المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 26 كانون الثاني/2022

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2021/arabic.january26.22.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

عجيبة شفاء الأعمى وغضب وتكشيك وتهديد الكتبة والفريسيين

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/الحزبي في لبنان جاهل وبوقي ومتخلي عن حريته وراضي بالعبودية

الياس بجاني/فيديو وبالنص: هل يتعلم كل أصحاب شركات الأحزاب من شجاعة الحريري ويغربوا عن وجوهنا

الياس بجاني/كارثية وحقارة وجهل وغباء قطعان أصحاب شركات الأحزاب

الياس بجاني/كلن يعني كلن

الياس بجاني/مطلوب محاسبة جنبلاط وجعجع ع جريمة انتخاب عون وتسليم البلد لحزب الله

الياس بجاني/خروج الحريري من الحياة السياسية كسب للبنان وللبنانيين

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة مع الناشط بول ناصيف عكاري من تلفزيون سفنتين يلقي من خلالها الأضواء من خلفية سيادية واستقلالية على معظم القضايا والملفات التي تشغل الرأي العام اللبناني

في الجنوب… اعتداء جديد على اليونيفيل!

وزارة الصحة : 7250 إصابة جديدة و 14 حالة وفاة

مولوي: لفتح تحقيق في حادثة اعتراض آليات دورية تابعة لليونيفيل جنوبا

الاعتداء يتكرّر على "اليونيفيل" جنوباً.. وإصابة أحد جنودها

تيننتي: الاعتداءات على رجال ونساء يخدمون قضية السلام جرائم بموجب القانونين اللبناني والدولي

الرسالة الخليجية: الجواب اللبناني “تكرار واجترار”

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلثاء في 25 كانون الثاني 2022

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 25/01/2022

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

انكفاء الحريري… مبالغة في التهويل!

الحريري “سدّد فاتورته” و”قضَّ” مضاجع السلطة

“البنك الدولي”: تراجع إيرادات لبنان إلى النصف في الـ2021!

إحباط عملية تهريب الكبتاغون بالشاي السيلاني “المدعوم”!

هل من تعيينات قبل الانتخابات؟

بشرى سارة… بدء وصول شحنات الأدوية إلى لبنان!

فياض استقبل نظيره السوري عند معبر المصنع - جديدة يابوس ويستقبل مساء نظيره الاردني في المطار للتوقيع غدا على عقود تزويد لبنان بالكهرباء

ريفي في ذكرى وسام عيد: الاوطان يبنيها المعتدلون الاقوياء

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

إسرائيل تنفذ مهام بالعمق السوري وسط قلق من الطيران الروسي ومناشدات أممية بتوفير الاحتياجات الإنسانية للمدنيين والنازحين

تأجيل إعلان الكتلة الأكبر... وقاآني في بغداد

طهران وواشنطن تلتقيان عند «الاستعداد» لمفاوضات مباشرة

السفير الروسي: المحادثات وجهاً لوجه في مرحلة متقدمة قد تكون مفيدة

نائب المبعوث الأميركي الخاص بإيران يترك منصبه وسط المحادثات النووية

بلينكن يحدد نهاية عملية فيينا بـ«أسابيع قليلة»

دبلوماسي غربي لـ «الشرق الأوسط»: خطوات وقرارات و«سناب باك» في مجلس الأمن إذا فشلت محادثات إيران

طهران ترفض إطلاق سراح أميركيين كشرط لإحياء «النووي»

باري روزن لـ«الشرق الأوسط»: آن الأوان لكي تنهي إيران احتجاز مزدوجي الجنسية

بريطانيا تحذر من «مأزق خطير» في محادثات فيينا

مصادر دبلوماسية لـ «الشرق الأوسط»: المسار يسير ببطء كبير... والضمانات التي تطالب بها إيران معقدة للغاية

السجن 8 سنوات لسائح فرنسي في إيران

سيناتور أميركي يطالب بـ {زيادة الضغط} على إيران وواشنطن تؤكد استقالة نائب روبرت مالي

روسيا تبدأ مناورات عسكرية قرب أوكرانيا وفي شبه جزيرة القرم

بايدن: لا نية لدخول قوات أميركية أو أطلسية إلى أوكرانيا

ماكرون: روسيا ستدفع ثمناً باهظاً جداً إذا اجتاحت أوكرانيا

خطة طوارئ» أميركية - أوروبية لحماية إمدادات الطاقة في ظل الأزمة مع روسيا

جونسون: بوتين يريد العودة إلى نظام مناطق النفوذ القديم

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

2022 ليست 1992، فكفى " بكائيات/جان الفغالي/الكلمة أونلاين

انهيار الحريرية: "لامركزية" سنّية فوضوية.. والعاصفة تقترب/منير الربيع/المدن

الحريري out: إنقلاب هادئ… أم عاصف؟/كلير شكر/نداء الوطن

هل بدأ الإعداد لتأجيل الانتخابات؟/طارق ترشيشي/الجمهورية

“الحزب” والمبادرة: “وصاية جديدة” لا تعنينا/غادة حلاوي/نداء الوطن

لا تبكِ يا حبيب العمر/عماد موسى/نداء الوطن

ماذا بعد "تراجيديا" سعد الحريري؟/فارس خشان/النهار العربي

لبنان يدرس/سناء الجاك/سكاي نيوز عربية

لا تفجّع بل مسار واثق نحو الخلاص/الياس الزغبي/فايسبوك

انتظام أو نظام جديد؟/جورج يزبك/فايسبوك

قصف أبو ظبي سمع في واشنطن...التزام الولايات المتحدة بأمن شركائها الخليجيين أعلى من سعي دبلوماسي لتوقيع اتفاق مع إيران/د.وليد فارس/انديبندت عربية

ميشال عون بوصفه سعد الحريري المؤجّل/حازم صاغية/الشرق الأوسط

الحاج» روبرت مالي/طارق الحميد/الشرق الأوسط

المقايضة الإيرانية إلى متى؟/جمعة بوكليب/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

رئيس الجمهورية استقبل وزير الطاقة السوري وأشاد بالتعاون العربي لمساعدة لبنان الزامل: توجيهات الرئيس الأسد تقضي بتقديم كل العون والتسهيلات

مجلس الوزراء أنهى أولى جلسات درس الموازنة برئاسة ميقاتي وتستأنف غدا

إحباط عملية تهريب الكبتاغون بالشاي السيلاني “المدعوم”!

الراعي لمجلس نقابة المحررين: نطالب بمؤتمر دولي وليس تأسيسيا لتطبيق الطائف وقرارات الشرعية الدولية وإعلان الحياد وحل قضية اللاجئين والنازحين

الراعي استقبل وزير التربية وسفير لبنان في الفاتيكان

الحلبي: الاجابة على الورقة العربية قيد التحضير

جعجع: أبدي تعاطفي الشخصي مع الشيخ سعد رغم تباينات عدة اعترت العلاقة بيننا

باسيل: في حدا مصمم يعمل الحرب

المجلس الوطني لرفع الإحتلال الإيراني عن لبنان: لالتزام بنود المبادرة العربية

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

عجيبة شفاء الأعمى وغضب وتكشيك وتهديد الكتبة والفريسيين

إنجيل القدّيس يوحنّا09/من01حتى38: فيمَا كَانَ يَسُوعُ مَارًّا، رَأَى رَجُلاً أَعْمَى مُنْذُ وِلادَتِهِ.فَسَأَلَهُ تَلامِيذُهُ قَائِلين: «رَابِّي، مَنْ خَطِئَ، هذَا أَمْ وَالِدَاه، حَتَّى وُلِدَ أَعْمَى؟». أَجَابَ يَسُوع: «لا هذَا خَطِئَ، ولا وَالِدَاه، ولكِنْ لِتَظْهَرَ فِيهِ أَعْمَالُ الله. عَلَيْنا، مَا دَامَ النَّهَار، أَنْ نَعْمَلَ أَعْمَالَ مَنْ أَرْسَلَنِي. فَحِينَ يَأْتِي اللَّيْل، لا أَحَدَ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَل. مَا دُمْتُ في العَالَمِ فَأَنَا نُورُ العَالَم». ولَمَّا قَالَ هذَا، تَفَلَ في التُّرَاب، وصَنَعَ بِٱلتُّفْلِ طِينًا، وَمَسَحَ بِٱلطِّينِ عَيْنَي الأَعْمَى، وقَالَ لَهُ: «إِذْهَبْ وَٱغْتَسِلْ في بِرْكَةِ شِيلُوح، أَي ٱلمُرْسَل». فَمَضَى الأَعْمَى وٱغْتَسَلَ وعَادَ مُبْصِرًا. فَقَالَ الجِيرانُ والَّذينَ كَانُوا يَرَوْنَهُ مِنْ قَبْلُ يَسْتَعْطِي: «أَلَيْسَ هذَا مَنْ كَانَ يَجْلِسُ ويَسْتَعْطِي؟». وكَانَ بَعْضُهُم يَقُول: «هذَا هُوَ». وآخَرُونَ يَقُولُون: «لا، بَلْ يُشْبِهُهُ». أَمَّا هُوَ فَكانَ يَقُول: «أَنَا هُوَ». فَقَالُوا لَهُ: «وكَيْفَ ٱنْفَتَحَتْ عَيْنَاك؟». أَجَاب: «أَلرَّجُلُ الَّذي يُدْعَى يَسُوعَ صَنَعَ طِينًا، ومَسَحَ بِهِ عَيْنَيَّ، وقَالَ لي: إِذْهَبْ إِلى شِيلُوحَ وَٱغْتَسِلْ. فَمَضَيْتُ وٱغْتَسَلْتُ فَأَبْصَرْتُ». فَقَالُوا لَهُ: «أَيْنَ هُوَ ذَاكَ الرَّجُل؟». قَال: «لا أَعْلَم». فَجَاؤُوا بِٱلَّذي كَانَ أَعْمَى إِلى الفَرِّيسِيِّين. وكَانَ اليَوْمُ الَّذي صَنَعَ فِيهِ يَسُوعُ الطِّين، وفَتَحَ عَيْنَي الأَعْمَى، يَوْمَ سَبْت. وعَادَ الفَرِّيسِيُّونَ يَسْأَلُونَهُ كَيْفَ أَبْصَر، فَقَالَ لَهُم: «وَضَعَ طِينًا على عَيْنَيَّ، وٱغْتَسَلْتُ، وهَا أَنَا أُبْصِر». فَقَالَ بَعْضُ الفَرِّيسِيِّين: «لَيْسَ هذَا الرَّجُلُ مِنْ عِنْدِ الله، لأَنَّهُ لا يَحْفَظُ السَّبْت». وقَالَ آخَرُون: «كَيْفَ يَقْدِرُ إِنْسَانٌ خَاطِئٌ أَنْ يَصْنَعَ مِثْلَ هذِهِ الآيَات؟». وكَانَ بَيْنَهُم شِقَاق. فَقَالُوا أَيْضًا لِلأَعْمَى: «وأَنْتَ، مَاذَا تَقُولُ فِيهِ وقَدْ فَتَحَ عَيْنَيْك؟». قَال: «إِنَّهُ نَبِيّ». ومَا صَدَّقَ اليَهُودُ أَنَّهُ كَانَ أَعْمَى ثُمَّ أَبْصَر، فَٱسْتَدْعَوا وَالِدَيْه، وسَأَلُوهُمَا قَائِلين: «أَهذَا هُوَ ٱبْنُكُمَا الَّذي تَقُولانِ عَنْهُ إِنَّهُ وُلِدَ أَعْمَى؟ فَكَيْفَ يُبْصِرُ الآن؟». فَأَجَابَ وَالِدَاهُ وقَالا: «نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ هذَا هُوَ ٱبْنُنَا، وأَنَّهُ وُلِدَ أَعْمَى. أَمَّا كَيْفَ يُبْصِرُ الآنَ فَلا نَعْلَم، أَوْ مَنْ فَتَحَ عَيْنَيْهِ فَلا نَعْلَم. إِسْأَلُوه، وهُوَ يُجِيبُ عَنْ نَفْسِهِ، لأَنَّهُ بَلَغَ سِنَّ الرُّشْد». قَالَ وَالِدَاهُ هذَا خَوْفًا مِنَ اليَهُود، لأَنَّ اليَهُودَ كَانُوا قَدِ ٱتَّفَقُوا عَلى أَنْ يَفْصِلُوا عَنِ المَجْمَعِ كُلَّ مَنْ يَعْتَرِفُ بِأَنَّ يَسُوعَ هُوَ المَسِيح. لِذلِكَ قَالَ وَالِدَاه: «إِنَّهُ بَلَغَ سِنَّ الرُّشْد، فَٱسْأَلُوه». فَٱسْتَدْعَى الفَرِّيسِيُّونَ ثَانِيَةً ذَاكَ الَّذي كَانَ أَعْمَى وقَالُوا لَهُ: «مَجِّدِ ٱلله! نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ هذَا الإِنْسَانَ خَاطِئ». فَأَجَاب: «لا أَعْلَمُ إِنْ كَانَ خَاطِئًا. أَعْلَمُ شَيْئًا وَاحِدًا، وهُوَ أَنِّي كُنْتُ أَعْمَى، وهَا أَنَا الآنَ أُبْصِر». فَقَالُوا لَهُ: «ومَاذَا صَنَعَ لَكَ؟ كَيْفَ فَتَحَ عَيْنَيْك؟». أَجَابَهُم: «قُلْتُ لَكُم ومَا سَمِعْتُم لِي، فَلِمَاذَا تُرِيْدُونَ أَنْ تَسْمَعُوا مَرَّةً ثَانِيَة؟ أَلَعَلَّكُم تُريدُونَ أَنْتُم أَيْضًا أَنْ تَصِيرُوا لَهُ تَلاميذ؟». فَشَتَمُوهُ وقَالُوا: «أَنْتَ تِلميذُهُ! أَمَّا نَحْنُ فَتَلاميذُ مُوسَى! نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ اللهَ كَلَّمَ مُوسَى، أَمَّا هذَا فلا نَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ هُوَ!». أَجَابَ الرَّجُلُ وقَالَ لَهُم: «عَجَبًا أَنَّكُم لا تَعْلَمُونَ مِنْ أَيْنَ هُوَ، وقَدْ فَتَحَ عَيْنَيَّ! نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ اللهَ لا يَسْمَعُ لِلْخَطَأَة، بَلْ يَسْمَعُ لِمَنْ يَتَّقِيهِ ويَعْمَلُ مَشِيئتَهُ. لَمْ يُسْمَعْ يَوْمًا أَنَّ أَحَدًا فَتَحَ عَيْنَي مَنْ وُلِدَ أَعْمَى. فَلَو لَمْ يَكُنْ هذَا الرَّجُلُ مِنْ عِنْدِ الله، لَمَا ٱسْتَطَاعَ أَنْ يَعْمَلَ شَيْئًا». أَجَابُوا وقَالُوا لَهُ: «أَنْتَ كُلُّكَ وُلِدْتَ في الخَطَايَا، وتُعَلِّمُنَا؟». ثُمَّ طَرَدُوهُ خَارِجًا. وسَمِعَ يَسُوعُ أَنَّهُم طَرَدُوه، فَلَقِيَهُ وقَالَ لَهُ: «أَتُؤْمِنُ أَنْتَ بِٱبْنِ الإِنْسَان؟». أَجَابَ وقَال: «ومَنْ هُوَ، يَا سَيِّد، فَأُؤْمِنَ بِهِ؟». قَالَ لَهُ يَسُوع: «لَقَدْ رَأَيْتَهُ، وهُوَ الَّذي يُكَلِّمُكَ».فَقَال: «أَنَا أُؤْمِن، يَا رَبّ». وسَجَدَ لَهُ.

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الحزبي في لبنان جاهل وبوقي ومتخلي عن حريته وراضي بالعبودية

الياس بجاني/25 كانون الثاني/2022

اغنام وزقيفة وجهلة أصحاب شركات الأحزاب كافة في 8 و14 آذار وما بينهما هم وصمة عار وكارثة، لا بل مصيبة وطنية. وبس هيك

 

الياس بجاني/فيديو وبالنص: هل يتعلم كل أصحاب شركات الأحزاب من شجاعة الحريري ويغربوا عن وجوهنا

الياس بجاني/24 كانون الثاني/2022

http://eliasbejjaninews.com/archives/105835/105835/

استقالة الحريري من الحياة السياسية هي درس ورزم من العبر لكل اصحاب شركات الأحزاب الكوارث، ودن استثناء واحد، وتحديداً لما كان يسمى تجمع 14 آذار، الذي خان قادته بوقاحة وفجور ثورة الأرز وفرطوا 14 آذار، وشاركوا بطروادية فاقعة في صفقة الرئاسة الجريمة الوطنية والخطيئة المميتة. هنا نشير بوضوح ودون مواربة، ودون اعتبار لهيجان القطعان والزلم والهوبرجية. ونخص  جعجع وجنبلاط ومعهم أيضاً امين وابنه سامي، وكل باقي افراد الطاقم السياسي المافياوي المرت والأناني والنرسيسي. نقول بصوت عال لكل هؤلاء استقيلوا واغربوا عن وجوهنا، استغفروا ربكم واقتدوا بالحريري وتعلموا منه نعمة الإعتراف بالأخطاء والخطايا، وافسحوا في المجال لغيركم من الشرفاء والأكفاء ليقودوا سفية خلاص لبنان من الإحتلال الإيراني.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://eliasbejjaninews.com

https://www.youtube.com/watch?v=fj9IZUzeO7Q&t=218s&ab_channel=EliasBejjani

 

كارثية وحقارة وجهل وغباء قطعان أصحاب شركات الأحزاب

الياس بجاني/23 كانون الثاني/2022

مشكلة، بل كارثة لبنان هي ليست فقط باحتلال حزب الله، بل في ثقافة وهمجية وجهل قطعان أصحاب شركات الأحزاب كافة ودون استثناء واحد.

 

كلن يعني كلن

الياس بجاني/22 كانون الثاني/2022

عون وباسيل وجعجع والجميلين والحريري وجنبلاط وفرنجية وبري ونصرالله من خامة وثقافة واحدة والفروقات بالشكل والأسماء . كلن يعني كلن

 

مطلوب محاسبة جنبلاط وجعجع ع جريمة انتخاب عون وتسليم البلد لحزب الله

الياس بجاني/21 كانون الثاني/2022

الحريري يدفع ثمن جريمة صفقة عار انتخاب عون وتسليم البلد لحزب الله. مطلوب محاسبة جعجع وجنبلاط بنفس الجرم وليس تركهما دون محاسبة.

 

خروج الحريري من الحياة السياسية كسب للبنان وللبنانيين

الياس بجاني/20 كانون الثاني/2022

سعد الحريري سياسي استسلامي كسول وجاهل اشل وخسع ولم ينجز غير الكوارث ع طائفته و ع لبنان. خروجه من الحياة السياسية ربح لكل لبنان وع قبال الباقيين كلن ويعني كلن

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

أطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة مع الناشط بول ناصيف عكاري من تلفزيون سفنتين يلقي من خلالها الأضواء من خلفية سيادية واستقلالية على معظم القضايا والملفات التي تشغل الرأي العام اللبناني

https://www.youtube.com/watch?v=GWSOE6n4hQk&ab_channel=TVSEVENTEEN

25 كانون الثاني/2022

 

في الجنوب… اعتداء جديد على اليونيفيل!

الوكالة الوطنية للإعلام/25 كانون الثاني/2022

أعلن الناطق الرسمي باسم “اليونيفيل” أندريا تيننتي “تعرض جنود حفظ سلام كانوا في دورية روتينية لهجوم غربي قرية رامية بجنوب لبنان، بعد أن تم اعتراض سياراتهم، حيث جرح أحد الجنود”. ولفت، في بيان، إلى أن “الجناة قاموا بتخريب آليتين وسرقة عدد من الأغراض”، وقال: “إن القوات المسلحة اللبنانية كانت في مكان الحادث. ولاحقا، تمكنت من تهدئة الوضع”. وأشار إلى أن “جنود حفظ السلام لم يكونوا على أملاك خاصة، ولكن على طريق عام يسلكونه في العادة وكانوا يقومون بعملهم لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 1701 والحفاظ على الاستقرار في جنوب لبنان. بموجب القرار 1701، تتمتع اليونيفيل بحرية الحركة الكاملة والحق في القيام بدوريات داخل منطقة عملياتها”. واعتبر تيننتي، في الختام، أن “الاعتداءات على الرجال والنساء الذين يخدمون قضية السلام تعتبر جرائم بموجب القانونين اللبناني والدولي”، داعيا “السلطات اللبنانية إلى التحقيق في هذه الجريمة ومحاكمة المسؤولين عنها”.

 

وزارة الصحة : 7250 إصابة جديدة و 14 حالة وفاة

وطنية/25 كانون الثاني/2022

أعلنت وزارة الصحة العامة في تقريرها اليومي تسجيل "7250 إصابة جديدة بفيروس كورونا رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 874144، كما تم تسجيل 14 حالة وفاة".

 

مولوي: لفتح تحقيق في حادثة اعتراض آليات دورية تابعة لليونيفيل جنوبا

وطنية/25 كانون الثاني/2022

تابع وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي حادثة اعتراض آليات دورية تابعة للقوات الدولية العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل) ما أدى الى جرح أحد الجنود، وسرقة أغراضهم. وطالب مولوي القوى الأمنية بفتح تحقيق في الحادثة التي "تعد انتهاكا لعمل الجنود المكلفين بحفظ السلام وتأمين الاستقرار في الجنوب وتطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي".

 

الاعتداء يتكرّر على "اليونيفيل" جنوباً.. وإصابة أحد جنودها

المدن/25 كانون الثاني/2022

أعلن الناطق الرسمي باسم قوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل)، أندريا تيننتي، أنه في وقت سابق من هذا اليوم، "تعرّض جنود حفظ سلام كانوا في دورية روتينية لهجوم غربي قرية رامية بجنوب لبنان، بعد أن تمّ اعتراض سياراتهم، ما أدى لجرح أحد الجنود". ولفت تيننتي إلى أنّ "الجناة قاموا بتخريب آليتين وسرقة عدد من الأغراض". وأضاف في بيان صادر عنه أنّ "القوات المسلحة اللبنانية كانت في مكان الحادث ولاحقاً تمكّنت من تهدئة الوضع"، مشيراً إلى أنّ "جنود حفظ السلام لم يكونوا على أملاك خاصة ولكن على طريق عام يسلكونه في العادة، وكانوا يقومون بعملهم لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 1701 والحفاظ على الاستقرار في جنوب لبنان". ولفت الناطق الرسمي باسم اليونيفيل الى انه "بموجب القرار 1701، تتمتع اليونيفيل بحرية الحركة الكاملة والحق في القيام بدوريات داخل منطقة عملياتها". وأشار تيننتي إلى أنّ "الاعتداءات على الرجال والنساء الذين يخدمون قضية السلام تعتبر جرائم بموجب القانونين اللبناني والدولي"، داعياً السلطات اللبنانية إلى التحقيق في هذه الجريمة ومحاكمة المسؤولين عنها. مع العلم أنّ الاعتداءات على جنود قوات اليونفيل بدأت تتكرر في الآونة الأخيرة، إذ تمّ تسجيل اعتدائين على القوات الدولية مطلع العام الجاري، في قانا وشقرا تمّ خلالهما أيضاً تكسير بعض الآليات العائدة العسكرية. 

 

تيننتي: الاعتداءات على رجال ونساء يخدمون قضية السلام جرائم بموجب القانونين اللبناني والدولي

وطنية/25 كانون الثاني/2022

قال الناطق الرسمي باسم "اليونيفيل" أندريا تيننتي في بيان: "في وقت سابق من هذا اليوم، تعرض جنود حفظ سلام كانوا في دورية روتينية لهجوم غربي قرية رامية بجنوب لبنان، بعد أن تم اعتراض سياراتهم، حيث جرح أحد الجنود". ولفت إلى أن "الجناة قاموا بتخريب آليتين وسرقة عدد من الأغراض"، وقال: "إن القوات المسلحة اللبنانية كانت في مكان الحادث. ولاحقا، تمكنت من تهدئة الوضع".  وأشار إلى أن "جنود حفظ السلام لم يكونوا على أملاك خاصة، ولكن على طريق عام يسلكونه في العادة وكانوا يقومون بعملهم لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 1701 والحفاظ على الاستقرار في جنوب لبنان". وقال: "بموجب القرار 1701، تتمتع اليونيفيل بحرية الحركة الكاملة والحق في القيام بدوريات داخل منطقة عملياتها". وأعتبر تيننتي أن "الاعتداءات على الرجال والنساء الذين يخدمون قضية السلام تعتبر جرائم بموجب القانونين اللبناني والدولي"، داعيا "السلطات اللبنانية إلى التحقيق في هذه الجريمة ومحاكمة المسؤولين عنها".

 

الرسالة الخليجية: الجواب اللبناني “تكرار واجترار”

نداء الوطن/25 كانون الثاني/2022

التأم أمس شمل مجلس الوزراء بكامل أعضائه في قصر بعبدا وانطلق قطار المحادثات الحكومية التقنية مع صندوق النقد الدولي، بحيث أكدت مصادر وزارية شاركت في جلسة المحادثات الأولى لـ”نداء الوطن”، أنه كان “اجتماعاً تنظيمياً تم التداول خلاله في جدول أعمال المباحثات وخلص إلى الاتفاق على عقد اجتماع آخر (غداً) الأربعاء على أن تليه اجتماعات مكثفة لإحراز التقدم المنشود باتجاه بلورة صيغة توافقية على برامج خطة التعافي”. أما على طاولة مجلس الوزراء، فاستهلت الحكومة درس مشروع قانون الموازنة العامة للعام الحالي في جلسة قصر بعبدا أمس، حيث قدم وزير المال عرضاً مفصلاً حول أسس المشروع وعناوينه العريضة، على أن يصار إلى بحث تفاصيل الموازنة وبنودها تباعاً في جلسات يومية متتالية في السراي الكبير بدءاً من اليوم، وسط إلحاح رئيس الحكومة على الانتهاء من درس مشروع الموازنة وإنجازه قبل نهاية الأسبوع لإقراره في جلسة تعقد في قصر بعبدا تمهيداً لاحالته الى مجلس النواب.

وإذ تم تغييب الرسالة الخليجية والعربية والدولية عن دائرة البحث والنقاش على طاولة مجلس الوزراء، أكدت مصادر مواكبة لهذا الملف أنّ “النقاش سيبقى محصوراً بين الرؤساء الثلاثة حيال النقاط الواردة في الرسالة، وبنتيجة ما سيتم الاتفاق عليه خلال اليومين المقبلين سيتم تكليف وزير الخارجية إعداد الصيغة النهائية للجواب اللبناني الرسمي المتفق عليه ليحمله معه نهاية الشهر إلى الكويت ويسلمه إلى نظيره الكويتي على هامش اجتماع المجلس الوزاري العربي التشاوري”، موضحةً أنّ هذا الجواب سيكون في أغلب ركائزه أقرب إلى “تكرار واجترار الأفكار نفسها المنصوص عنها في البيان الوزاري لحكومة ميقاتي، لناحية إعادة التأكيد على التزام دستور الطائف ووثيقة الوفاق الوطني واحترام الشرائع والمواثيق الدولية وقرارات الشرعية الدولية وتأكيد الدعم المطلق للجيش والقوى الأمنية الشرعية لضبط الأمن على الحدود وفي الداخل وتعزيز سلطة الدولة وحماية المؤسسات، والإصرار على التمسك بعلاقات لبنان مع الدول العربية، فضلاً عن إدخال إضافات مقتبسة من المواقف التي سبق أن أصدرها رئيس الحكومة ووزير الداخلية في الفترة الأخيرة والتي تتعلق بمسألة التعهد بإبداء العزم على إحباط عمليات تهريب المخدرات من لبنان إلى الدول العربية والخليجية”. وبينما لفت الانتباه مساءً إعلان وزارة الخارجية الأميركية عن اجتماع سيعقده الوزير أنتوني بلينكن غداً مع وزير الخارجية الكويتي أحمد ناصر المحمد الصباح، يتطرقان فيه إلى الملف اللبناني، رأت المصادر أنه “بغض النظر عن محاولة الجانب اللبناني إبداء استعداده التام للتعامل بإيجابية مع شروط ومتطلبات “استعادة الثقة” العربية والدولية التي نصت عليها المذكرة الخليجية والعربية والدولية، فسيبقى العجز اللبناني واضحاً إزاء مسألة التعاطي مع سلاح “حزب الله” وحصر السلاح بيد الدولة وتطبيق القرار 1559، الأمر الذي سيقود في أغلب الظن إلى نسف المبادرة الكويتية وتشريع الباب تالياً أمام احتمالات واسعة من الخطوات التصعيدية المنسقة عربياً ودولياً حيال الملف اللبناني”.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلثاء في 25 كانون الثاني 2022

وطنية/25 كانون الثاني/2022

الجمهورية

يؤكد فريق سياسي أن أصواته الترجيحية الإنتخابية في أكثر من دائرة هي رافعة لتيار بارز.

بات حليفان سابقان افترقا في السياسة والمصالح الإنتخابية في الشمال على قناعة بأنهما في حاجة لتنظيم الخلاف بينهما في وجه اندفاعة حزب مسيحي ورئيسه.

قال مسؤول في تيار المستقبل قريب من رئيسه انه يكون واهماً جداً من يعتقد بأنه سيستفيد من انسحاب الحريري من المعترك الإنتخابي.

اللواء

حسب دبلوماسي غربي فإن التطورات السياسية الخطيرة من شأنها أن تضع الانتخابات في مرتبة ثالثة أو رابعة من حيث الاهتمام!

لم تُعرف آلية عمل نواب كتلة وازنة، بعد تعليق العمل السياسي للمرحلة المقبلة، أم أن عملها ينتهي مع نهاية ولاية المجلس الحالي.

طغى البرود على لقاء قطب كبير وحليف سابق، الأمر الذي وضع العلاقة بينهما في دائرة اللاتقدم واللاتأخير!

نداء الوطن

تساءلت مصادر متابعة عما إذا كان الرئيس سعد الحريري سيحضر إلى لبنان للمشاركة في إحياء مناسبة اغتيال والده في 14 شباط المقبل لأن تعليق العمل السياسي قد يشمل هذا النشاط بحيث يمكن أن يستعيض عنه ببيان.

توقع مراقبون أن يبادر عدد من نواب "المستقبل" إلى الترشح بصورة فردية وأن يبدأوا البحث عن اللوائح التي سيدخلونها معتبرين أن حيثيتهم السياسية لا تتعلق بقرار من الرئيس سعد الحريري.

سادت حالة من التململ في صفوف مستخدمي الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي بسبب خضوع نقابتهم لمسؤول وحدة النقابات في "حزب الله" انتهى بالتراجع عن الاضراب المفتوح دون تحقيق اي مكاسب اجتماعية.

الأنباء

لوحظ أن أي تصريح عربي لم يصدر بعد تعليقاً على تطور كبير على مستوى الساحة المحلية.

قرارات ومساعدات لم تُعرف مصادر تمويلها ومدى تأثيرها على مالية الدولة.

البناء

قالت مصادر عسكرية  إن قيمة الضربات العسكرية اليمنية الأخيرة تأتي من كونها كشفت قدرة اليمن على تجاوز نتائج قطع شبكة الإنترنت عن اليمن في إدارة شبكات إطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة.

