت عملية عسكرية نوعية ناجحة قبل نحو الشهر داخل دولة مجاورة» في إشارة إلى سوريا، كشف رئيس الأركان السابق، غادي آيزنكوت، أن جيشه قتل مئات من «داعش». وقال آيزنكوت، في مقابلة تنشرها صحيفة «معاريف» اليوم (الجمعة)، إن جيشه «ساهم بشكل قوي في محاربة (داعش) من خلال عمليات مباشرة جوية وبرية في كل دول الشرق الأوسط التي وجودت فيها عناصره». وقال إن هذه العمليات تمت في إطار «الحرب ما بين الحروب» التي أقرها الجيش تحت قيادته. وأضاف: «قررنا أن نشارك في محاربة (داعش) وأدرنا هذه الحرب في كل دول الشرق الأوسط. وبالشراكة مع جيوش أخرى كثيرة، نفذنا عدداً لا يحصى من العمليات، وأصبنا رجال التنظيم على نطاق واسع جداً. وأستطيع أن أقدر أن عملياتنا أدت إلى مقتل مئات النشطاء وإصابة ما يزيد عن 1000 عنصر وتدمير مواقع وبنى تحتية».

وكشف آيزنكوت أنه إحدى الهجمات القوية في سوريا كادت تقتل قاسم سليماني، قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» الإيراني، ذلك قبل سنتين من اغتياله بعملية أميركية، لكنه نجا بالصدفة. وكان كوخافي قد التقى مع مجموعة شباب على شفا الانضمام للخدمة العسكرية في الجيش، مساء الأول من أمس، في إطار تقريب الجيش إلى الجمهور، بعدما تراجعت شعبيته في صفوفهم. وحاول إقناعهم بأن الإخفاقات في الجيش ليست الطابع الحقيقي لعمله، وأن لديه نجاحات كبيرة لا يعرف الجمهور عنها. وهنا كشف أن قوات كوماندوز الجيش نفذت في الشهر الماضي فقط «عملية تمت الموافقة عليها على أعلى المستويات، وتم الاستعداد فيها لاحتمالية إصابة جنود». وروى أن القوة تسللت إلى إحدى الدول المجاورة القريبة، لكنه رفض تسميتها بالاسم. وحسب مصدر أمني تحدث إلى قناة «الحدث» السعودية، فإن هذه الدولة هي سوريا، و«وحدات نخبة لجيش الدفاع نفذت خلال الشهر الأخير 3 عمليات خاصة داخل العمق السوري، كلها تكللت بالنجاح وتسببت في اختفاء قائد كبير في منظمة (حزب الله) عن الأنظار، وكذلك مسؤول إيراني عن أعمال تهريب الأسلحة». وتطرق آيزنكوت أيضاً إلى الغارات المتكررة في سوريا، وقال إن «العملية الأولى كانت خلال ولاية غابي أشكنازي، في العام 2008 أو 2009. وكنت قائد المنطقة الشمالية وطلبت من رئيس أركان الجيش الحضور من أجل استعراض الفكرة أمامه. وقلت له إنك تقول دائماً إن الجيش يمكن أن يكون في إحدى حالتين؛ إما في حرب أو يستعد للحرب. وعندي لك حالة ثالثة، وهذه الحالة هي ليست حرباً شاملة، ولكنها ليست استعداداً للحرب أيضاً، وإنما معركة لعمليات متواصلة ضد الخصم. وهكذا جرى بين السنوات 2008 و2010. وتم الاتفاق على أن أديرها». وتابع: «بعد ذلك، خلال ولاية بيني غانتس رئيساً لأركان الجيش، تمأسست هذه المعركة وتصاعدت. وخلال ولايتي في رئاسة أركان الجيش تحولت إلى معركة كاملة». وعاد آيزنكوت إلى معركته «ضد الأنفاق التي شقها (حزب الله) عند الحدود بين لبنان وإسرائيل»، فقال: «حسن نصر الله قرر بناء خطة هجوم على الجليل، وقال إنها تستهدف إنزال ضربة على إسرائيل لم تشهد مثلها أبداً. والتشبيه الذي يستخدمونه هو مثل ضرب صلاح الدين الصليبيين. وجاؤوا بفكرة احتلال الجليل وحفروا أنفاقاً. وهذه ليست مثل أنفاق (حماس)، وإنما هذا شيء هائل، بعرض شارع، مع عشرات المسارات. وقد صعق عندما اكتشفناها ودمرناها».

 

دمشق تلوح بـ«ملاحقة المتعاونين» مع «الاحتلال الأميركي» شرق سوريا

الحسكة: كمال شيخو/الشرق الأوسط/28 كانون الثاني/2022

كثفت «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) ملاحقة «خلايا )داعش(» في الحسكة، غداة إعادة سيطرتها على سجن الصناعة بحي الغويران، قبل السماح بعودة المدنيين من سكان الأحياء المجاورة للسجن التي لا تزال تشهد اشتباكات متقطعة، في وقت كشفت القوات أن عدد المسلحين الذين شاركوا في التمرد المسلح والعصيان الأسبوع الماضي، واستسلموا، ارتفع إلى 3500 عنصراً، وأكدت «قسد» أنها تتعامل مع ما يسمى «أشبال الخلافة» بصفتهم ضحايا حرب بالدرجة الأولى، في حين أعلنت النيابة العسكرية العامة في دمشق عزمها تحريك دعاوى قضائية لملاحقة مَن وصفتهم بـالمتورطين مع الجيش الأميركي المنتشر شرق سوريا. وبدأت «قسد» بعملية تمشيط واسعة لمهاجع وزنازين سجن الصناعة بالجهة الشمالية والغربية، وكثفت حملتها الأمنية في الأحياء المحيطة بالسجن جنوب مدينة الحسكة، بحثاً عن مسلحين وخلايا موالية للتنظيم متوارين، قبل السماح بعودة سكان أحياء الغويران والزهور والحارة العسكرية المتاخمة للسجن. وقدرت الأمم المتحدة نزوح نحو 45 ألفاً، وأسفرت المعارك التي دامت 6 أيام عن سقوط أكثر من 200 قتيل من مسلحي التنظيم، و27 مقاتلاً في صفوف «قسد» و7 مدنيين، وقامت القوات بنقل السجناء إلى محتجزات أكثر آمناً، في حين تستمر عملياتها العسكرية في سجن غويران ومحيطه.

وأشاد القائد العام للقوات مظلوم عبدي بوحدات قواته وكيف أبدت استجابة سريعة وفعالة في صد هجوم خلايا «داعش»، وذكر في تغريدة نشرها على حسابه الرسمي بموقع «تويتر»: «بفضل تضحيات وحدات (قسد) والأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب المقاتلة، ودعم ومساندة من شركائنا في التحالف الدولي وتغطية جوية، تمت السيطرة على المتمردين واستعادة الأمن والأمان في أحياء مدينة الحسكة».

بدورها، كشفت العضو في القيادة العامة للقوات، نوروز أحمد، أنهم اتبعوا تكتيكات حرب الشوارع في معركة استعادة السيطرة على سجن الصناعة: «فرضت قواتنا الحصار كخطوة أولى لمواجهة الهجوم، ثم بدأت تدريجياً بتضييق الخناق على الخلايا وحصارهم داخل أسوار السجن، وأعلنا الهجوم الواسع وحملة دقيقة لصد التمرد وإنهاء حالة العصيان المسلح»، وشددت على أن الذين اشتبكوا مع مقاتلي القوات من داخل السجن تم القضاء عليهم جميعاً: «في حين الذين لم يشتبكوا وسلموا أنفسهم نقلوا لمراكز أخرى، ويتم الآن التجهيز والتحضير لمراكز احتجاز آمنة لكافة المحتجزين»، وذكرت بأن 10 آلاف مقاتل ومقاتلة من قواتهم شاركوا في هذه الحملة، ولفتت إلى أن «أهالي أحياء غويران والزهور ساندوا قواتنا كما باقي المناطق لتحقيق النصر ضد (داعش) وخلاياه المتمردة».

وأعلنت قوات «قسد» المدعومة من تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة الأميركية، الأربعاء الماضي، استعادة «السيطرة الكاملة» على سجن «غويران» جنوب مدينة الحسكة الذي يضم 5 آلاف متطرف، وصدت هجوماً واسعاً شنه موالون وخلايا تابعة لتنظيم «داعش»، ويُعدّ «الأكبر والأعنف» له منذ احتجازهم هناك قبل 3 سنوات. ولليوم السابع على التوالي، لا تزال محافظة الحسكة والمدن والبلدات التابعة لها مغلقة أمام حركة مرور وتنقل المدنيين، وتقتصر إمكانية دخول المدينة في الوقت الحالي على المقاتلين والآليات العسكرية فقط فيما يمنع المدنيون من ذلك، وعند نقطة جسر البيروتي الفاصلة بين الحارة العسكرية وحي الغويران جنوب الحسكة، منعت وحدات تابعة للأمن الداخلي التابعة للإدارة وقوات عسكرية السماح لمجموعة مدنيين من نساء وأطفال ورجال توافدوا في ساعات الصباع بالدخول للاطمئنان على منازلهم وممتلكاتهم التي قالوا إنها قريبة، وبررت قوات الأمن عدم السماح لهم بـاستمرار الإجراءات الأمنية وعمليات التمشيط.

إلى ذلك، قال فرهاد شامي مدير المركز الإعلامي للقوات إنهم وبناءً على توصيات الأمم المتحدة ومنظمة «اليونيسيف» الخاصة بالطفولة «قمنا بفصل الأطفال القصر عن البالغين من مقاتلي التنظيم، وخصصنا مهاجع خاصة لهم، وأرسلنا جداول بقواعد البيانات التفصيلية المتعلقة بهم للأمم المتحدة»، مشيراً إلى اضطررهم لاحتجاز هؤلاء الأطفال الذين يُسمون بـ«أشبال الخلافة» كخيار مؤقت: «لا بد منه لحين إيجاد الحلول المناسبة وحفاظاً على سلامتهم وسلامة المجتمع».

وأكد تعاملهم مع الأطفال بصفتهم «ضحايا حرب» بالدرجة الأولى، وشدد على التزامهم بجميع المواثيق والمعاهدات الخاصة بحماية الأطفال «على الرغم من انخراط هؤلاء الأطفال في الأعمال العسكرية المباشرة، وتلقي تدريبات عسكرية وآيديولوجية متطرفة في صفوف تنظيم (داعش) سابقاً»، وجدد القيادي العسكري شامي مطالبات «قسد» والإدارة الذاتية شرق الفرات دعوتها للأمم المتحدة على حث الدول والحكومات التي لديها رعايا معتقلون على خلفية ارتباطهم بتنظيم «داعش» الإرهابي «إلى الإسراع في إعادتهم إلى بلدانهم، وضرورة الإسراع في ترحيل الأطفال والنساء بشكل خاص».

من جهة ثانية، أعلنت النيابة العسكرية العامة في دمشق عزمها ملاحقة من وصفتهم بـ«المتورطين» مع القوات الأميركية المنتشرة شرق سوريا، على خلفية الأحداث التي تشهدها الحسكة، سواء كانوا سوريين أو أجانب عبر بيان رسمي نشرته وسائل الإعلام الرسمية أمس (الخميس)، وقالت النيابة في بيانها إن الوجود الأميركي «بعيد كل البعد عن مسوغ القانون الدولي، وليس له مسمى سوى الاحتلال، واتهمت النيابة العسكرية واشنطن بتمكين قوات (قسد) من إنشاء كيانات سياسية بديلاً لمؤسسات الدولة السورية صاحبة الشرعية»، على حد تعبير البيان، وأن قانون العقوبات السوري «سيفسح المجال واسعاً أمام الملاحقات القضائية للمتورطين بما يقوم به الاحتلال الأميركي سواء كانوا سوريين أو أجانب».

 

«قسد» تلاحق «خلايا داعش» في محيط سجن الحسكة

الجيش الأردني يعلن «تصفية 27 مهرباً» على حدود سوريا تطبيقاً لـ«قواعد اشتباك جديدة»... وناشطون في السويداء ودرعا يتحدثون عن انتشار المخدرات

عمان: محمد خير الرواشدة - درعا: رياض الزين/الشرق الأوسط/28 كانون الثاني/2022

جاء إعلان عمان، أمس، عن تنفيذ عمليات نوعية للقوات المسلحة الأردنية على الحدود الشرقية مع سوريا، ترجمة متفاعلة مع قواعد الاشتباك الجديدة التي أعلن عنها مؤخراً رئيس هيئة الأركان في البلاد، اللواء الركن يوسف الحنيطي، للتصدي لهجمات المهربين المنظّمة، حيث أسفرت عملية الخميس عن مقتل 27 «مهرباً». وتضمن بيان عسكري، صدر عن القوات المسلحة، معلومات تتحدث عن إحباط عدة عمليات تسلل وتهريب كميات من المخدرات، للمهربين الذي «تساندهم مجموعات أخرى»، مع فرار بقية أفراد المهربين والمجموعات إلى العمق السوري.

وتعتبر عمليات الخميس هي الأكثر تصعيداً من الجانب العسكري الأردني، بعدما أعلن عن تعرض الحدود إلى «محاولات تسلل وتهريب منظمة»، نجمت عنها مواجهات بين الجيش الأردني وتلك المجموعات، فيما تؤشر أيضاً على العودة لتنفيذ عمليات في الداخل السوري لضرب عصابات التهريب.

ونقل البيان عن المصدر بأن القوات المسلحة الأردنية (الجيش العربي) ماضية ومستمرة في تطبيق قواعد الاشتباك المعمول بها حديثاً، وستضرب بيد من حديد، «وتتعامل بكل قوة وحزم مع أي محاولات تسلل» أو تهريب لحماية الحدود، ومنع كل من تسول له نفسه العبث بالأمن الوطني الأردني. ووفقاً للمعلومات المتوفرة، فعلى ما يبدو أن عصابات التهريب تصّر على تنفيذ سلسلة عمليات متتالية، باعتقاد منها أنها قد تستفيد من ثغرات أمنية على طول الحدود الشمالية الشرقية مع المملكة، فالنشاط الذي شهدته الحدود خلال الأيام العشرة الماضية يفتح باب التوقعات على عودة القلق الأمني وكسر شروط التهدئة.

وبالنسبة لتغيير قواعد الاشتباك، فمن المرجح وفق مصادر مطلعة أن التغيير قد يشمل ضربات متوقعة لعصابات تهريب المخدرات والسلاح في الداخل السوري، وليس فقط ضرب المجموعات الناشطة على الحدود في حال اقتربت من الحدود ومحاولات التحذير من الاقتراب. وأكد رئيس هيئة الأركان المشتركة اللواء الركن يوسف أحمد الحنيطي تسخير جميع الإمكانات والقدرات المتوفرة في القوات المسلحة، للتعامل مع جميع عمليات التسلل والتهريب والتصدي لها، بشكل يحفظ أمن واستقرار المناطق الحدودية، موجهاً بتغيير قواعد الاشتباك المعمول بها في القوات المسلحة وملاحقة جميع العناصر التي تسعى للعبث بالأمن الوطني.

وتولي قوات حرس الحدود «الأولوية القصوى في دعمها وإسنادها بقوات منتخبة من القوات الخاصة وقوات رد الفعل السريع مسندة بطائرات من سلاح الجو الملكي، وتذليل جميع المعاضل اللوجستية ضمن مناطق المسؤولية، التي كان لها الدور الكبير في إحباط كثير من عمليات التسلل والتهريب بأشكاله كافة، والحد من دخول المواد المخدرة والممنوعة إلى الأراضي الأردنية، في إطار الخطة الأمنية التي تنفذها القيادة العامة للمحافظة على أمن واستقرار حدود المملكة الأردنية الهاشمية».

ولم تعلق الحكومة الأردنية على تطورات الحدود الشمالية، «خاصة فيما يخص التسريبات الإعلامية التي تتحدث عن ميليشيات إيرانية مدعومة من (حزب الله) اللبناني متشاركة في عمليات تهريب المخدرات للأردن للعبور إلى دول مجاورة أيضاً»، إلا أن رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة قد صرّح مساء أمس (الخميس) معلقاً على العملية النوعية التي قُتل فيها المهربون. وقال الخصاونة في تصريحه نقلاً عن التلفزيون الرسمي الأردني، خلال جولة تفقدية لعدد من الوزارات الرسمية بسبب العاصفة الثلجية التي تعبر البلاد، إنه رغم تحديات المنخفض الجوي «فقد تصدى نشامى القوات المسلحة بكل بطولة واقتدار لعصابات تهريب المخدرات، وأحبطوا محاولتهم تهريب المخدرات إلى وطننا الغالي».

يشار إلى أن كمية المخدرات التي تم ضبطها خلال اليومين الماضيين وباءت بالفشل بلغت «5004000» حبة كبتاجون و«6123» كف حشيش. ونقل ناشطون من السويداء أن اشتباكات وقعت فجر يوم الأربعاء استمرت لساعة تقريباً، قرب قرية خربة عواد والمغير الحدودية مع الأردن، استخدمت خلالها أسلحة خفيفة ومتوسطة، في حين تعرضت منازل المدنيين في هذه القرى للرصاص المتفجر، ما أحدث أضراراً مادية وحالة هلع وخوف بين السكان، وتشير المعلومات إلى أن قوات حرس الحدود الأردنية اشتبكت مع مجموعة مهربين من الأراضي السورية إلى الأردنية. ووفقاً لسكان محليين من المنطقة، جنوب السويداء، فإن المنطقة شهدت هذا الأسبوع، فجر الأحد، وظهر يوم الاثنين، وفجر يوم الأربعاء، اشتباكات مع مهربين على الحدود الأردنية السورية استمرت لساعات، وإن مجموعات المهربين يستهدفون بالأسلحة ضمن منطقة تهريب المخدرات كل من يحاول اعتراضهم، سواء أكان مدنياً أو عسكرياً، ويحدثون اشتباكات مع قوات حرس الحدود السورية بالتزامن مع عمليات التهريب والاشتباك مع قوات الحرس الأردنية. كما حدث قبل شهر حيث شهدت المنطقة الواقعة شرق خربة عواد جنوب السويداء اشتباكات بين حرس الحدود الأردني ومجموعة مهربين، بالتزامن مع اشتباكات مع مهربين وقوات من المغافر الحدودية السورية، أودت بحياة جندي سوري وسبّبت أضراراً في منازل المدنيين السوريين القريبة من المنطقة.

وبحسب «شبكة درعا 24» المحلية، فإن اجتماعاً أردنياً سورياً عقد في الأردن نهاية الشهر الماضي، لبحث تطورات المنطقة الجنوبية وملفات، كان أبرزها الوضع الأمني في الجنوب السوري، وملف تهريب المخدرات على الحدود السورية - الأردنية، وضمّ الاجتماع ضباطاً من النظام السوري في المنطقة الجنوبية.

وفي بداية الشهر، قالت مصادر محلية من مناطق جنوب محافظة درعا إن رتلاً عسكرياً يحوي سيارات ضباط ومدرعات روسية، وقوة أمنية تابعة للنظام السوري، وقوات محلية من فصائل التسويات، أجرت جولة على طول الشريط الحدودي الشرقي مع الأردن، جنوب محافظة درعا، إلى جنوب مدينة بصرى الشام عند الحدود الإدارية مع محافظة السويداء. كما تعدّ المنطقة الممتدة من قرية ذيبين، شرق درعا، إلى شرق قرية خربة عواد بالسويداء أبرز المناطق التي تشهد بشكل متكرر إحباط محاولات تهريب المخدرات من سوريا إلى الأردن.

وقال ناشطون في جنوب سوريا إن انتشار مادة المخدرات محلياً في درعا والسويداء بات شبه علني في المنطقة، وإنه «خلّف مشكلات اجتماعية كبيرة، منها ارتفاع معدل ارتكاب الجريمة بسبب تعاطي المخدرات والإدمان، كما انتشرت ظاهرة مكافحة المخدرات بطرق غير قانونية؛ حيث شهدت محافظة درعا عدة عمليات اغتيال وقتل، طالت عدداً من تجار ومروجي المخدرات في المنطقة».

 

فضيحة مدرسية تهز العراق... و{التربية» تشكل لجنة للتحقيق

بغداد: فاضل النشمي/الشرق الأوسط/27 كانون الثاني/2022

رغم معرفة معظم العراقيين بوجود مئات آلاف الطلبة في المراحل الابتدائية والمتوسطة الذين ما زالوا يدرسون في أبنية مدرسية مشيدة بمادة الطين في كثير من محافظات وسط وجنوب البلاد، ورغم الانتقادات الكثيرة التي يوجهها العراقيون للحكومة ووزارتي التربية والتعليم نتيجة نقص الأبنية والوسائل التعليمية وتراجع معايير التعليم بشكل عام في المراحل الابتدائية والثانوية والجامعة، فإن الصور التي انتشرت في الوسائل الإعلامية المحلية، أمس، وأظهرت طلبة ابتدائية يخضعون لاختبارات نصف السنة الدراسية، أثارت غضب وسخط كثيرين واعتبرت «فضيحة مدرسية» بكل المعايير. خاصة مع موجة البرد الشديدة التي تضرب البلاد ودعت قبل أيام معظم الإدارات المحلية في المحافظات إلى تعطيل الدوام الرسمي. وتعليقا على صورة الطلبة وهم يؤدون امتحانهم في العراء قال الكاتب والإعلامي قيس حسن:

«تكفي (الصورة) لتكون وصمة عار في جبين كل مسؤول عنها، تكفي لتكون درجة امتحان للحكومات والأحزاب، تكفي لتكون مادة جرمية تقدم لمحكمة التاريخ والإنسانية والعلم، تكفي لكي نخجل من أنفسنا، مما اقترفته القوى السياسية بحق البلد، ولتكون غلاف لكتاب (عار العراق)».

أما المحامي حمد الساعدي فعلق ساخرا بالقول إن «زعماء الشيعة يرددون منذ عام 2003، أنهم يريدون بناء المدارس، لكن يبدو أن أمريكا وإسرائيل لم يسمحا بذلك». في إشارة إلى تصريح كان قد أدلى به رئيس تحالف «الفتح» هادي العامري في مؤتمر انتخابي في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وقال فيه: لم يسمحوا لنا بأن نقدم الخدمة لهذه المحافظات (الجنوبية) لأننا أتباع الحسين، لم يسمحوا لنا بأن نقدم الخدمات لأهلنا في هذه المحافظات سواء في ميسان أو ذي قار أو المثنى او البصرة، لم يسمحوا لنا؛ لأننا من أتباع علي!».

ودفعت موجة الانتقادات الشديدة وزارة التربية إلى تشكيل لجنة للتحقيق في إجراء الامتحانات في مدرسة أم النخيل الابتدائية في قضاء الدواية بمحافظة ذي قار الجنوبية وإحالة المقصرين إلى القضاء. وذكرت وزارة التربية في بيان عقب انتشار صور الطلبة ومدرستهم المتهالكة في مواقع التواصل الاجتماعي انتشار النار في الهشيم: أن «الوزير علي حميد الدليمي وجه بتشكيل لجنة تحقيقية عاجلة مع مدير مدرسة أم النخيل حول بعض الإجراءات المتبعة أثناء الامتحانات».