قالت مصادر معنية بالانتخابات النيابية إن نقطة الثقل في رسم التوازنات الانتخابية سيقرّرها مصير المقاعد النيابية في دائرة بيروت الثانية بعد انسحاب الرئيس سعد الحريري من المشهد وغياب الزعامات عن العاصمة.

الأخبار

يتردّد أن مصرف لبنان اشترى من السوق على مراحل في الأشهر الماضية، نحو 800 مليون دولار يستعملها حالياً لضخّ الدولارات في السوق من أجل تهدئة سعر الصرف خلال الفترة التي تسبق الانتخابات النيابية، إلا أن المفاجأة أنه بدّد منها أكثر من 150 مليون دولار خلال فترة لا تتجاوز عشرة أيام. وعملياً هو أنفق أكثر من ذلك بكثير، لكن كل مبلغ يضخّه في السوق يمكنه استعادة نصفه وفق بعض التقديرات من خلال عمليات المضاربة التي يمارسها بانتظام. لفت مراقبون قانونيون إلى تسمية "مساعدات اجتماعية" التي أطلقتها قوى السلطة على عملية زيادة أجور العاملين في القطاع العام. فالمساعدة الاجتماعية، أو ما يسمّى المنح الاجتماعية، هي مفهوم قانوني مرتبط بأمر اجتماعي يخصّ الأجير ويكون لمرّة واحدة أو بشكل استثنائي وواضح، مثل منحة الولادة، منحة الزواج، منحة الوفاة... وبالتالي لا يصحّ تسمية الرواتب الإضافية الشهرية التي ستقرّ لموظفي القطاع العام إلا بوصفها تصحيحاً للأجور يجب أن يدخل ضمن رواتبهم بشكل واضح وأن يدخل ضمن تعويضاتهم أيضاً. كان لافتاً أن مستخدمي الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي أوقفوا إضرابهم المفتوح رغم أنهم لم يحصلوا على أي مطلب من مطالبهم، بل قرروا العودة إلى التعطيل لمدّة يومين في الأسبوع انسجاماً مع التعطيل السائد في كل إدارات الدولة، علماً بأن مجلس إدارة الضمان لم يوافق على منحهم سلفة غلاء معيشة زهيدة بقيمة مليون و325 ألف ليرة ولم يوافق على منحهم بدل صفيحتَي بنزين إضافيتَين للوصول إلى مراكز العمل... كل ما حصل هو أن القيادة الحزبية المهيمنة على الضمان قرّرت أن تعيد الهدوء إلى هذه الساحة وإلى ساحات أخرى تسيطر عليها، انسجاماً مع عودة الحكومة إلى الانعقاد، علماً بأن القرار السابق بالإضراب كان موجّهاً بشقّه الأساسي نحو وزير العمل، لأن النقابة لم تحاول فرض جدول أعمال جدّي وحقيقي لزيادة الرواتب والأجور.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 25/01/2022

وطنية/25 كانون الثاني/2022

 * مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ان بي ان

على امتداد لبنان - وربما ابعد - ظلت تتردد اصداء القنبلة السياسية التي فجرها سعد الحريري.

وقراره ختم الباب السياسي الأزرق بشمع التعليق السياسي الأحمرإلى حين أو حتى إشعار آخر خلف ارتدادات اختلطت فيها الاعتبارات الوجدانية بالسياسية والخاصة بالعامة.

مما لا شك فيه أن القرار الحريري سيخربط المشهد السياسي ويبعثر الكثير من الأوراق كما سيحدث فراغا كبيرا فهل ثمة من يقدر على أن يملأه؟.

الحريري حمل أوراقه وغادر إلى أبو ظبي تاركا وراءه السياسة ومئات الأسئلة المفتوحة على أجوبة لا يعرف كنهها إلا الراسخون في العلم.

وفي بيروت شرعت السرايا الحكومية بابها أمام موازنة 2022 لدرس مشروعها في جلسات ماراتونية مكثفة غداة تقديم وزير المال أمس في قصر بعبدا عرضا للأسس التي اعتمدت في صياغة المشروع.

وباتجاه السراي الحكومي تنظم إتحادات ونقابات النقل البري غدا تحركا للمطالبة بوضع الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع الحكومة في تشرين الأول الماضي على جدول أعمال مجلس الوزراء.

في موازاة الجلسات الحكومية تتواصل المفاوضات الإفتراضية مع صندوق النقد الدولي وفق جدولة زمنية لأسبوعين.

أما الورقة الكويتية - الخليجية فيتابع المسؤولون اللبنانيون درسها ليكون الرد عليها جاهزا يوم السبت حيث يأخذه معه وزير الخارجية عبدالله بو حبيب إلى إجتماع وزراء الخارجية العرب المقرر انعقاده في الكويت أواخر الشهر الحالي.

ويتوقع أن يكون هذا الموضوع إلى شؤون لبنانية أخرى على طاولة البحث في اللقاء الذي يجمع غدا وزير الخارجية الأميركي مع نظيره الكويتي العائد من زيارة لبيروت.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون أم تي في

في لبنان العاصفة لا تهب مرتين فقط ، بل أربع مرات أحيانا! هكذا  فإننا نعيش حاليا وسط أربع عواصف. الأولى طبيعية ثلجية تأتي في وقتها من الناحية الزمنية، لكن في غير وقتها من الناحية المادية! ذلك أن معظم الناس اكتووا، رغم الطقس البارد، بنار غلاء المازوت وكل وسائل التدفئة! العاصفة الثانية سياسية   تتعلق بتداعيات تعليق الحريري نشاطه السياسي.

واللافت أن الحريري، وكدلالة على تشبثه بقراره حتى النهاية، أقفل خطوط التواصل مع الجميع بعد إعلانه قراره، قبل ان يسافر اليوم عائدا إلى الإمارات العربية المتحدة. فكيف سيقارب الشارع السني، والقيادات السنية ما حصل؟ هل يسيرون في منحى مقاطعة الإنتخابات فينجح الحريري في جر طائفته إلى المقاطعة تضامنا معه، ولو من دون أن يريد ذلك؟ أم أن الشارع السني سيتخطى اللحظة العاطفية التي فجرها  موقف الحريري ، فينخرط من جديد في الحياة السياسية بوجوه وقيادات قديمة وجديدة تملأ الفراغ الذي خلفه غيابه

الإجابة للأيام والأسابيع المقبلة، علما أن الموقف السني ستكون له تداعيات على كل الواقع السياسي في لبنان، وحتى على مصير الإنتخابات النيابية ككل. إذ هل يمكن إجراء انتخابات نيابية فيما لو قرر رموز الطائفة السنية، وفيما لو سار الشارع السني بقرار مقاطعة الإنتخابات؟

العاصفة الثالثة تتعلق بالموازنة وبكل ما يرتبط بها من رسوم وضرائب سيدفع ثمنها اللبنانيون في حياتهم اليومية.

ومع بدء الحكومة دراسة الموازنة تكشفت ارقام مخيفة يمكنها ان تقلب مستوى المعيشة في لبنان رأسا على عقب.

فالارتفاع الجنوني للدولار الجمركي  سيؤثر على القدرة الشرائية لمعظم اللبنانيين. فهل نحن امام موازنة للانقاذ، ام امام مجزرة موصوفة بحق من بقي صامدا في لبنان؟ العاصفة الرابعة ديبلوماسية.

فالورقة الكويتية، وهي في الواقع ورقة خليجية عربية دولية،  تنتظر جواب المسؤولين اللبنانيين، والموعد لم يعد بعيدا. اذ ان وزير خارجية الكويت  حدد موعد الرد اللبناني في الاجتماع التشاوري الذي يعقده وزراء الخارجية العرب في الكويت يوم السبت المقبل.

فماذا سيتضمن الرد ؟ وهل المسؤولون الذين لم يتجاسروا على وضع الورقة الكويتية على جدول اعمال مجلس الوزراء  يملكون الجرأة على اتخاذ القرار المناسب بشأن واقع لبنان ومستقبله؟ 

فيا ايها اللبنانيون، مقابل ثلاثيتهم الخشبية انتم تعيشون في مربع اذلال  يتشكل من : استسلام  سياسي، استقواء امني عسكري، افقارمعيشي وانهيار مؤسساتي. 

لذلك ارفضوا واقعكم المهترىء، انتفضوا ضده، وثوروا عليهم انتخابيا في الخامس عشر من ايار، واوعا ترجعو تنتخبون هني ذاتن.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون المنار

أكثر من ربط كهربائي حمله وزير الطاقة السورية بزيارته الى لبنان، متخطيا كل المطبات بل الالغام التي زرعها اهل الاحقاد على طريق بيروت الشام، فمشاها الوزير غسان الزامل بكل طاقة ايجابية ويد ممدودة لانقاذ اللبنانيين، باسم الاخوة العربية الحقة، فيما مدعو هذه الاخوة يمعنون قطعا بكل ربط مع لبنان، رافعين التوتر الى اعلى خطوطه..

من القصر الجمهوري خط الوزير السوري الرسالة، ومع تحيات الرئيس بشار الاسد التي نقلها الوزير السوري للرئيس العماد ميشال عون، أكد أن دمشق ليست بحاجة الى اشارة من احد او موافقة احد للوقوف الى جانب لبنان..

والى جانب الوزير الزامل وصل نظيره الاردني الى بيروت لتوقيع اتفاقية استجرار الكهرباء الاردنية الى لبنان عبر سوريا، بعد ان منعها الحصار الاميركي على سوريا بعنوان قيصر وعلى لبنان بعنوان الحقد، قبل ان يتمكن المازوت الايراني الذي كسر الحصار الاميركي من كسر العنجهية الاميركية ايضا، والسماح للبنان باستجرار الغاز المصري والكهرباء الاردنية عبر سوريا. فيما عبر وزير الطاقة اللبناني وليد فياض عن امتنانه لتعاون البلدين الشقيقين ما سيزيد الكهرباء لساعتين ونصف يوميا، لكن بعد نحو شهرين ..

نحو النقاش الجدي مشت الحكومة بدرس موازنتها، وقبل اتزان ارقامها وبنودها بالنقاش العلمي بين الوزراء، وفيما دعا رئيس تكتل لبنان القوي النائب جبران باسيل الى تحميل اصحاب السياسات الخاطئة الخسائر وليس المودعين، اعتبر البنك الدولي في تقرير له ان الفوضى النقدية ما زالت تغذي ظروف الازمة في ظل نظام تعدد اسعار الصرف، وان حجم ونطاق الكساد المتعمد الذي يشهده لبنان حاليا يؤديان الى تفكك الركائز لنموذج الاقتصاد السياسي السائد..

اما المهادنة التي كانت سائدة بين تيار المستقبل والقوات اللبنانية فقد بدلها تعقيب لسمير جعجع على اعلان الرئيس سعد الحريري تعليق عمله السياسي، فقرأه المستقبليون موقفا خبيثا بحسب النائب وليد البعريني، يحاول جعجع من خلاله الظهور كحريص على المستقبل وجمهوره واهل السنة في لبنان، لكن الحقيقة انه متورط حتى النخاع في طعن تيار المستقبل ورئيسه في ظهورهم وفي رقابهم كما قال البعريني .

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون او تي في

لم يكد سعد الحريري يعلن تعليق المشاركة في الحياة السياسية ويقفل عائدا إلى ابو ظبي، حتى انفجرت على الجبهات السياسية في بيروت.

الجبهة الاكثر اشتعالا، بين المستقبل والقوات، فالنائب وليد البعريني رد بكلام عنيف على ابداء سمير جعجع تعاطفه مع الشيخ سعد، فوصل به الكلام حد وصف موقف رئيس القوات بالخبيث، معتبرا ان كل الأحداث الماضية أثبتت أنه متورط حتى النخاع في طعن تيار المستقبل ورئيسه في ظهورهم وفي رقابهم. واعتبر البعريني ان السنة كانوا وسيبقون أهل دولة ووفاء، ولن يسمحوا لمن طعنهم أن يتوثب نحو حمل رايتهم وتقدم صفوفهم… ومن يعش ير، ختم نائب تيار المستقبل.

أما ثاني الجبهات، فبين التيار الوطني الحر والقوات. فالرشقات القواتية تواصلت طيلة النهار في اتجاه التيار الذي سجل رئيسه النائب جبران باسيل موقفا متقدما من موضوع الحريري وتيار المستقبل، حيث غرد قائلا: في حدا اختار يتعاقب حتى يمنع الحرب الاهلية، وفي حدا وافق ينسحب حتى ما يسمح بالحرب الأهلية ،بس في حدا مصمم يعمل الحرب، ومش مهم إذا طعن حليفه بالضهر، او خان تفاهم لمصالحة تاريخية…المهم ينفذ أجندة خارجية وتوقع الفتنة بلبنان. وختم باسيل بالقول: الخيار هو بين ميليشياوي مهووس بالحرب وابن دولة يعمل لمنعها.

وفي غضون ذلك، وعلى وقع ضبط شحنة اضافية من الكبتاغون، في عملية أعلن عنها وزير الداخلية من مقر قوى الامن الداخلي، بدأ مجلس الوزراء مناقشة مشروع موازنة 2022، في ضوء بروز اعتراضات وزارية في اكثر من اتجاه.

وعشية توقيع الاتفاق اللبناني-الاردني-السوري في سياق حل أزمة الكهرباء، وصل وزير الطاقة السورية الى بيروت، وزار بعبدا مع نظيره اللبناني وليد فياض. الوزير السوري نقل الى الرئيس العماد ميشال عون وكان تأكيد وزير الطاقة السوري غسان الزامل من بعبدا: أبلغنا الرئيس توجيهات الرئيس بشار الأسد بتقديم التسهيلات لايصال الكهرباء الى لبنان.

اما الوزير وليد فياض، فأعلن أن من المفترض أن تبدأ الإتفاقية بتغذية شركة كهرباء لبنان بساعات إضافية بعد الشهرين المقبلين.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ال بي سي

عرى البنك الدولي من وصفهم "قيادات النخبة في لبنان" فاتهمهم بأن "الكساد المتعمد في لبنان هو من تدبير هذه القيادات، التي تسيطر منذ وقت طويل على مقاليد الدولة وتستأثر بمنافعها الاقتصادية التي تدر عوائد كبيرة، وهذه العوائد تقسم غنائم دولة معطلة".

يأتي هذا الكلام الذي هو بمثابة تأنيب للسلطات التنفيذية المتعاقبة، في وقت باشرت الحكومة منذ أمس في درس الموازنة للعام 2022.

انهماك مجلس الوزراء بالموازنة، هل يشغل رئيس الحكومة عن إعداد الرد على الرسالة الكويتية التي وضعت لبنان أمام تحد كبير؟

اللافت اليوم، في ملف الرسالة الكويتية أن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي استبق جواب لبنان الرسمي على الورقة الكويتية، فأعلن أمام نقابة المحررين: "ما ردده الوزير الكويتي حول تطبيق اتفاق الطائف أفرحني ونحن معه في هذه الدعوة. نحن يعنينا تطبيق قرارات الشرعية الدولية. معاناتنا تكمن في عدم تطبيق اتفاق الطائف الذي طبق جزئيا. هذا ما يعنيني مما قاله الوزير الكويتي. نحن نطالب بمؤتمر دولي وليس بمؤتمر تأسيسي، لتطبيق الطائف أولا روحا ونصا وتطبيق قرارات الشرعية الدولية وإعلان حياد لبنان".

صحيح أن الكويت تطالب لبنان الرسمي بالجواب، لكن تعليق البطريرك الراعي سيكون له الوقع الكبير لدى عواصم الرسالة الكويتية.

في قضية تعليق الرئيس الحريري لعمله السياسي وإعلانه عدم المشاركة في الانتخابات النيابية، لم يصدر أي موقف عن العواصم المؤثرة والمعنية بالملف اللبناني، فيما ردات الفعل الداخلية لم تخرج عن المالوف ولم تحمل أي مفاجأة.

وقبل الدخول في تفاصيل النشرة، نشير إلى استهداف قوات الطوارئ الدولية في الجنوب، وهذا الاستهداف هو الثالث في اقل من شهر.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون الجديد

هو يوم تقبل التعازي بخسارة الأقطاب السياسية الصوت السني بخروج زعيم المستقبل من بوسطة أيار الانتخابية ففي اليوم الأول على جردة حساب الحواصل من صوتها التفضيلي إلى كسرها الأعلى بدأ يتظهر  للأركان المرشحة أن الاستحقاق الانتخابي  لم يعد مربحا وهو يضع أحزابا وكيانات في منطقة مهتزة من الجبل إلى السهل وبينما الانتخابات تلاعبها رياح التأجيل.

سجلت هزات ارتدادية لانسحاب سعد الحريري تمثلت في مواقف مثبتة للأقدام كإعلان نائبة صيدا بهية الحريري التزامها عدم الترشح في مقابل دعوات أخرى تطلب التنسيق مع أصوات المستقبل وتقدم هذا الموقف رئيس حزب القوات سمير جعجع الذي قال إنه يبدي تعاطفه الشخصي مع الشيخ سعد. 

لكن المستقبل وجد أن أفضل طريقة للرد على جعجع  تكون عبر قذفه بوليد البعريني وقدحه بتصريح اتهمه فيه بأنه متورط حتى النخاع في طعن تيار المستقبل ورئيسه في ظهورهم وفي رقابهم  والبعريني من عكار  كال لمعراب. 

المختارة نكست الاعلام السياسية بعد التأبين  عين التنية لا تزال على صدمة الواقعة التي ستمر آلامها على استحقاق رئاسة المجلس ميرنا الشالوحي تحسست الرقاب الانتخابية فتضامنت مع كل مكون يشعر بالاستهداف وتقصد جبران باسيل إدراج " تغريدة " من نوع المعجل المكرر مستبقا بها مؤتمر جعجع المختصر،  كتب فيها عبارة واحدة عن الحريري و" لسع" ببقية العبارات رئيس حزب القوات مقارنا بين ميليشياوي مهووس بالحرب وابن دولة يعمل لمنعها.

وعلى طريقة فرز العناصر المختصة بالرد فإن جعجع أجاب جبران عبر مرشح البترون غياث يزبك وتجاهل وجوده في المؤتمر السريع كل هذا المشهد يراقبه سعد المهاجر  الذي تركهم هنا على قلق وكأن الريح تحتهم  يقيمون المرحلة ونتائجها  ويضربون حسابات الغد التي باتت آيلة للسقوط.

وأيا تكن الأسباب الخارجية فإن الحريري داخليا استقال من وظيفة سائق البوسطة الانتخابية الذي يؤمن وصول الركاب المرشحين إلى محطاتهم وعندما يصلون  يتخلون ويساومون ويبيعون مواقف من جيبه السياسي وبعضهم يختص بالوشاية والغدر.

والحريري اتخذ موقفه هذا مذ كان على قيد السلطة ولحظة رؤيته لبنان المحاصصة ونظام الفساد يتداعى في السابع عشر من تشرين عام ألفين وتسعة عشر،  وعلى مرأى من عينه راقب انتخابات جامعية ونقابية تطيح الأحزاب وأركان الطبقة الصدئة.

 تنحى الحريري في المرة الاولى واستقال ثم عاد بشرط حكومة اختصاصيين بناء على المبادرة الفرنسية، تجمعت كل الاركان والالوية السياسية ضد هه المبادرة فاخرجت الرئيس المكلف من تأليفه  وانسدت افق الاصلاحات وتمكن الحكم من اعادة القبضة على البلد غير آبهين بجوع الناس وقهرهم وموتهم الذي لم يعد بطئيا.

ظلوا كلن يعني كلن ولم يخرج واحد منن  الى ان قرر زعيم تيار المستقبل الا يشكل حبل خلاص لهم فهل يتدحرج الاخرون ؟ وماذا عن الوجوه الجديدة التي ستعكس رأي الناس والشارع وتمثل معاناة شعب كامل ؟ اذا قدر للانتخابات ان تجري  فإنها قد تمثل محاكمة علنية لسلطة تعتقد انها  أبدية .

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

انكفاء الحريري… مبالغة في التهويل!

 وكالة الانباء المركزية/25 كانون الثاني/2022

بعد ان قال الرئيس سعد الحريري كلمته ومشى، انتقلت “الانتينات” السياسية سريعا الى مرحلة رصد معالم الصورة التي سترتسم، سنيا ووطنيا، عقب هذا القرار الكبير، غير المسبوق محليا. اللافت بحسب ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ”المركزية”، هو ان قلة قليلة من القوى والاحزاب والشخصيات تفاعلت مع الحدث حتى الساعة. التيار الوطني الحر، القوات اللبنانية، حزب الله، الكتائب، كلها اعتصمت بحبل الصمت. وحدهم رؤساء الحكومات السابقون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية، علقوا على خطوة الحريري تعليق مشاركته وتيار المستقبل في الحياة السياسية. كما ان العواصم الكبرى العربية والخليجية والعالمية، لم تصدر اي موقف، اقله حتى اللحظة. وفق المصادر هذا التروي قد يكون دليل رضى او عدم رضى، او لدرس موقف الحريري وابعاده وخلفياته وتداعياته المحتملة. في مقابل هذا الغموض، كان بارزا ان مَن علّقوا على خطوة رئيس المستقبل لم يعربوا عن حزنهم فحسب، بل حذروا من ان هذا الانكفاء سيفتح الساحة السنية على مزيد من التوغّل الايراني وعلى التطرف. فهل هذه القراءة في مكانها؟ هي متسرعة نوعا ما وفيها بعض المبالغة، تجيب المصادر، التي تسأل: هل كان الحريري يشكل فعلا، بسياسات ربط النزاع مع حزب الله وخيار التسويات الدائم اللذين اعتمدهما – ولم ينفهما امس بل اقرّ بأنه دفع ثمنهما – يشكل سدا منيعا في وجه السطوة الايرانية على لبنان، حتى يُعتبر انسحابه اليوم عاملا يزيد هيمنة طهران على البلاد؟ في اقصى الاحوال، “قد” ينجح الحزب، في الانتخابات المقبلة، في اضافة بعض الشخصيات الى “اللقاء التشاوري” الذي أنشأه لاختراق الخاصرة السنية، لا اكثر، فالحزب يسيطر على الحكم بكامله من خلال الامساك بالمؤسسات الدستورية الثلاث، كما ان جمهور المستقبل لم يكن راضيا اساساً عن خيار الحريري ازاء حزب الله وسياسة ربط النزاع معه، فذهب بعيدا في معارضتها لا سيما في حقبة ابرام التسوية الرئاسية.

اما مسألة سقوط الاعتدال وتشريع ابواب الشارع السني امام التطرف، فبدورها غير صائبة، وفيها بعض “الاهانة” للطائفة السنية لا يرضى بها الحريري نفسه طبعا. ذلك ان سنّة لبنان اصلا، قبل الحريري، يرفضون خيار التطرف الديني والاسلامي، الا في بعض المناطق المحددة الشديدة الفقر والبؤس حيث تُسجّل بعض الحالات الفرديّة، وقد اثبتت التجربة ان التنظيمات الارهابية لم تتمكن سوى من هذه المناطق، بما يؤكد ان السبب الاساس هو الفقر الذي توسعت رقعته في شكل مخيف خلال السنوات الاخيرة وليس ميول طائفة محددة في حد ذاتها.

وبعد، تسأل المصادر: لماذا الهرولة نحو “تهبيط الجدران” والتسويق لكارثة آتية بعد رحيل الحريري؟ الطبيعة تكره الفراغ، والساحة السنية لا بد ان تفرز شخصية او عددا من الشخصيات لتمثيلها، ربما كانوا من طينة فؤاد السنيورة او اشرف ريفي او اسامة سعد على سبيل المثال لا الحصر.. فلماذا استباق الامور والذهاب نحو الخيارات الأخطر والاسوأ، تسأل المصادر. لا شك ان انسحاب الحريري- وريث العائلة التي رفعت ابا وابنا، لواء الاعمار والاعتدال وبناء الجسور بين اللبنانيين وحملت الهمّ اللبناني الى عواصم العالم الكبرى كلّها- سيترك شغورا كبيرا، وان الحياة السياسية بعده لن تكون كما قبله، لكن لا بد من التريث قبل الحكم على طبيعة المرحلة المقبلة، سلبا او ايجابا، تختم المصادر.

 

الحريري “سدّد فاتورته” و”قضَّ” مضاجع السلطة

نداء الوطن/25 كانون الثاني/2022

بوجه متجهّم حفرت خطوط القهر عميقاً في معالمه، خرج الرئيس سعد الحريري على الملأ أمس ليتجرّع كأس “العزوف” المرّ ويضع حداً لحياته السياسية في المرحلة الراهنة، بعدما أعيته التسويات و”كسرت ظهره” بأوزارها وتبعاتها الداخلية والخارجية، فدفعته قسراً إلى الانحناء والتنحي واتخاذ قراره بـ”تعليق” عمله السياسي حتى إشعار آخر. وإذا كان قرار الحريري انسحب دراماتيكياً على “تيار المستقبل”، سواءً عبر دعوته إلى تعليق عمله في الحياة السياسية، أو من خلال تأكيد التلازم بين قرار عدم ترشحه شخصياً للانتخابات النيابية مع عدم التقدّم بأي ترشيحات من “التيار” أو باسمه، فإنّ زعيم “المستقبل” بدا واضحاً في تفنيده لمسببات قراره، أنه أراد أن يتحمل مسؤولياته و”يسدد فاتورته” أمام الناس والتاريخ حيال التسويات التي خاضها و”أتت على حسابه”، منذ محاولته “احتواء تداعيات 7 أيار إلى اتفاق الدوحة إلى زيارة دمشق إلى انتخاب ميشال عون إلى قانون الانتخاب وغيرها”.  وفي المقلب الآخر من المشهد، “خض” تنحي الحريري أركان النظام الطائفي وقضّ مضاجع السلطة بعدما أكد عقمها وفشلها في إنتاج الحلول الوطنية، وتحملها مسؤولية إجهاض طموح ثورة 17 تشرين بإحداث “تمثيل سياسي جديد من شأنه أن ينتج حلولاً لبلدنا وشعبنا”، مع إبداء قناعته في الوقت عينه بأنه “لا مجال لأي فرصة إيجابية للبنان في ظل النفوذ الايراني والتخبط الدولي، والانقسام الوطني واستعار الطائفية واهتراء الدولة”. وبينما ختم مستعيداً بعينين دامعتين “ما قاله رفيق الحريري في بيان عزوفه قبل 17 عاماً: أستودع الله سبحانه وتعالى هذا البلد الحبيب لبنان وشعبه الطيب”، طمأن الحريري محازبيه ومناصريه إلى أنّه سيبقى متمسكاً بمشروع والده الشهيد وأنّ بيته سيبقى مفتوحاً “للارادات الطيبة ولأهلنا وأحبتنا من كل لبنان” على اعتبار أنّ قراره يقتصر فقط على “تعليق أي دور أو مسؤولية مباشرة في السلطة والنيابة والسياسة بمعناها التقليدي”. وعلى الأثر توالت التعليقات المعبرة عن الحزن والأسف، فرأى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في كلام الحريري “صفحة حزينة للوطن ولي شخصياً”، ولفت الرئيس تمام سلام إلى أنّه موقف “يعكس الخلل العميق في التوازنات السياسية والوطنية المفقودة”، آملاً بأن يشكل تحمل الحريري المسؤولية “عبرة لمن يعتبرون أنفسهم اليوم منتصرين على أشلاء الوطن المنهار”، بينما علق رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط على قرار الحريري بتغريدة قال فيها: “تيتّم الوطن اليوم والمختارة حزينة وحيدة”، ثم أعقبها بتعليق مقتضب لوكالة “رويتزر” شدد فيه على أنّه “قرار محزن جداً نفقد به ركيزة للاستقلال ‏والاعتدال ويعني إطلاق يد “حزب الله” والإيرانيين في لبنان”.

 

“البنك الدولي”: تراجع إيرادات لبنان إلى النصف في الـ2021!

نداء الوطن/25 كانون الثاني/2022

أعلن البنك الدولي أن إيرادات الحكومة اللبنانية إنخفضت بنحو النصف خلال عام 2021. وقال: هناك إنكار كبير في ظلّ كساد متعمّد من تدبير قيادات النخبة. وأكد استعداده مواصلة دعم لبنان في تلبية حاجات شعبه الملحّة والحدّ من التحديات التي تُؤثّر على سبل عيشه، مضيفًا أن “الأزمة اللبنانية تُعرّض  الاستقرار والسلم الاجتماعي في البلاد للخطر على المدى الطويل”.

 

إحباط عملية تهريب الكبتاغون بالشاي السيلاني “المدعوم”!

وطنية/25 كانون الثاني/2022

أعلن وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي “ضبط شحنة كبتاغون داخل 7 طن من الشاي السيلاني المدعوم، في طريقها إلى توغو في أفريقيا على أن تصل إلى الخليج، وعلى الأرجح إلى السعودية”. وأضاف، في مؤتمر صحافي: “وعدنا ألاّ يكون لبنان مصدّرًا للأذى ومصدّرًا للسموم والعمل الدقيق أدى إلى ضبط هذه العماية. الشحنة وصلت اليوم إلى بيروت وكانت من الممكن أن تصل إلى إخواننا العرب لولا العملية الأمنية والأمن الاستباقي”. وجدّد مولوي التأكيد “للجميع ولإخواننا العرب أن كشف شبكات الكبتاغون دليل على جدّية عملنا”. ونوّه بـ”المتابعة والعمل الأمني الدقيق الذي قامت وتقوم به شعبة المعلومات من خلال متابعة كل شبكات تهريب الكبتاغون. والأمن الداخلي بخير في لبنان وقادر أن يمنع الشرّ”. في السياق، أشارت معلومات “الجديد” إلى أن “شحنة الكبتاغون المضبوطة في الشاي عبارة عن 430 كرتونة تزن كل واحدة منها نحو 17 كيلوغرامًا. والشحنة المضبوطة علمت بها شعبة المعلومات بعد مغادرتها مرفأ بيروت بثلاثة أيام واستردت من خارج المياه الإقليمية”.