وأمر الوزير طبقا للبيان بـ«إعلان نتائج التحقيق خلال ثلاثة أيام»، مشدداً على عدم التهاون في محاسبة من يعرض أبناءنا الطلبة للخطورة أو يجعلهم في مواقف لا تليق بمكانة الطالب العراقي المتميزة في نفوسنا وعملنا. كما قال الدليمي «لن نسمح لأحد بالإساءة للعملية التربوية ولا لأبنائنا الكرام»، مؤكداً حرص الوزارة على بقاء سمعة العراق التعليمية متميزة ورصينة كما يعرفها الجميع. ولم يعول كثيرون على بيان الوزير أو لجنة التحقيق التي أعلن عنها، ذلك أن المئات من المدراس الابتدائية يعاني طلابها الأمرين، لجهة بنائها من مادة الطين أو اكتظاظها الشديد أو قلة المقاعد المخصصة للطلاب. وكانت معلمة في مدرسة «أبطال العراق» الابتدائية في قضاء قلعة سكر بمحافظة ذي قار أيضا، ظهرت قبل نحو أسبوعين وهي تقوم بتدريس طلابها في الهواء الطلق بسبب النقص الحاد في عدد الصفوف المخصصة للتدريس. وفي حادث مماثل، ظهر طلاب مدرسة «منة المنان» الابتدائية قبل أيام وفي محافظة ذي قار وهم يدرسون في العراء من دون أن تتحرك الوزارة للقيام بإجراء مناسب في الحالتين. ورغم الوعود الحكومية الكثيرة، وكان آخرها التعاقد مع الصين لبناء 1000 مدرسة ابتدائية وثانوية، فإن قطاع التعليم ما زال يعاني اختلالات عديدة منذ سنوات ولا ترتقي معظم الأبنية المدرسية إلى أبسط المعايير التعليمية، فضلا عن المعايير العالمية. وإلى جانب نحو 2000 مدرسة مشيدة من الطين في محافظات وسط وجنوب البلاد، بحسب إحصائيات رسمية لوزارة التربية، تلتحق أعداد كبيرة من الطلبة بمدارس مشيدة وفق نظام «الكرفانات» وغالبا ما تفتقر تلك المدارس إلى أبسط الخدمات الصحية مثل مياه الشرب ودورات المياه.

 

بايدن يضع بصمته على المحكمة العليا/تقاعد القاضي الليبرالي ستيفن بريير يؤجج الصراعات بين الديمقراطي والجمهوري

واشنطن: رنا أبتر/الشرق الأوسط/27 كانون الثاني/2022

أتت فرصة الرئيس الأميركي جو بايدن الذهبية بإعلان قاضي المحكمة العليا ستيفن بريير عن تقاعده من منصبه الذي يفترض أن يكون لمدى الحياة. فرصة ينتظرها الرؤساء الأميركيون بفارغ الصبر، لأنها تعني أنهم سيتمكنون من اختيار مرشح لتسلم مقعد في المحكمة التي تبت في قضايا مصيرية، ويتركون بالتالي بصمتهم التي لا يمحوها سوى تقاعد القاضي أو وفاته. بريير الذي رشحه الرئيس الديمقراطي السابق بيل كلينتون، هو من القضاة الليبراليين الثلاثة الذين يجلسون في المحكمة، مقابل المحافظين الستة الذين عينهم رؤساء جمهوريون، آخرهم دونالد ترمب الذي تمكن من تعيين 3 قضاة في عهده: نيل غورساتش وبيرت كافاناه وإيمي كوني باريت. وبتقاعده عن عمر يناهز الـ83 عاماً، يمهد بريير الطريق أمام الديمقراطيين لاختيار مرشح ليبرالي جديد وشاب، مع ترجيحات أن يكون المرشح هذه المرة امرأة من أصول أفريقية، وهو ما وعد به بايدن خلال السباق الرئاسي. وبمجرد الإعلان رسمياً عن قرار التقاعد، تأهب الديمقراطيون، واستعدوا لخوض معركة مصيرية بالنسبة إليهم في موسم انتخابي حام. فوعد زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر بأن «يحصل مرشح الرئيس بايدن على جلسة استماع سريعة في اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ، وأن تتم المصادقة عليه في المجلس بسرعة كبيرة…».

وعلى الرغم من أن الديمقراطيين لن يحتاجوا للجمهوريين في عملية المصادقة على مرشح بايدن، التي تحتاج إلى الأغلبية البسيطة فحسب، فإن الانقسامات العميقة في صفوف الحزب سوف تصعّب من مهمة البيت الأبيض في العثور على مرشح يحظى بدعم كل وجوه الحزب. وبوجه هذه الانقسامات، بدأ شومر جهود رص الصف الديمقراطي لخوض معركة المصادقة، التي إذا ما خسرها الديمقراطيون، فستعني خسارة كاسحة لهم في الانتخابات التشريعية، وحتى الرئاسية. ورجح السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام بأن يصطف الديمقراطيون وراء بايدن في هذا الملف الحاسم، فقال: «إذا ما وقف الديمقراطيون في صف واحد، وهذا ما أتوقعه، فسيتمكنون من استبدال القاضي بريير في عام 2022 من دون صوت جمهوري واحد. الانتخابات لديها عواقب وهذا واضح خاصة فيما يتعلق بشغر مقاعد المحكمة العليا».

وعلى الرغم من هذه التوقعات، يخشى الديمقراطيون من تكتيكات زعيم الأقلية الجمهورية المحنك ميتش مكونيل، فقد ذاقوا الأمرين منه عندما كان زعيماً للأغلبية في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، وتمكن حينها من صد ترشيح ميريك غارلاند لمنصب قاضي في المحكمة العليا. ويأمل الديمقراطيون في أن يختلف السيناريو هذه المرة نظراً لعدم سيطرة مكونيل على الأغلبية في المجلس، فقالت السيناتورة الديمقراطية جين شاهين: «آمل أن تكون المصادقة سريعة وإلا نر مجهوداً من ميتش مكونيل لعرقلة مساعي الديمقراطيين لاستبداله (بريير)». ولعلّ ما يؤرق نوم مكونيل حالياً هو قرار اتخذه في عام 2017 غيرّ فيه قوانين مصادقة المجلس على التعيينات القضائية ليصبح بالأغلبية البسيطة فقط، بعد أن كانت هذه التعيينات تتطلب 60 صوتاً. وبهذا يكون قد قيّد من قدراته اليوم على عرقلة هذه التعيينات، ليبقى أمله الوحيد الانقسامات الديمقراطية. هذا وسيشكل ترشيح قاضي في المحكمة العليا لاستبدال بريير إنجازاً شخصياً بالنسبة لبايدن، إضافة إلى كونه إنجازاً سياسياً، فبايدن هو الذي ترأس جلسة المصادقة على بريير في اللجنة القضائية في الشيوخ في عام 1994، عندما كان رئيساً للجنة حينها، واليوم سيكون هو من يختار خلفاً لبريير، وهذا أمر يحصل للمرة الأولى في التاريخ الأميركي.

وتتصدر لائحة المرشحين اليوم القاضية كيتانجي براون جاكسون، التي تحظى بدعم لا بأس به من الديمقراطيين وبعض الجمهوريين. وعرفت جاكسون التي تترأس محكمة الاستئناف، بقرارها نقض طلب الرئيس السابق دونالد ترمب عدم الالتزام باستدعاءات الكونغرس في إطار التحقيقات التي هدفت إلى عزله. وقالت جاكسون في قرارها حينها جملتها الشهيرة: «الخلاصة الأساسية للسنوات الـ250 الأخيرة من التاريخ الأمريكي هي أن الرؤساء ليسوا ملوكا». الاسم الثاني المطروح هو قاضية محكمة كاليفورنيا العليا ليوندرا كروغر، البالغة من العمر 45 عاماً، تخرجت في جامعة هارفرد وعملت مساعدة لقاضي المحكمة العليا السابق جون بول ستيفنز المعين من الرئيس الجمهوري جيرالد فورد. أما الاسم الثالث المتداول فهو القاضية ميشيل تشايلدز، 55 عاماً، التي رشحها بايدن الشهر الماضي لمنصب قاضية محكمة الاستئناف في العاصمة واشنطن، ولم تتم المصادقة عليها بعد. تشايلدز وهي من ولاية كارولاينا الجنوبية تربطها علاقة قوية بأحد المقربين من بايدن النائب الديمقراطي عن الولاية جايمس كلايبرن.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

خينا المخرج والكاتب يوسف ي. الخوري، العائد من معركة انتصاره على الكوفيد اللعين بإيمانه وعناده، وبمساعدة وصلوات الأهل والأفياء وجهد الطاقمين الطبي والتمريضي، يحكي تفاصيل رحلة المعاناة في الذهاب والعودة بمقالة نشرها اليوم تحت عنوان: صَبَّحناكُم…

 http://eliasbejjaninews.com/archives/105898/%d8%ae%d9%8a%d9%86%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ae%d8%b1%d8%ac-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%a7%d8%aa%d8%a8-%d9%8a%d9%88%d8%b3%d9%81-%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7/

صَبَّحناكُم…

الكاتب والمخرج يوسف ي. الخوري/27 كانون الثاني/2022

في يكون قَدَرَك إنّك بلحظة تروح وما ترجع. وفيك انت تكتب قَدَرك وتقرِّر مصيرك بإيدك. فيك تخاف وتستسلم، بيقلبو عليك كمشة تراب والله يرحمك. وفيك تشوف روعة الحياة اللّي ربنا وَهَبَك اِيّاها وترجع كِل مرّة توقَف وتكمّل دَوْرَك.

لَعبَة القدر هَيدي، قدَرَك تتعامل معها، قدَرَك تعرِف كيف تسيطر عليها، وضروري ما تنسى إنّو قدّ ما تِكبَر وتِقوى، لِعبِة القدر بلحظة بتِغدرَك وبِتْوقّعَك.

كل هَـالمقدمي تَ قول شَغلي وِحدي تجلّت قدّام عيوني لمّا كنت بين هَـالدني وهَيديك الدني بالعشرين يوم لْ مَرَقوا. تحديدًا بَدّي قول: ما في شي بيغلُب لِعبِة القدر غير "الحب". حبّك لَـعَيلتك. حب عَيلتك إلك. حب الآخر إلك. حبّك لَصحابك. حبّك لَشغلك. حبّك للحياة الروعة اللي ربنا قدّملك اِيّاها هديّي، وكل المطلوب منّك هوّي إنّك تعرف كيف تحافظ عليها وكيف تحبّها.

أنا كنت رايح. خفت؟ اِيه. استسلمت؟ لأ. لَيش خفت وعَ مين خفت، ما بعرف، بس الأكيد إنّي ما كنت خايف عَ حالي. ليش رحت ورجعت؟ لأن في كتار كانوا خايفين عليّي وبيحبّوني. اِيه، حبّكم رجع شدني لَهَون ورجّعني، وأنا بشكر حبّكم اللي خلّصلي حياتي وخلّاني أوقف من جديد، واعذروني بعد ما عندي الإمكانيي إتشكّركم واحد واحد وانحني قدّام كل واحد منكم، فبتمنى تقبلوا شكري ومحبتي متل ما طلعوا معي بهالصبحيّي.

بحبّكم.

بدّي إتشكّر بعض الأشخاص بشكل خاص، وهني ناس خلّوني بعزّ محنتي اتأمّل بلبنان جديد جايي! بس بالأوّل بدّي إلفت نظركم إنّو هالكم حدا اللي رح احكي عنن هلّأ، ما عملوا اللي عملوه كرمالي أنا شخصيًّا، وإنّما عملوه، وعَـالسَكْت، لأن هَيْدي من شيمهم ومن أخلاقهم.

بالبدايي، بلّشت مع طبيب صديق بالكاد بعرفو من كَم شهر، كنت أنا صرت بِ تاني PCR Negative وشي خامس يوم حرارة أربعين (˚40)، جزم من صوتي عَـالتلفون، ومن كَم سؤال سألني اِيّاهم، إنّو في شي خطير عم يصير. ما انتظر. بعت ممرضة ومساعد عالبيت يبَلْشولي بالعلاج. ما لحَّقت اسألو قدّيش الكلفي وإذا بدّي اِدفع Fresh Dollars ولّا لبناني. ما لحّقت ناقشو تَ أعرف إذا معي اِدفع او ما معي. وكل ما كنت حاول إحكي كنت إسمع جواب واحد: "مش شغلك"!

وصلنا عَـالمستشفى. شو بدّو يصير!؟ ماشيي بوليصة التأمين؟ المستشفى لْ جابوني عليه بعدو عم يتعامل مع شركة التأمين؟ رح يدخّلوني ولّا رح انشلح عَـالباب متل ما عم منسمع عم يصير مع كتار من الناس.

لأ!! دخّلوني. ما طلبوا شي. ما سألوا إذا معي اِدفع وبلّشوا يعملوا رسالتهم الطبّيي. بَعدين طلّ راهب لبناني عَـالسكت، مِن هَو الرهبان اللي ما بتعرف شمالهم شو عِملت يَمينهم، وقلّن مؤسستنا التعاضدية جاهزي تتحمّل أيّ شي، وسلامة المريض أوّلًا.

هَون وصلنا عَـالخدمي الطبّيي. بهاللحظة عم اتذكّر الفريق الطبّي وفريق التمريض ودموعي عم تكرّ عَ خدودي! أحمد، ابن عكّار العتيقة، في ليلي كنت متضايق اضطر يفوت عَ مكان عزلي 22 مرّة، ما رح خبّر شو كان عم يفوت يعمل، بس بيكفي تعرفوا إنو كل مرّة بيفُوت وبيطلَع فيها، هوّي مجبور يغيّر تيابو ويكبّن بالزبالي. تخيّلوا واحد لِبِس وشلَح 44 مرّة بِ شي 3 ساعات، والله قدّ 3 ايّام Ski de Fond. ميرنا، وابن العبس يلّي مخلّص تاني مرّة من الكورونا (ما بعرف مين ممرّض ومين طبيب بيناتن)، الضحكي ما بتفارق وجُوهُن وبتشوفها من تحت الكمّامات، وحكيُهم مع المريض بيشيل الموتى من القبور. مدام ... (يا ريت بتذكّر اِسمها واِسم كلّ واحد بالجهاز الطبّي) شفت فيها وجه إمّي، تفوت تَ تطمّني إنّو هنّي قْرَاب ما أعطل هم شي، بس في مرضى متضايقين لازم يعتنوا فيهن شوي...

رائع ومحترف ومتفاني الفريق الطبّي والأقسام الطبّيي!!! هيدي بعد ما حكينا عن الصليب الأحمر اللبناني والدفاع المدني، هَودي الشباب الطيبين اللّي بيشتغلوا تطوّع وتفاني في سبيل الآخرين.

شو عم يصير؟

يا شباب اللي عم يخبّرونا اِياه عالتلفزيونات ووسائل التواصل الاجتماعي مش هوّي الحقيقة!! هَودي النُقَبا لْ مِحتلّين الشاشات وبيصيروا يحسبولنا فرق سعر الدولار للأدوية، وإنّو المستشفيات رح تأفلس، والممرضات والأطباء عم يهاجروا...الخ...الخ!!! هاو شحّادين وورقة نعوي. مش حقيقي اللي عم يصورولنا اِيّاه!! مش مزبوط!!! وليييه بعدو لبنان مستشفى الشرق والعرب ورح يبقى، متل ما رح يبقى جامعة الشرق وقبلة العلم والمعرفة والثقافة والفنون بهالشرق. سألوا حالكن يا شعبي الطيّب، كيف ماشي البلد؟ مين عمّر بيروت بعد الانفجار والزعما ملهيين بشقفة كرسي ومفلّسين. كيف بعدها ماشيي الجامعات عَ دولار 1500 أو أكتر شوي؟ كيف ماشي النظام الطبّي بأروع ما يكون وبأقسى ظرف ممكن يمرق في بلد بالتاريخ!!؟ كيف؟؟ اسألوا حالكم كيف.

في أيادي خيّرة عم تحافظ على ثروة لبنان الفكريّي والحضاريّي. في لبنانيّي متفانيين متل يلّي ذكرتن قبل شوي عم يشتغلوا بهدوء وبصمت. قال شو منقعد منصير ننظّر: "الشعب نفَّس"، "ضاعت الثورة"، "شعب مش خرج يعيش"، ومدري ايش حكي بلا طعمي تَ نقرط حكي للحكي، ونحنا مش منتبهين عَ هاو الـ Invisibles متل ما بيوصفهم صاحبي غابي الديك، هَودي يلّي اليوم ملهيين كيف يحافظوا عَ لبنان، وبكرا رح يتحوّلوا لمارد جبّار يدحرج كل متخاذل ما همّوا إلّا الكراسي والوجاهات والنهب. بكرا جايي، والمارد جايي، ومنذكّر بعضنا.

وتَ إختم، وبما إنّو يا شعبي صار لازم تعرف تميّز بين الأبواق المفتوحَة إلها الميديا، والـ Invisibles اللي  بيشتغلوا بصمت واللي هنّي رح يكونوا التغيير الجايي، شوف الفرق بين الزاحفين عَ المراكز وشعبهم بأزمي، وبين قايد حقيقي.

بعد نص ساعة من لمّا اتّاخد القرار بإخضاعي للعنايي الفايقة، وأنا وعم يدخّلوني عَـالعنايي بين الواعي ومش واعي، بلاقي قدّامي... ما عرفت مين، إذا مرا أو رجّال، بس سمعت صوت عم يقلّي: "بيسلّم عليك المعلّم وما تعطل هم شي..." أوف! أوف! المعلّم!!؟ المعلّم صَرلو 22 سني بمنفاه الاختياري.. يمكن عَيْلتو ما عم يشوفها.. كيف لحّق وانتبَه؟!! ما رح قول شو التدابير اللي كان آخدها بهالنص الساعة من برّات لبنان تَ ما يزعل لأنّي خبّرت.

بالمقابل، بيِجوك زلم المرشحين والمستقيلين، بيروحوا عالْـلَس عند قرايبي وبيصيروا يستفسروا عن وضعي الصحّي. بعدين بيتصلوا بمرتي وبيخبروها اللي سمعوهم من قرايبي، يلّي عمليًّا مرتي هيّي اللي مخبرتُن لقرايبي! تعتير. وقال شو بيطمنوها إنّو سعادة المرشح عم يتابع وضعي عن كثَب، وبيقولولها، كلّن متل بعضن، "إذا عزتي شي ما توفرينا".

قوم ولاه، القصّة مش قصّة تسأل عنّي أو لأ، القصّة هيّي الفرق بين واحد قايد كبير يقلّك "ما بتعطل هم شي"، وواحد زاحف ورا الكرسي وعم يقلّك "إذا عزتو شي اتصلوا فينا". ليش بدّي اتصل فيك!!؟ تَ تسجّل المخابرة وتربّح جميلي إنّي طلبت منّك وترجع تطلب حقّها صوتي. فَشَرت ولاه إنت وشقفة المرشح تَبَعك، أشرف لي موت متل الكلب عَـالطريق ولا دِق رقم تلفونك من موبايلي.

جايين الـ Invisibles يمحوكُم يا تافهين ويرجّعوا لبنان. ومن اليوم وطالع، كل واحد منكم، يا تبع "إذا عزتو شي"، بدّو يرفع إصبعو ويحمّلنا مسؤولية انتخابو أو لأ، أصبعو بدنا نقطشو ونطعميه للكلاب، تَ نحفظ كرامة الصامتين لْ جايين يخلصونا ويخلصوا لبنان.

أنا مش خايف قول إنّو "بو أرز" هوّي المعلّم، وهوّي القايد اللي بعدو كل ليلي بيسَيْهِر الشهدا لِـطلوع الضو، يا تاري تا تِقدَر تشوف الطَيْبين وتضلّك تقدر توقَف حدُّن، قَدَرك تسيهر الشهدا.

بو أرز وصلتلي من عندك نفحة الحريّي، وسعَفِتلي الروايا منيح. وما في أجمل من إنّو نختم بِ "لبّيك لبنان" الجايي!

 

ديفيد شينكر في "قراءة مهمة" عن استقالة الحريري!

ديفيد شينكر/27 كانون الثاني/2022

على الرغم من أن سعد الحريري يبدو حَسَن النية أكثر من معظم زملائه من النخب السياسية في بيروت، إلا أنه أصبح في النهاية جزءاَ من الزمرة التي دفعت لبنان نحو مشارف الدولة الفاشلة. في 24 كانون الثاني/يناير، أعلن رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري، رئيس أكبر حزب سني في البلاد، أنه سيعّلق مسيرته السياسية وحثَّ المرشحين في «تيار المستقبل» الذي يتزعمه على عدم الترشح للانتخابات النيابية التي ستجري خلال فصل الربيع المقبل. وقد ترددت شائعات عن احتمال تنحّيه عن المشهد السياسي منذ تموز/يوليو الماضي، حين عجز عن تشكيل حكومة ومن ثم غادر بيروت متوجهاَ إلى أبوظبي. ووسط الأزمة المالية غير المسبوقة التي يعيشها لبنان والهيمنة المتزايدة لـ «حزب الله» المدعوم من إيران، من المرجح أن تؤدي مغادرته إلى إثارة الكثير من التوتر في الغرب بسبب الفراغ الملحوظ في القيادة السنية في لبنان.

من الثورة إلى الدمار

منذ اغتيال والده رفيق الحريري في شباط/فبراير 2005، كان سعد أبرز سياسي سنّي في البلاد ومحاور مفضل في العواصم الغربية. وكونه شخصية ودية ومتعاطفة إلى حدّ كبير، ساعد على قيادة دفة "ثورة الأرز"، الحركة الاحتجاجية التي أنهت الاحتلال السوري الذي دام لعقود من الزمن. وكونه رئيساً لـ «تيار المستقبل»، قاد تحالف «14 آذار» الموالي للغرب والمناهض لـ «حزب الله» لتحقيق انتصارات انتخابية في عامي 2005 و 2009.

ولكن على الرغم من ضمانه الأكثرية النيابية، لم يتمكن الحريري من ترجمة الأصوات التي حصدها إلى تقدم على الأرض. ولكي نكون منصفين، لطالما هدّد «حزب الله» - واستخدم مرة بعد أخرى - القوة لمنع السياسيين اللبنانيين ذوي التوجه الغربي من تغيير الوضع القائم. فمن 2005 إلى 2013، اغتال «حزب الله» ما يقرب من اثنتي عشرة شخصية سياسية من حلفاء الحريري. وفي عام 2008، وبعد أن أصدرت حكومة الحريري سلسلة من المراسيم الضارة بـ «حزب الله»، اجتاحت الجماعة المصنّفة إرهابية بيروت وأمطرت منزله بالرصاص، من بين أهداف أخرى.

ولسوء الحظ، وحتى قبل إطلاق العنان لآلة القتل تلك، كان الحريري مستعداَ للمساومة مع «حزب الله». ففي انتخابات 2005 والانتخابات اللاحقة، أبرم اتفاقات مع الحزب لزيادة مقاعد تحالفه في البرلمان. وبعد انتخابات 2009، تعرض لضغوط للدخول في حكومة ائتلاف مع الميليشيا وتبنّي (على الأقل خطابياً) عقيدة "المقاومة" كسياسة وطنية. وفي وقت لاحق من ذلك العام، واستجابة لإلحاح من السعودية، تصالح مع الرئيس السوري بشار الأسد، وقام بزيارة لدمشق وأمضى الليل في منزل الديكتاتور.

وبعد انهيار حكومته عام 2011، غادر الحريري لبنان إلى السعودية الذي يحمل جنسيتها. ويُزعم أن مغادرته جاءت بتهديد من «حزب الله»، ولم يعد إلى بيروت إلا في عام 2014. وفي 2016، تولى من جديد منصب رئيس الوزراء في حكومة ائتلاف أخرى مع «حزب الله»، تحققت من خلال إبرام اتفاق ينص على دعم انتخاب خصمه السياسي - حليف الحزب الموالي لسوريا ميشال عون - رئيساَ للجمهورية. وفي ذلك العام، دفعت التحديات المالية المتزايدة بالحريري إلى الموافقة على أو الإذعان لسلسلة جديدة من ممارسات الهندسة المالية المثيرة للجدل الصادرة عن المصرف المركزي.

وفي غضون ذلك، وقبل عودته إلى منصبه بقليل، أرغمت الرياض شركة البناء العملاقة التي يملكها الحريري "سعودي أوجيه" على إشهار الإفلاس. ومما زاد الطين بلة، أقدمت السلطات السعودية على ما يبدو على اختطافه بعد عام من ولايته، ثم هددته وعذبته، لترغمه في النهاية على الاستقالة احتجاجاَ على هيمنة إيران و«حزب الله» على لبنان. ولكن بعد إطلاق سراحه، تراجع عن استقالته وأكمل ولايته كرئيس للوزراء.

ومع استمرار تدهور الاقتصاد بسبب الفساد وسوء الإدارة المالية بشكل رئيسي، بدأ المزيد من المتظاهرين في المطالبة بالشفافية والمساءلة. وبحلول تشرين الأول/أكتوبر 2019، كانت المظاهرات تطالب بإقالة جميع المسؤولين الحكوميين وسط صرخات شعبية تحت عنوان "كلن يعني كلن". وبعد فترة وجيزة، استقال الحريري.

هل سيعود مجدداَ؟

كان الكثيرون في الغرب والبعض في لبنان يأملون أن يعود الحريري إلى منصبه مرة أخرى بعد الاضطرابات التي شهدتها البلاد في العامين الماضيين، لكن غيابه قد يطول أكثر مدة. وعلى الرغم من أن انسحابه يترك المجتمع السني في لبنان دون زعيم توافقي، إلا أن إرثه في ذلك الدور متباين في أحسن الأحوال. ومن الواضح أنه لم يكن فعالاَ في حماية مصالح السنّة - حتى عندما كان مدعوماَ بالكامل بالمال السعودي، اكتسبت الكوادر الشيعية في «حزب الله» نفوذاَ وزادت من هيمنتها على الدولة.

كذلك، لم يكن دور الحريري فعالاَ في الترويج لرؤية غربية للبنان، على الرغم من توجهه الغربي الذي ليس هناك شك فيه. فلم يكن أبداً المصلح الذي أمل فيه الكثيرون، وتهاوى الاقتصاد في عهده وسط اعتماد الدولة سياسات غير حكيمة على طراز سلسلة بونزي.

وتماماً كغيره من السياسيين اللبنانيين من جميع الأطياف الدينية، لم يكن الحريري بمنأى عن مزاعم الفساد. فمن بين اتهامات أخرى، ذُكر اسمه مراراً وتكراراً فيما يتعلق بصفقات تجارية مشكوك فيها تتعلق بإدارة النفايات، وهو قطاع أجّج اختلاله الوظيفي مظاهرات حاشدة في الفترة 2015-2016 ، بالإضافة إلى بروز حملة الاحتجاج "طلعت ريحتكم" في بيروت. وفي تشرين الأول/أكتوبر 2021، فرضت إدارة بايدن عقوبات على جهاد العرب - الذي يقال إنه مساعد مقرّب من الحريري - بسبب ممارسات فساد في هذا القطاع وغيره.

وهكذا، فبينما كان الحريري على ما يبدو حسن النية خلال فترات حكمه المختلفة، إلا أنه لم يكن في نهاية المطاف زعيماَ جلب التغيير إلى لبنان. وبعد الاندفاع الذي شهدته أيام "ثورة الأرز"، كانت سياساته وتحالفاته مصممة لإدامة المشاكل النظامية للبلاد وليس تغييرها، سواء الفساد أو سوء الإدارة أو هيمنة أبرز وكلاء إيران في المنطقة. وخلال خطابه الوداعي في بيروت، استشهد بمنع الحرب الأهلية كأحد إنجازاته الرئيسية. ولكن هذا الإنجاز الذي لا يمكن إنكاره جاء على حساب تدمير لبنان بوسائل أخرى.

وقبل إعلان انسحابه من الحياة السياسية، أدرك الحريري أنه إذا عاد مجدداَ لإنقاذ لبنان، فسيتعين عليه تغيير مقاربته. وبسبب عدم قدرته على عقد صفقة أخرى مع «حزب الله» أو الاعتراض حقاً على إملاءات الميليشيا، وجد نفسه في وضع لا يطاق.

أما بالنسبة للزعيم السني المقبل في لبنان، فقد رحّب شقيق الحريري الأكبر بهاء من مقرّ إقامته في باريس بأخبار انسحاب سعد. ولكن رغم محاولته ملء الفراغ من خلال تمويل بعض المرشحين المعارضين لـ «حزب الله» وذوي الميول الإصلاحية للانتخابات النيابية، لا يبدو أن بهاء يميل إلى الانتقال إلى بيروت وارتداء عباءة العائلة. وقد تفوز عمتهما بهية البالغة من العمر سبعين عاماَ والقاطنة في صيدا بمقعد آخر في البرلمان، لكن من غير المحتمل أن تشارك هي أو أي فرد آخر من آل الحريري في الحكومة المقبلة.

وعلى أي حال، فإن احتمالات تأثير الانتخابات على المسار الحالي الذي يشهده لبنان مشكوك فيه في أحسن الأحوال - فقد أظهر «حزب الله» أنه يولي أهمية أكبر للرصاص من صناديق الاقتراع. ومع ذلك، يمكن للاستراحة في سلالة الحريري الحاكمة أن توفر فرصة لبروز زعماء سنّة جدد أقل تساهلاَ مع الوصاية الإيرانية وأكثر ميلاَ للإصلاح. فبعد سنوات من التدهور الذي جعل لبنان على شفير الدولة الفاشلة، من الواضح أن النخبة السياسية الحالية في بيروت غير مؤهلة لإجراء تغييرات ضرورية لعكس المسار. وكان الحريري أفضل من معظم زملائه، لكنه أصبح في النهاية جزءاَ من نفس تلك الجماعة الفاشلة من النخب.

 

اِلتِماسُ مفاوضاتِ ڤيينا...

غالِبيّةُ التسوياتِ التي “نَجحَت” في الشرقِ الأوسَط، وكانت الولاياتُ المتّحدةُ الأميركيّةُ الطرفَ الأساسيَّ فيها، غَدَرت بلبنان

سجعان قزي/افتتاحيّةُ جريدةِ النهار/27 كانون الثاني 2022

http://eliasbejjaninews.com/archives/105906/%d8%b3%d8%ac%d8%b9%d8%a7%d9%86-%d9%82%d8%b2%d9%8a-%d8%a7%d9%90%d9%84%d8%aa%d9%90%d9%85%d8%a7%d8%b3%d9%8f-%d9%85%d9%81%d8%a7%d9%88%d8%b6%d8%a7%d8%aa%d9%90-%da%a4%d9%8a%d9%8a%d9%86%d8%a7-%d8%ba%d8%a7/

أعرفُ كيف يَنعكِسُ فشلُ مؤتمرِ ڤيينا حولَ النوويِّ الإيرانيِّ سلبًا على لبنان، لكنّي لا أعرِفُ كيف يَنعكِسُ نجاحُه إيجابًا عليه. ولستُ متيقِّنًا إذا كان المتعارفُ عليه أنّه سلبيٌّ هو حقًّا سلبيٌّ، والمتعارَفُ عليه أنّه إيجابيٌّ هو حقًّا إيجابيّ. حين يَبلغُ الصِراعُ بين الأطرافِ اللبنانيّةِ نُقطةَ اللاعودة ـــ كما الحالُ راهنًا ـــ يُصبح الإيجابيُّ لطرفٍ سلبيًّا للآخَر. نحن نَتقاسمُ المشاكلَ ذاتَها ونَفترقُ حِيالَ الحلولِ والأحلام. معيارُ إيجابيّةِ ڤيينا بالنسبةِ للبعضِ هو إنهاءُ كلِّ الحالاتِ غيرِ الدستوريّةِ في الحياةِ الوطنيّةِ اللبنانيّةِ وإعادةُ لبنانَ دولةً حرّةً (هذا هو الحلُّ الطبيعيُّ). ومعيارُ سلبيّةِ ڤيينا بالنسبةِ للبعضِ الآخَر هو الإبقاءُ على هذه الحالاتِ الشاذّةِ والاعترافُ بها والتعايشُ معها خِلافَ الدستورِ والقراراتِ الدُوليّةِ (وهذه هي التسويةُ المميتةُ).

غالِبيّةُ التسوياتِ التي "نَجحَت" في الشرقِ الأوسَط، وكانت الولاياتُ المتّحدةُ الأميركيّةُ الطرفَ الأساسيَّ فيها، غَدَرت بلبنان. وعلى سبيلِ المثال:

1) بعدَ نجاحِ مفاوضاتِ "كمب دايفيد" (17 أيلول 1978) بين مصر وإسرائيل برعايةٍ أميركيّةٍ، نَشبَت حربُ المئةِ يومٍ في الأشرفيّة ومعركةُ زحلة بين جيشِ الاحتلالِ السوريّ والقوّاتِ اللبنانيّةِ بقيادةِ بشير الجميّل، وتصاعَدت العمليّاتُ العسكريّةُ الفِلسطينيّةُ في بيروت والجَنوب. 2) إثْرَ نجاحِ أميركا في إقناع سوريا (أيلول 1990) بالانضمامِ إلى التحالفِ الدُوَليِّ في حربِ تحرير الكويت، أُطلِقَت يدُ الجيشِ السوريِّ فاحتَلَّ بيروت واقتَحَم القصرَ الجُمهوريَّ ووزارةَ الدفاعِ (اجتياحُ 13 تشرين الأول)، وقَرَّت عيونُ البعضِ بولادةِ النظامِ الأمنيِّ اللبنانيِّ/السوريّ. 3) عَقِبَ نجاحِ المفاوضاتِ النوويّةِ الأولى في ڤيينّا (14 تموز 2015) بين أميركا وإيران، حَصل تعطيلُ الدستورِ والشغورُ الرئاسيُّ والتسويةُ الرئاسيّةُ سنةَ 2016، وسيطَرَ حزبُ الله على الدولةِ اللبنانيّة.

ما نريدُه من مفاوضاتِ ڤيينا، ومن أيِّ تطوّراتٍ في المنطقةِ، أن تؤدّيَ في نهايةِ المطافِ إلى ما يلي: 1) إيجادُ حلٍّ فعليٍّ لمشروعِ حزبِ الله وسلاحِه المناقضَين للدستورِ اللبنانيِّ والميثاقِ والشراكةِ الوطنيّة، فيَتحوّلُ حزبًا سياسيًّا أساسيًّا نَتشاركُ وإيّاه في تعزيزِ كيانِ لبنان ووِحدتِه وسيادتِه، وهو ما دأبَت عليه تاريخيًّا الشيعيّةُ اللبنانيّةُ. 2) تنفيذٌ جِديٌّ للقراراتِ الدوليّةِ الأمميّةِ وبخاصّةٍ الــــ 1559 و1860 و1701 الضامنةُ نَصيًّا استقلالَ لبنان وسيادتَه وسلطتَه الشرعيّةَ وحدَها على كاملِ الأراضي اللبنانيّة. 3) انبثاقُ سلطةٍ دستوريّةٍ وطنيّةٍ جديدةٍ (نيابيّةٍ ووزاريّةٍ ورئاسيّةٍ) تقودُ الإصلاحاتِ السياسيّةَ والاقتصاديّةَ برعايةٍ دُوليّةٍ وتعملُ على إعلانِ حِيادِ لبنان. 4) اختيارُ شخصيّةٍ استثنائيّةٍ لرئاسةِ الجُمهوريّةِ تتميّزُ بأخلاقِها ووطنيّتِها وشجاعتِها واتِّزانِـها ونُضْجِها، فتَسمو بالشرعيّةِ فوقَ الجميع، وتواجِهُ أيَّ تطاولٍ عليها وعلى الكيانِ والدولةِ، وتراقبُ انتظامَ عملِ السلطاتِ والدستورِ والتوازنِ الوطنيّ. 5) إسراعُ المجتمعين العربيِّ والدُوَليِّ إلى تقديمِ مساعداتٍ ماليّةٍ بحجمِ الانهيارِ اللبنانيِّ على أن تُصرَفَ بإشرافِ لَجنةٍ مُصغَّرةٍ من الدولِ المانحةِ إلى حين عودةِ ثقةِ العالم بالسلُطاتِ اللبنانيّة. 6) إعادةُ إحياءِ النظامِ المصرِفيّ وتطهيرُه وإرجاعُ أموالِ المودِعين تدريجًا لأنَّ هؤلاءِ هم الّذين سيُحْيونَ القطاعَ الخاصَّ ويَنهضون بالحركةِ الاقتصاديّةِ والماليّة والعَقاريّة. 7) إطلاقُ مفاوضاتٍ وطنيّةٍ بين المكوِّناتِ اللبنانيّةِ تؤدّي إلى تطويرِ النظامِ اللبنانيِّ ليتوافقَ أكثرَ فأكثر مع واقعِ التعدُّديّةِ اللبنانيّةِ الحضاريّةِ والتبايناتِ الناشئةِ في إطارِ الكيانِ اللبنانيّ.

مثلُ هذه النقاطِ نعتبرُها إيجابيّةً وتُنقذُ لبنان. أما إذا كانت "إيجابيّاتُ" نجاحِ مؤتمرِ ڤيينا ستعيدُ لبنان إلى واقعِ ما قبلَ 17 تشرين الأوّل 2019، أي إلى التعايشِ بين الأزَماتِ والاستقرارِ وإلى إنعاشِ الطبقةِ السياسيّةِ من دون تمييز، فهذه قِمّةُ السلبيّات. لم نَعُد نريدُ استقرارًا ملغومًا واستقلالًا زائفًا ودولةً وهميّةً وأمنًا مرهونًا وحريّةً سطحيّة. لم نَعُد نريدُ إيجابيّاتٍ تُولَدُ من تسوياتٍ ظرفيّةٍ جديدةٍ من فصيلةِ تسوياتِ الثلاثينَ سنةً الأخيرة، فتريحُ العالَـمَ وتُنهِكُ اللبنانيّين. لم نَعُد نريد عِلاجًا لا يكون حلًّا لأزَماتِنا الأساسيّةِ فيُنقلُ لبنان من غرفةِ العنايةِ الفائقةِ إلى غرفةٍ عاديّةٍ، لكنّه يَبقى عليلًا في الـمُستشفى. لم نَعُد نريدُ أن نَظلَّ شعبًا برسمِ الهِجرةِ أو الاستشهادِ أو البِطالة، ومجتمعًا مُفكّكًا بين طوائفِه ومذاهِبه وثقافاتِه وأنماطِ عيشِه، ودولةً مغلوبًا على أمرِها تَعيش على الحدِّ الأدنى من الكرامةِ، ومن دونِ بَدَلِ نقلِ سلطتِها إلى غيرِها، ومن دونِ تعويضِ آخِر الخِدمة. لم نَعُد نريدُ أن نَظلَّ وطنًا للحروبِ والصراعاتِ القديمةِ والناشئة، وأرضًا لاستقبالِ النازحين واللاجئين من دون أفْقٍ لعودتِـهم إلى الديار.

حين تكونُ طبيعةُ الصراعِ وجوديّةً وتَتعلّقُ بمصيرِ الأمّةِ اللبنانية، تتضاءلُ فرصُ الوصولِ إلى تسوياتٍ. حتّى الآن كانت التسوياتُ المرحليّةُ تُنقِذُ ظاهريًّا وِحدةَ لبنان الجغرافيّةَ على حسابِ وِحدةِ اللبنانيّين وأمنِهم واستقلالِـهم واستقرارِهم وسلطةِ الدولة. ولأنَّ أكثريّةَ التسوياتِ اللبنانيّةِ السابقةِ أتَت امتدادًا لتسوياتِ المنطقةِ أو بالتوازي مع أحداثٍ إقليميّة، يتوجَّسُ اللبنانيّون الباحِثون عن حلولٍ مُنقِذةٍ، من أن تَقترحَ عليهم بعضُ الدول، بعدَ ڤيينا، تسوياتٍ تُثبِّتُ الأمرَ الواقع. إنَّ الانهيارَ الكاملَ الذي بَلغَه لبنانُ يُحتّمُ حلًّا كاملًا لئلّا يُصبحَ الانهيارُ نهائيًّا ويَغوصَ لبنانُ في تغييراتٍ كيانيّة بدأت تَلهَجُ بها مراكزُ القرارِ الدوليّةِ رغم نفي سفرائِها هنا.

لا "يحظى" لبنانُ بفرصةِ أن يَنهارَ كلَّ يومٍ، وأنْ يُسَوّى بالحضيضِ كلَّ يوم. وإنْ من فائدةٍ لهذا الدمارِ الشاملِ، فهي أن تكونَ مناسَبةً للحلولِ الجذريّةِ. لا توجدُ تسويةٌ قادرةٌ على تحمّلِ ضخامةِ المشاكلِ اللبنانيّةِ ذاتِ الأصولِ والامتداداتِ والإمداداتِ الخارجيّةِ. يُمكنُ تقسيطُ الحلولِ في إطارِ حلٍّ، لكن لا يُمكنُ تصغيرُ المشاكلِ في إطارِ تسوية. إنَّ أفضلَ حلٍّ سلميٍّ للبنان يَـمرُّ عبرَ أحدِ الطريقين: التزامُ الدستورِ اللبنانيِّ أو تنفيذُ القراراتِ الدُوليّةِ. بَيْد أنَّ هناك من يَرفضُ الشرعيّتين اللبنانيّةِ والدُوليّة، ويضعُ لبنان أمامَ أخطارٍ مختلفةٍ أنَجحَت مفاوضاتُ ڤيينا أم فَشِلت، أجَرَت الانتخاباتُ النيابيّةُ أم لم تَجْرِ، كأنَّ الورمَ اللبنانيَّ لا يَصلُحُ علاجُه بالدواءِ ولا بالـمِنظارِ، بل بالجراحة. أليس لبنانُ مستشفى الشرق؟

 

هكذا سيردّ نصرالله على الورقة الكويتية

راكيل عتيق/الجمهورية/27 كانون الثاني 2022

يواجه لبنان نهاية الأسبوع الجاري استحقاقاً جديداً في العلاقة مع دول الخليج، بحيث يُنتظر أن يحمل وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب الى مجلس وزراء خارجية العرب الذي سينعقد في الكويت، الرد اللبناني الرسمي على الورقة التي حملها وزير خارجية الكويت نهاية الأسبوع المنصرم الى المسؤولين بإسم دول الخليج ودول عربية أخرى وتتضمن 12 بنداً، المطلوب من لبنان تنفيذها لفتح صفحة جديدة في العلاقات وعودة الثقة به. إلّا أنّ هذه الورقة تضمّنت مطالب «تعجيزية» في ظلّ الواقع اللبناني، لجهة ما يتعلّق بـ«حزب الله» وسلاحه. وبالتالي إنّ لبنان الرسمي الآن، واقع بين فكّي الحفاظ على التضامن اللبناني – اللبناني وعدم «إغضاب الحزب» وبين التجاوب مع المبادرة الكويتية لما له من مصلحة في أفضل العلاقات مع دول الخليج خصوصاً لجهة استعادة دعمها له في ظلّ الانهيار الذي يواجهه.

حتى الآن، لا يزال «حزب الله» ملتزماً الصمت حيال المبادرة الكويتية، على رغم أنّها شملته تحديداً وبالاسم، وقاربت أموراً من «الخطوط الحُمر» لديه، ولا سيما منها: «وضع إطار زمني محدّد لتنفيذ قرارات مجلس الأمن الرقم 1559 الخاص بنزع سلاح الميليشيات في لبنان والقرار 1701 الخاص بسلاح «حزب الله» ومنطقة الجنوب اللبناني وفق المبدأ الأساس في سيطرة الدولة على وجود السلاح خارج سلطة الحكومة اللبنانية، ووقف تدخُّل «حزب الله» في الشؤون الخليجية خصوصاً والعربية عموما، والتعهد بملاحقة أي طرف لبناني يشترك في أعمال عدائية ضدّ دول مجلس التعاون».

يؤثر «حزب الله» عدم الرد على المبادرة الكويتية، ويُلخّص موقفه الرسمي منها، بأنّها قُدّمت الى الدولة اللبنانية وهي المعنية بالإجابة عنها في كتاب يُسلّم الى مجلس وزراء الخارجية العرب، إذ إنّ أي طرف لم يتحدّث مع «الحزب» في شأن هذه المبادرة، لا الكويتيين ولا غيرهم.

وقبل تبلوُر إجابة الحكومة على الورقة الكويتية وتبيان الردّ الخليجي والعربي على هذه الإجابة، ليس «حزب الله» في صدد التعليق لا على المبادرة الكويتية نفسها ولا على إجابة الحكومة عنها. كذلك يُحجم «الحزب» عن تقديم تحليله للمبادرة الكويتية (العربية)، على رغم أنّه كَوّن صورة كاملة تفصيلية عنها، إن لجهة أسبابها أو نتائجها ومخاطرها، لكنّه يرفض التعليق عليها الآن. وبعد أن أعلن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أمس، أنّ «لبنان أبدى ترحيبه بالمبادرة الكويتية الهادفة الى إعادة الثقة بين لبنان والدول العربية عموماً والخليجية خصوصاً»، لافتاً الى أنّ «الأجوبة اللبنانية سيحملها معه وزير الخارجية والمغتربين الى الاجتماع الوزاري العربي الذي سيُعقد في الكويت نهاية الأسبوع الحالي»، يعتبر «الحزب» أنّه غير مُضطر الى التعليق على المبادرة وأن يضع نفسه في المواجهة، وذلك قبل أن يعرف موقف الدولة منها وهل سيكون جواب الحكومة عليها متوازناً ورصيناً أم لا.

وفي حين أنّ «حزب الله» ردّ بطريقة قاسية ومباشرة على وصف الملك السعودي له بـ«الإرهابي»، وأعلن أنّ «من يقرع الباب سيسمع الجواب»، قد يكون من أسباب عدم ردّه على المبادرة الكويتية، على رغم ما حملته ضدّه، حرصه على العلاقة مع الكويت. إلّا أنّ «حزب الله» سيكسر صمته بعد ردّ مجلس وزراء الخارجية العرب على إجابة لبنان الرسمي على المبادرة الكويتية. ومن المُرجّح أن يكون تعليقه على هذه الورقة وما يستتبعها من إجابات وردود، على لسان أمينه العام السيد حسن نصرالله، الذي من المُقرّر أن يطلّ نهاية الأسبوع الجاري عبر قناة «العالم» الإيرانية (تبث باللغة العربية).