 

هل من تعيينات قبل الانتخابات؟

وكالة الانباء المركزية/25 كانون الثاني/2022

تشكّل وظائف الفئة الأولى الشاغرة في الإدارات والمؤسسات العامة ومجالس إدارة هذه المؤسسات عنصر جذب لمعظم السياسيين، ويسعى كل فريق لاستثمار هذه التعيينات الادارية لتوظيف جماعته وتبييض صورته أمام مناصريه. إلا ان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي رفض إدراج التعيينات على جدول أعمال جلسات مجلس الوزراء، لقطع الطريق، كما أكد بنفسه في أكثر من مناسبة، على ربطها بالمحاصصة والمحسوبيات الانتخابية، خصوصاً أنه هو من يدعو لعقد الجلسات ويضع جدول أعمالها وهذه من صلاحياته ونقطة على السطر. وبذلك يواجه رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الذي يصر على التعيينات، كما تؤكد اوساط سياسية معارضة موضحة انه يحاول الاستئثار ما أمكن بحصة المسيحيين الكبرى في هذه التعيينات كممر إجباري لتعويم نفسه سياسياً للتعويض عن تراجع تياره في الشارع المسيحي مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية. لكن للمفارقة، تخطى مجلس الوزراء هذا القرار، وعيّن في جلسته “الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد”. وتعتبر هذه الخطوة مهمة، كونها من البنود الاساسية المطلوبة من المجتمع الدولي للشروع بالاصلاحات الضرورية واستعادة الثقة بلبنان، خاصة للتفاوض مع صندوق النقد الدولي، بحسب ما تؤكد الاوساط. إلا ان هذه الهيئة بحسب الاوساط، لا يمكن ان تحل محل الهيئات الناظمة والتي لم يتم تعيين أعضائها وما تزال شاغرة في قطاعات الكهرباء والاتصالات والمرفأ والمطار، رغم إلحاح الخارج على تشكيلها ورغم أنها مطلب صندوق النقد الدولي وشرط اساسي للاصلاحات خصوصا في الكهرباء، علماً ان باسيل هو من رفض تعيين الهيئة الناظمة وعدل القانون من اجل ذلك. فهل يصار الى إرجاء التعيينات الى ما بعد الانتخابات النيابية منعا لاستغلالها لأهداف انتخابية؟ الامر وارد جداً بحسب الاوساط. يبلغ عدد المواقع الشاغرة، بحسب الباحث في “الدولية للمعلومات” محمد شمس الدين لـ”المركزية”، نحو 62 وظيفة تضاف إليها 180 وظيفة هم أعضاء مجالس الإدارة (معظمهم غير متفرغين ويتقاضون بدل حضور عن كل جلسة يحضرونها وبالتالي فهي مناصب أقل أهمية). ويشير الى أن “عدد الذين أحيلوا الى التقاعد بلغ نحو 4 موظفين، وتباعاً سيكون هناك شغور في مراكز إضافية بسبب التقاعد. ومن بين المراكز الشاغرة مدير عام المالية بفعل استقالة ألان بيفاني، ومدير عام الجمارك بعد توقيف بدري ضاهر أثر انفجار مرفأ بيروت”. ويوضح أن “هناك حاجة لملء الشغور في بعض الوظائف التي مضى على شغورها سنوات طويلة ما أدى إلى ترهل وتسيّب في عمل الإدارة (مدير عام التنظيم المدني شاغر منذ 2005، مدير عام الطرق والمباني شاغر منذ 2010). وتتوزع هذه الوظائف الـ62 الشاغرة عرفاً على الطوائف اللبنانية. فهناك نحو 28 وظيفة شاغرة تعود للمسيحيين و34 للمسلمين”. لكن، في المقابل، يؤكد شمس الدين ان “هذه الوظائف غير شاغرة في المطلق، فهناك اشخاص بالوكالة يُسَيرون عمل المرفق او الادارة، فمدير عام الشؤون العقارية يتولى منصب مدير عام المالية بالوكالة، وهكذا دواليك في كل الوظائف الشاغرة، حيث يصار الى تعيين مدير عام او موظف فئة ثانية بالوكالة ليقوم بتسيير الاعمال”.

 

بشرى سارة… بدء وصول شحنات الأدوية إلى لبنان!

الوكالة الوطنية للإعلام/25 كانون الثاني/2022

أعلنت نقابة مستوردي الأدوية وأصحاب المستودعات أنه “بعد الحصول خلال الأسبوعين الماضيين على الموافقات المسبقة المطلوبة من وزارة الصحة العامة كما وعلى بعض الموافقات المسبقة من المصرف المركزي، قامت الشركات المستوردة بالتواصل مع المصانع في الخارج بغية تأمين أدوية الأمراض المستعصية وترتيب وصول الشحنات إلى لبنان بأسرع وقت ممكن. وقد حصلت الشركات على تواريخ لوصول هذه الشحنات تباعا إلى بيروت كما يشير الجدول أدناه، مع العلم أنه ينبغي الأخذ بالاعتبار بضعة أيام إضافية من أجل تخليص الشحنات من المطار وإيصالها إلى السوق المحلية”.

وأكدت النقابة أن “وزارة الصحة العامة هي الجهة التي حددت كميات الأدوية المذكورة في الموافقات المسبقة من ضمن المبلغ الشهري المخصص للدعم، وهي التي سوف تحدد الكميات التي ستتوجه مباشرة إلى مخزن الكرنتينا، وتلك التي سيتم توزيعها على المستشفيات والصيدليات، وذلك بحسب سلم الأولويات الذي تحدده”. وشددت على أن “هذا الجدول سار طالما لم يطرأ أي تغيير على جداول أو عمليات الشحن العالمية”، مشيرة الى أن “الشركات المستوردة والمصانع في الخارج عملت بجهد لإيصال هذه الأدوية إلى لبنان، رغم المهلة القصيرة، كما ضرورة إعطاء مهل لتصنيعها بسبب عدم جهوزيتها للشحن عامة”، لافتة الى أن “شحنات الاستيراد هذه تشكل جزءا من احتياجات الأسواق اللبنانية، وهي سوف تتابع الاتصالات اللازمة مع وزارة الصحة العامة ومصرف لبنان من أجل تأمين وصول شحنات اضافية بشكل منتظم، وتلبية احتياجات المرضى والمستشفيات في ظل الأزمة المعروفة”.

 

فياض استقبل نظيره السوري عند معبر المصنع - جديدة يابوس ويستقبل مساء نظيره الاردني في المطار للتوقيع غدا على عقود تزويد لبنان بالكهرباء

وطنية – زحلة/25 كانون الثاني/2022

استقبل وزير الطاقة والمياه الدكتور وليد فياض وزير الكهرباء السوري غسان الزامل عند معبر المصنع - جديدة يابوس على الحدود اللبنانية السورية، على ان يستقبل عند الساعة السادسة مساء اليوم وزير الطاقة والثروة المعدنية في المملكة الاردنية الهاشمية على مطار رفيق الحريري الدولي، حيث سيتم التوقيع عند الساعة العاشرة من صباح يوم غد الاربعاء في وزارة الطاقة والمياه، على عقد تزويد لبنان بالكهرباء بين الاردن ولبنان واتفاقية عبور الطاقة بين لبنان سوريا والاردن.

 فياض

وقال فياض خلال استقباله نظيره السوري :" نحن هنا في استقبال الزميل والصديق معالي الوزير غسان الزامل، ونحن نستقبله في بيته. نحن مسرورون لاننا سنوقع غدا اتفاقية تمرير الطاقة من الأردن الى لبنان عبر سوريا، ولو كانت التغذية ستزيد ساعتين ونصف ولكن في هذه الظروف هذه الزيادة هي موضع تقدير وتؤثر ايجابا، وسنعمل على زيادة ساعات التغذية لكي نستطيع ان نؤمن للشعب اللبناني حقوقه لانها من ابسط الحقوق، من ناحية اخرى هناك موضوع علاقة استراتيجية للاخوان العرب، بحيث العلاقة مع الاردن وسوريا، ولولا هذه اللحمة العربية ما كنا سنقدر على بناء مؤسساتنا، واقتصادنا ومجتمعنا. وفي شق الكهرباء لقد اتممنا المشروع من الناحية الفنية، لكن يبقى الشق التمويلي، والامور القانونية سوف ننهيها، وسيوقع المدراء العامون عقدي الكهرباء والتزويد والعبور غدا الاربعاء". وتابع: "اما في ما يخص الغاز، المواضيع التجارية انهيناها، تبقى بعض التفاصيل على العقد بالنسبة لموضوع وصول الغاز وعبوره، هناك مبادلة او مشاركة sharing وهي مسؤولية اخواننا في مصر لايصال الغاز الى لبنان، وهذا التفصيل نعالجه ولن يأخذ الكثير من الوقت، ولكن يبقى موضوع الموافقة النهائية بالنسبة للتمويل من البنك الدولي التي سيطرحها على مجلس إدارته، وطبعا الا يكون هناك تداعيات سلبية من القوانين المرعية الاجراء التي تهمهم في مصر. والمفروض ان نكون استطعنا تأمين زيادة ال 450 ميغاوات  من الغاز المصري عبر الاردن وسوريا". واشار الى ان "هذه العقود التي نمضي فيها، حسب ما فهمنا من الإدارة الاميركية، ليست معنية وليس هناك تداعيات من قانون قيصر عليها".

 الزامل

بدوره، اكد الوزير الزامل ان "هذه الخطوة تجسد التضامن العربي، فالاردن ولبنان هما دولتان شقيقتان تجاوران سوريا، ونحن نثمن هذا الاتفاق مع اشقائنا في لبنان والأردن، وهذا يدل على التضامن العربي والاخوة العربية. ونحن عملنا كل ما في وسعنا لإنجاز هذا الاتفاق مع اشقائنا في لبنان والاردن. في 29 /12 انهت ورشات وزارة الكهرباء كافة الاعمال التي وعدنا ان تكون جاهزة قبل نهاية العام الماضي ولقد ابرقنا الى زملائنا في الاردن ان ورشتنا انتهت من كافة اعمال اعادة تأهيل هذا الخط الذي دمره الارهاب في سوريا الذي كان تدمير كبير وممنهج، حاليا نحن جاهزون وطبقنا الاختبار على اجهزة نقل الإشارة، مع تواجد الاخوة الاردنيين الذين اطلعوا على جزء جيد من الاعمال". اضاف: "نحن جاهزون للربط ونحن اليوم طلبوا من الذهاب الى لبنان. طبعا نحن اشقاء وليس لدينا مشكلة في الذهاب الى لبنان او التوقيع في سوريا او في الاردن وهذ امر متفق عليه في تأكيدات حكومية وفي تكليف من سيادة الرئيس بشار الاسد بمساعدة الاخوة اللبنانيين في تجاوز  هذه المحنة في الكهرباء او النقص الحاصل في الطاقة الكهربائية، نحن سهلنا وعملنا ما في وسعنا وسنتابع هذا العمل". وختم: "اليوم نستطيع البدء بالنقل منذ 29 /12 ولكن هذا الموضوع يتبع للاتفاقات بين الحانبين الأردني واللبناني". بعدها عبر الوزيران الى الداخل اللبناني. ومن المتوقع ان يصل وزير الطاقة الاردني عند الساعة 6.20 على متن الطائرة الملكية الاردنية الهاشمية  وسيكون الوزير فياض في استقباله ايضا في صالون الشرف في مطار رفيق الحريري الدولي.

 

ريفي في ذكرى وسام عيد: الاوطان يبنيها المعتدلون الاقوياء

وطنية/25 كانون الثاني/2022

غرد الوزير السابق اللواء اشرف ريفي عبر حسابه على"تويتر": "في مثل هذا اليوم سقط بطلان من وطني، الشهيد وسام عيد ورفيقه أسامة مرعب. يومها عرف الرائد الشهيد وسام عيد أن حياته في خطر، لكنه قرر استكمال التحقيق في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري حتى النهاية، وقد اعتمدت المحكمة الدولية على إنجازاته لإدانة القتلة. ذكرى استشهاد عيد ومرعب تؤكد  حتمية مواجهة حزب الإغتيالات كي يبقى لبنان. الأوطان يبنيها الأبطال والمعتدلون الأقوياء".

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

إسرائيل تنفذ مهام بالعمق السوري وسط قلق من الطيران الروسي ومناشدات أممية بتوفير الاحتياجات الإنسانية للمدنيين والنازحين

دمشق، عواصم – وكالات/25 كانون الثاني/2022

كشف مصدر إسرائيلي “أن ثمة قوات إسرائيلية خاصة تنفذ مهام حساسة في الأراضي السورية، وسط قلق من جانب تل أبيب من أنشطة الطيران الروسي هناك. وكشف مصدر إسرائيلي أن فرقة “هبشان” التابعة للجيش الإسرائيلي تواصل نشاطها في هضبة الجولان لتأمين ما تعتبره حدودها مع سورية، وأن نشاطات القوات الخاصة في عمق الأراضي السورية تمنع أي تهديد أمني من قبل إيران أو ميليشيات موالية لها، على غرار “حزب الله” اللبناني، الذي ينخرط بعض أفراده في صفوف الجيش السوري. وأضاف المصدر أن بعض عمليات القوات البرية تتم بإسناد من وحدات خاصة جوية واستخبارية، وأن المهمة الرئيسية لهذه القوات هي إحباط تهديدات مباشرة على أمن البلاد، بما في ذلك خلايا معادية في داخل سورية. على صعيد متصل، تتابع الأوساط العسكرية الإسرائيلية النشاط المتزايد للطيران الروسي على حدود الجولان، وتعتبر أنها أمام نشاط غير معتاد للجيش الروسي على الحدود الإسرائيلية، لا سيما وأنه تم برحلات استطلاعية مشتركة مع القوات الجوية للنظام السوري، بمشاركة طائرات متعددة من طرازات مختلفة، وهذه المهمات من الواضح أنها ستستمر بشكل منتظم نحو الحدود مع الجولان، وفقاً لإعلان وزارة الدفاع الروسية في موسكو. في غضون ذلك، أثار درس الوضع في سورية أمام مجلس حقوق الإنسان، إدانات صارمة للانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان، في اتهامات نفتها دمشق وخاضت معركة إجرائية لصدّها. وندّد السفير الفرنسي لدى الأمم المتّحدة في جنيف جيروم بونافون، قائلاً إنّ “الوضع في سورية يشهد منذ نحو عقد انتهاكات لحقوق الانسان والقانون الدولي الانساني بشكل منهجي ومنتظم وعلى نطاق واسع”، مشددا على أنّ الانتهاكات غير المقبولة، يجب أن تتوقف وينبغي محاسبة مرتكبيها، مؤكدا أن النظام السور “هو المسؤول الأول عن الانتهاكات. من جانبها، ناشدت وكالات أممية، دول العالم بتوفير الاحتياجات الإنسانية للمدنيين والنازحين في شمال سورية، حيث أكد نائب منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية مارك كتس، أن المدنيين والنازحين في الشمال يمرون بأوضاع مزرية، مشيرا لانهيار نحو ألف خيمة إما بالكامل أو تضررت بشكل كبير، بسبب تساقط الثلوج الكثيف.

 

تأجيل إعلان الكتلة الأكبر... وقاآني في بغداد

بغداد، عواصم – وكالات25 كانون الثاني/2022

قررت المحكمة الاتحادية العليا في العراق أمس، رد الطعن في دستورية الجلسة الأولى للبرلمان، وثبتت انتخاب محمد الحلبوسي رئيساً للبرلمان، مؤكدة أن ترؤس النائب خالد الدراجي جلسة البرلمان الأولى لا تتعارض مع أحكام الدستور، كما قررت إلغاء الأمر الولائي الخاص بالإيقاف الموقت لهيئة رئاسة البرلمان، مؤكدة أنه لا يمكن للمشهداني الاستمرار بإدارة جلسة البرلمان بعد إعلان ترشيحه لرئاسة البرلمان. وأعلنت المحكمة تلقيها دعوى جديدة للطعن بجلسة البرلمان الاولى تقدم بها النائب المستقل باسم خشان، وعضو تحالف العزم النائب محمود المشهداني، وقررت تأجيل النظر فيها إلى مطلع فبراير المقبل. على صعيد آخر، قررت المحكمة تأجيل دعاوى خاصة بالمطالبة بإعلان الكتلة النيابية الأكثر عدداً إلى مطلع الشهر المقبل. من جانبه، أكد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، أن القضاء العراقي رفض الضغوط السياسية، مثمنا تثبيت فوز محمد الحلبوسي لرئاسة البرلمان، قائلا “ماضون في تشكيل حكومة أغلبية وطنية عراقية والباب مفتوح أمام من نحسن الظن بهم”، مضيفا “نرفض التبعية والعنف وخرق القانون”. بدورها، كشفت مصادر سياسية عن وصول قائد “فيلق القدس” الإيراني إسماعيل قاآني إلى بغداد، في زيارة غير معلنة، للقاء مجموعة من القادة السياسيين الشيعة للتباحث بشأن تشكيل الحكومة المقبلة. في غضون ذلك، أكد رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، حرص العراق على تعزيز التعاون مع الولايات المتحدة الأميركية في المجالات الدبلوماسية والاقتصادية، داعيا خلال استقباله السفير الأميركي في بغداد ماثيو تولر، إلى تعزيز التعاون الأمني مع الولايات المتحدة ضمن أطر المشورة والتمكين والدعم الاستخباري، والحفاظ على سيادة العراق. من جانبه، أكد وزير الدفاع جمعة عناد أن العراق يمتلك 32 طائرة “أف 16” تعمل في الخدمة وتنفذ واجبات وتستطيع صد أى هدف بفاعلية، قائلا: “لدينا عدد كبير من الطائرات الروسية العاطلة تابعة لطيران الجيش العراقي”، موضحًا أن “الدفاع الجوي هو المتصدي للطائرات المسيرة ونحتاج إلى سلاح لمقاومة الدرون”. وأضاف: “سنتسلم أربعة رادارات متطورة وتعاقدنا على شراء 14 أخرى”، وأن “تأخر إقرار الموازنة يؤخر تنفيذ عقود الجيش، موضحا أن الطائرات الاميركية الموجودة لدى العراق مستمرة بالعمل وصيانتها تتم منذ 10 سنوات عبر شركة في قاعدة بلد، كما أن العراق لديه 24 طائرات كورية مقاتلة تفتقد للدعم اللوجستي منذ سبع سنوات واتفقنا مع الشركة المصنعة على صيانتها. ميدانيا، أصدرت محكمة جنايات كربلاء ثلاثة أحكام بحق مدان بجريمة قتل وإصابة ثلاثة عناصر يعملون في مديرية استخبارات كربلاء، بالإعدام والسجن المؤبد.

 

طهران وواشنطن تلتقيان عند «الاستعداد» لمفاوضات مباشرة

السفير الروسي: المحادثات وجهاً لوجه في مرحلة متقدمة قد تكون مفيدة

فيينا: راغدة بهنام - لندن- طهران: «الشرق الأوسط»/25 كانون الثاني/2022

مع استمرار تبادل اللوم بين الغرب وإيران لبطء المفاوضات النووية الجارية في فيينا، بعثت طهران برسالة إلى الولايات المتحدة تبدي فيها للمرة الأولى استعدادها للجلوس في مفاوضات «مباشرة» إذا وصل المسار الدبلوماسي إلى نقطة «التوصل لاتفاق جيد». وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إن طهران لم تتخذ بعد قراراً نهائياً بشأن الدخول في محادثات مباشرة مع واشنطن، مشيراً إلى تلقي الطرف الإيراني طلبات عديدة من الجانب الأميركي. وقال في تصريحات للصحافيين بطهران: «التقارير التي تفيد بأن إيران والولايات المتحدة تتفاوضان مباشرة كل منهما مع الأخرى غير صحيحة، لكن إذا بلغنا خلال المفاوضات نقطة يحتاج فيها إبرام اتفاق جيد مع ضمانات قوية، إلى مستوى معين من المباحثات مع الولايات المتحدة، فلن نتجاهل ذلك في جدول عملنا»، مشيراً إلى أن القضايا النووية «تقترب من النقطة التي تستوجب اتخاذ قرارات مهمة». وجدّدت واشنطن أمس تأكيدها على أنّها «مستعدة» لإجراء مفاوضات مباشرة مع طهران لإحياء الاتفاق. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية لـ{وكالة الصحافة الفرنسية» إنّ «الالتقاء بشكل مباشر سيسمح بتواصل أكثر فعاليةً، وهو أمر ملحّ للتوصّل سريعاً إلى تفاهم»، محذّراً من أنّه «لم يعد لدينا وقت تقريباً للتوصّل إلى تفاهم». وترفض إيران حتى الآن التجاوب مع المطلب الأميركي بإجراء مفاوضات مباشرة تقول واشنطن إنها ستسهل وتسرع عملية التفاوض الجارية عبر الوسطاء الأوروبيين. وعلق السفير الروسي ميخائيل أوليانوف، أمس، على كلام عبد اللهيان بالقول في تغريدة إن «المفاوضات المباشرة في مرحلة متقدمة من المحادثات قد تكون مفيدة». وكان أوليانوف قد كتب قبل ذلك أن اجتماعاً بين الدول الأوروبية الثلاث وروسيا والصين مع إيران، كان «ناجحاً» في تدوين «أجزاء مهمة من المسودة»، ليضيف أن بعض المسائل ما زالت عالقة. وحض وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، نظيره الروسي، سيرغي لافروف، على استخدام النفوذ الذي تتمتع به روسيا وعلاقتها مع إيران في توصيل رسالة بضرورة الإسراع في التوصل لاتفاق. وقالت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن وحلفاؤها الأوروبيون، الأسبوع الماضي، إن الفرصة المتبقية لإنقاذ الاتفاق النووي مسألة أسابيع بعد الجولة الماضية من المحادثات التي قال خلالها مصدر دبلوماسي فرنسي إنه لا يوجد تقدم بشأن المسائل الجوهرية. ونقلت وكالة «إرنا» الرسمية عن عبد اللهيان قوله، على هامش مؤتمر حول علاقات إيران والجيران: «في القضايا النووية نقترب من النقطة التي يجب معها اتخاذ قرارات مهمة؛ لهذا فنحن منشغلون باجتماعات كثيرة». وذكرت الوكالة الرسمية أن الوزير كان يشير إلى سبب تأخره عن حضور المؤتمر. وعلى هامش المؤتمر، سئل عبد اللهيان بشأن احتمال لقائه وزراء خارجية «4+1» إذا وصلت المفاوضات إلى مرحلة «القرار السياسي»، فقال: «المفاوضات تقوم حالياً على أساس تفاوض كبار الخبراء ونواب وزير الخارجية، ونأمل أن نتوصل إلى مرحلة التنفيذ على هذا المستوى وألا تكون حاجة إلى لقاءات بمستويات أعلى»، وفقاً لوكالة «إيسنا» الحكومية.

- الجيران والمفاوضات

وأبدى عبد اللهيان معارضة طهران إضافة أي أطراف إقليمية إلى المفاوضات. وقال: «ربط سياسة التوجه إلى الجيران بقضايا المفاوضات لرفع العقوبات في فيينا... لهذا المستوى حاولنا التقدم لكيلا يشعر الجيران بالبعد»، قبل أن يقول: «وجود 5 أطراف في المفاوضات كثير جداً وأكثر من المطلوب، ومن المؤكد أننا لا نرحب بفكرة إضافة أعضاء جدد من المنطقة إلى المفاوضات، ولكن في مقاربتنا الجديدة (للسياسة الخارجية) سيكون التشاور مع جميع الجيران من الأولويات؛ نتابعها حتى في مفاوضات فيينا». وقبل نحو أسبوعين، أعرب عبد اللهيان بعد زيارة إلى مسقط عن اهتمام بلاده بالدور الوسيط لعمان. وقال: «لدى العمانيين النوايا الصادقة.... يواصلون جهودهم الدبلوماسية لمساعدة طاولة المفاوضات في التوصل إلى اتفاق جيد». وفي 9 يناير (كانون الثاني) الحالي، قال المرشد الإيراني علي خامنئي إن «التفاوض مع العدو في فترة ما لا يعني الاستسلام للعدو»، وهو ما فسر بأنه ضوء أخضر للمحادثات المباشرة. وبعد 8 جولات من المحادثات، لا تزال النقاط الشائكة محل خلاف بين الجانبين، متمثلة في سرعة رفع العقوبات والمدى الذي يصل إليه هذا الرفع، بما يشمل مطلباً إيرانياً بضمان عدم اتخاذ الولايات المتحدة مزيداً من الخطوات العقابية، إضافة إلى طريقة وتوقيت معاودة إيران الالتزام بالقيود على أنشطتها النووية.

- لا للاتفاق المؤقت

ومجدداً؛ ألقى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، أمس، باللوم على الولايات المتحدة في بطء وتيرة المحادثات غير المباشرة بشأن إحياء الاتفاق النووي. وأضاف خطيب زاده في المؤتمر الصحافي الأسبوعي أمس: «السبب الرئيسي وراء الوتيرة البطيئة لمحادثات فيينا النووية هو عدم استعداد الولايات المتحدة»، وقال رداً على سؤال بشأن آخر تطورات «فيينا»، إن «المحادثات تتقدم في الطريق الصحيحة في المسودات الأربع»، وأشار إلى تقليص الخلافات و«ما بين الأقواس» في بعض المسودات. وقال: «النجاح الأكبر هو ترجمة بعض أفكار إيران إلى كلمات؛ بما في ذلك في مجال الضمانات»، لافتاً إلى أن «المهم هو أن جميع أطراف المفاوضات توصلت إلى استنتاج ضرورة الحصول على ضمانات لكيلا تتكرر الأحداث السابقة بالانسحاب الأميركي من الاتفاق». وقال: «بواقعية؛ قدمنا في المفاوضات أفكاراً عملية وتنفيذية»، معرباً عن استعداد طهران لـ«الحوار» بشأن الضمانات. ونفت إيران كذلك حصول مفاوضات حول اتفاق مؤقت، بعد أن كشفت قناة «إن بي سي» الأميركية عن أن الوفد الروسي قدم اقتراحاً باتفاق مؤقت يقضي بقبول إيران قيوداً في برنامجها النووي؛ من بينها وقف تخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المائة مقابل رفع التجميد عن أموال إيران في الخارج. وكانت مصادر أوروبية قد نفت سابقاً لـ«الشرق الأوسط» أن تكون المفاوضات تبحث مسألة اتفاق مؤقت، وأكدت أن الجميع يتفاوض حول إعادة العمل باتفاق عام 2015 كاملاً. وقال المتحدث إن «الاتفاق (المؤقت) غير مطروح لدينا، ونأمل أن ينقل منسق الاتحاد الأوروبي للأميركيين الضرورة الملحة للوصول إلى اتفاق شكلاً ومضموناً» وصرح: «نأمل أن يدرك الأميركيون هذه الضرورة».

 

نائب المبعوث الأميركي الخاص بإيران يترك منصبه وسط المحادثات النووية

واشنطن: «الشرق الأوسط أونلاين»/25 كانون الثاني/2022

ترك عضو كبير في فريق التفاوض الأميركي مع إيران منصبه فيما أرجعه تقرير إلى خلافات في الرأي بشأن كيفية المضي قدما. وأكد مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية أمس الاثنين أن ريتشارد نيفيو، نائب المبعوث الأميركي الخاص بإيران، لم يعد ضمن فريق التفاوض، لكنه لا يزال موظفا بالوزارة. ولم يذكر المسؤول سببا لرحيل نيفيو عن الفريق، لكنه قال إن تنقلات الأفراد «شائعة جدا» بعد عام في عمر الإدارة. وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال في وقت سابق أن نيفيو رحل بعد خلافات في الرأي داخل فريق التفاوض الأميركي بشأن إيران. وقالت الصحيفة إن نيفيو كان يؤيد نهجا أشد صرامة في المفاوضات الحالية. ويأتي رحيله في وقت حرج، حيث قالت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون إنه لم يتبق سوى أسابيع فقط أمام فرصة إنقاذ اتفاق إيران النووي الموقع في 2015. واستؤنفت المحادثات النووية غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة قبل نحو شهرين. وكررت وزارة الخارجية الأميركية يوم الاثنين أنها لا تزال منفتحة على الاجتماع مع المسؤولين الإيرانيين مباشرة لمناقشة الاتفاق النووي وقضايا أخرى، بعد أن قال وزير الخارجية الإيراني إن طهران ستدرس ذلك لكنها لم تتخذ أي قرار في هذا الصدد. وقال المتحدث باسم الوزارة نيد برايس في إفادة صحافية إن الولايات المتحدة لم تجعل من إفراج إيران عن أربعة أميركيين شرطا للتوصل إلى اتفاق بين البلدين لاستئناف الامتثال للاتفاق النووي، مضيفا أن إنجاز مثل هذا الاتفاق اقتراح غير مؤكد.

 

بلينكن يحدد نهاية عملية فيينا بـ«أسابيع قليلة»

دبلوماسي غربي لـ «الشرق الأوسط»: خطوات وقرارات و«سناب باك» في مجلس الأمن إذا فشلت محادثات إيران

واشنطن: علي بردى/الشرق الأوسط/25 كانون الثاني/2022

أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن محادثات فيينا مع إيران اقتربت من «نهاية المطاف»، مجدداً نهايتها بـ«أسابيع قليلة». بينما كشف دبلوماسي غربي لـ«الشرق الأوسط» أن الإخفاق المحتمل للدبلوماسية سيدفع الدول الغربية إلى إعادة الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن في نيويورك، حيث تتوافر أدوات عدة، بما في ذلك آلية «سناب باك» لإعادة فرض العقوبات الدولية تلقائياً، لكنه نبه إلى أن ذلك لن يحصل «على الفور». ورداً على أسئلة «الشرق الأوسط»، أشار الدبلوماسي الغربي الذي طلب عدم نشر اسمه إلى أنه «إذا استمر التصعيد الإيراني، ولم يكن هناك تقدم في محادثات فيينا، فسيتعين علينا إجراء محادثات في مجلس الأمن»، مؤكداً أن آلية «سناب باك» لإعادة فرض العقوبات تلقائياً على إيران «ستكون إحدى الأدوات المتاحة لنا». لكنه استدرك أنها «ليست الملاذ الأخير تماماً»، مضيفاً «لن نتسرع في ذلك». وتحدث عن «طيف من الأمور التي يمكن القيام بها، من قرارات وخطوات، أقل من إعادة فرض العقوبات تلقائياً، وهي واحدة من أقوى الأدوات الموجودة لدينا لإعادة فرض كامل العقوبات». وشدد على أنه لا يتكهن أنه «سيجري استخدامها على الفور، علماً بأنه يدور في أذهاننا». وحول ما إذا كان يعتقد أن هجمات ميليشيات الحوثي الأخيرة على السعودية والإمارات محاولة من إيران لكسب نفوذ إضافي في محادثات فيينا، فأجاب: «إنها لمشكلة بالنسبة لنا أن إيران تزعزع استقرار المنطقة من خلال الوكلاء، سواء كان ذلك في اليمن أو في لبنان أو في سوريا أو في أي مكان آخر، لكننا حافظنا تقليدياً على الملف النووي كملف منفصل بذاته»، مضيفاً أن «لدينا معارضة أساسية لحصول إيران على مستويين من التخصيب وقدرات لصنع القنابل». وإذ «فضل» عدم قيام النظام الإيراني بنشاطاته المزعزعة للاستقرار، أكد أن ذلك «منفصل عن قلقنا من إيران القادرة نووياً»، وهو «ليس جزءاً كبيراً من الملف النووي». ولفت إلى أنه بعد شهرين من المحادثات الجارية في فيينا، أكدت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا أن «الوقت ينفد، فإما التوصل إلى اتفاق الآن أو لا اتفاق أبداً»، مكرراً أنه «إذا أخفقت هذه المحادثات في فيينا، فإن الخطوة التالية التي سنستخدمها تتمثل في عودتنا إلى مجلس الأمن. ونحن مستعدون لذلك». ورداً على سؤال عما إذا كانت روسيا تقترح مساعدة الغرب في شأن إيران إذا أُعطيت الضمانات التي تطلبها بخصوص أوكرانيا، أكد أن موضوع أوكرانيا مختلف جوهرياً، موضحاً أن «روسيا لها مصلحة في ألا تكون إيران دولة نووية»، ولذلك «نحن قادرون على التحدث والتنسيق في شأن إيران لأن هذه هي الطريقة التي سنصل بها إلى حل المشكلة الإيرانية». ورأى أنه بخلاف أوكرانيا التي تقع في الجوار المباشر لروسيا، فإن إيران «تشكل تهديداً للأمن الإقليمي وخطراً على انتشار» أسلحة الدمار الشامل. وذكر بأن روسيا لديها أقليات مسلمة و«مشاكل في مشاهدة الحركات الإسلامية، ولذا فهي ترى إيران النووية كنوع من التهديد المزعزع للاستقرار في ذلك الجزء من منطقتها».