أمّا رسمياً، فسيكون فحوى إجابة لبنان على المبادرة الكويتية، «الحرص على أفضل العلاقات مع الدول العربية ومنها الخليجية»، وهذا الأمر ليس بجديد ويؤكده المسؤولون، وسمعه الوزير الكويتي من رؤساء الجمهورية ومجلس النواب والحكومة. كذلك تعتبر مصادر معنية أنّ جزءاً من الإجابة على الورقة ينصّ عليه البيان الوزاري. كذلك ستحمل الإجابة مواقف الحكومة نفسها المُكرّرة، وهي أنّها هي الناطق بإسم لبنان، وهناك تعددية في لبنان وأي طرف آخر يمثّل نفسه وليس موقف لبنان الرسمي.

بالنسبة الى ما يتعلّق بسلاح «حزب الله»، لا شك في أنّ الإجابة المُنسّقة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري لن تشكّل استفزازاً لـ«الحزب»، وستشدّد على أنّه مكوّن لبناني، وهناك نزاع ما زال قائماً بين لبنان واسرائيل التي تعتدي عليه باستمرار، مع تأكيد أن تأخذ الدولة دورها في ظلّ وضع مستقرّ ما يتطلّب فترة زمنية، وأنّ لبنان يرغب في وضع هذا الأمر في إطاره الصحيح ويسعى الى ذلك. وسيعيد لبنان التوضيح أنّ هناك مواضيع مرتبطة بنزاعات إقليمية أكبر من البلد وستوضع في إطارها الصحيح. ويعتبر المعنيون أنّ دول الخليج تعرف الواقع اللبناني، تماماً كما الفرنسيين يعرفون تفاصيله، وأنّ هناك رغبة دائمة للبنان بأفضل العلاقات مع دول الخليج، لكن هناك أموراً ذات صفات إقليمية، ولا يجب أن يكون النزاع الإقليمي دائماً على حساب الداخل الللبناني. وتشير مصادر قريبة من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الذي كان في جَوّ المبادرة الكويتية قبل إعلانها، الى أنّه يسعى في هذه المرحلة الى جمع اللبنانيين وأن يكون هناك حد أدنى من التضامن اللبناني – اللبناني، فرفع منسوب التوتر لا يفيد أحدا ولا حتى محبّي لبنان. وبالتالي إنّ الإجابة ستكون في هذا الإطار.

وسيكون الجواب أيضاً مسبوكاً بنحوٍ يوضح النقاط المعنية الحكومة بها والتي ستطبّقها بحذافيرها، بما فيها مكافحة تهريب الممنوعات وغيرها ممّا يُسيء الى الدول العربية، بحسب المصادر نفسها، فيما تتطلّب بنود أخرى، تتعلّق بالواقع الموجود، نظرة خاصة من محبّي لبنان، وتتطلّب نقاط أخرى فترةً زمنية لتحقيقها.

وترى المصادر إيّاها أنّ «مصلحة الجميع وليس لبنان فقط، هي في أفضل العلاقات، وأن التشدُّد لن يفيد، فحتى صندوق النقد يقول إنّ هناك تعاوناً إيجابياً من لبنان، فكيف بالأشقاء العرب الذين يهمّهم الاستقرار في لبنان وفتح صفحة جديدة تساعد جميع العرب على التلاحم الداخلي».

 

الورقة الخليجية تحاصر حزب الله.. وتأجيل الانتخابات مرجّح

منير الربيع/المدن/28 كانون الثاني 2022

لا بد للنظر إلى الوقائع اللبنانية من ربطها بمفاوضات فيينا، وزيارة هوكشتاين لترسيم الحدود، والشروط الخليجية. وإذا فتحت ثغرة في مكان ما من الجدار، يمكن أن تنعكس على الواقع اللبناني. وعلى الصعيد النووي يسعى الطرفان للوصول إلى اتفاق. وإذا لم يُنجز الاتفاق ويوقع، هناك تفاهم على عدم إعلان الفشل.

احتمال تأجيل الانتخابات

ويستمر لبنان في إعداد الورقة المطلوبة للردّ على الشروط الخليجية. وإلى جانب الشروط القاسية والتي يعتبر بعض اللبنانيين أنها مستحيلة التنفيذ أو حتى النقاش، كالقرار 1559، تتضمن الورقة شروطاً أخرى تؤكد على ضرورة إجراء الانتخابات النيابية في موعدها. ويُنظر إلى الانتخابات بصفتها الاستحقاق الأبرز، فيما تؤكد مصادر متابعة أن الحديث عن احتمال تأجيلها بدأ في الكواليس، بذريعة غياب تيار المستقبل. وتأجيل الانتخابات يجب أن تتوفر ظروفه الداخلية والخارجية: توافق داخلي، وضوء أخضر أو برتقالي للتمديد للمجلس النيابي. وهذا يفترض سلسلة شروط بين القوى المتصارعة. فالتمديد للمجلس يفترض أن يقابله التمديد لرئيس الجمهورية. وهذا يعني إطالة أمد الأزمة والانهيار، وانتظار مساومات دولية تضع المعضلة اللبنانية على طاولة البحث الإقليمي والدولي وصولاً إلى صيغة سياسية جديدة.

الورقة الخليجية

حتى الآن لم تظهر عناصر الحلّ. فمسار الشروط الخليجية، لم يتحدد بربطها بمسار سياسي دولي- إقليمي يجعلها مدخلاً للحلّ. لكن مسارات البحث عن حلول، يجب أن تمر في هذه الورقة وشروطها المطوق بها لبنان: إما تلقف الشروط للبدء في مسار الحلّ، وإما رفضها المفضي إلى التعقيد واستمرار والانهيار وتوسعه. وهذا مفتوح على صدام، لا يمكن أن يتلاءم مع طبيعة سعد الحريري الذي فضّل الانكفاء في هذه المرحلة، كي لا يكون حاضراً أو شريكاً في هذه المعمعة. ومن الواضح أن حزب الله يتعامل مع الورقة بنوع من البرود. وهو لطالما لعب على التناقضات والهوامش. فسابقاً، وعلى الرغم من التصعيد السعودي، كان يمكنه فتح خطوط متعددة. أما الآن فهناك حلقة مغلقة، لا منفذ فيها لأي جهة دولية.

حزب الله والإرهاب

فكلام رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله هاشم صفي الدين قبل فترة، حول أن الأميركيين يحاولون فتح خطوط التواصل مع الحزب، كانت مؤشراً على رغبة حزبه في ذلك. بعدما أصبحت المنطقة في مرحلة جديدة من المواجهات أو الحروب الصغيرة. والوصول إلى تسوية يعني أن منطق الحروب التي شهدناها سابقاً أصبحت في نهاياتها. وآليات الصراع تنتهي وتتغير بعدما استنزفت. فآلية الصراع التي ارتكزت على الاستثمار في الإرهاب يفترض أنها تنتهي أو تشارف على النهاية. لذا لا بد لحزب الله من البحث عن أوراق جديدة، بعدما استثمر سابقاً في تلك الحرب وكان أداة أساسية في خوضها. لكن حالياً ثمة حاجة إلى تفكيك تلك الأداة، أو ضبطها في إطار إعادة رسم خريطة المصالح في المنطقة.

 

شظايا قنبلة الحريري “العنقودية” غطّت مساحة لبنان؟

جورج شاهين/الجمهورية/27 كانون الثاني 2022

حتى فتح صناديق الاقتراع، تتلاحق السيناريوهات المفبركة منها والمنطقية، الناجمة عن عزوف الرئيس سعد الحريري عن المشاركة في الانتخابات النيابية واعتزاله العمل السياسي، لتأتي الإجابة النهائية على ما يصح منها، في الأسبوع الفاصل بين إقفال الصناديق ونهاية ولاية المجلس. وقبل نهاية المهلة الاولى ترصد المراجع المعنية التردّدات المتوقعة على شكل التحالفات التي تحاكي نتائج انفجار «قنبلة عنقودية» انتشرت قذائفها في عدد من الدوائر الانتخابية. فكيف يمكن ترجمة ذلك؟

يجمع المراقبون على الحاجة الملحّة الى مهلة كافية لقراءة موضوعية وهادفة ورصينة للنتائج المترتبة على الخطوة التي اتخذها الحريري، بعزوفه وتياره عن الترشح للانتخابات النيابية وتعليقه العمل السياسي، مدشناً أسلوباً جديداً في التعاطي مع الاستحقاق النيابي والحياة السياسية والحزبية في لبنان، لم تعرفه البلاد منذ عقود، سوى إن اراد البعض العودة بالذاكرة الى خطوات مماثلة يحتكرها آل سلام في لبنان. ففي العام 1947 أعلن الرئيس الراحل صائب سلام عزوفه عن الترشح للإنتخابات النيابية، عندما كان في مواجهة علنية مع الرئيس الراحل بشارة الخوري، بعد اتهامه مسبقاً بالتحضير لعملية تزوير للانتخابات النيابية بهدف تمديد ولايته. وأعاد الكرّة مرة أخرى عازفاً عن الترشح في انتخابات العام 1953، عندما كان رئيساً للحكومة التي كُلّفت الإشراف على الانتخابات. وكان ذلك قبل ان يعزف نجله الرئيس تمام سلام في دورة العام 1992 عن الترشح، تضامناً مع المقاطعة المسيحية شبه الشاملة لتلك الدورة.

قد لا يكون في ما سبق قبل سبعة عقود ونصف عقد، ما يشبه خطوة الحريري اليوم، لا في شكلها ولا في مضمونها، لكنها تتلاقى وبعض التداعيات التي تركتها تلك الخطوة وما تلاها، بمعزل عن النتيجة التي نالها الرئيس صائب سلام بخسارته انتخابات دورة العام 1957، وبفارق لا بدّ من التوقف عنده، فخطوة سلام في حينه كانت أحادية ولم يجاريه احد فيها من نظرائه القادة السنّة في لبنان، كما هو متوقع اليوم إن سلك الرئيس السابق للحكومة فؤاد السنيورة والرئيس الحالي للحكومة نجيب ميقاتي الدرب نفسه الذي سلكه الحريري، وقبله بأيام الرئيس الإبن تمام سلام.

وبمعزل عن هذه المحطات التي شهدت أحداثاً متشابهة، فإنّ العودة الى مقاربة خطوة الحريري الأخيرة تفرض قراءة جديدة للتطورات والانعكاسات المحتملة لها على اكثر من ساحة. فقرار الحريري لا يعنيه ولا يمسّه شخصياً وخصوصاً بالنسبة الى موقعه البيروتي فحسب، لا بل فإنّ شمولية قراره على مساحة الترشيحات العائدة لتيار «المستقبل» عمّت معظم الدوائر الانتخابية في لبنان، قياساً على خريطة انتشار أكبر كتلة نيابية سنّية عرفها البلد، وشكّلت استمراراً لوجودها منذ ان دشّنها والده الرئيس الراحل رفيق الحريري في انتخابات العام 2000، عندما أقفل لائحة بيروت بمعادلة 19/19 مقفلاً بيوتات سياسية كبرى، وقد ورثها نجله سعد بعد دورة الانتخابات للعام 2005 وحتى العام 2018.

على هذه الخلفيات، تتجّه القراءات لموقف الحريري الذي ظهر أنّه بلا حلفاء، وتوقّع التداعيات التي لم تظهر بعد على كثير من الساحات والدوائر النيابية التي لم تستوعب بعد ما حصل.

فكل ما سبق الخطوة من توقعات لم تكن قابلة للتصديق. فقد شكّك كثر بصدق ما تسرّب من روايات وتسريبات عدّ بعضها كأنّها «من الأفلام»، قبل ان تثبت نيات الرجل صدق ما ذهب إليه من خيارات أقفلت الطرق وحرقت المراكب وجمّدت الخيارات الأخرى، مستودعاً لبنان.

أما وقد كُتب ما قد كُتب، وقد قال الحريري ما قاله ولم يعد يخضع لأي نقاش، فإنّ الأوساط السياسية والحزبية بدأت باستقصاء المعلومات والأجواء التي دفعته الى هذه الخطوة، وسط عدد من السيناريوهات من مختلف الأصناف، الواقعية منها، كما قرأها القريبون القلائل منه وممن اقتنع بوجهة نظره، وتلك الهمايونية التي عبّر عنها البعض، سواء من باب السخرية – وهي ضئيلة جداً- لمجرد انّ من عبّر عنها ما زال مجهولاً يخشى المواجهة المباشرة تجاه ما حصل.

ويعتقد من يفهم هذه النظريات ويمكنه ترجمتها، أنّها جاءت على خلفية تحميل الحريري سلبيات خطوته، بما يمكن ان يرفع المسؤولية عنه لمجرد انّه كان سبباً قاد الى ما حصل، خصوصاً انه خاض حرباً معلنة وغير معلنة لا هوادة فيها، مستهدفاً الرجل، بعدما استدرجه الى اتفاقيات وصفقات وتسويات خاضها مرغماً، على خلفية إبعاد البلاد عن الفتنة السنّية ـ الشيعية كما قال، او تلك التي أجرى فيها عملية ربط نزاع مع النظام السوري و«حزب الله» على اقتناع منه أنّها مرحلة مؤقتة لا بدّ من ان تمرّ قبل ان يكتشف انّها تحولت مساراً طويلاً لم يرحمه احد فيها، لا صديق استفاد من غطائه ولا حليف ابتزه ولا خصم أراد خنقه لإنهائه بكل ما يملكه من سلطة وقدرات فاقته وقدرات حلفائه.

وانطلاقاً من هذه الحقائق التي لا يرقى إليها أي شك، يمكن فهم ما يجري اليوم على الساحة السياسية والانتخابية تحديداً، من ترددات للخطوة الحريرية، وهي ستتوزع كما «القنبلة العنقودية»، بين مستهتر بما حصل، مستخفاً بما يمكن ان تقود إليه على مستوى شريحة لبنانية واسعة، وآخر يرغب في إخفاء خوفه مما حصل، بعدما كان يمنن النفس بحلف ينجزه في بعض الدوائر المختلطة، يعطيه شيئاً ما زال مفقوداً، وآخر كان يسعى ليوفر حاصلاً انتخابياً او الكسر الأعلى لحاصل ثانٍ. من دون تجاهل وجود من خاب ظنه مما حصل ويخشى انقلاباً في الوسط السنّي قد يطيح كل ما أنجزه الحريري نفسه من خلال تهدئته واستيعاب ردّات فعله، مراهناً على الضوابط التي رسمها وكرّسها في اكثر من منطقة ومناسبة، بغية لجم بعض مظاهر التعصّب والفلتان الذي بات محتملاً، بعدما تمّ وأد كثير منها في مهدها، من دون القدرة على خنقها نهائياً فبقي شيء منها كالجمر تحت الرماد في هذه المنطقة او الشارع الحساس في موقعه الجغرافي او الانتخابي. وإن شاء اصحاب هذه القراءة إعطاء الامثلة على ذلك، فلا يتسع لها مقال. ولكن يكفي الإشارة إلى البلبلة التي سادت اكثر من منطقة من طرابلس وعكار الى دوائر البترون والكورة وبشري وزغرتا الى زحلة والبقاع الغربي وصيدا وصعوداً الى إقليم الخروب – الشوف كما في العاصمة بيروت. فمختلف الإحصائيات التي أُجريت حتى الآن لم تعد ذات أهمية، بعدما ظهرت الحاجة الى انتظار بعض الوقت لفهم حجم الترددات التي تركها قرار الحريري واستيعابها، قبل الشروع في إجراء الاستطلاعات الاخرى إن كانت ممكنة قبل فهم عدد من الخطوات المنتظرة من اكثر من فريق.

وفي هذا المجال، لا يمكن لأي صاحب عقل او منطق سوى التعبير عن القلق مما يمكن ان تتجّه اليه الساحة التي كان يملؤها تيار «المستقبل» ويديرها بماكينة انتخابية محترفة تستند إلى تمويل وكوادر كفوءة لها خبرتها على الأرض وفي المفاتيح الانتخابية التي فقد بعضها فاعليته، ولكن لمصلحة أخرى قد يجري تجديدها، بعدما تكربجت وصدأت على مدى عقدين او ثلاثة من الزمن. فليست المرة الاولى التي تولد فيها المفاتيح الانتخابية، فمنها ما يمكن ان تحييه الأجواء الجديدة وتعيد معه احلافاً سابقة بُنيت على قواعد مناطقية وعائلية محتها الموجات الحزبية المنظمة والمنتظمة، وما وفرته من تمويل أبعد الشبح العائلي والعشائري وما كان يتحكّم بها من نهج لم تكن «العملة الخضراء» والخدمات من بناته.

 

باريس لا تأسف على الحريري أو غيره من أركان المنظومة

ألان سركيس/نداء الوطن/27 كانون الثاني 2022

يدرس كل فريق مدى تأثير إنسحاب الرئيس سعد الحريري وتياره من الحياة السياسية، إذ إنه ليس من السهل ملء الفراغ الذي سيتركه غياب «الحريرية السياسية».

عدا عن إمتداداتها على الساحة السنية والوطنية، فإن «الحريرية» كانت تتميّز بالعلاقات الإقليمية والدولية التي نسجها الرئيس رفيق الحريري، فالأخير كان يُصنّف من أهم الرجال العالميين والمؤثرين في السياسة الخارجية. كان الحريري الأب يستقلّ طائرته الخاصة ليزور حينها الرئيس الأميركي جورج بوش ويُعرّج على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء البريطاني طوني بلير والرئيس الفرنسي جاك شيراك، والمستشار الالماني غيرهارد شرودر ورئيس وزراء إسبانيا خوسي ماريا أزنار ورئيس حكومة إيطاليا سيلفيو برلسكوني، ومن ثمّ يعود ليلتقي الرئيس المصري حسني مبارك والملك فهد بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الأسد. بنى الحريري شبكة علاقات دولية وورثها نجله سعد وحافظ على قسم كبير منها، لكن العلاقات المميزة والثابتة كانت بين آل الحريري والرؤساء الفرنسيين. وكان الحريري الأب أكبر الداعمين لشيراك في معاركه الإنتخابية الفرنسية، وشيراك كان أكثر المتأثرين باغتياله، من ثمّ إستكملت علاقة آل الحريري مع الرؤساء نيكولا ساركوزي وفرنسوا هولاند إلى أن وقعت الواقعة مع الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون. وللدلالة على مدى تقدّم العلاقة، فإن أول من نسج العلاقات اللبنانية – الفرنسية كان الموارنة، لكن مع مجيء رفيق الحريري تبدّلت أولويات باريس، إذ إن شيراك كان يفعل ما يتمنّاه الحريري الأب لدرجة مقاطعة بكركي وعدم زيارة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، لأنه كان يطالب برحيل جيش الإحتلال السوري من لبنان ويعادي السلطة الحاكمة، والحريري لا يريد هذا الأمر.

إذاً، فإن علاقة الموارنة المميزة مع فرنسا طوال نحو 13 قرناً لم تعد أولوية لدى باريس والتي استعاض عنها شيراك بعلاقته مع الحريري، ما يعني مدى قوّة علاقة الحريري بفرنسا.

وعند بروز حادثة إحتجاز سعد الحريري في السعودية، كان ماكرون أكثر المتحركين دولياً وأرسل ساركوزي بداية الأمر من ثمّ تدخّل شخصياً، وبالتالي فإن السؤال الذي يطرح نفسه «ما الذي تبدّل لكي تخرج فرنسا ببيان باهت عن اعتكاف الحريري وابتعاده عن الحياة السياسية وكأن الأمر لا يعنيها؟».

من يتابع المواقف الفرنسية، يدرك جيداً أن باريس وغيرها من العواصم الكبرى تهمّها مصالحها وعلاقاتها مع الدول وليس الأشخاص، وبالتالي فإن إدارة ماكرون تعتبر نفسها صديقة لكل اللبنانيين ولا تمرّ علاقتها مع أي مكوّن لبناني بآل الحريري أو أي أشخاص آخرين.

وأدركت باريس أن عليها حماية ثقافتها أولاً، وقد تحركت في شهر تموز من العام 2020 ودعمت المدارس الفرنكوفونية لأنها تعتبر أن لبنان هو آخر نقطة نفوذ ثقافية وسياسية لها في الشرق، ولا تريد خسارة علاقتها بالبطريركية المارونية والموارنة وأي مكوّن لبناني كرمى لعينيّ أحد.

حتى أي كلمة أسف لم تصدر عن باريس في معرض تعليقها على اعتكاف الحريري، وكان بيان «الخارجية» الفرنسية واضحاً في رفضه التعليق، والأهم من هذا كله تشديده على ضرورة إجراء الإنتخابات النيابية، أي أنه قال بما معناه «الإنتخابات يجب أن تجرى سواء شارك الحريري أو امتنع».

وليس استياء دوائر الإليزيه من الحريري وليد اللحظة، بل إنها تعتبر أنه أحد السياسيين الحلفاء الذين عرقلوا مبادرتها، فعندما وقع زلزال 4 آب أصرّت باريس على تأليف حكومة إختصاصيين مستقلّة تبتعد عنها الأحزاب برئاسة السفير مصطفى أديب، لكن الحريري وضع، وقد يكون بالإتفاق مع «الثنائي الشيعي»، شرط عدم ذهاب وزارة المال إلى الشيعة وعرقل المبادرة، ومن ثمّ عاد وتنازل عن هذا الشرط. والنقطة الثانية أن الحريري عاد وفرض نفسه بالإتفاق مع الرئيس نبيه بري رئيساً مكلّفاً للحكومة، ولم يتجاوب مع أي مبادرة فرنسية وشخصن خلافه مع رئيس «التيار الوطني الحرّ» جبران باسيل، ورفض الردّ على كل وساطات ماكرون لجمعه مع باسيل لحلّ مسألة ولادة الحكومة، وبقي متمسكاً بتكليفه وتعطّل البلد أكثر من 10 أشهر قبل أن يعتذر. إذاً، باتت باريس تعتبر أن الحريري جزء من هذه المنظومة التي تعطّل السياسة الإصلاحية وتتعاطى بشخصانية ووفق مصالحها وأهوائها، لذلك هي لن تأسف أو تتأسف على أي سياسي من الطبقة الحالية يغادر الشأن العام، بل تعتبر أن هذه الطبقة يجب «قبعها» والإنتخابات فرصة لإنتاج طبقة سياسية جديدة.

 

عودة المخاوف من تأجيل الانتخابات اللبنانية

كارولين عاكوم/الشرق الأوسط/27 كانون الثاني 2022

منذ إعلان رئيس الحكومة السابق سعد الحريري تعليق نشاط «تيار المستقبل» السياسي، وعدم المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة ارتفعت الأصوات التي تتحدث عن إمكانية تأجيل الاستحقاق الانتخابي منطلقة في ذلك مما تقول إنه «غياب الميثاقية» عنها أو المخاوف المرتبطة بالأوضاع الأمنية أو السياسة الداخلية والخارجية. ويؤكد الوزير السابق، ونقيب محامي الشمال السابق رشيد درباس لـ«الشرق الأوسط» أن الميثاقية بمفهومها القانوني والدستوري لا تنزع عن الاستحقاق الانتخابي بغياب الحريري، لا سيما أنه بالتأكيد سيترشح أشخاص من الطائفة السنية، ويتحدث عما يمكن تسميته بالميثاقية الوطنية في معركة لا يحضر فيها الأكثر تمثيلا في الطائفة، ويصبح عندها الصراع غير متكافئ، ويؤدي إلى خلل وطني ومعنوي، مع تأكيده أنه «إذا قرر البعض التذرع بغياب الميثاقية فيعني أنهم يبحثون عن حجة لتأجيل الانتخابات». ومع تشديده على أن قرار الحريري لا يعني أن الطائفة السنية لن تنتخب يقول: «إذا قرروا تأجيل الانتخابات فهناك كتل نيابية سبق لها أن أعلنت أنها ستستقيل من البرلمان، أهمها تيار المستقبل وحزب القوات اللبنانية إضافة إلى الحزب التقدمي الاشتراكي، وبالتالي هذه اللعبة ليست ذكية، وسيصبح لزاما عليهم إجراء الانتخابات، وأي حجة عندها لن تنفع».

في المقابل، لا تنفي مصادر في «التيار الوطني الحر» مقربة من رئاسة الجمهورية أن هناك حديثا عن احتمال تأجيل الانتخابات، كاشفة أن المخاوف لا تقتصر فقط على سياسيين ومسؤولين في لبنان إنما أيضا على دبلوماسيين عبروا صراحة عن تخوفهم من أن يحصل أي أمر يؤدي إلى تأجيل الانتخابات، مع تأكيدها أنه لا أحد يملك حتى الساعة جوابا واضحا». وتوضح أن ما يتم التداول به هو أن تحصل مقاطعة سنية شاملة للانتخابات عبر دعوة من دار الفتوى مثلاً وتضامن غير السنة معها، بحيث يصبح الحديث عن عدم ميثاقية الانتخابات، مع تذكيرها في الوقت عينه أنه في العام 1992 قاطع المسيحيون الانتخابات وحصلت رغم ذلك بمشاركة فقط 13 في المائة منهم فقط حتى بعد دعوة بكركي إلى المقاطعة. ورغم ذلك تؤكد المصادر التي تشير إلى الإرباك الذي أحدثته مقاطعة الحريري للاستحقاق، إلى أن ما يتم التداول به يبقى في دائرة المخاوف ولا يرتقي حتى الساعة إلى الطرح الجدي لا سيما أن الاستعدادات للانتخابات لا تزال مستمرة من قبل مختلف الأطراف وبينها الجهات السنية التي لا تدور في فلك «المستقبل».

كذلك يرى النائب ميشال ضاهر الذي لطالما عبر عن مخاوفه من تأجيل الانتخابات أن أحداثا عدة سياسية وأمنية قد تؤدي إلى اتخاذ قرار بتأجيل الاستحقاق مع اعتباره أن لبنان سيذهب آجلا أم آجلا إلى مؤتمر تأسيسي، ويقول: «أخشى أن تتجه الأمور إلى التصعيد والمواجهة، وتتسبب في المس بالاستحقاق الانتخابي. وما يعزز شكي هو عدم اتخاذ الرئيس الحريري وكتلته خيار الاستقالة من الندوة البرلمانية. ‏عندها قد تتم الدعوة إلى مؤتمر وطني برعاية دولية للعبور إلى الجمهورية الثالثة لأن هذا النظام فشل على جميع الصعد».

ويضيف ضاهر في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «قد يكون عدم اتخاذ الحريري قراره بالاستقالة من البرلمان وهو الذي أعلن تعليق عمله السياسي يعني أنه يتخوف كما عدد كبير من اللبنانيين من الإطاحة بالانتخابات النيابية والتمديد للمجلس الحالي، وبالتالي الذهاب إلى مؤتمر تأسيسي برعاية دولية»، مضيفا «هذا المؤتمر إذا حصل لا بد أن تقر قراراته في البرلمان اللبناني، حيث لا يمكن أن يكون طرف لبناني أساسي ويمثل الأغلبية في الطائفة السنية غائبا عنه»، لذا يرجح ضاهر «بأن الحريري أبقى كتلته موجودة في البرلمان كي لا يفقد المجلس ميثاقيته؛ تحسبا لحدث كهذا في هذه المرحلة التي تسبق الانتخابات النيابية المفترض إنجازها». وفي حين يشدد ضاهر على أن حجة غياب الميثاقية عن الانتخابات النيابية المقبلة التي قد يحملها البعض غير منطقية ولا يمكن القبول بها، لا سيما أن أطرافا سنية أخرى موجودة في الساحة، ويتحدث عما يمكن أن يحصل على الصعيد الأمني من أحداث مفتعلة من شأنها أن تكون السبب في الذهاب إلى المؤتمر التأسيسي بعدما بات الجميع مقتنعا أن النظام الحالي لم يعد صالحا، ويربط كذلك بين مقاربة لبنان للمبادرة الكويتية واتجاه الأوضاع في لبنان إلى المزيد من التأزم، موضحا «إذا رفضها (حزب الله) وبالتالي لم يتجاوب معها لبنان، فعندها وبدل أن يستعيد لبنان عافيته شيئا فشيئا ويصحح علاقاته مع محيطه العربي ستزيد الضغوط عليه، وستتفاقم الأزمات الاقتصادية والمعيشية التي قد تتحول إلى ثورة جياع، وبالتالي يصبح إجراء الانتخابات أمرا شبه مستحيل».

 

طرح العرب يُلاقي طرح بكركي

د. رودريك نوف/اللواء/27 كانون الثاني 2022

حمل وزير الخارجية الكويتي الشيخ احمد ناصر المحمد الصباح معه إلى بيروت مبادرة عربية دولية مؤلفة من عشرة بنود، طلب الحصول على أجوبة عنها خلال مهلة لا تتجاوز تاريخ التاسع والعشرين من الشهر الحالي.

وصل الوزير الكويتي السبت وإجتمع بكل من ميشال عون ونبيه بري ونجيب ميقاتي وعبدالله بو حبيب كونه وزير الخارجية، وأبلغهم أن دولة الكويت «تريد مساعدة لبنان ولكن عليكم ان تساعدوننا بمساعدة أنفسكم»، وقال أنها «فرصة سانحة عليكم التعاطي معها بجدية»، وحرص الوزير الكويتي على التأكيد انها مبادرة خليجية وعربية ودولية تحظى بموافقة دول مجلس التعاون الخليجي بالإضافة إلى الأردن ومصر والولايات المتحدة وفرنسا، كما قال أنه يحضر الى لبنان، على وجه السرعة، بصفته «موفداً خليجياً وعربياً ودولياً» ويجب التعامل مع مبادرته «على هذا الأساس». وأعطى مهلة للحكومة اللبنانية لتقديم جواب خطي على المبادرة في مهلة أقصاها التاسع والعشرين من الشهر الحالي، وهو التاريخ الذي تستضيف فيه دولة الكويت الاجتماع التشاوري لمجلس وزراء الخارجية العرب بصفتها رئيسة الدورة الحالية للمجلس الوزاري العربي.

على عبدالله بوحبيب المدعو الى الاجتماع أن يحمل أجوبة الحكومة اللبنانية بغية عرضها على الاجتماع. الجدير بالذكر أن لبنان سيتسلم رئاسة المجلس الوزاري العربي في دورته المقبلة. واللافت للإنتباه في كلام الوزير الكويتي امام القيادات الرسمية اللبنانية، كما ذكّر بموقفٍ شريفٍ لرئيس الوزراء الأسبق الدكتور سليم الحص الذي أدان الاحتلال العراقي للكويت في العام ١٩٩٠، وأنّه كان اول موقف لبناني وعربي ودولي يدين الهجوم.

المبادرة الخليجية والعربية والدولية تتألف من عشرة بنود، والهدف منها «إعادة الثقة بين لبنان ودول الخليج»، وترتكز على القرارات الدولية (ولا سيما القرار ١٥٥٩) وقرارات جامعة الدول العربية واتفاق الطائف، والمقصود «هو مساعدة لبنان واعادة الامور الى طبيعتها» بحسب الموفد الكويتي.

البنود العشرة للمبادرة هي:

١- قيام الحكومة اللبنانية بتنفيذ إصلاحات شاملة.

٢- الالتزام بتنفيذ إتفاق الطائف المؤتمن على الوحدة الوطنية والسلم الأهلي في لبنان.

٣- شمول الإصلاحات جميع القطاعات ولا سيما الطاقة ومكافحة الفساد ومراقبة الحدود.

٤- العمل مع لبنان لضمان تنفيذ هذه الإجراءات.

٥- أهمية الحفاظ على استقرار لبنان واحترام سيادته ووحدته، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي (١٥٥٩) و(١٦٨٠) و(١٧٠١) والقرارات الدولية والعربية ذات الصلة.

٦- ضمان ألا يكون لبنان منطلقاً لأي اعمال إرهابية تزعزع إستقرار وأمن المنطقة، ومصدرا لتجارة وترويج المخدرات.

٧- التأكيد على أهمية تعزيز دور الجيش اللبناني في الحفاظ على أمن واستقرار لبنان.

٨- إنشاء آلية مساعدات في إطار يضمن الشفافية التامة ويظهر العزم على إيجاد الآليات المناسبة للتخفيف من معاناة الشعب اللبناني.

٩- ضرورة حصر السلاح بمؤسسات الدولة الشرعية.

١٠- وقف العدوان اللفظي والعملي ضد الدول العربية وتحديداً الخليجية والالتزام بسياسة النأي بالنفس.

هذه المبادرة هي إنتصار لمبادرة البطريرك الراعي الذي بدأ بالدعوة للحياد في تمّوز ٢٠٢٠ وبعدها يوم إجتمع حوله اللبنانيون من كلّ حدب وصَوب في ٢٧ شباط ٢٠٢١ يوم أطلق مطالبته بمؤتمر دولي لأجل لبنان و«لاءات» ١٧ أزعجت محوَر الممانعة وهذه الـ«لاءات» السياديّة الوطنيّة النافرة كتبها العرب بمفرداتٍ منمّقة وبدعم أوروبي أميركي واختاروا الدبلوماسيّة حتى في الشكل بإرسالها مع الوزير الكويتي وليس السعودي أو الإماراتي كي لا تشكّل إحراجاً لـ«السياديين» في الداخل وبلهجة مبطّنة كي يتلقفها محور الممانعة بسلاسة.

ويمكن تلخيص الجواب اللبناني بالآتي:

١- لبنان يرحّب بأي تحرك هدفه اعادة العلاقات الطبيعية بين لبنان ودول الخليج.

٢- حرص لبنان على أفضل العلاقات مع الدول العربية وخصوصاً الخليجية.

٣- حسن العلاقات بين لبنان والكويت.

٤- مع إتفاق الطائف وقرارات الشرعية الدولية وكل القرارات العربية ذات الصلة.

٥- هذه الورقة ستُدرس بنداً بنداً، وستكون موضع تشاور لأخذ لبنان الموقف المناسب منها.

وتظهر العرقلة في تحفّظ على البند الخامس تنفيذ القرار ١٥٥٩ الذي ينص على نزع سلاح الميليشيات، الأمر الذي لا يناسب حزب الله الذي يسيطر على مكامن البلد.

موضوع هذه المبادرة سيكون جدالي بإمتياز في الأيام المقبلة إذ إن البلد ليس بخير ولا يستطيع رفض هكذا مبادرة بنفس الوقت لبنان الرسمي «محشور» والسلطة ساقطة لا محال، وقد تكون الموافقة على أن يتم بحث المبادرة بنداً بنداً مدخلاً لكسب الوقت والمماطلة لإدراك الإنتخابات وهذه الألاعيب هي الشيء الوحيد الذي تجيده السلطة.

«أنا هنا لانتشال لبنان»

استخدم هذه العبارة وزير خارجية الكويت بصفته موفداً عربياً وخليجياً ودولياً. تصريح لم يُعلن عن عبث، فالعالم الحر والعرب والخليج يرمي حبلاً لإنتشالنا من القعر وعلينا التقاطه، وهي فرصتنا الأخيرة ليعود للبنان دوره بأن يكون بلداً جامعاً مركزه وعاصمته بيروت عاصمة الادباء والعلماء والاطباء والمثقفين في العالم العربي، وأن يعود دور بيروت عاصمة الدول العربية لتكون جامعة ومستشفى ومصرف الشرق وبلد التلاقي والتسامح والأديان ومهد الحضارات.

 

بيروت وجنوب لبنان .. ذاكرة الحب والثقافة والسياسة

توفيق شومان/فايسبوك/27 كانون الثاني/2022

في واحدة من الدلالات البلاغية العميقة  في توصيف مدينة بيروت وموقعها في وجدان أهل الجنوب اللبناني ، يقول الشاعرعصام العبد الله إبن بلدة الخيام  الجنوبية " بيروت عنقود الضيع " ،  ففي هذه الدلالة اقتصاد كلامي واضح وطوعي بهدف الوصول إلى بلاغة القول بأن بيروت جامعة وعاصمة لمن حولها ، تماما مثل عناقيد العرائش .  

لم تختلف علاقة اللبنانيين الجنوبيين ببيروت على مدى المائة عام الماضية عما قاله الشاعر الراحل ، وفي الوقت نفسه ، لم يغلق البيارتة أبوابهم أمام الجنوبيين الآتين إلى مدينة الحُلم والطموح ، وإلى حدود امتزجت فيها وحدة الحال والأحوال في مجالات التعليم والفن والسياسة والتجارة والفن والشعر و الصحافة .

في كتاب بحثي رفيع القيمة ، يقول يوسف خازم في كتابه " عبد الكريم الخليل مشعل العرب الأول " إن الثلاثي الفكري الجنوبي ، الشيخ أحمد رضا وزميليه الشيخ سليمان ضاهر و محمد جابر آل صفا ، وهم من مدينة النبطية ، كانوا من مؤسسي ورواد جمعية " المقاصد الإسلامية " ، وهذه الجمعية أخذت على عاتقها إدارة " المدرسة الحميدية " بعد وفاة مؤسسها السيد حسن يوسف الحسيني (1906) وقد " اتخذت فيها مدرسة لتعليم الناشئة على طراز المدارس النظامية " كما يقول محمد جابر آل صفا (1870 ـ1945) في كتاب " تاريخ جبل عامل " ، ويؤكد آل صفا  " أن النهضة الفكرية العاملية بدأت في سنة 1883، ففيها فُتحت في النبطية أول مدرسة أهلية على المناهج العصرية ، وقد وضع أساسها وسهًل أسبابها الزعيم الوطني الخالد المغفور له رضا بك الصلح " والد رياض الصلح  أول رئيس وزراء بعد استقلال لبنان عام 1943 .

عن رياض الصلح ، يروي رائد الأدب الشعبي اللبناني سلام الراسي في كتابه " لئلا تضيع "  فيقول " تحدث رياض الصلح يوما عن الشيخ احمد رضا ـ 1873 ـ 1953ـ فقال إنه من كواكب جبل عامل المتلألئة "  و هنا يسأل سلام الراسي ويجيب " من يا ترى كانت سائرالكواكب المتلألئة في مخيلة رياض الصلح ؟ لا شك أن صورة الشيخين سليمان ضاهر وأحمد عارف الزين ، كانت ماثلة آنئذ في ذاكرته ، لأن هؤلاء الرجال الثلاثة كانوا من رفاق جهاده ". 

وأما رئيس الحكومة الراحل تقي الدين الصلح ، فيستعرض في مقدمة كتاب  " تاريخ جبل عامل " مآثر محمد جابر آل صفا ويقول " إن خوف أهالي جبل عامل على بلادهم من أن تعصف بها المطامع ، كان من أهم  بواعث اندفاعهم الحالي الملحوظ ، إلى الإهتمام بإبراز شخصيتهم  الإجتماعية والثقافية ودورهم وتاريخهم ، ولست أغالي إذا قلت إن النبطية كان بيتا لنا كما كانت بيروت وكما كانت صيدا ، وكان للنبطية منزلة عند كل عربي متنور ذي صلة بالنشاط الوطني والسياسي والثقافي المنتشر في أرجاء الجنوب ، هذا الجنوب الذي عرفته الحركة العربية مع إشعاعها الأول ساحة رئيسية من ساحاتها ، من شقرا إلى مرجعيون إلى الخيام إلى بنت جبيل إلى جباع ".  

هذه المقدمة تستحضر على عجل وقائع " مؤتمر الساحل" الذي انعقد في السادس عشر من تشرين الثاني / نوفمبر 1933 في منزل الوجيه البيروتي سليم علي سلام (1868ـ 1938 ) ، والد الزعيم الوطني صائب سلام ، للتباحث في مصير لبنان واللبنانيين ، وشارك من الجنوب الشيخ احمد عارف الزين صاحب مجلة " العرفان " والشيخ احمد رضا والشيخ سليمان ضاهر وعادل عسيران وآخرون من مناطق لبنانية عدة يورد أسماءهم المؤرخ البيروتي حسان حلاق في كتابه " مؤتمر الساحل والأقضية الأربعة " ، وتكرر الأمر نفسه في " مؤتمر الساحل " الثاني الذي التأم شمله في العاشر من آذار / مارس1936، وحول ذلك يقول الرئيس صائب سلام في سلسلة حوارات أجراها الزميل غسان شربل وأصدرها في كتاب بعنوان " دفاتر الرؤساء " :

  " عُقد مؤتمران للساحل ، وكنتُ أدون أنا و علي ناصر الدين محاضر الجلسات ، حضر رجالات الساحل من عبد الحميد كرامي إلى أهل صيدا والشيخ أحمد عارف الزين وشخصيات من النبطية منهم الشيخ أحمد رضا والشيخ سليمان ضاهر وشخصيات من مناطق أخرى".

في تلك الفترة أيضا ، سطع نجم رشيد بيضون مؤسس "الجمعية الخيرية العاملية " وصرحها العلمي المعروف ب " بالكلية العاملية " ، ولدى عودته إلى لبنان بعد جولة خارجية كتبت صحيفة " الشرق " البيروتية (11 ـ 10 ـ 1938) وكان يرأس تحريرها رائد في الصحافة هو عوني الكعكي  الجد ، فقالت " الإستقبال الذي تزاحمت فيه الألوف  لتحمل الزعيم رشيد بك بيضون على الأكف ، اعترافا بخدماته وجهاده ، وعن الثقة الغالية التي يتمتع بها النائب الوطني رشيد بيضون " ، وعلقت صحيفة " اليوم " في التاريخ نفسه ، وكان يصدرها عفيف الطيبي أحد رموز الصحافة في بيروت بالقول " عاد من أفريقيا نائب جبل عامل ، الوطني المجاهد رشيد بك بيضون ، فأثير له استقبال رائع قلً أن عرف نظيرا في بيروت ، فتهافتت قرى الجنوب لإستقبال المجاهد ، ونصبت أقواس النصر في الشوارع ، ففتحت بيروت أعينها على منظر رائع تمثل فيه عرفان الجميل والإخلاص ، نرحب بالصديق رشيد بك بيضون مبتهجين بعودته وتوفيقه ، وهو توفيق سوف يخلده التاريخ على مر الأحقاب والأجيال " . 

وليس بعيدا عن الفترة نفسها ، ولكن من موقع العرفان بالجميل ، يتحدث نقيب الصحافة اللبنانية الأسبق زهير عسيران في مذكراته المعنونة  ب " المؤامرت والإنقلابات في دنيا العرب " عن تفاصيل إطلاق سلطات الإنتداب الفرنسي سراحه إثر اعتقاله بتهمة الإنتماء إلى " الحركة العربية السرية "، ويعيد أسباب ذلك إلى إدارج المفتي محمد توفيق خالد إسمه في قائمة الذين يجب إخراجهم من السجن " فقدم سماحته قائمة بأسماء فريق من أعضاء حزب النجادة وذكر إسمي معهم على اعتباري من النجادة أيضا ، وقد تأكد لي ان سماحته كان وراء خروجي من المعتقل ، فزرته شاكرا ". 

وفي سياق التضامن البيروتي ـ الجنوبي ذاته ، تكشف أوراق رئيس الحكومة الأسبق حسين العويني ، والتي حررها روجيه جهشان في كتاب " خمسون عاما من تايخ لبنان والشرق الأوسط " كيفية تضامن الزعامات البيروتية مع الزعيم الجنوبي احمد الأسعد عقب انتخابات عام 1953، فآنذاك  سنً الرئيس كميل شمعون قانونا انتخابيا أدى إلى تحجيم  التمثيل النيابي لمناوئيه وخصومه ، وجراء ذلك تقلصت الكتلة النيابية لأحمد الأسعد بصورة مثيرة للشكوك ، و" كان لبنان الجنوبي ممثلا بأربعة عشر نائبا  منهم 13 من تكتل احمد الأسعد ،  ولم يعد إلى جانبه سوى نائب واحد هو إبنه كامل ، وكذلك كمال جنبلاط الذي سيتهم شمعون بأنه أراد النيل من موقعه في منطقة الشوف ، وقد تقصقصت جوانح الكبار ولم يبق في الساحة إلا كبير واحد مطلق هو كميل شمعون " .  

واعتمادا على أوراق حسين العويني إنه " منذ تشرين الثاني / نوفمبر 1955، أدى هيجان النفوس والتوتر السياسي إلى حدوث اضطرابات ، ففي 6 تشرين الثاني ، نظم احمد الأسعد تجمعا في الغبيري ـ من ضواحي بيروت ـ لإدانة سياسة السلطة "  وشارك العويني في هذا اللقاء  متضامنا مع الأسعد إلى جانب حميد فرنجية وسليمان العلي ومصطفى كرامي .  

في السبعينيات ، حين فاز نادي " النجمة الرياضي"  على نادي " آرارات " بطل الإتحاد لسوفياتي في مباراة بكرة القدم في بيروت ، أقام النادي احتفالا تكريميا لأعضائه  حضره المفتي الشيخ حسن خالد والإمام موسى الصدر والرئيس صائب سلام ، وفي الإحتفال قال الصدر " نادي النجمة رفع راية لبنان عاليا  في أشرف الميادين "  وفي واقعة ذات أبعاد سياسية ـ تضامنية لا شبهة فيها ، ذكرت صحيفة " الزمان " في السابع والعشرين من تشرين الثاني 1974، "  أن المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى  أصدر بيانا حذر فيه من محاولة حصر المطالبة بحقوق المحرومين في تشكيل الوزارة الجديدة ، داعيا إلى تنفيذ المطالب ضمن مهلة محددة " ، وحيال ذلك أطلق صائب سلام  تحذيرا شديد اللهجة يلاقي ما دعا إليه المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى  وقال " سننزل الى إلشارع اذا لم  تستجب السلطة لدعوة الإمام موسى الصدر" .

بعيدا عن الفضاء السياسي المباشر الذي استظل به الجنوبيون والبيروتيون طوال عقود مديدة ،  فقد شكلت إذاعة " صوت لبنان العربي " من مقر بثها في " كورنيش المزرعة "  رابطا أثيريا بين بيروت والجنوب وفعلا استثنائيا في تصديها لمختلف أشكال الإعتداءات الإسرائيلية على أهل الجنوب قصفا وتهجيرا واجتياحا في عام 1982، وتحولت حلقات برنامج " إبن البلد " للفنان احمد الزين  الذي كان يكتبه رفيق نصر الله ، و" كلمات للأرض والوطن "  لنصر الله ايضا ، وما كان يصدح به الشاعر شوقي بزيع ، إلى مواقيت لضبط ساعات المواعيد والإستماع ، وإلى هؤلاء الثلاثة ، كانت " صوت لبنان العربي " تبث مرار وفي اليوم الواحد أحيانا اغنية الفنان البيروتي المميز احمد قعبور " جنوبيون " ، ومطلعها الآتي :

الشمس تأكل لحمهم

لكنهم يعاندون الشمس

من بطون الأرض يطلعون

من عيون الشمس يطلعون

من وجه القمر

إنهم جنوبيون .

وبعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من معظم الأراضي اللبنانية في الخامس والعشرين من أيار / مايو 2000، غنى العندليب البيروتي الأشقر احمد دوغان من كلمات وألحان منصور الرحباني هذه الأغنية ، وفيها :

نسم يا جنوبي / والهوى جنوبي

العمر مكتوب / والحب جنوب

وأسامي الشُهدا ع / تراب الأرض مكتوبي .

وغنت نجمة لبنان والعالم العربي المطربة البيروتية نجاح سلام :

يا جنوبي ويا جنوبية / يا مشعل الوطنية

الإسرائيلي شاف الويل / من صور لبنت جبيل

ومن صيدا للنبطية .

هذا المجال الإعلامي والفني المفتوح بين بيروت وأهل الجنوب ، لا يحجب بطبيعة الحال ما كان الجنوبيون قد أنجزوه في " عنقود الضيع " ، فصحافتهم  التي أصدروها من بيروت ، علت وارتفعت إلى مقام عال ومؤثر ،  فمحمد ميرزا باقر أصدر جريدة " البلاغ " في عام 1911بعدما كان أنشأ مجلة " المنتقد " ، والشاعر محمد علي الحوماني (1898 ـ1964 ) إبن بلدة حاروف أصدر مجلة "العروبة " ، وأطلق إبن بلدة الشرقية الشاعر محمد كامل شعيب (1890 - 1980) صحيفتي "العروة الوثقى" و" الإتفاق" ، ونشر زهير عسيران صحيفة " الهدف " ، وأما كامل مروة فقد أصدر ثلاث صحف هي " " ديلي ستار" و " بيروت ماتان " و " الحياة " التي تبوأت مقدمة الصحف اللبنانية والعربية من حيث قوة تأثيرها على صناعة القرار المحلي والإقليمي ، حين كان يشرف على رئاسة تحريرها كامل مروة وحتى لحظة اغتياله الآثم واللعين في السادس عشر من أيار / مايو 1966.

في عقد السبعينيات المنصرم  ، شهدت بيروت ما يُعرف بظاهرة " شعراء الجنوب "  ، ومن مطابعها خرجت مجموعات شعرية ذات قيمة جمالية رفيعة كان لها الأثر الكبير في قصيدة الحداثة العربية ، وشملت هذه الكوكبة محمد علي شمس الدين وجودت فخر الدين وعباس بيضون  وشوقي بزيع وأحمد فرحات وحسن ومحمد العبد الله وغيرهم ، ولم يبق واحد منهم لم يهم ببيروت شعرا وعشقا ، فيما اتخذ محمد زينو شومان عنوان " عائد إليك يا بيروت " لأولى مجموعاته الشعرية  الصادرة في عام 1978 .

 وتصل ذروة فتنة الشعراء الجنوبيين بييروت مع شوقي بزيع الذي أصدر كتابا بحثيا وجماليا بعنوان " بيروت في قصائد الشعراء " ، جمع فيه عشرات القصائد لشعراء لبنانيين وعرب وأجانب عصف بهم حب بيروت منذ ما قبل ميلاد السيد المسيح وحتى الوقت الراهن ، وفي هذا الكتاب تبدو بيروت وحيا من جمال وملهمة للشعراء أكثر من أية مدينة عربية اخرى بإستثناء مدينة القدس المحتلة ، التي نظم لها الشعراء قصائد من حروف موجوعة ومفجوعة .

أخيرا :

في تاريخ الأغنية اللبنانية ، يقف الشاعر الجنوبي عبد الجليل وهبي (1921 ـ 2005) في صدارة الذين أسهموا في صناعة الفن الغنائي اللبناني في زمنه الجميل ،  ولعبد الجليل وهبي هذه الأغنية التي غناها المطرب السوري موفق بهجت ،  وما زالت حية في ذاكرة اللبنانيين والعرب ، تقول الأغنية :

بابوري رايح رايح /  بابوري جاي

بابوري محمًل /  سكر وشاي

بابوري رايح على بيروت

رايح يجيب مرجان وياقوت

بابوري رايح رايح /  بابوري جاي .

ذاك الذي في قلوب أهل بيروت ، وذاك الذي في أفئدة أهل الجنوب .

 

اعتزال سعد الحريري للحياة السياسية والانتخابات وآثاره

رضوان السيد/الشرق الأوسط/28 كانون الثاني/2022

منذ أشهر يدور الحديث عن إمكان اعتزال سعد الحريري للانتخابات. وقد أعلن هو أخيراً عن ذلك وزيادة، أي اعتزال الحياة السياسية. والبارز أنه ما استخلف أحداً أو أَوكل إليه بالمهمة أو المهمتين! وقد علّل ذلك بالانسداد في الأجواء السياسية والوطنية لثلاثة أسباب: نفوذ «حزب الله»، وارتفاع أمواج الطائفية، وتصدع أبنية الدولة وإداراتها. وقال إنّ مسيرته السياسية قامت على التسويات رجاء صلاح الأحوال الوطنية، وهو الأمر الذي لم يحصل؛ بل إنّ تلك التسويات ربما أسهمت في الانهيار الذي نال من كل اللبنانيين! ما قابلتُ سعد الحريري منذ أواخر عام 2017. وكنت وقتها قد وجّهتُ إليه انتقادات شديدة في جريدة «الشرق الأوسط» ودعوتُه للاعتزال، وإراحة أهل السنة بالذات. ووجهتُ إليه لوماً سياسياً وعاطفياً على التسوية مع عون أولاً، ثم على إدارته الكارثية للتسوية، وعدّدت مصائب وخطايا ارتكبها لا يرتكبها سياسي محترف ولا غير محترف! وعندما أسّس النائب والوزير السابق نهاد المشنوق موقع «أساس» قبل قرابة العامين، كتبتُ مقالتين طويلتين عنونتُ لهما بخروج أهل السنة من المعادلة الوطنية في عهد سعد الحريري بالتدريج بعد احتلال «حزب الله» لبيروت عام 2008. وفي إحدى مرات تنازلاته الكثيرة والتي اعتبرها تجرعاً للسُمّ - وبالطبع من أجل المصالح الوطنية الكبرى، وكانت وقتها تسليماً للثنائي الشيعي بوزارة المالية! - قلتُ له في «أساس» بعد شكوى طويلة من تصرفاته السياسية: تجرع وحدك!s

كلانا غني عن أخيه حياته

ونحن إذا متْنا أشدُّ تغانيا

ما خُضتُ هذا السرد الطويل إذلالاً أو افتخاراً. إذ يعلم الله أنني بكيتُ - وليس للمرة الأولى - وأنا أستمع إليه عشية يوم الاثنين في 24-1-2022. كما بكيتُ في مراتٍ سابقة، وساعة للحزن والأسى، وساعة ترجياً للخلاص!

أنا سبعيني الآن، وقد راقبتُ الحياة السياسية العربية وتابعتُها من موقع العربي الملتزم، ومن موقع الكاتب منذ نحو الأربعين عاماً ونيف. وبهذه الخبرة أقول إنّ سعد الحريري ليس شخصية بسيطة، رغم ما يبدو عليه من تلقائية وطيبة وتهذيب. فهو في عمله السياسي يهجم حتى لتخشى عليه السقوط أو التردّي في «المهوار» كما يقول اللبنانيون. وهو في عمله السياسي أيضاً يتراجع ويتراجع ويلوذ بالحيطان كما يقال، حتى لتخشى عليه الانتحار غماً وكآبة. كل الحيوات السياسية العربية شديدة الصعوبة والتعقيد، لكنّ الحياة السياسية اللبنانية ربما كانت بين الأشدّ صعوبة وتعقيداً. وذلك لأنّ لبنان الطائفي سيطرت فيه، ولدى الشيعة والموارنة منذ أواخر سبعينات القرن الماضي راديكاليتان أقلويتان داخل الطائفتين إذا افترقتا أدخلتا البلاد والعباد في نزاعٍ داخلي يصل إلى شفا الحرب الأهلية، وإذا اجتمعتا صارت الحياة في لبنان السياسية وغير السياسية مستحيلة. ولسوء حظ سعد الحريري، بل وسائر اللبنانيين فإنّ الراديكاليتين تحالفتا بالفعل منذ عام 2006. فانصرفت الراديكالية العونية إلى «انتزاع» «حقوق» المسيحيين المزعوم انتهاكها من السنة، وانصرف «الحزب» المسلح وزعيمه إلى إنفاذ المشروع الإيراني الاستراتيجي في ديار العرب والمسلمين انطلاقاً من لبنان. وما كان عون في مجالسه الخاصة يكتم أنّ «تحالف الأقليات» هذا بين المسيحيين والشيعة والعلويين فيه الضمانة للمسيحيين بقاءً وعزاً!

كانت السنوات الأولى لسعد الحريري في الحياة السياسية اللبنانية فيها بعض النجاحات، بسبب علاقات والده العربية والدولية، وبسبب استناده إلى تحالف 14 آذار. إنما عندما اشتدت ضغوط نصر الله وقابلتْها ابتزازات عون وتياره، وبخاصة بعد احتلال بيروت عام 2008 ما عادت هناك حياة سياسية لبنانية يمكن تسميتها بذلك. فقد غادره أبطال 14 آذار إمّا استشهاداً وإمّا خوفاً واستسلاماً. وبعد انتكاسة حكومته الأولى عام 2011 غادر سعد لبنان إلى المملكة العربية السعودية لأكثر من أربع سنوات. وعندما عاد - بعد تنازُلاتٍ عن بُعد للحزب المسلَّح - سارع إلى إجراء تسوية مع عون ليصير الأخير رئيساً للجمهورية، وكان مرشح الحزب للمنصب منذ عام 2007!

لا أحسب أن تكرار القصة المؤسسية والمحبطة للمسلمين واللبنانيين مفيد. فالانهيار الحاصل في البلاد على كل المستويات هو نتاج تلك التسوية التي ضربت مالية البلاد واقتصادها ومصارفها وجامعاتها، وكل ما بنته بيروت ولبنان طوال أكثر من مائة عام. نحن أول بلد عربي فُتحت فيه مصارف وجامعات. وقد أُقفلت المصارف على أموال المودعين، أما الجامعة الأميركية فتفكر في الانتقال إلى دبي! هل يُسأل سعدٌ وحده؟ ليس هو المسؤول الأول ولا الثاني ولا الثالث. المسؤولون الأوائل معروفون وهم الحزب المسلَّح، وعون وتياره، وصهره الذي ينبغي أن يُكتب عن عبقريته التدميرية كتاب منفرد. إنما سعد لا يقع فقط ضمن الخمسين من أعضاء الطبقة السياسية الحاكمة والفاسدة التي باعت سيادة البلاد واستقرارها للحزب المسلَّح؛ بل يقع في الصف الأول من حيث المسؤولية، لأنه ورث زعامة السنة من والده، والسنة هم لحمة لبنان، وبُناة مدنه وعمرانه، وحافظو عروبته وكيانه. وقد قُتل ثلاثة من رؤساء وزراء لبنان السنة، ومنهم والد سعد الحريري، وقُتل مفتي السنة أيضاً، لأنهم جميعاً أبوا التآمر على كيان لبنان المستقلّ أو عروبته أو سلامة مؤسساته. كلمة رفيق الحريري قبل استشهاده بأشهر صارت على كل شفة ولسان: «ما في حدا أكبر من بلده».

نعم سعد الحريري ما كان مؤهَّلاً وما تأهَّل لفهم وحفظ هذا المعنى الكبير لأهل السُنة في لبنان، وهذا المعنى الكبير للبنان ذاته. لقد طالبتُهُ وطالبه الكثيرون من رجالات العرب والعالم بالاعتزال، وقد فعلها أخيراً إنما بعد فوات الأوان. فكما اقترن اسم والده الشهيد بإعمار لبنان وازدهاره، أخشى أن يضعه التاريخ وراء نصر الله وعون ضمن المسؤولين عن انهيار البلاد! ماذا سيفعل السُنة واللبنانيون الآن؟ نعم هناك ربما 20 أو 30 في المائة من السُنة ما يزالون على ولائهم له. إنما لا شك أنّ الأكثر حزناً عليه هم زملاؤه من أعضاء الطبقة السياسية، فقد أحبوه لأنه خضع دائماً لأهوائهم ومفاسدهم، حتى جبران باسيل صديقه اللدود لن يوفّر دمعة عليه! السُنة ضعفاء في المعادلة السياسية الداخلية الآن. لكنّ معظم اللبنانيين ضعفاء ومسلوبو الإرادة والإدارة أيضاً. وسيمر كبار السنة - كسائر اللبنانيين أو أكثر من معظم اللبنانيين - بفترة انقساماتٍ وتشرذمات؛ لكنهم سيعودون للتماسُك والنهوض، لأنّ اللبنانيين والعرب كبيرو الآمال بهم، وقد تعودوا ألا يروا لبنان إلاّ بعيونهم (!) ويا سعد؛ قال الشاعر:

ورثنا المجد عن آباء صِدْقٍ

أسأْنا في ديارهم الصنيعا

إذا المجد التليد توارثته

بُناة السوء أوشك أن يضيعا

 

روسيا وأوكرانيا: السيف والدرع

أمير طاهري/الشرق الأوسط/28 كانون الثاني/2022

في الوقت الذي تقرأ فيه هذا المقال، ربما تكون القوات الروسية قد دخلت أوكرانيا، أو حتى استولت على عاصمتها كييف، في حرب خاطفة كان من شأنها أن تجعل المشير فون باولوس يشعر بالغيرة، أو ربما لن تشاهد سوى مزيد من قعقعة السيوف من قبل فلاديمير بوتين. يوضح الاحتمالان المتناقضان - حتى لو كان أحدهما أقرب إلى الحدوث - حقيقة أن أحداً لا يعرف ما يفكر فيه بوتين، لاعب «البوكر» البارع الذي يحتفظ بأوراقه بالقرب من صدره. ومع خوفي من أن ينتهي الأمر بإلقاء البيض على وجهي، دعوني أقول إنني أنتمي إلى المجموعة التي تعتقد أنه لن يكون هناك غزو واسع النطاق. ولدعم هذا التأكيد يمكن للمرء أن يذكر ثلاثة أسباب:

الأول، هو أن أوكرانيا ليست بالمهمة السهلة كما يعتقد بعض المحللين الغربيين. فأوكرانيا لديها قوة قتالية جاهزة قوامها حوالي 250 ألفاً، وحوالي 900 ألف من جنود الاحتياط. بالإضافة إلى ذلك، تم حشد عشرات الآلاف من الأوكرانيين من مواطني دول أوروبا وأميركا الشمالية، ولديهم بعض الخبرة العسكرية، في محمية من الدرجة الثانية لوطنهم الأصلي.

من المؤكد أن روسيا لديها ضعف عدد القوات الجاهزة للقتال، ومضاعفة عدد الاحتياطيين الذين تفتخر بهم أوكرانيا. كما تتمتع روسيا بتفوق في عدد الطائرات الحربية والدبابات والعربات المصفحة. ومع ذلك، فإن القوات الروسية لديها التزامات عديدة؛ يتعين عليها حراسة شبه جزيرة القرم التي ضمتها في عام 2014، ويتعين عليها الحفاظ على مكانة عالية في الشيشان وداغستان، وإظهار العلم بالقرب من بيلاروسيا، وحراسة الحدود التي لا نهاية لها مع الصين، وإبقاء الطغاة الودودين في السلطة في تركمانستان، وقيرغيزستان، وكازاخستان، وطاجيكستان، ومشروع القوة في الجمهورية الإسلامية في إيران. وفي سياق مختلف في سوريا، تتنزه في منطقة القوقاز، وتحتفظ بوحدات خاصة من أجل مواجهة محتملة، وإن كانت أسطورية، مع حلف «الناتو». وحتى مع ذلك، فإن غزو أوكرانيا لن يكون بمثابة نزهة، إذا كانت ثمة حرب ستنشأ.

بعد ذلك، لا تمتلك أوكرانيا أي موارد طبيعية قد تطمح إليها روسيا. فبين القرنين الثامن عشر والعشرين، كانت أوكرانيا، بمروجها الغنية بالقمح، سلة غذاء الإمبراطورية القيصرية، وبفضل عنصر القوزاق في سكانها، كانت هناك منحة تجنيد خصبة لنخبة المقاتلين المرتزقة. هذان العاملان، إلى جانب حقيقة أن كييف كانت مهد الميلاد التاريخي لما كان سيصبح «العرق» الروسي، إذا كان لمثل هذا المصطلح معنى الآن، يمنحان أوكرانيا مكانة خاصة في خيال الروسي العادي.

ورغم ذلك، فقد تلاشى كل ذلك في الذاكرة التاريخية. فأوكرانيا (أو الحدود كما يصر الروس على تسميتها) ليست أكثر من قطعة أرض. وهذا شيء لم تفتقر إليه روسيا، على الأقل منذ أن تخلصت من نير المغول. أحب سولزتين أن يقول إنه بعد قضم مزيد من الأراضي التي يمكن أن تمضغها، فإن روسيا «تختنق في المنطقة».

عشية سقوط الإمبراطورية السوفياتية، نُصح الروس بالتخلص من ممتلكاتهم الإمبراطورية. في ذلك كان يُردد صدى خومياكوف، شاعر ونبي الوحدة السلافية، الذي رأى روسيا على أنها حاملة اللواء الجديدة للمسيحية (روما الثالثة)، وتسعى إلى غزو الأرواح البشرية، لا الأراضي.

العنصر الثالث في اعتقادنا بأن غزو أوكرانيا اليوم قد يكون له القليل من التبرير لروسيا، هو فقدان دورها التاريخي كـ«درع الإمبراطورية». كان كوتوزوف، الجنرال الروسي الذي هزم نابليون، يحب أن يقول إن روسيا كانت سيفه، وأوكرانيا هي الدرع. لكن حتى لو لم يكن هذا صحيحاً دائماً، فإن «الدرع» الأوكرانية لم تمنع بونابرت من الوصول إلى موسكو وحرقها. لم تتوقف عملية «بربروسا» التي أطلقها هتلر عند «الحدود». والأسوأ من ذلك، أنه عند الحاجة، كانت روسيا مستعدة لإسقاط «الدرع» والركض إلى السهول. قدمت «معاهدة تيلسيت» في عام 1815 فكرة مسبقة عن ذلك، كما أن «اتفاقية بريست - ليتوفسك» التي وقَّعها تروتسكي مع الإمبراطورية الألمانية في الحرب العالمية الأولى، جعلت أوكرانيا تبدو وكأنها حَمَل قرباني أكثر من كونها درعاً.

لكن من الذي سيغزو روسيا اليوم؟

تحاول دعاية بوتين تصوير منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) على أنها الغازي المفترض. في الوقت نفسه، يجني الكثير من أموال روسيا من بيع النفط والغاز لأعضاء «ناتو» في أوروبا، الذين، بدورهم، يسمحون لأمواله بأن تكون متداخلة في بنوكهم. ونظراً لأنه لم تكن هناك حرب أبداً من دون وجود بعض الخطوط العريضة على الأقل لهدف يجب تحقيقه، فمن الحكمة التساؤل عما يمكن أن يكسبه «ناتو» من غزو روسيا عبر أوكرانيا. لعقود من الزمان، كان مبرر وجود «ناتو» هو مواجهة «حلف وارسو» بقيادة الاتحاد السوفياتي. لكن «حلف وارسو» لم يعد موجوداً منذ فترة طويلة، وقام أعضاء «ناتو» بتقليص الموارد والطاقات الفكرية المخصصة للحلف بشكل كبير. في الحقيقة، في عهد الرئيس باراك أوباما، تعاملت الولايات المتحدة مع «ناتو» على أنه ذريعة، بينما في عهد الرئيس جو بايدن، بدأت الولايات المتحدة في تشكيل تحالف موازٍ مع عدد قليل من الدول في نطاق الأنغلو.

علاوة على ذلك، كانت روسيا، بصفتها اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية، مرتبطة ارتباطاً وثيقاً ببناء نظام عالمي جديد بعد الحرب العالمية الثانية، ودُعيت للانضمام إلى خطة مارشال وعروض «ناتو» التي رفضها ستالين. كما أشارت اتفاقية هلسنكي قبيل نهاية الحرب الباردة إلى تغيير روسيا في وجهة نظر «ناتو»، من كونها تهديداً وجودياً إلى أداة للضغط الدبلوماسي والثقافي. بعد الحرب الباردة، توصلت روسيا إلى عدد من اتفاقيات التعاون مع «ناتو»، وأيدت التدخل العسكري بقيادة الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان.

يحاول بوتين الظهور كضحية محتملة لعدوان غير موجود. فمن خلال القيام بذلك، يأمل في كسب بعض التعاطف داخل البلاد وفي أماكن أخرى؛ حيث توفر الرموز المعادية لأميركا الملاذ الأخير للحمقاء على اختلاف مشاربهم.

وبنهج المظلومية نفسه، يحاول بوتين الترويج لأعماله الخادعة على أنها «عمل لحماية الأهل والأقارب». فعلى الرغم من عدم الاعتراف بشكل خاص بالقانون الدولي، أو باتفاقيتي فيينا وجنيف اللتين تتناولان النزاع المسلح، يمكن أن يتمتع هذا المبدأ بدرجة من الشرعية الأخلاقية. ولكن حتى ذلك الحين، لن ينطبق ذلك على أوكرانيا؛ لأن الدولة التي تتخذ من كييف مقراً لها لا تضطهد أياً من ذوي الأصل الروسي أو أتباع الكنيسة الأرثوذكسية. فبكل المقاييس، يرغب غالبية الأوكرانيين في النأي بأنفسهم عن روسيا، للاقتراب من ديمقراطيات أوروبا الغربية. قد يكونون مخطئين في ذلك، ولكن من المؤكد أن لديهم الحق نفسه في ممارسة سيادتهم الوطنية مثل أي عضو آخر في الأمم المتحدة. يبدو أن بوتين يحلم بفرض طوق صحي لروسيا، كونه درعاً ثقافية وسياسية أكثر من كونه طبقة جليدية من الناحية العسكرية. فهو يريد روسيا محاطة بالدول الفنلندية، من الصين إلى حوض بحر قزوين والشرق الأوسط وشرق ووسط أوروبا.

وبدلاً من التهديد بالغزو، يتعين على بوتين محاولة جعل روسيا التي ينتمي إليها جذابة للغاية، بحيث يرغب الأوكرانيون وغيرهم في اختيارها كنموذج، بدلاً من النظر إلى الديمقراطيات الغربية القديمة. ومع ذلك، فإن هذا يعني أنه يجب على روسيا أن تتغير وتتعامل مع أزمة الهوية المستمرة منذ قرون، بين التطلعات الأوروبية والمخاوف الآسيوية.