«نهاية المطاف»

وكان بلينكن يتحدث في محاضرة تذكارية في واشنطن مساء الاثنين، إذ ذكر بكيفية التوصل إلى الاتفاق النووي مع إيران خلال عهد الرئيس سابقاً باراك أوباما، ومنها «كل النشاطات الخبيثة التي تقوم بها إيران في كل أنحاء المنطقة»، محذراً من أن «إيران التي تمتلك سلاحاً نووياً أو التي لديها القدرة على إنتاجه في وقت قصير للغاية» ستمثل «تهديداً وجودياً لإسرائيل والدول الأخرى في المنطقة، وربما تهديداً خطيراً للغاية لنا». وإذ عدد ما تتضمنه خطة العمل الشاملة المشتركة، لام إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب على ما سماه «القرار الكارثي» بالانسحاب من الاتفاق النووي، ما أتاح للنظام الإيراني «إعادة تشغيل أخطر جوانب برنامجها»، وخصوصاً تخصيب المواد الانشطارية بنسبة 20 في المائة و60 في المائة وتصنيع أجهزة طرد مركزي أكثر تطوراً. ولاحظ ارتفاع الهجمات الإيرانية في كل من سوريا والعراق، كما في اليمن، حيث «زادت هجمات شركائهم الحوثيين» على السعودية والإمارات. وأقر بلينكن بـ«العيوب» التي شابت الاتفاق النووي لعام 2015، قائلاً: «نحن نبحث فيما إذا كان من الممكن العودة إلى الامتثال المتبادل لهذا الاتفاق»، واصفاً إياه بأنه «لا يزال أفضل طريقة لمحاولة إعادة برنامج إيران النووي إلى الصندوق» بالتزامن مع «التعامل مع كل التجاوزات الأخرى في السياسة الإيرانية». وأضاف: «نحن قريبون جداً جداً من نهاية المطاف في شأن القدرة على العودة إلى هذا الاتفاق». ولكنه أقر بأنه لا يعرف «ما إذا كنا سنعود إلى الامتثال المتبادل»، مؤكداً أن «هذا سيتقرر في الأسابيع القليلة المقبلة».

مباشرة وعاجلة

إلى ذلك، ورداً على سؤال عن استعداد إيران للنظر في إجراء محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس: «نحن على استعداد للقاء مباشر» لأنه «سيكون من الأفضل بكثير التعامل مع إيران مباشرة»، مضيفاً أنه «أمر مطلوب بشكل عاجل للتوصل بسرعة إلى تفاهم بشأن العودة المتبادلة إلى الامتثال لخطة العمل الشاملة المشتركة».

 

طهران ترفض إطلاق سراح أميركيين كشرط لإحياء «النووي»

باري روزن لـ«الشرق الأوسط»: آن الأوان لكي تنهي إيران احتجاز مزدوجي الجنسية

فيينا: راغدة بهنام - لندن- طهران: «الشرق الأوسط»»»/25 كانون الثاني/2022

رفضت طهران أي شروط أميركية مسبقة لإحياء الاتفاق بما في ذلك إطلاق سراح أميركيين محتجزين لدى طهران. وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده إن محادثات فيينا «أقرب من أي وقت مضى للاتفاق»، مبدياً إصراره على الفصل بين المحادثات النووية وقضية مزدوجي الجنسية المحتجزين لدى طهران. وقال المتحدث في مؤتمر الصحافي الأسبوعي أمس إنهما «مساران مختلفان» لکنه أبدى مرونة عندما قال: «إذا التزمت أميركا بالاتفاقيات السابقة يمكن حل هذه القضية الإنسانية في أقصر وقت ممكن». وعاد مرة أخرى وقال: «إذا كانت هناك إدارة لدى الطرف الآخر، فمن الممكن التوصل إلى اتفاق دائم حول المسارين في أقصر وقت ممكن». وأضيفت في الأيام الماضية ضغوط على المتفاوضين بوصول مجموعة من المعتقلين السابقين في إيران يطالبون بطرح مسألة «الرهائن المزدوجي الجنسية» على طاولة المفاوضات. ومن بين هؤلاء، الدبلوماسي الأميركي السابق باري روزن الذي قضى 444 يوماً في إيران من ضمن رهائن السفارة الأميركية بين عامي 1979 و1980، وأضرب روزن عن الطعام لمدة 5 أيام في فيينا لدعم قضيته، أنهاها أول من أمس بعد لقائه برئيس الوفد الأميركي روبرت مالي. وتحتجز إيران أربعة أميركيين - إيرانيين وهم رجل الأعمال سيامك نمازي (50 عاماً) ووالده باقر (85 عاماً)، والخبير البيئي مراد طاهباز ورجل الأعمال عماد شرقي (57 عاماً). وتحتجز الولايات المتحدة على أراضيها أربعة إيرانيين أيضاً. وقال روزن في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه جاء من الولايات المتحدة إلى النمسا للفت النظر لمسألة المعتقلين في إيران، وأضاف: «آن الأوان لكي توقف إيران هذا التصرف ولكي تطلب منها الولايات المتحدة والدول الغربية أن تتوقف عن هذا التصرف وإلا فلن تكون هناك عودة للاتفاق النووي». وأشار إلى أنه حقق «بعض التقدم» في لقاءاته مع مالي، وقال: «أعتقد أن هناك حضوراً أكبر لمسألة حقوق الإنسان في المفاوضات مع إيران، ولكن عندما يتعلق الأمر بمفاوضات سياسية لا يمكن الحصول على ضمانات، ولكن أعتقد أن هناك التزاماً بجعل مسألة حقوق الإنسان مركزية في المحادثات». وكان مالي قد قال في مقابلة أدلى بها لوكالة رويترز قبل يوم، وروزن جالس إلى جانبه، بأنه يستبعد التوصل لاتفاق مع إيران في حال لم يتم حل مسألة المعتقلين المزدوجي الجنسية. ويقيم روزن خلال فترة مكوثه في فيينا في فندق كوبورغ الذي يستضيف المحادثات النووية، إلا أنه يخضع لمراقبة من الشرطة النمساوية. وقال خطيب زاده إن «إيران لم تقبل أبداً أي شروط مسبقة من جانب الولايات المتحدة... تصريحات المسؤول الأميركي بشأن إطلاق سراح سجناء أميركيين لدى إيران للاستهلاك المحلي». ونقلت وكالات إيرانية عن المتحدث قوله إن «المفاوضات معقدة بما يكفي، ويجب عدم تعقيد الوضع أكثر بتصريحات من هذا النوع». ومع ذلك، قال المتحدث: «لقد أعلنا مخاوفنا بشأن أوضاع الإيرانيين المحتجزين في الولايات المتحدة منذ اليوم الأول، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، قبل وبعد المفاوضات». وادعى أن المحتجزين لدى إيران «ارتكبوا جرائم» و«يواجهون تهماً قضائية... وينظر في جرائمهم أمام محاكم مختصة». وقال روزن بأن رجلي أمن يقفان على باب غرفته ويرافقانه كلما خرج منها «لأنه يشكل تهديداً أمنياً»، بحسب ما أبلغ «الشرق الأوسط». ويشتبه روزن بأن يكون الوفد الإيراني الذي يحضر إلى الفندق للاجتماع بالأطراف الأوروبية بالوفدين الروسي والصيني، من قدم شكوى ضده للشرطة النمساوية. وانضم كذلك إلى روزن رجل الأعمال اللبناني الأميركي نزار زكا الذي يرأس منظمة «دعم الرهائن حول العالم» والتي تضم روزن كذلك في حملة «أطلقوا الرهائن»، وقال زكا لـ«الشرق الأوسط» بأنه قرر وروزن القدوم إلى فيينا في هذا الوقت، والاعتصام لأنه شعر بأن الاتفاق بات وشيكاً، وبأنه لم يشأ أن تبقى مسألة المعتقلين محدية ومنسية. وكشف عن ورقة تقدم بها للكونغرس والإدارة الأميركية تطالب بوضع مسألة المعتقلين في صلب المحادثات النووية مع إيران. وفي إيران 14 معتقلاً من مزدوجي الجنسية، 4 منهم يحملون الجنسية الأميركية، والمتبقون جنسيات أوروبية مختلفة. وحاول زكا المكوث كذلك في فندق كوبورغ إلا أن الفندق أبلغه قبل يوم بأنه لا يمكن أن يقبل بحجزه بعد أن كان وصل روزن قبله وأخضع لمراقبة الشرطة. وانضم إلى روزن وزكا كذلك الصحافي الإيراني المقيم في لندن جمشيد برزغار الذي قال لـ«الشرق الأوسط» إنه يريد تسليط الضوء على مسألة المعتقلين السياسيين الإيرانيين في السجون الإيرانية. وبدأ جمشيد كذلك إضراباً عن الطعام قبل 6 أيام، وقال: «هذا اليوم السادس لإضرابي عن الطعام وأنا هنا لدعم باري روزن لأن ما يقوم به مهم جداً، ولكن أنا أريد أيضاً تسليط الضوء على المعتقلين السياسيين في إيران».

 

بريطانيا تحذر من «مأزق خطير» في محادثات فيينا

مصادر دبلوماسية لـ «الشرق الأوسط»: المسار يسير ببطء كبير... والضمانات التي تطالب بها إيران معقدة للغاية

فيينا: راغدة بهنام لندن - طهران: «الشرق الأوسط»»/25 كانون الثاني/2022

مع اقتراب المهلة التي حددتها الأطراف الغربية لوقف المحادثات مع إيران، بدأت التحذيرات تزداد من مسؤولين أوروبيين حول بطء سير المفاوضات الجارية في فيينا. وفيما حذرت بريطانيا من «مأزق» في المحادثات، حضت فرنسا الطرف الإيراني على «التحرك» لإنقاذ الاتفاق، فيما وعدت طهران بتغيير شكل المفاوضات مع واشنطن إذا كان «اتفاق جيد» في متناول اليد. وقالت وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تراس، أمام مجلس العموم في لندن، إن المحادثات تقترب «من طريق مسدودة»، مشيرة إلى أن التقدم الحاصل «ليس سريعاً بالقدر الكافي». وأضافت تراس أن على إيران أن تختار الآن «ما إذا كانت ترغب في إبرام اتفاق أو تكون مسؤولة عن انهيار الاتفاق النووي»، وأعقبت ذلك بتحذير بأن انهيار المفاوضات يعني أن «كل الخيارات ستكون مطروحة على الطاولة». ووصف وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، من جهته المفاوضات بأنها «في وضع دقيق»، وحض إيران على «التحرك» لإنقاذ الاتفاق. وحذر لودريان بأن فشل المفاوضات يعني أن العقوبات على إيران ستبقى قائمة، معبراً عن تخوفه كذلك من أزمة انتشار نووي. ولكن مصادر دبلوماسية غربية رفيعة في فيينا قالت لـ«الشرق الأوسط» إن المفاوضات «لم تصل بعد إلى طريق مسدودة»، رغم اعترافها بأنها «تسير ببطء كبير» وأن «بعض الأيام أفضل من غيرها». وقالت المصادر إنها غير واثقة الآن بما إذا كانت المهلة الزمنية التي حددتها الأطراف الغربية لإنهاء المحادثات؛ أي نهاية الشهر الحالي أو مطلع فبراير (شباط) المقبل، سيكون الالتزام بها ممكناً. وقالت المصادر إن مسألة الضمانات التي تطالب بها إيران «معقدة للغاية»، وإنها «ستبقى مفتوحة حتى النهاية»، رغم أنه «جرى تحقيق بعض التقدم» في هذه الناحية. ورداً على سؤال حول ما إذا كانت النهاية في الأفق، قالت المصادر: «ليس بعد». وكان السفير الروسي لدى المنظمات الدولية، ميخائيل أوليانوف، قد قال قبل يومين إن موسكو «تعارض التواريخ الوهمية لإنهاء المفاوضات، ولكنها مع ذلك تتشارك شعور الغربيين بضرورة التعجيل بالتوصل لاتفاق»، مضيفاً أنه «لا يمكن التفاوض لأشهر وأشهر مقبلة»، وأنه «يجب إنهاء المفاوضات في فبراير» المقبل. وأكدت المصادر التي تحدث لـ«الشرق الأوسط» كذلك أن المفاوضات تناقش «فقط» العودة للالتزامات المذكورة في اتفاق عام 2015 «ولا تناقش جوهر الاتفاق»، في رد على سؤال حول ما إذا كانت المحادثات تناقش تمديد بعض القيود داخل الاتفاق و«بند الغروب» المتعلق ببرنامج إيران النووي وقدرتها على استيراد الأسلحة، والتي تبدأ الانتهاء بعد 3 سنوات؛ أي في عام 2025. وواصلت الأطراف المفاوضة اجتماعاتها المكثفة في فيينا أمس على مستوى الخبراء، بينما بدأ كبير المفاوضين الإيرانيين، علي باقري كني، يومه التفاوضي باجتماع روتيني مع المنسق الأوروبي للمحادثات، إنريكي مورا، لمراجعة مسار المحادثات، قبل أن يتوسع نطاق اللقاء، بانضمام مفاوضي الثلاثي الأوروبي (فرنسا، بريطانيا وألمانيا)، والصين وروسيا. وأطلع السفير الروسي ميخائيل أوليانوف نظيره الكويتي صادق معرفي على مسار المحادثات في فيينا، وناقشا آفاق الحوار الأمني في الخليج.

وفي وقت لاحق، قال أوليانوف، في تغريدة: «عقد اجتماع بين أطراف الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة من دون ايران، لتقييم وضع المحادثات. كالعادة الروس أكثر تفاؤلاً بينما زملاؤنا الغربيون اكثر تشاؤماً. (هذا يعكس) الجدل الدائم هل الكأس نصفه ملآن أم فارغ؟».

وفي طهران، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي: {لم نجر محادثات مع الأميركيين. ولكن كما أعلنا في وقت سابق ونعلن مجدداً، إذا كانت الأطراف (الأخرى) مستعدة لرفع العقوبات الجائرة عن الأمة الإيرانية، فهناك مجال لأي اتفاق»، حسب رويترز.

وكرر الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، شروط طهران لتغيير شكل المفاوضات مع الولايات المتحدة. وقال في تغريدة على «تويتر» إن «التواصل» بين الوفدين الإيراني والأميركي في محادثات فيينا «كان حتى الآن عبر تبادل رسائل خطية غير رسمية، ولم ولن تكون هناك حاجة إلى أكثر من هذا»، لكنه أضاف أن «هذا الأسلوب من التواصل تُستبدل به أساليب أخرى فقط عندما يكون الاتفاق الجيد في متناول اليد». ودافعت صحيفة «جوان» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن الاستعداد المشروط الذي أبداه وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، أول من أمس، بشأن التفاوض المباشر مع الولايات المتحدة في حال ساعد ذلك في التوصل إلى اتفاق جيد بضمانات عالية. وقالت إن «المحادثات التقنية في مستقبل قريب ستصل إلى مرحلة التشبع». وأبلغ المتحدث باسم اللجنة البرلمانية للأمن القومي والسياسة الخارجية، محمود عباس زاده مشكيني، وكالة «إيسنا» الحكومية أن عبد اللهيان سيحضر اجتماعاً للجنة اليوم، لشرح آخر تطورات المباحثات في فيينا، إضافة إلى زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى موسكو الأسبوع الماضي. وكتب الناشط محمد مهاجري في صحيفة «اعتماد» الإصلاحية: «كان من الأفضل أن تنتهي المفاوضات في زمن عباس عراقجي، لو حدث ذلك لكان جني ثمارها الآن ممكناً، لكن لعبة السياسة أهدرت المصالح الوطنية حتى وصلنا إلى مفاوضات فيينا الجارية منذ أسابيع بإدارة علي باقري». وأشار إلى أن «الطريق تصبح وعرة أكثر وتظهر عقبات جديدة»، موضحاً أن الأطراف الأخرى «تزداد حرصاً وتستفيد من نقاط ضعفنا والنزاعات السياسة الداخلية»، لافتاً إلى أن الاتفاق المؤقت «الخيار الأكثر جديدة على طاولة المفاوضات». وقال: «الاتفاق المؤقت في الظروف العادية ليس خياراً جيداً، لكن في ظل أوضاع هذه الأيام ليس اختياراً سيئاً»، ودعا إلى اغتنام فرصة العامين على دخول الولايات المتحدة في أجواء الانتخابات الرئاسية لتعافي الاقتصاد الإيراني، مرجحاً عدم فوز الرئيس جو بايدن بولاية ثانية.

 

السجن 8 سنوات لسائح فرنسي في إيران

لندن - باريس: «الشرق الأوسط»»/25 كانون الثاني/2022

شجبت فرنسا، أمس، الحكم «غير المقبول» الذي أصدرته محكمة إيرانية بحق السائح الفرنسي بنجامان بريير وقضى بسجنه 8 سنوات و8 أشهر بتهمتي «التجسس» و«الدعاية» ضد النظام، بحسب ما أعلن الثلاثاء محاميه الذي وصف المحاكمة بـ«المهزلة». وقالت وزارة الخارجية الفرنسية إن «هذه الإدانة، التي ما من شيء يمكن أن يبررها، غير مقبولة»، مشيرة إلى أن بريير قرر استئناف الحكم الصادر بحقه. وذكرت الوزارة بأن مواطنها اعتقل في إيران «بينما كان يقوم برحلة سياحية». وقال المحامي فيليب فالان في بيان إن موكله البالغ من العمر 36 عاماً صدر بحقه أيضاً حُكم ثان بالسجن لمدة 8 أشهر إضافية بعدما أدين بتهمة ثانية هي «الدعاية» ضد النظام الإيراني، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. وبريير؛ الذي لطالما أكد أنه كان في إيران بغرض السياحة، أوقف في مايو (أيار) 2020 لالتقاطه بواسطة طائرة من دون طيار ترفيهية «صوراً لمناطق محظورة» في حديقة طبيعية قرب حدود تركمانستان. وهو موقوف بالسجن المركزي في مشهد (شمالي شرق) وينفذ منذ نهاية ديسمبر (كانون الأول) الماضي إضراباً عن الطعام احتجاجاً على ظروف اعتقاله. ومثُل الخميس الماضي أمام محكمة في مشهد خلال جلسة مغلقة، وفق سعيد دهقان؛ أحد محاميه الإيرانيين. ونقلت «رويترز» عن دهقان أن بريير سيستأنف الحكم. وقال إن موكله صُدم من الحكم الذي كان أقسى مما كان متوقعاً ويتضمن تهمة إضافية بالتعاون مع دول معادية ضد إيران. وقال المحامي فالان في بيان إن موكله «لم يستفد، بتاتاً، من أي شكل من أشكال المحاكمة العادلة أمام قضاة محايدين. وللتذكير؛ فهو لم يستفد من أي حق في الدفاع عن نفسه، ومن أي اطلاع على عناصر الاتهام، وليست هناك أي إمكانية للتحضير لدفاعه وتقديمه أمام قضاة (محكمة الثورة)». وإذ عبر المحامي عن قلقه على الوضع الصحي لموكله، أوضح أن «أسرة بنجامان بريير تناشد السلطات الفرنسية اليوم اتخاذ إجراءات فورية تتيح إعادته إلى وطنه»، لافتاً إلى أن موكله اعترض بشدة على الاتهامات و«حث السلطات الفرنسية على وضع نهاية لهذا الكابوس». بدورها؛ قالت بلاندين بريير، شقيقة الشاب الفرنسي، إن شقيقها «رهينة سياسية». وأضافت لوكالة الصحافة الفرنسية: «من الواضح أن هذه محاكمة سياسية تستفيد منها إيران لتوجيه رسالة إلى الحكومة الفرنسية»، مبدية أسفها؛ «لأننا نشعر كأننا بيادق في لعبة دبلوماسية».

خلال السنوات الأخيرة، اعتقل «الحرس الثوري» الإيراني العشرات من مزدوجي الجنسية والأجانب، ومعظمهم بتهم تتعلق بالتجسس والأمن. واتهمت جماعات حقوقية إيران بمحاولة انتزاع تنازلات من الدول الأخرى عن طريق مثل هذه الاعتقالات. ولطالما طالبت الدول الغربية طهران بإطلاق سراح مواطنيها؛ الذين تقول إنهم سجناء سياسيون.وفي السنوات الأخيرة، أجرت طهران عمليات تبادل عدة للمعتقلين مع دول أجنبية. وقال المحامي سعيد دهقان، الخميس، إن القاضي في محكمة بريير أشار إلى احتمال تبادله.

رهائن

وتحتجز إيران حالياً أكثر من 10 أشخاص يحملون جوازات سفر غربية، معظمهم مزدوجو الجنسية. وبريير هو المواطن الغربي الوحيد المحتجز في إيران الذي يُعرف بأنه لا يحمل جواز سفر إيرانياً. ومثله؛ هناك معتقلان آخران على الأقل مضربان عن الطعام؛ هما: المهندس الإيراني - البريطاني أنوشه عاشوري (67 عاماً)، ورجل الأعمال الإيراني - النمساوي كامران قادري (58 عاماً). أما الباحثة الفرنسية - الإيرانية فاريبا عادلخاه المعتقلة منذ يونيو (حزيران) 2019؛ فحكم عليها في مايو (أيار) 2020 بالسجن 5 سنوات بتهمة المساس بالأمن القومي. ووضعت فاريبا قيد الإقامة الجبرية منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2020، ثم أعيد سجنها منتصف يناير (كانون الثاني) الحالي بتهمة انتهاك أحكام إقامتها الجبرية. واعتُقل رفيقها الباحث رولان مارشال معها؛ قبل الإفراج عنه في مارس (آذار) 2020 بعد أن أفرجت باريس عن المهندس الإيراني جلال روح الله نجاد الذي كانت تسعى الولايات المتحدة لتسلمه لخرقه العقوبات الأميركية ضد إيران.

 

سيناتور أميركي يطالب بـ {زيادة الضغط} على إيران وواشنطن تؤكد استقالة نائب روبرت مالي

واشنطن: رنا أبتر وإيلي يوسف25 كانون الثاني/2022

انتقد السيناتور الجمهوري جيم ريش سير المفاوضات مع ايران في فيينا. وقال في تصريحات خاصة لـ {الشرق الأوسط} إن «المفاوضات مع إيران مستمرة بالتعثر... وحتى المسؤولين في إدارة بايدن يختلفون بشأن المقاربة الأميركية حيالها}. وتابع: {قلت منذ البداية إن على الإدارة زيادة الضغط على إيران وأن تضع تاريخاً محدداً لانهاء المفاوضات وتطبيق العقوبات وفرض عقوبات اضافية واعتماد سياسة الردع في المنطقة}. واعتبر ريش، وهو كبير الجمهوريين في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، أن «الاعتداءات الأخيرة في الظفرة (فرب أبوظبي) حيث تتواجد القوات الأميركية تزيد الحاجة لرد قوي. إذا رفض النظام الإيراني الجلوس إلى الطاولة يجب أن نكون مستعدين لترك المفاوضات.» في غضون ذلك، تعكس التصريحات عن وصول المفاوضات النووية إلى «مفترق خطير»، قلق ليس فقط حلفاء واشنطن، بل والفريق الأميركي المفاوض نفسه، بعدما أكدت الخارجية الأميركية في تصريحات صحافية نبأ استقالة ريتشارد نيفيو، نائب المبعوث الأميركي الخاص لإيران من منصبه، لتكشف استقالته وجود خلافات عميقة حول إدارة المفاوضات معها. وفيما أكدت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن عضوين آخرين في فريق التفاوض الذي يقوده روبرت مالي، قد تراجعا عن المشاركة أيضاً، بسبب مطالبتهما بموقف تفاوضي «أكثر صرامة» مع إيران ومعرفة «متى يجب الانسحاب»، كشفت أن المحادثات النووية دخلت في مرحلة حرجة. يقول ريتشارد غولدبرغ، كبير المستشارين في معهد الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن، والمدير السابق لقسم محاسبة إيران عن أسلحة الدمار الشامل في مجلس الأمن القومي، إن الدلائل كلها تشير إلى «زيادة اليأس» من جانب الفريق الأميركي للتوصل إلى أي اتفاق يمكن الحصول عليه مع إيران، مما يعني أن طهران هي «في مقعد القيادة» لانتزاع المزيد من التنازلات. وأضاف لـ «الشرق الأوسط» أن هذا الأمر يسمح للنظام الإيراني بالاحتفاظ بالمزيد من مكاسبه النووية والحصول على المزيد من الفوائد الاقتصادية في الوقت نفسه. واعتبر أن ما هو ملحوظ، هو أن إزالة ريتشارد نيفيو من منصبه، قد حصلت الشهر الماضي، ولم تكن الإدارة تخطط للإعلان عنها. ورأى أن مغادرة نيفيو منصبه تعني أنه من المحتمل أنه يعترض على أن تكون الولايات المتحدة تعرض شروطاً تتعارض مع أهداف طويلة الأمد لمنع انتشار الأسلحة النووية، وتقوض تحقيق وكالة الطاقة الذرية في المواقع والمواد والأنشطة النووية الإيرانية غير المعلنة.  وكان نيفيو، قد دعا إلى اتخاذ موقف أكثر صرامة في المفاوضات الحالية، ولم يحضر المحادثات في فيينا منذ أوائل ديسمبر (كانون الأول) ، بحسب «وول ستريت جورنال». وتأتي الانقسامات في وقت حرج، حيث حذر المسؤولون الأميركيون والأوروبيون من أنه لم يتبق سوى أسابيع قليلة لإنقاذ اتفاق 2015 قبل أن تكتسب إيران المعرفة والقدرة على إنتاج وقود نووي يسمح لها بصنع قنبلة نووية في وقت سريع. وذكر أشخاص مطلعون على المفاوضات أن من بين القضايا التي تثير الانقسام داخل الفريق الأميركي هو الخلاف حول مدى الحزم في إنفاذ العقوبات الحالية وما إذا كان ينبغي قطع المفاوضات بسبب تقدم البرنامج النووي الإيراني. وحث بعض أعضاء الفريق الأميركي على إنهاء المفاوضات مع طهران بعد أن تراجعت عن معظم التعهدات التي قطعتها الحكومة الإيرانية السابقة، بقيادة الرئيس حسن روحاني. وقال هؤلاء إن نقاط التوتر الأخرى، تشمل ما إذا كان يتعين على الوكالة الذرية التابعة للأمم المتحدة أن تدين طهران، لمنعها المفتشين الدوليين من مراقبة أنشطتها النووية ورفضها التعاون في التحقيق في المواد النووية التي عثر عليها في بعض المواقع التي لن تعلن إيران عنها. كما يرى بعض أفراد الفريق الأميركي أنه سيكون من المستحيل استعادة الهدف الأساسي لاتفاق 2015 وهو: بقاء إيران على بعد 12 شهراً من امتلاك وقود نووي كافٍ لصنع سلاح نووي.

 

روسيا تبدأ مناورات عسكرية قرب أوكرانيا وفي شبه جزيرة القرم

موسكو: «الشرق الأوسط أونلاين»/25 كانون الثاني/2022

بدأت القوات الروسية اليوم (الثلاثاء)، سلسلة جديدة من المناورات في جنوب البلاد على مقربة من أوكرانيا وفي شبه جزيرة القرم، مع تدريبات يشارك فيها ستة آلاف عنصر وطائرات مقاتلة وقاذفات، حسبما أفادت وكالات الأنباء الروسية. ونقلت الوكالات عن قائد القوات الروسية في جنوب روسيا ألكسندر دفورنيكوف، قوله إنها عملية «مشتركة» تشمل خصوصاً «سلاح الجوّ ومضادات الطائرات وسفن أسطولَي البحر الأسود وبحر قزوين»، في خضمّ توترات حادة بين موسكو والغرب على خلفية الملف الأوكراني. وحسب وكالة «تاس»، فإن تدريبات سلاح الجو تشمل 60 مقاتلة وقاذفة في أربع مناطق لا سيما شبه جزيرة القرم التي ضمّتها روسيا في 2014 رداً على ثورة موالية للغرب في أوكرانيا. هدفها خصوصاً تنسيق تحرك البحرية والطيران خلال إطلاق صواريخ. من جانب آخر، يشارك ستة آلاف عنصر في مناورات للتحقق من جهوزيتهم للقتال في عدة قواعد في مناطق مختلفة بجنوب روسيا.يأتي الإعلان عن هذه المناورات بعد ساعات من تنديد الكرملين بوضع واشنطن آلاف الجنود الأميركيين في حالة تأهب بسبب الأزمة بين روسيا والغرب بشأن أوكرانيا، ورأى في ذلك «تصعيدا للتوتر» من جانب واشنطن.

 

بايدن: لا نية لدخول قوات أميركية أو أطلسية إلى أوكرانيا

واشنطن: «الشرق الأوسط أونلاين»/25 كانون الثاني/2022

أكد الرئيس الأميركي جو بايدن عدم وجود نية لإرسال قوات أميركية إلى أوكرانيا، لكنه حذر روسيا مجدداً من عقوبات مشددة إذا أقدمت على غزو جارتها. وقال بايدن للصحافيين: «لا توجد نية لنشر قوات أميركية أو تابعة لحلف الأطلسي في أوكرانيا»، بحسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. لكن الرئيس الأميركي أكد مجددًا أن روسيا ستعرض نفسها لعقوبات اقتصادية «كبيرة» في حالة وقوع هجوم وأن العقوبات يمكن أن تصل إلى حد فرض إجراءات يمكن أن تستهدف شخصيا رئيسها فلاديمير بوتين. وخلال زيارة قام بها الرئيس الأميركي لمتجر صغير في واشنطن سألته صحافية عمّا إذا كان وارداً بالنسبة إليه أن يفرض عقوبات على بوتين شخصياً، فأجاب بايدن «نعم. يمكن أن أنظر في ذلك». من ناحية أخرى، رفض بايدن التكهن باللحظة التي يمكن أن تتعرض فيها أوكرانيا لهجوم، وقال إن «الأمر سيكون مثل قراءة فنجان القهوة»، مضيفًا في إشارة إلى الرئيس بوتين «كل شيء يتوقف على قراره». وقال بايدن «إذا غزت روسيا البلد بأكمله" أو «أقل بكثير» من ذلك، فستكون هناك «عواقب وخيمة»، ليس فقط بالنسبة لها ولكن في «العالم بأسره». وأضاف أنه سيكون «أكبر غزو منذ الحرب العالمية الثانية. (...) من شأن ذلك أن يغيّر العالم».

 

ماكرون: روسيا ستدفع ثمناً باهظاً جداً إذا اجتاحت أوكرانيا

باريس: «الشرق الأوسط أونلاين/25 كانون الثاني/2022

أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الثلاثاء، أنّ روسيا ستدفع «ثمناً باهظاً جداً» إذا شنّت هجوماً عسكرياً على جارتها أوكرانيا، مشدّداً على أنّ باريس وبرلين متّفقتان على ضرورة نزع فتيل التوتر في هذه الأزمة. وقال ماكرون خلال مؤتمر صحافي مشترك مع المستشار الألماني أولاف شولتس إنّه «إذا حصل هجوم، سيكون هناك ردّ، والثمن (الذي ستدفعه روسيا) سيكون باهظاً جداً». وأضاف أنّ فرنسا وألمانيا «متّحدتان» في الدعوة إلى خفض حدّة التوتر على الحدود بين روسيا وأوكرانيا. وفي المؤتمر نفسه، كشف ماكرون أنه سيجري الجمعة المقبل محادثات هاتفية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين تتناول الأزمة الأوكرانية. وبدأت القوات الروسية اليوم سلسلة جديدة من المناورات في جنوب البلاد على مقربة من أوكرانيا وفي شبه جزيرة القرم، مع تدريبات يشارك فيها 6 آلاف عنصر وطائرات مقاتلة وقاذفات، حسبما أفادت به وكالات الأنباء الروسية.

   

«خطة طوارئ» أميركية - أوروبية لحماية إمدادات الطاقة في ظل الأزمة مع روسيا

واشنطن: «الشرق الأوسط أونلاين»/25 كانون الثاني/2022

أكد مسؤول كبير في البيت الأبيض، اليوم (الثلاثاء)، أن الولايات المتحدة والأوروبيين اتخذوا خطوات لحماية إمدادات الغاز إلى أوروبا إذا قررت روسيا قطعها، في إطار أي نزاع قد يطرأ، محذراً موسكو من استخدام الوقود «سلاحاً». وقال: «نعمل مع الدول والشركات حول العالم لضمان أمن الإمدادات وتجنب أي صدمات في الأسعار» في إطار «خطة طوارئ» تشمل التفاوض مع جهات إمداد في شمال أفريقيا وآسيا، بحسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. كما حذر موسكو من استخدام إمدادات الوقود «سلاحاً»، مشيراً إلى أن الأمر لن يمر «من دون عواقب على الاقتصاد الروسي». وأضاف: «نحن على استعداد لفرض عقوبات تحمل تداعيات هائلة» تتجاوز الإجراءات السابقة التي طُبّقت عام 2014 بعدما اجتاحت روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية. وأكد أن «زمن الإجراءات التدريجية ولّى»، مشددا على أنّه إذا قامت روسيا بغزو أوكرانيا مجدداً «فسنبدأ من أعلى سلّم التصعيد». وكشف أن حزمة العقوبات الاقتصادية التي تعدّها واشنطن ستشمل قيودا غير مسبوقة على صادرات معدات التكنولوجيا المتقدمة الأميركية. وأوضح المسؤول «نتحدّث عن تكنولوجيا متقدمة نصممها وننتجها»، مثل الذكاء الصناعي والحوسبة الكمية وتكنولوجيا صناعة الطيران وهو ما «سيضرب بشدة طموحات (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين الاستراتيجية لتحويل اقتصاده نحو التصنيع».

  

جونسون: بوتين يريد العودة إلى نظام مناطق النفوذ القديم

لندن: «الشرق الأوسط أونلاين»25 كانون الثاني/2022

توعّد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، اليوم الثلاثاء، روسيا بعقوبات غربية «أشدّ من أيّ أمر قمنا به من قبل» إذا غزت أوكرانيا، وذلك عقب محادثات مع قادة عدد من الدول الحليفة بشأن تهديدات موسكو، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. وكرّر جونسون تحذيره للرئيس الروسي فلاديمير بوتين من الدمار الذي يرجّح أن ينجم عن أيّ توغل لقواته في أوكرانيا، وذلك لدى إطلاعه البرلمان على آخر التطورات بعد اتصال أجراه ليل الإثنين مع الرئيس الأميركي جو بايدن وعدد من حلفاء بلاده الأوروبيين. واتهم بوتين بأنه يريد «العودة إلى نظام مناطق النفوذ القديم، وليست أوكرانيا وحدها التي يضع عينه عليها»، كما أوردت وكالة «رويترز» للأنباء. وقال جونسون «اتفقنا على أنّنا سنردّ على أيّ هجوم روسي على أوكرانيا بشكل موحّد عبر فرض عقوبات اقتصادية شديدة ومنسّقة، أشدّ من أيّ أمر قمنا به من قبل ضدّ روسيا». ولدى سؤاله هل سيتم تعليق مشاركة موسكو في منظومة «سويفت» العالمية للتعاملات المالية، أجاب: «لا شكّ في أنّ (سويفت) سيكون سلاحاً فعالاً للغاية». ولفت إلى أنه سيكون على الولايات المتحدة التعامل مع خطوة من هذا النوع لأنّها مركز النظام المالي العالمي، مضيفاً «نجري محادثات بهذا الشأن». وأكّد أنّ الأوكرانيين سيقاومون أيّ توغّل روسي «بعناد وإصرار»، بعدما أعطى الضوء الأخضر لإرسال نحو 2000 قطعة سلاح بريطانية مضادّة للدبابات إلى أوكرانيا ومدرّبين عسكريين. ورأى أنّ الدماء التي ستسفك من جراء أيّ غزو روسي «ستكون أشبه بالحرب الأولى في الشيشان أو البوسنة أو أي نزاع شهدته أوروبا منذ العام 1945». وقال جونسون «لا يمكننا المساومة على رؤية لأوروبا موحدة وحرّة» والتي برزت بعد نهاية الحرب الباردة عام 1989، «لأنّ روسيا أشهرت مسدّسا على أوكرانيا». لكنه أوضح أنّ إرسال قوات قتالية تابعة لحلف الأطلسي إلى أوكرانيا، غير المنضوية في الحلف «ليس احتمالاً مرجّحاً في الأمد القريب».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

2022 ليست 1992، فكفى " بكائيات "!

جان الفغالي/الكلمة أونلاين/25 كانون الثاني/2022

يتبارى السياسيون والمحللون في الحديث عن أن انتخابات 2022 ستلقى مصير انتخابات 1992 ، لكنهم ، ولضعفٍ في الذاكرة أو في " الثقافة السياسية والإنتخابية " ، لا يذكرون ماذا حصل عام 1992 والذي اقل ما يُقال فيه إنه "عارٌ انتخابي" .

لقد جاء في "وثيقة الوفاق الوطني" التي عرفت ب " اتفاق الطائف" ، تحت بند " الاصلاحات الاخرى " ، ما حرفيته:

" ج ـ قانون الانتخابات النيابية:

تجري الانتخابات النيابية وفقاً لقانون انتخاب جديد على أساس المحافظة: يراعي القواعد التي تضمن العيش المشترك بين اللبنانيين وتؤمن صحة التمثيل السياسي لشتى فئات الشعب وأجياله وفعالية ذلك التمثيل، بعد إعادة النظر في التقسيم الإداري في إطار وحدة الأرض والشعب والمؤسسات ." .

ما يجب أن يُحفَظ من هذا البند هو التالي: " تجري الانتخابات النيابية وفقاً لقانون انتخاب جديد على أساس المحافظة، بعد إعادة النظر في التقسيم الإداري".

يعني، تفسيرًا ، إعادة النظر في تقسيم المحافظات، وتجري الانتخابات النيابية وفق قانون جديد على أساس المحافظات الجديدة " .

لكن عمليًا الذي جرى معاكسٌ تمامًا لما ورد في الطائف.

ففي عام 1992 ، حين تمت للمرة الأولى الانتخابات النيابية بعد الحرب (وكان آخر مرة جرت فيها الإنتخابات عام 1972 ، وفق قانون ال 60 .) جرت الانتخابات وفق قانون مخالِف لِما ورد في الطائف،ومن أبرز المخالفات الفاقعة والفاضحة:

رفع عدد النواب من 108 إلى 128

خلل في التقسيمات الإدارية :اعتمدت المحافظة دائرة انتخابية في بيروت والشمال، واعتمدت الأقضية دوائر انتخابية في جبل لبنان والبقاع، ودمجت محافظتا الجنوب والنبطية دائرة واحدة.

اُقر القانون خالياً من عدالة التمثيل إذ وزّعت بعض المقاعد على دوائر لا ثقل انتخابياً لطوائفها كالمقعد الماروني في طرابلس والمقعد الماروني في البقاع الغربي، والمقعد الدرزي في بيروت والمقعد السني الثاني في دائرة بعلبك – الهرمل

وعلق العمل بالبطاقة الانتخابية لمرة واحدة واستعيض عنها بتذكرة هوية يعود تاريخ اصدارها إلى ما قبل العام 1975 او باخراج قيد فردي معفى من رسم الطابع ويعمل به لعملية انتخابية واحدة..

المسيحيون عمومًا والموارنة خصوصًا قاطعوا الانتخابات، كما قاطعتها نسبة لا بأس بها من المسلمين السنة بعد موقف الرئيس صائب سلام وإعلان الرئيس تمام سلام مقاطعتها انسجامًا مع موقف المسيحيين.

بدأت المعارضة المسيحية للانتخابات ساعة إقرار القانون 92/154، حيث أصدرت الأحزاب والقوى المسيحية بيانات تدعو الى الإضراب في اليوم التالي لاقراره، وجاءت الدعوة إلى الإضراب على لسان قائد القوات اللبنانية سمير جعجع، وحزب الوطنيين الأحرار وتيار العماد ميشال عون، في حين دعا العميد ريمون إده إلى مقاومة الانتخابات بكل الطرق الديموقراطية واصفاً كل من يبادر إلى اجراء هذه الانتخابات «بأنه مجنون أو خال من اي ضمير وطني..» كذلك عارض الرئيس أمين الجميل بشدة اجراء الانتخابات وقد استجابت للمقاطعة بيروت الشرقية وبعض مناطق جبل لبنان ، جبيل، كسروان والمتن وبعبدا، وبعض مناطق الجنوب ، جزّين، والشريط الحدودي ، وبعض مناطق الشمال ، بشري، البترون.

جاءت نتائج انتخابات 1992 مشوبة بالعيوب، ففي جبيل، على سبيل المثال لا الحصر، ونتيجة غياب العميد ريمون إده والمقاطعة المسيحية الشاملة، فاز المرشحان المارونيان ميشال الخوري باكثرية 130 صوتاً، والمرشحة مهى الخوري أسعد بـ41 صوتاً، فيما كان الصراع على المقعد الشيعي وكانت نسبة الاقتراع في هذه الدائرة 6.5٪ اكثريتهم الساحقة من الشيعة.

أين " دلع " 2022 من مآسي 1992 ؟

قانون اليوم تمَّ بموافقة الجميع .

ليس فيه دائرة " إبنة ست " ودائرة " إبنة جارية "

مقاطعة 1992 كانت عابرة للطوائف وشاملة ومع ذلك لم تُلغَ الإنتخابات بل تمت " بمَن صوَّت" .

اليوم كل العدة الإنتخابية أنجزت ، فهل مسموح أن يسبب " الحَرَد " إلى تطيير الإنتخابات ؟

عام 2000 جرى تقسيم بيروت لتقليل نواب رفيق الحريري، فكانت النتيجة انه اجتاح بيروت انتخابيًا ومَن ينسى عبارة "زي ما هيي" للرئيس الشهيد رفيق الحريري في تلك الإنتخابات ؟

 

انهيار الحريرية: "لامركزية" سنّية فوضوية.. والعاصفة تقترب

منير الربيع/المدن/25 كانون الثاني/2022

لم يحصل في تاريخ السياسة اللبنانية ما حصل لسعد الحريري، سوى مع شخصيتين بارزتين: ريمون إده سنة 1976، عند دخول الجيش السوري إلى لبنان، وصائب سلام بعد حوادث بيروت التي تلت انتخاب بشير الجميل وتأييد سلام له. الأول خرج احتجاجاً على دخول الجيش السوري، والثاني خرج من بيروت بعد دخول الميليشيات إليها وتهديده في منزله. ولم يعد صائب سلام إلى بيروت إلا مع مشروع رفيق الحريري الذي بدأ بإعادة إعمار وسط المدينة. واعتزال الشخصيات السياسية غالباً ما يستبق تحولات وتطورات كبيرة في معانيها السياسية والعسكرية ربما.

انهيار ركائز الحريرية

بُني مشروع الحريرية السياسية على ركائز ثلاث أساسية: نجاحات في إدارة المشاريع والأعمال والثروة المالية. ثم الدعم السعودي والخليجي. وتفاهمات إقليمية ودولية على دور الحريري السياسي في لبنان. وما أعلنه سعد الحريري هو أن الحريرية لا يمكنها البقاء بعد فقدانها هذه الركائز. فالحريري الإبن دخل في صراع المحاور، وخسر الدعم السعودي، وخسر قوته المالية. وحاول التعويض عن ذلك بالتسوية الرئاسية مع ميشال عون، لكنها تسوية غير قابلة  للاستمرار كما اتضح. ومنذ انتهاء التسويات الإقليمية، وبدأ عصر التصعيد باغتيال الحريري سنة 2005، دخل لبنان والمنطقة في مرحلة التحول الكبير: اجتياح العراق، اغتيال ياسر عرفات، وإصدار القرار 1559 الذي ذهب رفيق الحريري ضحيته، وطويت صفحة الطائف على مراحل: في 7 أيار، وانقلاب 2011 على حكومة الحريري، وصولاً إلى التسوية الرئاسية وما انتهت إليه من انهيار شامل في البلاد. 

التخلي عن الأبوة

ومنذ سنتين نصب سعد الحريري نفسه "أباً للسنة" في لبنان. واليوم تخلى عن أبوته فتيتم الأبناء. فهو لم يسمّ أي طرف بديل أو جهة تكون وصية على هذه البيئة السنية. وها هو جمهور تيار المستقبل والسنّة يجدون أنهم متروكون، يبحثون عن تعويض على هذا النوع من الانسحاب من الحياة السياسية، وتداعياته. قد يكون التوجه اليوم إلى نوع من اللامركزية السنّية الفوضوية، يحاول فيها أشخاص وناشطون العمل على تعزيز طموحاتهم السياسية بلا أي رابط فكري أو سياسي لتقديم مشروع واضح المعالم.

التصعيد وحصة السعوددية

وقد تنطوي خطوة الحريري على تحول كبير في مجريات السياسة اللبنانية: تصعيد كبير ينذر بمواجهة كبرى في المرحلة المقبلة. فما يجري هو إعادة رسم خريطة لقوى سياسية جديدة على صعيد الإقليم. وفي هذا السياق تعمل دول الخليج على الحضور بشكل بارز وفرض نفسها عنصراً أساسياً حاضراً على طاولة تقاسم النفوذ. وهناك قناعة تشير إلى استعداد أميركي للانسحاب من المنطقة، واستعدادات لملء الفراغ الناجم عنه. ومنذ بروز هذا التوقع، ظهرت خلاصة تقول إن القوى التي ستسد الفراغ هي تركيا، إيران، وإسرائيل. ولم يكن هناك من حضور واضح المعالم للعرب والخليجيين، خصوصاً بعد التراجع في العراق، سوريا، ولبنان وصولاً إلى اليمن. والتصعيد هو العنوان الأبرز في المرحلة المقبلة. تحاول دول الخليج وعلى رأسها السعودية استعادة دور فاعل في المنطقة، انطلاقاً من: التصعيد العسكري في اليمن. المشاركة في صناعة المشهد السياسي في العراق. ومن خلال الدور الذي تقوم به روسيا في سوريا. وفتح دفاتر الملف اللبناني المرتبطة بالقرارات الدولية. وبما أن ما يجري يقود إلى إعادة رسم مشهد جديد للخريطة السياسية في المنطقة، فهو حتماً ينعكس على الواقع اللبناني بإعادة رسم خريطة نفوذ القوى السياسية اللبنانية. وحتى لو جرت الانتخابات وعادت قوى سياسية أساسية إلى المجلس، فإن طريقة عودتها وتوازنات القوى ستكون مختلفة جذرياً عن ما كانت عليه في السابق.

 

الحريري out: إنقلاب هادئ… أم عاصف؟

كلير شكر/نداء الوطن/25 كانون الثاني/2022

خرج سعد الحريري من الحياة السياسية اللبنانية. وصف خروجه بـ»التعليق»، لا «الإنهاء» أي أنّه قد يعود عنه في أي لحظة. ولكن هذه اللحظة ليست بيده ولا هو قادر على تحديدها. لذا بدا بيانه الأخير أشبه بالوداع الذي انهاه باكياً. قرار مفصليّ، ستكون تداعياته متدحرجة على المستوى الداخلي، لتصبح مرحلة ما بعده مغايرة كلياً لمرحلة ما قبله. اختصر رئيس «تيار المستقبل» أسباب «تعليقه» العمل السياسي، بأنّه «لا مجال لأيّ فرصة إيجابيّة للبنان، في ظلّ النّفوذ الإيراني والتخبّط الدّولي، والانقسام الوطني واستعار الطائفية واهتراء الدولة»، مركّزاً على الحرب الأهلية التي «نجح في منعها»، ما فَرض عليه تسويات، من احتواء تداعيات 7 أيّار، إلى اتفاق الدوحة، إلى زيارة دمشق، إلى انتخاب ميشال عون رئيساً، إلى قانون الانتخابات… ولو أنّ هذه المقاربة فيها الكثير من المغالاة التي تفتقد إلى الواقعية، كون الإدارة السياسية المحلية غير مرتبطة بأي قرارات استراتيجية، وبالتالي لا يمكن تعليق كل مبررات سوء إدارته الداخلية على خشبة منع الحرب الأهلية. لعل أكثر ما تعلّمه الحريري من تجربته السياسية، بحلاوتها ومرّها، هو إحاطة حركته بالكثير من الغموض والكتمان، بعدما فقد الرجل ثقته بمن حوله. وقد يكون هذا السلوك نوعاً من التقلبات المزاجية التي تدفعه إلى تغيير رأيه بين ليلة وضحاها. فبعض المعلومات كانت تشير إلى أنّ رئيس «تيار المستقبل» سيصل مطار رفيق الحريري في الثالث من كانون الثاني الماضي ليبلغ ما عنده لأعضاء «كتلة المستقبل» وبعض حلفائه، عاد وعدل عن رأيه من دون الافصاح عن الأسباب التي أملت عليه تحديد ذلك التاريخ، ومن ثم الغاءه… واذ بالموعد يقفز حتى العشرين من كانون الثاني. وقبل أن يبدأ رئيس «تيار المستقبل» جولته، كان بعض من يعرفونه، يسطّرون سلفاً ما قد يبوح به لمن سيلتقيهم: الرجل كتب بيان عزوفه عن المشاركة في الاستحقاق النيابي منذ أسابيع، وما عودته إلى بيروت إلا من باب ابلاغ المعنيين بقراره النهائي. ولهذا رفض الامتثال لمحاولات الاستعراض التعاطفي والتضامني في الشارع التي قادها بعض نواب «المستقبل» والتي بدت كأنها محاولة لدفعه إلى تبديل موقفه. ولكن بمطلق الأحوال، فتح قرار الحريري الباب أمام سيناريوات كبيرة ستحملها تداعيات هذا الخروج، ولو أنّ المرحلة الجديدة ستحتاج إلى وقت قبل أن تتبلور بصورتها الكليّة، بعد التأكد من أنّ تعليق رئيس «تيار المستقبل» العمل بالحياة السياسية، لن يكون «تفجيرياً»، بمعنى نسف الانتخابات النيابية عن «بكرة أبيها» لرسم مشهدية مختلفة عن تلك السائدة راهناً.

في الواقع، ثمة احتمالان هما قيد التداول بين المعنيين:

الاحتمال الأول قد يقود إلى وقوع حجارة الدومينو الواحد تلو الآخر من خلال توالي اعلانات العزوف عن المشاركة في الاستحقاق النيابي، لا سيما من جانب القيادات الأساسية، تحت عنوان عدم ميثاقية الاستحقاق بحجة عدم مشاركة الفريق السنيّ الكبير، خصوصاً وأنّ من يرجّحون هذا السيناريو يعتقدون أنّ الهدف المرجو من اخراج الحريري عن المسرح السياسي، هو سحب الفريق السنيّ الذي رفض خوض مواجهة مع «حزب الله» من الواجهة، لا بل هو متهم بالتماهي معه في بعض المحطات. ولذا كان لا بدّ من نزع هذه الورقة من يد «حزب الله» في لحظات المخاض الاقليمي، بدليل تزامن اعلان الحريري مع «الكشف» عن دفتر شروط «المبادرة الكويتية». وقد تنتهي فصول هذا الاحتمال بالعمل على تأجيل الانتخابات النيابية ريثما تتضح الصورة في مفاوضات فيينا ليُبنى على الشيء مقتضاه. الاحتمال الثاني هو أن يكتب كتاب التاريخ اللبناني صفحات جديدة قوامها خروج الحريري من الحياة السياسية، لتملأ «الطبيعة الفراغ» من خلال شخصيات سنية حريرية الانتماء أو قريبة منها، من دون اغفال سعي الخصوم للقضم من هذا الطبق. ولعل هذا ما حذر منه رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط الذي سارع إلى الإشارة إلى أنّ «القرار الذي اتخذ من قبل الرئيس الحريري يعني إطلاق يد «حزب الله» والإيرانيين في لبنان».وهنا، يشير أحد المعنيين إلى أنّ قرار رئيس الحكومة السابق ستكون له تداعيات مباشرة على دائرتين انتخابيتين أساسيتين: دائرة بيروت الثالثة التي كان الحريري يقود معركتها، ودائرة صيدا حيث يفترض أن تلتزم النائبة بهية الحريري بقرار رئيس «التيار» وتبقى خارج دائرة الترشيحات. أما بقية الدوائر، فقد لا تشهد تغييرات انقلابية خصوصاً وأنّ الكثير من الوجوه الموجودة راهناً في البرلمان قد تعود إلى المشهدية الانتخابية تحت عنوان «الحريرية السياسية».

 

هل بدأ الإعداد لتأجيل الانتخابات؟

طارق ترشيشي/الجمهورية/25 كانون الثاني/2022

قرأ كثيرون في تعليق الرئيس سعد الحريري مشاركته وتيار «المستقبل» في العمل السياسي وعدم خوض الانتخابات النيابية ترشيحاً واقتراعاً، انّه يعكس ثلاثة احتمالات: الأول، تأجيل الانتخابات النيابية، وتمديد ولاية المجلس النيابي الحالي. والثاني، وجود رغبة داخلية وخارجية بفرض تغيير في الطبقة السياسية اللبنانية، تحت عنوان انّها تتحمّل مسؤولية انهيار لبنان على كل المستويات. والثالث، انّ لبنان موضوع خارج الاهتمامات العربية والدولية، وذاهب الى مزيد من الانهيارات التي ستوصله الى مرتبة الدولة الفاشلة…

بإعلان الحريري انّه وتيار «المستقبل» علّقا مشاركتهما في العمل السياسي، يدخل لبنان على أبواب الانتخابات النيابية المقرّرة في ايار المقبل، مرحلة جديدة تختلط فيها الاوراق والحسابات على كل المستويات، سواء لدى كل الأفرقاء السياسيين والشرائح الشعبية بمختلف انتماءاتها وتلاوينها، او على مستوى الدول والجهات المهتمة او المتدخّلة في الشأن اللبناني.

الأسباب التي دفعت الحريري الى مثل هذا القرار كثيرة ومتعددة بأبعادها الداخلية والخارجية، ولا يمكن الأخذ بسبب واحد منها باعتباره الوحيد الذي أملى هذا القرار الحريري، وإنما يمكن القول انّ كل هذه الأسباب مجتمعة دفعته اليه، تبدأ من الوضع الشخصي الى العام، لتصل الى ما يمكن ان ينطوي القرار من احتمال ان يكون لبنان والمنطقة مقبلين على تطورات كبيرة وخطيرة، جعلت صاحبه يقتنع بأنّ خروجه من الحياة السياسية في هذه المرحلة قد يكون الخيار الأسلم بالنسبة اليه شخصياً وكفريق سياسي، لحفظ الوجود في الواقع الجديد الذي سينشأ في المرحلة المقبلة محلياً واقليمياً ودولياً.

بعض المتابعين أوجزوا الأسباب التي دفعت الحريري الى هذا الموقف بالآتي:

– اولاً: شعورالحريري انّ تطبيع علاقته مع المملكة العربية السعودية ما زال أفقه مقفلاً، وانّ حصوله مرهون بعامل الوقت، وتالياً فإنّ الوقت الآن الذي تتعدّد فيه اهتمامات المملكة، لا يتيح حصول مثل هذا التطبيع الذي إذا حصل قسيكون ايذاناً بعودة الاهتمام السعودي خصوصاً والخليجي عموماً بالوضع اللبناني. علماً انّ كثيرين ممن قرأوا الشروط العربية والدولية التي حملها وزير الخارجية الكويتية الشيخ ناصر الصباح الى لبنان، تحت عنوان مقترحات لإعادة بناء الثقة بين لبنان ودول الخليج، من الصعب تنفيذها بكل بنودها، ولا سيما منها البنود المتصلة بنحو او بآخر بمصير بعض الأزمات الاقليمية.

– ثانياً: شعور الحريري انّ خوضه وتياره الانتخابات النيابية المقبلة قد لا يمكّنه من الفوز بما يطمح اليه من عدد وازن من المقاعد النيابية، يكون له تأثيره في العملية السياسية الداخلية، وبالتالي من الافضل عدم المشاركة في هذه الانتخابات والانصراف الى ترتيب البيت الداخلي «المستقبلي» وتوسيع قاعدة الاستقطاب الشعبي والسياسي اكثر فأكثر استعداداً للمرحلة المقبلة.

ـ ثالثاً، ربما توافرت لدى الحريري معلومات ومعطيات تدل الى أنّ لبنان والمنطقة مقبلان على مجموعة من الزلازل السياسية وربما العسكرية الكبرى، وبالتالي من الأفضل البقاء خارج الحلبة السياسية والجلوس في مقاعد الانتظار لما سيرسو عليه المستقبل اللبناني والاقليمي. وربما لمس الحريري انّ الانتخابات المقبلة، وفي ظل الواقع الاقليمي المأزوم، وفي ضوء الانهيار الذي تعيشه البلاد، لن تتيح له حرية إقامة تحالفات، ولو انتخابية، مع بعض الأفرقاء اللبنانيين ضمن الصف الواحد وخارجه، ما يعني انّ ايام «التحالف الرباعي» الذي حصل في مراحل انتخابية عدة سابقة، ليس بالأمر المتاح، خصوصاً في الانتخابات المقبلة، التي تدلّ كل المؤشرات الى انّ أم المعارك فيها ستكون على الساحتين السنّية والمسيحية.

لكن اياً كانت مؤديات قرار الحريري وتفاعلاته او مضاعفاته الداخلية والخارجية، فإنّ علامات استفهام كثيرة بدأت ترتسم حول مصير الاستحقاق النيابي. فالبعض يقول انّ هذا القرار الحريري قد يكون بمثابة كرة ثلج ستكبر شيئاً فشيئاً، ويمكن ان تؤدي الى واقع يدفع المعنيين الى تأجيل هذه الانتخابات بذريعة ميثاقية. ويقول هذا البعض، انّ خروج الحريري من الاستحقاق النيابي مشفوعاً بخروج الرئيس تمام سلام ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي لن يترشح للانتخابات هو ووزراء حكومته لضمان الحياد في العملية الانتخابية، فضلاً عن عدم ترشح الرئيس فؤاد السنيورة، قد يدفع المعنيين بالاستحقاق النيابي الى اعتبار انّ المكون السنّي الميثاقي غير متوافر فيه، وبالتالي لا ينبغي إجراء الانتخابات ما لم تُزل هذه «العقدة الميثاقية».

اكثر من ذلك، فإنّ غالبية القوى السياسية تصدح ألسنتها هذه الايام في مدح الانتخابات، فيما ايديها تمعن في نحرها، بمعنى انّ هذه القوى التي تشكّل في غالبيتها الطبقة السياسية المشكو منها، والتي يطالب كثيرون بخروجها من السلطة وإجراء انتخابات تنتج سلطة جديدة، لا ترى ضمنياً مصلحة لها في خوض انتخابات لن يكون في مقدورها الفوز بأكثرية نيابية او بأعداد وازنة من المقاعد النيابية، تضمن لها حضوراً ملحوظاً في الحياة السياسية المستقبلية. فجميع هذه القوى ووفق «بوانتاجات» تجريها حول النتائج المحتملة للانتخابات تخرج بانطباعات غير مريحة، لا بل انّ هذه «البوانتاجات» لا تشير الى انّ اي فريق سيتمكن من الفوز بأكثرية نيابية رغم الاقتناع في ضوء التجربة، انّ الأكثريات النيابية التي تشكّلت منذ انتخابات 2005 وحتى انتخابات 2018 لم تحكم لا يوم كانت في يد فريق 14 آذار، ولا في هذه الايام حيث هي في يد فريق 8 آذار وحلفائه.

لذلك يقول المتابعون، انّ خروج الحريري وتياره من الانتخابات ترشيحاً واقتراعاً لن يمكن أحد من ملء هذا الفراغ «المستقبلي»، إذا جاز التعبير في كل الدوائر. بل قد يؤدي هذا الخروج الى خسارة قوى مقاعد نيابية كانت حصلت عليها بالتحالف مع»المستقبل» في الانتخابات السابقة، مع العلم انّ تراجع التمثيل الشعبي لبعض القوى السياسية لن يكون لمصلحة قوى منافسة لها، خصوصاً في الساحتين السنّية والمسيحية.

ولذلك، يقول المتابعون ايّاهم انّ احتمال تأجيل الانتخابات والذهاب الى تمديد ولاية المجلس النيابي لسنة او سنتين على الأكثر، بات خياراً متوقعاً يعمل فريق من القوى السياسية (في 8 و14 آذار) على توليد الظروف التي تفرض اعتماده. لكن السؤال الذي يطرحه كثيرون هو، هل انّ الواقع الذي آلت اليه البلاد من تدهور وفقر وجوع يسمح بتمديد سيكون بمثابة تمديد للانهيار؟ وهل المجتمع الدولي، الذي يحاضر يومياً بوجوب إجراء الانتخابات كمحطة تغييرية نحو الافضل للبنان، سيسمح بحصول مثل هذا التمديد، أم انّه سيدير الظهر ويؤثر الاهتمام بالقضايا الاقليمية والدولية، من الملف النووي الايراني الى حرب اليمن الى العراق وسوريا وليبيا وغيرها، وترك لبنان على لائحة انتظار التطورات المنتظرة في القابل من الايام والاسابيع الفاصلة عن موعد الانتخابات النيابية، والتي ستؤشر الى ما سيكون عليه مصير هذه الانتخابات وبالتالي مصير لبنان والمنطقة؟

 

الحزب” والمبادرة: “وصاية جديدة” لا تعنينا

 غادة حلاوي/نداء الوطن/25 كانون الثاني/2022

رسميّاً آثر «حزب الله» عدم التعليق على المبادرة العربية الخليجية الغربية. لم يفاتَح بالأمر فلم يعتبر نفسه معنياً به، وطالما هي بنود موجهة للدولة ممثلة بالرؤساء الثلاثة فعلى الدولة ان تجيب عليها.

لكن الاجواء المطلعة على موقف «حزب الله» توقفت عند جملة نقاط متعلقة بالمبادرة من ناحية الشكل والمضمون. مجرد الايحاء ان تحرك وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد ناصر الصباح اتى بمثابة مبادرة عربية خليجية دولية يهدف الى القول ان معارضتها تعني الوقوف ضد هذا المجتمع الذي يسعى الى مساعدة لبنان، وتقديم مبادرة انقاذية لإخراجه من الوضع الاقتصادي المأزوم، وفي حال تمّ الرفض، فيكون لبنان هو الذي يرفض ملاقاة اليد التي امتدت له لمساعدته وانقاذه. وهو ما فسره «حزب الله» على انه استغلال للوضع الاقتصادي الصعب بهدف تحصيل مكاسب سياسية كبيرة.

أكثر ما استوقف «حزب الله» في بنود المبادرة وجود تسعة بنود املائية على لبنان، تملي عليه ما يجب فعله، بينما بند واحد يعد بالمحاولة لايجاد آلية حلول، وهو ما فسره «حزب الله» على انه نفاذ من الازمة الاقتصادية للبنان في سبيل فرض اجندة تأتي بمثابة وصاية جديدة، تفرض عدم ترشيح هذا او ذاك واقالة هذا الوزير أو ذاك. والا ما معنى منع رئيس تيار سياسي عريض كان حليفاً لهم من الترشح لا هو ولا تياره ولا اي فرد من عائلته، فهذه هي الوصاية الحقيقية وهذا هو اعلى مستوى للتحكم بالحياة السياسية. وبتقدير «حزب الله» ان مثل هذا السلوك قد يتطور غداً او الذي يليه بحيث يتم التحكم بالشخصية التي تختار لرئاسة الحكومة وهكذا دواليك. ما فعلته دول الخليج في قراءة «حزب الله» انها منعت ترشيح رئيس حزب سياسي ومرشح محتمل لرئاسة الحكومة. وليس من باب الصدفة ابداً تزامن اعلان المبادرة مع اعلان انسحاب الحريري من الحياة السياسية ولا هي خطوة بريئة. ثمة تزامن بين الخطوتين ينذر بخطوات تصعيدية لاحقة لدول الخليج بحق لبنان. واذا كان الحريري اصر على اتباع سياسة ربط النزاع مع «حزب الله» فها هي دول الخليج ترفض ربط النزاع هذا وتريد شخصية بديلة تكون صدامية.

وماذا لو طلب من «حزب الله» تقديم اوراق معينة قد ترغب الدولة ممثلة برئيسها تقديمها في سبيل حل الازمة؟ ترى المصادر المطلعة على اجواء «حزب الله» ان بعض البنود المطروحة كان يمكن ان تكون موضع نقاش، لولا ان الهدف الاساسي ممارسة سلطة وصاية على لبنان لتطبيق قرارات دولية قال رئيس حكومة لبنان ان ليس بوسع لبنان تطبيقها، اما بخصوص سلاح الميليشيات فلا يعتبر «حزب الله» نفسه ميليشيا بل هو حركة مقاومة، واما مسألة الا يكون لبنان منصة للعدوان اللفظي على دول الخليج فهل بات مجرد الكلام مزعجاً الى هذا الحد؟ لتسأل المصادر ألم يسبق وتمّ وصف «حزب الله» بالارهابي «اللي بدو يدق الباب بدو يسمع الجواب». حسمها «حزب الله» بأن الهدف من هذه المبادرة هو تقديم أثمان للإسرائيلي والسعودي، للأول في مقابل الملف النووي ومن أجل فتح باب الترسيم مع لبنان، وللثاني مقابل الملف اليمني لمنع «حزب الله» من نصرة الشعب اليمني المظلوم.

على قاعدة العصا والجزرة تعاطت دول الخليج والدول العربية مع لبنان، وعدته بالمساعدة فيما فرضت عليه سلة عقوبات، وبينما تقف الدولة عاجزة عن منح وعود تعجيزية حيال المطلوب منها ما يعني أن احتمال الصدام العربي الخليجي مع لبنان سيتوسع، في وقت تقول المعلومات ان دول الخليج كما الدول العربية تتحضر لاعلان خطوات متشددة حيال لبنان، خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب وان الصيغة باتت جاهزة، كما انهم بصدد توجيه شكوى الى مجلس الامن ضد ايران واذرعها في المنطقة فماذا سيفعل «حزب الله» حينذاك؟ الأصعب في المبادرة المعلنة امهال لبنان خمسة ايام للرد، تحت عنوان إما التعاون وإما «الحرب الأهلية»، ذلك أن الهدف من البيان، من وجهة نظر «حزب الله»، اثارة نزاع داخلي والقول ان سلاح «حزب الله» هو الذي تسبب بالازمة الاقتصادية، لكن مثل هذا النزاع حصوله مستبعد في قاموس «الحزب» الحريص على امن البلد واستقراره.

 

لا تبكِ يا حبيب العمر

عماد موسى/نداء الوطن/25 كانون الثاني/2022

يوم قصد المخرج ( والسيناريست) أحمد يحيى الفنان فريد شوقي عارضاً عليه ملخص فيلم “لا تبكي (تبكِ) يا حبيب العمر” وافق من دون تردد لا بل دفع إليه بمبلغ كبير من الجنيهات كعربون تبنّيه للعمل، وودع شوقي وزوجته المخرج والدموع في مآقيهما.

تحكي أحداث الفيلم المصري عن طالب الطب أحمد شوقي (نور الشريف) العازم فور تخرجه على الزواج من ميرفت (ميرفت أمين)، ويكتشف الوالد الدكتور شوقي أن ابنه مصاب بورم في المخ، ما استدعى إجراء جراحة دقيقة تولّاها الأب بالذات. مات الإبن تحت مبضع الوالد. إنهار د. شوقي وأدمن الخمر والقمار لنسيان مصيبته…ألخ. استمر عرض “لا تبكِ يا حبيب العمر” في الصالات اللبنانية لنحو أربعة أشهر، وأكثر من تلك المدة في مصر، وكان باعة المناديل في القاهرة يجتمعون قرب دور السينما التي تعرض الفيلم لكفكفة الدموع الغزيرة، أبكى العالم العربي حتى أن الرئيس انور السادات بكى وهو يشاهد الفيلم في صالة عرض داخل فيلّته وقال لشوقي في ما بعد”ابكيتني يا فريد بس الفيلم حلو قوي قوي”. رأى النقّاد أن فيلم “لا تبكِ يا حبيب العمر” ( 1979) من أعظم الافلام التي قدمها وحش الشاشة العربية في خلال مسيرته التي امتدت لنحو ستة عقود. ويُستذكر شوقي اليوم بعدما لمسنا في أداء وحش السياسة اللبنانية الحاج محمد رعد الرومنسي مشروع نجم لا يقل شأناً عن ملك التارسو ويستحق أداؤه المفعم بالرقة ان يُدرّس، في “أكتورز ستوديو”، لكن دموع الحاج المترقرقة، بخلاف دموع فريد شوقي، لم تستدر دموع المشاهدين، ولا نشّطت مبيعات المحارم الورقية في كسروان والمتن والشمال، بل قوبلت باستهجان منقطع النظير وباستهزاء على مواقع التواصل الإجتماعي. لا شك أن بكاء الرجل، أي رجل، أشد وقعاً على المشاهد من بكاء المرأة. فكيف إذا كان الرجل من طينة الجبابرة؟ بكى محمد رعد على أطفال المملكة الحوثية، ضحايا حرب شارك خبراؤه في تسعيرها لا في إطفائها. بكى بعدما سخر حزبه طوال 16 عاماً من دموع فؤاد السنيورة على ضحايا حرب تموز. بكى رعد على ضحايا أبرياء في اليمن، ولم تنزل من عينيه دمعة حرّى على أطفال كانوا ضحايا هجمات بشار الأسد الكيماوية. ولم يبدر منه ما يشي بحزنه على ملائكة سقطوا بانفجار مرفأ بيروت، ولا عنت له شيئاً دموع سلمى مرشاق، ولا تألم ليتم طفلي جو بجاني، ولا…ولا… وأمس أيضاً، أدمعت عينا رئيس الحكومة السابق سعد الحريري وهو يختم كلامه الوجداني بقول لوالده الشهيد. خنقت صوته العبرات. فهل تابع محمد رعد كلمة الحريري على التلفاز؟ وما كان شعوره تجاه دمعة الإبن على أبيه؟

 

ماذا بعد "تراجيديا" سعد الحريري؟

فارس خشان/النهار العربي/25 كانون الثاني/2022

و... في الختام، تسلّلت الدموع الى عينيه، اختنقت آخر كلماته في حنجرته المُحشرِجة، ترك المنصة المُستقطِبة، واستعجل اللجوء الى الكواليس المُستِّرَة!  هذا المشهد لم يُنهِ إعلان الرئيس سعد الحريري "تعليق" عمله و"تيار المستقبل" في الحياة السياسية اللبنانية، وعدم الترشّح، فردياً وحزبياً، للإنتخابات النيابية، فحسب بل كان، قبل أيّ شيء آخر، ختاماً لتراجيديا سياسية دامت، نحو سبعة عشر عاماً، فهي انطلقت من حفرة "سان جورج" في بيروت في الرابع عشر من فبراير 2005، لتغوص، بعد ظهر أمس الإثنين، في حفرة "اليأس" في "بيت الوسط"، على بعد مئات الأمتار من حيث حوّل الإرهاب المنسوب الى "حزب الله" رفيق الحريري من "مالئ الدنيا وشاغل الناس" إلى جثّة هامدة.  في هذا المشهد، بدا سعد الحريري كأنّه شخصية خارجة من الكوميديا الإلهية لدانتي أليغييري.  الشاعر الفلورانسي كتب، بموسيقى الشعر، على مدخل جحيمه: " أيّها الداخلون إلى هنا تخلّوا عن كلّ أمل"، فيما الزعيم اللبناني، قال، بحشرجات السياسي، في تبرير الخروج من الجحيم الذي أُلقي فيه وطنه:" لا مجال لأيّ فرصة إيجابية للبنان".  هذه النهاية أحزنت الكثيرين وأبكتهم وأربكتهم وصعقتهم. كلّ ذلك بديهي، فالتراجيديا تنجح بقدر ما تُكثر من هذه المشاعر، ولكنّها، في المقابل، أفرحت كثيرين آخرين. وهذا بديهي، أيضاً، لأنّ ما يُصعق هنا يُسعد هناك، فـ"مصائب قوم عند قوم فوائد".  ولكن، مهلاً، فالتراجيديا لم تكن يوماً من أجل الحزن المجّاني، بل كانت، دائماً، من أجل استخلاص العبر إنطلاقاً من فواجع ألمّت بالآخرين.

وسعد الحريري، ولو أنّه كتب تراجيديا سياسية لبنانية مميّزة، إلّا أنّه، حتى لو لم يشأ ذلك، لم يولّد الدموع، فحسب بل ترك وراءه، أيضاً الكثير من الدروس، قبل أن يستقلّ طائرته ويذهب الى حيث يعتقد بأنّه يمكنه إعادة بناء تلك الثروة التي قال إنّ التسويات السياسية التي عقدها أخسرته إيّاها.

ولذلك، فإنّ الفاجِعات تبدأ كبيرة لتعود فتصغر. وفي حياة الأوطان، لا بد من تسريع المراحل، من أجل تنمية الأمل وتقزيم المصيبة.  في كلمته عرض الحريري، بإيجاز، لأبرز المحطات التي أوصلته الى اليأس، فتحدّث عن نقطتين رئيسيتين: التسويات ونظرة اللبنانيين. في المبدأ، يتم امتداح التسويات، لأنّها تأخذ من الجميع لتُعطيَ البلاد وتوفّر مصالحها العليا، ولكن التسويات التي أبرمها الحريري أتت بنتائج عكسية، فهي أخسرته هو وأفادت خصومه وكسرت البلاد وأطاحت بمصالحها العليا. وهذا درس لا بد من أن ينكبّ على تمحيصه جميع هؤلاء الذين يرفعون الشعارات التي كان يرفعها الحريري، قبل أن يتورّطوا ويورّطوا البلاد، باسم "حماية السلم الأهلي وتوفير حياة أفضل للبنانيين"، بتسويات جديدة.  مشكلة الحريري في التسويات التي أبرمها كانت في فهم مجتزأ، طوعي أو عفوي، لمفهوم التسوية، فهو لم يتعاطَ مع الخصم على قاعدة حقيقة هذا الخصم، بل على أساس تمنياته في ما يجب أن يكون عليه هذا الخصم، بمعنى آخر لم يضع الحريري، وهو يعقد التسوية، عقل الخصم في رأسه، بل وضع عقله هو في رأس الخصم.

وهذا خطأ منهجي استراتيجي.

مثال على ذلك، لم يتعاط َ الحريري مع "حزب الله"، عندما "ربط النزاع" معه، على قاعدة أنّه جزء من مشروع إيراني يهدف الى الهيمنة على المنطقة، وأنّ هذا الجزء من المشروع يعتمد في تكتيكاته على المعادلة الآتية:" تمسْكَن حتّى تتمكّن".

 ولم يأخذ في عين الإعتبار أنّ "حزب الله" مستعد، من أجل توفير مصلحة المحور الذي ينتمي إليه، أن يحرق لبنان ومصالحه، من دون أن يرفّ له جفن، الأمر الذي ترجمه بتوريط لبنان، رغماً عنه، في مواجهة مفتوحة مع دول الخليج عموماً ومع المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة خصوصاً، من أجل "حوثيي اليمن".  كان الحريري يتطلّع أن يُعيد "حزب الله" الى لبنان، من خلال رفد "ربط النزاع" بإيصال واحد من صفوف حلفاء هذا الحزب الى رئاسة الجمهورية: سليمان فرنجية أو ميشال عون.

 لم يأخذ الحريري في الإعتبار أنّ من يمكن أن يصل من بينهما الى رئاسة الجمهورية، عليه أن يتعهّد بتشكيل غطاء قوي لهذا الحزب، في مساره نحو تحقيق أهدافه.  وحين فضّل "حزب الله" عون على فرنجية لم يفعل ذلك على أساس أنّه "وفي لوعوده"، فهو عند انتخاب الرئيس ميشال سليمان، لم يتردّد في الإخلال بوعوده، بل على أساس ثقته بأن عون أصبح موثوقاً بشكل مطلق، وتاليا يمكن أن يُنفّذ أخطر صفقة على الإطلاق عقدها معه: الجمهورية مقابل الرئاسة. وعليه، فإنّ التسوية التي عقدها الحريري مع عون لم تنتج ما رغب به، فعون، لم يساعده في "لبننة حزب الله"، بل ساعد الحزب في "أيْرنة" لبنان. وهذه نقطة جوهرية وقفت، وراء خسارة الحريري لـ"بعض صداقاتي الخارجية"، وفق ما قال في كلمة "التعليق والإنكفاء".  وليس سرّاً أبداً أنّ أهم خساراته وأبرزها وأخطرها وأكثرها كلفة مالية ومعنوية، تجسّدت في خسارته للمملكة العربية السعودية. كلّ هذا المسار قاد إلى "تسوية" قانون الانتخابات النيابية التي عُقدت على أساس أنّ توزيع السلطة في لبنان لا تُمليه الجهة التي تتحكّم بالأكثرية النيابية، بل اتفاق الأقوياء في طوائفهم.  كان تركيز الحريري، يومها منصباً على "إنتاجية تنفيذية وتشريعية" أكثر ممّا كان منصبّاً على مخاطر انقلاب طبيعة الأكثرية، متى تحكّم بها "حزب الله"، على سمعة لبنان الخارجية، وعلى توريط لبنان في مشاريع "حزب الله"، وعلى سلامة المؤسسات وديمومتها، وعلى أمور جوهرية أخرى. وهذه الطريقة في تعاطي الحريري مع التسويات أخسرته "الكثير من تحالفاتي الوطنية"، لأنّ اندفاع الحريري نحو احترام ما تعهّد به، في ظل عدم تنازل الأطراف الأخرى عن فاصلة واحدة من خططها، جعله يصطدم بالجميع، قبل أن يوصله الى نقطة اليأس من المشاركة في الحياة السياسية.  نقطة اليأس هذه، وفق ما عبّر عنه الحريري في كلمته، تمثّلت في عدم قدرته على تحمّل أن يعتبره "عدد من اللبنانيين أحد أركان السلطة التي تسبّبت بالكارثة والمانعة لأيّ تمثيل سياسي جديد من شأنه أن ينتج حلولاً لبلدنا وشعبنا".

 وفي هذه الشكوى لا يمكن تحميل من يتعاطى مع الحريري على أساس أنّه أحد أركان السلطة أيّ مسؤولية، فهو، بفعل التسويات التي انحرفت في كثير من الأحيان الى مستوى الصفقات، برز كذلك. قد يكون "الجمل بنية والجمّال بنية"، ولكن ما شاهده اللبنانيون أنّ الجمّال والجمل يتّجهان، بتناسق وتناغم، نحو وجهة واحدة، وهي الوجهة التي حاول اللبنانيون، في ثورة 17 أكتوبر 2019 أن يحولوا دون إيصال بلدهم إليها، وقال الحريري فيها، أمس ما يشبه ما كتبه دانتي في "الكوميديا الإلهية" على باب "جحيمه"، بحيث أعلن:" لا مجال لأيّ فرصة إيجابية للبنان في ظل النفوذ الإيراني والتخبط الدولي والإنقسام الوطني واستعار الطائفية واهتراء الدولة".  وعليه، فإنّ ما أقدم عليه الحريري، وفق مقتضيات إعلانه أمس، يمكن تحويله الى فرصة، بحيث يكون "منارة"، إنْ لم يسترشد بها اللاعبون السياسيون فلا بدّ من أنْ لا تغيب عن بصر المواطنين اللبنانيين وبصيرتهم.

إنّ سعد الحريري، في خطوته الكبرى التي أقدم عليها، أفسح المجال أمام "التغييريين" ليبرزوا، فهو أزاح نفسه وتكوينه الحزبي، من أمامهم، فهل يكونون على قدر التحدّي، وينجزون ما لا يتوقفون عن الوعد به؟

الحريري لم يطلب من الطائفة السنيّة ولا من "الرفاق وبعض الأخوة" الذين أخسرته إياهم التسويات التي عقدها أن يبتعدوا عن الحياة السياسية وعن المعارك الانتخابية، فهل يكون هؤلاء، هم أيضاً، على قدر الإنتقادات التي أكثروا من توجيهها الى الحريري، فيتّحدوا ويسلكوا الدروب التي طالما نادوا بها، ليحققوا ما عجز هو عن تحقيقه؟ والحريري عاقب نفسه على ما أوصلته التسويات إليه، فتخلّى عن الزعامة، "مؤقتّاً"، فهل يعتبر القادة السياسيون، ويتوقفون عن لوم غيرهم على ما وصلت إليه أحوال لبنان، ويعيدون النظر في التسويات التي عقدوها، بعدما أثمرت عكس ما وعدوا اللبنانيين به؟

 والأهم من ذلك، أنّ "قانون الصدفة" أوجد تزامناً بين "تعليق" الحريري لعمله السياسي، من جهة والمبادرة الخليجية التي حملها وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح، من جهة أخرى فهل يصب اللبنانيون عموماً ومنتقدو الحريري خصوصاً، جهودهم السياسية والدبلوماسية والشعبية، من أجل أن يأتي الجواب اللبناني الرسمي عمّا تضمنته من مبادئ سيادية، إيجابياً؟  قد يكون الحريري ارتكب، في مسيرته، أخطاء كثيرة، ولكنّه، وهو يعاقب عليها نفسه، رسم للبنانيين، ولو من خلال عبارة "يائسة"، خارطة الطريق الى الخروج من الجحيم، إذ إن الفرصة الإيجابية للبنان تقتضي الحد من النفوذ الإيراني، وتوضيح السلوك الدولي، وتوحيد الجهود الوطنية، والتخفيف من غلواء الطائفية وإعادة بناء الدولة.  وهذه كلّها متوافرة في "المبادرة الخليجية" التي أصبحت في يد المسؤولين اللبنانيين، فليشمّر "الأشاوس" عن سواعدهم أو ليتفضّلوا ويقتدوا بالحريري فيفسحوا المجال أمام من يدّعي...القدرة.

الفضيلة التي سجّلها الحريري وستبقى عبرة لمن يعتبر أنّ "العاجز" لا يتمسّك بكرسيه بل يهجرها، ولو بالدموع والحسرة.

 

لبنان يدرس..

سناء الجاك/سكاي نيوز عربية/25 كانون الثاني/2022

ينكب المسؤولون اللبنانيون على درس مقترحات نقلها وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد ناصر الصبّاح، ربما يساهم تنفيذها في تلطيف الأجواء مع دول الخليج وتشكل مؤشراً ايجابياً. الله إلا إذا كان المطلوب وفق هذه المقترحات يفوق قدرة لبنان على تحقيقه. ولكن قبل التشاؤم والأفكار السلبية، ربما يجب التمعن بما أعلنه رئيس الجمهورية ميشال عون في تعليق عبر تغريدة تتعلق بـ"أفكار مبادرة لإعادة بناء الثقة. وستكون موضع تشاور لإعلان الموقف المناسب منها". حبذا لو تضمنت التغريدة إقرارا بأن بنود رسالة الدول الخليجية هي بديهيات وأولويات يحتاجها لبنان قبل غيره ليعود دولة طبيعية. أما الإيحاء بأن المقترحات تحتاج إلى درس وتمحيص قبل أن يحمل الرد وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب إلى الكويت.. فهو ينبض بالتباسات لا تكفي تصريحات خشبية لتوضيحها وتفعيلها، كالتأكيد أن "لبنان يرحب بأي تحرك عربي من شأنه إعادة العلاقات الطبيعية بين لبنان ودول الخليج العربي، وهو ملتزم تطبيق اتفاق الطائف وقرارات الشرعية الدولية والقرارات العربية ذات الصلة".. أيضا وفق التغريدات الرئاسية المندرجة في باب رفع العتب. لو أن أحدا من المستشارين الأفذاذ المحيطين بالرئيس يهمس له أن مثل هذه المعزوفة لا تفي بالمطلوب، وإذا بنيت الأجوبة وفق فلسفتها، فهي لا تحتاج أياما خمسة، ولا حتى دقائق خمس.

وهي لا تثمر عودة إلى الدولة الطبيعية تحت سقف الشرعيتين العربية والدولية، في حين تسرح وتمرح "دويلة" عدائية خارجة عن القانون والأعراف الديبلوماسية والقرارات العربية والدولية. وفي حين يعجز مجلس الوزراء المنعقد اليوم، بعد ثلاثة أشهر من الشلل بفضل "الدويلة" على طرح مضمون الرسالة الخليجية وبحثه خلال الاجتماع. وفي حين كشفت تسريبات إعلامية عن دوائر الرئاسة الأولى أنّ عون أبدى تحفظه أمام الضيف الكويتي على مطلب نزع سلاح الميليشيات في لبنان، في إشارة إلى استحالة حل مشكلة سلاح "حزب الله" باعتبارها "مشكلة إقليمية أكثر منها لبنانية". لذا ليس مهما أن مثل هذا الطرح هو تشاطر وتذاك والتفاف على واقع رضوخ المنظومة السياسية لإملاءات "حزب الله" ومشغله الإيراني، والاكتفاء بالإيحاء أن الدولة في مكان والحزب وارتكاباته تجاه لبنان أولا، ومن ثم الدول التي يستطيع إيذائها في مكان آخر. فمبدأ فصل السلطات بين الدولة و"الدويلة" لم يعد يجدي نفعا. بالتالي فإن مهلة الأيام الخمسة التي أعطتها الدول الخليجية للجانب اللبناني على أمل تقديم إجابات واضحة ومباشرة حيال النقاط الواردة في الرسالة التي نقلها وزير الخارجية الكويتي، لن تحمل معجزات ينتظرها الشعب اللبناني قبل غيره.

وغني عن الإشارة أن لا أحد من المسؤولين اللبنانيين يملك الجرأة ليتوجه إلى مسببي البلاء والعداء مع العالم العربي والمجتمع الدولي بما انعكس وينعكس بؤسا على الداخل اللبناني. وبالطبع، لا يستطيع مجلس الوزراء المنعقد اليوم، مواجهة ممثلي الحزب في الحكومة بتفاصيل الرسالة الخليجية التي توزعت بنودها بين مطالبة الحكومة اللبنانية بتنفيذ إصلاحات جذرية تشمل جميع القطاعات ولا سيما منها قطاع الكهرباء ومكافحة الفساد وضبط الحدود والمعابر، والالتزام باستكمال تنفيذ اتفاق الطائف، وتطبيق قرارات مجلس الأمن 1559 و1701 و1680، وتعزيز دور الجيش اللبناني في الحفاظ على أمن واستقرار لبنان، وحصر السلاح بيد مؤسسات الدولة، ووقف العدوان اللفظي والعدائي ضد الدول العربية والخليجية، وضمان ألا يكون لبنان منطلقاً لأي أعمال إرهابية تزعزع استقرار وأمن المنطقة العربية أو مقراً وممراً لتصدير المخدرات إلى الدول العربية. وليس مهما ما يمكن أن يقال في الغرف الجانبية عن رفض لممارسات الحزب، وعجز عن لجمه. فالإشهار وتسمية الأمور بأسمائها الصريحة والمباشرة هو المطلوب. وذلك ليس تلبية لشروط تفرضها الدول لدرء خطر الحزب وغيره من الأذرع الإيرانية عنها، لأن هذه الدول قادرة على حماية نفسها، ولكن حتى تبدأ المسيرة الجدية باتجاه تحديد المسؤوليات عن الضرر الذي يدفع لبنان واللبنانيون ثمنه.

لو أن في هذه المنظومة من يهمه فعلا إنقاذ البلد والناس، لسارع إلى استغلال هذه الرسالة واتخذها حجة لتبدأ المواجهة الحقيقية بغية رفع أذى "حزب الله" المصادر للدولة وسيادتها والتارك الفاسدين ينهبون ما تبقى من مال عام، ويهملون حتى الوسائل البدائية والمنطقية للشروع في لجم الانهيار الاقتصادي الحاصل. فالمواجهة لتحقيق خطة الإنقاذ يجب أن تبدأ بضبط المعابر البرية والبحرية والجوية للحد من تصدير الإرهاب والمخدرات، أو حتى منع عقد مؤتمرات للتهجم على دول الخليج، أو حتى محاسبة المغردين المعروفين بالاسم ومكان الإقامة من الشاتمين والشامتين بالعدوان الحوثي على الإمارات، عوض محاسبة من ينتقد "حزب الله" واتهامه بالتحريض على الاقتتال الداخلي والفتنة المذهبية. أما الوعود بدرس المبادرة وما تضمنته، فهي وعود غاية في الجدية..  ذلك أن فطاحل السياسة عندنا سيعمدون إلى الاجابة برسالة خطية على كل بند من بنود المقترحات الخليجية.

وكل كلمة ستندرج في الرد يجب وزنها بميزان الذهب.. وليس مهما إذا حافظت الردود على ما عهدناه من تشاطر وتذاك لهذه المنظومة التي تسعى إلى الترقيع.. المهم أن وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب بارع في المخاطبات الدبلوماسية التي تؤكد أن "حزب الله" مشكلة إقليمية وأن لبنان سيحتفل إذا ما تبرعت دولة كالولايات المتحدة باقتلاعه وتخليص البلد منه. كما صرح في دردشة إعلامية عقب سحب السفراء.. وفي الانتظار.. سمع هس.. سكوت من فضلكم.... كفوا عن التشويش.. خففوا الضجيج الداخلي والإقليمي..... لبنان يدرس.. لديه امتحان يقدمه آخر الشهر.. ويحتاج إلى هدوء وتركيز وصلوات باقتراب الفرج.

 

لا تفجّع بل مسار واثق نحو الخلاص

الياس الزغبي/فايسبوك/25 كانون الثاني/2022

بعد "الصدمة" المحسوبة التي أحدثها "تعليق" الرئيس سعد الحريري مشاركته مع تيّاره في الحياة السياسية، وبعد تموّجات الوسط السياسي وردوده المتراوحة بين التحسّب والترقّب والتفجّع، لا بدّ من قراءة هادئة للوضع اللبناني العام في واقعه ومرتجاه، على وقع حدثَين مترابطَين هما مذكّرة "بناء الثقة" الكويتية العربية الدولية، واستحقاق الانتخابات النيابية المقتربة. ففي غمرة التقلّبات السياسية والميدانية في الإقليم والعالم، يجوز الموقفان، الترقّب والتحسّب، ولا يجوز التفجّع، لأن ما يمكن احتسابه خسارة أو نكسة الآن قد يكون إرهاصاً لتحوّل إيجابي يقطف لبنان ثماره في المدى المتوسّط.

وهنا، يجب التوقّف عند استنتاجَين سلبيَّين متسرّعَين لاعتكاف الحريري:

- الأوّل هو التباكي الحاصل على حال الطائفة السنّية وكأنّها أُصيبت بهزيمة لا قيام بعدها، أو على الأقلّ بإحباط يماثل إحباط المسيحيّين في انتخابات ١٩٩٢.

والأسوأ هو ربط هذا "الانكسار السنّي" بالانكسارات التي حصلت في سوريا والعراق واليمن ومناطق أُخرى أمام التمدّد الإيراني، مع ما رافقه من خطط تغيير ديمغرافي مذهبي، وتغليب طائفة على سائر الطوائف.

للوهلة الأُولى يظهر هذا التباكي في محلّه، معزَّزاً بالأمثلة والشواهد، أمّا في حقيقة الواقع فإنّ حال السنّة ليست بهذه الصورة الكارثية، بل على العكس، إنّها في مرحلة صمود وصعود في اتجاه الحداثة والعصرنة والازدهار برغم معوّقات الحروب والاحتلالات، تشهد على ذلك حركة النهوض الاقتصادي والاجتماعي والسياسي في دول مجلس التعاون الخليجي، وخصوصاً في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات، وكذلك في مصر، مقابل حالة تحجّر ودوران في الانغلاق تُصيب إيران ومناطق نفوذها في العالم العربي.

وقد بات واضحاً أنّ الصلف العسكري الذي تتباهى به إيران يمنع تطوّرها في الحضارة والاقتصاد والحريات ومواكبة العصر، بينما تتقدّم الدول العربية بشكل مطّرد. وكان الاتحاد السوڤياتي خير نموذج لانهيار العسكريتاريّات، و"ولاية الفقيه" تستعيد تجربته وتنسج على منواله.

وتصحّ هنا نظرية "البقاء للأصلح" في تحدّيات التطوّر، فالضمان الأوّل لبقاء الأمم والشعوب هو خروجها من قيود التخلّف والعقائد الجامدة إلى رحاب الانخراط في مسارات العصر، وهذا ما يفعله متنوّرو العرب في خططهم للمستقبل.

ولا يشذّ سنّة لبنان عن حالة النهوض العربي، ومخطئ من يظنّ أن الغلو والتطرف سيكونان البديلَين اللذَين يملآن الفراغ، لأنّ هذه الطائفة تكتنز حيويات وطنية وسياسية واجتماعية تكفل استنهاضها بالشراكة مع سائر القوى الوطنية الحيّة، لاسيما السيادية منها، ربطاً مع الحالة العربية المتقدّمة.

- أمّا الاستنتاج الثاني، المتسرّع أيضاً، فهو التخوّف من استغلال إيران، عبر ذراعها المدجّج "حزب اللّه" حالة الفراغ مع غياب الحريري لفرض المزيد من الهيمنة على لبنان.

لا شكّ أن "الجمهورية الإسلامية" تترصّد أي فرصة سانحة لتوسيع نفوذها واستكمال تصدير "ثورتها"، لكنّ هذه المهمّة في لبنان ليست بالسهولة التي يتصوّرها صيّادو الفرص، فلا "حزب اللّه" في جهوزيّة التغلغل وقابليّته لدى البيئة السنّية، ولا مخالبه وأدواته قادرة على تحقيق مكاسب لدى البيئتين المسيحية والدرزية حيث انكشفت كل أوراقه. لذلك، هناك فرصة تتكرّر الآن للمرة الثانية بعد العام ٢٠٠٥، وهي انعقاد الإرادتَين اللبنانية والخارجية لتحرير لبنان من الاحتلال الإيراني. وقد مدّ الجانب الكويتي الخليجي العربي الدولي رأس جسر الخلاص، عبر الرسالة الحاسمة التي نقلتها الدبلوماسية الكويتية، وما على اللبنانيين الذين يوحّدهم مطلب السيادة العابر للطوائف والمناطق، سوى مدّ الرأس الآخر من الجسر، كي يكتمل ويصبح جاهزاً للعبور إلى برّ الأمان، بدءاً من لحظة الخيار في ١٥ أيّار.

                                              

انتظام أو نظام جديد؟

جورج يزبك/فايسبوك/25 كانون الثاني/2022

فشل الرئيس سعد الحريري في تقليد والده مرتين: مرة بممارسته العمل السياسي، ومرة بعزوفه عنه. أما وقد اتخذ قراره، فهذا قرار نادر ان لم يكن سابقة في تاريخ السياسة في لبنان أن يتخذ رئيس حركة سياسة قراراً بتصفية حزبه أو تياره من دون أن يكون تحت تأثير هزيمة سياسية أو انتخابية. سلمّ الحريري كتلة نيابية ورئاسة حكومة ممكنة في أي وقت للمجهول. في أي حال، يمكن من خلال قرار العزوف استشراف الشيء ونقيضه، ويجوز الوجهان: إما أن يكون الرئيس الحريري يحاكي بقراره المذكرة الكويتية باسم الخليج والعرب والغرب من خلال مقاطعة جمهورية حزب الله، من دون ان يقولها صراحة بل رمزياً من خلال الاشارة الى النفوذ الايراني والى ٧ أيار، وإما يكون قد رمى قراره بالعزوف بوجه السعودية، وتحديداً بوجه ولي العهد، علّها تعرف ويعرف قيمته في الشارع السني. في الحالة الاولى، يلعب الحريري في ملعب القرار ١٥٥٩، وفي الحالة الثانية، يلعبها سولد مع المملكة طالما لا شيء يخسره بعد، فاما كل شيء منها أو لا شيء. أرجح الاولى، من دون اهمال الثانية ، ومقاطعة الحريري قد تقطر مقاطعات جديدة داخل الطائفة السنيّة وربما المسيحية والدرزية أيضاً، بما يشكل عزلاً لحزب الله من قبل مكونات الداخل، تضاف الى العزل والعقوبات من الخارج، وتكون هذه نسخة مدنية غير اسرائيلية عن حرب تموز ٢٠٠٦.

رفيق الحريري اغتالوه للتخلص من قوته التمثيلية في لبنان، سنياً في الداخل، وسعودياً في الاقليم، وعلاقات دولية في العالم. سعد الحريري اغتال نفسه بعدما بايعه سنّة لبنان وتخلت عنه السعودية، وأهملته عواصم القرار الدولي. ان قرار العزوف تأخر أربع سنوات. في العام ٢٠١٧، احتجز الحريري في الرياض، في العام ٢٠٢٢ نفذ أوامر الحجز. عزوف الحريري ليس الامقدمة تضاف الى المذكرة الكويتية الخليجية العربية الدولية. فلننتظر إما انتظاماً، وإما نظاماً سياسياً جديداً، ومن ينتظر الانتخابات النيابية سينتظر طويلاً.

 

قصف أبو ظبي سمع في واشنطن...التزام الولايات المتحدة بأمن شركائها الخليجيين أعلى من سعي دبلوماسي لتوقيع اتفاق مع إيران

د.وليد فارس/انديبندت عربية/25 كانون الثاني/2022

لقد أفرزت عمليات استهداف مناطق مدنية في أبو ظبي خلال الأسبوعين الماضيين آثاراً غير اعتيادية لدى الرأي العام الأميركي، على الرغم من مرور سنوات على الحرب في اليمن واستهداف السعودية بالصواريخ نفسها من قبل ميليشيات الحوثي. لكن، قصف أبو ظبي سمع في واشنطن بشكل يدل على أن تعقيداً غير منتظر أصاب الدوائر العاملة بالشؤون الخارجية، والأمنية، والدفاعية، وحتى الاقتصادية بالولايات المتحدة والغرب. نخصص هذا المقال لمقاربة التطور الجديد من النيات الإيرانية، إلى نتائج الضربة، إلى الدور السعودي، إلى السيناريوهات المحتملة.

البعد الاستراتيجي للضربة

تفاجأ المراقبون في العالم على مستويين عندما خرجت أخبار القصف الصاروخي، أو "الدروني"، لمنشآت قرب مطار أبو ظبي، موقعاً قتلى وجرحى، وأضراراً مادية، وأخرى دمرت في الأجواء. المستوى الأول هو القرار الحوثي باستهداف عاصمة الإمارات مباشرةً للمرة الأولى، مما يشير إلى قرار كبير اتخذته إيران بهذا الخصوص. والمستوى الثاني هو قدرة الحوثيين على تنفيذ هجمات صاروخية كهذه على الساحل الشرقي للجزيرة العربية. في ما يتعلق بالقرار الإيراني بضرب الإمارات في عاصمتها، فذلك يعني أن النظام في طهران اجتاز خطاً أحمر آخر بمهاجمة دولة خليجية ثانية على أراضيها الوطنية، بعد أن خرق خطاً أحمر سابقاً بقصف السعودية بالصواريخ الباليستية، وصولاً إلى عاصمتها، واستهداف موقع "أرامكو" في 2020 بواسطة الدرونات. استهداف الإمارات مباشرة، بعد استهداف المملكة سنوات، يعني أن القيادة الإيرانية باتت تظن أن موقفها يسمح لها بالتصعيد. ولو أنه في الواقع، حلفاؤها في اليمن هم في موقف أضعف، بسبب التقدم الذي يحرزه التحالف على الأرض بقيادة الرياض. فلماذا إذاً اعتداء كهذا على الإمارات، في وقت تتراجع فيه القوات الحوثية أمام الجيش اليمني وقوات العمالقة، وتحت الضربات الجوية للتحالف؟ ما البعد الحقيقي للضربة على أبو ظبي؟

الموقف الإيراني

لماذا استهدف الحوثيون، ومن ورائهم إيران، عاصمة دولة الإمارات بشكل علني وبتحدٍّ؟ علماً بأن جماعة الحوثي ركزت على عدوها الأكبر دائماً، وليس على حلفائها في الخليج. هناك بعض التحاليل المترابطة. أولها أن دعم الإمارات لـ"ألوية العمالقة" الجنوبية أسهم في تقدم هذه الوحدات وتحريرها عدداً من المديريات اليمنية، إضافة إلى الجهد الأكبر الذي تتحمله السعودية، فمشاركة أبو ظبي جاءت لتضيف الضغط الميداني على الحوثيين، وتدفعهم إلى الوراء. فكان لا بد للإيرانيين من أن يهزوا العصا للإماراتيين في عُقر دارهم. وثمة من قال إن الإمارات كانت قد دعمت الوحدات الجنوبية منذ سنوات، فماذا جرى يا ترى لكي يرد الحوثيون على أهداف إماراتية في الوطن الأم؟ رداً على هذا التساؤل، يمكن التعليل بأن تحرير مساحات واسعة من المناطق اليمنية، وتوجه قوات التحالف باتجاه مناطق الحوثيين، ومراكزهم الكبرى، ربما فرض على الحوثيين وداعميهم بأن يضربوا في عمق دول التحالف. وبما أن هذه الميليشيات استهدفت عمق المملكة، فالصدمة الثانية التي تنوي إيران إحداثها لدى أخصامها هي "زعزعة أمن" حلفاء المملكة، وعلى رأسهم الإمارات. من هنا، فالنكسات على الأرض داخل اليمن قد تكون سبباً للانتقام من المدن الخليجية، ومع تصاعد التهديدات الإيرانية ضد "الأبراج الإماراتية"، وتلاحق محاولات القصف، رد التحالف عبر الطيران السعودي والإماراتي على مواقع إطلاق الصواريخ الباليستية داخل مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن ودمر عدداً منها. والسؤال: لماذا تصر إيران على توجيه ضربات في العمق الخليجي انطلاقاً من اليمن؟ الجواب قد يكون أنها محاولات لإيقاف تقدم قوات التحالف على الأرض في اليمن. الأمر يذكرنا بإطلاق ألمانيا النازية صواريخ باليستية على بريطانيا ولندن، خلال الحرب العالمية الثانية، في محاولة لإيقاف تقدم الحلفاء بعد إنزال النورماندي في يونيو (حزيران) 1944. إيران والحوثيون "محشورون" على الأرض في اليمن، فيردون على ساحل الخليج، وهو عصب مدني واقتصادي للتحالف. واللجوء إلى استراتيجية كهذه يشير أيضاً إلى حسابات طهران، بأن حلفاءها الدوليين، روسيا والصين، لن يتخلوا عنها دولياً. وربما يضاف أن القيادة الإيرانية أيضاً تعتقد أن إدارة بايدن، بسبب تصميمها على توقيع الاتفاق، ستميع الرد على إيران، لكن هل ستلاقي الوقائع الجيوسياسية حسابات البيدر الإيرانية؟

الموقف الأميركي

كما كتبنا سابقاً ومراراً، من الواضح أن إدارتي أوباما وبايدن التزمتا الاتفاق النووي، واعتمدتا سياسة عدم الحسم مع إيران، على الرغم من اعتداءات طهران المتكررة على حلفاء أميركا في المنطقة، وذلك حماية "للاتفاق" وتحت ضغط اللوبيات. إلا أن الأجواء في واشنطن تختلف الآن مما كانت عليه خلال العام الماضي. فبغض النظر عن ملف إيران والتحالف العربي، هناك أزمات سياسية، دبلوماسية، اقتصادية متصاعدة داخلياً بدأت تؤثر في أداء الإدارة خارجياً. أما الأزمات العالمية فهي تتكاثر وتضع ضغطاً على فريق الرئيس بايدن، من أزمة احتمال عمل ميداني روسي في أوكرانيا، إلى احتمال تحرك صيني حيال تايوان، إلى فشل المساعي الدولية في إيقاف الصراع بين إثيوبيا والتيغراي، إلى عدم تنفيذ الانتخابات الليبية، إلى إفلات "طالبان" داخلياً وعودة "القاعدة" إلى أفغانستان، واستفحال "داعش" مجدداً في سوريا والعراق، إلى ما هنالك من تصعيد في عدد من الأزمات في مختلف القارات. مما يشكل عامل ترجرج في اتخاذ إقرارات الخارجية في واشنطن، في بداية سنة انتخابية دقيقة في الولايات المتحدة. لكن، خطورة التصرف الإيراني في المنطقة، بخاصة عبر الحوثيين، يزعج إدارة بايدن الساعية إلى تطمين الأميركيين إلى أن الـJCPOA سيغير نهج إيران العدواني. فكل ما يراه الرأي العام الأميركي من إيران هو أعمال عنيفة وتهديدية في كل أنحاء المنطقة، وداخل حدودها. وما أفاض كوب الماء كان استهداف العمق السعودي بصواريخ باليستية لا يستعملها أحد في العالم حالياً. لكن، اللوبي الإيراني سعى بكل جهده، وماله، لتصوير الصواريخ كجزء من حرب ضروس بين الطيران الحربي السعودي الذي "يقصف المدنيين اليمنيين" والسلاح الباليستي الحوثي الذي "يرد على القصف"، بحسب زعم اللوبي.وعلى الرغم من استهجان الشركات الأميركية العاملة في المملكة مع قصف مجمع "أرامكو" في 2020، فإن اللوبي التابع للاتفاق حاول طمس المسألة. أما القصف الباليستي لمطار أبو ظبي، فيبدو أنه قسم ظهر البعير لدى جزء من الرأي العام العادي في أميركا. فالإمارات ليس لها حدود جغرافية مع اليمن، بالتالي ربطها بحرب اليمن بشكل مباشر صعب الفهم بالنسبة للمواطن البسيط. ضف إلى ذلك تأثر عدد كبير من الشركات، والمصالح، والجامعات، وحتى الصناعة الترفيهية، بنبأ تعرض أبو ظبي للقصف، بما في ذلك رابط مع دبي التي باتت مركزاً ثقافياً عالمياً مشهوراً في أميركا. وإذ إن اللوبي الإيراني ركز على المملكة أكثر من الإمارات، فخرجت صورة القصف الباليستي لأبو ظبي إلى الداخل الأميركي كاعتداء واضح من الحوثيين على الإمارات دون سبب، مما أضعف حجة اللوبي الإيراني، وفتح الباب أمام الكونغرس للتدخل والضغط لإعادة الحوثيين إلى لائحة الإرهاب. وباتت كتلة الضغط المؤيدة للسعودية والإمارات في موقع أقوى من ضغط اللوبي الإيراني، في هذه المرحلة بالذات. وتجد إدارة بايدن نفسها في موقع غير مريح لمفاوضاتها مع إيران، وملزمة بموقف داعم للتحالف ضد القصف الباليستي الإيراني. الإدارة تريد الوصول إلى الاتفاق، لكن أعمال إيران وميليشياتها تهدد الإدارة بخسارة الحلفاء في المنطقة، بما فيها السعودية، والإمارات، وحتى إسرائيل. لذا، فالتلبّك مُتفشٍّ في الإدارة بين الفريق العامل على المفاوضات مع الإدارة والمسؤولين الدفاعيين والأمنيين، الذين يوصون بعمل ما لإيقاف الحوثيين. والمواجهة حامية في واشنطن بين اللوبي الإيراني والمصالح المرتبطة به، والمصالح الأميركية الواسعة الشريكة للسعودية والإمارات، ولها وزن كبير في الاقتصاد الأميركي.

الجبهة الإبراهيمية

لكن، قصف أبو ظبي فتح جبهة جديدة مع أعضاء معاهدة إبراهيم، إذ إن الإمارات عضو موقع مؤسس للمعاهدة مع البحرين وإسرائيل. وكان التبادل الإنمائي بين أعضاء المعاهدة، بما فيه السودان والمغرب، قد انطلق بقوة في الأشهر الماضية.

والأهم من ذلك، وجود قاعدة شعبية واسعة داعمة للاتفاق الإبراهيمي داخل الولايات المتحدة، باتت تعتبر أن هجوم إيران على الإمارات هو هجوم على الكتلة الإبراهيمية بكاملها، بالتالي يحرك مشاعر عشرات الملايين من الأميركيين، لمطالبة واشنطن بالرد على طهران. وهذا لن يكون لمصلحة إيران، إذ إنها تزيد العداوات ضدها، بخاصة خلال المفاوضات الهادفة إلى الحصول على مساعدات مالية. ولا ننسى أن إسرائيل تواجه إيران على محورها الخاص في المنطقة. وقد يدفع الهجوم الصاروخي الحوثي - الإيراني إلى احتمال رد إماراتي - إسرائيلي، إضافة إلى الرد السعودي - الإماراتي المنفصل.

الإمارات لن تستضعف

ضرب أبو ظبي، ومحاولة استهداف الإمارات من قبل "المحور" هو تهديد من طهران باتجاه الاقتصاد الخليجي، لتحييد أبو ظبي وفك ارتباطها بالتحالف العربي وردعها، لكن المخططين في طهران يرتكبون خطأ استراتيجياً، لأن الشراكة بين الإمارات و"أختها الكبرى" السعودية هي أعمق من صواريخ باليستية. ولأن اللعب بنار الجبهة الإبراهيمية قد يخلق ما لم يكن بالحسبان. وربما الأهم أن التزام الولايات المتحدة بأمن شركائها الخليجيين أعلى من سعي دبلوماسي لتوقيع اتفاق مع إيران. وما مشاركة البطاريات الأميركية في المنطقة بإسقاط بعض الصواريخ المهاجمة إلا رسالة حاسمة من أميركا إلى إيران لتقول لها: أنا هنا.

إن استكبار القيادة الخمينية على جيران إيران في الخليج، دون حسابات دقيقة، سيجلب عواصف قد يصعب إيقافها.

 

ميشال عون بوصفه سعد الحريري المؤجّل

حازم صاغية/الشرق الأوسط/25 كانون الثاني/2022

رغم مأسويّة الوضع اللبنانيّ، هناك مهزلة يمكن النظر إليها عبر استعادة ماضٍ لا يزال قائماً ولا يزال يتمدّد: «التيّار الوطنيّ الحرّ»، منذ نشأته الأولى، وهو يطالب بـ «استعادة حقوق المسيحيّين» وبالرجوع إلى ما قبل اتّفاق الطائف في 1989. معنى هذا الكلام أنّ الصلاحيّات التي أعطاها الطائف لرئيس الحكومة السنّيّ ينبغي أن تعاد إلى رئيس الجمهوريّة المسيحيّ. وبما أنّ هذه المطالبة تلازمت مع الصعود الصاخب لرفيق الحريري، بدا الأخير الرمزَ المباشر والأمثل للصلاحيّات المأخوذة من المسيحيّين والتي ينبغي، في نظر العونيّين، أن يستعيدها المسيحيّون. تلك المقدّمة سمحت باستنتاج عونيّ بسيط: إنّ الطائف هو العدوّ. إنّه ما جعل من الطائفة السنّيّة قوّة لا يحتملها تعايش اللبنانيّين أو ميثاقيّتهم. قوّتهم باتت استفحالاً لا يكفّ عن العدوان على سواهم من الطوائف. لكنّ أصحاب القوّة المستفحِلة هؤلاء ما لبثوا أن خسروا زعيمهم نفسه في جريمة مدوّية حصلت عام 2005. وفقط بشقّ النفس، وبتضحيات كثيرة، أمكن لمحكمة دوليّة أن تحقّق في الجريمة، من دون القدرة على اعتقال المتّهمين بارتكابها. مذّاك والقوّة السياسيّة للسنّة تتراجع: لا تضمنها ضمانات الطائف، ولا يحدّ منها انتصار انتخابيّ بعد آخر. ذروة هذا التراجع سجّلته الأيّام الأخيرة: سعد الحريري يغادر العمل السياسيّ متعهّداً فحسب بأن يبقي بيته مفتوحاً! البيت بات خطّ الدفاع الأخير. باقي أقطاب السنّيّة السياسيّة، أو ما بات يُعرف بـ «نادي رؤساء الحكومة»، يُرجّح أن لا يرشّحوا أنفسهم، هم أيضاً، للانتخابات التي قد (؟) تُجرى في مايو (أيّار) المقبل. التراجع، إذاً، تحوّل إلى عزوف وإلى تهميش حمل المراقبين على تشبيهه بالتهميش المسيحيّ الذي حلّ بين أواخر الثمانينات و2005. تقودنا تلك التجربة إلى مقاربة أدقّ للظاهرة العونيّة بوصفها خواء بخواء: إنّها معركة متواصلة وحامية الوطيس ضدّ مقتول أو مستسلم. ما يضاعف خواءها أنّها تحالفت مع «حزب الله» الذي وحده يملك «الصلاحيّات» ممّا لم ينصّ عليه الطائف. فوق هذا، تمكّن الحزب المذكور من مراكمة القوّة التي راكمها ضدّاً على الطائف وإخلالاً صريحاً بتطبيقه. المطالبون بحسن التطبيق صُوّروا متآمرين على المقاومة، وبالتالي لن تقوم قائمة لهم ولمطالبتهم.

العونيّون، في هذا كلّه، كانوا يُحلّون النصّ المترنّح محلّ واقع السلطة وعلاقات القوّة. هكذا انتهينا إلى وضعٍ الكلُّ فيه ضعفاء ومهمّشون، ما عدا القوّة الوحيدة التي تقيم في قلب علاقات القوّة، أي «حزب الله» حصراً. لقد جاء التعطيل الأخير لمجلس الوزراء، فيما اقتصاد البلد في أمسّ الحاجة إلى انعقاده، كآخر الأدلّة الفاقعة لمن لا يزال يبحث عن أدلّة. لكنْ إذا كان قادة الطائفة السنّيّة بالغي الصراحة في الإفصاح عن ضعفهم، فهذا لا يجعل المتكتّمين على ضعفهم «أقوياء»، اللهمّ إلاّ إذا صدّقنا، مُقترضين كلّ السذاجة التي في العالم، أنّ «الحكم القويّ» قويّ! والحال أنّ مسؤوليّة القادة السنّة عن التسبّب بضعفهم الذاتيّ مؤكّدة، مصدرُها الرداءة والتعثّر في مقاومتهم «حزب الله» وتنامي نفوذه، أمّا مسؤوليّة القادة العونيّين عن التسبّب بضعفهم الذاتيّ فأكبر كثيراً: إنّ مصدرها هو التحالف معه، ما ساهم في إمداد الحزب بعمر أطول فيما أدّى إلى تقصير أعمار حلفائه المُنتشين سعادةً بِبَلَهِهم.

وأساس هذا الانحطاط في الوعي العونيّ هو، مرّة أخرى، تغليب النصّ على الواقع والظاهر على الكامن. فـ «حزب الله» خطير ليس لأنّ الطائف يعطيه، أو لا يعطيه، صلاحيّات، ولا لأنّه «شيعيّ» أو، كما يحلو للبعض أن يقول، «فارسيّ». إنّ سبب الخطورة الأوّل والأهمّ هو تكوينه كحزب عقائديّ، وكمشروع حزب واحد لا يحمل للحياة السياسيّة اللبنانيّة وتعدّدها إلاّ الموت، ولا يحمل لقواها إلاّ الاستتباع والغلبة. بعد ذاك فقط تأتي العوامل الأخرى، من أنّه حزب مسلّح، وثيق التبعيّة لإيران، يعلّم ويربّي أجيالاً بما يغاير تعليم باقي اللبنانيّين وتربيتهم، فضلاً على كونه يضمّ إلى حداثته التنظيميّة صدوره عن تكوين دينيّ وطائفيّ.

إنّ استحالة الحياة السياسيّة في لبنان، في ظلّ حزب هو مشروع حزب واحد، تغدو تحصيلاً حاصلاً. وحتّى في ديمقراطيّة وطيدة وبالغة التطوّر سيبدو أشبهَ بالمحنة أن ينال حزب من هذا الصنف ربع مجموع الأصوات أو ربّما ثلثهم. هنا، يبدو سعد الحريري وقراره الأخير نذيراً لسياسيّي لبنان جميعاً، بمن فيهم رئيسا الجمهوريّة ومجلس النوّاب. كلّ واحد منهم سعد حريريّ مؤجّل. وهناك دائماً علاجات لمن لا ينفّذ بالحسنى الحكمَ الذي يُصدره هذا الواقع بحقّه. هكذا نفهم رفع الإصبع في وجوهنا أحياناً، وعلوّ الصوت أحياناً، وكذلك الخطابات والمقالات التي تنصح بتحسّس الرؤوس، هكذا نفهمها بوصفها أكثر من عادات شخصيّة رديئة لم ينجح أصحابها في التخلّص منها.

 

الحاج» روبرت مالي

طارق الحميد/الشرق الأوسط/25 كانون الثاني/2022

نقلت وكالة «رويترز» عن كبير المفاوضين النوويين الأميركيين المبعوث الخاص لإيران، روبرت مالي، قوله إنه من غير المرجح أن تتوصل بلاده لاتفاق مع إيران في فيينا، ما لم تُفرج طهران عن أربعة مواطنين أميركيين تحتجزهم رهائن. ويقول مالي في مقابلة مع «رويترز»: «إنهما -قضيتان- منفصلتان ونحن نتابع كلتيهما، لكنني أقول إنه من الصعب للغاية بالنسبة لنا أن نتخيل العودة إلى الاتفاق النووي بينما تحتجز إيران أربعة أميركيين أبرياء»! حسناً، هل نحن إزاء تصريح سياسي عقلاني، أم تصريح مستفز لمنطقتنا بأكملها؟ صحيح أن المبعوث الأميركي يراعي مصالح بلاده، ولو أحسنّا الظن لقلنا إنها قصة إنسانية، لكن ماذا عن منطقة بأكملها تعاني من الإرهاب الإيراني؟ في واشنطن يطلق على روبرت مالي «الحاج» مالي، ولا يمكن إلا الإقرار بذلك، فهل يُعقل أن يتحدث «الحاج» مالي عن أربعة أسرى ويتجاهل أربع عواصم عربية دُمِّرت بسبب إيران؟ هل يُعقل أن يتحدث «الحاج» مالي عن أربعة أسرى وصنعاء وبيروت ودمشق تحت سيطرة الميلشيات الإيرانية، بينما بغداد تقاتل من أجل كسر الطوق الإيراني، وميلشيات طهران؟ هل يُعقل أن يتحدث «الحاج» مالي عن أنه لا يمكن إتمام اتفاق نووي مع إيران بسبب أربعة أسرى بينما الصواريخ الباليستية الإيرانية، والمسيّرات، تهدد أمن السعودية والإمارات والعراق، وأكثر؟

أمر لا يصدَّق، ولا يمكن تفسيره سياسياً إلا بالعجز والفشل، ولن أقول الرغبة بالاستفزاز، لكنه استهتار بكل معنى الكلمة. وقد يقول قائل إن «الحاج» مالي مسؤول عن خدمة المصالح الأميركية. وهذا صحيح، لكن أمن المنطقة من ضمن المصالح الأميركية. وأبسط مثال استهداف الحوثيين لقاعدة «الظفرة» بأبوظبي وفيها قرابة ألفي جندي أميركي. ونهج المفاوضات الأميركية - الإيرانية حيال الملف النووي في فيينا لا يخدم حتى مصالح واشنطن، ولا يحظى بتأييد ليس كل الأميركيين، بل لا يحظى حتى بتأييد جميع أفراد الفريق التفاوضي الأميركي هناك. ومؤخراً كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن خلافات بين الفريق التفاوضي الأميركي في فيينا نتج عنها ترك عضو كبير بفريق التفاوض مع إيران منصبه، وهو ريتشارد نيفيو، نائب المبعوث الأميركي الخاص بإيران. وعليه فإن الاعتراض على النهج الأميركي في فيينا، وتحديداً نهج «الحاج» مالي، جاء من نائب المبعوث الأميركي الخاص لإيران، وليس أحداً آخر!

ولذا فإن الفشل الأميركي في التعامل مع إيران ليس مسألة وجهة نظر، وإنما الخطر فيه هو أنه يفتح باب التسلح النووي على مصراعيه في المنطقة، ويهدد الأمن البحري، وأمن واستقرار كل دول المنطقة. الفشل في التعامل مع إيران يهدد بانهيار المشروع العراقي لبناء دولة قانون، ويهدد بانهيار لبنان، وتلاشي ما بقي من سوريا، وإحراق اليمن، مما يعني إشعال فتيل حروب طائفية ستكون كارثية على المنطقة وأوروبا من ناحية اللاجئين، وأكثر. هذا عدا عن تهديد أمن واستقرار دول مهمة لاستقرار المنطقة، وتحديداً السعودية والإمارات، ولا مصلحة لأحد في أن تخوض الرياض وأبوظبي حروباً ستؤثر على المنطقة كافة، والاقتصاد الدولي. تصريح «الحاج» مالي مستفز، ولا ينمّ عن رؤية سياسية يمكن الوثوق بها إطلاقاً.

 

المقايضة الإيرانية إلى متى؟

جمعة بوكليب/الشرق الأوسط/25 كانون الثاني/2022

المقايضة بمصادرة حرّيات البشر مقابل تحقيق أهداف سياسية آنية، لعبة متداولة وليست جديدة. بل لعلها من أقدم ألعاب الساسة، لكنها، في ذات الوقت، أشدّها سوءاً. وعادةً ما ترتبط بالأنظمة الديكتاتورية. وأذكر أنّني حين كنتُ، مع آلاف غيري، نرزح في سجون النظام العسكري السابق في ليبيا، كنّا شديدي التعاطف مع السجناء غير الليبيين، من مختلف الجنسيات والألوان الذين كانوا يشاركوننا المحنة، لعلمنا أنهم أُودعوا السجن ليكونوا أوراقاً في يد النظام يقايض بها لقاء إطلاق سراح عملاء له ممن ارتكبوا أعمالاً تخالف قوانين البلدان التي وجدوا بها واضطروا السلطات في تلك البلدان إلى اعتقالهم ومقاضاتهم وسجنهم. اللعبة كانت، وقتئذ، مفضوحة ومؤسفة وتمارَس علناً باستمرار من دون رأفة ولا شفقة بأرواح البشر وبما يتكبدون من آلامٍ وحرمانٍ من جرّائها هم وأهاليهم. ولم يكن ممكناً إيقافها، لأن نظام العقيد القذافي، آنذاك، خصوصاً في فترات اشتداد العداء، وهي كثيرة، مع الأنظمة العربية المجاورة أو البعيدة جغرافياً، أو مع غيرها من الدول الغربية، لا يجد خروجاً من المآزق التي يتسبب فيها إلا بالاعتقال العشوائي لمواطني تلك البلدان التي يخاصمها العداء، للمقايضة بهم أو لاستخدامهم أوراقاً سياسية لممارسة الضغوط. الجدير بالإشارة أن لعبة المقايضة تختلف، شكلاً وموضوعاً، على قضايا تبادل الجواسيس التي تتم بين الدول، وتتداول في وسائل الإعلام أو تحت غطاء من السرّية، وانتشرت، كثيراً في زمن الحرب الباردة، بين قطبي الصراع.

تعاطُفنا مع أولئك السجناء ومحنهم ومعاناتهم لم يتوقف بانقضاء السجن. بل تواصل حتى بعد خروجنا منه واستعادة حرياتنا. ولذلك السبب ظلّت قضايا السجناء الأجانب، أينما كانوا وحلّوا، كلما أثارتها وسائل الإعلام تثير تعاطفي الشخصي وتلفت اهتمامي، ومن دون شك، مع آلاف غيري، في مختلف بلدان العالم.

وسائل الإعلام، هذه الأيام، تتحدَّث عن مواطن أميركي اسمه باري روسن يبلغ من العمر 77 عاماً، سُجن في إيران لمدة 444 يوماً، في الفترة ما بين 1979 – 1981، وكان، وقتذاك، يعمل ملحقاً إعلامياً بالسفارة الأميركية بطهران. السيد روسن جاء إلى فيينا لغرض الاحتجاج أمام المبنى، الذي تُعقد به الاجتماعات بين الوفد الإيراني والوفود الأوروبية في المفاوضات التي بدأت مؤخراً بهدف إقناع حكومة طهران بالوصول إلى اتفاق جديد حول برنامجها النووي، الذي ألغاه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب عام 2018، وتبعه بفرض عقوبات شديدة ضد إيران. ومن ذلك المكان، أعلن السيد روسن إضراباً على الطعام، الغرض منه الضغط أخلاقياً على الوفود الأوروبية في الاجتماعات لممارسة ضغوط على الوفد الإيراني بوضع شرط في أي اتفاق من الممكن الوصول إليه، بضرورة قيام النظام الإيراني بإطلاق سراح السجناء الأجانب في سجونه. السجناء جميعهم اعتُقلوا بتهم، حسب زعم حكومة طهران، تتعلق بالتجسس أو بنشر شائعات حول النظام في وسائل الإعلام الدولية. ورغم تنديد المنظمات الحقوقية الدولية بما يتمّ من خرق للقوانين والمعاهدات الدولية، ومن انتهاك لحريات أشخاص أبرياء، فإن حكومة طهران ما زالت تواصل انتهاكاتها، من دون إبداء أدنى اهتمام.

السيد روسن رغم كبر سنّه، ما زال مصرّاً على موقفه. لكنه، كما صرح مؤخراً، بدأ يشعر بالتعب بدنياً. اللافت للانتباه أن موقفه الاحتجاجي وصل إلى الكثير من السجناء الأجانب في طهران، وأعلنوا تضامنهم معه. اثنان منهم أعلنا مؤخراً إضرابهما عن الطعام. الملاحَظ أن السيد روسن يتميَّز غيظاً على صنّاع القرارات في أميركا وأوروبا. والسبب، حسب قوله، أنهم بدلاً من العمل يداً بيد وبروح فريق واحد ليتمكنوا من تحقيق الأهداف المطلوبة ذات الصلة بالإفراج عن السجناء، دخلوا في تنافس فيما بينهم من أجل الإفراج على مواطنيهم. تلك المنافسة المحتدمة أتاحت للنظام الإيراني فسحة كافية لممارسة ضغوطه على كل دولة على حدةٍ، وفرض شروطه لتحقيق أهدافه. السيد روسن يرى أن سياسة «فرّق تَسُدْ» تنطبق تماماً على السياسة الإيرانية في هذا الخصوص. اللعبة الإيرانية لا تختلف عن تلك التي كان يمارسها نظام العقيد القذافي. لكن ما يحدث في إيران، خلال السنوات الراهنة، تجاوز كل السوابق. المعلقون السياسيون يرون أن لعبة المقايضة بالبشر مربحة لحكومة طهران من نواحٍ عدة. وأنها، بمرور الوقت، امتلكت تجارب وخبرات، مكّنتها من تحقيق أهدافها. المشكلة أن استمرارها في ممارسة اللعبة تفاقم في السنوات الأخيرة، وبشكل ملحوظ، خصوصاً ضد مواطنيها ممن يحملون جنسيات بلدان أخرى. وعلى ما يبدو، فإن الحلول الفردية لمواجهة الإشكالية، كما قال السيد ورسن، لا جدوى منها. وإلى أن يحين الوقت الذي تنتبه فيه دول العالم إلى هذه الحقيقة، فإن مسلسل المقايضة الإيراني ستتواصل حلقاته المحزنة. فهل من مدّكر؟

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

رئيس الجمهورية استقبل وزير الطاقة السوري وأشاد بالتعاون العربي لمساعدة لبنان الزامل: توجيهات الرئيس الأسد تقضي بتقديم كل العون والتسهيلات

وطنية/25 كانون الثاني/2022

استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، بعد ظهر اليوم في القصر الجمهوري في بعبدا، وزير الطاقة السوري المهندس غسان الزامل بعيد وصوله الى لبنان، عشية توقيع عقد تزويد الطاقة الكهربائية من الأردن عبر سوريا. ورافق الوزير الزامل، وزير الطاقة والمياه المهندس وليد فياض، والسفير السوري في لبنان السفير علي عبد الكريم علي.  وخلال اللقاء، نقل الزامل الى الرئيس عون تحيات الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد، وتوجيهاته "بتقديم كل العون والتسهيلات كافة لكي يتم تنفيذ هذا المشروع". وشكر الرئيس عون، الوزير الزامل على "ما أنجزته سوريا لتسهيل توقيع العقد"، مشيدا "بالتعاون العربي القائم لدعم لبنان من قبل اشقائه، لا سيما في هذا الظرف الصعب الذي يجتازه".

 فياض

بعد اللقاء، ادلى الوزير فياض بتصريح قال فيه: "عقدنا لقاء بعد ظهر اليوم مع فخامة الرئيس اتى ضمن اطار الزيارة التي يقوم بها معالي وزير الطاقة السوري الأخ غسان الزامل، بحضور سعادة السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي. وكان لنا شرف استقبال معاليه على الحدود مع سوريا. ومن المتوقع ان نقوم غدا بتوقيع عقد تزويد الطاقة من الأردن. ولهذه الغاية سنستقبل بعد قليل معالي الوزير الأردني صالح الخرابشي. كما سنوقع اتفاقية عبور الطاقة من الأردن الى لبنان عبر سوريا، وبالتعاون مع الاشقاء العرب". أضاف: "انني ارحب بمعالي الوزير في لبنان. ونحن وضعنا فخامة الرئيس في جو هذا التعاون الاستراتيجي الحاصل، وهو خطوة هامة جدا في إعادة بناء الشراكات التاريخية بين البلدين ومع الاشقاء العرب عموما، من مصر والأردن والعراق الذين يقفون جميعا الى جانب لبنان. ونأمل ان يكون هذا التعاون بنَّاء لمصلحة كل الاشقاء العرب. وفي الوقت عينه، فإن الأهمية الحياتية لهذا الملف تكمن في التمكن خلال الفترة القريبة، خلال شهرين او اقل، من تأمين كهرباء إضافية لشبكة كهرباء لبنان بكلفة أرخص وأقل تلوثا من الكهرباء التي تؤمنها المولدات الخاصة، فنحصل على ساعتين اضافيتين من التغذية او 200 ميغاوات".

الزامل

بعدها تحدث الزامل، فقال: " أجرينا لقاء قصيرا مع السيد رئيس الجمهورية وأبلغناه تحيات السيد الرئيس بشار الأسد. وإن توجيهات سيادة الرئيس تقضي بتقديم كل العون وكل التسهيلات لكي يتم تنفيذ هذا المشروع. ونحن في سوريا لسنا بحاجة الى أضواء من احد ولا أي اشارات من أحد. لقد عملنا ما في وسعنا منذ اول اجتماع، حيث تكلمنا انه في نهاية العام سيكون خط الربط جاهزا. وفي 29 من الشهر الماضي، أبلغنا الجانبين الأردني واللبناني عن جهوزية الخط. وتوجيهات الحكومة السورية تقضي بتقديم كافة التسهيلات لاتمام هذا الاتفاق. ونحن جاهزون الآن للتوقيع، واتينا للشهادة على التوقيع من قبل الطرفين اللبناني والأردني".  وردا على سؤال عما تحمله هذه الزيارة الى بيروت بعد انقطاع دام قرابة 11 سنة، أجاب الوزير الزامل: "هي زيارة لأشقائنا في لبنان، وكنا سابقا نعتبر انفسنا شعبا واحدا في بلدين شقيقين. وهي زيارة لا استطيع ان أقول انها بداية للتعاون العربي - العربي، لأن هذا التعاون مدعوم من سيادة الرئيس بشار الأسد ومن قبل الحكومة لتسهيل وإعادة تفعيل التعاون العربي بشكل عام".  وردا على سؤال آخر، أوضح الوزير فياض "ان موضوع الغاز تطرق اليه البنك الدولي بشكل أسرع مما تطرق اليه بالنسبة الى الكهرباء، والبنك الدولي خصص مبلغ 300 مليون دولار لبرنامج الغاز، بينما ما يبحث عنه البنك الدولي اليوم هو إضافة التمويل لأجترار الكهرباء من الأردن الى لبنان عبر سوريا". وسئل عما اذا كانت هناك إشارات إيجابية من البنك الدولي في هذا الاتجاه، أجاب الوزير فياض: "نعم هناك إشارات إيجابية، ونحن سنلتقي مع المسؤولين في البنك الدولي في هذا الاطار ومن بينهم المدير العام لمنطقتنا".

 

مجلس الوزراء أنهى أولى جلسات درس الموازنة برئاسة ميقاتي وتستأنف غدا

وطنية/25 كانون الثاني/2022

أنهى مجلس الوزراء، الخامسة عصر اليوم، أولى جلسات درس الموازنة العامة لعام 2022 ومناقشتها في السرايا الحكومية، برئاسة رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي.  وتستأنف الجلسة يوم غد الأربعاء، التاسعة صباحا في السرايا.

 

إحباط عملية تهريب الكبتاغون بالشاي السيلاني “المدعوم”!

وطنية/25 كانون الثاني/2022

أعلن وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي “ضبط شحنة كبتاغون داخل 7 طن من الشاي السيلاني المدعوم، في طريقها إلى توغو في أفريقيا على أن تصل إلى الخليج، وعلى الأرجح إلى السعودية”. وأضاف، في مؤتمر صحافي: “وعدنا ألاّ يكون لبنان مصدّرًا للأذى ومصدّرًا للسموم والعمل الدقيق أدى إلى ضبط هذه العماية. الشحنة وصلت اليوم إلى بيروت وكانت من الممكن أن تصل إلى إخواننا العرب لولا العملية الأمنية والأمن الاستباقي”. وجدّد مولوي التأكيد “للجميع ولإخواننا العرب أن كشف شبكات الكبتاغون دليل على جدّية عملنا”. ونوّه بـ”المتابعة والعمل الأمني الدقيق الذي قامت وتقوم به شعبة المعلومات من خلال متابعة كل شبكات تهريب الكبتاغون. والأمن الداخلي بخير في لبنان وقادر أن يمنع الشرّ”. في السياق، أشارت معلومات “الجديد” إلى أن “شحنة الكبتاغون المضبوطة في الشاي عبارة عن 430 كرتونة تزن كل واحدة منها نحو 17 كيلوغرامًا. والشحنة المضبوطة علمت بها شعبة المعلومات بعد مغادرتها مرفأ بيروت بثلاثة أيام واستردت من خارج المياه الإقليمية”.

 

الراعي لمجلس نقابة المحررين: نطالب بمؤتمر دولي وليس تأسيسيا لتطبيق الطائف وقرارات الشرعية الدولية وإعلان الحياد وحل قضية اللاجئين والنازحين

وطنية/25 كانون الثاني/2022

 استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي في الصرح البطريركي في بكركي، ظهر اليوم، المجلس الجديد لنقابة محرري الصحافة اللبنانية برئاسة النقيب جوزف القصيفي الذي استهل اللقاء بالقول: "عندما ندخل هذا الصرح نستعيد صورا من ماض غابر اختلط فيه العرق بالدم، والألم بالامل، والمعاناة بالرجاء، والصدمة بالحلم، وكان فيه الأحبار الذين تعاقبوا على سدته التي أعطيت مجد لبنان شهودا وشهداء في سبيل وطن تكور جنينا في رحم الزمان، إلى أن أبصر النور في الأول من ايلول 1920، وإذا كانت فرنسا هي عرابة دولة لبنان الكبير، فإن بكركي كانت القابلة الوطنية التي شالت رأسه سليما معافى من بين ركام السياسات الدولية والاقليمية المتماوجة في مد وجزر يحوطهما الغموض والالتباس".

 أضاف: "لكن هذا اللبنان لم يهنأ له عيش، لأننا لم نعرف ان نبني دولة على قاعدة المواطنة، المركوزة في مؤسسات، والمستندة إلى قوة القانون، فأطاحت بها المحاصصة التي أسقطت عليها لبوس الطوائف وحقوقها. ولاننا لم نتمكن من تحصين أنفسنا في وجه الصراعات الخارجية التي تهب على وطننا من دون توقف، اصبح الداخل أسير اللعبة الدولية - الاقليمية، ومن في خارج الحدود داخل حدودنا، مسقطا حصانتنا الوطنية". وتابع: "في آخر زيارة لمجلس النقابة إلى الديمان، قبل سنة من المئوية، سألت عن مدى نجاح صيغة لبنان الكبير في بناء وطن ودولة، وفي زيارة مجلس النقابة بعيد انتخابه، إلى رئيس الجمهورية سألت أيضا اذا كان المطلوب الوصول إلى حال من الاهتراء، يعقبها ولادة لبنان آخر مختلف؟ واذا كان الأمر كذلك: هل سيكون موحدا، أو مقسما، أو هجينا  لا يشبه ابدا الوطن الذي سعى مؤسسو دولته إلى بنائه؟". وقال: "صاحب النيافة والغبطة، عذرا اذا أثرت هذه الخواطر أمامكم. لأنكم الاقدر على فهم معانيها وابعادها، فأنتم مؤتمنون على تراث الأحبار البناة، وتنظرون إلى لبنان كبستان بورود متنوعة الألوان والشميم، لكنه في سجل التاريخ ووقوعاته، باقة عطرة متناغمة منسجمة في منظومة الجمال، لا بيتا بمنازل كثيرة تسوده ثقافة المعازل. نعول على دور كبير لكم يكون جامعا للبنانيين ومؤلفا بين قلوبهم، كما عودنا هذا الصرح الكريم، ومن توالى عليه من رعاة حملوا بشارة القيامة في الازمنة الصعبة".

الراعي

ورد الراعي قائلا: "نجدد تهنئتنا لك نقيب بتجديد زملائك الصحافيين الثقة بك، والشكر لك على ريشتك الذهبية. يسعدني أن أستقبلكم اليوم مجلس نقابة محرري الصحافة اللبنانية وأشكر رئيس النقابة النقيب العزيز الأستاذ جوزف القصيفي على كلمته اللطيفة التي تفضل بها باسمكم والتي وضع فيها كل العناوين التي تختصر واقعنا في لبنان ومشاكله، والذي نعول عليكم أنتم كصحافيين، بقضايا التحرير والتحليل. نحن بتنا بأمس الحاجة أن نقرأ التحاليل الصحافية للأوضاع التي نحن فيها. الصحيفة من مقالات تحليلية لا طعم لها، نحن بحاجة إلى التحليل السياسي الموجه، وهنا يكمن دور نقابتكم ومجلس النقابة هو المصمم لهذا الأمر. قلت هذا الشيء لأن المجتمع اللبناني بأمس الحاجة إلى توجيه لقراءة الأحداث وتحليلها. الشعب اللبناني ضائع اليوم بين مواقع التواصل الإجتماعي وخبر من هنا وآخر من هناك وبين الأحداث المتتالية باستمرار، ونحن من هذا الشعب الذي يقرأ في الصحيفة التحاليل عن الأوضاع التي نحن فيها اليوم".

أضاف: "أتمنى لكم التوفيق وكل منكم له قدرته ودوره البناء من أجل المجتمع اللبناني. ويهمني القول ان لبنان وشعب لبنان بحاجة للخروج من حالة اليأس والقنوط، أي بإمكان تحليل الأمور بوجهها الإيجابي ونتائجها الإيجابية للخروج من النظرة السوداية للأمور. في معظم الأحيان بات معظم اللبنانيين متشائمين ولا يصدقوا الخبر الجميل. وعلى الرغم من ذلك، نحن بحاجة إلى القيام بحملة مضادة على اللاثقة واليأس والقنوط. نحن ننظر إليكم وإلى دوركم من خلال كتاباتكم وتحاليلكم اليومية والرأي العام العالمي والداخلي ينتظر وجهة نظركم. علينا خلق تيار إيجابي للبنان ولنعمل لإيقاف التيار السلبي. لنتحدث عن الإيجابيات ولنساعد الناس، فهم ليسوا بحاجة فقط إلى خبزهم اليومي، فهم بحاجة، أيضا، إلى خبز فكري يخرجهم من يأسهم ووجعهم". وتابع: "أعبر عن شعور ذاتي أن الشعب بحاجة إلى الخروج من اليأس. هناك الكثير من الأحداث الإيجابية عليكم الإضاءة عليها كي لا تمر مرور الكرام. لا يمكن لنا ألا ننظر بإيجابية إلى الوفود الوزارية والنيابية التي تزور لبنان في هذه المرحلة بالذات، لهذه الزيارات قيمتها وعلينا أن نظهر ذلك. ولا يمكن لنا أن نمرر مرور الكرام الكلام الذي قاله وزير خارجية الكويت الذي، وكما قال، إنه يزور لبنان بإسم دول الخليج. ولا يمكن لنا أن نمرر كلامه أن لبنان أيقونة العرب وقوتهم. الوزير الكويتي يتحمل مسؤولية كلامه، وهو يرتكز على أن لبنان هو فعلا قوة العرب. هل لبنان قوة العرب بالسلاح؟ طبعا، لا". وأردف: "عليكم الدور الكبير لنجعل اللبناني يتغذى بالثقة والرجاء والأمل والتعلق بلبنان ليصمد بوجه هذه العاصفة، التي لا بد لها أن تمر، كما كل العواصف التي تأتي وتذهب. نحن في قلب العاصفة حاليا، وعلينا أن نتعاون ونتعاضد لتمر هذه العاصفة وتنتهي. هكذا أردت أن أحييكم اليوم كمجلس جديد لنقابة محرري الصحافة وعلى ثقة بكركي بكم وليس ثقتي وحدي بكم. بالثقة التي تحدث عنها النقيب القصيفي، نكمل بعضنا".

حوار

ثم دار حوار بين مجلس النقابة والراعي الذي قال ردا على سؤال عن تعليق الرئيس سعد الحريري نشاطه السياسي: "فاجأني هذا القرار ولم أكن أنتظره شخصيا. للرئيس سعد الحريري شخصيته ودوره واعتداله، لا يمكن لنا أن ننسى السنوات التي كان فيها مسؤولا وكان يسير دائما بخط المرحوم والده ألا وهو خط الإعتدال. كما أنني لم أكن أنتظر أن تعليق العمل السياسي سيشمل تيار المستقبل. للوهلة الأولى أعتبر أن هكذا قرار سيخلق خللا في المكون اللبناني. وكنت أتمنى ألا يعلق الرئيس الحريري نشاطه السياسي وكذلك تيار المستقبل. إذا كان الرئيس الحريري له ظروفه وأسبابه، ولماذا القرار يشمل تيار المستقبل؟ نأمل ألا يتسبب ذلك بخسارات وخلل كبير في المجتمع اللبناني وآمل أن يعرف السنة الكرام اتخاذ موقعهم في المجتمع اللبناني، لأن لبنان لا يمكن له التخلي عن أي مكون من مكوناته والسنة مكون كبير ونأمل خيرا وأنا لم ألتق أحدا منهم لتكون الفكرة أوضح بالنسبة إلي".

وردا على سؤال حول دور الفاتيكان في هذه المرحلة التي يمر بها لبنان، قال الراعي: "نحن نمر بصعوبات ولكن علينا ألا نسقط أمامها، علينا القول إن لبنان هو وطننا وعلينا أن نبنيه بالتجرد والتعاون وبتضافر القوى وبالثقة. هذا لا يحتاج إلى الخارج ليقول لنا عن هذه المسلمات. هل ننكر أن الثقة ببعضنا البعض غائبة؟ لماذا تغيب هذه الثقة عن بعضنا البعض؟ رئيس الجمهورية دعا إلى حوار، النصف رفضه. الرئيس ماكرون يدعوهم كلهم يحضرون. لماذا؟ لأن الثقة غائبة. علينا إيجاد الثقة بين كل مكونات المجتمع اللبناني. إذا غابت الثقة ببعضنا "ما بيمشي البلد". الزوجان إذا غابت الثقة بينهما هل تستقيم العائلة؟ الثقة لا تشرى بل علينا خلقها. نبني هذه الثقة عندما أقول إن علي أن يكون لدي ثقة بالغير. الثقة لا تبنى بالإساءات في الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي، الثقة تكون من خلال التفاهم. نقطة الضعف لدى القيادات  أنها لا تستطيع النظر بعيون بعضها البعض، في وطن أطلق عليه وطن الحوار والرسالة، الأفكار المسبقة ليست حقيقة منزلة. إذا غاب الحوار غابت الثقة. نحن مجتمع واحد ولدينا وطن واحد ومصير واحد ومسؤولية واحدة مشتركة من دون خلفيات نستطيع التفاهم. ولكن إذا كانت لدي حسابات وارتباطات أخرى فهذا موضوع آخر. هذه هي مشكلتنا في لبنان، ولهذا السبب الثقة غائبة. لماذا الثقة بالوطن غائبة؟".

وردا على سؤال عن زيارة وزير خارجية الكويت إلى لبنان، قال الراعي: "ما ردده الوزير الكويتي حول تطبيق اتفاق الطائف أفرحني ونحن معه في هذه الدعوة. نحن يعنينا تطبيق قرارات الشرعية الدولية. طبعا تعنينا سيادة لبنان وتقوية الجيش اللبناني والوحدة اللبنانية وحماية الكيان اللبناني".

وردا على سؤال حول سلاح "حزب الله"، قال: "عودوا إلى ما يقوله اتفاق الطائف. معاناتنا تكمن في عدم تطبيق اتفاق الطائف الذي طبق جزئيا. هذا ما يعنيني مما قاله الوزير الكويتي، لأن ما أشرت إليه أنا هو الألف باء لكل شيء وهو ما نطالب به كل يوم. نحن نطالب بمؤتمر دولي وليس بمؤتمر تأسيسي، لتطبيق الطائف أولا روحا ونصا وتطبيق قرارات الشرعية الدولية وإعلان حياد لبنان وحل قضية اللاجئين الفلسطينيين والنازحين السوريين". وعن موقف المجتمع الدولي من النازحين السوريين، قال: "موقف المجتمع الدولي حيال النازحين السوريين هو قرار سياسي وقع علينا وبال".

وردا على سؤال حول دور الكنيسة المارونية في لبنان، قال: "هل من يختلف على دور الموارنة في لبنان؟ طبعا لا. لا يمكن للموارنة اليوم الإنكفاء عن الدور الذي بناه أجدادهم، الا وهو الولاء للبنان والعمل من أجل لبنان. لبنان ليس مارونيا وليس للموارنة الذين لعبوا دورا كبيرا من أجله. على الموارنة توحيد كلمتهم ورؤيتهم والتخلي عن خلافاتهم. أن تكون هناك أحزاب متنوعة هذا طبيعي، ولا يجوز الإختلاف على القضايا العامة وفق مصالح حزبية وشخصية. لا مصالحكم ليست أكبر من لبنان. إذا عاد الموارنة إلى هذه المرتكزات الأساسية بإمكانهم لعب دور الأجداد الذين بنوا لبنان. ولا أحد ينسى ما قاله شارل مالك عن مسؤولية الموارنة: "إذا خربت بكركي راح لبنان بس إذا خرب لبنان بكركي بتردوا".

أضاف: "البطريرك صفير قال يوما "مجد لبنان أعطي لشعب لبنان". نعم أعطي لشعب لبنان المناضل صاحب الولاء للبنان. لذلك بكركي تمثل هذا الشعب". وردا على سؤال قال الراعي: "لا أريد تحميل الموارنة المسؤولية حول الأوضاع التي وصلنا إليها في لبنان. كلنا يعرف السبب الذي أوصل لبنان إلى ما هو عليه اليوم. يجب الا نحمل الموارنة الخراب الموجود في لبنان. انا ادعو الموارنة للعب الدور لخير لبنان واللبنانيين".  وعن العلاقات بين المرجعية المارونية والمرجعية الشيعية وهل هناك قطيعة بينها، قال الراعي: "البطريرك الحويك قال الإنتماء الى لبنان يكون عبر المواطنة لا عبر الدين. الإنتماء اليوم للبنان هو انتماء طائفي. ونحن نرفض في بكركي استعمال كلمة طائفي. ولم نتحدث يوما مارونيا أو مسيحيا، دائما نتحدث عن لبنان الدولة المتماسكة القوية. هذا هو مبدأنا. وانا لا اريد أن اعتبر ان هناك خلافا بين الموارنة والشيعة. كنا نعقد اجتماعات وكانوا يشاركون معنا ونحن بانتظار انتخاب رئيس المجلس الشيعي الأعلى خلفا للمرحوم الشيخ عبد الأمير قبلان. إذا تحدث أحد عن موضوع ما لا يعني ذلك ان هذا رأي الشيعة. نحن والرئيس بري تربطنا علاقة ممتازة واتصالاتنا دائمة. اما في ما خص حزب الله فهناك لجنة تمثلنا وتمثله ما زالت تجتمع. ولا يجوز القول أبدا ان هناك قطيعة بين بكركي والشيعة. وكان شيخ عقل الموحدين الدروز مهتما بعقد قمة روحية وهو يقوم بالإتصالات لذلك".  وفي ختام اللقاء، القى الزميل علي يوسف مداخلة مطولة حول الواقع الدولي والعربي واللبناني في الفترة الحالية والمتغيرات الكبيرة التي تحدث وضرورة النقاش حول موقع لبنان في هذه المتغيرات وصولا الى حلول حقيقية على مستوى السياسات الخارجية والداخلية وعلى المستوى الإقتصادي، وقد أثنى الراعي على المداخلة وطلب من يوسف كتابتها وتحويلها الى ورقة عمل للحوار الوطني.

زوار

كذلك استقبل الراعي اليوم سفير لبنان لدى الفاتيكان فريد الخازن، السيد فادي مرتينوس رئيس اتحاد بلديات جبيلفادي مرتينوس ، رئيس رابطة قنوبين للرسالة والتراث نوفل الشدراوي ، نقيب اصحاب صناعة الخبز في جبل لبنان ورئيس اقليم كاريتاس كسروان الثاني انطوان سيف الذي عرض شؤونا اقتصادية ومعيشية واجتماعية، ثم رئيس بلدية المجدل قضاء جبيل سمير عساكر الذي سلم الراعي ملفا مفصلا عن آخر التعديات الحاصلة على اراضي جرود جبيل وكسروان.

 

الراعي استقبل وزير التربية وسفير لبنان في الفاتيكان

الحلبي: الاجابة على الورقة العربية قيد التحضير

وطنية/25 كانون الثاني/2022

 استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي وزير التربية والتعليم العالي وزير الإعلام بالوكالة عباس الحلبي الذي قال بعد اللقاء:" تشرفت بزيارة صاحب الغبطة وتحدثنا عن الهم المشترك حول موضوع التربية مع كل الاضطراب الذي يشهده العام الدراسي. غبطته يحمل هم اولياء الامر والمؤسسات التربوية والتلامذة في كيفية اتمام هذه السنة الدراسية مع كل المصاعب الوبائية وبصورة خاصة المصاعب المعيشية وموضوع الاقساط". أضاف:"تحدثنا في هذا الموضوع وتبادلنا الرأي واخذنا بعض النصائح على ان يستكمل هذا الحديث في اجتماع قريب يعقد في بكركي مع المعنيين في التربية لمحاولة استخلاص النتائج التي يمكن ان تؤدي الى اراحة السنة الدراسية".

 سئل : هل تباحثتم في الهم الوطني؟

أجاب: الهم الوطني دائما حاضر في كل لقاء مع غبطته الذي يؤكد على المبادئ الاساسية للبنان، هذه المبادئ التي نحب ان نرى لبنان مستمرا فيها مع مراعاة انتمائه العربي ووحدته الوطنية في الداخل".

سئل:هل الحكومة قادرة على الاجابة عن الورقة العربية؟ اجاب:" اعتقد ان الاجابة هي قيد التحضير بين دولة الرئيس ووزير الخارجية وبالتأكيد ستعرض علينا لاحقا".

واضاف :" ليس من المفترض ان تعترضها اية مشاكل اذا كان التفاهم الداخلي قائما."

السفير الخازن

كما التقى  البطريرك الراعي  سفير لبنان لدى الفاتيكان فريد الخازن.

ومن الزوار: رئيس بلدية المجدل - قضاء جبيل سمير عساكر على الزوار.

 

جعجع: أبدي تعاطفي الشخصي مع الشيخ سعد رغم تباينات عدة اعترت العلاقة بيننا

وطنية/25 كانون الثاني/2022

أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أنه "على الرغم من تباينات عدة اعترت العلاقة بيننا وبين الرئيس سعد الحريري وتحديدا في المقاربات السياسية المتعلقة بالحكم، الا أنني لا أستطيع في هذه اللحظات بالذات إلا ان أبدي تعاطفي الشخصي مع الشيخ سعد". وقال في تصريح مباشر له: "واذ نحترم ونقدر الاصدقاء والاخوة في "تيار المستقبل"، نصر على التنسيق معهم ومع كل ابناء الطائفة السنية في لبنان ومع كل المخلصين والمؤمنين في الطوائف الأخرى بالقضية اللبنانية حتى ينتصر لبنان الدولة والسيادة والحرية غير الخاضع لإرادة ايران، ولبنان الخالي من الفساد، وحتى لا يموت شهداء الحرية والسيادة في لبنان مرتين، من كمال جنبلاط وبشير الجميل ورفيق الحريري ومحمد شطح وكل قوافل الشهداء الأبرار".

 

باسيل: في حدا مصمم يعمل الحرب

وطنية/25 كانون الثاني/2022

غرد رئيس تكتل "لبنان القوي" النائب جبران باسيل، عبر حسابه على "تويتر": "في حدا اختار يتعاقب حتى يمنع الحرب الاهلية، وفي حدا وافق ينسحب حتى ما يسمح بالحرب الأهلية، بس في حدا مصمم يعمل الحرب، ومش مهم إذا طعن حليفه بالضهر او خان تفاهم لمصالحة تاريخية. المهم ينفذ أجندة خارجية وتوقع الفتنة بلبنان. الخيار هو بين ميليشياوي مهووس بالحرب وابن دولة يعمل لمنعها".

 

المجلس الوطني لرفع الإحتلال الإيراني عن لبنان: لالتزام بنود المبادرة العربية

وطنية/25 كانون الثاني/2022

 ناشد "المجلس الوطني لرفع الإحتلال الإيراني عن لبنان" في بيان، رؤساء الجمهورية ميشال عون ومجلس النواب نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي، "الالتزام الحرفي لبنود المبادرة العربية التي حملها وزير خارجية الكويت الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح".  ورأى ان "خروج لبنان من أزمته الوطنية والسياسية والاقتصادية والمالية مرتبط بأمل نجاح هذه المبادرة الأخوية التي تحظى بدعم دولي". ونوه المجلس ب" اهتمام العرب بلبنان الذي يفوق بدرجات اهتمام المسؤولين اللبنانيين فيما حزب الله الذي يمارس احتلالا إيرانيا موصوفا على لبنان حدد جدول أعمال مجلس الوزراء ونفذه رئيسا الجمهورية والحكومة اللذان لم يناقشا المبادرة خلال اجتماع الحكومة".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 25-26 كانون الثاني/2022

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 25 كانون الثاني/2022

جمع واعداد الياس بجاني

http://eliasbejjaninews.com/archives/105855/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1312/

 

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

LCCC English News Bulletin For Lebanese & Global News/January 25/2022

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

http://eliasbejjaninews.com/archives/105857/lccc-english-news-bulletin-for-lebanese-global-news-january-25-2022/

#LCCC_English_News_Bulletin