 

السعودية وحرب دولة المخدرات

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/28 كانون الثاني/2022

لفتني تعليق وزير الإعلام الأردني السابق سميح المعايطة، عن مواجهات القوات الأردنية الأخيرة مع ميليشيات تهريب المخدرات من سوريا، وخلاصته أن ما يواجهه الأردن مع هذه العصابات ليس تقليدياً ولا معتاداً. المعايطة قال: «نحن أمام حرب منظمة لا تهريب ألفناه من العصابات القديمة، وهو أمر يتجاوز فكرة الكسب المادي، رغم المخاطر، من (المهرّبجية) الأوائل». في التفاصيل، أحبطت أجهزة الأمن الأردنية محاولات تسلل وتهريب كميات كبيرة من المخدرات قادمة من الأراضي السورية إلى الأراضي الأردنية، ما أدى إلى مقتل 27 شخصاً وإصابة آخرين من العصابات داخل الأرض السورية.

مصدر عسكري مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية، قال إن المنطقة العسكرية الشرقية، قامت بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية بعمليات نوعية متزامنة على عدة واجهات ضمن منطقة المسؤولية، أحبطت من خلالها محاولات تسلل وتهريب كميات كبيرة من المواد المخدرة، قادمة من الأراضي السورية إلى الأراضي الأردنية. وأضاف: «أدت العملية إلى مقتل 27 شخصاً وإصابة عدد من المهربين وفرارهم إلى العمق السوري، وبسبب صعوبة الظروف الجوية وتراكم الثلوج، تم إجراء تفتيش أولي للمنطقة، وعُثر على كميات كبيرة من المواد المخدرة». كانت القوات المسلحة الأردنية، قد أعلنت سابقاً، مقتل ضابط وإصابة 3 أفراد جراء إطلاق نار على الحدود الشمالية الشرقية للأردن، من مجموعة من المهربين، فرّوا إلى داخل العمق السوري. هذه ليست العملية الأولى للقوات الأردنية مع ميليشيات المخدرات، والمقلق أن قدرات هذه العصابات تطوّرت لمستوى خطير، يستخدمون فيه أسلحة حديثة وطائرات مسيّرة وعمليات رصد واستطلاع معقّدة، وسلاسل إمداد واستخبارات... يعني أمام قدرات تتجاوز المعتاد من المهرّبين القدامى... بكلمة أوضح: أمام قدرات دول، أو ربما دولة معيّنة! المستهدف بهذه الشحنات القاتلة من المخدرات ليست السوق الأردنية، أصالةً، بل السوق الخليجية والسعودية على وجه الخصوص.

الغرض ليس تجارياً، وإن كان الربح الوفير الخرافي تحصيل حاصل، لكن الأمر يتجاوز المال إلى الإنسان، فالمطلوب هو تدمير الإنسان السعودي. صحيح أن عصابات وكارتيلات المخدرات في العالم لديها قدرات خاصة وخطيرة، ويكفي أن نتذكر كارتيلات المخدرات في أميركا اللاتينية، لكن هذا ليس معتاداً عندنا، والإلحاح والتواتر والإقدام من هذه العصابات ضد السعودية يعني شيئاً آخر يتجاوز مجرد الربح المادي الخطير. لذلك كانت السعودية منذ القدم تنتهج الأسلوب الصارم في مواجهة عصابات المخدرات باعتماد عقوبات قاسية تصل إلى الإعدام ورفض الرأفة في أحكام السجن المديد.

على فكرة، لدى «طالبان» و«القاعدة» و«الحرس الثوري» و«حزب الله» والحوثي، علاقة خاصة عضوية مع عالم المخدرات وتجارته وتهريبه... ولذلك حديث آخر.

 

النزول إلى أرض الواقع

د. آمال موسى/الشرق الأوسط/28 كانون الثاني/2022

هناك حقائق لا يمكن تحديد أهميتها بشكل حقيقي وملموس إلا إذا خضعت للتجربة. وهو مبدأ يمكن تعميمه على أفكار شتى. من هذه الحقائق القول بأهمية النزول إلى الميدان وإلى ما يسمى أرض الواقع، حيث إن الميدان وحده القادر على التمحيص وعلى التعرف إلى الواقع عن قرب. بمعنى آخر، فإن النزول إلى أرض الواقع يمثل غنيمة حقيقية من ناحية القبض على المعلومات والمعطيات الكفيلة بتعديل الحقيقة وتقديم صورة أمينة عن الواقع بعيداً عن الطوباويات. لذلك، فإن النزول إلى الواقع يمثل في حد ذاته مقاربة ونمطاً من أنماط المعالجة والتدخل والفهم. وإذ نشير إلى مسألة الفهم فلأنها أساس وضع التفسيرات والحلول وبناء المقترحات وتحديد السياسات كي تكون ذات نجاعة وتأثير. بالنسبة إلينا في المجتمعات العربية، فإن هذه المقاربة لم تتحول إلى نمط ثابت في المعالجة، حيث إنها لا تزال مرتبطة بالأشخاص أكثر منها توجهات عامة وطريقة في التعرف على المشكلات وتقديم الحلول. فنجد سياسياً قريباً من الناس ويعوّل على الميدان والشارع لقياس النبض والإنصات، ونجد في المقابل من يزعم أن الواقع معروف وأن المشكلات محددة عالمياً ودوره تنزيل التوجهات العالمية في بلاده. وهنا نطرح سؤالاً حول ما إذا كان يوجد واقع واحد يشمل جميع الشعوب أم أن لكل مجتمع واقعه وخصائصه التي لا بد من أخذها أولاً بعين الاعتبار قبل الانفتاح على أي سياسة أو الالتزام بأي استراتيجية. طبعاً النزول إلى الواقع لا يعني البتة عدم الانفتاح والانخراط في التوجهات الأممية، خاصة في مجال التنمية المستدامة، ولكن لن تؤتي هذه الاستراتيجيات أكلها في صورة التطبيق الأعمى والفوقي لها.

من هذا المنطلق، فإن اعتماد منهجية النزول إلى الأرض هو المفتاح باعتبار أنها المحددة للأولويات، وساعتها يمكن بلورة التفاعل على أسس صلبة وضمان التواصلية الإيجابية.

السؤال الثاني: مَن المعني أكثر في بلداننا باعتماد منهجية النزول إلى الأرض؟

يبدو لنا أن رجل السياسة والإعلامي والباحث هم أكثر الأشخاص المعنيين بهذه المنهجية. فاليوم تعرف بلداننا في غالبيتها رياحاً إصلاحية وهناك انتباه مخصوص يختلف من بلد إلى آخر إلى معنى المواطنة وفكرة أن المواطن هو المحور وهو الفاعل وهو الهدف. ومثل هذه الخيارات التي تعتقت مع التجارب التي عاشتها مجتمعاتنا بنجاحاتها وإخفاقاتها، إضافة إلى انخراط العالم في توجهات موحدة تجعل من نزول المسؤول السياسي إلى أرض الواقع ضرورة لبناء الثقة ولتوطيدها ولتجسيد ثقافة القرب من المواطن والإنصات إلى مشاغله. ويكشف لنا التاريخ أن الساسة الذين كانوا ينزلون إلى الشارع هم الأكثر قرباً من العهود الأولى لنشأة المدينة العربية والإسلامية.

كما أن الانتقال من النظام الشمولي إلى النظام الأكثر مشاركة سياسية والدخول في زمن المجتمع المدني والتعددية السياسية. كل هذا يقوي من توجه سلطة المواطن، ما يجعل من القرب منه أفضل المقاربات. كما لا يفوتنا أن القرب يعني جودة الإنصات وملاحظة الواقع بالعين المجردة.

أيضاً الإعلامي الجيد ليس الذي يكتفي بالنقد والتنظير والدفاع عن الآيديولوجيات، بل إن العمل الميداني هو الذي يضمن للعمل الإعلامي الجماهيرية، وذلك يظهر من كثافة استعمال الأشكال الصحافية مثل الريبورتاج والتحقيق الصحافي والتحقيق الاستقصائي. فالوسيلة الإعلامية التي تؤثث برامجها بالأعمال الصحافية الميدانية تحرص على حضور المواطن والتحقيق في الظواهر الاجتماعية والمشكلات التي يعرفها المواطنون بشكل عام. من جهة ثانية، فإن العمل الميداني يضمن جودة العمل الإعلامي ومصداقيته، وأيضاً يجعل من دور الإعلام أكثر وظيفية في التنمية والتغيير الاجتماعي والنقد وتسليط الضؤ على مناطق الخلل والعطب في المجتمع والمؤسسات والممارسات بمختلف أنواعها وأبعادها.

الطرف الثالث المعني بمزايا النزول إلى الواقع لجمع البيانات هو الباحث. فالبحوث اليوم تغلب الدراسة الميدانية واستقراء الواقع بناء على استنطاق عناصره ومكوناته سواء في كليتها أو من خلال طرق العينات. وتكتسي هذه البحوث أهمية مخصوصة لأنها تنطلق من الدراسة الميدانية وتعود إلى مجتمع البحث ذاته وهو تمشٍّ مهم جداً في تأمين الفهم والتفسير اللازمين لأي بحث تحركه حيرة معرفية حقيقية. وهنا يظهر الدور الاجتماعي للبحوث، حيث إنها تأخذنا إلى الواقع بأدوات علمية موضوعية متفق حولها وتضمن أكثر ما يمكن من علمية مع وعي عميق بنسبية كل العلوم بما فيها الموصوفة العلوم الصحيحة.

بيت القصيد ومربط الفرس كما يقول أجدادنا: من المهم أن يكون الواقع هو أساس توجهاتنا وقراراتنا وسياساتنا ومشاريعنا. فالنزول إلى الواقع هو الضامن أننا في الطريق الصحيح وهو الذي يقطع مع كل الشعارات التي فقدت مصداقيتها.

لذلك، فالناجحون اليوم هم الذين لا يخافون الواقع ويجيدون التحرك في أرض الواقع ويمتلكون مهارتي الملاحظة والإنصات.

 

هل فعلاً دولة الولي الفقيه أخطر من إسرائيل؟!

صالح القلاب/الشرق الأوسط/27 كانون الثاني/2022

بعد نجاح الثورة الإيرانية في عام 1979 رفع «أصحابها» شعار تصديرها إلى المحيط العربي، وحقيقةً هذا ما حصل حتى الآن، فهناك احتلال إيراني، عملياً وفعلياً، للعراق ولسوريا وأيضاً للبنان ولجزء من اليمن الذي يسيطر عليه الحوثيون الذين يشكّلون واجهة لدولة الولي الفقيه وامتداداً لها وعلى أساس أنّ هناك بعض التشكيلات الفئوية التي هي في واقع الحال ملحقة فعلياً وعملياً بالدولة الإيرانية التي باتت لها الهيمنة المطلقة على غالبية دول المشرق العربي العربية! وعليه فإنّ ما هناك اتفاق عليه، إنْ سابقاً وإنْ لاحقاً، هو أنّ الاحتلال الأميركي للعراق في عام 2003 وإسقاط نظامه الذي كان على رأسه صدام حسين، كان أكبر هدية قُدمت لإيران، بعد حرب الأعوام الثمانية المعروفة، على طبق من ذهب. والمعروف، لا بل المؤكد، وهذا لا خلاف عليه ولا نقاش فيه، هو أنّ المملكة العربية السعودية كانت ولا تزال الأكثر اندفاعاً في مواجهة التمدد الإيراني الذي بات يتجاوز الحدود كلها في المنطقة العربية، وأنّ دولة الولي الفقيه الإيرانية باتت تتمدد تمدداً احتلالياً، وهذا بالإضافة إلى ما كانت قد هيمنت عليه في أربع دول عربية، اثنتان منها من أهم الدول العربية، أي العراق بلاد الرافدين وسوريا التي كانت توصف بأنها قلب العروبة النابض، هذا بالإضافة إلى لبنان واليمن وأيضاً البحر الأحمر إنْ ليس كله فمعظمه، وبالطبع باب المندب وبحر العرب... وهكذا فإنّ حتى بعض الدول الكبرى باتت تقول إن إيران أصبحت تشكل الرقم الرئيسي في معادلة هذه المنطقة الاستراتيجية المهمة.

وهكذا فإنّ هذا جعل هناك قناعة بأنّ دولة الولي الفقيه هذه باتت بما تمارسه من إرهاب وتوسع زاحف في العالم العربي أخطر حتى من دولة العدو الصهيوني، وهذا إلى حد أنّ هناك من أصبح يصف المرشد الأعلى، والعياذ بالله، بأنه أدولف هتلر الشرق الأوسط الجديد، وحيث إنه قد بات هناك تحذير من أنّ الدولة الإيرانية إنْ لم تصبح فقد اقتربت من أنْ تمتلك برنامجاً نووياً، وبالطبع فإنّ هذا أمر لا يجوز السكوت عنه ليس بالنسبة للدول العربية وفقط لا بل بالنسبة لدول الشرق كلها!

وبالطبع هنا فإنه ما دامت الأمور قد وصلت إلى كل هذا الذي وصلت إليه فليس غريباً أنّ دولاً في المنطقة ستفكر في تعزيز قدراتها العسكرية وامتلاك أسلحة نوعية، ما دامت طهران ماضية في السير بسياساتها المدمرة والخطيرة!

وعليه، وحسب بعض المراقبين والمتابعين، فإنه كان يجب أنْ يكون هناك ضغط فعلي على الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، بإلغاء الاتفاق النووي مع طهران في التاسع من مايو (أيار) عام 2018 وذلك بعد زيارة طويلة كان قد قام بها أحد كبار المسؤولين السعوديين إلى الولايات المتحدة.

وهنا، ومرة أخرى، فإنّ التصدي الحقيقي والفعلي لكل هذا الذي قامت به إيران ولا تزال تقوم به من تدخل احتلالي في العالم العربي وفي دول رئيسية كالعراق وسوريا، والذي قد قامت به المملكة العربية السعودية ولا تزال تقوم به يشكّل فعلاً تصدياً حقيقياً لما تقوم به دولة الولي الفقيه. وهكذا فلعلّ ما يجب التذكير به هنا هو أنّ «درع الجزيرة» الخليجي هو من بادر إلى إحباط وإفشال العمليات الإرهابية في البحرين التي لا شك في أنّ من كانت وراءها هي إيران الخمينية والخامنئية، والمعروف أنّ حتى طهران الشاهنشاهية كانت قد استهدفت عدداً من دول الخليج العربية ومن بينها بالطبع وبالتأكيد البحرين.

وتجدر الإشارة هنا ووفقاً لكل تجارب التاريخ البعيدة والقريبة، إلى أنه لا بد من تأكيد أنّ هذا الذي قد سبق ذكره لا يعني الإيرانيين كلهم، وأنّ جزءاً رئيسياً من هذا الشعب الشقيق كان رديفاً تاريخياً ولا يزال للأمة العربية، والمعروف أنّ الإيرانيين في حقيقة الأمر ليسوا شعباً واحداً وإنما هم شعوب متعددة من بينها الكرد وحتى بعض العرب وبعض الأقليات القومية التي باتت توضح انتسابها القومي كالأتراك وكمن يسمون الفيليين، وغيرهم كثيرون من الذين باتوا يحرصون على إظهار وإعلان انتماءاتهم الحقيقية والقومية وأنهم عرب وأنهم «قومياً» ينتمون إلى الأمة العربية.

ولذلك فإنه غير جائز على الإطلاق أن يوضع ذوو الانتماءات الكردية التي باتت بعيدة في هذه الدائرة. وهنا فإن ما تجب الإشارة إليه، بل التأكيد عليه، هو أن كثيرين من ذوي الأصول الإيرانية، وبالطبع الذين كانوا «أكراداً» في فترات أصبحت بعيدة ومرت عليها حقب التاريخ، قد أصبحوا كانتماء قومي عرباً، لا بل خيرة مَن أنجبتهم الأمة العربية والذين كانوا قد شكّلوا وما زالوا يشكّلون أهم أحزابها القومية، كحزب البعث وكحركة القوميين العرب... وككثير من قادة الفصائل الفلسطينية الفدائية، وهذا يجب أنْ يقال عن كبار الذين برزوا كقادة طليعيين فعلاً في النضال القومي والعروبي وكقادة في النضال الفلسطيني الوطني منذ البدايات البعيدة حتى الآن. ولذلك ونظراً لهذا كله فإنه يجب ألّا يعد «الإيرانيون» كلهم أتباعاً للولي الفقيه وأعداء تاريخيين للعرب والأمة العربية، فهذا غير صحيح على الإطلاق، وهو ينطبق أيضاً على إخوتنا وأشقائنا «الأكراد» الذين كانوا وما زالوا يلعبون أدواراً رئيسية في النضال الوطني والقومي وبخاصة في هذا المشرق الذي هو مشرق للجميع، والذين قاد كثيرون منهم النضال العربي القومي في مراحل تاريخية متعاقبة. والمعروف أنّ البطل التاريخي صلاح الدين الأيوبي كان بمثابة عطاء بطولي «كردي» للعرب والعروبة، وللإسلام والمسلمين في أربع رياح الكرة الأرضية، ومن الغرب إلى الشرق، وفي العالم العربي من أقصاه إلى أقصاه.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

مولوي بعد لقائه الرئيس عون: جاهزون ونتابع التحضير للانتخابات النيابية وسنواصل العمل لضبط المخدرات وملاحقة شبكات التهريب

وطنية/27 كانون الثاني/2022

أكد وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي جهوزية وزارة الداخلية للانتخابات النيابية المقبلة وقيامها بالتحضير والمتابعة المستمرة لتأمين الأمور اللوجستية، وقال: انه "يواصل العمل لضبط المخدرات وملاحقة شبكات تهريبها"، مؤكدا "نحن نتابع ونكافح هذه الافة وسننجح". كلام الوزير مولوي جاء بعد زيارته قصر بعبدا بعد ظهر اليوم، حيث استقبله رئيس الجمهورية العماد ميشال عون واطلع منه على عمل وزارة الداخلية لجهة مكافحة تهريب المخدرات والاستعدادات للانتخابات النيابية المقبلة، فضلا عن مساعدة المواطنين الذين حاصرتهم الثلوج في الساعات الأخيرة. وبعد اللقاء، صرح الوزير مولوي للصحافيين فقال:

"تشرفت اليوم بزيارة رئيس الجمهورية كالعادة وذلك لاطلاعه على آخر المستجدات التي حصلت في خلال الأسبوع الجاري،  واهمها ما يتعلق بثلاثة مواضيع: الموضوع الأول ويتعلق بالعمل المستمر، ومنذ توليت مهامي الحكومية، لضبط المخدرات وملاحقة شبكات تهريبها ومنع التهريب. لقد بدأت العمل بهذا الموضوع منذ توليت المسؤولية في وزارة الداخلية ومستمرفيه، واطلعت الرئيس عون على اخر عمليتين تم كشفهما وضبطهما. لقد كانت اخر عملية اليوم حيث تمكنا، وبجهد كبير من الاجهزة الأمنية، من ضبط عملية تهريب مخدرات في مرفأ بيروت قبل اتمامها، واستطعنا منع خروج هذه الافة وهذا الاذى من لبنان الى الخارج. وأؤكد في هذا السياق متابعتنا واستمرارنا في هذه الحملة والمهمة الضرورية النابعة من حرصنا وايماننا".  أضاف:"اما الموضوع الثاني فهو التحضير للانتخابات النيابية. فنحن دائما جاهزون ونقوم بالتحضير لهذه الانتخابات ومتابعة كل الأمور اللوجستية  بدءا من اعداد اللوائح الى غيرها من المواضيع التي نتابعها يوميا، والموضوع الثالث يتعلق بما قمنا به في خلال الليل لمساعدة المواطنين الذين احتجزوا في سياراتهم في المناطق الجبلية، وأولئك الذين حاصرتهم الثلوج في منازلهم. لقد حاصرت الثلوج بالأمس عددا كبيرا من السيارات في المناطق الجبلية وقد عملنا مع الأجهزة الامنية والدفاع المدني على انقاذ ركابها واغاثتهم  وتأمين ما يحتاجون اليه. واطلب في هذا السياق من المواطنين التنبه في الأيام المقبلة لصعوبة سلوك الطرق الجبلية، ونحن عممنا بدورنا على جميع المحافظين والقوى الأمنية ضرورة مساعدتهم".

سئل عما يحكى عن تأجيل الانتخابات بعد تعليق الرئيس الحريري العمل السياسي، فأجاب:"اليوم اردنا التحدث عن المواضيع التي تناولناها مع فخامة الرئيس، اما المواضيع السياسية فنتحدث عنها ان شاء الله في وقت آخر".

سئل عما تطرحه عمليات تهريب المخدرات في مواد مدعومة من اشكاليتين، فأجاب:"ان عملية تهريب المواد المدعومة كانت تحصل، وكنا نطلب، قبل تولينا مهامنا الحكومية، من القوى الأمنية متابعتها. هناك وقاحة اكثر في هذا الموضوع، ففضلا عن استفادة التجار بدلا من المواطنين من الدعم، هم يستفيدون مرة أخرى عبر تهريب المخدرات في مواد مدعومة اخذت اثمانها من تعب وعرق وليرة الشعب اللبناني. هذا هو طمع التجار والمجرمين. نحن نتابع ونكافح هذه الافة وسننجح.

 

مجلس الوزراء تابع درس الموازنة الحلبي: الضوضاء حولها لحماية مصالح خاصة فياض: تجاوزات موزعي المازوت جريمة سلام: سنلاحق أصحاب المولدات المخالفين

وطنية/27 كانون الثاني/2022

واصل مجلس الوزراء جلساته المفتوحة لدرس مشروع قانون الموازنة العامة للعام 2022 والتي ستستكمل غدا والاسبوع المقبل.  وكان رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي ترأس جلسة مجلس الوزراء صباح اليوم، في السرايا الحكومية، وادلى في نهايتها وزير التربية والتعليم العالي وزير الاعلام بالوكالة عباس الحلبي بالتصريح الآتي: "في إطار اجتماعاته المفتوحة لانجاز دراسة مشروع الموازنة للعام 2022، استأنف مجلس الوزراء جلسته صباح اليوم برئاسة دولة رئيس مجلس الوزراء وحضور جميع الوزراء. كما حضر الاجتماع المدير العام للقصر الجمهوري والامين العام لمجلس الوزراء ومدير عام المالية ومدير الواردات في وزارة المال. وقد جرى درس المواد من 120 الى 139، اي استكملت دراسة الموازنة بكل موادها". أضاف: "كنا اتفقنا خلال درس مشروع هذه الموازنة انه ينبغي، في حال اقرارها من قبل المجلس النيابي الكريم، ان يعاد توزيع الدخل بما يحقق منسوبا عاليا من العدالة الاجتماعية بعد الفجوات التي خلفتها الازمة الراهنة في نشوء طبقات اكثر غنى وطبقات اكثر سحقا. وكانت هذه المواضيع مدار نقاش حيوي عميق، لأن الحكومة مدعوة الى بدء السعي لردم الهوة التي تزيد يوما بعد يوم بين طبقات الشعب اللبناني. كما جرى نقاش معمق بشأن وضع الادارة العامة وضمان استمرارية العمل فيها كما في سائر القطاعات الصحية والتربوية والمعيشية والاجتماعية".  وتابع: "كما جرى البحث في ضرورة شرح اهداف الموازنة للمواطنين، لأن الضوضاء الاعلامية التي أحاطت بتوزيع مشروعها لا تهدف الا الى الامعان بتقليل الثقة بكل ما تجريه الدولة وهذا ليس بالتأكيد في مصلحة اللبنانيين خصوصا وان هذه الضوضاء ارتكزت على حماية بعض المصالح الخاصة التي تعود الى فئة قليلة من المواطنين، كما يجري  استغلال ضيق حالهم لتحصيل المزيد من الارباح غير المشروعة، خصوصا بما يجري في قطاعات المازوت وبعض المواد الغذائية كما جرى سابقا في الدواء. وسيكون لمعالي وزير المالية اطلالة اعلامية لاحقا، لشرح سائر القضايا المتصلة بهذا المشروع".

وأردف: "تقرر ان يستأنف مجلس الوزراء جلساته المفتوحة التاسعة صباح غد الجمعة، لقراءة التقرير المقدم من معالي وزير المالية بشأن مشروع الموازنة، كما سيصار الى دراسة المواد التي استؤخر النقاش فيها بغية اقرار مشروع الموازنة في جلسة الغد بالمواد من 1 الى 139".

 أسئلة وأجوبة

وردا على سؤال عن الدولار الجمركي، قال الحلبي: "تقرر ترك هذا الأمر إلى معالي وزير المالية الذي سينجز دراسة حول هذا الموضوع لتقرير ما هو السعر الذي سيعتمد في استيفاء حقوق الدولة عن طريق الدولار الجمركي".

أضاف ردا على سؤال: "لا يمكننا وضع اسعار جديدة للدولار الجمركي، بل اعتماد معيار معين قد يكون صيرفة".

وعن سعر الصرف، قال: "لم يتقرر شيء في هذا الشأن بعد، بل جرى النقاش في الموضوع، ولكن لا مصلحة في الإستمرار بإبقاء تعددية في سعر صرف الدولار الاميركي".

 وعما اذا كان سيترك موضوع تحديد سعر الصرف لمصرف لبنان ووزارة المال، قال الحلبي: "سنترك الامر لوزير المالية بحسب النص القانوني، فهو الجهة المناط بها تحديد سعر الصرف بقرار يصدره وزير المالية".

وعن المادة 132 التي تحدثت عن تمييز بين المودعين من خلال الاشارة الى الودائع القديمة والجديدة، وما تقرر بشأنها، قال: "جرى حديث في هذا الموضوع، وفي كل هذه المواضيع التي يجري النقاش فيها، لم نصل الى إقرار نهائي لكل مادة على حدة، لأنه سيتم النظر بكل الواردات المقدرة، وما ستؤمنه من مداخيل لمصلحة المالية العامة من أجل ان يتم تاليا تحديد أوجه الانفاق والعجز".

وقال عن موضوع تصحيح الاجور: "هذا الموضوع أخذ حيزا كبيرا في النقاشات اليوم، وكان النقاش منطلقا من نظرة اجتماعية وانسانية، ولكن ايضا يجب ان نراعي امكانات الخزينة وما يمكن ان توفره الواردات حتى يتقرر المناسب في هذا الشأن".

فياض

بعد ذلك، قال وزير الطاقة وليد فياض: "حديثنا عن موضوع محدد يهم جميع المواطنين اللبنانيين، ومن يستهلكون مواد للتدفئة وتشغيل المولدات مثل المازوت. هناك تجاوزات تحصل بالنسبة لموزعي المازوت الذين يتجاوزون الرسوم والاسعار المحددة، فهناك سوق سوداء، وهم يتقاضون عمولات اكبر من السعر تصل إلى نحو 10 و15 بالمئة من السعر المحدد، وهذا امر غير مقبول وهي جريمة يجب أن يحاسبوا عليها. وطالبنا بضرورة  مؤازرتنا من قبل وزارة الداخلية وقوى الامن والقضاء لمتابعة هذه الأطراف المخربة وملاحقتها واتخاذ الإجراءات بحقها وتغريمها".

 أضاف: "أما بالنسبة إلى التجاوزات التي تحصل لأسعار كهرباء المولدات، فقد وضعنا الأسعار لاصحاب الموتورات الخاصة والمشغلين بالسعر غير المدعوم بشكل غير مجحف، ويبقى عليهم تنفيذ التزاماتهم المحددة بالمراسيم وتحديد الالتزام بالتعرفة بالليرة وتركيب العدادات، ومعالي وزير الاقتصاد سيساعدنا في هذا الشأن، ونحن نعول على وزير الداخلية ان يفعل قوى الامن الداخلي والاجهزة الامنية المعنية لمساعدتنا".

سلام

وعقب وزير الاقتصاد أمين سلام بالقول: "تردنا شكاوى حول هذا الموضوع الطارىء بامتياز، وتطرقنا اليه على هامش الجلسة. بالنسبة إلى موضوع اسعار المازوت وتخزينه واحتكاره، هناك تسعيرة موضوعة من وزارة الطاقة، ومن يود استغلال هذا الظرف الصعب وان يحتكر المازوت ويخزنه ويرفع الأسعار فسيلاحق. بحثنا في عدة آليات مع وزارة الداخلية والبلديات، وصولا إلى الملاحقة عبر النيابات العامة المالية والقضاء، وسأحمل هذه الملاحقات شخصيا لتنفيذها، فلا يجوز استغلال الناس، واي مخالف سيلاحق بأشد الوسائل الممكنة، ولقد وضعت جميع الوزراء المعنيين في هذا الجو. ارحموا الناس في هذه الظروف الصعبة".

 وردا على سؤال عن كيفية منع المافيات، قال: "مافيات او غير مافيات، هذا قطاع يعمل بشكل غير قانوني وهو يؤمن بديلا عن الدولة للتغطية الكهربائية، ونعلم بأن لدى الدولة مشكلة، ونحن قلنا اننا نعمل مع وزارة الطاقة ليكون هناك آلية لان المشوار لا يزال طويلا، وانا ارى بأن هناك تحسنا في الأداء من قبل أصحاب المولدات رغم أن هناك ظلما واجحافا في أماكن كثيرة بحق المواطنين، ولكن هناك أصحاب مولدات بدأوا يستوعبون أن المشوار طويل وأننا لن نتنازل عن المطالبة بحق المواطن، وبالتالي يمكن ان تبقى المولدات  لسنة أو لخمس سنوات، وقبل توزيع الطاقة 24 ساعة فالمولدات ستبقى، وإما سنظل على خلاف معهم او عليهم ان يسيروا بإرشاداتنا وبالتسعيرة المحقة والعادلة وهي تتم استنادا الى وقائع وهوامش ارباح دقيقة، ومن لا يود أن يلتزم فليقفل عمله في قطاع المولدات ويعمل في مهنة أخرى".

فياض

وعن موضوع منح مؤسسة كهرباء لبنان سلفة خزينة جديدة، قال فياض: "لم نصل بعد الى هذا الموضوع، وسنناقشه في ضوء تقرير شامل بات بين ايدينا ويوضح الصورة بشكل مختصر من دون إفاضات. هذا التقرير سنتلوه في الجلسة المقبلة للحكومة، لكي نفهم الوضع العام ومن خلاله نعالج، ليس فقط ملف الكهرباء، بل سائر القطاعات التي تعاني ثغرة مالية نتيجة زيادة التضخم وارتفاع سعر صرف الدولار وشح الواردات".

 

مولوي: جاهزون للانتخابات

وطنية/27 كانون الثاني/2022

أكد وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي جهوزية وزارة الداخلية للانتخابات النيابية المقبلة وقيامها بالتحضير والمتابعة المستمرة لتأمين الأمور اللوجستية، مشددا على أنه “يواصل العمل لضبط المخدرات وملاحقة شبكات تهريبها”، مؤكدا “نحن نتابع ونكافح هذه الافة وسننجح”.

كلام الوزير مولوي جاء بعد زيارته قصر بعبدا بعد ظهر اليوم، حيث استقبله رئيس الجمهورية ميشال عون واطلع منه على عمل وزارة الداخلية لجهة مكافحة تهريب المخدرات والاستعدادات للانتخابات النيابية المقبلة، فضلا عن مساعدة المواطنين الذين حاصرتهم الثلوج في الساعات الأخيرة.

وقال المولوي: “تشرفت اليوم بزيارة رئيس الجمهورية كالعادة وذلك لاطلاعه على آخر المستجدات التي حصلت في خلال الأسبوع الجاري،  واهمها ما يتعلق بثلاثة مواضيع: الموضوع الأول ويتعلق بالعمل المستمر، ومنذ توليت مهامي الحكومية، لضبط المخدرات وملاحقة شبكات تهريبها ومنع التهريب. لقد بدأت العمل بهذا الموضوع منذ توليت المسؤولية في وزارة الداخلية ومستمرفيه، واطلعت الرئيس عون على اخر عمليتين تم كشفهما وضبطهما. لقد كانت اخر عملية اليوم حيث تمكنا، وبجهد كبير من الاجهزة الأمنية، من ضبط عملية تهريب مخدرات في مرفأ بيروت قبل اتمامها، واستطعنا منع خروج هذه الافة وهذا الاذى من لبنان الى الخارج. وأؤكد في هذا السياق متابعتنا واستمرارنا في هذه الحملة والمهمة الضرورية النابعة من حرصنا وايماننا”.

وأضاف: “اما الموضوع الثاني فهو التحضير للانتخابات النيابية. فنحن دائما جاهزون ونقوم بالتحضير لهذه الانتخابات ومتابعة كل الأمور اللوجستية  بدءا من اعداد اللوائح الى غيرها من المواضيع التي نتابعها يوميا، والموضوع الثالث يتعلق بما قمنا به في خلال الليل لمساعدة المواطنين الذين احتجزوا في سياراتهم في المناطق الجبلية، وأولئك الذين حاصرتهم الثلوج في منازلهم. لقد حاصرت الثلوج بالأمس عددا كبيرا من السيارات في المناطق الجبلية وقد عملنا مع الأجهزة الامنية والدفاع المدني على انقاذ ركابها واغاثتهم  وتأمين ما يحتاجون اليه. واطلب في هذا السياق من المواطنين التنبه في الأيام المقبلة لصعوبة سلوك الطرق الجبلية، ونحن عممنا بدورنا على جميع المحافظين والقوى الأمنية ضرورة مساعدتهم”.

وعما يحكى عن تأجيل الانتخابات بعد تعليق الرئيس الحريري العمل السياسي، قال: “اليوم اردنا التحدث عن المواضيع التي تناولناها مع فخامة الرئيس، اما المواضيع السياسية فنتحدث عنها ان شاء الله في وقت آخر”.

أما عما تطرحه عمليات تهريب المخدرات في مواد مدعومة من اشكاليتين، فأكد المولوي أن “ان عملية تهريب المواد المدعومة كانت تحصل، وكنا نطلب، قبل تولينا مهامنا الحكومية، من القوى الأمنية متابعتها. هناك وقاحة اكثر في هذا الموضوع، ففضلا عن استفادة التجار بدلا من المواطنين من الدعم، هم يستفيدون مرة أخرى عبر تهريب المخدرات في مواد مدعومة اخذت اثمانها من تعب وعرق وليرة الشعب اللبناني. هذا هو طمع التجار والمجرمين. نحن نتابع ونكافح هذه الافة وسننجح”.

 

اليونيسف: 1.8 مليون دولار من حكومة اليابان لليونيسف لدعم الأطفال والأسر بالمساعدات الشتوية

وطنية/27 كانون الثاني/2022

أعلنت اليونيسف في بيان، أن "حكومة اليابان ساهمت بمبلغ 1.8 مليون دولار أميركي لتوسيع نطاق المساعدة الإنسانية لليونيسف والتدخلات المنقذة للحياة من خلال برنامج المراهقين والشباب وبرنامج الصرف الصحي والنظافة الصحية (WASH) في لبنان. وستتمكن اليونيسف، على مدار الشهرين المقبلين، عندما ستتراوح درجات الحرارة بين 10 و-5 درجات مئوية على المرتفعات، قادرة على توزيع البطانيات والسترات والأطقم الحرارية والملابس والجوارب التي يقوم بتصنيعها الشباب من الفئات الاكثر ضعفا لتوزيعها على العائلات الأكثر حاجة التي تعيش في منازل تفتقد الى التدفئة. وستواصل اليونيسف تقديم خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية عالية الجودة في منطقة البقاع لدعم الأسر الأكثر ضعفا للتأقلم خلال فصل الشتاء، ومواجهة وطأة تساقط الثلوج والرياح العاتية والفيضانات. وسيتم دعم 35000 من الأطفال والشباب والأسر الضعيفة من خلال المساعدة الشتوية التي تقدمها الحكومة اليابانية". وقالت نائبة ممثلة اليونيسف في لبنان إيتي هيغينز: "نحن ممتنون لحكومة وشعب اليابان، على هذه المساهمة، التي ستمكن اليونيسف من تقديم الدعم الضروري في هذه الأشهر الباردة للأطفال والأسر الضعيفة الذين يواجهون بالفعل تحديات كبيرة خلال هذه الأوقات غير المسبوقة. وسنواصل العمل مع شركائنا، بدعم من اليابان، للوصول إلى الأطفال والأسر الأكثر ضعفا من خلال الدعم الإنساني الذي تزداد الحاجة إليه في الوقت الحالي".  أما سفير اليابان في لبنان أوكوبو تاكيشي فقال: "نحن ندرك تماما خطورة الأزمة الإنسانية المستمرة في لبنان حيث الضحايا هم دائما الأطفال والأسر الضعيفة. في الوقت الذي يواجهون فيه ظروف الشتاء القاسية، قررت حكومة اليابان تعزيز تدخلاتها من خلال اليونيسف للتخفيف من معاناتهم. نأمل من خلال هذه المساعدة إيصال رسالة بأن المجتمع الدولي سيقوم بمساعدة الأطفال والعائلات في كل الأوقات".  وختم البيان: "تأتي المساهمة الجديدة من حكومة اليابان في الوقت المناسب لمساعدة اليونيسف في توسيع نطاق استجابتها للطوارئ للتخفيف من تأثير الظروف المناخية القاسية وحماية الفتيات والفتيان والأسر الأكثر ضعفا الذين يتخبطون في الأزمة المالية والاقتصادية الحالية في لبنان".

 

سامي الجميل من دار الفتوى: نقول للبنانيين ولمحبي الحريري ممنوع الإحباط قضيتنا لبنان أولا نحرره ونحرر قراره ونستعيد ديموقراطيته

وطنية/27 كانون الثاني/2022

استقبل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، في دار الفتوى، وفدا من حزب "الكتائب اللبنانية" برئاسة النائب المستقيل سامي الجميل، الذي قال: "اللقاء مع سماحته كان مناسبة سعيدة، فهو مرجع وطني لبناني يمتلك ضميرا وطنيا كبيرا ويتعامل مع كل المسائل الحساسة بالكثير من الاعتدال والانفتاح، ونحن نكن له المحبة والتقدير الكبير للدور الذي تلعبه دار الفتوى، وكل التضحيات التي قدمتها من شهداء دفاعا عن لبنان، وتمسكا بهذا الكيان اللبناني وبالهوية اللبنانية التي نحسبها في خطر اليوم".  اضاف: "يهمنا في هذا الظرف الدقيق أن نسمع منه وجهة نظره وأن نعرف توجهات دار الفتوى بعد الخطوة التي قام بها دولة الرئيس الحريري، فنحن وكما يعلم جميع اللبنانيين أننا على خلاف أساسي معه بالنسبة إلى النهج السياسي الذي يتبعه الرئيس الحريري، والتسويات التي أقيمت في الآونة الأخيرة، وقد أوضح أنها كانت خطأ في كلمته الأخيرة التي أعلن فيها تعليقه العمل السياسي، ومع كل الاختلاف الذي كان بيننا وبين الرئيس الحريري في السنوات الأخيرة للتسوية الرئاسية بشكل أساسي، إنما لا شك في أنَّ الاعتدال الذي جسده تيار المستقبل منذ أيام الرئيس رفيق الحريري، وصولا إلى اليوم هو حاجة أساسية للبلد، ولا شك في أن هذا الاعتدال انعكس إيجابا على بناء الهوية اللبناني، والانتماء اللبناني، والمواطن اللبناني، ولا شك أيضا في أنَّ نبذ العنف الذي اعتمده تيار المستقبل والرئيس سعد الحريري،  هو نقطة أساسية بالنسبة إلينا، هذه الأمور الإيجابية يجب أن نبني عليها، ويجب أن نكمل بها". وتابع: "وجودنا هنا هو للتأكيد على هذه النقاط، وللأسف لم يبق من قيادات الصف الأول في البلد اليوم، والخلفيات الميليشياوية تطغى في أداء السياسيين، وفي طريقة ممارستهم الحياة السياسية، من استعمال العنف، ومخالفة الدستور، ومخالفة القوانين، والتعاطي بخفة مع حياة الناس، ومع الفقر الذي يطال الجميع، وكذلك القهر، والمساومة تكون دائما على حساب سيادة لبنان واستقلاله، تسليم وقرار البلد للميليشيا التي أصبحت يوما بعد يوم أمرا واقعا يفرض على جميع اللبنانيين، وصارت مؤسسات الدولة تحت رحمة هذه الميليشيا المسيطرة على البلد، والذي يسيطر على قرارها للأسف قوى خارجية لا علاقة لها بلبنان، ولسنا وحدنا من يقول هذا، بل هم الذين يقولونه".  واردف: "انطلاقا من هنا نقول، إن الوضع حساس جدا، ومن واجبنا أن نأتي إلى دار الفتوى، كي نقول لجميع اللبنانيين، وأولا لمحبي الرئيس الحريري الذين بالتأكيد أصيبوا بالإحباط، وطرحوا التساؤلات، نريد أن نقول لهم: في هذا البلد ممنوع الإحباط، نحن قضيتنا لبنان أولا، قضيتنا بناء هذا البلد للأجيال القادمة، نحرره، ونحرر قراره، ونستعيد ديموقراطيته، وهذه معركة ستستمر رغم كل الظروف، ولا أحد يدعي الوصاية على أي شارع في لبنان، فكل مواطن لبناني حر بقراره، كل مواطن لبناني عنده طموحات آمال وتطلعات لبناء لبنان جديد".  ودعا الجميل "اللبنانيين لأي طائفة انتموا، ولأي اتجاه وخلفيات سياسية انتموا للتعبير بحرية عن رأيهم في الانتخابات المقبلة، وأن يتمسكوا بالثوابت الوطنية التي هي ثوابت السيادة والاستقلال والانفتاح والاعتدال والحياد، وكل هذه المقومات التي سمحت لنا أن نحلم ببلد جديد سنتمسك بها، وسنكمل بها، وسنخوض المعركة لبناء مستقبل أفضل". وقال: "ان هذه المواجهة الحاصلة، يسعون من خلالها لتيئيس اللبنانيين، وجعلهم يستسلمون، لن نستسلم، سيعملون كل ما بوسعهم ليضمنوا نتائج هذه الانتخابات سلفا، بانتهاج الاستهتار بالعملية الانتخابية. يجب إعادة إحياء هيئة الإشراف على الانتخابات الفاقدة نصابها القانوني، فهم لم يعينوا هيئة جديدة. كل هذه الأمور تتطلَّب  منا جميعا مواجهة كبيرة، لنمنع أي انتهاك لحقوقنا، وكي نستطيع إكمال هذه المعركة معا".

أضاف: "المبادرة العربية التي اطلقت من قبل وزير خارجية الكويت نعتبرها مبادرة جدية وأساسية، ونستغرب الخفة التي تتعاطى فيها الحكومة اللبنانية مع هذه المبادرة، ولم يطرح الموضوع على مجلس الوزراء، ولا كيف ستتعاطى الدولة اللبنانية معها، مع العلم إننا نحن اليوم بأمس الحاجة أن يعاود لبنان انفتاحه على العالم وخصوصا الدول العربية لكي نطمئن مئات آلاف اللبنانيين الذين يعملون في دول الخليج العربي وبسبب التصرفات الهمجية التي طالتنا كسياسيين يتعرضون ويخافون على مستقبلهم وتهشيلهم من لبنان ونلحقهم على الدول التي لجأوا لها لكي يعيشوا حياة كريمة، وأيضا خفة الدولة في التعاطي مع هذه المبادرة بالذات هي أيضا نكسة إضافية لأهل الشباب اللبنانيين الموجودين في الخارج، وهذا الذي يحصل غير مقبول ونتمنى ان يعبر اللبنانيون عن كل آرائهم. نحن لا ننتظر شيئا من هذه القيادات السياسية، والمحاسبة هي الأساس للانتقال بلبنان الى مرحلة جديدة".

وأكد ان "من يشتم الدول العربية سيكون الرد على المبادرة سلبيا أو محاولة لتضييع الوقت أو مثل العادة لا نعم ولا وجرجرة مع الوقت، هذا أسلوب النظام السوري الذي يدخل الناس دائما بمفاوضات يأخذهم ويجيبهم وفي الآخر لا نصل الى أي مكان، كيف تريد من احزاب تشتم الدول العربية يوميا أن توافق على مبادرة تؤدي الى استعادة سيادة لبنان، في الوقت الذي هم ينتهكون سيادة لبنان، وعندما تنص المبادرة بكل وضوح على تطبيق القرارات الدولية  1559 و1701 بالإضافة الى استعادة الدولة سيادتها وفرض سلطتها على كامل الأراض اللبنانية وهو حلم اللبنانيين والهدف الأساسي لنا، أكيد المنتهك لن يتساهل مع هذه المبادرة".

وردا على سؤال، قال الجميل: "الشعب اللبناني رهينة بيد سلاح غير شرعي في لبنان يأتمر بدولة خارجية اسمها إيران، هذه هي الحقيقة، الشعب اللبناني هو أيضا رهينة مافيا سياسية متعاونة ومتواطئة مع هذا السلاح تنهب مقدرات الدولة يوميا، الشعب اللبناني المطلوب منه مقاومة ومواجهة، والأسلوب السلمي الوحيد المتاح أمامنا هو الانتخابات مع كل علاتها، ومع كل محاولة لتشويهها، لدينا هذا الاستحقاق وليس لدينا غيره، يجب أن نتعاطى معه من منطلق أن هذه مقاومة سياسية يقوم بها الشعب اللبناني لتحرير نفسه من وضع الرهينة الذي وضع فيها، هكذا سنتعاطى مع هذه الانتخابات، وسنعمل أي شيء من أجل ان تحصل الانتخابات".

من جهة ثانية، استقبل مفتي الجمهورية عضو المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى السابق عن منطقة عكار علي طليس الذي قال: "تشرفنا بلقاء سماحته وبحثنا معه في أوضاع منطقة عكار معيشيا واجتماعيا، واكدنا له ان أهالي منطقة عكار هم تحت مظلة دار الفتوى وهم أهل المحبة والوفاء والاعتدال، وحرصاء على الدولة ومؤسساتها وتعزيز الوحدة الوطنية"، "آملا أن تجري الانتخابات النيابية في موعدها".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 27-28 كانون الثاني/2022

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

 

LCCC English News Bulletin For Lebanese & Global News/January 27/2022

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

http://eliasbejjaninews.com/archives/105889/lccc-english-news-bulletin-for-lebanese-global-news-january-27-2022/

#LCCC_English_News_Bulletin

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 27 كانون الثاني/2022

جمع واعداد الياس بجاني

http://eliasbejjaninews.com/archives/105891/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1314/

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية